Professional Documents
Culture Documents
9
9
ﻋﻨﻮان اﻟﻤﺬﻛﺮة
ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﺗﺧﺻص ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﯾﺎدي
ﻟذا ﻓﺎﻧﻪ ﻣن دواﻋﻲ ﺳروري أن أﺗﻘدم ﺑﺎﻟﺷﻛر إﻟﻰ اﻷﺳﺗﺎذة اﻟﻣﺷرﻓﺔ ﻣﻠﯾوح ﺧﻠﯾدة ﻋﻠﻰ
اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ،اﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت واﻹرﺷﺎدات ،ﻛﻣﺎ ﻻ أﻧﺳﻰ اﻷﺳﺗﺎذة رﯾﺣﺎﻧﻲ ﻓﺎطﻣﺔ
اﻟزﻫراء ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدة و اﻟﻧﺻﺎﺋﺢ وﻟم ﺗﺑﺧل ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺑﻌطﺎﺋﻬﺎ ﺟﻌﻠﻪ اﷲ ﻓﻲ ﻣﯾزان ﺣﺳﻧﺎﺗﻬﺎ
إﻧﺷﺎء اﷲ وأﺷﻛر ﻛل ﻣن ﺳﺎﻫم وﺳﺎﻋدﻧﻲ ﻓﻲ اﻧﺟﺎز ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﻗرﯾب أو ﺑﻌﯾد،ﻛﻣﺎ أﺷﻛر
أﻋز اﻟﻧﺎس إﻟﻰ ﻗﻠﺑﻲ إﺧوﺗﻲ وأﺧواﺗﻲ ﻛﺑﯾ ار وﺻﻐﯾ ار ﻋﻠﻰ دﻋﻣﻬم وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻟﻲ ،و أﺷﻛر
ﻛﺎﻓﺔ اﻟطﻠﺑﺔ اﻟﻣﻘدﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧرج ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺳم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،وﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺎﺗذة اﻟﻛرام.
ﺷﻛر ﺧﺎص ﺟدا إﻟﻰ اﻟواﻟدﯾن اﻟﻛرﯾﻣﯾن ﺣﻔظﻬﻣﺎ اﷲ وأطﺎل ﻓﻲ ﻋﻣرﻫﻣﺎ إﻧﺷﺎء اﷲ
ﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة
ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت
ﺷﻛــــــــــر وﺗﻘدـــــــــــــﯾر
اﻟﺟــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﺎﻧب اﻟﻧظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــري
اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻹطـــــــــــــــﺎر اﻟﻌـــــــــــﺎم ﻟﻠــــــــــــدراﺳﺔ
8 /1ﻣﻘدﻣﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ
9 /2ﻓرﺿﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ
10 /3دواﻓﻊ اﻟدراﺳﺔ
10 /4أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ
10 /5أﻫداف اﻟدراﺳﺔ
11 /6اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
-1ﻣﻘدﻣﺔ -إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ
-2ﻓرﺿﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ
-3دواﻓﻊ اﺧﺗﯾﺎر اﻟدراﺳﺔ
-4أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ
-5أﻫداف اﻟدراﺳﺔ
-6ﺗﺣدﯾد ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدراﺳﺔ
-7اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
-8اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﻰ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ
ﺗﻌد اﻷﺳرة ﻛﯾﺎن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺿروري وﺣﺗﻣﻲ ﻟﺑﻘﺎء اﻟﺟﻧس ودوام اﻟوﺟود اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وذﻟك
ﺑﺎﺟﺗﻣﺎع اﻟرﺟل واﻟﻣرأة ﻣﻌﺎ ،ﺣﯾث ﻗﺎل ﺟل وﺷﺄﻧﻪ " وﻣن آﯾﺎﺗﻪ أن ﺧﻠق ﻟﻛم ﻣن أﻧﻔﺳﻛم أزواﺟﺎ
ﻟﺗﺳﻛﻧوا إﻟﯾﻬﺎ ".ﺳورة اﻟروم ،اﻵﯾﺔ .21
ﻓﺎﻷﺳرة ﻫﻲ اﻟﻧواة اﻷوﻟﻰ ﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺛل اﻷﺳﺎس اﻷول ﻟﺑﻧﺎء وﺗﺷﻛﯾل
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء ﻣن ﺧﻼل إﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﯾﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﺑﻧﺎء
وﺗﻛﺎﻣل ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء ،ﻓﺎﻷﺳرة ﻫﻲ اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺄﺛر ﺑﻬﺎ اﻷﺑﻧﺎء ،ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻧﺟد أن ﻟﻠﺟو اﻷﺳري اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ اﻷﺑﻧﺎء وﻣﺎ ﯾﺣﻣﻠﻪ ﻣن ﻣﺷﺎﻋر ﺗﻘﺑل أو
رﻓض أو ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻣﺣﺑﺔ ﻛﻠﻪ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﺳﻣﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﺑﻧﺎء وﺑﻧﺎء
ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻬم ،ﻓﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻷﺑوﯾﺔ ﻟﻬﺎ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻷﻣﺎن ،أﻣﺎ إذا ﻏﺎﺑت ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ
ﻓﺳﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺻﺎدﻓت ﻣرﺣﻠﺔ ﺣرﺟﺔ ﻣن ﻣراﺣل
اﻟﻌﻣر ﻛﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣرﺣﻠﺔ ﻫﺎﻣﺔ وﺣﺳﺎﺳﺔ ﺟدا ،ﺣﯾث ﯾط أر ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﺗﻐﯾرات ﺳواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺟﺳﻣﻲ و اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ و اﻟﻧﻔﺳﻲ ،..وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻗد وﺻﻔﻬﺎ
أرﻧوﻟد ﺟﯾزل " ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛورة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛل واﻟﻘﯾﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر أﯾﺿﺎ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺑﺣث ﻋن
اﻟﻬوﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟذات ،وﻛذا ﻧﻣو اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻟﻌل ﻣن ﺑﯾن أﻫم ﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ﻫو اﻟﺑﺣث ﻋن
اﻟذات أو اﻟﺑﺣث ﻋن ﻧﻣوذج ﻟﻺﻗﺗداء ﺑﻪ ﻛﺎﻷم واﻷب ﻣﺛﻼ ،وﻛذﻟك اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺻورة
اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠذات اﻟﺗﻲ ﺗؤﻟف اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﺑﻧﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣراﻫق ﻗد ﯾﻛون ﻣﺷﻐوﻻ
ﺑﺄﻣر اﻛﺗﺷﺎف ذاﺗﻪ ،وﻓﻬم ﻫذﻩ اﻟذات ،ﻓﻧﺟدﻩ ﺿﺎﺋﻌﺎ ﻻ ﯾﻌرف ﻛﯾف ﯾﻔﻛر وﻛﯾف ﯾﺗﺟﻪ وﻓﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻛﺗﺷﺎف اﻟذات ﯾﻣﯾل اﻟﻣراﻫق ﻟﻠﺗﻌرف ﻛﯾف ﯾﻧظر اﻵﺧرون ﻟﻪ ،وﻫل ﻧظرﺗﻬم ﺗﺗﺳﺎوى
ﻟﻧظرﺗﻪ إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﺈذا ﻛون اﻧطﺑﺎﻋﺎ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺄﻧﻬم ﻻ ﯾﺳﺗﻘﺑﻠوﻧﻪ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻓﻬذا ﯾؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ ،وﻫذا اﻷﺧﯾر ﺳوف ﯾﻬدد ﺗواﻓﻘﻪ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﻫذا ﻣﺎ ﻧﻌﻧﻲ ﺑﻪ ﺻورة اﻟذات
واﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﻣﻠﺧص اﻟﻣﻧظم ﻟﺟﻣﯾﻊ ﺗﺟﺎرب اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،وﺗﻣﺛل طرﯾﻘﺔ اﻟﻔرد
8
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ
ﻓﻲ إدراﻛﻪ ﻟﻧﻔﺳﻪ وأﺳﻠوﺑﻪ اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻧظر إﻟﻰ ذاﺗﻪ ،ﺣﯾث ﺗﺷﻣل ﺻورة اﻟذات اﺗﺟﺎﻫﺎت
ﺻورة اﻟﺟﺳم ،وﻣﺳﺗوى اﻟطﻣوح ،واﻟﻘﯾم ،واﻟﻣﻌﺗﻘدات) إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد أﺑو زﯾد ،1987ص.( 94
ﻓﺻورة اﻟذات ﻟدى اﻟﻣراﻫق ﺗﺗﺄﺛر ﺑﺎﻷﺟواء اﻷﺳرﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻷﺳرة ﺗﻌﺎﻧﻲ
ﻣن ﺗوﺗرات وﺗﺻدﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷـﺳرﯾﺔ ﻛﺎﻟطﻼق ﻣﺛﻼ اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻷﺳرة
ﻣﻔﻛﻛﺔ ،وﻫذا ﻗد ﯾؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺻورة اﻟﻣراﻫق ﻟذاﺗﻪ ،ﻛون اﻟطﻼق ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺷﻛﻠﺔ
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻫو ظﺎﻫرة ﻋﺎﻣﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت و ﯾزداد اﻧﺗﺷﺎ ار ﻓﻲ
اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺟزاﺋر ﺣﯾث ﺑﻠﻎ 65أﻟف ﺣﺎﻟﺔ طﻼق
ﺧﻼل ﺳﻧﺔ ،2013ﺣﯾث ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺷﻘﺎق اﻷﺳرة وﺣرﻣﺎن اﻷﺑﻧﺎء ﻣن اﻟﻌﺎطﻔﺔ
واﻟﺣﻧﺎن .وﻓﻘدان اﻷﻣن ،وﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻌبء اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوﻣﻬم ﻋن
ذواﺗﻬم ،ﻓﯾﺗﺑﻧوا ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﺳﻠﺑﯾﺎ أﻧﻔﺳﻬم ﺑذﻟك ﺗﺻﺑﺢ ﺻورة اﻟﻣراﻫق ﻟذاﺗﻪ ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﻧظ ار
ﻟﻣﺎ ﻟﻠطﻼق ﻣن آﺛﺎر ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ وﻗﯾﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن
ﺟﻬﺔ أﺧرى وﻟﻣﻌرﻓﺔ طﺑﯾﻌﺔ ﺻورة اﻟذات ﻟدى أﺑﻧﺎء اﻟطﻼق ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ،
ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟذي ﯾطرح ﻧﻔﺳﻪ:
-2اﻟﻔرﺿﯾﺎت:
9
اﻹﻃﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺪراﺳﺔ
اﻧﺗﺷﺎر ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺣﯾث ﺑﻠﻐت ﻧﺳﺑﺔ اﻻﻧﺗﺷﺎر 65
أﻟف ﺣﺎﻟﺔ طﻼق ﺧﻼل ﺳﻧﺔ .2013
اﻻﺣﺗﻛﺎك و اﻟﺗﻘرب ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟطﻼق ﻟﻣﻌرﻓﺔ وﺟﻬﺔ ﻧظرﻫم ﺣول ﻣوﺿوع اﻟطﻼق.
اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﻫم اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟظﺎﻫرة اﻟطﻼق ﺑﯾن اﻷزواج.
-4أﻫﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ:
إﻟﻘﺎء اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻓﺋﺔ ﻣن ﻓﺋﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻫﻲ ﻓﺋﺔ أﺑﻧﺎء اﻟطﻼق اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن
ﺟراء اﻧﻔﺻﺎل واﻟدﯾﻬم.
ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﺗوﻋﯾﺔ اﻵﺑﺎء ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ أدوارﻫم اﺗﺟﺎﻩ أﺑﻧﺎﺋﻬم.
إﻋداد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ واﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻟﻔﺋﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﺑﻬدف ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣﻔﻬوم اﻟذات
اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟدﯾﻬم.
-5أﻫداف اﻟدراﺳﺔ:
10
اﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ
-6اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ:
وﻛﺎﻧت ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻣن 50ﺗﻠﻣﯾذ و ﺗﻠﻣﯾذة ،و اﺳﺗﺧدﻣت ﻣﻘﯾﺎس اﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ و
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ و ﻣﻘﯾﺎس أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟواﻟدﯾﺔ و ﻗد ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ 01
ﺗﺣﻘﻘت و اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﺳﻠوب اﻟﺗﻘﺑل و اﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ ،و اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ 2ﺗﺣﻘﻘت و اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﺳﻠوب اﻟﺗذﺑذب
و اﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻧد ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ ،و اﻟﻔرﺿﯾﺔ 3ﻟم ﺗﺗﺣﻘق و اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت
وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﺳﻠوب اﻹﻫﻣﺎل و اﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،أﻣﺎ اﻟﻔرﺿﯾﺔ 5ﻟم ﺗﺗﺣﻘق
و اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﺳﻠوب اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ و اﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،أﻣﺎ
اﻟﻔرﺿﯾﺔ 6ﺗﺣﻘﻘت و اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﺳﻠوب اﻟرﻓض و اﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ و
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻧد ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ ،و ﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘول ﺑﺎﻟﺗﺣﻘق اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻠﻔرﺿﯾﺔ اﻷوﻟﻰ
اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻧﻪ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟواﻟدﯾﺔ و اﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻋﻧد اﻷﺑﻧﺎء ﺑﻌد اﻟطﻼق و ﻛدا ﺗﺣﻘق اﻟﻔرﺿﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ 2اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻧﻪ ﻻ ﺗوﺟد ﻓروق
ﺑﯾن اﻟﺟﻧﺳﯾن ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻧد اﻷﺑﻧﺎء ﺑﻌد اﻟطﻼق
11
اﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ
ﻫدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﺷف ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟذات
ﺑﯾن أﺑﻧﺎء اﻟﻣطﻠﻘﯾن وﻏﯾر اﻟﻣطﻠﻘﯾن .ﻛﻣﺎ ﺳﻌت إﻟﻰ اﻟﻛﺷف ﻋﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﻓروق ﻓﻲ
ﺗﻘدﯾر اﻟذات ﺑﯾن أﺑﻧﺎء اﻟﻣطﻠﻘﯾن وﻏﯾر اﻟﻣطﻠﻘﯾن ﺗﺑﻌﺎً ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾﺔ وﻗد اﺳﺗﻌﻣل
اﻷدوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ طﺑﻘت اﺳﺗﺑﺎﻧﻪ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻣﻘﯾﺎس ﺗﻘدﯾر اﻟذات و ﺗﻛوﻧت اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻣن
ﻋﯾﻧﺔ ﻋﺷواﺋﯾﺔ ﻣن طﻼب اﻟﺻف اﻷوﻟﻰ اﻟﺛﺎﻧوي
واﻟﺑﺎﻗﻲ ) (1235طﺎﻟﺑﺎً آﺑﺎؤﻫم ﻏﯾر ﻣطﻠﻘﯾن وﻗد ﻛﺎﻧت ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ :
وﺟود ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟذات ﻟﺻﺎﻟﺢ أﺑﻧﺎء ﻏﯾر اﻟﻣطﻠﻘﯾن ،أي أن ﺗﻘدﯾر
اﻟذات ﻟدى أﺑﻧﺎء اﻟﻣطﻠﻘﯾن ﻛﺎن أﻗل ﻣﻧﻪ ﻟدى ﻏﯾر اﻟﻣطﻠﻘﯾن ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋﻣن ﯾﻌﯾش ﻣﻌﻪ
ﻫؤﻻء ﺑﻌد اﻟطﻼق )اﻷب أو اﻷم (.
وﻟم ﺗﻛﺷف اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋن ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟذات ﺑﯾن أﺑﻧﺎء
اﻟﻣطﻠﻘﯾن وﻏﯾر اﻟﻣطﻠﻘﯾن ﺗﺑﻌﺎً ﻟﻠﻣﺗﻐﯾرات اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾﺔ )اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ﻟﻠواﻟدﯾن – ﻣﺳﺗوى
)دﺧل اﻟواﻟدﯾن – ﻋﻣل اﻟواﻟدﯾن – اﻟﻣدة ﺑﻌد اﻟطﻼق
http://www.ed-uni.net/ed/showthread.php?t=15622
-3-1-6دراﺳﺔ ﺟﻼﻟﻲ ﻋدﯾﻠﻪ ) (2012ﺑﺎﻟﺟزاﺋر :ﺻورة اﻟذات ﻋﻧد اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﯾﺗﯾﻣﺔ
اﻷم ﻣن ﺧﻼل اﺧﺗﺑﺎر GPS-ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﯾﺎدي ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر
ﺑﺳﻛرة .ﻗد ﻫدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻏﯾﺎب اﻷم ﺑﺳﺑب اﻟﻣوت ﻟﻪ دور ﻓﻲ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﯾﺔ
اﻟﻣراﻫق وﻛذا اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔﺗﺎة اﻟﯾﺗﯾﻣﺔ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﻫم اﻟﻣراﺣل و
12
اﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ
أﺧطرﻫﺎ ,وﻣﻌرﻓﺔ ﺻورة اﻟذات ﻋﻧدﻫﺎ –واﻟﺗﻌرف إﻟﻰ أن اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣن
اﺿطراﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻏﯾﺎب اﻷم.
اﺗﺿﺢ أن اﻟﻣراﻫﻘﺎت اﻟﯾﺗﯾﻣﺎت اﻷم ﺗﺗﺻف ﺻورة اﻟذات ﻟدﯾﻬن ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻧﻘص :وﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﻌﺟز اﻟﻧﺳﺑﻲ وﻋدم اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس اﻟدوﻧﯾﺔ و اﻧﻌدام اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧﺟل واﻻﻧطواء .
-اﺧﺗﺑﺎر رﺳم اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ L Cormanﻛﺷف ﻋن اﻟﺻراﻋﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻋن اﻟﻌﺎﻟم اﻟذاﺗﻲ
اﻟﺧﺎص ﺑﻛل طﻔل ،ظﻬور ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻧﻣط اﻟﻌﻼﺋﻘﻲ واﻟﻌﺎطﻔﻲ اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻣﻊ اﻟواﻟدﯾن ﺑﺈﻧﻛﺎر
13
اﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ
اﻟﺑﻌض ﻟوﺟودﻫم أو ﻋدم اﻟﺗﻘﯾﯾم ﻟﻬم ﻧظ ار ﻟﺗﺑﻧﯾﻬم ﻣواﻗف ﻣﺳﯾﺋﺔ اﺗﺟﺎﻩ اﻟطﻔل ،ﺑﺎﻻظﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﺑروز اﻟﻘﻠق اﻟﺣﺻر اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻛﺗﺋﺎﺑﯾﺔ ،اﻻﻧطواء واﻟﺷﻌور ﺑﻌدم اﻷﻣن واﻟﻬﺟر.
-اﺧﺗﺑﺎر " GPSﻣن أﻧت" ل L, Ecuyerﺑدورﻩ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻧﺎ ﺑﺎﻟﻛﺷف ﻋن اﻧﻛﺳﺎر وﺗﺷوﻩ ﻓﻲ
ﺑﻧﺎء ﺻورة ذات اﻟطﻔل ,ادراﻛﺎت اﻟذات اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﺗﺗﺄرﺟﺢ ﺑﯾن ﻓﻘدان ﺗﻘدﯾر اﻟذات واﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس
،ﻏﯾﺎب ﻟﻠذات اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻣﻊ ﺗﺳﻣﯾﺎت ﺑﺳﯾطﺔ .
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺳﺟﻠﻧﺎ ﺻورة ذات ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﺎرﻏﺔ ﻣن اﻻﻫﺗﻣﺎﻣﺎت دون ﺗطﻠﻌﺎت ،ﻫوﯾﺔ اﻟذات ﻏﯾر
ﻣؤﺳﺳﺔ أو ﻣﻧﻛﺳرة.
-ﻛﺷﻔت اﻟذات اﻟﺗﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋن ﻓﻘدان ﻗﯾﻣﺔ اﻟذات ,اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ ﻻ ﯾﻣﺗﻠﻛون أي ﻣرﺟﻊ ﺗﺧص اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ أو اﻟﻛﻔﺎءة ﻻ ﯾوﺟد أي ﻧﺷﺎط .
-ﻏﯾﺎب اﻟذات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛل اﻷﻋﻣﺎر ﻣﺎﯾﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻫم
ﺿﺣﺎﯾﺎ ﻟﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣن طرف اﻟواﻟدﯾن ﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺟﺳدﯾﺔ ،ﺳوء
اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻬدﯾد واﻟرﻓض ،اﻻﻫﺎﻧﻪ واﻻﺣﺗﻘﺎر اﻹﻫﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
-5-1-6ﻧﺑوﯾﺔ ﻟطﻔﻲ ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ – ﻣﻔﻬوم اﻟذات ﻟدى اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻷم
–دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ –ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﯾن ﺷﻣس .
ﻫدﻓت اﻟدراﺳﺔ إﻟﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟذات ﻟدى اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻷم ﺑﺳب )وﻓﺎة
–اﻟطﻼق( و ﻣﻘﯾﻣﯾن ﻟدى اﻷب و اﻷطﻔﺎل ﻏﯾر اﻟﻣﺣرﻣﯾن ﻣن اﻷم
ﺗﺗﻛون ﻋﯾﻧﺔ اﻟدراﺳﺔ ﻣن ) (400طﻔﻼ ذﻛور و إﻧﺎﺛﺎ ،ﺗﺗراوح أﻋﻣﺎرﻫم ﻣﺎﺑﯾن )15–11ﺳﻧﺔ (
وﻗد ﻗﺳﻣت اﻟﻌﯾﻧﺔ إﻟﻲ 3ﻣﺟﻣوﻋﺎت
14
اﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ
ذﻛور و ) (70إﻧﺎث ,ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷطﻔﺎل اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻷم و ﻋددﻫم ), (210
) (105ذﻛور (105) ,إﻧﺎث ,و ﻗد اﺳﺗﺧدﻣت ﻣﻘﯾﺎس ﻣﻔﻬوم اﻟذات اﺳﺗﻣﺎرة اﻟﻣﺳﺗوى
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ )اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ –اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﺳﺗﻣﺎرة ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟطﻔل و ﺗوﺻﻠت إﻟﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
ﺗوﺟد ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻹﻧﺎث اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻷم ﺑﺳب )اﻟوﻓﺎة–اﻟطﻼق( و
اﻹﻧﺎث ﻏﯾر ﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻷم ﻓﻲ اﻟﻣﻔﻬوم اﻟذات ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻹﻧﺎث ﻏﯾر ﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻷم.
ﺗوﺟد ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟذﻛور اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻷم ﺑﺳﺑب
) اﻟوﻓﺎة,اﻟطﻼق ( ,واﻟذﻛور ﻏﯾر اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻷم ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟذات ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟذﻛور ﻏﯾر
ﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻷم).ﻣﺣﻣد ﺑوﻗطﺎﯾﺔ ,ﻣﺳﻌود ﺣﻣﺎدي .(2010, 2009
*ﻣن ﺣﯾث اﻷﻫداف :ﻫدﻓت ﻣﻌظم ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ واﻟﻔروق ﺑﯾن
اﻟﻣﺗﻐﯾرات ) ﺗﻘدﯾر اﻟذات ،واﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣﻔﻬوم اﻟذات ،ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ( ،أﻣﺎ
دراﺳﺔ ﺷطﺎح ﻫﺎﺟر) ،( 2011ﻫدﻓت إﻟﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻷﺑﻧﺎء اﻟطﻼق وﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﻧﻣﺎذج اﻟﻣﺗﻌددة ﻟﺻورة اﻟذات.
أﻣﺎ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺻورة اﻟذات ﻋﻧد اﻟﻣراﻫق اﺑن اﻟطﻼق ،وﻛﯾف ﻫﻲ
ﻧظرﺗﻪ ﻟذاﺗﻪ ﻓﻲ ﺟواﻧﺑﻬﺎ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،وﻛﯾف ﺗﻛون ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣراﻫق
ﺑﻐﯾﺎب أﺣد اﻟواﻟدﯾن.
15
اﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ
*ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻧﻬﺞ :ﻣﻌظم اﻟدراﺳﺎت اﺳﺗﺧدﻣت اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﺑﺄﺳﻠوﺑﯾﻪ اﻹرﺗﺑﺎطﻲ
واﻟﻣﻘﺎرن ،أﻣﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ اﺳﺗﺧدﻣت اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ ،وﻫذا ﯾﻧطﺑق ﻣﻊ
اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺳﺗﺧدم ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺷطﺎح ﻫﺎﺟر وﺟﻼﻟﻲ ﻋدﯾﻠﺔ.
*ﻣن ﺣﯾث اﻟﻌﯾﻧﺔ :ﯾﺗراوح أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺑﯾن) ،(1359 – 50ودراﺳﺔ
ﺷطﺎح ﻫﺎﺟر ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟت 4ﺣﺎﻻت ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ ،أﻣﺎ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻘد ﺗﻧﺎوﻟت 3
ﺣﺎﻻت ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ.
*ﻣن ﺣﯾث اﻷدوات اﻟﺑﺣث :اﺳﺗﺧدﻣت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﺳﺗﺑﯾﺎﻧﺎت وﻣﻘﺎﯾﯾس ﻟﻘﯾﺎس ﻣﺗﻐﯾرات
اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ) ﻣﻘﯾﺎس اﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣﻘﯾﺎس أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟواﻟدﯾﺔ،
ﻣﻘﯾﺎس ﺗﻘدﯾر اﻟذات ،ﻣﻘﯾﺎس ﻣﻔﻬوم اﻟذات( ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺳوف ﻧﺳﺗﺧدم اﺧﺗﺑﺎر GPS
ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺻورة اﻟذات وﻛذﻟك اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻧﺻف ﻣوﺟﻬﺔ وﻫﻲ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟدراﺳﺔ ﺷطﺎح ﻫﺎﺟر
وﺟﻼﻟﻲ ﻋدﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ.
*ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ :ﺣﻘﻘت ﻣﻌظم اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓرﺿﯾﺎﺗﻬﺎ وﺗوﺻﻠت إﻟﻰ
-أﻧﻪ ﺗوﺟد ﻓروق ذات دﻻﻟﺔ إﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾر اﻟذات ﻟدى أﺑﻧﺎء اﻟﻣطﻠﻘﯾن واﻟﻐﯾر ﻣطﻠﻘﯾن .
-وﺟود ﻓروق ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟذات ﺑﯾن اﻷﺑﻧﺎء اﻟﻣﺣروﻣﯾن ﻣن اﻷم ﺑﺳﺑب وﻓﺎة ،طﻼق واﻟﻐﯾر
ﻣﺣروﻣﯾن.
16
اﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺔ
-7ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟدراﺳﺔ:
*ﺻورة اﻟذات :ﺗﻌﻧﻲ ﻧظرة اﻟﻔرد ﻟﻧﻔﺳﻪ وﻣﺎ ﻧﺳﺗﺧﻠﺻﻪ ﻣن ذﻟك ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن ﻣن
ﺣﯾث اﻟﺷﻛل واﻟﻣظﻬر اﻟﻌﺎم واﻟﺳﻠوك وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﯾﺗﻛون اﻻﻧطﺑﺎع اﻟﻌﺎم ﻋن
اﻟذات ﺳﻠﺑﯾﺔ أم اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ .
*اﻟطﻼق :ﻫو ذﻟك اﻟﺗﻔﻛك اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﻔﺻﺎل اﻟواﻟدﯾن ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻔﻛك
اﻟوﺣدة اﻷﺳرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣن ﻗﺑل واﻟذي ﯾﻘرﻩ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﯾﻪ.
*اﻟﻣراﻫﻘﺔ :ﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﺳط ﺑﯾن اﻟطﻔوﻟﺔ واﻛﺗﻣﺎل اﻟرﺟوﻟﺔ أو
اﻷﻧوﺛﺔ ،وﺗﺣﺳب ﺑداﯾﺗﻬﺎ ﻋﺎدة ﺑﺑداﯾﺔ اﻟﺑﻠوغ اﻟﺟﻧﺳﻲ اﻟذي ﯾﺗﻔﺎوت اﻷﻓراد ﻓﯾﻪ ﺗﻔﺎوت
واﺳﻌﺎ ،وﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم ﻣراﺣل اﻟﻧﻣو ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد.
ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻔردن وﻫﺿم ﻟﻠﺗﺣوﻻت اﻟﻔﯾزﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗﻛﺎﻣل اﻟﺟﺳد ﺟﻧﺳﯾﺎ،
ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﺻﻌب ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻓﻲ أﯾﺎﻣﻧﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻌﻣل ﻣراﻫﻘون ﻋدﯾدون طﺎﻟت ﻣراﻫﻘﺗﻬم
ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﻧﺔ أﻧﻔﺳﻬم) .روﻻن دورون وﻓراﻧﺳواز ﺑﺎرو ، 1997ص.( 44
17
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺻورة اﻟذات
ﺗﻣﻬﯾد
-1ﺗﻌرﯾف اﻟذات
-2أﺑﻌﺎد اﻟذات ﻓﻲ اﻟﻣراﻫﻘﺔ
ﺧﻼﺻﺔ
ﺻﻮرة اﻟﺬات
ﺗﻣﻬﯾد
ﺗﻌد ﺻورة اﻟذات ﻣن أﻫم ﻣواﺿﯾﻊ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر
ﻣرﻛز اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﺟوﻫرﻫﺎ ،ﻓﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻌﺑر اﻟﻔرد ﻋن ﻧﻔﺳﻪ وﻋن ﻣﯾزاﺗﻪ وﺧﺻﺎﺋﺻﻪ ،ﻛﻣﺎ
ﯾراﻫﺎ ﻫو ﻋن ﻧﻔﺳﻪ وﻫﻲ اﻹطﺎر اﻟﻣرﺟﻌﻲ ﻟﻔﻬم ﺳﻠوك اﻟﻔرد ﺣﯾث ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠوك ﻋﺎﻣﺔ
وﺳﻠوك اﻟﻣراﻫق ﺧﺎﺻﺔ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺻل ﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺻورة اﻟذات ،ﺛم
ﻧظرﯾﺎت ﺻورة اﻟذات وﻣراﺣل ﺻورة اﻟذات ،أﺑﻌﺎد ﺻورة اﻟذات ،ﺛم ﺗﻘﺑل اﻟذات أو رﻓﺿﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣراﻫﻘﺔ ،وأﺧﯾ ار ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋدم ﺗﻘﺑل ﺻورة اﻟذات .
-1-1ﻟﻐﺔ:
"اﻟذات ﻫﻲ اﻟﻧﻔس ،واﻟﺷﺧص وذات اﻟﺷﻲء ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ وﺧﺎﺻﯾﺗﻪ ،وذات اﻟﺻدور ﺧﻔﺎﯾﺎﻫﺎ،
وذات اﻟﯾد ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﻪ اﻹﻧﺳﺎن" ) .ﻋﻠﻰ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﻘل ،2009 ،ص .( 41
– 2 -1اﺻطﻼﺣﺎ:
اﻟذات ﻫﻲ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ اﻟﺟزء اﻟواﻋﻲ ﻣﻧﻬﺎ ،واﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾوﺟﻪ
إﻟﯾﻪ اﻟﺟﻬد ﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻗوﺗﻬﺎ وﺣﯾوﯾﺗﻬﺎ ) .أﺑو دﻟو 2009ص .( 148
اﻟذات ﻫﻲ ﺷﯾﺋﺎ رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻟﻠﻣﺟﺎل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻣﺟﺎل اﻟﺗطﺑﯾق ﻓﻬﻲ ﺷرط
أﺳﺎﺳﻲ ﻻﺗﺧﺎذ ﻗ اررات ﺳﻠﯾﻣﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺣﯾﺎة اﻟﻔرد ،وﻫذﻩ اﻟﻘ اررات اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﻫﻲ ﺟوﻫر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
) اﻟدردﯾر ﻋﺑد اﷲ ،2005ص .( 17
19
ﺻﻮرة اﻟﺬات
اﻟﺑﻌد اﻷول :ﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﺈدراك اﻟﻔرد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺗﻪ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺗﻪ ،وﻫذا اﻷﻣر ﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﺻورة
اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟﻔرد ﻋن ﻧﻔﺳﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،أي ﺑﻧوع اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻌﺗﻘد أﻧﻪ ﻫو اﻟذي
ﯾﺳﻠك وﻓﻘﺎ ﻟﻪ ،إن اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺧﺎص ﺑﺈدراك اﻟﻔرد ﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ذاﺗﻪ ﯾﺗﺄﺛر إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﺑﻔﻛرﺗﻪ ﻋن
ﺟﺳﻣﻪ وﻣظﻬرﻩ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﻣﻠﺑﺳﻪ وﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻪ وأﻣزﺟﺗﻪ وﻗﯾﻣﻪ وﻣﻌﺗﻘداﺗﻪ وﻣﯾوﻟﻪ واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ
وطﻣوﺣﻪ ،إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك.
إن ﻓﻛرﺗﻧﺎ ﻋن أﻧﻔﺳﻧﺎ ﺗﻼزﻣﻧﺎ ﺑﺎﺳﺗﻣرار وﻻ ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻧﺎﺳﯾﻬﺎ أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺣدود ﺑﺳﯾطﺔ
وذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣدث ﺗﻐﯾرات أﺳﺎﺳﯾﺔ وﺟذرﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ وﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻲ ﻧﺣﻣﻠﻬﺎ ﻋن ذاﺗﻧﺎ ﻫﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾر أﻋﻣﺎﻟﻧﺎ وﻧﺷﺎطﺎﺗﻧﺎ وﺗوﺟﻪ ﺳﻠوﻛﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف اﻟﺻﻌﺑﺔ.
اﻟﺑﻌد اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣرﺣﻠﺔ اﻹدراك اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﻲ أو اﻟﻌﺎﺑر ﻟذاﺗﻪ :ﻧﺟد أن ﻣﻔﻬوم اﻟذات ﯾﺗذﺑذب
ﻋﻧدﻩ ﻛﺛﯾ ار ،إذ أﻧﻪ ﯾﻧﺗﻘل ﻣن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺳﻠﯾطﺎ ﺗﻌوﯾﺿﯾﺎ وﻏﯾر واﻗﻌﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ واﻗﻌﯾﺎ وﻣﺗزﻧﺎ ،ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻﺎدم ﻓﯾﻬﺎ اﻟدواﻓﻊ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠذات
ﺑﺎﻟدواﻓﻊ اﻟﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻧﻬﺎ ،ﺣﯾث أن اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﯾﻛون أﻣﯾل إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم
ﺑﻣﺷﺎﻛﻠﻪ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،أﻛﺛر ﻣن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﺗﺣﺻﯾل ،وﯾﻛون إدراك اﻟذات ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠب ﺳﻠﺑﻲ.
اﻟﺑﻌد اﻟﺛﺎﻟث :ﻓﻬو اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟذات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻔرد ﻣن ﺣﯾث ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻧﺷوءﻫﺎ وﺗطورﻫﺎ إن
اﻟﻣراﻫق ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻔﺎؤل ﯾرى أن اﻟﻧﺎس اﻵﺧرﯾن ﯾﻧظرون إﻟﯾﻪ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺣﺳﻧﺔ ،وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺗﺋﺑﺎ
ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺻور أن اﻟﻧﺎس ﻻ ﯾﻌﯾروﻧﻪ اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻼﺋق ﺑﻪ وﻻ ﯾﻘدروﻧﻪ ﺣق ﻗدرﻩ واﻟﻣراﻫق ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾﺷﻌر أﻧﻪ ﻏﯾر ﻣطﻣﺋن اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﻻ ﯾﺣﺎول إﺧﻔﺎء ﺷﻌورﻩ ﺑﻌدم اﻻطﻣﺋﻧﺎن ،إﻧﻪ ﻻ ﯾرى أن
اﻟﻘﺑول اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﺿﻔﯾﻪ ﻋﻠﯾﻪ اﻵﺧرون ﻛﺎف ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ،وﻫذا
20
ﺻﻮرة اﻟﺬات
ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﺑرﻏم ﺗﺄﺛﯾر اﻵﺧرﯾن ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣراﻫق ،ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻗﻠﻣﺎ ﯾﻛون ﺗﺎﻣﺎ أو
ﻣﺳﯾط ار.
اﻟﺑﻌد اﻟراﺑﻊ :ﻓﻬو ﺧﺎص ﺑﺎﻟذات اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ وﻫﻲ اﻟذات اﻟﺗﻲ ﯾطﻣﺢ ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ وﻻ ﯾﺧﻔﻲ
أن ﻫذا اﻷﻣر ﯾﺗﺻل ﺑﻣﺳﺗوى اﻟﻘدرات واﻟﻘﺎﺑﻠﯾﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻋﻧد اﻟﻣراﻫق ،وﯾﺣﺳن إدراﻛﻪ
ﻟﺣﻘﯾﻘﺗﻬﺎ ،وﻛذﻟك ﺑﻣﺳﺗوﯾﺎت طﻣوﺣﻪ وﯾﻌﻧﻲ ﺑﻌدﻫﺎ أو ﻗرﺑﻬﺎ ﻣن طﺎﻗﺎﺗﻪ ٕواﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻪ .إن ﻧﺟﺎح
اﻟﻣراﻫق ﻓﻲ رﺳم ذاﺗﻪ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﻣﻛن ﻣن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ أو اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ
اﻟﺧﺑرات اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ اﻹرﺷﺎد واﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟذي ﯾﻠﻘﺎﻩ ﻣن اﻵﺧرﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﺻل
ﺑذﻟك ).ﯾوﺳف ﻗطﺎﻣﻲ وﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻋدس ،2002ص ص .( 358 ،357
– 2-1ﺗﻌرﯾف اﻟﺻورة :ﻫﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ " " imagoاﻟﺗﻲ اﺳﺗدﺧﻠت ﻓﻲ
ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻷول ﻣرة ﻣن طرف )ﻛﺎرل ﻏوﺳﺗﺎي (ﻋﺎم ،1912وﯾﻌرﻓﻬﺎ ﻛل ﻣن ﻻﺑﻼﻧش
وﺑوﻧﺗﺎﻟﯾس ) (LAPLANCHE ET PANTALESﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ " اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﻼﺷﻌوري
ﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ ذات ﺗﺑﺎدل ﻋﺎطﻔﻲ ﻗوي ﺑﺎﻻﺷﺗراك ﻣﻊ اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺑداﺋﯾﺔ ،اﻹﺣﺑﺎطﺎت
واﻹﺷﺑﺎﻋﺎت اﻟطﻔوﻟﯾﺔ". ( Laplanche et pontales 1978 p196) .
ﻫﻲ اﻟﻣﻠﺧص اﻟﻣﻧظم ﻟﺟﻣﯾﻊ ﺗﺟﺎرب اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة وﺗﻣﺛل طرﯾﻘﺔ اﻟﻔرد ﻓﻲ إدراﻛﻪ ﻟﻧﻔﺳﻪ،
وأﺳﻠوﺑﻪ اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻧظر إﻟﻰ ذاﺗﻪ ،وﺗﺷﻣل ﺻورة اﻟذات اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟذات ،وﺻورة اﻟﺟﺳم
وﻣﺳﺗوى اﻟطﻣوح واﻟﺿﻣﯾر واﻟﻘﯾم واﻟﻣﻌﺗﻘدات...اﻟﺦ) .إﺑراﻫﯾم اﺣﻣد أﺑو زﯾد ،1987ص.(94
*ﯾرى "اﻟﺑورت" أن ﺻورة اﻟذات ﺗﺗﺿﻣن ﻋﺎﻣﻠﯾن ﻫﻣﺎ :اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷدوار اﻟﺗﻲ
ﯾﻛﺗﺳﺑﻬﺎ وأﻧواع اﻟطﻣوﺣﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ.
21
ﺻﻮرة اﻟﺬات
وﺗﺑدأ ﺻورة اﻟذات ﺑﺿم اﻟﺿﻣﯾر إﻟﯾﻬﺎ وﺗطوﯾرﻩ ﺣﯾث ﻧﺗﻌﻠم ﻋﻣل اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺗوﻗﻌﻬﺎ
اﻵﺧرون ﻣﻧﺎ وﺗﺟﻧب اﻷﻧﻣﺎط اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻠﻘﻲ اﺳﺗﺣﺳﺎن اﻵﺧرﯾن ).ﻏﺎزي ﺻﺎﻟﺢ
ﻣﺣﻣود ،ﺷﯾﻣﺎء ﻋﺑد اﻟﻣطر ،2012ص . ( 45
*ﺗﻌرﯾف :ﺗﻌﻧﻲ ﻧظرة اﻟﻔرد ﻟﻧﻔﺳﻪ وﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧﻠﺻﻪ ﻣن ذﻟك ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻵﺧرﯾن ﻣن ﺣﯾث
اﻟﺷﻛل واﻟﻣظﻬر اﻟﻌﺎم واﻟﺳﻠوك,وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺻورة ﯾﺗﻛون اﻻﻧطﺑﺎع اﻟﻌﺎم ﻋن اﻟذات ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻛﺎن
أم اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ,وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗؤدي ﺻورة اﻟذات اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﺣﺗرام ﺿﻌﯾف ﻟﻠذات.
ﻓﺻورة اﻟذات ﻫو ﻣﺎ ﯾراﻩ وﯾﻔﻛر ﻓﯾﻪ اﻟﻔرد ﻋن ذاﺗﻪ ﻣن ﺧﻼل ﺣﻛﻣﻪ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺧﺑراﺗﻪ
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ,واﻵﺧرﯾن ﻋﻠﻰ ﺳﻠوﻛﺎﺗﻪ ،و ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻛون اﻟﻔرد ﺻورة ﻟذاﺗﻪ و ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ
أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن.
ﺗظﻬر ﻓﻲ ﻣﻌظم ﺳﯾﺎﻗﻬﺎ ﻣﺗﻣرﻛزة ﺣول "اﻷﻧﺎ و اﻷﻧﺎ اﻷﻋﻠﻰ " ﻣﻣﺎ ﯾوﺿﺢ ﻣﻛﺎﻧﺎ ﺿﯾﻘﺎ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻔروﯾدﯾﺔ ﺑﺻورة اﻟذات ﺣﯾث ﺗﻌﺗﻣد ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻷﻗطﺎب اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺑﻧﺎء اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻫﻲ )اﻟﻬو ,اﻷﻧﺎ ,اﻷﻧﺎ اﻷﻋﻠﻰ(.
22
ﺻﻮرة اﻟﺬات
اﻟﻬو :ﻣﻧﺑﻊ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﺣﯾوﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾوﻟد اﻟطﻔل ﻣزودا ﺑﻬﺎ ,ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫو ﺛﺎﺑت ﻓﻲ
ﺗرﻛﯾب اﻟﺟﺳم ,ﻓﻬو ﯾظم اﻟﻐراﺋز واﻟدواﻓﻊ اﻟﻔطرﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ واﻟﻌدواﻧﯾﺔ ،واﻟﺻورة اﻟﺑداﺋﯾﺔ
ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ ﻗﺑل أن ﯾﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻟﺗﻬذﯾب ,وﻫو ﻣﺳﺗودع اﻟطﺎﻗﺎت ,وﺟﺎﻧب ﻻﺷﻌوري وﻻ
إرادي وﯾﺳﯾطر ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎطﻪ ﻣﺑدأ اﻟﻠذة .
اﻷﻧﺎ اﻷﻋﻠﻰ :وﻫو ﻣﺳﺗودع اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺎت واﻷﺧﻼﻗﯾﺎت واﻟﺿﻣﯾر واﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻘﯾم
اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﺻواب إذن ﻓﻬو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ رﻗﯾب ﻧﻔﺳﻲ.
اﻷﻧﺎ :ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻣﺑدأ اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ إﺷﺑﺎع اﻟﻐراﺋز وﻫو اﻟوﺳﯾط ﺑﯾن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻬو وﻣواﻧﻊ اﻷﻧﺎ
اﻷﻋﻠﻰ ).أﻧس ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم ،1998ص .(70
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﯾﻼﻧﻲ ﻛﻼﯾن ﺗﻘوم ﻧظرﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘطﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﺎﻟذات ﻟﯾﺳت وظﯾﻔﺔ ﺗﻛﺗﺳب
وﺗﺗﺣﺳن ﺑﺑطء ﺧﻼل اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻹدراﻛﯾﺔ ﻟﻠوﻟد ,ﺑل ﺗﻧﺷﺄ ﻣﻧذ اﻟوﻻدة إذا ﻛﺎﻧت ﻣﯾﻼﻧﻲ ﻛﻼﯾن
ﺗﻌرف اﻟذات ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﻛﺎﻣﻠﻬﺎ ,وﺗﺣﺗوي ﻟﯾس ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺎ وﻟﻛن ﻛل اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻐرﯾزﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾدﻋوﻫﺎ ﻓروﯾد "اﻟﻬو".
ﻣﯾﻼﻧﻲ ﻛﻼﯾن ﺗﺟﻌل ﻟﻺﺳﻘﺎط دو ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن وﺗﺑﯾﯾن وﺟود اﻷﻧﺎ اﻟذي ﯾﺑﻧﻰ ﺷﻲء
ﻓﺷﻲء ﻣن ﺧﻼل ﻫواﻣﺎت اﻻﺳﺗﯾﻌﺎب واﻟﺗﻣﯾﯾز وﺑﯾن اﻻدراﻛﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧﻬﺎ .
ﻓﺎن ﺑﻌض اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺑدو ﻛﻣﺻدر ﯾﺳﺗوﻋﺑﻬﺎ "اﻷﻧﺎ" وﺑﻬذا اﻟﺷﻛل ﺗﻧدﻣﺞ ﺑﻌض
اﻟﻣؤﺛرات ﺑﺎﻟﺗﺻورات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺟﺳم أو اﻟﻌﻛس ﺗﺳﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﻌض
اﻟﻣؤﺛرات اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﻬﺎ .
ﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻟﻛﺎرل روﺟرز اﻟذي ﯾرى أن ﻣﻔﻬوم اﻟذات أﻫم ﻣن اﻟذات اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ
ﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻠوك وأﻧﻪ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻛل ,وأن اﻟﻔرد ﯾﺳﻌﻰ داﺋﻣﺎ ﻟﺗﺄﻛﯾد وﺗﺣﻘﯾق وﺗﻌزﯾز ذاﺗﻪ ،وﻫو
23
ﺻﻮرة اﻟﺬات
ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣﻔﻬوم ﻣوﺟب ﻟﻠذات ,وأن اﻟﻣﻔﻬوم ﺷﻌوري ﯾﻌﯾﻪ اﻟﻔرد ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻗد ﺗﺷﻣل اﻟذات ,ﻋن
ﻋﻧﺎﺻر ﻻﺷﻌورﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﯾﻬﺎ اﻟﻔرد).ﻋﺑد اﻟﺳﻼم زﻫران 1995ص ص.(74 ،73
واﻟﺳﻠوك ﺣﺳب روﺟرز أﺳﺎﺳﺎ ﻫو ﺗﻠك اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻧﺣو اﻟﻬدف اﻟذي أدى اﻟﻛﺎﺋن اﻟﺣﻲ
ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ,ﻛﻣﺎ ﯾﺧﯾرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل وﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل ﻛﻣﺎ ﯾﺧﯾرﻩ ,وﺗﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ :
ﻣﻔﻬوم اﻟﻛﺎﺋن اﻟﻌﺿوي :ﻫو اﻟﻔرد اﻟذي ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻠﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧظم اﻟظﺎﻫري ﻹﺷﺑﺎع
ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ,ﻛﻣﺎ أن ﺗﺣﻘﯾق اﻟذات وﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ ﻫﻲ داﻓﻊ اﻟﻛﺎﺋن اﻟﺣﻲ اﻟﻌﺿوي.
ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺟﺎل اﻟظﺎﻫري :ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻛوﻧﻪ ﺷﻌورﯾﺎ أو ﻻ ﺷﻌورﯾﺎ ﺣﺳب ﺗﻣﺛﯾل اﻟﺧﺑرة ﺗﻣﺛﯾﻼ رﻣزﯾﺎ
وﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ أو ﻋدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ذﻟك.
اﻟذات :ﻫﻲ اﻟﻣﺣور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺧﺑرة اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔرد ,ﻓﻔﻛرﺗﻧﺎ ﻋن ذاﺗﻧﺎ ﻫﻲ
اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧدرك ﺑﻬﺎ ذاﺗﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﺷﺧﺻﯾﺗﻧﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ إدراﻛﻧﺎ ﻟﻬﺎ.
ﯾؤﺛر اﻟدور اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟذات ﻓﺗﻧﻣو ﺻورة اﻟذات ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
أﺛﻧﺎء وﺿﻊ اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻷدوار اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .
وﯾرى أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﺄن ﺻورة اﻟذات ﺗﻧﻣو ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻔﺎﻋل واﻟدور اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
ﻟﻠﻔرد وﻣن أﻫم روادﻫﺎ ) (SABRI-MEADCOOLEYﯾرى ﻛوﻟﻲ دور اﻵﺧرﯾن ﻣﺷﺎﺑﻪ ﻟﻣرآة
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ) ) ،( MIROIR SOCIALﺟﻼﻟﻲ ﻋدﯾﻠﺔ ،2012ص.( 22
24
ﺻﻮرة اﻟﺬات
ﻛذﻟك ﯾرى أن اﻟذات ﻫﻲ ﻣﺎ ﻧﺗﺧﯾل أن اﻵﺧرﯾن ﯾﻌﺗﻘدوﻧﻪ ﻓﯾﻧﺎ ﻣظﻬرﻧﺎ ,أﻫداﻓﻧﺎ ,أﻓﻌﺎﻟﻧﺎ ,ﺧﻠﻘﻧﺎ
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟذات اﻟﻣﻧﻌﻛﺳﺔ أو اﻟذات اﻟﻣرآة وﺗﺗﺿﻣن ﻓﻛرة اﻟذات اﻟﻣرآة "ﻋﻧد
ﻛوﻟﻲ" ﺛﻼث ﻋﻧﺎﺻر أو ﻣﻛوﻧﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫﻲ :اﻟﺗﺧﯾل ﻟﻣظﻬرﻧﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔرد آﺧر ,اﻟﺗﺧﯾل
ﻷﺣﻛﺎم ﻫذا اﻟﻔرد ﻋن ﻣظﻬرﻧﺎ ,ﻧوع ﻣن اﻟﺷﻌور ﻧﺣو اﻟذات ﻣﺛل اﻹﻋﺟﺎب ﺑﺎﻟذات أو اﻫﺎﻧﺗﻬﺎ.
_4ﻣراﺣل ﺗﻛوﯾن ﺻورة اﻟذات ﺑدﻻﻟﺔ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم :ﺗﻣر ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﻣراﺣل وﻫﻲ:
*ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذات إﻟﻰ ﺻورة اﻟذات :ﺗﻛون ﻣن اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗك ﻓﯾﻬﺎ اﻟطﻔل ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم
اﻟﺧﺎرﺟﻲ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﻘرﺑوﻧﻪ ﻣﻊ اﻷﺷﯾﺎء ,وﺗﺗرﻛب
اﻻدراﻛﺎت اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ﻟﺗﻌطﻲ ﻣﻛﺎﻧﺎ ﻟﻠﺻورة اﻟذاﺗﯾﺔ اﻷوﻟﻰ.
*ﻣن ﺻورة اﻟذات إﻟﻰ ﺗﻣﺛﯾل اﻟذات :ﯾﺟﻣﻊ اﻟﻔرد ﻛل اﻻدراﻛﺎت واﻟﺻور اﻟﺗﻼؤوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺷﻛﻠﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ﻟﯾﻛون )ﺗﻣﺛﯾل اﻟذات( اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺗﺟﺎورة ،ﻓﺗﻣﺛﯾل
اﻟذات ﯾطﻔو ﺗدرﯾﺟﯾﺎ.(L . Ecuyer 1978 p29) .
*ﻣن ﺗﻣﺛﯾل اﻟذات إﻟﻰ إدراك اﻟذات :ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺣل اﻻدراﻛﺎت واﻟﺻور واﻟوﺿﻌﯾﺎت اﻟواﻗﻌﯾﺔ
ﺗﻛون ﻛﻼ ﻣﻠﺗﺣﻣﺎ وﺛﺎﺑﺗﺎ ﻓﻲ اﻟزﻣﺎنٕ ،وادراك ﻫذﻩ اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﺗﻛون إدراك اﻟذات.
* إدراك ﻣﻔﻬوم اﻟذات إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾم وﺗﻛﺎﻣل ﻧظرﺗﻪ إﻟﻰ اﻟذات ﻓﺗﺻﺑﺢ ﻣدرﻛﺔ وﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣرﻛز
)ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح دوﯾدار ،1996ص .( 36 اﻟذي ﺗدور ﺣوﻟﻪ ﻛل ﺧﺑرات اﻟﻔرد.
وﺑذﻟك ﻓﺎن ﺻورة اﻟذات ﺑدﻻﻟﺔ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﺗﻣر ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذات إﻟﻰ ﺻورة
اﻟذات ،ﺣﯾث ﺗﺗرﻛب ادراﻛﺎت ﺟﺳﻣﯾﺔ ﻋﻧد اﻟطﻔل وﺑذﻟك ﺗﺗﻛون اﻟﺻورة اﻷوﻟﯾﺔ ﺛم
ﺗﻧﺗﻘل إﻟﻰ ﺗﻣﺛﯾل اﻟذات وﺗﻛون ﺑﺎﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺳﺔ ﺣﯾث ﯾﺗﻛون إدراك اﻟذات أي ﺗﻌﻣم
وﺗﻛﺗﻣل ﻧظرة اﻟﻔرد ﻟذاﺗﻪ .
25
ﺻﻮرة اﻟﺬات
ﺗؤدي ﺻورة اﻟﺟﺳد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻟذات اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ واﻟذات اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ دو ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو
اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﻲ وﻗدم ﺷﯾﻠدر ﻧظرﯾﺗﻪ ﻋن ﺻورة اﻟﺟﺳد ﻓﻘﺎل :إن ﺻورة اﻟﺟﺳد ﻫﻲ ﺗﺻوﯾر ﻣﻛﺛف
ﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻷﻓراد ﻷﺟﺳﺎدﻫم ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺎﺿﻲ وﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﺧﯾﺎل ,وﻫﻲ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ
ﺻورة اﻟﺟﺳد ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟواﻋﻲ واﻟﺟﺎﻧب اﻟﻼواﻋﻲ ﻣن اﻟذات وﻗد ﻋرﻓت ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻛوﻧﺎت
اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﺻورة اﻟﺟﺳد ،ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟواﻋﻲ واﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻼواﻋﻲ ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ:
-اﻹﺣﺳﺎس اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺟﺳد ﺑﺎﻟﻧﺳب إﻟﻰ ﻣظﻬرﻩ اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑوظﯾﻔﺔ ﻣﺎ.
-اﻟﻌواﻣل اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ اﻟﻣدﻣﺟﺔ ﺑﺎﻟذات اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻣن ﺗﺟﺎرب اﻟﻔرد اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ
) إﻣﺎم ﻣﺣﻣد ،2000ص .( 37
وﺑذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺻورة اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻔرد ﻋن ﻣظﻬرﻩ اﻟﺟﺳﻣﻲ وﻫﯾﺋﺗﻪ اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﻣدى اﻗﺗﻧﺎﻋﻪ ﺑﻬﺎ وﺑﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص ﺟﺳﻣﯾﺔ.
– 2- 5اﻟذات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ:
وﻫﻲ ﻓﻛرة اﻟﻔرد ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﻵﺧرﯾن وﻣﻛﺎﻧﺗﻪ ﺑﯾﻧﻬم ،ودورﻩ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎﻋل
ﻣﻌﻬم وﺗﺷﻛﯾل اﻟذات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ اﻟﻧﺎس اﻟﻣﻘرﺑون ﻟﻠﻣراﻫق
) ﻣرﻓت ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺳﻼﻣﺔ ،2010ص( 33
ﻓﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ اﻟﻔرد ﯾؤﺛر ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻋرﻩ ﻟذاﺗﻪ ﻷن ﺗﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺳرة واﻟﻣدرﺳﺔ
واﻟﻣﺳﺟد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ﯾﺗﻣﺗﻊ أﻓرادﻩ ﺑﻣﻧزﻟﺔ وﻟدﯾﻬﺎ ﺗوﻗﻌﺎت أن ﯾﻧدﻣﺞ أﻓرادﻫﺎ وﯾواﺻﻠون
اﻟﻛﻔﺎح ﻟﻠﻌﯾش ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ) .ﻣﺻطﻔﻰ ﻓﻬﻣﻲ ،1979ص .( 188
ﺗﻌﺗﺑر اﻟذات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﺎﻣﻼ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﺻورة اﻟذات ﻟدى اﻟﻔرد ،ﻟﻛن ﯾﻣﻛن ﯾﺗم
ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ و ﺗﻐﯾرﻫﺎ ﻓﻲ إطﺎر اﻷوﺿﺎع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺟدﯾد ﻓﻲ ﻣراﺣل أﺧرى ﻣن اﻟﺣﯾﺎة.
26
ﺻﻮرة اﻟﺬات
– 3- 5اﻟذات اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ:
ﯾﻘول "ﺟﺎﻛﺳون "ﺑﺄن اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﯾدرك ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻷﻓراد اﻷﺷﯾﺎء ،واﻷﺣداث ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺗﻬم ،
و ﯾﻛﺗﺳﺑون ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺟدﯾدة ﻓﺗطور اﻟذوات اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﺑدأ ﻣن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ اﻟﻣﺑﻛرة ،
و ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻧﺿﺞ و اﻟﻧﻣو اﻟﺷﺧﺻﻲ ،ﯾﺗم ﺑﻧﺎء ذوات ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻼﺣظﺔ و
اﻻﺧﺗﯾﺎر و إﻧﺷﺎء أﺳس ﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗطوﯾرﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﻔﺎﻫﯾم
اﻟﻔرد اﻟﺟﺳدﯾﺔ وذﻟك ﺑﺗطوﯾر اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺣﺳﯾﺔ ) اﻟذات اﻟﻣﺗﻠﻘﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة ( ،وأﺧﯾ ار ﻣﻔﻬوﻣﻪ
ﻟﻠﺳﻠوك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋن اﻟذات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ).إﻣﺎم ﻣﺣﻣد ،2000ص.( 40
ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻧظرة اﻟﻔرد إﻟﻰ ذاﺗﻪ ،واﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل إدراﻛﻪ ﻟﻣﺷﺎﻋرﻩ،
وﻋواطﻔﻪ و اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ أﺣﺎﺳﯾﺳﻪ و ،ورﻏﺑﺎﺗﻪ ،و ﺷﻌور ﻣﺎ ﻟﺿﻌف أو ﻗوة ،ودرﺟﺔ ﺛﻘﺗﻪ
ﺑﻧﻔﺳﻪ ،وﺗﻘدﯾرﻩ ﻟﻬﺎ ،واﺣﺗراﻣﻪ ﻟﻛﯾﺎﻧﻪ وﻣﻛﺎﻧﺗﻪ .
و ﻣﻌرﻓﺗﻪ ﻟدورﻩ ،و ﺗﻣﺳﻛﻪ ﻟﻛراﻣﺗﻪ ،واﻻﻋﺗزاز ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم اﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻛﻠﻲ
و اﻟﻌﺎﻣل ذات اﻟﻔرد) .إﻣﺎم ﻣﺣﻣد ،2000ص .(41
ﺗﻘﺑل اﻟﻣراﻫق ﻟذاﺗﻪ ﻣﻌﻧﺎﻩ ﺗﻘﺑﻠﻪ ﻟﻣﺟﺎﺑﻬﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة ﺑﺎﻟﺑﻌدﯾن اﻟﺳﻠﺑﻲ واﻹﯾﺟﺎﺑﻲ،
وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻪ دون اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻧدم ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻌزﯾز اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس .
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣراﻫق اﻟراﻓض ﻟذاﺗﻪ ﻏﯾر ﻣرﺗﺎﺣﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﯾﺷﻌر ﺑﺎﻻﻓﺗﻘﺎر إﻟﻰ اﻟﺛﻘﺔ ﺑﻧﻔﺳﻪ وﺑﻣن
ﯾﺣﯾطون ﺑﻪ ،وﺑﺎﻟﺷك ﻓﻲ ﻗدراﺗﻪ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ.
27
ﺻﻮرة اﻟﺬات
وﻗد ﻗﺎم " " Engel 1959ﻓﻲ ﺿوء ذﻟك ﺑدراﺳﺔ ﻗﺎرن ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾن اﻟرأي اﻟﺳﻠﺑﻲ أو اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ
اﻟذي ﯾﻣﻠﻛﻪ اﻟﻣراﻫق ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﺳن 13و 14ﺛم ﻓﻲ ﺳن 15و ،16وﺗﺑﯾن ﻟﻪ أن اﻷﻓراد
اﻟذﯾن ﻛﺎﻧت ﻟﻬم ﺻورة اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋن ذواﺗﻬم ،ﻛﺎن ﻟﻬم ﺗﻘﯾﯾم ﻣﺳﺗﻘر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻣن اﻟزﻣن.
ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻔﺳر اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺑل اﻟﻣراﻫق ﻟذاﺗﻪ واﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﻣواﻗف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ
ﻣﺣﻘﻘﺎ ﺑذﻟك ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﻓق اﻟﺷﺧﺻﻲ .
ﯾﺟﻌل اﻟﻣراﻫق ﻣن ذاﺗﻪ ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻠﺗﺄﻣل واﻟﺗﻘوﯾم ،وﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ إدراك ذاﺗﻪ إﻻ ﻣن ﺧﻼل إدراك
ردود أﻓﻌﺎل اﻵﺧرﯾن اﺗﺟﺎﻩ ﺳﻠوﻛﺎﺗﻪ ﺣﯾث ﺗﻠﻌب آراء وأﻓﻛﺎر اﻵﺧرﯾن ﻋﻧﻪ دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧظر ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ذاﺗﻪ ،وﻓﻲ ﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن ﺻورة ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟﻠذات وﺗطوﯾرﻫﺎ،
وﯾﻘوم ﺑﺗﻌدﯾل ﺻورﺗﻪ ﻋن ذاﺗﻪ ﻋدة ﻣرات ﺣﺗﻰ ﺗﺗطﺎﺑق ﻣﻊ اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب ﻓﯾﻬﺎ ،أو
ﯾرﺟوﻫﺎ اﻵﺧرون ﻣﻧﻪ ،إﻻ أﻧﻪ ﻗد ﯾﻔﺷل ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗﻌرض ﻟﻼﻧﺗﻘﺎدات ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻣر ﻣﻣﺎ
ﯾؤدي إﻟﻰ ﻋرﻗﻠﺔ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﯾف واﻟﺗواﻓق اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .
ﯾﺳﺑب اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ ﻟﺻورة اﻟذات ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻼﺗﻛﯾف وﻋدم اﻟﺗﺄﻗﻠم ﺑﺳﻬوﻟﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ
اﻟرﻓض وﻋدم ﺗﻘﺑل اﻟذات وﺗﺣدث ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎش اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﻔرد ،ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻬﺎ دوﻧﯾﺔ
ﻋﺿوﯾﺗﻪ ﻓﻌﻠﯾﻪ ﯾﺣﺎول اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻋﻘدة اﻟدﻧﯾﺎ أن ﯾﻌوض ﻋن ﻗﺻور ﺑدرﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﻓﻲ
ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔروﯾد ﻓﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ ﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ اﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ ﻣﻊ اﻟدوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻟﯾس ﻋﺎﻣﻼ ﺳﺑﺑﯾﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﺑل ﯾﺟب اﻋﺗﺑﺎرﻩ وﺗﺄوﯾﻠﻪ ﻛﻌﺎرض ﻟﯾس إﻻ.
ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻧﺑﻧﺎﺋﻲ ﻋﺎﻟﻲ اﻟﺗوﺗر ﺑﯾن اﻷﻧﺎ واﻷﻧﺎ اﻷﻋﻠﻰ .
28
ﺻﻮرة اﻟﺬات
ﺧﻼﺻﺔ :
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗطرﻗﻧﺎ ﻣن ﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻟﺻورة اﻟذات وﻧظرﯾﺎﺗﻬﺎ ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن ﺻورة اﻟذات أﺳﺎس
ﻛﯾﺎن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔرد ,ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻛون ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻋﺑر ﻣراﺣل ﻧﻣو اﻟﻔرد ،و ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻣﺎ ﯾدرﻛﻪ ﻣن ﺧﻼل
ﯾﻛون اﻟﻔرد ﺻورة ﻋن ذاﺗﻪ ﺗظم
اﻟﺧﺑرات اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺗﻰ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻌﺎﻣل ،وﻣﻧﻪ ّ
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟواﻧب ) اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ( ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺻورة
ﺳﺎﻟﺑﺔ أو ﻣوﺟﺑﺔ ﺣﺳب ﺗﺟﺎرب اﻷﻓراد.
29
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻣراﻫﻘﺔ واﻟطﻼق
ﺗﻣﻬﯾد
أوﻻ :اﻟﻣراﻫــــــــــــﻘﺔ
-1ﺗﻌرﯾــــــــف اﻟﻣـــــــراﻫﻘﺔ
-3ﻣـــــراﺣل اﻟﻣــــــراﻫﻘﺔ
-5أﺷﻛــــــــﺎل اﻟﻣـــــراﻫﻘﺔ
-6ﻣﺷﻛـــــــــــﻼت اﻟﻣـــــــراﻫﻘﺔ
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟطـــــــــــــــﻼق
-1ﺗﻌرﯾف اﻟطــــــــــــﻼق
-2طﺑﯾﻌﺔ اﻟطــــــــــــــﻼق
-3اﻟﻧظرﯾﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻠطـــــــــﻼق
-4أﻗﺳﺎم اﻟطـــــــــــــﻼق
-5ﻣراﺣل اﻟطــــــــــــــﻼق
-6أﺳﺑــــــــﺎب اﻟطــــــــــــﻼق
-7اﻵﺛﺎر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻟطــــــــﻼق ﻋﻧد اﻟﻣراﻫق
ﺧــــــﻼﺻـــــــــــﺔ
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺗﻣﻬﯾد :
ﺗﻌد ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟﻧﻣو اﻟﺗﻲ ﻟﻘﯾت اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻟدى اﻟﻌﻠﻣﺎء واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن،
ﻓﻬﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻟطﻔوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟرﺷد ،دﻗﯾﻘﺔ وﻓﺎﺻﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﺣﯾث ﯾﻧﻣو ﻓﯾﻬﺎ ﻧﻣوا ﺟﺳﻣﯾﺎ وﻓﯾزﯾوﻟوﺟﯾﺎ و ﻋﻘﻠﯾﺎ واﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺎ وﻧﻔﺳﯾﺎ وﻓﯾﻬﺎ ﺗﺗﻐﯾر وظﺎﺋف ﻛل
ﺟﻬﺎز ﻣن أﺟﻬزة اﻟﺟﺳم ﺑدرﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ و ﯾﺗﻌﻠم اﻟﻔرد ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وواﺟﺑﺎﺗﻪ،
ﻓﺎﻟﻣراﻫق ﯾﺟد ﻧﻔﺳﻪ وﺳط ﻣﺗﻐﯾرات وﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎت ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺑب ﻟﻪ ﻛﺛﯾ ار ﻣن
اﻟﻘﻠق واﻹﺣﺑﺎط واﻟﺻراع وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﻣن اﻟدراﺳﺔ ﺳﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻫﻘﺔ وﻛل اﻟﺗﻐﯾرات
اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﯾﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗزاﻣﻧت ﻣﻊ ﻣﺷﺎﻛل واﻟدﯾﺔ ﻣﺛل اﻟطﻼق اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر أزﻣﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ و
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻛﻼ اﻟزوﺟﯾن ،أﻣﺎ اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻷﻛﺑر ﻟﻸﺑﻧﺎء ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﺑدورﻫﺎ
أزﻣﺔ ﻣﻌﻘدة ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻬوﯾﺔ ،وﺗﺗﻌﻘد أﻛﺛر ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟطﻼق وﻗد ﺗﺗطور إﻟﻰ
أزﻣﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺣﺎدة ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺑﻧﺎءﻩ اﻟﻧﻔﺳﻲ و اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .
أوﻻ :اﻟﻣراﻫﻘﺔ:
1-1-1ﻟﻐﺔ :
ﻫو اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ ،ﻓراﻫق اﻟﺷﻲء ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻗﺎرﺑﻪ وراﻫق اﻟﺑﻠوغ ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻗﺎرب ﺳن اﻟﺑﻠوغ ،وراﻫق اﻟﻐﻼم
ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻗﺎرب اﻻﺣﺗﻼم ) .اﺑن اﻟﻣﻧظور ،1997ص .(135
2-1-1اﺻطﻼﺣﺎ:
31
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
*ﺣﺳب ﻣوﺳوﻋﺔ ﺷرح اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ :ﺗﻘﻊ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﺑﯾن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟطﻔوﻟﺔ وﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﻧﺿﺞ ،وﺗﻣﺗد ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﺑﯾن 13و 20ﺳﻧﺔ وﺗﺗﻣﯾز ﺑﺣدوث ﺗﻐﯾرات ﺑدﻧﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾﺔ
واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ) .ﺣﻣودة ﺳﻠﯾﻣﺔ ،2009ص.(36
*ﺗﻌرﺑف ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ : :اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻟﻠﺑﻠوغ اﻟﺗﻲ ﺗﺣول اﻷطﻔﺎل
إﻟﻰ راﺷدﯾن ﻧﺎﺿﺟﯾن ﺟﺳدﯾﺎ وﺟﻧﺳﯾﺎ ،وﻫذﻩ اﻟﺗﻐﯾرات ﺗﺣدث ﻟدى ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣراﻫﻘﯾن ﺑﻐض اﻟﻧظر
ﻋن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣون إﻟﯾﻬﺎ وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﻣراﻫﻘﺔ ،وﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟﺗﻐﯾرات ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻹﻓ ارزات ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﻹﻓ ارزات اﻟﻬرﻣوﻧﯾﺔ اﻟﻘوﯾﺔ،
واﻟﺗﻲ ﺗﺣدث وﻓﻘﺎ ﻟﺳرﻋﺎت زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﺗؤدي إﻟﻰ إﺣداث اﻟﻔروق اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﺑﯾن اﻟذﻛور
واﻹﻧﺎث ﻓﻲ اﻟطول واﻟوزن وﻧﺳب اﻟﺟﺳد وﻛذﻟك اﻟﻔروق ﻓﻲ ﺟﻬﺎزي اﻹﻧﺟﺎب ﻟدى اﻟﺟﻧﺳﯾن.
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﻌرف اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺻل
ﺳن اﻟطﻔوﻟﺔ ﺑﺳن اﻟرﺷد ،ﻛﻣﺎ ﺗﺣدث ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣراﻫق ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻛﯾف واﻟﺗواﻓق اﻟذي ﯾؤدي
ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺣﻠول ﻓﻘد ﯾﺻل إﻟﯾﻬﺎ أﺣﯾﺎﻧﺎ ،وﻗد ﻻ ﯾﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﺗﺎرة أﺧرى رﻏم ﺟﻬودﻩ
اﻟﺗﻲ ﯾﺑذﻟﻬﺎ ﻹﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ .
32
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
33
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺑﻌد ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾوﻟد ﻣن رﺣﻣﻪ ﻓﺎﻟﻣراﻫﻘﺔ ﺗﺗﺄﺛر ﺑﻣﺎ ﻫو ﺳﺎﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟطﻔوﻟﺔ وﺗؤﺛر ﻓﯾﻣﺎ ﻫو
ﻻﺣق وﻫو اﻟرﺷد ﻓﻼ إﻧﻔﺻﺎل ﺑﯾن اﻟﻣراﺣل اﻟﻧﻣﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻔرد ،وﻫذا ﻣﺎ ﺳﺗﻠﻣﺳﻪ واﺿﺣﺎ ﺟﻠﯾﺎ ﻟدى
ﻛل ﻣن "ﻓروﯾد" و"إرﯾﻛﺳون" ورﻏم أن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﻣﺛﻼن اﺗﺟﺎﻫﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﻋن اﻵﺧر ﻓﻲ
ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﺟواﻧب ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ وﻫذا ﻣﺎ ﺳﯾﺗﺿﺢ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد.
) أﺑو ﺑﻛر ﻣرﺳﻲ ﻣﺣﻣد ﻣرﺳﻲ ،2002ص( 33
3 -2اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﻲ ﻟﻠﻣراﻫﻘﺔ :
ﯾرﻛز ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻼﺷﻌور واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت وﯾﻌﺗﻘد اﻟﻣﻧظر اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ أن اﻟﺳﻠوك ﻣﺟرد
ﺧﺎﺻﯾﺔ ﺳطﺣﯾﺔ ،وﻟﻔﻬم اﻟﻧﻣو ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻌﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻘوم ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟرﻣزﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠوك
واﻟﺗﺣول ﺑﻌﻣق إﻟﻰ اﻟذات اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺗؤﻛد اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﺑﺷدة ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺧﺑرات
اﻟﻣﺑﻛرة ﻣﻊ اﻟواﻟدﯾن ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻧﻣو وﺗﺗﺿﺢ ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ
ﻟﻔروﯾد ) .رﻏدﻩ ﺣﻛﻣت ﺷرﯾم ،2009ص .(40
وﻗد أوﺿﺢ " ﻓروﯾد " إﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻪ ﻗوﻟﻪ ﺑﺎﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﺔ وﻫﻲ اﻟﺷﻌور وﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺷﻌور
واﻟﻼﺷﻌور وﻫو اﻟﻛﺷف اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ وأﯾﺿﺎ ﺗﺻﻧﯾﻔﻪ ﻟﻠﺟﻬﺎز اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺛﻼث
اﻟﻬو واﻷﻧﺎ واﻷﻧﺎ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﺎﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻔروﯾدﯾﺔ ﻋن ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺛﻼث)
اﻟﻬو ،اﻷﻧﺎ ،اﻷﻧﺎ اﻷﻋﻠﻰ( ﺑﻌﺿﻬم ﯾﺑدو ﻓﯾﻬم اﻟدﯾﺎﻟﻛﺗﯾك واﺿﺣﺎً ﺗﻣﺎم اﻟوﺿوح ﻓﺎﻷﻧﺎ ﺗﻘدم ﻟﻧﺎ
ﺻورة ﻟﺗطور ﻛﻣﻲ ﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ اﻟرﻏﺑﺎت واﻟﻣﺧطورة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ اﻷﻧﺎ
اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺻﺑﻐﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﺗﻌﻣل وﻓﻘﺎً ﻟﻣﺑدأ اﻟواﻗﻊ ﻻ ﻣﺑدأ اﻟﻠذة ﺗﻠك ﻫﻲ اﻟﻧظرة إﻟﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺣﻠول ﻓﺗرة اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﺣﯾث ﯾؤﻛد أﻧﺻﺎر ﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ أن
ﺑﻧﯾﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺗﻌرض ﻟﺗﻌدﯾل ﻓﻲ طور اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﻷﻧﺎ ﻗﺑل ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺗﺷﻐل
ﻣرﻛ اًز ﻣﺗوﺳطﺎً ﺑﯾن اﻟﻬو واﻷﻧﺎ اﻷﻋﻠﻰ وﺗﺗواﻟﻰ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﻛﻔل ﻟﻛل
ﻣﻧﻬﻣﺎ إﺷﺎﻋﺔ اﻟﻣﻧﺷود ،وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗطور اﻟﻔروﯾدي ﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﻓﺈن وظﯾﻔﺔ اﻷﻧﺎ ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﺻدد ﯾط أر ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧوع ﻣن اﻟﺗﺷوﯾش واﻻﺿطراب ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﻧﺧراط اﻟﻔرد ﻓﻲ طور اﻟﺑﻠوغ
وﯾﺑدو اﻟﻬو ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت ﻣﺣﻛوﻣ ًﺎ أو ﻣوﺟﻬﺎً ﺑﺗﺄﺛﯾر اﻟﺣﻔزات اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻣﺗﺧطﯾﺔ ﻣﺟرد
34
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻠذة إﻟﻰ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎﺳل واﻟﺗﻛﺎﺛر أﯾﺿﺎ ،وﻛﺎﻧت اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﺣﻠول ﻫذﻩ
اﻟﻔﺗرة اﻟﺣرﺟﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻗد ﺷرﻋت ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﯾﻔﺗﻬﺎ ،وﺣدد ﻣﻼﻣﺣﻬﺎ ﺧﻼل ﺳﻧوات اﻟﻛﻣون
وذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟﺗوﺣد ﻣﻊ اﻟواﻟدﯾن واﻟﻣﺛل اﻷﻋﻠﻰ واﻟﻣﺛل اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﻣوﻗرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻟﻛن
ﻣﻊ ﺣﻠول ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة اﻟﺣرﺟﺔ ﺗﻬﺗز دﻋﺎﺋم اﻷﻧﺎ اﻷﻋﻠﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ط أر ت ﻋﻠﻰ
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣراﻫق ﺑواﻟدﯾﻪ ﺧﺎﺻﺔ اﻟواﻟد اﻟذي ﯾﺗﻔق ﻣﻌﻪ اﻟﻣراﻫق ﻓﻲ اﻟﺟﻧس وﯾﻌﺗﺑر ﻓروﯾد ﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﻣراﻫﻘﺔ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﺗﺻورﻩ ﻟﻣراﺣل اﻟﻧﻣو و ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻣﻼﻣﺢ ارﺗﻘﺎﺋﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ
ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺗﺣول إﻟﻰ ﻋﺷق اﻟذات واﺣﺗرام اﻟواﻗﻊ وﻧﻣو اﻟﻣﯾول اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟﻐﯾرﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻓﺗرة ﻗﻠق
وﺑﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدواﻓﻊ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،إن ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻣظﺎﻫر اﻟﺳﻠوك اﻟﺻﺑﯾﺎﻧﻲ ﻟدى اﻟﻣراﻫﻘﯾن
ﻣﺛل ﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﻣزاج واﻻﻧزﻻق ﻓﻲ اﻷﻋﻣﺎل ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺋوﻟﺔ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺟواﻧب
ﻧﻛوﺻﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻧظرﯾﺔ " ﻓروﯾد " ﻟﻬﺎ ﻣﻔﺎﻫﯾم ﻋدﯾدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗطور ﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻣراﻫق إﻻ أن ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﻣﻔﯾدة ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﯾﺳت ﻣن ﻓروﯾد ﻟﻛﻧﻬﺎ
وﺳﻌوا ﻣن ﻧظرﯾﺔ ﻓروﯾد وطﺑﻘوﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﺑﻧوع ﺧﺎص) .أﺑوﺑﻛر
ﻣن ﺑﺎﺣﺛﯾن آﺧرﯾن ّ
ﻣﺣﻣد ﻣرﺳﻲ ،2002ص ص .( 36 – 34
ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﻧﺟد ﻟدى " آﻧﺎ ﻓروﯾد " ﺣﯾث ﺗرى أن اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺻراع اﻟداﺧﻠﻲ
وﻋدم اﻟﺗوازن اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻐرﯾﺑﺔ ،ﻓﺎﻟﻣراﻫﻘون أﻧﺎﻧﯾون ﻓﻬم ﻣن ﺟﻬﺔ ﯾﻬﺗﻣون ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم
وﻛﺄﻧﻬم اﻟﻣوﺿوﻋﺎت اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺣق اﻻﻫﺗﻣﺎم وأﻧﻬم ﻣرﻛز ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى
ﻓﻬم ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟذات واﻟﺗﻔﺎﻧﻲ ،ﯾﻘﯾﻣون ﻋﻼﻗﺎت ﻋﺎطﻔﯾﺔ وﯾرﻏﺑون أﺣﯾﺎﻧﺎ
ﺑﺎﻻﻧدﻣﺎج اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺗﺎم واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻌزﻟﺔ ﻓﻲ أﺣﯾﺎن ﯾﺗذﺑذﺑون ﺑﯾن
اﻟطﺎﻋﺔ اﻟﻌﻣﯾﺎء واﻟﺗﻣرد ﺿد اﻟﺳﻠطﺔ .
) رﻏدة ﺣﻛﻣت ﺷرﯾم ،2009ص.( 40
4-2اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﻣراﻫﻘﺔ :
ﺗﻌﺗﺑر ﻧظرﯾﺔ " إرﯾﻛﺳون " اﻣﺗدادا ﻟﻧظرﯾﺔ " ﻓروﯾد " وﻫﻧﺎك ﻣن دارﺳﻲ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣن
ﯾﻌﺗﺑر"إرﯾﻛﺳون " ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠﺗﯾﺎر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎت
35
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
"روﺑرت ﻛوﻟز " إذ ﯾﻘول >> ﯾﻣﻛن أن ﺗطﻠق ﻋﻠﻰ " إرﯾﻛﺳون " أﻧﻪ ﻓروﯾدي ﺻﻣﯾم ﻟوﻻﺋﻪ
ﻟﻠﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرﻫﺎ " ﻓروﯾد " ﺟو اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ˂˂ ،وﻗد ﻋرض"إرﯾﻛﺳون "
ﺗﺣﻠﯾﻼً ﻣﻔﺻﻼ ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ أﻛﺛر ﻣن أي ﻣرﺣﻠﺔ أﺧرى ﻣن ﻣراﺣل " ﻧﻣواﻷﻧﺎ " وذﻟك
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظرﻩ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﺳﻼﻣﺔ اﻟﻔرد اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾﺷﯾر
"إرﯾﻛﺳون" ) (1968أن اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﻬﻬﺎ اﻟﻣراﻫق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻓﺗرة
ﺗﺣول ﺣﺎﺳم ﺑﯾن اﻟطﻔوﻟﺔ واﻟرﺷد ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وﺗزداد ﺛﻘﺔ اﻟﻔرد إذا ﻣﺎ واﺟﻪ ﺗﺣدﯾﺎت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻧﺟﺎح).أﺑو ﺑﻛر ﻣرﺳﻲ ﻣﺣﻣد ﻣرﺳﻲ
،2002ص )..(38
وﯾؤﻛد " إرﯾﻛﺳون " ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻣراﻫق ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن اﺿطراب اﻟدور ،ﻓﺎﻟﻣراﻫق ﯾدﺧل
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟﺗطور اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾﻌﺎﻧﻲ أزﻣﺔ ﺗﺗﻣﺛل
ﻓﻲ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن ﺗﺣدﯾد اﻟﻬوﯾﺔ أو إﻧﻔﻼﺷﻬﺎ وأن اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻬوﯾﺔ ﻻزم ﻟﺗﺟﺎوز اﻟﻣراﻫﻘﺔ إﻟﻰ
اﻟرﺷد ،ﻫذا اﻹﺣﺳﺎس ﻫو اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣراﻫق إﻟﻰ اﻟﺗﻣﺎﯾز ﻋن أﻗراﻧﻪ ٕواﻟﻰ اﺣﺗﻼل ﻣﻛﺎن ﻓﻲ
ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟرﻓﺎق ٕواﻟﻰ ﻟﻌب دور ﻣﻌﯾن ٕواﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣن ﻫو ) .ﻣﺣﻣود ﻋودة اﻟرﯾﻣﺎوي2009 ،
ص .( 461
وﻓﻲ ﺿوء ﺗﺻور"إرﯾﻛﺳون" ) (1963ﻟطﺑﯾﻌﺔ ﺻراع ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﯾظﻬر ﺑﻌد ﻧﻔﺳﻲ
اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺟدﯾد طرﻓﻪ اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻫو اﻹﺣﺳﺎس ﺑﻬوﯾﺔ اﻟذات وطرﻓﻪ اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻫو ارﺗﺑﺎك اﻟدور
وﻣﻬﻣﺔ اﻟﻣراﻫق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻫﻲ إدﻣﺎج ﻛل ﻣﻌرﻓﺔ اﺗﺧذﻫﺎ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ إﺗﻼف ﻫوﯾﺔ
ذاﺗﯾﺔ ﺗﺑﯾن اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟذي ﻻ ﯾﻧﻔﺻل ﻋن اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﺻراع اﻟﻧﻔﺳﻲ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻫو ﺻراع داﺧل " اﻷﻧﺎ " ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﯾن ﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻟﻬوﯾﺗﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑل ﻋدم
ﺗﺣدﯾد اﻟﻬوﯾﺔ وارﺗﺑﺎﻛﻬﺎ ،وﯾﻣﻛن أن ﻧطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻘﻧﯾن اﻟذات ﯾﺣﺎول ﺧﻼﻟﻬﺎ
اﻟﻣراﻫق اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄدوار ﻣﺗﻌددة ﯾﺣﻘق ﻓﯾﻬﺎ ذاﺗﻪ وﯾﺗﺧﻠص ﻣن ﺷﻌورﻩ ﺑﺎﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ
اﻵﺧرﯾن ،وﯾﺣﺎول اﻟﻣراﻫق اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن أدوارﻩ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﺻل ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺻﺎﻟﺣﻪ
واﺋﺗﻼف ﯾﻣﻧﺣﻪ اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻛﯾﻧوﻧﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻫوﯾﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ ،وﯾﺻف " إرﯾﻛﺳون " ﻧﺗﺎﺋﺞ
36
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻋدم ﻣﻧﺢ اﻟﺷﺑﺎب ﺗﺟرﯾب أدوار ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﯾﻘول ﻟو ﺷﻌر اﻟطﻔل ﺑﺄن اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺗﺣﺎول أن ﺗﺣرﻣﻪ ﻣن
ﻛل ﺻور اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗطوﯾر وﺗﻛﺎﻣل اﻟﺧطوة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫوﯾﺔ أﻧﺎﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﯾداﻓﻊ ﻋﻧﻬﺎ
ﺑﻘوة ﻣذﻫﻠﺔ ﺗﺷﺑﻪ ﻗوة اﻟﺣﯾواﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﻓرض ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﻓﺎع ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ.
وﯾؤﻛد " إرﯾﻛﺳون " أن ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﺗﻣﺛل ﺗﺄﺟﯾﻼ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻟﻠرﺷد ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺢ ﺑﻬﺎ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻛﻣون ﺗﺄﺟﯾﻼ ﻧﻔﺳﯾﺎ ،واﻟﻣﻘﺻود ﺑﻔﺗرة اﻟﺗﺄﺟﯾل اﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ اﻟﺷﺧص
ﺣﯾث ﻻ ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻌد ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ وﯾرى"إرﯾﻛﺳون" أن اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﻟﯾﺳت ﻓﻘط ﺗﺄﺟﯾﻼ ﻟوﻓﺎء
اﻟﻣراﻫق ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎت اﻟراﺷدﯾنٕ ،واﻧﻣﺎ ﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﻓﺗرة ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ) اﻻﺧﺗﯾﺎري ( ﻣن ﺟﺎﻧب
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺑﺎﻟﻠﻬو اﻻﺳﺗﻔزازي ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﺷﺑﺎب وﺑﻘﺑول رﺳﻣﻲ ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﻫﻧﺎ
ﺗﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣراﻫق ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ذﻟك أن اﻟرﺷد ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻘط اﻛﺗﻣﺎل
اﻟﻧﻣو ﻣن اﻟزاوﯾﺔ اﻟﺑدﻧﯾﺔ ،ﺑل ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول اﻛﺗﻣﺎل دﻋﺎﺋم ﻫذا اﻟﻧﺿﺞ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣن ﺛم ﻓﺎﻟﻣراﻫق ﻣن ﺣﯾث ﻫﻲ ﻓﺗرة أزﻣﺔ ﻻ ﺗرﺟﻊ ﻓﻲ ﻫذا اﻟطور إﻟﻰ
أطوار اﻟﻧﻣو ﻓﻲ ذاﺗﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﺗرﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول إﻟﻰ ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺣﯾﺎة اﻟراﺷدة اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺄﻫب
اﻟﻣراﻫق ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل إﻟﯾﻬﺎ وﺧﻼل ذﻟك ﯾﺗﺟﻪ اﻟﻣراﻫق ﻟﺗﺟرﯾب ﻋدد ﻣن اﻟﻬوﯾﺎت ﻗﺑل أن ﯾﺻل إﻟﻰ
ﺗﺣدﯾد ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻬوﯾﺗﻪ وﯾذﻫب "إرﯾﻛﺳون" إﻟﻰ أن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻛوﯾن اﻟﻬوﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺑﺳﯾطﺔ
ﻓﻬﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺣﺎﺻل ﺟﻣﻊ ﻛل ﺧﺑرات اﻟطﻔوﻟﺔ واﻟﻧﺿﺞ اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ وﻧﻣو اﻷﻧﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﻫﻲ
ﺑﺎﻷﺣرى ﻛﯾﺎن ﺗﺗﻛﺎﻣل ﻓﯾﻪ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ واﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻠﯾﺑﯾدﯾﺔ واﻟﻘدرات اﻟﻣﻣﯾزة
واﻟﺗوﺣدات ذات اﻷﻫﻣﯾﺔ واﻟدﻓﺎﻋﺎت اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ واﻹﻋﻼء اﻟﻧﺎﺟﺢ ) .أﺑو ﺑﻛر ﻣرﺳﻲ ﻣﺣﻣد ﻣرﺳﻲ
2002ص ص ( 50 - 48
37
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺑﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻣظﺎﻫر اﻟﺟﺳم ووظﺎﺋﻔﻪ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﻌدم اﻟﺗوازن ) .رﻣﺿﺎن اﻟﻘذاﻓﻲ
،2000ص .(335
2-3اﻟﻣراﻫﻘﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ 17-15) :ﺳﻧﺔ ( وﻫﻲ ﺗﻘﺎﺑل اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ وﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ
اﻟﻣﺗﺄﺧرة وﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻛﺗﻣﺎل اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،وﯾﻣﺗﺎز ﺷﻌور اﻟﻣراﻫق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ
ﺑﺎﻟﻬدوء واﻻﺗﺟﺎﻩ ﻟﺗﻘﺑل اﻟﺣﯾﺎة وزﯾﺎدة اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻓق .
3-3اﻟﻣراﻫﻘﺔ اﻟﻣﺗﺄﺧرة ) 21-20-18ﺳﻧﺔ ( وﺗﻘﺎﺑل اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ
اﻟﺷﺎب أو اﻟﻔﺗﺎة إﻧﺳﺎﻧﺎ راﺷدا ﺑﺎﻟﻣظﻬر واﻟﺗﺻرﻓﺎت ،وﯾﺷﯾر اﻟﺑﺎﺣﺛون إﻟﯾﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋل
وﺗوﺣﯾد أﺟزاء اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﺗﻧﺎﺳق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺣﯾث ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻣراﻫق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘوة
واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل وﺑوﺿوح اﻟﻬوﯾﺔ وﺑﺎﻻﻟﺗزام ،ﺑﻌد أن أﺻﺑﺣت اﻷﻫداف واﺿﺣﺔ واﻟﻘ ار ارت
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ واﻧﺗﻬﻰ اﻟﻣراﻫق ﻣن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻐل ﺑﺎﻟﻪ ﻓﻲ
) ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم زﻫران اﻟﻣراﺣل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻣﺛل ﻣن أﻧﺎ ؟ ﻣن أﻛون؟ ﻣﺎ ﻫو ﻫدﻓﻲ؟
،1995ص.( 108
38
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻓﻘدان اﻟﺳﻣﻧﺔ ﻓﻲ ﺣﯾث أﻧﻪ ﻋﻧد اﻹﻧﺎث ﯾﺗراﻛم اﻟﺷﺣم ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق ﻣﻌﯾﻧﺔ وازدﯾﺎد اﻟوزن) .ﺛﺎﺋر
أﺣﻣد ﻏﺑﺎري ،ﺧﺎﻟد ﻣﺣﻣد أﺑو ﺷﻌﯾرة ،2009ص .( 234
وﻻ ﯾﺻل اﻟﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻧﺳﺑﻪ اﻟﻣﻌﺗﺎدة اﻟﺗﻲ ﻧﻼﺣظﻬﺎ ﻓﻲ اﻟراﺷد إﻻ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻠوغ
اﻟﺷﺑﺎب ،وﺗظﻬر ﺑوﺿوح اﻟﻔروق ﺑﯾن اﻟﺟﻧﺳﯾن ﻓﻲ ﺷﻛل اﻟﺟﺳم.
2-4اﻟﻧﻣو اﻟﻌﻘﻠﻲ :ﯾﺗطور اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻌﻘﻠﻲ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺗطور طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻟدﯾﻪ ﻣﻊ اﻟﻣﯾل إﻟﻰ
اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻧطق واﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺟردة ،وﯾﺟﯾد اﻟﻣراﻫق اﺳﺗﺧدام ﻗواﻧﯾن اﻟﺗﻔﻛﯾر
اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺷﺟﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺑﺎدل اﻟﺣدﯾث وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻔﻧﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .....ﻛﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻼﻋب ﺑﺎﻷﻓﻛﺎر واﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻘﺑل واﻟﻌﯾش ﻓﻲ
أﺟواء ﻣﻠﯾﺋﺔ ﺑﺎﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺎت .
3-4اﻟﻧﺿﺞ اﻟﺟﻧﺳﻲ :إن ﺑداﯾﺔ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺑﻠوغ اﻟﺟﻧﺳﻲ اﻟذي ﻫو
زﯾﺎدة ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﺧﺻﯾﺗﯾن ﻟدى اﻟﺑﻧﯾن واﻟطﻣث ﻋﻧد اﻹﻧﺎث ﺣﯾث ﯾدل ﻫذﯾن اﻟﺣدﺛﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺿﺞ اﻟﺟﻧﺳﻲ أو ﻋﻠﻰ ﺑداﯾﺔ دﺧول اﻟﻣراﻫق ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺿﺞ ﻓﯾﻬﺎ ﺟﻧﺳﯾﺎ وﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ
ﻗﺎد اًر ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟد ،ﺣﯾث ﺗﻧﺿﺞ اﻟﻐدد اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﺻﺑﺢ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺎﺳل ٕواﻓراز
اﻟﻬرﻣوﻧﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ وﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﺑﻠوغ ﻋﻧد اﻷوﻻد ﻫﻲ ﻛﺑر اﻟﺧﺻﯾﺗﯾن واﻟﻛﯾس
اﻟﺻﻔدي اﻟذي ﯾﻐطﯾﻬﺎ وظﻬور ﺷﻌر اﻟﻌﺎﻧﺔ و ﺷﻌر اﻹﺑط ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺑﻧﺎت ﻓﺈن اﻟﺑﻠوغ ﯾﺑدأ
ﺑظﻬور ﺷﻌر اﻟﻌﺎﻧﺔ وﻧﻣو اﻟﺛدي وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﺑدأ ﻛل ﻣن اﻟرﺣم واﻟﻣﻬﺑل ﻓﻲ اﻟﻧﻣو ﺣﺗﻰ
ﯾﺻل ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ إﻟﻰ ﺣﺟﻣﻪ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟﻣﻛﺗﻣل اﻟﻧﺿﺞ) .ﺑدر إﺑراﻫﯾم اﻟﺷﯾﺑﺎﻧﻲ ،2003ص
ص .(208،209
- 4 -4اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ :إن ﻟﻠﺗﺣوﻻت اﻟﻬرﻣوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺟﺳدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ
ﺗﺄﺛﯾ اًر ﻗوﯾﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة اﻟذاﺗﯾﺔ واﻟﻣزاج واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓظﻬور
39
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟدورة اﻟﺷﻬرﯾﺔ ﻋﻧد اﻹﻧﺎث ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ردة ﻓﻌل ﻣﻌﻘدة ﺗﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣزﯾﺞ ﻣن
اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻣﻔﺎﺟﺄة اﻟﺧوف واﻻﻧزﻋﺎج ﺑل واﻻﺑﺗﻬﺎج أﺣﯾﺎﻧﺎ ،وذات اﻷﻣر ﻗد ﯾﺣدث ﻋﻧد اﻟذﻛور
ﻋﻧد ﺣدوث اﻟﻘذف اﻟﻣﻧوي اﻷول أي ﻣزﯾﺞ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ واﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ،وﻟﻛن اﻟﻣﻬم ﻫﻧﺎ
أن أﻛﺛرﯾﺔ اﻟذﻛور ﯾﻛون ﻟدﯾﻬم ﻋﻠم ﺑﺎﻷﻣر ﻗﺑل ﺣدوﺛﻪ ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﻣﻌظم اﻹﻧﺎث ﯾﺗﻛﻠن ﻋﻠﻰ
أﻣﻬﺎﺗﻬن ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت أو ﯾﺑﺣﺛن ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﻣﺻدر أﺧر.
اﻟﺗطﺑﻊ
ّ اﺗﺳﺎﻋﺎ وﺷﻣوﻻ ،ﻓﺑﻧﻣو اﻟﻔرد ﺗزداد وﺗﺗﺳﻊ آﻓﺎق ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﺗﺳﺗﻣر ﻋﻣﻠﯾﺔ
واﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟزﻋﺎﻣﺔ و إﻟﻰ اﻟﺟﻧس اﻵﺧر ،ﺣﯾث ﯾﻛون ﺧﻔﻲ ﻓﻲ ﺑﺎدئ
اﻷﻣر ﺛم ﯾﺗطور وﯾﺣﺎول اﻟﻣراﻫق أن ﯾﺟذب اﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﺟﻧس اﻵﺧر اﻟﯾﻪ ،وﺗﺷﺗد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣراﻫق ٕواﺧوﺗﻪ وأﻗراﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت.
40
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻣﺷﻛﻼت ﺣﯾﺎﺗﻪ أو إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟدﯾﻧﻲ أو اﻟﺗﺄﻣل ﻓﻲ اﻟﻘﯾم اﻟروﺣﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳرف
ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻐراق ﻓﻲ اﻟﻬواﺟس وأﺣﻼم اﻟﯾﻘظﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺻل ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ ﺣد اﻷوﻫﺎم و
اﻟﺧﯾﺎﻻت اﻟﻣرﺿﯾﺔ.
3-5اﻟﻣراﻫﻘﺔ اﻟﻌدواﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣردة:
وﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣراﻫق ﺛﺎﺋ اًر ﻣﺗﻣرداً ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ أﻛﺎﻧت ﺳﻠطﺔ اﻟواﻟدﯾن أو ﺳﻠطﺔ اﻟﻣدرﺳﺔ أو
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﯾل اﻟﻣراﻫق إﻟﻰ ﺗﺄﻛﯾد ذاﺗﻪ ،واﻟﺗﺷﺑﻪ ﺑﺎﻟرﺟﺎل وﻣﺟﺎراﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك
ﻛﺎﻟﺗدﺧﯾن ،إطﻼق اﻟﺷﺎرب ،اﻟﺳﻠوك اﻟﻌدواﻧﻲ ﻫﻧﺎ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﯾﻛون ﺻرﯾﺣﺎً ﻣﯾﺎﻻ ﻹﯾذاء
اﻟﻣﺣﯾطﯾن .
ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﺑﺻورة ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة ﺣﯾث ﯾﺗﺧذ ﺻورة اﻟﻌﻧﺎد وﺑﻌض اﻟﻣراﻫﻘﯾن ﻣن ﻫذا اﻟﻧوع
ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷوﻫﺎم واﻟﺧﯾﺎل وأﺣﻼم اﻟﯾﻘظﺔ .
4-5اﻟﻣراﻫﻘﺔ اﻟﻣﻧﺣرﻓﺔ :
إن ﺣﺎﻻت ﻫذا اﻟﻧوع ﺗﻣﺛل اﻟﺻورة اﻟﻣﺗطرﻓﺔ ﻟﻠﺷﻛﻠﯾن اﻟﻣﻧﺳﺣب واﻟﻌدواﻧﻲ ﻓﺈن ﻛﺎﻧت
اﻟﺻورﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﺗﯾن ﻏﯾر ﻣﺗواﻓﻘﺔ أو ﻏﯾر ﻣﺗﻛﯾﻔﺔ إﻻ أن ﻣدى اﻻﻧﺣراف ﻻ ﯾﺻل إﻟﻰ
ﺧطورﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺻورة اﻟظﺎﻫرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﺣﯾث ﻧﺟد اﻻﻧﺣﻼل اﻟﺧﻠﻘﻲ واﻻﻧﻬﯾﺎر اﻟﻧﻔﺳﻲ ،إن
ﻫذا اﻟﻧﻣط ﻟم ﯾﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﺗطوﯾر ﻣﻌﺎﯾﯾرﻩ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ،وﺑﻧﺎء اﻟﺿﻣﯾر ﻓﻧﺟد أن اﻟﻣراﻫﻘﯾن ﻋﻼﻗﺗﻬم
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎردة ﻏﯾر ﻣﻛﺗرﺛﺔ وﺗﺧﻠو ﻣن اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﺣﯾﺎل ﻣﺷﺎﻋر اﻵﺧرﯾن واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ
ﻛﻣﺎ ﻧﺟدﻫم ﻣﺳﺗﻣرﯾن ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻬم اﻷﻧﺎﻧﻲ ﻋن اﻟﻣﺗﻌﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﺗﺻرﻓﺎﺗﻬم ﻻ ﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﻬﺎ وﻻ
أﺣﺎﺳﯾس ،وﻧﺟدﻫﺎ ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺗﺧرﯾب واﻟﺗدﻣﯾر ﻟﻶﺧرﯾن ﺣﺗﻰ طﻣوﺣﺎﺗﻬم ﻣن اﻟﻧوع اﻟﻣدﻣر اﻷﻧﺎﻧﻲ
ﺳواء ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟطﻣوح ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻌﻣل أو ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻧزوات اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ) .ﻣرﯾم ﺳﻠﯾم
،2000ص .( 393
41
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
1-6ﻣﺷﻛﻼت ﻧﻔﺳﯾﺔ:
2-6ﻣﺷﻛﻼت ﺻﺣﯾﺔ:
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻗﻠﺔ اﻟﻧوم واﻟﺻراع وﻓﻘدان اﻟﺷﻬﯾﺔ واﺿطراﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻌدة وظﻬور ﺣب اﻟﺷﺑﺎب .
3-6ﻣﺷﻛﻼت ﻣدرﺳﯾﺔ:
ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺻﻌوﺑﺔ ﺑﻌض اﻟﻣواد اﻟدراﺳﯾﺔ وﺗوﺗر اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﻣدرﺳﯾن ,وﺿﻌف
اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ وﺿﻌف اﻟﻣﯾل ﻟﻠﻘراءة وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻋﺎﻟﯾﺔ واﻟﺧوف ﻣن اﻟرﺳوب .
4-6ﻣﺷﻛﻼت أﺳرﯾﺔ:
وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗﻔﺿﯾل اﻟواﻟدﯾن ﻷﺣد اﻹﺧوة ووﻓﺎة اﺣد اﻟواﻟدﯾن واﻟﺗدﺧل ﻓﻲ أﻣور اﻟﻣراﻫق
وﻣﺣﺎﺳﺑﺗﻪ .
وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻗﻠﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻼﺑس اﻟﺟدﯾدة وﺿﻌف اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﺳرة وﻗﻠﺔ
اﻟﻣﺻروف اﻟﯾوﻣﻲ .
42
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛﺛرة أوﻗﺎت اﻟﻔراغ واﻟﺛورة ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن ﻷﺗﻔﻪ اﻷﺳﺑﺎب واﺧﺗﯾﺎر اﻷﺻدﻗﺎء
واﻻرﺗﺑﺎك ﻋﻧد ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻵﺧرﯾن واﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ اﻟﺟﻧس اﻵﺧر واﻟﺗﻌرض إﻟﻰ اﻟﺿﻐوط
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ) .ﺻﺎﻟﺢ ﺣﺳن اﻟداﻫري ،1999ص ص .( 215، 214
ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺑﺎرزة ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ،وﯾﻌﺗﺑر ﺻﻔﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻛل ﻛﺎﺋن ﺣﻲ
وﯾظﻬر ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑﻧﺎء اﻟذي ﯾﺑذﻟﻪ اﻟﻔرد إﻣﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ ﻣن أﺟل اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻧﻔس أﻣﺎم اﻷﺧطﺎر اﻟواﻗﻌﺔ أو اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ أو ﻣن أﺟل ﺗﺄﻛﯾد
اﻟذات ،أو ﺑﺎﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﻠك أو ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺿﺑط ﺳﻠوك اﻵﺧرﯾن.
وﺗرﺗﻔﻊ اﻟﻌدواﻧﯾﺔ ﻋﻧد اﻟﻣراﻫق ﺑﺎزدﯾﺎد اﻟﻣواﻧﻊ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻹﺣﺑﺎط واﻟﻣﯾل إﻟﻰ
اﻟﺗﺻرﯾف اﻟﻔﺎﺋض ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌدواﻧﯾﺔ.
43
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻛﻔرد ﻣﺳﺗﻘل ،وﻫﻲ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﺳﯾر ﻧﺣو اﻟﻧﺿﺞ وﻏﯾﺎﺑﻬﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن وﺟود اﺿطراﺑﺎت ﻟدﯾﻪ
ﺣول اﻟﺻراع ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻘﻼل واﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟواﻟدﯾن واﻷﻫل،
اﻟﺻراع ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻬذﯾب اﻟذات وﺑﯾن اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺗﺣرر .
)(Philippe jeanemet&Maurice Cotcos 2003 p p11, 12
- 9 -6ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻘﻣص واﻟﺗﻘﻠﯾد :
ﯾﻠﻌب اﻟﺗﻘﻣص دو ار ﻣؤﺛر ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣراﻫق ﺣﯾث ﻧﺟد اﻟﻣراﻫق ﯾﺗﻘﻣص ﺷﺧﺻﯾﺔ "
اﻷب " ﻓﻣﺛﻼ وﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎل ﻓﺈن اﻟﻣراﻫق ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻷﻋﻣﻰ ٕواﻟﻰ اﻟﺑدع واﻟﻣوﺿﺎت
اﻟﺟدﯾدة وﻟذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗوﺟﻪ ﺗوﺟﻬﺎ ﺳﻠﯾﻣﺎً ﻷن اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻷﻋﻣﻰ واﻟﺗﻘﻣص ﻗد ﯾﻛون ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر
ﺳﻠﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣراﻫق .
ﯾﻌﺟز ﻋن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ وﯾﻧﻬﺎر أﻣﺎم ﻛل أزﻣﺔ ﺗواﺟﻬﻪ وﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻧﻘص ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺗﺟﺎب
ﻟﻪ رﻏﺑﺎﺗﻪ وﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﺗﻛﯾف اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺧﺎطﺊ ﻣرﯾض.
*اﻟطﻔل اﻟﻣﻧﺑوذ:
ﯾﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎﺟرة واﻟﻣﻌﺎداة واﻟﻣﺧﺻوﻣﺔ وﯾﺣﺎول ﺟذب اﻧﺗﺑﺎﻩ اﻵﺧرﯾن ﺑﻔرط ﻧﺷﺎطﻪ وﺣرﻛﺗﻪ
وﻫو ﯾﺳﻔر ذﻟك ﻋن ﺗﻛﯾف ﺧﺎطﺊ ﻣرﯾض .
44
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﯾﺗﺄﺛر اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻧﻣوﻩ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺎﻟﺟو اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﻬﯾﻣن ﻋﻠﻰ أﺳرﺗﻪ وﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن
أﻫﻠﻪ وذوﯾﻪ.
اﻷﺳرة اﻟﻣﺳﺗﻘرة اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﻬﺎدﺋﺔ اﻟﻣطﻣﺋﻧﺔ :ﺣﯾث ﺗﻌﻛس ﻫذﻩ اﻷﺷﯾﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻟﻣراﻫق ﻓﺗﺷﺑﻊ
ﺑذﻟك ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ إﻟﻰ اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ وﺗﻬﯾﺊ ﻟﻪ ﺟوا ﻣﺛﺎﻟﯾﺎ ﻟﻧﻣوﻩ .
اﻷﺳرة اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﻏﺎﺿﺑﺔ ﻷﺳﺑﺎب ﺗﺎﻓﻬﺔ وﺗﺑﻐض اﻟﻧﺎس وﺗﻣﯾل ﻟﻼﻧﺗﻘﺎم واﻟﻐﯾرة ﺳوف ﺗﺷﻛل
ﻣراﻫﻘﯾن ﻣرﺿﻰ ﺗﺣت وطﺄة اﻟﺻراع اﻟﺣﺎد اﻻﺿطراب اﻟﺷدﯾد .
ﯾﺗطﻠﻊ أن ﯾﺗوﻟﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت وأن ﯾﻘوم ﺑﺎﻟوظﺎﺋف واﻟﻣﻬﺎم ﻓﻼ ﺑد ﻣن إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ
ﻟﻬم.
اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟواﻟدﯾن ﻋﺎطﻔﯾﺎ وﺗﻛوﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ واﻟﺑﺣث ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻬﻣﻪ ﻣن
أﻣور.
أن ﯾرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧظراء )اﻟﺷﻠﺔ( ﻓﯾﺳﻌﻰ إﻟﯾﻬﺎ ﺳﻌﯾﺎ أﻛﯾدا وﯾﺗﺑﻧﻰ ﻗﯾﻣﻬﺎ
وﻣﻌﺎﯾﯾرﻫﺎ وﻣﺛﻠﻬﺎ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ وذﻟك ﻣن أﺟل ﺗوﺳﯾﻊ داﺋرة ﺧﺑراﺗﻪ وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣن
اﻟﺿرورة ﺗﻘﺑل اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﻫﻘﯾن ﻟﺟﻣﺎﻋﺎﺗﻬم اﻟﺣرة .
45
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ و اﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
إن اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻔرد ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌد ﻣن أﻛﺛر ﻣراﺣل اﻟﻧﻣو ﻋرﺿﺔ
ﻟﻼﻧﺣراف ،ﻓﺎﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺟﻌل اﻟﻣراﻫق ﯾﻌﯾش ﺣﺎﻟﺔ ﺻراع وﻗﻠق
وﺧوف وﺣﯾرة ،ﻟذا ﻓﻬو ﯾﺣﺗﺎج ﻟﻣن ﯾﻔﻬﻣﻪ وﯾوﻓر ﻟﻪ ﻛل ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ ظل ﻫذﻩ اﻟﺗﻐﯾرات ،ﻛﻲ
ﯾﻌﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺳﻼم ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ.
46
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟطﻼق:
- 1-1ﻟﻐﺔ:
ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻹرﺳﺎل ورﻓﻊ اﻟﻘﯾد واﻟﻣﻔﺎرﻗﺔ ﯾﻘﺎل :أطﻠق اﻷﺳﯾر إذا أرﺳﻠﻪ ورﻓﻊ ﻗﯾدﻩ،
وطﻠق ﺑﻠدﻩ إذا ﻓﺎرﻗﻬﺎ ،وطﻠق زوﺟﺗﻪ أي ﻓﺎرﻗﻬﺎ وﺣل رﺑﺎط اﻟزوﺟﯾﺔ .
وﻗﺎل اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن اﻟطﻼق ﻫو ﻟﻐﺔ رﻓﻊ اﻟﻘﯾد ،وﻟﻛن ﺟﻌﻠوﻩ ﻓﻲ اﻟﻣرأة طﻼﻗﺎ وﻓﻲ
ﻏﯾرﻫﺎ إطﻼﻗﺎ ).ﻋﻣر رﺿﺎ ﻛﺣﺎﻟﺔ ،1982ص. (7
اﻟطﻼق ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻋﺎم ﻫو إﻧﻬﺎء زواج ﺻﺣﯾﺢ أﺛﻧﺎء ﺣﯾﺎة زواﺟﯾن أي ﺻورة ﻣن اﻟﻔﺳﺦ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻌﻘد اﻟزواج ،ﺣﯾث ﯾﻣﺛل اﻟدﻟﯾل اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ).ﻣﺣﻣود ﺣﺳن ،1981ص (198
وﯾﻌرف أﯾﺿﺎ اﻟطﻼق ﺣل ﻟﻌﻘد اﻟﻧﻛﺎح وﻗطﻊ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺑﺎﻟﻌﻘد
اﻟداﺋم رﻏم اﻟﺗﺄﻛﯾدات واﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻣﻛررة واﻟواردة ﻋن اﻷوﻟﯾﺎء واﻟﻣﺻﻠﺣﯾن ودﻋﺎة
اﻟﺧﯾر ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺄن اﻟزواج راﺑطﺔ ﻻ ﺗﻘﺑل اﻻﻧﻘطﺎع ورﺑﺎط ﻣﻘدس ﻣﺗﯾن ).ﺣﺑﯾب اﷲ
طﺎﻫري ،1997ص .(139
اﻟطﻼق ﻫو اﻧﻔﺻﺎم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟزواج ﺑﺳﺑب ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ دﯾﻧﺎ وﺷرﻋﺎ وﻗﺎﻧوﻧﺎ وﻣن
أﻫم اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز اﻟطﻼق طﻠب اﻟطﻼق ﻫو اﻟزﻧﺎ واﻟﻬﺟران ﻟﻌدة ﺳﻧوات واﻟﻘﺳوة
واﻟﺟﻧون اﻟذي ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﯾﺋوس ﺷﻔﺎؤﻩ ) .ﺑرﻏوﺗﻲ ﺗوﻓﯾق ،2010ص .(30
48
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﯾرى ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس أن ﻣﻌظم ﺣﺎﻻت اﻟطﻼق ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ ﻋواﻣل ﻻﺷﻌورﯾﺔ ﺗدﺧل
ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻣرﺿﻲ ،أي أن اﻟﺷﺧص اﻟذي ﻻ ﯾرى ﺣﻼ ﻟﻸزﻣﺎت اﻟزوﺟﯾﺔ إﻻ ﻋن
طرﯾق اﻟطﻼق ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺷﺧص اﻟﺳوي ،وأن اﻟﺳﺑب اﻟﺟوﻫري اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻔﻛر ﻓﻲ
اﻟطﻼق ﺛم ﯾﻬدد ﺑﻪ وأﺧﯾ ار ﯾﻧﻔذﻩ ﻫو ﺳﺑب ﻣرﺿﻲ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ ،ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋدم ﻧﺿﺟﻪ
اﻟﻌﺎطﻔﻲ ،اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ،ﻓﺎﻟزوج اﻟﻣرﯾض ﻧﻔﺳﯾﺎ ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻧﻔس اﻷﺳﺎﻟﯾب
اﻟﺧﺎطﺋﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺎد اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ،ﻛﻌدم اﻟﺛﻘﺔ واﻟﺧوف ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،ﺣب
اﻟﺗﻣﻠك واﻟﻐﯾرة واﻟﺳﯾطرة اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ اﻟطﻼق.
أﺑﺎح اﻟﺷرع اﻟطﻼق ﻧظ ار ﻟﻛوﻧﻪ دﯾن ﯾﺷرع ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺿطرب ﻓﯾﻬﺎ
اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺗﺣدث اﺿطراﺑﺎت ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺿرورة اﻟطﻼق ﻣن أﺟل اﻻﺳﺗﻘرار
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن إﺑﺎﺣﺔ اﻟطﻼق ﺷرﻋﺎ ،إﻻ أن اﻟﺷﺎرع ﻗﯾدﻩ ﺑﻘﯾود ﺗﻛﻔل
ﺗﺣﻘﯾق ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺳرة ﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن ﻓﻲ ﺣﻘوق ﻛل ﻣن اﻟزوﺟﯾن،
وﻛذا ﺑﻐض اﻹﺳﻼم اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻟطﻼق ،وﺣث اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻋﻠﻰ اﺗﻘﺎﺋﻪ ﻣﺎ
اﺳﺗطﺎﻋوا إﻟﻰ ذﻟك ﺳﺑﯾﻼ ،وﻓﻲ ذﻟك ﯾﻘول )ص( :أﺑﻐض اﻟﺣﻼل إﻟﻰ اﷲ اﻟطﻼق
وﯾﻘول ﻛذﻟك ﺗزوﺟوا وﻻ ﺗطﻠﻘوا ﻓﺎن اﻟطﻼق ﯾﻬﺗز ﻟﻪ ﻋرش اﻟرﺣﻣﺎن.
49
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
أﻛد أﻧﺻﺎر ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أن ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻲ
ﻋدم اﺳﺗﻘرار ﻧظﺎم اﻟزواج ،وﺗﻔﻛك اﻷﺳرة ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻧﺣراف وﺗﺷرد اﻟﺻﻐﺎر ﺑﺻﻔﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻛون ﻟﻠﻔرد ﻣﻌرﻓﺔ دﻗﯾﻘﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻌﻪ ﻣن اﻵﺧرﯾن وﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻌﻪ
اﻵﺧرﯾن ﻣﻧﻪ وﯾﺑﻧﻰ أﺗﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ وﺟﻬﺔ ﻧظرﻫم ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت
اﻟﺗﻲ اﻧﺗﻬت إﻟﻰ أن اﻟﺗﻐﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺎن ﺳﺑﺑﺎ رﺋﯾﺳﯾﺎ ﻟﻠﻔوﺿﻰ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﻔﻛك
ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ،وﻗد ﻗﺎد ﻫذا اﻟﺗﻔﻛك إﻟﻰ ﻣﻌدﻻت ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻻﻧﺣراف واﻟﺟرﯾﻣﺔ وﻏﯾرﻫﺎ
ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟطﻼق ،وﯾﻌﻧﻲ أﯾﺿﺎ اﻟﺗﻔﻛك اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
اﺿطراﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ اﺿطراب ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم وﻗﺻور ﻓﻲ اﻷداء اﻟوظﯾﻔﻲ
داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟواﺣد ،وﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎدات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﻘررة أو ﻋﻠﻰ
اﻟﺿواﺑط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺻورة ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﺗﺣﻘق ﻟﻬذﻩ اﻷدوار أداء وظﯾﻔﻲ
ﻣﻧﺳﺟم ﻧﺳﺑﯾﺎ.
50
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺗرى ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫﻲ ﻧﺗﺎج اﻟﺻراع ﺑﯾن ﻗﯾم اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وان ﻟﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻗﯾم ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن أﻓرادﻩ وﻗﯾم ﻋﺎﻣﺔ وﻏﯾر
ﻣﺗﻣﺎﺛﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت ،وﺗظﻬر ﻫذﻩ اﻟﻘﯾم ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ذات اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﻣﺗﻌددة ﻣﺛل
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أو اﻟﻬﻧد أو ﺑﻌض اﻟدول اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ،وﻗد ﺗﺑﯾن أن أي وﺿﻊ
اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﺻل ﺗﺿﺎرب أو ﺗﻌﺎرض ﻓﻲ اﻟﻘﯾم اﻟﺳﺎﺋدة ﺣول ﺗﻠك اﻟظﺎﻫرة،
وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾوﺟد ﺑﻌض اﻟﻘﺻور ﻟﻣدى ﻓﺎﺋدة اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻔﻬوم
اﻟﺻراع اﻟﻘﯾم ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻗد ﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﻠﻬﺎ
ﺣﺗﻰ ﯾدرك اﻟﻧﺎس أن اﻟﻘﯾم ﻗد ﺗﺗﻐﯾر ﺑﻣرور اﻟوﻗت وأﻧﻬم ﯾﺗﺄﺛرون ﺑﺎﻷوﺿﺎع اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ،
ﻷن ﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻗد ﺗﻧﺷﺄ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻘﯾم اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ وﻟﯾس ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﻘﯾم اﻟﻣﺗﻌﺎرﺿﺔ,
وأن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻗد ﺗﻣﺛل ﻧوﻋﺎ آﺧر ﻣن اﻟﻘﯾم ورﺑﻣﺎ اﻻﺛﻧﯾن ﻣﻌﺎ.
أﺷﺎرت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻼﻣﻌﯾﺎرﯾﺔ ﻟدورﻛﻬﺎﯾم إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻌزى إﻟﻰ ﻋواﻣل
ﺗرﺟﻊ ﻓﻲ اﻷﺳﺎس إﻟﻰ اﻟﺗﻧظﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﻋﺟز ﻋن ﺗﻧظﯾم وﺗﺣدﯾد اﻟﻘواﻋد
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺳﻠوك ﻋﻧد أﻓرادﻩ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻷﻫداف اﻟﻌﺎﻣﺔ
وﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺑﺎﺣﺔ ﺿﻣن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،أي أن ﻫﻧﺎك أﻫداف ﻋﺎﻣﺔ
51
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻣﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻻ ﯾوﺟد اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ اﻟوﺳﺎﺋل واﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻟﻬﺎ،
وﯾرﺟﻊ ذﻟك ﻻﺿطراب اﻟﺗﻧظﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻋﺟزﻩ ﻓﻲ ﺟﻌل اﻷﻓراد ﯾﻣﺗﺛﻠون ﻟﻠﻘواﻋد
اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻷﻓرادﻩ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬم وأﺻﺑﺢ ﺑذﻟك ﻛل ﻣﻧﻬم ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾق
ذﻟك وﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ ،وﺑذﻟك ﺗﻧﺗﺷر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﯾﺳود اﻧﻌدام
اﻟﻧظﺎم وﺗﻐﯾب اﻟﺳوﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﯾﻪ ﻫذا وﻗد ﺗﻧﺗﺷر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﻟدى
ﺑﻌض اﻷﻓراد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻼﺣﺑﺎطﺎت اﻟﻣﺗواﻟﯾﺔ ﻟدﯾﻬم واﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻋدم ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق
) رﺷﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻣوﺳﻰ .( 2008 أﻫداﻓﻬم .
*اﻟطﻼق اﻟﺑﺎﺋن :ﻫو ﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠزوج اﻟرﺟوع ﻓﯾﻪ إﻻ ﺑﻌﻘد ﺟدﯾد ،وﻫو اﻟﺑﺎﺋن ﺑﯾﻧوﻧﺔ
ﺻﻐرى ،أﻣﺎ ﺑﻌد أن ﺗﺗزوج زوﺟﺗﻪ ﻣن رﺟل آﺧر ﺛم ﺗطﻠق ﻣﻧﻪ ،وﺑﻌد ذﻟك ﯾﻌود
زوﺟﻬﺎ اﻷول إﻟﯾﻬﺎ وﻫو اﻟﺑﺎﺋن ﺑﯾﻧوﻧﺔ ﻛﺑرى ،أﺿف إﻟﻰ ذﻟك اﻟطﻼق اﻟذي ﻻ ﯾﺟوز
ﺑﻌدﻩ اﻟرﺟوع إﻟﻰ زوﺟﺗﻪ ﻣطﻠﻘﺎ وﻫو اﻟطﻼق اﻟﺗﺎﺳﻊ ،وﻣن أﻧواﻋﻪ :
طﻼق ﻏﯾر اﻟﻣدﺧول ﺑﻬﺎ :طﻼق اﻟرﺟل ﻟزوﺟﺗﻪ ﻗﺑل اﻟدﺧول ﺑﻬﺎ دﺑ ار .
طﻼق اﻟﺧﻠﻊ واﻟﻣﺑﺎراة :ﻫو أن ﺗﻛرﻩ اﻟﻣرأة زوﺟﻬﺎ وﺗطﻠب ﻣﻧﻪ اﻟطﻼق إﻻ أﻧﻪ ﯾرﻓض
ذﻟك وﻫﻲ ﺗﺧﺎف ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﺣرام ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻘﯾت ﻣﻌﻪ ،ﻓﺗﻔﺗدي ﺑﺷﻲء ﻣن
ﻣﺎﻟﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث ﻗد ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻔداء ﻣوازﯾﺎ ﻟﻣﻬرﻫﺎ أو أﻗل ﻣن ذﻟك ،واﻟﻣﺑﺎراة ﺗﻛون ﻓﯾﻪ
اﻟﻛراﻫﺔ ﻣن اﻟزوﺟﯾن وﺗزﯾد اﻟﻣﺑﺎراة ﻋن اﻟﺧﻠﻊ ﻓﻲ ﻟزوم إﺗﺑﺎع ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺑﺎراة ﺑﻠﻔظ
اﻟطﻼق ﺑﺄن ﯾﻘول" ﺑرأﺗك ﻋﻠﻰ ﻛذا ،إﻟﻰ أن ﯾﻘول أﻧت طﺎﻟق ".
52
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺛﻼﺛﺎ :إذ ﻻ ﯾﺟوز اﻟرﺟوع ﻓﯾﻪ إﻻ ﺑﻌد أن ،ﺗﻧﻛﺢ اﻟزوﺟﺔ زوﺟﺎ آﺧر ﺑﻌﻘد
ﺷرﻋﻲ ﺛم ﯾطﻠﻘﻬﺎ أو ﯾﻣوت .
*اﻟطﻼق اﻟرﺟﻌﻲ :ﯾﺟوز ﻟﻠزوج اﻟرﺟوع ﻟزوﺟﺗﻪ ﻣن دون ﻋﻘد ﺟدﯾد ﺿﻣن اﻟﻌدة
اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﻟزوﺟﺗﻪ واﻟرﺟوع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺣق ﻟﻠزوج ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﺗﺣﺻﯾل رﺿﺎ
ﯾﻛﺗﻣن ﻣﺎ
ّ اﻟزوﺟﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ " واﻟﻣطﻠﻘﺎت ﯾﺗرﺑﺻن ﺑﺄﻧﻔﺳﻬن ﺛﻼﺛﺔ ﻗروء وﻻ ﯾﺣل أن
ﺑردﻫن ﻓﻲ ذﻟك
ّ ﯾؤﻣن ﺑﺎﷲ واﻟﯾوم اﻵﺧر وﺑﻌوﻟﺗﻬن أﺣق
ﻛن ّ ﺧﻠق اﻟﻠّﻪ ﻓﻲ أرﺣﺎﻣﻬن إن ّ
إن أرادوا إﺻﻼﺣﺎ وﻟﻬن ﻣﺛل اﻟذي ﻋﻠﯾﻬن ﺑﺎﻟﻣﻌروف وﻟﻠرﺟﺎل ﻋﻠﯾﻬن درﺟﺔ واﻟﻠّﻪ
ﻋزﯾز ﺣﻛﯾم " .وﻫﻲ ﺗوﺿﺢ أن ﯾﻛون اﻟزوج أﺣق ﺑرد زوﺟﺗﻪ إﻟﯾﻪ ،وﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟزوﺟﺔ
اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ذﻟك ورﻓﺿﻪ ).اﻟﺷﯾﺦ ﺣﺳﺎن ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟﻠّﻪ ،2006ص .( 37
*اﻟطﻼق اﻟﺳﻧﻲ :ﻫو اﻟطﻼق اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻟذي ﻧدب إﻟﯾﻪ اﻟﺷرع ،وﻫو أن
ﯾطﻠق اﻟزوج زوﺟﺗﻪ طﻠﻘﺔ واﺣدة ﻓﻲ طﻬر ) ﻏﯾر ﺣﺎﺋض( ،ﻟم ﯾﻣﺳﺳﻬﺎ ﻓﯾﻪ أي ﻟم
ﯾﺟﺎﻣﻌﻬﺎ ﻓﯾﻪ وﻫو اﻟطﻼق اﻟﻣﺷروع وﯾﻛون ﺑﺄن ﯾطﻠق ﻣرة ﯾﻌﻘﺑﻬﺎ رﺟﻌﻬﺎ ﺛم ﻣرة ﺛﺎﻧﯾﺔ
ﯾﻌﻘﺑﻬﺎ رﺟﻌﺔ ،ﺛم ﯾﺧﯾر ﺑﻌد ذﻟك إﻣﺎ أن ﯾﻣﺳﻛﻬﺎ أو ﯾﻔﺎرﻗﻬﺎ ﺑﺈﺣﺳﺎن ﻓﻬو اﻟطﻼق اﻟذي
واﻓق إﯾﻘﺎﻋﻪ أﻣر اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وأﻣر رﺳوﻟﻪ )ص( أي اﻟطﻼق ﻓﻲ اﻟداﺋرة اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
رﺳﻣﻬﺎ اﻹﺳﻼم ﻹﺗﺑﺎﻋﻬﺎ ،ﻓﺎﻟطﻼق اﻟﻣﺷروع ﻫو ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣرة ﺑﺗطﻠﯾﻘﺔ واﺣدة ﺑﺣﯾث
ﯾﻛون رﺟﻌﯾﺎ ﯾﻣﻠك اﻟزوج ﺑﻌد ﻛل ﻣرة أن ﯾﻣﺳك زوﺟﺗﻪ ﺑﻣﻌروف وذﻟك ﺑﻣراﺟﻌﺗﻬﺎ .
) اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻠﺣﺎج ،1994ص.( 113
*اﻟطﻼق اﻟﺑدﻋﻲ :ﻫو اﻟطﻼق اﻟﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﺷرع ﻛﺄن ﯾطﻠﻘﻬﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﺑﻛﻠﻣﺔ واﺣدة أو
ﻣﺗﻔرﻗﺎت ﺑﻣﺟﻠس واﺣد ﻛﺄن ﯾﻘول :أﻧت طﺎﻟق أو ﯾطﻠﻘﻬﺎ اﺛﻧﺗﯾن ﺑﻛﻠﻣﺔ واﺣدة أو ﯾطﻠﻘﻬﺎ
ﻓﻲ ﺣﯾض أو ﻧﻔﺎس أو ﻓﻲ طﻬر ﺟﺎﻣﻌﻬﺎ ﻓﯾﻪ ،وﻗد أﺟﻣﻊ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻟطﻼق
53
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
اﻟﺑدﻋﻲ ﺣرام وأن ﻓﺎﻋﻠﻪ أﺛم ،واﺧﺗﻠﻔوا ﻫل ﯾﻘﻊ أم ﻻ ،ﻓﻘﺎل ﺑﻌﺿﻬم ﯾﻘﻊ،وﻗﺎل اﻟﺑﻌض
اﻵﺧر ﻻ ﯾﻘﻊ .
وﻗد روى اﻟﻧﺳﺎﺋﻲ وﻏﯾرﻩ ﻋن ﻣﺣﻣود ﺑن ﻟﺑﯾد ،ﻗﺎل أﺧﺑر رﺳوﻻ ﷲ )ص( ﻋن رﺟل
طﻠق اﻣرأﺗﻪ ﺛﻼث ﺗطﻠﯾﻘﺎت ﺟﻣﻌﺎ ،ﻓﻘﺎم ﻏﺿﺑﺎن ﺛم ﻗﺎل» أﯾﻠﻌب ﺑﻛﺗﺎب اﷲ وأﻧﺎ ﺑﯾن
أظﻬرﻛم « )ﻣﻌن ﻋﻣر ﺧﻠﯾل ،2000ص ص.(223 -222 ،
*اﻟطﻼق اﻟﺻرﯾﺢ :وﯾﻛون ﺑﺎﻟﻠﻔظ اﻟذي ﯾﻔﻬم ﻣﻧﻪ اﻟﻣراد وﯾﻐﻠب اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻋرﻓﺎ ﻓﻲ
اﻟطﻼق ﻣﺛل أﻧت طﺎﻟق ،طﻠﻘﺗك ،وﻣطﻠﻘﺔ وﻏﯾر ذﻟك ﻣﻣﺎ ﻫو ﻣﺷﺗق ﻣن ﻟﻔظ اﻟطﻼق،
وأﻟﻔﺎظ اﻟطﻼق اﻟﺻرﯾﺣﺔ ﻛﻣﺎ ﺟﺎءت ﻓﻲ اﻟﻘران اﻟﻛرﯾم ﺛﻼﺛﺔ ﻫﻲ:اﻟطﻼق واﻟﻔراق
واﻟﺳراح وﯾﻘﻊ اﻟطﻼق ﺑﻬذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻧﯾﺔ ﺗﺑﯾن اﻟﻣراد ﻣﻧﻪ ﻟظﻬور دﻻﻟﺗﻪ
ووﺿوح ﻣﻌﻧﺎﻩ.
*اﻟطﻼق ﻛﻧﺎﯾﺔ :ﻫو ﻛل ﻟﻔظ ﯾﺣﺗﻣل اﻟطﻼق وﻏﯾرﻩ وﻟم ﯾﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧﺎس ﻓﻲ
اﻟطﻼق ﻣﺛل ﻗول اﻟرﺟل ﻟزوﺟﺗﻪ :اﻟﺣﻘﻲ ﺑﺄﻫﻠك أو اذﻫﺑﻲ أو أﺧرﺟﻲ أو أﻧت ﺑﺎﺋن أو
أﻧت ﻋﻠﻲ ﺣرام إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك ،وﻻ ﯾﻘﻊ اﻟطﻼق ﺑﻬذﻩ اﻷﻟﻔﺎظ إﻻ ﺑﺎﻟﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘﻊ
اﻟطﻼق ﺑﺎﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ،ﻓﺎن ﻛﺎﻧت اﻟﻛﺗﺎﺑﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﺑﺎﻟطﻼق ﯾﻘﻊ اﻟطﻼق ﻓﺎن ﻛﺎن اﻟطﻼق
وﻗﻊ ٕواﻻ ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﻊ وﯾﻣﻛن ﻟﻠزوج أن ﯾرﺳل رﺳوﻻ إﻟﻰ زوﺟﺗﻪ ﯾﻘول ﻟﻬﺎ أﻧت طﺎﻟق
ﺑﻣﺟرد اﻟﺗﻠﻔظ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻘﻊ اﻟطﻼق ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺧرس ﻟﻌدم ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧطق ،أﻣﺎ
ﻏﯾر اﻷﺧرس ﻓﻼ ﯾﻘﻊ اﻟطﻼق ﺑﺻدور إﺷﺎرة ﻣﻧﻪ .
54
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
*اﻟطﻼق اﻟﻐﯾﺎﺑﻲ :ﯾﻌد ﺟﺎﺋ از ﺷرﻋﺎ،ﻓﻲ اﻟدﯾن أو اﻟﻘﺎﻧون وﯾﺗم ﺑدون ﺣﺿور اﻟزوﺟﺔ
ﺗوﺛﯾﻘﻪ ،وﺑدون ﻋﻠﻣﻬﺎ،ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 100ﺳﻧﺔ 1985اﻟذي
ﯾوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺛق إﺷﻬﺎد طﻼﻗﻪ ﻟدى اﻟﻣوﺛق اﻟﻣﺧﺗص ﻓﺎن ﻟم ﺗﺣﺿرﻩ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ
اﻟﻣوﺛق إﻋﻼن اﻟطﻼق ﻟﺷﺧﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﯾد ﻣﺣض ،وﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺛق ﺗﺳﻠﯾم ﻧﺳﺧﺔ إﺷﻬﺎر
اﻟطﻼق إﻟﻰ اﻟﻣطﻠﻘﺔ أو ﻣن ﯾﻧوب ﻋﻧﻬﺎ.
وﯾﺑﻐض اﻟﻌرف اﻟﺳﺎﺋد اﻟطﻼق اﻟﻐﯾﺎﺑﻲ ﻷﻧﻪ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺧروج ﻋن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ﻓﻲ
ﻧطﺎق اﻟﻌرف ،ﺣﯾث ﯾﻠﺟﺄ أﺻﺣﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺗوﺛﯾق اﻟطﻼق ﺑﺷﻛل رﺳﻣﻲ دون إﺗﺑﺎع
اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ) .ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود اﻟﺟوﻫري ،2011ص.(235
إن ﺑداﯾﺔ ظﻬور اﻟﻣﺷﻛﻼت ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن واﺳﺗﻣ اررﯾﺗﻬﺎ ﻛﻔﯾل ﺑﺄن ﯾﺣدث اﻧﻔﺻﺎل ﻓﻛري
ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺣﯾث ﯾﻔﻛر ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﺗﻔﻛﯾر اﻵﺧر ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻼت
ﺑل ﻗد ﺗﻛون ﻣﺿﺎدة ﻟﻬﺎ وﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﺷدة اﻟﺧﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،وﺗﻣﺛل
ﻫذﻩ اﻟﺑداﯾﺔ ﻟﻼﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣو اﻟطﻼق إذ ﯾؤدي اﺳﺗﻣرارﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﺑﺎﻋد اﻟوﺟداﻧﻲ .
ﻣﻊ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻻﻧﻔﺻﺎل اﻟﻔﻛري ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن واﺣﺗﻔﺎظ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺑرأﯾﻪ اﻟﺧﺎص
اﻟﻣﺧﺎﻟف واﻟﻣﻧﻔﺻل ﻋن اﻟرأي اﻵﺧر ،ﯾﺑدأ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻗد ﺗﻛون ﻏﯾر
ﻣرﻏوﺑﺔ وﻏﯾر ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻷﺳرة ،وﻫذا اﻻﻧﻔﺻﺎل اﻟﻔﻛري واﻟﺳﻠوﻛﻲ ﯾؤدي إﻟﻰ
اﻧﻔﺻﺎﻟﻬﺎ اﻟوﺟداﻧﻲ وﺑرد ﻣﺷﺎﻋرﻫﻣﺎ وأﺣﺎﺳﯾﺳﻬﻣﺎ وﻋواطﻔﻬﻣﺎ ﻧﺣو ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ.
55
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻣﻊ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎﻋد اﻟوﺟداﻧﻲ واﻟﻌﺎطﻔﻲ ،ﺗﺑدأ ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﺣﯾث ﯾؤدي ذﻟك
اﻟﺗﺑﺎﻋد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺎدي ﻓﯾﺻﺑﺢ أداء اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟزوﺟﯾن ﻋﻣل روﺗﯾﻧﻲ أﺷﺑﻪ ﺑﺄداء اﻟواﺟب ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﻛرﻫﻬﻣﺎ ﻟﺑﻌﺿﻬﻣﺎ.
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺻل اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟزوﺟﯾن إﻟﻰ اﻻﻧﻔﺻﺎل اﻟﺟﺳدي ﻻ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻣﺑرر
ﻟوﺟودﻫﻣﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﯾت واﺣد ﻷﻧﻪ ﻟم ﺗﺗﺣﻘق ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟزوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻧﺷدﻫﺎ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻓﯾﺻﺑﺢ اﻟطﻼق ﻣوﺿﻊ ﺗﻔﻛﯾر إﻟﻰ ﻗرار ﻓﻌﻠﻲ ﺣﯾث ﺗﻧﺗﻬﻲ اﻟﺣﯾﺎة
اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟطﻼق .
ﯾﺻﺎﺣب ﻋﺎدة واﻗﻌﺔ اﻟطﻼق إﺟراءات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ اﻟﺷرع واﻟﻘﺎﻧون ،ﺣﯾث ﯾﺑدأ
ﻛل ﻣن اﻟزوﺟﯾن دﻓﻊ ﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت ﻣﺎدﯾﺔ وأﺧذ ﻣﺎﻟﻪ ﻣﻧﻬﻣﺎ ،وﻗد ﺗﺗم اﻟﺗﺳوﯾﺔ
اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﺑﺎﻟﺣﺳﻧﻰ وﻓﻲ ﺟو اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ واﻻﺣﺗرام اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﻟﻶﺧر ،وﻗد ﺗرﺗﺑط ﻫذﻩ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت .
ﻗد ﯾﻛون اﻟطﻼق ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻟﺑﻌض ﻣﺷﻛﻼت اﻟزوﺟﯾن وﻟﻛﻧﻪ ﺳﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻼت
أﺧرى ﺗؤﺛر ﺗﺄﺛﯾ ار ﻣﺑﺎﺷ ار ﻋﻠﻰ أطﻔﺎﻟﻬﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﻬﻣﺎ أطﻔﺎل ،وﻗد ﯾﺗﻔق اﻟﻣطﻠﻘﺎن
ﺑطرﯾﻘﺔ ودﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﺑﺎﻟﺗﺳﺎﻣﺢ واﻟﺗﻔﺎﻫم ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ رﻋﺎﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﻣن ﺣﯾث ﺗوﻓﯾر
اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻬم وﺗﺣدﯾد اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ رﻋﺎﯾﺗﻬم ،وﻋﻠﻰ
ﻣﺻدر اﻹﻧﻔﺎق ،واﻟﻣﻘدار اﻟﻼزم ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻣﺻروﻓﺎﺗﻬم و ﻧﻔﻘﺎﺗﻬم ،وطرﯾﻘﺔ ﻟﻘﺎﺋﻬم ﺑﺄﺑوﯾﻬم
56
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﻋﺎدة ﺗﻧظم ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣطﻠﻘﯾن ﺑﺑﻌﺿﻬﻣﺎ وﺑﺄطﻔﺎﻟﻬﻣﺎ ﺑﻌد ﺣدوث
اﻟطﻼق ﻣﺑﺎﺷرة.
ﯾﻌﺗﻘد ﺑﻌض اﻟﻣطﻠﻘﯾن أن اﻟﻣﺷﻛﻼت ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﻟطﻼق أو ﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق
ﻋﻠﻰ ﺣل ﻣﺷﻛﻼت اﻷﺑﻧﺎء ،إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﻣﺷﻛﻼت ﺗظﻬر ﻣن ﻧوع ﺟدﯾد ﺗﻣس اﻟﺟﺎﻧب
اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻬﻣﺎ ،وﺗﺗﺻف ﻫذﻩ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﺑﺎﻧﻌزاﻟﻪ واﺳﺗﻌﺎدة ذﻛرﯾﺎﺗﻪ ﺑﺣﻠوﻫﺎ وﻣرﻫﺎ ﻣﻊ اﻟطرف
اﻵﺧر ،وﺗﻘوﯾم ﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﻪ ﻣﻌﻪ ،وﺗﺣدﯾد اﯾﺟﺎﺑﯾﺎﺗﻪ وﺳﻠﺑﯾﺎﺗﻪ وﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻗﻌﻪ ﺑﻌد اﻟطﻼق
ﺑﺣﺎﻟﻪ أﺛﻧﺎء اﻟزواج ورﺳم ﺧططﻪ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ.
ﺻﻐر ﺳن اﻟزوﺟﯾن ﻓﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﻧﻬﻣﺎ ﻋﻧد اﻟزواج ﺻﻐﯾ ار زادت اﺣﺗﻣﺎﻻت
اﻟطﻼق وﻣرﺟﻊ ذﻟك ﻗﻠﺔ اﻟﺧﺑرة واﻟﻧﺿوج.
اﻧﺧﻔﺎض ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻟﻠزوﺟﯾن أو ﺿﻌف اﻟﻣﺳﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي
واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ .
طﻼق اﻟواﻟدﯾن ﺣﯾث وﺟد أن اﻷزواج اﻟذﯾن ﯾﻧﺣدرون ﻣن آﺑﺎء وأﻣﻬﺎت
ﻣطﻠﻘﯾن أﻣﯾل إﻟﻰ أن ﯾطﻠﻘوا ﻫم أﻧﻔﺳﻬم.
اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻣﺳﺗﻣرة واﻟﺑﻐﺿﺎء ،وﻋدم اﻻﻧﺳﺟﺎم ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل أﺣد
اﻟزوﺟﯾن أو ﻛﻼﻫﻣﺎ ﻻ ﯾطﯾق اﻵﺧر .
57
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻋدم إﻧﺟﺎب اﻷطﻔﺎل ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻊ اﻟطرف اﻟﻐﯾر ﻋﻘﯾم إﻟﻰ طﻠب اﻟطﻼق ﻟﻛﻲ
ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ إﺷﺑﺎع ﻏرﯾزة اﻷﺑوة أو اﻷﻣوﻣﺔ .
اﻟﺣب اﻟروﻣﺎﻧﺗﯾﻛﻲ اﻟذي ﯾﺳﺑق اﻟزواج واﻟذي ﯾﺻطدم ﺑواﻗﻊ اﻟﺣﯾﺎة وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﻬﺎ.
اﻷﻧﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺳم ﺑﻬﺎ أﺣد أطراف اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ وﺗﺗﺟﻠﻰ ﺧﺎﺻﺔ
ﻋﻧد اﻟذي ﺗرﺑﻰ وﺣﯾدا ﻋﻧد أﺑوﯾﻪ ).اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻌﺎطﻲ ،2006ص .( 21
اﻟﻧﻘد اﻟداﺋم وﻫو ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺗﺣذﯾر اﻟﻣﺑﻛرة ﺑﺄن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﻣﻬددة وﻓﻲ
ﺧطر.
اﻟﺗﺣﻘﯾر واﻻﺳﺗﻬزاء واﻟﺳﺧرﯾﺔ ﻣن اﻟطرف اﻵﺧر ،وﯾﺄﺗﻲ ﻫذا ﻓﻲ ﺻورة ﻫﺟوم
ﺿد اﻟﺷﺧص ذاﺗﻪ وﻟﯾس ﺿد اﻟﻔﻌل اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ.
ﺗﺻﻌﯾد اﻟﺧﻼف ٕواﻋطﺎﺋﻪ ﺣﺟم أﻛﺑر ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣق واﻟﺗﺻﻌﯾد ﯾﺣﻣل ﻟﻐﺔ اﻟﺗﻬدﯾد
وﯾﺷﻛل ﺧط ار أﻛﺑر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟطرﯾق اﻟﻣؤدي إﻟﻰ اﻟطﻼق.
ﻋدم اﻟﺗواﻓق اﻟﺟﻧﺳﻲ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﯾؤدي إﻟﻰ ازدﯾﺎد اﻟﺧﻼﻓﺎت ووﺻوﻟﻬﺎ إﻟﻰ
ﻧﻘطﺔ ﯾﺻﻌب ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺗوﻓﯾق ،وﯾﺻﺑﺢ ﻻ ﻣﻧﺎص ﻣن ﺣل راﺑطﺔ اﻟزواج.
)ﻣﺣﻣد ﻋﺎطف ؟ ص .(127
اﻧﻌدام اﻟﺗواﻓق ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﻓﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎﻣﺎت ،اﻟﻣﯾول واﻟرﻏﺑﺎت ﻛذﻟك ﺳوء
ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟزوﺟﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺿرب أو اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺟﺎرﺣﺔ ﻣن ﺑﯾن اﻷﺳﺑﺎب
اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻠطﻼق) .ﻣﺣﻣد اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن 2004،ص .(15
ﻧﻘص اﻟوازع اﻟدﯾﻧﻲ ﻷن اﻟﻧﺎس اﺑﺗﻌدوا ﻋن اﻟدﯾن وأﺻﺑﺣوا ﯾﺗﻌﺎﻣﻠوا ﻣﻊ اﻟﺣﯾﺎة
ﺑﺻورة ﻣﺎدﯾﺔ وأﺻﺑﺢ دور اﻟدﯾن ﻓﻲ ﻣﻧﻊ اﻟطﻼق ﯾﺗﺿﺎءل .
58
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
-إن ﺻدﻣﺔ اﻟطﻼق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣراﻫق وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ ﺣﻘﯾﻘﺔ أن واﻟدﯾﻪ ﻣطﻠﻘﯾن
ﯾﻣﻛن إن ﺗﻛون ﻣؤﻟﻣﺔ وﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﻧﻔﺳﯾﺗﻪ ﻛطﻔل أو ﻣراﻫق ،ﻻن ﺻدﻣﺔ اﻟطﻼق ﺗﺄﺗﻲ
ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌد ﺻدﻣﺔ اﻟﻣوت ،ﻓﯾﺷﻌر اﻷﺑﻧﺎء ﺑﺿﯾﺎع ﻋﻣﯾق و ﻛﺑﯾر وﺑﺄﻧﻬم
أﺻﺑﺣوا ﻣﻌرﺿﯾن ﻟﻘوى ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻌون اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﻬﺎ .
-ﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾن أن اﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟطﻼق وﻫﻲ ﻓﺗرة اﻟﺻراع واﻟﻐﺿب واﻟﻣﺷﺎﻛل ﻫﻲ اﻟﺗﻲ
ﻟﻬﺎ اﻷﺛر اﻟﻛﺑﯾر ،وان ﻫذا ﯾؤﯾد اﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟﺳﺎﺋد أن اﻟطﻼق ﻣﺿر ﺑﺎﻷﺑﻧﺎء ﻣن اﻟﻧواﺣﻲ
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺣﺗﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻻن ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻧواﺣﻲ أو اﻟﺟواﻧب
ﻣﺗراﺑطﺔ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض.
-ﺗﺻﺑﺢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣراﻫق واﻟواﻟدﯾن دون اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻬرﻣﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗدﻓﻌﻪ ﻧﺣو
اﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ واﻟﻔﺗرة اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻲ اﻻﻧﻔﺻﺎل ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺧﺻوص ﺗﻛون ﺻﻌﺑﺔ ﺟدا .
-اﻟردود اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﺧﺑرة اﻟطﻼق ﻗد ﺗﻛون ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺻدﻣﺔ وﻋدم ﺗﺻدﯾق
ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن اﻟﻣراﻫﻘون ﻏﯾر ﻣدرﻛﯾن ﻟﻣدى وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟزواﺟﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟواﻟدﯾن.
-ﻟوم اﻟذات واﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟذﻧب ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫم ﻣﺣور اﻟﻣﺷﺎﺟرات واﻟﻧزاع ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن
أن ﯾﺷﻌروا ﺑﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬم ﻧﺣو اﻻﻧﻔﺻﺎل ﺑﯾن اﻟواﻟدﯾن ﺟزﺋﯾﺎ.
59
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
-ﻓﻘدان ﺣﻧﺎن اﻟواﻟدﯾن أو أﺣدﻫﻣﺎ ،وﻓﻘد اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻷﺳرﯾﺔ واﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي
إﻟﻰ ﺗﺻرﻓﻬم ﺑطرق ﺧﺎطﺋﺔ ،أو ﺗﺄﺛرﻫم ﺑﺄﺻدﻗﺎء اﻟﺳوء .
-ﻛﺛرة اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﺛل :اﻟﺻﻣت ،اﻟﺷرود اﻟذﻫﻧﻲ ،اﻻﻧﻌزال ،اﻟﺗﻬرب ﻣن
اﻟﻣواﺟﻬﺔ ،اﻟﺟﻔﺎء ﻓﻲ اﻟﻛﻼم واﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن.
-ﻓﻘدان اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻷﻣن واﻷﻣﺎن أو اﻟﺷﻌور ﺑﻌدم اﻟﻛﻔﺎءة أو ﻋدم اﻟﻣواﺋﻣﺔ وﻗد ﺗﻬز
ﺛﻘﺗﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ ) .ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن اﻟﻌﯾﺳوي ، 2009ص.(152
-ﯾﺷﻌرون ﺑﺄﻧﻬم ﯾﺧﺗﻠﻔون ﻋن ـﺄﺗراﺑﻬم وأﻗل ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻧﻬم ،ﻓﻣﺷﺎﻋر اﻟذﻧب اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن
اﻟطﻼق واﻟﺧﺟل ﻣن اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ واﻟﻌدواﻧﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل ﺗﻌزز ﻣﺷﺎﻋر
اﻻﺧﺗﻼف ) .ﺳﺎﻣر ﺟﻣﯾل رﺿوان ،2002ص.(460
-ﯾﺷﻌر ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﻬم ﺑﺎﻟﻘﻠق ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳود ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﺎ ﻗﺑل اﻻﻧﻔﺻﺎل اﻟﺧﻼﻓﺎت
واﻟﺷﺟﺎر واﻟﻌدواﻧﯾﺔ وﺑﻌض أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧف ﺑﯾن اﻟواﻟدﯾن.
60
اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ واﻟﻄﻼق اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ
ﺧﻼﺻﺔ
ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق أن اﻟطﻼق ﻫو ﻣن أﻫم أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻔﻛك اﻷﺳري ﻷﻧﻪ اﻧﺗﺷر ﺑﺷﻛل
ﻛﺑﯾر ﻣؤﺧ ار ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﻲ اﻷزﻣﻧﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﻼ اﺳﺗﺛﻧﺎء ،ﻛﻣﺎ أن أﺳﺑﺎب
وﻗوﻋﻪ ﺗرﺟﻊ ﻟﻛﻼ اﻟطرﻓﯾن إﻻ أﻧﻪ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻗد ﯾﻛون ﺣل ﻟﻠﻣﺷﻛﻼت
واﻟﺻراﻋﺎت اﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ،واﻟطﻼق ﻫو " أﺑﻐض اﻟﺣﻼل " ﻟﻣﺎ
ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﻛك اﻷﺳرة وازدﯾﺎد اﻟﻌداوة واﻟﺑﻐﺿﺎء واﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻷطﻔﺎل و ﺧﺎﺻﺔ ﻟدى اﻟﻣراﻫق اﻟذي ﻫو ﺑدورﻩ ﯾﻌﯾش أزﻣﺔ ﻫوﯾﺔ اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣن
ﺧﻼل اﻻﻧﻔﺻﺎل وﻫذا ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﯾﻧﺟر ﻋﻠﯾﻪ ﺳﻠوﻛﺎت ﻏﯾر ﺳوﯾﺔ ﻗد ﺗﺗطور ﺑﻌد ذﻟك إﻟﻰ
اﺿطراﺑﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ وﻋﻘﻠﯾﺔ ﻋﻣﯾﻘﺔ أو إﺟراﻣﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .
61
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﯿﻘﻲ
اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ :ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ
-1اﻟدراﺳﺔ اﻻﺳﺗطﻼﻋﯾﺔ
-2ﺣدود اﻟدراﺳﺔ
-3اﻷدوات
-1-4اﻟﻣﻼﺣظﺔ
-2-4اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ
– 5اﻻﺧﺗﺑﺎر
-1-5ﺗﻌرﯾف اﻻﺧﺗﺑﺎر
-2-5ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ
-6ﺣﺎﻻت اﻟدراﺳﺔ
اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ
ﺗﻌد اﻟدراﺳﺔ اﻻﺳﺗطﻼﻋﯾﺔ أول ﺧطوة ﻣن ﺧطوات اﻟﻌﻣل اﻟﻣﯾداﻧﻲ ،ﻓﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ
اﻛﺗﺷﺎف اﻟظﺎﻫرة اﻟﻣراد دراﺳﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ،وذﻟك ﺑﻘﺻد اﻟﺗﻌﻣق اﻷﻛﺛر ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﯾل
وﺟواﻧب ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ ،ﺣﯾث ﻗﺎﻣت اﻟﺑﺎﺣﺛﺔ ﺑزﯾﺎرة ﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﺧوة ﺳﻠطﺎﻧﻲ اﻟطﺎﻫر ﺑن
إﺑراﻫﯾم ﺑﻠدﯾﺔ ﺗﻧدﻟﺔ -ﺑداﺋرة ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻻﯾﺔ اﻟوادي ،وﺗم ﺗوﺟﯾﻪ اﻟطﺎﻟﺑﺔ إﻟﻰ ﻣدﯾرة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
واﻟﻣراﻗب اﻟﻌﺎم وﻣﻧﺢ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟطﻼق ،وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﺗم اﺧﺗﯾﺎر ﺛﻼث ﺣﺎﻻت.
-2-1اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ:
أﺟرﯾت اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت ﻣن ﻣؤﺳﺳﺔ اﻹﺧوة ﺳﻠطﺎﻧﻲ اﻟطﺎﻫر ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻻﯾﺔ اﻟوادي
.
-2-2اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟزﻣﻧﯾﺔ:
ﺗم ﺗطﺑﯾق اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻣن 10ﻣﺎرس 2015إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 06أﻓرﯾل
.2015
-3اﻟﻣﻧﻬــﺞ :
اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻫو اﻟﺳﺑﯾل واﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺳم ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬل
ﻋﻠﯾﻧﺎ دراﺳﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﺣﺛﻧﺎ واﻟوﺻول إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻠﻣﯾﺔ دﻗﯾﻘﺔ وﺻﺣﯾﺣﺔ.
) إﺧﻼص ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﺎﻓظ ،ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳﯾن ﺑﺎﻫﻲ ،2000 ،ص.( 83
ﺣﯾث أن اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻫو أﺳﻠوب ﯾﺳﯾر ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺟﻪ اﻟﺑﺎﺣث ﻛﻲ ﯾﺣﻘق اﻟﻬدف ﻣن ﺑﺣﺛﻪ.
65
اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ
واﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﺣﺳب ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺻورة اﻟذات ﻟدى أﺑﻧﺎء اﻟطﻼق ﻫو اﻟﻣﻧﻬﺞ
اﻟﻌﯾﺎدي ،ﻓﻬو اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟذي ﯾﻐوص ﻓﻲ أﻋﻣﺎق اﻟﻧﻔس اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﯾﻛون اﻟﺗﺷﺧﯾص
اﻟﻣﻼﺋم وﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣﺎﻻت .
وﯾﻌرف اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ :ﻫو اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟظﺎﻫرة
اﻟﻣراد دراﺳﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺎﺳﺗﺧدام أدوات اﻟﺑﺣث اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن ﻣن
دراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ أو اﻟﻣﺑﺣوث دراﺳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ و ﻣﺗﻌﻣﻘﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺻل إﻟﻰ ﻓﻬم اﻟﻌواﻣل اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻓﻲ
ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺑﺣوث ) .ﻓرج ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ،2000ص. (9
-4اﻷدوات اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ:
ﻛل دراﺳﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوات ﻟﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ،وﻓﻲ دراﺳﺗﻧﺎ ﻫذﻩ
اﺳﺗﺧدﻣﻧﺎ ﻛل ﻣن :
-1- 4اﻟﻣﻼﺣظﺔ:
ﻫﻲ ﻣن أﻫم اﻟﺧطوات ﻷﻧﻬﺎ ﺗوﺻل اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ اﻟﺣﻘﺎﺋق وﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻓرﺿﯾﺎﺗﻪ،
ﻓﺎﻟﻣﻼﺣظﺔ ﻫﻲ اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ إﻟﻰ ظﺎﻫرة أو ﺣﺎدﺛﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﺷﻲء ﻣﺎ ،ﯾﻬدف إﻟﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن
أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ و ﻗواﻧﯾﻧﻬﺎ.
وﻗد ﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﺻو ار ﻣﺑﺳطﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﺑﺣﯾث
ﯾﻘوم اﻟﺑﺎﺣث ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﻼﺣظﺔ اﻟظواﻫر واﻷﺣداث ﻛﻣﺎ ﺗﺣدث ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ ظروﻓﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ دون
إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﺿﺑط اﻟﻌﻠﻣﻲ).ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﻠﺣم ،2006 ،ص ( 276
وﻗد ﺗم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﺑﻐرض ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﻌض اﻟﺳﻠوﻛﺎت وظﻔت أﺛﻧﺎء
اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ.
66
اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ
ﻫﻲ ﻣﺣﺎدﺛﺔ ﻣوﺟﻬﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺣث وﺷﺧص أو أﺷﺧﺎص آﺧرﯾن ﺑﻬدف اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
)رﺑﺣﻲ أو ﻣوﻗف ﻣﻌﯾن ﯾﺳﻌﻰ اﻟﺑﺎﺣث ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻪ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟدراﺳﺔ.
ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﻠﯾﺎن ،2000ص .(102
واﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻧﺻف ﻣوﺟﻬﺔ :ﻫﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻣزﯾﺟﺎ ﻣن ﻧوﻋﯾن
اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ واﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ،وﻓﯾﻬﺎ ﺗﻌطﻲ اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎﺑل ﺑطرح اﻟﺳؤال ﺑﺻﯾﻐﺔ أﺧرى واﻟطﻠب
ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺟﯾب اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗوﺿﯾﺢ.
ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ :ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻐل
اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﺗﺷﺧﯾص ﺳﻠوك اﻟطﻔل واﻟﻣراﻫق و اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﯾوﻟﻬم و اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬم و ﻣﺷﻛﻼﺗﻬم
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ).اﻟﺷﯾﺦ ﻛﺎﻣل ﻣﺣﻣد ﻋوﯾﺿﺔ ،1996ص ص. (40 ،39
-5اﻻﺧﺗﺑﺎر :
اﻻﺧﺗﺑﺎر ﻫو إﺟراء ﻣﻧظم ﻟﻘﯾﺎس ﺳﻣﺔ ﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﻠوك ،وﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﺛﯾرات أﻋدت ﻟﺗﻘﯾس ﺑطرﯾﻘﺔ ﻛﻣﯾﺔ أو ﻛﯾﻔﯾﺔ ،ﺑﻌض اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ أو
ﺳﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ أو دراﺳﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧﺑﻬﺎ.
67
اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ
وﻫو اﺧﺗﺑﺎر إﺳﻘﺎطﻲ ﯾﻛﺷف ﻋن ﻣﺧﺗﻠف أﺑﻌﺎد اﻟذات ﻣن ﺧﻼل إﺟﺎﺑﺔ اﻟﻔرد ﻋن اﻟﺳؤال "ﻣن
أﻧت" " QUI EST TU" ،اﻟذي ﻋدﻟﻪ ﻟوﻛﯾﯾر إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻧﺷﺄة إدراﻛﺎت اﻟذات " Genèse
." de perseption soiوﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ :
اﻟوﺻف اﻟذاﺗﻲ :وﯾﻌﻧﻲ وﺻف اﻟﻔرد ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ أو ﺷﻔوﯾﺎ ،وﻫﻲ طرﯾﻘﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ
ﻟﻠﻔرد ﺑﺄن ﯾﺗﺣدث ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻛﻣﺎ ﯾدرﻛﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺗﺣدث ﻋن ذاﺗﻪ ،وﻛل ﻣﺎ ﯾﻌرﻓﻪ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻣن
ﻣﺷﺎﻋر أﺣﺎﺳﯾس دون أي ﺣﺎﺟز.
اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺔ :
ﻣن أﻧت ?
ﺻف ﻟﻲ ﻧﻔﺳك ﻛﻣﺎ ﺗراﻫﺎ ? ﺑدون اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺎ ﯾﻔﻛرﻩ اﻟﻐﯾر ﺑك .
ﻧﻘوم ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﻧص إﻟﻰ ﺟﻣل ﺻﻐﯾرة )ﻓﻌل ،ﻓﺎﻋل ،ﻣﻔﻌول ﺑﻪ ( ،ﺑﻌد ذﻟك ﻧﺣﺎول ﺗﺻﻧﯾف
اﻟﺟﻣل ﺑوﺿﻊ ﻛل ﺟﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﯾﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ﻛل ﺑﻧﯾﺔ ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺎت
وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺑدورﻫﺎ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻓﺋﺎت .
68
اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ
ﻧﻘوم ﺑﺣﺳﺎب ﻋدد اﻷﻓراد اﻟذﯾن أﺟﺎﺑوا ﻋﻠﻰ ﺑﻌد ﻣﻌﯾن ﻓﻧﻘوم ﺑﺣﺳﺎب ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
-اﻟﺗﻛ اررات :ﺣﺳب ﻣﺎ أﻗر ﺑﻪ " "LECYERﺣﺳب ﺗﻛ ارر اﻟﻔﺋﺔ ﻋﻧد أﻓراد اﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﻓﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺟدول.
-درﺟﺔ اﻟﺗﻣرﻛز :ﻣن ﺧﻼل اﻟﻧﺳب اﻟﻣﺋوﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث درﺟﺔ اﻟﺗﻣرﻛز وﻫﻲ ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ :
ﻛل ﻓﺋﺔ ﻧﺳﺑﺗﻬﺎ اﻟﻣؤوﯾﺔ ﺗﻧﺣﺻر ﺑﯾن % 70ﻓﻣﺎ ﻓوق ﺗﻛون درﺟﺔ ﺗﻣرﻛزﻫﺎ ﻣرﻛزﯾﺔ.
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺣﺻر اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣؤوﯾﺔ ﻣﺎ ﺑﯾن % 30و % 70ﺗﻛون درﺟﺔ ﺗﻣرﻛزﻫﺎ
وﺳطﯾﺔ .
ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣؤوﯾﺔ دون % 30ﺗﻛون درﺟﺔ اﻟﺗﻣرﻛز ﺛﺎﻧوﯾﺔ .
واﻟﺟدول ﯾﺑﯾن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ .
69
اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس :ﻋرض اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ
-1ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺎﻟﺔ
-2اﻟظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ
-3ﻣﻠﺧص اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
-5ﺗطﺑﯾق اﻻﺧﺗﺑﺎرGPS
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ
-1ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺎﻟﺔ
-2ظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ
-3ﻣﻠﺧص اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
-5ﺗطﺑﯾق اﻻﺧﺗﺑﺎرGPS
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
-1ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺎﻟﺔ
-2ظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ
-3ﻣﻠﺧص اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
-4ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺣﺗوى اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ
-5ﺗطﺑﯾق اﻻﺧﺗﺑﺎر
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ:
-1ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺎﻟﺔ:
اﻻﺳم :ع
اﻟﺳن 16 :ﺳﻧﺔ
اﻟﺟﻧس :ذﻛر
-2اﻟظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ:
اﻟﺣﺎﻟﺔ )ع( ﯾﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر 16ﺳﻧﺔ ﯾﻘﯾم ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻻﯾﺔ اﻟوادي ،ﯾدرس ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ
ﻣﺗوﺳط ) ﻣﻌﯾد ﻟﻠﺳﻧﺔ( ،ﺗم طﻼق واﻟدﯾﻪ ﻣﻧذ 7ﺳﻧوات ،ﯾﻌﯾش ﻓﻲ وﺳط أﺳرة ﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻣن
اﻷم وﺛﻼث إﺧوﺗﻪ ،اﻷخ اﻷﻛﺑر ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ﻣﻧزل اﻟﺟدة ،اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ،
واﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗﺄﺛر ﻛﺛﯾ ار ﺑطﻼق واﻟدﯾﻪ ﻣﻣﺎ أدى ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﺗراﺟﻊ ﻓﻲ ﻣﺳﺎرﻩ اﻟدراﺳﻲ.
أظﻬر اﻟﺣﺎﻟﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﺟﺎوﺑﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ظروف ﻫﺎدﺋﺔ ،وأﺟﺎب ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ
طرﺣت ﻋﻠﯾﻪ ،وﻗد ظﻬر ﻟدﯾﻪ ﻧوع ﻣن اﻟﺧﺟل ﺗﺟﺳدت ﻓﻲ إﯾﻣﺎءاﺗﻪ واﻟﺗﻘطﻊ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ
71
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
اﻟﻛﻼم ،وﺻرح ﺑذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ "أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺧﺟل ﻣن طﻼق واﻟداي" ،وﻗد ﻛﺎن ﻫﺎدئ ،وﻫو
اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﯾﺣب اﻻﺧﺗﻼط ﺑﺎﻟﻧﺎس ﻣن أﺟل اﻟﻧﺳﯾﺎن.
ﻛﻣﺎ ظﻬر ﻟدﯾﻪ ﻧوع ﻣن اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر ﺧﺎﺻﺔ إذا ذﻛر ﻣوﺿوع اﻟطﻼق أﻣﺎﻣﻪ ،وﺑدا ﻋﻠﯾﻪ
أﯾﺿﺎ ﺑﻌض اﻟﺣزن واﻟﺳرﺣﺎن ﻣن ﺣﯾن إﻟﻰ آﺧر ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺷد اﻟﯾدﯾن واﺣﻣرار اﻟوﺟﻪ،
وﻗد ﺻرح اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄن ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑواﻟدﻩ ﻋﻼﻗﺔ ﺳطﺣﯾﺔ.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻼﺣظﺔ واﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻧﺻف اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻣﻊ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﺗﺿﺢ أﻧﻪ ﯾﺑدي ﻧوع ﻣن اﻟﺗﺣﻔظ
ﻓﻲ اﻟﻛﻼم ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﻣﺗﺄﺛر ﺟدا ﺑطﻼق واﻟدﯾﻪ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻗوﻟﻪ ):ﻟم أﻗدر ﻋﻠﻰ ﻧﺳﯾﺎن
ذﻟك اﻷﻣر ( ،وﻗد أظﻬر ﻧوع ﻣن اﻟﺗوﺗر اﻟﺷدﯾد واﻟﻘﻠق ،ﻛﻣﺎ ﺗﺑﯾن أﯾﺿﺎ أﻧﻪ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻧﻘص
واﻟﺣرﻣﺎن اﻟﻌﺎطﻔﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻗوﻟﻪ ) :ﺷﻌوري أﻧﻪ ﻟﯾس ﻟدي أب ( ،وﻫو ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻐﯾرة ﻣن
أﺻدﻗﺎﺋﻪ و اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﻪ ،وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ) أﻗﺎرن ﻧﻔﺳﻲ ﺑﺎﻵﺧرﯾن ﻷﻧﻲ
ﻟﺳت ﻣﺛﻠﻬم ( ،وﻗد ﺗﺑﯾن أﻧﻪ اﻧطواﺋﻲ ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ .
وﻗد أوﺿﺢ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺧوﻓﻪ وﻗﻠﻘﻪ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ) ﻋﻧدﻣﺎ أﻗﻌد وﺣدي أﻓﻛر ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻛﯾف ﺳﯾﻛون( ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺣب اﻻﺧﺗﻼط ﺑﺎﻟﻧﺎس وذﻟك ﻟﻛﺑت ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ وآﻻﻣﻪ ،وﺑﻣﺎ أن
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻘﺎرن ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻵﺧرﯾن ﺳوف ﯾﺳﺗﻧﺗﺞ أﻧﻪ دوﻧﻬن ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻟدﯾﻪ ﺿﻌف ﺗﻘدﯾر اﻟذات.
-1-5ﺗﻘﺳﯾم ﻧص اﻻﺧﺗﺑﺎر:
أﻧﺎ اﺳﻣﻲ ع /أﺳﻛن ﻓﻲ ﺑﻠدﯾﺔ ﺗﻧدﻟﺔ وﻻﯾﺔ اﻟوادي /ﻋﻣري 16ﺳﻧﺔ /أدرس ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ
ﻣﺗوﺳط /أﻋﯾش ﻣﻊ أﻣﻲ وﺛﻼﺛﺔ إﺧوﺗﻲ /أﻧﺎ أﺣب أﺻدﻗﺎﺋﻲ ﻛﺛﯾ ار /أﺳﻛن ﻓﻲ ﺣﻲ اﻟﺳﻌﺎدة
/أﺣب اﻻﺧﺗﻼط ﺑﺎل ﻧﺎس /أﻧﺎ ﻋﻧدي أب وأم ﻟﻛﻧﻬم ﺗطﻠﻘوا /ﻟم أﻋرف اﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺣﺗﻰ
72
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
اﻵن /ﻟم أﺗوﻗﻊ اﻷﻣر /ﻟﻘد ﺗﻐﯾرت ﻧظرﺗﻲ ﻟﻠﺣﯾﺎة ﻋﻧدﻣﺎ ﺗطﻠﻘوا /أﺷﻌر أﻧﻪ ﻟﯾس ﻟدي أب /
ﻟﺳت راض ﻋن ﻫذا اﻟطﻼق /ﻟﻛن أﺻﺑﺣت أﺛق ﺑﻧﻔﺳﻲ ﻛﺛﯾ ار /أﻧﺎ أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺧﺟل ﻣن
طﻼﻗﻬم /ﻟﻛن ﻟن أﻓﺷل ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة /ﺳﺄﻗدم ﻛل ﻣﺎ ﻋﻧدي وأﺑﻧﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑل ﺟدﯾد /ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن
ﻋﻧدي أب ﺳوف أﺑﻧﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﺑﻧﻔﺳﻲ /ﺳوف أﺗﻘدم إﻟﻰ اﻷﻣﺎم /ﻟن أﺗراﺟﻊ إﻟﻰ اﻟوراء أﺑدا /
ﻟﻛن داﺋﻣﺎ أﻓﻛر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل واﻟدﻧﯾﺎ وﻗﺳوﺗﻬﺎ /وأﻓﻛر ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ.
أﻓﻛر ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ
73
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
ﻋﻣري 16ﺳﻧﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻼﺣظﺔ واﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ واﺧﺗﺑﺎر GPSﺗﺑﯾن أن اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻧﺳﺎن ﻫﺎدئ اﻟطﺑﺎع ،ﻏﯾر
أﻧﻪ ﯾﻧﻔﻌل ﻗﻠﯾﻼ ﻋﻧد طرح ﺑﻌض اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑطﻼق واﻟدﯾﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑﺎﻟﺣدﯾث ﻋن اﻷب ،وﻗد ظﻬر ذﻟك ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺟﺳد ) رﺟﻔﺔ اﻟﺻوت ،رﻏرﻏت اﻟﻌﯾﻧﯾن (،
ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﺟد ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺑﻛل ﺻراﺣﺔ وطﻼﻗﺔ ،وﻫذا ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ أن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾرﯾد
ﺗذﻛر ذﻟك اﻷﻣر ،ﻓﻬو ﯾﺣﺎول اﻟﻬروب ﻛوﺳﯾﻠﺔ دﻓﺎﻋﯾﺔ ﻟﺗﺧطﻲ اﻷﻣر و ﻧﺳﯾﺎﻧﻪ .
وﺗﺑﯾن أﯾﺿﺎ أن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗﺄﺛر ﺟدا ﺑطﻼق واﻟدﯾﻪ ﻓﻬو ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻏﯾﺎب ﻣﺻدر اﻟﺣﻧﺎن
واﻟﻣﺳﺎﻧدة ،وﻛذﻟك ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻔراغ اﻟﻌﺎطﻔﻲ اﻟذي ﺗرﻛﻪ اﻷب ،ﻓﻐﯾﺎب ﻣﺷﺎﻋر اﻷﺑوة اﺗﺟﺎﻩ
اﻷﺑﻧﺎء ﯾؤدي إﻟﻰ اﻻﻏﺗراب اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﻏﯾﺎب اﻟﺻورة اﻷﺑوﯾﺔ واﺳﺗﺑداﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺻورة اﻷﻣوﻣﯾﺔ ،ﻓﻘد
ﺗﺷﻛل ﻋﺎﺋق ﻧﻔﺳﻲ ﻟدى اﻻﺑن.
74
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
وﻫذا ﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻧﻘص واﻟﻘﻠق ﻷن "ﺣرﻣﺎن اﻟطﻔل ﻣن اﻟﺣب ﯾرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ
واﺿﺣﺎ ﺑزﯾﺎدة أﻋراض اﻟﻘﻠق اﻟﺻرﯾﺢ ،ﻛزﯾﺎدة اﻟﻣﺧﺎوف وﺿﻌف اﻟﺛﻘﺔ واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺣزن
واﻟﺗﻌﺎﺳﺔ ) ".ﺳﻬﯾر ﻛﺎﻣل أﺣﻣد 1990ص .(176
ﻓﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻘﻠق ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻸﺳﺋﻠﺔ واﻟﺧﯾﺎﻻت واﻷﻓﻛﺎر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﺻورات اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻵﺑﺎﺋﻬم ،ﻷﻧﻬم ﻣﺗﻌودون ﻋﻠﻰ ﺻورة اﻷم ﻓﻘط ،وﻫذا ﻣﺎ ﺧﻠق ﻟدى اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻗﻠق ﻛﺎﻣن ﻣﻌﺑر
ﻋﻧﻪ ﻓﻲ ﻗﺿم أظﺎﻓرﻩ.
وﻣن ﺧﻼل اﻻﺧﺗﺑﺎر وﺟدﻧﺎ أن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺣﺎول أن ﯾﺗواﻓق ﻣﻊ اﻟوﺿﻊ اﻟﺟدﯾد واﻟﺗﻌود ﻋﻠﻰ
ﻏﯾﺎب اﻷب ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺟﺎح وﻋدم اﻟﻔﺷل ﻟﺑﻧﺎء ﻣﺳﺗﻘﺑل ﺟدﯾد ﺣﺗﻰ و ﻟو
ﻛﺎن أﺑوﻩ ﻓﻠن ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻪ ،وﻫﻧﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻣﯾﻛﺎﻧزم اﻟﺗﻌوﯾض ﻛوﺳﯾﻠﺔ دﻓﺎﻋﯾﺔ
ﻟﻠﺣرﻣﺎن اﻷﺑوي ،ﺣﯾث ﯾرى آدﻟر "أن اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻧﻘص وﺗﻬدف
إﻟﻰ إﺣراز اﻟﺗﻔوق" ) .ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم ﻋﺑد اﻟﻠّﻪ ،2001ص .( 88
وﻟﻠﺣﺎﻟﺔ ﻋﻼﻗﺔ وطﯾدة وﻋﺎطﻔﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﺗﺟﺎﻩ واﻟداﺗﻪ ﻷﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻘرب ﻣﻧﻪ ،وﻫﻲ
ﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ،وﻫو ﺑﺄﻣس اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟواﻟدﻩ رﻏم ﻋﻼﻗﺗﻪ اﻟﺳطﺣﯾﺔ ﺑﻪ.
75
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
-1ﺗﻘدﯾم اﻟﺣﺎﻟﺔ:
اﻹﺳم :أ
اﻟﺳن 18 :ﺳﻧﺔ
اﻟﺟﻧس :ذﻛر
-2اﻟظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ:
اﻟﺣﺎﻟﺔ )أ( ﯾﺑﻠﻎ 18ﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر ﯾﻘﯾم ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻻﯾﺔ اﻟوادي ،ﯾدرس ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ
ﻣﺗوﺳط ،ﺗم طﻼق واﻟدﯾﻪ ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت أﻣﻪ ﺣﺎﻣل ﺑﻪ ،و ﯾﻌﯾش ﻣﻊ واﻟدﺗﻪ وﺧﺎﻟﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت
ﺑﺗرﺑﯾﺗﻪ ،ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ طﯾﺑﺔ ووطﯾدة ﻣﻊ ﺧﺎﻟﺗﻪ ،أﻣﺎ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﻣﻊ واﻟدﻩ ﻣﺣدودة ،وﻫو ﻣﺗﺄﺛر ﺟدا
ﺑطﻼق واﻟدﯾﻪ ،و ﺣﺳﺎس ﺟدا ﻷﺑﺳط اﻷﻣور ،و ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ طﯾﺑﺔ ﻣﻊ أﺻدﻗﺎﺋﻪ وﺟﯾراﻧﻪ .
-3ﻣﻠﺧص اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ:
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ﺑﯾت ﻣﻊ أﻣﻪ و ﺧﺎﻟﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺑﻬﺎ ﻛﺛﯾ ار ﻷﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻣن ﻗﺎﻣت ﺑﺗرﺑﯾﺗﻪ ،أﺑدى
ﺗﺟﺎوﺑﺎ ﺟﯾدا أﺛﻧﺎء ﺳﯾر اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺑدى رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث واﻟﺗﻧﻔﯾس ﻋن ﻣﻛﺑوﺗﺎﺗﻪ وآﻻﻣﻪ ،
ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻣوﺿوع ﯾﺗﻣﺣور ﺣول ﺣﯾﺎﺗﻪ ،وﻫو اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﯾﺣب ﻣن ﯾﺗﺣدث ﻣﻌﻪ ،وﻗد أظﻬر
أﺛﻧﺎء اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻧوع ﻣن اﻟﻘﻠق واﻻﻧﻔﻌﺎل وﻟو ﻛﺎن ﺑﺳﯾط ﻋﻧد ذﻛر واﻟدﻩ أﻣﺎﻣﻪ ﺣﯾث ﺗﺟﺳد ذﻟك
76
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
ﻓﻲ ﺣرﻛﺎت ﺟﺳﻣﻪ )ﺷد اﻟﯾدﯾن ،طﺄطﺄة اﻟرأس ﻟﻸﺳﻔل ،اﻟﺻﻣت وﻋدم اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧد طرح
اﻟﺳؤال ﻋن واﻟدﻩ ،إﻻ أﻧﻧﺎ ﻻﺣظﻧﺎ رﻏﺑﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أب .
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﺑﯾن أن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗﺄﺛر ﺟدا ﺑطﻼق واﻟدﯾﻪ ﻓﺑﻣﺟرد ﻣﺎ ذﻛر اﻟﻣوﺿوع أﻣﺎﻣﻪ
اﺣﻣر وﺟﻬﻪ ،وﻗد أﺑدى اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻬرب ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋن واﻟدﻩ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗردد ﻓﻲ
اﻟﻛﻼم ﺻﻣﺗﻪ إذا ذﻛر ﻟﻪ ،وﻛذﻟك ظﻬور اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر اﻟﺷدﯾد واﻹﺣﺳﺎس ﺑﻌدم اﻷﻣن واﻟﻬﺟر
ﻣن ﺟﻬﺔ ﻓﺣﺳب آدﻟر " اﻟﻘﻠق اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻫو ﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺷﻌور ﺑﻌدم اﻷﻣن".
ﺣﯾث ﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ) ﻣﺎﻋﻼﺑﺎﻟوش ﺑﯾﺎ ( ،ﻛﻣﺎ ﺻرح اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺷﻌورﻩ ﺑﺎﻟﻛرﻩ اﺗﺟﺎﻩ واﻟدﻩ
وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻗوﻟﻪ ) واﻟدي ﻻ أﺣﺑﻪ ( واﻟﺧﺟل أﯾﺿﺎ ،و ﻫذا ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟدﯾﻪ ﺗﻘدﯾر
ﻣﻧﺧﻔض ﻟﻠذات ﻓﻘد أﺷﺎر" روزﻧﺑرغ ": "rosenbergأن ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﺗدﻧﻲ ﺗﻘدﯾر
اﻟذات اﻟﺧﺟل".
ﻛﻣﺎ ﺑدا واﺿﺣﺎ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻧﻘص ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ) ﺣﺎس ﺑﻠﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻧﺎﻗﺻﺗﻧﻲ ﻣن اﻷﺑوة (،
ﻓﺎﻟﺣﺎﻟﺔ ﻗد ﺣرم ﻣن ﻣﺻدر اﻟﺣﻧﺎن واﻷﻣن اﻷﺑوي ﺑﺳﺑب اﻹﻫﻣﺎل اﻟﺣﺎد ﻣن طرف اﻷب ،ﻫذا
ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻏﯾر ﻣرﺗﺎح ﻧﻔﺳﯾﺎ ،ﺣﯾث ﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ) أرﯾد راﺣﺔ اﻟﺑﺎل ( ،وظﻬور اﻟﻘﻠق
واﻟﺧوف ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻔﺎدﯾﻪ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻧظرﺗﻪ اﻟﺗﺷﺎؤﻣﯾﺔ ﻟﻪ ﻓﻲ
ﻗوﻟﻪ ) ﻧﺎد ار أﻓﻛر ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻻ ﺧﺎطر ﻣﺎ ﻋﻼﺑﺎﻟﯾش ﻛﯾﻔﺎﻩ راح أﯾﻛون ( .
-1-5ﺗﻘﺳﯾم ﻧص اﻻﺧﺗﺑﺎر:
أﻧﺎ اﺳﻣﻲ أ /أﺳﻛن ﻓﻲ وﻻﯾﺔ اﻟوادي /ﻋﻣري 18ﺳﻧﺔ ﻋﻧدﻣﺎ طﻠق أﺑﻲ أﻣﻲ أﻧﺎ ﻟم أوﻟد ﺑﻌد
/أﻋﯾش ﻣﻊ أﻣﻲ وﺧﺎﻟﺗﻲ ﻓﻘط /أﺷﻌر ﺑﺈﺣﺳﺎس أﻧﻪ ﻣﺎزال ﯾﻧﻘﺻﻧﻲ ﺷﻲء ﻣن اﻷﺑوة /أدرس
77
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﺗوﺳط /داﺋﻣﺎ أﺳﺄل ﻧﻔﺳﻲ ﻟﻣﺎذا طﻠق أﺑﻲ أﻣﻲ /ﻫذا اﻟﺳؤال ﻻ ﯾذﻫب ﻋن
ﺑﺎﻟﻲ أﺑدا /ﻟﻛن ﯾﻌوﺿﻧﻲ ﻋن ﻓﻘداﻧﻲ ﻷﺑﻲ أﻣﻲ وﺧﺎﻟﺗﻲ /ﯾﺳﻬران ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺎدﺗﻲ /ﺳﯾﺑﻧﯾﺎن
ﻟﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣزدﻫر /واﻟدي ﻻ أﺣﺑﻪ /أرﯾد راﺣﺔ اﻟﺑﺎل /أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺧﺟل ﻣن طﻼق واﻟداي /
أرﯾد اﻟﻌﯾش ﺑﺟﺎﻧب أﻣﻲ وأﺑﻲ ﻣﻊ /راض ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘدر.
واﻟدي ﻻ أﺣﺑﻪ
ﻋﻣري 18ﺳﻧﺔ
78
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻼﺣظﺔ واﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ وﻧﺗﺎﺋﺞ اﻻﺧﺗﺑﺎر ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺣرﻣﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻏﯾﺎب اﻷب ،ﻓﻬو ﻣﺗﺄﺛر ﺟدا ﺑطﻼق واﻟدﯾﻪ ،وﻫذا اﻟﻐﯾﺎب أﺛر ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ،ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﺣﯾث وﺿﺣﻬﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛون ﺑﺄﻧﻬﺎ ":ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺻراﻋﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وﻫذا اﻟﺻراع
ﻧﺎﺗﺞ ﻋن رﻏﺑﺔ اﻟﻣراﻫق ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻋن واﻟدﯾﻪ وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬﺎ".
ﻓﺎﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺎﻗد ﻟﻣﺻدر اﻟﺣﻧﺎن واﻷﻣن واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ وﻋدم اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟراﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ "،ﻓﺎﻷﻣن ﻫو
ﻣﺻدر اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ" ) .ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟواﻓﻲ ، 2008ص.(172
وﺗﺑﯾن ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻼﺣظﺔ ﺑﻌض اﻟﺗوﺗر ﻟدى اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل إﺟﺎﺑﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺋﻠﺔ
واﻟﺳﻛوت أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻛﻠم ﻋن واﻟدﻩ ﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺣزﻧﻪ ،و ﻗﻠﻘﻪ وﻗد وﺿﺢ آدﻟر ﻫذا اﻟﻘﻠق ﺑﺄﻧﻪ
ﻛﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ وﻣﺷﺎﻋر اﻟﻧﻘص ،و ﯾؤﻛد آدﻟر أن اﻟﻘوة اﻟداﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن
ﻫﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻧﻘص واﻟﺗﻲ ﺗﺑدأ ﺑﻣﺟرد ﻣﺎ ﯾﺑدأ اﻟﻔرد ﺑﻔﻬم وﺟود اﻵﺧرﯾن واﻟذﯾن ﻋﻧدﻫم ﻗدرة
أﺣﺳن ﻣﻧﻪ ﻟﻠﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم واﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺗﻬم ،وﻫذا اﻟﺷﻌور أﺛر ﻋﻠﻰ ﺻورة اﻟذات ﻣﻣﺎ
ﺟﻌل اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﺧوف واﻟﻘﻠق ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل.
79
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
ﻓﻘد أﻛدت دراﺳﺔ "زوﻛوﻟو "1992 Zoccolilloأﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘﻠق ﻛﻣﺗﻐﯾر ﻟﻪ أﺛر ﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ
ﺗﻘدﯾر اﻟذات ،ﻓﻛﻠﻣﺎ إرﺗﻔﻊ اﻟﻘﻠق ﻧﻘص ﺗﻘدﯾر اﻟﻔرد ﻟذاﺗﻪ" .
ﻓﻬو ﯾرى ﺑﺄن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻏﺎﻣض ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ وﯾﻘﻠﻘﻪ ،ﻷن" اﻟﻘﻠق ﻫو اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﻼﺷﻌوري اﻟذي
ﺗﻔرﺿﻪ ﺑﻌض ظروف اﻟﺑﯾﺋﺔ أو اﻟﻣواﻗف اﻟﻣﻬددة ﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻔرد وأﻫداﻓﻪ ،وﻫو اﻷﺣداث اﻟﻣﺛﯾرة
ﻟﻠﺧوف ﻣن اﻧﻬﯾﺎر اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟدﻓﺎﻋﯾﺔ واﻧﻌدام اﻷﻣن واﻟﻧﺿﺞ".
80
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
اﻻﺳم :إ
اﻟﺳن 17 :ﺳﻧﺔ
اﻟﺟﻧس :أﻧﺛﻰ
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر 17ﺳﻧﺔ ﺗﻘﯾم ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻻﯾﺔ اﻟوادي ،ﺗدرس ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ راﺑﻌﺔ
ﻣﺗوﺳط ،ﺗم طﻼق واﻟدﯾﻬﺎ ﻣﻧذ 7ﺳﻧوات ،ﺗﻌﯾش ﻓﻲ أﺳرة ﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻣن اﻷم وأرﺑﻌﺔ إﺧوة ،اﻷخ
اﻷﻛﺑر ﯾﻌﯾش ﻋﻧد ﺟدﺗﻪ،أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ ﺟدا ،وﻫﻲ ﻓﺗﺎة ﻫﺎدﺋﺔ اﻟطﺑﺎع
ﺧﺟوﻟﺔ ،طﻣوﺣﺔ ،ذات ﻋﻼﻗﺔ ﺟﯾدة ﻣﻊ اﻟﺟﯾران ﻣﺗﻔﺎﺋﻠﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة.
-3ﻣﻠﺧص اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ:
اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﯾش ﻣﻊ أﻣﻬﺎ ٕواﺧوﺗﻬﺎ اﻟﺛﻼث ،وﻗد أﺑدت اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻧوع ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ
ﻛﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم دﻓﺎﻋﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋدم ﺗﺟﺎوﺑﻬﺎ أﺛﻧﺎء ﺳﯾر اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺟد ﻛﺗوﻣﺔ ﺣول طﻼق
81
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
واﻟدﯾﻬﺎ ،وﻛﺎﻧت ردة ﻓﻌﻠﻬﺎ اﻟﺗردد و اﻟﺗﻧﺎﻗض ﻓﻲ اﻟﻛﻼم ،ﻓﺎﻟﺣﺎﻟﺔ ذات طﺎﺑﻊ اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،وﻫﻲ
ﻣﺣﺑوﺑﺔ ﻣن طرف اﻵﺧرﯾن وﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﯾدة ﻣﻊ أﺳرﺗﻬﺎ .
وﻗد ﺻرﺣت ﺑﺄﻧﻬﺎ أﺻﺑﺣت ﻋﺻﺑﯾﺔ ﺑﻌد طﻼق واﻟدﯾﻬﺎ ،وﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺳطﺣﯾﺔ ﻣﻊ واﻟدﻫﺎ،
وﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺣﺑﻪ وﻻ ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ ﺑل ﻫﻲ ﻓﻲ أﻣس اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ.
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻼﺣظﺔ و اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﺑﯾن أن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗﺄﺛرة ﺟدا ﺑطﻼق واﻟدﯾﻬﺎ ،وﻗد ظﻬر ذﻟك
ﻓﻲ ﻗوﻟﻬﺎ ):ﻟم أﺻدق اﻟﺧﺑر وﻗد ﻛﺎن ﻣؤﻟم ﺟدا ( ،ﻛﻣﺎ أظﻬرت ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻬرب ﻓﻲ اﻟﻛﻼم
وﻗد ظﻬر ﻫذا ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗردد واﻟﻣ اروﻏﺔ ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻛوﺳﯾﻠﺔ دﻓﺎﻋﯾﺔ وﻣﺣﺎوﻟﺗﻬﺎ اﻻﻧﺳﺣﺎب ﻣن
اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ،ﻛﻣﺎ أظﻬرت أﯾﺿﺎ ﻧوع ﻣن اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ارﺗﺟﺎف اﻟﯾدﯾن واﺣﻣرار
اﻟوﺟﻪ ،و ﻛذﻟك ﺷﻌور اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘص ،ﺣﯾث ﯾؤﻛد آدﻟر "أن اﻟﻘوة اﻟداﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎن
ﻫﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻧﻘص واﻟﺗﻲ ﺗﺑدأ ﺑﻣﺟرد ﻣﺎ ﯾﺑدأ اﻟﻔرد ﺑﻔﻬم وﺟود اﻵﺧرﯾن واﻟذﯾن ﻋﻧدﻫم
ﻗدرة أﺣﺳن ﻣﻧﻪ ﻟﻠﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم واﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺗﻬم" .
وﻗد ﺗﺟﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﻬﺎ ) ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻧﻘص ( ،وﻗد ﺻرﺣت ﺑﺄن ﺷﻌورﻫﺎ اﺗﺟﺎﻩ واﻟدﻫﺎ
ﺷﻌور ﻋﺎدي ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾوﺟد أي إﺣﺳﺎس ﺑﺎﻹﻧﺟذاب أو اﻟﺣﻧﺎن اﻷﺑوي ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻗوﻟﻬﺎ
) ﺷﻌوري ﻧﺣو واﻟدي ﺷﻌور ﻋﺎدي( ،وﻛﻣﺎ ﺻرﺣت اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ أﺻﺑﺣت ﻋﺻﺑﯾﺔ ﺟدا.
وأظﻬرت أﺛﻧﺎء اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻧوع ﻣن اﻻﻧﻔﻌﺎل اﻟﺑﺳﯾط ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣرﯾك رأﺳﻬﺎ ،واﻟﺷد ﻋﻠﻰ
اﻟﯾدﯾن ،اﻟﺿﺣك ﺛم اﻟﺻﻣت ،وأوﺿﺣت أﻧﻬﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﺣب اﻻﺧﺗﻼط ﺑﺎﻟﻧﺎس ،وﻟﯾﺳت
ﻣﻧطوﯾﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺣذرة ،وﻻ ﺗﺛق ﺑﺄي أﺣد ﻓﻲ ﻗوﻟﻬﺎ ) :أﺣب اﻻﺧﺗﻼط ﺑﺎﻟﻧﺎس ﻟﻛن ﻣش أي
أﺣد( ،وﺗؤﻛد اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺛق ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ أي ﻗرار ﯾﺧﺻﻬﺎ ،وظﻬور اﻟﻘﻠق واﻟﺧوف ﻣن
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .
82
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
وﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻼﺣظﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﺎﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻘﺿم أظﺎﻓرﻫﺎ ﺑدرﺟﺔ ﺧﻔﯾﻔﺔ ﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ
اﻟﺗوﺗر ،وﻫذا اﻟﺗوﺗر راﺟﻊ إﻟﻰ ظروف اﻟطﻼق .
-1-5ﺗﻘﺳﯾم ﻧص اﻻﺧﺗﺑﺎر:
أﻧﺎ ﻣن أﻧﺎ /أﻧﺎ ﺑﻧت اﺳﻣﻲ إ /أدرس ﻓﻲ ﺳﻧﺔ راﺑﻌﺔ ﻣﺗوﺳط /أدب وأﺧﻼق ﻓﺎﺿﻠﺔ /ﺗرﺑﯾﺔ
ﻓﻲ أﺳرة ﺻﻐﯾرة أﺣﺳن ﺗرﺑﯾﺔ /ﺗﺗﺄﻟف ﺗﻠك اﻷﺳرة ﻣن اﻷم واﻷب وأرﺑﻌﺔ أوﻻد /ﺛم ﺗﻘﻠﺑت
ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ رأس ﻋﻠﻰ ﻋﻘب /ﺗطﻠق أﻣﻲ وأﺑﻲ /أرﯾد أن أﺣﻘق ﺣﻠم أﻣﻲ اﻟﺗﻲ رﺑﺗﻧﻲ /ﺳﺄﺻﺑﺢ
إطﺎ ار ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻛﻲ أﺳﺗرﺟﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﻧﺎﺋﻬﺎ وﺷﻘﺎﺋﻬﺎ /إﻧﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺣﺑﺔ ﻟﻐﯾري /و أﺣب ،
اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎس /وأﺣب ﻟﻬم اﻟﺧﯾر ﻣن ﻛل ﻗﻠﺑﻲ /ﻋﻧدﻣﺎ ﺗطﻠﻘت أﻣﻲ وأﺑﻲ أﺻﺑﺣت
ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ /ﻻﻛن وﺟدت ﻣن ﯾﺳﺎﻧدﻧﻲ /وأﺻﺑﺣت ﻋﺻﺑﯾﺔ /وﻻ أﺣﺗﻣل اﻟﻛﻼم أﻛﺛر
ﻣن اﻟﻠزوم /أرﯾد أن أﺻﺑﺢ ﻣﺣﺎﻣﯾﺔ /ﻛذﻟك أﻧﺎ ﻣﺳﺋوﻟﺔ.
83
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
اﻟﻘدرات واﻻﺳﺗﻌدادات :ﺳﺄﺻﺑﺢ إطﺎ ار ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻛﻲ اﺳﺗرﺟﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﻧﺎﺋﻬﺎ وﺷﻘﺎﺋﻬﺎ
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻼﺣظﺔ واﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ وﻧﺗﺎﺋﺞ اﻻﺧﺗﺑﺎر اﺗﺿﺢ أن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﺣرﻣﺎن
اﻟﻌﺎطﻔﻲ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻛﻼﻣﻬﺎ وﺗﺻرﻓﺎﺗﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﻗد ﻋﺎﻧت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻓﻘدان ﻣﺻدر اﻷﻣن
واﻟﺣﻧﺎن ،أﻻ وﻫو اﻷب ﺣﯾث ﯾﻘول " " Billeأن اﻷب ﯾﻠﻌب دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻣو ﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻔرد ﻷن ﻟﻪ اﻟدور اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺗوازن ﻣن ﺣﯾث اﻻﺳﺗﻘرار واﻷﻣن وأﻫﻣﯾﺔ وﺟودﻩ
ﻓﻲ ﻧﻣو ﺗﺷﻛﯾل ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺳﻠﯾﻣﺔ ).ﺑدرة ﻣﻌﺗﺻم ﻣﯾﻣوﻧﻲ ،2005ص. (25
84
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
واﻟﻔرد اﻟﻣﺣروم ﻣن ﺣﻧﺎن اﻷﺑوﯾن ﻣﻬﻣﺎ ﻗدﻣت ﻟﻪ ﻣن ﺣﻧﺎن ﯾﺑﻘﻰ ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ أﻛﺛر وﯾظل ﯾﻌﺎﻧﻲ
ﻣن اﻟﺣرﻣﺎن وﻧﻘص واﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺣب .
وﻗد أﺑدت اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧوع اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر ) اﻟﺗردد ﻓﻲ اﻟﻛﻼم ،اﺣﻣرار اﻟوﺟﻪ ،اﻟﺿﺣك ( ،وﻛذﻟك
اﻟﺣزن اﻟذي ﯾﺑدو ﻓﻲ ﻧﺑرة ﻛﻼﻣﻬﺎ واﻟﺳﻛوت اﻟﻣطول اﻟﻧﺎﺟم ﻋن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻧﻘص و ﺟﻔﺎف اﻟﻔم
وﺗﺟﻧب اﻟﺗﺧﺎطب ﺑﺎﻟﻌﯾﻧﯾن ،وﻣﺎ ﻟوﺣظ أن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺑدي ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗردد ﻓﻲ
اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻷﺳﺋﻠﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ دﻓﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠﺗﻬرب ﻣن اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣﻌﺎش ﻣن ﺧﻼل ﻣﻛﺎﻧﯾزم
دﻓﺎﻋﻲ ﻫو اﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻛﺳﻲ" وﻫو أن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ إظﻬﺎر ﻏﯾر ﻣﺎ ﯾﺑطن ﻓﺈذا ﻫﻧﺎك داﻓﻊ اﻟﻘﻠق
ﻋﻧد اﻟﻔرد وآﺧر ﯾﺛﯾر اﻟرﺿﺎ ﻓﯾطﻠق اﻟﻌﻧﺎن ﻟﻠداﻓﻊ اﻟذي ﯾﺛﯾر اﻟرﺿﺎ".
ﻓﺎﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﺎول إظﻬﺎر أﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺗﺄﺛرة ﻟطﻼق واﻟدﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث ﻫﻧﺎك ﺻﻌوﺑﺎت ﯾﺟب أن
ﺗﺗﺧذﻫﺎ ﺑﺻﺑر وﻋزﯾﻣﺔ ،وﻗد ﺗﺑﯾن أﻧﻬﺎ طﻣوﺣﺔ وﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﻷﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺑﻧت
اﻷﻛﺑر ﻋﻧد أﻣﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘﻠق ﻓﻘد وﺿﺢ " آدﻟر ":ADLARأن ﻣﺻدر ﻫذا
اﻟﻘﻠق ﻛﺎﻣن ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟدوﻧﯾﺔ وﻗد ﻋرف ﻫﺎروﻟد اﻟﻘﻠق ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻋدم اﻻﺗزان
اﻟﻣﺳﺗﻣر ﯾﻧﺷﺄ ﺑﺳﺑب وﺟود ﺻراع داﺧﻠﻲ اﻧﻔﻌﺎﻟﻲ".
وﻛذﻟك اﻟﺧوف ﻣن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﻟﻠﺣﺎﻟﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺎطﻔﯾﺔ اﺗﺟﺎﻩ واﻟدﺗﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑرﻫﺎ ﺳﻧدﻫﺎ ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟدﻧﯾﺎ ،وﺳﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﺣﻠم واﻟدﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻗوﻟﻬﺎ ) أرﯾد أن أﺻﺑﺢ ﻣﺣﺎﻣﯾﺔ (.
85
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
86
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
ﺑﻌد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻣﻲ ﻛﺧطوة أوﻟﯾﺔ ﺳﻧﻘوم ﺑﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻛﯾﻔﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ
إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻔﺋﺎت ﻣﻊ اﻻﺳﺗدﻻل ﺑﺄﻗوال اﻟﺣﺎﻻت.
- 2اﻟذات اﻟﻔردﯾﺔ :ﺗﻣﺛل اﻟوﺻف اﻟذاﺗﻲ اﻻدراﻛﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛوﻧﻬﺎ اﻟﻔرد
87
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
88
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
ﻓﻲ ﺣﯾن أن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟم ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ،وﻗد ﯾرﺟﻊ ﻫذا إﻟﻰ ﻧﻘص ﺛﻘﺗﻪ
ﺑﻧﻔﺳﻪ .
*اﻟﻘدرات واﻻﺳﺗﻌدادات :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ 3/2ﺑﻧﺳﺑﺔ %66ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز
وﺳطﯾﺔ ﻓﻘد ﺳﺟﻠﻧﺎ اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﯾن ﺗﺗﻣﺛل أﻗواﻟﻬم ﻓﻲ :
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ :ﻟن أﻓﺷل ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺳوف أﺗﻘدم إﻟﻰ اﻷﻣﺎم
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﺳﺄﺻﺑﺢ إطﺎ ار ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻛﻲ أﺳﺗرﺟﻊ ﻟﻬﺎ ﻋﻧﺎﺋﻬﺎ وﺷﻘﺎﺋﻬﺎ
أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻠم ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﺑﺳﺑب ﺷﻌورﻩ ﺑﺎﻟﻧﻘص واﻟﻌﺟز وﻫذا ﯾﻧﻌﻛس
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾﻣﻪ ﻟﻘدراﺗﻪ واﺳﺗﻌداداﺗﻪ .
*اﻟﻣﺣﺎﺳن واﻟﻌﯾوب :ﻋدد اﻟﺟﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ 3/2ﺑﻧﺳﺑﺔ %66ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز وﺳطﯾﺔ
ﻓﻘد أﺟﺎﺑت اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﺣﯾث ﺗﺟﻠت أﻗواﻟﻬم
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ :أﺣب أﺻدﻗﺎﺋﻲ ﻛﺛﯾ ار
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أدب وأﺧﻼق ﻓﺎﺿﻠﺔ وﻣﺣﺑﺔ ﻟﻐﯾري
ﻓﻘد ﻗﺎﻣت اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﺑذﻛر اﻟﺟواﻧب اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻘط ذﻟك ﻹﺧﻔﺎء ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻧﻘص ،أﻣﺎ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟم ﺗﺳﺗﺟب ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ وﻫذا ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻧﻘص اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻪ
3-2ﻣﺎ ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ ﻫوﯾﺔ اﻟذات
*اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫو 3/3ﺑﻧﺳﺑﺔ %100ﺑدرﺟﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ،
ﻓﻘد أﺟﺎﺑت ﻛل اﻟﺣﺎﻻت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﺗﺗﻣﺛل أﻗواﻟﻬم ﻓﻲ:
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ :أﻧﺎ اﺳﻣﻲ ﻋﻣر
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أﻧﺎ اﺳﻣﻲ أﯾﻣن
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :أﻧﺎ ﺑﻧت اﺳﻣﻲ إﻟﻬﺎم
وﻫذا ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻧزﻋﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﻛﯾد ٕواﺛﺑﺎت اﻟذات ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم
*اﻟدور واﻟﻣﻛﺎﻧﺔ :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫو 3/3ﺑﻧﺳﺑﺔ %100ﺑدرﺟﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ،ﻓﻘد
أﺟﺎﺑت ﻛل اﻟﺣﺎﻻت ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﺗﺗﻣﺛل أﻗواﻟﻬم ﻓﻲ :اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﯾدرﺳﺎن
89
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣﺗوﺳط ،أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗدرس ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ راﺑﻌﺔ ﻣﺗوﺳط ،وﻫذا
ﯾﻌﻧﻲ أن ﻟﻠﺣﺎﻻت دور ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة وﻣﻛﺎﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن أﺟل ﺗﺟﺎوز اﻟﺻدﻣﺔ
اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن طﻼق اﻟواﻟدﯾن .
*اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﻗواﻣﻬﺎ :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ 3/2ﺑﻧﺳﺑﺔ %66ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز وﺳطﯾﺔ ﻓﻘد
أﺟﺎﺑت اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ وﺗﺗﻣﺛل أﻗواﻟﻬم ﻓﻲ :اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :داﺋﻣﺎ
أﺳﺄل ﻧﻔﺳﻲ ﻟﻣﺎذا طﻠق أﺑﻲ أﻣﻲ
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :ﻋﻧدﻣﺎ ﺗطﻠﻘت أﻣﻲ أﺻﺑﺣت ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ
أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ وﻫﻧﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻗد اﺳﺗﻌﻣل ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم اﻹﻧﻛﺎر.
*اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ 3/2ﺑﻧﺳﺑﺔ %66ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز وﺳطﯾﺔ ﻓﻘد
أﺟﺎﺑت اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ )راض ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء واﻟﻘدر ( ،أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ )ﻟﻘد ﺗﻐﯾرت ﻧظرﺗﻲ
ﻟﻠﺣﯾﺎة( وﻫﻧﺎ ﻗد وظف اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزم اﻹﻋﻼء واﻟﺗﺳﺎﻣﻲ واﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ
وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺣدة اﻟﻘﻠق واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﻔﻘودة أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟم ﺗﺳﺗﺟب
ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ وﻫذا راﺟﻊ ﻟﻺﻧطواء ﺑﺳﺑب اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻧﻘص.
*اﻟﻬوﯾﺔ اﻟﻣﺟردة :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ 3/1ﺑﻧﺳﺑﺔ %33ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز وﺳطﯾﺔ ﻓﻘد
أﺟﺎﺑت ﺣﺎﻟﺔ واﺣدة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻘول اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ) أﻧﺎ ﻣن أﻧﺎ ( أﻣﺎ
اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟم ﺗﺳﺗﺟب ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﻧﻘص اﻟوﻋﻲ ﻋدم
إدراﻛﻬم ﻟذاﺗﻬم.
-3اﻟذات اﻟﺗﻛﯾﻔﯾﺔ :ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻟﻔرد ﻋن ﻧﻔﺳﻪ.
*اﻷﻫﻠﯾﺔ واﻟﻛﻔﺎءة :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ 3/1ﺑﻧﺳﺑﺔ %33ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز وﺳطﯾﺔ
ﻓﻘد أﺟﺎﺑت ﺣﺎﻟﺔ واﺣدة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻘول اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ) أﻧﺎ ﻣﺳﺋوﻟﺔ ( ،وﻫﻲ
ﻣﻌطﯾﺎت ﺗﺗرﺟم اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ واﻟﻛﻔﺎءة ،أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻠم ﺗﺳﺗﺟب
ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﻹﺣﺳﺎﺳﻬم ﺑﺎﻟﻧﻘص ﻣﻣﺎ ﯾوﻟد ﻋﻧدﻫم اﻧﺧﻔﺎض اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ .
90
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
*اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻔردﯾﺔ :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ 3/1ﺑﻧﺳﺑﺔ %33ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز وﺳطﯾﺔ ﻓﻘد
أﺟﺎﺑت ﺣﺎﻟﺔ واﺣدة ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﻘول اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ) ﻟم أﻋرف اﻟﺳﺑب
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﺣﺗﻰ اﻵن( ،أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟم ﺗﺳﺗﺟب ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ وﻫذا راﺟﻊ
ﻟﺷﻌور اﻟﺣﺎﻻت ﺑﺄﻧﻬم دون ﻏﯾرﻫم وﻛذﻟك ﻣﯾﻠﻬم ﻟﻠﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺗﻘدﯾر اﻟذات واﻟﺣط ﻣن
ﻗﯾﻣﺗﻬم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ.
*إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻛﯾف :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ %00ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز ﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻟم ﺗﺳﺗﺟب
أي ﺣﺎﻟﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ،ﻻ ﺗوﺟد إﺳﺗراﺗﺟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛﯾف .
*اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ %00ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز ﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻟم ﺗﺳﺗﺟب أي ﺣﺎﻟﺔ
ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ ،ﻓﺎﻟﺣﺎﻻت ﻟﯾس اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻧﻘص اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﺎﻻت.
*اﻟذات اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ 3/1ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز وﺳطﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %33ﻣن
ﺧﻼل ﻗول اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ) أﺻﺑﺣت أﺛق ﺑﻧﻔﺳﻲ ﻛﺛﯾ ار(.
*اﻟﺗﻧﺎﻗض اﻟوﺟداﻧﻲ :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ %00ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز ﺛﺎﻧوﯾﺔ ﻟم ﺗﺳﺗﺟب
أي ﺣﺎﻟﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﺋﺔ.
*اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ 3/1ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز وﺳطﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %33وذﻟك ﻣن
ﺧﻼل ﻗول اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ) ﺳﯾﺑﻧﯾﺎن ﻟﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣزدﻫر( وﻣﻌﻧﺎﻩ أن اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫﻧﺎ ﻣﻌﺗﻣد
ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ )اﻷم واﻟﺧﺎﻟﺔ( ﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،أﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟم ﺗﺳﺗﺟب ﻟﻬذﻩ
اﻟﻔﺋﺔ وﻫذا ﻧوع ﻣن اﻹﻧﻛﺎر ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺛﺑﺎت اﻟذات وﻋدم إﺑداء ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم
ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة.
*ﻧﻣط اﻟﻌﯾش :ﻋدد اﻟﻣﺟﯾﺑﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ 3/3ﻣﺎ ﯾﻌﺎدل ﻧﺳﺑﺔ %100ﺑدرﺟﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ
ﺑﺣﯾث ﺗﺗﻣﺛل أﻗواﻟﻬم ﻓﻲ:
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ :أﻋﯾش ﻣﻊ أﻣﻲ وﺛﻼﺛﺔ أوﻻد
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أﻋﯾش ﻣﻊ أﻣﻲ وﺧﺎﻟﺗﻲ ﻓﻘط
91
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
92
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
ﺑﻌد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗطﺑﯾق اﺧﺗﺑﺎر ﻟوﻛﯾﯾر ) (GPSﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻻت واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻣﻲ
واﻟﻛﯾﻔﻲ ﻟﻼﺧﺗﺑﺎر وﺟدﻧﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ :
اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟذات اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻘد اﺳﺗﺟﺎﺑت اﻟﺣﺎﻻت ﻟﻣﻌظم ﻓﺋﺎﺗﻬﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻓﺋﺔ
اﻟﺗطﻠﻌﺎت واﻟطﻣوﺣﺎت ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﺑﻧﺳﺑﺔ ، %100ﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺣﺎﻻت
ﻋﻠﻰ إﺛﺑﺎت ذواﺗﻬم و ﺗﻌوﯾض اﻟﻧﻘص اﻟذي ﯾﺷﻌرون ﺑﻪ ﻣن أﺟل ﻣواﺻﻠﺔ اﻟﺣﯾﺎة.
وﻛذﻟك ﻓﻲ ﻓﺋﺔ اﻹﺣﺳﺎﺳﺎت واﻟﻣﺷﺎﻋر ﻛﺎﻧت ﻣرﻛزﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ %100ﻓﻘد أظﻬر
اﻟﺣﺎﻻت ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﺎﻻت ﻋﺑرت ﻋن ذواﺗﻬم
ﻟﻣﻼﻣﺳﺗﻬم اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻣﺷﺎﻋرﻫم ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺑﯾن ﺳرﻋﺔ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﺋﺔ
اﻷذواق واﻻﻫﺗﻣﺎﻣﺎت ﻓﻘد ﺳﺟﻠت اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﯾن ﻓﻘط ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟدرﺟﺔ وﺳطﯾﺔ %66
وﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻔﺋﺔ اﻟﻘدرات واﻻﺳﺗﻌدادات وﻓﺋﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳن واﻟﻌﯾوب ﺗﺣﻣل ﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ
) وﺳطﯾﺔ(.
وﺗﺿم اﻟذات اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﺋﺔ ﻫوﯾﺔ اﻟذات ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺋﺎت ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت اﻟﺑﺳﯾطﺔ ﺣﯾث أﺗت ﻧﺳﺑﺗﻬﺎ ،%100ﻓﺎﻟﺣﺎﻻت ﺗﺣﺎول ﺗﺄﻛﯾد ذاﺗﻬﺎ ٕواﺛﺑﺎت
ﻫوﯾﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﺋﺔ اﻟدور واﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻧﺳﺑﺗﻬﺎ ﻣرﻛزﯾﺔ %100ﻣﻌﻧﺎﻩ أن اﻟﺣﺎﻻت ﺗﻌطﻲ
أﻫﻣﯾﺔ ﻟﻠدور واﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ﻣن ﺧﻼل إﺑراز اﻟدور ،أﻣﺎ ﻓﻲ ﻓﺋﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﻗواﻣﻬﺎ ﻓﻘد ﻛﺎﻧت
درﺟﺔ اﻟﺗﻣرﻛز وﺳطﯾﺔ %66ﻣﻌﻧﺎﻩ أن اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﯾﺣﺎوﻻن اﻟﺗواﻓق ﻣﻊ اﻟظروف وﺗﻘﺑل
اﻟواﻗﻊ اﻟﻣوﺟود .
وﻓﻲ ﻓﺋﺔ اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺳﺑﺔ وﺳطﯾﺔ ﻓﺎﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻫﻧﺎ ﯾﺣﺎوﻻن اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻘﻠق
واﻟﺗوﺗر وﯾﺗﻘﺑﻠون اﻷوﺿﺎع اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻓﺋﺔ اﻟﻬوﯾﺔ اﻟﻣﺟردة ﻛﺎﻧت وﺳطﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ
%33ﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻧﻘص اﻟوﻋﻲ ﺑﺎﻟذات .
93
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
أﻣﺎ ﺑﻧﯾﺔ اﻟذات اﻟﺗﻛﯾﻔﯾﺔ :ﻓﻘد اﺳﺗﺟﺎﺑت اﻟﺣﺎﻻت ﻟﻔﺋﺔ اﻷﻫﻠﯾﺔ واﻟﻛﻔﺎءة ،وﻛذﻟك اﻟﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻔردﯾﺔ واﻟذات اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺑدرﺟﺔ ﺗﻣرﻛز وﺳطﯾﺔ ،%33ﻓﺎﻟﺣﺎﻻت ﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻘﺑل
اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺷوﻧﻬﺎ ،أﻣﺎ ﻧﻣط اﻟﻌﯾش أﻛﺛر اﻟﻔﺋﺎت اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ
، %100ﻷن اﻟﺣﺎﻻت ﻗد وﺟدت ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺗﻔرﯾﻎ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ ،وﻋﻠﻰ
ﻋﻛس ذﻟك ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﺑﻧﯾﺔ اﻟذات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻷﻗل إﺛﺎرة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺣﯾث ﻟم
ﺗﺳﺟل ﻓﯾﻬﺎ أي اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﻧﻌدﻣﺔ ،ﻫذا ﯾدل ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﺎﻻت ﺗﺗﺧذ ﻣوﻗف دﻓﺎﻋﻲ
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬم ﻧﺣو ذاﺗﻬم وﯾﻘﺎوﻣون آراء اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
94
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
95
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
96
اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ
وﺗﺗﻔق ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻊ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺣﯾث ﺗﺑﻧت اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻌرﻓﻲ
ﻟﻠﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟذات ذات ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻌﺎطﻔﻲ
ﻟﻠطﻼق ،ﻛﻣﺎ رﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻔروق ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟذات
ﻟدى اﻷﻓراد ،وﻛﯾف ﺗﻛون اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﻐﯾﺎب أﺣد اﻟواﻟدﯾن.
واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠﻧﺎ اﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟدراﺳﺔ ﺟﻼﻟﻲ ﻋدﯾﻠﺔ ) (2012ﻣن
ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺔ ﻛﯾف ﺗﻛون ﺻورة اﻟذات ﻋن اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﯾﺗﯾﻣﺔ اﻷم ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﻬﺎ ﻫﻲ أن اﻟﻣراﻫﻘﺎت ﯾﺗﯾﻣﺎت اﻷم ﺗﺗﺻف ﺻورة اﻟذات ﻟدﯾﻬن ﻓﻲ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻧﻘص
–اﻟﻘﻠق-اﻟﺗوﺗر .
وﻛذﻟك ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟدراﺳﺔ ﺷطﺎح ﻫﺎﺟر) (2011-2010ﻣن ﺧﻼل ﻣﻌرﻓﺔ أﺛر ﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ
اﻟواﻟدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺻورة اﻟذات ﻋﻧد اﻟطﻔل ،وﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻧﻛﺳﺎر وﺗﺷوﻩ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﺻورة اﻟذات
ﻣن ﺧﻼل ادراﻛﺎت ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺗﺗﺄرﺟﺢ ﺑﯾن ﻓﻘدان ﺗﻘدﯾر اﻟذات و ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس .
واﺧﺗﻠﻔت ﻣﻊ اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻧظرة ﻟﻠطﻼق ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻵﺧر ،و أﻧﻬﺎ ذات ﺑﯾﺋﺔ
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .
97
ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﺧﻼل ﺗطرﻗﻧﺎ ﻟﻠﺗراث اﻟﻧظري واﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ اﻟذي ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻣﻌرﻓﺔ ﺻورة اﻟذات ﻟدى أﺑﻧﺎء
اﻟطﻼق ،واﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ ظﺎﻫرة اﻟطﻼق اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺷﻛﻠﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت وﺑﻧﺳب ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ،وﻣن اﻟﻣؤﻛد أن ﻗﺿﯾﺔ اﻟطﻼق ﻻ ﺗﺧص ﻓرد ﻣﻌﯾن أو ﻓﺋﺔ
ﻣﺣددة ﺑل ﻫﻲ ظﺎﻫرة ﺗﻌم آﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺄﺳرﻩ وﺗﻬدد أﻣﻧﻪ واﺳﺗﻘ اررﻩ ،ﻓﻬو ﺗﻔﻛك
واﻧﻔﺻﺎل اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﺣﺎدث ﺻﺎدم ﻟﻠﻣطﻠﻘﯾن وأﺛﺎرﻩ وﺧﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﺎء ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظﻬور
اﻻﺿطراﺑﺎت ﻛﺎﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر ،ﻓﺎﻟطﻼق ﻣرﺣﻠﺔ ﺷدﯾدة اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺗﻘﻠﺑﺎﺗﻬﺎ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟدى
اﻷﺑﻧﺎء ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬم ﯾﺣﺳون ﺑﺎﻧﻌدام اﻟﻘﯾﻣﺔ وﻧﻘص ﻗﯾﻣﺔ اﻟذات ،وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﻫدف
دراﺳﺗﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل إﺑراز اﻟﺧﻠل اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ أﺑﻧﺎء اﻟطﻼق ﻓﻲ إدراﻛﻬم ﻟﺻورة ذاﺗﻬم ﻣن
ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ﻣراﻫﻘﯾن ﺿﺣﺎﯾﺎ ﻟطﻼق واﻟدﯾﻬم ﻣن ﺧﻼل
ﺗطﺑﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوات ﻣن ﻣﻼﺣظﺔ وﻣﻘﺎﺑﻠﺔ واﺧﺗﺑﺎر ،GPSوﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾب ﻋن ﻓرﺿﯾﺎﺗﻧﺎ اﻟﺟزﺋﯾﺔ :
-ﯾﻌﺎﻧﻲ أﺑﻧﺎء اﻟطﻼق ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر واﻻﻧﻔﻌﺎل وﺗﻧﺗﺎﺑﻬم ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺣرﻣﺎن
واﻻﻧﻬزام.
-ﯾﻌﺎﻧﻲ أﺑﻧﺎء اﻟطﻼق ﻣن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻧﻘص اﻟذي ﯾظﻬر ﻓﻲ اﻟﺟرح اﻟﻧرﺟﺳﻲ واﻟﺷﻌور ﺑﻌدم
اﻷﻣن.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻻﺧﺗﻼف ﯾوﻟد ﻟدﯾﻬم إﺣﺳﺎس ﯾﺟﻌﻠﻬم ﯾﻌﺗﻘدون أن اﻟﻧﺎس ﯾﻧظرون ﻟﻬم ﻧظرة
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻟذﻟك ﻋﻠﯾﻬم أن ﯾواﺟﻬوا اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ظل ﺣﯾﺎة ﻣﻊ اﻷب وﺣدﻩ أو ﻣﻊ اﻷم
وﺣدﻫﺎ ،ﺣﯾث اﻟطﻼق ﯾﺟﻌل اﻟﻣراﻫق ﻣﺣﺑطًﺎ ﻓﺎﻗد ﻟﻠﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ إذا
طﻔﯾﺎ ﻓﺎﻗد اﻟﺛﻘﺔ ﺑﻧﻔﺳﻪ وﺑﺎﻵﺧرﯾن ،ﻓﻔﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن
ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺻﻐر ،ﻓﯾﻧﺷﺄ اﻟطﻔل ﻣﺣروم ﻋﺎ ً
اﻟدراﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣوﺿوع أﺑﻧﺎء اﻟطﻼق.
98
ﺧﺎﺗﻤﺔ
ﻓﺎﻟطﻼق ﻟﯾس ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻫؤﻻء اﻷﺑﻧﺎء ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ ﺑل ردود أﻓﻌﺎل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﺣوﻟﻬم وظروف
ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟطﻼق اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺑﺟو ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل ﯾﻘف وراء ﺷﻌورﻫم ﺑﻌد
اﻷﻣن واﻟﺣرﻣﺎن واﻟﻘﻠق.
وﺗﺑﻘﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣدروﺳﺔ ﻓﻘط وﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﻣﯾم .
99
ﺗوﺻﯾﺎت
ﯾﺎ أﯾﻬﺎ اﻟزوج اﻟﻣﺳﻠم :اﺗق اﷲ ﻓﻲ أﻫﻠك وﻻ ﺗﺗﺑﻊ وﺳﺎوس اﻟﺷﯾطﺎن ،ﻓﺎن اﺗﺑﻌﺗﻬﺎ
ﺿﻌت وﻋﺎد اﻹﺗﺑﺎع ﻋﻠﯾك ﺑﺎﻟﺣﺳرة واﻟﻧداﻣﺔ ﻓﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ أﻣﺎﻧﺔ اﷲ وﻋﻬدﻩ ﻛﻲ ﺗﺑﻘﻰ
داﺋﻣﺎ اﻟزوج اﻟﻣﺧﻠص اﻷب اﻟرؤوف واﻟﻣﺳﺎﻧد اﻟرﺣﯾم ﺑﺄوﻻدﻩ .
ﯾﺎ أﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣرأة اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ :إﯾﺎك واﻟﻔﻬم اﻟﺧطﺄ ﻹﺳﻼﻣك وﻋﻘﯾدﺗك ،وأن ﯾﺗﺻرف ﺑك
اﻟزوج ﻋﻠﻰ ﺣﺳب أﻫواﺋﻪ وﻣﻠذاﺗﻪ ،ﻻ ﺑل أﻧت اﻟﻣرأة ذات اﻟﺷﺄن واﻟﻛراﻣﺔ ﻋﻧد اﷲ وﻋﻧد
زوﺟك اﻟذي آﻣن ﺑﺎﷲ ورﺳوﻟﻪ.
وﻷن اﻟطﻼق ﻣﺷﻛﻠﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ زﻋزﻋت ﻛﯾﺎن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،وﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺳﯾﺎدة اﻟﻔوﺿﻰ
داﺧل اﻷﺳرة ﯾﺟب :
-ﺣل اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟزوﺟﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣوار واﻟﺗﻔﺎﻫم ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ راﺑط
اﻟزواج.
-ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻘﻧوات اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ واﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ﻟﺗزوﯾد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺣﺻص إﻋﻼﻣﯾﺔ
وﺗﺣﺳﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣد ﻣن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﺗﻲ أﺧذت ﺗﻧﺗﺷر ﻛﺎﻟﻣرض وﺑﯾﺎن آﺛﺎرﻫﺎ
ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل.
-ﺗﺄﺳﯾس ﺟﻣﻌﯾﺎت ﻟﻺرﺷﺎد اﻟزواﺟﻲ ﻣن ﻗﺑل أﺧﺻﺎﺋﯾون ﻧﻔﺳﺎﻧﯾون ،اﺟﺗﻣﺎﻋﯾون
ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻷﻓراد اﻟﻣﻘﺑﻠﯾن ﻋﻠﻰ اﻟزواج ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ،
واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت واﻟواﺟﺑﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزواج.
-ﺗﺻﻣﯾم ﺑراﻣﺞ إرﺷﺎدﯾﺔ وﻋﻼﺟﯾﺔ ﻟﻔﺋﺔ اﻟﻣطﻠﻘﯾن ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻷﺑوﯾﺔ
اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن وﺗوﺟﯾﻬﻬم ﻋﻠﻰ ﺿرورة رﻋﺎﯾﺔ أﺑﻧﺎﺋﻬم واﻟﺳؤال ﻋﻧﻬم
ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻣردوا ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺔ أﺑوﯾﻬم .
100
ﻗﺎﺋــــﻣﺔ اﻟــﻣراﺟﻊ
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
اﻟﻣﺻﺎدر :
اﻟﻛﺗب :
-1أﺑو ﺑﻛر ﻣرﺳﻲ ﻣﺣﻣد ﻣرﺳﻲ) :(2002أزﻣﺔ اﻟﻬوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣراﻫﻘﺔ واﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ
اﻹرﺷﺎد اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ط ،1ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة .
-2أﻧس ﻣﺣﻣد أﺣﻣد ﻗﺎﺳم) :(1998أطﻔﺎل ﺑﻼ أﺳر ،ط ،1ﻣرﻛز اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب،
ﻣﺻر.
-3إﺑراﻫﯾم ﺟﺎﺑر اﻟﺳﯾد) : (2013اﻟﺗﻔﻛك اﻷﺳري-اﻷﺳﺑﺎب واﻟﻣﺷﻛﻼت وطرق ﻋﻼﺟﻬﺎ،
دار اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.
-4إﺑراﻫﯾم أﺣﻣد أﺑو زﯾد) : (1987ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟذات واﻟﺗواﻓق ،د ط ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر.
-5إﺧﻼص ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﺣﺎﻓظ وﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳﯾن ﺑﺎﻫﻲ) :(2000طرق اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ
واﻟﺗﺣﻠﯾل اﻹﺣﺻﺎﺋﻲ ،ب ط ،ﻣرﻛز اﻟﻛﺗﺎب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة .
-6أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻠطﯾف أﺑو أﺳﻌد) :(2011ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻷﺳرﯾﺔ ،ط ،1اﻟﻣﺳﯾرة
ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ .
-7اﺑن اﻟﻣﻧظور أﺑو اﻟﻔﺿل ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن) :( 1997ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،ط ،3دار ﺻﺎدر
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﺑﯾروت.
-8اﻟﺷﯾﺦ ﺣﺳﺎن ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﷲ ) :(2006ﻣﺷﺎﻛل اﻟطﻼق ﺑﯾن اﻟﺷرع واﻟﻌرف ،ط ،1
دار اﻟﻬﺎدي ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت.
102
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-9اﻟﺧﺎﻟق ﻣﺣﻣد ﻋﻔﯾﻔﻲ) : (2011ﺑﻧﺎء اﻷﺳرة واﻟﻣﺷﻛﻼت اﻷﺳرﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،د ط،
ﻋﻣﯾد اﻟﻣﻌﻬد اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺑور ﺳﻌﯾد.
-10اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟﻌﺎطﻲ) : (2006اﻷﺳرة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ب ط ،دار اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
-11اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﻠﺣﺎج) : (1994اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،ب ط ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.
-12اﻟﺷﯾﺦ ﻛﺎﻣل ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣد ﻋوﯾﺿﺔ ) : (1996ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻧﻣو ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن.
-13ﺑدر إﺑراﻫﯾم اﻟﺷﯾﺑﺎﻧﻲ) : (2003ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻧﻣو )ﺗطور اﻟﻧﻣو ﻣن اﻹﺧﺻﺎب ﺣﺗﻰ
اﻟﻣراﻫﻘﺔ ،ط ،1دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن .
-14ﺑدرة ﻣﻌﺗﺻم ﻣﯾﻣوﻧﻲ) : (2003اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻋﻧد اﻟطﻔل واﻟﻣراﻫق،
ب ط ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.
-15ﺑطرس ﺣﺎﻓظ ﺑطرس) :(2008اﻟﺗﻛﯾف واﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠطﻔل ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻋﻣﺎن.
-16ﺛﺎﺋر أﺣﻣد اﻟﻐﺑﺎري -ﺧﺎﻟد ﻣﺣﻣد أﺑو ﺷﻌﯾرة ) :(2009ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻧﻣو اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ
ﺑﯾن اﻟطﻔوﻟﺔ واﻟﻣ ارﻫﻘﺔ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻋﻣﺎن.
-17ﺟﻣﺎل أﺑو دﻟو) : (2009اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ط ،1دار أﺳﺎﻣﺔ ،ﻋﻣﺎن اﻷردن.
-18ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم زﻫران) :(2003دراﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻹرﺷﺎد اﻟﻧﻔﺳﻲ،
ط ،1ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻫرة .
-19ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم زﻫران) :(1995ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻧﻣو اﻟطﻔوﻟﺔ واﻟﻣراﻫﻘﺔ ،ط ،5ﻋﺎﻟم
اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر.
-20ﺣﺑﯾب اﷲ طﺎﻫري) : (1997ﻣﺷﺎﻛل اﻷﺳرة وطرق ﺣﻠﻬﺎ ،ط ،1دار اﻟﻬﺎدي ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ
واﻟﻧﺷر .
103
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-21ﺣﺳن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد رﺷوان) : (2003ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠوم ،ب ط ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ .
-22ﺣﺳن ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑد اﻟﻣﻌطﻲ)؟( :ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ ،دار اﻟﻘﺑﺎء ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة.
-23ﺣﺳن ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺑد اﻟﻣﻌطﻲ) :(1997ﻣوﺳوﻋﺔ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﯾﺎدي ،ب ط ،دار
اﻟطﺑﺎﻋﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ﻣﺻر.
-24ﺣﺳﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد رﺷوان) : (2003ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻌﻠوم ،ب ط ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ.
-26ﺧﻠﯾل ﻣﺧﺎﺋﯾل ﻣﻌوض ) :(2000ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ط ،2دار اﻟﻔﻛر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت .
-28رﺷﺎد ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻣوﺳﻰ) :(2008ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻘﻬر اﻷﺳري ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب،
ب ط ،اﻟﻘﺎﻫرة .
104
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-32ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﻠﺣم ) :(2006ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ وﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،ط ،1دار
اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ و اﻟطﺑﺎﻋﺔ.
-34ﺻﺎﻟﺢ ﺣﺳن أﺣﻣد اﻟداﻫري دوﻫﯾب ﻣﺟﯾد اﻟﻛﺑﯾﺳﻲ ) :(1999ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﺎم،
ط ،1دار اﻟﻛﻧدي ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.
-35ﻋﺑﺎس ﻣﺣﻣد ﻋوض)1999م( :ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻧﻣو اﻟطﻔوﻟﺔ واﻟﻣراﻫﻘﺔ
واﻟﺷﯾﺧوﺧﺔ ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ .
-37ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن اﻟواﻓﻲ) : (2008اﻹﻧﺳﺎن ﻣن اﻟطﻔوﻟﺔ إﻟﻰ اﻟزواج ،د ط ،دار ﻫوﻣﺔ
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر.
-38ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺳﻌد) :(1989اﻟزواج واﻟطﻼق ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،ط ،2دار
اﻟﺑﻌث ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ اﻟﺟزاﺋر.
-39ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ اﻟدﯾدي ) :(1995اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﻣراﻫﻘﺔ -ظواﻫرﻫﺎ وﺧﻔﺎﯾﺎﻫﺎ ،ط، 1
دار اﻟﻔﻛر اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ،ﺑﯾروت .
-40ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح دوﯾدار )1996م ( :ﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻧﻣو واﻻرﺗﻘﺎء ،ب ط ،دار اﻟﻣﻌرﻓﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ .
105
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-41ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم أﺣﻣد اﻟدردﯾر ﻋﺑد اﷲ -ﺟﺎﺑر ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ ) :(2005ع ،ن اﻟﻣﻌرﻓﻲ
ﻗراءات وﺗطﺑﯾﻘﺎت ،ط ،1ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟﻘﺎﻫرة،ﻣﺻر.
-44ﻋﻣر رﺿﺎ ﻛﺣﺎﻟﺔ ) :(1982اﻟطﻼق ،ط ،1ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن .
-45ﻏﺎزي ﺻﺎﻟﺢ ﻣﺣﻣود وﺷﯾﻣﺎء ﻋﺑد اﻟﻣطر) : (2010ﻣﻔﻬوم اﻟذات ،ب ط ،اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن.
-46ﻓرج ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر طﻪ ) :(2000أﺻول ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺣدﯾث ،ب ط ،دار ﻗﺑﺎء ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة.
-49ﻣﺣﻣد اﻟﺳﯾد ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن) :(2004ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ،دار اﻟﻔﻛر
اﻟﻌرﺑﻲ ،ط ،1اﻟﻘﺎﻫرة .
106
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-51ﻣﺣﻣد ﻋﺎطف ﻏﯾث )؟( :اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ،ب ط ،دار
اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ﻣﺻر .
-52ﻣﺣﻣد ﻋودة اﻟرﯾﻣﺎوي ):( 2009ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﺎم ،ط ،2دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ
واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻋﻣﺎن اﻷردن .
-53ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم ﻋﺑد اﷲ ) ؟( :ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ط ،1دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ
ﺑﯾروت.
-57ﻣرﯾم ﺳﻠﯾم ) :(2000اﻟﺷﺎﻣل ﻓﻲ ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،ط ،1دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن.
-59ﻣﻌن ﻋﻣر ﺧﻠﯾل ) : ( 2000ﻋﻠم اﺟﺗﻣﺎع اﻷﺳرة ،ط ،1دار اﻟﺷرق ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ
ﻋﻣﺎن ،اﻷردن.
107
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-61ﯾوﺳف ﻗطﺎﻣﻲ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻋدس) :(2002ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﺎم ،ط ،1دار اﻟﻔﻛر
ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.
اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ
اﻟﻘواﻣﯾس واﻟﻣوﺳوﻋﺎت:
-66ﺟﺎن ﻻﺑﻼﻧش وآﺧرون و ج ،ب وﺑوﻧﺗﺎﻟﯾس ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺟﺎزي ): (1989
ﻣﻌﺟم ﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر.
-68إﻣﺎم ﻣﺣﻣد اﻟﻌزﯾز) :(2000ﺗﺻﻣﯾم ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻣﻔﻬوم اﻟذات ﻋﻧد أطﻔﺎل
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻹﯾواﺋﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻏﯾر ﻣﻧﺷورة ،ﻣﻌﻬد اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻠطﻔوﻟﺔ ﻗﺳم
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .
108
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-71ﺷطﺎح ﻫﺎﺟر) : (2011أﺛر ﺳوء اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟواﻟدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺻورة اﻟذات ﻋﻧد اﻟطﻔل،
رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﯾﺎدي ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻧﺗوري ،ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ.
-73ﺟﻼﻟﻲ ﻋدﯾﻠﺔ) : (2009ﺻورة اﻟذات ﻋﻧد اﻟﻣراﻫﻘﺔ ﯾﺗﯾﻣﺔ اﻷم ﻣن ﺧﻼل اﺧﺗﺑﺎر
GPSرﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة.
-76ﺣﻧﺎن ﻋﻣﺎري) : (2013ﻗﻠق اﻟﻣوت ﻟدى اﻟﻣرأة اﻟﻣﺻﺎﺑﺔ ﺑﺳرطﺎن اﻟﺛدي ،ﻣذﻛرة
ﻣﺎﺳﺗر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة .
109
ﻗـﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ
-79وﻓﺎء ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻋﻘل ) : (2009اﻷﻣن اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻣﻔﻬوم اﻟذات ﻟدى
اﻟﻣﻌﺎﻗﯾن ﺑﺻرﯾﺎ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،ﻏزة.
-80وﻓﺎء ﻣﺣﻣد أﺣﻣﯾدان اﻟﻘﺎﺿﻲ :ﻗﻠق اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺻورة اﻟﺟﺳم وﻣﻔﻬوم
اﻟذات ﻟدى ﺣﺎﻻت اﻟﺑﺗر ﺑﻌد اﻟﺣرب ﻋﻠﻰ ﻏزة ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻏزة.
110
اﻟﻤﻼﺣﻖ
اﻟﻤﻼﺣﻖ
وﺻف ﻧﻣوذج:
-3ادراﻛﺎت اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌطﯾﻬﺎ اﻟﻔرد ﻟﻧﻔﺳﻪ و اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ
ﻣن اﺟل اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺗﻛﯾﻔﻪ.
-4اﻻدراﻛﺎت اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻟﺧروج اﻟﻔرد ﻣن ﺗﻣرﻛزﻩ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻪ ﻟﻛﻲ ﯾدﻣﺞ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
-5اﻻدراﻛﺎت اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﻟﻠﺗﻣﯾز ﺑﯾن ﻣﺎ ﻫو ﻟﻠذات وﻣﺎ ﯾرﺟﻊ ﻷﺧر ﻫذا اﻵﺧر ﯾﻣﺛل
ﺷﻲ أﻛﺛر ﻣﻧﻪ ﺷﺧص.
ﻣﺎ ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ اﻟذات اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ -ﻣﺎ ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ اﻟذات اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ.
112
اﻟﻤﻼﺣﻖ
ﺑﻧﯾﺔ ﻣﺎ ﺗﺣت اﻟذات اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ :ﺣﯾث أن اﻟﻔرد ﯾﺗﻛﻠم ﻋن ﺟﺳﻣﻪ,و ﻫﻲ ﺗﺷﻣل ﻓﺋﺗﯾن
ﺧﺎﺻﺗﯾن :
*ﻓﺋﺔ اﻟﺳﻣﺎت و اﻟﻣظﻬر اﻟﻔﯾزﯾوﻟوﺟﻲ :وﻫﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﻌود إﻟﻰ وﺻف اﻟﺷﻛل وﻣظﻬر
اﻟﺟﺳم اﻟوزن ،اﻟطول ،اﻟﺟﻣﺎل ... ،اﻟﺦ .
....,اﻟﺦ
-ﻣﺎ ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ اﻟذات اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘول ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻔرد
أﻧﻬﺎ ﻣﻠﻛﻲ و ﺗﺣﺗوي أﯾﺿﺎ اﻣﺗﻼك اﻷﺷﯾﺎء و اﻣﺗﻼك اﻷﺷﺧﺎص و ﺗﺻﻧف إﻟﻰ ﻓﺗﯾن:
ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﻔرد,و ﯾﻣﻛن ان
ﺗﻛون ﻋﺎﻣﺔ أو وﺻﻔﯾﺔ) ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ ﺻورة اﻟذات(,و أﺧرى ﺗﻛون أﻛﺛر ﻋﻣﻘﺎ )ﺗﺣت
ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻬوﯾﺔ(,و ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ:
-ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ ﺻورة اﻟذات :ﺗﺗﺿﻣن وﺻﻔﺎ ﯾﻌطﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﺟرﺑﺔ
اﻟذاﺗﯾﺔ,واﻟﺗﺣﻠﯾل اظﻬر ﻋدة ﻓﺋﺎت ﺧﺎﺻﺔ و ﻫﻲ:
*ﻓﺋﺔ اﻟﺗطﻠﻌﺎت أو اﻟطﻣوﺣﺎت :و اﻟﻣﻌروﻓﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻷدﺑﯾﺎت ﺑﺎﻟذات اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ :
رﻏﺑﺎت و أﻣﺎﻧﻲ
*ﻓﺋﺔ ﻧﺷﺎطﺎت اﻟذات ﺳواء اﻟذﻫﻧﯾﺔ أو اﻟﯾدوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻔرد.
113
اﻟﻤﻼﺣﻖ
ﻓﺋﺔ اﻷﺣﺎﺳﯾس و اﻟﻣﺷﺎﻋر :اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻔرد و اﻟﺣﺎﻻت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻧﺗﺎﺑﻪ ﻣن ﺧوف.إﺣﺑﺎط.ﻓرح.ﻛرﻩ....اﻟﺦ
*ﻓﺋﺔ اﻷذواق و اﻻﻫﺗﻣﺎﻣﺎت :اﻟﺗﻲ ﺗﺟدب إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻔرد,و ﻣﺣﺗواﻫﺎ ﯾﺷﺑﻪ ﻣﺣﺗوى ﻓﺋﺔ
ﺗﻌدد اﻟﻧﺷﺎطﺎت و ﻟﻛن اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻋدم اﻟﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﻔﻌل ﻣﺛﻼ :أﺣب
اﻟرﯾﺎﺿﺔ .أﺣب اﻟﻘراءة .
*ﻓﺋﺔ اﻟﻘدرات و اﻻﺳﺗﻌدادات :ﺗﺷﻣل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺑﯾن ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔرد إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻪ
*ﻓﺋﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳن و اﻟﻌﯾوب :ﺗﺷﻣل ﻓﻲ وﺻف اﻟذات ﺳواء اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أو ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻣﺛﻼ :أﻧﺎ
ﻋدواﻧﻲ ,أﻧﺎ ﺧﺟول....اﻟﺦ.
-ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ اﻟﻬوﯾﺔ ﺗﺷﻣل ﻫوﯾﺔ اﻟذات و اﻟﺟواﻧب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز
ﻣﺳﺗوى اﻟوﺻف اﻟﺑﺳﯾط أي اﻟﺷﻌور ﺑﻛﯾﺎن اﻟﻔرد ﻛل اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﯾﺗﻔﻘون ﻟﯾﺟﻌﻠوا ﻣن
اﻟﻬوﯾﺔ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﻧﺎء ﻟﻣﻔﻬوم اﻟذات و ﺗظﻬر اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣدد اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻣﻛوﻧﺔ
ﻟﻬدﻩ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻫدا اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ أراء ﻓﺎن ﻣﺎ ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ ﻫوﯾﺔ
اﻟذات ﺗﺗﻛون ﻣن 5ﻓﺋﺎت :
*ﻓﺋﺔ دور و ﻣﻘﺎم :ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻔرد ﻛﺎﻟدور اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻣﻼ رب
أﺳرة .اﻻﺑن اﻷﻛﺑر.و اﻟدور اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﺛﻼ اﻟﻣﻬﻧﺔ.اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدراﺳﻲ ,,,اﻟﺦ
*ﻓﺋﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ و ﻗواﻣﻬﺎ :أي اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ آو ﻋدم اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ أو اﻟﺗﻣﺎﺳك
و ﻋدم اﻟﺗﻣﺎﺳك ﻓﻬم وﻋدم ﻓﻬم ﻣﺎ ﯾﺟري ﺑﺎﻟذات
*ﻓﺋﺔ اﻻدﯾوﻟوﺟﯾﺔ :ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﺣﯾﺎة أي ﻛﯾف ﯾرى اﻟﻔرد اﻟﺣﯾﺎة ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ
ﻣﺛﻼ أﻧﺎ أرى اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺿطرﺑﺔ ﻓﻲ أﯾﺎﻣﻧﺎ.
114
اﻟﻤﻼﺣﻖ
*ﻓﺋﺔ اﻟﻬوﯾﺔ اﻟﻣﺟردة :ﻫﻲ وﺻف أو ﺑطﺎﻗﺔ ﯾﻠﺻﻘﻬﺎ اﻟﻔرد ﺑﻧﻔﺳﻪ ﺗﺗﺿﻣن ارﺟﺎﻋﺎت
ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﺛﻼ أﻧﺎ ﻫو أﻧﺎ و ﯾﺻﻌب ﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن ﻓﺋﺔ اﻻﯾدوﻟوﺟﯾﺎ ﻣﺛﻼ أﻧﺎ اﻣرأة ﺣرة
ج-ﺑﻧﯾﺔ اﻟذات اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ :ﺗﺷﻣل اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗﻛﯾﻔﻲ ﻟﻣﻔﻬوم اﻟذات و ﻫﻲ ﺗﺣﺗوي ﻋﻣوﻣﺎ
ﻋﻠﻰ ردود ﻓﻌل اﻟﻔرد ﺗﺟﺎﻩ اﻻدراﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠﻛﻬﺎ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ أي ﺗﺟﺎﻩ ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻟذاﺗﻪ و
ﺗﻧﻘﺳم ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ ﻓﺋﺗﯾن ﺗﺣﺗﯾﺗﯾن :ﻣﺎ ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ اﻟذات و ﻣﺎ ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ ﻧﺷﺎط
اﻟذات.
-1ﻣﺎ ﺗﺣت ﻗﯾﻣﺔ اﻟذات :و ﻫو اﻟﺟﺎﻧب ﯾﺷﻣل ﻛل اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﺣول ﺣﻛم ﺗﻘﯾﯾﻣﻲ
اﯾﺟﺎﺑﻲ ﻛﺎن ﺳﻠﺑﻲ ﻟﻠذات ﻣن ﺧﻼل ﻧظﺎم اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ او اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻣن اﻟﺧﺎرج
و ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ :
*ﻓﺋﺔ اﻷﻫﻠﯾﺔ و اﻟﻛﻔﺎءة :ﻛل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺟم ﻋﻧد اﻟﻔرد ﺑﺎﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ .
ﻓﺋﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ :أي اﻟﺣﻛم اﻟذي ﯾﻌطﯾﻪ اﻟﻔرد ﻟﻧﻔﺳﻪ اﯾﺟﺎﺑﻲ ﻛﺎن او ﺳﻠﺑﻲ و ﻫﻲ
ﺗﺗﺟﺎوز اﻟوﺻف اﻟﺑﺳﯾط ﻟﻠﻣﺣﺎﺳن و اﻟﻌﯾوب.
-ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ ﻧﺷﺎط اﻟذات :ﻫدﻩ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ﺗﺷﻣل اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺳﻣﺎﻩ
) SYMONDS (1949ﻧﺳق اﻟﻧﺷﺎطﺎت و ﺗﻛﻠم) JAMES(1890ﻋن اﻟدﻓﺎع ﻋن
اﻟذات و ﺗﺗﻛون ﻣن اﻟﻔﺋﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
*ﻓﺋﺔ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻛﯾﯾف :أي اﻟﺧﺿوع ﻟﺣوادث و ﺣﻘﺎﺋق اﻟﺣﯾﺎة ﻋﺎﻣﺔ و ﻛﺎﻧت ﺗﻌرف
ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﺑﺣﺎث اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ إﻻ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ
*ﻓﺋﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ :أي ﻣﺟﻣوع اﻟﻧﺷﺎطﺎت و اﻟوﺿﻌﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﻬﻬﺎ اﻟﻔرد ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
ﻛﺎﻣﻠﺔ
115
اﻟﻤﻼﺣﻖ
*ﻓﺋﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ :ﻛل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺑﯾن رﻓض اﻟﻔرد او ﻗﺑوﻟﻪ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣﺳﻧﯾن ﯾرﻓﺿون اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ ﻟﻶﺧرﯾن و دﻟك ﻟﻠﺷﻌور
و اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻌﺟز
*ﻓﺋﺔ اﻟذات اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ :ﺗﺷﻣل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺟم اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺗطور اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ
ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ أو اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﻣﺛﻼ :أﺣس ﺑﺄﻧﻧﻲ ﻣﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻛل إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻲ.
*ﻧﻣط اﻟﻌﯾش :ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺻف ﺑﻬﺎ اﻟﻔرد طرﯾﻘﺔ ﻋﯾﺷﻪ ﻣﺛﻼ :
أﻋﯾش ﺣﯾﺎة ﺑﺳﯾطﺔ أو أﻋﯾش ﺣﯾﺎة ﺗﻌﯾﺳﺔ.
د-ﺑﻧﯾﺔ اﻟذات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺷﺎﺋﻊ ﻟﻠذات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫو أﻧﻬﺎ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ
ﺑﻬﺎ اﻵﺧرون ﯾدرﻛون اﻟﻔرد
-IVﺑﻧﯾﺔ اﻟذات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :وﻫﻲ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدرك ﺑﻬﺎ اﻵﺧرون اﻟﻔرد و ﺗﻧﻘﺳم
إﻟﻰ :
أي اﺷﺗراك اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺷﺎطﺎت و ﺗﻧﻘﺳم ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻓﺋﺎت :
ب-ﻓﺋﺔ اﻟﺳﯾطرة :ﺗﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠﺑﻲ أي أن اﻟﻔرد ﯾﺳﯾطر أو اﻧﻪ ﯾﺣس ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺳﯾطر
ﻋﻠﯾﻪ ﻣن طرف اﻵﺧرﯾن.
116
اﻟﻤﻼﺣﻖ
ج-ﻓﺋﺔ اﻹﯾﺛﺎر :أي اﻟﻌﻣل ﻣن اﺟل اﻵﺧرﯾن دون اﻧﺗظﺎر ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺛﻼ :أﺣب ﻣﺳﺎﻋدة
اﻵﺧرﯾن.
-2ﻣﺎ ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ إرﺟﺎع اﻟﺟﻧس :و ﺗﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻛﯾف اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﻣدﻣﺟﺔ,أﻧواع اﻟﺗواﺻل ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﻛﻔرد ﺟﻧﺳﻲ و ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻓﺋﺗﯾن:
ا-ﻓﺋﺔ اﻹرﺟﺎع اﻟﺑﺳﯾط :ﺗﺷﻣل اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﻣن ﻧوع ﺻدﯾﻘﯾن ,أﺣب ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟرﺟﺎل.
ب-ﻓﺋﺔ اﻹﻏراء و اﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ :اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﻌﻣﯾل اﻗل أو أﻛﺛر
ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرب اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ﻣﺛﻼ:أﺣب اﻟﻔﺗﯾﺎت اﻟﺟﻣﯾﻼت
-Vﺑﻧﯾﺔ اﻟذات اﻟﻼ ذات :ﻫدﻩ اﻟﺑﻧﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﻧوع ﻣن ﺟﺳر اﻟﺣﻘﺎﺋق ﻟﻠذات و اﻟﺣﻘﺎﺋق
اﻷﺧرى اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋﻧﻪ ,و ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻟم ﺗﻛن ﺗﺗﺿﻣن ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺎت و ﻟﻛن أﺻﺑﺣت
-1ﻣﺎ ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ إرﺟﺎع ﻟﻸﺧر :ﺗﺷﻣل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗﻛﻠم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻔرد ﺑﺻورة
ﻣﺑﺎﺷرة ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﺑل ﯾﺗﻛﻠم ﻋن اﻵﺧرﯾن ﻣﺛﻼ إﺧوﺗﻲ ﻛﻠﻬم ﻓﻲ وﺿﻊ ﺟﯾد .
-2ﻣﺎ ﺗﺣت ﺑﻧﯾﺔ أراء اﻵﺧرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟذات :اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾش ﺑﻬﺎ اﻟﻔرد ﺣﻛم
اﻵﺧرﯾن ﻋﻠﯾﻬم ﻣﺛﻼ واﻟدي ﯾﻘوﻻن ﻟﻲ أﻧﻲ ﻛﺳول.
117
اﻟﻤﻼﺣﻖ
اﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم أﻧﺎ طﺎﻟﺑﺔ أدرس ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ وﻋﻧدي دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع اﻟطﻼق إذا
ﻛﺎن ﺗﻌﺎوﻧﻲ ،راح ﻧﺳﻘﺳﯾك ﺑرك ﺑﻌض اﻷﺳﺋﻠﺔ وأﻧت ﺗﺟﺎوﺑﻧﻲ ﺑﻛل ﺻراﺣﺔ
ج :طﻠﻘوا ﻓﻲ 2010
ج :ﻟم ﺗﺗﻐﯾر ﻧظرﺗﻲ ﻟﻠﺣﯾﺎة ﻟﻛن ﻟم أﻗدر ﻋﻠﻰ ﻧﺳﯾﺎن ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ
س :ﻟﻣﺎذا ؟
س :إذا ﺗﺣدث أﺣد أﻣﺎﻣك ﺣول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻛﯾف ﯾﻛون ﺷﻌورك؟
118
اﻟﻤﻼﺣﻖ
119
اﻟﻤﻼﺣﻖ
120
اﻟﻤﻼﺣﻖ
اﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم أﻧﺎ طﺎﻟﺑﺔ أدرس ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ وﻋﻧدي دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع اﻟطﻼق إذا
ﻛﺎن ﺗﻌﺎوﻧﻲ ،راح ﻧﺳﻘﺳﯾك ﺑرك ﺑﻌض اﻷﺳﺋﻠﺔ وأﻧت ﺗﺟﺎوﺑﻧﻲ ﺑﻛل ﺻراﺣﺔ
ج :ﺻﻌﯾﺑﺔ ﯾﺎﺳر
س :اﺷرح ﻟﻲ؟
س :وﻋﻼﻩ ﺗﻛرﻩ
121
اﻟﻤﻼﺣﻖ
ج :ﻧﻌم أﺣﯾﺎﻧﺎ
122
اﻟﻤﻼﺣﻖ
123
اﻟﻤﻼﺣﻖ
اﻟﺳﻼم ﻋﻠﯾﻛم أﻧﺎ طﺎﻟﺑﺔ أدرس ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ وﻋﻧدي دراﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع اﻟطﻼق إذا
ﻛﺎن ﺗﻌﺎوﻧﯾﻧﻲ ،راح ﻧﺳﻘﺳﯾك ﺑرك ﺑﻌض اﻷﺳﺋﻠﺔ وأﻧت ﺗﺟﺎوﺑﻧﻲ ﺑﻛل ﺻراﺣﺔ
ج :طﻠﻘوا ﻓﻲ 2009
ج :ﻟم أﺻدق اﻟﺧﺑر وﻗد ﻛﺎن ﻣؤﻟم ﺟدا) ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻻﻧﺳﺣﺎب ﻣن اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ(
س :اﺷرﺣﻲ ﻟﻲ ﻟﻣﺎذا؟
س :إذا ﺗﺣدث أﺣد أﻣﺎﻣك ﺣول ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻛﯾف ﯾﻛون ﺷﻌورك؟
124
اﻟﻤﻼﺣﻖ
س :ﻟﻣﺎذا؟
ج :ﻻ أﻋﻠم
س :ﻟﻣﺎذا ؟
125
اﻟﻤﻼﺣﻖ
126