You are on page 1of 11

‫]‪[AR - BE - CS - DE - EN - ES - FR - IT - HE - HU - LA - PT - SW - ZH‬‬

‫‪ ‬‬

‫من األسقف بولس‬


‫خادم خّد ام اهلل‬
‫مع آباء المجلس المقّد س‬

‫للذكرى الخالدة‬

‫‪ ‬‬

‫دستور عقائدي في الوحي اإللهي‬


‫كلمة اهلل ‪Dei Verbum -‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪-1‬مقدمة‬

‫إَّن المجمع المقدس‪ ،‬إذ ُي صغي بورٍع إلى كلمِة اهلل وُي علُنها بثقٍة ‪َ ،‬ي عمُل بأقواِل القديس يوحنا‪" :‬نبِّش ُر كم بالحياِة األبديِة التي‬
‫كانت عند األِب فَظ َه َر ت لنا‪ :‬الذي رأيناه وسمعناه‪ ،‬به ُن بِّش ُر كم لتكوَن لكم أيضًا شركًة معنا‪ ،‬وشركُت نا إَّن ما هي مع اآلب ومع ابنه‬
‫يسوع المسيح" (‪ 1‬يو ‪ .)3 -2 ،1‬وعليه‪ ،‬فإَّن المجمع المقدس يقتفي آثاَر الَم جمَع ين التريدنتي والفاتيكاني األول‪ ،‬عاقدًا النية‬
‫ليعرض العقيدَة األصيلة عن الوحي اإللهي وعن ُط ُر ِق تسليمه لكي يسمَع العالم بأسره فيؤِم َن وبإيمانه يرجو وبرجائه ُي حُّب‬
‫(‪.)1‬‬


‫الفصل األول‬
‫الوحي اإللهي في حد ذاته‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -2‬طبيعة الوحي‬

‫لقد َح ُس َن لدى اهلل‪ ،‬بجودته وحكمته‪ ،‬أن يكشف عن ذاِتِه وُي عِلَن ِس َّر إرادته (را‪ .‬أف ‪ ،)9 ،1‬الذي به يتوَّص ُل البشر إلى اآلب‬
‫في الروح القدس‪ ،‬بالمسيِح الكلمِة المتجِّس د ويصيرون شركاَء في الطبيعِة اإللهَّي ة (را‪ .‬أف ‪18 ،2‬؛ ‪ 2‬بط ‪ .)4 ،1‬فإَّن اهلل غير‬
‫المنظور‪( ،‬را‪ .‬قول ‪15 ،1‬؛‪ 1‬تيم ‪ )17 ،1‬بَف يٍض من محبته للبشر‪ُ ،‬ي كاِل مهم كأحباَء (را‪ .‬خر ‪11 ،33‬؛ يو ‪)15 -14 ،15‬‬
‫ويتحَّد ُث إليهم (را‪ .‬با ‪ )38 ،3‬ليدعوهم إلى شركته ويقبلهم فيها‪ .‬وتدبيُر الوحي هذا يقوُم باألعمال واألقوال التي ترتبط‬
‫فيما بينها ارتباطا وثيقًا‪ ،‬بحيُث أَّن األعمال التي حَّق َق ها اهلل في تاريخ الخالص ُت ب ُز العقيدَة والحقائَق التي ُت َع ِّب ُر عنها األقواُل‬
‫ِر‬
‫وتدعُم ها‪ ،‬بينما األقواُل تعلُن األعماَل وتوضح السَّر الذي َت حويه‪ .‬أَّم ا الحقيقة الخالصة التي ُي طلعنا عليها الوحي‪ ،‬سواَء عن‬
‫اهلل أم عن خالِص اإلنسان‪ ،‬فإَّن ها تسطُع لنا في المسيح الذي هو وسيُط الوحي بكاِم ِل ه وملُؤ ُه في آٍن واحد (‪.)2‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ -3‬التمهيد للوحي اإلنجيلي‬

‫إَّن اهلل الذي َي خُلُق كَّل شيء بالكلمة (را‪ .‬يو ‪ )3 ،1‬ويحفُظ ُه ‪ُ ،‬ي عطي البشَر شهادًة دائمًة عن ذاته في الخليقة (را‪  .‬رو ‪-19 ،1‬‬
‫‪ .)20‬عالوًة على ذلك فإَّن ه ُم نذ البدء َأ ْظ َه َر ذاَت ه ألبوينا األوَلين‪ ،‬إذ أراد أن يفتَح لهما طريق الخالِص الُع لوي‪ .‬فَب عَد أن سقطا‬
‫ووعَد هما بالفداء‪ ،‬أقاَم هما على رجاِء الخالص (را‪  .‬تك ‪ )15 ،3‬وأحاط الجنَس البشرَّي بعنايٍة مستمَّر ٍة ‪ ،‬لَي َه َب الحياَة األبديَة‬
‫لكِّل َم ن بالصبِر على العمل الصالح‪َ ،‬ي طُلُب الخالص‪( .‬را‪  .‬رو ‪ .)7 -6 ،2‬وفي حينه‪ ،‬دعا إبراهيَم ليجعل ِم نه ُأ َّم ًة عظيمًة (را‪.‬‬
‫‪ ‬تك ‪ )2 ،12‬عَّلَم ها بواسطِة اآلباء‪ ،‬ومن بعدهم بواسطِة موسى واألنبياِء ‪ ،‬أن تعرَف ُه هو اإللُه الوحيُد الحُّي والحقيقُّي ‪ ،‬اآلُب‬
‫الُم دِّب ُر والقاضي العادل‪ ،‬وأن تنتظَر مجيَء الُم خِّلِص الموعوِد به‪ .‬وعلى هذا المنوال مَّه َد اُهلل الطريَق لإلنجيِل مدى األجيال‪.‬‬



‫‪ -4‬المسيح‪ ‬كمال الوحي‬

‫إَّن اهلل‪ ،‬بعد أن تكَّلم تكرارًا وبطرٍق مختلفة باألنبياء "كَّلَم نا في هذه األيام األخيرة باإلبن" (عب ‪ .)2 -1 ،1‬فلقد أرسل إبنه‪،‬‬
‫الكلمَة األزلي الذي ُي نيُر كَّل إنسان ليقيَم بين البشِر وُي خبرهم عن خفّي اِت اهلل (را‪  .‬يو ‪ .)18 -1،1‬ويسوُع المسيُح ‪ ،‬الكلمُة‬
‫المتجِّس ُد واإلنساُن الُم رَس ل إلى الناس (‪ ،)3‬يتكَّلُم إذًا بكالِم اهلل (يو ‪ ،)34 ،3‬وُي تِّم ُم العمَل الخالصَّي الذي أعطاُه إّي اه اآلب‬
‫ليعمله (را‪  .‬يو ‪36 ،5‬؛ ‪ .)4 ،17‬وعليه فهو الذي ‪ -‬إن رآه أحٌد فقد رأى اآلب (را‪  .‬يو ‪ )9 ،14‬بحضوِرِه الذاتّي الكامل‬
‫وبظهوِرِه ‪ ،‬وبأعماِلِه وأقواِلِه ‪ ،‬وبآياِتِه ومعجزاِتِه ‪ ،‬وخاصًة بموِتِه وقيامِت ِه المجيدة من بين األموات‪ ،‬وأخيرًا بإرساله روَح الحِّق ‪،‬‬
‫ُي تِّم ُم الوحَي وُي كِّم له ويثّب ته‪ ،‬إذ َي شَه ُد شهادَة اإللِه أَّن اهلل معنا لينشلنا من ظلمات الخطيئة والموِت وُي قيمنا للحياة األبدية‪.‬‬

‫َل‬ ‫ًا َل‬ ‫َل‬ ‫َل‬


‫وبالتالي فإَّن التدبيَر المسيحَّي الذي هو العهُد الجديُد والنهائي ن يزو أبد ‪ ،‬و ن ُي رجى أُّي وحٍي جديٍد َع نٍّي قبل الظهوِر‬
‫المجيِد لسيدنا يسوع المسيح (را‪ 1 .‬تيم ‪ 14 ،6‬وتي ‪.)13 ،2‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -5‬قبول الوحي باإليمان‬

‫إَّن طاعَة اإليمان أمٌر واجٌب هلل الموحي (رو ‪26 ،16‬؛ را‪  .‬رو ‪5 ،1‬؛ ‪ 2‬كو ‪ ،)6 -5 ،10‬وبهذه الطاعِة ُي فِّو ُض اإلنسان أمَر ه إلى‬
‫تدبيِر اهلل بكاِم ِل حِّر يِت ِه ‪ ،‬فُي خِض ُع لُه تمامًا عقَله وإرادَت ه‪ ،‬وَي قَب ُل ‪ ،‬عن رضى‪ ،‬الحقائَق التي َي كشُف ها له (‪ .)4‬إَّن ما لكي يؤمَن‬
‫هكذا‪ ،‬فهو بحاجٍة إلى ِن عمِة اهلل السابقِة والُم ساِن دة‪ ،‬وإلى معرفة الروح القدس الداخلّي ة‪ ،‬الذي ُي حِّر ُك القلَب ويرُّد ه إلى اهلل‪،‬‬
‫ويفتُح بصيرَة العقِل وُي عطي الجميَع العذوبَة في قبوِل الحقيقِة واإليمان بها (‪ .)5‬وهذا الروُح بالّذ ات ال يفتأ ُي كِّم ُل اإليمان‬
‫بمواهِب ِه ‪ ،‬لكي َي َت عَّم َق َتَف ُّه ُم الوحي يومًا بعد يوم‪.‬‬



‫‪ -6‬الوحي اإللهي ومعرفة اهلل الطبيعية‬

‫لقد أراَد اهلل أن يكشَف عن ذاِتِه بالوحي اإللهي‪ ،‬وأن ُي َب ِّي َن أحكاَم مشيئِت ِه األزلّي ة في ما َي ُخ ُّص خالَص البشِر "أي فيما يعوُد‬
‫إلى إشراكهم في الخيرات اإللهية التي تفوق تمامًا إدراَك العقِل البشري" (‪.)6‬‬

‫وإَّن المجمَع الُم قَّد َس ُي جاِه ُر بأَّن العقَل البشرَّي يستطيع بنوِرِه الطبيعي أن يعرف اهلل‪َ ،‬م بدأ كِّل شيٍء وغايَت ه‪ ،‬معرفًة أكيدًة ‪،‬‬
‫وذلك عن طريِق المخلوقات (را‪  .‬رو ‪)20 ،1‬؛ وُي عِّلُم المجمُع أيضًا أنه من الواجب أْن ُي عَز ى إلى الوحي ما يلي‪ :‬إَّن ما في‬
‫اإللهّي ات من أموٍر ليست بحِّد ذاتها صعبَة المناِل على عقِل اإلنسان‪ ،‬يستطيُع الجميُع ‪ ،‬حتى في ظروف الجنس البشري‬
‫القائمة‪ ،‬أن يعرفوها بسهولٍة وأن َي َت َي َّق نوا ِم نها تيُّق نًا ثابتا ال يخالطه غلط (‪.)7‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫في تسليم الوحي اإللهي‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -7‬الرسل وخلفاؤهم مبشرون باإلنجيل‬

‫لقد أعَّد اهلل بحلمه الفائِق ما كان قد أوحى به لخالِص جميِع األمِم كي يدوَم بُكِّلَي ِت ِه مدى الَّد هر‪ ،‬وُي َس َّلَم لألجياِل كلها‪ .‬ولهذا‬
‫فإن السّي َد المسيَح ‪ ،‬الذي فيه يتُّم وحُي اهلل العلي بكامِلِه (را‪ 2  .‬كو ‪30 ،1‬؛ ‪ ،)6 ،4 - 16 ،3‬بعد أن كَّم َل وأعلن بنفِس ِه‬
‫البشارَة التي كان األنبياُء قد وعدوا بها‪َ ،‬أ َم َر رسَلُه وأعطاهم المواهَب اإللهَّي ة ليكرزوا بها على الجميِع ُي نبوعًا لكِّل حقيقٍة‬
‫خالصّي ٍه ونظاٍم أخالقي‪ .‬ولقد تحَّق َق ذلك بكِّل أمانٍة إما عن َي د الرسِل الذين لم تكن كرازتهم الشفوية ومثالهم ومؤسساتهم‬
‫سوى نتيجًة ألقواِل المسيِح أو لُص حَب ِت ه أو ألعماله أو ِل ما تعَّلموه بوحٍي من الروح القدس الذي به دَّو نوا بشارَة الخالص‪.‬‬

‫َبيد أَّن الرسَل تركوا خلفاء لهم األساقفة "وسَّلموهم مكانتهم التعليمّي ة" لتظَّل البشارُة دائمًا تاَّم ًة وحَّي ًة في الكنيسة‪ .‬بناًء‬
‫عليِه أصبح التقليُد المقَّد ُس والكتاُب المقدس في عهَد يه بمثابِة ِم رآة تتأمل فيها الكنيسة‪ ،‬في ُغ ربتها على األرض‪ ،‬في اهلل‬
‫الذي َي منحها كَّل شيء إلى أن َت ِص َل إلى معاينته كما هو وجهًا لوجه (را‪ 1  .‬يو ‪.)2 ،3‬‬



‫‪ -8‬التقليد المقدس‬

‫وعليه كان من المفروِض أن ُت صاَن الكرازة الرسولَّي ُة المعَّب ُر عنها بصورٍة خاّص ة في الُكُت ِب الُم لهمة‪ ،‬وذلك بواسطِة َت سلُس ٍل غيِر‬
‫منقطٍع حتى انقضاء الدهر‪ .‬ولذا فالرسل‪ ،‬وقد سَّلموا ما كانوا قد استلموه‪ُ ،‬ي نِّب هوَن المؤمنين إلى التمُّس ِك بالتقاليد التي‬
‫تعَّلموها سواء بالوعظ أو بالرسائل (را‪ 2  .‬تيم ‪ )15 ،2‬وإلى الجهاد في سبيل اإليمان (را‪  .‬يه ‪ )3‬الذي ُن قل إليهم مرًة واحدة‪.‬‬
‫وما َنَق َلُه الرسل يشمُل كَّل ما ُي ساعد شعَب اهلل على أن يعيَش حياَة قداسٍة ‪ ،‬وعلى أن ينمَو في اإليمان‪ .‬وهكذا فإن الكنيسة‪،‬‬
‫بتعليمها وحياتها وطقوسها‪ُ ،‬ت َخ ِّلُد وتنقل لألجياِل بأسرها كَّل ما هي عليه وكَّل ما تؤمن به‪.‬‬

‫هذا التقليُد الذي استلمناه ِم ن الرسل يتقَّد م في الكنيسة بمعونِة الروح القدس‪ .‬فإدراُك األموِر واألقوال المنقولة َي نمو إَّم ا‬
‫بتأُّم ِل المؤمنين الذين ُي رِّد دونها في قلوبهم ودراستهم (را‪  .‬لو ‪ 19 ،2‬و‪ ،)51‬وإّم ا بتبُّص ِر ِه م الباطنّي في األمور الروحية التي‬
‫يختبرون‪ ،‬وإما بكرازِة أولئك الذين تسَّلموا‪ ،‬مع الخالفِة األسقفية‪ ،‬الموهبَة الثابتَة لتعليِم الحقيقة‪ .‬أي أَّن الكنيسَة تتوق‬
‫باستمراٍر‪ ،‬على َم ِّر األجيال‪ ،‬إلى كماِل الحقيقِة اإللهَّي ِة ‪ ،‬إلى أن َت تَّم فيها أقوال اهلل‪.‬‬

‫تشهد أقواُل اآلباِء القديسين بحضوِر التقليد الُم حيي الذي َي فيض ِم ن ثرواته على أعماِل الكنيسِة وحياتها في إيمانها‬
‫وصالتها‪ .‬فبفضل هذا التقليِد يَّت ِض ُح للكنيسة قانون األسفا المقَّد سة بكامله‪ ،‬بفضله أيضًا ُت فهم األسفاُر المقدسة نفسها فهمًا‬
‫ِر‬
‫أعمق‪ ،‬وتصبح فَّع الًة بإستمرار‪ .‬وهكذا فإَّن اهلل الذي تكَّلَم قديمًا‪ ،‬ال يزال ُي كِّلم خطيبة إبنه الحبيب والروح القدس الذي‬
‫بفضِلِه ُي دّو ي في الكنيسة وبواسطتها في العالم صوُت اإلنجيل الح ‪ ،‬يقوُد المؤمنين إلى كِّل حٍّق ويجعُل كلمَة المسيح تحُّل‬
‫ّي‬
‫فيهم بغزارة (را‪  .‬كول ‪.)16 ،3‬‬



‫‪ -9‬الصلة المتبادلة بين التقليد والكتاب المقدس‬
‫ومن ثم فإن التقليد المقدس والكتاب المقدس يرتبطان ببعضهما ويشتركان فيما بينهما بصورٍة وثيقة‪ .‬وإذ ينبع كالهما من‬
‫المصدِر اإللهي عيِنِه ‪ ،‬فإَّن هما يكونان نوعًا ما وحدة ويقصدان إلى الغاية نفسها‪ .‬فالكتاُب المقدس هو حقًا كالُم اهلل بحيث أَّن ه‬
‫َل‬ ‫ُل‬ ‫ًة‬
‫قد ُس ِّط َر كتاب بإلهاِم الروح القدس‪ .‬أَّم ا التقليد المقدس فإَّن ه ينقل كالم اهلل كامًال ‪ -‬وقد ائُت ِم َن عليه الرس من ُد ِن المسيِح‬
‫والروح القدس‪ -‬إلى خلفائهم لكي يبِّش روا به‪ ،‬وقد َأ ناَر ُه م روح الحِّق ‪ ،‬ويحفظوه بأمانٍة ويعرضوه وينشروه‪ .‬فينتج عنذلك أَّن‬
‫الكنيسَة ال َت ْنَه ُل اليقين عن محتويات الوحي كّلها من الكتاب المقدس وحده‪ .‬ولهذا علينا أن نقبل كليهما وُن جَّلهما بعاطفٍة‬
‫واحدة من الحِّب واإلحترام‪.‬‬



‫‪ -10‬التقليد‪ ،‬الكتاب المقدس‪ ،‬شعب اهلل وسلطة التعليم في الكنيسة‬

‫إَّن التقليَد المقَّد َس والكتاَب المقَّد َس ُي كِّو ناِن وديعًة واحدًة ُم قَّد سة لكالِم اهلل أوِك َلت إلى الكنيسة‪ .‬والشعُب المقَّد ُس كُّله‪ ،‬إذ‬
‫يتعَّلُق بهذه الوديعة متحدًا برعاِتِه ‪ ،‬يثُب ُت دون إنقطاٍع على تعليِم الرسل والشركِة األخوَّي ِة ‪ ،‬وعلى كسِر الخبز والصلوات (را‪.‬‬
‫‪ ‬أع ‪ 42 ،2‬النص اليوناني) بحيُث أَّن ه بحفِظ اإليمان المنقوِل والعمِل والمجاهرِة به‪ ،‬تتكَّو ُن بين األساقفة والمؤمنين وحدًة‬
‫في الرأي فريدة‪.‬‬

‫أَّم ا مهمُة تفسيِر كالم اهلل‪ ،‬المكتوِب أو المنقول‪ ،‬تفسيرًا صحيحًا‪ ،‬فقد ُأ وِك َلت إلى ُس لَط ِة الكنيسِة التعليمَّي ِة الحَّي ِة وحدها‪ ،‬تلك‬
‫التي ُت ماَر س باسم يسوع المسيح‪ .‬على أَّن هذه الُس لطة ليست فوق كالم اهلل ولكَّنها تخدمه‪ ،‬إذ إنها ال ُت عِّلُم إال ما استلمته‪،‬‬
‫بحيث أَّن ها بتكليٍف من اهلل وبمعونِة الروح القدس ُت صغي إليه بتقوى وتحفظه بقداسٍة وتعرضهبأمانٍة ‪ .‬ومن وديعة اإليمان‬
‫الواحدِة هذه تنهُل كل ما تقدُّم ُه من حقائَق يجُب اإليمان بها كموحاٍة من اهلل‪.‬‬

‫‪ ‬بناًء عليه يَّت ِض ُح أَّن التقليد المقدس والكتاب المقدس وُس لطة الكنيسة التعليمية‪ ،‬بتدبيٍر إلهٍّي ُكّلَّي الحكمة‪ ،‬ترتبُط ببعضها‬
‫ٍّل‬ ‫ّل‬
‫وتشترُك فيما بينها‪ ،‬إلى حِّد أَّن ال قياَم للواحد منها دون اآلخرين‪ ،‬وإنها ك ها مجتمعة‪ ،‬وبحسب طريقِة ك منها وبتأثيِر الروِح‬
‫الواحِد ‪ُ ،‬ت ساهم بصورٍة فّع الٍة في خالِص النفوس‪.‬‬


‫الفصل الثالث‬
‫في إلهام اإللهي للكتاب المقدس وتفسيره‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -11‬إلهام الكتاب المقدس وحقيقته‬

‫إَّن الحقائق اإللهَّي ة التي تتضّم نها وتعلُنها أسفاُر الكتاب المقدس قد ُس ِّط َر ْت بإلهام الروح القدس‪ .‬وأّم نا الكنيسة المقدسة‬
‫بفضِل اإليمان الذي إستلمته من الرسل تعتبُر كتَب العهِد القديِم والعهِد الجديِد كّلها بجميِع أجزائها مقدسًة وقانونية‪ ،‬ألن تلك‬
‫األسفار التي ُكِت َب ت بإلهاِم الروح القدس‪( ،‬يو ‪31 ،20‬؛ ‪ 2‬تيم ‪16 ،3‬؛ ‪ 2‬بط ‪21 - 19 ،1‬؛ ‪ ،)16 - 15 ،3‬هو اهلل أَّلَف ها وُس ِّلَم ت‬
‫كما هي عليه إلى الكنيسة نفسها (‪ .)17‬إَّن ما إختار اهلل لصياغِة هذه الكتب المقَّد سة أناسًا في كماِل إمكاناتهم وقواهم (‪،)18‬‬
‫وإستخدمهم كيما‪ ،‬بدفٍع منه فيهم وبواسطتهم (‪ ،)19‬يدّو نوا كمؤِّلفين حقيقيين‪ ،‬كَّل ما ُي ريده وما ُي ريده فقط (‪.)20‬‬

‫وحيث يجب أن ُي عَت َب َر ِم َن الروح القدس كُّل ما يقوله ويؤِّكده المؤّلفون الملَه مون أو ُكَّت اُب األسفار المقدسة‪ ،‬إقتضى إذ ذاك‬
‫اإلعتراف بأن الكتَب المقدسَة ُت عِّلُم الحقيقة التي أراد اهلل أن ُت دَرَج في تلك األسفاِر المقدسة (‪ )21‬لخالصنا بقوٍة وأمانٍة‬
‫وبدون خطأ‪ .‬وعليه "فإَّن الكتاب كَّله قد أوحى به اهلل وهو مفيٌد للتعليِم وللتفنيِد وللتقويم وللتهذيب بالبِّر لكي يكون رجُل‬
‫اهلل كامًال متأهبًا لكِّل عمٍل صالٍح " (‪ 2‬تيم ‪ 17 -16 ،3‬النص اليوناني)‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ -12‬كيفية تفسير الكتاب المقدس‬

‫ولَّم ا كان اهلل يتكَّلُم في الكتاب المقدس بواسطِة الَب َش ِر (‪ )22‬وعلى طريقتهم‪َ ،‬و َج َب على شاِرِح هذا الكتاب‪ ،‬ليتفَّه َم ما أراد‬
‫أن يوصله اهلل إلينا‪ ،‬أن ينتبه في تنقيبه إلى ما كان في نَّي ِة الُكَّت اِب القديسين أن ُي عِّب روا عنه حقًا وإلى ما راق اهلل أْن ُي ظهَر ه‬
‫بكالِم ِه م‪ .‬ولتوضيح نَّي ِة الُكَّت اب القديسين يجُب من بين ما َي جُب إعتباره‪ ،‬إعتباَر الفنوِن األدبَّي ة أيضًا‪ .‬فالحقيقُة ُت عَر ُض‬
‫وُتَف َّس ُر بصوٍر مختلفٍة ‪ ،‬في نصوٍص تاريخيٍة متنّو عٍة ‪ ،‬أو نصوٍص َن َب وّي ٍة أو شعرّي ٍة أو في غيرها من أنواِع التعبير (‪ .)23‬فِم ن‬
‫الواجِب إذًا على الشاِرِح أن ُي فّت َش عن المعنى الذي كان في نَّي ِة الكاتب المقَّد س أن ُي عِّبَر عنه وَع َّب َر عنه حقًا في الظروف‬
‫المعَّي نِة التي عاش فيها‪ ،‬وفقًا ألوضاِع عصِر ِه وثقافِت ِه بواسطِة الفنوِن األدبَّي ِة المتداولِة آنذاك‪ .‬ولكي يتفَّه َم تفُّه مًا صادقًا ما‬
‫قد أراَد المؤّلف المقَّد س أن يؤّكَد ه كفايًة ‪ ،‬يجب اإلنتباُه سواء إلى طرائق الشعوِر والقوِل واِإل خبار المعتادة واألصيلة‪ ،‬أو إلى‬
‫تلك التي كانت ُت َّت َب ُع في ذلك الوقِت في معاطاِة البشِر المتباَد لة (‪ .)24‬وبما أّن ه َي جُب قراءُة الكتاِب المقدس وتفسيُر ه بذاِت‬
‫الروح الذي فيِه ُكِت َب (‪ ،)25‬فإَّن ه من الضرورّي ‪ ،‬لتوضيح معنى النصوِص المقَّد سِة توضيحًا صحيحًا أن ُي نظَر باإلهتماِم نفِس ه‬
‫إلى مضموِن األسفار الكتابَّي ِة كّلها ووحدتها‪ ،‬مع مراعاة التقليد الحي للكنيسة جمعاء ومراعاة الُم قايَس ة في اإليمان‪ .‬وعلى‬
‫المفّس رين أن يعملوا طبقًا لهذه القواعد ليفهموا بعمٍق أكبَر معنى الكتاب المقدس‪ ،‬ويعرضوه لكي يَّت ضَح ُح كُم الكنيسة‪،‬‬
‫وتكون هذه الدراسة بمثابة تهيئٍة لها‪ .‬فكُّل هذا الذي يتعَّلُق بشرِح الكتاب َي خضع أخيرًا لُح كِم الكنيسة‪ ،‬التي ُكِّلَف ْت بمهمِة‬
‫حفِظ كلمِة اهلل وشرِح ها بإنتداٍب من اهلل (‪.)26‬‬



‫‪ -13‬تنازل اهلل‬

‫فَي ظَه ُر إذًا في الكتاِب المقدس تناُز َل الحكمِة األزلَّي ِة العجيب‪ ،‬وذلك مع المحافظِة على حقيقِة اهلل وقداسِت ِه ‪ ،‬كي تتعَّلَم عطَف‬
‫اهلل الذي يفوُق التعبيَر وإلى أِّي مدى استعَم َل كالمًا موزونًا بعنايته ُم الِئ مًا ِل طبيعِت نا (‪ .)27‬وإَّن كالَم اهلل الذي ُع ِّبَر عنه بلغِة‬
‫البشِر صاَر شبيهًا بالكالِم البشرّي كما فيما مضى من األزمنة صاَر كلمُة اهلل األزلي شبيهًا بالبشِر بعد أن َأ َخ َذ َج َس َد ضعفنا‬
‫البشري‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫العهد القديم‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -14‬تاريخ الخالص في أسفار العهد القديم‬

‫لقد أراَد اهلل وَأ َع َّد في محبِت ِه الفائقِة وعنايِت ِه السامَي ِة خالَص الجنِس البشرِّي بكامِلِه ‪ .‬فإختاَر لنفِس ِه ‪ ،‬بتصرٍف فريٍد ‪ ،‬شعبًا‬

‫ُي وكُل إليِه المواعيَد ‪ ،‬وقطع عهدًا مع إبراهيم (را‪  .‬تك ‪ )18 ،15‬وبواسطِة موسى مع شعِب إسرائيل (را‪  .‬خر ‪ )8 ،24‬وَأ ْظ َه َر‬
‫ُل‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫َّل‬
‫نفَس ُه ‪ ،‬للشعِب الذي خ َص ه‪ ،‬إله وحيد حقيقي وحي ‪ ،‬وذلك باألقواِل واألعمال‪ ،‬ليخَت ِب َر إسرائي ما هي ُط ُر ُق اهلل مع البشِر‬
‫وليتقَّد َم يومًا بعَد يوٍم في فهِم ها بصورٍة أعمق وأوضح‪ ،‬وُي علَنها على األمم إطالقًا مستندًا في ذلك على الكالم الذي فاَه به‬
‫اهلل باألنبياء (را‪  .‬مز ‪29 -28 ،21‬؛ ‪3 -1 ،95‬؛ إش ‪4 -1 ،2‬؛ إر ‪ .)17 ،3‬أما تدبيُر الخالِص الذي َس َب َق فأعلَن ُه الُكَّت اُب‬
‫القّد يسون وأخبروا بِه وفسَّر وه‪ ،‬فإننا نجُد ُه في أسفاِر العهِد القديِم ككلمِة اهلل الحقيقية‪ .‬ولذلك تحتفُظ هذه الكتُب الُم وحى‬
‫بها من َلُد ِن اهلل بقيمٍة ثابتٍة ‪" :‬ألن كَّل ما ُكِت َب من َق بُل إّن ما ُكِت َب لتعليِم نا ليكوَن لنا الرجاُء بالصبِر وبتعزيِة الُكُت ِب " (رو ‪،15‬‬
‫‪.)4‬‬


‫‪ -15‬أهمية العهد القديم للمسيحيين‬

‫لقد كاَن تدبيُر العهِد القديِم يهِد ُف بنوٍع خاص إلى تهيئِة مجيء المسيِح مخلِص الكّل وإلى اِإل عداِد للُم لِك المسيحانّي ‪ ،‬وُي علُن‬
‫ذلك على لساِن األنبياء (را‪  .‬لو ‪44 ،24‬؛ يو ‪39 ،5‬؛ ‪ 1‬بط ‪ )10 ،1‬وُي رَم ُز إليه بصوٍر مختلفٍة (را‪ 1  .‬كو ‪ .)11 ،10‬أَّم ا أسفاُر‬
‫العهِد القديِم فإَّن ها ُت ظِه ُر للجميِع معرفَة اهلل واإلنساِن والُط ُر ِق التي يتبُع ها اهلل‪ ،‬في عدِلِه ورحمِت ِه ‪ ،‬للتعامِل مع البشِر ‪ ،‬وذلك‬
‫حسب أوضاِع الجنس البشري التي َس َب َق ْت األزمنَة التي فيها َأ نَش َأ المسيُح الخالَص ‪ .‬وإَّن هذه األسفاَر ‪ ،‬وِإ ْن إحَت َو ْت أمورًَا غير‬
‫كاملًة وزمنَّي ًة ‪ ،‬فإّن ها ُت طلعنا على أسلوٍب تربوٍّي إلهٍّي حقيقي (‪ .)28‬ولهذا فَع لى المسيحييَن أْن َي قَب لوها بورع‪ .‬فإَّن ها ُت عِّب ُر عن‬
‫المعنى الح هلل‪ ،‬وتكُم ُن فيها تعاليُم سامية عن اهلل وحكمة خالصّي ة عن حياة البشر وكنوز رائعة للصلوات‪ .‬فيها أخيرًا‬
‫ّي‬
‫يحَت ِج ُب سُّر خالِص نا‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -16‬وحدة العهدين القديم والجديد‬

‫فاهلل إذًا الذي َأ ْلَه َم أسفاَر الَع هدين وأَّلَف ها قد َر َّت َب األموَر بحكمِت ِه ‪ ،‬كي يحَت ِج َب الجديُد في القديِم وَي َّت ِض َح القديُم في الجديِد‬
‫(‪ .)29‬فمع أَّن المسيَح قد أَّس َس في دِم ِه العهَد الجديَد (را‪  .‬لو ‪20 ،22‬؛ ‪ 1‬كو ‪ ،)25 ،11‬غير أَّن أسفاَر العهِد القديِم كّلها‪،‬‬
‫وقد اَّت خَذ ْت ها البشارُة اإلنجيلّي ُة ‪ ،‬تكَت ِس ُب كماَل معناها وُت ظهره في العهِد الجديِد (‪( )30‬را‪  .‬مت ‪17 ،5‬؛ لو ‪27 ،24‬؛ رو ‪،16‬‬
‫‪26 -25‬؛ ‪ 2‬كو ‪)16 -14 ،3‬؛ وبدورها هي ُت نيُر ُه وتشرُح ُه ‪.‬‬


‫الفصل الخامس‬
‫العهد الجديد‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -17‬سمّو العهد الجديد‬

‫إَّن كلمَة اهلل التي هي قدرُة اهلل لخالِص كل مؤمن (را‪  .‬رو ‪ )16 ،1‬نراها معروضًة بنوٍع فائق في أسفار العهد الجديد حيث‬
‫تتجّلى قوتها‪ .‬فعندما بلغ ملء الزمان (را‪  .‬غال ‪ )4 ،4‬صاَر الكلمُة بشرًا فَس َكَن بيننا‪ِ ،‬م لُؤ ُه النعمة والحق (را‪ .‬يو‪ .)14 ،1‬أنشَأ‬
‫المسيُح ُم لَك اهلل على األرض‪ ،‬وباألقوال واألعمال أظَه َر أباُه ونفَس ه‪ ،‬وأتَّم عمله بموته وقيامته وصعوده المجيد‪ ،‬وأرَس َل‬

‫الروح القدس‪ .‬ولَّم ا إرتفع من األرِض َج َذ َب إليه الناَس أجمعين (را‪  .‬يو ‪ 32 ،12‬النص اليوناني)‪ ،‬هو الذي عنده وحده كالَم‬
‫الحياِة األبدية‪ .‬غيَر أن هذا السّر لم ُي كَش ف لألجياِل اُألخرى‪ ،‬كما هو واضح اآلن في الروح القدس لرسِل المسيِح القّد يسين‬
‫ولألنبياء‪ ،‬كي َي كرزوا باإلنجيل وُي وقظوا اإليمان بالمسي يسوع الرّب وَي جمعوا الكنيسة‪ .‬وأسفار العهد الجديد تقوُم شهادًة‬
‫ِح‬
‫دائمًة وإلهيًة على هذه األمور‪.‬‬



‫‪ -18‬األصل الرسولي لإلنجيل‬

‫ليس بخفٍّي على أّح د أن األناجيل تحتّل بحٍّق بين كِّل األسفار المقدسة‪ ،‬حتى كتب العهد الجديد‪ ،‬مكاَن الصدارة‪ ،‬إذ إنها‬
‫الشهادُة الرئيسّي ُة على حياة الكلمِة المتجّس د فادينا وتعليمه‪.‬‬

‫إَّن الكنيسَة تمَّس َكْت وتتمَّس ُك دائمًا وفي كل مكان بأن األناجيل األربعة تتأَّص ُل في الرسل‪ .‬فما بَّش َر به الرسل بأمٍر ِم ن‬
‫المسيح َس َّلمونا إياه‪ ،‬هم وصحبهم‪ ،‬كتابًة ‪ ،‬وذلك بنفحة الروح القدس‪ .‬وهذه الكتابات هي أساس اإليمان‪ ،‬أي اإلنجيل الرباعي‬
‫الشكل‪ ،‬حسب متى ومرقس ولوقا ويوحنا (‪.)31‬‬



‫‪ -19‬الطابع التاريخي لألناجيل‬

‫إَّن أَّم نا الكنيسة المقدسة تمَّس َكْت وتتمَّس ُك بشكٍل قاطع ُم طلق بأَّن األناجيل األربعة اآلنفة الذكر‪ ،‬التي تجِز م دون تردد‬
‫بتاريخَّي ِت ها‪ ،‬تحمل إلينا بأمانٍة كَّل ما عمله حقًا يسوع إبن اهلل‪ ،‬يوم كان يعيش بين البشر لخالِص هم األبدي‪ ،‬وكَّل ما عمله‪ ،‬إلى‬
‫ذلك اليوم الذي فيه َص ِع َد إلى السماء (را‪  .‬أع ‪ .)2 - 1 ،1‬فالرسل‪ ،‬بعد صعود الرب نقلوا إلى مستمعيهم أقواَل المسيح‬
‫وأعماَله‪ ،‬بذلك الفهم الُم تكامل الذي توَّص لوا إليه عن طريِق أحداِث المسيِح المجيدة التي دَّر بتهم‪ ،‬ونور روح الحق الذي‬
‫عَّلمهم (‪ )32‬و (‪ .)33‬أما المؤِّلفون القِّد يسون فقد كتبوا األناجيل األربعة وإختاروا بعَض ما كان ُي نقل بغزارٍة ‪ ،‬شفويًا أو‬
‫كتابًة ‪ ،‬وَأ وجزوا البعض اآلخر أو فَّس روه مع مراعاة ظروف الكنائس‪ ،‬وإحتفظوا أخيرًا بأسلوِب الكرازة بحيث أَّن هم أعطونا‬
‫دوما عن يسوع ما هو حٌّق وصادق (‪ .)34‬ولقد كتبوا بتلك النَّي ة‪ ،‬سواء تدفقت األمور من ذاكرتهم وذكرياتهم الشخصية أو‬
‫َص َد َر ت عن شهادة أولئك الذين "عاينوا بأنفسهم منذ البدء وكانوا خدامًا للكلمة‪ ،‬لنعرف (حقيقة) الكالم الذي تعلمناه" (را‪  .‬لو‬
‫‪.)4 - 2 /1‬‬



‫‪ -20‬كتابات العهد الجديد األخرى‬

‫القديس بولس وسائر الكتاباِت الرسولّي ة التي‬ ‫إَّن قانوَن العهِد الجديِد يتضَّم ُن أيضًا‪ ،‬عالوًة على األناجيل األربعة‪ ،‬رسائَل‬
‫كَّل ما يتعلق بالمسيح‪ ،‬وُت عِّب ُر أكثَر فأكثَر عن تعاليمه‬
‫وضعها مؤلفوها بإلهاٍم من الروِح القدس‪ .‬فإَّن ها بحكمِة اهلل وتدبيره‪ ،‬تؤِّكُد‬
‫األصيلة‪ ،‬وُت بِّش ر بقَّو ة العمل اإللهي الخالصّي ة الذي تَّم َم ه المسيح‪ ،‬وُت خبر عن بداياِت الكنيسة وإنتشاِرها العجيب وُت نبىء‬
‫بكمالها المجيد‪ .‬فالمسيح السيد كان حاضرًا مع تالميذه حسبما كان َو َع َد ُه م به‪ ،‬وأرسل إليهم الروَح المعّز ي ليرشدهم إلى‬
‫الحق كّله (را‪  .‬يو ‪.)13 ،16‬‬


‫الفصل السادس‬
‫الكتاب المقدس في حياةالكنيسة‬

‫‪ ‬‬

‫‪ -21‬أهميةالكتاب المقدس بالنسبة إلى الكنيسة‬

‫إحتَر َم ت الكنيسة دومًا الكتب اإللهية كما إحترمتَج َس َد الرّب نفسه‪ .‬فإنها ال تنثني تأخذ خبز الحياة‪ ،‬خاَّص ة في الليترجيا‬
‫المقدسة‪،‬سواًء عن مائدة كلمة اهلل أو عن مائدة جسِد المسيِح لتقّد مه للمؤمنين‪ .‬ولقد إعتبرتالكنيسة دائمًا وال تزال ُت عَت َب ر‬
‫هذه الكتب مع التقليد المقدس قاعدًة ُم طلقًة إليمانها‪ :‬إَّن ها إلهاٌم من لدن اهلل‪ ،‬ولقد ُس ِّط َر ت كتابًة بصورٍة نهائّي ة‪ ،‬لتوّز عكلمة‬
‫اهلل بالذات دونما تغيير‪ ،‬وتجعل صوَت الروح القدس ُي دوي في أقوال األنبياءوالرسل‪ .‬لذلك يجب على كِّل كرازة كنسَّي ة‪،‬‬
‫وعلى الديانة المسيحية ذاتها أن تتغذى منالكتاب المقدس‪ ،‬وأن تخضع لتوجيهه‪ .‬ففي األسفاِر المقدسة يلتقي اآلب السماوي‬
‫بأبنائهبمحبٍة ويكالمهم‪.‬‬
‫ولكالم اهلل من الشَّد ة والفاعلية بحيث أن الكنيسة تجد فيهدعامة وقوة‪ ،‬وأبناءها يجدون فيه إليمانهم عضدًا ولنفسهم قوتًا‪،‬‬
‫ولحياتهم الروحيةينبوعًا صافيًا وخالدًا ‪ .‬ولهذا َت صّح في الكتاب المقدس األقوال التالية‪" :‬فإن كالماهلل هو حٌّي وفَّع ال" (عب‬
‫‪" ،)12 ،4‬القادرأن يبنيكم ويؤتيكم الميراث مع جميعالقديسين" (أع ‪32 ،20‬؛ را‪  .‬تسا ‪.)13 ،2‬‬


‫‪ -22‬ضرورةترجمات صحيحة ومناسبة‬

‫يجب أن تتسَع الطريُق أماَم المؤمنين للوصول إلى الكتابالمقدس‪ .‬لهذا فإن الكنيسة تعَّر َف ت منذ نشأتها إلى ترجمة العهد‬
‫القديم اليونانيةالعريقة في القدم والتي تدعى بـ "السبعينية"‪ .‬ولقد أكبرت أيضًا دائمًا غيرها منالترجمات الشرقيةوالالتينية‪.‬‬
‫ال سيما تلك التي تسمى بـ "الفولغاتا" ولما كانمن الواجب أن ُت رافَق كلمة اهلل العصور كّلها‪ ،‬فالكنيسة بعطفها الوالدّي ‪ ،‬تهتُّم ألن‬
‫تضع في لغاٍت مختلفٍة ‪ ،‬ترجماًت مالئمًة وصحيحة‪ ،‬خاصة عن النصوص األولية لالسفارالمقدسة‪ .‬فإذا ما تَّم ت هذه الترجمات‬
‫بالتعاون أيضًا مع األخوة المنفصلين‪ ،‬حسبماتسمح الظروف بذلك وترضى به السلطة الكنسية‪ ،‬فإَّن المسيحيين جميعهم‬
‫يستطيعونإستعمالها‪.‬‬

‫‪ -23 ‬مهمة الالهوتيين الكاثوليكالرسولية‬

‫إَّن عروَس الكلمة المتجسد‪ ،‬أعني الكنيسة‪ ،‬وقد عَّلمها الروح القدس‪ ،‬تسعى يومًا بعديوم للوصول إلى َتَف ُّه ِم الكتب المقدسة‬
‫تفُّه مًا أعمق كي ُت غّذ ي أبناءها بإستمراربالكالم اإللهي‪ .‬ولذلك فإنها ُت شِّج ع أيضًا بحٍّق دراسة اآلباء القديسين‪ ،‬الشرقيينمنهم‬
‫والغربيين‪ ،‬ودراسة الطقوس المقدسة‪ .‬أما مفِّس رو الكتب المقدسة الكاثوليكيونوغيرهم ممن يهتّم ون بدراسة الالهوت‬
‫المقدس‪ ،‬فعليهم أن يتعاونوا بكِّل غيرٍة ‪ ،‬وأنيعملوا تحت إشراِف السلطة التعليمية المقدسة على التنقيب في األسفار‬
‫المقدسةبالوسائل المالئمة وعلى عرضها‪ ،‬بحيث يستطيع أكبُر عدٍد ممكن من خّد ام الكلمةاإللهية‪ ،‬أن يوفروا بصورٍة مثمرٍة‬
‫لشعِب اهلل قوت الكتب المقدسة‪ ،‬الذي ُي نيُر العقَل وُي قّو ي اإلرادة ويلهب قلوَب البشِر بمحبة اهلل(‪ .)35‬وإَّن المجمع المقدس‬
‫َي ستحُّث أبناء الكنيسة الذينينكّب ون على الشؤون الكتابية على أن يتابعوا ما بدأوا به بنجاٍح وأن يكملوه بتجديٍد قوٍّي متزايٍد‬
‫وبإهتماٍم كّلٍّي حسب روح الكنيسة‪.)36( ‬‬



‫‪ -24 ‬الكتب المقدسة وعلمالالهوت‬

‫يرتكُز علُم الالهوِت المقَّد س إلى كالِم اهلل المكتوب وإلى التقليد المقدسإرتكازًا ثابتًا‪ ،‬ويجد فيه قوًة ومتانًة وفتّو ًة دائمة إذ‬
‫يتفَّح ُص بنوِر اإليمانكَّل الحقيقة التي يتضمنها سُّر المسيح‪ .‬فإن الكتَب المقَّد َس َة تحتوي على كلمةاهلل‪ ،‬بل هي حقًا كلمة اهلل‬
‫ألنها ُم لهمة‪ .‬ولهذا يجب أن يكوَن درُس الكتِب المقَّد َس ِة بمثابة روِح علم الالهوت المقدس(‪.)37‬أما خدمة الكلمة‪ ،‬أعني الكرازة‬
‫الراعوية والتعليموكَّل إرشاٍد مسيحي‪ ،‬فهو ما يجُب أن تحتَّل فيه العظُة الطقسَّي ُة محًال ممتازًا ‪،‬فتتغذى هي أيضًا من كلمة‬
‫الكتاب المقدس نفسها الغذاء السليم وتتجدد بالقوةالمقدسة‪.‬‬



‫‪ - 25‬الدعوة إلى قراءة الكتاب المقدس‬

‫لهذا يجب علىاألكليريكيين كلهم‪ ،‬ال سيما على كهنة المسيح وسائر الذين يقومون شرعًا بخدمة الكلمةكالشمامسة ومعلمي‬
‫التعليم المسيحي‪ ،‬أن يتمَّس كوا بالكتاب المقدس‪ ،‬وذلك بأن يستمروافي القراءة المقدسة وفي الدرس العميق لئال يصبح‬
‫"واعظًا باطًال في الخارج لكلمةاهلل من ال يصغي لها في الداخل"(‪،)38‬وقد يفترض فيه أن ُي شرك في ثروة كالم اهلل الوفيرة‬
‫وخاصة في الليترجيا المقدسةالمؤمنين الذين ُأ وِك ل إليه أمرهم‪ .‬وإَّن المجمع المقدس يحث أيضًا بصورة خاصةوبقوة‪،‬‬
‫المسيحيين جميعهم ال سيما أعضاء الرهبانيات على إستكشاف "معرفة المسيح يسوعالفائقة" (فيل ‪ )8 ،3‬بعودتهم المتواترة‬
‫إلى قراءة الكتب المقدسة "ألنه يجهل المسيحمن يجهل هذه الكتب"(‪ .)39‬فليقبلواإذًا عن رضى على النصوص المقدسة‬
‫نفسها سواء عن طريق الليترجيا المقدسة الُم شَب عةبالكالم اإللهي‪ ،‬أو عن طريق القراءة التقوية‪ ،‬أو بواسطة مؤَّس سات تتالئم‬
‫والمطلوب‪،‬أو أخيرًا عن طريق وسائل أخرى تنتشر بصورة حميدة في عصرنا القائم وفي كل المعمور‪،‬بقبول رعاة الكنيسة‬
‫ورعايتهم‪ .‬إنما عليهم أن يتذكروا أنه يجب أن ُي صاحب التأملقراءة الكتب المقدسة‪ ،‬لينشأ الحوار بين اهلل واإلنسان‪ ،‬ألننا‬
‫"نكالمه في صالتناونستمع إليه عندما نطالع أقوال اهلل"(‪ .)40‬أما األساقفة "المؤَت منون على التعليم الرسولي"(‪)41‬فإليهم‬
‫يعود أمر تدريِب المؤمنينالمكَّلفين بهم‪ ،‬تدريبًا مالِئ مًا على إستعمال الكتب اإللهية الصحيح وخاصة العهدالجديد‪ ،‬ال سيما‬
‫األناجيل‪ ،‬بواسطة ترجمات النصوص المقدسة الُم زدانة بالشروحالضرورية والوافية حقًا‪ ،‬بحيث أَّن أبناَء الكنيسة يتآلفون‬
‫الكتب المقدسة بأماٍن وفائدٍة ويتشَّر بون من روحها‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يجب أن ُت حَّض ر طبعاٍت من الكتابالمقدس إلستعمال غير‬
‫المسيحيين أنفسهم تتناسب وأوضاعهم‪ ،‬وتكون مزَّو دًة بالشروحالمالئمة‪ ،‬ويجب على الرعاة والمسيحيين قاطبًة أن يسهروا‬
‫على نشرها بحكمٍة وبجميعالوسائل‪.‬‬

‫‪ -26‬خاتمة‬

‫وهكذا "فلُت ْن َش ر كلمة الرب إذًا وُت َم َّج د" (‪ 2‬تس ‪ )1 ،3‬بقراءِة الكتِب المقدسة ودرسها‪ ،‬ولتمأل يومًا بعد يوم كنوَز الوحي‬
‫الموكولة إلى الكنيسة قلوب البشر‪ .‬وكماتنمو حياُة الكنيسِة بممارستها سَّر القربان ممارسًة غير منقطعة‪ ،‬هكذا يجدر بنا أن‬
‫نرجَو زخمًا جديدًا للحياة الروحية ينبُع من احترام متزايد لكلمِة اهلل "التي تدوم إلى األبد" (إش ‪8 ،30‬؛ را‪ 1  .‬بط ‪-23 ،1‬‬
‫‪.)25‬‬

‫كل ما أعلن في هذا الدستور‪ ،‬بُج ملته وتفصيله قد نال رضى اآلباء‪ .‬ونحن بالسلطان الرسولي الذي لنا من المسيح‪ ،‬وباالتحاد‬
‫مع اآلباء األجالء‪ ،‬نوافق عليه‪ ،‬ونثّب ته‪ ،‬ونقّر ه في الروح القدس‪ ،‬ونأمر بأن ُي نشر لمجد اهلل ما تقَّر ر مجمعيًا‪.‬‬

‫روما‪ ،‬قرب القديس بطرس‪ ،‬في اليوم ‪ 18‬من شهر تشرين الثاني ‪ /‬نوفمبر سنة ‪ ،1965‬أنا بولس أسقف الكنيسة الكاثوليكية‪.‬‬
‫(تلي توقيعات اآلباء)‬

‫‪ ‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المراجع‬

‫‪ -1‬القديس أغسطينوس‪ :‬في تعليم األميين التعليم المسيحي ‪ :8 : 4‬مجموعة آباء الكنيسة الالتينية‪.316 :40 .‬‬

‫‪ -2‬متى ‪27 /11‬؛ يو ‪ 14 ،1‬و ‪17‬؛ ‪6 /14‬؛ ‪3 - 1 ،17‬؛ ‪ 2‬كور ‪ 16 ،3‬و ‪6 ،4‬؛ أف ‪.14 - 3 ،1‬‬

‫‪ -3‬الرسالة إلى ديوجنت ‪ : 4 : 8‬فونك ‪.403 : 1‬‬

‫‪ -4‬م‪ .‬ف‪ .‬أ‪ :‬دستور عقائدي "في اإليمان الكاثوليكي" الفصل ‪" 3‬في اإليمان"‪ :‬دنتسنغر ‪.)3008( 1789‬‬

‫‪ -5‬مجمع أورانج ‪ :2‬القانون ‪ :7‬دنتسنغر ‪ - .)377( 180‬م‪.‬ف‪.‬أ‪ :‬المرجع نفسه‪ :‬دنتسنغر ‪.)3010( 1791‬‬

‫‪ -6‬م‪.‬ف‪.‬أ‪ :‬دستور عقائدي "في اإليمان الكاثوليكي"‪ ،‬الفصل ‪" 2‬في الوحي اإللهي"‪ :‬دنتسنغر ‪.)3005( 1786‬‬

‫‪ -7‬المرجع نفسه‪ :‬دنتسنغر ‪ 1785‬و ‪ 3004( 1786‬و ‪.)3005‬‬

‫‪ -8‬متى ‪20 - 19 ،28‬؛ مر ‪ - .15 ،16‬م‪ .‬ت‪ ،.‬الجلسة ‪ :4‬قرار "في الكتب المقدسة القانونية"‪ :‬دنتسنغر ‪.)1501( 783‬‬

‫‪ -9‬م‪.‬ت‪ :.‬المرجع نفسه‪ - .‬م‪.‬ف‪.‬أ‪ ،.‬الجلسة ‪" :3‬دستور عقائدي في اإليمان الكاثوليكي"‪ ،‬الفصل ‪" :3‬في الوحي"‪ :‬دنتسنغر‬
‫‪.)3006( 1787‬‬

‫‪ -10‬القديس إيريناوس‪ :‬ضد الهراقطة ‪ :1 :3‬أ‪.‬ك‪.‬ي‪848 :7 .‬؛ هرفيه ‪ 2‬ص ‪.9‬‬


‫‪ -11‬م‪.‬ن‪ :2.‬دنتسنغر ‪ - .)602( 303‬م‪.‬ق‪ ،4.‬الجلسة ‪ ،10‬القانون ‪ :1‬دنتسنغر ‪.)652 - 650( 336‬‬

‫‪ -12‬م‪.‬ف‪" :1.‬دستور عقائدي في اإليمان الكاثوليكي"‪ ،‬الفصل ‪" :4‬في اإليمان والعقل"‪ :‬دنتسنغر ‪.)3020( 1800‬‬

‫‪ -13‬م‪.‬ت‪ ،.‬الجلسة ‪ :4‬المرجع نفسه‪ :‬دنتسنغر ‪.)1501( 783‬‬

‫‪ -14‬بيوس الثاني عشر‪ :‬الدستور الرسولي "اهلل الكّلي الجود"‪ 1 ،‬تشرين الثاني ‪ :1950‬أ‪.‬ك‪.‬ر‪ )1950( 42 .‬ص ‪،756‬‬
‫بالمقارنة بكالم القديس قبريانوس في الرسالة ‪ 8 :66‬ك‪.‬م‪.‬ل‪( .‬هرتل) ‪ 3‬ب ص ‪" :733‬الكنيسة شعب مّت حد بالكاهن‪ ،‬ورعّي ة‬
‫متعّلقة براعيها"‪.‬‬

‫‪ -15‬م‪.‬ف‪.‬أ‪ :‬دستور عقائدي في اإليمان الكاثوليكي‪ ،‬الفصل ‪ :3‬في اإليمان‪ :‬دنتسنغر ‪.)3011( 1792‬‬

‫‪ -16‬بيوس الثاني عشر‪ :‬الرسالة العامة "الجنس البشري"‪ 12 ،‬آب ‪ :1950‬أ‪.‬ك‪.‬ر‪ )1950( 42 .‬ص ‪ :569 - 568‬دنتسنغر‬
‫‪.)3886( 2314‬‬

‫‪ -17‬م‪ .‬ف‪ .‬أ‪ :.‬دستور عقائدي "في اإليمان الكاثوليكي"‪ ،‬الفصل الثاني‪ :‬دنتسنغر ‪ - .)3006( 1787‬لجنة الكتاب المقدس‪:‬‬
‫قرار في ‪ 18‬حزيران ‪ :1915‬دنتسنغر ‪ - .)3620( 2180‬أنكيريديون الكتاب المقدس ‪ - .420‬مجمع التفتيش المقدس‪:‬‬
‫رسالة في ‪ 22‬كانون األول ‪ :1923‬أنكيريديون الكتاب المقدس ‪.499‬‬

‫‪ -18‬الون الثالث عشر‪ :‬الرسالة العامة "اهلل الكلي العناية"‪ ،‬في ‪ 18‬تشرين الثاني ‪ :1893‬دنتسنغر ‪)3293( 1952‬؛‬
‫أنكيريديون الكتاب المقدس ‪.125‬‬

‫‪ -19‬بيوس الثاني عشر‪ :‬الرسالة العامة‪" :‬بوحي من الروح القدس"‪ ،‬في ‪ 30‬أيلول ‪ :1943‬أعمال الكرسي الرسولي‪35 .‬‬
‫(‪ )1943‬ص ‪314‬؛ أنكيريديون الكتاب المقدس ‪.556‬‬

‫‪" -20‬في" وباإلنسان‪ :‬عب ‪ 1 ،1‬و ‪7 ،4‬؛ ‪ 2‬صم ‪2 ،23‬؛ مت ‪22 ،1‬؛ المجمع الفاتيكاني األول‪ :‬مشروع في العقيدة‬
‫الكاثوليكية‪ ،‬التعليق ‪ :9‬مجموعة الك ألعمال المجامع المقدسة وقراراتها ‪.522 :7‬‬

‫‪ -21‬القديس أغسطينوس‪" ،‬في سفر التكوين" ‪ :20 ،9 :2‬مجموعة آباء الكنيسة الالتينية‪271 - 270 /34 .‬؛ ك‪ .‬م‪ .‬ل‪،28 .‬‬
‫‪ 47 - 46 ،1‬والرسالة ‪ :3 ،82‬مجموعة آباء الكنيسة الالتينية‪ :277 ،33 .‬ك‪ .‬م‪ .‬ل‪ 2 :34 .‬ص ‪ - .354‬القديس توما‪" :‬في‬
‫الحقيقة"‪ ،‬السؤال ‪ ،12‬المقال ‪ 2‬ج‪ - .‬المجمع التردنتي‪ ،‬الجلسة الرابعة‪ :‬في الكتب المقدسة القانونية‪ :‬دنتسنغر ‪783‬‬
‫(‪ - )1501‬الون الثالث عشر‪ :‬الرسالة العامة "اهلل الكلي العناية"‪ .‬أنكيريديون الكتاب المقدس ‪- .127 ،126 ،124 ،121‬‬
‫بيوس الثاني عشر‪ :‬الرسالة العامة "بوحي الروح القدس"‪ .‬أنكيريديون الكتاب المقدس ‪.539‬‬

‫‪ -22‬القديس أغسطينوس‪" :‬مدينة اهلل" ‪ :2 ،6 :17‬مجموعة آباء الكنيسة الالتينية‪537 :41 .‬؛ مجموعة الكتاب المسيحيين‬
‫الالتين ‪.228 :2 :40‬‬

‫‪ -23‬القديس أغسطينوس‪" :‬في العقيدة المسيحية" ‪ :26 :18 :18 :3‬مجموعة آباء الكنيسة الالتينية‪.76 - 75 :34 .‬‬

‫‪ -24‬بيوس الثاني عشر‪ :‬المرجع نفسه‪ :‬دنتسنغر ‪ :)3830 - 3829( 2294‬أنكيريديون الكتاب المقدس ‪.562 - 557‬‬

‫‪ -25‬بندكتس الخامس عشر‪ :‬الرسالة العامة "الروح المعزي"‪ 15 ،‬أيلول ‪ :1920‬أنكيريديون الكتاب المقدس ‪ - .469‬القديس‬
‫هيرونيموس‪ :‬في الرسالة إلى الغالطيين ‪ :21 - 19 :5‬مجموعة آباء الكنيسة الالتينية‪ 417 :26 .‬أ‪.‬‬

‫‪ -26‬م‪ .‬ف‪ :2 .‬دستور عقائدي "في اإليمان الكاثوليكي"‪ ،‬الفصل ‪" :2‬في الوحي"‪ :‬دنتسنغر ‪.)3007( 1788‬‬
‫‪ -27‬القديس يوحنا الذهبي الفم‪ :‬في سفر التكوين ‪( 8 :3‬العظة ‪ :)17‬مجموعة آباء الكنيسة اليونانية‪.143 :53 .‬‬

‫‪ -28‬بيوس الحادي عشر‪ :‬الرسالة العامة "بقلٍق شديد" ‪ 14‬آذار ‪ :1937‬أعمال الكرسي الرسولي‪ 1937( 29 .‬ص ‪.)151‬‬

‫‪ -29‬القديس أغسطينوس‪" :‬المسائل في األسفار السبعة" ‪ :73 :2‬مجموعة آباء الكنيسة الالتينية‪.623 :34 .‬‬

‫‪ -30‬القديس أيريناوس‪ :‬ضد الهراطقة ‪ :30 ،21 :3‬مجموعة آباء الكنيسة اليونانية‪ :1 :25 =( 950 :7 .‬هرفيه ‪ 2‬ص ‪.115‬‬
‫‪ -‬القديس كيرّلس األورشليمي‪" :‬التعليم المسيحي" ‪ :35 :4‬مجموعة آباء الكنيسة اليونانية‪ - .497 ،33 :.‬تيودرورس‬
‫المصيصي "في صفنيا" ‪ :6 - 4 :1‬مجموعة آباء الكنيسة اليونانية‪ 425 :66 .‬د ‪.453 -‬‬

‫‪ -31‬القديس أيريناوس‪ :‬ضد الهراطقة ‪ :8 :11 :3‬مجموعة آباء الكنيسة اليونانية‪885 :7 .‬؛ سانيارد‪ ،‬ص ‪.194‬‬

‫‪ -32‬يو ‪26 ،14‬؛ ‪.13 ،16‬‬

‫‪ -33‬يو ‪22 ،2‬؛ ‪16 ،12‬؛ ‪26 ،14‬؛ ‪13 - 12 ،16‬؛ ‪.39 ،7‬‬

‫‪ -34‬اللجنة البابوية لتعزيز الدراسات الكتابية‪ :‬اإلرشاد "الكنيسة األم المقدسة"‪ :‬أعمال الكرسي الرسولي‪ ،)1964( 56 .‬ص‬
‫‪.715‬‬

‫‪ -35‬بيوس الثاني عشر‪ :‬الرسالة العامة "بوحي إلهي"‪ :‬أنكيريديون الكتاب المقدس ‪ - .567 ،553 ،551‬لجنة الكتاب‬
‫المقدس البابوية‪ :‬إرشاد في "التعليم الصحيح للكتاب المقدس في اإلكليريكيات والمعاهد الرهبانية"‪ 13 ،‬أيار ‪ :1950‬أعمال‬
‫الكرسي الرسولي‪ ،)1950( 42 .‬ص ‪.505 - 495‬‬

‫‪ -36‬بيوس الثاني عشر‪ :‬المرجع نفسه‪ :‬أنكيريديون الكتاب المقدس ‪.569‬‬

‫‪ -37‬الون الثالث عشر‪ :‬الرسالة العامة "اهلل الكلي العناية"‪ :‬أنكيريديون الكتاب المقدس ‪ - .114‬بندكتس الخامس عشر‪:‬‬
‫الرسالة العامة "الروح المعزي"‪ :‬أنكيريديون الكتاب المقدس ‪.483‬‬

‫‪ -38‬القديس أغسطينوس‪ :‬العظة ‪ :1 :179‬مجموعة آباء الكنيسة الالتينية‪.966 :38 .‬‬

‫‪ -39‬القديس هيرونيموس‪ :‬تفسير إشعيا‪ ،‬التوطئة‪ :‬مجموعة آباء الكنيسة الالتينية‪ - .17 :24 .‬بندكتس الخامس عشر‪:‬‬
‫الرسالة العامة "الروح المعزي" ‪ :‬أنكيريديون الكتاب المقدس ‪ - .480 - 475‬بيوس الثاني عشر‪ :‬الرسالة العامة "بوحي‬
‫إلهي"‪ :‬أنكيريديون الكتاب المقدس الكتاب المقدس ‪.544‬‬

‫‪ -40‬القديس أمبروسيوس‪" :‬في واجبات الخدمة" ‪ :88 :20 :1‬مجموعة آباء الكنيسة الالتينية‪.50 :16 .‬‬

‫‪ -41‬القديس إيريناوس‪ :‬ضد الهراطقة ‪ :1 :32 :4‬مجموعة آباء الكنيسة اليونانية‪ 2 ،49 =( 1071 :7 .‬هرفيه‪ ،‬ص ‪.)255‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪  ‬‬

‫‪ ‬‬

You might also like