You are on page 1of 78

‫جامعة العربي ابن مهيدي – أم البواقي‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫الشركة القابضة والشركة األم والشركة التابعة في القانون‬


‫التجاري الجزائري (دراسة مقارنة)‬

‫مذكرة تكميلية لنيل شهادة الماستر شعبة الحقوق – تخصص قانون أعمال‪-‬‬

‫إشراف األستاذة‪:‬‬ ‫إعدادالطالبة‪:‬‬


‫بركات حسينة‬ ‫ساسي سارة‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة العربي بن مهيدي‪ -‬أم البواقي‪-‬‬ ‫أستاذ محاضر‬ ‫‪.1‬د صيمود مخلوف‬
‫مشرفاومقر ار‬ ‫جامعة العربي بن مهيدي‪ -‬أم البواقي‪-‬‬ ‫أستاذ مساعد‬ ‫‪.2‬أ‪.‬بركات حسينة‬
‫عضواممتحنـا‬ ‫جامعة العربي بن مهيدي‪ -‬أم البواقي‪-‬‬ ‫‪.3‬أ‪.‬قصار الليل عائشة أستاذ مساعد‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪3102/3102‬‬
‫أتقدم بشكري الجزيل وامتتاني الكبير إلى كل من ساعدني سواء من قريب‬

‫أو بعيد ولو بدعم معنوي إلنجاز هذا البحث وأخص بالذكر‪:‬‬

‫‪-‬األستاذة الفاضلة بركات حسينة المشرفة على هذه المذكرة‬

‫‪-‬األساتذة الذين أشرفوا على تعليمنا وتكويننا طوال مسيرتنا الدراسية‬

‫‪-‬األساتذة أعضاء اللجنة المناقشة لهذه المذكرة‬


‫مقدمة‬

‫مقدمــة‬

‫يعتبر مجمع الشركات اإلطار المالئم لتجميع المشروعات‪ ،‬حيث ساعد على ظهوره تمكين‬

‫الشخص المعنوي من حق تملك األسهم والحصص في الشركات األخرى كاألفراد‪ ،‬كما أن تمكين شركات‬

‫منفصلة عن بعضها البعض قانونا من ذلك‪ ،‬سواء عن طريق المشاركة في التأسيس أو بالشراء أدى إلى‬

‫تجميع شركتين أو أكثر تحت إدارة شركة واحدة تعرف بالشركة األم (‪ )Société mère‬أو القابضة (‬

‫‪ ،(Société Holding‬تراقب بصفة مباشرة أو غير مباشرة شركات أخرى تابعة لها ومرتبطة بها تدعى‬

‫الشركات التابعة (‪.)Société filiale‬‬

‫يرجع مصطلح الشركة األم إلى الفقه الفرنسي‪ ،‬حيث تعد هذه األخيرة المركز االستراتيجي لمجمع‬

‫الشركات‪ ،‬تتمتع بشخصية معنوية مستقلة بجميع ما يترتب عليها من آثار قانونية‪ ،‬تقوم بإدارة اقتصادية‬

‫موحدة ورقابة على الذمم المالية للشركات التابعة لها‪ ،‬حيث تباشر سيطرتها على هذه الشركات بالسيطرة‬

‫على ملكية األسهم فيها‪ .‬كما تتحول في أغلب األحيان إلى شركة قابضة يمكنها أن تقضي بسهولة على‬

‫المنافسة بين المشروعات التي تقوم بنشاط مماثل‪.‬‬

‫فالشركة القابضة عبارة عن شركة مساهمة تخضع في تأسيسها وادارتها لألحكام القانونية المنظمة‬

‫لشركة المساهمة‪ ،‬ينحصر موضوع نشاطها باألعمال المحددة قانونا‪ .‬وتعرف هذه الشركات في الجزائر‬

‫بالشركات القابضة العمومية وهذا حسب األمر ‪ 59-59‬المؤرخ في ‪ 59‬سبتمبر ‪ 5559‬المتعلق بتسيير‬

‫رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة التي تنص أحكامه على ضرورة خلق نظام جديد يكلف بتسيير هذه‬

‫األموال ذات الطبيعة التجارية التابعة للدولة وهو نظام الشركات القابضة العمومية الذي يعتبر ضرورة‬

‫حتمية فرضتها سياسة تحول اقتصاد البالد من اقتصاد موجه إلى اقتصاد السوق‪ ،‬حيث اعتبر األداة التي‬

‫تساعد المؤسسة العمومية على الخوض في عملية المنافسة مع الشركات األجنبية علما بأن الشركات‬

‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫القابضة أو شركة الهولدينغ تشكل الوسيلة الحديثة المتطورة للنظام الرأسمالي ليس فقط على الصعيد‬

‫الوطني بل على الصعيد العالمي أيضا‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه هو أن أصل الشركات القابضة أو الهولدينغ يرجعإلى نهاية القرن التاسع عشر في‬

‫أمريكا‪ ،‬حيث أن التقدم الصناعي والتقني المكتسب في ذلك الوقت من طرف األمريكيين أدى إلى تشجيع‬

‫عمليات تجميع المشاريع وبالتالي تأسيس شركات الهولدينغ عام ‪ 5951‬إثر صدور قانون شرمان الذي‬

‫اعتبر شركات التراست (‪ )Trust‬غير شرعية فتحولت إلى شركات الهولدينغ‪ .‬وفي عام ‪ 5551‬صدر قانون‬

‫كلبتون حيث منع الشركات القابضة المستعملة كوسيلة للحد من حرية المزاحمة‪ ،‬ثم فقدت هذه الشركات‬

‫الكثير من أهميتها خالل األزمة االقتصادية العالمية سنة ‪ 5555‬وهي اآلن مستمرة في أمريكا بشكل‬

‫الهولدينغ المصرفية وشركات الهولدينغ ذات المنفعة العامة‪.‬‬

‫ومن المتفق عليه أن الهولدينغ هي شركة تمسك وتدير المساهمات في شركات أخرى بغية السيطرة عليها‬

‫من خالل تسييرها واتخاذ القرار على مستوى اإلدارة العليا ويكون ذلك بالرقابة تطبيقا واستثمار الموجود‪.‬‬

‫إن إنشاء الشركات التابعة والمساهمات تسمح بتشكل مجمع الشركات‪ ،‬حيث ساعدت هذه التقنيات‬

‫المستوحاة من نصوص القانون التجاري على خلق نظام شركات عمالق‪ ،‬ساعد بسرعة كبيرة على تركيز‬

‫األموال تجاوزت أبعاده أحيانا حدود الدولة الواحدة ونشأ ما يعرف بالشركات متعددة الجنسيات التي تتمثل‬

‫في مشروع اقتصادي تتواجد وحداته في دول مختلفة تهيمن عليها شركة واحدة تحدد اإلستراتيجية‬

‫واألهداف‪ ،‬وبالتالي تكون قوانين الشركات قد أوجدت تنظيم قانوني للمشروعات االقتصادية الضخمة‪ ،‬مرن‬

‫ومكيف يهدف إلى تطوير نشاطات الشركة األم عن طريق الشركات التابعة‪ ،‬وبالتالي فقد أصبح التوجه‬

‫في المرحلة الحالية نحو أشخاص معنوية صغيرة تمارس نشاط مشترك تشكل فيما بينها شركاتالشركات‪،‬‬

‫الهدف منها تجنب األخطار التي تواجه الوحدات االقتصادية العمالقة سواء سياسية كعمليات التأميم أو‬

‫قانونية كموجة الشلل التي تخلفها عملية افتتاح إجراءات التسوية القضائية أو اإلفالس‪ ،‬كذلك فإن هذا‬

‫‌ب‬
‫مقدمة‬

‫التنظيم القانوني يوفر سهولة في التسيير ويحقق مردودية عالية من اإلنتاج واألرباح عن طريق تركيز‬

‫أجهزة القرار في إدارة عامة تحدد التوجهات االقتصادية وتقوم بالدراسات واألبحاث وتحدد األهداف التي‬

‫من المفروض الوصول إليها وتحقيقها‪.‬‬

‫كما يبرز القانون استقاللية شركات المجمع عن بعضها من حيث تمتع كل واحدة منها بالشخصية‬

‫المعنوية‪ ،‬فإن قواعده تؤكد أيضا تبعية شركات المجمع للشركة األم أو القابضة حسب الحالة‪ ،‬من خالل‬

‫تدخلها في إدارة األولى بسبب امتالك نسبة هامة من أسهم هذه الشركات سواء أثناء مرحلة التأسيس أو‬

‫بعدها (أي أثناء فترة حياتها) وذلك عن طريق شراء السندات أو الحقوق االجتماعية‪ ،‬أو االكتتاب في‬

‫زيادة رأسمال الشركة أو المساهمة الجزئية في األصول‪ ،‬حيث يخول لها امتالك نسبة من أسهم هذه‬

‫الشركات الحق في التصويت واإلدارة‪ ،‬إضافة إلى إظهار األوضاع المالية للشركة التابعة في ميزانية‬

‫الشركة القابضة عن طريق إعداد الحسابات الجماعية‪.‬‬

‫وتظهر أيضا تبعية الشركة التابعة للشركة القابضة من خالل العمل بالميزانيات والحسابات الموحدة التي‬

‫ينص القانون التجاري على ضرورة تقديمها وهذا ما يؤكد هذه التبعية‪ .‬وبالتالي يعتبر مجمع الشركات‬

‫كوحدة اقتصادية بغض النظر عن االستقالل القانوني لشركاته‪.‬‬

‫تتجلى أهمية هذا الموضوع في محاولة الكشف والتعرف على شركات المجمع المتمثلة في كل من‬

‫الشركة األم والشركة القابضة والشركات التابعة من خالل بعض النصوص القانونية نظ ار للدور الكبير‬

‫الذي تلعبه هذه الشركات في جلب المستثمرين األجانب وتوسيع حجم النشاط االقتصادي لتحريك‬

‫االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‌ج‬
‫مقدمة‬

‫من بين الدواعي العلمية التي أدت إلى البحث في هذا الموضوع كونه من بين المواضع الحديثة‬

‫النشأة في الجزائر‪ ،‬ويتماشى مع اإلصالحات االقتصادية الحاصلة‪ ،‬خاصة نظام الشركات القابضة الذي‬

‫يساعد االقتصاد الوطني في كسب الرهانات لمواجهة التحديات الراهنة‪.‬‬

‫وتتمثل أهداف هذه الدراسة في‪:‬‬

‫‪ -‬التركيز على شركات المجمع من خالل كيفية تنظيمها ونشأتها وسيرها‪.‬‬

‫‪ -‬السعي لتنمية القدرة المعرفية في هذا الميدان وتسليط الضوء عليه بما أنه لم يحض بعد بدراسة مكثفة‬

‫تعكس مدى أهمية هذا الموضوع‪ ،‬والمساهمة في إثراء المراجع باللغة العربية‪ ،‬خاصة وأنها تعرف ضالة‬

‫شديدة نظ ار لحداثة الموضوع‪ ،‬وحتى باللغة الفرنسية فهي ضئيلة على مستوى المكتبات‪.‬‬

‫وتأسيسا لما سبق يمكن صياغة اإلشكالية التالية‪:‬‬

‫القانونية التي‬ ‫ماهي الشركة األم أو القابضة؟ وما الفرق بينهما؟ وما هو الهدف من نشأتها واآلليا‬

‫ساعد على نشأتها؟‬

‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية الرئيسية قمت بطرح بعض األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ماهي خصائص الشركة األم؟‬

‫‪ -‬ما مدى فعالية الشركة القابضة كنظام جديد لتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة؟‬

‫‪ -‬ما هو مفهوم الشركات التابعة والمساهمات والشركات المراقبة؟ وماهي اآلليات القانونية لتكوينها؟‬

‫اعتمدت خالل هذه الدراسة كل من المنهج الوصفي التحليلي و المنهج المقارن‪ ،‬حيث استخدمت‬

‫المنهج الوصفي التحليلي في تبيان نظام كل من الشركة األم والشركة القابضة و العالقة بينهما‪ ،‬واآلليات‬

‫القانونية لتكوين الشركات التابعة والمراقبة والمساهمة‪ ،‬أما المنهج المقارن فقد استخدمته للمقارنة بين نظام‬

‫هذه الشركات في القانون التجاري الجزائري و بعض القوانين العربية األخرى كلبنان و األردن‪.‬‬

‫‌د‬
‫مقدمة‬

‫إن الدراسات السابقة في هذا المجال لم تتطرق إلى شركات المجمع بصفة خاصة وتفصيلية بل‬

‫تم البحث في مجمع الشركات بصفة عامة ونذكر منها‪:‬‬

‫حسينة»‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون‬ ‫‪ -‬مجمع الشركات في القانون التجاري الجزائري والمقارن «بركا‬

‫الخاص فرع قانون أعمال‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬السنة الجامعية ‪.5151/5115‬‬

‫‪-‬النظام المحاسبي والجبائي لمجمع الشركات‪ ،‬دراسة حالة مجمع –صيدال ‪« -‬مقدمي أحمد»‪ ،‬مذكرة‬

‫لنيل شهادة ماجستير في العلوم االقتصادية فرع التحليل االقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬كلية العلوم‬

‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬السنة الجامعية ‪.5112/5119‬‬

‫ولتوضيح كافة هذه التساؤالت ارتأيت أن أحصر اإلجابة من خالل الفصلين التاليين‪:‬‬

‫‪ ‬الفصل األول يتضمن اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‪.‬‬

‫‪ ‬أما الفصل الثاني فقد تناولت فيه الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات‪ ،‬والشركات المراقبة‬

‫و للتفصيل أكثر اعتمدت على الخطة التالية‪:‬‬

‫‌ه‬
‫مقدمة‬

‫مقدم ـ ـة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية الشركة األم والشركة القابضة‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الشركة األم والشركة القابضة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الشركة األم والشركة القابضة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تنظيم وسير الشركة األم والشركة القابضة‬
‫المطلب األول‪ :‬كيفية تأسيس الشركة األم والشركة القابضة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مهام الشركة األم والشركة القابضة‬
‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الشركا التابعة‪ ،‬المساهما ‪ ،‬والشركا المراقبة‬
‫المبحث األول‪ :‬اآلليات القانونية لتكوين الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات‪ ،‬والشركات المراقبة‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات‪ ،‬والشركات المراقبة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طرق تشكل الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات‪ ،‬والشركات المراقبة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الحقوق وااللتزامات المترتبة على الشركة األم بالنسبة للشركات التابعة‪ ،‬المساهمات‪،‬‬
‫والشركات المراقبة‬
‫المطلب األول‪ :‬اكتتاب الشركة في أسهمها أو شرائها أو رهنها‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المساهمات المتبادلة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العروض العامة للحيازة‬
‫خالصة الفصل‬
‫الخاتمة‬

‫‌و‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬


‫الفصل ّ‬
‫تعتبر شركة الهولدينغ أو ما يعرف بالشركة القابضة من الشركات الحديثة في عالم القانون‪ ،‬فهي‬

‫وليدة التطور االقتصادي بفعل تقدم العلم ولتكنولوجيا‪ ،‬مما استدعى قيام مشاريع ضخمة للقيام بنشاطات‬

‫متعددة ومتنوعة تجاوزت قدراتها المالية مليارات الدوالرات‪ .‬وقد فرض ذلك أوال وجود شركة أساسية وهي‬

‫ما يعرف بالشركة األم التي تتولى دور التخطيط والتوجيه على كافة األصعدة اإلدارية واالقتصادية‬

‫والمالية‪ ،‬بينما تقوم الشركات التابعة بالمهمات التنفيذية‪.‬‬

‫وهذا ما سأتطرق إليه من خالل هذا الفصل‪،‬حيث أعرض في مبحث أول ماهية كل من الشركة األم‬

‫والشركة القابضة‪ ،‬ثم تنظيم وسير الشركة األم والشركة القابضة في مبحث ثان‪ ،‬وفي مبحث ثالث إلى‬

‫أوجه الشبه واالختالف بين كل من الشركة األم والشركة القابضة‪ .‬وذلك وفق التقسيم اآلتي‪:‬‬

‫األول‪ :‬ماهية الشركة األم والشركة القابضة‬


‫‪ ‬المبحث ّ‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬تنظيم وسير الشركة األم والشركة القابضة‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫األول‪ :‬ماهية الشركة األم والشركة القابضة‬


‫المبحث ّ‬

‫الشركة األم مصطلح من صنع الفقه الفرنسي وهي تشبه الشركة القابضة‪ ،‬وهي الشركة التي تكون‬

‫على رأس المجمع حيث تقوم بمراقبة عدة شركات فرعية‪ ،‬كما يمكن اعتبارها المركز االستراتيجي لمجمع‬

‫الشركات حيث تتخذ فيه الق اررات الجوهرية التي من شأنها رسم حركة جميع الشركات الداخلة في تكوين‬

‫المجمع‪.‬‬

‫أما عندما تلعب الشركة األم حصريا دو ار ماليا يطلق عليها اسم "الشركة القابضة" وهو مصطلح من صنع‬

‫الفقه األنجلو أمريكي حيث يطلق هذا المصطلح على الشركة المهيمنة على بقية الشركات من خالل‬

‫السيطرة المالية واالدارية أو باالتفاق مع غالبية المساهمين داخل الشركة‪.‬‬

‫األول مفهوم كل من الشركة األم‬


‫وهذا ما سأتعرض له من خالل مطلبين حيث يتضمن المطلب ّ‬

‫والشركة القابضة وفي مطلب ثان خصائص كل منهما‪.‬‬

‫األول‪ :‬مفهوم الشركة األم والشركة القابضة‬


‫المطلب ّ‬

‫يتضمن هذا المطلب تعريف كل من الشركة األم والشركة القابضة كالتالي‪:‬‬

‫األول‪ :‬تعريف الشركة األم‬


‫الفرع ّ‬

‫تعتبر الشركة األم قمة هرم المجمع والتي ترتكز عليها‪ ،‬وتمارس رقابة على شركات أخرى فرعية‪،‬‬

‫وتخول لها كل الصالحيات المتعلقة باتخاذ الق اررات‪ ،‬وتعرف الشركة األم كذلك على ّأنها الشركة التي‬

‫تملك شركة تابعة أو أكثر‪،‬وتعرف أيضا أنها‪« :‬البنية القانونية التي تجمع القدرة االستراتيجية فهي تتحكم‬

‫في النشاط وتضمن المراقبة داخل المجمع»(‪.)1‬‬

‫‪ -1‬أحمد مقدمي‪ .‬النظام المحاسبي والجبائي لمجمع الشركات دراسة حالة – مجمع صيدال–‪ .‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات الحصول‬
‫على شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية فرع التحليل االقتصادي‪ .‬تحت إشراف الدكتور بوكبوس سعدون‪ .‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪.5002/5002‬ص‪.00‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫وقد عرفت الشركة األم أيضا من خالل قانون الضرائب والرسوم المباشرة حسب نص المادة ‪ 830‬مكرر‬

‫على أنها شركة ذات أسهم مستقلة قانونيا تحكم شركات أعضاء تحت تبعيتها بامتالكها المباشر لـ‪%00‬أو‬

‫أكثر من رأسمالها االجتماعي‪.‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة يتضح من أن الشركة األم هي المسؤولة على إصدار الق اررات في‬

‫المجمع‪ ،‬فهي تلعب دو ار هاما من خالل تحكمها في إصدار الق اررات االقتصادية داخل المجمع سواء‬

‫تعلق األمر بعالقات المجمع التجارية أو نشاطاته المستقبلية‪ ،‬كما تعتبر المسؤولة على رقابة مختلف‬

‫الفروع التابعة لها‪ ،‬كما يمكنها القيام بدور صناعي أو مالي وذلك بتجميع النشاطات االقتصادية المتماثلة‬

‫والمتقاربة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الشركة القابضة‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬التعريف اللغوي‬

‫يشتق اسم الشركة القابضة في اللغة االنجليزية من الفعل(‪)TO HOLD‬ويعني قبض أو مسك‪،‬‬

‫ومن هنا جاء اسم الشركة القابضة أو ما يعرف بالهولدنغ(‪)HOLDING‬أي شركة ماسكة للمساهمات‬

‫وغيرها‪.‬‬

‫‪ ‬ثـانيا‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫يعرف بعض الفقهاء الشركة القابضة بأنها الشركة التي لها سيطرة معينة على شركة أخرى تسمى‬

‫بالشركة التابعة بحيث تستطيع األولى أن تقرر من يتولى إدارة الشركة التابعة أو أن تؤثر على الق اررات‬

‫التي تتخذها الهيئة العامة للشركة‪.‬‬

‫عدة شركات أخرى تسمى بالشركات التابعة بالقدر‬


‫وقد عرفها البعض اآلخر بأنها شركة تملك أسهما في ّ‬

‫الكافي الذي يمكنها من السيطرة على إدارة الشركة التابعة وكيفية تسيير أمورها(‪.)1‬‬

‫العامة والخاصة‪ .‬ط‪ .8‬عمان األردن‪ .‬ص‪.223‬‬


‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ .‬الشركات التجارية األحكام ّ‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫كما يعرفها رأي آخر بأنها شركة يكون نشاطها الرئيسي أو الوحيد تملك محفظة أوراق مالية وادارتها من‬

‫خالل مشاركتها في رأس مال شركات أخرى‪.‬‬

‫إن التنوع في هذه التعريفات الفقهية سببه االختالف في الزاوية التي ينظر منها الفقهاء إلى‬

‫الشركة القابضة‪ ،‬فنرى أن جانب من الفقه األنجلو أمريكي يركز على سيطرة الشركة األم على الشركة‬

‫التابعة بسبب تملكها أسهما في رأسمالها‪ ،‬وهذا يشمل كافة الشركات التجارية دون تحديد نوع الشركة‪،‬‬

‫سواء كانت شركة أشخاص أو شركة أموال‪.‬‬

‫ويركز جانب آخر من الفقه على سيطرة الشركة األم على الشركة التابعة بسبب احتكارها لحق تعيين‬

‫أعضاء مجلس إدارة الشركة التابعة للحصول على أغلبية األصوات التي تمكنها من توجيه الشركة التابعة‬

‫باالتجاه الذي يحقق استراتيجية المجمع‪.‬‬

‫أما الفقه الفرنسي فيركز على استقالل الشخصية المعنوية للشركة التابعة عن الشخصية المعنوية‬

‫للشركة القابضة أو األم‪ .‬إال أن الشركة التابعة تعد خاضعة للشركة القابضة انطالقا من اعتبار أن هذه‬

‫األخيرة هي صاحبة القرار(‪.)1‬‬

‫‪ ‬ثـالثـا‪ :‬التعريف القانوني‬

‫في حالة اقتصار الشركة األم على الدور المالي فقط‪ ،‬تسمى الشركة « الشركة القابضة » هذه‬

‫األخيرة لم تمارس أي نشاط صناعي أو تجاري ويقتصر نشاطها على تسيير المساهمات المالية المتعددة‬

‫التي تملكها في مختلف الشركات‪.‬‬

‫فإذا بحثنا في القوانين الدولية عن تعريف للشركة القابضة نجد بأن التعريف القانوني لها غير‬

‫موحد‪ ،‬لكن يوجد إجماع بأن الشركة القابضة هي شركة تمسك وتدير مساهمات في شركات أخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬أكرم ياملكي‪ .‬القانون التجاري (الشركات) دراسة مقارنة‪ .‬ط‪ .8‬عمان األردن‪ .‬ص‪.333‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫فبالنسبة للقانون الجزائري فهو لم يأت بتعريف محدد للشركة القابضة‪ ،‬فبصدور أحكام األمر ‪-02‬‬

‫‪ 52‬المؤرخ في‪52‬ديسمبر‪ 8002‬المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة‪ ،‬تبنى المشرع‬

‫الجزائري مفهوما جديدا وهو الشركات القابضة العمومية بدال عن صناديق المساهمة(‪()1‬القانون‪،)00-03‬‬

‫حيث عرفها بأنها شركة مساهمة عمومية تحوز الدولة فيها رأسمالها كامال و‪/‬أو تشترك فيه الدولة‬

‫وأشخاص معنويون آخرون تابعون للقانون العام‪.‬‬

‫كما أن أصول هذه الشركات القابضة العمومية مشكلة أساسا من قيم منقولة‪ ،‬ومهمتها األولى‬

‫تسيير وادارة األموال التجارية للدولة‪ ،‬باإلضافة إلى خلق مردودية أكثر وانتاجية لحافظة األسهم التي‬

‫تسيرها‪ ،‬وبهذا تحدد وتطور سياسات االستثمار والتمويل للمؤسسات التابعة لها وتنظم حركة رؤوس‬

‫األموال بينها(‪.)2‬‬

‫وتسير هذه الشركات من طرف مجلس مديرين أو مدير عام وحيد تحت مراقبة مجلس مراقبة‪ ،‬معينون من‬

‫طرف الجمعية العامة لمدة (‪ )02‬سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬ومهام الجمعية العامة الشركات القابضة العمومية‬

‫يقوم بها ممثلون يعينهم المجلس الوطني لمساهمات الدولة‪ .‬الذي يرأسه رئيس الحكومة أو ما يسمى‬

‫األول‪ ،‬مهمته األساسية توجيه وتنسيق نشاط هذه الشركات‪.‬‬


‫بالوزير ّ‬

‫أما في إطار القانون التجاري تعد الشركة قابضة إذا تملكت‪%20‬من رأسمال شركة أخرى وهذا‬

‫حسب نص المادة ‪ 950‬فقرة‪.8‬‬

‫الشركة القابضة هي شركة مراقبة لشركة أخرى وذلك‪:‬‬

‫‪ -1‬صناديق المساهمة عبارة عن هيئة تأخذ شكل شركة مساهمة مجهزة بنظام قانوني محدد بهدف إلى التسيير األمثل لمساهمة‬
‫الدولة‪ .‬كما يوفر ويؤمن أيضا الرقابة على األموال الخاصة بالمؤسسات العمومية ‪ .‬تنشأ هذه الصناديق بموجب مرسوم صادر عن‬
‫مجلس الحكومة وانطالقا من عقد توثيقي‪ ،‬كما تعد هذه الصناديق كجهاز رقابة الدولة على المؤسسات االقتصادية وعلى هذا األساس‬
‫تحدد توضع العالقة بين امتالك وتسيير وسائل االنتاج التابعة للدولة كما تعتبر هذه الهيئة الوسيط بين الدولة والمؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 2‬و ‪ 0‬و ‪ 80‬من األمر ‪ 52/02‬الصادر في‪ 8002/00/52 :‬المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ ‬عندما تملك بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزء من رأسمال يخول لها أغلبية األصوات في‬

‫الجمعيات العامة لهذه الشركة‪.‬‬

‫‪ ‬عندما تملك وحدها أغلبية األصوات في هذه الشركة بموجب اتفاق مع باقي الشركاء اآلخرين أو‬

‫المساهمين على أال يخالف هذا االتفاق مصالح الشركة‪.‬‬

‫‪ ‬عندما تتحكم في الواقع بموجب حقوق التصويت التي تملكها‪ ،‬في ق اررات الجمعيات العامة لهذه‬

‫الشركة‪.‬‬

‫كما تعتبر ممارسة لهذه الرقابة عندما تملك بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزءا يتعدى ‪%30‬من حقوق‬

‫التصويت‪ ،‬وال يجوز أي شريك أو مساهم آخر بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزءا أكثر من جزئها(‪.)1‬‬

‫أما بالنسبة لبعض القوانين العربية كلبنان واألردن فقد جاء تعريف الشركة القابضة كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للقانون اللبناني فقد عدت الشركة القابضة كل شركة مساهمة عامة ينحصر موضوع نشاطها‬

‫ببعض األعمال التي ينص عليها القانون‪ ،‬وال يحق لها تجاوزها إلى غيرها من األعمال‪ ،‬وهذه األعمال‬

‫هي‪:‬‬

‫‪ .1‬تملك أسهم‪ ،‬أو حصص في شركات مساهمة عامة‪ ،‬أو محددة المسؤولية لبنانية أو أجنبية سواء كانت‬

‫قائمة أو االشتراك في تأسيسها‪.‬‬

‫‪ .2‬إدارة الشركات التي تملك فيها حصص شراكة‪ ،‬أو مساهمة‪.‬‬

‫‪ .3‬إقراضه الشركات التي تملك فيها حصص شراكة‪ ،‬أو مساهمة‪.‬‬

‫‪ .4‬تملك براءات االختراع‪ ،‬أو االكتشافات واالمتيازات والماركات المسجلة‪ ،‬وغيرها من الحقوق‪ ،‬ويحق‬

‫تأجيرها لمؤسسات خارج لبنان‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 938‬من القانون التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ .5‬تملك أموال منقولة‪ ،‬أو غير منقولة‪ ،‬شرط أن تكون مخصصة لحاجات أعمالها فقط مع مراعاة أحكام‬

‫القانون فيما يتعلق بتملك غير اللبنانيين للحقوق العينية العقارية(‪.)1‬‬

‫‪ ‬أما بالنسبة للقانون األردني فقد عرف الشركة القابضة بقولها‪ « :‬الشركة القابضة هي شركة‬

‫مساهمة عامة تقوم بالسيطرة المالية واالدارية على شركة أو شركات أخرة تدعى الشركات التابعة‬

‫بواحدة من الطرق التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬أن نمتلك أكثر من نصف رأسمالها و‪/‬أو‬

‫‪ .2‬أن يكون لها سيطرة على تأليف مجلس إدارتها(‪.)2‬‬

‫يتضح من التعريفين(القانون اللبناني واألردني) للشركة القابضة أنهما يشترطان أن تكون الشركة‬

‫القابضة شركة مساهمة عامة‪ ،‬كما بينا طرق سيطرة الشركة القابضة على الشركات التابعة‪ ،‬وقد حددا المهام‬

‫التي تقوم بها الشركة القابضة وهذا ما سأتطرق إليه الحقا‪.‬‬

‫‪ ‬رابعا‪ :‬موضوع الشركة القابضة‬

‫الشركة القابضة شركة لها موضوع حصري مالي و‪/‬أو إداري يكمن في أخذ وادارة المشاركات في‬

‫الشركات األخرى بغية السيطرة عليها‪.‬‬

‫من خالل هذا التعريف يبدو جليا أن شركة الهولدينغ تتميز بعنصرين األول مادي والثاني معنوي‪.‬‬

‫‪ -1‬العنصر المادي‪ :‬يفترض أن يكون لشركة الهولدينغ موضوع حصري محدد في اإلطار المالي‬

‫واإلداري‪ ،‬أي أن يقتصر موضوعها على العمليات المالية و‪ /‬أو اإلدارية وال يمتد إلى النشاطات‬

‫الصناعية أو التجارية‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬عزيزالعكيلي‪ .‬الوسيط في الشركات التجارية‪ .‬دراسة فقهية قضائية مقارنة في األحكام العامة والخاصة‪ .‬ط‪ .1‬عمان األردن‪ .‬ص‬
‫ص ‪.744-744‬‬
‫‪ -2‬باسم محمد ملحم‪،‬بسام محمد الطراونة‪ .‬شرح القانون التجاري الشركات التجارية‪ .‬ط‪ .1‬عمان األردن‪ .‬ص‪.525‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ -2‬العنصر المعنوي‪ :‬يجب أن يكون اشتراك الهولدينغ في رأس مال الشركات األخرى معلال يهدف إلى‬

‫السيطرة على هذه الشركات وليس باتجاه االستثمار البسيط‪.‬بمعنى آخر يجب أن تهدف الشركة القابضة‬

‫إلى مراقبة شركات أخرى التي تملك فيها المشاركات وليس إال مجرد استثمار هذه المشاركات في ظروف‬

‫مفيدة دون التأثير على هذه الشركات‪.‬‬

‫‪ ‬خامسا‪ :‬أنواع الشركة القابضة‬

‫وتجدر اإلشارة أن هناك عدة أنواع من الشركات القابضة‪:‬‬

‫‪ .1‬الشركات القابضة العائلية‪:‬‬

‫إنشاء الشركة القابضة العائلية له عدة مزايا حيث يسمح بتجميع الورثة‪ ،‬حيث يساعد على عملية‬

‫شراء سندات الورثة الذين يرغبون في االنسحاب‪ ،‬باإلضافة إلى أنه يم ّكن أيضا من الحصول على‬

‫السيولة الالزمة لدفع حقوق التحويل‪.‬‬

‫للشركة القابضة العائلية غالبا ميزة تشكيل مركز صلب يجمع داخل نفس الهيكل لتجميع سندات الشركة‬

‫التي يمكن أن تتشتت بين الورثة‪ ،‬كما يجنب حدوث خسارة كبيرة من السندات التي يمكن أن تؤدي إلى‬

‫فقدان الرقابة على الشركة التي تقوم بعملية االستثمار‪ ،‬كما يشكل وسيلة تمكن الورثة األقلية من متابعة‬

‫عملية االستثمار‪ ،‬حيث أن تأسيس الشركة القابضة يسمح للورثة المكلفين باإلدارة أن يعملوا على امتالك‬

‫الرقابة(‪.)1‬‬

‫‪ .2‬الشركة القابضة التي يكون هدفها شراء المساهمات‪Holding de rachat :‬‬

‫إن المساهمات الضخمة التي يكون هدفها السيطرة على المشاريع‪ ،‬غالبا ما تتم عن طريق وساطة‬

‫عدة شركات قابضة‪ ،‬تأسس من أجل شراء شركة أخرى‪ ،‬ويتم ذلك بالتنسيق مع تطبيق النظام الجبائي‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬مجمع الشركات في القانون التجاري الجزائري والمقارن‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص‬
‫فرع قانون أعمال‪ .‬تحت إشراف د‪ .‬بوبندير عبد الرزاق‪ .‬جامعة منتوري قسنطينة‪ .2010/2002 .‬ص‪.12‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫الخاص بالمساهمات أو نظام «التكتل الجبائي» وتدعى هذه التقنية »‪ «LevragebuyoutLBO‬بالنسبة‬

‫للنظام االنجليزي‪ ،‬و»‪«Régime de l’intégration fiscal‬بالنسبة للقانون الفرنسي‪ ،‬حيث تسمح بالحصول‬

‫على الرقابة بمساهمة جبائية محدودة إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬كما تسمح بشراء شركة أو مجموعة شركات‬

‫من دون امتالك أصول الشركة بالضرورة أما الدائنين المتعاقدين مع الشركة فيتم تعويضهم من األصول‬

‫التي تعود للشركة الحائزة(‪.)1‬‬

‫‪ .3‬الشركة القابضة المالية‪Holding Financier :‬‬

‫وتسمح بتجميع مشاريع تمارس نشاطات في ميادين مختلفة ضمن كيان قانوني موحد‪ ،‬ويلعب هذا‬

‫النوع من الشركات دو ار هاما في الحياة االقتصادية وغالبا ما تكون هذه الشركة مساهمة في البورصة‬

‫حيث تسمح بتوفير األصول الضرورية بسرعة كبيرة للمساهمات في مجال األعمال المهمة أو لإلغارة‬

‫على الشركة المستهدفة‪.‬‬

‫ويرتبط عادة اختيار الشكل القانوني المناسب باألهداف المتوخاة‪ ،‬فإذا كانت الشركة األم هدفها األساسي‬

‫استقرار المديرين والحفاظ على السلطات فإنها غالبا ما تختار شكل الشركة المدنية‪ ،‬حيث تلجأ أغلب‬

‫الشركات القابضة العائلية إلى هذا الشكل القانوني‪ ،‬أما إذا كانت الشركة ال تستهدف فقط رقابة السلطات‬

‫ولكن أيضا الحصول على األرباح من العمليات المالية الجديدة وخاصة إذا مارست نشاط تجاري فإن‬

‫اختيار الم ؤسسين يتوجه غالبا إلى شركة المساهمة أو شركة التوصية باألسهم وذلك بالنسبة للممارسات‬

‫العملية في فرنسا(‪ ،)2‬أما في الجزائر فقد اقتصر استعمال هذا النوع من الشركات في مجال خصخصة‬

‫المؤسسات العمومية من خالل األمر‪ 25-25‬المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة للدولة‪ ،‬وقد‬

‫اشترط في المادة الخامسة منه تنظيم الشركات القابضة في شكل شركات مساهمة‪ ،‬وكما جاء أيضا في‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.12‬‬


‫‪ -2‬بركات حسينة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪ .11‬نقال عن ‪H.Bardet et B-Gouthière: les holding (guide juridique et‬‬
‫‪fiscal). 2eme édition- édition Fracus Lefebvre. P13‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫المادة ‪ 114‬من قانون الضرائب المباشرة والرسوم المماثلة في فقرتها الثانية على أن تجمع الشركات يقصد‬

‫به كل كيان اقتصادي متكون من شركتين أو أكثر ذات أسهم مستقلة قانونيا‪ ،‬وبالتالي فإن هناك إشارة إلى‬

‫أن الشكل الوحيد لشركات المجمع هو الشركات ذات األسهم أي شركة المساهمة أو التوصية باألسهم أو‬

‫المسؤولية المحدودة فيما يتعلق بالشركات التابعة‪.‬‬

‫‪ ‬سادسا‪ :‬أهداف الشركة القابضة‬

‫إن دور المؤسسة العمومية االقتصادية في ظل أي نظام كان يلعب دو ار هاما في الحياة‬

‫االقتصادية‪ ،‬إال أن هذا الدور يختلف حجمه وأهميته من نظام إلى آخر نظ ار الختالف األهداف الواجب‬

‫تحقيقها من قبل المؤسسة والمهام الملقاة على عاتقها‪.‬‬

‫وعليه يمكن للشركة القابضة أن تحقق السيطرة المالية واإلدارية على الشركات التابعة لها ويتم ذلك بتوحيد‬

‫الجهود وتنسيق األهداف دون تحمل مصاريف باهظة‪.‬‬

‫‪ -1‬السيطرة على رؤوس األموال‪:‬‬

‫إن نظام الشركات القابضة يتيح الفرصة بصفة عامة لرأس المال الصغير الذي تملكه الشركة‬

‫القابضة لتتحكم في رأس المال الكبير الذي تملكه الشركة التابعة‪ ،‬إذ أن الشركة القابضة ترأس مجموع‬

‫شركات أو مؤسسات عمومية تنتمي إليها فتقدم ضمن هذا المجمع الخدمات المالية‪ ،‬واعتبر البعض أن‬

‫أثر مجمع الشركات هو كالسفينة التي تحتفظ غالبا بمفاجآت لربانها(‪ ،)1‬إذ أنه قد تحدث أن تقع إحدى‬

‫شركات المجمع في مصاعب وتحتاج إلى السيولة في حين أن الشركات األخرى للمجمع تملك فائض من‬

‫السيولة‪ ،‬في هذه الحالة ومن أجل تفادي وقوع هذه الشركة في اإلفالس وبالتالي تصفيتها يمكن للشركة‬

‫‪ -1‬رحماني ياسين‪ .‬األجهزة االدارية للشركات القابضة في الجزائر‪ .‬رسالة نيل شهادة ماجستير في القانون فرع قانون أعمال تحت‬
‫إشراف الدكتور بوك ار ادريس‪ .‬جامعة الجزائر‪.5003 .‬ص‪.31‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫القابضة أن توفر لها بعض الوسائل ومصادر مالية تؤمنها عن طريق المصارف والشركات األخرى‬

‫للمجمع‪.‬‬

‫‪ -2‬السيطرة على األرباح‪:‬‬

‫إن نظام الشركات القابضة وحسب قواعد نظام المحاسبة تقتضي بأن األسهم العادية هي التي‬

‫تستحق جميع األرباح الفائضة بعد سداد فوائد سندات وأرباح األسهم الممتازة‪ ،‬ومعنى ذلك أنها تختص‬

‫باألرباح فوق العادية التي تحققها الشركة‪ ،‬بينما تختص األسهم الممتازة والسندات بمعدل بسيط يتفق عليه‬

‫مقدما(‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الشركة األم والشركة القابضة وأوجه الشبه واالختالف بينهما‬

‫بعد التطرق إلى تعريف كل من الشركة األم والشركة القابضة‪ ،‬سأتعرض في هذا المطلب إلى‬

‫خصائص كل منهما في فرعين على الترتيب وأوجه الشبه واالختالف بينهما في فرع ثالث‪:‬‬

‫األول‪ :‬خصائص الشركة األم‬


‫الفرع ّ‬

‫الشركة األم هي شركة مساهمة تمتلك كامل أسهم شركة مساهمة أخرى يطلق عليها الشركة‬

‫التابعة‪ ،‬حيث تمتلك الشركة األم كامل هذه األسهم عن طريق الشراء وطبقا إلجراءات معينة يحددها‬

‫القانون(‪.)2‬‬

‫وتعتبر الشركة أيضا شركة أم إذا تملكت ما ال يقل عن ‪%55‬من أسهم شركة مساهمة أخرى‪.‬‬

‫وهنا يختلط األمر مع الشركة القابضة حيث يجوز لهذه األخيرة أيضا أن تمتلك ما ال يقل عن نصف أسهم‬

‫شركة مساهمة أخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬رحماني ياسين‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.37‬‬


‫‪ -2‬فوزي محمد سامي‪ .‬شرح القانون التجاري‪.‬ج‪ .7‬عمان األردن‪ .‬ص‪.122‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫وجود الشركة األم يهدف إلى السيطرة والرقابة على الشركة أو الشركات التابعة والبد أن تكون هذه‬

‫السيطرة والرقابة مستمرة أي أن الرقابة والسيطرة المؤقتة أو المتغيرة ال تنشئ عالقة تبعية بين الشركة األم‬

‫والشركة التابعة لها‪.‬‬

‫تقوم الشركة األم بإدارة الشركة التابعة عن طريق لجنة يعينها مجلس إدارة الشركة األم‪ ،‬وعلى هذه‬

‫الشركة التابعة أن تقوم بإعداد الميزانية السنوية للشركة وحساباتها وتقديمها إلى الهيئة العامة للشركة‬

‫األم(‪.)1‬‬

‫الشركة األم والشركات التابعة تشكل وحدة قانونية مستقلة وعندما تتجمع الحسابات المالية لمجموع‬

‫تلك الشركات التي تمثل جميع المصادر االقتصادية التي تسيطر عليها الشركة األم حيث تبدو حينئذ‬

‫كوحدة اقتصادية واحدة ومن هنا يظهر الوضع االقتصادي للشركة األم والنتائج التي حققتها الشركات‬

‫التابعة‪ .‬ولهذا السبب توجب أغلب القوانين أن تعد الشركة األم ميزانية مجمعة للشركات التابعة لها‬

‫وخاصة المملوكة لها بالكامل(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الشركة القابضة‬

‫(‪)3‬‬
‫وال يجوز أن تكون فرع آخر من الشركات‪ ،‬فهذه‬ ‫تنظم الشركة القابضة في شكل شركة مساهمة‬

‫الشركة تؤسس لتحقيق غايات تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬إدارة الشركات التابعة لها أو المشاركة في إدارة الشركات األخرى التي تساهم فيها‪.‬‬

‫‪ -‬استثمار أموالها في األسهم والسندات واألوراق المالية‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم القروض والكفاالت والتمويل للشركات التابعة لها‪.‬‬

‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ .‬شرح القانون التجاري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.305‬‬


‫‪ -2‬فوزي محمد سامي‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص ص‪.303-303‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 2‬من األمر ‪ 52-02‬الصادر في‪ .8002/0/52 :‬ص‪.9‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫كما تعتبر الشركة قابضة أيضا إذا كان من بين غاياتها تأسيس شركات تابعة لها أو تملك أسهم أو‬

‫حصص في شركات مساهمة أو في شركات ذات المسؤولية المحدودة أو شركات التوصية باألسهم‬

‫لتحقيق تلك الغايات(‪.)1‬‬

‫تعتبر الشركة القابضة من شركات األموال التي يكون فيها االعتبار لرأسمال الشركة وليس للشركة‬

‫فيها وتكون مسؤولية كل مساهم فيها محدودة بقدر مساهمته في الشركة‪.‬‬

‫ومن أهم خصائصها أيضا أنها تقوم بالسيطرة المالية واالدارية على شركات أخرى تكون تابعة لها‪،‬‬

‫وذلك عن طريق تملك الشركة القابضة ألكثر من نصف رأسمال الشركة التابعة أو عن طريق القدرة على‬

‫تأليف مجلس إدارة الشركة التابعة‪.‬‬

‫فالسيطرة المالية واالدارية للشركة القابضة على الشركات التابعة لها ال تعني ضمور شخصية الشركة‬

‫التابعة وانصهارها في شخصية الشركة القابضة‪ .‬وانما تبقى للشركة التابعة شخصيتها القانونية المستقلة‬

‫وذمتها المالية‪.‬‬

‫تتميز الشركة القابضة أيضا بأنها تعمل على تركيز وتجميع رؤوس األموال عن طريق تجميع‬

‫عدة مشاريع باإلضافة إلى كونها وسيلة تمويل هامة ألنها تقوم بإقراض الشركات التابعة لها(‪.)2‬‬

‫المالحظ أن كل من الشركة القابضة والشركات التابعة تشكل وحدة قانونية مستقلة وعندما تتجمع‬

‫الحسابات المالية لمجموع تلك الشركات إذا كانت مملوكة بالكامل للشركة القابضة تظهر عندئذ كوحدة‬

‫اقتصادية واحدة والميزانية المجمعة أو الموحدة تمثل جميع المصادر االقتصادية التي تسيطر عليها‬

‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ .‬الشركات التجارية األحكام العامة والخاصة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ص‪.220-229‬‬
‫‪-2‬توجب بعض القوانين على الشركة القابضة بأن تلتزم بالعدالة في تصرفاتها حيال أقلية المساهمين في شركاتها التابعة وأن تمتنع‬
‫عن أي سلوك من شأنه اإلضرار بمصالح األقلية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫الشركة القابضة ومن مضمونها يظهر الوضع االقتصادي لتلك الشركة والنتائج التي حققتها الشركات‬

‫التابعة لها(‪.)1‬‬

‫ومما ال شك فيه أن أحكام الهيمنة على الشركة أو الشركات التابعة تظهر بوضوح تام عند قيام‬

‫الشركة القابضة بتأسيس شركة أو شركات تابعة لها‪ ،‬وذلك بتحديد أغراض الشركة التابعة المراد تأسيسها‬

‫بحيث تخدم هذه األغراض أغراض الشركة القابضة‪ ،‬كما تقوم الشركة القابضة بالسيطرة على الشركة‬

‫الجديدة بالحصول على أسهمها وذلك بإجراء اكتتاب خاص باألسهم الجديدة للشركة أو لمساهميها‪ .‬أو في‬

‫حالة وجود أسهم متعددة أو أسهم ممتازة تستأثر بها الشركة القابضة وبالتالي تكون لها أغلبية األصوات‬

‫وعندئذ تكون لها أيضا الكلمة العليا في انتخاب أعضاء االدارة وفي تعيين المدير المفوض للشركة(‪.)2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أوجه الشبه واالختالف بين الشركة األم والشركة القابضة‬

‫يمكن استخالص أوجه الشبه واالختالف بين كل من الشركة األم والشركة القابضة كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬أوجه الشبه بين الشركة األم والشركة القابضة‬

‫‪ ‬الشركة القابضة شركة مساهمة وكذلك الشركة األم يجب أن تكون على شكل شركة مساهمة‪.‬‬

‫‪ ‬يمكن لكل من الشركة القابضة والشركة األم أن تمتلك على األقل ما يزيد عن ‪%20‬من أسهم‬

‫شركة أو شركات مساهمة أخرى‪.‬‬

‫‪ ‬الغرض الذي ترمي إليه الشركة القابضة أو الشركة األم من تملكها لغالبية أسهم أو حصص‬

‫الشركة األخرى هو الهيمنة والسيطرة المالية واإلدارية على الشركات التابعة‪.‬‬

‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ .‬الشركات التجارية‪ .‬األحكام العامة والخاصة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.290‬‬
‫‪ -2‬فوزي محمد سامي‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.298‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬أوجه االختالف بين الشركة األم والشركة القابضة‬

‫‪ ‬تستطيع الشركة األم أن تمتلك كامل أسهم الشركة المساهمة التابعة‪ ،‬إال أن الشركة القابضة‬

‫تستطيع باإلضافة إلى تملكها النسبة المشار إليها في الشركة المساهمة أن تتعداها إلى أسهم‬

‫شركات التوصية باألسهم والى الحصص في الشركات ذات المسؤولية المحدودة وال يجوز ذلك‬

‫للشركة األم(‪.)1‬‬

‫‪ ‬يجوز للشركة القابضة أن تؤسس شركات تابعة لها تتخذ شكل شركة مساهمة أو شركة ذات‬

‫مسؤولية محدودة أو شركة توصية باألسهم‪ .‬أم بالنسبة للشركة األم فيمكن لها القيام بتأسيس‬

‫شركة مساهمة يمكن أن تشتري بقية األسهم‪.‬‬

‫‪ ‬أوجبت بعض القوانين أن تضاف عبارة – شركة قابضة‪ -‬إلى اسم الشركة التي ينطبق عليها هذا‬

‫الوصف وذلك بذكره في جميع أوراقها واعالناتها والوثائق األخرى الصادرة عنها‪ .‬بينما لم يوجب‬

‫القانون على الشركة األم أن تضيف هذه العبارة على اسمها‪.‬‬

‫‪ ‬تتولى ادارة الشركة التابعة التي اشترت الشركة األم كامل أسهمها لجنة يعينها مجلس إدارة الشركة‬

‫األم‪ ،‬وعلى الشركة التابعة اعداد ميزانيتها السنوية وحساباتها وتقديمها إلى الهيئة العامة للشركة‬

‫األم‪.‬‬

‫أما عن إدارة الشركة التابعة للشركة القابضة فال تدار من لجنة تعينها الشركة القابضة وانما‬

‫تستقل الشركة التابعة بتنظيمها االداري وان كانت الشركة القابضة تكون المسيطرة على إدارة تلك الشركة‬

‫عن طريق السيطرة على أجهزتها االدارية‪ .‬وللشركة التابعة ذمة مالية مستقلة عن الشركة القابضة ولها‬

‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ .‬شرح القانون التجاري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.309‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫استقالليتها في التعامل مع الغير وان كان نشاطها االقتصادي مماثل لنشاط الشركة القابضة أو أن‬

‫نشاطها يكمل نشاط الشركة القابضة أو يساعد على استم ارره وتطوره(‪.)1‬‬

‫كما تظهر أحكام الهيمنة على الشركة أو الشركات التابعة عند قيام الشركة القابضة بتأسيس‬

‫شركة أو شركات أخرى تابعة لها حيث يقوم المؤسسون في الشركة القابضة بتحديد أغراض الشركة التابعة‬

‫تم السيطرة على الشركة الجديدة‬


‫المراد تأسيسها بحيث تخدم هذه األغراض أغراض الشركة القابضة‪ ،‬كما ّ‬

‫بالحصول على أسهمها(‪.)2‬‬

‫‪ ‬تعد الشركة األم ميزانية مجمعة للشركات التابعة لها وخاصة المملوكة لها بالكامل أما في الشركة‬

‫القابضة فيقوم تنظيم الميزانية وحساب األرباح والخسائر الموحدة للشركة القابضة وفقا لألحكام‬

‫القانونية والتنظيمية المعمول بها‪.‬‬

‫‪ -1‬فوزي محمد سامي‪ .‬شرح القانون التجاري‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.300‬‬


‫‪ -2‬فوزي محمد سامي‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.300‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تنظيم وسير الشركة األم والشركة القابضة‬

‫بعد التطرق إلى مفهوم كل من الشركة األم والشركة القابضة وخصائص كل منهما‪ ،‬البد من‬

‫الخوض في مجال تنظيم وسير هاتين الشركتين من خالل تبيان كيفية تأسيسهما ومهامهما كل في مطلب‬

‫مستقل‪.‬‬

‫األول‪ :‬تأسيس الشركة األم والشركة القابضة‬


‫المطلب ّ‬

‫تؤسس كل من الشركة األم أو الشركة القابضة بإحدى الطرق اآلتية‪:‬‬

‫األول‪ :‬الطريقة األولى‬


‫الفرع ّ‬

‫نكون أمام شركة قابضة طبقا لنص المادة ‪ 938‬من القانون التجاري في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عندما تملك الشركة بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزءا من رأسمال يخول لها أغلبية األصوات في‬

‫الجمعيات العامة لهذه الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬عندما تملك وحدها أغلبية األصوات في هذه الشركة بموجب اتفاق مع باقي الشركاء اآلخرين أو‬

‫المساهمين على أال يخالف هذا االتفاق مصالح الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬عندما تتحكم في الواقع‪ ،‬بموجب حقوق التصويت التي تملكها‪ ،‬في ق اررات الجمعيات العامة لهذه‬

‫الشركة‪.‬‬

‫كما يمكن أن تنحصر غايات هذه الشركة أيضا في تأسيس شركات تابعة لها أو تملك أسهم أو‬

‫حصص في شركات مساهمة أخرى أو شركات محدودة المسؤولية أو شركات توصية للقيام بتلك‬

‫الغايات(‪.)1‬‬

‫‪-1‬د‪.‬عزيزالعكيلي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.742‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الطريقة الثانية‬

‫تكون بتعديل غايات شركة مساهمة قائمة إلى شركة قابضة‪ ،‬وتضمن هذه الطريقة بدال من‬

‫تأسيس شركة مساهمة كشركة قابضة‪ ،‬للجوء إلى تعديل غايات شركة قائمة بحيث تتحول بهذا التعديل‬

‫إلى شركة قابضة(‪.)1‬‬

‫يتضح مما سبق أن الشركة األم أو الشركة القابضة تتخذ دائما شكل شركة مساهمة‪ ،‬سواء ثم‬

‫تأسيسها بداية بهذا الشكل من أشكال الشركات التجارية‪ ،‬بحيث تنحصر غاياتها في األعمال المنصوص‬

‫عليها في المادة ‪ 938‬من القانون التجاري والمشار إليها فيما تقدم‪ ،‬أم تم تأسيسها بطريق تعديل غايات‬

‫شركة مساهمة قائمة وفقا ألحكام القانون‪.‬‬

‫كما يتم تأسيس الشركة األم أو الشركة القابضة وفقا لألصول والشروط نفسها التي يتم على أساسها‬

‫تأسيس شركة المساهمة(‪ ،)2‬وذلك بإحدى الطريقتين التاليتين‪:‬‬

‫‪ .1‬اللجوء العلني لالدخار اي اللجوء إلى الجمهور قصد الحصول على االموال وذلك بطرح أسهم‬

‫الشركة لالكتتاب العام‪ .‬ويمر التأسيس بمرحلتين حسب ما نصت عليه المادة ‪ 202‬من القانون‬

‫التجاري حيث نصت على « يحرر الموثق مشروع القانون األساسي لشركة المساهمة‪ ،‬بطلب من‬

‫مؤسس أو أكثر‪ ،‬وتودع نسخة من هذا العقد بالمركز الوطني للسجل التجاري‪.‬‬

‫ينشر المؤسسون تحت مسؤولياتهم إعالنا لالكتتاب حسب الشروط المحددة عن طريق التنظيم‪.‬‬

‫ال يقبل أي اكتتاب إذا لم تحترم االجراءات المقررة في المقطعين األول والثاني اعاله »‪.‬‬

‫ففي خالل فترة التأسيس يلتزم المؤسسون بالسعي في تأسيس الشركة والقيام بجميع االجراءات الالزمة‬

‫لذلك‪ ،‬ويتعاقد المؤسسون خالل هذه الفترة بوضعهم ممثلين للشركة تحت التأسيسي ويعتبر العقد التأسيسي‬

‫‪ -1‬باسم محمد ملحم‪ .‬بسام محمد الطراونة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.524‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 5‬فقرة ‪ 1‬من األمر ‪" :25-25‬تنشأ الشركة القابضة العمومية بموجب عقد موثق حسب الشروط والكيفيات المطبقة على‬
‫شركات المساهمة"‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫لهذه الشركة في هذه المرحلة عقد بين المؤسسين يسبق فترة التأسيس وتتميز الشركة في هذه الفترة‬

‫بشخصية معنوية ناقصة بالقدر الالزم لتأسيسها‪ ،‬ويشترط المشرع أن يكون هذا التأسيس تأسيسا صحيحا‪.‬‬

‫وباكتمال هذه االجراءات يقوم المؤسسون بعد التصريح باالكتتاب والدفعات‪ ،‬باستدعاء المكتتبين إلى‬

‫جمعية عامة تأسيسية حسب األشكال واآلجال المنصوص عليها عن طريق التنظيم(‪.)1‬‬

‫‪ .2‬عدم اللجوء العلني لالدخار حيث يقتصر االكتتاب على المؤسسين دون اللجوء إلى االدخار‬

‫العام‪ ،‬وبخالف التأسيس باللجوء العلني لالدخار تثبت الدفعات بمقتضى تصريح من مساهم أو‬

‫أكثر في عقد توثيق بناء على تقديم قائمة المساهمين المحتوية على المبالغ التي يدفعها كل‬

‫مساهم‪ .‬ويشتمل القانون األساسي على تقدير الحصص العينية ويتم هذا التقدير بناء على تقرير‬

‫ملحق بالقانون األساسي يعده مندوب الحصص تحت مسؤوليته ويوقع المساهمون القانون‬

‫األساسي إما بأنفسهم أو بواسطة وكيل مزود بتفويض خاص‪ ،‬ويعين المؤسسون األشخاص الذين‬

‫سيتولون إدارة الشركة ومندوبي الحسابات ويثبتونهم في القانون األساسي للشركة‪ ،‬وال يجوز‬

‫للشركة أن تباشر أعمالها إال ابتداء من تاريخ قيدها في السجل التجاري وشهرها‪.‬‬

‫كما أن الشروط الشكلية لتأسيس الشركة القابضة‪ ،‬هي ذات الشروط الشكلية التي يخضع لها تأسيس‬

‫شركة المساهمة‪ ،‬وهذه الشروط تتلخص بمايلي‪:‬‬

‫‪ ‬وضع نظام للشركة وتسجيله لدى موثق حسب نص المادة ‪ 2‬من االمر ‪ 52-02‬الصادر في‪52 :‬‬

‫سبتمبر ‪ 8002‬السابق ذكره التي تنص على أنه « تنشأ الشركة القابضة العمومية بموجب عقد‬

‫موثق حسب الشروط والكيفيات المطبقة على شركات المساهمة »(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬عمار عمورة‪ .‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري‪ .‬الجزائر‪ .‬ص‪.235‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 5‬من األمر ‪ 25-25‬الصادر في‪ .1225/2/25 :‬ص ‪.04‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫حيث يقوم المؤسسون بوضع نظام الشركة بصيغة خطية‪ ،‬ومن ثم يشكل هذا النظام‪ ،‬بما يحتويه من‬

‫شروط‪ ،‬قاعدة أساسية يستند إليها المكتتبين عند انضمامهم إلى الشركة‪ ،‬عن طريق االكتتاب‪.‬‬

‫ويلتزم الشركاء المساهمون بهذا النظام‪ ،‬ولو لم يوقعوا عليه‪ ،‬وليس من الضروري أن تحرر النسخ‬

‫بعدد يوازي عدد المساهمين‪.‬‬

‫ويحتوي نظام الشركة على البيانات المتعلقة بتنظيمها وادارة أعمالها ويضم‪ ،‬بصورة خاصة‪ ،‬اسم‬

‫الشركة‪ ،‬ومركزها الرئيسي‪ ،‬ومراكز فروعها‪ ،‬وموضوعها‪ ،‬ومدتها‪ ،‬ومقدار رأس مالها‪ ،‬وثمن األسهم‪ ،‬وقيمة‬

‫المقدمات العينية‪ ،‬وشروط توزيع األرباح‪ ،‬وعدد أعضاء مجلس اإلدارة ومرتباتهم وصالحياتهم‪ ،‬وتواقيعهم‬

‫وعناوينهم‪ .‬وبصورة عامة يحتوي هذا النظام على البيانات التي يجب نشرها(‪.)1‬‬

‫‪ ‬االكتتاب باألسهم وتحريرها‪ ،‬ويتم ذلك استنادا إلى نظام الشركة‪ ،‬وينتج عنها مفاعيل قانونية ال‬

‫تتبدل‪ ،‬وهي أنه إذا تم االكتتاب بكامل رأس المال‪ ،‬في المدة المحددة‪ ،‬تتوالى أعمال التأسيس‬

‫الالحقة‪ .‬أما إذا لم يتم االكتتاب‪ ،‬خالل هذه المدة‪ ،‬فيتحلل المكتتبين من التزاماتهم‪ ،‬ويحق لهم‬

‫استعادة المبالغ المدفوعة‪ ،‬من أجل االكتتاب‪ ،‬إال إذا وافقوا جميعا على تعديل رأس مال الشركة‪،‬‬

‫أو كان ذلك مشترطا في نظام الشركة‪ ،‬أو في البيانات الموقعة بلوائح االكتتاب‪ .‬أما إذا تم‬

‫االكتتاب بما يفوق قيمة رأس المال‪ ،‬فيجري تخفيض االكتتابات‪ ،‬وفقا للشروط المدرجة في لوائح‬

‫االكتتاب‪ ،‬واذا لم تدرج هكذا شروط‪ ،‬فيجري التخفيض بطريقة نسبية‪.‬‬

‫ويجب لكي يعتبر االكتتاب صحيحا ومنتجا آلثاره أن يتم بكامل رأس مال الشركة‪ ،‬وأن يكون جديا‪ ،‬أي‬

‫أن يتم تحرير األسهم بصورة فعلية‪ ،‬وأن يتم بطريقة نهائية وال رجوع فيها(‪.)2‬‬

‫‪-1‬الياس ناصيف‪ :‬موسوعة الشركات التجارية‪ .‬الشركات القابضة (هولدينغ) والشركات المحصورة نشاطها خارج لبنان(أوف شور)‪.‬‬
‫ج‪ .1‬لبنان‪ .‬ص ص‪.30-52‬‬
‫‪ -2‬الياس ناصيف‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.30‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مهام الشركة األم والشركة القابضة‬

‫الشركة األم عادة يكون لها دور مالي أو صناعي حيث تجمع نشاطات متفرعة قريبة أو مكملة يتمثل‬

‫دورها األساسي في تعيين المديرية في الوحدات االقتصادية التابعة ودراسة وانتقاء روابط التنمية‬

‫االستراتيجية والمصادقة على مخطط العمليات والميزانية ومراقبة التنفيذ‪ ،‬كما تضمن خدمات متبادلة داخل‬

‫المجمع كالصناديق والتأمينات والبحث العلمي‪.‬‬

‫أما بالنسبة لنظام الشركة القابضة فهو يساعد على تحريك وزيادة ايرادات رأس المال ووضع‬

‫استراتيجية االستثمار وتقدير النتائج المتحصل عليها من قبل الشركات التي تنجز عملية االستثمار‬

‫واالندماج وتبادل المساهمات وعدم تركيز المسؤوليات(‪.)1‬‬

‫كما أن للشركة القابضة دور في‪:‬‬

‫‪ -‬التنسيق‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد االستراتيجية العامة للمجمع‪.‬‬

‫‪ -‬تطوير سياسة تقنية‪ ،‬تجارية ومالية موحدة لتحقيق األهداف المسطرة بأقل تكلفة‪.‬‬

‫‪ -‬إدارة الممتلكات والمساهمات ومراقبة الشركات المقيمة واألجنبية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للشركة القابضة العمومية حسب االمر رقم ‪ 52-02‬فإن هذه األخيرة تتولى مهام استثمار‬

‫حافظة األسهم والمساهمات والقيم المنقولة األخرى المحولة إليها لتجعلها أكثر مردودية وبالتالي تقوم‬

‫بتشجيع وتنمية المجموعات الصناعية والتجارية والمالية التي وضعت تحت رقابتها‪.‬‬

‫كما أنه وعلى عكس صناديق المساهمة التي كانت تمثل مجرد أعوان ائتمانية للدولة وأدت إلى‬

‫مشاكل كثيرة تتعلق بالتوجهات السياسية فإنه على عكس ذلك فالشركات القابضة تعتبر مالكة‬

‫‪-1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.11‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫لألسهم‪ ،‬وبالتالي تتمتع بجميع الحقوق المترتبة على ملكية األسهم والمساهمات والقيم المنقولة األخرى التي‬

‫تحول إليها أو تكتتب باسم الدولة‪.‬‬

‫كما أن الشركة القابضة العمومية أيضا تحدد وتطور استراتيجيات وسياسات االستثمار والتمويل‬

‫في الشركات التابعة لها‪ ،‬وكذا أية سياسة إلعادة هيكلة المؤسسات واعادة انتشارها نظ ار لضغوطات‬

‫السوق‪ .‬وهذا حسب ما جاء في نص المادة ‪ 0‬من نفس األمر ‪.)1(52-02‬‬

‫واستنتاجا لما جاء في نص المادة ‪ 80‬من هذا األمر فإن الشركة القابضة تنظم جميع حركات‬

‫رؤوس األموال بين الشركات التجارية التابعة لها مع حرسها على احترام استقاللية الذمة المالية لكل شركة‬

‫تابعة لها‪ ،‬فبإمكانها إصدار جميع القيم المنقولة أو شرائها أو التنازل عنها‪ .‬كما تساهم الشركات القابضة‬

‫العمومية في تنفيذ السياسة االقتصادية للحكومة في إطار االتفاقيات المبرمة بينها وبين الدولة الممثلة من‬

‫طرف المجلس الوطني لمساهمات الدولة‪.‬‬

‫ومن ثم فإن العالقة التي تربط الشركات القابضة بالدولة تصبح ذات طبيعة تعاقدية‪ .‬وهذا ما يميزها عن‬

‫صناديق المساهمة المحولة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى نص المادة ‪ 935‬مكرر‪ 3‬من القانون التجاري التي تنص على أنه « تلزم الشركات القابضة‬

‫التي تلجأ علنيا لالدخار و‪ /‬أو المسعرة في البورصة‪ ،‬بإعداد الحسابات المدعمة ونشرها كما هو محدد في‬

‫المادة ‪ 935‬مكرر ‪ 3‬من هذا القانون »‪.‬‬

‫أجد أن كل من الشركة القابضة التي تأسست سواء على طريق اللجوء العلني لالدخار و‪ /‬أو عن‬

‫طريق البورصة ملزمة بإعداد الحسابات المدعمة التي تعرفها المادة ‪ 935‬مكرر ‪ 3‬من نفس القانون على‬

‫أنها تقديم الوضعية المالية ونتائج مجمع الشركات وكأنها تمثل نفس الوحدة‪ ،‬كما تخضع هذه الحسابات‬

‫لنفس قواعد التقديم والمراقبة والمصادقة والنشر التي تخضع لها الحسابات السنوية الفردية‪.‬‬

‫‪ -1‬مقدمي أحمد‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.80‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫إضافة إلى ذلك فإن هذه الحسابات لها هدف إعطاء المعلومات التي لها معنى معين وموضح للحقيقة‬

‫المالية واالقتصادية للوحدة المكونة من طرف الشركة األم أو القابضة والشركات التي تراقبها والتي هي‬

‫مستقلة عنها(‪.)1‬‬

‫كما يراقب هذه الحسابات محافظين (‪ )05‬على األقل تعينهما الجمعية العامة‪ ،‬وهما يمارسان‬

‫وظائفهما وفق األحكام القانونية والتنظيمية المعمول بها وهذا ما جاء حسب نص المادة ‪ 82‬من األمر‬

‫‪ .52-02‬وكذلك المادة ‪ 935‬مكرر ‪ 5‬من القانون التجاري التي نصت على أنه‪ « :‬يقوم محافظات‬

‫للحسابات على األقل بمراقبة حسابات الشركة القابضة »‪.‬‬

‫تسير الشركة القابضة العمومية من طرف مجلس مديرين يوضع تحت رقابة مجلس المراقبة‪.‬‬

‫تعتمد الشركة القابضة العمومية في تنظيمها على التنظيم الجديد القائم على مجلس المديرين‬

‫ومجلس المراقبة وجمعية عامة للمساهمين الذي أدخله المرسوم التشريعي رقم‪ 00-03 :‬المؤرخ في ‪ 52‬أفريل‬

‫‪ 8003‬المتمم والمعدل للقانون التجاري‪ .‬وأن األمر ‪ 52-02‬المؤرخ في‪ 8003/00/52 :‬السابق ذكره يحصر‬

‫تنظيم الشركة القابضة في هذا األسلوب دون سواه عندما تنص المادة ‪ 88‬منه‪ « :‬يسير الشركة القابضة‬

‫العمومية مجلس مديرين‪ ،‬يوضع تحت رقابة مجلس المراقبة » وأن المجلس الوطني لمساهمات الدولة يقوم‬

‫بتعيين ممثلون عنه لتولي مهام الجمعية العامة‪.‬‬

‫تعين الجمعية العامة المكونة من أعضاء يفوضهم مجلس مساهمات الدولة مجلس المديرين‬

‫وأعضاء مجلس المراقبة لمدة ست سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬ويحدد القانون األساسي عدد أعضاء مجلس‬

‫المديرين ويسند إلى أحد األعضاء صفة الرئيس وعندما يمارس شخص واحد الوظائف المنوطة بمجلس‬

‫المديرين فإنه يأخذ اسم المدير العام الوحيد(‪.)2‬‬

‫‪-1‬مقدمي أحمد‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪ .13‬نقال عن‪Jean Corre. La consolidation. Librairie Vuizort. France1984.P63‬‬
‫‪-2‬بوذراع أميرة حرم بصاح‪ .‬شركات مساهمات الدولة بين خصخصة التسيير والخوصصة‪ .‬مذكرة نيل شهادة الماجستير في القانون‬
‫فرع قانون أعمال‪ .‬تحت إشراف الدكتور العميد قموح عبد المجيد‪ .‬جامعة منتوري قسنطينة‪ .5000/5000 .‬ص‪.95‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫وطبقا لنص المادة ‪ 83‬من األمر ‪ 52-02‬يخول مجلس المديرين أو عند االقتضاء المدير العام‬

‫الوحيد الصالحيات الواسعة لكي يتصرف في كل الظروف باسم الشركة القابضة العمومية التي يمثلها إزاء‬

‫الغير‪ ،‬ويمارس مجلس المديرين هذه الصالحيات في حدود موضوع الشركة مع مراعاة الصالحيات‬

‫المخولة لكل من الجمعية العامة وتلك الصالحيات المسندة صراحة إلى مجلس المراقبة‪.‬‬

‫حيث يعد هذا األخير من أهم الهياكل التي نظمها األمر ‪ 52-02‬والذي حدد تشكيلة مجلس‬

‫المراقبة وبين المهام المنوطة به إضافة إلى ذلك نجد أن هذا األمر قد بين كيفية عمل هذا المجلس‬

‫ومباشرة مهامه التي حددتها المادة ‪ 82‬منه(‪.)1‬يتكون مجلس المراقبة من سبعة أعضاء ينتخبون رئيسا منهم‬

‫لمدة (‪ )02‬سنوات قابلة للتجديد من طرف الجمعية العامة‪.‬‬

‫حيث يجتمع في دورة عادية كل ثالثة أشهر وفي دورة غير عادية أو استثنائية كل ما اقتضى‬

‫األمر ذلك‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون التجاري في مادته ‪223‬والتي تبين الصالحيات األساسية لمجلس المراقبة‬

‫حيث تنص صراحة على أنه‪ « :‬يمارس مجلس المراقبة مهمة الرقابة الدائمة للشركة وكذا تقديم التراخيص‬

‫حسب ما تضمنه القانون األساسي فيما يتعلق بأعمال التصرف كالتنازل عن العقارات والمشاركة وكذا‬

‫تأسيس الكفاالت »‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه هو أنه إذا كان من بين المهام المنوطة بمجلس المراقبة هي الرقابة‬

‫الدائمة للشركة فإن هذا األخير يباشرها في أي وقت من السنة ومتى استدعى األمر ذلك الطالعه على‬

‫كافة الوثائق التي يراها هذا المجلس ضرورية للقيام بمهمته‪.‬‬

‫إضافة إلى مهمة الرقابة التي تعد أساسية فإن لمجلس المراقبة مهمة أخرى تنحصر في اإلعالن‪،‬‬

‫والمقصود من ذلك إطالع كافة الشركاء عن عمليات االمتالك والتنازل في الشركة التي قد يؤدي إلى‬

‫‪-1‬رحماني ياسين‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.02‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫تجاوز النسب في رأس مالها سواء كان ذلك بالزيادة أو النقصان وكذا إعالم الشركاء بمحتوى التقرير‬

‫السنوي الذي يعده ويقدمه مجلس المراقبة إلى الجمعية العامة لمناقشته(‪.)1‬‬

‫(‪)2‬‬
‫يمارس الرقابة‬ ‫وعلى العموم فإن مجلس المراقبة من خالل كافة هذه المهام يعتبر جهاز غير دائم‬

‫المستمرة والدائمة على تسيير الشركة القابضة العمومية في أي مرحلة من مراحل السنة وفي أي عملية‬

‫يراها واجبة الرقابة‪ ،‬وذلك عن طريق االطالع على كافة الوثائق التي يراها مناسبة سواء قدمت له أو بناء‬

‫على طلبها(‪.)3‬‬

‫‪-1‬رحماني ياسين‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.808‬‬


‫‪-2‬حسب العقود التوثيقية المنشأة للشركات القابضة‪.‬‬
‫‪-3‬محفوظ لعشب‪ .‬سلسلة القانون االقتصادي‪ .‬الجزائر‪ .‬ص ص‪.803-805‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫خالصة الفصل‬

‫استخلص من خالل هذا الفصل أن الشركة األم هي قمة هرم مجمع الشركات وأساس تركيزه‪،‬‬

‫مهامها الرقابة واإلدارة والتوجيه واتخاذ الق اررات المتعلقة بالشركات التابعة لها‪.‬‬

‫من خصائصها انها شركة مساهمة‪ ،‬تمتلك أكثر من ‪%50‬من أسهم الشركات التابعة لها التي تقوم‬

‫بالسيطرة عليها‪.‬‬

‫أما بالنسبة للشركة القابضة هي شركة لها سيطرة معينة على شركة تابعة لها‪ ،‬نشاطها الرئيسي‬

‫إدارة محفظة األوراق المالية من خالل مشاركتها في رأس مال شركات أخرى‪ ،‬من خصائصها أنه يكون‬

‫فيها االعتبار لرأسمال الشركة التابعة وليس للشركاء‪ ،‬كما تقوم بالسيطرة المالية واإلدارية للشركة التابعة‬

‫إضافة إلى العمل على تركيز وتجميع رؤوس األموال عن طريق تجميع عدة مشاريع‪.‬‬

‫وبشكل عام يتم تأسيس الشركة األم أو الشركة القابضة بنفس االجراءات المتبعة في تأسيس‬

‫شركات المساهمة‪ ،‬أما فيما يخص مهام كل من هاتين الشركتين‪ .‬فالشركة األم تقوم بمهمة أساسية أال‬

‫وهي الرقابة على الشركات التابعة‪ ،‬أما الشركة القابضة فنشاطها لم يعد مقتص ار على تسيير المساهمات‬

‫المالية فقط بل امتد حيث أصبح يشمل عمليات اإلدارة والتسيير للمجمع وكذلك توجيه مختلف نشاطاته‬

‫ومراقبتها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬

‫تستطيع الشركات الكبيرة أن تشكل مجمعات تتألف من عدة شركات‪ ،‬حيث يمكن لهذه الشركات‬

‫أن تأخذ أشكاال مختلفة قد تكون بسيطة أو ذات شخصية مستقلة‪ ،‬ويعود اختيار أي شكل من األشكال‬

‫السابقة إلى األهداف اإلستراتيجية المسطرة من قبل الشركة األم‪ ،‬لذلك نجدها تكتفي بإنشاء شركة جديدة‬

‫يسيرها واحد من عمالها األجراء الذي تنصبه على رأسها إلدارتها‪ ،‬وفي هذه الحالة تكون قد كونت فرع‬

‫بسيط دون استقاللية قانونية‪ ،‬أو قد تقوم بإنشاء شركة عن طريق المساهمة في رأسمالها مع مساهم أو‬

‫عدة مساهمين آخرين حيث يشترك المساهمون في هذه الحالة بضمان السير الحسن لالستغالل كل حسب‬

‫مساهمته في رأس المال‪.‬‬

‫ويمكن القول أن شركة تمارس رقابة على شركات أخرى‪ ،‬إذا كانت تحوز بطريقة مباشرة أو غير‬

‫مباشرة على جزء من حقوق التصويت يفوق نسبة ‪ ، %05‬شرط أن ال يملك مساهمون أو شركاء آخرون‬

‫بطريقة مباشرة أو غير مباشرة نسبة تفوق هذه النسبة‪.‬‬

‫سأعرض في مبحث أول اآلليات القانونية لتكوين الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‪ ،‬وفي‬

‫مبحث ثان كل من الحقوق وااللتزامات المترتبة على الشركة األم بالنسبة للشركات التابعة‪ ،‬المساهمات‪،‬‬

‫الشركات المراقبة وذلك وفق لتقسيم التالي‪:‬‬

‫األول‪ :‬اآلليات القانونية لتكوين الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث ّ‬

‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬حقوق والتزامات للشركة األم بالنسبة للشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات‬

‫المراقبة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األول‪ :‬اآلليات القانونية لتكوين الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬


‫المبحث ّ‬

‫قبل التطرق إلى اآلليات القانونية لتكوين الشركات التابعة والمساهمات والشركات المراقبة‪ ،‬البد‬

‫أوال من تعريف كل من هذه الشركات ثم بعد ذلك تبيان طرق تشكلها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الشركات التابعة‪ ،‬المساهمة والشركات المراقبة‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشركات التابعة‬

‫إذا حازت شركة أكثر من ‪ %05‬من رأس مال شركة أخرى‪ ،‬فإن الثانية تعتبر تابعة لألولى‪،‬‬

‫فالمشرع يأخذ في تحديد تبعية الشركة بمعيار كمي‪ ،‬حيث يتطلب ملكية األغلبية المطلقة ألسهم رأس‬

‫المال االجتماعي‪ ،‬حيث حذا في ذلك حذو المشرع الفرنسي الذي نص في المادة ‪ 403‬من قانون الشركات‬

‫الفرنسي الصادر في ‪ 43‬جويلية ‪ 6611‬أنه إذا حازت شركة أكثر من ‪ %05‬من رأس مال شركة أخرى فإن‬

‫الثانية تعتبر تابعة لألولى(‪.)1‬‬

‫وحسب بعض الفقهاء الفرنسيين فإنه وان تمسك المشرع الفرنسي بمعيار كمي لتحديد نسبة التبعية‬

‫يرجع لسبب منطقي الرتباطه باألغلبية المطلقة في الجمعية العامة(‪ ،)2‬فمن المؤكد أن تملك أغلبية رأس‬

‫مال شركة ما يجعلها تابعة للشركة المالكة‪ ،‬غير أن تملك هذه النسبة ليس مطلوبا دائما‪ ،‬حيث يمكن أن‬

‫تتحقق السيطرة بنسبة أقل من ذلك‪ ،‬بمعنى أن السيطرة تبقى قائمة والنسبة المملوكة متغيرة‪ ،‬فمثال ال يمكن‬

‫أن تتحقق السيطرة بغير األغلبية المطلقة إذا كانت أسهم الشركة المطلوب السيطرة عليها محصورة في‬

‫أيدي عدد قليل من كبار المالك‪ ،‬حيث ال يستطيع أي منهم السيطرة إال إذا تملك أغلبية األسهم بمفرده‬

‫مثال ذلك الشركات التابعة المشتركة التي تعتبر أداة تعاون بين شركتين أوأكثر في مجال محدد‪ ،‬وال يمكن‬

‫‪1-Brigitte Hess-Fallon. Anne-Marie Simon. Droit des affaires. 16eme édition. Paris France. P237‬‬
‫‪2- Yves Guyon. Droit des affaires. Tome1. 6eme édition. Paris France. P16‬‬

‫‪36‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إدارتها باألغلبية لتعذر تحققها(‪)1‬وانما البد من اإلجماع دائما‪ ،‬بالمقابل يمكن أن تحدث التبعية وان تدنت‬

‫نسبة ما تملكه شركة في رأس مال شركة أخرى عن نصف األسهم إذا كانت األسهم موزعة بين صغار‬

‫المساهمين الذين ال يعنيهم من السهم سوى ما يحققه من ربح سنوي وال تعينهم الجمعية العامة(‪،)2‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فإن تملك جزء هام من رأس مال شركة ما ليس هو العامل الوحيد الذي يترتب عليه‬

‫تبعية هذه الشركة‪ ،‬بل يقف إلى جانبه عوامل أخرى تدعمه مثل النصوص القانونية والنظامية الخاصة‬

‫بحقوق التصويت داخل الجمعية العامة وبعدد األصوات للسهم الواحد واالتفاقيات المقيدة لحقوق التصويت‬

‫إذا كانت مشروعة فإن الشركة األم يمكنها السيطرة على الجمعية العامة العادية غير أنه ال يمكنها تعديل‬

‫القانون األساسي ألن القرار تبث فيه الجمعية العامة غير العادية على األقل بثلثي األصوات المعبر عنها‬

‫وذلك طبقا للمادة ‪ 173‬من القانون التجاري‪ ،‬وبالتالي فإن الشركة األم ستصطدم باألقلية المعارضة‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة‪ ،‬أنه يجب التفرقة بين الشركات التابعة التي تتميز بشخصية معنوية خاصة بها‬

‫والشركات الفرعية‪ ،‬أو المكاتب التي ليس لها شخصية معنوية خاصة بها‪ ،‬حيث يمكننا أن نعرف الشركة‬

‫الفرعية على أنها‪ « :‬وكاالت وفروع ثانوية تختلف عن الشركات التابعة من حيث أنها ال تملك شخصية‬

‫معنوية تميزها‪ ،‬وبذلك فهي ال تشكل هياكل قانونية مستقلة‪ ،‬كما أنها تتمتع بنوع من الالمركزية البسيطة‬

‫وهذا لضمان سير النشاط وفقط»‪.‬حتى أن محاسبة الشركة الفرعية تدرج مباشرة ضمن محاسبة الشركة‬

‫األم بصفة مباشرة(‪ )3‬وما إلى ذلك‪.‬‬

‫ولتوضيح الفرق بين الشركات التابعة والفرعية نقوم بوضع الجدول التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.50‬‬


‫‪2- Francis Lefebvre. Groupe de sociétés (juridique-fiscal-social). 2007-2008. Levallois France. P16‬‬
‫‪ -3‬أحمد مقدمي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ص‪.64-66‬‬

‫‪37‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫)‪(1‬‬
‫جدول رقم ‪ :10‬مقارنة بين الشركة التابعة والشركة الفرعية‬

‫الشركة الفرعية ‪Succursale‬‬ ‫الشركة التابعة ‪Filiale‬‬

‫‪ ‬عدم وجود استقاللية قانونية‬ ‫‪ ‬شخصية قانونية مميزة ومستقلة‬

‫‪ ‬عدم فرض الضريبة على الشركات على النتيجة‬ ‫‪ ‬دفع الضريبة على الشركات ‪ IS‬على النتيجة‬

‫اإلجمالية وانما تحول النتيجة على الشركة األم‬ ‫اإلجمالية‬

‫‪ ‬عدم وجود صفقات قانونية ما بين الشركة األم‬

‫والشركة الفرعية‪ ،‬لذلك ال يدفع الرسم على القيمة‬ ‫‪ ‬وجود صفقات قانونية ما بين الشركة األم‬

‫المضافة ‪ TVA‬على المبيعات‬ ‫والشركة التابعة‪ ،‬لذلك يدفع الرسم على القيمة‬

‫‪ ‬عدم توزيع النتيجة‬ ‫المضافة ‪ TVA‬على المبيعات‬

‫‪ ‬توزيع األرباح وحساب الرصيد الجبائي ‪Avoir‬‬

‫‪ ،Fiscal‬وفرض الضريبة عليها على مستوى‬

‫‪ ‬محاسبتها تتم على مستوى الشركة األم‬ ‫الشركة األم‬

‫‪ ‬لديها محاسبة خاصة بها‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الشركات المساهمة (المساهمات)‬

‫تعتبر شركة مساهمة في شركة أخرى إذا كان جزء رأس المال الذي تمتلكه في هذه على األقل‬

‫يساوي ‪ %65‬إلى ‪ %05‬وذلك حسب المادة ‪ 746‬فقرة ‪ 54‬من القانون التجاري‪ ،‬إن الهدف من شراء األسهم‬

‫في شركة أخرى يهدف إلى إحدى األمور الثالثة اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬المصدر‪Christine Colette. Incitation a la gestion fiscale des entreprises édition Eyrolles. France. P34:‬‬

‫‪38‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬استثمار رؤوس المال‬

‫في هذه الحالة فإن الشركة التي تقوم بشراء األسهم أو عملية االكتتاب ال تهدف إلى التأثير في‬

‫سير الشركة التي قامت بشراء أسهمها وانما تهدف إلى تحقيق مداخيل‪ ،‬أو مجرد توظيف لرؤوس األموال‬

‫المتوفرة لديها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المساهمات‬

‫خالفا لشراء األسهم بهدف االستثمار‪ ،‬فإن الهدف من شراء المساهمات هو خلق عالقات دائمة‬

‫مع الشركات التي تم شراء أو اكتتاب أسهمها‪ ،‬والتأثير عليها من أجل تحقيق مصالح معينة من الناحية‬

‫االقتصادية كتسهيل عملية التوريد بالمواد األولية أو المنتجات النهائية‪ ،‬فتح أسواق‪ ،‬الحصول على‬

‫خدمات وما إلى ذلك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المراقبة‬

‫أما في هذه الحالة فالهدف من شراء األسهم هو معرفة ما يجري داخل هذه الشركة وعادة ما تقوم‬

‫بهذه العملية الشركات المنافسة(‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الشركات المراقبة‬

‫إن الرقابة التي تقوم بها الشركة األم هدفها عادة توجيه عمليات تسيير الشركات التابعة وفق‬

‫استراتيجية معينة‪ ،‬إلى جانب الرقابة المباشرة الناجمة عن امتالك أسهم في رأس مال الشركة فإن القانون‬

‫التجاري بين ضمن نص المادة ‪ 746‬منه أربع حاالت‪:‬‬

‫‪ -‬تعتبر شركة مراقبة لشركة أخرى عندما تملك بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزءا من رأس مالها‬

‫يخول لها أغلبية األصوات في الجمعيات العامة لهذه الشركة‪.‬‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.56‬‬

‫‪39‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬عندما تملك وحدها أغلبية األصوات في هذه الشركة بموجب اتفاق مع باقي الشركاء اآلخرين أو‬

‫المساهمين‪ ،‬على أن ال تخالف هذا االتفاق مصالح الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬عندما تتحكم في الواقع بموجب حقوق التصويت التي تمتلكها في ق اررات الجمعية العامة لهذه‬

‫الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر ممارسة لهذه الرقابة عندما تملك بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزءا يتعدى ‪ %35‬من حقوق‬

‫التصويت وال يحوز أي شريك أو مساهم آخر بصفة مباشرة أو غير مباشرة جزء أكبر من الجزء‬

‫الذي تمتلكه‪.‬‬

‫وطبقا للمادة ‪ 744‬من القانون التجاري تعتبر أي مساهمة حتى لو كانت أقل من ‪ %65‬تحوزها شركة‬

‫مراقبة بأنها محيزة وبصفة غير مباشرة من طرف الشركة التي تراقبها‪ ،‬وتقييم الرقابة ال يتم من خالل نسبة‬

‫المساهمة في رأس مال الشركة ولكن من خالل حقوق التصويت التي تمتلكها الشركة القابضة‪.‬‬

‫الرقابة قد تتم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة(‪.)1‬‬

‫ويترتب على هذا النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬لتحديد ما إذا كانت شركة مراقبة لشركة أخرى فإنه البد من تجميع حقوق التصويت التي تمتلكها‬

‫هذه الشركة وحقوق التصويت التي تمتلكها شركة أخرى تراقبها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مهما‬

‫كان شكلها القانوني أو جنسية هذه الشركة‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد فإن أية مساهمة‪ ،‬حتى لو كانت أقل من ‪ %65‬تمتلكها شركة مراقبة تعتبر محيزة بصفة‬

‫مباشرة أو غير مباشرة من طرف الشركة التي تراقبها‪.‬‬

‫تعتبر شركة ممارسة للرقابة على شركة أخرى من دون أن تكون لها أي مساهمة مباشرة في هذه‬

‫الشركة متى كانت الشركة التي تراقبها تملك في هذه األخيرة مساهمات تكفي لممارسة الرقابة عليها طبقا‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.65‬‬

‫‪40‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫للقانون التجاري‪ ،‬تقوم بعملية الرقابة عادة الشركة القابضة‪ ،‬يتمثل دورها األساسي في تسيير الشركات‬

‫التابعة لها وذلك طبقا لنص المادة ‪746‬من القانون التجاري(‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق تشكل الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬

‫يعود سبب تبعية شركة ألخرى وبالتالي تسمية األولى شركة أم أو قابضة والثانية شركة تابعة أو‬

‫مراقبة‪ ،‬إلى أن األولى تملك نسبة هامة من حصص أو أسهم والثانية بغض النظر عن وقت هذا التملك‪،‬‬

‫فقد يحدث هذا التملك أثناء مرحلة تأسيس الشركة التابعة أو أثناء حياتها أي بعد اإلنشاء وذلك على النحو‬

‫التالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شراء السندات أو الحقوق االجتماعية‬

‫تتحقق تبعية الشركة التابعة للشركة األم أو القابضة من خالل شراء الثانية لسندات األولى بالقدر‬

‫الذي يمكنها من تحقيق غرضها وذلك إما مقابل نقود أو سندات ويتم هذا الشراء إما عن طريق البيع‬

‫بالتراضي (‪)gré a gré‬لسندات المساهمين األغلبية‪ ،‬بحيث أنه إذا تمت عمليات الشراء داخل البورصة‬

‫فإن تدخل الوسيط في عمليات البورصة يعد إلزامي وذلك طبقا للمادة ‪ 50‬من األمر رقم‬

‫‪ 65-64‬المؤرخ في ماي ‪ 6664‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 53-54‬المؤرخ‬

‫في ‪ 67‬فيفري ‪ ،)2(4554‬باإلضافة إلى ضرورة احترام إجراءات ضمان التسعيرة‪ .‬أو عن طريق العروض‬

‫العامة للحيازة من قبل شركة ألسهم شركة أخرى‪ ،‬حتى تتمكن من مراقبتها‪ ،‬أما خارج البورصة فيتم عن‬

‫طريق التنازل البسيط عن طريق تصرف قانوني من المتنازل لفائدة المتنازإلليه وهي ليست محل تنظيم‬

‫قانوني خاص حيث أن محلها حصص أو أسهم ذات شكل معين يتم التعامل بها في ظروف معينة(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ص‪.66-65‬‬


‫‪ -2‬الجريدة الرسمية‪ .‬العدد ‪ 44‬المؤرخ في ‪ 66‬فيفري ‪ 4554‬واالستدراك في ‪ 57‬ماي ‪.4554‬‬
‫‪ -3‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪ 66‬نقال عن محمد حسين إسماعيل‪ .‬الشركة القابضة وعالقتها بشركاتها التابعة في مشروع قانون الشركات‬
‫األردني‪ .‬ط‪ .6‬عمان األردن‪ .‬ص‪.06‬‬

‫‪41‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن التنازل عن رقابة الشركة غالبا ما تسبقه فترة من التفاوض يكون األطراف خاللها غير ملزمين‬

‫بالبيع والشراء‪ ،‬ويمكن لألطراف في أي وقت إلغاء المفاوضات‪ ،‬غير أن الطرف الذي ينقض المفاوضات‬

‫تترتب عليه مسؤوليات إذا كان هناك تعسف واذا وصلت المداوالت إلى مرحلة متقدمة‪ ،‬وبالتالي يمكن‬

‫للطرف المتضرر طلب التعويض‪ ،‬وال يمكن التمسك بمسؤولية الغير إال في حالة وجود نية إضرار أو‬

‫أعمال غش طبقا للمادتين ‪ 06‬و‪ 04‬من القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫وللطرف الذي وقع في خطأ حول صفة جوهرية في الحصص أو األسهم التي تحدد عملية التنازل‪ ،‬طلب‬

‫إلغاء عملية التنازل خالل ‪ 0‬سنوات من اكتشاف الخطأ طبقا لقواعد القانون المدني كالخطأ حول الحالة‬

‫االقتصادية للشركة‪ ،‬إذا كان الحائز يجهل وقت التنازل أن الشركة ال تملك معايير متابعة النشاط‬

‫االقتصادي الذي يشكل موضوع الشركة بسبب مثال حالة الذمة المالية أو خسارة أصول مهمة لمتابعة‬

‫النشاط كحق اإليجار أو فسخ عقود مهمة‪.‬‬

‫بالمقابل ال يعتبر خطأ إذا تعلق األمر بقيمة الحصص أو األسهم إذا لم تتحقق نتيجة مرضية بسبب خطأ‬

‫في تقدير الوضعية االقتصادية للشركة‪ ،‬ألن الحائز بلغ الهدف المراد والمتمثل في المشاركة في الشركة‬

‫أو ممارسة رقابة على شركة تمارس النشاط أو في أن يصبح مالك ألصول مهمة(‪.)1‬‬

‫أما أهلية التنازل أو الحيازة للحصص أو األسهم فتخضع للقواعد المتعلقة باألهلية في القانون‬

‫المدني والتجاري‪.‬‬

‫وعلى األطراف تحديد الحقوق المتنازل عنها أو على األقل العناصر التي يمكن من خاللها تحديد‬

‫المحل‪ ،‬ففي حالة بيع شخص ألسهم ال يمتلكها‪ ،‬يعد البيع باطال‪ ،‬حتى وان ارتبط بعيب في صالحيات‬

‫‪1- Francis Lefebvre. Op.cit. PP31-32‬‬

‫‪42‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وكيل المتنازل‪ ،‬وال يمكن التمسك به إال من قبل المتنازل إليه في حين أن المالك الحقيقي يملك حق رفع‬

‫دعوى استحقاق من أجل استرجاع حقوقه(‪.)1‬‬

‫واذا فقدت األسهم قيمتها فإن المتنازل إليه ال يمكنه التمسك بزوال محل التنازل‪ ،‬متى كانت األسهم‬

‫موجودة في تاريخ عقد التنازل‪ ،‬غير أنه في حالة الخسارة الكلية أو الجزئية لألموال وقت البيع فله أن‬

‫يتمسك بقواعد القانون المدني التي تسمح في حالة الخسارة الكلية أو الجزئية لألموال وقت البيع‪ ،‬إما أن‬

‫يتمسك بالبطالن واما إعادة تحديد الثمن‪ ،‬في جميع الحاالت فإنه يمكن للحائز إدراج شرط ضمان‬

‫الخصوم في عقد التنازل(‪.)2‬‬

‫ويجب الثمن‪ ،‬حيث يمكن تقديره نقدا أو مقابل أي عوض آخر‪ ،‬غير أنه ال يكون غالبا ضروريا في‬

‫حالة تعدد الباعة‪ ،‬بالمقابل البد من تحديد الحصص في عقد التنازل‪ ،‬واذا لم يتم تحديد الثمن فالبد من‬

‫إلغاء عقد التنازل إذا واجه األطراف عدة عوائق منعتهم من تحديده‪.‬‬

‫غالبا وألسباب مختلفة‪ ،‬قد يؤجل أطراف العقد عملية التنازل بصفة نهائية‪ ،‬كضرورة إجراء دراسات‬

‫تكمي لية حول الوضعية القانونية أو الجبائية للشركة المصدرة‪ ،‬أو إلزامية طلب تصريح إداري من أجل‬

‫االستثمار وممارسة نشاط معين‪ ،‬البحث عن رؤوس أموال وما إلى ذلك‪ ،‬ولكن تقوم على األقل بإبرام‬

‫اتفاق مبدئي في شكل وعد بالبيع أو الشراء‪.‬‬

‫والبد على كل طرف متعاقد أن يعهد للطرف اآلخر ببيع الحصص أو األسهم أو شراء حصصه أو‬

‫أسهمه‪ ،‬بعبارة اتفاقية أكيدة أو وعد بالبيع أو الشراء(‪.)3‬‬

‫والبد من توفر الشروط الشكلية الالزمة لصحة التنازل عن الحصص أو األسهم والتي تتبع شكل‬

‫الشركة التي تم التنازل عن أسهمها‪ ،‬حيث يبرز أكثر في الحقوق االجتماعية غير القابلة للتداول (شركة‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.46‬‬


‫‪2- Francis Lefebvre. Op.cit. PP32-34‬‬
‫‪ -3‬بركات حسينة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.46‬‬

‫‪43‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التضامن‪ ،‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬شركة التوصية البسيطة) حيث أن التنازل يتم عن طريق‬

‫تصرف شكلي معين المقدار له أثره في مواجهة الشركة أو الغير‪ ،‬أما بالنسبة لشركات المساهمة فيتم‬

‫عن طريق التحويل البسيط من حساب إلى حساب آخر‪.‬‬

‫وكما هو الشيء بالنسبة لجميع العقود فإن التنازل عن الحصص أو األسهم يمكن أن يتضمن‬

‫شروط خاصة‪ ،‬حيث يمكن لألطراف ربط التنازل بأحداث مستقبلية احتمالية الوقوع (معلق على شرط‬

‫واقف) أو االتفاق على أن التنازل يتم نسخه بأثر رجعي عند وقوع حادث مفاجئ حسب طبيعة الواقعة‬

‫المستقبلية (شرط فاسخ)(‪.)1‬‬

‫وال يجوز أن ترتبط الشروط باإلرادة المطلقة لألطراف بمعنى أن وقوعها ال يرتبط بالسلطة‬

‫التقديرية للشخص الذي قام باشتراطها فإذا كان المتنازل شركة مساهمة وربطوا عملية التنازل برضى‬

‫مجلس اإلدارة‪ ،‬فإن الطرف الذي اشترط هذه الموافقة يخضع التنازل لسلطته التقديرية‪ ،‬فقد يتم القبول على‬

‫مراحل حيث ال يمكن أن يصبح نهائي إال بعد قبول المجلس ومنذ تاريخ الموافقة‪ ،‬وعلى األطراف أن‬

‫يحددوا الشروط بدقة‪.‬‬

‫يؤدي التنازل عن الحصص واألسهم إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ماعدا في حالة وجود اتفاق مخالف فإن المتنازل إليه له الحق في كامل األرباح ولكن التي تم‬

‫توزيعها بعد عملية التنازل حتى لو نتجت عن نشاط سري قبل بيع هذه السندات‪.‬‬

‫‪ -‬أما بالنسبة للخسارة وفيما عدا وجود اتفاق مخالف فإن المتنازل إليه ال يمكنه إلزام البائع بالمساهمة‬

‫في التصفية والتي تحصل بعد عملية التنازل‪.‬‬

‫‪ -‬ال يمكن للمتنازل إليه الحصول على حصته من الشركة‪ ،‬ما عدا في حالة وجود تحفظات عند تمتعه‬

‫بصفة الشريك‪ ،‬فإن هذه الحقوق مع جميع التحفظات تنتقل للمتنازل إليه‪.‬‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.44‬‬

‫‪44‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬ال يؤدي التنازل عن السندات إلى انتقال الحساب الجاري للمتنازل في الشركة‪ ،‬ما عدا في حالة‬

‫اشتراط ذلك‪ ،‬والشرط الذي يتضمن تحويل حساب جاري البد أن يكون محددا بدقة‪ ،‬حيث قضى‬

‫قضاء النقد الفرنسي أن الشرط المتضمن التصرف بالتنازل الذي يتضمن أن المتنازل لديه بديل عن‬

‫المتنازل في الحقوق وااللتزامات الناتجة عن تملك السندات المتنازل عنها‪ ،‬ال يشمل تحويل الحساب‬

‫الجاري المتنازل عليه إال عند وجود إشارة صريحة متعلقة بهذا الحساب(‪.)1‬‬

‫أما بالنسبة إلى إلغاء عملية التنازل‪ ،‬فإنه إذا كان استرداد األسهم غير ممكن بسبب إلغائها نتيجة‬

‫تخفيض رأسمال الشركة أو إعادة بيعها للغيرفعلى المتنازل إليه أن يدفع مبلغ مساوي وليس المبلغ المتفق‬

‫عليه‪ ،‬وال الثمن الذي أعاد به المتنازل إليه البيع مرة أخرى‪ ،‬ولكن بحسب قيمتها عند التنازل وذلك طبقا‬

‫للمواد من ‪ 50‬إلى ‪ 63‬من األمر رقم ‪ 53-54‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة‪.‬‬

‫وطبقا لألمر رقم ‪53-54‬دائماوالمتعلق ببورصة القيم المنقولة فإنه ال يجوز إجراء أية مفاوضة‬

‫تتناول ق يما منقولة في البورصة إال داخل البورصة ذاتها‪ ،‬وعن طريق وسطاء في عملية البورصة‪ .‬وهم‬

‫عبارة عن أشخاص طبيعيون أو شركات ذات أسهم تنشأ خصيصا لهذا الغرض‪ ،‬وذلك بعد منح اعتماد‬

‫من قبل لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها‪ ،‬يخول لهم إدارة سندات القيم المنقولة التابعة لزبائنهم‬

‫بتلقيهم أمواال لهذا الغرض مشفوعة بتفويض اإلدارة‪.‬‬

‫كما يتعين على هؤالء الوسطاء في عملية البورصة إبرام عقود مع زبائنهم تنص على تقارير دورية يقدمها‬

‫الوسيط كل ستة أشهر على األكثر عن العمليات التي أجراها لزبونه‪.‬‬

‫ويعد الوسطاء في عملية البورصة مسؤولون حيال آمريهم بالسحب وتسليم القيم المنقولة المتفاوض‬

‫بشأنها‪.‬‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ص‪.43-44‬‬

‫‪45‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التنازل عن كمية كبيرة من الحقوق االجتماعية يؤدي إلى رقابة الشركة من قبل الغير‪ ،‬فالرقابة‬

‫تنتج عن الحيازة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لعدد من األسهم والحصص‪ ،‬يمكن من خاللها‬

‫التحكم أو شبه التحكم في الشركة عن طريق توجيهها وتسيير ذمتها المالية‪ .‬واذا كانت الرقابة تعد طريقة‬

‫من طرق تشكل المجمع‪ ،‬ألنها غالبا ما تحدث من قبل شركة تسعى للسيطرة على األخرى فهي كذلك‬

‫تقنية لتركيز المشاريع الشائعة بسبب ايجابياتها بخالف االندماج الذي يؤدي إلى زوال الشركة الممتصة‪،‬‬

‫حيث أن الرقابة تبقى على االستقاللية القانونية لكل شركة من شركات المجمع مما يضمن مرونة في‬

‫التوجيه االقتصادي لنشاطها(‪.)1‬‬

‫مهما كانت طبيعة التصرف مدنية أو تجارية‪ ،‬إذا تعلق األمر بالتنازل عن أسهم الشركات‬

‫التجارية فإنه يعتبر عمل تجاري‪ ،‬وان تم الحصول على الرقابة بطريقة غير مباشرة‪ ،‬كما لم تم الشراء من‬

‫قبل شركة تحت رقابة شركة أخرى‪.‬‬

‫الرقابة ال تقدر بالنظر إلى المتنازل إنما بالنظر إلى كل متنازل إليه إذا بلغت الحيازة نسبة معينة‪،‬‬

‫حيث يتم تحديد الرقابة من خالل نصوص القانون التجاري‪.‬‬

‫واذا كان التنازل يعتبر تصرفا مدنيا فإن إثبات عملية التنازل البد أن تتم وفقا لقواعد القانون‬

‫المدني‪ ،‬وأنها ال تؤدي إلى التضامن بين البائعين أو الحائز ماعدا في حالة االشتراط‪.‬‬

‫وحتى وان شمل التنازل مجموع الحقوق االجتماعية‪ ،‬فإن التنازل عن الحصص أو األسهم ال‬

‫يمكن اعتباره كتنازل عن قاعدة تجارية تشكل األصول االجتماعية أي أصول الشركة(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.41‬‬


‫‪2- Francis Lefebvre. Op.cit. P55‬‬

‫‪46‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االكتتاب في زيادة رأسمال الشركة‬

‫يمكن أن تتم رقابة الشركة عن طريق االكتتاب وذلك عند الرفع في رأسمال هذه الشركة وغالبا‬

‫فإن عملية الرفع في رأسمال الشركة يتم في شركة المساهمة لصالح الشركة التي ترغب في رقابتها‪ ،‬أما‬

‫الشركاء فعليهم قبول إلغاء حق األفضلية في االكتتاب أو إعالنه بصفة فردية‪.‬‬

‫إن االكتتاب عند الرفع في رأسمال الشركة أو التنازل عن أغلبية الحصص أو األسهم هي أكثر التقنيات‬

‫المستخدمة في الجزائر وهذا بالنسبة للمؤسسات العمومية االقتصادية(‪ .)1‬وبما أن المشرع الجزائري حصر‬

‫عمليات المساهمة التي تؤدي إلى تشكل مجمع الشركات على شركات المساهمة على غرار المشرع‬

‫الفرنسي الذي أجاز عملية الرقابة والسيطرة على جميع أنواع الشركات بما فيها شركات األشخاص‪،‬‬

‫فسأقتصر على عملية زيادة رأسمال شركة المساهمة دون بقية الشركات‪.‬‬

‫بالنسبة للمشرع الفرنسي أيضا فقد تم تعديل النظام القانوني المتعلق بزيادة رأسمال الشركة المساهمة‪،‬‬

‫مضمون هذا التعديل بصفة عامة تسهيل عملية الرفع في رأسمال الشركة حتى يكون أكثر تكيفا مع‬

‫تطورات السوق خاصة الزيادة في صالحيات هيئات التسيير ومرونتها ونظام توجيه السلطات‪ ،‬حيث يمكن‬

‫بناء على تفويض في الصالحيات من قبل الجمعية العامة غير العادية اتخاذ قرار برفع رأسمال الشركة‬

‫من قبل مجلس اإلدارة من أجل فتح المجال أمام عملية اكتتاب المستثمرين‪ ،‬كما تم أيضا التخفيف من‬

‫شروط إلغاء حق األفضلية في االكتتاب(‪.)2‬‬

‫طبقا للمادتين ‪ 166‬و‪ 163‬من القانون التجاري فإن جميع عمليات الرفع في رأس المال التيتتم نقدا‬

‫أو بالنظر إلى مبلغ األسهم‪ ،‬تفتح أمام المساهمين حق األفضلية في اكتتاب األسهم الجديدة‪ ،‬وهذا الحق‬

‫منفصل عن السهم وقابل للتداول طيلة مدة االكتتاب‪.‬‬

‫‪ -1‬المؤسسات العمومية االقتصادية هي شركات تجارية تخضع للقانون العام‪ ،‬تكون مراقبة من طرف الشركات القابضة أو تمتلك فيها‬
‫مساهمات‪.‬‬
‫‪2- Francis Lefebvre. Op.cit.P 63‬‬

‫‪47‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إذا كانت المادة ‪ 167‬من القانون التجاري تمنح الجمعية العامة غير العادية أن تقرر أو تسمح‬

‫برفع رأسمال الشركة والغاء حق األفضلية في االكتتاب‪ ،‬فإن هناك معايير البد من احترامها من أجل‬

‫حماية حقوق المساهمين‪ ،‬فإلغاء حق األفضلية في االكتتاب ال يمكن أن يكون إال جزئيا وال يرد إال على‬

‫جزء أو عدة أجزاء من عملية الرفع من رأسمال الشركة‪ ،‬من حيث المبدأ فإن الجمعية العامة ال يمكنها‬

‫إلغاء حق األفضلية في االكتتاب إال لشخص معين أو أصناف محددة من األشخاص‪ ،‬في حالة لجوء‬

‫الشركة إلى االدخار العلني‪ ،‬وتحت شروط معينة يمكن تقريره دون تعيين المستفيد أو تسميته(‪.)1‬‬

‫وتقرر الجمعية العامة بنفسها أو عن طريق تفويض الصالحيات رفع رأسمال الشركة لصالح‬

‫شخص معين باسمه أو ألصناف معينة من األشخاص تتوفرفيهم صفات معينة البد من تحديدها‪ ،‬في‬

‫حالة الضرورة يمكنها إلغاء حق األفضلية في االكتتاب‪ ،‬كما يمكنها االحتفاظ برفع رأس المال ألشخاص‬

‫محددين كحملة وصوالت االكتتاب‪ ،‬أعضاء جمعية معينة وما إلى ذلك‪ .‬كما يمكن للجمعية العامة أن‬

‫تفوض صالحية تحديد الصفات المطلوب توفرها في الحائزين على األسهم لمجلس اإلدارة أو المديرين‬

‫حسب الحالة‪ ،‬أو تحديد قائمة المستفيدين وعدد األسهم الموزعة على كل منهم‪.‬‬

‫وتقرر الجمعية رفع رأسمال الشركة مع إلغاء حق األفضلية في االكتتاب بعد أن يرفع إليها‬

‫تقريرين‪ ،‬التقرير األول من مجلس اإلدارة أو المديرين والتقرير الثاني من محافظ الحسابات وبعد الموافقة‬

‫على عملية رفع رأس المال تفوض الجمعية العامة غير العادية لمجلس اإلدارة أو المديرين حسب الحالة‬

‫القيام بالعملية وذلك بعد تحديد ثمن اإلصدار بواسطة تقرير خاص من قبل محافظ الحسابات‪.‬‬

‫إذا فوضت الجمعية العامة صالحية تحديد المستفيد وعدد األسهم التي يمتلكها إلى هيئات التسيير‬

‫(مجلس اإلدارة أو المديرين) أو في الوقت الذي يتم فيه التفويض فالبد من وجود تقرير تكميلي يتضمن‬

‫الشروط المحددة للعملية التي البد أن تكون مطابقة للترخيص المقدم من قبل الجمعية العامة غير العادية‪،‬‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ص‪.46-40‬‬

‫‪48‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واذا قامت الجمعية العامة بتحديد طرق رفع رأس المال‪ ،‬على محافظ الحسابات أن يقدم رأيه حول اقتراح‬

‫إ لغاء حق األفضلية في االكتتاب‪ ،‬وحول اختيار عناصر حساب ثمن اإلصدار ومبلغ هذه األخيرة وكذلك‬

‫آثار اإلصدار على وضعية حملة السندات التي تمثل جزء من رأس المال‪ ،‬والبد من تقرير لتقييم رؤوس‬

‫األموال أي قيمة األسهم في البورصة‪ ،‬والبد من تفحص واثبات صحة المعلومات المستخلصة من‬

‫حسابات الشركة‪.‬‬

‫إذا فوضت الجمعية العامة غير العادية صالحياتها لمحافظ الحسابات إلعداد تقرير خاص حول ثمن‬

‫اإلصدار وشروط تحديد الثمن عند القيام بعملية اإلصدار البد من إعداد تقرير ثان لمجلس اإلدارة أو‬

‫المديرين الذي يتفحص خاصة طرق مطابقة إتمام العملية بالنظر إلى الترخيص المقدم من قبل الجمعية‬

‫والمعلومات المقدمة إلى هذه األخيرة‪ ،‬كما يقدم رأيه حول آثار اإلصدار على وضعية حملة السندات التي‬

‫تمثل جزء من رأسمال الشركة(‪.)1‬‬

‫طبقا للمادة ‪ 160‬من القانون التجاري الجزائري فإن عملية اإلصدار الذي يتم باللجوء إلى االدخار‬

‫العلني دون حق التفاضل في اكتتاب أسهم جديدة تمنح لصاحبها نفس حقوق األسهم القديمة‪ ،‬البد من أن‬

‫يتم اإلصدار في أجل ثالثة (‪)54‬سنوات ابتداء من تاريخ انعقاد الجمعية التي قررت ذلك‪ ،‬وبالنسبة‬

‫لإلصدار الذي يتم باللجوء العلني لالدخار دون حق التفاضل في االكتتاب لألسهم الذي ال يمنح لصاحبها‬

‫نفس حقوق األسهم القديمة يجب أن يتم اإلصدار في أجل سنتين من تاريخ انعقاد الجمعية التي قررت‬

‫ذلك‪ ،‬وعندما ال يتم اإلصدار في تاريخ الجمعية العامة السنوية يمكن للجمعية العامة غير العادية أن‬

‫تفصل في ذلك بناء على تقرير مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين وبناء على تقرير خاص من مندوب‬

‫‪1-Francis Lefebvre. Op.cit. PP13-17‬‬

‫‪49‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الحسابات للحفاظ على سعر اإلصدار أو تعديله أو شروط تحديده‪ ،‬وفي غياب ذلك يكون قرار الجمعية‬

‫باطل وهذا طبقا للمادة ‪ 166‬فقرة ‪ 4‬من نفس القانون(‪.)1‬‬

‫باإلضافة إلى أن تحديد ثمن إصدار األسهم الجديدة أو شروط تحديد هذا الثمن من قبل الجمعية العامة‬

‫غير العادية يكون بناء على تقرير مجلس اإلدارة أو مجلس المديرين‪ ،‬وبناء على تقرير خاص من مندوب‬

‫الحسابات‪ ،‬حيث يكون سعر اإلصدار على األول مساويا لمعدل األسعار التي تحققها هذه األسهم منذ‬

‫عشرين (‪ )45‬يوما متتالية‪ ،‬مختارة من بين األربعين (‪ )35‬يوما السابقة ليوم بداية اإلصدار بعد تصحيح‬

‫هذا المعدل لمراعاة اختالف تاريخ االنتفاع‪ ،‬ويمكن إلغاء حق األفضلية في االكتتاب دون إشارة إلى اسم‬

‫المستفيد بالنسبة للشركات التي تلجأ لالدخار العلني فيمكن للجمعة العامة غير العادية إلغاء حق‬

‫األفضلية في االكتتاب دون تعيين المستفيد‪ ،‬وهدف هذا النظام الخاص تسهيل عملية توظيف األسهم أمام‬

‫المستثمرين(‪.)2‬‬

‫إذا كانت السندات قابلة للتداول داخل البورصة‪ ،‬فإن إلغاء حق األفضلية هي الطريقة الوحيدة‬

‫الممكنة حاليا إذا لجأت الشركة علنيا لالدخار داخل سوق دولية حيث يسمح بتزويد الشركة بكتلة من‬

‫رؤوس أموال هامة بسبب ارتفاع عالوة اإلصدار‪.‬‬

‫وتسمح عملية التنازل عن حق األفضلية في االكتتاب بتسريع إتمام عملية زيادة رأس المال‪ ،‬وعلى‬

‫ذلك فإن مدة االكتتاب تغلق على سبيل التعجيل من الوقت الذي تصبح فيه زيادة رأس المال مكتتبة‬

‫بكاملها عند إعالم مساهمي الشركة بالتنازل عن حقهم في االكتتاب‪.‬‬

‫وطبقا للمادة ‪ 167‬من القانون التجاري تقرر الجمعية العامة غير العادية زيادة أرس المال مع‬

‫إلغاء حق األفضلية في االكتتاب‪ ،‬وال يمكنها البث في ذلك إال بعد تدقيق بواسطة تقريرين واحد من قبل‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ص‪.46-45‬‬


‫‪ -2‬بركات حسينة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.46‬‬

‫‪50‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مجلس اإلدارة أو المديرين حسب الحالة والثاني من قبل محافظ الحسابات‪ ،‬إذا وافقت الجمعية العامة على‬

‫عملية زيادة رأس المال فإنها تفوض مجلس اإلدارة انجاز هذه العملية(‪.)1‬‬

‫إن التنازل بدون تعيين مستفيد والشكل الوحيد الممكن في حالة التنازل التلقائي عن حق األفضلية‬

‫في االكتتاب إذا كانت أسهم الشركة القابلة للتداول بالنسبة لبقية الشركة فإن المساهمين يمكنهم أن يختاروا‬

‫إما التنازل عن حقهم في االكتتاب لفائدة شخص أو عدة أشخاص معينين أو بدون إشارة إلى اسم‬

‫المستفيد‪ ،‬وال توجد أي نصوص قانونية تمنع التنازل عن مجموع حقوق االكتتاب مع عدم تعيين مستفيد‪،‬‬

‫ويمكن االكتتاب به مع إمكانية تخفيضه إذا نصت الجمعية على مثل هذه اإلمكانية‪ ،‬أو أن يتم توزيع‬

‫األسهم من قبل مجلس اإلدارة عن طريق عرض عام بالشراء‪.‬‬

‫وهناك عدة تصرفات تؤدي إلى التنازل التلقائي كتحويل أو استبدال األسهم التي تتمتع بحق‬

‫األفضلية في االكتتاب أو إصدار قيم منقولة تمثل جزء من رأس مال الشركة أو قبول مشروع اندماج أو‬

‫(‪.)2‬‬
‫انقسام من قبل مساهمي الشركة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المساهمة الجزئية في األصول‬

‫المساهمة الجزئية في األصول هي عبارة عن عملية تساهم من خاللها شركة في عناصر‬

‫األصول التي تعود للشركة التابعة والتي تكون موجودة سابقا أو تساهم في تأسيسها‪ ،‬كما يمكن أن تحصل‬

‫عن طريق التبادل على أسهم تصدرها الشركة المستفيدة من عملية المساهمة‪ ،‬كما أن المساهمة في‬

‫أصول شركة أخرى عن طريق امتالك أسهم أو حصص نقدا تمكنها من رقابة هذه الشركة تسمح بإنشاء‬

‫عدة شركات تابعة أو عدة فروع أنشطة تابعة للنشاط الرئيسي‪ ،‬واعطائها استقاللها القانوني‪.‬‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ص‪.44-46‬‬


‫‪ -2‬بركات حسينة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.44‬‬

‫‪51‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث أنه غالبا وعندما تكون هناك عدة فروع نشاط تابعة لمشروع واحد وان أرادت الشركة التوسع‬

‫داخل أسواق معينة‪ ،‬وعندما تريد شركة كبيرة تقسيم أعمالها ومن ثم التزامها إلى أقسام منفصلة تديرها‬

‫شركات مستقلة عنها قانونا بحيث تعتبر كل منها مسؤولة عن االلتزامات المترتبة على نشاطها وتابعة في‬

‫نفس الوقت‪ ،‬كما لو رغبت شركة صناعية في فصل نفقات تسويق منتجاتها عن موجودات التصنيع فإنها‬

‫ستلجأ إلى إنشاء شركة منفصلة عنها تكون غالبية رأسمالها مملوك للشركة الصناعية‪ ،‬أو أن تسعى لنقل‬

‫أعمالها إلى أقاليم مجاورة إذا كانت أعمال الشركة األم تتركز في العاصمة‪.‬‬

‫ويمكن أن تشمل المساهمة الجزئية في األصول عنص ار أو عدة عناصر مستقلة (عقارات أو‬

‫سندات موجودة في الحافظات) أو على مجموعة أموال (كعناصر األصول والخصوم في فرع نشاط‬

‫محدد) ‪ ،‬فالقانون التجاري يسمح لشركة المساهمة والشركة المستفيدة من المساهمة الخضوع التفاق مشترك‬

‫لعملية االنقسام التي تستعمل من الناحية العملية في تحويل نشاط متفرع(‪.)1‬‬

‫المساهمة الجزئية في األصول لها ميزتان‪ ،‬تحويل شامل ونظام جبائي أفضل يشمل فرع نشاط كامل‬

‫وليس عناصر منعزلة‪.‬‬

‫يمكن أن تتم المساهمة في أصول شركة مساهمة أو عدة شركات مساهمة أو شركة ذات مسؤولية‬

‫محدودة أو عدة شركات ذات مسؤولية محدودة كما يمكن تطبيقه حتى عندما تتم العملية بين شركة‬

‫مساهمة وشركة ذات مسؤولية محدودة‪ .‬في حالة عدم تبني الشركة نظام االنقسام‪ ،‬فإنه يتم تبني نظام‬

‫الزيادة في رأس المال أو التأسيس إذا كانت الشركة التابعة شركة جديدة لم تكن موجودة من قبل‪ ،‬حيث‬

‫تتدخل الش ركة األم أو القابضة كشريك مؤسس في الشركة المراقبة وتساهم في عملية التنظيم وفي تكوين‬

‫رأس المال المطلوب‪ ،‬وفي القيام بالتصرفات الالزمة إلنشاء الشركة الجديدة بواسطة أشخاص طبيعيين هم‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪ .44‬نقال عن محمد حسين إسماعيل‪.‬المرجع السابق‪ .‬ص ص‪.01-06‬‬

‫‪52‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الممثلون القانونيين‪ ،‬حيث يقوم هؤالء بإعداد عقد الشركة ونظامها األساسي باالشت ارك مع بقية المؤسسين‬

‫اآلخرين حيث يستلزم األمر إتباع اإلجراءات الالزمة الخاصة بشكل الشركة المطلوب إنشائها(‪.)1‬‬

‫وقد حدد المشرع معيا ار رقميا لتحديد الشركة المراقبة والنسبة المطلوبة العتبار الشركة تابعة أو‬

‫مجرد مساهمة أو مراقبة تبعا لنسبة رأس المال المملوكة من قبل الشركة األم من خالل المواد‪744-746‬‬

‫من القانون التجاري‪.‬‬

‫يجب على ممثلي الشركة المساهمة والشركة المستفيدة من عملية المساهمة إعداد عقد مساهمة‬

‫يتضمن اإلشارة إلى فرع النشاط المساهم فيه وتعيين عناصر األصول والخصوم التي تتضمنها عملية‬

‫التحويل‪ ،‬وجميع األمور التي تشير إليها المواد المتعلقة باالنقسام‪ ،‬كما يمكن لألطراف إخراج بعض‬

‫األموال أو الديون من فرع النشاط المساهم فيه‪.‬‬

‫إذا تم تأسيس الشركة الجديدة دون أية مساهمات أخرى ماعدا مساهمة الشركة التي انقسمت‪،‬‬

‫ن كون بصدد شركة الشخص الوحيد وذات المسؤولية المحدودة حيث تحتفظ شركة المساهمة بمجموع‬

‫الحصص أو األسهم المصدرة بعد مصادقة الجمعية العامة لشركة المساهمة وتدخل محافظ الحسابات‬

‫حيث يعتبر ذلك قاعدة في جميع عمليات االنقسام(‪ .)2‬ويتمتع شركاء الشركة المنقسمة بكامل الحقوق‬

‫المرتبطة بصفة المؤسس لكل الشركات التي تم تأسيسها والحصص االجتماعية التي تمثل رأس المال التي‬

‫يمتلكونها بطريقة مباشرة طبقا للمادة ‪ 714‬فقرة ‪ 4‬من القانون التجاري‪.‬‬

‫أما الحالة التي تكون فيها الشركة الجديدة ذات مسؤولية محدودة وقد تأسست من مساهمات لم‬

‫تتأتى فقط من الشركة المنفصلة ولكن أيضا من أشخاص معنوية أو طبيعية أخرى‪ ،‬فيجب إتباعاإلجراءات‬

‫العادية لتأسيس الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ ،‬ويجب توقيع النظام األساسي من قبل ممثلي الشركة‬

‫‪1- Francis Lefebvre. Op.cit. PP75-76‬‬


‫‪2- Francis Lefebvre. Ibid. PP77-78‬‬

‫‪53‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المنفصلة وبقية الشركاء بعد إيداع األصول وتقرير محافظ الحسابات لألسهم‪ ،‬والمعين بإجماع المؤسسين‬

‫أو بحكم القضاء‪.‬‬

‫وفي الحالة التي تكون فيها الشركات التي تم تأسيسها شركة مساهمة فتطبق مبدئيا قواعد‬

‫التأسيس المرتبطة بشركة المساهمة حيث البد من توفر سبعة (‪ )57‬مساهمين على األقل والبد من إيداع‬

‫األصول واعداد تقرير بالمساهمات من قبل محافظ الحسابات واعداد النظام األساسي وتوقيعه من طرف‬

‫الشركة المنقسمة وبقية المكتتبين‪ .‬هذه اإلجراءات تطبق إذا لم تلجأ الشركة الجديدة لالدخار العلني‪ ،‬أما‬

‫في حالة المخالفة البد من تطبيق القواعد القانونية الخاصة بهذه الحالة(‪.)1‬‬

‫إذا تم تأسيس شركة المساهمة بدون أي مساهمة أخرى ماعدا شركة المساهمة المنقسمة فإن‬

‫الجمعية العامة للمساهمين تتحول بحكم القانون إلى جمعية عامة تأسيسية للشركات التي نشأت عن‬

‫االنفصال‪ ،‬وأسهم الشركة الجديدة تمتلك مباشرة من قبل مساهمي الشركة المنفصلة دون حاجة إلى اللجوء‬

‫لالدخار العلني واستدعاء مساهمين إضافيين من أجل الحد األدنى للمساهمين عند تأسيس شركة‬

‫المساهمة‪.‬‬

‫تطبيق نظام االنقسام بالمساهمة الجزئية في األصول يسمح لدائني الشركة الذين كان دينهم سابق‬

‫على نشر مشروع االنفصال أن يقدموا معارضة عند هذه األخيرة‪ ،‬وهذا الحق ممنوح لجميع الدائنين سواء‬

‫دائني الشركة المستفيدة أو الشركة المساهمة حيث تبقى كل من الشركتين مدينتين سواء عند االندماج أو‬

‫االنقسام وماعدا في حالة تسديد الديون أو إنشاء ضمانات كافية تقدمها الشركة المنفصلة(‪.)2‬‬

‫على حاملي سندات دين لشركة المساهمة حضور الجمعية العامة التي تفصل في مشروع‬

‫المساهمة الجزئية في األصول في حالة قبول العملية حيث يمكن االعتراض على العملية طبقا لنص‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.40‬‬


‫‪ -2‬بركات حسينة‪.‬المرجع نفسه‪ .‬ص‪.40‬‬

‫‪54‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المادة ‪ 716‬فقرة ‪ 4‬من القانون التجاري‪ ،‬فإذا تحملت شركة المساهمة ديون فإن ذلك يؤدي إلى انتقاص‬

‫في أصول هذه األخيرة باإلضافة إلى تغير ظروف االستغالل الذي يمكن أن ينعكس على يسار الشركة‪.‬‬

‫أما بالنسبة إلى حاملي سندات الدين للشركة المستفيدة فيتم استشارتهم كما يمكن في حالة االنقسام‬

‫تقديم وكالة لممثليهم من أجل معارضة العملية‪.‬‬

‫ويمكن للشركة المساهمة االحتفاظ باألسهم التي تحصلت عليها لقاء مساهمتها كما يمكن توزيعها‬

‫على المساهمين حيث يمكن أن ينعكس هذا التوزيع على رأس المال وبالتالي فإن العملية تأخذ شكل‬

‫تخفيض في رأس المال مما يؤدي إلى ضرورة تطبيق القواعد القانونية الخاصة بتخفيض رأس المال(‪.)1‬‬

‫‪1-Francis Lefebvre. Op.cit. P78‬‬

‫‪55‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬حقوق والتزامات الشركة األم بالنسبة للشركات التابعة‪ ،‬المساهمة‬

‫والشركات المراقبة‬

‫يمكن أن تتم عملية السيطرة على الشركة كما تم توضيحه سابقا عن طريق حيازة نسبة معتبرة من‬

‫أسهم الشركة التابعة من قبل الشركة التي ترغب في مراقبتها‪ ،‬وذلك من خالل اكتتاب كامل األسهم التي‬

‫يتم إصدارها عند القيام بعملية الرفع في رأسمالها أو عن طريق التنازل عن أغلبية الحصص واألسهم وهي‬

‫أكثر التقنيات استخداما في عمليات الحيازة في الجزائر ويتعلق األمر بالمؤسسات العمومية االقتصادية‪،‬‬

‫أما البلدان التي تنشط فيها البورصة فإنه يتم أيضا عن طريق شراء األسهم التي يتم تداولها داخل‬

‫البورصة من خالل العروض العامة بالشراء أو عن طريق العروض العامة بالتبادل(‪.)1‬‬

‫هناك مجموعة من الحقوق وااللتزامات تتعلق بهذه األسهم سواء عند اكتتابها أو التنازل عنها بالشراء أو‬

‫التبادل يمكن أن تسمح أو تعيق تشكل مجمع الشركات مما يقتضي اللجوء إليها بالقدر الذي يتعلق بتشكل‬

‫مجمع الشركات إضافة إلى اللجوء لعملية حيازة أسهم الشركة المساهمة في البورصة وهذا ما سأتطرق إليه‬

‫كالتالي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اكتتاب الشركة في أسهمها أو شراءها أو رهنها‬

‫تختلف أحكام اكتتاب الشركة في أسهمها أو التنازل عنها عن الشراء وعن أسهم رهنها‪ ،‬وسأوضح‬

‫ذلك من خالل الفرعين التاليين‪ ،‬حيث يضم الفرع األول اكتتاب الشركة في أسهمها أو شراءها ورهن‬

‫الشركة ألسهمها في الفرع الثاني‪.‬‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.63‬‬

‫‪56‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬اكتتاب الشركة في أسهمها أو شراءها‬

‫طبقا لقواعد القانون التجاري تكون عملية اكتتاب الشركة في أسهمها غير جائزة إذا كانت الشركة‬

‫هي المساهم‪ ،‬حيث ال يمكن للشخص أن يكون دائن أو مدين في نفس الوقت‪ ،‬باإلضافة إلى تفادي أن‬

‫تقوم الشركة بتضليل السوق عن طريق المضاربة على أسهمها(‪ .)1‬أما بالنسبة لشراء الشركة ألسهمها فإنه‬

‫ال يمكن أن يكون مشروعا إال إذا قامت الشركة بتخفيض رأسمالها طبقا لما جاء في نص المادة ‪ 763‬فقرة‬

‫‪ 4‬من القانون التجاري‪ ،‬غير أن المادة ‪ 760‬من القانون التجاري تورد بعض االستثناءات حين تسمح‬

‫للشركات المساهمة في البورصة االحتفاظ مؤقتا بأسهمها سواء لتوزيعها على العمال أو لتعديل أسعارها‬

‫داخل البورصة‪ .‬أما بالنسبة للمشرع الفرنسي وبعد تطبيق توجيهات مجلس اإلتحاد األوروبي دعمت منع‬

‫ما يشبه الشراء المباشر الذي يتم باسم مستعار أو أن يؤدي إلى اكتتاب أو رهن الشركة ألسهمها‪ ،‬كما ال‬

‫يمكن طلب قرض أو ضمان عند طلب اكتتاب أسهمها‪ ،‬إضافة إلى االستثنائيين السابقين فقد وضع‬

‫المشرع الفرنسي استثناء جديد مضمونه أن الشركات المساهمة في البورصة يمكنها ضمن بعض الشروط‬

‫أن تحتفظ بأسهمها إذا حازتها بعد تحويل ذمتها كليا أو جزئيا‪ ،‬أو نتيجة حكم من القضاء(‪.)2‬‬

‫لكن من خالل الممارسة العملية حسب بعض الفقهاء الفرنسيين يبدو أن المفهوم التقليدي الذي‬

‫قدمه االتحاد األوروبي الذي يتمثل مضمونه أن رأس مال الشركة يمثل الضمان األساسي لدائني الشركة‬

‫غير مؤسس وأن األصول الصافية في مجموعتها تمثل هذا الضمان‪ ،‬زيادة على ذلك فإن شراء الشركة‬

‫ألسهمها له ميزات عديدة حيث يؤدي إلى توزيع أفضل لالدخار داخل االقتصاد وتحكم أفضل بين القواعد‬

‫التجارية للمشروع ومديونيته وتطوير وظيفة سوق البورصة ووسيلة دفاع ضد العروض العامة بالشراء ومن‬

‫شأنه أن يؤدي إلى منع التالعب التجاري في األسعار وبالتالي فقد تم الخروج عن المبدأ العام الذي يسمح‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.47‬‬


‫‪2-Francis Lefebvre. Op.cit. P109‬‬

‫‪57‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫للشركة بشراء أسهمها من أجل تعديل األسعار واستبداله بإجراء يسمح للشركات شراء أسهمها في حدود‬

‫‪%65‬من رأسمالها من اجل التسيير االقتصادي والمالي لقواعدها التجارية‪ ،‬غير أن هذه اإلمكانية ممنوحة‬

‫بالنسبة للشركات المساهمة في البورصة ماعدا بعض التسهيالت(‪ ،)1‬وال يجوز مبدئيا للشركة اكتتاب‬

‫أسهمها ‪ ،‬ال يقتصر هذا المنع على العمليات التي تتم من قبل الشركة نفسها ولكن أيضا التي تتم باسم‬

‫مستعار وذلك طبقا للمادة ‪ 763‬من القانون التجاري فاألسهم المكتتبة بطريقة غير نظامية من قبل الشركة‬

‫أو الشخص الذي يتصرف باسمه ولحسابه البد من إلغائها متبوعة بتخفيض في رأس المال بقرار من‬

‫الجمعية العامة غير العادية‪ .‬أما الشخص الذي يتصرف باسمه الخاص ولحساب الشركة عليه أن يقوم‬

‫بتسديد ثمنها بالكامل بالتضامن مع المؤسسين أو مجلس اإلدارة أو المديرين حسب الحالة ويعتبر وكأنه‬

‫اكتتبها لحسابه الخاص طبقا للمادة ‪ 760‬من القانون التجاري(‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رهن الشركة ألسهمها‬

‫طبقا للمادة ‪ 760‬مكرر ‪ 4‬فإنه يعتبر رهن الشركة ألسهمها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو‬

‫عن طريق الوسيط‪ ،‬الذي يتمثل في شخص يتصرف باسمه الخاص ولحساب الشركة غير جائز‪ ،‬ويجب‬

‫إعادتها إلى مالكها وحتى إرجاع هذه األسهم‪ ،‬فإن عقد الرهن باطال وجميع الحقوق التي تتعلق به تعتبر‬

‫وكأن لم تكن‪ .‬وتترتب على شراء الشركة ألسهمها أو اكتتابها خالف لقواعد القانون التجاري اآلتي‪:‬‬

‫_ البد على الشركة أن تقوم بتحرير األسهم واال يلزم المديرين وأعضاء اإلدارة بدفع المبالغ الضرورية‬

‫لتحرير هذه األسهم‪.‬‬

‫‪1- Francis Lefebvre. Op.cit. PP109-110‬‬


‫‪ -2‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ص‪.40-47‬‬

‫‪58‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫_ إلغاء حق التصويت في الشركة حيث ال يمكنها التصويت باألسهم التي تمتلكها وبالتالي فإن النصاب‬

‫القانوني واألغلبية الالزمة في الجمعية العمومية البد من أن تحتسب بدون احتساب األصوات التي تعود‬

‫إلى هذه األسهم‪.‬‬

‫_ إلغاء الحق في قبض األرباح‪ ،‬حيث أن األسهم المملوكة من قبل الشركة ال تعطي الحق في قبض‬

‫األرباح‪.‬‬

‫_ إلغاء حق األفضلية في االكتتاب في حالة رفع رأس مال الشركة عن طريق االكتتاب نقدا(‪.)1‬‬

‫وال يمكن للشركة أن تمارس بنفسها الحقوق المرتبطة باألسهم التي تحوزها‪ ،‬كما أن الجمعية‬

‫العامة غير العادية يمكنها أن تقرر أال تأخذ في حسابها هذه األسهم من أجل تحديد حق األفضلية في‬

‫(‪.)2‬‬
‫االكتتاب المرتبطة بهذه األسهم‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المساهمات المتبادلة‬

‫يقصد بالمساهمات المتبادلة امتالك شركة ألسهم شركة أخرى تملك أكثر من ‪%65‬من رأسمالها‬

‫وقد نص القانون التجاري على عدم جواز هذه العملية من خالل نص المادة ‪ 745‬من القانون التجاري‬

‫حيث جاء في نص المادة أنه ال يمكن لشركة المساهمة أن تملك أسهما في شركة أخرى إذا كانت هذه‬

‫األخيرة تملك جزءا من رأسمالها يزيد عن ‪،%65‬ومن أجل تسوية الوضعية فإن الشركة التي تملك جزءا‬

‫من رأس المال أقل من الجزء الذي تملكه األخرى البد عليها من نقل مساهماتها‪ ،‬أما إذا كانت هذه‬

‫المساهمات متساوية فالبد على كل من الشركتين من أن تخفض مساهماتها إلى أقل من ‪%65‬من رأسمال‬

‫األخرى(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.40‬‬


‫‪ -2‬بما أن هذه هي مجموع الحقوق التي تترتب عن ملكية األسهم‪ ،‬فإن امتالك هذه األسهم بطريقة مخالفة للقانون يؤدي إلى بطالنها‬
‫مما يؤدي إلى زوال الحقوق المرتبطة بها‪.‬‬
‫‪ -3‬بركات حسينة‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬ص ص‪.46-40‬‬

‫‪59‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يمكن أن تؤدي المساهمات المتبادلة إلى نوعين من السلبيات فقد تؤدي إلى تضخم األصول‬

‫بشكل ال يتطابق مع الواقع بالنسبة للشركتين‪ ،‬حيث تصبح كل من الشركتين مالكة ألسهمها أو حصصها‬

‫بواسطة األخرى‪ ،‬كما يمكن أن تؤدي إلى إقفال إدارة كل من الشركتين‪ ،‬حيث أنه إذا امتلكت أسهم تمكنها‬

‫من الرقابة فإن المديرين في كال الشركتين غير قابلين للعزل‪ ،‬وال يمكن تغييرهم (تنطبق هذه الحالة على‬

‫شركة المساهمة فقط)(‪ ،)1‬ويمكن تفادي هذه السلبيات عند إعداد الحسابات المجمعة‪ ،‬ألن تجميع‬

‫الحسابات يؤدي إلى معالجة المعلومات أو المعطيات الحسابية‪ ،‬ويمكن من خالله استبعاد المساهمات‬

‫المتبادلة‪.‬‬

‫وتكون هناك رقابة ذاتية في حالة ما إذا ضمنت الشركة رقابتها على إدارتها عن طريق وساطة‬

‫عدة شركات‪ ،‬تحوز بطريقة مباشرة أو غير مباشرة رقابتها‪ ،‬وتسمى األسهم المحيزة من قبل الشركة األم‬

‫حصص أو أسهم الرقابة الذاتية‪ .‬حيث أن الشركة (أ) يمكنها أن تضمن رقابتها الذاتية عن طريق وساطة‬

‫شركة ثالثة هي الشركة (ج) وذلك على النحو اآلتي‪( :‬ج) شركة تابعة للشركة (ب) والشركة (ب) تابعة‬

‫للشركة (أ) وبما أنها تابعة للشركة (ج) فإنه خالل هذه المساهمات الدائرية فإنه للشركة (أ) أن تضمن‬

‫رقابتها الذاتية من أعلى‪ ،‬بجزء من أسهمها الخاصة المحيزة من قبل الشركة (ج) تعتبر تحت رقابتها عن‬

‫طريق وساطة الشركة (ب)‪ ،‬وتعتبر هذه الرقابة جزئية وغير كافية(‪.)2‬‬

‫وقد أخضع المشرع الفرنسي القيم المنقولة التي تعطي الحق في تملك السندات موضوع تنظيم‬

‫قانوني خاص( سندات مع وصل اكتتاب األسهم‪ ،‬سندات قابلة للتحويل‪ ،‬سندات للتبادل‪ ،‬وصل اكتتاب‬

‫ذاتي)‪ ،‬حيث يسمح لشركات المساهمة إصدار قيم منقولة تمنح الحق في تملك سندات رأس المال الذي تم‬

‫أو سيتم إصدارها‪ ،‬أو امتالك األسهم الموجودة في حافظة األسهم‪.‬‬

‫‪1- Yves Guyon. Op.cit.PP583-584‬‬


‫‪ -2‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.46‬‬

‫‪60‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فيمكن لشركة المساهمة إصدار قيم منقولة تعطي الحق في تملك سندات تدخل في رأسمال‬

‫الشركة التي تملك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أكثر من نصف رأسمالها‪ ،‬فالعملية يمكن أن تتم في‬

‫االتجاهين حيث يمكن للشركة التابعة تملك سندات الشركة األم المساهم بها في رأسمالها ويمكن للشركة‬

‫األم تملك سندات تمثل جزء من رأسمال الشركة التابعة‪.‬‬

‫ونظ ار لعدم وجود مفهوم قانوني للحيازة غير المباشرة فال يمكن تقدير الحالتين من خالل نسبة‬

‫المساهمة‪ ،‬ولكن من خالل سلسلة من المساهمات فالشركة األم يمكنها أن تحل محل الشركة التابعة كلما‬

‫كانت هناك مساهمة‪ ،‬حيث تعتبر الشركة (أ) حائزة بطريقة غير مباشرة أكثر من رأسمال الشركة (ج) من‬

‫اللحظة التي تملك فيها الشركة (ب) أكثر من رأسمال الشركة (ج)‪ ،‬إذا قامت شركة بإصدار قيم منقولة‬

‫تمثل جزء من رأسمال شركة أخرى‪ ،‬فالبد من الترخيص لذلك من قبل الجمعية العامة غير العادية التي‬

‫تدعوا إلصدار هذه القيم المنقولة وكذلك الجمعية العامة غير العادية للشركة التي سيتم ممارسة هذه‬

‫الحقوق داخلها وللمساهمين في كل من الشركتين إبداء رأيهم بعد اإلطالع على تقرير مجلس اإلدارة‬

‫والمديرين وتقرير محافظ الحسابات(‪.)1‬‬

‫كما أوجد المشرع الفرنسي نوع آخر من األسهم تسمى بأسهم األفضلية‪ ،‬وهو نوع آخر من األسهم‬

‫مستحدث في مجال السندات التي تصدر إما داخل مجمع الشركات أو إما للمساعدة على تشكله‪ ،‬تصدر‬

‫هذه األسهم عمليا لفائدة المستثمرين في رأسمال المخاطرة ومن الطبيعي أن تحقق صدى كبير بالنسبة‬

‫لمجمع الشركات حيث يمكن أن تسمح بتوفير نوع معين من المساهمين (مستثمرين وما إلى ذلك) مكيفة‬

‫داخل الشركة األم والشركة التابعة للشركة مصدرة األسهم‪.‬‬

‫‪1-Francis Lefebvre. Op.cit. P637‬‬

‫‪61‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العروض العامة للحيازة‬

‫تتألف العروض العامة للحيازة من شخص معنوي يتصرف بشكل منفرد أو مع الغير(‪ ،)1‬يعلن‬

‫لمساهمي الشركة شراء أسهم تلك الشركة لقاء مبلغ محدد عن طريق الدفع نقدا وهذا ما يعرف بالعرض‬

‫العام بالشراء أو إما عن طريق التبادل باألسهم أي العرض العام بالتبادل‪.‬‬

‫فلكي تتمكن شركة ما من السيطرة على أخرى عن طريق شراء أسهمها فإن القواعد القانونية‬

‫المنظمة لعملية الحيازة تختلف فيما إذا كانت الشركة مقيدة أو غير مقيدة في البورصة‪ ،‬فإذا كانت الشركة‬

‫مقيدة في البورصة فإن العملية تتم من خالل العروض العامة للحيازة‪ ،‬ونظ ار لما لهذه الممارسة المستحدثة‬

‫من أهمية في تركز الشركات‪ ،‬خصوصا مع ارتباطها بعمليات بيع هائلة لألسهم بسعر يختلف عن‬

‫األسعار السوقية السائدة‪ ،‬فقد اهتمت العديد من الشركات بالجانب اإلجرائي والموضوعي لها(‪،)2‬ونظ ار لما‬

‫ينجم عن إتمام مثل هذه الصفقات من تأثر جانب من المساهمين خاصة المساهمين األقلية في الشركات‬

‫المستفيدة من العرض‪ ،‬كان البد من توفير الحماية الالزمة بشكل أو بآخر وان أدى ذلك إلى انسحابهم‬

‫من الشركة مع إصالح ما يمكن أن يتعرضوا له من أضرار‪ ،‬ونظ ار ألن البورصة في الجزائر محصورة‬

‫على المؤسسات العامة وفي ظل غياب الشركات الخاصة عن البورصة فإن هذه الممارسات قليلة مقارنة‬

‫بالدول التي تنشط فيها البورصة‪ .‬وبالتالي سأتعرض للتنظيم القانوني لهذه العروض مع التركيز على‬

‫القوانين المقارنة حيث تم تنظيمها تنظيما دقيقا من خالل قوانين تتعلق بتنظيم عمليات البورصة‪.‬‬

‫يمكن أن يقدم العرض شخص طبيعي أو معنوي يتصرف بشكل جماعي أو منفرد أو مع الغير‪،‬‬

‫ووفقا للمادة ‪ 41‬من القانون ‪ 53-54‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة يتعين نشر العروض العامة التي تتم‬

‫‪ -1‬طبقا للمادة ‪ 10‬مكرر ‪ 4‬من القانون ‪ 53-54‬المؤرخ في ‪ 67‬فيفري ‪ 4554‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة فإن التصرف بمعية‬
‫الغير هو اتفاق بين أشخاص طبيعيين أو معنويين قصد امتالك حقوق التصويت أو بيعها من أجل تنفيذ سياسة شركة اتجاه شركة‪،‬‬
‫يفترض وجود مثل هذا االتفاق بين الشركة وممثليها الشرعيين‪ ،‬أوبين الشركة والشركات التي تراقبها في مفهوم المادة ‪ 746‬من القانون‬
‫التجاري بين شركة يراقبها نفس الشخص أواألشخاص‪.‬‬
‫‪2-Francis Lefebvre. Op.cit. P636‬‬

‫‪62‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫داخل البورصة ويتم الشراء عن طريق لجنة تنظيم عمليات البورصة للفت انتباه الجمهور خاصة في حالة‬

‫تشاور المصدرين المعنيين عن طريق التحضر للعرض العام‪ ،‬وطبقا للمادة ‪ 34‬من نفس القانون يجب أن‬

‫تصل هذه المعلومات إلى علم الجمهور عن طريق اإلشهار كما تخضع مسبقا لتقدير السلطات المالية‬

‫للسوق‪ ،‬أما بالنسبة للقائم بعملية العرض التي تمثل ضمان للتوزيع الفعلي و الكلي‪ ،‬فإذا أكد المعلن رغبته‬

‫في إتمام العرض فإن لجنة تنظيم عمليات البورصة تقوم بإعداد رزنامة إلعالم الجمهور منذ إعالن نية‬

‫تقديم عرض عام‪ ،‬كما يتم تطبيق التنظيم العام الذي تقوم بوضعه لجنة تنظيم عمليات البورصة‪.‬كما تلزم‬

‫المادة ‪ 36‬من نفس القانون الشخص المبادر بإعداد مذكرة مسبقا موجهة إلى إعالم الجمهور وذلك بشكل‬

‫منفرد أو بمساعدة الشركة المستهدفة(‪.)1‬‬

‫وباستثناء بعض الحاالت فإن العرض يجب أن يشمل مجموع سندات رأسمال أو حقوق التصويت‬

‫داخل الشركة المستهدفة الموجودة في تاريخ إيداع العرض‪.‬‬

‫تكون هذه العروض إما عرض عام بالشراء (‪ )OPA‬أو بالتبادل (‪ )OPE‬يتم عن طريق عرض عام‬

‫رئيسي‪ ،‬باإلضافة إلى عدة خيارات احتياطية ذات طبيعة تكميلية غير قابلة لالنفصال عن العرض‬

‫الرئيسي‪ ،‬ويجب ان تكون العروض جدية‪ ،‬فغالبا يمكن للمبادر أن يشترط في عرض الحيازة عدد معين‬

‫من األسهم واال لن يكون العرض ايجابيا‪ ،‬كما يمكن للشخص المبادر بالعرض أن يقدم في وقت واحد‬

‫نفس مشروع عرض يشمل عدة شركات محددة‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن أن يشير أنه حتى وان بلغ عتبة‬

‫الحيازة التي حددت في أحد العروض فال يمكنه تقديم إشارة إيجابية إال بعد بلوغ هذا الحد في بقية‬

‫العروض‪ ،‬وخالل مدة العرض يمكنه التنازل عن هذا الشرط (تشترط العينة خاصة في العروض المنافسة‬

‫أو إذا كانت هناك مزايدات على الشركة المستهدفة)‪.‬‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ص‪.34-36‬‬

‫‪63‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويتعين إيداع مشروع العرض لدى لجنة تنظيم عمليات البورصة بواسطة الوسطاء الذين يتصرفون‬

‫لحساب الشخص المبادر‪ ،‬هذا اإليداع يتم برسالة مضمونة بناء على توقيع المؤسسة مقدمة العرض‪،‬‬

‫حيث تحدد هذه الرسالة األهداف أو نية المبادر‪ ،‬عدد وطبيعة سندات الشركة المستهدفة التي تحوزها أو‬

‫يمكن أن تحوزها وكذلك التاريخ والشروط التي تمت بها الحيازة(‪.)1‬‬

‫باإلضافة للتصريح المسبق الذي يرفع للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها وشركة تسيير‬

‫بورصة القيم المنقولة في خالل خمسة عشر (‪ )60‬يوما‪ ،‬إذا شمل العرض جزءا أكثر من العشرين أو‬

‫العشر أو الخمس أو الثلث أو النصف أو الثلثين من رأسمال الشركة أو حقوق التصويت إذا كانت األسهم‬

‫متداولة داخل البورصة أو إذا كانت المساهمة تشكل أصول أساسية للشركة المستهدفة عن طريق العرض‬

‫الرئيسي وكذلك جميع الوثائق التي تثبت أن العرض العام جدي وقانوني ويشمل أو سيشمل جميع‬

‫السندات التي تمثل جزء من رأس المال أو حقوق التصويت لهذه الشركة التابعة التي نصت عليها المادة‬

‫‪ 10‬من القانون رقم ‪ 53-54‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة‪.‬‬

‫ويستلزم نفس القانون أشكال معينة للمعلومات خاصة بمشروع العرض العام‪ ،‬فيجب منذ البداية أو‬

‫توضع مشروع مذكرة المعلومات تحت تصرف الجمهور بمقر المبادر أو المؤسسة المالية مقدمة العرض‪،‬‬

‫أما إذا تم إعداده بمعية الشركة المستهدفة البد من وضعه تحت تصرف الهيئات المكلفة بضمان الخدمة‬

‫المالية للسندات في مقر الشركة‪ .‬وتنشر المالحظات التي يمكن أن تسجلها اللجنة أو أي إعالم آخر قد‬

‫يهم الجمهور في النشرة الرسمية للتسعيرة أو في أية أداة إعالمية أخرى‪ ،‬وتدرس اللجنة مشروع المذكرة‬

‫الخاضعة للتأشيرة المسبقة وتشير عند االقتضاء إلى البيانات الواجب تعديلها أو المعلومات الواردة في‬

‫مشروع المذكرة‪ ،‬ويتعين إدراجها فيها‪ ،‬كما يمكنها أن تطلب أي إيضاح أو تبرير يخص المعلومات الواردة‬

‫‪ -1‬بركات حسينة‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.34‬‬

‫‪64‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في المذكرة‪ ،‬ويتعين إعالم الجمهور بعد منح تأشيرة لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها وذلك عن‬

‫طريق نشر المذكرة في النشرة الرسمية لجدول التسعيرة‪.‬‬

‫ويمكن للمساهمين األغلبية الحائزين نسبة ‪%60‬أن يلزموا األقلية التي ترفض عرض االنسحاب‬

‫على ذلك عن طريق تحويل سنداتهم لحسابهم لقاء عوض‪ ،‬واعادة الشراء يشمل مجموع سندات رأس المال‬

‫التي تم حيازتها من قبل مجموع األقلية والتي يتم تقديمها أثناء العرض ليس فقط من قبل المعارضين‬

‫ولكن أيضا الغائبين(‪.)1‬‬

‫‪1-Francis Lefebvre. Op.cit. PP600-601‬‬

‫‪65‬‬
‫الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات والشركات المراقبة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‬

‫الشركات التابعة هي شركة يكون أكثر من ‪%05‬من رأسمالها مملوك لشركة أخرى‪ ،‬كما تعتبر‬

‫شركة مساهمة في شركة أخرى إذا كان رأس المال الذي تمتلكه في هذه الشركة يتراوح ما بين‬

‫‪05‬إلى‪ ، %05‬والهدف من شراء أو امتالك هذه األسهم هو استثمار رؤوس األموال‪ ،‬أو المساهمات‪ ،‬أو‬

‫المراقبة أي معرفة ما يجري داخل الشركة‪.‬‬

‫أما الشركات المراقبة يكون هدفها توجيه عمليات تسيير الشركات التابعة وفق استراتيجية معينة‪ ،‬وتكون‬

‫شركة مراقبة لشركة أخرى في أربع حاالت نص عليها المشرع الجزائري في المادة ‪ 160‬من القانون‬

‫التجاري‪.‬‬

‫تتشكل الشركات التابعة من المساهمات التي تقوم بها الشركة القابضة أو األم داخل هذه‬

‫الشركات‪ ،‬ويحدث ذلك أثناء مرحلة التأسيس عن طريق المساهمة الجزئية في أصول الشركة التابعة‪ ،‬أو‬

‫أثناء حياة الشركة من خالل ش ارء السندات والحقوق االجتماعية إما عن طريق البيع بالتراضي لسندات‬

‫المساهمين األغلبية‪ ،‬أو تتم داخل البورصة عن طريق العروض العامة للحيازة سواء بالشراء أو بالتبادل‪،‬‬

‫وقد تتم رقابة الشركة عن طريق االكتتاب في زيادة رأس مالها‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمــة‬

‫استخلص من خالل هذه الدراسة أن المجمع يتشكل من خالل هيمنة الشركة األم أو القابضة –‬

‫حسب الحالة – على الشركة التابعة أو الشركة التي تحوز بداخلها مساهمات وأن تضمن تبعية الشركة لها‬

‫دون أن تؤدي إلى المساس باستقاللية كل منها أو زوال الشخصية المعنوية عنها‪ ،‬وتظهر التبعية في‬

‫وجهين‪ :‬األول هو مصدرها بمعنى سبب خضوع الشركة التابعة للشركة القابضة أو األم بالرغم من‬

‫استقالل كل منها عن األخرى‪ ،‬فالعالقة فيما بينها تنشأ من خالل تملك الشركة القابضة أو األم لنسبة‬

‫هامة من رأس مال الشركة التابعة بحيث تمكنها من السيطرة عليها‪ ،‬وانطالقا من نسبة المساهمة‪ ،‬فإما أن‬

‫تكون هناك شركة تابعة أو مساهمة أو مجرد الحق في رقابة بسيطة‪ ،‬وتختلف نسبة الرقابة الممارسة من‬

‫حالة ألخرى‪ ،‬فبالنسبة للشركات التابعة فإنها تمتد لتشمل عملية تسيير الشركة وفق استراتيجية معينة‬

‫تحددها مسبقا‪ ،‬أما المساهمات فتساعدها على تحقيق مصالح اقتصادية داخل الشركة كتسهيل عملية‬

‫التوريد بالمواد األولية التي تدخل في تصنيع المنتج الذي تصدره الشركة القابضة‪ ،‬أو التوريد بالمنتجات‬

‫النهائية إذا كان نشاطها يتمثل مثال في عملية التوزيع أو التسويق‪ ،‬أما إذا كانت نسبة المساهمة أقل من‬

‫‪%01‬فإنها تمنح الشركة القابضة إمكانية معرفة ما يجري داخل الشركة فقط‪.‬‬

‫أما الوجه الثاني فيتعلق بكيفية نشوء عالقة التبعية بين الشركة القابضة والتابعة‪ ،‬حيث تتم من‬

‫خالل استخدام وسائل متعددة‪ ،‬فقد تحدث السيطرة أثناء حياة الشركة‪ ،‬وتتم عن طريق شراء األسهم‬

‫والحصص للشركاء الذين يشكلون األغلبية‪ ،‬إما عن طريق التنازل البسيط خارج البورصة‪ ،‬واما داخل‬

‫البورصة عن طريق العروض العامة للحيازة‪ ،‬أو عن طريق المساهمة الجزئية في األصول‪ ،‬سواء عند‬

‫التأسيس أو االنقسام أو التبادل بأسهم تصدرها الشركة المستفيدة من المساهمة مع أسهم الشركة الحائزة‪.‬‬

‫ينتج عن هذه التبعية التدخل المباشر للشركة القابضة أو األم في إدارة الشركة الخاضعة لهيمنتها‬

‫من خالل قدرتها على تشكيل مجلس إدارة هذه األخيرة وكذا ق ارراتها وحتى حلها‪ ،‬مما يمكنها من ممارسة‬

‫‪68‬‬
‫الخاتمة‬

‫رقابة نوعية عليها وتوجيهها وفق استراتيجية تحددها مسبقا‪ ،‬غير أنها تمنح الشركة التابعة في نفس الوقت‬

‫حرية التنفيذ‪ ،‬فالبد من أن تكون هناك مساحة كافية للشركة التابعة عند ممارسة نشاطها واال كانت‬

‫مسؤولة عن تنفيذ التزامات الشركة التابعة نظ ار ألنها كانت تتصرف وفقا ألوامرها‪.‬‬

‫وقد توصلت من خالل هذا البحث إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ .0‬قلة المواد المخصصة في القانون التجاري الجزائري لمعالجة هذه الشركات‪ .‬وله العذر في ذلك‬

‫لحداثة هذا النوع من الشركات فبمرور الوقت وتوفر المراجع واألحكام القضائية الكافية‪ ،‬سوف‬

‫يط أر تغيير كمي ونوعي على هذه المواد على هدى ما يستجد الحقا‪.‬‬

‫‪ .2‬إن الشركة األم تتبع عدة طرق للسيطرة على الشركات التابعة المتواجدة في الدول األخرى‬

‫كاالندماج أو المساهمة بنسبة كبيرة في رأسمالها‪ ،‬أو تأسيس شركات جديدة‪.‬‬

‫‪ .3‬إال أن المشكلة الكبيرة التي تواجهها الشركة األم في تعاملها مع الشركات التابعة كمسؤوليتها عن‬

‫ديون هذه الشركات وعمل ميزانية موحدة لمجموعة هذه الشركات‪ ،‬يصطدم بمشكلة تنازع القوانين‬

‫واختالف قوانين هذه الدول صرامة وتساهال‪.‬‬

‫‪ .4‬من أهم األهداف التي نشأت من أجلها الشركات القابضة‪ ،‬وكهدف على المدى المتوسط وبعد‬

‫تطهير القطاع االقتصادي العام واعادة بعثه‪ ،‬يأتي دور هذه الشركات في جلب المتعاملين‬

‫األجانب (الشراكة) لتمويل الخزينة العمومية من جهة‪ ،‬وادخال التكنولوجيا المتطورة من جهة‬

‫أخرى لكسب التحدي الذي يمثل الدخول في منطقة التبادل الحر مع االتحاد األوروبي عما قريب‪.‬‬

‫‪ .5‬وك هدف استراتيجي أيضا‪ ،‬االنضمام إلى منظمة التجارة الدولية والتوجه نحو العولمة‪ .‬ومن هنا‬

‫أجد أن أهداف الشركة القابضة العمومية هي أهداف جد طموحة وتسعى للنهوض باالقتصاد‬

‫الوطني ودفع عجلة التنمية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪ .6‬لكن هذا ال يمنع من وجود عوائق في معظم األحيان تعرقل عملية هذه االخيرة‪ ،‬فعلى الصعيد‬

‫الداخلي تعاني الشركات القابضة من تعقيدات االجراءات القانونية المتعلقة بنظام سيرها المعقد‪،‬‬

‫كما تتعلق كذلك بقواعد تعيين المجلس الوطني لمساهمات الدولة وعالقاتها مع الشركات القابضة‬

‫العمومية واجراءات اتخاذ القرار‪ ،‬الشيء الذي يفسح المجال العتبارات إدارية والتي غالبا ما تكون‬

‫صعبة التوافق مع األهداف االقتصادية للمؤسسات‪.‬‬

‫‪ .7‬أما على الصعيد الداخلي فهناك غياب سوق األوراق المالية (البورصة)‪.‬‬

‫ومنه يمكن اقتراح التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة وضع قواعد دولية تنظم عمل مثل هذه الشركات‪ ،‬وتحافظ على حقوق الدول النامية‬

‫وحمايتها من هيمنة الدول الكبرى بواسطة هذه الشركات‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة تدريس مقياس مجمع الشركات في الجامعات الجزائرية وخاصة في جامعتنا خاصة مع‬

‫وجود أساتذة متخصصين في القانون التجاري وذلك لتكوين إطارات متخصصة في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة تفعيل البورصة الجزائرية باعتبارها العنصر الفعال إلدراك اهمية المجمعات والحذر من‬

‫خطورة المجمعات األجنبية في نفس الوقت‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة توفير مراجع خاصة تتناول هذا الموضوع ألنها تعرف ندرة كبيرة في المكتبات الجامعية‪.‬‬

‫لم يك ن بوسعي تناول هذا الموضوع واإللمام به من كل الجوانب‪ ،‬رغم اجتهادي لألخذ بعين‬

‫االعتبار المحطات الهامة له على أمل أم يفتح المجال لبحوث أخرى متممة ومكملة‪.‬‬

‫وأخي ار وفي نهاية هذا البحث يمكن القول أن هذه الدراسة اجتهاد بشري وجهد إنساني يالزمه‬

‫النقص‪ ،‬ويحتاج إلى التصويب والتحسين‪ .‬فإن أصبت فمن اهلل وحده وان أخطأت فمن نفسي‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫المصادر التشريعية‬

‫‪ ‬مرسوم تشريعي رقم ‪ 01-39‬ماي ‪ 0339‬المتعلق ببورصة القيم المنقولة (ج ر العدد ‪ 9‬المؤرخ‬

‫في ‪ )0331/10/01‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ 11-19‬المؤرخ في ‪ 03‬فيفري ‪( 3119‬ج ر‬

‫العدد ‪ 93‬المؤرخ في ‪.)3119/10/10‬‬

‫‪ ‬األمر رقم ‪ 30-30‬المؤرخ في ‪ 30‬سبتمبر ‪ 0330‬المتعلق بتسيير رؤوس األموال التجارية التابعة‬

‫للدولة‪.‬‬

‫المراجع باللغة العربية‬

‫‪ -‬أكرم ياملكي‪ .‬القانون التجاري (الشركات) دراسة مقارنة‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ .‬ط‪ .0‬عمان‬

‫األردن‪.3118 .‬‬

‫‪ -‬إلياس ناصيف‪ .‬موسوعة الشركات التجارية‪ .‬الشركات القابضة (هولدينغ) والشركات المحصورة‬

‫نشاطها خارج لبنان (أوفشور)‪ .‬ج‪ .9‬لبنان‪.0338 .‬‬

‫‪ -‬إلياس ناصيف‪ .‬موسوعة الوسيط في قانون التجارة (الشركات التجارية)القسم األول‪ .‬المؤسسة‬

‫الحديثة للكتاب‪ .‬ج‪ .3‬طرابلس لبنان‪.3118 .‬‬

‫‪ -‬باسم محمد ملحد‪ .‬بسام حمد الطراونة‪ .‬شرح القانون التجاري (الشركات التجارية)‪ .‬دار المثيرة‬

‫للنشر والتوزيع والطباعة‪ .‬ط‪ .0‬عمان األردن‪.3103 .‬‬

‫‪ -‬عزيز العكيلي‪ .‬الوسيط في الشركات التجارية‪ .‬دراسة فقهية قضائية مقارنة في األحكام العامة‬

‫والخاصة‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ .‬ط‪ .0‬عمان األردن‪.3110 .‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬عمار عمورة‪ .‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري‪ .‬دار المعرفة‪ .‬الجزائر‪.3111 .‬‬

‫‪ -‬فوزي محمد سامي‪ .‬الشركات التجارية األحكام العامة والخاصة (دراسة مقارنة)‪ .‬دار الثقافة للنشر‬

‫والتوزيع‪ .‬ط‪ .0‬عمان األردن‪.3113 .‬‬

‫‪ -‬فوزي محمد سامي‪ .‬شرح القانون التجاري‪ .‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ .‬عمان األردن‪.0330 .‬‬

‫‪ -‬محفوظ لعشب‪ .‬سلسلة القانون االقتصادي‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬الجزائر‪.0339 .‬‬

‫المراجع باللغة الفرنسية‬

‫‪- Brigitte Hess-Fallon, Anne-Marie Simon Droit des affaires. Compus‬‬


‫‪Dalloz.16eme édition. Paris France.2005.‬‬
‫‪- Francis Lefebvre. Groupe de sociétés (juridique-fiscal-social).édition‬‬

‫‪Francis Lefebvre. Levallois France.2006.‬‬

‫‪- Philippe Merle. Droit commercial, sociétés commerciales. Compus‬‬

‫‪Dalloz.8éme édition. Paris France.2001.‬‬


‫‪- Yves Guyon. Droit des affaires. Tome1. 6eme édition. Edition‬‬

‫‪économica. Paris France.1990.‬‬

‫الرسائل العلمية‬

‫‪ -‬بركات حسينة‪ .‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير فرع قانون أعمال بعنوان مجمع الشركات في القانون‬

‫التجاري الجزائري والمقارن‪ .‬جامعة قسنطينة‪.3101-3113 .‬‬

‫‪ -‬بوذراع أميرة حرم بصاح‪ .‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير فرع قانون أعمال بعنوان شركات مساهمات‬

‫الدولة بين خصخصة التسيير والخوصصة‪ .‬جامعة قسنطينة‪.3113-3118 .‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -‬رحماني ياسين‪ .‬رسالة لنيل شهادة الماجستير فيالقانون فرع قانون األعمال بعنوان األجهزة‬

‫اإلدارية للشركات القابضة في الجزائر‪ .‬جامعة الجزائر‪.3111-3119 .‬‬

‫‪ -‬مقدمي أحمد‪ .‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادي فرع التحليل االقتصادي بعنوان‬

‫النظام المحاسبي والجبائي لمجمع الشركات‪ .‬دراسة حالة مجمع –صيدال ‪ .-‬جامعة الجزائر‪.‬‬

‫‪.3111-3110‬‬

‫مواقع األنترنيت‬

‫‪- http:// www.joradp.dz/HAR/Index.htm.‬‬


‫‪- http:// www.Law-zag.com/vb/t5749.htm.‬‬

‫‪90‬‬
‫الفهـرس‬

‫ فهرس المواد‬.1

90.......................................................................................Société mère ‫الشركة األم‬

90............................................................................... Société holding‫الشركة القابضة‬

90.......................................................................... Groupe de société‫مجمع الشركات‬

09..................................................................Société commerciales‫الشركات التجارية‬

01..................................................Société holding publique‫الشركات القابضة العمومية‬

01..........................................................................................................Actifs‫أصول‬

01.................................................................................Valeurs transmises‫قيم منقولة‬

01........................................................................Portefeuille d’actions‫حافظة األسهم‬

01..................................................................Conseil d’administration‫مجلس مديرين‬

01....................................................................Commission de controle‫مجلس مراقبة‬

01..........................................................................Assemblée générale‫الجمعية العامة‬

01...........................................................................................Actionnaires‫المساهمين‬

01.................................................................................Droits de vote‫حقوق التصويت‬

01......................................................................Capital de la société‫رأس مال الشركة‬

13...............................................................................Sociétés filiales‫الشركات التابعة‬

13......................................................................... Société succursale‫الشركات الفرعية‬

10...................................Achat d’actions ou de tiers‫شراء السندات أو الحقوق االجتماعية‬

10.................................................................................................La bourse‫البورصة‬

92
Souscription a une augmentation de capital en ‫االكتتاب في زيادة رأس مال الشركة‬

14.............................................................................................................numéraire
10....................................................Apport partiel d’actif‫المساهمة الجزئية في األصول‬

31...............................................Offres publique d’acquisition‫العروض العامة للحيازة‬

31...................................................Offre publique d’achat (OPA)‫عرض عام بالشراء‬

31...............................................Offre publique d’échange (OPE)‫عرض عام بالتبادل‬

93
‫‪ .2‬فهرس الموضوعات‬

‫مقدمــــة ‪(.................................................................................‬أ‪ -‬و)‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي للشركة األم والشركة القابضة‪)33 -7(..............................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الشركة األم والشركة القابضة‪90...............................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الشركة األم والشركة القابضة‪90...............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشركة األم‪90.................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الشركة القابضة‪09.............................................................‬‬

‫أوال‪:‬التعريف اللغوي‪09.............................................................................‬‬

‫ثـانيا‪:‬التعريف الفقهي‪09...........................................................................‬‬

‫ثـالثـا‪:‬التعريف القانوني‪00.......................................................................‬‬

‫رابعا‪:‬موضوع الشركة القابضة‪01..................................................................‬‬

‫خامسـا‪ :‬أنواع الشركة القابضة‪01..................................................................‬‬

‫سادسـا‪ :‬أهداف الشركة القابضة‪07.................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الشركة األم والشركة القابضة وأوجه الشبه واالختالف بينهما‪01............‬‬

‫الفرع األول‪ :‬خصائص الشركة األم‪01...............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص الشركة القابضة‪00..........................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أوجه الشبه واالختالف بين الشركة األم والشركة القابضة‪10...........................‬‬

‫أوال‪ :‬أوجه الشبه بين الشركة األم والشركة القابضة‪10...............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أوجه اإلختالف بين الشركة األم والشركة القابضة‪11...........................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تنظيم وسير الشركة األم والشركة القابضة‪11........................................‬‬

‫‪94‬‬
‫المطلب األول‪ :‬كيفية تأسيس الشركة األم والشركة القابضة‪11........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الطريقة األولى‪11......................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الطريقة الثانية‪11......................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مهام الشركة األم والشركة القابضة‪11................................................‬‬

‫خالصة الفصل‪33...................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات‪ ،‬والشركات المراقبة‪)66 -31(.........................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اآلليات القانونية لتكوين الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات‪ ،‬والشركات المراقبة‪36..........‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات‪ ،‬والشركات المراقبة‪36..........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشركات التابعة‪36.............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف المساهمات‪31.................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تعريف الشركات المراقبة‪30...........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق تشكل الشركات التابعة‪ ،‬المساهمات‪ ،‬والشركات المراقبة‪10.....................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شراء السندات أو الحقوق االجتماعية‪10................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االكتتاب في زيادة رأس مال الشركة‪17................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المساهمة الجزئية في األصول‪10......................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحقوق وااللتزامات المترتبة على الشركة األم بالنسبة للشركات التابعة‪ ،‬المساهمات‪،‬‬

‫والشركات المراقبة‪16...............................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اكتتاب الشركة في أسهمها أو شرائها أو رهنها‪16.....................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اكتتاب الشركة في أسهمها أو شرائها‪17................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬رهن الشركة ألسهمها‪11...............................................................‬‬

‫‪95‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المساهمات المتبادلة‪10...............................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العروض العامة للحيازة‪61...........................................................‬‬

‫خالصة الفصل‪66...................................................................................‬‬

‫خاتمــة‪67........................................................................................‬‬

‫المالحق‪71..........................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪)09 -78(............................................................................‬‬

‫الفهرس‪)06 -00(..................................................................................‬‬

‫‪96‬‬

You might also like