You are on page 1of 21

‫وزارة التعليــم العايل و البحث العلمي‬

‫جامعــة محمد الصديق بن حيي‪-‬جيجل‪-‬‬


‫لكيــة احلقوق‬
‫قســم العلـــوم السيــاسيــة‬

‫نظرايت التاكمل و الاندماج‬


‫ختصص عالقات دولية‪،‬‬ ‫موّجة لطلبة الس نة الثالثة‪ ،‬ه‬ ‫حمارضات ه‬
‫اخلامس‬ ‫سدايس‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫مطبوعة جامعيـــة لتحضيــــر التأهيـــل اجلامعـــــي‬
‫اعـــــداد ادلكتــــورة‪:‬‬
‫املطبوعة البيداغوجية مللف التأهيل اجلامعي‬
‫من اعداد الس تاذة‪:‬‬
‫د‪ .‬زراوليــــــة فـــــوزيـــــــة‬

‫جلنـــــــــة اخلبــــــــراء‪:‬‬

‫اجلامعة‬ ‫ادلرجة العلمية‬ ‫الامس و اللقب‬ ‫الرق‬


‫جامعة اجلزائر "‪"3‬‬ ‫أس تاذ حماضــر‬ ‫د‪ .‬فـــــــول مراد‬ ‫‪01‬‬
‫جامعة جيجل‬ ‫أس تاذ حماضـــر‬ ‫د‪ .‬عتامنة رش يد‬ ‫‪02‬‬
‫جامعة جيجل‬ ‫أس تاذة حمارضة‬ ‫د‪ .‬محوم فريدة‬ ‫‪03‬‬

‫«الس نة اجلامعية‪»)2018-2017( :‬‬


‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫املـــاور الســاسيــة‪:‬‬

‫املـــــاضـرة الوىل‪ :‬التاكمل‪ :‬دراسة يف املفاهمي و التصنيفات‬


‫املارضة الثانيــــــة‪ :‬النظريـــة الفديراليـــــة‬
‫املارضة الرابــعة‪ :‬النظريـــــة الوظيفيـــة التقليديـــــة‬
‫املارضة اخلامسة‪ :‬النظريـــــة الوظيفيـــة اجلديدة و الوظيفيـــــة اجلديدة‪-‬اجلديدة‬
‫املارضة السادسة‪ :‬منظــــور الاعامتد املتبادل‬
‫املارضة السابعة‪ :‬املقاربــــــة االتصـــاليــــــة‬
‫املارضة الثامنة‪ :‬املقاربة مابني احلكومية اللبرياليــة‬

‫‪2‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫منذ هناية احلرب العاملية الثانية‪ ،‬شهدان تناميا ملحوظا للتجارب التاكملية يف العامل‪ ،‬سواء بني ادلول املتق هدمة أو ادلول‬
‫النامية‪ .‬وقد اكن النجاح و الانتشار اذلي حقهقه الاحتاد الورويب يف س نوات التسعينات دافعا وحافزا قو هاي للمبادرة‬
‫ابلعديد من التجارب التاكملية االقلميية يف مجيع اجملاالت‪ :‬الاقتصادي‪ ،‬الس يايس‪ ،‬وادلفاع‪ .‬ابلرمغ أ هن البعض مهنا قد‬
‫عرف تراجعا بسبب حاالت الالاس تقرار الس يايس و الزمات الاقتصادية اليت أفرزهتا الامنذج التمنوية املطروحة من‬
‫طرف احلكومات‪ ،‬االه أهنا عادت من جديد بعد احلرب الباردة‪ ،‬حىت تعيد النظر يف البنية الوظيفية و الهداف ه‬
‫املسطرة‪.‬‬
‫تنظر للفكر المين و مناجه حتقيق التعاون‬ ‫مجيع التجارب التاكملية يه وليدة مبادرات أاكدميية واسعة‪ ،‬واليت ه‬
‫بتطور الفكر الفلسفي الليربايل‪ ،‬وكذا‬
‫الاقتصادي‪ .‬لكن هذا التنظري لفكرة التاكمل و الاحتاد ليس حديثا‪ ،‬بل يرتبط ه‬
‫أفاكر املدرسة القانونية بعد احلرب العاملية الوىل‪ .‬وقد مث هلت حروب ادلول القومية و الرصاع من أجل احلدود دافعا‬
‫أساس يا لهذا الطرح التاكميل‪ ،‬فقد اعتقد العديد من املفكرين أ هن الوحدة يه السبيل الوحيد من أجل حتقيق ا هلسمل و‬
‫احتواء الزنعات العدوانية‪ ،‬أو احلروب ادلولية الشامةل‪ ،‬مثل احلرب العاملية الوىل و احلرب العاملية الثانية‪ ،‬واليت اكنت‬
‫مبثابة االنذار لدلميقراطيات الغربية‪.‬‬
‫خالل هذه املرحةل‪ ،‬ازدهر حقل ادلراسات التاكملية يف العالقات ادلولية بشلك غري معهود‪ ،‬وبرزت لنا تيارات فكرية‬
‫متباينة‪ ،‬مثل‪ :‬النظرية الفديرالية‪ ،‬النظرية الوظيفية التقليدية‪ ،‬النظرية الوظيفية اجلديدة‪ ،‬النظرية الوظيفية‬
‫اجلديدة_اجلديدة‪ ،‬املقاربة االتصالية للتاكمل ادلويل‪ ،‬منظور الاعامتد املتبادل‪ ،‬املقاربة مابني احلكومية الليبريالية‪ .‬من‬
‫خالل هذه املطبوعة‪ ،‬حناول مناقشة أمه نظرايت التاكمل و الاندماج السابقة ابلتفصيل‪ ،‬علام أ هن نظرايت التاكمل و‬
‫يدرس لطلبة الس نة الثالثة‪ ،‬عالقات دولية‪ .‬وسوف حناول تسليط الضوء عىل أمه املسلامت‬ ‫الاندماج يه مقياس أسايس ه‬
‫و املرتكزات الفلسفية للك نظرية أو مقاربة ابلتفصيل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫املارضة الولـــى‪ :‬التاكمل و الاندماج‪ :‬االطـــــار املفاهيـــــمي و التصنيـــــفات‬

‫مقدمة‬
‫قادت التحوالت البنيوية و الوظيفية اليت عرفهتا القارة الوروبية منذ حلول القرن املايض اىل اعادة النظر يف‬
‫منظورات المن امجلاعي و حىت املقارابت الليربالية التقليدية من أجل التعاون بني ادلول‪ .‬اذ سامهت التحدايت اجلديدة‪،‬‬
‫تطور الفكر التاكميل بشلك ملحوظ‪ :‬مفع بداية عقد الس تينات‪ ،‬ملس نا ذكل الاتساع‬ ‫وخاصة بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬ب ه‬
‫للدبيات املهت هة ابلفكر التعاوين و التاكميل‪ ،‬سواء تعل هق المر بكتهاب الزنعة التدخليهة ‪ Iterventionist‬أمثال بيال ابالسا‬
‫منظري املدرسة البنيوية أمثال‪ :‬شارلز كيندلربجر ‪ ،Charles Kindleberger‬ألفريد مارشال ‪Alfred‬‬ ‫‪ ،Balassa Bela‬أو ه‬
‫‪ ،Marchal‬غوانر مريدال ‪ ،Gunnar Myrdal‬فرنسوا بريو ‪ .Françoise Perroux‬لكههم أثبتوا أ هن الفكر التاكميل و التعاوين مل‬
‫يصبح منحرصا يف نظرية الاحتاد امجلريك‪ ،‬ولكن ال بده من الاهامتم ابلبعاد الاجامتعية للمسارات التاكملية‪.‬‬
‫االطار املفاهميي للتاكمل‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قبل اس تعراض نظرايت التاكمل و الاندماج‪ ،‬ال بد أن نفهم االطار املفاهميي لهذه الظاهرة و اس تخداماته الواسعة‪.‬‬
‫وظف مصطلح التاكمل ‪ Integration‬يف العديد من الدبيات املعنية بتحليل الظواهر الاقتصادية أو الس ياس ية‪ ،‬وحىت‬ ‫ه‬
‫يفصل الباحثون يف تعريف دقيق أو متهفق عليه‪ ،‬وغياب االجامع يرتبط‬ ‫يف حتليالت الس ياس ية اخلارجية‪ ،‬لكن‪ ،‬مل ه‬
‫أساسا بتعقيد الظاهرة التاكملية و تعده د أبعادها‪ .‬اذ لغاية يومنا هذا‪ ،‬مازال اجلدل قامئا حول طبيعة املسار التاكميل‪ ،‬هل‬
‫هو مسار ‪ Process‬أم حاةل ‪ ،State‬حىت أنه يف بعض احلاالت يمت استبدال مصطلح التاكمل ابلعديد من املصطلحات‬
‫الخرى اليت تصف حاالت تعاونية أخرى سواءا يف اجملال المين‪ ،‬الس يايس‪ ،‬أو الاقتصادي‪ .‬والتوظيف ه‬
‫املوسع‪ ،‬واملهبم‪،‬‬
‫وغري ادلقيق ملصطلح التاكمل‪ ،‬واستبداهل مبرادفات أخرى تصف ظواهر خمتلفة‪ ،‬يضاعف من صعوبة هم همة املل هل‬
‫الس يايس يف العالقات ادلولية‪ ،‬اذ ال ميكن الفصل بني السوق املشرتكة‪ ،‬الاحتاد امجلريك‪ ،‬أو التاكمل ادلويل‪ ،‬فهل يه‬
‫مراحل أول هية من مسار التاكمل ادلويل‪ ،‬أو رضورة حتية لتشكيل أي تاكمل دويل؟ هل الس ياسات ادلفاعية اجلديدة‪،‬‬
‫جمرد س ياسات تعاونية؟‬
‫مثل منظمة القيادة االفريقية تعكس التاكمل ادلويل أو ه‬
‫يوظف مصطلح التاكمل ادلويل ‪ International Integration‬يف أدبيات العلوم الس ياس ية‪ ،‬غالبا ما يراد به‬ ‫عندما ه‬
‫التاكمل االقلميي ‪ ،Regional Integration‬دلرجة أنه قد اش تقت منه مفاهمي متقاربة‪ ،‬مثل‪ :‬القلمة ‪ ،Regionalism‬اضفاء‬
‫الطابع االقلميي ‪ ،Regionalisation‬مفا الفرق بني هذه املصطلحات الثالثة ؟‬

‫‪4‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫• االقلميية تشري ملسار تمنوي يف منطقة جغرافية معيهنة‪ .‬أما يف حقل العالقات ادلولية‪ ،‬فا هن االقلميية يه شلك من‬
‫أشاكل التعاون املؤسسايت بني دولتني أو أكرث‪ ،‬وأحياان تشري اىل بناء س يايس يمت قيادته من طرف مجموعة من ادلول‪،‬‬
‫والهدف السايس من االقلميية هو تنظمي العالقات بني ادلول و ترقية التعاون املتعدهد البعاد‪1.‬‬

‫• اضفاء الطابع االقلميي‪ :‬يه عبارة عن دينامكية التاكمل االقلميي‪،‬كام يعتربها بعض الباحثني أهنا مركزة‬
‫‪ Centralization‬للتدفهقات الاقتصادية يف فضاء جغرايف ه‬
‫معني‪.2‬‬
‫• التاكمل االقلميي‪ :‬منذ س نة ‪ ،1980‬استبدلت منظمة التجارة العاملية مصطلح االقلميية ابلتاكمل االقلميي لالشارة‬
‫اىل أي شلك من أشاكل الرتتيبات املؤسساتية الهادفة لتحرير أو تسهيل التجارة‪3.‬‬
‫ه‬
‫ابلرمغ من أ هن املنظامت ادلولية حتاول جاهدة تقدمي تعريف شامل للتاكمل االقلميي‪ ،‬االه أنه من الصعب ج هدا حتديد‬
‫تعريف دقيق‪ .‬اذ يعترب الغموض املفاهميي من أمه املأزق النظرية للفكر التاكميل‪ ،‬أو بصيغة أدق صعوبة الفصل يف مفهوم‬
‫التاكمل بني خمتلف املدارس الفكرية‪ .‬هذا االهبام و الغموض يعود جملموعة من العوامل‪:‬‬
‫• يف املقام الول‪ ،‬دراسة التاكمل االقلميي يقتيض العودة اىل احلقول املعرفية اخملتلفة‪ ،‬مثل‪ :‬الاقتصاد‪ ،‬عمل‬
‫الس ياسة‪ ،‬عمل الاجامتع‪ ،‬والعالقات ادلولية‪ ،‬ففي بعض احلاالت‪ ،‬يس تخدم "التاكمل االقلميي"‪ ،‬التاكمل الاقتصادي"‪،‬‬
‫"التاكمل الاقتصادي الاقلميي" ه‬
‫لدلالةل عىل نفس الظاهرة‪4.‬‬

‫تطورات‪ ،‬تق هدم و‬‫• اثنيا‪ ،‬مجيع التجارب التاكملية االقلميية يف أوراب‪ ،‬افريقيا‪ ،‬أمرياك‪ ،‬وأس يا مازالت تعرف ه‬
‫احنسار‪ ،‬ومل حتقهق أي واحدة مهنا التاكمل الشامل‪ ،‬لهذا فا هن بناء النظرية و حتديد االطار املفاهميي خاضع ه‬
‫للتغري ومازال‬
‫قيد البحث و ادلراسة‪.‬‬
‫• العامل الخري هو تباين التجارب التاكملية من اقلمي جغرايف لخر‪ ،‬اذ يؤكد التارخي أ هن حوافز ادلول من أجل‬
‫تشكيل التاكمل االقلميي مامتيزة و خمتلفة‪ ،‬حىت أ هن هناك فرق كبري بني ادلول املتقده مة و ادلول النامية‪ .‬مفنذ ‪،1960‬‬
‫تبن هت دول ما بعد الاس تقالل يف لك من افريقيا و أمرياك الالتينية‪ ،‬وأس يا التاكمل االقلميي اكسرتاتيجة تمنوية‪ ،‬أي هو‬
‫وس يةل يف اطار اسرتاتيجية تمنوية اقلميية‪ ،‬واذلي اكن يف صيغة التاكمل من خالل السوق و التاكمل املركهب‪ .‬يف حني‪،‬‬
‫لو نظران اىل التجربة التاكملية الوروبية‪ ،‬جند أ هن حوافز و خلفيات التاكمل‪ ،‬وحىت املقارابت خمتلفة لكيا عن نظرياهتا يف‬
‫ادلول النامية‪ ،‬ال ننفي أ هن التاكمل االقلميي هو اسرتاتيجية تمنوية يف أورواب أيضا‪ ،‬ولكن مرتبطة ابدلافع المين و ليس‬
‫بتحديث البنية الاقتصادية‪5.‬‬

‫لكن‪ ،‬هذا االهبام و الغموض عىل املس توى املفاهميي ال مينعنا من تقدمي بعض التعاريف للتاكمل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Figuière C and L Guilhot, "Caractériser les processus régionaux, les apports d’une approche en termes de‬‬
‫‪coordination," monde en développement, no. 135 (2006), p, 26.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Andrea Bonilla Bolanos, “A step further in the theory of regional integration: a look at the UNASUR’s‬‬
‫‪integration strategy,” working paper GATE 2016-2017, May 2016, p, 03.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ibidem.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Andrea Bonilla Bolanos, op. Cit., p, 03‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Ibid., p, 04‬‬

‫‪5‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫• لغواي‪ :‬من الناحية اللغوية الرصفة‪ ،‬فا هن أصل لكمة التاكمل هو‪ َ :‬مك َل وقد جاء يف الصحاح حتت هذا الصل‪.‬‬
‫الكامل‪ :‬الامتم‪ ،‬و فيه ثالث "حاالت "‪ َ ،‬مك َل و َ مك َل و َ مكلَ‪ .‬والتمكيل و االكامل‪ :‬االمتام‪ .‬ومن الواحض أ هن الفعل امخلايس‬
‫"تاكمل" عىل وزن تفاعل اذلي ميث هل أمهية مبارشة ملوضوع ادلراسة‪ ،‬يشري اىل اجامتع واقرتاب أجزاء يشء ما اىل بعضها‬
‫البعض‪ ،‬حنو الكامل والامتم يف اطار اللك اذلي جيمع بني هذه الجزاء‪1.‬‬

‫فلكمة التاكمل يف اللغة معناها وضع اجلزأين جبانب بعضهام البعض فيصبحان وحدة واحدة‪ ،‬واذا قلنا أ هن هذين العاملني‬
‫لك مهنام يقوم بعملية انتاجية معينة فا هن جمهود العامل الول يكون غري ذي موضوع بدون جمهود العامل‬ ‫متاكملني‪ ،‬واكن ه‬
‫الثاين‪ 2.‬مفعىن التاكمل ينطوي عىل تالزم‪ ،‬وتقابل‪ ،‬وتبادل بني العنارص املشموةل بفعهل‪ ،‬أي أهنا تشرتك معا يف الفعل وأنه‬
‫ال ميكن أن يعمل أو يوجد أحدها بدون العنارص الخرى‪3.‬‬

‫وجتدر االشارة اىل تعده د مصطلحات التاكمل ذاهتا‪ ،‬ففي اللغة العربية تس تخدم هذه اللكمة ابلتبادل مع لكمة االندماج‬
‫دون متيزي حمده د‪ ،‬وأحياان يس تعمالن معا جنبا اىل جنب‪ ،‬حيث أ هن االندماج يشري عادة دلرجات أعىل و حاالت أكرث‬
‫نضجا للتاكمل مبا يف ذكل االحتاد أو الوحدة الاكمةل‪ ،‬وأحياان تضاف لكمة االندماج الضفاء مزيد من القوة‪ ،‬كن يقال‬
‫وحدة اندماجية‪.‬‬
‫• التعريف االجرايئ‪ :‬يرى ليون ليندبرغ ‪ Leon Lindberg‬أ هن "التاكمل هو عبارة عن معلية‪ ،‬حيث جتد ادلول‬
‫نفسها عاجزة عن ادارة شؤوهنا اخلارجية أو شؤوهنا ادلاخلية الرئيس ية ابس تقاللية عن بعضها البعض‪ ،‬وهبذا تسعى الختاذ‬
‫تفوض أمرها فهيا ملؤسسة جديدة"‪ 4.‬أما أميتاي أتزيوين ‪ Amtai Atzioni‬يعترب أ هن‬ ‫قرارات مشرتكة يف هذه الشؤون أو ه‬
‫التاكمل هو تكل احلاةل اليت تريم اىل حتقيق التوحيد الس يايس اذلي ييل التاكمل‪ 5.‬يف حني‪ ،‬يعترب اكرل دويتش ‪Karl‬‬
‫‪ Deutsch‬التاكمل معلية و حاةل‪ ،‬فهو ينظر اليه كعملية قد تؤدي اىل التاكمل الس يايس‪ ،‬وكحاةل عندما يتوفهر رشط‬
‫أسايس أال و هو الثقة املتبادةل بني احلامك و املكوم داخل لك وحدة س ياس ية طرفا يف التاكمل‪ ،‬مما يرتتب عنه ذكل‬
‫حتقيق االس تقرار و المن و السمل‪6.‬‬

‫حسب ارنست هاس‪ ،‬فا هن التاكمل هو ذكل املسار اذلي تقوم فيه ادلول بنقل الوالءات‪ ،‬التوقهعات‪ ،‬والنشاطات‬
‫الس ياس ية اىل مركز جديد‪ ،‬حبيث ميتكل هذا املركز املؤسسات و السلطة عىل ادلول القومية‪ .‬ا هن الغاية الهنائية ملسار‬
‫التاكمل‪ ،‬حسب هاس‪ ،‬يه جامعة س ياس ية جديدة‪ ،‬واليت سوف تفرض نفسها عىل الوحدات الس ياس ية اليت اكنت‬
‫متواجدة مس بقا‪7.‬‬

‫‪ -2‬أنــامط التاكمل‪:‬‬

‫‪ -1‬إسماعيل بن حماد الجوهري‪ ،‬الصحاح‪ :‬تاج اللغة وصحاح العربية (بيروت‪ :‬دار العلم للماليين‪ ، 1987 ،‬ط‪ ،)4.‬ص ‪.1813‬‬
‫‪ -2‬صبحي تاورس قريصة‪ ،‬مدحت محمد العقاد‪ ،‬النقود والبنوك والعالقات اإلقتصادية الدولية( بيروت‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،)1983 ،‬ص‪.418 ،‬‬
‫‪ -3‬علي القزويني‪ ،‬التكامل اإلقتصادي الدولي واإلقليمي في ظل العولمة( طرابلس‪ :‬أكاديمية الدراسات العليا‪ ، )2004 ،‬ص‪.36 ،‬‬
‫‪ -4‬جيمس دورتي‪ ،‬روبرت بالستغراف‪ ،‬النظريات المتضاربة في العالقات الدولية‪( .‬تر‪ :‬وليد عبد الحي)‪ (.‬بيروت‪ :‬كاظمة للنشر و الترجمة و‬
‫التوزيع‪ ، )1985 ،‬ص‪.272 ،‬‬
‫‪ -5‬عبد الناصر جندلي‪ ،‬التنظير في العالقات الدولية بين اإلتجاهات التفسيرية والنظريات التكوينية(الجزائر‪ :‬دار الخلدونية‪ ، )2007 ،‬ص‪.248 ،‬‬
‫‪ -6‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.240 ،‬‬
‫‪7‬‬
‫‪- Ernest Haas, The uniting of europe: political, social, and economic forces 1950-1957 (Great Britain:‬‬
‫‪University of Notre dame Press, 1958), p, 16.‬‬

‫‪6‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫توجد عدهة أمناط من التاكمالت ادلولية‪ ،‬وميكن تقس ميها حسب امليادين‪ ،‬اذ هناك التاكمل يف اجملال الاقتصادي‪ ،‬اجملال‬
‫الس يايس‪ ،‬اجملال المين و س ياسات ادلفاع‪ ،‬واجملال الاجامتعي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التاكمل الاقتصادي الاقلميي‪ :‬يعتقد بيال بالسا أ هن التاكمل الاقتصادي االقلميي هو مسار و حاةل من الشؤون‬
‫‪ ،State of Affairs‬فهو مسار يتضمن مجموعة من التدابري و االجراءات املص هممة من أجل تقليص التيزي بني الوحدات‬
‫تعرب عن غياب أمناط التيزي اخملتلفة بني الاقتصادات الوطنية‪.‬‬
‫الاقتصادية اليت تنتي اىل دول خمتلفة‪ .‬ويه حاةل شؤون ه‬
‫وميكن التيزي بني أربعة مراحل للتاكمل الاقتصادي االقلميي‪ ،‬ويه‪:‬‬
‫• منطقة التجارة احلرة ‪ Free Trade Zone‬حيث ي همت ازاةل الرسوم و احلصص بني ادلول العضاء‪ ،‬لكن نظام‬
‫التعريفات و احلصص مع ادلول غري العضاء يبقى قامئا‪.‬‬
‫تتبىن نظام حصص و تعريفات مجركية مشرتكة مع‬ ‫• الاحتاد امجلريك ‪ ،Custom Union‬ويه منطقة جتارة حرة ه‬
‫ادلول غري العضاء‪.‬‬
‫• السوق املشرتكة ‪ ، Common Market‬ويه احتاد مجريك يرفع احلواجز غري امجلركية املفروضة يف التجارة‪ ،‬كام يرفع‬
‫القيود عن حركة الفراد و السلع‪.‬‬
‫• الاحتاد الاقتصادي ‪ ، Economic Union‬حيث تلجأ ادلول العضاء اىل تنس يق الس ياسات الاقتصادية‬
‫الوطنية‪ ،‬هبدف جتاوز الفوارق و التفاواتت النامجة عن ذكل الاختالف النامج عن تباين الس ياسات الاقتصادية‪.‬‬
‫• التاكمل الاقتصادي اللكهي‪ ،‬حيث يمت توحيد الس ياسات النقذية‪ ،‬واجلبائية‪ ،‬والاجامتعية‪ ،‬وتشكيل هيئة فوق‪-‬‬
‫قومية تكون قراراهتا ملزمة لدلول العضاء‪.1‬‬
‫موسعة بني ابحثني يف الوساط الاكدميية‪ ،‬أمثال‪ :‬ماندال ‪ ،2 Mundell‬كينني‬ ‫لقد اكنت هذه املراحل موضوع نقاشات ه‬
‫‪3،Kenen‬ماكميون ‪ 4،Mckimmon‬وفايرن ‪ 5.Viner‬اذ انقش فيرن ابسهاب رشوط و خصائص الاحتاد امجلريك يف عقد‬
‫حتولت دراس ته و مسلامته اليت وضعها اىل نظرية الاحتاد امجلريك‪ .‬ه‬
‫لكن مقاربة فيرن يه مقاربة جتارية حبتة‬ ‫الس تينات‪ ،‬ح هىت ه‬
‫تركهز عىل دراسة احلواجز التجارية ابدلرجة الوىل‪ ،‬كام أهنا ترتبط بشلك وثيق بأدبيات االتفاقيات التجارية االقلميية‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬دراسة ابالسا حول التاكمل االقلميي تعىن ابملسائل الس ياس ية و الاجامتعية أيضا‪ ،‬حيث اهمت هذا الخري‬

‫‪1‬‬
‫‪- Soren Dosenrode, “Federalism theory and neo-functionalism: Elements for an analytical framework,” working‬‬
‫‪paper, vol. 02, issue. 03, Centro Studis Ulfederalismo, 2010, Italy, p, 06.‬‬
‫‪ -2‬انظر‪:‬‬
‫‪Mundell, Robert, Alexander. “A Theory of optimum currency areas," The American Economic Review, vol. 56,‬‬
‫‪no. 04, (1961).‬‬
‫‪ -3‬انظر‪:‬‬
‫‪Paul Kenen, The Theory of optimum currency areas: An eclectic view (Chicago: University of Chicago Press,‬‬
‫‪1969).‬‬
‫‪ -4‬انظر‪:‬‬
‫‪McKinnon, Ronald, “Optimum currency areas," The American Economic Review, vol.53, no.4 (1963).‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Jacob Viner, The Custom unions issue (New York: Palgrave, 1950).‬‬

‫‪7‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫بس ياسات الرفاه لدلول العضاء‪ ،‬كام أن هه طرح تساؤالت حول احامتل أن يقود الاحتاد أو السوق املشرتكة اىل‬
‫مس توايت أعىل من التنس يق البيين أو اىل تنس يق املؤسسات و الس ياسات فوق القومية‪1.‬‬

‫اثنيا‪ :‬التاكمل الس يايس‪ :‬التاكمل الس يايس هو جزء من مسار التاكمل ادلويل‪ ،‬أين يمت توحيد مجموعة من المم اخملتلفة‬
‫من دون اللجوء اىل العنف‪ .‬يعتقد ليندبرغ أ هن ادلول جتتع مع بعضها البعض جملموعة من الس باب‪ ،‬و يه اكليت‪ :‬أوال‪،‬‬
‫االحساس ابلصداقة املتبادةل و الثقة (جامعة اجامتعية ‪ ،)Social Community‬اثنيا‪ ،‬لهنا تتوقع بأ هن املشألك املشرتكة‬
‫سوف يمت حلها من دون اللجوء للعنف (جامعة أمنة ‪ ،)Secure Community‬اثلثا‪ :‬تاكثف املبادالت الاقتصادية و‬
‫املركة للتاكمل االقلميي يه‬ ‫الانتقال احلر‪ ،‬وأخريا للعوامل التجارية‪ 2.‬والتاكمل الس يايس ال يتحقهق اال اذا اكنت الروابط ه‬
‫تطور نسق جامعي‬ ‫نتاج املشاركة املشرتكة يف معلية صناعة القرار‪ ،‬وهبذا ميكن تعريف التاكمل الس يايس االقلميي عىل أنه ه‬
‫و مشرتك لصناعة قرار جامعي بني ادلول‪ ،‬تتنازل فيه هذه الخرية عن جزء من س يادهتا و اس تقالليهتا هبدف خلق و‬
‫اس تخدام املوارد املشرتكة اخملصصة لتحقيق الصاحل العام‪3.‬‬
‫ه‬
‫ا هن حتقيق التاكمل الس يايس االقلميي حمور من حماور النقاش يف مؤسسات الاحتاد الورويب‪ ،‬فقد أدركت الهيئات‬
‫الوروبية منذ تشكيل فضاء اليورو أنه ال ميكن حتسني النظام النقذي و احلفاظ عىل اس تراريته من دون وحدة س ياس ية‬
‫أو تنس يق س يايس‪ .‬وابلتايل‪ ،‬فا هن العالقة بني التاكمل االقلميي الس يايس و التاكمل الاقتصادي االقلميي هم همة ج هدا‪ ،‬ولقد‬
‫أكهد عىل هذه المهية العديد من املنظرين و الباحثني حىت قبل مأسسة التجربة الوروبية‪ ،‬أمثال‪ :‬فريديريك ليست‬
‫‪ ،)1941( Frederick List‬وفيلفريدو ابريتو ‪ )1889(Vilfrido Pareto‬أمام كونغرس السالم بروما‪4.‬‬

‫ويف هذا الصدد‪ ،‬يشري رودريك ‪ Rodrick‬أنه من الصعب حتقيق املواءمة بني السواق ادلولية اذا اكنت س ياسات‬
‫ادلول اتبعة للمتغريات و العوامل امللية‪ ،‬اذ يعتقد هذا الخري أ هن جناح التاكمل الاقتصادي االقلميي مرهون بعدم تقييد‬
‫أسواق السلع و اخلدمات‪ ،‬وبطبيعة السلطات القضائية و الس ياس ية الوطنية‪ ،‬فالعوامل الس ياس ية و احلومكة االقلميية‬
‫رضورية جدا من أجل حتقيق التاكمل الاقتصادي االقلميي‪ 5.‬وهبدف توضيح أثر العوامل الس ياس ية عىل مسار التاكمل‬
‫خمططا يوض هّح‬ ‫الاقتصادي‪ ،‬قده م لك من بيار جايك ‪ ،Pierre Jacquets‬وجاين بيساين فريي ‪ Jean-Pesani-Ferry‬ه‬
‫املتحمكة يف جناح التاكمل‪ ،‬اذ أشارا الباحثان أ هن النظام الاقتصادي ال بد أن يكون مرتكزا عىل بعدين‬ ‫ه‬ ‫املتغريات‬
‫أساس يني‪ ،‬وهام‪ :‬التاكمل و التضامن‪ .‬فالبعد الول يرمز اىل رضورة تأسيس نظام عىل قواعد مس تقرة‪ ،‬والثاين‪ ،‬يشري‬
‫لوجود أهداف اقتصادية و غري اقتصادية مشرتكة‪ .‬وبناءا عىل هاذين البعدين‪ ،‬ميكن اس تخالص الامنذج التعاونية‪ ،‬مهنا‬
‫احلديث و مهنا التقليدي‪ ،‬مثل‪ :‬التعاون املمأسس ‪ ،Institutionalised cooperation‬احلكومة االقلميية الفديرالية‪ ،‬ش بكة‬
‫السلطات املس تقةل ‪ The network of independent authorities‬أو التعاون عىل املس توى املؤسيس (مثل اجمللس احلامك‬

‫‪1‬‬
‫‪- Soren Dosenrode, op. Cit., p, 06‬‬
‫‪2‬‬
‫"‪-Leon Lindberg, “Political integration as a multidimensional phenomenon requiring multivariate measurement,‬‬
‫‪International Organization, vol.24, no.04, (1970), p, 654.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ibidem.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Andrea Bonilla Bolanos, op. Cit., p, 17.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Dani Rodrik, “How far will international economic integration go?," Journal of Economic perspectives,‬‬
‫‪vol.14, no.01 (2000).‬‬

‫‪8‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫للبنك املركزي الورويب)‪ ،‬قانون خارج اطار ادلوةل ‪ A law outside the framework of the state‬مثل هيألك ح هل‬
‫الزناعات التابعة ملنظمة التجارة العاملية‪ .‬قاما الباحثان بتصنيف احلاالت اكلتايل‪:‬‬
‫✓ حاةل مس توايت عالية من التضامن و مس توايت متدن هية من التاكمل نشهد فهيا ظاهرة ادلولنة ‪Internationalism‬‬
‫أو اضفاء طابع دواليت عىل العديد من النشاطات و القطاعات‪ ،‬يف ميادين ش ىت؛‬
‫✓ حاةل مس توايت عالية من التضامن ومس توايت عالية من التاكمل‪ ،‬من املمكن أن نشهد قيام الفديراليات‬
‫االقلميية ‪Regional Federalism‬؛‬
‫✓ حاةل مس توايت عالية من التاكمل و مس توايت متدن هية من التضامن‪ ،‬قد تربز لنا نزعة الهمينة‪ ،‬أي هناك‬
‫احتضان دويل لفكرة التاكمل‪ ،‬ولكن فكرة امجلاعة االقلميية ‪ Regional Community‬مرفوضة بشلك مطلق؛‬
‫القومية‪1.‬‬ ‫✓ حاةل مس توايت متدن هية من التضامن ومس توايت متدن هية من التاكمل تطغى فكرة ادلوةل‬
‫منسق‪ ،‬مثل‪ :‬بناء و توس يع احللقات االتصالية‬ ‫اثلثا‪ :‬التاكمل املادي‪ /‬الفزياييئ‪ :‬هو توفري البىن التحتية و اخلدمات بشلك ه‬
‫عىل املس توى االقلميي بني دولتني أو أكرث من خالل ربط ش بكة الطاقة‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬واملواصالت عىل املس توى‬
‫االقلميي‪ .‬يساعد التاكمل املا هدي عىل رفع مس توايت الاعامتد املتبادل الاقتصادي االقلميي و يع همم العديد من ادليناميكيات‬
‫الاقتصادية‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬الاستامثر يف البىن التحتية الوطنية ال يقود لاثر اجيابية عىل مس توى الانتاجية و المنو‬
‫الاقتصادي فقط‪ ،‬ولكن ينعكس اجيااب عىل فوائد التاكمل الاقتصادي أيضا‪ .‬اذ تساعد الاستامثرات احلكومية من أجل‬
‫حتسني وتوس يع االتصاالت و املواصالت عىل تقليص تاكليف التجارة و تس ههل النشاطات التجارية‪ ،‬أي أ هن الانتشار‬
‫عىل مس توى البنية التحتية يسمح ابزدهار التجارة سواءا داخل ادلول‪ ،‬أو عرب احلدود االقلميية‪ 2.‬وقد حظي موضوع‬
‫انتشار البىن التحتية‪ ،‬وخاصة يف قطاع النقل‪ ،‬ابهامتم العديد من الباحثني‪ ،‬أمثال‪ :‬ماشان ‪ Manchin‬و فرنسوا‬
‫‪ 3،François‬وش يفرد ‪ Shefred‬و ويلسن ‪4.Wilson‬‬

‫رابعا‪ :‬التاكمل المنـــي‪ :‬يف بعض احلاالت من الصعب التيزي بني التاكمل المين و التاكمل الس يايس‪ ،‬وذكل بسبب‬
‫تداخل الهداف والآليات‪ .‬ففي أغلب احلاالت تكون ادلوافع المنية و ادلفاع عن املصاحل املشرتكة أو احلدود االقلميية‬
‫من الس باب الرئيس ية لقيام التاكمالت المنية ذات الطابع ادلفاعي حاةل جتمع دول الساحل‪ .‬ضف ذلكل‪ ،‬أن هه يف بعض‬
‫احلاالت‪ ،‬يصعب الفصل‪ ،‬هل يه س ياسة تعاونية جامعية أم مسار تاكميل‪ ،‬ومن أجل التحقيق يف هذا المر ال بد من‬
‫دراسة لك منظمة تاكمل اقلميي عىل حدى و تسليط الضوء عىل مؤسساهتا و هيألكها‪ ،‬وأآلياهتا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jean Pierre Jacquet and Al, “Gouvernance mondiale," Discussion paper, Conseil Française d'Analyse‬‬
‫‪Economique, (2002), p, 25.‬‬
‫‪ -2‬انظر‪:‬‬
‫‪Spiros Bougheas and AL., “Infrastructure, transport costs and trade," Journal of International Economics, no.47‬‬
‫‪(1999).‬‬
‫‪ -3‬انظر‪:‬‬
‫‪Joseph Francois and Miriam Manchin, “Institutions, infrastructure, and trade," World Development, vol.46, no.1‬‬
‫‪(2009).‬‬
‫‪ -4‬انظر‪:‬‬
‫‪Ben Shepherd and John. S. Wilson, “Road infrastructure in europe and central asia: does network quality act‬‬
‫‪trade?," Working Paper, no.4104, World Bank - Development Research Group (DECRG), (2006).‬‬

‫‪9‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫عىل املس توى ادلويل‪ ،‬يعترب حلف الناتو من أمه التجارب التاكملية عىل املس توى ادلفاعي‪ ،‬واذلي يضم العديد من‬
‫الفروع التابعة هل يف مجيع مناطق العامل‪ ،‬فهو هيئة ذات طابع دويل‪ .‬أما عىل املس توى االقلميي‪ ،‬ميكن الاس تدالل مبنظمة‬
‫منطقة السالم و التعاون يف جنوب الطليس‪ ،‬واليت تأ هسست يف ‪ ،1986‬مببادرة من ‪ 24‬دوةل‪ ،‬ثالثة دول من أمرياك‬
‫للمنظمة هو احلفاظ عىل منطقة جنوب الطليس خالية من‬ ‫الالتينية و البايق من افريقيا‪ .‬وقد اكن الهدف السايس ه‬
‫أسلحة ادلمار الشامل‪ ،‬وكذا منع التد هخالت الجنبية حتت جحة مواّجة الهتديدات المنية‪ .‬ابلرمغ من أ هن املنظمة قد‬
‫عرفت ركودا نوعيا خالل عقد التسعينات بسبب أزمة املديونية‪ ،‬انتشار احلروب الهلية و الزناعات املسل هحة‪ ،‬وكذا‬
‫حاالت الالاس تقرار الاجامتعي اذلي خل هفته مرحةل الانتقال ادلميقراطي يف لك من الربازيل و الرجنتني‪ .‬ولكن‪ ،‬بعد‬
‫‪ ،2003‬انتعشت بشلك ملحوظ و انضم الهيا أعضاءا جددا‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫صياغة تعريف دقيق للتاكمل تبقى هممة صعبة‪ ،‬ليس بسبب اختالف ه‬
‫التوّجات الاكدميية و اليديولوجية للباحثني‪ ،‬لكن‬
‫أيضا‪ ،‬بسبب التذبذابت و ه‬
‫التغريات اليت تشهدها التجارب التاكملية عرب العامل‪ ،‬اىل جانب تباين املسارات التاكملية بني‬
‫ادلول النامية و ادلول املتقده مة‪ ،‬بسبب اختالف أسس و ديناميكيات بناء ادلوةل القومية يف لك مهنام‪ .‬مع ذكل‪ ،‬ميكن‬
‫اعتبار أ هن التاكمل ادلويل هو ذكل املسار اذلي يقتيض ابلرضورة س ياسات تعاونية و تنس يقية مكث هفة بني الفواعل‬
‫ادلوالتية و الفواعل غري ادلوالتية‪ ،‬يف مجيع اجملاالت‪ ،‬المنية‪ ،‬والس ياس ية‪ ،‬والاقتصادية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والاجامتعية‪ .‬هذا‬
‫التعاون‪ ،‬قد يكون عىل املس توى االقلميي املدود‪ ،‬مثل الاحتاد الورويب‪ ،‬أو قد يت هسع ليشمل بعدا جغرافيا أوسع‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫املارضة الثانيــة‪ :‬النظريـــة الفديــــراليــة‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫تعترب النظرية الفديرالية أو النظرية ادلس تورية من مضن االسهامات الوىل يف الفكر التاكميل‪ ،‬ولقد ارتبطت هذه النظرية‬
‫ابلتحليل القانوين اذلي عرف تطورا ملحوظا يف القرن املايض منذ احلرب العاملية الوىل‪ .‬فقد اكن علامء القانون متأثهرين‬
‫بتقده م مناذج التحليل يف احلقول املعرفية التجريبية‪ ،‬المر اذلي دفعهم للبحث عن س بل جديدة من أجل نقل الفكر‬
‫الس يايس من القالب الفلسفي اىل القالب العلمي‪ .‬وال ننىس أ هن تطور الوضع الس يايس و حقل العلوم الس ياس ية يف‬
‫الوساط الاكدميية المريكية و الربيطانية اكن هل ماكنة معتربة يف انتشار النظرية الفديرالية‪ ،‬حيث تأثهر العديد من‬
‫املفكهرين ابلتجربة المريكية‪ ،‬واكنوا يرون فهيا احلل املناسب من أجل احتواء الزناعات البينية يف أورواب الغربية‪ ،‬وحتقيق‬
‫السالم ادلويل‪ .‬من خالل هذه املارضة‪ ،‬سوف حناول تسليط الضوء عىل النظرية الفديرالية يف الفكر التاكميل عرب‬
‫تناول العنارص التالية‪ :‬تعريف الفديرالية‪ ،‬املدارس الساس ية للنظرية الفديرالية‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف الفديرالية‪:‬‬
‫من الناحية اللغوية‪ ،‬اش تق مصطلح الفديرالية من اللكمة الالتينية ‪ Foedus‬واليت تعين التحالف‪ ،‬امليثاق‪ ،‬و االتفاق‬
‫امجلاعي والطوعي‪ ،‬هذا االتفاق يبىن عىل الثقة املتبادةل و جيب أن يكون مس ترا عرب الزمن‪ 1.‬أما من الناحية النظرية‪،‬‬
‫توحض أسس بناء ادلوةل الفديرالية‪ ،‬أو بتعبري مايلك بورغاس ‪Micheal‬‬ ‫فهيي تكل املقاربة املعيارية اليديولوجية واليت ه‬
‫‪ ،Burgess‬يه تنظمي ذو بعد أيديولويج و فلسفي حيده د لنا منط ترتيب العالقات الانسانية و القيادة الشامةل‪ 2.‬أما‬
‫النظرية الفديرالية‪ ،‬فهيي تكل اليت حتاول رشح كيفية بناء الفديراليات‪ ،‬وطريقة تنظميها‪ ،‬ومنط معلها‪.‬‬
‫حسب دانيال االزور ‪ ،Daniel Elazur‬الفديرالية من أمه أمناط التنظمي ادلويل يف العالقات ادلولية‪ ،‬وترتكز عىل‬
‫عاملني أساس يني‪ ،‬وهام‪ :‬احلمك اذلايت و احلمك املشرتك‪ 3.‬مفا هميزي ادلول الفديرالية عن ادلوةل القومية‪ ،‬هو وجود مس تويني‬
‫من احلمك (‪ :)rule‬من ّجة‪ ،‬يتض همن الاحتاد مجموعة من ادلول اليت متتكل حكوماهتا اخلاصة‪ ،‬ومن ّجة أخرى‪ ،‬جند‬
‫احلكومة الفديرالية‪ ،‬لكن هذه الخرية ليست مركزية‪ ،‬ل هن العديد من القواعد التنظميية و الضوابط ال ختضع لها و ال‬
‫تتد هخل فهيا‪ ،‬لكن هامش صالحيات احلكومة الفديرالية اتبع أساسا لنوع الفديرالية يف ح هد ذاهتا‪.‬‬
‫أما بريس تون كينغ ‪ King Preston‬يرى أ هن الفديرالية اتفاق مؤسسايت يأخذ شلك ادلوةل القومية‪ ،‬ولكن يامتيز عن ابيق‬
‫ادلول يف طبيعة التنظمي ادلس توري وتوزيع الصالحيات بني القالمي‪ 4.‬يف حني‪ ،‬يعتقد بورغاس أ هن الفديرالية يه واقع‬

‫‪1‬‬
‫‪- Soren Dosenrode, op.Cit.,p, 10.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Micheal Burgess, Federalism and european union : the building of Europe, (1950-2000),‬‬
‫‪(London: Routledge, 2000), p, 27.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Daniel Eluzar, Exploring federalism, (USA: the University of Alabama Press, 1987),p, 05.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Preston King, Federalism and federation (London: Croom Helm, 1982), p, 20.‬‬

‫‪11‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫ملموس و منط تنظميي خاص يشمل هيألك‪ ،‬مؤسسات‪ ،‬تدابري و تقنيات"‪ 1.‬والفديرالية أمناط خمتلفة و ليست نوعا‬
‫واحدا فقط‪:‬‬
‫➢ من منظور السلطة والنفوذ‪ :‬ميكن أن تكون الفديرالية هامش ية اذا اكنت ادلول انفذة و دلهيا قدرات واسعة‪،‬‬
‫وميكن أن تكون مركزية اذا اكنت احلكومة الفديرالية يه من متكل القدرة عىل اختاذ القرار الفاصل و احلامس؛‬
‫➢ ابلنظر اىل الهيألك ادلاخلية‪ :‬ميكن التيزي بني منوذج ‪ Westminster‬حاةل كندا‪ ،‬أو المنوذج الرئايس‪-‬امجلهوري حاةل‬
‫الوالايت املتحدة المريكية‪ ،‬أو المنوذج الهجني اذلي يشمل المنطني‪ ،‬حاةل أملانيا؛‬
‫➢ ابلنظر اىل تشكيل الفديرالية و تنظمي السلطة‪ :‬همنزي بني منوذجني‪ :‬المنوذج التعاوين الورويب ‪Cooperative‬‬
‫‪ Model‬و المنوذج الجنلوسكسوين التنازعي ‪2 .Confrontative Model‬‬

‫‪ -2‬مدارس الفكر التاكملـــي الفديرالـــي‪:‬‬


‫أوال‪ :‬املدرسة الليبريالية‪ :‬ظهرت هذه املدرسة خالل القرن العرشين مع لك من ‪:‬بورغاس ‪ ،‬ايالزار‪ ،‬وهري‬
‫‪ .Kenneth.C. Wheare‬نرش هذا الخري دراسة هممة يف ‪ 1946‬حتت عنوان "احلكومة الفديرالية"‪ ،‬واليت تتناول مقارابت‬
‫وحض من خاللها رشوط بناء الفديرالية‪ ،‬واملتثةل يف‪ :‬وجود رغبة مشرتكة أو مزدوجة و القدرة‪ .‬أوال‪:‬‬‫بناء الفديراليات‪ ،‬اذ ه‬
‫تقةل من أجل أهداف معينة‪ ،‬ورغبة تنادي بتشكيل حكومة اقلميية‪ ،‬عىل‬ ‫ال بد من رغبة تنادي بتشكيل حكومة مس ه‬
‫حده تعبريه‪ ،‬رغبة لالحتاد ‪ United‬و ليس للتوحيد ‪ .Unitary‬لكن الرغبة لوحدها ليست اكفية‪ ،‬ال بده من وجود قدرة‬
‫الدارة حكومة عامة و حكومات مس تقةل أيضا‪ 3 .‬لكن التساؤل اذلي يبقى مطروحا‪ ،‬كيف ميكن أن تنشأ هذه الرغبة‬
‫املزدوجة؟‬
‫حسب وهري‪ ،‬فا هن التجمعات قد تكون راغبة يف حتقيق الاحتاد الفديرايل لس باب عديدة‪ ،‬لكن يف الفديراليات‬
‫احلديثة ال بد من وجود مجموعة من العوامل‪ ،‬ويه‪ :‬الاحساس بغياب المن العسكري‪ ،‬واحلاجة لدلفاع املشرتك‪،‬‬
‫والتقارب اجلغرايف‪ ،‬وتشابه املؤسسات الس ياس ية‪ ،‬ففي هذه ادلول الساعية لالحتاد هناك رغبة كبرية يف حتقيق‬
‫الاس تقالل و لكن هناك أيضا قناعة راخسة بأ هن هذا الاس تقالل لن يتحقهق اال من خالل الاحتاد‪ ،‬و لك العوامل السابقة‬
‫اذلكر‪ ،‬اكنت متواجدة يف الوالايت املتحدة المريكية‪ ،‬كندا‪ ،‬وأسرتاليا‪ 4.‬بدون شك‪ ،‬توجد عوامل أخرى مسامهة يف‬
‫حتقيق الاحتاد‪ ،‬مثل اللغة‪ ،‬ادلين‪ ،‬والعرق‪ ،‬ولكن غياب هذه العوامل حسب املدرسة الليربالية ال يعين غياب الاحتاد‬
‫املركة هل‪ 5.‬فاذا اكنت الرغبة يه احلافز‪ ،‬فا هن النخبة يه املرك السايس ملسار الاحتاد‪،‬‬
‫الفديرايل‪ ،‬لهنا ليست العوامل ه‬
‫أي القيادة‪ ،‬وهمارات التفاوض‪ ،‬وادلعاية يه املده دات الساس ية اليت قد تدفع هبذه الرغبة وحتولها اىل واقع ملموس‪6.‬‬
‫ه‬

‫‪1‬‬
‫‪- Michael Burgess, op. Cit., p, 25.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Soren Dosenrode, op. Cit, pp, 37.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Kenneth C Wheare, Federal government (London: Oxford University Press, 4 th Edition, 1963),pp, 35, 37.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Ibid., p, 37‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Ibid., p, 39.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-Soren Dosenrode, op. Cit, p,40.‬‬

‫‪12‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫لكن‪ ،‬مع ذكل‪ ،‬يرى بعض أنصار املدرسة اللبريالية أن هه جتدر االشارة اىل أمهية عامل تقارب املؤسسات الاجامتعية و‬
‫الس ياس ية بني الفواعل امل هتحدة‪ ،‬وبدون هذا الرشط ال ميكن أن نشهد تطورا للمرشوع الفديرايل‪ 1،‬وقد أقتبس هذا‬
‫الرشط الخري من كتاابت لكود دي سان س ميون ‪ Claude de Saint-Simon‬اذلي أكهد يف دراس ته بس نة ‪ ،1814‬أ هن‬
‫الوحدات اليت ترغب يف التاكمل ال بد أن تتقامس نفس القمي الساس ية‪ ،‬وت هنظم بنفس الطريقة‪ ،‬ويكون دلهيا نفس المنوذج‬
‫الاقتصادي‪ 2.‬واجلانب القميي‪ ،‬ال نقصد به اجلانب الثقايف اللغوي‪ ،‬وادليين‪ ،‬أو االثين‪ ،‬ولكن يشري ابدلرجة الوىل اىل‬
‫مجموعة املبادئ و القواعد املتهبعة يف بناء النسق الاجامتعي و الس يايس‪ ،‬وبصفة أدق هو يشري اىل اجلانب الخاليق‪.‬‬
‫وقدمت تأكيد هذا اجلانب القميي لالحتاد الفديرايل يف أدبيات لك من االزار و بورغاس‪ ،‬الذلان يعتقدان أ هن الوحدة جيب‬
‫أن تبىن عىل الالزتام الطوعي ابلنظام الخاليق اذلي يمت اختياره حبرية‪ ،‬ومن دون أ هي اكراه‪ .‬كام يضيف االزار‪ ،‬أنه ال بد‬
‫من وجود ميثاق أخاليق قامئ عىل الاعرتاف املتبادل‪ ،‬والتسامح‪ ،‬والاحرتام‪ ،‬والالزتام‪ ،‬واملسؤولية‪ 3.‬ويف هذه النقطة‪،‬‬
‫ميكن الاس تدالل بدور املصلح ادليين هرنيك ابلينجار ‪ Heinrich Ballinger‬يف حتقيق الاحتاد الفديرايل يف الوالايت‬
‫املتحدة المريكية‪ ،‬وكذا تأثري الاكثوليكية يف التجارب الفديرالية الوروبية ما بني ‪ 1880‬و ‪ 4:1930‬فالفاكر الاكثوليكية‪،‬‬
‫حفزت الابء املؤسسني لالحتاد الورويب‪ ،‬مثل‪ :‬روبرت شومان ‪ ،Robert Schuman‬ألس يد دي غاس باري‬ ‫يه اليت ه‬
‫‪ ،Alcide de Gaspari‬أدنوير كونراد ‪5 . Adenauer Konrad‬‬

‫تعرض الشق اللبريايل للنظرية الفديرالية اىل العديد من الانتقادات‪ ،‬فقد مت اعتبارها مقاربة دوالتية قامئة‬
‫بدون شك‪ ،‬ه‬
‫جيردها من صفة العلمية‪ ،‬ل هن الخالق و القمي ليست اكفية لوحدها من أجل ادلفع ابملسار‬ ‫عىل البعد الخاليق‪ ،‬وهذا ما ه‬
‫الاحتادي‪ .‬اىل جانب ذكل‪ ،‬املدرسة اللبريالية تنظر للفديرالية كوس يةل لوحدة ادلول و ليس لتحقيق التاكمل االقلميي‬
‫الواسع‪.‬‬
‫اثنيا‪ :‬الفكر الفديرايل يف املدرسة الواقعية‪ :‬ميث هل هذا الشق لك من ويليام ريكر ‪ ،William H. Ricker‬دايفيد ماكي‬
‫يتبىن ريكر مقاربة اخليار العقالين ‪ ،Rational Choice‬واليت اعتدها ابسهاب يف كتابه حتت عنوان‬ ‫‪ .David Mckay‬ه‬
‫"الفديرالية‪ :‬الصول‪ ،‬الفعالية‪ ،‬والمهية"‪ ،‬الصادر يف ‪ 6.1964‬يف مقده مة كتابه أشار رصاحة أنه هيدف لتقدمي كتاب علمي‬
‫وليس كتاب أخاليق‪ ،‬كام أشار يف بداية الفصل أ هن الفديرالية ما يه اال وس يةل من أجل ح هل مشألك احلكومات املتنامية‪:‬‬
‫فالتقدم التكنولويج و املواصالت قد رفعتا احامتالت القدرة عىل قيادة فضاء جغرايف واسع من طرف قوة مركزية‪ ،‬يكون‬
‫دلهيا خزينة أكرث وفرة‪ ،‬وبريوقراطية أوسع‪ ،‬وجيشا أوسع‪ ،‬واذا ابدرت حكومة معينهة هبذه اخلطوة فا هن مجيع القوى املوازية‬
‫سوف جترب عىل هتبين نفس اخلطوة‪ .‬فالفديرالية يه اليت تسمح للوحدات الصغرية ابحلفاظ عىل الرقابة اذلاتية الس ياس ية و‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ibid., p, 45.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ibid., p,14.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Daniel J. Elazar, Covenant and civil society (USA: Transaction Publishers, New Brunswick, 1998), p, 359.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Michael Burgess, op. Cit., pp, 09,11.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Soren Dosenrode, op. Cit, p, 14.‬‬
‫‪ -6‬انظر‪:‬‬
‫‪William H. Riker, Federalism – origin, operation, significance (USA: Little, Brown and Company, Boston and‬‬
‫‪Toronto, 1964).‬‬

‫‪13‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫الاس تفادة من موارد أوسع‪ 1.‬لكن‪ ،‬حتقيق الفديرالية‪ ،‬حس به‪ ،‬ليس مرهوان ابلبعد القميي‪ ،‬بل مرتبط أساسا بتوفهر‬
‫املساومة الفديرالية ‪ ،The federal bergaining‬واليت تتحقهق يف وجود ظرفني أساس يني‪ ،‬وهام‪:‬‬
‫➢ أوال‪ :‬ا هن الس ياس يون مه اذلين ي َعرضون هذه الرغبة ابملساومة هبدف توس يع مناطق النفوذ الس يايس‪ ،‬وهذه‬
‫الرغبة مرتبطة بتكل االرادة لتوس يع القدرات العسكرية ملواّجة هتديد دبلومايس أو اس تعدادا العتداء دبلومايس أو‬
‫عسكري (مع أ هن هناك بعض منارصي هذا التيار اذلين أكدوا أ هن الهتديد ال يشرتط أن يكون دبلوماس يا أو عسكراي‪،‬‬
‫فقد يكون اقتصاداي أو اجامتعيا‪ ،‬كام أنه ال يشرتط أن يكون صادرا عن قوة خارجية‪ ،‬فقد يكون الهتديد داخيل)‪.‬‬
‫فالفديرالية يه الوس يةل الوحيدة اليت تسمح بتحقيق الاحتاد من دون اللجوء اىل العنف؛‬
‫➢ اثنيا‪ :‬ال بد من التنازل عن جزء من الس يادة لصاحل الوحدة اجلديدة‪ ،‬وذكل من أجل مواّجة هذا الهتديد‬
‫ادلبلومايس‪ -‬العسكري أو من أجل الاس تفادة من الفرص اليت يوف هرها الاحتاد‪2.‬‬

‫وموسعة مجليع التجارب الفديرالية منذ ‪ ،1786‬ويؤكد أنه‬


‫لقد اس تخلص ريكر هذه الرشوط من خالل دراسة شامةل ه‬
‫ال توجد أي أ هدةل ملموسة تؤكد أ هن املساومة الفديرالية مرهونة ابرتفاع مس توايت الزنعة ادلميقراطية‪ ،‬أو الثقافة‪ ،‬ولكن‬
‫مرتبطة ابلرشطني السابقي اذلكر فقط‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫من خالل ما س بق يتضه ح لنا أ هن النظرية الفديرالية للتاكمل تركهز عىل بعدين أساس يني‪ ،‬وهام البعد املؤسسايت و البعد‬
‫ادلس توري‪ .‬وابلرمغ من التقاء املنظورات اخملتلفة حول خلفية التاكمل و أس بابه‪ ،‬فاهنا ختتلف حول الهنج التاكميل و‬
‫القطاعات اليت ينطلق مهنا مسار التوحيد‪ .‬ففعالية الفديرالية سواءا عىل املس توى الس يايس‪ ،‬أو عىل املس توى‬
‫الاقتصادي‪ ،‬مرتبطة بشلك وثيق ابلهنج التمنوي و الاسرتاجتية اليت تتبنهاها النخبة الس ياس ية منذ البداية‪ ،‬كام أنه يتصل‬
‫اتصاال وثيقا بمنط التفاوض داخل هذه النخبة الس ياس ية و القواعد اليت حتمك تنظمي السلطات‪ .‬اذ ليس مجيع الفديراليات‬
‫انحجة‪ ،‬وليست لكها قادرة عىل جتنهب الزنعات العنيفة و التوترات البينية‪ ،‬ولكن هذا المر اتبع أساسا العتبارات‬
‫خشصية‪ ،‬معلية صناعة القرارا‪ ،‬والمنوذج التمنوي املطروح‪.‬‬

‫املارضة الثالثـــــة‪ :‬الوظيفيــــــة التقليــديـــة‬


‫‪1‬‬
‫‪- Ibid., p, 02.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ibid., p, 14.‬‬

‫‪14‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫مع بداية القرن التاسع عرش ظهرت بوادر الفكر التعاوين يف حقل العالقات ادلولية‪ ،‬مع أ هن هذا احلقل املعريف مل‬
‫منظري العلوم الس ياس ية وحىت‬ ‫جيل االه مع حلول النصف الثاين من هذا القرن‪ .‬اكن العديد من ه‬ ‫ترتّس دعامئه بشلك ه‬ ‫ه‬
‫العلوم القانونية متأثهرين جدا ابلفلسفة النفعية جلريميي بنتام ‪ Jeremey Bentam‬و الفكر الوظيفي لفريد ابركينسون ‪Fred‬‬
‫‪ ،Parkinson‬وعىل هذا الساس‪ ،‬قاموا بتطوير أفاكر جديدة حول تعزيز الزنعة التعاونية و مسار التاكمل بني ادلول‪.‬‬
‫ولكن‪ ،‬تتباين ادلراسات املقده مة من حيث املقارابت املعتدة و املناجه املس تخدمة الس تخالص أآليات التعاون و التوفيق‬
‫بني املصاحل املتضاربة‪ .‬ومن أمه رواد الفكر التعاوين‪ ،‬واذلين اكن هلم الفضل يف رمس معامل و أسس الس ياسات اخلارجية‬
‫الوروبية بعد احلرب العاملية الثانية‪ ،‬هو دايفيد ميرتاين ‪ ،David Mitrany‬اذلي قدهم مقاربة جتمع بني الفكر الس يايس‬
‫اللبريايل و الفكر الوظيفي يف عمل الاجامتع‪.‬‬
‫موسعة حول السرية اذلاتية دلافيد ميرتاين‪ ،‬وكيف قام بتطوير الهنج الوظيفي يف‬
‫ومن أمه املؤلفني اذلين كتبوا دراسات ه‬
‫العالقات ادلولية‪ ،‬مه بول اتيلور ‪ 1،Paul Taylor‬كورنيليا انفاري ‪ 2،Cornelia Navari‬دورويت أندرسون ‪Dorothy‬‬
‫‪3.Anderson‬‬

‫منظمة حفظ سالم مس تدام ‪Organisation of Sustainable‬‬ ‫يف ‪ ،1917‬قام ميرتاين جبوةل عرب بريطانيا دلمع فكرة ه‬
‫‪ ،Peacekeeping‬وقد رافقه يف هذه اجلوةل ليوانرد وولف ‪ ،Leonard Woolf‬وخاللها‪ ،‬ركهز عىل فكرة رضورة انشاء رابطة‬
‫للمم لتجنهب الزناعات و احلروب‪ .‬وما بني (‪ )1922-1919‬انضم للعمل يف حصيفة مانشرت غارداين ‪Manchester‬‬
‫‪ ،Guardian‬المر اذلي مسح هل بتطوير عالقات واسعة جده ا مع ادلبلوماس يني و املسؤولني احلكوميني‪ ،‬ليصبح يف ‪1922‬‬
‫عضوا يف أاكدميية البيئة المريكية وعضوا اتبعا ملنظمة اكرجني للسالم ادلويل اليت اكن يرأسها جاميس شوتوال ‪James T‬‬
‫‪ Shotwell‬أنذاك‪ .‬مابني (‪ ،)1958-1933‬انتقل ميرتاين لدلراسة يف مدرسة الاقتصاد والعلوم الس ياس ية مبعهد ادلراسات‬
‫املتقده مة يف جامعة برينس تون‪ ،‬واس تغل الفرصة من أجل تطوير مقاربته حول التعاون و حتقيق السالم العاملي‪4.‬‬

‫فبعد سلسةل من املارضات يف جامعيت هارفارد وايل نرش دراس تني حول النظام ادلويل حتت عنوان "الانعاكسات‬
‫الس ياس ية للتخطيط الاقتصادي ‪ "The political effects of economic planning‬و "تقده م احلكومة ادلولية ‪The progress‬‬
‫‪ ،"of international gouvernement‬وقد حظي بفرصة عرض أفاكره الوظيفية خالل بداية احلرب العاملية الثانية‪ .‬يف‬
‫جانفي ‪ ،1941‬أرسل ميرتاين مقاال حتت عنوان "منظمة دولية حدودية أيديولوجية أو وظيفية" لنرشه‪ ،‬ولكنه مل يلق‬
‫اهامتما كبريا و ال قبوال بسبب رواج الفكر الفديرايل‪ ،‬عندها اس تقال بشلك رمسي من منصبه‪ ،‬ونرش دراس ته ه‬
‫املوسعة‬
‫‪ -1‬لإلطالع‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫‪Paul Taylor, “ “Introduction,”” in David Mitrany (ed), The Functional theory of politics (London School of‬‬
‫‪Economics & Political Science: Martin Robertson, 1975),‬‬
‫‪ -2‬لإلطالع‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫‪Cornelia Navari, “Functionalism versus federalism: Alternative visions of european unity,” in Philomena‬‬
‫‪Murray and Paul Rich (eds), Visions of european unity (New York: Westview Press, 1996).‬‬
‫‪ -3‬لإلطالع‪ ،‬انظر‪:‬‬
‫‪Dorothy Anderson, “David Mitrany (1888-1975): An Appreciation of his life and work,”” Review of‬‬
‫‪International Studies, no. 24, issue.04 (1998).‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Mihai Alexanderescu, “David Mitrany: From federalism to functionalism,” Transylvanian review, vol. XvI, no.‬‬
‫‪01, 2007, p, 22.‬‬

‫‪15‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫الوىل يف ‪ 1943‬حتت عنوان " نظام السالم الف هعال و التمنية الوظيفية ملنظمة دولية ‪A working peace system and the‬‬
‫‪ ،functional development of international organisation‬واليت لقيت رواجا خاصا‪ ،‬ودعام‪ ،‬وتأييدا يف الوساط الرمسية‬
‫الوروبية بعد احلرب العاملية الثانية‪1.‬‬

‫‪ -1‬موقف دافيد ميرتانــــي من النظريـــة الفديراليـــة‪:‬‬


‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫…………………………………………………………………………………………………………………‬
‫………………………………………………………………النسخة الصلية يف املكتبة‪.‬‬

‫قامئة املراجع‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ibid., pp, 22, 23.‬‬

‫‪16‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

:‫ابللغة العربية‬
.)1987 ،4‫ ط‬،‫ دار العمل للماليني‬:‫ اتج اللغة وحصاح العربية (بريوت‬:‫ الصحاح‬،‫اسامعيل بن حامد اجلوهري‬ .1
،‫ دار الهنضة العربية‬:‫ النقود والبنوك والعالقات االقتصادية ادلولية (بريوت‬،‫ مدحت محمد العقاد‬،‫صبحي اتورس قريصة‬ .2
)1983
)2004 ،‫ أاكدميية ادلراسات العليا‬:‫ التاكمل االقتصادي ادلويل واالقل ميي يف ظل العوملة ( طرابلس‬،‫عيل القزويين‬ .3
‫ اكظمة‬:‫ (بريوت‬.)‫ وليد عبد احلي‬:‫ النظرايت املتضاربة يف العالقات ادلولية(تر‬،‫ روبرت ابلس تغراف‬،‫ جميس دوريت‬- .4
.)1985 ، ‫للنرش و الرتمجة والتوزيع‬
،‫ دار اخلدلونية‬:‫ التنظري يف العالقات ادلولية بني االجتاهات التفسريية والنظرايت التكوينية (اجلزائر‬،‫عبد النارص جنديل‬ .5
.)2007

:‫ابللغة الجنبية‬
:‫الكتب‬

1. Beach Derek, The Dynamics of european integration: Why and when EU institutions
matter (Basingstoke: Palgrave Macmillan, 2005),
2. Burgess Micheal, Federalism and european union : The building of Europe, 1950-
2000 (London: Routledge, 2000).
3. Deutsch Karl, Political community and the north Atlantic area- International
organization in the light of historical experience (Princeton: Princeton University
Press, 1957).
4. Deutsch Karl, The Nerves of government. Models of political communication and
control (New York: The Free Press, 1966).
5. Elazar Daniel, Exploring federalism (USA: the University of Alabama Press, 1987).
6. Elazar J Daniel, Covenant and civil society (USA: Transaction Publishers, New
Brunswick, 1998).
7. Kenen Paul, The theory of optimum currency areas: An eclectic view (Chicago:
University of Chicago Press, 1969).
8. King Preston, Federalism and federation (London: Croom Helm, 1982).
9. Lindberg Leon, The Political dynamics of european economic integration (Stanford:
stanford university press, 1963).
10.Mitrany David (ed), The Functional theory of politics (London School of Economics &
Political Science: Martin Robertson, 1975).
11.Nye Joseph and Robert Keohane, Power and interdependence: world politics in
transition (Boston: Littl Brown and Co, 1977),
12.Philomena Murray and Paul Rich (eds), Visions of european unity (New York:
Westview Press, 1996).
13.Viner Jacob, The custom unions issue (New York: Palgrave, 1950).
14.Wheare, K. C, Federal government (London: Oxford University Press, 4 th Edition,
1963).

17
‫نظريات التكامل و االندماج‬

15.William H. Riker, Federalism: Origin, operation, significance (USA: Little, Brown


and Company, Boston and Toronto, 1964).

:‫المقاالت‬
1. Bougheas S and AL., “Infrastructure, transport costs and trade," Journal of
International Economics, no.47 (1999).
2. C Figuière C and L Guilhot, “Caractériser les processus régionaux, les apports d’une
approche en termes de coordination,” monde en développement, no. 135 (2006).
3. Deutsch Karl, "Space and freedom." International olitical Science Review, vol.5, no.2
(1984)
4. Dorothy Anderson, “David Mitrany (1888-1975): An appreciation of his life and
work,” Review of International Studies, no. 24 (1998).
5. Dosenrode Soren, Federalism theory and neo-functionalism: Elements for an
analytical framework, working paper, vol. 02, issue. 03, centro studis ul federalismo,
2010, Italy
…………………………………………………………………………………………
…………………………………………………………………………………………
…………………………………………………………………………………………
…………………………………………………………………………………………
………………………………………………

‫فهرس املتوايت‬
3 .................................................................................................................................. :‫مقدمة‬
4 .................................................. ‫ دراسة يف االطار املفاهميي و التصنيف‬:‫ التاكمل و الاندماج‬:‫املارضة الوىل‬

18
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫مقدمة‪4 .................................................................................................................................. :‬‬


‫االطار املفاهميي للتاكمل ‪Error! Bookmark not defined................................................................‬‬
‫أمناط التاكمل‪7 ......................................................................................................................... :‬‬
‫التاكمل الاقتصادي الاقلميي‪7 .................................................................................................... :‬‬
‫التاكمل الس يايس ‪8 .....................................................................................................................‬‬
‫التاكمل املادي‪/‬الفزياييئ ‪9 ..........................................................................................................‬‬
‫التاكمل المين‪9 ......................................................................................................................‬‬
‫خالصة‪10 ...............................................................................................................................:‬‬
‫املارضة الثانية‪:‬النظرية الفديرالية ‪11 ......................................................................................................‬‬
‫مقدمة‪11 ................................................................................................................................ :‬‬
‫تعريف الفديرالية‪11 .................................................................................................................... :‬‬
‫مدارس الفكر التاكميل الفديرايل ‪12 ..................................................................................................‬‬
‫املدرسة اللبريالية‪12 ................................................................................................................ :‬‬
‫الفكر الفديرايل يف املدرسة الواقعية‪13 .......................................................................................... :‬‬
‫خالصة‪14 ...............................................................................................................................:‬‬
‫املارضة الثالثة‪ :‬الوظيفية التقليدية ‪14 ....................................................................................................‬‬
‫مقدمة‪15 ................................................................................................................................ :‬‬
‫موقف دافيد ميرتاين من النظرية الفديرالية‪16 ..................................................................................... :‬‬
‫مسلامت النظرية الوظيفية التقليدية‪Error! Bookmark not defined................................................... :‬‬
‫الانتقادات ه‬
‫املوّجة للطرح الوظيفي التقليدي يف العالقات ادلولية‪Error! Bookmark not defined.............. :‬‬
‫املارضة الرابعة‪ :‬الوظيفية اجلديدة و الوظيفية اجلديدة‪-‬اجلديدة ‪Error! Bookmark not defined.......................‬‬
‫مقدمة‪Error! Bookmark not defined..................................................................................... :‬‬
‫أسس النظرية الوظيفية اجلديدة‪Error! Bookmark not defined.......................................................:‬‬
‫الفرضيات الساس ية للوظيفية اجلديدة‪Error! Bookmark not defined............................................... :‬‬
‫الانتقادات ه‬
‫املوّجة للوظيفية اجلديدة ‪Error! Bookmark not defined..................................................‬‬

‫‪19‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫الوظيفية اجلديدة‪-‬اجلديدة‪Error! Bookmark not defined.............................................................. :‬‬


‫املارضة اخلامسة‪:‬مقاربة الاعامتد املتبادل ‪Error! Bookmark not defined.................................................‬‬
‫مقدمة‪Error! Bookmark not defined..................................................................................... :‬‬
‫س ياق ظهور مقاربة الاعامتد املتبادل‪43 ............................................................................................ :‬‬
‫الاعامتد املتبادل و الاعامتد املتبادل املركب‪45 ..................................................................................... :‬‬
‫املارضة السادسة‪ :‬املقاربة االتصالية و التاكمل ادلويل ‪49 ............................................................................‬‬
‫ظهور املقاربة االتصالية يف حقل العالقات ادلولية‪49 ............................................................................ :‬‬
‫أمه مسلامت املقاربة االتصالية ‪50 ......................................................................................................‬‬
‫االتصال و التعبئة الاجامتعية‪50 ...................................................................................................‬‬
‫التاكمل و امجلاعة المنية ‪53 ........................................................................................................‬‬
‫املارضة السابعة‪ :‬املقاربة ما بني احلكومية اللبريالية‪58 .................................................................................‬‬
‫املددات التحليلية للمقاربة ما بني احلكومية اللبريالية‪58 ......................................................................... :‬‬
‫عقالنية ادلوةل يف الس ياسة اخلارجية ‪58 .........................................................................................‬‬
‫حتديد الفضليات و اختيار البدائل‪59 .......................................................................................... :‬‬
‫مبدأ املساومة أو التفاوض احلكويم‪60 .......................................................................................... :‬‬
‫مراحل مسار صناعة القرار يف املسار التاكميل‪62 ................................................................................ :‬‬
‫الانتقادات ه‬
‫املوّجة للمقاربة مابني احلكومية اللبريالية‪64 .......................................................................... :‬‬
‫خالصة‪66 ...............................................................................................................................:‬‬
‫قامئة املراجع‪69-67 ..................................................................................................................... :‬‬
‫ابللغة العربية‪67 ..................................................................................................................... :‬‬
‫ابللغة الجنبية‪69-68 ..................................................................................................................:‬‬
‫فهرس املتوايت‪18 ........................................................................................................................ :‬‬

‫‪20‬‬
‫نظريات التكامل و االندماج‬

‫‪21‬‬

You might also like