You are on page 1of 21

‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫الدولة امليدية‬
‫(‪ 754‬ق‪.‬م ‪ 445 --‬ق‪.‬م)‬
‫أول إمرباطورية يف تاريخ إيران القديم‬
‫د‪.‬عادل هاشم علي‬

‫املقــدمــة‬
‫تعد الدولة الميدية ( ‪ 550 – 807‬ق‪.‬م) اول دولة ظهرت في تاريخ ايران القديم تنتمي الى‬
‫العنصر اآلري وتحديدا في مناطق شمال وشمال غرب إيران الحالية ‪ ,‬في حين ان العيالميين حكموا‬
‫في مناطق جنوب شرق ايران ودولة العيالميين لم ترتق الى مصاف الدول الكبرى انذاك كما ان‬
‫العيالميين لم يكونوا ينتسبون الى الساللة االرية ‪.‬‬
‫ظهر الميديون في الوقت الذي كانت فيه منطقة الشرق االدنى القديم تتصارع فيه الدول القوية مثل‬
‫االشوريين والحيثيين والمصريين ومملكة او اررتو ( ارمينيا ) وكان ظهورهم في بادئ االمر عبارة عن‬
‫قبائل متفرقة امتازت بالخشونة المصاحبة لحياة الرعي ‪ ,‬في الوقت الذي كانت فيه االمبراطوريات تعيش‬
‫حياة الترف وتسير نحو الشيخوخة ( كما يصنف ابن خلدون حياة الدول)‪ ,‬فضالً عن تردي االحوال‬
‫االقتصادية لهذه االمبراطوريات نتيجة الحروب التي حدثت فيما بينها ؛ وقد جاء ذلك كله لمصلحة‬
‫القبائل االيرانية التي اخذت باالستقرار وانظوت تحت لواء القبيلة االكبـ ـر( الميدية ) في منطقة الهضبة‬
‫االيرانية ‪ ,‬ومن بعدها اخذوا بالتوسع نحو الغرب وكان قمة ما وصلوا اليه في توسعاتهم ان اسقطوا‬
‫االمبراطورية االشورية وورثوا االجزاء الشمالية والشرقية لالشوريين ‪,‬وكان ذلك بمساعدة البابليين‬
‫الكلدان؛ ومنها اخذت تعرف باإلمبراطورية الميدية‬
‫لعل ليس من باب المبالغة القول ان المكتبة العربية فقيرة لمؤلفات تتكلم عن الميديين بصورة مستقلة‬
‫‪ ,‬وان ماكتب عن الدولة الميدية انما جاء باوراق قليلة ضمن الحديث عن التاريخ االيراني العام ‪ ,‬وقد‬
‫سلط الضوء االكبر على االخمينيين والفرثيين والساسانيين في حين ان الميديين يأتي ذكرهم كمقدمة‬
‫لهذه االقوام ‪ .‬في حين نجد بعض الكتابات المترجمة الى العربية من الروسية للمؤرخ دياكانوف وزميله‬

‫‪94‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫محمد دانداماييف ‪ ,‬وبعض الكتابات العربية عن الميديين في مواقع متفرقة على االنترنت للباحث‬
‫الكردي د‪.‬احمد الخليل يتحدث عن الميديين باعتبارهم االصل العرقي لالكراد‪.‬‬
‫جاء البحث مقسما الى أربعة محاور شملت مراحل تاريخ الدولة الميدية قسمت كاآلتي‬
‫‪ ‬عصر النشوء‪:‬‬
‫‪ ‬عصر االزدهار‪:‬‬
‫‪ ‬عصر القوة والتوسع‪:‬‬
‫‪ ‬عصر السقوط والتبعية ‪:‬‬
‫تاريخ الدولة امليدية‪:‬‬
‫ا‬
‫اوال‪:‬عصر النشوء‪:‬‬
‫تزامن ظهور الميديين على مسرح التاريخ مع توسع الحمالت العسكرية للدولة االشورية الحديثة نحو‬
‫الشرق وتحديدا في ما وراء جبال زاكروس ‪ .‬حيث تشير المصادر المسمارية االشورية الى ان الملك‬
‫االشوري شلمنصر الثالث ( ‪ 728 – 757‬ق‪.‬م) خالل حمالته العسكرية نحو الشرق انه واجه قبائل‬
‫؛ وقد ورد اسم الفرس ( بارسوا ‪ )Parsua‬في‬ ‫ايرانية مشتركة وكبيرة في الشمال الغربي من ايران‬
‫‪2‬‬
‫حيث كانوا يتمركزون في مناطق بحيرة اروميا ( رضائية ) ‪ .‬اما الميديون فقد‬ ‫حملة عام ‪ 788‬ق‪.‬م‬
‫‪3‬‬
‫‪ ,‬على ان ذكر الفرس قبل الميديين ال‬ ‫ورد ذكرهم في حملة عام ‪ 738‬ق‪.‬م باسم ( ماداي ‪)Madai‬‬
‫يعني انهم سبقوهم بالظهور التاريخي وانما مناطق استيطان الفرس االولى كانت اقرب لالشوريين من‬
‫م ناطق الميديين ؛ لذلك كان االحتكاك العسكري مع هذه القبائل اسبق ‪ .‬ومع ذلك فان هذين‬
‫المصطلحين ( بارسوا ‪ ,‬ماداي ) كانا يمثالن اسما لالراضي التي سكنتها تلك القبائل الرعوية ‪ .‬حيث‬
‫ان اسم ماداي ورد في السجالت االشورية بالصيغة المسماريـة ( ‪ )kur-ma-da-ai‬و تعني ارض‬
‫الميديين وقد شملت هذه االرض في بادىء االمر اي قبل تكوينهم المبراطوريتهم االراضي الممتدة من‬
‫تخوم الصحراء المالحة جنوبا حتى حدود حافة جبل بكينـ ـي ( جبل دماوند في شرق طهران الحالية )‬
‫‪8‬‬
‫‪ ,‬حيث كانوا يتنقلون بين تلك االراضي على شكل جماعات بدوية تمتهن الرعي وقليل من شؤون‬
‫‪5‬‬
‫‪ ,‬وان استقرارهم المتذبذب هذا افاد االشوريين كثي ار‬ ‫الزراعة في االودية الخصبة لجبال زاكروس‬
‫لوقوعهم على الطريق الذي يربط بين بالد اشور وبين الماطق التي يجلب منها االحجار الكريمة مثل‬

‫‪05‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫الالزورد ‪ .‬وقد اشير اليهم بانهم الميديون المنتشرون على الطريق ‪ , 8‬وهذا يدل على عدم استقرارهم في‬
‫منطقة معينة كما اشرنا الى ذلك ‪.‬‬
‫تستمر النصوص االشورية الملكية بالحديث عن الحمالت الحربية للملوك االشوريين في جهة‬
‫( ‪ 7 0 – 723‬ق‪.‬م) انه استمر‬ ‫الشرق ‪ ,‬حيث تشير حوليات الملك االشوري شمشي أدد الخامس‬
‫في اكمال العمليات العسكرية التي ابتدأها اباه شلمنصر الثالث نحو الجهات الشرقية والصدامات‬
‫العسكرية مع القبائل االيرانية المنتشرة في الجهات الشمالية لبحيرة اروميا ‪ .8‬وتشير النصوص االشورية‬
‫( بارسواش ‪ )Parsuash‬وهي تقع‬ ‫الى ان المناطق التي حدثت فيها اغلب المعارك كانت تدعى‬
‫الى الجنوب من منطقة كرمنشاه الحالية ‪ . 7‬كما ذكر في احداث الملك شمشي ادد الخامس ان الجيوش‬
‫االشورية غزت ‪ 200‬مدينة ايرانية حتى انتهت الى هزيمة احد كبار القادة االيرانيين هناك ‪.‬‬
‫يبدو ان هذا العدد المبالغ فيه يشير الى كثرة القرى والمخيمات االيرانية المنتشرة والمتنقلة خالل‬
‫سير الحمالت الحربية االشورية ‪ ,‬خصوصا وان صفة هؤالء االيرانيون هي البداوة والتنقل والترحال ؛‬
‫كما انهم كانوا يحاربون تحت امرة كبيرة العشيرة او زعيم القبيلة الزراعية ‪ ,‬اذا ما كان البعض منهم‬
‫مزارعين ‪ .‬اضف الى ذلك ان االشوريين كانوا يسمون القرى مدنًا ‪ .‬لهذا يمكن ان نعزو سبب المبالغة‬
‫هذه في اعداد المدن االيرانية التي انتصر عليها شمشي ادد الخامس ‪ .‬وعند مجيء الملك أدد نراري‬
‫الثالث ( ‪872 – 70‬ق‪.‬م) وهو ابن شمشي ادد الخامس من زوجته شمورامات( سميراميس) ‪ ,‬فقد‬
‫واصل الحمالت العسكرية وقاد الجيوش الى المناطق نفسها التي بدأ بها اباه تجاه االقوام االيرانية‬
‫‪0‬‬
‫والمحصورة بين همدان الحالية وقزوين وبحيرة اروميا‬
‫ان هذه الغزوات المتكررة من قبل الجيوش االشورية نحو الميديين وابناء عمومتهم من االقوام‬
‫االيرانية االخرى كانت من االسباب المباشرة التي دعت الى توحيد القبائل االيرانية تحت زعامة الميديين‬
‫وهم اكبرالقبائل االيرانية انذاك ؛ اضف اى ذلك ادراك القبائل اهمية مدنهم وقراهم المنتشرة على جانب‬
‫الطريق التجاري لبالد اشور مع جهات الشرق ‪ ,‬لذا فقد كان الزعماؤ الميديين مستعدون للتخلي عن‬
‫حياة البداوة والتنقل واالتجاه نجو االستقرار واستغالل هذه المدن لما تدر عليهم من مردود اقتصادي‬
‫جعلهم يزدهرون ماديا اكثر من حياة الرعي ‪ .‬وكان من اهم هذه المدن مدينة اكبتانا او هكمتانا‬
‫‪ Hagmatana‬والتي اتخذها الميديون فيما بعد عاصمة لهم ( كما سيمر ذكرها ) ‪ .‬باالضافة الى‬
‫مدن اخرى كان لها دو ار في حركة االقتصاد التجاري االشوري مع المناطق الشرقية والتي تعرف اليوم‬

‫‪03‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫باسم حسن لو ‪ hasanlu‬ومدينة زوية ‪ ziwiya‬وهي من المناطق التي تقع اليوم ضمن شرق اذربيجان‬
‫‪.‬‬ ‫الحالية‬
‫اما السبب القوي والمباشر في ظهور الميديين ووضوح مالمح الحكم عندهم فقد تمثل بالصراع بين‬
‫‪2‬‬
‫حيث كانت اراضي الميديين مسرحا لالحداث‬ ‫االشوريين ومملكة أو اررتو ( ارمينيا القديمة )‬
‫والحمالت االشورية العسكرية تجاه تلك االقاليم السيما في عهد الملك االشوري تجالتبليزر الثالث (‬
‫‪ 828 – 888‬ق‪.‬م) حيث جاء في اخباره خالل السنة االولى من حكمه انه اخضع مملكة او اررتو‬
‫‪3‬‬
‫‪ ,‬بعد ان نقل ميدان المعركة الى قلب مملكة او اررتو‬ ‫وقهر ملكها ساردور الثاني ( ‪) Sardus ll‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ .‬وقد استطاع الملك االشوري ان‬ ‫وحاصر عاصمتها (يريفان) الواقعة على شواطئ بحيرة فان ‪Van‬‬
‫يربح كل المعارك في المناطق الغربية من همدان الحالية ‪ ,‬وهي مستوطنات الميديين المتنقلين فيها ‪,‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ,‬وقد دفعت احدى المدن التي‬ ‫كما تمكنت الجيوش االشورية من الوصول الى الصحراء الملح الكبرى‬
‫‪8‬‬
‫‪ .‬وكان جبل بكين ـي ( دماوند ) اخر نقطة‬ ‫سقطت بيد تجالتبليزر عشرة اطنان من حجر الالزورد‬
‫وصلت اليها لجيوش االشورية ‪.‬‬
‫ومن االخبار التي وردت عن الملك االشور تجالتبليزر الثالث انه جلب ‪ 85,000‬اس ار من الميديين‬
‫‪8‬‬
‫‪ ,‬كما اسقط عدداً‬ ‫واسكنهم في منطقة ديالى الحالية وهي المناطق الحدودية الجنوبية لبالد اشور‬
‫كبي ار من المدن في المستوطنات الميدية جاء ذكر البعض منها مثل شيركاري( ‪ )shirkari‬وارض‬
‫‪7‬‬
‫‪.‬‬ ‫نيشاي ( ‪ )naesian‬وهي المنطقة التي جنوب همدان الكبير وتشتهر بتربية قطعان الخيـول‬
‫ويبـ دو ان العدد المذكور عن المدن التي استولى عليها الملك االشوري تجالتبليزر قد شمل القرى‬
‫والمستوطنات الزراعية الصغيرة ‪ ,‬فذكرت على اساس كونها مدنا خصوصا وان االشوريـين‪ -‬كما مر بنا‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬يسمون القرى بتسمية واحدة مع المدن والضواحي والمقاطعات وهي لفظة ( اورو )‪)uru(2‬‬
‫وتستمر االخبار االشورية بذكر التنظيم الذي احدثه الملك االشوري للمدن وكيف انه اعاد بناء‬
‫المدن التي حاصرها ودمرها اثناء المعارك ‪ ,‬فقد عثر على قصر اشوري محصن على قمة احد الجبال‬
‫‪20‬‬
‫‪ .‬وهذا من االمور الطبيعية سيما وان تجالتبليزر عرف بتنظيماته االدارية في بالد اشور والمدن‬
‫التي استولى عليها في سوريا القديمة الى جانب التنظيمات العسكرية المحكمة ‪.‬‬
‫ان استمرار الصراع العسكري والحمالت المتبادلة بين االشوريين ومملكة او اررتو كانت مدعاة لنشوء‬
‫تكتالت جديدة وحاجزة بين القوتين المتصارعتين ‪ ,‬فبعد ان استلم الحكم االو اررتي الملك روساس االول‬

‫‪05‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫استأنفت المعارك بين الطرفين ‪ ,‬واستطاع روساس اخضاع القبائل االيرانية لسيطرته ويجعلها حليفا له‬
‫ضد االشوريين ‪ .‬وكان من بين هذه القبائل والممالك الصغيرة مملكة ماناي التي تقع الى الجنوب‬
‫الشرقي لبحيرة ارومية فضال عن الحليف االهم واالقوى وهو اتحاد القبائل االيرانية الذي تزعمه زعيم‬
‫قبيلة ( ماداي ) والمدعو دياكو ( ‪)daiaku‬وتسميته باالفيستا ‪ ,‬كتاب الزرادشتيين الديني‪, )kavi ( ,‬‬
‫‪2‬‬
‫؛ وقد قبلت القبائل االيرانية بزعامته المركزية عليها وهذه‬ ‫اماهيرودوتس فيسميه (ديوسيس ‪)Dioces‬‬
‫القبائل كانت قبيلة ( بوساي ‪ (, )busae‬بارتسيناي ‪ (, ) partseni‬ستراجيتيس ‪( , )strachates‬‬
‫اريزانتاي ‪ ( , )arizantai‬ماجاي ‪ )Magi‬وربما ان القبيلة االخيرة قد اختصت بالشؤون الدينية ومنها‬
‫اخذت الديانة االيرانية القديمة ( المجوسية ) ‪ .‬وقد اخذت جميع هذه القبائل تعرف باسم الميديين ومن‬
‫بعد بالدولة الميدية ‪.‬‬
‫ويروي هيرودوتس عن بداية نشوء الميديين واستقرارهم وتركهم لحياة الرعي والزراعة المتنقلة في‬
‫السهوب ‪ ,‬ثم كيف ان دياكو (ديوسيس) الذي اشتهر بكونه زعيما كبي ار يقصده الناس للقضاء بينهم‬
‫‪22‬‬
‫وبالتالي استقرار رأي القبائل على تنصيبه ملكاً عليهم وتكوينهم حكومة مركزية ألول مرة في تاريخهم‬
‫ان طموح دياكو في تحقيق وحدة القبائل االيرانية قد تعدى لتكوين دولة قوية خاصة بهم وهذا االمر‬
‫اوررتو واآلشوريين ) لذا‬
‫غير ممكناً الن الميديين كانوا يتوسطون بين القوتين الكبيرتين في المنطقة ( ا‬
‫تحتم عليه ان يركن الى احد االطراف بغيــة انتصار احدهم وتحقيقه االستقالل فيما بعد ‪ ,‬ويبدو ان‬
‫دياكو تحالف مجب ار مع االو اررتيين في زمن ملكهم القوي روساس االول ‪.‬‬
‫في الواقع لم تصل – لحد االن – اخبار كثيرة عن الملك دياكو او عن بدايات الميديين في انشاء‬
‫مملكتهم وذلك يرجع الى عدم تأسيسهم لطريقة خاصة بهم للتدوين التاريخي ربما بسبب حداثتهم بالحياة‬
‫المدنية وبعدهم عن مراكز الحضارة آنذاك ‪ .‬ومع ذلك فان بعض الدراسات تشير الى فترة حكم دياكو‬
‫والتي بلغت ‪ 53‬سنة وربما ان هذا الرقم يشير الى الفترة التي قضاها دياكو قبل ان ينصب ملكاً مركزيا‬
‫‪ .‬اال ان االراء تتضارب في بداية حكمه فمنهم من يذكر سنة ‪ 885‬ق‪.‬م واخرى سنة ‪ 877‬ق‪.‬م ‪ .‬ومن‬
‫جانبنا نرجح سنة ‪ 885‬ق‪ .‬م بداية للحكم باالعتماد على ما جاء في النصوص االشورية بانه وقع اسي ارً‬
‫بيد سرجون االشوري سنة ‪ 8 5‬ق‪.‬م ( كما سيمر بنا ) وان الملك سرجون كان قد حكم في الفترة (‬
‫‪805 – 8 2‬ق‪.‬م )‬

‫‪01‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫من جانب اخر فان المصادر يتفق معظمها على ان دياكو هو الجد االعلى للملوك الميديين الذين‬
‫تلوه فيادة القبائل االيرانية المتحدة ‪ ,‬وفي عهده استمر وقوف الميديين الى جانب مملكة اوراتو التي‬
‫حققت بفضل دياكو انتصارات واسعة ال سيما على ممكلة ماناي واستولت على ‪ 22‬قلعة من هذه‬
‫المملكة في زمن ملكهم اولوسولو ‪.23‬‬
‫لقد وقف دياكو زعيم الميديين حاج از بين الدولة االشورية والدولة االو اررتية ‪ ,‬وكانت هذه غاية‬
‫روساس االو اررتي ‪ ,‬لكن هذا الوقوف الميدي بين الدولتين مع االنحياز الى ممكلة او اررتو جعل‬
‫االشوريين بقيادة ملكهم سرجون االشوري ( ‪805 -822‬ق‪.‬م) يقومون بحمالت عسكرية ضد هؤالء‬
‫الميديون ‪ ,‬لذلك فقد نالهم شيئا كثير من هذه الحمالت وقد ادى هذا الوضع الى قيام القبائل الميدية‬
‫‪28‬‬
‫ببعض المحاوالت التي كانت ترمي الى التوحد السياسي والعسكري‬
‫من جهة اخرى فان تواصل الحمالت االشورية وباالخص حملة الملك سرجون الثاني ضد ممكلة‬
‫‪25‬‬
‫‪,‬‬ ‫او اررتو كان من شأنها اضعاف قوة هذه المملكة ‪ ,‬اذ لم تعد قادرة على مواجهة دولة اشور‬
‫‪28‬‬
‫‪ ,‬التي هدمت اركان مملكة او اررتو واصبحت اشور في‬ ‫وخصوصا بعد حملة سرجون الثامنة‬
‫المواجهة مع االقوام االخرى بالمنطقة ‪.‬‬
‫هذه العوامل بتجمعها اخذت على عاتقها تدريجيا بناء كيان مستقل للميديين وتوحيد قوتهم السياسية‬
‫وتوحيد القبائل االيرانية االخرى ‪ ,‬وقد قام بهذا الدور التاسيسي الزعيم الميدي دياكو الموالي لالو اررتيين‬
‫والمعادي لدولة اشور ‪ .‬وقد ايقن اال شوريون ان القبائل الميدية بعد توحيدها مع القبائل االيرانية االخرى‬
‫واصبحوا قوة ال يستهان بها في المناطق الشرقية لبالد اشور ‪ .‬وقد اطلقت االخبار االشورية على‬
‫عاصمة الميديين الجديدة ( اكبتانا = ملتقى الطرق او مكان التجمع ) لقب بيت دياكو وذلك لما وصف‬
‫به هذا الملك من القوة التي اثرت في االشوريين ‪. 28‬‬
‫ان عمل دياكو على تكوين دولة مستقلة للميديين اخذ بالتنامي تدريجيا حتى بلغ االمر ان قام الملك‬
‫االشوري سرجون الثاني باستهدافهم ضمن خطته بالقضاء على الخارجين على السلطان االشوري في‬
‫منطقة الشمال والشمال الغربي ‪ ,27‬لذلك نراه يجتاح المدن الميدية ويحطم الحلف الذي قام بين مملكة‬
‫او ارراتو والميديين ويلقي القبض غلى الزعيم دياكو ونفيه مع اسرته الى ( حماة ) في سوريا عام ‪8 5‬‬
‫ق‪.‬م ‪. 2‬‬

‫‪09‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫وعلى الرغم من حمال ت وحروب الملك االشوري سرجون الكثيرة اال ان بالد ميديا كانت تمثل‬
‫الميدان االكثر عرضا لهذه الحمالت الحربية وذلك الن تمردات عديدة قد حصلت في تلك المناطق ‪.‬‬
‫وخالل او بعد عهد دياكو بقليل نقل الملك سرجون االشوري سكان من مدينة السامرة في فلسطين‬
‫ووزعهم في ارجاء المدن الميدية ضمن سياسة التهجير االشورية للبلدان والمناطقة الثائرة ‪ ,‬وان سقوط‬
‫المدن الميدية بيد سرجون قد تزامـن مع مع قضائه على مملكـة أسرائيل واسقاط عاصمتهـا السامـرة سنة‬
‫‪ 82‬ق‪.‬م ‪. 30‬‬
‫ثانيا ا ‪ :‬عصر االزدهار‬
‫ان نهاية الملك دياكو لم تجعل من الميديين والقبائل االيرانية االخرى متفرقين مرة اخرى ‪ ,‬اذ يبدو‬
‫انهم قد ألِفوا حكم عائلة دياكو لذا فقد اعقبة بالحكم ابنه خشاتريتا ‪ kas- ta – ri – ta‬او فراورتيس‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬واقدم ذكر لهذا الملك نجده في كتابات الملك االخميني دا ار‬ ‫‪ Phraorts‬كما يسميه هيردوتس‬
‫‪32‬‬
‫‪ .‬وقد ابتدأ هذا الملك اعماله بالسير على انهج اباه في توحيد القبائل‬ ‫االول في مدينة بهستون‬
‫الميدية وخلق جبهة قوية لصد الهجمات االشورية ‪ .‬اما من جهة الشرق فليس هناك مايذكر عن تحرك‬
‫‪33‬‬
‫الميديون تجاه الشرق سيما وان السجالت االشورية لم تذكر اقوما اخرى غير الميديين في جهة الشرق‬
‫لقد بلغ هذا الملك من القوة مبلغاً جعله يوحد تحت حكمه معظم القبائل الميدية فضال عن حلفائهم‬
‫‪38‬‬
‫؛ وقد ساعده على ذلك خمول الحمالت العسكرية االشورية على هذه‬ ‫من الكيمريين واالسكيثيين‬
‫المناطق وتراخي الضغط االشوري على بالد ايران عموما ‪ ,‬فضال عن فقدان سلطة القانون االشوري‬
‫على المناطق الشرقية خصوصا في عهد الملك االشوري سنحاريب ( ‪ 87 – 808‬ق ‪ .‬م) الـذي‬
‫كان منشغال عسكريـا عـن هـذه المنـاطق بسبب التحركات المعارضة لالشوريين التي اثارتها كل وبالد‬
‫عيالم وحتى اجزاء من سـوريـا القديمة ‪. 35‬‬
‫استمر تعاظم النفوذ الميدي واالقوام المتحالفة معهم في المناطق الشرقية لبالد اشور ‪ ,‬سيما وان قوة‬
‫‪38‬‬
‫نتيجة‬ ‫ممكلة او اررتو قد ضعفت كثي ار خصوصا في زمن ملكها روساس االول( ‪ 8 8 833‬ق‪.‬م)‬
‫للحمالت العسكرية المتواصلة في زمن سرجون االشوري ‪ .‬لذا فان خشاتريتا استفاد من االوضاع عموما‬
‫واخذ يضم اليه المدن الواحدة تلو االخرى ‪ ,‬وكانت اجراءاته هذه تنال دعما من القبائل االيرانية االخرى‬
‫وباالخص الفرس الذيـن استقروا في نهاية القرن الثامن ق ‪.‬م في الجهات الجنوبية الشرقية من بالد‬
‫ايران ‪. 38‬‬

‫‪00‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫بالمقابل فقد احست الدولة االشورية بخطر هذه االقوام المتنامية وادركت عدم قدرتها في ذلك‬
‫الوقت على مواجهتها عسكريا ‪ ,‬السيما وان االشوريين كانوا منشغلين بالحروب والفتن التي اخذت تمزق‬
‫جسد االمبراطورية االشورية في الغرب والجنوب منها ؛ ونتيجة لذلك فقد تم نوع من االتفاق والتحالف‬
‫بين الدولة االشورية وبعض االمراء الميديين كما جاء ذلك في المعاهدة السياسية التي ابرمها الملك‬
‫‪ 88‬ق ‪.‬م ) قبل وفاته بثالث سنـوات وهـذه المعـاهدة وقعت مع االميـر الميدي‬ ‫أسرحدون ( ‪– 870‬‬
‫رماتايـا ‪ Ramataya‬حاكـم اقليم اوركازابانو ‪ Urkazabanu‬التابع للدولة الميدية وقد حضر هذا االمير‬
‫اولياء للعهد لعرش الدولة االشورية وهما ( اشوربانيبال ‪ ,‬شمش‬
‫ً‬ ‫الميدي مراسيم تنصيب اوالد اسرحدون‬
‫شم أوكن ) ‪. 37‬‬
‫تم ابرام هذه المعاهدة في فترة اشراف ( نابو بيل اوصر) محافظ مدينة دور شروكيـ ـن ( خرسباد‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحالية) والمشرف على احتفالت رأس السنة في بالد اشور وقد وافق ذلك مايس سنة ‪ 882‬ق‪.‬م‬
‫ومما جاء في نص المعاهدة ( الصورة االصلية للمعاهدة في الملحق ) ‪:‬‬
‫" عندما يموت اسرحدون ملك بالد اشور جلسون اشور بانيبال ولي العهد على العرش الملكي‬
‫وسيمارس الملكية والسيادة عليكم وستقدمون له الحماية في الريف والمدينة وتقاتلون من اجله حتى‬
‫الموت ‪ ...‬وال تكونوا اعداء له وال تنصبون ايا من اخوته االكبر او االصغر مكانه ‪ ...‬واذا مات‬
‫اسرحدون ملك بالد ا شور واوالده قاصرون فساعدوا اشور بانيبال ولي العهد على اخذ العرش وساعدوا‬
‫‪ .‬كما‬ ‫‪80‬‬
‫ِ‬
‫المساو له شمش شم اوكن ولي العهد على بالد بابل ‪ ,‬على عرش بابـ ـل "‬ ‫في تنصيب اخاه‬
‫ضمت المعاهدة اضافة اللعنات الدينية االشورية في حال عدم التزام االمير الميدي او كل من اعترف‬
‫بنص المعاهدة ‪ ,‬وهذه اللعنات كانت تنصب من االله ننورتا إله الحرب في الديانة العراقية القديمة‬
‫‪8‬‬
‫‪ ,‬ويبدو ان هذا راجع الى امتهان االشوريين‬ ‫والذي وصف في نص المعاهدة بانه زعيم االلهه‬
‫للحروب وتفوقهم بفن الحرب على باقي الشعوب آنذاك‬
‫لقد طغى الغرور على الملك الميدي خشاتريتا حتى جعله يج أر على اتخاذه ق ار اًر بالهجوم على نينوى‬
‫‪82‬‬
‫مستغالً االوضاع المتردية للدولة االشورية‪ ,‬وقد كان هذا عمالً فاشال ومتسرعًا (كما سنـ ـرى الحقا)‬
‫الن الملك اسرحدون والدولة االشورية بصورة عامة قادرة على التعامل مع مثل هذه الظروف بما تمكله‬
‫‪83‬‬
‫‪ .‬وتدريجيا اخذت العالقات االشورية الميدية تسوء ‪,‬‬ ‫من خبرة عسكرية في ميادين القتال والحروب‬
‫وقد اشارت الى هذا الوضع بعض االستفسارات التي اطلقها منجمو وكهنة االله شمش ( الشمس )‬

‫‪05‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫بتوجيه من اسرحدون ‪ ,‬الذي حاول ان يستفهم من خالل شمش عن امكانية قيام الدول الخاضعة له‬
‫‪88‬‬
‫ويحدد الملك‬ ‫وهم الميديون والكميريون والمانيون بالهجوم على بالد اشور وتحديداً العاصمة نينوى‬
‫اسرحدون سؤاله الم رفوع الى شمش عن احتمال قيام الملك الميدي خشاتريتا وزعيم آخر دعي(‬
‫‪85‬‬
‫؛ ثم‬ ‫ماميتروشو ‪ ) Mamitirushu‬بارسالهم الرسل وجمع الحشود وتنظيم حرب ضد االشوريين‬
‫يسال الملك اسرحدون شمش مرة أخرى حول ارساله للجيش االشوري لمالقاة الحشود الميدية الكميرية‬
‫‪88‬‬
‫‪ ,‬وهل ان الجيش االشوري سيصمد اما اعدائه أم انه سينهزم لمجرد رؤيته‬ ‫وباقي القبائل االيرانية‬
‫‪88‬‬
‫‪ .‬ويبدو ان استفسارات اسرحدون هذه تدل على مدى تعاظم قلقه وتشير‬ ‫الجيوش البربرية المتحالفة‬
‫‪87‬‬
‫‪.‬‬ ‫الى ان االمبراطورية االشورية كانت على حافة التدهور واالنحالل‬
‫قام الملك اسرحدون بالتحالف مع االقوام االسكيثية التي كانت سابقـا تتحالف مع الميديين ويبدو ان‬
‫اسرحدون قد مناها ببعض االمتيازات في المناطق الشمالية والشرقية ‪ ,‬لذلك فقـد تكـون تحالف آشوري –‬
‫‪8‬‬
‫‪.‬‬ ‫أسكيثي وبني على المصلحـة المتبادلة التـي تقـع للجـانبين‬
‫استغل االسكيثيون الهجوم الميدي الفاشل على نينوى والذي كان سببا في ارباك االوضاع الداخلية‬
‫للميديين االمر الذي جعل هؤالء االسكيثيون يهجمون على بالد مادي واحتاللها وبقيت تحت سيطرتهم‬
‫وسلطة حكمهم خال الفنرة ( ‪ 825 – 853‬ق‪.‬م) ‪ ,‬بعدها توجه االسكيثيون الى الغرب فعاثوا في‬
‫االقاليم التابعة لبالد اشور ونشر فيها الدمار وكان ذلك بمساعدة اقوام بربرية اخرى وهم الكميريين ‪. 50‬‬
‫ان الحركة الخاطئة التي قام بها الملك الميدي خشاتريتا بمحاولته لغزو نينوى ادت الى خضوعه‬
‫تحت الحكم االسكيثي حتى وفاته ‪ ,‬وكان من شانها ايضا تدمير بالد مادي وتفكك االقوام االيرانية‬
‫‪5‬‬
‫‪ .‬هذه‬ ‫التي كانت تتحالف معهم وتوحدها مع بعضها ضد الميديين ولصالح االشوريين احياناً‬
‫التجمعات الخالية من الميدية استطاعت ان تحتل مدن اسيا الصغرى وبعض اجزاء من شمال سوريا‬
‫القديمة ‪. 52‬‬
‫ا‬
‫ثالثا ‪:‬عصر القوة والتوسع ‪:‬‬
‫بقي الميديون تحت وطأة الحكم االسكيثي مدة ‪ 27‬عام وكان الملك خشاتريتا قد اخلف ابنه هوفاك‬
‫شت ار ‪Hovak satra‬حسب ما ذكر بالمصادر االيرانية القديمة ‪ ,‬أو أوماكيشتا ‪Ummak ishta‬‬
‫بالمصادر البابلية‪ ,‬اال ان التسمية االكثر شيوعا هي ما ذكره المؤرخ هيرودوتس(كي أخسار ‪)kyaxars‬‬
‫واعتقد ان االسم االخير هو لقب للملوك االيرانيين قديما أخذ يعرف في العصور الساسانية باسم كسرى‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫اخذ كي اخسار على عاتقه التخلص من التبعية االسكيثية وقام بتحويل نوع العالقة بينهما فبدال من‬
‫‪53‬‬
‫‪ ,‬ويروي هيرودوتس عن كي‬ ‫كونه خاضعا اصبح حليفا للملك االسكيثي بروتوثياس ‪Protothyas‬‬
‫اخسار كيف انه دعا زعماء القبائل االسكيثية وحلفائهم من الكميريون وبقية الزعماء االيرانيون الى‬
‫وليمة في قصره في العاصمة الميدية أكبتانا ولما احتمعوا عنده واكثروا في الشراب ‪ ,‬أمر بقتلهم جميعا‬
‫فتشتت بذلك جموعهم وزال خطرهم ‪ ,‬ورجع الميديون بزعامة ملكهم الجديد كي اخسار اسياد البالد‬
‫الشرقية واالقوام االيرانية مرة اخرى ‪. 58‬‬
‫عمل كي اخسار على اعادة تنظيم الجيش الميدي وادخل فنون جديدة على صنوفه مثل رماة السهام‬
‫وفرق المشاة المنتظمة فضال عن تشكيل فرق جديدة شملت سالح الفرسان وفرق الرماح وادخال‬
‫العربات التي ركب في عجالتها المناجل ‪ ,‬بحيث اصبحت هذه العجالت جزءاً من الموروث الشعبي‬
‫‪55‬‬
‫في ايران القديمة ومادة مهمة في الحكايات البطولية في االساطير االيرانية لمدة مائة عام فيما بعد‬
‫وي بدو ان كي اخسار في هذا التغيير قد اخذ الكثير من االسكيثيين الذين تمتعوا باساليب حربية متطورة‬
‫في ذلك الوفت بالمقارنة مع القبائل االيرانية االخرى ‪ .‬ويبدو ان هذا هو احد االسباب التي مكنت‬
‫للميديين من اسقاط الدولة االشورية بعد تحالفها مع الكلديين كما سنرى الحقا وبعد ان نظم كي اخسار‬
‫احوال الدولة الميدية من الداخل ‪ ,‬أخذ يوجه انظاره الى التوسع الخارجي وباالخص نحو بالد آشور ؛‬
‫وفي هذا الوقت كانت مملكة او اررتو قد اضمحلت بسبب الحروب التي انهكتها مع بالد آشور ‪,‬ذال فان‬
‫الميديين قد ورثوا اراضيها واخذوا يتوسعون منها نحو بالد اشور ‪ .‬ويذكر المؤرخ ديودورس الصقلي ان‬
‫‪58‬‬
‫الزعيم الكلدي البابلي ( بيلينيس = نبوبوالصر ) هو الذي شجع كي أخسار بالهجوم على بالد آشور‬
‫‪ ,‬وهذا امر واقع الن الزعيم البابلي نبوبوالصر قد توجه من جنوب بالد بابل (الى مدينة نفــَر ( نيبور )‬
‫وأخرج الحامية االشورية منها عام ‪ 828‬ق‪.‬م اي في نهاية حكم الملك اشور بانيبال االشوري ومجيء‬
‫الملك اشور اطل ايالني ‪. 58‬‬
‫في سنة ‪ 8 8‬ق‪ .‬م تحرك الميديون باتجاه قلب بالد اشور وفي طريقهم استطاعوا ان يسقطوا مدينة‬
‫‪57‬‬
‫‪ ,‬والتي تعد مرك ازً ادارياً مهمًا في الشمال ‪ .‬بعدها توجه الملك الميدي كي اخسار الى‬ ‫تربيصو‬
‫مدينة آشور ‪ ,‬العاصمة القديمة لالشوريين ‪ ,‬اال انه لم يتمكن منها في بادئ االمر بسبب وقوف‬
‫‪5‬‬
‫‪ .‬لكنه في عام ‪ 8 5‬ق ‪.‬م استأنف الهجـوم على مدينة اشور مرة اخرى‬ ‫االسكيثيين بوجهه‬
‫وحاصـرها وهدم اسوارهـا وقتل الكثيرين منها وحمل االسرى الى بالد مادي ‪. 80‬‬

‫‪05‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫( ‪– 828‬‬ ‫ويـالحظ مـن النصوص الملكيـة للمـلك نبوبوالصر ‪ ,‬المـلك الكلدي االول‬
‫‪ 805‬ق‪.‬م ) ان هذا الملك لم يشترك بالهجوم على بـالد اشور اال انـه اسرع لاللتحاق بالملك الميدي‬
‫المرتبط معه بتحالف خرج بموجبه نبو بوالصر من تبعية االشوريين ‪ ,‬ومع ذلك فان الملك البابلي نبو‬
‫بوالصر وصل متأخ اًر آلشور وعقد اتفاق جديد تم بموجبه ايضا تزويج نبوخذنصر ابن نبوبوالصر من‬
‫حفيدة الملك الم ـ ــيدي ( أميتس ‪.8 )Amytas‬‬
‫وفي الواقع ان الملك الميدي كي اخسار اراد ان يكون فتح مدينة اشور وما ينجم عنه لصالح‬
‫الميديين فقط ‪ ,‬اال ان الطرفين الميدي البابلي دخال في حلف سياسي بمصالح متبادلة ‪ ,‬فكان اول‬
‫‪82‬‬
‫وهي‬ ‫هجوم مشترك وناجح بين الكلدانيين والبابليين موجه نحو مدينة دور شروكين ( خرسباد )‬
‫المدينة المقدسة عند االشوريين ‪.‬‬
‫في السنة الرابعة عشر من حكم نبوبوالصر اي في عام ‪ 8 2‬ق‪.‬م امر هذا الملك بالتقدم الى مكان‬
‫‪83‬‬
‫‪ ,‬اال ان المكان يحتمل ان يكون نينوى حيث عقد‬ ‫يصعب معرفته بالنسبة للنص بسبب التلف‬
‫الطرفان البابلي نيو يوالصر والميدي كي أخسار معاهدة ثانية وكووا حلفاً ‪ .‬وقد اشارت الوثيقة البابلية‬
‫الى الملك الميدي ب ـ ( ملك االومان ماندا ) وهذه الكلمة تعني باللغة االكدية الجموع الغفيرة ‪ ,‬ويرى‬
‫بعض الباحثين ان هذا اللقب كان المقصود منه الزعماء االسكيثيين وبقية القبائل االيرانية وحتى‬
‫‪88‬‬
‫؛ اال ان المعلومات االكثر دقة تشير الى ان‬ ‫الفارسيـة ( المتنامية) التـي شاكت بالهجوم على نينوى‬
‫الهجوم على نينوى اقتصر على عنصرين متحالفين هما الميديون والبابليون وباالستناد الى اسس لغوية‬
‫يكاد يتفق معظم الباحثين على تطابق لقب االومان ماندا ألسم الملك الميـ ـدي كي اخسار ‪. 85‬‬
‫عبر التحالف الميدي البابلي نهر دجلة سوية حيث تقع مدينة نينوى وعسكرت الجيوش امامها مدة‬
‫ثالثة اشهر ‪ ,‬وبعد ان دافع االشوريون عن مدينتهم عمد المهاجمون الى فتح نهر الخوصر وهو احد‬
‫روافد دجلة وصب فيضانه نحو المدينة ‪ ,‬وكان لذلك اثر بالغ في فتح الثغرات التي ساعدت الجيوش‬
‫الميدية البابلية على الدخول الى العاصمة نينوى مقتل ملكها سين شار اوشكن ونهب المدينة في شهر‬
‫آب سنة ‪. 88 8 2‬‬
‫بعد ذلك انسحب الملك الميدي كي اخسار وجيوشه وكان ذلك في الثاني عشر من أيلول للسنة‬
‫نفسها ؛ اما نبوبوالصر فقد تعقب فلول الجيش االشوري المنهزم الذي تزعمه أمير اشوري يدعى‬
‫آشورأوبلط في مدينة حران االشورية ‪ ,‬وقد طلب االخير مساعدة الفرعون المصـ ـري نيخو( ‪– 8 2‬‬

‫‪04‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫‪ 5 5‬ق‪.‬م) ‪ ,‬اال ان ذلك لم ينجح امام الدبلوماسية البابلية التي حركت مملكة يهوذا لصد الجيش‬
‫‪88‬‬
‫ال عن مساندة جيوش االوامن ماندا للجيش البابلي والتي استطاعت ان تنهي‬
‫؛ فض ً‬ ‫المصري المساند‬
‫التحالف االشوري المصري في معركة قرقميش سنة‪ 8 0‬ق‪.‬م وانهاء الوجود االشوري السياسي‬
‫لالشوريين في منطقة الشرق االدنى القديم بشكل نهائي ‪. 87‬‬
‫ان انتهاء مهمة كي اخسار في اسقاط الدولة االشورية جعله يتوجه في طموحه وتوسعاته الى تخوم‬
‫اسيا الصغرى ‪ ,‬ومن المرجح تاريخيا ان ممكلة او اررتو قد سقطت وتفككت في وقت مقارب لسقوط‬
‫االشوريين ‪ ,‬لذا فقد استغل كي اخسار الفراغ السياسي في جهة الشمال الغربي وتوجه نحو مملكة (‬
‫‪8‬‬
‫‪ .‬فدخل‬ ‫ليديا ) التي كانت من اهم الدول التي تمتعت بمركز تجاري وموقع إستراتيجي مهم‬
‫الميديون والليديون في صراع عسكري عنيف وبقي الليديون بقيادة ملكهم ( إلياتس ‪)Alyaates‬‬
‫ينازعون الميديين االقوياء بقيادة ملكهم كي اخسار ‪ ,‬وقد استمرت الحروب بينهم مدة خمس سنوات ولم‬
‫يحقق أي من الطرفين نتيجة حاسمة ‪. 80‬‬
‫‪8‬‬
‫‪,‬حيث حدث في هذ المعركة‬ ‫وفي سنة ‪ 575‬ق‪.‬م حدثت معركة سميت بمعركة الخسوف‬
‫خسوف للقمر فزع منه الجيشان المتحاربان واعتقدا بانه نذير شؤم لهما من السماء ؛ فوقعا معاهدة‬
‫للصلح أبرمت بعد ان ِ‬
‫شرب كل من الملكين جرعة من دم اآلخر ‪ .82‬وكان من بنود هذه المعاهدة ان‬
‫‪83‬‬
‫‪ .‬وقد وطدت هذه‬ ‫جعلوا نهر الخاليس ‪ Halys‬حداً فاصال بين حدود المملكتين الميدية والليدية‬
‫المعاهدة بزواج ابن الملك الميدي المدعو( استياجز ‪ )Astyages‬من ( أرينيس ‪ )Arenes‬ابنة ملك‬
‫‪88‬‬
‫‪ .‬وبذلك غدت الدولة الميدية واحدة من االمبراطوريات االربعة التي تقاسمت فيما بينها‬ ‫بالد ليديا‬
‫زعامة الشرق االدنى القديم وهي الدولة البابلية والدولة المصرية والدولة الميدية والدولة الليدية ( ينظر‬
‫ملحق الخرائط) ‪.‬‬
‫ا‬
‫رابعا ‪ :‬عصر السقوط والتبعية‬
‫بعد وفاة الملك الميدي كي اخسار ورث حكم االمبراطورية الميدية ابنه الملك استياجز ‪Astyages‬‬
‫كما يذكره هيرودتس ‪ ,‬وهي لفظة مشتقة من الكلمة اليونانية ( آزيداك ‪ ) Azihidhak‬وهو لقب ملكي‬
‫يوناني بمعنى التنين ؛ اما باللغة االكدية ( اللهجة االشورية ) فيدعى أشتوميكو ‪ Istumego‬وتعني‬
‫الرامي ( رام يالرمح ) ‪ .85‬وهو يعد اخر ملك حكم الدولة الميدية وبنهايته انتقلت السيادة بالد مادي ال‬
‫الحكم الفارسي االخميني ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫وقبل الحديث عن سقوط الدولة الميدية في عهد الملك استياجز نذكر شي شيئاً عن حياته قبل‬
‫توليه العرش الميدي ؛ ففي جياة ابيه كان قد شارك بالحروب الميدية الليدية التي استمرت خمس سنوات‬
‫‪ ,‬واكن هو احد االطراف التي قطفت ثمار المعاهدة التي ابرمت بين الطرفين وذلك بعد ان تزوج من‬
‫االميرة الليدية ( ارينيس ) كما مربنا سابقا ‪ .‬لكن هناك بعض االشارات التاريخية حول هذه المصاهرة‬
‫السياسية ‪ ,‬حيث ان االميرة الليدية ارينيس لم تكن الزوجة االولى للملك الميدي استياجز ‪ ,‬الن االخير‬
‫كانت له بنت تدعى ( مانداني ‪)Mandane‬وكانت متزوجة من احد امراء قبيلة فارس وهو‬
‫(قمبيزاالول) قبل عام ‪ 588‬ق‪.‬م ومن هذا الزواج( قمبيز ‪ +‬مانداني ) ولد الملك الفارسي الشهير كورش‬
‫الكبير( ‪ )Cyrus‬الذي أسقط الدولة الميدية والدولة البابلية فيما بعد ‪ . 88‬ان سقوط الدولة الميدية‬
‫وانحاللها في عهد استياجز راجع الى عدة اسباب ‪ ,‬يذكرها الباحثون بشكل متفرق ‪ ,‬اال انه يمكن ان‬
‫نجمع هذه االسباب في اطارٍ واحد يمكن من خالله معرفة سبب انهيار الدولة الميدية ويمكن عرض‬
‫هذه االسباب بحسب االهمية والتاثير ‪.‬‬
‫فعلى الصعيد االجتماعي تروي االخبار ان الملك الميدي استياجز قد أسرف بالتبذير وحياة الترف‬
‫والبذخ وتبعه بذلك بقية النبالء الميديين ‪ ,‬فأخذ استياجز يستمتع بما ورث من ابيه ‪ .‬قد نسيت االمة‬
‫الميد ية وباالخص النبالء منهم اخالقهم الخشنة واساليبهم الصارمة واصبحت الطبقات العليا اسيرة‬
‫االنماط الحديثة واصبحوا يتنقلون من وليمة الى اخرى ؛ فكان انحطاطهم اسرع من نهض ـتهم ‪. 88‬‬
‫اما من الناحية الساسية فقد واصلت العالقات بين الميديين والبابليين شكلها الطبيعي ‪ ,‬فكما ذكر‬
‫مسبقاً ‪ ,‬ان الطرفين قد تقاسما مناطق غرب اسيا باستثناء مملكة ليديا ‪ ,‬فاصبحت معظم المناطق‬
‫الشرقية للميديين ‪ ,‬بينما كانت بابل وسوريا وفلسطين وعيالم للبابليين الكلديين ‪ .‬ولكن الدولة الكلدية‬
‫تحذرت من الميديين ‪ ,‬لذا فقد قام نبوخذ نصر ابن نبوبوالصر ببناء التحصينات الدفاعية في الحدود‬
‫الميدية ‪ ,‬ويبدو ان هذه االجنراءات الدفاعية قد اعطت مفعولها نسبياً حيث هاجم الميديون مدينة حران‬
‫في عهد الملك البابلي نبونائيد ( ‪ 53 -558‬ق‪.‬م) اخر ملوك الدولة البابلية الكلدانية و وخربوا معبد‬
‫القمر فيها ( سين ) ‪ ,‬االمر الذي جعل نبونائيد يتحالف مع الفرس الذين مثلوا القوة الجديدة المناوئة‬
‫للميديين ‪ , 87‬ال سيما وان حران كانت تعد من اهم المدن لنبونائيد وذلك لوجود عبادة القمر فيها الذي‬
‫‪.‬‬ ‫حظى بقدسية من قبل نبونائيد وامه التي كانت كاهنة عليا لمعبد القمر (سين )‬
‫من جانب اخر نجد هناك ن ازع حصل بين الملك استياجز واحد قادته المقربين المدعو هرباكوس (‬
‫‪ )Herpakos‬وهذا النزاع يذكره المؤرخ هيرودتس بقصة ذات حبكة اسطورية شرقية ‪ ,‬مفادها ان الملك‬
‫استياجز الميدي حلم ذات ليلة بان ابنته مانداي وزوجها الفارسي قمبيز سيرزقان بولد تكون له الكلمة‬
‫والسيادة العليا على بالد ميديا وفارس ‪ ,‬وقد اعتبر هذا الحلم نذير شؤم عليه ‪ ,‬لذا فقد امر استياجز‬

‫‪53‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫قائده هرباكوس ان يأخذ الطفل ويقتله ‪ .‬اال ان القائد رق قلبه الى هذا الصغير واعطاه الى احد‬
‫رعاةالماشية وزوجته ليربيانه س ارً ؛ وبعد عشرة سنوات كبر هذا الطفل ( كورش ‪ )cyrus‬وبدأ يشك‬
‫الملك استياجز فيه فسأل قائده هرباكوس عن مصير الطفل الذي اعطاه اياه فأجابه انه لم يقتله ‪,‬‬
‫فاستشاظ غضبا واجبره على أكل ابنه ( ابن هرباكوس)‪ .‬اما كورش فقد ذهب الى ابويـ ـه في فارس ‪. 8‬‬
‫في الواقع ان هذه القصة فيها شي من الدراما التأليفية ‪ ,‬اذ ان هناك شبه كبير بين هذه الرواية‬
‫وبين مسرحية الكاتب االغريقي سوفوكليس ‪808 – 8 5 ( sophocles‬ق‪.‬م ) التي تحمل عنوان‬
‫(أوديب ملكا ) ‪ ,‬وربما ان هيرودوتس اراد ان يجعل هناك سبباً داخليا من اسباب ضعف الدولة‬
‫الميدية ‪ .‬بالمقابل اضفاء نوع من االسطورة القصصية على شخصية الملك الفارسي كورش الذي اصبح‬
‫فيما بعد سيد منطقة الشرق االدنى القديم ‪ .‬عموماً فان هرباكوس انضم بوالئه الى كورش الثاني (‬
‫الكبير) الذي كان حاكما لوالي ـة ( أنشان ‪ )Anzan‬الفارسية ذات االصول والعادات العيالمية القديمة‬
‫‪70‬‬
‫والتابعة للميديين في عهد قوتهم وتوسعهم آنذاك‬
‫اج تمعت االسباب فيما بينها وعقد كورش الثاني تحالفا مع الملك البابلي نبونائيد (‪- 558‬‬
‫‪53‬ق‪.‬م) الذي كان يرغب في ايجاد قوة مضادة للخطر الميدي المهدد لبالد بابل باستمرار ‪ ,‬وكان هذا‬
‫التحالف موجهًا ضد استياجز ‪ . 7‬ولما سمع االخير بهذا التحالف قرر استدعاء كورش للوقوف على‬
‫حقيقة االمر اال انه رفض الحضور فارسل له استياجز جيشاً ميدياً بقيادة هرباكوس لمهاجمته ‪, 72‬‬
‫وما ان التقى الجيشان حتى انظم القائد الميدي هرباكوس الى صفوف الجيش الفارسي وتوجهوا‬
‫مجتمعين نحو العاصمة الميدية أكبتانا ‪ . 73‬فجمع استياجز جيشاً آخر قاده بنفسه لمالقاة قوات كورش‬
‫الفارسي وهرباكوس الخارج عن سلطته ودارت معركة بين الجانبين كان النصر فيها حليفا للجييش‬
‫الفارسي بقيادة كورش الكبير ‪ 78‬؛ اذ لم تستطع جموع الميدين المترفه من الصمود امام خشونة الفالحين‬
‫الفرس والمتطلعين نحو السيطرة على امالك الدولة الميدية ‪ .‬وبالفعل فقد دخل الفرس االخمينيون العاصمة‬
‫الميدية اكبتانا وأسقطوها ووقع الملك استياجز اسي ارً بيد كورش الثاني الكبيرالذي اتخذ من مدينة اكبتانا‬
‫عاصمة لدولته الجديدة‪ ,75‬وكان ذلك في عام ‪ 550‬ق‪.‬م‪ .‬وقد ورد ذكر بعض احداث هذا الصراع في وثيقة‬
‫‪78‬‬
‫‪ .‬واصبحت الدولة االخمينية الفارسية بقيادة ملكها‬ ‫االخبار البابلية الخاصة بعصر الملك البابلي نبونائيد‬
‫كورش الكبير سيدة بالد ميديا ‪ ,‬ومنطقة الشرق االدنى القديم فيما بعد‪. 78‬‬

‫‪55‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫اهلوامش‬

‫‪ -‬هاري ساكز‪ :‬قوة اشور‪ .‬ترجمة عامر سليمان ‪ .‬المجمع العلمي ‪( .‬بغداد – ‪ ) 111‬ص‪1‬‬
‫‪ -‬طه باقر واخرون ‪ :‬تاريخ ايران القديم ‪ ( .‬بغداد ‪ , ) 191‬ص ‪. 73‬‬
‫‪ - 7‬م‪.‬ن‪ .‬والصفحة ‪.‬‬
‫‪Jona Lendering: Ancient Persia , MEDIA.1. Article in www.livius.org‬‬
‫‪ -‬سامي سعيد االحمد ‪ ,‬رضا جواد الهاشمي ‪ :‬تاريخ الشرق االدنى القديم ( ايران واالناضول) ‪ .‬بغداد – ب ت ‪ .‬ص‪97‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -‬هاري ساكز ‪ :‬قوة اشور ‪ ,‬ص‬
‫‪ - 3‬طه باقر واخرون ‪ :‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪79‬‬
‫‪ - 9‬حول هذه النصوص ينظر – ‪D.D.Luckenbill :Ancient records of Assyria and Babylonia ,Chicago‬‬
‫‪1926 . VOL.2.‬‬
‫‪ -1‬طه باقر واخرون ‪ :‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 79‬‬
‫‪,‬ص‪. 711‬‬ ‫‪,) 1‬‬ ‫‪ - 1‬طه باقر ‪ :‬مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ‪ (,‬بغداد –‬
‫‪Jone lendering : media . 1. -‬‬
‫‪ -‬للتفصيل عن مملكة اورارتو ينظر ‪Vahan M. Kurkjian: A History of Armenia. Armenian General ,‬‬
‫‪Benevolent Union of America‬‬
‫‪1958. P.37‬‬
‫‪D. D. lucknbill: ancient records. V.2, P.84. - 7‬‬
‫‪Ibid,p.84 -‬‬
‫‪Ibid, p. 85.‬‬
‫‪R.Chirshman: Iran from the earliest time to the Islamic conquest. Translates frome French .‬‬
‫‪by Margard Mumrankin ,( London – 1977 ) p. 94 .‬‬
‫‪ 3‬طه واخرون‪ :‬المصدر السابق ص‪. 79‬‬
‫‪D.D. lucenbi : op.cit. p.85 . 9‬‬
‫‪Halloran , Joan. a : Sumerian lexicon. Letter ( u). www.sumerian.org . 1‬‬
‫‪. 1‬احمد امين سليم ‪ :‬دراسات في تاريخ الشرق االدنى ‪ .‬دار النهضة العربية( بيروت – ‪ , ) 191‬ص ‪. 1‬‬
‫‪Herodotus : the history of Herodotus . translated by Harry Carter ( London – 1962) book .‬‬
‫‪1. Chapter 10.1.‬‬
‫‪Ibid . 1. 96 – 101.‬‬
‫‪ 31 – 3‬ق‪.‬م ز رسالة ماجستير غير منشورة ‪ .‬جامعة بغداد كلية االداب‬ ‫‪ . 7‬علي قاسم محمد ‪ :‬سرجون االشوري‬
‫‪ . 197‬ص ‪. 97‬‬
‫‪ .‬سامي سعيداالحمد ‪,‬رضا جواد الهاشمي‪ :‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪. 91‬‬

‫‪51‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫‪.‬علي قاسم محمد ‪ :‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪. 97‬‬


‫‪ 3‬ق‪.‬م )‬ ‫(‬ ‫‪ .‬سميت هذه الحملة بالثامنة النها حدثت في السنة الثامنة من حكم الملك سرجون االشوري‬
‫وكانت موجهة الى بالد اورارتو والممالك المساندة لها ‪ .‬محمود االمين ‪ :‬تعليقات تاريخية على جملة سرجون الثامنة ‪.‬‬
‫ومابعدها ‪.‬‬ ‫مجلة سومر ‪,‬المجلد الخامس ‪ , 1 1 ,‬ص‬
‫‪ . 3‬طه باقر واخرون ‪ :‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 71‬‬
‫م ن والصفحة ‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪ . 1‬محمود االمين ‪ :‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪. 7‬‬
‫‪ .‬ومما جاء في هذا السفر ان اسم الملك االشوري الذي دخل م\دينة السامرة عاصمة‬ ‫‪ . 71‬سفر الملوك الثاني ‪: 3‬‬
‫‪ 3‬ق‪.‬م) في حين ان الثابت تاريخيا ان خليفته الملك سرجون‬ ‫مملكة اسرائيل هو الملك شلمنصر الخامس ( ‪– 3 3‬‬
‫االشوري هو من اكمل الحصار ودخل السامرة فعلياً ‪ .‬هاري ساكز ‪ :‬عظمة بابل ‪ .‬ترجمة عامر سليمان ‪ ,‬جامعة الموصل (‬
‫الموصل – ‪ , ) 11‬ص ‪. 7‬‬
‫‪Herodotus : 1. 102 . 7‬‬
‫‪ . 7‬نقش بهستون ‪ :‬هي عبارة عن كتابات للملك الفاسي دا ار االول نقشت على صخرة كبيرة في منطقة بهستون او‬
‫باكستون باللغة الفارسيةالقديمة وتعني ( بيت االلهة ) ؛ هذه الكتابات جاءت مدونة بثالث لغات هي البابلية والعيالمية‬
‫والفهلوية ‪ ,‬تحدثت عن انتصارات الملك دا ار االول على الثورات التي ظهرت في عهدة ‪ .‬ا النقش كان المفتاح االول لحل‬
‫رموز الكتابة المسمارية ومعرفة اللغة البابلية واالشورية فيما بعد ‪.‬‬
‫‪Khodad Rezakhani : Medes, the First (Western) Iranian . Kingdom :Article in( CAIS ), The 77‬‬
‫‪Circle of Ancient Iranian Studies. www.saic-soas.com.‬‬
‫‪ .7‬الكميريون واالسكيثيون ‪ :‬قبائل هندو اوربية هاجرت عبر القوقاز في القرن الثامن قبل الميالد وقد اطلق على‬
‫االسكيثيين في المصادر االشورية اسم أشكوزايا وبالتوراى اسم اشكيناز‪ .‬اما الكميريين فسموا باسم كميراي ؛ وقد احدثت‬
‫هذه القبائل اضطرابات واسعة في المنطق الغربية لبالد اشور ولعبت دو ار متقلباً في االحداث السياسية بين القوى‬
‫ز طه باقر واخرون ‪ :‬المصدر السابق ‪ ,‬ص ‪1‬‬ ‫المتصارعة في تلك المنطقة ‪ .‬هاري ساكز عظمة بابل ‪ ,‬ص‬
‫‪ . 7‬طالب منعم حبيب الشمري‪ :‬سنحاريب سيرته ومنجزاته ( ‪ 9 – 31‬ق‪.‬م) رسالة ماجستير غير منشورة ‪ .‬جامعة‬
‫بغداد كلية االداب – ‪ , 19‬ص ‪. 719‬‬
‫‪Vahan M. Kurkjian :op.cit . P.45- 46 .7‬‬
‫‪ .73‬سامي سعيد االحمد ‪ ,‬رضا جواد الهاشمي ‪ :‬المصدر السابق ‪ ,‬ص‪. 91‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ . 79‬سامي سعيد االحمد ‪ :‬العراق في القرن السابع قبل الميالد‪ .‬منشورات بيت الحكمة( بغداد – ‪ , ) 111‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .71‬م ‪.‬ن ص ‪ 3‬هامش رقم ‪9‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ . 1‬هاري ساكز ‪ :‬عظمة بابل ‪ ,‬ص ‪3‬‬
‫‪Mario liverani : medes at Esrhaddon's court( JCS) journal of cuneiform studies. .‬‬
‫‪(1995)VOL.47 . P.57 – P62.‬‬

‫‪59‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫‪ .‬االحمد والهاشمي ص ‪99‬‬


‫‪ . 7‬حول العقيدة العسكرية االشورية ينظر يوسف خلف عبد اهلل ‪ :‬الجيش والسالح في العصر االشوري الحديث ‪ .‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة ‪ ,‬جامعة بغداد ‪ ,‬كلية االداب ‪ . 133-‬فوزي رشيد ‪ :‬الجيش والسالح ‪.‬ضمن موسوعة حضارة‬
‫وما بعدها‬ ‫العراق ( بغداد – ‪ ) 19‬ج ‪ ,‬ص‬
‫‪I.starr: Queries to the sungod . Divination and political in sargonid Assyria. state archives .‬‬
‫‪of ssyria ,( Helsinki – 1990)vol.IV. NO.43- 45 .‬‬
‫‪Ibid NO.48-51.‬‬
‫‪Ibid NO.60 .‬‬
‫‪Ibid. NO.62 . 3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ . 9‬سامي سعيد االحمد‪ :‬العراق في القرن ‪ 3‬ق‪.‬م‪ ,‬ص‬
‫‪ . 1‬طه باقر واخرون‪ :‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪. 1‬‬
‫‪ . 1‬م‪.‬ن والصفحة‬
‫‪Khodad Rezakhani : Medes. .‬‬
‫‪Mario liverani: op.cit , p.60 .‬‬
‫‪Khodad Rezakhani : Medes . 7‬‬
‫‪Herodotus : 1.106 .‬‬
‫‪Khodad Rezakhani : Medes .‬‬
‫‪ .‬هاري ساكز ‪ :‬عظمة بابل‪ ,‬ص‬
‫‪.‬‬ ‫‪ . 3‬طه باقر مقدمة في تاريخ الحضارات‪ .‬ج ‪,‬ص‪1‬‬
‫‪ . 9‬تربيصو‪ :‬من المدن الملكية االشورية المهمة تقع اطاللها في المنطقة الواقعة في الطريق بين جامعة الموصل الحالية‬
‫وبين نينوى وقد تمتعت هذه المدينة باهمية دينية عند االشوريين كما هو الحال بالنسبة الى مدينة نفر ( نيبور ) عند‬
‫السومريين والبابليين ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ . 1‬طه واخرون‪ :‬المصدر السابق‪ ,‬ص‬
‫‪ . 1‬سامي سعيد االحمد‪ ,‬جمال محمد رشيد ‪ :‬تاريخ الشرق القديم ‪ .‬جامعة بغداد – ب ت ‪ .‬ص ‪. 731‬‬
‫‪ .‬حياة ابراهيم محمد ‪ :‬نبوخذ نصرالثاني‪ .‬رسالة ماجستير كلية االداب ‪ ,‬جامعة بغداد – ‪ , 19‬ص‪. 7‬‬
‫‪ .‬دور شروكين‪ :‬وتعرف اليوم باسم خرسباد ‪ ,‬بناها الملك سرجون االشوري واتخذها عاصمة للدولة االشوريه في عهده‬
‫‪ 31 -3‬ق‪.‬م‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ . 7‬حياة ابراهيم محمد ‪ :‬المصدر السابق‪ ,‬ص‬
‫‪ .‬رياض عبد الرحمن الدوري ‪ :‬اشور بانيبال رسالة ماجستير غير منشورة ‪ ,‬كلية االداب ‪ ,‬جامعة بغداد – ‪, 19‬‬
‫‪.‬‬ ‫ص‬

‫‪50‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫الهوامش ‪.‬‬ ‫‪ .‬للتفصيل يظر حياة ابراهيم محمد‪:‬المصدر السابق‪ ,‬ص‬


‫‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ .‬رياض عبد الرحمن الدوري ‪ :‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪-‬ص‪7‬‬
‫‪ . 3‬سامي سعيد االحمد رضا الهاشمي‪ :‬المصدر السابق‪ ,‬ص ‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ . 9‬هاري سا كز ‪ :‬قوة آشور ‪ ,‬ص‬
‫‪ . 1‬سامي سعيداالحمد ‪ ,‬رضا جواد الهاشمي ‪ :‬المصدر السابق‪ ,‬ص ‪. 1‬‬
‫‪ .31‬م‪.‬ن‪ .‬والصفحة‬
‫‪ .3‬جورج رو ‪ :‬العراق القديم ‪ .‬ترجمة حسين علوان حسين ‪.‬مراجعة د‪ .‬فاضل عبد الواحد علي دار الحرية ( بغداد –‬
‫‪ , ) 19‬ص ‪1‬‬
‫‪Herodotus : 1.74 .3‬‬
‫‪ .37‬الهاليس ‪ :‬من اكبر انهار اسيا الصغرى يبلغ طوله ‪ 11‬ميل يجري في وسط االناضول ويصب في البحر االسود ‪,‬‬
‫ويسمى اليوم قزل ايرمق أي النهر االحمر ‪ ,‬ويعد حد فاصال بين جهتي اسيا الصعرى الشرقية و الغربية ‪ .‬ينظر ‪ ,‬زينفون ‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫حملة العشرة االف فارس ‪ ,‬ترجمة يعقوب افرام منصور ‪,‬الموصل – ‪ . 19‬ص‬
‫‪T.F.G.Braun : The Greek in the near east . in (CAH) Cambridge.1982 VOL.3 , P.23. . 3‬‬
‫‪Khodad Rezakhani : Medes . 3‬‬
‫‪John lenderning: Ancient Persia , ASTYAGES . Article in www.livius.org . . 3‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ) 1‬مجلد ‪ ,‬ج‬ ‫‪ . 33‬ول ديورانت ‪ :‬قصة الحضارة ‪ .‬الشرق االدنى ؛ لجنة التاليف والنشر ( القارهرة ‪-‬‬
‫ص ‪. 1‬‬
‫‪ . 39‬سامي سعيد االحمد‪ ,‬رضا جواد الهاشمي ‪ :‬المصدر السابق‪ ,‬ص‪. 17‬‬
‫‪Herodotus : 1. 107 . 31‬‬
‫‪Muhammad A Dandamayev :Harpagos , article in( CAIS) . .91‬‬
‫‪Phyllis ackrman : MEDIA. In encyclopedia iranica (EI) Vol.11( New York -1964) p.488. .9‬‬
‫‪Herodotus :1. 123 . 9‬‬
‫‪ .97‬طه باقر ‪ :‬مقدمة في تاريخ الحضارات ‪ .‬ج ‪ ,‬ص ‪. 1‬‬
‫‪.R.Ghrishman: Iran. P.124 . 9‬‬
‫‪Ibid. p.126 . 9‬‬
‫‪A.Leo.Oppenhaeim:Text from accession year of Nabonidus to the fall of Babylonia. In .9‬‬
‫‪ANET ( Newjersy-1966 ) P.305‬‬
‫‪ . 93‬ول ديورانت ‪ :‬قصة الحضارة ‪.‬م ‪.‬ج ‪ .‬ص ‪. 1‬‬

‫‪55‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫ملحق الخرائط‬

‫المصدر‪http://commons.wikimedia.org/wiki/Atlas_of_Iran /‬‬

‫‪55‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫‪55‬‬
‫مجلة دراسات ايرانية‬ ‫العدد(‪)31‬‬

‫نسخة من معاهدة الملك اسرحدون مع االمير الميدي راماتايا‬

‫‪54‬‬

You might also like