You are on page 1of 31

‫استعراض‬

‫النقل البحري‬

‫‪2021‬‬

‫لمحة عامة‬

‫أ‬
‫المم المتحدة‬
‫جنيف‪2021 ،‬‬
‫استعراض‬
‫النقل البحري‬

‫‪2021‬‬

‫لمحة عامة‬

‫أ‬
‫المم المتحدة‬
‫جنيف‪2021 ،‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫© ‪ ،2021‬أ‬
‫المم المتحدة‬

‫هذا المنشور متاح من خالل النفاذ المفتوح بالمتثال تل�خيص المشاع إالبداعي‬
‫أن� للمنظمات الحكومية الدولية‪ ،‬ف ي� الرابط‪:‬‬
‫الذي ش أ‬
‫‪.http://creativecommons.org/licenses/by/3.0/igo/‬‬

‫ليس ف ي� التسميات المستخدمة ف ي� هذا المنشور ول ف ي� طريقة عرض مادته عىل أي‬
‫القانو� ألي بلد‬
‫ف‬ ‫خارطة فيه ما يتضمن أي رأي كان من جانب أ‬
‫المم المتحدة بشأن المركز‬
‫ي‬
‫أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو لسلطات أي منها‪ ،‬أو بشأن ي ف‬
‫تعي� تخومها أو حدودها‪.‬‬

‫ول ينطوي ذكر أي ش�كة أو عملية مرخصة عىل تأييد من جانب أ‬


‫المم المتحدة‪.‬‬

‫ويسمح بنسخ مقتطفات من هذا المنشور وباستنساخها مع العتمادات المناسبة‪.‬‬

‫تم تحرير هذا المنشور خارجياً‪.‬‬

‫لالمم المتحدة صادر عن‬‫منشور أ‬


‫مؤتمر أ‬
‫المم المتحدة للتجارة والتنمية‬

‫)‪UNCTAD/RMT/2021 (Overview‬‬

‫‪2‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫لمحة عامة‬

‫تحدى النقل البحري االضطراب الذي أحدثته جائحة كوفيد–‪ ،19‬ففي‬


‫عما كان متوقعاً‪ ،‬وانتعشت بحلول‬ ‫أ‬
‫كث�اً َّ‬‫عام ‪ ،2020‬انخفضت االحجام انخفاضاً أقل ي‬
‫االسس الحداث تحول ف� سالسل االمداد العالمية أ‬
‫والنماط‬ ‫نهاية العام‪ ،‬واضعة أ‬
‫إ‬ ‫ي‬ ‫إ‬
‫جديدة من التجارة البحرية‪.‬‬

‫وأحدثت جائحة كوفيد–‪ 19‬اضطراباً ف ي� النقل البحري‪ ،‬وإن كانت عاقبته أقل‬
‫ال� حدثت ف� النصف أ‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ش‬ ‫ف‬
‫الول من‬ ‫ي‬ ‫�راً مما كان يخ� حدوثه ي� البداية‪ .‬وتسببت الصدمة ي‬
‫عام ‪ 2020‬ف� انكماش التجارة البحرية بنسبة ‪ 3,8‬ف� المائة ف� عام ‪ .2020‬بيد َّأن النصف الثا�ف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫من ذلك العام شهد انتعاشا وليداً‪ ،‬وإن كان يغ� متماثل‪ .‬وبحلول الربع الثالث من العام‪،‬‬
‫الساسية السائبة الجافة‪ .‬ومع‬ ‫الحجام لكل من التجارة المنقولة ف� حاويات والسلع أ‬ ‫عادت أ‬
‫ي‬
‫ذلك‪ ،‬لما ينتعش النقل البحري بالناقالت الصهريجية النتعاش التام‪.‬‬

‫وكان أداء التجارة البحرية أفضل مما كان متوقعاً‪ .‬ومرد ذلك‪ ،‬ف ي� جانب منه‪،‬‬
‫تفشت عىل مراحل وبرسعات متفاوتة‪ ،‬متبعة ف ي� ذلك مسارات‬ ‫إىل َّأن جائحة كوفيد–‪َّ 19‬‬
‫ف‬ ‫ً‬
‫السواق‪ .‬ويعود الفضل أيضا ي� انتعاش التدفقات التجارية لحزم‬ ‫متباينة ع� المناطق و أ‬
‫ب‬
‫لك�ونية‪،‬‬‫الكب�ة ولزدياد إالنفاق الستهالك عىل السلع صاحبه نمو ف� التجارة إال ت‬ ‫يف‬
‫التحف� ي‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الرسوع ف� إعطاء اللقاحات تفاؤل ً عاماً �ف‬
‫و� وقت لحق‪ ،‬أثار ش‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫وخاصة ي� الوليات المتحدة‪ .‬ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫شق منه‪ ،‬إىل حدوث انفراج ي� الطلب المكبوح‬ ‫المناطق المتقدمة‪ ،‬وإن عاد ذلك أيضاً‪ ،‬ي� ٍ‬
‫عىل السيارات‪ ،‬عىل سبيل المثال‪ ،‬وإىل إعادة التخزين وتكوين المخزونات‪ .‬وكان النتعاش‬
‫م�امناً ف ي� كل أنحاء العالم‪ ،‬عىل نقيض ما حدث إبَّان‬ ‫�يعاً إىل حد ما‪ ،‬أل َّن الركود لم يكن ت ف‬
‫أ‬
‫الزمة المالية العالمية ف ي� عام ‪.2009‬‬

‫و� عام ‪ ،2021‬يُتوقع أن تزداد التجارة البحرية بنسبة ‪ 4,3‬ف ي� المائة (الشكل ‪،)1‬‬
‫ي‬
‫ف‬
‫ول� كانت التوقعات عىل المدى‬ ‫بال�امن مع انتعاش تجارة البضائع و إالنتاج العالمي‪ .‬أ ف‬
‫تف‬
‫تظل إيجابية أيضاً ومعتدلة عىل نحو‬ ‫المتوسط عرضة للمخاطر والشكوك ت ف‬
‫الم�ايدة‪ ،‬فإنِّها ُّ‬

‫‪3‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫يف‬
‫الماضي�‪ ،‬بلغ‬ ‫يتسق مع النمو المنخفض المتوقع ف ي� القتصاد العالمي‪ .‬وطوال العقدين‬
‫النمو السنوي المركب ف� التجارة البحرية ‪ 2,9‬ف� المائة‪ ،‬غ� أن أ‬
‫الونكتاد يتوقع أن يتباطأ‬ ‫ي َّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫هذا المعدل ليصل إىل ‪ 2,4‬ف� المائة خالل ت‬
‫الف�ة ‪.2026–2022‬‬ ‫ي‬

‫جمال العالمي ومعدل نسبه‬


‫ال ي‬‫المحل إ‬
‫ي‬ ‫التجارة البحرية الدولية والناتج‬ ‫الشكل ‪1‬‬
‫جمال‪ ،‬من عام ‪ 2006‬إل‬
‫ال ي‬‫التجارة البحرية إل نسبة الناتج المحل إ‬
‫عام ‪( 2021‬النسبة المئوية ي‬
‫للتغ� السنوي والمعدل)‬

‫‪9‬‬
‫‪8‬‬
‫‪7‬‬
‫المعدل المتوسط ­‬
‫للفرىة ‪2021-2015‬‬ ‫المعدل المتوسط ­‬
‫للفرىة ‪2014-2006‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2021 2020 2019 2018 2017 2016 2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008 2007 2006‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪1-‬‬
‫‪2-‬‬
‫‪3-‬‬
‫‪4-‬‬
‫‪5-‬‬
‫‪6-‬‬

‫المعدل المتوسط‬ ‫جماىل‬


‫المحىل اال ‬
‫‬ ‫نسبة التجارة البحرية إىل الناتج‬ ‫التجارة البحرية‬ ‫جماىل‬
‫المحىل اال ‬
‫‬ ‫الناتج‬

‫حسابات أ‬
‫الونكتاد‪ ،‬استناداً إىل إصدارات مختلفة من استعراض النقل البحري وإىل البيانات المستمدة‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫الونكتاد‪ ،‬والجدول ‪ 1–1‬من تقرير أ‬
‫الونكتاد عن التجارة والتنمية لعام ‪ .2021‬من التعا�ف‬ ‫من إحصاءات أ‬
‫ي‬
‫أ‬
‫نما�‪.‬‬
‫إىل القدرة عىل الصمود‪ :‬البعد إال ي‬

‫‪4‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫أن أزمة إنسانية‬


‫النقل البحري تلمس طريقه بع� الجائحة‪ ،‬بيد َّ‬
‫يغ� مسبوقة أصابت البحارة‬
‫تمكَّن الناقلون بوجه عام من تخفيف وقع الصدمة والضطراب‪ ،‬بيد َّأن عمليات‬
‫أك� ف ي� التكيف ووجد البحارة أنفسهم ف ي� وضع‬
‫ا� والعمليات بال�ية واجهت صعوبة ب‬ ‫المو ف أ‬
‫الطقم‪ .‬فالمخاطر الصحية‪،‬‬ ‫هش ألن الجائحة أحدثت أزمة عالمية غ� مسبوقة ف� تبديل أ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫َّ‬
‫تع� أن مئات آ‬
‫اللف من البحارة لم يكن بوسعهم العودة‬ ‫ف‬ ‫السفر‪،‬‬ ‫عىل‬ ‫قيود‬ ‫من‬ ‫بها‬ ‫ن‬ ‫وما ت‬
‫يق�‬
‫ي َّ‬
‫إىل ديارهم‪ ،‬بينما عجز عدد مماثل منهم عن اللتحاق بسفنهم وإعالة أ�هم‪.‬‬

‫كان النقل البحري بالناقالت الصهريجية أ‬


‫ال ثك� ضت�راً ولكن‬
‫التأث� ض ي� التجارة المنقولة بالحاويات وشحنات الغاز والسلع‬
‫ي‬
‫الساسية السائبة الجافة كان أقل‬ ‫أ‬

‫أدت عمليات إالغالق الشامل والقيود المفروضة عىل السفر وخفض إالنتاج إىل‬
‫تقليص الطلب عىل الوقود؛ ففي عام ‪ ،2020‬انخفضت شحنات النفط الخام والمنتجات‬
‫التأث� كان أخف وطأة ف ي� تجارة‬ ‫ف‬
‫النفطية المكررة والغاز معاً بنسبة ‪ 7,7‬ي� المائة‪ .‬يغ� َّأن ي‬
‫النا� عن الطلب القوي من ي ف‬
‫الص� عىل‬ ‫الساسية السائبة الجافة‪ ،‬فبفضل الدعم ش أ‬ ‫السلع أ‬
‫إجماىل تجارة السلع السائبة الجافة بنسبة ‪ 1,5‬ف ي� المائة‬‫ي‬ ‫ركاز الحديد والحبوب‪ ،‬انخفض‬
‫فقط‪ .‬وأبدت التجارة المنقولة بالحاويات قدرة عىل الصمود أيضاً‪ ،‬فانخفضت بنسبة ‪1,1‬‬
‫ا� العالم بمعدل مماثل‪ ،‬فبلغ‬ ‫إجماىل حركة الحاويات ف ي� مو ف أ‬
‫ي‬ ‫ف ي� المائة فحسب‪ .‬وانخفض‬
‫لعرسين قدماً ف ي� عام ‪.2020‬‬‫مجموعه ‪ 815,6‬مليون وحدة معادلة ش‬

‫زادت الختناقات اللوجستية وارتفاع التكاليف الحاد‪ ،‬إل جانب‬


‫النتعاش يغ� المتجانس‪ ،‬عدم ي ض‬
‫اليق�‬
‫الجل‬‫اجتازت التجارة البحرية العاصفة ف� عام ‪ .2020‬ول تزال التوقعات ف� أ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫القص� إيجابية‪ .‬يغ� َّأن النتعاش الوليد المتعدد الوتائر يتسم بالهشاشة بطبيعته‪ ،‬أل َّن بلداناً‬
‫ي‬
‫وبالضافة إىل المخاطر الجديدة الناجمة عن‬ ‫ومناطق عديدة ل تزال متخلفة عن الركب‪ .‬إ‬

‫‪5‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫الجائحة ومخاطر نمط التطعيم ذي المسارين الذي ل تزال البلدان النامية متخلفة فيه عن‬
‫ول� كانت البلدان لم تتمكن جميعاً‬ ‫الركب‪ ،‬ثمة مخاطر أخرى تلقي بثقلها عىل إالنعاش‪ .‬أ ف‬
‫تداب� الدعم القائمة ف ي�‬
‫فإن إنهاء ي‬
‫وتداب� الدعم‪َّ ،‬‬
‫ي‬ ‫كب�ة من المحفزات‬ ‫من الستعانة بحزم ي‬
‫ف‬
‫القتصادات المتقدمة ي� وقت يغ� مناسب قد يؤدي إىل كتم أنفاس النمو وإعاقة النتعاش‬
‫الوليد‪ .‬ومن المرجح أن تستمر آثار لجائحة ومخلفاتها وأن تظل الشكوك تكتنف الوضع‬
‫الطبيعي المقبل لالقتصاد العالمي ف ي� المستقبل شكالً ومالمحاً‪.‬‬

‫وأعاقت الختناقات ف ي� سلسلة إالمداد النتعاش الوليد أيضاً‪ .‬وأدى انتعاش التجارة‪،‬‬
‫جنباً إىل جنب مع القيود المفروضة عىل العمليات اللوجستية بسبب الجائحة‪ ،‬إىل نقص‬
‫ا� مكتظة وحدثت حالت‬ ‫ف ي� المعدات والحاويات‪ ،‬فاضحت الخدمات أقل موثوقية والمو ف أ‬
‫تأخ� وطالت أوقات المكوث ف� المو ف أ ف‬
‫ا�‪َّ .‬أما ي� مجال النقل البحري‪َّ ،‬‬
‫فتعززت الربحية بفعل‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ف‬
‫الرتفاع الحاد ي� أسعار الشحن والرسوم إالضافية والمصاريف‪.‬‬

‫أك� بعد إغالق قناة السويس ف ي� آذار‪/‬مارس ‪.2021‬‬


‫وزادت أسعار الشحن بمقدار ب‬
‫ش‬
‫وأدى توقف سفينة الحاويات ‪ Ever Given‬البالغة حمولتها ‪ 20 150‬وحدة معادلة لعرسين‬
‫قدماً إىل سد القناة‪ ،‬فتأخرت السفن المتجهة إىل أوروبا وزادت القيود المفروضة عىل سعة‬
‫ا�؛ فكان ل مناص من إعادة توجيه بعض الرحالت لتمر بع� رأس الرجاء‬ ‫السفن وقدرة المو ف أ‬
‫الصالح‪ ،‬فأُضيف إىل المسافة ما يصل إىل ‪ 7 000‬ميل‪.‬‬

‫ويتوقف استمرار النتعاش بدرجة حاسمة عىل مسار الجائحة‪ .‬فقد أدت موجات‬
‫اق�نت بانخفاض ف ي� معدلت التطعيم‪ ،‬ول سيما ف ي� البلدان النامية‪،‬‬‫جديدة من العدوى ت‬
‫إىل عمليات إغالق شامل جديد وإىل إغالق الحدود‪ .‬ويتوقف النتعاش المتسع القاعدة إىل‬
‫ف‬
‫الدوىل أن يصل‬
‫ي‬ ‫ويقدر صندوق النقد‬‫كب� عىل إعطاء اللقاح ي� جميع أنحاء العالم‪ِّ .‬‬ ‫حد ي‬
‫ف‬
‫المبلغ الالزم إلنهاء الجائحة وإعطاء اللقاحات ي� جميع البلدان النامية إىل ‪ 50‬بليون دولر‪.‬‬
‫ولن يعود ذلك بفوائد صحية فحسب‪ ،‬بل واقتصادية أيضاً‪ ،‬فهو سيكون بمثابة حزمة ي ف‬
‫تحف�‬
‫اقتصادي واسعة النطاق من شأنها أن ترسع بخطى النتعاش القتصادي تحقق نحو ‪9‬‬
‫ف‬
‫ضا� بحلول عام ‪.2025‬‬
‫تريليون دولر من الناتج العالمي إال ي‬

‫قيم� عىل حركة النقل‬ ‫ئيسي�" ي ف‬ ‫وي�ايد ت‬


‫الع�اف بالبحارة بحسبانهم "عمال ً ر ي ف‬ ‫تف‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫ف‬
‫البحري والتجارة وهم يقفون أيضاً ي� خط الزمة الصحية المامي‪ .‬وبما َّأن البحارة يأتون‬

‫‪6‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫ف ي� غالبهم من المناطق النامية‪ ،‬يجدر بقطاع النقل البحري وبالحكومات ال�اع ف ي� تنفيذ‬
‫خطط الحصول عىل اللقاحات وتوزيعها‪.‬‬

‫وتأث�ها‬ ‫ت‬
‫ال� تتجاوز الجائحة ي‬
‫الكاسحة ي‬
‫أ‬ ‫ض‬
‫تعيد التجاهات الهيكلية‬
‫الفوري تشكيل التوقعات ي� الجل الطويل‬
‫يمكن‪ ،‬ف ي� نهاية المطاف‪ ،‬أن تتبدد العقبات اللوجستية الناجمة عن التقلبات‬
‫الكب�ة ف ي� الطلب مع تطبيع أنماط التجارة العالمية‪ .‬يغ� َّأن الجائحة عجلت أيضاً بالتجاهات‬
‫ي‬
‫الجل الطويل‪.‬‬ ‫ال� قد تغ� مشهد النقل البحري ف� أ‬ ‫الكاسحة ت‬
‫ي‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬

‫ال� تشوب سالسل إالمداد القائمة‪ ،‬جعل‬ ‫ت‬


‫وبكشف النقاب عن مواطن الضعف ي‬
‫الضطراب الذي أحدثته جائحة كوفيد–‪ 19‬الحاجة إىل بناء القدرة عىل الصمود ش‬
‫أك� إلحاحاً‪.‬‬
‫وأبرزت جائحة كوفيد–‪ 19‬أهمية ضمان الستمرارية ف� سالسل إالمداد ف‬
‫و�ورة إكسابها مزيداً‬ ‫ي‬
‫من القدرة عىل الصمود والستجابة والحيوية‪.‬‬

‫وأسفرت المناقشات بشأن مستقبل العولمة عن دعوات إللقاء نظرة جديدة عىل‬
‫تشكيل سالسل إالمداد الواسعة‪ ،‬سعياً للحد من العتماد الشديد عىل موردين ي ف‬
‫قاص�‪.‬‬
‫صىل والستعانة بمصدر خارجي‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫وت�ة إعادة النشطة إىل موقعها ال ي‬ ‫بأن ي‬
‫ويجادل البعض َّ‬
‫يف� إىل إعادة تشكيل سالسل إالمداد بشكل عميق‪ .‬أ ف‬
‫ول� كان من‬ ‫قريب ستتسارع عىل نحو ف‬
‫ي‬
‫ال� ظهرت قبل ش‬
‫أك� من عقد من الزمان وتسارعت خالل‬ ‫المرجح أن تؤدي التجاهات الهيكلية ت‬
‫ي‬ ‫أ‬ ‫ف آ‬
‫تغي�ات ف ي� أنماط العولمة وسماتها‪ ،‬فمن المستبعد‬
‫خ�ة إىل ي‬ ‫التوترات التجارية ي� الونة ال ي‬
‫أن تزول العولمة ف ي� حد ذاتها‪.‬‬

‫صىل‬ ‫أ‬
‫وقد تكون إعادة إالنتاج الكثيف العمالة والمنخفض القيمة إىل موقعه ال ي‬
‫ال�ء‪ .‬بيد َّأن نقل إالنتاج وتبديل الموردين ف ي� حالة الصناعات التحويلية‬‫ش‬
‫سهلة بعض ي‬
‫الرسكات‬ ‫ش‬
‫المتوسطة والعالية القيمة المضافة أك� تعقيداً‪ .‬وبدل ً من ذلك‪ ،‬يًرجح أن تمزج ش‬
‫اس�اتيجياتها وفقاً للمنتجات وللجغرافيا‪ ،‬جامعة‬‫فتعدل ت‬‫ب� المصادر المحلية والعالمية‪ِّ ،‬‬ ‫يف‬
‫الصىل والتنويع والتكرار المتماثل و أ‬
‫القلمة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يُرجح أن‬ ‫ب� إعادة النشاط إىل موطنه أ‬ ‫يف‬
‫التمتة إعادة أ‬ ‫ي‬
‫الص� موقعاً رائداً للتصنيع ف� المستقبل القريب‪ .‬وقد تجعل أ‬
‫النشطة‬ ‫ي‬ ‫تظل ي ف‬ ‫َّ‬

‫‪7‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫أك� جدوى من الناحية القتصادية ف ي�‬ ‫الصىل والستعانة بمصادر خارجية قريبة ش‬ ‫إىل موطنها أ‬
‫ي‬ ‫أ‬
‫الجل الطويل‪ .‬ويُرجح أن تظهر نماذج تشغيل هجينة تشمل نماذج لسلسلة إالمداد ف ي� الوقت‬
‫مبا�ة ف ي� عملية التصنيع) ونماذج الحتياط (أي‬ ‫المناسب (أي نقل المواد قُبيل استخدامها ش‬
‫غ� هذه التجاهات‬ ‫ف‬ ‫أن تحتفظ ش‬
‫كب�ة لتقليل نفاذها إىل أد� حد)‪ .‬وس ُت ي ِّ‬
‫الرسكات بمخزونات ي‬
‫أك� مرونة‪.‬‬‫ف�داد الحاجة إىل أن تكون خدمات النقل البحري ش‬ ‫مجتمعة المسافات والطرق‪ ،‬ت ف‬
‫ف‬
‫و� مو أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ا� التوقف والمسافة المقطوعة‪.‬‬ ‫وقد تؤثر هذ التجاهات ي� أنواع السفن وأحجامها ي‬

‫وعجلت الجائحة باتجاهات الرقمنة والستدامة البيئية القائمة من قبل‪ .‬ومكَّ نت‬
‫ا� من مواصلة عملياتهما مع تقليل التفاعل‬ ‫التطورات التكنولوجية النقل البحري والمو ف أ‬
‫ف‬
‫البد� إىل ف‬
‫أد� حد‪ .‬وح َّفزت التكنولوجيات الجديدة أيضاً زيادة التجارة بع� إال تن�نت‬ ‫والتصال ي‬
‫ف‬
‫الستهالك وأنماط إالنفاق‪ .‬وأدى النمو ي� التجارة بع� إال تن�نت إىل‬ ‫غ�ت عادات التسوق‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫ال� ي َّ‬
‫ي‬
‫ال� تم تمكينها رقمياً وتقدم خدمات ذات قيمة‬ ‫ت‬
‫زيادة الطلب عىل مرافق التوزيع والتخزين ي‬
‫ا�ف‬
‫وجد كل هذه التطورات فرصاً تجارية جديدة للنقل البحري والمو أ‬ ‫مضافة‪ .‬ويُتوقع أن تُ ِ‬
‫ولجهات فاعلة أخرى ف ي� سلسلة إالمداد البحري‪.‬‬

‫وسيكون للتكنولوجيا أيضاً دور حاسم ف ي� النهوض بالستدامة البيئية‪ .‬وتسعى‬


‫تسخ� أوجه‬ ‫يف‬
‫التحف�ية وخططها لما بعد الجائحة‪ ،‬إىل ي‬ ‫كث�ة‪ ،‬وهي تُصمم حزمها‬ ‫حكومات ي‬
‫أ‬ ‫التآزر ي ف‬
‫ب� التكنولوجيا وحماية البيئة والكفاءة والقدرة عىل الصمود‪ .‬وتدرك العمال التجارية‬
‫والحكومات َّأن التكيف مع عالم ما بعد الجائحة وإعادة البناء بشكل أفضل يتطلبان إضافة‬
‫قيمة اقتصادية واجتماعية وبيئية وإيجاد فرص تجارية جديدة‪ ،‬ف ي� النقل البحري بوجه أخص‪.‬‬

‫العرض ل يواكب الطلب‬


‫ف ي� عام ‪ ،2020‬نما أسطول النقل البحري التجاري العالمي بنسبة ‪ 3‬ف ي� المائة‪،‬‬
‫الثا�‪/‬‬‫ف‬ ‫ش‬
‫ليصل إىل ‪ 99 800‬سفينة تبلغ حمولتها إالجمالية ‪ 100‬طن فأك�‪ .‬وبحلول كانون ي‬
‫يناير ‪ ،2021‬كانت السعة تعادل ‪ 2,13‬بليون طن من الحمولة الساكنة (الجدول ‪ .)1‬وخالل‬
‫عام ‪ ،2020‬انخفض تسليم السفن بنسبة ‪ 12‬ف ي� المائة‪ ،‬ويرجع ذلك جزئياً إىل نقص العمالة‬
‫الناجم عن إالغالق الشامل الذي عطَّل النشاط البحري الصناعي‪ .‬وكانت السفن المسلَّمة ف ي�‬
‫معظمها من فئة ناقالت السوائب تليها ناقالت النفط الصهريجية فسفن الحاويات‪ .‬وسعى‬

‫‪8‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫المالكون والمشغلون إىل التكيف مع قلة إالمدادات من السفن وطفقوا ت‬


‫يش�ون أيضاً المزيد‬
‫السعار‪ .‬وزادت معدلت إعادة تدوير السفن ف ي� عام ‪،2020‬‬‫من السفن المستعملة‪ ،‬فارتفعت أ‬
‫وإن كانت المستويات ل تزال منخفضة‪ ،‬مقارنة بالسنوات السابقة‪.‬‬

‫أ‬
‫السطول العالمي حسب نوع السفن الرئيسية‪2021–2020 ،‬‬ ‫الجدول ‪1‬‬
‫(ألف طن من الحمولة الساكنة والنسبة المئوية)‬

‫النسبة المئوية‬
‫للتغي� لعام ‪2021‬‬
‫ي‬
‫مقارنة بعام ‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫أ‬
‫النواع الرئيسية‬
‫‪3,79%‬‬ ‫‪913 032‬‬ ‫‪879 725‬‬ ‫ناقالت السوائب‬
‫‪42,77%‬‬ ‫‪42,47%‬‬
‫‪2,96%‬‬ ‫‪619 148‬‬ ‫‪601 342‬‬ ‫ناقالت النفط الصهريجية‬
‫‪29,00%‬‬ ‫‪29,03%‬‬
‫‪2,48%‬‬ ‫‪281 784‬‬ ‫‪274 973‬‬ ‫سفن الحاويات‬
‫‪13,20%‬‬ ‫‪13,27%‬‬
‫‪2,19%‬‬ ‫‪243 922‬‬ ‫‪238 705‬‬ ‫أنواع أخرى من السفن‪:‬‬
‫‪11,43%‬‬ ‫‪11,52%‬‬
‫‪0,05%‬‬ ‫‪84 094‬‬ ‫‪84 049‬‬ ‫سفن إالمداد البحري‬
‫‪3,94%‬‬ ‫‪4,06%‬‬
‫‪5,12%‬‬ ‫‪77 455‬‬ ‫‪73 685‬‬ ‫ناقالت الغاز‬
‫‪3,63%‬‬ ‫‪3,56%‬‬
‫‪2,90%‬‬ ‫‪48 858‬‬ ‫‪47 480‬‬ ‫ناقالت المواد الكيميائية الصهريجية‬
‫‪2,29%‬‬ ‫‪2,29%‬‬
‫–‪0,36%‬‬ ‫‪25 407‬‬ ‫‪25 500‬‬ ‫أخرى‪/‬غ� متوفرة‬
‫ي‬ ‫سفن‬
‫‪1,19%‬‬ ‫‪1,23%‬‬
‫‪1,46%‬‬ ‫‪8 109‬‬ ‫‪7 992‬‬ ‫الع َّبارات وسفن الركاب‬
‫‪0,38%‬‬ ‫‪0,39%‬‬
‫–‪0,18%‬‬ ‫‪76 754‬‬ ‫‪76 893‬‬ ‫سفن البضائع العامة‬
‫‪3,60%‬‬ ‫‪3,71%‬‬
‫‪3,04%‬‬ ‫‪2 134 640‬‬ ‫‪2 071 638‬‬ ‫المجموع العالمي‬
‫حسابات أ‬
‫الونكتاد‪ ،‬استناداً إىل بيانات مستمدة من ‪.Clarksons Research‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫السفن المبحرة ذات المحركات البالغة حمولتها إالجمالية ‪ 100‬طن ش‬
‫فأك�؛ أرقام بداية السنوات‪.‬‬ ‫مالحظة‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫وخالل عام ‪ ،2020‬انخفضت الطلبات عىل السفن الجديدة بنسبة ‪ 16‬ف ي� المائة‪،‬‬
‫مواصلة بذلك اتجاهاً تنازلياً لوحظ ف ي� السنوات السابقة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تفاعلت ش�كات النقل‬
‫البحري‪ ،‬ف ي� مطلع عام ‪ ،2021‬مع القيود المفروضة عىل السعة بموجة من الطلبات الجديدة‪،‬‬
‫ال� بلغت الطلبات عليها أعىل المستويات طوال العقدين‬ ‫ت‬
‫وخاصة من سفن الحاويات ي‬
‫المسيل أيضاً‪.‬‬
‫َّ‬ ‫يف‬
‫الماضي�‪ .‬وازدادت الطلبات عىل ناقالت الغاز الطبيعي‬

‫الثا� من عام ‪ 2020‬ومطلع عام ‪ ،2021‬انتعشت التجارة العالمية‬‫ف‬


‫وخالل النصف ي‬
‫التأخ� والكتظاظ المرتبطة بكوفيد–‪،19‬‬
‫تدريجياً‪ ،‬وإن كان العرض أقل مرونة وأعاقته حالت ي‬
‫فارتفعت أسعار الشحن بالحاويات ارتفاعاً ي‬
‫كب�اً‪.‬‬

‫ب� العرض والطلب ف ي� المستقبل أيضاً بالمتطلبات التنظيمية‬ ‫وسيتأثر التوازن ي ف‬


‫لمواءمة عمليات النقل البحري مع أهداف إزالة الكربون‪ .‬وستتطلب هذه اللوائح الجديدة‬
‫الحاىل‪،‬‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫حدثت تحت رعاية المنظمة البحرية الدولية‪ ،‬استبدال بعض سفن السطول ي‬ ‫ال� اس ُت ِ‬
‫ي‬
‫وبالضافة إىل إثارة درجة من عدم ي ف‬
‫اليق�‪ ،‬فقد يقلِّل‬ ‫كب�ة‪ .‬إ‬‫ست�تب عليه تكاليف ي‬ ‫وهو أمر ت‬
‫أ‬
‫هذا الوضع من رأس المال المتاح لتوسيع السطول لتلبية احتياجات النمو ف ي� التجارة‪.‬‬

‫الضافية‬‫من شأن ضغط التكلفة وارتفاع أسعار الشحن والرسوم إ‬


‫أ‬
‫الصغ�ة وعل السعار‬ ‫الحاد أن يلقي بثقله عل الجهات الفاعلة‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫و� الوقت الذي‬ ‫الثا� من عام ‪ .2020‬ي‬ ‫حدثت زيادة ي� أسعار الشحن منذ النصف ي‬
‫كان فيه الطلب عىل البضائع المنقولة بالحاويات أعىل مما كان متوقعاً‪ ،‬فرضت العقبات‬
‫والختناقات اللوجستية والنقص الذي شاب معدات النقل البحري بالحاويات قيوداً عىل‬
‫ا� أيضاً إىل زيادة‬ ‫السعة ف� النقل البحري‪ .‬وأدت الجداول الزمنية غ� أ‬
‫الكيدة واكتظاظ المو ف أ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫حادة ف ي� الرسوم إالضافية والمصاريف‪ ،‬بما ف ي� ذلك رسوم التوقف والحتجاز‪.‬‬

‫وتث� هذه التكاليف الشديدة الرتفاع تحدياً أمام جميع التجار ومديري سالسل‬
‫ي‬
‫يف‬
‫الشاحن� الذين قد يكونون أقل قدرة من الجهات الفاعلة‬ ‫إالمداد‪ ،‬وبصفة خاصة لصغار‬
‫الكب�ة عىل استيعاب النفقات إالضافية ويجدون أنفسهم ف ي� وضع يغ� مؤات عند التفاوض‬
‫ي‬

‫‪10‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫يف‬
‫الشاحن� والبضائع ذات‬ ‫م� السفن‪ .‬ومن ثم‪ ،‬قد يجد صغار‬ ‫عىل أ‬
‫السعار وحجز أماكن عىل ت ف‬
‫القيمة المنخفضة صعوبة ف ي� الحصول عىل عقود خدمة وقد يشهدون تآكالً ف ي� هوامشهم‪.‬‬

‫اليق� ف ي�‬
‫ويُتوقع أن تظل أسعار الشحن مرتفعة‪ .‬ويتسم الطلب بالقوة ويزداد عدم ي ف‬
‫جانب العرض وثمة مخاوف تكتنف كفاءة نظم النقل وعمليات المو ف أ ف‬
‫و� مواجهة ضغوط‬ ‫ا�‪ .‬ي‬
‫التكلفة هذه والضطرابات الدائمة ف ي� السوق‪ ،‬تزداد مراقبة سلوك السوق وضمان الشفافية‬
‫ووجهت دعوات إىل الحكومات للتدخل‬ ‫أ‬
‫أهمية عند تحديد السعار والرسوم والرسوم إالضافية‪ُ .‬‬
‫يف‬
‫المنظم� إلعمال رقابة أوثق ومعالجة ممارسات السوق يغ� المنصفة‪.‬‬ ‫وإىل‬

‫فس�داد أسعار الواردات‬ ‫وإن استمر الرتفاع الحاىل ف ي� أسعار شحن الحاويات‪ ،‬ت ف‬
‫كب�ة‪ .‬ويش� نموذج المحاكاة الذي قدمه أ‬ ‫ي‬
‫الونكتاد إىل َّأن‬ ‫ي‬ ‫والستهالك عىل حد سواء زيادة ي‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫مستويات أسعار الواردات العالمية س�تفع ي� المتوسط بنسبة ‪ 11‬ي� المائة بفعل الزيادة‬
‫الصغ�ة النامية‬
‫ي‬ ‫ف ي� أسعار الشحن (الشكل ‪ .)2‬وستكون أشد الدول فت�راً الدول الجزرية‬
‫الول عىل النقل البحري ي َّ ف‬
‫ويتب� من النموذج أنها‬ ‫ال� تعتمد ف� است�اد بضائعها ف� المقام أ‬
‫ت‬
‫ي‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫ستواجه زيادة تراكمية بنسبة ‪ 24‬ي� المائة مع فارق ي‬
‫زم� يبلغ زهاء عام‪.‬‬

‫تأث�اً شديداً‪ .‬وإن‬ ‫ف‬


‫وسيؤثر ارتفاع أسعار الشحن بالحاويات ي� أسعار الستهالك ي‬
‫ظلت أسعار الشحن بالحاويات عند مستوياتها المرتفعة الحالية‪ ،‬فمن المتوقع أن تكون أسعار‬
‫الستهالك العالمية ف ي� عام ‪ 2023‬أعىل بنسبة ‪ 1,5‬ف ي� المائة من المستوى الذي كانت ستبلغه لول‬
‫التأث� أشد وقعاً عىل القتصادات‬ ‫ف‬
‫الصغ�ة‬
‫ي‬ ‫الرتفاع الحاد ي� أسعار الشحن‪ .‬ويُتوقع أن يكون ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫و�‬
‫الكث� من احتياجاتها الستهالكية‪ .‬ي‬‫كب�اً عىل السلع المستوردة لتلبية ي‬ ‫ال� تعتمد اعتماداً ي‬
‫ي‬
‫الصغ�ة النامية‪ ،‬ي ُتوقع أن تصل الزيادة تال�اكمية ف ي� أسعار الستهالك إىل‬
‫ي‬ ‫الدول الجزرية‬
‫ف‬
‫‪ 7,5‬ف ي� المائة‪ ،‬وأن تبلغ ‪ 2,2‬ي� المائة ي� أقل البلدان نمواً‪.‬‬
‫ف‬

‫‪11‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫الحال الحاد ض ي� أسعار الشحن بالحاويات عل‬


‫ي‬ ‫محاكاة أثر الرتفاع‬ ‫الشكل ‪2‬‬
‫الست�اد وأسعار الستهالك‬ ‫ي‬ ‫مستويات أسعار‬

‫الزيادات  ىڡ أسعار االستهالك‬ ‫االسترىاد‬


‫‬ ‫الزيادات  ىڡ أسعار‬
‫)‪(%‬‬ ‫)‪(%‬‬
‫‪7,5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪24,2‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪10,6‬‬
‫‪2,2‬‬ ‫‪8,7‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪1,5‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0,6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫العالم‬ ‫البلدان النامية الدول الجزرية‬ ‫أقل البلدان‬ ‫العالم‬ ‫البلدان النامية الدول الجزرية‬ ‫أقل البلدان‬
‫الصغرىة النامية‬
‫‬ ‫غرى الساحلية‬ ‫نمواً‬ ‫الصغرىة النامية‬
‫‬ ‫غرى الساحلية‬ ‫نمواً‬

‫الدوىل‬
‫ي‬ ‫استناداً إىل البيانات المقدمة من ‪ Clarksons Research‬وشبكة استخبارات الشحن وصندوق النقد‬ ‫المصادر‪:‬‬
‫الدوىل والحل التجاري‬ ‫أ‬
‫إحصاءات التجارة واحصاءات الونكتاد‪ ،‬والبنك ي‬ ‫و إالحصاءات المالية الدولية واتجاه‬
‫العالمي المتكامل وبيانات أسعار السلع أ‬
‫الساسية (الورقة الوردية)‪.‬‬
‫السعار عىل أساس زيادة بنسبة ‪ 243‬ف ي� المائة ف ي�‬‫يقدر أثر ارتفاع أسعار الشحن بالحاويات الحاد عىل أ‬ ‫مالحظة‪:‬‬
‫ُ‬
‫ت‬
‫ب� آب‪/‬أغسطس ‪ 2020‬وآب‪/‬أغسطس ‪ .2021‬ويف�ض‬ ‫المؤ� المركب للشحن بالحاويات ف ي� ي ف‬
‫الص� ي ف‬ ‫ش‬
‫نموذج المحاكاة َّأن أسعار الشحن ف ي� آب‪/‬أغسطس ‪ 2021‬ستستمر خالل تف�ة المحاكاة المتبقية (أيلول‪/‬‬
‫الخرى تظل ثابتة طوال تف�ة المحاكاة‬ ‫الول‪/‬ديسم� ‪ )2023‬وأن جميع العوامل أ‬ ‫سبتم� ‪ 2021‬إىل كانون أ‬
‫َّ‬ ‫ب‬ ‫ب‬
‫ول‪/‬ديسم� ‪.)2023‬‬ ‫أ‬
‫بأكملها (آب‪/‬أغسطس ‪ 2020‬إىل كانون ال‬
‫ب‬

‫الكب�ة ف ي� أسعار الشحن بالحاويات أشد وطأة عىل بعض‬ ‫تأث� الزيادة ي‬ ‫وسيكون ي‬
‫أ‬
‫أك� السلع تعرضاً هي السلع المصنعة من خالل سالسل المداد المتكاملة‪ .‬وتستتبع‬ ‫السلع‪ .‬و ش‬
‫ف‬
‫تع� السلع الوسيطة‬ ‫عمليات إالنتاج المعولم زيادة ي� استخدام النقل البحري بحيث ب‬
‫ش‬
‫الحيان داخل المناطق وفيما بينها‪ ،‬مثلما هو حال سلع �ق‬ ‫الحدود عدة مرات ف� كث� من أ‬
‫ي ي‬
‫ف‬ ‫آسيا الموجهة إىل أ‬
‫السواق الرئيسية ي� أمريكا الشمالية وأوروبا‪ ،‬عىل سبيل المثال‪ .‬وبالنسبة‬
‫للحواسيب والمنتجات إال ت‬
‫لك�ونية والب�ية‪ ،‬عىل سبيل المثال‪ ،‬يُتوقع أن تبلغ نسبة الرتفاع‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ي� أسعار الستهالك الناجمة عن الرتفاع ي‬
‫الحاىل الحاد ي� أسعار الشحن ‪ 11‬ي� المائة‪.‬‬

‫وسيؤثر ارتفاع تكاليف النقل البحري ف ي� بعض المنتجات ذات القيمة المضافة‬
‫المنخفضة؛ ففي حالة أ‬
‫الثاث والمنسوجات والمالبس والمنتجات الجلدية مثالً‪ ،‬قد تبلغ‬

‫‪12‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫نسبة الرتفاع ف ي� أسعار الستهالك ‪ 10‬ف ي� المائة‪ .‬ومن شأن هذه الزيادات أن تقوض المزايا‬
‫و� الوقت نفسه‪ ،‬ستجد‬ ‫ف‬ ‫ي ت‬
‫الكث� من هذه السلع‪ .‬ي‬
‫ال� تنتج ي‬‫الصغ�ة ي‬ ‫التنافسية لالقتصادات‬
‫آ‬
‫است�اد اللت والمواد الصناعية ذات التكنولوجيا العالية ال�ت‬ ‫هذه البلدان صعوبة أشد �ف‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫تحتاج إليها لالرتقاء بسلسلة القيمة وتنويع اقتصاداتها وتحقيق أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬

‫وح� ف ي� القتصادات الرئيسية‪ ،‬يُنذر استمرار ارتفاع أسعار الشحن بالحاويات‬ ‫ت‬
‫القص� والمتوسط بتقويض النتعاش‪ .‬ويخلص التحليل‬ ‫جل�‬ ‫واضطراب النقل البحري ف� أ‬
‫ال ي ف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الونكتاد إىل َّأن زيادة بنسبة ‪ 10‬ف ي� المائة ف ي� أسعار الشحن بالحاويات ف ي� الوليات‬ ‫الذي أجراه أ‬
‫المتحدة ومنطقة اليورو‪ ،‬عىل سبيل المثال‪ ،‬قد تؤدي إىل انكماش تراكمي ف ي� إالنتاج الصناعي‬
‫بنسبة ‪ 1‬ف ي� المائة تقريباً‪.‬‬

‫العوامل الهيكلية تُبقي تكاليف النقل البحري عند مستوى أعل ض ي�‬
‫المناطق النامية‬
‫ف‬
‫كب� إىل الصدمات‬‫تعزى الرتفاعات الحالية يغ� المسبوقة ي� أسعار الشحن إىل حد ي‬
‫الناجمة عن الجائحة وعن التقلبات التصاعدية يغ� المتوقعة ف ي� الطلب عىل النقل البحري‪.‬‬
‫ا� عوامل هيكلية‪ ،‬مثل البنية‬‫الجل الطويل‪ ،‬فس ُتحرك أسعار النقل البحري والمو ف أ‬ ‫أما ف� أ‬
‫َّ ي‬
‫وتيس� التجارة وقابلية الرتباط‬ ‫ا� ووفورات الحجم والختاللت التجارية‬ ‫الساسية للمو ف أ‬ ‫أ‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫تأث�ات دائمة ي� تكاليف النقل البحري ي‬
‫و� القدرة التنافسية‬ ‫بالنقل البحري‪ ،‬وكلها عوامل لها ي‬
‫ع� فيه بمجموعة من البيانات الجديدة عن تكاليف النقل مستمدة‬ ‫ويب� تحليل اس ُت ي ف‬
‫التجارية‪ .‬ي ِّ ف‬
‫الكب�ة يمكن أن تخ ِّفض تكاليف النقل‬ ‫من أ‬
‫الدوىل َّأن التحسينات الهيكلية ي‬
‫ي‬ ‫الونكتاد والبنك‬
‫ت‬ ‫ف‬
‫البحري بنحو أربعة ي� المائة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يمكن أن تساعد التدخالت والسياسات ي‬
‫ال� تعالج‬
‫ف‬
‫المحددات الهيكلية لتكاليف النقل البحري ي� تخفيف وطأة ي‬
‫التأث�ات الناجمة عن العوامل‬
‫والضطرابات الدورية‪.‬‬
‫الخرى تال� من شأنها أن تزيد أ‬
‫السعار القواعد التنظيمية‬ ‫وتشمل المسائل الهيكلية أ‬
‫ي‬
‫الجديدة بشأن إزالة الكربون من النقل البحري‪ .‬فمن المتوقع أن يؤدي التدب� القص� أ‬
‫الجل‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أ‬ ‫ف آ‬
‫خ�ة بشأن تخفيض غازات الدفيئة إىل‬ ‫الذي اعتمدته المنظمة البحرية الدولية ي� الونة ال ي‬

‫‪13‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫خفض متوسط الرسعة ف ي� النقل البحري وزيادة تكاليفه بالنسبة للبلدان النامية خاصة‪ ،‬والدول‬
‫الصغ�ة النامية بوجه أخص‪.‬‬‫ي‬ ‫الجزرية‬

‫ضأ‬
‫والموا�‬ ‫كوفيد–‪ 19‬يبطئ عمليات السفن‬
‫الول من عام ‪ ،2020‬توقفت السفن الحاملة للبضائع مرات أقل‬ ‫ف� النصف أ‬
‫ي‬
‫ا� بسبب تراجع الطلب عىل النقل البحري‪ .‬وازداد عدد مرات التوقف بعد ذلك‪،‬‬ ‫ف ي� المو ف أ‬
‫ل سيما ف ي� أوروبا شو�ق آسيا وجنوب ش�ق آسيا‪ ،‬وإن لم يبلغ بعد مستويات ما قبل الجائحة‪.‬‬

‫و� عام ‪ ،2020‬اتخذ مشغلو المحطات النهائية والسلطات ومقدمو خدمات‬ ‫ف‬
‫ي‬
‫تداب� لحتواء كوفيد–‪ .19‬ونتيجة لذلك‪ ،‬اضطرت السفن إىل قضاء‬
‫النقل المتعدد الوسائط ي‬
‫التأخ� من‬
‫ي‬ ‫بوت�ة أبطأ‪ .‬وكانت أطول حالت‬
‫ال� كانت تعمل ي‬ ‫ت‬
‫ا� ي‬‫المزيد من الوقت ف ي� المو ف أ‬
‫ت‬
‫ال� تميل عمليات الشحن فيها إىل أن تكون آلية‬
‫نصيب ناقالت السوائب الجافة المتنوعة ي‬
‫التداب� الرامية إىل الحد‬
‫ي‬ ‫أك� كثافة من حيث العمالة‪ ،‬ولذلك تباطأت بسبب‬ ‫بدرجة أقل و ش‬
‫من التواصل الجتماعي‪.‬‬

‫كب�اً ي ف‬ ‫ف‬
‫ب� البلدان (الشكل ‪.)3‬‬ ‫ويمكن أن تختلف مدة الرسو ي� الميناء اختالفاً ي‬
‫ال� تكون فيها مدة الرسو ف ي� الميناء أ�ع من بلدان يصل إليها عدد‬ ‫ت‬
‫وتتألف مجموعة البلدان ي‬
‫صغ�ة فقط تحمل عدداً قليالً من الحاويات فحسب وتفرغ‬ ‫أقل من السفن يتضمن سفناً ي‬
‫حمولتها أثناء كل توقف ف ي� الميناء‪ .‬وتشمل هذه البلدان دومينيكا وسانت كيتس ونيفيس‬
‫وسانت فنسنت وجزر غرينادين‪ .‬وتضم مجموعة أخرى من البلدان تتسم فيها مدة الرسو‬
‫ف ي� الميناء بالرسعة بلداناً لديها أحدث التكنولوجيات والبنية التحتية المينائية وبوسعها أن‬
‫أك� سفن الحاويات‪ .‬وتنتفع هذه البلدان من وفورات الحجم‪ ،‬ومن َّثم فهي تميل‬ ‫تستوعب ب‬
‫ف‬
‫أك� عدد من مرات التوقف ي� الميناء‪ .‬وتشمل هذه البلدان اليابان وهونغ كونغ‬ ‫إىل جذب ب‬
‫لالفادات إاليجابية‪ :‬فكفاءة‬‫ا� الكفؤة مجال ً إ‬ ‫ف‬
‫الص� ومقاطعة تايوان الصينية‪ .‬وتفسح المو أ‬ ‫يف‬
‫ف�داد السفن الواصلة إليها عدداً‪.‬‬‫ا� للتوقف‪ ،‬ت ف‬ ‫ا� هذه البلدان العالية تجعلها جذابة كمو ف أ‬ ‫مو ف أ‬
‫ال� تتوسط هذا التوزيع طائفة واسعة النطاق من متوسط أوقات النتظار‬ ‫ت‬
‫وتسجل البلدان ي‬
‫وإجماىل‬
‫ي‬ ‫المتغ�ات‪ ،‬مثل عمر السفن‬ ‫ي‬ ‫و� يغ�ها من‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫تع� عن التفاوت ي� الكفاءة ي‬ ‫ا� ب‬‫ف ي� المو ف أ‬
‫حركة البضائع ف ي� الميناء‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫ا� أقل جودة ف ي� البلدان النامية‪ .‬فتكاليف‬


‫وعادة ما يكون أداء النقل البحري والمو ف أ‬
‫أد�‪ ،‬فهي غالباً ما تكون بعيدة عن‬ ‫النقل ف� هذه البلدان أعىل وارتباطها بالنقل البحري ف‬
‫ي‬
‫وتعا� من تبذيرات الحجم وانخفاض مستويات الرقمنة‪.‬‬ ‫أسواقها الخارجية ف‬
‫ي‬

‫متوسط الوقت ض ي� الميناء وعدد مرات التوقف ض ي� الميناء وأحجام السفن‬ ‫الشكل ‪3‬‬
‫القصوى‪ ،‬حسب البلدان وسفن الحاويات لعام ‪2020‬‬

‫‪ 8‬أيام‬

‫‪ 4‬أيام‬

‫متوسط الوقت  ىڡ الميناء‬


‫يومان‬

‫يوم واحد‬

‫‪ 0,50‬يوم‬

‫‪100 000‬‬ ‫‪10 000‬‬ ‫‪1 000‬‬ ‫‪100‬‬


‫عدد مرات التوقف  ىڡ الميناء‬
‫حجم السفينة ‪ ‬‬
‫االقىص )وحدة معادلة ‬
‫لعرسين قدماً(‬

‫‪20 000‬‬ ‫‪15 000‬‬ ‫‪10 000‬‬ ‫‪5 000‬‬ ‫‪1 000‬‬
‫أ‬
‫الونكتاد‪ ،‬استناداً إىل البيانات المقدمة من ‪ .Maritime Traffic‬كال المحورين بالمقياس اللوغاريتمي‪.‬‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫السفن البالغة حمولتها إالجمالية ‪ 1 000‬طن ش‬
‫فأك�‪ .‬لالطالع عىل الجدول الكامل للبلدان‪ ،‬انظر الرابط‬ ‫مالحظة‪:‬‬
‫التاىل‪.http://stats.unctad.org/maritime :‬‬‫ي‬

‫‪15‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫ضأ‬
‫الموا� والمشاركة الجنسانية‬ ‫تسي�‬ ‫ض‬
‫اليجابية ي� ي‬
‫التجاهات إ‬
‫ا� ف ي� مجال‬
‫الونكتاد كل عام بيانات مستمدة من برنامجه إلدارة المو ف أ‬ ‫يستخدم أ‬
‫ا�‪ .‬وتركز مشاريع‬ ‫التجارة لمقارنة البلدان بعضها ببعض‪ ،‬مستعيناً ف ي� ذلك بسجل أداء المو ف أ‬
‫توف� الخدمات‪ ،‬مثل مناولة البضائع‪ .‬بيد َّأن سجل إدارة‬ ‫كث�ة ألداء المو ف أ‬
‫ا� عىل ي‬ ‫أخرى ي‬
‫ف‬ ‫ش‬
‫ا�‪ ،‬الذي يستخدم بيانات مستقاة من ‪ 26‬مؤ�اً‪ ،‬يتيح إجراء مقارنات يب� كيانات الميناء‬ ‫المو ف أ‬
‫ا� ولتحليل السياسات‬ ‫الس�اتيجي داخل المو ف أ‬
‫بأكملها‪ ،‬متيحاً بذلك بيانات قيمة للتخطيط ت‬
‫الدلة عىل صعيدي أ‬
‫القاليم والدول‪.‬‬ ‫القائم عىل أ‬

‫ب� ‪ 80,9‬مليون طن‬ ‫العضاء ف ي� عام ‪ 2020‬ي ف‬ ‫ا� أ‬


‫وتراوحت إالنتاجية السنوية للمو ف أ‬
‫ا� ف ي� أصغر الفئات‪ ،‬أي أقل من ‪ 5‬ي ف‬
‫مالي�‬ ‫إىل ‪ 1,5‬مليون طن‪ .‬ويقع حو ياىل نصف هذه المو ف أ‬
‫أ‬
‫مالي� طن‪ ،‬وهو نطاق من الحجام متماثل ف ي�‬ ‫و� الفئة المتوسطة‪ ،‬أي من ‪ 5‬إىل ‪ 10‬ي ف‬ ‫ف‬
‫طن‪ ،‬ي‬
‫جميع المناطق‪.‬‬

‫ومنذ عام ‪ ،2015‬م َّثل معدل مشاركة إالناث ف ي� القوى العاملة ف ي� الميناء إحدى‬
‫العام� ‪ 2019‬و‪َّ ،2020‬‬‫يف‬ ‫الفئات الرئيسية الست ف� سجل أداء المو ف أ ف‬
‫ظل هذا المعدل‬ ‫و�‬‫ا�‪ .‬ي‬ ‫ي‬
‫بكث� ف ي� أوروبا فبلغ ‪ 25‬ف ي� المائة‪،‬‬ ‫ف‬
‫منخفضاً‪ ،‬فبلغ نحو ‪ 18‬ي� المائة‪ .‬وكان المعدل أعىل ي‬
‫ح� ف ي� هذه الحالة‪ .‬ويميل تمثيل‬ ‫ب� الرجال والنساء ت‬ ‫الدوار ل توزع بالتساوي ي ف‬ ‫وإن كانت أ‬
‫ب� عامي ‪2019‬‬ ‫التسي� و إالدارة حيث زادت نسبة النساء ي ف‬
‫ي‬ ‫المرأة إىل أن يكون أفضل ف ي� أدوار‬
‫ال ي ف‬ ‫العضاء آ‬ ‫و� هذه الحالة‪ ،‬كانت النسبة ف� أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫سيوي� أعىل‬ ‫ي‬ ‫و‪ 2020‬من ‪ 38‬إىل ‪ 42‬ي� المائة‪ .‬ي‬
‫بالعضاء ف ي� أوروبا حيث بلغت النسبة ‪ 39‬ف ي�‬ ‫من المتوسط‪ ،‬فبلغت ‪ 52‬ف� المائة‪ ،‬مقارنة أ‬
‫ي‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫المائة‪ .‬ومن المستبعد جداً أن تعمل النساء ي� عمليات مناولة البضائع ي� الموا�‪ .‬وتسلِّط‬
‫اس�اتيجية ف ي� مجال السياسات لتحقيق هدف‬ ‫هذه النتائج الضوء عىل الحاجة إىل تدخالت ت‬
‫وتمك� جميع النساء والفتيات"‪.‬‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫الجنس� ي‬
‫ي‬ ‫ف‬
‫التنمية المستدامة رقم ‪ 5‬وهو "تحقيق المساواة يب�‬

‫تيس� التجارة والنقل‬ ‫ضأ‬


‫الموا� والنقل البحري عل ي‬ ‫يعتمد أداء‬
‫يق� وقت‬
‫تيس� التجارة والنقل بشكل ناجع ِّ‬‫يعتمد النقل البحري الفعال عىل ي‬
‫وغ�ها من إالجراءات التجارية ويقلِّل تكلفتها ويدمج التكنولوجيات‬
‫إالجراءات الجمركية ي‬

‫‪16‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫ف‬
‫الجديدة ي� إالجراءات إالدارية ويعزز أداء سلسلة إالمداد بأكملها ويحدث ي‬
‫تأث�ات إيجابية‬
‫ف ي� النقل البحري‪.‬‬

‫تيس� التجارة بع� الحدود‪ ،‬وخاصة‬


‫وقد أبرزت جائحة كوفيد–‪ 19‬الحاجة إىل ي‬
‫الدوية وسلع حالت الطوارئ‪ ،‬مثل اللقاحات ومعدات‬ ‫ف� حالة تجارة المعدات الطبية و أ‬
‫ي‬
‫ا� بسبب ي ف‬
‫الروت� أو إجراءات التخليص‬ ‫ال� يمكن أن تقبع ف ي� المو ف أ‬
‫ي‬
‫الحماية الشخصية – ت‬
‫البطيئة لالمتثال للمتطلبات التنظيمية‪.‬‬

‫خ�ة‪ ،‬أدى إدخال التكنولوجيا الجديدة ف ي� العمليات إالدارية‬ ‫أ‬ ‫ف‬


‫و� السنوات ال ي‬‫ي‬
‫إىل زيادة الكفاءة ف ي� سلسلة إالمداد اللوجستية بأكملها‪ .‬وانطوى ذلك عىل رقمنة العمليات‬
‫ت‬
‫ال�‬
‫الجمركية وأتمتتها و إالجراءات الشكلية يغ� الورقية وإدخال خدمات النافذة الوحيدة ي‬
‫ازدادت زخماً أثناء جائحة كوفيد–‪.19‬‬
‫المثلة عىل استخدام تكنولوجيا المعلومات والتصالت النظام آ‬
‫ال يىل للبيانات‬ ‫ومن أ‬
‫الونكتاد ويتضمن التشغيل آ‬
‫ال يىل والرقمنة ف ي� سالسل إالمداد‪.‬‬ ‫الجمركية الذي يستخدمه أ‬
‫ب� مو ف أ‬
‫ا�‬ ‫آ‬
‫الىل للبيانات الجمركية يُيرس نقل البيانات ي ف‬
‫ِّ‬ ‫ومن التطورات الحديثة َّأن حل النظام ي‬
‫المغادرة والوصول باستخدام مفاهيم إدارة المخاطر لترسيع إجراءات التخليص وتجنب‬
‫بقاء البضائع عالقة ف ي� المو ف أ‬
‫ا� دون داع‪.‬‬

‫الخرى ف ي� مجال تكنولوجيا المعلومات والتصالت القائمة عىل‬ ‫ومن البتكارات أ‬


‫شبك ف ي� كل بلد يتيح للتجار‬ ‫أ‬
‫تكنولوجيا الونكتاد بوابة المعلومات التجارية؛ وهي موقع ي‬
‫الحصول بسهولة ويرس عىل المعلومات المتعلقة باللوائح و إالجراءات التجارية‪ .‬وتقدم بوابة‬
‫الونكتاد للمعلومات التجارية إىل المستوردين والمصدرين عىل إال تن�نت أدلة ترشدهم‪ ،‬خطوة‬ ‫أ‬
‫بخطوة‪ ،‬إىل إالجراءات التجارية‪ .‬وتساعد هذه الدلة أيضاً البلد عىل الوفاء ت ف‬
‫بال�اماته بموجب‬
‫اتفاق منظمة التجارة العالمية لتيس� التجارة‪ .‬واليوم‪ ،‬ينفذ أ‬
‫الونكتاد ومركز التجارة الدولية ‪29‬‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬
‫أ‬
‫بوابة للمعلومات التجارية عىل الصعيد العالمي يُستعان فيها بتكنولوجيا الونكتاد‪ .‬وجاءت‬
‫أك� بوابات المعلومات التجارية تقدماً ف ي� ش�ق أفريقيا‪ ،‬ففي‬‫النتائج إيجابية للغاية‪ .‬وتوجد ش‬
‫كينيا‪ ،‬عىل سبيل المثال‪ ،‬أدت زيادة الشفافية وتبسيط ما مجموعه ‪ 52‬إجراء تجارياً إىل ي‬
‫تقص�‬
‫وب� الخطوات بمقدار ‪ 110‬ساعة وإىل تقليل‬ ‫وقت النتظار ف ي� الصف ومنضدة الجمارك ي ف‬

‫‪17‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫يف‬
‫وخمس� بمقدار ‪ 482‬دولراً‪ ،‬أي زهاء ‪ 11‬دولراً لكل‬ ‫الرسوم إالدارية لهذه إالجراءات ي ف‬
‫الثن�‬
‫إجراء تجاري ف ي� المتوسط‪.‬‬

‫وتتيح الرقمنة بيئة يغ� ورقية تُنفذ فيها جميع إالجراءات التجارية بع� إال تن�نت‪.‬‬
‫السواق‬ ‫وبالنسبة للتجار‪ ،‬يق� ذلك الوقت ويقلل التكلفة ويزيد الشفافية والوصول إىل أ‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫البد� ومخاطر العدوى‪ .‬إ‬
‫وبالضافة إىل ذلك‪ُ ،‬تح ِّسن‬ ‫ويحد‪ ،‬ي� الوقت نفسه من التصال ي‬
‫الست�اد والعبور‬
‫الحلول الرقمية الذكية إالدارة العامة للتجارة وتجعل عمليات التصدير و ي‬
‫لتيس� التجارة أن يساعد أيضاً ف ي� التخفيف من حدة‬
‫أك� كفاءة‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬يمكن ي‬ ‫ش‬
‫أد� حد‪.‬‬‫تغ� المناخ بتقليل استخدام الورق إىل ف‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫وعزز النظام التجاري المتعدد الطراف إالصالحات ي� مجال ي‬
‫تيس� التجارة‪،‬‬ ‫َّ‬
‫تيس� التجارة الذي تم التوصل له ف ي� منظمة التجارة العالمية‬ ‫ي‬ ‫اتفاق‬ ‫خالل‬ ‫ول سيما من‬
‫واتفاقية المنظمة البحرية الدولية لتسهيل حركة المالحة البحرية الدولية‪ .‬وتضع هاتان‬
‫مش�كة أثبتت جدواها بوجه خاص خالل جائحة كوفيد–‪.19‬‬ ‫معاي� ولوائح ت‬‫ي‬ ‫التفاقيتان‬
‫مهدت هاتان التفاقيتان‬ ‫تيس� التجارة‪َّ ،‬‬
‫بالرشادات والحوافز إلصالح ي‬ ‫وب�ويد الحكومات إ‬ ‫تف‬
‫السبيل لمزيد من الرقمنة وعززتا الشفافية وترشيد إالجراءات إالدارية‪ .‬وتدعم هذه التطورات‬
‫القطاع� العام والخاص‪ ،‬مثل اللجان الوطنية ي‬
‫لتيس� التجارة‬ ‫يف‬ ‫أيضاً إقامة ش�اكات متينة ي ف‬
‫ب�‬
‫ف‬ ‫أ‬ ‫ب� المو ف أ ت‬
‫ال� تُ شرسك أوساط العمال ي� عمليات المو ف أ‬ ‫ونظم تبادل المعلومات ي ف‬
‫ا�‪ .‬وستعتمد‬ ‫ا� ي‬
‫يف‬
‫القطاع�‬ ‫ب�‬‫الرساكات ي ف‬
‫ب� وليات مختلف ش‬ ‫فعالية التجارة والنقل البحري عىل المواءمة ي ف‬
‫العام والخاص وعملها وتبسيطها‪.‬‬

‫أزمة مستمرة للبحارة الذين تقطعت بهم السبل ض ي� البحر‬


‫يوجد عىل الصعيد العالمي نحو ‪ 1,9‬مليون بحار يعملون عىل تسهيل طريقة عيشنا‪.‬‬
‫وقدر تقرير القوى العاملة من البحارة لعام ‪ 2021‬الصادر عن المجلس البحري البلطيقي‬ ‫َّ‬
‫الدوىل‪ /‬الغرفة الدولية للنقل البحري أن يكون العرض العالمي من البحارة ‪،1 892 720‬‬
‫و ي‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫مرتفعاً من ‪ 1 647 494‬بحاراً ي� عام ‪ .2015‬ويبلغ عدد الضباط من يب� هؤلء ‪857 540‬‬
‫أك� خمسة‬ ‫ضابطاً‪ ،‬وعدد البحارة ‪ 1 035 180‬بحاراً ماهراً يقومون بأعمال الدعم‪ .‬وكانت ب‬

‫‪18‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫الفلب� والتحاد الرو� وإندونيسيا و ي ف‬


‫الص� والهند‪ ،‬وهي تمثل ‪44‬‬ ‫بلدان مصدرة للبحارة هي ي ف‬
‫ي‬
‫ف ي� المائة من القوة العاملة العالمية (الجدول ‪.)2‬‬

‫أك� خمسة بلدان موردة للبحارة ض ي� عام ‪2021‬‬


‫ب‬ ‫الجدول ‪2‬‬
‫البحارة‬ ‫الضباط‬ ‫جميع البحارة‬
‫يف‬
‫الفلب�‬ ‫يف‬
‫الفلب�‬ ‫يف‬
‫الفلب�‬ ‫‪1‬‬
‫الرو�‬
‫ي‬ ‫التحاد‬ ‫الرو�‬
‫ي‬ ‫التحاد‬ ‫الرو�‬
‫ي‬ ‫التحاد‬ ‫‪2‬‬
‫إندونيسيا‬ ‫يف‬
‫الص�‬ ‫إندونيسيا‬ ‫‪3‬‬
‫يف‬
‫الص�‬ ‫الهند‬ ‫يف‬
‫الص�‬ ‫‪4‬‬
‫الهند‬ ‫إندونيسيا‬ ‫الهند‬ ‫‪5‬‬
‫الدوىل‪ ،‬تقرير القوى العاملة من البحارة‬
‫الدوىل للنقل البحري والمجلس البحري البلطيقي و ي‬
‫ي‬ ‫التحاد‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫لعام ‪ ،2021‬لندن‪.2021 ،‬‬

‫ت‬ ‫ف‬
‫ال� توفرهم‪ .‬فعىل سبيل المثال‪،‬‬ ‫ويُم ِّثل البحارة مصادر هامة للدخل ي� البلدان ي‬
‫الفلب�‪ ،‬ف ي� عام ‪ 30,1 ،2019‬بليون دولر من عمالها ف ي� الخارج‪ ،‬أي ‪ 9,3‬ف ي� المائة من‬
‫حققت ي ف‬
‫ف‬
‫جماىل – وكان نصيب البحارة‬ ‫جماىل و‪ 7,3‬ي� المائة من الدخل القومي إال ي‬‫المحىل إال ي‬‫ي‬ ‫الناتج‬
‫ف‬
‫و� عام ‪ ،2020‬انخفض مجموع التحويالت بنسبة ‪ 0,8‬ي� المائة‬ ‫ف‬
‫منها ‪ 6,5‬بليون دولر‪ .‬ي‬
‫ف‬
‫إجماىل التحويالت من البحارة بنسبة ‪ 2,8‬ي� المائة فوصل‬ ‫فبلغ ‪ 29,9‬بليون دولر‪ ،‬وانخفض‬
‫ي‬
‫بالي� دولر‪.‬‬ ‫إىل ‪ 6,4‬ي ف‬

‫ف‬
‫ظل البحارة يظهرون قدراً عالياً من المهنية و ي‬
‫التفا�‬ ‫وخالل جائحة كوفيد–‪َّ ،19‬‬
‫ودعموا إيصال الغذاء والمدادات الطبية والوقود وغ�ها من السلع أ‬
‫الساسية وساعدوا �ف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫إ‬
‫أن تبقى سالسل إالمداد نشطة والتجارة العالمية مستمرة‪.‬‬

‫عالق� ف ي� البحر‪ .‬ويجب تبديل الطواقم‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬ل يزال مئات آ‬
‫اللف من البحارة ي ف‬
‫كل شهر‪ ،‬تجنباً إ‬
‫لالرهاق وامتثال ً للوائح البحرية الدولية للسالمة والصحة والرفاه‪ .‬وللتصدي‬
‫لجائحة كوفيد–‪ ،19‬أغلقت الحكومات العديد من الحدود وفرضت إالغالق الشامل ومنعت‬
‫الطقم بشكل مؤقت‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تعذر إبدال‬ ‫ال�ول‪ ،‬فأوقفت تبديل أ‬ ‫الشخاص من ف ف‬ ‫أ‬
‫كب�ة من البحارة أو إعادتهم إىل أوطانهم بعد نوبات طويلة من الخدمة‪ ،‬فاضطروا إىل‬ ‫أعداد ي‬

‫‪19‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫أك� من عام منذ بدء هذه الجائحة‪ ،‬يبلغ‬‫م� ش‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫تف‬
‫تمديد خدمتهم عىل م� السفن‪ .‬وح� بعد ي‬
‫عالق� ف ي� البحار لمدد طويلة بعد انتهاء عقودهم بسبب هذه‬
‫عدد البحارة الذين ل يزالون ي ف‬
‫أ‬
‫القيود وقلة الرحالت الجوية الدولية زهاء ‪ 250 000‬بحاراً‪ ،‬وفقاً لحدث التقديرات الصادرة‬
‫تداب�‬ ‫عن الغرفة الدولية للنقل البحري‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ل يوجد ت آ‬
‫ح� الن توافق عالمي لتخاذ ي‬
‫موحدة تتيح تبديل أ‬
‫الطقم ونقلهم بفعالية‪.‬‬

‫وخالل الجائحة‪ ،‬أصدر أصحاب المصلحة‪ ،‬بما ف ي� ذلك الهيئات الدولية والحكومات‬
‫والقطاع البحري‪ ،‬توصيات وتوجيهات‪ – :‬تهدف إىل ضمان صحة البحارة وحمايتهم من‬
‫كعامل� ر ي ف‬
‫ئيسي� وتطعيمهم عىل‬ ‫يف‬ ‫الع�اف بهم‬ ‫كوفيد–‪ ،19‬وحصولهم عىل الرعاية الطبية و ت‬
‫ا� المتطلبات الصحية الدولية‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫تل� السفن ومرافق المو ف أ‬ ‫أ‬
‫سبيل الولوية وإىل أن ب ي‬
‫يف‬ ‫ف‬
‫الثا�‪ ،‬ل يزال البحارة‬
‫معرض� للمخاطر بشدة‪.‬‬ ‫ومع استمرار الوباء للعام ي‬

‫صغ�ة من‬
‫وما عدا بعض الستثناءات الملحوظة‪ ،‬لم يتم تطعيم سوى نسبة ي‬
‫البحارة ف ي� العالم‪ .‬وأظهرت بلجيكا أفضل الممارسات‪ ،‬فبدأت‪ ،‬ف ي� تموز‪/‬يوليه ‪ ،2021‬حملة‬
‫بلجيك‪ ،‬بغض النظر عن جنسيتهم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫تطعيم لجميع البحارة الذين يصلون إىل ميناء‬

‫ولمعالجة قضايا البحارة‪ ،‬أبدت المنظمات الدولية وهيئات القطاع البحري‬


‫مستوى متصالً من التعاون‪ ،‬بما ف ي� ذلك المنظمة البحرية الدولية ومنظمة العمل الدولية‬
‫الدوىل لعمال‬ ‫الونكتاد والغرفة الدولية للنقل البحري والتحاد‬ ‫ومنظمة الصحة العالمية و أ‬
‫ي‬ ‫النقل‪ .‬وأعربت هذه المنظمات والهيئات مراراً عن قلقها إزاء أ‬
‫الزمة إالنسانية ف ي� قطاع النقل‬
‫العامل� ف ي� المجال البحري‬
‫يف‬ ‫وغ�هم من‬ ‫أ‬
‫البحري‪ ،‬حاثة الدول العضاء عىل تصنيف البحارة ي‬
‫كعامل� ر ي ف‬
‫ئيسي�‬ ‫يف‬ ‫ئيسي� وقبول وثائق هوية البحارة كدليل عىل وضعهم‬ ‫العامل� الر ي ف‬
‫يف‬ ‫ف ي� فئة‬
‫الطقم‬‫ا� يمكن فيها تبديل أ‬ ‫وإتاحة المرونة ألصحاب السفن ومديريها لتحويل السفن إىل مو ف أ‬
‫دون فرض عقوبات‪.‬‬

‫بالجماع‬ ‫أ‬ ‫فو� ‪ 1‬كانون أ‬


‫ول‪/‬ديسم� ‪ ،2020‬اعتمدت الجمعية العامة لالمم المتحدة إ‬
‫ب‬ ‫ال‬ ‫ي‬
‫ال� يواجهها البحارة بسبب جائحة كوفيد–‪19‬‬ ‫قراراً‪ :‬التعاون الدوىل ف� التصدي للتحديات ت‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫(‪ .)A/RES/75/17‬ويحث القرار الدول أ‬
‫العضاء عىل‬ ‫من أجل دعم سالسل إالمداد العالمي‬
‫وغ�هم من عمال البحر ضمن فئة العمال الر ي ف‬
‫ئيسي� ويشجع الحكومات‬ ‫تصنيف البحارة ي‬
‫ال� أوىص بها القطاع وتضمن أن‬ ‫ت‬ ‫أ‬
‫والجهات المعنية الخرى عىل تنفيذ "إطار بال�وتوكولت ي‬
‫‪20‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫تغي� أطقم السفن وسفر أفرادها أثناء جائحة كوفيد–‪ ."19‬ويهيب القرار بالحكومات‬ ‫يجري ي‬
‫أ‬
‫أيضاً أن تيرس عمليات تبديل الطقم البحرية‪ ،‬بسبل من بينها تسهيل التحاقهم بالسفن‬
‫ومغادرتها والتعجيل بالجهود المتعلقة بالسفر و إالعادة إىل الوطن وضمان حصولهم عىل‬
‫الرعاية الطبية‪ .‬ويطلب القرار أيضاً إىل المنظمة البحرية الدولية ومنظمة العمل الدولية‬
‫يف‬
‫السبع�‪ ،‬بالمسائل المتصلة بالقرار‪.‬‬ ‫و أ‬
‫الونكتاد إبالغ الجمعية العامة‪ ،‬ف ي� دورتها السادسة و‬

‫ويأ� ذلك ف ي� أعقاب قرارات سابقة أصدرتها هيئات أخرى‪ .‬ففي ‪ 21‬أيلول‪/‬‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫سبتم� ‪ ،2020‬أوصت لجنة السالمة البحرية التابعة للمنظمة البحرية الدولية باتخاذ إجراءات‬
‫ب‬
‫لتيس� تبديل أطقم السفن وحصولهم عىل الرعاية الطبية وسفر البحارة خالل جائحة‬ ‫ي‬
‫ت‬
‫كوفيد–‪ .19‬ووفقاً للمنظمة البحرية الدولية‪ ،‬وقعت‪ ،‬ح� نهاية حزيران‪/‬يونيه ‪60 ،2021‬‬
‫دولة عضواً وعضوان منتسبان عىل تصنيف البحارة ف ي� فئة العمال الر ي ف‬
‫ئيسي�‪ .‬وبالمثل‪ ،‬اعتمد‬
‫ول‪/‬ديسم� ‪" ،2020‬القرار المتعلق بقضايا‬ ‫مجلس إدارة منظمة العمل الدولية‪ ،‬ف� ‪ 8‬كانون أ‬
‫ال‬
‫ب‬ ‫ي‬
‫العمل البحري وجائحة كوفيد–‪."19‬‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫الثا�‪/‬يناير ‪ ،2021‬أصدر قطاع النقل البحري إعالن نبتون بشأن‬ ‫و� كانون ي‬ ‫ي‬
‫أك� من ‪ 600‬ش�كة ومنظمة بحلول حزيران‪/‬‬ ‫الطقم الذي وقَّعت عليه ش‬ ‫رفاهية البحارة وتبديل أ‬
‫الطقم الذي يجمع البيانات من ‪10‬‬ ‫مؤ� إعالن نبتون لتبديل أ‬ ‫يونيه ‪ 2021‬ووضعت أيضاً ش‬
‫م� السفن‪.‬‬‫مجتمع� قرابة ‪ 90 000‬بحاراً حالياً يعملون عىل ت ف‬
‫يف‬ ‫من كبار مديري السفن لديهم‬
‫ب� حزيران‪/‬يونيه وتموز‪/‬يوليه ‪ ،2021‬يزداد سوءاً‪ ،‬مع وجود‬ ‫المؤ� أَ َّن الوضع بدا‪ ،‬ي ف‬ ‫وأفاد ش‬
‫أ‬
‫م� السفن بعد انتهاء مدة عقودهم وممن كانوا عىل متنها ل شك�‬ ‫المزيد من البحارة عىل ت ف‬
‫ف‬
‫الق� للمدة المتوخاة ي� اتفاقية العمل البحري لعام ‪ .2006‬ومنذ‬ ‫من ‪ 11‬شهراً‪ ،‬وهو الحد أ‬
‫م� السفن بعد‬ ‫المؤ�‪ ،‬ف ي� أيار‪/‬مايو ‪ ،2021‬ارتفعت نسبة البحارة الموجودين عىل ت ف‬ ‫إطالق ش‬
‫ح� زادت نسبة من هم عىل ت ف‬
‫م�‬ ‫ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫انتهاء عقودهم من ‪ 5,8‬ي� المائة إىل ‪ 8,8‬ي� المائة‪ ،‬ي� ي ف‬
‫السفن أل شك� من ‪ 11‬شهراً من ‪ 0,4‬إىل ‪ 1,0‬ف ي� المائة‪.‬‬

‫الدول والتكنولوجيا‬
‫ي‬ ‫التطورات ض ي� مجال القانون‬
‫ف‬
‫أثَّرت جائحة كوفيد–‪ 19‬ي� التجارة الدولية‪ ،‬فأحدثت أوجه قصور ي‬
‫وتأخ� واضطراب‬
‫ف� سلسلة المداد عىل نطاق غ� مسبوق‪ ،‬وهو أمر له أيضاً عواقب قانونية إن تعطل أ‬
‫الداء‬ ‫ي‬ ‫إ‬ ‫ي‬
‫‪21‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫و� مضمار النقل البحري‪ ،‬قد يؤدي ذلك إىل منازعات قضائية‬ ‫ف‬
‫التعاقدي أو تأخر أو استحال‪ .‬ي‬
‫يف‬
‫وسيتع� عىل الحكومات والقطاع البحري‬ ‫تث� قضايا معقدة تتعلق بالولية القضائية الدولية‪.‬‬
‫ي‬
‫ف‬ ‫ت‬
‫العمل معاً لمعالجة الحقوق والل�امات التعاقدية ذات الصلة والتوصل إىل بنود تعاقدية‬
‫موحدة لتوزيع المخاطر التجارية‪.‬‬

‫بتأخ� ف ي� الوثائق‪ ،‬وهو أمر ينبغي أن يشجع المزيد‬


‫وترتبط العديد من المشاكل ي‬
‫تب� حلول ت‬
‫إلك�ونية آمنة‪ .‬وتتيح مبادئ القطاع البحري التوجيهية‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫من الطراف التجارية عىل ي‬
‫أ‬ ‫ف آ‬ ‫ت‬
‫لمالك السفن ومشغليها عن إجراءات‬
‫خ�ة ارشادات مفيدة ي‬ ‫ال� اعتمدت ي� الونة ال ي‬
‫المحدثة ي‬
‫ف‬
‫وتداب� الحفاظ عىل أمن أنظمة تكنولوجيا المعلومات ي� ش�كاتهم وعىل ت ف‬
‫م� السفن باعتماد‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫أ‬
‫السي�انية‪ ،‬مع الخذ ي� الحسبان متطلبات المنظمة البحرية الدولية‬ ‫نهج إدارة المخاطر ب‬
‫وغ�ها من المبادئ التوجيهية ذات الصلة‪.‬‬‫ي‬

‫ويزيد البتكار التكنولوجي من احتمال وجود سفن آلية بدون طاقم‪ .‬ويجري‬
‫قطاع النقل البحري تجارب عىل "السفن السطحية البحرية المستقلة"‪ ،‬سعياً لضمان‬
‫ف‬ ‫ف‬ ‫آ‬
‫القانو� ذي الصلة‪ .‬ي‬
‫و� أيار‪/‬‬ ‫ي‬ ‫النقل البحري المأمون والمن والمستدام بيئياً‪ ،‬مقروناً إ‬
‫بالطار‬
‫مايو ‪ ،2021‬أكملت لجنة السالمة البحرية التابعة للمنظمة البحرية الدولية عملية لتحديد‬
‫النطاق التنظيمي لستخدام السفن السطحية البحرية المستقلة سلطت الضوء عىل بعض‬
‫تف� هذه العملية إىل صك‪/‬مدونة للسفن السطحية‬ ‫ف‬ ‫أ‬
‫المسائل ذات الولوية‪ .‬ويمكن أن ي‬
‫البحرية المستقلة تتضمن أهدافاً ومتطلبات وظيفية ولوائح مناظرة تتناسب مع درجات‬
‫مختلفة من الستقاللية‪.‬‬

‫عل الدرب للوصول إل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار ‪3‬‬


‫درجات مئوية‬
‫ف‬
‫لقطاع النقل البحري دور هام ي� التصدي ي‬
‫لتغ� المناخ‪ .‬ويهدف اتفاق باريس إىل‬
‫يف‬
‫مئويت� ومواصلة السعي للوصول إىل ‪1,5‬‬ ‫بكث� من ي ف‬
‫درجت�‬ ‫خفض ت‬
‫الح�ار العالمي إىل أقل ي‬
‫ف‬
‫درجة مئوية‪ .‬ولكن العالم ل يزال متجهاً نحو ارتفاع ي� درجة الحرارة يتجاوز ‪ 3‬درجات مئوية‬
‫ف‬ ‫ف ف‬ ‫ف‬
‫ي� هذا القرن عىل الرغم من النخفاض ي‬
‫الوج� ي� انبعاثات ي‬
‫ثا� أكسيد الكربون بفعل جائحة‬
‫كوفيد–‪ .19‬ويلزم اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن التخفيف والتكيف معاً‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫َّأما عىل المستوى التنظيمي‪ ،‬فيعالج قطاع النقل البحري مسائل المناخ من‬
‫خالل التفاقية الدولية لمنع التلوث من السفن لعام ‪ ،1973‬ف ي� صيغتها المعدلة بب�وتوكول‬
‫و� حزيران‪/‬يونيه ‪ ،2021‬اعتمدت المنظمة البحرية‬ ‫ف‬
‫عام ‪ 1978‬المتعلق بها (اتفاقية ماربول)‪ .‬ي‬
‫الدولية تعديالت عىل المرفق السادس بالتفاقية اس ُتحدثت بموجبها لوائح إلزامية جديدة‬
‫يف‬
‫المالك� تحديد‬ ‫لزيادة خفض انبعاثات غازات الدفيئة من النقل البحري‪ ،‬وطلبت من‬
‫أهداف لكفاءة استخدام الطاقة‪ .‬وأُجريت أيضاً مناقشات أولية تناولت إالجراءات المتوسطة‬
‫اق�اح يقوده‬‫التداب� القائمة عىل السوق‪ ،‬إىل جانب ت‬ ‫والطويلة أ‬
‫الجل الالزمة‪ ،‬بما ف ي� ذلك‬
‫ي‬
‫دوىل للبحث والتطوير البحري يكون بمثابة هيئة يغ� حكومية‬
‫القطاع ينادي بإنشاء مجلس ي‬
‫مول بفرض ف�يبة عىل الوقود البحري وتدعم البحث والتطوير واستخدام تكنولوجيات‬ ‫تُ َّ‬
‫خالية من الكربون‪.‬‬

‫وت�ة الظواهر الجوية القصوى‪،‬‬ ‫ومع احتمال تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر ي‬
‫تأم�ف‬
‫يع� ي‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ا� البحرية ي� العالم‪ .‬ولذلك‪ ،‬ي‬‫تأث�ات رئيسية ف ي� المو ف أ‬
‫لتغ� المناخ أيضاً ي‬‫سيكون ي‬
‫ف‬
‫النقل البحري والتجارة البحرية عىل الصعيد العالمي الستثمار ي� التكيف وبناء القدرة عىل‬
‫ا� البحرية وغ�ها من هياكل النقل أ‬
‫الساسية الرئيسية‪ ،‬ول سيما ف ي�‬ ‫الصمود بالنسبة للمو ف أ‬
‫ي‬
‫البلدان النامية‪.‬‬

‫سيعتمد النتعاش العالمي العريض القاعدة عل النقل البحري‬


‫الذك القادر عل الصمود والمستدام‬
‫ي‬
‫المواج كان لكل منها تداعياته‬ ‫أثارت جائحة كوفيد–‪ 19‬سلسلة من الصدمات و أ‬
‫كب�اً ي ف‬ ‫أ‬
‫ب� المناطق والقطاعات‬ ‫وتأث�ه يختلفان اختالفاً ي‬
‫من الحداث‪ .‬يغ� َّأن مدى الضطراب ي‬
‫يتب� َّأن النتعاش يغ� ف أ‬
‫متكا�‬ ‫القتصادية وقطاعات من سوق النقل البحري‪ .‬وبالمثل‪ ،‬ي َّ ف‬
‫يق�ن باختالفات ف ي� مستويات الدعم ف ي� مجال السياسات وحجمه وعدم المساواة ف ي�‬ ‫وأنَّه ت‬
‫الحصول عىل اللقاحات‪.‬‬

‫فإن التوقعات‬ ‫أ أ‬ ‫أف‬


‫وىل عىل النقل البحري أقل سو ًء مما كان متوقعاً‪َّ ،‬‬
‫ول� كان الثر ال ي‬
‫ف‬
‫تبقى معتمة‪ .‬وتتوقف المدة الزمنية الالزمة لالنتعاش الدائم عىل التقدم المحرز ي� التصدي‬
‫تداب� دعم السياسات‪.‬‬‫لهذه الجائحة وعىل نطاق خطط التطعيم العالمية وتوقيتها ومدة ي‬
‫‪23‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫الحا�‪ ،‬تتهدد النتعاش الوليد تف�ات النقطاع ف ي� سلسلة إالمداد والختناقات‬


‫و� الوقت ف‬ ‫ف‬
‫ي‬
‫تث� الضطراب ف ي� أسواق النقل البحري وتدفع مستويات التكلفة إىل ارتفاعات‬ ‫ت‬
‫ال� ي‬
‫اللوجستية ي‬
‫يغ� مسبوقة‪.‬‬

‫وأدى الضطراب الذي أحدثته جائحة كوفيد–‪ 19‬أيضاً إىل ترسيع التجاهات‬
‫ال� كانت موجودة قبالً‪ ،‬الجيوسياسية منها والتكنولوجية والبيئية‪ .‬وقد تكشفت‬ ‫ت‬
‫الكاسحة ي‬
‫وت�تها تسارعت خالل الجائحة وهي ما فتئت‬ ‫هذه التجاهات طوال العقد ف‬
‫الماىص‪ ،‬بيد َّأن ي‬
‫ي‬
‫غ� النقل البحري والتجارة البحرية‪:‬‬
‫تُ ي ِّ‬

‫الجغرافيا السياسية – أكدت أزمة كوفيد–‪ 19‬الصحية مدى تال�ابط القتصادي‬


‫ال� أصبحت متكاملة من خالل سالسل إالمداد العالمية وشبكات‬ ‫ف أ ت‬
‫والجتماعي يب� المم ي‬
‫و� مواجهة المخاطر الجيوسياسية ت ف‬
‫الم�ايدة‬ ‫ف‬ ‫ت‬
‫ال� تستند إليها‪ .‬ي‬ ‫النقل البحري الموسعة ي‬
‫آ‬
‫غ� بلدان ومؤسسات عديدة عقلياتها‪ ،‬ناظرة الن إىل‬ ‫والتوترات التجارية المشتدة‪ ،‬تُ ي ِّ‬
‫تال�ابط العالمي بحسبانه نقطة ضعف‪ .‬ولذلك‪ ،‬فهي تهدف إىل الحد من اعتمادها عىل‬
‫الجانب البعيدين‪ ،‬سعياً منها لتخفيف المخاطر وبناء القدرة عىل الصمود‪.‬‬ ‫الموردين أ‬

‫النا� عن كوفيد–‪ 19‬سالسل‬ ‫عرض الضطراب ش أ‬ ‫القدرة أعل الصمود – َّ‬


‫ال� تستند إليها إىل الختبار وأخضع شبكات النقل والخدمات‬ ‫ت‬
‫إالمداد ونماذج العمال ي‬
‫الرسكات والحكومات إىل جعل سالسل إالمداد ش‬
‫أك� قوة‬ ‫اللوجستية للضغط‪ .‬وتهدف ش‬
‫يف‬
‫التجاري� ومورديها‪.‬‬ ‫وقدرة عىل الصمود بوسائل من بينها السعي إىل تنويع ش�كائها‬
‫المحىل و إالقليمي والعالمي‪.‬‬ ‫وسينطوي ذلك عىل إقامة توازن جديد ي ف‬
‫ب� إالنتاج‬
‫ي‬
‫اس�اتيجيات المخزونات وإدارتها والمفاضلة‬ ‫الرسكات والحكومات النظر ف� ت‬
‫وتعيد ش‬
‫ي‬
‫ب� نماذج سلسلة إالمداد ف ي� الوقت المناسب و إالمداد التحوطي‪.‬‬
‫يف‬

‫ا� ومشغلو النقل بشكل‬ ‫التكنولوجيا – يدرك مسؤولو الجمارك وعمال المو ف أ‬
‫م�ايد قيمة التكنولوجيات الجديدة والرقمنة‪ ،‬بحسبانها وسيلة ل لتعزيز الكفاءة‬ ‫تف‬
‫أ‬
‫فحسب‪ ،‬بل وللحفاظ عىل استمرارية العمال إبّان تف�ات الضطراب‪ .‬وتشمل البتكارات‬
‫التكنولوجية التحليالت المتطورة وأجهزة الستشعار المتنية وتكنولوجيا التصالت‬
‫ا� إىل أق� حد وتقنية سلسلة السجالت المغلقة والبيانات‬ ‫وتحس� التوقف ف ي� المو ف أ‬
‫يف‬
‫الضخمة والسفن والمركبات المستقلة‪ .‬وخالل الجائحة‪ ،‬ساعدت هذه التكنولوجيات‬

‫‪24‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫البد� وإبقاء السفن متحركة والمو ف أ‬ ‫ف‬


‫ا� مفتوحة والتجارة بع�‬ ‫عىل الحد من التصال ي‬
‫الستهالك عىل إال تن�نت‬
‫ي‬ ‫الحدود متدفقة‪ .‬وح َّفزت التطورات التكنولوجية أيضاً إالنفاق‬
‫ف‬
‫لك�ونية‪ .‬وستستمر هذه التجاهات ي� إعادة تعريف أنماط‬ ‫والنمو ف� التجارة إال ت‬
‫ي‬
‫ا� ووصالتها الداخلية ف ي� تسليم‬ ‫ال� تتبعها السفن والمو ف أ‬
‫ي‬
‫إالنتاج والستهالك والطرق ت‬
‫الشحنات وتقديم الخدمات‪.‬‬

‫ديناميات سوق النقل البحري – تحسباً لحدوث اضطرابات ف ي� المستقبل‪،‬‬


‫التفك� ف ي� أعمالهم‬
‫ي‬ ‫الداخىل‬
‫ي‬ ‫ا� ومشغلو النقل‬ ‫سيعيد الناقلون والشاحنون والمو ف أ‬
‫أك� من المرونة‪ ،‬فبعد أن‬ ‫المتغ�ة بقدر ب‬
‫ي‬ ‫ونماذج التشغيل لالستجابة لظروف السوق‬
‫تع� انتعاش التجارة بفعل الختناقات اللوجستية والسعة المحدودة‬ ‫شاهدوا كيف ش‬
‫ف ي� أعقاب صدمة كوفيد–‪ ،19‬من المرجح أن يعيدوا النظر ف ي� مستويات استثماراتهم‬
‫و� المو ف أ‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫ا�‪ ،‬فضالً عن عمليات التخطيط الخاصة بهم‪ .‬ويمكنهم‬ ‫ي� النقل البحري ي‬
‫أيضاً أن يتوقعوا أن يزداد تنظيم أسواق النقل البحري مع تشديد السلطات الوطنية‬
‫المعنية بالمنافسة رصدها ألسعار الشحن وسلوك السوق والتدقيق ف ي� التحركات‬
‫الرسيعة ف ي� أسعار النقل البحري‪.‬‬

‫إزالة الكربون والنتقال ض ي� مجال الطاقة – تزداد الضغوط شدة عىل النقل‬
‫أك� استدامة‪ ،‬وتلك مسائل تصدرت المشهد‬ ‫البحري إلزالة الكربون والعمل بطريقة ش‬
‫تف� الجائحة‪ .‬ومع ازدياد الزخم ش أ‬
‫النا� عن مواصلة‬ ‫ش‬
‫التعا� بعد مرحلة ي‬ ‫ي‬
‫ف‬ ‫ف ي� إطار‬
‫المنظمة البحرية الدولية عملها لخفض انبعاثات غازات الدفيئة ف ي� مجال النقل‬
‫غ� هذا القطاع مزيجه من الوقود وأن يستخدم تقانات وتصاميم‬ ‫البحري‪ ،‬يُتوقع أن يُ ي ِّ‬
‫جديدة للسفن وأنواعاً بديلة من الوقود وأن يدخل تعديالت تشغيلية لخفض بصمته‬
‫و� مجال الطاقة‪ ،‬ل يُعد النقل البحري مجرد مستخدم عىل نطاق‬ ‫ف‬
‫الكربونية والبيئية‪ .‬ي‬
‫يف‬
‫سيتع� عىل قطاع النقل البحري‬ ‫ئي� للطاقة‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫واسع‪ ،‬بل هو أيضاً ناقل ر ي‬
‫الستجابة لنخفاض الطلب عىل ناقالت النفط الصهريجية وناقالت الفحم وازدياده‬
‫وغ�هما من أنواع الوقود البديلة‪.‬‬ ‫ف أ‬
‫الهيدروج� والمونيا ي‬
‫ي‬ ‫عىل ناقالت‬

‫التكيف مع المناخ والقدرة عل الصمود – تعرضت بنية النقل البحري‬


‫التحتية وخدماته لضغوط شديدة بسبب الجائحة وإغالق قناة السويس‪ ،‬فضالً عن‬
‫خ�ة‪ ،‬تسببت الظواهر‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫تغ� المناخ‪ :‬فخالل السنوات ال ي‬
‫يث�ها ي‬
‫ال� ي‬
‫المخاطر المستمرة ي‬
‫‪25‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫عاص� المدارية والعواصف‪ ،‬ف ي� اضطرابات‬ ‫أ‬


‫الجوية القصوى‪ ،‬ومن بينها الفيضانات وال ي‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫متكررة ومكثفة ي� كل من الهياكل الساسية الساحلية والوصالت الداخلية‪ .‬وإذ ي‬
‫تش�‬
‫أ‬
‫الح�ار العالمي سيتجاوز الهداف المتفق‬ ‫التوقعات المناخية الحالية إىل َّأن مسار ت‬
‫يتع� عىل قطاع النقل البحري والحكومات الستثمار‬ ‫عليها بموجب اتفاق باريس‪ ،‬ي ف‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫و� بنية النقل البحري التحتية وخدماته المقاومة للمناخ‪ ،‬فضالً عن‬ ‫ي� التكيف ي‬
‫التداب� القانونية والسياساتية والتقنية ف ي� هذا المضمار وبناء القدرات‪.‬‬
‫ي‬ ‫التعجيل بوضع‬
‫الجراءات ذات أ‬
‫الولوية‬ ‫إ‬
‫تطعيم العالم – إلكمال التطعيم العالمي الواسع النطاق‪ ،‬ينبغي أن تُتاح للبلدان‬ ‫‪–1‬‬
‫ف‬
‫النامية فرص عادلة للحصول عىل اللقاحات؛ فالستثمار ي� التطعيم العالمي‪ ،‬بدعم من‬
‫عجل بإنهاء الجائحة فحسب‪ ،‬بل يح ِّفز النتعاش أيضاً ويضيف‬ ‫أموال مخصصة له‪ ،‬لن يُ ِّ‬
‫تريليونات إىل الناتج القتصادي العالمي‪.‬‬

‫الطراف – أتت عقود من تحرير التجارة‬‫إعادة تفعيل النظام التجاري المتعدد أ‬ ‫‪–2‬‬
‫الن عرضة للمخاطر‬ ‫الطراف بفوائد اقتصادية واجتماعية أضحت آ‬ ‫والجراءات المتعددة أ‬
‫إ‬
‫ال� تحققت‬ ‫الناشئة عن زيادة القيود التجارية وعن الحمائية‪ .‬ولالحتفاظ بهذه المكاسب ت‬
‫أ ي‬ ‫بشق أ‬
‫وتعززه‬
‫ِّ‬ ‫اف‬ ‫يف‬
‫سيتع� عىل البلدان أن تدافع عن النظام التجاري المتعدد الطر‬ ‫النفس‪،‬‬
‫وتقلِّل القيود التجارية إىل ف‬
‫أد� حد‪.‬‬

‫الطقم – يتطلب ذلك اهتماماً عاجالً من دول العلم والمو ف أ‬


‫ا�‬ ‫إنهاء أزمة تبديل أ‬ ‫‪–3‬‬
‫ال� توفر العمالة‪ ،‬بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية‪ .‬وينبغي لجميع الدول‬ ‫والدول ت‬
‫ي‬
‫أن تكون أطرافاً ف ي� الصكوك القانونية الدولية ذات الصلة‪ ،‬ومن بينها اتفاقية العمل البحري‬
‫لعام ‪ 2006‬و ت‬
‫اتفاقي� منظمة العمل الدولية رقم ‪ 108‬و‪ 185‬بشأن وثائق هوية البحارة واتفاقية‬
‫ي‬
‫وللم� قدماً ف ي� تحقيق مقاصد‬
‫ي‬
‫المنظمة البحرية الدولية بشأن تسهيل حركة المالحة الدولية‪ .‬ف‬
‫يتع� عىل الدول‬‫الهدف ‪ 8‬من أهداف التنمية المستدامة وضمان العمل الالئق للبحارة‪ ،‬ي ف‬
‫ومعاي� العمل هذه التنفيذ التام‪.‬‬
‫ي‬ ‫أيضاً مضاعفة جهودها ي‬
‫لك تُنفذ التفاقيات‬

‫‪26‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫ت‬
‫تطعيم البحارة – ينبغي أن تضمن الجهود التعاونية المتضافرة ي‬
‫ال� يبذلها قطاع‬ ‫‪–4‬‬
‫ئيسي�ف‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫النقل البحري والحكومات والمنظمات الدولية تصنيف البحارة ي� فئة‬
‫العامل� الر ي‬
‫ي‬
‫الولوية‪.‬‬‫وتطعيمهم عىل سبيل أ‬

‫الطقم – ينبغي للحكومات ولقطاع النقل البحري مواصلة العمل‬ ‫تسهيل تبديل أ‬ ‫‪–5‬‬
‫ف‬
‫معاً‪ ،‬بما ي� ذلك من خالل مبادرة إعالن نبتون‪ ،‬وبالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية‪،‬‬
‫للمعاي� الدولية ولعتبارات الصحة العامة‪ .‬وينبغي لها أيضاً‬ ‫وتسهيل تبديل أ‬
‫الطقم‪ ،‬وفقاً‬
‫ي‬
‫أن تكفل توافر البيانات المتعلقة بالبحارة وتتيح الطالع إليها‪.‬‬

‫ضمان النقل البحري الموثوق به والفعال – ينبغي ألصحاب المصلحة ف ي� سلسلة‬ ‫‪–6‬‬
‫يف‬
‫الشاحن� العمل‬ ‫الداخىل و‬ ‫ف‬
‫الناقل� والمو أ‬
‫ا� ومقدمي خدمات النقل‬ ‫ت‬
‫إالمداد البحري ال� تشمل ي ف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫لك يظل النقل البحري وسيلة نقل موثوق بها وقابلة للتنبؤ وفعالة‪ .‬ويستدعي ذلك‬ ‫يداً بيد ي‬
‫ا� ووصالتها الداخلية والعكوف عىل وضع حلول مستدامة‬ ‫ف‬ ‫ف‬
‫الستثمار ي� النقل البحري والمو أ‬
‫أ‬
‫تيس� التجارة واستخدام الدوات‬
‫تداب� ي‬
‫لنقل البضائع وتطبيق هذه الحلول‪ ،‬فضالً عن تنفيذ ي‬
‫والتكنولوجيات الرقمية عىل الوجه السليم‪.‬‬

‫المداد الرئيسية وتقييم المخاطر والتأهب لها – يمكن تحقيق‬ ‫مرونة سلسلة إ‬ ‫‪–7‬‬
‫ف‬
‫التداب�‪ ،‬بما ي� ذلك المصادر المزدوجة وتثنية الموردين ودعم مواقع‬ ‫ذلك بمجموعة من‬
‫ي‬
‫إالنتاج والمخزون والمخزونات إىل جانب إدارة المخاطر بشكل أفضل وتوخي الشفافية التامة‪.‬‬
‫وعادة ما ينطوي ذلك عىل تقييم المخاطر وإدارتها وتعزيز التأهب لها واعتماد حلول هجينة‬
‫ب� الستعانة بمصادر‬ ‫مرنة و�يعة والتوصل إىل معاوضات متوازنة‪ ،‬عىل سبيل المثال ي ف‬
‫ب� نماذج سلسلة إالمداد الهجينة‬ ‫النشطة إىل موقعها أ‬
‫الصىل والجمع ي ف‬ ‫خارجية قريبة وإعادة أ‬
‫ي‬
‫السي�انية‪.‬‬
‫تداب� للحد من أوجه الضعف إزاء الهجمات ب‬ ‫واتخاذ ي‬

‫التحكم ض ي� التكاليف – يمكن احتواء تكاليف الشحن بتوسيع القدرة عىل مضاهاة‬ ‫‪–8‬‬
‫تداب�‬ ‫ف‬
‫وتحس� التخطيط والقدرة عىل التنبؤ والرؤية وتنفيذ ي‬
‫ي‬ ‫ش‬ ‫ف‬
‫الطلب وجعل المو أ‬
‫ا� أك� كفاءة‬
‫تيس� التجارة‪ .‬وينبغي أن يكون سوق النقل البحري أيضاً شفافاً وعادل ً وتنافسياً‪ .‬ولذلك‪،‬‬
‫ي‬
‫يلزم أن تكون لدى السلطات الوطنية المعنية بالمنافسة القدرة عىل رصد التجاهات �ف‬
‫ي‬
‫أسعار الشحن والرسوم والمصاريف‪ .‬وينبغي ألصحاب المصلحة عىل امتداد سلسلة إالمداد‬

‫‪27‬‬
‫استـعـــراض النقـــل البحـــري ‪2021‬‬

‫الداخىل والجمارك والشاحنون‪،‬‬


‫ي‬ ‫البحري‪ ،‬ومن بينهم الناقلون والمو ف أ‬
‫ا� ومقدمو خدمات النقل‬
‫أن يعملوا معاً لتبادل المعلومات وإكساب النقل البحري مزيداً من الكفاءة‪.‬‬

‫إزالة الكربون – ينبغي لقطاع النقل البحري‪ ،‬بالتعاون مع الحكومات‪ ،‬أن يستكشف‬ ‫‪–9‬‬
‫ف‬
‫أنواعاً بديلة من الوقود والستثمار ي� البنية التحتية بال�ية واستبدال السفن القديمة بسفن‬
‫أك� كفاءة ف ي� استهالك الوقود‪ .‬ويستدعي ذلك تهيئة بيئة يمكن التنبؤ بها عىل‬
‫أك� حجماً و ش‬
‫ب‬
‫وبالضافة إىل ذلك‪ ،‬ستكون البلدان النامية الضعيفة هيكلياً بحاجة إىل‬
‫الصعيد العالمي‪ .‬إ‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫وتد� مستوى الرتباط بالنقل البحري الذي قد تسفر‬ ‫المساعدة ي� تخفيف تكاليف النتقال ي‬
‫عنه إزالة الكربون من هذا القطاع‪ .‬وستحتاج البلدان النامية أيضاً إىل أن تفهم بشكل أفضل‬
‫تأث� اللوائح الجديدة ف ي� خدمات النقل البحري‪ .‬وينبغي أن تخصص خطط إالنعاش‬ ‫كيفية ي‬
‫ت‬
‫المتكاملة وحزم الحوافز لف�ة ما بعد الجائحة موارد لالستدامة البيئية‪ ،‬سعياً إىل النقل‬
‫خ� المنخفض الكربون‪.‬‬ ‫ال ف‬‫البحري أ‬

‫تغ� المناخ وتتأهب‬ ‫النقل البحري المقاوم للمناخ – ينبغي للبلدان أن تستبق ي‬ ‫‪–10‬‬
‫له وتتكيف معه بفهم مخاطره ومدى التعرض لها ومواطن الضعف فهماً تاماً وبناء القدرة‬
‫ف‬ ‫ف‬
‫عىل التكيف ي� سلسلة إالمداد البحري بأكملها‪ .‬ي‬
‫و� حالة البلدان النامية‪ ،‬بما فيها أشد فئات‬
‫تع� إعادة البناء بشكل أفضل بعد انتهاء الجائحة زيادة الستثمار وبناء‬ ‫ف‬
‫البلدان ضعفاً‪ ،‬ي‬
‫يف‬
‫التحص� من المخاطر المناخية‪.‬‬ ‫القدرات الوطنية ف ي� مجال‬

‫‪28‬‬
‫استعراض النقل البحري لعام ‪:2021‬‬
‫‪unctad.org/rmt‬‬
‫و�‪rmt@unctad.org :‬‬ ‫ال�يد إ ت ن‬
‫اللك� ي‬ ‫ب‬
‫أ‬
‫للحصول عىل مزيد من المعلومات عن أعمال الونكتاد بشأن‬
‫الشبك‪unctad.org/ttl :‬‬
‫ي‬ ‫لوجستيات التجارة‪ ،‬يُرجى زيارة الموقع‬
‫ِ‬

‫الخبارية‬ ‫ت ن‬
‫ولالش�اك ي� رسالة النقل إ‬ ‫لقراءة المزيد‬
‫الشبك‪:‬‬ ‫أ‬
‫لالونكتاد‪ ،‬يُرجى زيارة الموقع‬
‫ي‬
‫‪unctad.org/transportnews‬‬

‫)‪Printed at United Nations, Geneva – 2113722 (A) – November 2021 – 330 – UNCTAD/RMT/2021 (Overview‬‬

You might also like