Professional Documents
Culture Documents
الشركة القابضة و الشركة الأم والشركة التابعة في القانون التجاري الجزائري
الشركة القابضة و الشركة الأم والشركة التابعة في القانون التجاري الجزائري
مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر شعبة الحقوق – تخصص قانون أعمال-
لجنة المناقشة:
رئيسا جامعة العربي بن مهيدي -أم البواقي- أستاذ محاضر .1د صيمود مخلوف
مشرفاومقر ار جامعة العربي بن مهيدي -أم البواقي- أستاذ مساعد .2أ.بركات حسينة
عضواممتحنـا جامعة العربي بن مهيدي -أم البواقي- .3أ.قصار الليل عائشة أستاذ مساعد
السنة الجامعية
3102/3102
أتقدم بشكري الجزيل وامتتاني الكبير إلى كل من ساعدني سواء من قريب
أو بعيد ولو بدعم معنوي إلنجاز هذا البحث وأخص بالذكر:
مقدمــة
يعتبر مجمع الشركات اإلطار المالئم لتجميع المشروعات ،حيث ساعد على ظهوره تمكين
الشخص المعنوي من حق تملك األسهم والحصص في الشركات األخرى كاألفراد ،كما أن تمكين شركات
منفصلة عن بعضها البعض قانونا من ذلك ،سواء عن طريق المشاركة في التأسيس أو بالشراء أدى إلى
تجميع شركتين أو أكثر تحت إدارة شركة واحدة تعرف بالشركة األم ( )Société mèreأو القابضة (
،(Société Holdingتراقب بصفة مباشرة أو غير مباشرة شركات أخرى تابعة لها ومرتبطة بها تدعى
يرجع مصطلح الشركة األم إلى الفقه الفرنسي ،حيث تعد هذه األخيرة المركز االستراتيجي لمجمع
الشركات ،تتمتع بشخصية معنوية مستقلة بجميع ما يترتب عليها من آثار قانونية ،تقوم بإدارة اقتصادية
موحدة ورقابة على الذمم المالية للشركات التابعة لها ،حيث تباشر سيطرتها على هذه الشركات بالسيطرة
على ملكية األسهم فيها .كما تتحول في أغلب األحيان إلى شركة قابضة يمكنها أن تقضي بسهولة على
فالشركة القابضة عبارة عن شركة مساهمة تخضع في تأسيسها وادارتها لألحكام القانونية المنظمة
لشركة المساهمة ،ينحصر موضوع نشاطها باألعمال المحددة قانونا .وتعرف هذه الشركات في الجزائر
بالشركات القابضة العمومية وهذا حسب األمر 59-59المؤرخ في 59سبتمبر 5559المتعلق بتسيير
رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة التي تنص أحكامه على ضرورة خلق نظام جديد يكلف بتسيير هذه
األموال ذات الطبيعة التجارية التابعة للدولة وهو نظام الشركات القابضة العمومية الذي يعتبر ضرورة
حتمية فرضتها سياسة تحول اقتصاد البالد من اقتصاد موجه إلى اقتصاد السوق ،حيث اعتبر األداة التي
تساعد المؤسسة العمومية على الخوض في عملية المنافسة مع الشركات األجنبية علما بأن الشركات
أ
مقدمة
القابضة أو شركة الهولدينغ تشكل الوسيلة الحديثة المتطورة للنظام الرأسمالي ليس فقط على الصعيد
ومما تجدر اإلشارة إليه هو أن أصل الشركات القابضة أو الهولدينغ يرجعإلى نهاية القرن التاسع عشر في
أمريكا ،حيث أن التقدم الصناعي والتقني المكتسب في ذلك الوقت من طرف األمريكيين أدى إلى تشجيع
عمليات تجميع المشاريع وبالتالي تأسيس شركات الهولدينغ عام 5951إثر صدور قانون شرمان الذي
اعتبر شركات التراست ( )Trustغير شرعية فتحولت إلى شركات الهولدينغ .وفي عام 5551صدر قانون
كلبتون حيث منع الشركات القابضة المستعملة كوسيلة للحد من حرية المزاحمة ،ثم فقدت هذه الشركات
الكثير من أهميتها خالل األزمة االقتصادية العالمية سنة 5555وهي اآلن مستمرة في أمريكا بشكل
ومن المتفق عليه أن الهولدينغ هي شركة تمسك وتدير المساهمات في شركات أخرى بغية السيطرة عليها
من خالل تسييرها واتخاذ القرار على مستوى اإلدارة العليا ويكون ذلك بالرقابة تطبيقا واستثمار الموجود.
إن إنشاء الشركات التابعة والمساهمات تسمح بتشكل مجمع الشركات ،حيث ساعدت هذه التقنيات
المستوحاة من نصوص القانون التجاري على خلق نظام شركات عمالق ،ساعد بسرعة كبيرة على تركيز
األموال تجاوزت أبعاده أحيانا حدود الدولة الواحدة ونشأ ما يعرف بالشركات متعددة الجنسيات التي تتمثل
في مشروع اقتصادي تتواجد وحداته في دول مختلفة تهيمن عليها شركة واحدة تحدد اإلستراتيجية
واألهداف ،وبالتالي تكون قوانين الشركات قد أوجدت تنظيم قانوني للمشروعات االقتصادية الضخمة ،مرن
ومكيف يهدف إلى تطوير نشاطات الشركة األم عن طريق الشركات التابعة ،وبالتالي فقد أصبح التوجه
في المرحلة الحالية نحو أشخاص معنوية صغيرة تمارس نشاط مشترك تشكل فيما بينها شركاتالشركات،
الهدف منها تجنب األخطار التي تواجه الوحدات االقتصادية العمالقة سواء سياسية كعمليات التأميم أو
قانونية كموجة الشلل التي تخلفها عملية افتتاح إجراءات التسوية القضائية أو اإلفالس ،كذلك فإن هذا
ب
مقدمة
التنظيم القانوني يوفر سهولة في التسيير ويحقق مردودية عالية من اإلنتاج واألرباح عن طريق تركيز
أجهزة القرار في إدارة عامة تحدد التوجهات االقتصادية وتقوم بالدراسات واألبحاث وتحدد األهداف التي
كما يبرز القانون استقاللية شركات المجمع عن بعضها من حيث تمتع كل واحدة منها بالشخصية
المعنوية ،فإن قواعده تؤكد أيضا تبعية شركات المجمع للشركة األم أو القابضة حسب الحالة ،من خالل
تدخلها في إدارة األولى بسبب امتالك نسبة هامة من أسهم هذه الشركات سواء أثناء مرحلة التأسيس أو
بعدها (أي أثناء فترة حياتها) وذلك عن طريق شراء السندات أو الحقوق االجتماعية ،أو االكتتاب في
زيادة رأسمال الشركة أو المساهمة الجزئية في األصول ،حيث يخول لها امتالك نسبة من أسهم هذه
الشركات الحق في التصويت واإلدارة ،إضافة إلى إظهار األوضاع المالية للشركة التابعة في ميزانية
وتظهر أيضا تبعية الشركة التابعة للشركة القابضة من خالل العمل بالميزانيات والحسابات الموحدة التي
ينص القانون التجاري على ضرورة تقديمها وهذا ما يؤكد هذه التبعية .وبالتالي يعتبر مجمع الشركات
تتجلى أهمية هذا الموضوع في محاولة الكشف والتعرف على شركات المجمع المتمثلة في كل من
الشركة األم والشركة القابضة والشركات التابعة من خالل بعض النصوص القانونية نظ ار للدور الكبير
الذي تلعبه هذه الشركات في جلب المستثمرين األجانب وتوسيع حجم النشاط االقتصادي لتحريك
االقتصاد الوطني.
ج
مقدمة
من بين الدواعي العلمية التي أدت إلى البحث في هذا الموضوع كونه من بين المواضع الحديثة
النشأة في الجزائر ،ويتماشى مع اإلصالحات االقتصادية الحاصلة ،خاصة نظام الشركات القابضة الذي
-السعي لتنمية القدرة المعرفية في هذا الميدان وتسليط الضوء عليه بما أنه لم يحض بعد بدراسة مكثفة
تعكس مدى أهمية هذا الموضوع ،والمساهمة في إثراء المراجع باللغة العربية ،خاصة وأنها تعرف ضالة
شديدة نظ ار لحداثة الموضوع ،وحتى باللغة الفرنسية فهي ضئيلة على مستوى المكتبات.
القانونية التي ماهي الشركة األم أو القابضة؟ وما الفرق بينهما؟ وما هو الهدف من نشأتها واآلليا
ولإلجابة عن هذه اإلشكالية الرئيسية قمت بطرح بعض األسئلة الفرعية التالية:
-ما مدى فعالية الشركة القابضة كنظام جديد لتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة؟
-ما هو مفهوم الشركات التابعة والمساهمات والشركات المراقبة؟ وماهي اآلليات القانونية لتكوينها؟
اعتمدت خالل هذه الدراسة كل من المنهج الوصفي التحليلي و المنهج المقارن ،حيث استخدمت
المنهج الوصفي التحليلي في تبيان نظام كل من الشركة األم والشركة القابضة و العالقة بينهما ،واآلليات
القانونية لتكوين الشركات التابعة والمراقبة والمساهمة ،أما المنهج المقارن فقد استخدمته للمقارنة بين نظام
هذه الشركات في القانون التجاري الجزائري و بعض القوانين العربية األخرى كلبنان و األردن.
د
مقدمة
إن الدراسات السابقة في هذا المجال لم تتطرق إلى شركات المجمع بصفة خاصة وتفصيلية بل
حسينة» ،مذكرة ماجستير في القانون -مجمع الشركات في القانون التجاري الجزائري والمقارن «بركا
الخاص فرع قانون أعمال ،جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة ،كلية الحقوق ،السنة الجامعية .5151/5115
-النظام المحاسبي والجبائي لمجمع الشركات ،دراسة حالة مجمع –صيدال « -مقدمي أحمد» ،مذكرة
لنيل شهادة ماجستير في العلوم االقتصادية فرع التحليل االقتصادي ،جامعة الجزائر ،كلية العلوم
ولتوضيح كافة هذه التساؤالت ارتأيت أن أحصر اإلجابة من خالل الفصلين التاليين:
أما الفصل الثاني فقد تناولت فيه الشركات التابعة ،المساهمات ،والشركات المراقبة
ه
مقدمة
مقدم ـ ـة
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة
المبحث األول :ماهية الشركة األم والشركة القابضة
المطلب األول :مفهوم الشركة األم والشركة القابضة
المطلب الثاني :خصائص الشركة األم والشركة القابضة
المبحث الثاني :تنظيم وسير الشركة األم والشركة القابضة
المطلب األول :كيفية تأسيس الشركة األم والشركة القابضة
المطلب الثاني :مهام الشركة األم والشركة القابضة
خالصة الفصل
الفصل الثاني :الشركا التابعة ،المساهما ،والشركا المراقبة
المبحث األول :اآلليات القانونية لتكوين الشركات التابعة ،المساهمات ،والشركات المراقبة
المطلب األول :تعريف الشركات التابعة ،المساهمات ،والشركات المراقبة
المطلب الثاني :طرق تشكل الشركات التابعة ،المساهمات ،والشركات المراقبة
المبحث الثاني :الحقوق وااللتزامات المترتبة على الشركة األم بالنسبة للشركات التابعة ،المساهمات،
والشركات المراقبة
المطلب األول :اكتتاب الشركة في أسهمها أو شرائها أو رهنها
المطلب الثاني :المساهمات المتبادلة
المطلب الثالث :العروض العامة للحيازة
خالصة الفصل
الخاتمة
و
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
وليدة التطور االقتصادي بفعل تقدم العلم ولتكنولوجيا ،مما استدعى قيام مشاريع ضخمة للقيام بنشاطات
متعددة ومتنوعة تجاوزت قدراتها المالية مليارات الدوالرات .وقد فرض ذلك أوال وجود شركة أساسية وهي
ما يعرف بالشركة األم التي تتولى دور التخطيط والتوجيه على كافة األصعدة اإلدارية واالقتصادية
وهذا ما سأتطرق إليه من خالل هذا الفصل،حيث أعرض في مبحث أول ماهية كل من الشركة األم
والشركة القابضة ،ثم تنظيم وسير الشركة األم والشركة القابضة في مبحث ثان ،وفي مبحث ثالث إلى
أوجه الشبه واالختالف بين كل من الشركة األم والشركة القابضة .وذلك وفق التقسيم اآلتي:
8
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
الشركة األم مصطلح من صنع الفقه الفرنسي وهي تشبه الشركة القابضة ،وهي الشركة التي تكون
على رأس المجمع حيث تقوم بمراقبة عدة شركات فرعية ،كما يمكن اعتبارها المركز االستراتيجي لمجمع
الشركات حيث تتخذ فيه الق اررات الجوهرية التي من شأنها رسم حركة جميع الشركات الداخلة في تكوين
المجمع.
أما عندما تلعب الشركة األم حصريا دو ار ماليا يطلق عليها اسم "الشركة القابضة" وهو مصطلح من صنع
الفقه األنجلو أمريكي حيث يطلق هذا المصطلح على الشركة المهيمنة على بقية الشركات من خالل
تعتبر الشركة األم قمة هرم المجمع والتي ترتكز عليها ،وتمارس رقابة على شركات أخرى فرعية،
وتخول لها كل الصالحيات المتعلقة باتخاذ الق اررات ،وتعرف الشركة األم كذلك على ّأنها الشركة التي
تملك شركة تابعة أو أكثر،وتعرف أيضا أنها« :البنية القانونية التي تجمع القدرة االستراتيجية فهي تتحكم
-1أحمد مقدمي .النظام المحاسبي والجبائي لمجمع الشركات دراسة حالة – مجمع صيدال– .مذكرة مقدمة ضمن متطلبات الحصول
على شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية فرع التحليل االقتصادي .تحت إشراف الدكتور بوكبوس سعدون .جامعة الجزائر.
.5002/5002ص.00
9
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
وقد عرفت الشركة األم أيضا من خالل قانون الضرائب والرسوم المباشرة حسب نص المادة 830مكرر
على أنها شركة ذات أسهم مستقلة قانونيا تحكم شركات أعضاء تحت تبعيتها بامتالكها المباشر لـ%00أو
من خالل التعاريف السابقة يتضح من أن الشركة األم هي المسؤولة على إصدار الق اررات في
المجمع ،فهي تلعب دو ار هاما من خالل تحكمها في إصدار الق اررات االقتصادية داخل المجمع سواء
تعلق األمر بعالقات المجمع التجارية أو نشاطاته المستقبلية ،كما تعتبر المسؤولة على رقابة مختلف
الفروع التابعة لها ،كما يمكنها القيام بدور صناعي أو مالي وذلك بتجميع النشاطات االقتصادية المتماثلة
والمتقاربة.
يشتق اسم الشركة القابضة في اللغة االنجليزية من الفعل()TO HOLDويعني قبض أو مسك،
ومن هنا جاء اسم الشركة القابضة أو ما يعرف بالهولدنغ()HOLDINGأي شركة ماسكة للمساهمات
وغيرها.
يعرف بعض الفقهاء الشركة القابضة بأنها الشركة التي لها سيطرة معينة على شركة أخرى تسمى
بالشركة التابعة بحيث تستطيع األولى أن تقرر من يتولى إدارة الشركة التابعة أو أن تؤثر على الق اررات
الكافي الذي يمكنها من السيطرة على إدارة الشركة التابعة وكيفية تسيير أمورها(.)1
10
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
كما يعرفها رأي آخر بأنها شركة يكون نشاطها الرئيسي أو الوحيد تملك محفظة أوراق مالية وادارتها من
إن التنوع في هذه التعريفات الفقهية سببه االختالف في الزاوية التي ينظر منها الفقهاء إلى
الشركة القابضة ،فنرى أن جانب من الفقه األنجلو أمريكي يركز على سيطرة الشركة األم على الشركة
التابعة بسبب تملكها أسهما في رأسمالها ،وهذا يشمل كافة الشركات التجارية دون تحديد نوع الشركة،
ويركز جانب آخر من الفقه على سيطرة الشركة األم على الشركة التابعة بسبب احتكارها لحق تعيين
أعضاء مجلس إدارة الشركة التابعة للحصول على أغلبية األصوات التي تمكنها من توجيه الشركة التابعة
أما الفقه الفرنسي فيركز على استقالل الشخصية المعنوية للشركة التابعة عن الشخصية المعنوية
للشركة القابضة أو األم .إال أن الشركة التابعة تعد خاضعة للشركة القابضة انطالقا من اعتبار أن هذه
في حالة اقتصار الشركة األم على الدور المالي فقط ،تسمى الشركة « الشركة القابضة » هذه
األخيرة لم تمارس أي نشاط صناعي أو تجاري ويقتصر نشاطها على تسيير المساهمات المالية المتعددة
فإذا بحثنا في القوانين الدولية عن تعريف للشركة القابضة نجد بأن التعريف القانوني لها غير
موحد ،لكن يوجد إجماع بأن الشركة القابضة هي شركة تمسك وتدير مساهمات في شركات أخرى.
-1أكرم ياملكي .القانون التجاري (الشركات) دراسة مقارنة .ط .8عمان األردن .ص.333
11
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
فبالنسبة للقانون الجزائري فهو لم يأت بتعريف محدد للشركة القابضة ،فبصدور أحكام األمر -02
52المؤرخ في52ديسمبر 8002المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة ،تبنى المشرع
الجزائري مفهوما جديدا وهو الشركات القابضة العمومية بدال عن صناديق المساهمة(()1القانون،)00-03
حيث عرفها بأنها شركة مساهمة عمومية تحوز الدولة فيها رأسمالها كامال و/أو تشترك فيه الدولة
كما أن أصول هذه الشركات القابضة العمومية مشكلة أساسا من قيم منقولة ،ومهمتها األولى
تسيير وادارة األموال التجارية للدولة ،باإلضافة إلى خلق مردودية أكثر وانتاجية لحافظة األسهم التي
تسيرها ،وبهذا تحدد وتطور سياسات االستثمار والتمويل للمؤسسات التابعة لها وتنظم حركة رؤوس
األموال بينها(.)2
وتسير هذه الشركات من طرف مجلس مديرين أو مدير عام وحيد تحت مراقبة مجلس مراقبة ،معينون من
طرف الجمعية العامة لمدة ( )02سنوات قابلة للتجديد ،ومهام الجمعية العامة الشركات القابضة العمومية
يقوم بها ممثلون يعينهم المجلس الوطني لمساهمات الدولة .الذي يرأسه رئيس الحكومة أو ما يسمى
أما في إطار القانون التجاري تعد الشركة قابضة إذا تملكت%20من رأسمال شركة أخرى وهذا
-1صناديق المساهمة عبارة عن هيئة تأخذ شكل شركة مساهمة مجهزة بنظام قانوني محدد بهدف إلى التسيير األمثل لمساهمة
الدولة .كما يوفر ويؤمن أيضا الرقابة على األموال الخاصة بالمؤسسات العمومية .تنشأ هذه الصناديق بموجب مرسوم صادر عن
مجلس الحكومة وانطالقا من عقد توثيقي ،كما تعد هذه الصناديق كجهاز رقابة الدولة على المؤسسات االقتصادية وعلى هذا األساس
تحدد توضع العالقة بين امتالك وتسيير وسائل االنتاج التابعة للدولة كما تعتبر هذه الهيئة الوسيط بين الدولة والمؤسسات العمومية.
-2المادة 2و 0و 80من األمر 52/02الصادر في 8002/00/52 :المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة.
12
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
عندما تملك بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزء من رأسمال يخول لها أغلبية األصوات في
عندما تملك وحدها أغلبية األصوات في هذه الشركة بموجب اتفاق مع باقي الشركاء اآلخرين أو
عندما تتحكم في الواقع بموجب حقوق التصويت التي تملكها ،في ق اررات الجمعيات العامة لهذه
الشركة.
كما تعتبر ممارسة لهذه الرقابة عندما تملك بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزءا يتعدى %30من حقوق
التصويت ،وال يجوز أي شريك أو مساهم آخر بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزءا أكثر من جزئها(.)1
أما بالنسبة لبعض القوانين العربية كلبنان واألردن فقد جاء تعريف الشركة القابضة كما يلي:
بالنسبة للقانون اللبناني فقد عدت الشركة القابضة كل شركة مساهمة عامة ينحصر موضوع نشاطها
ببعض األعمال التي ينص عليها القانون ،وال يحق لها تجاوزها إلى غيرها من األعمال ،وهذه األعمال
هي:
.1تملك أسهم ،أو حصص في شركات مساهمة عامة ،أو محددة المسؤولية لبنانية أو أجنبية سواء كانت
.4تملك براءات االختراع ،أو االكتشافات واالمتيازات والماركات المسجلة ،وغيرها من الحقوق ،ويحق
13
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
.5تملك أموال منقولة ،أو غير منقولة ،شرط أن تكون مخصصة لحاجات أعمالها فقط مع مراعاة أحكام
أما بالنسبة للقانون األردني فقد عرف الشركة القابضة بقولها « :الشركة القابضة هي شركة
مساهمة عامة تقوم بالسيطرة المالية واالدارية على شركة أو شركات أخرة تدعى الشركات التابعة
يتضح من التعريفين(القانون اللبناني واألردني) للشركة القابضة أنهما يشترطان أن تكون الشركة
القابضة شركة مساهمة عامة ،كما بينا طرق سيطرة الشركة القابضة على الشركات التابعة ،وقد حددا المهام
الشركة القابضة شركة لها موضوع حصري مالي و/أو إداري يكمن في أخذ وادارة المشاركات في
من خالل هذا التعريف يبدو جليا أن شركة الهولدينغ تتميز بعنصرين األول مادي والثاني معنوي.
-1العنصر المادي :يفترض أن يكون لشركة الهولدينغ موضوع حصري محدد في اإلطار المالي
واإلداري ،أي أن يقتصر موضوعها على العمليات المالية و /أو اإلدارية وال يمتد إلى النشاطات
الصناعية أو التجارية.
-1د.عزيزالعكيلي .الوسيط في الشركات التجارية .دراسة فقهية قضائية مقارنة في األحكام العامة والخاصة .ط .1عمان األردن .ص
ص .744-744
-2باسم محمد ملحم،بسام محمد الطراونة .شرح القانون التجاري الشركات التجارية .ط .1عمان األردن .ص.525
14
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
-2العنصر المعنوي :يجب أن يكون اشتراك الهولدينغ في رأس مال الشركات األخرى معلال يهدف إلى
السيطرة على هذه الشركات وليس باتجاه االستثمار البسيط.بمعنى آخر يجب أن تهدف الشركة القابضة
إلى مراقبة شركات أخرى التي تملك فيها المشاركات وليس إال مجرد استثمار هذه المشاركات في ظروف
إنشاء الشركة القابضة العائلية له عدة مزايا حيث يسمح بتجميع الورثة ،حيث يساعد على عملية
شراء سندات الورثة الذين يرغبون في االنسحاب ،باإلضافة إلى أنه يم ّكن أيضا من الحصول على
للشركة القابضة العائلية غالبا ميزة تشكيل مركز صلب يجمع داخل نفس الهيكل لتجميع سندات الشركة
التي يمكن أن تتشتت بين الورثة ،كما يجنب حدوث خسارة كبيرة من السندات التي يمكن أن تؤدي إلى
فقدان الرقابة على الشركة التي تقوم بعملية االستثمار ،كما يشكل وسيلة تمكن الورثة األقلية من متابعة
عملية االستثمار ،حيث أن تأسيس الشركة القابضة يسمح للورثة المكلفين باإلدارة أن يعملوا على امتالك
الرقابة(.)1
إن المساهمات الضخمة التي يكون هدفها السيطرة على المشاريع ،غالبا ما تتم عن طريق وساطة
عدة شركات قابضة ،تأسس من أجل شراء شركة أخرى ،ويتم ذلك بالتنسيق مع تطبيق النظام الجبائي
-1بركات حسينة .مجمع الشركات في القانون التجاري الجزائري والمقارن .مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص
فرع قانون أعمال .تحت إشراف د .بوبندير عبد الرزاق .جامعة منتوري قسنطينة .2010/2002 .ص.12
15
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
للنظام االنجليزي ،و»«Régime de l’intégration fiscalبالنسبة للقانون الفرنسي ،حيث تسمح بالحصول
على الرقابة بمساهمة جبائية محدودة إلى أقصى حد ممكن ،كما تسمح بشراء شركة أو مجموعة شركات
من دون امتالك أصول الشركة بالضرورة أما الدائنين المتعاقدين مع الشركة فيتم تعويضهم من األصول
وتسمح بتجميع مشاريع تمارس نشاطات في ميادين مختلفة ضمن كيان قانوني موحد ،ويلعب هذا
النوع من الشركات دو ار هاما في الحياة االقتصادية وغالبا ما تكون هذه الشركة مساهمة في البورصة
حيث تسمح بتوفير األصول الضرورية بسرعة كبيرة للمساهمات في مجال األعمال المهمة أو لإلغارة
ويرتبط عادة اختيار الشكل القانوني المناسب باألهداف المتوخاة ،فإذا كانت الشركة األم هدفها األساسي
استقرار المديرين والحفاظ على السلطات فإنها غالبا ما تختار شكل الشركة المدنية ،حيث تلجأ أغلب
الشركات القابضة العائلية إلى هذا الشكل القانوني ،أما إذا كانت الشركة ال تستهدف فقط رقابة السلطات
ولكن أيضا الحصول على األرباح من العمليات المالية الجديدة وخاصة إذا مارست نشاط تجاري فإن
اختيار الم ؤسسين يتوجه غالبا إلى شركة المساهمة أو شركة التوصية باألسهم وذلك بالنسبة للممارسات
العملية في فرنسا( ،)2أما في الجزائر فقد اقتصر استعمال هذا النوع من الشركات في مجال خصخصة
المؤسسات العمومية من خالل األمر 25-25المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة ،وقد
اشترط في المادة الخامسة منه تنظيم الشركات القابضة في شكل شركات مساهمة ،وكما جاء أيضا في
16
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
المادة 114من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة في فقرتها الثانية على أن تجمع الشركات يقصد
به كل كيان اقتصادي متكون من شركتين أو أكثر ذات أسهم مستقلة قانونيا ،وبالتالي فإن هناك إشارة إلى
أن الشكل الوحيد لشركات المجمع هو الشركات ذات األسهم أي شركة المساهمة أو التوصية باألسهم أو
إن دور المؤسسة العمومية االقتصادية في ظل أي نظام كان يلعب دو ار هاما في الحياة
االقتصادية ،إال أن هذا الدور يختلف حجمه وأهميته من نظام إلى آخر نظ ار الختالف األهداف الواجب
وعليه يمكن للشركة القابضة أن تحقق السيطرة المالية واإلدارية على الشركات التابعة لها ويتم ذلك بتوحيد
إن نظام الشركات القابضة يتيح الفرصة بصفة عامة لرأس المال الصغير الذي تملكه الشركة
القابضة لتتحكم في رأس المال الكبير الذي تملكه الشركة التابعة ،إذ أن الشركة القابضة ترأس مجموع
شركات أو مؤسسات عمومية تنتمي إليها فتقدم ضمن هذا المجمع الخدمات المالية ،واعتبر البعض أن
أثر مجمع الشركات هو كالسفينة التي تحتفظ غالبا بمفاجآت لربانها( ،)1إذ أنه قد تحدث أن تقع إحدى
شركات المجمع في مصاعب وتحتاج إلى السيولة في حين أن الشركات األخرى للمجمع تملك فائض من
السيولة ،في هذه الحالة ومن أجل تفادي وقوع هذه الشركة في اإلفالس وبالتالي تصفيتها يمكن للشركة
-1رحماني ياسين .األجهزة االدارية للشركات القابضة في الجزائر .رسالة نيل شهادة ماجستير في القانون فرع قانون أعمال تحت
إشراف الدكتور بوك ار ادريس .جامعة الجزائر.5003 .ص.31
17
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
القابضة أن توفر لها بعض الوسائل ومصادر مالية تؤمنها عن طريق المصارف والشركات األخرى
للمجمع.
إن نظام الشركات القابضة وحسب قواعد نظام المحاسبة تقتضي بأن األسهم العادية هي التي
تستحق جميع األرباح الفائضة بعد سداد فوائد سندات وأرباح األسهم الممتازة ،ومعنى ذلك أنها تختص
باألرباح فوق العادية التي تحققها الشركة ،بينما تختص األسهم الممتازة والسندات بمعدل بسيط يتفق عليه
مقدما(.)1
المطلب الثاني :خصائص الشركة األم والشركة القابضة وأوجه الشبه واالختالف بينهما
بعد التطرق إلى تعريف كل من الشركة األم والشركة القابضة ،سأتعرض في هذا المطلب إلى
خصائص كل منهما في فرعين على الترتيب وأوجه الشبه واالختالف بينهما في فرع ثالث:
الشركة األم هي شركة مساهمة تمتلك كامل أسهم شركة مساهمة أخرى يطلق عليها الشركة
التابعة ،حيث تمتلك الشركة األم كامل هذه األسهم عن طريق الشراء وطبقا إلجراءات معينة يحددها
القانون(.)2
وتعتبر الشركة أيضا شركة أم إذا تملكت ما ال يقل عن %55من أسهم شركة مساهمة أخرى.
وهنا يختلط األمر مع الشركة القابضة حيث يجوز لهذه األخيرة أيضا أن تمتلك ما ال يقل عن نصف أسهم
18
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
وجود الشركة األم يهدف إلى السيطرة والرقابة على الشركة أو الشركات التابعة والبد أن تكون هذه
السيطرة والرقابة مستمرة أي أن الرقابة والسيطرة المؤقتة أو المتغيرة ال تنشئ عالقة تبعية بين الشركة األم
تقوم الشركة األم بإدارة الشركة التابعة عن طريق لجنة يعينها مجلس إدارة الشركة األم ،وعلى هذه
الشركة التابعة أن تقوم بإعداد الميزانية السنوية للشركة وحساباتها وتقديمها إلى الهيئة العامة للشركة
األم(.)1
الشركة األم والشركات التابعة تشكل وحدة قانونية مستقلة وعندما تتجمع الحسابات المالية لمجموع
تلك الشركات التي تمثل جميع المصادر االقتصادية التي تسيطر عليها الشركة األم حيث تبدو حينئذ
كوحدة اقتصادية واحدة ومن هنا يظهر الوضع االقتصادي للشركة األم والنتائج التي حققتها الشركات
التابعة .ولهذا السبب توجب أغلب القوانين أن تعد الشركة األم ميزانية مجمعة للشركات التابعة لها
()3
وال يجوز أن تكون فرع آخر من الشركات ،فهذه تنظم الشركة القابضة في شكل شركة مساهمة
-إدارة الشركات التابعة لها أو المشاركة في إدارة الشركات األخرى التي تساهم فيها.
19
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
كما تعتبر الشركة قابضة أيضا إذا كان من بين غاياتها تأسيس شركات تابعة لها أو تملك أسهم أو
حصص في شركات مساهمة أو في شركات ذات المسؤولية المحدودة أو شركات التوصية باألسهم
تعتبر الشركة القابضة من شركات األموال التي يكون فيها االعتبار لرأسمال الشركة وليس للشركة
ومن أهم خصائصها أيضا أنها تقوم بالسيطرة المالية واالدارية على شركات أخرى تكون تابعة لها،
وذلك عن طريق تملك الشركة القابضة ألكثر من نصف رأسمال الشركة التابعة أو عن طريق القدرة على
فالسيطرة المالية واالدارية للشركة القابضة على الشركات التابعة لها ال تعني ضمور شخصية الشركة
التابعة وانصهارها في شخصية الشركة القابضة .وانما تبقى للشركة التابعة شخصيتها القانونية المستقلة
وذمتها المالية.
تتميز الشركة القابضة أيضا بأنها تعمل على تركيز وتجميع رؤوس األموال عن طريق تجميع
عدة مشاريع باإلضافة إلى كونها وسيلة تمويل هامة ألنها تقوم بإقراض الشركات التابعة لها(.)2
المالحظ أن كل من الشركة القابضة والشركات التابعة تشكل وحدة قانونية مستقلة وعندما تتجمع
الحسابات المالية لمجموع تلك الشركات إذا كانت مملوكة بالكامل للشركة القابضة تظهر عندئذ كوحدة
اقتصادية واحدة والميزانية المجمعة أو الموحدة تمثل جميع المصادر االقتصادية التي تسيطر عليها
-1فوزي محمد سامي .الشركات التجارية األحكام العامة والخاصة .المرجع السابق .ص ص.220-229
-2توجب بعض القوانين على الشركة القابضة بأن تلتزم بالعدالة في تصرفاتها حيال أقلية المساهمين في شركاتها التابعة وأن تمتنع
عن أي سلوك من شأنه اإلضرار بمصالح األقلية.
20
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
الشركة القابضة ومن مضمونها يظهر الوضع االقتصادي لتلك الشركة والنتائج التي حققتها الشركات
التابعة لها(.)1
ومما ال شك فيه أن أحكام الهيمنة على الشركة أو الشركات التابعة تظهر بوضوح تام عند قيام
الشركة القابضة بتأسيس شركة أو شركات تابعة لها ،وذلك بتحديد أغراض الشركة التابعة المراد تأسيسها
بحيث تخدم هذه األغراض أغراض الشركة القابضة ،كما تقوم الشركة القابضة بالسيطرة على الشركة
الجديدة بالحصول على أسهمها وذلك بإجراء اكتتاب خاص باألسهم الجديدة للشركة أو لمساهميها .أو في
حالة وجود أسهم متعددة أو أسهم ممتازة تستأثر بها الشركة القابضة وبالتالي تكون لها أغلبية األصوات
وعندئذ تكون لها أيضا الكلمة العليا في انتخاب أعضاء االدارة وفي تعيين المدير المفوض للشركة(.)2
الفرع الثالث :أوجه الشبه واالختالف بين الشركة األم والشركة القابضة
يمكن استخالص أوجه الشبه واالختالف بين كل من الشركة األم والشركة القابضة كما يلي:
الشركة القابضة شركة مساهمة وكذلك الشركة األم يجب أن تكون على شكل شركة مساهمة.
يمكن لكل من الشركة القابضة والشركة األم أن تمتلك على األقل ما يزيد عن %20من أسهم
الغرض الذي ترمي إليه الشركة القابضة أو الشركة األم من تملكها لغالبية أسهم أو حصص
-1فوزي محمد سامي .الشركات التجارية .األحكام العامة والخاصة .المرجع السابق .ص.290
-2فوزي محمد سامي .المرجع نفسه .ص.298
21
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
تستطيع الشركة األم أن تمتلك كامل أسهم الشركة المساهمة التابعة ،إال أن الشركة القابضة
تستطيع باإلضافة إلى تملكها النسبة المشار إليها في الشركة المساهمة أن تتعداها إلى أسهم
شركات التوصية باألسهم والى الحصص في الشركات ذات المسؤولية المحدودة وال يجوز ذلك
للشركة األم(.)1
يجوز للشركة القابضة أن تؤسس شركات تابعة لها تتخذ شكل شركة مساهمة أو شركة ذات
مسؤولية محدودة أو شركة توصية باألسهم .أم بالنسبة للشركة األم فيمكن لها القيام بتأسيس
أوجبت بعض القوانين أن تضاف عبارة – شركة قابضة -إلى اسم الشركة التي ينطبق عليها هذا
الوصف وذلك بذكره في جميع أوراقها واعالناتها والوثائق األخرى الصادرة عنها .بينما لم يوجب
تتولى ادارة الشركة التابعة التي اشترت الشركة األم كامل أسهمها لجنة يعينها مجلس إدارة الشركة
األم ،وعلى الشركة التابعة اعداد ميزانيتها السنوية وحساباتها وتقديمها إلى الهيئة العامة للشركة
األم.
أما عن إدارة الشركة التابعة للشركة القابضة فال تدار من لجنة تعينها الشركة القابضة وانما
تستقل الشركة التابعة بتنظيمها االداري وان كانت الشركة القابضة تكون المسيطرة على إدارة تلك الشركة
عن طريق السيطرة على أجهزتها االدارية .وللشركة التابعة ذمة مالية مستقلة عن الشركة القابضة ولها
22
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
استقالليتها في التعامل مع الغير وان كان نشاطها االقتصادي مماثل لنشاط الشركة القابضة أو أن
نشاطها يكمل نشاط الشركة القابضة أو يساعد على استم ارره وتطوره(.)1
كما تظهر أحكام الهيمنة على الشركة أو الشركات التابعة عند قيام الشركة القابضة بتأسيس
شركة أو شركات أخرى تابعة لها حيث يقوم المؤسسون في الشركة القابضة بتحديد أغراض الشركة التابعة
تعد الشركة األم ميزانية مجمعة للشركات التابعة لها وخاصة المملوكة لها بالكامل أما في الشركة
القابضة فيقوم تنظيم الميزانية وحساب األرباح والخسائر الموحدة للشركة القابضة وفقا لألحكام
23
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
بعد التطرق إلى مفهوم كل من الشركة األم والشركة القابضة وخصائص كل منهما ،البد من
الخوض في مجال تنظيم وسير هاتين الشركتين من خالل تبيان كيفية تأسيسهما ومهامهما كل في مطلب
مستقل.
نكون أمام شركة قابضة طبقا لنص المادة 938من القانون التجاري في الحاالت التالية:
-عندما تملك الشركة بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزءا من رأسمال يخول لها أغلبية األصوات في
-عندما تملك وحدها أغلبية األصوات في هذه الشركة بموجب اتفاق مع باقي الشركاء اآلخرين أو
-عندما تتحكم في الواقع ،بموجب حقوق التصويت التي تملكها ،في ق اررات الجمعيات العامة لهذه
الشركة.
كما يمكن أن تنحصر غايات هذه الشركة أيضا في تأسيس شركات تابعة لها أو تملك أسهم أو
حصص في شركات مساهمة أخرى أو شركات محدودة المسؤولية أو شركات توصية للقيام بتلك
الغايات(.)1
24
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
تكون بتعديل غايات شركة مساهمة قائمة إلى شركة قابضة ،وتضمن هذه الطريقة بدال من
تأسيس شركة مساهمة كشركة قابضة ،للجوء إلى تعديل غايات شركة قائمة بحيث تتحول بهذا التعديل
يتضح مما سبق أن الشركة األم أو الشركة القابضة تتخذ دائما شكل شركة مساهمة ،سواء ثم
تأسيسها بداية بهذا الشكل من أشكال الشركات التجارية ،بحيث تنحصر غاياتها في األعمال المنصوص
عليها في المادة 938من القانون التجاري والمشار إليها فيما تقدم ،أم تم تأسيسها بطريق تعديل غايات
كما يتم تأسيس الشركة األم أو الشركة القابضة وفقا لألصول والشروط نفسها التي يتم على أساسها
.1اللجوء العلني لالدخار اي اللجوء إلى الجمهور قصد الحصول على االموال وذلك بطرح أسهم
الشركة لالكتتاب العام .ويمر التأسيس بمرحلتين حسب ما نصت عليه المادة 202من القانون
التجاري حيث نصت على « يحرر الموثق مشروع القانون األساسي لشركة المساهمة ،بطلب من
مؤسس أو أكثر ،وتودع نسخة من هذا العقد بالمركز الوطني للسجل التجاري.
ينشر المؤسسون تحت مسؤولياتهم إعالنا لالكتتاب حسب الشروط المحددة عن طريق التنظيم.
ال يقبل أي اكتتاب إذا لم تحترم االجراءات المقررة في المقطعين األول والثاني اعاله ».
ففي خالل فترة التأسيس يلتزم المؤسسون بالسعي في تأسيس الشركة والقيام بجميع االجراءات الالزمة
لذلك ،ويتعاقد المؤسسون خالل هذه الفترة بوضعهم ممثلين للشركة تحت التأسيسي ويعتبر العقد التأسيسي
25
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
لهذه الشركة في هذه المرحلة عقد بين المؤسسين يسبق فترة التأسيس وتتميز الشركة في هذه الفترة
بشخصية معنوية ناقصة بالقدر الالزم لتأسيسها ،ويشترط المشرع أن يكون هذا التأسيس تأسيسا صحيحا.
وباكتمال هذه االجراءات يقوم المؤسسون بعد التصريح باالكتتاب والدفعات ،باستدعاء المكتتبين إلى
جمعية عامة تأسيسية حسب األشكال واآلجال المنصوص عليها عن طريق التنظيم(.)1
.2عدم اللجوء العلني لالدخار حيث يقتصر االكتتاب على المؤسسين دون اللجوء إلى االدخار
العام ،وبخالف التأسيس باللجوء العلني لالدخار تثبت الدفعات بمقتضى تصريح من مساهم أو
أكثر في عقد توثيق بناء على تقديم قائمة المساهمين المحتوية على المبالغ التي يدفعها كل
مساهم .ويشتمل القانون األساسي على تقدير الحصص العينية ويتم هذا التقدير بناء على تقرير
ملحق بالقانون األساسي يعده مندوب الحصص تحت مسؤوليته ويوقع المساهمون القانون
األساسي إما بأنفسهم أو بواسطة وكيل مزود بتفويض خاص ،ويعين المؤسسون األشخاص الذين
سيتولون إدارة الشركة ومندوبي الحسابات ويثبتونهم في القانون األساسي للشركة ،وال يجوز
للشركة أن تباشر أعمالها إال ابتداء من تاريخ قيدها في السجل التجاري وشهرها.
كما أن الشروط الشكلية لتأسيس الشركة القابضة ،هي ذات الشروط الشكلية التي يخضع لها تأسيس
وضع نظام للشركة وتسجيله لدى موثق حسب نص المادة 2من االمر 52-02الصادر في52 :
سبتمبر 8002السابق ذكره التي تنص على أنه « تنشأ الشركة القابضة العمومية بموجب عقد
26
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
حيث يقوم المؤسسون بوضع نظام الشركة بصيغة خطية ،ومن ثم يشكل هذا النظام ،بما يحتويه من
شروط ،قاعدة أساسية يستند إليها المكتتبين عند انضمامهم إلى الشركة ،عن طريق االكتتاب.
ويلتزم الشركاء المساهمون بهذا النظام ،ولو لم يوقعوا عليه ،وليس من الضروري أن تحرر النسخ
ويحتوي نظام الشركة على البيانات المتعلقة بتنظيمها وادارة أعمالها ويضم ،بصورة خاصة ،اسم
الشركة ،ومركزها الرئيسي ،ومراكز فروعها ،وموضوعها ،ومدتها ،ومقدار رأس مالها ،وثمن األسهم ،وقيمة
المقدمات العينية ،وشروط توزيع األرباح ،وعدد أعضاء مجلس اإلدارة ومرتباتهم وصالحياتهم ،وتواقيعهم
وعناوينهم .وبصورة عامة يحتوي هذا النظام على البيانات التي يجب نشرها(.)1
االكتتاب باألسهم وتحريرها ،ويتم ذلك استنادا إلى نظام الشركة ،وينتج عنها مفاعيل قانونية ال
تتبدل ،وهي أنه إذا تم االكتتاب بكامل رأس المال ،في المدة المحددة ،تتوالى أعمال التأسيس
الالحقة .أما إذا لم يتم االكتتاب ،خالل هذه المدة ،فيتحلل المكتتبين من التزاماتهم ،ويحق لهم
استعادة المبالغ المدفوعة ،من أجل االكتتاب ،إال إذا وافقوا جميعا على تعديل رأس مال الشركة،
أو كان ذلك مشترطا في نظام الشركة ،أو في البيانات الموقعة بلوائح االكتتاب .أما إذا تم
االكتتاب بما يفوق قيمة رأس المال ،فيجري تخفيض االكتتابات ،وفقا للشروط المدرجة في لوائح
ويجب لكي يعتبر االكتتاب صحيحا ومنتجا آلثاره أن يتم بكامل رأس مال الشركة ،وأن يكون جديا ،أي
أن يتم تحرير األسهم بصورة فعلية ،وأن يتم بطريقة نهائية وال رجوع فيها(.)2
-1الياس ناصيف :موسوعة الشركات التجارية .الشركات القابضة (هولدينغ) والشركات المحصورة نشاطها خارج لبنان(أوف شور).
ج .1لبنان .ص ص.30-52
-2الياس ناصيف .المرجع نفسه .ص.30
27
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
الشركة األم عادة يكون لها دور مالي أو صناعي حيث تجمع نشاطات متفرعة قريبة أو مكملة يتمثل
دورها األساسي في تعيين المديرية في الوحدات االقتصادية التابعة ودراسة وانتقاء روابط التنمية
االستراتيجية والمصادقة على مخطط العمليات والميزانية ومراقبة التنفيذ ،كما تضمن خدمات متبادلة داخل
أما بالنسبة لنظام الشركة القابضة فهو يساعد على تحريك وزيادة ايرادات رأس المال ووضع
استراتيجية االستثمار وتقدير النتائج المتحصل عليها من قبل الشركات التي تنجز عملية االستثمار
-التنسيق.
-تطوير سياسة تقنية ،تجارية ومالية موحدة لتحقيق األهداف المسطرة بأقل تكلفة.
أما بالنسبة للشركة القابضة العمومية حسب االمر رقم 52-02فإن هذه األخيرة تتولى مهام استثمار
حافظة األسهم والمساهمات والقيم المنقولة األخرى المحولة إليها لتجعلها أكثر مردودية وبالتالي تقوم
بتشجيع وتنمية المجموعات الصناعية والتجارية والمالية التي وضعت تحت رقابتها.
كما أنه وعلى عكس صناديق المساهمة التي كانت تمثل مجرد أعوان ائتمانية للدولة وأدت إلى
مشاكل كثيرة تتعلق بالتوجهات السياسية فإنه على عكس ذلك فالشركات القابضة تعتبر مالكة
28
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
لألسهم ،وبالتالي تتمتع بجميع الحقوق المترتبة على ملكية األسهم والمساهمات والقيم المنقولة األخرى التي
كما أن الشركة القابضة العمومية أيضا تحدد وتطور استراتيجيات وسياسات االستثمار والتمويل
في الشركات التابعة لها ،وكذا أية سياسة إلعادة هيكلة المؤسسات واعادة انتشارها نظ ار لضغوطات
واستنتاجا لما جاء في نص المادة 80من هذا األمر فإن الشركة القابضة تنظم جميع حركات
رؤوس األموال بين الشركات التجارية التابعة لها مع حرسها على احترام استقاللية الذمة المالية لكل شركة
تابعة لها ،فبإمكانها إصدار جميع القيم المنقولة أو شرائها أو التنازل عنها .كما تساهم الشركات القابضة
العمومية في تنفيذ السياسة االقتصادية للحكومة في إطار االتفاقيات المبرمة بينها وبين الدولة الممثلة من
ومن ثم فإن العالقة التي تربط الشركات القابضة بالدولة تصبح ذات طبيعة تعاقدية .وهذا ما يميزها عن
وبالرجوع إلى نص المادة 935مكرر 3من القانون التجاري التي تنص على أنه « تلزم الشركات القابضة
التي تلجأ علنيا لالدخار و /أو المسعرة في البورصة ،بإعداد الحسابات المدعمة ونشرها كما هو محدد في
أجد أن كل من الشركة القابضة التي تأسست سواء على طريق اللجوء العلني لالدخار و /أو عن
طريق البورصة ملزمة بإعداد الحسابات المدعمة التي تعرفها المادة 935مكرر 3من نفس القانون على
أنها تقديم الوضعية المالية ونتائج مجمع الشركات وكأنها تمثل نفس الوحدة ،كما تخضع هذه الحسابات
لنفس قواعد التقديم والمراقبة والمصادقة والنشر التي تخضع لها الحسابات السنوية الفردية.
29
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
إضافة إلى ذلك فإن هذه الحسابات لها هدف إعطاء المعلومات التي لها معنى معين وموضح للحقيقة
المالية واالقتصادية للوحدة المكونة من طرف الشركة األم أو القابضة والشركات التي تراقبها والتي هي
مستقلة عنها(.)1
كما يراقب هذه الحسابات محافظين ( )05على األقل تعينهما الجمعية العامة ،وهما يمارسان
وظائفهما وفق األحكام القانونية والتنظيمية المعمول بها وهذا ما جاء حسب نص المادة 82من األمر
.52-02وكذلك المادة 935مكرر 5من القانون التجاري التي نصت على أنه « :يقوم محافظات
تسير الشركة القابضة العمومية من طرف مجلس مديرين يوضع تحت رقابة مجلس المراقبة.
تعتمد الشركة القابضة العمومية في تنظيمها على التنظيم الجديد القائم على مجلس المديرين
ومجلس المراقبة وجمعية عامة للمساهمين الذي أدخله المرسوم التشريعي رقم 00-03 :المؤرخ في 52أفريل
8003المتمم والمعدل للقانون التجاري .وأن األمر 52-02المؤرخ في 8003/00/52 :السابق ذكره يحصر
تنظيم الشركة القابضة في هذا األسلوب دون سواه عندما تنص المادة 88منه « :يسير الشركة القابضة
العمومية مجلس مديرين ،يوضع تحت رقابة مجلس المراقبة » وأن المجلس الوطني لمساهمات الدولة يقوم
تعين الجمعية العامة المكونة من أعضاء يفوضهم مجلس مساهمات الدولة مجلس المديرين
وأعضاء مجلس المراقبة لمدة ست سنوات قابلة للتجديد ،ويحدد القانون األساسي عدد أعضاء مجلس
المديرين ويسند إلى أحد األعضاء صفة الرئيس وعندما يمارس شخص واحد الوظائف المنوطة بمجلس
-1مقدمي أحمد .المرجع السابق .ص .13نقال عنJean Corre. La consolidation. Librairie Vuizort. France1984.P63
-2بوذراع أميرة حرم بصاح .شركات مساهمات الدولة بين خصخصة التسيير والخوصصة .مذكرة نيل شهادة الماجستير في القانون
فرع قانون أعمال .تحت إشراف الدكتور العميد قموح عبد المجيد .جامعة منتوري قسنطينة .5000/5000 .ص.95
30
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
وطبقا لنص المادة 83من األمر 52-02يخول مجلس المديرين أو عند االقتضاء المدير العام
الوحيد الصالحيات الواسعة لكي يتصرف في كل الظروف باسم الشركة القابضة العمومية التي يمثلها إزاء
الغير ،ويمارس مجلس المديرين هذه الصالحيات في حدود موضوع الشركة مع مراعاة الصالحيات
المخولة لكل من الجمعية العامة وتلك الصالحيات المسندة صراحة إلى مجلس المراقبة.
حيث يعد هذا األخير من أهم الهياكل التي نظمها األمر 52-02والذي حدد تشكيلة مجلس
المراقبة وبين المهام المنوطة به إضافة إلى ذلك نجد أن هذا األمر قد بين كيفية عمل هذا المجلس
ومباشرة مهامه التي حددتها المادة 82منه(.)1يتكون مجلس المراقبة من سبعة أعضاء ينتخبون رئيسا منهم
حيث يجتمع في دورة عادية كل ثالثة أشهر وفي دورة غير عادية أو استثنائية كل ما اقتضى
األمر ذلك.
وبالرجوع إلى القانون التجاري في مادته 223والتي تبين الصالحيات األساسية لمجلس المراقبة
حيث تنص صراحة على أنه « :يمارس مجلس المراقبة مهمة الرقابة الدائمة للشركة وكذا تقديم التراخيص
حسب ما تضمنه القانون األساسي فيما يتعلق بأعمال التصرف كالتنازل عن العقارات والمشاركة وكذا
ومما تجدر اإلشارة إليه هو أنه إذا كان من بين المهام المنوطة بمجلس المراقبة هي الرقابة
الدائمة للشركة فإن هذا األخير يباشرها في أي وقت من السنة ومتى استدعى األمر ذلك الطالعه على
إضافة إلى مهمة الرقابة التي تعد أساسية فإن لمجلس المراقبة مهمة أخرى تنحصر في اإلعالن،
والمقصود من ذلك إطالع كافة الشركاء عن عمليات االمتالك والتنازل في الشركة التي قد يؤدي إلى
31
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
تجاوز النسب في رأس مالها سواء كان ذلك بالزيادة أو النقصان وكذا إعالم الشركاء بمحتوى التقرير
السنوي الذي يعده ويقدمه مجلس المراقبة إلى الجمعية العامة لمناقشته(.)1
()2
يمارس الرقابة وعلى العموم فإن مجلس المراقبة من خالل كافة هذه المهام يعتبر جهاز غير دائم
المستمرة والدائمة على تسيير الشركة القابضة العمومية في أي مرحلة من مراحل السنة وفي أي عملية
يراها واجبة الرقابة ،وذلك عن طريق االطالع على كافة الوثائق التي يراها مناسبة سواء قدمت له أو بناء
على طلبها(.)3
32
اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة األول
الفصل ّ
خالصة الفصل
استخلص من خالل هذا الفصل أن الشركة األم هي قمة هرم مجمع الشركات وأساس تركيزه،
مهامها الرقابة واإلدارة والتوجيه واتخاذ الق اررات المتعلقة بالشركات التابعة لها.
من خصائصها انها شركة مساهمة ،تمتلك أكثر من %50من أسهم الشركات التابعة لها التي تقوم
بالسيطرة عليها.
أما بالنسبة للشركة القابضة هي شركة لها سيطرة معينة على شركة تابعة لها ،نشاطها الرئيسي
إدارة محفظة األوراق المالية من خالل مشاركتها في رأس مال شركات أخرى ،من خصائصها أنه يكون
فيها االعتبار لرأسمال الشركة التابعة وليس للشركاء ،كما تقوم بالسيطرة المالية واإلدارية للشركة التابعة
إضافة إلى العمل على تركيز وتجميع رؤوس األموال عن طريق تجميع عدة مشاريع.
وبشكل عام يتم تأسيس الشركة األم أو الشركة القابضة بنفس االجراءات المتبعة في تأسيس
شركات المساهمة ،أما فيما يخص مهام كل من هاتين الشركتين .فالشركة األم تقوم بمهمة أساسية أال
وهي الرقابة على الشركات التابعة ،أما الشركة القابضة فنشاطها لم يعد مقتص ار على تسيير المساهمات
المالية فقط بل امتد حيث أصبح يشمل عمليات اإلدارة والتسيير للمجمع وكذلك توجيه مختلف نشاطاته
ومراقبتها.
33
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
تستطيع الشركات الكبيرة أن تشكل مجمعات تتألف من عدة شركات ،حيث يمكن لهذه الشركات
أن تأخذ أشكاال مختلفة قد تكون بسيطة أو ذات شخصية مستقلة ،ويعود اختيار أي شكل من األشكال
السابقة إلى األهداف اإلستراتيجية المسطرة من قبل الشركة األم ،لذلك نجدها تكتفي بإنشاء شركة جديدة
يسيرها واحد من عمالها األجراء الذي تنصبه على رأسها إلدارتها ،وفي هذه الحالة تكون قد كونت فرع
بسيط دون استقاللية قانونية ،أو قد تقوم بإنشاء شركة عن طريق المساهمة في رأسمالها مع مساهم أو
عدة مساهمين آخرين حيث يشترك المساهمون في هذه الحالة بضمان السير الحسن لالستغالل كل حسب
ويمكن القول أن شركة تمارس رقابة على شركات أخرى ،إذا كانت تحوز بطريقة مباشرة أو غير
مباشرة على جزء من حقوق التصويت يفوق نسبة ، %05شرط أن ال يملك مساهمون أو شركاء آخرون
سأعرض في مبحث أول اآلليات القانونية لتكوين الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة ،وفي
مبحث ثان كل من الحقوق وااللتزامات المترتبة على الشركة األم بالنسبة للشركات التابعة ،المساهمات،
المبحث الثاني :حقوق والتزامات للشركة األم بالنسبة للشركات التابعة ،المساهمات والشركات
المراقبة.
35
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
قبل التطرق إلى اآلليات القانونية لتكوين الشركات التابعة والمساهمات والشركات المراقبة ،البد
إذا حازت شركة أكثر من %05من رأس مال شركة أخرى ،فإن الثانية تعتبر تابعة لألولى،
فالمشرع يأخذ في تحديد تبعية الشركة بمعيار كمي ،حيث يتطلب ملكية األغلبية المطلقة ألسهم رأس
المال االجتماعي ،حيث حذا في ذلك حذو المشرع الفرنسي الذي نص في المادة 403من قانون الشركات
الفرنسي الصادر في 43جويلية 6611أنه إذا حازت شركة أكثر من %05من رأس مال شركة أخرى فإن
وحسب بعض الفقهاء الفرنسيين فإنه وان تمسك المشرع الفرنسي بمعيار كمي لتحديد نسبة التبعية
يرجع لسبب منطقي الرتباطه باألغلبية المطلقة في الجمعية العامة( ،)2فمن المؤكد أن تملك أغلبية رأس
مال شركة ما يجعلها تابعة للشركة المالكة ،غير أن تملك هذه النسبة ليس مطلوبا دائما ،حيث يمكن أن
تتحقق السيطرة بنسبة أقل من ذلك ،بمعنى أن السيطرة تبقى قائمة والنسبة المملوكة متغيرة ،فمثال ال يمكن
أن تتحقق السيطرة بغير األغلبية المطلقة إذا كانت أسهم الشركة المطلوب السيطرة عليها محصورة في
أيدي عدد قليل من كبار المالك ،حيث ال يستطيع أي منهم السيطرة إال إذا تملك أغلبية األسهم بمفرده
مثال ذلك الشركات التابعة المشتركة التي تعتبر أداة تعاون بين شركتين أوأكثر في مجال محدد ،وال يمكن
1-Brigitte Hess-Fallon. Anne-Marie Simon. Droit des affaires. 16eme édition. Paris France. P237
2- Yves Guyon. Droit des affaires. Tome1. 6eme édition. Paris France. P16
36
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
إدارتها باألغلبية لتعذر تحققها()1وانما البد من اإلجماع دائما ،بالمقابل يمكن أن تحدث التبعية وان تدنت
نسبة ما تملكه شركة في رأس مال شركة أخرى عن نصف األسهم إذا كانت األسهم موزعة بين صغار
المساهمين الذين ال يعنيهم من السهم سوى ما يحققه من ربح سنوي وال تعينهم الجمعية العامة(،)2
باإلضافة إلى ذلك فإن تملك جزء هام من رأس مال شركة ما ليس هو العامل الوحيد الذي يترتب عليه
تبعية هذه الشركة ،بل يقف إلى جانبه عوامل أخرى تدعمه مثل النصوص القانونية والنظامية الخاصة
بحقوق التصويت داخل الجمعية العامة وبعدد األصوات للسهم الواحد واالتفاقيات المقيدة لحقوق التصويت
إذا كانت مشروعة فإن الشركة األم يمكنها السيطرة على الجمعية العامة العادية غير أنه ال يمكنها تعديل
القانون األساسي ألن القرار تبث فيه الجمعية العامة غير العادية على األقل بثلثي األصوات المعبر عنها
وذلك طبقا للمادة 173من القانون التجاري ،وبالتالي فإن الشركة األم ستصطدم باألقلية المعارضة.
كما تجدر اإلشارة ،أنه يجب التفرقة بين الشركات التابعة التي تتميز بشخصية معنوية خاصة بها
والشركات الفرعية ،أو المكاتب التي ليس لها شخصية معنوية خاصة بها ،حيث يمكننا أن نعرف الشركة
الفرعية على أنها « :وكاالت وفروع ثانوية تختلف عن الشركات التابعة من حيث أنها ال تملك شخصية
معنوية تميزها ،وبذلك فهي ال تشكل هياكل قانونية مستقلة ،كما أنها تتمتع بنوع من الالمركزية البسيطة
وهذا لضمان سير النشاط وفقط».حتى أن محاسبة الشركة الفرعية تدرج مباشرة ضمن محاسبة الشركة
ولتوضيح الفرق بين الشركات التابعة والفرعية نقوم بوضع الجدول التالي:
37
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
)(1
جدول رقم :10مقارنة بين الشركة التابعة والشركة الفرعية
عدم فرض الضريبة على الشركات على النتيجة دفع الضريبة على الشركات ISعلى النتيجة
والشركة الفرعية ،لذلك ال يدفع الرسم على القيمة وجود صفقات قانونية ما بين الشركة األم
المضافة TVAعلى المبيعات والشركة التابعة ،لذلك يدفع الرسم على القيمة
تعتبر شركة مساهمة في شركة أخرى إذا كان جزء رأس المال الذي تمتلكه في هذه على األقل
يساوي %65إلى %05وذلك حسب المادة 746فقرة 54من القانون التجاري ،إن الهدف من شراء األسهم
-1المصدرChristine Colette. Incitation a la gestion fiscale des entreprises édition Eyrolles. France. P34:
38
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
في هذه الحالة فإن الشركة التي تقوم بشراء األسهم أو عملية االكتتاب ال تهدف إلى التأثير في
سير الشركة التي قامت بشراء أسهمها وانما تهدف إلى تحقيق مداخيل ،أو مجرد توظيف لرؤوس األموال
المتوفرة لديها.
ثانيا :المساهمات
خالفا لشراء األسهم بهدف االستثمار ،فإن الهدف من شراء المساهمات هو خلق عالقات دائمة
مع الشركات التي تم شراء أو اكتتاب أسهمها ،والتأثير عليها من أجل تحقيق مصالح معينة من الناحية
االقتصادية كتسهيل عملية التوريد بالمواد األولية أو المنتجات النهائية ،فتح أسواق ،الحصول على
ثالثا :المراقبة
أما في هذه الحالة فالهدف من شراء األسهم هو معرفة ما يجري داخل هذه الشركة وعادة ما تقوم
إن الرقابة التي تقوم بها الشركة األم هدفها عادة توجيه عمليات تسيير الشركات التابعة وفق
استراتيجية معينة ،إلى جانب الرقابة المباشرة الناجمة عن امتالك أسهم في رأس مال الشركة فإن القانون
-تعتبر شركة مراقبة لشركة أخرى عندما تملك بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزءا من رأس مالها
39
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
-عندما تملك وحدها أغلبية األصوات في هذه الشركة بموجب اتفاق مع باقي الشركاء اآلخرين أو
-عندما تتحكم في الواقع بموجب حقوق التصويت التي تمتلكها في ق اررات الجمعية العامة لهذه
الشركة.
-تعتبر ممارسة لهذه الرقابة عندما تملك بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزءا يتعدى %35من حقوق
التصويت وال يحوز أي شريك أو مساهم آخر بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزء أكبر من الجزء
الذي تمتلكه.
وطبقا للمادة 744من القانون التجاري تعتبر أي مساهمة حتى لو كانت أقل من %65تحوزها شركة
مراقبة بأنها محيزة وبصفة غير مباشرة من طرف الشركة التي تراقبها ،وتقييم الرقابة ال يتم من خالل نسبة
المساهمة في رأس مال الشركة ولكن من خالل حقوق التصويت التي تمتلكها الشركة القابضة.
-لتحديد ما إذا كانت شركة مراقبة لشركة أخرى فإنه البد من تجميع حقوق التصويت التي تمتلكها
هذه الشركة وحقوق التصويت التي تمتلكها شركة أخرى تراقبها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مهما
وفي هذا الصدد فإن أية مساهمة ،حتى لو كانت أقل من %65تمتلكها شركة مراقبة تعتبر محيزة بصفة
تعتبر شركة ممارسة للرقابة على شركة أخرى من دون أن تكون لها أي مساهمة مباشرة في هذه
الشركة متى كانت الشركة التي تراقبها تملك في هذه األخيرة مساهمات تكفي لممارسة الرقابة عليها طبقا
40
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
للقانون التجاري ،تقوم بعملية الرقابة عادة الشركة القابضة ،يتمثل دورها األساسي في تسيير الشركات
يعود سبب تبعية شركة ألخرى وبالتالي تسمية األولى شركة أم أو قابضة والثانية شركة تابعة أو
مراقبة ،إلى أن األولى تملك نسبة هامة من حصص أو أسهم والثانية بغض النظر عن وقت هذا التملك،
فقد يحدث هذا التملك أثناء مرحلة تأسيس الشركة التابعة أو أثناء حياتها أي بعد اإلنشاء وذلك على النحو
التالي:
تتحقق تبعية الشركة التابعة للشركة األم أو القابضة من خالل شراء الثانية لسندات األولى بالقدر
الذي يمكنها من تحقيق غرضها وذلك إما مقابل نقود أو سندات ويتم هذا الشراء إما عن طريق البيع
بالتراضي ()gré a gréلسندات المساهمين األغلبية ،بحيث أنه إذا تمت عمليات الشراء داخل البورصة
فإن تدخل الوسيط في عمليات البورصة يعد إلزامي وذلك طبقا للمادة 50من األمر رقم
65-64المؤرخ في ماي 6664المتعلق ببورصة القيم المنقولة المعدل والمتمم لألمر رقم 53-54المؤرخ
في 67فيفري ،)2(4554باإلضافة إلى ضرورة احترام إجراءات ضمان التسعيرة .أو عن طريق العروض
العامة للحيازة من قبل شركة ألسهم شركة أخرى ،حتى تتمكن من مراقبتها ،أما خارج البورصة فيتم عن
طريق التنازل البسيط عن طريق تصرف قانوني من المتنازل لفائدة المتنازإلليه وهي ليست محل تنظيم
قانوني خاص حيث أن محلها حصص أو أسهم ذات شكل معين يتم التعامل بها في ظروف معينة(.)3
41
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
إن التنازل عن رقابة الشركة غالبا ما تسبقه فترة من التفاوض يكون األطراف خاللها غير ملزمين
بالبيع والشراء ،ويمكن لألطراف في أي وقت إلغاء المفاوضات ،غير أن الطرف الذي ينقض المفاوضات
تترتب عليه مسؤوليات إذا كان هناك تعسف واذا وصلت المداوالت إلى مرحلة متقدمة ،وبالتالي يمكن
للطرف المتضرر طلب التعويض ،وال يمكن التمسك بمسؤولية الغير إال في حالة وجود نية إضرار أو
وللطرف الذي وقع في خطأ حول صفة جوهرية في الحصص أو األسهم التي تحدد عملية التنازل ،طلب
إلغاء عملية التنازل خالل 0سنوات من اكتشاف الخطأ طبقا لقواعد القانون المدني كالخطأ حول الحالة
االقتصادية للشركة ،إذا كان الحائز يجهل وقت التنازل أن الشركة ال تملك معايير متابعة النشاط
االقتصادي الذي يشكل موضوع الشركة بسبب مثال حالة الذمة المالية أو خسارة أصول مهمة لمتابعة
بالمقابل ال يعتبر خطأ إذا تعلق األمر بقيمة الحصص أو األسهم إذا لم تتحقق نتيجة مرضية بسبب خطأ
في تقدير الوضعية االقتصادية للشركة ،ألن الحائز بلغ الهدف المراد والمتمثل في المشاركة في الشركة
أو ممارسة رقابة على شركة تمارس النشاط أو في أن يصبح مالك ألصول مهمة(.)1
أما أهلية التنازل أو الحيازة للحصص أو األسهم فتخضع للقواعد المتعلقة باألهلية في القانون
المدني والتجاري.
وعلى األطراف تحديد الحقوق المتنازل عنها أو على األقل العناصر التي يمكن من خاللها تحديد
المحل ،ففي حالة بيع شخص ألسهم ال يمتلكها ،يعد البيع باطال ،حتى وان ارتبط بعيب في صالحيات
42
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
وكيل المتنازل ،وال يمكن التمسك به إال من قبل المتنازل إليه في حين أن المالك الحقيقي يملك حق رفع
واذا فقدت األسهم قيمتها فإن المتنازل إليه ال يمكنه التمسك بزوال محل التنازل ،متى كانت األسهم
موجودة في تاريخ عقد التنازل ،غير أنه في حالة الخسارة الكلية أو الجزئية لألموال وقت البيع فله أن
يتمسك بقواعد القانون المدني التي تسمح في حالة الخسارة الكلية أو الجزئية لألموال وقت البيع ،إما أن
يتمسك بالبطالن واما إعادة تحديد الثمن ،في جميع الحاالت فإنه يمكن للحائز إدراج شرط ضمان
ويجب الثمن ،حيث يمكن تقديره نقدا أو مقابل أي عوض آخر ،غير أنه ال يكون غالبا ضروريا في
حالة تعدد الباعة ،بالمقابل البد من تحديد الحصص في عقد التنازل ،واذا لم يتم تحديد الثمن فالبد من
إلغاء عقد التنازل إذا واجه األطراف عدة عوائق منعتهم من تحديده.
غالبا وألسباب مختلفة ،قد يؤجل أطراف العقد عملية التنازل بصفة نهائية ،كضرورة إجراء دراسات
تكمي لية حول الوضعية القانونية أو الجبائية للشركة المصدرة ،أو إلزامية طلب تصريح إداري من أجل
االستثمار وممارسة نشاط معين ،البحث عن رؤوس أموال وما إلى ذلك ،ولكن تقوم على األقل بإبرام
والبد على كل طرف متعاقد أن يعهد للطرف اآلخر ببيع الحصص أو األسهم أو شراء حصصه أو
والبد من توفر الشروط الشكلية الالزمة لصحة التنازل عن الحصص أو األسهم والتي تتبع شكل
الشركة التي تم التنازل عن أسهمها ،حيث يبرز أكثر في الحقوق االجتماعية غير القابلة للتداول (شركة
43
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
التضامن ،الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،شركة التوصية البسيطة) حيث أن التنازل يتم عن طريق
تصرف شكلي معين المقدار له أثره في مواجهة الشركة أو الغير ،أما بالنسبة لشركات المساهمة فيتم
وكما هو الشيء بالنسبة لجميع العقود فإن التنازل عن الحصص أو األسهم يمكن أن يتضمن
شروط خاصة ،حيث يمكن لألطراف ربط التنازل بأحداث مستقبلية احتمالية الوقوع (معلق على شرط
واقف) أو االتفاق على أن التنازل يتم نسخه بأثر رجعي عند وقوع حادث مفاجئ حسب طبيعة الواقعة
وال يجوز أن ترتبط الشروط باإلرادة المطلقة لألطراف بمعنى أن وقوعها ال يرتبط بالسلطة
التقديرية للشخص الذي قام باشتراطها فإذا كان المتنازل شركة مساهمة وربطوا عملية التنازل برضى
مجلس اإلدارة ،فإن الطرف الذي اشترط هذه الموافقة يخضع التنازل لسلطته التقديرية ،فقد يتم القبول على
مراحل حيث ال يمكن أن يصبح نهائي إال بعد قبول المجلس ومنذ تاريخ الموافقة ،وعلى األطراف أن
-ماعدا في حالة وجود اتفاق مخالف فإن المتنازل إليه له الحق في كامل األرباح ولكن التي تم
توزيعها بعد عملية التنازل حتى لو نتجت عن نشاط سري قبل بيع هذه السندات.
-أما بالنسبة للخسارة وفيما عدا وجود اتفاق مخالف فإن المتنازل إليه ال يمكنه إلزام البائع بالمساهمة
-ال يمكن للمتنازل إليه الحصول على حصته من الشركة ،ما عدا في حالة وجود تحفظات عند تمتعه
بصفة الشريك ،فإن هذه الحقوق مع جميع التحفظات تنتقل للمتنازل إليه.
44
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
-ال يؤدي التنازل عن السندات إلى انتقال الحساب الجاري للمتنازل في الشركة ،ما عدا في حالة
اشتراط ذلك ،والشرط الذي يتضمن تحويل حساب جاري البد أن يكون محددا بدقة ،حيث قضى
قضاء النقد الفرنسي أن الشرط المتضمن التصرف بالتنازل الذي يتضمن أن المتنازل لديه بديل عن
المتنازل في الحقوق وااللتزامات الناتجة عن تملك السندات المتنازل عنها ،ال يشمل تحويل الحساب
الجاري المتنازل عليه إال عند وجود إشارة صريحة متعلقة بهذا الحساب(.)1
أما بالنسبة إلى إلغاء عملية التنازل ،فإنه إذا كان استرداد األسهم غير ممكن بسبب إلغائها نتيجة
تخفيض رأسمال الشركة أو إعادة بيعها للغيرفعلى المتنازل إليه أن يدفع مبلغ مساوي وليس المبلغ المتفق
عليه ،وال الثمن الذي أعاد به المتنازل إليه البيع مرة أخرى ،ولكن بحسب قيمتها عند التنازل وذلك طبقا
وطبقا لألمر رقم 53-54دائماوالمتعلق ببورصة القيم المنقولة فإنه ال يجوز إجراء أية مفاوضة
تتناول ق يما منقولة في البورصة إال داخل البورصة ذاتها ،وعن طريق وسطاء في عملية البورصة .وهم
عبارة عن أشخاص طبيعيون أو شركات ذات أسهم تنشأ خصيصا لهذا الغرض ،وذلك بعد منح اعتماد
من قبل لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها ،يخول لهم إدارة سندات القيم المنقولة التابعة لزبائنهم
كما يتعين على هؤالء الوسطاء في عملية البورصة إبرام عقود مع زبائنهم تنص على تقارير دورية يقدمها
ويعد الوسطاء في عملية البورصة مسؤولون حيال آمريهم بالسحب وتسليم القيم المنقولة المتفاوض
بشأنها.
45
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
التنازل عن كمية كبيرة من الحقوق االجتماعية يؤدي إلى رقابة الشركة من قبل الغير ،فالرقابة
تنتج عن الحيازة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لعدد من األسهم والحصص ،يمكن من خاللها
التحكم أو شبه التحكم في الشركة عن طريق توجيهها وتسيير ذمتها المالية .واذا كانت الرقابة تعد طريقة
من طرق تشكل المجمع ،ألنها غالبا ما تحدث من قبل شركة تسعى للسيطرة على األخرى فهي كذلك
تقنية لتركيز المشاريع الشائعة بسبب ايجابياتها بخالف االندماج الذي يؤدي إلى زوال الشركة الممتصة،
حيث أن الرقابة تبقى على االستقاللية القانونية لكل شركة من شركات المجمع مما يضمن مرونة في
مهما كانت طبيعة التصرف مدنية أو تجارية ،إذا تعلق األمر بالتنازل عن أسهم الشركات
التجارية فإنه يعتبر عمل تجاري ،وان تم الحصول على الرقابة بطريقة غير مباشرة ،كما لم تم الشراء من
الرقابة ال تقدر بالنظر إلى المتنازل إنما بالنظر إلى كل متنازل إليه إذا بلغت الحيازة نسبة معينة،
واذا كان التنازل يعتبر تصرفا مدنيا فإن إثبات عملية التنازل البد أن تتم وفقا لقواعد القانون
المدني ،وأنها ال تؤدي إلى التضامن بين البائعين أو الحائز ماعدا في حالة االشتراط.
وحتى وان شمل التنازل مجموع الحقوق االجتماعية ،فإن التنازل عن الحصص أو األسهم ال
يمكن اعتباره كتنازل عن قاعدة تجارية تشكل األصول االجتماعية أي أصول الشركة(.)2
46
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
يمكن أن تتم رقابة الشركة عن طريق االكتتاب وذلك عند الرفع في رأسمال هذه الشركة وغالبا
فإن عملية الرفع في رأسمال الشركة يتم في شركة المساهمة لصالح الشركة التي ترغب في رقابتها ،أما
إن االكتتاب عند الرفع في رأسمال الشركة أو التنازل عن أغلبية الحصص أو األسهم هي أكثر التقنيات
المستخدمة في الجزائر وهذا بالنسبة للمؤسسات العمومية االقتصادية( .)1وبما أن المشرع الجزائري حصر
عمليات المساهمة التي تؤدي إلى تشكل مجمع الشركات على شركات المساهمة على غرار المشرع
الفرنسي الذي أجاز عملية الرقابة والسيطرة على جميع أنواع الشركات بما فيها شركات األشخاص،
فسأقتصر على عملية زيادة رأسمال شركة المساهمة دون بقية الشركات.
بالنسبة للمشرع الفرنسي أيضا فقد تم تعديل النظام القانوني المتعلق بزيادة رأسمال الشركة المساهمة،
مضمون هذا التعديل بصفة عامة تسهيل عملية الرفع في رأسمال الشركة حتى يكون أكثر تكيفا مع
تطورات السوق خاصة الزيادة في صالحيات هيئات التسيير ومرونتها ونظام توجيه السلطات ،حيث يمكن
بناء على تفويض في الصالحيات من قبل الجمعية العامة غير العادية اتخاذ قرار برفع رأسمال الشركة
من قبل مجلس اإلدارة من أجل فتح المجال أمام عملية اكتتاب المستثمرين ،كما تم أيضا التخفيف من
طبقا للمادتين 166و 163من القانون التجاري فإن جميع عمليات الرفع في رأس المال التيتتم نقدا
أو بالنظر إلى مبلغ األسهم ،تفتح أمام المساهمين حق األفضلية في اكتتاب األسهم الجديدة ،وهذا الحق
-1المؤسسات العمومية االقتصادية هي شركات تجارية تخضع للقانون العام ،تكون مراقبة من طرف الشركات القابضة أو تمتلك فيها
مساهمات.
2- Francis Lefebvre. Op.cit.P 63
47
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
إذا كانت المادة 167من القانون التجاري تمنح الجمعية العامة غير العادية أن تقرر أو تسمح
برفع رأسمال الشركة والغاء حق األفضلية في االكتتاب ،فإن هناك معايير البد من احترامها من أجل
حماية حقوق المساهمين ،فإلغاء حق األفضلية في االكتتاب ال يمكن أن يكون إال جزئيا وال يرد إال على
جزء أو عدة أجزاء من عملية الرفع من رأسمال الشركة ،من حيث المبدأ فإن الجمعية العامة ال يمكنها
إلغاء حق األفضلية في االكتتاب إال لشخص معين أو أصناف محددة من األشخاص ،في حالة لجوء
الشركة إلى االدخار العلني ،وتحت شروط معينة يمكن تقريره دون تعيين المستفيد أو تسميته(.)1
وتقرر الجمعية العامة بنفسها أو عن طريق تفويض الصالحيات رفع رأسمال الشركة لصالح
شخص معين باسمه أو ألصناف معينة من األشخاص تتوفرفيهم صفات معينة البد من تحديدها ،في
حالة الضرورة يمكنها إلغاء حق األفضلية في االكتتاب ،كما يمكنها االحتفاظ برفع رأس المال ألشخاص
محددين كحملة وصوالت االكتتاب ،أعضاء جمعية معينة وما إلى ذلك .كما يمكن للجمعية العامة أن
تفوض صالحية تحديد الصفات المطلوب توفرها في الحائزين على األسهم لمجلس اإلدارة أو المديرين
حسب الحالة ،أو تحديد قائمة المستفيدين وعدد األسهم الموزعة على كل منهم.
وتقرر الجمعية رفع رأسمال الشركة مع إلغاء حق األفضلية في االكتتاب بعد أن يرفع إليها
تقريرين ،التقرير األول من مجلس اإلدارة أو المديرين والتقرير الثاني من محافظ الحسابات وبعد الموافقة
على عملية رفع رأس المال تفوض الجمعية العامة غير العادية لمجلس اإلدارة أو المديرين حسب الحالة
القيام بالعملية وذلك بعد تحديد ثمن اإلصدار بواسطة تقرير خاص من قبل محافظ الحسابات.
إذا فوضت الجمعية العامة صالحية تحديد المستفيد وعدد األسهم التي يمتلكها إلى هيئات التسيير
(مجلس اإلدارة أو المديرين) أو في الوقت الذي يتم فيه التفويض فالبد من وجود تقرير تكميلي يتضمن
الشروط المحددة للعملية التي البد أن تكون مطابقة للترخيص المقدم من قبل الجمعية العامة غير العادية،
48
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
واذا قامت الجمعية العامة بتحديد طرق رفع رأس المال ،على محافظ الحسابات أن يقدم رأيه حول اقتراح
إ لغاء حق األفضلية في االكتتاب ،وحول اختيار عناصر حساب ثمن اإلصدار ومبلغ هذه األخيرة وكذلك
آثار اإلصدار على وضعية حملة السندات التي تمثل جزء من رأس المال ،والبد من تقرير لتقييم رؤوس
األموال أي قيمة األسهم في البورصة ،والبد من تفحص واثبات صحة المعلومات المستخلصة من
حسابات الشركة.
إذا فوضت الجمعية العامة غير العادية صالحياتها لمحافظ الحسابات إلعداد تقرير خاص حول ثمن
اإلصدار وشروط تحديد الثمن عند القيام بعملية اإلصدار البد من إعداد تقرير ثان لمجلس اإلدارة أو
المديرين الذي يتفحص خاصة طرق مطابقة إتمام العملية بالنظر إلى الترخيص المقدم من قبل الجمعية
والمعلومات المقدمة إلى هذه األخيرة ،كما يقدم رأيه حول آثار اإلصدار على وضعية حملة السندات التي
طبقا للمادة 160من القانون التجاري الجزائري فإن عملية اإلصدار الذي يتم باللجوء إلى االدخار
العلني دون حق التفاضل في اكتتاب أسهم جديدة تمنح لصاحبها نفس حقوق األسهم القديمة ،البد من أن
يتم اإلصدار في أجل ثالثة ()54سنوات ابتداء من تاريخ انعقاد الجمعية التي قررت ذلك ،وبالنسبة
لإلصدار الذي يتم باللجوء العلني لالدخار دون حق التفاضل في االكتتاب لألسهم الذي ال يمنح لصاحبها
نفس حقوق األسهم القديمة يجب أن يتم اإلصدار في أجل سنتين من تاريخ انعقاد الجمعية التي قررت
ذلك ،وعندما ال يتم اإلصدار في تاريخ الجمعية العامة السنوية يمكن للجمعية العامة غير العادية أن
تفصل في ذلك بناء على تقرير مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين وبناء على تقرير خاص من مندوب
49
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
الحسابات للحفاظ على سعر اإلصدار أو تعديله أو شروط تحديده ،وفي غياب ذلك يكون قرار الجمعية
باإلضافة إلى أن تحديد ثمن إصدار األسهم الجديدة أو شروط تحديد هذا الثمن من قبل الجمعية العامة
غير العادية يكون بناء على تقرير مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين ،وبناء على تقرير خاص من مندوب
الحسابات ،حيث يكون سعر اإلصدار على األول مساويا لمعدل األسعار التي تحققها هذه األسهم منذ
عشرين ( )45يوما متتالية ،مختارة من بين األربعين ( )35يوما السابقة ليوم بداية اإلصدار بعد تصحيح
هذا المعدل لمراعاة اختالف تاريخ االنتفاع ،ويمكن إلغاء حق األفضلية في االكتتاب دون إشارة إلى اسم
المستفيد بالنسبة للشركات التي تلجأ لالدخار العلني فيمكن للجمعة العامة غير العادية إلغاء حق
األفضلية في االكتتاب دون تعيين المستفيد ،وهدف هذا النظام الخاص تسهيل عملية توظيف األسهم أمام
المستثمرين(.)2
إذا كانت السندات قابلة للتداول داخل البورصة ،فإن إلغاء حق األفضلية هي الطريقة الوحيدة
الممكنة حاليا إذا لجأت الشركة علنيا لالدخار داخل سوق دولية حيث يسمح بتزويد الشركة بكتلة من
وتسمح عملية التنازل عن حق األفضلية في االكتتاب بتسريع إتمام عملية زيادة رأس المال ،وعلى
ذلك فإن مدة االكتتاب تغلق على سبيل التعجيل من الوقت الذي تصبح فيه زيادة رأس المال مكتتبة
وطبقا للمادة 167من القانون التجاري تقرر الجمعية العامة غير العادية زيادة أرس المال مع
إلغاء حق األفضلية في االكتتاب ،وال يمكنها البث في ذلك إال بعد تدقيق بواسطة تقريرين واحد من قبل
50
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
مجلس اإلدارة أو المديرين حسب الحالة والثاني من قبل محافظ الحسابات ،إذا وافقت الجمعية العامة على
عملية زيادة رأس المال فإنها تفوض مجلس اإلدارة انجاز هذه العملية(.)1
إن التنازل بدون تعيين مستفيد والشكل الوحيد الممكن في حالة التنازل التلقائي عن حق األفضلية
في االكتتاب إذا كانت أسهم الشركة القابلة للتداول بالنسبة لبقية الشركة فإن المساهمين يمكنهم أن يختاروا
إما التنازل عن حقهم في االكتتاب لفائدة شخص أو عدة أشخاص معينين أو بدون إشارة إلى اسم
المستفيد ،وال توجد أي نصوص قانونية تمنع التنازل عن مجموع حقوق االكتتاب مع عدم تعيين مستفيد،
ويمكن االكتتاب به مع إمكانية تخفيضه إذا نصت الجمعية على مثل هذه اإلمكانية ،أو أن يتم توزيع
وهناك عدة تصرفات تؤدي إلى التنازل التلقائي كتحويل أو استبدال األسهم التي تتمتع بحق
األفضلية في االكتتاب أو إصدار قيم منقولة تمثل جزء من رأس مال الشركة أو قبول مشروع اندماج أو
(.)2
انقسام من قبل مساهمي الشركة
األصول التي تعود للشركة التابعة والتي تكون موجودة سابقا أو تساهم في تأسيسها ،كما يمكن أن تحصل
عن طريق التبادل على أسهم تصدرها الشركة المستفيدة من عملية المساهمة ،كما أن المساهمة في
أصول شركة أخرى عن طريق امتالك أسهم أو حصص نقدا تمكنها من رقابة هذه الشركة تسمح بإنشاء
عدة شركات تابعة أو عدة فروع أنشطة تابعة للنشاط الرئيسي ،واعطائها استقاللها القانوني.
51
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
حيث أنه غالبا وعندما تكون هناك عدة فروع نشاط تابعة لمشروع واحد وان أرادت الشركة التوسع
داخل أسواق معينة ،وعندما تريد شركة كبيرة تقسيم أعمالها ومن ثم التزامها إلى أقسام منفصلة تديرها
شركات مستقلة عنها قانونا بحيث تعتبر كل منها مسؤولة عن االلتزامات المترتبة على نشاطها وتابعة في
نفس الوقت ،كما لو رغبت شركة صناعية في فصل نفقات تسويق منتجاتها عن موجودات التصنيع فإنها
ستلجأ إلى إنشاء شركة منفصلة عنها تكون غالبية رأسمالها مملوك للشركة الصناعية ،أو أن تسعى لنقل
أعمالها إلى أقاليم مجاورة إذا كانت أعمال الشركة األم تتركز في العاصمة.
ويمكن أن تشمل المساهمة الجزئية في األصول عنص ار أو عدة عناصر مستقلة (عقارات أو
سندات موجودة في الحافظات) أو على مجموعة أموال (كعناصر األصول والخصوم في فرع نشاط
محدد) ،فالقانون التجاري يسمح لشركة المساهمة والشركة المستفيدة من المساهمة الخضوع التفاق مشترك
المساهمة الجزئية في األصول لها ميزتان ،تحويل شامل ونظام جبائي أفضل يشمل فرع نشاط كامل
يمكن أن تتم المساهمة في أصول شركة مساهمة أو عدة شركات مساهمة أو شركة ذات مسؤولية
محدودة أو عدة شركات ذات مسؤولية محدودة كما يمكن تطبيقه حتى عندما تتم العملية بين شركة
مساهمة وشركة ذات مسؤولية محدودة .في حالة عدم تبني الشركة نظام االنقسام ،فإنه يتم تبني نظام
الزيادة في رأس المال أو التأسيس إذا كانت الشركة التابعة شركة جديدة لم تكن موجودة من قبل ،حيث
تتدخل الش ركة األم أو القابضة كشريك مؤسس في الشركة المراقبة وتساهم في عملية التنظيم وفي تكوين
رأس المال المطلوب ،وفي القيام بالتصرفات الالزمة إلنشاء الشركة الجديدة بواسطة أشخاص طبيعيين هم
-1بركات حسينة .المرجع السابق .ص .44نقال عن محمد حسين إسماعيل.المرجع السابق .ص ص.01-06
52
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
الممثلون القانونيين ،حيث يقوم هؤالء بإعداد عقد الشركة ونظامها األساسي باالشت ارك مع بقية المؤسسين
اآلخرين حيث يستلزم األمر إتباع اإلجراءات الالزمة الخاصة بشكل الشركة المطلوب إنشائها(.)1
وقد حدد المشرع معيا ار رقميا لتحديد الشركة المراقبة والنسبة المطلوبة العتبار الشركة تابعة أو
مجرد مساهمة أو مراقبة تبعا لنسبة رأس المال المملوكة من قبل الشركة األم من خالل المواد744-746
يجب على ممثلي الشركة المساهمة والشركة المستفيدة من عملية المساهمة إعداد عقد مساهمة
يتضمن اإلشارة إلى فرع النشاط المساهم فيه وتعيين عناصر األصول والخصوم التي تتضمنها عملية
التحويل ،وجميع األمور التي تشير إليها المواد المتعلقة باالنقسام ،كما يمكن لألطراف إخراج بعض
إذا تم تأسيس الشركة الجديدة دون أية مساهمات أخرى ماعدا مساهمة الشركة التي انقسمت،
ن كون بصدد شركة الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة حيث تحتفظ شركة المساهمة بمجموع
الحصص أو األسهم المصدرة بعد مصادقة الجمعية العامة لشركة المساهمة وتدخل محافظ الحسابات
حيث يعتبر ذلك قاعدة في جميع عمليات االنقسام( .)2ويتمتع شركاء الشركة المنقسمة بكامل الحقوق
المرتبطة بصفة المؤسس لكل الشركات التي تم تأسيسها والحصص االجتماعية التي تمثل رأس المال التي
أما الحالة التي تكون فيها الشركة الجديدة ذات مسؤولية محدودة وقد تأسست من مساهمات لم
تتأتى فقط من الشركة المنفصلة ولكن أيضا من أشخاص معنوية أو طبيعية أخرى ،فيجب إتباعاإلجراءات
العادية لتأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،ويجب توقيع النظام األساسي من قبل ممثلي الشركة
53
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
المنفصلة وبقية الشركاء بعد إيداع األصول وتقرير محافظ الحسابات لألسهم ،والمعين بإجماع المؤسسين
وفي الحالة التي تكون فيها الشركات التي تم تأسيسها شركة مساهمة فتطبق مبدئيا قواعد
التأسيس المرتبطة بشركة المساهمة حيث البد من توفر سبعة ( )57مساهمين على األقل والبد من إيداع
األصول واعداد تقرير بالمساهمات من قبل محافظ الحسابات واعداد النظام األساسي وتوقيعه من طرف
الشركة المنقسمة وبقية المكتتبين .هذه اإلجراءات تطبق إذا لم تلجأ الشركة الجديدة لالدخار العلني ،أما
في حالة المخالفة البد من تطبيق القواعد القانونية الخاصة بهذه الحالة(.)1
إذا تم تأسيس شركة المساهمة بدون أي مساهمة أخرى ماعدا شركة المساهمة المنقسمة فإن
الجمعية العامة للمساهمين تتحول بحكم القانون إلى جمعية عامة تأسيسية للشركات التي نشأت عن
االنفصال ،وأسهم الشركة الجديدة تمتلك مباشرة من قبل مساهمي الشركة المنفصلة دون حاجة إلى اللجوء
لالدخار العلني واستدعاء مساهمين إضافيين من أجل الحد األدنى للمساهمين عند تأسيس شركة
المساهمة.
تطبيق نظام االنقسام بالمساهمة الجزئية في األصول يسمح لدائني الشركة الذين كان دينهم سابق
على نشر مشروع االنفصال أن يقدموا معارضة عند هذه األخيرة ،وهذا الحق ممنوح لجميع الدائنين سواء
دائني الشركة المستفيدة أو الشركة المساهمة حيث تبقى كل من الشركتين مدينتين سواء عند االندماج أو
االنقسام وماعدا في حالة تسديد الديون أو إنشاء ضمانات كافية تقدمها الشركة المنفصلة(.)2
على حاملي سندات دين لشركة المساهمة حضور الجمعية العامة التي تفصل في مشروع
المساهمة الجزئية في األصول في حالة قبول العملية حيث يمكن االعتراض على العملية طبقا لنص
54
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
المادة 716فقرة 4من القانون التجاري ،فإذا تحملت شركة المساهمة ديون فإن ذلك يؤدي إلى انتقاص
في أصول هذه األخيرة باإلضافة إلى تغير ظروف االستغالل الذي يمكن أن ينعكس على يسار الشركة.
أما بالنسبة إلى حاملي سندات الدين للشركة المستفيدة فيتم استشارتهم كما يمكن في حالة االنقسام
ويمكن للشركة المساهمة االحتفاظ باألسهم التي تحصلت عليها لقاء مساهمتها كما يمكن توزيعها
على المساهمين حيث يمكن أن ينعكس هذا التوزيع على رأس المال وبالتالي فإن العملية تأخذ شكل
تخفيض في رأس المال مما يؤدي إلى ضرورة تطبيق القواعد القانونية الخاصة بتخفيض رأس المال(.)1
55
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
المبحث الثاني :حقوق والتزامات الشركة األم بالنسبة للشركات التابعة ،المساهمة
والشركات المراقبة
يمكن أن تتم عملية السيطرة على الشركة كما تم توضيحه سابقا عن طريق حيازة نسبة معتبرة من
أسهم الشركة التابعة من قبل الشركة التي ترغب في مراقبتها ،وذلك من خالل اكتتاب كامل األسهم التي
يتم إصدارها عند القيام بعملية الرفع في رأسمالها أو عن طريق التنازل عن أغلبية الحصص واألسهم وهي
أكثر التقنيات استخداما في عمليات الحيازة في الجزائر ويتعلق األمر بالمؤسسات العمومية االقتصادية،
أما البلدان التي تنشط فيها البورصة فإنه يتم أيضا عن طريق شراء األسهم التي يتم تداولها داخل
هناك مجموعة من الحقوق وااللتزامات تتعلق بهذه األسهم سواء عند اكتتابها أو التنازل عنها بالشراء أو
التبادل يمكن أن تسمح أو تعيق تشكل مجمع الشركات مما يقتضي اللجوء إليها بالقدر الذي يتعلق بتشكل
مجمع الشركات إضافة إلى اللجوء لعملية حيازة أسهم الشركة المساهمة في البورصة وهذا ما سأتطرق إليه
كالتالي:
تختلف أحكام اكتتاب الشركة في أسهمها أو التنازل عنها عن الشراء وعن أسهم رهنها ،وسأوضح
ذلك من خالل الفرعين التاليين ،حيث يضم الفرع األول اكتتاب الشركة في أسهمها أو شراءها ورهن
56
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
طبقا لقواعد القانون التجاري تكون عملية اكتتاب الشركة في أسهمها غير جائزة إذا كانت الشركة
هي المساهم ،حيث ال يمكن للشخص أن يكون دائن أو مدين في نفس الوقت ،باإلضافة إلى تفادي أن
تقوم الشركة بتضليل السوق عن طريق المضاربة على أسهمها( .)1أما بالنسبة لشراء الشركة ألسهمها فإنه
ال يمكن أن يكون مشروعا إال إذا قامت الشركة بتخفيض رأسمالها طبقا لما جاء في نص المادة 763فقرة
4من القانون التجاري ،غير أن المادة 760من القانون التجاري تورد بعض االستثناءات حين تسمح
للشركات المساهمة في البورصة االحتفاظ مؤقتا بأسهمها سواء لتوزيعها على العمال أو لتعديل أسعارها
داخل البورصة .أما بالنسبة للمشرع الفرنسي وبعد تطبيق توجيهات مجلس اإلتحاد األوروبي دعمت منع
ما يشبه الشراء المباشر الذي يتم باسم مستعار أو أن يؤدي إلى اكتتاب أو رهن الشركة ألسهمها ،كما ال
يمكن طلب قرض أو ضمان عند طلب اكتتاب أسهمها ،إضافة إلى االستثنائيين السابقين فقد وضع
المشرع الفرنسي استثناء جديد مضمونه أن الشركات المساهمة في البورصة يمكنها ضمن بعض الشروط
أن تحتفظ بأسهمها إذا حازتها بعد تحويل ذمتها كليا أو جزئيا ،أو نتيجة حكم من القضاء(.)2
لكن من خالل الممارسة العملية حسب بعض الفقهاء الفرنسيين يبدو أن المفهوم التقليدي الذي
قدمه االتحاد األوروبي الذي يتمثل مضمونه أن رأس مال الشركة يمثل الضمان األساسي لدائني الشركة
غير مؤسس وأن األصول الصافية في مجموعتها تمثل هذا الضمان ،زيادة على ذلك فإن شراء الشركة
ألسهمها له ميزات عديدة حيث يؤدي إلى توزيع أفضل لالدخار داخل االقتصاد وتحكم أفضل بين القواعد
التجارية للمشروع ومديونيته وتطوير وظيفة سوق البورصة ووسيلة دفاع ضد العروض العامة بالشراء ومن
شأنه أن يؤدي إلى منع التالعب التجاري في األسعار وبالتالي فقد تم الخروج عن المبدأ العام الذي يسمح
57
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
للشركة بشراء أسهمها من أجل تعديل األسعار واستبداله بإجراء يسمح للشركات شراء أسهمها في حدود
%65من رأسمالها من اجل التسيير االقتصادي والمالي لقواعدها التجارية ،غير أن هذه اإلمكانية ممنوحة
بالنسبة للشركات المساهمة في البورصة ماعدا بعض التسهيالت( ،)1وال يجوز مبدئيا للشركة اكتتاب
أسهمها ،ال يقتصر هذا المنع على العمليات التي تتم من قبل الشركة نفسها ولكن أيضا التي تتم باسم
مستعار وذلك طبقا للمادة 763من القانون التجاري فاألسهم المكتتبة بطريقة غير نظامية من قبل الشركة
أو الشخص الذي يتصرف باسمه ولحسابه البد من إلغائها متبوعة بتخفيض في رأس المال بقرار من
الجمعية العامة غير العادية .أما الشخص الذي يتصرف باسمه الخاص ولحساب الشركة عليه أن يقوم
بتسديد ثمنها بالكامل بالتضامن مع المؤسسين أو مجلس اإلدارة أو المديرين حسب الحالة ويعتبر وكأنه
طبقا للمادة 760مكرر 4فإنه يعتبر رهن الشركة ألسهمها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو
عن طريق الوسيط ،الذي يتمثل في شخص يتصرف باسمه الخاص ولحساب الشركة غير جائز ،ويجب
إعادتها إلى مالكها وحتى إرجاع هذه األسهم ،فإن عقد الرهن باطال وجميع الحقوق التي تتعلق به تعتبر
وكأن لم تكن .وتترتب على شراء الشركة ألسهمها أو اكتتابها خالف لقواعد القانون التجاري اآلتي:
_ البد على الشركة أن تقوم بتحرير األسهم واال يلزم المديرين وأعضاء اإلدارة بدفع المبالغ الضرورية
58
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
_ إلغاء حق التصويت في الشركة حيث ال يمكنها التصويت باألسهم التي تمتلكها وبالتالي فإن النصاب
القانوني واألغلبية الالزمة في الجمعية العمومية البد من أن تحتسب بدون احتساب األصوات التي تعود
_ إلغاء الحق في قبض األرباح ،حيث أن األسهم المملوكة من قبل الشركة ال تعطي الحق في قبض
األرباح.
_ إلغاء حق األفضلية في االكتتاب في حالة رفع رأس مال الشركة عن طريق االكتتاب نقدا(.)1
وال يمكن للشركة أن تمارس بنفسها الحقوق المرتبطة باألسهم التي تحوزها ،كما أن الجمعية
العامة غير العادية يمكنها أن تقرر أال تأخذ في حسابها هذه األسهم من أجل تحديد حق األفضلية في
(.)2
االكتتاب المرتبطة بهذه األسهم
يقصد بالمساهمات المتبادلة امتالك شركة ألسهم شركة أخرى تملك أكثر من %65من رأسمالها
وقد نص القانون التجاري على عدم جواز هذه العملية من خالل نص المادة 745من القانون التجاري
حيث جاء في نص المادة أنه ال يمكن لشركة المساهمة أن تملك أسهما في شركة أخرى إذا كانت هذه
األخيرة تملك جزءا من رأسمالها يزيد عن ،%65ومن أجل تسوية الوضعية فإن الشركة التي تملك جزءا
من رأس المال أقل من الجزء الذي تملكه األخرى البد عليها من نقل مساهماتها ،أما إذا كانت هذه
المساهمات متساوية فالبد على كل من الشركتين من أن تخفض مساهماتها إلى أقل من %65من رأسمال
األخرى(.)3
59
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
يمكن أن تؤدي المساهمات المتبادلة إلى نوعين من السلبيات فقد تؤدي إلى تضخم األصول
بشكل ال يتطابق مع الواقع بالنسبة للشركتين ،حيث تصبح كل من الشركتين مالكة ألسهمها أو حصصها
بواسطة األخرى ،كما يمكن أن تؤدي إلى إقفال إدارة كل من الشركتين ،حيث أنه إذا امتلكت أسهم تمكنها
من الرقابة فإن المديرين في كال الشركتين غير قابلين للعزل ،وال يمكن تغييرهم (تنطبق هذه الحالة على
شركة المساهمة فقط)( ،)1ويمكن تفادي هذه السلبيات عند إعداد الحسابات المجمعة ،ألن تجميع
الحسابات يؤدي إلى معالجة المعلومات أو المعطيات الحسابية ،ويمكن من خالله استبعاد المساهمات
المتبادلة.
وتكون هناك رقابة ذاتية في حالة ما إذا ضمنت الشركة رقابتها على إدارتها عن طريق وساطة
عدة شركات ،تحوز بطريقة مباشرة أو غير مباشرة رقابتها ،وتسمى األسهم المحيزة من قبل الشركة األم
حصص أو أسهم الرقابة الذاتية .حيث أن الشركة (أ) يمكنها أن تضمن رقابتها الذاتية عن طريق وساطة
شركة ثالثة هي الشركة (ج) وذلك على النحو اآلتي( :ج) شركة تابعة للشركة (ب) والشركة (ب) تابعة
للشركة (أ) وبما أنها تابعة للشركة (ج) فإنه خالل هذه المساهمات الدائرية فإنه للشركة (أ) أن تضمن
رقابتها الذاتية من أعلى ،بجزء من أسهمها الخاصة المحيزة من قبل الشركة (ج) تعتبر تحت رقابتها عن
طريق وساطة الشركة (ب) ،وتعتبر هذه الرقابة جزئية وغير كافية(.)2
وقد أخضع المشرع الفرنسي القيم المنقولة التي تعطي الحق في تملك السندات موضوع تنظيم
قانوني خاص( سندات مع وصل اكتتاب األسهم ،سندات قابلة للتحويل ،سندات للتبادل ،وصل اكتتاب
ذاتي) ،حيث يسمح لشركات المساهمة إصدار قيم منقولة تمنح الحق في تملك سندات رأس المال الذي تم
60
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
فيمكن لشركة المساهمة إصدار قيم منقولة تعطي الحق في تملك سندات تدخل في رأسمال
الشركة التي تملك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أكثر من نصف رأسمالها ،فالعملية يمكن أن تتم في
االتجاهين حيث يمكن للشركة التابعة تملك سندات الشركة األم المساهم بها في رأسمالها ويمكن للشركة
ونظ ار لعدم وجود مفهوم قانوني للحيازة غير المباشرة فال يمكن تقدير الحالتين من خالل نسبة
المساهمة ،ولكن من خالل سلسلة من المساهمات فالشركة األم يمكنها أن تحل محل الشركة التابعة كلما
كانت هناك مساهمة ،حيث تعتبر الشركة (أ) حائزة بطريقة غير مباشرة أكثر من رأسمال الشركة (ج) من
اللحظة التي تملك فيها الشركة (ب) أكثر من رأسمال الشركة (ج) ،إذا قامت شركة بإصدار قيم منقولة
تمثل جزء من رأسمال شركة أخرى ،فالبد من الترخيص لذلك من قبل الجمعية العامة غير العادية التي
تدعوا إلصدار هذه القيم المنقولة وكذلك الجمعية العامة غير العادية للشركة التي سيتم ممارسة هذه
الحقوق داخلها وللمساهمين في كل من الشركتين إبداء رأيهم بعد اإلطالع على تقرير مجلس اإلدارة
كما أوجد المشرع الفرنسي نوع آخر من األسهم تسمى بأسهم األفضلية ،وهو نوع آخر من األسهم
مستحدث في مجال السندات التي تصدر إما داخل مجمع الشركات أو إما للمساعدة على تشكله ،تصدر
هذه األسهم عمليا لفائدة المستثمرين في رأسمال المخاطرة ومن الطبيعي أن تحقق صدى كبير بالنسبة
لمجمع الشركات حيث يمكن أن تسمح بتوفير نوع معين من المساهمين (مستثمرين وما إلى ذلك) مكيفة
61
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
تتألف العروض العامة للحيازة من شخص معنوي يتصرف بشكل منفرد أو مع الغير( ،)1يعلن
لمساهمي الشركة شراء أسهم تلك الشركة لقاء مبلغ محدد عن طريق الدفع نقدا وهذا ما يعرف بالعرض
فلكي تتمكن شركة ما من السيطرة على أخرى عن طريق شراء أسهمها فإن القواعد القانونية
المنظمة لعملية الحيازة تختلف فيما إذا كانت الشركة مقيدة أو غير مقيدة في البورصة ،فإذا كانت الشركة
مقيدة في البورصة فإن العملية تتم من خالل العروض العامة للحيازة ،ونظ ار لما لهذه الممارسة المستحدثة
من أهمية في تركز الشركات ،خصوصا مع ارتباطها بعمليات بيع هائلة لألسهم بسعر يختلف عن
األسعار السوقية السائدة ،فقد اهتمت العديد من الشركات بالجانب اإلجرائي والموضوعي لها(،)2ونظ ار لما
ينجم عن إتمام مثل هذه الصفقات من تأثر جانب من المساهمين خاصة المساهمين األقلية في الشركات
المستفيدة من العرض ،كان البد من توفير الحماية الالزمة بشكل أو بآخر وان أدى ذلك إلى انسحابهم
من الشركة مع إصالح ما يمكن أن يتعرضوا له من أضرار ،ونظ ار ألن البورصة في الجزائر محصورة
على المؤسسات العامة وفي ظل غياب الشركات الخاصة عن البورصة فإن هذه الممارسات قليلة مقارنة
بالدول التي تنشط فيها البورصة .وبالتالي سأتعرض للتنظيم القانوني لهذه العروض مع التركيز على
القوانين المقارنة حيث تم تنظيمها تنظيما دقيقا من خالل قوانين تتعلق بتنظيم عمليات البورصة.
يمكن أن يقدم العرض شخص طبيعي أو معنوي يتصرف بشكل جماعي أو منفرد أو مع الغير،
ووفقا للمادة 41من القانون 53-54المتعلق ببورصة القيم المنقولة يتعين نشر العروض العامة التي تتم
-1طبقا للمادة 10مكرر 4من القانون 53-54المؤرخ في 67فيفري 4554المتعلق ببورصة القيم المنقولة فإن التصرف بمعية
الغير هو اتفاق بين أشخاص طبيعيين أو معنويين قصد امتالك حقوق التصويت أو بيعها من أجل تنفيذ سياسة شركة اتجاه شركة،
يفترض وجود مثل هذا االتفاق بين الشركة وممثليها الشرعيين ،أوبين الشركة والشركات التي تراقبها في مفهوم المادة 746من القانون
التجاري بين شركة يراقبها نفس الشخص أواألشخاص.
2-Francis Lefebvre. Op.cit. P636
62
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
داخل البورصة ويتم الشراء عن طريق لجنة تنظيم عمليات البورصة للفت انتباه الجمهور خاصة في حالة
تشاور المصدرين المعنيين عن طريق التحضر للعرض العام ،وطبقا للمادة 34من نفس القانون يجب أن
تصل هذه المعلومات إلى علم الجمهور عن طريق اإلشهار كما تخضع مسبقا لتقدير السلطات المالية
للسوق ،أما بالنسبة للقائم بعملية العرض التي تمثل ضمان للتوزيع الفعلي و الكلي ،فإذا أكد المعلن رغبته
في إتمام العرض فإن لجنة تنظيم عمليات البورصة تقوم بإعداد رزنامة إلعالم الجمهور منذ إعالن نية
تقديم عرض عام ،كما يتم تطبيق التنظيم العام الذي تقوم بوضعه لجنة تنظيم عمليات البورصة.كما تلزم
المادة 36من نفس القانون الشخص المبادر بإعداد مذكرة مسبقا موجهة إلى إعالم الجمهور وذلك بشكل
وباستثناء بعض الحاالت فإن العرض يجب أن يشمل مجموع سندات رأسمال أو حقوق التصويت
تكون هذه العروض إما عرض عام بالشراء ( )OPAأو بالتبادل ( )OPEيتم عن طريق عرض عام
رئيسي ،باإلضافة إلى عدة خيارات احتياطية ذات طبيعة تكميلية غير قابلة لالنفصال عن العرض
الرئيسي ،ويجب ان تكون العروض جدية ،فغالبا يمكن للمبادر أن يشترط في عرض الحيازة عدد معين
من األسهم واال لن يكون العرض ايجابيا ،كما يمكن للشخص المبادر بالعرض أن يقدم في وقت واحد
نفس مشروع عرض يشمل عدة شركات محددة ،وفي هذه الحالة يمكن أن يشير أنه حتى وان بلغ عتبة
الحيازة التي حددت في أحد العروض فال يمكنه تقديم إشارة إيجابية إال بعد بلوغ هذا الحد في بقية
العروض ،وخالل مدة العرض يمكنه التنازل عن هذا الشرط (تشترط العينة خاصة في العروض المنافسة
63
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
ويتعين إيداع مشروع العرض لدى لجنة تنظيم عمليات البورصة بواسطة الوسطاء الذين يتصرفون
لحساب الشخص المبادر ،هذا اإليداع يتم برسالة مضمونة بناء على توقيع المؤسسة مقدمة العرض،
حيث تحدد هذه الرسالة األهداف أو نية المبادر ،عدد وطبيعة سندات الشركة المستهدفة التي تحوزها أو
باإلضافة للتصريح المسبق الذي يرفع للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها وشركة تسيير
بورصة القيم المنقولة في خالل خمسة عشر ( )60يوما ،إذا شمل العرض جزءا أكثر من العشرين أو
العشر أو الخمس أو الثلث أو النصف أو الثلثين من رأسمال الشركة أو حقوق التصويت إذا كانت األسهم
متداولة داخل البورصة أو إذا كانت المساهمة تشكل أصول أساسية للشركة المستهدفة عن طريق العرض
الرئيسي وكذلك جميع الوثائق التي تثبت أن العرض العام جدي وقانوني ويشمل أو سيشمل جميع
السندات التي تمثل جزء من رأس المال أو حقوق التصويت لهذه الشركة التابعة التي نصت عليها المادة
ويستلزم نفس القانون أشكال معينة للمعلومات خاصة بمشروع العرض العام ،فيجب منذ البداية أو
توضع مشروع مذكرة المعلومات تحت تصرف الجمهور بمقر المبادر أو المؤسسة المالية مقدمة العرض،
أما إذا تم إعداده بمعية الشركة المستهدفة البد من وضعه تحت تصرف الهيئات المكلفة بضمان الخدمة
المالية للسندات في مقر الشركة .وتنشر المالحظات التي يمكن أن تسجلها اللجنة أو أي إعالم آخر قد
يهم الجمهور في النشرة الرسمية للتسعيرة أو في أية أداة إعالمية أخرى ،وتدرس اللجنة مشروع المذكرة
الخاضعة للتأشيرة المسبقة وتشير عند االقتضاء إلى البيانات الواجب تعديلها أو المعلومات الواردة في
مشروع المذكرة ،ويتعين إدراجها فيها ،كما يمكنها أن تطلب أي إيضاح أو تبرير يخص المعلومات الواردة
64
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
في المذكرة ،ويتعين إعالم الجمهور بعد منح تأشيرة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها وذلك عن
ويمكن للمساهمين األغلبية الحائزين نسبة %60أن يلزموا األقلية التي ترفض عرض االنسحاب
على ذلك عن طريق تحويل سنداتهم لحسابهم لقاء عوض ،واعادة الشراء يشمل مجموع سندات رأس المال
التي تم حيازتها من قبل مجموع األقلية والتي يتم تقديمها أثناء العرض ليس فقط من قبل المعارضين
65
الشركات التابعة ،المساهمات والشركات المراقبة الفصل الثاني
خالصة الفصل
الشركات التابعة هي شركة يكون أكثر من %05من رأسمالها مملوك لشركة أخرى ،كما تعتبر
شركة مساهمة في شركة أخرى إذا كان رأس المال الذي تمتلكه في هذه الشركة يتراوح ما بين
05إلى ، %05والهدف من شراء أو امتالك هذه األسهم هو استثمار رؤوس األموال ،أو المساهمات ،أو
أما الشركات المراقبة يكون هدفها توجيه عمليات تسيير الشركات التابعة وفق استراتيجية معينة ،وتكون
شركة مراقبة لشركة أخرى في أربع حاالت نص عليها المشرع الجزائري في المادة 160من القانون
التجاري.
تتشكل الشركات التابعة من المساهمات التي تقوم بها الشركة القابضة أو األم داخل هذه
الشركات ،ويحدث ذلك أثناء مرحلة التأسيس عن طريق المساهمة الجزئية في أصول الشركة التابعة ،أو
أثناء حياة الشركة من خالل ش ارء السندات والحقوق االجتماعية إما عن طريق البيع بالتراضي لسندات
المساهمين األغلبية ،أو تتم داخل البورصة عن طريق العروض العامة للحيازة سواء بالشراء أو بالتبادل،
66
الخاتمة
الخاتمــة
استخلص من خالل هذه الدراسة أن المجمع يتشكل من خالل هيمنة الشركة األم أو القابضة –
حسب الحالة – على الشركة التابعة أو الشركة التي تحوز بداخلها مساهمات وأن تضمن تبعية الشركة لها
دون أن تؤدي إلى المساس باستقاللية كل منها أو زوال الشخصية المعنوية عنها ،وتظهر التبعية في
وجهين :األول هو مصدرها بمعنى سبب خضوع الشركة التابعة للشركة القابضة أو األم بالرغم من
استقالل كل منها عن األخرى ،فالعالقة فيما بينها تنشأ من خالل تملك الشركة القابضة أو األم لنسبة
هامة من رأس مال الشركة التابعة بحيث تمكنها من السيطرة عليها ،وانطالقا من نسبة المساهمة ،فإما أن
تكون هناك شركة تابعة أو مساهمة أو مجرد الحق في رقابة بسيطة ،وتختلف نسبة الرقابة الممارسة من
حالة ألخرى ،فبالنسبة للشركات التابعة فإنها تمتد لتشمل عملية تسيير الشركة وفق استراتيجية معينة
تحددها مسبقا ،أما المساهمات فتساعدها على تحقيق مصالح اقتصادية داخل الشركة كتسهيل عملية
التوريد بالمواد األولية التي تدخل في تصنيع المنتج الذي تصدره الشركة القابضة ،أو التوريد بالمنتجات
النهائية إذا كان نشاطها يتمثل مثال في عملية التوزيع أو التسويق ،أما إذا كانت نسبة المساهمة أقل من
%01فإنها تمنح الشركة القابضة إمكانية معرفة ما يجري داخل الشركة فقط.
أما الوجه الثاني فيتعلق بكيفية نشوء عالقة التبعية بين الشركة القابضة والتابعة ،حيث تتم من
خالل استخدام وسائل متعددة ،فقد تحدث السيطرة أثناء حياة الشركة ،وتتم عن طريق شراء األسهم
والحصص للشركاء الذين يشكلون األغلبية ،إما عن طريق التنازل البسيط خارج البورصة ،واما داخل
البورصة عن طريق العروض العامة للحيازة ،أو عن طريق المساهمة الجزئية في األصول ،سواء عند
التأسيس أو االنقسام أو التبادل بأسهم تصدرها الشركة المستفيدة من المساهمة مع أسهم الشركة الحائزة.
ينتج عن هذه التبعية التدخل المباشر للشركة القابضة أو األم في إدارة الشركة الخاضعة لهيمنتها
من خالل قدرتها على تشكيل مجلس إدارة هذه األخيرة وكذا ق ارراتها وحتى حلها ،مما يمكنها من ممارسة
68
الخاتمة
رقابة نوعية عليها وتوجيهها وفق استراتيجية تحددها مسبقا ،غير أنها تمنح الشركة التابعة في نفس الوقت
حرية التنفيذ ،فالبد من أن تكون هناك مساحة كافية للشركة التابعة عند ممارسة نشاطها واال كانت
مسؤولة عن تنفيذ التزامات الشركة التابعة نظ ار ألنها كانت تتصرف وفقا ألوامرها.
.0قلة المواد المخصصة في القانون التجاري الجزائري لمعالجة هذه الشركات .وله العذر في ذلك
لحداثة هذا النوع من الشركات فبمرور الوقت وتوفر المراجع واألحكام القضائية الكافية ،سوف
يط أر تغيير كمي ونوعي على هذه المواد على هدى ما يستجد الحقا.
.2إن الشركة األم تتبع عدة طرق للسيطرة على الشركات التابعة المتواجدة في الدول األخرى
.3إال أن المشكلة الكبيرة التي تواجهها الشركة األم في تعاملها مع الشركات التابعة كمسؤوليتها عن
ديون هذه الشركات وعمل ميزانية موحدة لمجموعة هذه الشركات ،يصطدم بمشكلة تنازع القوانين
.4من أهم األهداف التي نشأت من أجلها الشركات القابضة ،وكهدف على المدى المتوسط وبعد
تطهير القطاع االقتصادي العام واعادة بعثه ،يأتي دور هذه الشركات في جلب المتعاملين
األجانب (الشراكة) لتمويل الخزينة العمومية من جهة ،وادخال التكنولوجيا المتطورة من جهة
أخرى لكسب التحدي الذي يمثل الدخول في منطقة التبادل الحر مع االتحاد األوروبي عما قريب.
.5وك هدف استراتيجي أيضا ،االنضمام إلى منظمة التجارة الدولية والتوجه نحو العولمة .ومن هنا
أجد أن أهداف الشركة القابضة العمومية هي أهداف جد طموحة وتسعى للنهوض باالقتصاد
69
الخاتمة
.6لكن هذا ال يمنع من وجود عوائق في معظم األحيان تعرقل عملية هذه االخيرة ،فعلى الصعيد
الداخلي تعاني الشركات القابضة من تعقيدات االجراءات القانونية المتعلقة بنظام سيرها المعقد،
كما تتعلق كذلك بقواعد تعيين المجلس الوطني لمساهمات الدولة وعالقاتها مع الشركات القابضة
العمومية واجراءات اتخاذ القرار ،الشيء الذي يفسح المجال العتبارات إدارية والتي غالبا ما تكون
.7أما على الصعيد الداخلي فهناك غياب سوق األوراق المالية (البورصة).
ضرورة وضع قواعد دولية تنظم عمل مثل هذه الشركات ،وتحافظ على حقوق الدول النامية
ضرورة تدريس مقياس مجمع الشركات في الجامعات الجزائرية وخاصة في جامعتنا خاصة مع
وجود أساتذة متخصصين في القانون التجاري وذلك لتكوين إطارات متخصصة في هذا المجال.
ضرورة تفعيل البورصة الجزائرية باعتبارها العنصر الفعال إلدراك اهمية المجمعات والحذر من
ضرورة توفير مراجع خاصة تتناول هذا الموضوع ألنها تعرف ندرة كبيرة في المكتبات الجامعية.
لم يك ن بوسعي تناول هذا الموضوع واإللمام به من كل الجوانب ،رغم اجتهادي لألخذ بعين
االعتبار المحطات الهامة له على أمل أم يفتح المجال لبحوث أخرى متممة ومكملة.
وأخي ار وفي نهاية هذا البحث يمكن القول أن هذه الدراسة اجتهاد بشري وجهد إنساني يالزمه
النقص ،ويحتاج إلى التصويب والتحسين .فإن أصبت فمن اهلل وحده وان أخطأت فمن نفسي.
70
قائمة المراجع
المصادر التشريعية
مرسوم تشريعي رقم 01-39ماي 0339المتعلق ببورصة القيم المنقولة (ج ر العدد 9المؤرخ
األمر رقم 30-30المؤرخ في 30سبتمبر 0330المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة
للدولة.
-أكرم ياملكي .القانون التجاري (الشركات) دراسة مقارنة .دار الثقافة للنشر والتوزيع .ط .0عمان
األردن.3118 .
-إلياس ناصيف .موسوعة الشركات التجارية .الشركات القابضة (هولدينغ) والشركات المحصورة
-إلياس ناصيف .موسوعة الوسيط في قانون التجارة (الشركات التجارية)القسم األول .المؤسسة
-باسم محمد ملحد .بسام حمد الطراونة .شرح القانون التجاري (الشركات التجارية) .دار المثيرة
-عزيز العكيلي .الوسيط في الشركات التجارية .دراسة فقهية قضائية مقارنة في األحكام العامة
88
-عمار عمورة .الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري .دار المعرفة .الجزائر.3111 .
-فوزي محمد سامي .الشركات التجارية األحكام العامة والخاصة (دراسة مقارنة) .دار الثقافة للنشر
-فوزي محمد سامي .شرح القانون التجاري .دار الثقافة للنشر والتوزيع .عمان األردن.0330 .
-محفوظ لعشب .سلسلة القانون االقتصادي .ديوان المطبوعات الجامعية .الجزائر.0339 .
الرسائل العلمية
-بركات حسينة .مذكرة لنيل شهادة ماجستير فرع قانون أعمال بعنوان مجمع الشركات في القانون
-بوذراع أميرة حرم بصاح .مذكرة لنيل شهادة ماجستير فرع قانون أعمال بعنوان شركات مساهمات
89
-رحماني ياسين .رسالة لنيل شهادة الماجستير فيالقانون فرع قانون األعمال بعنوان األجهزة
-مقدمي أحمد .مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادي فرع التحليل االقتصادي بعنوان
النظام المحاسبي والجبائي لمجمع الشركات .دراسة حالة مجمع –صيدال .-جامعة الجزائر.
.3111-3110
مواقع األنترنيت
90
الفهـرس
فهرس المواد.1
01..........................................................................................................Actifsأصول
01...........................................................................................Actionnairesالمساهمين
10.................................................................................................La bourseالبورصة
92
Souscription a une augmentation de capital en االكتتاب في زيادة رأس مال الشركة
14.............................................................................................................numéraire
10....................................................Apport partiel d’actifالمساهمة الجزئية في األصول
93
.2فهرس الموضوعات
أوال:التعريف اللغوي09.............................................................................
ثـانيا:التعريف الفقهي09...........................................................................
ثـالثـا:التعريف القانوني00.......................................................................
المطلب الثاني :خصائص الشركة األم والشركة القابضة وأوجه الشبه واالختالف بينهما01............
الفرع الثالث :أوجه الشبه واالختالف بين الشركة األم والشركة القابضة10...........................
94
المطلب األول :كيفية تأسيس الشركة األم والشركة القابضة11........................................
خالصة الفصل33...................................................................................
المبحث األول :اآلليات القانونية لتكوين الشركات التابعة ،المساهمات ،والشركات المراقبة36..........
المبحث الثاني :الحقوق وااللتزامات المترتبة على الشركة األم بالنسبة للشركات التابعة ،المساهمات،
والشركات المراقبة16...............................................................................
95
المطلب الثاني :المساهمات المتبادلة10...............................................................
خالصة الفصل66...................................................................................
خاتمــة67........................................................................................
المالحق71..........................................................................................
الفهرس)06 -00(..................................................................................
96