You are on page 1of 132

‫‌أ‬

‫النظرية التحويلية التوليدية‬

‫في الفكر اللساني العربي الحديث‬

‫إعداد‬
‫بدرة عمار علي فرخي‬

‫المشرف‬
‫األستاذ الدكتور نهاد الموسى‬

‫قدمت ىذه الرسالة استكماال لمتطلبات نيل درجة الماجستير‬


‫تخصص اللغة العربية وآدابها‬
‫كلية الدراسات العليا ‪ -‬الجامعة األردنية‬

‫‪42‬كانون األول‪4002‬‬
‫‌‬
‫ب‬

‫إلى ‪:‬‬

‫أصل الحب…‬
‫منبع الحنان…‬
‫معنى الكيان…‬
‫نبض الصداقة ‪.‬‬
‫من عانقت الليل …‬
‫وصافحت النهار‪.‬‬
‫ونذرت عمرىا …‬
‫وتجرعت المرار‪.‬‬
‫لعلها ترى يوما …‬
‫لغرسها الثمار‪.‬‬
‫إلى أمي‪.‬‬
‫إلى‪:‬‬
‫من زاد إشعال اللهيب…‬
‫بعطفو الرىيب…‬
‫أبي الحبيب ‪.‬‬

‫إلى‬
‫أجمل كواكب األرض‪...‬‬
‫رمز األلفة والمحبة ‪...‬‬
‫منبع الصفاء‪.‬‬
‫اخوتي األعزاء‬

‫إلى ‪:‬‬
‫الواثق العاصف‪...‬‬
‫الهادئ الثائر ‪...‬‬
‫المخلص األمين ‪...‬‬
‫بلسم الحياة‪.‬‬
‫ىذا الفتى المشرقي‪ :‬خطيبي عثمان ‪.‬‬

‫إلى‪:‬‬
‫من عطرن غربتي محبة وبهجة‬
‫صديقاتي الوفيات‪.‬‬

‫إلى كل من أ حبهم أىدي لمحة فكري ىذه والتي أرتجي أن تكون بقدر برنامجا لغويا مفيدا ومنطلقا مرضيا لتأمالت فكرية تالية علنا نتدارك بها‬
‫ما نكون قد تركناه فجوة لغوية تحتاج إلعادة النظر‪.‬‬
‫‌‬
‫ت‬

‫شكر وعرفان‬

‫أتقدم بالشكر اجلزيل إىل أستاذي املشرف الدكتور هناد املوسى ملا قدمو يل من نصائح علمية منهجية متس شكل‬

‫البحث وجوىره ‪ .‬وقد كان يل منوذجا فكريا متميزا ومصدرا لغويا مقنعا جعلين أدرك أمان الباحث وحرية فكره اليت‬

‫الشك أن تكون حافزا قويا إلبداع الطالب‪.‬فحفظك اهلل أستاذي العزيز ودمت لطالبك األعزاء ولألمة مجعاء‪.‬‬

‫إىل أساتذيت جبامعة اإلوو منتوري‪ -‬قسنطينة اجلزائر ‪-‬املرجعية الفكرية اليت ال تنضب‪ -‬األستاذ الدكتور عمار‬

‫زعموش‪-‬رمحة اهلل عليو‪ ،‬األستاذ الدكتور حسني مخري ‪،‬األستاذ الدكتور حيىي بعيطيش‪ ،‬األستاذ الدكتور عزالدين‬

‫بوبيش‪ ،‬الدكتورم حي الدين سامل ‪،‬الدكتور عمر عيالن ‪،‬والص الشكر واالمتنان ملا قدموه يل من ققة علمية‬

‫وتطلعات ذىنية وسعة ققافة لغوية مثلت األساس الذي تركين أحبث عن سر تلك املرجعية ذاهتا‪.‬‬

‫إىل أعضاء السفار اجلزائرية يف عمان‪-‬األردن جزيل الشكر واالحرتام ملساندهتم املعنوية واألبوية أوص بالذكر‬

‫املستشار الثقايف حمو بلقيدوم واملستشار القانوين حسان بن ناصر‪.‬‬


‫‌‬
‫ث‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫ب‬ ‫قرار لجنة المناقشة‬
‫ج‬ ‫اإلهداء‬
‫د‬ ‫شكر وعرفان‬
‫هـ‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫و‬ ‫الملخص بالغة العربية‬
‫‪1‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫الباب األول‬
‫‪5‬‬ ‫الفصل األول‬
‫‪23‬‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪53‬‬ ‫الباب الثاني‬
‫‪36‬‬ ‫الفصل األول‬
‫‪42‬‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪101‬‬ ‫الفصل الثالث‬
‫المراجع‬
‫الملخص باللغة األخرى‬
‫‪1‬‬

‫المقدمة‬

‫كانتتا لسانتتانباا هيا رتتة اللنتتد لسا تتد اللنتتد ايبتتد‪-‬ينحتتش قتتامنة ينتتح لسيلحاتتد لس اي بتتد‬
‫لألوسش‪،‬وكانا أنئاتها فة ت لبف لسا د ‪،‬ولسهنبد‪،‬ولسكفاءة‪،‬ولألالء‪،‬ولألنهقبد لسا وبد لسفكلبتد تفتت‬
‫سة آفامتا يتا لسته تل فتة لسةتارلة لسا وبتد وتفنتبلرااوكانا لسنةلبتد لستحوبابتد لستو ب بتد لستة‬
‫يألا لسانبا وق اا لسناس فة أثناء لسن ف لسثانة يتا لسقتلا لس قتلبا ولستحتو لستحأ أحاثتت‬
‫فة ينا رج و تف لسا تد وتفنتبلرا ولأل تالء لسه بتاة فتة لسيقتها لسا توأ لس لهتة كت حست كتاا‬
‫قاغال يلك با سة فة رحل لسينحش لسانانة وكاا وللء لختبالأ سيوضوع رتح لألولل‪:‬السنةلبتد‬
‫لستوسبابد لستحوبابد فة لسفكل لسانانة لس لهة لسحابثا‬
‫وتتو ع يااة لسهحث اش خيند ف و تنثنة تحا هاهباا‬
‫‪ .1‬الباب األول‪:‬‬
‫الفصل األولا‬ ‫أا‬
‫ولسي نوا با ياخ إسش لسنحو لستحوباة ‪،‬هلؤبد قاياد ألرم خ ائص لسنةلبد‬ ‫ماينا سهحل لسف‬
‫بيها نولم‬ ‫لستوسبابد وأه اا اللنتها وأرم يا تيب ا ه وي االتها فة لسنةل فقاينا نهحة ا‬
‫لسنبانة ‪ ،‬لسحأ كاا س أثل هال فة وضع أه اا نةلبت لسيتنيد‬ ‫تقوينكة و لفنا يل‬
‫هاسنةلة لس قابد لستة فنل هها لسا د ‪،‬وكبف ا كفاءة لسيتكام لألناس لسحأ بل ع إسب لسو و‬
‫إسش لسفهم لسنابما‬
‫ب‪ .‬الفصل الثاني‪:‬‬
‫يحاوسد تتهع نةلبد تقوينكة وف‪ :‬يللح و مولنبا لستحوب ‪،‬ورة يحاوسد إللناء‬ ‫و بيث‬
‫يللح لسنةــلبد لسيتيثاد فةا‬

‫يلحاد لسهنش لستلكبهبدا‬ ‫‪)1‬‬


‫يلحاد لسنةلبد لسنيوح بدا‬ ‫‪)2‬‬
‫يلحاد لسنةلبد لسنيوح بد لسيون دا‬ ‫‪)3‬‬
‫لسيللح أهل نا أرم مولنبا لستحوب لستة يالنها لسنحو لستوسباأ لستحوباة اش‬ ‫و هل تا‬
‫لستللكبب لستة تنتج سنا لألنياط لسا وبد لستوسبابدا‬
‫و ما حوى لسهاب لسثانة ثالثد ف و رةا‬
‫‪2‬‬

‫الفصل األولا لسيقاهاد ولستأ ب ا‬


‫بحاو تتهع يحاوالا لسهاحثبا لسا وببا فة لستأ ب سنةلبد توسبابد تحوبابد فة لسنحو‬ ‫ف‬
‫لس لهة وما يث رحل لالت ا لساكتول نهاا لسيونش ‪،‬يحاوسد ين إثهاا لستالمة لس لهة لس لهة‬
‫وأا لسا وببا لس لب ما أتول ه ابا ينتها فة ثنابا لستللث لسنحوأ لس لهةا‬
‫الفصل الثانيا المتابعة والتطبيق‬
‫ويا لستأ ب إسش لستطهب‪ :‬ولسحأ يثا ه ض لسنحاة لس لب لسيحاثبا يحاوسبا لنتثيال لسنحو‬
‫لستحوباة فة خايد لسنحو لس لهةا‬
‫وما ومفنا نا ك ياا‬
‫‪-1‬يحاوسد ها لسلل حةا‬
‫‪-2‬يحاوسد يحيا اة لسخوسةا‬
‫كلباا‬ ‫‪-3‬يحاوسد يبقا‬
‫‪-4‬يحاوسد ها لسقاال لسفانة لسفهلأا‬
‫‪-5‬يحاوسد يا ا لسو لا‬
‫يابلةا‬ ‫‪-6‬يحاوسد خاب‬
‫وما تته نا ك يحاوسد هنوع يا لستف ب ي اقبا فة أغاب لألحباا اش ه ض لإلقكاسباا‬
‫لسيطلوحدا‬
‫لسثاسث‪ :‬الحقيقة النحوية العربية والواقع النحوي التحويلي التوليدي الغربي‬ ‫لسف‬
‫لستالمة ولالختالف هبا لسنةلبتبا لس لهبد ولس لهبد إح بيث‬ ‫ل ا أو‬ ‫حاوسنا فة رحل لسف‬
‫ها لسقارل لس ل انة نيوح ا سايقالند هاسننهد سانةلبد لس لهبداويا ثم حاوسنا تل ب لألنهقبد‬
‫لسفكلبد هخ وص أنس لسنةلبد سانحو لس لهة ولألنهقبد لال طالحبد لستون بد هخ وص‬
‫لسنحو لس لهةا‬
‫‪3‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫إسبها لسهحث ولستة تثبل هاولرا ي يو د إقكاسباا‬ ‫وكانا يح اد ألرم لسنتائج لستة تو‬
‫ينهاا‬
‫ا لسالس لسانانة‬ ‫ر بيكا ساهاحث لس لهة أا بؤنس سنا نةلبد سنانبد لهبد يحضد هي‬
‫لس لهة ؟‬
‫ور بيكا سيث حس لسهاحث أا ب تنب لستال ة لسفكلأ لس لهة اوا تأثبل وتأثل؟‬
‫إا كاا حس ييكنا فيتش وكبف نبتهنش فلا ينا حس ؟‬
‫فحد هحث آخلا‬ ‫ورة أرم لس اسباا لسيطلوحد ولستة نتكوا حاف ل سفت‬
‫خطد هحثنا لستة حاوسنا يا خالسها طلح ه ض لسقضابا لسا وبد طلحا يتولض ا‬ ‫كانا تا‬
‫بنتنط‪ :‬لسفكل لسا وأ لسحابث اوا لالنتقاص يا هوا لسا وببا لس لب ‪ ،‬فينهم ننتفبا ويا‬
‫ايهم ننطا‪ ، :‬سنؤنس ألنفننا ينطاقا ما ب ا هاحث آخل ياخال س وبا يفبالاوفة لألخبل‪،‬أتقام‬
‫ب إسش أنتاحأ لسيقلف لألنتاح لساكتول نهاا لسيونش لسحأ كاا سة يحف ل يق ا‬ ‫هاسقكل لس‬
‫ونيوح ا فكلبا ييب ل ‪ ،‬فت سة ي ا لسهحث لسحل فبيا بطلح يا ينائ تخص لسهحثا‬
‫ة قكلأ يتطا د إسش لإلفااة يا ن ائحهم فة تو ب‬ ‫وإسش أ ضاء س ند لسينامقد أ‬
‫أطلوحتةا وهاهلل أنت با وين وحا لستوفب‪:‬ا‬
‫‪3‬‬

‫الباب األول‬

‫الفصل األول ‪ :‬مدخل إلى النحو التحوٌلً‪.‬‬

‫الفصل الثانً ‪ :‬نظرٌة تشومسكً وفق قوانٌن التحوٌل‪.‬‬


‫‪4‬‬

‫الفـصـل األول‬
‫مدخل إلى النحو التحوٌلً‬
‫‪5‬‬

‫نوام تشومسكً‪ :‬سٌرته الذاتٌة ‪Noam Chomsky‬‬


‫افرام نوام تشومسكً من موالٌد فالدلفٌا بوالٌة بنسالفٌا فً السابع من دٌسمبر ‪.)8(8291‬تلقى تعلٌمه‬
‫األول فً مدرسة (أوك لٌن) ثم فً المدرسة المركزٌة العالٌة فً فالدلفٌا ثم بعد ذلك التحق بجامعة بنسلفانٌا‬
‫حٌث درس اللسانٌات والرٌاضٌات والفلسفة (‪.)9‬ثم حصل على درجة الماجستٌر من الجامعة نفسها سنة‬
‫‪ 82<8‬م ٌبحث قدمه عن اللغة العبرٌة الحدٌثة‪ ،‬ثم حصل على درجة دكتوراه سنة <<‪82‬م من الجامعة‬
‫نفسها ببحث ٌحمل عنوان‪ :‬البنٌة المنطقٌة للنظرٌة اللغوٌة ‪The Logical Structure of linguistic‬‬
‫‪ .):( The Org.‬ولكنه قام بمعظم أبحاثه ودراساته إلعداد رسالته فً جامعة هارفرد فً الفترة من عام‬
‫‪82<8‬م إلى <<‪ 82‬م ‪،‬ثم عٌن مدرسا بعد حصوله على الدكتوراه فً معهد مسا تشوستس للتكنولوجٌا‬
‫‪.Missa Chusets Institute of Technology‬ومنذ ذلك الحٌن وهو ٌترقى فً حٌاته العلمٌة حتى وصل‬
‫إلى درجة األستاذٌة فً علم اللغة واللغات الحدٌثة‪ .‬وهو متزوج وله ثالثة أوالد‪ ،‬ولد وبنتان(;)‪.‬‬
‫وقد حصل تشومسكً على عدة درجات فخرٌة من جامعات ومعاهد مختلفة‪ :‬ففً عام ‪ 82=1‬م حصل‬
‫على درجة الدكتوراه الفخرٌة من جامعة شٌكاقو وفً العام نفسه حصل أٌضا على مثل هذه الدرجة من‬
‫جامعة لندن‪.‬وفً عام ‪ 8211‬م منحته جامعة دلهً درجة الفخرٌة ثم حصل فً عام ‪ 821:‬م على نفس‬
‫الدرجة من جامعة مسا تشوستس ‪.‬وهوعضو فً عدة جمعٌات لغوٌة وغٌر لغوٌة مثل الجمعٌة العلٌة للتقدم‬
‫العلمً واألكادٌمٌة العلمٌة للتقدم العلمً واألكادٌمٌة القومٌة للعلوم األكادٌمٌة األمرٌكٌة للفنون والعلوم‬
‫األكادٌمٌة األمرٌكٌة للعلوم السٌاسٌة واالجتماعٌة وعضو مراسل لألكادٌمٌة البرٌطانٌة كما عمل أستاذا‬
‫زائرا فً عدة جامعـات أمرٌكٌة وأوربٌة مثل جامعة كولومبٌـا(‪ )82<1 -82<1‬وجامعة كالٌفورنٌا (==‪82‬‬
‫‪ )82=1 -‬وجامعة أكسفورد ولندن عام ‪82=2‬م وجامعة كمبردج عام ‪.)<(8218‬‬

‫( ‪ -)8‬نظرٌ ة تشومسكً اللغوٌة ‪،‬جون لٌولز) ‪ /‬ترجمة د‪ .‬حلمً خلٌل‪ ،‬دار المعرفة الجامعٌة ‪ ،‬جامعة األسكندرٌة‪،8221 ،‬‬
‫ص ‪.88‬‬
‫( ‪ -)9‬دراسات لسانٌة تطبٌقٌة ‪ /‬مازن الوعر‪ ،‬دار طالس ‪ .‬ط‪ ،8‬دمشق ‪ ،8212‬ص ‪.99:‬‬
‫( ‪ -):‬فً نحو اللغة وتراكٌبها ‪ /‬د‪ .‬خلٌل عماٌرة‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬ط‪ ،8‬جدة‪ ،821; ،‬ص ‪.<9‬‬
‫( ;)‪ -‬نظرٌة تشومسكً اللغوٌة‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫(<)‪-‬المرجع السابق‪،‬ص‪.89-88‬‬
‫‪7‬‬

‫تشومسكً وبداٌته العلمٌة‪:‬‬


‫إن دراسة تشومسكً للسانٌات قد نجمت جزئٌا‪،‬عن تؤثٌر والده‪ ،‬فقد ذكر أن تجربة الطفولة عنده‬
‫منها المساعدة فً تصحٌح مسودات بعض كتب والده عن العبرٌة قد أوحت له بؤن اللسانٌات ٌمكن أن تالئم‬
‫توجهه العقلً‪ .‬وجزئٌا لمشاركته أستاذه زٌلج هارٌس ‪ Zellig Harris‬فً آرائه السٌاسٌة(‪.)8‬‬

‫وبداٌة تشومسكً العلمٌة كانت متمحورة حول دراسة مبادئ علم اللغة التارٌخً‪.‬ولكن من الغرٌب حقا أن‬
‫جل من كتب عن حٌاة حٌاته أو نظرٌته‪ٌ ،‬تجاهلون هذه الفترة من حٌاته العلمٌة وال ٌتوقفون عندها‪.‬‬
‫فاللغة العبرٌة ‪ -‬كما نعلم – إحدى اللغات السامٌة‪ ،‬ومن المعروف أن نحاة العبرٌة‪ ،‬عاشوا فً كنف‬
‫المسلمٌن فً األندلس مثل سعدٌا الفٌومً ومروان بن الجناح‪ ،‬قد أقاموا درسهم النحوي للغة العبرٌة على‬
‫طرٌقة العرب ومنهجهم فً درس العربٌة‪.‬‬

‫إن اللغة العبرٌة لغة سامٌة وطبٌعً جدا أن تشترك مع اللغة العربٌة فً بعض القواعد والكلٌات النحوٌة‪،‬‬
‫لذلك ال نرى انزٌاحا فً تطبٌق هذا المشترك –وبنفس الطرٌقة‪ -‬على اللغتٌن العربٌة ثم العبرٌة‪ .‬وإن كان‬
‫تشومسكً وثٌق الصلة باللغة العبرٌة وعل اطالع باللغة العربٌة ومنهجها‪ ،‬فذاك ال ٌعنً ثبات اعتماده على‬
‫خصوصٌات اللغة العربٌة‪ ،‬بصورة وافٌة‪ ،‬مدخال لدراسة اللغة بوصفها ظاهرة إنسانٌة عامة‪.‬‬
‫والتساإل الوارد هنا‪:‬‬
‫هل أثرت تلك المعرفة المسبقة باللغة العربٌة فً تكوٌنه العلمً؟‪.‬‬
‫وهل كانت مرجعا معلوماتٌا معتبرا‪ ،‬ومنهجا محفزا للرإٌة الفكرٌة عند تشومسكً؟‪.‬‬
‫أمن المعقول أن تكون بداٌة نظرٌة عقلٌة بالغة بلٌغة استجابة لقراءة جاهزة ؟أم هً بعد‬
‫مسبق له تؤوٌالته ؟‪.‬‬
‫وهل هً تؤوٌالت ذاتٌة‪،‬متعلقة بالعالم نفسه ؟أم هً نظرة موضوعٌة تعود إلى إلمام معرفً‬
‫أولً ؟‪.‬‬
‫وٌبقى التساإل مفتوحا نجد له اتجاها مرجحا فً الفصل األخٌر من الرسالة أٌن سنقف عند األسبقٌة‬
‫االصطالحٌة واألسبقٌة المضمونٌة عند كل من النحاة الغرب والنحاة العرب على الترتٌب‪.‬‬

‫)‪Sapson Geoffrey, Schools of linguistics, Hutchinson and Co Ltd . London 1985 – p: 130. -)8‬‬
‫‪8‬‬

‫البعد السٌاسً فً حٌاته العلمٌة‪:‬‬


‫دخل تشومسكً حقل علم اللغة عن طرٌق السٌاسة‪ ،‬بتؤثٌر من أستاذه زٌلج هارٌس‪ ،‬الذي كان له‬
‫محفزا لسلوك سٌاسً له أبعاده العقلٌة الحقٌقٌة المتعلقة بموضوعٌة النظر إلى الكون؛ اإلنسان محوره واللغة‬
‫وماهٌتها إشكالٌة مطروحة‪.‬‬
‫وٌبدو أن اهتمام تشومسكً السٌاسً ٌرجع إلى كونه ولد ٌهودٌا فً مجتمع مسٌحً‪ .‬وقد تكونت آراإه‬
‫السٌاسٌة مبكرا فٌما عرف بالمجتمع الٌهودي الثوري فً مدٌنة نٌوٌورك ‪.‬وعلى نهج معظم األقلٌات الٌهودٌة‬
‫كان ٌمٌل إلى نزعات متطرفة‪ ،‬ثم أصبح اشتراكٌا ‪.‬ولكن شهرته السٌاسٌة جاءت من نقذه الالذع للسٌاسة‬
‫الخارجٌة وخاصة إبان التورط األمرٌكً فً فٌتـنام(‪.)8‬‬
‫وهو ٌصدر‪ ،‬فً هذا النقد‪ ،‬عن مقولة عامة ترى أن الحرب فً فٌتـنام هً من قبٌل جرائم الحرب " ‪War‬‬
‫‪ " Crimes‬وأنه لٌس من حق الوالٌات المتحدة األمرٌكٌة أن تملً على الناس كٌف ٌعٌشون وكٌف ٌبنون‬
‫حٌاتهم السٌاسٌة واالجتماعٌة واالقتصادٌة (‪.)9‬وواضح أن هذه النظرة ترجع إلى أصول لٌبرالٌة ‪.Liberal‬‬
‫أما فٌما ٌتصل بالصراع العربً اإلسرائٌلً فإنه ٌصدر كتابا كامال فً هذا الموضوع بعنوان << السالم فً‬
‫الشرق األوسط >> ‪. Piece In The Middle East‬‬
‫وهو ٌرجع الصراع العربً اإلسرائٌلً إلى أسباب تارٌخٌة خاصة بالٌهود وأخرى خاصة بفلسطٌن‪ ،‬وٌرى‬
‫أن الرأي العام األوربً واألمرٌكً عندما ٌتعاطف مع الوجود الصهٌونً فً فلسطٌن ٌخلط بٌن األسباب‬
‫التارٌخٌة الخاصة بالٌهود فً أوربا واألسباب التارٌخٌة التً تراها الصهٌونٌة فً فلسطٌن‪ ،‬ففً أوربا عانى‬
‫الٌهود من االضطهاد النازي وغٌره‪ ،‬أما فً فلسطٌن فٌدعً _ طبعا_ أن لهم وجودا تارٌخٌا وٌستند فً‬
‫إثبات هذا الو جود إلى أساطٌر التوراة وٌنتهً إلى أن من حق العرب و الصهاٌنة العٌش معا فً سالم داخل‬
‫فلسطٌن (‪.):‬‬
‫وقد حاول بعض الباحثٌن دراسة األصول الفكرٌة والسٌاسٌة و االجتماعٌة عند نعوم تشومسكً و مدى‬
‫صلتها بحٌاته العلمٌة و خاصة فً مٌدان علم اللغة و دراسة اللغات إذ الحظوا أن هناك عالقة وثٌقة بٌن‬
‫تبنٌه للنظرة العقلٌة والفلسفٌة والنفسٌة فً دراسته العلمٌة وآثاره السٌاسٌة و االجتماعٌة ‪.‬‬
‫ومهما ٌكن من أمر فقد أكسبته آراإه السٌاسٌة شهرة واسعة بٌن عامة المثقفٌن باإلضافة إلى شهرته العلمٌة‬
‫بٌن علماء اللغة باعتباره واحد من ألف عالم أثروا فً الحٌاة اإلنسانٌة فً القرن العشرٌن‪.‬‬

‫إن تشومسكً نموذج المثقف المنخرط فً القضاٌا العامة و فً مشكالت الساعة على الساحة‬
‫الدولٌة و هو بهذا ٌجمع بٌن علمه وأخالقٌاته بٌن فكره و سلطته أي بٌن مهنته المعرفٌة اإلنتاجٌة و مهمته‬

‫( ‪ -)8‬نظرٌة تشومسكً اللغوٌة ‪/‬ت د‪ .‬حلمً خلٌل‪ ،‬ص ;‪.8‬‬


‫( ‪ -)9‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫( ‪Chomsky, peace in the middle 0f east, New York 1974. -):‬‬
‫‪9‬‬

‫العلمٌة التغٌٌرٌة على ما ٌتجلى فً مإلفاته و أعماله الفكرٌة ‪،‬من كتابه األول (البنً التركٌبٌة) إلى كتابه ما‬
‫قبل األخٌر حول إعاقة << الدٌمقراطٌة >>‪ .‬و فً أي حال ٌبدو تشومسكً محاربا فً المجال السٌاسً‬
‫ضد االستكبار العالمً الذي تقوده أمرٌكا (بلده) فحسب‪ ،‬ذلك أنه محارب فً مٌدان الفكر األلسنً بوضعه‬
‫نظرٌة جدٌدة تكتسب مصداقٌتها وتثبت سلطتها بمجابهة سواها من النظرٌات العامة ‪،‬والمتداولة فً الفرع‬
‫المعرفً الذي ٌنتمً إلٌه والذي ٌشكل فً النهاٌة حقال للصراع بٌن االتجاهات المتعارضة والمدارس‬
‫المختلفة (‪.)8‬‬
‫تشومسكً فً برنامج علمً عقلً‪:‬‬
‫حٌن حدد النحو الوصفً مساره‪ ،‬أبرز خطوات علمٌة رآها المبعث الصحٌح والوجهة المقصودة‬
‫المفقودة؛ فوجه نقدا عنٌفا للنحو التقلٌدي المستند للعقل والفلسفة‪،‬والمرتكز فً عمومه على المنهج األرسطً‬
‫المنطقً‪ .‬وٌحدث االنكسار السردي فً المنهج الوصفً حٌث ٌعود تشومسكً إلى األسس العقلٌة األولى‬
‫الذي سٌتمٌز فٌها بصٌاغة جدٌدة وبعد أعمق وأوضح بل أنفع‪ ،‬إذ ال تجعل اللغة حلقة واإلنسان خارجا عنها‪.‬‬
‫نقده للنحو الوصفً‪:‬‬
‫ٌعتبر بلومفٌلد رائد الدراسة اللغوٌة الحدٌثة فً أمرٌكا وآثاره العلمٌة فً اللغة معٌن ال ٌنضب فً‬
‫البحث األمرٌكً المعاصر ومبادئه وأفكاره مبثوثة فً كتابه المشهور ‪ .)9(Language‬وله فً اللغة منهج‬
‫ممٌز هو المنهج السلوكً الذي ٌنعته بالمنهج المٌكانٌكً ‪ .Mechanistic of Approach‬وفً رأٌه أن‬
‫هذا الطرٌق أولً باالتباع من االتجاه العقلً ‪ Mentalistic‬الذي ٌقوم على أفكار ومبادئ غرٌبة عن حقائق‬
‫اللغة(‪.):‬‬
‫إن تفك ٌر بلومفٌلد المادي قد أفضى به إلى االستنتاج بؤن التعبٌر عن المعانً كان مستحٌال علمٌا‪ ،‬ومن ثم‬
‫نص على أن قضٌة المعنى تمثل نقطة الضعف فً دراسة اللغة وأنها ستبقى كذلك إلى أن تتقدم المعرفة‬
‫اإلنسانٌة أكثر مما هً علٌه اآلن‪ ،‬فمثال ٌنبغً للعلم أن ٌكشف عن المثٌر الداخلً الذي ٌإثر فً إنسان‬
‫مباشرة قبل أن ٌنطق جملة مثل" شرب الطفل للحلٌب (;)‪.‬‬
‫إن تحدٌد المعنى من وجهة نظر بلومفٌلد ٌعتمد على معرفة األحداث السابقة والالحقة للكالم ‪،‬أي المثٌرات‬
‫واالستجابات التً تخرج معرفتها عن نطاق الباحث اللغوي‪ ،‬فهذا األخٌر ٌنحصر اهتمامه فً الكالم فقط‪،‬‬
‫ولٌس من اختصاصه التعامل مع قضاٌا نفسٌة أو فسٌولوجٌة‪ ،‬ومن هنا قال<< إننا عملٌا نحدد معنى الشكل‬
‫اللغوي كلما استطعنا عن طرٌق علم آخر >>‪ .‬وعلٌه<< فقد كانت الدالالت على وجه الخصوص‬

‫( ‪ -)8‬السإال اللغوي‪ ،‬تشومسكً ومؤزق النحو التولٌدي من النحو الكلً إلى المنطق التحوٌلً ‪ /‬علً حرب‪ ،‬مجلة الفكر‬
‫العربً المعاصر ع ‪ ،81:‬ص==‪.‬‬
‫( ‪ -)9‬هو عندهم سفٌر جلٌل‪ ،‬وعلم بارز فً مٌدانه‪ ،‬وكتاب مقدس فً علم اللغة ‪ The Bible of Linguistics‬ومصدر‬
‫أساسً ال ٌتغا فله أحد‪.‬‬
‫( ‪ -):‬نظرات فً اللغة ‪ /‬د‪.‬محمد مصطفى رضوان‪ ،‬ط‪،8‬دار الكتب الوطنٌة =‪ ،821‬ص ‪.;<1‬‬
‫( ;)‪ -‬محاضرات فً اللسانٌات ‪ /‬د‪ .‬فوزي حسن الشاٌب ‪ ،‬ص ==;‪.‬‬
‫‪01‬‬

‫موضوعا لدراسة علماء النفس وعلماء االجتماع‪ ،‬فقد نظر إلٌها على أنهها وحدات عقلٌة أشبه شًء باأللغاز‬
‫وخارجة تماما على نطاق علم معقول >>(‪.)8‬‬

‫وٌرجع السبب فً تشاإمه من المعنى إلى اعتقاده الراسخ أنه من أجل أن نعطً تعرٌفا علمٌا صحٌحا‬
‫للمعنى ألي شكل من أشكال اللغة فإنه ٌنبغً علٌنا أوال أن نملك معرفة علمٌة صحٌحة لكل شًء فً دنٌا‬
‫المتكلم‪ .‬لكن المدى الواقعً للمعرفة اإلنسانٌة قلٌل جدا (‪ٌ ،)9‬قول بلومفٌلد (‪ << :):‬إننا نستطٌع أن نحدد‬
‫معنى شكل كالمً ‪ Speech Form‬على نحو صحٌح عندما ٌكون هذا المعنى متعلقا بمسؤلة ما نملك معرفة‬
‫علمٌة عنها‪ ،‬فنحن مثال نستطٌع أن نحدد أسماء المعادن عن طرٌق الكٌمٌاء والعدانة‪ ،‬وذلك عندما نقول إن‬
‫المعنى العادي للكلمة اإلنكلٌزٌة )‪ (Salt‬هو كلورٌد الصودٌوم (‪ ،)Nacl‬ونستطٌع أن نحدد أسماء النبات‬
‫والحٌوانات عن طرٌق المصطلحات الفنٌة لعلم النبات والحٌوان‪ ،‬ولكن لٌس لدٌنا أي طرٌقة دقٌقة لتحدٌد‬
‫كلمات مثل الحب أو الكره التً تتعلق بحاالت لما تصنف على نحو صحٌح بعد‪ ،‬وهذا النوع ٌمثل الغالبٌة‬
‫العظمى لكلمات اللغة>>‪.‬‬
‫اتجه السلوكٌون اتجاها مادٌا حسٌا فً تفسٌرهم للظاهرة اللغوٌة‪ ،‬معتقدٌن أن ما هو ملموس هو جوهر‬
‫الدراسة العلمٌة رافضٌن كل المواد التً ال تخضع للمالحظة المباشرة‪ ،‬وللقٌاس الطبٌعً؛ معاملٌن اإلنسان‬
‫بوصفه آلة‪ ،‬تتحرك حسب قوانٌن تحددها مواقف معٌنة‪.‬‬
‫وبشكل مختصر خضعت اللغة فً هذا االتجاه لمقاٌٌس المثٌر واالستجابة مع التؤكٌد على رفض إدخال‬
‫العنصر المعنوي الذي ٌشكل فً نظرهم نقطة ضعف الدراسة اللغوٌة‪.‬‬
‫والنظرٌة األكثر تكامال ضمن السلوكٌة والتً تدعً حل هذه المشكلة ـ التً تمس الجانب الخفً فً التركٌب‬
‫اللغوي ـ هً نظرٌة سكنر ‪ B. F Skinner‬فً تعلم اللغة التً ضمنها كتابه << السلوك اللغوي ‪Verbal‬‬
‫‪ )82<1 >> Behaviour‬والذي ٌقول فٌها (;)<< ٌتم تعلم اللغة من خالل مشجعات ومقومات منتخبة‬
‫ٌزود بها الطفل عند استخدامه للغة للتحكم والعمل فً البٌئة المحٌطة >>‪.‬‬
‫و النقاط الجوهرٌة فً هذه النظرٌة ‪،‬هً ‪:‬‬

‫( ‪ -)8‬المرجع السابق‪ ،‬ص ==;‪.‬‬


‫( ‪ -(9‬المرجع نفسه ‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫( ‪Bloomfield, Leonard Language, twelfth impression , George Allen and Unwind Ltd, -(:‬‬
‫‪London 1 973, P: 139.‬‬
‫( ;(‪ -‬أساسٌات علم الكالم‪ ،‬ترجمة محً المالٌن حمٌدي‪ ،‬دار الشرق العربً‪ ،‬بٌروت‪ ،‬وحلب ‪.‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ;‪.9‬‬
‫‪00‬‬

‫‪ٌ -8‬مكن تفسٌر السلوك اللغوي مبدئٌا بؤنه ال ٌختلف عن سلوك الفئران فً ظروف المختبر‪.‬‬
‫‪ٌ -9‬مكن شرح السلوك الغوي بموجب األحداث القابلة للمالحظة دون اإلشارة إلى البنٌة الداخلٌة‬
‫للكائن الحً(‪.)8‬‬
‫لقد خطى تشومسكً باللسانٌات خطى جدٌدة؛ بصٌاغتها وقوانٌنها وأبعادها‪ ،‬دون أن نقصد من مصطلح‬
‫الجدة أن تشومسكً هوأول من تطرق إلى قضٌة البنٌة العمٌقة وما وراء الكالم (البنٌة السطحٌة)‪ ،‬ذلك أن‬
‫مثل تلك القضاٌا قد حفظتها لنا كتب لغوٌة سابقة‪ ،‬والتماٌز بٌنها ٌبٌنه الجواب على السإال‪:‬‬
‫كٌف تعاملت كل نظرٌة أو اتجاه سابق مع هذا الجانب ؟‪.‬‬

‫تحدد منهج تشومسكً فً اعتماده على المرجعٌات المجردة التً تحاول أن تثبت الجدل الصوري‬
‫المتبنً‪ ،‬متجها إلى دراسة وإثبات أولوٌة الوقوف عنده‪ ،‬فهو الحقٌقة الباطنة التً ارتسمت فً نفس‬
‫المتكلم‪،‬وما البنٌة الظاهرٌة سوى ظالل لها‪ .‬فالبعد العمٌق ٌمثل المادة األصلٌة الفطرٌة الموجودة فً‬
‫الدماغ البشري والفاعلة للقدرة اإلنتاجٌة فً الوقت نفسه‪.‬‬
‫والحقٌقة أن هناك أسئلة كثٌرة تطرحها النظرٌة التً ظهرت فً ظروف فرضتها‪ ،‬من جملتها‪:‬‬
‫ما اتجاه النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة فً الدرس اللسانً ؟‪.‬‬
‫كٌف ظهرت نظرٌة تشومسكً بمقوالتها المعروفة الٌوم ؟‪.‬‬
‫وما منطقها كنظرٌة لسانٌة تكون قد ردت على من سبقها من النظرٌات ؟‪ .‬ونحن إنما ٌعنٌنا السإال‬
‫األخٌر‪ ،‬قصد تبٌان نقد النظرٌة التشومسكٌة للنظرٌة الوصفٌة‪.‬‬
‫إن النحو عند تشومسكً لٌس تحلٌال للجملة فً شكلها النظمً فحسب‪ ،‬ولكنه الوصف الشامل للغة؛بمعنى أنه‬
‫ٌشمل الفونولوجٌا والنظم والداللة‪،‬وضرورة انتمائه (النحو) إلى المنظور النظري العام للغات‪ .‬ومن ذلك أن‬
‫اللغة تتمٌز بؤنها خالقة ألنها تتكون من أصوات محدودة ولكنها تنتج جمال ال حد لها‪ ،‬والنحو أٌضا ٌقوم على‬
‫عملٌات محدودة تولد جمال ال حد لها ‪.‬فإذا كانت الوصفٌة تعنً الشكل الخارجً وتستبعد الجانب المعنوي إال‬
‫قلٌال بما ٌخدم غرضها‪ ،‬فإن التحوٌـلٌة تعنً بالداخل أو البنٌة العمٌـقة للغة ومنها إلى المستوى السطحً‪،‬إذ‬
‫تإسس نظرٌتها على أساس تولٌد الجمل والتحوٌل من البنٌة التحتٌة العمٌقة إلى البنٌة الفوقٌة السطحٌة وفق‬
‫قواعد استنباط معٌنة‪.‬‬
‫لقد ثار تشومسكً على المذهب السلوكً وعلى التقلٌد اآللً البلومفٌلدي وطروحات البلومفٌـلدٌٌن أمثال‪:‬‬
‫هارٌـس ‪ Harris‬وهوكٌت ‪ Hockett‬وتبنى استراتٌجٌة جدٌدة تتخذ مسارا لغوٌا ٌعاكس المسار اللغوي‬
‫السلوكً ‪.9‬وقد تبٌنت ثورة تشومسكً عندما قاوم إجراءات االستكشاف ‪Discovery Procedures‬؛ التً‬

‫( ‪ -(8‬علم الداللة‪ ،‬بٌجو ‪/‬بٌٌر‪،‬تجمة منذر عٌاشً‪ ،‬ط‪ ،8‬دار طالس للدراسات والترجمة والنشر‪ ،‬دمشق ‪ ،8211‬ص ‪.=2‬‬
‫( ‪ -(9‬محاضرات فً اللسانٌات ص ‪.:11‬‬
‫‪01‬‬

‫توظف بشكل أوتوماتٌكً قصد إعطاء صفة فونولوجٌة وقاعدٌة‪.‬وقد دعا تشومسكً إلى وجوب تبنً إجراءات‬
‫تقوٌم عملٌة للقواعد ‪Practical Evaluation Procedures‬‬

‫من الوصفٌة والتصنٌف إلى التحلٌلٌة والتفسٌر‪:‬‬


‫تعنى الوصفٌة بدراسة األشكال اللغوٌة دراسةمجوفة ال تتجه إلى أي بعد داللً‪،‬وترى أن هذا المسار هو الذي‬
‫ٌجعل الدراسة علمٌة موضوعٌة خاضعة للقواعد النظرٌة المجردة المتعلقة بالمثٌر و االستجابة‪ ،‬متجنبة الناحٌة‬
‫التفسٌرٌة التً تإول إلى المعنى‪.‬‬
‫لقد انتقد تشومسكً قصر نظر االوصفٌٌن وضعف همتهم بوقوفهم عند حد السطح‪،‬أي األداء وعند حد‬
‫التصنٌف‪،‬موضحا أن القواعد الوافٌة على حد كاف بالمراد ٌجب أن تعزو إلى كل جملة من العدد غٌر المحدود‬
‫من الجمل وصفا بنٌوٌا ٌوضح كٌف تفهم هذه الجملة من قبل المتكلم المستمع المثالً(‪.)8‬وهذا ٌعنً بوضوح أن‬
‫اللسانٌات التشومسكٌة قد تجاوزت التصنٌف إلى التفسٌر؛إذ كان التركٌز على هذا األخٌر ٌمثل رد فعل على‬
‫وصفٌة أعمال بلومفٌلد وأتباعه وسطحٌتها من جهة‪،‬واستكماال لمتطلبات البحث اللسانً من جهة أخرى؛ إذ أن‬
‫الوقوف عند حدود الوصف والتصنٌف إنما هو وقوف عند البداٌات والمقدماتزومن هنا اكتسبت اللسانٌات‬
‫التشومسكٌة أهمٌتها‪ .‬قال ترنز هوكز‪ <<:‬أهم التطورات فً اللسانٌات الحدٌثة المفهوم القائل إن المهمة‬
‫الجوهرٌة للبحث اللسانً لٌست فً النهاٌة وصف العٌنات‪ ،‬بل تفسٌر حقائق عن اللغة‪ .‬بتكوٌن مثٌل شكلً لما‬
‫تضمنته معرفة لغة ما‪.‬‬

‫التركٌز على الكفاٌة ال األداء ‪:‬‬


‫إن ما حاول أن ٌثبته تشومسكً هو الربط بٌن الدقة و الصرامة العلمٌة و بٌن النظرٌات التقلٌدٌة التً عاد‬
‫فٌها إلىعالم المجردات تبٌن ذلك من خالل ما بناه و أبرزه فً كتابه باسم البنٌة العمٌقة المقابلة للبنٌة السطحٌة‬
‫‪.‬و تذهب األولى فً مفهوم اللسانٌات المعاصرة إلى القدرة على إنتاج التراكٌب و تفهم أبعادها أثناء تكلم هذه‬
‫اللغة ‪،‬بما فً ذلك الجمل التً لم ٌسبق سماعها‪.‬فهً كما ٌعرفها تشومسكـً "المعرفة الضمنٌة للغة" وهً‬
‫ذات إطار ذاتً خاص بمتكلم اللغة أو ما نسمٌه باالستبطان الكامن لقواعد لغة ما(‪.)9‬‬
‫لقد قابل تشومسكً ثنائٌة دي سوسٌر (اللغة و الكالم) بثنائٌة أعمق فً بعدها األفالطونً الدٌكارتً و هً‬
‫ثنائٌة الكفاٌة اللغوٌة و األداء الكالمً‪ .‬وقد ركز على الكفاٌة اللغوٌة ‪ (The competence‬و هً معرفة‬
‫المتكلم السامع المثالً قواعد لغته(‪.):‬‬

‫( ‪ -(8‬محاضرات فً اللسانٌات ص ‪.:1:‬‬


‫( ‪ -(9‬علم اللسانٌات الحدٌثة ‪ /‬عبد القادر عبد الجلٌل ط‪ 8‬دار صفاء للنشر و التوزٌع ‪ ، 9119‬األردن ‪ ،‬ص==‪9‬‬
‫( ‪ -(:‬محاضرات فً اللسانٌات ‪ /‬د‪ .‬فوزي حسن الشاٌب ‪ ،‬ص ;‪:1‬‬
‫‪02‬‬

‫و االنطالق فً الدراسة إنما ٌكون انطالقا منها أي من القدرة اللغوٌة بمعرفة النظام اللغوي الذي هو الكتلة‬
‫الكبرى التً ٌتضمنها الحادث نفسه عند كل من المتكلم والسامع‪ .‬ومن ثم كان التركٌز على الكفاٌة ألنها‬
‫تسبق األداء وجودا وهً المسإولة عن تولٌده أٌضا؛ فاألداء ٌفترض سلفا وجود القدرة فً حٌن ال تفترض‬
‫القدرة سلفا وجود األداء لٌكون هذا األخٌر (األداء) تابعا للقدرة ال متبوعا ‪.‬‬
‫ٌقول تشومسكً ‪ <<:‬لدراسة األداء اللغوي الفعلً ٌجب علٌنا أن نؤخذ فً الحسبان تفاعل تنوع من العوامل‬
‫التً تعد الكفاٌة التحتٌة للمتكلم ـ السامع مجرد واحدة منها >)‪.‬فالمسؤلة –إذن –بالنسبة للغوي والطفل الذي‬
‫ٌتعلم اللغة هً أن نحدد –من خالل معطٌات األداء‪ -‬النظام التحتً القاعدي الذي قد سٌطر علٌه من قبل‬
‫المتكلم ـ السامع والذي ٌضعه موضع االستعمال فً األداء الفعلً‪.‬‬

‫دي سوسٌر فإن هناك فروقا دقٌقة بٌن‬ ‫إذا كانت مصطلحات تشومسكً تماثل سطحٌا مصطلحات‬
‫االتجاهٌن؛ فالكفاٌة عند تشومسكً هً صفة للفرد الذي ٌمتلكه امتالكا كامال بخالف دي سوسٌر الذي بٌن‬
‫أن اللغة ال تكتمل إال عند الجماعة‪.‬‬
‫ومن االختالفات الجلٌة بٌنهما‪،‬أن األول اعتمد الواقع اللغوي منطلقا ‪،‬أما الثانً فقد اعتمد ما هو غٌر‬
‫موجود‪،‬ماهٌة اللغة أو حقٌقتها بإرة دراسته ؛تبٌن ذلك من خالل حقٌقة النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة التً‬
‫عكست لنا الفكرة الرجعٌة بقولها بالفطرة ومبدأ الكلٌات والماهٌات‪.‬‬
‫الفطرة واإلبداع ‪:‬‬
‫مفاد النظرٌة التولٌدٌة أن اللغة ملكة فطرٌة ذات مظهر إبداعً تتجلى فً قدرة الناطقٌن بلسان من األلسن‬
‫على فهم وبناء ما ال ٌتناهى من الجمل السوٌة‪،‬من خالل نسق صوري ٌشكل جزءا من النظام اإلدراكً‬
‫للعقل بقدر ما ٌدخل فً التركٌب العضوي للدماغ البشري‪.‬هذا النسق المتماسك والمحدد وراثٌا‪ ،‬قوامه جملة‬
‫من المبادئ األساسٌة الثابتة والقواعد العامة ٌسمٌها تشومسكً الكلٌات النحوٌة وٌعتقد بؤنها تتحكم فً جمٌع‬
‫اللغات البشرٌة‪ .‬والكلٌات النحوٌة بوصفها كذلك‪ ،‬تشكل موضوع النحو الكلً الذي ٌهتم بتفسٌر الحالة‬
‫األولٌة السابقة على كل تجربة للملكة اللغوٌة‪ ،‬كما ٌهتم بمعرفة كٌفٌة اشتقاق اللغات المخصوصة من‬
‫المبادئ العامة عن طرٌق المتغٌرات اللغوٌة المقترنة بها‪ ،‬والتً ٌمكن أن تتخذ أوضاعا مختلفة لكً تولد‬
‫القواعد الخاصة بكل لغة(‪.)8‬‬

‫إن الفكرة المطلقة للغة ـ بوصفها بنٌة نحوٌة سابقة مجردة تماثل ما جاء فً عالم المثل عند‬
‫أفالطون ـ قد حددت اتجاها معاكسا لما كان عند البلومفٌلدٌٌن‪،‬الذٌن أقروا أنه لٌس ثمة معرفة قبل التجربة‬
‫والمالحظة‪،‬فإلنسان من وجهة نظرهم ٌولد غٌر مزود بؤي شكل من أشكال المعرفة وٌكون أشبه بالورقة‬

‫( ‪ -(8‬السإال اللغوي‪ ،‬علً حرب‪ ،‬مجلة الفكر العربً المعاصر‪ ،‬ع ‪ ،81: – 819‬ص ==‪.=1-‬‬
‫‪03‬‬

‫البٌضاء ؛ فتؤتً التجربة والمالحظة فتخطان علٌها من صنوف المعرفة ما تشاءان‪ .‬وعلٌه فالمعرفة عند‬
‫البلومفٌدٌٌن سلوك‪ ،‬واللغة أٌضا سلوك‪ ،‬وعادة اجتماعٌة تكتسب كغٌرها من العادات االجتماعٌة عن طرٌق‬
‫المحاكاة والقٌاس‪ٌ ،‬قول تشومسكً "تارٌخٌا نستطٌع أن نمٌز اتجاهٌن عامٌن للمدخل إلى مسؤلة اكتساب‬
‫المعرفة التً من بٌنها تعد مسؤلة اكتساب اللغة حالة خاصة وإعالمٌة بشكل واضح‪ ،‬فالمدخل التجرٌبً قد‬
‫افترض أن بنٌة آلة االكتساب مقٌدة بآلٌات معالجة خارجٌة أولٌة معٌنة " وقد وضح سكنر ذلك بقوله‪ٌ<< :‬تم‬
‫تعلم اللغة من خالل مشجعات ومقومات منتخبة ٌزود بها الطفل عند استخدامه للغة التحكم والعمل فً البٌئة‬
‫المحٌطة >>(‪.)8‬‬
‫من البساطة إلى التركٌب‬
‫من الطروحات التً تحداها تشومسكً‪ ،‬الطرح البلومفٌدي للفونٌم على أنه الوحدة البسٌطة الصغرى‬
‫غٌر القابلة للتحلٌل فً بناء اللغة‪ .‬وقد ذهب تشومسكً إلى أن هناك ما هو أكثر بساطة من الفونٌم هو ما‬
‫أطلقت علٌه مدرسة براغ ‪ :‬الملمح الممٌز ‪ ، Distinctive Feature‬وهذا ٌعنً أن تشومسكً ٌنظر إلى أن‬
‫الفونٌم هو صرة أو حزمة من المالمح الممٌزة‪ ،‬وأن الملمح الممٌز من ثم هو العنصر األكثر بساطة فً بناء‬
‫اللغة (‪.)9‬‬
‫من فردٌة اللغات إلى العمومٌات‬
‫لقد رفض تشومسكً الطرح البنٌوي‪ ،‬المبرز لالنفصال بٌن اللغات واالختالف الشكلً بٌنها‪ ،‬و أشار‬
‫تشومسكً إلى االشتراكٌة التحتٌة القاعدٌة‪ ،‬وأن ما ٌظهر من تباٌن شكلً فمرجعه عمل القوانٌن اللغوٌة‬
‫المعٌنة العاملة ضمن آلٌة القواعد العمومٌة المشتركة بٌن كل اللغات‪ ،‬والخالف ـ إذن ـ بٌن اللغات إنما ٌكون‬
‫فً بنٌتها السطحٌة ولٌس التحتٌة‪.‬و هذا المشترك بٌن اللغات هو ما ٌعرف بالنحو الكلً الذي ٌشكل منهج‬
‫تشومسكً لفهم اللغة(‪.):‬‬

‫و الحقٌقة أن القول بالعمومٌات اللغوٌة هو النتٌجة الطبٌعٌة المترتبة على القول بمبدأ الفطرٌة اللغوٌة؛ نتٌجة‬
‫طبٌعٌة تمثل مرحلة منطقٌة الحقة‪ ،‬إذ إن االستعداد الفطري ال ٌمكن أن ٌقوم فً الواقع إال على مجموعة‬
‫آلٌات شمولٌة ٌحفزها النتاج اللغوي للمحٌط الذي ٌعٌش فٌه الطفل ‪،‬ومنها ٌختار اآللٌات المستخدمة فً اللغة‬
‫المطلوبة فقط(;)‪.‬‬
‫الكفاٌة اللغوٌة واألداء الكالمً‬

‫محاضرات فً اللسانٌات‪ ،‬فوزي حسن الشاٌب‪ ،‬ص ‪.:11‬‬ ‫( ‪-)8‬‬


‫دراسات فً اللسانٌات ‪ ،‬ص ‪.:11‬‬ ‫( ‪-)9‬‬
‫المرجع السابق ‪ ،‬ص =‪( :11 ،:1‬بتصرف)‪.‬‬ ‫( ‪-):‬‬
‫علم اللغة فً القرن العشرٌن‪ ،‬ترجمة نجٌب غزاوي‪ ،‬وزارة التعلٌم العالً‪ ،‬دمشق‪.8219 ،‬‬ ‫( ;)‪-‬‬
‫‪04‬‬

‫تعد الكفاٌة اللغوٌة واألداء الكالمً المرتكز الذي قامت علٌه نظرٌة تشومسكً؛إذ ٌتجزأ من الكفاٌة‬
‫ما ٌعرف بالبنٌة العمٌقة ‪،‬ومن هذه األخٌرة ٌتولد المصطلح الثانً والمتمثل فً ما ٌعرف بالبنٌة السطحٌـة ‪.‬‬
‫تحدد مفهوم الكفاٌة اللغوٌة فً اللسانٌات المعاصرة على أنها القدرة على إنتاج التراكٌب وتفهم أبعادها‬
‫أثناء تكلم هذه اللغة‪،‬بما فً ذلك الجمل التً لم ٌسبق لنا سماعها‪ .‬وهً عند تشومسكً المعرفة الضمنٌة‬
‫للغة‪ ،‬ذات إطار ذاتً خاص بمتكلم اللغة أو ما نسمٌه ب( المسمع المثالً) ‪ Ideal Speaker‬من الجمع بٌن‬
‫أصوات اللغة ودالالتها فً تناسق تام‪ ،‬مع بناء قواعد لغته‪ ،‬وتمثل البنٌة العمٌقة أو التحتٌة عند المستمع‬
‫المثال ً‪.‬فالبنٌة العمٌقة مشٌر ٌحتوي على كل التتابعات األولٌة التً تولد القواعد الركنٌة التً أشرنا إلٌها فً‬
‫نظرٌة البنى التركٌبٌة كما ٌلً ‪:‬‬

‫الجملة‬

‫مكون ركنً‬

‫مكون تحوٌلً‬

‫مكون مورفو – فونولوجً‬

‫تمثٌل الجملة الفونولوجٌة(‪.)8‬‬


‫وانطالقا من المخطط السابق‪ٌ ،‬تضح لنا أن الشكل الذي اتخذنه القواعد التولٌدٌة التحوٌلٌة‪ ،‬فاشتقاق الجملة‬
‫الرجالن سافرا فً هذا الشهر ٌمر بالمراحل التالٌة‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ٌ :‬قدم المكون التركٌبً تتابع المورفٌمات التالً‪:‬‬
‫(ماضً ‪ +‬سافر) ‪( +‬ال ‪ +‬رجالن) ‪ +‬فً ‪ ( +‬هذا ‪ +‬ال ‪ +‬شهر)‬
‫المرحلة الثانٌة‪ٌ :‬قدم المكون التحوٌلً بالتعدٌل التالً‪:‬‬
‫(ماضً ‪ +‬سافر) ‪( +‬ال ‪ +‬رجالن) ‪ ( +‬فً ‪ +‬هذا ‪ +‬ال ‪ +‬شهر) ‪ ( ‬ال ‪ +‬رجالن ) ‪+‬‬
‫(ماضً ‪ +‬سافر) ‪ +‬ضمٌر ‪ +‬فً ‪ +‬هذا ‪ +‬ال ‪ +‬شهر‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬تقدم القواعد المورفو –فونولوجٌة فً المكون المورفو – فونولوجً التحقٌق الصوتً لتتابع‬
‫المورفٌمات التً حصلنا علٌها بعد عمل المكون التحوٌلً ‪:‬‬

‫( ‪ -)8‬التطور الذاتً فً األلسنٌة التولٌدٌة والتحوٌلٌة ‪ /‬مٌشال زكرٌا‪ ،‬مجلة الفكر العربً المعاصر‪ ،‬ع <‪ ،9‬مركز اإلماء‬
‫القومً ‪ ،821:‬بٌروت‪.‬‬
‫‪05‬‬

‫(ماضً ‪ +‬سافر) ‪( +‬ال ‪ +‬رجالن) ‪ +‬فً ‪ ( +‬هذا ‪ +‬ال ‪ +‬شهر)‬


‫الرجالن سافرا فً هذا الشهر(‪.)8‬‬
‫أما األداء الكالمً (البنٌة الظاهرٌة) (‪ )Performance‬فٌعنً استعمال الفرد الفعلً للغته (االستعمال اآلنً‬
‫للغة)(‪. )9‬‬
‫فهو استعمال هذه المعرفة (الكفاٌة اللغوٌة) فً عملٌة التكلم‪ ،‬ذلك أن الكفاٌة اللغوٌة حقٌقة عقلٌة كامنة وراء‬
‫األداء الكالمً‪ ،‬تقود هذا األداء الكالمً الذي ٌنحرف عنها ألسباب عائدة إلى ظروف المتكلم؛ فهو ٌخضع‬
‫لعوامل نفسانٌة متعددة وال ٌعكس مباشرة الكفاٌة اللغوٌة‪ .‬وفً إطار هذا التمٌٌز ٌتوجب على األلسنً أن‬
‫ٌهتم أوال بقواعد الكفاٌة اللغوٌة(‪ ):‬لترتبط الناحٌة الداللٌة بالبنٌة العمٌقة والصوتٌة بالبنٌة السطحٌة‪.‬‬
‫كانت تلك مرتكزات النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة عند تشومسكً‪ .‬وقبل أن نغٌر هذا البعد اللسانً إلى بعد آخر‬
‫نتوقف عند تسمٌة النظرٌة بنوع من التؤمل العقلً التحلٌلً‪ ،‬وذلك انطالقا مما سبق عرضه من حقائق تمثل‬
‫كشفا ظاهرٌا باطنٌا لسانٌا ‪.‬‬
‫القواعد التولٌدٌة‬
‫وضح تشومسكً المقصود بالقواعد التولٌدٌة بقوله << القواعد التولٌدٌة أعنً نظاما من القواعد التً تنسب‬
‫(;)‬
‫>>‪ .‬وفً هذا الصدد ٌقول ماتٌوس‬ ‫أوصافا بنٌوٌة للجمل بطرٌقة واضحة ومحددة بشكل جٌد‬
‫‪ << : Matthewis‬القواعد التولٌدٌة مجموعة من القواعد الشكلٌة التً تولد جمل لغة ما‪ ،‬وتنسب إلى كل‬
‫جملة مجموعة من األوصاف البنٌوٌة المالئمة >> وهذا النوع من القواعد ٌصدق على ‪:‬‬
‫نموذج قواعد الحالة المحدودة ‪Finite State‬‬
‫‪.Grammar‬‬
‫نموذج قواعد بنٌة العبارة ‪Phrase Structure‬‬
‫‪.Grammar‬‬
‫وقد استخدم تشومسكً مصطلح <<تولٌدي>> (‪ )Generative‬هاهنا بنفس المعنى الرٌاضً للكلمةة‪ ،‬وهةو‬
‫مظهر من مظاهر إخضاع العلوم الرٌاضٌة لخدمة اللسانٌات وتوظٌفها فً دراسة اللغة(<)‪.‬‬
‫كان ذلك حدٌثنا عن مصطلح التولٌد الذي ارتبط بعملٌة الخلق واإلنتاج لما ال نهاٌة من الجمل‪ ،‬المنطلقةة مةن‬
‫قواعد محدودة ‪.‬‬

‫( ‪ -)8‬المرجح السابق‪ ،‬ص ‪. 82 ،81‬‬


‫( ‪ -)9‬علم اللسانٌات الحدٌثة ‪ /‬عبد القادر عبد الجلٌل‪ ،‬ص ‪.9=1‬‬
‫( ‪ -):‬التطور الذاتً فً األلسنة التولٌدٌة والتحوٌلٌة ‪ /‬مٌشال زكرٌا ‪،‬ص ‪.91‬‬
‫( ;)‪ -‬محاضرات فً اللسانٌات ‪ /‬د‪.‬فوزي حسن الشاٌب ‪ ،‬ص ‪:18‬‬
‫( <)‪ -‬المرجع نفسه‪،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪07‬‬

‫فماذا عن مصطلح التحوٌل؟‪.‬‬


‫ٌعد العنصر التحوٌلً عامال أساسٌا ٌعمل على تحوٌل أنماط لغوٌة أساسٌة إلى جمل(‪.)8‬وبإدخال هذا‬
‫العنصر على القواعد التولٌدٌة تصبح تحوٌلٌة‪.‬‬
‫وعلٌه فالقواعد التحوٌلٌة تفترض مقدما وجود قواعد تولٌدٌة‪ ،‬كونها تطوٌر للقواعد التولٌدٌة وامتداد لها‪.‬‬
‫لتكون القوانٌن التحوٌلٌة قوانٌن تكمٌلٌة تعمل بعد القواعد التولٌدٌة‪ ،‬فمدخل هذه هو مخرج تلك‪.‬‬
‫وتدخلنا هنا‪،‬هو تدخل الباحث المحلل الذي ال ٌجب أن ٌستجٌب قبل أن ٌستجوب حول تسمٌة النظرٌة نفسها‪،‬‬
‫فمادمنا نعرف حقٌقتها ومعناها ومنطلق تحلٌل كل من المصطلحٌن فلماذا ال نقول النظرٌة التحوٌلٌة فقط ؟‬
‫فكل التبرٌرات ال تبرر إال القضٌة المطروحة وهً‪:‬‬
‫هل نكتفً بالمصطلح الشامل الكلً على اعتبار تضمنه للجزء‪ ،‬بحكم المنطقٌة الواقعٌة لجمٌع‬
‫الحقائق الملموسة والمجردة ؟‪.‬‬
‫إن هذه الوقفة مع تسمٌة النظرٌة التشومسكٌة‪ ،‬كان قصدا منا‪ ،‬لخلق نوع من االنكسار‪ ،‬ولن أقول السردي‬
‫بل اللسانً لتكوٌن فضاء من التساإالت وطرح القضاٌا الجزئٌة التً قد ال ٌنتبه إلٌها‪.‬‬

‫األصول الفلسفٌة لنظرٌة تشومسكً‬


‫تشومسكً ومنهج دٌكارت‬

‫تتخذ المدرسة التحوٌلٌة من منهج دٌكارت العقالنً أساسا لها فً فهم وتحلٌل الظاهرة اللغوٌة‪،‬‬
‫وٌعتمد دٌكارت فً دلٌل إثباته وجود النفس أو وجود الذات على مقولته المشهورة ‪( :‬أنا أفكر إذن أنا‬
‫موجود) والتً عرفت اصطالحا بـ(كوجٌتو دٌكارت)(‪ .)9‬وعبر عنها كانط فٌها أسماه هو باسم (الثورة‬
‫الكوٌرنٌقٌة)‪ :‬ومعناها إجماال أن الفكر هو المقٌاس الذي تقاس به األشٌاء‪ ،‬وأن عالم األعٌان (أي العالم‬
‫المحسوس) مقدود على قد عالم األذهال أي عالم الوجدان(‪ٌ.):‬قول دٌكارت ‪ << :‬لما أطلت النظر فً‬
‫حالً‪،‬ورأٌت أنً أستطٌع أن أفترض أنه لٌس لً جسم وأنً ال أشغل مكانا‪ ،‬وأنه ال ٌوجد عالم على‬
‫اإلطالق‪ ،‬ولكنً لست بمستطٌع من أجل هذا أن أفترض أنً غٌر موجود‪ ،‬بل على نقٌض ذلك‪ ،‬إن كونً‬
‫أروي الفكر شاكا فً حقٌقة األشٌاء األخرى ٌقتضً اقتضاء جلٌا ٌقٌنٌا أننً موجود‪ ،‬فً حٌن أننً لو وقفت‬
‫عن التفكٌر وكان سائر ما كنت تصورته حقا‪ ،‬لما ساغ لً أن أعتقد أننً موجود‪.‬فعرفت من ذلك أننً‬
‫جوهر كل ماهٌته وطبٌعته أن ٌفكر‪،‬وأنه لٌس فً حاجة لكً ٌكون موجودا إلى أي مكان‪ ،‬وال ٌعتمد على أي‬

‫( ‪ -)8‬علم اللسانٌات الحدٌثة ‪ /‬د‪ .‬عبد القادر عبد الجلٌل‪ ،‬ص <‪. 91‬‬
‫( ‪ -)9‬منهج البحث اللغوي‪ ،‬ص ‪.;:‬‬
‫( ‪ -):‬فلسفة اللغة العربٌة ‪ /‬د‪.‬عثمان أمٌن‪ ،‬الدار المصرٌة‪ ،‬القاهرة <=‪.82‬‬
‫‪08‬‬

‫شًء مادي‪ ،‬وأن النفس التً تقوم أنٌتً متمٌزة عن البدن تمٌزا تاما‪ ،‬بل هً أٌسر منه معرفة وأنه لو لم ٌكن‬
‫الجسم موجودا على اإلطالق لكانت النفس موجودة بتمامها(‪.)8‬‬
‫ٌوضح دٌكارت أن جوهر الشًء ٌعود إلى حقٌقٌة مجردة هً لٌست بالمادة الملموسة وإنما هً البنٌة التحتٌة‬
‫العمٌقة المتمثلة فً الفكر‪.‬وقد أخذ التحوٌلٌون هذا المبدأ واستخدموه فً تحلٌل الظاهرة اللغوٌة وتوضٌح‬
‫مستوٌات بحثها‪ ،‬ذلك بعد أن أضافوا إلٌها أشٌاء أخرى قصد انسجامها مع نظرٌتهم‪.‬‬
‫والحقٌقة أن العالقة بٌن العقل واللغة وبٌن العقل والفكر لم تكن حدٌث التحوٌلٌٌن فقط‪ ،‬وإنما هً حدٌث كثٌر‬
‫من اللغوٌٌن؛ قدماء ومحدثٌن ‪،‬تبٌن ذلك فً توجٌههم للغة والفكر توجها داخلٌا الٌمثل نتاجا للغة‪(.‬وبخاصة‬
‫فً البنٌة العمٌقة)‪،‬و قد ذهبت فرضٌات أخرى إلى الضد من ذلك‪،‬منها فرضٌة وورف)‪ )Whorf‬المعروفة‬
‫ومفادها ما إن اللغة تتحكم فً الفكر وتوجهه وجهة معٌنة لٌس بسبب من مفرداتها فحسب بل وبسبب البنٌة‬
‫الداخلٌة أٌضا(‪. )9‬‬
‫إن هدف المعرفة العلمٌة هو الوصول إلى الحقٌقة وتبنٌها لها هدف منشود فً كل نظرٌة علمٌة‪ .‬والسإال‬
‫المطروح‪:‬‬
‫متى وصلنا إلى حقٌقة األشٌاء ؟‪.‬‬
‫كٌف كان ذلك الوصول ؟‪.‬‬
‫دون شك أن الحقٌقة دال مطلق المفهوم ٌنتمً إلى حقل المصطلحات التً ٌعد إدراكها أمرا جزئٌا‬
‫محدودا‪.‬والنحو التحوٌلً حٌن اتجه إلى التركٌز على بنٌة الظاهرة اللغوٌة التحتٌة كان قد أشار إلى‬
‫المضمون الفكري المرتبط ارتباطا وثٌقا بعالم غٌبً ‪ ،‬لن ٌدرك الباحث منه إال ما هو تحت خدمته‬
‫وسٌطرته‪.‬‬
‫فكٌف ننطلق من ماهٌات غائٌة وغٌر موجودة واقعٌا ونحاول أن نثبت بها ما هو موجود ؟‪.‬‬

‫إن الحقٌقة العلمٌة والواقعٌة المنطقٌة تجٌبنا عن تسةاإالت كثٌرة‪،‬منهةا أن الحاضةر ال ٌبنةى علةى الغائةب بةل‬
‫ٌثبت هذا األخٌر انطالقا مما ٌدل علٌه من الموجةودات؛ أال ٌعةد سةلوك اإلنسةان إلةى الصةدقة وأداء العبةادات‬
‫مةةن صةةالة وصةةوم وزكةةاة وحةةج حقٌقةةة موجةةودة مجسةةدة دالةةة علةةى صةةبغة مجةةردة تمثةةل ماهٌةةة تلةةك األشةةٌاء‬
‫المتمثلة فً الخٌر والتقوى‪.‬أٌمكن أن نقول ‪ :‬الخٌر والتقوى دلٌل على سلوك فالن أو فالن‪..‬؟ طبعةا ال ٌمكةن‬
‫ما دام أنن ا نجهل الموجود أصال‪ ،‬فكؤنما نبنً الغائب على الغائب أو كمةا ٌعبةر عنهةا فةً الرٌاضةٌات معادلةة‬
‫ذات ثالثة مجاهٌل ال ٌوجد فٌها طرف ٌساعد فً الحل بؤن ٌكون معلوما لدى الرٌاضً‪.‬‬

‫( ‪ -)8‬دٌكارت‪ :‬المقال فً المنهج‪ ،‬القسم الرابع‪ ( ،‬لمطبعة آدم دتانري) م =‪ ،‬ص ‪. :: – :9‬‬
‫( ‪ -)9‬منهج البحث اللغوي‪ ،‬ص ‪. ;:‬‬
‫‪09‬‬

‫إننا ال ننكر أبدا وال نستطٌع أن نغفل جهود تشومسكً التً أحٌت كثٌرا من التساإالت والتً قدمت صٌاغة‬
‫نظرٌة للمبادئ الثابتة لكل اللغات‪ ،‬إضافة إلى ما شرحه بخصوص كٌفٌة ترجمتها إلى لغات معٌنة وآلٌات‬
‫تحوٌلها إلى قواعد خاصة‪ .‬ومن ثم وصفت نظرٌته بؤنها تولٌدٌة و تحوٌلٌة‪.‬‬
‫لقد أحٌا لنا تشومسكً فكرة الحقائق من جدٌد‪ ،‬حٌن أتى لنا بالكلٌات النحوٌة وهً أشبه ما تكون بنظرٌة‬
‫المثل عند أفالطون أو األفكار الفطرٌة عند دٌكارت أو لوحة المقوالت عند كانط‪ .‬ومن هنا نجد تشومسكً‬
‫قد عاد إلى دٌكارت الذي ألهمه حدوسه التولٌدٌة‪ ،‬وإلى أفالطون بالذات‪ ،‬متخذا من حوار سقراط مع العبد‬
‫الذي تعلم منه مبادئ الحساب من دون تدرٌب سابق‪ ،‬نموذجا لبناء نظرتٌه فً النحو الكلً (‪.)8‬‬
‫تشومسكً وعالم التشمثل عن أفالطون ‪:‬‬

‫كان أفالطون فً عالم الفكر والفلسفة قد بنى نظرٌة المعرفة باإلجابة على هذا السإال ‪:‬‬
‫كٌف ٌمكن لإلنسان أن ٌدرك المثل التً ٌتحدث عنها أفالطون ؟‪.‬‬
‫لقد بٌن أنه ال ٌمكن أن تكون معرفتنا لها نتٌجة لالختبار الحسً ذلك أن هذا األخٌر متغٌر غٌر ثابت و‬
‫ٌناقض صفة الكمال فصعب جدا أن ٌدرك المجرد الكلً بالجزئً البسٌط المتغٌر‪.‬‬
‫إن تلك اإلشكالٌات قد تبلورت أخٌرا فً اتجاه واحد ٌنادي بالمنطقٌة و ٌحدد حقٌقته بها وذلك عندما بٌن‬
‫أفالطون أن العقل لٌس معناه انتزاع المجردات من المحسوسات للوصول للحقٌقة ‪،‬وإنما هو التذكر للحٌاة‬
‫السابقة التً كنا نتمتع فٌها بمشاهدة المثل األزلٌة مشاهدة مباشرة لذنب اقترفناه هبطت نفوسنا إلى األرض‬
‫فحلت فً جسد ترابً أصبح لها "سجنا" ‪.‬وفقدنا بهذا التجسد معرفة الحقائق الكلٌة‪ .‬ولكن األشٌاء الجزئٌة‬
‫عندما تعرض إلدراك حواسنا تحًٌ فٌنا مثلها و تعٌد إلٌنا شٌئا من معرفتنا الغابرة ‪.‬‬

‫لقد برزت الرإٌة األفالطونٌة من جدٌد فً النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة على أساس أن تشومسكً قد أحٌا‬
‫االتجاه ‪-‬وبصورة كبٌرة‪ -‬عندما ركز على الفكر فً التفسٌر ‪،‬وهو ما ٌتركنا نقول إن تشومسكً فً عرفاننا‬
‫بفكره‪ ،‬منطقه ‪،‬دقته ‪،‬قد أوقعنا فٌما ٌسمى بالرجعٌة الفكرٌة التً من المفروض أن ٌقاس علٌها‪.‬‬
‫لقد برهن تشومسكً ‪-‬فٌما ذهب إلٌه من قول سابق‪ -‬على أن تعلم اللغة هو نوع من التذكر‪ ،‬ألن الطفل‬
‫برأٌه‪ ،‬ال ٌتعلم إال أسماء التصورات والمفاهٌم الموجودة لدٌه بصورة سابقة عل اللغة(‪.)9‬‬

‫)‪ -(8‬السإال اللغوي‪ ،‬تشومسكً ومؤزق النحو التولٌدي من النحو الكلً إلى المنطق التحوٌلً ‪ /‬علً حرب‪ ،‬ع‪-81: -‬‬
‫‪ .8221 -819‬مركز اإلنماء القومً‪ ،‬بٌروت‪ ،‬ص ‪. =1‬‬
‫( ‪ -)9‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫األصول النفسٌة لنظرٌة تشومسكً‬


‫إن من أهم األسباب التً تدفعنا إلى دراسة اللغة دراسة علمٌة ودراسة النحو التحوٌلً بخاصة‪ ،‬أن‬
‫هذه الدراسة ذات قٌمة واضحة فً فهمنا وإدراكنا للعملٌات العقلٌة ومن ثم ٌكون اندماج علم اللغة مع علم‬
‫النفس واتحادهما معا إنما هو من أجل النتائج الهامة التً سٌسفر عنها هذا االندماج‪ ،‬ولٌس من أجل تغٌٌر‬
‫موضوعات علم اللغة ومناهجه‪ .‬وبناء على ذلك نستطٌع أن نفسر مصطلح الحـدس ‪.Intuition‬‬
‫و تشومسكً لم ٌدع قط أن حدس المتكلم بلغة ما ٌجب قبوله على الفور‪ ،‬كما لم ٌدع أٌضا أن حدوس المتكلم‬
‫متساوٌة القٌمة بحٌث ٌعتمد علٌها فً الدراسة والبحث دون تحقٌق أو اختبار‪ ،‬و ما ٌدعوا إلى الجدل حقا‪،‬‬
‫هو أنه فً تحدٌده ألهداف نظرٌته اعتمد على قبول حدوس معٌنة لعالم اللغة‪.‬ومن ناحٌة المبدأ فإننا ال نقبل‬
‫جملة معٌنة ألنها تع ادل الجمل األخرى أوال تعادلها أو بناء على درجة تعقٌدها أو غٌرها من المسائل التً‬
‫تقع فً دائرة حدس ابن اللغة والتً ٌرى تشومسكً أنه ال بد أن تخضع لتجارب علمٌة للتحقق منها (‪.)8‬‬

‫لقد افترض تشومسكً أن المعطٌات التً نحتاج إلٌها بشؤن اللغة ٌمكن أن ٌزودنا بها الحدس‪ ،‬وهو فً حقٌقة‬
‫أمره الوسٌلة االستنباطٌة للمعرفة اللغوٌة عند الفرد ‪.‬واألسئلة المطروحة هنا ‪:‬‬
‫هل الحدس دوما صادق صحٌح؟ أم قد ٌكون خاطئا ؟!‪.‬‬
‫ألٌس هدفنا األول واألخٌر تجسٌد نظرة لسانٌة علمٌة بعٌدة عن الذاتٌة‪ ،‬والحدس الذاتً‪ ،‬حدوس‬
‫الجماعة ؟!‪.‬‬
‫ماذا نقرر عندما ٌكون حدس المتكلم ٌخالف حدوس الجماعة ؟!‪.‬‬
‫وإن كان الغالبٌة صادقٌن فً حدوسهم‪ ،‬فماذا نفعل بشؤن المختلفٌن مع األولٌن ؟ هل نسقطهم‬
‫ونتجاوزهم؟! أم نستبـعد كل ما ٌخرجنا عن العلمٌـة بتجاوز السمة الذاتٌـة ؟‬
‫الذي تردد كثٌرا فً مإلفات تشومسكً األخٌرة والذي أخفق كثٌرون فً فهمه فهما دقٌقا (‪.)9‬‬

‫( ‪ -(8‬نظرٌة تشومسكً اللغوٌة ‪ /‬ت‪ .‬دكتور حلمً خلٌل‪ ،‬ص ‪. 98: – 988‬‬
‫( ‪ -)9‬نظرٌة تشومسكً اللغوٌة ‪ /‬ت‪ .‬دكتور حلمً خلٌل‪ ،‬ص ‪. 98‬‬
‫‪10‬‬

‫الحــدس‪)Intuition( :‬‬
‫أدى الحدس دورا هاما فً هٌكلة نظرٌة تشومسكً وهو استعداد صاحب اللغة فً فهم أٌة فً لغة‬
‫وإنتاج جمل تكون مفهومة للمتحدثٌن اآلخرٌن‪،‬على الرغم من احتمال عدم التحدث بها من قبل (‪. )8‬‬
‫وانطالقا من الكالم السابق نستطٌع أن نرصد نوعٌن من القواعد النحوٌة ٌختلفان فً درجة الكفاءة‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فكل منهما قادر على تولٌد مجموعة واحدة من الجمل ‪،‬مع كون أحدهما أكثر مالءمة من اآلخر؛ إذ ما‬
‫أخذنا فً الحسبان حدس أبناء اللغة فٌما ٌتصل ببعض الغموض التركٌبً أو تعادل‪ Equivalence‬أنواع‬
‫معٌنة من الجمل أو عدم تعادل أنواع أخرى وغٌر ذلك من المصطلحات التً استخدمها تشومسكً فً كتابه‬
‫المظاهر ‪. Aspects‬ولعل هذا االختالف فً استخدام المصطلح ٌكشف عن أشٌاء كثٌرة‪ ،‬فهو مثال ٌبٌن أن‬
‫‪Mental‬‬ ‫تشومسكً ٌقصد بمصطلح الحدس ‪ Intuition‬عند المتكلم ما ٌسمى بالتمثل العقلً‬
‫‪ Representation‬لقواعد اللغة وهو األمر الخلٌق بالدراسة والوصف أكثر من الجمل فً ذاتها‪.‬‬

‫وٌبدو لنا‪ ،‬وبصورة طبٌعٌة أن استخدام تشومسكً لمصطلح (الحدس) عند أبناء اللغة أو عند عالم اللغة‬
‫باعتباره من دارسٌها‪ٌ ،‬نطوي على لون من ألوان التراخً فً تطبٌق مبادئ الدقة الموضوعٌة‪.‬‬

‫كان ذلك موجز الموجز لما قٌل حول نظرٌة تشومسكً وما تبنته من مقوالت لسانٌة‪ ،‬فً أمل منا أن نكون‬
‫قد وصلنا ألهم مالمح النظرٌة التً تمكن باحثا آخر من االعتماد علٌها فً معرفة التمهٌد الممهد للنظرٌة‪.‬‬
‫وبعد حدٌثنا عن النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة فً إطار عام شامل ألهم ما جاءت به من مبادئ‪ ،‬ننتقل‬
‫انتقاال تحوٌلٌا إلى الفصل الثانً الذي سٌكون تقدما وتطورا فً االتجاه األول للنظرٌة‪ ،‬وذلك بالوقوف عند‬
‫أهم آلٌات التحوٌل وقوانٌنه فً منهج تشومسكً ‪،‬مع تتبع لتلك القوانٌن واآللٌات فً التراث النحوي العربً‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫نظرية تشومسكي وفق قوانين التحويل ‪.‬‬


‫‪22‬‬

‫لٌس من السهل الحدٌث عن آراء تشومسكً و نظرٌاته النحوٌة ألسباب منها ‪ :‬أنه معاصر ‪ ،‬و المعاصرة –‬
‫كما ٌقال – حجاب‪،‬ثم إن إمكانٌة اإلفادة من كتبه محدودة من النوع المعروف بالسهل الممتنع (‪ )1‬بقطع النظر‬
‫عن كتابه األول البنى النحوٌة ‪ Syntactic Structures‬فإن إنتاجه األساسً تصعب قراءته غالبا كما أن‬
‫وضوحه التام ٌعتمد على معرفة كل الخلفٌة ‪.‬و لكن أهم المعوقات فً الواقع تكمن فً ذلك الوقع السرٌع‬
‫الذي تتمٌز به اللسانٌات التشومسكٌة ‪ ،‬فهً فً تطور مستمر ‪ ،‬و بسرعة كبٌرة بحٌث ٌكون من الصعب‬
‫جدا متابعة هذا الشالل المتدفق من األفكار هذا عالوة على تقلبه (‪ )2‬فهو ٌبدل آراءه من موضع إلى آخر ‪،‬‬
‫ٌطور فٌها قصد سد نقص المرحلة السابقة‪.‬ونظرا لألهمٌة البالغة التً ترتدٌها األلسنٌة نجد من الضروري‬
‫التشدٌد هنا على أن هذه النظرٌة لم ٌتم وضعها على الشكل التً هً علٌه حالٌا دفعة واحدة بل مرت فً‬
‫تطورها الذاتً بالمراحــل الثالث التالٌة ‪:‬‬
‫‪-1‬مرحلة البنى التركٌبٌة مثلها كتاب ‪1551‬م‪.‬‬
‫‪-2‬مرحلة النظرٌة األلسنٌة النموذجٌة مثلها كتاب ‪1565‬م‪.‬‬
‫‪-3‬مرحلة النظرٌة األلسنٌة النموذجٌة الموسعة مثلها كتاب ‪1511‬م‪.‬‬
‫و سنتناول ‪ ،‬هنا ‪ ،‬بالتفصٌل ‪ ،‬المراحل الثالث هذه متتبعٌن التطورات التً حصلت فً كل منها‪.‬‬
‫‪-1‬مرحلة البنى التركيبية‬
‫ٌقـول لٌز (‪ )lees‬فً مراجعته لكتاب تشومسكً<<البنى التركٌبٌة >‪ ‬إن كتاب تشومسكً حول‬
‫البنى التركٌبٌة هو من المحاوالت األولى التً قام بها األلسنً بهدف بناء‪،‬من خالل النظرٌـة العلمٌـة‬
‫التقلٌدٌة‪،‬نظرٌة لغوٌة مفهومة عادة بالنسبة إلى االختصاصٌٌن فً تلك المجاالت ‪.‬‬
‫إن هذا الكتاب تفسٌر دقٌق لحدسنا تجاه لغتنا فً تعابٌر تنظٌم من المسلمات واضح) ‪ٌ.‬شٌر لٌز فً‬
‫كالمه هذا إلى أن كتاب تشومسكً (البنى التركٌبٌة) ٌعد أول محاولة ٌقوم بها ألسنً لبناء نظرٌة علمٌة‬
‫متماسكة و دقٌقة فً مجال اللغة ‪.‬فهذا الكتاب و إن ٌكن قد وضع األطر األساسٌة لما ٌسمى فٌما بعد‬
‫بالنظرٌة التولٌدٌة والتحوٌلٌة فهو ٌبقى محاولة أولى ٌشٌر تشومسكً إلى ذلك بوضوح ‪:‬إن البنى التركٌبٌة‬
‫كان أول كتاب نشر ٌتناول القواعد التولٌدٌة و التحوٌلٌة بالمعنى الحدٌث لهذٌن التعبٌرٌن ‪،‬وفً الحقٌقة لم‬
‫(‪)3‬‬
‫بكتب بهدف أن ٌنشر‪.‬‬

‫‪ - 1‬علم اللغة فً القرن العشرٌن ص ‪. 156‬‬


‫‪ - 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 226‬‬
‫( ‪Essays on Form and interpretation Elsevier north Holland inc trade fr.edseuil 1980.p :19 -)3‬‬
‫‪22‬‬

‫وٌعتمد كتاب البنى التركٌبٌة التحلٌل بواسطة المؤلفات المباشرة وهذا التحلٌل كان معموال به فً إطار‬
‫األلسنٌة البنابٌة األمرٌكٌة( بلومفٌلد ‪ ،‬هارٌس )التً تحلل الكالم من حٌث الموقع والتوزٌع وفق المؤلفات‬
‫المباشرة‪.‬إن الشكل الذي اتخذته القواعد التولٌدٌة والتحوٌلٌة فً المرحلة األولى من صنعها؛ أي فً مرحلة‬
‫البنى التركٌبٌة باإلمكان تلخٌصه بالمخطط التالً ‪:‬‬
‫عنصر أولً‬
‫مكون ركنً‬

‫مكون تحوٌلً‬
‫مكون مورفو‪-‬فونولوجً‬
‫تمثٌل الجملة الفونولوجً‬

‫المكون التركيبي ‪:‬‬


‫الذي من خالله ٌمكن للقواعد التولٌدٌة أن تعٌد كتابة الرموز اللغوٌة الفردٌة و ذلك من أجل إنتاج سالسل‬
‫لغوٌة ممثلة من خالل بنٌة عمٌقة مشجرة ‪.‬إن هذا المستوى التولٌدي المركبً ٌعمل من خالل نوعٌن اثنٌن‬
‫من القواعد التولٌدٌة ‪:‬‬
‫أ– القواعد التفرٌعٌة التً تفرع المستوٌات اللغوٌة العلٌا إلى مستوٌات لغوٌة دنٌا ‪.‬ب‪ -‬القواعد‬
‫المعجمٌة التً تعطً القراءة الداللٌة الصحٌحة للكلمات (‪.)1‬والمكون التركٌبً مكون تنظٌمً ألنه ٌمنح البنى‬
‫المختلفة معانً نحوٌة منظمة منسقة ‪،‬وهو فً الوقت نفسه تولٌدي ألنه ٌولد عددا غٌر محدود من الجمل‬
‫النحوٌة و حسب ‪.‬وما البنٌة العمٌقة إال نتاج لهذا المكون ؛إذ إنه ٌتكون من القواعد التولٌدٌة – المركبٌة‬
‫التً تولد جمال بسٌطة لكن هذه القواعد ‪،‬تبعا لما أوضحه مازن الوعر‪،‬وهً غٌر مؤهلة لنقل األركان‬
‫اللغوٌة إلى السالسل اللغوٌة إذ ال تستطٌع أن تولد جمال مشتقة أو تدمج جملة بأخرى أو أن تولد جملة مبنٌة‬
‫للمجهول (‪.)3‬ثم إن هذه القواعد تتألف من قواعد تفرٌعٌة تحمل السمة اللغوٌة العلٌا كالجملة واالسم والفعل‬
‫إلى مستوٌات لغوٌة دنٌا ‪ ،‬كما أنها تمد المستوٌات اللغوٌة بالقواعد المعجمٌة‪ .‬وٌطلق على هذه القواعد‬
‫(قواعد إعادة الكتابة) والتً تمثل المعاٌٌر التً تقدم األحكام المطلوبة لتولٌد الكالم ‪.‬‬

‫( ‪ - )1‬نحو نظرٌة لسانٌة عربٌة حدٌثة لتحلٌل التراكٌب األساسٌة فً اللغة العربٌة ‪ ،‬مازن الوعر ‪ ،‬ص ‪. 53 – 52‬‬
‫( ‪ - )2‬قضاٌا لسانٌة فً علم اللسان الحدٌث ‪ /‬مازن الوعر – ط‪– 1‬دمشق دارطالس ‪ ، 1511 ،‬ص ‪. 121‬‬
‫‪22‬‬

‫ومن الضروري أن ٌذكر أن حركة القواعد التولٌدٌـة المركبٌة أمامٌـة‪،‬إذ لٌس من شأنها أن تنظر‬
‫إلى الوراء لمعرفة األركان اللغوٌة المختلفة أو المتشابهة‪.‬وتتجلى وظٌفة هاتٌن القاعدتٌن(القواعد التفرٌعٌة‬
‫و القواعد المعجمٌة) بأخذ الرمز اللغوي‪+‬ك‪+‬بوصفه مخزون لغوي (دخل) ثم تحوٌله إلى سلسلة نهابٌة‬
‫كحاصل لغوي (خرج)‪.‬‬

‫المكون التحويلي ‪ٌ :‬تألف من نوعٌن اثنٌن من القواعد التحوٌلٌة‪:‬‬


‫‪_1‬القواعد الجوازٌة التً ٌمكن أن تكون فً هذا المكون وٌمكن أن ال تكون ‪.‬‬
‫‪_2‬القواعد الوجوبٌة التً ال بد من وجودها فً هذا المكون‪.‬‬
‫إن هذا المكون التحوٌلً ٌعمل على السلسلة اللغوٌـة النوابٌة بوصفه مخزون لغوي(دخل)‪.‬فإذا كانـت القواعد‬
‫الوجوبٌة تعمل على هذه السلسلة فإن الحاصل اللغو(خرج)سٌكون تركٌبٌا أساسٌا(نواة)‪.‬أما إذا كانت القواعد‬
‫الجوازٌة و الوجوبٌة تعمل معا على هذه السلسلة اللغوٌة النهابٌة فإن الحـاصل اللغوي(القواعد الجوازٌة‬
‫خرج) سٌكون تركٌبٌا مشتقا أي استفهام ‪ ،‬نفً ‪ ،‬مجهول ‪ ،‬تعجب ‪ ......‬الخ و ٌمكن أن نمثل هذه المرحلة‬
‫بالمثال التالً ‪:‬نجح الطالب في االمتحان‪.‬‬
‫ٌقوم المكون التحوٌلً بالتعدٌل التالً ‪ :‬نجح الطالب فً االمتحان ‪ٌ ‬مثل سلسلة لغوٌة تعتبر (دخال) فإذا‬
‫اقتصرنا على القواعد فقط التً تقف عند بنٌة التركٌب العمٌقة –كان لدٌنا ‪:‬‬
‫(ال ‪ +‬طالب)‪ (+‬ماض‪+‬نجح )‪(+‬فً‬ ‫(ماض‪ +‬نجح) ‪ (+‬ال ‪ +‬طالب )‪ (+‬فً ‪ +‬ال ‪ +‬امتحان )‬
‫‪1‬‬
‫‪ +‬ال ‪ +‬امتحان) ‪.‬‬

‫المكون المورفو‪-‬فونولوجي ‪:‬‬


‫أو المكون الصوتً الصرفً و ٌتألف من القواعد الصوتٌـة و الصرفٌة‪،‬وتكمل وظٌفة هذه القواعـد فً‬
‫صٌاغة التركٌـب األساسً والتركٌب المشتق كمخزون لغوي (دخل) فً شكله النهابً (‪.)2‬إنه التحقٌـق‬
‫الصوتً لتتابع المورفٌمات التً حصلنا علٌها بعد عمل المكون التحوٌلً ‪.‬‬
‫وتكون الجملـة األولى فً خاتمة النهاٌة ؛أي أننا نتحصل على التركٌب اللغوي ‪ :‬نجح الطالب فً االمتحان‪.‬‬
‫إدراج المكون الداللي في القواعد‬
‫لم ٌعد باإلمكان ‪،‬بعد إقامة التمٌٌز بٌن البنٌة العمٌقة و البنٌة السطحٌة ‪ ،‬تجاهل المكون الداللً بل أصبح من‬
‫الضروري إدخاله فً صلب القواعد‪،‬فهو ٌحتل صدارة المساجالت فً إطارالنظرٌة اللسانٌة النموذجٌة‬
‫ونشٌر إلى أن التأكٌد على استقاللٌة المكون التركٌبً ‪-‬فً مرحلة البنى التركٌبٌة‪ -‬عن المكون الداللً كان‬
‫أمرا الزما لمجابهة أداء البعض كالفٌـلسوف(كوٌن) (‪)Quine‬الذي ٌشدد على أن مبادئ القـواعد ٌنبغً‬

‫(‪-) 1‬المرجع السابق‪،‬ص‪.53‬‬


‫( ‪ – ) 2‬المرجع السابق‪،‬الصفحة نفسها ‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫تحدٌدها انطالقا من المفاهٌم الداللٌة‪.‬وتشومسكً نفسه ٌقر بأنه لٌس باإلمكان قطف المعنى الذي ٌتنزه فً‬
‫الهواء و من ثم إٌجاد األشكال التً تعبر عنه(‪ .)1‬بل نحن نتعلم معنى عبارة ما عندما نعرف شكلها‪ .‬لذلك‬
‫شددت األلسنٌة التولٌدٌة التحوٌلٌـة وال تزال تشدد على أن عناصر المكـون التركٌبً تعمل بعد أن ٌتـم‬
‫بناؤها بصورة مستقلة عن المكونٌن اآلخرٌن فً القواعد (المكون الداللً والمكون الفونولوجً )‪.‬والجدٌـر‬
‫بالذكر أن إدراج المكون الداللً فً صلب القـواعد ال ٌتنافى مع استقاللٌـة المكون التركٌبً وذلك ألن‬
‫المكون الداللً مثله مثل المكـون الفونولوجً مكون تفسٌـري‪.‬وقد بات من لضروري إدراجه فً صلب‬
‫القواعد قصد ملء الفجوة الداللٌة فً منهجه التولٌدي المركبً الذي وضعه عام ‪1551‬م‪.‬وهكذا فقدحاول‬
‫تشو مسكً أن ٌدمج هذه المبادئ الداللٌة المتطورة فً منهجه اللسانً المعروف بالمنهج المعٌاري‬
‫لعام‪ 1565‬م‪.2‬‬
‫‪-2‬مرحلة النظرية النموذجية‬
‫برزت النظرٌة النموذجٌة من خالل توسٌع فً المبادئ المتبنٌة فً المرحلة السابقة ومدها ببعض‬
‫األسس األساسٌة الجدٌدة التً كانت نظرٌة البنى التركٌبٌة قد أهملتها‪ ،‬وكانت قد ألمت بها بصـورة سطحٌة‬
‫من دون أن تتوسع فٌها‪ .‬والتطـور الحاصل هو ثمرة األبحاث المتعمقة التً قام بها نوام تشومسكً ورفاقه و‬
‫تالمٌـذه المنتمـون إلى قسم األلسنٌة فً معهد ماساتشوستس نذكر منهم‪ :‬مورٌس هال ‪،‬رومان جاكسون‪،‬‬
‫روبرت لٌز‪،‬ج ماتٌوز‪ ،‬ادوار كلٌما‪،‬بول بوشال جٌري فودور جٌري كاتـز‪ .‬ومن المسابل التً تم التوسع‬
‫فٌها فً مرحلة النظرٌة األلسنٌة النموذجٌة ماٌلً‪:‬‬
‫‪ – 1‬التمٌٌز بٌن الكفاٌة اللغوٌة و األداء الكالمً ‪.‬‬
‫‪ -2‬التمٌٌز بٌن مفهوم أصولٌة الجملة و مفهوم تقبل الجملة ‪.‬‬
‫‪-3‬التمٌٌز بٌن البنٌة العمٌقة و البنٌة السطحٌة ‪.‬‬
‫‪_4‬إدراج المكون الداللً فً القواعد ‪.‬‬
‫‪-5‬إدراج المعجم فً المكون األساسً (‪. )3‬‬
‫ومن المسابل التً لم ٌكن حلها مقنعا فً مرحلة نظرٌة البنى التركٌٌة مسألة المثال التالً يشرب الحليب‬
‫الطفل؛ فالنظرٌة السابقة ال تستطٌع منع اشتقاق نماذج لغوٌة كالجملة المحددة ‪،‬وترك األمر للتفسٌر الداللً‬
‫لرفض مثل تلك الجملة‪.‬والحقٌقة أن هذه المسألة كانت تضعف من فعالٌة القواعد التولٌدٌة ؛فإذا عدنا و ذكرنا‬
‫بأن القواعد هً التنظٌم الذي ٌتٌح إنتاج الجمل األصولٌة فقط ‪ٌ ،‬تبٌن لنا أن على القواعد أن تمنع إنتاج‬
‫(‪.)4‬‬
‫الجملة ‪ٌ :‬شرب الحلٌب الطفل‬

‫( ‪ - ) 1‬مباحث فً النظرٌة األلسنٌة و تعلٌم اللغة ‪ ،‬مٌشال زكرٌا ‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫(‪-)2‬نحو نظرٌة لسانٌة حدٌثة‪،‬د‪.‬مازن الوعر‪،‬ص‪.55‬‬
‫( ‪ -) 3‬التطور الذاتً فً النظرٌة األلسنٌة التولٌدٌة و التحوٌلٌة ‪ ،‬مٌشال زكرٌا‪،‬ص ‪. 15‬‬
‫( ‪ - ) 4‬مباحث فً النظرٌة األلسنٌة وتعلٌم اللغة‪ /‬مٌشال زكرٌا ‪ ،‬ص ‪. 113‬‬
‫‪22‬‬

‫بعد اإلقرار بالبنٌة العمٌقة رأت النظرٌة األلسنٌة النموذجٌة أنه من األفضل _فً ما ٌخص هذه المسألة‬
‫بالذات ‪-‬أن ٌتم منع إنتاج هذه الجمل فً البنٌة العمٌقة فٌبقى عمل المكون الداللً منحصرا فً إعطاء‬
‫التفسٌر الداللً للجمل التً تكونها القواعد فً البنٌة العمٌقة‪.‬ولكً تمنع القواعد الجملة السابقة (شرب الحلٌب‬
‫الطفل)من أن تتكون كان علٌها أن تقدم التعلٌمات التالٌة ‪:‬‬
‫أ – المورفٌم << الحلٌب >> ٌحتوي على سمة (‪-‬متحرك) ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المورفٌم " الطفل " ٌحتوي على سمة ( ‪ +‬متحرك ) ‪.‬‬
‫ج – الفعل شرب ٌتطلب اسما فاعال ٌحتوي على سمة (‪ +‬متحرك) و بالتالً ال ٌأخذ اسم فاعل ٌحتوي على‬
‫سمة (‪ -‬متحرك) ‪.‬‬
‫من هنا ٌتضح لنا عجز القواعد الركنٌة عن إعطاء مثل هذه التعلٌمات القاعدٌة المحددة ألشكال المفردات‬
‫على مستوى البنٌة السطحٌة المسماة بنٌة المفردات المعجمٌة ‪،‬والمسألة إنما تعود فً حقٌقتها إلى البنٌة‬
‫العمٌقة التً تحدد المحتوى الداللً بشرح األركان اللغوٌة المختلفة مع إضافة القواعد المعجمٌة ‪،‬لٌكون‬
‫األمر متعلقا بالمكون الركنً و لٌس بالمكون التحوٌلً ‪.1‬‬
‫والواقع أنه قد تقبل العدٌد من علماء اللسانٌات هذا المنهج‪،‬ولكن بعد تقصً طبٌعة التفسٌرات الداللٌة‬
‫للتراكٌب العامة‪،‬فإن العدٌد من علماء اللسانٌات استنتجوا أن المكون الداللً هذا غٌر قادر على تفسٌر مواد‬
‫لغوٌة كثٌرة‪.‬لقد ادعوا أن البنٌة العمٌقة لٌست دقٌقة بشكل كاف وشاف لشرح طبٌعة العالقات الداللٌة فً‬
‫التراكٌب العالمٌة وأنها ال تستطٌع أن تشرح التراكٌب التً لها بنى سطحٌة مختلفة والتً تمثلها بنٌة داللٌة‬
‫تجرٌدٌة واحدة كما هو الحال فً األمثلة (‪: )2(، )1‬‬
‫‪1_Seymour sliced the salami a knife‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪2_ Seymour used a knife to slice the salami.‬‬

‫وقد كانت حججهم أٌضا أن البنٌة العمٌقة ال تستطٌع تحدٌد البنٌة الداللٌة الصحٌحة لتركٌب ملتبس كما فً المثال‬
‫‪John and Mary left.‬‬ ‫رقم (‪: )3‬‬
‫إننا ال نعرف ما إذا كان )‪ (John and Mary‬قد غادرا معا أو أن كل واحد منهما قد غادر بمفرده‪.‬‬

‫تعد هذه المرحلة تطوٌر للمبادئ سابقتها ؛تطورا بسٌطا ٌمس مجال التفسٌر الداللً الذي ٌساعد فً حل‬
‫بعض المسابل التً ظهرت الحقا‪ .‬وٌتطلب إعادة النظر فً مجال عمل قواعد اإلسقاط الداللٌة وقد عرفت‬

‫(‪-) 1‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.114-113‬‬


‫‪22‬‬

‫هذه المرحلة باسم‪:‬مرحلة النظرٌة النموذجٌة الموسعة‪1‬والتً جاءت لحل مشاكل النظرٌة السابقة المنحصرة‬
‫فً العمق المحدود و السطحً للبنٌة العمٌقة ‪.‬‬
‫بنٌة سطحٌة‬ ‫قواعد تحوٌلٌة‬ ‫بنٌة عمٌقة‬ ‫أساس‬
‫‪T.rules‬‬ ‫‪T.rules‬‬ ‫‪Deep.structure‬‬ ‫‪Base‬‬

‫قواعد فونولوجٌة‬ ‫قواعد داللٌة‬


‫‪P.rules‬‬ ‫‪S.rules‬‬

‫تفسٌر فونولوجً‬ ‫تفسٌر داللً‬


‫‪ir‬‬ ‫‪S.i‬‬

‫‪_3‬النظرية النموذجية الموسعة‬


‫لم ٌكد ٌمضً وقت على ظهور النظرٌة النموذجٌة أو المعٌارٌة ومفهوم البنٌة العمٌقة الذي جاءت به حتى‬
‫تفجر ما ٌشبه الثورة علٌها ‪،‬وكان السبب فً ذلك هو اختالف وجهات النظر بشأن عالقة النحو بالداللة (‪.)2‬‬
‫وكان ظهور نظرٌة موسعة بعد النظرٌة االندماجٌة دلٌل قصور الرؤٌة السابقة ‪.‬‬
‫لقد شككت هذه النظرٌة فً صالحٌة التمٌٌز بٌن البنٌة العمٌقة و البنٌة الداللٌة و أصرت فً المقابل على أنه‬
‫إذا كانت هناك بنٌة عمٌقة فهً حتما أعمق بكثٌر إلى الحد الذي ٌجعلها وافٌة بالمراد داللٌا ؛أي أن تكون‬
‫‪)1‬‬
‫<<إن البنى العمٌقة‬ ‫بنٌة عمٌقة داللٌة ال نحوٌة‪.‬وقد صرح بذلك أحد أعالم المدرسة و هو الكوف قابال‬
‫ٌجب أن تكون داللٌة >> ‪.‬فإن لم تكن داللٌة فال أقل من أن تكون مساوٌة للتأوٌل الداللً للجملة ‪ ،‬غٌر‬
‫تاركة أي دور لتأوٌل داللً منفصل ‪.‬‬
‫إن ما عابته هذه النظرٌة على النظرٌة السابقة قد تمثل بشكل أوضح فً فصلها بٌن البنٌة العمٌقة و التفسٌر‬
‫الداللً؛وسبق أن بٌنا أن الداللة الذهنٌة تسٌر سٌرا متوازٌا مع اتجاه البنٌة العمٌقة التً ٌكون دخلها معنى‬
‫المتكلم كما بصمته‪،‬خلجاته ونفسٌته ‪.‬‬
‫فكٌف ٌكون المفهوم المتعلق بالبنٌة العمٌقة سابقا للتفسٌر الداللً ؟‪.‬‬
‫إننا إذا حاكمنا هذه القضٌة من منطلق منطقً صح لنا أن نقول ‪ :‬إن هناك بنٌتٌن عمٌقتٌن تسٌران‬
‫سٌرا متوازٌا ٌمكنهما أن تتطابقا لتشكال بذلك اتجاها واحدا هو اتجاه البنٌة العمٌقة التً بها ٌكتمل التفسٌر‬

‫‪– 1‬التطور الذاتً فً األلسنٌة التولٌدٌة والتحوٌلٌة‪،‬مٌشال زكرٌا‪،‬ص‪.23‬‬


‫‪-2‬محاضرات فً اللسانٌات‪،‬ص‪.444‬‬
‫( ‪ -) 1‬علم الداللة بالمر‪،‬فرانك‪ ،‬ت ‪.‬مجٌد الماشطة‪ ،‬الجامعة المستنصرٌة‪،‬بغداد‪،1515،‬ص ‪. 141‬‬
‫‪22‬‬

‫الداللً‪ .‬وقد اتجهت هذه النظرٌة إلى تبنً نموذج نحوي قابم على مبادئ داللٌة ال نحوٌة وكان نموذجهم‬
‫(‪)1‬‬
‫الذي قدموه للوصف اللغوي على النحو التالً ‪:‬‬

‫(‪_) 1‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪442‬‬


‫‪23‬‬

‫تمثٌل صوتً‬ ‫قواعد فونولوجٌة‬ ‫بنٌة سطحٌة‬ ‫قواعد تحوٌلٌة‬ ‫التفسٌر الداللً‬
‫‪P.rules‬‬ ‫‪S.s‬‬ ‫‪T.rules‬‬ ‫‪S.t P.r‬‬
‫والفرق واضح بٌن هذا النموذج و سابقه الممثل للنظرٌة النموذجٌة إذ أننا ال نالحظ مكانا للبنٌة العمٌقة‪.‬‬
‫وٌعد التمثٌل الداللً؛أي المعنً الذي ٌنبغً نقله أو التعبٌر عنه‪ ،‬من وجهة نظر هؤالء نقطة البدء فً‬
‫االعتبار التولٌدي للجملة‪.‬فالنحو إذا‪ٌ،‬نطلق من شرح معنى الجملة ثم ٌأخذ بتولٌد البنى التركٌبٌة باستعمال‬
‫القواعد التركٌبٌة و القواعد المعجمٌة وعلى هذا ٌبدو أن النحو مجموعة من القواعد وظٌفتها نقل التعبٌرعن‬
‫(‪)1‬‬
‫المعنى وبهذا تكون الداللة سابقة للنحو‪،‬فهً متبوعة ال تابعة ‪،‬و المكون الداللً مكون تولٌدي ‪.‬‬
‫لقد استكملت هذه النظرٌة ثغرات نظرٌة تشومسكً النموذجٌة التً نراها تتناقض مع منطلقه؛فهو الذي‬
‫وضع رؤى جدٌدة تتجه إلى الفكر المتمثل بالبنٌة العمٌقة موضحا أن مثل تلك البنٌة هً وحدها المالكة‬
‫للمعنى األول كما ارتبط بالنفس حتى فهمنا من ذلك كله أننا عندما نقول البنٌة العمٌقة نفهم التركٌب العمٌق‬
‫الذي أوجدته مضامٌن نفسٌة سابقة‪ .‬فكٌف نجد أنفسنا فً مرحلة تالٌة ال نعرف – من جدٌد – معنى البنٌة‬
‫العمٌقة و بعدها الفكري النفسً ؟‪.‬‬
‫وٌمكننا القول إنه على الرغم من هذا التباٌن بٌن النظرٌتٌن فإن هناك جذعا مشتركا تنطلق منه كل نظرٌة‬
‫هو األصوات والدالالت ‪ ،‬فالقواعد الخاصة بأي لغة من اللغات هً فً حقٌقتها نظم تولٌدٌة تربط بٌن‬
‫الصورة الداللٌة والصورة الصوتٌة ‪ .‬وقد قصدت مثل هذا الترتٌب فً هذه العبارة األخٌرة(الصورة الداللٌة‬
‫والصورة الصوتٌة)‪،‬كوننا نعٌش فكرا داخلٌا مسبقا الفونٌمات تأكٌد له و إخراج لوحداته ‪ :‬اللغوٌة القاعدٌة‬
‫المعجمٌة ‪،‬التحوٌلٌة ‪ ،‬فالبنٌة السطحٌة ذات البعد الفونولوجً الالحق ‪.‬‬
‫إن القضٌة المطروحة بٌن النظرٌة النموذجٌة لتشومسكً والنظرٌة النموذجٌة الموسعة تنحصر فقط فً‬
‫العالقة بٌن الداللة والنحو‪،‬وفٌما عدا ذلك قواسم مشتركة تجمع بٌنهما (‪. )2‬‬
‫قوانين التحويل‬
‫ٌراوح التحوٌلٌون فً تعرٌف النحو بٌن مفهومٌن ‪:‬‬
‫أولهما أن النحو نظام من األحكام قابم فً عقل أهل اللغة ٌكتسب فً الطفولة المبكرة عادة ‪،‬وٌسخر‬
‫لوضع أمثلة الكالم المنطوقات و فهمها‪،‬و المفهوم الثانً أن النحو نظرٌة ٌقٌمها اللغوي مقترحا بها‬
‫وصفا لسلٌقة المتكلم‪.‬و هم ٌرون أن الذي ٌعرف لغة معرفة تامة على وجه االكتساب شأن أبناء اللغة‬
‫الذٌن ٌكتسبونها اكتسابا وتتحقق فٌهم سلٌقة‪،‬ال ٌعرف على وجه الوعً المباشر‪،‬إال قلٌال من القواعد التً‬
‫ٌصدر عنها أما أكثر القواعد التً ال ٌعرفها فهو ٌصدر عنها متجاوزا منطقة الوعً علٌها أوالتصور‬
‫النظـري لها ‪.‬‬

‫( ‪ -) 1‬نظرٌة تشومسكً اللغوٌة ‪،‬ص ‪. 114‬‬

‫(‪- )1‬محاضرات فً اللسانٌات ‪ /‬د ‪.‬فوزي حسن الشاٌب ‪،‬ص ‪.445-444‬‬


‫‪23‬‬

‫و حٌن نحاكم التعرٌفٌن السابقٌن محاكمة علمٌة مؤسسة على الوعً المنطقً ‪ ،‬تجدنا نرجح قبول التعرٌف‬
‫األول الذي ٌلمح فٌه النظرة الواعٌة المشٌرة ألسبقٌة االستعداد الفطري الذي تحتل فٌه القواعد النحوٌة حٌزا‬
‫مجردا غٌر ملموس ‪.‬وبتجاوز للتعرٌف األول نكون قد تجاوزنا ادعاء كون النحو نظرٌة مصطنعة مجهولة‬
‫الهوٌة ‪،‬تطبق على سلٌقة المتكلم –السامع بطرٌقة تمحً بها اإلبداعٌة و الخلق التً تمثل جوهر النظرٌة‬
‫التشومسكٌة ‪ .‬فصفة التطبٌق اآللً‪-‬المستند لنظرٌة سابقة‪ٌ -‬نفً بالضرورة األسبقٌة االستنباطٌة لقواعد اللغة‬
‫انطالقا من الملكة الفطرٌة للمتكلم ‪،‬و التساؤالت المطروحة هً ‪:‬‬
‫من أٌن انطلق أولبك المجتهدون فً وضع القواعد ؟‬
‫هل انطلقوا من العدم ؟‬
‫وطبعا ال ٌوجد شٌا ٌقوم من الفراغ ‪،‬فالحقابق تنطلق من مصادر تعد أصوال‪،‬ثم ال تلبث أن تتطور حتى‬
‫تكاد تستقل بذاتها فتحسبها ال تمت إلى األصل بصلة ‪.‬‬
‫كان ذلك توضٌحا بسٌطا منا حاولنا به ربط محتوى المفهومٌن السابقٌن و أبعادهما الداللٌة بالمفهوم‬
‫التشومسكً للبنٌة العمٌقة والتً تشكل عنصرا مركزٌا فً النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة ‪.‬‬
‫النحو التحويلي و قوانينه‬
‫نعرض هنا لعدد من الجوانب التً ٌراها التحوٌلٌون أصٌلة فً الدرس النحوي عندهم وهً التً كان ٌراها‬
‫الوصفٌون موطن ضعف وجهوا إلٌه نقدهم على ما بٌناه ‪،‬و هذه الجوانب هً ‪:‬‬
‫‪ _ 1‬قضية األصلية و الفرعية ‪:‬‬
‫لقد عرض التحوٌلٌون لقضٌة األصلٌة و الفرعٌة فً مواضع مختلفة منها بحثهم لأللفاظ ذات العالمة ‪m r‬‬
‫‪ aked‬وتلك التً بال عالمة ‪، unmarked‬و قد رأوا أن األلفاظ "" غٌر المعلمة ""هً األصل وهً أكثر‬
‫دورانا فً االستعمال وأكثر تجردا‪،‬و من ثم أقرب إلى البنٌة العمٌقة ‪ ،‬فالفعل فً الزمن الحاضر فً‬
‫‪ ) j‬بٌنما الماضً تلحقه عالمة (‪ jumped ،loved )ed‬و‬ ‫اإلنجلٌزٌة مثال غٌر معلم (‪ump-love‬‬
‫المفرد غٌر معلم (‪ ، )boy-book‬و الجمع تلحقه (‪ books , boys )s‬وعلٌه فإن الزمن الحاضر أصل‬
‫(‪)1‬‬
‫والماضً فرع و المفرد اصل و الجمع فرع‬

‫‪ -2‬قضية العامل‬
‫ٌقرر التحوٌلٌون أن النحو ٌنبغً أن ٌربط "" البنٌة العمٌقة "" ببنٌة السطح والبنٌة العمٌقة تمثل العملٌة‬
‫العقلٌة أو الناحٌة اإلدراكٌة فً اللغة و دراسة هذه البنٌة تقتضً فهم العالقات ال باعتبارها وظابف على‬

‫( ‪ -) 1‬النحو العربً و الدرس الحدٌث بحث فً المنهج ‪ /‬د‪.‬عبده الراجحً ‪ ،‬ص ‪.141 .144‬‬

‫(‪-)1‬المرجع السابق‪154-152،‬‬
‫‪22‬‬

‫المستوى التركٌبً ولكن باعتبارها عالقات للتأثر و التأثٌر فً التصورات العمٌقة‪.‬و الحق أن قضٌة العامل‬
‫فً أساسها – صحٌحة فً التحلٌل اللغوي‪.‬‬

‫‪ – 3‬قواعد الحذف ‪reduction rules‬‬


‫وهً ظاهرة مشتركة فً اللغات اإلنسانٌة حٌث ٌمٌل المتكلم إلى حذف العناصر المكررة أو التً ٌمكن‬
‫فهمها فً السٌاق ‪.‬و الطرٌقة التً ٌقدمها المنهج التحوٌلً فً تفسٌر ظاهرة الحذف كما ٌلً ‪:‬‬
‫لدٌنا المثال ‪:‬‬
‫‪Richard is as stubborn as our father is .‬‬
‫ٌقول التحوٌلٌون إن (‪ )our father is.‬مأخوذة من بٌنة عمٌقة هً ‪ our father is stubborn‬وذلك‬
‫‪1‬‬
‫بقاعدة تحوٌلٌة تحذف الصفة المكررة التً هً (‪)stubborn‬‬
‫‪ –3‬قواعد الزيادة أو اإلقحام‬
‫وٌشٌر التحوٌلٌون إلى أن هناك تركٌبات نظامٌة تدخل فٌها كلمات ال تدل على معنى فً العمق ‪،‬وإنما تفٌد‬
‫وظٌفة تركٌبٌة و قد تعد لونا من ألوان الزخارف ‪ trappings‬وٌمثلون لذلك بكلمات من نحو ‪، there‬‬
‫‪it‬فً‪:‬‬
‫‪There is a hippopotamus in cornfield . -1‬‬
‫‪There are many peoples out of work.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫فكلمة )‪ )There‬ال تقدم داللة فً العمق هنا ‪،‬وإنما هً فاعل (سطحً)للفعل لموجود فً الكلمة ؛أي أنها‬
‫نوع من الزٌادة و من تم فإن التركٌب فً الجملتٌن هو ‪:‬‬
‫‪A hippopotamus is in that cornfield .‬‬
‫‪Many people are out of work‬‬

‫‪_4‬قواعد إعادة الترتيب ‪Rearrangement rules :‬‬


‫وهً من الخصابص الكلٌة المهمة فً اللغات اإلنسانٌة فلكل لغة ترتٌبها الخاص ولكن المهم هو أن نعرف‬
‫الترتٌب فً البنٌة العمٌقة ومن ثم نبحث عن القوانٌن التً تحكم تحول هذا الترتٌب إلى أنماط مختلفة فً‬
‫الكالم الفعلً على السطح ومن المالحظ أن كل عناصر الجملة معرضة لتغٌر مكانها و إن كان ذلك أكثر ما‬
‫ٌكون فٌما ٌسمٌه العرب "" فضلة "" كالمفاعٌل و الحال و الظروف و غٌر ذلك ‪.‬‬
‫كانت تلك أهم القواعد التحوٌلٌة التً لن تكون حدا ال ٌمكن تجاوزه إلى قواعد تحوٌلٌة أخرى والتً‬
‫سنعرض بعضها فً الفصل التالً إذ تباٌنت فٌها الرؤى واختلف فً إحصابها و قبو لٌتها النحاة العرب كل‬
‫منهم حسب منطلقه و تحلٌله ‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫الباب الثاني‬
‫‪-‬الفصل األول ‪ :‬المقابلة والتأصيل‪.‬‬

‫‪-‬الفصل الثاني ‪ :‬المتابعة والتطبيق‪.‬‬

‫‪-‬الفصل الثالث ‪ :‬الحقيقة النحوية العربية والواقع النحوي التوليدي التحويلي الغربي‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫الفصل األول‬

‫المقابلة والتأصيل‬
‫‪35‬‬

‫نهاد الموسى وأبعاد النظرية التحويلية في التراث النحوي العربي‬

‫هناد ادلوسى من النحاة العرب احملدثُت الذين حااللوا للااان رةارة دديادة املاد ادلاادة الًتاثراي العرلرايح لالاذس حاالو لرساان اوو‬

‫النةريي النحويي التحويملري من منطملق اريب زلض حلذلك من خالو ادلاارري لُت النحو العريب لقوااده لالنحو الغريب التحويملد ل لعاده‪.‬‬

‫لقد لُت هناد ادلوسى يف حبثو ادلسمى "رةريي النحو العريب يف ضون مناىج النةر الملغوس احلديث" االلتاان العريب الغريب ‪.‬‬

‫يعرض الباحث دلختملف معاين النحو اليت لرزىا التحويملرونحمشَتا ليل رو رةام من األحكام ادلرسخ يف ذىن متكملم الملغي لادلكتسب يف‬

‫فًتة الطفولي ادلبكرة لارطالقا منو توضع سلتملف األمناط الكالمري‪ .‬ما التعريف الثااين الاذس ارضاو فرتمثاظ يف ااور النحاو املاى اكظ‬

‫رةريي يارماا الملغوس قصد ل ف ادلملكي الملغويي(‪ .)competence‬ليعاد الباحث ماارري لُت التعريفُت السالاُت لما ذكره الن دٍت‬

‫لاخلملرااظ فهللذلمااا يعاارو النحااو لهلرااو مسمس ارتحااان اات كااالم العاارب يف تصاارفو ماان لا اراب لهااَته كالتثنرااي لالمااع لالتحاااَت لالتكسااَت‬

‫لاإلضااافي لالنسااب لهااَت ذلااكح لرملحااق ماان لاار ماان ىااظ الملغااي العرلرااي لهلىملاااا يف الفصاااحيح فرنطااق ااا للن مل يكاان ماانامح للن ااذ‬

‫‪.1‬لقااد لااُت هناااد ادلوسااى ن تعريااف الاان دااٍت امااظ لعاادا ربويملرااا لااارزا حااُت ااار ل الارااب الًتكر ا‬ ‫لعضااام اناااا رد لااو للراااا‬

‫الااداليل حلىااد الاضااري رفساااا الاايت ارضاااا اخلملرااظ اناادما قاارر ن العاارب رطااات املااى فطر ااا ل باااااا كمااا دركاات ااوو كالماااا‬

‫لتهلسساات يف ذىناااا اململااو‪.‬لركون حبثااو ااان العملااظ زلاللااي التطملااع املااى مااا قااام يف ااااوو الملغااويُت العاارب اناادما تكملماوا املااى سا رتام‪.‬‬

‫للكنو مل يستطع تارير مطالااي العملاي دلعملوذلاا لراالو األمار يف النااياي ل تكارار لوداو الورقاي الواحادة ح مبرناا ن العملاي ادلوضاحي حلارااي‬

‫النطق الملغوس الفطرس زبتملف من لغوس ل آخر ح فاد يكون لاين الدار قد فعظ فراا ماا ااىدراه صبارال الفتاا متمرااا لعملاي كاذا ل‬

‫كذا لىاد املاي مردحاي ميكان ن تكاون هاَت ذلاك انادما ياار اخخ آخار املاي خار زبتملاف اان األل ‪ .‬ليتحادث هنااد ادلوساى اان‬

‫األ ااظ الكالمااد انااد العاارب مبرنااا هنااا حاللاات الوقااوو املاى ماىرااي مثملااي الكااالم قاررااا مسااار ذلااك لااذكر مااا ارضااو الاان دااٍت ماان ن‬

‫العرب رادت من العملظ لاألهراض ما رسبناه للراا لما ضبملناه املراا‪.‬ل من ىنا يكمظ التباين لرننا للُت الباحث يف تهلليظ كالم الن دٍت‬

‫فنحن صلده ال اتوس تصراا مبا را لال ضمنرا يساتنتج مناو ماا ذ ىاب للراو هنااد ادلوساى مان داايحلمن دااي خار ذباد الباحاث ازباذ‬

‫تهلليال من التاهلليالت ادلنطاراي ادلاًتحاي‪.‬لضلن رار لصاورة مردحاي ن العارب حاُت لقفات املاى األهاراض لالعملاظ لصاورة داظ لمناا كارات‬

‫‪- 1‬رةريي النحو العريب يف ضون مناىج النةر الملغوس احلديث‪:‬د‪.‬هناد ادلوسىحط‪1‬حالامعي األردرريحص‪48-47‬‬
‫‪36‬‬

‫تاصااد مااا كااان يتعملااق لبنرااي األرةمااي الملغويااي ادلختملفااي لادلتعملاااي لادلسااتو الةاااىرس لملغااي لادلسااماة يف النحااو التحااويملد البنرااي السااطحري‪.1‬‬

‫ليستطرد هنااد ادلوساى مشاَتا ل ن األرباارس قاد قصاد يف كتالاو سارار الملغاي الوقاوو اناد اوو ىاذه الساملراي ليتهلسا كاالم الباحاث‬

‫املى مادمات هائبيحللالتايل تو ظ ل رتر ي هَت مداماي لاألدلاي الملغوياي الالزماي لمان ىناا رااوو لن كاالم هنااد ادلوساى _خبصاوص ماا‬

‫ااار للرااو األربااارس _يشااكظ حكمااا لدوديااا املااى ماادخظ هااَت حاضاار ليباااى تارياار حاراااي ذلااك رلاااوال ل حااُت قرااام األدلااي الملغويااي‬

‫الكافرااي‪.‬لما ميكاان قولااو ن ا اًتاة السااملراي (ماىرااي الكااالم) كعنصاار ربااويملد ضلااوس اااريب لااُت الغاارب لالعاارب يباااى اذباىااا لااو منطملااتااو‬

‫ل سسو اليت جيب ن تاخذ لعُت االاتبار لملو وو ل حاراي ذلك اال ًتاة لن كان حاا تشا ا م تباادا(‪.)2‬‬

‫لقد تطرق هناد ادلوسى ل قضري اإللدااراي يف الملغاي مشاَتا للرااا لاسام (ماا ينحصار لماا ال ينحصار)(‪ )3‬مبرناا ن مثاظ تملاك الاضاري قاد‬

‫حواىا النحو العريبح من ذلك ما ذ كره الن ىشام يف ك تالو مغٍت الملبرب حرث لرز مورا كملري يتخرج املراا ماال ينحصر مان الصاور‬

‫الائرااي ل ذلااك يف الباااب الثااامن ماان الكتاااب ادلااذكور‪.‬كما لقااف الباحااث انااد قضااري األ ااملري لالفرارااي كمبااد ماان مباااد النحااو‬

‫التحااويملد موضااحا رااو كمااا ااار النحااو التحااويملد للقااف انااد المااظ البساارطي شلرااا لرناااا للااُت المااظ ادلركبااي ح ااار النحااو العااريب ل‬

‫دلر رواُت من المظ الفعملري لاال ري لما يتبعاما من تغَتات ذبرس املراما ؛من انا ر لضافري ل لعاد ل رفري خر ‪.‬‬

‫لحُت يستند هنادادلوسى ل ادلادة الًتاثري العرلري ذبده ياتنخ مناا ما لقف انده سربويو اندما حدد المظ البسرطي األللري يف الملغي‬

‫وذلا من تملك المظحمثاو ذلك ماا اااده مان لااب (ادلساند لادلساند للراو)ح ليااوو يف ذلاك مسمس‬ ‫لرد الًتاكرب ادلمتدة لادلتحولي ل‬

‫لمها ما ال يغٌت لاحد مناما ان اآلخرح لال جيد ادلتكملم منو لادا‪ .‬فمان ذلاك االسام ادلبتاد لادلباٍت املراو ‪ .‬لىاو قولاك اباد اهلل خاوة ح‬

‫لىذا خوة‪.‬لمثظ ذلك يذىب ابد اهلل حفال لد لملفعظ من االسم كما مل يكن لالسم األلو لد من اآلخر يف االلتدان‪.‬لشلا يكون دبنالي‬

‫االلتدان قولك‪ :‬كان ابد اهلل منطملااح للرت زيدا منطملقحألن ىذا اتاج ل ما لعده كاحتراج ادلبتد ل ما لعده‪ .‬لااملم ن االسم لو‬

‫حوالو االلتدانح للمنا يدخظ النا ب لالرافع سو االلتادان لالاار املاى ادلبتاد ‪ .‬ال تار ن ماا كاان مبتاد قاد تادخظ املراو ىاذه األ اران‬

‫‪-1‬ادلردع السالقحص‪49-48‬‬
‫‪- 2‬رةريي النحو العريب يف ضون مناىج النةر الملغوس احلديثحد‪ .‬هناد ادلوسى ح ص ‪53. – 52‬‬
‫‪ -3‬ادلردع رفسوحص‪.57-56‬‬
‫‪37‬‬

‫‪. 1‬ليضارف ادلوساى ل ماا سابق ذاكارا ماا لضاحتو (ماوزو) مان خاالو اختبارىاا لوداوه‬ ‫حىت يكون هَت مبتد حلال تصظ ل االلتدان‬

‫الداللي اليت يتخ ذىا اخلرباند سربويوحمبرنا البٌت السطحري اليت ميثملاا اخلرب ادلباٍت املاى ادلبتاد (زياد خاة) لمبنراا املاى كاان لا ااا (يةاظ‬

‫زيااد اخاااة)ح ل مبنرااا املااى ادلفعااوو األلو(سااب ابااد اهلل زياادا خاااة)لمن ىنااا تتضااب مواقااع اخلربادلتباينااي يف لااٌت سااطحري شلتاادة لسلتملفااي‬

‫ادلواقااعحلاليت تعااود يف حاراتاااا ل لعااد داواين ثالاات مشااًتة لااُت تملااك األمناااط املااى كااان لا اا(يةااظ زيااد خاااة)ح ل مبنرااا امل ااادلفعوو‬

‫األلو(حسب ابد اهلل زيدا خاة)لمن ىنا تتضب السالاي‪.‬للتدارم الوداي الملغويي اليت يتبناىاالباحث فإراو يارلم ماذىاب للراو لماا لرناو‬

‫الاان ىشااام حااُت مراا لااُت مااا ىو ااظ لماااىو فاار‪ ،‬حفالمملااي ماان ضلااو ‪(:‬كرااف دااان زيااد) لماان ضلااو (فااهلس آيااات اهلل تااذكرلن) لماان ضلااو‬

‫(ففرياااا كااذلتم لفرياااا تاتملون)ل(لخشااعا لصااارىم يردااون) فعملرااي ذلااك ن األ ااان يف ررااي التااهلخَت‪1.‬كمااا مرااا الاان ىشااام لااُت المملااي‬

‫الكرب اليت يكون فراا اخلرب صبملي غر مبرنا ن الناو‪ ،‬األلو مان الماظ خااص لالماظ اال ريحلالصاغر ىاد ادلبنراي املاى ادلبتاد ضلاو‬

‫(لالملرظ لذا يغشى)ح(لاألرعام خملااا) لربو الن ىشامحفرما ذكره هناد ادلوسىحل رد الفرل‪ ،‬ل األ ووحلالنفاذ يف المظ الايت ذلاا ااىر‬

‫سلتملف‪.‬لاملر ااو تك ااون صبمل ااي ضلو(كر ااف د ااان زي ااد) فعملر ااي ألهن ااا‪-‬للن تص اادرىا اس اام –تعا اود يف لنرتا ااا الض اامنري ل من اام لغ ااوس فعمل ااد‬

‫لساارمحلدبعٌت النةريااي التحويملرااي راااوو لن مثااظ ذلااك الاانمم الًتكرا اال ااد حزلااوو يف األ ااظ ااان مناام فعملااد ىااو ادلنطملااق لالااوىر كمااا‬
‫‪2‬‬
‫يملد‪:‬‬

‫راكبا‬ ‫دان زيد‬

‫ما را‬

‫هاضبا‬

‫لرتفق مع الباحث يف ن الملغويُت العرب كاروا ينطملاون من الًتكرب السطحد األلوحل هنم كاروا يردلن ادلركب منو ل البسرم‪.‬للكننا‬

‫ال رتفاق مااع الباحاث يف كااون المملاي الصااغر لحادة التحملرااظ ح فانحن اناادما راوو‪:‬كراف دااان الولاد؟فإرنا راااوم لإخضااااا لملسالسااظ‬

‫الملغويي التالري‪:‬‬

‫‪2‬ح‪- 1‬رةريي النحو العريب يف ضون مناىج النةر الملغوس احلديثح ص‪.59-58‬‬
‫‪38‬‬

‫كرف دان الولد‪:‬‬

‫دان الولد كرف؟خبضو‪ ،‬الًتكرب لاوااد التادمي لالتهلخَت رتحصظ املى الًتكرب األلو‪:‬‬

‫كرف دان الولد‬

‫لال رتفق مع هناد ادلوسى اندما يار لهلن مصطملب التحويظ ارنو يستعمظ لد النحاة العرب احملدثُت الذين يصدرلن ان مناىج النحاة‬

‫األلائظ لمصطملحا م‪.‬لالسااو ىنا‪:‬ىظ اكتفى مصطملب التحويظ ادلهلخوذ من قبظ النحاة العرب احملدثُت لادلفاوم البسرم الذس كان اند‬

‫األلائظ من الملغويُت العرب ؟ م هنم خذلا ادلصطملب دبفاوم النحو الغريب لالذس تضمن البنري العمراي لالتصور الذىٍت لما يملحق لو من‬

‫سلتملف الاوااد لاحملددة دبصطملحا ا‪ .‬كما ح رنا ر ينا سالااحكرف ن النحاة العرب احملدثُت حاللوا اقتباس النةريي التشومسكري دببادئاا‬

‫لمصطملحا ا لتطبرااا املى النحو العريب‪.‬كما ربدث هناد ادلوسى ان قضري البنري العمراي لالبنري السطحري ل ملق املراما اسم الواين‬

‫لال ارباين مش اَتا ل التعاادد ادلعنااوس لمل مملااي الواحدةحلالااذس كااان الع ااا يف تهلليملااو اربااا الحةتااو ادلدرسااي التولرديااي املااى زلتااو الاادرس‬

‫الملساااين البنروس‪.‬لقااد اسااتدرة الباحااث مااا قرتااو ادلدرسااي التحويملرااي لااالعودة ل ال اًتاث النحااوس العااريب لالااذس حفااظ دبثااظ ذلااك التعاادد‬

‫ادلعنوس الاذس قاد يكاون ساببو احتمااو ارفتااح مفاردات المملاي املاى معاان سلتملفايحكما يف صبملي‪:‬دملسات ل داراب العُتحفتعادد معااين‬
‫‪1‬‬
‫ىذه المملي يعود ل تعدد معاين كملمي اُت ‪.‬‬

‫لاااد تطاارق ادلوسااى دلواضااع ااتماااد ادلعااٌت منطملاااا يف ربديااد سلتملااف الو ااائف النحوياايحللقف انااد مااا ذىااب للرااو الاداااج ل لااو امل ااد‬

‫الفارسدحلعد ن لقف اند الن ىشام للضب اذباىو‪.‬لدلن ك ن هناد ادلوسى ااتمد ساسا االو ترقبو يف ثنايا النحو العريب لتهلكرد‬

‫االستباقري النحويي العرلري ل ما يعرو لالبنري العمراي لالبنري السطحري‪.‬لاحلاراي ين لددت رفسد‪-‬ل را مام احملتو الملغوس الساالق‪-‬‬

‫يف حاظ داليل آخر ميكن تسمرتو ادلعاٌت لالو رفاي النحويايحارطالقا مان مباد اادم لداود الاًتادو اال اطالحد فااد ذكار الباحاث لىاو‬

‫يتنالو مفاومد البنري العمراي لالبنري السطحري‪ -‬ن الباحثُت األلائظ كاروا يارمون حدلدىم املى ادلملحظ ادلعنوس كدلرظ فا ظ يف تارير‬

‫حي النةر النحوس اإلارايب‪.‬فمن ذلك هنم يعرفون االستثنان لهلرو االقتصار املى البعض للخرادااا مان الكاظح كماا هنام دعملاوا ادلعاٌت‬

‫‪- 1‬ادلردع السالق‪:‬ص‪.64-63‬‬


‫‪39‬‬

‫حكما فرما جيوز لما ال جيوزحضلو ما ذكره هناد راال ان الن السراج ح حرث ال جيوز لنا استثنان النكرة من النكرات فاال تااوو‪ :‬داانين‬

‫قوم لال ردظ حفذلك ال فائدة مردوة منو‪.‬للاضب ددا ن ىذا يعود ل ما لضع من تصور يف سملراي متكملم الملغي لالذس درة اساتثنان‬

‫معملوم من رلمو‪ ،‬ركرات‪.1‬‬

‫تنالو هناد ادلوسى ىم قضايا النحو التحويملد لاستطا‪ ،‬ن يتتبع رةارىا يف النحو العريب من داي لمان دااي خار اساتطا‪ ،‬ن ياربز‬

‫كفانة الملغويُت العرب األلائظ يف ربملرظ الةواىر الملغويي‪.‬لرعًتو حاا لكفانة لاحثرنا األلائظ لكفانة هناد ادلوسى الاذس راملناا ل ااادلُت‬

‫لغويُت اريب هريب لمان تاالملاماا ل املنا ل سار اال اًتاة ادلوداود لاُت االذبااىُت(النحو العاريب لالنحاو الغاريب)‪.‬رعم لااد كارات النةرياي‬

‫النحويا ااي العرلرا ااي الاااا اادة ال ا اايت ما اان ادلفا اارلض ن يا ااتم االرط ا ااالق مناا ااا يف البحا ااث لالتحملرا ااظ لم ا اان اخلا اارلج دبختملا ااف ادلالحة ا ااات‬

‫لالنتائجحلرعًتو يضا ن سلتملف األفكار التحويملري قد ذبملت لنا يف الًتاث الملساين العريب للكن ذلك كان لصورة هَت شلنا ي لراض ي‬

‫فكارت دراسا م ال تعدل ن تكون دبثالي ادلاار‪ ،‬الاذس هاادرح لدلن تنباو مناوح للعاض الباذلر تساام مان درباوحفنبتت الباذلر لمنات يف‬

‫منا ق متفرقي سركون لرتاداا مااورا املى األردب ماارري لغَتىا من البذلر اليت زرات لاصد لرري يف اإلرتاج لاإلشبار‪.‬‬

‫لالسااو الفا ظ يف ىذا كملو ‪:‬‬

‫مىت استطا‪ ،‬النحاة العرب لثبات مثظ ىذا الفضظ؟‬

‫ىظ كان ذلك قبظ اال ال‪ ،‬املى النحو الغريب م لعده؟فإن كان ذلك قد مت قبال فما دلرظ ذلك؟‬

‫لتباى النتر ي ادلردحي ن النحو العريب ارطملق يف دراسي رؤيتو من رؤيي هرلري ربويملري مارس اربىا امملري ماالملي لماارلي لتواري‬

‫ا طالحري‪:‬لالرعملم ما ستكشفو لنا الدراسات الالحاي خبصوص اإل كالري ادلطرلحي فردبا ميسك لدلرظ لاضب يثبت اك ذلك‬

‫فادلبعث العملمد ال ياف اند حدلد الناطي لظ دلما تكون هنايي لداييحلمىت درة الباحث رو خَتا تو ظ لملحاراي لادلعرفي الناائري‬

‫يكون قد داظ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ادلردع السالقح ص ‪.66-65‬‬


‫‪44‬‬

‫ل لافق اطا ادلوسى ححُت اذبو ل لقرار ن دراسي هناد مل تكن مستادفي لملسَت ضلو التحويظ حلادر ماكان لحساس لالنةر ادلشًتة لُت‬
‫‪1‬‬
‫النحو العريب لالنحو التحويملد خبا ي لادلذاىب احلديثي يف دراسي الملغي‪.‬‬

‫لقد تنالو لعض النحاة العرب النحو التحويملد لالدراسي لالبحث ح لال هنا كارت زلالالت دائري مثاو سبام حسان لابد العايا‬

‫لومساويل‪.‬لرةرا لعدم رضج الت رلي التحويملري اند ىاالن لقصورىا لادلاارري دبحالالت لاحثُت آخرينحفاد سملكنا مسملكا لساررا منااحا‬

‫ان تملك احملالالت الائري ل زلالالت لسع سبرات لنو‪ ،‬من النضج‪.‬‬

‫‪- 1‬مناىج الدرس النحوس يف العامل العريب يف الارن العشرين‪:‬د‪.‬اطا ادلوسىحرسالي دامعريح‪1992‬حص‪295‬‬
‫‪14‬‬

‫الفصل الثـانً‬
‫المتابعة والتطبٌق‬

‫‪ -1‬محاولة عبده الراجحً‪.‬‬


‫‪ -2‬محاولة محمد الخولً‪.‬‬
‫‪ -3‬محاولة مٌشال زكرٌا‪.‬‬
‫‪ -4‬محاولة عبد القادر الفهري‪.‬‬
‫‪ -5‬محاولة مازن الوعر‪.‬‬
‫‪ -6‬محاولة خلٌل عماٌرة‪.‬‬

‫إن استثمار مبادئ نظرٌة من النظرٌات النقدٌة والنحوٌة الؽربٌة أمر عهدناه فً وطننا العربً‪ ،‬الذي تعود‬
‫على االنتماء المعرفً الؽربً هادفا‪ ،‬من وراء ذلك‪،‬إلى تطوٌر منظوره الفكري وتوسٌع دائرة اهتمامه‪ .‬ال‬
‫ٌتجاه وجهاة واحادة تماو بجاوهر ا ااكار المطاروت‪ ،‬والمتمثار ف هناا ف فٌماا ٌعارؾ‬ ‫سٌما إذا كاان البحا‬
‫بالكلٌات الماتركة بٌن اللؽات‪،‬والتً تعاد ااعادة باطنٌاة تتكارر بالم امون نفساه وبالااكلنة المتفاوتاة مان‬
‫لسان إلى آخر‪.‬‬
‫لقد مثلت النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة موافا رئٌسا فً أبحا النحااة العر‪،،‬تاابعوا بأسساها وحقٌقتهاا وهادفها‬
‫وترصدوا محورها‪،‬فأرادوا بذلك صٌاؼة النحو العربً صٌاؼة جدٌدة تتجااو اصاور النظرٌاة الااكلٌة فاً‬
‫‪14‬‬

‫تفسااٌر النظرٌااة النحوٌااة العربٌااة‪ ،‬ذلااك القصااور الااذي كااان ماان أباار مظاااهره اطاارات المعنااى فااً التحوٌاار‬
‫للظاهرة اللؽوٌة‪،‬واالستناد فً درو النحو إلى تصنٌؾ وصافً ااكلً ال ٌقاول علاى تفساٌر الجانا‪ ،‬العمٌا‬
‫للتراكٌاا‪ ،‬اللؽوٌااة(‪ .)1‬وال ٌقااول علااى تفسااٌر كثٌاار ماان اونماااط اللؽوٌااة المركبااة التااً تعااود فااً حقٌقتهااا إلااى‬
‫مجموعة سالسر لؽوٌة أولٌة‪.‬‬
‫واد تبٌن تمثر النحاة العر‪ ،‬للمنهج التولٌدي‪ ،‬فً مختلؾ مؤلفاتهم اللؽوٌة‪ ،‬كر حس‪ ،‬منطلقه ورؤٌته ومادل‬
‫اسااتٌعابه‪،‬محاولٌن الوصااور إلااى مااا ٌالئاام النحااو العربااً بتقاادٌم وصااؾ داٌا للتراكٌاا‪ ،‬العربٌااة وتحوالتهااا‬
‫العدٌدة ومساٌرٌن فً الوات ذاته االتجاهاات التحوٌلٌاة مسااٌرة نظرٌاة تطبٌقٌاة تبلاورت فاً أبحاا كار مان‬
‫‪:‬عباااده الراجحً‪،‬محماااد علاااً الخاااولً‪ ،‬مٌااااار كرٌا‪،‬عباااد القاااادر الفاساااً الفهري‪،‬ماااا ن الوعر‪،‬خلٌااار‬
‫العماٌرة‪.‬ونحن هنا سنسٌر سٌرا تراتبٌا محاولٌن ا جابة عن مجموعة أسئلة منها‪:‬‬
‫_كٌؾ تتبع النحوي العربً المنهج التولٌدي التحوٌلً؟‬
‫_أهناك جدٌد م اؾ‪ٌ ،‬ستح الذكر؟‬
‫_ما مدل استٌعا‪ ،‬المنهج المقصود؟‬
‫_هر استجا‪ ،‬النحوي العربً لمثر تلك الدراسة؟‬
‫إن النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة رؤٌة جدٌدة فً بٌئتها الخاصة المتعلقة بالنحو الؽربً‪ ،‬و البٌئة العامة المتعلقة‬
‫بالنحو العام لمختلؾ اللؽات‪ .‬استطاعت أن تنقر الحٌاة اللسانٌة من مرحلة بنٌوٌة ترك على تحلٌر اوصوات‬
‫العالمٌة ‪،‬إلى مراح ر جدٌدة تمٌ ت باستخدام المنهج العلمً الذهنً لتحلٌار النحاو الااكلً‪ .‬فأصابس اوسالو‪،‬‬
‫االستنباطً االستنتاجً هم النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة‪ ،‬محاولة منها لارت و تعلٌر العملٌات الذهنٌة التً من‬
‫خاللها ٌمكن لإلنسان أن ٌتكلم جمال جدٌدة و ؼرٌبة عن مسمعه(‪. )2‬‬
‫ال اك أن ال حادٌ عان النظرٌاة التولٌدٌاة التحوٌلٌاة حادٌ مطاور لان تفٌاه هاذه الصافحات المتوا اعة حقاه‬
‫كامال‪ ،‬و فً الوات ذاته لن تجعر خطوطاه العرٌ اة مبهماة‪ ،‬ذلاك أنهاا ساتحاور الوااوؾ عناد أهام الوحادات‬
‫الكبرل التً تاكر محاور النظرٌة التً ال ٌجا‪ ،‬إؼفالهاا‪ .‬ولان نساتطرد –طاوٌال‪ -‬عان عنصارنا المطاروت‬
‫والم تعل بمحاوالت النحاة العر‪ ،‬فً استثمار ما أرسته نظرٌة تاومسكً فً دراسة اللسان الباري‪.‬‬
‫‪-1‬محاولة عبده الراجحً ‪:‬‬
‫ٌكاؾ عبده الراجحً عن أن التولٌدٌٌن ٌوجهون مسعاهم إلى إاامة نظرٌة عامة للؽة تصدر عن اتجاه عقلً‬
‫‪. Mentalistic‬وتنبنً هذه النظرٌة فً جوهرها على ما ٌمكن تسمٌته << بال نهائٌة اللؽة>> وٌارت عبده‬

‫( ‪ - )1‬نظرات فً النحو العربً ‪ /‬مرت ى جواد باار‪ ،‬مجلة كلٌة آدا‪ ،‬جامعة البصرة العدد‪ ، 11‬السنة التاسعة‪.105-104 ،‬‬
‫وانظر فً ذلك‪:‬‬
‫أصور تراثٌة فً علم اللؽة ‪ /‬كرٌم حسام الدٌن – ط‪ -3‬القاهرة‪ ،‬مكتبة اونجلو مصرٌة‪ ،1895 ،‬ص ‪.107-10‬‬
‫( ‪ -)2‬ا اٌا أساسٌة فً علم اللسان الحدٌ ‪ /‬ما ن الوعر‪ ،‬ط‪ ،1‬دار طالو ‪ ، 1899 ،‬ص ‪. 115 - 113‬‬
‫‪14‬‬

‫الراجحً ذلك حٌن ٌبٌن أن معنى الالنهائٌة اللؽوٌة ٌتمثر فً محدودٌة أصوات كر لؽة ومع ذلاك فننهاا تولاد‬
‫جمال ال نهاٌة لها(‪.)1‬‬
‫واد بٌن الراجحً أن توجه التولٌدٌٌن كان ٌدور حور ا نسان صاح‪ ،‬اللؽة ‪ Native Speaker‬فً مجتماع‬
‫لؽوي متجانو ٌعرؾ لؽته معرفة كاملة‪.‬‬
‫ومنطقً جدا أن ٌقؾ الراجحً عند عمااد النظرٌاة التولٌدٌاة المتمثار فاً ااقٌن هماا‪ :‬البنٌاة العمٌقاة والبنٌاة‬
‫السطحٌة واد ذكرهما باسم الكفاءة التحتٌة ‪ Underlying Competence‬واوداء اللؽاوي الفعلاً ‪Actual‬‬
‫‪ Linguistic Performance‬على الترتٌ‪.،‬‬
‫وتقدم لنا دراسة البنٌة اوولى التفسٌر الداللً للؽة أما الثانٌة فتقدم لنا(‪ )2‬التفسٌر الصوتً لها‪ .‬وٌ ٌؾ مبٌنا‬
‫أن القبور النحوي لجملة ما ال ٌتواؾ على المعنى المعجمً لعناصار الجملاة ولكناه ٌارتكن إلاى نظاام عمٌا‬
‫معٌن ٌمتلكه المتكلم وبه ٌستطٌع أن ٌمٌ جملة من أخرل‪.‬‬

‫وٌو س الراجحً ف ما ذه‪ ،‬إلٌه ف بأمثلة ادمها تاومسكً(‪:)3‬‬

‫‪1_Colorless green ideas sleep furiousl.‬‬


‫‪2_Furiously sleep ideas green colorless .‬‬
‫ٌكاؾ الراجحً عن أن النظر إلى الجملتٌن السابقتٌن ال ٌبصرنا إلى معنى ولكن ا نكلٌ ي ٌاعر أن الجملة‬
‫اوولى نحوٌاة ‪ Grammatical‬والثانٌاة << ؼٌار نحوٌاة >> ‪ Ungrammatical‬ون البنٌاة الساطحٌة فاً‬
‫اوولى تتواف مع اوانٌن البنٌة العمٌقة عنده(‪.)4‬‬
‫إن ما عر ه الراجحً فٌما ٌخاص اباور الجملاة النحاوي وعدماه أمار ٌساتواؾ منطلقناا التولٌادي التحاوٌلً‬
‫كما أاار إلٌه تاومسكً ف لقد ذكر ما ن الو عر أن تاومساكً ناادل باأن تكاون الجمار التاً تولادها القواعاد‬
‫مقبولة لدل المتحد فهو ٌعرؾ النحو بأنه << عملٌة تولٌدٌة وتحوٌلٌاة منظماة ومركباة ااادرة علاى إنتاا‬
‫جمر نحوٌة صحٌحة من خالر مستوٌات لؽوٌة عدة >>(‪.)5‬‬

‫( ‪ - )1‬النحو العربً والدرو الحدٌ (بح فً المنهج ) ‪ :‬د‪ .‬عبده الراجحً‪ ،‬دار المعرفة الجامعٌة ‪ ،1899 ،‬ص ‪– 113‬‬
‫‪.114‬‬
‫( ‪ - )2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.115 -114‬‬
‫( ‪ - )3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.111 -116‬‬
‫( ‪ - )4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫( ‪ - )5‬أنظر ا اٌا أساسٌة فً علم اللسان الحدٌ ‪ /‬ما ن الوعر ‪ ،‬ص ‪. 88– 89‬‬
‫‪11‬‬

‫ٌعااد العاماار النحااوي عنصاارا واحاادا ماان عناصاار لؽوٌااة أخاارل ٌمكنهااا أن تحكاام علااى الجملااة بالصااحة أو‬
‫الخطأ(‪.)1‬‬
‫والحقٌقة أن عبده الراجحً لام ٌقاؾ عناد النظرٌاة التولٌدٌاة التحوٌلٌاة فاً مراحلهاا المتطاورة بار وااؾ عناد‬
‫المرحلة اوولى من مراحلها << مرحلة البنى التركٌبٌة >>التً كانت تفتقر للبعد الداللً فً إعطاء مختلؾ‬
‫التفسااٌرات النحوٌااة دون أ ن ٌوسااع اتجاهااه إلااى العناصاار اوخاارل التااً تحاادد لنااا ماادل صااحة الجملااة ماان‬
‫خطئها‪.‬وٌ ٌؾ الراجحً ‪،‬إلى ماعر ه سابقا‪،‬جملة الاروط التً و احها تاومساكً فاً العملٌاة النحوٌاة‬
‫وهً‪:5‬‬
‫‪ٌ -1‬نبؽً على اواعد النحو أن تكون محدودة‪.‬‬
‫‪ٌ-2‬نبؽً على اواعد النحو أن تولد عددا ؼٌر محدد من الجمر اللؽوٌة‬
‫‪ٌ -3‬نبؽً على العملٌة النحوٌة أال تكون وصفٌة اكلٌة مستقلة عن العملٌة الداللٌة‬
‫المعنى‪ٌ.‬تجاو اهتمام التحوٌلٌٌن بالبنٌة العمٌقة والبنٌة السطحٌة إلى االهتمام بحدو المتكلم وااد أااار عباده‬
‫الراجحً إلى ذلك‪،‬مبٌنا أن ا نسان لٌو آلة تصدر أصواتا وفقا لعوامر خارجٌة‪.‬فالحدو لاٌو عاامال فرعٌاا‬
‫فً الدرو اللؽوي بر هوعامال جوهرٌا ٌحٌلنا إلى مسعى النظرٌة التولٌدٌة العام‪،‬ذي الصبؽة الكلٌة ا نسانٌة‬
‫اللؽوٌة‪.‬وٌؤخذ على الراجحً فً هذا المقار عادم تطرااه لمفهاوم الحادو الاذي أكاد علاى اٌمتاه فاً النظرٌاة‬
‫واكتفى با اارة إلى أنه عنصر جوهري‪.‬‬
‫لم ٌؽفر الراجحً ا اارة إلى المفاراة بٌن االتجاه الوصفً البنٌوي واالتجاه التحلٌلً التولٌدي‬
‫مبٌنا أن تاومسكً ٌنخرط فً سلك العقلٌٌن ‪ Rationalist‬الذٌن ٌرون أن العقر ا نسانً هاو‬
‫وسٌلة المعرفة على عكو الوصفٌٌن الذٌن ٌنتمون إلى التجرٌبٌٌن ‪ Empiricists‬ممان ٌارون‬
‫‪1‬‬
‫أننا نصر إلى المعرفة عن طرٌ التجربة‪.‬‬

‫أصول النظرٌة ‪:‬‬


‫لقد واؾ الراجحً عند أصور النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة مبٌناا تاأثر تاومساكً بمنااهج النحاو القدٌماة‬
‫التً هً أار‪ ،‬إلى ا نسان‪.‬وأور تلك المناهج ما اعتمده دٌكارت منطلقا ٌبر الفر الجوهري بٌن ا نسان‬

‫( ‪ - )1‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.100‬‬


‫(‪-)5‬المرجع الساب ‪،‬الصفحة نفسها‪.‬‬

‫‪–1‬المرجع الساب ‪،‬ص‪.199‬‬


‫‪-2‬النحو العربً والدرو الحدٌ ‪/‬بح فً المنهج‪،‬ص‪121.-118‬‬
‫‪-3‬المرجع الساب ‪،‬ص‪121.‬‬
‫‪-4‬ا اٌا أساسٌة فً علم اللسان الحدٌ ‪،‬ص‪.83‬‬
‫‪14‬‬

‫واآللة التً ابه بها الحٌوان‪ ،‬من حٌ الخ وع لمختلاؾ القاوانٌن‪ .‬و ٌااار هناا إلاى أن الحٌاوان لٌسات لاه‬
‫مرتبة متدنٌة من العقر و الاعور بر ال عقر له علاى ا طال ‪.‬وٌساتطرد الراحجاً بقولاه إن تلاك الحٌواناات‬
‫التً تمارو مهارات معٌنة ٌمتلكها ا نسان‪،‬ما هً فً الحقٌقة إال اساتجابة للتاأثٌر اآللاً الطبٌعاً(‪.)2‬وٌركا‬
‫دٌكااارت علااى العنصاار اللؽااوي ااادرة ممٌ ا ة لإلنسااان عاان الحٌااوان‪ ،‬وٌنتهااً دٌكااارت إلااى أن هناااك حقٌقااة‬
‫وا حة تؤكد أنه ال ٌوجد إنسان مهما ٌكن ؼبٌا إال و ٌمكنه أن ٌنقر أفكاره‪،‬وال ٌوجد حٌوان واحد مهما ٌكن‬
‫كااامال ٌسااتطٌع أن ٌفعاار ذلااك (‪ .)3‬وهااذا دلٌاار علااى أن الخلفٌااة الفكرٌااة أساسااٌة فااً ا فصااات عمااا نرٌااد أن‬
‫نقوله‪.‬وٌتواف هذا االتجاه مع مدلور اللؽة عند تاومسكً إذ اعتبرها عملٌة تولٌدٌة فعالة فً الاذهن البااري‬
‫(‪.)4‬‬
‫اادرة على الخل و ا بداع اللؽوي المنظم من خالر اانون نحوي عام فً اللؽات البارٌة كافة‬
‫و أاار الراجحً إلى أن فكرة التفرٌ بٌن الحٌوان وا نسان هو الذي أصر فكرة الجانا‪ ،‬الخاال فاً اللؽاة‬
‫‪،Creative Aspect‬وهذه الفكرة بدأت أكثر و وحا ورسوخا عند المفكر اولمانً ‪ Humboldt‬الذي ٌراه‬
‫تاومسكً صاح‪ ،‬ف ر كبٌر فً ربط اللؽة بالعقر‪.‬‬
‫وأهم ما ٌؤكده همبولت أن اللؽة << عمر العقر>> وهً الصوت المنطاو الاذي نساتطٌع باه أن نعبار عان‬
‫الفكر (‪،)1‬و ٌ ٌؾ إلى أن هناك دائما عوامر تكمان تحتهاا‪،‬وهو ماا أو احه تحات ماا أساماه<< ااكر اللؽاة‬
‫>>ماٌرا إلى أن هناك اكال خارجٌا)‪،‬واكال داخلٌا(ع وٌا)‪،‬وأن هاذا اوخٌار هاو اوهام ومنطلا الدراساة‬
‫(‪.)2‬‬
‫وهدفها‬
‫(‪)3‬‬
‫كما تعرض عبده الراجحً لطر التحلٌر النحوي‪ ،‬ولخصها فً ‪:‬‬
‫‪_1‬اواعاد الجمار المحادودة ‪ : Finite State Grammar‬و هاً التاً تفارض علٌناا نمطاا لؽوٌاا متسلساال‬
‫ٌسٌر وفا ااعادة االنتقااء ا جبارٌة‪،‬حسا‪ ،‬طبٌعاة المفاردات الاواردة فاً الانمط التركٌبً‪،‬فتجاد أن اختٌاارك‬
‫لكلمة معٌنة ٌتعٌن بمجاورتها كلمات أخرل تستل مها المفردة المنتقاة‪ .‬و اد عرض تاومسكً‪ ،‬لتو ٌس ذلك‬
‫المثار التالً ‪:‬‬
‫‪1- The man comes .‬‬
‫‪2- The men come .‬‬
‫إن البدء بكلمة (‪ٌ )the‬مكن أن ٌؤدي إلى اختٌار (‪ )man‬أو (‪ )men‬و لكان اختٌاار (‪ )man‬ال باد أن ٌاؤدي‬
‫إلى اختٌار (‪ )comes‬بدال من (‪ )come‬فً حٌ أن اختٌاار (‪ٌ )men‬اؤدي إلاى اختٌاار (‪ )come‬بادال مان‬
‫(‪.)comes‬‬

‫( ‪ - )1‬النحو العربً و الدرو الحدٌ ‪ /‬د‪.‬عبده الراجحً‪ ،‬ص ‪. 122‬‬


‫( ‪ - )2‬المرجع الساب ص ‪. 123‬‬
‫( ‪ - )3‬المرجع نفسه ص ‪. 129‬‬
‫‪14‬‬

‫(‪)1‬‬
‫وف المخطط التالً ‪:‬‬
‫‪Man‬‬ ‫‪Comes‬‬
‫‪The‬‬
‫‪Men‬‬ ‫‪Come‬‬
‫وٌمكن توسٌع الجملة السابقة بن افة ما ٌناس‪ ،‬التراكٌ‪ ،‬السابقة من مفردات كما ٌلً ‪:‬‬
‫‪The old man comes .‬‬
‫‪The old men come .‬‬
‫حس‪ ،‬المخطط التالً ‪:‬‬
‫‪Old‬‬
‫‪Man‬‬ ‫‪Comes‬‬
‫‪The‬‬
‫‪Men‬‬ ‫‪Come‬‬

‫واااد أاااار عبااده الراجحااً إلااى أن التولٌاادٌٌن اااد انتبهااوا إلااى عاادم نجاعااة هااذه الطرٌقاة‪،‬التً تقاادم لنااا جمااال‬
‫محدودة‪،‬وهاذا طبعاا ٌتناافى وحقٌقاة النظرٌااة التولٌدٌاة التاً تارل أن اللؽاة ااادرة إبداعٌاة ذهنٌاة‪ٌ ،‬تصاؾ بهااا‬
‫المتكلم ‪ -‬المستمع المثالً‪ .‬وتسمٌة هذه الطرٌقة سمة دالة على ما ذهبنا إلٌه‪.‬‬
‫‪ -2‬إنهااا الطرٌقااة الثانٌااة المقترحااة‪ :‬نمااوذ العبااارة‪ phrase structure:‬وٌرما إلٌهااا (‪ )2()ps‬واااد أاااار‬
‫(‪.)3‬‬
‫الراجحً إلى أن هذه الطرٌقة تابه طرٌقة التحلٌر ا عرابً فً النحو العربً إلى حد كبٌر‬
‫ٌو س الراجحً أن طرٌقة(‪)ps‬تحاور الوصور إلى علمٌة ااعدٌة‪،‬عن طرٌ االستعانة بمناهج االرٌا ٌات‬
‫والمنط ‪ .‬لنتأمر المثار التالً ‪:‬‬
‫)‪X + (Y x Z) (1‬‬
‫)‪X x (Y + Z) (2‬‬
‫إذا كانت ‪ .z=5، y=3 ، x=2 :‬فنن ‪:‬‬
‫(‪11 = x+ )y*z(  )1‬‬

‫( ‪ - )1‬انظر المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪. 128‬‬


‫( ‪ - ) 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ )ps( . 132‬ترجع فكرتها إلى طرٌقة ا عرا‪ )parsing( ،‬التقلٌدٌة ‪.‬‬
‫( ‪ - ) 3‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها ‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫(‪16 = x* )y*z(  )2‬‬


‫رورٌة فً فهم كثٌر من التركٌبات النحوٌة فمثال‪:‬‬ ‫إن مثر هذه اوسو – كما ٌرل تاومسكً –‬
‫‪ٌ Old men and women‬مكان أن تفهام علاى أنهاا ‪ (old men) and (old women(:‬أو ‪men (old :‬‬
‫‪ .)and women‬واعتمااادا علااى مااا تقاادم ‪ ،‬ااادم تاومسااكً طرٌقاة لو ااع نظااام القواعااد مسااتخدما الرمااو‬
‫المأخوذة فً اوؼل‪ ،‬من النحو التقلٌدي‪ ،‬وأهم هذه الرمو ‪:‬‬
‫‪Sentences = s‬‬ ‫‪noun = n‬‬
‫‪Verb = v‬‬ ‫‪article = t‬‬
‫‪14‬‬

‫‪.)1( verbe phrase = v، noun phrase = np‬والمهم من هذا كله هو الوصور إلى العناصر‬
‫المباارة اوساسٌة فً اللؽة حس‪ ،‬المخطاط اوتاً‪:‬‬
‫‪Sentence‬‬

‫‪NP‬‬ ‫‪VP‬‬

‫‪T‬‬ ‫‪N‬‬ ‫‪Verb‬‬ ‫‪NP‬‬

‫‪The‬‬ ‫‪man‬‬ ‫‪Hit‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪N‬‬

‫‪The‬‬ ‫‪Ball‬‬

‫ونتٌجة عدم كون هذه الطرٌقة صالحة لجمٌع الجمر النحوٌة فً بعاض اللؽاات كاان ااتارات طرٌقاة موساعة‬
‫أمر البد منه لتجاو اصور المرحلة السابقة‪.‬‬

‫‪-3‬طرٌقة النحو التحوٌلً‬


‫تتجه هذه الطرٌقة إلى تحلٌر البنٌة العمٌقة ثم البنٌة السطحٌة ‪ .‬وٌ ٌؾ الراجحً أن العملٌة هذه تف ً إلى‬
‫الوصور إلى الحدو عند صاح‪ ،‬اللؽة (‪ )2‬والسؤار هنا ‪:‬كٌؾ ٌتم ذلك ؟‪.‬‬
‫وهو ما لم نجاد لاه تو اٌحا أو مفسارا ٌسااعدنا فاً معرفاة ا دواجٌاة التحلٌار المختاوم بنتٌجاة حاور حادو‬
‫المتكلم ‪.‬وتعتمد هذه الطرٌقة على رمو المرحلة السابقة لها‪ ،‬مع اًء من التوسع‪ ،‬وف الخطوات التالٌة‬

‫( ‪- )1‬المرجع الساب ‪،‬ص ‪134 -133‬‬


‫( ‪- )2‬المرجع الساب ‪،‬ص ‪138-131‬‬
‫‪14‬‬

‫‪1- s‬‬ ‫‪NP+VP‬‬


‫‪2- VP‬‬ ‫‪Verb+NP‬‬
‫‪3- NP‬‬ ‫‪NP sing‬‬
‫‪NP PL‬‬
‫‪4- NP sing‬‬ ‫‪T+N‬‬
‫‪5- NP P‬‬ ‫‪T+N+S‬‬
‫‪6- T‬‬ ‫‪The‬‬
‫‪7- N‬‬ ‫)‪(man , ball, dear, dog, book‬‬
‫‪8- Verb‬‬ ‫‪Aux + V‬‬
‫‪9- V‬‬ ‫)‪(hit , take, bite, eat, walk, open‬‬
‫‪10- Aux‬‬ ‫)‪Tense (+ M) (+ have + en) + be + ing‬‬

‫‪11- Tense‬‬ ‫‪Presnt‬‬


‫‪Past‬‬
‫‪12- M‬‬ ‫) ‪(Will, can, may, shall, must‬‬

‫تساامس هااذه الطرٌقااة بتوسااٌع دائاارة االختبااار باااكر أااامر ماان الطرٌقااة ‪،2‬حٌ ا اااملت عناصاار ا فااراد‬
‫والجمع‪،‬واو منة واوفعار المساعدة‪.‬‬
‫وتنفرد هذه الطرٌقة أٌ ا بأنها عالجت البناء للمعلوم والبناء للمجهور‪.‬كما أاار عباده الراجحاً إلاى تطاوٌر‬
‫تاومسكً لهذه الطرٌقة الثالثة فً كتابه‪، Aspects Of Theory of syntax :‬م اٌفا ماا ٌعارؾ بالقواعاد‬
‫الداللٌة ‪ .‬ودون إؼفار لعملٌات التحوٌر‪،‬عرض عبده الراجحً القواعد المعتمد علٌها‪ ،‬وهً(‪:)1‬‬

‫‪ -1‬اواعد الحذؾ‬

‫( ‪ - )1‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.141 ،141‬‬


‫‪45‬‬

‫‪Deletion : a + b‬‬ ‫‪b( or a‬‬ ‫) ‪null‬‬


‫أي بحذؾ عنصر منها‪.‬‬

‫‪Replacement a‬‬ ‫‪ -2‬اواعد ا حالر ‪b :‬‬


‫‪Expansion a‬‬ ‫‪ -3‬اواعد التوسع ‪b+c :‬‬
‫‪Reduction a+b‬‬ ‫‪ -4‬اواعد االختصار‪c :‬‬
‫‪Addition a‬‬ ‫‪ -5‬اواعد ال ٌادة ‪b+a :‬‬
‫‪Permutation a+b‬‬ ‫‪ -6‬اواعد إعادة الترتٌ‪a+b : ،‬‬

‫إن ما ادمه عبده الراجحً عن النظرٌة التولٌدٌاة التحوٌلٌاة الٌمثار ‪-‬فاً الحقٌقاة‪-‬إال جا ءا ٌساٌرا مان مادتهاا‬
‫المرتبطة‪،‬وبصورة وا حة‪،‬بمرحلة الناأة (مرحلة البنى التركٌبٌة ‪.)1851‬‬
‫واد ات س ما ذهبنا إلى إاراره حٌن اكتفى بطر التحلٌر النحوي والتً مٌ ت المرحلة اوولى من النظرٌة‪.‬‬
‫وال نجد ذكرا للمكونات العملٌة اللؽوٌة‪ :‬المكون التركٌبً والمكون الداللً فالمكون الفونولوجً‪.‬‬
‫ومن الجوان‪ ،‬التً رك علٌها عبده الراجحً ما ٌعرؾ بتقبر الجملة النحوي‪،‬واد كان ذلك على حسا‪ ،‬ذكر‬
‫عوامر أخرل فً أولها العامر المعنوي‪.‬‬
‫ورؼم النظرة الموج ة لحقٌقة النحو التولٌدي التحوٌلً والمقدمة من ابر عبد الراجحً إال أننا ال نتجاهر‬
‫الخطوات العرٌ ة المبر ة للنظرٌة‪.‬‬
‫ومن عبده الراجحً إلى محمد علً الخولً‪ ،‬فماذا ادم ٌا ترل ؟‪.‬‬

‫‪_2‬محاولة محمد علً الخولً والفرضٌة المختارة‬


‫من بٌن المحاوالت التً استهدفت وصؾ النحو العربً على نمط القواعد التحوٌلٌة التولٌدٌة‪،‬والمتسمة بناوع‬
‫م ان الااامور‪،‬ما أنج ا ه محمااد علااً الخااولً (‪ 1891‬م)‪،‬معتماادا علااى مااا ادمااه تاااارل فلمااور فٌمااا ٌخااص‬
‫التركٌ‪ ،‬القاعدي الباطنً‪،‬ت اؾ إلٌه بعض التعدٌالت حتى ٌكون منطلقا لوصؾ اللؽة العربٌة(‪.)1‬‬
‫واد طور تاارل فلمور فر ٌته عن نظرٌة تاومسكً‪ ،‬فً نهاٌة الستٌنات‪.‬‬
‫ووجه التباٌن بٌن اال تجاهٌن وا س فً حقٌقة البنٌة العمٌقة عند كر منهما‪،‬فهً ف كما تبناهاا تاومساكً ابار‬
‫‪ 1811‬ف ال تستطٌع الواوؾ الداٌ على الفرو الداللٌة فً عبارات من نوع‪ <<:‬انفتس البا‪>> ،‬و<< علً‬
‫فااااتس البااااا‪>> ،‬و << الاااارٌس فتحاااات البااااا‪>> ،‬؛ ذلااااك أن الاااانمط النمااااوذجً اعتااااد اوسااااماء‪ << :‬البااااا‪،‬‬

‫( ‪ -)1‬اواعد تحوٌلٌة للؽة العربٌة ‪ /‬د‪.‬محمد علً الخولً‪ ،‬ط‪ -1‬الرٌاض‪ :‬دار المرٌخ ‪.16 ،1892 /‬‬
‫‪44‬‬

‫>>و<<علً>> و <<الرٌس>>فاعلٌن فاً البنٌاة العمٌقاة‪،‬فً حاٌن اتجاه فلماور إلاى أن الفعار فاً التراكٌا‪،‬‬
‫السااابقة الااذكر ٌقت ااً مو ااوعا وجوبٌااا (‪ )Theme‬هااو البااا‪ ،‬و(فاااعال جوا ٌااا) هااو علااً و(أداة) هااً‬
‫الرٌس‪،‬واد أطل على هذا التصنٌؾ << الرت‪ ،‬الداللٌة >>(‪.)1‬‬
‫ولم ٌقتصر تطوٌر فلمور على البعد الداللً للتراكٌ‪ ،‬بر تجاو ه إلاى البعاد الاداللً للكلماات ؛فاذه‪ ،‬إلاى أن‬
‫والمطار علاى‬ ‫الكلمات المترادفة على مستول البنٌة السطحٌة‪ ،‬لها فً الحقٌقة مدلوالت تحتٌاة فكلمتاا‪ :‬الؽٌا‬
‫سبٌر المثار‪،‬مترادفات سطحٌا ولكن لكر واحدة منهما داللتها العمٌقة الخاصة(‪.)2‬‬

‫محمد علً الخولً والفرضٌة المختارة‪:‬‬


‫لقااد اختااار الخااولً فر ااٌة فلمااور نموذجااا معاادال بمااا ٌالئاام اواعااد اللؽااة العربٌااة نفسها‪.‬وتااامر التعاادٌالت‬
‫الجانبٌن التالٌٌن‪:‬‬
‫‪_1‬أن ٌساتبدر بمصااطلس فعار (‪ )Verb‬عنااد تاومسكً‪،‬مصاطلس فعلااً (‪ )Verbal‬المقصاود بااه مااا‬
‫ٌامر الفعر والصفة (‪. )Adjective‬‬
‫‪_2‬أما التعد ٌر الثانً فهو تؽٌٌر مو ع كلمة <<جملة>>فً القانون الخامو من مواعاه ابار االسام‬
‫إلى مواعه بعد االسم‪ .‬فقد كان هذا القانون ابر التعدٌر‪:‬‬
‫حرؾ جر ‪ +‬معرؾ ‪ +‬جملة ‪ +‬اسم‪.‬‬ ‫العبارة االسمٌة‬
‫فأصبس التعدٌر‪:‬‬
‫حرؾ جر ‪ +‬معرؾ ‪ +‬اسم ‪ +‬جملة‪.‬‬ ‫العبارة االسمٌة‬
‫وسب‪ ،‬التعدٌر فً هذا القانون هو محاولة التبسٌط فً طرت القواعد اللؽوٌة ؛ فالجملة إذا وصافت االسام فاً‬
‫اللؽة العربٌة فننها تأتً بعده‪.‬‬
‫وتكون نتٌجة التعدٌر‪:‬‬

‫عبااارة فعلٌااة ‪ +‬محااور ‪ +‬مفعااور ؼٌاار مباااار ‪ +‬مكااان ‪+‬‬ ‫أ‪ -1‬اانون أساسً(‪ :)3‬الجوهر‬
‫أداة ‪ +‬فاعر‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -1،‬اانون أساسً (‪:)5‬الجوهر العبارة االسمٌة ‪ +‬جار ‪ +‬معرؾ ‪ +‬اسم ‪ +‬جملة‬
‫تبٌن تعدٌر الخولً فً القانونٌن الثال والخامو من اوانٌن فر ٌة فلمور‪ ،‬المتمثلة فً‪:‬‬
‫ماروطٌة ‪ +‬مساعد ‪ +‬جوهر‪.‬‬ ‫‪ -1‬الجملة‬

‫( ‪ -)1‬نحو نظرٌة لسانٌة عربٌة ‪ /‬ما ن الوعر‪ ،‬ط‪ ،1‬دما ‪ ،‬دار طالو للدراسات والترجمة والنار‪ ،1891 ،‬ص ‪.59-51‬‬
‫( ‪ -)2‬ا اٌا أساسٌة فً علم اللسان الحدٌ ‪ /‬ما ن الوعر – ‪.562‬‬
‫( ‪ - )3‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪44‬‬

‫المشررروطٌة ‪ :‬الااروابط الخارجٌااة‪ ،‬ظااروؾ ال مااان‪ ،‬أدوات االسااتفهام‪ ،‬أدوات النفااً‪ .‬وهااً الممثلااة للقااانون‬
‫الثانً‪.‬‬
‫مساعد‪ :‬اصطالت ؼائ‪ ،‬فً القواعد العربٌة التقلٌدٌة‪،‬لكنه موجود فً اواعد اللؽاة ا نجلٌ ٌاة وٌااار إلٌاه باف‬
‫(‪، )Ouxiliary‬وهو الكلمة التً تساعد أفعاال أخرل فً الصٌاؼة والمعنى(‪.)1‬‬
‫‪ - 2 -‬الماروطٌة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ – 3 -‬الجوهر فعر ‪( +‬محور) ‪ +‬مفعور به ؼٌر مباار ‪ +‬مكان ‪ +‬أداة ‪ +‬فاعر‬
‫الجوهر‪ :‬الج ء اوساسً من الجملة‪ ،‬الذي ٌحمر معناها الرئٌسً‪.‬‬
‫المحور‪ :‬وهو اصطالت ٌدر على الكلمة التً هً محور التركٌ فً الجملة‪.‬‬
‫محور‬ ‫‪-4-‬‬
‫مفعور ؼٌر مباار‬
‫(‪)3‬‬
‫العبارة االسمٌة‬ ‫مكان‬
‫أداة‬
‫فاعر‬

‫وٌنص هذا القانون على أنه با مكان تعوٌض أي من المفعور والمكان واوداة والفاعر بعبارة اسمٌة ‪.4‬‬
‫حرؾ جر ‪ +‬معرؾ ‪ +‬جملة ‪ +‬اسم ‪.‬‬ ‫‪ -5‬العبارة االسمٌة‬

‫وماااان اااااروط القااااانون الخااااامو أن العبااااارة االساااامٌة ٌجاااا‪ ،‬أن تاااااتمر علااااى عنصاااارٌن همااااا الجااااار‬
‫والمجرور(االسم)‪،‬كما أن العبارة االسمٌة اد تاتمر على معرؾ أو على جملة‪،‬و أن من الجائ أن ال تاتمر‬
‫(‪)5‬‬
‫على أي منهما "‬
‫وء النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة وذلاك بعاد‬ ‫تقدم محاولة الخولً وصفا للقواعد اللؽوٌة من رؤٌة جدٌدة‪،‬فً‬
‫إلمامه بأوجه التحلٌر وحقٌقة النظرٌة‪.‬‬

‫( ‪ - )1‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.63 - 62‬‬


‫( ‪ - )2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫( ‪ - )3‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫( ‪ - )4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 65‬‬
‫( ‪ - )5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪44‬‬

‫واد تحد الخولً عن العالاة القائمة بٌن أوجه التركٌ‪ ،‬اللؽوي والمتمثلة فً اد وجه ظاهري بوجه أصلً‬
‫باطنً المعتمد على اواعد تحوٌلٌة‪.‬‬
‫عن أصر الكالم الملفوظ وهو بنٌة عمٌقة تحتٌة بقوله‪ <<:‬إن التركٌ‪ ،‬الباطنً هو تركٌ‪ ،‬مجارد‬ ‫كما تحد‬
‫فر ً ٌتواؾ علٌه معنى الجملاة وتركٌبهاا بعاد أن تصابس تركٌباا ظاهرٌا‪.‬وباذلك ٌكاون التركٌا‪ ،‬الظااهري‬
‫حقٌقة فٌ ٌائٌة ملموسة ونستعمله إذا تكلمنا أو كتبنا >>‬
‫وٌستطرد الخولً حٌن ٌتجه إلى تو ٌس إااكالٌة اللؽاوٌٌن المتعلقاة باالكم الوصافً التركٌباً ( ‪Structural‬‬
‫من التراكٌ‪،‬‬ ‫من التراكٌ‪ ،‬الباطنٌة‪.‬وما ٌمكن أن ٌكون‪،‬من ذلك الوصؾ‬ ‫‪،)Discription‬الممكن تواعه‬
‫الظاهرٌة‪.‬ومن هنا كان االختالؾ حور النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة التً لم تعرؾ استقرارا منذ ناأتها(‪.)1‬‬
‫كما تعرض الخولً إلى الحدٌ عن مكونات التركٌ‪ ،‬اللؽوي العام محددا إٌاها فً القوانٌن التالٌة ‪:‬‬
‫‪-1‬اااوانٌن التركٌاا‪ ،‬اوساسااً (‪ ) phrase structure rules‬أو اااوانٌن التركٌاا‪ ،‬الباااطنً‪ ،‬وهااً اااوانٌن‬
‫تجرٌدٌة‪،‬ذات صبؽة امولٌة ‪.‬‬
‫‪-2‬اااوانٌن مفرداتٌااة (‪ ) lexical rules‬وهااً القااوانٌن التااً ٌااتم بواسااطتها وصااؾ مفااردات اللؽااة ماان حٌا‬
‫معناها ومبناها ‪.‬‬
‫‪ -3‬اوانٌن تحوٌلٌة‪:‬وهً القوانٌن التً ٌتم بموجبها تحوٌر التراكٌ‪ ،‬الباطنٌة إلى تراكٌ‪ ،‬ظاهرٌة‪.‬‬
‫‪-4‬اوانٌن مورفٌمٌة صوتٌة‪:‬و هً القاوانٌن التاً ت اع الكلماات المثبتاة فاً التركٌا‪ ،‬الظااهري فاً صاٌؽتها‬
‫النهائٌة ‪.‬‬
‫والحقٌقة أن هاذ ه القاوانٌن المقترحاة ٌمكان صاٌاؼتها بتجنا‪ ،‬التفصاٌر الملحاوظ فاً العنصار اوور‪ ،‬ذلاك أن‬
‫منٌا موجودة فً العنصر اوور‪ .‬ولو اخترنا أسلو‪ ،‬التفصٌر لما اكتفٌنا‬ ‫حقٌقة وجود العنصر الثانً تكون‬
‫باذكر القاوانٌ ن المفرداتٌاة فقط‪،‬بار تجاو ناهااا إلاى ذكار ااوانٌن الكتابااة وااوانٌن التفرٌاع فاالقوانٌن المعجمٌااة‪.‬‬
‫واالكتفاااء بااذكر المكااون اوساسااً‪،‬واوانٌنه واؾ لإلاااارة السااابقة‪ .‬وؼٌاار هااذا ٌفاارض علٌنااا أن نكاااؾ عاان‬
‫منٌة موجودة فً القوانٌن اوخرل‪.‬‬ ‫اوانٌن‬
‫إن مسارنا القاعدي‪،‬اد انطل من إبرا أهم القوانٌن اوساسٌة التً تبٌنها محمد علاً الخاولً والتاً أبر تهاا‬
‫نظرٌة فلمور فً خمو اواعد‪ ،‬حٌ تم التعدٌر فً القانونٌن الثال والخامو ‪ ،‬كما أو س ذلك الخولً‪.‬‬
‫وال نسااٌر علااى الاانمط المااألوؾ فااً عاارض المااادة العلمٌة‪،‬فقااد فصاالنا بااٌن نمطااٌن ااعاادٌٌن بمااادة نظرٌااة‬
‫استقص ائٌة وهم ركائ النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة‪.‬لنعود إلى نوع آخر من القواعد ٌمو البنٌة العمٌقة من‬
‫الكالم‪،‬وهو المعروؾ بف ‪ :‬اواعد التحوٌر‪.‬‬
‫وبالطبع فنن القوانٌن التحوٌلٌة ال تنطل من الفراغ ‪ ،‬بر تبدأ عند ما انتهت إلٌه القوانٌن المفرداتٌة‪.‬‬

‫( ‪ - )1‬انظر اواعد تحوٌلٌة للؽة العربٌة ‪ /‬د‪ .‬محمد علً الخولً‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪41‬‬

‫والحقٌقاااة أنناااا تجنبناااا إ اااافة عباااارة أخااارل تو اااس أن القاااوانٌن المفرداتٌاااة تبااادأ حٌااا انتهااات القاااوانٌن‬
‫اوساسٌة_كما ذكر ذلك الخولً_وهذا ون القوانٌن المفرداتٌة ج ء من القوانٌن الرئٌسٌة اوساسٌة التً تمثر‬
‫الصورة العامة لقوانٌن معٌنة‪،‬القوانٌن المفرداتٌة عنصر منها‪ .‬فقولنا بمثر تلك العباارة ٌجعلناا ؼٌار متمكناٌن‬
‫من معرفة حقٌقة المكونات اللؽوٌة‪.‬‬
‫وااد صااغ الخاولً ساتة وثالثاٌن اانوناا تحوٌلٌااا لتولٌاد تراكٌا‪ ،‬ظاهرٌاة‪،‬وتتو ع هاذه القاوانٌن فاً اواااكار‬
‫التالٌة‪:‬‬
‫القانون التحوٌلً(‪ :)1‬وهو اانون إجباري ٌتمثر فً حذؾ جار الفاعر‪.‬‬
‫مثار‪ :‬ماى من الولد‪.‬‬
‫‪ ‬ماى ففف ‪ +‬الولد‬
‫ٌستدر الخولً على وجود الجار ابر الفاعر بثبوت ذلك الجار عند تحوٌر الفعر إلى المصادر‪،‬فنقور‪ :‬المااً‬
‫من الولد‪.‬‬
‫إن البنٌة العمٌقة تفرض علٌنا إثبات المعنى الذي ٌفر ه التصور الذهنً والذي ٌفرض إدخاال مفرداتٌا أولٌا‬
‫تعقبه عملٌة الترتٌ‪ ،‬والسؤار هنا‪:‬‬
‫رورٌة أم ٌعتبر ٌادة ٌج‪ ،‬الواوؾ عندها‪،‬تمٌٌ ا لها عن ؼٌرها‬ ‫أٌعتبر ا دخار المفرداتً إ افة عاملٌة‬
‫من ال ٌادات؟‪.‬‬
‫وعلى كر‪ ،‬فلٌو هذا مو وعنا اآلن‪ ،‬فنحن فً صدد عرض و تتباع أوجاه القواعاد التحوٌلٌاة وماا ٌساتتبعها‬
‫من تعالٌ ‪.‬‬
‫القانون التحوٌلً (‪ : )2‬إجباري‪ ،‬حذؾ جار المفعور ‪:‬‬
‫ٌتمٌ هذا القانون بالحذؾ ا جباري لجار المفعور به‪،‬سواء كان هذا اوخٌر مباارا أو ؼٌر مباار‪.‬‬
‫مثار ‪ :‬فتس المفتات ‪ +‬ر ‪ +‬البا‪،‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪ ‬فتس المفتات ‪ +‬ففف ‪ +‬البا‪،‬‬
‫اروري لتفساٌر نماط مثار (فاتس المفتاات‬ ‫ٌاٌر الخولً إلى أن وجود الجاار فاً التراكٌا‪ ،‬ابار المفعاور باه‬
‫اروري لتأوٌار نماط مثار (أعطاى‬ ‫البا‪،)،‬بالنسبة إل ى المفعور به المباار‪.‬ومثر ذلك ا ثبات لحارؾ الجار‬
‫(‪.)2‬‬
‫الكتا‪ ،‬لسمٌر)‬

‫( ‪ - (1‬اواعد تحوٌلٌة للؽة العربٌة‪ ،‬ص‪. 115‬‬


‫( ‪ - (2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 116‬‬
‫‪44‬‬

‫إن المتأمر للتركٌ‪ ،‬الظاهري ‪( :‬فتس المفتات للبا‪ٌ )،‬جده ٌؤور إلى مفهوم معناوي داخلاً هاو (فاتس المفتاات‬
‫البا‪،)،‬وهو أمر ؼٌر افترا ً‪،‬بر تراه وااعا بنٌوٌا عمٌقا‪ٌ ،‬ااٌر إلاى حقٌقاة التركٌا‪ ،‬العمٌا وتمٌا ه علاى‬
‫السطس‪.‬‬

‫القانون التحوٌلً(‪ : )3‬إجباري‪،‬حذؾ المساعد ٌكون‪.‬‬


‫مثار ‪ٌ :‬كون ‪ +‬موجود الكتا‪ ،‬على الطاولة ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬فففف ‪ +‬موجود الكتا‪ ،‬على الطاولة ‪.‬‬
‫ٌكون ‪ +‬كبٌر البٌت‬
‫‪ ‬ففففف ‪ +‬كبٌار البٌت‪.‬ومماا ٌؤخاذ علاى الراجحاً فاً هاذا القاانون أناه ٌعارض الصاٌؽة (ٌكاون)بمعنى‬
‫الوجودٌة والكٌنونة ولٌو بالمعنى ال منً الذي ٌحمله المساعد الناسخ كان‪.‬وبالتاالً نقاور إناه ااد أخلاط باٌن‬
‫دالة الفعر الناسخ وداللة الكٌنونة التً تسٌرا سٌرا مؽاٌرا للفعر‪.‬‬
‫القانون التحوٌلً (‪( : )4‬اختٌاري)‪ ،‬تبادر المفعولٌن‬
‫ٌباٌن الخاولً أنااه بموجا‪ ،‬هااذا القاانون‪ٌ،‬جو تباادر الموا ااع باٌن المفعااور باه المبااار و المفعااور باه ؼٌاار‬
‫المباار‬
‫مثال ‪ :‬أعطى علً ‪ +‬كتا‪ + ،‬لسمٌر‬
‫‪ ‬أعطى علً لسمٌر كتا‪،‬‬
‫و التحوٌر هنا فً مرحلة أولى‪ٌ،‬كتمر بمنس العوامر النحوٌاة حركاتهاا ا عرابٌاة المالئماة‪ ،‬فٌصابس التركٌا‪،‬‬
‫(أعطى علً سمٌرا كتابا)‬
‫ووجو‪ ،‬استدراك الق اٌا المطروحة استدراكا منطقٌا أمر منطقً البد منه‪،‬حتى تستقٌم‬
‫الرؤٌةالعلمٌة وتت س أوجه الظاهرة اللؽوٌة المطروحة‪،‬و القواعد التحوٌلٌة نموذ لذلك‪.‬‬
‫والمتأمر فً القانون اوخٌر ٌجده ادم بصفة االختٌاار ذلاك أناه ٌجاو تقادٌم المفعاور باه ؼٌار المبااار علاى‬
‫المفعااور بااه المباااار‪.‬ونحن إذا تعاملنااا مااع هااذه الفكاارة م ان منظااور عقلااً تااأوٌلً ‪ٌ-‬حٌلنااا إلااى حقٌقااة البنٌااة‬
‫العمٌقة‪-‬نلحظ أن الفعر المتعدي ٌحدد مفعوال به أولٌا بالدرجة اوولى ومفعوال به ثانٌا (إذا كان الفعار ٌتعادل‬
‫إلى مفعولٌن)وؼٌر مباار بالدرجة الثانٌة‪.‬‬
‫اارورة االلتا ام الترتٌبااً‬ ‫فاانذا كااان الؽاارض اللؽااوي ال ٌتعاادل ماارء فجااوة إعالمٌااة لعملٌااة االتصااار‪،‬كانت‬
‫لعناصر الجملة الفعلٌة أمرا مفرو ا من محتول القواعد النحوٌة‪،‬إذ ٌكون الحفاظ فٌها على تتاابع المفعاولٌن‬
‫ج ءا ملموسا فً مختلؾ اومثلة والنماذ المقترحة‪.‬‬

‫( ‪ - (1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.119 -111‬‬


‫‪44‬‬

‫وانطالاا من ذلك المنطل ا بالؼً‪ٌ،‬كون لدٌنا النمط التركٌبً التالً‪ :‬فعار ‪ +‬فاعار ‪ +‬مفعاور باه مبااار ‪+‬‬
‫مفعور به ؼٌر مباار‬
‫مثار ‪ :‬منس هللا نعمة للعباد‪.‬‬
‫أما إذا كان الؽرض من الكالم اللؽوي ٌتمحور حور الجان‪ ،‬البالؼً وإحدا نوع من التأثٌر الفنً الجمالً‪-‬‬
‫وهو أمر ملموو فً النصوص اودبٌة بصورة جوهرٌة‪-‬كان االنتقاء اوسلوبً ٌفرض علٌناا تقادٌم المفعاور‬
‫به ؼٌر المباار على المفعور به المباار‪.‬فٌكون لدٌنا النمط التركٌبً اآلتً ‪:‬‬
‫فعر ‪ +‬فاعر ‪+‬مفعور به ؼٌر مباار ‪ +‬مفعور به مباار‪.‬‬
‫منس هللا العباد نعمة‪.‬‬
‫إن تو ٌحنا الماوج حاور ا اٌة تباادر المفعاولٌن ‪ٌ،‬مثار بصاورة مبااارة م امون القاانون الراباع الاذي‬
‫رورة فً تعدٌله بالاكر التالً‪:‬‬ ‫فنحن نرل‬
‫القانون الرابع ‪ٌ :‬جسد لنا ااعدتٌن‪:‬‬
‫الؽرض ا ٌصالً‪ :‬وٌكون الت ام الترتٌ‪ ،‬الطبٌعً فٌه أمرا واجبا‪.‬‬ ‫‪-一‬‬
‫الؽرض التواصلً‪ :‬وٌكون تبادر المفعولٌن فٌه أمرا جائ ا ‪.‬‬ ‫‪-二‬‬
‫القرانون التحرروٌلً (‪ : )5‬اااانون تقادٌم الفاعاار أو المحااور‪ ،‬و هاو اااانون إجباااري‪.‬و الوصاؾ التركٌبااً لهااذا‬
‫القانون هو‬
‫مساعد ‪ +‬فعلٌة ‪+‬فاعر محور‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫و ٌحد التؽٌٌر التركٌبً‪ ،‬بعد التقدٌم كما ٌلً ‪:‬‬


‫مساعد ‪ +‬فاعر محور ‪ +‬فعلٌة‬
‫حوكا‬ ‫‪ٌ ‬كون ‪ +‬الولد ‪+‬‬ ‫حوكا ‪ +‬الولد‬ ‫مثار ‪ٌ :‬كون ‪+‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬كان ‪ +‬عمر ‪ +‬عادال‬ ‫كان ‪ +‬عادر ‪ +‬عمر‬
‫والمالحظ أن التراكٌ‪ ،‬الناتجة‪ ،‬ال ت ار تحتا لعملٌات تحوٌلٌة أخارل‪ ،‬تجعلهاا تتااكر فاً أنمااط ظاهرٌاة‬
‫أبسط ‪ .‬و تتصر هذه التحوٌالت ‪ ،‬بصورة مباارة ‪ ،‬بحذؾ المساعد (ٌكون) ‪ ،‬خاصة ونحن نعارؾ أن مثار‬
‫تلك الكلمة ال ٌظهر فً البنى السطحٌة ومرده إلى البنٌة العمٌقة‪.‬‬
‫وأخالؾ – فً هذه النقطة بالذات‪-‬ما ا تجه إلٌه عطا الموسى فً رسالته ‪( :‬مناهج الدرو النحاوي فاً القارن‬
‫بٌن تبٌانا مبالؽا فٌه أن الولد لٌو فاعال ‪،‬على اعتبار أن (ٌكون) ال تحمر سمة الداللة على‬ ‫العارٌن)‪ ،‬حٌ‬
‫الحد ‪.‬‬
‫ونحن نحاور أن نبسط اومر أكثر من ذلك حتى تت س الصورة المحددة للوظٌفة النحوٌاة لكلماة (الولاد)‪،‬كما‬
‫ٌلً ‪،‬مثار‬
‫حوك الولد‬ ‫ٌكون‬
‫حوك‬ ‫‪ٌ‬كون الولد‬
‫حوك‪.‬‬ ‫‪ ‬الولد‬
‫تمثر هذه الجملة نمطا تركٌبٌا عمٌقا ٌعكو لنا وصفا تركٌبٌا هو ‪:‬‬
‫مساعد ‪ +‬فعلٌة ‪ +‬فاعر ‪ ،‬مساعد ‪ +‬فاعر ‪ +‬فعلٌة ‪.‬‬
‫‪ ‬فاعر ‪ +‬فعلٌة ‪)*(‬‬
‫حوك)وٌحمر العامر النحاوي (الولاد)‬ ‫ٌمثر لنا الوصؾ التركٌبً (*) النتا اوخٌر لعملٌة التحوٌر (الولد‬
‫وظٌفة الفاعر للصٌؽة القائمة مقام الفعر فً الداللة على الحد ‪.‬لٌكون الولد فااعال لاف( حوك) ولاٌو فااعال‬
‫ر(ٌكون)فالمفردة اوخٌرة ال تحمر السمة الجوهرٌة التً تجعلنا نحاكم بها وظائؾ العوامر اوخرل‪.‬‬
‫القانون التحوٌلً (‪ :)6‬اانون إدخار الحركات‪،‬وهو اانون إجبااري‪ٌ .‬جبار المفعاور باه والفاعار علاى تباادر‬
‫الموااع‪.‬والوصؾ التركٌبً له هو ‪ :‬فعر ‪ +‬مفعور به ‪+‬فاعر‬
‫تكااؾ لناا البنٌاة العمٌقااة الساابقة تقادم المفعااور باه علاى الفاعار‪.‬و اااد تجلاى لناا الترتٌاا‪ ،‬الطبٌعاً فاً البنٌااة‬
‫السطحٌة‪ :‬فعر ‪ +‬فاعر ‪ +‬مفعور به‪ ،‬اصد إعطاء معنى عادي محاٌد‪.‬‬

‫( ‪ - ) 1‬اواعد تحوٌلٌة للؽة العربٌة‪ ،‬ص ‪. 121 ، 121‬‬


‫‪44‬‬

‫و ٌاٌر الخولً إلى أن الت ام الترتٌ‪ ،‬الثانً ‪ ،‬الذي ٌقع فٌه المفعور به مواع الفاعر‪،‬إنما ٌكون اصد إحدا‬
‫عنصر التاوٌ و التأثٌر فً القارئ أو المستمع(‪.)1‬‬
‫القانون التحوٌلً (‪ ، )7‬اختٌاري‪ :‬حذؾ المفعور به‪.‬‬
‫ٌاٌر الخولً فً هذا القانون إلى أنه ٌجو حذؾ المفعور به‪ ،‬فاً حالاة إدراك الماتكلم والساامع لاه‪ ،‬انطالااا‬
‫(‪)2‬‬
‫من سٌا الكالم ومقام الحار أو بسب‪ ،‬كثرة االستعمار‬
‫والوصؾ والتركٌ‪ ،‬له‪:‬‬
‫فعر ‪ +‬مفعور به ‪ +‬فاعر‬
‫التؽٌر التركٌبً ‪:‬‬
‫فعر ‪ +‬فففف ‪ +‬فاعر‬
‫‪3 + 2‬‬ ‫‪+ 1‬‬
‫‪ + 1 ‬ففف ‪3 +‬‬
‫‪ ‬فعر ‪ +‬ففف ‪ +‬فاعر‬
‫‪ ‬فعر ‪ +‬فاعر ‪ +‬فف (نتٌجة التحلٌر)‬
‫مثار‪ :‬ار‪ + ،‬ماء ‪ +‬الولد‬
‫‪ ‬ار‪ + ،‬ففف ‪ +‬الولد‪ .‬وال ٌقؾ التركٌ‪ ،‬عند هذا الحد‪ ،‬بر ٌأخذ الترتٌ‪ ،‬الطبٌعً‪:‬‬
‫‪ ‬ار‪ + ،‬الولد ‪ +‬ففف ‪.‬‬
‫إن حذؾ المفعور به أمر ٌستح منا متابعة خٌاوط النظرٌاة والتطبٌا وحقٌقاة عوامار النحاو الوظٌفٌاة‪ .‬وماا‬
‫ادمه الخولً باأن ذلك الحاذؾ ال ٌجاد لاه عنادنا مادعما ومسااندا ذلاك أنناا نارل حاذؾ المفعاور باه ٌجعار‪-‬‬
‫وخاصاة علاى المساتول اللؽاوي الفصاٌس‪-‬االلتبااو باٌن الفعار المتعادي والفعار الاال م اائماا مان جدٌاد‪،‬وكأن‬
‫المعٌار الذي كان حدا فاصال بٌنهما لم ٌكن حدا مو وعٌا مؤسسا وأنه مجرد اتجاه انطباعً كان ٌج‪ ،‬عدم‬
‫االلت ام به‪.‬وهنا تكمن الخطورة ف ً عدم استٌعا‪ ،‬النظرٌة النحوٌة وؼٌا‪ ،‬عنصر الداة وال بط العلماً فاً‬
‫إاامة الحدود الفاصلة بٌن مختلؾ الوحدات النحوٌة‪ .‬لنتساءر من جدٌد‪:‬‬
‫‪ -‬أال تمثر اوسو اوولى المقدمة للطال‪ ،‬البنٌة اوولٌة فً اواعد اللؽة العربٌة ؟‪.‬‬
‫‪ -‬أال ٌسمس لناا التأوٌار اللؽاوي بتوساٌع دائارة االختٌاار حتاى بالنسابة ل فعاار الال ماةبأن‬
‫تصٌر متعدٌة جوا ا ؟‬
‫‪ -‬أم نعد ذكر مفعور الفعر المتعدي واجبا ؟‪.‬‬

‫(‪ - ) 2-1‬انظر اواعد تحوٌلٌة للؽة العربٌة‪ ،‬ص ‪. 123 – 121‬‬


‫‪44‬‬

‫إن الاارأي المتبنااى تبنٌااا مؤسسااا علااى المرجعٌااة النظرٌااة النحوٌااة‪ٌ،‬تٌس لنااا أن نعٌااد صااٌاؼة القااانون السااابع‬
‫صٌاؼة جدٌدة‪،‬وف النمط التركٌبً التالً‪:‬‬
‫القانون السابع (‪: )1‬‬
‫وتتم العملٌة التحوٌلٌة فً التركٌ‪ ،‬كاآلتً‪:‬‬ ‫فعر ‪ +‬فاعر ‪ +‬مفعور به‪.‬‬
‫مثار ‪  :‬ار‪ + ،‬الولد ‪ +‬ماء‬
‫ار‪ + ،‬ماء ‪ +‬الولد‬
‫‪ ‬ار‪ + ،‬الولد ‪ +‬ماء‬
‫‪ ‬ار‪ + ،‬الولد ‪ +‬ماء‬

‫القانون التحوٌلً (‪ :)8‬اختٌاري‪ ،‬تبادر اوداة والفاعر‪.‬‬


‫ٌجٌ هذا القانون تبادر اوداة والفاعر فً الموااع (‪ .)1‬وال نتف مع الباح فً أن نجعر اومر بهذه الصاورة‬
‫العامة ‪،‬بر نلجأ إلى نوع من التفصٌر المو س أكثر فنقور إن هذا القانون ذو اقٌن‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تبادر اوداة والفاعر أمر مرفوض‪ ،‬والت ام الترتٌ‪ ،‬الطبٌعً أمر واج‪ ،‬مثال (كت‪ ،‬الولد‬
‫بالقلم)‬
‫‪ - ،‬تبادر اوداة والفاعر أمار جاائ ‪ ،‬فاً حالاة كاان التركٌا مان ابار الماتكلم أو الساامع أو‬
‫اوداة‪ ،‬أو كان الؽرض التواصلً ٌهدؾ إلى خل نوع من التأثٌر فً القارئ‪ ،‬الذي كثٌرا ما‬
‫تاد انتباهه التراكٌ‪ ،‬المن احة عن المألوؾ‪.‬‬
‫مثال ‪( :‬كت‪ ،‬بالقلم الولد)‪.‬‬
‫القانون التحوٌلً (‪ :)9‬نسخ المكان (إجباري)‪.‬‬
‫ٌكرر هذا القانون ظرؾ المكان (‪ ،)Locative‬وٌ ع النسخة المكررة فً مقدمة الجملة‪ ،‬ماترطا أن ٌكاون‬
‫المحور نكرة‪.‬‬
‫مثار ‪ :‬كتا‪ + ،‬على الطاولة‪.‬‬
‫‪ ‬على الطاولة ‪ +‬كتا‪ + ،‬على الطاولة (‪.)2‬‬
‫وٌو ااس الخااولً أنااه إذا كااان المحااور معرفااة فاانن التحوٌاار ٌصاابس اختٌارٌا‪،‬فاللؽااة العربٌااة تجٌ ا أن تقااور‬
‫(الكتا‪ ،‬على الطاولة) و (على الطاولة الكتا‪.)3( )،‬‬

‫( ‪ - )1‬اواعد تحوٌلٌة للؽة العربٌة‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫(‪ - (2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫( ‪ - (3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪45‬‬

‫القانون التحوٌلً (‪ ،)11‬إجباري ‪ ،‬تعوٌض المكان‬


‫الوصؾ التركٌبً ‪:‬‬
‫مكان ‪ +‬محور‪ ،‬مكان‬
‫وٌاٌر الخولً إلى أن هذا الوصؾ الذي ٌكون مدخر القانون العااارهو نفساه مناتج القاانون التاساع‪ .‬واومار‬
‫ٌحتا إلى نوع من التو ٌس حور حقٌقة هذا المنتج وهو ما لم ٌار إلٌه الخولً وترك المو وع عاماا ذلاك‬
‫أن اوله (مدخر القانون العاار هو منتج القانون التاسع) ٌحتمر معنٌٌن أولهما تحدده البنٌة السطحٌة والثاانً‬
‫تحاادده البنٌااة العمٌقااة‪.‬ومما الاااك فٌااه أن ٌكااون المقصااود ماان الكااالم منااتج البنٌااة العمٌقااة فالوحاادات اللؽوٌااة‬
‫الموا ٌة لتركٌ‪ ،‬مثر‪:‬‬
‫مكان ‪ +‬محور‪ ،‬مكان‪ ،‬ال تظهر كلها على مستول البنٌة السطحٌة‪ ،‬التً تكتفً بذكر الجوهر فقط‪.‬‬
‫مثار‪ :‬على الطاولة ‪ +‬كتا‪ ،‬على‪ 1‬الطاولة‪.‬‬
‫بعد التعوٌض المكانً‪:‬‬
‫هناك ‪ +‬كتا‪ + ،‬على الطاولة‪.‬‬
‫وٌسااتطرد الخااولً فااً ا اااارة إلااى هااذا القانون‪،‬مو ااحا عملٌااة الماارور اوولٌااة بنسااخ المكااان‪،‬ثم القااانون‬
‫العاااار‪،‬وهو اااانون تعااوٌض ا لمكان‪.‬واااد ٌتساااءر الطالاا‪ ،‬لماااذا ال ٌ اااؾ التعااوٌض مباااارة إلااى القااانون‬
‫المقصود دون حاجة إلى المرور بالقانون التاسع؟‪.‬‬
‫إن مثر هذا االستفسار اد أجا‪ ،‬علٌه الخولً حٌن بٌن أن القواعد التحوٌلٌة ال تامر إ افة مفردات بطرٌقة‬
‫اعتباطٌة وخاصة أن اومر ٌتعل بن افة مفردات ذات محتول والتاً تعتبار مان اختصااص القاوانٌن المفار‬
‫داتٌة ولٌو من اختصاص القوانٌن التحوٌلٌة‪،‬التً ٌدور عملها حاور عملٌاات الحاذؾ أو النساخ أو التقادٌم أو‬
‫التبادر أو التعوٌض لتلك المنتقاة من ابر القوانٌن المفرداتٌة‪.‬‬
‫القانون التحوٌلً(‪ :)11‬إجباري‪ ،‬تبادر المحور والمكان‪.‬‬
‫الوصؾ التركٌبً له‪ :‬محور ‪ +‬مكان‪.‬‬
‫ٌحد التبادر بٌن المحور والمكان‪ ،‬وٌكون تبادال إجبارٌا إذا كان المحور نكرة‪.‬مثار ‪ :‬كتا‪ ،‬على الطاولة‬
‫‪ ‬على الطاولة كتا‪.،‬‬
‫وٌعتبر القانون (‪ )11‬بدٌال للقانون التاسع‪ ،‬ومن ذلك كان مد خولهما واحدا (‪.)2‬‬
‫القانون التحوٌلً(‪ :)12‬اختٌاري‪ ،‬تحوٌر المبنً للمجهور‪.‬‬

‫(‪-) 1‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.128-129‬‬


‫( ‪ - (2‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.131 – 128‬‬
‫‪44‬‬

‫الوصؾ التركٌبً له‪:‬فعر ‪ +‬اسم ‪( +‬جار‪ ،‬فاعر)‪ٌ ،‬اار إلى وحدات هذا الوصؾ باورااام (‪ )1،2،3‬فٌكاون‬
‫فعر ‪ +‬اسم ‪(  +‬جار‪ ،‬فاعر) ‪.‬‬
‫‪. 3 2‬‬ ‫‪ 1‬‬
‫وتاٌر عالمة الرام (‪ )3‬إلى إمكانٌة حذؾ الفاعر فً التركٌ‪ ،‬الناتج‪،‬أما تؽٌر الهٌئة الااكلٌة للارام ‪ ،1‬الاذي‬
‫أصابس ‪ ، 1‬فهاو إااارة إلاى أن الوحادة اوولاى لام تتؽٌار كلٌا‪،‬بار طارأ علٌهاا تعادٌر ماا لتحوٌلاه مان صااٌؽة‬
‫المعلوم إلى صٌؽة المجهور (‪.)1‬‬
‫مثار‪ :‬كت‪ + ،‬رسالة ‪ +‬من الولد‬
‫كت‪ + ،‬رسالة ‪ +‬من الولد (‪  )2‬كتبت الرسالة‪.‬‬
‫وٌاٌر الخولً إلى أن القوانٌن المفرداتٌاة تحتاو ي علاى الفعار المبناً للمعلاوم فقاط‪،‬وأن التحوٌار إلاى صاٌؽة‬
‫المبنً للمجهور هو من اختصاص القوانٌن التحوٌلٌة بما ٌتبع ذلك من جوا حذؾ الفاعر‪.‬‬
‫وٌ ٌؾ الخولً مرة أخرل مو حا فكرته بأن تلك القوانٌن التحوٌلٌة ذاتها ال تعطٌنا صاٌؽة الفعار المبناً‬
‫للمجهااور ذاتهااا ون ذلااك سااٌبعده ا عاان هاادفها‪،‬وإنما تتاارك مثاار تلااك المهمااة للقااوانٌن المورفٌمٌااة الصااوتٌة‬
‫(‪.)Morphomic Rules‬و ماادا النظاار فااً كااالم الخااولً الساااب ‪ٌ،‬جده ال ٌخلااو ماان التنااااض فتااراه ٌثباات‬
‫اختصاصٌة القوانٌن التحوٌلٌة فً تحوٌر صٌؽة المبنً للمعلوم إلى صٌؽة المبنً للمجهور‪،‬بصرٌس العباارة‪،‬‬
‫نفٌه بقوله (وتترك هذه الوظٌفة للقوانٌن المورفٌمٌة الصوتٌة (‬ ‫ثم ٌنفً ذلك نفٌا مباارا ثباته اوور‪،‬وٌع‬
‫‪ .) Morphemic Rules‬ونحن نرل أن تؽٌر صٌؽة الكلمة المبنٌة للمعلوم إلى صاٌؽة المبناً للمجهاور هاو‬
‫بعد ٌتعل ببنٌة صوتٌة فونولوجٌة‪ ،‬ولنتتبع ذلك فً المثار التالً‪:‬أكر الولد التفاحة‪.‬‬
‫‪ ‬أكلت التفاحة من ابر الولد‪.‬والمتحور إلى التركٌ‪ ،‬النهائً ‪:‬أكلت التفاحة‪.‬‬
‫إن إمعان النظر فاً المثاار السااب ٌكااؾ عان واااع لؽاوي ال ٌمكان تجااو ه ؛ فاالتؽٌر الاذي حاد ااد ماو‬
‫بصااورة مبدئٌااة الفعاار ( أكاار) وهااو ٌنتمااً إلااى سلساالة البنااى الجدٌاادة المتولاادة علااى المسااتول الفونولااوجً‪.‬‬
‫والتحور الذي ٌمكننا حقا التحاد عناه وإرجاعاه إلاى القاوانٌن التحوٌلٌاة هاو إعاادة ترتٌا‪ ،‬العوامار النحوٌاة‬
‫وإعطاؤها الحركة المالئمة لوظٌفتها النحوٌة‪.‬‬

‫( ‪ - (1‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫(‪-)3‬المرجع الساب ‪،‬ص‪.132‬‬
‫‪44‬‬

‫القانون التحوٌلً‪:16‬‬
‫اااانون إدخااار الحركااات‪ :‬وهااو اااانون إجباااري‪ ٌ :‬ااٌؾ هااذا القااانون‪،‬وف تصااور الخولً‪،‬لكاار اساام معاار‪،‬‬
‫حركته المالئمة لو عه النهائً فً الجملة ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫واد تمثر الخولً وصفه التركٌبً‪:‬‬
‫اسم مسبو بجار ‪ -‬معرفة‬ ‫و‪+‬‬
‫اسم مسبو بجار ‪ -‬معرفة‬
‫اسم مبتدأ أو فاعر ‪ -‬معرفة‬
‫اسم مبتدأ أو فاعر ‪ -‬معرفة‬
‫اسم مفعور ‪ -‬معرفة‬
‫اسم مفعور ‪ -‬معرفة‬

‫( ‪ - )1‬انظر المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.138‬‬


‫فً هذا الوصؾ‪ ،‬و تؽطً أٌة عناصر محتملة التواجد فً التركٌ‪.،‬‬
‫كر اسم اد ٌكون ‪ +‬معرفة أو – معرفة بمعنى (معرفة أو نكرة)‪ ،‬وهً صفة ت}ثر فً التؽٌر الذي سٌطرأ على االسم‬
‫* ٌدر القوسان على التؽٌر الموا ي‪ ،‬فاالسم النكرة المسبو بالجار ٌ اؾ إله إن وهً التنوٌن المكسور‪ .‬وإذا كان االسم‬
‫معرفة أ فنا إلٌه أو هً الكسرة ‪ ،‬وتمثر (أن) التنوٌن المرفوع إذا كان االسم مبتدأ أو فاعال ونكرة‪ ،‬أما إذا كان معرفة ت اؾ‬
‫إلٌه أو هً ال مة‪ ،‬إذا كان نكرة ومفعوال ت اؾ له (أن) ‪،‬أما (أ) فتقابر الفتحة للنكرة‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫وٌح التؽٌر التركٌبً‪ ،‬كمرحلة تالٌة كما ٌلً‪:‬‬


‫اسم ‪ +‬إن ‪ +‬إن‬ ‫و‪+‬‬
‫اسم ‪ +‬إ‬
‫اسم ‪ +‬أن‬
‫اسم ‪ +‬أ‬
‫اسم ‪ +‬أن‬
‫اسم ‪ +‬أ‬

‫مثار‪ :‬كت‪ ،‬سمٌر رسالة على الطاولة‪.‬‬


‫‪ ‬كت‪ ،‬سمٌر رسالة على الطاولة‪.‬‬
‫واد رأل عطا الموسى أن ما اتجه إلٌه الخولً‪ ،‬ال ٌبٌن أن بنمكان مثر هذا القانون أن ٌعطً اوفعار المعربة‬
‫ما ٌناسبها من الحركات وال ٌنبنً على أساو سلٌم داٌ ‪،‬ونرل ما أو حه الخولً كافٌا لتجلٌة إاكالٌة عطا‬
‫الموسى(‪.)1‬ومما ال اك فٌه أن كر باح ٌعرؾ أن كر جملة فعلٌة‪،‬البسٌطة منها والمركبة‪ ،‬تعكو لناا أفعااال‬
‫سواء كانت بصٌؽة الما ً أو الم ارع أو اومار وفاً كار نماط فعلاً بساٌط‪ٌ،‬تبٌن لناا فعار واحاد بعالمتاه‬
‫ا عرابٌة التً ٌستل مها مباارة‪،‬فنذا كان ما ٌا‪ ،‬بنً على الفاتس‪ ،‬وإذا كاان م اارعها رفاع وإذا كاان أمارا‬
‫بنً على السكون أو الكسرة النائبة‪.‬والسؤار المطروت ‪:‬‬

‫مع أي وحدة نحوٌة سٌحد االختالؾ الحركً ا عرابً بخصوص ذلك الفعر ؟‪.‬‬
‫إن الفعر وحدة مستقلة اكلٌا بذاتها وحركتها‪ ،‬و طبٌعً جدا أن ٌتفرد الفعر بحركة من الحركاات ا عرابٌاة‬
‫المقترحة سابقا‪ ،‬دون أدنففى التباو وهذا ما ال ٌتوفر لالسم فً الجملة الفعلٌة‪.‬‬
‫مثال ‪:‬‬
‫أكر الولد التفاحة‪.‬‬
‫ٌأكر الولد تفاحة‪.‬‬
‫كر التفاحة‪.‬‬
‫ٌ اؾ إلى ما أارنا إلٌه سابقا‪ ،‬فً نطاا الارد علاى اتجااه عطاا الموساى‪ ،‬اولاه باأن الحكام علاى االسام مان‬
‫حٌ كونه معربا أو مبنٌا‪،‬لٌو موكوال إل ى القاوانٌن المعجمٌاة حسا‪ ،،‬فالماادة اللؽوٌاة الماأخوذة عان العار‪،‬‬

‫( ‪ - )1‬مناهج الدرو النحوي فً القرن العارٌن‪ ،‬عطا الموسى‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬الفصر الخامو‪ ،‬المنهج النحوي التولٌدي‪،‬‬
‫ص ‪.246‬‬
‫‪41‬‬

‫بمختلؾ اواكار التقعٌدٌة‪،‬لها تأثٌر فاً هاذا المجاار‪ .‬وٌحسان هناا أن نو اس هاذا اومار باالنمط االساتفهامً‬
‫التالً‪:‬‬
‫‪-‬ما طبٌعة القوانٌن المعجمٌة ؟‪.‬‬
‫‪-‬ما أصلها‪ ،‬وما حقٌقتها وما أهدافها ؟‪.‬‬
‫تكونت القوانٌن المعجمٌة من مادة أولٌة مرجعها ما نقر عن العر‪ ، ،‬فما الفر بٌن ماا أ اافه الخاولً وماا‬
‫نبه على عطا الموسى ؟‪.‬‬
‫وال نرل فً الحقٌقة فراا بٌن تو ٌس الخولً وحدٌثه عن القوانٌن المعجمٌة وبٌن ما رآه عطا الموسى بعادا‬
‫مؽفال ال بد من االلتفات إلٌه ؛فالجوهر واحد والصٌاؼةمتباٌنة‪.‬‬
‫القانون التحوٌلً (‪ :)36‬اختٌاري‪ ،‬حذؾ << موجود >>‬
‫الوصؾ التركٌبً‪:‬‬
‫‪ +‬موجود ‪ +‬موجود‪ ،‬مكان‪.‬‬ ‫كان‬
‫ٌكون‬
‫التؽٌر التركٌبً‪:‬‬
‫‪ +‬ف ‪ +‬موجود‪ ،‬مكان‪.‬‬ ‫كان‬
‫ٌكون‬
‫ٌاٌر الخولً إلى أن حذؾ كلمة << موجود >> اختٌاري (‪.)1‬‬
‫مثار‪ :‬كان موجود الكتا‪ ،‬على الطاولة‪.‬‬
‫‪ ‬كان ‪ +‬ف ‪ +‬الكتا‪ ،‬على الطاولة‪.‬‬
‫امنٌا علاى‬ ‫وال نوافقه فً هذا الطرت‪،‬ونرل أن حذؾ << موجود>>إجباري‪،‬ذلاك أن كلمة<<كان>>تادر‬
‫معنى الوجود فحتى وهاً محذوفاة فنناك تجاد العباارة <<كتاا‪ ،‬علاى الطاولاة>> تادر علاى مفهاوم الكٌنوناة‬
‫والوجود‪.‬أما إذا خصصنا وجود الكتا‪ ،‬على الطاولة فاً فتارة منٌاة معٌناة‪،‬فنن ذكار (كاان) كااؾ لتو اٌس‬
‫المقصود وال حاجة أبدا لذكر موجود‪،‬ون كلمة (موجود) تولد لنا النمط التكراري الذي ال معنى له هنا‪.‬‬
‫وتثٌر هذه المسألة‪ ،‬ا ٌة لؽوٌة مهمة هً‪ :‬هر التكرار من عناصر التحوٌر؟‪.‬‬
‫إاكار لؽوي مطروت سٌجد تأوٌال عند باح آخر‪،‬ولن أاؾ عند م امٌنه ونه لٌو مرتك دراستنا‪.‬‬
‫ونخلص إلى أهم ما ٌلحظ على محاولة الخولً‪:‬‬
‫_ إن أور وصؾ‪،‬وصؾ به الخولً نظرٌاة فلماور هاو البسااطة‪ ،‬التاً تساتدعً انتقااء نمااذ وا احة لؽوٌاا‬
‫فكرٌا‪ ،‬تمثر المحاور اوساسٌة التً تجن‪ ،‬الطال‪ ،‬عدم االكتفاء من جهة‪،‬والتفصٌر المكرر ااعادٌا والمفهاوم‬

‫( ‪ - )1‬اواعد تحوٌلٌة للؽة العربٌة‪ ،‬ص ‪.116‬‬


‫‪44‬‬

‫منٌا عند الطال‪ ،‬الباح ‪ .‬تباٌن لناا عادم التا ام الخاولً بمبادأ البسااطة عنادما و اع ‪ 36‬اانوناا‪ ،‬تعاود فاً‬
‫مجملها إلى عدد أار بكثٌر من القوانٌن المطروحة‪.‬‬
‫_ؼٌا‪ ،‬النظرة اللؽوٌة الداٌقة التً تحسم السؤار المطروت‪ ،‬فهو كثٌرا ماا طارت القاوانٌن (ساواء االختٌارٌاة‬
‫أو ا جبارٌة) بصورة عامة ٌمكن للطال‪ ،‬أن ٌو حها تو ٌحا ٌواف ما اتجه إلٌه وتو ٌحا آخر ٌنااض ما‬
‫أراده الطرؾ اوور (الخولً)‪.‬‬
‫_لم ٌتطر الخولً لجمٌع اوانٌن التحوٌر كما نصت علٌها نظرٌة تاومسكً‪،‬وهذا ٌدر على النظرة الج ئٌة‬
‫وعدم ا لمام الكافً بخٌوط النظرٌة‪.‬‬
‫_التكلؾ والتعقٌد فً استعمار بعض المصطلحات الوا حة فً حقٌقتها‪،‬مثر‪ :‬الماروطٌة‪ ،‬المحور‪ ،‬عالمات‬
‫النص‪ ،‬والرفع والجر‪.‬وهو أمر ٌنااض مبدأ البساطة الذي نادل به مسبقا‪.‬‬
‫_ ؼٌا‪ ،‬المنهجٌة اللؽوٌة فً تو ٌس مختلؾ القاوانٌن‪،‬فكثٌر مان اومثلاة التاً ٌعر اها الخاولً انطالااا مان‬
‫الجملة الملفوظة إلى بنٌتها العمٌقة ‪ ،‬اد خ عت لعملٌة التحوٌار‪ ،‬هاً المناتج اوخٌار عناده وبعادها تاراه ٌقار‬
‫بعدم اكتمار ذلك المنتج وهً منهجٌة لم تخ ع لها جمٌع اومثلة‪ .‬والسؤار هنا ‪:‬‬
‫‪ -‬أكان على الخولً أن ٌتبع نمطا واحدا‪،‬وهو النمط السائر مع مكونات التركٌ‪ ،‬اللؽوي؟‪.‬‬
‫فواوفه عند منت ج ال ٌ ار ٌحتا إلى اوانٌن التحوٌر ٌواع االلتباو حور حقٌقة البنى المولدة‪.‬‬
‫ثاام إن عااددا ماان القااوانٌن التااً ذكرهااا تحاات عنااوان << اااانون تحوٌاار كااذا >>هااً اااوانٌن ذات سااماحة‬
‫ارورة لاذكرها فاً‬ ‫خاصة‪،‬أي أن كال منها ٌخص مو وعا نحوٌا واحدا بعٌنه‪،‬كالمفعور وجله(‪)1‬ماثال‪،‬وال‬
‫إطار اوانٌن عامة ون حصرها صع‪ ،‬ومرد ذلك ٌعود إلى كثرة مو وعات النحو العربً‪.‬‬

‫‪ -3-‬محاولة مٌشال زكرٌا‪:‬‬


‫من الباحثٌن العر‪ ،‬المعاصرٌن الذٌن تأثروا بنظرٌة تاومساكً مٌااار كرٌاا‪ ،‬باحثاا حااور رصاد‬
‫أهم المحاور النظرٌة واواكار النموذجٌة اللؽوٌة والرؤل الفلسفٌة الفكرٌة التً تقوم علٌها النظرٌة المعنٌة‪.‬‬
‫ٌاٌر كرٌا إلى الفرو التً تفصر بٌن اولسنٌة البولومفٌدٌاة واولسانٌة التاومساكٌة‪ ،‬فااوولى تصادر علاى‬
‫إهمار المتكلم فً البح اولسنً على حٌن أن (المتكلم) هو مو وع الدراسة عند التولٌدٌٌن‪ ،‬مان حٌا هاو‬
‫اادر على إنتا عادد ال م تنااه مان الجمار‪ .‬وٌ اٌؾ مٌااار كرٌاا باأن القواعاد التحوٌلٌاة تهادؾ إلاى تحلٌار‬
‫الجمر اوصولٌة‪ ،‬وتتخذ اكر أولٌة تولٌدٌة تنتج‪ ،‬بواسطة عدد محدد من القواعد والرماو ‪ ،‬عاددا ال متناهٌاا‬
‫من الجمر (‪.)2‬واد أاار مٌاار كرٌا إلى مصطلس الكفاٌة اللؽوٌة واوداء الكالمً‪،‬مو احا أن اوولاى هاً‬

‫(‪ - )1‬مناهج النحو العربً فً القرن العارٌن عطا الموسى ‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫( ‪ -)2‬اولسنبة التولٌدٌة التحوٌلٌة واواعد اللؽة العربٌة‪ ،‬مٌاار كرٌا‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪44‬‬

‫معرفة المتكلم ال منٌة بقواعد اللؽة‪.‬وأن اوداء الكالمً (البنٌاة الساطحٌة)‪ ،‬تمظهار هاذه المعرفاة فاً عملٌاة‬
‫التكلم اآلنً وٌستطرد بقوله‪،‬إن تاومسكً اد أفصس عن أن اوداء الكالمً ال ٌخلوعادة من بعض االنحراؾ‬
‫كرٌاا فكاره النظاري حٌا ٌعطٌناا‬ ‫عن اوانٌن اللؽة‪ .‬لذلك فهاو ال ٌعكاو مبااارة الكفاٌاة اللؽوٌاة(‪.)1‬وٌتاابع‬
‫إمكانٌااة التمٌٌ ا بااٌن مفهااوم القاعاادة فااً النظرٌااة التولٌدٌااة التحوٌلٌااة عاان القاعاادة المعمااور بهااا فااً القواعااد‬
‫التقلٌدٌة‪ ،‬فالقاعدة بالنسبة للؽوٌٌن تنص عامة على السلوك اللؽوي الواج‪ ،‬اتباعه الستعمار الكالم االستعمار‬
‫الصحٌس‪ ،‬بحس‪ ،‬اوصور المو وعة‪ .‬بالمقابر تعطً القاعدة بنظرٌتنا‪،‬المعلومات الال مة لتولٌد كر الجمار‬
‫الصحٌحة المحتملة الصٌاؼة دون سواها فً اللؽة؛ أي أن القاعدة تمنع‪ ،‬فً الواات نفساه‪ ،‬تولٌاد الجمار ؼٌار‬
‫الصحٌحة‪ ،‬إنها ااعدة <<إعادة الكتابة>> أي أنها تعٌد كتابة رم ٌاٌر إلى عنصر معٌن من عناصر الكالم‬
‫برم آخر أو بعده رمو ‪ ،‬مثال‪ ،‬على ركن إسنادي (مؤلؾ من فعر وفاعر ومفعور به وابه جملة عائدة إلى‬
‫الفعر) وعلى ركن تكملة ٌمكن أن ٌتمثر بالقاعدة التالٌة‪:‬جملة ‪ ‬ركن ا سناد ‪ +‬ركن التكملة‪2.‬ونقرأ السهم‬
‫ف كما ٌاٌر مٌاار كرٌا ف بوصافه تعلٌماة تق اً بنعاادة كتاباة الرما الواااع علاى الٌماٌن بواساطة الرماو‬
‫المتتابعة الوااعاة علاى الٌساار‪ .‬فانالحظ أن الرما االبتادائً ٌمكان أن نساتبدر باه الرما ٌن المتتاابعٌن‪ :‬ركان‬
‫ا سناد وركن التكملة(‪. )3‬وٌحسن بنا‪ ،‬هنا‪ ،‬أن نورد بهدؾ التو ٌس‪ ،‬القواعد البسٌطة‪ ،‬والماأخوذة مان اواعاد‬
‫اللؽة العربٌة‪:‬‬

‫( ‪ -)1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪21-13‬‬


‫(‪-)2‬المرجع الساب ‪،‬ص‪.32‬‬
‫( ‪ -)3‬أنظر المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪44‬‬

‫‪ -1‬جملة ‪ ‬ركن ا سناد ‪ +‬ركن التكملة‪.‬‬


‫‪ -2‬ركن ا سناد ‪ ‬ركن فعلً ‪ +‬ركن اسمً ‪ +‬ركن اسمً ‪ +‬ركن حرفً‪.‬‬
‫‪ -3‬ركن التكملة ‪ ‬ركن حرفً‪.‬‬
‫‪ -4‬ركن فعلً ‪ ‬رمن ‪ +‬فاعر‪.‬‬
‫‪ -5‬ركن اسمً ‪ ‬تعرٌؾ ‪ +‬اسم‪.‬‬
‫‪ -6‬ركن حرفً ‪ ‬حرؾ جر ‪ +‬ركن اسمً‪.‬‬
‫‪ -1‬فعر ‪ ‬كت‪.،‬‬
‫‪ -9‬اسم ‪ ‬رجر ‪ ،‬رسالة‪ ،‬أستاذ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -8‬تعرٌؾ ‪ ‬أر ‪.‬‬

‫و نستبدر بالقواعد السابقة‪ ،‬وفقا لما أوردته نظرٌة تاومسكً‪ ،‬الماجر التالً‪:‬‬
‫جملففة‬

‫ركن التكملة‬ ‫ركن ا سناد‬


‫ركن حرفً‬ ‫ركن اسمً‬ ‫ركن فعلً‬

‫ركن اسمً‬ ‫حرؾ جر‬ ‫رمن فعر تعرٌؾ االسم‬

‫ركن حرفً‬ ‫تعرٌؾ اسم‬

‫ركن اسمً‬ ‫حرؾ جر‬ ‫رسالة‬ ‫ار‬ ‫رجر‬ ‫ار‬ ‫كت‪،‬‬ ‫تام‬

‫‪ ،‬تعرٌؾ اسم‬
‫(‪)2‬‬
‫أمو‬ ‫ار‬

‫( ‪ -)1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.35-33‬‬


‫( ‪ -)2‬أنظر المرجع الساب ‪ ،‬ص نفسها‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫وٌعد مٌاار كرٌا ركنً ا سناد والتكملة المساعد الذي ٌلح أي ركن كالمً بمواعه المناس‪. )1(،‬‬
‫إن المخطط (الماجر) ٌعكو لنا القواعد التالٌة‪:‬‬
‫ركن فعلً ‪ +‬ركن اسمً ‪ +‬ركن اسمً ‪ +‬ركن تكملة (كوحدات مكونة للجملة)‬
‫إن هذا التتابع التراتٌبً القاعدي‪ٌ ،‬بٌن لنا أن المخصوص من اوفعار العربٌة هً اوفعار المتعدٌة وفقط‪،‬‬
‫بدلٌر أنه تم تو ٌس النمط التركٌبً الساب بالمثار التالً‪:‬‬
‫كت‪ ،‬الرجر الرسالة باومو‬
‫ااعدٌا ‪ ‬فعر فاعر مفعور به تكملة‬
‫فماذا ٌمكننا اوله باأن اوفعار الال مة ؟‪.‬‬
‫مثار‪:‬ذه‪ ،‬الرجر إلى عمله‪.‬‬
‫جملة‬

‫ركن تكملة‬ ‫ركن إسناد‬

‫ركن حرفً‬

‫ركن اسمً‬ ‫حرؾ جر‬ ‫ركن اسمً‬ ‫ركن فعلً‬

‫االسم‬ ‫تعرٌؾ‬ ‫الرجر‬ ‫من تام ذه‪،‬‬

‫عمر‬ ‫افة‬ ‫ا‬ ‫إلى‬


‫من المخطط الساب ‪ٌ ،‬تبٌن أن النمط النحوي اوور المقدم من ابر مٌاار كرٌا ؼٌر مؤسو لنظرٌاة نحوٌاة‬
‫ااملة ‪ ،‬وأن ما اتجه إلٌه من تخصٌص باوفعار المتعدٌة دلٌر اصور النظرة النحوٌة وعادم اامولٌتها‪ٌ .‬قاور‬
‫مٌاار كرٌا عن الماجر اوور ‪(:‬فهذا الماجر اوور ٌمثر الجملة بالعودة إلى مؤلفاتها بااكر مجارد‪،‬وٌبٌن‬
‫مختلؾ الصالت القائمة بٌن عناصر التركٌا‪ ،،‬و ٌظهار انتماءهاا إلاى فئاات معٌناة)‪ .‬فكار عقادة مان المااجر‬
‫تاااٌر إلااى مؤلااؾ ماان المؤلفااات المباااارة للجملااة‪ ،‬و تاااٌر العقاادة اوخٌاارة إل اى المورفٌمااات‪ ،‬و ٌساامى هااذا‬
‫الماجر بالماٌر الركنً‪ ،‬و جملة القور أن القاعدة‪ ،‬فً النظرٌة التولٌدٌة تتسم بالصفات التالٌة ‪:‬‬
‫أ‪-‬ادرتها على تفسٌر عدد جمر اللؽة ؼٌر المتناهً ‪.‬‬

‫( ‪ -)1‬الجملة البسٌطة ‪ /‬ط‪ ،1‬بٌروت‪ ،‬المؤسسة الجامعٌة للدراسات‪ ،1893 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪44‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪-،‬ادرتها على أن تقر أصولٌة الجمر من خالر تحدٌد خصائص البنً الداخلٌة للجمر‬

‫التحوٌل و إزالة االلتباس‬


‫ٌاٌر مٌاار كرٌا إلىأن اللجوء إلى مفهوم التحوٌر ٌتم عندما تفٌاد أكثار مان جملاة المعناى ذاتاه باالرؼم مان‬
‫(‪)2‬‬
‫تباٌن تراكٌبها‪،‬فنقور إن هذه الجمر متحولة من جملة واحدة موجودة فً البنٌة العمٌقة‬
‫مثار ‪:‬‬
‫‪ٌ-‬بدو أنه اد ارتفعت كلفة الحٌاة‬
‫‪ٌ-‬بدو أن كلفة الحٌاة اد ارتفعت‬
‫‪-‬تبدو كلفة الحٌاة مرتفعة‬
‫‪-‬كلفة الحٌاة تبدو مرتفعة‬
‫(‪.)3‬‬
‫وٌ اٌؾ أن مفهاوم التحوٌار‬ ‫فالجمر السابقة متحولة عن جملة واحادة موجاودة فاً البنٌاة العمٌقاة‬
‫ٌ ٌر االلتباو الناتج عندما تعبر جملة واحدة عن أكثر من معنى واحد‪ ،‬وٌفسر ذلاك برجاوع الجملاة‬
‫إلى جملتٌن مختلفتٌن موجودتٌن فً البنٌة العمٌقة ‪.‬‬
‫ولنتأمر الجملتٌن التالتٌن ‪:‬‬
‫أ‪ :‬طل‪ٌ ،‬د من ٌوسؾ أن ٌذه‪،‬‬
‫‪ٌ :،‬حترم ٌد ٌوسؾ أكثر من مروان‬
‫إن الجملة (أ) اد تكون متحولة من الجملتٌن ‪:‬‬
‫‪-‬طل‪ٌ ،‬د من ٌوسؾ (ٌذه‪ٌ ،‬د)‬
‫‪ -‬طل‪ٌ ،‬د من ٌوسؾ (ٌذه‪ٌ ،‬وسؾ)‬
‫كذلك الجملة (‪ )،‬اد تكون متحولة من ‪:‬‬
‫‪ٌ-‬حترم ٌد ٌوسؾ أكثر من(ٌحترم ٌد مروان)‬
‫‪ٌ -‬حترم ٌد ٌوسؾ أكثر من(ٌحترم مروان ٌوسؾ)‬
‫ٌعرض مٌاار كرٌا مكونات التركٌ‪ ،‬اللؽوي‪ ،‬مبٌنا إٌاها فً الخطط التالً ‪:‬‬
‫المكون اوساسً‬ ‫المكون التركٌبً‬
‫المكون الداللً‬ ‫البنٌة العمٌقة‬

‫( ‪- (1‬المرجع الساب ‪،‬ص ‪34‬‬


‫( ‪- (2‬المرجع نفسه ص ‪35‬‬
‫( ‪- (3‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها ‪.‬‬
‫‪45‬‬

‫ا لمكون التجوٌلً‬
‫البنٌة السطحٌة‬
‫المكون الفونولوجً‬
‫(‪)1‬‬
‫التمثٌر الفونولوجً للجمر‪.‬‬

‫آلٌة القواعد التولٌدٌة التحوٌلٌة‬


‫طرت مٌاار كرٌا إاكالٌة عملٌة القواعد التولٌدٌة التحوٌلٌاة‪ ،‬وفقاا لنظرٌاة تاومساكً المقترحاة‪ ،‬مبٌناا‬
‫ذلك على النحو التالً‬
‫‪ -1‬عمر المكون التركٌبً ‪:‬مكون أساسً مسؤور عن تولٌد بنى تركٌبٌة ؼٌر متناهٌة‪ .‬و المخرجات التً‬
‫(‪)2‬‬
‫تصدر عن هذا المكون‪ ،‬تمثر مدخالت المكون الفونولوجً و الداللً معا‬
‫‪-2‬عمر المكون المكون الداللً ‪:‬‬
‫إن المدخالت التً ٌتناولها الم كون الداللً هً الماٌرات الركنٌة التاً تولادها ااعاد التكاوٌن العائادة إلاى‬
‫(‪)3‬‬
‫المكون التركٌبً فً البنٌة العمٌقة‬
‫‪-3‬عمر المكون الفونولوجً‪ٌ :‬و حه المخطط التالً ‪:‬‬

‫البنٌة السطحٌة‬ ‫المدخالت‬


‫‪-1‬تمثٌر المورفٌمات الفونولوجً‬
‫‪-2‬اواعد التكرار الفونولوجٌة‬
‫القواعد الفونولوجٌة‬
‫تمثٌر البنٌة الفونولوجٌة‬

‫( ‪ - )1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪31 ،36‬‬


‫( ‪ - )2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪159‬‬
‫( ‪ - )3‬أنظر المرجع الساب ‪ ،‬ص‪158‬‬
‫‪44‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ومما تجدر ا اارة إلٌه هو أن المكونٌن اآلخرٌن تفسٌرٌان وال ٌلعبان أي دور فً تولٌد بنى الجمر‪.‬‬
‫بٌن مٌاار كرٌا النمط الذي سارت علٌه القواعاد التولٌدٌاة وأبار مكوناات التركٌا‪ ،‬اللؽاوي ‪ :‬المكاون‬
‫التركٌبً ‪،‬المكون التحوٌلً‪ ،‬المكون الداللً و المكاون الفونولوجً‪.‬والمتأمار فاً هاذه المكوناات ال ٌجاد‬
‫إاكاال فً ردها إلى ثالثة عناصر هً ‪:‬‬
‫‪-‬المكون التركٌبً‬
‫‪-‬المكون الداللً‬
‫‪-‬المكون الفونولوجً‬

‫وإذا ائنا التفصٌر فً اومر‪ ،‬كما فعر ذلك مٌاار كرٌا‪ ،‬فنننا ناورد المكاون التحاوٌلً بعاد المكاون الاداللً‬
‫مباارة‪ ،‬دون أن ٌجعر تابعا للمكون التركٌبً و ٌبٌن لنا ذلك من معطٌات المخطط اللؽوي التالً ‪:‬‬
‫المكون التركٌبً‬

‫التفسٌر‬ ‫اواعدا سقاط‬


‫قواعد‬ ‫اواعد إدرا‬ ‫المكون اوساسً اواعد إعادة الكتابة‬
‫الداللً‬ ‫اإلسقاط‬ ‫المفردات‬ ‫اواعد التفرٌع‬

‫اواعد التكرار‬ ‫اواعد االستبدار المعجمٌة‬

‫البنٌة العمٌقة‬
‫المكون‬
‫تمثٌر البنٌة‬ ‫القواعد‬ ‫تمثٌر المورفٌمات‬ ‫اواعد التحوٌر‬ ‫التحوٌلً‬
‫الفونولوجٌة‬ ‫الفونولوجٌة‬ ‫اواعد التكرار‬
‫الفونولوجٌة‬ ‫البنٌة السطحٌة‬

‫المكون‬ ‫‪-)2(-‬‬
‫الفونولوجً‬

‫( ‪ - )1‬أنظر المرجع نفسه ‪،‬ص‪161‬‬


‫( ‪ -)2‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪44‬‬

‫ولعر من أهم المسائر التً تناولها مٌاار كرٌا بالبح والدراسة‪ ،‬ترتٌ‪ ،‬عناصر الجملة الفعلٌة‪ ،‬حٌا‬
‫بٌن ماا تاراه ب عاض المقاوالت بااأن الترتٌا‪ ،‬اللؽاوي لعناصار الجملاة الفعلٌاة واعتبااره ترتٌباا حارا وأن‬
‫العالمات ا عرابٌة هً التً تحدد مختلؾ الوظاائؾ النحوٌاة‪ .‬وٌااٌر مٌااار كرٌاا إلاى أناه ال باد مان‬
‫وابط لهذا الترتٌ‪ ،‬تحد من استخدام جمر ال ٌقبلها المنط اللؽوي كالجملتٌن التالٌتٌن‪:‬‬
‫الرجر التفاحة أكر‪.‬‬
‫التفاحة الرجر أكر‪.‬‬
‫وهذا ٌعنً أن الترتٌبٌن ‪( :‬فاعر ‪ +‬مفعور به ‪ +‬فعر) و(مفعور به ‪ +‬فاعر ‪+‬فعر) ؼٌر سائؽٌن لتعار هما‬
‫مع المستول اللؽوي الصحٌس(‪.)1‬‬
‫و ٌ ٌؾ مٌاار كرٌا أن الترتٌ‪ ،‬الذي ال ٌخ ع ل اوابط(‪ ،)VSO‬أي(فعار ‪ +‬فاعار ‪ +‬مفعاور باه)‪،‬مثر‬
‫(أكر الرجر التفاحة)هو الترتٌ‪ ،‬اوساسً لعناصر الجملة فً البنٌة العمٌقة‪،‬و ٌستدر على ذلاك باأن الترتٌا‪،‬‬
‫وابط فً حٌن ال نحتا إلى ذلك فً الترتٌ‪ : ،‬فعر ‪ +‬فاعر ‪+‬‬ ‫(‪ : )2‬فاعر ‪+‬فعر ‪ +‬مفعور به‪ٌ ،‬حتا إلى‬
‫مفعور به‪ ،‬و لو ادمنا المفعور به فً الجملة السابقة وصبحت هذه الجملة ‪ :‬التفاحة أكلها الولد ولل م أن نقدر‬
‫مٌرا بعد الفعر (أكر)‪.‬‬
‫ثم ٌعرض مٌاار كرٌا نماذ التحوٌر ب نقر االسم إلى مواع االبتداء فٌبسط ف إلى جانا‪ ،‬تحوٌار نقار الجسام‬
‫من مواع الفاعر إلى مواع االبتداء ف اونماط التالٌة ‪:‬‬
‫أكر الرجر التفاحة ‪ ‬التفاحة أكر الرجر التفاحة ‪ ‬التفاحة أكلها الرجر‬
‫بنٌة عمٌقة تحوٌر نقر االسم إلى مواع االبتداء (‪ +‬مٌر) بنٌة سطحٌة (‪.)3‬‬
‫إن الوحدات اوساسٌة النظرٌة التطبٌقٌة لنظرٌة تاومسكً اد أبر مجملها مٌاار كرٌا‪ ،‬وحري بالاذكر أن‬
‫ما تناوله من أفكار علاى المساتول النظاري ال ٌكااد ٌختلاؾ ف فاً مجملاه ف عماا تام طرحاه عناد الحادٌ عان‬
‫نظرٌة تاومسكً كما تمثلها النحاة العر‪.)4(،‬و البنٌة العمٌقة فً النحو التولٌدي محاور الدراساة و حقٌقتهاا‪،‬‬
‫منٌا فً ذهن المتكلم ف المستمع ٌعكسها التتابع الكالمً المنطو الذي ٌكون البنٌاة‬ ‫فهً وااع عقلً موجود‬
‫السطحٌة‪.5‬‬
‫وٌستطرد كرٌا ماٌرا إلى أن ظهور هذه النظرٌة و تطورها فً مجار اولسانٌة‪،‬اد فارض مفااهٌم و أسساا‬
‫مختصة فً وصؾ اللؽة‪ ،‬تعتبر بمثابة حواف تساعد على القٌام بالتحلٌر الداٌ الموافا للمعطٌاات اولسانٌة‬
‫المعقدة القائمة فً المكونات اللؽوٌة‪.‬وبالتمٌ والتفرد الذي ٌمثر سمة لها تفصلها اكلٌا عان القواعاد التقلٌدٌاة‬

‫( ‪ - )1‬الجملة البسٌطة ‪ /‬مٌاار كرٌا‪ ،‬ص ‪.26‬‬


‫( ‪ - )2‬اولسنٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة (الجملة البسٌطة)‪ ،‬ص‪29-21‬‬
‫( ‪ - )3‬الجملة البسٌطة ‪ ،‬ص ‪. 36،39،31‬‬
‫( ‪ - )4‬الترا وجذور اولسنٌة ‪ /‬بكري الحا ‪ ،‬ص‪8‬‬
‫( ‪ - )5‬اولسنٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة ‪/‬ص ‪164‬‬
‫‪44‬‬

‫السابقة‪،‬التً كانت تداخر بٌن مختلؾ مستوٌات الدراسة اولسنٌة وتخلط بٌن عناصرها(‪ .)1‬وٌعكو لنا المثاار‬
‫التالً مااصده كرٌا بقوله الساب ‪:‬‬
‫االساااااااام‬ ‫ٌبٌن الاٌخ مصطفى الؽالٌٌنً مذه‪ ،‬القدامى النحوي من خالر عر ه ووجه االسم كما ٌلً‪:‬‬
‫ربٌن‪ :‬موصوؾ وصفة‪.‬فاالسم الم وصوؾ ؛ ما در على ذات الاًء وحقٌقته وهو مو اوع لتحمار‬ ‫على‬
‫علٌه الصفةمثر‪ :‬رجر وبحر وعلم وجهر ‪ ،‬ومنه المصدر واسما ال مان والمكان واسم اآللة ‪.‬‬
‫<< وهو اسمان ‪ :‬اسم عٌن واسم معنى >>‪.‬‬
‫فاالسم العٌن‪ :‬ما در على معنى ٌقوم بذاته‪ :‬كفرو وحجر‪.‬‬
‫واسم المعنى ما در على معنى ال ٌقوم بذاته‪ ،‬بر بؽٌره ومعناه‪ ،‬إما وجودي العلم والاجاعة والجود‪ ،‬وإما‬
‫عدمً كالجهر والجبن والبخر‪.‬‬
‫واالسم الصفة ‪ :‬ما در على اًء من اوعٌان أو المعانً وهو مو اوع لٌحمار علاى ماا ٌوصاؾ باه ‪ .‬وهاو‬
‫ساابعة أنااواع‪ :‬اساام الفاعاار‪......‬الخ‪)2(.‬إن المسااألة المؽفلااة هااً حقٌقااة الاااًء‪ ،‬فااالمرتك علٌااه فااً التعرٌااؾ‬
‫التقلٌدي المعنى ؼٌر المحدد‪ ،‬بدوره بالصورة الوافٌة‪.‬واالسام فاً حقٌقتاه لاٌو فئاة داللٌاة‪ ،‬إذ ٌتطلا‪ ،‬تحدٌاده‬
‫اللجوء إلى مفهوم التو ٌع وهذا المفهوم عائدا إلى المكون التركٌبً‪.‬‬
‫ٌقوم مفهوم التو ٌع بتو ٌس المؤلفات اللؽوٌة مان خاالر مالحظاة العناصار المحٌطاة بكار منهاا فاً الساٌا‬
‫الكالمً‪.‬‬
‫استٌقظ الرجر‪.‬‬ ‫مثار‪:‬‬
‫ااهد الرجر المسرحٌة‪.‬‬
‫انتحر الرجر‪.‬‬
‫سافر الرجر إلى بٌروت‪.‬‬
‫كت‪ ،‬الرجر الرسالة إلى الولد‪.‬‬
‫تاااكر الفئااة االساامٌة العالمااة ال كباارل النتماااء كلمااة (رجاار) وتساامس بنعطاااء تو ٌااع اساامً لجمٌااع الكلمااات‬
‫االسمٌة التً تسٌر وف المسار القاعدي التراتٌبً الساب (‪.)2‬وٌسمس هذا الااكر القاعادي بتحدٌاد هوٌاة االسام‬
‫المجردة النحوٌة اللسانٌة‪،‬ااصرا االعتناء على الناحٌة التركٌبٌة الصحٌة‪.‬ونحن إنما نتجه إلى ا لمام بناحٌتً‬
‫الوظٌفة القاعدٌة الصحٌحة تركٌبٌا ‪ ،‬والوظٌفة الداللٌة الصحٌحة جوهرا وعمقا‪.‬‬
‫مثار‪ :‬أكر الولد التفاحة‪.‬‬

‫( ‪ - )1‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪.165‬‬


‫( ‪ -)2‬الاٌخ مصطفى الؽالٌٌنً‪ ،‬جامع الدروو العربٌة المكتبٌة العصرٌة بٌروت ‪ ،1812‬ص ‪.81‬‬
‫‪-2‬المرجع الٌاب ‪،‬ص‪.161-166‬‬
‫‪41‬‬

‫(أ) أكر التفاحة الولد‪.‬‬


‫أنج الولد المطلو‪.،‬‬
‫(‪)،‬أنج المطلو‪ ،‬الولد‪.‬‬
‫تنتمً كلمتا (الولد‪،‬التفاحة) إلى نفو الفئة االسمٌة التو ٌعٌة وتجسدان تاركٌبٌن نحاوٌٌن صاحٌحٌن فهماا‬
‫ٌمثالن وظٌفة واحدة هً الفاعر المرفوع لفعر متعد ٌتطلا‪ ،‬مفعاوال منصاوبا هاو المنتماً للفئاة االسامٌة‬
‫الثانٌة التً ٌبر فٌها االسم المنصو‪ ،‬اوور فً نفو تو ٌع االسم المنصو‪ ،‬الثانً‪.‬‬
‫وانطالاا من تحلٌلنا الجملتٌن (أ) و (‪ )،‬تجدنا م طرٌن إلى مواجهة أحد االختٌارٌن ‪:‬‬
‫‪-1‬إما أن نعتبر الجملتٌن أصاولٌتٌن مان الناحٌاة التركٌبٌاة و فاً هاذه الحالاة‪ ،‬نعاود إلاى‬
‫المكون الداللً‪ ،‬كعنصر تمٌٌ ي بٌن اوساماء التاً تحتاوي علاى سامة (‪ +‬متحارك) و‬
‫(‪ +‬إنسان) و بٌن اوسماء التً تحتوي هاتٌن السمتٌن‪.‬‬
‫كما تتم العودة إلى المكون الداللً فاً و اع اواعاد االنتقااء التاً تانص علاى الااروط التاً تقبار‪ ،‬وفقاا لهاا‬
‫الجمر ‪.‬‬
‫‪ -2‬وإنما أن ندخر السمات االنتقائٌة كسمة (‪ +‬إنسان)ذات الم مون المتمٌ ‪.‬والتً تفصار باٌن‬
‫من المكون التركٌبً ‪.‬فنعتبر‪-‬نتٌجاة ذلاك ‪-‬الجملتاٌن (أ) و (‪ )،‬ؼٌار أصاولٌتٌن و ذلاك‬ ‫(االسم) (التفاحة)‬
‫لعدم مراعاة الجملتٌن السمات االنتقائٌة القائمة بٌن الفعر و االسام‪ .‬وهناا تبار وظٌفاة المكاون الاداللً الاذي‬
‫اااامنٌا لحقٌقااااة التركٌاااا‪ ،‬ؼٌاااار المقبااااور مباااادئٌا فٌقاااادم تفسااااٌرا معنوٌااااا (إذا‬ ‫ٌسااااتطٌع إعطاءنااااا بٌانااااا‬
‫أمكن)‪،‬أواستعارٌا‪ )1(.‬واد أفرد مٌاار كرٌا للنعت حدٌثا ملموسا‪ ،‬وفً ذهنه أن النعت ٌعمر عمر الفعر فً‬
‫الجملة‪ .‬وٌرل أن ذلك ٌمكنه من توسٌع ااعدة الركن ا سنادي لٌامر النعت على النحو التالً‪ :‬ركن ا ساناد‬
‫‪ ‬ركن فعلً ‪ +‬ركن اسمً ‪+‬ركن اسمً ‪ +‬ركن حرفً‬
‫و اد توسع مٌااار كرٌاا فاً مفهاوم النعات فجعلاه ٌاامر المااتقات كالصافة الماابهة‪ ،‬و اسام الفاعار واسام‬
‫المفعور و صٌؽة المبالؽة(‪.)2‬وٌدعم كرٌا رأٌه هذا بذكر عبارات من مثر ‪:‬جااء الرجار القاتار ٌادا مااٌرا‬
‫إلى أهم مراحر بناها العمٌقة كما ٌلً ‪ :‬جاء الرجر‪ ،‬اتر الرجر ٌدا‪.‬‬

‫( ‪ - ) 1‬انظر المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪. 168‬‬


‫( ‪ - ) 2‬الجملة البسٌطة ‪. 89 ، 81 /‬‬
‫‪44‬‬

‫‪ ‬جاء الرجر‪ ،‬الرجر اتر ٌدا‪.‬‬


‫‪ ‬جاء الرجر الذي اتر ٌدا‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬جاء الرجر القاتر ٌدا‪.‬‬

‫واد عور فً ذلك على رأي ابن فارو الذي ٌتجه فٌه إلى تقرٌر أن اولؾ و الالم (ار التعرٌؾ) تحمر داللة‬
‫(‪.)2‬‬
‫ر‪ ،‬عمرا‬ ‫االسم الموصور (الذي) فنذا اٌر ‪ :‬جاءنً ال ار‪ ،‬عمرا‪ ،‬فنن ذلك ٌعنً ‪ :‬الذي‬
‫إن الموا نة بٌن الفعر و النعت جاءت مبنٌة على حجج واهٌة تخر من النطا الصحٌس‪،‬فالنعت دوما ٌحق‬
‫سمته النحوٌة بنعته اسم ا سابقا علٌه‪ .‬أما الفعر فً الجملة و ما عمر عمله فمتعل بوصؾ ما بعده من أسماء‬
‫إ اافة إلااى أن الوصاؾ مصااطلس ؼٌار ماارادؾ لمصااطلس النعات‪ ،‬فاااوور مصاطلس ٌطلا فاً العربٌااة علااى‬
‫الماتقات المعروفة كاسم الفاعر و المفعور و الصافة الماابهة‪ ،‬ولهاذا تعتبار أحكاام كرٌاا المااار إلٌهاا آنفاا‬
‫مجانبة للصوا‪ ،‬تبر عدم االستٌعا‪ ،‬المعنوي لمصطلحً الصفة و الوصؾ‪.‬‬
‫و خالصة حدٌثنا أن مٌاار كرٌا لم ٌتمٌ عن سابقٌه‪ ،‬مان حٌا االساتفادة مان النحاو التحاوٌلً واساتثماره‬
‫استثمارا مبسطا ٌستند إلى مرجعٌة عقلٌة واعٌة فً خدماة اللؽاة العربٌاة بار تجاده اتخاذ التقعٌاد مانهال‪ ،‬تباٌن‬
‫ذلك وهو ٌتناور الجملة البسٌطة من خالر التطبٌ على با‪ ،‬النعت‪.‬‬
‫_ التكلؾ سمة ٌاترك فٌها كرٌا مع سابقٌه‪ ،‬فتجده ٌتناور أمورا ٌدركها المارء بحساه إدراكاا طبٌعٌاا مألوفاا‬
‫بصٌؽة اكلٌة جدٌدة‪ ،‬تستوحً نوعا من الاك فً حقٌقتها و تثٌر اعورا باالؽموض وعادم االساتعا‪،،‬فتجعر‬
‫ٌعٌش ما نسمٌه التاتت االصطالحً‪ .‬فما حاجتنا‪ ،‬و نحن بصادد وصاؾ البنٌاة الساطحٌة للتراكٌا‪،،‬‬ ‫ا لباح‬
‫إلى سمات نحو(‪ +‬متحرك و متحرك)‪ ،‬بر (‪ +‬إنسان و ‪ -‬إنسان) ‪.‬‬
‫_ وفً تركٌ ه على ذكر ما سب أهمر ذكر سمات وثٌقة بالتركٌ‪ ،‬كتعدي مثال‪ +( :‬متعد)‪ ،‬بر على سمات‬
‫مدركة دون جهد أو تأمر‪.‬‬
‫اامنٌة المرجااع‬ ‫_واااد ٌؤخااذ علٌااه عاادم تعر ااه بالصااورة المطلوبااة‪ ،‬لقااوانٌن التحوٌاار ‪،‬مهمااال بطرٌقااة‬
‫المعنوي‪ .‬الذي كان عنصرا أساسٌا فً تطور نظرٌة تاومسكً‪.‬‬
‫_بنى اواهده على أمثلة محدودة‪ ،‬ال ٌمكن اعتبارها دلٌال كافٌا ااطعا على ما اتجه إلٌه‪.‬‬

‫( ‪- ) 1‬المرجع نفسه‪. 115 ، 114 ،‬‬


‫( ‪ - ) 2‬الصاجً فً فقه اللؽة ‪ /‬البن فارو‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪44‬‬

‫‪ _4‬محاولة عبد القادر الفاسً الفهري‬


‫ٌعد عبد القادر الفاسً الفهري واحدا مان النحااة المحادثٌن الاذٌن منهجاوا النظرٌاة النحوٌاة العربٌاة علاى‬
‫أساو ااعدي تولٌدي تحوٌلً ‪.‬‬
‫و اد بنى الفهري أبحاثه فً هذا المجار على تمثر النحاو العرباً و تقوٌماه وؼربلاة ماادة النحاو العرباً‬
‫الحدٌ كما افع ذلك باالتكاء على منحنى من مناحً النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة اامت بتطوٌره الباحثاة‬
‫اومرٌكٌة بر نان (‪1)1819‬ومنحى الفهري فً خدمة النحو العربً بأوجه مختلفة‪.‬لقد اتجه الفهاري إلاى‬
‫انتقاد االتجاهات النحوٌة القدٌمة و الحدٌثة‪ ،‬بأنها تفتقر إلى الامولٌة‪ ،‬و أنها تنتحار تراكٌا‪ ،‬مصاطنعة ‪،‬‬
‫تح ٌر إلى اواعد النحاة‪ ،‬إ افة إلى أنها ال تعالج كر صور الكالم المسموع‪ .‬وٌ ٌؾ الفهري أن العربٌة‬
‫ابطا ٌتكارر‬ ‫تلتقً مع ؼٌرها من اللؽات فً عامر النحو الكلً الذي ٌبر خصاائص عادة و ٌاوفر لهاا‬
‫فً ؼٌرها من اللؽات(‪.)2‬وٌاٌر الفهري إلى أن فجوات البحا لان تنتهاً‪ ،‬و مساتحٌر أن ٌاأتً علام مان‬
‫عدم ‪ ،‬وأن ما ادمه القدامى و المحدثون‪ٌ ،‬حتا لقولباة تحلٌلٌاة جدٌادة تثبات حقاا تجاهار الباحا الادارو‬
‫لمرجعٌة ٌظن فٌها أن دراسة السابقٌن و الالحقٌن للعربٌة اد ألمت بجمٌع نواحٌها و ج ئٌاتهاا و لام ٌبا‬
‫سول فتات عابر‪.‬كما بٌن الفهري خطاأ المحادثٌن فاً تصاورهم للعالااة باٌن الجانا‪ ،‬النظاري و الجانا‪،‬‬
‫التطبٌقااً مبٌنااا أن المسااتول النظااري ال ٌالح ا االكتفاااء النظااري ‪ ،‬إال إذا اسااتطاع أن ٌثباات جدارتااه و‬
‫ادرتااه علااى المسااتول التطبٌقااً الااذي ٌساامس بنعطاااء الحااد الفاصاار فااً الق اااٌا النظرٌااة المطروحااة‪،‬‬
‫المتفاوت كٌفا‪ ،‬من الثبوت إلى النفً(‪. )3‬‬

‫وٌت س اتجاه الفهري الجدٌد‪ ،‬حٌن ٌبٌن أن ظواهر لؽوٌة مثر‪ :‬اتار وااتار و التاً تاربط بٌنهاا عالااات‬
‫تركٌبٌة و داللٌة و لفظٌة‪ ،‬تمثر جوهر النحو الذي ٌج‪ ،‬معالجته‪ .‬و ٌستطرد الفهري ماٌرا إلى أناه فاً‬
‫بداٌة الكتابات التولٌدٌة اوولى لم ٌكن هناك بد‪ ،‬لتمثٌر مثر هذه العالاات‪ ،‬من اللجوء إلى ااعدة تحوٌلٌة‪،‬‬
‫ٌحور بمقت اها الفعر الذي ٌعتبر أصال فً العملٌة االاتقااٌة إلى اسم مات (‪. )4‬لقد تبنى الفهري منهجاا‬
‫جدٌدا أسماه << المعجمٌة الوظٌفٌة >>‪،‬وتحاور هذه النظرٌة تحدٌد الروابط بٌن البنٌاة المحمولٌاة التاً‬
‫تتمثر فً العالاات الداللٌة التً تاد المحمور إلى المو وع‪ ،‬والبنٌة المكونٌة التً تعكو بنٌة المكونات‬
‫فً اكلها السطحً الذي تظهر فٌه‪.‬وتحمر الوظائؾ النحوٌة سمة الموف باٌن البنٌتاٌن الساابقتٌن إ اافة‬

‫‪ - 1‬اللسانٌات و اللؽة العربٌة ‪/‬عبد القادر الفهري – ط‪ – 1‬الدار البٌ اء‪ ،‬دار توبقار ‪ ، 1 – 1895‬ص ‪. 91‬وانظر‬
‫مالحظات حور الكتابة اللسانٌة‪،‬عبد القادر الفاسً الفهري‪،‬مجلة تكامر المعرفة العدد‪،8‬المؽر‪،،‬جمعٌة الفلسفة‬
‫‪،1894،‬ص‪.15‬‬
‫‪ - 2‬اللسانٌات و اللؽة العربٌة ن ‪ ،1‬ص ‪. 56 – 53‬‬
‫( ‪ - )3‬اللسانٌات و اللؽة العربٌة ‪ ،1‬ص ‪ 51-1‬ن ‪. 32-31‬‬
‫( ‪ - )4‬لسانٌات و سمٌائٌات‪ ،‬عروض و مناااات‪ ،‬الرباط‪ ،‬مناورات كلٌة اآلدا‪ ،‬و العلوم ا نسانٌة ‪ ،1816‬ص ‪113‬‬
‫‪44‬‬

‫إلى أن هذه الوظ ائؾ تستند إلى المكونات بواسطة القواعد التركٌبٌة‪،‬وإلى المو وعات بواسطة القواعاد‬
‫المعجمٌةوأنها – تبعا لهذه النظرٌة‪ -‬تعتد من الكلٌات (‪.)1‬و ٌو س الفهري أنه بظهور النموذ التحاوٌلً‬
‫الثااانً الااذي تااتم فٌااه دمااج المعطٌااات المعجمٌااة و الصاافات التركٌبٌااة فااً البنٌااة العمٌقااة‪ ،‬أصاابس ممكنااا‬
‫استعمار فر ٌة معجمٌة فً البح ‪ٌ ،‬مكن لها أن تمثر صورا لؽوٌاة مان الناوع المااار إلٌاه ساابقا دون‬
‫حاجة العودة إلى تحوٌر(‪. .)2‬‬
‫و ٌاترط الفهري أسسا لنظرٌته مبٌنا أن تاومسكً و ٌاكندوؾ اد برهنا على أن النظرٌة المعجمٌة هً‬
‫المناسبة لتحلٌر عدد من الظواهر اللؽوٌة‪ ،‬والربط بٌن المقوالت المختلفة‪.‬‬
‫و من اوسو التً و عها الفهري ظرٌته‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تمثٌر العالاات بٌن المقوالت اوولى ٌج‪ ،‬أن ٌتم فً المعجم‪.‬‬
‫‪ -2‬هناك جوامع أو عمومٌات تركٌبٌة أساسها اصطالت و‪ ،‬و نس من الصفات التركٌبة‪.‬‬
‫‪ٌ -3‬ج‪ ،‬تعمٌم اواعد ا سقاط ‪projection rules‬‬
‫وٌ ٌؾ الفهري ماٌرا إلى أن هذا البحا هاو محاولاة اساتعمار النظرٌاة التركٌبٌاة – المعجمٌاة فاً دراساة‬
‫(‪.)3‬‬
‫افة‬ ‫العربٌة و السٌما ظاهرة ا‬

‫أهم القضاٌا المعالجة ‪:‬‬


‫كانت ا ٌة الرتبة فً الجملة العربٌة الااؼر الذي وااؾ عناده الفهاري مبٌناا أنهاا تختلاؾ فاً البناى‬
‫العمٌقة للجمر منها فً البنى البسٌطة‪ ،‬بفعر القواعد التحوٌلٌة‪.‬و اد كان المبدأ الذي انطل منه الفهري متعلقا‬
‫بافتراض أن النمط التركٌبً العربً الفصٌس‪ ،‬من نوع (فعر ‪ +‬فاعر ‪ +‬مفعور به) ‪.‬‬
‫وٌمثاار الاانمط الساااب اوصاار الااذي ٌجاا‪ ،‬عاادم تجاااو ه فنسااتطٌع‪ ،‬بالتااالً‪ ،‬تحدٌااد مختلااؾ موااااع الوظااائؾ‬
‫ار‪ ،‬عٌساى موساى‪ ،‬فانن عٌساى فاعار بال ارورة وفا‬ ‫النحوٌة كالتعرؾ على مواع الفاعلٌة‪ ،‬فنذا الناا ‪:‬‬
‫النمط اوصلً (فعر ‪ +‬فاعر ‪ +‬مفعور باه)‪ .‬و علٌاه ٌكاون تحدٌاد وظٌفاة العامار النحوٌاة بماا ٌقابلاه فاً ذلاك‬
‫النمط‪.‬‬

‫( ‪ - )1‬اللسانٌات و اللؽة العربٌة‪ ،‬الفهري‪ ،1 ،‬ص ‪. 91‬‬


‫( ‪ - )2‬لسانٌات و سمٌائٌات ‪ ،‬ص ‪. 113‬‬
‫( ‪ - ) 3‬المرجع الساب ‪،‬ص ‪. 113‬‬
‫‪44‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ونفو الاًء كذلك إذا ؼٌرنا مو ع العوامر النحوٌة و النا ( ر‪ ،‬موسى عٌسى) كان موسى فاعال‬
‫ٌدعم الفهاري هاذا التوجاه بظااهرة التطااب فاً العربٌاة نحاو‪ :‬اووالد جااءوا‪:‬إذ ٌساتل م هاذا التطااب إجاراء‬
‫عملٌة تحوٌلٌة ٌنتج عنهاا إلحاا الاواو بالفعار (جااء) فاً حاٌن أن الجملاة (جااء اووالد) ال تحتاا إلاى ذلاك‬
‫اومر الذي ٌدر على أنها أصر(‪. )2‬والحقٌقة أن العار‪ ،‬كانات تثناً وتجماع أفعاار الجمار الفعلٌاة نحاو جااءان‬
‫الولدان وجاءوا اووالد واد اار امرؤ القٌو فً المٌته‪ :‬افا نبكً بذكرل حبٌ‪ ،‬ومن ر‪..‬مما ٌدر علاى أن ماا‬
‫ٌذه‪ ،‬إلٌه الفهري ؼٌر صحٌس‪.‬‬
‫وٌسترسر الفهري فً كالمه محاوال إاامة الدلٌر على منطقٌة ما اتجه إلٌه منطلقا من العربٌة نفسها‪،‬فلما كان‬
‫االسم فً العادة رأو الجملة االسمٌة و أساسها كان المنطل فً تحدٌد االنتماء الجملً‪.‬‬
‫وحٌن ٌاٌر عطا الموسى إلى فكارة الاتالحم الوجاودي باٌن الفعار والفاعار فنناه ٌعطاً حكماا مطلقاا ال تثبتاه‬
‫الاواهد اللؽوٌة الكافٌة وال المنطل العقلً‪،‬وحقٌقة التٌارات النحوٌة‪.‬فجملة من نحو(ذه‪ ،‬الرجر) هً جملاة‬
‫فعلٌة و جملة (الرجر ذه‪ )،‬جملة فعلٌة عند نحاة الكوفة‪ ،‬وجملة اسمٌة عند نحاة البصرة‪.‬والسؤار المطروت‬
‫هنا ‪:‬‬
‫‪ -‬هر نعتبر االسم مرك الجملة السابقة‪ ،‬أم نعتبر الفعر رأسها و محورها ؟‪.‬‬
‫ون جٌ‪ ،‬الفهري و عطا الموسى بأنه مادام الخالؾ اائما بٌن المدرستٌن‪ ،‬ولم تكن هناك اتجاهات واحدة و ال‬
‫أحكام موحدة‪ ،‬فكٌؾ ٌمكنكما أن تؽفال مثر هذه الحقٌقة اللؽوٌة وتتخذا أحكاما مطلقة؟‬
‫و أ ٌؾ لما سب ‪،‬ردا على ما االه عطا الموساى بخصاوص إاارار الاتالحم الوجاودي باٌن الفعار والفاعار‪،‬‬
‫مبٌنٌن ااتصار عطا موسى على منطل ذاتً ‪،‬بر أعطاها حدسا ذاتٌا‪ ،‬لنعٌد طرت الجدلٌة الماار إلٌها سابقا‬
‫وهً‪:‬‬
‫هر تتاابه التصورات والحدوو عند أبناء اومة ؟ ‪.‬‬
‫مثار ‪( :‬أكر الولد التفاحة)‪ ،‬إن مثر هذه لجملة ستتخذ وفقا لتصور الباح المقر بالتال م الوجودي بٌن الفعر‬
‫و الفاعر – ح ورا ذهنٌا على النحو ‪ :‬أكر من؟ ‪ ‬أكر الولد‪ .‬و هنا ٌمكنناا أن نعطاً تصاورنا نحان إ اء‬
‫هذه الجملة ‪ .‬و نقور ‪( :‬التفاحة أكلها الولد)‪ ،‬إجابة عن استفسار ذهنً‪ :‬ماذا أكر الولد ؟‪.‬‬
‫و مما الاك فٌه أن جملة مثر هذه تمثر البنٌة العمٌقة التً تحادد الداللاة الذهنٌاة المقصاودة‪،‬وما الترتٌا‪ ،‬فاً‬
‫الوحدات النحوٌة إال عملٌة تحوٌلٌة‪ٌ،‬بر ها الكالم المنطو أو المكتو‪. ،‬‬
‫فما جوابنا عن مثر هذه التصورات الذهنٌة ؟‪.‬‬
‫و ال ٌدعم داود عبده الترتٌ‪ ،‬المفترض (فعر ‪ +‬فاعر‪ +‬مفعاور باه)‪ ،‬و ٌاذه‪ ،‬إلاى أناه ال ٌقاوم علاى أساو‬
‫ثابتة‪ ،‬بر ٌقترت ترتٌبا آخر ‪ٌ ،‬راه اوصس و هو ‪ :‬فاعر ‪ +‬فعر ‪ +‬مفعور به ‪ .‬و ٌستند فً إثبات ذلك إلى أن‬

‫(‪ - ) 1،2‬اللسانٌات و اللؽة العربٌة‪.111– 116 ،1 ،‬‬


‫‪44‬‬

‫هناك تال ما بٌن الفعر و المفعور فً نحو (ارأها)‪ ،‬وبٌن الفعر و حرؾ الجر فً نحاو ‪ :‬وافا الرجار علاى‬
‫القرار‪ ،‬و بٌن ج أي المرك‪ ،‬الفعلً فً نحو‪ :‬أخذ ٌقرأ‪ ،‬و أن هذا التال م ٌ ور فً الترتٌ‪ : ،‬فعار ‪ +‬فاعار‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ +‬مفعور به‪ ،‬ون ورود الفعر أوال ٌقت ً ورود الفاعر مباارة‪.‬‬

‫ال ٌخلو رأي داود عبده من الوهن‪ ،‬و أمثلته المقترحة ال تمثر دلٌال كافٌا على صحة ما اتجه إلٌه‪ .‬فالمنط‬
‫اللؽوي ٌعطً نسبة التال م باٌن الفعار و الفاعار وهاً تفاو بكثٌار نسابة الاتال م باٌن الفعار والمفعاور باه‪،‬‬
‫فلٌست كر اوفعار تتعدل إلى مفعور به‪ ،‬بر هناك أفعار تكتفً بالفاعار فقاط‪ ،‬وهاً اوفعاار الال ماة‪ .‬وٌقاار‬
‫باأن الترتٌ‪ ،‬المقترت (فاعر ‪ +‬فعر ‪ +‬مفعور به)‪ ،‬ماا اٌار بااأن ترتٌا‪ ،‬الفهاري المقتارت فاالوااع ااًء و‬
‫التصور اًء آخر‪ ،‬ومبدأ االختالؾ اائم فً كبار الظواهر كما هو اائم فً صؽارها‪ .‬ومادام لكر منها (وجه‬
‫صائ‪ ،‬ووجه خاطئ)‪ ،‬فرض علٌنا القور ‪ :‬إن إعطاء الجملة العربٌاة ترتٌباا محاددا ٌتناافى و مبادأ ا بداعٌاة‬
‫نفسها‪ ،‬التاً تحااور النظرٌاة التولٌدٌاة تفساٌرها‪ ،‬صاحٌس أن اوصار فاً أي ااًء ال ٌمكان تجاهلاه‪ ،‬وناه ال‬
‫ٌمكن االنطال من دونه‪،‬لكن فً الوات ذاته ٌكون الواوؾ عنده تجاهال لحقٌقة الظاهرة اللؽوٌة التً تكتس‪،‬‬
‫مرونة فً الممارسة ‪،‬فقد ٌتفرع الؽصن من الجذع ٌحمر سماته‪ٌ ،‬بدأ فً التفرع أكثر و ٌصبس ٌحمار بعاض‬
‫صفاته لٌكتس‪ ،‬خصوصٌات جدٌدة‪ٌ ،‬سمس تطورها باستقاللها عن الجذع الذي خرجات مناه‪ .‬و بااكر ماوا‬
‫لهذا الوصؾ تسٌر الظاهرة اللؽوٌة النحوٌة‪ ،‬و ترتٌا‪ ،‬الجمار العربٌاة الفصاٌحة خاصاة‪ ،‬باعتبارهاا‪ ،‬محاور‬
‫البح هنا و بؤرته ‪.‬‬

‫و ٌنااااض الفهااري نفسااه‪ ،‬حااٌن ٌقاارر فااً مو ااع ثااان‪ ،‬أن االساام االسااتفهامً – فااً إطااار حدٌثااه عاان البنٌااة‬
‫االستخبارٌة – ال ٌحتر الصدارة‪ ،‬وهو الذي أاار إلى أن الفعر ٌمثر رأو الجملاة الفعلٌاة مثلماا ٌمثار االسام‬
‫رأو المرك‪ ،‬االسمً‪ .‬وٌم ً الفهري فً موافاه هاذا مستااهدا علاى ذلاك بأنمااط اساتفهامٌة ال تحتار فٌهاا‬
‫أسماء االستفهام الصدارة‪ ،‬نحو ‪ :‬جاء من ؟‬
‫و ٌرل الفهري أن هذه الجملة تمثر البنٌة العمٌقة لجملة ‪:‬‬
‫من جاء ؟(‪ )2‬وهنا نسأر ‪:‬‬
‫لما ذا ال تكون جملة (من جاء) هً البنٌة العمٌقة و الخا عة لتصور ذهنً أولً فً أذهاننا‪،‬و ذلاك أن نساأر‬
‫‪:‬من جاء ؟‬

‫) ‪ _)1‬البنٌة الداخلٌة للجملة الفعلٌة فً العربٌة ‪/‬داود عبده‪ /‬مجلة اوبحا ‪ ،‬الجامعة اومرٌكٌة فً بٌروت‪،‬ص ‪. 53 – 51‬‬
‫( ‪ -) 2‬اللسانٌات و اللؽة العربٌة ‪ ، 1 ،‬ص ‪. 111-111‬‬
‫‪45‬‬

‫أما الت ركٌ‪ ،‬الثانً (جاء من ؟) ‪ ،‬فهو استجابة لقواعد التحوٌر الممارساة علاى التركٌا‪ ،‬اوور وهاذا ٌخاالؾ‬
‫الترتٌ‪ ،‬النحوي ‪( :‬فعر ‪ +‬فاعر ‪+‬مفعور به) الذي ٌحاور الفهري إثبات صحته بتأوٌر ٌعود بالبنى المقترحة‬
‫إلى بنٌاتها العمٌقة ‪.‬‬

‫وأخااالؾ عطااا الموسااى حااٌن ذكاار أن النحاااة العاار‪ ،‬القاادامى لاام ٌجااانبوا الصااوا‪ ،‬عناادما ااارروا أن أدوات‬
‫االستفهام تحتر الصدارة‪ .‬فالتقعٌد إنما ٌنطل من االستعمار اللؽوي السطحً و الخا ع لقواعد اللؽة العربٌة‬
‫المتعارؾ علٌها‪ ،‬وٌتم الرجوع إلاى البنٌاة العمٌقاة عنادما نرٌاد الوااوؾ عناد داللاة التراكٌا‪ ،‬لتحدٌاد مختلاؾ‬
‫وظائؾ الوحدات اللؽوٌة النحوٌة المكونة لها‪ .‬صحٌس أن التصور الذهنً ساب للوجهة الفعلٌة الكالمٌة لكننا‬
‫ال نعود إلى تصور كر فرد للؽة التً ٌتكلمها لبنً نظرٌة لؽوٌة ٌعتمد علٌها فً الدرو و البح ‪.‬إ افة إلاى‬
‫ما سب ‪ ،‬أن النحاة القدامى اد مثلوا فترتهم كما ٌجا‪ ،‬و مثلاوا أصاالة مانناا باأن كاان فعلهام منطلا التحلٌار‬
‫التركٌبً الحالً ‪ .‬والسؤار هنا ‪:‬‬
‫أكان لهؤالء المحللٌن المحدثٌن أ ن ٌرجعوا إلى مثر هذا التفسٌر العمٌ ‪ ،‬لاو لام ٌكان هنااك احتكااك بالنظرٌاة‬
‫النحوٌة الؽربٌة ؟‬
‫كٌؾ كنا سنصؾ دراستنا المنطلقة من ذاتها‪ ،‬وؼٌر متأثرة بؽٌرها ؟‬
‫هر كان لنا أن نصفها بالقصور ؟‬
‫و ال ٌمكننا ا جابة ال (بنعم) و ال ‪( ،‬ال) فاودلة هً الحد الفاصر فً ا جابة وحر ا اكالٌة‪.‬‬
‫ووجه الصوا‪ ،‬المثبت للنحاة القدامى هو أنهم ٌقعدون للنحاو العرباً تقعٌادا ٌقاؾ علىاونمااط المتداولاة باٌن‬
‫العر‪ ،‬المتمااٌة و فصاحة خطابهم و اعرهم‪ ،‬بر المتوافقة أوال مع أعظم مصدر لؽوي هو الانص القرآناً‬
‫المقدو ‪.‬‬
‫فهر كانت المصادر السابقة تعكو الثنائٌة اللؽوٌة ؟‬
‫لماذا لم ٌؤخذ بمختلؾ البنٌات العمٌقة المجسدة فً تفسٌر القرآن و الاعر وأخبار العر‪ ،‬؟‬
‫لماذا كان االتجاه إلى السطس ؟ هر فً ذلك مؽ ل ؟‪.‬‬
‫رورة اوخذ فً و ع القواعد بالمستول السطحً باعتباره ٌاكر‬ ‫الحقٌقة أننا نرل و من وجهة أصولٌة –‬
‫الاكلنة العقلٌة المنطقٌة التً ٌخ ع فٌها المتكلم‪ -‬السامع لطبٌعة أصاور لؽتاه‪ .‬و مان جهاة آخارل‪ ،‬نقاور إن‬
‫البنٌة العمٌقة تاكر نماذ تصورٌة حسٌة تفتقر لكثٌر من العلمٌة‪ ،‬وتتابع بكثٌر من الذاتٌة فٌكون االنطاال‬
‫منها فً و ع القاعدة أمرا ٌقت ً إحدا التواف الحدسً فً إنتا التركٌ‪ ،‬بٌن كر المتكلماٌن‪ .‬و طبعاا ال‬
‫ٌمكننا فعر ذلك مهما حاولنا ‪،‬ل ٌبقى المجار الظاهري اوار‪ ،‬و اونجع مما اتجه إلٌاه الفهاري حاٌن انتقاد مان‬
‫منطلقات عصره منطلقات سابقٌه‪،‬نقدا ؼٌر متوا ن‪.‬‬
‫‪44‬‬

‫و اد حاور الفهري إخ اع الجملة االسمٌة لمثر الترتٌا‪ ،‬الفعلاً السااب فا اطره ذلاك إلاى افتاراض راباط‬
‫مقدر هو (كان)‪ ،‬فً مثر الجملة (الهرم مرتفع) ‪ ،‬و (فً الدار رجر)‪( ،‬و ٌاد أساتاذ)‪ .‬ففاً الانمط التركٌباً‬
‫اوور ‪ :‬الهارم مرتفا ع‪ٌ ،‬كااون الهاارم فاااعال للاارابط (كااان) المقادر ونااه مرفااوع كمااا أنااه ٌراااا‪ ،‬فاعاار الصاافة‬
‫(‪)1‬‬
‫(مرتفع)‪ ،‬إذا أن تقدٌر العبارة ‪ :‬كان الهرم مرتفعا‬
‫وٌجعر الفهري (المبتدأ) فً مثر ‪( :‬فً الدار رجر) ‪ ،‬فاعال للفعر الرابط (كان)وهاذا ٌعناً أن ماا ن الاوعر‬
‫اد أصا‪ ،‬حٌن جعر ترتٌ‪ ،‬الجملة المنسوخة الكونٌة عند الفهري على الاكر التالً‪:‬‬
‫‪(1) NP + V + NP‬‬
‫إن محاولة الفهري لجعر بنٌة الجملة الفعلٌة (فعر ‪ +‬فاعر ‪ +‬مفعور به) بهذا الترتٌا‪ ،‬ومحاولاة جعار الانمط‬
‫االسمً ٌسٌر وفقه (ذلك الترتٌ‪ )،‬عن طرٌ إدخار الروابط الفعلٌة التً تاٌر للفعلٌة (كان) تثٌر استفسارا‪،‬‬
‫إن كانت أي جملة اسمٌة مقترحة تؤور فً بنٌتها العمٌقة إلى تركٌ‪ٌ ،‬حتوي على الفعر الكونً‪ .‬و ال أوافا‬
‫الفهري فً المثار المقترت ‪ :‬فً الدار رجر‪ ،‬فهذه الجملة تمثر بنٌاة ساطحٌة للبنٌاة العمٌقاة ‪ :‬رجار فاً الادار‬
‫‪،‬وٌمكن أن نخ ع هذه الجملة للقانون التحوٌلً (‪ )8‬و المقترت من ابر (الخولً)‪،‬وهو ااانون نساخ المكاان‪،‬‬
‫الذي ٌحمر السمة ا جبارٌة ‪.‬‬
‫ومنتج الجملة السابقة حس‪ ،‬هذا القانون ‪ ،‬سٌمر بالمراحر التالٌة ‪:‬‬
‫فً الدار رجر ‪)1( ‬‬
‫‪ ‬رجر فً الدار‪ ،‬بنسخ المكان ‪:‬‬
‫‪ ‬فً الدار رجر فً الدار ‪)2( ‬‬
‫‪ ‬رجر فً الدار ‪ ‬ال تمثر المنتج النهائً و إنما ٌكاون المناتج ٌتوافا والجملاة راام (‪)1‬‬
‫كما ٌلً ‪:‬‬
‫فً الدار رجر ‪)3( ‬‬
‫من جهة أخرل‪،‬وردا على ماا اتجاه الفهاري ‪ ،‬نقاور إن (كاان) المقترحاة راباط لعناصار الجملاة االسامٌة‪ ،‬ال‬
‫تحتمر سمة الحد التً ٌحملها الفعر التام‪ ،‬و بالتالً افتقاد عنصر الداة فً تو ٌس الفكرة‪.‬‬
‫وحتى اومثلة التً تقبر مثر ذلك التأوٌر و الذي ٌظهر الناسخ(كان) فً البٌنة العمٌقاة للجمار االسامٌة‪ ،‬فننهاا‬
‫تفتقر للمو وعٌة و الداة‪ ،‬فلٌست كر الجمر تؤور بال رورة إلى أنماط اسمٌة تجسد (كان)‪ ،‬إ افة إلى أن‬
‫حدو المتكلمٌن السامعٌن متفاوت‪.‬و الناسخ (كان) إذا ظهر فً البنٌة العمٌقاة فهاو ال ٌظهار فاً الكاالم الاذي‬
‫ٌعتبر منطل التعقٌد ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اللسانٌات و اواعد اللؽة العربٌة ‪ ، 1 ،‬ص ‪. 135 ، 134‬‬


‫‪44‬‬

‫و اد أدرك النحاة القدامى هذا البعد‪ ،‬فابن هاام عد االسم بعد (كان) فاعال على سابٌر المجاا (‪ .)1‬و هاذا ٌادر‬
‫داللة وا حة على أنه لم ٌر فً االسم الذي ٌرد بعد (كان) فاعال حقٌقٌا ‪.‬‬
‫التبئٌر ‪focalisation‬‬
‫من الق اٌا التً عالجها الفهري ما ٌعرؾ بالتبئٌر‪ ،‬وهو " عملٌة صورٌة ٌاتم بمقت ااها نقار مقولاة كبارل‬
‫(‪ ) major category‬كالمركبات االسمٌة أو الحرفٌة أو الوصفٌة من مكان داخلً (أي داخر الجملاة)‪ ،‬إلاى‬
‫(‪)2‬‬
‫و ٌاٌر الفهري مو حا‪ ،‬إلاى خصاائص ذلاك التبئٌار‪،‬‬ ‫مكان خارجً (خار الجملة)‪ ،‬أي مكان البؤرة "‪.‬‬
‫بأنه ٌجمع بٌن مواعٌن أحدهما داخر ا سقاط (‪ ،)projection‬واآلخر ٌقع خار ا سقاط إلى ٌمٌن الجملاة‪،‬‬
‫مٌرٌا فً مواعه الساب (داخر الجملة) و ٌحتفظ بنعرابه الذي كان ااد أساند‬ ‫و العنصر المبأر ال ٌترك أثرا‬
‫(‪)3‬‬
‫إلٌه فً ذلك المواع‪.‬‬
‫مثار ‪ :‬لنتأمر المقوالت اللؽوٌة التالٌة ‪:‬‬
‫إٌاك نعبد‪ ،‬هللا أدعو ‪،‬فً الدار وجدته‪،‬ؼدا سنلتقً‪ ،‬أمٌتا كان ؟‬
‫و ٌاٌر الفهري إلى أصر مثر تلك المقوالت و هً على الترتٌ‪: ،‬‬
‫نعبدك ‪ ،‬أدعو هللا ‪ ،‬وجدته فً الدار ‪ ،‬سنلتقً ؼدا ‪ ،‬أكان مٌتا ؟‬
‫واد استند الفهري إلى التتابع السلكً (‪ )successive‬فً إبرا عدم تقدم االسم إال عبر سلسلة مان المراحار‬
‫ا لتً تو س لنا النتا المقصود ‪.‬و التتابع السلكً و التحتٌة مبادآن ٌقٌادان هاذا االنتقاار عبار اوساالك و هماا‬
‫مبدآن ٌرجعان إلاى أسااو أاامر هاو أسااو المحلٌاة (‪ )locality principle‬؛ فاالساتفهام ماثال ٌنطبا فاً‬
‫مٌدان جملً واحد‪ٌ( ،‬تكرر وجوده)‪،‬فً جملة مدمجة (‪ )embedded sentence‬أو جملة ؼٌر مدمجة‪ ،‬كماا‬
‫ٌنطب عبر أكثر من جملة‪:‬‬

‫( ‪ - ) 1‬ارت اذور الذه‪ / ،‬ابن هاام ‪ ،‬تحقٌ محمد محً الدٌن عبد الحمٌد ‪.‬‬
‫( ‪ - ) 2‬اللسانٌات و اللؽة العربٌة ‪ ، 1 ،‬ص ‪. 114‬‬
‫( ‪ - ) 3‬انظر المرجع لساب ‪ 1‬ص ‪. 123‬‬
‫‪44‬‬

‫ال أدري من جاء‪.‬‬


‫من جاء؟‬
‫من ترٌد أن انتقد؟‬
‫من حسبت أن ٌدا انتقد؟‬
‫من حسبت أن عمرا ٌعرؾ أن ٌدا انتقد؟‬
‫فنذا وافنا عند النماذ اوربعة اوخٌرة‪ ،‬فنننا نجدها تسٌر وف المخططات التالٌة ‪:‬‬
‫من جاء‬ ‫أ–‬

‫من جاء‬ ‫جاء من؟‬

‫‪ – ،‬من ترٌد أن انتقد؟‬

‫ترٌد أن أنتقد من ؟‬ ‫ترٌد من أن أنتقد؟‬

‫– من حسبت أن ٌدا أنتقد؟‬

‫حسبت أن ٌدا أنتقد من؟‬ ‫حسبت من أن ٌدا ا نتقد‬


‫د – من حسبت أن عمرا ٌعرؾ أن ٌدا انتقد‬

‫إن مااا و ااحه الفهااري ومااا بٌنااا ماان أمثلااة‪ ،‬تو ااس عاادم دوران مثاار ذلااك االسااتعمار فااً اللؽااة العربٌااة‬
‫الفصٌحة‪ ،‬و أنه ٌمٌ البنٌة العمٌقة لهاا دون الساطحٌة‪،‬التً تلتا م الترتٌا‪ ،‬الطبٌعاً‪ .‬وٌبادو أن الفهاري‬
‫هنا متأثر باللؽة الفرنسٌة فكثٌرة هً اومثلة التً تستعمر فً تلك اللؽة صٌؽا من مثر‪:‬‬
‫‪Tu veux‬‬ ‫?‪qui‬‬
‫? ‪Racontes quoi‬‬
‫‪41‬‬

‫أما اللهجة المؽربٌة‪ ،‬وهً ادٌدة القر‪ ،‬من اللهجة الج ائرٌة‪ ،‬فتكااد تنعادم فٌهاا مثار تلاك التراكٌا‪،‬‬
‫التً تتأخر فٌها أدوات و أسماء االستفهام‪ .‬فعادة ما نستعمر عبارات‪ٌ ،‬وافا فٌهاا الاركن اوور اسام‬
‫استفهام‪ ،‬إذا كنا نتحد بذلك اوسلو‪. ،‬‬

‫الخفق و التبئٌر ‪:‬‬


‫اافة إلاى تلاك التؽٌارات‬ ‫ٌصور تحوٌر التبئٌر مختلؾ تؽٌرات الرتبة التً تحاد ابار الفعار‪ ،‬با‬
‫فنن هناك نوعا آخر منها ٌحد بعد الفعر و تؽٌار محلٌاا رتا‪ ،‬الف االت كماا هاو ممثار فاً الجملاة‬
‫التالٌة ‪ :‬ر‪ ،‬الولد ٌد(‪ . )1‬ومٌدان هذا النمط من النقر إساقاط واحاد ال ٌمكان أن ٌعبار حادوده إلاى‬
‫ؼٌره‪ .‬و الخفا ال ٌكاون لاه موااع باٌن متال مٌن‪،‬فٌجاو أن نقاور ‪:‬جااء البارحاة كثٌار مان الرجاار‬
‫وجاااء كثٌاار ماان الرجااار البارحااة وال ٌجااو أن نقااور ‪:‬جاااء كثٌاار البارحااة ماان الرجااار‪ .‬ذلااك أن‬
‫المتال مااٌن ٌاااكالن ج ٌاارة ال ٌمكاان ااتحامهااا(‪)2‬وتساالك تراكٌاا‪ ،‬الخف ا طرٌ ا الجماار البسااٌطة ال‬
‫(‪)3‬‬
‫الجمر المبأرة ‪:‬هر رأل ٌد البارحة ؟‬
‫وااعدة الخفا ال تاؤثر‪ ،‬إذن بااكر ٌاذكر فاً الصاورة المنطقٌاة للجمار‪ ،‬ولاذلك ٌجاو لناا أن نعادها‬
‫امن‬ ‫ااعدة أسلوبٌة‪ ،‬ال تحوٌلٌاة‪ ،‬و ٌمكنناا تبناً الصاورة العاماة للنحاو‪ ،‬حٌا تبار اواعاد الخفا‬
‫‪.‬‬
‫من المكون التركٌبً‬ ‫المكون الصوتً ولٌو‬

‫‪ ، 1‬ص ‪. 124 – 123‬‬ ‫( ‪ - ) 2‬اللسانٌات و اللؽة العربٌة‬


‫( ‪ - ) 2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 125‬‬
‫( ‪ - ) 3‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪. 121‬‬
‫‪44‬‬

‫قاعدة (‪)base‬‬
‫قواعد مقولية و قواعد‬
‫معجمية‬
‫التحويالت‬
‫بنٌة(‪)D.STRUCTURE‬‬

‫الصورة المنطقٌة‬ ‫نحو تمثٌر‬


‫التسوٌر‬
‫الحذؾ‬
‫البنٌة المحورٌة‬ ‫القواعد الصوتٌة‬
‫القواعد اوسلوبٌة‬
‫اواعد خطابٌة‬
‫وماان بااٌن الق اااٌا الرتبٌااة التااً عالجهااا الفهااري مو ااوع التفكٌااك (‪ )dislocation‬و هااو ٌاااٌر إلااى نقاار‬
‫اربته)‪ ،‬أو نقلاه إلاى الٌساار كماا فاً الجملاة ( اربته‬ ‫المرك‪ ،‬ا السامً إلاى الٌماٌن‪ ،‬كماا فاً الجملاة ( ٌاد‬
‫ٌد)‪.‬و ٌختلؾ التفكٌك إلى الٌسار عن التفكٌك إلى الٌمٌن‪ ،‬فً كون العنصر المفكك إلى الٌساار ال ٌحتاا أن‬
‫(‪.)1‬‬
‫ٌكون إحالٌا‬
‫و البنى التفكٌكٌة اأنها اأن البنى البارٌة‪،‬تولد فً اونحاء التولٌدٌة اوولى عن طرٌ تحوٌر ٌنقر العنصار‬
‫المفكك (‪ ،)dislocated‬أي ( ٌد) فً الجملة المذكورة‪ ،‬من مكان داخلً إلى مكان‬
‫خارجً‪ ،‬وٌدر على مواعه اوصلً ال مٌر المتروك كأثر دار‪.‬‬

‫و ٌاٌر الفهري إلى عنصر آخر ٌدخر فً هذا المجار‪،‬هو التعٌٌن‪ ،‬وٌستل م ذلك‪ ،‬أن ٌكاون العنصار المفكاك‬
‫معرفا‪.‬‬
‫وٌتجه الفهري إلى جوا ورود المفكك نكرة‪ ،‬وهو ٌ ع لمثر هذه الحالة مجموعة اروط منهاا أن ٌصااح‪،‬‬
‫العنصر المفكك مؤثرات صوتٌة خاصة تتمثر فً نبر هذا العنصر‪ ،‬و من أمثلة ذلك ‪:‬‬
‫بقرة تكلمت‬

‫( ‪ - ) 1‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪. 132 – 121‬‬


‫‪44‬‬

‫(‪)1‬‬
‫رجر دولة أتظنه ٌقبر على هذا ؟‪.‬‬
‫جاسوو طلعت علٌنا اونباء بوفاته ‪.‬‬
‫ورؼاام عاادم جااوا مثاار ذلااك الترتٌاا‪ ،‬عنااد النحاااة العاار‪ ،،‬إال أن الفهااري ٌجٌا ذلااك‪.‬ففً كاار الموا ااع‬
‫السابقة نجد العنصر المفكك ؼٌر معرؾ‪ ،‬و مع ذلك فنن الجمر مقبولة بنبر العنصر المفكك‪.‬‬
‫وٌستطرد الفهري مبٌنا ااتراك التفكٌك إلى الٌسار مع التفكٌك إلى الٌماٌن فاً عادة خصاائص‪ ،‬وٌختلاؾ فاً‬
‫مٌري (أحٌانا) ٌتحكم فٌه المفسار‪.‬وهذا ماا ٌجعلناا نمٌا‬ ‫خصائص أخرل ‪ ،‬فمن أوجه التالاً وجود رابط‬
‫بٌنه و بٌن البدر ‪.‬‬
‫مثار ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ربنً أخوه ٌد ‪،‬وهو تركٌ‪ ،‬تفكٌكً‪ .‬أعجبنً ٌد علمه ‪.‬‬
‫ا حالٌة و الرتبة ‪:‬‬
‫ٌاٌر الفهري إلى أن جملة مثر (الساكر مان القصا‪ ،(،‬تختلاؾ عان جملاة (فاً الادار رجار) مان الناحٌاة‬
‫التركٌبة و المنطقٌة الداللٌة فمن الناحٌاة التركٌبٌاة نجاد الجملاة اوولاى تتخاذ نمطاا ااعادٌا (‪ )b asic‬فاً‬
‫حٌن أن الجملة الثانٌة ٌمكن اعتبارها مولدة بقاعدة حلقة ‪ extraposition‬إلى الربض اوٌسر للجملة‪.‬‬
‫و الجماار ذات ال حلقااة مم ٌ ا ة عاان الجماار اوخاارل منطقٌااا ‪ .‬فهااذه الجماار وجودٌااة (‪ )e xistence‬أو‬
‫تقدٌمٌة (‪ )presentative‬ونها تمثر داللة بوجود ذات ٌدر علٌها المرك‪ ،‬االسمً الذي ٌوجد إلى ٌساار‬
‫الظرؾ‪.‬والمرك‪ ،‬االسمً الم حل فً الجمر الوجودٌة ال ٌمكن دائما أن ٌكون إحالٌا‪ ،‬و ٌمكن أن ٌكون‬
‫ؼٌر معٌن (‪ )n onspecific‬كما هو فً المثار (فً الدار رجر)‪ ،‬و ٌاٌر الفهري م ٌفا بأنه ال ٌمكن‬
‫أن ٌكون الم حل معرفا‪ ،‬كما ٌدر على ذلك المثار التالً ‪:‬‬
‫فً الدار رجر‬
‫إذا كان الفهري اد أورد مثاال ٌدفع به ورود الم حل معرفا‪ ،‬فنن حكمه ٌفتقد للدلٌر الكافً و المقناع مان‬
‫جهة و بورود تراكٌ‪ ،‬فً القرآن الكرٌم‪ٌ ،‬كون فٌها الم حل معرفا‪،‬‬
‫فً اوله تعالى (‪..<<)3‬فننما علٌك البالغ و هللا بصٌر بالعباد >> ‪،‬و اوله تعاالى << و كٌاؾ ٌحكموناك‬
‫(‪)4‬‬
‫و عندهم التوراة فٌها حكم هللا ‪>>...‬‬
‫إن ورود الم حل معرفا فً اآلٌتٌن السابقتٌن ٌلؽً الحكم القطعً الذي أاره الفهري‪.‬‬
‫االشتغال‬

‫( ‪ - ) 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 131‬‬


‫( ‪ - ) 2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 132‬‬
‫( ‪ - ) 3‬سورة آر عمران أٌة (‪.)21‬‬
‫( ‪ - ) 4‬سورة المائدة آٌة(‪.) 43‬‬
‫‪44‬‬

‫تناور الفهري مو وع االاتؽار ‪ ،‬مبر ا ا اكالٌة المطروحة هر ٌعد االاتؽار تبئٌرا أم تفكٌكا ؟‬
‫ٌبٌن الفهري أن االاتؽار لم ٌعد أسلوبا مستعمال فً العربٌة الحالٌة و أن النحاة القدامى اعتبروا بنى االبتداء‬
‫و التقدٌم و االاتؽار بنى مختلفة‪،‬و أنه الاًء فً تصورهم ٌوحد بٌنها اااتقااٌا أوتمثٌلٌاا‪.‬و ٌ اٌؾ الفهاري‬
‫ربته) باأن الباؤرة ‪،‬هناا‪،‬ال‬ ‫ٌبٌن فً مثر هذا النموذ ‪ٌ ( :‬د‬ ‫مو حا كٌفٌة وصولهم لمثر هذا الحكم‪،‬حٌ‬
‫اربت)‬ ‫ٌعمر فٌها عامر لفظً‪،‬و إنما ٌحدد إعرابها عامر معنوي هو االبتداء‪ .‬و البؤرة فاً النماوذ ( ٌاد‬
‫العامر فٌها الفعر الذي ٌلٌها‪.‬‬
‫و ٌخر الفهري إلى أهم خصائص االاتؽار كما وردت عند النحاة ‪:‬‬
‫أ‪-‬الماؽور عن (البؤرة) منصو‪ ،‬دائما‪.‬‬
‫‪-،‬فً البنٌة االاتؽالٌة فعالن‪ ،‬الثانً فٌها ٌفسر اوور‪ .‬فعر ماؽور هو الفعر الباار وفعار‬
‫عامر هو الفعر الم مر وجوبا‪.‬و ٌواف الفعر الثانً الفعر اوور لفظا و معنى و أحٌانا‬
‫ٌوافقه فً المعنى فقط‪.‬‬
‫مٌر عائد إلى الماؽور عنه أو سببٌه‪.‬‬ ‫‪-‬الماؽور به إما‬
‫د‪-‬اوصر فً الماؽور أن ٌكون متصال بالماؽور عنه‪.‬‬
‫فنذا حد االنفصار فنن الفصر ال ٌمكن أن ٌكون مما ال ٌعمر بعده فٌما ابله كأدوات الارط و االستفهام‪...‬و‬
‫(‪.)1‬‬
‫هً مواطن ال ٌجو فٌها التقدٌم عموما‬
‫وبعااد حدٌثااه عاان رؤٌااة النحاااة حااور االاااتؽار‪ٌ ،‬فساار كٌفٌااة تولٌااد البنٌااة االاااتؽالٌة بقولااه إن للعبااارة ( ٌاادا‬
‫اربت ٌادا – اربت ٌادا‪ ،‬ثام‬ ‫ربته) بنٌة بدلٌة فً أصر االاتقا ‪ ،‬وعلٌه فنن أصر هذه العبارة هاو ‪:‬‬
‫حد نقر ( ٌدا) من المواع الثانً إلى مواع البؤرة اوولى تاركا وراءه الجملة ( ربت)‪ ،‬بعدها ٌقوم التبئٌر‬
‫اربته)(‪.)2‬وأماا‬ ‫مٌر عائد و حذؾ الفعار اوور فتصابس لادٌنا العباارة ٌادا‬ ‫بخل البنٌة االاتؽالٌة بن افة‬
‫ربته‪ ،‬فنن الفهري ٌنظر إلٌها على أنها ااتؽار بالرفع (تفكٌك إلى الٌمٌن)‪ ،‬و ٌنوه‬ ‫العبارات من نحو ‪ٌ :‬د‬
‫إلى أن النحاة اعتبروا ذلك ابتداء (‪ .)3‬وٌحسن بنا أن ناٌر إلى أن االاتؽار سواء كان تبئٌرا أم تفكٌكا‪،‬فننه ٌقع‬
‫فً مواع خار الجملة‪ ،‬فالتبئٌر ٌل م نقر المرك‪ ،‬االسمً من داخر الجملاة إلاى موااع الجهاة الٌمناى خاار‬
‫الجملااة‪ ،‬أمااا العنصاار المفكااك فٌكااون ف اً مواااع خارجهااا‪.‬والثؽرة اوخاارل التااً الحظهااا الفه اري فااً تفكٌاار‬
‫النحاة‪،‬اعتبار االاتؽار بالنص‪ٌ ،‬كون إلى الٌمٌن؛أي أن الماؽور عنه ٌتقدم الماؽور و ال ٌكون إلى الٌسار‪.‬‬

‫( ‪ - ) 1‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪. 143-142‬‬


‫( ‪ - ) 2‬اللسانٌات و اللؽة العربٌة ‪ ، 1‬ص ‪. 144‬انظر أٌ ا ‪ :‬مناهج الدرو النحوي فً القرن العارٌن‪/‬عطا الموسى‪ ،‬ص‬
‫‪.269‬‬
‫( ‪ - ) 3‬المرجع نفسه (اللسانٌات و اللؽة العربٌة ‪ ،)1‬ص ‪. 146‬‬
‫‪44‬‬

‫ٌو س الفهري الفكرة المطروحة حٌن ٌقر باالاتؽار إلاى الٌساار‪،‬مثر اولناا ( اربته ٌادا) وااد عاده النحااة‬
‫باادال؛ذلك أنهاام ااااترطوا فااً الماات ؽر عاانهم التقاادم علااى الفعاار المفساار‪.‬وٌخلص الفهااري إلااى أن الخلااط بااٌن‬
‫‪.‬‬
‫االاتؽار و البدلٌة إن در على اًء فننما ٌوحً بتقار‪ ،‬بنٌوي أصٌر رؼم اختالؾ بنٌتهما السطحٌتٌن‬
‫وٌسااتطرد الفهااري مثبتااا آراء و موااااؾ لؽوٌااة أخاارل تحف ا لتأكٌااد الاانمط اللؽااوي العرب اً نحااو‪ :‬اووالد‬
‫جااااءوا‪،‬واولؾ فاااً مثااار جااااءا أو جاءتا‪،‬فاااالمعروؾ أن النحاااوٌٌن القااادامى ٌعتبااارون الاااواو فاااً جااااءوا‬
‫( اامٌرا)‪،‬ودلٌلهم علااى ذلااك عاادم اجتماااع هااذا ال اامٌر مااع الفاعاار الحقٌقااً‪،‬فال نقااور‪ :‬جاااءوا اووالد‪ .‬واااد‬
‫مٌر؟‪.‬‬ ‫اختلؾ النحوٌون فً تحدٌد طبٌعة العالمة‪،‬هر هً جمع أم‬
‫وٌذه‪ ،‬الفهري إلى أن هذا الرأي ٌسمس بنمكانٌة تحقٌ وظٌفة الفاعلٌة باولؾ أو الواو أو باالسم العادي‪،‬أي‬
‫أن هناك وحدة صٌؽة تكملها حجة التو ٌع التكااملً؛أي تو ٌاع الوظاائؾ النحوٌة‪،‬لادل ساٌبوٌه‪،‬فهو ٌارل أن‬
‫ال مائر المنفصلة ال تقع فً أي مكان فاال ٌجو ‪:‬جااء هام‪،‬وال جااء هماا لالساتؽناء بالعالماة عان ال امٌر‬
‫مٌرا‪،‬فالتطاب ٌحد فً العادد(ا فراد‬ ‫من هذا ا اكار باعتبار (الواو) حرؾ مطابقة ولٌو‬ ‫(‪.)1‬وٌخر‬
‫والتثنٌااااة والجمع)‪،‬والجنو(التااااذكٌر والتأنٌ )‪،‬منوهااااا إلااااى طبٌعااااة التطاااااب فااااً العربٌااااة الحاماااار ساااامة‬
‫مٌر متكلم أو مخاط‪ ،‬أو ؼائ‪ .،‬ومجمر القور أن الفهري الحظ عدم استٌعا‪ ،‬الحداثاة‬ ‫ال مٌر‪،‬سواء كان‬
‫النحوٌة فً فهم الترا النحوي‪ ،‬حٌ تجاهر أولئك المنتمون لذلك االتجاه‪ ،‬دراسة التارا فاً إطاار نظاري‬
‫متكامر‪ ،‬و اتجهوا إلى تجسٌد معطٌات و مقدمات القدامى فجرهم ذلك إلى اساتخدام منااهجهم‪ .‬وااد حفا ه ماا‬
‫رورة وصؾ اللؽة العربٌة بالمناهج الؽربٌة الحدٌثة ‪ ،‬تلك المنااهج التاً اارر أنهاا تملاك الكفاٌاة‬ ‫سب إلى‬
‫فقد تبنى النظرٌة المعجمٌة الوظٌفٌة التً طرحته الباحثة‬ ‫التو ٌحٌة للقٌام بهذا العمر ‪ .‬ومن هذا المنطل‬
‫(‪.)2‬‬
‫اومرٌكٌة (بر نان)‪ ،‬عن نظرٌة تاومسكً بن افتها المكون الوظٌفً إلى صل‪ ،‬النظرٌة‬
‫ومما ٌؤخذ على الفهري تركٌ دراسته على النظرٌة الؽربٌة باكر أكبر من تركٌ ه على النظرٌة النحوٌة‬
‫عند القدامى‪،‬إ افة إلى الصعوبة المتكلؾ بها فً استعمار المصطلحفات ومختلؾ العبارات ‪ ،‬وهفو بهذا‬
‫أمام حقر لؽوي رٌا ً فلسفً ال ٌكاد ٌكس‪ ،‬منه سول القلٌر والذي‬ ‫التوجه ٌكاد ٌترك الطال‪ ،‬الباح‬
‫ٌكت‪ ،‬بلؽة صعبة اصطالحٌا تأوٌلٌا ‪ٌ،‬ستطٌع و بسهولة أن ٌبسط و ٌسهر‪.‬‬

‫_إن النظرة إلى الرابط(كان) على أنه فعر ٌأخذ مو ع الفاعر‪ ،‬أمر ٌترك استفهاما ذلك أن إلحا‬
‫الناسخ(كان) باوفعار التامة‪ٌ ،‬در على أنه ٌاٌر إلى حد و الحقٌقة النحوٌة ؼٌر ذلك‪ ،‬فهو فعر نااص‪.‬‬
‫_إن افتراض أن النمط الذي تسٌر علٌه الجمر العربٌة الفصٌحة هو‪:‬‬

‫(‪- )1‬المرجع الساب ‪،‬الصفحة نفسها وانظر اللسانٌات واللؽة العربٌة‪،2 ،‬ص‪165‬‬
‫(‪ - ) 2‬مناهج الدرو النحوي فً القرن العارٌن‪ ،‬عطا الموسى‪ ،‬ص‪. 216‬‬
‫‪44‬‬

‫فعر‪+‬فاعر‪+‬مفعور به‪ٌ ،‬عنً إلؽاء لج ء كبٌر من الفطرٌة النحوٌة العربٌة و التً تمثلها مدرسة البصرة‬
‫التً تاٌد بالجملة االسمٌة أصال لبعض الجمر الفعلٌة عند أهر الكوفة ‪.‬‬

‫‪-5‬محاولة مازن الوعر ‪:‬‬


‫ما ن الوعر من النحاة العر‪ ،‬المحدثٌن المتأثرٌن بالمناهج النحوٌة الحدٌثة‪،‬الذي حاور تتبع المساار‬
‫النظري للنحو التولٌدي و تكٌٌؾ اواعده على مستول تطبٌقً بما ٌتناس‪ ،‬و اواعد اللؽة العربٌة‪.‬‬
‫وٌو س ما ن الوعر تو ٌحا نظرٌا مثبتا ‪ ،‬خطوات التحلٌر اللسانً من خالر الخطوات التالٌة‪:‬‬
‫‪ _1‬صٌاؼة فر ٌة معٌنة اائمة على مجموعة من القواعد المتاكلة مان الماواد اللؽوٌاة فاً كار لؽاة مان‬
‫لؽات العالم‪.‬‬
‫‪_2‬فحص الفر ٌة المو وعة و تطبٌقها على مواد لؽوٌة أخرل تابعة للؽات أخرل‪.‬‬
‫‪_3‬إعااادة صااٌاؼة الفر ااٌة إن دعاات الحاجااة لااذلك لااارت اومثلااة اللؽوٌااة الااااذة الموجااودة فااً اللؽااات‬
‫اوخرل‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪_4‬تثبٌت صحة الفر ٌة و البرهان علٌها إذا أمكن‬
‫وٌ ٌؾ الوعر مبٌناا أن اواعاد اللؽاة العربٌاة فاً أساساها فر اٌة لساانٌة حاور كٌفٌاة صاٌاؼة التراكٌا‪ ،‬و‬
‫عالئقها النحوٌة و الداللٌة‪ .‬و تمثر هذه القواعد على حد ما اتجه إلٌه تاومسكً‪ ،‬الكفاءة ؼٌر المدركة لمتكلم‬
‫(‪.)2‬‬
‫اللؽة لعربٌة‬
‫ٌعرض ما ن الوعر لمفهوم اللؽاة عناد تاومساكً مااٌرا إلاى أنهاا عملٌاة تولٌدٌاة فعالاة فاً الاذهن البااري‬
‫اااادرة علااى الخل ا و ا بااداع اللؽااوي الماانظم ماان خااالر اااانون نحااوي عااام فااً اللؽااات البااارٌة كافااة(‪ .)3‬و‬
‫كسابقٌه‪ٌ ،‬تطر الوعر للمكونات العملٌة الكالمٌة و هاً ‪:‬المكاون التولٌادي المركباً و المكاون التحاوٌلً و‬
‫المكون الصوتً _ الصرفً‪.‬‬

‫ومن مفهوم اللؽة و مكونات التحلٌر اللسانً‪ٌ ،‬نتقر الوعر إلى الحدٌ عن مصطلس النحاو‪ ،‬محااوال ا ااارة‬
‫إلى معناه‪ ،‬بأنه عملٌة تولٌدٌة و تحوٌلٌة منظمة و مركبة اادرة على إنتا جمر تكون صحٌحة نحوٌا‪ ،‬و ذلك‬
‫(‪.)4‬‬
‫من خالر مستوٌات لؽوٌة عدٌدة‬

‫( ‪ - ) 1‬ا اٌا أساسٌة فً علم اللسان الحدٌ ‪/‬ما ن الوعر‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫( ‪ - ) 2‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫( ‪ - ) 3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 83‬‬
‫( ‪ - ) 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 89‬‬
‫‪45‬‬

‫وٌقارن تاومساكً بناااء علاى مااا ادماه مااا ن الاوعر‪ ،‬حدٌثاه عاان مفهاوم النحااو بحدٌثاه عاان معااٌٌر محاكمااة‬
‫الخطا‪ ، ،‬الملفوظ منه و المكتو‪ ،،‬وٌصنؾ لذلك معٌارٌن ‪:‬‬
‫‪ .1‬معٌار النحوٌة ‪Grammaticality.‬‬
‫‪ .2‬معٌار القبولٌة ‪Acceptability.‬‬
‫‪ ،)p‬بٌنمااا ٌااربط المعٌااار الثااانً‬ ‫وٌتعلا المعٌااار اوور بالدراسااة اللسااانٌة ل ا داء اللؽااوي (‪erformance‬‬
‫بالدراسااة اللسااانٌة للكفاااءة اللؽوٌااة الذهنٌااة (‪ )competence‬و ٌااذكر مااا ن الوعر‪،‬مثااار تاومسااكً الااذي‬
‫استاهد به على ما ذكرناه آنفا‪ ،‬وهو ‪:‬‬
‫‪- I called the man who wrote the book that‬‬
‫‪you told me about up .‬‬
‫(اتصلت با نسان الذي كت‪ ،‬الكتا‪ ،‬الذي أخبرتنً عنه)‬
‫وهذا المثار دار على أنه ؼٌر مقبور من حٌ معٌار القبولٌة‪ ،‬وفاً نفاو الواات ٌمثار جملاة أسالوبٌة رفٌعاة‬
‫من حٌ معٌار النحوٌة‪ .‬وعلٌه ٌكون معٌار النحوٌة ؼٌر مكتؾ بذاته لجعر الجملة اللؽوٌة صحٌحة فً لؽاة‬
‫(‪)1‬‬
‫من اللؽات البارٌة‪.‬‬
‫ونحن إنما ٌهمنا بدرجة أولى إسهامات الوعر فً تطبٌ المنهج التحوٌلً على اللؽاة العربٌاة‪ ،‬فقاد اتجاه إلاى‬
‫تبٌان أن النحاة العر‪ ،‬المحدثٌن‪ ،‬اد اصروا دراستهم للنحو العربً على جان‪ ،‬ااعدي معٌاري‪ ،‬متجااهلٌن‬
‫ال جان‪ ،‬الداللً محاولٌن إخ اع دراستهم لما ٌتالءم و مناهجهم من اتجاهات طبعها البعد الوصفً السطحً‬
‫فابتعدوا عن عم الاًء و حقٌقته‪ .‬وهو بذلك ٌمهد لدراسة جدٌدة تحاور االساتفادة مماا و اعه (ولتركاوك)‬
‫(‪)2‬‬
‫وء القواعد العربٌة‪.‬‬ ‫مع القواعد التحوٌلٌة لتاومسكً و تطبٌ كر ذلك فً‬
‫و من أهم العناصر التً تطر إلٌها الاوعر (العالماات ا عرابٌاة)‪ ،‬و ٌارل أنهاا تساهم فاً وصاؾ التركٌا‪،‬‬
‫(‪.)3‬‬
‫العمٌ لبنٌة الجملة العربٌة‪ ،‬أٌمانا منه بأنها تلع‪ ،‬دورا فً الداللة ‪ ،‬فهً عنده أحد عواملها‬
‫وٌستند ما ن الوعر فً تقسٌم الجملاة إلاى محتاول النحاو العرباً القادٌم‪ ،‬تركٌا‪ ،‬اسامً‪ ،‬وتركٌا‪ ،‬فعلاً‪ ،‬و‬
‫(‪)4‬‬
‫تركٌ‪ ،‬ارطً و تركٌ‪ ،‬ظرفً واد مثر لذلك بما ٌلً‪:‬‬
‫‪_1‬التركٌب االسمً ‪ :‬مبتدأ ‪ +‬خبر (صٌؽته التركٌبٌة)‬
‫مثال ‪ٌ :‬د ااعر ‪( .‬مسند إلٌه ‪ +‬مسند)‬

‫( ‪ - ) 1‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬


‫( ‪ - ) 2‬نحو نظرٌة لسانٌة عربٌة حدٌثة‪ ،‬ص ‪. 82‬‬
‫( ‪ - ) 3‬نحو نظرٌة لسانٌة عربٌة‪ ،‬ص ‪. 84‬‬
‫( ‪ - ) 4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪44‬‬

‫وماان المركبااات االساامٌة عنااد الااوعر ‪ :‬تسررمب بالمعٌرردي خٌررر مررن أن تررراه ؛ ونااه ٌباادأ بالمسااند إلٌااه (تساامع‬
‫ب المعٌدي)‪ .‬و هذا التوجه من الوعر توجٌاه سادٌد‪ ،‬إذ أن البنٌاة العمٌقاة لهاذا المثار هاً ‪ :‬أن تسامع بالمعٌادي‬
‫خٌر من أن تراه‪ ،‬وهذه العبارة ٌمكن تأوٌلها لتصابس ‪ :‬ساماعك بالمعٌادي خٌار مان أن تاراه‪ ،‬أي أن ساماعك‬
‫(‪.)1‬‬
‫بالمعٌدي خٌر من أن تراه = م إ ‪ +‬م ووا س من التأوٌر اعتماد الباح على تفسٌر النحاة القدامى‬
‫‪_2‬التركٌب الفعلً ‪:‬‬
‫الصٌؽة التركٌبٌة له ‪( :‬فعر ‪ +‬فاعر)‬
‫مثار ‪ :‬جاء ‪ٌ +‬د (مسند ‪ +‬مسند إلٌه‪.‬‬
‫ٌمثر لنا هذا التركٌ‪ ،‬النمط الفعلً‪ ،‬الاكر الذي تتخذه جملاة الفعار الاال م فقاط‪ ،‬فمااذا ٌمكنناا أن نفعار بااأن‬
‫الفعر المتعدي ؟‬
‫وٌاٌر الوعر إلى مثار آخر هو‬
‫هو عمرا ‪.‬‬ ‫ار‪،‬‬
‫مسند إلٌه ‪.‬‬ ‫‪+‬‬ ‫مسند‬
‫و من المفروض ٌكون التحلٌر على النحو التالً ‪:‬‬
‫عمرا‬ ‫هو‬ ‫ار‪،‬‬
‫توسعة‬ ‫مإ‬ ‫م‬
‫(‪.)2‬‬
‫ودون اك أن هذا التأوٌر ٌجد تفسٌرا عند الكوفٌٌن الذٌن ٌعتبرون اسم الفاعر فعال دائما ٌعمر عمله‬
‫التركٌب الظرفً ‪:‬‬
‫صٌؽته التركٌبٌة ‪ :‬مبتدأ ‪ +‬خبر ابه جملة ‪.‬‬
‫مثار ‪ٌ :‬د فً الدار‪ ،‬و البنٌة التً ٌسٌر علٌها المثار هً ‪:‬‬
‫ٌد فً الدار‬
‫(‪)3‬‬
‫ٌد ٌكون فً الدار‬
‫ووفقا لقوانٌن التحوٌر (الحذؾ) ٌكون لدٌنا التركٌ‪ ،‬التالً‪:‬‬
‫ٌد فً الدار‪.‬‬
‫(‪.)4‬‬
‫وٌسمً الوعرالاكر الجملً اوخٌر بنٌة رابطٌة ذلك أن بنٌتها العمٌقة تعكو الرابط(كان)أوما ٌاابهه‬

‫( ‪ - ) 1‬مناهج الدرو النحوي فً القرن العارٌن‪ ،‬عطا الموسى‪ ،‬ص ‪. 218‬‬


‫( ‪ - ) 2‬مدرسة الكوفة ‪/‬مهدي المخ ومً ط‪ ،2‬القاهرة‪ ،‬مكتبة البابً الحلبً ‪ 1859‬م – ‪. 238 - 239‬‬
‫( ‪ - ) 3‬نحو نظرٌة لسانٌة عربٌة ‪/‬ما ن الوعر‪ ،‬ص ‪. 31‬‬
‫( ‪ - ) 4‬مناهج الدرو النحوي فً القرن العارٌن ‪ /‬عطا موسى‪ ،‬ص ‪.291‬‬
‫‪44‬‬

‫إن مثاار هااذه البنٌااة العمٌقااة تبقااى تصااورا ذهنٌااا ذاتٌااا‪ ،‬اااد ٌاااارك الااوعر فٌااه عااددا محاادودا أو معتباارا ماان‬
‫المتكلمٌن – السامعٌن ‪.‬‬
‫و تاكر هذه التراكٌ‪ ،‬عند ما ن الوعر تراكٌ‪ ،‬اسمٌة ونالحظ أنه كان بنمكاناه إلحاا هاذا الانمط التركٌباً‬
‫من النمط التركٌبً اوور (التركٌ‪ ،‬االسمً) ‪.‬‬ ‫الثال‬
‫‪-1‬التركٌب الشرطً ‪:‬‬
‫ٌعكو لنا هذا التركٌ‪ ،‬جملتٌن كما ٌلً ‪:‬‬
‫مثار ‪ :‬إذا أنت أكرمت الكرٌم ملكته‪.‬‬
‫من جد وجد‪ ،‬و من رع حصد‪( .‬مثار من الباحثة)‬
‫وٌعتبر النحاة القدامى مثر هذه التراكٌ‪ ،‬التاً تتصادرها (إذا) و (إن) و (مان)‪ ،‬أي التاً ٌقادر بعادها أفعاار‪،‬‬
‫تراكٌ‪ ،‬فعلٌة(‪.)1‬‬
‫كما ٌتعرض الوعر لتركٌ‪ ،‬آخر هو التركٌ‪ ،‬الكونً مثر ‪:‬‬
‫ٌد طال‪. ،‬‬
‫و ٌد هنا ‪.‬‬
‫ٌد طال‪. ،‬‬
‫ٌد ٌكون هو الطال‪.،‬‬
‫والارط الوحٌد لصوغ هذا التركٌ‪ ،‬هاو حاذؾ فعلاه الكاونً و ال امٌر المنفصار معاا ‪ ،‬و لاٌو حاذؾ فعار‬
‫الكٌنونة فقط‪ ،‬كما ذكر ذلك عطا الموسى‪.‬‬

‫وٌبدو أن الوعر اد عد (ٌكون) فعال تاما‪ ،‬بدلٌر أنه لم ٌلح به أي سامة تمٌٌ ٌاة و مان المفاروض ال ٌعامار‬
‫(‪)2‬‬
‫معاملة التام‪ ،‬فاعله ما عرؾ عند النحاة بالمبتدأ و ٌسمى الوعر (الخبر) بالف لة الجملٌة‪.‬‬
‫عاادة النظار‬ ‫والحقٌقة أن تسمٌة أركان الجملة االسمٌة فً بنٌتها العمٌقة بأسماء الوحدات الفعلٌة أمر ٌحتا‬
‫وهذا وجه االنتقاد الذي سب أن أارنا إلٌه‪،‬فً حدٌثنا عن محاولة الفهري(‪ .)3‬كماا ٌااٌر الاوعر إلاى عملٌاات‬
‫على مستول البنٌة العمٌقة‪ ،‬كندخار أدوات االستفهام و أدوات النفاً و أدوات الاارط و‬ ‫التحوٌر التً تحد‬
‫الكالم االستفهامً ماٌرا للتراكٌ‪ ،‬الماتقة و المرتبطة بالتراكٌا‪ ،‬اوساساٌة الصارٌحة طبقاا وساو مرحلاة‬
‫البنى التركٌبٌة لعام ‪،1851‬وٌستطرد الوعر مبٌنا القواعد التحوٌلٌة االستفهامٌة ‪:‬‬
‫‪-1‬اواعد تحوٌلٌة لصٌؽة االستفهام التصدٌقً (نعم – ال)‪.‬‬

‫( ‪ - ) 1‬نحو نظرٌة لسانٌة ع ‪ .‬حدٌثة‪ ،‬ص ‪. 32‬‬


‫( ‪ - ) 2‬نحو نظرٌة لسانٌة عربٌة حدٌثة ‪ /‬ما ن الوعر‪ ،‬ص ‪. 8‬‬
‫( ‪ - ) 3‬اللسانٌات و اللؽة العربٌة ‪ /‬الفهري‪ ،‬م‪ ،1‬ص ‪. 34 ، 32‬‬
‫‪44‬‬

‫(‪.)1‬‬
‫‪-2‬اواعد تحوٌلٌة لصٌؽة االستفهام التصوري (ماذا – كٌؾ – أٌن – متى …)‬
‫ٌتناور الاوعر االساتفهام التصادٌقً‪،‬الذي ٌتمٌا بن اافة أداة لؽوٌاة أماام سلسالة لؽوٌاة‪ ،‬وٌقصاد باذلك إدخاار‬
‫(‪.)2‬‬
‫إحدل اوداتٌن اللؽوٌتٌن (هر) أو(أ)‬
‫وٌاٌر الوعرإلى أن ما ٌمٌ أداتً االستفهام التصدٌقً‪:‬الهم ة وهر كونهما تحدثان فً ثالثة أاكار تركٌبٌة‬
‫هً ‪:‬‬
‫التركٌ‪ ،‬الفعلً ‪.‬‬
‫لتركٌ‪ ،‬االسمً‪.‬‬
‫التركٌ‪ ،‬الكونً‬
‫‪ +‬استفهام ‪ +‬م ‪ +‬م إ‬ ‫أقام زٌد‬ ‫مثال (‪: )1‬‬

‫أداة ‪ +‬إسناد‬
‫‪ +‬استفهام ‪ +‬اسم علم ‪+‬إ و‬ ‫(‪ )2‬هر ٌد اام ؟‬
‫‪ +‬استفهام ‪ٌ +‬د ‪ +‬م ‪ +‬م إ‬

‫(‪)3‬‬
‫أ د ‪ +‬إسناد‬ ‫أداة ‪ +‬إسناد‬
‫‪ +‬استفهام ‪ +‬اسم علم ‪ +‬إ و‬ ‫(‪ )3‬هر ٌد ااعر؟‬
‫‪ +‬استفهام ‪ +‬رفع ‪ٌ +‬كون ‪ +‬هو ‪* +‬‬
‫أداة ‪+‬إسناد‬
‫إن محاولة إخ اع الجملة االسمٌة للنمط الفعلً‪ٌ ،‬اعر بالتكلؾ و المبالؽاة و عادم الدااة‪ ،‬مان حٌا التفااوت‬
‫بااٌن المتكلمااٌن فااً تقرٌاار بنٌااة عمٌقاة و كااذلك إسااقاط معنااى التماام علااى فعاار الكٌنونااة‪ .‬و ناارل أن التأوٌاار‬
‫التركٌبً الساب ٌكون وف النمط التالً ‪:‬‬
‫‪ -‬هر ٌد هو ااعر ‪.‬‬
‫‪ -‬هر ٌد فعال ااعر ‪.‬‬
‫‪ -‬هر ٌد حقا ااعر‪.‬‬

‫( ‪ - ) 1‬ا اٌا أساسٌة ‪ /‬ما ن الوعر‪ ،‬ص ‪. 151‬‬


‫( ‪ - ) 2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪161-151‬‬
‫( ‪ - ) 3‬نحو نظرٌة لسانٌة عربٌة حدٌثة (ص ‪. )161 ، 165‬‬
‫‪41‬‬

‫كما ٌاٌر الوعر إلى أن هناك ما ٌجمع بٌن هاتٌن اوداتٌن (الهم ة‪ ،‬هر)‪،‬و ٌتمثر ذلك فً إمكانٌة حذفهما فً‬
‫(‪)1‬‬
‫و ٌذكر الوعر ما ٌمٌ الهما ة مان (هار) ‪،‬بقولاه إنهاا تسامس بنقار‬ ‫التركٌ‪ ،،‬و تبقى داللة االستفهام اائمة‪.‬‬
‫ار‪،‬‬ ‫ؼٌر ركن لؽوي إلى ٌساارها متقادما باذلك علاى الفعار المساتخدم فاً العباارة مثار اولناا ‪ :‬الٌاوم ٌاد‬
‫ر‪ ،‬عمرو ؟‬ ‫عمرو؟ على حٌن لنا القور ‪:‬هر الٌوم ٌدا‬
‫كما تتفارد الهما ة عان هار فاً اساتطاعة ال ماتكلم إظهاار العناٌاة باركن لؽاوي مان جملاة مثبتاة بتقدٌماه علاى‬
‫ؼٌره‪،‬و ٌاترط لذلك إن ٌحمر معه نفو السمات النحوٌة الداللٌاة التاً ٌتسام بهاا التركٌا‪ ،‬المثبات(‪. )2‬مثاار ‪:‬‬
‫جاء خالد (مثار من الباحثة) ‪ ،‬أ خالد جاء ؟‬
‫وٌ ٌؾ الوعر إلى الممٌ ات السابقة ‪ ،‬ما ٌتعل بالنفً مبٌنا بأن الهم ة تستخدم مع تحوٌر النفً‪ ،‬مثر اولنا‬
‫‪ :‬ألم ٌأت خالد ؟ (مثار من الباحثة)‬
‫ألم ٌقم ٌد ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وٌتعذر علٌنا أن نقور ‪ :‬هر لم ٌقم ٌد ؟‬
‫و ٌاترط الوعر مو حا أن ما ٌعرؾ بالتو ٌع التكاملً ‪-‬وفقا لنظرٌة تاومسكً‪ٌ -‬سمس بنارار عدم دخور‬
‫(‪.)4‬‬
‫(هر) على نفً‬
‫عنه (الوعر ) االستفهام التصوري وهو استفهام ٌتطل‪ ،‬جوابا داال علاى ااًء مخبار‬ ‫ومما أتجه إلى الحدٌ‬
‫عنه واد عبر النحاة القدامى عن هذا النوع من االستفهام باالستفهام التصوري الذي تتصادره إحادل اودوات‬
‫التالٌة ‪:‬‬

‫( ‪ - ) 1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪. 169‬‬


‫(‪ - )4‬نحو نظرٌة لسانٌة عربٌة حدٌثة ‪.‬ص ‪. 116 ، 168‬‬
‫( ‪ - ) 3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫( ‪ - ) 4‬مناهج الدرو النحوي فً القرن العارٌن ‪ /‬عطا الموسى ص ‪. 196‬‬
‫‪44‬‬

‫ماذا‬
‫من‬
‫أٌن‬
‫متى‬
‫كٌؾ‬
‫والحقٌقة أن تراكٌ‪ ،‬االستفها م كما ٌاذكر ذلاك الاوعر‪،‬هً تراكٌا‪ ،‬مااتقة مان التراكٌا‪ ،‬اوساساٌة الصارٌحة‬
‫ذلك بتطبٌ القاعدتٌن التالٌتٌن ‪:‬‬
‫‪-1‬ااعدة االستفهام التصدٌقً ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪_2‬ااعدة االستفهام التصوري‪.‬‬
‫و ٌت س لنا من خالر تناور الوعر للتراكٌ‪ ،‬االستفهامٌة‪ ،‬مهمة أدوات االستفهام المنحصارة فاً العنصارٌن‬
‫التالٌن ‪:‬‬
‫أ_ؼاٌة أولٌة‪ ،‬تتمثر فً تحوٌر التركٌ‪ ،‬اوساسً إلى تركٌ‪ ،‬مات ‪.‬‬
‫‪_،‬وؼاٌة الثانٌة تتلخص فً أنها تحدد الدور الداللً للركن اللؽوي الذي ٌجري االستفهام عنه‬
‫و تت س مهمة االستفهام أنها مهمة داللٌة بحتة ‪.‬‬
‫لقد اتصفت دراسة ما ن الوعر بنوع من التكرار ال منً التجاه الفهري إذ كااد فاً كار تراكٌباه المقترحاة‪،‬‬
‫أن ٌخر بنمط فعلً‪ ،‬هو ما افتر ه الفهري للؽة العربٌة‪.‬‬
‫تفتقر دراسته للامور‪ ،‬حٌ لم ٌتناور فً تطبٌقه إال االستفهام ‪.‬‬

‫‪-6‬محاولة خلٌل عماٌرة‪:‬‬


‫خلٌاار عماااٌرة واحااد ماان الباااحثٌن المحاادثٌن الاادٌن نحااوا منحااى االتجاهااات النحوٌااة الحدٌثااة ‪ ،‬محاااولٌن‬
‫تكٌٌفها بما ٌتناس‪ ،‬و اواعد اللؽة العربٌة‪.‬‬
‫ٌستهر عماٌرة حدٌثه بنٌراد مفهوم للجملة فٌراها الحد اودنى من الكلمات التً تحمر معنى ٌحسن الساكوت‬
‫علٌه والتاً ٌمكان عنادها أن ٌسامٌها بالجملاة التولٌدٌاة الناواة(‪،)2‬و ٌوساع اولاه مبٌناا أناواع الجملاة التولٌدٌاة‬
‫والمتمثلة فً الجملة الفعلٌة والجملة االسمٌة‪.‬أما إذا حد على تلك الجملة مجموعة تحوالت وفقا لعناا صار‬
‫القواعد التحوٌلٌة فننها تصبس سواء(اسمٌة أو فعلٌة)جملة تحوٌلٌة‪.‬‬
‫مثار‪ٌ :‬د مجتهد ‪ :‬جملة تولٌدٌة اسمٌة‬

‫( ‪ - ) 1‬ا اٌا أساسٌة ‪ /‬ما ن الوعر ص ‪. 161 – 158‬‬


‫(‪ - )2‬التحلٌر اللؽوي‪/‬خلٌر عماٌرة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬ال رااء ‪ ،‬مكتبة المنار‪ ،1891 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪44‬‬

‫و عندما نقور‪ :‬أ ٌد مجتهد ‪ ،‬تصبس جملة فعلٌة تحوٌلٌة‪.‬‬


‫ونف و الاًء بالنسبة إلى الجملة الفعلٌة ‪ ،‬فنحن نقور‪ٌ .‬كت‪ ،‬الولد الدرو‪ .‬جملة تولٌدٌة فعلٌة‪.‬‬
‫وعندما نقور‪ :‬أٌكت‪ ،‬الولد الدرو ‪ ،‬تصبس جملة فعلٌة تحوٌلٌة‪.‬‬
‫ٌستطرد عماٌرة مبٌنا الؽرض المقصود من الجملة التولٌدٌة والجملاة التحوٌلٌاة فٌجعار اوولاى ذات ؼارض‬
‫إخباري ‪،‬أما الثانٌة فننهاا تكاون معناى جدٌادا ٌفاار المعناى الاذي كاان للجملاة التولٌدٌاة ‪،‬تجاده ٌحادد اتجاهاا‬
‫عاما‪.‬‬
‫وال نواف عماٌرة بأن نأخذ اومر بحكم عام مطل ونجعر الجملة التولٌدٌة ذات بعد ‪.‬‬
‫إن الجملااة المتحولااة تأخااذ معنااى جدٌاادا –دومااا‪ٌ -‬ختلااؾ عاان المعنااى ال اذي ٌااوحً بااه ظاااهر الجماار(البنى‬
‫ا لتولٌدٌة) ‪.‬فاومر محكوم(بٌن بٌن) ‪ ،‬اد ٌحتمر تأوٌال آخر مؽاٌرا للمعناى الظااهري للبناى التولٌدٌاة ‪ ،‬وفاً‬
‫الواات نفسااه ‪ ،‬اااد ٌحتماار نفااو المعناى الاذ ي أاااار إلٌااه ظاااهر البناى التولٌدٌااة ‪ ،‬حتااى و إن ااتصاار تطبٌا‬
‫القواعد الجوا ٌة على البنى اوساسٌة‪.‬‬
‫مثر‪ :‬اترك ما فً ٌدك‪.‬‬
‫ال ٌمك ن للمتمعن فً هاذا الخطاا‪ ،‬اللؽاوي المكتاو‪ ،‬أن ٌعطٌاه معنٌاٌن متؽااٌرٌن و باذلك ٌحادد مدلولاه فاً‬
‫أسلو‪ ،‬اومر ا ناائً‪ .‬لكننا إذ ا عدنا إلى اللؽة الافوٌة المنطواة نجد اومار ٌختلاؾ ‪،‬إذ ٌلعا‪ ،‬التنؽاٌم دورا‬
‫هاما ٌساعدنا فً تحدٌد اتجاه داللة التركٌ‪ ،‬اللؽوي الساب ؛إن كانت تتمحور فاً ؼارض الطلا‪ ،‬أو اومار‬
‫لٌب اومر متفاوت الداللة بٌن اللؽة المكتوبة واللؽة المنطواة‪.‬‬
‫ٌمثر عماٌرة اواكار التً تعكو لنا الجملة التولٌدٌة فً العنصرٌن التالٌٌن‪:‬‬

‫أ‪-1‬تولٌدٌة اسمٌة‪:‬‬
‫اسم معرفة ‪+‬اسم نكرة ‪ ،‬نحو‪ :‬الٌوم مار ‪.‬‬
‫اسم استفهام‪+‬اسم معرفة ‪ ،‬نحو‪ :‬من القاتر؟‬
‫ابه جملة‪+‬اسم نكرة ‪ ،‬نحو ‪ :‬فً الدار رجر‪.‬‬
‫ب‪_2‬تولٌدٌة فعلٌة‪:‬‬
‫فعر‪+‬اسم مرفوع(أو ما ٌسد مسده)‬ ‫أ‪.‬‬
‫فعر‪+‬اسم مرفوع‪+‬اسم(‪+)1‬اسم(‪+)2‬اسم(‪.)3‬‬ ‫‪.،‬‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫ذه‪ ،‬عمر(فعر‪+‬اسم مرفوع)‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫‪44‬‬

‫ار(ما ٌسد مسد االسم المرفوع)‪.‬‬ ‫‪)2‬‬


‫أكر الولد تفاحة(فعر‪+‬اسم مرفوع‪+‬اسم(‪()1‬مفعور به))‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫منس هللا ا نسان نعمة(فعر‪+‬اسم مرفوع‪+‬اسم(‪()1‬مفعور به)‪+‬اسم(‪()2‬مفعور به ثان))‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫‪-5‬أعطى اوستاذ الطال‪ ،‬درسا فً اوخال (‪.)1‬‬
‫إن ماا أثبتااه عطااا الموساى بخصااوص الجملااة التولٌدٌااة المقترحاة ماان اباار عماااٌرة ‪ٌ،‬فتقاد لنااوع ماان ا لمااام‬
‫تجاهاار المفعااور بااه الثااانً الماااار إلٌااه‬ ‫المتعلا بالتركٌاا‪ ،‬الفعلااً التولٌاادي(‪ ،)،‬والماااار إلٌااه آنفااا ‪،‬حٌا‬
‫‪(،‬اساام(‪ ، ))2‬واعتبااره (اساام مجاارور) أو تااراه تناسااى ‪-‬مثلمااا تناسااى عماااٌرة‪ -‬الفعاار المتعاادي بمفعااولٌن‬
‫فااتصر على ذكر الفعر الال م بوحداته التركٌبٌة والفعر المتعدي ال بمفعولٌن بر بمفعور واحد‪.‬‬
‫إن هذه القواعد تقدم وصفا لقواعد اللؽة العربٌة وهً تمثر اتجاها معٌارٌا وفقه نقوم بتولٌد الجمار المختلفاة‬
‫أسلوبا ومعنى‪.‬‬
‫وٌرل (تمام حسان) أن كر نحو ٌصؾ اللؽة ‪-‬أٌة لؽة ‪-‬بداة هو نحو تولٌدي ذلك أنه ٌمكن متكلم اللؽة ‪ ،‬من‬
‫الوصور إلى السلٌقة التً تسمس له بتولٌد ما ال نهاٌة من الجمر(‪.)2‬‬

‫خلٌل عماٌرة و قوانٌن التحوٌل‪:‬‬


‫‪ )1‬الترتٌب‪:‬‬
‫ٌستند عماٌرة فً تو ٌس هذا العنصر إلى رأي الجرجانً فً دالئار ا عجاا ورأي أهار الكوفاة ‪ ،‬إ اافة‬
‫إلً استناده لما جاء فً كتا‪ ،‬سٌبوٌه وأبً حٌان فً البحر المحٌط ‪ ،‬مان أن العار‪ ،‬تقادم الااًء إذا أرادت‬
‫العناٌة به والتوكٌد علٌه‪ .‬لدلك تجده ٌعتمد رأي أهر الكوفة فً أن الجملة‪:‬‬
‫محمد بلػ الرسالة‬
‫تمثر بنٌة عمٌقة ‪ ، deep structure‬والمعنى ال ٌخ ع فً مثر هذا التركٌ‪ ،‬للظن أو التفسٌر الدي ٌعتماد‬
‫فٌه على الحدو‪ .‬وهنا ٌكمر وجه التباٌن بٌن ما اتجه إلٌه فً هذا العنصر وبٌن ما أو حه تاومسكً(‪.)3‬‬

‫(‪ - )1‬التحلٌر اللؽوي‪/‬خلٌر عماٌرة ‪ ،‬ص ‪. 99 ، 91‬‬


‫(‪ - )2‬النحو العربً ومناهج التحلٌر‪/‬تمام حسان ‪ ،‬اللقاء المؽربً اوور للسانٌات والسمٌائٌات ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬كلٌة اآلدا‪ ،‬والعلوم‬
‫ا نسانٌة ‪ ، 1816 ،‬ص ‪.52 ،51‬‬
‫(‪ -)3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪44‬‬

‫‪- )2‬الزٌادة‬
‫ٌقصد بها إ افة مورفٌمات جدٌدة إلى الجملة التولٌدٌة ‪ ،‬لتصبس جملة تحوٌلٌة‪ .‬وال ٌادة ؼالبا ما تاؤدي إلاى‬
‫تؽٌٌر فً الحركة ا عرابٌة فً الكلمات بعدها ‪ ،‬و ٌاٌر عماٌرة إلى أن ذلك التؽٌٌر لٌو بعمر من الماورفٌم‬
‫الذي ٌد فً الجملة ‪ ،‬و إنما اات اء سلٌقً فً أوله ٌأخذ معنى القٌاو فٌما بعد(‪.)1‬و ٌوسع عمااٌرة كالماه ‪،‬‬
‫حٌن ٌبر عناصر ال ٌادة ‪ ،‬محددا إٌاهاا فاً الحاروؾ الماابهة بالفعار‪ ،‬واوفعاار الما اٌة النااصاة وأفعاار‬
‫الاروع والمقاربة والرجاء وأفعار المدت والدم(نعم وبئو وحبذا)‪.‬‬
‫إن الطال‪ ،‬مجتهد ‪ :‬جملة اسمٌة مؤكدة بمؤكد واحد‪.‬‬ ‫مثار‪:‬‬
‫إن الطل‪ ،‬لمجتهد ‪ :‬جملة تحوٌلٌة اسمٌة مؤكدة بمؤكد والمسند فٌها مؤكد بمؤكدٌن‪.‬‬
‫وهللا إن الطل‪ ،‬لمجتهد ‪ :‬جملة تحوٌلٌة اسمٌة مؤكدة بمؤكدٌن والمسند فٌها مؤكد بثالثة مؤكدات‪.2‬‬
‫عماٌرة عن الحركة التً ال تظهر(ا عرا‪ ،‬التقدٌري) ذاهبا إلى أنه ال اٌمة لذلك ‪ ،‬وكان الدافع إلى‬ ‫وٌتحد‬
‫القور بنظرٌة العامر‪.‬‬
‫مثار‪ :‬إن ٌدرو علً (فهو ناجس)‪.‬‬
‫ٌالحظ أنه ال حركة إعرابٌة(فهو نااجس) فاال حاجاة إلاى القاور بهاا فالقٌااو اللؽاوي ال ٌقت اٌها وال‬ ‫فالباح‬
‫دور لها فً المعنى‪.3‬‬

‫وال نتف مع عماٌرة فً هذا االتجاه ‪،‬و نود أ ن نطرت السؤار التالً‪:‬‬
‫هر نرجع مختلؾ البنى التركٌبٌة التولٌدٌة إلى بنٌتها العمٌقة ؟‪.‬‬
‫كٌؾ نفهم المعنى أكثر؟ أم ترانا ننتقى من التراكٌ‪ ،‬ما نراه ٌناس‪ ،‬أذواانا ‪،‬أو ما نرٌاده نحان أن ٌعااد لبنٌتاه‬
‫العمٌقة ؟‪.‬‬
‫إن المنهجٌة العلمٌة والطرت العلم ً المو وعً ٌقت ً الواوؾ عند التأوٌر السطحً للجملة واثبات بنٌتهاا‬
‫التحتٌة ‪ ،‬فال ٌجو لنا أن نؤور عندما نرل التأوٌر ٌتناس‪ ،‬و اتجاهنا وهدفنا ‪ ،‬ونبتعد عنه إذا وجدنا فٌاه ماا‬
‫ٌنااض مبدأنا‪.‬‬
‫والمتأمر فً الجملاة الساابقة ٌجاد ااطرها اوخٌار ٌتخاذ ااكال آخار علاى مساتول البنٌاة العمٌقاة كماا ٌلاً‪:‬إن‬
‫ٌدرو علً ٌنجس‪.‬‬
‫من المفروض أن تكون هذه الجملة استجابة لبنٌة عمٌقة أخرل ‪ ،‬على الاكر اآلتً‪:‬‬

‫(‪- )1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.82-98‬‬


‫‪ .2‬المرجع الساب ‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪ .3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫‪44‬‬

‫إن ٌدرو علً ٌنجس‪.‬‬


‫← إن ٌدرو علً فهو ناجس‪.‬‬
‫← إن ٌدرو علً ناجس‪.‬‬
‫← إن ٌدرو علً ٌنجس‪.‬‬
‫ومن ذلك ٌمكن أن نعتبر الجملة(إن ٌدرو علً فهو ناجس) أحاد التراكٌا‪ ،‬المحتملاة فاً البنٌاة العمٌقاة ‪،‬لكان‬
‫استجابة لقواعد التحوٌر(الحذؾ) و توافقا مع نمط القواعد اللؽوٌاة العربٌاة ‪ٌ ،‬اتم إخارا العباارة التاً ٌكاون‬
‫فٌها اسم الارط ٌج م فعلٌن‪.‬‬
‫ومن جهة أخرل نجد أن خلٌر عماٌرة مجان‪ ،‬للصوا‪ ،‬بأن حاور الربط بٌن منطلقه وهدفه حٌن ٌتحد عن‬
‫القواعد التحوٌلٌة‪ .‬وٌبقى التفاوت فً التصور الذهنً الذي ٌعود إلٌه الباح ‪.‬‬
‫ونحن عندنا أن ا ٌة اانون ال ٌادة تمثر سؤاال معلقا ‪،‬فهر تعتبر ال ٌادة إ افة أم إلحااا ؟‪.‬‬
‫فنن كانت ال ٌادة إ افة ‪،‬فهر نستطٌع أن نستؽنً عن عناصرها فً التركٌ‪ ،‬المولد ؟‪.‬‬
‫وإن كانت ال ٌادة لٌست إ افة فما الفر بٌن االثنٌن ؟‪.‬‬
‫ونفو الاًء ٌمكن اوله بالنسبة إلٌها والى مصطلس ا لحا ‪.‬‬
‫‪ )3‬الحذف‬
‫ٌستند عماٌرة إلى أاو ار ابن جنً وعبد القاهر الجرجانً وٌاٌر إلى أن الحادؾ ٌحاد فاً ركان رئٌساً‬
‫فً الجملة التولٌدٌة‪ .‬وٌرم للركن المحذوؾ بالرم ‪.)1(Ø‬‬

‫‪ )4‬الحركة اإلعرابٌة‪:‬‬
‫ٌمنس عماٌرة الحركة ا عرابٌفة أثرا فً تو ٌفس الداللة ٌتجلى عندما ٌتم تحوٌر الجملة التولٌفدٌة‬
‫عن أصر افترا ً كانت علٌه لإلخبار وحركته هً الرفع إلى جملة تحوٌلٌة ذات معنى آخر‪ .‬إذ ٌرل أن‬
‫الحركة ا عرابٌة مثار أي فاونٌم آخار‪ٌ ،‬حقا أثاره فاً المعناى وٌفصاس عماا فاً الانفو وٌ اٌؾ مفسارا‬
‫اتجاهه ‪،‬بأنه إذا اار المتكلم‪ :‬اوسد(بال مة) فان السامع ٌعرؾ أن المقصود من ذلك هاو ا خباار‪ .‬ولكناه‬
‫إذا اار‪ :‬اوسد(بالفتحة) فان المعنى ٌتؽٌر إلى معناى التحاذٌر الاذي هاو فاً ذهان الماتكلم وٌرٌاد ا فصاات‬
‫(‪)3‬‬
‫‪،‬وتؽٌار الفاونٌم ٌكاون اساتجابة‬ ‫عنه(‪. )2‬وال ٌستطٌع أي فونٌم التؽٌٌر فً معنى الكلمة ؼٌار ذلاك الفاونٌم‬
‫لتؽٌر المعنى فً النفو ولٌو استجابة وثر عاملً كما ٌرل النحاة‪.‬‬

‫( ‪ - )1‬التحلٌر اللؽوي ‪/‬خلٌر عماٌرة ‪ ،‬ص ‪.83‬‬


‫(‪ - )2‬التحلٌر اللؽوي ‪/‬خلٌر عماٌرة ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫(‪ - )3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪455‬‬

‫إن الق ور بالحركة ا عرابٌة أمر ٌحتا لكثٌر من التعم والتحلٌر ‪،‬ومحاولة تقرٌ‪ ،‬الحقائ تقرٌبا ٌتقبلاه‬
‫العقر وٌالئم نوعا ما الرؤٌة الحدسٌة للمتكلم السامع‪.‬‬
‫وٌمكن أن نمهد للمو وع بمجموعة تساؤالت هً‪:‬‬
‫‪-‬متى تناأ الحركة ا عرابٌة فً البنٌة العمٌقة ؟‬
‫‪-‬هر بعد التركٌ‪ ،‬أم ابله ؟!‬
‫وبصٌاؼة أخرل نقور‪:‬‬
‫كٌؾ ٌمكفن للمتكلم السامفع أن ٌنائ ذهنٌفا معانً ما تكفون رد فعر وثر نفسفً ؟‬
‫فهر ٌحتمر أن ٌقع المعنى فً ذهن المتكلم‪-‬السامع مصحوبا ‪ ،‬فً الوات ذاته بحركاته ا عرابٌة؟‪.‬‬
‫ونتساءر أٌ ا‪:‬‬
‫لو كانت الحركة ا ع رابٌاة فونٌماا مثار الفونٌماات الساابقة ‪،‬فماا حاجاة ذكار اوصاوات اللؽوٌاة فاً الوحادات‬
‫التركٌبٌة وف حركات معٌنة ؟‬
‫‪-‬هر تكون الحركات ا عرابٌة عنصرا تحوٌلٌا أم عنصرا فونولوجٌا ؟‬
‫لن ٌكون موافا ااطعا منا ‪ ،‬بقادر ماا هاو اجتهااد أو رأي ٌبادو ‪ ،‬نلماس مان ورائاه حقٌقاة مرجحاة للحركاة‬
‫ا عرابٌة ‪ ،‬والتً نراها ا ٌة اكلٌة لها وظٌفة نحوٌة‪.‬‬
‫فالمؤور للبنى التولٌدٌاة ٌجادها بناى عمٌقاة تفتقار للحركاات ا عرابٌاة ‪،‬ولاو كاان لهاا داللاة تاوا ي داللاة‬
‫الفونٌمات اوخرل لما استطاع المتكلم الواوؾ على المعنى المنبع فً نفسه‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫على الطاولة كتا‪،‬‬
‫← كتا‪ ،‬موجود على الطاولة‬
‫← على الطاولة كتا‪،‬‬
‫← على الطاولة كتا‪،‬‬
‫أما باأن اومثلة التً ذكرها عماٌرة (اوسد ‪ ،‬اوسد) فنرل أن للنبر دور فً تحدٌد الداللة وماا للحركاة‬
‫ا عرابٌااة م ا ن دور إال فااً الناحٌااة المعٌارٌااة ‪،‬حااٌن ٌتطلاا‪ ،‬منااا النحااو العربااً الصااحٌس ماانس الوحاادات‬
‫النحوٌة حقها الحركً ا عرابً‪.‬‬
‫ودلٌر اولنا هذا أن عماٌرة نفسه ٌجعر للتنؽٌم نفو المعانً التً ٌؤدٌها العنصر الحركً ا عرابً ؛ فهو‬
‫ٌاارل أن التنؽااٌم ٌمثاار عنصاارا تحااوٌال رئٌسااٌا ٌنقاار الجملاا ة التولٌدٌااة ماان معنااى ا خبااار إلااى جملااة‬
‫تحوٌلٌة(اسمٌة أو فعلٌة) فٌها معنى االستفهام أو التقرٌر أو التعج‪ ،‬أو التهكم والسخرٌة (‪.)1‬‬

‫(‪ -)1‬التحلٌر اللؽوي‪/‬خلٌر عماٌرة ‪ ،‬ص ‪85‬‬


‫‪454‬‬

‫‪ )5‬التنغٌم‪:‬‬
‫ٌمٌ عماٌرة بٌن نبر صرفً ال تعٌره العربٌة اهتماما ‪ ،‬فالنبر ال ٌقوم بأي دور فً نقر المبناى الصارفً‬
‫إلى مبنى صرفً آخر ‪ ،‬والنبر الداللً الذي ٌرل أن العربٌة تاارك ؼٌرها فً االعتماد علٌه‪.‬‬
‫والسؤار المطروت‪:‬‬
‫هر حقا ٌعتبر التنؽٌم ااعدة تحوٌلٌة ؟‬
‫إذ ا حللنا الق ٌة من منظور عقلً منطقً ‪ ،‬وجدنا التنؽٌم عملٌة تصاح‪ ،‬الكالم الافهً(البنٌة السطحٌة)‬
‫‪ ،‬وأنه ال ٌظهر له أثر عل ى مستول البنٌة العمٌقة ‪ ،‬والتً تثبت على مستواها مختلاؾ الوحادات التأوٌلٌاة‬
‫المحتملة‪.‬‬
‫مثار‬
‫(مثار من الباحثة)‬ ‫ما أعظم اوسد !‬
‫← ما أعظم هذا اوسد‪( .‬البنٌة العمٌقة)‬
‫← ما أعظم اوسد !‬

‫إ ن متأمر المثار الساب ٌجده ال ٌحق الاًء المطلو‪ ،‬من التركٌ‪ ،‬ال منً المقصود والمراد مناه التعجا‪،‬‬
‫و االندهاش من اوسد؛ إذ ال تتم الصورة التأثٌرٌة بمجرد االكتفاء بانتظام العوامر النحوٌة‪ .‬أما على مستول‬
‫البنٌة الكالمٌة المنطواة فالنبر الداللً ٌحق ؼر ه وٌثٌر سمع المتلقً‪.‬‬
‫ونمثر لمثر هذا العنصر(التنؽٌم)بالمخطط التالً‪:‬‬

‫التركٌ‪ ،‬اوساسً‬

‫اواعد التحوٌر‬
‫‪454‬‬

‫البنٌة العمٌقة‬
‫الجان‪ ،‬الداللً‬

‫التمثٌر الفونولوجً‬

‫(الكالم المنطو )‬ ‫التمثٌر الفونولوجً(النبر الداللً)‬


‫لقد تفرعت أبعاد عماٌرة الفكرٌة تفرعات عكست لنا تنوٌعات أسلوبٌة وذلك بمعالجته مختلؾ أدوات التعبٌر‬
‫ا ناائً ‪،‬نبدأها ‪:،‬‬

‫‪ -6‬االستفهام‪:‬‬
‫سلك عماٌرة مسلكا موساعا لماا خاالؾ النحااة العار‪ ،‬فاً محدودٌاة داللاة االساتفهام و المحصاورة فاً‬
‫االستفهام نفسه‪ .‬واتجه عماٌرة مو حا فكرته بأن االستفهام ٌكون للمعنى الذي جاءت له الجملة(‪.)1‬‬
‫وجملة االستفهام جملة تحوٌلٌة اسمٌة أو فعلٌة ‪ ،‬لها أصر تولٌدي ٌقصد به ا خباار ماع حاذؾ أحاد أركانهاا‬
‫الرئٌسٌة(الفاعر أو الخبر) فتبقى جملة تحوٌلٌة بالحذؾ ملحقا بها االستفهام ‪.‬و ٌستطرد عماٌرة مو حا أن‬
‫الهم ة عنصر استفهامً ال عالااة لاه باالسامٌة والفعلٌاة‪ ،‬وماا تملكاه الهما ة مان اادرة علاى تحوٌار الجملاة‬
‫التحوٌلٌة إلى المعنى المراد ‪ ،‬تملكه العناصر االستفهامٌة اوخرل‪ :‬هر ‪،‬و متى ‪ ،‬وأٌن ‪ ،‬وكٌؾ ‪ ،‬وأنى ‪ ،‬و‬
‫أي…(‪.)2‬‬

‫(‪ - )1‬التحلٌر اللؽوي ‪/‬خلٌر عماٌرة ‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫(‪ - )2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪454‬‬

‫مثار‪:‬‬
‫‪-،-‬‬ ‫‪-‬أ‪-‬‬
‫‪ٌ -‬كرم ٌد خالدا‪.‬‬ ‫‪ -1‬أٌكرم ٌد خالدا‪.‬‬
‫‪ٌ -‬كرم ٌد خالدا‪.‬‬ ‫‪ -2‬أ ٌد ٌكرم خالدا‪.‬‬
‫‪ٌ -‬كرم ٌد خالدا‪.‬‬ ‫‪ -3‬أخالدا ٌكرم ٌد‪.‬‬
‫أ‪ + 1، = 1‬أ (عالمة االستفهام)‬ ‫فالجملة‬
‫فادا كانت ‪ = 1،‬ؾ ‪ +‬فا ‪ +‬مؾ‬
‫أ‪ = 1‬أ ‪( +‬ؾ ‪ +‬فا ‪ +‬مؾ)‪.‬‬ ‫فان الجملة‬
‫والمأخذ على عماٌرة فً هذه النقطة تو ٌحه للجملة (أ‪ ) 1‬بالعملٌة الرٌا ٌة التالٌة‪:‬‬
‫أ‪ = 1‬أ(ؾ ‪ +‬فاا ‪ +‬مااؾ) ‪ ،‬ومعنااى هاذا التمثٌاار فااً الرٌا اٌات هااو تو ٌااع ال ار‪ ،‬علااى الجمااع ‪ ،‬والااذي‬
‫ٌسمس بنعطائنا النتائج التالٌة‪ :‬أؾ ‪ +‬أفا ‪ +‬أمؾ‪ .‬وٌمثر المثار الساب حس‪ ،‬هده النتٌجة‪ :‬أٌكرم أ ٌد أخالادا‪.‬‬
‫وال خالؾ فً عدم جوا مثر هدا التركٌ‪ ،‬فً اللؽة العربٌة ‪ ،‬بر هو ال ٌاكر جملة تاماة ‪ٌ ،‬حسان الساكوت‬
‫علٌها‪.‬‬
‫وٌمكاان القااور بأنااه ٌاااكر ثااال وحاادات مسااتقلة‪ .‬ووجاار ذلااك كااان البااد ماان أتباااع المنطا المؤسااو علااى‬
‫ا لنظرٌة الرٌا ٌة السلٌمة ما دمنا نرٌد االنطال منها‪ ،‬فاالنتقاء إنما ٌكون للتركٌ‪ ،‬الاكلً التالً‪:‬‬
‫أ ‪( +‬فعر ‪ +‬فاعر ‪ +‬مفعور به) ‪ ،‬على أساو أن ما بٌن القوسٌن وحدات تاكر وحدة منسجمة العناصار‬
‫ٌحكمها االنتظام الصوتً الداللً‪.‬وحٌن أراد المتكلم أن ٌساتفهم عماا ٌجهار ‪،‬وهاو عناده عنصار االهتماام‬
‫فانه ٌقدم البؤرة (عنصر االهتمام) اائال‪:‬‬
‫أ‪ : 2‬أ ٌد ٌكرم خالدا‪.‬‬
‫أما الجملة أ‪ 3‬فننها أ‪ 2‬و أ‪ ، 1‬كما تخالؾ (‪)3،‬‬
‫فادا كانت ‪ = 3،‬ؾ ‪ +‬فا ‪ +‬مؾ‪.‬‬
‫فان أ‪ = 3‬أ(مؾ ‪ +‬ؾ ‪ +‬فا) ‪ ،‬و هو ترتٌ‪ٌ ،‬قصد به العناٌة و التوكٌد ‪.‬‬
‫وماا ٌمكنناا اولاه أن االساتفهام عنصار تحاوٌلً ال ٌقت اً تؽٌٌارا فاً الحركاة ا عرابٌاة فاً أي مان كلمااات‬
‫الجملة‪ .‬و تتخذ الهم ة عدة أبعاد ‪ ،‬فهً عالمة استفهام فً تركٌ‪ٌ ،‬كون الؽرض مان ورائاه محاولاة الماتكلم‬
‫معرفة اًء ٌجهله ‪ ،‬أو لمعرفة السامع فً أمر ٌراه و ٌرل أناه علاى درجاة مان الٌقاٌن فٌاه‪ .‬أماا إذا اتخاذت‬
‫الهما ة مقامااات وساٌااات ٌااراد بهااا التعجا‪ ،‬والسااخرٌة أو الااتهكم ‪،‬فتكاون حٌنئااذ للمعنااى الاذي اٌلاات لااه وال‬
‫‪451‬‬

‫عالاة لها باالستفهام(‪ .)1‬وهذا ؼٌار صاحٌس فالماألوؾ فاً العربٌاة أن االساتفهام باالهم ة ٌخار اوداء معاانً‬
‫مجا ٌة كالتمنً والسخرٌة والتهكم‪.‬‬
‫وٌعامر عماٌرة ‪ ،‬بالمنهجٌة نفسها ‪ ،‬اودوات االستفهامٌة اوخرل و هً ‪ :‬هر ‪ ،‬وما ‪ ،‬ومن ‪ ،‬و أي ‪ ،‬وكم ‪،‬‬
‫وكٌؾ ‪ ،‬و أنى ‪ ،‬ومتى ‪ ،‬و أٌان ‪ ،‬و أٌن‪.‬‬
‫النفً‪:‬‬
‫ٌمهد عماٌرة التجاهه التطبٌقً ببعد نظري داللً ٌو س باه مادلور النفاً ‪،‬وأن الماراد باه هاو إخارا نماط‬
‫ده(‪.)2‬‬ ‫لؽوي مثبت إلى‬

‫وٌاٌر إلى أ ن دراسته وسلو‪ ،‬النفً ستكون ااملة لمختلؾ عناصاره بؽاض النظار عان الحركاة ا عرابٌاة‬
‫التً ٌفر ها وجود ذلك العنصر‪،‬والتً(الحركة ا عرابٌة) ستتخذ محر االهتمام رؼام داللتهاا المحادودة فاً‬
‫هذا المو ع الذي ٌمنس المبنى سالسة وسالمة(‪.)3‬‬
‫وٌحدد عماٌرة منهج دراسته مبتدئا بالجم لة االسمٌة التولٌدٌة وما ٌادخر علٌهاا مان أدوات النفاً ‪ ،‬ثام الجملاة‬
‫الفعلٌة التولٌدٌة‪.‬‬
‫واودوات التً تدخر على الجملة(التولٌدٌة االسمٌة) المثبتة بقصد النفً هً ‪:‬‬
‫لٌس‪:‬‬
‫ٌو س عماٌرة أنها أسلو‪ ،‬نفً وحس‪ ، ،‬وأنه ال عالاة باوبعاد الفعلٌة أو االسمٌة التً اتجه إلٌها‬
‫النحاة العر‪.،‬‬

‫(‪ - )1‬أنظر المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫(‪ - )2‬التحلٌر اللؽوي ‪ /‬خلٌر عماٌرة ‪ ،‬ص ‪154‬‬
‫(‪ - )3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪. 155‬‬
‫‪454‬‬

‫وأنها تدخر على الجملة االسمٌة فتنقر معناها من ا ثبات إلى معنى النفً(‪.)1‬‬
‫مثال‬
‫(‪)2‬‬
‫اوله تعالى‪( :‬لٌو على اوعمى حر )…………(*)‬
‫(‪)3‬‬
‫(و أن هللا لٌو بظالم للعبٌد)……………‪)*(.‬‬ ‫و أٌ ا ‪:‬‬
‫وٌاٌر عمااٌرة إلاى جاوا دخاور الهما ة علاى لاٌو فتحولهاا إلاى معاان مختلفاة منهاا ‪ :‬ا نكاار‪ ،‬والطلا‪، ،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وا ثبات المؤكد الذ ي ٌكون فٌه المتكلم على دراٌة بالمو وع ‪ ،‬فٌكون فً الجوا‪ ،‬ماا ٌفٌاد ا ٌجاا‪ ،‬مثار‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫اوله تعالى ‪( :‬ألست بربكم ‪ ،‬االوا ‪ :‬بلى)‬
‫وأٌ ا ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫(ألٌو ذلك بقادر على أن ٌحًٌ الموتى ‪ ،‬بلى)‬

‫ال اك أن النحو العربً ٌتٌس لنا المجار الستخدام اواعد جوا ٌة كالنفً واالستفهام ‪ ،‬ماثال ‪ ،‬و هاو ماا تقاور‬
‫به نظرٌة تاومسكً(‪ . )1‬و بالمنهجٌة نفسها ٌتطر عماٌرة ودوات النفً اوخرل و هً ما ‪ ،‬و ال و الت و‬
‫و إن الحروؾ التً تدخر على الجملاة التولٌدٌاة الفعلٌاة مثار ال الناهٌاة ‪ ،‬و ال النافٌاة ‪ ،‬و ماا ‪ ،‬و لام و لماا ‪،‬‬
‫ولن(‪.)9‬‬
‫ومااا ٌمكننااا اولااه ‪ ،‬إن عماااٌرة اتجااه إلااى النظاارة العامااة فااً ا اااارة للتعاادٌر ‪ ،‬مخالفااا اتجاااه النحاااة العاار‪،‬‬
‫المحاادثٌن والسااابقٌن لااه أمثااار ‪ :‬مٌاااار كرٌااا ‪ ،‬و مااا ن الااوعر‪،‬و الفهري‪.‬والجملااة النااواة ( ‪k ernel‬‬
‫‪ ، )sentence‬عنااده ‪ ،‬هااً الجملااة الت ولٌدٌااة ‪،‬مماااثال وجهااة نظر(هااارٌو)‪ .‬فااً حااٌن مناااط التحوٌاار عنااد‬
‫تاومسكً هو البنٌة العمٌقة ‪ ،‬و المخالفة تبدو ‪ ،‬وا حة بٌن هذا اوخٌر و ماا اتجاه إلٌاه عمااٌرة الاذي تبادأ‬
‫عنده التحوٌالت من الجملة النواة (‪ . )8‬وٌقودنا هدا القور إلى تقوٌاة جانا‪ ،‬التحوٌار فاً النظرٌاة و إ اعاؾ‬
‫جان‪ ،‬التولٌد فٌها‪ .‬وال ٌكاد ٌاعر القارئ بفر كبٌر بٌن ما ٌتحد عنه عماٌرة و النحو العربً القدٌم‪.‬‬

‫(‪ - )1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.151-156‬‬


‫(‪ - )2‬سورة آر عمران ‪ ،‬آٌة ‪.192‬‬
‫(‪ - )3‬سورة النور ‪ ،‬آٌة ‪.61‬‬
‫(‪ - )4‬التحلٌر اللؽوي ‪/‬خلٌر عماٌرة ‪ ،‬ص ‪.163-162‬‬
‫(‪ - )5‬سورة اوعرا ‪ ،‬آٌة ‪.112‬‬
‫(‪ - )6‬سورة القٌامة ‪ ،‬آٌة ‪.41‬‬
‫(‪ - )1‬مدخر إلى دراسة الجملة ‪ /‬محمود نخلة ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫(‪ - )9‬مناهج الدرو النحوي فً القرن العارٌن ‪/‬عظا الموسى ‪ ،‬ص‪.282‬‬
‫‪- 8‬المرجع الساب ‪،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪454‬‬

‫من ذلك المجار كما ٌمكننا أن نخر الحركاة‬ ‫والقواعد التحوٌلٌة المقترحة من ابر عماٌرة ال تندر كلها‬
‫ا عرابٌة والتنؽٌم منها‪ .‬فاوولى عالمة تتبع التصور الذهنً وال تسبقه وٌمكان اعتبارهاا تعطٌار للبٌت(بعاد‬
‫تنظٌفه و ترتٌبه)‪ .‬أما بالنسبة للتنؽاٌم فهاو ظااهرة فونولوجٌاة اافوٌة تتعلا أكبار التعلا بالتفساٌر الصاوتً‬
‫الداللً‪.‬ما ٌمكننا اوله ‪،‬أن محاولة عماٌرة كؽٌرها من المحاوالت السابقة ‪ٌ ،‬تخللها اللٌون و محاولة التبسٌط‬
‫من جهة و ٌتخللها ‪،‬مان جهاة أخارل ‪،‬التعقٌاد و عادم الدااة والتكارار المنهجاً القادٌم دون اساتٌعا‪ ،‬حاداثً‬
‫مبٌن‪.‬‬
‫والمحاوالت فً عمومها‪ ،‬بداٌات ٌمكن االنطاال منهاا فاً البحا و توساٌع الادرو‪.‬ونحن هناا ال نتابن وال‬
‫واحدة من النظرٌات كونها جمٌعا أصابت فً مواطن وأخفقت فً مواطن أخرل‪،‬إال أنه ٌمكننا طرت بعض‬
‫الق اٌا التحوٌلٌة التً لم تذكر فً المحاوالت السابقة‪،‬كالتكرار مثال ‪،‬إن كان عامال تحوٌلٌا ٌستح البح‬
‫أم ال ‪.‬‬
‫‪454‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫الحقٌقة النحوٌة العربٌة والواقب النحوي التولٌدي التحوٌلً الغربً‪.‬‬
‫‪454‬‬

‫األسبقٌة االصطالحٌة و األسبقٌة المضمونٌة‬


‫إن العصبٌة العلمٌة أمر ٌنااض العقر المعرفً نفسه الذي ٌفرض المو وعٌة والداة و الصرامة المنطقٌة‪.‬‬
‫وعندما نتجه اتجاها علمٌا نكون اد خطونا خطوات تعرؾ من أٌن تنطل و كٌاؾ ستساٌر بار تادرك مااذا‬
‫ترٌد‪،‬تلك هً الحقٌقة العلمٌاة التاً تباٌن مفهومهاا والاذي ٌحتاا إلاى رؤٌاة عقلٌاة تسامس بماا هاو واجا‪ ،‬فاً‬
‫البح من مختلؾ أنماط التنقٌ‪ ،‬و التطلع الفكري المؤسو ‪.‬‬
‫أن ناهد بف ر ساابقٌنا ممان درساوا ماادة التارا كماا و كٌفاا ‪،‬أمار ال ٌؽفلاه أحاد و لان ٌتناسااه عاارؾ بار‬
‫سٌعرؾ كٌؾ ٌخرجه طال‪ ،‬باح مجاد‪ .‬وأن نااهد بف ار ؼٌرناا فاً اساتباانا إلاى نظارات فكرٌاة حدٌثاة ‪،‬‬
‫عالم فلسفة و منطا رٌا اً أ و تكنولوجٌاا معتبارة ‪ ،‬أمار ال ٌمكان وحاد أن ٌخفٌاه فاالوااع ٌفارض حالاه و‬
‫ٌجعلنا فً مقابلة معه نعترؾ باه و نحااور أن نأخاذ مناه ماا ٌنفاع أو نستسالم لاه و تكاون النتٌجاة مجبارة ال‬
‫جبرٌة‪.‬‬
‫أمااا اوماار الااذي ٌطلاا‪ ،‬منااا بٌااان تو ااٌس و تفصااٌر هااو أن ٌكااون مااا ٌثب ا لنااا ماان ف اار ‪ :‬محاار اسااتفهام‬
‫واستفسار بأن تكون رؤل الؽر‪ ،‬رواٌات سردٌة اكلٌة تعبر عن م مون سالؾ الوجود فً ثناٌا كت‪ ،‬اللؽة‬
‫العربٌة و تارٌخها ‪.‬‬
‫وهنا نتساءر ‪:‬‬
‫_ما هً أوجه الشبه الموجودة بٌن مقوالت النحو التولٌدي التحروٌلً الغربرً و مقروالت النحرو‬
‫العربً؟‬
‫_هل ٌعتبر هذا التشابه من قبٌل المصادفة ؟‬
‫_بماذا ٌمكننا أن نؤول ذلك ؟‬
‫_ما النتٌجة المرجحة لإلشكالٌة المطروحة و الفاصلة بٌن االتجاهٌن ؟‬
‫النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة (رؤٌة ومبنى) ‪:‬‬
‫و على نفو النهج ٌسٌر النحاة العر‪ ،‬الذٌن بصموا كتبهم اللؽوٌة و التارٌخٌة بحقائ لؽوٌة و اواعاد نحوٌاة‬
‫و تااأمالت فكرٌااة وجااد فٌهااا الباحا المعاصاار منطلقااا تمنحااه ؼربلتااه أبعااادا عرٌ ااة سااتكون بالتأكٌااد محاار‬
‫مناااة وإبداء اآلراء ‪.‬‬
‫ومثر ماا ااالوا فاً مختلاؾ المنااهج كاالمنهج النفساً و االجتمااعً و البنٌاوي ااالوا فاً المانهج التحاوٌلً إذ‬
‫ااتركت المقوالت فً أصالتها فً اللؽة العربٌة ‪.‬‬
‫ونحن هنا سنسٌر خطوة خطوة عبر مسار نحوي تارٌخً نحاور أن نعالج الق اٌا المطروحة فٌه بناوع مان‬
‫التسلسر المنطقً ‪.‬‬
‫‪454‬‬

‫ٌتجه نهاد الموسى إلى إثبات مختلؾ مقوالت النحو الت حوٌلً فاً كتا‪ ،‬النحاوٌٌن اللؽاوٌٌن الساابقٌن مبٌناا ان‬
‫أصور النظرٌة التولٌدٌة التحوٌلٌة مبثوتة فً م ان كتبنا و أن ما ٌعرؾ بالكفاءة اللؽوٌاة (‪)competence‬‬
‫ال ٌعتبر بجدٌد ٌتركنا نثبته ف ال لؽوٌا لؽٌرنا و هو فً الحقٌقة تكرار معنوي بصٌاؼة جدٌدة ‪.‬‬
‫واد و س نهاد الموسى مفهوم التحوٌلٌن للنحو الذي ٌتوافا والتعرٌاؾ الاذي ادماه ابان جناى مان أن النحاو‬
‫انتحاء سمت الكالم العربً فً تصرفه من إعرا‪ ،‬وؼٌره اصد إلحا من لٌو من أهر اللؽة العربٌة بأهلهاا‬
‫فً الفصاحة فٌعبرعن م امٌنها وإن لم ٌكن منهم ‪،‬وإن انحرؾ أحدهم عنها رد به إلٌها (‪.)1‬‬
‫و ٌو اس الموسااى ماااٌرا إلااى أ ن القصااد ماان كااالم اباان جنااى هااو تجاااو الاانمط النحااوي التركٌبااً التراتبااً‬
‫اامن الاانمط اوساالوبً المتباااٌن بااٌن ا ٌصااالٌة و‬ ‫المعهااود و الااذي ٌقتصاار علااى االتجاااه اوحااادي المناادر‬
‫التواصاالٌة ‪.‬وٌ ااٌؾ الموسااى أن ااارط إلحااا ماان لااٌو ماان أهاار اللؽااة العربٌااة بأهلهااا ‪ ،‬هااو وصاؾ ساالٌقة‬
‫المتكلم بلؽة ما ‪.‬‬
‫وهنا ٌمكننا أن نطرت السؤار التالً ‪:‬‬
‫منه مصطلس (سلٌقة) ؟‬ ‫ما المفهوم الذي ٌندر‬
‫هر نقصد بها منظومة ااعدٌة جاه ة توا ي مفهوم النظرٌة النحوٌة ؟‬
‫أم نقصد بها االستعداد الفطري الموجود سلفا فاً ذهان أي ماتكلم مناذ فتارة النااأة والاذي‬
‫ٌطور ذاته باالكتسا‪،‬؟‪.‬‬
‫إن الكفاٌة اللؽوٌة عند تاومسكً هً ج ء من البنٌة العمٌقة التً تستطٌع إعطاءنا التفسٌر الاداللً الصاحٌس‬
‫‪،‬و تسمس مختلؾ اواعد التحوٌار الممارساة بانبرا التصاور الاذهنً اوور والاذي ساٌؤور إلاى بنٌاة ساطحٌة‬
‫تحااتفظ بالعنصاار التبئٌااري المعٌاااري ‪ ،‬مكتفٌااة وافٌااة بتواف ا الوحاادات النحوٌااة المعروفااة‪.‬وما الكااالم سااول‬
‫ممارسة تطبٌقٌة لتلك الكفاٌة ‪ٌ ،‬سمس بتوسٌع دائرتها عن طرٌ مختلؾ الموااؾ االجتماعٌة التً ٌساتوجبها‬
‫االتصار‪.‬‬
‫لقد تعرض كثٌر من الباحثٌن العر‪ ،‬إلى ذكر أوجا ه االلتقااء باٌن النحاو العرباً و النحاو التحاوٌلً متجهاٌن‬
‫اتجاه المقابلة والتأصٌر أمثار نهاد الموسى ‪،‬و توسٌعا للرؤٌة النظرٌة و تأكٌدا على الجهود المبذولة الثبات‬
‫ارورٌا ذكار بعاض الترصادات النحوٌاة الؽربٌاة العربٌاة كماا‬ ‫جدارة الترات النحوي العرباً وجادناه أ مارا‬
‫و ااس ذلااك ع بااده الراجحااً ‪ ،‬إذ أاااار إلااى الجواناا‪ ،‬التحوٌلٌااة التااً ٌعتبرهااا النحوٌااون أصااٌلة فااً الاادرو‬
‫النحوي عندهم ماٌرا إلى ا ٌة اوصالٌة و الفرعٌاة والتاً كانات منااؽر نحااة العربٌاة مناذ مرحلاة النااأة‬

‫( ‪ - ) 1‬نظرٌة النحو العربً فً وء مناهج النظر اللؽوي الحدٌ ‪/‬د‪.‬نهاد الموسى ‪ ،‬المؤسسة العربٌة للدراسات و النار‬
‫ط‪ ، 1‬ص ‪ 49 ، 41‬الجامعة اوردنٌة ‪1891‬‬
‫‪445‬‬

‫مقررٌن أن النكرة أصر المعرفة و المفارد أصار الجماع و الماذكر أصار المؤنا وؼٌرهاا مان الق ااٌا التاً‬
‫سب أن أارنا إلٌها فً الفصر الساب (‪.)1‬‬
‫وٌستطرد الراجحً مبٌنا أن ما سمً بالنحو التقلٌدي ‪ ،‬كما أاار تاومسكً ‪ ،‬كان أكثار ااتراباا مان الطبٌعاة‬
‫(‪.)2‬‬
‫االنسانٌة فً دراسته للؽة‬
‫لقد تجسدت مالمس هذه الق ٌة حٌن عولجت أصلٌة أفعار مثر (اار ) و (باع) فأصر اولؾ فً الفعر اوور‬
‫(واو) ‪ :‬فنقور (اار ‪ٌ،‬قور ‪ ،‬اوال) ‪ .‬أما الفعر الثانً فأصر اولؾ فٌه (ٌاء) ‪ ،‬فنقور ‪ :‬باع ‪ٌ ،‬بٌع ‪ ،‬بٌعا ‪.‬كما‬
‫ال نستطٌع أن نؽفر أن الطاء فً (اصطبر) و(ا طر‪ ) ،‬لٌست طاء وإنما أصلها (تاء) ‪.‬‬
‫و ٌ ٌؾ الراجحً ‪ ،‬مما هو من ا ٌة اوصر و الفرع ‪ ،‬حدٌثه عن ظااهرة (القلا‪ ،‬المكاانً) والاذي ٌطلا‬
‫(‪)3‬‬
‫علٌه فً الدرو الحدٌ مصطلس ‪ metathesis :‬و ٌرون أنه ظاهرة تفٌد فً معرفة (اوصر)‪.‬‬
‫واد تحد التحوٌلٌون عن هذه الق ٌة حٌن تطراوا ل لفاظ المعلمة وؼٌر المعلمة مقررٌن أن هذه اوخٌارة‬
‫هً اوصر وهً اوكثر دورانا فً االستعمار واوكثر تجردا و من ثم أار‪ ،‬إلى ( البنٌة العمٌقة )فالفعر فاً‬
‫االنجلٌ ٌة فً ال من الحا ر ؼٌر معلم (‪ )jump-love‬بٌنماا تلحا الما اً عالماة(‪ )ed‬فنقاور (‪)loved‬‬
‫و(‪. ) jumped‬كما ٌتخذ المفرد صفة اوصلٌة فً حٌن تنس‪ ،‬صفة الفرعٌاة للجماع ‪.‬فانحن نقاور (‪ )book‬و‬
‫نجمع على صٌؽة (‪ )books‬كما نقور (‪ )boy‬و نجمعها على صٌؽة (‪ )boys‬والتً تاٌر إلى ٌادة عالمففة‬
‫(‪)4‬‬
‫على الصٌؽة المفردة (‪.)s‬‬
‫وهكذا ٌت س لنا عنصر المااركة اللؽوٌة بٌن النحاو العرباً والنحاو التحاوٌلً الؽرباً مان خاالر اساتقرائنا‬
‫للعناصر السابقة فقد تبٌن صدل اوصلٌة و الفرعٌة فً ثناٌا كت‪ ،‬النحو العربً وفً التصرٌس التالً ماٌثبت‬
‫مثر هذا االلتقااء ٌقاور ساٌبوٌه ‪ <<:‬و إنماا كاان المؤنا بهاذه المن لاة و لام ٌكان كالماذكر ون اوااٌاء كلهاا‬
‫أصلها التذكٌر ثم تختص بعد فكر مؤن اًء ‪،‬و الاًء ٌذكر‪.‬فالتاذكٌر أور وهاو أااد تمكناا كماا أن النكارة‬
‫أاد تمكنا من المعرفة ون ا واٌاء إنما تكون نكارة ثام تعارؾ ‪،‬فالتاذكٌر ابار و هاو أااد تمكناا ‪ .‬فااوور أااد‬
‫افة وبأن ٌكون علما و الاًء ٌختص بالتأنٌ فٌخر من‬ ‫تمكنا عندهم ‪.‬فالنكرة تعرؾ باولؾ و الالم و ا‬
‫التذكٌر كما ٌخر المذكور إلى المعرفة >>(‪. )5‬‬
‫‪-2‬قضٌة العامل‬
‫احتلت ا ٌة العامر مكانة معتب رة لدل النحاة العر‪ ،‬مان آخاذٌن بهاا ومعار اٌن لهاا وهام أصاحا‪ ،‬االتجااه‬
‫الوصفً ممثلة بذلك حجر ال اوٌة فً النحو العربً‪.‬‬

‫( ‪ - ) 1‬النحو العربً و الدرو الحدٌ ‪ /‬عبده الراجحً ‪ ،‬ص ‪. 143‬‬


‫( ‪ - ) 2‬المرجع الساب ‪ ،‬ص ‪. 143‬‬
‫( ‪ - ) 3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 146 ، 144‬‬
‫( ‪ - ) 4‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 144‬‬
‫( ‪ - ) 5‬النحو العربً و الدرو الحدٌ (بح فً المنهج) ‪ /‬عبده الراجحً ‪ ،‬ص ‪. 145‬‬
‫‪444‬‬

‫ٌتجه التحلٌر النحوي عند التحوٌلٌٌن إلى ترتٌ‪ ،‬مختلؾ العناصر النظمٌة وفقا لواوعها تحت تأثٌر‬
‫عوامر محددة ٌفرض على الدارو إدراكها مسبقا‪.‬‬
‫‪in w that mart ill fail his linguistic course-1‬‬ ‫مثال‪:‬‬
‫‪Martin is likely to fail course-His linguistic_2‬‬
‫وتمثر كر(‪ (likely‬البؤرة المؤثرة فً عملٌة المفردات اصد تأدٌة داللة معٌنة‪.‬‬

‫‪-3‬قواعد الحذف‪reduction rules‬‬


‫وهً ظاهرة ماتركة بٌن جمٌع اللؽات ا نسانٌة ٌلجأ إلٌها المتكلم لؽاٌات تتفاوت بٌن تجن‪ ،‬التكرار وما‬
‫ٌمكن فهمه من السٌا ‪.‬‬
‫مثار‪1-Richard is as stubborn as our father is:‬‬
‫ٌاٌر التحوٌلٌون إلى أن عباارة (‪ )our father is‬ماأخوذة فاً الحقٌقاة مان بنٌاة عمٌقاة هاً ‪our father i‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ stubborn‬وذلك بقاعدة تحوٌلٌة تحذؾ الصفة المكررة‬
‫واد تنبه النحاة القادامى إلاى هاذه الق اٌة ‪ٌ،‬قاور ساٌبوٌه ‪ <<:‬واعلام أناه لاٌو كار حارؾ ٌظهار بعاده الفعار‬
‫ٌحااادؾ فٌاااه الفعااار ‪،‬ولكناااك ت ااامر بعااادما أ ااامرت فٌاااه العااار‪ ،‬مااان الحاااروؾ و الموا اااع و تظهااار ماااا‬
‫أظهروا‪ .‬وتجري هذه اواٌاء التً هً على ما ٌستخفون بمن لاة ماا ٌحاذفون مان نفاو الكاالم و مماا هاو فاً‬
‫الكالم على ما أجروا فلاٌو كار حارؾ ٌحاذؾ مناه ااًء و ٌثبات فٌاه نحاو ٌاك وٌكان ‪ ،‬ولام أبار و أباار‪.‬ولم‬
‫ٌحملهم ذاك على أ ن ٌفعلوه بمثله ولم ٌحملهم إذا كانوا ٌثبتون فٌقولون فاً مارأو مار أن ٌقولاوا خاذ أو خاذ و‬
‫فً كر أو كر‪.‬فقؾ على هذه اواٌاء حٌ وافوا ثم او بعد ذلك >>(‪.)1‬‬
‫‪-4‬قواعد الزٌادة أو اإلقحام‪Insertion rules:‬‬
‫أاار التحوٌلٌون إلى ارتباط داللتها بالبنٌة التركٌبٌة السطحٌة‪،‬ومن ثم ٌكون التركٌ‪ ،‬فً الجملتٌن هو ‪:‬‬
‫‪1-There is a hippopotamus is in that cornield.‬‬
‫‪2-there are Many people out of work‬‬
‫فكلمة ) ‪) there‬التقدم داللة فً العم ‪،‬وإنما هً فاعر سطحً للفعر الموجود فً الجملاة‪،‬أي أنهاا ناوع مان‬
‫ال ٌادة‪،‬ومن ثم ٌكون التركٌ‪ ،‬فً الجملتٌن هو‪:‬‬
‫‪1_A hippopotamus is in that cornfield.‬‬
‫_‪2‬‬ ‫‪Many people are out of work.‬‬

‫( ‪ – ) 1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 151- 151‬‬


‫‪444‬‬

‫واد تطر النحاة العر‪ ،‬لق ٌة ال ٌاادة واعتبروهاا اساتجابة لؽاٌاة تركٌبٌاة توكٌدٌاة أو ااوة الاربط أو الفار‬
‫مٌر الفصر وعن ٌادة (كان ) أو (إن)‬ ‫وعلٌه تحدثوا عن الواو المقحمة وعن حروؾ الجر ال ائدة ‪،‬وعن‬
‫(‪.)1‬‬
‫أو (أن) أو (ما)‬

‫‪_5‬إعادة الترتٌب ‪:‬‬


‫تتم عملٌة الترتٌ‪ ،‬وف نمط ااعدي‪ ،‬والمبدأ المنطل منه هو معرفة الترتٌ‪ ،‬فً البنٌة العمٌقة ثم بعادها ٌاتم‬
‫الواوؾ على مختلؾ القوانٌن التً تحكم تحور هذا الترتٌ‪ ،‬إلى أنماط مختلفة فً الكالم الفعلً على السطس‪.‬‬
‫واد ا هتم العر‪ ،‬بهذه الق ٌة اهتماما ملحوظا ‪،‬تمثر فً بحثهم ا ٌة التقدٌم و التأخٌر وتأثٌرها على تركٌ‪،‬‬
‫الج ملة من حٌ ا عمار أو ا لؽاء ومن حٌ التؽٌٌر الداللً ‪.‬كما نذكر فً هذا المجار حدٌثهم عن وجاو‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫تقدٌم الخبر و عن وجو‪ ،‬تقدٌم المبتدأ‪،‬وعن جوا اومرٌن‪.‬‬
‫وتسمس التراكٌ‪ ،‬ا نجلٌ ٌة بتو ٌس النمط التركٌبً الذي تتخذه مفرداتها على مستول البنٌاة العمٌقاة ومنهاا‬
‫تتفرع لتأخذ أاكاال أخرل تتمٌ بترتٌ‪ٌ ،‬ؽاٌر الترتٌ‪ ،‬اوصلً ‪.‬‬
‫مثار ‪A detective hunted down the killer :‬‬
‫و ٌمكن للمستول التركٌبً الساب أن ٌتحور بالترتٌ‪ ،‬نفسه إلى بنٌة السطس ‪ ،‬و ٌمكن أن ٌتؽٌر الترتٌ‪ ،‬بنقر‬
‫كلمة (‪ ، )down‬لٌصٌر ‪ A detective hunted the killer down . :‬ت اؾ للمحاوالت اللؽوٌة السابقة‬
‫‪ ،‬الهادفة إلى تتبع أوجه التالاً بٌن النحاو العرباً و النحاو التحاوٌلً ماادماه كارٌم كاً حساام الادٌن فاً‬
‫كتابه ‪( :‬أصور تراثٌة فً علم اللؽة)‪.‬‬

‫ٌمهد حسام الدٌن لمو وعه بذكر وجو ه االنتقااد الموجهاة مان ابار تاومساكً إلاى المانهج الوصافً السااب‬
‫مبٌنا أن الدراسة السابقة الت ار تفتقد للقواعد التً تمكن من تولٌد ما النهاٌة من الجمر‪.‬وٌ ٌؾ حسام الادٌن‬
‫أن مفهوم القواعد التً جاء بها تاومسكً تختلؾ عن القواعد المعٌارٌة التً تجدها عند النحوٌٌن القدماء أو‬
‫الدراساة الوصافٌة فهاً اواعاد لؽوٌاة ‪ linguistics rules:‬تقاوم علاى أسااو تجرٌادي نظاري وااد ساماها‬
‫تاومسكً ‪ T ransformational -generative rules :‬وهً المعروفة باسم القواعد التحوٌلٌة التولٌدٌةو‬
‫المتمحورة حور مجموعة التصورات و ا دراكات الذهنٌة المنتجة فً اكر معادالت رٌا ٌة تسامس بننتاا‬
‫الجماار الصااحٌحة لؽوٌااا فقط‪.‬وتااامر تلااك القواعااد مكونااات ثالثااة هااً ‪:‬المكااون النحااوي ‪Syntactic :‬‬

‫‪ – 1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 154-153‬‬


‫‪- 2‬النحو العربً والدرو الحدٌ (بح فً المنهج)‪،‬عبده الراجحً ‪،‬ص ‪155-154‬‬
‫‪444‬‬

‫‪Phonoloical‬‬ ‫‪،Semantic‬المكااااون الصااااوتً ‪:‬‬ ‫‪ ، component‬المكااااون الااااداللً ‪component :‬‬


‫‪component‬‬
‫وٌاٌر حسام الدٌن إلى مرتك المانهج التحاوٌلً فاً الدراساة والمتمثار فاً التراكٌا‪ ،‬الملفوظاة ؛ فهاً تمثار‬
‫النواة التً تبدأ منها عملٌة التحوٌر والتولٌاد ممٌا ا باٌن بنٌتاٌن هماا ‪ :‬البنٌاة العمٌقاة و البنٌاة الساطحٌة ‪،‬فعان‬
‫او ولااى ٌقااور حسااام الاادٌن بأنهااا الصااورة المثالٌااة و المقاادرة فااً الكااالم كمااا تحااددها اواعااد النحااو و التااً‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.‬أماا البنٌاة الساطحٌة فهاً الصاورة المحسوساة‬ ‫بواسطتها ٌتم إعادة صٌاؼة التراكٌ‪ ،‬الظاهرة لفهم داللتها‬
‫الوااعٌاة والمااتلفظ بهاا فااً الكاالم ‪،‬وهااً نتٌجاة التحااور الحااد علااى مساتول البنٌااة العمٌقاة وفقااا لمجموعااة‬
‫اافة والتقادٌم والتاأخٌر ‪،‬والفصار ‪،‬والوصار و‬ ‫القواعد التحوٌلٌة و التولٌدٌة ‪ ،‬كالحذؾ فاً العربٌاة ‪ ،‬و ا‬
‫(‪)2‬‬
‫التعرٌؾ و التنكٌر ‪.‬‬
‫عبد القاهر الجر جانً و منهج تشومسكً ‪:‬‬
‫اتجه حسام الدٌن إلى محاولة رصد أوجه النظرٌة النحوٌة التحوٌلٌة من خالر رصد أبعاد نظرٌة النظم عند‬
‫عبد القادر الجرجانً الذي ٌعد أهم أعالم النقد العربً القدٌم ‪،‬سب عصاره فاً اود‪ ،‬واللؽاة بطرحاه بعاض‬
‫الق اٌا التً لم ٌتنبه إلٌها إال بعد ظهور الحداثة فً منتصؾ القرن العارٌن‪.‬‬
‫طرت عبد القادر الجرجاانً أفكااره مان خاالر دالئرل اإلعجراز و أسررار البالةرة وهاو أور مان نظار تنظٌارا‬
‫مؤسسا فً النقد العربً حور نظرٌة الكتابة وسمى نظرٌته النظم‪.‬وٌعارؾ عباد القاادر الجرجاانً الانظم بأناه‬
‫<<اوساااو فااً الكاااؾ عاان الاانص واااعرٌته إنااه تعلٌ ا الكلاام بع ااه باابعض و جعاار بع ااها بسااب‪ ،‬ماان‬
‫بعض>>‪.3‬وٌقصد بالمفهوم الساب دراساة الانص أو الملفاوظ علاى أسااو مفرداتاً و ماا تملكاه وحداتاه مان‬
‫عالاات مع بع ها البعض ‪.‬والحقٌقة أن تلك العملٌة تتم اساتجابة لترتٌا‪ ،‬الكلماات تبعاا لترتٌا‪ ،‬المعاانً فاً‬
‫النفو ‪ ،‬بحٌ تتناس دالالتها و تتالاى معانٌها على الوجه الذي اات اه العقر ‪.‬‬
‫و من هنا ٌت س لنا أن الخلفٌة العمٌقاة لنظرٌاة الجرجاانً ونظرٌاة تاومساكً واحادة‪،‬فالنحو عناد تاومساكً‬
‫ٌتجاو مرحلاة الصاحة و الخطأ‪،‬المعٌاارٌن القادٌمٌن‪،‬بر ٌتجااو ذلاك إلاى مرحلاة أعما تماو بااكر تحتاً‬
‫(‪.)1‬‬
‫بالناحٌة الداللٌة‬
‫ٌتجاو مفهوم النحو عند الجرجانً اواعد الصحة و الخطأ واواعد ا عرا‪ ،‬إلى المعانً النحوٌة وهو بذلك‬
‫ٌمنس مصطلس النحو مدلوال أوسع و أعم كما و س ذلك تاومسكً ‪.‬‬

‫)‪ (1‬المرجع الساب ‪،‬الصفحة نفسها‪.‬‬


‫)‪ -(2‬أصور تراثٌة فً علم اللؽة ‪ /‬كرٌم كً حسام الدٌن ‪،‬ص ‪. 251-248‬‬
‫(‪-) 3‬دالئر ا عجا ‪،‬عبد القاهر الجرجانً‪،‬تحقٌ محمد محمود ااكر‪،‬طبعة بٌروت ‪،1891،‬ص‪.416‬‬
‫( ‪ - ) 1‬دالئر ا عجا ‪/‬عبد القادر الجرجانً ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪441‬‬

‫عبد القاهر الجرجانً عان تلاك المعاانً فنناه ٌظهرهاا متجااورة منساجمة وهاو ٌارل أن سابٌر‬ ‫وحٌن ٌتحد‬
‫المعانً << هو سبٌر اوصباغ التً تعمر منها الصوروالنقوش فكما أنك ترل الرجر اد اهتدل فً اوصاباغ‬
‫ر‪ ،‬من التخٌٌر و التدبر فً أنفو اوصباغ و فً‬ ‫التً عمر منها الصورة والنقش فً ثوبه الذي نسج إلى‬
‫موااعها ومقادٌرها وكٌفٌة م جه لها و ترتٌبه إ ٌاها ‪ ،‬إلى من لم ٌهتد إلٌه صااحبه فجااء نقااه مان أجار ذلاك‬
‫(‪)1‬‬
‫أعج‪ ،‬و صورته أؼر‪ ،‬كذلك حار الااعر و الااعر>>‪.‬‬
‫و كمااا أاااار تاومسااكً إلىااأن المعنااى ج ا ء مااتمم للنحااو فااً عملٌااة التحوٌاار فاانن عبااد القااادر الجرجااانً‬
‫ٌقور‪<<:‬إن النظم لٌو اٌئا ؼٌر توخً معانً النحو فٌما بٌن الكالم و أنك ترتا‪ ،‬المعاانً أوال فاً نفساك ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ثم تحذو على ترتٌبها اولفاظ فً نطقك>>‪.‬‬
‫وٌقور فً مو ع آخر << ‪...‬فال ٌتصور أن تعرؾ للفظ مو عا من ؼٌر أن تعرؾ معنااه ‪،‬وال أن تتاوخى‬
‫(‪.)3‬‬
‫فً اولفاظ من حٌ هً ألفاظ ترتٌبا و نظما و أنك تتوخى الترتٌ‪ ،‬فً المعانً و تعمر الفكر هناك >>‬
‫من ذلك كله ٌتبٌن لنا نظرة الجرجانً للتركٌ‪ ،‬والمتعلقة بتوخً معانً النحو التً ٌعقد لها أبوابا مثر التقدٌم‬
‫(‪.)4‬‬
‫افة ‪ ،‬والفصر والوصر ‪،‬والتعرٌؾ و التنكٌر‬ ‫والتأخٌر ‪ ،‬والحذؾ و ا‬
‫واد تناور عبد القادر الجرجاانً مختلاؾ التحاوٌالت المل حقاة بالتراكٌا‪ ،‬الثابتاة والمنفٌاة فهاو ٌارل فاً اولناا‬
‫( ٌد ٌنطل ) ا عاالم بالحاد المتجادد وإخباار مان ال ٌعلام باأن هنااك انطالاا‪.‬أماا اولنا( ٌاد منطل )؛فمعنااه‬
‫ودوامه والتأكٌاد علاى االنطاال ااد تام مان ٌاد‪.‬كما ٌعارض الجرجاانً لتحاوٌلٌن آخارٌن لهاذا‬ ‫ثبات الحد‬
‫ٌد)و ٌعنً التركٌ‪ ،‬اوور أن انطالاا تم وال نعلم أكان من ٌد‬ ‫التركٌ‪ ،‬و هما ‪ٌ ( :‬د المنطل ) و(المنطل‬
‫أم من ؼٌره ‪ ،‬أما ا لتركٌ‪ ،‬الثانً فٌعنً وجود االنطال و أن ٌكون من ٌاد أو مان ؼٌاره‪ .‬وإذا أردناا تأكٌاد‬
‫نسبة االنطال فنننا نلجأ إلى تركٌ‪ ،‬آخر وهو (المنطل هو ٌد)‪.‬وتتوالاد هاذه التراكٌا‪ ،‬عناد عباد القااهر و‬
‫ٌد و ٌد هو المنطل ‪ٌ ،‬د هو منطل (‪.)5‬‬ ‫ٌد ‪ ،‬منطل‬ ‫نجد الم ٌد منها نحو‪ٌ :‬نطل‬
‫وكما تناور عبد القاهر الجرجانً التحوٌالت فً التراكٌ‪ ،‬المثبتة ‪،‬تناور أٌ ا التراكٌ‪ ،‬اوخرل كاالستفهام‬
‫والنفً نحو (أأنت فعلت هذا)‪(،‬أفعلت ذلك) ومعنى التركٌ‪ ،‬اوور ٌدور حاور ماا إذا كنات أنات الفاعار أم ال‬
‫ونفاو الااًء ٌقاار فاً النفاً (ماا أناا فعلات هاذا) اصاد نفاً‬ ‫‪،‬أما التركٌ‪ ،‬الثانً فٌعنً الساؤار عان الحاد‬
‫الحد عن نفسك أما اولك (ما فعلت هذا) فتكون صٌؽة ٌراد بها نفً الحد ‪.‬‬
‫ر‪ٌ ،‬د عمرا‬ ‫كما ٌعرض عبد القاهر الجرجانً للتحلٌر السطحً والتحلٌر العمٌ اائال ‪ ... <<:‬إذا الت‬
‫ربا ادٌدا تأدٌباله ‪،‬فننك تحصر من مجموع هاذه الكلام علاى مفهاوم وهاو معناى واحاد ال عادة‬ ‫ٌوم الجمعة‬

‫( ‪ - ) 1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬


‫( ‪ - ) 2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 338‬‬
‫( ‪ - ) 3‬دالئر ا عجا ‪/‬عبد القادر لجرجانً ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬
‫( ‪ - ) 4‬أصور تراثٌة فً علم اللؽة ‪ /‬كرٌم كً حسام الدٌن ‪ ،‬ص ‪. 255‬‬
‫( ‪ - ) 5‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 256-255‬‬
‫‪444‬‬

‫معااان كمااا ٌتوهمااه الناااو وذلااك ونااك لاام تااأت بهااذه الكلاام لتف ٌااد أنفااو معانٌهااا وإنمااا جئاات بهااا لتفٌااد وجااوه‬
‫التعلٌ (أي مستول التحلٌر السطحً)‪.‬‬
‫إن ما ذكره الجرجانً ٌمثر مستول البنٌة العمٌقة‪،‬وٌمكن تو ٌحها كما ٌلً‪:‬‬
‫ٌد‪(:‬الفاعلٌة)‪،‬أي الاخص الذي أواع على ٌد ال ر‪.،‬‬
‫عمرا‪( :‬المفعولٌة)؛أي الاخص الذي تلقى ال ر‪ ،‬من ٌد‪.‬‬
‫ال ر‪(:،‬الحد ) الذي أواعه ٌد على عمرو‪.‬‬
‫ٌوم الجمعة‪(:‬ال من) الذي واع فٌه الحد ‪.‬‬
‫ربا ادٌدا‪(:‬توكٌد)للحد وبٌان نوعه‪.‬‬
‫تأدٌبا له‪(:‬السب‪)،‬الذي من أجله واع الحد ‪.‬‬
‫لقااد تكااررت مقااوالت النحااو التحااوٌلً فااً النحااو العربً‪،‬كمااا تاارددت ا اااٌا فكرٌااة أخاارل متعلقااة بالمناااهج‬
‫اللؽوٌة واودبٌة‪.‬‬
‫وحٌن نتعامر مع هذه الحقائ ٌج‪ ،‬أن نراعً الداة المتناهٌة التً ترجس اتجاه اومور وتو س مجراها‪ .‬من‬
‫أجاار ذلك‪،‬كااان علٌنااا الواااوؾ عنااد المرجعٌااة اللؽوٌااة الفكرٌااة التااً ٌسااتند إلٌهااا كاار اتجاه‪،‬اصااد تبٌااان أوجااه‬
‫االئتالؾ واالختالؾ الفكري التً ٌستند إلٌها كا اتجاه‪.‬‬
‫إن نظرٌة النظم عند عبد القاهر الجرحانً اد كافت‪ ،‬حقا ‪،‬عن عبقرٌته ‪ ،‬و هو ٌقار‪ ،‬باكر موا ‪ ،‬ما أتى‬
‫به تاومسكً فً نظرٌته التولٌدٌة التحوٌلٌة ‪ ،‬بالرؼم من أن الفاصر ال منً بٌنهما واسع‪.‬و فً مقاربتنا بٌن‬
‫العالمٌن جعلناهما ٌنتمٌان (تصورا) إلى نفو الفترة ال منٌة ‪ ،‬بؽض النظر عن اخاتالؾ اللؽتاٌن الاذي ٌعتبار‬
‫جوهر اود‪ ،‬المقارن و منطل دراسته ‪.‬‬
‫و نحن سنعالج اومور اللؽوٌة الماتركة بٌن العالمٌن دون التعص‪ ،‬فً إصدار اوحكام ‪،‬فلن نف ار أحادهما‬
‫عن اآلخر وإنما نحاور أن نفسر بعض الق اٌا تفساٌرا ٌمكان االعتمااد علٌاه فاً إصادار حكام مارجس حاور‬
‫اوسبقٌة االصطالحٌة و اوسبقٌة الداللٌة‪ .‬وٌبقى الف ر لهما معا؛ كونهما الٌوم مو وع بحثنا و تساؤلنا ‪.‬‬
‫عقد المقارنة بٌن العالمٌن ‪:‬‬
‫انتماء كر من العالمٌن (الجرجانً و تاومسكً) إلى بٌئاة ثقافٌاة اجتماعٌاة سٌاساٌة دٌنٌاة واحادة وتمردهماا‬
‫علٌها‪.‬‬
‫فالجرجانً كان له الف ر الملموو فً تفسٌر إعجا القرآن الكرٌم بنظمه وهً نظرٌة سب بها عصره ‪.‬‬
‫‪444‬‬

‫و اد رد ا مام على أولئك الذٌن اهتموا بدراسة النصوص اودبٌة على اختالفها اعرا أم نثرا (‪،)1‬وهام الاذٌن‬
‫ٌخاااطبهم الجرجااانً حٌنمااا اااار ‪:‬و أمااا هاادهم فااً النحو‪،‬واحتقااارهم لااه وإصااؽارهم أمااره ‪ ،‬وتهاااونهم بااه‬
‫فصنٌعهم فً ذلك أانع من صنٌعهم فً الذي تقدم‪،‬وٌقصد من هد فً رواٌة الاعر ودراسته و تتبعه و أابه‬
‫(‪.)2‬‬
‫بأن ٌكون صداعن كتا‪ ،‬هللا وعن معرفة معانٌه‬
‫إن مكانة النحو عند الجرجانً تحمر صفة القداسة وهو فً ذلك ٌنطل من دافاع مؤساو علاى نظرٌاة الانظم‬
‫نفسها ‪،‬إذ به ٌتحق صالت النظم و استقامته‪،‬فهو مفتات اولفاظ المؽلقة و المعانً الكامناة فٌهاا‪ٌ،‬قور فاً هاذا‬
‫الصدد ‪ <<:‬اولفاظ مؽلقة على معانٌها حتى ٌكون ا عرا‪ ،‬هوالذي ٌفتحها وأن اوؼراض كامنة فٌها حتى‬
‫ٌكون هو المستخر لها و أنه المعٌار الذي ال ٌتباٌن نقصاان كاالم و رجحاناه حتاى ٌعارض علٌاه و المقٌااو‬
‫الذي ال ٌعرؾ صاحٌس مان ساقٌم حتاى ٌرجاع إلٌاه و ال ٌنكار ذلاك إال مان ٌنكار حساه ‪ ،‬و إال مان ؼاالط فاً‬
‫الحقائ نفسه ‪ ،‬و إذا كان اومر كذلك فلٌت اعري ما عذ ر من تهااون باه و هاد فٌاه ‪ ،‬ولام ٌار أن ٌستساقٌه‬
‫من مصبه ‪ ،‬و ٌأخذه من معدنه ور ى لنفسه بالنقص والكمار لها معر ة‪ ،‬و أثر الؽبٌنة ‪ ،‬وهو ٌجد إلاى‬
‫الربس سبٌال >> (‪)3‬‬
‫وحالة الؽٌظ التً انتابت الجرجان ً و هو ٌرل وٌحو أن هناك من ال ٌأبه بالنحو ‪ ،‬و ٌرل فٌه مجرد اوانٌن‬
‫صارمة وجامدة تقٌده و تكبت حرٌة إبداعه‪.‬‬
‫و اد انتابات العاالم االمرٌكاً (تاومساكً) حالاة الؽ ا‪ ،‬نفساها ؛ فهاو الاذي ساخط علاى ماا فعلاه الصاهاٌنة‬
‫بالعر‪ ،‬فً الساحة السٌاساٌة ‪ ،‬كماا لام تر اه أعماار اومرٌكاان بالفٌتناام‪.‬وفً المٌادان اللؽاوي تمارد ‪،‬بارؼم‬
‫تأثره بهما ‪،‬على أستاذه هارلٌو و من ابر بلومفٌلد (المؤلفات المبااارة) بارفض مقولاة اآللٌاة المنساوبة إلاى‬
‫ا نسان والتعامر مع سلوكه اللؽوي من منظور سطحً بسٌط ٌتحكم فٌه عامال المثٌر واالستجابة وبهذا اتجه‬
‫(‪.)4‬‬
‫تاومسكً اتجاها عقلٌا ٌحاور به الواوؾ على سر االبداعٌة فً اللؽة‬
‫‪ -2‬إن حدو المتكلم اد تمثر عند عبد القاهر الجرجانً ‪ ،‬عنادما أااار إلاى ماا ٌعارؾ بمعاانً النحاو و التاً‬
‫تكتس‪ ،‬سلٌقة ‪ ،‬و الدالة علاى تلاك العالااات التاً تاربط باٌن معاانً اولفااظ و ابار النطا بهاا‪ ،‬و هاً معاان‬
‫ٌعرفها كر ناط لؽة با عتبارها مادة معنوٌة مجردة ‪ ،‬لٌو مان ال اروري أن ٌكتسابها الماتكلم فاً مادارو‬
‫نحوٌة متخصصة ‪.‬‬

‫( ‪ - ) 1‬النظم و البنٌة بٌن لجرجانً و تاومسكً ‪/‬اعداد جٌهان بلمولود‪/‬رسالة ماجستٌر ‪ ،‬ص ‪ 169‬جامعة اسنطٌنة الج ائر‬
‫‪. 2112‬‬
‫( ‪ - ) 2‬دالئر االعجا ‪ /‬الجرجانً ‪ ،‬ص‪. 15‬‬
‫( ‪ - ) 3‬دالئر االعجا ‪ /‬الجرجانً ‪ ،‬ص‪. 15‬‬
‫( ‪- ) 4‬النظم و البنٌة بٌن الجرجانً و تاومسكً‪ /‬جٌوان بلمولود ‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫‪444‬‬

‫و هذه نقطة التقااء الجرجاانً ماع تاومساكً ‪ ،‬فهاذا اوخٌار لام ٌهمار الحادو بار كاان جاوهرا فاً نظرٌتاه‪،‬‬
‫فالمتكلم بوسعه أن ٌناىء جمال أصولٌة دون الحاجة إلى معرفة تلك القوانٌن النحوٌة التً تنظم الكلمات فاً‬
‫السلسلة الكالمٌة الواحدة ‪.‬‬
‫‪ -3‬إاااارة كاار ماان العااالمٌن إلااى أن المااتكلم ٌطبا اااوانٌن النحااو ومعانٌااه ساالٌقة وحدسااا لٌكااون كالمااه ذلااك‬
‫منظوما وأصولٌا‪ .‬وفً الوات ذاته لم ٌهمر العالمان مسألة المعنى‪ ،‬فهوعناد الجرجاانً المساؤور عان إحكاام‬
‫اولفاظ‪ ،‬وما هذه اوخٌا رة ساول اوالا‪ ،‬لاه إذ ال ٌمكنهاا أن تااكر بمفردهاا مااٌعرؾ باالنظم عناد عباد القاادر‬
‫الجرجانً‪،‬وفً هذا الصدد ٌقور‪:‬‬
‫<<‪ ..‬لو فر نا أن تخلو اولفاظ من المعانً لم ٌتصور أن ٌج‪ ،‬فٌها نظم وترتٌ‪.)1(>> ،‬‬
‫أما تاومسكً فقد استدرك الجان‪ ،‬الداللً سنة ‪1865‬م وأدرجه فً القواعد التحوٌلٌة ورأل باأن << النحاو‬
‫التولٌدي ٌج‪ ،‬أن ٌكاون نظاماا مان القواعاد التاً نساتطٌع تبنٌهاا لتولاد عاددا ال نهائٌاا وكبٌارا مان البنى‪،‬هاذا‬
‫النظام من القواعد ٌمكن أن ٌحلر إلى ثالثة أج اء‪،‬وهً المكونات الثالثة اوساساٌة للنحاو التولٌادي‪ :‬المكاون‬
‫التركٌبً‪ ،‬والفونولوجً والداللً >>(‪.)2‬‬
‫لقد صاغ تاومسكً نظرٌته فً النحو التحوٌلً وهو متاأثر باالنظرة التقلٌدٌاة فاً دراساتها للؽاة علاى أسااو‬
‫معٌاري بعٌدا عن مبدأ المثٌر واالستجابة الذي ٌعطً اللؽة ا نسانٌة الصفة اآللٌة‪ .‬ومن هنا كانت المرجعٌاة‬
‫التقلٌدٌة ‪ ٌ-‬اؾ إلٌها البعد المنطقً و الااكلنة الرٌا اٌة المجاردة والبعاد النفساً الاذهنً المتعلا باالمتكلم‪-‬‬
‫المستمع المثالً مستند تاومسكً فً الدرو اللؽوي‪.‬‬
‫فماذا عن المرجعٌة النحوٌة العربٌة ؟‬
‫استند النحاة المحدثون فً استقراء أوجه النظرٌة النحوٌاة فاً دراساة الق ااٌا اللؽوٌاة إلاى منااهج الؽاربٌٌن‬
‫معتمدٌن على نفو اوسو و الخصائص ومطبقٌنها على الدرو اللؽوي العربً تطبٌقا ٌتراوت بٌن ا صابة‬
‫الحسنة الج ئٌة و بٌن الخف الملموو فً عدم استٌعا‪ ،‬النظرٌة الؽربٌة ‪.‬‬
‫و السؤار المطروت ‪:‬‬
‫لماذا لم ٌرجع اللؽوٌون المحدثون إلى النحو العربً القدٌم ؟‬
‫ما مدل عودتهم إلٌه مقارنة بعودتهم إلى النظرٌة الؽربٌة ؟‬
‫هر نعد خلفٌتهم المرجعٌة أصلٌة أم معاصرة متأثرة ؟‬

‫(‪– )1‬دالئر ا عجا ‪ ،‬الجرجانً ‪،‬ص ‪.116‬‬


‫‪3‬‬
‫( )– ‪une Grammaire générative doit être un système de règles qui peuvent être itérrées pour engendrer un nombr‬‬
‫‪indéfiniment grand de structures . ce système de règles peut être analysé en trois parties, qui sont les trois‬‬
‫‪composants‬‬
‫‪Principaux d’une Grammaire générative : les composants syntaxiques, phonologique et << Aspect : P31.‬‬
‫‪sémantiques‬‬
‫‪444‬‬

‫لمن اوسبقٌة المرجعٌة االصطالحٌة والم مونٌة؟‬


‫امت فاً ثناٌاهاا كثٌارا مان‬ ‫لقد تجاهر النحاة واللؽوٌون المحد ثون النظارة التقلٌدٌاة النحوٌاة العربٌاة‪،‬والتً‬
‫العناصر الفكرٌة الحدٌثة خاصة منها المتعل بمانهج تاومساكً‪ ،‬وتثبات محااوالتهم فاً تطبٌا ذلاك المانهج‬
‫على اللؽة العربٌاة علاى عادم ؼربلاة العوامار المنساجمة و الخصوصاٌة النحوٌاة العربٌاة المتولاد عان ؼٌاا‪،‬‬
‫االستعا‪ ،‬الفكري والمنطل اوصلً‪.‬‬
‫لن ننكر ف ر تراثنا وؼناه بمختلؾ الق ااٌا الفكرٌاة والفنٌاة كماا لان ننكار جهاود القادامى الاذٌن أرساوا لناا‬
‫منطل الدراسة وأصور الكالم ‪ .‬لكنناا لان نقار بالف ار اوور للمحادثٌن اللؽاوٌٌن العار‪ ،‬فاً إثباات أسابقٌة‬
‫الترا العربً إلى الق اٌا التحوٌلٌة الحداثٌة ونقور ‪:‬‬

‫أما كان لكم أن تستقرؤوا نظرٌة نحوٌة حدٌثة من الخلفٌة التراثٌةالعربٌة؟‪.‬‬

‫والحداثااة اللؽوٌااة نفسااها تاااٌر إلااى أن النسااٌج اللؽااوي أو المخ ا ون المفرداتااً المعنااوي الموجااود هااو الااذي‬
‫ٌفرض منه و إلٌه منهج الدراسة‪.‬فقمة التطور فً جمٌع المٌادٌن‪،‬أن ننطل مما هو موجود لدٌنا من مقادمات‬
‫ولٌو العكو‪.‬‬
‫‪444‬‬

‫اًء جمٌر و الفت ومعتبر أن ندرو فكر ؼٌرنا‪ ،‬أن نستفٌد من تقنٌات دراستهم و أن نستثمرها‪ ،‬بما ٌتواف‬
‫و النحو العربً‪ ،‬لكنه فً نفو الوات ساؤار ٌثٌار الحٌارة‪ ،‬وهاو أن ناأتً اآلن وبعاد تجاهار مساب لتراثناا و‬
‫نثبت له الجدارة و الكفاءة‪.‬لقد كان كذلك مناذ فتارة بعٌادة ومساتمرة‪ ،‬فلمااذا لام نحااور إثباات الجادارة اللؽوٌاة‬
‫التحوٌلٌة العربٌة ابر اال طالع على النحو التحوٌلً الؽربً؟‬

‫ونرل بصورة مختصرة أن المقوالت بم امٌنها اد وجدت فً النحو العربً و الؽربً‪ ،‬و أن النحاة القدامى‬
‫اد سبقوا عصرهم إل ى ا اٌا حداثٌة لم ٌنتبه إلٌها إال حدٌثا‪ .‬ومادامت اومور ظلت إناااءات نظرٌاة متنااثرة‬
‫فً كت‪ ،‬النحوٌٌن العر‪ ،‬وؼٌر مدمجة وممنهجة على بعد فكري ٌسٌر وف خصوصٌات ممٌ ة فنننا نقاور‪،‬‬
‫وبحكم المنطل العلمً‪ ،‬إن النحاة العر‪ ،‬اد أخذوا تسمٌة اوسبقٌة الم مونٌة‪ ،‬بٌنما تمكن الؽر‪ ،‬من إخرا‬
‫تأمالتهم واستفادتهم من تراثهم فً نظرٌة علمٌة مؤسسة فأخذوا تسمٌة اوسبقٌة االصطالحٌة‪.‬‬
‫‪120‬‬

‫المصادر والمراجع العربية ‪:‬‬

‫أمٌن عثمان ‪،5691‬فلسفة اللغة العربٌة‪---‬الدار المصرٌة القاهرة ‪.‬‬


‫ابن هشام ‪،‬جمال الدٌن بن عبد هللا األنصاري‪،‬ت‪975‬ه‪،5691‬شرح شذورالذهب‬
‫فً معرفة كالم العرب ‪،‬تحقٌق محمد محً الدٌن عبد الحمٌد‪،‬ط‪51‬المكتبة‬
‫التجارٌة الكبرى‪،‬القاهرة‪.‬‬
‫ابن فارس ‪،‬أحمد ابن فارس ابن زكرٌا ت‪161‬ه‪،5691،‬الصاحبً فً فقه اللغة‬
‫تحقٌق الشوٌمً‪--،‬مؤسسة بدران للطباعة والنشر‪،‬بٌروت‪.‬‬
‫الجرجانً‪،‬عبد القاهر‪،5661‬دالئل اإلعجاز‪،‬ط‪1‬مكتبة المدنً القاهرة‪.‬‬
‫حمٌددددي ‪،‬محدددً المالٌدددن ‪،1985،‬أساسدددٌات علدددم الكدددالم ‪،‬ط‪،1‬دار الشدددرق العربدددً‪،‬‬
‫بٌروت‪ ،‬وحلب‪.‬‬
‫حسان تمام‪ ،5679،‬الددرس العربدً ومنداهل التحلٌل‪.‬اللقدام المغربدً األول للسدانٌات‬
‫والسمٌائٌات ‪،‬الرباط‪.‬‬
‫حسام الدٌن‪،‬كرٌم‪5691،،‬أصول تراثٌدة فدً علدم اللغدة – ط‪-1‬مكتبدة االنجلومصدرٌة‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫الخدددولً نمحمدددد علدددً ‪،5691،‬قواعدددد تحوٌلٌدددة للغدددة العربٌدددة ‪،‬ط‪،5‬دار المدددرٌ ‪،‬‬
‫الرٌاض‪.‬‬
‫رضوان محمد مصطفى‪، 5679،‬نظرات فً اللغة‪،‬ط‪،5‬دار المكتبة الوطنٌة‪.‬‬
‫الراجحددً عبددده‪،5699،‬النحددو العربددً والدددرس الحٌف‪/‬بحددف فددً المدددن ل‪،‬ط‪،5‬دار‬
‫المكتبة الوطنٌة‪.‬‬
‫زكرٌا مٌشال‪،5691،‬الجملة البسٌطة‪،‬ط‪،5‬المؤسسة الجامعٌة للدراسات ‪،‬بٌروت‪.‬‬
‫‪121‬‬

‫زكرٌدا مٌشدال‪،5691،‬مباحدف فدً النظرٌددة األلسدنٌة وتعلدٌم اللغة‪،‬المؤسسدة الجامعٌددة‬


‫للنشر ‪،‬بٌروت‪.‬‬
‫زوٌن ‪،‬علً ‪5699،،‬من ل البحدف اللغدوي بدٌن التدراف وعلدم اللغدة الحددٌف‪،‬ط‪،5‬دار‬
‫الشؤون الثقافٌة بغداد‪.‬‬
‫ظاظا‪،‬حسدددن ‪،5675،‬تعرٌدددا بالقرابدددات اللغوٌدددة والحضدددارٌة للعدددرب‪،‬م‪ -‬مطبعدددة‬
‫المصري‪،‬القاهرة‪.‬‬
‫عبد الجلٌل ‪،‬عبد القادرن‪ ،1111‬عبد الجلٌل ‪،‬علم اللسانٌات الحدٌثة ‪،‬ط‪،5‬دار‬
‫صام للطباعة والنشر ‪،‬األردن‪.‬‬
‫عماٌرة ‪،‬خلٌل‪ ،‬التحلٌل اللغوي ‪،‬ط‪ ، ، 5‬مكتبة المنار‪،‬الزرقام األردن‪.5697‬‬
‫عماٌرة‪،‬خلٌل‪،5691،‬فً نحو اللغة تراكٌب ا‪،‬ط‪،5‬علم المعرفة‪،‬جدةا‬
‫غزاوي‪،‬نجٌب‪،5671،‬علم اللغة العربٌة فً القرن العشرٌن‪،--،‬دمشق‪.‬‬
‫الغالٌٌنً‪ ،5651،---،‬جامع الدروس العربٌة‪،‬ط‪،--‬بٌروت‪.‬‬
‫الف ري عبد القادر‪،‬اللسانٌات واللغة العربٌة ‪،‬ط‪ ،5‬دار توبقال الدار البٌضام المغرب‪.‬‬
‫لسانٌات و سمٌائٌات‪ ،‬عروض و مناقشات‪ ،‬الرباط‪ ،‬منشورات كلٌة اآلداب‬ ‫‪------‬‬
‫و العلوم اإلنسانٌة ‪.5679‬‬
‫‪ -----‬لسددانٌات وسددمٌائٌات‪،5679،‬عددروض ومناقشات‪،‬منشددورات كلٌددة اآلداب و‬
‫العلوم اإلنسانٌة‪،‬الرباط‪.‬‬
‫محمد‪،‬بلحاج بكري‪،5699،‬التراف وجذور األلسنٌة من بحف ألقً فً الؤتمر الثانً‬
‫للنقد بجامعة الٌرموك‪.‬‬
‫المحزومددً م دددي ‪/5619،‬مدرسددة الكوفددة ‪/‬م دددي المخزومددً ط‪ ،1‬مكتبددة البددابً‬
‫الحلبً ‪،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪122‬‬

‫الموسدددى‪،‬ن اد ‪،5691،‬نظرٌدددة النحدددو العربدددً فدددً ضدددوم منددداهل النظدددر اللغدددوي‬


‫الحدٌف‪،‬ط‪،5‬بٌروت‪.‬‬
‫نحلة‪،‬محمود‪،5699،‬مدخل إلى دراسة الجملة العربٌة‪،‬دار الن ضة العربٌة‪،‬بٌروت‪.‬‬
‫الوعر‪،‬مدددازن‪،5699،‬قضددداٌا أساسدددٌة فدددً علدددم اللسدددان الحددددٌف‪،‬ط‪،5‬دار طدددالس‬
‫للدراسات والنشر‪،‬دمشق‪.‬‬
‫الدددوعر مدددازن ‪/5697،‬نحدددو نظرٌدددة لسدددانٌة عربٌدددة ‪ /‬ط‪ ،5‬دار طدددالس للدراسدددات‬
‫والترجمة والنشر‪،‬دمشق‪.‬‬

‫المراجع األجنبية المترجمةإلى اللغة العربية‪:‬‬


‫جٌروبٌٌدددددر‪5699،‬ترجمدددددة مندددددذر عٌاشدددددً‪،‬علم الداللدددددة‪،‬دار طدددددالس للدراسدددددات‬
‫والنشر‪،‬دمشق‪.‬‬
‫دٌكارت‪ -،‬المقال فً المن ل‪،‬القسم الرابع‪،‬العدد‪.9‬‬
‫فرانك بالمر‪،‬ت الماشطة مجٌد ‪--‬علم الداللة ‪،‬الجامعة المستنصرٌة‪،‬بغداد‪.‬‬
‫لٌونز‪،‬جدددون‪،‬ت حلمدددً خلٌدددل‪،5661،‬نظرٌدددة تشومسدددكً اللغوٌدددة‪،‬ط‪5‬دار المعرفدددة‬
‫الجامعٌة‪،‬جامعة اإلسكندرٌة‪.‬‬
‫‪123‬‬

‫الدوريات‬
‫عبده‪،‬داود‪،‬البنٌة الداخلٌة للجملة الفعلٌة فً العربٌة‪،‬مجلة أبحاف ‪،‬الجامعة األمرٌكٌة‬
‫فً بٌروت‪.‬‬
‫‪------‬مجلة تكامل المعرفة‪،،5691‬مجلة الفلسفة المغربٌة‪،‬ع‪.516/6‬‬
‫حرب‪،‬علً‪،---،‬السؤال اللغوي ومأزق النحو التحوٌلً‪،‬مجلةالفكر العربً‬
‫المعاصر‪،‬ع‪.511-511‬‬
‫زكرٌا‪،‬مٌشال‪،5691،‬التطور الذاتً فً النظرٌة األلسنٌة التولٌدٌة‬
‫والتحوٌلٌة‪،‬العدد‪.11‬‬
‫عماٌرة‪،‬خلٌل‪،‬فً نحو اللغو وتراكٌب ا‪،‬عام المعرفة‪،‬جدة‪.‬‬

‫الرسائل المعتمدة‬
‫الموسى‪،‬عطا‪،5661،‬مناهل الدرس النحوي فً العالم العربً فً القرن‬
‫العشرٌن‪،‬رسالة دكتوراه‪،‬الجامعة األردنٌة‪.‬‬
‫بلمولود‪،‬جٌ ان‪،1111،‬النظم والبنٌة بٌن الجرجانً وتشومسكً‪،‬رسالة‬
‫ماجستٌر‪،‬جامعة قسنطٌنة‪،‬الجزائر‪.‬‬
124

: ‫المراجع األجنبية‬

Bloomfield Leonard: Language, twelfth impression Greorge Allen and


Unwuin LTD.london

Bloomfield, Lionard Language, twelfth impression , George allen and


UnWain Ltd, London ,1 973.

Chomsky, peace in the midle of east, New York 1974.

Chomsky:American power and the new mandarinsm New York 1969.

Essays on Form and interpretation elseaier north holland inc trad


fr.edseuil 1980.

Lees : review of Syntactic Structures in language 3.

Sapson Geoffrey, Shools of linguistics, Hutchinson and Co Ltd .


London 1985.
125

Conclusion
The Generative transformational Theory is considered one of the most
important theories prevalent in the Twentieth Century It belongs to Naom
Chomsky, who was able to change the old vision of the Language, which
was mentioned in the behaviour of a human-being which belongs to the
surface structure of the language without paying attention to its deep
structure.
Noam Chomsky has studied the language in very deep method which
enables us to translate the secret of his creativity, and he was being able to
build-up numerous sentences and phrases out of limited elements. As for
the old track, there were political dimentions to rethink about the language
phenomina. Noam Chomsky, has paid full attention to the Palestinian
issue. He focused on that this issue by clearing that the conflict between
Jews and Palestinians is based on very special historical reasons and other
historical issues relating to the Palestinians. He ends that both nations can
live peacefully in Palestine. In addition, he has a significant stand against
the war in Vietnam, and considered that war as a criminal issue.
Noam Chomsky’s theory is based on philosophical & psychological roots,
which means that his vision to the language precedent to the other theory.
And, what he was only to re-write that theory again with dimension to be
interpreted by thinking and logic.

This is a brief about what we talked in the first part of this study. While in
the second part, we talked about the most important transferable laws, in
which we stopped at the language body building. That needs more
language coherence of the theory. In this case, we found the ideal theory
and the ideal extensive theory as development tracks for the first theory
which is called the “ideal sentence”.
We concentrated in this research to invest this theory in the research of
Modern Arabic Language Study.

In the second part of this study, we wrote in the first part


titled:“Comparison and Research of the theory origin in Arabic Grammar”.
Mr . Nihad Al-Musa presented an ideal thinking style in which he tried to
follow-up the theory of Mr. Noam Chomesky, he said that this theory is
already existing in the “Arabic Heritage”, i.e. it is not a new one.After that,
we talked about the most important trials of the Arab modern language
professors who tried to apply Noam Chomesky’s theory, such as:
Mohammed Abdo Al-Rajihi, Mohammed Ali Al-Kholi, Michael Zakariya,
Abdulkader Al-Fihri, Mazen Al-Wa’er & Khalil Amayrieh. We looked at
126

their application of the theory on the Arabic Grammar. At the third part of
the study, we tried to find out who was the first in exploring the meanings
of the study, i.e“meaning context” and “meaning expression Also we tried
to confirm that this theory was already existing in the Arabic language long
time ago before Mr. Noam Chomesky, but not as a theoy At that time, the
west language experts to raise their ideas and methods which holds names.
‫‪127‬‬

‫الخاتمة‬

‫هي خامتة حماولة لغوية منا أردنا من خالهلا الوقوف عند أحد املناهج الغربية يف الدرس الغريب‪ ،‬وهو املنهج‬

‫التوليدي التحويلي ‪،‬وقدد مهددنا لثحاندا متهيددا ن ريدا متالدب الثداب الوه بألودليب الوه والاداع‪ ،‬وهندا عددنا‬

‫إىل الن رية وحددنا حقيقتها ‪،‬ماهيتها وأبعادها انطالقا من فكرة تشومسكي الوليدة حدا امتناهلدا الدد‬

‫التدديويلي‪ ،‬ومددن غ نوددنا يف بنيتهددا العنيقددة للوقددوف علددا أهددل قدوانم التحويد الددف يددتل بوا ددطتها الوقددوف‬

‫علا الألهل الوحيح واإلدرا السليل‬

‫ومددن الن ددرة الن ريددة املددوكسة العامسددة لهددل مثددادو الن ريددة التحويليددة والددف أتثعناهددا احاولددة الدددمتور دداد‬

‫بددم النحددو التوليدددي التحددو والنحددو‬ ‫املو ددا يف التيلددي للنحددو العددريب مددن خدداله املقابلددة وإبدرا املشد‬

‫العدريب‪ ،‬إىل الن درة التطثيقيدة الألعليدة الدف تتثعناهدا عندد باحايندا اثددوم حيدع توقألندا عندد حماولدة مد واحددد‬

‫وبيندا لددى تلد اثداو ت‬ ‫منهل مع فم جبدارهتل دون إنألاه مناقشة آرائهل الف رأيناهدا تسدتحذ كلد‬

‫يف النحو العريب وأتثعنا كل ملب با تنتاج نتوقع من خاللب أن ثب اإلخألدا ‪ ،‬اثددد دابقاً‪ ،‬يف تطثيدذ‬

‫الن رية التحويلية إمنا يعود إىل عدم ا نطال من النحو العريب كاتب‬

‫وبن ددو م ددن التحلي د د والتألكي د د مل تل ددق الق ددايا املطروح ددة وا ددتنتاكات املالح ددة ‪ ،‬حاولن ددا‬

‫الوقوف عند اإلكابة املركحة حدوه حقيقدة التشدابب املوكدود بدم النحدو العدريب والنحدو الغدريب‪ ،‬هد هدو مدن‬
‫‪128‬‬

‫قثي الودفة أم ‪ ،‬وأوثتنا أن ماد مدن ق دايا النحدو التحدويلي قدد وكددت مسدثقا يف النحدو العدريب إ أن‬

‫وكودها مان إعتثاطيا يف عنومب‪ ،‬وأندب يكدن هادفدا اىل وندع ن ريدة ‪.‬نهندب مدن أكد كلد ملدب ماند‬

‫حقيقددة أ ددثقية النحددو الغددريب اىل التسددنية ا لددطالحية وانددحة بوددورة معلنددا نلحددذ بددالنحو العددريب مددا‬

‫يسنا بالتسنية امل نونية ويف الألو الاالع من الثاب الااع ما يونح كل بنو من التألوي‬

‫وقوارى قولنا أن الثحع النحوي اللساع أمر يستألس فكر الثاحدع ودو عدا فكدري أعلدا تقدود‬

‫إليددب لتلددق اإليددكاليات املطروحددة وقددد ملسددنا كل د عنددد الثدداحام اثدددوم الددتين اقتنع دوا فعددال أن ددثي‬

‫املعرفة هو أن حتاوه دوما اإلكابة عن ال دللة الاالودة التاليدة مداكا و ميدق و ملاكا وقدد وكددت فيهدا‪،‬‬

‫لراحة‪ ،‬بع ا من التطلع الألكري‪ ،‬والتي أمتد أن يكدون قدد قدارب‪ ،‬ولدو بشدك بسدي ‪ ،‬مألداهيل باحايندا‬

‫الفان وأخص بالتمر أ تاكي املشرف اد املو ا‬

You might also like