Professional Documents
Culture Documents
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (Récupération automatique)
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي (Récupération automatique)
عنوان المذكرة:
ي العزيزين
والد ّ
الفهرس
الصفحة العنوان
شكر /
إهداء /
الفهرس /
مقدمة أ
مدخل 6
التعريف بالشاعر" 7
وفاته 12
مقدمــة
أ
مقدمة
مقدمة
الشعر الشعيب شكل من أشكال التعبري يف األدب الشعيب بل هو وسيلة إعالم األمة يعكس
واقعها على حقيقته ما هو صادر من نفس صادقة إذا كانت هذه النفس قد مرت بتجربة لذلك
تكون العاطفة جيش وهو من نظم شعراء يعيشون أمال وأالم شعوهبم وبعفوية يتداول الناس هذه
األشعار يف جمالسهم مشافهة.
فالشاعر ال حياول أن ميد بصره إىل أبعد مما يرى أمامه وإمنا حياول أن يربز ما يراه يف
وضوح وبساطة وسهولة فال يغوص وراء املعاين وال يبتعد يف تصورها إذا وقع على املعىن الذي
يريده أخرجه وأوضحه يف صورة فال يتكلف يف اللفظ أو الصياغة وإمنا يرسل إرساال طبيعيا كما
قال اجلاحظ "كل شيء للعرب فإنما هو بديهة وإرتجال" وتأيت الصورة الشعرية عندهم على
أساس التطابق بني املشبه واملشبه به وإن جاءت تفريعات أو توليدات تكون عقلية هلا أصلها
ونسبها من املعىن املوايل فهم يصرون على ربط القرينة املنطقية بني املشبه واملشبه به.
ومن املعلوم أن الصورة أو الشكل أو الصياغة يف الكالم تكاد تكون هي اجلوهر وأن
كانت الصورة ليست مقصورة على اهلدف اجلمايل والقصد الشخصي وإمنا هي أيضا ذات قيمه
عاطفية ومعرفية.
وجتدر اإلشارة يف هذا الصدد إىل أنه ميكن أن تكون صورة ما مجيلة دون أن يكون
اجلمال هو الغرض املقصود أو الوحيد يف إيرادها بل ميكن أن تكون هلا وظائف أخرى ذلك أن
الصورة أكثر إحتمال لتعدد التفسري الذي ال سبيل أن يعرف كنه من العبارة اجملردة إال أننا سوف
نركز يف هذه الدراسة املعنونة ب:
33
مقدمة
على الدور الفين واجلمايل للصورة من خالل النص الشعري الشعيب وكان الدافع إىل هذا
البحث مجلة من األسباب منها الذاتية وتتمثل يف :ميلي إىل الشعر الشعيب واإلستمتاع به عند قراءته
أما الدوافع املوضوعية - :احلفاظ على املوروث الشعيب الشفوي وإبراز أمهيته بإعتباره يشكل جزءا
من اهلوية والتصدي لكل اآلراء اليت تقلل منه بإعتباره أدب العامة خايل من الصور اجلمالية.
-إمكانية دراسة الصورة الشعرية اليت تعد معيارا لقياس شاعرية املبدع ألهنا تعد من أهم وسائل
نقل الشاعر لتجربته والتعبري عن واقعة كما أن إختيار ديوان إبراهيم بن مسينة بل لكونه من أهم
شعراء منطقة وادي سوف وكذلك من القالئل الذين بقيت البعض من قصائدهم عالقة يف أذهان
الرواد مما سهل على املهتمني مجعها يف ديوان خاص هبا وللوصول ملرامي البحث والكشف عن
مكوناته قمنا بطرح اشكاالت التالية:
-إىل اي مدى إستطاع الشاعر أن يأسر املتلقي وجيعله يعيش معايشة وجدانية ونفسية وعقلية؟
-كيف تقبل املتلقي صور الشاعر وهل إستطاع الشاعر أن جيعل املتلقي يتفاعل معه أو يتفاعل مع
صورة تفاعل كليا؟
ويف حماولة مين لإلجابة عن هذه األسئلة إتبعت اخلطة األتية اليت إستدعتها طبيعة البحث
وإقتصاد تقسيمة إىل مقدمة ومدخل والفصل األول نظري والثاين تطبيقي وخامتة.
أما املدخل :فكان يتضمن التعريف بالشاعر ونشأته وأثر البيئة االجتماعية والطبيعية يف
شعره
33
مقدمة
مث الفصل األول :الذي كان بعنوان الصورة الشعرية يف النقد األديب ومفهومة وأهم
الفروق ملفهوم الصورة الشعرية بني النقد القدمي واحلديث مث أمهية وخصائص وظائف وأمناط
الصورة الشعرية.
مث جاء الفصل الثاين :الذي كان بعنوان الصورة الفنية التشبيهية واإلستعارية يف ديوان
إبراهيم بن مسينة الذي مت الرتكيز فيه على إستخراج التشبيهات واإلستعارات مع تبني الداللة.
وقد إعتمد البحث يف مناقشة كل هذه املسائل املشار إليها يف اخلطة على مجلة من املصادر
واملراجع املتنوعة االغراض ومن بينها نذكر:
33
مقدمة
وقد إعتمدت على املنهج الفين يف دراسة البحث للكشف عن القضايا الفنية يف شعر
الشاعر كما دعت احلاجة باإلحلاح إىل اإلعتماد على بعض األليات املنهجية يف أجزاء أخرى من
هذا البحث كألية التاريخ يف املدخل عند احلديث عن حياة الشاعر وأثاره وعند توفيق النصوص
بني احلاجة إليها كما نشري إىل ألية الوصف والتحليل يف الكثري من مواضيع هذا البحث أما بالنسبة
للصعوبات فلم تعرتضنا أي صعوبة بالنسبة للحصول على املصادر واملراجع ألن الصورة تتكلم
عليها العديد من الكتاب واملبدعني ولذلك فهي متوفرة ولكن الصعوبة اليت إعرتضت طريقنا هي
الكرونا وظروف احلجر الصحي الذي منعنا اإلستفادة من الرصيد الوثائقي لعديد من املكتبات
اجلامعية.
هذا بالرغم من ذلك فقد مت بعون اهلل وقوته إمتام هذا البحث الذي نتمىن أن ينال رضا
القراء عامة وأعضاء جلنة املناقشة خاصة وال يسعين يف هذا اجلانب أن أتقدم جبزيل الشكر والتقدير
إىل األستاذ املشرف عبد الحميد معيفي" الذي مل يبخل على يف إعطاء النصائح واإلرشادات ولكل
أعضاء اللجنة.
وال أساتذة واإلدارة واملكتبة وإىل كل من له عالقة من قريب أو من بعيد هبذا البحث على
أمل التوفيق والرشاد يف هذه املذكرة اليت أعتربها جهد بسيطا وحماولة خلدمة البحث العلمي.
33
مدخل
مدخل
مدخل
التعريف بالشاعر":
-مولده ونشأته:
يعد الشاعر إبراهيم بن مسينة من الشعراء الشعبيني اجلزائريني الذين راج شعرهم داخل
الوطن وخارجه ،وذلك راجع إىل جودة شعره وحتكمه يف األدوات الفنية الالزمة يف هذه الصناعة
«.فبراعة الشاعر" تظهر عند توفيقه بين معاني القصيدة" وألفاظها "،ووضعها ضمن نسق
موسيقي معين يتناغم مع حالته الشعورية وإنفعاالته التي تتماشى مع ما يطرأ من جديد" في
المعنى فهي بمثابة نبضات قلب الشاعر" تظهر في القصيدة" » )1(.فجودة الشعر تظهر من خالل
براعة الشاعر و قدرته يف التوفيق بني معاين وألفاظ القصيدة ،وينتسب الشاعر بني مسينة إىل عرش
الربايع ،حيث يقول حمقق ديوانه «:هو إبراهيم" بن على بن عبد اهلل بن سالم المصباحي"
الربعي" ،وأمه فاطمة بنت الحاج على بالرداد" تنسب إلى عميرة الرقيعات من عماير الربايع
()2
هي األخرى»".
وقد تناقلت بعض املصادر أن الشاعر ينحدر من أصل عريب صريح جاء يف كتاب
الصروف يف تاريخ الصحراء وسوف الشيخ إبراهيم بن ساسي العوامر «أن الربايع جمع ربيعة،
وكانوا ثالثة من نسل زيد مناة تناسلت منهم هذه الذرية "،حسب ما جاء في العقد" الفريد" ;
()3
وربيعة بن مالك بن زيد بن مناة.».
واحلقيقة أن إبراهيم بن مسينة من أصل الربايع واليت تنحدر من نسل زيد بن مناة.
بلعيدي نبيلة :الداللة الصوتية يف القصيدة الثورية الشعبية ،قصيدة أول نوفمرب للشاعر واضح ثابت اجلاليل جملة اللغة الوظيفية ،العدد السادس ()1
وهناك اختالف وتضارب حول أصل ونسب الربايع "ويعتقد" البعض أن الربايع الذين هم
باألغواط منهم وهذا غير صحيح ،بل االرباع هم ابناء الربيع بن فنأن بن سلمة بن المعقل بن
كعب بن ربيعة بن الحرث بن كعب بن حرب بن علة بن خالد" بن مالك بن ادد بن يشجب
بن يعرب" بن قحطاب بن عابر إلى آخر ما تقدم في العقد الفريد والجمهرة فالربايع يختلفون
عن االرباع المتواجدون باالغواث ويختلفون عن االرباع الذين هم ابناء الربيع القحطانيون"
فالربايع هم مضريون وإليهم ينسب إبراهيم بن مسينة.
()2
ولد إبراهيم يف السمانية ضاحية بدوية مشال بلدة البياضة ،فيها بني سنيت1860و1865
فنب مسينة ولد بالبادية ،يف حي السمانية ولعل كنيته بن مسينة نسبة إىل احلي الذي ولد فيه حي
السمانية ،وقبيلته املصابيح قبيلة الشاعر إبراهيم بن مسينة عرفت برتحاهلا وإنتقاهلا من بادية إىل
اخرى وصوال إىل احلدود التونسية.
"كانت قبيلة المصابيح ترتحل إلى البوادي الشرقية الجنوبية الشرقية المثابرة للحدود
التونسية وذلك في المواضع من بوعروة (الطالب العربي" حاليا) إلى غابة الدخلة جنوبيا
ويقيمون الشتاء في بلدتهم" البياضة" ( )3وهذا ما ادى بالشاعر بن مسينة إىل اكتسابه ثقافته من
جمتمعه البدوي« ،وهكذا" أنسأن الشاعر في مجتمع بدوي جل ثقافته الغناء والشعر فرضه
()4
وحفظه وإنشاده في حفالت األعراس"".
ورغم أن امه منعته اال أنه وصل إىل ما كان يسعى إليه وصار شاعرا فحال« .وال ندري صحة
هذا الزعم لكن المشهور عن إبراهيم بن سمينة أن صوته ضعيف حتى يكاد أن يكون أجشا"
مع أنه لم يكن منشدا جيدا اال أنه أنشغل بفرض الشعر ،وأنشغل" به هواة الشعر" العاطفية
()2
فكانوا يشدون إليه الرجال ليحفظوا شعره ".
فبالرغم من أن بن مسينة مل يكن منشدا جيدا لضعف صوته اال أن شعره كان عذبا وامتاز
جبودة اللفظ وحسن املعىن ،وتذكر الروايات أن الشاعر أحب امرأة ،فقال فيها اشعار كثرية
ومتنوعة متغزال هبا ومادحا ومعاتبا.
"يقال أن معظم اشعار إبراهيم بن سمينة قالها في امرأة" اسميت مسعودة بنت قويدر
الرقيعية ،وهي امرأة من عميرة الرقيعات" اخوال المشاعر ،يقال أنه رآها ترقص رقصة النخ
()3
في إحدى حفالت األعراس فعشقها وقال فيها قصائد كثيرة قبل أن يتزوجها ".
فالشعراء الشعبيني نظموا العديد من القصائد يف هذا الغرض متغزلني باملرأة من بينهم بن مسينة
الذي جنده متغزال مبحبوبته مسعودة يف معظم قصائده ،والغزل كما يقول زكي مبارك يرجع إىل
()4
أصلني اثنني:
األول :وصف ما يالقي يف احملبوب من عنت احلب ،ويدخل يف ذلك كل ما يبهج الوجه،
ويثري الدمع ،كحديث ال فراق ،والعتاب والذكرى واحلنني.
الثاين :وصف ما يرى الشعراء يف احباهبم من روعة احلسن ويدخل يف ذلك كل ما تتمتع به
النفس والعني من مجال األبدان واالرواح كوصف العيون واخلدود والصدور ،كاحلديث عن الرفع
والوفاء والعفات (.)1
فالشاعر عند تغزله مبحبوبته جنده اما مهموما يعاتب حمبوبته ويذكر شوقه وحنينه هلا ،واما
جنده واصفا جبمال حمبوبته وحماسنها اخللقية ،وكل هذا جنده جمتمعا يف اشعار بن مسينة اجتاه حمبوبته
مسعودة.
وعلى الرغم من أن املعروف عن بن مسينة وقصائده اليت قالت أغلبها يف حمبوبته مسعودة ،اال أن
الرواة ذكروا أن الشاعر قد ذكر نساء أخريات ولكل منها قصتها.
ومع ذلك فقد ذكر له الرواة قصائد ذكر فيها امساء أنشاء أخريات منها حدي ،وال نعلم
من هي وما قصتها لكننا وجدنا عند الرواة مطريتني القصيدة اليت مطلعها:
()2
يحةََ ي ْوِم الْ َخ َر ِ"
ابَ ت ُقدِّي صبِ َ
يَاَ يَا ضاوية فِي الْ َق َم ِر ياحدي"
فالشاعر يف هذا البيت يتغزل للمرأة تسمي حدي ولكن حقيقة قصة هذه املرأة غري
معروف ومل يتم يتناقل الرواة حقيقة عالقتها بالشاعر فحب وعشق املرأة كان مصدر اهلام
املشاعر ،حبه وهواه إليها لدي إىل نسخ قرحيته دباجية حتوز كلمات عذبة ورقيقة ،فالشاعر يف
البيت السابق ،جنده متغزال هبا وواصفا هلذه املرأة.
مدخل
فالغزل هو أحاسيس ومشاعر يعرب فيه الشاعر عما خيتلج يف نفسه من حب وحنني اجتاه
احملبوبة ،كما أن الشاعر الشعيب إستطاع أن يبدع يف تناوله لألغراض الشعرية ،وال ختتلف اغراض
هذا الشعر الشعبيني اغراض الشعر الفصيح كثريا.
يقول الباحث التلي بن شيخ« :إستطاع الشاعر" الشعبي أن يقلد كل اغراض الشعر"
العربي" مدحا ورثاء وحماسة "،وغزال مع إختالف الرؤية وتباين" في األسلوب واختالفا في
()1
التصوير".
كما ذكر الرواة إضافة إىل املرأة اليت امسها حدي اليت ذكرها الشاعر إبراهيم بن مسينة يف
احدى قصائده ،قد وجدت امرأة اخرى يف احدى القصائد ،وله قصيدة اخرى يف امرأة من
الشعبانية ،وقد وصل قومها إىل صراع قريبة من املنطقة فقال فيها القصيدة اليت مطلعها:
َعنَ شابٍَّة بِ َها النَّو ِ ت لِ َدا ِر ِكَ ر ْو ِحيَ
()2
ت
اج ُعَ ساقَ ْ َ ْ ت
ضاقَ ْ ض َّح ْي ُ
َ
وعلى الرغم من أن الشاعر ذكر أخريات يف اشعاره اال أن أكثر النساء حضورا يف قصائده
واليت قال فيها قصائد كثرية حمبوبته مسعودة" .وعلى الرغم بن سمينة ربعي ومن عميرة
المصابيح ،فأن أكثر الذين" شغفوا بشعره ورووه هم أوالد" جامع الذي كانوا يستضيفونه لمدة
()3
طويلة ،وحتى حين اشتد به الكبر والعجز كانوا يزورونه ويمكثون لديه ليحفظوا شعره "
إذا مل نستطع التعرف على الشعراء الذين كانوا اساتذة بن مسينة ،تأثر هبم وحفظ عنهم،
وتعلم منهم قرضا الشعر ،فأننا نعرف الكثري ممن عاصروه كالشيخ الناوي الفرجاين ،والبشري بقاص
الرقيعي ،والعريب بن عناد احلمدي ،وغادة بن عون الصليعية ،وامحد عتيقة العريب ،وعلى بن الذيب
احلمدي وغريهم كثريا.
مدخل
ويعد الشاعر إبراهيم بن مسينة من بني الشعراء الفحول ذاع صيته داخل الوطن وخارجه،
وشاعر من الشعراء الذين تفوقوا على اقرأهنم يف عصره.
()1التلي بن شيخ: منطلقات التفكري يف األدب الشعيب اجلزائري ،املؤسسة الوطنية للكاتب ،اجلزائر د طرد ت ،ص.30-29:
()2إبراهيم بن مسينة: الديوان ،ص17
()3املصدر نفسه ،ص18
-وفاته:
تعرض الشاعر إبراهيم بن مسينة إىل العديد من الصعوبات ،واملتاعب اليت اعرتضته يف حياته ،فقد
الشاعر زوجته اليت رحلت وتركته ،وسجن بن مسينة لسنتني ،مث اصيب يف آخر حياته مبرض اقعده
لسنوات.
"واخيرا فقد عانى الشاعر أواخر" حياته مدة طويلة من مرض صدري قيل أنه الربو اقعده في
()1
سنواته االخيرة إلى أن توفي سنة 1945في مسقط رائع قرية السمأنية" ".
-خصائص شعره:
لقد تضمنت نصوصه الشعرية مجلة من اخلصائص واملميزات اجلوهرية واليت لفتت األنظار
لشعره ،وجلبت إليه اهتمامات كبري ومن أهم خصائص شعره:
-جتلي ظاهرة التكرار يف قصائده مثل :ضامي غين ،ضامي على ،فكلمة ضامي تكررت يف نفس
القصيدة وتكررت يف قصيدة أخرى.
-حضور لألغراض الشعرية مبختلف أنواعها (غزل ،وصف فخر ،ذم مديح ديين)
مدخل
-ألفاظ موحية وقفة يف التصوير.
-استعمال الغاز املنطقة املتداولة بني أفراد اجملتمع وألفاظه قريبة للغة العربية الفصحى.
فالشاعر يف البيتني جنده ميجد عظمة املاء ،فهو يقصد بلفظه "ملزان" وهو مجع مزن وهو
السحاب اي املطر ودليل ذلك الربق وملعانه الذي يرسم خطا ملتويا شبيه بالعقرب ،ونتج عن
سيول روت وسقت األراضي واخرجت منها العشب.
ويف األبيات اليت ذكر فيها الشاعر الربق واملطر أيضا قوله:
َّص ِرَ م َّوالِ ٌّي. وق ِ
ْت الْفَاَل َ ِحَ والن ْ َ َب ْر ُق الهمد فِيُ م ْزنِهَُ عالِ ٌّي فِي
1
فِي ال ُْب ْر ِج شيار ي لِ َمطَا ٍر
الض ِو ِّ
َب ْر ُقَّ
نالحظ براعة الشاعر وكيف خيتار األلفاظ اجلزلة ذات االحياء القوي ،فالشاعر يقصد منها
أن الربق ملع يف السحاب العايل يف وقت الفالح اي زمن احلرث والبذر فكان مبثابة نصر للبدو.
ويتطرق الشاعر ايل وصف بعض احليوانات املوجودة بالبادية كالغزال واحلصان فيقول واصفا
للحصان:
َسابِ ِقَ و َسيَّا ٍر صبَّا ِر ِ
ب على ظُ ْه ِرَ
َراك ُ
اَل يُ ِط ُ تَ ْحلِ ُ
ِِ2
يقَ ه ْم َزةُِ ر َكابه ف عليه طَيَّ َار
مدخل
صبار وسباق وسيار كلها أوصاف للحصان وتتمثل هذه املواصفات يف سرعة احلصان
وقوته وصربه ،فالشاعر هنا يقدم مواصفات احلصان فهو يصفه بالسرعة واخلفة فمن املعروف عن
العرب أهنم احبوا اخليل حمبة وكانت هلا مكانة عظيمة عندهم ،فاخليل كانت متثل احدى مفاخر
العرب فقد كانت رمز القوة واالصالة وقد تغين الشعراء باخليل منذ اجلاهلية فقد كانت مصدر
االهلام واالبداع والشعراء تستشري مشاعرهم وذكروه يف اشعارهم فنجد منهم من يصف فرسه،
ومنهم من ميجد قوة حصانه ويتفاخر به ،ومنهم من شبه املرأة بالفرس ،وشبه مجال شعر املرأة
بالفرس .
الفصل االول
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
لقد حظى مصطلح الصورة الشعرية إىل جأنب املصطلحات النقدية احلديثة واملعاصرة
باهتمام دارسينا ونقادنا املعاصرين ذلك أن الصورة الشعرية ركن أساسي من أركان العمل األديب
و ووسيلة األديب األوىل اليت يستعني هبا يف صياغة جتربته االبداعية ،وأداة الناقد املثلي اليت يستعني
هبا يف احلكم على أصالة األعمال األدبية ،وصدق التجربة الشعرية ،فالصورة الشعرية ،كما نعتت
لب العمل الشعري الذي يتميز به وجوهره الدائم والثابت بل أن ذات الشاعر تتحقق موضوعيا يف
الصورة اكثر منها تتحقق يف أي عنصر آخر من عناصر البناء الشعري ،اال أن هذا ال يعين أهنا
نالت نصيبها من الدراسة واستوفت حقها يف التحليل بل أن املصطلح ال يزال غائما عند الكثري من
النقاد والدارسني.
اصطالحا:
تعددت مفاهيم الصورة اختلفت باختالف اصحاهبا واجتاهاهتم وتصوراهتم ،فالكل يعرفها
حسب رؤيته اخلاصة ،اال أن النقاد اختلفوا يف قضية تأصيل املصلح فمنهم من دافع عن اصالته يف
نقدنا العريب القدمي ومنهم من تعصب حلداثته اذ ال يرى اي امتداد تراقب فيه.
لعل تباهي الشاعر اجلاهلي مع لغته وقرهبا الزماين من روحه البدائية األوىل جعلت لغته
تصويرىة لذلك النماذج التصويرىة يف الشعر العريب يف مرحلة ما قبل االسالم ،دون أن يعتمد
()1
التصوير منه بالضرورة على الوسائل البالغية.
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
-1جابر عصفور :الصورة الغنية ،يف الرتاث النقدي والبالغي عند العرب ،املركز .الثقافة العريب بريوت ،ط,3ص,7سنة .1999
ولعل أول من اجته إىل التصوير هو ابو عثمان عمر بن حبر اجلاحظ إىل الصورة من خالل
نظرته التقوميية للشعر ،واالشارة إىل اخلصائص اليت تتوفر فيه ،فعندما بلغه أن ابا عمرو الشيباين
استحسن بيتني من الشعر ملعنامها مع سوء عبارهتما ،فعلق برايه أن« :المعاني" مطروحة في الطريق"
يعرفها العجمي والعربي" والبدوي والقروي ،وإنما الشأن في اقامة الوزن وتخير اللفظ
وسهولة المخرجين وكثرة الماء ،وفي صحة الطابع وجودة السلم فإنما الشعر صناعته
()1
وضرب من النسخ وجنس من التصوير".
ففي هذا النص حتدث اجلاحظ عن التصوير وقد توصل إىل أمهية جانب التجسيم وأثره يف
اغناء الفكر بصورة حسية قليلة احلركة والنمو ،تعطي الشعر قيمة فنية ومجالية ال ميكن للمتلقي
االستغناء عنها ،فحينها يكون الشعر جنسا من التصوير يعين هذا "قدرته على اثارة صور بصرية
في ذهن المتلقي ،وهي فكرة تعد المدخل" األول إلى المقدمة" األولى العالقة بين التصوير
()2
والتقديم" الحسي للمعنى"».
وقد افاد البالغيون والنقاد العرب الذين جاؤوا من بعد اجلاحظ من فكرته يف جانب
التصوير "وحاولوا أن يصبوا اهتماماتهم على الصفات" الحسية في التصوير األدبي وأثره في
()3
إدراك المعنى وتمثله وأن اختلفت آراؤهم وتفاوتت" في درجاتها"".
فالصورة عند قدامى بن جعفر "عنده الوسيلة أو السبيل لتشكل المادة وصوغها شأنها"
في ذلك شأن غيرها من الصناعات ،وهي أيضا نقل حرفي" المادة الموضوعية ،المعنى"
يحسنها ويزينها" ويظهرها حلبة تؤكد براعة المصانع من دون أين يسهم في تغيير هذه المادة
()4
أو تجاوز صالتها ،وعالقتها الموضعية المألوفة".
()1أبو عثمان بن حبر بن اجلاحظ ,احليوان ,تح ,عبد السالم حممد هارون ,دار الكتاب العريب ,بريوت لبنان ,ط,1996, 3ص.132-131
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
( )2جابر عصفور :الصورة الفنية يف الرتاث النقدي والبالغي عند العرب ،ص.26/27
( )3إبراهيم امني الزرزموين :غواية الصورة الفنية واملفاهيم واملعامل قدميا وحديثا ،ج1
( )4قدامى بن جعفر نقد الشعر ،تح :كمال مصطفى ،مكتبة اخلارجي ،القاهرة ،ط,3ت،ص.19
فيقول« :أن المعاني كلها معروضة للشاعر وله أن تكلمت فيها ال أحب وألثر من غير
أن يحضر عليها معنى يروم الكالم فيه ،وإذا كانت المعاني الشعر بمنزله المادة الموضوعة،
والشعر كالصورة ،كما يوجد كل صناعة ،من أنه ال بد فيها من شيء موضوع يقبل تأثير
()1
الصورة فيها مثل الخشب للنجارة والفضة" للصناعة».
اما ابن طباطبا العلوي يعرض الصورة يف حديثه عن مشكلة اللفظ واملعىن« :والكالم الذي
ال معنى له كالجسد الذي ال روح فيه كما قال بعض الحكماء :الكالم جسد وروح فجسده
()2
النطق وروحه معناه».
اما ابو "هالل العسكري "فعنده احلديث عن الصورة أكثر وضوحا ،فقد فصل فيها أكثر
من املقارنة مع جهود سابقة ،فهو يرها يف جودة اللفظ وصفاؤه وصنعه احلسن يف تركيبه الكالم،
ويرى أن البالغية حمققة يف معرضهم فيقول« :البالغة كل ما تبلغ به المعنى" قلب التسامح
...وإنما جعلها المعرض وقبول الصورة شرط في البالغة ألن الكالم إذا كانت عبارته رثة
3
ومعرضة خلقا لم يسم بليغا»...
اما عبد القاهر اجلرجاين فقد سلك منهجا متميزا عمن سبقه من العلماء العرب على الرغم
من افادته الكبرية من جهودهم ،فقد افاض يف حديثه عن الصورة ،واقرتب من املفهوم املعاصرين
هلا ،وارتبطت بنظريته املشهورة يف التعلم ،فلم ينظر عبد القاهر إىل الشعر على أنه معىن أو مبىن
يسبق احدمها االخر ،بل نظر إليهما مجلة واحدة.
()1بشرى موسى صاحل : الصورة الشعرية يف النقد العريب احلديث ,املركز الثقايف العريب ,بريوت لبنان ,ط , 1994, 1ص 22
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
()2حممد بن امحد طباطبا العلوي : ديار النشر ,تح ,طه احلاجزي ,حممد زغلول سالم ,املكتبة التجارية ,القاهرة ,د ط ,1950,ص 35
( )3أبو هالل العسكري : الصناعتني ,دار احياء الكتب العربية ,مصر ,دط ,1962 ,ص 27
إذا يقول يف هذا الصدد« :واعلم أن قولنا الصورة ،أنما هو تمثيل وقياس كما نعلمه
بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا "،فلما رأينا البينونة بين احاد االجناس "،تكون من جهة
الصورة ،فكان بين أنسأن من أنسأن ،وفرس من فرس ،بخصوصيته تكون في هذا "،وال تكون
في صورة ذلك 1"....مث وجدنا بني املعىن يف أحد البيتني وبينه يف االخر بينونة يف عقولنا وفرقا
عربنا عن ذلك الفرق بالصورة ،شيئا حنن إبتدأناه ،فينكره منكر ،بل هو نستعمل يف كالم العلماء
ويكفيك قول اجلاحظ« :أنما الشعر صناعة ،وضرب من التصوير "(.)2
إذا كانت الصورة الشعرية يف الرتاث النقدي من العوامل األساسية ،فأهنا يف النقد املعاصر
جوهر القصيدة كلها فلقد وله املعاصرين هبا ألهنا الوسيلة الفنية اجلوهرية لنقل التجربة ،وحتدثوا
عنها بإسهاب بعد أن كان بعض املتقدمني يعدها زينه وتزويقا ،ال عنصرا مهما من عناصر
القصيدة .ليكشف عن حقيقة املشهد أو املعىن ،يف إطار قوي تام حمس مؤثر ،على حنو يوقظ
()3
اخلواطر واملشاعر يف األخرين.
و"عبد القاهر القط "يرى فيها":الشكل الغني" الذي تتخذه األلفاظ" والعبارات" بعد أن
ينظمها الشاعر في سياق خاص ليعبر عن جانب من جوانب التجربة الشعرية" الكاملة" في
القصيدة مستخدما طاقات اللغة" وإمكانيتها" في الداللة والتركيب وااليقاع والحقيقة والمجاز
والترادف والتضاد والمثابرة والمجانسة وغيرها من وسائل التعبير الفني" ...واأللفاظ"
والعبارات" هما مادة الشاعر األولى" التي" يصوغ منها ذلك الشكل الفني "،أو يرسم بها صورة
()4
الشعر ".
( )1عبد القاهر اجلرجاين :دالئل االعجاز ،تح :حممود حممد شاكر ،مكتبة اخلارجي القارة ،مصر،ط،2سنة ,1989ص508
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
( )2أبو عثمان بن حبر بن اجلاحظ ,احليوان ,تح ,عبد السالم حممد هارون ,دار الكتاب العريب ,بريوت لبنان ,ط,1996, 3ص.132-131
( )3عبد القاهر اجلرجاين :دالئل االعجاز ،تح :حممود حممد شاكر ،مكتبة اخلارجي القارة ،مصر،ط،2سنة ,1989ص99
()4عبد القاهر القط: االجتاه الوجداين يف الشعر العريب املعاصر ،داي النهضة العربية للطباعة والنشر ،بريوت ،ط،2سنة ،1981ص.391
وحتدثت "بشرى موسى صواحل" عن الصورة يف الدراسة الشعرية على إختالف أنواعها
فقالت« :هي التركيبة اللغوية المحققة من امتزاج الشكل بالمضمون في سياق خاص أو
حقيقي موحي كاشف ومعبر عن جانب من جوانب التجربة الشعرية ،)1( "».واملفهوم من قوهلا
هو ضرورة املزج بني الشكل واملضمون بأسلوب موحي بالتعبري عن جوانب التجربة الشعرية.
ويقول "مصطفى ناصف" :تستعمل كلمة صورة عادة للداللة" على ماله صلة بالتعبير
()2
الحسي وتطلق أحيانا" مرادفة لالستعمال اإلستعاري" للكلمات».
جاء الرومانسيون يف مقدمتهم "كوليدج "بنظرية اخليال :فاخد مصطلح الصورة بنحو
منحى جديد ،غري حمصور يف األشكال البيانية أو الزخرف الذي يضفي على النص األديب مجاال
شكليا ،أو يف األلفاظ من حيث هي أدلة معلم ،ولكن الصورة أصبحت تعين كل هذه األشياء
وغريها بعد أن ميزجها الشاعر بعواطفه ،وانفعاالته ،ويضيف عليها من خالله ألن اخليال هو الذي
يولد الصورة ،والصور وسائل حتسني املشاعر واألفكار ،ولقد تأثر نقادها العرب احملدثون هبذين
()3
االجتاهني فضال عن تأثرهم بالنقد العريب القدمي ،فجاءت تعريفاهتم للصورة خمتلفة،
وإذا انتقلنا إىل التعاريف املصاغة للصورة وجدهنا كثرية ال ميكن حصرها ومنها:
فامحد الشايب يقول عنها« :هي المادة التي تتركب من اللغة" بداللتها اللغوية" والموسيقية ،ومن
()4
الخيال الذي يجمع بين عناصر التشبيه واإلستعارة" والكناية" والطباق وحسن التعليل».
اما الدكتور "على صبح" فيقول عنها :الصورة األدبية هي الرتكيب القائم على األصالة يف التنسيق
الفين احلسي لوسائل التعبري اليت ينتقيها وجود الشاعر -أعىن خواطره ومشاعره وعواطفه -املطلق
من عامل احملسنات.
( )1زكية خليفة مسعود :الصورة الفنية يف شعر ابن املعتز منشورات جامعة قان يونس ,بنغازي ليبيا ,ط ، 1999 ,1ص21
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
()2ناصف مصطفى :الصورة األدبية مصطفى ناصف ،الصور األدبية ،دار األندلس ،بريوت ،ط ,3سنة ،1881ص3
()3زكية خليفة مسعود :الصورة الفنية يف شعر ابن املعتز ،ص20-19
( )4إبراهيم امني الزرزموين :غواية الصورة الفنية واملفاهيم واملعامل قدميا وحديثا ،ج.1
أن الصورة الشعرية كما قال "جابر عصفور " :هي الجوهر الثابت والدائم في الشعر" فكلما
تتغير مفاهيم الشعر "،تتغير الصورة الفنية ،فاإلهتمام بها دائما قائم ،مادام هناك شعراء" يبدعون ونقاد
يحللون ،أن الصورة الشعرية تعبر عن رؤية الشاعر الواقع ،وتصور افكاره ومشاعره وخياله" وتبين
شخصيته ،فالصورة الشعرية" إذن هي الوسيلة الجوهرية التي يستخدمها الشاعر في صقل ونقل
تجربته الشعرية"" ويف هذا الصدد يقول "مدحت اجلبار "":جوهر الشاعر وأداته" القاهرة" على الخلق
()1
واالبتكار"".
وكذلك من النقاد من ربط الصورة والتجربة الشعرية بإعتبار أن الصورة جزء ال يتجزأ من
التجربة الشعرية للشاعر ،ويف الصدد يقول :حممد غنيمي هالل« :الوسيلة الفنية" الجوهرية" لنقل
التجربة هي الصورة في معناها" الجزئي" والكلي ،فما التجربة الشعرية كلها اال صورة كبيرة
2
ذات أجزاء هي بدورها صورة جزئية ،تقوم من الصورة الكلية».
ويوضح سي ،دي ،لويس أمهية الصورة يف قوله " :أن كلمة الصورة قد تم استخدامها من
خالل خمسين سنة الماضية أو نحو ذلك كقوة غامضة ،كما سلف الذكر ،ومع ذلك فأن الصورة
ثابتة في كل القصائد ،وكل قصيدة هي بحد ذاتها" صورة ،االتجاهات تأتي وتذهب واالسلوب
يتغير كما يتغير نمط الوزن ،حتي الموضوع الجوهري يمكن أن يتغير بدون إدراك ولكن" المجاز
(الصورة)تضاف لمبدأ الحياة في القصيدة وكمقياس لمجد الشاعر )3(".كما أن الصورة الشعرية
أصبحت رؤية جديدة هلذا العامل وموضوعاته وأداة توحيد بني اشياء هذا العامل ،وترجع أمهيتها إىل
الطريقة املميزة اليت تعرض هبا علينا ،ما جيعلها تشد إنتباهنا للمعىن وتتفاعل معه بشكل خاص الطريقة
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
اليت جتعلنا نتفاعل مع ذلك املعىن ونتأثر به أهنا ال تشغل األنتباه بذاته إال أهنا تريد أن تلفت إنتباهنا إىل
املعىن جمرد يف غيبة من الصورة.
كما حتدث "مصطفى ناصف "عن الصورة وأمهيتها حيث .قال «:أن الصورة هي ثراء
الفكر العريب وأن الشعر كله يستعمل الصورة ليعرب من حاالت غامضة ال نستطيع بلوغها مباشرة
أو من اجل أن تنقل الداللة احلق جبدة الشاعر ،وكثريا ما تشارك متتابعة يف تنمية داخلية كما أنه
يرى أن الصورة يف الشعر توجه الشعور بعض التوجيه ،وأن فيضأن الصورة يف القصيدة يستطيع أن
ينقل بكل دقة قالب اخلربة الفنية ،وال شك يف أن قوهتا البليغة ذات رنني ونغم ينشر حنو اخلارج يف
دوائر ،فتعمم ما حوهلا وتلهمه من قوهتا ،ويصبح اجملال مدينا هلذا اإلشعاع الغامر الذي ينعكس
من مسة اإلستعارة األوىل ،وهي اكتناز خربة يف منطقة ضيقة يستميلها القارئ ،ويأخذ منها ما قدر
()1
عليه ويقرؤها يف مساقها فريى أثارها بادية على وجهه».
" البد أن تكون الصورة مطابقة متاما للتجربة اليت مر هبا الشاعر إلظهار فكرة ،أو حديث
أو مشهد أو حالة نفسية أو غري ذلك ،فكل صورة كلية أو عمل اديب حيدث نتيجة جتربة غامرة يف
نفس صاحبنا وتفاعلت يف جوانبها املختلفة ميتزج الطارئ إليها باملخزون فيها ،حىت إذا ما
()2
اكتملت يف نفسه تتالقى األشياء ،وتتألف النظائر العالقة بني اجزائها".
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
واملقصود من هذه املقولة ضرورة التطابق بني التجربة اليت مر هبا الشاعر والصورة اليت صاغها فيها
وندرك من هذه املقولة أيضا أن الشاعر يأخذ صورة من الواقع الذي يعيشه.
( )1ناصف مصطفى :الصورة األدبية مصطفى ناصف ،الصور األدبية ،دار األندلس ،بريوت ،ط ,3سنة،1881ص3
( )2إبراهيم امني الزرزموين :غواية الصورة الفنية واملفاهيم واملعامل قدميا وحديثا ،ج.1
وهذا العنصر مرتتب عما قبلها ،فاذا كانت الصورة مطابقة مع التجربة الشعرية يسهل
حتقيق الوحدة ،واإلنسجام بينهم حيث مستوية فال تقبل معىن شاردا وال خاطرة نافرة بل إنسجام
تام بني األفكار وتالزم متصل بني الشاعر مث جتانس حمكم بني هذه كله وبني مصادر الصورة
مجيعا.
•االيحاء :أن الصورة اجليدة هي اليت ال تصح باملضمون مباشرة وال تكشف عنه ،بل توحي له
لكي يعمل املتلقي فكرة فهي صورة موحية بال غموض وال تعتيم وقد يكون اإلحياء بكلمة
تستدعي معاين متعددة وهناك شكل ثالث لإلحياء وهو احياء بقرائن جغرافية أو ثقافية أو إنفعالية.
•الشعور :وعند "شوقي ضيف "هو :التجربة الشعرية ليست جمموعة من املعاين املتناثرة يفرغها
الشاعر يف الشعر كما يشاء ،وإمنا هي وجداين متماسك ...وبدالالت أخرى تصوير حالة وجدانية
جبميع شعبها وعناصرها.
•العمق :إذا كان لإلحياء بعد أهم عن املباشر ،فأن العمق بعدا عن السطحية واملقصود منها أن
التجربة الشعرية ال جيب أن تتم بالبساطة والوضوح بل جيب أن يكون فيها عمق وفلسفة اال إذا
وجد الشاعر نفسه أمام هذا ألنه يزاوج بني العمق والشعر اهلادئ.
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
•الحيوية :فالصورة اجليدة هي الصورة احليوية وحيوية الصورة نتبع من قدرة املبدع عن حتريكها
أو تسكينها ،وقدرته على إلتقاط أجزاءها ،وصهرها يف بوتقة املشاعر مع صياغة فكرته صياغة
تليق هبا وحسن إختيار األلفاظ املعيشة املوحية ،وتنوع األساليب بني خريىة ،وإنشائية ،وكذلك
()1
حيوية للموسيقي وااليقاع واخليال واجليد النابع من الصورة والعاطفة
( )1إبراهيم امني الزرزموين :غواية الصورة الفنية واملفاهيم واملعامل قدميا وحديثا ،ج ،.1ص.227،239
-أن الصورة تقدم عقدة فكرية وعاطفية ،وتقوم بعملية التوحيد فيها بني األفكار املتفائلة داخل
التجربة وترابطها باإلحساس العام الذي ينظم عناصر التجربة ،وجيعلها وحدة كاملة ،فأن كانت
الصورة وعاء إلحساس والفكر والشعور ،فأهنا تكون صورة لنفسية الشاعر ،ومعرضا أصيال
للفكرة ورؤيته ملا يشعر به داخليا ،وللموجود ،مما حوله ورمزا جيسد شعوره وفكره يف إطار فين
خاص.
-أن الصورة الشعرية جتعلنا نتجاوز الوقوف عند جمرد للتشابه الحسي بني األشياء احلسية أو
الواقعية إىل عملية ربطها بالشاعر ،لذلك نري أن وظيفتها يف الشعر تكفي يف ربط التشابه احلسي
باخللفي النفسية والفكرية املسيطرة على عقل الشاعر وبذلك توحد بني الشعور والتصوير
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
-أن الصورة هي أداة اخليال ووسيلة ،وهي مادته املهمة اليت ميارسوها من خالهلا فاعليته ونشاطه
ذلك ألن احلس هو منشأ اخليال.
-الصورة مبفهومها العام وسيلة نقدية أساسية ،وظيفتها تتحدد يف كوهنا من الزاوية النقدية مقياسا
أصيال النقد واحلكم فبموجب فنيتها ومجاهلا حيكم على الشاعر املنشئ.
-والصورة ميدان امتزجت فيه نفس التدير لعامل الطبيعة فهي حتقق الوحدة النفسية للشاعر وتصل
()1
بينه وبني العامل اخلارجي.
•الشرح والتوضيح:
من أول وهلة لتعريف الشرح يتبادر إىل ذهننا أنه حماولة الوصول إىل نقطة معينة رمبا مستعصية الفهم
أو اإلدراك وحناول من خالهلا اقناع األخرين وهذا ما كان القدماء يعرفونه باإلبانة "ذلك أن اإلبانة تعين
التوضيح والشرح "(" )1فالشاعر قد يلخص فكرته وقد يتوسع فيها حبسب احلالة الشعورية اليت مير هبا ،املهم
أن يكون مالئما للصورة الشعرية" (()2الفنية ) ،على أننا جند الشرح و التوضيح خطوة أولية يف عملية
االقناع ذلك ممن يرىد اقناع األخرين مبعىن من املعاين يشرح له بادئ ذي بدء ويوضح توضيحا يغري بقبوله
والتصديق به
وتبلور أكثر ما تبلور هذا املفهوم من خالل التشبيه الذي جاء يف القرآن الكرمي عن شجرة الزقوم
وتشبيهها برؤوس الشياطني ،فمن البديهي أن يكون التشبيه قائم عن شيء ،لكن هنا التشبيه كان
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
على شيء غائب هذا ما استدعى التوضيح واإلبانة وليس الوصفات وهذا ما قاله "اجلاحظ حيث
قال« :وإن كنا حنن مل نر الشياطني قط ففي امجاع املسلمني العرب وكل من لقيناه على ضرب
املثل بقبح الشيطان دليل على أنه يف احلقيقة أقبح من قبيح "( )3ومن هنا ندرك أن اهلدف من
الشرح هو تقريب معىن غامض عن ذهننا وفكرنا أو بعيد عن متناولنا.
•المبالغة:
تعد املبالغة من وسائل إيصال املعىن وبالتايل من وسائل توضيحه وشرحه ،فإذا أردنا أن
نوضح أمرا معينا البد لنا من اقناع املتلقي والتأثري عليه ،واملبالغة مثل األيضاح والشرح وتبلورت
فكرهتا مع التصوير القرآين كما قال "ابن قتيبة "وأكثر ما في القرآن من مثل هذا ألنه يأتي
بالكاد "،فما لم يأتي" يكاد فيه إضمارها.
( )1جابر عصفور :الصورة الفنية يف الرتاث النقدي والبالغي عند العرب ،ص.333
( )2إبراهيم امني الزرزموين :الصورة الفنية يف شعر على اجلارم ،ص.245
( )3جابر عصفور :الصورة الفنية يف الرتاث النقدي والبالغي عند العرب ص.404
كقوله ":وبلغت القلوب الحناجر "اي كادت من شدة اخلوف تبلغ احللق ،1فهذه صورة قرآنية
بأسلوب مبالغة غايته التأثري والتأكد ،ونلحظ أن املبالغة يف التصوير هي اليت تكسب الكالم أو
خترجه من دائرة املألوف إىل الغريب ،ومتيزه عن الكالم العادي حيث قال "ابن رشيق "":ولو
2
بطلت المبالغة كلها وعيبت ،لبطل التشبيه وعيبت اإلستعارة"".
•التحسين والتقبيح:
نفهم من هذا املصطلح أننا نريد إضفاء معىن على معىن آخر ليس به ،أو إلصاق معىن على
معىن وبالتايل ستكون أمام إيهام املتلقي و خمادعته ،فكما قال العسكري ":وإمنا الشأن يف حتسني ما
ليس حيسن وتصحيح ما ليس بصحيح ،بضرب من االحتيال "،ولكن التحسني يف البحث البالغي
يقوم على هذا فهي تصور لنا متاما تلك الصفة ،وقال اجلاحظ رواية عن العتايب ":البالغية هي
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
تصويرة احلق يف صورة الباطل ،والباطل يف صورة احلق "،وهذا بطبيعة احلال ال يكون إال بالتحسني
،ويستلزم قدرة هائلة على الرباهني ،لذلك فالبد أن يكون الشاعر على قدر هذه املهمة حيت جيذب
املتلقي إليه ،فالصورة الشعرية هنا توضح لنا أحاسيس ومشاعر املبدع واليت ترتاوح بني الفرح
واحلزن واللذة واألمل فإذا أراد الشاعر أمرا حسنا صوره يف صورة حسنة وإذا أراد فكرة مستهجنة
()3
عرضها يف صورة قبيحة يشاركه املتلقي أحاسيسه ومشاعره .
•التشخيص والتجسيد:
ويربز أثره يف جعل الصورة حية نابضة متحركة فالتجسيم إلباس املعنويات صور
احملسوسات والتشخيص منح الصفة اإلنسانية مبا ليس كذلك ،والصورة الفنية الرائعة هي اليت
()4
يستطيع الشاعر فيها أن جيعل املعىن جمسدا وكذلك إحساس اجلماعات وبعث الروح فيها،
()1ابن قتيبة
( )2ابن رشيق ..... : يف صناعة الشعر و نقده تح حممد بن حمي الدين عبد احلميد املكتبة التجارية القاهرة 1995ص55
( )3إبراهيم امني الزرزموين :الصورة الفنية يف شعر على اجلارم ،ص،257
( )3املرجع نفسه ص 254
فمن وظائف الصورة أن حتقق نوعا من املتعة الفنية فهي تطرب النفس وتدعو إىل التعجب
وذلك ملا حتويه من خيال بديع فالشعر فن ،والفنون البد أن تتوفر فيها عناصر اإلمتاع وهذا
اجلانب خمتلف عما تعرضنا له من جوانب الصورة")1( ،ال يهدف إلى نفع مباشر وال تقصد به
توجيه سلوك المتلقي ومواقفه ،بقدر ما تقصد به تحقيق نوع من المتعة الشكلية ،وهي غاية
2
في ذاتها "،وليست وسيلة ألي شيء آخر".
•جمال الصورة:
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
حبيث متنح الصورة الكالم تلوينا وتزينا مجاال وتلبسه ثوبا للزخرف فيحمل الشاعر املتلقي معه
على أجنحة اخليال وجيعل األسلوب النص حيا نابضا ومتحركا يرتاوح بني احلقيقة واجملاز والواقع
()3
واخليال.
الصورة المفردة:
(اجلزئية) البسيطة اليت تتضمن تصويرا جزئيا حمددا ،وهلا دالالهتا اليت متاما داخل السياق
الصوري الشاملة وقد تنحصر يف كلمتني فقط ،يتحاوران على حنو بنيوي متفجر بالداللة الغامضة
اخلصبة مثلما جنده عند ادونيس "السماء طحلب ""،الزمن فخار " ،ولدى درويش "الصوت
()4
أخضر " بريوت تفاحة ""،حلم صواحل".
وتبين هذه الصور بأساليب عدة تتكامل يف تشكيل كياهنا منها :التجسيد أو التشخيص ،التجريد
()5
تراسل احلواس ،التشبيه.
الصورة المركبة:
وهي جمموعة من الصور البسيطة املتألفة اليت تقدم داللة معقدة أكرب من أن نستوعبها
صورة بسيطة ،ويستخدم يف قالبها أسلوب حشد الصورة اليت تتشكل يف مجلتها الصورة الكلية،
ويتم هذا احلشد عن طريق تراكم الصور املختارة بعناية مما يشبه "املونتاج "أو بأسلوب تداعيات
()1
املعاين تيار الوعي « ،مثل مسيح اليامسني يف قصيدته (اجلواد االبيض يصهل على التل).
الصورة الكلية:
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
هي جمموعة الصور املفردة واملركبة املتآزرة يف وحدة عضوية غنية بالتنوع ،الذي يتالحم
يف بؤرة داللية شاملة هي القصيدة يف ذاهتا.
ويستخدم يف بناء الصورة الكلية أساليب عدة ،مثل "البناء الدرامي "من حوار خارجي
(ديالوغ)وحوار داخليا (مونولوغ)وسرد قصصي ،و"البناء املقطعي "الذي يوجد مقاطع عدة يف
رباط عضوي على ،و"البناء الدائري "الذي يبتدأ من موقف نفسي معني ،مث يعود إليه الشاعر يف
هناية قصيدته ،و"البناء التوقيعي "الذي يعتمد فيه على ثورة واحدة ،و"البناء اللوليب "الذي تتداخل
فيه جمموعة من الصور واألفكار ،ويستعان يف عرضها بأسلوب "تيار الوعي "مثل درويش يف
قصيدته "تلك صورهتا وهذا إنتحار العاشق "(.)2
•النمط احلسي :يرتبط النمط احلسي للصورة باألثر النفسي الذي حتدثه يف امللتقيات ،والشاعر
اخلالق هو الذي متتاز صوره مبيزات خاصة ،وتتلون بتلون عاطفته ،وتكون معربة عن خلجات
إحساسه وإنفعاالته والصفات احلسية تلعب دور كبري يف التشكيالت اجلمالية للصورة لذلك ألننا
()1
جتد باحثا كبريا مثل ريتشارد يؤكد على أمهية الصفات احلسية للصورة.
وتنقسم الصورة احلسية وفق احلاسة اليت تصدر عنها إىل جمموعة من األقسام وهي:
-1الصورة البصرية ":الصورة البصرية هي الصورة اليت ترتد إىل حاسة البصر وهي إنعكاس ملا
رأى الشاعر أو شاهد كما أن للبصر أمهية كبرية يف تكوين الصور النفسية فكثري من األشياء متيز
2
بالعني وال متيز باحلواس األخرى كاأللوان واألشكال واألحجام والضياء والظالل.
-2الصورة السمعية :حاسة السمع هي عماد كل منو العقلي وأساسياته كل ثقافة ذهنية حبيث
يرى "إبراهيم أنيس "أن حاسة البصر تشتغل ليال وهنارا فهي الظالم والنور والصورة تقدم
باإلعجاب بالصوت ،فقد جيعل الشاعر أذنه طريقا إىل قلبه فيتغىن حبديث املرأة وبصوهتا.
( )1علي غريب الشناوي : الصورة الشعرية عند االعمى التحليلي ,مكتبة اآلداب , 42ميدان االوبرا ,ط, 2003 ,1ص 131.134
()2املرجع السابق،ص333،334
-3الصورة الذوقية :وهي عنصر من عناصر الصورة املرتبطة هبا إذا ما إستدعت الصورة
وجودها ،وهذه املادة األكثر كثريا يف الشعر العريب القدمي حيث مل حتض حاسة الذوق باالستعمال
الذي حظيت به وسائل احلس األخرى فيتحدث الشاعر عن املرأة واحلالوة والعذوبة واللذة وما
إىل ذلك.
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
-4الصورة اللمسية :يأخذ الشاعر هذه املادة ليسقطها على الصورة الشعرية فيتأثر بكل ما حوله
من حرارة وبرودة وليونة وصالبة ونعومة )1( ،فالصورة اللمسية تقرب املعىن وتوضح القصص ألهنا
سهلة االستيعاب.
-5الصورة الشمسية :هي الصورة اليت تثار فيها عندما تشعر هبا عن طريق عضو الشم
فينا(األنف) فتحرك بالرائحة فوارق األشياء (.)2
وفيها يتأثر الشاعر بكل ما حوله من مشمومات ،واليت تكون فيها رائحة الزهور تعبري الرياض
(.)3
والعطور كاملسك والعنرب أو رائحة النسيم الزكية فتنعكس تلقائيا عن شعره
-النمط العقلي ":ونقصد به تلك الصورة اليت ترتبه إىل ثقافة الشاعر املتنوعة فتجعلها جماال خصبا
هلا ،وميكن تقسيمها وفق العنصر الثقايف الذي ترتد إليه حنو التايل:
•الصورة المثالية الكبرى :وهي الصورة اليت استقاها الشاعر من ثقافته الدينية ذات أثر عميق يف
وجدان املسلم ،ملا حتمله من خصائص أصلية تتمثل يف :النقاء ،الشفافية والرقة ،وألن املصدر
األساسي ،الذي يكمن وراء هذا النوع من الصور من إحداث التاريخ وعظمته ،وكانت هذه
الصورة من القوة مبكان.
•الصورة المثالية الصغرى" :وهي اليت يستمدها الشاعر من إحداث التاريخ وإخبار األدباء،
ومنها ما يتصل باألحداث والوقائع التارخيية ،اليت ارتبطت بشكل ،أو بأخر بسمات معينة يف
الالوعي اجلماعي للذاكرة الشعبية يضع األشخاص الذين تركوا بصمات يف التاريخ وأصبحوا مثال
وعربة
يف املواقف احلياتية ،ومنها ما يتصل باألمثال الشعبية ،اليت تعكس خالصة التجربة وعمارة احلياة
الشعبية والشاعر يتصرف يف املثل مبا يتناسب واملوقف الذي أورده فيه حبيث ال يكون إعتماده عليه
)1( .
حرفيا".
-النمط البالغي "ميثل النمط البالغي أداة من أدوات التشكيالت اجلمالية للصورة عند الشاعر"(،)2
يعترب هذا النمط من ضرب اخليال يف الصورة الفنية )3( ،واخليال هو القدرة على تكوين صورة ذهنية
ألشياء غابت على متناول احلس ،فيعترب أهم عنصر اإلبداع الغين طريق الشاعر للخلق ،لكننا ال
نستطيع فهمه إال من خالل الصورة الفنية املتملقة من التشبيه واإلستعارة والكناية واخليال أربعة
أنواع:
-أن يكون مبتكرا ،وذلك بأن خيرتع الشاعر صورته من خياله ،وقد اجتلت عناصرها من حقائق
ال من املتخيالت لتكون الصورة ذات عناصر حقيقية غري جمتمعة من الواقع.
-أن يكون مؤلفا ،وذلك حينما يرى الشاعر منظرا من مناظر الطبيعة ،فيستدعي عنده منظرا أخرا
يشابه املنظر األول ،فيؤلف بني منظرين ،كتشبيه الشجر اجلرداء والطيور تغرد فوقها ،حبياة اهلرم
بعد قوة الشباب.
-أن يكون بيانيا تفسرييا وهذا عندما يقف األديب أمام املشهد احملسوس ليصور ما يوحي به ذلك
املشهد للشاعر من معاين وخواطر ،لتكون صورته تفسريا ألثر النفسي ال واصفا املنظر املماثل
وذلك كتشبيه الزهر بفتاة مجيلة عليها جواهر خضر وجواهر محر.
-أن يكون ومهيا ،وذلك إذا يبتكر الشاعر صورة مل تكن عناصرها ،ضمن التجارب السابقة ،ومل
()4
تضبط بضابط العقل.
-1على غريب حممد الشناوي :الصورة الشعرية عند األعمى التحليلي ،ص.156-146
,-2املرجع نفسه ،ص.158
الفصل األول :الصورة الشعرية في النقد األدبي وتشكالتها
الفصل الثاني:
الصورةـ التشبيهيةـ
والصورةـ االستعاريةـ
الفصل الثاني :الصورة التشبيهية والصورة االستعارية
-المبحث األول :الصورة التشبيهية
إن للتشبيه دورا فعاال وأمهية يف النص األديب سواء أكان شعريا أو نثريا ،كذلك إهتم به الدارسون
والنقاد وأولوه عناية فائقة وجعلوا منه أداة فعالة يف الرقى بالكلمات وجعلها تأخذ مسار اإلبداع ،وهو يعترب
من التصوير البياين من كأول صورة حتظى بالدراسة فقد سبقوه بالدراسة واإلهتمام والرعاية على اإلستعارة
والكناية.
وهو حالة وصفية جلعل شيء ما يقرتب من خالل أوصافه من شيء آخر أو مطابقته كليا ،مثال
بعض األوصاف اليت يضعها املتكلم بني الشيء وما يقابله من وصف ،مثال على ذلك نقول :كوثر
كالشمس فحرف الكاف جعلناه يقتصر على جزء من األوصاف اليت هي من لوازم الشمس،
ولكن حنن اسندناها لكوثر فأصبحت كوثر قريبة من الشمس.
أما يف احلالة الثانية حينما تكون كوثر تتصف جبميع مواصفات الشمس فنقول :كوثر مشس
يف هذه احلالة أصبحت «كوثر» مشسا كلية وهذا نظرا إلتصافها جبميع مواصفات الشمس ،وهذه
املواصفات تكمن يف "الكربياء ،والعلو ،والدفء ،والشمولية والنفع ،واإلشراق ...اخل " ،ومنها
تصبح كوثر هي الشمس والشمس هي كوثر.
وحينما نتطرق إىل تعاريف التشبيه عند بعض الدارسني واألدباء والنقاد جند تعريف ايب
هالل العسكري حيث يقول« :أن التشبيه هو الوصفات" بأن أحد الموصوفين ينوب مناب
()1
األخر بأداة" التشبيه ناب" منابه" أو لم ينب ،وقد تحذف أداة التشبيه»".
من خالل هذا التعريف جند التشبيه هو مبثابة عملية وصفية ألن الوصفات دائما يسري معنا يف
حركاتنا ومكانتنا وهذا ما ميكننا أن نصف ،وهذا الوصف يرتكز على جزأين أحدمها ينوب نيابة
جزئية عن االخر أو كلية.
وحينما تعود إىل ديوان الشاعر «بن مسينة» جند صورة تشبيهية يف هذا البيت:
فَ س َو ٍاد (.)2 ود ِه غَثِيَ ْ
تَ ك ْي َ ُ
و َك ِ
اس ُّيُ نه ِ
َ ودةٌ" وع ْي ِنَ س َّو َدهُ قِ َّ
صتُهَُ م ْه ُد َ بُ َ
-1ايب هالل العسكري :الصناعيتني ،جند مفيد قميحة ،دار الكتب العلمية ،بريوت لبنان ،ط ،1ص265
-2امحد زغب :ديوان إبراهيم بن مسينة "من فحول الشعر الشفاهي بواد سوف دار مطبعة ،ركيت ،اجلزائر ،الوادي ،اكتوبر ،2004ص.24
الفصل الثاني :الصورة التشبيهية والصورة االستعارية
الشاعر يف هذه األبيات يتغزل مبحبوبته مسعودة ووصف مجاهلا الذي متثل يف سواد العني كسواد
الليل وهذا يف قوله" :كيف سواد "واملشبه "بوعني سوده ".
والداللة يف هذا البيت حسب رأينا اخلاص جند أن الشاعر من أسباب قوة وصفه ،وتوغله
يف هذا التشبيه البعيد والعميق حنس وكأنه يقوم بتوجيه رسالة لكل من يعاتبه على حبه ملسعودة
وهو يرى بأن وصفه مهما بلغ ذروته ،فهو ال يفي حقها ،أو مبعىن آخر ال يصل إىل وصفها
احلقيقي الذي تتصف به ،وهذا لكي يوصف املالحظات اليت توجه إليه ،وحنن ليس كمن رأى
كمن مسع .وهذا هو دور التشبيه حينما يكون سلسا وقعه ،عذبا نطقه مثل قول عبد القاهر
اجلرجاين «ألفاظه كالماء في السالسة وكالنسيم في الرقة ،وكالعسل في الحالوة» )1(, وهذا
ما وجدناه فعال يف هذا البيت .ويأيت تشبيه آخر حني يقول الشاعر:
ْبَ ج ِري َد ٍةَ كايَ َد الْ ُق َد ُ
اد صل َِ ض اللَّ ِّيَ ح ْف ٌل بُِزروبَِة
َوالْ َق ُّد غَ َر َ
()2
ص الزاد قَ َّديْ ِن طََّولَهُ اَل َ ت َق ٍّ دود ِه
ات ح ِ ِ ٍ ٍ
فيَ و َسطُ ه َوَ دهَ م ْب َر َد " ُ
ِ
هنا الشاعر يصف رشاقة مسعودة حيث وصفها يف شكلها وقدها كالفرس أي النخيل
لقوهتا كجدار النخيل يف الصالبة .حيث شبهها كأهنا حميط به الزرب يف طبعها وهذا تشبيه متثيلي
لتمثيلها بنخلة الغرس ،كما شبهها أيضا بق ّدين وهو مقدار الطول لدى حمبوبته الفريد من نوعه
كطول النخلة املتوسطة اليت تلفت النظر .للمارين من حوهلا بعدم النقصان أو الزيادة يف شكلها.
والداللة يف هذان البيتني نرى أن الشاعر واصل وصف اجلمال احلسي ملسعودة من دون أي
قيود أو حواجز ،فدقق يف كثري من التفاصيل مركزا على الصفات املادية ،فشكل لنا لوحة مجيلة
للمرأة يريدها "بن مسينة "وأكثر احلديث عنها بأسلوب صريح ،وأبدع يف رمسها يف ذهنه مستعينا
مبا حوله من صورة طبيعية ومن مميزات التشبيه و مجع بعض الصور البعيدة وجعلها صورة ثنائية
وهذا ما زاد التشبيه بعدا دالليا وحسنا مجاليا يف تباعد صورة.
-1عبد القاهر اجلرجاين :اسرار البالغية ،حتقيق حممد الفاضلي ،املكتبة العصرية صيدا ،بريوت ،2005،ص.24
-2إبراهيم بن مسينة :ديوان ،ص.24
الفصل الثاني :الصورة التشبيهية والصورة االستعارية
وهذا ما وجدناه يف قول جابر عصفور« :وقيل إن التشبيه إذا قام على عناصر شديدة التقارب" كان
تشبيها عاديا مبتذال "،وأنه يصبح تشبيها مبتكرا مستطرفا إذا قام على الجمع بين عناصر متباعدة».
فهذا القول يبني لنا مميزات التشبيه وتقنياته يف التأثري يف املتلقي.
وقال أيضا:
اد َ ت ْق ِم ُزَ ك َماَ شا ِر ٌدَ و َح َّيَ
صيَّ ُ فَ ع ْو َد َةَ سابَِقةََ و َم ْر ُكوبَةً
ْج ْو ُ
َوال َ
ِ ٍ (.)1
سَ ن َها ِر عنَاد اشَ ع ْن فَا ِر ِ َ و َم ٍ تَ م ْر ُكوبُهُ ود ِه لََّف ْ
اشَ عن عُ ِ
َم ٍ ْ
شبه الشاعر هنا عظمة حمبوبته بعد خنلة الغرس بالسفينة يف ضخامتها وهيبتها ،مث يصفها
بالفرس األصيلة اليت جتري قفزا على دفعات طويلة دون الشعور بالتعب أو اإلرهاق ،فالشاعر هنا
يرسم صورة بليغة يف اإلحياء فهو يلمح دائما عن شجاعة وبالغة حمبوبته يف عدة دالالت غري
مباشرة منها املرونة واجلمال وللصمود ،والتشبيه يف هذه األبيات مرسل مفصل ،ألن الشاعر يف
أغلب تصاويره مفصلة وواضحة .والداللة يف هذا البيت حسب رأينا اخلاص من خالل التشبيه أن
رسالة حمبوبته ال مثيل هلا ،وأيضا يعلي من مكانة املمدوح ليس يف الشجاعة فقط بل يف البناء
واجلمال واخلفة وهنا يتبني شرف املمدوح ومكانته املرموقة لدى الشاعر ،ويف التشبيه حدث ما
يسمي باملفارقة أو التباعد وهذه تعود إىل إمكانيات الشاعر التصويرية ودرايته الكاملة بالتشبيه
«ألن التشبيه في النهاية نوع من المالحظة الذكية لصلة بين شيئين أو اشياء ال تبدو للناظر
العادي األول" وهلة وتلك بدورها ليست شيئا سوى الفطنة التي يرتد إليها معنى كلمتي الشعر
()2
والشاعر».
وهذه الفطنة لوحظت يف هذه األبيات من خالل الصورة التشبيهية ومثيلها.
-1مسعود خالف : شعر عبد اهلل محادي بني الرتاث و احلداثة ,رسالة ماجستري قسم اللغة العربية و آداهبا ,جامعة منتوري ,قسنطينة ,2001,ص
.260
الفصل الثاني :الصورة التشبيهية والصورة االستعارية
اَل َ د َر َجةٌ اَل لِ ُق َّح ٍة بِ ِح َوا ٍر
ت بَايُِرهُ اَل خششوها لِس ِ
وقَ م َّزقَ ْ ُ
ص ِر لُِي َز َارَ كثِير و َكر ًهاِ من م ْنتَ ِ
ْح ْف ِل وحفايره"
َ َ ْ ْ ُ ثقلب علىَ وبْن ال َ
ِ ط مَتعلِّ ِق ب ِ ِ
ُّوا ِر في شأوَ ما ِر َ فيَ خ ِّ ُ َ َ
()1
سَ ف ْت ِح الن َّ عيد سدايره"
هنا الشاعر شبه فتاته بالبكرة أ ي صبية ناضجة مثل الناقة اليت مل يسبق هلا أن محلت األثقال
أو سلكت مسافات بعيدة وأراضي وعرة ،مث يشبه حمبوبته مرة أخرى بالناقة اليت مل يسبق هلا أن
أجنبت أو أرضعت أو عرضت للبيع يف األسواق وهذا يف قوله "ال درجت ال لقحت بحوار " ،مث
يصف املناطق اليت متكث هبا البكرة فهي أراضي خالية كثرية املرتفعات واملنخفضات ومن هذه
املواضع “منتصر” ” ليزار” فقد شبه حمبوبته بالبكر اليت ترعى يف أراضي اخلالء البعيدة ال تصلها
اإلبل بالتحديد يف شهر مارس عند تفتح الزهور
فالشاعر هنا رسم صورة بليغة يف االحياء ،فهو يتغزل مبحبوبته يف عدة دالالت وهنا تشبيه ضمين
ألنه يلمح املشبه "احملبوبة "واملشبه به "البكرة "ويفهمان من خالل املعىن.
وداللة الصورة أن الشاعر أدت به التجربة الغرامية يف مواصلة وصف اجلمال احلسي ملسعودة من
دون أي قيود أو حواجز فدقق يف الكثري من التفاصيل ،مركزا على الصفات املادية ،ومن مث شكل
لنا لوحة مجيلة للمرأة يردها ،وأكثر احلديث عنها فكانت صورة حسية ماثلة يف شعره ،تطفح منها
رائحة الغريزة بأسلوب صريح ،وأبدع يف رمسها يف ذهنه ،مستعينا مبا حوله من صورة طبيعية.
ِ
عود
لعجوَ بنْي َ زوزُ ر َ
براريقُ َواخْلَ ُّدَ
سام ُرَ ك ْي لَ َم َع م ْش َعالُهُ
()2
يف هذا البيت يشبه الشاعر خد حمبوبته سامر ومضيء يلمع كلمع هلب النار يف مشعله ويف خدها
ملعان كضوء الربق هنا تشبيه متثيلي.
َواَل ُ م َع ِّك ُرُ ش ْه اَل ُ م ْنتَبِهُ لغصان الَ تبُسهُ َكماَ سرولَهُ" ظُ ْهرةُِ جبَ ِ
َ َ َْ
تِ م َن الكيفان جاتَ ما ِرقَةَ تَاقَ ْ سهُ َعلَى و ٍاد ي ْنهر و َّ ِ
الس َّواق َّيُ خ ُم َ َ َ َْ َ
()1
َّاهاَ م َواتِ ُّي الْ َكتَّان
َو ًاماَ عض َ َوالْ َخ َّد شمس اللَّ َّي ضوتَ ع ْن مهس
الشاعر يف مطلع البيت يشبه فتاته بالنخلة الفتية يف شكلها من خالل قوله "جت زاهية
" أي تسر النظر من شدة اإلخضرار واخلصوبة ألن عروقها بالقرب من الوديان ،مث يشبه فتاته مرة
أخرى بشجرة السرو يف الرشاقة واالعتدال واالستواء فليس هبا أي عيب كمحبوبته متاما ،بعدها
يتبع خطوات الفتاة ويشبهها يف خروجها كشجرة السرو يف بزوغها بني الصخور ،وأخريا يشبه
خدها بالشمس اليت تشرق يف املساء يف ضياءها ونورها ويتغزل جبسمها املنسجم مع الثوب اليت
تلبسه.
يف هذه األبيات ظهور التشبيه التمثيلي من خالل وضع عدة تشبيهات لوصف حمبوبته يف أفضل
صورة بالغية.
فالشاعر يف كل مرة خيتار أمجل شيء يف احليوانات أو األشياء املوجودة حوله وينعتها هبا
ليطفئ حنينه الشديد حملبوبته وشوقها العارم لوجودها حوله ،فاإلحساس جبمال املرأة الذي يعود
إىل أعماق النفس البشرية ،ال خيتلف من اإلحساس جبمال تلك احليوانات أو األشياء املشبه هبا
واليت قد يثري اللذة ذاهتا ،فالعالقة بني الصورة ليست يف الشكل الظاهري فقط أهنا عالقة نفسية
تثريها هذه الصورة وأحاسيس تربط بني الصورة كما يؤدي إىل رباط نفسي حنكم بينهم ،إضافة
إىل نقل املعىن وتوضيحه وسيلة تأثريية تسلط على املتلقي فتحببه يف الشيء املصدور.
شبه الشاعر يف هذه الصورة حبيبته بطائر الربين ،وهو طري احلراري ،يف إعتدال أنفها
ووسامته فشبهها كمنقار الربين فحذف املشبه به "حمبوبته "وترك شيء من لوازمه منقار طائر
الربين ،على سبيل اإلستعارة التصرحيية ،ولقد صاغ الشاعر صورته صياغة مجالية بوعي سامهت يف
تركيز املعىن وتكثيفه عند املتلقي إنطالقا من وسطه املعاشي ،وتبقى اإلستعارة أشد الوسائل فعالية
يف توسيع جمال املعىن والتأثري يف املتلقي ويتضح من اإلستعارة يف الوقت نفسه أن األمر ال يتعلق
باملعىن فحسب وإمنا يتعلق كذلك مبشاركة كل املؤثرات احلسية والتصورات اجلانبية ،وبفضلها
1
أصبحت كلمة البحر إستعارة للحياة.
ويقول الشاعر:
الز َمانَ خيَ ٌ"
ال()2
اسهُ"َ و َّ
َب َر ُموهُ نَ َ َحبيبِ ُّي اللَّ ِّيُ م َفا ِر ٌقَ ب ْع َد ماجاورني"
برموه ناسه إستعارة مكنية ،إذ شبه الشاعر حمبوبته مبجموعة اخليوط اليت تربم وتتحول إىل حبل
،حيث حذف املشبه به ودل عليه بالزمة من لوازمه وهو الربم واملقصود به تغري طبعه و تغريه عن
حالته الطبيعية و إستعار هذه الصورة من بيئته فقد كان للخيوط واحلبال دور كبري ومهم يف حياة أهل
البادية يستعملوهنا لصنع مسكنهم وملبسهم وربط دواهبم ...اخل ومن أهم املواد اليت يصنع منها اخليط
أو احلبال ولكي يتحول اخليط إىل حبل متني صعب التمزيق جيب عليه أن مير مبرحلة الربم ،ولقد كان
هلذه الصورة دور مهم يف تقريب املعىن وجتسيده وتشخيصه مما زاد يف مجال الصورة وبراعة حبكها يف
ذهن املتلقي ،وهذا ما جنده يف نظر عبد القاهر اجلرجاين يف حتدثه عن دور اإلستعارة بقوله «:ومن
الخصائص التي" تذكر بها ،وهي عنوان مناقبها أنها تعطيك الكثير من المعاني باليسر" من اللفظ
حتى تخرج من الصدقة الواحدة" من الذرر ،وتجني من الغضن" الواحد" أنواع من الثمر» (.)3
كايزر فولفغأنغ :العمل الفين اللغوي (ندخل إىل علم األدب) ترمجة :ابو العيد دودو ،دار احلكمة ،ج1اجلزائر 2000، -1
إبراهيم بن مسينة :الديوان ،ص.24 -2
الفصل الثاني :الصورة التشبيهية والصورة االستعارية
عبد القاهر اجلرجاين :اسرار البالغية ،ص.36 -3
ويقول أيضا:
()1 ود ع لِطُر ٍ
اف لَ ْو ِح عظف ال ُْه َ ب والوطاَ م ْش ُقوقَة
َ الس ْي ُلَ يل َْع ُ
َو َّ
سيل املاء يلعب أي يتماوج ،من املعروف منذ األزل وإىل يومنا هذا أن املصدر الرئيسية
األول للمياه هي السيول الناجتة عن األمطار الغزيرة ،أو ذوبان الثلوج فكان عندهم عام اخلري إذا
كانت السيول جارفة إذ أهنا داللة على املراعي اخلضراء واخلريات الكثرية حليواناهتم وألنفسهم ،مما
شبه السيل باإلنسان وحذف املشبه به ،وأشار له بأحد لوازمه وهو اللعب على سبيل اإلستعارة
املكنية.
وإختار الشاعر صفة اللعب للسيل بضبط دون غريها ليدل على احلركة املستمرة العشوائية للمياه
وعلى مساحات كثرية ،وهنا وفق الشاعر يف إختيار هذه اللفظة فقد شدت السامع وحولت
الصورة من صورة طبيعية جافة إىل صورة ملموسة لدى املتلقي ،فزاد من مجال ورونق البيت
الشعري ،كما أن الصورة خرجت بني الواقع واخليال ،وهذا هو الشعر على حسب رأي جبار
()2
عصفور يف قوله« :أن الشعر صناعة ذهنية أو تخيل عقلي».
ويقول الشاعر أيضا:
بابورَ عنَ ش ٍ
اف الْبَ ْح ِرَ ي ْن َج ُ احةَُ ركوبِ ِه طُْرفِ ِه ِِ
َس ِر ُ
()3
ال َُ ً ْ يعَ م ْشيَتهَ ر َ
شبه هنا الشاعر احلصان يف ركبته بالبابور أي الباخرة مل يذكر املشبه احلصان وصرح
مباشرة باملشبه به وهو البابور على سبيل اإلستعارة التصرحيية ،بالرغم أن هذه الصورة دخيلة عن
بيئته ومكان عيشه وهو الصحراء ،إال أنه من املمكن أن يكون قد إستقاها من كثرة تنقالته من
بالد إىل بالد ،خاصة أنه كان يشتغل يف التجارة وغريه ،لكن ما يشدنا هلذه الصورة هو ما ملسناه
من روعة يف الوصف ومجال يف التصور ،وهنا تتحقق مزايا و دالالت اإلستعارة وهذا حسب قول
"كايزار فولفغانغ" :تعتبر اإلستعارة" أكثر صور الكالم المخالف للواقع شعرية ،وتعني نقل
المعاني" من ميدان إلى آخر ،غريب بطبيعته .)4("...
الفصل الثاني :الصورة التشبيهية والصورة االستعارية
-1إبراهيم بن مسينة :ديوان ،ص47
-2جابر عصفور :الصورة الفنية يف الرتاث النقدي والبالغي عند العرب ،ص.206
-3إبراهيم بن مسينة :الديوان ،ص.41
-4كايزرلفغانغ :العمل الفين اللغوي ،ص.178
فالشاعر خيفي شوقه وحنينه إىل حبيبته بعد أن تركته يف ظروف غامضة فتارة يصفها باخليل يف
سرعة رحيلها وتارة أخرى بالبابور الذي جيوب البحر دون معرفة مصريه.
ويقول الشاعر أيضا:
لَ ْو ِحِ غظ ُ
ْت الهودع لِطُر ٍ
()1
اف َ ش ِّوقَةَ
ب والوطاُ م َ
الس ْي ُلَ يل َْع ُ
َو َّ
سيل املياه يلعب أي يتماوج ،معروف منذ األزل املصدر الرئيسي للمياه هي السيول الناجتة
عن تساقط األمطار الغزيرة ،فإذا كانت السيول جارفة دليل على وجود املراعي اخلضراء واخلريات
الوفرية فهنا شبه السيل باإلنسان فحذف املشبه به وأشار له بأحد لوازمه وهو اللعب فهنا
اإلستعارة مكنية.
هنا وقف الشاعر يف إختيار هذه الصورة بالتحديد إختيار اللفظة فقد شدت السامع
وحولت الصورة من صورة طبيعية جافة إىل صورة ملموسة و ومستساغة لدى املتلقي ،ويتجلى
(
ذلك يف قول كايزر فولفغانغ« :أن اإلستعارة هي الشكل اللغوي غير الحقيقي األكثر أهمية».
)2
فهذه الصورة اليت إستعارها الشاعر من وحي الطبيعة سامهت يف تركيب صورة فنية جدا
رائعة ،إستمدت من عناصر الطبيعة اليت تدخل اخللق الفين ،حيث مجعت عناصرها وسيقت يف
مشهد غين واحد وعرب بذلك بأن املياه لن تذهب هكذا هدرا وأهنا تصنع حياة جديدة فقد خلع
مشاعره على الطبيعة ،حماوال بذلك حتسني مشاعره فأمتزج شعوره بالطبيعة وبرزت مجالية شعرية.
()3
ُ ك َواَي يَ ْك ِوي بالبارود ِ
كَ ك َوأني ياظريف خاَل لَهُ
ُحبُّ َ
شبه الشاعر هنا احلب والود هو شيء حمسوس بالنار أو شيء آخر حيرتق فحذف املشبه به
ودل على الزمة من لوازم وهي الكوي ،فهنا إستعارة مكنية ،حيث جعل الشاعر حب هذه احملبوبة
كأهنا نار حترق به فؤاده بعد غياهبا فهو يصرح حببه هلا حىت بعد ختليها عنه ويكن هلا اإلحرتام
والوفاء واإلخالص بصفة دائمة دون تغري ،وهذا يظهر من داللة الصورة اليت وضعها الشاعر يف
الفصل الثاني :الصورة التشبيهية والصورة االستعارية
أصدق تعبري فقد ترك املتلقي يتعايش ويتفاعل مع هذه احلالة اليت وصل إليها الشاعر فمرة يتغزل
مبحبوبته من ناحية مظهرها ومرة أخرى يتحسر ويلقي اللوم عليها.
-1إبراهيم بن مسينة :ديوان ص.46
كايزرفولفغانغ :العمل الفين اللغوي ،ص.192 -2
وهذا ما جنده يف قول :أمحد مبارك اخلطيب« :في اإلستعارة" وظيفة إنزياحيه" تختلط فيها المعالم"
وتتالشى الحدود وتميل إلى" اإلغراب واإلدهاش ".وتخرق قواعد العقل" والمنطق» .1ويقول
الشاعر أيضا:
َو ِم ْن َهاِ ش َّقا ال َْع ْق ِل بايتَ ح ِزي الجبيي ِن وم ْنع ِ
وتَ ويْ ٍن ص َه َد داذاي ضاويُ َ َ ْ نُ ِح ُّ
سَ
()2
َن
صرح الشاعر مباشرة باملشبه والعقل ،على سبيل اإلستعارة التصرحيية ،فالشاعر يبيت الليل
حزين يتفقد حبيبته والسؤال عنها والبحث الدائم على أخبارها حبيث كل هذه املشاعر
واألحاسيس تسبب له الصهد وهو العرق الذي يظهر على اجلبني عند ممارسة األعمال الشاقة،
فالشاعر هنا شبه مشقة حبه حلبيبته كمشقة األعمال الشاقة.
فهذه الصورة أضفت رونقا ومجاال خاص للقصيدة ألن الشاعر يدمج مشاعره ليؤكد تعلقه
مبحبوبته بقسميها الصامت واملتحرك.
جند أيضا قول الشاعر:
ِ ()3 ِ ِ
زازعاميُ ق ْر َعةًَ وَت ْنكي َد ِّر متاموره
فيُ كنِّينيُ ي َقد ُ
شبه الشاعر كنينه بالقلب الذي يف شدة النكد واحلزن وخمالفة احلظ له ،فقد أحس بفراغ
وشوق وحنني حملبوبته فأخد ينشد قصيدة يعرب فيها عن مدى إشتياقه هلا ،إال أن كالمه مل يغري رأي
مسعودة بل زادها عزا وإصرار على عدم العودة له ،بل أحرقت فؤاده وتزوجت من رجل آخر
،فالشاعر يف هذا البيت ذكر املشبه "الكنني "وحذف املشبه به "اإلنسان "هنا إستعارة مكنية .
كَ س َك ُ"نَ ب ْي ٍن لُِن َه َ
()4
ياعوم لرياد اد َحبَّ َ
شبه الشاعر احلب والود باإلنسان ،حذف املشبه ودل على الزمة من لوازمه سكن وهي
اللفظة ختص اإلنسان وهو الذي يسكن فالشاعر من كثر حبه حملبوبته جعل هذا احلب يسكن بني
الفصل الثاني :الصورة التشبيهية والصورة االستعارية
اكتافه ففي هذا البيت يرسل من خالل كلماته أشواقه حملبوبته رغم بعد املسافات ،إضافة إىل
الصعوبات والعراقيل إال أنه مازال على عشقه هلا إىل درجة اجلنون.
-1امحد مبارك اخلطيب :اإلنزياح الشعري عند املتنيب (قراءة يف الرتاث النقدي عند العرب) ،دار احلوار للنشر والتوزيع ،ط،1سوريا .2009،
-2إبراهيم بن مسينة :ديوان ،ص35
-3املرجع نفسه ،ص.54
-4املرجع نفسه ،ص.81
إذا تأملها صورة املرأة احلبيبة يف ديوان الشاعر إبراهيم بن مسينة جندها حاضرة يف تشكلها
العفيف ،إذ ختطر املرأة احلبيبة يف صورة فتاة أحبها وكانت أمجل ما رأت عينه لكنها إختفت
وتركته بالرغم من هذا جنده ينظر للمرأة نظرة إجيابية هلا مكانة خاصة ومميزة.
ويقول أيضا:
()1
ُ ش َّرا ٌ"د اَل َ ي ْه َج ُعَ واَل يَطُ َّمان قالق مايروم الْ ُخطُو َط الخاينة
الذي يفهم يف هذا البيت أن الشاعر يريد أن يشبه الفتاة اليت ال يشتهي للراحة وال
يطمئن ،وأصل الكالم (الفتاة كالغزال الشراب ال يهجع وال يطمان)،فحذف املشبه (الفتاة
احملبوبة)،وصرح باملشبه به (غزال الشراد )على سبيل اإلستعارة التصرحيية ،فهذه الصورة اليت
إستقاها الشاعر من صميم بيئته ،نظرا أن حيوان الغزال يعيش يف الصحاري ،وهو حيوان يضرب
به املثل يف شدة مجاله وسرعته ،وعندما شبه الشاعر فتاته هبذا الوصف زاد من مجال الصورة
جبمال هذا احليوان املادي واملعنوي وهناك تكمن بالغة اإلستعارة كما قال فيها "اجلرجاين «فأنك"
لترى بها الجماد حيا وناطقا واألعجم فصيحا واألجسام الخرس مبنية والمعاني" الخفية بادية
وتجد التشبيهات" على الجملة غير معجبة مالم تكنها أن شئت أترك المعاني" اللطيفة التي هي
من خفايا العقل" كأنها قد جسمت ورأتها" العيون ،وأن شئت لطفت األوصاف الجسمانية حتى
()2
تعود روحانية ال تنالها إال الظنون .وهذه إشارات وتلميحات في بدائعها»،
الفصل الثاني :الصورة التشبيهية والصورة االستعارية
ومن املعروف أن الشاعر وليد بيئته ،فهو ينهل مما حوله ويوظفه يف شعره ألنه خبري مبكوناهتا
وقادر على أن يصف ويشبه ويستعري من صورها املادية وميزجها مع أحاسيسه ومشاعره ليولد منها
صورة شعرية ملموسة واضحة يف ذهن القارئ فالشاعر بن مسينة قد أهتم بعناصر الطبيعة املتنوعة
كاجلو بربيعه وشتائه ورياحه وأمطاره ،واألرض بأشجارها وحيواناهتا ،وصحرائها ،بطريقة يرمز هبا
عن أشياء أخرى تشغل باله وحتريه ،وقدرت الشاعر على خلق صور من الطبيعة وجعلها رموز
ملدلوالت آخر كل ذلك يدل على ذوق الشاعر وحسه املرهف وكذلك يكشف لنا عن ما يف
اعماقها من شوق وحنني حملبوبته
-1إبراهيم بن مسينة :الديوان ،ص.62
-2املصدر نفسه ،ص.81
وم اللَّْي ِل
َ ونُ ْس ِه ُرَ ك َما تَ ْس َه ُر نُ ُج ُ ِّي بِ َخ ْم ٍر
ظامي على طََّو َل ال ُْمد َّ
شبه الشاعر النجوم باإلنسان ،فحذف املشبه ،واشار له بأحد لوازمه وهو "تسهر
"،فاإلنسان هو الذي يسهر والذي يسهر هنا هو الشاعر وذلك بسبب بعد حمبوبته عنه فالشوق
واحلنني هلذه احملبوبة جعله يسهر الليايل ،وبقوله تسهر جنوم الليل فهو يعرب نفسه ليعرب عن حالته
الشعورية اليت وصل هلا واملعأناة النفسية اليت اصابته بسبب عشقه حملبوبته "مسعودة "،وجاءت هذه
اإلستعارة على سبيل اإلستعارة املكتبة ،ولقد كان هلذه الصورة دورا خام يف تقريب املعىن
وجتسيده وتشخيصه مما زاد يف براعة حبكما يف ذهن املتلقي.
ويقول الشاعر أيضا:
()1
الد َر َكَ حتَّأنُ ع َم ِر َّ
يَ هأني" لجإلىَّ َس َه َرأن يالحبابَ ع ْينِ َّيَ عا َش ٍة
شبه الشاعر يف هذا البيت عينه عاشة ،والعني هي عضو من اعضاء اإلنسان اخلاص بالرؤية
لألنسأن حيث جعل منها كاهنا جتري من دوام السهر الفتقاد عاشقته ،فحذف املشبه به واشار له
يا حدي لوازمه وهي لفظة علىة على سبيل اإلستعارة املكتبة ،فالشاعر هنا يتقن فن التاعي
باأللفاظ ،واخذ هذه الصورة ليشبهها حلالته الدائمة يف خرافية وتفقد حمبوبته ،وذلك بتحسني املعىن
وجتميله وهذا ما وجدناه يف قول جابر عصفور" :أن التعبير اإلستعاري" قد يقوم على درجة من
درجات التقصص الوجدأني ،تمتد فيه مشاعر الشاعر إلى كائنات الحياة حوله فيلتحم بها
ويتأملها كما لو كانت هي ذاته ،ويلغي الثنائية التقليدية بين الذات والموضوع».
الفصل الثاني :الصورة التشبيهية والصورة االستعارية
ويقول الشاعر أيضا:
()2
تِ م ْن دونِ ٍّي
وها للياشَ ولَّ ْ
َ ب َر ُم َ َع َار َك فِي اجيالَ س ْح َقةََ م ْكنُونِي
شبه الشاعر املكونات وهو القلب وكانه أنسأن أو كان حي جعل منه يسحق ،حذف
املشبه به ودل على الزمة من لوازمه سحقت على سبيل اإلستعارة املكنية ،فالشاعر هنا يتحدث
عن فتاة مجيلة أحبها وجعل من حبها يسحق مكنونه بعد أن اعرضت عن الرجوع له والرفض التام
حىت حملادثته ،وهذا ما زاد الصورة مجاال وتأثريا يف املتلقي.
خاتمة
وبعد حمأولة التأمل يف شعر الشاعر وجدنا العديد من الصور اليت جذبتنا وزادت يف رغبتنا
لكي نقوم بتحليلها و الكشف عن مجالياهتا وحمأوله الوصول إىل معناها ودالالهتا ألن الشعر الشعيب
هو التعبري االصدق نظرا ألنه يصدر تلقائيا دون تكلفه وبذلك يكون معربا امني عن احلاالت
املوصوفة من طرف الشعراء وهذا ما يزيد يف رغبة الدارسني أو املتأمل يف مصاحبيت هذه األشعار
لكي يستفيد ويتمتع يف الوقت نفسه وهذا هو اهلدف االمسى لألدب أنه يزأوج بني الفائدة واملتعة
ويف جأنب الفائدة نستفيد من معاين ودالالت هذه الصور يف حياتنا اليومية كاإلرشاد والنصح
والرتغيب يف اتباع احلق اما يف جأنب املتعة فهي جتعلنا نسبح يف اخليال اجملنح لنهرب من املنطق
الذي يفرض الواقع علىنا ونعيش مع الشاعر احلرية التامة
يف ختام هذه الدراسة ميكن استخالص النتائج املتوصل إليها واملتمثلة فيما يلي
-يعد الشاعر إبراهيم بن مسينة من أبرز شعراء الشعر اجلزائري من أكثر من ذلك فقد ذاع
صيته داخل الوطن وخارجه
-يعد الشاعر إبراهيم بن مسينة من بيئة صحرأوية االمر الذي يتجلى بوضوح يف شعره
-كانت حياة الشاعر حافلة وثرية فقد ترك لنا ديوأن شعري احتوى جل االغراض الشعرية
املعروفة
-ابتسمت لغة شعره باحلرية والشوق واحلسرة على من احبه وكذلك الثورة عن حبيبته من
اهلها وكذلك التأسف على من حوله ألهنم مل يشعر به ويساعدونه يف مصائبه
-عمق الصور ومجاليتها ال ميكن أن يعرف مبعزل عن نفسيه الشاعر وظروفه االجتماعية
بيئة وعإذات وتقاليد فقد إستطاع الشاعر إبراهيم بن مسينة أن يطور لغته الشعرية اذا عربت عما
خامتة
خيرتع يف نفسه وما يدور بداخله من أنفعاالت دقيقة فجعلها تعرب عن أحاسيسه ومعأناته الكبرية
لفقدأن اقرب الناس لديه مما جعله يتميز عن غريه من الشعراء
-الصورة الفنية عند إبراهيم بن مسيه هي جاءت تلقائيه اكثرها رسم هادف وليست جمرد
تشكالت وتالعب باأللفاظ أو الدالالت فقد امتازت بالصدق والشفافية
-تؤدي الصورة وظائف عديدة يف العمل األديب كتعبريها عن احلالة الشعورية والنفسية
لألديب والشاعر
-توظيف الشاعر التشبيه بغرض اشباع املتلقي من رذاذ التجربة الشعرية وحتقيق ما يصبو
إليه توظيف الشاعر للصورة اإلستعارية بنوعها املكنية والتصرحيية واعتمد اعتمإذا كبريا على
اإلستعارة املكنية املناسبة ألسلوب الشعري يستكمل بالغتها يف التشخيص والتجسيد يف املعنويات
وبس احلركة واحلياة والنطق يف اجلماد وتعتمد على الوضوح واالجياز والبيأن
-تشكالت الصورة الشعرية يف النقد احلديث كانت قليلة جدا يف الديوان و هذا مليل
الشاعر إىل البالغة القدمية ويرجع ذلك اما لثقافته الغري متفتحة على العامل أو لعدم خمالطته فئات
بشرية خمتلفة
المراجع
قــائــمة
المصادر والمراجع
المراجع
المراجع:
H
hemaz@hotmail.com.1
أ
.2إبراهيم امني الزرزموين :غواية الصورة الفنية واملفاهيم واملعامل قدميا وحديثا
.3إبراهيم بن مسينة :الديوان،
.4إبراهيم بن عبد الرمحأن الغنيم :الصورة يف الشعر العريب
.5إبراهيم رامي :الغموض يف الشعر العريب احلديث
.6إبراهيم حممد السياسي العوامر :الصروف يف تاريخ الصحراء ،حتقيق اجليالين بن إبراهيم العوامر،
دار النسر ثالة ،االبيار ،اجلزائر
.7ابن قتيبة
.8ابو عثمأن عمر بن حبر بن اجلاحظ :الصيوأن ،تح ،عبد السالم حممد هارون ،دار الكتاب العريب،
بريوت لبنأن
.9ايب هالل العسكري :الصناعيتني ،جند مفيد قميحة ،دار الكتب العلمية ،بريوت لبنأن
.10امحد زغب :ديوأن إبراهيم بن مسينة "من فحول الشعر الشفاهي بواد سوف دار مطبعة ،ركيت،
اجلزائر
.11أمحد قيطون :صورة الغزل يف الشعر اجلزائري عبد اهلل بن كريو واملختار بن صديق غنية ،جملة
الذاكرة جامعة ورقلة،
.12امحد كمال زكي :االساطري ،اهليئة املصرية العامة الكتاب
.13امحد مبارك اخلطيب :األنزياح الشعري عند املتنيب
المراجع
.14امحد مبارك اخليل :األنزياح الشعري عند املتنيب (قراءة يف الرتاث النقدي عند العرب) ،دار احلوار
للنشر والتوزيع ،ط ،1سوريا
ب
.15بلعيدي نبيلة :الداللة الصوتية يف القصيدة الثورية الشعبية ،قصيدة أول نوفمرب للشاعر واضح ثابت
اجلاليل جملة اللغة الوظيفية ،العدد السادس جامعة الشلف ،اجلزائر
ت
.16التلي بن شيخ :منطلقات التفكري يف األدب الشعيب اجلزائري ،املؤسسة الوطنية للكاتب ،اجلزائر.
ج
.17جابر عصفور :الصورة الغنية ،يف الرتاث النقدي والبالغي عند العرب ،املركز .الثقافة العريب
بريوت
ز
.18زكية خليفة مسعود :الصورة الفنية يف شعر ابن املعتز
س
.19سعاد ارفيس :موضوعة الطبيعة يف الشعر الشعيب ،شعراء بوسعادة أمنوذجا ،حوليات األدب
واللغات
.20سورة األنبياء ،االية 30
.21سي .دي ،لويس الصورة الشعرية :أمحد ناصيف اجلأنيب واخرون ،نقال عن إبراهيم امني
الزرزموين ،الصورة الفنية يف شعر على اجلارم ،منشورات وزارة الثقافة واالعالم ،بغداد.
ع
.22عبد القاهر اجلرجاين :دالئل االعجاز ،تح :حممود حممد شاكر ،مكتبة اخلارجي القارة
المراجع
.23عبد القاهر القط :االجتاه الوجدأين يف الشعر العريب املعاصر ،دار النهضة العربية للطباعة والنشر،
بريوت
.24على غريب حممد السمأوية :الصورة الشعر عند األعمى التحليلي
ق
.25قدامو بن جعفر نقد الشعر ،تح :كمال مصطفى ،مكتبة اخلارجي ،القاهرة
ك
.26كايزر فولفغاتغ :العمل الفين اللغوي (ندخل إىل علم األدب) ترمجة :ابو العيد دودو ،دار احلكمة،
ج1اجلزائر
م
.27حممد عنيمي هالل :النقط اجلاذبية احلديث ،هنضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
ن
.28ناصف خليفة :الصورة األدبية مصطفى ناصف ،الصور األدبية ،دار األندلس ،بريوت