You are on page 1of 86

‫خمتصر‬

‫صفة العمرة‬
‫ويليه‬
‫زايرة املسجد النبوي‬
‫ى‬
‫منتق من كتب الشيخ‬
‫ن‬
‫عثيمي رحمه هللا‬ ‫محمد بن‬

‫مجعه‬
‫أحد طلبة العلم‬
‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على‬
‫نبينا حممد وعلى آله وصحبه والتابعني‪ ،‬أما‬
‫بعد‪:‬‬
‫فهذا خمتصر لصفة العمرة وزايرة املسجد‬
‫النبوي‪ ،‬انتقيته من كتب الشيخ حممد بن‬
‫صاحل العثيمني (رمحه هللا)‪ ،‬وقد مجعته ونقلته‬
‫بتصرف؛ ليسهل على القارئ معرفة القول‬
‫الراجح للشيخ دون ذكر اخلالف وأدلته‪،‬‬
‫أسأل هللا أن جيزي الشيخ خري اجلزاء‪ ،‬وأن‬
‫ينفع هبذا الكتيب جامعه وانشره وقارئه‪ ،‬وأن‬
‫جيعله عمال خالصا لوجهه الكرمي‪.‬‬

‫وصلى هللا على نبينا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‬

‫‪1‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫الطبعة األوىل ‪1438‬هـ‬

‫أخي القارئ الكرمي ال حترمنا من نُصحك‬


‫ومالحظاتك‬
‫‪malsarhani@hotmail.com‬‬

‫‪2‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫املقدمة ‪1 ............................................‬‬
‫فهرس احملتوايت ‪3 ....................................‬‬
‫أحكام تتعلق ابلسفر ‪4 ...............................‬‬
‫حكم العمرة وشروطها ‪11 ............................‬‬
‫املواقيت املكانية ‪14 .................................‬‬
‫النية والتلبية ‪16 .....................................‬‬
‫صفة العمرة ‪18 ......................................‬‬
‫االشرتاط وحكمه ‪28 ................................‬‬
‫حمظورات اإلحرام ‪30 .................................‬‬
‫أحكام الطواف والسعي ‪38 ..........................‬‬
‫أحكام تتعلق ابلكعبة وماء زمزم ‪42 ....................‬‬
‫أخطاء تتعلق ابإلحرام ‪47 ............................‬‬
‫أخطاء تقع بعد اإلحرام ‪51 ...........................‬‬
‫أخطاء تقع عند دخول احلرم ‪52 ......................‬‬
‫أخطاء تقع يف الطواف ‪54 ............................‬‬
‫أخطاء تتعلق بركعيت الطواف ‪64 ......................‬‬
‫أخطاء تقع يف السعي ‪66 .............................‬‬
‫أخطاء تتعلق ابحللق والتقصري ‪72 .....................‬‬
‫أحكام زايرة املسجد النبوي ‪75 .......................‬‬
‫آداب زايرة القبور ‪78 ................................‬‬
‫املواضع اليت تشرع زايرهتا ‪83 .........................‬‬

‫‪3‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما هي آداب السفر؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬استحضار نية التقرب إىل هللا تعاىل يف مجيع‬


‫أحواله؛ لتكون أقواله وأفعاله ونفقاته مقربة له‬
‫إىل هللا تعاىل‪.‬‬
‫‪ ‬التخلق ابألخالق الفاضلة مثل‪ :‬الكرم‬
‫والسماحة والشهامة واالنبساط إىل رفقته‬
‫وإعانتهم ابملال والبدن وإدخال السرور‬
‫عليهم‪.‬‬
‫‪ ‬إذا وضع رجله على مركوبه قال‪( :‬بسم هللا)‪.‬‬
‫‪ ‬مث ليقل‪( :‬هللا أكرب هللا أكرب هللا أكرب‪ ،‬سبحان‬
‫الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنني وإان إىل‬
‫ربنا ملنقلبون‪ ،‬اللهم إان نسألك يف سفران هذا‬

‫‪4‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫الرب والتقوى ومن العمل ما ترضى‪ ،‬اللهم هون‬
‫علينا سفران هذا واطو عنا بعده‪ ،‬اللهم أنت‬
‫الصاحب يف السفر واخلليفة يف األهل‪ ،‬هللا إين‬
‫أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة املنظر وسوء‬
‫املنقلب يف املال واألهل)‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا رجع ورأى بلده قاهلن وزاد فيهن (آيبون‬
‫اتئبون عابدون لربنا حامدون)‪.‬‬
‫‪ ‬التكبري إذا صعد مكاانً علواً‪ ،‬والتسبيح إذا‬
‫هبط مكاانً منخفضاً‪ ،‬وكذلك يف الطائرة عند‬
‫ارتفاعها تكرب‪ ،‬وعند نزوهلا املطار تسبح‪.‬‬
‫‪ ‬إذا نزل منزالً فليقل‪( :‬أعوذ بكلمات التامات‬
‫من شر ما خلق)‪ ،‬فإن من قاهلا مل يضره شيء‬
‫حىت يرحتل من منزله الذي قاهلا فيه‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫السؤال‪ :‬هل يستخري اإلنسان إذا أراد‬ ‫‪‬‬

‫الذهاب للحج أو العمرة؟‬


‫‪ ‬إذا وجب احلج على اإلنسان ومتت شروط‬
‫الوجوب فإن عليه أن حيج بدون استخارة‪،‬‬
‫ولكن إذا كان الشيء مشروعاً وليس بواجب‬
‫عليه‪ ،‬فإنه ميكن أن تدخل فيه االستخارة‪،‬‬
‫فاملشروعات بعضها أفضل من بعض فقد يريد‬
‫اإلنسان أن يعتمر عمرة تطوع‪ ،‬فيستخري هللا‪،‬‬
‫ال ألنه قد شك يف فضل العمرة ولكن ألنه‬
‫قد شك هل الذهاب إىل العمرة يف هذا الوقت‬
‫أفضل أم البقاء يف بلده للدعوة إىل هللا والقيام‬
‫مبصاحل أهله وبيته‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫حكم سفر املرأة بدون حمرم؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬ال جيوز للمرأة أن تسافر للحج أو غريه إال‬


‫ومعها حمرم سواء كان السفر طويالً أم قصرياً‪،‬‬
‫وسواء كان معها نساء أم ال‪ ،‬وسواء كانت‬
‫شابة أم عجوزاً‪ ،‬لعموم قول النيب ﷺ‪( :‬ال‬
‫تسافر املرأة إال مع ذي حمرم)‪.‬‬
‫كيف تكون صالة املسافر؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬املشروع يف حق املسافر أن يقصر الصالة‬


‫الرابعية فيجعلها ركعتني من حني خيرج من‬
‫بلده إىل أن يرجع إليه ولو طالت املدة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا صلى املسافر خلف إمام يصلي أربعاً فإنه‬
‫يصلي أربعاً تبعاً إلمامه سواء أدرك اإلمام من‬
‫أول الصالة أو يف أثنائها‪ ،‬فإذا سلم اإلمام أتى‬
‫بتمام األربع‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬املشروع يف حق املسافر أن جيمع بني الظهر‬
‫والعصر وبني املغرب والعشاء إذا احتاج إىل‬
‫اجلمع‪ ،‬مثل أن يكون مستمراً يف سريه‪،‬‬
‫واألفضل حينئذ أن يفعل ما هو األرفق به من‬
‫مجع التقدمي أو التأخري‪.‬‬
‫‪ ‬وجيوز للمسافر أن جيمع سواء كان جاداً يف‬
‫السفر‪ ،‬أو مقيماً‪ ،‬إال أنه إذا كان جاداً يف‬
‫السفر فاجلمع أفضل‪ ،‬وإن كان مقيماً فرتك‬
‫اجلمع أفضل‪ ،‬ويستثىن من ذلك ما إذا كان‬
‫اإلنسان مقيماً يف بلد تقام فيه اجلماعة فإن‬
‫الواجب عليه حضور اجلماعة‪.‬‬
‫‪ ‬مسألة‪ :‬مضاعفة ثواب الصالة يف املسجد‬
‫احلرام إىل أفضل من مائة ألف ختتص ابملسجد‬
‫الذي فيه الكعبة‪ ،‬وال تشمل بقية مكة واحلرم‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬
‫‪ ‬الوتر سنة مؤكدة‪ ،‬كان النيب ﷺ حيافظ عليه‬
‫حضراً وسفراً وإذا غلبه نوم ومل يوتر قضاه من‬
‫النهار شفعاً‪.‬‬
‫‪ ‬يشرع للمسافر أن يتطوع ابلصلوات املشروعة‬
‫يف احلضر‪ ،‬فكل صالة تشرع يف احلضر فإهنا‬
‫مشروعة يف السفر‪ ،‬إال راتبة الظهر وراتبة‬
‫املغرب وراتبة العشاء‪ ،‬هذه الثالث دلت‬
‫السنة على أهنا ال تفعل يف السفر‪ ،‬وما عداها‬
‫فإنه يُصلى‪.‬‬
‫‪ ‬املعتمرون الذين يقدمون إىل مكة ألداء‬
‫العمرة‪ ،‬بعضهم يقضي عمرته يف النهار‪،‬‬
‫ويشق عليه الصوم مع ذلك مشقة عظيمة‪،‬‬

‫‪9‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫وهذا خطأ عظيم جداً‪ ،‬ألن املشروع يف حق‬
‫هؤالء أن يفطروا‪.‬‬
‫وهل األفضل – يف هذه احلال ‪ -‬أن يفطر‬ ‫‪‬‬

‫ويؤدي العمرة من حني أن يصل؟ أو ميسك‬


‫ويؤديها يف الليل؟‬
‫‪ ‬األول أفضل‪ ،‬وهو أن يفطر ويؤدي العمرة يف‬
‫النهار‪ ،‬ألن النيب ﷺ كان إذا أعتمر ابدر‬
‫أبداء العمرة‪ ،‬حىت إنه كان إذا قدم حاجاً أو‬
‫معتمراً ال ينيخ بعريه إال عند ابب املسجد‬
‫فيؤدي عمرته‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما حكم العمرة؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الراجح من أقوال العلماء أن العمرة واجبة‬


‫على املكي وغريه‪.‬‬
‫‪ ‬العمرة واجبة مرة واحدة يف العمر‪ ،‬ويف‬
‫رمضان مندوب إليها‪ ،‬ألن النيب ﷺ قال‪:‬‬
‫(عمرة يف رمضان تعدل حجة)‪.‬‬
‫‪ ‬ال يستحب قصد العمرة يف ليلة السابع‬
‫والعشرين من رمضان‪ ،‬ومن قصد ذلك فقد‬
‫أتى بشيء ال دليل عليه‪.‬‬
‫ما هي شروط وجوب احلج والعمرة؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬شروط وجوب احلج والعمرة مخسة‪:‬‬

‫‪11‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫أوال‪ :‬اإلسالم‪ ،‬فغري املسلم ال جيب عليه‬
‫احلج‪ ،‬بل وال يصح منه لو حج‪ ،‬بل وال جيوز‬
‫دخوله مكة؛ لقوله تعاىل‪( :‬إِ مَّنا ال ُْم ْش ِرُكون نس‬
‫احلرام بـ ْعد ع ِام ِه ْم هذا)‪.‬‬
‫فال يـ ْقربُوا الْم ْس ِجد ْ‬
‫الشرط الثاين‪ :‬العقل؛ فاجملنون ال جيب عليه‬
‫احلج‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬البلوغ؛ فمن كان دون البلوغ فإن‬
‫احلج ال جيب عليه‪ ،‬ولكن لو حج‪ ،‬فحجه‬
‫صحيح‪ ،‬ولكنه ال جيزئه عن فريضة اإلسالم‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬احلرية؛ فالرقيق اململوك ال جيب عليه‬
‫احلج؛ ألنه مملوك مشغول بسيده‪ ،‬وهو معذور‬
‫برتك احلج‪ ،‬ال يستطيع السبيل إليه‪.‬‬

‫‪12‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫اخلامس‪ :‬القدرة على احلج ابملال والبدن؛ فإن‬
‫كان اإلنسان قادراً مباله دون بدنه‪ ،‬فإنه ينيب‬
‫من حيج عنه‪.‬‬
‫‪ ‬الصحيح‪ :‬أن الذين مل يبلغوا إذا أحرموا حبج‬
‫أو بعمرة فما جاء منهم فاقبله‪ ،‬وما مل أيت فال‬
‫تطلبه‪ ،‬ألهنم غري مكلفني‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما هي مواقيت احلج والعمرة املكانية؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬املواقيت املكانية مخسة‪ :‬وهي ذو احلليفة‪،‬‬


‫واجلحفة‪ ،‬ويلملم‪ ،‬وقرن املنازل‪ ،‬وذات عرق‪.‬‬
‫ما حكم من جتاوز امليقات بدون إحرام؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬من جتاوز امليقات بدون إحرام‪ ،‬فال خيلو من‬


‫حالني‪:‬‬
‫‪ ‬احلال األوىل‪ :‬إما أن يكون مريدا للحج أو‬
‫العمرة‪ ،‬فحينئذ يلزمه أن يرجع إىل امليقات‬
‫ليحرم منه‪ ،‬فإن مل يفعل فقد ترك واجبا من‬
‫واجبات النسك‪ ،‬وعليه عند أهل العلم فدية‪،‬‬
‫دم يذحبه يف مكة‪ ،‬ويوزعه على الفقراء هناك‪،‬‬
‫وال يؤكل منها شيء‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬احلال الثانية‪ :‬إذا جتاوز امليقات وهو ال يريد‬
‫احلج وال العمرة‪ ،‬فإنه ال شيء عليه سواء‬
‫طالت مدة غيابه عن مكة أم قصرت‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما الفرق بني اإلحرام والنية والتلبية؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬اإلحرام‪ :‬هو نية الدخول يف النسك‪ ،‬وأما‬


‫التلبية فهي أن تقول‪ :‬لبيك عمرة إذا كنت‬
‫تريد العمرة‪ ،‬ولبيك حجا إذا كنت تريد احلج‪.‬‬
‫‪ ‬ال جيوز التلفظ ابلنية‪ ،‬فال تقل‪ :‬اللهم إين أريد‬
‫العمرة‪ ،‬أو أريد احلج؛ فهذا مل يرد عن النيب‬
‫ﷺ‪.‬‬
‫‪ ‬جيب على من يريد العمرة أن حيرم إذا حاذى‬
‫امليقات برا أو حبرا أو جوا‪.‬‬
‫‪ ‬الذي حيرم يف الطائرة عليه أن يتأهب‬
‫ابالغتسال قبل ذلك يف بيته‪ ،‬مث يلبس اإلحرام‬
‫قبل أن يصل إىل امليقات‪ ،‬وينوي الدخول يف‬

‫‪16‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫النسك من حني أن يصل إىل امليقات وال‬
‫يتأخر؛ ألن الطائرة سريعة‪ ،‬والواجب على‬
‫اإلنسان أن حيتاط لدينه‪ ،‬وله أن حيتاط وحيرم‬
‫إذا بقي عشر دقائق على امليقات أو مخس‬
‫دقائق‪ ،‬وال ضرر عليه يف ذلك‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما هي صفة العمرة؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬أن ينوي العمرة من حني يركب السيارة من‬


‫بيته؛ حىت يكون الطريق عبادة من بيته إىل أن‬
‫رجع‪ ،‬وليس معىن ذلك‪ :‬أن نقول‪ :‬ادخل يف‬
‫العمرة‪ ،‬بل انو أنك مسافر للعمرة‪ ،‬حىت لو‬
‫قدر هللا عليك أال تدرك العمرة فإنه يكتب‬
‫لك األجر‪.‬‬
‫‪ ‬إذا وصلت إىل امليقات فاغتسل كما تغتسل‬
‫للجنابة‪ ،‬مث طيب رأسك وحليتك‪.‬‬
‫‪ ‬البس ثياب اإلحرام‪ ،‬وأحرم عقب صالة‬
‫فريضة‪ ،‬إن كان وقتها حاضرا‪ ،‬أو بعد صالة‬

‫‪18‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫انفلة‪ ،‬فتنوي هبا سنة الوضوء؛ ألنه ليس‬
‫لإلحرام انفلة معينة‪.‬‬
‫‪ ‬مث تليب فتقول‪( :‬لبيك اللهم عمرة‪ ،‬لبيك‬
‫اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال شريك لك لبيك‪ ،‬إن‬
‫احلمد والنعمة لك وامللك ال شريك لك) وال‬
‫تزال تليب حىت تصل إىل مكة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا شرعت يف الطواف فاقطع التلبية‪ ،‬وابدأ‬
‫ابحلجر األسود‪ ،‬استلمه وقبله إن تيسر‪ ،‬وإال‬
‫أشر إليه‪.‬‬
‫‪ ‬يقول عند استالم احلجر عند أول مرة‪ :‬ابسم‬
‫هللا وهللا أكرب‪ ،‬اللهم إمياانً بك‪ ،‬وتصديقاً‬
‫ووفاء بعهدك‪ ،‬واتباعاً لسنة نبيك‬
‫ً‬ ‫بكتابك‪،‬‬
‫حممد ﷺ‪ ،‬مث إذا دار وحاذى احلجر يقول‪:‬‬
‫هللا أكرب فقط‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬أما عند استالم الركن اليماين‪ ،‬فال يقل شيئاً‬
‫ال تكبرية وال تسمية؛ ألن ذلك مل يرد عن النيب‬
‫ﷺ‪.‬‬
‫‪ ‬يستلم الركن اليماين بيده اليمىن فقط‪ ،‬وال‬
‫يقبله‪ ،‬وال يشري إليه إذا مل يتمكن من‬
‫االستالم‪ ،‬مث جيعل البيت عن يساره ويطوف‬
‫سبعة أشواط‪ ،‬يبتدئ ابحلجر وخيتتم به‪.‬‬
‫‪ ‬يسن للرجل أن يرمل يف األشواط الثالثة‬
‫األوىل‪ ،‬وأن يضطبع يف مجيع الطواف‪ ،‬وكلما‬
‫حاذى احلجر األسود كرب‪.‬‬
‫‪ ‬يقول بني احلجر األسود والركن اليماين‪( :‬ربمـنا‬
‫الدنْـيا حسنةً وِيف ْاْل ِخرةِ حسنةً وِقنا‬
‫آتِنا ِيف ُّ‬
‫عذاب النما ِر)‪ ،‬ويقول يف بقية طوافه ما شاء‬
‫من ذكر ودعاء‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬ليس للطواف دعاء خمصوص لكل شوط‪،‬‬
‫فينبغي أن حيذر اإلنسان من هذه الكتيبات‬
‫دعاء خمصوصاً؛ فإن‬
‫اليت ختصص لكل شوط ً‬
‫هذه بدعة مل ترد عن رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫‪ ‬إذا شك الطائف يف عدد الطواف‪ ،‬فإن كان‬
‫كثري الشكوك‪ ،‬فإنه ال يلتفت إىل هذا الشك‪،‬‬
‫وإن مل يكن كثري الشكوك‪ ،‬فإن كان شكه بعد‬
‫أن أمت الطواف‪ ،‬فإنه ال يلتفت إليه أيضاً إال‬
‫أن يتيقن أنه انقص فيكمل ما نقص‪.‬‬
‫‪ ‬وإن كان الشك يف أثناء الطواف‪ ،‬مثل أن‬
‫يشك هل هذا الشوط هو الثالث أو الرابع‬
‫مثالً‪ ،‬فإن ترجح عنده أحد األمرين‪ ،‬عمل‬
‫ابلراجح عنده‪ ،‬وإن مل يرتجح عنده شيء عمل‬
‫ابليقني وهو األقل‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬التكبري يكون يف مقدمة الشوط‪ ،‬وعليه فإذا‬
‫انتهى من الطواف عند احلجر ينصرف وال‬
‫يكرب‪ ،‬وال حاجة إىل التقبيل‪ ،‬أو االستالم‪ ،‬أو‬
‫اإلشارة‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا أمت الطواف‪ ،‬وقبل أن يصلى ركعيت‬
‫‪1‬‬
‫الطواف سرت منكبه ‪.‬‬
‫‪ ‬وبعد الطواف يصلي ركعتني خلف مقام‬
‫إبراهيم إن تيسر له‪ ،‬وإال ففي أي مكان من‬
‫املسجد‪.‬‬
‫‪ ‬ينبغي لإلنسان إذا فرغ من الطواف وتقدم إىل‬
‫اخت ُذوا ِم ْن‬
‫مقام إبراهيم أن يتلو هذه اْلية‪( :‬و مِ‬
‫مق ِام إِبْـر ِاهيم ُمصل ًى)‪ ،‬ليشعر نفسه أنه إَّنا‬

‫)‪ (1‬املنكب هو‪ :‬الكتف‪.‬‬

‫‪22‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫تقدم إىل هذا املقام ليصلي خلفه امتثاالً ألمر‬
‫هللا‪.‬‬
‫‪ ‬لو طاف بعد الصبح أو بعد العصر‪ ،‬فله أن‬
‫يصلي ركعيت الطواف يف وقت النهي‪ ،‬ألهنا من‬
‫ذوات األسباب اليت جيوز فعلها يف أوقات‬
‫النهي‪.‬‬
‫دان منه قرأ‪( :‬إِ من‬ ‫‪ ‬مث خيرج إىل الصفا‪ ،‬فإذا‬
‫مِ‬
‫اّلل‪ ،)...‬وال يعيد‬ ‫صفا والْم ْروة ِم ْن شعائِ ِر‬
‫ال م‬
‫هذه اْلية بعد ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬مث يصعد على الصفا ويستقبل القبلة‪ ،‬ويرفع‬
‫يديه ‪ ،‬ويكرب هللا وحيمده‪ ،‬ويقول‪ :‬ال إله إال‬ ‫‪1‬‬

‫هللا وحده ال شريك له‪ ،‬له امللك وله احلمد‪،‬‬


‫وهو على كل شيء قدير‪ ،‬ال إله إال هللا وحده‪،‬‬

‫(‪ )1‬يرفع يديه رفع دعاء‪ ،‬وليس كرفعهما يف تكبرية اإلحرام‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫أنز وعده‪ ،‬ونصر عبده‪ ،‬وهزم األحزاب‬
‫وحده‪ ،‬مث يدعو بعد ذلك‪ ،‬مث يعيد الذكر مرة‬
‫اثنية مث يدعو‪ ،‬مث يعيد الذكر مرة اثلثة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬مث ينزل متجها إىل املروة‪ ،‬فيمشي إىل العلم‬
‫األخضر ويسعى إىل العلم األخضر الثاين سعيا‬
‫شديدا‪.‬‬
‫‪ ‬يركض ركضا شديدا‪ ،‬إن تيسر له ومل يتأذ أو‬
‫يؤذ أحدا‪ ،‬مث ميشي بعد العلم األخضر الثاين‬
‫إىل املروة مشيا عاداي‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا وصل املروة‪ ،‬صعد عليها‪ ،‬واستقبل‬
‫القبلة‪ ،‬ورفع يديه‪ ،‬وقال مثل ما قال على‬
‫الصفا؛ فهذا شوط‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬وضع بدال من العلم نور أخضر يف السقف‪.‬‬

‫‪24‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬مث يرجع إىل الصفا من املروة‪ ،‬وهذا هو الشوط‬
‫الثاين ويقول فيه ويفعل كما قال يف الشوط‬
‫األول وفعل‪.‬‬
‫‪ ‬الدعاء على الصفا واملروة يكون يف ابتداء‬
‫األشواط ال يف انتهائها‪ ،‬وأن آخر شوط على‬
‫املروة ليس فيه دعاء؛ ألنه انتهى السعي‪.‬‬
‫‪ ‬فإذا أمت سبعة أشواط‪ ،‬فإنه حيلق أو يقصر شعر‬
‫رأسه‪ ،‬ويكون التقصري شامال جلميع الرأس‪،‬‬
‫حبيث يبدو التقصري واضحا يف الرأس‪ ،‬واملرأة‬
‫تقصر من أطراف رأسها بقدر أَّنلة‪.‬‬
‫‪ ‬مث حيل من إحرامه حال كامال‪ ،‬ويتمتع مبا أحل‬
‫هللا له من النساء والطيب واللباس وغري ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬دعا النيب ﷺ للمحلقني ثالاث وللمقصرين مرة‬
‫واحدة‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬احللق ابملوسى يعترب حلقاً‪ ،‬وأما التقصري‬
‫‪1‬‬

‫ابملكينة ولو على َّنرة واحد‪ ،‬يعترب تقصرياً ال‬


‫حلقاً‪ ،‬فتفوته الدعوات الثالث اليت دعاها‬
‫النيب ﷺ للمحلقني‪.‬‬
‫‪ ‬يسن له أن يبدأ ابحللق أو التقصري ابجلانب‬
‫األمين‪ ،‬فابدأ ابجلانب األمين حىت لو حلقت‬
‫حلقا عاداي يف غري نسك‪.‬‬
‫ما هي أركان وواجبات العمرة؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬يقول العلماء‪ :‬أن أركان العمرة ثالثة‪:‬‬


‫اإلحرام‪ ،‬والطواف‪ ،‬والسعي‪ ،‬وإن واجباهتا‬
‫اثنان‪ :‬أن يكون اإلحرام من امليقات‪ ،‬واحللق‬
‫أو التقصري‪ ،‬وما عدا ذلك فهو سنن‪.‬‬

‫)‪ (1‬أي‪ :‬موس احلالقة‪.‬‬

‫‪26‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما حكم اإلخالل بشيء من هذه األركان؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬اإلخالل بشيء من هذه األركان ال يتم‬


‫النسك إال به‪ ،‬فمن مل يطف ابلعمرة مثال‪ ،‬فإنه‬
‫يبقى على إحرامه حىت يطوف‪ ،‬ومن مل يسع‪،‬‬
‫يبقى على إحرامه حىت يسعى‪.‬‬
‫ما حكم اإلخالل بشيء من واجبات العمرة؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬اإلخالل بشيء منها إن كان اإلنسان متعمدا‪،‬‬


‫فعليه‬
‫اإلمث والفدية كما قال أهل العلم‪ ،‬وإن كان‬
‫غري متعمد‪ ،‬فال إمث عليه‪ ،‬لكن عليه الفدية‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما هي صفة االشرتاط‪ ،‬وما فائدته‪ ،‬وما‬ ‫‪‬‬

‫حكمه؟‬
‫‪ ‬صفة االشرتاط‪ :‬أن اإلنسان إذا أراد اإلحرام‬
‫يقول‪ :‬إن حبسين حابس‪ ،‬فمحلي حيث‬
‫حبستين‪ ،‬يعين‪ :‬فإنين أحل‪ ،‬إذا حبسين حابس‬
‫ومنعين مانع عن إكمال النسك‪.‬‬
‫‪ ‬فائدة االشرتاط‪ :‬أنه لو حصل له حابس مينعه‬
‫من إكمال النسك‪ ،‬فإنه حيل من نسكه وال‬
‫شيء عليه‪.‬‬
‫‪ ‬وأما حكمه‪ :‬يشرع إذا كان اإلنسان خائفاً من‬
‫عائق مينعه من إمتام نسكه‪ ،‬سواء كان هذا‬
‫العائق عاماً أم خاصاً‪.‬‬

‫‪28‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬وعلى هذا فنقول‪ :‬إن مل يكن خائفاً‪ ،‬فاألفضل‬
‫أال يشرتط‪ ،‬اقتداء برسول هللا ﷺ حيث أحرم‬
‫بدون شرط‪.‬‬
‫‪ ‬لذا ينبغي للمرأة إذا وصلت إىل امليقات وهي‬
‫حائض وخافت أال تطهر قبل أن يرجع أهلها‪،‬‬
‫أن حترم وتشرتط‪ ،‬فإن كانت قد اشرتط فإهنا‬
‫ترجع مع أهلها وال شيء عليها‪ ،‬وإن مل تكن‬
‫اشرتطت فإهنا تبقى على إحرامها ويبقى معها‬
‫حمرم حىت تطهر مث تقضي عمرهتا‪.‬‬
‫‪ ‬وإذا كانت ختشى أن يرجع أهلها قبل أن تطهر‬
‫فال حترم‪ ،‬فإن قدر أهنم بقوا حىت طهرت فإهنا‬
‫خترج إىل التنعيم وحترم منه‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما هي حمظورات اإلحرام؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬حمظورات اإلحرام هي املمنوعات بسبب‬


‫اإلحرام‪ ،‬ومنها‪ :‬اجلماع‪ ،‬وهو أشد احملظورات‬
‫إمثاً‪ ،‬وأعظمها أثراً‪.‬‬
‫‪ ‬تنبيه‪ :‬إذا جامع الرجل زوجته وهو حمرم‬
‫ابلعمرة فإن العمرة تفسد وعليه إعادهتا‪،‬‬
‫وعليه عند العلماء شاة يذحبها ويفرقها على‬
‫الفقراء إما يف مكة وإما يف املكان الذي حصل‬
‫فيه احملظور‪ ،‬أو صيام ثالثة أايم أو إطعام ستة‬
‫مساكني‪.‬‬

‫‪30‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬ومن احملظورات أيضاً‪ :‬املباشرة بشهوة‪،‬‬
‫والتقبيل‪ ،‬والنظر بشهوة‪ ،‬وكل ما كان من‬
‫مقدمات اجلماع؛ ألن هذه املقدمات تفضي‬
‫إىل اجلماع‪.‬‬
‫‪ ‬ومن حمظورات اإلحرام‪ :‬حلق شعر الرأس‪،‬‬
‫وأحلق العلماء حبلق الرأس حلق مجيع اجلسم‪،‬‬
‫وأحلقوا به أيضاً تقليم األظفار وقصها‪.‬‬
‫‪ ‬ومن حمظورات اإلحرام‪ :‬عقد النكاح‪،‬‬
‫واخلطبة‪ ،‬فال حيوز لإلنسان أن خيطب امرأة‬
‫وهو حمرم حبج أو عمرة‪.‬‬
‫‪ ‬ومن حمظورات اإلحرام قتل صيد الرب وأما‬
‫صيد البحر فال أبس به‪.‬‬
‫‪ ‬ومن حمظوراته أيضاً‪ :‬الطيب بعد عقد اإلحرام‪،‬‬
‫سواء يف البدن‪ ،‬أو يف الثوب‪ ،‬أو يف املأكول‪،‬‬

‫‪31‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫أو يف املشروب‪ ،‬فأما أثر الطيب الذي تطيب‬
‫به عند اإلحرام‪ ،‬فإنه ال أبس به‪ ،‬وال جتب عليه‬
‫إزالته‪.‬‬
‫‪ ‬تنبيه‪ :‬ينبغي للمحرم أن يتجنب احلجر األسود‬
‫والركن اليماين إذا كان الطيب الذي فيهما‬
‫يعلق ابليد أو الفم‪ ،‬أما إذا كان جمرد رائحة‬
‫وال يعلق‪ ،‬فإنه ال يضر احملرم شيئاً‪.‬‬
‫‪ ‬لو قبل احملرم احلجر األسود أو استلم بيده‬
‫الركن اليماين ومل يعلم أن فيه طيباً فعلق‬
‫الطيب يف شفتيه أو يده‪ ،‬فليس عليه شيء‬
‫ألنه ال يدري‪ ،‬لكن عليه أن يزيله مبنديل‬
‫وحيذف املنديل ال يصحبه‪ ،‬أو ميسحه بكسوة‬
‫الكعبة حىت يذهب‪.‬‬

‫‪32‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬ال جيوز للمحرم أن يشرب قهوة فيها زعفران؛‬
‫ألن الزعفران من الطيب‪ ،‬إال إذا كان قد‬
‫ذهب طعمه ورحيه ابلطبخ ومل يبق إال جمرد‬
‫اللون‪.‬‬
‫‪ ‬ومن حمظورات اإلحرام أيضاً‪ :‬لبس الرجل‬
‫القميص‪ ،‬والربانس‪ ،‬والسراويل‪ ،‬والعمائم‪،‬‬
‫واخلفاف‪ ،‬وما كان مبعىن هذه احملظورات فهو‬
‫مثلها‪ ،‬كالكوت‪ ،‬والفانيلة‪ ،‬والصدرية‪،‬‬
‫والغرتة‪ ،‬والطاقية‪ ،‬واملشلح‪.‬‬
‫‪ ‬جيوز لبس الساعة‪ ،‬واخلامت‪ ،‬ومساعة األذن‪،‬‬
‫ونظارة العني‪ ،‬والكمر الذي تكون فيه الفلوس‬
‫وما أشبهها‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬ال حرج يف لبس األزرار ‪ ،‬أو الرداء املرقع‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫ولبس النعال اليت فيها خرازة ‪ ،‬وما أشبه‬


‫‪2‬‬

‫ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬ومن احملرمات يف اإلحرام‪ :‬تغطية الرجل رأسه‬
‫مبالصق معتاد‪ ،‬كالطاقية‪ ،‬والعمامة‪ ،‬والغرتة‪،‬‬
‫فأما تظليل الرأس ابلشمسية‪ ،‬أو سقف‬
‫السيارة‪ ،‬أو بثوب يرفعه بيديه عن رأسه‪ ،‬فهذا‬
‫ال أبس به‪.‬‬
‫‪ ‬وجيوز للمحرم أن حيمل عفشه على رأسه؛ ألن‬
‫ذلك ال يراد به التغطية‪ ،‬وإَّنا املراد به احلمل‪.‬‬
‫‪ ‬الكمامة للمحرم للحاجة ال أبس هبا‪ ،‬مثل أن‬
‫يكون يف اإلنسان حساسية يف أنفه فيحتاج‬
‫للكمام‪ ،‬أو مير بدخان كثيف فيحتاج للكمام‪،‬‬
‫)‪ )1‬مجع زر‪ ،‬وهو ما يزرر به الثوب بعضه على بعض‪.‬‬
‫)‪ (2‬اخلرازة‪ :‬هي خياطة اجللود‪.‬‬

‫‪34‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫أو مير برائحة كريهة فيحتاج للكمام‪ ،‬فال‬
‫أبس‪.‬‬
‫‪ ‬ومن حمظورات اإلحرام‪ :‬أن تنتقب املرأة‪،‬‬
‫واملشروع للمرأة يف حال اإلحرام أن تكشف‬
‫وجهها‪ ،‬إال إذا كان حوهلا رجال غري حمارم هلا‪،‬‬
‫فإنه جيب عليها أن تسرت الوجه‪ ،‬وال أبس أن‬
‫يالصق الساتر بشرهتا‪.‬‬
‫‪ ‬ومن حمظورات اإلحرام‪ :‬لبس القفازين ومها‬
‫جوارب اليدين‪ ،‬وهذا يشمل الرجل واملرأة‪.‬‬
‫‪ ‬جيوز للمرأة خاصة لبس جوارب القدمني‪ ،‬وأما‬
‫الرجل فحرام عليه ذلك‪ ،‬ألهنا كاخلفني‪.‬‬
‫‪ ‬املناديل املبللة ابلطيب ال جيوز استعماهلا يف‬
‫حال اإلحرام‪ ،‬وأما معجون األسنان فال أبس‬
‫به؛ ألن رائحته ليست رائحة طيب لكنها‬

‫‪35‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫رائحة ذكية ونكهة طيبة‪ ،‬وكذلك الصابون ال‬
‫أبس ابستعماله‪.‬‬
‫‪ ‬يدخل يف الصيد‪ :‬احلمام‪ ،‬والضباء‪ ،‬واألرانب‪،‬‬
‫واجلراد‪ ،‬فإن اجلراد من الصيد‪ ،‬ولذلك ال جيوز‬
‫للمحرم وال لغريه أن يقتل جرادة‪.‬‬
‫‪ ‬إذا فعل أحد شيئا من هذه احملظورات‪ ،‬انسياً‬
‫أو جاهالً أو مكروها‪ ،‬فليس عليه شيء‪ ،‬ال‬
‫إمث‪ ،‬وال فدية‪ ،‬وال يفسد نسكه‪ ،‬وال يتعلق به‬
‫شيء أصالً‪ ،‬ولو كان احملظور مجاعاً‪.‬‬
‫‪ ‬تبديل احملرم لباس اإلحرام بثوب جيوز لبسه يف‬
‫اإلحرام‪ ،‬ال ابس به سواء فعله حلاجة‪ ،‬أو‬
‫لضرورة‪ ،‬أو لغري حاجة وال ضرورة‪.‬‬
‫‪ ‬جيوز للمحرم أن يغتسل من أجل النظافة‪،‬‬
‫وجيوز له أن يغري ثياب اإلحرام إىل ثياب‬

‫‪36‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫أنظف منها أو أجدد وجيوز له أيضاً أن يرتفه‬
‫ابلتكييف وغريها من أسباب الراحة‪.‬‬
‫‪ ‬ال جيوز قطع الشجر والنبات ابحلرم‪ ،‬وال‬
‫عالقة لإلحرام هبما؛ ألن حترميها ال يتعلق‬
‫ابإلحرام‪ ،‬وإَّنا يتعلق ابملكان‪ ،‬أي‪ :‬ابحلرم‪،‬‬
‫وهو ما كان داخل أميال احلرم‪.‬‬
‫‪ ‬وأما ما كان خارج احلرم فإنه حالل للمحرم‬
‫وغري احملرم‪ ،‬وعلى هذا فيجوز للحجاج أن‬
‫يقطعوا الشجر يف عرفة‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما حكم من نسي شيئا من أشواط الطواف أو‬ ‫‪‬‬

‫السعي؟‬
‫‪ ‬إذا نسي اإلنسان شيئاً من أشواط الطواف أو‬
‫السعي‪ ،‬فإن ذكر قريباً أمت ما بقي عليه‪ ،‬وال‬
‫حرج عليه‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا مل يذكر إال بعد مدة طويلة‪ ،‬وجب عليه‬
‫إعادة الطواف من جديد‪ .‬وهكذا نقول يف‬
‫السعي‪.‬‬
‫إذا أقيمت الصالة وهو يطوف أو يسعى‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فماذا يفعل؟‬
‫‪ ‬إذا أقيمت الصالة وهو يف الطواف أو يف‬
‫السعي‪ ،‬فإنه يدخل مع اجلماعة‪ ،‬وإذا انتهت‬

‫‪38‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫الصالة‪ ،‬أمت الشوط من حيث وقف‪ ،‬وال يلزمه‬
‫أن أييت به من أول الشوط‪.‬‬
‫‪ ‬فإن كانت الصالة فريضة‪ ،‬وجب عليه أن‬
‫يقطع الطواف أو السعي ليصلي؛ ألن صالة‬
‫اجلماعة واجبة‪.‬‬
‫‪ ‬أما إذا كانت الصالة انفلة‪ ،‬كصالة الرتاويح‬
‫يف رمضان‪ ،‬فأنه ال يقطع السعي أو الطواف‬
‫من أجل ذلك‪ ،‬لكن األفضل أن يتحرى‪،‬‬
‫فيجعل الطواف والسعي بعد الصالة أو‬
‫قبلها؛ لئال يفوته فضيلة قيام الليل مع‬
‫اجلماعة‪.‬‬
‫صالة اجلنازة هل يقطع الطواف من أجلها؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الظاهر نعم؛ ألن صالة اجلنازة قصرية فال‬


‫يكون الفاصل كثرياً فيعفى عنه‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬
‫‪ ‬لو طافت املرأة للعمرة مث حاضت قبل‬
‫السعي‪ ،‬جاز هلا أن تسعى‪ ،‬ألن السعي ال‬
‫يشرتط له الطهارة‪.‬‬
‫‪ ‬وكذلك لو أن امرأة جاءت مع أهلها وعليها‬
‫احليض وجلست يف املسعى تنتظرهم وهي‬
‫حائض فال أبس ألن املسعى ليس مسجداً‪.‬‬
‫‪ ‬الذي يسعى يف الدور الثاين أو السطح‪ ،‬ال‬
‫يلزمه الدوران على قبة الصفا أو املروة؛ ألن‬
‫الواجب استيعاب السعي إىل هناية ممر‬
‫العربيات‪.‬‬
‫‪ ‬ال تكرر الطواف ابلبيت ودع الطواف‬
‫للمعتمرين واحلجاج الذين مل حيلوا من‬
‫أحرامهم‪ ،‬وال سيما يف أوقات الزحام الشديد‪،‬‬

‫‪40‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫وتطوع مبا شئت من الصالة والذكر والدعاء‬
‫وقراءة القرآن وغري ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬املرأة إذا قدمت مكة‪ ،‬جيوز هلا أن تؤدي‬
‫العمرة بدون حمرم‪ ،‬وال حرج عليها ألهنا يف‬
‫وسط البلد‪ ،‬فال يشرتط يف طواف املرأة‬
‫وسعيها‪ ،‬أن يكون معها حمرم إذا أمنت على‬
‫نفسها ومل ختش الضياع‪ ،‬فإن كانت ال أتمن‬
‫على نفسها من الفساق أو كانت ختشى أن‬
‫تضيع فالبد من حمرم يكون معها محاية هلا‪.‬‬

‫‪41‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما حكم التمسح جبدار الكعبة‪ ،‬وبكسوهتا‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫وابملقام؟‬
‫‪ ‬كل عمل تريد به التقرب إىل هللا والتعبد له‪،‬‬
‫وليس له أصل يف الشرع فإنه بدعة‪ ،‬ومل يرد‬
‫عن النيب ﷺ أنه مسح سوى الركن اليماين‪،‬‬
‫واحلجر األسود‪.‬‬
‫‪ ‬وأما االلتزام بني احلجر األسود وابب الكعبة‪:‬‬
‫فهذا قد ورد عن الصحابة رضي هللا عنهم‬
‫فعله‪ ،‬وال أبس به‪ ،‬لكن مع املزامحة والضيق‪،‬‬
‫ال ينبغي لإلنسان أن يفعل ما يتأذى به أو‬
‫يؤذي غريه‪ ،‬يف أمر ليس من الواجبات‪.‬‬

‫‪42‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬وصفة االلتزام‪ :‬أن يلصق اإلنسان صدره‬
‫وخده وميد يديه ما بني احلجر األسود والباب‬
‫هذا هو حمل االلتزام‪ ،‬ويدعو فيه مبا أحب‪.‬‬
‫ما هي خصائص ماء زمزم؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬من خصائص ماء زمزم‪ :‬أن النيب ﷺ قال‪:‬‬


‫(ماء زمزم ملا شرب له) وأن اإلنسان إذا شربه‬
‫لعطش روي‪ ،‬وإذا شربه جلوع‪ ،‬شبع‪.‬‬
‫‪ ‬ومن خصائصه أنه (طعام طعم‪ ،‬وشفاء سقم)‬
‫إن شربته من مرض كان فيك‪ ،‬فإنك تشفى‬
‫إبذن هللا‪.‬‬
‫‪ ‬ال يشرتط لشرب زمزم كمية معينة‪ ،‬لكن ينبغي‬
‫لإلنسان أن يتضلع منه أي‪ :‬ميأل بطنه منه‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬ال يشرتط أن يكون الشرب يف مكة‪ ،‬وكان‬
‫بعض السلف أيمر م ْن أييت به إليه يف بلده‬
‫فيشرب منه‪.‬‬
‫‪ ‬جيوز لإلنسان أن يتطهر ويتوضأ مباء زمزم‪ ،‬وال‬
‫حرج‪.‬‬
‫‪ ‬الشرب قاعداً أفضل‪ ،‬ويكره الشرب قائماً إال‬
‫حلاجة‪ ،‬مثل أن يكون املاء رفيعاً كما يف بعض‬
‫الربادات‪ ،‬وال يستطيع اإلنسان أن يشرب‬
‫منها وهو قاعد لضيق املكان‪.‬‬
‫‪ ‬ليس من خصائص مكة أن يتربك اإلنسان‬
‫أبشجارها‪ ،‬أو أحجارها‪ ،‬بل من خصائص‬
‫مكة‪ :‬أال تعضد أشجارها‪ ،‬وال حيش‬
‫حشيشها‪ ،‬إال اإلذخر؛ إلن النيب ﷺ استثناه‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما حكم لقطة احلرم‪ ،‬وما حكم أخذها؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬لقطة احلرم‪ ،‬قال فيها النيب ﷺ (ال حتل‬


‫ساقطتها إال ملنشد) فال أتخذها إال إذا كنت‬
‫ستبقى تبحث عن صاحبها إىل أن متوت‪،‬‬
‫وهذا فيه مشقة‪ ،‬إذاً ال أتخذها دعها فرمبا‬
‫جيدها صاحبها‪.‬‬
‫‪ ‬لكن‪ ،‬لو قال قائل‪ :‬إن تركتها أخذها من ال‬
‫يبايل‪ ،‬فنقول يف هذه احلال‪ ،‬خذها واحبث عن‬
‫صاحبها فإذا مل جتده تصدق هبا عنه يف مكة‪،‬‬
‫أو أعطها للجهات املسؤولة عن املفقودات‪.‬‬
‫ما حكم شراء احلب للحمام ورميه يف األرض؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬هذا عمل ليس جبيد‪ ،‬كون اإلنسان يشرتي‬


‫احلب ويلقيه يف األرض للحمام‪ ،‬وأحياانً يداس‬

‫‪45‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫هذا احلب ابألقدام خصوصاً يف أايم املوسم‪،‬‬
‫وال تتمكن احلمام من النزول فتأكل‪ ،‬وهذا‬
‫غلط‪ ،‬بل إضاعة مال وإهانة طعام‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬جيب علينا أوال أن نعلم أن كل عبادة البد‬
‫لقبوهلا من شرطني‪ :‬اإلخالص هلل تعاىل‪،‬‬
‫واملتابعة لرسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫‪ ‬فمن أخطاء بعض املعتمرين‪ :‬ترك اإلحرام من‬
‫امليقات حىت ينزلوا إىل جدة‪ ،‬مع أهنم ميرون به‬
‫من فوق‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها‪ :‬اعتقاد بعض الناس أنه البد أن حيرم‬
‫ابلنعلني‪ ،‬وأنه إذا مل يفعل‪ ،‬فإنه ال جيوز له‬
‫لبسهما‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أن بعض الناس يظن أنه البد‬
‫أن حيرم بثياب اإلحرام‪ ،‬وتبقى عليه إىل أن‬
‫حيل من إحرامه‪ ،‬وأنه ال حيل له تبديلها‪ ،‬وهذا‬

‫‪47‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫خطأ؛ فإن اإلنسان احملرم جيوز له أن يغري ثياب‬
‫اإلحرام لسبب أو لغري سبب‪ ،‬وال فرق يف‬
‫ذلك بني الرجال والنساء‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها‪ :‬أن بعض الناس يضطبعون ابإلحرام من‬
‫حني اإلحرام‪ ،‬واالضطباع‪ :‬أن خيرج اإلنسان‬
‫كتفه األمين؛ وجيعل طريف الرداء على كتفه‬
‫األيسر‪ ،‬والصواب‪ :‬أنه إَّنا يكون يف طواف‬
‫القدوم فقط‪ ،‬وال يكون يف السعي وال فيما‬
‫قبل الطواف‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أن بعض احلجاج واملعتمرين‬
‫يعتقدون أنه جيب أن يصلي ركعتني لإلحرام‪،‬‬
‫وهذا خطأ‪ ،‬بل القول الراجح أنه ال يسن‬
‫لإلحرام صالة خاصة‪ ،‬ألن ذلك مل يرد عن‬
‫النيب ﷺ‪.‬‬

‫‪48‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬من األخطاء‪ :‬تكرار العمرة يف سفرة واحدة‪،‬‬
‫وهذا ليس من السنة‪ ،‬بل هو من البدعة‪،‬‬
‫فذهاب اإلنسان إىل التنعيم ليأيت بعمرة أخرى‬
‫لنفسه أو لغريه‪ ،‬ليس من هدي النيب ﷺ‬
‫وأصحابه‪ ،‬وإذا كان حيب أن ينفع غريه‪ ،‬فليدع‬
‫له ألن النيب ﷺ قال‪( :‬إذا مات اإلنسان‬
‫انقطع عمله إال من ثالثة‪ )...‬وذكر منها‪ :‬ولد‬
‫صاحل يدعو له‪ ،‬ومل يقل ولد صاحل أييت له‬
‫بعمرة أو يصوم أو يصلى أو يقرأ‪ ،‬فدل ذلك‬
‫على أن الدعاء أفضل من األعمال الصاحلة‬
‫اليت يهديها اإلنسان إىل امليت‪.‬‬
‫‪ ‬وإن كان البد فاعال ويريد أن يهدي إىل ميته‬
‫شيء من األعمال الصاحلة‪ ،‬فليطف ابلبيت‬

‫‪49‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫يف غري أوقات الزحام‪ ،‬ألن الطواف ابلبيت‬
‫مشروع يف كل وقت‪ ،‬وأفضل من خروجه إىل‬
‫التنعيم ليأيت له بعمرة أخرى‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬هناك أخطاء تكون بعد امليقات‪ ،‬أو بعد‬
‫اإلحرام‪ ،‬ومنها‪ :‬عدم رفع الصوت ابلتلبية‪،‬‬
‫فرتى أفواج احلجيج متر وال تسمع أحداً يليب‪،‬‬
‫واملشروع للرجال أن يرفعوا أصواهتم بقدر ما‬
‫يستطيعون من غري مشقة يف التلبية‪.‬‬
‫‪ ‬وخطأ آخر يف التلبية‪ :‬أن بعض احلجاج يلبون‬
‫بصوت مجاعي‪ ،‬فيتقدم واحد منهم ويليب مث‬
‫يتبعونه بصوت واحد‪ ،‬وهذا مل يرد عن‬
‫الصحابة رضي هللا عنهم‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬من األخطاء اليت تكون من بعض احلجاج عند‬
‫دخول املسجد احلرام‪ :‬أن بعض الناس يظن‬
‫أنه البد أن يدخل احلاج أو املعتمر من ابب‬
‫معني يف املسجد احلرام‪ ،‬وهذا ال أصل له‪،‬‬
‫فللحاج واملعتمر أن يدخل من أي ابب كان‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها‪ :‬أن بعض الناس يبتدع أدعية معينة‪ ،‬مل‬
‫ترد عن النيب ﷺ‪ ،‬عند دخول املسجد ورؤية‬
‫البيت‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬اعتقاد أن حتية املسجد احلرام‬
‫الطواف‪ ،‬وأنه يسن لكل من دخل املسجد‬
‫احلرام أن يطوف‪ ،‬والصحيح خالف ذلك‪،‬‬
‫فإذا دخلت املسجد احلرام للطواف‪ ،‬فإنه‬

‫‪52‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫جيزئك أن تطوف وإن مل تصل ركعتني‪ ،‬وإذا‬
‫دخلت النتظار الصالة أو حلضور جملس علم‬
‫فإن املسجد احلرام كغريه‪ ،‬يسن فيه أن تصلي‬
‫ركعتني قبل أن جتلس‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬فمنها‪ :‬النطق ابلنية عند إرادة الطواف‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬اللهم إين نويت أن أطوف سبعة‬
‫أشواط للعمرة‪ ،‬فالتلفظ ابلنية بدعة؛ ألن النيب‬
‫ﷺ مل يفعله‪ ،‬ومل أيمر أمته به‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أن بعض الطائفني يزاحم‬
‫مزامحة شديدة عند استالم احلجر األسود‬
‫والركن اليماين‪ ،‬مزامحة يتأذى هبا ويؤذي غريه‪،‬‬
‫واملزامحة ليست مبشروعة‪ ،‬بل إن تيسر لك‬
‫هبدوء فذلك املطلوب‪ ،‬وإن مل يتيسر فإنك‬
‫تشري إىل احلجر األسود‪.‬‬

‫‪54‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬ومنها‪ :‬أن بعض الطائفني إذا مل يستلم الركن‬
‫اليماين أشار إليه‪ ،‬والصحيح‪ :‬أنه ال يفعل‬
‫ذلك‪ ،‬ألنه مل يرد عن النيب ﷺ أنه أشار إليه‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها‪ :‬أن بعض الناس يظنون أن الطواف ال‬
‫يصح بدون تقبيل احلجر األسود‪ ،‬وهذا خطأ‪،‬‬
‫فتقبيل احلجر سنة يف الطواف‪ ،‬وال يسن‬
‫تقبيله يف غري الطواف‪.‬‬
‫‪ ‬تنبيه‪ :‬السنة واألفضل حني يكون املطاف‬
‫مزدمحاً أن تشري إىل احلجر األسود وال تزاحم‬
‫لتقبيله؛ ألن السنة هكذا جاءت عن رسول‬
‫هللا ﷺ‪ ،‬وخري اهلدي هدي حممد ﷺ‪.‬‬
‫‪ ‬من األخطاء اليت يفعلها بعض الطائفني‪ :‬تقبيل‬
‫الركن اليماين‪ ،‬وهذا مل يثبت عن رسول هللا‬
‫ﷺ‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬ومنها‪ :‬أن بعض الناس عندما ميسح احلجر‬
‫األسود أو الركن اليماين ميسحه بيده اليسرى‬
‫كاملتهاون به‪ ،‬وهذا خطأ؛ فإن اليد اليمىن‬
‫أشرف من اليد اليسرى‪ ،‬واليد اليسرى ال‬
‫تقدم إال لألذى‪ ،‬وأما مواضع التقبيل‬
‫واالحرتام‪ ،‬فإنه يكون لليد اليمىن‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أن بعض الطائفني يظنون أن‬
‫استالم احلجر األسود والركن اليماين للتربك ال‬
‫صد به؛‬‫للتعبد‪ ،‬وهذا بال شك خالف ما قُ ِ‬
‫فإن املقصود ابلتمسح ابحلجر األسود أو‬
‫مبسحه وتقبيله‪ :‬تعظيم هللا عز وجل‪.‬‬
‫‪ ‬من األخطاء‪ :‬الرمل يف مجيع األشواط‪،‬‬
‫واملشروع أن يكون الرمل يف األشواط الثالثة‬

‫‪56‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫األوىل فقط‪ ،‬وأما األربعة الباقية فيمشي على‬
‫عادته‪.‬‬
‫‪ ‬تنبيه‪ :‬الرمل يكون للرجال دون النساء‪،‬‬
‫ويكون يف الطواف أول ما يقدم إىل مكة‪،‬‬
‫سواء كان ذلك طواف قدوم أو طواف عمرة‪.‬‬
‫‪ ‬تنبيه آخر‪ :‬وهو أن الرمل‪ :‬إسراع يف املشي‬
‫مع مقاربة اخلطا‪ ،‬فال متد اخلطوة‪ ،‬بل اجعلها‬
‫عادية لكن إبسراع‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أننا وقت الزحام نشاهد بعض‬
‫الناس يف الرمل يهز كتفيه‪ ،‬وهو ميشي رويداً‬
‫رويداً‪ ،‬وهذا ال أصل له‪ ،‬بل يف الزحام امش‬
‫على العادة‪ ،‬وال تشق على نفسك وال على‬
‫الناس‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬ومن األخطاء أيضاً‪ :‬ختصيص كل شوط بدعاء‬
‫معني‪ ،‬وهذا من البدع اليت مل ترد عن رسول‬
‫هللا ﷺ وال أصحابه‪ ،‬ويزداد اخلطأ إذا محل‬
‫الطائف كتيباً‪ ،‬كتب فيه لكل شوط دعاء وهو‬
‫يقرأ هذا الكتيب‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها‪ :‬أن بعض الطائفني يقرأ من كتاب‪ ،‬وال‬
‫يدري ماذا يقول؛ إما لكونه جاهالً ابللغة‬
‫العربية‪ ،‬وإما لكونه عربياً ولكنه ال يدري ما‬
‫يقول‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أن بعض الناس يقرأ من هذا‬
‫الكتيب‪ ،‬فإذا انتهى دعاء الشوط‪ ،‬وقف ومل‬
‫يدع يف بقية شوطه‪ ،‬وإذا كان املطاف خفيفاً‪،‬‬
‫وانتهى الشوط قبل انتهاء الدعاء‪ ،‬قطع‬

‫‪58‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫الدعاء‪ ،‬والذي ينبغي على اإلنسان أن يدعو‬
‫مبا شاء‪ ،‬ومبا أحب‪ ،‬ويذكر هللا تعاىل مبا شاء‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء أيضاً‪ :‬أن بعض الناس يف أايم‬
‫الزحام يدخل يف الطواف من ابب احلِ ْجر‪،‬‬
‫مشال الكعبة‪ ،‬وهذا خطأ عظيم؛ ألن الذي‬
‫يفعل ذلك ال يعترب طائفاً ابلبيت‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها‪ :‬أن كثرياً من الناس يطلقون على هذا‬
‫احلجر اسم (حجر إمساعيل) واحلقيقة‪ :‬أن‬
‫إمساعيل ﷺ ال يعلم به‪ ،‬وأنه حصل حني‬
‫أرادت قريش بناء الكعبة وقصرت النفقة‬
‫عليها‪ ،‬ومسي حطيماً وحجراً‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء أيضاً‪ :‬أن بعض الناس يكون‬
‫معهم نساء مث يتحلقون حوهلن أثناء الطواف‬
‫حلمايتهن‪ ،‬وأهل العلم يقولون‪ :‬من شرط‬
‫‪59‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬
‫صحة الطواف أن جيعل الكعبة عن يساره‪،‬‬
‫فإذا جعل الكعبة خلف ظهره‪ ،‬أو جعلها‬
‫أمامه‪ ،‬أو عن ميينه وعكس الطواف‪ ،‬فكل‬
‫هذا طواف ال يصح‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء يف الطواف أيضاً‪ :‬أن بعض‬
‫الطائفني يستلم مجيع أركان الكعبة األربعة‪:‬‬
‫احلجر األسود‪ ،‬والركن اليماين‪ ،‬والركن‬
‫الشامي‪ ،‬والركن العراقي‪ ،‬وهذا أيضاً من‬
‫اخلطأ‪ ،‬واملشروع‪ :‬استالم احلجر األسود‬
‫وتقبيله إن أمكن‪ ،‬وإال فاإلشارة إليه‪ ،‬وأما‬
‫الركن اليماين فيستلمه بال تقبيل‪ ،‬وال تكبري‪،‬‬
‫وال إشارة إليه عند التعذر‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬استالم احلجر األسود والتكبري‬
‫يف هناية الشوط السابع‪ ،‬ألنه إذا انتهى إىل‬
‫‪60‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬
‫احلجر األسود‪ ،‬انتهى طوافه‪ ،‬والتكبري يف أول‬
‫الشوط‪ ،‬وليس يف آخر الشوط‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء يف الطواف‪ :‬رفع الصوت‬
‫ابلدعاء رفعاً مزعجاً‪ ،‬يذهب اخلشوع‪ ،‬ويسقط‬
‫هيبة البيت‪ ،‬ويشوش على الطائفني‪،‬‬
‫والتشويش على الناس يف عباداهتم أمر منكر‪،‬‬
‫وهو مع كل هذا خمالف لظاهر قوله تعاىل‪:‬‬
‫(ا ْد ُعوا ربم ُك ْم تض ُّرعاً و ُخ ْفي ًة إِنمهُ ال ُِحي ُّ‬
‫ب‬
‫ال ُْم ْعت ِدين)‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء العظيمة‪ :‬أن بعض الناس يبتدئ‬
‫الطواف من عند ابب الكعبة‪ ،‬وال يبتدئ من‬
‫احلجر األسود‪ ،‬والذي يبتدئ من عند ابب‬
‫الكعبة‪ ،‬ال يعترب متما للطواف‪ ،‬ويعترب هذا‬

‫‪61‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫الشوط الغياً‪ ،‬وعليه أن أييت ببدله إن ذكر‬
‫قريباً‪ ،‬وإال فليعد الطواف من أوله‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أن بعض الناس عند بداية‬
‫الطواف يستقبلون احلجر األسود ويقفون‬
‫وقوفاً طويالً‪ ،‬والصحيح أن يستقبل اإلنسان‬
‫احلجر ويشري إليه ويكرب وميشي‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أن بعض الناس بني الركن‬
‫اليماين واحلجر األسود‪ ،‬يقول الذكر الوارد‬
‫الدنْـيا حسنةً وِيف ْاْل ِخرةِ حسن ًة‬
‫(ربمـنا آتِنا ِيف ُّ‬
‫وقِنا عذاب النما ِر)‪ ،‬ويزيد على ذلك‪ :‬وأدخلنا‬
‫اجلنة مع األبرار اي عزيز اي غفار‪ ،‬وهذه الزايدة‬
‫ال أصل هلا‪ ،‬فإذا كان املطاف زحاماً واملسافة‬
‫طويلة‪ ،‬فله أن يكرر الدعاء الوارد يف اْلية‪:‬‬
‫الدنْـيا حسنةً وِيف ْاْل ِخرةِ حسن ًة‬
‫(ربمـنا آتِنا ِيف ُّ‬

‫‪62‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫وقِنا عذاب النما ِر)‪ ،‬ويلح على هللا عز وجل‬
‫هبا‪ ،‬ولو دعا بغريها معها فال أبس‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬من األخطاء‪ :‬أن بعض الناس يظنون أن هاتني‬
‫الركعتني البد أن تكوان خلف املقام وقريباً منه‬
‫أيضاً وهلذا جتدهم يزامحون زحاماً شديداً‪،‬‬
‫يؤذون الطائفني الذين هم أحق ابملطاف منهم‬
‫ما دام املكان مزدمحاً‪ ،‬واألمر ليس كما ظن‬
‫هؤالء‪ ،‬فالركعتان جتزائن يف كل مكان من‬
‫املسجد‪ ،‬وميكن أن جيعل املقام بينه وبني‬
‫البيت ولو كان بعيداً منه‪ ،‬ويكون بذلك قد‬
‫حقق السنة‪ ،‬من غري إيذاء للطائفني وال‬
‫لغريهم‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أن بعض الناس يطوهلما‪ ،‬وهذا‬
‫خمالف للسنة‪ ،‬فإن النيب ﷺ كان خيففهما‪،‬‬

‫‪64‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ويقرأ يف األوىل‪( :‬قُ ْل اي أيُّـها الْكافِ ُرون)‪ ،‬ويف‬
‫الثانية‪( :‬قُ ْل ُهو م‬
‫اّللُ أحد)‪ ،‬وينصرف من حني‬
‫أن يسلم‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء أيضاً‪ :‬أن بعض الناس إذا‬
‫أمتهما‪ ،‬جعل يدعو‪ ،‬والدعاء بعد الركعتني هنا‬
‫ليس مبشروع؛ ألن رسول هللا ﷺ مل يفعله‪ ،‬وال‬
‫أرشد أمته إليه‪.‬‬
‫‪ ‬ومن البدع أيضاً‪ :‬أن بعض الناس يقوم عند‬
‫مقام إبراهيم‪ ،‬ويدعو دعاء طويالً يسمى دعاء‬
‫املقام‪ ،‬وهذا الدعاء ال أصل له‪ ،‬بل هو من‬
‫البدع اليت يُنهى عنها‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬فمن األخطاء‪ :‬أن بعض املعتمرين ينطقون‬
‫ابلنية‪ ،‬فإذا أقبل على الصفا قال‪ :‬نويت أن‬
‫أسعى سبعة أشواط هلل تعاىل‪ ،‬وهذا من البدع؛‬
‫ألن الرسول ﷺ مل ينطق ابلنية ال سراً وال‬
‫جهراً‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أن بعض الناس إذا صعد إىل‬
‫الصفا واستقبل القبلة‪ ،‬جعل يرفع يديه ويشري‬
‫هبما كما يفعل يف تكبريات صالة اجلنازة‪ ،‬أو‬
‫عند تكبريات اإلحرام والركوع والرفع منه‪،‬‬
‫وهذا خطأ‪ ،‬فإن الوارد عن النيب ﷺ يف ذلك‬
‫أنه رفع يديه وجعل يدعو‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬ومنها‪ :‬أن بعض احلجاج ميشي بني الصفا‬
‫واملروة مشياً واحداً‪ ،‬وال يلتفت إىل السعي‬
‫الشديد بني العلمني األخضرين‪ ،‬وهذا خالف‬
‫السنة‪ ،‬فإن رسول هللا ﷺ كان يسعى سعياً‬
‫شديداً يف هذا املكان بقدر ما يتحمله‪ ،‬بشرط‬
‫أال يتأذى وال يؤذي أحداً بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أن بعض الناس إذا كان يسعى‬
‫جتده يرمل يف مجيع السعي‪ ،‬من الصفا إىل‬
‫املروة‪ ،‬ومن املروة إىل الصفا‪ ،‬والواجب على‬
‫املسلمني أن يتأسوا برسول هللا ﷺ؛ فإن هديه‬
‫خري اهلدي‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها‪ :‬أن بعض الناس يتلو قوله تعاىل‪( :‬إِ من‬
‫اّلل) يف كل شوط‪،‬‬ ‫صفا والْمروة ِمن شعائِ ِر مِ‬
‫ال م‬
‫ْ ْ‬
‫كلما أقبل على الصفا‪ ،‬وكلما أقبل على‬

‫‪67‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫املروة‪ ،‬وهذا خالف السنة‪ ،‬فإن السنة الواردة‬
‫عن رسول هللا ﷺ أن يتلوها حني يدنو من‬
‫الصفا عند ابتداء السعي‪ ،‬ويقول (إِ من ال م‬
‫صف ا‬
‫والْمروة ِمن شعائِ ِر مِ‬
‫اّلل) (ابدأ مبا بدأ هللا به)‪.‬‬ ‫ْ ْ‬
‫‪ ‬ومن األخطاء يف السعي‪ :‬ختصيص كل شوط‬
‫بدعاء معني‪ ،‬وهذا من البدع‪ ،‬والالئق ابملؤمن‬
‫أن يدع هذه األدعية‪ ،‬وأن يشتغل ابلدعاء‬
‫الذي يرغبه ويريده‪ ،‬يدعو مبا شاء من خريي‬
‫الدنيا واْلخرة‪ ،‬ويذكر هللا‪ ،‬ويقرأ القرآن‪ ،‬وما‬
‫أشبه ذلك من األقوال املقربة إىل هللا سبحانه‬
‫وتعاىل‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها‪ :‬البداءة ابملروة؛ فإن بعض الناس يبدأ‬
‫ابملروة جهالً منه يظن أن األمر سواء‪ ،‬وإذا‬

‫‪68‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫بدأ الساعي ابملروة‪ ،‬فإنه يلغي الشوط األول‪،‬‬
‫وأييت ابألشواط السبعة حىت ينتهي يف املروة‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها‪ :‬أن بعض الناس يعترب الشوط الواحد‬
‫من الصفا إىل الصفا‪ ،‬والصحيح‪ :‬أن يبدأ من‬
‫الصفا وينتهي إىل املروة‪ ،‬ويعترب ذلك شوطاً‬
‫واحداً‪.‬‬
‫‪ ‬ومنها‪ :‬السعي يف غري نسك‪ ،‬فبعض الناس‬
‫يتعبد هلل تعاىل ابلسعي بني الصفا واملروة يف‬
‫غري نسك‪ ،‬يظن أن التطوع ابلسعي مشروع‬
‫كالتطوع ابلطواف‪ ،‬وهذا أيضاً خطأ‪ ،‬ال أصل‬
‫له‪ ،‬بل هو بدعة‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬هتاون بعض الناس ابلسعي‬
‫على العربة بدون عذر‪ ،‬واإلنسان ينبغي له أن‬

‫‪69‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫حيتاط لدينه‪ ،‬وأن يسعى ماشياً ما دام قادراً‪،‬‬
‫فإن عجز فال يكلف هللا نفساً إال وسعها‪.‬‬
‫صفا والْم ْروة ِم ْن‬
‫‪ ‬هل يقتصر من اْلية بـ (إِ من ال م‬
‫شعائِ ِر مِ‬
‫اّلل)‪ ،‬أم يكمل اْلية؟‬
‫‪ ‬حيتمل أن النيب ﷺ قرأ هذا اجلزء‪ ،‬وحيتمل أنه‬
‫أكمل اْلية‪ ،‬وعلى كل حال‪ ،‬إن اقتصر على‬
‫هذا اجلزء فال حرج‪ ،‬وإن أكمل اْلية‪ ،‬فال‬
‫حرج‪.‬‬
‫بعض الناس يتخذون مطوفني‪ ،‬يطوفون هبم‬ ‫‪‬‬

‫ويسعون‪ ،‬ويقولون أدعية يرددوهنا خلفهم‪،‬‬


‫فما حكم ذلك؟‬
‫‪ ‬ينطبق على هؤالء؛ ما ذكرانه سابقا فيمن‬
‫يقرؤون من كتب األدعية اليت ختصص لكل‬
‫شوط دعاء‪ ،‬ألن هؤالء املطوفني قد حفظوا‬

‫‪70‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫األدعية من تلك الكتب‪ ،‬ورمبا ال يعرفون‬
‫معناها‪ ،‬ولو أن املطوفني أمسكوا احلجاج‬
‫الذين يطوفوهنم‪ ،‬وعلموهم تعليماً عند كل‬
‫طواف وعند كل سعي‪ ،‬مبا عليهم فعله‪ ،‬وأبن‬
‫يدعوا مبا شاءوا‪ ،‬ويرشدوهنم إن ضلوا؛ لكان‬
‫طيباً‪ ،‬وأحسن من أن يرفعوا أصواهتم بتلقينهم‬
‫الدعاء الذي ال يعرفون معناه‪ ،‬والذي قد‬
‫يشوش على الطائفني‪.‬‬

‫‪71‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬من األخطاء‪ :‬أن بعض الناس حيلق بعض رأسه‬
‫حلقا اتما‪ ،‬ويبقي البقية‪ ،‬ألنه يريد أن يعتمر‬
‫مرتني‪ ،‬وهذا جهل وضالل؛ مل يقل به أحد من‬
‫أهل العلم‪.‬‬
‫‪ ‬ومن األخطاء‪ :‬أن بعض الناس إذا أراد أن‬
‫يتحلل من العمرة‪ ،‬قصر شعرات قليلة من‬
‫رأسه‪ ،‬أو قص من جانب واحد‪ ،‬أو من‬
‫جانبني‪ ،‬أو من عدة جوانب‪ ،‬والصحيح أنه‬
‫البد أن يكون التقصري شامالً لكل الرأس‪،‬‬
‫حبيث يظهر على الرأس أنه مقصر‪ ،‬وهلذا نرى‬
‫أنه لو استعمل اإلنسان هذه املكائن على َّنرة‬
‫أربعة‪ ،‬أو ما أشبه ذلك حلصل املقصود‪،‬‬

‫‪72‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫فينظر إذا كان التقصري ألكثر الرأس كفى‪،‬‬
‫وإال فعليه فدية يذحبها يف مكة ويوزعها على‬
‫الفقراء‪.‬‬
‫هل يلزم أن يكون احللق أو التقصري يف مكة؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬ال يلزم‪ ،‬فلو خرج من مكة وهو ابق على‬


‫إحرامه وحلق يف جدة مثالً فال حرج عليه‪،‬‬
‫واألفضل أن حيلق من حني ما ينتهي من‬
‫السعي عند املروة‪.‬‬
‫هل تقص املرأة شعرها من مؤخرة الضفرية أم‬ ‫‪‬‬

‫من مقدمة الرأس؟‬


‫‪ ‬تقص املرأة احملرمة من أطراف الضفائر بقدر‬
‫أَّنلة إن كانت قد جدلته‪ ،‬أو من أطرافه إذا مل‬
‫جتدله‪ ،‬من كل انحية‪ ،‬من األمام‪ ،‬ومن اليمني‪،‬‬

‫‪73‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ومن الشمال‪ ،‬ومن اخللف‪( .‬األَّنلة‪ :‬فصلة‬
‫األصبع)‪.‬‬

‫‪74‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما حكم زايرة املسجد النبوي‪ ،‬وهل هلا تعلق‬ ‫‪‬‬

‫ابحلج؟‬
‫‪ ‬زايرة املسجد النبوي سنة‪ ،‬لقول النيب ﷺ (ال‬
‫تشد الرحال إال إىل ثالثة مساجد؛ املسجد‬
‫احلرام‪ ،‬ومسجدي هذا‪ ،‬واملسجد األقصى)‪،‬‬
‫والصالة فيه خري من ألف صالة فيما عداه‬
‫إال املسجد احلرام‪ ،‬وال عالقة له ابحلج‪.‬‬
‫‪ ‬وينبغي أن يكون قصد الزائر األول من‬
‫السفر‪ ،‬الصالة يف مسجد الرسول ﷺ‪ ،‬ال أن‬
‫ينوي بسفره زايرة قرب النيب ﷺ‪ ،‬ألنه ال جيوز‬
‫له أن يسافر إىل املدينة من أجل زايرة قرب النيب‬
‫ﷺ‪ ،‬فإذا وصل إىل هناك‪ ،‬زار قرب رسول هللا‬
‫‪75‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬
‫ﷺ وقربي صاحبيه أيب بكر وعمر رضي هللا‬
‫عنهما على الوجه املشروع يف ذلك‪ ،‬من غري‬
‫بدع وال غلو‪.‬‬
‫‪ ‬وأحسن صيغة للسالم على النيب ﷺ‪ :‬السالم‬
‫عليك أيها النيب ورمحة هللا وبركاته‪ ،‬اللهم ِ‬
‫صل‬
‫على حممد وعلى آل حممد‪.‬‬
‫ماذا يفعل إذا وصل للمسجد النبوي؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬إذا وصل املسجد النبوي قدم رجله اليمىن‬


‫لدخوله وقال‪ :‬بسم هللا‪ ،‬والصالة والسالم‬
‫على رسول هللا‪ ،‬اللهم اغفر يل ذنويب وافتح‬
‫يل أبواب رمحتك‪ ،‬أعوذ ابهلل العظيم‪ ،‬وبوجهه‬
‫الكرمي‪ ،‬وبسلطانه القدمي من الشيطان الرجيم‪،‬‬
‫مث يصلي ما شاء‪.‬‬

‫‪76‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬واألوىل أن تكون صالته يف الروضة‪ ،‬وهي ما‬
‫بني منرب النيب ﷺ وحجرته اليت فيها قربه؛ ألن‬
‫ما بينهما روضة من رايض اجلنة‪.‬‬
‫‪ ‬ويتحرى الصالة يف الروضة إن تيسر له من‬
‫أجل فضيلتها‪ ،‬وإن مل يتيسر له صلى يف أي‬
‫جهة من املسجد‪ ،‬وهذا يف غري صالة‬
‫اجلماعة‪ ،‬أما يف صالة اجلماعة فليحافظ على‬
‫الصف األول الذي يلي اإلمام ألنه أفضل‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ما اْلداب املشروعة لزايرة قرب الرسول ﷺ‬ ‫‪‬‬

‫وصاحبيه؟‬
‫‪ ‬اْلداب املشروعة‪ :‬أن يزور اإلنسان قربه ﷺ‬
‫على وجه األدب‪ ،‬وأن يقف أمام قربه‪ ،‬فيسلم‬
‫عليه‪ ،‬مث خيطو خطوة عن ميينه‪ ،‬ويسلم على‬
‫أيب بكر رضي هللا عنه‪ ،‬مث خيطو خطوة أخرى‬
‫عن ميينه‪ ،‬ويسلم على عمر بن اخلطاب رضي‬
‫هللا عنه‪ ،‬هذه هي الزايرة املشروعة‪.‬‬
‫‪ ‬ما يفعله بعض الناس من التمسح جبدران‬
‫احلجرة‪ ،‬أو التربك هبا‪ ،‬فكله من البدع‪ ،‬وأشد‬
‫من ذلك وأنكر وأعظم‪ :‬أن يدعو النيب ﷺ‬

‫‪78‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫لتفريج الكرابت‪ ،‬وحصول املرغوابت؛ فإن‬
‫هذا شرك أكرب خمرج عن امللة‪.‬‬
‫‪ ‬يسن له زايرة القبور يف كل مكان‪ ،‬وال سيما‬
‫زايرة البقيع اليت دفن فيه كثري من الصحابة‬
‫رضي هللا عنهم‪ ،‬ومنهم أمري املؤمنني عثمان‬
‫بن عفان رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ ‬يسن كذلك أن خيرج إىل أحد ليزور قبور‬
‫الشهداء هنالك‪ ،‬ومنهم محزة بن عبد املطلب‬
‫عم رسول هللا ﷺ‪.‬‬
‫‪ ‬ينبغي كذلك أن يزور مسجد قباء‪ ،‬خيرج‬
‫متطهراً فيصلي فيه ركعتني؛ فإن يف ذلك فضالً‬
‫عظيماً‪.‬‬
‫‪ ‬ليس هناك شيء يزار يف املدينة سوى هذه‬
‫املواضع‪ ،‬زايرة املسجد النبوي‪ ،‬زايرة قرب النيب‬

‫‪79‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫ﷺ‪ ،‬زايرة البقيع‪ ،‬زايرة شهداء أحد‪ ،‬زايرة‬
‫مسجد قباء‪ ،‬وما عدا ذلك من املزارات‪ ،‬فإنه‬
‫ال أصل له‪.‬‬
‫‪ ‬ال يسن لإلنسان كلما دخل املسجد النبوي‬
‫أو كلما صلى أن يذهب إىل قرب النيب ﷺ‬
‫ويسلم عليه؛ ألن هذا مل يكن من عهد السلف‬
‫الصاحل‪ ،‬لكن سلم عليه أول ما تقدم من‬
‫السفر‪ ،‬وسلم عليه إذا أردت أن تسافر‬
‫وكفى‪.‬‬
‫‪ ‬أما زايرة النساء للقبور‪ ،‬فالصواب الذي ال‬
‫شك فيه‪ :‬أن زائرة القبور ملعونة‪ ،‬ألن احلديث‬
‫صحيح‪ ،‬واالحتياط أال تزور املرأة قرب النيب‬
‫ﷺ‪ ،‬ويكفيها أن تسلم عليه ولو كانت يف‬

‫‪80‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫أقصى الدنيا؛ ألن سالم اإلنسان على الرسول‬
‫ﷺ يبلغه حيثما كان‪.‬‬
‫‪ ‬زايرة املقابر سنة يف حق الرجال؛ ألهنا ثبتت‬
‫بقول النيب ﷺ وفعله‪ ،‬وال تتقيد الزايرة بيوم‬
‫معني‪ ،‬بل تستحب ليالً وهناراً يف كل أايم‬
‫األسبوع‪.‬‬
‫‪ ‬أما النساء فال جيوز هلن اخلروج من بيوهتن‬
‫لزايرة املقربة‪ ،‬ولكن إذا مررن هبا ووقفن‬
‫وسلمن على األموات ابلسالم الوارد عن‬
‫النيب ﷺ فإن هذا ال أبس به؛ ألن هذا ليس‬
‫مقصوداً‪.‬‬
‫‪ ‬أما ختصيص الزايرة بيوم اجلمعة وأايم األعياد‪،‬‬
‫فال أصل له‪ ،‬وليس يف السنة عن النيب ﷺ ما‬
‫يدل على ذلك‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬يقف الزائر عند رأس امليت مستقبالً إايه‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬السالم عليك ورمحة هللا وبركاته‪،‬‬
‫اللهم اغفر له وارمحه وعافه واعف عنه‪،‬‬
‫ويدعو له مبا شاء مث ينصرف‪ ،‬وهذا غري‬
‫الدعاء العام‪ ،‬الذي يكون لزايرة املقربة‬
‫عموماً‪ ،‬فإنه يقول‪ :‬السالم عليكم دار قوم‬
‫مؤمنني‪ ،‬وإان إن شاء هللا بكم الحقون‪ ،‬يرحم‬
‫هللا املستقدمني منا ومنكم واملستأخرين‪ ،‬نسأل‬
‫هللا لنا ولكم العافية‪ ،‬اللهم ال حترمنا أجرهم‬
‫وال تفتنا بعدهم‪ ،‬واغفر لنا وهلم‪.‬‬

‫‪82‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫‪ ‬ذكران – سابقا ‪ -‬أنه ال يزار يف املدينة النبوية‬
‫سوى مواضع مخسة‪ ،‬وغريها ال تسن زايرهتا‪،‬‬
‫وما يذكره بعض الناس هناك من املساجد‬
‫السبعة‪ ،‬ومسجد الغمامة‪ ،‬ومسجد القبلتني‬
‫وغريها‪ ،‬ال أصل لزايرهتا‪ ،‬وزايرهتا بقصد التعبد‬
‫هلل تعاىل بدعة؛ ألن ذلك مل يرد عن النيب ﷺ‪.‬‬
‫‪ ‬بعض الناس يتعمد أن يذهب إىل غار حراء يف‬
‫مكة‪ ،‬ويظن أن هذا من السنة وليس كذلك‪،‬‬
‫فغار حراء غار كان النيب ﷺ يتعبد فيه الليايل‬
‫ذوات العدد قبل أن ينبأ‪ ،‬ونزل عليه الوحي‬
‫وهو يف هذا الغار‪ ،‬ولكن مل يعد النيب ﷺ إليه‬
‫بعد ذلك وال كان الصحابة يقصدونه‪.‬‬
‫‪83‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬
‫‪ ‬هناك غار آخر يقصده بعض الناس‪ ،‬وهو غار‬
‫ثور الذي اختفى فيه الرسول ﷺ يف اهلجرة‬
‫وإتيانه ليس بسنة وال قربة إىل هللا عز وجل‪.‬‬
‫‪ ‬لكن لو أن اإلنسان صعد على جبل حراء أو‬
‫على جبل ثور من أجل أن يطلع فقط دون أن‬
‫يتقرب إىل هللا هبذا الصعود‪ ،‬فال ينكر عليه‪،‬‬
‫بل ينكر على اإلنسان الذي يذهب يتعبد هلل‬
‫ويتقرب إىل هللا بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬ويف املدينة النبوية‪ ،‬اقصد بذهابك إليها‬
‫الصالة يف املسجد النبوي؛ ألن النيب ﷺ‬
‫قال‪( :‬صالة يف مسجدي هذا أفضل من ألف‬
‫صالة فيما سواه إال مسجد الكعبة)‪ ،‬وليس‬
‫للصالة حد حمدود‪ِ ،‬‬
‫صل فيه فرضاً أو اثنني‪،‬‬
‫يوماً أو يومني أو أكثر‪ ،‬ليس فيه مخس‬

‫‪84‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬


‫صلوات كما يقول بعض العوام‪ ،‬وال فيه أربعني‬
‫صل ما شئت‪.‬‬ ‫صالة كما يقول آخرون‪ ،‬بل ِ‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‬

‫للمزيد راجع أصل املبحث (صفة العمرة والزايرة)‬


‫‪http://saaid.net/book/open.php?cat=99&bo‬‬
‫‪ok=15066‬‬

‫‪85‬‬ ‫خمتصر صفة العمرة والزيارة‬

You might also like