You are on page 1of 2

‫بنيت مدينة الدار البيضاء على أنقاض مدينة عريقة تسمى آنفا ‪.

‬كما لعبت دورا هاما في تاريخ المغرب عند نهاية القرن السابع وبداية‬
‫القرن الثامن ميالدي ‪.‬ويعود ازدهار هذه المدينة إلى المناطق الزراعية المحيطة بها ‪.‬كما أن آنفا كانت أيضا ميناء قديما للصيد‬
‫‪.‬البحري‬
‫بعد تدميرها من طرف البرتغاليين في القرن الخامس عشر الميالدي وبداية القرن السادس عشر لم تتم إعادة بنائها اال في القرن‬
‫الثامن عشر على يد السلطان سيدي محمد بن عبد للا )‪(1790-1757‬الذي سيطلق عليها اسم الدار البيضاء ‪.‬وفي أواسط القرن‬
‫التاسع عشر‪ ،‬لم يكن عدد سكان الدار البيضاء يتجاوز األلف نسمة ‪.‬شيئا فشيئا ارتبطت المدينة بالعالم بفضل مينائها وقد أثارت في‬
‫البداية اهتمام األوروبيين الراغبين في التجارة ‪.‬وهكذا تمكنت من فرض نفسها كمحطة أوروبية لشمال إفريقيا وأصبحت أول ميناء‬
‫للتصدير بالمغرب‬
‫في سنة ‪ ،1862‬تم ربط الدار البيضاء بخط بحري قار مع مدينة مارسيليا الفرنسية وقد شكل ميناء الدار البيضاء الذي تم تشييده سنة‬
‫أول أكبر ميناء حديث بالمملكة المغربية‪ ،‬إذ ساهم في ازدهار النشاط االقتصادي للمدينة وجهتها واستقطب عددا كبيرا من ‪1912‬‬
‫المستثمرين والعمال‬
‫تعتبر الدار البيضاء مدينة المقاومة والنضال ‪.‬ونشأت المقاومة ضد الحماية الفرنسية بالدار البيضاء فكانت من صنع جميع‬
‫البيضاويين ‪.‬حيث أن كثيرا من المقاومين ضحوا في هذه المدينة بحياتهم ‪.‬وخالل نفي السلطان محمد الخامس(‪) 1953-1955‬من‬
‫طرف السلطات الفرنسية‪ ،‬قامت المقاومة البيضاوية ‪.‬وبعد عودته من المنفى خرجت النساء من بيوتهن الستقبال العاهل المفدى ‪.‬ولقد‬
‫عانى سكان الدار البيضاء من الحماية ومن عملية تورش ومن رد الفعل األلماني الذي أعقب ذلك‪ ،‬بحيث نزح العديد منهم الى‬
‫ضواحي المدينة ‪.‬ويمكن القول بأن المقاومة وانتفاضة البيضاويين ضد نفي محمد الخامس والمظاهرات االحتجاجية لسنتي ‪1965‬‬
‫و‪ 1981‬كلها أحداث ساهمت في تعزيز التضامن بين الساكنة من خالل ارتباطها القوي بالملكية والوطن والمدينة‬
‫وتمت استعادة هذه الروح الوطنية إبان المسيرة الخضراء)‪ ،(1975‬هذه المسيرة السلمية والملحمة التي ألهمها الملك الحسن الثاني‬
‫لتحرير الصحراء من االحتالل االسباني ‪.‬وقد شاركت الدار البيضاء بأكبر بعثة قوامها ‪ 35000‬متطوع ومتطوعة‬

‫المسيرة الخضراء‬
‫تعد المسيرة الخضراء إحدى المسيرات الشعبية التي تم الترويج لها على نحو جيد والتي حظيت بأهمية بالغة ‪.‬ففي الخامس من‬
‫نوفمبر عام ‪ ،1975‬تج ّمع حوالي ‪ 350.000‬من المغاربة في مدينة طرفاية الواقعة جنوب المغرب منتظرين إشارة بدء المسيرة‬
‫من الملك حسن الثاني لعبور الصحراء المغربية ‪.‬وقد لوح المتظاهرون باألعالم المغربية والفتات تدعو إلى عودة الصحراء‬
‫‪.‬المغربية‪ ،‬وصور لملك المغرب وبالقرآن الكريم كما اتُخذ اللون األخضر لوصف هذه المسيرة كرمز للسالم‬
‫بحلول ‪ 14‬نوفمبر ‪1975‬؛ وقّع المغرب وإسبانيا وموريتانيا اتفاقية استعاد المغرب بمقتضاها أقاليمهُ الجنوبية‪ ،‬وهي االتفاقية التي‬
‫أقرتها الجمعية العامة لألمم المتحدة وصادقت عليها ‪-‬الجماعة‪ -‬التي أكدت في اجتماعها بالعيون يوم ‪ 26‬فبراير ‪ 1976‬مغربية‬
‫الصحراء ‪.‬وبذلك تم وضع حد نهائي للوجود األسباني بالمنطقة وتم احترام موقف سكانها المعبر عنه من طرف الهيئة الصحراوية‬
‫‪.‬الوحيدة ذات طابع التمثيلي الحقيقي‬
‫وقد تمت المفاوضات طبقا للفصل ‪ 33‬من ميثاق األمم المتحدة وقرارات مجلس األمن الذي عقد عدة جلسات بطلب من إسبانيا بعد‬
‫اإلعالن عن المسيرة الخضراء ‪.‬ودعا مجلس األمن في قراراته األطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس واالعتدال وتجنب كل‬
‫عمل من جانب واحد من شأنه تصعيد التوتر ‪.‬وأشار المجلس في قرار صدر في ‪ 6‬نونبر ‪ 1975‬إلى ضرورة التعاون مع األمين‬
‫العام للتوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه ‪.‬وقد أثبت هذا المسلسل أن المغرب كان ملتزما تمام االلتزام بالشرعية الدولية في‬
‫استكمال وحدته الترابية ‪.‬بعد أربعة أيام على انطالق المسيرة الخضراء بدأت اتصاالت دبلوماسية مكثفة بين المغرب و إسبانيا‬
‫للوصول إلى حل يضمن للمغرب حقوقه على أقاليمه الصحراء‬

You might also like