You are on page 1of 252

‫قصص مؤثرة جداً جداً‬

‫للفتيات‬
‫سلسلة روائع القصص ‪ -‬السلسلة األلوى ]‪[1‬‬
‫ً ً‬
‫‪1‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬
‫ً ً‬
‫‪2‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬وأفضل الصالة والسالم على نبينا محمد‬


‫سيد ولد آدم وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ ،‬ومن تبعهم بإحساا للاى‬
‫يوم الدين ‪.‬‬
‫وبعد ‪:‬‬
‫فااإ اهلل ساابحانه وتعااالى ي﴿ااوق ‪ :‬ل﴿ااد كااا فااص صصصااهم عباارة‬
‫ِّلأُولص اِّللباب ما كا حديثاً يُفترى ﴾ وكثيراً ما نسمع أو ن﴿ارأ عان‬
‫اِّلديااف فااال أنااه كاتااف واصعااص ‪ ،‬ولاام يهاان الم﴿صااود به ا ا الل﴿ااف‬
‫المبهرج الزائف لال ا ه ا اِّلديف يختار من الواصع الصور الشاذة‬
‫‪ ،‬ويصااوم ماان هيالااه لهااا واصع ااً‬ ‫والنماااذج الخارجااى علااى العاار‬
‫مخالف ااً للواصااع ‪ ،‬ومناصض ااً للح﴿ي﴿ااى ‪ .‬لنااه كاتااف يصااور الواصااع ماان‬
‫منظوره هو ‪ ،‬أو كما يريده منطل﴿ا من أهوائه ورغباته ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪3‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ونحن ـ أهص ال﴿ارئ وأهتص ال﴿ارئى ـ لسنا الوحيدين فص ه ا العالم‬


‫‪ ،‬فمن فوصناا صادرة فاود صادرتنا اسامها ال﴿ادر ‪ ،‬وسالطى ت﴿ضاص بينناا‬
‫يبتعااد‬ ‫ولنااا اساامها ال﴿ضاااذ ‪ ،‬وه ا ا أماارا بيااد اهلل ساابحانه ال ا‬
‫الهاتف الواصعص عن ذكره ويجتنف بيا سطوته وتحهمه فص أحداث‬
‫الواصع المزياف ‪ .‬فمثال ها ا الهاتاف يتالعاف باِّلحاداث ويباادق باين‬
‫‪،‬‬ ‫الشخصااياو وصاافاتها ‪ .‬ل واصااع اانسااا المعااي‪ ،‬كلااه صص ا‬
‫وكل صصصه عبر ‪ ،‬ولهن لمن ؟ للا ين يتاابعو أحاداث الحيااة ماع‬
‫أبطاق صصصها ‪ ،‬ويرى الخواتيم بأم عينه التخرج عان صاوق النباص‬
‫صلى النبص صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬كما تدين تدا )) أو صاوق اهلل‬
‫كُلُّ امرئٍ بما كسف رهين ﴾ ‪.‬‬ ‫سبحانه ‪:‬‬
‫وفاااص هااا ا الهتااااب عمااادنا للاااى االهتياااار واالنت﴿ااااذ ‪ ،‬فخرجناااا‬
‫الواصعيااى بشخصااياتها وبأحاادا ها ونهايتهااا‬ ‫بمجموعااى ماان ال﴿ص ا‬
‫السعيدة أو الش﴿يى ‪ ،‬دو تالعف هوى الهاتف ‪ ،‬ودو تعاطف مناه‬
‫‪ .‬وال فضل للخياق فيها ‪ ،‬الفضل ف﴿ط هلل وللموهبى التص منحها لل﴿لام‬
‫ن﴿ال ها ا الواصاع بأماناى بماا يسار لاه مان بالغاى أو فصااحى أو‬ ‫ال‬
‫بيا ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪4‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫بيد يد أهواتنا المسلماو لينظر للاى‬ ‫وصد وضعنا ه ه ال﴿ص‬


‫ال ينفصل بين الادين والحيااة ‪ ،‬باين الساماذ واِّلرض ‪.‬‬ ‫الواصع ال‬
‫ولهص ترى اِّلهت المسلمى الح﴿ي﴿ى المائلى فص كل نموذج فال تنخدع‬
‫بزيااف المتعااى التااص تع﴿ااف ناادماً والل ا ة التااص تااورث حساارة ‪ ،‬فااال‬
‫تجت بها المظاهر الجوفاذ والشاعاراو البراصاى فتنظار ببصايرتها ال‬
‫ببصرها ‪ ،‬فترى الح﴿ائق واضحى جليى وتربط النتائج بالم﴿ادماو ‪،‬‬
‫( السااعيد ماان اتع ا ب يااره )‬ ‫وكمااا جاااذ فااص لحاادى ه ا ه ال﴿ص ا‬
‫وأسأق اهلل ا يجعل لنا فيها عبرة وفائدة واهلل ولص التوفيق ‪.‬‬

‫المؤلف‬
‫ً ً‬
‫‪5‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬
‫ً ً‬
‫‪6‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬
‫ً ً‬
‫‪7‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫حلم الفتياو المراه﴿او ‪ ،‬ولطالما كا‬ ‫لطالما كانت ليالص الزفا‬


‫الشاباب‬ ‫الزواج ال ايى التص يسعى الى تح﴿ي﴿ها الشاباب ‪ ،‬بال بعا‬
‫والمراه﴿او يسعى لليه بهال السابل ‪ ،‬جريااً علاى مبادأ ال اياى تبارر‬
‫ولااو كاناات هاا ه الوساايلى منافيااى ل﴿واعااد الاادين‬ ‫الوساايلى ‪ ،‬حتااى‬
‫ااسااالمص ‪ ،‬فإمااا أ ينشااد المتعااى المحرمااى بالمهالماااو الهاتفيااى‬
‫والل﴿اذاو العاطفيى ‪ ،‬أو عبر اانترنت ‪.‬‬
‫وصاد تعت﴿اد الفتااة العفيفاى التاص ال تارى الرجااق طاواق حياتهاا لال‬
‫محارمها ‪ ،‬هص فتاة ال يمهن أ تتزوج فص ه ا العصر مع أ تأهر‬
‫سن الازواج صاد يهاو نعماى فربماا يراصهاا اهلل برجال صاال تساعد‬
‫معه طواق حياتها ‪.‬‬
‫لال أ بطلى ه ه ال﴿صى ‪..‬‬
‫فتااااة مسااالمى عفااات واحتشااامت ف طااات وجههاااا والتزمااات بااادينها‬
‫وارت﴿ت بأهالصها ‪ ،‬فراصها اهلل برجل مسلم بتدبيره وصدرته دو أ‬
‫ً ً‬
‫‪8‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫تضطر للى كشف وجهها ويديها وأجزاذ من بدنها كما تفعل بع‬
‫الفتيااااو الياااوم اللاااواتص يااادعين التطاااور ويتحاااد ن بصاااوو مرتفاااع‬
‫ويبتسمن أو يضحهن أمام الرجاق دو اكتراث ‪..‬‬
‫علاى الطري﴿اى ااساالميى البسايطى ودهال‬ ‫وحانات سااعى الزفاا‬
‫العروسا للى منزلهما ‪ ،‬وصدمت الزوجى العشااذ لزوجهاا واجتمعاا‬
‫على المائدة ‪..‬‬
‫وفجااأة ساامع اال نااا صااوو دد الباااب ‪ ،‬فااانزعج الاازوج وصاااق‬
‫يأتص فص ه ه الساعى ؟ ‪.‬‬ ‫غاضباً ‪ :‬من ذا ال‬
‫ف﴿امات الزوجاى لتفات البااب ‪ ،‬وصفات هلاف البااب وساألت ‪ :‬مان‬
‫بالباب ؟ ‪.‬‬
‫الطعام ‪..‬‬ ‫فأجابها الصوو من هلف الباب ‪ :‬سائل يريد بع‬
‫فعادو للى اوجها ‪ ،‬فبادر يسألها ‪ :‬من بالباب ؟ ‪.‬‬
‫الطعام ‪..‬‬ ‫ف﴿الت له ‪ :‬سائل يريد بع‬
‫يازعج راحتناا ونحان فاص ليلاى‬ ‫ف ضاف الازوج وصااق‪:‬أها ا الا‬
‫افافنا اِّلولى ؟ ‪..‬‬
‫فخرج للى الرجل فضربه ضرباً مبرحاً ‪ ،‬م طرده شر طردة ‪..‬‬
‫ً ً‬
‫‪9‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫فخرج الرجل وهاو ماا يازاق علاى جوعاه والجارو تماأ روحاه‬
‫وجسده‬
‫وكرامته ‪..‬‬
‫صطع عليه‬ ‫م عاد الزوج للى عروسه وهو متضايق من ذاك ال‬
‫متعى الجلوس مع اوجته ‪..‬‬
‫وفجأة أصابه شصذ يشبه المس وضاصت عليه الادنيا بماا رحبات ‪،‬‬
‫فخرج من منزله وهو يصرخ ‪ ،‬وترك اوجته التص أصابها الرعف‬
‫فارصها فص ليلى افافها ولهنها مشيئى اهلل ‪..‬‬ ‫من منظر اوجها ال‬
‫صبرو الزوجى واحتسبت اِّلجار عناد اهلل تعاالى ‪ ،‬وب﴿يات علاى‬
‫حالها لمدة همسى عشر سنى ‪..‬‬
‫مسلم لخطبى‬ ‫وبعد همسى عشر سنى من تلك الحاد ى ت﴿دم شخ‬
‫تلك المرأة ‪ ،‬فواف﴿ت عليه وتم الزواج ‪..‬‬
‫على مائدة العشاذ ‪..‬‬ ‫اِّلولى اجتمع الزوجا‬ ‫وفص ليلى الزفا‬
‫وفجأة سمع اال نا صاوو البااب ي﴿ارع ‪ ،‬ف﴿ااق الازوج لزوجتاه ‪:‬‬
‫اذهبص فافتحص الباب ‪..‬‬
‫ف﴿امت الزوجى ووصفت هلف الباب ‪ ،‬م سألت ‪ :‬من بالباب ؟ ‪.‬‬
‫الطعام ‪..‬‬ ‫فجاذها الصوو من هلف الباب ‪ :‬سائل يريد بع‬
‫ً ً‬
‫‪11‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫فرجعاات للااى اوجهااا فسااألها ماان بالباااب ؟ ف﴿الاات لااه سااائل يريااد‬
‫الطعام ‪..‬‬ ‫بع‬
‫لااه كاال الطعااام‬ ‫فرفااع الاازوج المائاادة بيدياه وصاااق لزوجتااه ‪ :‬ها‬
‫ودعيه يأكل للى أ يشبع وما ب﴿ص من طعام فسنأكله نحن ‪..‬‬
‫ف هبت الزوجى وصدمت الطعام للرجل م عادو للى اوجها وهص‬
‫تبهص فسألها ‪ :‬ماذا بك ؟ لم تبهين ؟ ماذا حصل ؟ هل شتمك ؟ ‪.‬‬
‫من عينيها ‪ :‬ال ‪.‬‬ ‫فأجابته والدموع تفي‬
‫ف﴿اق لها ‪ :‬فهل عابك ؟ ‪.‬‬
‫ف﴿الت ‪ :‬ال ‪.‬‬
‫ف﴿اق ‪ :‬فهل آذاك ؟ ‪.‬‬
‫صالت ‪ :‬ال ‪.‬‬
‫لذ ففيم بهاؤك ؟ ‪.‬‬
‫يجلاس علاى باباك ويأكال مان طعاماك ‪،‬‬ ‫صالت ‪ :‬ها ا الرجال الا‬
‫كا اوجاً لص من صبل همسى عشر عامااً ‪ ،‬وفاص ليلاى افاافص مناه ‪،‬‬
‫طرد سائل بابنا فخرج اوجاص وضارب الرجال ضارباً موجعااً ام‬
‫طرده م عاد للصَّ متجهماً ضائق الصادر ‪ ،‬ام أظناه جان أو أصاابه‬
‫ً ً‬
‫‪11‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫مس من الجن والشياطين فخارج هائمااً ال يادر أيان يا هف ‪ ،‬ولام‬


‫أره بعدها لال اليوم ‪ ،‬وهو يسأق الناس ‪..‬‬
‫فانفجر اوجها باكياً ‪..‬‬
‫ف﴿الت له ‪ :‬ما يبهيك ؟ ‪.‬‬
‫ضربه اوجك ؟ ‪.‬‬ ‫ف﴿اق لها ‪ :‬أتعرفين من هو ذاك الرجل ال‬
‫ف﴿الت ‪ :‬من ؟!‪.‬‬
‫ف﴿اق لها ‪ :‬لنه أنا ‪..‬‬
‫انت﴿م لعبده الف﴿ير المسهين ال‬ ‫فسبحا اهلل العزيز المنت﴿م ‪ ،‬ال‬
‫جاذ مطأطأ الارأس يساأق النااس واِّللام يعصاره مان شادة الجاوع ‪،‬‬
‫فاازاد عليااه ذلااك الاازوج ألمااه ‪ ،‬وجعلااه يخاارج وصلبااه يعتصاار لمااا‬
‫أصابه من لهانى جرحت كرامته وبدنه ‪..‬‬
‫لال أ اهلل ال يرضى بالظلم ‪ ،‬فأنزق ع﴿ابه على مان احت﴿ار لنسااناً‬
‫وظلمااه ‪ ،‬وكافااأ عبااداً صااابراً علااى صاابره ‪ ،‬فاادارو بهمااا الاادنيا‬
‫وراد اهلل عباده المساهين فأغنااه عان النااس ‪ .‬وأرسال باالذه علاى‬
‫الرجل الظالم فف﴿د ع﴿له وف﴿د ماله ‪ ،‬م صار يسأق الناس ‪.‬‬
‫راد أمى مؤمنى صبرو على ابتالذ اهلل‬ ‫وسبحا اهلل الهريم ال‬
‫همسى عشر سنى ‪ ،‬فعوضها اهلل بخير من اوجها السابق‬
‫ً ً‬
‫‪12‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫بدو أهتص شاحبه الوجه نحيله الجسم ‪.‬ولهنها كعادتها ت﴿رأ ال﴿رآ‬
‫الهريم ‪.‬تبحث عنها فتجدها فص مصالها ‪.‬راكعى ساجدة رافعه يديها‬
‫الليل ال تفتار‬ ‫للى السماذ ‪.‬هه ا فص الصبا وفص المساذ وفص جو‬
‫وال تماال ‪.‬كناات أحاارق علااى صااراذة المجااالو الفنيااى والهتااف ذاو‬
‫الطابع ال﴿صصص ‪.‬أشاهد الدش بهثرة لدرجى أننص عُرفت به ‪..‬ومن‬
‫به ‪.‬ال أؤد واجباتص كاملاى ولسات منضابطى‬ ‫أكثر من شصذ عُر‬
‫فص صلواتص ‪.‬بعد أ أغل﴿ت الدش وصد شاهدو أفالمااً متنوعاى لمادة‬
‫الث ساعاو متواصلى ‪.‬‬
‫هااا هااو اِّلذا يرتفااع ماان المسااجد المجاااور ‪.‬عاادو للااى فراشااص‬
‫‪.‬تنادينص من مصاالها ‪.‬نعام مااذا تريادين ياا ناورا ؟ صالات لاص بنبارة‬
‫ً ً‬
‫‪13‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫حادة ‪ :‬ال تنامص صبل أ تصلص الفجر ‪.‬أوه ‪..‬ب﴿ص سااعى علاى صاالة‬
‫الفجاار ومااا ساامعته كااا اِّلذا اِّلوق ‪.‬بنبرتهااا الحنونى‪..‬هه ا ا هااص‬
‫حتااى صباال أ يصاايبها الماارض الخبيااث وتساا﴿ط طريحااى الفااراش‬
‫‪.‬نادتنص ‪..‬تعالص يا هناذ بجانبص ‪.‬ال أستطيع لطالصاً رد طلبها ‪.‬تشاعر‬
‫بصفائها وصدصها ‪.‬ال شك طائعاً ستلبص ‪.‬ماذا تريدين ؟ اجلسص ‪..‬هاا‬
‫صد جلست ماذا لديك ؟‬
‫كُلُّ نفسٍ ذآئ﴿ىُ الموو ولنَّما تُوفَّاو‬ ‫بصوو ع ب رهيم صالت ‪:‬‬
‫أُجُوركُم يوم ال﴿يامى ﴾ ‪ .‬سهتت هنيهى ‪.‬‬
‫اام سااألتنص ‪..‬ألاام تااؤمنص بااالموو ؟بلااى مؤمنااى !‪.‬ألاام تااؤمنص بأنااك‬
‫ستحاسبين على كل ص يرة وكبيرة ؟‪.‬بلى ‪..‬ولهان اهلل غفاور رحايم‬
‫‪..‬والعمر طويل ‪..‬يا أهتص ‪.‬أال تخافين من الموو وب تته ؟‪ .‬انظر‬
‫هنااد أص ا ر منااك و توفياات فااص حااادث ساايارة ‪ ..‬وفالنااى ‪ ..‬وفالنااى‬
‫العماار ‪ ..‬ولاايس م﴿ياس ااً لااه ‪..‬أجبتهااا بصااوو‬ ‫‪..‬المااوو ال يعاار‬
‫ماان الظااالم‬ ‫الخااائف حيااث مصااالها ذو ضااوذ هافاات ‪:‬لننااص أهااا‬
‫وادو هوفص ب كر الموو ‪..‬كيف أنام اآل ؟‪.‬كنت أظن أنك واف﴿ت‬
‫على السفر معنا ه ه ااجااة ‪.‬‬
‫فجأة ‪..‬‬
‫ً ً‬
‫‪14‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫تحشرج صوتها و اهتزَّ صلبص ‪..‬لعلص ه ه السنى أسافر سافراً بعياداً‬


‫‪..‬للى مها آهر ‪..‬ربما يا هناذ ‪..‬اِّلعمار بيد اهلل ‪.‬‬
‫وانفجاارو بالبهاااذ ‪..‬تفهاارو فااص مرضااها الخبيااث وأ َّ اِّلطباااذ‬
‫أهبروا أبص سراً أ َّ المرض ربما لن يمهلها طويالً ‪.‬‬
‫ولهن من أهبرها ب لك ؟ أم أنها تتوصع ه ا الشصذ ‪.‬ما لك تفهارين‬
‫‪ .‬جاااذنص صااوتها ال﴿ااو ها ه الماارة ‪ :‬هاال تعت﴿اادين أننااص أصااوق ها ا‬
‫ِّلننص مريضه ‪.‬كال ‪..‬ربما أكو أطوق عمراً مان اِّلصاحاذ ‪.‬وأنات‬
‫للااى متااى ستعيشااين ‪.‬ربمااا عشاارين ساانى ‪ .‬ربمااا أربعااين ‪ ..‬اام ماااذا‬
‫؟‪.‬لمعت يدها فاص الظاالم وهزتهاا ب﴿اوة ‪.‬ال فارد بينناا كلناا سانرحل‬
‫وسن ادر ه ه الدنيا لما للى جنى ولما للى نار ‪.‬ألم تسمعص صوق اهلل‬
‫فمن اُحز عن النَّار وأُدهل الجنَّى ف﴿د فااا ﴾ ‪.‬تصابحين علاى هيار‬
‫‪.‬هرولت مسرعه وصوتها يطرد أذنص ‪.‬‬
‫هااداك اهلل ‪.‬ال تنسااص الصااالة ‪.‬الثامنااى صااباحاً ‪.‬أساامع طرص ااً علااى‬
‫الباب ‪.‬ه ا ليس موعد اساتي﴿اظص ‪.‬بهااذ ‪..‬وأصاواو ‪..‬ياا للهاص مااذا‬
‫جرى ‪.‬ل﴿د تردو حالى نورة وذهاف بهاا أباص للاى المستشافى ‪.‬لناا هلل‬
‫ولنا لليه راجعو ‪.‬ال سفر ه ه السنى ‪.‬مهتوب علص الب﴿اذ ه ه السنى‬
‫فص بيتنا ‪.‬بعد انتظار طويل ‪.‬عند الساعى الواحادة ظهاراً ‪.‬هاتفناا أباص‬
‫ً ً‬
‫‪15‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫من المستشفى تستطيعو ايارتها اآل هيا بسارعه ‪.‬أهبرتناص أماص‬


‫أ حااديث أبااص غياار مطماائن وأ صااوته مت ياار ‪.‬عباااذتص فااص يااد‬
‫كناات أذهااف‬ ‫‪.‬أياان السااائق ‪.‬ركبنااا علااى عجاال ‪ ..‬أياان الطريااق الا‬
‫ِّلتمشااى مااع السااائق فيااه وكااا يباادو صصاايراً ‪.‬مالااه اليااوم طااويالً ‪..‬‬
‫وطويالً جداً‪ .‬أيان ذلاك الزحاام المحباف للاى نفساص كاص ألتفات يمناى‬
‫ويسرة ‪.‬احام أصب صاتالً وممالً‪.‬أمص بجوار تدعو لها ‪.‬لنها بنات‬
‫صاااالحى مطيعاااى ‪ .‬لااام أرهاااا تضااايع وصتهاااا أباااداً ‪.‬دلفناااا مااان البااااب‬
‫يتااأوه ‪.‬وهاا ا مصاااب بحااادث‬ ‫الخااارجص للمستشاافى ‪.‬هاا ا مااري‬
‫سيارة ‪.‬و الث عيناه غائرتا ‪.‬‬
‫ال تدر هل هو من أهل الدنيا أم من أهل اآلهره ‪.‬منظار عجياف‬
‫لاام أره ماان صباال ‪.‬صااعدنا درجاااو الساالم بساارعى ‪ .‬لنهااا فااص غرفااى‬
‫العنايى المركزة ‪.‬وسآه كم لليها ‪ .‬م واصلت الممرضى ‪ :‬لنها بخيار‬
‫وطمأنت أمص أنها فص تحسن بعد ال يبوبى التص حصلت لها ‪.‬ممناوع‬
‫واحد ‪.‬ه ه غرفى العنايى المركازة ‪.‬وساط‬ ‫الدهوق ِّلكثر من شخ‬
‫احااام اِّلطباااذ وعباار النافا ة الص ا يرة التااص فااص باااب ال رفااى أرى‬
‫عينااص أهتااص نااورة تنظاار للااصَّ وأمااص واصفااى بجوارهااا ‪ .‬بعااد دصي﴿تااين‬
‫هرجت أمص التص لم تساتطع لهفااذ دموعهاا ‪..‬سامحوا لاص بالادهوق‬
‫ً ً‬
‫‪16‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫والسااالم عليهااا علااى أ ال أتحاادث معهااا كثيااراً ‪.‬دصي﴿تااا كافيااى لااك‬


‫‪.‬كيف حالك يا نورة ‪.‬‬
‫ل﴿د كنت بخير مساذ البارحاى ‪.‬مااذا جارى لاك ؟!‪.‬أجاابتنص بعاد أ‬
‫ض طت على يد ‪ :‬وأنا اآل وهلل الحمد بخير ‪.‬‬
‫الحمد هلل لهن يدك بارده ‪.‬كنت جالسه على حافى السرير والمست‬
‫يد ساصها ‪.‬أبعدتها عنص ‪..‬آسفه لذا ضاي﴿تك ‪.‬‬
‫والتفَّات السَّاادُ بالسَّاااد ‪،‬‬ ‫كاال ولهناص تفهارو فاص صولاه تعاالى ‪:‬‬
‫للى ربأك يومئ ٍ المسادُ ﴾ علياك ياا هنااذ بالادعاذ لاص فربماا أسات﴿بل‬
‫عاان صريااف أوق أيااام اآلهاارة ‪.‬ساافر بعيااد وااد صلياال ‪..‬ساا﴿طت‬
‫دمعه من عينص بعد أ سمعت ما صالت وبهيت ‪.‬‬
‫لم أع أين أنا ‪.‬استمرو عينا فص البهااذ ‪.‬أصاب أباص هائفااً علاص‬
‫أكثر من نورة ‪.‬لم يتعاودوا مناص ها ا البهااذ واالنطاواذ فاص غرفتاص‬
‫‪.‬مع غروب شمس ذلك اليوم الحازين ‪.‬سااد صامت طويال فاص بيتناا‬
‫‪.‬دهلاات علااصَّ ابنااى هااالتص ‪ .‬اام ابنااى عمتااص ‪.‬أحااداث سااريعى ‪..‬كثاار‬
‫ال﴿ادمو ‪..‬اهتلطت اِّلصواو ‪..‬شصذ واحد عرفته ‪ (..‬نورة ماتت)‬
‫ماذا صالوا ‪.‬‬ ‫لم أعد أميز من جاذ ‪.‬وال أعر‬
‫ً ً‬
‫‪17‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ياهلل ‪..‬أيان أناا ومااذا يجار ؟عجازو حتاى عان البهااذ ‪.‬فيماا بعاد‬
‫أهبرونص أ أبص أه بيد لوداع أهتص الوداع اِّلهير ‪.‬‬
‫وأنااص صبتلتهااا ‪.‬لاام أعااد أت ا كر لال شاايئاً واحااداً ‪.‬حااين نظاارو لليهااا‬
‫مسجاة على فراش الموو ‪.‬‬
‫للاى‬ ‫والتفَّت السَّادُ بالسَّاد ﴾ عرفات ح﴿ي﴿اى أ‬ ‫ت كرو صولها‬
‫أنناص عادو للاى مصاالها لال تلاك‬ ‫ربأك يومئا ٍ المساادُ ﴾ لام أعار‬
‫الليلى‪..‬وحينها ت كرو من صاسمتنص رحم أمص فنحن توأما ‪.‬ت كرو‬
‫من شاركتنص همومص ‪.‬ت كرو من نفَّست عناص كربتاص‪. .‬مان دعات‬
‫لااص بالهدايااى ‪.‬ماان ذرفاات دموعهااا ليااالص طويلااى وهااص تحااد نص عاان‬
‫الموو ‪ ،‬والحساب ‪.‬اهلل المستعا ‪.‬‬
‫ه ه أوق ليلى لها فص صبرها ‪.‬اللهم ارحمها ونوتر لها صبرها ‪.‬ه ا هو‬
‫مصااحفها ‪.‬وه ا ه سااجادتها ‪..‬وه ا ا ‪ ..‬وه ا ا ‪..‬باال ه ا ا هااو الفسااتا‬
‫صالت لص سأهبئه لزواجص ‪.‬تا كرتها وبهيات ‪ ،‬وبهيات‬ ‫الورد ال‬
‫على أيامص الضائعى ‪.‬بهيت بهاذً متواصالً ‪.‬‬
‫ودعوو اهلل أ يرحمنص ويتوب علص ويعفو عناص ‪.‬دعاوو اهلل أ‬
‫يثبتها فص صبرها كما كانت تحف أ تدعو ‪.‬فجأة سألت نفسص ماذا لو‬
‫ً ً‬
‫‪18‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫كناات أنااا الميتااى ؟مااا مصااير ؟لاام أبحااث عاان ااجابااى ماان الخااو‬
‫أصابنص ‪.‬بهيت بحرصى ‪..‬اهلل أكبر ‪..‬اهلل أكبر‬ ‫ال‬
‫ها هو أذا الفجر صد ارتفع ‪.‬ولهان ماا أع باه ها ه المارة أحسسات‬
‫بطمأنينااى وراحااى وأنااا أردد مااا ي﴿ولااه المااؤذ ‪.‬لففاات ردائااص وصماات‬
‫واصفه أصلص صالة الفجر ‪.‬صليت صاالة ماودع ‪.‬كماا صالتها أهتاص‬
‫من صبال وكانات آهار صاالة لهاا ‪ (.‬لذا أصابحت ال أنتظار المسااذ ‪.‬‬
‫ولذا أمسيت ال أنتظر الصبا )‪. ‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ( ‬الزمن ال﴿ادم ) للهاتف عبد الملك ال﴿اسم ‪.‬‬


‫ً ً‬
‫‪19‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫لنهااا اماارأة صااالحى ت﴿يتااى تحااف الخياار وال تفتاار عاان ذكاار اهلل ‪ ،‬ال‬
‫تساام لهلمااى نابيااى أ تخاارج ماان فمهااا ‪ .‬لذا ذكاارو النااار هافاات‬
‫وفزعت ورفعت أكف الضراعى للى اهلل طالبى الوصايى منها ‪.‬‬
‫ولذا ذكااارو الجناااى شاااه﴿ت رغباااى فيهاااا ومااادتو ياااديها بالااادعاذ‬
‫واالبتهاق للى اهلل أ يجعلها من أهلها ‪.‬‬
‫تحف الناس ويحبونها وتألفهم ويألفونها ‪.‬‬
‫وفجأة ‪.‬‬
‫تشعر بألم فص الفخ وتسارع للى الادهو والهمااداو ولهان اِّللام‬
‫يزداد شدة ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪21‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫وبعد رحلى فص مستشفياو كثيرة ولدى عدد من اِّلطباذ سافر بها‬


‫اوجها للى لناد وهنااك وفاص مستشافى فخام وبعاد تحلايالو دصي﴿اى‬
‫يهتشف اِّلطباذ أ هناك تعفناً فص الدم ويبحثاو عان مصادره فاإذا‬
‫هو موضع اِّللم فص الفخ ‪.‬‬
‫وي﴿رر اِّلطباذ أ المرأة تعانص من سرطا فص الفخ هو مبعاث‬
‫اِّللم ومصدر العفن ‪.‬‬
‫وينتهااص ت﴿رياارهم للااى ضاارورة ااسااراع ببتاار رجاال الماارأة ماان‬
‫أعلى الفخ حتى ال تتسع رصعى المرض ‪.‬‬
‫وفاص غرفاى العمليااو كانات المارأة مماددة مستسالمى ل﴿ضااذ اهلل‬
‫وصدره‪.‬‬
‫ولهن لسانها لم ين﴿طاع عان ذكار اهلل ‪ ،‬وصادد اللجاوذ والتضارع‬
‫لليه ‪.‬ويحضر جمع من اِّلطباذ فعمليى البتر عملياى كبيارة ويوضاع‬
‫وتدنى المارأة ويحادد بدصاى موضاع البتار وبدصاى‬ ‫الموس فص الم﴿‬
‫متناهيى ووسط وجل شديد ورهباى عمي﴿اى يوصال التياار الههرباائص‬
‫يتحرك حتى ينهسر الموس وسط دهشى الجميع‪.‬‬ ‫وما يهاد الم﴿‬
‫وتعاد العمليى بوضع موس جديد وتتهرر الصورة نفسها وينهسر‬
‫الموس ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪21‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫وما يهاد الموس ينهسر للمرة الثالثى ِّلوق مرة فص تاريخ عملياو‬
‫البتر التص أجريت من هالله حتاى ارتسامت عالمااو حيارة شاديدة‬
‫على وجوه اِّلطباذ ال ين راحوا يتبادلو النظراو !‬
‫انعاازق كبياار اِّلطباااذ بهاام جانباااً وبعااد مشاااوراو سااريعى صاارر‬
‫اِّلطباذ لجراذ جراحى للفخ التص يزمعو بترها ‪.‬‬
‫ويا لشدة الدهشى !!‬
‫ما كاد المشرط يصل للى وسط أحشااذ الفخا حتاى رأى اِّلطبااذ‬
‫بأم أعينهم صطناً متعفناً بصورة كريهى ‪.‬‬
‫وبعد عمليى يسيرة نظف اِّلطباذ المها وع﴿موه ‪.‬‬
‫صحت المرأة وصد االت اآلالم بشهل نهائص حتى لام يباق لهاا أ ار‬
‫‪.‬نظرو المرأة فوجدو المرأة رجلها لم تمس بأذى ‪.‬‬
‫ووجدو اوجها يحادث اِّلطباذ ال ين لم ت ادر الدهشاى وجاوههم‬
‫فراحوا يسألو اوجها هل حدث وأ أجرو المرأة عمليى جراحيى‬
‫اِّلطباااذ ماان الماارأة واوجهااا أ حاد ااً‬ ‫فااص فخ ا ها ؟ل﴿ااد عاار‬
‫مرورياً تعرضا له صبل فترة طويلى كانت المرأة صد جرحات جرحااً‬
‫بال ااً فااص ذلااك الموضااع وصاااق اِّلطباااذ بلسااا واحااد لنهااا العنايااى‬
‫االهيى ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪22‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫وكاام كاناات فرحااى الماارأة وكااابوس الخطاار ينجلااص وهااص تستشااعر‬


‫أنها لن تمشص برجل واحدة كما كا يؤرصها ‪.‬‬
‫كانات تستشاعر صرباه‬ ‫فراحت تلهج بالحمد والثناذ على اهلل الا‬
‫منها ولطفه بها ورحمته لها ‪.‬‬
‫لهوتص‬
‫ه ه ال﴿صى نماوذج مان نمااذج ال حصار لهاا مان أوليااذ اهلل الا ين‬
‫التزموا أمره وآ روا رضاه على رضا غيره ‪.‬‬
‫ومأو محبته صلوبهم فراحوا يلهجو ب كره ال يفترو عنه حتاى‬
‫أصب ذكر اهلل نشيد ع ب ال تمال ألسانتهم مان تردياده بال تجاد فياه‬
‫الحااالوة والل ا ة وهااؤالذ ي﴿بلااو علااى أواماار اهلل بشااود ويمتثلااو‬
‫أحهامه بحف ‪.‬‬
‫واهلل سبحانه وتعاالى ال يتخلاى عانهم بال يمادهم ب﴿وتاه ويسااعدهم‬
‫ويمنعهم بعزته‪.‬‬
‫وبعد ذلك يمنحهم رضاه ويحلهم جنته ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬منتدياو المسافر‬
‫ً ً‬
‫‪23‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫عاد البصر مرة أهرى المرأة عمرهاا ( سابعى وعشارو عامااً )‬


‫بجوار الهعبى المشارتفى بعاد أ ف﴿دتاه لعادة أشاهر ل ار سا﴿وطها فاص‬
‫المنزق بعد لصابتها بدوار ‪ ،‬وصد راجعات هاالق تلاك اِّلشاهر التاص‬
‫ف﴿دو فيها بصارها أكثار مان مستشافى داهال المملهاى لال أ جمياع‬
‫اِّلطباذ أكدوا بأ اِّلمر يحتاج للاى صابر ولرادة ‪ ،‬كماا أ العاالج‬
‫صد يهو نفسياً وفيما كانت أسرتها تتاابع الحالاى هناا وهنااك وتنت﴿ال‬
‫الم﴿اربين باأ يا هبو بهاا‬ ‫بين أكثر من مستشفى أشار عليهم بعا‬
‫ً ً‬
‫‪24‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫يعيااد لليهااا‬ ‫للااى مهااى المهرمااى ِّلداذ العماارة والاادعاذ للااى اهلل باأ‬
‫بصرها ‪.‬‬
‫كاا ساعيداً جاداً وهاو‬ ‫وفص أحد اِّليام وحسف روايى ش﴿ي﴿ها ال‬
‫يتحدث صاق ‪ :‬ل ش﴿ي﴿ته عندما كانت تؤد مناساك العمارة بصاحبى‬
‫أسرتها شعرو بدوار وهاص حاوق الهعباى ومان ام سا﴿طت وعنادما‬
‫أفاصاات داهاال الحاارم المهااص أبصاارو أساارتها والحاارم فااص وصاات‬
‫غماارو فيهااا السااعادة الجميااع الا ين رفعااو أيااديهم للااى اهلل شاااكرين‬
‫بينمااا أصاارو الفتاااة علااى الب﴿اااذ داهاال الحاارم عاادة أيااام للصااالة‬
‫والدعاذ وشهر اهلل ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬صال مخارش ـ جريدة الجزيرة ‪.‬‬


‫ً ً‬
‫‪25‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ه ا ه صصااى أشاابه بالخياااق منهااا بالح﴿ي﴿ااى ‪ ..‬ولااو حااد نص بهااا أحااد‬


‫ِّلكثرو عليه وأكثرو االستيثاد منه ‪.‬‬
‫ف﴿ااد كناات أجلااس فااص مهتبااص بعااد أ فرغاات ماان صااالة العشاااذ‬
‫اآلهرة فص لحدى الليالص الطويلى من شاتاذ ( ياوجين ) الطويال فاص‬
‫شماق غربص ال﴿ارة اِّلمريهيى بالوالياو المتحدة فص شهر شواق من‬
‫عام ‪1419‬هـ ‪.‬‬
‫وفص مدينى ( ياوجين ) حياث كنات طالبااً فاص جامعاى ( أوريجان )‬
‫أمسيت مست رصاً للدرس ‪ ،‬وبينا أنا كا لك والهادوذ مخايم والصامت‬
‫مطباااق ال ي﴿طعاااه لال صاااوو ابنتاااص الصااا يرة وهاااص تلعاااف ‪ ..‬ولال‬
‫ً ً‬
‫‪26‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫صوو اهاو المطر المت﴿طع ول كنت أساتأنس با لك كلاه ويبعاث‬


‫فصَّ روحاً من النشاط جديدة ‪.‬‬
‫وبينما أنا ك لك لذا برنين الهاتف يتسلل بين تلك اللحظاو الساكنى‬
‫؛ وها هو أخ لص فص اهلل جزائر اسمه ( شهيف ) ‪.‬‬
‫وبعد التحيى والسالم ‪ ..‬أهبرنص بحاد ى جد غريبى ‪ ..‬وساعيدة فاص‬
‫آ واحااد !! ف﴿ااد كااا لزوجتااه اِّلمريهيااى المساالمى ( كريمااى ) هالااى‬
‫على ديانى الصليف والتثليث ‪ ،‬وصد أُه و الخالى تلاك للاى مستشافى‬
‫يبعد عن منزلاص مساير االث دصاائق ـ وبعاد‬ ‫سيهرو هارو ـ ال‬
‫حالتها لم يستطع اِّلطباذ لهفاذ الح﴿ي﴿ى ‪ ..‬فالمرأة ميئاوس‬ ‫تشخي‬
‫من حياتها ‪ ..‬ولنها مفارصى ال محالى ‪ ..‬واِّلمر سااعى أو سااعتا أو‬
‫أكثر أو أصل ـ والعلم عند اهلل وحده ‪.‬‬
‫م ذكر لص ما جرى له ولزوجتاه وأناا فاص ذهاوق تاام أساتمع للاى‬
‫نبراو صوته يتهدج وكأنص أحس بنبضاو صلباه وحشارجته تعتار‬
‫الواحد ‪.‬‬ ‫صوته بين الحين واآلهر ‪ ،‬وصد صاق لص بالحر‬
‫تحااد ت مااع اوجتااص فااص حاااق هالتهااا ‪ ،‬وتشاااورنا فااص لجااراذ‬
‫محاولى أهيرة ندعوها فيها للى ااسالم ولو ب﴿ص فاص عمرهاا سااعى‬
‫ما دامت لم ت رغر الرو ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪27‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫صاق صاحبص ‪ :‬فاستعنت بااهلل ‪ ،‬وصاليت ركعتاين ‪ ،‬ودعاوو اهلل ـ‬


‫عز وجل ـ لها بالهدايى وأنا فص السجود ‪ ،‬وأ يشر صدرها لادين‬
‫الهدى والحق ‪ ..‬وذلك لعلمص أ العبد أصرب ما يهو للى ربه وهو‬
‫ساجد ‪.‬‬

‫ام اتجهاات كريماى لليهااا فاص المستشاافى وعرضات عليهااا ااسااالم‬


‫وأهبرتها أ ااسالم يجفُّ ما صبله ‪ ،‬وأ اهلل ي فار لهاا ماا صاد سالف‬
‫من عمرها ل هص صالت ‪ ( :‬أشهد أ ال لله لال اهلل وأشهد أ محمداً‬
‫رساوق اهلل ) هالصاىً مان صلبهاا ‪ .‬غيار أ تلاك المارأة المريضاى صاد‬
‫ف﴿دو ال﴿درة علاى الهاالم ‪ ،‬فطلبات اوجاى صااحبص بفطاناى وحسان‬
‫ماان هالتهااا المريضااى أ تنطااق بالشااهادتين فااص نفسااها لذ‬ ‫تصاار‬
‫كانت عاجزة عن النطق بلسانها ‪ ،‬وأنها ل فعلت ترفع يدها لشاارة‬
‫ل لك ‪.‬‬
‫وبعد أ أوضحت لها معناها باانجليزيى صالت لها ‪ :‬صاولص ب﴿لباك‬
‫‪ :‬أشااهد أ ال للااه لال اهلل ‪ ،‬وأشااهد أ محمااداً رسااوق اهلل ‪ .‬اام كاناات‬
‫لحظاااو حرجااى علااى كريمااى ؛ فهاام تتمنااى لخالتهااا النجاااة ماان نااار‬
‫وصودها النااس والحجاارة ‪ ،‬وماع دصااو صلاف متساارعى مارو اوا‬
‫ً ً‬
‫‪28‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫بطيئااى متثاصلااى ال يشاابه تثاصلهااا لال حركااى يااد الماارأة المريضااى التااص‬
‫باادأو ترفااع ياادها بعااد أ ساامعت تل﴿ااين الشااهادة أكثاار ممااا كاناات‬
‫تسااتطيع أ ترفعهااا ماان صباال ‪ ،‬وتبساامت معلنااى رضاااها واهتيارهااا‬
‫وصبولها دين ااسالم ‪.‬‬
‫فماا كااا مان ( كريمااى ) وهاص فااص صماى الفرحااى والساارور لال أ‬
‫باادأو تبشاارها وت﴿اارأ عليهااا سااورة يااس ‪ ..‬بينمااا ظلاات ترتساام علااى‬
‫محيا تلك المرأة ابتسامى سرور بسماع ال﴿رآ لعالناً منها برضاها‬
‫التام بما تسمع من آياو ال كر الحهيم ‪.‬‬
‫ولذا بالممرضااى اِّلمريهيااى التااص كاناات تتااابع مااا يحاادث دو أ‬
‫يشعر بها أحد تت﴿دم لتعرض تبرعها بأ تهاو شااهداً رسامياً علاى‬
‫لسالم هالى كريمى ل احتيج للى ذلك ‪.‬‬
‫أنطق كل شصذ ‪.‬‬ ‫أنط﴿ها اهلل ال‬
‫ال لله لال اهلل ! ! وها هو صدي﴿ص شهيف يسألنص عما يجاف عليناا‬
‫ونفس يجر ‪.‬‬ ‫تجاه ه ه المرأة التص ما ااق لها عرد ينب‬
‫أجبته ‪ :‬لنها أهت لنا فص ااسالم لماا ظهار لناا مان شاأنها ‪ ،‬ونهالُ‬
‫سريرتها للى اهلل عز وجال ‪ .‬صلات لاه ذلاك وأناا فاص غاياى الا هوق ‪،‬‬
‫ً ً‬
‫‪29‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫وصلبص يخفق فرحاً اسالم ه ه المرأة وهص فاص مراحال مت﴿دماى مان‬
‫المرض وصد أيس اِّلطباذ من شفائها ‪.‬‬
‫وذكَّاارو أهااص صااوق الرسااوق صاالى اهلل عليااه وساالم فااص الحااديث‬
‫رواه ابان مساعود رضاص اهلل عناه ‪ ،‬صااق ‪ :‬حاد نا‬ ‫المتفق عليه الا‬
‫رسوق اهلل صلى اهلل عليه وسلم ـ وهو الصادد المصدود ـ ‪:‬‬
‫(( ل أحدكم يُجمع هل﴿ه فص بطن أمه فص أربعين يوماً ‪ ،‬ام يهاو‬
‫عل﴿ى مثل ذلك ‪ ،‬م يهو مض ى مثل ذلك ‪ ،‬م يرسل اهلل لليه الملك‬
‫فينفخ فيه الرو ويؤمر بأربع ‪ :‬يهتاف راصاه وأجلاه وعملاه وشا﴿ص‬
‫ال للااه غيااره ل أحاادكم ليعماال بعماال أهاال‬ ‫أو سااعيد ؛ فااو اهلل ال ا‬
‫الجنااى حتااى مااا يهااو بينااه وبينهااا لال ذراع اام يساابق عليااه الهتاااب‬
‫فيختم لاه بعمال أهال الناار فيادهلها ‪ ،‬ول أحادكم ليعمال بعمال أهال‬
‫النااار حتااى مااا يهااو بينااه وبينهااا لال ذراع اام يساابق عليااه الهتاااب‬
‫فيختم له بعمل أهل الجنى فيدهلها ))‪.‬‬
‫م وضعت سماعى الهاتف ‪ ..‬أطرصت لحظى ‪ ،‬وضعت كفاص علاى‬
‫هد ؛ فما شعرو بنفسص لال وأنا أجه‪ ،‬بالبهاذ تأ راً واستبشاراً ‪،‬‬
‫وكا لك كااا حاااق ماان حااولص عناادما روياات لهاام ال﴿صااى تلااك الليلااى‬
‫وكانت لحظاو معطراو بالخشوع والدموع حامدين فيها هلل تعاالى‬
‫ً ً‬
‫‪31‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫‪ ،‬مهللين له ومسبحين لما تفضل به على ه ه المارأة مان الهداياى ‪..‬‬


‫أما صاحبص ف﴿د أهبرنص عندما الت﴿يت به فاص المساجد فيماا بعاد أناه‬
‫كلما ارتسمت فاص هيالاه صاورة ها ا الموصاف ‪ ،‬غلاف علياه شاعور‬
‫غريااف ماان الدهشااى وأحااس فااص جسااده ب﴿ُشااعريرة ‪ ،‬اام ال يجااد فااص‬
‫نفسه لال مزيداً من الرغبى فص الصالة وطوق الساجود والمهاث فاص‬
‫المسجد ‪.‬‬
‫مهالً ؛ فالحهايى لم تنته بعد ‪ ..‬ففص الليلاى نفساها التاص أسالمت فيهاا‬
‫ه ا ه الماارأة ـ ومااا مضاات ساااعاو علااى محاااد تص معااه ـ وعناادما‬
‫هاتفت صاحبص ِّلهبره بأ عليها أ تصلص الم رب والعشاذ علاى‬
‫ما يتيسر لهاا ولاو ليمااذً ؛ ولذا باه يخبرناص باأ اِّلجال المحتاوم صاد‬
‫ساابق الجميااع لليهااا ‪ ،‬أساالمت روحهااا لباريهااا مساالمى هها ا نحساابها‬
‫واهلل حسااايبها راضااايى بااااهلل ربااااً ‪ ،‬وبااساااالم دينااااً ‪ ،‬وبمحماااد نبيااااً‬
‫ورسوالً ؛ وما صلت هلل صالة واحدة ‪.‬‬
‫فااااللهم بحاااق ااساااالم وأُهُوَّتاااه نساااألك أ ترحمهاااا وأ تت﴿بلهاااا‬
‫بأحسن ال﴿بوق ‪.‬‬
‫اللهم لنا نسألك حسن الخاتمى ‪ ..‬يا أرحم الراحمين ‪.‬‬

‫‪ ‬مجلى البيا ‪.‬‬


‫ً ً‬
‫‪31‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫اصتربت السااعى مان الرابعاى صاباحاً‪ ..‬كال شاصذ حولهاا سااكن ال‬
‫شااصذ يتحاارك سااوى أوراد الشااجر عناادما يااداعبها نساايم السَّااحر‪..‬‬
‫أغصا الشجرة تتدلى بال﴿رب من الناف ة تهااد أ تعان﴿هاا‪ ..‬الهادوذ‬
‫والسهينى يعما كل شصذ‪ ..‬فجأة انطلق صوو المنباه‪ ..‬تارررر ‪..‬‬
‫ترررر ‪ ..‬تررر‪ ..‬أسهتت هديجى ه ا الصوو المزعج فص سرعى‬
‫فائ﴿ى وهبت من الفاراش‪ ،.‬توجهات متثاصلاى للاى الم سالى ‪ ..‬مشايتها‬
‫الث﴿يلى صارو معتادة بالنسبى لها؛ فهص فص نهايى الشهر الثاامن مان‬
‫ً ً‬
‫‪32‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫الحمل‪ ..‬بطنها كبيار وأرجلهاا متورماى‪ ..‬أصابحت تتعاف بساهولى‪..‬‬


‫وحتى تنفسها تجد فيه صعوبى‪ ..‬وجهها شاحف‪ ..‬جفونها متدليى مان‬
‫كثرة البهاذ‪ ..‬ولهنها ال بد أ ت﴿اوم فاص ذلاك الوصات‪ ..‬فلام يباق علاى‬
‫آذا الفجر سوى ساعى واحدة!!‬
‫هديجااى ماان أصاارب صاادي﴿اتص‪ ..‬كااا صااد ماار علااى اواجهااا حااوالص‬
‫الث سنواو فبالطبع كانت فرحتهاا وفرحاى اوجهاا غاامرة عنادما‬
‫عرفاا أنهاا حاماال ‪ ،‬ولهان فااص أحادى ايارتهااا للطبيباى المتخصصااى‬
‫وبعااد لجااراذ االهتباااراو الالامااى أهبرتهااا الطبيبااى أ االبنااه التااص‬
‫تحملها فص أحشائها عندها كليى واحدة ف﴿ط!! ‪.‬‬
‫سبحا اهلل! اِّلطباذ هنا فص ال رب بالرغم من تفاوصهم العلماص لال‬
‫أنهم يفت﴿دو المشاعر اانسانيى؛ فها هص هديجى فص صادمى رهيباى‬
‫مماا ساامعت والطبيبااى تخبرهااا فااص منتهااى الباارود أنااه ال يوجااد حال‬
‫فااور ولهاان بعااد الااوالدة ماان الممهاان أ تجاارى فحوصاااو علااى‬
‫المولاااودة لتحااادد صاااالحيى الهلياااى الواحااادة‪ ،‬ول لااام تهااان صاااالحى‬
‫فعملياو اراعى الهلى أصبحت مثل عملياو التلوا!! ‪.‬‬
‫هرجت هديجى من عند الطبيبى وهص فاص حالاى ذهاوق‪ ..‬ال تادر‬
‫كيف وصلت للى بيتها!! ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪33‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫أوق مولودة لهاا و بهلياى واحادة!! ماا العمال؟ هال مان الممهان أ‬
‫تهو الطبيبى مخطئى؟‬
‫بحثت هديجى واوجها عن أحسن اِّلطباذ فاص ها ا المجااق ولهان‬
‫نفسااه ‪ ..‬كليااى واحاادة! ومااع كاال‬ ‫كاال طبيااف كااا يااأتص بالتشااخي‬
‫ايارة لهل طبيف منهم كا أملها ي﴿ل ويضعف وفص النهاياى سالمت‬
‫لأماار الواصااع‪ .‬وآهاار طبيااف صاااق لهااا أال تتعاف نفسااها فالوضااع لاان‬
‫يت يير‪ ..‬وأدركت هديجى فص تلك اللحظى أنه ليس بيدها شصذ سوى‬
‫التوجه للى اهلل بالدعاذ‪ ..‬ومن ذلك اليوم صاررو أ ت﴿اوم فاص الثلاث‬
‫اِّلهير من الليل للصالة والدعاذ البنتها التص لم تولد بعد؛ ف﴿د أهبر‬
‫سبحانه وتعالى فص محهام التنزيال‪ :‬ولذا ساألك عبااد عنأاص فاإنأص‬
‫صريااف أُجي افُ دعااوة الاادَّاع لذا دعااا فليسااتجيبُوا لااص وليُؤمنُااوا بااص‬
‫شدُو ﴾ (الب﴿رة‪. )186:‬‬
‫لعلَّهُم ير ُ‬
‫ول يمسسك اهللَُّ بضُرٍّ فال كاشف لهُ لالَّ هُاو ول يمسساك بخيارٍ‬
‫فهُو على كُلأ شصذٍ صدير ﴾ (اِّلنعام‪. )17:‬‬
‫ول يمسسك اهللَُّ بضُرٍّ فال كاشف لهُ لالَّ هُو ول يُردك بخيرٍ فال‬
‫رادَّ لفضاله يُصاايفُ بااه ماان يشاااذُ مان عباااده وهُااو ال فُااورُ الاارَّحيمُ ﴾‬
‫(يونس‪. )117:‬‬
‫ً ً‬
‫‪34‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫وصااااق ربُّهُااامُ ادعُاااونص أساااتجف لهُااام ل َّ الَّااا ين يساااتهبرُو عااان‬


‫عبادتص سيدهُلُو جهنَّم داهرين ﴾ (غافر‪. )61:‬‬
‫وأيضاً ورد فص الحديث الشريف‪ ،‬عن أبص هريرة رضص اهلل عنه‬
‫أ رسوق اهلل صلى اهلل عليه وسلم صاق‪:‬‬
‫(( ينزق ربنا تبارك وتعالى كل ليلى للى السماذ الدنيا‪ ،‬حاين يب﴿اى‬
‫لااث اللياال اآلهاار في﴿ااوق‪ :‬ماان ياادعونص فأسااتجيف لااه‪ ،‬ماان يسااألنص‬
‫فأعطيه‪ ،‬من يست فرنص فأغفر له )) (رواه البخار ومسلم) ‪.‬‬
‫أي﴿نت هديجى أنه ال ملجاأ لال للياه فلام تتاردد فاص ال﴿ياام يومياًا صبال‬
‫كاناات تعانيااه ماان‬ ‫الفجاار بساااعى أو أكثاار بااالرغم ماان التعااف ال ا‬
‫الحمل ومن صلى النوم‪ ..‬يومياً تتجه فص الثلاث اِّلهيار مان الليال للاى‬
‫سجادتها فص مصالها وتسجد فص هشوع وتسأله سبحانه وتعالى أ‬
‫يراصها ابنى بصحى جيدة وكليتين! كانت تل فص دعائها وتبهص للاى‬
‫أ تبتاال سااجادتها ‪ ،‬لاام تهاال يومااً أو تماال‪ ..‬جساادها أصااب منههااً‪..‬‬
‫الركوع والسجود أصبحا فص غاياى الصاعوبى ولهنهاا لام تتراجاع أو‬
‫تشهو ولو مرة واحدة‪ .‬وكلما أهبرتها الطبيبى بنفس النتيجى ماع كال‬
‫ااداد عاازم هديجااى علااى ال﴿يااام فااص الثلااث‬ ‫ايااارة ومااع كاال فح ا‬
‫اِّلهير من الليل‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪35‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫أشفق عليها اوجها من كثرة ال﴿يام وهشص عليها من الصدمى عند‬


‫مولااد االبنااى ذاو كليااى واحاادة وكااا دائمااً يا كرها بااأ اهلل ساابحانه‬
‫وتعااالى صااد يااؤهر االسااتجابى ؛ ف﴿ااد روى أبااو سااعيد رضااص اهلل عاان‬
‫النبص صلى اهلل عليه وسالم صااق ‪ (( :‬ماا مان مسالم يادعو اهلل بادعوة‬
‫ليس فيها ل م وال صطيعى رحم لال أعطاه اهلل بها لحدى الث‪ :‬لماا أ‬
‫تعجل له دعوته‪ ،‬ولما أ يدهرها له فص اآلهارة‪ ،‬ولماا أ يصار‬
‫عنه من السوذ مثلها )) رواه أحمد فص المسند‪.‬‬
‫وكانت هص ت كر اوجها بأ ال حيلى لها لال أ تساأق اهلل؛ فاإ لام‬
‫تسأله هو سبحانه وتعالى فمن تسأق؟!‬
‫أبوابه ال تحـــجف‬ ‫ال تطلبنَّ بنص آدم حاجـــى *** وسل ال‬
‫اهلل ي ضف ل تركـت سؤاله *** وبنص آدم حـين يُسأق ي ضــف‬
‫وكيااف ال تسااأله وصااد أهبرنااا الرسااوق صاالى اهلل عليااه وساالم فااص‬
‫رواه عن ربه تبارك وتعالى‪:‬‬ ‫الحديث ال﴿دسص ال‬
‫(( يااا عباااد لااو أ أوَّلهاام وآهااركم ولنسااهم وجاانَّهم صاااموا فااص‬
‫ذلاك‬ ‫صعيد واحد فسألونص‪ ،‬فأعطيات كالَّ لنساا مساألته‪ ،‬ماا ن﴿ا‬
‫المخيط لذا أُدهل البحر )) (رواه مسلم) ‪.‬‬ ‫مما عند لال كما ين﴿ُ‬
‫ً ً‬
‫‪36‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫صباال الموعااد المتوصااع للااوالدة بحااوالص أساابوعين حضاارو هديجااى‬


‫لزيااارتص‪ ،‬ودهاال وصاات صااالة الظهاار فصاالينا وصباال أ ن﴿ااوم ماان‬
‫جلسااتنا امتاادو يااد هديجااى للااص وأمسااهت ب ا راعص وأهبرتنااص أنهااا‬
‫تحااس بإحساااس غريااف‪ .‬سااألتها ل كاناات تحااس بااأ ألاام فأجاباات‬
‫بالنفص ولهن للزيادة فص االطمئنا صررنا االتصاق بالطبيباى فطلبات‬
‫منااا م﴿ابلتهااا فااص المستشاافى‪ .‬حاولنااا االتصاااق باازوج هديجااى لهاان‬
‫بدو جدوى؛ فهو فص صالة الجمعاى‪ .‬فتوكلناا علاى اهلل وذهبناا للاى‬
‫المستشاافى وتعجبنااا أنهاام أهبرونااا أنهااا فااص حالااى والدة!! فجلساات‬
‫بجانبهااا أشااد ماان أارهااا وأرب ات علااى كتفهااا‪ ...‬وكاناات والحمااد هلل‬
‫كثيرة الدعاذ‪ ،‬وبالرغم من اآلالم لال لنها كانت تسأق اهلل أ يراصها‬
‫ابنى بصحى جيدة وكليتين ‪ ،‬وولدو فاطمى‪ ..‬ص يرة الحجام‪ ..‬دصي﴿اى‬
‫المالم ا ‪ ..‬وجههااا يمياال للااى الزرصااى‪ ،‬وفااص ظهرهااا ن﴿اارة (ن﴿ ازة)‬
‫فرام الهليى‬ ‫ص يرة صرب موصع الهليى‪ ،‬كأ جسدها الص ير امت‬
‫الناصصااى‪ ..‬بهياات وبهاات هديجااى ووسااط دموعهااا كاناات تتسااأق عاان‬
‫حالااى ابنتهااا‪ ..‬بماااذا أرد؟! ماااذا أصااوق ِّلم أعياهااا السااهر وتهاادلت‬
‫جفونها من البهاذ وما االت تتاألم؟!! ( ماا شااذ اهلل حلاوة ) حاولات‬
‫أ أصوق شيئاً أهراً ولهن الهلماو انحبست!! وسبحا اهلل ماا كانات‬
‫ً ً‬
‫‪37‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫لال دصاائق معاادودة وتحااوق اللاو اِّلارد للااى لااو ورد ‪ ،‬ودص﴿اات‬
‫فااص وجااه فاطمااى‪ ..‬ساابحا الخااالق‪ ..‬وجههااا جمياال‪ ،‬ولهاان كاال مااا‬
‫نظااارو اليهاااا تااا كرو المشااااكل التاااص صاااد تواجههاااا بسااابف الهلياااى‬
‫الواحدة‪ .‬لم أتهلم ولم تتهلم هديجى فهل واحدة منا كانت تفهر‪ ..‬مااذا‬
‫سيهو مصير الطفلى ذاو الهليى الواحدة؟‪.‬‬
‫المبدئص وأبل ونا أنهاا فيماا‬ ‫حضر أطباذ اِّلطفاق وأجروا الفح‬
‫يباادو طبيعياااى ولهااان ال باااد مااان لجاااراذ فحوصااااو مهثفاااى لمعرفاااى‬
‫صالحيى الهليى وه ا لن يتم لال بعد أسبوعين مان ميالدهاا‪ .‬تارددو‬
‫الشامل‪ .‬صالات لاص فاص‬ ‫هديجى كثيراً فص أه فاطمى اجراذ الفح‬
‫يوم من اِّليام ( صدر اهلل وما شاذ فعل‪ ..‬ال داعص ِّل أرهق جسادها‬
‫الضااايئل بتلاااك الفحوصااااو ) ‪ .‬ولهنهاااا أهااا و باِّلساااباب وصاااررو‬
‫لجااراذ تلااك الفحوصاااو‪ .‬وجاااذ اليااوم الموعااود وجلساانا فااص غرفااى‬
‫االنتظار نترصف هروج الطبيبى لتخبرنا عان حالاى الهلياى الواحادة‪..‬‬
‫هل ستحتاج فاطمى للى كلياى (جديادة ) أم أ كليتهاا الواحادة سات﴿وم‬
‫بعمل الهليتين؟!‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪38‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫وهرجاات الطبيبااى وعلااى وجههااا ابتسااامى باهتااى‪ ..‬توجهاات للينااا‬


‫مااذا حادث!! لهان ابنتاك‬ ‫وصالت ‪ ( :‬ال أدر ماذا أصاوق وال اعار‬
‫بصحى جيدة وبهليتين!!) ‪.‬‬
‫أتهزأ بالدعاذ وتزدريه *** وما تدر بما صنع الدعاذ!!‬
‫ما أجمل أ ر الدعــاذ وما أرحـــــم اهلل بخل﴿ه!!‪.‬‬
‫فاطمااى تبلاان اآل الخامسااى ماان عمرهااا‪ ..‬حفظهااا اهلل وجعلهااا صاارة‬
‫لعين والديها‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬لها أو الين ‪.‬‬


‫ً ً‬
‫‪39‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫كانت اهيى تتوصد شباباً وتتألق حيويى ‪ ،‬مزهوة بشاعرها المنسادق‬


‫ياأبى لال أ ينادس تحات حزامهاا الضااغط ‪.‬‬ ‫علاى كتفيهاا والا‬
‫تتمتع برشاصى ال زاق وهفاى الفراشاى ‪ ،‬وتعت﴿اد أنهاا يجاف أ تعاي‪،‬‬
‫حياتها وتستمتع بهل ماهو متا لها‪ .‬ولما دعيت يومااً لحفال لحادى‬
‫صااحباتها ودارو اِّلحادياث الشاائ﴿ى باين الحضاور ودار الحاوار‬
‫المتأرج من البارد الثلجص للاى الحاار البركاانص ‪ ،‬وكاا مماا أ اار‬
‫حفيظتها ح﴿اً حوار حوق الحجاب‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪41‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫لنها ت كر تلك الجميلاى الفاتناى ساناذ ‪ ،‬وهاص تتحادث عان طمأنيناى‬


‫صلبها وسهو نفسها يوم أ ارتدو الحجاب ‪ ،‬وذهبت للى أبعاد مان‬
‫ذلااك ‪ ،‬وهااص تؤكااد أ الحجاااب كااا الخطااوة اِّلولااى فااص مشااوارها‬
‫الطويل عبر دروب الحق والنور ‪ ،‬لذ عليها أ تضصذ صلبها بحف‬
‫آياااو اهلل وتنياار بصاايرتها بتاادبر معااانص تلااك اآلياااو العظيمااى‪،‬كما‬
‫عليها أ ت﴿رأ فص الف﴿ه والسيرة ‪ .‬م صررو سناذ أ العباراو أكثر‬
‫من اِّلوصاو ‪.‬‬
‫تفاااوو تفاعاال الحضااور مااع كااالم سااناذ ‪ ،‬فماان مؤيااد ومعااارض‬
‫ومست رب ومؤكد ‪ ،‬عدا صاحبتنا ف﴿د غلف على تعلي﴿اتها السخريى‬
‫واالساتهزاذ ‪ .‬هاصاى لحظاى محاولاى لحاداهن رباط الحجااب حاوق‬
‫عنق اهيى من باب االستدراج بااطراذ بجمالها لو كانت محجبى ‪،‬‬
‫مان صم﴿ام‬ ‫ارو و انتفضت كمارد نااه‬ ‫فما كا من اهيى لال أ‬
‫وصالت بانفعاق‪:‬‬
‫أرجوك أميطص عنص ها ا الاـ‪ ...‬ام مساحت عن﴿هاا وشاعرها وهاص‬
‫بعباراو أذهلت الجميع ‪ ،‬ف﴿د تطاولت على الشرع‬ ‫ترتجف وته‬
‫ربااط عنااق الماارأة بحباال المشاان﴿ى اام رماهااا بهاايس‬ ‫الحنيااف ال ا‬
‫أسود!!‬
‫ً ً‬
‫‪41‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫انبرو لزهيى واحدة من الحضور وبدأو باالرد عليهاا لهان اهياى‬


‫تمادو فص جحود ونهرا اِّلدلى الشارعيى ‪ ،‬ولام تجاد أمامهاا ساوى‬
‫صاموس السباب والشتائم فنهلت منه ‪ .‬أما سناذ ف﴿د أدركت أ اهيى‬
‫اهرجاات مااا ب﴿لبهااا ماان ضا ينى علااى ااسااالم وأهلااه ‪ ،‬وهشاايت أ‬
‫يهلك اهلل جميعهن بفعل واحدة مان السافيهاو ‪ ،‬فطلبات مان الجمياع‬
‫االست فار م اللجوذ للصمت‪ ،‬فالوضع ليس وضع ن﴿اش وال حوار‬
‫وال لصنااااع ‪ .‬وتفااارد جماااع الحفااال علاااى أتعاااس حااااق مااان التوصاااع ‪.‬‬
‫وعادو كل واحدة ولحظاو الحوار واالنفعاق شاهصى فص هيالها‪.‬‬
‫بعد ذلك الحفل التعس ‪ ،‬أحست اهيى أ شيئاً غامضاً سهن صلبهاا‬
‫وارع فيااه الهآبااى ‪ .‬حاولاات أ تهاارب ماان ذاتهااا بااالتفتي‪ ،‬عاان‬
‫عالصاو الهيى طائشى ‪ ،‬لهن كآبتها تحولت للى صداع مؤلم وشرود‬
‫دائااام ‪ .‬فاااص البداياااى جربااات الحباااوب المساااهنى والمهدئاااى فلااام يهااادأ‬
‫صداعها ‪ ،‬كا كبرياؤها يمنعها من لظهار التألم أمام أفراد عائلتها‬
‫هاصى اوجى أبيها ‪ .‬التص كانت تختصر معاناة اهيى بعباارة ( دلاع‬
‫بناو) ‪ ،‬ولم تهن تلك السيدة لتصدد ح﴿ي﴿ى مافيه اهيى لال ساعى أ‬
‫رأو رأسها صد ارتطم بأرض ال رفى فخرجت مسرعى تخبر الوالاد‬
‫صحبها للى المستشفى‪.‬‬ ‫ال‬
‫ً ً‬
‫‪42‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫هناك طلف الطبيف عدة تحليالو‪ ،‬وبدأو الشهوك تراود الطبياف‬


‫وتسارد الناوم مان عيناص الوالاد ‪ ،‬ام طلاف الطبياف صاورة طب﴿ياى‬
‫للدمام فجاذته الصورة تحمل الي﴿ين فص ناياها‪.‬‬
‫أهفااى الطبيااف تااأ ره وطمااأ والااد اهيااى وحمااد اهلل أنااه أدرك‬
‫المرض صبال فاواو اِّلوا ‪ .‬صفاز صلاف والاد اهياى مان باين أضالعه‬
‫مفاصله وهو يسامع الت﴿ريار ‪ :‬بداياى‬ ‫وجمع أطرافه مخفياً ارتجا‬
‫سرطا دمام ‪ ،‬وعالجه ممهن ل شاذ اهلل‪.‬‬
‫عليك احضار اهيى غداً صباحاً لبدذ العالج‪.‬‬
‫أمسك الطبيف باإبرة الادواذ ‪ ،‬وأعطاى اهياى التعليمااو ‪ ،‬وشار‬
‫لها المضاعفاو المتوصعاى ‪ ،‬كال شاصذ يمهان أ تتوصعاه اهياى عادا‬
‫تساصط شعرها!!‬
‫صاماات الممرضااى بإعطاااذ اهيااى ح﴿نااً هاصااى لمنااع الت﴿يااؤ الا‬
‫يصحف العالج الهيماو ‪ ،‬وفص اليوم التاالص تام تثبيات لبارة غليظاى‬
‫تساااتعمل لااازرد المحاليااال والعالجااااو الهيماوياااى طاااواق أرباااع و‬
‫عشرين ساعى ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪43‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫مرو على اهيى اِّلربع والعشرو ساعى اِّلولى بمارارة عل﴿مياى‬


‫‪ ،‬فمن ساعاو ألمها اِّلولى نسيت اهيى ساعادة حياتهاا كلهاا ‪ ،‬ولاو‬
‫سألها أحد كما سألها والدها ‪:‬‬
‫كيف حالك يا بنيى ؟‬
‫أجابت ‪ :‬فص أتعس حاق ‪ ،‬الموو أرحم مراو من ه ه الحياة!!‬
‫أطااارد والاااد اهياااى رأساااه ‪ ،‬وكفهاااف دموعاااه ‪ ،‬وود لاااو يفتاااديها‬
‫بروحه ‪ ،‬لهن هيهاو ‪ ،‬فماا أصااب اهياى يعجاز أهال اِّلرض عان‬
‫ت يير مساره وتصويبه نحو أ حبيف أو عدو ‪.‬‬
‫وكانت مشااعر اوجاى أبيهاا متأرجحاى باين ااساتنهار والر ااذ ‪،‬‬
‫وفاص الياوم الثالاث بعاد لعطائهاا الح﴿ان والحباوب بحاوالص سااعى ‪،‬‬
‫بدأو اهيى باالت﴿يؤ الشاديد المتهارر المصاحوب بااآلالم الحاادة فاص‬
‫المعدة ‪ ،‬وبدأو معنوياتها باانهيار مما أ ر أبلن اِّل ار علاى اوجاى‬
‫أبيهااا التااص هرعاات للااى الطبيااف طالبااى النجاادة والمعونااى ‪ ،‬فتوجااه‬
‫الطبيف للاى حياث ترصاد اهياى وحااوق تهدئاى روعهاا بإعالمهاا أ‬
‫ت هف ب هاب المرض بإذ اهلل ‪.‬‬ ‫ه ه أعراض مؤصتى وسو‬
‫ً ً‬
‫‪44‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫توالاات المصااائف واآلالم علااى اهيااى ‪ ،‬وماارو أيااام ذاصاات فيهااا‬


‫مرارة انتظار الجرعاو ‪ ،‬وال تسل عن حالتها يوم أه ها للجرعاى‬
‫هاو أشاد صاعوبى مان المارض‬ ‫العالج الا‬ ‫‪ ،‬ل﴿د كادو أ ترف‬
‫نفسه لوال تثبيت ذويها لها والطاصم الطبص حولها ‪.‬‬
‫و ما هص لال أسابيع صليلى حتى رأو اهيى هاالو من السواد حوق‬
‫عينيهااا ‪ ،‬أرادو أ تهاارب ماان ها ه الح﴿ي﴿ااى فوضااعت شاايئاً‪ -‬ماان‬
‫الزينى حوق عينيها ‪ ،‬ارتادو أضايق مالبساها فوجادتها فضفاضاى ‪،‬‬
‫وصفاات أمااام مرآتهااا وأمسااهت هصاالى ماان شااعرها فتساااصطت بااين‬
‫أناملها ‪ ،‬وسا﴿طت اهياى منهاارة تبهاص لنهاا ال ت﴿اوى علاى اسات﴿باق‬
‫سناذ التص أصرو على ايارتهاا ‪ ،‬فأجلات ايارتهاا علهاا تزورهاا‬
‫وصفه اِّلطباذ بأنه فعاق ‪.‬‬ ‫بعد أ يثمر العالج ال‬
‫كاناات كلمااا شااعرو باااآلالم فااص رأسااها تصاارخ وتمسااك رأسااها‬
‫فيتساصط شعرها‪ ،‬وغدا بهثافى أشجار صاحراذ صاحلاى بعاد أ كاا‬
‫بهثافى أشجار اِّلمااو ‪.‬‬
‫أهبرو اوجى أبص اهيى سناذ صائلى ‪:‬‬
‫ً ً‬
‫‪45‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫الح﴿ي﴿ى يا بنيتص أ حالى اهيى تتدهور بسرعى ‪ ،‬و حب ا لاو صمات‬


‫بزيارتها علها تسعد بوجودك للى جوارها ‪.‬‬
‫طارو سناذ من الفر ‪ ،‬وحملت أجمل الهدايا وأطيف المأكوالو‬
‫لزميلتهااا اهيااى ‪ ،‬وعناادما دهلاات عليهااا تعرفاات عليهااا بصااعوبى‬
‫انفعاالتهااا ‪ ،‬وأظهاارو‬ ‫وصااافحتها ‪ ،‬كفهفاات دموعهااا وصاوماات‬
‫أمام اهيى ‪ ،‬حاولت مخاطبى الرو فيها صائلى ‪:‬‬ ‫تماسها أجو‬
‫صاد يهاو المارض كفاارة ورفااع درجااو ‪ ،‬هنيئاا لاك لناك ت﴿ضااين‬
‫وال ا كر واالساات فار ‪ ،‬صااوبت اهيااى‬ ‫وصتااك الطوياال فااص التساابي‬
‫نحوهااا نظااراو اائفااى وأشاااحت بوجههااا عنهااا وعاان أصاانا‬
‫اِّلطعمى المل﴿اة أمامها ‪.‬‬
‫ت طاص باه رأساها ‪ ..‬فرأتاه صا راً‬ ‫تأملت ساناذ حجااب اهياى الا‬
‫ملو اً ‪ ،‬تماماً كما وصفت اهيى الحجاب أوق مرة!!‬
‫اادحماات المعااانص والعباار فااص ع﴿اال سااناذ ‪ ،‬وأطرصاات رأسااها ‪..‬‬
‫وتحسابُونهُ‬ ‫وهص تسمع وجيف صلبهاا وهاص تا كر اآلياى الهريماى‪:‬‬
‫هيأناً وهُو عند اهللَّ عظيم ﴾ ‪.‬‬

‫‪ ‬أم حسا الحلو ‪ ،‬موصع ااسالم اليوم ‪.‬‬


‫ً ً‬
‫‪46‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫عادو الفتاة الص يرة مان المدرساى ‪ ،‬وبعاد وصاولها للاى البيات‬
‫الحظت اِّلم أ ابنتها صد انتابها الحز ‪ ،‬فاستوضحت من الفتاة عن‬
‫سبف ذلك الحز ‪.‬‬
‫صالاات الفتاااة ‪ :‬أماااه ل مدرتسااتص هااددتنص بااالطرد ماان المدرسااى‬
‫بسبف ه ه المالبس الطويلى التص ألبسها ‪.‬‬
‫اِّلم ‪ :‬ولهنها المالبس التص يريدها اهلل يا ابنتص ‪.‬‬
‫الفتاة ‪ :‬نعم يا أماه ‪ ..‬ولهن المدرتسى ال تريد ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪47‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫اِّلم ‪ :‬حسناً يا ابنتص ‪ ،‬المدرسى ال تريد ‪ ،‬واهلل يريد فمان تطيعاين‬


‫؟‬
‫أوجدك وصورك‪ ،‬وأنعم عليك ؟‬ ‫أتطعين اهلل ال‬
‫أم تطيعين مخلوصى ال تملك لنفسها نفعاً وال ضراً ‪.‬‬
‫ف﴿الت الفتاة ‪ :‬بل أطيع اهلل ‪.‬‬
‫ف﴿الت اِّلم ‪ :‬أحسنت يا ابنتص و أصبت ‪.‬‬
‫وفص اليوم التالص ‪ ..‬ذهبت تلك الفتااة بالثيااب الطويلاى ‪ ..‬وعناد ماا‬
‫رأتها معلمتها أه و تؤنبها ب﴿سوة ‪..‬فلم تستطيع تلاك الصا يرة أ‬
‫تتحمل ذلك التأنيف مصحوباً بنظراو صدي﴿اتها لليها فما كا منهاا‬
‫لال أ انفجرو بالبهاذ ‪ ..‬م هتفت تلك الصا يرة بهلمااو كبيارة فاص‬
‫معناها ‪ ..‬صليلى فص عددها ‪ :‬واهلل ال أدر من أطيع ؟ أنت أم هو !‪.‬‬
‫فتساذلت المدرسى ‪ :‬ومن هو ؟ ‪.‬ف﴿الات الفتااة ‪ :‬اهلل ‪ ،‬أطيعاك أنات‬
‫فااألبس مااا ترياادين وأعصاايه هااو ‪ .‬أم أطيعااه وأعصاايك ‪ ،‬سااأطيعه‬
‫سبحانه وليهن ما يهاو ‪ .‬ياا لهاا مان كلمااو هرجات مان ذلاك الفام‬
‫الص ير ‪ .‬كلماو أظهرو الوالذ المطلق هلل تعالى ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪48‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫أكدو تلك الص يرة االلتزام والطاعى ِّلوامر اهلل الواحاد ال﴿هاار ‪.‬‬
‫هال ساهتت عنهاا المعلماى ؟ ‪ .‬ل﴿اد طلبات المعلماى اساتدعاذ أم تلاك‬
‫الطفلى ‪..‬فماذا تريد منها ؟‬
‫وجاذو اِّلم ‪.‬‬
‫ف﴿الت المعلماى لاأم ‪ :‬ل﴿اد وعظتناص ابنتاك أعظام موعظاى سامعتها‬
‫فص حياتص ‪ .‬نعم ل﴿د اتعظت المعلمى من تلمي تها الص يرة ‪.‬‬
‫المعلماى التاص درسات التربياى وأها و صساطاً مان العلام ‪ .‬المعلماى‬
‫التص لم يمنعها علمها أ تأه " الموعظاى " مان صا يرة صاد تهاو‬
‫فااص ساان لحاادى بناتهااا ‪ .‬فتحيااى لتلااك المعلمااى ‪.‬وتحيااى لتلااك الفتاااة‬
‫الص يرة التص تل﴿ت التربيى ااسالميى وتمسهت بها ‪.‬‬
‫وتحيى لأم التص ارعت فص ابنتهاا حاف اهلل ورساوله ‪ .‬اِّلم التاص‬
‫علمت ابنتها حف اهلل ورسوله ‪.‬‬
‫فيا أيتها اِّلمهاو المسلماو ‪ :‬بين أيديهن أطفاالهن وهام كاالعجين‬
‫تسااتطعن تشااهيلهم كيفمااا شاائتن فأساارعن بتشااهيلهم التشااهيل ال ا‬
‫يرضااى اهلل ورسااوله ‪ .‬علماانهم الصااالة ‪.‬علماانهم طاعااى اهلل تعااالى‬
‫‪.‬علمانهم الثبااو علااى الحاق ‪.‬علمانهم كاال ذلاك صباال وصاولهم ساان‬
‫ً ً‬
‫‪49‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫المراه﴿ااى ‪ .‬فااإ فاااتتهم التربيااى و هاام فااص مرحلااى الص ا ر فااإنهن‬


‫ستندمن أشد الندم على ضياع اِّلبناذ عند الهبر ‪.‬‬
‫وه ه الفتاة لم تهن فاص عصار الصاحابى ‪ ..‬وال التاابعين ‪.‬لنماا فاص‬
‫العصر الحديث ‪.‬وه ا مما يدق على أننا باستطاعتنا أ نوجد أمثاق‬
‫تلك الفتاة ‪ .‬الفتاة الت﴿يى الجريئى على لظهار الحاق والتاص ال تخشاى‬
‫فاص اهلل لومااى الئاام فياا أهتااص المؤمنااى …‪ .‬هااا هااص ابنتااك بااين يااديك‬
‫‪.‬فاس﴿يها بماذ الت﴿وى والصال ‪ .‬وأصلحص لها بيئتهاا طااردة عنهاا‬
‫الطفيلياو والحشراو الضارة ‪.‬‬
‫وها هص اِّليام أمامك ‪ .‬فانظر ماذا تفعلين باِّلمانى التص أودعهاا‬
‫لديك رب السمواو واِّلرض !! ‪.‬‬
‫صاق رسوق اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪:‬‬
‫(( من أرضى الناس بسخط اهلل وكله اهلل للى الناس ‪ ،‬ومن أسخط‬
‫الناس برضا ا هلل كفاه اهلل مؤنى الناس )) ‪ .‬صحي الجامع الصا ير‬
‫ج ‪ 5‬حديث رصم ‪.5886‬‬

‫‪ ‬المراجع ( مواصف ليجابيى ‪ ،‬لنجيف العامر ‪ ،‬ج ‪ 27 / 2‬ـ ‪ 31‬وال﴿صى ن﴿الً عن مواصف ذاو عبر العمر اِّلش﴿ر‬
‫ً ً‬
‫‪51‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫صرر صاحبنا الزواج وطلف من أهله البحث عن فتاة مناسابى ذاو‬


‫هلااق ودياان ‪ ،‬وكمااا جاارو العاااداو والت﴿اليااد حااين وجاادوا لحاادى‬
‫صريباته وشعروا بأنها تناسبه ذهبوا لخطبتها ولام يتاردد أهال البنات‬
‫فص المواف﴿ى لما كا يتحلى به صاحبنا من م﴿وماو ت رى أيى أسرة‬
‫بمصاااهرته وسااارو اِّلمااور كمااا يجااف وأتاام اهلل فاارحتهم ‪ ،‬وفااص‬
‫عرس جميل متواضع اجتمع اِّلهل واِّلصحاب للتهنئى ‪.‬‬
‫الحاا المحيطااو‬ ‫وشاايئاً فشاايئاً بعااد الاازواج وبماارور اِّليااام‬
‫بزوجتاه وتعل﴿اه بهاا ‪ ،‬وبالم﴿ابال‬ ‫بصحابنا هيامه وغراماه الجاار‬
‫أهل البنت است ربوا عدم مفارصى ذكر اوجها للسانها ‪ .‬أ نعام هام‬
‫ً ً‬
‫‪51‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ال يعلموناه‬ ‫يؤمنو بالحف ويعلمو أنه يزداد بالعشرة ولهن الا‬
‫أو لم يخطر لهم بباق أنهما سيتعل﴿ا ببعضها للى ه ه الدرجى ‪.‬‬
‫وبعاااد مااارور اااالث سااانواو علاااى اواجهماااا بااادؤوا يواجهاااو‬
‫الض ا وط ماان أهاااليهم فااص مسااألى اانجاااب‪ِّ ،‬ل اآلهاارين مماان‬
‫تزوجاوا معهام فاص ذلاك التااريخ أصاب لاديهم طفال أو ا ناا وهام‬
‫مااالوا كما هم ‪ ،‬وأه و الزوجى تل على اوجها أ يهشفوا عند‬
‫الطبيف عل وعسى أ يهو أمراً بسيطاً يتنهى بعالج أو توجيهاو‬
‫طبيى ‪.‬‬
‫وهنا وصع ما لم يهن بالحسبا ‪ ،‬حيث اكتشفوا أ الزوجى (ع﴿يم)‬
‫وبدأو التلميحاو من أهل صاحبنا تهثر وال مز واللمز يزداد للى‬
‫أ صارحته والدته وطلبت منه أ يتزوج بثانيى ويطلق اوجته أو‬
‫يب﴿ها على ذمته ب رض اانجاب من أهارى ‪ ،‬فطفا كيال صااحبنا‬
‫جمع أهله وصاق لهم بلهجى الوا ق من نفسه تظنو أ اوجتص‬ ‫ال‬
‫ع﴿يم ؟! ل الع﴿م الح﴿ي﴿ص ال يتعلق باانجاب ‪ ،‬أنا أراه فص المشاعر‬
‫الصادصى والحف الطاهر العفيف ومن ناحيتص وهلل الحمد تنجاف لاص‬
‫اوجتص فاص الياوم الواحاد أكثار مان مائاى مولاود وراض بهاا وهاص‬
‫راضيى فال تعيدوا لها سيرة الموضوع التافه أبداً ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪52‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫كااانوا يتوصعااو وصااوع فااراصهم بااه ‪ ،‬ساابباً‬ ‫وأصااب الع﴿اام ال ا‬


‫يهناه صااحبنا لهاا‬ ‫اكتشفت به الزوجى مدى التضحيى والحاف الا‬
‫وبعد مرور أكثر من تسع سنواو صضااها الزوجاا علاى أروع ماا‬
‫من الحف والرومانسيى بدأو تهاجم الزوجى أعراض مرض‬ ‫يهو‬
‫غريبى اضطرتهم للى الهشف عليها ب﴿لق فص لحادى المستشافياو ‪،‬‬
‫حولهم للى ( مستشفى الملك فيصال التخصصاص ) وهناا ااد‬ ‫ال‬
‫ال﴿لق لمعرفى الزوج وعلمه أ المحاولين للاى ها ا المستشافى عاادةً‬
‫ما يهونو مصابين بأمراض هطيرة ‪.‬‬
‫الحالى ولجراذ الاالام مان تحاليال وكشاف طباص ‪،‬‬ ‫وبعد تشخي‬
‫صار اِّلطباذ اوجها بأنها مريضى باداذ عضااق عادد المصاابين‬
‫به معدود على اِّلصابع فص الشرد اِّلوسط ‪ ،‬وأنها لن تعاي‪ ،‬كحاد‬
‫أصصى أكثر من همس سنواو بأيى حاق من اِّلحواق واِّلعمار بياد‬
‫اهلل ‪.‬‬
‫يزياد اِّللاام والحسارة أ حالتهااا ستساوذ فااص كال ساانى‬ ‫ولهان الا‬
‫أكثر من ساب﴿تها‪ ،‬واِّلفضال لب﴿اؤهاا فاص المستشافى لتل﴿اص الرعاياى‬
‫الطبيى الالامى للى أ يأه اهلل أمانته ‪ .‬ولام يخضاع الازوج لرغباى‬
‫لب﴿اذها لديهم وصااوم أعصاابه كاص ال تنهاار وعازم‬ ‫اِّلطباذ ورف‬
‫ً ً‬
‫‪53‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫على تجهياز شا﴿ته بالمعاداو الطبياى الالاماى لتهيئاى الجاو المناساف‬


‫كااص تتل﴿ااى اوجتااه بااه الرعايااى فابتاااع مااا تجاااواو صيمتااه الااـ (‬
‫‪ 261111‬رياااق ) ماان أجهاازة ومعااداو طبيااى ‪ ،‬جهااز بهااا شاا﴿ته‬
‫لتست﴿بل اوجتاه بعاد الخاروج مان المستشافى ‪ ،‬وكاا أغلاف المبلان‬
‫الم كور صد تدينه بااضافى للى سلفى اصترضها من البنك ‪.‬‬
‫واساات﴿دم لزوجتااه ممرضااى متفرغااى كااص تعاونااه فااص ال﴿يااام علااى‬
‫حالتها ‪ ،‬وت﴿دم بطلف ادارته ليأه أجاااة مان دو راتاف ‪ ،‬ولهان‬
‫لعلمه بم﴿دار الديو التص تهبدها ‪ ،‬فهو فص أشد الحالى‬ ‫مديره رف‬
‫لهل رياق من الراتف ‪ ،‬فها فص أ نااذ دواماه يهلفاه بأشاياذ بسايطى‬
‫ما ل ينتهص منها حتى يأذ لاه رئيساه باالخروج ‪ ،‬وكاا أحيانااً ال‬
‫يتجااوا وجاوده فاص العمال السااعتين وي﴿ضاى بااصص سااعاو يوماه‬
‫عند اوجته يل﴿مها الطعام بياده ‪ ،‬ويضامها للاى صادره ويحهاص لهاا‬
‫والرواياااو ليسااليها وكلمااا ت﴿اادمت اِّليااام اادو اآلالم ‪،‬‬ ‫ال﴿صا‬
‫والزوج يحاوق جاهداً التخفيف عنها ‪ .‬وكانت صد أعطت ممرضتها‬
‫صندوصاً ص يراً طلبت منهاا الحفااع علياه وعادم ت﴿ديماه ِّل كاائن‬
‫كا ‪ ،‬لال لزوجها لذا وافتها المنيى ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪54‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫وفااص يااوم اال نااين مساااذً بعااد صااالة العشاااذ كااا الجااو ممطااراً‬
‫لها ال﴿لاف‬ ‫وصوو اهاو المطر حين ترتطم بنواف ال رفى يرص‬
‫فرحاً ‪ ..‬أه صاحبنا ينشد الشعر على حبيبته ويت زق فص عينيهاا ‪،‬‬
‫فنظارو لاه نظارة الماودع وهاص مبتسامى لاه ‪ ..‬فنزلات الدمعاى مان‬
‫عينه ادراكه بحلوق ساعى الصفر ‪ ..‬وشه﴿ت بعاد ابتساامتها شاه﴿ى‬
‫هرجت معها روحها وكادو تأه مان هاوق الموصاف رو اوجهاا‬
‫معهااا ‪ .‬وال أرغااف فااص ت﴿طيااع صلبااص وصلااوبهم با كر مااا فعلااه حااين‬
‫ودفنهااا بيااومين جاااذو‬ ‫توفاهااا اهلل ‪ ،‬ولهاان بعااد الصااالة عليهااا‬
‫الممرضى التص كانت تتابع حالى اوجته فوجدته كالخرصاى البالياى ‪،‬‬
‫فواسته وصدمت له صندوصاً ص يراً صالت لاه ل اوجتاه طلبات منهاا‬
‫ت﴿ديمه له بعد أ يتوفاها اهلل ‪ ...‬فماذا وجد فص الصندود ؟! اجاجى‬
‫عطر فارغى ‪ ،‬وهص أوق هديى صادمها لهاا بعاد الازواج ‪ ...‬وصاورة‬
‫لهما فص ليلى افافهم ‪ .‬وكلمى ( أحبك فاص اهلل ) من﴿وشاى علاى صطعاى‬
‫يهااو فااص اهلل‬ ‫مسااتطيلى ماان الفضااى وأعظاام أنااواع الحااف هااو الا‬
‫ورسالى صصيرة ساأن﴿لها كماا جااذ نصاها ت﴿ريبااً ماع مراعااة حا‬
‫اِّلسماذ واستبدالها بصلى ال﴿رابى ‪.‬‬
‫الرسالى ‪:‬‬
‫ً ً‬
‫‪55‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫اوجص ال الص ‪ :‬ال تحز على فراصص فواهلل لو كتف لص عمر ا‬


‫الهترو أ أبدأه معك ولهن أنت تريد وأنا أريد واهلل يفعل ما يريد‪.‬‬
‫أهص فال ‪ :‬كنت أتمنى أ أراك عريساً صبل وفاتص ‪.‬‬
‫أهتص فالناى ‪ :‬ال ت﴿ساص علاى أبنائاك بضاربهم فهام أحبااب اهلل وال‬
‫يحس بالنعمى غير فاصدها ‪.‬‬
‫حاين طلبات مان‬ ‫عمتاص فالناى ( أم اوجهاا ) ‪ :‬أحسانت التصار‬
‫ابنك أ يتزوج من غير ِّلنه جدير بمان يحمال اسامه مان صاال‬
‫ال ريى بإذ اهلل ‪.‬‬
‫كلمتص اِّلهيرة لك يا اوجص الحبياف أ تتازوج بعاد وفااتص حياث‬
‫لم يبق لك ع ر ‪ ،‬وأرجو أ تسمى أوق بناتك بأسامص ‪ ،‬واعلام أناص‬
‫سأغار من اوجتك الجديدة حتى وأنا فص صبر ‪..‬‬
‫النهايى ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫ً ً‬
‫‪56‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫اماارأة فااص الع﴿ااد الرابااع ماان عمرهااا لااديها أوالد التزماات من ا مااا‬
‫ي﴿ارب أربعاى عشار عامااً ‪ ،‬كانات فيهاا تواجاه طوفانااً جارفااً ممان‬
‫كانوا حولها كلهم يريدو منهاا أ تبتعاد عان ها ا الطرياق ‪ ،‬ولهان‬
‫كا اهلل معها وعلام صادد نبيتهاا فأعانهاا بمادد مان عناده وااد فاص‬
‫مان‬ ‫ليمانها به فص كل يوم يمر بهاا بفضال مان اهلل ‪ ،‬ف﴿ارأو اآلال‬
‫الهتف والمجلداو فص الع﴿يدة والرصائق والحديث والف﴿ه لعلمااذ كثار‬
‫منهم ابن تيميى وابان ال﴿ايم الجواياى ومحماد بان عباد الوهااب وابان‬
‫حجر العس﴿النص وعبد الرحمن الدوسر وسيد صطف وكتاف كثيارة‬
‫ً ً‬
‫‪57‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ماان اِّلشاارطى لجمااع ماان‬ ‫ال أصاادر أ احصاايها لهاام وأيض ااً اآلال‬
‫العلماذ ‪.‬‬
‫صرأته ‪..‬‬ ‫ه ا بالنسبى لل‬
‫أماااا كياااف ت﴿ضاااص وصتهاااا فهاااو كااااآلتص ‪ :‬ت﴿اااوم السااااعى العاشااارة‬
‫والنصااف صااباحاً تصاالص الضااحى لماادة نصااف ساااعى اام تاادهل‬
‫المطبخ م تصلص الظهار والراتباى التاص صبلاه وبعاده ام ت﴿ارأ ال﴿ارآ‬
‫وهص تختم كل همسى أيام أو سبعى م يأتص العصر فتصالص العصار‬
‫م ت﴿رأ كتف العلام وهاص تناام فاص الليال ف﴿اط سااعتين ‪ ،‬وت﴿اوم بااصص‬
‫اللياال حتااى شاارود الشاامس وتصاالص ركعتااين وتنااام ‪.‬وهااص تصااوم‬
‫صيام نبينا داود عليه السالم ‪.‬‬
‫أما لذا أتى رمضا فلهاا معاه شاأ آهار ‪ ،‬فهاص تخاتم ال﴿ارآ كال‬
‫يومين فص العشرين اِّلولى وفص العشر الواهر تختم ال﴿رآ كل يوم‬
‫ت﴿اوم علاى صاادميها مان بعاد صااالة العشااذ حتاى صباال الفجار بنصااف‬
‫ساعى فتتسحر وتنام وأكثر ما تنام فص رمضا ‪ 4‬سااعاو ف﴿اط فاص‬
‫اليوم وهاصى فص العشر اِّلواهر ‪.‬‬
‫أسااألهم باااهلل هاال توجااد اماارأة تعماال مثلهااا ه ا ا الاازمن ؟ علاايهم‬
‫بااجاباااى ‪ .‬وهااا ه المااارأة ت﴿اااوم بمسااااعدة اِّلسااار الف﴿يااارة بالطعاااام‬
‫ً ً‬
‫‪58‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫والمالبااس وبهاال مااا تسااتطيعه ‪ ،‬وهااص أيض ااً داعيااى ولهاان بشااراذ‬
‫الهتف واِّلشرطى وتوايعها على الناس ‪.‬‬
‫ولهن يا لهوتص اِّلهم من كل ه ا أ ه ه المرأة تعاي‪ ،‬باين أنااس‬
‫كلهم يريدو أ يثنوها هن ه ا الطريق حتى لنهم صالوا لها لنك بك‬
‫سحر وأتوا لها بال﴿راذ وكل واحد ي﴿وق لهم ليس بها شصذ ولهن لام‬
‫ن ا هف‬ ‫ي﴿تنعااوا أبااداً ‪ .‬وفااص ماارة أه ا وها بخدعااى وصااالوا لهااا سااو‬
‫للعشاذ عند صريف وذهبوا بها للى م﴿رئ واهلل العظيم لنها ت﴿وق صبل‬
‫ا ي﴿اارأ الرجاال أمسااك بهااا ماان عن﴿هااا وبمساااعدة أوالدهااا واوجهااا‬
‫وأه يض ط علاى عن﴿هاا حتاى كاادو روحهاا تخارج وهاص تتوسال‬
‫ِّلوالدهااا ا يخلصااوها ولهاان لاام يسااتجف أحااد ماانهم لهااا ‪ ،‬ولهنهااا‬
‫صبرو وتحملت كل ذلك اِّلذى فص سبيل دينها ‪.‬‬
‫وضااربت أيض ااً وأدهلاات المستشاافى وأجرياات لهااا عمليااى بساابف‬
‫الضرب ولهنها لام تحاد عان دينهاا مث﴿ااق ذرة بال علاى العهاس ااد‬
‫ليمانها وتمسهها بحبلاه المتاين ‪ .‬وهام ماا االاوا يريادو أ يثنونهاا‬
‫عن الطرياق حتاى تهاو ماثلهم وعلاى طاري﴿تهم فاص اللهاو واللعاف‬
‫والخااروج للااى اِّلماااكن المختلطااى والتباارج والساافور ‪ ،‬وهااص فااص‬
‫صراع معهم وال ملجأ لديها تلجأ لليه لال اهلل سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪59‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ه ه هص المحنى العظيمى التص تعيشها ه ه المرأة ‪.‬‬


‫لهوتص ‪ :‬ما أردو بهتاباى صصاتها شاهرة أباداً ولهان لشاح هممهام‬
‫ودفعهم للى الصبر لذا كاا مان بيانهم مان هاو مبتلاى فاص ديناه ِّل‬
‫ه ه سنى اهلل فص هل﴿ه وال بد من االبتالذ كما صااق اهلل عاز وجال ‪:‬‬
‫أحسف النَّاسُ أ يُتركُوا أ ي﴿ُولُاوا آمنَّاا وهُام ال يُفتنُاو ‪ ،‬ول﴿اد فتنَّاا‬
‫َّال ين من صبلهم فليعلمنَّ اهللَُّ َّال ين صدصُوا وليعلمنَّ الهاذبين ﴾ ‪.‬‬
‫ه ه هص صصى ه ه المرأة ن﴿لتها لهم كما روتها لص ‪:‬‬
‫ه ه امرأة تفعل كل ذلك ونحن !!‪.‬‬
‫أترك لهم الفرصى حتى يراجع كل واحد منا نفسه ويحاسابها مااذا‬
‫صدمت له ا الدين العظيم ‪.‬‬
‫وفص الختام أتمنى مان كال واحاد مانهم أ يتوجاه للاى اهلل بالادعاذ‬
‫له ا ه الماارأة بظهاار ال يااف حتااى يفاارج اهلل مااا بهااا وأ يجعاال لهااا‬
‫هص فيه ‪.‬‬ ‫مخرجاً من ه ا البالذ ال‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬منتدياو المسافر ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪61‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫اِّلم هص نبع الحف والحنا هص اِّلما والسعادة واالطمئناا هاص‬


‫بلساام الجاارا ربمااا تهااو هااص ساابف اشااتياصنا للاادار‪ ..‬لاا لك ماان‬
‫الطبيعص أ يحف الجميع أمهاتهم وال نتعجف أبداً لذا سمعنا شخصاً‬
‫ي﴿ااوق لنااص أحااف أمااص ‪ ..‬ولهاان مااا موصفااك أهااص وأهتااص لذا ساامعت‬
‫شخصااً ي﴿ااوق أكااره أمااص ‪ ،‬أتمنااى لهااا المااوو‪ ..‬أتعت﴿اادو أ هناااك‬
‫سبباً يدفع أ لنسا ِّل ي﴿وق أكره أمص ؟‬
‫لأسااف ل﴿ااد ساامعتها ماان اميلااى لااص فااص المرحلااى الثانويااى ماان‬
‫الدراسااى صالاات لااص لنااص أكااره أمااص تفاجئاات منهااا وكاادو أضااربها‬
‫ولهنص صرهت فص وجهها لماذا اليجوا ال ت﴿ولص ها ا ‪ ،‬ولسات أناا‬
‫ً ً‬
‫‪61‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ف﴿ط من استنهر صولها وأنبها بل كل الفتياو الالتص سمعنها صرهن‬


‫كتابااى أ تعبياار يهااو‬ ‫فاص وجههااا ‪ ..‬أتصاادصو أنهااا كانات تاارف‬
‫م﴿رراً علينا فص المنهج كتابى لذا كاا متعل﴿ااً بااِّلم ولذا كتبتاه تحات‬
‫ض ط المدرسى التهتف فيه سوى عن صسوتهن‪.‬‬
‫وفااص أحااد اِّليااام ت﴿رباات منهااا وكنااا أنااا وهااص ف﴿ااط فااص الفصاال‬
‫الدراسص وسألتها عن سبف كرهها ِّلمهاا صاع﴿تنص أجابتهاا ونادمت‬
‫لما صرهت فاص وجههاا ‪ .‬هاص لام تتاردد فاص لهباار عان حهايتهاا‬
‫ومأساتها مع أمها أحسسات بأنهاا كانات تتمناى مان امان طويال أ‬
‫ماان جراحهااا‬ ‫يسااألها أحااد عاان معاناتهااا ليتساانى لهااا لهااراج بع ا‬
‫وآالمهااا التااص كاناات تعهاار عليهااا حياتهااا ل﴿ااد أحسساات فااص حينهااا‬
‫بوحاادتها‪ .‬صالاات لااص لساابف مااا طلااق أبااص أمااص ‪ ،‬وكناات أنااا فااص ساان‬
‫الرضاعى ولد أهواو ولهوا أكبر منص فص العمر فخرجت أماص‬
‫من بيت والد ولم ترض أ تأه أ ابن من أبنائها معها حتى أنا‬
‫‪ ،‬وبعاد مارور فتارة مان‬ ‫التص كنت أرضع من ديها رفضت أها‬
‫هروجهااا ماان المناازق مرضاات مرضااً شااديداً فأها نص والااد لليهااا‬
‫ولهنها أبت أ تحملنص أو أ تست﴿بلنص فص منزلها وصالت ِّلباص لنهاا‬
‫ابنتك وال أريدها اذهف وارعها بنفسك ‪ ،‬فرجع أبص بص للى المنزق‬
‫ً ً‬
‫‪62‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫وعشنا مع والد وهو كا يهتم بجميع أمورنا حتى كبرنا لام تفهار‬
‫فص ايارتنا والمرة واحدة ‪ .‬وت﴿اوق اميلتاص أيضااً بعاد اواج أهتاص‬
‫الهبرى حملت وعند والدتها كانت تعبى جداً ت﴿وق كانت باين الحيااة‬
‫والمااوو أرادو أ تاارى أمااص فاتصاالنا بااأمص لتااأتص لرؤيتهااا ولهاان‬
‫أمااص رفضاات نهائيااً أ تااأتص ‪ ،‬ولاام تتصاال حتااى للسااؤاق عاان حاااق‬
‫أهتاااااااااااص ‪ .‬ذلاااااااااااك كاااااااااااا مختصاااااااااااراً لمأسااااااااااااة اميلتاااااااااااص‬
‫ل﴿د صدرو ظروفها أ أماص ال ترغاف فاص وجاود وال تحبناص مااذا‬
‫عسا أ أفعل لربما فعلت وصلت أكثر مما فعلتاه اميلتاص ‪ ..‬لاو أ‬
‫شخصاً غريباً ال يمت لنا بصلى صراباى أبادى انزعاجاه أو كرهاه لناا‬
‫نحاس بالمهاناى والحاز فماا باالهم باأصرب النااس صالى بهام‬ ‫فسو‬
‫وهص اِّلم ؟‬
‫أصولها بصراحى لم أبين لزميلتص أناص أعا رها علاى كرههاا ِّلمهاا‬
‫بل صلت لها مهما فعلت بك فهص أمك ويجف عليك احترامها ويجاف‬
‫أ تحبيهااا وتزوريهااا حتااى لااو كاناات هااص صااد نساايتك ‪ ..‬كناات دائمااا‬
‫أحاااوق أ أجعلهااا تع ا ر والاادتها علااى تصاارفاتها لساانى كاملااى وأنااا‬
‫أحاوق معها ولهن بدو جدوى فجرحها كبيرًا جداً‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪63‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ه ه صصى ح﴿ي﴿يى حد ت فعالً فص لند أحدا ها ت﴿شاعر لهاا اِّلبادا‬


‫( لم أفهم صصد كاتف ال﴿صاى مان ها ه الجملاى لهنناص تركتهاا حفاظااً‬
‫على أمانى ن﴿ل ال﴿صى) لليهم التفاصيل وبدو م﴿دماو ‪:‬‬
‫هرجات فتااة عربياى (مسالمى) للاى عزيماى ِّلحادى صادي﴿اتها ‪،‬‬
‫وأمضت معظم الليل عندهم‪ ،‬ولم تدركا لك لال عنادما دصات السااعى‬
‫ً ً‬
‫‪64‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫مشيرة للى أ الوصت صد تعدى منتصف الليل‪ ،‬اآل هص متأهرة عن‬


‫هص فيه ‪.‬‬ ‫هو بعيد عن المها ال‬ ‫المنزق وال‬
‫)‪(subway‬‬ ‫نصحت بأ ت هف للى بيتها بالحافلاى ماع أ ال﴿طاار‬
‫صاااد يهاااو أسااارع ‪ ،‬وتعلماااو أ لناااد (مديناااى الضاااباب) مليئاااى‬
‫بااالمجرمين وال﴿تلااى وهاصااى فااص مثاال ذلااك الوصاات!! وباااِّله‬
‫محطاااو ال﴿طاااراو فحاولاات أ تهاادئ نفسااها وأ ت﴿تنااع بااأ لاايس‬
‫هناك أ هطر ‪ ،‬وصررو الفتاة أ تسلك طريق ا ل﴿طار لهص تصل‬
‫للاى البياات بساارعى ‪ ،‬وعناادما نزلات للاى المحطااى والتااص عااادة مااا‬
‫تهو تحت اِّلرض استعرضت مع نفسها الحوادث التاص سامعتها‬
‫وصرأتها عن جرائم ال﴿تل التص تحدث فص تلك المحطااو فاص فتاراو‬
‫ما بعد منتصف الليل ‪ ،‬فما أ دهلت صالى االنتظاار حتاى وجادتها‬
‫هاليى من الناس لال ذلك الرجل ‪ ،‬هافت الفتاة فاص البداياى ِّلنهاا ماع‬
‫ه ا الرجال وحاديهما ‪ ،‬ولهان اساتجمعت صواهاا وحاولات أ تتا كر‬
‫كل ما تحفظه من ال﴿رآ الهريم ‪،‬وظلات تمشاص وت﴿ارأ حتاى مشات‬
‫من هلفه وركبت ال﴿طار وذهبت للى البيت ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪65‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫صادمها ‪ ،‬صارأو فاص الجريادة‬ ‫وفص اليوم التالص كا الخبر الا‬


‫عن جريمى صتل لفتاة حد ت فص نفس المحطى وبعد همسى دصائق من‬
‫على ال﴿اتل ‪.‬‬ ‫م ادرتها لياها‪ ،‬وصد صب‬
‫ذهبات الفتاااة للاى مركااز الشاارطى وصالات بأنهااا كانات هناااك صباال‬
‫همس دصائق من وصوع الجريمى ‪ ،‬تعرفت علاى ال﴿اتال ‪ .‬هناا طلبات‬
‫الفتاة أ تسأق ال﴿اتل سؤاالً ‪ ،‬وبعد ااصناع صبلت الشرطى الطلف ‪.‬‬
‫سألت الفتاة الرجل‪ :‬هل ت كرنص ؟ ‪.‬‬
‫رد الرجل عليها ‪ :‬هل أعرفك؟‬
‫صالت ‪ :‬أنا التص كنت فص المحطى صبل وصوع الحادث !!‬
‫صاق ‪ :‬نعم ت كرتك ‪.‬‬
‫صالت ‪ :‬لم لم ت﴿تلنص بدال عن تلك الفتاة ؟!‪.‬‬
‫صاق ‪ :‬كياف لاص أ أصتلاك ‪ ،‬ول صتلتاك فمااذا سايفعل باص الارجال‬
‫الضخما الل ا كانا هلفك ‪.‬‬
‫ل﴿د كا أولئك الرجال مالئهى تحرس تلك الفتاة فاص ذلاك المهاا‬
‫وهص ت﴿رأ ال﴿رآ ولم ترهما ‪ ،‬بال رآهماا ذلاك الرجال ال﴿اتال ‪ ..‬فماا‬
‫ً ً‬
‫‪66‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ااق على تلك الفتاة من اهلل حاف حتى وصلت للاى بيتهاا ‪،‬فسابحا‬
‫اهلل العظيم وصدد الرسوق الهريم حيث صاق‪ (:‬احف اهلل يحفظك )‬

‫‪‬‬
‫ً ً‬
‫‪67‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫اينف ال زالص امرأة ينطبق عليها صوق رسوق اهلل صالَّى اهلل علياه‬
‫وسلَّم ‪:‬‬
‫(( هياركم فص الجاهليى هياركم فص ااسالم لذا ف﴿هوا ))‪.‬‬
‫ف﴿ااد كاناات صباال التزامهااا بالاادين ااسااالمص شااعلى متوصاادة‪ ،‬ولساااناً‬
‫طلي﴿اً ينطق ب ير الحق ويدافع عنه‪ ،‬اعت﴿ااداً منهاا أنَّاه الحاق‪ ،‬امَّ ماا‬
‫ماا أعطات‬ ‫لبثت أ أبصرو النور‪ ،‬فأعطات فاص االلتازام أضاعا‬
‫فص غيره‪ ،‬وهص للى اليوم من أركا العمال ااساالمص النساائص فاص‬
‫الاوطن ااساالمص الهبيار‪ ،‬ف﴿اد أسساات لها ا العمال وعملات لاه بهالت‬
‫لهالق وتفا ‪ ،‬ومااالت‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪68‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫وُلاادو اينااف محمااد ال زالااص الجبيلااص فااص ‪ 2‬يناااير‪1917‬م بإحاادى‬


‫صرى محافظى البحيرة بمصر‪ ،‬وصد كاا والادها مان علمااذ اِّلاهار‬
‫الشريف‪ ،‬فأنشأها على حفت الخير والفضيلى‪ ،‬ونمَّى فيها اساتعدادها‬
‫الفطر لل﴿يادة والجرأة فص الحق‪ ،‬والصدد فص الحديث‪ ،‬والوصاو‬
‫ضدت الظلم‪ ،‬وكاا يسامأيها "نسايبى" تيمنااً بالصاحابيى الجليلاى نسايبى‬
‫بنت كعف الماانيى اِّلنصاريى‪ ،‬التص اشتهرو بالشجاعى‪ ،‬وتُعدُّ مان‬
‫أبطاق المعارك‪ ،‬وصد أبلت بالذً حسناً يوم أُحد‪ ،‬وجُرحت ا نص عشر‬
‫جرحاً بين طعنى وضربى سيف‪ ،‬وكانات ممَّان بتاوا ماع رساوق اهلل‬
‫صلَّى اهلل عليه وسلَّم حين تراجع الناس‪.‬‬
‫عناادما أراد والاادها أ يُش ابأهها به ا ه الصااحابيى الجليلااى‪ ،‬لنَّمااا كااا‬
‫يرمص للى تعويد ابنته الص يرة على حفت الجهاد‪ ،‬وال ود عن الدين‬
‫ااسااالمص‪ ،‬وعاان ساايرة رسااوق اهلل صاالَّى اهلل عليااه وساالَّم‪ ،‬وعاان‬
‫صحابته الهرام‪ ،‬فصنع لها سيفاً مان الخشاف وهاطَّ لهاا دائارة علاى‬
‫اِّلرض بالطباشير‪ ،‬وصاق‪ :‬صفص واضربص أعداذ رسوق اهلل‪ ،‬فهانات‬
‫ً ً‬
‫‪69‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ت﴿ااف فااص وسااط الاادائرة‪ ،‬تضاارب يمين ااً وشااماالً‪ ،‬ماان اِّلمااام وماان‬
‫الخلااف‪ ،‬وعناادما يسااألها وال ادها‪ :‬كاام صتلاات ماان أعااداذ رسااوق اهلل‬
‫وأعداذ ااسالم؟ فت﴿وق‪ :‬واحداً‪ ،‬في﴿وق لهاا‪ :‬اضاربص انياى‪ ،‬فاتطعن‬
‫الهواذ وهص ت﴿وق‪ :‬ا نا ‪ ،‬ال ى‪ ،‬أربعى‪ ،‬وهه ا‪.‬‬

‫لم تدم طفولتها الساعيدة بعاد وفااة والادها وراعيهاا ومحفأزهاا علاى‬
‫الدفاع عن الدين وصيانته وهص فص سانت العاشارة‪ ،‬فأحسَّات بضاياع‬
‫أحالمها وآمالها‪ ،‬مت انت﴿لت ووالدتها للى ال﴿اهرة للعي‪ ،‬ماع لهوتهاا‬
‫ال ين يدرسو ويعملو هنااك‪ .‬وعنادما رغبات فاص لتماام دراساتها‬
‫صااق لوالدتاه عنادما حد تاه فاص‬ ‫اعترضها أهوها اِّلكبر محمَّاد الا‬
‫ه ا الشأ ‪ :‬ل َّ اينف صد علَّمها والدها الجرأة‪ ،‬وعلَّمها أالَّ تستمع لالَّ‬
‫لصوتها ولع﴿لها‪ ،‬ول لك ال أوافق على لتمام تعليمها مادمات وليتهاا‪،‬‬
‫ويهفص ما تعلتمته فص مدارس ال﴿ريى‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪71‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫كا موصف محمتد أوَّق ت يير فص حياتها بعاد وفااة والادها‪ ،‬ولام تهان‬
‫راضيى عن ه ا الموصف‪ ،‬وكانت والادتها ت﴿اوق لهاا‪ :‬علياك بإطاعاى‬
‫أوامره ِّلنَّه فص مها والدك‪.‬‬
‫فااص وسااط ه ا ه الحياارة المبهأاارة ساااعدها أهوهااا علااص‪ ،‬وهااو اِّلخ‬
‫الثانص‪ ،‬على االستمرار على موصفها‪ ،‬وكانت صناعاتاه تتمثَّال فاص أ َّ‬
‫تعليمها ي﴿وأم أفهارها‪ ،‬ويصوأب رؤيتها لأشياذ والناس‪ ،‬واصتنى لها‬
‫العديااد ماان الهُتااف التااص مااأو حياتهااا وآنسااتها فااص وحاادتها‪ ،‬أهمهااا‬
‫كتاب لعائشى التيموريى عن المرأة حفظت أكثر م﴿اطعه‪.‬‬
‫لاام تهتااف بالهتااف وال﴿ااراذة الح ارتة‪ ،‬فخرجاات ذاو يااوم ماان منزلهااا‬
‫بحااص شاابرا وعمرهااا آن ا اك ا نااا عشاار عام ااً‪ ،‬وراحاات تتجااوَّق فااص‬
‫الشااوارع‪ ،‬فوصعاات عيناهااا علااى مدرسااى هاصااى بالبناااو‪ ،‬فطرصاات‬
‫بابها‪ ،‬وعندما سألها الباوَّاب عان غرضاها‪ ،‬صالات لاه‪ :‬جئات لم﴿ابلاى‬
‫ماادير المدرسااى‪ .‬فسااألها‪ :‬لماااذا؟ ف﴿الاات وهااص وا ﴿ااى ماان نفسااها‪ :‬أنااا‬
‫السيدة ايناف ال زالاص الشاهيرة بنسايبى بنات كعاف الماانياى‪ ،‬ولاد ت‬
‫موعااد معااه‪ .‬فأدهلهااا البااوَّاب وهااو يتعجَّااف ماان طري﴿ااى ه ا ه الفتاااة‬
‫الص يرة‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪71‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫دهلت مهتف المادير وبادرتاه صائلاى فاص طري﴿اى آلياى‪ :‬الساالم علايهم‬
‫ورحمى اهلل وبركاته‪ ..‬أناا السايدة ايناف ال زالاص ول﴿باص نسايبى بنات‬
‫كعف الماانيى؛ فنظار لليهاا الرجال وتصاوَّر أ َّ بهاا مسَّااً مان الجان‬
‫من طري﴿ى لل﴿ائها‪ ،‬تم صاق لها‪ :‬ماذا تريدين يا سيدة اينف أو يا سيدة‬
‫نساايبى؟ ف﴿صتاات عليااه صصتااتها وموصااف شاا﴿ي﴿ها اِّلكباار ماان تعليمهااا‪،‬‬
‫وطلبت منه أ ي﴿بلها طالبى فص مدرساته‪ ،‬وعنادما ساأق عان والادها‬
‫جااادتها تااااجر اِّلصطاااا‬ ‫أسااارتها‪ ،‬وعااار‬ ‫وأهيهاااا عرفهاااا وعااار‬
‫المشااهور‪ ،‬ووالاادها اِّلاهاار المعاارو ‪ .‬أُعجااف ماادير المدرسااى‬
‫اِّلسئلى‪ ،‬فأجابته‬ ‫ب كاذ الفتاة وجرأتها وأجرى لها اهتباراً فص بع‬
‫يؤيأد تعليمها ليسجألها‬ ‫بهلت ﴿ى‪ ،‬فطلف منها لحضار أهيها علص ال‬
‫فااص المدرسااى‪ .‬وبعااد شااهرين ماان انتظامهااا فااص الدراسااى أجاارى لهااا‬
‫اهتباراً ألح﴿ها على ل ره بالفصل التالص‪ ،‬مت انت﴿لت بعده للى الصف‬
‫اِّلوق الثانو ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪72‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫بعد حصولها على الثانويى طالعات فاص لحادى الصاحف أ َّ االتحااد‬


‫ترأسه هدى شعراو يانظأم بعثاى للاى فرنساا‪ ،‬تتهاوَّ‬ ‫النسائص ال‬
‫ماان ااالث طالباااو‪ ،‬اِّلولااى فااص اينااى الماارأة‪ ،‬والثانيااى فااص تربيااى‬
‫اِّلطفاق‪ ،‬والثالثى فص الح﴿ود للدفاع عان ح﴿اود المارأة‪ .‬ذهبات مان‬
‫فورها للاى م﴿ار االتحااد النساائص والت﴿ات هادى شاعراو ‪ ،‬وصصَّات‬
‫عليها صصتتها مع أبيهاا وأهيهاا المتعنأات‪ ،‬فاأظهرو هادى شاعراو‬
‫اِّللم والر اذ لحالها‪ ،‬مَّ سجلتها ضمن الطالباو الثالث علاى الفاور‬
‫وراحاات ت﴿ادأمها لااروتاد الجمعيااى وتتحاادَّث عنهااا أمااامهن‪ ،‬وتاادعوها‬
‫للترحيف بهن‪ ،‬وكانت تطلف منهاا أ تخطاف فايهن‪ ،‬فهانات تفعال‪،‬‬
‫فهص هطيبى مفوَّهى‪ ،‬تل﴿تت فنو اال﴿اذ والخطابى عن والدها رحماه‬
‫اهلل‪.‬‬
‫بعااد مااا تحاادَّد موعااد ساافر أعضاااذ البعثااى فااص غضااو شااهر ماان‬
‫لعالنها رأو اينف والدها فص منامها وهو يطلاف منهاا عادم السافر‬
‫للااى فرنسااا وي﴿ااوق لهااا‪ :‬ل َّ اهلل سيعوأضااك فااص مصاار هيااراً ممَّااا‬
‫ستجنيه من البعثى‪ ،‬ف﴿الت له‪ :‬كيف؟ صاق‪ :‬سترين‪ ،‬ولهن ال تسافر‬
‫ً ً‬
‫‪73‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ِّلنَّنص لست راضياً عن سفرك‪ .‬فوجئت هدى شعراو بها ا ال﴿ارار‬


‫ف﴿امت واحتضانت ايناف وهاص تبهاص وتضا ط علاى ياديها وت﴿اوق‪:‬‬
‫لماااذا يااينااف؟ لماااذا يااينااف؟‪ ..‬أناات أماال ماان آمااالص‪ ،‬وحلاام ماان‬
‫أحالمص‪ ،‬ف﴿صَّت عليها صصَّى الرؤيى ف﴿الت‪ :‬مان اِّلحاالم ماا يتح﴿اق‬
‫ومنها ما ال يتح﴿ق‪ ،‬ال تضيأعص الفرصى من يديك‪ .‬ف﴿الت لهاا ايناف‬
‫ال زالص‪ :‬ما دام والد صد أمرنص فلن أهالف أمره‪ .‬مَّ راحات تعمال‬
‫كاناات لحااد عضااواو مجلااس‬ ‫ماان هااالق االتحاااد النسااائص ال ا‬
‫العضاواو علاى أسالوبها‬ ‫لدارته البارااو‪ ،‬بارغم اعتاراض بعا‬
‫ال يخلو من النبرة ااسالميى‪ ،‬لهن هدى شعراو تمسَّهت بها‬ ‫ال‬
‫وكانت تعدَّها لتهو هليفتها‪ ،‬وترى فيهاا ماا يمثأال شايئاً ماا بالنسابى‬
‫ِّلحالمها وآمالها!‪.‬‬

‫كاا يهااف‬ ‫هاضت اينف ال زالص حروباً كثيرة ضد اِّلاهر الا‬


‫االتحااااد النساااائص ويخشاااى مااان صناعااااو ايناااف بهااادى شاااعراو‬
‫ومشااروعها ماان منطلااق لسااالمص‪ ،‬وهااو مااا يمثأاال فخ ااً لهثياار ماان‬
‫ً ً‬
‫‪74‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫الفتياااو‪ ،‬فهااا اِّلاهاار الشااريف أوَّق مؤسسااى تنبَّهاات له ا ا اِّلماار‬


‫ووصعت فص تصادم حااد وعنياف ماع االتحااد النساائص‪ ،‬وأصاام نتيجاى‬
‫الهلياااو‬ ‫ل ا لك العديااد ماان الل﴿اااذاو والمنتاادياو الث﴿افيااى فااص بع ا‬
‫والمعاهد اِّلاهريى‪ ،‬ودعا فيها االتحاد النسائص للمنااظرة‪ ،‬فهاا أ‬
‫اااالث فتيااااو لتمثيااال االتحااااد فاااص هااا ه‬ ‫انتااادبت هااادى شاااعراو‬
‫المنتدياو هنَّ‪ :‬ايناف ال زالاص‪ ،‬سايزا نباراو ‪ ،‬حاواذ لدرياس ابناى‬
‫هاق هدى شعراو ‪.‬‬
‫شيوخ اِّلاهر عن دعوة هادى‬ ‫وفص أحد ه ه الل﴿اذاو تحدَّث بع‬
‫شعراو ‪ ،‬وراحوا يؤكدو أنَّها تريد الخروج بالمرأة المسالمى مان‬
‫محااايط التعااااليم الشااارعيى‪ ،‬فوصفااات لهااام ايناااف بالمرصااااد مدافعاااى‬
‫ومؤكدة أ َّ هدى شعراو ترياد االرت﴿ااذ باالمرأة المسالمى‪ ،‬وتنمياى‬
‫ع﴿لها وفهمها‪ ،‬ورؤاها‪ ،‬والسعص من أجل الحصاوق علاى ح﴿وصهاا‪..‬‬
‫للااى آهاار ها ه الشااعاراو الرنَّانااى الزائفااى‪ ،‬التااص كاناات تؤديهااا بهالت‬
‫صدد ولهالق وانبهار ح﴿ي﴿ص من وجهى نظرها آن اك!‬
‫وصاااد حااادث ذاو ياااوم أنَّهاااا تصااادَّو لعشااارة مااان مشاااايخ اِّلاهااار‪،‬‬
‫فهاجمتهم وانتصرو ِّلفهار هادى شاعراو ‪ ،‬فماا كاا مانهم لال أ‬
‫طلبااوا ماان الشاايخ عبااد ربااه مفتااا رئاايس صساام الااوع واارشاااد‬
‫ً ً‬
‫‪75‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫باِّلاهر منعها عن الوع ‪ ،‬لهنت الرجال كاا ذا ع﴿ال راجا وعلام‬


‫غزيااار‪ ،‬ف﴿ااااق لهااام‪ :‬ل﴿اااد واجهااات عشااارة مااان علمااااذ اِّلاهااار ولااام‬
‫يستطيعوا لصناعها‪ ،‬ونحن لذا أوصفناها عن الوع أنبأ ه ا عن فسااد‬
‫رأينااا وصاادد مااا تدتعيااه‪ ،‬ل ا لك أرى مواجهتهااا‪ .‬ف﴿اااق أحااد العلماااذ‬
‫واسمه الشيخ محمتد النجتار‪ :‬أنا لها !‬
‫وحينمااا ذهبااات فااص الياااوم التااالص بصاااحبى رفي﴿تيهااا سااايزا وحاااواذ‬
‫وجلساان‪ ،‬جاااذ الشاايخ وصاااق‪ :‬السااالم علاايهم ورحمااى اهلل وبركاتااه‪،‬‬
‫والسالم علايهم أيتهاا الفتااة التاص تنااص‪ ،‬علمااذ اِّلاهار وتادافع عان‬
‫السيدة الفاضلى هدى شعراو وجمعيتها وأغراضها‪.‬‬
‫فوف﴿ت اينف ال زالص وصالت له‪ :‬بدايى أناا ايناف ال زالاص الجبيلاص‪،‬‬
‫فعليهم السالم ورحمى اهلل وبركاتاه‪ .‬امَّ بادأو تحاضار فاص الفتيااو‪،‬‬
‫فشدَّو انتباه الشيخ‪ ،‬ف﴿اق لها بعد فراغها من المحاضرة حين همَّات‬
‫النساذ بالخروج‪ :‬هل تسمحين يا ابنتص أ أحا أد ك دصاائق فاص مجااق‬
‫الدعوة ااسالميى؟‬
‫ف﴿الاات لااه‪ :‬ساامعاً وطاعااى‪ ..‬تفضَّاال‪ .‬جلااس الشاايخ اامَّ رفااع يديااه للااى‬
‫الساااماذ‪ ،‬ودعاااا اهلل عااازت وجااال صاااائالً‪ :‬اللهااام لنأاااص أساااألك بأسااامائك‬
‫أرسااالت‪ ،‬أ‬ ‫أنزلااات وبسااانتى نبيأاااك الااا‬ ‫الحسااانى‪ ،‬وبهتاباااك الااا‬
‫ً ً‬
‫‪76‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫تجعلها لإلسالم‪ ،‬لنَّك على كلت شئ صدير‪ ،‬أسألك باال﴿رآ أ تجعلهاا‬


‫لإلساالم‪ ،‬وصالأ اللهام علاى سايدنا محمتاد‪ .‬امَّ دمعات عينااه فتاأ رو‬
‫اينف به ا الموصف ودمعات هاص اِّلهارى وحاولات لهفااذ دموعهاا‬
‫عاان الشاايخ اامَّ سااألته‪ :‬لماااذا تعت﴿ااد أنَّنااص لساات مااع اهلل‪ ،‬وأنااا أص التص‬
‫وأصوم وأصرأ ال﴿رآ وسأحجت بيت اهلل حين تيستر أماور بمشايئته‪،‬‬
‫كمااا أتمنااص أ أستشااهد فااص ساابيل اهلل‪ .‬ف﴿اااق الشاايخ النجَّااار‪ :‬أحساابك‬
‫ك ا لك ‪ ،‬واسااتمرت فااص دعائااه اامَّ صاااق لهااا‪ :‬هاال تعااودين للااى هاادى‬
‫شعراو بعد هروجك من هنا أم ساتب﴿ين ماع اهلل ورساوله؟ ف﴿الات‪:‬‬
‫وأنا مع هدى شعراو أعتبر نفسص مع اهلل ورسوله‪ .‬ف﴿اق لهاا‪ :‬هال‬
‫تعاهدينص على نصارة الحاق؟ فعاهدتاه‪ ،‬واساتمرتو عالصتهاا بالشايخ‬
‫أوض لها أموراً كثيرة فص الدين كانت تجهلهاا‪ ،‬وكاا‬ ‫النجَّار ال‬
‫لها رأ مخالف فيهاا صبال معرفتهاا بالشايخ‪ ،‬وتفتَّحات عيونهاا علاى‬
‫صضايا كثيرة لم تهن تعلمها من صبل‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪77‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫وفاص أحااد اِّليااام دهلات مطاابخ أساارتها لمتابعاى الطبتاااخ أ ناااذ لعااداد‬
‫ال ااداذ‪ ،‬فااانفجر موصااد ال اااا فيهااا‪ ،‬وصااد طالاات النااار وجههااا وك الت‬
‫جساادها‪ ،‬وحينمااا حضاار الطبيااف وصااام بااسااعافاو الالامااى‪ ،‬طلااف‬
‫منهااا عاادم الحركااى‪ ،‬والنااوم فااص الساارير‪ ،‬وأهباار أهوتهااا بضاارورة‬
‫سفرها للى الخاارج للعاالج‪ ،‬لهتنهاا اعترضات علاى السافر وتعرياى‬
‫جسدها أمام اِّلغراب‪ ،‬فها الطبيف ياأتص كالت ياوم لعاالج الجارو‬
‫والحرود‪ ،‬لهنت حالتها كانت تسوذ كلت يوم‪ ،‬وف﴿د الطبياف واِّلسارة‬
‫اِّلمل فص شفائها‪ ،‬وصاق ِّلهيها‪ :‬لنَّها ستموو ولن تخرج من محنتها‬
‫ه ه‪ .‬فاتصل أهوها بأهلهم فص ال﴿ريى وأهبرهم ب﴿وق الطبيف‪ ،‬وعامَّ‬
‫الحز المنزق دو لهبارها بما صاله الطبيف‪ ،‬لهنتها سامعت صاوو‬
‫أهيهااا وهااو يتحاادَّث فااص الهاااتف‪ ،‬باارغم حرصااه الشااديد علااى عاادم‬
‫سماعها المحاد ى‪ ،‬فهانت تتيمتم وتجتهد فص العبادة استعداداً للموو‪،‬‬
‫وصد دعت اهلل سبحانه وتعالى صائلى‪:‬‬
‫( يااااربت لذا كاااا ماااا وصاااع لاااص ع﴿ابااااً النضااامامص لجماعاااى هااادى‬
‫شعراو ‪ ،‬فإنتنص صررو االست﴿امى لوجهك الهريم‪ ،‬ول كا غضبك‬
‫ً ً‬
‫‪78‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫علااصَّ ِّلننااص ارتااديت ال﴿بعااى‪ ،‬فسااأنزعها وسااأرتد حجااابص‪ ،‬ولنأااص‬


‫أعاهاادك وأبايعااك ياااربص لذا عاااد جساامص كمااا كااا عليااه‪ ،‬سااأصدأم‬
‫است﴿التص من االتحااد النساائص وأؤساس جماعاى للسايداو المسالماو‬
‫لنشر الدعوة ااسالميى ونعمال علاى عاودة المارأة المسالمى للاى ماا‬
‫كاناات عليااه صااحابياو رسااوق اهلل صاالَّى اهلل عليااه وساالَّم‪ ،‬وأدعااو‬
‫لعودة الخالفى ااسالميى‪ ،‬وأعمل من أجلها وأجاهد فص سبيل اهلل ما‬
‫استطعت)‪.‬‬
‫سبحا اهلل‪ ..‬ما أروع ااهالق فص الدعاذ‪ ،‬وصدد التوبى واِّلوبى‬
‫للى اهلل تعاالى‪ ،‬والتاي﴿ُّن مان صدرتاه سابحانه علاى ماا يشااذ‪ .‬لام تهان‬
‫اينف تتوصع استجابى دعائها بمثل ه ه السرعى التاص وصافتها بأنَّهاا‬
‫كانت نتيجى م هلى ال يمهن معها ل﴿ادرتنا الع﴿لياى المحادودة أ تعاص‬
‫الم﴿درة االهيى التص تحوأق اِّلشاياذ للاى ن﴿ائضاها‪ ،‬فبمجارَّد أ جااذ‬
‫الطبيف فص موعده المعتاد‪ ،‬ورفع اللفائف حتص ذُهل وذُهلات وذُهال‬
‫جميع الحاضرين ‪.‬‬
‫وصد سألها الطبيف من فرط دهشته‪ :‬من أنت؟؟!‬
‫فر جمياع مان بالبيات بشافائها وتوجتهاوا للاى اهلل يلهجاو بالشاهر‬
‫والحمد‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪79‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫الطبياف ت﴿اضاص أياى أتعااب بعاد ماا رأ باأمت عينياه ها ا‬ ‫وصد رف‬
‫التحوُّق المفاجئ‪ ،‬ورا يردد‪ :‬سبحا اهلل‪ ..‬سبحا اهلل‪ ،‬ل َّ اهلل على‬
‫كلت شئ صدير‪.‬‬

‫عندما تعافت ايناف وعااد جسادها كماا كاا صبال الحارد‪ ،‬أوَّق شائ‬
‫فعلته كتبت هطاباً لهدى شعراو ‪ ،‬أعلنت فيه است﴿التها من االتحاد‬
‫النسائص‪ ،‬مَّ تخلَّت عن جميع مالبسها الموجودة‪ ،‬وطلبت من أهيهاا‬
‫جلباباً فضفاضاً‪ ،‬وهماراً وضعته على رأسها بدالً من ال﴿بعى‪.‬‬
‫ورُبَّ ضارة نافعى‪ ،‬ف﴿د كا فاص احتراصهاا كالت الخيار‪ ،‬وصاد تحوَّلات‬
‫ه ا التحوُّق الهبير وغيَّرو أفهارها واتجهت بهاا للاى نصارة الادين‬
‫ااسالمص وااللتزام بالحجاب ااسالمص‪.‬‬
‫تل﴿َّى علماذ اِّلاهر ـ هصوصاً الشايخ النجَّاار ـ نباأ تحوُّلهاا بالبشار‬
‫والفر ‪ ،‬مَّ توالت أنشطى اينف ال زالص من يومها‪ ،‬وصد بدأتها عاام‬
‫‪1936‬م حااين أستساات "جمعيااى الساايداو المساالماو" تاادعو للااى اهلل‬
‫على بصيرة‪ ،‬وكانت محضاناً هصاباً ترعرعات فياه الهثياراو مان‬
‫ً ً‬
‫‪81‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫الهاااوادر النساااائيى ااساااالميى الالئاااص عملااان للااادعوة منااا نعوماااى‬


‫أظفااارهن دو ماارورهن بالاادهاليز التااص ساالهتها المربيااى الفاضاالى‬
‫اينف ال زالاص بحثااً عان كاوتة الناور‪ ،‬التاص هاديت لليهاا بعاد معانااة‬
‫ولهالق وجدت فص البحث‪ ،‬مَّ أهدو عصارة تجاربها لل﴿ادماو مان‬
‫بعاادها‪ ،‬تحا أرهن ماان االنخااداع بمعسااوق الهااالم وبريااق الشااعاراو‬
‫التص هاضت فيها يوماً وصد أنجاها اهلل بعد ما كادو تهلك!‬
‫كانت اينف ال زالص عالمى باراة من عالماو فض ه ه الدعاوى‬
‫الباطلى‪ ،‬وكانت ب رة صالحى وُلدو مع دعوة هبيثى رضاعت لبانهاا‬
‫فلم تستسا ه وان﴿لبات علياه ساالهى طرياق الحاقت تهااف ها ه الادعوة‬
‫وتالح﴿ها‪ ،‬حتى شحف عودها واصفرت لونها‪.‬‬
‫تحوَّلاات اينااف حينمااا ذاصاات حااالوة اايمااا ‪ ،‬بعااد مااا جرَّباات عل﴿اام‬
‫الشعاراو الرنَّانى‪ ،‬وبعد ماا تأكادو مان ساعى ااساالم الصاال لهالت‬
‫امااا ومهااا ‪ ،‬وتأكَّاادو ماان ضاايق ه ا ه اِّلباطياال وعجزهااا عاان‬
‫استيعاب ال ين ماا االاوا يروأجاو لهاا‪ ،‬ويادافعو عنهاا‪ ،‬وينفخاو‬
‫فيهااا احيائهااا‪ ،‬بعااد مااا انهشاافت ح﴿ي﴿تهااا‪ ،‬وهباات نارهااا‪ ،‬ووهناات‬
‫وشاهت أمام شرعى ااسالم المتدف﴿ى بالحيوياى والصاالحيى للاى أ‬
‫يرث اهلل اِّلرض ومن عليها‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪81‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫كانت ه ه هص رحلى اينف ال زالص ـ الشاصى والمضنيى ـ مان ال﴿بعاى‬


‫للى الحجاب‪ ،‬استدبرتها لتست﴿بل مرحلى أهرى أكثر معاناة‪ ،‬ويا لها‬
‫مان معاناااة يزيال لفا هجيرهااا نسامى ماان نساماو المساالماو ب﴿يااادة‬
‫اينااف ال زالااص‪ ،‬انهالاات عليهااا االبااتالذاو بالتضااييق فااص الااراد‬
‫تااارة‪ ،‬وبااالمعت﴿الو والمالح﴿ااى تااارة أهاارى‪ ،‬فهاناات تساات﴿بل ه ا ه‬
‫المحن برو عاليى مدركى أ َّ ذلك من سنن الدعواو الصالحى‪ ،‬من‬
‫أجاال تن﴿يتهااا ماان هبثهااا‪ ،‬فثبتاات ـ ي فاار اهلل لهااا ـ فااص وجااه المحاان‬
‫جميعهااا‪ ،‬اامَّ عااادو بعااد ساانواو طويلااى ماان الظلاام والهااوا حاملااى‬
‫دينها بين يديها‪ ،‬وصد أودعته صلبهاا حتاى تسالتل للاى جمياع هالياهاا‪،‬‬
‫ينهل منه ومن سيرتها العطرة محبُّوها من كلت مها للى يومنا ه ا‪.‬‬
‫فاللهمت اجزها هير الجزاذ وت﴿بَّل عملها هالصاً لوجهك الهريم ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬لها أو الين ‪ ،‬محمد علص ال ريف ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪82‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ياااهلل‪ ..‬مااا أروع الهدايااى ولبصااار النااور والحااق بعااد الضااالق‪ ..‬مااا‬
‫أروع أ يجااد الماارذ نفسااه محاط ااً بهاااالو ودف﴿اااو ليمانيااى تاانع‪،‬‬
‫نفسه وروحه‪ ،‬وتنتشر فص جنباتهما بعد طوق ظمأ ولصفار ولعياذ‬
‫لنَّك ال تهد من أحببت ولهنَّ اهللَّ يهد من يشاذُ ﴾ ‪.‬‬
‫تلهُاام "مااريم جميلااى" ذاك النمااوذج الفريااد للماارأة التااص بحثاات عاان‬
‫الح﴿ي﴿ى وصبرو و ابرو حتى عرفت الطريق للى اهلل‪ ،‬وعلمت أ ت‬
‫حياة المرذ لمَّا له ولمَّا عليه‪ ،‬فاضطلعت بدورها فاص الحيااة‪ ،‬امارأة‬
‫مسلمى تادعو للاى اهلل‪ ،‬وت﴿ااوم شاريعى المبطلاين ماا اساتطاعت للاى‬
‫ذلك سبيالً‪.‬‬

‫وُلاادو "مارجرياات ماااركوس" ـ مااريم جميلااى ـ فااص نيويااورك عااام‬


‫‪1934‬م ِّلباااوين يهاااوديين‪ ،‬وتل﴿َّااات تعليمهاااا اِّلولاااص فاااص ضااااحيى‬
‫ً ً‬
‫‪83‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫"ويستشير" اِّلكثر اادحاماً‪ ،‬كا سلوكها ونمط تفهيرهاا ينبائ منا‬


‫البدايااى بزلاازاق سااي يأر حياتهااا ليخرجهااا ماان الظلماااو للااى النااور‪،‬‬
‫ويج بها بعيداً عن مستن﴿ع اليهوديى‪ ،‬لتنعم هناك على مرفأ ااسالم‪،‬‬
‫ف﴿د انهبت على الهتف‪ ،‬وهص ما االت صابيى طريتاى العاود‪ ،‬وكانات‬
‫وموسااي﴿ا البااوب‪ ،‬ولاام تضاارب صااط موعااداً‬ ‫تهااره السااينما والاارص‬
‫طري﴿هاااا للاااى الحفاااالو المختلطاااى‬ ‫لم﴿ابلاااى صاااديق‪ ،‬ولااام تعااار‬
‫والل﴿اذاو ال راميى!‬
‫ت﴿وق مريم‪ ( :‬نمت لد َّ الرغبى منا العاشارة فاص صاراذة كالت الهتاف‬
‫التااص تتحاادَّث عاان العاارب‪ ،‬فأدركاات أ َّ العاارب لاام يجعلااوا ااسااالم‬
‫حوَّلهم من صبائل فاص صاحراذ صاحلاى‬ ‫عظيماً‪ ،‬لهن ااسالم هو ال‬
‫للى سادة العالم ) ‪.‬‬
‫بعد نجاحها فص الثانويى فص صيف ‪1952‬م التح﴿ت ب﴿سم الدراساو‬
‫اِّلدبياااى بجامعااااى نيوياااورك‪ ،‬ولهنهااااا مرضاااات فاااص العااااام التااااالص‬
‫واضطرو لوصف دراستها لمدة عامين عهفات هاللهاا علاى دراساى‬
‫ااسااالم‪ ،‬وبعااد مااا عااادو للدراسااى وهااص محمَّلااى بتساااؤالو كثياارة‬
‫وحنين للى العرب‪ ،‬الت﴿ت شاابى يهودياى كانات ع﴿ادو عزمهاا علاى‬
‫الاادهوق فااص ااسااالم‪ ،‬وكاناات مثلهااا تحاافت العاارب حباااً عاطفياااً‪،‬‬
‫ً ً‬
‫‪84‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫فعرَّفتها على كثيار مان أصادصائها العارب المسالمين فاص نيوياورك‪،‬‬


‫وكانتا تحضرا الدروس التص يل﴿يها الحاهام اليهود ‪ ،‬والتاص كاا‬
‫موضوعها "اليهوديى فص ااساالم" وكاا الحاهاام يحااوق أ يثبات‬
‫لطلبتااه تحاات شااعار "م﴿ارنااى اِّلديااا " أ َّ ك الت صااال فااص ااسااالم‬
‫مااأهوذ مباشاارة ماان العهااد ال﴿ااديم (التلمااود) وهااو التفسااير اليهااود‬
‫اآليااو‬ ‫ألَّفاه الحاهاام باه بعا‬ ‫للتوراة‪ .‬وكا الهتاب الم﴿ارَّر الا‬
‫ماان ال﴿اارآ الهااريم‪ ،‬ليتبااع أصااوق كالت آيااى ماان مصااادرها اليهوديااى‬
‫المزعومى‪.‬‬

‫بااضافى للى ه ا كانت الصهيونيى تبثُّ أفهارهاا بهالت حرياى عان‬


‫طريق الدعاياو فاص اِّلفاالم والمطويااو الملوتناى التاص كانات تادعو‬
‫للااى الدولااى الصااهيونيى وترحأااف بهااا‪ .‬لهاان اِّلماار كااا بالنساابى لهااا‬
‫مختلف ااً‪ ،‬ف﴿ااد رسااخت ه ا ه اِّلفعاااق فااص ذهنهااا تفااوُّد ااسااالم علااى‬
‫اليهوديااى‪ ،‬لذ ل َّ الصاااهيونيى حافظااات دائمااااً علاااى طبيعتهاااا ال﴿بلياااى‬
‫ً ً‬
‫‪85‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫الضي﴿ى‪ ،‬وفص كتبهم التص تدوأ تاريخ اليهاود أ ت للههام صبلاص هااق‬
‫بهم!!‬
‫ومان المفارصاااو العجيبااى أ َّ رئاايس واراذ لساارائيل السااابق "باان‬
‫جوريو " كا ال يؤمن بإله معلوم له من الصفاو ال اتيى ما يجعله‬
‫فود الطبيعى‪ ،‬وال يدهل معابد اليهود وال يعمل بالشريعى اليهوديى‪،‬‬
‫وال يراعص العاداو والت﴿اليد‪ ،‬ومع ه ا فإنَّه معتبر لدى الث﴿ااو عناد‬
‫اليهااود الت﴿ليااديين الاا ين يعتبرونااه أحااد كبااار اليهااود فااص العصاار‬
‫الحاضااار‪ ،‬كماااا أ َّ معظااام اعمااااذ اليهاااود يعت﴿ااادو أ َّ اهلل وكيااال‬
‫للع﴿اراو‪ ،‬يهبهم اِّلرض ويخصهم بها دو غيرهم!!‬
‫كااالت هااا ه المتناصضااااو جعلتهاااا تهتشاااف اياااف اليهاااود ساااريعاً‪،‬‬
‫واكتشفت أيضًا ح﴿د العلماذ اليهود على المسلمين وعلى الرسوق‬
‫صالتى اهلل عليااه وسالتم؛ لا ا كاناات الهااوة تتسااع مااع ماارور الوصاات‪،‬‬
‫ويزداد النفور كلما اصتربت وتعمَّ﴿ت فص أفهارهم‪.‬‬
‫صاارأو مااريم ترجمااى لمعااانص ال﴿اارآ الهااريم باانجليزيااى لأسااتاذ‬
‫"محمااد بيهتااوق"‪ ،‬فوصااع فااص صلبهااا أ َّ ه ا ا كتاااب سااماو ماان لااد‬
‫حهيم هبير لم يفرأط فص الهتاب من شاصذ‪ ،‬وأصابحت تتاردد بشاهل‬
‫يومص على مهتبى نيويورك العامى‪ ،‬تنهال العلام مان أربعاى مجلاداو‬
‫ً ً‬
‫‪86‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫مترجماااى لاااـ "مشاااهاة المصاااابي " وجااادو فيهاااا ااجابااااو الشاااافيى‬


‫الم﴿نعااى له الت اِّلمااور المهمااى فااص الحياااة‪ ،‬فاازاد شااعورها بضااحالى‬
‫يعتبار الحيااة اآلهارة وماا يتعلَّاق‬ ‫التفهير السائد فص مجتمعها‪ ،‬الا‬
‫بهااا ماان حساااب و ااواب وع﴿اااب ضااربًا ماان المورو اااو الباليااى‪،‬‬
‫وااداد اصتناعها بخطر االستسالم لشاهواو الانفس‪ ،‬واالن مااس فاص‬
‫ال يؤد لالت للى البؤس وسوذ السبيل‪.‬‬ ‫المل او ال‬

‫وفاااص ياااومٍ مااان أياااام عاااام ‪1961‬م حسااامت "مارجريااات" أمرهاااا‬


‫واتخاااا و صرارهااااا‪ ،‬فتوجهاااات للااااى م﴿اااار البعثااااى ااسااااالميى فااااص‬
‫"بااروكلين" بنيويااورك‪ ،‬وأعلناات لسااالمها علااى يااد الداعيااى "داود‬
‫فيصل"‪ ،‬وأصب اسامها "ماريم جميلاى"‪ .‬فاص العاام التاالص هااجرو‬
‫مااريم للااى باكسااتا باادعوة ماان الشاايخ أبااص اِّلعلااى المااودود ‪ ،‬اامَّ‬
‫تزوجت الداعيى ااسالمص "محمد يوسف ها " وأنجبت منه أربعى‬
‫أطفاق‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪87‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫صالت مريم بعاد أ ساهنت نفساها واطمأنات روحهاا ببارد الح﴿ي﴿اى‬


‫الع بى ‪:‬‬
‫( رغم أ ت باكستا شأنها شأ أ ت بلد مسلم آهر‪ ،‬تازداد باساتمرار‬
‫تلو اً ب﴿اذوراو أوربا وأمريها الهريهى‪ ،‬لال أنَّها تجعال مان الممهان‬
‫أنتناص أحيانااً‬ ‫للمرذ أ يعي‪ ،‬حياة متف﴿ى مع تعاليم ااسالم‪ .‬أعتار‬
‫أفشل فص جعل حياتص اليوميى تتفق تماماً مع تعاليم ااسالم‪ ،‬ولهناص‬
‫بالخطاااأ بمجااارتد ارتهاااابص لاااه‪ ،‬وأحااااوق صااادر اساااتطاعتص‬ ‫أعتااار‬
‫تصحيحه)‪.‬‬
‫تفاعلاات جميلااى مااع أحااداث العااالم ااسااالمص وتياراتااه الفهريااى‪،‬‬
‫ف﴿الت فص رسالى موجهى للى عموم المسلمين‪ ( :‬اتبعوا هدى ال﴿رآ‬
‫والساانى‪ ،‬لاايس كمجموعااى ماان الشااعائر ف﴿ااط‪ ،‬باال كمرشااد عملااص‬
‫للساااالوك فااااص حياتنااااا اليوميااااى الخاصااااى والعامااااى‪ ،‬اتركااااوا جانباااااً‬
‫الخالفاااو‪ ..‬ال تض ايأعوا وصااتهم الثمااين فااص اِّلشااياذ غياار المجديااى‪،‬‬
‫وبمشيئى اهلل سيتوأج المولى حياتهم بالفال العظيم فص الحياة الادنيا‪،‬‬
‫وبالفوا اِّلعظم فص اآلهرة )‪.‬‬
‫ولم تنس مريم موطنها اِّلصلـص‪ ،‬ف﴿اد بعثات برسالاـى للاى والاديها‬
‫فص مارس ‪1983‬م ت﴿وق فيها‪ ( :‬ال بدت أ تعرفاا أ َّ المجتماع الا‬
‫ً ً‬
‫‪88‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫نشأنا وعشنا فياه كالت حياتناا يشاهد حالاى مان التفساخ الساريع‪ ،‬وهاو‬
‫اآل على شافا االنهياار‪ .‬ل َّ أمريهاا اآل تهارار لروماا ال﴿ديماى فاص‬
‫المراحاال اِّلهياارة ماان انهيارهااا‪ ،‬واِّلماار نفسااه يصاادد علااى أوربااا‬
‫وأ ت مها ت لف عليه الث﴿افى ال ربيى‪ .‬ل﴿د فشالت العلمانياى والمادياى‬
‫أ تهونا أساساً لنظام اجتماعص ناج )‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬لها أو الين‬
‫ً ً‬
‫‪89‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ه ه صصى طالبى غشت فص االهتبار ترويها للعبرة فت﴿وق ‪:‬‬


‫( درست الجامعى وأنا أبلن من العمر تسعى عشر عاماً ‪ ،‬وتعرفت‬
‫تزوجتاه‬ ‫على لحدى الطالباو الموساراو مادياًا بينماا الرجال الا‬
‫كا طالباً فص الجامعى وليس لنا مورد راد سوى المهافأة الشهريى‬
‫فبهاارو بمسااتوى ها ه الزميلااى االجتماااعص وهااص تاارو لااص أنهااا‬
‫نهاياااى اِّلسااابوع‬ ‫مااان ا لريااااالو وفاااص‬ ‫تتساااود بعشاااراو اآلال‬
‫الدراسااص تسااافر الااص الاادوق العربي اى الشاا﴿ي﴿ى أو للااص دوق أوروبااا‬
‫لترو عن نفسها ل لك هص ال تجد الوصت الهافص لالسات كار وكنات‬
‫مبهورة بها وبمالبسها ولم أفهر يوماً فص أهالصها أو دينها ‪ ،‬ودهلنا‬
‫امتحااا أحااد المااواد العمليااى ورجتنااص أ أساااعدها فااص االمتحااا‬
‫مصااورة لااص أ ال اا‪ ،‬هااو مساااعدة وب فلااى منااص عاان تعاااليم دينااص‬
‫الحنيف مع جهلص بن﴿طى هامى هص أ الت شي‪ ،‬فاص االمتحاا لايس‬
‫محرمًا بل شصذ محمود ِّلنه مساعدة ولننص أيضاً أؤجار علاى ذلاك‬
‫من اهلل ‪ ،‬وفعالً ما كتبت كلمى است كرتها مع أنص فص شهر اِّلهير‬
‫ً ً‬
‫‪91‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ماان الحماال لال وأعطيتااه له ا ه الطفيلي اى تهتبااه فااص ورص اى لجابتهااا ‪،‬‬
‫وِّلنص كنت أصوم به ا علص جهل مناص أكثار مان أناه غفلاى فاأراد اهلل‬
‫العلص العظيم أ أتعلم درساً أعلم به أوالد وأحا رهم فيماا وصعات‬
‫فيه ‪..‬فص ا ليوم الثانص صدمت امتحا المادة الثانيى وكا هناك سؤاق‬
‫أجبت عليه ولهن كنات أرياد التأكاد مان صاحى ااجاباى فساألت مان‬
‫كنت أعت﴿د بأنها صدي﴿تص المخلصاى عان طرياق ااشاارة ل كانات‬
‫ااجابه صحيحى أم ال ‪ ،‬فردو علاص رد نازق كالصااع﴿ى لذ صالات ‪:‬‬
‫اذهبص وتأكد من المحاضرة من الماالام بعاد أ تخرجاص ‪ ،‬فمان‬
‫شدة ال﴿هر منها بهيت بصاوو عاالص حتاى أ المراصباى ظنات باأنص‬
‫أبهص من شعور بألم المخاض وكانت شديدة الفازع وهاص تساألنص‬
‫عن رصم هاتف اوجص لياتم اساتدعاؤه لين﴿لناص للاى أصارب مستشافى‬
‫فاارددو عليهااا ال لاايس أل ام الااوالدة ولهنااه أل ام الشااعور بااال﴿هر ‪،‬‬
‫فسألتنص من ماذا ؟ فلام أجبهاا ِّلناص كنات هجلاى مان الجهار بالا نف‬
‫ارتهبته ‪.‬‬ ‫ال‬
‫ومن بعد ه ه التجربى تبت للى اهلل من ال ‪ ،‬أو الت شاي‪ .،‬وعناد‬
‫كل امتحا يدهلوه أوالد أذكرهم ب﴿صتص ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪91‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫‪‬‬
‫ً ً‬
‫‪92‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫تعرضات لموصاف صاعف وهلل الحماد بتفهيار الاواعص تجااواو‬


‫ه ا الموصف بسهولى‪..‬‬
‫ابنتص كانت فص المرحلى االبتدائيى وبالتحديد فص السنى الرابعى‪..‬‬
‫وكاناات أيااام االهتباااراو مريضااى جااداً باااانفلونزا الحااادة‪..‬‬
‫مصاحبى الرتفااع الحارارة وكتماى فاص الصادر‪ ..‬واِّلدوياى تسااعد‬
‫علااى النااوم وعاادم ال﴿اادرة علااى التركيااز‪ ..‬أيااام االهتباااراو كاناات‬
‫عصبيى جداً ِّلنها دائماً هائرة ال﴿اوى ونائماى علاى السارير ‪..‬وأناا‬
‫أذاكاار لهااا وهااص شاابه واعيااى وكناات أدعااو اهلل أ يعيننااص علااى‬
‫تدريسها واالستمرار بدو كلل أو تعف‪ ..‬والباصص على اهلل ‪.‬‬
‫وصباال االنتهاااذ ماان االهتباااراو بثال ااى أيااام ‪..‬أفاجااأ بااأ ابنتااص‬
‫راسابى فاص الماواد السااب﴿ى‪ ،‬وكانات هنااك صريباى لاص فاص المدرساى‬
‫نبهتنص بأ المدرساو أهبروها به ا الخبر‪..‬‬
‫شعرو بأننص ال أصدر على تحريك رجلص من هوق المفاجأة‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪93‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫اتبعته بعد ذلك والحمد هلل ساعدنص كثيراً فص ت ير‬ ‫ال‬ ‫التصر‬
‫ااحساس واِّللم للاى ااصارار والحمااس لذ صلات لنفساص لمااذا أناا‬
‫متفاجئاى للاى ها ا الحاد‪ ..‬ألايس الادعاذ يصاارع ال﴿ادر فاص الساماذ‬
‫وي يره أو يخفف من وصعته علينا؟‬
‫لماذا ال أحمد ربص بأننص لام أسامع بموتهاا ماثالً أو أنناص لام أسامع‬
‫بشصذ يمهن أ يهو لعاصى مستديمى لها فللاه الحماد والمناى فسانى‬
‫تضيع وال كل السنواو‪.‬‬
‫المهم كنت أصوم ليالً وأدعو اهلل على أنه هاو ال﴿اادر علاى أ ي يار‬
‫ماا هاو واصاع بالادعاذ والرجااذ‪ ..‬وكنات أحماد اهلل كثياراً بأناه صاادر‬
‫على أ ينزق ما هاو أكبار مان ذلاك ولهان ها ا أهاف مان مصاائف‬
‫كثيرة كبيرة‪.‬‬
‫المفاجااأة‪ ..‬بعااد لتمااام االهتباااراو وكناات فااص حماسااص ذاتااه ولاام‬
‫أتهاو أو أصلل من لصرار ِّل اهلل م ير اِّلحواق ‪..‬‬
‫ففوجئااات مااان كاااالم صريبتاااص لاااص باااأ ابنتاااص لااام ترساااف وال فاااص‬
‫حصلت عليه الطالبى‪..‬‬ ‫مادة‪..‬ولنها متفاجئى من المستوى ال‬
‫ي ير االحواق الى احسن حاق‪.‬‬ ‫فسبحا اهلل العظيم ‪،‬ال‬
‫ً ً‬
‫‪94‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫‪‬‬
‫ً ً‬
‫‪95‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ضاصت ليلى بزوجها عادق وما عادو تصبر على كثرة غضابه ‪،‬‬
‫فهو يثور عليها لذا بدر منها أ هطأ ‪ ،‬حتى ول كا غير م﴿صود‬
‫‪ ،‬ويثور غاضباً لذا تأهرو ولو لحظاو فص لحضاار مايطلباه منهاا‬
‫‪ ،‬وينفجر فص الصراخ لذا حاولت تأديف أحد أوالدها‪.‬‬
‫لااذ ه ا ه الحاااق لاام تجااد ليلااى باادا ماان التوجااه للااى بياات أهلهااا ‪،‬‬
‫تعبيراً عن احتجاجها علاى غضاف اوجهاا المساتمر ‪ ،‬وصاررو أال‬
‫تعود للى اوجها لال بعد تعهده لها بعدم الهياج عليها ‪.‬‬
‫اار عادق بيات عماه ‪ ،‬والت﴿اى اوجتاه ‪ ،‬وعبار لهاا عان اعتا اره‬
‫الشديد على ما كا يصدر منه من غضف‪.‬‬
‫صالت اوجته ‪ :‬أصبل اعت ارك ‪ ،‬ولهنص لان أعاود للاى بيتناا لال بعاد‬
‫تعهدك لص بأ تملك نفسك عند ال ضف‪.‬‬
‫صاق لها ‪ :‬أعاهدك على ذلك ‪.‬‬
‫صالت ‪ :‬ول غضبت ؟‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪96‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫صاق ‪ :‬أعدك أ أعطيك مئاى ديناار عان كال اورة غضاف أ ورهاا‬
‫عليك‪.‬‬
‫صالت ‪ :‬رضيت ‪.‬‬
‫عادو ليلى مع اوجها وهص فرحى راضيى بما ح﴿﴿ت من نصار ‪،‬‬
‫فهص رابحاى فاص كال حااق ‪ ،‬ل غضاف عاادق أعطاهاا المااق ‪ ،‬ول‬
‫كتم غضبه ارتاحت واطمأنت ‪.‬‬
‫مضاات اِّليااام والسااالم يسااود بيتهمااا ‪ ،‬فعااادق توصااف عاان ااوراو‬
‫ال ضف ‪ ،‬وما عاد يصرخ فص وجه اوجته ِّل سبف ‪ ،‬وحين كا‬
‫يثيره أمر اليرضيه فإنه يستحضار وعاده لزوجتاه بادفع مئاى ديناار‬
‫لهااا فيملااك نفسااه‪ .‬وصااد كااا يصااح مااا يااراه ماان أهطاااذ ‪ ،‬وينصا‬
‫الدينياى والواجبااو ‪،‬‬ ‫اوجته وأبناذه ‪ ،‬ويوجههم للى أداذ الفارائ‬
‫‪.‬‬ ‫ولهنه كا ي﴿وم به ا كله فص رويى وهدوذ وصوو هفي‬
‫وفص مرة من المراو التص هاج فيها الزوج و ار است﴿بلت غضابه‬
‫المفاجئ بفر أدهشه فص البداياى ام انتباه للاى أ غضابه ها ا كلفاه‬
‫مئى دينار صار عليه أ يدفعها للى اوجته‪.‬‬
‫غرصت ليلى فص الضاحك وهاص تماد يادها للاى اوجهاا صائلاى ‪ :‬هياا‬
‫‪..‬أدهل يدك وأهرج محفظتك وناولنص مئى دينار‪.‬‬
‫ً ً‬
‫‪97‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫مئى‬ ‫ابتسم عادق وهو يخرج محفظته ويناولها اوجته صائال‪ :‬ه‬
‫دينار فهص من ح﴿ك‪.‬‬
‫صاااارو ليلاااى تعاااد ماااافص المحفظاااى وهاااص ت﴿اااوق لزوجهاااا وساااط‬
‫ضااحهها ‪ :‬طاااق انتظااار لها ا ال ضااف ‪ .‬صاااق عااادق ‪ :‬ل﴿ااد فرحاات‬
‫ب ضاابص ِّلنااك كساابت بسااببه ماااال ‪ .‬وصاادصينص لنااك تهساابين أكثاار‬
‫بصبرك على غضبص صبل أ أعدك بإعطائك ه ا الماق ‪.‬‬
‫واصل عادق كالمه ‪ :‬ل﴿د كنت بصبرك تحسنين التبعل لزوجاك ‪،‬‬
‫وحسن تبعلك لاص يعادق كال مايحصال علياه الرجال مان أجاور كماا‬
‫بشر صلى اهلل عليه وسلم كل اوجى مسلمى ‪ ":‬حسن تبعلك لزوجك‬
‫يعدق ه ا كله "‪.‬‬
‫ول﴿د كنت أصدر حلمك علص وصبرك على غضبص ‪ ،‬كنت أصدرهما‬
‫فص نفسص كثيرا وأحس بالرضا الهبير عنك والنباص صالى اهلل علياه‬
‫وسلم يبشر من رضص عنها اوجها بالجنى ‪:‬‬
‫(( أيما امرأة ماتت واوجها عنها راض دهلت الجنى )) ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬مجلى اِّلسرة عدد ( ‪ ) 115‬ذو الحجى ‪ 1422‬هـ‬
‫ً ً‬
‫‪98‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫حد تنص لحدى صريباتص ن﴿االً عان اميلاى لهاا ممان تبارعن بت سايل‬
‫اِّلمواو به ه ال﴿صى المحزنى‪..‬له ه المرأة الميتى‪..‬‬
‫فت﴿وق‪ :‬لننا است﴿بلنا ذاو مرة جثى امرأة‪ ،‬وعندما هممنا بت سيلها‬
‫وجدنا أ كف يدها اليسار مالصق لهتفها اِّليسر‪ ،‬فحاولنا أ ن﴿وم‬
‫بفرد يدها لهص نتمهن من ت سيلها ولهن وجادنا فاص ذلاك صاعوبى‪،‬‬
‫فحاولنااا ماارة أهاارى ولهاان باااذو محاولتنااا بالفشاال‪ ،‬وبعااد عاادة‬
‫محاوالو تمهنا مان فردهاا ‪ -‬ولهان سابحا اهلل‪ -‬بعاد االنتهااذ مان‬
‫ت سيلها رجعت اليد للى مهانها السابق (فود الهتف) فت﴿اوق أصابنا‬
‫بالا هوق والخاو ‪ ،‬مان ذلاك المشاهد الفضايع‪ ،‬وعلاى عجال صمناا‬
‫بإكماق ما تب﴿ى من عملنا‪ ،‬م بعد ذلك أتى دور وضاعها فاص ال﴿بار‪،‬‬
‫شاهد أصاربها أ شهل الجثى غريف‪ ،‬فتم االستفسار مناا فأهبرنااهم‬
‫بما حدث‪ ،‬فاضطروا للاى توسايع ال﴿بار لهاص ياتم وضاع الميتاى باه‪،‬‬
‫وبعد دفنها‪ ،‬استفسرنا مان أهلهاا عان السابف ف﴿االوا لام تنهار عليهاا‬
‫ً ً‬
‫‪99‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫شيئاً سوى أنها كانت تلبس العباذة على الهتاف‪ ،‬نعام تلابس العبااذة‬
‫على الهتف ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬الساحى العربيى ‪.‬‬


‫ً ً‬
‫‪111‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫كاناات تسااير مساارعى الخطااى باال تهاااد ت﴿فااز صفاازاً وهااص تتف﴿ااد مااا‬
‫أنتجته جميع اِّلصسام ‪ ،‬وكانت تبد مالحظاتها الدصي﴿ى حوق مااتراه‬
‫… ولم يطمئن لها باق لال بعد أ تابعت دصياق اِّلماور صبال كبيرهاا‬
‫…وبعاادها ذهباات الساايدة " أمينااى " للااى غرفااى اادارة ‪ ،‬وأه ا و‬
‫ورصى وصلماً وبدأو تدو مالحظاتها ااعالناو ممتااة ‪ ،‬المطوياو‬
‫بلي ى العباراو جميلى الوري﴿او ‪.‬‬ ‫واضحى الهد‬
‫الهتيباو أني﴿ى اِّلغلفى مسلسلى اِّلفهار ‪.‬‬
‫الملفاو الصحفيى دصي﴿ى مدص﴿ى ‪.‬‬
‫أما الشريط المسموع فهو شريط فنص ااهراج رائع ااعداد ‪.‬‬
‫ب﴿ص شصذ واحد تنتظره بفارم الصبر ‪.‬‬
‫سيعرض أ ناذ الحفل المعد اليوم ‪.‬‬ ‫لنه شريط الفيديو ال‬
‫صاماات ماان م﴿عاادها وصااد رساامت ابتسااامى عريضااى علااى شاافتيها ‪..‬‬
‫هرجت من غرفتها وتأملت اللوحاو بينابيع مان الفخار واالعتازاا‬
‫ً ً‬
‫‪111‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫والزهو ‪ ،‬تنبعث من بين ضلوعها لتصارع ذكرياتها اِّلليمى والتاص‬


‫هجمت عليها ب تى ‪.‬‬
‫لنها مهما ح﴿﴿ت من نجا حاضر لم تنج يوماً فاص الهاروب مان‬
‫مادى الحيااة ‪ ،‬كاا‬ ‫الماضص اِّللايم " ساامص " ذلاك الجار النااا‬
‫أ تخارج مان بيتهاا‬ ‫أنانياً متعجرفاً يريدها لاه وحاده ‪ ،‬كاا يارف‬
‫لتعااانق نجااا الحياااة وت﴿اادم رسااالى ِّلمتهااا ومجتمعهااا ‪ ..‬ل﴿ااد أصاام‬
‫أذنيهااا بمحاضااراته حااوق دور اِّلم فااص تربيااى أبنائهااا … وكاناات‬
‫تطرب أذنيه حوق دور المرأة الفعااق اايجاابص فاص المجتماع ‪ ،‬لنهاا‬
‫اليمهن أ تنسى لسعاو حواره اِّلهير معها !!‬
‫أرجاااو أ تفهميناااص جيااادأ أناااا ال أعاااارض عمااال المااارأة لال لذا‬
‫تعارض مع مسؤوليتها اِّلولى ‪ .‬مسؤوليى الهنس والطابخ وال سايل‬
‫والهص و …‬
‫ال ‪ ،‬ل دورهااا أساامى وأنباال ماان ذلااك ‪ ،‬ول كاناات ها ه اِّلمااور‬
‫تشهل جزذاً من مسؤوليتها ‪ ،‬ف﴿الت ساهرة ‪:‬‬
‫باادأنا بالفلساافى … تفضاال أفهمنااص دور ياااعزيز ‪ ..‬فأجابهااا‬
‫بجديى بال ى ‪:‬‬
‫ً ً‬
‫‪112‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫لننص أتساذق ‪ :‬كيف يمهان انساا أ ينشاأ صاو الشخصايى صاويم‬


‫أمااا واحاادة باال طااابورًا ماان‬ ‫اِّلهااالد اباات المبااادئ وهااو اليعاار‬
‫اِّلمهاو ؟‬
‫أجابته بانفعاق ‪ :‬ماذا ت﴿صد ؟؟!‬
‫مااثالً ولاادنا سااامر ‪ ..‬باااِّلمس كااا يناااد مامااا "ايااز " ‪،‬‬ ‫ها‬
‫ومن صبل كا يرتمص فص أحضا ماما "ليوه" ‪ ،‬والياوم يناام بجاوار‬
‫ماما " آ " وغداً ال أدر !! فاأين ماماا "أميناى" ؟! فعل﴿ات ببارود‬
‫وشرود ‪:‬‬
‫جيداً أ ماما " أمينى " رئيسى جمعياى نساائيى هيرياى‬ ‫أنت تعر‬
‫وه ا يتطلف منها الهثير ‪ ..‬فأجابها ‪:‬‬
‫وماذا ستهسبين وستهساف اانساانيى جمعااذ مان ها ه الجمعياى لذا‬
‫هرج أطفاق جميع المنتسباو مثل ولدنا سامر ؟ ‪ ..‬ف﴿اطعته ‪:‬‬
‫سامر‪ ..‬طفال وسايم ‪ ،‬ساليم البنياى ‪ ،‬متاين الجساد ‪ ،‬ماشااذ اهلل ‪..‬ال‬
‫ين﴿صه شصذ ‪.‬‬
‫رفع حاجبيه وصاق بأسى ‪:‬‬
‫ه ا ه هااص ح﴿ي﴿ااى المأساااة ‪ ،‬التااص ت مضااين عينيااك عنهااا !! ف﴿الاات‬
‫بانفعاق ‪:‬‬
‫ً ً‬
‫‪113‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫عن أيى مأساة تتحدث ‪ ،‬لنك واهم بال أدنى شك ‪.‬‬


‫ألاام تالحظااص بعااد وتتااابعص م﴿والتااه ‪ ،‬سااامر ضااعيف التعبياار ال‬
‫ل ته ‪ ،‬ف﴿اطعته ساهرة ‪:‬‬ ‫يعر‬
‫ال أنتظر منه أ يصب " سيبويه " امانه !!‬
‫فرد بسخريى ظاهرة وحز مهتوم ‪:‬‬
‫ل تاه ‪،‬‬ ‫ل لم يصب "سيبويه" ‪ ،‬فليهن " جاهليى " ‪ ..‬لنه اليعر‬
‫ل ى ال﴿رآ ‪ ،‬فهيف سينهل العلم أيتها المث﴿فى ؟! فأجابت ببرود ‪:‬‬
‫ال عليك ‪ ..‬عندما يهبر سيفهم ‪ .‬فأكمل صائال ‪:‬‬
‫أضيفص للى ذلك تردده فص اتخاد ال﴿اراراو وشخصايته المهازواة‬
‫المهترئى و… ف﴿اطعته صائلى ‪:‬‬
‫وهاال أصاادرو أحهامااك النهائيااى علااى طفاال لاام يبلاان الخامسااى لال‬
‫حديثاً ‪ ..‬أين منط﴿ك العلمص ياسامص ؟‬
‫بااال هاااو عاااين المنطاااق ‪ ،‬ف﴿اااد أجماااع المرباااو علاااى أ هماااس‬
‫السنواو اِّلولاى هاص أهطار فتارة تربوياى ‪ ،‬وهاللهاا تتشاهل أساس‬
‫الشخصيى المست﴿بليى ‪.‬‬
‫ه ا الهالم هراذ … وهو صماى الفلسافى ‪ ..‬يبادو أ آراذناا لام تلتاق‬
‫بعد ‪.‬فعلق سامص ‪:‬‬
‫ً ً‬
‫‪114‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫أكاد أجزم أنها لم ولن تلت﴿ص يوماً ‪.‬‬


‫وهرج من غرفته آسفاً متألمااً ‪ ،‬بينماا اتهاأو هاص علاى أريهتهاا ‪،‬‬
‫وبدأو تداعف هصاالو شاعر ساامر المنسادلى ‪ ،‬وأبحار كال منهماا‬
‫فص صارب أحالمه الخاق ‪.‬‬
‫الهوة بينهما كانات تتساع ماع اِّلياام ‪ ،‬والفجاواو أصابحت دهااليز‬
‫مظلمااى ‪ ،‬كاال منهمااا ينظاار للااى الحياااة بطري﴿ااى مختلفااى ل لاام تهاان‬
‫متناصضى تماماً مع نظرة اآلهر ‪.‬‬
‫صضاات ليلتهااا تلااك مهتئبااى ‪ ،‬شااعرو أنهااا ال تسااتطيع متابعااى كااالم‬
‫سامر واهتماماته ‪ ،‬فطلبت من الخادمى أ تأه ه عندها ‪..‬‬
‫وكا ال﴿در بانتظار سامر ‪ ،‬ف﴿د ان﴿لف شا الصبا الساهن على‬
‫صفحى وجهه الوسيم ‪ ،‬وترك آ اراً لن تمحوها السنو ‪.‬‬
‫استشاااط سااامص غضااباً وأساافاً وألمااً و اغتاانم تلااك المناساابى لاايعلن‬
‫المفاصلى ‪.‬‬
‫ف﴿اااااق بانفعاااااق ‪ -‬بعااااد أ عاااااد ماااان ايااااارة الطبيااااف ‪ -‬رضااااينا‬
‫بالتشااوهاو التربويااى فهاال نرضااى بالتشااوهاو الجسااميى ؟ ف﴿الاات‬
‫أمينى بهدوذ مصطنع ‪:‬‬
‫لنه صدر اهلل ‪ .‬فرد عليها بانفعاق ‪:‬‬
‫ً ً‬
‫‪115‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫أو تعل﴿ين كل لهماق يصدر منك على مشهاة اِّلصدار ‪ ،‬ه ه س اجى‬
‫وبالهى أيضاً ‪ .‬فردو عليه ‪:‬‬
‫ال ‪ ،‬ل﴿د تجاواو حدك ‪ ،‬أنا ال أرضى به ا ! فأجابها‪:‬‬
‫وأنا اليمهن أ تستمر حياتص على ه ه الصورة الم﴿يتى ‪ ،‬ف﴿الت ‪:‬‬
‫لذ فلـ … ولم تهمل كلمتها ‪ ،‬فأكمل هو بعد أ تنفس الصعداذ ‪.‬‬
‫نعم … لذ فلننفصل !!‬
‫ساامعت تلااك الهلمااى فوصعاات كالصاااع﴿ى الحارصااى علااى صلبهااا …‬
‫أحست بصراع مرير ‪ ،‬لنها من امن وهص تبحث عان حريتهاا …‬
‫ولحظااى حصاالت عليهااا شااعرو أنهااا صشااى هائمااى فااص فضاااذ واسااع‪.‬‬
‫اضطربت هطواتها وجفت دموعها … ماتت كلماتها علاى شافتيها‬
‫بل ل﴿د رأو كل ما حولها ميتاً ال حياة فيه ‪ ،‬كاادو ترجاو ساامص أ‬
‫يتراجع ‪ ،‬هطر ببالها أ ت﴿بل يديه ‪ ،‬لهن هل تفرش بساط ت للها له‬
‫؟ ل كبرياذها يأبى ذلك ‪.‬‬
‫وهرجت من غرفاى ساامص لاتلملم أشاياذها وتعاي‪ ،‬أيامهاا ال﴿ادماى‬
‫لنفسها ‪.‬‬
‫وهاااهص اآل سااعيدة بحياتهااا ونجاحهااا ومشاااركاتها االجتماعيااى‬
‫الفعالى ‪ ،‬كا سامص يريدها نسياً منسياً ‪ ،‬واآل يشار لليها بالبناا ‪،‬‬
‫ً ً‬
‫‪116‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫يزعجها هو اورة اِّلشاواد العارماى تجااه ولادها الحبياف‬ ‫لنما ال‬


‫سامر ‪.‬‬
‫صاومت مشاعرها وهرجت لتشاهد مع الجمهاور الشاريط المرئاص‬
‫حوق مدمنص المخدراو ‪.‬‬
‫ابتدأ الشريط بالتحدث عان أهام المشااكل االجتماعياى التاص تسابف‬
‫انهيااار الشااباب والفتياااو ف﴿ااد تبااين ماان الدراسااى أ تشاارد اِّلطفاااق‬
‫بسبف التفهك اِّلسر ‪ ،‬هو من أهم اِّلسباب ‪.‬‬
‫واستطرد المتحادث صاائالً ‪ :‬ومماا يؤساف لاه أ المخادراو بادأو‬
‫تنتشاار بااين البااراعم اليافعااى … ولنااص ِّلك ا ب نفسااص وأنااا أهاطااف‬
‫واحداً من الضحايا … ولذ بصورة لحدى الضحايا تظهر ‪.‬‬
‫امت﴿ع وجه السيدة " أمينى" ودارو الدنيا بها ‪ ،‬أحست أنها ارتدو‬
‫أ واب ال ق والمهانى ‪ ،‬وأنها سيشار لها بالبنا ‪ ..‬ليس اليوم ف﴿ط بل‬
‫طواق أيام العمر … لام تساتطع أ تنظار للاى وجاوه الحاضارين ‪،‬‬
‫ربما اعت﴿دو جاامى أ كل عين رأو الص ير المادمن صاد تعرفات‬
‫عليااه … بالضاابط كمااا عرفتااه هااص … نهضاات وهااص ترتجااف ‪،‬‬
‫أحست أ رأسها الشامخ ال يهاد يرتفع عن اِّلرض كثيراً … يبدو‬
‫أنااه يجااف أ يلتصااق بهااا … ف﴿ااد صاادمت بفهرهااا وجهاادها وعرصهااا‬
‫ً ً‬
‫‪117‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫الهثياار لوطنهااا ولإلنسااانيى ‪ ،‬أجاال ل﴿ااد صاادمت ماااهو أهاام ماان جميااع‬
‫التص حصلت عليها فص عدة مناسباو … ل﴿اد دارو‬ ‫أوسمى الشر‬
‫حصلت عليه من‬ ‫اِّلهير ال‬ ‫بها الدُّنيا ولم تنتبه للى وسام الشر‬
‫المسؤولين … ف﴿د ت﴿دمت نحوهاا لحاداهن لتسالمها الوساام ‪ ،‬صفالات‬
‫وهص فص شبه ذهوق ‪:‬‬
‫أنا ال أستحق ه ا … صاطعتها المشرفى صائلى ‪:‬‬
‫ها ا تواضااع منااك تشااهرين عليااه ‪ ،‬لهنااك ح﴿﴿اات لنجاااااو م هلااى‬
‫أيتها السيدة اِّلمينى !!‪.‬‬
‫ذليل ‪ :‬أجل … أجل يااعزيزتص ‪ ،‬فأناا فاص‬ ‫فردو بصوو هفي‬
‫الح﴿ي﴿ى " أم سامر" ذلك الص ير المدمن ‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬أم حسا الحلو ‪ ،‬موصع ااسالم اليوم ‪.‬‬


‫ً ً‬
‫‪118‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫(يالها من م رورة متعجرفى) كا ه ا هاو انطبااعص عان جاارتص‬


‫فااص مسااهنص الجديااد فااص ذلااك الحااص الراصااص‪ ،‬كناات أتوصااع أ تحاااوق‬
‫علصت والترحيف باص كجاارة جديادة ولهنهاا لام تفعال ‪ ،‬حاين‬ ‫التعر‬
‫ت﴿ااابلنص فااص المصااعد أو أمااام البياات تهتفااص بااأ تبتساام لااص ابتسااامى‬
‫بسرعى بل لنها أحياناً تتجااهلنص كأنهاا لام ترناص‬ ‫شاحبى م تنصر‬
‫أبداً‪ ،‬ال باس‪ ،‬ومن تظن نفسها سأبادلها نفس المعاملى وأشد !‬
‫فجاااة وجاادتها تاادد بااابص وهااص ترجااونص بعااين دامعااى أ تسااتعمل‬
‫هاتفص فص مهالمى هامى فهمت كل شصذ من المهالماى ومماا شارحته‬
‫لص بنفسها‪.‬‬
‫‪ ،‬وأ لصااابته بااالمرض فاجأتهااا ‪،‬‬ ‫أهبرتنااص أ اوجهااا مااري‬
‫وأنهاااا تتحمااال وحااادها مساااؤوليى البيااات واِّلوالد ورعاياااى الااازوج‬
‫ً ً‬
‫‪119‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫ومتابعااى حالتااه الحرجااى وأ ها الحااادث أحاادث ان﴿البااً شااديدًا فااص‬


‫حياتها‪.‬‬
‫شعرو بالخجل وهاص تعتا ر لاص برصاى وانهساار عان عادم تمهنهاا‬
‫من اياارتص والترحياف باص ‪ .‬صلات لهاا‪ :‬بال اعتبريناص أهتااً لاك وال‬
‫فرد بيننا‪.‬‬
‫لاااو لااام يحااادث هااا ا الموصاااف ويهشاااف لاااص عااان ظروفهاااا الدصي﴿اااى‬
‫ومشاااعرها الدصي﴿ااى لظللاات علااى ت﴿اادير الظااالم لهااا‪ ،‬وأها و ألااوم‬
‫والتحيااى؟‪ ،‬ولماااذا لاام ألااتمس لهااا‬ ‫نفسااص فلماااذا لاام أباادأها بالتعااار‬
‫ع راً؟ ولماذا سبق للى ذهنص الظن السيئ ؟ مع ما فص ذلك كله مان‬
‫مخالفى ِّلوامر ااسالم وهد الحديث النبو ‪.‬‬
‫أين وصيى الرسوق ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬بالجار فص أكثار مان‬
‫حديث‬
‫((ما ااق جبريل يوصينص بالجار حتى ظننت أنه سيور ه))‪.‬‬
‫((ومن كا يؤمن باهلل واليوم اآلهر فليهرم ضيفه))‪.‬‬
‫ل﴿د باعدو الحياة المدنيى الحديثى بيننا وجعلت كل منا يحياا وكأناه‬
‫جزيرة منعزلى وسط محيط الحياة الصاهف‪ ،‬كل منها منهفائ علاى‬
‫ذاتااه ‪ ،‬ال تتعاادى اهتماماتااه حاادود دائاارة ضااي﴿ى جااداً مماان حولااه‪،‬‬
‫ً ً‬
‫‪111‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫وينظر لآلهرين برؤيى هاطفى مبتسرة مشوهى ناصصى‪ ،‬فص حين لاو‬
‫سعى كل منا للتواصل اانساانص بمان حولاه لصاارو الحيااة أجمال‬
‫وأكثاار ااراذاً فوصتهااا سنشااعر بااالفر مضاااعفاً ‪ ،‬وسنشااعر بااالحز‬
‫مخففاً ‪ ،‬فالمشاركى فص الفار تضااعفه واصتساام الحاز يخففاه وصاد‬
‫صاق ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم –‬
‫((مثاال المساالمين فااص تااوادهم وتااراحمهم وتعاااطفهم كمثاال الجسااد‬
‫الواحاااد لذا اشاااتهى مناااه عضاااو تاااداعى لاااه ساااائر الجساااد باااالحمى‬
‫والسااهر))‪.‬فااإذا تواصاالنا وتعاونااا علااى الباار والت﴿ااوى وتهاتفنااا فااص‬
‫مواجهى الشدائد واشتركنا فص اِّلفارا واصتسامنا اِّلحازا لصاارو‬
‫الحياة أكثر بهجى وجماالً وأصبحنا فعالً كالبنياا المرصاوق كماا‬
‫صاق ‪ -‬صلى اهلل عليه وسلم –‬
‫((المؤمن للمؤمن كالبنيا يشد بعضه بعضاً )) ‪.‬‬

‫‪ ‬ريهام لبراهيم ‪ ،‬موصع ااسالم اليوم ‪.‬‬


‫ً ً‬
‫‪111‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫أنااا فتاااة هليجيااى أبلاان ماان العماار ‪ 22‬عامااا‪ .....‬كناات فتاااه الهيااى‬
‫بأمور الدنيا واينتها ولم أكن أبالص لما أفعل فيما مضى من عمار‬
‫بدا لص وكأناه مار ساريعاً‪ ..‬حتاى صادر اهلل أ وصالتنص رساائل‬ ‫ال‬
‫دلياال المهتاادين علااى بريااد االهترونااص ‪ ..‬وياااهلل كيااف أحياات ها ه‬
‫المواع مشاعر وأي﴿ظتنص من غفلتص حتى أه ضمير ياؤنبنص‬
‫كلما ت كرو ماكنت أفعله مما اليرضص اهلل ‪ ..‬فساألت نفساص ‪ ..‬هال‬
‫ح﴿ق ذلك لص شيئاً من الساعادة ؟‪ ...‬ال واهلل ! ولام أر فاص ها ه المتاع‬
‫الماديى الزائفى أ راحى أو منفعى فص الدنيا ‪ ..‬فضالً عان اآلهارة‪...‬‬
‫ولو سألتم كيف كانت حيااتص صبال أ يمان اهلل علاص بالهداياى ‪ :‬كنات‬
‫أستي﴿ صباحاً ‪ ..‬وأستعجل فص ال هاب للى الجامعى حتى التفاوتنص‬
‫اِّلحيا أصلص‬ ‫المحاضراو ِّلكو من المتفوصاو دائماً وفص بع‬
‫الفجر ‪ ..‬أما فص غالف اِّلياام وياا لأساف فاال أصالص حتاى التفاوو‬
‫علصت المحاضرو ‪ ...‬م مااذا بعاد ذلاك؟ أرجاع الاى البيات وصاد أها‬
‫منص التعف كل مأه فأناام أو أدهال عاالم اانترنات فأضايتع أوصااتص‬
‫ً ً‬
‫‪112‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫فيمااا اليرضااص اهلل ماان اِّلحاديااث مااع الشااباب والفتياااو فااص أمااور‬
‫الدنيا وعن آهر أغنيى وما للى ذلك ‪ ...‬وهها ا يطاوق الحاديث حتاى‬
‫يأذ لصالة العصر وأنا الهيى غافلى عن ذكر اهلل وعن الصاالة ‪...‬‬
‫اِّلحيااا أذهااف الااى اِّلسااواد وال تساال عاان ضااياع‬ ‫وفااص بعاا‬
‫اِّلوصاااو ‪ ...‬وكناات عنااد هروجااص ألاابس أفضاال المالبااس وأتعطاار‬
‫وألبس أحدث ااكسسواراو وال هف ام أرجاع الاى البيات ومان ام‬
‫أنام وهه ا كانت تفوتنص الصالواو كثياراً غفار اهلل لاص ماسالف مان‬
‫ت﴿صااير ‪ ..‬ولاام يهاان ذلااك عاان سااوذ نيااى ماان جااانبص ولهنهااا ال فلااى‬
‫الشديدة التص تعانص منها كثيار مان الفتيااو ‪ ...‬وكال ها ا بسابف صلاى‬
‫النص ا والتوجيااه ‪ ..‬وهنااا أوجااه لفتااى للااى أهواتنااا الملتزماااو أياان‬
‫دوركاان المرجااو ان﴿اااذ أهااواو لاام يحظاين بماان يأها بأيااديهن للااى‬
‫جاااذتنص فيااه ماان دلياال‬ ‫طريااق الهدايااى ‪ ...‬وأذكاار ذل اك اليااوم ال ا‬
‫المهتدين رسالى " أهاطف فيك ليمانك" وك لك "رسالى للى عاابرة‬
‫سااابيل" وفيهماااا هطااااب موجاااه للاااى المااارأة المسااالمى وأ اايماااا‬
‫والحيااااذ شااايئا متالاماااا وفيهماااا أيضاااا توجيهااااو صيماااى حاااوق‬
‫الحجاب وشروطه والتح ير مما يسمى عباذة الزينى والتص ال تمات‬
‫للاااى الحجااااب الشااارعص بصااالى والتاااص تحتااااج للاااى عبااااذة أهااارى‬
‫ً ً‬
‫‪113‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫لتسااترها‪ .‬وفعاالً اناادمجت فااص صراذتهااا وفعاالً أحسساات بش اصذ ماان‬


‫ما هو بالضبط ‪..‬المهم أه و أصرأ جمياع‬ ‫الضيق فص صلبص ال أعر‬
‫يصلنص من رسائل وتأ رو كثيراً فأه و أفهر وأساترجع فاص‬ ‫ال‬
‫ذاكرتص ماذا كنت أفعل ‪ ...‬أنبناص ضامير كثياراً ف﴿لات لنفساص هال‬
‫ه ه المحاضراو و هل ه ا التفود ساينفعنص فاص اآلهارة ؟ ‪ ..‬كياف‬
‫أترك الصالة حتى التفوتنص المحاضراو ‪ ..‬كيف أصضص العمر فص‬
‫اللهو وفص ماا ال ينفاع ؟‪ ..‬مااذا سأساتفيد ؟ ‪ ..‬مااذا سايهو مصاير‬
‫فااص الاادنيا واآلهااره ؟ ‪ ..‬عا اب‪ !!..‬ف﴿ااررو فااص نفسااص أ أتاارك مااا‬
‫كنت أفعله فص الماضص‪ ..‬فعالً بدأو بترك اامور الخاطئى وصرو‬
‫أتجنبهااا وباادأو أحاااف علااى جميااع الصاالواو فااص وصتهااا وال أتااأهر‬
‫عاان أ صااالة حتااى ولااو فاااتتنص المحاضااراو أو أ شااصذ آهاار‬
‫يلهينااص عاان الصاااله ‪ ...‬اام عاهاادو نفسااص بااأ أسااير فااص الطريااق‬
‫الصااحي وأ أتاارك متاااع الاادنيا وأ أنتبااه للااى عماار والساانواو‬
‫التص ضاعت بال فائده ‪ ...‬واآل وهلل الحمد أصالص جمياع الصالواو‬
‫وأحاف على صراذة ال﴿رآ ‪ ...‬وابتعادو عان كال ماايلهينص وتركات‬
‫ساماع اِّلغااانص والا هاب الاى اِّلسااواد وتخلياات عان عباااذة الزينااى‬
‫ً ً‬
‫‪114‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫للى الحجااب السااتر كماا أراده اهلل‪..‬ال كماا يرياده أصاحاب اِّلايااذ‬
‫والموضى‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ ‬واحى ااسالم ‪.‬‬


‫ً ً‬
‫‪115‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫كااا هناااك عاارس فااص أحااد صصااور االفاارا هااالق الساانى الماضاايى‬
‫علااى كاال االغااانص ماان بدايااى‬ ‫فهاناات هناااك (ماادعوة) باادأو تاارص‬
‫الليل واستمرو علاى حالهاا ها ا عادة سااعاو وهاص البساى مالباس‬
‫نساميه فساتاناً لال صطاع‬ ‫ت﴿ريباً حيث ماكا فساتانها أو الا‬ ‫الرص‬
‫ماااااااااااااااااان جساااااااااااااااااامها‬ ‫بساااااااااااااااااايطى تسااااااااااااااااااتر بعاااااااااااااااااا‬
‫وصد أستمرو فص رصصها حتى س﴿طت م شيى على الهوشاى صبال أ‬
‫تااأتص العروسااى والعااريس فأها و الحاضااراو يف﴿نهااا ولهاان باادو‬
‫فائدة ‪ ...‬فت﴿دمت لحدى اميالو ه ه المدعوة الى الهوشى ف﴿الت أناا‬
‫كيف تفيق ؟؟؟ ف﴿ط ايدوا من الموسي﴿ى والطبل حوق أذنيها‬ ‫أعر‬
‫فهص ستنتع‪ ،‬و تفياق فازادوا صاوو الموساي﴿ى حولهاا لعادة دصاائق‬
‫ولهن دو جدوى ‪.‬‬
‫الحاضراو فوجدوها مــــــيـــــــتـــــــى!!!؟‬ ‫فهشفت عليها بع‬
‫ً ً‬
‫‪116‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫فأسرعت الحاضراو بت طيتها ولهن حد ت المفاجأة التص لم يهان‬


‫يتوصعها أحد !!!‬
‫يا للهوق ؟!!‬
‫أنهشـــــــــــــــــفت الجــــــثـــــــــــى !!‬
‫حيث لم تثبت عليهاا العباص التاص غُطات بهاا ‪ ،‬تتطااير العباص كلماا‬
‫حاولوا ت طيتها فترتفع من جهى وتن﴿لف مرة من جهى الصدر ومرة‬
‫مااان جهاااى الفخااا ين ومااارة مااان جهاااى الااارأس واِّلرجااال وههااا ا‬
‫الحاضراو لدعوة اوج ها ه المارأة‬ ‫وفص ه ا اِّل ناذ أرسلت بع‬
‫وأه وا يحاولوا أ يستروها بالعبص ولهن دو فائدة فهلماا غطوهاا‬
‫طااارو العبااص ماان فوصهااا واسااتمر الحاااق علااى ذلااك وسااط رعااف‬
‫الحاضااراو ماان الموصااف فحضاار اوجهااا مساارعاً و حاااوق ت طيااى‬
‫االهار ويمساك‬ ‫عرضه بشماغه ويمسك طرفاً مناه فيرتفاع الطار‬
‫االهر فيرتفع الرابع واستمر الحاق على ذلاك حتاى أها وها لل سال‬
‫والدفن ‪..‬‬
‫والمفاجئااى الثانيااى كاناات بعااد ال ساال ‪،‬وكا لك حصاال للهفاان فهلمااا‬
‫وضعوا الهفان عليهاا ارتفاع وانهشافت فحااولوا ماراراً ولهان بادو‬
‫جدوى‬
‫ً ً‬
‫‪117‬‬ ‫قصص مؤثرة جدا جدا للفتيات ‪ -‬اجلزء االول‬

‫فسأق الحاضرو من أصاربها أحد اِّلهيار من الحاضارين والا‬


‫كا حاضراً عند الرجاق وصت تهفينها عن ه ا االمر ؟ و ما العمال‬
‫فص ذلك ؟؟؟ ف﴿اق لهم ‪:‬‬
‫تدفن كما هص !!!فه ا نصيبها وه ا ما اكتسبته من الادنيا‪ ،‬والعيااذ‬
‫باهلل ‪..‬فدفنت على حالها ((عاريى)) ‪..‬‬
‫سبحا اهلل‬
‫ارجوا من الجميع االعتبار من مثل ه ه ال﴿صاى واالت﴿ااذ مان شار‬
‫الدنيا واينتها‬
‫اللهم انا نسألك حسن الخاتمه‬

‫‪‬‬
‫قصص مؤثرة جداً‬
‫جداً للفتيات‬

‫سلسلة روائع القصص ‪ -‬السلسلة الثانية ]‪[2‬‬


‫‪1‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الصفحة‬ ‫القصة‬

‫أقول له ‪ :‬كش كش‪3 ..........................................................................‬‬


‫الرسائل اإللكترونية؛ سبب توبتي‪5 .......................................................‬‬
‫ألسنة النار تأكل ثيابي‪9 ......................................................................‬‬
‫ماتت في ليلة زفافها ‪11 ........................................................................‬‬
‫قصة ريم ‪ ...‬قصة مبكية ومؤثرة‪11 .........................................................‬‬
‫ً‪11 ..................................................‬‬
‫إسالم امرأة أمريكية‪..‬قصة مؤثرة جدا‬
‫شفاء امرأة من السرطان ‪..‬قصة عجيبة‪12 ..................................................‬‬
‫طفلة تتحدث بطريقة عجيبة‪35 ................................................................‬‬
‫اتصل على جوال ربك يجيب لي ملك الموت‪14 ...........................................‬‬
‫قصة امرأة صابرة‪11 ..........................................................................‬‬
‫روب التخرج أعاد لها دينها‪11 ...............................................................‬‬
‫جارتي سبب هدايتي‪12 .........................................................................‬‬
‫قصة فتاة في االبتدائية مبكية‪51 ..............................................................‬‬
‫أنا اآلن معاقة ماعدا؛ يد واحدة ولسان‪51 ...................................................‬‬
‫فتاة يخرج أنفها المسك عند تغسيلها‪21 ......................................................‬‬
‫عندما تسلل رجالن إلى غرفتي ‪21 ..........................................................‬‬
‫شريط عن تربية األبناء‪ ..‬قصة مؤثرة للغاية‪22 ............................................‬‬
‫أصبحت األشرطة اإلسالمية جليسي في وحدتي ‪23 ......................................‬‬
‫اقرءوا هذه القصة ‪,‬فهي مؤثرة جدا ‪25 .....................................................‬‬
‫خاتمة متبرجة ‪ ..‬نسأل اهلل العافية‪29 .........................................................‬‬
‫وفاة أخي األكبر‪ ..‬سبب توبتي ‪81 ...........................................................‬‬
‫لقد غيّر ذلك المشهد حياتي‪..‬قصة مؤثرة ‪85 ...............................................‬‬
‫الممثلة شهيرة ‪..‬رحلتها من الظلمات إلى النور ‪91 ........................................‬‬
‫الممثلة سهير البابلي ‪ ..‬رحلتها إلى اإليمان ‪92 .............................................‬‬
‫‪1‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الصفحة‬ ‫القصة‬
‫توبة الممثل محسن محي الدين وزوجته الممثلة نسرين‪98 .............................‬‬
‫توبة الفنانة هناء ثروت‪141 ...................................................................‬‬
‫توبة واعتزال الممثلة هالة فؤاد‪111 ..........................................................‬‬
‫توبة الممثلة (نورا) ‪112 .......................................................................‬‬
‫توبة الممثلة هدى رمزي‪114..................................................................‬‬
‫توبة الممثلة أميرة‪111 ..........................................................................‬‬
‫توبة واعتزال الممثلة شمس البارودي‪112 ..................................................‬‬
‫‪3‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫أقول له ‪ :‬كش كش‬

‫سيدة فاضلة وداعية تروي هذه القصة فتقول ‪:‬‬


‫ذهبتتت للمستوصتتع وبعتتد أن أختتذت رقتتم التتدخول وجلستتت أنتظتتر‬
‫دوري دخلت شابة جميلة ولكنها متبرجتة ومالبستها غيتر محتشتمة‬
‫أختذت رقمهتا وجلستت ‪ ..‬كتان هنتتا شتيء بتداخلي يتدعوني لتقتتديم‬
‫نصيحة لها و بعتد تتردد توكلتت علتى اهلل وجلستت بجانبهتا ‪,‬ستلمت‬
‫عليها وأخذت أعاتبها بلطع وأبتين لهتا متا وقعتت بته متن مخالفتات‬
‫ألوامر اهلل فما كان منها إال أن نهرتني بشدة لتدخلي فيما ال يعنينتي‬
‫فهي حرة فيما تعمل وترتدي ‪ ..‬كما تقول !!‬
‫عدت لمكتاني ‪ ,‬ولكتن ذلتك الهتاتع بتداخلي عتاد هتو أي‪.‬تا ‪ ..‬لتم ال‬
‫أحدثها عن الموت هادم اللذات توجهت إليهتا مبتستمة وطلبتت منهتا‬
‫أن تجيبني على سؤال واحد فقط فقالت بتأفع ‪ :‬تف‪.‬لي ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لو جاء ملك الموت اآلن ماذا ستقولين له ؟‬
‫ردت ‪ -‬وليتها ما ردت‪ -‬فقالت بسخرية ‪ :‬أقول له ‪ :‬كش ‪ ..‬كتش ‪..‬‬
‫نزلت إجابتها كالصاعقة علي ليظهر رقمي في اللوحة ‪..‬‬
‫‪1‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫دخلت على الدكتورة وأنا بحالة ذهول كيتع إلنستان أن يتفتوه بتلتك‬
‫الكلمات ‪..‬‬
‫خرجت بعد إجتراء التالزم ألرى جمهترة متن النستاء والممرضتات‬
‫يرددن " إنا هلل وإنا إليه راجعون " اقتربت أكثر فماذا رأيت ‪ ..‬إنها‬
‫تلتتك الشتتابة وقتتد ستتقطت ميتتتة لقتتد كتتان يومهتتا ومتتا ذلتتك الهتتاتع إال‬
‫إلعطائها الفرصة لتنوي التوبة ولكنها لم تستفد من هتذه الفرصتة‪..‬‬
‫أتتتتتتتى ملتتتتتتك المتتتتتتوت ومتتتتتتا استتتتتتتطاعت أن تقتتتتتتول لتتتتتته شتتتتتتي ا ‪..‬‬
‫وهذه قصة نهديها لمن غره طول األمل ‪!! ..‬‬

‫*****************‬
‫‪5‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الرسائل اإللكترونية ؛سبب توبتي‬

‫عاهدت نفسي هذه قصة توبة فتاة نسوقها لكم لنبين أثر الدعوة إلتى‬
‫اهلل عن طريق البريد اإللكتروني وأن ال يستحقر أحد الكلمة الطيبة‬
‫وإن قلتتت هتتذه الرستتالة وصتتلت إلتتى دليتتل المهتتتدين إحتتدى المواقت‬
‫الدعوية التي تعنتي بالتدعوة عتن طريتق البريتد اإللكترونتي وإلتيكم‬
‫نص القصة كما ترويها صاحبتها‪:‬‬
‫السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته أنا فتاه قطريه أبلغ من العمر ‪11‬‬
‫عاما‪ .....‬كنت فتاة الهيتة بتأمور التدنيا وزينتهتا ولتم أكتن أبتالي لمتا‬
‫أفعل فيما م‪.‬ى من عمري الذي بتدا لتي وكأنته متر ستريعا‪ ..‬حتتى‬
‫قدر اهلل أن وصلتني رسائل دليل المهتدين على بريدي اإللكترونتي‬
‫‪ ..‬ويا اهلل كيع أحيت هذه المواعظ مشاعري وأيقظتني متن غفلتتي‬
‫حتتتى أختتذ ضتتميري يتتؤنبني كلمتتا تتتذكرت متتا كنتتت أفعلتته ممتتا ال‬
‫يرضي اهلل ‪ ..‬فستألت نفستي ‪ :‬هتل حقتق ذلتك لتي شتي ا متن الستعادة‬
‫؟‪ ...‬ال واهلل ! ولتتم أرَ فتتي هتتذه المت ت الماديتتة الزائفتتة أي راحتتة أو‬
‫منفعتتة فتتي التتدنيا ‪ ..‬ف‪.‬تتال عتتن اآلختترة‪ ...‬ول تو ستتألتم كيتتع كانتتت‬
‫‪2‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫حيتتتاتي قبتتتل أن يمتتتن اهلل علتتتي بالهدايتتتة ‪ :‬كنتتتت أستتتتيقظ صتتتباحا ‪,‬‬
‫وأستتتعجل فتتي التتذهاب إلتتى الجامعتتة حتتتى ال تفتتوتني المحاضتترات‬
‫ألكون من المتفوقات دائما وفي بعض األحيان أصلي الفجر ‪ ..‬أما‬
‫فتتتي غالتتتب األيتتتام ويتتتا ل ستتتع فتتتال أصتتتلي حتتتتى التفتتتوت علتتتيّ‬
‫المحاضرات ‪ ...‬ثم ماذا بعد ذلك؟ ‪ ...‬أرج إلى البيت وقد أخذ مني‬
‫التعب كل مأخذ فأنام أو أدختل عتالم اإلنترنتت فأضت ّي أوقتاتي فيمتا‬
‫اليرضتتي اهلل متتن األحاديت مت الشتتباب والفتيتتات فتتي أمتتور التتدنيا‬
‫وعن آخر أغنية ‪,‬وما إلى ذلك ‪ ...‬وهكذا يطول الحدي حتتى يتأذن‬
‫لصالة العصر‪ ,‬وأنا الهية غافلة عن ذكر اهلل وعن الصالة ‪ ...‬وفي‬
‫بعض األحيان أذهب الى األسواق والتسل عن ضتيا األوقتات ‪...‬‬
‫وكنت عند خروجتي ألتبس أف‪.‬تل المالبتس وأتعطتر وألتبس أحتدث‬
‫اإلكسستتوارات والتتذهب ثتتم أرج ت التتى البيتتت ومتتن ثتتم أنتتام وهكتتذا‬
‫كانت تفوتني الصلوات كثيرا ‪ -‬غفر اهلل لي ماسلع من تقصير ‪. -‬‬
‫ولم يكن ذلك عن ستوء نيتة متن جتانبي ولكنهتا الغفلتة الشتديدة التتي‬
‫تعتتتاني منهتتتا كثيتتتر متتتن الفتيتتتات ‪ ...‬وكتتتل هتتتذا بستتتبب قلتتتة النصتتت‬
‫والتوجيتته ‪ ..‬وهنتتا أوجتته لفتتتة إلتتى أخواتنتتا الملتزمتتات أيتتن دوركتتن‬
‫المرجتتو إلنقتتاذ أختتوات لتتم يح‪.‬تتين بمتتن يأختتذ بأيتتديهن إلتتى طريتتق‬
‫‪2‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الهداية ‪ ...‬وأذكتر ذلتك اليتوم التذي جتاءتني فيته متن دليتل المهتتدين‬
‫رستتالة "أخاطتتب فيتتك إيمانتتك" وكتتذلك "رستتالة إلتتى عتتابرة ستتبيل"‬
‫وفيهمتتا خطتتاب موجتته إلتتى المتترأة المستتلمة وأن اإليمتتان والحيتتاء‬
‫شتتتي ان متالزمتتتان وفيهمتتتا أي‪.‬تتتا توجيهتتتات قيمتتتة حتتتول الحجتتتاب‬
‫وشتروطه والتحتذير ممتتا يستمى (عبتاءة الزينتتة) والتتي التمتت إلتتى‬
‫الحجاب الشرعي بصلة والتي تحتاج إلتى عبتاءة أخترى لتستترها‪..‬‬
‫وفعال اندمجت في قراءتها وفعال أحسست بشتيء متن ال‪.‬تيق فتي‬
‫متتاهو بال‪.‬تتبط ‪..‬المهتتم أختتذت أقتترأ جميتت التتذي‬ ‫قلبتتي ال أعتتر‬
‫يصتتلني متتن رستتائل وتتتأثرت كثيتترا فأختتذت أفكتتر وأستتترج فتتي‬
‫ذاكرتي ماذا كنت أفعل ‪ ...‬أنبنتي ضتميري كثيترا فقلتت لنفستي هتل‬
‫هذه المحاضرات و هل هذا التفوق ستينفعني فتي اآلخترة ؟ ‪ ..‬كيتع‬
‫أتر الصالة حتى التفوتني المحاضرات ‪ ..‬كيع أق‪.‬ي العمر في‬
‫اللهو وفي ما الينف ؟‪ ..‬ماذا سأستفيد ؟ ‪ ..‬ماذا سيكون مصيري في‬
‫الدنيا واآلخرة ؟ ‪ ..‬عذاب‪ !!..‬فقررت فتي نفستي أن أتتر متا كنتت‬
‫ً بتتدأت بتتتر األمتتور الخاط تتة وصتترت‬
‫أفعلتته فتتي الماضتتي‪ ..‬فعتتال‬
‫أتجنبهتتا وبتتدأت أحتتافظ علتتى جميت الصتتلوات فتتي وقتهتتا وال أتتتأخر‬
‫عتتن أي صتتالة حتتتى ولتتو فتتاتتني المحاضتترات أو أي شتتيء آختتر‬
‫‪8‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫يلهينتتي عتتن الصتتالة ‪ ...‬ثتتم عاهتتدت نفستتي بتتأن أستتير فتتي الطريتتق‬
‫الصتتحي وأن أتتتر متتتا التتدنيا وأن أنتبتته إلتتى عمتتري والستتنوات‬
‫التي ضاعت بال فائدة ‪ ...‬واآلن وهلل الحمد؛ أصلي جمي الصلوات‬
‫‪,‬وأحتتتافظ علتتتى قتتتراءة القتتترآن ‪ ...‬وابتعتتتدت عتتتن كتتتل متتتا يلهينتتتي‬
‫‪,‬وتركتتت ستتما األغتتاني‪ ,‬والتتذهاب إلتتى األستتواق‪ ,‬وتخليتتت عتتن‬
‫عبتتتاءة الزينتتتة إلتتتى الحجتتتاب الستتتاتر كمتتتا أراده اهلل؛الكمتتتا يريتتتده‬
‫ً جزاكم اهلل ألتع خيتر علتى هتذا‬
‫أصحاب األزياء والموضة‪ ...‬فعال‬
‫الرستتائل اإللكترونيتتة التتتي غيتترت الكثيتتر متتن أصتتحاب النفتتو‬
‫ال‪.‬تتعيفة‪ .‬وهتتذه لتتيس قصتتتي وحتتدي ‪ ..‬وإنمتتا الكثيتتر متتن الفتيتتات‬
‫الالتي أرسلتُ لهن هذه الرسائل فعتال تغيترن كثيترا‪ ...‬وجتزاكم اهلل‬
‫ألع خير ‪..‬‬
‫تحياتي أختكم عائشة ‪ -‬قطر‬
‫‪9‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ألسنة النار تأكل ثيابي‬

‫السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاته‬


‫إلتتيكم إختتوتي فتتي اهلل هتتذه الكلمتتات ‪ ..‬أكتبهتتا واهلل العتتالم بتتأني أكتتره‬
‫ذكرها ‪ ..‬ولكني سأكتبها لكم للعظة والعبرة‪..‬‬
‫إخوتي ‪ ..‬أنا ال أتكلم عن أي فتاه قريبة مني ‪ ..‬فهي ليست أمتي وال‬
‫أختي وال حتى صديقتي ‪ ..‬إنها أنا ‪ ..‬نعم هذه الحكايتة أنتا بطلتهتا ‪..‬‬
‫ً ‪ ..‬وهي سبب رجوعي إلى اهلل‬
‫وهذا الموقع حدث معي شخصيا‬
‫إليكم القصة ‪:‬‬
‫كنت في المرحلتة اإلعداديتة تاركتة للصتالة ال تهمنتي وال ألقتي لهتا‬
‫ً ‪ ..‬كنتتتت أصتتتليها وال أصتتتليها فتتتي نفتتتس الوقتتتت ‪ ..‬فأنتتتا أقتتتوم‬
‫بتتتاال‬
‫بالحركات ولكني واهلل ال أعلم ما أقول في صالتي‪..‬‬
‫إخوتي ‪ ..‬في المرحلة اإلعدادية كنت أحب معلمة متن المعلمتات ‪..‬‬
‫أحبها لدرجة أنها الشغل الشاغل لي ‪ ..‬إذا تكلمتُ تكلمتُ عنها ‪.‬‬
‫وإذا كتبت كتبت فيها ‪ ..‬حتى إذا نمت كانت الشخصية الرئيسية في‬
‫أحالمي ‪...‬‬
‫‪14‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ال أطيل عليكم ‪ ..‬كان علينا امتحتان فتي المتادة التتي تدرستني إياهتا‬
‫‪ ..‬فاشتتتهيت شتتي ا آكلتته فتتذهبت إلتتى‬ ‫تلتتك المعلمتتة ‪ ..‬وكنتتت أدر‬
‫المطبخ ‪ ...‬وكانت المصيبة‬
‫لم انتبه إلى ألسنة النار تأكل ثيابي ‪ ..‬فقد كنت مشغولة بالتفكير فتي‬
‫تلك المعلمة‪..‬‬
‫نعم احترقت ‪ ..‬احترق يدي وظهري وجزء متن شتعري ‪ ..‬نعتم لقتد‬
‫ً ليتتدي ‪ ..‬تلتتك اليتتد التتتي كنتتت‬
‫ذقتتت نتتار التتدنيا التتتي لتتم تتتتر أثتترا‬
‫ً‬
‫أرعاها وأحافظ على جمالها ‪ ..‬ها هي احترقتت ‪ ..‬بتل اختفتت كليتا‬
‫‪ ..‬نعم اختفت ‪ ..‬أنا ذقت نار الدنيا‪ ..‬وواهلل ‪ ..‬واهلل ‪ ..‬لتم اقتترب متن‬
‫الغاز من ذلك اليوم ‪ ..‬بل تشغيل الغاز عندي ‪ ..‬كأنه اختبار بل هو‬
‫امتحان ‪ ..‬أرسب فيه كل مرة ‪ ..‬وال أعتقد إنني سأنج فيه ‪..‬‬
‫إخوتي ‪ ..‬لم أذكر قصتتي هتذه ألحصتل علتى شتفقة متن أحتد ‪ ..‬ولتم‬
‫ً ‪ ..‬بتل ذكرتهتا للعبترة ‪ ..‬فيتا‬
‫أذكرها ألنني أفتختر كيتع كنتت ستابقا‬
‫إخوتي أنا ذقت نار الدنيا ‪ ..‬وواهلل لم أذقها إال ثواني معدودة ‪ ..‬وأنا‬
‫أتعالج من هذا الحرق منذ أرب سنوات ولم انتهي بعد من العالج‬
‫فهذه الرسالة إليكم ‪ ..‬أكتبها وال أرجو إال دعتوة متنكم أن يستامحني‬
‫ربتتي عتتن كتتل شتتي فعلتتته فتتي تلتتك الستتنين المظلمتتة ‪ ..‬وأنتتا اآلن ال‬
‫‪11‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ً ‪ ..‬فالحمتد هلل‬
‫أفوت أي فرض كما أنني أصلي بعض الستنن أحيانتا‬
‫على كل شي ‪..‬‬

‫اللهتتم ال تجعلنتتا متتن أصتتحاب القلتتوب القاستتية ‪ ..‬اللهتتم أجعلنتتا متتن‬


‫أصحاب اليمين ‪ ..‬اللهتم أحشترنا متن النبيتين والصتديقين والشتهداء‬
‫والصالحين ‪ ..‬واجعل أعمالنا خالصة لوجهك ‪ ..‬يا أرحم الراحمين‬

‫أختكم‬
‫‪11‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ماتت في ليلة زفافها‬

‫الليلتة موعتد زفافهتا‪..‬كتل الترتيبتات قتد اتختذت‪ ..‬الكتل مهتتم بهتا‪..‬‬


‫أمها وأخواتها وجمي أقاربها‪ ..‬بعد العصر ستتأتي الكتوافيرة لتقتوم‬
‫بتزيينهتا‪ ..‬الوقتت يم‪.‬تي‪ ..‬لقتد تتأخرت الكتوافيرة‪ ..‬هتاهي تتتأتى‬
‫والوقتت يم‪.‬تتي‬ ‫ومعهتا كامتل عتدتها‪ ..‬وتبتتدأ عملهتا بهمتة ونشتا‬
‫ستريعا ‪(....‬بسترعة قبتل أن يتدركنا المغترب) وتم‪.‬تي اللحظتات‬
‫ً‪ ..‬إنتته صتتوت الحتتق‪ ..‬إنتته أذان‬
‫وفجتتأة‪ ..‬ينطلتتق صتتوتا متتدويا‬
‫المغرب‪..‬‬
‫تقول‪ :‬بسرعة فوقت المغرب قصير‪..‬‬ ‫العرو‬
‫الكتتوافيرة تقتتول‪ :‬نحتتتاج لتتبعض الوقتتت‪ ,‬اصتتبري فلتتم يبتقَ إال‬
‫القليل‪ ..‬ويم‪.‬ي الوقت ويكاد وقت المغرب أن ينتهي‪..‬‬
‫تصتر علتى الصتالة ‪...‬والجميت يحتاول أن يثنيهتا عتن‬ ‫العترو‬
‫عزمها‪...‬حي انكِ إذا توض تي فستهدمي كل ما عملناه في ساعات‬
‫‪..‬ولكنهتا تصتر علتى موقفهتا ‪ ..‬وتأتيهتا الفتتاوى بأنواعهتا فتتارةً؛‬
‫اجمعي المغرب م العشاء‪ ,‬وتارةً تيممتي ‪ ..‬ولكنهتا تعقتد العتزم‬
‫‪13‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وتتوكل على اهلل فما عند اهلل خيتر وأبقتى‪ ..‬وتقتوم بشتموا المستلم‬
‫لتتوضأ ضاربة بعرض الحائط نصائ أهلها وتبدأ الوضتوء (بستم‬
‫ستجادتها‬ ‫اهلل )‪..‬حي افسد وضوئها ماعملته الكوافيرة ‪ ..‬وتفتر‬
‫لتبدء الصالة (اهلل اكبر ) ‪,‬نعم اهلل اكبر من كل شيء‪..‬نعم اهلل اكبتر‬
‫مهما كلع االمر وهاهي في التشهد األخير من صالتها‪..‬وهذه ليلة‬
‫لقائهتتا م ت عريستتها ‪..‬هتتا قتتد أنهتتت صتتالتها ومتتا إن ستتلمت علتتى‬
‫يستارها حتتى أستلمت روحهتا إلتى بارئهتا ورحلتت طائعتةً‬
‫لربها‪,‬عاصيةً لشيطانها‪ ..‬اسأل اهلل ان تكون ُزفت الى جنانها‪...‬‬
‫‪11‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫قصة ريم ‪ ...‬قصة مبكية ومؤثرة‬

‫استقيظت مبكرة كعادتي ‪ ..‬بالرغم من ان اليوم هو يوم إجازتي ‪..‬‬


‫صغيرتي ريم كذلك ‪ ,‬اعتادت على االستيقاظ مبكرا‪..‬‬
‫كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي واوراقي‪.‬‬
‫ريم‪ :‬ماما ماذا تكتبين ؟‬
‫األم‪ :‬اكتب رسالة الى اهلل ‪.‬‬
‫ريم‪ :‬هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟‬
‫األم‪ :‬ال حبيبتي ‪ ,‬هذه رسائلي الخاصة وال احب ان يقرأها احد‪.‬‬
‫خرجت ريم من مكتبي وهي حزينة‪ ,‬لكنها اعتادت على ذلك ‪,‬‬
‫فرف‪.‬ي لها كان باستمرار‪..‬‬
‫مر على الموضو عدة اسابي ‪ ,‬ذهبت الى غرفة ريم و ألول مرة‬
‫ترتبك ريم لدخولي‪...‬‬
‫يا ترى لماذا هي مرتبكة؟‬
‫األم‪ :‬ريم ‪ ..‬ماذا تكتبين ؟‬
‫‪ -‬زاد ارتباكها ‪ ..‬وردت‪ :‬ال شيء ماما ‪ ,‬إنها أوراقي الخاصة‪..‬‬
‫‪15‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى ان أراه؟!!‬


‫ريم‪ :‬اكتب رسائل الى اهلل كما تفعلين‪..‬‬
‫قطعت كالمها فجأة وقالت‪ :‬ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟‬
‫األم‪ :‬طبعا يا ابنتي فإن اهلل يعلم كل شيء‪..‬‬
‫لم تسم لي بقراءة ما كتبتت ‪ ,‬فخرجتت متن غرفتهتا واتجهتت التى‬
‫(راشد) كتي اقترأ لته الجرائتد كالعتادة ‪ ,‬كنتت اقترأ الجريتدة وذهنتي‬
‫شتتارد م ت صتتغيرتي ‪ ,‬فالحتتظ راشتتد شتترودي ‪ ..‬ظتتن بأنتته س تبب‬
‫حزني ‪ ..‬فحاول اقناعي بأن اجلب لته ممرضتة ‪ ..‬كتي تخفتع علتي‬
‫هذا العبء‪..‬‬
‫يا الهي لم ارد ان يفكر هكذا ‪ ..‬فح‪.‬نت رأسته وقبلتت جبينته التذي‬
‫طالما تعب وعرق من اجلي انا وابنته ريم‪..‬‬
‫واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك‪ ..‬وأوضحت لته ستبب حزنتي‬
‫وشرودي‪...‬‬
‫ذهبتتت ريتتم التتى المدرستتة‪ ,‬وعنتتدما عتتادت كتتان الطبيتتب فتتي البيتتت‬
‫فهرعتتت لتتترى والتتدها المقعتتد وجلستتت بقربتته تواستتيه بمتتداعباتها‬
‫وهمساتها الحنونة‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫‪ ,‬تناستيت ان ريتم متا‬ ‫وض لي الطبيب سوء حالة راشد وانصر‬


‫تتتزال طفلتتة ‪ ,‬ودون رحمتتة صتتارحتها ان الطبيتتب اكتتد لتتي ان قلتتب‬
‫والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ ي‪.‬تعع كثيترا وانته‬
‫لتتن يعتتيش ألكثتتر متتن ثتتالث أستتابي ‪ ,‬انهتتارت ريتتم ‪ ,‬وظلتتت تبكتتي‬
‫وتردد‪ :‬لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا؟‬
‫األم ‪ :‬ادعتتي لتته بالشتتفاء يتتا ريتتم‪ ,‬يجتتب ان تتحلتتي بالشتتجاعة ‪ ,‬وال‬
‫تنسي رحمتة اهلل ‪ ,‬انته القتادر علتى كتل شتيء‪ ..‬فأنتت ابنتته الكبيترة‬
‫والوحيدة‪.‬‬
‫أنصتت ريم الى امها ونست حزنها ‪ ,‬وداست على ألمها وتشتجعت‬
‫وقالت ‪ :‬لن يموت أبي ‪.‬‬
‫في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ ‪ ,‬ولكنها اليوم عندما قبلته‬
‫ً مثتتل‬
‫نظتترت اليتته بحنتتان وتوستتل وقالتتت ‪ :‬ليتتتك توصتتلني يومتتا‬
‫صديقاتي ‪.‬‬
‫غمتتره حتتزن شتتديد فحتتاول إخفتتاءه وقتتال‪ :‬إن شتتاء اهلل ستتيأتي يومتتا‬
‫وأوصلك فيه يا ريم‪..‬‬
‫وهو واثق ان اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة‪..‬‬
‫‪12‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫اوصتتلتُ ريتتم التتى المدرستتة ‪ ,‬وعنتتدما عتتدت التتى البيتتت ‪ ,‬غمرنتتي‬


‫ف‪.‬ول ألرى الرسائل التي تكتبها ريم التى اهلل ‪ ,‬بحثتت فتي مكتبهتا‬
‫ولم اجد اي شئ‪..‬‬
‫وبعد بح طويل ‪ ..‬ال جدوى ‪ ..‬ترى اين هي ؟!!‬
‫ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟‬
‫ربمتتا يكتتون هنتتا ‪ ..‬لطالمتتا احبتتت ريتتم هتتذا الصتتندوق‪ ,‬طلبتتته منتتي‬
‫مرارا فأفرغت متا فيته واعطيتهتا الصتندوق ‪ ..‬يتا الهتي انته يحتوي‬
‫رسائل كثيرة ‪ ...‬وكلها الى اهلل!‬
‫* يا رب ‪ ...‬يا رب ‪ ...‬يموت كلب جارنا سعيد ‪ ,‬ألنه يخيفني!!‬
‫* يتتا رب ‪ ...‬قطتنتتا تلتتد قطتتط كثيتترة ‪ ..‬لتعوضتتها عتن قططهتتا التتتي‬
‫ماتت !!!‬
‫* يا رب ‪ ...‬ينج ابن خالتي ‪ ,‬ألني احبه !!!‬
‫* يتتا رب ‪ ...‬تكبتتر ازهتتار بيتنتتا بستترعة ‪ ,‬ألقطتتع كتتل يتتوم زهتترة‬
‫واعطيها معلمتي!!!‬
‫والكثير من الرسائل االخرى وكلها بري ة‪...‬‬
‫الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها ‪:‬‬ ‫من اظر‬
‫* يا رب ‪ ...‬يا رب ‪ ...‬كبر عقل خادمتنا ‪ ,‬ألنها ارهقت امي ‪..‬‬
‫‪18‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫يا الهي كل الرسائل مستجابة ‪ ,‬لقد مات كلتب جارنتا منتذ اكثتر متن‬
‫اسبو ! ‪ ,‬قطتنا اصب لديها صتغارا ‪ ,‬ونجت احمتد بتفتوق‪ ,‬كبترت‬
‫االزهار ‪ ,‬ريم تاخذ كل يوم زهرة الى معلمتها ‪...‬‬
‫يا الهي لماذا لم تدعوا ريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!! ‪..‬‬
‫شردت كثيرا ليتها تدعوا له ‪..‬‬
‫ولتتم يقطت هتتذا الشتترود اال رنتتين الهتتاتع المتتزعج ‪ ,‬ردت الخادمتتة‬
‫ونادتني ‪:‬‬
‫سيدتي المدرسة ‪...‬‬
‫* المدرسة !! ‪ ...‬ما بها ريم ؟؟ هل فعلت شئ؟‬
‫اخبرتنتتي ان ريتتم وقعتتت متتن التتدور الرابت وهتتي فتتي طريقهتتا التتى‬
‫منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة ‪ ..‬وهي تطل متن الشترفة ‪...‬‬
‫وقعت الزهرة ‪ ...‬ووقعت ريم ‪...‬‬
‫كانتتت الصتتدمة قويتتة جتتدا لتتم اتحملهتتا أنتتا وال راشتتد‪ ...‬ومتتن شتتدة‬
‫صدمته اصابه شلل في لسانه فمن يومها ال يستطي الكالم ‪.‬‬
‫* لماذا ماتت ريم ؟ ال استطي استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة‪...‬‬
‫كنت اخد نفستي كتل يتوم بالتذهاب التى مدرستتها كتأني اوصتلها ‪,‬‬
‫كنتت افعتتل كتتل شتتئ صتتغيرتي كانتتت تحبتته ‪ ,‬كتتل زاويتتة فتتي البيتتت‬
‫‪19‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫تذكرني بها ‪ ,‬اتتذكر رنتين ضتحكاتها التتي كانتت تمت علينتا البيتت‬
‫بالحياة ‪ ...‬مرت سنوات على وفاتها‪ ..‬وكأنه اليوم ‪...‬‬
‫في صباح يوم الجمعة اتت الخادمة وهي فزعة وتقول! انها سمعت‬
‫صوت صادر من غرفة ريم‪ ...‬يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟ هذا‬
‫جنون ‪...‬‬
‫األم ‪ :‬انت تتخيلين ‪ ...‬لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت ريم‪..‬‬
‫اصر راشد على ان اذهب وارى ماذا هنا ‪..‬‬
‫وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي ‪ ...‬فتحت الباب فلم اتمالك‬
‫نفسي ‪..‬‬
‫جلست ابكي وابكي ‪ ...‬ورميت نفسي على سريرها ‪ ,‬انه يهتز‬
‫‪ ..‬آه تذكرت‬
‫قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحر ‪ ,‬ونسيت ان‬
‫اجلب النجاركي يصلحه لها ‪ ...‬ولكن ال فائدة اآلن ‪...‬‬
‫لكن ما الذي اصدر الصوت ‪ ..‬نعتم انته صتوت وقتو اللوحتة التتي‬
‫ريتم علتى قراءتهتا كتل‬ ‫زينت بآيات الكرسي ‪ ,‬التي كانتت تحتر‬
‫يوم حتتى حفظتهتا‪ ,‬وحتين رفعتهتا كتي اعلقهتا وجتدت ورقتة بحجتم‬
‫البرواز وضعت خلفه ‪..‬‬
‫‪14‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫يا الهي انها احدى الرسائل ‪.....‬‬


‫يا ترى ‪ ,‬ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات ‪..‬‬
‫ولماذا وضعتها ريم خلع اآلية الكريمة ‪..‬‬
‫إنها احدى الرسائل التي كانت تكتبها ريم الى اهلل ‪,‬‬
‫كان مكتوب ‪,‬‬
‫* يا رب ‪ ...‬يا رب ‪ ...‬اموت انا ويعيش بابا ‪...‬‬

‫إسالم إمرأة أمريكية‪..‬قصة مؤثرة‬


‫ً‬‫جدا‬
‫‪11‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ً‬‫ايها األخوة هذا الدين العظيم إذا و جد من يعرضه عرضا‬


‫ًتقبل عليه أيا كان دينها‪.‬‬
‫صحيحا سليما فإن النفو بفطرتها ُ‬
‫تقول صاحبتها ‪ -‬كاتبة القصة ‪ -‬التي لم أهتدِ إلى اسمها‪:‬‬
‫رأيتهتتا بوجههتتا الم‪.‬تتيء فتتي مستتجد يقتت علتتى ربتتوة فتتي مدينتتة‬
‫أمريكية صغيرة تقرأ القرآن الذي كان مترجما إلى اللغة اإلنجليزية‬
‫الحتدي وسترعان‬ ‫‪ ,‬سلمت عليها فردت ببشاشة ‪ ,‬تجاذبنتا أطترا‬
‫ما صرنا صديقتين حميمتين ‪ .‬و في ليلة جمعتنا على شاطئ بحيرة‬
‫جميلة حكت لي قصة إسالمها ‪ ,‬فأحببت أن أحدثكم بها لعلها تكون‬
‫لنا عظة وعِبرة ‪..‬‬
‫قالت األخت نشأت في بيت أمريكي يهودي في أسرة مفككة و بعتد‬
‫العذاب ‪,‬‬ ‫انفصال أبي عن أمي تزوج أبي بأخرى أذاقتني أصنا‬
‫فهربت و أنا في السابعة عشرة من والية إلتى أخترى حيت التقيتت‬
‫بشباب عترب وهتم ‪-‬كمتا حكتت رفيقتاتي المشتردات كرمتاء‪ -‬ومتا‬
‫علتتى إحتتداهن إال االبتستتام فتتي وجههتتم حتتتى تنتتال عشتتاء ‪ ,‬وتتتأوي‬
‫مري ! و فعلت متثلهن ‪ ..‬فتي‬ ‫ليلتها تحت سقع دافئ وعلى فرا‬
‫نهاية كل سهرة كنت أهرب ‪ ,‬فلم أكن أحب مثل هذه العالقات ‪ ,‬ثتم‬
‫‪11‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫إننتتي أكتتره العتترب ‪ ,‬و لكنتتي لتتم أكتتن ستتعيدة بحيتتاتي و لتتم أشتتعر‬
‫باألمان ‪ ,‬بل كنت دائما أشعر بال‪.‬يق و ال‪.‬يا ‪..‬‬
‫لجأت إلى الدين لكي أشعر بالروحانية و ألستمد منه قوة دافعة فتي‬
‫الحيتتاة ‪ ..‬و لكتتن دينتتي اليهتتودي لتتم يكتتن مقنعتتا ‪ ,‬وجدتتته دينتتا ال‬
‫يحترم المرأة ‪ ,‬و ال يحترم اإلنسانية ‪ ,‬دينا أنانيا كرهتته ‪ ,‬وجتدت‬
‫فيه التخلع‪ .‬ولو سألت سؤاال لم أجد اجابتته ‪ ,‬و لتم أجتد فيته بغيتتي‬
‫فأنا ال أقتن بالخرافات وال األساطير‬
‫‪...‬فتنصرت ‪...‬‬
‫وكانت النصترانية أكثتر تناق‪.‬تا فتي أشتياء ال يصتدقها عقتل ‪ ,‬و‬
‫يطلبون منا التسليم بها ‪ ,‬سألت كثيرا كيع يقتل الرب ابنه ؟ كيع‬
‫ينجب ؟ كيع يكون لديننا ثالثة آلهة و ال نرى أحدا منهم ‪ ,‬احتترت‬
‫‪ ,‬تركت كل شيء و لكنني كنت أعلم أن للعتالم خالقتا ‪ .‬و كنتت فتي‬
‫كل ليلة أفكر ‪ ,‬و أفكر حتى الصتباح‪.‬وفي ليلتة ك يبتة – وكتل ليتاليّ‬
‫كانت ك يبة‪-‬‬
‫و فتتي وقتتت الستتحر كنتتت علتتى وشتتك االنتحتتار متتن ستتوء حتتالتي‬
‫النفسية ‪ ,‬كنتت فتي الح‪.‬تيض ال شتيء لته معنتى ‪ ,‬المطتر يهطتل‬
‫‪13‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫بغزارة‪ ,‬السحب تتراكم و كأنها ستجن يحتيط بتي ‪ ,‬و الكتون حتولي‬
‫لحنتا‬ ‫يقتلني ‪ ,‬ضيق الشجر ينظر إلى ببغض ‪ ,‬قطرة مطر تعز‬
‫ً ‪ ,‬وأنتا أطتل متن نافتذة فتي بيتت مهجتور ‪ ...‬و جتدت‬
‫كريهتا رتيبتا‬
‫نفسي أت‪.‬ر هلل‪..‬‬
‫أنتتك تحبنتتي ‪ ,‬أنتتا ستتجينة ‪ ,,,‬أنتتا‬ ‫أنتتك هنتتا أعتتر‬ ‫يتتا رب أعتتر‬
‫مخلوقتك ال‪.‬عيفة أرشدني إلى الطريق ‪ ,‬رباه إما أن ترشتدني أو‬
‫تقتلني ‪ ..‬كنت أبكي بحرقة حتى غفوت ‪.‬‬
‫و فتتي الصتتباح صتتحوت بقلتتب منشتترح ال أدري كنهتته‪ ...‬خرجتتت‬
‫كعادتي أسعى للرزق لعل أحدهم يدف تكاليع فطتوري ‪ ,‬أو أغستل‬
‫له الصحون فأتقاضى أجرها ‪ ...‬هنا التقيت بشاب عربي تحتدثت‬
‫إليه طويال ‪ ,‬و طلب مني بعد اإلفطار أن أذهب معته إلتى بيتته ‪ ,‬و‬
‫عتترض علتتي أن أعتتيش معتته ‪ ,‬فوافقتتت علتتى عرضتته ورافقتتته إلتتى‬
‫بيته ‪ ..‬بينما نحن نتغدى و نشرب و ن‪.‬حك دخل علينا شاب ملت‬
‫اسمه ( سعد ) كما عرفت من جليسي التذي هتتع باستمه متفاج تا ‪,‬‬
‫أخذ هتذا الشتاب بيتد صتديقي وطترده ‪ ,‬و بقيتت أرتعتد فهتا أنتا أمتام‬
‫إرهابي وجها لوجه‪!!-‬‬
‫‪11‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ً ‪ ,‬بتل طلتب منتي و بكتل أدب أن أذهتب إلتى‬


‫ً مخيفتا‬
‫لم يفعل شتي ا‬
‫بيتي ‪.‬‬
‫فقلت له ‪ :‬ال بيت لي ‪ ,‬نظر نحوي بحزن ‪ ,‬استشعرته في قسمات‬
‫وجهه ‪ ,‬و قال ‪ :‬حسنا ابقي هنا هذه الليلة ‪ -‬فقد كتان البترد قارستا ‪-‬‬
‫ً‪,‬‬
‫و في الغد ارحلي ‪ ,‬و خذي هذا المبلغ ينفعك ريثما تجدين عمال‬
‫و هتتم بتتالخروج فاستتتوقفته و قلتتت لتته شتتكرا ‪ ,‬فلتب تقَ أنتتت هنتتا و‬
‫ستتأخرج أنتتا ‪ ,‬و لكتتن لتتي رجتتاء ‪ ...‬أريتتد أن تحتتدثني عتتن أستتباب‬
‫تصرفك م صديقك و معي ‪ ,‬فجلس و أخذ يحتدثني ‪ ,‬و عينتاه فتي‬
‫األرض‪...‬‬
‫فقتتال ‪ :‬إنتته اإلستتالم يحتترم المحرمتتات ويُحتتل الحتتالل ‪ ,‬و يحتترم‬
‫الخلتتوة بالنستتاء و شتترب الخمتتر ويحثن تا علتتى اإلحستتان إلتتى النتتا‬
‫وعلى حسن الخلق تعجبت‪ ,‬أهؤالء الذين ُيقال"إنهم إرهابيون" ؟!‬
‫لقد كنت أظنهم يحملون مسدسات ‪ ,‬و يقتلون كل من يقتابلون ‪...‬‬
‫هكذا علمني اإلعالم األمريكي ‪...‬‬
‫‪15‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫أكثر عن اإلسالم ‪ ,‬هتل لتك أن تخبرنتي ‪,‬‬ ‫قلت له ‪ :‬أريد أن أعر‬


‫قال لتي ‪ :‬ستأذهب بتك إلتى عائلتة مستلمة متدينتة تعتيش هنتا ‪ ,‬أعلتم‬
‫أنهم سيعلمونك خير تعليم ‪.‬‬
‫فانطلق بي في اليوم التالي إلتيهم ‪ ,‬وفتي الستاعة العاشترة كنتت فتي‬
‫بيتهم حي رحبوا بي ‪..‬و أخذت أسأل وأسأل ‪ ,‬و التدكتور ستليمان‬
‫ً بكل ما قال ‪ ,‬و علمت أني‬
‫رب األسرة يجيب ‪ ,‬حتى اقتنعت تماما‬
‫وجدت ما كنت أبح عنه ‪ ,‬دين صري واض متوافق م الفطرة‬
‫لم أجد أية صعوبة في تصديق أي شيء مما سمعت ‪...‬كله حق ‪..‬‬
‫أحسستتتت بنشتتتوة ال ت‪.‬تتتاهى حينمتتتا أعلنتتتت إستتتالمي و ارتتتتديت‬
‫الحجاب من فوري‪...‬‬
‫في نفس اليوم الذي صحوت فيه منشرحة‪ .....‬في الساعة الواحدة‬
‫البيتت و قالتت ‪ :‬هتي لتك ‪,‬‬ ‫مساءا أخذتني السيدة إلى أجمل غتر‬
‫ابقي فيها متا شت ت‪ ..‬رأتنتي أنظتر إلتى النافتذة و أبتستم ‪ ,‬و دمتوعي‬
‫تنهمر على خدي ‪..‬‬
‫ستألتني عتن الستبب ‪ ,‬قلتت لهتا ‪ :‬إننتي كنتت بتاألمس فتي مثتل هتذا‬
‫الوقت تماما أقع إلى نافذة و أت‪.‬ر إلى اهلل ربتي‪ :‬إمتا أن تتدلني‬
‫‪12‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫علتى الطريتق الحتق و إمتا أن تميتنتي ‪ ..‬لقتد دلنتي و أكرمنتي و أنتا‬


‫اآلن مسلمة مكرمة‪..‬‬
‫طريقي إليه ‪..‬‬ ‫ربي وأعر‬ ‫أعر‬
‫اإلسالم هو الطريق ‪ ,‬اإلسالم هو الطريق ‪..‬‬
‫و أخذت السيدة تبكي معي و تحت‪.‬نني‪...‬‬
‫‪12‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫شفاء امرأة من السرطان ‪..‬قصة‬


‫عجيبة‬

‫(ليلتتتتتى الحلتتتتتوة) امتتتتترأة مغربيتتتتتة‪ ,‬أصتتتتتيبت بتتتتتالمرض الخبيتتتتت‬


‫(الستترطان)‪ ,‬فعجتتز األطبتتاء عتتن عالجهتتا‪ ,‬ففقتتدت األمتتل إال بتتاهلل‬
‫الذي لم تكن تعرفه من قبل‪ ,‬فتوجهت إليه في بيتته الحترام‪ ,‬وهنتا‬
‫كتتان الشتتفاء‪ ,‬واآلن ‪-‬عزيتتزي القتتتار ‪ -‬أتركتتك متت األختتت ليلتتتى‬
‫لتروي تفاصيل قصتها بنفسها‪ ,‬فتقول‪:‬‬
‫منتتتذ تستتت ستتتنوات أصتتتبتُ بمتتترض خطيتتتر جتتتدا‪ ,‬وهتتتو متتترض‬
‫أن هتتذا االستتم مخيتتع جتتدا وهنتتا فتتي‬ ‫الستترطان‪ ,‬والجميت يعتتر‬
‫المغتترب ال نستتميه الستترطان‪ ,‬وإنمتتا نستتميه (الغتتول) أو (المتترض‬
‫الخبي )‪.‬‬
‫أصبتُ بالتاج األيسر‪ ,‬وكتان إيمتاني بتاهلل ضتعيفا جتدا‪ ,‬كنتتُ غافلتة‬
‫عن اهلل تعتالى‪ ,‬وكنتت أظتن أن جمتال اإلنستان يتدوم طتوال حياتته‪,‬‬
‫وأن شبابه وصحته كذلك‪ ,‬وما كنت أظن أبدا أني سأصاب بمرض‬
‫خطير كالسرطان‪ ,‬فلما أصبتُ بهذا المرض زلزلني زلزاال شديدا‪,‬‬
‫‪18‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وفكرت في الهروب‪ ,‬ولكن إلى أيتن؟! ومرضتي معتي أينمتا كنتت‪,‬‬


‫فكتترت فتتي االنتحتتار‪ ,‬ولكنتتي كنتتتُ أحتتب زوجتتي وأوالدي‪ ,‬ومتتا‬
‫فكرت أن اهلل سيعاقبني إذا انتحرت‪ ,‬ألني كنتت غافلتة عتن اهلل كمتا‬
‫أسلفت‪.‬‬
‫وأراد اهلل سبحانه وتعالى أن يهديني بهذا المرض‪ ,‬وأن يهديني بتي‬
‫فبدأت األمور تتطور‪.‬‬ ‫كثيرا من النا‬
‫لمتتا أصتتبتُ بهتتذا المتترض رحلتتت إلتتى بلجيكتتا‪ ,‬وزرت عتتددا متتن‬
‫األطبتتاء هنتتا ‪ ,‬فقتتالوا لزوجتتي الب تدّ متتن إزالتتة الثتتدي‪ ..‬وبعتتد ذلتتك‬
‫والحتتاجبين‪,‬‬ ‫استتتعمال أدويتتة حتتادّة تُستتقط الشتتعر وتزيتتل الرمتتو‬
‫وتعطي لحية على الوجه‪ ,‬كما تستقط األظتافر واألستنان‪ ,‬فرف‪.‬تتُ‬
‫رف‪.‬ا كليا‪ ,‬وقلتت‪ :‬إنتي أف‪.‬تل أن أمتوت بثتديي وشتعري وكتل متا‬
‫خلتتق اهلل بتتي وال أشتوّه‪ ,‬وطلبتتُ متتن األطبتتاء أن يكتبتتوا لتتي عالجتتا‬
‫خفيفتتا ففعلتتوا‪ .‬فرجعتتُ إلتتى المغتترب‪ ,‬واستتتعملتُ التتدواء فلتتم يتتؤثر‬
‫علىّ ففرحتُ بذلك‪ ,‬وقلت في نفسي‪ :‬لعل األطباء قد أخط وا‪ ,‬وأني‬
‫لم أصب بمرض السرطان‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ولكن بعد ستة أشهر تقريبا‪ ,‬بتدأت أشتعر بتنقص فتي التوزن‪ ,‬لتوني‬
‫تغير كثيرا وكنت أحس باآلالم‪ ,‬كانت معي دائما‪ ,‬فنصحني طبيبي‬
‫في المغرب أن أتوجه إلى بلجيكا‪ ,‬فتوجهت إلى هنا ‪.‬‬
‫وهنا ‪ ,‬كانت المصتيبة‪ ,‬فقتد قتال األطبتاء لزوجتي‪ :‬إن المترض قتد‬
‫عمّ‪ ,‬وأصيبت الرئتان‪ ,‬وأنهم اآلن ليس لديهم دواء لهذه الحالة‪ ..‬ثتم‬
‫قالوا لزوجي من األحسن أن تأختذ زوجتتك إلتى بلتدها حتتى تمتوت‬
‫هنا ‪.‬‬
‫ج َ زوجتي بمتا ستم ‪ ,‬وبتدال متن التذهاب إلتى المغترب ذهبنتا إلتى‬
‫فُ ِ‬
‫فرنستتا حيت ظننتتا أننتتا ستتنجد العتتالج هنتتا ‪ ,‬ولكنتتا ولتتم نجتتد شتتي ا‪,‬‬
‫وأخيتترا حرصتتنا علتتى أن نستتتعين بأحتتد هنتتا ألدختتل المستشتتفى‬
‫وأقط ثديي وأستعمل العالج الحاد‪.‬‬
‫لكن زوجي يذكر شي ا كنا قد نسيناه‪ ,‬وغفلنا عنه طوال حياتنتا‪ ,‬لقتد‬
‫ألهم اهلل زوجي أن نقوم بزيارة إلى بيت اهلل الحرام‪ ,‬لنقع بين يديه‬
‫سبحانه ونسأله أن يكشع ما بنا من ضرّ‪ ,‬وذلك ما فعلنا‪.‬‬
‫خرجنا من باريس ونحن نهلتل ونكبتر‪ ,‬وفرحتتُ كثيترا ألننتي ألول‬
‫متترة ستتأدخل بيتتت اهلل الحتترام‪ ,‬وأرى الكعبتتة المشتترفة‪ ,‬واشتتتريتُ‬
‫مصحفا من مدينة باريس‪ ,‬وتوجهنا إلى مكة المكرمة‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وصلنا إلى بيت اهلل الحرام‪ ,‬فلما دخلنتا ورأيتتُ الكعبتة بكيتتُ كثيترا‬
‫ألنني ندمت على ما فاتني متن فترائض وصتالة وخشتو وت‪.‬تر‬
‫إلى اهلل‪ ,‬وقلت‪ :‬يا رب‪ ..‬لقد استعصى عالجي على األطباء‪ ,‬وأنتت‬
‫منتتك التتداء ومنتتك التتدواء‪ ,‬وقتتد أغلقتتْ فتتي وجهتتي جميت األبتتواب‪,‬‬
‫ولتتيس لتتي إال بابتتك فتتال تغلقتته فتتي وجهتتي وطف تتُ حتتول بيتتت اهلل‪,‬‬
‫وكنتتت أستتأل اهلل كثيتترا بتتأن ال يخيبنتتي‪ ,‬وأال يختتذلني‪ ,‬وأن يحيّتتر‬
‫األطباء في أمري‪.‬‬
‫وكما ذكرت آنفا‪ ,‬فقد كنتت غافلتة عتن اهلل‪ ,‬جاهلتة بتدين اهلل‪ ,‬فكنتت‬
‫علتتتى العلمتتتاء والمشتتتايخ التتتذين كتتتانوا هنتتتا ‪ ,‬وأستتتألهم أن‬ ‫أطتتتو‬
‫يتتتدلوني علتتتى كتتتتب وأدعيتتتة ستتتهلة وبستتتيطة حتتتتى أستتتتفيد منهتتتا‪,‬‬
‫فنصتتتحوني كثيتتترا بتتتتالوة كتتتتاب اهلل والت‪.‬تتتل متتتن متتتاء زمتتتزم ‪-‬‬
‫والت‪.‬تتل هتتو أن يشتترب اإلنستتان حتتتى يشتتعر أن المتتاء قتتد وصتتل‬
‫أضتتالعه‪ -‬كمتتا نصتتحوني باإلكثتتار متتن ذكتتر اهلل‪ ,‬والصتتالة علتتى‬
‫رسوله صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫شعرت براحة نفسية واطم نان في حرم اهلل‪ ,‬فطلبتُ من زوجي أن‬
‫يسم لي بالبقاء في الحرم‪ ,‬وعدم الرجو إلى الفندق‪ ,‬فأذن لي‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وفي الحرم كتان بجتواري بعتض األختوات المصتريات والتركيتات‬


‫كتتنَّ يريننتتي أبكتتي كثيتترا‪ ,‬فستتألنني عتتن ستتبب بكتتائي فقلتتت‪ :‬ألننتتي‬
‫وصلتُ إلى بيت اهلل‪ ,‬وما كنت أظن أني ستأحبه هتذا الحتب‪ ,‬وثانيتا‬
‫ألنني مصابة بالسرطان‪.‬‬
‫فالزمنني ولم يكن يفارقنني‪ ,‬فأخبرتهن أننتي معتكفتة فتي بيتت اهلل‪,‬‬
‫فتتأخبرن أزواجهتتن ومكتتثن معتتي‪ ,‬فكنتتا ال ننتتام أبتتدا‪ ,‬وال نأكتتل متتن‬
‫الطعتتام إال القليتتل‪ ,‬لكنتتا كنتتا نشتترب كثيتترا متتن متتاء زمتتزم‪ ,‬والنبتتي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ,‬يقول‪( :‬ماء زمزم لمتا شترب لته)‪ ,‬إن شتربتَه‬
‫لتشتتتتفى شتتتتفا اهلل‪ ,‬وإن شتتتتربته لظمتتتتأ قطعتتتته اهلل‪ ,‬وإن شتتتتربته‬
‫دون انقطتا ‪,‬‬ ‫مستعيذا أعتاذ اهلل‪ ,‬فقطت اهلل جوعنتا‪ ,‬وكنتا نطتو‬
‫حي نصتلي ركعتتين ثتم نعتاود الطتوا ‪ ,‬ونشترب متن متاء زمتزم‬
‫ونكثتتر متتن تتتالوة القتترآن‪ ,‬وهكتتذا كنتتا فتتي الليتتل والنهتتار ال ننتتام إال‬
‫قليال‪ ,‬عندما وصلتُ إلى بيت اهلل كنت هزيلة جدا‪ ,‬وكان في نصفي‬
‫األعلى كثيتر متن الكتويرات واألورام‪ ,‬التتي تؤكتد أن السترطان قتد‬
‫عمّ جسمي األعلى‪ ,‬فكنّ ينصتحنني أن أغستل نصتفي األعلتى بمتاء‬
‫أن ألمتتتس تلتتتك األورام والكتتتويرات‪,‬‬ ‫زمتتتزم‪ ,‬ولكنتتتي كنتتتت أختتتا‬
‫‪31‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫فأتذكر ذلك المترض فيشتغلني ذلتك عتن ذكتر اهلل وعبادتته‪ ,‬فغستلته‬
‫دون أن ألمس جسدي‪.‬‬
‫وفي اليوم الخامس أل ّ علتيّ رفيقتاتي أن أمست جستدي بشتيء متن‬
‫ماء زمزم فرف‪.‬تتُ فتي بدايتة األمتر‪ ,‬لكنتي أحسستتُ بقتوة تتدفعني‬
‫إلى أن آخذ شي ا من ماء زمزم وأمست بيتدي علتى جستدي‪ ,‬فخفتت‬
‫في المرة األولى‪ ,‬ثم أحسست بهذه القوة مرة ثانيتة‪ ,‬فتترددت ولكتن‬
‫فتتي المتترة الثالثتتة ودون أن أشتتعر أختتذت يتتدي ومستتحت بهتتا علتتى‬
‫جستتدي وثتتديي التتذي كتتان مملتتوءا كلتته دمتتا وصتتديدا وكتتويرات‪,‬‬
‫وحدث ما لم يكن في الحسبان‪ ,‬كل الكويرات ذهبتت ولتم أجتد شتي ا‬
‫في جسدي‪ ,‬ال ألما وال دما وال صديدا‪.‬‬
‫فاندهشتُ في أول األمر‪ ,‬فأدخلت يدي في قميصي ألبح عما فتي‬
‫جسدي فلم أجد شي ا من تلك األورام‪ ,‬فارتعشتُ‪ ,‬ولكتن تتذكرتُ أن‬
‫اهلل علتتى كتتل شتتيء قتتدير‪ ,‬فطلبتتت متتن إحتتدى رفيقتتاتي أن تلمتتس‬
‫جسدي‪ ,‬وأن تبح عن هذه الكويرات‪ ,‬فصحن كلهن دون شتعور‪:‬‬
‫اهلل أكبر اهلل أكبر‪.‬‬
‫فانطلقتُ ألخبر زوجتي‪ ,‬ودخلتتُ الفنتدق‪ ,‬فلمتا وقفتتُ أمامته مزقتتُ‬
‫قميصي وأنا أقول‪ ,‬انظر رحمة اهلل‪ ,‬وأخبرته بما حدث فلم يصتدق‬
‫‪33‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ذلتتك‪ ,‬وأختتذ يبكتتي ويصتتي بصتتوت عتتالٍ ويقتتول‪ :‬هتتل علمتتتِ أن‬
‫األطبتتاء أقستتموا علتتى موتتتك بعتتد ثالثتتة أستتابي فقتتط؟ فقلتتت لتته‪ :‬إن‬
‫اآلجال بيد اهلل سبحانه وتعالى وال يعلم الغيب إال اهلل‪.‬‬
‫مكثنا في بيت اهلل أسبوعا كامال‪ ,‬فكنت أحمد اهلل وأشكره على نعمه‬
‫التي ال تُحصى‪ ,‬ثم زرنا المسجد النبتوي بالمدينتة المنتورة ورجعنتا‬
‫إلى فرنسا‪.‬‬
‫وهنا حار األطباء في أمري واندهشوا وكتادوا يُجنّتون‪ ,‬وصتاروا‬
‫يستتألونني هتتل أنتتت فالنتتة؟! فتتأقول لهتتم‪ :‬نعتتم –بافتختتار‪ -‬وزوجتتي‬
‫من شتيء إال متن اهلل‬ ‫فالن‪ ,‬وقد رجعت إلى ربي‪ ,‬وما عدت أخا‬
‫سبحانه‪ ,‬فالق‪.‬اء ق‪.‬اء اهلل‪ ,‬واألمر أمره‪.‬‬
‫فقالوا لي‪ :‬إن حالتتك غريبتة جتدا وإن األورام قتد زالتت‪ ,‬فالبتد متن‬
‫إعادة الفحص‪.‬‬
‫أعادوا فحصي مرة ثانية فلم يجدوا شي ا وكنت متن قبتل ال أستتطي‬
‫التتتنفس متتن تلتتك األورام‪ ,‬ولكتتن عنتتدما وصتتلت إلتتى بيتتت الحتترام‬
‫وطلبت الشفاء من اهلل ذهب ذلك عني‪.‬‬
‫بعد ذلك كنتُ أبحت عتن ستيرة النبتي صتلى اهلل عليته وستلم‪ ,‬وعتن‬
‫سيرة أصحابه رضي اهلل عنهم وأبكي كثيرا‪ ,‬كنت أبكي نتدما علتى‬
‫‪31‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ما فاتني من حُب اهلل ورسوله‪ ,‬وعلى تلك األيام التي ق‪.‬يتها بعيدة‬
‫عتتن اهلل عتتز وجتتل‪ ,‬وأستتأل اهلل أن يقبلنتتي وأن يتتتوب عل تيّ وعلتتى‬
‫زوجي وعلى جمي المسلمين‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫طفلة تتحدث بطريقة عجيبة‬

‫ورد في الحدي الشريع ‪ (( :‬من أتى عرّافا فسأله عتن شتيء ‪ ,‬لتم‬
‫تقبل له صالة أربعين يوما )) ‪ ,‬وفي حدي آخر ‪ (( :‬من أتى كاهنا‬
‫فصدّقه بمتا يقتول ‪ :‬فقتد كفتر بمتا أنتزل علتى محمتد صتلى اهلل عليته‬
‫وسلم ))‪.‬‬

‫قال العلماء في الجم بين هذين الحدثين ‪ :‬من أتتى كاهنتا أو عرّافتا‬
‫ولم يصدقه ‪ ,‬لم تقبل له صالة أربعين يوما ‪ ,‬فإن صدقه ‪ ,‬كفتر بمتا‬
‫أنزل على محمد صلى اهلل عليه وسلم ‪ ,‬ومن تاب ‪ ,‬تاب اهلل عليه ‪.‬‬
‫تقول هذه التائبة ‪:‬‬
‫تزوجتتت فتتي الستتابعة عشتترة متتن عمتتري ‪ ,‬وأنجبتتت بنتتتا واحتتدة ‪..‬‬
‫م زوجي ‪ :‬حفالت ‪ ..‬ستهرات ‪ ..‬تبترج ‪ ..‬نستينا‬ ‫عشت حياة تر‬
‫اهلل والدار اآلخرة ‪ ,‬وجعلنا الدنيا وملتذّاتها صتوب أعيننتا ‪ ,‬وزينهتا‬
‫لنا الشيطان فكانت في أبهى زينتها ‪ ..‬وم‪.‬تت األيتام ‪ ,‬واألعتوام ‪,‬‬
‫ولما بلغت ابنتي اثني عشر عاما ‪ ,‬تاقت نفسي لإلنجتاب مترة ثانيتة‬
‫‪32‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫‪ ,‬واتفقتت أنتتا وزوجتتي علتتى ذلتتك ‪ ,‬فكتتان الحمتتل ‪ ,‬لكتنّ حملتتي هتتذه‬
‫المرة لم يكن طبيعيا ‪ ,‬ففي كل زيارة للطبيب يقتول لتي ‪ :‬إن حملتك‬
‫هذا غير سليم ‪ ,‬ولمن يمر هذا الشهر إال وسيحدث لك إجهاض !!‬
‫صُتترفت لتتي أدويتتة كثيتترة ‪ ,‬وحقتتن ‪ ,‬و ‪ ..‬و‪ ...‬لكتتن زوجتتي لتتم يكتتن‬
‫مطم نا ‪ ..‬فأخذ يتلفت يمينا وشتماال ‪ ,‬وفوج تت بته مترة يقتول لتي ‪:‬‬
‫لقد وجدته ‪ ,‬إن يده مباركة ! ‪ ,‬وما إن يعمتل لتك عمتال حتتى يتنج‬
‫فيه ‪ ,‬تعالى نزوره ‪.‬‬
‫وذهبت معه إلى ذلك الرجل ‪ ,‬كان عرافا ‪ ,‬وما إن مثلتت بتين يديته‬
‫حتى بدأ العمل ‪ :‬بخور ‪ ,‬وكلمات ‪ ,‬وهمهمات ‪..‬لتم أفهتم منهتا شتي ا‬
‫‪ ..‬المهتتم أن كتتل متتا طلبتته منتتي قمتتت بعملتته ‪ ,‬لكتتن اآلالم لتتم تبتترح‬
‫تعاودني بشكل مستمر ‪ ,‬ولما زرت الطبيب ألسأله مرة ثانية ‪ ,‬قال‬
‫لتتي مثتتل متتا قتتال لتتي فتتي المتترة األولتتى ‪ :‬انتظتتري إجهاضتتا ‪ ..‬ثتتم‬
‫عرض علي حقنا تساعد على تخفيع األلم ‪ ..‬فكنت أرفتض بشتدة ‪,‬‬
‫الفالني ‪ ,‬والكاهنة الفالنية ‪ ,‬هذا بالبخور ‪,‬‬ ‫وأعيد زياراتي للعرا‬
‫وذلك بالتمائم ‪ ,‬وتلك بأعمال مختلفة متن ضتروب الشتعوذة ‪ ,‬حتتى‬
‫ضاق صدري واختنقت ‪ ,‬ولم أعد أطيق الصبر ‪ ,‬وبدأت تترآى لي‬
‫‪32‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫علتى تفستيرها ‪..‬‬ ‫في المنام أحالم مزعجتة ال أفهمهتا ‪ ,‬وال أحتر‬
‫باختصار ‪ ,‬عشت حياة يائسة كادت أن تقودني إلى الجنون ‪..‬‬
‫وفي لحظة شعرت وكأن الزمن قد توقع ‪ ..‬أخذت بكل تلك التمتائم‬
‫وألقيتها أرضا ‪ ,‬ورفعت يدي إلى السماء ‪ ..‬وقلت بصوت مستمو‬
‫والدمو تم عيني ‪ (( :‬سلمت أمري لك يا رب ‪ ,‬فأعني )) ‪. .‬‬
‫ومتتا هتتي إال أيتتام حتتتى هتتدأت العاصتتفة ‪ ..‬ال ألتتم ‪ ,‬وال نزيتتع ‪ ,‬وال‬
‫‪ ..‬أحسست باطم نان غريتب فتي نفستي ‪ ..‬قمتت فاغتستلت‬ ‫وساو‬
‫وتطهّتترت ثتتم صتتليت ‪ ,‬فكانتتت أول صتتالة لتتي منتتذ زمتتن طويتتل ‪..‬‬
‫وأحسست براحتة عجيبتة ‪ ,‬وارتتاح متن حتولي ‪ ,‬وزرت الطبيتب ‪,‬‬
‫فاندهش لحالي ‪ ,‬وقال لي ‪ :‬ماذا فعلت ؟ قلت ‪ :‬ال شتيء ستوى أنتي‬
‫توكلت على اهلل ‪ ,‬ومن توكل على اهلل كفاه ‪.‬‬
‫انتهتتتت متتتدة الحمتتتل ‪ ,‬وأنجبتتتت بنتتتتا مكتملتتتة الخلتتتق وهلل الحمتتتد ‪,‬‬
‫وداومتتت علتتى صتتالتي متتن غيتتر أن أطبتتق شتتي ا آختتر متتن تعتتاليم‬
‫اإلسالم من حجاب أو غيره ‪...‬‬
‫‪38‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ولما بلغت بنتي العامين ونصع العام بدأت تتحدث بطريقة عجيبتة‬
‫‪ ,‬كانتتت تقتتول مامتتا مامتتا ‪ ,‬أتحبتتين اهلل ؟ فأجيتتب ‪ :‬نعتتم ‪ ,‬بتتالطب ‪,‬‬
‫فتقول ‪ :‬ماما ‪ ,‬إن اهلل يحبّنا إذا أعطانا الخبز والبيض والماء ‪! ..‬‬
‫ومتترة قالتتت ‪ :‬مامتتا ‪ ,‬صتتفي لتتي رستتول اهلل صتتلى اهلل عليتته وستتلم ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬إنه جميل جميل جميل ‪ ..‬أعدتها عدة مرات ‪ ,‬فقاطعتني قائلة‬
‫‪ :‬إيتته جميتتل !! مامتتا ‪ ,‬ال تقتتولي جميتتل ‪ ,‬قتتولي ‪ ( :‬منَتوَر ) ‪ .‬وهتتي‬
‫كلمة عاميّة في الجزائر ‪ ,‬مشتقة من النور ومعاني أخرى عدة ‪..‬‬
‫كلمات كثيرة كانت تقولها ‪ ,‬أظل أياما أفكر فيهتا ‪ ,‬وبعتد أن رويتت‬
‫إلحدى أخواتي عن طريقة حملي ‪ ,‬وعن كالم ابنتي ‪ ,‬أهدتني كتابا‬
‫عن الدعاء في السنّة ‪ ,‬تعلّمت منته الكثيتر ‪ ,‬ونصتحتني بالحجتاب ‪,‬‬
‫فارتديتتته ‪ .‬ودخلتتت المستتجد ألول متترة ‪ ,‬وتعرفتتت علتتى الصتتحبة‬
‫اهلل ‪ ,‬فكان ذلك عونا لتي علتى‬ ‫الصالحة ‪ ,‬التقية النقية ‪ ,‬التي تخا‬
‫معرفة ديني بطريقتة لتو عرضتت علتى الكفتار لتدخلوا فتي ديتن اهلل‬
‫أفواجا ‪ ..‬ويكفيني متنهم الكلمتة الطيبتة ‪ ,‬واالبتستامة الصتادقة التتي‬
‫يلقونني بها‪ ,‬وحقا إن تبسمك في وجه أخيك صدقة ‪ ,‬كما قال النبتي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ثتتم بتتدأت الجهتتاد فتتي بيتتتي مت زوجتتي وبنتتاتي ‪ ,‬والحمتتد هلل ‪ ,‬فمنتتذ‬
‫الطريق إلى المسجد ‪ ,‬أما ابنتتي‬ ‫شهور قليلة فقط بدأ زوجي يعر‬
‫الكبتترى فقتتد ارتتتدت الحجتتاب ‪ ,‬وهتتي متتن المستتتمعات المطيعتتات ‪,‬‬
‫فهتتي تقتترأ معتتي الكتتتب التتتي أستتتعيرها متتن المستتجد أو متتن بعتتض‬
‫األخوات الصالحات ‪ ,‬وقد اقتنعت أخيرا بحرمتة الغنتاء ‪ ,‬واجتنبتته‬
‫بتتال جتتدال ‪ ,‬وكتتذا أشتتياء أختترى ال تعتتد ‪ ,‬فللته الحمتتد والمنتتة ‪ ,‬أوال‬
‫وآخرا ‪ ,‬وأسأل اهلل ان يثبتني وإياكم على صراطه المستقيم‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫اتصل على جوال ربك يجيب لي‬


‫ملك الموت‬

‫مرت فتاة في مجم أسواق الفيصلية‪ ,‬كانت فتاة فاتحة عباءتها ‪ ,‬و‬
‫لبسها غير ساتر في أسواق الفيصلية‪.‬‬
‫فمر عليها شاب من الطيبين ( ملتزم ) و قال لها ناصحا ‪:‬‬
‫لو جاء ملك الموت ماذا تفعلين ؟‬
‫قالت له بكل جرأه‪ :‬اتصل على جوال ربك يجيب لي ملك الموت‪.‬‬
‫يقول الشاب ‪:‬‬
‫خفتتت متتن بشتتاعة قولهتتا و ارتعتتدت وهربتتت وأحسستتت إن مجم ت‬
‫الفيصلية يكاد يسقط علينا ‪.‬‬
‫فتوجهتتت مستترعا للختتروج متتن مجم ت أستتواق الفيصتتلية وإذا بتتي‬
‫مجتمعين‬ ‫أسم صوت صراا وصياح ‪ ,‬فعدتُ وإذ بي أرى النا‬
‫عند الفتاة ‪ ,‬وصوت البكاء و الصياح في كل مكان ‪ ,‬فتبين لي أنهتا‬
‫‪11‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الفتتتاة التتتي كلمتهتتا وقمتتت بنصتتحها ‪ .‬وعلمتتت أنهتتا ستتقطت علتتى‬


‫وجهها و توفت في الحال‪.‬‬
‫وال يزال الحدي للشاب يقول ‪:‬‬
‫انتهزت الفرصة ووقفت و أخبرتهم بقصتي معها ‪ ,‬وإنها قالت لي‬
‫كذا وكذا وكذا ‪.‬‬
‫فاخذ الح‪.‬ور يبكون و الشباب يصيحون و يخرجون ‪.‬‬
‫اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا واآلخرة والنجاة من النار‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫قصة امرأة صابرة‬

‫امتترأة أعرفهتتا كانتتت صتتابرة علتتى زوجهتتا‪ ..‬كتتان يقستتو عليهتتا أشتتد‬
‫القسوة‪ ..‬ولكنها لم تخرج عن طاعته‪ ..‬ما تبرمت علتى قتدر ربهتا‪..‬‬
‫صتتبرت واحتستتبت‪ ..‬وكانتتت تنظتتر ألوالدهتتا وكتتأن فتتي نظراتهتتا‬
‫احتسابهم على اهلل جل عاله‪ ..‬وفوق ذلك ابتالها اهلل بمترض خبيت‬
‫في بطنها‪ ..‬تتألم من شدة األلم تارة وتتألم من شدة ظلتم زوجهتا لهتا‬
‫تتتتارات‪ ..‬وهكتتتذا ‪ ..‬حتتتتى أتتهتتتا ستتتكرات المتتتوت‪ ..‬فعنتتتدما أتتهتتتا‬
‫السكرات وفي ذلك الوقت قرأت إحدى بناتها عليها آيات من كتتاب‬
‫اهلل الحكيم‪ ..‬فإذا بها توصي األوالد بأبيهم‪..‬‬
‫يتتا آ اهلل ‪ ..‬أستتاء لهتتا فأحستتنت إليتته‪ ..‬ظلمهتتا فصتتبرت ودعتتت لتته‪..‬‬
‫توصي األوالد بأبيهم خيرا‪ ..‬ثم تأمرهم بأن يخرجوا متن عنتدها ثتم‬
‫توجته بصتترها إلتى الستتماء وهتي علتتى فراشتها‪ ..‬ثتتم تشتير بالستتبابة‬
‫توحيدا لربها‪ ..‬وما هي إال لحظات وإذ بالعرق البارد يتصبب على‬
‫جبينها وتسلم الروح لبارئها رحمها اهلل‪..‬‬
‫‪13‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ولقتد عايشتتُ هتتذه القصتة بنفستتي‪..‬ماتت وهتتي توصتي بالتتذي أستتاء‬


‫لهتتتتا‪ ..‬فهتتتتداه اهلل بعتتتتد موتهتتتتا‪ ..‬ومتتتتا زال يتتتتذكرها ويتتتتدعو لهتتتتا‪..‬‬
‫ماتت والعرق ينحدر على جبينها فظفرت بدعوة نبيها‪ ..‬ماتت بتداء‬
‫بطنها لينطبق عليهتا حتدي رستولها التذي رواه مستلم وأحمتد (متن‬
‫متتات بتتالبطن فهتتو شتتهيد) وقولتته عليتته الصتتالة والستتالم كمتتا عنتتد‬
‫النسائي وأحمتد وصتححه األلبتاني (متن يقتلته بطنته فلتن يعتذب فتي‬
‫قبره) ‪..‬‬
‫هني تتتتتتا لهتتتتتتا بخاتمتهتتتتتتا‪ ..‬هني تتتتتتا لهتتتتتتا بصتتتتتتبرها واحتستتتتتتابها‪..‬‬
‫هني ا لها بعفوها الذي أوصلها إلى ذلك بإذن اهلل جل وعال‪..‬‬
‫‪11‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫روب التخرج اعاد لها دينها‬

‫ليلى كتّاب القرية كستائر األطفتال ‪,‬فلقتد كانتت بنتت كبيتر‬ ‫لم تعر‬
‫المال ‪ ,‬وكان أبوها يعتبرها ( ياسمينة البيت ) ‪ ,‬فكانت تنظر إلى‬
‫القريتتة وأطفالهتتا متتن بتترج عتتاجي وقتتد أقامتتت بينهتتا وبيتتنهم حتتاجزا‬
‫نفستتيا رهيبتتا تبتتدو مظتتاهره فتتي ستتور قصتترها العتتالي ‪ ,‬وطبعهتتا‬
‫المتعالي ‪ ..‬استأجر لها والتدها مدرِّستة تعلِّمهتا اللغتة األجنبيتة ‪ ,‬أمتا‬
‫أزيتتاء مالبستتها فقتتد كانتتت تتتأتي خصيصتتا متتن ( بييتتر كتتاردن ) و (‬
‫كرستتتيان ديتتور ) ‪ ..‬وفتتي مدرستتة ( ستتان جتتورج ) كتتان مح‪ِ.‬تتنها‬
‫األول ‪.‬‬
‫وكبتترت ليلتتى ‪ ,‬وافتتنتتت بالثقافتتة الغربيتتة أشتتد االفتتتتان ‪ ,‬وحينمتتا‬
‫حصتتلت علتتى بعثتتة متتن الجامعتتة إلتتى ( الستتربون ) ؛ جعلتتت استتم‬
‫الرسالة ‪ ( :‬أهمية الفكر الغربي في بناء الح‪.‬ارة اإلنسانية ) !!! ‪.‬‬
‫وم‪.‬تتى عليهتتا ‪ ,‬فتتي الستتربون أربتت ستتنوات انتهتتت خاللهتتا متتن‬
‫الرسالة ‪ ..‬كانت كثيترا متا تحلتم بحفتل التخترج ‪ ,‬وروب التخترج ‪,‬‬
‫‪15‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وصتتوره التذكاريتتة ‪ ..‬فهتتا قتتد آن اآلوان لشتتراء التتروب لمثتتل هتتذا‬


‫الحدث الهام في تاريخها الدارسي ‪..‬‬
‫ونزلت إلى شوار باريس لشراء الروب ‪ ..‬وأثناء رجوعها مترت‬
‫على زميلها ( آن ) كي تشاركها الفرحة ‪ ,‬فسألتها آن ‪ :‬هل تعرفين‬
‫يا ليلى حكاية هذا الروب ؟ ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ال ‪ ..‬لم أسأل نفسي يوما متا هتذا الستؤال ‪ ,‬كتل متا أعرفته أنته‬
‫تقليد غربي ‪..‬‬
‫قالتتت لهتتا آن‪ :‬ال يتتا ليلتتى ‪ ..‬لقتتد كانتتت جامعتتات األنتتدلس اإلستتالمية‬
‫منارات في غترب أوروبتا للعلتم والثقافتة ‪ ,‬وكتان خريجوهتا – متن‬
‫أبنتتاء الغتترب – يلبستتون التتروب أو العبتتاءة العربيتتة حتتتى يتميتتزوا‬
‫بتتأنهم النخبتتة فتتي المجتمت األوروبتتي بعلمهتتم وثقتتافتهم التتتي تلقوهتتا‬
‫على أيدي األساتذة المسلمين‪ ,‬حتى أصب تقليدا غربيا ‪.‬‬
‫كان وق اإلجابة بمثابة الصدمة بالنسبة لليلى ‪ ,‬وهي التي أضاعت‬
‫حياتها منذ نعومة أظفارها في محاضن الفكر الغربتي ‪ ..‬ابتتداء متن‬
‫( سان جورج ) حتى ( السربون ) ‪.‬‬
‫؟!! ‪.‬‬ ‫تمتمت ليلى ‪ :‬نحن األصل ؟!! نحن األسا‬
‫‪12‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وتذكرت كلمات جدتها لهتا ‪ (( :‬يتا بنيتتي‪ ,‬إن الشخصتية اإلستالمية‬


‫هي الشخصية السوية )) ‪.‬‬
‫وعادت ليلى من السربون وهي تحمل الشهادة ‪ ..‬ولكنها تحمتل فتي‬
‫داخلها غصة على مُلْك األندلس الم‪.‬تا ‪ ..‬وعلتى ستنوات ق‪.‬تتها‬
‫في البح عن أهمية الفكر الغربي ‪..‬‬
‫عتتادت ليلتتى ولكتتن بفكتتر جديتتد ‪ ,‬ورستتالة جديتتدة هتتي ‪ :‬كيتتع تعلتتم‬
‫طالباتهتتا فتتي الجامعتتة أهميتتة الفكتتر اإلستتالمي فتتي بنتتاء الح‪.‬تتارة‬
‫اإلنسانية ‪ ..‬وكيع نجنب أطفالنا السلبيات التي وقعنا فيها ‪.‬‬
‫عتتادت ليلتتى ولتتم تع تد تنظتتر إلتتى الكُتتتاب متتن برجهتتا العتتاجي ‪ ,‬بتتل‬
‫بنظرة كلها إكبار واحترام ‪..‬‬
‫وتمر األيتام ‪ .‬وتتتزوج ليلتى ‪ ,‬وترستل أوالدهتا إلتى الكُتَّتاب ‪ .‬حتتى‬
‫يستعدوا مجد األجداد ‪ ..‬الغافقي وابن زياد ‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫جارتي سبب هدايتي‬

‫إنّ المعاكستتات التتتي تحتتدث بتتين الجنستتين لهتتي متتن أعظتتم الباليتتا‬
‫وأخطرها على الفرد والمجتم ‪ ,‬وما أكثر ضحايا هذه المعاكستات‬
‫من الجنسين ‪ ,‬وبخاصّة النستاء ‪ ,‬ولنستتم إلتى هتذه التائبتة لتتروي‬
‫لنا تجربتها المرّة م هذه المعاكسات ‪ ..‬تقول ‪:‬‬
‫‪,‬‬ ‫تزوجت في سنّ مبكرة ‪ ,‬وكنت مخلصة لزوجي غاية اإلختال‬
‫حتّتى كنتتت معته كالطفلتتة المدلّلتة ‪ ,‬أفعتتل كتلّ متتا يتأمرني بتته ‪ ,‬علتتى‬
‫الرغم من أنّي نشأت في أسرة ثريّة كنت فيها أُخدَم وال أَخدِم ‪ ,‬كان‬
‫أبي قد طلّق أمّي فتزوّجتْ بغيره ‪ ,‬وتزوّج هتو بغيرهتا ‪ ,‬فكتان متن‬
‫نتائج ذلك أن فقدت حنان األمّ‪ ,‬كما فقدت التوجيه السليم ‪.‬‬
‫كان زوجي يذهب لزيتارة أهلته فتي كتل أستبوعين فيمكت يتومين ‪,‬‬
‫فأنتهزها فرصة للتذهاب إلتى بيتت عمّتي القريتب متن بيتنتا ‪ ,‬فكنتت‬
‫‪18‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫أجتتد متتن زوجتتة عمّتتي حنانتتا غريبتتا ‪ ,‬وعطفتتا زائتتدا حيتت كانتتت‬
‫تعطيني كل ما أطلب ‪ ,‬لكنّها لم تكن مستقيمة ‪ ,‬فقد كانت تذهب بي‬
‫إلتتى األستتواق ‪ ,‬وإلتتى هنتتا وهنتتا ‪ ,‬وتفعتتل أشتتياء مخلّتتة بتتاألدب ال‬
‫ترضتتي اهلل تعتتالى ‪ ,‬فستترت علتتى نهجهتتا ‪ ,‬والصتتاحب ستتاحب كمتتا‬
‫يقولون ‪ ,‬ومن تلك اللحظات تغيّرت الفتاة الوديعتة الغافلتة إلتى فتتاة‬
‫مستهترة متمّردة على كل من حولها ‪ ,‬كانت زوجة عمّتي – هتداها‬
‫اهلل – دائمتتا تغرينتتي بتتأنّ ختتروج المتترأة متتن بيتهتتا حريّتتة ‪ ,‬ورف ت‬
‫صوتها للحصتول علتى مطالبهتا أف‪.‬تل وستيلة ‪ ,‬فصترت أستتهز‬
‫بكل من يذكّرني باهلل أو يدعوني إليه ‪ ..‬ألهو كما أشاء ‪ ,‬وألعب كما‬
‫أحبّ على الرغم من أنّي زوجة ‪ ,‬ولي أوالد ‪ ,‬لكنّي لم أكن أبالي ‪,‬‬
‫ولم يقع األمر عند هذا ‪ ,‬بل رحتت أجمت حتولي صتديقات ستي ات‬
‫األخالق ‪ ,‬كن دائمتا يتدعونني إلتى الحفتالت واألفتراح ‪ ,‬والختروج‬
‫إلى األسواق بال سبب يُذكر ‪ ,‬وبما أنّي كنت أكثرهن ذكتاء وجمتاال‬
‫وتمرّدا ‪ ,‬وأقلهن حياء ‪ ,‬كنت أنا الزعيمة ‪.‬‬
‫وأدهى من ذلك أنّني كنت أعتقد في السحر‪ ,‬وأستتعين بالمشتعوذين‬
‫م خطورة ذلك على العقيدة‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وفي يوم من األيام جاءتني امرأة من نساء الجيران ‪ ,‬ولم أكن أهتتمّ‬
‫بمتتن يستتكن حتتولي ‪ ,‬وال أح تبّ االختتتال بهتتم ‪ ,‬ولك تنّ هتتذه المتترأة‬
‫تعلّقتتت بتتي ‪ ,‬وأصّتترت علتتى زيتتارتي ‪ ,‬وبمتتا أنّهتتا كانتتت صتتالحة‬
‫معهتا ‪ ,‬وكنتت دائمتا أحتاول الهتروب‬ ‫وملتزمة فقد كرهت الجلتو‬
‫‪ ,‬وتقتتتول لتتتي ‪ :‬لقتتتد صتتتلّيت صتتتالة‬ ‫منهتتتا ‪ ,‬لكنّهتتتا كانتتتت ال تيتتتأ‬
‫االستخارة‪ .‬هل أنزل عند مرّة أخرى أم ال ‪ ,‬فيقدّر اهلل لي النزول‬
‫ورؤيتك ‪.‬‬
‫ومتتترّت األيتتتام – حتتتوالي الشتتتهرين – متتترّة تكلّمنتتتي ‪ ,‬ومتتترّات ال‬
‫تستطي أن تقابلني ‪ ,‬وكانت تذهب كلّ يوم بعد العصر لتعلّم النساء‬
‫القتترآن فتتي المستتجد المجتتاور لنتتا ‪ ,‬وكلّمتتا رآهتتا زوجتتي دعتتا اهلل أن‬
‫أكون مثلها ‪ ,‬وكانت هي تدعوني إلى التذهاب معهتا إلتى المستجد ‪,‬‬
‫ولكنّي كنت أعتتذر بأعتذار واهيتة ‪ ,‬حتتى ال أذهتب ‪ ,‬وكانتت دائمتا‬
‫تقتتول لتتي ‪ :‬إنّتتي – واهلل – أقتتوم متتن الليتتل أصتتلي ‪ ,‬فتتأدعو اهلل ل تكِ‬
‫بالهداية ‪ ,‬وعند ما أتقلّب في فراشي أذكتر فتأدعو اهلل لتكِ ‪ ,‬وذلتك‬
‫لمتتا تفرَّستتتْه فتتيّ متتن التتذكاء ‪ ,‬وقتتوّة الحجّتتة ‪ ,‬وفصتتاحة اللستتان ‪,‬‬
‫حولي ‪.‬‬ ‫والقدرة على جذب النا‬
‫‪54‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وجتتاء يتتوم َذهَبَتتْ فيتته ختتادمتي إلتتى بلتتدها ‪ ,‬وكنتتت بانتظتتار مجتتيء‬
‫أختتترى ‪ ,‬فجتتتاءتني جتتتارتي وأنتتتا منشتتتغلة بتتتبعض أعمتتتال البيتتتت ‪,‬‬
‫فاقترحت عليّ االستغناء عن الخادمة ‪ ,‬وكان موعد قدومها عصتر‬
‫ذلك اليوم ‪ ,‬فقتدر اهلل عتزّ وجتل أن يتتأخّر قتدومها أستبوعا كتامال ‪,‬‬
‫فكانتتت جتتارتي تتتأتيني فتجتتدني فتتي البيتتت ‪ ,‬فتستتاعدني فتتي بعتتض‬
‫األعمال ‪ ,‬وتُسرّ بي سرورا كبيرا ‪ ,‬وكنت أنتا فتي الوقتت نفسته قتد‬
‫أحببتها‪ ,‬ورأيتها امرأة مرحتة‪ ,‬ال كمتا كنتت أتصتوّر ‪ ,‬فتإنّ زوجتي‬
‫من الملتزمين ‪ ,‬ولكنّته كتان دائمتا عتابس الوجته ‪ ,‬مقطّتب الجبتين ‪,‬‬
‫فكنتتت أظتتن أنّ ذلتتك هتتو دأب الملتتتزمين جميعتتا ‪ ,‬حتّتتى رأيتتت هتتذه‬
‫المتترأة وعاشتترتها ‪ ,‬فتغيّتترت الصتتورة التتتي كانتتت فتتي ذهنتتي عتتن‬
‫الملتزمين ‪.‬‬
‫وبعد ذلك بأيام توفيت قريبة لي ‪ ,‬فذهبت للعزاء ‪ ,‬فإذا امرأة كانتت‬
‫تتكلّم عن الموت ‪ ,‬وما يجري لإلنسان عند موته بدءا متن ستكرات‬
‫المتتوت وختتروج التتروح ‪ ,‬ومتترورا بتتالقبر ومتتا فيتته متتن األهتتوال‬
‫والسؤال ‪ ,‬وانتهاء بدخول الجنّة أو النار ‪ ..‬عندها توقفت م نفسي‬
‫قائلتتة ‪ ..‬إلتتى متتتى الغفلتتة ‪ ,‬والمتتوت يطلبنتتا فتتي كتتل وقتتت وفتتي كتتل‬
‫مكان ‪ ,‬وفكّرت ‪ ..‬وفكرت ‪ ,‬فكانت هتذه هتي البدايتة ‪ ,‬وفتي صتباح‬
‫‪51‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫‪ ..‬فقتد‬ ‫اليوم التالي وجدت نفسي وحيتدة وألول مترة أحتس بتالخو‬
‫تتتذكرت وحتتدة القبتتر وظلمتتته ووحشتتته ‪ ,‬فكنتتت ألجتتأ إلتتى جتتارتي‬
‫المخلصتتة لتستتليني ‪ ,‬فكانتتت تجتتيء إلتيّ بالكتتتب الوعظيتتة النافعتتة ‪,‬‬
‫فكنت عندما أقرأهتا أحتسّ وكتأنّني أنتا المخاطبتة بمتا فيهتا ‪ ,‬خاصّتة‬
‫فيمتتا يتعلّتتق بمحاستتبة التتنفس ‪ ,‬وظللتتت أقتترأ وأقتترأ حتّتتى شتترح اهلل‬
‫صتتدري للهتتدى والح تقّ ‪ ,‬وذقتتت طعتتم اإليمتتان ‪ ,‬عنتتدها أحسستتت‬
‫بالستتعادة الحقيقيّتتة التتتي كنتتت أفتقتتدها متتن قبتتل ‪ ,‬وتغيّتترت نظرتتتي‬
‫للحياة ‪ ,‬فلم أعد تلك اإلنسانة الالهية العابثتة المستتهترة ‪ ,‬وابتعتدت‬
‫عن رفيقات السوء ‪ ,‬وكرهتت األستواق ‪ ,‬بتل كرهتت الختروج متن‬
‫المنزل إال لحاجة أو ضرورة ماسّة ‪ ,‬والتحقت بتدار التذكر لتحفتيظ‬
‫القرآن الكريم ‪ ,‬وهذا كلّه بف‪.‬ل اهلل ثمّ بف‪.‬تل الصتحبة الصتالحة ‪,‬‬
‫والدعوات المخلصة بظهر الغيب من جارتي وزوجي ‪ ,‬وهلل الحمد‬
‫والمنّة ‪.‬‬
‫‪51‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫قصة فتاة في االبتدائيه مبكية‬

‫هذه قصة بالفعل مؤثرة أرجو أخذ العظة والعبرة منها‬


‫‪ ...‬وهي قصة الفتاة في االبتدائية م مديرة المدرسة‬
‫وهي قصة واقعية حدثت في هذا الزمان ‪ ..‬تتحدث عتن طالبتة‬
‫في االبتدائية ‪..‬‬
‫كانت هتذه الطالبتة تتذهب إلتى المدرستة كتل يتوم بانتظتام دون‬
‫كلل أو ملل ‪..‬‬
‫ليست متفوقة كثيرا لكنها كانت تبذل جهدها لتصل إلى النتيجة‬
‫المرجوة ‪..‬‬
‫هذه الفتاه الصغيرة مكافحة ألبعد الحدود ولكن ؟!‬
‫‪53‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الحظتهتتا العاملتتة ( الفراشتتة ) فتتي المدرستتة أنهتتا تتتدخل إلتتى‬


‫المدرسة والحقيبة غير ممتل ة وتخرج والحقيبة ممتل ة !!!! مما شد‬
‫انتباه العاملة وأخذت تراقبها لعدة أسابي ‪ ....‬وتشتاهد نفتس المشتهد‬
‫ً بمتتا‬
‫‪ ...‬ممتتا أدى أن العاملتتة فتتي المدرستتة أعطتتت المتتديرة خبتترا‬
‫تشتتاهده فطلبتتت المتتديرة متتن الفتتتاة أن تتتأتي إليهتتا بعتتد نهايتتة التتدوام‬
‫‪...‬أتت الطالبة والحقيبة ممتل ة كالعادة فطلبت منها المديرة أن تفت‬
‫الحقيبة لترى ما بها ‪ ...‬ففتحت الطالبة الحقيبة‬
‫يا ترى ماذا في الحقيبة !!!!!!!!!‬
‫فتتتات الخبتتز والسندويشتتات التتذي يتبقتتى متتن الطالبتتات‪ ...‬إنهتتا‬
‫تجم بقايا الطعام في الساحة لتطعم أخوتها الصغار‪ ,‬لتطعم أمها ‪..‬‬
‫هل تخيلتم الوض ‪ ....‬الحمد هلل على النعمة والصحة‬
‫ونصيحتي ‪ ....‬ال تترددوا ببذل الصدقة وإخراج الزكاة‬
‫فهنا الكثير من الفقراء والمحتاجين ‪...‬‬
‫ارجتتتوا ان تبتتتذلوا انفستتتكم علتتتى فعتتتل الخيتتترات والتتتدعاء لتتتى‬
‫ً‪..‬‬
‫ولوالدي والمسلمين جميعا‬
‫‪51‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫أنا اآلن معاقة ماعدا؛ يد واحدة‬


‫ولسان‬

‫نعم دفنت هذا االمل بالمعاصي وبالمنكرات دفنت كل معنى جميل‬


‫بحياتي بفعل ما يغ‪.‬ب اهلل عصيت اهلل‪..‬‬
‫ولكن نسيت أني ال‪.‬عيفة اعصي القوي‪...‬‬
‫نسيت اني الفقيرة اعصي الغني‪...‬‬
‫أواه من المعاصي‬
‫أواه من التمادي بها ‪ ..‬أواه ثم أواه‬
‫عصيته بيدي ‪..‬عصيته بقتدمي ‪..‬عصتيته بكتل شتيء ولكتن نستيت‬
‫بل تناسيت اني اعصي ربي بنعمه‪...‬‬
‫ابتليت بمرض السرطان فحمدت اهلل واعلنت توبتي‪...‬‬
‫‪55‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ولكن بعد ماذا ‪ ..‬بعد ما بارزت الجبار وارسل لي االنذار (واقصد‬


‫المرض) ولكن استمريت م هذا المرض وانتا مازلتت فتي عمتري‬
‫الصتغير فانتا ال اتجتاوز الواحتد والعشترين متن عمتري‪ ..‬صتبرت‬
‫ولكتتن بعتتد فتتترة قصتتيرة جتتدا اصتتبت بجلطتتة بالتتدماو ومنعتتت متتن‬
‫الكالم‪...‬‬
‫كنت ابكتي كلمتا تتذكرت كتم كنتت اطترب لستاني بالغنتاء كتم وكتم‬
‫كنت اتر له المجال بان استهزأ بغيتري كتم وكتم‪ ..‬كنتت اريتد ان‬
‫ً يفهمني ‪...‬‬
‫اعبر ما بداخلي ولكن ال استطي فال احدا‬
‫وفي يوم من االيام فرشت سجادتي وقلت واهلل ال أبرحن من مكاني‬
‫حتى اعلو بصوتي بالقران‪...‬‬
‫فبكيتت وبكيتت وكنتت اقتول يتارب اشتتقت التى كالمتك يتارب ال‬
‫تحرمني ارجو ‪...‬‬
‫واهلل ليست بثواني اال اعيد نطقي‪...‬‬
‫وقمت ارف صوتي بالقران وانا في قمة الفترح وابكتي واحمتد اهلل‬
‫ولكتتن متتا متتر اال اربعتتة ايتتام وانتتا فتتي قمتتة الفتترح ان نطقتتي رجت‬
‫وبعدها اصبت بنزيع بالدماو وضتغط التدم علتى التدماو ممتا ادى‬
‫‪52‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫التى اعاقتته كاملتتة لجستتمي فمتتا بقتي لتتي اال اليتتد اليستتار وفمتتي التتذي‬
‫انطق به حمدت اهلل وشكرته‪..‬‬
‫وتتتذكرت مافعلتتت متتن حستتنات ومتتن ستتي ات وأحزننتتي الماضتتي‬
‫ولكن أفرحتني آية من ايات اهلل ‪:‬‬
‫(( قُلْ يَا عِبَادِيَ َّالذِينَ أَسْترَفُوا عَلَتىأ أَنْفُسِت ِهمْ ال تَقْ َنطُتوا مِتنْ رَحْمَتةِ‬
‫اهللَِّ ۚ إِنَّ اهللََّ يَغْفِترُ التذُنُوبَ جَمِيعتا ۚ إِنَّتهُ هُتوَ الْغَفُتورُ الترَّحِيمُ)) ستورة‬
‫الزمر اآلية ‪..53‬‬
‫كانت ُتهدأ من ألمي ومتن حزنتي ولكتن مترض السترطان اهلكنتي‬
‫وعجزي أي سني‪...‬‬
‫اسأل سؤال للكل اذا تمنيت اكال شهيا وهو امامتك وهتو متا كنتت‬
‫تتمناه أتأكله ام ال ؟‬
‫طبعا نعم آكله‪..‬‬
‫ولكن‪ ,‬انا ال استطي تدرون لماذا ؟؟‬
‫ألني اهتم كيع يخرج كيع ‪,‬ومن الذي يساعدني علتى خروجته‪..‬‬
‫اشتتياء احتترم نفستتي منهتتا كلمتتا اتتتذكر متتا النتيجتتة‪ ..‬مالبستتي تتستتخ‬
‫وال ُأغيرهتتا اال اذا ف‪.‬تتت امتتي أتتتت‪ ..‬وإذا انشتتغلت تركتنتتي ابكتتي‬
‫‪52‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وأصي ال احد يسمعني إال ربي‪ ...‬فاشتد علي المرض لدرجته انته‬
‫كتب لي تحويل الستخدم العالج في الرياض‪..‬‬
‫تعرفوا ماحصل ألمل؟‬
‫خرج الدم من تحت اظافري واصفر وجهي وكتان التدكتور يكترر‬
‫كلمة واحدة ‪ ((:‬ادعوا لها ))‪.‬‬
‫تموت ‪..‬‬ ‫حينها الكل ينظر لي بالشفقة وان امل سو‬
‫امي زاد اهتمامها بي‪ .‬قام وسألني‪..‬‬
‫كانت حالتي يرثى لها ‪,‬لدرجة أن واحتد متن إختواني كتان لته فتترة‬
‫وهتو يحتاول ان يتدخلني (الشتات) واصتل لته االمتور (أستلك لته)‬
‫‪ -‬زي ما يقول ‪ -‬وجاء عندي وهو يل علي‪..‬‬
‫وقلت له‪( :‬علي) كم يد تشوفها معي؟‬
‫قال ‪ :‬واحدة ‪.‬‬
‫الدم وهو يخترج متن تحتت اظتافري‪ ..‬وقلتت‬ ‫وريته االورام وشا‬
‫له بادخل بس ما أريد ربي يأخذ يدي اليسار الني اريدها ‪..‬أريتد أن‬
‫امسك مصحع ‪ ..‬ربي ال تحرمني منها ‪..‬‬
‫واتركني يكفي‪ ..‬واهلل يكفي‪..‬‬
‫‪58‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫المهم قام من عندي وهو يبكي وراح يصلي ورجت زي متا كتان‬
‫بالمسجد‪..‬‬ ‫رج (علي) يؤم بالنا‬
‫كان في الماضي امتام مستجد؛ وفجتاة انتتكس‪..‬اصتب متدمن للشتات‬
‫المهتم فتي نفتس اليتوم ذهبتت مت اختي النهتاء اجتراءات الستفر متتن‬
‫المستشفى واخذ مني التحليل‪..‬‬
‫وبعد ساعة خرج الدكتور يكبر ويقول ‪ :‬ال مستحيل‬
‫نعيد التحليل وعدتها اكثر من مرة وفي االخير قال‪ :‬واهلل وال اثتر‬
‫للسرطان ‪,‬مستحيل تمكتن متن الجستم ماعتدا التدماو واآلن اليوجتد‬
‫شيء ‪..‬‬
‫اخي جثتى علتى ركبتته‪ ..‬يبكتي ويحمتد اهلل ويستجد ويبكتي‪ ..‬تمنيتت‬
‫حينها ان اسجد‪ ,‬ولكن ال استطي بكيتُ بكاءا شديدا ‪.‬‬
‫‪ ..‬ورجعنا للبيتت‬ ‫وقلت ألخي ارجو نتأكد من أي مستشفى خا‬
‫واكد لنا ذلتك كتم فرحتت‬ ‫واخبرنا االهل وذهبنا للمستشفى الخا‬
‫واهلل الن السرطان نار تمشي في جسم اإلنسان‪..‬‬
‫‪59‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫كم فرحت بأن اهلل رحمني رحمة من عنده‪ ..‬ولكن انا اآلن معاقتة‬
‫ماعتتتدا (يتتتد واحتتتدة ولستتتان ) ولكتتتن أريتتتد ان أوصتتتل للكتتتل شتتتيء‬
‫واحد‪..‬اال وهو انت في نعمة عظيمة‪..‬‬
‫يكفي انك تق‪.‬ي حاجتك بنفسك وامل ال تستطي !!‬
‫ً‬
‫يكفي انك تاكل ما تريتدوأمل التستتطي ان تأكتل أي شتيء احيانتا‬
‫‪ ..‬امتتي تنستتى ان تغطينتتي‪ ..‬ابتترد‪ ,‬اريتتد شتتيء يتتدفيني ‪..‬امتتامي‬
‫بطتتانيتي ولكتتن ال استتتطي ان آختتذها وأنتتام وأنتتا فتتي قمتتة البتترد‬
‫أحيانا!! ‪..‬‬
‫اريد ان اشرب‪ ..‬والماء أمامي ولكن ال استطي وأنام وأنتا فتي قمتة‬
‫العطش!!‬
‫احيانا ارى سجادتي فابكي واشتاق ان اض جبهتي علتى االرض‬
‫ولكن ال استطي !!‬
‫ارمي بنفسي على االرض حتى الصق جبهتي فتي االرض ولكتن‬
‫تتعسر حركتي الى اليوم الثاني وترفعنتي امتي احيانتا‪ ..‬استم نتداء‬
‫امي اريد ان ألبيه ولكن ال استطي !!‬
‫احيانا اريد ‪,‬ولكن ال استطي‬
‫‪24‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫انتم تعرفون لماذا انا كتبت ؟‬


‫ال أقتول لكتم أنتي ي ستت‪ ..‬ال وربتي‪ ..‬ولكتن انتا فتي نعمتة عظيمتة‬
‫انعمها علتي أال وهتي ان اهلل يحبنتي ألتيس رستوله القائتل (( إن اهلل‬
‫إذا أحب عبدا ابتاله ))‪..‬‬
‫ولكن كتبت ألقول للعاصي قع‪ ..‬وإن لم تقع تذكر حال (امل)!!‬
‫واهلل حينها ستقع‪..‬‬
‫تخيل انك مثلي ال تستطي ان تق‪.‬ي حاجتك بنفسك‪..‬‬
‫انك تحت رحمة البشر اذا تذكرو اطعمو واذا نسو تركو ‪..‬‬
‫أرجوكم ال تعصوا اهلل ؛ فان اهلل رحيم ‪..‬‬
‫ال احد يحبك وال يريد لك الخير اال اهلل الكتل يريتد لنفسته ‪,‬إال اهلل‬
‫يريد لنفسك انت!!‬
‫أرجوكم ال تعصون ربي‪..‬ال تعصونه فهو رحيم يحب عباده‪..‬‬
‫ارجوكم ‪...‬‬
‫يارب يتارب يتارب‪ ..‬استالك فتي هتذه اللحظتات ان تقبتل متن تتاب‬
‫وتعفي عمّن أزل ‪,‬فمن لهم سوا يارب‪..‬‬
‫أرجو‬
‫‪21‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ربنا‪ ..‬نحن نريد ‪,‬ونريد حبك‪ ,‬ونريد أنسك‪ ,‬ونريد قربك فأقبلنا‬
‫ياربنا وال تردنا خائبين‪..‬‬
‫فاحمد اهلل على النعمة التي عند ‪ ..‬احمد اهلل‬

‫‪...‬أختكم األمل المدفون ‪...‬‬


‫‪21‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫فتاة يخرج من أنفها المسك عند‬


‫تغسيلها‬

‫تقول أم أحمد الدعيجي في مقابلة لها مت مجلتة اليمامتة … توفيتت‬


‫فتاة في العشرين من عمرها بحادث سيارة …‬
‫وقبل وفاتها بقليل يسألها أهلها كيع حالك يا فالنه فتقول بخيتر وهلل‬
‫الحمد !! ولكنها بعد قليل توفيت رحمها اهلل …‬
‫جاءوا بها إلى المغسلة وحين وضعناها على خشبة المغستلة وبتدأنا‬
‫بتغستتيلها … فتتإذا بنتتا ننظتتر إلتتى وجتته مشتترق مبتستتم وكأنهتتا نائمتتة‬
‫على سريرها … وليس فيها جروح أو كسور وال نزيع ‪.‬‬
‫والعجيتتتب كمتتتا تقتتتول أم أحمتتتد أنهتتتم عنتتتدما أرادوا رفعهتتتا إلكمتتتال‬
‫التغستتيل ختترج متتن أنفهتتا متتادة بي‪.‬تتاء م ت ت الغرفتتة ( المغستتلة )‬
‫بري المسك !!! سبحان اهلل !!! إنها فعال رائحتة مستك … فكبرنتا‬
‫‪23‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وذكرنا اهلل تعالى … حتتى إن ابنتتي وهتي صتديقة للمتوفتاة أختذت‬


‫تبكي …‬
‫ثم سألت خالة الفتاة عن ابنة أختها وكيع كانتت حياتهتا ؟! فقالتت ‪:‬‬
‫لم تكتن تتتر فرضتا منتذ ستن التمييتز … ولتم تكتن تشتاهد األفتالم‬
‫والمسلسالت والتلفاز ‪ ,‬وال تسم األغاني …‬
‫ومنذ بلغت الثالثة عشرة من عمرها وهي تصوم االثنين والخمتيس‬
‫وكانت تنوي التطو للعمل في تغسيل الموتى …‬
‫ولكنهتتا غُستتلت قبتتل أن تُغستتل غيرهتتا … والمعلمتتات والتتزميالت‬
‫يتتتذكرن تقواهتتتا وحستتتن خُلقهتتتا وتعاملهتتتا وأثتتترت فتتتي معلماتهتتتتا‬
‫وزميالتها في حياتها وبعد موتها …‬
‫‪21‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫عندما تسلل رجالن إلى غرفتي‬

‫ً لوحتتدي ‪ ..‬ظتتالم دامتتس صتتعقت‬


‫فتتي الغرفتتة الظلمتتاء كن تتُ نائمتتة‬
‫التتتنفس منتتته عنتتتدما صتتتحوت متتتن غفتتتوتي ‪ ..‬البتتتاب مغلتتتق محكتتتم‬
‫اإلغالق ‪ ..‬أين ذهبوا أهلي عني ‪ ..‬تركوني لوحتدي وخرجتوا دون‬
‫أن يستشتتيروني إن كنتتت راضتتية أم راف‪.‬تتة ‪ ..‬وفجتتأة وبكتتل هتتدوء‬
‫كيع سأصل إلى‬ ‫تسلل رجالن إلى غرفتي المظلمة ‪ ..‬لست أعر‬
‫مفتتاح النتور كتتي أنيتر الغرفتة ‪ ..‬وإذا بتتالرجالن يقتربتان منتي بكتتل‬
‫‪ ..‬هنتا فتي غرفتتي ولوحتدي ‪...‬‬ ‫سكينة ‪ ..‬وأنتا أرتعتش متن الختو‬
‫أهلي خرجوا وبقيت فريدة ال مؤنس في وحشتي ‪ ..‬وبعد ذلتك يتأتي‬
‫هتتؤالء التترجالن ليقتحمتتوا علتتي خلتتوتي ‪ ..‬وإذا برجتتل آختتر يتتدخل‬
‫بعدهم بقليل ‪ ..‬ولكني رأيت مالمحه ‪ ..‬إنه في أستوء صتورة خلقهتا‬
‫اهلل ‪ -‬عتتتز وجتتتل شتتتأنه ‪ .. -‬لتتتم أر فتتتي حيتتتاتي قتتتط أبشتتت متتتن هتتتذا‬
‫الشخص ‪ ..‬وال أبش من مالم جسده المشوه ‪ ..‬إنه مشوه إلى أبعد‬
‫‪25‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الحتتدود ‪ ..‬أتتتى وجلتتس أمتتامي ولتتم يتتؤذيني أبتتدا ‪ ...‬ولكتتن منظتتره‬


‫المؤذي هو الذي يرعبني ‪ ...‬جلتس أمتامي ولتم ينتبس ببنتت شتفة ‪..‬‬
‫وإنما أخذ في التحديق بتي ‪ ..‬وكأنته يريتد معرفتة شتي معتين ‪ ..‬وإذا‬
‫بالرجالن اللذان دخال قبله يهمتان بستؤالي ‪ :‬متن إلهتك ؟؟ متن نبيتك‬
‫؟؟ ما دينك ؟؟ وإذا بنافتذة بتاردة منعشتة الهتواء تفتت عتن يمينتي ‪..‬‬
‫وأختترى شتتديدة الحتتر تلف ت جستتدي تفتتت عتتن يستتاري ‪ ..‬فتتإلى أيتتن‬
‫النافذين سيلقي بي عملي ‪ ..‬؟؟؟ فهتل أعتددنا األجوبتة لهتذه األست لة‬
‫؟؟؟؟‬
‫وهل جهزنا المطايا للرحلتة الطويلتة التتي تبتدأ بانتهتاء العمتر ؟؟؟؟‬
‫علتتى الرجتتل المشتتوه ‪ ..‬فإنمتتا هتتو عملتتي الستتيئ‬ ‫وإذا بتتي أتعتتر‬
‫وذنتتوبي التتتي اقترفتهتتا علتتى ستتط هتتذه األرض ‪ ..‬فأتتتت إلتتي فتتي‬
‫بطنها تذكرني بغفلتي ‪ ..‬فمالي في تلتك اللحظتة غيتر اهلل ينجينتي ‪..‬‬
‫أسألك اللهم يا مجيب الدعاء ‪ ..‬أن تنجينا وتثبت أقدامنا عند السؤال‬
‫يا رب العالمين ‪..‬‬
‫‪22‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫شريط عن تربية األبناء‪ ..‬قصة مؤثرة‬


‫للغاية‬

‫فتتي الجهتتل ‪ ...‬أو زمتتن الغفلتتة ‪ ...‬ستمّه متتا شت ت عشتتُ فتتي ستتباتٍ‬
‫عميتتق ‪ ...‬ونتتوم متصتتل لي تلٌ ال فجتتر لتته ‪ ....‬وظتتالم ال إشتتراق فيتته‬
‫الواجبات ال تعني شي ا ‪ ....‬واألوامر والنتواهي ليستت فتي حيتاتي‪..‬‬
‫الحياةُ متعةٌ ‪ ...‬ولذة الحياة هي كل شتيء ‪ ..‬غتردتُ لهتا ‪ ..‬وشتدوتُ‬
‫لها ال‪.‬حكة تسبقني ‪ ..‬واألغنية على لساني ‪..‬انطالق بال حدود ‪..‬‬
‫وحياة بال قيود عشرون سنة مرت ‪ ..‬كل متا أريتده بتين يتدي وعنتد‬
‫القتادم‬ ‫متن هتو الفتار‬ ‫العشرين ‪ ..‬أصبحتُ وردة تستحق القطتا‬
‫؟‪ ...‬مواصفات ‪ ...‬وشرو أقبَل ‪...‬تلفه سحابةُ دختان ‪ ..‬ويستابقه‪...‬‬
‫صتتوت الموستتيقى متتن نفتتس المجتمت ‪ ...‬ومتتن النتتائمين مثلتتي‪ ,‬متتن‬
‫توسد الذنب ‪ ...‬وألتحع المعصتية ‪ ..‬الطيتور علتى أشتكالها تقت ‪...‬‬
‫طار بي في سماء ستوداء ‪ ...‬معاصتي ‪ ...‬ذنتوب ‪..‬غردنتا‪ ...‬شتدونا‬
‫‪22‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫لطولهتتا نهايتتة ‪ ..‬وال‬ ‫‪ ...‬أختتذنا الحيتتاة طتتوال وعرضتتا ‪ ..‬ال نعتتر‬


‫لعرضتتها حتتدا ‪ ..‬اهتماماتنتتا واحتتدة ‪ ..‬وطبائعنتتا مشتتتركة ‪ ...‬نبح ت‬
‫عن األغنية الجديدة ونتجادل في مشتاهدة المباريتات هكتذا ‪ ..‬عشتر‬
‫سنوات م‪.‬تت منتذ زواجتي كهبتات النستيم تلفت وجهتي المتعتب ‪..‬‬
‫سعادةٌ زائفة في هذا العام يكتمتل متن عمتري ثالثتون خريفتا‪ ..‬كلهتا‬
‫م‪.‬تتت ‪ ..‬وأنتتا أستتير فتتي نفتتق مظلتتم ك‪.‬تتوء الشتتمس عنتتدما يغتتزو‬
‫ظالم الليل ويبدده كمطر الصيع ‪ ..‬صتوت رعتد ‪ ..‬وأضتواء بترق‬
‫‪ ..‬يتبعه‪ ...‬انهمتار المطتر كتان الحلُتم يرستم القطترات ‪ ..‬والفترح ‪..‬‬
‫قزح * شريط ُقدّم لي من أعز قريباتي وعند اإلهداء قالت ‪...‬‬ ‫قو‬
‫إنه عن تربية األبناء‪..‬‬
‫تذكرتُ أنني قد تحدثت معها عن تربية األبنتاء منتذ شتهور م‪.‬تت‬
‫‪ ...‬وربما أنهتا اهتمتت بتاألمر شتريط األبنتاء ‪ ..‬ستمعتُه ‪ ..‬رغتم أنته‬
‫اليتيم بين األشرطة األخترى التتي لتدي ‪ ...‬ستمعتُه مترة‪ ..‬وثانيتة لتم‬
‫أُعجَب به فحسب ‪ ...‬بل متن شتدة حرصتي ستجلت نقاطتا منته علتى‬
‫متتاذا حتتدث لتتي ‪ ...‬إعصتتار قتتوي ‪ ...‬زحتتزح‬ ‫ورقتتة ‪ ...‬ال أعتتر‬
‫جتتذور الغفلتتة متتن مكانهتتا وأيقتتظ النتتائم متتن ستباته ‪ ...‬لتتم أتوقت هتتذا‬
‫القبتتول متتن نفستتي ‪ ...‬بتتل وهتتذا التغيتتر الستتري ‪ ...‬لتتم يكتتن لتتي أن‬
‫‪28‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫أستبدل شريط الغناء بشريط كهذا ‪ ..‬طلبتُ أشرطة أخرى ‪ ...‬بدأتُ‬


‫أصتتحو ‪ ..‬وأستتتيقظ ‪ ..‬أُفستتر ك تلّ أمتتر ‪ ...‬إال الهدايتتة‪ ....‬متتن اهلل ‪...‬‬
‫وكفتتى ‪..‬هتتذه صتتحوتي ‪ ...‬وتلتتك كبتتوتي ‪ ..‬هتتذه انتبتتاهتي ‪ ...‬وتلتتك‬
‫غفتتوتي ولكتتن متتا يتتؤلمني ‪ ..‬أن بيتتنهن ‪ ...‬ثالثتتين عامتتا متتن عمتتري‬
‫م‪.‬ت ‪ ..‬وأنَّى لي بعمر كهذا للطاعة ؟‬
‫ت فتتي‬
‫دقتتات قلبتتي تغيتترت ‪ ...‬ونب‪.‬تتات حيتتاتي اختلفتتت‪ ...‬أصتتبح ُ‬
‫يقظة ‪ ...‬ومن َأوْلى مني بذلك ‪ ..‬كل ما في حياتي من بقايتا الستبات‬
‫أزحتُه عن طريقي ‪ ..‬كل ما يحتويه منزلي قذفتُ به ‪ ...‬كل ما علق‬
‫بقلبتتتي أزلتُتتته *أنتتتتِ مندفعتتتة ‪ ..‬وال تقتتتدرين األمتتتور !! متتتن أدختتتل‬
‫برأستتك أن هتتذا حتترام ‪ ...‬وهتتذا حتترام ‪ ..‬بعتتد عشتتر ستتنوات تقتتولين‬
‫هذا‪..‬؟ متى نزل التحريم ‪...‬؟ قلتُ له ‪ ..‬هذا أمر اهلل وحُكمه‪ ...‬نحن‬
‫يا زوجي في نفق مظلم ‪ ..‬ونسير في منحدر خطير ‪ ...‬من اليتوم ‪..‬‬
‫بل من اآلن يجتب أن تحتافظ علتى الصتالة ‪ ...‬نطتق الشتيطان علتى‬
‫لسانه ‪ ....‬هكذا مرة واحدة ؟‬
‫قلتتت لتته بحتتزم ‪ :‬نعتتم ‪ ..‬ولكنتته ستتباته عميتتق ‪ ...‬وغفلتتته طويلتتة لتتم‬
‫يتغير ‪ ...‬حاولت ‪ ...‬جاهتدت ‪ ..‬شترحت لته األمتر‪ ....‬دعَتوتُ لته‪...‬‬
‫ربما ‪ ...‬لعل وعسى ‪ ...‬خوفتُه باهلل ‪ ..‬والنار ‪ ..‬الحساب والعقاب‪...‬‬
‫‪29‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫بحفتترة مظلمتتة ‪ ...‬وأهتتوال مقبلتتة‪ ...‬ولكتتن لتته قل تبٌ كالصتتخر ‪ ...‬ال‬


‫من األيام ال يفارقني ‪ ..‬عينٌ‬ ‫يلين!! في وسط حزنٍ يلُفني ‪ ..‬وخو‬
‫على أبنائي ‪ ...‬وعين تلمت الستراب ‪ ...‬مت زوج ال يصتلي وهنتا‬
‫بين آيات القرآن ‪ ...‬نار تؤرقني ‪{ ..‬متا ستلككم فتي ستقر* قتالوا لتم‬
‫نكُ من المصلين} حدثته مرات ومرات ‪ ...‬وأريتُه فتوى العلماء‪...‬‬
‫قتديما وحتديثا متن ال يصتلي يجتب أن تفارقته زوجتته ألنته كتافر ‪...‬‬
‫ولن أقيم م كافر ‪ ...‬التفتَ بكل برود وسخرية وهو يالمس جرحتا‬
‫‪ ..‬وأبنتتتاؤ ِ ‪ ....‬ألستتتتِ تحبيتتتنهم ‪...‬؟ قلتتتت ‪{ ....‬فتتتاهلل خيتتترٌ‬ ‫ينتتتز‬
‫حافظا وهو أرحم الراحمين} * كحبتات ستبحة ‪ ...‬انفتر عقتدها ‪..‬‬
‫بتتتدأت المصتتتائب تتعاقتتتب ‪ ...‬الستتتخرية ‪ ..‬واإلهانتتتة ‪ ...‬التهديتتتد ‪...‬‬
‫والوعيد لن ترينهم أبدا‪....‬أبدا‪..‬‬
‫أمور كثيرة ‪ ...‬بدأتُ أعاني منها ‪ ...‬وأكْبَرُ منها ‪ ...‬أنه ال يصلي!!‬
‫وماذا يُرجَى من شخص ال يصتلي؟ عشتتُ فتي دوامتة ال نهايتة لهتا‬
‫‪ ...‬تقض م‪.‬جعي ‪ ...‬وفي قلق يسرق لتذة نتومي ‪ ...‬هاتفتتُ بعتض‬
‫العلماء ‪ ...‬ليست المشكلة بذاتي ‪ ...‬بل بفؤادي ‪ ...‬أبنائي ‪ ...‬وعندما‬
‫علم تتُ خطتتورة األمتتر ‪ ...‬وجتتوب طاعتتة اهلل ورستتوله ‪ ...‬اختتترتُ‬
‫التتدار اآلختتترة ‪ ...‬وجنتتتة عرضتتها الستتتماوات واألرض علتتتى دنيتتتا‬
‫‪24‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫زائفة وحياة فانية‪ ...‬وطلبتُ الطالق ‪ ...‬كلمةٌ مريرة على كل امرأة‬


‫‪ ...‬تصتتيب مقتتتال ‪ ...‬وترمتتي بستتهم ‪ ...‬ولكتتن انشتترح لهتتا قلبتتي ‪...‬‬
‫وبتترأ بهتتا جرحتتي‪ ...‬وهتتدأت معهتتا نفستتي ‪ ...‬طاعتتة هلل وقربتتة ‪...‬‬
‫أمس بها ذنوب سنوات م‪.‬ت ‪ ...‬وأغسل بها أدرانا سلفت‪..‬‬
‫ابتُليتُ في نفسي ‪ ...‬وفي أبنائي ‪ ..‬أحاول أن أنساهم لبعض الوقت‬
‫ولكن ‪ ...‬تذكرني دمعتي بهم قال لي أحد أقربائي ‪ :‬إذا لتم يتأت بهتم‬
‫قريبا ‪ ...‬فالوالية شرعا لتكِ ‪ ...‬ألنته ال واليتة لكتافر علتى مستلم ‪...‬‬
‫وهتتو كتتافر ‪ ....‬وأبنتتاؤ مستتلمون ‪ ....‬تستتليت بقصتتة يوستتع وقلتتت‬
‫‪ ....‬ودمعة ال تفارق عيني ‪ ...‬ومن لي بصبر أبيه ‪...‬‬
‫جرحته ‪ ..‬ال بتد‬ ‫في صباحٍ بدد الحزن ضوءَه ‪...‬طال ليلُه ‪...‬ونتز‬
‫أن أزور ابنتي في مدرستها لم أعد أحتمل فراقها ‪...‬جذوة في قلبتي‬
‫تحرقه ‪ ...‬ال بد أن أراها ‪ ...‬خشيت أن يذهب عقلي متن شتدة لهفتي‬
‫عليهتتتتا ‪ ...‬عاهتتتتدت نفستتتتي أن ال أُظهتتتتر عتتتتواطفي ‪ ...‬وال أُبتتتتيّن‬
‫مشتتاعري ‪ ...‬بتتل س تأكون صتتامدة ‪ ...‬ولكتتن أيتتن الصتتمود ‪ ...‬وأنتتا‬
‫أحمتتل الحلتتوى فتتي حقيبتتتي!! جتتاوزتُ بتتاب المدرستتة متجهتتة إلتتى‬
‫الداخل ‪ ...‬لم يهدأ قلبي متن الخفقتان ‪ ..‬ولتم تستتقر عينتي فتي مكتان‬
‫‪ ....‬يمنة ويسرة أبح عتن ابنتتي ‪ ...‬وعنتدما أهويتتُ علتى كرستي‬
‫‪21‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫بجتتوار المتتديرة ‪ ...‬استتتعدت قتتوتي ‪ ...‬مستتحت عرقتتا يستتيل علتتى‬


‫أصتتابعي ال يُقتتاوَم‪ ...‬أخفيتُتته خلتتتع‬ ‫وجنتتتي ‪ ...‬ارتعتتا ٌ بتتأطرا‬
‫حقيبتتتتي ‪ ...‬أنفاستتتي تعلتتتو وتتتتنخفض ‪ ...‬لستتتاني التصتتتق بفمتتتي ‪...‬‬
‫وشتتعرت بعطتتش شتتديد ‪ ...‬فتتي جتتو أترقتتب فيتته رؤيتتة متتن أحتتب ‪...‬‬
‫تحدثتْ المديرة ‪ ...‬بسعة صدر ‪ ...‬وراحة بال ‪ ....‬أثنت على ابنتتي‬
‫ت فتي‬
‫‪ ...‬وحفظها للقرآن ‪ ...‬طتال الحتدي ‪ ...‬وأنتا مستتمعة!! وقفت ُ‬
‫وجه المديرة ‪ ...‬وهي تتحدث ‪ ..‬أريد أن أرى ابنتي ‪ ...‬فأنا مكلومة‬
‫الفؤاد مجروحتة القلتب ‪ ....‬فُتت البتاب ‪ ...‬وأقبلَتت ‪ ...‬كإطاللتة قمتر‬
‫يتعثر في سُحب السماء ‪ ...‬غُشي على عيني ‪ ...‬وأرسلتُ دمعي ‪...‬‬
‫ظهر ضعفي أمام المتديرة ‪ ...‬حتتى ارتفت صتوتي ‪ .‬ولكنتي ستمعت‬
‫صتتتوتا حبيبتتتا ‪ ...‬كتتتل ليلتتتةٍ يؤانستتتني ‪ ...‬وفتتتي كتتتل شتتتدة يثبتنتتتي ‪...‬‬
‫اصبري ‪ ..‬ال تجزعي ‪ ..‬هذا ابتالء متن اهلل ليترى صتدق توبتتك ‪...‬‬
‫لتن ي‪.‬تتيعكِ اهلل أبتتدا‪ ...‬متن تتتر شتتي ا هلل عوضته اهلل خيتترا منتته ‪...‬‬
‫أُخيتتتي ‪ ...‬الفتنتتة هتتي الفتنتتة فتتي التتدين ‪ ..‬كفف تتُ دمعتتي ‪ ...‬واري تتُ‬
‫جرحي ‪ ...‬بثثت حزني إلتى اهلل ‪ ...‬خرجتتُ ‪ ...‬وأنتا ألتوم نفستي ‪...‬‬
‫لمتتاذا أتيتتت ‪...‬؟! واأليتتام تمتتر بطي تتة ‪ ...‬والستتاعات بتتالحزن ملي تتة‬
‫أتحستتس أخبتتارهم ‪ ...‬أستتأل عتتن أحتتوالهم ؟! ستتتة أشتتهر م‪.‬تتت ‪...‬‬
‫‪21‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫قاسيتُ فيها ألم الفراق وذقتت حتالوة الصتبر ‪ ..‬البتاب‪ ..‬يُطترَق ‪....‬‬
‫ومن يطرق الباب في عصر هذا اليوم ‪ ..‬إنهم فلذات كبدي لقتد أتتى‬
‫متترت ليلتتتان ‪ ...‬عينتتي لتتم تشتتب متتن‬ ‫بهتتم ‪ ..‬تتتزوج وأراد الختتال‬
‫رؤيتهم ‪ ...‬أذنتي لتم تستم أعتذب متن أصتواتهم ‪ ...‬تتابعتت قبالتتي‬
‫لهتتتم تتتتتاب َ حبتتتات المطتتتر تالمتتتس أرض التتتروض علمتتتت أن اهلل‬
‫استجاب دعوتي ‪ ...‬وردّهم إليّ ولكن بقي أمر أكبر ‪ ...‬إنه تتربيتهم‬
‫عُدت أتذكر يوم صتحوتي ‪ ...‬وأبحت عتن ذا الشتريط حمتدت اهلل‬
‫علتتى التوبتتة ‪ ...‬تجتتاوزت النفتتق المظلتتم ‪ ...‬صتتبرت علتتى االبتتتالء‬
‫وأسأل اهلل الثبات الثبات ‪...‬‬
‫‪23‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫أصبحت األشرطة اإلسالمية‬


‫جليسي في وحدتي‬

‫أمشيًِبحيرة وتشتتت فتي أحتد األستواق‪ ,‬وبعتد برهتة متن التزمن‪..‬‬


‫أجتتدني واقفتتة ولكتتن أقتتع عنتتد متتاذا!! ولمتتاذا أجتتد فتتي نفستتي هتتذه‬
‫الدافعية القوية للدخول في هذه الغرفة ال‪.‬يقة‪.‬‬
‫قلتتت لنفستتي‪ ..‬ألدختتل وألرى متتا فيتته‪ ,‬يتتا إلهتتي أكتتوام كبيتترة متتن‬
‫األشرطة من أين أبدأ ومتى سأنتهي‪.‬‬
‫ال‪ ..‬ال داعتتتي لإلرهتتتاق ستتتأخرج فأنتتتا لتتتم أعتتتتد علتتتى دختتتول هتتتذه‬
‫األماكن‪ ..‬وفجأة وعند خروجي ستقط أمتامي شتريط‪ ..‬أخذتته برفتق‬
‫ألعيتتده مكانتته ولكنتته أبتتى متتن كثتترة الزحتتام‪ ..‬أختتذت عينتتاي تقلتتب‬
‫نظرها حولته أبهرهتا جمتال الكتابتة وستحر األلتوان وستلمت للبتائ‬
‫ب‪ .‬ت ريتتاالت وأقفلتتت راجعتتة‪ ..‬استتتمتعت لتتذلك الشتتريط‪ ..‬وألول‬
‫مرة أسم لمثتل هتذه األشترطة بتل وألول مترة أجتد فتي نفستي هتذا‬
‫اإلنصات العجيب واالستمرارية في إكماله‪..‬‬
‫‪21‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫لقتتد حكتتى حتتالي وحتتال أصتتحابي‪ ..‬عتتالج مأستتاتي ومأستتاة رفتتاقي‪,‬‬


‫حر شجوني وشتجون أحبتابي‪ ..‬ذكرنتي بتاهلل ختالقي وختوفني متن‬
‫الذنوب والمعاصي‪ ..‬عشت فيه م الصالحين وذرفتت دمتوعي مت‬
‫الخاشعين‪ ..‬استغفرت ربي من كل ذنب عظيم وغفلة دامت سنينا‪..‬‬
‫كيع ال واهلل يراني؟؟ وسيستألني عتن كتل لحظتة متن حيتاتي تعبتت‬
‫من كثرة الهموم في الدنيا وهل بعتد ستألقى ذلتك فتي اآلخترة‪ ,‬إذا ال‬
‫سعادة لي ال في الدنيا وال في اآلخرة والعياذ باهلل‪ ..‬فالبد من التوبة‬
‫اآلن‪ ,‬اآلن‪ ,‬فال أجعل الهموم هما واحدا وهو اهلل تعالى‪.‬‬
‫فبعدها وهلل الحمد عاد لي فكتري وعرفتت مترادي واطمأنتت نفستي‬
‫ومتتتا صتتتار للفتتتراو مكتتتان عندي‪,‬وأصتتتبحت األشتتترطة اإلستتتالمية‬
‫ليلتي وال‬ ‫جليسي في وحدتي‪ ,‬وأنيسي في سفري وحنيني في جو‬
‫أنسى م ذلك قرآن ربي‪.‬‬
‫فللمشتتايخ الف‪.‬تتالء وأصتتحاب التستتجيالت اإلستتالمية وكتتل متتن لتته‬
‫طريق الخير مدخل دعواتي الحتارة لكتم بتالتوفيق والستداد والتدوام‬
‫على الخير وأن تدخلوا الجنة بسالم‪ ,‬كما أنقذتمونا بإذن اهلل من شر‬
‫الل ام وأوصلتمونا بأمر من اهلل إلى بر األمان‪.‬‬
‫مها – الرياض ‪ -‬مجلة حياة العدد (‪ )53‬رم‪.‬ان ‪1115‬هـ‬
‫‪25‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫اقرءوا هذه القصة ‪,‬فهي مؤثرة جدا‬

‫يقول الشيخ حفظه اهلل‪:‬‬


‫أرانتتي أحتتدهم صتتورة فلمتتا نظتترت إليهتتا فتتإذا بهتتا صتتورة المتترأة‬
‫متبرجة‪ ..‬بي‪.‬اء جميلة‪ ..‬كاستية عاريتة‪ ..‬فقلتت لته‪ :‬اتتق اهلل ولمتاذا‬
‫تريني هذه؟! أما خفت من اهلل يا عبد اهلل؟!‬
‫فقتتتتال لتتتتي‪ :‬أريكهتتتتا ألخبتتتتر أن هتتتتذه التتتتتي تتتتترى هتتتتي هتتتتذه!!‬
‫فنظتتترت إلتتتى الصتتتورة األختتترى فتتتإذا بتتتامرأة قتتتد استتتود وجههتتتا‪..‬‬
‫والظلمة قد ظهرت على مالمحها‪ ..‬وهي ميتة مقتولة بيتد زوجهتا‪..‬‬
‫الخمتتر بيتتد والستتيجارة بيتتد‪..‬‬ ‫وكتتان آختتر عملهتتا متتن التتدنيا كتتأ‬
‫وعلمت بعد ذلك أنها إحدى المغنيات المشهورات أعاذنا اهلل وإياكم‬
‫أجمعين‪..‬‬
‫شتان بينها‪ ..‬وبين تلك الفتاة (جارتي)‪ ..‬نعم إنها جارتي‪ ..‬فتي حيتي‬
‫الذي أعيش فيه‪ ..‬أبوها نحسبه من الصالحين‪ ..‬ال يتتر صتالة فتي‬
‫‪22‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫المستتجد البتتتة‪ ..‬ابنتتته فتتي الرابعتتة والعشتترين متتن عمرهتتا‪ ..‬فرحتتت‬


‫بوظيفتها معلمة وإن كان المكان بعيد عن بيتهتا‪ ..‬كانتت تتذهب هتي‬
‫ومن معها إلى عملهم في عربة يستتقلونها بتاألجرة‪ ..‬يتذهبون ستويا‬
‫ويرجعون سويا‪.‬‬
‫وقبل شهر رم‪.‬ان لعام ‪1111‬هـ فاجأت أهلها بكالم كانت تقوله‪..‬‬
‫قالت لهتم قبتل شتهر رم‪.‬تان‪( :‬إذا أنتا متت فتال تحزنتوا علتيّ فتإني‬
‫ًأعلتتتتم العلتتتتم )‪..‬‬
‫أحتستتتتب خرجتتتتتي هتتتتذه للعمتتتتل علتتتتى اهلل فأنتتتتا ُ‬
‫وكانتتت تختترج متحجبتتة متستتترة متتن رأستتها إل تى أخمتتص قتتدميها‪..‬‬
‫الشيخ‪ :‬أنا أعرفها‪ ..‬أنا أرى حجابها رحمها اهلل‪..‬‬
‫وقبل موتها‪ ..‬طلبت من أبيها أن يأخذها لصالة الجمعة معه فأخذها‬
‫وكان ذلك في منتصع شهر رم‪.‬ان‪..‬‬
‫وبعتتد الجمعتتة بيتتومين ‪ ..‬فتتي يتتوم االثنتتين الختتامس عشتتر متتن شتتهر‬
‫رم‪.‬تتان لعتتام ‪1111‬هتتـ تختترج متتن بيتهتتا صتتائمة وكتتان متتن آختتر‬
‫أعمالهتتا أنهتتا أيقظتتت إحتتدى صتتديقاتها لصتتالة الفجتتر وكان تت تتلتتو‬
‫القرآن في العربة التي كانت تستقلها وهي ذاهبة إلى عملها بصوت‬
‫منخفض وماتت والقترآن بيتدها!‪ ..‬حصتل الحتادث المترو وماتتت‬
‫وخرجت من الدنيا على هذه الحال الطيبة‪..‬‬
‫‪22‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ماتت في يوم االثنين من رم‪.‬ان‪ ..‬وقد ولدت فتي يتوم االثنتين متن‬
‫رم‪.‬ان!‪..‬‬
‫ماتت وقد صلت الفجر‪ ..‬ولم تنم بعتد صتالة الفجتر بتل تتلتو القترآن‬
‫إلى وقت الدوام‪..‬‬
‫ماتتت وقتد دعتتت إلتى اهلل فتتي ذلتك اليتتوم بتأن أيقظتتت صتديقتها إلتتى‬
‫الصالة‪..‬‬
‫ماتت والقرآن في يدها‪..‬‬
‫ماتتتتت وهتتتم يخرجونهتتتا متتتن العربتتتة ‪ ..‬ويقتتتول التتتذين أخرجوهتتتا‪:‬‬
‫ولم‬ ‫واللـــــــــــه أننا أخرجناها من العربة ووضعناها في اإلسعا‬
‫يظهتتر متتتن جستتدها قتتتدر أنملتتتة!!‪ ..‬فقتتد كانتتتت متت تحجبهتتتا تلتتتبس‬
‫الستتراويل الطويلتتة تحتتت لبستتها تقتتول‪( :‬لتتو قتتدر اهلل لتتي المتتوت ال‬
‫يرانتتتتتي أحتتتتتد‪ ,‬لتتتتتو قتتتتتدر اهلل لتتتتتي المتتتتتوت ال يرانتتتتتي أحتتتتتد) ‪..‬‬
‫بكى الشيخ حفظه اهلل وهو يقول‪:‬‬
‫ماتت كما تتمنتى‪ ..‬كتاد أبوهتا أن يجتنّ عليها‪..‬لمتا رآنتي وقتد دخلتت‬
‫بكتى وأجهتش بالبكتاء ورفت صتوته‬ ‫أعزيه احت‪.‬تنني وأمتام النتا‬
‫وقال‪( :‬أبر أوالدي بي هذه يا محمد)‪..‬‬
‫‪28‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫هني ا لها علتى القترآن والبتر والتدعوة والصتيام ورم‪.‬تان‪ ..‬تمتوت‬


‫رحمها اهلل‪..‬‬
‫تزود قريبا من فعالك إنما *** قرين الفتى في القبر متا كتان يفعتلُ‬
‫ل‬
‫وإن كنت مشغوال بشيء فالتكن ** بغيرالذي يرضى به اهلل تشغ ُ‬
‫فلن يصحب اإلنسان من بعد موته ** إلى قبره إال الذي كان يعملُ‬
‫أال إنما اإلنسان ضيعٌ ألهله *** يقيم قليال عندهم ثم يرحلُ‬
‫‪29‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫خاتمة متبرجة ‪ ..‬نسأل اهلل العافية‬

‫قال لي صاحبي ‪:‬‬


‫كنت في مصر أثناء أزمة الكويت‪ ,‬وقد تعودت دفن الموتى منذ أن‬
‫بتذلك‪ ,‬فاتصتلت‬ ‫كنت في الكويت قبل األزمتة‪ ,‬وعرفتت بتين النتا‬
‫بي إحدى العوائل طالبتة منتي دفتن أمهتم التتي توفيتت‪ ,‬فتذهبت إلتى‬
‫المقبتترة‪ ,‬وانتظتترت عنتتد مكتتان غستتل المتتوتى‪ ,‬وإذا بتتي أرى أرب ت‬
‫نساء محجبات يخرجن مسرعات من مكان الغستل‪ ,‬ولتم أستأل عتن‬
‫سبب خروجهن وسرعتهن بالخروج ألن ذلك أمر ال يعنيني‪ ,‬وبعتد‬
‫ذلك بفترة وجيزة خرجت المرأة التي تغسل األمتوات وطلبتت منتي‬
‫مساعدتها بغسل الميتة فقلت لهتا أن هتذا األمتر ال يجتوز‪ ,‬فتال يحتل‬
‫لرجل أن يطل على عورة المرأة‪ ,‬فعللت لي طلبها بسبب ضتخامة‬
‫جثتتة الميتتتة‪ ,‬ثتتم دخلتتت المتترأة وغستتلتها ثتتم كفنتهتتا ثتتم نادتنتتا لحمتتل‬
‫الجثتتة‪ ,‬فتتدخلنا نحتتو أحتتد عشتتر رجتتال وحملنتتا الجثتتة لثقلهتتا‪ ,‬ولمتتا‬
‫وصلنا إلى فتحة القبر وكعادة أهل مصر فإن قبتورهم مثتل الغتر‬
‫‪84‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ينزلتتون متتن الفتحتتة العلويتتة بستتلم إلتتى قتتا الغرفتتة‪ ,‬حيت ي‪.‬تتعون‬
‫موتتتاهم دون دفتتن أو إهالتتة للتتتراب‪ ,‬فتحنتتا البتتاب العلتتوي وأنزلنتتا‬
‫الجثة من على أكتافنا‪ ,‬وإذا بها تنزلق وتسقط منا داخل الغرفة دون‬
‫أن نتتتمكن متتن إدراكهتتا‪ ,‬حتتتى أننتتي ستتمعت قعقعتتة عظامهتتا وهتتي‬
‫تتكسر أثناء ستقوطها‪ ,‬فنظترت متن الفتحتة وإذا بتالكفن ينفتت قلتيال‬
‫فيظهر شتيء متن العتورة‪ ,‬فقفتزت مسترعا إلتى الجثتة وغطيتهتا ثتم‬
‫سحبتها بصعوبة بالغة إلتى اتجتاه القبلتة‪ ,‬ثتم فتحتت شتي ا متن الكفتن‬
‫تجتتاه وجتتته الجثتتتة وإذا بتتتي أرى منظتترا عجيبتتتا رأيتتتت عينيهتتتا قتتتد‬
‫حجظتتت‪ ,‬ووجههتتا قتتد استتود‪ ,‬فرعبتتت لهتتول المنظتتر‪ ,‬وخرجتتتت‬
‫مستترعا ل علتتى‪ ,‬ال ألتتوي علتتى شتتيء‪ ,‬بعتتد وصتتولي إلتتى شتتقتي‬
‫اتصلت بي إحدى بنات المتوفاة واستتحلفتني أن أخبرهتا بمتا جترى‬
‫لوالتتدتها أثنتتاء إدخالهتتا القبتتر فتتأردت الته ترب متتن اإلجابتتة‪ ,‬ولكنهتتا‬
‫ي إلخبارها‪ ,‬حتى أخبرتها‪..‬‬
‫كانت تصر عل ّ‬
‫فإذا بها تقول لتي ‪ :‬يتا شتيخ عنتدما رأيتنتا نخترج متن مكتان الغستل‬
‫مسرعات فإن ذلك كان بسبب ما رأيناه من اسوداد وجه والدتنا‪ ,‬يتا‬
‫شيخ إن سبب ذلك أن والدتنا لم تصل هلل ركعتة‪ ,‬وأنهتا ماتتت وهتي‬
‫متبرجة ‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫هذه قصة واقعية تؤكد أن اهلل سبحانه وتعالى يشاء أحيانتا أن يتري‬
‫بعض عباده بعض آثار الخاتمتة الستي ة علتى بعتض عبتاده العصتاة‬
‫ليكون ذلك عبرة ل حياء منهم‪ ,‬إن في ذلك لعبرة ألولي األلباب ؟؟‬

‫‪www.altqwa.f2s.com‬‬
‫‪81‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وفاة أخي األكبر‪ ..‬سبب توبتي‬

‫تقول صاحبة القصة ترددت كثيرا قبل أن أرسل لكم قصتي ولكنتى‬
‫يقرئها أن لقرب اإلنسان متن ربته‬ ‫أردت أن أقول لكل إنسان سو‬
‫مقدار قربه وبعده متن ربته وقصتتي تبتدأ‬ ‫للحرارة به يعر‬ ‫مقيا‬
‫عندما كنت صغيرة وكان والدى يسمعني قصار السور للشتيخ عبتد‬
‫الباسط عبد الصمد رحمه اهلل ‪..‬‬
‫كنت عندما اسم صوته أبكي وال اعلم لماذا ؟!!‪..‬‬
‫حتتتى أننتتي حفظتتت قصتتار الستتور متتن صتتوته وعنتتدما كنتتت أقتترأ‬
‫القرآن كنت أقرا بنفس طريقته ومرت األيام علتيّ علتى هتذا النحتو‬
‫إلى أن بلغ عمتري حتوالي الرابعتة عشترة وبتدأت فتي االبتعتاد عتن‬
‫ربتتى خطتتوة بعتتد خطتتوة ‪ ...‬إلتتى أن أتتتى اليتتوم التتذي أراد بتته اهلل أن‬
‫يذكرني أن للكون رب قادر على كل شتيء ‪ ..‬قتادر علتى أن يحيتى‬
‫ويميت‪..‬‬
‫‪83‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫فلقتتد كنتتت فتتي الصتتع الثال ت الثتتانوي وم ت بدايتتة العتتام الدراستتي‬


‫ًحيت كنتتُ أنتتا وأبتتى‬
‫وصتتل إلينتتا خبتتر وفتتاة أختتي األكبتتر منتتى ستتنا‬
‫وأمي في بلد آخر‪..‬‬
‫ي كالصاعقة ‪ ..‬ولكنى لتم أبكتى كثيترا فلقتد‬
‫ولقد نزل هذا الخبر عل ّ‬
‫كتتان قلبتي قتتد تحجتتر‪ ..‬فقتتد كنتتت حينهتتا ال استتم القتترآن وال أصتتلى‬
‫وكنتتتتتتت بعيتتتتتتدة كتتتتتتل البعتتتتتتد عتتتتتتن رب الستتتتتتماوات و األرض‪..‬‬
‫وعندما نزلنا إلى ارض الوطن كان أختي قتد ذهتب إلتى دار الحتق‬
‫وكتتان هتتذا أول يتتوم لتتي انتتزل إلتتى مصتتر وأنتتا ارتتتدى حجتتابي فلقتتد‬
‫كنت عندما انزل إلى مصر كان أول شيء اتركه هو حجابي‪..‬‬
‫وذهبنا إلى المقبرة لزيارته‪ ,‬وحينها فقط بكيت وتذكرت كل شيء‪.‬‬
‫يكتتون مصتتيرنا نفتتس المصتتير‪..‬‬ ‫وعلمتتت يومهتتا أن جميعنتتا ستتو‬
‫افعل لو كنت مكانه‪ ..‬ماذا لو مشيت على‬ ‫وفكرت حينها ماذا سو‬
‫الصرا ‪ ..‬علمتُ فى هذا اليوم وألول مرة معنتى الصترا ‪ ..‬ومتن‬
‫يومها قررتُ لتبس الحجتاب وااللتتزام بته وكتان التذي يعيننتي علتى‬
‫ذلك هو أخي والحمد هلل‪..‬‬
‫ألتزمتتتت بتتته وتعرفتتتت بعتتتد دختتتولي الكليتتتة علتتتى صتتتحبة مباركتتتة‬
‫فلقتتد تعلمتتت معهتتم معنتتى‬ ‫أختتذوني متتن ال‪.‬تتيا إلتتى تحديتتد الهتتد‬
‫‪81‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫فتتي العمتتل‪ ,‬ومعنتتى البكتتاء متتن‬ ‫الحتتب فتتي اهلل‪ ,‬ومعنتتى اإلختتال‬
‫خشية اهلل عز وجل ‪..‬‬
‫وكان الذي يعينني على ذلك هو أخي بعد اهلل سبحانه‪..‬‬
‫أتمنى من الذي بف‪.‬له هداني إلى الطريق السديد أن يهدى الجمي‬
‫قبل أن يأتي اليوم الذي ال ينف فيه الندم‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫لقد غيّر ذلك المشهد حياتي‪..‬قصة مؤثرة‬

‫تقول هذه التائبة‪:‬‬


‫أكتب قصتي‪ ..‬أم بأي عبارات الذكرى‬ ‫(ال أدري بأي كلمات سو‬
‫أسجلها‪)..‬‬ ‫الماضية التي أتمنى أنها لم تكن؛ سو‬
‫فقد كان إقبالي على سما الغناء كبيرا حتى أني ال أنام وال أستيقظ‬
‫إال على أصوات الغناء‪ ..‬أمتا المسلستالت واألفتالم فتال تستأل عنهتا‬
‫في أيام العطل‪ ..‬ال أفرو من مشتاهدتها إال عنتد الفجتر فتي ستاعات‬
‫يتنتتزل فيهتتا التترب ‪-‬ستتبحانه‪ -‬إلتتى الستتماء التتدنيا فيقتتول‪ :‬هتتل متتن‬
‫مستغفر فأغفر لته؟‪ ..‬هتل متن ستائل فأعطيته ستؤاله؟‪ ..‬وأنتا ستاهرة‬
‫على أفالم ال‪.‬يا ‪..‬‬
‫أمتتا زينتتتي وهي تتتي فكهي تتة الغتتافالت أمثتتالي فتتي هتتذه الستتن‪ :‬قصتتة‬
‫غريبة‪ ,‬مالبس ضيقة وقصيرة‪ ,‬أظتافر طويلتة‪ ,‬تهتاون بالحجتاب‪..‬‬
‫الخ‪.‬‬
‫‪82‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫في الصع الثاني ثانوي دخلتْ علينا معلمة الكيمياء‪ ,‬وكانت معلمة‬
‫فاضتتلة صتتالحة‪ ..‬شتتدني إليهتتا حستتن خلقهتتا‪ ,‬وإكثارهتتا متتن ذكتتر‬
‫الفوائد‪ ,‬وربطها مادة الكيمياء بالدين‪ ,‬حملتني أقدامي إليها مترة‪ ,‬ال‬
‫أدري ما الذي ساقني إليها لكنها كانت البداية‪.‬‬
‫جلستُ إليها مرة ومرتين‪ ,‬فلما رأتْ مني تقبال واستتجابة نصتحتْني‬
‫باالبتعاد عن سما الغناء ومشاهدة المسلسالت‪.‬‬
‫قلتُ لها‪ :‬ال أستطي ‪.‬‬
‫قالت‪ :‬من أجلي‪..‬‬
‫قلتتُ‪ :‬حستنا متن أجلتك‪ ..‬وصتمتُ قلتيال ثتم قلتتُ لهتا‪ :‬ال‪ ..‬لتيس متتن‬
‫أجلك بل هلل إن شاء اهلل‪..‬‬
‫وكانت قد علمتْ مني حب التحتدي‪ .‬فقالتتْ‪ :‬لتيكن تحتدٍ بينتك وبتين‬
‫الشتتيطان‪ ,‬فلننظتتر لمتتن ستتتكون الغلبتتة‪ ,‬فكانتتت آختتر حلقتتة فتتي ذلتتك‬
‫اليوم‪ ,‬فال تستأل عتن حتالي بعتد ذلتك وأنتا أستم متن بعيتد أصتوات‬
‫الممثلين فتي المسلستالت‪ ..‬أأتقتدم وأشتاهد المسلستل‪ ..‬إذن ستيغلبني‬
‫الشتتتيطان‪ ..‬ومتتتن تلتتتك اللحظتتتة تركتتتتُ ستتتما الغنتتتاء ومشتتتاهدة‬
‫المسلستتالت ولكنتتي ‪ -‬بعتتد شتتهر تقريبتتا‪ -‬عتتدتُ إلتتى ستتما الغنتتاء‬
‫‪82‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫خاصتتة‪ ,‬واستتتطا الشتتيطان ‪ -‬علتتى التترغم متتن ضتتعع كيتتده كمتتا‬


‫أخبرنا اهلل‪ -‬إن يغلبني ل‪.‬عع إيماني باهلل‪.‬‬
‫وفي السنة الثالثة ‪ -‬وهي األخيرة‪ -‬دخلتْ علينا معلمة أخرى‪ ,‬كنت‬
‫ال أطيق حصتها وعباراتها الفصيحة ونصائحها‪ ..‬إنها معلمة اللغتة‬
‫العربيتتة‪ ,‬وفتتي أول امتحتتان لمتتادة النحتتو‪ ,‬فوج تتُ بالحص تول علتتى‬
‫درجتتة ضتتعيفة جتتدا‪ ,‬وقتتد كتب تتْ المعلمتتة فتتي ذيتتل الورقتتة بخطهتتا‬
‫النيتتة فتتي طلتتب العلتتم‪ ,‬وضتترورة م‪.‬تتاعفة‬ ‫عبتتارات عتتن إختتال‬
‫الجهد‪ ,‬ف‪.‬اقتْ بي األرضُ بما رحبت؛ فما اعتدتُ الحصتول علتى‬
‫مثل هذه الدرجة ولكن‪ ..‬عسى أن تكرهوا شي ا وهو خير لكم‪...‬‬
‫ذهب تتُ أح ت الخطتتى إليهتتا‪ ,‬فبتتأي حتتق توجتته إل تيّ هتتذه العبتتارات‪,‬‬
‫النية في طلب العلتم‪ ,‬و‪ ,...‬وفتي اليتوم‬ ‫فأخذتْ تحدثني عن إخال‬
‫التالي أخبرتني إحدى األختوات أن المعلمتة تريتدني‪ ,‬فلتم ألتق لتذلك‬
‫باال‪ ,‬ولكن شتاء اهلل أن أقابلهتا عنتد خروجهتا وهتي تحمتل فتي يتدها‬
‫مصتتتحفا صتتتغيرا‪ ..‬صتتتافحتني‪ ,‬ووضتتتعتْ المصتتتحعَ فتتتي يتتتدي‪,‬‬
‫ت على يتدي‪ ,‬وقالتت‪ :‬ال أقتول لتك هديتة بتل هتي أمانتة‪ ,‬فتإن‬
‫وقب‪ْ .‬‬
‫استطعتِ حملها وإال فأعيديها إلىّ‪..‬‬
‫‪88‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫فوق في نفسي حديثها‪ ,‬ولكني لم أستشعر نقل تلك األمانتة إال بعتد‬
‫أن قابلتتت إحتتدى األختتوات الصتتالحات فستتألتني‪ :‬متتاذا تريتتد منتتك؟‬
‫فقلتُ‪ :‬إنها أعطتني هتذا المصتحع وقالتت لتي‪ :‬أمانتة‪ ..‬فتغيتر وجته‬
‫هتتذه األختتت الصتتالحة‪ ,‬وقالتتت لتتي‪ :‬أتعلمتتين متتا معنتتى أمانتتة؟!‪..‬‬
‫أتعلمين ما مسؤولية هذا الكتتاب؟! أتعلمتين كتالمَ مَتن هتذا‪ ,‬وأوامتر‬
‫مَن هذه؟!‪ ..‬عندها استشعرتُ ثقل هذه األمانة‪ ..‬فكان القرآن الكريم‬
‫أعظم هديتة أهتديت إلتىّ‪ ..‬فانهمكتتُ فتي قراءتته‪ ,‬وهجترتُ ‪ -‬وبكتل‬
‫قوة وإصرار‪ -‬الغناء والمسلستالت‪ ,‬إال أن هي تتي لتم تتغيتر‪ ..‬قصتة‬
‫غريبة‪ ,‬ومالبس ضيقة‪ ..‬أمتا تلتك المعلمتة فقتد تغيترت مكانتهتا فتي‬
‫نفستتي‪ ,‬وأصتتبحت أُكِ تنُ لهتتا كتتل حتتب وتقتتدير واحتتترام‪ ..‬هتتذا م ت‬
‫بالتحتتذير ممتتا‬ ‫حرصتتها علتتى الفوائتتد فتتي حصتتتها‪ ,‬وربتتط التتدر‬
‫يريده منا الغرب من التحلل واإلباحية ونبذ كتتاب اهلل جانبتا ‪ ..‬وفتي‬
‫كل أسبو كانت تكتب لنا في إحتدى زوايتا الستبورة آيتة متن كتتاب‬
‫اهلل‪ ,‬وتطلب منا تطبيق ما في هذه اآلية من األحكتام‪ ..‬وهكتذا ظلتتْ‬
‫توالي من نصائحها إضافة إلى نصائ بعض األخوات حتى تركتُ‬
‫قَص تةَ الشتتعر الغربيتتة عتتن اقتنتتا ‪ ,‬وأنهتتا ال تليتتق بالفتتتاة المستتلمة‬
‫المؤمنة‪ ,‬وأنها ليست من صفات أمهات المؤمنين‪ ..‬فتحسن حالي ‪-‬‬
‫‪89‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وهلل الحمد‪ -‬والتزمتُ بالحجاب الكامل متن تغطيتة الكفتين والقتدمين‬


‫بعدما كنتُ أنا وإحتدى الصتديقات نحتقتر لتبس الجتوارب حتتى إننتا‬
‫كنا نلبسه فوق الحذاء (!!) استهزاء‪ ,‬ون‪.‬حك من ذلك المنظر‪.‬‬
‫أنهي تتُ الثانويتتة العامتتة‪ ,‬والتحق تتُ بجامعتتة اإلمتتام محمتتد بتتن ستتعود‬
‫اإلستتالمية‪ ,‬وفتتي يتتوم متتن األيتتام ذهب تتُ م ت إحتتدى األختتوات إلتتى‬
‫مغسلة األموات‪ ,‬فإذا بالمغسلة تغسَّل شابة تقارب الثالثة والعشرين‬
‫من عمرها ‪-‬وكانت في المستوى الثال في الجامعة‪ ..-‬وال أستطي‬
‫وصع ما رأيتت‪ ..‬تُقلتب يمينتا وشتماال لتُغسّتل وتكُفّتن‪ ,‬وهتي بتاردة‬
‫كالثلج‪ ..‬أمها حولها وأختها وأقاربها‪..‬‬
‫أتراهتتا تقتتوم وتنظتتر إلتتيهم آختتر نظتترة‪ ,‬وتعتتانقهم وتتتودعهم؟!‪ ..‬أم‬
‫تراها توصيهم آخر وصية‪ ..‬كال ال حرا ‪.‬‬
‫وإذ بأمها تقبّلها على خديها وجبينها ‪ -‬وهي تبكي بصتمت‪ -‬وتقتول‪:‬‬
‫اللهم ارحمها‪ ..‬اللهم وس ّ مدخلها‪ ..‬اللهتم اجعتل قبرهتا روضتة متن‬
‫رياض الجنة‪ ..‬وتقول لها‪ :‬قد ستامحتك بتا ابنتتي‪ ..‬ثتم يستدل الستتار‬
‫على وجهها بالكفن‪..‬‬
‫‪94‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ما أصعبه من منظر‪ ..‬وما أبلغها من موعظتة‪ ..‬لحظتات وستوضت‬


‫في اللحد‪ ,‬ويهال عليها التراب‪ ,‬وتسأل عتن كتل ثانيتة متن حياتهتا‪..‬‬
‫فواهلل مهما كتبتُ من عبارات ما استطعتُ أن أحيط بذلك المشهد‪..‬‬
‫لقتتد غيّتتر ذلتتك المشتتهد أمتتورا كثيتترا بتتداخلي‪ ,‬وزهتتدني بهتتذه التتدنيا‬
‫الفانية‪ ..‬وإني ألتوجته إلتى كتل معلمتة‪ ,‬بتل إلتى كتل داعيتة أيّتا كتان‬
‫مركزها‪ ,‬أن ال تتهاون في إسداء النص وتقديم الكلمة الطيبة حتى‬
‫وإن أقفلت في وجهها جمي األبواب‪ ..‬حسبها أن باب اهلل مفتوح‪.‬‬
‫كما أتوجه إلى كل أختت غافلتة عتن ذكتر اهلل‪ ..‬منغمستة فتي ملتذات‬
‫الدنيا وشتهواتها‪ ..‬أن عُتودي إلتى اهلل ‪-‬أُخيّتة‪ -‬فتواهلل إن الستعادة كتل‬
‫السعادة في طاعة اهلل‪..‬‬
‫وإلى كل من رأت في قلبها قسوة‪ ,‬أو ما استطاعت تتر ذنتبٍ متا‪..‬‬
‫أن تتتذهب إلتتى مغستتلة األمتتوات؛ وتتتراهم وهتتم يغستتلون ويكفنتتون‪..‬‬
‫واهلل إنها من أعظم العظات (وكفى بالموت واعظا)‪.‬‬
‫أسأل اهلل لي ولكن حسن الخاتمة‪.‬‬
‫أختكم أم عبد اهلل‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الممثلة شهيرة ‪..‬رحلتها من‬


‫الظلمات إلى النور‬

‫ال تتتتزال قوافتتتل التتتتائبين والتائبتتتات ماضتتتية ؛ ال ي‪.‬تتترها نكتتتو‬


‫الناكصين ‪ ,‬وال نب النابحين ‪ ,‬ولسان حالها يقول ‪:‬‬
‫(( إذا الكلب ال يؤذيك إال بنبحه؛ فدعه إلى يوم القيامة ينب ُ ))‬
‫وإنّ من أواخر من التحق بركب اإليمان ‪ ,‬الممثلة شهيرة أو عائشة‬
‫حمدي كما هو اسمها الحقيقي ‪ ..‬أترككن معها لتتروي لكتنَّ رحلتهتا‬
‫من الظلمات إلى النور ‪ ..‬تقول ‪:‬‬
‫( الحمتتد هلل ) ‪ ..‬هتتي الكلمتتة الوحيتتدة التتتي ال أجتتد أحلتتى منهتتا اآلن‬
‫ألرددها على لساني ‪ ..‬فقد تردّدتْ حولي منذ فترة طويلة كثيتر متن‬
‫الشائعات حول نيتي االعتزال واالحتجاب ‪ ,‬إال أن حقيقة متا حتدث‬
‫أنتته منتتذ عتتام ونصتتع شتتاهدت رؤيتتا فتتي المنتتام كتتان معناهتتا أن اهلل‬
‫يطلب مني أن أفت كتابا وأقرأه ‪ ,‬فبدأت أتردد علتى مجتالس التذكر‬
‫‪91‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫في المساجد ‪ ,‬وأقرأ الكتب الدينيتة بشتغع شتديد ‪ ,‬وختالل هتذا كلته‬
‫كانتتت تراودنتتي فكتترة (الحجتتاب) ولكتتن كانتتت تنقصتتني الشتتجاعة‬
‫الالزمة التخاذ هذه الخطوة ‪.‬‬

‫وعند ما جاءتني الفرصة تمسكت بها ‪ ,‬وكان ذلك فتي يتوم الجمعتة‬
‫‪ ,‬وكتتان متتن عتتادتي أن أبكتتي بشتتدة فتتي صتتالة الجمعتتة ‪ ,‬وال أدري‬
‫لذلك سببا معينا ‪ ..‬إنها مجرد عادة ‪ ,‬وأنا أبكي في صلواتي كثيرا ‪,‬‬
‫لكن صالة الجمعة بالتحديد تثير في نفسي الشجن ‪.‬‬
‫وفي ظهر يتوم متن أيتام الجمعتة ؛ وجتدت نفستي أردد بعتد صتالتي‬
‫الكثيتتر متتن األدعيتتة ‪ ,‬ووجتتدت لستتاني يلهتتج بحمتتد اهلل عتتز وجتتل ‪,‬‬
‫ويردد رغما عني وبشكل متدفق ‪ (( :‬اللهم وفقني لما فيه الخير لي‬
‫)) ‪..‬‬
‫عصَفَتْ بي موجة متن‬
‫ظللت أكرر هذا الدعاء عشرات المرات ‪ ,‬و َ‬
‫البكاء ‪ ,‬ورحت في عالم رحب كله حب اهلل ‪ ,‬وأمسكت بالمصحع‬
‫‪ ,‬وفتحته ‪ ,‬فإذا بعيني تق على اآلية الكريمة ‪(( :‬قُلْ يَتا أَيُهَتا النَّتا ُ‬
‫إِنِّي رَسُولُ اهللِّ إِلَيْكُ ْم جَمِيعا َّالذِي لَهُ مُ ْلكُ السَّمَاوَاتِ وَاألَ ْرضِ ال إِلَـ َه‬
‫‪93‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫إِالَّ ُهوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاهللِّ وَرَسُتولِ ِه النَّبِتيِّ األُمِّتيِّ الَّتذِي يُتؤْمِنُ‬
‫‪.) 158 :‬‬ ‫بِاهللِّ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّ ُكمْ تَهْ َتدُونَ)) ( األعرا‬
‫فشعرت بقشعريرة زلزلت كياني ‪ ,‬وأكملتُ قراءة السورة الكريمتة‬
‫حتى نهايتها ‪ ,‬وم آخر كلمة من الستورة كنتت قتد اتختذت قتراري‬
‫بارتتتداء الحجتتاب واعتتتزال التمثيتتل ‪ ,‬وأذكتتر أننتتي ليلتهتتا لتتم أنتتم ‪,‬‬
‫وانتتتابتني حالتتة متتن التتتيقظ غيتتر العتتادي ‪ ,‬وغفتتوت لمتتدة ستتاعة ثتتم‬
‫صتتحوت بعتتدها علتتى صتتالة الفجتتر ‪ ,‬والغريتتب أننتتي منتتذ التزامتتي‬
‫أصتتحو علتتى صتتالة الفجتتر ‪ ,‬ومتتن قبتتلُ كنتتت أنتتام إلتتى منتصتتع‬
‫النهار‪...‬‬
‫واآلن ‪ ..‬أنا سعيدة للغاية حي أكرمني اهلل عز وجل ‪ ,‬وهداني إلتى‬
‫نور الحق ‪ ..‬والحمد هلل أني اتخذت هذا القرار في الوقت المناسب‪.‬‬
‫وحول سؤالها عن سبب اعتزالها ( الفن ) قالت ‪:‬‬
‫اعتزلتتت التمثيتتل لرغبتتتي فتتي البعتتد عتتن األضتتواء والشتتهرة ‪ ,‬وأن‬
‫التقي باهلل ستبحانه وتعتالى بتدون دنيتا زائفتة ‪ ..‬كمتا أن الترائج اآلن‬
‫في سوق الفن هو اللعب على غرائز المتفرج ‪ ..‬العنتع ‪ ..‬األعمتال‬
‫البلهتتاء ‪ ..‬الكوميتتديا الرخيصتتة ‪ ..‬ول ستتع هتتذا هتتو التتذي يحظتتى‬
‫بالرواج !!!‬
‫‪91‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وحتتول متتا يشتتيعه التتبعض متتن تلقتتي التائبتتات أمتتواال متتن جهتتات‬
‫مجهولتتتة (!!! ) مقابتتتل التوبتتتة ‪ ...‬تتتترد عائشتتتة ( شتتتهيرة ستتتابقا ))‬
‫فتقول‪:‬‬
‫حسبي اهلل ونعم الوكيل ‪ ..‬هذا غير صحي ‪ ..‬دافعنتا إلتى االعتتزال‬
‫كان أسمى من كل القيم الماديتة ‪ ..‬لقتد اخترنتا الطريتق التذي نشتعر‬
‫فيه بالرضا عن النفس ‪..‬‬
‫وحول جهودها في مجال الدعوة تقول ‪:‬‬
‫حقيقة ما زلت في بداية الطريق ‪ ,‬وأحتاج إلى الكثير جدا من العلتم‬
‫والمعرفتتة بتتأمور دينتتي ‪ ,‬ولكتتن متتا أتذوقتته اآلن متتن حتتالوة ‪ ,‬ومتتا‬
‫أشعر به من الرضا والسعادة أحاول جاهدة أن أنقله إلى جميت متن‬
‫حتتولي ‪ ,‬فبتترغم ثقتتافتي الدينيتتة البستتيطة ‪ ,‬إال أننتتي بتلقائيتتة شتتديدة‬
‫أتكلم معهن عن بديهيات األمور ‪ ,‬وأولويات اإليمان ‪ ,‬وأنقل إليهن‬
‫أوال بأول ما أقرأه وأتعلمه ‪ ,‬وأحاول إقناعهن بما اقتنعت به من أن‬
‫الحجاب فرض وأمتر إلهتي كالصتالة والصتوم والزكتاة ‪..‬ال يحتتاج‬
‫إلى مناقشة أو تردد ‪.‬‬
‫والحمتتد هلل أن حبتتاني موهبتتة اإلقنتتا ‪ ,‬وال أجتتد متتن الكلمتتات متتا‬
‫أصع به مشاعري (بالحستنة)التي يرزقنتي اهلل إياهتا عنتد متا تتأتي‬
‫‪95‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫مجالس العلم بثمرة طيبة بحجاب إحدى األخوات ‪ ,‬وأتمنتى متن اهلل‬
‫وأدعوه أن يجعتل منتي قتدوة صتالحة فتي مجتال التدعوة إليته ‪ ,‬كمتا‬
‫كنت من قبل قدوة لكثيرات في مجال الفن ‪.‬‬
‫‪92‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الممثلة سهير البابلي ‪ ..‬رحلتها‬


‫إلى اإليمان‬

‫من الفنانات الالتي التتحقن متؤخرا بركتب اإليمتان ‪ ,‬الممثلتة ستهير‬


‫البابلي ‪ ,‬تحدّثنا عن رحلتها إلى اإليمان فتقول ‪:‬‬
‫منذ خمس سنوات أحسست بأنّ في حياتي شي ا خاط ا ‪ ,‬ولكن حبّي‬
‫لعملي كان كبيرا ‪ ,‬فطغى على هذه األحاسيس في داخلتي ‪ ,‬فكانتت‬
‫تطفو علتى الستط بتين آن وآختر‪ , ,‬وزادت تلتك األحاستيس عمقتا‬
‫فتتي داخلتتي منتتذ عتتامين ‪ ,‬فبتتدأت أغيّتتر أنمتتا حيتتاتي بالمزيتتد متتن‬
‫علتتى كتتتاب اهلل أوّال ‪ ,‬وأختتذت‬ ‫التقتترب إلتتى اهلل ‪ ,‬فحاولتتت التعتتر‬
‫أقتترأ ‪ ,‬وأستفستتر ‪ ,‬وأعمتتل بقتتول المتتولى الكتتريم ‪ (( ,‬فَاسْتأَلُواْ َأهْ تلَ‬
‫ال تَعْلَمُتتتونَ )) ( النحتتتل ‪ . )13 :‬فكنتتتت ألجتتتأ إلتتتى‬
‫التتتذِّكْرِ إِن كُنتتت ُتمْ َ‬
‫العلمتتاء ألستفستتر عمّتتا يستعصتتي علتيّ فهمتته متتن آيتتات وأحاديت ‪,‬‬
‫فاكتشفت أنه ليس هنا ما هو أجمل وال أف‪.‬ل من التقرّب إلى اهلل‬
‫‪92‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫‪ ,‬وبكيت ودعوت اهلل أن يهديني ‪ ,‬ويأخذ بيدي إلتى طريتق الحتقّ ‪,‬‬
‫حتّى كان يوم من األيّام التي ال أنساها ‪ ,‬كنت على موعد م در‬
‫اإليمتتان متتن أحتتد التتدعاة ‪ ,‬فتتإذا باللقتتاء يمتتدّ ألكثتتر متتن‬ ‫متتن درو‬
‫ثالث ساعات ‪ ,‬شعرت فيها بشعور يصعب علتيّ تفستيره ‪ .‬وعتدت‬
‫إلتتى منزلتتي ‪ ,‬وصتتليت الظهتتر ‪ ,‬وبكيتتت كمتتا لتتم أبتتكِ متتن قبتتل ‪,‬‬
‫ودعوت اهلل أن يلهمني رشدي ‪ ,‬وأن يباعد بيني وبني الشيطان ‪.‬‬
‫وأمستتكت بالمصتتحع ‪ ,‬وقتترأت قولتته تعتتالى ‪ (( :‬سُتتو َرةٌ أَنزَلْنَاهَتتا‬
‫وَفَ َرضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّ ُكمْ َتذَكَّرُونَ )) ( النور ‪) 1 :‬‬
‫فكان قرار الحجاب الذي نب عتن عقيتدة وعزيمتة ‪ ,‬بعتد متا علمتت‬
‫بفرضيّته ‪ ,‬ودون مناقشة ‪ ,‬امتثلت ألمر اهلل ‪.‬‬
‫إيمتتاني‬ ‫أمتتا زمالئتتي ستتابقا فتتي الوستتط الفنتتي فتتأقول لهتتم بإحستتا‬
‫صادق ‪ ,‬إنّ طريق اإليمان هو ثمرة الدنيا واآلخر ‪ ,‬وإن طاعة اهلل‬
‫خير من الدنيا وما فيها ‪.‬‬
‫وأقول لهم أنتم تعيشون في تيه وضيا ‪ ,‬وتعايشون الغفلة والتدمار‬
‫‪ ,‬وإني أدعو لهم بالهداية ‪.‬‬
‫****‬
‫‪98‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫توبة الممثل محسن محي الدين‬


‫وزوجته الممثلة نسرين‬

‫لقتتد أصتتب الفتتن التترخيص فتتي زمننتتا هتتذا وستتيلة للكستتب المتتادي ‪,‬‬
‫وتجارة رابحة على حساب الغافلين والمغفلين من أبناء هذه األمة ‪,‬‬
‫هذا إلى كونه من أعظم الوسائل لهدم القيم واألخالق وتحطيمها ‪. .‬‬
‫ولقتتتد ظهتتترت فتتتي الستتتنوات األخيتتترة ظتتتاهرة أقلقتتتت تجتتتار الفتتتن‬
‫والغرائز وجعلتهم يفقدون صوابهم ويطلقون كل ما في جعبتهم من‬
‫اإلشتتاعات والتتتهم الباطلتتة دفاعتتا عتتن كيتتانهم المتتتداعي وبنيتتانهم‬
‫المنهار‪ ..‬تلكم الظاهرة هي عتودة كثيتر متن الممثلتين والممتثالت ‪-‬‬
‫أو ما يسمون بالفنانين والفنانات ‪ -‬إلى اهلل ‪ -‬عز وجل ‪ ,-‬وإعالنهتم‬
‫التوبة والهروب من تلك األوسا العفنة إلى أجواء ‪ -‬اإليمان العبقة‬
‫وكان من اخر هؤالء التائبين الممثتل محستن محتي التدين وزوجتته‬
‫الممثلتتة المشتتهورة نستترين ‪ .‬وقتتد روى الممثتتل ستتابقا محستتن محتتي‬
‫التتدين قصتتته م ت الهدايتتة فقتتال ‪" :‬أنتتا شتتاب كغيتتري متتن الشتتباب ‪,‬‬
‫تخبطي في فترات حياتي السابقة كان ناتجتا عتن انبهتاري بمظتاهر‬
‫‪99‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الحيتتاة الخادعتتة والتتتى أعمتتت بصتتري وأصتتمت أذنتتي عتتن معرفتتة‬


‫أشياء كثيرة كنتت أجهلهتا خاصتة وأنتي لتم أكتن أقترأ متن قبتل علتى‬
‫الرغم من أن اهلل تعالى بدأ أول آية أنزلها بكلمة ‪ :‬اقرأ ‪ . .‬وبعتد أن‬
‫بدأت أقرأ في كتتب التدين شتعرت بتأنني متن أجهتل خلتق اهلل ‪ ,‬وقتد‬
‫كنت أعتقد أنني متن المثقفتين ‪ . .‬فأختذت أقترأ بتنهم شتديد فتي كتتب‬
‫السيرة والتتراث والتفستير‪ . .‬وبعتد هتذه القتراءة المتأنيتة وجتدت أن‬
‫المتتؤثرات المحيطتتة بتتي جعلتنتتي فتتي ضتتالل مبتتين ‪ ,‬فكتتان قتتراري‬
‫بتتتاعتزال التمثيتتتل ‪ . .‬وقتتتد شتتتجعني علتتتى اتختتتاذه ارتتتتداء زوجتتتتي‬
‫به " ‪ .‬ثم ي‪.‬يع ‪" :‬هذا القرار‪ -‬إن‬ ‫الحجاب الذي كنت أسعد النا‬
‫شتتاء اهلل ‪ -‬ال رجعتتة فيتته ألنتتي اتخذتتته بكامتتل اقتنتتاعي وإرادتتتي ‪,‬‬
‫وندمت ألنني تأخرت فيه حتى اآلن ‪ ,‬فاألضواء ليست غاليتة حتتى‬
‫أحتتن إليهتتا متترة أختترى ‪ . .‬فالشتتهرة والمتتال واألضتتواء ال تستتاوي‬
‫ركعتين هلل‪ .‬ثم ي‪.‬تيع ‪" :‬إننتا اعتزلنتا ونحتن فتي القمتة الزائفتة ‪. .‬‬
‫فقد كان قرارنا بعد مهرجان القاهرة السينمائي الذي أقتيم فتي العتام‬
‫الماضتتي ‪ ,‬وبعتتد النجتتاح الكبيتتر التتذي حققنتتاه ‪ ,‬ولتتيس ألننتتا لتتم نجتتد‬
‫أدوارا نمثلها كما يقول البعض ‪ . .‬وقد أدركنا الحقيقة التي يجب أن‬
‫يتتدركها الجميت وهتتي أن اإلنستتان مهمتتا طتال عمتتره فمصتتيره إلتتى‬
‫‪144‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫القبر‪ ,‬وال ينفعه في اآلخرة إال عمله الصال " ‪ .‬ثم يوجه نصتيحته‬
‫إلخوانتته الشتتباب قتتائال ‪" .‬ستتامحوني علتتى كتتل متتا قتتدمت لكتتم متتن‬
‫أعمال فنية سابقة ال ترضي اهلل ‪ -‬عزوجل ‪ -‬وال تقتدوا بي فتي كتل‬
‫متتا كنتتت أفعلتته فتتي مسلستتالتي وأفالمتتي فقتتد كنتتت ضتتاال جتتاهال ‪,‬‬
‫والجاهتتل ال يقتتتدى بتته " ‪ .‬أمتتا زوجتتته الممثلتتة نستترين فقتتد قتتررت‬
‫االعتزال وارتداء الحجاب بعد أن رأت أمها رؤيا في المنام ‪ ,‬حي‬
‫رأت والتتد نستترين وهتتو غاضتتب علتتى ابنتتته ‪ ,‬فاستتتنتجت األم أن‬
‫ستتبب غ‪.‬تتبه تقصتتير نستترين فتتي أداء الصتتالة بانتظتتام ممتتا جعتتل‬
‫نسرين تراج نفسها وترج إلى اهلل ‪ .‬تقول نسرين ‪" :‬الحمد هلل ‪. .‬‬
‫بالسعادة ودون أن أشعر بالسالم ‪. .‬‬ ‫كان يومي ي‪.‬ي دون إحسا‬
‫واآلن ليس لدي وقت كا ِ ‪ . .‬ألن هنتا أمتورا كثيترة نافعتة يجتب‬
‫اللحاق بها ‪ . .‬لقد وجدت السالم الداخلي " ‪ .‬وفي لقاء أجتري معهتا‬
‫ملي تة بالريتاء والفستوق ويظهترون الفجتور‪ . .‬كيتع‬ ‫قالت ‪" :‬النا‬
‫التذين كانتت تتعامتل معهتم فتي‬ ‫نتعامل معهم ؟" ولعلها تعني النتا‬
‫"الوسط الفني "‪ .‬وقالتت أي‪.‬تا ‪" :‬لقتد كترم اهلل المترأة التتي ترتتدي‬
‫الحجاب وهو يحميها من القلوب المري‪.‬ة والفسوق‪ ..‬وعلتى األقتل‬
‫عليها ويعجبوا بها "‪..‬‬ ‫إنها ليست نافذة عرض ليتفرج النا‬
‫‪141‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫توبة الفنانة هناء ثروت‬

‫هناء ثروت ممثلتة مشتهورة‪ ,‬عاشتت فتي "العفتن الفنتي " فتترة متن‬
‫الزمان ‪ ,‬ولكنها عرفت الطريق بعد ذلك فلزمته ‪ ,‬فأصتبحت تبكتي‬
‫علتتى ماضتتيها المتتؤلم‪ * .‬تتتروي قصتتتها فتقتتول ‪ :‬أنهيتتت أعمتتالي‬
‫المنزلية عصر ذا اليتوم ‪ ,‬وبعتد أن اطمأننتت علتى أوالدي ‪ ,‬وقتد‬
‫بدأوا في استذكار دروسهم ‪ ,‬جلستت فتي الصتالة‪ ,‬وهممتت بمتابعتة‬
‫مجلتتة إستتالمية حبيبتتة إلتتى نفستتي ‪ ,‬ولكتتن شتتي ا متتا شتتد انتبتتاهي ‪,‬‬
‫‪ .‬وبالتتذات متتن‬ ‫أرهفتتت ستتمعي لصتتوت ينبع ت متتن إحتتدى الغتتر‬
‫حجتترة ابنتتتي الكبتترى ‪ ,‬الصتتوت يعلتتو تتتارة ويغيتتب تتتارة أختترى ‪.‬‬
‫نه‪.‬ت بتعجـل ألستبين األمتر‪ ,‬ثتم عتدت إلتى مكتاني عنتدما رأيتت‬
‫صتغيرتي ممستتكة بيتدها مجلتتدا أنيقتتا تتدور بتته الغرفتة فرحتتا‪ ,‬وهتتي‬
‫تلحتتن متتاتقرأ‪ ,‬لقتتد أهتتدتها إدارة المدرستتة ديتتوان (أحمتتد شتتوقي ) ‪,‬‬
‫لتفوقها في دراستها‪ ,‬وفي لهجة طفولية مرحة كانت تردد ‪:‬‬
‫والغـواني َيغرهنّ الثنـاءُ ))‬ ‫حسنـاءُ **‬
‫خدعوها بقولـهم َ‬ ‫((‬
‫ال أدري لماذا أخذت ابنتي في تكرار هتذا البيتت ‪ ,‬لعلته أعجبهتا ‪. .‬‬
‫‪141‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وأخذت أردده معها‪ ,‬وقتد انفجترت متدامعي تتأثرا وانفعتاال‪ ,‬أنتاملي‬


‫الراعشة ت‪.‬غط بالمنتديل التورقي علتى الكترات الدمعيتة المتهطلتة‬
‫كي التفسد صفحات اعتدت تدوين خواطري وذكرياتي في ثناياها‪,‬‬
‫وصوت ابنتي اليتزال يتردد بيتت شتوقي ‪" :‬ختدعوها"؟! نعتم ‪ ,‬لقتد‬
‫مورست عليّ عمليات خدا ‪ ,‬نصبتها أكثر من جهة ‪ .‬تعود جذور‬
‫الماساة إلى سنوات كنت فيه الطفلة البري تة ألبتوين مستلمين ‪ ,‬كتان‬
‫من المفروض عليهما استشعار المس ولية تجتاه وديعتة اهلل لتديهما ‪-‬‬
‫التتتتي هتتتي أنتتتا ولكتتتن بتعهتتتدي بالتربيتتتة وحستتتن التوجيتتته وستتتالمة‬
‫التنش ة‪ ,‬ألغدو حق مسلمة كما المطلوب ‪ ,‬ولكن أسال اهلل أن يعفتو‬
‫عنهما ‪ .‬كانا منصترفين ‪ ,‬كتل واحتد منهمتا لعملته ‪ ,‬فتأبي ‪ -‬بطبيعتة‬
‫الحال ‪ -‬دائما خارج البيت في كتدح متواصتل تاركتا عتبء األسترة‬
‫ألمي التي كانت بدورها موزعة االهتمامات مابين عملها الوظيفي‬
‫ختتارج المنتتزل وداخلتته ‪ ,‬إلتتى جانتتب تلبيتتة احتياجاتهتتا الشخصتتية‬
‫والخاصة‪ ,‬وبالطب لم أجد الرعاية واالعتناء الالزمين حتى تلقفني‬
‫دور الح‪.‬انة‪ ,‬ولما أبلغ الثالثة متن عمتري ‪ .‬كنتت أعتيش فتي قلتق‬
‫متتتن كتتتل شتتتيء ‪ ,‬فتتتانعكس ذلتتتك علتتتى تصتتترفاتي‬ ‫وتتتتوتر وختتتو‬
‫الفوضوية الثائرة في المرحلة االبتدائية فتي محاولتة لجتذب االنتبتاه‬
‫‪143‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫إلى شخصي المهمل (أستريا) ‪ ,‬بيتد أن شتي ا متا أختذ يلفتت األنظتار‬
‫إلي بشكل متزايد ‪ .‬أجل ‪ ,‬فقد حباني اهلل جماال‪ ,‬ورشاقة ‪ ,‬وحنجرة‬
‫غريتتدة‪ ,‬جعلتتت معلمتتة الموستتيقى تالزمنتتي بصتتفة شبتتـه دائمتتـة ‪,‬‬
‫تستعيدني األدوار الغنائيتة ‪ -‬الراقصتة منهتا واالستعراضتية ‪ -‬التتي‬
‫أشاهدها في التلفاز‪ ,‬حتى غدوت أف‪.‬ل من تقتوم بهتا فتي الحفتالت‬
‫المدرستتية‪ ,‬وال أزل أحتتتفظ فتتي ذاكرتتتي باحتتداث يتتوم كرمتتت فيتته‬
‫لتفتتتوقي فتتتي الغنتتتاء والتتترقص والتمثيتتتل علتتتى مستتتتوى المتتتدار‬
‫االبتدائية في بلدي ‪ ,‬احت‪.‬نتني (األم ليليان )‪ ,‬مديرة مدرستي ذات‬
‫الهوية األجنبية‪ ,‬وغمرتني بقبالتها قائلة لزميلتة لهتا لقتد نجحنتا فتي‬
‫كيتع نحتافظ‬ ‫مهمتنا‪ ,‬إنها ‪ -‬وأشتارت إلتي ‪ -‬متن نتاجنتا‪ ,‬وستنعر‬
‫عليهتتا لتكمتتل رستتالتنا!‪ .‬لقتتد صتتور لتتي خيتتالي الستتاذج انتتذا أنتتي‬
‫ستتأبقى دائمتتا م ت تلتتك المعلمتتة وهتتذه المتتديرة‪ ,‬وأستتعدني أن أجتتـد‬
‫بع‪.‬ا من حنان افتقدته ‪ ,‬وإن كنت قد الحظت أن عطفهما من نو‬
‫غريب ‪ ,‬تكشفت لي أبعاده ومراميه بعدئذ‪ ,‬وأفقت علتى حقيقتة هتذا‬
‫االهتمتتام المستتتورد ! ! يقتتول اهلل‪( :‬يتتا أيهتتا التتذين آمنتتوا إن تطيعتتوا‬
‫فريقتتا متتن التتذين أوتتتوا الكتتتاب يتتردوكم بعتتد إيمتتانكم كتتافرين )‪ ,‬آل‬
‫عمران‪ .‬صراحة ‪ ,‬ال أستطي نكران مدى غبطتي فتي تلتك الستنين‬
‫‪141‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الفائتة ‪ ,‬وأنا أدرج من مرحلة ألخرى ‪ ,‬خاصة بعتد أن تبنتاني أحتد‬


‫مخرجي األفالم السينمائية كفنانة دائمة وسط اهتمام إعالمتي كبيتر‬
‫بتتي ! كمتتا أختتذت أمتتي تفختتر بابنتهتتا الموهوبتتة! ! أمتتام معارفهتتا‪,‬‬
‫وصويحباتها‪ ,‬وتكاد تتقافز سرورا وهي تتملى صوري على شاشة‬
‫التلفاز‪ ,‬جليسها الدائم ‪ .‬كانت تمتلكني نشوة مسكرة‪ ,‬وأنا أرفتل فتي‬
‫األزياء الفاخرة والمجوهرات النفيستة والستيارات الفارهتة ‪ ,‬كانتت‬
‫تطربني المقابالت ‪ ,‬والتعليقات الصحفية ‪ ,‬ورؤية صوري الملونة‬
‫‪ ,‬وهي تحتل أغلفتة المجتالت ‪ ,‬وواجهتات المحتالت ‪ ,‬حتتى وصتل‬
‫بتتي األمتتر إلتتى أن تعاقتتد معتتي متعهتتدوا اإلعالنتتات والتتدعايات ‪,‬‬
‫الستخدام اسمي ‪ -‬اسمي فقط ‪ -‬لترويج مستح‪.‬راتهم وب‪.‬تائعهم !‬
‫كانتتت حيتتاتي موض ت اإلعجتتاب والتقليتتد فتتي أوستتا المراهقتتات ‪,‬‬
‫وغيتتر المراهقتتات علتتى الستتواء‪ ,‬وبالمقابتتل كتتان تتتألقي هتتذا متتوطن‬
‫زمتيالت المهنتتة ‪ -‬إن‬ ‫الحستد والغيترة التتي شتب أوارهتا فتي نفتو‬
‫ص التعبير‪ -‬وبصورة أكثر عند من وصل بهتن قطتار العمتر إلتى‬
‫محطتتات الترهتتل ‪ ,‬واالنطفتتاء‪ ,‬وقتتد أخفقتتت عمليتتات التجميتتل فتتي‬
‫إعتتادة ن‪.‬تتارة شتتبابهن ‪ ,‬فانصتترفن إلتتى تعتتاطي المختتدرات ‪ ,‬ولتتم‬
‫يتبق من دنياهن سوى التشب بهذه األجواء العفنة وقد لفظن كبقايتا‬
‫‪145‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫هياكل ميتة في طريقها إلى التزوال ‪ .‬قتد تتستاءل صتغيرتي ‪ :‬وهتل‬


‫كنت سعيدة حقا يا أمي ؟! ! ابنتي الحبيبة التدري باني كنت قطعتة‬
‫البتؤ‬ ‫من الشقاء واأللم ‪ ,‬فقد عرفت وعشت كتل مايحمتل قتامو‬
‫والمعانتتاة متتن معتتان وأحتتداث ! إنستتانة واحتتدة عايشتتت أحزانتتي ‪,‬‬
‫وترفقت بعذاباتي في رحلة الشقاء (المبهرجة) ‪ ,‬وعلتى الترغم متن‬
‫أنها شقيقة والدتي إال أنها تخلفت عنها في كل شتيء ‪ .‬ويكفيهتا أنهتا‬
‫امرأة فاضلة ‪ ,‬وزوجة مؤمنة ‪ ,‬وأم صتالحة ‪ .‬كنتت ألجتا إليهتا بتين‬
‫الحين واآلخر‪ ,‬أتزود من نصائحها وأخ‪ .‬لتحذيراتها‪ ,‬وأرت‪.‬تي‬
‫وسائلها لتقويم اعوجاجي ‪ ,‬وهي تحاول فت مغاليق قلبي ومسارب‬
‫روحتتي ولكتتن ‪ -‬والحتتق يقتتال ‪ -‬كتتان شتتيطاني يتغلتتب علتتى الجانتتب‬
‫الطيب ال‪ .‬يل في نفسي لقلتة إيمتاني ‪ ,‬وضتعع إرادتتي ‪ ,‬وتعلقتي‬
‫بالمظاهر‪ ,‬وعلى الرغم من هذا لم يكن بالمستطا إسكات الصوت‬
‫الفطتتري الصتتاهل ‪ ,‬المنبع ت فتتي صتتحراء قلبتتي المغتترور ‪ ,‬وقتتـد‬
‫الفكريتة ‪ -‬علتى اختتال‬ ‫أصبحت دمية يلهو بها أصحاب المدار‬
‫انتماءاتهتتا العقائديتتة ‪ -‬لتتتترويج أغراضتتهم ومتتتراميهم عتتن طريتتتق‬
‫أمثتتالي م تن المختتدوعين والمختتدوعات ‪ ,‬واستتتبدالنا بمتتن هتتم أكثتتر‬
‫إخالصا ‪ ,‬أو إذا ش ت (عمالة)‪ ,‬في هتذا الوستط الخطتر والمست ول‬
‫‪142‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الفكريتة ‪ .‬وجتدت نفستي شتي ا فشتي ا‬ ‫عن الكثير من توجهات النتا‬


‫أسقط في عزلة نفسية قائظتة‪ ,‬زاد عليهتا نفتوري متن جتواء الوستط‬
‫الفني ‪- ,‬كما يدعى معرضة عن جلساته ‪ ,‬وسهراته الصاخبة التتي‬
‫يرتكب فيها الكثير من التفاهات والحماقات باسم الفن أو الزمالة! !‬
‫* لم يحدث أن أبطلت التعامل م عقلي في ساعات خلتوتي لنفستي‬
‫‪ ,‬وأنتتا أحتتاول تحديتتد الجهتتة المست ولة عتتن ضتتياعي وشتتقائي ‪ ,‬هتتي‬
‫؟ أم هتي‬ ‫التربية األسرية الخاط ة؟ أم التوجيه المدرستي المنحتر‬
‫جناية وسائل اإلعالم ؟ أم كل ذلك معا ! ! * لقتد توصتلت أيامهتا ‪-‬‬
‫إلى تصميم وعزم يقت‪.‬تي تجنيتب أوالدي ‪ -‬مستتقبال‪ -‬متا ألقتاه متن‬
‫تعاسة مهما كان الثمن غاليا‪ ,‬إذ يكفي المجتمت التتي قتدمت ضتحية‬
‫على مذب اإلهمال والتآمر والشهوات ‪ ,‬أو كما تقول خالتي ‪ :‬على‬
‫دين الشيطان ‪ .‬وفجأة‪ ,‬التقينا على غيتر ميعتاد ‪ .‬كتان مثلتي ‪ ,‬دفعتته‬
‫نزوات الشباب ‪ -‬كما علمت بعدئذ ‪ -‬إلى هذا الوسط ليصب نجما ‪-‬‬
‫وعتتذرا فهتتذه اصتتطالحاتنا آنتتذا ‪ -‬ومتت ذلتتك كتتان يف‪.‬تتل تأديتتة‬
‫األدوار الجادة ‪ -‬ولو كانت ثانويتة ‪ -‬نتافرا متن التعامتل مت األدوار‬
‫النستتائية ‪ .‬ومتترة احتفلتتت األوستتا الفنيتتة واإلعالميتتة بزيتتارة أحتتد‬
‫مشتتاهير "هوليتتوود" لهتتا‪ ,‬واضتتطررت يومهتتا لتقتتديم الكثيتتر متتن‬
‫‪142‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫المجامالت التي تحتمها مناسبة كهذه ! ! ‪ ,‬وانتهزت فرصـة تبتادل‬


‫األدوار وتسللت إلى مكان هاد اللتقا أنفاسي ‪ ,‬لمحته جالسا فتي‬
‫مكان قريب مني ‪ ,‬شجعني صتمته الشتارد أن أقتتحم عليته عزلتته ‪.‬‬
‫كيتتع أبتتدأ‬ ‫ستتألته ‪ -‬بتتدون مقتتدمات ‪ -‬عتتن رأيتته فتتي المتترأة ألعتتر‬
‫حديثي معه‪ .‬أجتابني باقت‪.‬تاب أن الرجتل رجتل ‪ ,‬والمترأة امترأة ‪,‬‬
‫‪ ,‬وفق طبيعته التي خلق عليها‪ .‬استرستلت فتي‬ ‫ولكل مكانه الخا‬
‫التحـادث معه ‪ ,‬وقد أدهشني وجـود إنسان عاقل في هذا الوسط ‪. .‬‬
‫‪ .‬فهمت متن كالمته أنته سي‪.‬تحي ‪ -‬غيتر آستع ‪ -‬بتالثراء والشتهرة‬
‫المتحصتتلين لتته متتن التمثيتتل ‪ ,‬وستتيبح عتتن عمتتل شتتريع نتتاف ‪,‬‬
‫يستتتعيد فيتته رجولتتته وكرامتتته ‪ .‬لحظتهتتا قفتتز إل تى ختتاطري ستتؤال‬
‫عرفتتت الحيتتاء الحقيقتتي وأنتتا أطرحتته عليتته ‪ .‬لتتم يشتتأ أن يحرجنتتي‬
‫يومها‪ ,‬ولكن ممتا وعيتت متن حديثته قولته ‪" :‬إذا تزوجتت فستتكون‬
‫زوجتي أما وزوجا بكل معنى الكلمة ‪ ,‬فاهمة مس ولياتها وواجباتها‬
‫‪ ,‬وستتتكون لنتتا رستتالة نؤديهتتا نحتتو أوالدنتتا لينش ت وا علتتى الف‪.‬تتيلة‬
‫واالستتتقامة ‪ ,‬كمتتا أمتتر اهلل‪ ,‬بعيتتدا عتتن المزالتتق والمنعطفتتات ‪ ,‬وقتتد‬
‫عرفت مرارة السقو وخبرت تعاريج الطريق ‪ .‬وقال كالمتا أكثتر‬
‫من ذلك ‪ ..‬أيقظ في الصوت الفطري الرائق ‪ ,‬يدعوني إلى معتراج‬
‫‪148‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫طاهر من قحط القا الزائع إلتى نتور الحتق الخصتيب‪ .‬وأحسستت‬


‫الكثيتر‬ ‫أني أمام رجـل يصل ألن يكـون أبا ألوالدي ‪ ,‬على ختال‬
‫ممتتتن التقيتتتت ‪ ,‬ورف‪.‬تتتت االقتتتتران بهتتتم ‪ .‬وبعتتتد فتتتترة‪ ,‬شتتتاء اهلل‬
‫وتزوجنا‪ .‬وكالعادة كتان زواجنتا قصتة الموستم فتي أجهتزة اإلعتالم‬
‫المتعددة‪ ,‬حي تتعيش دائما على مثل هذه األخبتار‪ .‬ولكتن المفاجتأة‬
‫التي أذهلت الجمي كانت بإعالننا ‪ -‬بعد زيارتنا ل راضي المقدسة‬
‫‪ -‬تطليق حياة الفتراو وال‪.‬تيا والستوء‪ ,‬وأنتي ستألتزم بالحجتاب ‪,‬‬
‫وسائر السلوكيات اإلسالمية المطلوبة إلى جانب تكتريس اهتمتامي‬
‫لمملكتي الطتاهرة ‪ -‬بيتتي المتؤمن ‪ -‬لرعايتة زوجتي وأوالدي طبقتا‬
‫لتعاليم اهلل ورسوله أما زوجي فقد أكرمه اهلل بحسن التفقته فتي دينته‬
‫في المسجد‪ .‬أوالدي األحباء لم يعرفوا أن أبتاهم فتي‬ ‫‪ ,‬وتعليم النا‬
‫عمامتتته ‪ ,‬أمهتتم فتتي جلبابهتتا‪ ,‬كانتتا ضتتالين فهتتداهما اهلل‪ ,‬وأذاقهمتتا‬
‫حتتالوة التوبتتة واإليمتتان ‪ .‬ختتالتي المؤمنتتة ذرفتتت دموعهتتا فرحتتة‪,‬‬
‫وهتتي تتترى ثمتترة اهتمامهتتا بتتي فتتي األيتتام الختتوالي ‪ ,‬والتتتزال اآلن‬
‫تحت‪.‬تتنني كمتتا لتتو كنتتت صتتغيرة ‪ ,‬وتستتال اهلل لتتي الصتتبر والثبتتات‬
‫أمتتام حمتتالت التشتتهير والنكايتتة التتتي استتتهدفت إغتتاظتي بعتترض‬
‫أفالمتتتي الستتتافرة التتتتي اقترفتهتتتا أيتتتام جتتتاهليتي ‪ ,‬علتتتي أن أعتتتاود‬
‫‪149‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫فتتتي ذا الحمتتتأ الالهتتتب وقتتتد نجتتتاني اهلل منتتته ‪ .‬ومتتتن‬ ‫االرتكتتتا‬


‫الم‪.‬حك أن أحد المنتجتين ‪ ,‬عترض علتى زوجتي أن أقتوم بتمثيتل‬
‫أفتتالم ‪ ,‬وغنتتاء أشتتعار‪ ,‬يلصتتقون بهتتا مستتمى (دينيتتة)! ! ! وال يعلتتم‬
‫كرامتتي‬ ‫هؤالء المساكين أن إسالمي يربأ بي عن مزاولة مايخد‬
‫أو ينافي عقيدتي ‪ .‬نعم ‪ ,‬لقد كانت هجرتي هلل ‪ ,‬وإلتى اهلل ‪ ,‬وعنتدما‬
‫تكبتتر براعمتتي المؤمنتتة‪ ,‬ستتيدركون إن شتتاء اهلل لتتم وكيتتع كنتتت ؟!‬
‫وتنتتدف صتتغيرتي إلتتى حجتتري بعتتد االستتت ذان ‪ ,‬وأراهتتا ت‪.‬ت بتتين‬
‫يدي الديوان ‪ ,‬تسالني بلهجة الواثق من نفسه أن أتاب ماحفظت من‬
‫قصيد‪ ,‬وقبل أن أثبت بصري على الصفحة المطلوبة‪ ,‬انتدفعت فتي‬
‫تسميعها خدعوها بقولهم حسناء والغـواني يغرهن الثناء‬
‫‪114‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫توبة واعتزال الممثلة هالة فؤاد‬

‫"أرى أنني ارتكبتت معصتـية وخطتأ كبيترا فتي حتق ربتي ودينتي ‪,‬‬
‫أتمنتتتى أن يغفتتتر اهلل لتتتي ويستتتامحني " ‪ .‬هتتتذا‬ ‫وعلتتتى هتتتذا األستتتا‬
‫ماقالتتته الممثلتتة (ستتابقا) هالتتة فتتؤاد بعتتد توبتهتتا واعتزالهتتا الفتتن ‪,‬‬
‫وارتدائها الحجاب ‪ ,‬وإعالنها التفرو التام لرعاية زوجها وأوالدها‬
‫وبيتها ‪ ,‬تروي قصتها فتقول ‪" :‬منذ صغري وبداخلي شتعور قتوي‬
‫يتتدفعني إلتتى تعتتاليم التتدين ‪ ,‬والتمستتك بتتالقيم واألختتالق الحميتتدة ‪,‬‬
‫وبالتحديد ‪ :‬عندما كنت في المرحلة اإلعدادية ‪ ,‬كنت ال أحتب حيتاة‬
‫األضتتواء ‪ ,‬أو الظهتتور فتتي المجتمعتتات الفنيتتة ‪ ,‬وكانتتت ستتعادتي‬
‫الكبرى أن أظل داخل منزلي ‪ ,‬ولكن النفس األمارة بالسوء والنظر‬
‫إلى اآلخرين وتلك التبريترات الشتيطانية كانتت وراء اتجتاهي لهتذا‬
‫الطريق‪..‬‬
‫عما‬ ‫هكذا يراد ألجيالنا المسلمة‪ ,‬أن تتجه للفن والتمثيل ‪ ,‬لتنصر‬
‫خلقتتت متتن أجلتته متتن عبتتادة اهلل وحتتده ‪ ,‬والجهتتاد فتتي ستتبيله ‪ ,‬فمتتتى‬
‫ننتبه لذلك ‪ ..‬وشاء اهلل سبحانه وتعالى أن يبتليني بمصتيبة أعتادتني‬
‫‪111‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫إلى فطرتي ‪ ,‬وتبين لي من خاللها ال‪.‬الل متن الهتدى‪ ,‬فتي لحظتة‬


‫كنتتت فيهتتا قتتاب قوستتين أو أدنتتى متتن المتتوت ‪ ,‬وذلتتك أثنتتاء عمليتتة‬
‫الوالدة األخيرة حيت ستدت المشتيمة عنتق الترحم ‪ ,‬وكتان األطبتاء‬
‫يستخدمون معي الطلق الصناعي قبل التوالدة بثالثتة أيتام ‪ ,‬وحتدث‬
‫نزيع شديد هدد حياتي بخطر كبير‪ ,‬فا جريت لتي عمليتة قيصترية‬
‫‪ ,‬وبعد العملية ظللت أعاني متن اآلالم ‪ ,‬وفتي اليتوم الستاب ‪ ,‬التذي‬
‫كان من المفروض أن أغادر فيه المستشفى ‪ ,‬فوج ت بالم شديد في‬
‫رجلي اليمنى ‪ ,‬وحدث ورم ضخم ‪ ,‬وتغير لونها‪ ,‬وقال لي األطباء‬
‫‪ ,‬شتعرت بإحستا‬ ‫‪ :‬إنني أصبت بجلطتة ‪ .‬وأنتا فتي هتذه الظترو‬
‫داخلي يقول لي ‪ :‬إن اهلل لتن يرضتى عنتك ويشتفيك إال إذا اعتزلتت‬
‫التمثيتتل ‪ ,‬ألنتتك فتتي داخلتتك مقتنعتتة أن هتتذا التمثيتتل حتترام ‪ ,‬ولكنتتك‬
‫تزينينه لنفسك ‪ ,‬والنفس أمارة بالسوء‪ ,‬ثم إنتك فتي النهايتة متمستكة‬
‫بشيء لن ينفعك ‪..‬أزعجني هذا الشعور‪ ,‬ألني أحتب التمثيتل جتدا ‪,‬‬
‫وكنت أظن أني ال أستطي الحياة بدونه ‪ ,‬وفي نفس الوقتت ‪ ,‬خفتت‬
‫أن أتختتذ خطتتوة االعتتتزال ثتتم أتراجتت عنهتتا متترة أختترى‪ ,‬فيكتتون‬
‫عذابي شديدا‪..‬‬
‫‪111‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫المهم ‪ ,‬عدت إلى بيتي ‪ ,‬وبدأت أتماثل للشفاء ‪ ,‬والحمد هلل ‪ ,‬رجلي‬
‫اليمنى بدأ يطرأ عليهتا تحستن كبيتر‪ ,‬ثتم فجتاة وبتدون إنتذار انتقلتت‬
‫اآلالم إلى رجلي اليسرى‪ ,‬وقد شعرت قبل ذلك بآالم فتي ظهتري ‪,‬‬
‫ونصتتحني األطبتتاء عمتتل عتتالج طبيعتتي ‪ ,‬ألن ع‪.‬تتالتي أصتتابها‬
‫االرتختتاء نتيجتتة لرقتتادي فتتي الستترير‪ ,‬وكانتتت دهشتتتي أن تنتقتتل‬
‫الجلطة إلى القدم اليسرى بصورة أشد وأقوى من الجلطة األولى ‪..‬‬
‫كتب لي الطبيب دواء‪ ,‬وكان قويا جدا ‪ ,‬وشتعرت بتاالم شتديدة جتدا‬
‫فتي جستمي ‪ ,‬واستتخدم معتي أي‪.‬تا حقنتا أخترى شتديدة لعتالج هتتذه‬
‫الجلطة في الشرايين ‪ ,‬ولم أشعر بتحسن ‪ ,‬وازدادت حالتي سوءا ‪,‬‬
‫وهنتتا شتتعرت بهبتتو حتتاد‪ ,‬وضتتاعت أنفاستتي ‪ ,‬وشتتاهدت كتتل متتن‬
‫حولي في صورة باهتة‪ ,‬وفجاة سمعت من يقول لي قولي ‪ " :‬ال إله‬
‫إال اهلل ألنك تلفظين أنفاسك األخيرة اآلن ‪ ,‬فقلت ‪" :‬أشهد أن ال إلته‬
‫إال اهلل ‪ ,‬وأشتتهد أن محمتتدا رستتول اهلل ‪ ,‬وتقتتول ‪ :‬نطقتتت الشتتهادة‪,‬‬
‫تنزلين القبر‪,‬‬ ‫وفي هذه اللحظة‪ ,‬تحدثت م نفسي وقلت لها ‪ :‬سو‬
‫وترحلين إلى اهلل والدار األخرة‪ ,‬فكيع تقابلين اهلل وأنت لتم تمتثلتي‬
‫في مواقع الفتنة من‬ ‫ألوامره ‪ ,‬وق‪.‬يت حياتك بالتبرج ‪ ,‬والوقو‬
‫‪113‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫خالل العمل بالتمثيل ؟ ماذا ستتقولين عنتد الحستاب ؟ هتل ستتقولين‬


‫إن الشيطان قد هزمني‪..‬‬
‫نعتم ‪ ,‬لقتد رأيتت المتتوت فعتال‪ ,‬ولكتن ل ستتع ‪ ,‬كلنتا نتناستى لحظتتة‬
‫يعمتتل ليتتوم‬ ‫المتتوت ‪ ,‬ولتتو تتتذكر كتتل إنستتان تلتتك اللحظتتة فستتو‬
‫الحستتاب ‪ ,‬يجتتب أن نلتتتزم دينيتتا حتتتى ال نكتتون مستتلمين بالوراثتتة ‪,‬‬
‫يجب أن نتعمتق فتي دراستة القترآن والستنة والفقته ‪ ,‬ول ستع فإننتا‬
‫نعتتاني متتن (أميتتة دينيتتة)‪ ,‬والبتتد متتن تكتتاتع كتتل الجهتتات لتوعيتتة‬
‫المجتم ت دينيتتا‪ ,‬ولتتن يتتتم ذلتتك متتن ختتالل تقتتديم برنتتامج واحتتد أو‬
‫برنتتامجين ‪ .‬وباختصتتار‪ ..‬قمتتت بمحاكمتتة ستتريعة لنفستتي فتتي تلتتك‬
‫اللحظات ‪ ,‬ثم شعرت فجاة بتاني أستترد أنفاستي ‪ ,‬وبتدأت أرى كتل‬
‫متتتن يقتتتع حتتتولي بوضتتتوح تتتتام ‪ . .‬أصتتتب وجتتته زوجتتتي شتتتديد‬
‫االحمترار‪ ,‬وبكتتى بشتتدة ‪ ,‬وأصتتب والتتدي فتي حالتتة يرثتتى لهتتا‪ ,‬أمتتا‬
‫والتتدتي فقتتد قامتتت فتتي ركتتن الحجتترة تصتتلي وتتتدعو اهلل ‪ .‬ستتألت‬
‫الطبيتتب ‪ :‬متتاذا حتتدث ؟! قتتال ‪" :‬احمتتدي ربنتتا‪ ,‬لقتتد كتتتب لتتك عمتتر‬
‫جديتتد" ‪ ..‬بتتدأت أفكتتـر فتتي هتتذه الحادثتتة التتتي حتتدثت لتتي وأذهلتتت‬
‫األطباء باإلضافة إلى من حولي ‪..‬فكـرت في الحياة كم هي قصيرة‬
‫قصتتيرة‪ ,‬وال تستتتحق منتتا كتتل هتتذا االهتمتتام ‪ ,‬فقتتررت أن أرتتتدي‬
‫‪111‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الحجاب وأكون في خدمة بيتي وأوالدي ‪ ,‬والتفرو لتنشت تهم النشتأة‬


‫الصحيحة ‪ ,‬وهذه أعظم الرساالت ‪..‬‬
‫وهكتتذا عتتادت هالتتة إلتتى ربهتتا ‪ ,‬وأعلنتتت قرارهتتا األخيتتر بتتاعتزال‬
‫مهنتتة التمثيتتل ‪ ,‬تلتتك المهنتتة المهينتتة التتتي تجعتتل متتن المتترأة دميتتة‬
‫رخيصة يتالعتب بهتا أصتحاب الشتهوات وعبيتد التدنيا‪ ,‬إال أن هتذا‬
‫القرار لم يترق لكثيتر متن أول تك التجتار (تجتار الجتنس ) فاتهموهتا‬
‫بالجنون ‪ ,‬وأنها إنما تركتت التمثيتل بستبب المترض وعجزهتا عتن‬
‫المواصلة‪ ,‬فترد على هؤالء وتقول ‪" :‬إن هنا في (عالم الفن) من‬
‫هم أكثر مني (نجومية وشهرة)‪ ,‬وقد تعرضوا لتجارب أقسى كثيرا‬
‫ممتتا تعرضتتت لتته ‪ ,‬ولكتتنهم لتتم يتختتذوا نفتتس القتترار"‪ .‬ثتتم ت‪.‬تتيع ‪:‬‬
‫"والغتتـريب أن (التتـوسط الفنتتي ) قتتد انقستتم أمتتام قتتراري هتتذا إلتتى‬
‫قستتتمين ‪ :‬فتتتالبعض قتتتدم لتتتي التهن تتتة ‪ ,‬والتتتبعض االختتتر اتهمتتتوني‬
‫بتتالجنون ‪ ,‬فتتإذا كتتان االمتثتتال ألوامتتر اهلل جنونتتا ‪ ,‬فتتال أملتتك إال أن‬
‫أدعو لهم جميعا بالجنون الذي أنا فيه " ‪ .‬وفي معرض حديثها عتن‬
‫حالها قبل التوبة ‪ ,‬وموقفها من زميالتها الالتتي ستبقنها إلتى التوبتة‬
‫وااللتتتزام تقتتول ‪" :‬لقتتد كنتتت أشتتعر بمتتودة لكتتل التتزميالت الالتتتي‬
‫اتخذن مثل هذا القرار‪ ,‬كهناء ثروت ‪ ,‬وميرفتت الجنتدي ‪ . .‬وكنتت‬
‫‪115‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫أدعو اهلل أن يشترح صتدري لمتا يحتب ‪ ,‬وأن يغلقته عمتا ال يحتب ‪,‬‬
‫وقتتد استتتجاب اهلل دعتتائي وشتترح صتتدري لمتتا يحتتب " ‪ .‬وفتتي ختتتام‬
‫حديثها تقول ‪" :‬هالتة فتؤاد الممثلتة توفيتت إلتى غيتر رجعتة‪ ,‬وهالتة‬
‫فؤاد الموجودة حاليا العالقة لها باإلنسانة التي رحلت عن دنيانا"‬
‫هذه هي قصة الممثلة هالتة فتؤاد مت الهدايتة كتـما ترويهتا بنفستها ‪,‬‬
‫ونحن بانتظار المزيد من العائدين إلى اهلل متن (الفنتانين ) وغيترهم‬
‫‪ ,‬الالحقتتين بركتتب اإليمتتان فبتتل فتتوات األوان ‪ ,‬فمتتن العائتتد الجديتتد‬
‫ياترى؟؟‬
‫‪112‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫توبة الممثلة (نورا)‬

‫جتتاءت إلتتى مكتتة المكرمتتة ألداء العمتترة واالستتتغفار بعتتد اعتزالهتتا‬


‫التمثيل منذ عدة أشهر‪ ..‬كانت ال تفارق الحرم إال لمامتا‪ ,‬وال يبترح‬
‫المصحع الشريع يدها‪ ,‬وال تكع عن البكاء‪.‬‬
‫إنهتتا الممثلتتة (نتتورا) ستتابقا‪ ,‬وشتتاهيناز قتتدري حاليتتا وهتتو استتمها‬
‫الحقيقتتي‪ ..‬وجوابتتا علتتى ستتؤال وُجّتته إليهتتا عتتن رحلتهتتا م ت التوبتتة‬
‫قالت‪( :‬إنها لحظة كانت من أعظم لحظات حيتاتي‪ ..‬عتدتُ فيهتا متن‬
‫غربتي‪ ..‬وولدتُ فيها من جديد حينما ذهبتُ م صتديقة لتي لمقابلتة‬
‫عالم جليل‪ ,‬وكان من المقرر أن يمتد اللقاء لمدة ساعة‪ ,‬ولكنه امتتد‬
‫لمدة ساعات سمعت فيها ‪-‬م غيري من المسلمين والمستلمات‪ -‬متا‬
‫لتتم أستتمعه متتن قبتتل‪ ..‬وارتعتتدتْ فرائصتتي واهتتتز كيتتاني وأنتتا أستتم‬
‫كلمتتات الشتتيخ عتتن اإلستتالم والمعصتتية والتوبتتة‪ ,‬والطريتتق الخطتتأ‬
‫والطريق الصواب‪ ..‬فعدتُ م صتديقتي إلتى منزلتي وأنتا أرتعتش‪,‬‬
‫وأحسستت بزلتزال رهيتب فتي أنحتتاء جستمي‪ ..‬وفتي اليتوم الثتتاني ‪-‬‬
‫وعلى الفور‪ -‬توجهتُ إلى مسجد من مساجد القتاهرة حيت الداعيتة‬
‫‪112‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الكبيرة شمس البارودي وهناء ثروت‪ ,‬وجلست أقرأ القترآن وأتفقته‬


‫فتتي ديتتن اهلل والستتنة المطهتترة‪ ,‬وداومتتُ علتتى ذلتتك بصتتفة مستتتمرة‬
‫ودون انقطا ‪.‬‬
‫وفتتي لحظتتة روحانيتتة قتتررتُ وحستتمتُ أمتتري بتتأن أكتتون مستتلمة‬
‫مؤمنة تائبة إلى ربها‪ ,‬وأن أقط كل صلتي بالتمثيل‪.‬‬
‫وتخلص تتُ ‪-‬والحمتتد هلل‪ -‬متتن كتتل ارتباط تاتي الفنيتتة م ت المختترجين‬
‫طريتق اهلل‬ ‫والمنتجين وكل ما يتعلق بالفن‪ ,‬بال رجعة‪ ..‬فمن يعتر‬
‫لن يجد له بديال‪.‬‬
‫وأنا اآلن ‪-‬والحمد هلل‪ -‬أعيش من رزق حالل طيب‪ ,‬أسأل اهلل ‪-‬عتز‬
‫وجل‪ -‬أن يبار فيه)‪.‬‬
‫وحول الشبهة التي يثيرها البعض من أن توبة الفنانين نتيجة تهديتد‬
‫من جهات ما أجابت‪:‬‬
‫(أنا عن نفسي رجعتُ إلى اهلل‪ ,‬وتبتتُ ونتدمتُ خوفتا منته ‪-‬ستبحانه‪-‬‬
‫واقتناعتتا بمتتا أفعتتل ولتتيس خوفتتا متتن تهديتتد مطلق تا وال يخفتتى علينتتا‬
‫جميعا الحملة الشعواء لهذه األقالم المغرضتة التتي تخشتى اإلستالم‬
‫وقوّته)‬
‫‪118‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وسُ ت لتْ‪ :‬متتن واقتتـ تجربتتتك الفنيتتـة هتتل تعتقتتدين أن الفتتن حتترام؟‬
‫فأجبتتت‪( :‬إن الفتتن ‪-‬واهلل تعتتالى أعلتتم‪ -‬بالنستتبة للنستتاء حتترام‪ ,‬حتترام‬
‫ألن المرأة عورة‪ ,‬وفن هذه األيام فن مبتذل فيه إسفا ‪ ..‬ولن يكون‬
‫رسالة سامية مطلقا‪ ..‬فهو بعيد كل البعد عن اإلسالم)‪.‬‬
‫‪119‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫توبة الممثلة هدى رمزي‬

‫الطريتتق إلتتى اهلل عتتز وجتتل مفتتتوح أمتتام التتتائبين ‪ ,‬ومهمتتا كانتتت‬
‫التتذنوب واآلثتتام فرحمتتة اهلل قتتد وستتعت كتتلّ شتتيء ‪ ,‬وهتتو القائتتل‬
‫سبحانه ‪(( :‬قُلْ يَا عِبَادِيَ َّالذِينَ َأسْترَفُوا عَلَتى أَنفُسِت ِهمْ ال تَقْ َنطُتوا مِتن‬
‫رَّحْمَةِ اهللَِّ إِنَّ اهللََّ يَغْفِترُ التذُنُوبَ جَمِيعتا إِنَّتهُ هُتوَ الْغَفُتورُ الترَّحِيمُ )) (‬
‫الزمر ‪. )53 :‬‬
‫هكذا بدأت الممثلة التائبة هدى رمزي حديثها للمجلّتة ‪ ,‬أمّتا رحلتهتا‬
‫إلى الهداية فترويها بقولها ‪:‬‬
‫من تذ نشتتأتي األولتتى وأنتتا فتتي الوستتط الفنّتتي ‪ ,‬فوالتتدي كتتان منتجتتا‬
‫ومخرجا ‪ ,‬وشقيقي األكبر كذلك ‪ ,‬وبعد تخرّجتي متن كليّتة اإلعتالم‬
‫– قستتم اإلذاعتتة والتلفزيتتون ‪ ,‬ستتلكت طريتتق الف تنّ لع تدّة ستتنوات ‪,‬‬
‫ظللت خاللها أفكّر كثيرا في جدوى هذا العمل المليء بالذنوب ‪.‬‬
‫كنت في رحلة بح متواصلة عن الف‪.‬يلة ‪ ,‬وتزوجت عدّة مترّات‬
‫بحثتتا عتتن تلتتك القتتيم الزائفتتة ‪ ,‬المفقتتودة فتتي حيتتاتي ‪ ,‬ورحتتت أقتترأ‬
‫‪114‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫واستتتم كثيتترا لشتتّى اآلراء واألفكتتار ‪ ,‬حتتتى شتتاهدت حتتديثا ألحتتد‬


‫المشتايخ المعتروفين فتي التلفزيتون ‪ ,‬ومتتن فتر تتأثّري بته حاولتتت‬
‫االتصتتتال بهتتتذا الداعيتتتة الجليتتتل ‪ ..‬وبالفعتتتل أعطتتتاني عتتتدّة كتتتتب ‪,‬‬
‫وحدّثني كثيرا عن قيم اإلسالم السامية دون أن يصرّح ‪ ,‬ومن تلقاء‬
‫نفسي وجدت أنّ حظيرة اإلسالم هي أف‪.‬ل ما يمكن اللجتوء إليته ‪,‬‬
‫وبعد قراءات واتّصاالت م الشيخ قررّت اعتزال هذا العفن نهائيا‬
‫‪ ,‬وإعالن توبتي إلى اهلل – عزّ وجلّ‪ , -‬واكتشفت أنّ هذا التصرّ‬
‫هو ضالّتي المنشودة التي كنت أبح عنها منذ سنوات ‪ ,‬ثم وجدتها‬
‫والحمد هلل ‪.‬‬
‫وأنا اآلن أق‪.‬تي معظتم وقتتي فتي قتراءة القترآن وكتتب الفقته حتّتى‬
‫أعتوّض متتا فتتاتني متتن علتتوم التتدين ال‪.‬تترورية التتتي ال يست مستتلم‬
‫الجهل بها ‪.‬‬
‫أمّا ما أنوي عمله – إن شاء اهلل – فهو تأسيس دار لتشغيل الفتيتات‬
‫المسلمات ‪ ,‬وتعليمهن أصول دينهنّ ودنيتاهنّ أي‪.‬تا حتتى يستتطعن‬
‫مواجهتتة الحيتتاة وتربيتتة التتنشء ‪ ,‬كمتتا أنتتوي أي‪.‬تتا – إن شتتاء اهلل –‬
‫تأسيس دار ل يتام ورعايتهم ‪ ,‬ألنّ كافل اليتتيم لته أجتر عظتيم عنتد‬
‫اهلل تعالى ‪ ,‬كما قال النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ (( :‬أنا وكافل اليتيم‬
‫‪111‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫في الجنّة كهاتين )) وأشار بأصبعه ؛ السبّابة والتي تليها وأنا أطم‬
‫في تلك المكانة الرفيعة ‪.‬‬
‫أما رأيها في الفنّ بشكله الحالي ‪ ,‬فتقول ‪:‬‬
‫إنّ الوض القائم اآلن باسم الفنّ حرام بكلّ المقاييس ‪ ,‬وال يمكن أن‬
‫يستتتمّى فنّتتتا ‪ ,‬بتتتل هتتتو عفتتتن وفستتتاد ‪ ,‬ومجتتتون واختتتتال ‪ ,‬ودمتتتار‬
‫ل خالق والمجتمعتات ‪ ,‬فهتو ال يختدم المجتمت ‪ ,‬وال يقتدّم قيمتا وال‬
‫مثال للشباب ‪ ,‬فكيع يكون حالال ؟‪ .‬نحن نقول حرام بعد أن خ‪.‬نا‬
‫تجربته ‪ ,‬وعندنا الدليل والحجّة على ذلك ‪ ,‬فما يجتري فيمتا يستمّى‬
‫بالوسط الفنّي حاليا ال يمكن أن يمتّ للدين بصلة ‪ ,‬فاإلسالم يح‪ّ.‬نا‬
‫على االلتتزام والصتدق والنقتاء والف‪.‬تيلة ‪ ,‬والفتنّ اليتوم يتدعو إلتى‬
‫ضدّ ذلك ‪.‬‬
‫وفي نصيحة لالتي ال زلن في ذلك الوسط تقول ‪:‬‬
‫أقتتول له تنّ ‪ :‬إنّ الطريتتق إلتتى اهلل خيتتر وأبقتتى ‪ ,‬وهتتو دائمتتا مفتتتوح‬
‫للتائبين ‪ ,‬وحين ترجعن إلى حظيرة الدين ستعلمن أنّ ما يقدّم باستم‬
‫الفنّ ما هو إال عفن ‪ ,‬وال عالقة له بالدين ‪ ,‬بل هتو متن المحرّمتات‬
‫والفساد المنهي عنه ‪ ,‬ألنّه عالوة على كونه لهوا ال يفيتد شتي ا فهتو‬
‫‪111‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫إلتى‬ ‫الخطي تة ‪ ,‬وال يهتد‬ ‫أي‪.‬ا يعتمد المحرّمات سبيال ‪ ,‬ويكت ّر‬
‫الصال العام‪ ,‬فتبن إلى اهلل ‪ ,‬فهو توّاب رحيم ‪.‬‬
‫أمّا الالتي تبن ثمّ عتدن إلتى غتيّهن ‪ ,‬فتأقول لهتن متا قالته اهلل – عتزّ‬
‫هلل لِ ُي‪ِ.‬لَّ َقوْما بَ ْعدَ ِإذْ َهدَا ُهمْ‬
‫وجلّ – في سورة التوبة ‪ (( :‬وَمَا كَانَ ا ُ‬
‫شيْءٍ عَلِتيمٌ )) ( التوبتة ‪)115 :‬‬
‫حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اهللَّ بِكُلِّ َ‬
‫‪.‬‬
‫فهتتؤالء كتتان فتتي نفوستتهن مطم ت ومتترض ‪ ,‬ولمتتا لتتم يمكتتنهن ممتتا‬
‫أردن ‪ ,‬عدن إلى الشيطان )) ‪.‬‬
‫هذا ما قالته الفنانة سابقا هتدى رمتزي عمتا يستمى بالوستط الفنتي ‪,‬‬
‫وهتو كتالم قتيم يبتين حقيقتة متتا يجتري فتي ذلتك الوستط العفتن التتذي‬
‫تتحدث عنه كثيرا وسائل اإلعالم ‪ ,‬وتلم أهله !ّ!‬
‫‪113‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫توبة الممثلة أميرة‬

‫الممثلة أميرة هي أي‪.‬ا ممن التحق بركب التائبين ‪ ,‬تقول ‪:‬‬


‫طول عمري وأنتا قريبتة متن اهلل‪ ,‬أحتب الصتالة ‪ ,‬وأداوم عليهتا ‪. .‬‬
‫وأختلي بنفسي – حتى خالل مرحلة اشتغالي بالفن ‪.. -‬‬
‫وبعد الزواج ؛ أديت فري‪.‬ة الحج ‪ ,‬ولكني لم أرتد الحجتاب بعتدها‬
‫مباشتترة ‪ ,‬ثتتم أديتتت العمتترة متترات عديتتدة ‪ ,‬وبعتتد العمتترة الخامستتة‬
‫تحجبت لتسعة أشهر ‪ ,‬ولكني تعرضت ل‪.‬غو رهيبة – ال داعتي‬
‫لذكرها اآلن‪ -‬كانت سببا في تركي للحجاب ‪..‬‬
‫لم تتبدل حياتي ‪ ,‬ولم أشعر بارتياح ‪ ,‬بتل بتالعكس ؛ كنتت حزينتة ‪,‬‬
‫وقررت في لحظة انفعال العودة إلى الحجاب للمترة الثانيتة ‪ ,‬ولكتن‬
‫لم يكن مقدرا لي هذه المرة أن تدوم طويال ‪...‬‬
‫وكانت المرة الثالثة التي ارتديت فيها الحجاب منذ نحو عتام تقريبتا‬
‫وهي األخيرة الدائمة إن شاء اهلل ‪ ..‬إنهتم يقولتون ( الثالثتة ثابتتة ) ‪,‬‬
‫وأنا عازمة بإذن اهلل أن تكون كذلك ‪.‬‬
‫‪111‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫لقد كان األمر في المرات األولى مختلفا ؛ فلم يكن أحد بجانبي مثل‬
‫اآلن يشجعني ويؤازرني ‪ ..‬كنت وحدي فتي مجتمعتات كلهتا ستفور‬
‫وعداء للحجاب ‪.‬‬
‫وتؤكتتد أميتترة ‪ :‬لتتم يحتتدث أبتتدا فتتي أي وقتتت أن ضتتغط عل تيّ أحتتد‬
‫ألتحجب ‪ ,‬حتى صديقتي العزيزة هناء ثتروت – التتي ستبقتني إلتى‬
‫الحجاب – لم تطلب مني ذلك ‪ ,‬فقد اكتفت عندما كنت أزورها ذات‬
‫يتتوم بتتأن دعتنتتي للصتتالة ‪ ,‬ثتتم بعتتد الصتتالة ستتألتني ‪ :‬لتتو كتتان لتتديك‬
‫موعد م إنسان عزيز تحبينه فماذا ترتدين له؟‬
‫‪ -‬قلت ‪ :‬أف‪.‬ل مالبسي ‪.‬‬
‫‪ -‬قالتتت ‪ :‬فمتتا بالتتك بلقتتاء اهلل ستتبحانه وتعتتالى لحظتتة الصتتالة ‪ ..‬أال‬
‫يستحق ذلك زيا مالئما كما أمر اهلل ‪ .‬؟‬
‫وبعد فترة من هذه الواقعة وجتدت نفستي أتجته التختاذ القترار التذي‬
‫كنت أسعى إليه باختياري منذ البداية ‪.‬‬
‫والحمد هلل الذي أمد في عمري حتى أتخذ هتذا القترار ‪ ,‬ولتم يقتبض‬
‫روحي وأنا متبرجة سافرة ‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫توبة واعتزال الممثلة شمس البارودي‬

‫متتن كتابهتتا "رحلتتتي متتن الظلمتتات إلتتى النتتور" وفتتي حتتوار أجرتتته‬
‫إحدى الصحع م شمس البارودي الممثلة المعروفة التي اعتزلت‬
‫التمثيل وردا على سؤال عن سبب هدايتها قالت ‪:‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫الحمتتد هلل ‪ ,‬والصتتالة والستتالم علتتى رستتول اهلل ‪ ..‬البدايتتة كانتتت فتتي‬
‫نشأتي ‪ ..‬والنشأة لها دور مهم ‪.‬‬
‫والدي – بف‪.‬ل اهلل – رجل متدين‪ ,‬التدين البسيط العتادي‪ ..‬وكتذلك‬
‫كانت والدتي‪ -‬رحمها اهلل – كنت أصلي ولكن ليس بانتظام‪ ..‬كانتت‬
‫بعتتض الفتتروض تفتتوتني ولتتم أكتتن أشتتعر بفداحتتة تتتر فتترض متتن‬
‫ليستت‬ ‫فروض الصتالة‪ ..‬ول ستع كانتت متادة التدين فتي المتدار‬
‫أساسية وبالطب لم يكن يرسب فيها أحد ولم يكن الدين علما أساسيا‬
‫مثل باقي العلوم األخرى الدنيويتة‪ ..‬وعنتدما حصتلت علتى الشتهادة‬
‫‪112‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫الثانوية العامة كانت رغبتي إما في دخول كليتة الحقتوق أو دراستة‬


‫الفنون الجميلة‪ ,‬ولكتن المجمتو لتم يتؤهلني أليهمتا‪ ..‬فتدخلت معهتد‬
‫الفنتتون المستترحية‪ ,‬ولتتم أكمتتل الدراستتة فيتته حي ت مارستتت مهنتتة‬
‫التمثيل‪ ..‬وأشعر اآلن كأنني دفعت إليها دفعا‪ ..‬فلم تكن في يتوم متن‬
‫األيام حلم حياتي ولكتن بريتق الفتن والفنتانين والستينما والتليفزيتون‬
‫كان يغري أي فتاة في مثل سني – كان عمري آنذا ‪ 12-12‬سنة‬
‫– خاصة م قلة الثقافة الدينية الجيدة‪ .‬وأثنتاء عملتي بالتمثيتل كنتت‬
‫أشعر بشيء في داخلي يرفض العمل حتى أننتي كنتت أظتل عتامين‬
‫أو ثالثة دون عمل حتى يقول البعض ‪ :‬إننتي اعتزلتت‪ ..‬والحمتد هلل‬
‫كانتتت أستترتي ميستتورة الحتتال متتن الناحيتتة الماديتتة فلتتم أكتتن أعمتتل‬
‫لحاجة مادية‪ ..‬وكنت أنفق العائد من عملي على مالبسي ومكيتاجي‬
‫وما إلى ذلك‪ ..‬استتمر الوضت حتتى شتعرت أنتي ال أجتد نفستي فتي‬
‫هذا العمل‪ ..‬وشعرت أن جمالي هو الشيء الذي يستتغل فتي عملتي‬
‫بالتمثيل‪ ..‬وعنتدها بتدأت أرفتض األدوار التتي تعترض علتي‪ ,‬التتي‬
‫كانت تركز دائما على جمتالي التذي وهبنتي اهلل إيتاه وعنتد ذلتك قتل‬
‫عملتتي جتتدا‪ ..‬كتتان عملتتي بالتمثيتتل أشتتبه بالغيبوبتتة‪ ..‬كنتتت أشتتعر أن‬
‫هنتتا انفصتتاما بتتين شخصتتيتي الحقيقيتتة والوض ت التتذي أنتتا فيتته‪..‬‬
‫‪112‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وكنت أجلس أفكر في أعمالي السينمائية التي يراها الجمهور‪ ..‬ولم‬


‫أكن اشعر أنهتا تعبتر عنتي‪ ,‬وأنهتا أمتر مصتطن ‪ ,‬كنتت أحتس أننتي‬
‫أخرج من جلدي‪ .‬وبدأت أمثل م زوجي األستاذ حسن يوستع فتي‬
‫أدوار أقرب لنفسي فحدثت لي نقلة طفيفتة متن أن يكتون الم‪.‬تمون‬
‫لشكلي فقط بل هنا جانب آخر‪ .‬أثناء ذلك بدأت أواظتب علتى أداء‬
‫الصلوات بحي لتو تركتت فرضتا متن الفتروض استتغفر اهلل كثيترا‬
‫بعد أن أصليه ق‪.‬اء‪ ..‬وكان ذلك يحزنني كثيرا‪ ..‬كل ذلك ولتم أكتن‬
‫ألتزم بالزي اإلسالمي‪ .‬وقبل أن أتتزوج كنتت أشتتري مالبستي متن‬
‫أحتتدث بيتتوت األزيتتاء فتتي مصتتر وبعتتد أن تزوجتتت كتتان زوجتتي‬
‫يصتتتتطحبني للستتتتفر ختتتتارج مصتتتتر لشتتتتراء المالبتتتتس الصتتتتيفية‬
‫والشتوية!! ‪ ..‬أتذكر هذا اآلن بشتيء متن الحتزن‪ ,‬ألن هتذه األمتور‬
‫التافهة كانتت تشتغلني‪ .‬ثتم بتدأت أشتتري مالبتس أكثتر حشتمة‪ ,‬وإن‬
‫أعجبني ثوب بكم قصير كنت أشتري معه "جاكيتت" لستتر الجتزء‬
‫الظاهر من الجسم‪ ..‬كانت هتذه رغبتة داخليتة عنتدي‪ .‬وبتدأت أشتعر‬
‫برغبة في ارتداء الحجاب ولكن بعض المحيطين بي كانوا يقولتون‬
‫لي ‪ :‬إنك اآلن أف‪.‬ل!!!‪ .‬بدأت أقرأ في المصحع الشتريع أكثتر‪..‬‬
‫وحتتتى تلتتك الفتتترة لتتم أكتتن قتتد ختمتتت القتترآن الكتتريم قتتراءة‪ ,‬كنتتت‬
‫‪118‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫أختمه م مجموعة من صديقات الدراسة‪ ..‬ومن ف‪.‬تل اهلل أننتي لتم‬


‫تكتتتن لتتتي صتتتداقات فتتتي الوستتتط الفنتتتي‪ ,‬بتتتل كانتتتت صتتتداقاتي هتتتي‬
‫صداقات الطفولة‪ ,‬كنت أجتم وصديقاتي – حتتى بعتد أن تزوجتت‬
‫– فتتي شتتهر رم‪.‬تتان الكتتريم فتتي بيتتت واحتتدة منتتا ثتتم نقتترأ القتترآن‬
‫الكريم ونختمه ول سع لم تكن منهن من تلتزم بالزي الشرعي‪.‬‬
‫في تلك الفترة كنت أعمل دائما مت زوجتي ستواء كتان يمثتل معتي‬
‫أو يخرج لي األدوار التي كنتت أمثلهتا‪ ..‬وأنتا أحكتي هتذا اآلن لتيس‬
‫باعتباره شي ا جميال في نفسي ولكن أتحدث عن فترة زمنيتة عنتدما‬
‫أتذكرها أتمنى لو تمحى من حياتي ولو عدت إلى الوراء لما تمنيت‬
‫أبتتدا أن أكتتون متتن الوستتط الفنتتي!! كنتتت أتمنتتى أن أكتتون مستتلمة‬
‫ملتزمة ألن ذلك هو الحق واهلل – تعالى – يقول ( وما خلقت الجتن‬
‫واإلنس إال ليعبدون)‪ .‬كنتت عنتدما أذهتب إلتى المصتيع أتتأخر فتي‬
‫نزول البحر إلتى متا بعتد الغتروب ومغتادرة الجميت للمكتان إال متن‬
‫زوجي‪ ,‬وأنا أقول هتذا ألن هنتا متن تظتن أن بينهتا وبتين االلتتزام‬
‫هوة واسعة ولكتن األمتر – بف‪.‬تل اهلل – ستهل وميستور فتاهلل يقتول‬
‫في الحدي القدسي " ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن‬
‫تقتتترب إلتتتى ذراعتتتا تقربتتتت إليتتته باعتتتا‪ ,‬ومتتتن أتتتتاني يمشتتتي أتيتتتته‬
‫‪119‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫هرولتتة…" وكانتتت قراءاتتتي فتتي تلتتك الفتتترة لبرجستتون وستتارتر‬


‫وفرويد وغيرهم من الفلسفات التي ال تقدم وال تتؤخر وكنتت أدختل‬
‫في مناقشات جدلية فلسفية وكانت عندي مكتبة ولكني أحجمت عتن‬
‫هذه القراءات دون سبب ظتاهر‪ .‬كانتت عنتدي رغبتة قويتة فتي أداء‬
‫العمرة وكنت أقول في نفسي‪ :‬إنني ال استتطي أن أؤدي العمترة إال‬
‫إذا ارتتديت الحجتاب ألنتته غيتر معقتتول أن أذهتب لبيتتت اهلل دون أن‬
‫أكون ملتزمة بالزي اإلسالمي‪ ..‬لكن هنا من قلن لتي‪ :‬ال ‪ ..‬أبتدا‪..‬‬
‫هذا لتيس شترطا‪ ..‬كتان ذلتك جهتال متنهن بتعتاليم اإلستالم ألنهتن لتم‬
‫يتغير فيهن شيء بعتد أدائهتن للعمترة‪ .‬وذهتب زوجتي ألداء العمترة‬
‫ولم أذهب معه لخوفي أن تتأخر ابنتي عن الدراسة في فترة غيتابي‬
‫‪ ..‬ولكنها أصيبت بنزلة شعبية وانتقلت العدوى إلى ابني ثتم انتقلتت‬
‫إلي فصرنا نحن الثالثة مرضى فنظرت إلى هذا األمتر نظترة فيهتا‬
‫تدبر وكأنها عقاب على تأخري عن أداء العمرة‪ .‬وفتي العتام التتالي‬
‫ذهبتتت ألداء العمتترة وكتتان ذلتتك ستتنة ‪1981‬م فتتي شتتهر "فبرايتتر"‬
‫وكنت عائدة في "ديسمبر" من بتاريس وأنتا أحمتل أحتدث المالبتس‬
‫من بيوت األزياء كانتت مالبتس محتشتمة‪ ..‬ولكنهتا أحتدث موديتل‪..‬‬
‫وعنتتدما ذهبتتت واشتتتريت مالبتتس العمتترة البي‪.‬تتاء كانتتت أول متترة‬
‫‪134‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫ألتتبس الثيتتاب البي‪.‬تتاء دون أن أضت أي نتتو متتن المستتاحيق علتتى‬


‫وجهتتي ورأيتتت نفستتي أكثتتر جمتتاال‪ ..‬وألول متترة ستتافرت دون أن‬
‫أصاب بالقلق على أوالدي لبعتدي عتنهم وكانتت ستفرياتي تصتيبني‬
‫بتتالفز والرعتتب خوفتتا علتتيهم‪ ..‬وكنتتت آختتذهم معتتي فتتي الغالتتب‪.‬‬
‫وذهبتتت ألداء العمتترة متت وفتتد متتن هي تتة قنتتاة الستتويس‪ ..‬وعنتتدما‬
‫وصلت إلى الحترم النبتوي بتدأت أقترأ فتي المصتحع دون أن أفهتم‬
‫اآليتتات فهمتتا كتتامال لكتتن كتتان لتتدي إصتترار علتتى ختتتم القتترآن فتتي‬
‫المدينتتتتة ومكتتتتة‪ ..‬وكانتتتتت بعتتتتض المرافقتتتتات لتتتتي يستتتتألنني هتتتتل‬
‫ستتحجبين؟ وكنت أقول ‪ :‬ال أعر ‪ ..‬كنتت أعلتق ذلتك األمتر علتى‬
‫زوجي‪ ..‬هل سيوافق أم ال‪ ..‬ولم أكن أعلم أنه ال طاعة لمخلوق فتي‬
‫معصتتية الختتالق‪ .‬وفتتي الحتترم المكتتي وجتتدت العديتتد متتن األختتوات‬
‫المسلمات كن يرتدين الخمار وكنت أف‪.‬تل البقتاء فتي الحترم ألقترأ‬
‫القتترآن الكتتريم وفتتي إحتتدى المتترات أثنتتاء وجتتودي فتتي الحتترم بتتين‬
‫العصر والمغرب التقيت بإحدى األخوات وهي مصرية تعتيش فتي‬
‫الكويت اسمها "أروى" قرأت علي أبياتا من الشعر الذي كتبته هي‬
‫فبكيت‪ ,‬ألنني استشعرت أنها مستت شتي ا فتي قلبتي وكنتت فتي تلتك‬
‫الفترة تراودني فكرة الحجتاب كثيترا ولكتن التذين متن حتولي كتانوا‬
‫‪131‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫يقولون لي ‪ :‬انتظري حتى تسألي زوجك‪ ..‬ال تتعجلي‪ ..‬أنت مازلت‬


‫شابة…‪ . .‬الخ " ولكن كانت رغبتي دائما في ارتداء الحجاب قالت‬
‫األخت "أروى‬

‫فليقــولوا عـن حجابي ‪ ..‬ال وربي لن أبالي‬


‫قد حمــاني في ديني ‪ ..‬وحــباني بالجـــالل‬
‫زينتي دوما حيائي ‪ ..‬واحتشامي هو مــالي‬
‫أألني أتـــولى ‪ ..‬عــن مـــــتا الــــــزوال‬
‫كأني ‪ ..‬أطلب الســـوء لحالي‬ ‫المني النا‬
‫كم لمحت اللوم منهم ‪ ..‬في حدي أو سؤال‬

‫وهي قصيدة طويلة أبكي كلمتا تتذكرتها… استشتعرت أنهتا تتحتدث‬


‫قلبتتي‪ .‬وبعتتد ذلتتك ذهبتتت ألداء‬ ‫بلستتان حتتالي‪ ..‬وأنهتتا مستتت شتتغا‬
‫العمرة ألخت لي من أبي‪ ,‬توفيت وكنت أحبها كثيترا – رحمهتا اهلل‬
‫– وبعتتتد أداء العمتتترة لتتتم أنتتتم تلتتتك الليلتتتة واستشتتتعرت ب‪.‬تتتيق فتتتي‬
‫صدري رهيب وكأن جبال الدنيا تجثم فتوق أنفاستي‪ ..‬وكتأن خطايتا‬
‫الشتتر كلهتتا تخنقنتتي‪ ..‬كتتل مبتتاهج التتدنيا التتتي كنتتت أتمتت بهتتا كأنهتتا‬
‫‪131‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫أوزار تكبلني‪ ..‬وسألني والتدي عتن ستبب أرقتي فقلتت لته‪ :‬أريتد أن‬
‫أذهب إلى الحرم اآلن‪ ..‬ولم يكن الوقتت المعتتاد لتذهابنا إلتى الحترم‬
‫قد حان ولكن والدي‪ -‬وكان مجندا نفسته لراحتتي فتي رحلتة العمترة‬
‫– صحبني إلتى الحترم‪ ..‬وعنتدما وصتلنا أديتت تحيتة المستجد وهتي‬
‫وفي أول شو من األشوا السبعة يسر اهلل لتي الوصتول‬ ‫الطوا‬
‫إلى الحجر األسود ولم يح‪.‬ر على لستاني غيتر دعتاء واحتد ‪ ..‬لتي‬
‫ولزوجي وأوالدي وأهلي وكل من أعر ‪ ..‬دعتوت بقتوة اإليمتان‪..‬‬
‫ودموعي تنهمر في صمت ودون انقطا ‪ ..‬طتوال األشتوا الستبعة‬
‫لم أد إال بقوة اإليمان وطتوال األشتوا الستبعة أصتل إلتى الحجتر‬
‫األستتود وأقبلتته‪ ,‬وعنتتد مقتتام إبتتراهيم عليتته الستتالم وقفتتت ألصتتلي‬
‫وقرأت الفاتحة‪ ,‬كأني لم أقرأها طتوال حيتاتي‬ ‫ركعتين بعد الطوا‬
‫واستشعرت فيها معان اعتبرتها منة من اهلل‪ ,‬فشعرت بعظمة فاتحة‬
‫استشتتعرت‬ ‫الكتتتاب ‪ ..‬وكنتتت أبكتتي وكيتتاني يتزلتتزل‪ ..‬فتتي الطتتوا‬
‫كأن مالئكة كثيترة حتول الكعبتة تنظتر إلتى‪ ..‬استشتعرت عظمتة اهلل‬
‫كمتتا لتتم أستشتتعرها طتتوال حيتتاتي‪ .‬ثتتم صتتليت ركعتتتين فتتي الحجتتر‬
‫وحدث لي الشيء نفسه كل ذلتك كتان قبتل الفجتر‪ ..‬وجتاءني والتدي‬
‫ألذهتتب إلتتى مكتتان النستتاء لصتتالة الفجتتر عنتتدها كنتتت قتتد تبتتدلت‬
‫‪133‬‬ ‫قصص التائبني – قصص واقعية مؤثرة جداً جداً‪ -‬اجلزء الثاني‬

‫وأصتتتبحت إنستتتانة أختتترى تمامتتتا ‪ .‬وستتتألني بعتتتض النستتتاء‪ :‬هتتتل‬


‫ستتحجبين يا أخت شمس؟‬
‫فقلت‪ :‬بإذن اهلل‪ ..‬حتى نبرات صتوتي قتد تغيترت‪ ..‬تبتدلت تمامتا ‪..‬‬
‫هذا كل ما حدث لتي‪ ..‬وعتدت ومتن بعتدها لتم أخلت حجتابي ‪ ..‬وأنتا‬
‫اآلن في السنة السادسة منتذ ارتدائته وأدعتو اهلل أن يحستن ختاتمتي‬
‫وخاتمتنا جميعا أنا وزوجي وأهلي وأمة المسلمين جمعاء !!‬

You might also like