Professional Documents
Culture Documents
تدخل اﻻحكام اﻷخﻼقية ضمن اهتمامات السيكولوجية المعرفية النمائية ،واذا كانت
دراسة بياجي لها دراسة أحاطت بها مجموعة من اﻻنتقادات فإن كوهلبرج قد استفاد
منها في المرحلة مابين ) ( 1984 -1981متأثرا بالمنظور البنيوي التكويني إذ تتبع
سيرورة نمو اﻷحكام اﻷخﻼقية من الطفولة حتى سن الرشد ،معتمدا في ذلك على
طرح معضﻼت أخﻼقية على مبحوثيه أي إشكاليات أخﻼقية تجسد مشكلة تواجه
شخصا ما ويطلب من المبحوث تحديد جواب للمشكل المطروح أو المعضلة .
قام كوهلبرج بتطبيق اختبار الحكم اﻷخﻼقي ومن خصائصه انه يتكون من سلسلة
من اﻷحداث وكل حدث يشكل معضلة أو مشكلة تتطلب الحل .استأثرت اﻻحكام
اﻷخﻼقية باهتمام الباحثين لكونها تلك السيرورة المعرفية اﻻجتماعية التي يتعلم
بموجبها الفرد التوافق مع الثقافة التي ترعرع داخلها وبفضلها يتأتى اندماج الفرد
وتكيفه وتعايشه مع المجتمع الذي ينتمي اليه.و تعتبر أعمال كوهلبرج مرجعية
أساسية في دراسة اﻷحكام اﻷخﻼقية .
ومن بين المعضﻼت التي طرحها كوهلبرمشكلة السيد هانز:
جامعة ابن طفيل
كلية العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
مسلك علم النفس
القنيطرة
ساقته نتائج دراسته الى التوصل إلى تحديد مراحل و بدراسته للمعضﻼت
تكوينية ثﻼثية المستويات.
مراحل نمو اﻻحكام اﻻخﻼقية
بناء على إجابات مبحوثيه حدد كوهلبرغ ثﻼث مستويات لنمو اﻷحكام كل مستوى
يتضمن طورين:
المستوى اﻻول القبل اتفاقي )من 4الى10س(
يتم الحكم على اﻷفعال تبعا ﻻنعكاساتها التطبيقية وليس تبعا للقيم المجردة )الطاعة
من اجل تجنب العقاب(
الطور اﻷول:
الحكم على الفعل باعتباره صالحا او طالحا يظل رهينا بالجزاء اوالعقاب
الطور الثاني:
جامعة ابن طفيل
كلية العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
مسلك علم النفس
القنيطرة
يشرع الطفل في اخذ بعين اﻻعتبار منظور اﻵخرين لكن بشكل براغماتي نفعي
المستوى الثاني :الحكم اﻷخﻼقي اﻻتفاقي) 13-10سنة(
يتميز هذا المستوى بتمثل الفرد لقيم وانتظارات المجموعة اﻻجتماعية التي ينتمي
اليها ،ويدرك انه من الطبيعي ومن اﻷخﻼقي التوافق مع انتظارات المجموعة
واحترام النظام أﻻتفاقي.
الطور الثالث:
الحكم يقوم على موافقة اﻵخرين )إرضاء انتظارات الوسط( :يسعى المراهق ﻻن
يكون في نظر اﻵخرين شخصا مثاليا.
الطور الرابع:
ما يهم الفرد هو الحفاظ على النظام اﻻجتماعي فاﻻتفاق ليس فقط تجاه المجموعة
اﻻجتماعية بل تجاه المجتمع ككل بحيث يصبح القانون هو المرجعية اﻷخﻼقية.
المستوى الثالث البعد اتفاقي )من 13سنة فما فوق(
المستوى اﻷخﻼقي الحقيقي المستقل بحيث ان الفرد يحكم على سلوك ما انطﻼقا من
مميزاته واعتمادا على مستوى عال من المنطق.فليست القوانين هي المرجعيات
اﻷخﻼقية الوحيدة بل المبادئ والقواعد اﻻجتماعية.
الطور الخامس
القواعد اﻷخﻼقية تنبع من اتفاق عناصر المجموعة اﻻجتماعية والفرد يحترم القاعدة
ﻷنها تعبر عن عقد اجتماعي لكن الفرد يعي جيدا نسبية القوانين وإمكانية تغييرها
ﻷنها تختلف من دولة ﻷخرى.
الطور السادس
جامعة ابن طفيل
كلية العلوم اﻹنسانية واﻻجتماعية
مسلك علم النفس
القنيطرة
تكوين مبادئ كونية أخﻼقية من قبيل الحق في الحياة ،فالفرد يوجه أخﻼقه تبعا
للمبادئ اﻷخﻼقية العامة والكونية.
توصل كوهلبرغ عند دراسته لﻸحكام اﻷخﻼقية أن :
-اﻷطفال يتجهون نحو ذواتهم ومصالحهم الخاصة
-المراهقون يتجهون نحو المجموعة
-الراشدون يتجهون نحو العدالة
البعد الثقافي في نظرية كوهلبرغ
حسب كوهلبرغ اﻷحكام اﻷخﻼقية مظهر اجتماعي وقد درس حكم العدالة داخل
سياقات اجتماعية ثقافية مختلفة)ماليزيا’تركيا’الطايﻼند’اسرائيل (...وتوصل الى ان
اﻻحكام اﻻخﻼقية موجودة في كل الثقافات لكن مراحل بلوغها تختلف من مجتمع
ﻵخر .وأن السياق الثقافي يؤثر فقط على وثيرة نموها .ونموها ﻻيتوقف عند سن
المراهقة بل يمتد الى سن الرشد.
انتقادات
دراسة كوهلبرج لﻸحكام اﻷخﻼقية هي دراسة لها نقط قوتها ونقط ضعفها فمن
أبرزمواطن قوتها كونها :
-دراسة تكوينية طالت الطفولة والمراهقة والشباب .
-أخذت بعين اﻻعتبار البعد الثقافي كمتغير من شأنه التأثير على وثيرة نموها
.وبالتالي فإن مراحل نموها ليست قطعية أي انها نسبية .
وقد تخللتها بعض الهفوات:
-تغيبها للجوانب العاطفية
-لم تفسر العﻼقة بين الحكم اﻷخﻼقي والسلوك اﻷخﻼقي
-العينة المدروسة لم تراعي متغير النوع فاقتصرت على فئة الذكور فقط .