You are on page 1of 2

‫مجزوءة المعرفة‬

‫مفهوم النظرية والتجريب‬


‫المحور األول‪ :‬التجربة والتجريب‬
‫سنعالج يف هذا المحور‪ ،‬إذن‪ ،‬مسألة التجربة والتجريب‪.‬‬

‫الفلسف الذي يطرحه وهو‪:‬‬


‫ي‬ ‫وسنحاول االجابة عن االشكال‬

‫ما العالقة بي التجربة بوصفها انطباعات حسية‪ ،‬والتجريب بوصفه انشاء لواقعة معينة ضمن رشوط محددة؟ وهل يأخذ‬
‫التجريب طابعا عقليا؟ لمقاربة هذا االشكال‬

‫سننفتح عىل نص كلود برنار "التجريب انصات للطبيعة"‬

‫صاحب النص‪:‬‬

‫يعتي مؤسس المدرسة التجريبية العلمية وصاحب عدة بحوث هامة‪ ،‬درس الصيدلة‬ ‫فرنس شهي ر‬
‫ي‬ ‫‪-‬كلود برنار (‪ )1878-1813‬عالم‬
‫التجريب‪.‬‬
‫ري‬ ‫ثم أنىه دراسته يف الطب قبل أن يتخصص يف علم األحياء‪ .‬من مؤلفاته‪ :‬المدخل لدراسة الطب‬

‫مفاهيم النص األساسية‪:‬‬


‫‪-‬المنهج التجريب‪ :‬هو المنهج الذي يعتمد ف دراسته للظواهر عىل االستقراء والتحليل‪ ،‬ر‬
‫واليكيب والتجريب‪ ،‬ويتمي بحرصه الشديد‬ ‫ي‬ ‫ري‬
‫بالبحث عن العالقات الثابتة بي الظواهر‪.‬‬

‫ويعتي‬
‫ر‬ ‫المختي بتوفي نفس ر‬
‫الشوط اعتمادا عىل العدة التجريبية‪،‬‬ ‫ر‬ ‫‪-‬التجريب‪ :‬هو تجربة علمية تتمثل يف اعادة انشاء الظاهرة داخل‬
‫المصدر األساس للحقيقة العلمية وله ارتباط بالواقع‪.‬‬

‫المنهج‪.‬‬ ‫ر‬
‫ر ي‬ ‫المشيك غي الخاضع للبناء‬ ‫‪-‬الحقيقة العلمية‪ :‬تتحدد يف ضوء االختالف مع الراي‪ ،‬وكون هذا األخي ي‬
‫ينبب عىل الحكم‬

‫المختي قصد التحقق من صحة الفرضية‪.‬‬


‫ر‬ ‫‪-‬التجربة‪ :‬ي‬
‫ه اعادة احداث الظاهرة داخل‬

‫‪-‬المالحظة‪ :‬يقصد بها المالحظة العلمية والواعية والدقيقة والهادفة وتتم بدون تدخل الذات يف الظاهرة المالحظة‪.‬‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫والب تكون قابلة للتكرار‬ ‫‪-‬االستنتاج‪ :‬هنا يتم الحصول عىل الفرضية الصحيحة ي‬
‫الب تؤكدها التجربة ي‬
‫اشكال النص‪:‬‬

‫التال‪:‬‬
‫ي‬ ‫من خالل قراءتنا للنص‪ ،‬والمفاهيم المتضمنة فيه يتضح أن برنار يحاول االجابة عن االشكال‬
‫التجريب؟ وإل أي حد يمكن اإلحاطة بها ر‬
‫كشط لبلوغ العلمية؟‬ ‫ر‬
‫الب يجب أن تتوفر يف العالم‬ ‫ر‬
‫ري‬ ‫ماه الخصائص والشوط ي‬
‫ي‬
‫‪-‬أطروحة النص‪:‬‬

‫التجريب يجمع بي رشوط المالحظة العلمية‪ ،‬ومبادئ التجربة عندما يخضع الفروض للتحقق‪ .‬فالعالم‬
‫ري‬ ‫يؤكد برنار أن العالم‬
‫يبب قوانينه تبعا لخطوات منهجية ونظرية ضورية‪.‬‬
‫التجريب ي‬
‫ري‬
‫يقتض من الباحث‬
‫ي‬ ‫التجريب" عىل أن معرفة قواني الطبيعة وبلوغ المعرفة العلمية‬
‫ري‬ ‫‪-‬أكد برنار يف كتابه "مدخل لدراسة الطب‬
‫الب تظل مجرد احتماالت قد تكون‬ ‫ر‬
‫مالحظة الظاهرة بشكل منظم ودقيق‪ ،‬وانطالقا من مالحظتها يصوغ مجموعة من الفرضيات ي‬
‫الب يؤسس عليها قانونا مفشا‬ ‫ر‬
‫صادقة أو كاذبة ومن أجل التأكد منها يلجأ الختبارها‪ ،‬وهو ما يتيح له التوصل إل الفرضية الصحيحة ي‬
‫لظاهرة بشكل عام‪ ،‬كما وقع يف تجربة األرانب‪:‬‬
‫وحمض مع العلم أن المتعارف عليه‬
‫ي‬ ‫الحظ برنار بول األرانب الذي كان صاف‬ ‫المالحظة‬ ‫الخطوة‬
‫حمض‬ ‫كدر اللون وغي‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫هو أن بول االرانب يكون عادة م ُ‬
‫ر‬
‫األول‬
‫غذائ يناسب الحيوانات‬
‫ي‬ ‫افيض برنار أن هذه االرانب أخضعت لنظام‬ ‫طرح الفرضية‬ ‫الخطوة‬
‫الالحمة‪ ،‬فتحولت بفعل اإلمساك الطويل إل حيوانات تقتات من دمها‬ ‫الثانية‬
‫لتعيش‪.‬‬
‫مرحلة التجريب قدم لالرانب طعاما عاشبا‪ ،‬وبعد ساعات الحظ أن بولها أصبح يتخدر‬ ‫الخطوة‬
‫حمض‪ ،‬ثم أخضعها لإلمساك عن الطعام فالحظ بعد ‪36‬‬ ‫ي‬ ‫المنهج الموجه وأصبح غي‬
‫ر ي‬ ‫الثالثة‬
‫بأسئلة من طرف ساعة عىل أبعد تقدير قد أصبح بولها صافيا وحمضيا‪ .‬وأخضع الخيول‬
‫لنفس التجربة فاكتشف أن امساكها عن الطعام يجعلها تنتج حموضة‬ ‫العالم\برنار‪.‬‬
‫مفاجئة وزيادة يف مادة األوريا (مادة بلورية توجد يف بول الحيوانات)‪.‬‬ ‫التوجه إلب‬
‫التجربة‬
‫ُ‬
‫علم مفش للظاهرة‪ ،‬خلص فيه إل أن كل‬ ‫ي‬ ‫يخلص برنار إل قانون‬ ‫صياغة قانون‬ ‫الخطوة‬
‫الب تتغذى باللحم عند امساكها عن الطعام‪ ،‬بحيث يصبح‬‫ر‬
‫الحيوانات ي‬ ‫علم‬
‫ي‬ ‫الرابعة‬
‫بولها شبيها ببول الحيوانات العاشبة‪.‬‬

‫ر‬
‫يلف‬
‫العلم تكمن يف أنه ال يدع مجاال وال فرصة للباحث يك ي‬
‫ي‬ ‫التجريب‬
‫ري‬ ‫من خالل الجدول يتضح لنا‪ ،‬أن قيمة هذا المنهج‬
‫قبىل‪ ،‬يضعه وينتجه العالم من أجل‬ ‫ر‬
‫الب يدرسها‪ ،‬بل كل خطوات المنهج تكون خاضعة لتنظيم ي‬ ‫بميوالته وذاتيته عىل الظواهر ي‬
‫التخىل عنه‬
‫ي‬ ‫يعتي علميا‪ ،‬وما فندته يتم‬
‫تفادي أي معارف تلقائية أو ظنون‪ ،‬بل يتم االحتكام إل التجربة العلمية المبنية‪ ،‬فما أكدته ر‬
‫(أي معرفة غي علمية)‪.‬‬

‫مناقشة‪:‬‬

‫العلم هو مساءلة منهجية للواقع‪ ،‬تساهم يف تطور العلم وتقدمه‪،‬‬


‫ي‬ ‫يتضح اذن‪ ،‬من خالل تحليلنا لنص كلود برنار أن التجريب‬
‫عكس التجربة العفوية والتلقائية والحسية‪ ،‬وهكذا أصبح العالم كما يقول كانط يف كتابه "نقد العقل الخالص"‪ :‬يواجه الطبيعة وهو‬
‫ه وحدها قادرة أن تمنح للظاهرة المتطابقة قواني صارمة‪ ،‬ويحمل من جهة ثانية التجريب الذي تخيل صورته‬ ‫ر‬
‫الب ي‬
‫يحمل مبادئه ي‬
‫لك يتعلم منها‪ ،‬ولكن ليس بوصفه تلميذا يتقبل كل ما يريده المعلم‪ ،‬بل بوصفه‬ ‫وفقا لهذه المبادئ‪ .‬إذ عليه ان يواجه الطبيعة ي‬
‫ر‬
‫روئ طوم نقدا الذعا للقائلي باطالقية‬
‫وف هذا الصدد يوجه ي‬ ‫الب يطرحها عليهم"‪ .‬ي‬‫قاضيا يحث الشهودعىل االجابة عن االسئلة ي‬
‫اعتيه طوم‬
‫التجريب وصالحيته الالمتناهية وبامكانية شموليته لجميع الظواهر كما ذهب إل ذلك فرانسيس بيكون‪ ،‬وهو ما ر‬ ‫ري‬ ‫المنهج‬
‫مجرد وهم‪ ،‬وأكد عىل أن التجربة ال تكون علمية إال إذا كنا قادرين عىل اعادة صنعها يف مكان وزمان آخر‪ .‬يقول طوم يف هذا الصدد‪:‬‬
‫بالخيال‪ ،‬هذه القفزة نحو‬
‫ي‬ ‫الواقغ‬
‫ي‬ ‫ينبغ اكمال‬
‫ي‬ ‫فف جميع األحوال‬
‫ان التجريب وحده عاجز عن اكتشاف سبب أو أسباب ظاهرة ما‪ ،‬ي‬
‫علم أن يعوضها"‪.‬‬
‫ي‬ ‫ه أساسا عملية ذهنية‪ ،‬أو تجربة ذهنية‪ ،‬وال يمكن ألي جهاز‬ ‫الخيال ي‬
‫ي‬

You might also like