You are on page 1of 11

‫سـر عظيم‬

‫س ُيغري حياتك‬
‫بقلم‬
‫عبد اهلل بن أمحد احلويل‬
‫سر عظيم س ُيغري حياتك‬
‫‪3‬‬

‫سر عظيم سيغري حياتك!!‪ ‬‬

‫إلي من الكتب‪ :‬السير والتراجم وجـُعلت قر ُة عيني يف (كتب‬


‫ّب ّ‬‫‪* ‬حــُبـ َ‬
‫أخبار الصالحين) من سلف هذه األمة‪.‬‬

‫***‬
‫ِ‬
‫تسامق مراتب القوم يف العبادة‪،‬‬ ‫أعجب ‪ -‬وال ينقضي عجبي ‪ -‬من‬
‫ُ‬ ‫*فكنت‬
‫ُ‬
‫وتسامي درجاتهم يف اإليمان‪ ،‬وغرائب أحوالهم يف الزهد‪ ،‬ثم ال ُ‬
‫ألبث إال أن‬
‫نحن من هؤالء!!‬
‫أردد كما كان إما ُم أهل السنة أحمد بن حنبل يردد‪ :‬أين ُ‬

‫***‬
‫أبحث جاهد ًا عن (مكنون) دواخلهم‪ ،‬و(مصون) طواياهم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫*وطفقت‬
‫ُ‬
‫و(مكتوم) ضمائرهم‪.‬‬

‫***‬
‫سر عظيم س ُيغري حياتك‬
‫‪4‬‬

‫(خزائن صدورهم) فأوصلهم‪  ‬لهذه‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫*أفتش عن (السر) الذي حوته‬
‫قلوب هؤالء العظماء‬
‫ُ‬ ‫تصلح بما (صلحت) به‬‫ُ‬ ‫المقامات الرفيعة ّ‬
‫لعل (قلوبنا)‬
‫ِ‬
‫األحوال اإليمانية السامقة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫فنصل لبعض ما وصلوا إليه من‬

‫***‬
‫مر بي كال ُم بكر بن عبد اهلل المزين عن صدِّ يق هذه األمة ‪:‬‬
‫‪* ‬ثم ّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫(واهلل ماسبقهم أبو بكر بكثرة صالة وال صيا ٍم ولكن بشيء َ‬
‫وقر يف قلبه)!!‬

‫َ‬
‫فـ(فاق) به‬ ‫وقر يف قلبه ‪‬‬ ‫ِ‬
‫فزاد شغفي لمعرفة هذا (الشيء) الذي َ‬
‫األمة‪.‬‬

‫***‬
‫قرأت يف سيرة اإلمام مالك فاستوقفتني مقول ٌة لإلما ِم ابن المبارك‬
‫ُ‬ ‫‪* ‬ثم‬
‫مارأيت رجالً ارتفع مثل مالك بن أنس ليس له كثير صالة وال صيام‬
‫ُ‬ ‫‪:‬‬
‫إال أن تكون له (سريرة)!!‬

‫***‬
‫* ولما سئل ‪ ‬عن إبراهيم بن أدهم فقال‪ :‬له فضل يف نفسه‪ ،‬صاحب‬
‫(سرائر)!!‬

‫***‬
‫سر عظيم س ُيغري حياتك‬
‫‪5‬‬

‫فزاد حرصي على استبثاث (سر) القوم والسعي يف استكشاف (مكنونهم)‬


‫يمور يف (مجتن ) فؤادي وبينما أنا على هذا‬
‫ُ‬ ‫(الهاجس)‬
‫ُ‬ ‫‪ * ‬وبقي هذا‬
‫وطفحت ألجله‬
‫ْ‬ ‫الحال إذ بي أقرأ حديثًا نبويًا كريمًا طار به قلبي فرحًا‬
‫روحي سرور ًا أظهر لي ماكان خافيًا‪ ،‬وأذاع لي ماكان كاتمًا‪ ،‬وأبان لي ماكان‬
‫مبهمًا‬

‫سيغي حياتك؟؟‬
‫هل أنت مستع ٌد ملعرفة (السر) الذي رّ‬
‫‪ُ * ‬‬
‫يقول النبي ‪« :‬صلح أول هذه األمة بالزهد و(اليقين)‪،‬‬
‫ويهلك آخرها بالبخل واألمل»(((‪.‬‬

‫***‬
‫(السر)‬
‫ُ‬ ‫وقر يف قلب أبي بكر وما‬
‫أدركت اآلن ما (الشيء) الذي َ‬
‫َ‬ ‫‪ * ‬هل‬
‫الذي ارتفع به أمثال مالك وإبراهيم بن أدهم والحسن البصري وأحمد بن‬
‫حنبل؟؟‬
‫إنه (اليق ُ‬
‫ني) يا سادة‬

‫العالم الرباين طبيب القلوب ابن القيم ‪:‬‬


‫ُ‬ ‫* اليقين الذي قول عنه‬
‫(اليقين من اإليمان بمنزلة الروح من الجسد‪ ،‬وفيه تفاضل العارفون‪ ،‬وفيه‬
‫تنافس المتنافسون‪ ،‬وإليه شمـّر العاملون)‪.‬‬

‫(( ( رواه الطرباين وأحمد يف الزهد وصححه األلباين‪.‬‬


‫سر عظيم س ُيغري حياتك‬
‫‪6‬‬

‫(الصبر نصف اإليمان‪،‬‬


‫ُ‬ ‫* اليقين الذي يقول عنه ابن مسعود ‪:‬‬
‫واليقين اإليمان كله)‪.‬‬
‫ُ‬

‫***‬
‫خلت من‬
‫ْ‬ ‫* يا ضيع َة األعمار يف (أعمال كثيرة) أجهدنا فيها جوارحنا‬
‫ِ‬
‫أعمال القلوب‪،‬‬ ‫(روح )‬
‫ُ‬ ‫اليقين هو‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫فقل نفعها‪ ،‬وضعف أثرها‪ّ ،‬‬ ‫(اليقين) ّ‬
‫ِ‬
‫عبادات البواطن‪.‬‬ ‫وأساس‬
‫ُ‬

‫***‬
‫السلف يتعلمونه ويحثـــّون على تعلمه ُ‬
‫يقول خالد بن معدان‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫* لذا كان‬
‫(تعلموا اليقين كما تتعلمون القرآن حتى تعرفوه فإين أتعلمه)‪.‬‬

‫***‬
‫ّت ‪ -‬أن تكفر كبائرك وتمحو‬
‫* هل تريدُ من حسناتك ‪ -‬حتى لو قلـــ ْ‬
‫عظائمك؟؟‬
‫إذاً تف ّقد (يقينك)‪.‬‬
‫شيخ اإلسالم ابن تيمية‪( :‬والحسن ُة الواحد ُة قد يقترن بها من‬
‫* يقول ُ‬
‫الصدق واليقين مايجعلها تكفر الكبائر)‪.‬‬

‫***‬
‫سر عظيم س ُيغري حياتك‬
‫‪7‬‬

‫(ولمثقال ٍ‬
‫ذرة من ٍّبر من صاحب‬ ‫ُ‬ ‫* ويعلمنا أبو ذر ‪ ‬حقيق ًة مهمة‪:‬‬
‫تقوى ويقين أفضل وأرجح وأعظم من أمثال الجبال عباد ًة من المغترين)‪.‬‬

‫***‬
‫خير من كثيرٍ‬
‫* وينبهنا اإلمام الغزالي ‪ ‬إلى أن‪( :‬قليالً من اليقين‪ٌ ،‬‬
‫من العمل)‪.‬‬
‫***‬
‫ِ‬
‫عالمات قبول؟‬ ‫بوادر إجابة ولم تشهدْ‬ ‫دعوت اهلل كثير ًا فلم َتر‬
‫َ‬ ‫* هل‬
‫َ‬

‫إذاً تف ّقد (يقينك)‪.‬‬


‫يقول المصطفى ‪( :‬ادعوا اهلل وأنتم موقنون باإلجابة)(((‪.‬‬

‫***‪ ‬‬
‫مصائب الحياة؟؟‬
‫ُ‬ ‫ّت فؤادك‬
‫لواعج الدنيا وأمضـ ْ‬
‫ُ‬ ‫*هل أتعبتك‬

‫إذاً تف ّقد (يقينك)‪.‬‬


‫رئيس يف (تهوين ) المصائب و(تخفيف) الباليا‪.‬‬
‫سبب ٌ‬
‫فاليقين ٌ‬
‫ماتهون به علينا مصائب الدنيا)(((‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(ومن اليقين‬

‫(( ( رواه الرتمذي وحسنه األلباين‪.‬‬


‫(( ( رواه الرتمذي‪.‬‬
‫سر عظيم س ُيغري حياتك‬
‫‪8‬‬

‫*هل أضناك البحث عن (السعادة)‪ ،‬وأعياك العثور على (الطمأنينة)؟؟‬

‫إذاً تف ّقد (يقينك)‪.‬‬


‫فاليقين من مثبتات (السعادة) يف الروح‪ ،‬ومقويات (الطمأنينة) يف القلب‪،‬‬
‫أضرب لك مثاالً يوضح لك المعنى‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ودعني‬

‫أن رجالً فقير ًا معدمًا َ‬


‫كثير العيال هدّ ْت كاهله الديون‪ ،‬وسال لبؤسه‬ ‫لو ّ‬
‫مات وخ ّلف‬ ‫ماء العيون‪ ،‬ثم أخبروه أن (عمه المغترب) يف ٍ‬
‫بالد أوربية قد َ‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬
‫وريث إال هو!!‬ ‫ثرو ًة طائل ًة تقدر بـ(‪ )100‬مليون دوالر وليس له‬

‫لكن إجراءات حصر اإلرث والورثة ونقل الثروة ستتأخر قليالً ولن‬
‫ّ‬
‫يستلم الثروة إال بعد (سنة كاملة)‪.‬‬

‫أخربني اآلن‪:‬‬
‫ُ‬
‫سيعيش هذه السنة؟ ويحيا أيا َم هذا العام؟‬ ‫كيف‬

‫سيكون مسرور ًا جد ًا‪ ،‬مطمئنًا جد ًا‪ ،‬فرحًا جد ًا رغم أنه مازال‬


‫ُ‬ ‫ال شك أنه‬
‫سيصبح غنيًا جعل قلبه مستقر ًا‬
‫ُ‬ ‫بعدُ فقير ًا معدمًا ّ‬
‫لكن (يقينه) بأنه بعد سنة‬
‫بالسعادة ومشعـًّا بالطمأنينة‪ ،‬وكذلك (يقين) المؤمن بما أعدّ ه اهلل له يف الجنة‬
‫سيجعله سعيد ًا مطمئنًا مهما كان فقره وبالؤه‪.‬‬

‫***‬
‫سر عظيم س ُيغري حياتك‬
‫‪9‬‬

‫فكرت يومًا أن تصبح من (أئمة) الدين ومن (رموز) اإلسالم؟‬


‫َ‬ ‫*هل‬
‫إذ ًا عليك بـ(اليقين) لتحقيق حلمك هذا‪ ،‬فربنا يقول‪﴿ :‬ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﴾‪.‬‬

‫***‬
‫يقول ابن تيمية رحمه اهلل‪( :‬بالصبر واليقين تـُنال اإلمامة يف الدين)‪.‬‬
‫َ‬
‫منافذ الشهوات‪.‬‬ ‫‪ ‬وصدق ‪ ‬فالصبر يسدُّ‬
‫أبواب الشبهات‪.‬‬
‫َ‬ ‫واليقين يسدُّ‬
‫ّ‬
‫استحق مرتبة (اإلمامة يف الدين)‪.‬‬ ‫ومن أغلق هذين البابين‬

‫***‬
‫تاقت نفسك إلتقان عبادة (التفكر) وإحسان مهارة (التدبر)؟‬
‫* هل ْ‬

‫إذاً تف ّقد (يقينك)‪.‬‬


‫ِ‬
‫بآيات اهلل المنظورة‬ ‫ِ‬
‫بآيات اهلل المقروءة‪ ،‬وتعتبر‬ ‫فاليقين يجعلك تنتفع‬

‫فاألولى‪ ﴿ :‬ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ﴾‪.‬‬

‫والثانية‪﴿ :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﴾‪.‬‬

‫***‬
‫سر عظيم س ُيغري حياتك‬
‫‪10‬‬

‫*اليقين أيها المؤمن يعينك على حسن االمتثال ألحكا ِم اهلل‪.‬‬


‫ُ‬
‫﴿ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﴾‪.‬‬

‫***‬
‫(من لقيت‬
‫يصح ُح توحيدك فال توحيدَ إال به‪ْ :‬‬
‫* وقبل ذلك وبعده‪ :‬اليقين ّ‬
‫وراء هذا الحائط يشهد أن ال إله إال اهلل‪( ‬مستيقنًا) بها قلبه فبشره بالجنة)(((‪.‬‬

‫***‬
‫‪ ‬وبع ُد ياسادة‪:‬‬
‫هو‪(  ‬اليقين) الذي سيغ ّير حياتكم ويعظم عباداتكم وتجدون به آثار ًا‬
‫ُ‬ ‫هذا‬
‫عظيمة من القبول واالستجابة للدعاء والتوفيق والبركة والطمأنينة يف القلب‬
‫والنجاح يف الحياة‪.‬‬

‫يؤت أحدٌ قط بعد (اليقين) أفضل من العافية)(((‪.‬‬ ‫ِ‬


‫كاليقين‪( :‬فلم َ‬ ‫فال شيء‬

‫***‬
‫((( رواه مسلم‪.‬‬
‫((( رواه أحمد والرتمذي وصححه األلباين‪.‬‬
‫سر عظيم س ُيغري حياتك‬
‫‪11‬‬

‫شعارنا‪:‬‬
‫ُ‬ ‫فلنبادر لتعلمه والتفقه يف معانيه والسعي لتحقيقه‪ ،‬وليكن‬
‫ْ‬ ‫*‬
‫كانت بغير (يقين)‬
‫ْ‬ ‫يكون إذا‬
‫ُ‬ ‫وتحلو حياتي بـ(اليقين) ومـ ُُّرها‬

‫عبداهلل بن أمحد احلويل‪ ‬‬


‫‪ 28‬صفر ‪ 1436‬هجرية‬

You might also like