Professional Documents
Culture Documents
الواجهة
الواجهة
مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في ميدان اللغة واألدب العربي مسار :علـــوم اللـــغة العربـــية.
2322- 2321هـ
أ
المقدمة:
من أهم ما في اإلنسان من قدرات يتميز بها عن الكائنات األخرى دون منازع
هو قدرته على الكالم ،أي التحدث باللغة فالخالق سبحانه وتعالى كرم اإلنسان على
سائر مخلوقاته بالنطق المبين وهيأه لتعلم اللغات البشرية ليكون منسجما مع طبيعته
الحضارات...
وبما أن اللغة نظام من الرموز المتفق عليها ،والتي تمثل المعاني المختلفة
والتي تسير وفق قواعد معينة ،كما أن اللغة أسلوب رمزي للتواصل فإن أي عارض
أو اضطراب يصيب الجهاز العصبي والنطقي ينتج عنه خلل فيها يؤدي بالناطق إلى
مجال اهتمام التربية الخاصة إذ ظهر هذا االهتمام بشكل واضح في بداية الستينات
حيث نال هذا الموضوع اهتمام العديد من أصحاب األنشطة مما أثرى هذا االهتمام
وهنا تكمن أهمية بحثنا المتمحور حول اضطرابات النطق والكالم أو عالقتها
بلغة الطفل كونها العنصر الرئيسي الذي يؤثر على الدراسة العلمية لالتصال اللغوي
ب
وغير اللغوي في مختلف أشكاله العادية والمرضية والتي هي األخرى تؤثر على لغة
الطفل والراشد تأثي ار بليغا فتفقده القدرة على التعبير وتؤدي به إلى الخرس.
تضمنت على دراسة اضطرابات النطق والكالم دون تحديد مرحلة معينة بالنسبة
وهدفنا هو معرفة:
ولقد بنينا ببحثنا على خطة عمادها ثالثة فصول :بدأنها مقدمة ،ثم تعرضنا في
الفصل األول إلى بيان طبيعة اضطرابات الطفولة كما تطرقنا أيضا إلى التعرف على
إضافة إلى ذلك ......بتصنيف اضطرابات التخاطب ،وكذا االضطرابات اللغوية أو
الكالمية ،ثم نسلط الضوء من خالل الصعوبات التي يواجهها الطفل أو األكثر
شيوعا عند األطفال وهي األفيزيا مع أخذ نماذج منها للتوضيح والتعليق عليها.
ج
أما في الفصل الثاني فقمت بدراسة وصفية لصعوبات التعلم والنمو اللغوي
والعوامل المؤثرة فيه بشتى أنواعها ،وكذا قمت بإضافة عنصر هام أيضا ،ال يجب
أن نذكر التعلم إلى وهو معه جنبا لجنب وهو عنصر صعوبات اللغة والوقت ذاته
الفصل الثالث واألخير جاءت دراسته دراسة وصفية تحليلية بينت في العنصر
األول فيها وجهان نظر في صعوبات التعلم ،ثم يليه عنصر قياس وتشخيص اللغة
ثم قمت وخلصت إلى عالج اضطرابات الكالم واللغة وكذا الوقاية منها وتقييمها.
وعلى ضوء العناصر السابقة قمت باستخالص خاتمة لهذا الموضوع وهو
دراسة اعتمدت فيها على منهج وصفي تحليلي استقرائي حيث كان مرجعي إلى كتب
متخصصة في النطق ،والنمو اللغوي وكذا اضطرابات اللغة ،قمت من خاللها بجمع
باألصوات أو النمو اللغوي ألنها متوفرة في الكتب والدوريات والمقاالت ،بل متنافرة
مما تطلب وقتا وجهدا لجمعها ،فضال على نقص الحاالت من األطفال المعرضين
الضطرابات النطق والكالم ونقص المراكز المختصة بهذه الفئة وكذا نقص
األخصائيين األرطفونيين.
الخطة:
البداية ينبغي أن نقرر أن ما يعتبر شذوذا بالنسبة للراشد الكبير يعد سلوكا طبيعيا
إليك قضية ترويها طفلة في الرابعة على لسان عالم النفس جان بياجيه توضح كيف
يختلف تفكير الطفل عن تفكير الراشد الكبير يقدمان أن هناك طفل صغير ضحك
عندما مات والده ،ولكن بعد دفن والده بكى وأصبح عليهم أن يؤاسوه أو يخففوا عنه
أما أنا فلم أكن في حاجة إلى المؤاساة ألنني بنت كبيرة ،وبعد ذلك أصبح هذا الولد
أبا ،أصبح أبا على حين فجأة دون أي إنذار ولكن لم يعرف أنه أصبح أبا ،لقد كان
نائما في فراشه وكان صغي ار وهو نائم على يد أمه ،وفي الصباح قالت له
أمه »:أصبح فراشك صغي ار جدا عليك ،لقد كانت رجالك طويلتين جدا وسمينتين لقد
أصبح كبي ار في كل جسمه ،لقد أصبح أي فجأة أثناء الليل ألن والدته قد أعطته
ملعقة مملوءة بالبطاطس ،وبعد ذلك كان له أخت صغيرة أصبحت أما أيضا فجأة
هذه الفتاة صاحبة هذه القصة فتاة سوية تماما وحسنة التكيف مع ذلك فإن قصتها لم
تزد عن كونها خيالية أو وهمية ،وتتضمن كل أنواع السحر والغرابة أو الشذوذ ،إن
تفكيرها قد يطابق تماما تفكير الشخص الذهاني أي المريض بالذهان العقلي أي
المرض العقلي.
وليس هذا النمط قاص ار على أطفال األربعة المواسم فاألطفال األكبر سنا
المناسبات.
فيما يتعلق بردود الفعل االنفعالية لدى الطفل ،فإنها تختلف أيضا عن نظرائها عند
الكبار ،فالطفل قد يضطرب من خبرات ال تزعج الراشد الكبير ،وعلى سبيل المثال:
االنفصال عن األم والذهاب لمكان غريب لإلشراف عليهم ،ولقد الحظ علماء النفس
األطفال الذين تم وضعهم مؤقتا في دور الحضانة والحظوا أن خبرة االنفصال هذه
1
ماذا يحدث عند نقل الطفل لدار الحضانة؟
وفي البداية يبدي الطفل معارضة عنيفة ،وفي بعض الحاالت قد يبكي
لساعات طويلة ،وال تستطيع الممرضة مهما بلغت مهارتها أن تواسيه ويظهر
وبعد فترة من االنفصال يتوقف الطفل عن البكاء لفقدانه األمل في الحصول على
أمه ،ولكنه قد يعود إلى البكاء المتقطع وقد ينسحب أو ينطوي ويميل إلى السلبية
وبانفصال الطفل عن أمه واستم ارره لوحده يقل انزعاجه ،ويبدأ في قبول انتباه
الممرضة ،وقد يقبل ويبتسم ويلعب وعندما يعود الطفل إلى أمه بعد تجربة االنفصال
من بين المشاكل األولية قضية عالج األطفال نفسيا هي أن األطفال ال
يطلبون أنفسهم العالج ،ولكن الكبار سواء أكانوا المعلمين أو اآلباء أو األخصائي
إلى المستشفيات العقلية رغم إرادتهم قد يستطيعون رفض تلقي المعالجة ،ولكن هل
لألطفال مثل هذا الحق؟ 1وهل كنا أن نخضع الطفل لبعض المعالجات المتطرفة
كالصدمات الكهربائية؟
هناك فريق من العلماء ،تقترح خضوع األطفال للمعالجة الكهربائية ،وهناك بعض
الحاالت التي لم تتجاوز من العمر تسعة سنوات ومع ذلك أجرى لهم عمليات جراحية
دماغية لعالج النشاط الزائد وحتى بعد تطبيق هذه األنماط من المعالجات يبقى على
الطبيب النفسي أن يعيد الطفل إلى حالة التكيف ،إذ المعروف أن األطفال يفكرون
ويتصلون بطريقة تختلف عن طرائق الكبار في التفكير واالتصال ولو إلى حد ما
فالمعالج الذي يطلب من المريض الصغير أن يستلقي فوق أريكة التحليل ،وأن يترك
العنان ألفكاره ومشاعره لكي تفيض أو تتداعى مثل هذا المعالج ال يحتمل أن يحقق
نجاحا كبي ار ولذلك من القواعد األساسية في عالج األطفال أن يتمكن المعالج من
أما بالنسبة لألحداث الجانحين فهم يميلون إلى الجمود والبرود أكثر من المرضى
الكبار ،ولذلك يتعين على المعالج أن يمنح األطفال تأييدا أو تعضيدا أكثر ،وأن
يتعاطف واياهم أكثر مما يفعل مع الكبار وقد يحتضن أو يعانق المعالج الطفل
الصغير ،كذلك فإننا ال نحكم على سلوك األطفال المرضى أو المعوقين بمعايير
ونتيجة لذلك على المعالج أن يكون أكثر تسامحا مع السلوك العدواني المضطرب في
المرضى الصغار ،بمعنى أن يتوقع منهم درجة أكبر من العدوان وعلى سبيل المثال
فإن طبيب الكبار يصبح يقظا إذا أخذ مريضه الراشد في القذف باألشياء ورميها وفي
إتالف قطع األثاث ولكنه ال يندهش كثي ار إذا أتى طفل صغير بمثل هذا العنف بل
أو تفريغه أو التنفيس عنه من خالل توفير بعض اللعب 1وليرى لكي يمارس الطفل
عدوانه عليها كبديل من أجل تطهير ذاته ولقد ابتكر علماء النفس كثي ار من المناهج
لعالج األطفال ومن ذلك العالج األسري وكان االتجاه التحليلي أو الدينامي من أوائل
المناهج التي استخدمت لعالج اضطرابات األطفال ،وان كان فرويد* نفسه حصر
جل عمله في المرضى الكبار ،ولكن ابنته آنا فرويد Anna Freidكانت من
الرائدات في مجال العالج التحليلي عن طريق اللعب لألطفال ذلك المنهج الذي
قصور الفرد أو عدم قدرته على استقبال وارسال ومعالجة وفهم مفاهيم أو رموز اللغة
االضطرابات الخفيف إلى الشديد ،وقد تصاحب إعاقات أخرى سلوكية كحاالت
تصاحب اإلعاقات اإلدارية أو حاالت الذهان كذهان كورساكوف ،... 1أو الذهان
التواصل عن أقرانه بصورة دالة أو ملحوظة بحيث يؤثر هذا على نموه العاطفي أو
وباستقراء الكتابات العديدة في هذا المجال نجد عدم اتفاق عام على تصنيف
قاطع الضطرابات التخاطب ،إال أن دراستنا المالية سيعتمد على تصنيف رابطة
1
أ /اضطرابات الكالم :Speech disorders
أو اختالل غير معتاد في سرعة الحديث وايقاعه باإلضافة إلى بعض المظاهر
اضطرابات الصوت :وهي تتصل بعيوب في طبقة الصوت ،ومداه ،والرفيق والمدة
وجودة الصوت.
وهي تشمل االختالالت التي تصيب القدرة على فهم استخدام لغة الحديث أو
الكتابة أو كليهما مؤث ار بذلك على مكونات منظومة اللغة سواء كان ذلك في الجانب
الجانب البرجماتي.
وتأسيسا على هذه المحاور الرئيسية في تصنيف رابطة الكالم واللغة والسمع
المجال فإننا سنعرض لمعظم اضطرابات التخاطب الشائعة والتي يمكن تصنيفها
اضطربات اللغة
ا بشكل أكثر تحليلية في شكل ( ،)40إال أننا سنركز في تناولنا على
في الفصل القادم لما لها من أسس وجذور ينورو سيكولوجية ،أما في الفصل الحالي
فسنعرض سريعا كافة أنواع االضطرابات بشكل نقدي أكثر منه سردي ،مع تناول
ألهم المق والت الخاطئة ،والتسميات الشائعة البعيدة عن التعبيرات العلمية ،تلك التي
يجب أن تسود بين أخصائي التخاطب ،والعاملين في مجال سيكولوجية اللغة بوجه
عام.
13
اضطرابات التخاطب
اضطرابات تعلم اللغة اضطرابات استقبالية اضطرابات تعبيرية اضطرابات طالقة اضطرابات صوت اضطرابات
(األفونيا الديسفونيا) نطق
عصبية نفسية
(ديسارثيا) (لجاجة وقلق كالم) ديزالليا زالليا
جزئية كلية
أيكوالليا -أنوميا.
ديسلكسيا
-أفازيا بروكا. -كابا كزم.
ديسجرافيا في مدي
أفازيا فيرنيك -جاماكزم.
أجنوزيا بصرية -أبراكيسا اللغة. في الحدة
-أفازيا عبر قشرية حريكة -رونتاكزم.
أجنوزيا سمعية أفازيا عبر قشرية حسية في الشدة
-سيجماتزم.
اضطرابات في طبقة الصوت
يولد الطفل وهو خلو من كل معرفة ولكنه مهيأ الكتساب المهارات التي تجعل
منه كائنا اجتماعيا A/Social Being 1ففي مرحلة الرضاعة فيرفض الطفل الطعام
كنوع من رد الفعل المضاد لآلباء ،والتدريب على التواليت أو قضاء الحاجة يمثل
هذه الحرب بين الطفل واآلباء كذلك يرفض األطفال بعد ذلك كعلم التحكم الذاتي أو
الذهاب للمدرسة يرفض بعض األطفال تعمل القراءة ،على الرغم من امتالكهم الذكاء
الضروري لذلك.
وفي حالة تعرض الطفل لعبض االضطرابات االنفعالية يكون رفض الطفل
تعلم ما يلح اآلباء عليه لتعلمه هو السالح الذي يستخدمه لمواجهة تناقضات الكبار
والشك أن اضطرابات الكالم واللغة المقروءة والمكتوبة تفوق نمو الطفل بل ونمو
الكبير أيضا.
هناك بعض األطفال الذين يرفضون الكالم ويصابون بما يعرف باسم الخرس
أو البكم النفسي Mutisonالذين ربما يستمر لمدة شهور أو أعوام كاملة ولهذا
الذين بدوا في أول األمر كما لو كانوا ذهانيين Psychatiesولكنهم بعد أن تناولوا
بالنسبة لألطفال الذين تعلموا الكالم في السن المناسبة ربما تجعلهم الخبرات
واذا وضع اآلباء ضغطا Pressureعلى الطفل لكي يتكلم بوضوح ودون نقص،
فإن الطفل المضغوط أصال ربما يعاني من اللجلجلة أو اللكنة أو التمتمة أو اللثغة
وفي الوقت الحاضر بنظير علماء النفس إلى هذه االضطرابات على أنها اضطرابات
وظيفية Functionalوال يبحثون لها كما كان في الماضي ،عن أسباب عصبية
إلى طفل يميني Right handedيحدث اضطرابا في سيطرة أحد جانبي المخ
معظم هذه التحويالت ال تؤدي ،بحد ذاتها إلى االضطراب الكالمي فإنه يفترض أن
الطريقة التي يقوم اآلباء فيها بتحويل الطفل هي المسؤولية عن حدوث االضطراب
من عدمه ،وفي كثير من حاالت اللجلجة ال يوجد دليل على حدوث اضطراب في
كلمة» أفيزيا« اصطالح يوناني األصل يتضمن مجموعة العيوب التي تتصل بفقد
القدرة على التعبير بالكالم ،أو الكتابة ،أو عدم القدرة على فهم معنى الكلمات
المنطوق بها أو إيجاد األسماء لبعض األشياء والمرئيات أو مراعاة القواعد النحوية
التي تستعمل في الحديث أو الكتابة ،ولقد اصطلح على إطالق لفظ األفيزيا على هذه
األعراض المرضية الكالمية رغم التفاوت بينها في المظهر الخارجي ،ورغم هذا
التفاوت فهناك عامل مشترك يربط بينهما ،ينحصر في أن مصدر العلة في كل منها
يتصل بالجهاز العصبي المركزي ،ويرجع االختالف في ظهور إحداها دون اآلخر
في مصاب دون اآلخر إلى نوع أو موضوع اإلصابة من هذا الجهاز ويرجع الفضل
في اكتشاف هذا النوع من العيوب اآلفيزية إلى الجراح بروكا Brocaوالعالم ورنيك
17
عدم القدرة على التسمية األشياء والمرئيات التي تقع في مجاز إدراكه ،والحبسة
االسمية حيث يسيء المريض استخدام األسماء ويعجز عن فهم معنى الكلمات
تدمير في المخ ،فهي فقدان القدرة على االتصال بالرموز وبعضها يعرقل الكالم
أيضا وبعضها اآلخر يعقل التعبير عن األخطار بالرموز ،فالمريض يعجز عن
الكتابة والكالم ،وتشمل األفيزيا اضطراب في وظائف الكالم ناتج من فساد من لحاء
المخ ،ومنها الحركية أي عدم القدرة على استعمال الكالم أو الحسية أي عدم القدرة
على فهم الكالم ،فهي تشير إلى عدم القدرة على استخدام الكلمات أو فهم الكالم.
أعراضها:
يجب التعرف عليها بصفة دقيقة من خالل عدة مستويات وعلى هذا األساس يتوقف
تشخيص أنواع مختلفة من الحبسة وبالتالي التعرف على مكان اإلصابات المؤدية
إلى هذا االضطراب وهكذا علينا دراسة أشكال متعددة للسلوك اللغوي ويمكن ذكره أو
1
حصره فيما يلي:
إما أن يكون باتجاه التقليل ،بحيث يكون هذا المجرى بطيئا يتميز بتوقفات
عديدة أو العكس باتجاه سريع حيث يتميز بالسرعة ،وهو صعب التوقف ،فالمصاب
ينطلق في الكالم مباشرة دون أي منبه خارجي مما يصعب توقيفهن وهذا ما نالحظه
تظهر في شكل فقر كلي لإلنتاج اللغوي ،وهذا التقليل يمكن أن يظهر في
شكل تدريجي أو بصفة مباشرة ،وفي حالة االسترجاع أو وجود إنتاج لغوي فإنه يكون
-1األرطفونيا (علم اضطرابات اللغة والكالم والتصويت) ،أ.محمد حولة ،دار هومة للطباعة
والنشر والتوزيع ،الجزائر ،7001 ،ص.15
19
-3القولبية:
الخطابية ،وتظهر بصفة آلية في كل حالة اتصال شفوي ،وهذا السلوك اللغوي قد
يكون كلمة موجودة أو غير موجودة في القاموس اللغوي وقد تكون عبارة عن مقطع
أو جملة يمكن أن تختفي بعد أسابيع أو أشهر ،كما يمكنها البقاء عدة سنوات ،ويرى
جاكسون أن هذه الصفة تكون مرتبطة بحالة المصاب باالضطرابات اللغوية والفكرية
1
في الوقت الذي حدثت فيه اإلصابة.
-4الخرس الحبسي:
يتمثل في عدم وجود كلي لإلنتاج اللغوي وتظهر هذه الظاهرة في أنواع
األفازيا التي تظهر فجأة ألسباب وعائية أو كصدمات وليكون هذا الخرس في عض
-5نقص الكلمة:
المتحدث ،فال يجد الكلمات التي يريد استعمالها وبالتالي يلجأ إلى استعمال كلمات
شائعة ،كما يتميز الكالم التلقائي بترددات ويظهر هذا خاصة في اختبارات تسمية
الصور.
-6المثابرة:
هي صيغة آلية يستعملها المصاب في حالة التعب اإلرهاق ويمكن أن تظهر
-7إصابة النغمة:
على خالف الكالم اإلرادي فإنه بإمكان الحبسي ترديد واعادة نص الخطاب
مثل قراءة القرآن في الصالة ،وهذا حسب ما يراه جاكبسون الذي يرى بأن الحبسي
هناك إصابة للغة اإلرادية أو المقترحة بصفة أكثر من اللغة اآللية ،العفوية
االنفعالية.
أ /تحوالت صوتية :تتمثل في أخطاء على مستوى المقاطع الصوتية المكونة لكلمة
فتتعرض للحذف ،التبديل ،القلب ،وهي راجعة إلى خلل على مستوى الجهاز الفمي
الصوتي مثال :م تصبح ب أو كلمة خبز تنطق خزب ،فهنا المشكل يكون على
ب /تحوالت نطقية :تتمثل في تبديل كلمة بكلمة أخرى وهي بدروها تنقسم إلى
قسمين:
ب -1تحوالت نطقية داللية :هي عبارة عن تبديل الكلمة المنتظرة بكلمة أخرى
تشترك معها في الداللة أي المعنى مثل نطق المصاب "الملعقة" بدال من "الفرشاة".
ب -2تحوالت نطقية شكلية :تتمثل في تبديل الكلمة بكلمة أخرى تشبهها في الشكل
هنا يقوم المصاب بإنتاج عبارات غير مطابقة لقواعد نحوية ،ومميزات الخطأ
النحوي هو تقليل وتبسيط البنيات التركيبية وهذا ما يتجلى في غياب أدوات الربط
وفي استعمال األفعال دون صرف ،وفيما يخص الخطأ التركيبي يكون السرد الشفوي
نماذج من األفيزيا:
بروكا ،فرنك ،بيبر فري ،هنري ،.....جاكبسون ،جولد تشين ،رسل برمن ،كرنشلي
1
وغيرهم.
-1في علم النفس :أمراض الكالم ،د.مصطفى فهمي ،دار مصر للطباعة ،ط ،1ص.17
22
-1أفيزيا حركية:
يرجع الفضل إلى اكتشاف هذا النوع من العيوب اآلفيزية إلى الجرح المشهور
بروكا ،Brocaإذ وجد في أحد مرضاه الذين يعانون احتباسا في كالمهم ،خلال في
الجزء الخارجي من التلفيف الجبهي الثالث بالمخ والقريب من مراكز الحركة ألعضاء
الجهاز الكالمي ،ولقد كانت على مريض بروكا السابقة اإلشارة إليها ،مقصورة على
فقدان التعبير الحركي الكالمي ،دون وجود أية ظاهرة كالمية مرضية أخرى ،ومنذ
ذلك الوقت أطلق على هذا النوع من العيوب الكالمية الذي اكتشفه بروكا االصطالح
2
تحدد ماك كفري ( )2003عدة أعراض وخصائص ألفليزيا بروكا هي:
ب /ال يتكلم المريض إال قليال مع عدم طالقة وفقدان الكالم للتنغيم.
و /يصاحب األفيزيا الحركية حالة األنوميا Anomiaوالتي تشمل عدم القدرة على
-2أفيزيا حسية:
كان من نتائج األبحاث التشريحية الدماغية التي قام بها "فريك "Wernake
أن توصل إلى بعض التصورات التي ساعدته على افتراض وجود مركز سمعي
كالمي يقع في الفص الصدغي من الدماغ ،وكان من نتيجة هذا االفتراض أن
تصور أن حدوث أي خلل في هذا الجزء بسبب إتالف الخاليا التي تساعد على
تكوين الصور السمعية للكلمات ،وتنتج عن هذا اإلتالف ظاهرة مرضية كالمية
الحسية ،والمصاب بهذه القلة يفقد القدرة على تمييز األصوات المسموعة واعطائها
داللتها اللغوية بمعنى أنه يسمع الحرف كصوت ،إال أنه تتعذر عليه ترجمة مدلول
الصوت الحادث وينتج عن ذلك أن يبدل الحرف بحرف آخر (وخاصة الحروف
وهنا يصبح الكالم غامضا ،متداخال ،غير مفهوم ،ألن نطق الطفل يختلف عن
1
النماذج الكالمية العادية المألوفة.
2
( ،Temple )3991:94وماك كفري فيما يلي:
و /رطانة الكالم بحيث يخرج طليق واضح لكنه غير مفهوم للسامع.
ح /صعوبة فهم الكالم الذي يحوي تراكيب نحوية أو جمل مركبة.
وعليه فإن كالم مريض أفيزيا فرنك أكثر طالقة من كالم مريض أفيزيا بروكا ،ولكن
ذلك أيضا يتوقف على حجم اإلصابة المخية ،إذ يمكن أن يتراوح كالم مريض أفيزيا
فرنك بين أن يحتوي على قليل من الغرابة إلى انعدام المعنى كلية منه ،وبالرغم من
أن معدل إنتاج الكالم وانسيابيته يبدو أن للسامع أنهما طبيعيين إال أن الكالم قد ال
يحتوي على أي تراكيب طبيعية ،وقد تتكون في أغلبيتها من رطانة لها تنغمات اللغة
1
العادية وتبدو سلسة وطبيعية رغم أنها غير ذلك.
-3أفيزيا كلية:
كالمه (أفيزيا حركية) واضطرابا في قدرته على فهم مدلول الكلمات المنطوقة أو
المكتوبة (أفيزيا حسية) باإلضافة إلى عجز جزئي في الكتابة ،وقد وجد أن هذه
أ /اإلصابة بجلطة دموية ،ويتسبب عنها انسداد الشريان الذي يعتري الصماء المعنى
الباطني ،والذي تتجمع فيه األلياف الواردة من المراكز العليا للحركة بالفص الجبهي
ب /اإلصابة بنزف مخي ،وينتج عن النزف حرمان المنطقة عن إمدادها الدموي كما
ينتج عنه سيالن الدماء في المخ فيحدث تورم وضغط على بعض األلياف واألنسجة.
-4أفيزيا نسيانية:
إن المصاب في هذه الحاالت يكون غير قادر على تسمية األشياء والمرئيات
التي تقع في مجال إدراكه بمعنى أننا إذا أشرنا إلى شيء وطلبنا منه تسميته ،نجد
أ /في الحاالت الشديدة يلوذ المصاب بالصمت يتعذر عليه إيجاد االسم المناسب
للمسمى.
ب /في الحاالت الخفيفة يستطيع المصاب إيجاد أسماء األشياء المألوفة لديه بينما
يعجز عن ذكر األسماء غير المألوفة ،ومن األمثلة التي توضح هذا العيب ،أن
الفاحص يعرض على المفحوص شيئا مما سبقت له خبرة به ،ويطلب منه أن يذكر
اسمه ،فيؤكد المفحوص معرفته السم ذلك الشيء غير أنه ال يذكره اآلن ،ثم تكرر
عملية العرض عدة مرات ،ورغم ذلك ال يستطيع المصاب تسمية الشيء المعروض
وأخي ار يهرب المفحوص من هذا العجز الظاهر ،ويلجأ إلى ذكر الغرض الذي
يستعمل فيه الشيء ،بدال من ذكر اسمه ،من األمثلة التي أذكرها في هذا الصدد
أنني عرضت على مفحوص (منظا ار) فأخذ يفكر ويطيل التفكير ويؤكد أنه يعرف
االسم ،وأخي ار أخذ يشير بيديه إلى عينيه إشارة تفيد الغرض من استعمال المنظار.
27
على التعبير بالكتابة ،وتكون هذه الظاهرة المرضية مصحوبة عادة بشلل من الذراع
اليمنى ،إال أنه بالرغم من سالمة الذراع اليسرى ،فإن المصاب يتعذر عليه أن يكتب
بها ،وترجع العلة في هذه الحاالت إلى وجود إصابة أو تلف في مركز حركة اليدين
وهناك بجانب النوع السابق من هذا النوع من العيوب (األفيزية) ،نوع آخر
ويتميز هذا العيب بخصائص معينة من أهمها عدم التنظيم عند التعبير بالكلمات
على الورق ،لدرجة أن يحيل للن اظر لما يكتبه المريض من كلمات ،على أنها كتبت
وعيناه مغلقتان ،ويأخذ عند التنظيم والترتيب السابق اإلشارة إليه مظاهر وأشكال
1
متنوعة ،نذكر منها على سبيل المثال ما يلي:
1
يجب أال نتحدث عن حالة كهذه إال إذا اجتمع الشرطان التاليان:
ويمكن وصفها نظريا ابتداء من السنة الثالثة ،السن التي تتكون اللغة عادة،
وبمقابل ذلك فإن الحد األعلى للعمر الذي ال يمكن بعد التحدث عن حبسة لدى الولد
هو موضوع نقاش ،ويصبح من هدف اللغة بعد السنة العاشرة االهتمام بالحديث
والنكرة أكثر من احتمالها باكتساب تعابير جديدة لكي تصبح لغة الناضجين في
-إنها تذكر استنادا إلى ما يقوله هيكاين وآجوريا غيرا ،بحبسة األعسر ،الشك
ويتوصل غرتمان ،الذي قام بأول عمل قيم في هذا الموضوع سنة 1942إلى األمور
التالية:
-سرعة التعويض.
ويوافق بزاتكو لونيكر سنة 1950على وجهات النظر هذه لكن اللغة المكتوبة هي
ويوجب علينا من هنا مقارنة بين اللغة لدى الطفل ذو النمو الطبيعي والطفل
(المضطرب والعادي) إال أن الطفل المضطرب لغويا يصل إلى المعالم النمائية في
أعمار متأخرة.
وهناك نوع آخر من اضطرابات اللغة هي التأخر اللغوي وهذا سوف يوضح
الحقا.
فالقدرة على استعمال اللغة واتباع قواعدها تزداد مع التقدم في العمر ،كما
ويكتسب األطفال اللغة في مراحل عمرية مختلفة فالطفل العادي تنمو لديه اللغة
تقريبا في نفس السلسلة النمائية خالل 18شه ار األول من الحياة ،كما وتكتسب
المهارات بشكل طبيعي مواز بعد عمر 40شه ار محققا بذلك متطلبات اللغة الطبيعية
فالجدول السابق يظهر أن األطفال بعد عمر 40شهر يستعملون لغة معقدة إلى حد
ما ،ويبدو الفرق واضحا بين الطفل المضطرب لغويا والعادي إذا قارنا بين االنجازات
التي يحققها كل منهما وفقا للعمر الزمني ،ففي عمر 50شه ار يظهر الطفل
المض طرب لغويا توحيدا ألول كلمتين بينما نظيره الطفل العادي ينتج لغة معقدة ومن
نفس الجدول يمكن مالحظة أن كال الطفلين يختلفان في أنماط أو تسلسل اكتساب
أما الطفل المتأخر لغويا فإنه يكتسب نفس التسلسل مثل أقرانه ويكون بشكل
بطيء والعديد من هؤالء األطفال ال توجد لديهم إعاقات ويحققون ما حققه أقرانهم في
اكتساب اللغة كما أن بعض األطفال يكتسبون اللغة في التسلسل الصحيح ولكن
ببطء ويكون عليهم صعبا إنهاء اكتساب تراكيب اللغة المعقدة فعلى سبيل المثال
العديد من األطفال المتخلفين عقليا لديهم تأخر لغوي إال أن نموهم اللغوي سيبقى
تحت مستوى انجاز أقرانهم العاديين أو ذوي الذكاء الطبيعي والذين يتطورون ضمن
1
المعدالت المتوقعة.
-1اضطرابات الكالم واللغة ،التشخيص والعالج ،د.إبراهيم عبد هللا فرج الزريقات ،ص.574
الخطة:
-4صعوبات اللغة.
المصطلحات الحديثة في مجال التربية الخاصة والذي يتسم نوعا ما بعدم الوضوح
لذلك فهو يتطلب تحديدا دقيقا لكونه يشترك مع فئات أخرى من ذوي االحتياجات
الخاصة بنواتج مشتركة ،فأحيانا يخلطون في التعليم مع المعاقين عقليا ،وأحيانا مع
األفراد ذوي اضطرابات السلوك فضال عن كونها شريحة غير متجانسة من حيث
الصعوبات واألعراض ،إذ أن مظاهر صعوبات التعلم كثيرة ومتنوعة ،وهذه المظاهر
ليست مشتركة لكل فرد ذي صعوبات تعلم ،فقد يكون عند س بعض المظاهر التي
ذكرت لتدل على صعوبات التعلم فقد تصل إلى ( )50مصطلحا أحدها اإلعاقة
اختصاصات متعددة مثل :عالم التربية ،وعالم النفس ،والطبيب ،وعالم التربية
كما أنه ليس سببا واحدا إذ ال يوجد اتفاق بين المهتمين في هذا الجانب على
سبب واحد بعي نه يؤدي إلى صعوبات التعلم بالرغم من أن الكثير من المختصين في
هذا المنحى يذكرون التلف الدماغي هو السبب الرئيسي لصعوبات التعلم ،ولكن
-1صعوبات التعلم ،قحطان أحمد ،دار وائل للطباعة والنشر ،ط ،4002 ،1ص.11
35
بعض الدراسات توصلت إلى أن التخطيط الدماغي لمعظم حاالت صعوبات التعلم
ال يظهر مثل ذلك االضطراب في الموجات الدماغية مما يعني عدم وجود تلف
دماغي ،ودراسات أخرى تشير إلى عدم انتظام الموجات الدماغية مما يعني عدم
وجود تلف دماغي ،ودراسات أخرى تشير إلى عدم انتظام الموجات الدماغية لدى
1
%42من عينة اشتملت على ( )200مفحوص.
لهذا اختلف المختصون في تحديد سبب واحد يؤدي إلى صعوبات التعلم
حيث ذكرت أسباب عديدة منها وراثية وأخرى بيئية وقد يؤكد البعض على الجوانب
الوراثية ،والبعض اآلخر يؤكد على الجانب البيئي ،وبالرغم من هذا االختالف إال أننا
يمكننا القول أنه ال يمكن الفصل بين الجانب الوراثي والجانب البيئي.
إضافة إلى ذلك فإن الخلل ال يكون بوزن واحد فمثال القصور الوظيفي
الدماغي ال يكون بدرجة واحدة ،فقد يعاني طفل من قصور دماغي طفيف من
الصعوبة كشفه حتى في الفحص الطبي ،وهناك من يكون واضحا تماما في الفحص
الطبي ،وال يمكن أن يكون تأثيرهما واحدا في األطفال إذا تساوت جميع المتغيرات
األخرى التي تساهم في تقليل أو تعميق ذلك الخلل ،والمتعلقة بالبيئة األسرية
والمدرسية.
ويمكن القول في هذا الصدد أن الطفل ذا صعوبات التعلم قد يكون عاديا أو
متمي از خارج نطاق صعوبته أو خارج السبب الذي شكل صعوبات محددة ،وليست
صعوبات مطلقة ،ظهر مصطلح صعوبات التعلم في بداية الستينات نتيجة لنقاش
طويل بين المختصين في مجال الطب ومجال علم النفس ومجال التربية ،وكان
كيرك أول من استخدم مصطلح صعوبات التعلم عام ( )1962وأشار كيرك وكلفانت
في كتابهما صعوبات التعلم األكاديمية والنمائية والذي قام بترجمته السرطاوي
والتي توصلت إلى أن هذه الشريحة تشمل مجموعة كبيرة من األطفال الذين
واالنفعالية ،ألن مظاهر صعوبات التعلم قد تشترك مع بعض المظاهر اآلنفة الذكر.
توصلت هذه الجمعية إلى أن مسمى صعوبات التعلم أفضل من استخدام اإلعاقات
األخرى مثل إصابة الدماغ ( )Brain Injuredأو الخلل الوظيفي الدماغي البسيط
)Agraphiaوغيرها من المسميات.
37
إن تصنيف صعوبات التعلم يرتبط بمفهومه ،وسبق أن قلنا أنه ال توجد وجهة
نظر واحدة متفق عليها لمفهوم صعوبات التعلم ،وهذا ما ينسحب على تصنيف
صعوبات التعلم ،وهذا ينسحب على تصنيف صعوبات التعلم أيضا لألسباب اآلتية:
-1إن صعوبات التعلم ليست ذات مظهر واحد وانما عدة مظاهر ،وليس
-3إن أسبابه متعددة ،قسم أكد على األسباب البيئية وآخرون أكدوا على الجوانب
الوراثية.
-4إن المختصين الذين اهتموا بصعوبات التعلم ليسوا فئة واحدة وانما فئات
إن التصنيف التقليدي لصعوبات التعلم والتي تنكره كثير من الكتب هي صعوبات
التي تؤثر في الجوانب األكاديمية كما تتأثر درجتها بمسبباتها وعلى أية حال البد لنا
1
أن نلقي الضوء على هذين التصنيفين:
إن النظرة العلمية والموضوعية لإلنسان بأنه كل متكامل وليس أج ازء متفرقة
لذلك يمكن القول ابتداء بأن أي جانب سوف ال يقتصر أثره في الجانب ذاته وانما
سينعكس على جوانب أخرى ،فالقصور في عمليات التفكير واإلدراك واالنتباه وهي
عمليات على غاية من األهمية ،سيكون لها تأثيرها السلبي في اكتساب اللغة
والمعرفة.
تأثيرها وفق معيار الزمن ألن اإلنسان خاضع للتطور والحياة تتطور ودرجة التطور
تزداد يوما بعد آخر ،وما يحتاجه اإلنسان لعملية التكيف أكثر من أي وقت مضى
لذلك سيكون تأثير هذا القصور في الجوانب اآلنفة الذكر أكثر وسيزداد تأثيرها بتقدم
السنين.
إن العالقة بين اللغة والتفكير عالقة ديناميكية تؤثر إحداهما في األخرى لذلك
فإن القصور في إحداهما سيؤثر في الثاني ،إن الصعوبات النمائية ستقرر بصداها
السلبي على اكتشاف القراءة والكتابة والحساب ،فاالنتباه يرتبط ارتباطا وثيقا بالمثيرات
المثيرات سواء كانت سمعية أو بصرية أو لمسية ،كما تؤثر في ذات الوقت في
بصرية أو سمعية أو سمعية بصرية ،وهي األخرى تؤثر في التحصيل الدراسي ،أما
والغلق والعالقات المكانية ،ومن هنا يمكن القول أن القصور في العمليات النمائية
من صعوبات تعلم ،فهم ال يستطيعون أن يواكبون أقرانهم من حيث تعلمهم وبناء
عالقات اجتماعية بناءة األمر الذي يجعل رؤيتهم إلى أنفسهم قد تختلف عمن هم
وقد يميل الطفل ذو صعوبات التعلم أحيانا إلى االنعزال وعدم االنخراط مع
أقرانه األمر الذي يجعله يكون مفهوما واطئا عن نفسه ،وقد يؤدي ذلك إلى مشاعر
سلبية منها عدم اإلحساس باألمن ،وعدم القدرة على أداء متطلبات الحياة
االجتماعية ،وفي كثير من األحيان يقابل ذلك بنظرة غير سوية ابتداء من األسرة إلى
األفراد في المجتمع المحلي الذي يعيش فيه ،وهذا ما يزيد من األمر سوء.
لذلك يمكن القول أن هؤالء األطفال ذوي صعوبات التعلم قد يبذلون جهدا
أكثر من أقرانهم فهم يكافحون على جبهتين ،جزءا من طاقتهم النفسية والحيوية
تتمركز حول مقاومة توترهم الداخلي ومشكالتهم الشخصية ،وجزء من طاقتهم تتجه
نحو كسب ثقة معلميهم وأقرانهم ،وقد تدفعهم الحياة المدرسية بما فيها من مطالب
اجتماعية ونفسية إلى تكوين فكرة على أنهم أدنى من غيرهم مما يترتب على ذلك
1
ألوانا من الضغوط النفسية واالجتماعية.
هناك عوامل كثيرة يمكن أن تجعل الطفل يتخلف عن أقرانه واذا ما اقترنت
هذه العوامل مع أي سبب من األسباب التي تؤدي إلى صعوبات التعلم فإنما تزيد من
صعوباته وعلى سبيل المثال إذا كان الطفل مصاب بقصور وظيفي دماغي بسيط
فهناك متغيرات سنأتي على ذكرها قد تسهم في زيادة صعوبة أو قد تقلل من
األسرة:
إن لألسرة تأثي ار كبي ار في تنشئة الطفل وخاصة في سنواته األولى ألنها ترسم
المالمح األساسية لما سيكون عليه الطفل مستقبال ،فليس سهال أن يتكيف الطفل
تماما مع هذا العالم المعقد المتغير ،ويكون متكيفا مع نفسه ومع بيئته.
المناخ األسري الذي يعد العنصر األساسي في تكوين شخصية األبناء وتعلمهم
فهناك من األساليب من يعد من تعلم األطفال بشكل سليم ،وما يخلق عندهم
سلوكات شائكة قد تؤثر بشكل أو بآخر في تعلمهم بشكل سوي وخاصة تلك التي
تؤدي إلى القلق والخوف وعدم الشعور باألمن واألمان والعدوانية ،ومن هذه
األساليب:
وتتسم المعاملة وفق هذا األسلوب بأنها قاسية وصارمة فتحمل األطفال مسؤوليات
أكثر من طاقاتهم إذ هي تعتمد األمر والرفض والعقاب والحرمان لذلك يكون الطفل
تابعا ،فاقدا إلرادته ،ويمتثل لما يؤمر به ،أن هذا األمر سيؤدي إلى تحديد وتقييد
األطفال من استغالل قدراتهم الحقيقية األمر الذي يفرز بظالله على تكوين فارق بين
حيث يقدم األب أو األم أو كالهما بالواجبات واألمور التي يفترض أن يقوم بها
الطفل مما تحدد من حريته في تحقيق رغباته ،ويصبح بمرور الزمن تابعا معتمدا
أسلوب اإلهمال:
أن بعض اآلباء قد يهملون أبنائهم بشكل صريح أو مستتر من خالل عدم اكتراثهم
ومن الجدي بالذكر في هذا الصدد أن إهمال األم أشد وطأة على األبناء
واالجتماعية لذلك يمكن القول أن أسلوب اإلهمال من أساليب التربية الخاطئة التي
أسلوب التذبذب:
إن عدم االستقرار في معاملة األبناء وفق منهجية ثابتة قد يخلق عند األبناء القلق
والخوف والتردد فقد يستخدم أولياء األمور وفق منهجية ثابتة وقد يخلق عن األبناء
القلق والخوف والتردد فقد يستخدم أولياء األمور وفق هذا األسلوب الثواب والعقاب
بشكل عشوائي بعيدا عن العلمية والموضوعية فال يعرف اآلباء من يكافأ الطفل
43
حقيقة؟ ومتى يعاقب؟ وقد يتبع كل من األب واألم منهجية مختلفة مع الطفل األمر
أسلوب التفرقة:
قد يتبع اآلباء أسلوب التفرقة من خالل تفضيل أحدهم أو بعضهم على آخرين
ألس باب مختلفة كالجنس ،أو العمر الزمني أو الترتيب الميالدي أو الصحة أو الشكل
الخلقي أو نتيجة لتعدد الزوجات إذ غالبا ما يفصل األزواج أبناء األخيرة وقد يكون
من األب واألم أو كالهما ،فعلى سبيل المثال قد يكون األب سهال لينا مع الولد لكنه
وان ه ذا األسلوب ال يخلق أجواء واحدة لألبناء لتنمية قدراتهم بل يخلق أحيانا
أنات داخلية قد تفرز بشكل غير مقبول أو يؤدي إلى االنسحاب والتذمر ،وقد يخلق
إن التعرف والفهم للعالقة القائمة بين النمو اللغوي والعوامل التي تؤثر في هذا
النمو يتيح ويسهل لنا إمكانية التعرف على هذا النمو تقويما وضبطا وتوجيها ،بل إن
التعرف على هذه العوامل يتيح لنا معرفة األسباب الكامنة وراء اختالف النمو اللغوي
وهناك عدة عوامل تؤثر في النمو اللغوي للطفل يمكن تقسيمها إلى مجموعتين
من العوامل:
يتهيأ الطفل للكالم عندما تكون أعضاء الكالم والمراكز لدى الطفل قد بلغت
فالنضج هو الذين يحدد معدل التقويم ،كما يزداد المحصول اللفظي للطفل
ويعود االرتباط بين العمر والنضج لدى الطفل إلى نضج الجهاز الكالمي
-3كلما تقدم الطفل في العمر يزداد طول الجملة لديه هناك عالقة بين نمو
مهما اختلفت تعريفات الذكاء ،فإن المتفق عليه بين علماء النفس أن مفهوم
وقد أثبتت غالبية الدراسات وجود عالقة بين اللغة والذكاء فاألطفال المتفوقون
وقد أوضحت الدراسات العديدة التي قام بها كثير من العلماء أن األطفال
وهكذا نجد أن البحوث التي درست العالقة بين التطور اللغوي وعامل الذكاء وقد
أكثر من الضعيف.
/3الصحة العامة:
إن الحالة الصحية للطفل تؤثر في عمليات نموه المختلفة فكلما كان الطفل
سليما من الناحية الجسمية كان أكثر نشاطا ومن ثم يكون أكثر قدرة على اكتساب
اللغة ،كما وجد أن الطفل األفضل صحة يمتلك في سن معينة الطاقة التي تؤهله
فلقد أثبتت األبحاث أن هناك عالقة إيجابية كبيرة بين نشاط الطفل والنمو
الكال مي وأن عجز أجهزة الكالم والسمع يؤثر على النمو اللغوي للطفل والدليل على
والسمع الجيد بال شك ضروري لنمو الكالم ،فالطفل األصم تماما يكون غير
قادر على التكلم كما أن المريض الشديد والطويل خالل العامين األوليين من العمر
/4الجنس:
تؤكد أغلب الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن النمو اللغوي عند البنات
وقد لوحظ أن البنات عامة يبدأن المناغاة قبل البنين وأن لديهن قدرة على
وكذلك أشارت الدراسات إلى تفوق البنات على البنين في العالقة اللغوية
واألدب وسهولة الكتابة والتهجي والقواعد وصياغة األلفاظ إال أن هذا الفرق سرعان
وقد فسرت "مكارثن" تفوق البنات على البنين بأن البنات في بداية تعلم اللغة
يبدأن التوحد باألم ،بينما يتوحد البنين باألب ،ونظ ار ألن األب في الغالب يكون بعيدا
47
عن المنزل من األمر ،فإن البنين يحصلن على اتصال أقل مع األب فالعالقة
الوطيدة مع األم وابنتها في المنزل وهي ال تتوفر للطفل الذكر بنفس الدرجة تساعد
يجب أن نعي أن اللغة ال تنمو في فراغ فالطفل يواجه عملية االكتساب بحافز
بيولوجي قوي لينمي اللغة ،كم أن بزوغ اللغة يرتبط تماما بالنمو المعرفي ،والطفل لن
يكتسب اللغة ،إذا لم يتعرض لنماذج لغوية فهناك دليل على أن السماع البسيط للغة
ليس كافيا الكتسابها ،فتفاعالت الطفل االتصالية مع القائمين على رعايته تيسر
فحينما يستجيب القائم على رعاية الطفل لتلفظات الطفل المبكرة فإنه يوسع
من هذه التلفظات ،فإذا ما قال الطفل» بابا شغل« فقد يستجيب القائم على
رعايته» نعم« »،بابا ذهب إلى الشغل« ،فالقائم على رعاية الطفل ال يغير فقط من
ترتيب الكلمات في تلفظ الطفل ولكنه يحتفظ ويستبقي ما يعتقد أنه اتصال مقصود
من الطفل.
اكتساب اللغة من خالل مساعدة الطفل على فهم أفضل للوظائف النحوية للكلمات
األنماط المختلفة للتوسع في تعلم التصاريف النحوية ،بينما توسيع الموضوع أو
القصد العام لتلفظ الطفل قد يكون أكثر فائدة في اكتساب التصاريف النحوية األخرى
وأحيانا ما يقوم القائمين على الطفل بأكثر من توسيع تلفظات الطفل ،فعلى
سبيل المثال قد يقول الطفل» دادي العمل« ويستجيب القائمين على رعايته
قائلين » نعم لقد ذهب دادي للعمل« ،في هذه الحالة فإن القائمين على رعاية
الطفل ال يقدمون فقد نموذج أكثر دقة من حيث التركيب ولكنهن يوفرون معلومات
1
/2المحيط األسري والرعاية الوالدية:
يذهب الكثير من الباحثين إلى أنه لكي ينمو الكالم ويتطور ،فالبد أن يتلقي
الطفل اتصال فيزيقي وانفعالي يتسم بالدفء من القائمين على رعايته وبالتالي
األسباب التي تكمن وراء تعلم األطفال اللغة هي اجتماعية في األساس ولهذا فهم
-1اللغة والتواصل لدى الطفل ،أنسي محمد أحمد ،مركز االسكندرية للكتاب ،ط،4004 ،1
ص.111
49
مرتبطين باتصالهم بالوالدين أو بمن يقوم على رعايتهم مرتبطين بالمتعة والمحبة التي
يتلقونها من الوالدين.
وتشجيعها له على التلفظ واصدار األصوات يشجع على تعلم اللغة بشكل جيد.
وتشير األدلة والنتائج التجريبية إلى أن األطفال الذين ينتمون إلى أسر تشجع على
اللغة والكالم وتثبت عليها ،يكونون بالفعل أكثر تفوق من حيث المهارات اللغوية
الكفء.
الطفل اللفظي والكالمي ،أسرة يتمتع فيها الطفل بفرصة االستماع والتحدث مع
الوالدين.
لقد أثبت العديد من الدراسات والبحوث العالقة الوطيدة ما بين النمو للطفل
ومستوى الوالدين التعليمي ،حيث أن ثقافة وتعليم الوالدين عوامل مساعدة تكسب
هذا إلى جانب أن مفردات الطفل وسالمة اللغة وصحة الكالم تختلف
1
/4مشاهدة التلفزيون:
اللغوية لألطفال تتزايد بمشاهدة التلفزيون فدراسة األطفال في سنة 5-3سنوات الذين
شاهدوا برامج حيث قدمت في كلمات غير مألوفة في سياق قصصي أوضحت هذه
الدراسة أن أطفال 5سنوات قد تعلموا خمس كلمات جديدة وأن أطفال سن سنتين قد
وقد أوضحت دراسة طويلة لمدة سنتين قام بها كل من "هوستون" "رايت" و"أيا
على أطفال أعطوا اختبا ار للحصيلة اللغوية في بداية ونهاية فترة السنتين ،فأوضحت
وببساطة وبطريقة ممتعة ،ولكن ال يتم ذلك عند وجود عقبات أمام من يرغب في
تعلم القراءة ،وهذه العقبات تواجه كال من النمو الفكري واكتساب الثقة في النفس
وهناك صعوبات نفسية وأكاديمية في تعلم القراءة والتي يستعرضها هذا الكتاب ،والتي
يمكن التغلب عليها ،ولكن هناك تأثيرات خارجية أخرى يمكن أن تتسبب في وقوع
ويتفق الجميع على أن الممتعة التي يجنيها اإلنسان من القراءة بطالقة ،أم
مسلم به ،وال يصل القارئ إلى مرحلة اإلشباع سواء كان يق أر معلومات عامة أو
عمال أدبيا متميزا ،وتعتبر القراءة مجرد عملية يمكن من خاللها اكتشاف أسرار
النص ،ويلفت القصور في هذه القدرة االنتباه إلى هذه العقبة الكبرى ،وهي عقبة عدم
القدرة على دخول ذلك العالم الذي يعيش فيه اآلخرون ولذلك تتمثل العقبة األولى
أمام القراءة في أهمية المهارة ،فالمهارة شيء يجب أن يتعلم المرء ،وهي مهارة تبدو
سهلة بالنسبة لآلخرين مثل معرفة الوقت ،ولكنها تبدو أكثر صعوبة وغموضا كلما
وقد تتسبب الطريقة التي يتم بها معالجة هذه الصعوبة في زيادة تعقيدها على
الرغم من أن األمر قد يكون غير معتمد ،فالقراءة أمر حيوي ،وكل أنواع التعلم
األخرى تعتمد إلى حد كبير على القراءة وال يتعرض التالميذ لمجرد الضغط الشديد
ليتعلموا بصورة طيبة ،ولكن يتم ممارسة هذا الضغط بطرق متعددة من قبل اآلخرين
ونظ ار ألن القراءة أمر مهم للغاية وألن الناس يشعرون بالخجل إذا كانوا أميين بأية
صورة من الصور ،فإن القراءة غالبا ما تكون محل اهتمام الرأي العام ،ولهذا تأثيره
على تعلم القراءة ولهذا التأثير نتيجتين :أولهما تعرض من يقومون بتعليم القراءة
52
للمزيد من الضغط وثانيهما زيادة اإللحاح لوضع السياسة الالزمة للوصول للطرق
1
الصحيحة إلتمام هذا األمر بنجاح.
وال تكمن مشكلة برامج القراءة في أهدافها الجديدة ولكن في المعنى الضمني
الذي تحمله بأن هناك وسيلة وحيدة يتعلم بها التالميذ وقد جعل البعض المعلمين
يظنون في أوقات كثيرة أن لديهم وحدهم الحق في تعليم الق ارءة ونتيجة لذلك شعر
اآلباء بأن دورهم غير مهم ،وكأن المساعدة التي يقدمونها تأتي بنتائج عكسية في
حين أن دورهم حيوي ويؤمن البعض بفكرة أن هناك أسلوب واحد بعينه هو أساس
تعلم القراءة وال يجب تطبيق غيره ولكن هذه النكرة تتسم بالديكتاتورية والسخافة ،ذلك
ألن هذا التأ كيد يعد شاذا ،ولو كانت هذه الفكرة بهذا القدر من األهمية لمن تقلص
دورها بسبب ضعفها ولما كانت عرضة للتأثيرات األخرى ،ومن السذاجة أن يفترض
البعض أن التلميذ عند حضوره للمدرسة ال يكون متأث ار بالتجارب السابقة وقياسا على
ذلك قد يتخيل البعض أنه من األفضل أن نطلب من اآلباء إحضار أطفالهم للمدرسة
وعلى الرغم ما تقدم البد لنا أن ندرك أن مستويات المتعلمين في القراءة في
مختلف المراحل أقل مما ينبغي ولذلك ينبغي تغيير هذا الوضع وهناك حواجز ثقافية
-1مشكالت تعلم القراءة ،سيدريك كولينجيفورد ،ترجمة وتحقيق :هاني مهدي الجمل ،مجموعة
النيل العربية ،ط ،4006 ،1ص.22
53
بل أن المبادرات التي يتم اتخاذها في السياسات الموضوعة والتي تهدف إلى
تحسين األوضاع يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية ومرة أخرى نكرر أن معرفة
ال يعتبر تعليم القراءة في أي سن مبكرة أم ار خاطئا إذا فسرنا القراءة بمفهومها
المتسع.
ليس من الصالح توجيه اللوم ألحد إال لمن يمكنهم التعايش مع هذا اللوم.
-4صعوبات اللغة:
كالم اآلخرين ولكنهم ال يفهمون معنى ما يقال ،وتسمى هذه الحالة بالحبسة
االستقبالية والحبسة الحسية والصمم اللفظي ،وعدم القدرة على فهم المعاني اللفظية
السمعية ،ويعتبر عدم القدرة على استقبال وتفسير اللغة المنطوقة الخاصية األساسية
في الفشل في ربط الكلمات المنطوقة مع األشياء واألعمال ،والمشاعر والخبرات أو
54
األفكار ،وبسبب أن األطفال ال يفهم ما يسمع فهو ال يمتلك لغة لها معنى للتعبير
وكذلك لديهم صعوبة في إتباع التعليمات أو األوامر وفي تعلم معنى أجزاء معنية من
الكالم مثل :حروف الجر والصفات وكذلك لديهم صعوبة في تعلم المعاني المتعددة
للكلمة نفسها.
يشتمل تطور اللغة على نمطين من سلوك اللغة التكاملية و هما (اللغة
الداخلية) ويقصد بها تفكير الطفل وتنظيم وتكامل خبراته اليومية أثناء ممارسته
للنشاطات ،قبل أن يبدأ بالكالم ،وبطرق ذات معنى وبدون استخدام اللغة أما النمط
الثاني ،فهو (اللغة المنطوقة) حيث يبدأ الطفل بالكالم والتواصل مع نفسه بعد أن
رمزي ،فاألطفال ذوي صعوبة اللغة التكاملية ال يستطيعون الربط بين األلفاظ التي
يسمعونها وخبراتهم السابقة عن تلك األلفاظ ،فهم يلفظون كلمة مفتاح مثال ،ولكن ال
يعرفون لماذا يستخدم وكذلك فهم ال يستطيعون فهم العالقات مثل المتضادات
(األب/األم/ساخن/بارد)...
55
1
صعوبات اللغة التعبيرية:
وهي عدم قدرة األطفال على التعبير عن أنفسهم من خالل النطق والكالم عدا
أنهم يفتقرون إلى التعبيرات الوجهية ،ويتسمون بالخمول والكسل أحيانا ،وهناك
/1صعوبة اختيار واسترجاع الكلمات وقد يغرى بذلك إلى صعوبة في الذاكرة
السمعية.
/2صعوبة بناء الجملة وتركيبها ،حيث يستطيع األطفال نطق الكلمات والتحدث
بجمل بسيطة ولكنهم يعجزون عن تنظيم الكلمات والتعبير عن األفكار بجمل كاملة.
2
هناك إستراتيجيتان في التقيين هنا:
سلوكية واالختبارات المقننة قد تكون أحيانا خطيرة وال تكون دائما ناجحة في
التخطيط لبرامج عالجية إال أنها أحيانا مهمة لمقارنة قدرات الطفل في مجاالت
محددة ،أما المقاييس النمائية فهي عبارة عن تقديرات أو مالحظات تجمع من خالل
االختبارات غير ا لمعيارية والمالحظات السلوكية فهي غير قياسية في طبيعتها ولكنها
تزودنا بمعلومات تقييم هامة وتعتمد الخبرة النمائية للمعالج أو األخصائي على
مالحظة لغة الطفل في إحداث وبيئات متنوعة ،وهذه المالحظات السلوكية تعبير
مفيد جدا ألغراض العالج ،وبسبب تباين اضطرابات اللغة في طبيعتها وامكانية
حدوثها في الطفولة المبكرة واألعمال المتقدمة فإن إجراء إجراءات التقييم والعالج
يكون أحيانا كثيرة مهمة غير سهلة واعتمادا على التقييم فإن التدخل العالجي يجب
أن يأخذ بعين االعتبار محتوى وشكل اللغة والسياق االجتماعي واستعمال اللغة وهذا
وهو أشد أنواع صعوبات اللغة 1حيث يظهر لدى الطفل أعراض لجمع تلك
الصعوبات وبدرجات متفاوتة ،إن األطفال المصابين بهذا النوع بعجز في فهم ما
/2كيف يتحدث الطفل عن األشياء وماذا يحتاج حتى أن يكون أكثر وضوحا؟
/4كيف يستعمل الطفل اللغة وماذا يحتاج لتحقيق التواصل والتفاعل الناجح؟
ولتقييم اضطرابات اللغة لدى األطفال فإن على أخصائي الكالم واللغة قياس الثالث
مظاهر للغة وهي الشكل والمحتوى واالستعمال ولتقييم شكل اللغة فإن األخصائي
يحدد مدى استعمال الطفل للقواعد اللغوية فاألخطاء في شكل اللغة تسبب أخطاء في
وفهم معنى مختلف للبنية القواعدية وأنواع الجمل والمظهر الثاني الذي على
أخصائي الكالم واللغة تقييمه هو معنى ماذا قيل واالختيار المناسب للكلمات في
التواصل الفمي وقد تكون أيضا هنالك صعوبات في فهم اللغة المكتوبة في الكتب أما
المجال الثالث الذي يجب أن يقيم فهو استعمال اللغة وذلك بهدف تحديد مدى
يجري تقييم اضطرابات اللغة من قبل فريق متعدد التخصصات وهذا الفريق
يشتمل على أخصائي علم النفس ،النمو وطبيب أطفال عصبي وأخصائي كالم
ولغة ،ومعالج وظيفي ومعالج طبيعي كما ويعمل هذا الفريق بشكل تعاوني لتحقيق
الحاجات الخاصة لدى الطفل المضطرب لغويا ،أما األطفال الذين يظهرون نموا
طبيعيا في المظاهر المعرفية والحركية والحسية فال يحتاجون إلى مساعدة حتى
بلوغهم سن الثانية والثالثة من العمر ،عندما تصبح اإلحالة إلى أخصائي الكالم
58
واللغة ضرورية لمعالجة االضطراب اللغوي ،أما األطفال الذين يعانون من مشكالت
في اللغة وال تثير هذه المشكالت انتباه اآلباء واألطباء واألطفال فإنهم يستطيعون
إقامة محادثات كالمية مع اآلخرين في حياتهم اليومية ،إال أن هذه المشكالت تظهر
وتؤثر على سلوك الطفل اللغوي عندما يدخلون المدرسة فتظهر عندها الصعوبات
في القراءة والكتابة في مهاراتهم اللغوية ويسمى البعض هذه المظاهر بالنمو باتجاه
المشكلة أو العيوب اللغوية ألن المشكالت تبقى سطحية في ظهور الحاجات إلى
وللتخلص من الشك بقدرات الطفل اللغوية فإن األفضل هو إحالة الطفل إلى
التقييم والكشف عن قدراته فالتعرف المبكر إلى المشكالت اللغوية وعالجها واكتسابها
يساعد كثي ار في مهارات اللغة كما يخفض التدخل المبكر احتمالية مواجهة الطفل
وعندما تحدث اإلحالة فإن أخصائي الكالم واللغة عليه أن يحدد فيما إذا كان
الطفل لديه اضطراب أم ال واذا كان لديه فإنه يجب عندها تحديد عناصر اللغة
(الشكل ،المحتوى ،االستعمال) ،ولمعرفة ذلكم فإنه البد من جمع معلومات متعددة
1
-1إجراء تاريخ الحالة.
-2مالحظة الطفل.
* تشابه وتجانس أفراد ذوي صعوبات التعلم في أنهم يعانون من هذه الظاهرة.
* عدم تماثل الصعوبات التعليمية عند جميع األطفال فكل طفل لديه صعوبات فريدة
1
الصعوبات.
* يوجد أفراد ذوي صعوبات التعلم في جميع المراحل العمرية وفي مختلف
المستويات الصفية.
* قد تبدأ هذه الصعوبات عند أطفال ما قبل المدرسة ،تظهر في عدم قدرتهم على
تكوين الجمل ،ومشكالت النطق ،والقدرة على التفكير والتفاعل االجتماعي واإلدراك.
-1كتاب صعوبات التعلم ،د.سعيد حسني العزة ،دار الثقافة ،ط ،7002 ،1ص.44
62
الذات وفهم اآلخرين ووسيلة هامة من وسائل النمو العقلي ،المعرفي ،واالنفعالي،
وتعرف اللغة بأنها عظام من الرموز التي تمثل المعاني المختلفة والمتفق عليها،
أ /اللغة غيرلفظية :والتي يعبر عنها باللغة االستقبالية (.)Receptive Language
ب /اللغة اللفظية :والتي تمثلها اللغة المنطوقة أو المكتوبة ،ويعبر عنها بمصطلح
الفيزيولوجي والعقلي ،وأنها تسير وفق مراحل معينة وهي :مرحلة الصراخ ،والمناغاة
والتقليد ،وا لمعاني ،كما تختلف مظاهر اكتساب اللغة بالنسبة إلى الطفل من عمر
إلى آخر حسب مراحل نموه الزمني ،إذ تعتبر السنة األولى من عمر الطفل هي
مرحلة الكلمة الواحدة وتعتبر السنة الثانية هي مرحلة الكلمتين ،والسنة الثالثة هي
مرحلة تكوين الجمل والسنة الرابعة هي مرحلة الحديث مع اآلخرين والسنة الخامسة
يتأثر النمو اللغوي عند األطفال بعدد من العوامل أهمها :القدرة العقلية العامة
(الذكاء) ،سالمة األجهزة الحسية (السمع ،البصر) ،سالمة جهاز النطق ،وكذلك
تعتبر القدرة العقلية العامة أهم تلك العوامل ،إذ يتميز األطفال األكثر ذكاء
بعدد من مظاهر النمو اللغوي مقارنة مع األطفال العاديين أو المعوقين عقليا وتظهر
الكلمة األولى لدى الطفل العادي من عمر سنة ،في حين تظهر لدى الطفل المعاق
عقليا في نهاية السنة الثالثة من عمره تقريبا ،وتعتبر االضطرابات اللغوية مظاهر
واضحة لدى األطفال المعوقين عقليا ،ولذا يعتبر قياسها تشخيصها عمال مهما
للعاملين في هذا المجال ألغراض إعداد الخطط والبرامج التربوية الفردية للمعوقين
تعتبر اللغة األساس الذي يبنى عليه مهارات التواصل وحل المشكالت
وتوسيع المعرفة ودمجها وتحليلها وتركيبها ،فإن أي صعوبات فيها ستؤثر وبشكل
واضح في قدرة الفرد على التعلم ،وفي قدرته على أداء وظيفته بكفاءة وثقة ،فمثال
استخدامه للغة ،فالطفل الذي يبذل جهدا كبي ار في استرجاع كلمة الستخدامها في
مكانها المناسب سوق يقع بمأزق في البيئة التعلمية واالجتماعية ،ففي الوقت الذي
64
تجهد نفسه للوصول إلى الكلمة المناسبة يكون اآلخرون قد سبقوه في استرجاعها
وهنا قد يفقد الطفل أجزاءا جوهرية من المعرفة ويربط المعلومات بعضها بصرة غير
سليمة في الذاكرة ،ولن يكون لديه وسيلة فعالة لتوضيح ما يعرفه فعال ،وهذه المشكلة
تمكن أن تؤدي إلى تحصيل متدن والى شعور باالرتباك واليأس واإلحباط ،فمن
يوجد عديد من األساليب المقننة لقياس القدرة اللغوية والكالمية حيث تقدم
األساليب نظرة شاملة لتوظيف اللغة لدى الفرد بينما تقيس أساليب أخرى العناصر
المحددة لألداء اللغوي ،ومن المهم أن ندرك أن االختبارات المعيارية غير دقيقة في
تحديد تفاصيل ضعف التواصل الوظيفي المستمر للغة ،لذلك ينبغي أن يتضمن
التقييم اللغوي السليم الحصول على عينة لغوية تتمثل باستخدام الطفل للغة في
موقف تواصلي حقيقي ،ويتأنى ذلك من خالل إجراء حوار غير رسمي مع الطفل أو
من خالل مشاهدة الطفل عند تفاعله لفظيا مع أقرانه أو من خالل االستعانة
باألشخاص ذوي العالقة المباشرة بالطفل كالوالدين أو المعلم ،وذلك بسؤالهم عن
جوانب لغوية معينة تتعلق بطفلهم ،وتقع مسؤولية الحصول على عينة لغوية على
65
1
السرطاوي .)2000 ،
النطقية ( َ
للغة من خالل المقابالت والمالحظة والتدريب ،وفقا التجاه التدريس العالجي حيث
يصبح المدرس عنص ار بالغ األهمية في عملية التقييم المستمر ،لذا على المدرسين
إن معرفة الخلفية اللغوية للطفل أمر بالغ األهمية في المراحل األولى للتقييم،
وغالبا ما يتم الحصول على هذه الخلفية من الوالدين ،فالمعرفة التفصيلية لسير تطور
اللغة لدى الطفل تقدم معلومات مهمة حول المشكلة ،وتزيد من فهمنا للمراحل المبكرة
لبداية الصعوبة التعليمية هذا إلى جانب معرفة الحالة االنفعالية المؤثرة في الصعوبة
ومن المهم أن نتذكر أن القدرة على استقبال وفهم اللغة واستخدامها شفويا
يعتمد جزئيا على سالمة الجسم من الناحية الفسيولوجية ،حيث يمكن أن تكون
الصعوبة ناتجة عن خلل سمعي يمنع الطفل من استقبال مدخالت اللغة وبالتالي
-1كتاب صعوبات التعلم ،النظرية والممارسة ،أسامة البطانية وآخرون ،دار المسيرة ،ط1
،7002ص.712
66
األطفال هي:
وفي هذه االختبارات يتم تشخيص األداء اللغوي للطفل ،ثم تحول عالمته
الخام إلى عالمات قياسية (معيارية) يقارن على ضوئها أداءه بأداء األطفال الذين
يماثلونه في العمر ،ومن أهم االختبارات اللغوية المعيارية مقياس البنيوي للقدرات
السيكولغوية الذي ظهر عام( )1961ويهدف إلى قياس وتشخيص مظاهر االستقبال
والتعبير اللغوي وخاصة لدى األطفال ذوي صعوبات التعلم يعد هذا المقياس من
يتم في هذه االختبارات تشخيص مظاهر األداء اللغوي للطفل أكثر من مرة لم
تقارن نتائجه ببعضها البعض ،أي تقارن أداء الطفل الحالي بأدائه في المرات التالية
في المجاالت التي تم قياسها ،وفي هذا اإلطار يتم مقارنة األداء اللغوي للطفل كما
تشخيصه من قبل الوالدين أو المعلم بأدائه اللغوي المقاس من قبل اختصاصي اللغة.
1
ج/الطريقة الوصفية(:)Descriptive Mothed
في هذه الطريقة يقوم الفاحص (المقيم) بإجراء محادثة مع الطالب من أجل
الحصول على بيانات صادقة عن لغته ،لذا ينبغي أن تكون المحادثة شاملة متنوعة
بحيث تغطي مختلف جوانب اللغة ،وعلى الفاحص أن يعد جلسة التقييم إعدادا كافيا
فيجب عليه أن يجمع المعلومات الكافية عن الطالب ،مثل معرفة الموضوعات أو
األشياء التي يحبها أو يكرهها ،والموضوعات التي يحب أن يتحدث فيها أو التي
يحجم عنها ،ليس هذا فحسب بل على الفاحص أن يبني جسو ار من المحبة بينه
وبين الطفل بحيث يشعره بأنه يحبه وبقلبه كما هو وبعد ذلك تبدأ عملية التحضير
لجلسة التقييم والتي تبدأ بتحديد األهداف ثم اختيار وسائل تحقيقها فمثال إذا أراد
الفاحص تشخيص قدرة الطفل على تسمية األشياء يمكنه تحقيق هذا الهدف
الفاحص االستعانة بوسائل مختلفة ليضمن دقة تشخيصه عن طريق أخذ مالحظات
باستخدام جهاز للتسجيل السمعي أو المرئي أو االستعانة بزميل أو أكثر وذلك لكي
ال تكون هناك فواصل في تفاعله مع الطفل من شأنها أن تؤثر سلبا على دقة
التشخيص.
تعتبر الطريقة الوصفية جيدة ألنها تعطي صورة عامة للغة كأداة للتواصل
كما أنها تنتج للفاحص خلق مواقف تشبه ما يتعرض له الطفل في حياته اليومية،
ومع ذلك ال تخلو هذه الطريقة من بعض العيوب أو المحددات ،فهي تتطلب فاحصا
68
لديه خبرات لغوية جيدة ومهارات محادثة قوية ،كما أن هذه الطريقة تحتاج لوقت
طويل كونها تقتضي جمع معلومات لغوية شاملة عن الطفل ،كما أن ال تتصف
بصفات االختبار الجيد كونه يصعب إعادة المالحظة بنفس الطريقة ،وكون أن هناك
تقوم هذه الطريقة على الجمع بين الطرق النفسية والطرق الوصفية ،وفيها
الرسمية ،فيمكن أن نقدم االستبانة التي تتضمنها االستبانة من قبل اختصاصي اللغة
أو المعالج ،وأما المالحظة فينبغي أن تكون شاملة لسلوكات الطفل اللغوية وغير
اللغوية وأن يتم فيها الحديث عن نشاطات وألعاب مختلفة وهنا ينبغي أن تؤخذ فيها
/1شكل اللغة :لتشخيص شكل اللغة لدى األطفال ذوي الصعوبات التعليمية ينبغي
/2فهم المعنى :ولتشخيص الفاحص لمدى فهم الطفل للمعنى عليه كذلك أن يجيب
1
عن األسئلة التالية:
2
-IIIعالج اضطرابات الكالم واللغة :Speech Language Pathology
بأساليب مختلفة للطالب بالمدارس العامة منذ القدم وفي عام 1991الحظت لجنة
اضطرابات تعلم الكالم واللغة بالجمعية األمريكية للكالم واللغة ،أن أكثر الطرق
االختصاصي بالعمل مع الطالب في مكان خاص خارج غرفة الدراسة إما بصورة
ومع ذلك فإن التوجيهات الحديثة تؤكد على المداخل الكلية في تعليم اللغة ،والمواقف
التعليمية األقل تقييدا لحرية الطالب ،وأفضل األساليب لتعميم نتائج العالج ،وكل
ذلك يتطلب إيجاد أساليب بديلة لتقديم الخدمات الخاصة بعالج اضطرابات الكالم
يوضح المربع رقم 1-1بدائل نموذج لتقديم الخدمة التي تمت مناقشتها في
هذا الدليل ،وكما يتضح م المربع فإن هذه البدائل تتعدد وتختلف بدرجة كبيرة تعد
اإلستشارة التعاونية أسلوبا لتقديم الخدمة إلى الطالب دون تنقل مباشر من
اختصاصي الكالم واللغة ،وهنا يقوم معلمو التربية الخاصة أو العامة بتقديم تلك
الخدمة بعد استشارة اختصاصي الكالم واللغة ،ويؤكد نموذج منطلق غرفة الدراسة
على أسلوب فريق التدريس ،حيث يعمل اختصاصي الكالم واللغة مباشرة في غرفة
الدراسة جنبا إلى جنب مع معلم التربية الخاصة أو العامة ،وقد يحدث ذلك يوميا أو
في إطار محدود أما برامج العزل قد تضمن قيام اختصاصي الكالم واللغة بالعمل
مع الطالب على مهارات معينة في مكان خاص عرفته الدراسة ،وناد ار ما يرتبط هذا
71
النوع من التدريب بعملية التعليم التي تتم داخل غرفة الدراسة ،أما البرامج الخاصة
فتشير إلى نموذج لتقديم الخدمات أكثر تكثيفا ،فأولئك الطالب الذين يحتاجون إلى
في برنامج خاص باعتباره معلمهم األساسي ،الذي قد يضطلع لمهمة تعليمهم
بصورة منفصلة تماما عن عملية التعليم التي تتم مع بقية الطالب في هذه الغرفة.
البرنامج الخاص Self-Contqined Program
يتضمن هذا النموذج قيام اختصاصي عالج الكالم واللغة بدور معلم
التربية الخاصة ،حيث يضطلع بمسؤولية الطالب الموضوعات األكاديمية إلى جانب
العالج المكثف الضطرابات الكالم واللغة في غرفة خاصة معزولة.
وهكذا يعتبر نموذج تقديم الخدمة مفهوما ديناميكيا يتغير حسب إمكانيات الطالب
وبالتالي ال يمكن اعتبار نموذج معين بمثابة أفضل النماذج ،وقد أشار إيجر Eger
1227إلى أن التغير نحو نموذج أكثر مرونة في تقديم الخدمات يعد نتيجة للطبيعة
التعاونية لعملية إعداد البرامج حاليا ،فلم يعد اختصاصي عالج الكالم واللغة
المسؤول وحده عن إعداد برنامج الطفل ،حيث يشترك معه آخرون في تخطيط ذلك
البرنامج بمن فيهم إدارة المدرسة ،وأولياء األمور ،والمعلم ،والطالب أنفسهم ،وحتى
مدخل التقييم فقد أصبح أكثر وظيفيا أو إجرائيا حيث يمكن إجراءه في غرفة الدراسة،
مثال في الملعب ،أو المواقف االجتماعية أو أثناء تزرير القميص أو الثوب وقت
1
الراحة.
من خاللها أن يصبح اختصاصي عالج الكالم واللغة عضوا حقيقيا ضمن الفريق
التربوي الذي يعمل في إطار مواقع التعليم العامة المختلفة (المربع )7-1يتضمن
موجز لهذا النقاط) ،وتؤكد هذه النقاط على الطبيعة الشمولية لهذا الدور كما أنها
أما اإلطار المرجعي الوظيفي لهذا التطور فيشير بوضوح إلى التركيز على عملية
الشامل الذي يسمح بتوسيع دور اختصاصي عالج الكالم واللغة ،ويتضمن ذلك
الدور الواسع القيام بأنشطة مختلفة مثل مزيد من االشتراك في تخطيط المنهج
واللغة إلى زيادة عدد الطالب ممن تقدم لهم الخدمات العالجية ،حيث أن اللغة تعد
دالة (نتيجة) العملية التعلم بصفة عامة ،لذلك فإن اختصاصي عالج الكالم واللغة
يعد في موقع يمكنه من دعم المهارات اللغوية لدى الطالب بصورة كلية ،وهكذا فقد
تزايد حاليا عدد المتخصصين في عالج اضطرابات الكالم واللغة ممن يقدمون
خدماتهم في إطار غرفة الدراسة العادية ،وكذلك محاولة ربط تلك الخدمات بالمناهج
المدرسية ،هناك ثالثة منها تعتبر أكثرها شيوعا رغم أنها تختلف من حيث
فلسفية معينة.
التركيز بدرجة كبيرة على عملية التقييم أو مهارات االختصاصي في تفسير بيانات
75
التقييم واختيار الخطة العالجية المناسبة ،ويتم التأكيد هنا على عالج أسباب المشكلة
من أمثلة ذلك ممارسة تمرينات معينة لزيادة قوة اليد ومن ثم تحسين مهارات
الكتابة ولذلك يصعب مواءمة النموذج الطبي مع مواقف الدمج الشامل نظ ار ألن
مهارة معينة في الموقف الذي غالبا ما تمارس فيه ،ويتم التأكيد هنا على تحديد
ال مهارات المطلوبة لألداء في بيئة معينة ،فعلى سبيل المثال إذ كنا بصدد تعليم
الطفل مهارة تزرير المالبس ،فالبد من تعليمه هذه المهارة باستخدام مالبسه هو لذلك
أما النموذج النمائي فيؤكد على عملية اكتساب المهارات وفق السياق النمائي
للطفل ،وهنا يعتين على اختصاصي العالج المعني تحديد مستوى النمو الحالي
للطفل ،ومن ثم يعلمه المهارات المرتبطة بذلك المستوى حتى لو لم تكن مناسبة
لعمره الزمني أو غير متاحة في بيئة المدرسة ،وبالتالي فقد يتواءم هذا النموذج مع
غرفة الدراسة العادية عندما تكون المهارات مناسبة للعمر الزمني ،كما أن األنشطة
1
المدرسية تساعد على توفير البيئة الالزمة لتعليم تلك المهارات.
-1كتاب الدمج الشامل لذوي االحتياجات الخاصة وتطبيقاته التربوية ،ت:عبد العزيز السيد
الشخص وآخرون ،دار الكتاب الجامعي ،7000 ،ص.72-72
76
اختصاصي العالج المهني لم يدمن اإليضاح ،من خالل وصف أربعة أنواع من
طرق األداء.
التخصصات .Transdiscplinary
يوضح المربع رقم( )2-1خصائص هذه المداخل ويعتبر المدخل أحادي التخصص
أسلوب عالجي عزلي تماما ،وبالتالي فهذا األسلوب يتواءم بدرجة كبيرة مع النموذج
كالمية محددة وبشكل غير منتظم أو قد ينتج أصواتا محددة فقد ....وبالتالي يكون
الهدف في العالج هو تلك األصوات غير المنتجة بشكل صحيح وهذا ربما يجعل
عملية العالج معقدة إلى حد ما والسبب ف ذلك يعود إلى التعقيدات النظرية في
وبعد تحليل األصوات الخاطئة وأنواع األخطاء ومدى تكرارها ،فإن نمط
هناك اتفاق بين معظم الخبرات بأن االضطراب المتوسط في النطق ال يتطلب
نمط التحليل فاألنماط قد تنكشف عندما تخطئ الطفل في نطق العديد من
الفونيمات.
وعندما ال يكون ذلك ممكن فإن اتباع المنهج التقليدي وهو صوت بعد صوت
يكون مناسبا أكثر ،وتختار أصوات الفرد للتدريب عندا تحقق الشروط التالية:
الخلقية البلعومية ،ومع ذلك فإن استخدام عبارة أصوات قليلة فقط خاطئة ليست
دقيقة ،كذلك القول الفونيماتية خاطئة ال يعطينا أنماطا ملحوظة اعتمادا على
الخصائص المميزة أو العمليات الفونولوجية وكذلك فإن تحليل األنماط غير المهمة
-1كتاب اضطرابات الكالم واللغة ،د.إبراهيم عبد هللا فرج الزريقات ،دار الفكر ،ط،7002 ،1
ص.180
79
*فيما يلي خطوات تحديد السلوكات المستهدفة خالل عملية تحليل صوت بصوت
ب /تصنيف األخطاء أما في إبدال ،أو تشويه ،أو حذف ،أو إضافة.
د /اختيار األصوات المستهدفة للتدريب وكتابة وصف للسلوك على شكل هدف
ومصطلحات كمية.
هـ /في حالة الطفل ثنائي اللغة أو متعدد الثقافة ،فإن الفونيمات تختار اعتمادا على
لدينا مثال على وصف السلوك المستهدف لدى طفل يبدل صوت ( )wإلى صوت
الهدف هو إنتاج صحيح لصوت ( )rبنسبة دقة تصل إلى %90في المحادثة
الكالمية المنتجة في العيادة ومنزل الطفل ،يجب أن تالحظ اإلنتاجات الصحيحة في
كل أوضاع الكلمة وعلى األقل في ثالث عينات محادثة كالمية تشتمل كل واحد بحد
د /عدد عينات الكالم التي ينتج فيها السلوك المستهدف والموثقة (ثالث عينات).
وفي كتابه وصف السلوك علينا أن نتجنب عبا ارت مثل المريض سوف ينتتج صوت
( )Sفي المحادثات الكالمية هذا أحيانا يكون مقبوال وصف صيغ احتمالية مثل
" الفونيم أو الفونيمات متوقع تعلمها في ثالث أشهر من بدء العالج وبواقع جلستين
1
-IIاختيار أنماط األصوات للعالج:
فعندما تصف النظرية أنماط األخطاء النطقية فإن الهدف العالجي يكون إزالتها
وعندما تصف النظرية أنماط إنتاج أصوات طبيعية فإن الهدف العالجي يكون تعليم
األنماط المفقودة للطفل المريض ،وهناك ثالثة أنماط متوفرة ألغراض االختيار هي:
– الطريقة – الصوت فإن أخطاء اإلبدال تصنف وفقا للتشابهات في مكان النطق
وطريقة النطق ووجود أو غياب الصوت ،وتمارس هذه الطريقة وفقا للخطوات التالية:
هـ /تعليم الطفل المصاب صوت أو أكثر من كل مجموعة ومحاولة إيجاد فيما إذا
و /في حالة الطفل ثنائي اللغة أو متعدد الثقافة يجري التحليل من خالل المعرفة
فيما يلي مثال على وصف السلوك المستهدف للطفل المضطرب الذي يبدل أصوات
أوضاع الكلمة بنسبة دقة تصل إلى %90في المحادثات الكالمية المنتجة في
العيادة أو منزل الطفل ،ويجب أن يالحظ اإلنتاج الصحيح في ثالث عينات كالمية
متتالية على األقل .وكل عينة كالم يجب أن تشمل على األقل 20محاولة إلنتاج
Districtive Features
82
واحد عن غيره.
هذه الطريقة عن السابقة وتمتاز هذه الطريقة بأن األخصائي المدرب فقط هو الذي
يستطيع فحص الخصائص المميزة فإذا كانت أصوات غير المتدرب عليها بنفس
خصائص أصوات المتدرب عليها فإن األصوات يجب أن تنتج باالعتماد على
التعميم ،لذلك يمكن إجراء بعض الفحوصات العيادية غير الرسمية خالل استعمال
هذه الطريقة فالطفل المصاب الذي درب على إنتاج أصوات قليلة تتشابه في
مجموعة الخصائص يجب أن يبدأ بإنتاج األصوات المفقودة التي لها نفس
فيما يلي خطوات استعمال طريقة الخصائص المميزة لدى الطفل المصاب:
د /تعليم الطفل أصوات قليلة من كل مجموعة وتفحص فيما إذا كانت األصوات غير
المتدرب عليها في المجموعة منتجة بدون تدريب واذا كان ممكن تعزيزها والمحافظة
عليها.
83
فيما يلي مثال لوصف سلوك مستهدف لطفل يبدل أصوات غير األنفية إلى أصوات
وبنسبة دقة تصل إلى %90في المحادثات الكالمية المنتجة في العيادة أو منزل
الطفل ،ويجب أن يالحظ اإلنتاج الصحيح على األقل في ثالث عينات كالمية
متتالية وكل عينة كالمية تشمل على 20محاولة إلنتاج الفونيم المستهدف« .
*في هذه الطريقة فإننا نعلم األصوات التي تشترك في الخصائص ولذلك فنحن نعلم
بعض األصوات التي لها خصائص محددة ،وتبرز أهمية هذه الطريقة في مراقبة
إمكانية إنتاج األصوات غير المدرب عليها ،وكما أن هذه الطريقة تسهل انتقال أثر
Phonological Process
ينصح معظم الخبراء في استخدام العمليات الفونولوجية ألغراض تنظيم
السلوكات المستهدفة لدى األشخاص الذين يعانون من أخطاء نطقية متعددة وهناك
طرق عديدة يمكن من خاللها تحليل العمليات الفونولوجية ،وحتى تختار العمليات
المناسبة فإنه البد من معرفة العمليات الفونولوجية الرئيسية ،وفيما يلي العمليات
أ /عمليات بنية المقطع :Syhable Structure Pocessوفي هذه العمليات فإن
1
بنية المقطع تتغير ويأخذ األشكال التالية:
* حذف الصامت النهائي حيث يحذف صوامت نهائية محددة مثل baبدل ball
حيث :يحذف المقطع غير المشدد أو غير المنبور في البداية أو وسط المقطع.
مقطع واحد.
* إضافة (إقحام) صوت غير مشدد أو غير منبور إلى صلب الكلمة Epenthesis
فإن األصوات المستهدفة تبدل بأصوات أخرى ،وتشتمل هذه العمليات على تغيرات
اعتمادا على مكان النطق ،أو طريقة النطق وفيما يلي العمليات التي تعتمد على
المقدمة :Fronting :يبدل الصوت المحدد المنتج في الخلف كصوت منتج في
-1كتاب اضطرابات الكالم واللغة ،التشخيص والعالج ،د :إبراهيم عبد هللا فرج الزريقات ،دار
الفكر ،ط ،1ص.184
85
* انزالق األصوات المائعة :حيث ينتج الصوت المنزلق بدال من المائع ويالحظ أكثر
(.)moom
المزماري بدال من الصوت في النهاية أو وضع تداخل صوتي مثل baبدل من
.battle
-التجانس الطبقي :حيث تغير األصوات غير الطبقية إلى أصوات طبقية ،مثل:
kokبدل .bat
-التجانس األنفي :تغير األصوات غير األنفية إلى صوت أنفي مثل maniبدل
.buny
-التجانس الشفوي :يغير الصوت غير الشفوي إلى صوت شفوي مثل Pip :بدل
.Pit
* الجهر قبل الصوتي ،حيث يصح الصامت المهموس في األوضاع قبل الصوتية
أو مجهور.
الصوتية أو مجهور.
1
* خطوات تحليل واختيار العمليات الفونولوجية ألغراض العالج:
ب /إتباع اإلجراء الموصوف في المنهج المختار وتسجيل عينات كالم عفوية و
د /في حالة الطفل ثنائي اللغة ،فإن تجنب أن نفهم الخصائص الفونولوجية واللغوية
في عملية العالج فإنه يكتب وصف السلوك المستهدف وتحدد فيها األصوات
مثال:
» الهدف العالجي هو إزالة عملية حذف الصامت النهائي من خالل تعليم اإلنتاج
والمعيار النهائي هو على األقل %90من الدقة في إنتاج الفونيمات المستهدفة في
* نالحظ هنا إزالة العمليات الفونولوجية بدون تدريب على الفونيمات المحددة للفرد
وأن العمليات الفونولوجية هي طرق نظرية لتصنيف األخطاء لذلك فإنه البد من
رأس لسانك ،هل سمعت ( )Aهنا جيد ،أعد ذلك على مسامعي.
* أنظر إلى المرآة ،افتح فمك تماما كما تشاهدني حيث يوضح كيف يفتح الفم
* عض بهدوء على الشفة السفلى تماما كما تشاهدني ،واآلن بما أنك فعلت ادفع
* إنتاج صوت ( )Iبشكل صحيح دعني أسمعك تقول Iحسنا اآلن انتج صوت i
طويل وبما أنك قمت بذلك ،ارفع رأسك ليندفع الهواء خالل األسنانHegde and ( ،
1995. )Davis
89
تعتمد هذه الطريقة على العمليات الفونولوجية ،ويتركز على المشاركة المعرفية
الفاعلية للطفل في عالج االضطراب ووفقا لهذا العالج فإن الطفل يجب أن يكون
مدرك إلنتاجه النطقي غير المناسب ولديه الدافعية لتعديله وعلى معرفة باألهداف
النطقية المناسبة ويمتلك المقدرة العصبية الحركية لإلنتاج الدقيق لألهداف بالسرعة
المناسبة في سياقات صوتية متنوعة ،وقد قسم هاويل ودين ( Haweel and
أ /المرحلة األولى :ويطور فيها الشخص المصاب الوعي الفونولوجي بهدف زيادة
اهتمامه بالنظام الصوتي للغة وكذلك زيادة استعداده لتعلم كيفية إنتاج األصوات
ب /المرحلة الثانية :وينقل فيها المعرفة المكتسبة في المرحلة األولى للمواقف
1
-Vالوقاية من اضطرابات الكالم واللغة:
والعديد منها طبي ويحدث معظمها قبل وقت الوالدة ،مثل الوقاية من اإلصابة
بالحصبة األلمانية على سبيل المثال ،وكذلك التزويد بحامض الفوليك خالل فترة
الحمل لألم ،فالتغذية الجيدة تؤثر بقوة على تطور األطفال في المراحل المبكرة من
حياتهم ،لقد أصبح الربط واضحا بين الفقر واالضطرابات اللغوية كما أن الرعاية
الطبية قبل وبعد الوالدة هامة وضرورية للوقاية من األمراض والفيروسات ،واذا لم
يحدث الوقاية والعالج فقد تتلف بعض األمراض الدماغ وبالتالي تحدث اضطرابات
لغوية ومعرفين ،فالفقر يؤدي إلى عدم الوصول إلى المعلومات المناسبة وتلقي
العالجات الطبية المناسبة ،لذلك فإن برامج التربية الصحية تلعب دو ار هاما في
تثقيف األفراد وتزويدهم بالرعاية الطبية والغذائية المناسبة ويعلب أخصائيو الكالم
خالل أعضاء النطق مثل اللسان والشفاه ،واألسنان ،وغيرها ،وهناك 19صوتا
)Lewis,2005
قبل البدء بتشخيص اضطرابات النطق فإن علينا أن نجيب على السؤالين
التاليين:
91
أمراض الكالم واللغة القيام بها ،فهي األساس في اتخاذ الق اررات العالجية ويقسم
البيانات أو المعلومات وبالتالي فإن التقييم يجيب على السؤالين السابقين فالمدلوالت
القليلة وغير المحددة ال تساعدنا في التشخيص كما أن جمع المعلومات غير المهمة
و أيضا بمثابة مضيعة للوقت في عملنا مع المريض أو المضطرب لذلك فإن التقييم
1
لتغطيتها إال أننا هنا سوف نركز على المجال الرابع والمتضمن تقييم األخصائي.
بحثي هذا إنما هو إال ثمرة جهد علمي بشري متواضع حاولت فيه وضع اللبنات
األساسية والخطوط العريضة لهذا الموضوع الذي عني أهميته بالدراسة والتحليل ،محاوال
قدر اإلمكان تبيان مدى تطور األمراض النطقية والكالمية وتأثيرها على لغة الطفل الناشئ
داعيا بذلك األخصائيين إيالء الطفل المصاب باالضطرابات النطقية والكالمية االهتمام به
قبل رشده فيستعصي بذلك عالجه لتفاقم وتطور حالته المرضية ،وكذا حث األولياء على
وفي األخير نرجو من اهلل عز وجل التوفيق فإن وفقنا فهو توفيق منه سبحانه وتعالى
الفــصل الثالــــث:
ص .16 -وجهات نظر في صعوبات التعلم
-أ /اختبار األنماط الصوتية اعتمادا على تحليل المكان – الطريقة – الصوت ص .76
الخـــاتمـة.
الفـــهرس.