Professional Documents
Culture Documents
Teta
Teta
تعرّ ج األشواق إلى العنان ،تضرّ ج السماء وتضرب عمق األعماق في الروح .تقبض القلب
وتعتصر ألمه وتثير الحنين كالعاصفة تثير سحابًا فتركمه.
مرّ طيفك وأنا أفرغ للتو من صالة الضحى ،ووجهك أمامي قمرً ا منيرً ا يتألأل في محرابي.
ارت ّدت إليّ دموع األشواق وإلى قلبي نبض الحب المع ّتق منذ سنوات الغوث التي عشتها معك.
القديسة أم يوسف:
ال أتذكر وجهك إال ضاح ًكا يتدلّى من وجنتيك الورد النابلسي .في عينيك يا أمي عوالم الحب
والحياة والجمال التي طالما فيهما أبحرت معجبًا ومغرمًا محبوبًا عندك .عينيك كذلك يا ج ّدتي
الحبيبة تختزالن الحنان وزيتون نابلس وفلسطين.
أحببتك في هللا واليقين نورً ا يشعشع من مقلتيك الضاحكتين ،وإيمانك يفوح مس ًكا مع أنفاس
حديثك العذب .هل تذكرين إبريق الشاي الذي تلفيه بقطعة القماش كي ال تخرج رائحة النعناع
كنت أتأمل جذاًل أصابعك الرقيقة تمسك بالكوب وأنت تمألينه بعناية الراهبة وحنوّ
ُ منه.
المضيفة.
القمر أم يوسف:
ُ ً
ال أنساك وأكتب لك كالمًا بسيطا من القلب يليق بمقام طهرك ونقائك ولطف معشرك .يش ّدني
إليك الحنين والنسرين .كان يو ُسفُك يا شيختي عب ًقا ضاح ًكا طوال الوقت وينضح ضياءًا
ورضا .أتذكر لحظة الوداع حين مددت كلتا يديك تصافحينني ولم أكن أصافح ،وأنت تقولي:
"ب ّدي أسلم عليك يا بنيّي أنا زي س ّتك" .فانحنيت مقباًل يديك ومعان ًقا رأسك ،وإلى هذه الساعة
التي أكتب فيها إليك أشتقتك حيّة وميّتة!!