You are on page 1of 37

‫مقدمـة‪:‬‬

‫من الطبيعي أن يكون لكل جتمع بشري على اختالف إيديولوجيات السياسية و االجتماعية واالقتصادية و العقائدية؛ كيان‬
‫يهيمن عليه و يعمل على تسيري أموره العامة و تنظيم أموره اخلاصة و إن كانت بدرجات متفاوتة تبعا لنوع النظام السياسي و الفكر‬
‫االجتم اعي و التوجه االقتص ادي ل ذلك التجم ع‪ ،‬ل ذلك تط ورت التجمع ات البش رية إىل غاية أن أص بحت يف ش كل الدولة املتع ارف‬
‫عليها يف العصر ال راهن تبحث عن تلبية احتياجاهتا و احتياج ات أفراده ا؛ و ذلك ب البحث عن املوارد املالية اليت تس تطيع من خالهلا‬
‫تسري وظائفها اهلامة و ال دفاع عن كياهنا باعتبارها شخص اً من أش خاص الق انون الع ام‪ .‬ض ّد أي اعت داء أو اض طراب قد ميس هبذا‬
‫الكيان؛ و ذلك باحلفاظ على املمتلكات اليت تدخل يف ذمته املالية العامة أو اخلاصة‪.‬‬
‫تعترب األمالك الوطنية حمور نشاط مايل للدولة املتمثل يف اإليرادات العامة اليت تعتمد عليها يف تنفيذ براجمها و أنشطتها التنموية؛ و لذلك‬
‫‪.‬وجب على كل شخص مستفيد أو مسري هلذه األمالك احملافظة عليها حىت تستمر عملية حتقيق املنافع و اخلدمات هلم‬
‫فالدولة و اجلماع ات احمللية هي الوحي دة اليت هلا حق ملكية ه ذه األمالك س واء ك انت عقارية أو منقولة بغ رض تلبية حاج ات‬
‫ررة ل ذلك؛ األمر الذي جعل املش ّرع اجلزائري يتدخل يف‬ ‫أف راد اجملتمع عن طريق استعماهلا استعماال مبا يتوافق و النص وص القانونية املق ّ‬
‫عدة مي ادين و سن نص وص قانونية تتماشى وتتوافق مع الظ روف السياس ية و ك ذا االقتص ادية للدول ة‪ .‬إلش باع حاج ات اجملتمع و ذلك‬
‫بغرض محايتها و مراقبتها؛ غري أنّه و حلماية هذه األمالك التابعة للدولة و اجلماعات احمللية وجب معه التميز بني املمتلكات العامة التابعة‬
‫للدولة و املمتلكات اخلاصة و التابعة أيضا للدولة‪.‬‬
‫و من هنا تنطلق دراسة موض وع األمالك الوطنية العامة و اخلاصة ه ذا بتحديد ماهيتها عن طريق وضع جمموعة من املف اهيم و‬
‫التعاريف اخلاصة باألمالك الوطنية العامة و األمالك الوطنية اخلاصة و من مت استخالص للخصائص اليت تتميز هبا كل منهما حماولة لفهم‬
‫التفرقة بني امللك العام و امللك اخلاص التابع للدولة‪.‬‬
‫غري أ ّن ذلك لن يكتمل إالّ إذا تطرقنا إىل تكوين األمالك الوطنية سواء كانت عامة أو خاصة وفقا للنصوص القانونية املندرجة‬
‫ض من املنظومة القانونية ألمالك الدول ة‪.‬و ط رق أو وس ائل محايتها عن طريق اجلرد و الرقابة األمر ال ذي جيعلنا نلجأ إىل معرفة النظ ام‬
‫القانوين الذي تسري به هذه األمالك بتحديد القواعد املسرية لألمالك الوطنية العمومية و القواعد املسرية لألمالك الوطنية اخلاصة‪ .‬غري أ ّن‬
‫تسيريها و استعماهلا ينجم عنه جمموعة من املنازعات اليت تطرح على القضاء للفصل فيها؛ و تكون فيها إدارة أمالك الدولة طرف اً فيها و‬
‫من مت أيلولة االختصاص إىل القانون العام مع بعض االستثناءات؛ و الوقوف على أهم املنازعات اليت تطرح على القاضي اإلداري للفصل‬
‫األول إىل ماهية األمالك الوطنية ّأما الفصل الث اين إىل النظ ام الق انوين يف تس يري‬
‫فيها و كل ه ذا يف فص لني أساس يني س نتعرض للفصل ّ‬
‫األمالك الوطنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية األمالك الوطنية‪:‬‬
‫إ ّن قوة الدولة تقاس مبا متلكه هذه األخرية من إمكانيات مادية و بشرية و كذا مبدى قدرهتا وجناحها يف تسريمها‪.‬و تشكل‬
‫األمالك العامة ج زءاً هام اً منها ب ذلك تس تطيع الدولة رسم سياسة اقتص ادية و اجتماعي ة‪ ،‬و إلجناح ذلك فإهنا تس عى دائم اً إىل اختاذ‬
‫التدابري الناجحة و املختلفة لضمان السري احلسان و الفعال هلذه الثروة املادية‪.‬‬
‫ومن اإلج راءات املتخ ذة حلماية ه ذه األمالك تلك النص وص القانونية اليت من ش أهنا تنظيم وتس يري ومحاية األمالك الوطني ة‪.‬‬
‫ويعترب قانون رقم ‪ 30-90‬املؤرخ يف ‪ 01‬ديسمرب ‪ 1990‬املع ّدل واملتمم بالقانون رقم ‪ 14-08‬املؤرخ يف ‪ 20‬جويلية ‪ 2008‬أحد‬
‫حدد هذا األخري مكونات األمالك الوطنية وكذا القواعد اخلاصة بتكوينها وتسريها ومراقبة استعماهلا‪.‬‬ ‫هذه النصوص إذ ّ‬
‫دد ه ذا الق انون على أ ّن األمالك الوطنية تش تمل على جمم وع األمالك واحلق وق املنقولة والعقارية اليت حتوزها الدولة‬ ‫وح ّ‬
‫ومجاعاهتا اإلقليمية يف ش كل ملكية عمومية وأخ رى خاص ة‪ .‬وخيضع تس ريها ألحك ام ه ذا الق انون مع مراع اة النص وص التش ريعية‬
‫اخلاصة‪.‬‬
‫و إ ّن إدارة و تس يري ه ذه األمالك مض مون من ط رف املص احل التقنية التابعة لل دوائر الوزارية املعنية و ال والة و ك ذا رؤس اء‬
‫اجملالس الشعبية البلدي ة‪ ،‬األمر ال ذي أدى باملش رع إىل وضع نص وص تقضي حبماية هذه األمالك أثن اء تس يريها س واء تس يري مباشر من‬
‫قبل الدولة و اجلماعات العمومية املالكة و ّإما مبوجب رخصة أو عقد من قبل أشخاص معنويني تابعني للقانون أو القانون اخلاص أو‬
‫أشخاص طبيعيني‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية األمالك الوطنية العمومية‪:‬‬
‫ال ميكن لإلدارة أن متارس أنش طتها إالّ إذا ت وفرت على األم وال الالزمة بغية إدارة نش اطاهتا و ه ذه األم وال هي اليت متثل‬
‫جمموع األموال العقارية و املنقولة و هو ما يسمى باملال العام و أن هذه األموال قد تكون أمواالً خاصة كما قد تكون عامة‪ ،‬غري أنه‬
‫و سواء كانت أمواالً عامة أو خاصة فإن اهلدف منها هو حتقيق الصاحل العام و هو ما يصطلح عليه باألمالك الوطنية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف األمالك الوطنية العمومية و خصائصها‪:‬‬
‫من خالل هذا املطلب نتطرق اىل تعريف االمالك الوطنية من الناحية القانونية و الفقهية و لكن قبل احلديث عن هذه املفاهيم البد من‬
‫تعريف حق امللكية و من مت استخالص اخلصائص اليت تتميز هبا كل من األمالك الوطنية اخلاصة و األمالك الوطنية العامة ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف األمالك الوطنية العمومية‪:‬‬
‫ّرف حق امللكية‬ ‫قبل احلديث عن تعريف األمالك الوطنية العمومية من الناحية القانونية و من الناحية الفقهية البد لنا أن نع‬
‫أوال‪.‬‬
‫أ) تعريف حق الملكية‪:‬‬
‫هو حق عيين بق وة الق انون مينح لش خص ما له س لطة مباش رة باس تعماله و اس تغالله و التص رف فيه و هو ما أكدته القواعد‬
‫العامة يف الق انون املدين إذ ج اء يف نص املادة ‪ 674‬منه أ ّن امللكية هي حق التمتع و التص رف يف األش ياء ش رط اس تعماله اس تعماالً ال‬
‫حترمه القوانني و األنظمة فهي حق دائم مؤبد لصاحبه‪.1‬‬
‫عرفها األس تاذ الس نهوري كما يلي‪" :‬إ ّن حق ملكية الش يء هو حق االس تئثار باس تعماله وباس تغالله و بالتص رف فيه على‬ ‫و ّ‬
‫وجه دائم و كل ذلك يف حدود القانون"‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 674‬من القانون المدني‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر د‪ .‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط‪ ،‬المجلد ‪ ،8‬الباب األول‪ ،‬القسم الثاني‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬بيروت‪ ،1998 2،‬ص‪.492‬‬
‫‪2‬‬
‫خيول لصاحبه االستئثار بسلطة االستعمال‬ ‫عرفها رمضان أبو السعود أهّن ا "ذلك احلق الذي يرد على شيء من األشياء و ّ‬ ‫كما ّ‬
‫التصرف يف هذا الشيء و ذلك يف حدود القانون"‪.3‬‬ ‫و االستغالل و ّ‬
‫فامللكية العامة إحدى أصناف امللكية و هي وسيلة مادية تكتسبها الدولة ممثلة يف اإلدارة خلدمة الصاحل العام‪.‬‬
‫فاالس تعمال املباشر من ط رف اخلواص ميارسه اجلمه ور مجاعيا و بص فة تلقائية كالسري على الطريق العم ومي؛ كما قد يتم‬
‫اس تعمال األمالك الوطنية العمومية املختصة للمص لحة العمومية مبوجب عقد ختص يص أو امتي از من ط رف اإلدارات العمومية أو‬
‫صاحب امتياز؛ هذا امللك العمومي أو اهليئات املسرية للمصاحل العمومية؛ كم ميكن أيضا أن تكون األمالك الوطنية العمومية املخصصة‬
‫حمل شغل خاص خيضع لالستعمال اخلاص لرخصة إدارية مسبقة مع دفع أتاوى و متارس هذا االستعمال اخلاص ّإما‬ ‫الستعمال اجلمهور ّ‬
‫مبوجب عقد أحادي الطرف أو مبوجب اتفاقية‪.‬‬
‫و من ه ذا ف إ ّن محاية األمالك الوطنية من خماطر التجزئة أو التج اوزات مض مونة من جهة مبب دأ ع دم قابلية التص رف يف املال‬
‫العام؛ و من جهة أخرى تسليط عقوبات جزائية‪.‬‬

‫ب ) تعريف الملكية العامة‪:‬‬


‫إ ّن امللكية العامة ك انت تقتصر على األش ياء املادية الثابتة أو املنقولة مث تط ورت و مشلت الذمة املالية مبفهومها املادي و‬
‫املعنوي و من مت أصبح مفهوم املال يرد على شيء ذي قيمة مالية؛ و بالتايل جند ملفهوم امللكية العمومية عدة تعاريف منها قانوين و‬
‫منها فقهي‪.‬‬

‫‪ -01‬المفهوم القانوني‪:‬‬
‫إ ّن الق انون اجلزائ ري ت دخل يف جمال امللكية العمومية و أقرها يف أحك ام دس تورية و أك ّد على وج وب محايتها و احرتامها و‬
‫ذلك طبقا للم ادة ‪ 66‬من الدس تور بقوهلا "جيب على كل م واطن أن حيمي امللكية العام ة؛ و مص احل اجملموعة الوطنية وحيرتم ملكية‬
‫الغري"‬
‫فباس تقراء النص الدس توري يتض ّح أ ّن املش رع قد اس تعمل مص طلح امللكية العامة إىل ج انب مص طلح اجملموعة الوطنية و‬
‫اعتربها ملك اً هلا و هو ما أكدته املادة ‪ 17‬من الدس تور "أ ّن امللكية العامة هي ملك اجملموعة الوطنية و تتمثل يف ب اطن األرض و‬
‫املن اجم و املق الع و املوارد الطبيعية للطاق ة‪ ،‬و ال ثروات املعدنية الطبيعية و احلية يف خمتلف من اطق األمالك الوطنية البحرية و املي اه و‬
‫الغابات و النقل بالسكك احلديدية و النقل البحري و اجلوي و الربي و املواصالت السلكية و الالسلكية‪...‬إخل"‬
‫كم مت تعريف األمالك الوطنية مبوجب املادة ‪ 688‬من القانون املدين على أهنا "تعترب أمواالً للدولة العقارات و املنقوالت اليت‬
‫نص قانوين ملصلحة عامة أو اإلدارة أو ملؤسسة عمومية أو هيئة هلا طابع إداري‪...‬إخل"‪.‬‬ ‫ختتص بالفعل أو مبقتضى ّ‬
‫نص املادة ‪ 12‬من الق انون ‪2 30-90‬املع ّدل و املتمم و املتض من ق انون األمالك الوطنية بنصه "تتك ون‬ ‫كما تط رق إليها يف ّ‬
‫األمالك الوطنية العمومية من احلق وق و األمالك املنقولة و العقارية اليت يس تعملها اجلميع و املوض وعة حتت تص رف اجلمه ور املس تعمل‬
‫ّإما مباش رة و ّإما بواس طة مرفق ع ام ش ريطة أن تكيف يف ه ذه احلالة حبكم طبيعتها أو هتيئتها اخلاص ة؛ تكييفا مطلقا أو أساس ياً مع‬
‫اهلدف اخلاص هلذا املرفق‪.‬‬
‫تدخل أيضا ضمن األمالك الوطنية العمومية؛ الثروات و املوارد الطبيعية املعرفة يف املادة ‪ 15‬من هذا القانون"‪.‬‬

‫‪ 3‬أنظر رمضان أبو السعود؛ الوجيز في الحقوق العينية األصلية (أحكامها و مصادرها)؛ دار الجامعة الجديدة؛ مصر؛ ‪2004‬؛ ص‪.22‬‬
‫‪ 2‬أنظر قانون رقم ‪ 30-90‬المؤرخ في ‪ 1‬ديسمبر ‪ 1990‬المع ّدل و المتمم بموجي قانون رقم ‪ 14-08‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪2008‬؛ ج‪.‬ر‪.‬رقم ‪ ،44‬سنة‬
‫‪.2008‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -02‬المفهوم الفقهي‪:‬‬
‫إ ّن القانون األمالك الوطنية املصري سلك مسلك النظرية التقليدية من خالل حتليله و تعداده لألمالك حيث أهنا وردت على‬
‫سبيل احلصر غري أنه و على حسب رأي الفقيه سليمان الطماوي؛ فقد يؤدي ذلك احلصر إىل الوقوع يف اخلطأ و ذلك يف حالة ما إذا‬
‫مل يتم إدراج نوع معني قد يظهر فيما بعد؛ كما أ ّن اخلطأ يف ذلك قد يؤدي إىل تقيد القضاء‪.1‬‬
‫غري أ ّن القانون املدين اجلزائري سلك مسلكاً آخر عندما اعترب أموال الدولة هي اليت ختصص للمصلحة و لإلدارة و سار على‬
‫منواله ق انون األمالك الوطنية حينما اعترب أن األم وال العامة ال تك ون حمل ملكية خاصة حبكم طبيعته ا؛ و اس تثىن املؤسس ات العمومية‬
‫االقتص ادية و ه ذا يعين أنّه قد أخذ ب الرأي الفرنسي ال ذي ع رف الكثري من التط ور و ميكن أن يلخص أهم ما توصل إليه الفقه اء‬
‫الفرنسيون يف التعريف الفقهي لألمالك الوطنية العامة يف ثالث أراء و هي‪:‬‬
‫األول‪ :‬يذهب أصحاب هذا الرأي إىل القول بأ ّن األموال العامة هي املخصصة الستعمال اجلمهور املباشرة كالطرق العامة و‬ ‫الرأي ّ‬
‫األهنار و البحار‪ .‬لكن ما يعاب على هذا االجتاه أنّه أخرج األموال املخصصة للمرافق العامة من دائرة األموال العامة‪.‬‬
‫الرأي الثاني‪ :‬يرى أصحاب الرأي أ ّن األموال العامة تتمثل يف األموال املخصصة للمرافق العامة‪.‬‬
‫غري أنه ال ميكن االعتم اد على ه ذا املعي ار ألنّه أخ رج األم وال املوض وعة حتت تص رف املباشر للجمه ور من نط اق األم وال‬
‫العامة؛ و يظهر قصوره جليا يف كونه يعترب كل املرافق العامة أمواال عامة حىت و لو كانت بسيطة أو قليلة األمهية كاألقالم و املساطر‬
‫و الورق و أمام هذا النقد حاول أنصار هذا املذهب تصحيح خطئهم و قالوا إ ّن املال العام هو الذي يكون ضرورياً لسري املرفق العام‪.‬‬
‫ال رأي الث الث‪ :‬يعتقد الفقيه أن دري هوريو (‪ )André Hauriou‬أن ص فة العمومية للم ال الع ام ترتبط أساسا بفك رة التخص يص‬
‫للنفع العام و هو معيار مزدوج جيمع يف آن واحد بني التخصيص لالستعمال املباشر للجمهور و التخصيص للمرفق العام و لكن ينكر‬
‫الصفة العامة لبعض األموال رغم ختصيصها للنفع العام‪.‬‬
‫أعم و أمشل و تن درج مبوجبه يف األم وال العامة كل األم وال املوض وعة حتت‬
‫و عليه ف إن معي ار التخص يص للنفع الع ام يعترب ّ‬
‫التص رف املباشر للجمه ور و األمالك املخصصة ملختلف املرافق العامة ‪ .‬و هو ما اس تقر عليه الفقه احلديث ال ذي اعتمد التخص يص‬
‫‪2‬‬

‫كمعي ار أساسي و اعترب املال الع ام املخصص للمنفعة العامة بش كل مباشر ك الطرق و املنتزه ات و باالس تعمال عن طريق املرفق الع ام‬
‫كالسكك احلديدية واملستشفيات كما توسع معيار التخصيص يشمل األموال املنقولة كالكتب يف املكتبات العمومية والنقود و السفن‬
‫البحرية‪...‬إخل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص األمالك الوطنية العمومية‪:‬‬


‫تتميز األمالك الوطنية العمومية مبجموعة من اخلصائص و تعترب هذه اخلصائص أيضا مبثابة ضمانات حلمايتها و جتد مصدرها‬
‫تنص "ال جيوز التصرف يف األموال الدولة أو حجزها أو متلكها بالتقادم‪"...‬‬
‫األساسي يف نص املادة ‪ 689‬من القانون املدين اليت ّ‬
‫كما نصت املادة ‪4‬من قانون األمالك الوطنية على ما يلي‪" :‬األمالك الوطنية العمومية غري قابلة للتصرف فيها و ال للتقادم و‬
‫ال للحجز‪ ،‬و خيضع تسريها ألحكام هذا القانون مع مراعاة األحكام الواردة يف النصوص التشريعية اخلاصة‬
‫األمالك الوطنية اخلاصة غري قابلة للتقادم و ال للحجز ما عدا املسامهات املخصصة للمؤسسات العمومية االقتصادية و ختضع‬
‫إدارة األمالك و احلق وق املنقولة و العقارية التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة والتص رف فيها ألحك ام ه ذا الق انون مع مراع اة األحك ام‬
‫الواردة يف النصوص التشريعية األخرى‪".‬‬
‫‪1‬‬
‫أنظر سليمان الطماوي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري –دراسة مقارنة‪ -‬دار الفكر العربي‪ ،‬طبعة ‪ ،1992‬ص‪.513‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬أ عمر يحياوي؛ نظرية المال العام؛ دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع؛ ط‪3‬؛ الجزائر؛ ‪.2005‬ص‪35‬‬
‫‪4‬‬
‫أ) عدم القابلية للتصرف‪:‬‬
‫و تعترب أهم ص فة إلثب ات ص فة العمومية للم ال الع ام مبقتض اه أن التص رفات اخلاصة بالق انون املدين ال تنطبق على األم وال‬
‫العامة إالّ بعد فقداهنا هلذه الصفة مبقتضى القانون‪.‬‬
‫فاألصل أنه جيوز لألفراد التصرف يف أمالكهم بالبيع أو اإلجيار و بكافة أنواع التصرفات اليت جييزها هلم القانون املدين الذي‬
‫ينظم كافة التع امالت املدنية بني األف راد؛ إالّ أنه و يف جمال املال الع ام فالقاع دة هي ع دم ج واز التص رف فيه و أ ّن مجيع التص رفات‬
‫اخلاضعة للقانون املدين من بيع و رهن‪ .‬و اجيار ‪...‬إخل ال ميكن أن تطبق على املال العام؛ إال بعد حتريره من صفة العمومية‪.1‬‬
‫أي وقت و‬ ‫و من ه ذا مينع الق انون إدارة أمالك الدولة من بيع التحف األثرية مثال و لو بيعت خط أ‪ ،‬و ميكن اس رتجاعها يف ّ‬
‫ال ميكن للمش رتي االحتج اج بقاع دة حي ازة املنق ول يف ه ذه امللكية ألهنا تطبق على املال الع ام و اإلدارة عند اس رتجاعها هلا ليست‬
‫ملزمة بدفع الثمن و لو كان املشرتي حسن النية‪.2‬‬
‫و عليه فإ ّن أي تصرف يف األموال العمومية يع ّد باطال بطالن اً مطلقا و لو كان بعقد مشهر وذلك ألن محاية املال العام من‬
‫النظام العام و جيوز للقاضي إبطال العقد من تلقاء نفسه‪.‬‬
‫غري أ ّن ال سوؤال الذي يفرض نفسه أ ّن هناك تصرفات تقدم هبا اإلدارة و لكنها ال تتعارض مع ختصيص املال العام للنفع‬
‫العام‪ ،3‬و هو ما جيعل بالقول إىل أ ّن قاعدة العدم جواز التصرف يف املال العام ليست مطلقة؛ و هو ما أدى بأحد الفقهاء إىل القول أن‬
‫مثة أن واع من التص رفات تالئم األم وال العامة مع احتفاظها ب ذاتيها و بص فة العمومية ألهنا ال تتع ارض مع فك رة التخص يص للنفع‬
‫العام"‪.4‬‬
‫و من هنا ميكن الق ول أ ّن هن اك اس تثناءات واردة على قاع دة ع دم القابلية للتص رف يف أمالك الدولة و تتمثل يف اس تثنائني‬
‫اثنني مها‪:‬‬
‫االستثناء األول‪ :‬تقرير حقوق االرتفاق‪:‬‬
‫تعترب قاع دة التص رف يف األمالك الوطنية غري مقتص رة على منع التص رفات املدنية الناقلة للملكي ة؛ بل قد متت حىت إىل‬
‫عرفت املادة ‪ 867‬من القانون املدين االرتفاق أنه حق جيعل حداً ملنفعة‬
‫التصرفات اليت ترتب حقوقا عينية مدنية كحق االرتفاق‪ .‬و قد ّ‬
‫عقار لفائدة عقار آخر لشخص و جيوز أن يرتتب االرتفاق على مال كان ال يتعارض مع االستعمال الذي خصص له هذا املال‪."...‬‬
‫و قد أكدت املادة ‪ 66/3‬من قانون األمالك الوطنية على ذلك بقوهلا‪ ..." :‬غري أ ّن تأسيس حقوق عينية حسب الشروط و‬
‫احلدود املبنية يف املواد من ‪ 69‬مكرر إىل ‪ 69‬مكرر ‪ 5‬أدناه‪ ،‬و ميكن منحه من األمالك الوطنية العمومية و كذا االرتفاقات اليت تتوافق‬
‫مع ختصيص امللك املعين"‪.‬‬
‫و ك ذا املادة ‪ 67‬من ذات الق انون اليت أك دت أيض اً على حق االرتف اق بنص ها‪..." :‬أعب اء اجلوار لص احل األمالك الوطنية‬
‫العمومية اليت يقصد هبا عالوة على أعب اء الق انون الع ام؛ االرتفاق ات اإلدارية املنص وص عليها لفائ دة الط رق العمومية مثل ارتفاق ات‬
‫الطريق؛ و مصبات اخلنادق و الرؤية‪."...‬‬
‫و من خالل ه ذه النص وص القانونية يتضح أ ّن املش رع أج از تقرير حق وق االرتف اق لص احل األمالك الوطني ة‪ ،‬كما أج از أن‬
‫حتمل هذه األمالك باتفاقات اجلوار اخلاصة إذ كان األمر ال يتعارض مع االستعمال الذي خصص له هذا املال العام‪.‬‬ ‫ّ‬
‫االستثناء الثاني‪ :‬منح التراخيص لشغل مؤقت‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر محمد عوض رضوان؛ جريمة المال العام في التشريعين الوضعي و اإلسالمي؛ دراسة مقارنة؛ دار النهضة العربية؛ ط‪1‬؛ القاهرة؛ ‪2011‬؛ ص‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر‪- :‬المادة ‪ 04‬من قانون األمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 689‬من القانون المدني‬
‫‪3‬‬
‫أنظر أعمر يحياوي‪.‬المرجع السابق ص ‪.95‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر محمد أنس قاسم جعفر‪ .‬النظرية العامة المالك اإلدارة و االشغال العمومية ‪،‬ط‪،03‬الجزائر‪ 1992،‬ص‪50‬‬
‫‪5‬‬
‫تعترب ه ذه ال رتاخيص مبج رد ص دورها ماسة حبق وق و حري ات األف راد يف االنتف اع ب األموال العامة س واء ص درت يف ش كل‬
‫قرارات إدارية أو عقود إدارية؛ غري أ ّن اإلدارة هلا احلق أن تلغيها يف أي وقت حبجة املصلحة العامة‪.‬‬
‫و تتمثل هذه الرتاخيص يف‪:‬‬
‫‪ )1‬الترخيص الشغل المؤقت بقرار‪:‬‬
‫و يف هذه احلالة يصدر قرار إداري عن املصلحة املختصة ميكن شخص اً معني دون غريه من االنتفاع جبزء من مال عام و قد‬
‫يتمثل هذا القرار يف رخصة الوقف و رخصة الطريق‪.‬‬
‫فرخصة ال وقت نصت عليها املادة ‪ 163‬من املرس وم التنفي ذي ‪ 454-91‬احمل ّدد لش روط إدارة األمالك اخلاصة و العامة‬
‫للدول ة؛ و يتمثل يف ال رتخيص ش غل قطعة من أمالك الدولة لالس تعمال عن طريق الش غل اخلاص دون إقامة مش تمالت على أرض يتها‬
‫كوضع ص احب مقهى موائ ده يف مرفق ات الطريق الع ام؛ ّأما رخصة الطريق فتتمثل يف ال رتخيص يش غل قطعة من أمالك الدولة‬
‫املخصصة الستعمال اجلميع شغال خاصاً مع إقامة مشتمالت يف أرضيتها كمحطات توزيع البنزين‪.‬‬

‫‪ )2‬الترخيص الشغل المؤقت بموجب عقد إداري‪:‬‬


‫و هو استعمال خاص لألمالك الوطنية العامة و لكن يتم مبوجب عقد إداري كشغل الشواطئ‪.1‬‬
‫و من هذه القاعدة تنشأ لدينا قاعدة و هي نتيجة منطقية لقاعدة عدم جواز التصرف يف املال العام و هي قاعدة عدم جواز‬
‫متلك املال الع ام بالتق ادم؛ أنه و م ادام أ ّن ه ذا املال ال جيوز التص رف فيه بنقل ملكيته للغري فمن ب اب أوىل ال جيوز اكتس اب ملكيته‬
‫بالتقادم و هي خاصية أخرى نصت عليها املشرع‪.‬‬
‫ب) عدم جواز اكتساب األمالك الوطنية العامة بالتقادم‪:‬‬
‫تعترب هذه اخلاصية بالنسبة ألمالك الدولة محاية أقوى من خاصية عدم جواز التصرف يف األمالك الوطنية العامة‪ 2‬فمن خالل‬
‫املشرع قد وضع ضمانة حلماية األمالك الوطنية العامة من خطر التعدي الناتج عن وضع اليد من طرف األفراد ملدة‬ ‫هذه اخلاصية يكون ّ‬
‫معين ة؛ ذلك أنه ن ادراً ما تق وم الدولة بالتع دي على األمالك العامة غري أ ّن األف راد و يف كثري من احلاالت ميكن أن يعت دوا عليه بوضع‬
‫يدهم عليه مث ميضي الوقت الالزم لرتتيب حق هلم عليه و هو حق التملك بالتقادم وفق ما نصت عليه قواعد و نصوص القانون املدين‬
‫و هنا تظهر قاعدة عدم جواز اكتساب األمالك الوطنية العامة بالتقادم‪ .3‬وإضافة إىل ذلك فإنّه مينع على األفراد االستفادة من دعاوي‬
‫احلي ازة حلماية حي ازهتم هلذه األمالك و ذلك نتيجة لع دم مش روعية احلي ازة أصال‪4‬؛ كما أ ّن مب دأ االلتص اق و ال ذي مبقتض اه تن دمج‬
‫األموال األقل أمهية يف األموال األكثر أمهية اليت تلتصق هبا إذا اختلف مالّك تلك األموال ال تسري على املال العام كسرياهنا على املال‬
‫اخلاص إذا القاعدة هنا بصفة عامة أ ّن املال اخلاص يتبع املال العام و مبدأ عدم اكتساب ملكية األموال العامة بالتقادم مشروع‬
‫ملصلحة جهة اإلدارة ال جيوز لغريها أن حيتج به‪.5‬‬
‫و استكماالً للتسلسل املنطقي الطبيعي للخاصيتني السالفتني فكان الب ّد من تقرير خاصية أخرى حفاظا على املال العام من‬
‫التصرف فيه بأي شكل من األشكال و هذه اخلاصية هي عدم جواز احلجز على األمالك الوطنية العامة‪.‬‬
‫ج) عدم جواز الحجز على األمالك الوطنية العامة‪:‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 169/2‬من المرسوم التنفيذي ‪ 91/454‬المح ّدد لشروط األمالك الخاصة و العامة للدولة‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر مصطفى أبو زيد فهمي؛ اإلدارة العامة بنشاطها و أموالها؛ دار المطبوعات الجماعية؛ اإلسكندرية؛ ‪2002‬؛ ص‪.236‬‬
‫‪ 3‬أنظر محمد عوض رضوان؛ المرجع السابق؛ ص‪.44‬‬
‫أنظر المادة ‪ 04‬من قانون األمالك الوطنية‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 688‬القانون المدني‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر إبراهيم عبد العزيز شيحة‪.‬ص ‪396‬‬
‫‪ 5‬أنظر محمد عوض رضوان؛ المرجع السابق؛ ص‪.44‬‬
‫‪6‬‬
‫و ه ذه اخلاص ية أيضا هي نتيجة حتمية خلاص ية ع دم ج واز التص رف يف األم وال الوطنية العمومية ذلك أنّه إذا مت نقل ملكية‬
‫األمالك الوطنية إىل الغري بإحدى التصرفات كالبيع و املبادلة غري جائز ألنه يتعارض مع ختصيص املال العام للمصلحة أو للمنفعة العامة‬
‫و بالت ايل فمن ب اب أوىل منع نقل ملكية ه ذه األمالك عن طريق التنفيذ اجلربي عليها و إالّ فإنه س يؤدي حتما لنقل ملكية امللك‬
‫العمومي إىل ذمة ط الب التنفيذ و هو ما يتع ارض مع املصلحة العامة و جتد هذه اخلاص ية أساس ها الق انوين يف املادة ‪ 689‬من الق انون‬
‫املدين اجلزائري و املادتني ‪ 4‬و ‪ 66/1‬من قانون األمالك الوطنية‪1‬؛ كما أن إقرار هذه اخلاصية اليت وجد هلا أساس قانوين من املشرع‬
‫فقد افرتض مالئمة الدولة و غريها من األشخاص املعنويني وبالتايل فهي قادرة على تنفيذ التزاماهتا دون ضغط أو إكراه‪.2‬‬
‫و من مت مينع اختاذ أي إجراء من إجراءات احلجز من قبل األفراد على األمالك العامة إلجبار اإلدارة على الوفاء بديوهنا؛ أل ّن‬
‫اإلدارة و كما يص طلح عليها فهي "م دين ش ريف" األمر ال ذي قد ي ؤدي إىل زعزعة الثقة املفرتضة يف تص رفات الدولة و مرافقها‬
‫العمومية إذا ما مت تطبيق إجراءات احلجز على أمواهلا كما أ ّن الغاية من التنفيذ هي محاية مصلحة خاصة و ذلك على حساب مصلحة‬
‫عامة و هو ما ال ميكن أن يكون بتقدمي املصلحة اخلاصة على املصلحة العامة‪ .‬و ما جيب التنويه إليه أ ّن عدم احلجز على أموال الدولة‬
‫خطر واسع ميتد إىل مجيع ص ور التنفيذ اجلربي‪ 3‬املعروفة يف الق انون املدين كما ميتد إىل مجيع عناصر األمالك الوطنية العامة مبختلف‬
‫صورها و مهما تباينت أوجه ختصيصها للنفع العام‪.‬‬
‫كما هلذه اخلاصية أساسها القانوين أيضا مبوجب املادة ‪ 636‬إ‪.‬ج‪.‬م‪.‬إ اليت تنص أنه ال جيوز احلجز على األموال التالية‪:‬‬
‫‪ -‬األم وال العمومية اململوكة للدولة أو للجماع ات اإلقليمية أو املؤسس ات العمومية ذات الص فة اإلدارية ما مل ينص الق انون‬
‫خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬األموال املوقوفة وفقا عاماً أو خاصاً ما عدا الثمار و اإليرادات‪.‬‬
‫‪ -‬أموال السفارات األجنبية‪.‬‬
‫كما اس تدركت املادة ‪ 637‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬م ‪.‬ا على أ ّن األم وال املنقولة املذكورة باملادة ‪ 636‬من نفس الق انون غري قابلة للحجز‬
‫و لو من أجل اس تفاء دين مس تحق للدولة أو للجماع ات اإلقليمي ة؛ غري أ ّن ه ذه األم وال قابلة للحجز إذا ك ان ه ذا احلجز من أجل‬
‫استيفاء مبلغ القرض الذي منح من أجل اكتساهبا أو مثن إنتاجها أو مثن تصليحها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف األمالك الوطنية الخاصة و خصائصها‪:‬‬
‫و هبذا املطلب نتعرض اىل عنصرين اساسني مها تعريف األمالك الوطنية اخلاصة و اخلصائص اليت تتميز هبا هذه األخرية ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف األمالك الوطنية الخاصة‪:‬‬
‫تعرف على أهنا مجيع األمالك العقارية و املنقولة اليت متلكها الدولة أو إحدى مجاعاهتا اإلقليمية و غري مص نفة ضمن‬
‫ميكن أن ّ‬
‫امللكية العمومية و ختضع من حيث النظام القانوين للقانون اخلاص‪.‬‬
‫حمل مفه وم إجيايب إذ أن مفهومه يس تخلص عموم اً من‬ ‫و خبالف األمالك العمومية ف إ ّن األمالك الوطنية اخلاصة ال تك ون ّ‬
‫مفهوم امللك العام مبا أنّه مل يعطي له تعريف مانع جامع من قبل القوانني الوظيفية وقد مت تعريفه باملخالفة على أنّه كل األمالك العقارية‬
‫نص املادة ‪ 03/1‬من ق انون أمالك الدولة‬ ‫و املنقولة للجماع ات احمللية اليت ال ت دخل ض من امللك العم ومي و هو ما تستش فه من ّ‬

‫أنظر المادة ‪ 4‬و ‪ 66/1‬من قانون ‪ 90/30‬المع ّدل و المتمم بموجب‪ 2‬قانون ‪ 14-08‬المتعلق بقانون األمالك الوطنية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫أنظر محمد عوض رضوان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫أنظر أنس قاسم جعفر‪ ،‬المرجع السابق؛ ص‪.732‬‬
‫‪3‬‬
‫تتمثل أنواع الحجوز التنفيذية فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬حجز المنقول لدى المدين‪.‬‬
‫‪-‬حجز ما للمدين لدى الغير‪.‬‬
‫‪-‬الحجز العقاري‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫بنص ها‪.." ..‬األمالك الوطنية األخ رى غري املص نفة ض من األمالك العمومية و اليت ت ؤدي وظيفة إمتالكية و مالية فتمثل األمالك الوطنية‬
‫اخلاصة"‪.‬‬
‫و عليه مبا أ ّن ه ذه األمالك ت ؤدي وظيفة ذات ط ابع متليكي و م ايل فإهّن ا ختضع مب دئياً ألحك ام الق انون اخلاص؛ غري أنه ال‬
‫ميكن اجلزم التط بيق الكلي لقواعد الق انون اخلاص على هذه املمتلكات لكوهنا تشكل ملكية خاصة تابعة لشخص ية قانونية عمومي ة؛ و‬
‫قد بينت أحكام املواد ‪ 38‬إىل ‪ 58‬من قانون أمالك الدولة طرق تكوين األمالك الوطنية اخلاصة و هذه املواد نصت على قواعد خاصة‬
‫مغايرة لقواعد القانون اخلاص تطبق على اهلبات و الوصايا اليت تقدم للدولة و اجلماعات احمللية اإلقليمية سواء البلدية أو الوالية؛ و كذا‬
‫املؤسسات العمومية التابعة هلا‪.‬‬
‫كما أ ّن ه ذه املواد كرست مب دأ متلك الدولة لألمالك الش اغرة و األمالك اليت ال ص احب هلا والرتك ات اليت ال وارث هلا و‬
‫احلطام اليت تركها مالكها و الكنوز اليت يتم اكتشافها أو العثور عليها يف أحد توابع األمالك اخلاصة‪.‬‬
‫عرفه ال دكتور ع ادل أمحد حش يش على أهّن ا األم وال اليت متتلكها الدولة ملكية خاصة واليت ختضع بوجه ع ام لقواعد‬ ‫و قد ّ‬
‫القانون اخلاص فيمكن التصرف فيه بالبيع و غريه كما ميكن لألفراد متليكه بالتقادم طويل األجل؛ كما أهّن ا أموال تدر إيرادات للدولة‪.‬‬
‫و ه ذا الن وع من األم وال هي اليت عنت بدراسة علم اء املالية عند حتدثهم عن دخل الدولة من أمالكها اخلاصة كمص در من‬
‫املوجهة لضمان مداخيل‬ ‫مصادر اإليرادات العامة ‪ .‬ذلك أ ّن األمالك الوالئية اخلاصة تتمتع بوظيفة متليكية و مالية‪ ،‬إذ أهّن ا من األموال ّ‬
‫‪1‬‬

‫أو خ دمات للش خص العم ومي املالك ‪،‬األمر ال ذي يتبعه أن تسري امللك اخلاص ال يش كل مص لحة عامة لكن ش كل نش اطاً خاص اً‬
‫لإلدارة اليت تس ريه كمالك خ اص يف إط ار الق انون الع ام حىت و لو أ ّن القواعد االس تثنائية للق انون الع ام قد تتص ادم مع قواعد الق انون‬
‫اخلاص لكنها ال تش كل إالّ اس تثناءات ال تغري يف ش يء من املب دأ؛ غري أ ّن ه ذا الش كل التقلي دي للملكية اخلاصة للدولة قد مت انتق اده‬
‫باألخص ما تعلق منه بالغاية التمليكية بعيدة عن كوهنا متميزة؛ إذ أن امللكية اخلاصة تتابع بشكل كبري أهداف املصلحة العامة؛ فيمكن‬
‫هلا أن تكون املقر اخلاص لتنفيذ املصلحة العمومية كما ميكن أن يكون موضوع ختصيص للمصلحة العامة‪.‬‬
‫يعرفها ال دكتور عبد ال رزاق الس نهوري أ ّن األمالك الوطنية اخلاصة هي األش ياء اململوكة ملكية خاصة لدولة أو‬ ‫كما ّ‬
‫ألش خاص املعنوية العامة األخ رى و هي األش ياء غري املخصصة للمنفعة العام ة؛ بل حىت األم وال العامة ميكنها أن تنقلب إىل أم وال‬
‫خاصة بإهناء ختصيص ها للمنفعة العامة و يك ون حق الدولة عليها حق ملكية خاصة ال حق ملكية إداري ة؛ كما أهنا ختضع بوجه ع ام‬
‫ألحكام امللكية شأهنا يف ذلك شأن ملكية األشخاص الطبيعية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص األمالك الوطنية الخاصة‪:‬‬
‫تتميز األمالك الوطنية اخلاصة مبجموعة من اخلصائص متيزها عن باقي امللكيات التابعة للدولة ونذكر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬أ ّن األمالك الوطنية اخلاصة ختضع إىل قواعد القانون اخلاص نظراً لطبيعة املعامالت اليت جتريها الدولة عليها‪.‬‬
‫‪ )2‬تتصرف الدولة فيها تصرف عادي يشبه تصرف األفراد يف ممتلكاهتم‪.‬‬
‫‪ )3‬تؤدي وظيفة مالية و إمتالكية حبيث تشكل إحدى اإليرادات العامة يف الدولة‪.‬‬
‫فمن خالل ه ذه اخلص ائص يت بني جلي اً أ ّن األم وال العمومية اخلاصة تتم يز بنظ ام خ اص خيتلف عن نظ ام األم وال العمومية‬
‫العامة مع بعض االختالف ات اليت تقرهبا منها و ه ذا االختالف يكمن يف الوظيفة اليت تؤديها ه ذه األمالك و مص ادر أحكامها و ك ذا‬
‫بكيفية إدخال األموال يف نطاقها و طبيعة حق ملكية اإلدارة عليها‪.‬‬

‫أ‪ -‬وظيفة األمالك الوطنية الخاصة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪ :‬د‪ .‬عادل أحمد حشيش؛ أساسيات المالية العامة؛ الدار الجامعية للنشر؛ مصر؛ ‪2006‬؛ ص‪.130‬‬
‫‪8‬‬
‫سبق القول على أ ّن هذه األمالك تؤدي وظيفة إمتالكية و مالية لكوهنا موجهة جللب إيرادات للدولة و اجلماعات احمللية‪ 1‬و‬
‫من مت ف إن إدارهتا ال تش كل مرفقا عام اً بل نش اطاً خاص اً إالّ أهنا مل تعد ت ؤدي هذه الوظيفة مبفهومها التقليدي فحسب بل أص بحت‬
‫حتقق أه داف أخ رى و هي أيضا أه داف املنفعة العامة يف أوسع جمال هبا فقد تك ون موض وع ختصص للمص لحة العامة مثل األمالك‬
‫الوطنية العامة املخصصة لسري املرافق العامة و تلك املوجهة لالس تعمال املباشر و غري املباشر للجمه ور ك الطرق الريفية املص نفة بنص‬
‫القانون يف األموال اخلاصة‪.‬‬
‫و حبسب ما ورد يف قانون األمالك الوطنية‪ 2‬و اليت هتدف إىل حتقيق أغراض امتالكية و مالية وختضع مبدئيا ألحكام القانون‬
‫اخلاص‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيفية إدخال األموال ضمن األمالك الوطنية الخاصة‪:‬‬
‫إ ّن األمالك أي كان نوعها تندرج ضمن األمالك الوطنية اخلاصة و ذلك ّإما بإلغاء ختصيصها أو بتجريد توابع األمالك العامة‬
‫من صفها مع بقائها يف ملكية الدولة و اجلماعات احمللية و سواء جمانيا أو مبقابل؛ و تتمثل طرق القانون العام اجملانية يف االستيالء على‬
‫الش ركات اليت ال وارث هلا؛ أو األم وال الش اغرة اليت ال ص احب هلا؛ احلط ام ذات القيمة األثرية أو الفني ة؛ ّأما ط رق الق انون اخلاص‬
‫اجملانية فهي تلك املتمثلة يف التربعات‪ ،‬اهلبات و الوصايا؛ و قد تكون بصفة رضائية عن طريق التبادل‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع األمالك الوطنية و وسائل حمايتها‪:‬‬
‫تنقسم األمالك الوطنية إىل أمالك وطنية عمومية و أخرى خاصة‪ .‬و لكل منها تكوينها اخلاص هبا تتميز به‪.‬‬
‫فاألمالك الوطنية العمومية ختتلف يف تكوينها من حيث طبيعتها إىل أمالك وطنية طبيعية و أمالك وطنية اصطناعية‪.‬‬
‫ّأما األمالك الوطنية اخلاصة فإهنا ختتلف حبسب اجلهة التابعة هلا إن كانت الدولة أو الوالية أو البلدية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع األمالك الوطنية‪:‬‬
‫وفقا ملا جاء به املشرع اجلزائري و مبوجب احكام قانون األمالك الوطنية فاهنا تنقسم اىل نوعني‬
‫األمالك الوطنية العامة و األمالك الوطنية اخلاصة ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أنواع األمالك الوطنية العمومية‪:‬‬
‫تتكون األمالك الوطنية العمومية من األمالك الوطنية الطبيعية و األمالك الوطنية االصطناعية‬
‫أوال‪ :‬األمالك الوطنية الطبيعية‪:‬‬
‫إ ّن األمالك الوطنية الطبيعية هي تلك األمالك اليت وجدت بفعل الطبيعية و مل تتدخل يد إنسان يف تكوينها دون أي جهد أو‬
‫عمل بشري كاألمالك النهرية‪ ،‬الفضاء اجلوي الذي يعلو إقليم الدولة الثروات أو املوارد الطبيعية السطحية أو اجلوفية املتمثلة يف املوارد‬
‫املائية مبختلف األن واع و احملروق ات الس ائلة منها و الغازية و ال ثروات املعدنية و الطاقوية و احلديدية أو املع ادن األخ رى و املنتج ات‬
‫املس تخرجة من املن اجم و احملاجر و كل ال ثروات البحرية الغابية‪ 3‬و تكتسي األمالك ص فة امللك الع ام وفقا للق انون دون احلاجة إىل‬
‫صدور قرار إداري؛ و قد تعرض هلا قانون األمالك الوطنية بالتفصيل يف نص املادة ‪ 15‬منه‪.4‬‬
‫و األمالك الوطنية الطبيعية حبسب نص املادة ‪ 15‬من قانون ‪ 30-90‬هي‪:‬‬
‫‪ /1‬شواطئ البحر‪ :‬و ذلك نظراً ألمهيتها يف املالحة و الصيد و حتديد األراضي اليت تعترب جزء من الشاطئ‪.‬‬
‫‪ /2‬قعر البحر اإلقليمي و باطن ه‪ :‬فيعترب البحر اإلقليمي من األم وال العامة الطبيعية و يقصد به ذلك اجلزء من البحر ال ذي جياور إقليم‬
‫كل دولة و خيضع لسيادهتا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أنظر عادل أحمد حشيش‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫أنظر المادة ‪ 3‬من قانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫أنظر عالء الدين عشي؛ مدخل القانون اإلداري؛ در هومة؛ ج‪،2‬عين مليلة؛ الجزائر؛ ص‪.109‬‬
‫أنظر المادة‪15‬من قانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون ‪.14-08‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ /3‬املي اه البحرية الداخلي ة‪ :‬و هي تش مل املي اه الداخلية و اليت هي أج زاء من البحر اليت تتغلغل يف إقليم الدولة و تت داخل فيه و مها‬
‫البحار و البحريات و األهنار و اخلجالن و القنوات و املوانئ داخل إقليم الدولة‪.‬‬
‫‪ /4‬طرح البحر و حماصره‪.‬‬
‫‪ /5‬جماري املي اه و رق اق اجملاري اجلافة و اجلزر اليت تتك ون داخل رق اق اجملاري و البح ريات و املس احات املائية األخ رى أو اجملاالت‬
‫يعرفها قانون املياه‪.‬‬
‫املوجودة ضمن حدودها حبسب ما ّ‬
‫‪ /6‬اجلرف القاري‪ :‬و هو الطبقات األرضية املمتدة باحندار تدرجيي أسفل املياه يف اجتاه أعايل البحار واليت تعترب امتداد طبيعي إلقليم‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ /7‬املن اطق البحرية اخلاض عة للس يادة اجلزائرية و لس لطتها القض ائية؛ ت دخل املش ّرع بنص املادة ‪ 15‬من ق انون األمالك الوطنية و اعترب‬
‫كل املناطق البحرية اخلاضعة للسيادة اجلزائرية تدخل ضمن امللكية العمومية الوطنية الطبيعية؛ و هذا نظراً ملا هلذه الثروات من أمهية يف‬
‫أقر مبدأ سيادة الدولة على ثرواهتا و مواردها الطبيعية‪.1‬‬
‫التقدم احلضاري و االقتصادي ملعظم الدول؛ و هبذا النص القانوين يكون قد ّ‬
‫‪ /8‬اجملال اجلوي و اإلقليمي‪ :‬و هذا اجملال يتم حتديده وفق قواعد القانون الدويل العام‪.‬‬
‫‪ /9‬ال ثروات و املوارد الطبيعية الس طحية و اجلوفية املتمثلة يف املوارد املائية مبختلف أنواعها و احملروق ات الس ائلة منها و الغازية و‬
‫ال ثروات املعدنية الطاقوية و احلديدية و املع ادن األخ رى و املنتوج ات املس تخرجة من املن اجم و احملاجر و ال ثروات البحرية و ك ذلك‬
‫الثروات الغابية الواقعة يف كامل اجملاالت الربية والبحرية من الرتاب الوطين يف سطحه أو يف جوفه و‪/‬أو اجلرف القاري‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬األمالك الوطنية االصطناعية‪:‬‬


‫إ ّن األمالك الوطنية االصطناعية هي األمالك اليت كان اإلنسان سبباً يف تواجدها أو عامالً مسامهاً يف تكوينها؛ و قد ع ّددها‬
‫املشرع يف نص املادة ‪ 16‬من قانون األمالك الوطنية و تشمل هذه األمالك كل من‪:3‬‬
‫‪ /1‬األراضي املعزولة اصطناعياً عن تأثري األمواج‪.‬‬
‫‪ /2‬السكك احلديدية و توابعها الضرورية الستغالهلا‪.‬‬
‫‪ /3‬املوانئ املدنية و العسكرية و توابعها املخصصة حلركة املرور البحرية‪.‬‬
‫‪ /4‬املوانئ اجلوية و املطارات املدنية و العسكرية و توابعها املبنية املخصصة لفائدة املالحة اجلوية‪.‬‬
‫‪ /5‬الطرق العادية و السريعة و توابعها‪.‬‬
‫‪ /6‬املنشآت الفنية الكربى و املنشآت األخرى و توابعها املنجزة لغرض املنفعة العمومية‪.‬‬
‫‪ /7‬اآلثار العمومية و املتاحف و األماكن و احلظائر األثرية‪.‬‬
‫‪ /8‬احلدائق املهيأة‪.‬‬
‫‪ /9‬األشياء و األعمال الفنية املكونة جملموعات التحف املصنفة‪.‬‬
‫‪ /10‬املنشآت األساسية الثقافية و الرياضية‪.‬‬
‫‪/11‬احملفوظات الوطنية‪.‬‬
‫‪ /12‬حقوق التأليف و حقوق امللكية الثقافية اآليلة لألمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪ /13‬املباين العمومية اليت تأوي املؤسسات الوطنية و كذلك العمارات اإلدارية املصممة أو املهيأة إلجناز مرفقا عام‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أنظر عبد السالم زايد‪ ،‬النظام القانوني للمال العام في القانون الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.254‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 15‬من قانون ‪ 30-90‬المعدل و المتمم بالقانون ‪.14-08‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادة ‪ 17‬من قانون ‪ 30-90‬المعدل و المتمم بالقانون ‪.14-08‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ /14‬املنشآت و وسائل الدفاع املخصصة حلماية الرتاب الوطين براً؛ حبراً‪ ،‬جواً‪.‬‬
‫‪ /15‬املعطيات املرتتبة عن أعمال التنقيب و البحث املتعلقة باألمالك املنجمية للمحروقات‪.‬‬
‫كما أ ّن املرس وم التنفي ذي رقم ‪427-12‬؛ قد أك ّد على أن األمالك العمومية االص طناعية يف جمال الط رق هي الط رق‬
‫الوطني ة‪ ،‬الط رق الس ريعة‪ ،‬و أن األمالك العامة التابعة للس كك احلديدية هي احملط ات؛ اجلوانب و كل املب اين املس اعدة تقنيا الس تغالل‬
‫شبكة السكك احلديدية‪.1‬‬
‫كما أك ّد أ ّن األمالك العامة االص طناعية هي األمالك املينائية و املطارية و األم اكن و املع امل التارخيية و الطبيعية املص نفة و‬
‫تشمل األعمال الفنية و التحف و املباين التارخيية‪...‬إخل‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تكوين األمالك الوطنية الخاصة‪:‬‬
‫خيتلف تك وين األمالك الوطنية اخلاصة ب اختالف اجلهة التابعة هلا ه ذه األمالك؛ فهن اك أمالك وطنية تابعة للدولة و أخ رى‬
‫تابعة للوالية و أخرى تابعة للبلدية‪.3‬‬
‫أوال‪ :‬األمالك الوطنية الخاصة التابعة للدولة‪:‬‬
‫و تشمل هذه األمالك على ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مجيع البناي ات و األراضي غري املص نفة يف األمالك العمومية اليت اقتنتها الدولة أو آلت إليها و إىل مص احلها و هيئاهتا اإلدارية أو‬
‫ممتلكاهتا أو أجنزهتا و بقيت ملكاً هلا‪.‬‬
‫‪ -‬العقارات ذات االستعماالت السكنية أو املهنية أو التجارية و كذلك احملالت التجارية اليت بقيت ملكا للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬األراضي اجلرداء غري املخصصة اليت بقيت ملكا للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬األمالك املخصصة لوزارة الدفاع و اليت متثل و تشكل وسائل الدعم‪.4‬‬
‫‪ -‬املنقوالت و العتاد اليت تستعملها املؤسسات اإلدارية؛ املصاحل و املؤسسات العامة ذات الطابع اإلداري التابعة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬األمالك املخصصة للبعثات الدبلوماسية و املكاتب القنصلية املعتمدة يف اخلارج أو اليت تستعملها‪.‬‬
‫‪ -‬األمالك اآليلة للدولة عن طريق اهليئ ات و الوص ايا و الرتك ات ب دون وارث؛ األمالك الش اغرة وب دون مال ك؛ احلط ام و‬
‫الكنوز‪.5‬‬
‫‪ -‬األمالك احملجوزة أو املصادرة اآليلة هنائيا للخزينة‪.‬‬
‫‪ -‬احلقوق و القيم املنقولة اليت اكتسبتها أو أجنزهتا الدولة أو اليت متثل مقابل احلصص أو التوريدات املقدمة للمؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬األراضي الفالحية ذات الطابع الفالحي و األراضي الرعوية أو ذات الطابع الرعوي‪.‬‬
‫‪ -‬السندات و القيم املنقولة اليت متثل مقابل األمالك و احلقوق من أي نوع و املقدمة من قبل الدولة على سبيل املسامهة يف إنشاء‬
‫شركات اقتصادية خمتلطة‪.6‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادتين ‪ 25‬و ‪ 35‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 427-12‬المؤرخ في ‪ 16‬ديسمبر ‪ 2012‬المح ّدد لشروط إدارة األمالك الخاصة و العامة التابعة للدولة و‬
‫تسيرها و يضبط كيفيات ذلك؛ جريدة رسمية رقم ‪69‬؛ لسنة ‪.2012‬‬
‫‪ 2‬أنظر المواد ‪52‬؛ ‪53‬؛ ‪ 54‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 12/427‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المواد ‪ 20-19-18-17‬من قانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 92/371‬المؤرخ في ‪14/10/1992‬؛ المحدد للقواعد المطبقة على تسيير العقارات المخصصة لوزارة الدفاع‬
‫الوطني؛ الجريدة الرسمية رقم ‪74‬؛ سنة ‪.1992‬‬
‫‪ 5‬الحطام بمفهوم المادة ‪ 55‬من قانون ‪ 30-90‬هو‪ ..." :‬كل األشياء أو القيم المنقولة التي تركها مالكها في أي مكان؛ و كذا التي يكون مالكها مجهوال"‪2.‬‬
‫‪-‬الكنز بمفهوم المادة ‪ 57‬من القانون ‪ 30-90‬هو‪..." :‬كل شيء أو قيم مخفية أو مدفونة تم اكتشافها أو العثور عليها بمحض الصدفة؛ و ال يمكن ألحد أن يثبت‪2‬‬
‫عليها ملكيته"‪.‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة ‪ 18‬من قانون ‪.30-90‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬األمالك اليت حتوزها املؤسسات العامة و املؤسسات العامة ذات الطابع الصناعي و التجاري واليت تعود إىل اجلماعات احمللية؛‬
‫املخولة إىل الدولة جماناً‪.7‬‬
‫ثانيا‪ :‬األمالك الوطنية الخاصة التابعة للوالية‪:‬‬
‫‪ -‬األراضي و املباين اليت خصصتها الوالية للمصاحل العامة و اهليئات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬احملالت ذات االستعمال السكين و ملحقاهتا اليت أجنزهتا و اقتنتها الوالية بإمكاناهتا اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬العقارات غري املخصصة اليت اقتنتها أو أجنزهتا الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬األراضي اجلرداء اليت مل ختصصها الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬املنقوالت و العتاد اليت اقتنتها الوالية بإمكاناهتا اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬اهلبات و الوصايا اليت قبلتها الوالية وفقا لألشكال و الشروط املنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬األموال اخلاصة اليت تتنازل عنها الدولة أو البلدية لصاحل الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬احلقوق و القيم املنقولة اليت متثل مقابل حصصها أو تزويداهتا يف املؤسسات العامة‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬األمالك الوطنية الخاصة التابعة للبلدية‪:‬‬
‫‪ -‬املباين و األراضي اليت خصصتها البلدية للمصاحل العامة و اهليئات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬احملالت ذات االستعمال السكين و ملحقاهتا اليت أجنزهتا البلدية بوسائلها اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬األراضي اجلرداء اليت مل ختصصها البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬العقارات غري املخصصة اليت اكتسبتها البلدية أو أجنزهتا بوسائلها اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬العقارات و احملالت ذات االستعمال املهين؛ التجاري أو احلريف املخولة ملكيتها إىل البلدية وفقا للقانون‪.‬‬
‫‪ -‬اهلبات و الوصايا اليت قبلتها البلدية وفقا لألشكال و الشروط املقررة قانوناً‪.‬‬
‫‪ -‬األمالك اليت تنازلت عنها الدولة أو الوالية لصاحل البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬املنقوالت و العتاد اليت اقتنتها أو أجنزهتا البلدية بوسائلها اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬احلقوق و القيم املنقولة اليت متثل مقابل حصص أو تزويدات البلدية يف املؤسسات العامة‪.3‬‬
‫و هبذا فإ ّن األمالك الوطنية اخلاصة تتكون من إجراءات القانون اخلاص؛ و ميكن إمجاهلا فيما يلي‪:‬‬
‫أ) الهبات و الوصايا‪:‬‬
‫و تقبل اهلب ات و الوص ايا اليت تق دم إىل الدولة مبقتضى ق رار يتخ ذه ال وزير املكلف باملالية أو بق رار وزاري مش رتك بني ال وزير‬
‫املكلف باملالية و ال وزير ال ذي خصص له ه ذه اهلب ات‪ 4‬و إذا ك انت ه ذه اهلب ات أو الوص ايا موجهة للوالية أو البلدية فإنّه يتم قبوهلا أو‬
‫رفضها من طرف اجمللس الشعيب البلدي أو الوالئي‪.‬‬

‫ب) األمالك الشاغرة و األمالك و األمالك التي ال صاحب لها و التركات التي ال وارث لها‪:‬‬
‫إذا مل يكن للعق ار مالك مع روف أو ت ويف مالكه دون أن ي رتك وارث اً‪ ،‬حيق للدولة بواس طة األجه زة املع رتف هبا قانون اً أم ام‬
‫اهليئات القضائية املختصة أن تصدر حكما يقضي بانعدام الوارث و يتم ذلك بعد القيام بتحقيق من أجل التحري عن املالك احملتملني أو‬

‫‪ 7‬أنظر المادة ‪ 23‬من المرسوم التشريعي ‪ 08-94‬المؤرخ في ‪ 26‬ماي ‪1994‬؛ المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 1994‬جريدة رسمية رقم ‪ 33‬لسنة‬
‫‪.1994‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 18‬من قانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 20‬من قانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 43‬من قانون ‪ 90/30‬المع ّدل و المتمم بالقانون رقم ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الورثة و يرتتب على احلكم –بعد أن يصبح هنائياً‪ -‬تطبيق نظام احلراسة القضائية و مبجرد انقضاء اآلجال احمل ّددة قانون اً ميكن للقاضي أن‬
‫يصرح بتسليم أموال الرتكة للدولة‪.‬‬
‫يعلن الشغور النهائي و ّ‬
‫ج) الحطام و الكنوز‪:‬‬
‫إ ّن مفه وم احلط ام قد مت حتدي ده مبوجب املادة ‪ 55‬من ق انون األمالك الوالئية املع ّدل و املتمم إذ يعترب حطام اً كل األش ياء أو‬
‫القيم املنقولة اليت تركها مالكها يف أي مكان و كذا اليت يكون مالكها جمهوالً فاحلطام املنقول هو من أمهله صاحبه بدون أن تكون لديه‬
‫نية تركه مثال‪ :‬سيارة موضوعة يف احملشر و مل يطالب هبا؛ أو األشياء املوجودة يف الطرود الربيدية و اليت مل يطالب هبا؛ أو العتاد املهجور‬
‫الذي يع ثر عليه يف األم اكن البحري ة‪ .‬فهذا احلط ام يكون ملك للدولة و يب اع من ط رف مص احل أمالك الدولة و يف رغ الن اتج يف اخلزينة‬
‫العمومية و يبقى األجل احمل ّدد لالس رتجاع لفائ دة املالك ملدة ‪ 366‬يوم اً كامل ة؛ ّأما الك نز فهو ش يء خمبأ أو م دفون حبيث أنّه ال ميكن‬
‫ألي شخص تربير ملكيته له و يتم العثور عليه بالصدفة؛ و مجيع الكنوز املعثور عليها يف فروع األمالك الوطنية هي ملك للدولة‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الوسائل القانونية اإلدارية لحماية األمالك الوطنية‪:‬‬
‫لقد وضع املش ّرع اجلزائ ري جمموعة القواعد اإلدارية اليت من ش أهنا تعزيز و محاية األمالك الوطنية و هي عب ارة عن التزام ات‬
‫أي ش خص له نية‬ ‫فرض ها املش ّرع على اإلدارة ذاهتا بغ رض حتسني و تنظيم و تس يري ه ذه األمالك باعتبارها مالكة املال الع ام و على ّ‬
‫االعت داء على األمالك العمومي ة؛ و بغ رض تعزيز ه ذه احلماية فيمكن أن جنملها يف اجلرد و الرقابة كوس يلتني إداري تني حلماية األمالك‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬جرد األمالك الوطنية‪:‬‬
‫إ ّن املش رع اجلزائ ري تط رق إىل عملية اجلرد كوس يلة من الوس ائل اإلدارية حلماية األمالك الوطنية مهما ك ان حائزه ا‪ ،‬و قد‬
‫جسد املرسوم التنفيذي رقم ‪ 455-91‬فصول متفرقة ألنواع خمتلفة من اجلرد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الجرد‪:‬‬


‫ب الرجوع إىل املادة ‪ 2‬من املرس وم التنفي ذي ‪ 291/455‬تنص على ما يلي‪" :‬يعين اجلرد الع ام لألمالك الوطنية التس جيل‬
‫الوص في و التق وميي جلميع األمالك اخلاصة و العامة التابعة للدولة و الوالية والبلدي ة؛ و اليت حتوزها خمتلف املنش آت و املؤسس ات و‬
‫اهلياكل اليت تنتمي إليها أو اليت ختصص للمؤسسات العمومية"‪.‬‬
‫كما أ ّن املادة ‪ 8‬من القانون ‪ 30-90‬املتعلق باألمالك الوطنية تنص‪" :‬يتمثل اجلرد العام لألمالك الوطنية يف تسجيل وصفي و‬
‫تقييمي جلميع األمالك اليت حتوزها خمتلف مؤسسات الدولة و هياكلها واجلماعات‪.‬‬
‫يتعني إع داد ج رد ع ام لألمالك الوطنية على اختالف أنواعها حسب األحك ام القانونية والتنظيمية و احلرص على اس تعماهلا‬
‫وفق األهداف املسطرة هلا"‪.‬‬
‫و باستقراء املادتني يتضح جلياً أ ّن عملية اجلرد هي عبارة عن إجراء شامل بالنسبة جلميع األمالك الوطنية سواء كانت عمومية‬
‫أو خاص ة؛ و هتدف ه ذه العملية إىل محاية األمالك العامة و مراقبة اس تعماهلا و ك ذا احلرص على اس تعماهلا وفقا لأله داف اليت ح ّددت‬
‫يقوم العناصر املكونة هلا؛ غري أ ّن عملية اجلرد العقاري بطيئة جداً إن مل نقل ال تطبيق هلا أص الً‪،‬‬
‫هلا؛ فاجلرد يبني حركات هذه األمالك و ّ‬
‫رغم صدور النصوص التطبيقية يف هذا اجملال؛ خاصة املرسوم التنفيذي ‪ 455-91‬املتعلق جبرد األمالك الوطنية‪.‬‬
‫و لن يتأتى هذا اجلرد إالّ من خالل عملييت التسجيل الوصفي و التسجيل التقوميي‪.‬‬
‫أ) التسجيل الوصفي‪ :‬و يتمثل يف بيان كافة امللك و خصائصه‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 58‬من قانون ‪ 90/30‬المع ّدل و المتمم المذكور أعاله‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 91/455‬المؤرخ في ‪ 23‬نوفمبر ‪1991‬؛ المتعلق بجرد األمالك الوطنية؛ الجريدة الرسمية رقم ‪ 60‬لسنة ‪.1991‬‬
‫‪13‬‬
‫ب) التسجيل التقوميي‪ :‬هو إثبات القيمة النقدية للمال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع عملية الجرد‪:‬‬


‫هناك نوعني أساسني لعملية اجلرد اليت جترى على األمالك الوطنية و تتمثل يف جرد املنقوالت وجرد العقارات‪.‬‬
‫أ‪ -‬ج رد المنق والت‪ :‬إ ّن اهلدف من ه ذا اجلرد معرفة يف أي وقت و ما ن وع و ما حمت وى اس تعمال املمتلك ات املنقولة اليت حبوزة كل‬
‫مؤسسة و ض مان س ريها و احملافظة عليها و ص يانتها كما يض من متابعة دائمة و مس تمرة ملختلف حترك ات املمتلك ات املنقولة التابعة‬
‫للمؤسسة و تس هيل عملية املراقب ة؛ و يعترب مبثابة عمل حض اري من ش أنه القض اء على التس يب و اإلمهال و جتنب أية حماولة تس اهم يف‬
‫تبديد وتضييع ممتلكات الدولة و اليت هي ملك جلميع األفراد و هو ما أكدته املادة ‪ 17‬من املرسوم التنفيذي ‪ 91/455‬على أ ّن‪:‬‬
‫" يقوم هبذه العملية الوزارات املعنية مع الوزير املكلف باملالية و إذا كانت هناك بعض من عناصر األمالك العمومية اليت تستدعي جرداً‬
‫خاصاً وجب إعداد جرد مبا يتفق و خصوصيات هذه العناصر‪.1‬‬
‫ب‪ -‬جرد العقارات‪ :‬أما جرد العقارات فقد أوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 455-91‬احمل ّدد لكيفيات جرد األمالك الوطنية على كل‬
‫املؤسسات الوطنية مسك دفاتر اجلرد لكل األمالك العقارية اليت تكون موجودة حبوزهتا سواء كانت مالكة هلا أو خمصصة هلا‪.‬‬
‫و بالتايل فإنه جيب على هياكل الدولة؛ املصاحل؛ اهليئات و املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري التابعة للدولة و اجلماع ات‬
‫اإلقليمية س واء ك انت تتمتع باالس تقالل املايل و‪/‬أو الشخص ية املعنوية أو ال تتمتع هبما مبسك س جل اجلرد طبقا للق وانني و التنظيم ات‬
‫املعم ول هبا و هو س جل اجلرد الوص في والتق ييمي لعق ارات األمالك اخلاصة و العمومية كما يس ري ه ذا اإلج راء على املؤسس ات و‬
‫اهليئات العمومية يف شكل جتاري‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إجراءات عملية الجرد‪:‬‬


‫املشرع اجلزائري مبوجب أحكام املواد ‪11‬؛‪20 2‬؛‪ 26 2‬من املرسوم التنفيذي ‪ 455-91‬عدة إجراءات منها ما هو‬ ‫لقد وضع ّ‬
‫خاص باملنقوالت و منها ما هو خاص بالعقارات و اليت خصها بإجراءات خاصة بغرض إعداد البطاقة العقارية لتلك األمالك اليت حتوزها‬
‫الدولة؛ حيث تنص املادة ‪ 20‬على أنّه‪" :‬جيب أن تسجل يف سجل اجلرد؛ املذكورة يف املادة ‪ 22‬أدناه‪ ،‬مجيع املعدات و األشياء املنقولة؛‬
‫مبا فيها املاشية احلية لكن باستثناء ما يلي‪:‬‬
‫األول‪.‬‬
‫‪ -‬األشياء القابلة لالستهالك باالستعمال ّ‬
‫األول اليت ال تتجاوز قيمة شرائها الوحداوية مبلغ حي ّدده الوزير املكلّف باملالية يف قرار"‪.‬‬
‫‪ -‬األشياء غري قابلة لالستعمال ّ‬
‫ّأما بالنس بة إلج راءات اجلرد لألمالك املنقولة فقد أكد املش رع على أ ّن عملية اجلرد ه ذه األمالك جيب أ ّن تس جل حتت رقم‬
‫متميز و أن يعطي هلا وصفاً دقيقاً و كامالً إلمكانية التعرف عليها فيما بعد كما جيب أن يثبت يف سجل اجلرد الرقم الذي منح إياه‪.2‬‬
‫ّأما العق ارات فقد ح ّددها املش ّرع مبوجب املادة ‪ 11‬من املرس وم ‪ 455-91‬و اليت تنص‪" :‬جيب على كل منش أة أو مص لحة‬
‫أو هيئة أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري؛ و كذلك كل مؤسسة أو هيئة عمومية مسرية على الشكل التجاري يف حال وجودها أن‬
‫تع ّد يف إطار تطبيق أحكام املادة ‪ 8‬أعاله؛ بطاقة تعريفية بكل عقار تابع لألمالك الوطنية خصص هلا أو أسند إليها تسريه أو حتوزه بأي‬
‫صفة كانت"‪.‬‬
‫و تتعلق املعلومات اليت تدون يف هذه البطاقات مبا يأيت‪:‬‬
‫‪ -1‬املنشأ أو املصلحة أو اهليئة أو املؤسسة اليت خصص هلا العقار أو حتوزه‪ .‬و تتمثل هذه املعلومات على ما يأيت‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 91/455‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 24‬من المرسوم ‪ 455-91‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ ‬تسميتها‪.‬‬
‫‪ ‬مرجع النص الذي أنشأها‪.‬‬
‫‪ ‬اجلماعة العمومية اليت تنتمي إليها (الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية)‪.‬‬
‫‪ -2‬العقار؛ و تتعلق معلوماته مبا يأيت‪:‬‬
‫‪ ‬نوعيته و حمتواه و مكان وجوده‪.‬‬
‫‪ ‬أصل امللكية و نوعية احلقوق‪.‬‬
‫‪ ‬قيمته‪.‬‬
‫و حي ّدد الوزير املكلف باملالية بقرار منوذج البطاقة اليت تستعمل و كيفيات إعدادها"‬
‫إذن من خالل ه ذه املادة يتضح جلي اً أ ّن إع داد البطاقة العقارية لكل عق ار الب ّد أن حتت وي على ن وعني من املعلوم ات منها ما‬
‫هو متعلق باملصلحة احلائزة على العقار ومنها ما هو متعلق بالعقار املراد جرده‪.‬‬
‫فاملعلوم ات املتعلقة باملص لحة احلائزة هي اليت ت بني من خالهلا التس مية أي تس مية املص لحة احلائزة؛ و ذكر الق انون أو العقد‬
‫التأسيسي هلا؛ و كذا اجلماعة العمومية التابع هلا العقار (الدولة؛ الوالية؛ البلدية)‪.‬‬
‫ّأما املعلوم ات املتعلقة بالعق ار فيجب ذكر طبيعته القانوني ة؛ حمتويات ه؛ موقع ه؛ أصل امللكي ة؛ قيمته أي القيمة التجارية للملك و‬
‫اليت يتم حتديدها من قبل إدارة أمالك الدولة و تلك املدونة على العقد اجملسد لعملية التخصيص أو التبادل‪.‬‬
‫إذن و بعد االنتهاء من هذه البطاقة مت إرساهلا إىل املديرية الوالئية ألمالك الدولة حسب احلاالت التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كانت العقارات مشغولة من قبل مؤسسات أو هيئات أو املؤسسات العمومية ذات طابع إداري تابعة للدولة فيتم إرسال بطاقتها‬
‫العقارية املعدة من قبل املصاحل املعينة لذات اهليئة املرسل إليها‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا ك انت العق ارات مش غولة من قبل مؤسس ات أو هيئ ات أو املؤسس ات العمومية ذات ط ابع إداري ت ابع للوالية فيتم إرس ال‬
‫بطاقتها العقارية من قبل املصاحل املختصة للوالية‪.‬‬
‫و إذا كانت العقارات مشغولة من قبل مؤسسات أو هيئات أو املؤسسات العمومية ذات طابع إداري تابع للبلدية فيتم إرسال‬
‫بطاقتها العقارية من قبل املصاحل املختصة للبلدية‪.1‬‬
‫و من مت تلقى على ع اتق مص لحة أمالك الدولة مبج رد اس تالمها البطاق ات العقارية عبء التحقيق من س المة إع دادها؛ و إذا‬
‫اقتضى األمر دع وة املص احل الش اغلة للعق ار املراد ج رده من أجل اس تكمال املعلوم ات الناقصة غري أنّه و بغ رض تس جيل املمتلك ات يف‬
‫اجلدول الع ام لألمالك الوطنية ميكن الرج وع إىل املنش ور رقم ‪ 03/01‬املتعلق بكيفي ات تط بيق أحك ام املادة ‪ 83‬من ق انون املالية لس نة‬
‫‪ 2003‬فتلزم تسجيل كل العقارات اجملرودة يف سجل االرتكاز يف جدول العام لألمالك الوطنية بعد مأل بطاقة تعريفية خاصة تبني نوع‬
‫البناي ة؛ موقعه ا؛ مس احتها؛ و ت اريخ و مب الغ اإلجناز؛ جماالت اس تعماهلا و كل املعلوم ات الض رورية املطلوبة و ترسل إىل مص احل أمالك‬
‫الدولة اليت تباشر التحقيق امليداين و اإلداري مث تصدر وثيقة رمسية تثبت ملكية العقار للهيئة املعنية تسمى شهادة التسجيل‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة كوسيلة لحماية األمالك الوطنية‪:‬‬
‫تنص املادة ‪ 24‬من القانون ‪ 230-90‬على أنّه‪" :‬تتوىل أجهزة الرقابة الداخلية اليت تعمل مبقتضى الصالحيات اليت خيوهلا إياها‬‫ّ‬
‫الق انون والس لطة الوص ية معه ا؛ رقابة االس تعمال احلسن لألمالك الوطنية وفقا لطبيعتها و غ رض ختصيص ها؛ و تعمل املؤسس ات املكلفة‬
‫بالرقابة اخلارجية حسب ختصص كل منها وقت الصالحيات اليت خيوهلا إياها التشريع"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر علي بن شعبان؛ وسائل اإلدارة لحماية المال و العم؛ مجلة العلوم اإلنسانية؛ جامعة قسنطينة؛ عدد ‪20‬؛ سنة ‪2003‬؛ ص‪.223‬‬
‫أنظر المادة ‪ 24‬من القانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫إذن من خالل املادة ‪ 24‬من ق انون أمالك الدولة نالحظ أن املش ّرع اجلزائ ري قد وضع الرقابة كأس لوب حلماية األمالك‬
‫الوطنية العامة و هو من اإلجراءات السابقة عن أشكال احلماية و تتم هذه األخرية وفق اً إلجراءات قانونية و من قبل هيئات أسندت هلا‬
‫هذه املهمة سواء على املستوى املركزي أو املستوى احمللي و تشمل الرقابة مجيع أنواع األمالك الوطنية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬على المستوى المركزي‪:‬‬
‫تتعدد اهليئات اإلدارية املكلفة بدور الرقابة على األمالك الوطنية و هذا التعداد و التنوع بالنظر إىل نوع امللكية العامة يف ح ّد‬
‫ذاهتا‪.‬‬
‫أ) دور وزارة المالية في الرقابة‪:‬‬
‫ي ربز دور وزارة املالية من خالل جهازها اإلداري و ك ذا دور وزير املالية يف الرقابة على األمالك الوطنية العمومية و قد مت‬
‫حتديد اجله از اإلداري ل وزارة املالية مبوجب املرس وم التنفي ذي رقم ‪ 155-95‬إذ تنص املادة األوىل منه على وزارة املالية و تك ون حتت‬
‫سلطة وزير املالية و تشمل كل من‪:‬‬
‫‪ -‬ديوان الوزير الذي يتألف من‪:‬‬
‫‪ ‬مدير الديوان؛ و يساعده مديران للدراسات‪.‬‬
‫‪ ‬رئيس الديوان‪.‬‬
‫‪ ‬املفتشية العامة‪.‬‬
‫‪ ‬مثانية (‪ )8‬مكلفني بالدراسات و التلخيص و مخسة (‪ )5‬ملحقني بالديوان‪.‬‬
‫وتشمل أيضا اهلياكل التالية‪:‬‬
‫‪ ‬املديرية العامة للدراسات و التقدير‪.‬‬
‫‪ ‬املديرية العامة للخزينة‪.‬‬
‫‪ ‬املديرية العامة للميزانية‪.‬‬
‫‪ ‬املديرية العامة للجمارك‪.‬‬
‫‪ ‬املديرية العامة للضرائب‪.‬‬
‫‪ ‬املديرية العامة لألسالك الوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬املديرية العامة للعالقات املالية اخلارجية‪.‬‬
‫‪ ‬املديرية العامة للمحاسبة‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية املوارد البشرية‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية الوسائل وعمليات امليزانية‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية الوكالة القضائية للخزينة"‪.‬‬
‫كما أ ّن ذات املرسوم قد ح ّدد لنا تكوين و دور كل مديرية‪ 2‬و من بينها مديرية األمالك الوطنية‪ 3‬و اليت تتكون من‪:‬‬
‫‪ )1‬مديرية عملي ات األمالك الوطنية و العقارية و تضم كل من املديرية الفرعية لعملي ات األمالك الوطنية و املنازع ات؛ املديرية الفرعية‬
‫للحفظ العق اري و س جل مسح األراض ي؛ املديرية الفرعية إلج راء اخلربات و العملي ات العقاري ة؛ املديرية الفرعية ألمالك الدولة و‬
‫التلخيص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 55-95‬المؤرخ في ‪ 15‬فيفري ‪1995‬؛ يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة المالية؛ ج‪.‬ر؛ رقم ‪ 15‬لسنة ‪.1995‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المواد من ‪ 02‬إلى ‪ 11‬من المرسوم رقم ‪ 55-95‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادة ‪ 06‬من المرسوم رقم ‪ 55-95‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ )2‬مديرية إدارة الوسائل و تضم كل من املديرية الفرعية لتنظيم املصاحل و املناهج و احملفوظات؛ املديرية الفرعية للموظفني و التكوين؛‬
‫املديرية الفرعية لعملي ات امليزانية و الوس ائل؛ املديرية الفرعية لتف تيش املص احل‪ ،‬كما تضم م ديراً للدراس ات يكلف مبس اعدة املدير الع ام‬
‫لألمالك الوطنية يف ممارسة مهامه‪.‬‬
‫و بالرجوع إىل املادة ‪ 05‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 54-95‬فإن وزير املالية يقوم بتطبيق األحكام التشريعية و التنظيمية و‬
‫‪1‬‬

‫اختاذ اإلجراءات الالزمة جبرد املمتلكات العمومية و تقوميها و محايتها؛ كما يقوم بضبط اجلدول العام للممتلكات العمومية باستمرار؛‬
‫كما أكدت ذات املادة إىل دور وزير املالية يف قيامه بالرقابة القانونية الستعمال املمتلكات العمومية‪.‬‬
‫ب) دور وزارة الموارد المائية في الرقابة‪:‬‬
‫ح ّدد املرس وم رقم ‪ 2000/324‬دور وزير املوارد املائية يف الرقابة على األمالك الوطنية العمومية‪ 2‬كما ح ّدد املرس وم‬
‫التنفي ذي رقم ‪ 32000/325‬هياكل وزارة املوارد املائية و ذك رت املادة ‪ 01‬منه أ ّن وزارة املوارد املائية املوض وعة حتت س لطة ال وزير‬
‫تشمل كل من‪:‬‬
‫‪ -‬أمني عام و يساعده مديرا دراسات (‪ )02‬و يلحق به مكتب الربيد و االتصاالت‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس الديوان و يساعده (‪ )08‬مكلفون بالدراسات و التلخيص و يكلفون بتحضري نشاطات الوزارة و تنظيمها وأربعة (‪0‬‬
‫‪ )4‬ملحقون بالديوان‪.‬‬
‫‪ -‬املفتشية العامة و اليت حي ّدد إحداثها و تنظيمها و سريها عن طريق التنظيم‪.‬‬
‫كما قد ذكرت نفس املادة أن وزير املالية تتألف من العديد من اهلياكل هي كاآليت‪:‬‬
‫‪ ‬مديرية الدراسات و هتيأة الري‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية حشد املوارد املائية‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية التزويد باملياه الصاحلة للشرب‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية التطهري و محاية البيئة‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية الري الفالحي‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية امليزانية و الوسائل و التنظيم‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية املوارد البشرية و التكوين و التعاون‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية التخطيط و الشؤون االقتصادية‪.‬‬
‫و قد ذك رت املواد من ‪ 02‬إىل ‪ 09‬من ذات املرس وم إىل تك وين و دور كل مديري ة؛ و تعترب مديرية حشد املوارد املائية من‬
‫أهم املديريات املكلفة بالرقابة على األمالك الوطنية العامة و باألخص األمالك املائية‪.‬‬
‫و بالرجوع ألحكام املادة ‪ 03‬من نفس املرسوم فإن مديرية حشد املوارد املائية تظم ‪ 3‬مديريات فرعية و هي‪:‬‬
‫‪ -‬املديرية الفرعية حلشد املوارد املائية املسطحة‪.‬‬
‫‪ -‬املديرية الفرعية حلشد املوارد املائية اجلوفية‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪54-95‬؛ المؤرخ في ‪ 15‬فيفري ‪1995‬؛ المحدد لصالحيات وزير المالية؛ ج ر؛ رقم ‪15‬؛ لسنة ‪.1995‬‬
‫‪ 2‬أنظر المواد ‪2‬؛ ‪3‬؛ ‪4‬؛ ‪ 8‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 2000/324‬المؤرخ في ‪ 25‬أكتوبر ‪ 2000‬المح ّدد لصالحيات وزير الموارد المائية ج ر‪ .‬رقم ‪63‬؛ لسنة‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 01‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 2000/325‬المؤرخ في ‪ 25‬أكتوبر ‪2000‬؛ يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة الموارد المائية ج ر رقم‬
‫‪63‬؛ لسنة ‪.2000‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬املديرية الفرعية لالس تغالل و املراقب ات؛ و قد كلفت ه ذه األخ رية مبه ام الرقابة على األمالك املائية بإع داد التنظيم يف جمال‬
‫تسيري هذه املوارد و استغالهلا و السهر على تطبيقه؛ و كذا السهر على تطبيق نظام مراقبة املياه؛ و تبعية اهلياكل القاعدية لدى‬
‫األمالك الوطنية و مجيع املعلومات ومعاجلتها و املتعلقة باستغالل املوارد املائية‪.‬‬
‫ّأما بالنس بة ل دور وزير املوارد املائية فقد ح ّددها املرس وم ‪ 12000/324‬ال ذي خ ول له تكيف ط رق اس تغالل و تس يري‬
‫املنشآت و شبكات الري اليت تدخل يف جمال اختصاصه كما كلفه بالسهر على محاية املوارد املائية و احملافظة عليها؛ كما سعى إىل تنفيذ‬
‫كل تدبري ذو طابع تشريعي أو تنظيمي حبكم اختصاصه و السهر على تطبيقه و كذا محاية و صيانة جماري األهنار و املياه و البحريات و‬
‫الشطوط واألراضي و النباتات التابعة هلا و استغالل احملاجر‪...‬إخل‪.‬‬

‫ج) دور وزارة األشغال العمومية في عملية الرقابة‪:‬‬


‫ملعرفة دور و مهام وزير األشغال العمومية يف رقابة األمالك الوطنية البد من معرفة اهليكل اإلداري لوزارة األشغال العمومية و‬
‫الذي رمسه املش ّرع مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 22000/328‬إذ نصت املادة األوىل منه ب أ ّن وزارة األشغال العمومية و املوض وعة‬
‫حتت سلطة الوزير تتكون من‪:‬‬
‫‪ ‬أمني عام و يساعده مديران (‪ )2‬للدراسات و يلحق به مكتب الربيد‪.‬‬
‫‪ ‬رئيس الديوان و يساعده (‪ )07‬مكلفون بالدراسات و التلخيص و أربعة ملحقون بالديوان‪.‬‬
‫‪ ‬مفتشية عامة و اليت حي ّدد إنشاءها و تنظيمها و عملها مبوجب مرسوم‪.‬‬
‫و هبذه الوزارة عدة هياكل منها مديرية الطرق؛ مديرية استغالل الطرق و صيانتها؛ مديرية اهلياكل األساسية املطارية؛ مديرية‬
‫اإلدارة العامة؛ مديرية التخطيط و التنمية؛ مديرية الشؤون القانونية واملنازعات‪.‬‬
‫ددت لكل مديرية و دورها غري أ ّن املديرية‬
‫و ب الرجوع إىل أحك ام املادتني ‪ 03، 02‬من املرس وم ‪ 2000/328‬فقد ح ّ‬
‫املخولة أساسا ب دور الرقابة هي مديرية اس تغالل الط رق و ص يانتها و اليت تق وم باملس امهة يف إع داد النص وص املتعلقة بق انون الط رق و‬
‫املرور؛ و تطوير قواعد محاية لألمالك العمومية للطرق‪...‬إخل‪.3‬‬
‫و بالرجوع إىل أحكام املادة ‪ 05‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 42000/327‬فقد ح ّدد صالحيات وزير األشغال العمومية و‬
‫الذي يس اهم يف إع داد النص وص اليت حتكم احلف اظ على األمالك العمومية للدولة و اس تغالهلا و من الرقابة على ن وع من أن واع األمالك‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬على المستوى المحلي‪:‬‬
‫تعددت اهليئات اإلدارية املكلفة بالرقابة على األمالك الوطنية على املستوى احمللي‪.‬‬
‫أ) دور الوالية و البلدية في الرقابة على األمالك الوطنية‪:‬‬

‫‪ 1‬أنظر المواد (‪2‬؛‪3‬؛‪4‬؛‪ )8‬من المرسوم ‪ 324-2000‬المذكور أعاله‪.‬‬


‫‪ 2‬أنظر المرسوم التنفيذي ‪ 2000/328‬المؤرخ في ‪ 25‬أكتوبر ‪ 2000‬المتضمن تنظيم اإلدارة المركزية في وزارة األشغال العمومية؛ الجريدة الرسمية رقم‬
‫‪63‬؛ لسنة ‪.2000‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪ 328/ 2000‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي ‪ 327/ 2000‬المؤرخ في ‪ 25‬أكتوبر ‪ 2000‬المح ّدد لصالحيات وزير األشغال العمومية؛ الجريدة الرسمية رقم ‪63‬؛‬
‫لسنة ‪.2000‬‬
‫‪18‬‬
‫مبا أ ّن الوالية و البلدية إح دى اجلماع ات اإلقليمية يقع على عاتقها رقابة األمالك الوطنية بص فة عامة و رقابة أمالكها بص فة‬
‫خاصة و متارس ه ذه الرقابة من كل من ال وايل و رئيس اجمللس الش عيب البل دي باعتب اره يتمتع باالزدواجية يف االختص اص إذ ميثل البلدية‬
‫من جهة و ميثل الدولة من جهة أخرى؛ و نفس األمر للوايل الذي يتمتع بازدواجية االختصاص كما له صالحية محاية األمالك الوطنية‪.1‬‬
‫أ‪ )1‬البلدية‪:‬‬
‫ب الرجوع إىل أحك ام املواد ‪ 157‬إىل ‪ 168‬من ق انون البلدية‪ 2‬فإهنا حت ّدد كيفية تس يري األمالك الوطنية و هو ما أك ّدته املادة ‪169‬‬
‫بنصها‪" :‬البلدية مسؤولة عن تسيري مواردها املالية اخلاصة هبا؛ و هي مسؤولة أيضا عن تعبئة مواردها"‪.‬‬
‫كما أكدت أيضا املادة ‪ 160‬من قانون البلدية بنصها "يتم إحصاء األمالك البلدية غري املنقولة يف السجل البلدي جلرد األمالك‬
‫العقارية؛ و يتم جرد األمالك املنقولة يف سجل جرد األمالك املنقولة"‬
‫و مبوجب ه ذا النص يتضح جليا أ ّن املش ّرع أكد على عملية اجلرد ك إجراء من إج راءات الرقابة األمالك الوطنية و اليت تبقى يف‬
‫اختصاص رئيس اجمللس الشعيب البلدي‪.‬‬
‫أ‪ )2‬الوالية‪ :‬تت دخل الوالية عن طريق ال وايل يف كل جماالت االختص اص املخولة هلا مبوجب الق انون‪ 3‬ومنها تس يري األمالك الوالئية‬
‫الوطنية؛ و ذلك برتقية األراضي الفالحية كما يبادر بكل العمليات حلماية األمالك الغابية؛ و يبادر اجمللس الشعيب الوالئي كل العمليات‬
‫اليت ت رمي إىل محاية و توس يع األراضي الفالحية والتهيئة و التجه يز الق روي؛ ه ذا و قد أل زم الق انون ال وايل أن ي ؤدي كل أعم ال إدارة‬
‫األمالك و احلقوق اليت تتكون منها ممتلكات الوالية حتت مراقبة اجمللس الشعيب الوالئي‪.4‬‬

‫ب) دور مديرية األمالك الوطنية في الرقابة‪:‬‬


‫نصت املادة ‪ 178/2‬من املرس وم التنفي ذي ‪ 91/454‬على ما يلي‪" :‬غري أنه عمال باملادة ‪ 134‬من الق انون ‪ 90/30‬تتمتع‬
‫إدارة األمالك الوطنية حبق دائم يف مراقبة ظروف استعمال األمالك املنقولة والعقارية التابعة للدولة و صيانتها سواء كانت أمالك اً خاصة‬
‫أو عمومية خمصصة أو مسندة أو موضوعة حتت التصرف ‪".‬‬
‫كما أ ّن املادة ‪ 179‬من ذات املرسوم منحت ملديرية أمالك الدولة سلطة التدخل يف حتقيق عمليات اقتناء العقارات أو احلقوق العقارية و‬
‫إب رام عق ود اإلجيار لألمالك الوطنية أو اس تعمال األمالك الوطنية من خالل العق ود و االتفاقي ات؛ كما أ ّن مجيع اهليئ ات ملزمة بتبليغ‬
‫مديرية أمالك الدولة بكل القرارات املتعلقة بضبط حدود األمالك الوطنية و إدراجها يف سجالت األمالك الوطنية"‪.5‬‬
‫هذا و قد منح الق انون ألع وان إدارة األمالك الدولة احلق يف االطالع على خمتلف الوث ائق احملافظة على األمالك؛ و اإلطالع يف‬
‫عني املك ان على ظ روف تس يريها على مس توى خمتلف اهليئ ات العمومي ة؛ كما أ ّن مديرية أمالك الدولة هلا دور استش اري للمص احل‬
‫العمومية التابعة للدولة و املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري و اجلماعات احمللية و ذلك يف جمال تسيري أمالك الدولة‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر محمد الصغير بعلي؛ القانون اإلداري (التنظيم‪ 2‬اإلداري و النشاط اإلداري)؛ دار العلوم للنشر و التوزيع؛ الجزائر؛ ‪2013‬؛ ص‪179‬؛ ‪.214‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر القانون رقم ‪ 11/10‬المؤرخ في ‪ 22‬جويلية ‪ ،2011‬المتضمن قانون البلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 37‬لسنة ‪.2011‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر القانون رقم ‪ 12/07‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير ‪ ،2012‬المتضمن قانون الوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 12‬لسنة ‪.2012‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر عايلي رضوان‪ ،‬أمالك الجماعات المحلية و مبدأ الالمركزية اإلدارية‪ ،‬مجلة المفكر‪ ،‬جامعة بسكرة؛ العدد ‪10‬؛ ص‪.515‬‬
‫‪5‬‬
‫أنظر المادة ‪ 180‬من المرسوم ‪ 91/454‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫أنظر المادة ‪ 186‬من المرسوم التنفيذي ‪ 91/454‬المذكور سابقا‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬النظام القانوني لتسيير األمالك الوطنية‪:‬‬
‫حمل اس تعمال من قبل الس لطة املختصة حىت ي ؤدي ه ذا األخري مهامه املنوطة به و هي االنتف اع من‬ ‫تك ون األمالك الوطنية ّ‬
‫املشرع ح ّدد و مبوجب نصوص قانونية طرق و‬ ‫خدماته سواء كانت هذه األمالك أمالك اً وطنية عامة أو أمالك اً وطنية خاصة؛ غري أ ّن ّ‬
‫كيفي ات تس يري األمالك الوطنية العامة وك ذا األمالك الوطنية اخلاص ة؛ كما قد متنح لألش خاص غري املس تفيدين أو ال ذين مل يتمكن وا من‬
‫االس تفادة املش روعة من ه ذه األمالك حق اللج وء إىل القض اء بغ رض املطالبة حبقهم من ه ذه األمالك املس رية يف اإلط ار الق انوين ال ذي‬
‫يسمح جلميع األفراد من االنتفاع و االستفادة من خدماته عن طريق رفع دعوى أمام اجلهة القضائية املختصة وفقا لإلجراءات القانونية‬
‫احملددة مبوجب نصوص تشريعية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تسيير األمالك الوطنية‪:‬‬
‫خيضع تس يري األمالك الوطنية إىل نظ ام ق انوين و ذلك ب النظر إىل أن واع األمالك الوطنية و اليت مت تقس يمها إىل أمالك وطنية‬
‫عمومية و أخرى خاصة‪.‬‬
‫فاألمالك الوطنية العمومية ختضع يف تسيريها إىل عدة طرق لالستعمال و التسيري فقد يكون مباشراً كما قد يكون غري مباشر؛‬
‫األول وفقا لقواعد قانونية وجب احرتامها لتس يري و‬
‫أما األمالك الوطنية اخلاصة فتخضع إىل نظ ام آخر يف تس يريها خيتلف عن النظ ام ّ‬
‫محاية األمالك الوطنية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تسيير األمالك الوطنية العمومية‪:‬‬
‫جيب التمي يز بني األمالك اليت ختصص لالس تعمال الف ردي و اجلم اعي على حسب طبيعتها أو جهتها و تلك األمالك اليت‬
‫ختصص لالستعمال اخلاص لألشخاص على حسب طبيعتها‪.‬‬
‫و األمالك املخصصة للمص احل العمومي ة؛ و هبذا الش كل ف األمالك الوطنية العمومية ميكن هلا أن تك ون حمل تس يري مباشر من‬
‫طرف اجلمهور بصفة تلقائية و جمانية و قد يكون التسيري هلذه األمالك بطريقة غري مباشرة أي بواسطة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التسيير المباشر لألمالك الوطنية العمومية‪:‬‬
‫إ ّن ه ذا الن وع من التس يري قد يك ون بش كل ف ردي و قد يك ون بص فة مجاعية من ط رف اجلمه ور أي أ ّن مجيع األش خاص‬
‫يستفيدون من هذا امللك العمومي بدون أن تكون هناك أي وساطة يف استعماله‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التسيير الجماعي لألمالك الوطنية العمومية‪:‬‬
‫مبجرد وضع امللك العمومي يف خدمة اجلمهور فنكون أمام تسيري مجاعي مميز و خمتلف؛ ومستعملوه غري معروفني و خيضعون‬
‫لنفس الظروف؛ هو ما يتطابق مع املفهوم و األهداف اليت خصصت و وضعت ألجلها األمالك العمومية خاصة و ان اهلدف منها حتقيق‬
‫املنفعة العامة؛ و من هنا فإن أهم خاصية هلذه األمالك أن ينتفع هبا و يستعملها اجلمهور بصفة مجاعية و مباشرة دون تدخل أي جهة‪،‬‬
‫على أن يقوم وفق مبادئ ثالث (‪ )03‬هي‪:1‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ الحرية‪:‬‬
‫نعين هبذا املبدأ أ ّن استعمال امللك العمومي ال خيضع ألي ترخيص كما هو احلال يف االستعماالت اخلاصة‪.‬‬
‫غري أ ّن هذه القاعدة ليست مطلقة ما دام أ ّن هناك ضبطية إدارية تقوم بتنظيم االستعمال اجلماعي لألمالك العمومية الذي قد‬
‫يؤدي نوعاً ما إىل التقيد من هذه احلرية‪2‬؛ و هبذا املبدأ فإ ّن استعمال امللك العمومي يكون مقراً ملمارسة عدة حريات مثل حرية التنقل؛‬
‫حرية التعبري؛ حرية التحرك‪...‬إخل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 62/2‬من القانون ‪ 30-90‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪B. Genevois, Les grands arrêts des jurisprudences administratives, 13 ème édit, Dalloz, 2001, P294.‬‬
‫‪20‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ المجانية‪:‬‬
‫يعترب هذا املبدأ مالزم ملبدأ احلرية؛ إذ أن اإلدارة ملزمة اجتاه اجلمهور بضمان استعمال جماين مللحقات األمالك الوطنية العمومية‬
‫املخصصة لالستعمال اجلماعي و املشرتك إالّ إذا وجد نص يقضي خبالف ذلك‪ 1‬فمثال السري العادي على الطرقات ال يلزم بدفع شيء يف‬
‫مقابل ذل ك؛ غري أنّه إذ وجد نص يقضي خالف ذلك فيعترب ه ذا النص اس تثناء من القاع دة خاصة و أ ّن التح والت االقتص ادية يزحف‬
‫شيئا حنو تضييق اخلناق على مبدأ اجملانية كدفع رسوم حني الدخول إىل شواطئ البحار أو استعمال الطريق السريع يف بعض الدول‪.‬‬
‫ج‪ -‬مبدأ المساواة‪:‬‬
‫و هو أهم مبدأ يف استعمال و تسيري األموال العامة؛ مستوحى مبدأ املساواة بني املواطنني أمام القانون و هو مبدأ دستوري و‬
‫أي متيز بينهم‪.‬‬
‫من مث فإن مجيع مستعمليه خيضعون لنفس الشروط و احلقوق و القيود والرسوم و االلتزامات دون أن يكون هناك ّ‬
‫ثانيا‪ :‬التسير الفردي لألمالك العمومية‪:‬‬
‫حمل اس تعمال خ اص أي اس تعماله‬
‫أق ّر الق انون على أ ّن األمالك املخصصة لالس تعمال اجلم اعي و املش رتك ميكن أن يك ون ّ‬
‫‪2‬‬

‫اس تعماالً غري ع ادي و هنا يك ون يف ش كل رخصة مس بقة أو اتف اق على أن ال يعيق أو يقل ّل من فعاليته‪ 3‬و يتوافق دائما و التخص يص‬
‫للمنفعة العامة‪.‬‬
‫غري أن ه ذا االس تعمال يك ون عارضا أي مؤقت اً مبوجب ت رخيص ميكن لإلدارة املاحنة هلذا ال رتخيص ال رتاجع عنه و س حبه ممن‬
‫منح له يف أي وقت‪.‬‬
‫و هلذا فإن االستعمال اخلاص لألمالك الوطنية خيضع يف مجيع احلاالت إىل قواعد و هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الرخصة اإلدارية‪ :‬جيب على مستعمله احلصول على رخصة مسبقا متنح له من قبل السلطة املختصة‪.‬‬
‫‪ -2‬األتاوى‪ :‬جيب أن يدفع مستعمله أتاوى مقابل ذلك؛ و هي عبارة عن مبلغ مايل حت ّدده اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون مؤقت‪ :‬إ ّن الرخصة اليت متنح ملستعملي امللك العمومي جيب أن تكون بصفة مؤقتة غري دائمة و من مت هلا حق سحبها منه‬
‫يف وقت تراه مناسباً دون أن يكون له احلق يف املطالبة بأي تعويض‪.4‬‬
‫و عليه فإن التسيري الفردي لألمالك العمومية ميكن أن يأخذ أحد األشكال التالية‪:5‬‬
‫أ‪ -‬عقد أحادي الطرف‪:‬‬
‫و يك ون عن طريق رخصة تص در يف ش كل ق راري إداري من الس لطة املختصة بإص داره‪ ،‬و تتمثل ه ده الرخصة يف رخصة‬
‫الطريق و رخصة الوقوف‪.‬‬
‫‪ -‬رخصة الطريق‪ :‬و من خالل هذه الرخصة ميكن ملستعمل امللك العمومي أن يشغله مبا فيه مشتمالته ويقتضي ذلك إحداث تغريات يف‬
‫القوام التقين لألمالك الوطنية مثل األكشاك (لبيع الزهور‪ ،‬اجلرائد‪ )...،‬أو حمطات توزيع احملروقات؛ أعمدة كهربائية؛ أو تلغرافية‪...‬إخل؛‬
‫فهذه الرخصة عبارة عن تصرف انفرادي صادر عن اإلدارة املختصة وفقاً إلجراءات قانونية اليت متنح حق استعمال هذا امللك العمومي؛‬
‫و لن يت أيت للف رد اس تعماله إالّ بعد أن متنح له ه ذه الرخصة و تنتهي عملية االس تعمال مبج رد الس حب أو بإلغ اء للرخصة املمنوحة كما‬
‫يتعني على املس تفيد من رخصة الطريق عن دما تطلب منه الس لطة املختصة املاحنة لل رتخيص أن يق وم بتغيري مواقع قن وات املاء و الغ از و‬
‫الكهرباء أو اهلاتف على نفقته نظراً ملتطلبات تقنية أو أمنية أو لدعم الطريق العمومي‪.6‬‬

‫‪ 1‬قد يصدر ضمن قانون المالية نص يقضي بغرض رسوم و أتاوى على استعمال األمالك الوطنية باعتبار أنه القانون الذي يعنى بتنظيم إرادات و نفقات الدولة‬
‫كل سنة‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 63‬من قانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر محمد سليمان الطماوي؛ مبادئ القانون اإلداري؛ الكتاب الثالث؛ دار الفكر العربي؛ مصر؛ ‪1979‬؛ ص‪.59‬‬
‫‪ 4‬أنظر قرار المحكمة العليا رقم ‪280/60‬؛ المؤرخ في ‪1990-04-07‬؛ المجلة القضائية رقم ‪03‬؛ سنة ‪1990‬؛ ص‪.174‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 63‬من قانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة ‪ 64/2‬من قانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬رخصة الوقوف‪ :‬و تتمثل هذه الرخصة يف استغالل امللك العمومي دون تغيري القوام التقين هلذا امللك؛ فاحلصول على هذا النوع من‬
‫ال رخص ال ينتج س وى إقامة بن اءات خفيفة ب دون أساس ات أو وضع جته يزات فوقه أي دون إقامة مش تمالت على أرض يته مثل وضع‬
‫كراسي و طاوالت يف ساحة خاصة باملقاهي‪ ،‬أو بيع على الرصيف قطع التحف الفنية‪.‬‬
‫أي مساس بوحدة امللك العمومي و ال بقوامه التقين و هو‬ ‫و يدخل ضمن هذا الصنف أيضا التجهيزات اخلفية اليت ينتج عنها ّ‬
‫ما أكدت عليه املادة ‪ 71‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 427-12‬الذي حي ّدد شروط و كيفيات إدارة و تسيري األمالك العمومية و اخلاصة‬
‫التابعة للدولة بنصها على ما يلي‪" :‬تتمثل رخصة الوقوف يف الرتخيص بشغل قطعة من األمالك العمومية الستعمال اجلميع شغال خاص اً‬
‫دون إقامة مشتمالت على أرضيتها و تسلم ملستفيد معنّي امسياً‪.‬‬
‫تس لم رخصة الوق وف أو ت رفض تس ليمها الس لطة اإلدارية املكلفة ب أمن املرور عرب مرفق األمالك العمومية املع ىن؛ و يس لمها‬
‫رئيس اجمللس الشعيب البلدي بقرار؛ و فيما خيص الطرق الوطنية أو الوالئية الواقعة داخل التجمعات السكنية و كذلك الطرق البلدية؛ و‬
‫يسلمها الوايل بقرار فيما خيص الطرق الوطنية و الوالئية خارج التجمعات السكنية"‪.‬‬
‫ب‪ -‬عقد ثنائي األطراف‪:‬‬
‫و هو الذي يكتسي الطابع التعاقدي أو ما يسمى أيضا بعقد االلتزام؛ يأخذ هذا الشكل صفة عقد يربم بني اإلدارة و املستفيد‬
‫من امللك العمومي سواء كان شخص اً معنوي اً أو طبيعي اً و الذي مينح هلذا الشخص االمتياز و يسمى يف هذه احلالة بصاحب االمتياز و‬
‫يكون له احلق يف استغالل ملحق امللك العمومي الطبيعي أو متويل أو بناء أو استغالل منشأة عمومية لغرض خدمة عمومية و ملدة معينة‬
‫على أن حيصل املستفيد من أجل لتغطية تكاليف التسيري و االستثمار و كسب أجرته على أتاوى يدفعها مستعملوا املنشأة و اخلدمة وفق‬
‫تعريفات أو أسعار جيب أن تبني مسبقا يف ملحق دفرت شروط منح االمتياز؛ غري أ ّن طريقة حساب هذه األتاوة جيب أن توضح أيض اً يف‬
‫دفرت الشروط املتعلق مبنح االمتياز‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التسيير غير المباشر لألمالك الوطنية العمومية‪:‬‬
‫إن عملية تسيري و استعمال األمالك الوطنية العمومية ال يفرض بالضرورة استعماهلا استعماالً مباشراً كما سبق شرحه؛ و إمنا‬
‫ميكن استعماله استعماالً غري مباشر و ذلك بواسطة مصاحل و مرافق الدولة‪.‬‬
‫و يتم اس تعماهلا بطريق تني أو ن وعني من االس تعمال‪ ،‬و ه ذا ب النظر إىل الفعل الص ادر عن اجلماع ات احمللية اليت س يخول هلا‬
‫االس تعمال ألمالكها أو اليت منح هلا االمتي از أي أ ّن اس تعماهلا ّإما أن يك ون عن طريق منح االمتي از أو عن طريق الوكالة املباش رة؛ األمر‬
‫الذي يؤدي معه إىل إطالق تسمية التسيري بالوكالة على هذا النوع من التسيري غري املباشر لألمالك العمومية‪.‬‬
‫غري أنّه ليست كل األمالك املخصصة ملص لحة األمالك العمومية ميكن اعتبارها كملحق ات لألمالك العمومية إالّ بت وفر بعض‬
‫الشروط منها‪:‬‬
‫‪ -1‬األراضي التابعة للموانئ تعترب ملحقات هلا لوقوعها بالقرب منها فال داعي ألي هتيئة و إمنا تندمج بطبيعتها إىل امللك العمومي‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان امللك موضوع لنفس املصلحة العمومية كاللوحات و األشياء الفنية املعروضة يف املتاحف فتدمج بطبيعتها هلذا املرفق‪.‬‬
‫‪ -3‬األمالك املخصصة ملصلحة عمومية قد تكون ملحقاً لألمالك العمومية حبسب طبيعتها فقط دون إجراء أي هتيئة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬استعمال األمالك العمومية عن طريق االمتياز من طرف المصلحة العمومية‪:‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 64‬مكرر؛ ‪ 64‬مكرر ‪ 1‬من قانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪-‬المواد ‪ 76 ،75‬من المرسوم التنفيذي ‪ 427-12‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫املشرع اجلزائري‪ 1‬و الذي يسمح بتسيري تبعات امللك العمومي من طرف مصاحل عمومية يف‬ ‫أقرها ّ‬‫يعترب االمتياز من الطرق اليت ّ‬
‫إط ار ه ذا األخري ممّا يس مح بتس يري العق ارات التابعة للدولة و اس تعماهلا مبوجب عقد االمتي از؛ و قد اس تعمل االميت از يف ع دة ح االت‬
‫استجابة ملتطلبات االقتصادية و االجتماعية السيما ترقية االستثمار‪.‬‬
‫املشرع اجلزائري‬
‫و تعترب شركة سونلغاز هي ّأول شركة اليت منحت هلا رخصة عامة منحت هلا مبوجب عقد امتياز ؛ غري أ ّن ّ‬
‫‪2‬‬

‫أغفل هذا اإلجراء و عوضه بإجراء آخر و هو عقد التخصيص املربم مبوجب عقد أحادي األطراف و قد أبرمت هذا العقد مع الديوان‬
‫الوطين للموانئ (‪ )ONP‬عند إنشائه مرافق األمالك العمومية الضرورية لتأدية مهامه بصفته اهليئة املسرية للمصاحل العمومية اجلنائية‪.‬‬
‫كما استعملت الدولة أيضا عقداً أحادي الطرف و هو عقد التزويد بغرض استعمال امللك العمومي للسكك احلديدية الذي‬
‫أبرمته مع املؤسسة الوطنية الس كك احلديدية (‪ )SNTF‬و من بني عناصر مرافق األمالك العمومية املس ندة إىل ه ذه املؤسسة حمط ات‬
‫املس افرين؛ و ط رق الس كك احلديدية غري أنه إذا أص بحت األرض غري ض رورية لفائ دة اس تغالل قط اع الس كك احلديدية ف إن املؤسسة‬
‫عليها إعادة تسليمها جماناً إلدارة أمالك الدولة‪.‬‬
‫و نفس اإلج راء مت تطبيقه أيضا بغ رض تس يري األمالك العمومية املطارية املمنوحة ملؤسس ات مص احل املط ارات (‪ )EGSA‬و‬
‫املكلفة بتهيئة استغالل و صيانة التجهيزات األساسية و ملحقات األمالك العمومية املطارية غري أن ما جيب اإلشارة إليه أ ّن التسيري ملرافق‬
‫األمالك العمومية من قبل ه ذه املؤسس ات أو املص احل الب ّد أن خيضع إىل جمموعة من الش روط اليت حت ّدد كيفي ات االس تغالل و التنظيم و‬
‫ه ذا هبدف إعط اء مردودية عالي ة‪ ،‬و ض مان االس تعمال هلا بش كل يتوافق و اهلدف ال ذي خصصت ألجله و من مت محاية الش خص‬
‫صاحب االمتياز الذي توكل له جمموعة من املهام احملدد قانون اً و هو ما ورد يف املادة ‪ 79‬من املرسوم التنفيذي ‪ 12/427‬بنصها على‬
‫ما يلي‪..." :3‬يك ون للمص لحة العمومية أو اهليئة العمومية املخصصة هلا مرافق األمالك العمومية أو املمن وح امتيازها أو املس ندة إليها‬
‫لالضطالع مبهمتها؛ حق االنتفاع الذي خيوهلا امتيازات خاصة‬
‫و ختول يف إطار مهمتها و ما تضطلع به من عبء يف تسيري قطعة من األمالك العمومية حق القيام مبا يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقوم جبميع األشغال الضرورية الستغالل املصلحة أو النشاط؛ طبقا للقوانني و التنظيمات املعمول هبا‪.‬‬
‫‪ -2‬متنح غريها رخص شغل األماكن بعقد وحيد الطرف أو متعدد األطراف‪.‬‬
‫‪ -3‬تقبض و جتمع الثم ار الطبيعية و املداخل املدنية الناجتة عن األمالك العمومية املخصصة هلا أو املمن وح امتيازها أو املس ندة إليه ا؛ و‬
‫حتصل هلا أتاوى شغل األماكن‪ .‬و لو أن رخص شغل تلك األمالك قد سلمها ممثل السلطة املالكة ملرفق األمالك ذاهتا‪.‬‬
‫‪ -4‬تتلقى تعويضاً إذا مست الشخص العمومي املالك حقها يف التمتع؛ يف حال ما إذا تغري ختصيص مرفق األمالك العامة املمنوح امتيازه‬
‫أو املخصص هلا أو املسند إليها أو نزعت الصفة العمومية منه"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬استعمال لألمالك العامة من طرف اإلدارات العمومية باإلشراف المباشر‪:‬‬
‫و هنا ميكن للجماع ات العمومية أن تتكفل بنفس ها الس تعمال األمالك العمومية بواس طة مص لحة عمومية يف ش كل تس يري‬
‫بالوكالة فتلجأ اجلماع ات العمومية املالكة مبوجب عقد ختص يص إىل وضع ملك حتت تص رف إح دى مص احلها حيث يكتسي طابع اً‬
‫داخليا و ال ينتج يف ه ذه احلالة أية ص عوبات فيما خيص حتص يل املداخل؛ الص يانة‪...‬إخل؛ فتبقى على ع اتق املالك و ال ذي هو يف نفس‬
‫ال وقت اجلهة املخصص هلا املل ك‪ .‬و كمث ال ميكن للبلدية أن تس تعمل احملالت التابعة للم دارس االبتدائية من أجل تنظيم نش اطات ذات‬
‫صبغة ثقافية رياضية‪...‬إخل‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 65‬من قانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 2‬منح عقد االمتياز لشركة سونلغاز في شهر مارس من سنة ‪.1965‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 79‬من المرسوم التنفيذي ‪ 12/427‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 65-64‬من قانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون ‪.14-08‬‬
‫‪23‬‬
‫و قد يكتسي التخصيص طابع اً خارجي اً عندما تضع شخصية عمومية ملك اً متلكه حتت تصرف شخصية عمومية أخرى حىت‬
‫يتسىن هلذه األخرية ضمان عمل املصلحة العمومية‪.1‬‬
‫و يف هذه احلالة يكون للمصلحة أو اإلدارة املخصص هلا امللك العمومي احلق يف استعمال مرفق األمالك الوطنية العمومية وفقا‬
‫للتخصيص املمنوح هلا؛ و يبقى لإلدارة صاحب امللك العمومي حق الرقابة عليها يف استعماله و تسيريه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تسيير األمالك الوطنية الخاصة‪:‬‬


‫إن األمالك الوطنية اخلاصة اليت متلكها الدولة س واء ك انت منقولة أو عقارية ختضع يف تس يريها إىل جمموعة من القواعد و‬
‫الش روط؛ كما أهنا ختضع إىل إج راءات معق دة بغ رض التص رف فيه ا؛ و على ه ذا س نتطرق إىل ط رق و كيفية تس يري األمالك الوطنية‬
‫اخلاصة و كذا إىل كيفية و طرق التصرف فيها‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قواعد تسيير األمالك الوطنية الخاصة‪:‬‬
‫إ ّن تس يري األمالك الوطنية اخلاصة خيضع إىل قواعد قانونية الب ّد من احرتامها من ط رف إدارة أمالك الدولة املكلفة على اعتب ار‬
‫أهنا األداة املم يزة للدولة لض مان التس يري احلسن للذمة املالية لألمالك الوطنية وك ذا محايته ا؛ و تسري من ط رف املص احل املس تفيدة إما عن‬
‫احلر‪.‬‬
‫طريق التخصيص أو عن طريق االمتياز؛ أو عن طريق التسيري ّ‬
‫أوال‪ :‬التخصيص‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف التخصيص و كيفيات منحه‪:‬‬
‫ميكن تعريف التخص يص على أنّه وضع أحد األمالك الوطنية اخلاصة اليت تع ود ملكيتها للدولة أو حلماية إقليمية حتت تص رف‬
‫دائ رة وزارية أو مص لحة عمومية أو مؤسسة عمومية بغ رض متكينها من أداء املهمة اليت وج دت ألجلها كتخص يص عق ار ت ابع للدولة‬
‫مبوجب قرار والئي يستعمل هذا العقار إليواء مديرية الري‪.2‬‬
‫و يتم التخص يص ّإما بق رار من ال وزير املكلّف إذا تعلق األمر مبؤسس ات وطني ة؛ دوائر وزارية ومؤسس ات و هيئ ات عمومية‬
‫تابعة للدولة ذات االختصاص الوطين و هيئات إدارية مستقلة أو مجاعات إقليمية‪.‬‬
‫أو من الوايل إذا تعلق األمر باملصاحل غري املمركزة و املؤسسات العمومية و اهليئات العمومية ذات االختصاص احمللي و يف كلتا‬
‫احلالتني يتخذ قرار التخصيص طبقا لطلب معلّل ترسله املصلحة املعنية‪.‬‬
‫أو بناءاً على اقرتاح املصاحل املختصة املكلّفة بأمالك الدولة‪ 3‬كما ميكن أن تكون كل األمالك اليت حتوزها الدولة بغية االنتفاع‬
‫حمل ختصيص وفق الشروط املنصوص عليها يف القانون؛ و ال ميكن أن يشمل قرار التخصيص العقارات اليت تسريها الدولة حلساب‬ ‫هبا ّ‬
‫الغري يف إطار األمالك املوضوعة حتت احلراسة القضائية أو يف طريق التصفية‪.4‬‬
‫فالتخصيص إذاً ال مينح إالّ للمصاحل التابعة للدولة و اهليئات العمومية ذات الطابع اإلداري؛ إالّ أنه جيوز منح هذا احلق لفائدة‬
‫املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري و مراكز البحث والتنمية بالنظر إىل املهمة اليت تقوم هبا باعتبارها مرافق عمومية‪.5‬‬
‫‪ -2‬أنواع التخصيص‪:‬‬
‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 80/2‬من المرسوم التنفيذي ‪ 12/427‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر ‪-‬المادة ‪ 82‬من القانون ‪ 30-90‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪-‬عمار علوي؛ الملكية و النظام العقاري في الجزائر؛ دار هومة؛ الطبعة السابعة؛ الجزائر؛ ص‪.140‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ 454-91‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪-‬أنظر المواد ‪ 88-80‬من قانون ‪ 30-90‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 82‬من القانون ‪ 30-90‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 106‬من القانون ‪ 30-90‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫و التخصيص أنواع؛ فقد يكون مؤقتاً أو هنائياً كما قد يكون جماين أو مبقابل‪.‬‬
‫أ‪ -‬التخصيص المؤقت و التخصيص النهائي‪:‬‬
‫يك ون التخص يص مؤقت اً عن دما يتعلق مبلك توقف مؤقتا عن كونه مفي داً للمص لحة املس تفيدة من التخص يص دون أن يك ون‬
‫احتم ال إلغ اء ختصيصه وارداً فه ذا التخص يص املؤقت يك ون يف م دة أقص اها ‪ 5‬س نوات و إذا جتاوز ه ذه املدة أص بح هنائي اً و بالت ايل‬
‫أصبحت منفعته مؤسسة؛ و يف حالة العكس فيعاد امللك إىل ذمته األصلية قبل التخصيص‪.1‬‬
‫فإدارة أمالك الدولة هلا احلق يف أن ختصص امللك بصفة مؤقتة لفائدة مصلحة أو هيئة ملدة أقصاها ‪ 5‬سنوات و مبجرد نفاذ هذا‬
‫األجل و كان استعمال امللك مطابق لتخصيصه يصبح هتائيا‪.‬‬
‫ب‪ -‬التخصيص المجاني و التخصيص بالمقابل‪:‬‬
‫يك ون التخص يص جماني اً؛ إذا ك انت العملية ختص ملك ت ابع لألمالك اخلاصة للجماع ات العمومية من أجل خدمة مص احلها‬
‫اخلاصة مبعىن أنّه إذا تعلق األمر بتخص يص داخلي ميكن أن يك ون جمانيا أيضا إذا ك ان يف إط ار ع دم الرتك يز؛ و من أجل إي واء املص احل‬
‫العمومية املنبثقة يف اختصاص جديد للجماعات اإلقليمية تقوم الدولة بتخصيص أمالكها ملصلحة تابعة للوالية أو البلدية‪.‬‬
‫كما تس تفيد املؤسس ات العمومية ذات الط ابع الص ناعي و التج اري الرامية إىل حتقيق اخلدمة العمومية أو املنفعة العامة و ك ذا‬
‫مراكز البحث و التنمية و الكيانات اإلدارية املستقلة؛ من أمالك وطنية خاصة؛ ّإما على سبيل التخصيص أو حق االستعمال‪.‬‬
‫و تص بح األمالك املس تلمة على س بيل التخص يص ملك ه ذه املؤسس ات و اهليئ ات يف حني أ ّن تلك املخصصة على س بيل حق‬
‫االس تعمال ترجع إىل اجلماعة العمومية املالكة هلا بعد انته اء التخص يص ويك ون التخص يص مبقابل إذا تعلق األمر بتخص يص خ ارجي‬
‫عندما تقوم به مجاعة عمومية لفائدة حاجات مجاعة عمومية أخرى أو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تابعة جلماعة عمومية أخرى أو‬
‫مؤسسة أو هيئة عمومية متسك حماسبتها بالشكل التجاري‪.‬‬
‫غري أنه و كما مينح التخصيص من اهليئة العمومية فيمكن هلذه األخرية إلغاء التخصيص‪.‬‬
‫و إلغ اء التخص يص‪ :2‬هو العقد ال ذي من خالله يثبت أ ّن ملك اً من األمالك الوطنية اخلاصة قد أص بح ال يفيد هنائي اً يف عمل‬
‫املؤسسة أو اهليئة اليت ك ان قد خصص هلا؛ أي أنّه قد توقف متاما عن تق دمي اخلدمة لسري ال دائرة الوزارية أو اهليئة العمومية أو املص لحة‬
‫اليت كان خمصص هلا‪.‬‬
‫كما ميكن أن يلغى ختص يص ملك ما بق وة الق انون إذا مل يس تعمل ملدة تزيد عن ‪ 5‬س نوات؛ و جيب إع ادة تس ليمه مباش رة‬
‫إلدارة أمالك الدولة اليت تقوم بإلغاء ختصيصه‪.‬‬
‫و يتقرر إلغاء التخصيص بنفس الشكل مع عقد التخصيص تطبيقاً لقاعدة توازي األشكال؛ و يتم تسليم امللك إىل إدارة أمالك‬
‫الدولة عن طريق حمضر مع ّد بني إدارة أمالك الدولة و املص لحة اليت ك انت مس تفيدة من التخص يص‪ ،3‬على أن تنشر كل من ق رار‬
‫حمل استعماله خيص الدفاع‬ ‫التخصيص و إلغاءه الذي خيص األمالك العقارية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة يف اجلرائد الرمسية إالّ إذا كان ّ‬
‫الوطين‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬االمتياز‪:‬‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 85‬من القانون ‪ 30-90‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬


‫‪-‬المادة ‪ 83‬من المرسوم التنفيذي ‪ 12/427‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 83‬من القانون ‪ 30-90‬المعدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادتان ‪ 87-86‬من المرسوم التنفيذي ‪ 12/427‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 89‬من المرسوم التنفيذي ‪ 12/427‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫لقد عرفت املادة ‪ 04‬من الق انون ‪ 103-10‬على أن االمتي از هو العقد الذي متنح مبقتض اه الدولة شخص اً طبيعي اً من جنسية‬
‫جزائرية حق اس تغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة و ك ذا األمالك الس طحية املتص لة هبا‪ 2‬بن اءاً على دفرت الش روط‬
‫ملدة أقصاها ‪ 40‬سنة قابلة للتجديد مقابل دفع أتاوى سنوية‪.‬‬
‫و من خالل هذا التعريف ميكن القول على أن عقد االمتياز يتمتع مبجموعة من اخلصائص وهي‪:‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -1‬حق مح ّدد المدة‪:‬‬


‫لقد ح ّدد املش ّرع م دة حق االمتي از الفالحي بـ‪ 40‬س نة قابلة للتجديد على خالف النص الس ابق‪ 4‬ال ذي مينح للفالحني حق‬
‫االنتف اع ال دائم؛ و مبج رد انته اء مدة ‪ 40‬س نة ينتهي حق االمتي از بصفة طبيعية و قد ذك رت املادة ‪ 26‬من الق انون ‪ 03-10‬احلاالت‬
‫اليت ينتهي هبا عقد االمتياز‪:‬‬
‫‪ -‬عند انقضاء املدة القانونية لالمتياز يف حال عدم جتديده‪.‬‬
‫‪ -‬بطلب من صاحب االمتياز قبل انقضاء مدة االمتياز‪.‬‬
‫‪ -‬عند إخالل صاحب االمتياز بالتزامه‪.‬‬
‫‪ -‬عند نزع حق االمتياز من أجل املنفعة العمومية‪.‬‬
‫فإذا انتهى عقد االمتياز مبوجب أحد احلاالت السابقة فإ ّن الدولة تسرتجع األمالك اخلاصة املتمثلة يف األرض الفالحية املمنوحة‬
‫يف إطار االمتياز‪.‬‬
‫‪ -2‬قابل للنقل‪:5‬‬
‫أي أ ّن حق االمتياز ينتقل إىل الورثة يف حال ما إذا تويف املستثمر‪.‬‬
‫‪ -3‬قابل للتنازل‪:6‬‬
‫جيوز للمس تثمر ص احب االمتي از أن يتن ازل عن حقه يف ذلك ش رط إخط ار ال ديوان الوطين لألراضي الفالحي ة؛ و أن يك ون‬
‫سبب التنازل راجع إىل حالة العجز أو بلوغ سن التقاعد و هو ما أكدته املادة ‪ 14‬من القانون ‪.03-10‬‬
‫‪ -4‬قابل للرهن‪:‬‬
‫مينح هذا احلق لصاحب االمتي از حقا عيني اً عقاري اً ق ابالً لل رهن لفائدة هيئ ات القرض بغ رض تشجيع االستثمار يف األراضي‬
‫الفالحية و عصرنتها‪.7‬‬
‫‪ -5‬قابل للحجز‪:‬‬
‫يعترب حق االمتي از من احلق وق اليت تنشأ حقا عق اري قابل للحجز عليه فهو ما أكدته املادة ‪ 13‬من ق انون ‪ 03-10‬و يطبق‬
‫عليه نفس اإلجراءات املطبقة على احلجوز العقارية الواردة مبوجب قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -6‬نزع حق االمتياز في إطار نزع الملكية للمنفعة العامة‪:‬‬


‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 04‬من القانون ‪ 03-10‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬المح ّدد لشروط و كيفيات استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك الخاصة للدولة‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية رقم ‪ ،46‬لسنة ‪.2010‬‬
‫‪ 2‬يقصد باألمالك‪ 2‬السطحية المتصلة بها جميع المباني و األغراس و منشآت الري التي تكون ضمن ملحقات األمالك الوالئية الخاصة‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المواد ‪ 16-13-12‬من القانون ‪ 03-10‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ 19-87‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪1987‬؛ المتعلق بضبط كيفية استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك الوطنية و تحديد‬
‫حقوق المنتجين و واجباتهم؛ جريدة رسمية رقم ‪ 50‬لسنة ‪.1987‬‬
‫‪ 5‬أنظر المادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ 03-10‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 6‬أنظر المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 03-10‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 7‬أنظر ليلى زروقي؛ عمر حمدي باشا؛ المنازعات العقارية؛ دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع؛ الجزائر؛ ‪2015‬؛ ص‪.130‬‬
‫‪26‬‬
‫جيرد ص احب االمتي از من حقه إالّ يف إط ار أحك ام ن زع امللكية للمنفعة العامة بغ رض إنش اء مؤسسة ذات منفعة‬ ‫ال ميكن أن ّ‬
‫عمومية أو مصلحة عامة‪.‬‬
‫إذا وفقا ملفه وم حق االمتي از و ك ذا اخلص ائص اليت يتمتع هبا ه ذا احلق ف إ ّن الدولة ال ميكنها أن متنح ه ذا احلق إالّ إذا ت وفرت‬
‫حمل االمتياز‪.‬‬
‫شروط سواء يف املستثمر صاحب االمتياز أو يف استغالل األراضي ّ‬
‫أ‪ -‬الشروط الواجب توفرها في صاحب االمتياز‪:‬‬
‫لقد مت حتديد هذه الشروط مبوجب أحكام املواد ‪ 19 ،07 ،06 ،05‬من القانون رقم ‪ 03-10‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أن مينح حق االمتي از ألعض اء املس تثمرات الفالحية اجلماعية و الفردية املس تفيدين حبق االس تغالل مبوجب ق انون ‪ 87/19‬و‬
‫ذلك ّإما بعقد رمسي مش هر باحملافظة العقارية أو ق رار االس تفادة من ال وايل؛ كما جيب أن يك ون املس تفيد شخص اً طبيعي اً من‬
‫جنس ية جزائرية و ليس له س لوك مع اد للث ورة التحريري ة؛ كما جيب أن يك ون أعض اء املس تثمرات الفالحية قد دفع األت اوات‬
‫املقررة قانونا‪.‬‬
‫و يقضي من االستفادة من أحكام هذا القانون كل من‪:‬‬
‫‪ -‬الذين أجنزوا معامالت على األراضي الفالحية خمالفة لألحكام التشريعية و التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬الذين كانوا موضوع إسقاط حق صادر عن طريق القضاء‪.‬‬
‫‪ -‬الذين ألغي حقهم مبوجب قرار الوايل‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشروط الواجب توفرها في استغالل األراضي‪:‬‬


‫‪ -‬إدارة و استغالل املس تثمرات بصفة مباش رة‪ 1‬و شخصية؛ أي أنّه إذا كانت املستثمرة الفالحية مش كلة من أص حاب امتياز متعددين‬
‫فيجب عليهم و مبوجب اتفاقية غري ملزمة للغري حتديد عالقاهتم‪.‬‬
‫‪ -‬محاية األراضي الفالحية و األمالك السطحية امللحقة هبا و احملافظة على وجهتها الفالحية‪.‬‬
‫‪ -‬احرتام القيود املفروضة عليهم و املتمثلة أساساً يف منع التأجري من الباطن لألراضي الفالحية وملحقاهتا‪ ،‬استغالهلم لألراضي املمنوحة‬
‫هلم؛ و عدم تغيري وجهتها الفالحية‪.2‬‬
‫‪ -‬عدم البناء فوق أراضي املستثمرة إال مبوجب رخصة من الديوان الوطين لألراضي الفالحية‪.‬‬
‫و يف ح ال اإلخالل هبذه الش روط فقد ي ؤدي األمر إىل فسخ عقد االمتي از من ط رف اهليئة املختصة و املتمثلة يف مديرية أمالك‬
‫الدولة بعد إخطار من الديوان الوطين لألراضي الفالحية‪.3‬‬
‫الحر‪:‬‬
‫ثالثا‪ :‬التسيير ّ‬
‫ميكن إجيار األمالك اخلاصة التابعة للجماعات احمللية و مؤسساهتا و هيئاهتا العمومية للغري بغرض استمرار نشاط هذه األمالك؛‬
‫و يك ون ذلك وفق اً لعقد رمسي مقابل ب دل إجيار ال ذي حت ّدده إدارة أمالك الدولة باعتبارها اجلهة املخولة بتحديد قيمته بعد استش ارة‬
‫احملل تابعا للدولة ّأما إذا كان ألحد اجلماعات احمللية فيبقى دورها استشاري فقط‪.‬‬
‫اإلدارة املكلّفة بالتجارة إذا كان ّ‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ 03-10‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 87‬من القانون رقم ‪ 16-08‬المؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ 2008‬المتضمن التوجيه الفالحي؛ جريدة رسمية رقم ‪ 46‬لسنة ‪.2008‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادة ‪ 28‬من القانون رقم ‪ 03-10‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫احلر للمحالت التجارية أو احلرفية التابعة ألمالكها الوطنية اخلاصة وفق دفرت الش روط و‬
‫و تق وم اجلماع ات اإلقليمية بالتس يري ّ‬
‫القيود املقررة وفقا للتشريعات املعمول هبا؛ و باألخص قانون الوالية والبلدية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد التصرف في األمالك الوطنية الخاصة‪:‬‬


‫جيوز للدولة أو اجلماعات احمللية املالكة ملكية خاصة أن تتصرف يف أمواهلا بالطرق املقررة للتصرف يف األمالك اخلاصة لألفراد‬
‫مع وضع إج راءات قانونية معق دة فلها احلق يف التص رف يف األش ياء اليت متلكها بش رط أن ال تس تعملها اس تعماالً حترمه الق وانني و‬
‫األنظمة؛ فهذه التصرفات منها ما هو ناقل للملكية و منها ما ال يؤدي إىل نقل امللكية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التصرفات الناقلة للملكية‪:‬‬
‫و هي تلك التصرفات اليت يتم نقل امللكية مبوجبها و تشمل كل من التنازل عن امللك اخلاص؛ والبيع و التبادل؛ القسمة‪.‬‬
‫أ‪ -‬التنازل‪:‬‬
‫هو عملية حتويل ملكية عقارية تابعة لألمالك اخلاصة للدولة بثمن ال يقل عن قيمتها التجاري ة؛ فهو إج راء من اإلج راءات‬
‫القانونية اليت يق وم هبا األف راد و اجلماع ات و ال ذي ي ؤدي إىل االكتس اب واالمتالك؛ و تق وم ه ذه األخ رية بالتن ازل عن أمالكها س واء‬
‫كانت عقارية أو منقولة‪.‬‬
‫فيتم التنازل عن األمالك العقارية عن طريق بيعها عند إلغاء ختصيصها و ورود احتمال عدم قابليتها لتأدية وظيفتها يف املصلحة‬
‫املخصصة هلا و هذا بثمن ال يقل عن قيمتها التأجريية و األمالك العقارية القابلة للتنازل هي‪:‬‬
‫‪ -‬احملالت السكنية من البنايات اجلماعية و املساكن الفردية اليت كانت للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬احملالت الس كنية من البناي ات اجلماعية و املس اكن الفردية لقط اع الك راء الت ابع ملك اتب الرتقية والتس يري العق اري أو املدجمة يف‬
‫ثروهتا‪.‬‬
‫‪ -‬احملالت السكنية من البنايات اجلماعية و املساكن الفردية اليت تسريها إدارة أمالك الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬احملالت السكنية من البنايات اجلماعية و املساكن الفردية التابعة للجماعات احمللية و للنقابات البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬احملالت املهنية أو التجارية أو احلرفية اليت متثل صفتها القانونية‪.‬‬
‫أما التنازل عن املنقوالت فيكون بإلغاء االستعمال لألمالك املنقولة إذا قررت املصلحة املخصصة هلا أ ّن حيازة هذه األمالك غري‬
‫مفيدة يف س ّد حاجيات عملها‪2‬؛ و يكون التنازل عن هذه األمالك املنقولة ألحد األسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬القدم الناتج عن االستعمال ملدة طويلة‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان صالحية العقار التقين‪.‬‬
‫‪ -‬االستغناء عن استعمال األثاث و العتاد الذي يكونان يف حالة جيدة و ليزيدان على احلاجة أو يكونان جديدين لكن باإلمكان‬
‫استعماهلا يف الغرض الذي اقتنيا ألجله‪.‬‬
‫و املسؤول عن املصلحة هو الذي يتخذ قرار إلغاء االستعمال مراعاة لصالحيته بناءاً على اقرتاح املوظفني أو األعوان املعنيني‬
‫مباشرة بتسيري الوسائل املنقولة مث تسلم األشياء و املعدات املقرر التنازل عنها ملصلحة أمالك الدولة املختصة إقليميا و يثبت التسليم يف‬
‫حيرر حضورياً مع ممثلي اهليئتني و يشمل على بيان مفصل وصفي لألشياء امللغى استعماهلا و على تقدير تقرييب لقيمتها و إن تعذر‬ ‫حمضر ّ‬
‫ذلك فيذكر مثن شرائها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 103-102‬من القانون رقم ‪ 03-10‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫أنظر المادة ‪ 116‬من القانون رقم ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪28‬‬
‫ب‪ -‬البيع‪:‬‬
‫يكون التصرف يف األمالك الوطنية اخلاصة عن طريق البيع مبوجب طريقني؛ ّإما بيع باملزاد العلين أو البيع بالرتاضي‪.‬‬
‫ب‪ -1‬البيع بالمزاد العلني‪:‬‬
‫يتم البيع عن طريق اإلشهار و املنافسة و بعد صرف هذه األمالك من اخلدمة مبوجب حمضر يثبت ذلك يوجه إىل املدير الوالئي‬
‫ألمالك الدولة و ال ميكن لعمليات البيع أن جتري مباشرة من طرف اإلدارات املستفيدة من التخصيص‪.‬‬
‫فالبيع إذن يكون بناءا على رأي املدير الوالئي ألمالك الدولة على أساس دفرت الشروط اخلاص بعملية البيع باملزاد العلين الذي‬
‫تع ّده املديرية العامة لألمالك الوطنية‪1‬؛ و يعلن عنه بواس طة امللص قات واإلعالن ات يف الص حف قبل ‪ 15‬يوم اً‪ 2‬من ت اريخ إج راء ال بيع‬
‫باملزاد و احمل ّدد من قبل املديرية العامة‪.‬‬
‫و يسهر على عملية البيع ّإما مديرية أمالك الدولة أو حمافظي البيع باملزاد العلين‪.3‬‬
‫ب‪ -2‬البيع بالتراضي‪:‬‬
‫يعترب هذا البيع اجراء استثنائي لبيع األمالك الوطنية اخلاصة استناداً إىل رخصة من الوزير املكلّف باملالية؛ و يكون مقابل مثن ال‬
‫يقل عن القيمة التجارية امالك املراد بيعها باملزاد العلين و خيصص لكل من‪:‬‬
‫‪ )1‬الواليات و البلديات و اهليئات العمومية و املؤسسات العمومية االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫‪ )2‬اخلواص يف حالة الش يوع أو األراضي احملصورة و يف حالة الشفعة القانونية أو الض رورة إس كان املالك املنزوعة ملكيتهم ؛ و كذا يف‬
‫حالة إذا مل يتم بيع العقار بعد عمليتني للبيع باملزاد العلين‪.‬‬
‫‪ )3‬اهليئات الدولية اليت تكون اجلزائر عضوا فيها و البعثات الدبلوماسية و القنصلية املعتمدة يف اجلزائر شرط مراعاة مبدأ املعاملة باملثل‪.4‬‬
‫ج‪ -‬التبادل‪:‬‬
‫طبقا ألحكام املادة ‪ 92‬من القانون ‪ 30-90‬فإن التبادل هو إجراء تتخذه الدولة بالنسبة ألمالكها اخلاصة قد يتم بني املصاحل‬
‫العمومية كما ميكن أن يتم بني الدولة و اخلواص و اليت تنص على ما يلي‪" :‬يتم تب ادل األمالك العقارية التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة‬
‫اليت متلكها الدولة أو اجلماع ات اإلقليمية بني املص احل العمومية وفق الش روط و الكيفي ات اليت حي ّددها التنظيم‪ .‬كما يتب ادل األمالك‬
‫العقارية التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة اليت متلكها الدولة مقابل أمالك عقارية ميلكها اخلواص و يك ون ه ذا التب ادل طبقا للقواعد‬
‫املنصوص عليها يف التشريع اجلاري به العمل السيما القانون املدين‪.‬‬
‫يكون طلب التبادل من املصلحة العمومية املعينة أو من مالك العقار فإ ّن كان الطلب صادراً عن املصلحة العمومية فإ ّن امللف‬
‫املتعلق بالتب ادل يق ّدم من اجله از املختص إىل الس لطة الوص ية و بعد أن توافق عليه يرسل إىل ال وزير املكلف باملالية مرفوقا مبذكرة‬
‫توضيحية تربر عملية التبادل‪.‬‬
‫ّأما إذا كان الطلب صادراً عن مالك من اخلواص فإنّه يرسل إىل الوزير املكلف باملالية عن طريق مديرية أمالك الدولة مصحوبة‬
‫مبستندات امللكية و املقرتحات اخلاصة بالعقار و الوثائق اليت تثبت املوافقة املبدئية للمصلحة العمومية و قبل أن يتخذ وزير املالية أي قرار‬
‫خاص بالتبادل يأمر املصاحل املختصة يف األمالك الوطنية بدراسة امللف قصد التحقق من وضعية امللك اخلاص و حيتوي قرار املبادلة الذي‬
‫يصدره الوزير املكلف باملالية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬وصف األمالك العقارية موضوع التبادل و قيمة كل منها‪.‬‬
‫‪ -‬مع ّدل فارق القيمة الذي يرتتب على أخذ الطرفني املتبادلني للطرف اآلخر‪.‬‬

‫إن دفتر الشروط الذي تع ّده المديرية العامة لألمالك الوطنية يكون وفقا للنموذج الذي يقره الوزير المكلّف بالمالية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 151‬من المرسوم التنفيذي ‪ 427-12‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المرسوم الوزاري المشترك ‪ 98-01‬المؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪. 1998‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر المادة ‪ 91‬من المرسوم التنفيذي ‪ 427-12‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬األجل الذي ميكن حتقيق عملية التبادل من خالله‪.‬‬
‫و يأخذ عقد التبادل الذي يعد على أساس قرار الوزير املكلّف باملالية شكل عقد إداري أو عقد توثيقي فإذا كان عقداً إداري اً‬
‫حترره و يوقع من طرف الوايل و مدير أمالك الدولة‪.‬‬ ‫فإ ّن إدارة األمالك الوطنية املختصة إقليميا هي اليت ّ‬
‫حيرر حسب األشكال املنص وص عليها قانون اً و ميثل مسؤول األمالك الوطنية املختصة‬ ‫ّأما إذا كان يف شكل عقد توثيقي فإنّه ّ‬
‫إقليمياً الوزير املكلّف باملالية بتحرير هذا العقد‪.‬‬
‫و يثبت عقد التبادل الذي يسجل و يشهر يف احملافظة العقارية و حتويل امللكية فعال؛ و مينح امللك الذي حيصل عليه من الدولة‬
‫عن طريق التبادل مبنحة صفة امللك اخلاص‪ 1‬بالدولة‪.‬‬

‫د‪ -‬القسمة‪:‬‬
‫طبقا ألحك ام املادة ‪ 124‬من املرس وم التنفي ذي ‪ 427-12‬ف إن قس مة العق ار اململ وك للدولة يف الش يوع مع اخلواص تتم يف‬
‫حالة كون العقار قابل للقسمة؛ و يؤخذ النصيب العائد للدولة و الباقي يبقى ملك يف الشياع بني املالك اآلخرين‪.‬‬
‫إذ هتدف القسمة إىل إخراج حصة الدولة من الشياع و ما يبقى يكون ملكاً مشاعاً بني باقي املالك‪.‬‬
‫و هبذا فإنه ميكن أن نستخلص أ ّن هناك عقارات قابلة للقسمة و أخرى غري قابلة للقسمة‪.‬‬
‫ف إذا ك انت غري قابلة للقس مة يتم التن ازل أو إجيار احلق وق غري القابلة للقس مة التابعة للدولة لص احل املالك يف الش ياع ش رط أن‬
‫يكون ذلك متماشياً مع املصلحة العمومية و يكون بأحد الكيفيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا حصل اتفاق بالرتاضي و تنازلت الدولة أو أجرت حقوقها املشاعة يف ملكية املالك اآلخرين الشركاء يف الشيوع؛ و حت ّدد اإلدارة‬
‫املمثلة يف أمالك الدولة مثن احلقوق و يقع البيع أو التأجري بإذن من وزير املالية‪.‬‬
‫‪ -‬إذا رفض مالك أو عدة مالك شركاء يف الشيوع شراء أو استئجار حصة الدولة ألي س بب كان فإن هذه احلصة املشاعة تباع بأية‬
‫وسيلة تستدعي التنافس (البيع باملزاد العلين) و يأذن وزير املالية بالبيع على أساس السعر االفتتاحي الذي حت ّدده إدارة أمالك الدولة اليت‬
‫تتوىل حتصيل الثمن كله‪.2‬‬
‫ّأما إذا كان العقار قابال للقسمة فقد كرست املادة ‪ 722‬من القانون املدين مبدأ مفاده أنّه خبالف أحكام عكسية ال أحد جمرب‬
‫على البقاء يف الشيوع؛ كما جند أن املادتني ‪ 40‬و‪ 41‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 454-91‬تفرقان لنا بني حالتني‪:‬‬
‫‪ -‬حالة االتفاق الرضائي و يتم تقدمي طلب عادي إىل الوايل‪.‬‬
‫‪ -‬حالة عدم االتفاق الرضائي فيتم إيداع الطلب أمام القضاء املختص‪.‬‬
‫و هو ما أكدته املادة ‪ 126‬من املرسوم التنفيذي ‪ 427-12‬على أنّه‪..." :‬يق ّدم طلب التقسيم يف شكل عريضة عادية لدى ‪:‬‬
‫‪ -‬مدير أمالك الدولة املختص إقليميا الذي يوجد فيه العقار يف حالة الرتاضي‪.‬‬
‫‪ -‬اجلهة القضائية املختصة يف حالة عدم الرتاضي"‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التصرفات غير الناقلة للملكية‪:‬‬
‫إن التص رف الوحيد ال ذي تق وم به اإلدارة يف اس تغالل أمالكها الوطنية اخلاصة و دون حتويل للملكية هو اإلجيار؛ و هنا جيب‬
‫التمييز بني إجيار األمالك العقارية و إجيار األمالك املنقولة‪.‬‬
‫أ‪ -‬تأجير األمالك العقارية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المواد ‪ 117‬إلى ‪ 120‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 427-12‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المادة ‪ 125‬من المرسوم التنفيذي ‪ 427-12‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫إ ّن هذا النوع من التأجري ّإما أ ّن يتم مباشرة أو بواسطة تفويض تعاقدي لتأجري العقارات التابعة لألمالك الوطنية اخلاصة سواء‬
‫كانت خمصصة أو ألغي ختصيصها مع حتديد القيمة املالية للتأجري؛ كما ال جيب أن تتجاوز مدة التأجري (‪ 65‬سنة)‪.1‬‬
‫حمل التأجري‪:‬‬
‫فإذا التأجري يدخل يف العمليات االستثمارية حيق للمستأجر مباشرة العمليات التالية على العقار ّ‬
‫‪ -‬إنشاء بنايات أو توسيعها و اليت تدخل يف نشاط االستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة كل النشاطات احمل ّددة يف عقد اإلجيار‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بصيانة املنشأة و التجهيزات‪.‬‬
‫‪ -‬منح إجيارات لآلخرين لديهم عالقة بنشاطاته‪.‬‬

‫ب‪ -‬تأجير األموال المنقولة‪:‬‬


‫خيضع ه ذا الت أجري فيما خيص تنظيمه إىل املص لحة املخصص هلا ه ذه األم وال بوض عها و ض بطها أما الش روط املالية للت أجري‬
‫فتكون من اختصاص إدارة أمالك الدولة صاحبة الوالية يف تسيري هذه األموال؛ و جيب أن يكون التأجري مبقابل مايل ال يقل عن القيمة‬
‫التجارية للمنق ول مهما ك انت ص فة املس تأجر إالّ إذا نص الق انون خالف ذل ك؛ فاجلماع ات احمللية تق وم بت أجري األم وال املنقولة مؤقتا‬
‫لألشخاص سواء كانوا أشخاصاً طبيعيني أو معنويني مبقابل يدرج يف ميزانية اجلماعة احمللية املؤجرة‪.2‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬منازعات أمالك الدولة‪:‬‬
‫إن أهم خاص ية تتمتع هبا منازع ات أمالك الدولة الط ابع اإلزدواجي هلذه املنازعة‪ 3‬حيث أ ّن هن اك من القض ايا اليت خيتص هبا‬
‫القاضي العادي باعتبار أ ّن اإلدارة تنزل منزلة الفرد العادي حني التعاقد معه؛ وأخرى خيتص هبا القاضي اإلداري و هي يف غالب األحيان‬
‫حل املنازعات اليت تكون إدارة األمالك الوطنية طرف اً فيها و من اختصاص القاضي‬ ‫منازعات األمالك الوطنية العمومية و هي القاعدة يف ّ‬
‫املدين يف القضايا اليت تكون فيها إدارة أمالك الدولة طرفاً فيها إالّ االستثناء عن القاعدة‪.‬‬
‫إذن ما هي اجله ات القض ائية املختصة للفصل يف منازع ات أمالك الدولة و من هم األش خاص ال ذين هلم احلق يف متثيلها أم ام‬
‫هذه اجلهات القضائية و ما هي الدعاوي اليت ميكن أن ترفع أمام القاضي للفصل فيها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الجهات القضائية المختصة في الفصل في منازعات أمالك الدولة‪:‬‬
‫من املتع ارف عليه أ ّن املنازع ات املتعلقة ب دعاوي األمالك الوطنية ي ؤول فيها االختص اص إىل القاضي اإلداري؛ على اعتب ار أ ّن‬
‫ه ذه األمالك تع ود ملكيتها للدولة أو الوالية أو البلدية و من هنا ف إن اجله ات املختصة للنظر يف ه ذه املنازع ات يف احملاكم اإلدارية و‬
‫جيرنا للح ديث عن من ميثل أمالك الدولة‬ ‫جملس الدول ة؛ غري أ ّن احلديث عن اجله ات القض ائية املختصة للفصل عن منازعة أمالك الدولة ّ‬
‫أمام هذه اجلهات و هو ما سنتطرق له يف الفرع الثاين‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الجهة القضائية المختصة‪:‬‬
‫تطبيقا ألحكام املادتني ‪ 801 2،800‬من قانون اإلجراءات املدنية و اإلدارية فإ ّن احملاكم اإلدارية وجملس الدولة مها أصحاب‬
‫حل منازعات أمالك الدولة‪.‬‬
‫االختصاص يف ّ‬
‫أوال‪ :‬المحاكم اإلدارية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر المادة ‪ 103-102‬من المرسوم التنفيذي ‪ 427-12‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أنظر المادتين ‪136-131‬من المرسوم التنفيذي ‪ 427-12‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر المادتين ‪ 801-800‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫نصت املادة ‪ 800‬من ق انون اإلج راءات املدنية و اإلدارية على ما يلي‪" :‬احملاكم اإلدارية هي جه ات الوالية العامة يف‬
‫املنازع ات اإلدارية و ختتص بالفصل يف ّأول درج ة؛ حبكم قابل لالس تئناف يف مجيع القض ايا اليت تك ون الدولة أو الوالية أو البلدية أو‬
‫املؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا فيها"‪.‬‬
‫إذن تعترب احملاكم اإلدارية هي ص احبة الوالية العامة للفصل يف املنازع ات اليت يك ون فيها الدولة أو الوالية أو البلدية أو‬
‫املؤسسات العمومية طرف اً فيها؛ و من مث فإنه يؤهل لكل مدير على مستوى مديريات أمالك الدولة أو مدراء احلفظ العقاري بالواليات‬
‫كل حبسب االختصاص الذي يؤول إليه‪1‬؛ يف عملية التمثيل أمام اجلهات القضائية سواء كانت هذه األخرية مدعية أو مدعى عليها أو‬
‫مدخلة يف اخلصام‪.‬‬
‫ّأما إذا ك ان هن اك أي تن ازع يف االختص اص بني جهة القض اء الع ادي و القض اء اإلداري ح ول من اهليئة املختصة للفصل يف‬
‫منازعات أمالك الدولة نظراً لإلزدواجية القانون املطبق على هذا النوع من املنازعات؛ فإن األمر يعرض على حمكمة التنازع؛ سواء كان‬
‫تنازعاً إجيابياً أو سلبياً‪ 2‬و هذه احملكمة هي من حت ّدد لنا ملن يؤول االختصاص للفصل يف املنازعة املطروحة أمام القضاء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مجلس الدولة‪:‬‬


‫يعترب جملس الدولة هيئة قض ائية؛ إدارية‪ 3‬تفصل يف القض ايا املرفوعة إليها باعتبارها درجة ثانية من درج ات التقاض ي؛ و عليه‬
‫ف إن جملس الدولة كدرجة أوىل و أخ رية بالفصل يف ال دعاوي اإللغ اء و التغيري وتق دير املش روعية يف الق رارات اإلدارية الص ادرة عن‬
‫السلطات اإلدارية املركزية و اهليئات العمومية الوطنية و املنظمات املهنية الوطنية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األشخاص المؤهلين لتمثيل األمالك الوطنية‪:‬‬
‫مبا أ ّن أمالك الدولة تعترب هيئة إدارية فالب ّد هلا من أشخاص مؤهلني قانون اً لتمثيلها أمام القضاء؛ فمن هو صاحب الصفة الذي‬
‫ميكن أن يقاضيه الفرد يف منازعة أمالك الدولة؟‬
‫منيز بني األش خاص املؤهلني لتمثيل األمالك الوطنية على املس توى اإلقليمي مت على املس توى املرك زي؛ و ه ذا‬
‫هنا جيب أن ّ‬
‫بالرجوع إىل أحكام املادة ‪ 10‬من قانون أمالك الدولة‪.4‬‬
‫أوال‪ :‬على المستوى اإلقليمي‪:‬‬
‫و على ه ذا املس توى جند كل من املدير ال والئي ألمالك الدولة و املدير ال والئي للحفظ العق اري؛ و ال وايل و رئيس اجمللس‬
‫الشعيب البلدي‪.‬‬
‫أ‪ -‬المدير الوالئي ألمالك الدولة‪:‬‬
‫يعترب املدير الوالئي ألمالك الدولة هو الشخص صاحب الصفة لتمثيل الوزير املكلف باملالية يف الدعاوي املرفوعة أمام اجملالس‬
‫القض ائية و املتعلقة ب أمالك الدول ة؛ غري أن تدخله ّإما أن يك ون بص فة شخص ية أو يف وض أحد أع وان اإلدارة مبوجب تف ويض أو يعني‬
‫حمامي لتمثيله‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر أعمر يحياوي؛ منازعات أمالك الدولة؛ دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع؛ الجزائر؛ ط‪05‬؛ ‪2009‬؛ ص‪.46‬‬
‫‪ 2‬أنظر سلطاني عبد العظيم؛ تسيير و إدارة األمالك الوطنية في التشريع الجزائري؛ مذكرة ماجستير؛ المركز الجامعي تبسة ؛ سنة ‪2008‬؛ ص‪.145‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 02‬من القانون العضوي ‪ 01-98‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه؛ المع ّدل و المتمم بالقانون العضوي رقم ‪ 11/13‬المؤرخ في ‪26‬‬
‫جويلية ‪2011‬؛ جريدة رسمية رقم ‪ ،43‬سنة ‪.2011‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 10‬من قانون أمالك الدولة‪" :‬يتولى الوزير المكلف بالمالية و الوالي و رئيس المجلس الشعبي البلدي تمثيل‪ 2‬الدولة و الجماعات اإلقليمية في‬
‫الدعاوي القضائية المتعلقة باألمالك‪ 2‬الوطنية طبقا للقانون"‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫ّأما بالنس بة للم دير ال والئي للحفظ العق اري؛ ف إ ّن تدخله يك ون وفق اإلج راءات اخلاصة بالش هر العق اري و ك ذا مسك‬
‫السجالت العقارية؛ فقد يدعي أو يدعى عليه أمام القضاء شأن القضايا املتعلقة بالشهر العقاري‪ 1‬و بالتايل فإ ّن متثيله يكون باألخص يف‬
‫القضايا التالية‪:‬‬
‫‪ -‬املنازعات املرتتبة عن مسك البطاقات العقارية‪.‬‬
‫‪ -‬القرارات املتخذة من قبل احملافظ العقاري‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوالي‪:‬‬
‫ق ررت املادة ‪ 10‬من ق انون األمالك الوطنية و املادة ‪ 184/2‬من املرس وم التنفي ذي ‪ 91/454‬أن لل وايل احلق يف متثيل إدارة‬
‫أمالك الدولة يف إط ار اختصاصه اإلقليمي؛ أي األمالك الواقعة يف واليت ه؛ ويعترب ال وايل ذو اختص اص م زدوج فت ارة ميثل الدولة و ت ارة‬
‫أخرى ميثل الوالية و بالتايل فإ ّن له احلق يف متثيل الدولة أمام القضاء للدفاع عن أمالكها الوالئية العمومية‪.2‬‬
‫ج‪ -‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪:‬‬
‫يعترب اختصاص رئيس اجمللس الشعيب البلدي إقليمي اً يف حدود اختصاص إقليم البلدية؛ و هو كذلك مسؤول عن متثيل الدولة‬
‫أمام العدالة يف مجيع الدعاوى اليت تكون أمالك الدولة طرفاً فيها‪ .‬و من خالل املادتني ‪ 10-9‬من قانون األمالك الوطنية جند بأ ّن كل ما‬
‫يسري على الوايل يسري على رئيس اجمللس الشعيب البلدي و هو ما أكده قانون البلدية‪.3‬‬
‫ثانيا‪ :‬على المستوى المركزي‪:‬‬
‫و على املستوى املركزي جند كل من الوزير املكلّف باملالية و املدير العام لألمالك الوطنية يف متثيل إدارة األمالك الوطنية‪.‬‬
‫أ‪ -‬الوزير المكلف بالمالية‪:‬‬
‫و هذا طبقا ألحكام املواد ‪ 10-09‬من قانون األمالك الوطنية و املواد ‪ 184/1-183‬من املرسوم التنفيذي ‪454-91‬؛ و‬
‫يتوىل الوزير املكلف باملالية متثيل الدولة يف جمال منازعات األمالك الوطنية و يكون اختصاص متثيله فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مجيع األمالك اخلاصة التابعة للدولة اليت تسريها إدارة األمالك الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬تسيري األمالك التابعة مللكية اخلواص اليت تسند إليه‪.‬‬
‫‪ -‬حق ملكية الدولة و مجيع احلقوق العينية األخرى اليت ميكن أن تنجم األمالك املنقولة‪.‬‬
‫‪ -‬صحة مجيع االتفاقيات اليت تتعلق باقتناء األمالك الوطنية و تسريها أو التصرف فيها و تطبيق الشروط املالية لالتفاقية‪.4‬‬
‫كما ميكن للوزير املكلّف باملالية أن يشرك معه وزيراً خمتص اً يف قطاع معني يف الدعاوي املتعلقة باألمالك العمومية املخصصة‬
‫هلذا القطاع‪.5‬‬
‫ب‪ -‬المدير العام لألمالك الوطنية‪:‬‬
‫تنص املادة ‪ 185‬من املرس وم التنفي ذي ‪ 454-91‬على ما يلي‪" :‬ختتص األمالك الوطنية وح دها مبتابعة ال دعاوي املتعلقة‬
‫بصحة عقود اقتناء األمالك العقارية أو تأجريها و احلقوق العقارية؛ و حقوق احملالت التجارية"‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر المواد ‪1‬؛ ‪2‬؛ ‪8‬؛ من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 65-91‬المؤرخ في ‪ 02‬مارس ‪1991‬؛ المتعلق بتنظيم المصالح الخارجية ألمالك الدولة و الحفظ العقاري؛‬
‫جريدة رسمية رقم ‪ 10‬لسنة ‪.1991‬‬
‫‪ 2‬أنظر المواد ‪ 10-09‬من القانون ‪ 30-90‬المع ّدل و المتمم بالقانون ‪ 14-08‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪-‬المواد ‪ 184/2‬من المرسوم التنفيذي ‪.454-91‬‬
‫‪-‬أعمر يحياوي؛ المرجع السابق؛ ص‪.48 ،47‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 82‬من القانون ‪10-11‬؛ المتعلق بقانون البلدية ‪.‬‬
‫‪ 4‬أنظر سلطاني عبد العظيم؛ المرجع السابق؛ ص‪.122‬‬
‫‪ 5‬أنظر‪- :‬أعمر يحياوي؛ المرجع السابق؛ ص‪.45‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 184‬من المرسوم التنفيذي ‪ 454-91‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫فاألصل الع ام إذن املدير الع ام لألمالك الوطنية هو ممثل ال وزير يف القض ايا املتعلقة ب األمالك الوطنية غري أنّه قد ص در ق رار عن‬
‫وزير املالية املؤرخ يف ‪ 20‬فيفري ‪ 1991‬و الذي ح ّد جمال تفويض األعوان بدال منه فيقوم بتمثيله املدير العام لألمالك الوطنية بالنسبة‬
‫للقض ايا اليت تط رح على احملكمة العليا وجملس الدول ة؛ و يت وىل املدير ال والئي التمثيل إذا ك انت القض ية مطروحة أم ام احملاكم و اجملالس‬
‫القضائية‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهم الدعاوى الخاصة بأمالك الدولة‪:‬‬
‫و منيز يف ه ذا املطلب بني أهم ال دعاوي ال واردة على األمالك الوطنية العمومي ة؛ و ال دعاوي ال واردة على األمالك الوطنية‬
‫اخلاصة؛ غري أ ّن الدعاوي اليت سيتم ذكرها ليست على سبيل احلصر و إمنّا على سبيل املثال فقط‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدعاوي المتعلقة باألمالك الوطنية العمومية‪:‬‬
‫جيوز للش خص ال ذي تعس فت اإلدارة يف حق االس تغالل و االنتف اع من األمالك الوطنية العمومية ودون أي م ربر أن يرفع‬
‫دعوى جتاوز السلطة أو دعوى التعويض إذا ترتب أضرار للمنتفعني؛ و من هنا فإ ّن أهم الدعاوي اليت ميكن أن ترد إىل القضاء يف جمال‬
‫األمالك الوطنية العمومية هي دعوى اإللغاء ودعوى التعويض‪.‬‬
‫أوال‪ -‬دعوى اإللغاء‪:‬‬
‫دعوى اإللغاء هي دعوى جتاوز السلطة املوجهة ضد القرارات الصادرة عن السلطات اإلدارية يف الدولة سواء كانت مركزية‬
‫أو ال مركزية إقليمية أو مرفقية أو هيئ ات ع دم الرتك يز؛ و ذلك هبدف إلغائها من قبل القاضي اإلداري املختص لع دم مش روعيتها كوهنا‬
‫مشوبة بأحد عيوب جتاوز السلطة هدفها األساسي حتقيق مبدأ املشروعية‪.‬‬
‫كما يعرفها الفقيه الفرنسي ‪ Delaubadaire‬على أهنا‪" :‬طعن قضائي يرمي إىل إبطال قرار إداري غري مشروع من طرف‬ ‫ّ‬
‫القاضي اإلداري" ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫عرفها أ‪ .‬أمحد حميو‪" :‬على أهنا الدعوى اليت يطلب فيها من القاضي إلغاء قرار غري مشروع"‪.3‬‬ ‫كما ّ‬‫ّ‬
‫و لقيام دعوى اإللغاء لب ّد من توفري جمموعة من الشروط التكميلية و املوضوعية لقبوهلا ‪ .‬و بالتايل إلغاء القرار غري املشروع‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫و من مت فإن دعوى اإللغاء جند هلا تطبيقات باألخص يف املنازعات املتعلقة بتعيني احلدود و هي دعاوي ال ترمي إىل التشكيك‬
‫يف امللكية إمجاالً و إمنا فقط يف ج زء منها و هو اجلزء الواقع على ح دود األمالك الوطنية العمومي ة؛ و ب الرجوع ألحك ام املادة ‪ 116‬من‬
‫املرسوم التنفيذي ‪ 454-91‬فإهنا تنص "ميكن الطعن يف ق رارات ض بط احلدود املذكورة يف هذا القسم باس تعمال وس ائل الق انون طبقا‬
‫للتشريع املعمول به"‪.‬‬
‫املشرع من خالل هذه املادة هو الطعن باإللغاء ضد قرار تعيني احلدود وذلك باعتبار أنّه قرار إداري؛ و‬‫فالطعن الذي يقصده ّ‬
‫يف حالة ما مت قبول دعوى اإللغاء و ألغي هذا القرار مبوجب حكم من احملكمة اإلدارية وجب على اإلدارة املعنية إرجاع احلدود على ما‬
‫كانت عليه‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬دعوى التعويض‪:‬‬
‫هي ال دعوى اليت يلجأ إىل الف رد للمطالبة ب التعويض يف حال اإلخالل بااللتزام ات أو ب واجب من الواجب ات املق ررة قانون اً؛ و‬
‫معيارها هو النص القانوين أو االتفاق إذا كان هناك عقد تطبيقا ملبدأ العقد شريعة املتعاقدين‪ 5‬و ترتب املسؤولية عن طريق اخلطأ سواء‬

‫‪1‬‬
‫أنظر‪- :‬أعمر يحياوي؛ المرجع السابق؛ ص‪.46-45‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Delaubadaire(A), Venizia (J.C), Gaudemet (Y), traité de droit administratif L.G.D.J. Paris, France, 1999, P536.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر‪ :‬أحمد محيو؛ المنازعات اإلدارية؛ ديوان المطبوعات الجامعية؛ الجزائر؛ ‪1983‬؛ ص‪.151‬‬
‫‪4‬‬
‫أنظر‪ ،‬د‪ :‬محمد صغير بعلي؛ القضاء اإلداري –دعوى اإللغاء‪ -‬دار العلوم للنشر و التوزيع؛ الجزائر؛ ‪2007‬؛ ص‪ 287‬إلى ‪.367‬‬
‫‪5‬‬
‫أنظر المادة ‪ 106‬من القانون المدني‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫كان عقدياً أو تقصريياً أو بدون خطأ؛ و من هنا ميكن ألي شخص قد تضرر نتيجة منعه من استعمال األمالك الوطنية؛ أو أ ّن اإلدارة قد‬
‫تسببت يف أضرار األشخاص املنتفعني؛ املطالبة بالتعويض عن طريق رفع دعوى أمام احملاكم اإلدارية للمطالبة هبذا التعويض‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الدعاوي المتعلقة باألمالك الوطنية الخاصة‪:‬‬
‫إ ّن أهم الدعاوي املطروحة أمام العدالة يف جمال املنازعات حول األمالك الوطنية اخلاصة هي تلك املتعلقة ببيع أمالك الدولة يف‬
‫إطار قانون ‪ 81/01‬وكذا القانون ‪ 87/19‬املتعلق باستغالل األراضي الفالحية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المنازعات المتعلقة بيع أمالك الدولة في إطار قانون ‪:181/01‬‬


‫إ ّن تطبيق هذا القانون يرتتب عليه نوعان من املنازعات‪:‬‬
‫‪ -‬منازع ات متعلقة مبدى ش رعية التن ازل؛ إذن أ ّن هن اك من األمالك الوطنية اليت تك ون بطبيعتها غري قابلة للتن ازل مثال بيع الس كنات‬
‫الوظيفية‪.2‬‬
‫‪ -‬منازعات متعلقة حبق االستفادة من التنازل؛ حيث أنّه قد ترد عدة طلبات لشراء نفس العقار؛ و بالتايل و لالستفادة من التنازل جيب‬
‫أن تتوفر يف الشخص صاحب الطلب شرطني‪:‬‬
‫أ‪ -‬احليازة على سند قانوين‪.‬‬
‫ب‪ -‬شغل األمكنة بصفة شرعية ‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫و هناك منازعات أخرى ناجتة عن الشيوع لألمالك الوطنية اخلاصة أيضا إىل جانب املنازعات املطبقة يف إطار قانون ‪01-81‬‬
‫منها املنازعات املرتتبة عن الشيوع يف إطار االستثمار و اليت تعود لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫‪ -‬عدم احرتام البنود الواردة يف دفرت الشروط امللحق بالعقد اإلداري من قبل املستثمرين‪.‬‬
‫‪ -‬النية الس يئة لبعض املس تثمرين ال ذين يس تنفدون مجيع اإلج راءات اإلدارية اخلاصة بالتحصل على العق ار؛ ليس هبدف بن اء‬
‫مشروع عليه و إمنا للحصول على قروض لتدعيم مشاريعهم األصلية‪.‬‬
‫‪ -‬حماوالت بيع األراضي قبل االنتهاء من إجناز املشروع‪.‬‬
‫كما أ ّن هن اك منازع ات متعلقة عن الش يوع لألمالك الوطنية اخلاصة يف إط ار الرتقية العقاري ة؛ وتنتج ه ذه املنازع ات نتيجة ملا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم توفر شروط املنح من قبل املرقني العقاريني و حىت من املؤسسات التابعة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم احرتام اإلجراءات القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬تباين يف مساحة األراضي بني تلك احمل ّددة يف املخططات و املساحة على أرض الواقع؛ و التباين هنا ّإما أن يكون بالزيادة أو‬
‫بالنقصان‪.‬‬
‫‪ -‬تصرف اجلماعات احمللية و خاصة البلديات يف أمالك الدولة دون وجه حق‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة بيع القطع الفردية مباشرة بعد التحصل على العقد اإلداري من مديرية أمالك الدولة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المنازعات المتعلقة باألراضي الفالحية في إطار تطبيق قانون ‪:87/19‬‬

‫‪-11‬انظر قانون ‪01-81‬المؤرخ في ‪07‬فيفري ‪ 1981‬المتضمن التنازل عن األمالك العقارية ذات االستعمال السكني و المهني او التجاري او الحرفي التابعة‬
‫للدولة و الجماعات المحلية و مكاتب‪ 2‬الترقية العقاري و المؤسسات و الهيئات و األجهزة العمومية ‪،‬ج‪.‬ر ‪.‬رقم ‪ 6‬لسنة ‪.1981‬‬
‫‪ 2‬أنظر قرار رقم ‪ 55826‬الصادر بتاريخ ‪16/07/1988‬؛ عن مجلس الدولة؛ المجلة القضائية عدد ‪ 02‬لسنة ‪1988‬؛ ص‪.152‬‬
‫‪ 3‬أنظر قرار رقم ‪ 97696‬الصادر بتاريخ ‪25/10/1992‬؛ عن لمحكمة العليا؛ المجلة القضائية عدد‪1993 04‬؛ ص‪.134‬‬
‫‪35‬‬
‫تنشأ هذه املنازعات بني اإلدارة و املستفيدين؛ أو املستفيدين أنفسهم؛ أو األشخاص الذين يشغلون األراضي الفالحية بصفة‬
‫غري شرعية؛ و أهم أسباب قيام مثل هذه املنازعات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم دفع األتاوى من قبل املستفيدين؛ أو التماطل يف دفعها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االلتزام بنود العقود‪.‬‬
‫‪ -‬إجيار األراضي الفالحية من الباطن و هو خمالف للقانون‪.‬‬
‫‪ -‬ال دعاوي املتعلقة بإبط ال عقد االمتي از من قبل اإلدارة املعنية إذا ك ان هن اك عمل خمالف ملا ينص عليه الق انون؛ ك إخالل‬
‫مستثمرة فالحية بالتزاماهتا القانونية؛ و يف هذه احلالة تكون اإلدارة هي املدعية يف رفع الدعوى؛ و قد ترفع الدعاوي من أحد‬
‫املستثمرين ضد أحد أعضائها‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫نص املادة ‪ 02‬من ق انون‬‫من خالل ه ذه الدراسة لألمالك الوطنية فيالحظ على أ ّن املش رع اجلزائ ري قد اعتمد من خالل ّ‬
‫‪ 30-90‬املع ّدل و املتمم بالق انون ‪ 14-08‬املتعلق ب أمالك الدولة على معي ار التخص يص لتحديد األم وال العامة س واء قد خصصت‬
‫للجمهور أو للمرافق العمومية؛ شرط حتقيق املصلحة العامة اليت يرمي إليها؛ غري أ ّن التحديد هلذه املمتلكات و كيفيات تكوينها مل حيلها‬
‫أي ممتلكات أخرى قد تظهر مستقبال‪.‬‬ ‫املشرع على سبيل احلصر و إمنّا على سبيل املثال و من مث جيوز إدراج ّ‬
‫املشرع األمالك الوطنية إىل أمالك وطنية عامة و أخرى خاصة و هو مبدأ دستوري أقره مبوجب دستور ‪1989‬؛ و‬ ‫قسم ّ‬ ‫كما ّ‬
‫وضع هلا جهازاً إدارياً يسهر على إدارهتا و محايتها و رقابتها‪.‬‬
‫و ب الرجوع إىل املنظومة القانونية ألمالك الدولة فاملش ّرع قد أعطى أمهية بالغة يف إدارة األمالك الوطنية العمومية بوضع قواعد‬
‫تسيري حمكمة لضمان استغالهلا و عدم التالعب هبا لتحقيق األهداف املرجوة منها و باألخص النهوض باالقتصاد الوطين؛ و كذا ضمان‬
‫احملافظة عليها و محايتها‪.‬‬
‫ّأما بالنس بة لألمالك اخلاصة ف إ ّن املش ّرع و إن أعطى أولوية لألمالك الوطنية العمومية غري أنّه مل يتغافل عن وضع نص وص‬
‫قانونية و تنظيمية لسري األمالك الوطنية اخلاصة بوضع ضوابط و إجراءات صارمة توقع جزاءات على خمالفيها‪.‬‬

‫‪37‬‬

You might also like