Professional Documents
Culture Documents
[شريط مفرغ]
للشيخ صالح آل الشيخ 2
بسم اهلل الرحمن الرحيم
...كما هو معل وم ف إن ه دي األنبي اء عليهم الس الم وه دي الص حابة واخللف اء
الراشدين ومن شاهبهم ومن سلك سبيلهم يف العلم والعمل ،هذا اهلدي يشتمل على
حض اهلل
العلم والعمل والعب ادة ،ويش تمل أيضا على طريقة التفكري يف األم ور ،وهلذا ّ
جل وعال يف الق رآن أهل اإلميان على التفكر والت دبر يف امللك وت وفيما ح وهلم ويف
النفس ،واختتمت كثري من اآلي ات ب أن فيها آية أو آي ات لق وم يتفك رون ،ولق وم
يعقلون.
فالعقل والفكر مهم ج دا ،بل إن حجج اهلل جل وعال وإن بيّناته واآلي ات
وال رباهني اليت أوتيها األنبي اء عليهم الس الم ما ثبتت إال مبا أَعمل به أهل العق ول
عقوهلم؛ فعرفوا أهنا آية وبره ان من اهلل جل وعال ،كما قال أبو بكر الص ديق َر ِض َي
ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم ومعراجه إىل الس ماء مث
اهللُ عْن هُ حينما قيل له يف إس راء النيب َ
رجوعه يف ليلة فقيل :كيف تص ّدق ذلك؟ قال :إين ألصدقه فيما هو أبعد من ذلك،
يأتيه ال وحي من الس ماء وحنن عن ده .وه ذا ألجل ص حة املنهج يف التفكري والنظر يف
الأمور؛ ألنه إذا صح املنهج فإ ّن الشبهات تويّل وال تأيت..
وكما هو معل وم فإنه ما من ش يء يف احلي اة الي وم إال وله منهج به تُعلم الطريقة
الص حيحة يف الوص ول به إىل النت ائج ،س واءٌ أك ان يف املس ائل العلمية أو املس ائل
العملية.
فنق ول مثال منهج االعتق اد ك ذا ،املنهج يف العقي دة؛ مبا تثبت العقي دة ،وكيف
نعلمها ،وكيف نتلقى النصوص ،وكيف نفهم ذلك.
املنهج يف الفقه ،جعل له العلماء أصول الفقه.
املنهج يف احلديث ،جعل العلماء له مصطلح احلديث.
املنهج يف السرية جعل له العلماء أصول السرية.
3
للشيخ صالح آل الشيخ
يف التاريخ جعلوا مصطلح التأريخ.
ويف اللغة العربية جعلوا النحو.
ويف البيان واملعاين جعلوا البالغة.
وهكذا يف التفسري جعلوا علوم القرآن .وهكذا يف أمور كثرية.
كذلك يف السلوك والتعبد هناك منهج وطريقة رمسها السلف حىت يتبنّي احلق من
ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم ،وس ألوا
الباطل يف مس ائل السلوك ،وملا أتى ثالثة نفر إىل النيب َ
عن عبادته فأخربوا هبا فكأهنم تقالّوها ،فقال :أحدهم أما أنا فأصلي وال أنام .وقال:
ص لَّى
اآلخر فال أصوم وال أفطر .وقال الثالث :أما أنا فال أتزوج النساء .ف أُخرب النيب َ
اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم ف بني هلم اهلدي والطريقة ومنهج التفكري يف ه ذه األم ور هو منهج
العمل فق ال «أما أنا ف إني أص لي وأن ام ،وأص وم وأفط ر ،وأت زوج النس اء ،فمن
رغب عن سنتي فليس مني».
ف املنهج يف العلم واملنهج يف العمل مهم ج دا لس لوك الص راط املس تقيم ،وفائ دة
هذا املنهج أن املنهج يعصم من أن يكون للمرء املسلم يف كل يوم طريقة وحكم على
األش ياء ،ف إذا ك ان املنهج مس تقيما والتفكري ص حيحا وفق الش رع ووفق الكت اب
والس نة وه دي الس لف وما نص عليه األئمة من أهل العلم ال ذين ش هدت األمة هلم
باإلمامة فإنه يُعصم املرء من اخلطأ.
عرف أهل العلم أصول الفقه وأصول احلديث وأصول التفسري والنحو فإذا كان ّ
وهك ذا ب أن جممل ه ذه األم ور اليت هي أم ور املنهج واألص ول أهنا قواعد ق وانني
وضوابط تعصم من اخلطأ يف العلم.
فك ذلك األم ور اليت تقع يف األمة وما حيصل يف احلي اة اليومية كيف يتعامل
املسلم مع هذا الواقع ،هذا يف احلقيقة حيتاج إىل منهج وإىل طريقة ،لذلك عنوان هذه
احملاضرة أُختري بأن يكون:
للشيخ صالح آل الشيخ 4
منهج التفكير في الواقع
أو
كيف يفكر المسلم في الواقع
وه ذه هي املعض لة الي وم ،فنجد أن كث ريين من املس لمني ل ديهم نظر يف الواق ع؛
إما يف الواقع السياس ي ،أو يف الواقع العلمي ،أو يف الكالم على ال دول ،أو يف الكالم
على العلم اء أو يف الكالم على ال دعوات أو احلرك ات اإلس المية أو على الش باب أو
على الكب ار أو على املؤسس ات اخلريي ة ،أو يف الكالم على طريقة النج اة يف األم ة،
وكيف خترج األمة من ه ذا املأزق ال ذي تعيش ه ،وكيف وكيف وكيف يف أش ياء
كثرية.
لكن جند أن كث ريين هلم يف كل ح ال موق ف ،وهلم يف كل قض ية رأي ،وه ذا
خالف األص ول ،األص ول الش رعية تقضي ب أن يك ون املنهج مس ت ًقى يف التفكري من
الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصاحل ومستقى من املنهج العام الذي سلكه
ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم «إنه من يعش
علم اء األمة وحكماؤه ا؛ ألنه كما ق ال النيب َ
منكم فسيرى اختالفا كثيرا فعليكم بالسنة وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من
بعدي» ،وقال «وتمسكوا بعهد ابن أم عبد» وحنو ذلك.
فإذن ه ذه األمة حباجة إىل منهج يف التفكري يف الواق ع ،مهما تغري الواق ع ،ومهما
تغريت األحوال ،قبل مائة سنة ،قبل مخسمائة سنة ،قبل ألف سنة ،واليوم وغدا ،البد
منهج يف التفكري.
من صناعة ٍ
ه ذه احملاض رة ال أدعي أين سأضع كل مع امل ه ذا املنهج؛ ألن ه ذا حيت اج إىل
تأص يل ه ذا العلم وتدوين ه ،وإىل أن ين ربي له اجملموعة الكب رية من العلم اء وال دعاة
مؤص ال ل دينا يف تعليمنا ويف جامعاتنا
وطلبة العلم وأهل احلكمة والعق ل ،حىت يك ون َّ
ويف التعليم الع ام ويف منهج دعاتنا ويف املس اجد ول دى الش باب ول دى الن اس إىل
5
للشيخ صالح آل الشيخ
آخ ره ،حىت يك ون املنهج مؤصال لطريقة يف التفكري س ليمة لكي يك ون املرء على
سالمة يف دينه.
ولذلك أهم ما يهتم به الواحد منا كيف ينجو؟
ليس العجب ممن هلك كيف هل ك؛ ولكن العجب -كما ق ال الس لف -ممن
جنا كيف جنا.
ملا استعرض بعض علماء السلف سبل اهلالك وسبل الغواية ،قال :ليس ممن هلك
كيف هلك؛ ألن سبل الشيطان كثرية ،كثرية جدا ،ولكن العجب ممن جنا كيف جنا.
ومعالم النجاة أولها وأعظمها توفيق اهلل جل وعال وإعانته وتسديده ،هذا هو
العص مة ،مث أن ي أيت املرء باألس باب ،ومنها مالزمة الطريقة املثلى؛ طريقة الس لف
ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم هلم بالس المة فيما هم علي ه ،وأهنم خري ه ذه
ال ذين ش هد النيب َ
األمة «خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» ،فإذن حنن حباجة إىل هذا
املنهج؛ ولكن هذه احملاضرة لبيان بعض املعامل املتعلقة هبذا املنهج.
وهي حتت اج إىل مزيد بسط وحترير وتفص يل ودراسة مين ومن املختصني يف
ذلك حىت يُوضع منهج للتفكري والنظر يف األمة يف هذه األحوال والوقائع وما شاهبها.
ما فائدة وضع المنهج؟
أوال املقص ود الس المة والنج اة وأن نزدلف إىل اجلنة ونبتعد من الن ار ﴿فَ َمن
ْجنَّةَ َف َق ْد فَ َاز﴾[آل عمران ،]185:احلاجة للمنهج حىت نزدلف إىل ِ
ِح َع ِن النَّا ِر َوأُ ْدخ َل ال َ
ُز ْحز َ
مرضاة اهلل جل وعال.
ثانيا احلاجة للمنهج يف أن يك ون موقف املس لم غري مبين على ه وى ،غري مبين
على تأثريات عاطفية وتأثريات غري شرعية ،وإمنا هلم يف كل يوم رأي وموقف ونظر.
للشيخ صالح آل الشيخ 6
الث الث أن يك ون هن اك وح دة يف املواقف وال رأي والنظر يف األم ور ،ف إذا ك ان
هن اك تغري يف املواقف مع كل ش يء جديد ومع كل ح دث ،ف إن ه ذا يعين أنه ليس
ل دينا طريقة مس تقاة من ال دين نثبت عليه ا ،والثب ات من مع امل النج اة ،الثب ات على
النّهج الصحيح هذا من معامل النجاة ،أما الذي له كل يوم منهج وله كل يوم طريقة
ويتقلب من األمور ومع األحوال كيفما تقلّبت ،فإنه حينئذ ال يرجع إىل ركن وثيق،
ول ذلك أهل العلم من مساهتم أهنم جلؤوا ب العلم إىل ركن وثيق ف إهنم مهما تغ ريت
األمور فلديهم الركن الوثيق الذي يرجعون إليه.
من فوائد وج ود المنهج أن يك ون هن اك تق ييم لألم ور س ليم ،الن اس دائما
يقيّمون األمور :هذا جيد ،هذا غري جيد ،هذا باطل ،هذا خبيث ،هذا طيّب ،فكل
ي وم هلم كالم ،وهلم طريق ة ،وكل أحد يعتقد أن ما ي أيت به هو الص واب ،فوج ود
يقرب اآلراء ،ويكون هناك تقييم لألمور صحيح.املنهج ّ
أيضا وج ود المنهج يعصم من التص ورات اخلاطئة يف األم ور ،حىت ال يك ون
هناك زلل يف أن ينسب للشريعة ما ال ليس منها ،ولذلك جند اليوم الكثري يقول هذا
هو اإلسالم ،اإلسالم يقول كذا ،اإلسالم يدعو إىل كذا ،وهناك أقوال كثرية خمتلفة،
فهل هذا هو اإلسالم ،وهذا هو اإلسالم ،وهذا هو اإلسالم؟
فالبد إذن من طريقة يف التفكري تعصم املرء يف مثل هذه األوضاع املتغرية.
أيضا من فوائد وج ود المنهج التفريق بني احلقيقة والباط ل ،وبني احلقيقة
وضدها ،ألن هدف املسلم ما هو؟ احلق ،هدفنا دائما هو احلق ،وأن ندعوا إىل احلق
ونستمسك ب احلق ،كيف يع رف ذل ك؟ له أس اليبه ،ومنها أن يك ون منهج التفكري
صوابا صحيحا.
7
للشيخ صالح آل الشيخ
إذا كان املنهج املقصود منه التفكري الصحيح ،فإن املعامل اليت جتعل هذا التفكري
صحيحا متمثلة يف عدة أمور:
األمر األول هو الحذر من الفتن ،فإن الفتنة يف القول أو يف العمل ،هذه جيب
ِ
ص لَّى اهللُ َعلَْي ه َو َس لَّ َم ّ
صح أن حنذرها سواء على أنفسنا أو يف جمتمعنا ،ولذلك النيب َ
عنه كما يف البخ اري أنه ق ال «ما أنت مح دث قوما ح ديثا ال تبلغه عق ولهم إال
كان لبعضهم فتنة» والفتنة مأمور أن نبتعد عنها وعن أسباهبا.
فإذن من املؤثرات أن يكون من منهجنا أن نبتعد عن الفنت ونسعى يف السالمة،
فكل شيء يؤدي إىل فتنة واختالف يف القول والعمل وحدوث فتنة يف املسلمني فهذا
من األساسيات أن نبتعد عنه حىت نصل إىل التفكري الصحيح.
أما إذا أتى أحد وق ال :ال يهم ين ،املهم أين أصل إىل األمر س واء ح دث فتنة أو
ما حدث فتنة ،الصحابة تقاتلوا وحصل ذبح وحصل قتال وحنو ذلك.
فهنا ب دأ اهلز يف التفك ري ،وحينئذ ال تس تغرب أن يك ون بع دها نت ائج عن ده يف
التفكري أخرى.
ف إذن الوقاية من الفنت ه ذا منهج ،ول ذلك ك ان من مسة الص حابة ،حىت ملا وقع
االختالف أهنم ح ّذروا وابتعدوا عن الفنت وما يؤدي إليها.
ص لَّى اهللُ
األمر الث اني أن نحسن الظن باهلل جل وعال وأن نتف اءل ف إن النيب َ
َعلَْي ِه َو َس لَّ َم صح عنه أنه ق ال «ال يمت أح دكم إال وهو يحسن الظن بربه تع الى»
صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم كان حيب الفأل.
والتفاؤل النيب َ
للشيخ صالح آل الشيخ 8
فإذن هناك معلم من معامل الوصول إىل التفكري الصحيح ،أن ال تنظر إىل األمور
بي أس ،بقن وت ،بنظ رة -كما يقول ون -س لبية س وداوية ،إمنا تنظر بتف اؤل؛ ألن النيب
صلَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم قال «إن هذا الدين بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى
َ
للغرب اء» ق ال العلم اء :معىن قوله (ب دأ غريبا وس يعود غريبا) أنه كما أنه يف أول
البعثة يف أول الرس الة ب دأ غريبا مث ق وي وانتش ر ،فك ذلك س يعود غريبا مث يق وى
وينتشر ،وهذا يعطيك الفأل وحسن الظن ،وهذا مصداقه يف قول اهلل جل وعال ﴿ ُه َو
ْح ِّق لِيُظْ ِه َرهُ َعلَى ال دِّي ِن ُكلِّ ِه َو َك َفى بِاللَّ ِه َش ِهي ًدا﴾[الفتح: ِ ِ
الَّذي أ َْر َس َل َر ُس ولَهُ بِال ُْه َدى َودي ِن ال َ
،]28من الذي شهد هبذه الشهادة؟ اهلل جل وعال.
ف إذن يك ون من مع امل تفك ريك فيما أنت فيه ويف املس تقبل أنك تك ون متف ائال
حمس نا الظن باهلل جل وعال كما وعد اهلل جل وعال أنه سينشر ه ذا ال دين ،وقد صح ّ
والس الَ ُم أنه قال «ال تقوم الساعة حتى ال يكون بيت من مدر وال وبر الص الَةُ َّ ِ
عنه َعلَْي ه َّ
إال أدخله اهلل في هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ،عزا يعز اهلل به اإلسالم وأهله» ،وهذا
يعطينا انش راح الص در والتف اؤل ،فحينئذ يك ون التعامل يف احلي اة ال دنيا والعمل
ط ِمن وال دعوة واملواقف مبنية على الف أل ال على القن وت وال على الي أس ﴿ َو َمن َي ْقنَ ُ
َّر ْح َم ِة َربِِّه إِالَّ الضَّآلُّو َن﴾[احلجر.]56:
ف إذن من مع امل الض الل والبعد االهت داء للطريق الص حيح أن يك ون هن اك ي أس
ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه وقن وط؛ بل ال بد أن نك ون كما أمر اهلل جل وعال وكما ق ال النيب َ
َو َس لَّ َم أن نك ون متف ائلني ،حنسن الظن باهلل جل وعال ،ونعلم أن وعد اهلل ح ق،
وحينئذ تكون موقفنا وتفكرياتنا فيها اإلجيابية وفيها العمل للمستقبل بالعمل الصحيح
املؤثر.
من مع الم التفك ير الص حيح أ ّن املس لمني فيهم حس نات وفيهم س يئات ،س واء
خاص ة ،سواء أكانوا والة أم علماء أم طلبة علم أم دعاة أم من عامة
أكانوا عامة أم ّ
9
للشيخ صالح آل الشيخ
كل فيه حسنة وفيه سيئة ،البد من موجود هذا وهذا ،فهل أحد يسلم من املسلمنيّ ،
السيئات؟ ال ،وهل هناك مسلم ال يكون عنده حسنات؟ ليس كذلك.
ص لَّى اهللُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم «من ق ال
ف إذن من منهجنا يف التفكري أن منتثل ق ول النيب َ
أفس ُدهم»( ،من ق ال فسد الن اس) أفس َدهم» ويف ض بط «فهو َ فسد الن اس فهو َ
ه ؤالء الن اس س يئني ال يهمون ك ،يق ول هو ال ذي أفس َدهم ملاذا؟ ألنه مبين على
القاعدة اليت سأذكرها لك.
إذن إذا ك ان هن اك وجود للحس نات وجود للس يئات ،كيف نفك ر؟ نفكر ب أن
احلسنات ننشرها ونضخمها؛ ألن الناس يقتدون ويتأثرون بذلك ،والسيئات نكتمها
وال نظهرها.
اآلن من مسة الن اس أو من مسة بعض الن اس أهنم إذا مسعوا ب أي خرب س يء إما
معص ية أو قص ور مقصر أخ ذوا يتح دثون ب ه ،ه ذا له أثر س ليب كبري ج دا حىت على
الطاع ة؛ ألن ه ذا ي ؤدي إىل أن الن اس يتس اهلون يف املعص ية ،ويقل عن دهم الرغبة يف
()1
اخلري ،ويتصورون أن الشر كثري ،وهذا ليس بصحيح.
فإذا مثال جاء أحد وقال :واهلل انتشر الفساد وصار فيه كذا وكذا .وجاء النظر
فيه وفق التق ييم الص حيح وج دت أنه ال يتع دى مخس يف املائ ة ،عشر يف املائ ة ،مخسة
عشر يف املائة ،يف جمتمعنا مثال ،لكن هل هذا صار هو الغالب؟ ال.
لكن إذا ك ان املنهج غري ص حيح ،فإنه حينئذ تنظر الس لبيات ،وتض خم
ضعف ،وبالتايل يكثر الفساد شيئا فشيئا. وللحسنات فتُ ْ
والواجب أن يكون منهجنا يف التفكري قائما على إبراز احلسنات ،وعلى ِذكرها،
وأن حنذر من فسد الناس ،أو األمور صارت فاسدة ،أو البالء يف كذا ،العلماء فيهم،