Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة املاك الدولة
مطبوعة املاك الدولة
من الطبيعي أن يكون لكل جتمع بشري على اختالف إيديولوجيات السياسية و االجتماعية واالقتصادية و العقائدية؛ كيان
يهيمن عليه و يعمل على تسيري أموره العامة و تنظيم أموره اخلاصة و إن كانت بدرجات متفاوتة تبعا لنوع النظام السياسي و الفكر
االجتم اعي و التوجه االقتص ادي ل ذلك التجم ع ،ل ذلك تط ورت التجمع ات البش رية إىل غاية أن أص بحت يف ش كل الدولة املتع ارف
عليها يف العصر ال راهن تبحث عن تلبية احتياجاهتا و احتياج ات أفراده ا؛ و ذلك ب البحث عن املوارد املالية اليت تس تطيع من خالهلا
تسري وظائفها اهلامة و ال دفاع عن كياهنا باعتبارها شخص اً من أش خاص الق انون الع ام .ض ّد أي اعت داء أو اض طراب قد ميس هبذا
الكيان؛ و ذلك باحلفاظ على املمتلكات اليت تدخل يف ذمته املالية العامة أو اخلاصة.
تعترب األمالك الوطنية حمور نشاط مايل للدولة املتمثل يف اإليرادات العامة اليت تعتمد عليها يف تنفيذ براجمها و أنشطتها التنموية؛ و لذلك
.وجب على كل شخص مستفيد أو مسري هلذه األمالك احملافظة عليها حىت تستمر عملية حتقيق املنافع و اخلدمات هلم
فالدولة و اجلماع ات احمللية هي الوحي دة اليت هلا حق ملكية ه ذه األمالك س واء ك انت عقارية أو منقولة بغ رض تلبية حاج ات
ررة ل ذلك؛ األمر الذي جعل املش ّرع اجلزائري يتدخل يف أف راد اجملتمع عن طريق استعماهلا استعماال مبا يتوافق و النص وص القانونية املق ّ
عدة مي ادين و سن نص وص قانونية تتماشى وتتوافق مع الظ روف السياس ية و ك ذا االقتص ادية للدول ة .إلش باع حاج ات اجملتمع و ذلك
بغرض محايتها و مراقبتها؛ غري أنّه و حلماية هذه األمالك التابعة للدولة و اجلماعات احمللية وجب معه التميز بني املمتلكات العامة التابعة
للدولة و املمتلكات اخلاصة و التابعة أيضا للدولة.
و من هنا تنطلق دراسة موض وع األمالك الوطنية العامة و اخلاصة ه ذا بتحديد ماهيتها عن طريق وضع جمموعة من املف اهيم و
التعاريف اخلاصة باألمالك الوطنية العامة و األمالك الوطنية اخلاصة و من مت استخالص للخصائص اليت تتميز هبا كل منهما حماولة لفهم
التفرقة بني امللك العام و امللك اخلاص التابع للدولة.
غري أ ّن ذلك لن يكتمل إالّ إذا تطرقنا إىل تكوين األمالك الوطنية سواء كانت عامة أو خاصة وفقا للنصوص القانونية املندرجة
ض من املنظومة القانونية ألمالك الدول ة.و ط رق أو وس ائل محايتها عن طريق اجلرد و الرقابة األمر ال ذي جيعلنا نلجأ إىل معرفة النظ ام
القانوين الذي تسري به هذه األمالك بتحديد القواعد املسرية لألمالك الوطنية العمومية و القواعد املسرية لألمالك الوطنية اخلاصة .غري أ ّن
تسيريها و استعماهلا ينجم عنه جمموعة من املنازعات اليت تطرح على القضاء للفصل فيها؛ و تكون فيها إدارة أمالك الدولة طرف اً فيها و
من مت أيلولة االختصاص إىل القانون العام مع بعض االستثناءات؛ و الوقوف على أهم املنازعات اليت تطرح على القاضي اإلداري للفصل
األول إىل ماهية األمالك الوطنية ّأما الفصل الث اين إىل النظ ام الق انوين يف تس يري
فيها و كل ه ذا يف فص لني أساس يني س نتعرض للفصل ّ
األمالك الوطنية.
1
الفصل األول :ماهية األمالك الوطنية:
إ ّن قوة الدولة تقاس مبا متلكه هذه األخرية من إمكانيات مادية و بشرية و كذا مبدى قدرهتا وجناحها يف تسريمها.و تشكل
األمالك العامة ج زءاً هام اً منها ب ذلك تس تطيع الدولة رسم سياسة اقتص ادية و اجتماعي ة ،و إلجناح ذلك فإهنا تس عى دائم اً إىل اختاذ
التدابري الناجحة و املختلفة لضمان السري احلسان و الفعال هلذه الثروة املادية.
ومن اإلج راءات املتخ ذة حلماية ه ذه األمالك تلك النص وص القانونية اليت من ش أهنا تنظيم وتس يري ومحاية األمالك الوطني ة.
ويعترب قانون رقم 30-90املؤرخ يف 01ديسمرب 1990املع ّدل واملتمم بالقانون رقم 14-08املؤرخ يف 20جويلية 2008أحد
حدد هذا األخري مكونات األمالك الوطنية وكذا القواعد اخلاصة بتكوينها وتسريها ومراقبة استعماهلا. هذه النصوص إذ ّ
دد ه ذا الق انون على أ ّن األمالك الوطنية تش تمل على جمم وع األمالك واحلق وق املنقولة والعقارية اليت حتوزها الدولة وح ّ
ومجاعاهتا اإلقليمية يف ش كل ملكية عمومية وأخ رى خاص ة .وخيضع تس ريها ألحك ام ه ذا الق انون مع مراع اة النص وص التش ريعية
اخلاصة.
و إ ّن إدارة و تس يري ه ذه األمالك مض مون من ط رف املص احل التقنية التابعة لل دوائر الوزارية املعنية و ال والة و ك ذا رؤس اء
اجملالس الشعبية البلدي ة ،األمر ال ذي أدى باملش رع إىل وضع نص وص تقضي حبماية هذه األمالك أثن اء تس يريها س واء تس يري مباشر من
قبل الدولة و اجلماعات العمومية املالكة و ّإما مبوجب رخصة أو عقد من قبل أشخاص معنويني تابعني للقانون أو القانون اخلاص أو
أشخاص طبيعيني.
المبحث األول :ماهية األمالك الوطنية العمومية:
ال ميكن لإلدارة أن متارس أنش طتها إالّ إذا ت وفرت على األم وال الالزمة بغية إدارة نش اطاهتا و ه ذه األم وال هي اليت متثل
جمموع األموال العقارية و املنقولة و هو ما يسمى باملال العام و أن هذه األموال قد تكون أمواالً خاصة كما قد تكون عامة ،غري أنه
و سواء كانت أمواالً عامة أو خاصة فإن اهلدف منها هو حتقيق الصاحل العام و هو ما يصطلح عليه باألمالك الوطنية.
المطلب األول :تعريف األمالك الوطنية العمومية و خصائصها:
من خالل هذا املطلب نتطرق اىل تعريف االمالك الوطنية من الناحية القانونية و الفقهية و لكن قبل احلديث عن هذه املفاهيم البد من
تعريف حق امللكية و من مت استخالص اخلصائص اليت تتميز هبا كل من األمالك الوطنية اخلاصة و األمالك الوطنية العامة .
الفرع األول :تعريف األمالك الوطنية العمومية:
ّرف حق امللكية قبل احلديث عن تعريف األمالك الوطنية العمومية من الناحية القانونية و من الناحية الفقهية البد لنا أن نع
أوال.
أ) تعريف حق الملكية:
هو حق عيين بق وة الق انون مينح لش خص ما له س لطة مباش رة باس تعماله و اس تغالله و التص رف فيه و هو ما أكدته القواعد
العامة يف الق انون املدين إذ ج اء يف نص املادة 674منه أ ّن امللكية هي حق التمتع و التص رف يف األش ياء ش رط اس تعماله اس تعماالً ال
حترمه القوانني و األنظمة فهي حق دائم مؤبد لصاحبه.1
عرفها األس تاذ الس نهوري كما يلي" :إ ّن حق ملكية الش يء هو حق االس تئثار باس تعماله وباس تغالله و بالتص رف فيه على و ّ
وجه دائم و كل ذلك يف حدود القانون".2
1
أنظر المادة 674من القانون المدني.
2
أنظر د .عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط ،المجلد ،8الباب األول ،القسم الثاني ،منشورات الحلبي ،بيروت ،1998 2،ص.492
2
خيول لصاحبه االستئثار بسلطة االستعمال عرفها رمضان أبو السعود أهّن ا "ذلك احلق الذي يرد على شيء من األشياء و ّ كما ّ
التصرف يف هذا الشيء و ذلك يف حدود القانون".3 و االستغالل و ّ
فامللكية العامة إحدى أصناف امللكية و هي وسيلة مادية تكتسبها الدولة ممثلة يف اإلدارة خلدمة الصاحل العام.
فاالس تعمال املباشر من ط رف اخلواص ميارسه اجلمه ور مجاعيا و بص فة تلقائية كالسري على الطريق العم ومي؛ كما قد يتم
اس تعمال األمالك الوطنية العمومية املختصة للمص لحة العمومية مبوجب عقد ختص يص أو امتي از من ط رف اإلدارات العمومية أو
صاحب امتياز؛ هذا امللك العمومي أو اهليئات املسرية للمصاحل العمومية؛ كم ميكن أيضا أن تكون األمالك الوطنية العمومية املخصصة
حمل شغل خاص خيضع لالستعمال اخلاص لرخصة إدارية مسبقة مع دفع أتاوى و متارس هذا االستعمال اخلاص ّإما الستعمال اجلمهور ّ
مبوجب عقد أحادي الطرف أو مبوجب اتفاقية.
و من ه ذا ف إ ّن محاية األمالك الوطنية من خماطر التجزئة أو التج اوزات مض مونة من جهة مبب دأ ع دم قابلية التص رف يف املال
العام؛ و من جهة أخرى تسليط عقوبات جزائية.
-01المفهوم القانوني:
إ ّن الق انون اجلزائ ري ت دخل يف جمال امللكية العمومية و أقرها يف أحك ام دس تورية و أك ّد على وج وب محايتها و احرتامها و
ذلك طبقا للم ادة 66من الدس تور بقوهلا "جيب على كل م واطن أن حيمي امللكية العام ة؛ و مص احل اجملموعة الوطنية وحيرتم ملكية
الغري"
فباس تقراء النص الدس توري يتض ّح أ ّن املش رع قد اس تعمل مص طلح امللكية العامة إىل ج انب مص طلح اجملموعة الوطنية و
اعتربها ملك اً هلا و هو ما أكدته املادة 17من الدس تور "أ ّن امللكية العامة هي ملك اجملموعة الوطنية و تتمثل يف ب اطن األرض و
املن اجم و املق الع و املوارد الطبيعية للطاق ة ،و ال ثروات املعدنية الطبيعية و احلية يف خمتلف من اطق األمالك الوطنية البحرية و املي اه و
الغابات و النقل بالسكك احلديدية و النقل البحري و اجلوي و الربي و املواصالت السلكية و الالسلكية...إخل"
كم مت تعريف األمالك الوطنية مبوجب املادة 688من القانون املدين على أهنا "تعترب أمواالً للدولة العقارات و املنقوالت اليت
نص قانوين ملصلحة عامة أو اإلدارة أو ملؤسسة عمومية أو هيئة هلا طابع إداري...إخل". ختتص بالفعل أو مبقتضى ّ
نص املادة 12من الق انون 2 30-90املع ّدل و املتمم و املتض من ق انون األمالك الوطنية بنصه "تتك ون كما تط رق إليها يف ّ
األمالك الوطنية العمومية من احلق وق و األمالك املنقولة و العقارية اليت يس تعملها اجلميع و املوض وعة حتت تص رف اجلمه ور املس تعمل
ّإما مباش رة و ّإما بواس طة مرفق ع ام ش ريطة أن تكيف يف ه ذه احلالة حبكم طبيعتها أو هتيئتها اخلاص ة؛ تكييفا مطلقا أو أساس ياً مع
اهلدف اخلاص هلذا املرفق.
تدخل أيضا ضمن األمالك الوطنية العمومية؛ الثروات و املوارد الطبيعية املعرفة يف املادة 15من هذا القانون".
3أنظر رمضان أبو السعود؛ الوجيز في الحقوق العينية األصلية (أحكامها و مصادرها)؛ دار الجامعة الجديدة؛ مصر؛ 2004؛ ص.22
2أنظر قانون رقم 30-90المؤرخ في 1ديسمبر 1990المع ّدل و المتمم بموجي قانون رقم 14-08المؤرخ في 20جويلية 2008؛ ج.ر.رقم ،44سنة
.2008
3
-02المفهوم الفقهي:
إ ّن القانون األمالك الوطنية املصري سلك مسلك النظرية التقليدية من خالل حتليله و تعداده لألمالك حيث أهنا وردت على
سبيل احلصر غري أنه و على حسب رأي الفقيه سليمان الطماوي؛ فقد يؤدي ذلك احلصر إىل الوقوع يف اخلطأ و ذلك يف حالة ما إذا
مل يتم إدراج نوع معني قد يظهر فيما بعد؛ كما أ ّن اخلطأ يف ذلك قد يؤدي إىل تقيد القضاء.1
غري أ ّن القانون املدين اجلزائري سلك مسلكاً آخر عندما اعترب أموال الدولة هي اليت ختصص للمصلحة و لإلدارة و سار على
منواله ق انون األمالك الوطنية حينما اعترب أن األم وال العامة ال تك ون حمل ملكية خاصة حبكم طبيعته ا؛ و اس تثىن املؤسس ات العمومية
االقتص ادية و ه ذا يعين أنّه قد أخذ ب الرأي الفرنسي ال ذي ع رف الكثري من التط ور و ميكن أن يلخص أهم ما توصل إليه الفقه اء
الفرنسيون يف التعريف الفقهي لألمالك الوطنية العامة يف ثالث أراء و هي:
األول :يذهب أصحاب هذا الرأي إىل القول بأ ّن األموال العامة هي املخصصة الستعمال اجلمهور املباشرة كالطرق العامة و الرأي ّ
األهنار و البحار .لكن ما يعاب على هذا االجتاه أنّه أخرج األموال املخصصة للمرافق العامة من دائرة األموال العامة.
الرأي الثاني :يرى أصحاب الرأي أ ّن األموال العامة تتمثل يف األموال املخصصة للمرافق العامة.
غري أنه ال ميكن االعتم اد على ه ذا املعي ار ألنّه أخ رج األم وال املوض وعة حتت تص رف املباشر للجمه ور من نط اق األم وال
العامة؛ و يظهر قصوره جليا يف كونه يعترب كل املرافق العامة أمواال عامة حىت و لو كانت بسيطة أو قليلة األمهية كاألقالم و املساطر
و الورق و أمام هذا النقد حاول أنصار هذا املذهب تصحيح خطئهم و قالوا إ ّن املال العام هو الذي يكون ضرورياً لسري املرفق العام.
ال رأي الث الث :يعتقد الفقيه أن دري هوريو ( )André Hauriouأن ص فة العمومية للم ال الع ام ترتبط أساسا بفك رة التخص يص
للنفع العام و هو معيار مزدوج جيمع يف آن واحد بني التخصيص لالستعمال املباشر للجمهور و التخصيص للمرفق العام و لكن ينكر
الصفة العامة لبعض األموال رغم ختصيصها للنفع العام.
أعم و أمشل و تن درج مبوجبه يف األم وال العامة كل األم وال املوض وعة حتت
و عليه ف إن معي ار التخص يص للنفع الع ام يعترب ّ
التص رف املباشر للجمه ور و األمالك املخصصة ملختلف املرافق العامة .و هو ما اس تقر عليه الفقه احلديث ال ذي اعتمد التخص يص
2
كمعي ار أساسي و اعترب املال الع ام املخصص للمنفعة العامة بش كل مباشر ك الطرق و املنتزه ات و باالس تعمال عن طريق املرفق الع ام
كالسكك احلديدية واملستشفيات كما توسع معيار التخصيص يشمل األموال املنقولة كالكتب يف املكتبات العمومية والنقود و السفن
البحرية...إخل.
1
أنظر محمد عوض رضوان؛ جريمة المال العام في التشريعين الوضعي و اإلسالمي؛ دراسة مقارنة؛ دار النهضة العربية؛ ط1؛ القاهرة؛ 2011؛ ص.42
2
أنظر- :المادة 04من قانون األمالك الوطنية.
-المادة 689من القانون المدني
3
أنظر أعمر يحياوي.المرجع السابق ص .95
4
أنظر محمد أنس قاسم جعفر .النظرية العامة المالك اإلدارة و االشغال العمومية ،ط،03الجزائر 1992،ص50
5
تعترب ه ذه ال رتاخيص مبج رد ص دورها ماسة حبق وق و حري ات األف راد يف االنتف اع ب األموال العامة س واء ص درت يف ش كل
قرارات إدارية أو عقود إدارية؛ غري أ ّن اإلدارة هلا احلق أن تلغيها يف أي وقت حبجة املصلحة العامة.
و تتمثل هذه الرتاخيص يف:
)1الترخيص الشغل المؤقت بقرار:
و يف هذه احلالة يصدر قرار إداري عن املصلحة املختصة ميكن شخص اً معني دون غريه من االنتفاع جبزء من مال عام و قد
يتمثل هذا القرار يف رخصة الوقف و رخصة الطريق.
فرخصة ال وقت نصت عليها املادة 163من املرس وم التنفي ذي 454-91احمل ّدد لش روط إدارة األمالك اخلاصة و العامة
للدول ة؛ و يتمثل يف ال رتخيص ش غل قطعة من أمالك الدولة لالس تعمال عن طريق الش غل اخلاص دون إقامة مش تمالت على أرض يتها
كوضع ص احب مقهى موائ ده يف مرفق ات الطريق الع ام؛ ّأما رخصة الطريق فتتمثل يف ال رتخيص يش غل قطعة من أمالك الدولة
املخصصة الستعمال اجلميع شغال خاصاً مع إقامة مشتمالت يف أرضيتها كمحطات توزيع البنزين.
1أنظر المادة 169/2من المرسوم التنفيذي 91/454المح ّدد لشروط األمالك الخاصة و العامة للدولة.
2أنظر مصطفى أبو زيد فهمي؛ اإلدارة العامة بنشاطها و أموالها؛ دار المطبوعات الجماعية؛ اإلسكندرية؛ 2002؛ ص.236
3أنظر محمد عوض رضوان؛ المرجع السابق؛ ص.44
أنظر المادة 04من قانون األمالك الوطنية.
أنظر المادة 688القانون المدني.
4أنظر إبراهيم عبد العزيز شيحة.ص 396
5أنظر محمد عوض رضوان؛ المرجع السابق؛ ص.44
6
و ه ذه اخلاص ية أيضا هي نتيجة حتمية خلاص ية ع دم ج واز التص رف يف األم وال الوطنية العمومية ذلك أنّه إذا مت نقل ملكية
األمالك الوطنية إىل الغري بإحدى التصرفات كالبيع و املبادلة غري جائز ألنه يتعارض مع ختصيص املال العام للمصلحة أو للمنفعة العامة
و بالت ايل فمن ب اب أوىل منع نقل ملكية ه ذه األمالك عن طريق التنفيذ اجلربي عليها و إالّ فإنه س يؤدي حتما لنقل ملكية امللك
العمومي إىل ذمة ط الب التنفيذ و هو ما يتع ارض مع املصلحة العامة و جتد هذه اخلاص ية أساس ها الق انوين يف املادة 689من الق انون
املدين اجلزائري و املادتني 4و 66/1من قانون األمالك الوطنية1؛ كما أن إقرار هذه اخلاصية اليت وجد هلا أساس قانوين من املشرع
فقد افرتض مالئمة الدولة و غريها من األشخاص املعنويني وبالتايل فهي قادرة على تنفيذ التزاماهتا دون ضغط أو إكراه.2
و من مت مينع اختاذ أي إجراء من إجراءات احلجز من قبل األفراد على األمالك العامة إلجبار اإلدارة على الوفاء بديوهنا؛ أل ّن
اإلدارة و كما يص طلح عليها فهي "م دين ش ريف" األمر ال ذي قد ي ؤدي إىل زعزعة الثقة املفرتضة يف تص رفات الدولة و مرافقها
العمومية إذا ما مت تطبيق إجراءات احلجز على أمواهلا كما أ ّن الغاية من التنفيذ هي محاية مصلحة خاصة و ذلك على حساب مصلحة
عامة و هو ما ال ميكن أن يكون بتقدمي املصلحة اخلاصة على املصلحة العامة .و ما جيب التنويه إليه أ ّن عدم احلجز على أموال الدولة
خطر واسع ميتد إىل مجيع ص ور التنفيذ اجلربي 3املعروفة يف الق انون املدين كما ميتد إىل مجيع عناصر األمالك الوطنية العامة مبختلف
صورها و مهما تباينت أوجه ختصيصها للنفع العام.
كما هلذه اخلاصية أساسها القانوين أيضا مبوجب املادة 636إ.ج.م.إ اليت تنص أنه ال جيوز احلجز على األموال التالية:
-األم وال العمومية اململوكة للدولة أو للجماع ات اإلقليمية أو املؤسس ات العمومية ذات الص فة اإلدارية ما مل ينص الق انون
خالف ذلك.
-األموال املوقوفة وفقا عاماً أو خاصاً ما عدا الثمار و اإليرادات.
-أموال السفارات األجنبية.
كما اس تدركت املادة 637ق.إ.ج.م .ا على أ ّن األم وال املنقولة املذكورة باملادة 636من نفس الق انون غري قابلة للحجز
و لو من أجل اس تفاء دين مس تحق للدولة أو للجماع ات اإلقليمي ة؛ غري أ ّن ه ذه األم وال قابلة للحجز إذا ك ان ه ذا احلجز من أجل
استيفاء مبلغ القرض الذي منح من أجل اكتساهبا أو مثن إنتاجها أو مثن تصليحها.
المطلب الثاني :تعريف األمالك الوطنية الخاصة و خصائصها:
و هبذا املطلب نتعرض اىل عنصرين اساسني مها تعريف األمالك الوطنية اخلاصة و اخلصائص اليت تتميز هبا هذه األخرية .
الفرع األول :تعريف األمالك الوطنية الخاصة:
تعرف على أهنا مجيع األمالك العقارية و املنقولة اليت متلكها الدولة أو إحدى مجاعاهتا اإلقليمية و غري مص نفة ضمن
ميكن أن ّ
امللكية العمومية و ختضع من حيث النظام القانوين للقانون اخلاص.
حمل مفه وم إجيايب إذ أن مفهومه يس تخلص عموم اً من و خبالف األمالك العمومية ف إ ّن األمالك الوطنية اخلاصة ال تك ون ّ
مفهوم امللك العام مبا أنّه مل يعطي له تعريف مانع جامع من قبل القوانني الوظيفية وقد مت تعريفه باملخالفة على أنّه كل األمالك العقارية
نص املادة 03/1من ق انون أمالك الدولة و املنقولة للجماع ات احمللية اليت ال ت دخل ض من امللك العم ومي و هو ما تستش فه من ّ
أنظر المادة 4و 66/1من قانون 90/30المع ّدل و المتمم بموجب 2قانون 14-08المتعلق بقانون األمالك الوطنية. 1
2
أنظر محمد عوض رضوان ،المرجع السابق ،ص.44
أنظر أنس قاسم جعفر ،المرجع السابق؛ ص.732
3
تتمثل أنواع الحجوز التنفيذية فيما يلي:
-حجز المنقول لدى المدين.
-حجز ما للمدين لدى الغير.
-الحجز العقاري.
7
بنص ها.." ..األمالك الوطنية األخ رى غري املص نفة ض من األمالك العمومية و اليت ت ؤدي وظيفة إمتالكية و مالية فتمثل األمالك الوطنية
اخلاصة".
و عليه مبا أ ّن ه ذه األمالك ت ؤدي وظيفة ذات ط ابع متليكي و م ايل فإهّن ا ختضع مب دئياً ألحك ام الق انون اخلاص؛ غري أنه ال
ميكن اجلزم التط بيق الكلي لقواعد الق انون اخلاص على هذه املمتلكات لكوهنا تشكل ملكية خاصة تابعة لشخص ية قانونية عمومي ة؛ و
قد بينت أحكام املواد 38إىل 58من قانون أمالك الدولة طرق تكوين األمالك الوطنية اخلاصة و هذه املواد نصت على قواعد خاصة
مغايرة لقواعد القانون اخلاص تطبق على اهلبات و الوصايا اليت تقدم للدولة و اجلماعات احمللية اإلقليمية سواء البلدية أو الوالية؛ و كذا
املؤسسات العمومية التابعة هلا.
كما أ ّن ه ذه املواد كرست مب دأ متلك الدولة لألمالك الش اغرة و األمالك اليت ال ص احب هلا والرتك ات اليت ال وارث هلا و
احلطام اليت تركها مالكها و الكنوز اليت يتم اكتشافها أو العثور عليها يف أحد توابع األمالك اخلاصة.
عرفه ال دكتور ع ادل أمحد حش يش على أهّن ا األم وال اليت متتلكها الدولة ملكية خاصة واليت ختضع بوجه ع ام لقواعد و قد ّ
القانون اخلاص فيمكن التصرف فيه بالبيع و غريه كما ميكن لألفراد متليكه بالتقادم طويل األجل؛ كما أهّن ا أموال تدر إيرادات للدولة.
و ه ذا الن وع من األم وال هي اليت عنت بدراسة علم اء املالية عند حتدثهم عن دخل الدولة من أمالكها اخلاصة كمص در من
املوجهة لضمان مداخيل مصادر اإليرادات العامة .ذلك أ ّن األمالك الوالئية اخلاصة تتمتع بوظيفة متليكية و مالية ،إذ أهّن ا من األموال ّ
1
أو خ دمات للش خص العم ومي املالك ،األمر ال ذي يتبعه أن تسري امللك اخلاص ال يش كل مص لحة عامة لكن ش كل نش اطاً خاص اً
لإلدارة اليت تس ريه كمالك خ اص يف إط ار الق انون الع ام حىت و لو أ ّن القواعد االس تثنائية للق انون الع ام قد تتص ادم مع قواعد الق انون
اخلاص لكنها ال تش كل إالّ اس تثناءات ال تغري يف ش يء من املب دأ؛ غري أ ّن ه ذا الش كل التقلي دي للملكية اخلاصة للدولة قد مت انتق اده
باألخص ما تعلق منه بالغاية التمليكية بعيدة عن كوهنا متميزة؛ إذ أن امللكية اخلاصة تتابع بشكل كبري أهداف املصلحة العامة؛ فيمكن
هلا أن تكون املقر اخلاص لتنفيذ املصلحة العمومية كما ميكن أن يكون موضوع ختصيص للمصلحة العامة.
يعرفها ال دكتور عبد ال رزاق الس نهوري أ ّن األمالك الوطنية اخلاصة هي األش ياء اململوكة ملكية خاصة لدولة أو كما ّ
ألش خاص املعنوية العامة األخ رى و هي األش ياء غري املخصصة للمنفعة العام ة؛ بل حىت األم وال العامة ميكنها أن تنقلب إىل أم وال
خاصة بإهناء ختصيص ها للمنفعة العامة و يك ون حق الدولة عليها حق ملكية خاصة ال حق ملكية إداري ة؛ كما أهنا ختضع بوجه ع ام
ألحكام امللكية شأهنا يف ذلك شأن ملكية األشخاص الطبيعية.
الفرع الثاني :خصائص األمالك الوطنية الخاصة:
تتميز األمالك الوطنية اخلاصة مبجموعة من اخلصائص متيزها عن باقي امللكيات التابعة للدولة ونذكر فيما يلي:
)1أ ّن األمالك الوطنية اخلاصة ختضع إىل قواعد القانون اخلاص نظراً لطبيعة املعامالت اليت جتريها الدولة عليها.
)2تتصرف الدولة فيها تصرف عادي يشبه تصرف األفراد يف ممتلكاهتم.
)3تؤدي وظيفة مالية و إمتالكية حبيث تشكل إحدى اإليرادات العامة يف الدولة.
فمن خالل ه ذه اخلص ائص يت بني جلي اً أ ّن األم وال العمومية اخلاصة تتم يز بنظ ام خ اص خيتلف عن نظ ام األم وال العمومية
العامة مع بعض االختالف ات اليت تقرهبا منها و ه ذا االختالف يكمن يف الوظيفة اليت تؤديها ه ذه األمالك و مص ادر أحكامها و ك ذا
بكيفية إدخال األموال يف نطاقها و طبيعة حق ملكية اإلدارة عليها.
1
أنظر :د .عادل أحمد حشيش؛ أساسيات المالية العامة؛ الدار الجامعية للنشر؛ مصر؛ 2006؛ ص.130
8
سبق القول على أ ّن هذه األمالك تؤدي وظيفة إمتالكية و مالية لكوهنا موجهة جللب إيرادات للدولة و اجلماعات احمللية 1و
من مت ف إن إدارهتا ال تش كل مرفقا عام اً بل نش اطاً خاص اً إالّ أهنا مل تعد ت ؤدي هذه الوظيفة مبفهومها التقليدي فحسب بل أص بحت
حتقق أه داف أخ رى و هي أيضا أه داف املنفعة العامة يف أوسع جمال هبا فقد تك ون موض وع ختصص للمص لحة العامة مثل األمالك
الوطنية العامة املخصصة لسري املرافق العامة و تلك املوجهة لالس تعمال املباشر و غري املباشر للجمه ور ك الطرق الريفية املص نفة بنص
القانون يف األموال اخلاصة.
و حبسب ما ورد يف قانون األمالك الوطنية 2و اليت هتدف إىل حتقيق أغراض امتالكية و مالية وختضع مبدئيا ألحكام القانون
اخلاص.
ب -كيفية إدخال األموال ضمن األمالك الوطنية الخاصة:
إ ّن األمالك أي كان نوعها تندرج ضمن األمالك الوطنية اخلاصة و ذلك ّإما بإلغاء ختصيصها أو بتجريد توابع األمالك العامة
من صفها مع بقائها يف ملكية الدولة و اجلماعات احمللية و سواء جمانيا أو مبقابل؛ و تتمثل طرق القانون العام اجملانية يف االستيالء على
الش ركات اليت ال وارث هلا؛ أو األم وال الش اغرة اليت ال ص احب هلا؛ احلط ام ذات القيمة األثرية أو الفني ة؛ ّأما ط رق الق انون اخلاص
اجملانية فهي تلك املتمثلة يف التربعات ،اهلبات و الوصايا؛ و قد تكون بصفة رضائية عن طريق التبادل.
المبحث الثاني :أنواع األمالك الوطنية و وسائل حمايتها:
تنقسم األمالك الوطنية إىل أمالك وطنية عمومية و أخرى خاصة .و لكل منها تكوينها اخلاص هبا تتميز به.
فاألمالك الوطنية العمومية ختتلف يف تكوينها من حيث طبيعتها إىل أمالك وطنية طبيعية و أمالك وطنية اصطناعية.
ّأما األمالك الوطنية اخلاصة فإهنا ختتلف حبسب اجلهة التابعة هلا إن كانت الدولة أو الوالية أو البلدية.
المطلب األول :أنواع األمالك الوطنية:
وفقا ملا جاء به املشرع اجلزائري و مبوجب احكام قانون األمالك الوطنية فاهنا تنقسم اىل نوعني
األمالك الوطنية العامة و األمالك الوطنية اخلاصة .
الفرع األول :أنواع األمالك الوطنية العمومية:
تتكون األمالك الوطنية العمومية من األمالك الوطنية الطبيعية و األمالك الوطنية االصطناعية
أوال :األمالك الوطنية الطبيعية:
إ ّن األمالك الوطنية الطبيعية هي تلك األمالك اليت وجدت بفعل الطبيعية و مل تتدخل يد إنسان يف تكوينها دون أي جهد أو
عمل بشري كاألمالك النهرية ،الفضاء اجلوي الذي يعلو إقليم الدولة الثروات أو املوارد الطبيعية السطحية أو اجلوفية املتمثلة يف املوارد
املائية مبختلف األن واع و احملروق ات الس ائلة منها و الغازية و ال ثروات املعدنية و الطاقوية و احلديدية أو املع ادن األخ رى و املنتج ات
املس تخرجة من املن اجم و احملاجر و كل ال ثروات البحرية الغابية 3و تكتسي األمالك ص فة امللك الع ام وفقا للق انون دون احلاجة إىل
صدور قرار إداري؛ و قد تعرض هلا قانون األمالك الوطنية بالتفصيل يف نص املادة 15منه.4
و األمالك الوطنية الطبيعية حبسب نص املادة 15من قانون 30-90هي:
/1شواطئ البحر :و ذلك نظراً ألمهيتها يف املالحة و الصيد و حتديد األراضي اليت تعترب جزء من الشاطئ.
/2قعر البحر اإلقليمي و باطن ه :فيعترب البحر اإلقليمي من األم وال العامة الطبيعية و يقصد به ذلك اجلزء من البحر ال ذي جياور إقليم
كل دولة و خيضع لسيادهتا.
1
أنظر عادل أحمد حشيش :المرجع السابق ،ص.131
أنظر المادة 3من قانون 30-90المع ّدل و المتمم. 2
3
أنظر عالء الدين عشي؛ مدخل القانون اإلداري؛ در هومة؛ ج،2عين مليلة؛ الجزائر؛ ص.109
أنظر المادة15من قانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون .14-08 4
9
/3املي اه البحرية الداخلي ة :و هي تش مل املي اه الداخلية و اليت هي أج زاء من البحر اليت تتغلغل يف إقليم الدولة و تت داخل فيه و مها
البحار و البحريات و األهنار و اخلجالن و القنوات و املوانئ داخل إقليم الدولة.
/4طرح البحر و حماصره.
/5جماري املي اه و رق اق اجملاري اجلافة و اجلزر اليت تتك ون داخل رق اق اجملاري و البح ريات و املس احات املائية األخ رى أو اجملاالت
يعرفها قانون املياه.
املوجودة ضمن حدودها حبسب ما ّ
/6اجلرف القاري :و هو الطبقات األرضية املمتدة باحندار تدرجيي أسفل املياه يف اجتاه أعايل البحار واليت تعترب امتداد طبيعي إلقليم
الدولة.
/7املن اطق البحرية اخلاض عة للس يادة اجلزائرية و لس لطتها القض ائية؛ ت دخل املش ّرع بنص املادة 15من ق انون األمالك الوطنية و اعترب
كل املناطق البحرية اخلاضعة للسيادة اجلزائرية تدخل ضمن امللكية العمومية الوطنية الطبيعية؛ و هذا نظراً ملا هلذه الثروات من أمهية يف
أقر مبدأ سيادة الدولة على ثرواهتا و مواردها الطبيعية.1
التقدم احلضاري و االقتصادي ملعظم الدول؛ و هبذا النص القانوين يكون قد ّ
/8اجملال اجلوي و اإلقليمي :و هذا اجملال يتم حتديده وفق قواعد القانون الدويل العام.
/9ال ثروات و املوارد الطبيعية الس طحية و اجلوفية املتمثلة يف املوارد املائية مبختلف أنواعها و احملروق ات الس ائلة منها و الغازية و
ال ثروات املعدنية الطاقوية و احلديدية و املع ادن األخ رى و املنتوج ات املس تخرجة من املن اجم و احملاجر و ال ثروات البحرية و ك ذلك
الثروات الغابية الواقعة يف كامل اجملاالت الربية والبحرية من الرتاب الوطين يف سطحه أو يف جوفه و/أو اجلرف القاري.2
1أنظر المادتين 25و 35من المرسوم التنفيذي رقم 427-12المؤرخ في 16ديسمبر 2012المح ّدد لشروط إدارة األمالك الخاصة و العامة التابعة للدولة و
تسيرها و يضبط كيفيات ذلك؛ جريدة رسمية رقم 69؛ لسنة .2012
2أنظر المواد 52؛ 53؛ 54من المرسوم التنفيذي رقم 12/427المذكور أعاله.
3أنظر المواد 20-19-18-17من قانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون رقم 14-08المذكور أعاله.
4أنظر المادة 06من المرسوم التنفيذي رقم 92/371المؤرخ في 14/10/1992؛ المحدد للقواعد المطبقة على تسيير العقارات المخصصة لوزارة الدفاع
الوطني؛ الجريدة الرسمية رقم 74؛ سنة .1992
5الحطام بمفهوم المادة 55من قانون 30-90هو ..." :كل األشياء أو القيم المنقولة التي تركها مالكها في أي مكان؛ و كذا التي يكون مالكها مجهوال"2.
-الكنز بمفهوم المادة 57من القانون 30-90هو..." :كل شيء أو قيم مخفية أو مدفونة تم اكتشافها أو العثور عليها بمحض الصدفة؛ و ال يمكن ألحد أن يثبت2
عليها ملكيته".
6أنظر المادة 18من قانون .30-90
11
-األمالك اليت حتوزها املؤسسات العامة و املؤسسات العامة ذات الطابع الصناعي و التجاري واليت تعود إىل اجلماعات احمللية؛
املخولة إىل الدولة جماناً.7
ثانيا :األمالك الوطنية الخاصة التابعة للوالية:
-األراضي و املباين اليت خصصتها الوالية للمصاحل العامة و اهليئات اإلدارية.
-احملالت ذات االستعمال السكين و ملحقاهتا اليت أجنزهتا و اقتنتها الوالية بإمكاناهتا اخلاصة.
-العقارات غري املخصصة اليت اقتنتها أو أجنزهتا الوالية.
-األراضي اجلرداء اليت مل ختصصها الوالية.
-املنقوالت و العتاد اليت اقتنتها الوالية بإمكاناهتا اخلاصة.
-اهلبات و الوصايا اليت قبلتها الوالية وفقا لألشكال و الشروط املنصوص عليها قانونا.
-األموال اخلاصة اليت تتنازل عنها الدولة أو البلدية لصاحل الوالية.
-احلقوق و القيم املنقولة اليت متثل مقابل حصصها أو تزويداهتا يف املؤسسات العامة.2
ثالثا :األمالك الوطنية الخاصة التابعة للبلدية:
-املباين و األراضي اليت خصصتها البلدية للمصاحل العامة و اهليئات اإلدارية.
-احملالت ذات االستعمال السكين و ملحقاهتا اليت أجنزهتا البلدية بوسائلها اخلاصة.
-األراضي اجلرداء اليت مل ختصصها البلدية.
-العقارات غري املخصصة اليت اكتسبتها البلدية أو أجنزهتا بوسائلها اخلاصة.
-العقارات و احملالت ذات االستعمال املهين؛ التجاري أو احلريف املخولة ملكيتها إىل البلدية وفقا للقانون.
-اهلبات و الوصايا اليت قبلتها البلدية وفقا لألشكال و الشروط املقررة قانوناً.
-األمالك اليت تنازلت عنها الدولة أو الوالية لصاحل البلدية.
-املنقوالت و العتاد اليت اقتنتها أو أجنزهتا البلدية بوسائلها اخلاصة.
-احلقوق و القيم املنقولة اليت متثل مقابل حصص أو تزويدات البلدية يف املؤسسات العامة.3
و هبذا فإ ّن األمالك الوطنية اخلاصة تتكون من إجراءات القانون اخلاص؛ و ميكن إمجاهلا فيما يلي:
أ) الهبات و الوصايا:
و تقبل اهلب ات و الوص ايا اليت تق دم إىل الدولة مبقتضى ق رار يتخ ذه ال وزير املكلف باملالية أو بق رار وزاري مش رتك بني ال وزير
املكلف باملالية و ال وزير ال ذي خصص له ه ذه اهلب ات 4و إذا ك انت ه ذه اهلب ات أو الوص ايا موجهة للوالية أو البلدية فإنّه يتم قبوهلا أو
رفضها من طرف اجمللس الشعيب البلدي أو الوالئي.
ب) األمالك الشاغرة و األمالك و األمالك التي ال صاحب لها و التركات التي ال وارث لها:
إذا مل يكن للعق ار مالك مع روف أو ت ويف مالكه دون أن ي رتك وارث اً ،حيق للدولة بواس طة األجه زة املع رتف هبا قانون اً أم ام
اهليئات القضائية املختصة أن تصدر حكما يقضي بانعدام الوارث و يتم ذلك بعد القيام بتحقيق من أجل التحري عن املالك احملتملني أو
7أنظر المادة 23من المرسوم التشريعي 08-94المؤرخ في 26ماي 1994؛ المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 1994جريدة رسمية رقم 33لسنة
.1994
2أنظر المادة 18من قانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون رقم 14-08المذكور أعاله.
3أنظر المادة 20من قانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون رقم 14-08المذكور أعاله.
4أنظر المادة 43من قانون 90/30المع ّدل و المتمم بالقانون رقم 14-08المذكور أعاله.
12
الورثة و يرتتب على احلكم –بعد أن يصبح هنائياً -تطبيق نظام احلراسة القضائية و مبجرد انقضاء اآلجال احمل ّددة قانون اً ميكن للقاضي أن
يصرح بتسليم أموال الرتكة للدولة.
يعلن الشغور النهائي و ّ
ج) الحطام و الكنوز:
إ ّن مفه وم احلط ام قد مت حتدي ده مبوجب املادة 55من ق انون األمالك الوالئية املع ّدل و املتمم إذ يعترب حطام اً كل األش ياء أو
القيم املنقولة اليت تركها مالكها يف أي مكان و كذا اليت يكون مالكها جمهوالً فاحلطام املنقول هو من أمهله صاحبه بدون أن تكون لديه
نية تركه مثال :سيارة موضوعة يف احملشر و مل يطالب هبا؛ أو األشياء املوجودة يف الطرود الربيدية و اليت مل يطالب هبا؛ أو العتاد املهجور
الذي يع ثر عليه يف األم اكن البحري ة .فهذا احلط ام يكون ملك للدولة و يب اع من ط رف مص احل أمالك الدولة و يف رغ الن اتج يف اخلزينة
العمومية و يبقى األجل احمل ّدد لالس رتجاع لفائ دة املالك ملدة 366يوم اً كامل ة؛ ّأما الك نز فهو ش يء خمبأ أو م دفون حبيث أنّه ال ميكن
ألي شخص تربير ملكيته له و يتم العثور عليه بالصدفة؛ و مجيع الكنوز املعثور عليها يف فروع األمالك الوطنية هي ملك للدولة.1
المطلب الثاني :الوسائل القانونية اإلدارية لحماية األمالك الوطنية:
لقد وضع املش ّرع اجلزائ ري جمموعة القواعد اإلدارية اليت من ش أهنا تعزيز و محاية األمالك الوطنية و هي عب ارة عن التزام ات
أي ش خص له نية فرض ها املش ّرع على اإلدارة ذاهتا بغ رض حتسني و تنظيم و تس يري ه ذه األمالك باعتبارها مالكة املال الع ام و على ّ
االعت داء على األمالك العمومي ة؛ و بغ رض تعزيز ه ذه احلماية فيمكن أن جنملها يف اجلرد و الرقابة كوس يلتني إداري تني حلماية األمالك
الوطنية.
الفرع األول :جرد األمالك الوطنية:
إ ّن املش رع اجلزائ ري تط رق إىل عملية اجلرد كوس يلة من الوس ائل اإلدارية حلماية األمالك الوطنية مهما ك ان حائزه ا ،و قد
جسد املرسوم التنفيذي رقم 455-91فصول متفرقة ألنواع خمتلفة من اجلرد.
أنظر المادة 58من قانون 90/30المع ّدل و المتمم المذكور أعاله. 1
2
أنظر المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 91/455المؤرخ في 23نوفمبر 1991؛ المتعلق بجرد األمالك الوطنية؛ الجريدة الرسمية رقم 60لسنة .1991
13
ب) التسجيل التقوميي :هو إثبات القيمة النقدية للمال.
1
أنظر المادة 17من المرسوم التنفيذي رقم 91/455المذكور أعاله.
2
أنظر المادة 24من المرسوم 455-91المذكور أعاله.
14
تسميتها.
مرجع النص الذي أنشأها.
اجلماعة العمومية اليت تنتمي إليها (الدولة ،الوالية ،البلدية).
-2العقار؛ و تتعلق معلوماته مبا يأيت:
نوعيته و حمتواه و مكان وجوده.
أصل امللكية و نوعية احلقوق.
قيمته.
و حي ّدد الوزير املكلف باملالية بقرار منوذج البطاقة اليت تستعمل و كيفيات إعدادها"
إذن من خالل ه ذه املادة يتضح جلي اً أ ّن إع داد البطاقة العقارية لكل عق ار الب ّد أن حتت وي على ن وعني من املعلوم ات منها ما
هو متعلق باملصلحة احلائزة على العقار ومنها ما هو متعلق بالعقار املراد جرده.
فاملعلوم ات املتعلقة باملص لحة احلائزة هي اليت ت بني من خالهلا التس مية أي تس مية املص لحة احلائزة؛ و ذكر الق انون أو العقد
التأسيسي هلا؛ و كذا اجلماعة العمومية التابع هلا العقار (الدولة؛ الوالية؛ البلدية).
ّأما املعلوم ات املتعلقة بالعق ار فيجب ذكر طبيعته القانوني ة؛ حمتويات ه؛ موقع ه؛ أصل امللكي ة؛ قيمته أي القيمة التجارية للملك و
اليت يتم حتديدها من قبل إدارة أمالك الدولة و تلك املدونة على العقد اجملسد لعملية التخصيص أو التبادل.
إذن و بعد االنتهاء من هذه البطاقة مت إرساهلا إىل املديرية الوالئية ألمالك الدولة حسب احلاالت التالية:
أ -إذا كانت العقارات مشغولة من قبل مؤسسات أو هيئات أو املؤسسات العمومية ذات طابع إداري تابعة للدولة فيتم إرسال بطاقتها
العقارية املعدة من قبل املصاحل املعينة لذات اهليئة املرسل إليها.
ب -إذا ك انت العق ارات مش غولة من قبل مؤسس ات أو هيئ ات أو املؤسس ات العمومية ذات ط ابع إداري ت ابع للوالية فيتم إرس ال
بطاقتها العقارية من قبل املصاحل املختصة للوالية.
و إذا كانت العقارات مشغولة من قبل مؤسسات أو هيئات أو املؤسسات العمومية ذات طابع إداري تابع للبلدية فيتم إرسال
بطاقتها العقارية من قبل املصاحل املختصة للبلدية.1
و من مت تلقى على ع اتق مص لحة أمالك الدولة مبج رد اس تالمها البطاق ات العقارية عبء التحقيق من س المة إع دادها؛ و إذا
اقتضى األمر دع وة املص احل الش اغلة للعق ار املراد ج رده من أجل اس تكمال املعلوم ات الناقصة غري أنّه و بغ رض تس جيل املمتلك ات يف
اجلدول الع ام لألمالك الوطنية ميكن الرج وع إىل املنش ور رقم 03/01املتعلق بكيفي ات تط بيق أحك ام املادة 83من ق انون املالية لس نة
2003فتلزم تسجيل كل العقارات اجملرودة يف سجل االرتكاز يف جدول العام لألمالك الوطنية بعد مأل بطاقة تعريفية خاصة تبني نوع
البناي ة؛ موقعه ا؛ مس احتها؛ و ت اريخ و مب الغ اإلجناز؛ جماالت اس تعماهلا و كل املعلوم ات الض رورية املطلوبة و ترسل إىل مص احل أمالك
الدولة اليت تباشر التحقيق امليداين و اإلداري مث تصدر وثيقة رمسية تثبت ملكية العقار للهيئة املعنية تسمى شهادة التسجيل.
الفرع الثاني :الرقابة كوسيلة لحماية األمالك الوطنية:
تنص املادة 24من القانون 230-90على أنّه" :تتوىل أجهزة الرقابة الداخلية اليت تعمل مبقتضى الصالحيات اليت خيوهلا إياهاّ
الق انون والس لطة الوص ية معه ا؛ رقابة االس تعمال احلسن لألمالك الوطنية وفقا لطبيعتها و غ رض ختصيص ها؛ و تعمل املؤسس ات املكلفة
بالرقابة اخلارجية حسب ختصص كل منها وقت الصالحيات اليت خيوهلا إياها التشريع".
1
أنظر علي بن شعبان؛ وسائل اإلدارة لحماية المال و العم؛ مجلة العلوم اإلنسانية؛ جامعة قسنطينة؛ عدد 20؛ سنة 2003؛ ص.223
أنظر المادة 24من القانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون 14-08المذكور أعاله. 2
15
إذن من خالل املادة 24من ق انون أمالك الدولة نالحظ أن املش ّرع اجلزائ ري قد وضع الرقابة كأس لوب حلماية األمالك
الوطنية العامة و هو من اإلجراءات السابقة عن أشكال احلماية و تتم هذه األخرية وفق اً إلجراءات قانونية و من قبل هيئات أسندت هلا
هذه املهمة سواء على املستوى املركزي أو املستوى احمللي و تشمل الرقابة مجيع أنواع األمالك الوطنية.
أوال :على المستوى المركزي:
تتعدد اهليئات اإلدارية املكلفة بدور الرقابة على األمالك الوطنية و هذا التعداد و التنوع بالنظر إىل نوع امللكية العامة يف ح ّد
ذاهتا.
أ) دور وزارة المالية في الرقابة:
ي ربز دور وزارة املالية من خالل جهازها اإلداري و ك ذا دور وزير املالية يف الرقابة على األمالك الوطنية العمومية و قد مت
حتديد اجله از اإلداري ل وزارة املالية مبوجب املرس وم التنفي ذي رقم 155-95إذ تنص املادة األوىل منه على وزارة املالية و تك ون حتت
سلطة وزير املالية و تشمل كل من:
-ديوان الوزير الذي يتألف من:
مدير الديوان؛ و يساعده مديران للدراسات.
رئيس الديوان.
املفتشية العامة.
مثانية ( )8مكلفني بالدراسات و التلخيص و مخسة ( )5ملحقني بالديوان.
وتشمل أيضا اهلياكل التالية:
املديرية العامة للدراسات و التقدير.
املديرية العامة للخزينة.
املديرية العامة للميزانية.
املديرية العامة للجمارك.
املديرية العامة للضرائب.
املديرية العامة لألسالك الوطنية.
املديرية العامة للعالقات املالية اخلارجية.
املديرية العامة للمحاسبة.
مديرية املوارد البشرية.
مديرية الوسائل وعمليات امليزانية.
مديرية الوكالة القضائية للخزينة".
كما أ ّن ذات املرسوم قد ح ّدد لنا تكوين و دور كل مديرية 2و من بينها مديرية األمالك الوطنية 3و اليت تتكون من:
)1مديرية عملي ات األمالك الوطنية و العقارية و تضم كل من املديرية الفرعية لعملي ات األمالك الوطنية و املنازع ات؛ املديرية الفرعية
للحفظ العق اري و س جل مسح األراض ي؛ املديرية الفرعية إلج راء اخلربات و العملي ات العقاري ة؛ املديرية الفرعية ألمالك الدولة و
التلخيص.
1
أنظر المرسوم التنفيذي رقم 55-95المؤرخ في 15فيفري 1995؛ يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة المالية؛ ج.ر؛ رقم 15لسنة .1995
2
أنظر المواد من 02إلى 11من المرسوم رقم 55-95المذكور أعاله.
3
أنظر المادة 06من المرسوم رقم 55-95المذكور أعاله.
16
)2مديرية إدارة الوسائل و تضم كل من املديرية الفرعية لتنظيم املصاحل و املناهج و احملفوظات؛ املديرية الفرعية للموظفني و التكوين؛
املديرية الفرعية لعملي ات امليزانية و الوس ائل؛ املديرية الفرعية لتف تيش املص احل ،كما تضم م ديراً للدراس ات يكلف مبس اعدة املدير الع ام
لألمالك الوطنية يف ممارسة مهامه.
و بالرجوع إىل املادة 05من املرسوم التنفيذي رقم 54-95فإن وزير املالية يقوم بتطبيق األحكام التشريعية و التنظيمية و
1
اختاذ اإلجراءات الالزمة جبرد املمتلكات العمومية و تقوميها و محايتها؛ كما يقوم بضبط اجلدول العام للممتلكات العمومية باستمرار؛
كما أكدت ذات املادة إىل دور وزير املالية يف قيامه بالرقابة القانونية الستعمال املمتلكات العمومية.
ب) دور وزارة الموارد المائية في الرقابة:
ح ّدد املرس وم رقم 2000/324دور وزير املوارد املائية يف الرقابة على األمالك الوطنية العمومية 2كما ح ّدد املرس وم
التنفي ذي رقم 32000/325هياكل وزارة املوارد املائية و ذك رت املادة 01منه أ ّن وزارة املوارد املائية املوض وعة حتت س لطة ال وزير
تشمل كل من:
-أمني عام و يساعده مديرا دراسات ( )02و يلحق به مكتب الربيد و االتصاالت.
-رئيس الديوان و يساعده ( )08مكلفون بالدراسات و التلخيص و يكلفون بتحضري نشاطات الوزارة و تنظيمها وأربعة (0
)4ملحقون بالديوان.
-املفتشية العامة و اليت حي ّدد إحداثها و تنظيمها و سريها عن طريق التنظيم.
كما قد ذكرت نفس املادة أن وزير املالية تتألف من العديد من اهلياكل هي كاآليت:
مديرية الدراسات و هتيأة الري.
مديرية حشد املوارد املائية.
مديرية التزويد باملياه الصاحلة للشرب.
مديرية التطهري و محاية البيئة.
مديرية الري الفالحي.
مديرية امليزانية و الوسائل و التنظيم.
مديرية املوارد البشرية و التكوين و التعاون.
مديرية التخطيط و الشؤون االقتصادية.
و قد ذك رت املواد من 02إىل 09من ذات املرس وم إىل تك وين و دور كل مديري ة؛ و تعترب مديرية حشد املوارد املائية من
أهم املديريات املكلفة بالرقابة على األمالك الوطنية العامة و باألخص األمالك املائية.
و بالرجوع ألحكام املادة 03من نفس املرسوم فإن مديرية حشد املوارد املائية تظم 3مديريات فرعية و هي:
-املديرية الفرعية حلشد املوارد املائية املسطحة.
-املديرية الفرعية حلشد املوارد املائية اجلوفية.
1أنظر المادة 05من المرسوم التنفيذي رقم 54-95؛ المؤرخ في 15فيفري 1995؛ المحدد لصالحيات وزير المالية؛ ج ر؛ رقم 15؛ لسنة .1995
2أنظر المواد 2؛ 3؛ 4؛ 8من المرسوم التنفيذي رقم 2000/324المؤرخ في 25أكتوبر 2000المح ّدد لصالحيات وزير الموارد المائية ج ر .رقم 63؛ لسنة
.2000
3أنظر المادة 01من المرسوم التنفيذي رقم 2000/325المؤرخ في 25أكتوبر 2000؛ يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة الموارد المائية ج ر رقم
63؛ لسنة .2000
17
-املديرية الفرعية لالس تغالل و املراقب ات؛ و قد كلفت ه ذه األخ رية مبه ام الرقابة على األمالك املائية بإع داد التنظيم يف جمال
تسيري هذه املوارد و استغالهلا و السهر على تطبيقه؛ و كذا السهر على تطبيق نظام مراقبة املياه؛ و تبعية اهلياكل القاعدية لدى
األمالك الوطنية و مجيع املعلومات ومعاجلتها و املتعلقة باستغالل املوارد املائية.
ّأما بالنس بة ل دور وزير املوارد املائية فقد ح ّددها املرس وم 12000/324ال ذي خ ول له تكيف ط رق اس تغالل و تس يري
املنشآت و شبكات الري اليت تدخل يف جمال اختصاصه كما كلفه بالسهر على محاية املوارد املائية و احملافظة عليها؛ كما سعى إىل تنفيذ
كل تدبري ذو طابع تشريعي أو تنظيمي حبكم اختصاصه و السهر على تطبيقه و كذا محاية و صيانة جماري األهنار و املياه و البحريات و
الشطوط واألراضي و النباتات التابعة هلا و استغالل احملاجر...إخل.
1
أنظر محمد الصغير بعلي؛ القانون اإلداري (التنظيم 2اإلداري و النشاط اإلداري)؛ دار العلوم للنشر و التوزيع؛ الجزائر؛ 2013؛ ص179؛ .214
2
أنظر القانون رقم 11/10المؤرخ في 22جويلية ،2011المتضمن قانون البلدية ،الجريدة الرسمية رقم 37لسنة .2011
3
أنظر القانون رقم 12/07المؤرخ في 21فبراير ،2012المتضمن قانون الوالية ،الجريدة الرسمية رقم 12لسنة .2012
4
أنظر عايلي رضوان ،أمالك الجماعات المحلية و مبدأ الالمركزية اإلدارية ،مجلة المفكر ،جامعة بسكرة؛ العدد 10؛ ص.515
5
أنظر المادة 180من المرسوم 91/454المذكور أعاله.
6
أنظر المادة 186من المرسوم التنفيذي 91/454المذكور سابقا.
19
الفصل الثاني :النظام القانوني لتسيير األمالك الوطنية:
حمل اس تعمال من قبل الس لطة املختصة حىت ي ؤدي ه ذا األخري مهامه املنوطة به و هي االنتف اع من تك ون األمالك الوطنية ّ
املشرع ح ّدد و مبوجب نصوص قانونية طرق و خدماته سواء كانت هذه األمالك أمالك اً وطنية عامة أو أمالك اً وطنية خاصة؛ غري أ ّن ّ
كيفي ات تس يري األمالك الوطنية العامة وك ذا األمالك الوطنية اخلاص ة؛ كما قد متنح لألش خاص غري املس تفيدين أو ال ذين مل يتمكن وا من
االس تفادة املش روعة من ه ذه األمالك حق اللج وء إىل القض اء بغ رض املطالبة حبقهم من ه ذه األمالك املس رية يف اإلط ار الق انوين ال ذي
يسمح جلميع األفراد من االنتفاع و االستفادة من خدماته عن طريق رفع دعوى أمام اجلهة القضائية املختصة وفقا لإلجراءات القانونية
احملددة مبوجب نصوص تشريعية.
المبحث األول :تسيير األمالك الوطنية:
خيضع تس يري األمالك الوطنية إىل نظ ام ق انوين و ذلك ب النظر إىل أن واع األمالك الوطنية و اليت مت تقس يمها إىل أمالك وطنية
عمومية و أخرى خاصة.
فاألمالك الوطنية العمومية ختضع يف تسيريها إىل عدة طرق لالستعمال و التسيري فقد يكون مباشراً كما قد يكون غري مباشر؛
األول وفقا لقواعد قانونية وجب احرتامها لتس يري و
أما األمالك الوطنية اخلاصة فتخضع إىل نظ ام آخر يف تس يريها خيتلف عن النظ ام ّ
محاية األمالك الوطنية.
المطلب األول :تسيير األمالك الوطنية العمومية:
جيب التمي يز بني األمالك اليت ختصص لالس تعمال الف ردي و اجلم اعي على حسب طبيعتها أو جهتها و تلك األمالك اليت
ختصص لالستعمال اخلاص لألشخاص على حسب طبيعتها.
و األمالك املخصصة للمص احل العمومي ة؛ و هبذا الش كل ف األمالك الوطنية العمومية ميكن هلا أن تك ون حمل تس يري مباشر من
طرف اجلمهور بصفة تلقائية و جمانية و قد يكون التسيري هلذه األمالك بطريقة غري مباشرة أي بواسطة.
الفرع األول :التسيير المباشر لألمالك الوطنية العمومية:
إ ّن ه ذا الن وع من التس يري قد يك ون بش كل ف ردي و قد يك ون بص فة مجاعية من ط رف اجلمه ور أي أ ّن مجيع األش خاص
يستفيدون من هذا امللك العمومي بدون أن تكون هناك أي وساطة يف استعماله.
أوال :التسيير الجماعي لألمالك الوطنية العمومية:
مبجرد وضع امللك العمومي يف خدمة اجلمهور فنكون أمام تسيري مجاعي مميز و خمتلف؛ ومستعملوه غري معروفني و خيضعون
لنفس الظروف؛ هو ما يتطابق مع املفهوم و األهداف اليت خصصت و وضعت ألجلها األمالك العمومية خاصة و ان اهلدف منها حتقيق
املنفعة العامة؛ و من هنا فإن أهم خاصية هلذه األمالك أن ينتفع هبا و يستعملها اجلمهور بصفة مجاعية و مباشرة دون تدخل أي جهة،
على أن يقوم وفق مبادئ ثالث ( )03هي:1
أ -مبدأ الحرية:
نعين هبذا املبدأ أ ّن استعمال امللك العمومي ال خيضع ألي ترخيص كما هو احلال يف االستعماالت اخلاصة.
غري أ ّن هذه القاعدة ليست مطلقة ما دام أ ّن هناك ضبطية إدارية تقوم بتنظيم االستعمال اجلماعي لألمالك العمومية الذي قد
يؤدي نوعاً ما إىل التقيد من هذه احلرية2؛ و هبذا املبدأ فإ ّن استعمال امللك العمومي يكون مقراً ملمارسة عدة حريات مثل حرية التنقل؛
حرية التعبري؛ حرية التحرك...إخل.
1
أنظر المادة 62/2من القانون 30-90المعدل و المتمم بالقانون 14-08المذكور أعاله.
2
B. Genevois, Les grands arrêts des jurisprudences administratives, 13 ème édit, Dalloz, 2001, P294.
20
ب -مبدأ المجانية:
يعترب هذا املبدأ مالزم ملبدأ احلرية؛ إذ أن اإلدارة ملزمة اجتاه اجلمهور بضمان استعمال جماين مللحقات األمالك الوطنية العمومية
املخصصة لالستعمال اجلماعي و املشرتك إالّ إذا وجد نص يقضي خبالف ذلك 1فمثال السري العادي على الطرقات ال يلزم بدفع شيء يف
مقابل ذل ك؛ غري أنّه إذ وجد نص يقضي خالف ذلك فيعترب ه ذا النص اس تثناء من القاع دة خاصة و أ ّن التح والت االقتص ادية يزحف
شيئا حنو تضييق اخلناق على مبدأ اجملانية كدفع رسوم حني الدخول إىل شواطئ البحار أو استعمال الطريق السريع يف بعض الدول.
ج -مبدأ المساواة:
و هو أهم مبدأ يف استعمال و تسيري األموال العامة؛ مستوحى مبدأ املساواة بني املواطنني أمام القانون و هو مبدأ دستوري و
أي متيز بينهم.
من مث فإن مجيع مستعمليه خيضعون لنفس الشروط و احلقوق و القيود والرسوم و االلتزامات دون أن يكون هناك ّ
ثانيا :التسير الفردي لألمالك العمومية:
حمل اس تعمال خ اص أي اس تعماله
أق ّر الق انون على أ ّن األمالك املخصصة لالس تعمال اجلم اعي و املش رتك ميكن أن يك ون ّ
2
اس تعماالً غري ع ادي و هنا يك ون يف ش كل رخصة مس بقة أو اتف اق على أن ال يعيق أو يقل ّل من فعاليته 3و يتوافق دائما و التخص يص
للمنفعة العامة.
غري أن ه ذا االس تعمال يك ون عارضا أي مؤقت اً مبوجب ت رخيص ميكن لإلدارة املاحنة هلذا ال رتخيص ال رتاجع عنه و س حبه ممن
منح له يف أي وقت.
و هلذا فإن االستعمال اخلاص لألمالك الوطنية خيضع يف مجيع احلاالت إىل قواعد و هي:
-1الرخصة اإلدارية :جيب على مستعمله احلصول على رخصة مسبقا متنح له من قبل السلطة املختصة.
-2األتاوى :جيب أن يدفع مستعمله أتاوى مقابل ذلك؛ و هي عبارة عن مبلغ مايل حت ّدده اإلدارة.
-3أن يكون مؤقت :إ ّن الرخصة اليت متنح ملستعملي امللك العمومي جيب أن تكون بصفة مؤقتة غري دائمة و من مت هلا حق سحبها منه
يف وقت تراه مناسباً دون أن يكون له احلق يف املطالبة بأي تعويض.4
و عليه فإن التسيري الفردي لألمالك العمومية ميكن أن يأخذ أحد األشكال التالية:5
أ -عقد أحادي الطرف:
و يك ون عن طريق رخصة تص در يف ش كل ق راري إداري من الس لطة املختصة بإص داره ،و تتمثل ه ده الرخصة يف رخصة
الطريق و رخصة الوقوف.
-رخصة الطريق :و من خالل هذه الرخصة ميكن ملستعمل امللك العمومي أن يشغله مبا فيه مشتمالته ويقتضي ذلك إحداث تغريات يف
القوام التقين لألمالك الوطنية مثل األكشاك (لبيع الزهور ،اجلرائد )...،أو حمطات توزيع احملروقات؛ أعمدة كهربائية؛ أو تلغرافية...إخل؛
فهذه الرخصة عبارة عن تصرف انفرادي صادر عن اإلدارة املختصة وفقاً إلجراءات قانونية اليت متنح حق استعمال هذا امللك العمومي؛
و لن يت أيت للف رد اس تعماله إالّ بعد أن متنح له ه ذه الرخصة و تنتهي عملية االس تعمال مبج رد الس حب أو بإلغ اء للرخصة املمنوحة كما
يتعني على املس تفيد من رخصة الطريق عن دما تطلب منه الس لطة املختصة املاحنة لل رتخيص أن يق وم بتغيري مواقع قن وات املاء و الغ از و
الكهرباء أو اهلاتف على نفقته نظراً ملتطلبات تقنية أو أمنية أو لدعم الطريق العمومي.6
1قد يصدر ضمن قانون المالية نص يقضي بغرض رسوم و أتاوى على استعمال األمالك الوطنية باعتبار أنه القانون الذي يعنى بتنظيم إرادات و نفقات الدولة
كل سنة.
2أنظر المادة 63من قانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون 14-08المذكور أعاله.
3أنظر محمد سليمان الطماوي؛ مبادئ القانون اإلداري؛ الكتاب الثالث؛ دار الفكر العربي؛ مصر؛ 1979؛ ص.59
4أنظر قرار المحكمة العليا رقم 280/60؛ المؤرخ في 1990-04-07؛ المجلة القضائية رقم 03؛ سنة 1990؛ ص.174
5أنظر المادة 63من قانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون 14-08المذكور أعاله.
6أنظر المادة 64/2من قانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون 14-08المذكور أعاله.
21
-رخصة الوقوف :و تتمثل هذه الرخصة يف استغالل امللك العمومي دون تغيري القوام التقين هلذا امللك؛ فاحلصول على هذا النوع من
ال رخص ال ينتج س وى إقامة بن اءات خفيفة ب دون أساس ات أو وضع جته يزات فوقه أي دون إقامة مش تمالت على أرض يته مثل وضع
كراسي و طاوالت يف ساحة خاصة باملقاهي ،أو بيع على الرصيف قطع التحف الفنية.
أي مساس بوحدة امللك العمومي و ال بقوامه التقين و هو و يدخل ضمن هذا الصنف أيضا التجهيزات اخلفية اليت ينتج عنها ّ
ما أكدت عليه املادة 71من املرسوم التنفيذي رقم 427-12الذي حي ّدد شروط و كيفيات إدارة و تسيري األمالك العمومية و اخلاصة
التابعة للدولة بنصها على ما يلي" :تتمثل رخصة الوقوف يف الرتخيص بشغل قطعة من األمالك العمومية الستعمال اجلميع شغال خاص اً
دون إقامة مشتمالت على أرضيتها و تسلم ملستفيد معنّي امسياً.
تس لم رخصة الوق وف أو ت رفض تس ليمها الس لطة اإلدارية املكلفة ب أمن املرور عرب مرفق األمالك العمومية املع ىن؛ و يس لمها
رئيس اجمللس الشعيب البلدي بقرار؛ و فيما خيص الطرق الوطنية أو الوالئية الواقعة داخل التجمعات السكنية و كذلك الطرق البلدية؛ و
يسلمها الوايل بقرار فيما خيص الطرق الوطنية و الوالئية خارج التجمعات السكنية".
ب -عقد ثنائي األطراف:
و هو الذي يكتسي الطابع التعاقدي أو ما يسمى أيضا بعقد االلتزام؛ يأخذ هذا الشكل صفة عقد يربم بني اإلدارة و املستفيد
من امللك العمومي سواء كان شخص اً معنوي اً أو طبيعي اً و الذي مينح هلذا الشخص االمتياز و يسمى يف هذه احلالة بصاحب االمتياز و
يكون له احلق يف استغالل ملحق امللك العمومي الطبيعي أو متويل أو بناء أو استغالل منشأة عمومية لغرض خدمة عمومية و ملدة معينة
على أن حيصل املستفيد من أجل لتغطية تكاليف التسيري و االستثمار و كسب أجرته على أتاوى يدفعها مستعملوا املنشأة و اخلدمة وفق
تعريفات أو أسعار جيب أن تبني مسبقا يف ملحق دفرت شروط منح االمتياز؛ غري أ ّن طريقة حساب هذه األتاوة جيب أن توضح أيض اً يف
دفرت الشروط املتعلق مبنح االمتياز.1
الفرع الثاني :التسيير غير المباشر لألمالك الوطنية العمومية:
إن عملية تسيري و استعمال األمالك الوطنية العمومية ال يفرض بالضرورة استعماهلا استعماالً مباشراً كما سبق شرحه؛ و إمنا
ميكن استعماله استعماالً غري مباشر و ذلك بواسطة مصاحل و مرافق الدولة.
و يتم اس تعماهلا بطريق تني أو ن وعني من االس تعمال ،و ه ذا ب النظر إىل الفعل الص ادر عن اجلماع ات احمللية اليت س يخول هلا
االس تعمال ألمالكها أو اليت منح هلا االمتي از أي أ ّن اس تعماهلا ّإما أن يك ون عن طريق منح االمتي از أو عن طريق الوكالة املباش رة؛ األمر
الذي يؤدي معه إىل إطالق تسمية التسيري بالوكالة على هذا النوع من التسيري غري املباشر لألمالك العمومية.
غري أنّه ليست كل األمالك املخصصة ملص لحة األمالك العمومية ميكن اعتبارها كملحق ات لألمالك العمومية إالّ بت وفر بعض
الشروط منها:
-1األراضي التابعة للموانئ تعترب ملحقات هلا لوقوعها بالقرب منها فال داعي ألي هتيئة و إمنا تندمج بطبيعتها إىل امللك العمومي.
-2إذا كان امللك موضوع لنفس املصلحة العمومية كاللوحات و األشياء الفنية املعروضة يف املتاحف فتدمج بطبيعتها هلذا املرفق.
-3األمالك املخصصة ملصلحة عمومية قد تكون ملحقاً لألمالك العمومية حبسب طبيعتها فقط دون إجراء أي هتيئة.
أوال :استعمال األمالك العمومية عن طريق االمتياز من طرف المصلحة العمومية:
1أنظر المادة 64مكرر؛ 64مكرر 1من قانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون 14-08المذكور أعاله.
-المواد 76 ،75من المرسوم التنفيذي 427-12المذكور أعاله.
22
املشرع اجلزائري 1و الذي يسمح بتسيري تبعات امللك العمومي من طرف مصاحل عمومية يف أقرها ّيعترب االمتياز من الطرق اليت ّ
إط ار ه ذا األخري ممّا يس مح بتس يري العق ارات التابعة للدولة و اس تعماهلا مبوجب عقد االمتي از؛ و قد اس تعمل االميت از يف ع دة ح االت
استجابة ملتطلبات االقتصادية و االجتماعية السيما ترقية االستثمار.
املشرع اجلزائري
و تعترب شركة سونلغاز هي ّأول شركة اليت منحت هلا رخصة عامة منحت هلا مبوجب عقد امتياز ؛ غري أ ّن ّ
2
أغفل هذا اإلجراء و عوضه بإجراء آخر و هو عقد التخصيص املربم مبوجب عقد أحادي األطراف و قد أبرمت هذا العقد مع الديوان
الوطين للموانئ ( )ONPعند إنشائه مرافق األمالك العمومية الضرورية لتأدية مهامه بصفته اهليئة املسرية للمصاحل العمومية اجلنائية.
كما استعملت الدولة أيضا عقداً أحادي الطرف و هو عقد التزويد بغرض استعمال امللك العمومي للسكك احلديدية الذي
أبرمته مع املؤسسة الوطنية الس كك احلديدية ( )SNTFو من بني عناصر مرافق األمالك العمومية املس ندة إىل ه ذه املؤسسة حمط ات
املس افرين؛ و ط رق الس كك احلديدية غري أنه إذا أص بحت األرض غري ض رورية لفائ دة اس تغالل قط اع الس كك احلديدية ف إن املؤسسة
عليها إعادة تسليمها جماناً إلدارة أمالك الدولة.
و نفس اإلج راء مت تطبيقه أيضا بغ رض تس يري األمالك العمومية املطارية املمنوحة ملؤسس ات مص احل املط ارات ( )EGSAو
املكلفة بتهيئة استغالل و صيانة التجهيزات األساسية و ملحقات األمالك العمومية املطارية غري أن ما جيب اإلشارة إليه أ ّن التسيري ملرافق
األمالك العمومية من قبل ه ذه املؤسس ات أو املص احل الب ّد أن خيضع إىل جمموعة من الش روط اليت حت ّدد كيفي ات االس تغالل و التنظيم و
ه ذا هبدف إعط اء مردودية عالي ة ،و ض مان االس تعمال هلا بش كل يتوافق و اهلدف ال ذي خصصت ألجله و من مت محاية الش خص
صاحب االمتياز الذي توكل له جمموعة من املهام احملدد قانون اً و هو ما ورد يف املادة 79من املرسوم التنفيذي 12/427بنصها على
ما يلي..." :3يك ون للمص لحة العمومية أو اهليئة العمومية املخصصة هلا مرافق األمالك العمومية أو املمن وح امتيازها أو املس ندة إليها
لالضطالع مبهمتها؛ حق االنتفاع الذي خيوهلا امتيازات خاصة
و ختول يف إطار مهمتها و ما تضطلع به من عبء يف تسيري قطعة من األمالك العمومية حق القيام مبا يلي:
-1تقوم جبميع األشغال الضرورية الستغالل املصلحة أو النشاط؛ طبقا للقوانني و التنظيمات املعمول هبا.
-2متنح غريها رخص شغل األماكن بعقد وحيد الطرف أو متعدد األطراف.
-3تقبض و جتمع الثم ار الطبيعية و املداخل املدنية الناجتة عن األمالك العمومية املخصصة هلا أو املمن وح امتيازها أو املس ندة إليه ا؛ و
حتصل هلا أتاوى شغل األماكن .و لو أن رخص شغل تلك األمالك قد سلمها ممثل السلطة املالكة ملرفق األمالك ذاهتا.
-4تتلقى تعويضاً إذا مست الشخص العمومي املالك حقها يف التمتع؛ يف حال ما إذا تغري ختصيص مرفق األمالك العامة املمنوح امتيازه
أو املخصص هلا أو املسند إليها أو نزعت الصفة العمومية منه".
ثانيا :استعمال لألمالك العامة من طرف اإلدارات العمومية باإلشراف المباشر:
و هنا ميكن للجماع ات العمومية أن تتكفل بنفس ها الس تعمال األمالك العمومية بواس طة مص لحة عمومية يف ش كل تس يري
بالوكالة فتلجأ اجلماع ات العمومية املالكة مبوجب عقد ختص يص إىل وضع ملك حتت تص رف إح دى مص احلها حيث يكتسي طابع اً
داخليا و ال ينتج يف ه ذه احلالة أية ص عوبات فيما خيص حتص يل املداخل؛ الص يانة...إخل؛ فتبقى على ع اتق املالك و ال ذي هو يف نفس
ال وقت اجلهة املخصص هلا املل ك .و كمث ال ميكن للبلدية أن تس تعمل احملالت التابعة للم دارس االبتدائية من أجل تنظيم نش اطات ذات
صبغة ثقافية رياضية...إخل.
1أنظر المادة 65من قانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون 14-08المذكور أعاله.
2منح عقد االمتياز لشركة سونلغاز في شهر مارس من سنة .1965
3أنظر المادة 79من المرسوم التنفيذي 12/427المذكور أعاله.
-المادة 65-64من قانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون .14-08
23
و قد يكتسي التخصيص طابع اً خارجي اً عندما تضع شخصية عمومية ملك اً متلكه حتت تصرف شخصية عمومية أخرى حىت
يتسىن هلذه األخرية ضمان عمل املصلحة العمومية.1
و يف هذه احلالة يكون للمصلحة أو اإلدارة املخصص هلا امللك العمومي احلق يف استعمال مرفق األمالك الوطنية العمومية وفقا
للتخصيص املمنوح هلا؛ و يبقى لإلدارة صاحب امللك العمومي حق الرقابة عليها يف استعماله و تسيريه.
1
أنظر المادة 22من القانون رقم 03-10المذكور أعاله.
2
أنظر المادة 87من القانون رقم 16-08المؤرخ في 03أوت 2008المتضمن التوجيه الفالحي؛ جريدة رسمية رقم 46لسنة .2008
3
أنظر المادة 28من القانون رقم 03-10المذكور أعاله.
27
احلر للمحالت التجارية أو احلرفية التابعة ألمالكها الوطنية اخلاصة وفق دفرت الش روط و
و تق وم اجلماع ات اإلقليمية بالتس يري ّ
القيود املقررة وفقا للتشريعات املعمول هبا؛ و باألخص قانون الوالية والبلدية.1
1
أنظر المادة 103-102من القانون رقم 03-10المذكور أعاله.
أنظر المادة 116من القانون رقم 30-90المع ّدل و المتمم. 2
28
ب -البيع:
يكون التصرف يف األمالك الوطنية اخلاصة عن طريق البيع مبوجب طريقني؛ ّإما بيع باملزاد العلين أو البيع بالرتاضي.
ب -1البيع بالمزاد العلني:
يتم البيع عن طريق اإلشهار و املنافسة و بعد صرف هذه األمالك من اخلدمة مبوجب حمضر يثبت ذلك يوجه إىل املدير الوالئي
ألمالك الدولة و ال ميكن لعمليات البيع أن جتري مباشرة من طرف اإلدارات املستفيدة من التخصيص.
فالبيع إذن يكون بناءا على رأي املدير الوالئي ألمالك الدولة على أساس دفرت الشروط اخلاص بعملية البيع باملزاد العلين الذي
تع ّده املديرية العامة لألمالك الوطنية1؛ و يعلن عنه بواس طة امللص قات واإلعالن ات يف الص حف قبل 15يوم اً 2من ت اريخ إج راء ال بيع
باملزاد و احمل ّدد من قبل املديرية العامة.
و يسهر على عملية البيع ّإما مديرية أمالك الدولة أو حمافظي البيع باملزاد العلين.3
ب -2البيع بالتراضي:
يعترب هذا البيع اجراء استثنائي لبيع األمالك الوطنية اخلاصة استناداً إىل رخصة من الوزير املكلّف باملالية؛ و يكون مقابل مثن ال
يقل عن القيمة التجارية امالك املراد بيعها باملزاد العلين و خيصص لكل من:
)1الواليات و البلديات و اهليئات العمومية و املؤسسات العمومية االقتصادية و االجتماعية.
)2اخلواص يف حالة الش يوع أو األراضي احملصورة و يف حالة الشفعة القانونية أو الض رورة إس كان املالك املنزوعة ملكيتهم ؛ و كذا يف
حالة إذا مل يتم بيع العقار بعد عمليتني للبيع باملزاد العلين.
)3اهليئات الدولية اليت تكون اجلزائر عضوا فيها و البعثات الدبلوماسية و القنصلية املعتمدة يف اجلزائر شرط مراعاة مبدأ املعاملة باملثل.4
ج -التبادل:
طبقا ألحكام املادة 92من القانون 30-90فإن التبادل هو إجراء تتخذه الدولة بالنسبة ألمالكها اخلاصة قد يتم بني املصاحل
العمومية كما ميكن أن يتم بني الدولة و اخلواص و اليت تنص على ما يلي" :يتم تب ادل األمالك العقارية التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة
اليت متلكها الدولة أو اجلماع ات اإلقليمية بني املص احل العمومية وفق الش روط و الكيفي ات اليت حي ّددها التنظيم .كما يتب ادل األمالك
العقارية التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة اليت متلكها الدولة مقابل أمالك عقارية ميلكها اخلواص و يك ون ه ذا التب ادل طبقا للقواعد
املنصوص عليها يف التشريع اجلاري به العمل السيما القانون املدين.
يكون طلب التبادل من املصلحة العمومية املعينة أو من مالك العقار فإ ّن كان الطلب صادراً عن املصلحة العمومية فإ ّن امللف
املتعلق بالتب ادل يق ّدم من اجله از املختص إىل الس لطة الوص ية و بعد أن توافق عليه يرسل إىل ال وزير املكلف باملالية مرفوقا مبذكرة
توضيحية تربر عملية التبادل.
ّأما إذا كان الطلب صادراً عن مالك من اخلواص فإنّه يرسل إىل الوزير املكلف باملالية عن طريق مديرية أمالك الدولة مصحوبة
مبستندات امللكية و املقرتحات اخلاصة بالعقار و الوثائق اليت تثبت املوافقة املبدئية للمصلحة العمومية و قبل أن يتخذ وزير املالية أي قرار
خاص بالتبادل يأمر املصاحل املختصة يف األمالك الوطنية بدراسة امللف قصد التحقق من وضعية امللك اخلاص و حيتوي قرار املبادلة الذي
يصدره الوزير املكلف باملالية ما يلي:
-وصف األمالك العقارية موضوع التبادل و قيمة كل منها.
-مع ّدل فارق القيمة الذي يرتتب على أخذ الطرفني املتبادلني للطرف اآلخر.
إن دفتر الشروط الذي تع ّده المديرية العامة لألمالك الوطنية يكون وفقا للنموذج الذي يقره الوزير المكلّف بالمالية.
ّ 1
2
أنظر المادة 151من المرسوم التنفيذي 427-12المذكور أعاله.
3
أنظر المرسوم الوزاري المشترك 98-01المؤرخ في 24مارس . 1998
4
أنظر المادة 91من المرسوم التنفيذي 427-12المذكور أعاله.
29
-األجل الذي ميكن حتقيق عملية التبادل من خالله.
و يأخذ عقد التبادل الذي يعد على أساس قرار الوزير املكلّف باملالية شكل عقد إداري أو عقد توثيقي فإذا كان عقداً إداري اً
حترره و يوقع من طرف الوايل و مدير أمالك الدولة. فإ ّن إدارة األمالك الوطنية املختصة إقليميا هي اليت ّ
حيرر حسب األشكال املنص وص عليها قانون اً و ميثل مسؤول األمالك الوطنية املختصة ّأما إذا كان يف شكل عقد توثيقي فإنّه ّ
إقليمياً الوزير املكلّف باملالية بتحرير هذا العقد.
و يثبت عقد التبادل الذي يسجل و يشهر يف احملافظة العقارية و حتويل امللكية فعال؛ و مينح امللك الذي حيصل عليه من الدولة
عن طريق التبادل مبنحة صفة امللك اخلاص 1بالدولة.
د -القسمة:
طبقا ألحك ام املادة 124من املرس وم التنفي ذي 427-12ف إن قس مة العق ار اململ وك للدولة يف الش يوع مع اخلواص تتم يف
حالة كون العقار قابل للقسمة؛ و يؤخذ النصيب العائد للدولة و الباقي يبقى ملك يف الشياع بني املالك اآلخرين.
إذ هتدف القسمة إىل إخراج حصة الدولة من الشياع و ما يبقى يكون ملكاً مشاعاً بني باقي املالك.
و هبذا فإنه ميكن أن نستخلص أ ّن هناك عقارات قابلة للقسمة و أخرى غري قابلة للقسمة.
ف إذا ك انت غري قابلة للقس مة يتم التن ازل أو إجيار احلق وق غري القابلة للقس مة التابعة للدولة لص احل املالك يف الش ياع ش رط أن
يكون ذلك متماشياً مع املصلحة العمومية و يكون بأحد الكيفيات التالية:
-إذا حصل اتفاق بالرتاضي و تنازلت الدولة أو أجرت حقوقها املشاعة يف ملكية املالك اآلخرين الشركاء يف الشيوع؛ و حت ّدد اإلدارة
املمثلة يف أمالك الدولة مثن احلقوق و يقع البيع أو التأجري بإذن من وزير املالية.
-إذا رفض مالك أو عدة مالك شركاء يف الشيوع شراء أو استئجار حصة الدولة ألي س بب كان فإن هذه احلصة املشاعة تباع بأية
وسيلة تستدعي التنافس (البيع باملزاد العلين) و يأذن وزير املالية بالبيع على أساس السعر االفتتاحي الذي حت ّدده إدارة أمالك الدولة اليت
تتوىل حتصيل الثمن كله.2
ّأما إذا كان العقار قابال للقسمة فقد كرست املادة 722من القانون املدين مبدأ مفاده أنّه خبالف أحكام عكسية ال أحد جمرب
على البقاء يف الشيوع؛ كما جند أن املادتني 40و 41من املرسوم التنفيذي رقم 454-91تفرقان لنا بني حالتني:
-حالة االتفاق الرضائي و يتم تقدمي طلب عادي إىل الوايل.
-حالة عدم االتفاق الرضائي فيتم إيداع الطلب أمام القضاء املختص.
و هو ما أكدته املادة 126من املرسوم التنفيذي 427-12على أنّه..." :يق ّدم طلب التقسيم يف شكل عريضة عادية لدى :
-مدير أمالك الدولة املختص إقليميا الذي يوجد فيه العقار يف حالة الرتاضي.
-اجلهة القضائية املختصة يف حالة عدم الرتاضي".
ثانيا :التصرفات غير الناقلة للملكية:
إن التص رف الوحيد ال ذي تق وم به اإلدارة يف اس تغالل أمالكها الوطنية اخلاصة و دون حتويل للملكية هو اإلجيار؛ و هنا جيب
التمييز بني إجيار األمالك العقارية و إجيار األمالك املنقولة.
أ -تأجير األمالك العقارية:
1
أنظر المواد 117إلى 120من المرسوم التنفيذي رقم 427-12المذكور أعاله.
2
أنظر المادة 125من المرسوم التنفيذي 427-12المذكور أعاله.
30
إ ّن هذا النوع من التأجري ّإما أ ّن يتم مباشرة أو بواسطة تفويض تعاقدي لتأجري العقارات التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة سواء
كانت خمصصة أو ألغي ختصيصها مع حتديد القيمة املالية للتأجري؛ كما ال جيب أن تتجاوز مدة التأجري ( 65سنة).1
حمل التأجري:
فإذا التأجري يدخل يف العمليات االستثمارية حيق للمستأجر مباشرة العمليات التالية على العقار ّ
-إنشاء بنايات أو توسيعها و اليت تدخل يف نشاط االستثمار.
-ممارسة كل النشاطات احمل ّددة يف عقد اإلجيار.
-القيام بصيانة املنشأة و التجهيزات.
-منح إجيارات لآلخرين لديهم عالقة بنشاطاته.
1
أنظر المادة 103-102من المرسوم التنفيذي 427-12المذكور أعاله.
2
أنظر المادتين 136-131من المرسوم التنفيذي 427-12المذكور أعاله.
3
أنظر المادتين 801-800من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية.
31
نصت املادة 800من ق انون اإلج راءات املدنية و اإلدارية على ما يلي" :احملاكم اإلدارية هي جه ات الوالية العامة يف
املنازع ات اإلدارية و ختتص بالفصل يف ّأول درج ة؛ حبكم قابل لالس تئناف يف مجيع القض ايا اليت تك ون الدولة أو الوالية أو البلدية أو
املؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها".
إذن تعترب احملاكم اإلدارية هي ص احبة الوالية العامة للفصل يف املنازع ات اليت يك ون فيها الدولة أو الوالية أو البلدية أو
املؤسسات العمومية طرف اً فيها؛ و من مث فإنه يؤهل لكل مدير على مستوى مديريات أمالك الدولة أو مدراء احلفظ العقاري بالواليات
كل حبسب االختصاص الذي يؤول إليه1؛ يف عملية التمثيل أمام اجلهات القضائية سواء كانت هذه األخرية مدعية أو مدعى عليها أو
مدخلة يف اخلصام.
ّأما إذا ك ان هن اك أي تن ازع يف االختص اص بني جهة القض اء الع ادي و القض اء اإلداري ح ول من اهليئة املختصة للفصل يف
منازعات أمالك الدولة نظراً لإلزدواجية القانون املطبق على هذا النوع من املنازعات؛ فإن األمر يعرض على حمكمة التنازع؛ سواء كان
تنازعاً إجيابياً أو سلبياً 2و هذه احملكمة هي من حت ّدد لنا ملن يؤول االختصاص للفصل يف املنازعة املطروحة أمام القضاء.
1أنظر أعمر يحياوي؛ منازعات أمالك الدولة؛ دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع؛ الجزائر؛ ط05؛ 2009؛ ص.46
2أنظر سلطاني عبد العظيم؛ تسيير و إدارة األمالك الوطنية في التشريع الجزائري؛ مذكرة ماجستير؛ المركز الجامعي تبسة ؛ سنة 2008؛ ص.145
3أنظر المادة 02من القانون العضوي 01-98المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه؛ المع ّدل و المتمم بالقانون العضوي رقم 11/13المؤرخ في 26
جويلية 2011؛ جريدة رسمية رقم ،43سنة .2011
4أنظر المادة 10من قانون أمالك الدولة" :يتولى الوزير المكلف بالمالية و الوالي و رئيس المجلس الشعبي البلدي تمثيل 2الدولة و الجماعات اإلقليمية في
الدعاوي القضائية المتعلقة باألمالك 2الوطنية طبقا للقانون".
32
ّأما بالنس بة للم دير ال والئي للحفظ العق اري؛ ف إ ّن تدخله يك ون وفق اإلج راءات اخلاصة بالش هر العق اري و ك ذا مسك
السجالت العقارية؛ فقد يدعي أو يدعى عليه أمام القضاء شأن القضايا املتعلقة بالشهر العقاري 1و بالتايل فإ ّن متثيله يكون باألخص يف
القضايا التالية:
-املنازعات املرتتبة عن مسك البطاقات العقارية.
-القرارات املتخذة من قبل احملافظ العقاري.
ب -الوالي:
ق ررت املادة 10من ق انون األمالك الوطنية و املادة 184/2من املرس وم التنفي ذي 91/454أن لل وايل احلق يف متثيل إدارة
أمالك الدولة يف إط ار اختصاصه اإلقليمي؛ أي األمالك الواقعة يف واليت ه؛ ويعترب ال وايل ذو اختص اص م زدوج فت ارة ميثل الدولة و ت ارة
أخرى ميثل الوالية و بالتايل فإ ّن له احلق يف متثيل الدولة أمام القضاء للدفاع عن أمالكها الوالئية العمومية.2
ج -رئيس المجلس الشعبي البلدي:
يعترب اختصاص رئيس اجمللس الشعيب البلدي إقليمي اً يف حدود اختصاص إقليم البلدية؛ و هو كذلك مسؤول عن متثيل الدولة
أمام العدالة يف مجيع الدعاوى اليت تكون أمالك الدولة طرفاً فيها .و من خالل املادتني 10-9من قانون األمالك الوطنية جند بأ ّن كل ما
يسري على الوايل يسري على رئيس اجمللس الشعيب البلدي و هو ما أكده قانون البلدية.3
ثانيا :على المستوى المركزي:
و على املستوى املركزي جند كل من الوزير املكلّف باملالية و املدير العام لألمالك الوطنية يف متثيل إدارة األمالك الوطنية.
أ -الوزير المكلف بالمالية:
و هذا طبقا ألحكام املواد 10-09من قانون األمالك الوطنية و املواد 184/1-183من املرسوم التنفيذي 454-91؛ و
يتوىل الوزير املكلف باملالية متثيل الدولة يف جمال منازعات األمالك الوطنية و يكون اختصاص متثيله فيما يلي:
-مجيع األمالك اخلاصة التابعة للدولة اليت تسريها إدارة األمالك الوطنية.
-تسيري األمالك التابعة مللكية اخلواص اليت تسند إليه.
-حق ملكية الدولة و مجيع احلقوق العينية األخرى اليت ميكن أن تنجم األمالك املنقولة.
-صحة مجيع االتفاقيات اليت تتعلق باقتناء األمالك الوطنية و تسريها أو التصرف فيها و تطبيق الشروط املالية لالتفاقية.4
كما ميكن للوزير املكلّف باملالية أن يشرك معه وزيراً خمتص اً يف قطاع معني يف الدعاوي املتعلقة باألمالك العمومية املخصصة
هلذا القطاع.5
ب -المدير العام لألمالك الوطنية:
تنص املادة 185من املرس وم التنفي ذي 454-91على ما يلي" :ختتص األمالك الوطنية وح دها مبتابعة ال دعاوي املتعلقة
بصحة عقود اقتناء األمالك العقارية أو تأجريها و احلقوق العقارية؛ و حقوق احملالت التجارية".
1أنظر المواد 1؛ 2؛ 8؛ من المرسوم التنفيذي رقم 65-91المؤرخ في 02مارس 1991؛ المتعلق بتنظيم المصالح الخارجية ألمالك الدولة و الحفظ العقاري؛
جريدة رسمية رقم 10لسنة .1991
2أنظر المواد 10-09من القانون 30-90المع ّدل و المتمم بالقانون 14-08المذكور أعاله.
-المواد 184/2من المرسوم التنفيذي .454-91
-أعمر يحياوي؛ المرجع السابق؛ ص.48 ،47
3أنظر المادة 82من القانون 10-11؛ المتعلق بقانون البلدية .
4أنظر سلطاني عبد العظيم؛ المرجع السابق؛ ص.122
5أنظر- :أعمر يحياوي؛ المرجع السابق؛ ص.45
-المادة 184من المرسوم التنفيذي 454-91المذكور أعاله.
33
فاألصل الع ام إذن املدير الع ام لألمالك الوطنية هو ممثل ال وزير يف القض ايا املتعلقة ب األمالك الوطنية غري أنّه قد ص در ق رار عن
وزير املالية املؤرخ يف 20فيفري 1991و الذي ح ّد جمال تفويض األعوان بدال منه فيقوم بتمثيله املدير العام لألمالك الوطنية بالنسبة
للقض ايا اليت تط رح على احملكمة العليا وجملس الدول ة؛ و يت وىل املدير ال والئي التمثيل إذا ك انت القض ية مطروحة أم ام احملاكم و اجملالس
القضائية.1
المطلب الثاني :أهم الدعاوى الخاصة بأمالك الدولة:
و منيز يف ه ذا املطلب بني أهم ال دعاوي ال واردة على األمالك الوطنية العمومي ة؛ و ال دعاوي ال واردة على األمالك الوطنية
اخلاصة؛ غري أ ّن الدعاوي اليت سيتم ذكرها ليست على سبيل احلصر و إمنّا على سبيل املثال فقط.
الفرع األول :الدعاوي المتعلقة باألمالك الوطنية العمومية:
جيوز للش خص ال ذي تعس فت اإلدارة يف حق االس تغالل و االنتف اع من األمالك الوطنية العمومية ودون أي م ربر أن يرفع
دعوى جتاوز السلطة أو دعوى التعويض إذا ترتب أضرار للمنتفعني؛ و من هنا فإ ّن أهم الدعاوي اليت ميكن أن ترد إىل القضاء يف جمال
األمالك الوطنية العمومية هي دعوى اإللغاء ودعوى التعويض.
أوال -دعوى اإللغاء:
دعوى اإللغاء هي دعوى جتاوز السلطة املوجهة ضد القرارات الصادرة عن السلطات اإلدارية يف الدولة سواء كانت مركزية
أو ال مركزية إقليمية أو مرفقية أو هيئ ات ع دم الرتك يز؛ و ذلك هبدف إلغائها من قبل القاضي اإلداري املختص لع دم مش روعيتها كوهنا
مشوبة بأحد عيوب جتاوز السلطة هدفها األساسي حتقيق مبدأ املشروعية.
كما يعرفها الفقيه الفرنسي Delaubadaireعلى أهنا" :طعن قضائي يرمي إىل إبطال قرار إداري غري مشروع من طرف ّ
القاضي اإلداري" .
2
عرفها أ .أمحد حميو" :على أهنا الدعوى اليت يطلب فيها من القاضي إلغاء قرار غري مشروع".3 كما ّّ
و لقيام دعوى اإللغاء لب ّد من توفري جمموعة من الشروط التكميلية و املوضوعية لقبوهلا .و بالتايل إلغاء القرار غري املشروع.
4
و من مت فإن دعوى اإللغاء جند هلا تطبيقات باألخص يف املنازعات املتعلقة بتعيني احلدود و هي دعاوي ال ترمي إىل التشكيك
يف امللكية إمجاالً و إمنا فقط يف ج زء منها و هو اجلزء الواقع على ح دود األمالك الوطنية العمومي ة؛ و ب الرجوع ألحك ام املادة 116من
املرسوم التنفيذي 454-91فإهنا تنص "ميكن الطعن يف ق رارات ض بط احلدود املذكورة يف هذا القسم باس تعمال وس ائل الق انون طبقا
للتشريع املعمول به".
املشرع من خالل هذه املادة هو الطعن باإللغاء ضد قرار تعيني احلدود وذلك باعتبار أنّه قرار إداري؛ وفالطعن الذي يقصده ّ
يف حالة ما مت قبول دعوى اإللغاء و ألغي هذا القرار مبوجب حكم من احملكمة اإلدارية وجب على اإلدارة املعنية إرجاع احلدود على ما
كانت عليه.
ثانيا -دعوى التعويض:
هي ال دعوى اليت يلجأ إىل الف رد للمطالبة ب التعويض يف حال اإلخالل بااللتزام ات أو ب واجب من الواجب ات املق ررة قانون اً؛ و
معيارها هو النص القانوين أو االتفاق إذا كان هناك عقد تطبيقا ملبدأ العقد شريعة املتعاقدين 5و ترتب املسؤولية عن طريق اخلطأ سواء
1
أنظر- :أعمر يحياوي؛ المرجع السابق؛ ص.46-45
2
Delaubadaire(A), Venizia (J.C), Gaudemet (Y), traité de droit administratif L.G.D.J. Paris, France, 1999, P536.
3
أنظر :أحمد محيو؛ المنازعات اإلدارية؛ ديوان المطبوعات الجامعية؛ الجزائر؛ 1983؛ ص.151
4
أنظر ،د :محمد صغير بعلي؛ القضاء اإلداري –دعوى اإللغاء -دار العلوم للنشر و التوزيع؛ الجزائر؛ 2007؛ ص 287إلى .367
5
أنظر المادة 106من القانون المدني.
34
كان عقدياً أو تقصريياً أو بدون خطأ؛ و من هنا ميكن ألي شخص قد تضرر نتيجة منعه من استعمال األمالك الوطنية؛ أو أ ّن اإلدارة قد
تسببت يف أضرار األشخاص املنتفعني؛ املطالبة بالتعويض عن طريق رفع دعوى أمام احملاكم اإلدارية للمطالبة هبذا التعويض.
الفرع الثاني :الدعاوي المتعلقة باألمالك الوطنية الخاصة:
إ ّن أهم الدعاوي املطروحة أمام العدالة يف جمال املنازعات حول األمالك الوطنية اخلاصة هي تلك املتعلقة ببيع أمالك الدولة يف
إطار قانون 81/01وكذا القانون 87/19املتعلق باستغالل األراضي الفالحية.
و هناك منازعات أخرى ناجتة عن الشيوع لألمالك الوطنية اخلاصة أيضا إىل جانب املنازعات املطبقة يف إطار قانون 01-81
منها املنازعات املرتتبة عن الشيوع يف إطار االستثمار و اليت تعود لعدة أسباب منها:
-عدم احرتام البنود الواردة يف دفرت الشروط امللحق بالعقد اإلداري من قبل املستثمرين.
-النية الس يئة لبعض املس تثمرين ال ذين يس تنفدون مجيع اإلج راءات اإلدارية اخلاصة بالتحصل على العق ار؛ ليس هبدف بن اء
مشروع عليه و إمنا للحصول على قروض لتدعيم مشاريعهم األصلية.
-حماوالت بيع األراضي قبل االنتهاء من إجناز املشروع.
كما أ ّن هن اك منازع ات متعلقة عن الش يوع لألمالك الوطنية اخلاصة يف إط ار الرتقية العقاري ة؛ وتنتج ه ذه املنازع ات نتيجة ملا
يلي:
-عدم توفر شروط املنح من قبل املرقني العقاريني و حىت من املؤسسات التابعة للدولة.
-عدم احرتام اإلجراءات القانونية.
-تباين يف مساحة األراضي بني تلك احمل ّددة يف املخططات و املساحة على أرض الواقع؛ و التباين هنا ّإما أن يكون بالزيادة أو
بالنقصان.
-تصرف اجلماعات احمللية و خاصة البلديات يف أمالك الدولة دون وجه حق.
-إعادة بيع القطع الفردية مباشرة بعد التحصل على العقد اإلداري من مديرية أمالك الدولة.
ثانيا :المنازعات المتعلقة باألراضي الفالحية في إطار تطبيق قانون :87/19
-11انظر قانون 01-81المؤرخ في 07فيفري 1981المتضمن التنازل عن األمالك العقارية ذات االستعمال السكني و المهني او التجاري او الحرفي التابعة
للدولة و الجماعات المحلية و مكاتب 2الترقية العقاري و المؤسسات و الهيئات و األجهزة العمومية ،ج.ر .رقم 6لسنة .1981
2أنظر قرار رقم 55826الصادر بتاريخ 16/07/1988؛ عن مجلس الدولة؛ المجلة القضائية عدد 02لسنة 1988؛ ص.152
3أنظر قرار رقم 97696الصادر بتاريخ 25/10/1992؛ عن لمحكمة العليا؛ المجلة القضائية عدد1993 04؛ ص.134
35
تنشأ هذه املنازعات بني اإلدارة و املستفيدين؛ أو املستفيدين أنفسهم؛ أو األشخاص الذين يشغلون األراضي الفالحية بصفة
غري شرعية؛ و أهم أسباب قيام مثل هذه املنازعات ما يلي:
-عدم دفع األتاوى من قبل املستفيدين؛ أو التماطل يف دفعها.
-عدم االلتزام بنود العقود.
-إجيار األراضي الفالحية من الباطن و هو خمالف للقانون.
-ال دعاوي املتعلقة بإبط ال عقد االمتي از من قبل اإلدارة املعنية إذا ك ان هن اك عمل خمالف ملا ينص عليه الق انون؛ ك إخالل
مستثمرة فالحية بالتزاماهتا القانونية؛ و يف هذه احلالة تكون اإلدارة هي املدعية يف رفع الدعوى؛ و قد ترفع الدعاوي من أحد
املستثمرين ضد أحد أعضائها.
36
خاتمة:
نص املادة 02من ق انونمن خالل ه ذه الدراسة لألمالك الوطنية فيالحظ على أ ّن املش رع اجلزائ ري قد اعتمد من خالل ّ
30-90املع ّدل و املتمم بالق انون 14-08املتعلق ب أمالك الدولة على معي ار التخص يص لتحديد األم وال العامة س واء قد خصصت
للجمهور أو للمرافق العمومية؛ شرط حتقيق املصلحة العامة اليت يرمي إليها؛ غري أ ّن التحديد هلذه املمتلكات و كيفيات تكوينها مل حيلها
أي ممتلكات أخرى قد تظهر مستقبال. املشرع على سبيل احلصر و إمنّا على سبيل املثال و من مث جيوز إدراج ّ
املشرع األمالك الوطنية إىل أمالك وطنية عامة و أخرى خاصة و هو مبدأ دستوري أقره مبوجب دستور 1989؛ و قسم ّ كما ّ
وضع هلا جهازاً إدارياً يسهر على إدارهتا و محايتها و رقابتها.
و ب الرجوع إىل املنظومة القانونية ألمالك الدولة فاملش ّرع قد أعطى أمهية بالغة يف إدارة األمالك الوطنية العمومية بوضع قواعد
تسيري حمكمة لضمان استغالهلا و عدم التالعب هبا لتحقيق األهداف املرجوة منها و باألخص النهوض باالقتصاد الوطين؛ و كذا ضمان
احملافظة عليها و محايتها.
ّأما بالنس بة لألمالك اخلاصة ف إ ّن املش ّرع و إن أعطى أولوية لألمالك الوطنية العمومية غري أنّه مل يتغافل عن وضع نص وص
قانونية و تنظيمية لسري األمالك الوطنية اخلاصة بوضع ضوابط و إجراءات صارمة توقع جزاءات على خمالفيها.
37