You are on page 1of 4

‫‪Réponse‬‬

‫تعتبر الجزائر من الدول الريعية التي تعتمد باألساس على إيرادات النفط والغاز الستيراد معظم‬
‫السّلع استهالكية حيث تكسب الدخل من تجارة الموارد الطبيعية‪ .‬فالجزائر من الدول التي اتبعت‬
‫نهج التدخل الحكومي في توجيه النشاط االقتصادي وذلك من خالل تدخل الدولة في االقتصاد‬
‫باللجوء إلى سياسة اإلنفاق العام‪ ،‬باعتبارها األداة المُثلى لتحقيق األهداف االقتصادية حيث تبنت‬
‫مجموعة من البرامج التي ترتكز على التوسع في اإلنفاق العام انطالقا من مبدأ الطلب يخلق‬
‫العرض‪.‬‬

‫النمو االقتصادي‪:‬‬
‫هو عبارة عن عملية يتم فيها زيادة‪ ‬الدخل الحقيقي‪ ‬زيادة تراكمية ومستمرة عبر فترة ممتدة من‬
‫الزمن بحيث تكون هذه الزيادة أكبر من معدل نمو السكان‪ ،‬مع توفير الخدمات اإلنتاجية‬
‫واالجتماعية وحماية الموارد المتجددة من التلوث‪ ،‬والحفاظ علي الموارد غير المتجددة من‬
‫النضوب‪.‬كما يعرف النمو االقتصادي بأنه تغيير إيجابي في مستوى إنتاج السلع والخدمات بدولة‬
‫ما في فترة معينة من الزمن‪ ،‬ولذلك يعني النمو االقتصادي بشكل عام زيادة الدخل لدولة معينة‪.‬‬
‫محددات نمو الدولة‪:‬‬
‫هناك بعض المفاهيم المهمة التي تعبر عن المعايير المستخدمة للداللة عن النمو االقتصادي في‬
‫أي دولة‪ ،‬ويتحدد ذلك عن طريق ثالثة معايير مهمة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫المحدد األول‪ :‬مقياس إجمالي الناتج القومي‪:‬‬

‫يع ُّد أحد المؤشرات المهمة الدالة على قوة أو ضعف اقتصاد أي بلد‪ ،‬وعلى مدى تطور‬
‫االقتصاد عبر الحقب الزمنية المختلفة‪ ،‬إال أن هناك بعض التحليالت الخاصة بمفهوم إجمالي‬
‫الناتج القومي‪ ،‬وهنا يجب التفرقة بين إجمالي الناتج القومي الجاري والحقيقي‪ ،‬فاألول مخادع‬
‫نو ًعا ما حيث لم تحذف منه نسبة التضخم‪ ،‬مما يجعل بعض الصعود فيه راج ًعا إلى ارتفاع‬
‫األسعار وليس إلى زيادة اإلنتاج‪ ،‬بخالف النوع الثاني (الحقيقي) الذي يعكس التغيير في‬
‫‪.‬اإلنتاجية على نحو دقيق‪ ،‬بعد استبعاد أثر التضخم‬

‫المحدد الثاني‪ :‬نصيب الفرد من إجمالي الناتج القومي‪:‬‬


‫يعتبر هذا المعيار األكثر استخدامًا وصد ًقا لقياس ال ُّنمو االقتصادي في معظم دول العالم لذلك‬
‫فهو المعيار الذي يجب األخذ به ألن الهدف النهائي من النمو هو رفع قدرات الدولة وتطوريها‬
‫لكن العبرة ليست بمدى الزيادة بقدر الزيادة في نصيب كل فرد منها‪ ،‬وهو ما يؤثر بصورة‬
‫أولية في المستوى المعيشي للفرد‪ ،‬ويمكن الوصول إلى نصيب الفرد عبر معادلة بسيطة هي‬
‫ناتج قسمة إجمالي الناتج القومي على عدد األفراد‪.‬‬

‫المحدد الثالث‪ :‬عدالة التوزيع‪:‬‬

‫كثيرً ا ما تتحدث بعض الدول الفقيرة عن زيادة إجمالي الناتج القومي لديها‪ ،‬لكن الفقر أيضًا‬
‫يزداد رغم الثبات النسبي لمعدل النمو السكاني‪ ،‬ويرجع ذلك لوجود خلل في عدالة التوزيع لثمار‬
‫النمو‪ ،‬فليس هناك معنى لزيادة نصيب الفرد إذا كان لن يصل إليه في نهاية المطاف لذا يجب‬
‫األخذ بالحسبان لمستويات الثالثة من التحليل االقتصادي المتعلقة بالتضخم‪ ،‬ونصيب الفرد‪،‬‬
‫وتوزيع الدخل بالنسبة لطبقات المجتمع المختلفة‪.‬‬

‫وتعتبر الزيادة في رأس المال والتقدم التكنولوجي وتحسن مستوى التعليم األسباب الرئيسية للنمو‬

‫بصفة عامة‪.‬‬

‫اإلنفاق العام في الجزائر‪:‬‬

‫‪  ‬يُعرِّ ف أغلب الخبراء االقتصاديين النفقة العامة على أنها مبلغ نقدي يقوم بدفعه شخص عام من‬
‫أجل إشباع حاجات عامة‪ .‬تقسم النفقة العامة في التشريع الجزائري إلى نفقات التسيير‪ ،‬ونفقات‬
‫االستثمار‪ ،‬والقروض ولتحقيق النتائج المرجوة منها البد من شرطين أساسيين هما تحقيق أقصى‬
‫قدر من المنفعة العامة للمجتمع و الحرص على االقتصاد في حجم اإلنفاق وتجنب اإلسراف‬
‫والتبذير وتعد ظاهرة تزايد النفقات العامة نتيجة مباشرة لزيادة تدخل الدولة في الحياة‬
‫االقتصادية حيث أوضحت الدراسات وجود عالقة بين زيادة حجم النفقات العامة للدولة والتطور‬
‫االقتصادي‪ .‬غير أن تحقيق الدولة لمعدالت نمو اقتصادي يؤدي إلى زيادة نشاطاتها والتزاماتها‬
‫وخدماتها تجاه أفراد المجتمع‪ .‬وهذا يعني ارتفاعا في معدالت النفقات العامة أكبر من النمو‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫تأثير اإلنفاق العام على النمو االقتصادي في الجزائر‪:‬‬

‫سياسة اإلنفاق العام تساهم بشكل كبير في النمو االقتصادي للدولة من خالل مؤشرات عديدة‬
‫منها الزيادة في الثروة‪ ،‬ونمو الدخل الوطني والتوسع في المشاريع القطاعية و انتعاش‬
‫االقتصادالجزائري مقارنة بالفترة التي سبقت تطبيق هذا التوجه في السياسة االقتصادية‬
‫وتطور البنى التحتية والهياكل القاعدية والتحسن في قطاع الخدمات كالنقل والصحة والتعليم‬
‫واالتصاالت‪.‬‬

‫تأثير المؤسسات على النمو في الجزائر‪:‬‬

‫أكدت الدراسات أن البلدان التي تتوفر على الموارد الطبيعية بقوة‪ ،‬تتميز بنوعية مؤسساتية سيئة‬
‫)حوكمة سيئة ( وترتبط بمستوى عالي من الفساد و التنظيم السيئ وهو ما ينطبق على الجزائر‬
‫فالمؤسسات تعتبر عامل محدد للنمو االقتصادي ولها تأثير إيجابي على الدخل ألن الجودة‬
‫المؤسساتية تؤثر على االبتكار التي هي محرك النمو االقتصادي فالدولة التي لديها نظام قانوني‬
‫وحقوق ملكية فعالة هي الدولة التي تخلق بيئة جد مواتية لتحقيق تراكم الرأسمال والنمو؛ في‬
‫حين أن المؤسسات الضعيفة تخلق سوق ألنشطة غير إنتاجية كالبحث عن الريع أو مصاحبة‬
‫الفساد وتولد تكاليف عالية للصفقات‪ ،‬وبالتالي عدم الفعالية االقتصادية والشلل االقتصادي‪ .‬كما‬
‫أن المؤسسات تؤثر بطريقة مباشرة على مستوى االستثمار‪ ،‬وبالتالي على النمو‪.‬‬
‫اثر المعايير على النمو‪:‬‬
‫ارتفاع الناتج القومي ونصيب الفرد منه وعدالة التوزيع تعكس ارتفاع النمو يعني المزيد من‬
‫األرباح للدولة ومؤسساتها ‪ ،‬وبالتالي ترتفع أسعار‪ ‬األسهم‪ ،‬وهذا يعطي الشركات رأس مال‬
‫لالستثمار وتوظيف المزيد من الموظفين‪ ،‬ومع خلق المزيد من الوظائف‪ ،‬يرتفع الدخل‪.‬ويكون‬
‫لدى المستهلكين أمواال أكثر لشراء منتجات وخدمات إضافية‪ ،‬وتقود عمليات الشراء تلك نموا‬
‫اقتصاديا أعلى‪..‬وكذلك‪ ‬زيادة الكميات المتاحة ألبناء المجتمع من السلع والخدمات عن طريق‬
‫رفع اإلنتاج‪ ،‬والرفع في معدالت األجور واألرباح‪ ،‬والدخول األخرى والتخفيف من حدة البطالة‬

‫•‪ ‬زيادة الدخل القومي تسمح بزيادة موارد الدولة‪ ،‬وتعزز قدرتها على القيام بجميع مسؤولياتها‬
‫كتوفير األمن‪ ،‬الصحة‪ ،‬التعليم‪ ،‬بناء المنشآت القاعدية‪ ،‬والتوزيع األمثل للدخل القومي‪ ،‬دون أن‬
‫يؤثر ذلك سلبًا على مستويات االستهالك الخاص‪.‬‬

‫تعد زيادة النمو االقتصادي هدفا ألي سياسة اقتصادية تضعها الدول لتطوير اقتصاداتها‪ ،‬وتحقيق‬
‫الرفاهية للمجتمع في مختلف المجاالت‪ .‬وهذا يعد المؤشر األقرب لقياس األداء االقتصادي‬
‫للدولة‪ ،‬فارتفاع نِسب النمو االقتصادي يكون بالضرورة مؤشرا على تحسن المستوى المعيشي‬
‫والدخل الفردي‪ ،‬والتحسن في كل من مؤشرات االستهالك‪ ،‬واالستثمار‪ ،‬والتضخم والتشغيل‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬نجد الجزائر حريصة على اتخاذ السياسات االقتصادية التي تحقق لها النمو‬
‫االقتصادي المأمول‪.‬‬

You might also like