You are on page 1of 456

‫أصول الفقه العرضي‬

‫أنور غني الموسوي‬


‫أصول الفقه العرضي‬
‫أنور غني الموسوي‬
‫دار أقواس للنشر‬
‫العراق ‪1443‬‬
‫المحتويات‬

‫المحتويات ‪1.......................... ................................ ................................‬‬


‫المقدمة ‪3.............................. ................................ ................................‬‬
‫الموضع األول في الدليل ‪4.............. ................................ ................................‬‬
‫أصول معرفة القران وحجته ‪5....................................... ................................‬‬
‫أصول معرفة السنة وحجيتها ‪72 .................................... ................................‬‬
‫الموضع الثاني في الداللة ‪147 ......................................... ................................‬‬
‫أصول العرض النظرية ‪148 ........................................ ................................‬‬
‫المصدقية كمحور لمعرفة الحق ‪148 ............................ ................................‬‬
‫الرد الى القران والسنة والعرض عليهما‪151 ................. ................................ .‬‬
‫أصول العرض العملية ‪158 ......................................... ................................‬‬
‫أصول حديث العرض ‪163 ...................................... ................................‬‬
‫أصول الوجدان الشرعي ‪193 ................................... ................................‬‬
‫الموضع الثالث في المدلول ‪202 ........................................ ................................‬‬
‫أصول عالمات المعرفة الحقة ‪202 ................................. ................................‬‬
‫العالمة االولى ان تكون المعرفة علما وليس ظنا‪202 ......................................... .‬‬
‫العالمة الثانية‪ :‬ان تنتهي المعرفة الى هللا والرسول ‪203 .......................................‬‬
‫العالمة الثالثة‪ :‬ان تكون المعرفة موافقة لما هو معلوم من محكم القران وقطعي السنة وأنها‬
‫مصدقة بها‪204 ................. ................................ ................................ .‬‬
‫العالمة الرابعة ان تكون مأثورة منقولة عن مصدر العلم ‪204 ............................... .‬‬
‫العالمة الخامسة ان تكون المعرفة موافقة للعقل و فطرة االنسان ‪205 .........................‬‬
‫العالمة السادسة‪ :‬ان تكون المعرفة مصدقة بعضها لبعض فال اختالف فيها‪206 ............ .‬‬
‫أصول شروط المعرفة الحقة ‪209 ................................... ................................‬‬
‫أوال‪ :‬علمية المعرفة الشريعة ‪209 .............................. ................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تصديقية المعرفة الشرعية ‪212 ............................ ................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬عقالئية المعرفة الشرعية ‪222 ............................. ................................‬‬
‫رابعا‪ :‬اسالمية المعرفة الشرعية ‪225 ........................... ................................‬‬
‫خامسا‪ :‬وجدانية المعرفة الشرعية ‪226 .......................... ................................‬‬
‫سادسا‪ :‬عامية المعرفة الشرعية ‪228 ............................ ................................‬‬

‫‪1‬‬
‫أصول خصائص المعرفة الشرعية ‪232 ............................ ................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التنزيلية ‪245 ............... ................................ ................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الكتابية ‪253 ................ ................................ ................................‬‬
‫رابعا‪ :‬االتباعية ‪256 ............. ................................ ................................‬‬
‫خامسا‪ :‬البيانية ‪263 .............. ................................ ................................‬‬
‫سادسا‪ :‬الحقائقية ‪284 ............ ................................ ................................‬‬
‫سابعا‪ :‬االحتجاجية ‪289 .......................................... ................................‬‬
‫ثامنا‪ :‬التصديقية ‪294 ............. ................................ ................................‬‬
‫تاسعا‪ :‬العقالئية ‪304 ............. ................................ ................................‬‬
‫عاشرا‪ :‬التكليفية ‪322 ............. ................................ ................................‬‬
‫حادي عشر‪ :‬التيسرية ‪330 ....................................... ................................‬‬
‫ثاني عشر‪ :‬االختيارية ‪338 ...................................... ................................‬‬
‫الموضع الرابع في المستدل ‪358 ....................................... ................................‬‬
‫أصول تحصيل العلم ‪358 ........... ................................ ................................‬‬
‫أصول العمل بالعلم ‪399 ............. ................................ ................................‬‬
‫أصول االجتهاد وفروعه ‪406 ....................................... ................................‬‬
‫أصول التقليد وفروعه ‪428 .......................................... ................................‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪ .‬الحمد هلل رب العالمين‪ .‬اللهم صل على محمد واله‬
‫الطاهرين‪ .‬ربنا اغفر لنا وإلخواننا المؤمنين‪.‬‬
‫األصل هو األساس‪ ،‬وفي الشريعة األصل هو القرآن ومنه تتفرع السنة وهي‬
‫اصل ايضا‪ .‬واما االحكام العامة للفقه فهي قواعد الفقه‪ .‬فهنا ذكر ألصول قواعد‬
‫الفقه العرضي‪ .‬أي نصوص القران والسنة المؤسسة لقواعد الفقه العرضي‪ .‬والن‬
‫قواعد الفقه موضوعها الرئيسي هو االستدالل بأطرافه من دليل وداللة ومدول‬
‫ومستدل فسيكون البحث في المواضع التالية‪:‬‬

‫الموضع األول في الدليل‬


‫الموضع الثاني في الداللة‬
‫الموضع الثالث في المدلول‬
‫الموضع الرابع في المستدل‬

‫أصول الشريعة هي القران والسنة‪ ،‬أي نص االيات والروايات اال انني سأعمل‬
‫تحريرات لآليات والروايات والن هذه التحريرات تعبير نصي عن االية او‬
‫الرواية صح ان تسمى اصوال بالتسامح واال فاألصل حقيقة هو االية والرواية‬
‫بلفظها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الموضع األول في الدليل‬

‫‪4‬‬
‫أصول معرفة القران وحجته‬
‫إشارة‪ :‬ألن القرآن مثال بخصائصه وميزاته فالخبر عنه بمعنى الخبر عن‬
‫الشريعة أي انها تتصف بتلك الصفة كما انه خبر بمعنى االمر أي ان العلم‬
‫بالشريعة يجب ان يكون كذلك‪ ،‬وان االستدالل بأطرافه من الدليل والمدلول‬
‫والمستدل والداللة يجب ان تكون بتلك الصفة والميزة بحسب اإلمكان والجواز‪.‬‬
‫فحينما يقول تعالى (الكتاب ال ريب فيه) أي ان الشريعة ال ريب في معارفها‪،‬‬
‫والعلم بالشريعة يجب ان يكون مما ال ريب فيه‪ ،‬والدليل الشرعي يجب ان يكون‬
‫مما ال ريب فيه عقالئيا والحكم الشرعي يجب ان يكون مما ال ريب فيه‪ .‬وهذا‬
‫يجري في جميع الخصائص التي سيلي ذكرها لذلك هي من انفع أصول الفقه‬
‫على االطالق‪ .‬فكل خاصية او صفة تقرأها للقران احملها على الشريعة وعلى‬
‫الدليل والحكم بل على كل فعل من أفعال او أفعال االمة ما أمكن وتيسر وجاز‬
‫ذلك‪ ،‬وهذا أصل) من الفقه واسع ونافع ومبارك ان شاء هللا‪.‬‬

‫أصل) هذا الكتاب ال ريب فيه‪.‬‬


‫قال تعالى‪ :‬ذلك الكتاب ال ريب فيه هدى للمتقين‪.‬‬
‫أصل) القران نور مبين انزله هللا الى الناس‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا‪ .‬وهو‬
‫القران‪ .‬ت نور أي منور فيبين ويكشف كما نقول الماء طاهر ومطهر‪ ،‬فالقران‬
‫نور ومنور ينير ويبين ويكشف‪ ،‬والقران نور ال يضعف او يسلب نوره شيء‬
‫كما انه نور من هللا فال يحتاج الن ينيره شيء‪.‬‬
‫ف‪ -‬الشريعة نور منور والعلم بها يجب ان يكون نورا منورا‪ ،‬والدليل على الحكم‬
‫الشرعي يجب ان يكون نورا منورا والحكم يجب ان يكون نورا منورا‪.‬‬
‫أصل) ما كان هذا القرآن أن يفترى من دون هللا‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ما كان هذا القرآن أن يفترى من دون هللا ولكن تصديق الذي بين يديه‬
‫وتفصيل الكتاب ال ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتريه قل فأتوا بسورة‬
‫مثله وادعوا من استطعتم من دون هللا إن كنتم صادقين‪.‬‬
‫أصل) القران هدى للناس‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى‬
‫والفرقان‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫أصل) القران بينات من الهدى‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى‬
‫والفرقان‪.‬‬
‫أصل) لقد جاء هللا الناس بكتاب فصله على علم‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون‪.‬‬
‫أصل) ولقد أنزلنا إليك آيات بينات‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إال الفاسقون‪.‬‬
‫ب َوأُخ َُر ُمتَشَا ِب َهاتٌ ‪.‬‬ ‫الكتاب آَيَاتٌ ُمحْ َك َماتٌ ه َُّن أ ُ ُّم ْال ِكتَا ِ‬‫ُ‬ ‫أصل) من‬
‫ب َوأُخ َُر‬ ‫َاب ِم ْنهُ آَيَاتٌ ُمحْ َك َماتٌ ه َُّن أ ُ ُّم ْال ِكتَا ِ‬ ‫علَيْكَ ا ْل ِكت َ‬ ‫قال تعالى‪ :‬ه َُو الَّذِي أَ ْنزَ َل َ‬
‫ُمتَشَابِ َهاتٌ فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُوبِ ِه ْم زَ ْي ٌغ فَيَتَّبِعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ ا ْبتِغَا َء ْال ِفتْنَ ِة َوا ْبتِغَا َء‬
‫َّللاُ َوال َّرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم َيقُولُونَ آَ َمنَّا ِب ِه ُك ٌّل ِم ْن ِع ْن ِد‬ ‫تَأ ْ ِوي ِل ِه َو َما َي ْعلَ ُم تَأ ْ ِويلَهُ ِإ َّال َّ‬
‫َربِنَا َو َما يَذَّ َّك ُر إِ َّال أُولُو ْاأل َ ْألصل) ‪.‬‬
‫ت ‪ :‬القران محكم كله انما التشابه بسبب قصور في المتلقي‪.‬‬
‫أصل) الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تالوته‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تالوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر‬
‫به فأولئك هم الخاسرون‪.‬‬
‫أصل) من يتلون الكتاب حق تالوته اولئك يؤمنون به‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تالوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر‬
‫به فأولئك هم الخاسرون‪.‬‬

‫أصل) على الناس ان يتدبرون القرآن‪.‬‬


‫قال تعالى‪ :‬أفال يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفا‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫أصل) وما يكفر باآليات إال الفاسقون‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إال الفاسقون‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أصل) من يكفر بالكتاب فأولئك هم الخاسرون‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تالوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر‬
‫به فأولئك هم الخاسرون‪.‬‬

‫أصل) هذا كتاب على الناس ان يتبعوه ويتقوا لعلهم يرحمون‪.‬‬


‫قال تعالى‪ :‬وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون‪ .‬تعليق اتقوا‬
‫هنا عام ومنه اتقاء مخالفة للقران‪.‬‬
‫أصل) على الناس ان يتبعوا ما انزل إليهم من ربهم‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم‪.‬‬

‫أصل) اآليات المحكمات هن ام الكتاب‪.‬‬


‫ب َوأُخ َُر‬ ‫َاب ِم ْنهُ آَيَاتٌ ُمحْ َك َماتٌ ه َُّن أ ُ ُّم ْال ِكتَا ِ‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫قال تعالى‪ :‬ه َُو الَّذِي أَ ْنزَ َل َ‬
‫ُمتَشَابِ َهاتٌ فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُوبِ ِه ْم زَ ْي ٌغ فَيَتَّبِعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ ا ْبتِغَا َء ْال ِفتْنَ ِة َوا ْبتِغَا َء‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم َيقُولُونَ آَ َمنَّا ِب ِه ُك ٌّل ِم ْن ِع ْن ِد‬ ‫تَأ ْ ِوي ِل ِه َو َما َي ْعلَ ُم تَأ ْ ِويلَهُ ِإ َّال َّ‬
‫َّللاُ َو َّ‬
‫َربِنَا َو َما يَذَّ َّك ُر إِ َّال أُولُو ْاأل َ ْألصل) ‪.‬‬

‫أصل) من آيات الكتاب آيات متشابهات‪.‬‬


‫ب َوأُخ َُر‬ ‫َاب ِم ْنهُ آَيَاتٌ ُمحْ َك َماتٌ ه َُّن أ ُ ُّم ْال ِكتَا ِ‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫قال تعالى‪ :‬ه َُو الَّذِي أَ ْنزَ َل َ‬
‫ُمتَشَا ِب َهاتٌ فَأ َ َّما الَّذِينَ فِي قُلُو ِب ِه ْم زَ ْي ٌغ فَيَت َّ ِبعُونَ َما تَشَابَهَ ِم ْنهُ ا ْبتِغَا َء ْال ِفتْنَ ِة َوا ْبتِغَا َء‬
‫الرا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم َيقُولُونَ آَ َمنَّا ِب ِه ُك ٌّل ِم ْن ِع ْن ِد‬ ‫َّللاُ َو َّ‬‫تَأ ْ ِوي ِل ِه َو َما َي ْعلَ ُم تَأ ْ ِويلَهُ ِإ َّال َّ‬
‫َربِنَا َو َما يَذَّ َّك ُر إِ َّال أُولُو ْاأل َ ْألصل) ‪.‬‬
‫أصل) القران بيان للناس‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين‪.‬‬
‫أصل) يجب التمسك بالكتاب‬

‫‪7‬‬
‫قال سبحانه‪ :‬والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصالة إنا ال نضيع أجر‬
‫المصلحين‪ .‬تعليق"‪ :‬أي اجرهم فأقام الظاهر مقام المضمر‪ .‬وهو خبر بمعنى‬
‫االمر‪.‬‬
‫أصل) الكتاب مصدق لما بين يديه‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التورية واالنجيل‬
‫من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات هللا لهم عذاب شديد‬
‫وهللا عزيز ذو انتقام‪.‬‬
‫أصل) لو كان القران من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفا كثيرا‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬أفال يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفا‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫أصل) هذا كتاب مصدق الذي بين يديه‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه‪.‬‬
‫أصل) هذا القران تصديق الذي بين يديه‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ما كان هذا القرآن أن يفترى من دون هللا ولكن تصديق الذي بين يديه‬
‫وتفصيل الكتاب ال ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتريه قل فأتوا بسورة‬
‫مثله وادعوا من استطعتم من دون هللا إن كنتم صادقين‪.‬‬
‫أصل) ما فرط هللا في الكتاب من شئ‬
‫وقال تعالى‪ :‬ما فرطنا في الكتاب من شئ‪.‬‬
‫أصل) فصل هللا الكتاب على علم‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون‪.‬‬
‫أصل) ان هللا تعالى فصل اآليات‪.‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬وكذلك نفصل اآليات ولعلهم يرجعون‪.‬‬
‫أصل) هذه اآليات هي آيات الكتاب‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬تلك آيات الكتاب الحكيم‪.‬‬
‫أصل) القران تفصيل الكتاب‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ما كان هذا القرآن أن يفترى من دون هللا ولكن تصديق الذي بين يديه‬
‫وتفصيل الكتاب ال ريب فيه من رب العالمين * أم يقولون افتريه قل فأتوا بسورة‬
‫مثله وادعوا من استطعتم من دون هللا إن كنتم صادقين‪.‬‬
‫أصل) القران كتاب احكمت آياته من لدن حكيم خبير‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬كتاب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير‪.‬‬
‫أصل) القران كتاب احكمت آياته من لدن حكيم خبير‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬كتاب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير‪.‬‬
‫أصل) القران فصلت آياته من لدن حكيم خبير‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬كتاب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير‪.‬‬
‫أصل) القران المبين‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬تلك آيات الكتاب المبين‪.‬‬
‫أصل) ان القران عربي‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون‪.‬‬
‫أصل) القران ما كان حديثا يفترى‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء‬
‫وهدى ورحمة لقوم يؤمنون‪.‬‬
‫أصل) القران تصديق الذي بين يديه‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء‬
‫وهدى ورحمة لقوم يؤمنون‪.‬‬
‫أصل) القران تفصيل كل شيء‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء‬
‫وهدى ورحمة لقوم يؤمنون‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أصل) أنزل هللا الكتاب حكما‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬وكذلك أنزلناه حكما عربيا‪.‬‬
‫أصل) انزل هللا الكتاب عربيا‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬وكذلك أنزلناه حكما عربيا‪.‬‬
‫أصل) هذا القران بالغ لينذر الناس به‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬هذا بالغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر اولوا‬
‫االألصل) ‪.‬‬
‫أصل) هذا القران بالغ ليعلم الناس أنما هو إله واحد‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬هذا بالغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر اولوا‬
‫االألصل) ‪.‬‬
‫أصل) القران مبين‬
‫قال تعالى‪ :‬تلك آيات الكتاب وقرآن مبين‪.‬‬
‫أصل) هللا للذكر حافظ‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا تبيان لكل شيء‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا هدى‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا رحمة‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين‪.‬‬
‫أصل) القران لسان عربي مبين‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ولقد نعلم أنهم يقولون آنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي‬
‫وهذا لسان عربي مبين‪.‬‬
‫أصل) القرآن يهدي للتي هي أقوم‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم‪.‬‬
‫أصل) القران هو وحي من هللا الى النبي‬
‫قال تعالى‪ :‬ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة‪.‬‬
‫أصل) القران حكمة‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة‪.‬‬
‫أصل) لقد صرف هللا للناس في هذا القرآن من كل مثل‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إال‬
‫كفورا‪.‬‬
‫أصل) انزل هللا الكتاب ولم يجعل له عوجا‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬الحمد هلل الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر‬
‫بأسا شديدا من لدنه‪.‬‬
‫أصل) انزل هللا الكتاب قيما‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬الحمد هلل الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر‬
‫بأسا شديدا من لدنه‪ .‬تعليق قيم أي مستقيم‪.‬‬
‫أصل) أنزل هللا الكتاب قرآنا عربيا‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو‬
‫يحدث لهم ذكرا‪.‬‬
‫أصل) انزل هللا الكتاب آيات بينات‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬وكذلك أنزلناه آيات بينات وإن هللا يهدي من يريد‪ .‬تعليق‪ :‬البين‬
‫الواضح مع مالحظة الفاعل وتمكنه‪.‬‬
‫أصل) لقد أنزل هللا الى الناس آيات مبينات‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ولقد أنزلنا اليكم آيات مبينات ومثال من الذين خلوا من قبلكم وموعظة‬
‫للمتقين‪.‬‬
‫أصل) نزل هللا الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا‪.‬‬
‫أصل) هللا نزل أحسن الحديث‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬هللا نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين‬
‫يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر هللا ذلك هدى هللا يهدي به من‬
‫يشاء ومن يضلل هللا فماله من هاد‪.‬‬
‫أصل) القران كتاب فصلت آياته‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم‬
‫يعلمون‪.‬‬
‫أصل) القران هدى ورحمة لقوم يوقنون‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون‪.‬‬
‫أصل) هذا الكتاب مصدق‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬وهذا الكتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى‬
‫للمحسنين‪.‬‬
‫أصل) هذا الكتاب لسان عربي‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬وهذا الكتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى‬
‫للمحسنين‪.‬‬
‫أصل) الكتاب قرآن مجيد في لوح محفوظ‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ‪.‬‬
‫أصل) القران لكتاب عزيز‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬إنه لكتاب عزيز ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من‬
‫حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا هو نوره‬

‫‪12‬‬
‫ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬إن هللا عزوجل حرمات ثالثا ليس‬
‫مثلهن شيء‪ :‬كتابه وهو نوره وحكمته‪ ،‬وبيته الذي جعله للناس قبلة‪ ،‬ال يقبل هللا‬
‫من أحد وجها إلى غيره‪ ،‬وعترة نبيكم محمد صلى هللا عليه وآله‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا هو حكمته‪،‬‬
‫ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬إن هللا عزوجل حرمات ثالثا ليس‬
‫مثلهن شئ‪ :‬كتابه وهو نوره وحكمته‪ ،‬وبيته الذي جعله للناس قبلة‪ ،‬ال يقبل هللا‬
‫من أحد وجها إلى غيره‪ ،‬وعترة نبيكم محمد صلى هللا عليه وآله‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا هو الثقل االكبر‬
‫ن‪ :‬باالسانيد الثالثة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله‪ :‬كأني قد دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر‬
‫من اآلخر كتاب هللا تبارك وتعالى حبل ممدود من السماء إلى االرض وعترتي‬
‫أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا حبل ممدود من السماء إلى األرض‪.‬‬
‫ن‪ :‬باالسانيد الثالثة‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله‪ :‬كأني قد دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر‬
‫من اآلخر كتاب هللا تبارك وتعالى حبل ممدود من السماء إلى االرض وعترتي‬
‫أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا من حرماته‬
‫ابن سنان‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬إن هللا عزوجل حرمات ثالثا ليس‬
‫مثلهن شئ‪ :‬كتابه وهو نوره وحكمته‪ ،‬وبيته الذي جعله للناس قبلة‪ ،‬ال يقبل هللا‬
‫من أحد وجها إلى غيره‪ ،‬وعترة نبيكم محمد صلى هللا عليه وآله‪.‬‬

‫أصل) كتاب هللا برهان متجلية ظواهره‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ع‪ :‬عن فاطمة عليهما السالم قالت‪ :‬كتاب هللا برهان متجلية ظواهره‪ ،‬قائدا إلى‬
‫الرضوان اتباعه‪ ،‬ومؤديا إلى النجاة أشياعه‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا قائدا إلى الرضوان اتباعه‪.‬‬
‫ع‪ :‬عن فاطمة عليهما السالم قالت‪ :‬كتاب هللا برهان متجلية ظواهره‪ ،‬قائدا إلى‬
‫الرضوان اتباعه‪ ،‬ومؤديا إلى النجاة أشياعه‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا مؤديا إلى النجاة أشياعه‪.‬‬
‫ع‪ :‬عن فاطمة عليهما السالم قالت‪ :‬كتاب هللا برهان متجلية ظواهره‪ ،‬قائدا إلى‬
‫الرضوان اتباعه‪ ،‬ومؤديا إلى النجاة أشياعه‪.‬‬

‫أصل) الحجة في القران عظمية‪.‬‬


‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬

‫أصل) اآلية المعجزة في نظم القران عظمية‪.‬‬


‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أصل) القران حبل هللا المتين‪.‬‬
‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا عروته الوثقى‪.‬‬
‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬

‫أصل) كتاب هللا طريقته المثلى‪.‬‬


‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬

‫أصل) كتاب هللا المؤدي إلى الجنة‪.‬‬


‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬

‫‪15‬‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا هو المنجى من النار‪.‬‬
‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا ال يخلق من االزمنة‪.‬‬
‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬

‫أصل) كتاب هللا ال يغث على االلسنة؟‬


‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬

‫أصل) كتاب هللا لم يجعل لزمان دون زمان‪.‬‬


‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫‪16‬‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا جعل دليل البرهان‪.‬‬
‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬

‫أصل) كتاب هللا جعل حجة على كل إنسان‪.‬‬


‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه‪.‬‬
‫محمد بن موسى الرازي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬ذكر الرضا عليه السالم يوما القرآن‬
‫فعظم الحجة فيه واآلية المعجزة في نظمه‪ ،‬فقال‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وعروته‬
‫الوثقى‪ ،‬وطريقته المثلى‪ ،‬المؤدي إلى الجنة‪ ،‬والمنجى من النار‪ ،‬ال يخلق من‬
‫االزمنة‪ ،‬وال يغث على االلسنة‪ ،‬النه لم يجعل لزمان دون زمان‪ ،‬بل جعل دليل‬
‫البرهان‪ ،‬وحجة على كل إنسان‪ ،‬ال يأتيه الباطل من بين يديه‪ ،‬وال من خلفه تنزيل‬
‫من حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) ان هللا تبارك وتعالى لم يجعل القران لناس دون ناس‪.‬‬
‫إبراهيم بن العباس عن الرضا‪ ،‬عن أبيه عليهما االسالم أن رجال سأل أبا عبد‬
‫هللا عليه السالم ما بال القرآن ال يزداد إال غضاضة؟ فقال‪ :‬الن هللا تبارك وتعالى‬
‫لم يجعله لزمان دون زمان‪ ،‬وال لناس دون ناس‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أصل) إذا البست عليكم الفتن فعليكم بالقرآن‪.‬‬
‫العياشي بأسانيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬إذا البست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم‪ ،‬فعليكم‬
‫بالقرآن‪.‬‬

‫أصل) من جعل القران أمامه قاده إلى الجنة‪.‬‬


‫العياشي بأسانيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران‪ :‬من جعله أمامه قاده إلى الجنة‪ .‬ومن‬
‫جعله خلفه ساقه إلى النار‪.‬‬
‫أصل) من جعل القران خلفه ساقه إلى النار‪.‬‬
‫العياشي بأسانيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران‪ :‬من جعله أمامه قاده إلى الجنة‪ .‬ومن‬
‫جعله خلفه ساقه إلى النار‪.‬‬
‫أصل) القران هو الدليل‪.‬‬
‫العياشي بأسانيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران هو الدليل يدل على خير سبيل‪ ،‬وهو‬
‫كتاب تفصيل‪ ،‬وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل‪.‬‬

‫أصل) القران يدل على خير سبيل‪.‬‬


‫العياشي بأسانيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران هو الدليل يدل على خير سبيل‪ ،‬وهو‬
‫كتاب تفصيل‪ ،‬وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫أصل) القران كتاب تفصيل‪.‬‬
‫العياشي بأسانيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران هو الدليل يدل على خير سبيل‪ ،‬وهو‬
‫كتاب تفصيل‪ ،‬وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل‪.‬‬

‫أصل) القران كتاب بيان‪.‬‬


‫العياشي بأسانيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران هو الدليل يدل على خير سبيل‪ ،‬وهو‬
‫كتاب تفصيل‪ ،‬وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل‪.‬‬
‫أصل) القران كتاب تحصيل‪.‬‬
‫العياشي بأسانيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران هو الدليل يدل على خير سبيل‪ ،‬وهو‬
‫كتاب تفصيل‪ ،‬وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل‪.‬‬

‫أصل) القران هو الفصل‪.‬‬


‫العياشي بأسانيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران هو الدليل يدل على خير سبيل‪ ،‬وهو‬
‫كتاب تفصيل‪ ،‬وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل‪.‬‬

‫أصل) القران ليس بالهزل‪.‬‬


‫العياشي بأسانيد‪ ،‬عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران هو الدليل يدل على خير سبيل‪ ،‬وهو‬
‫كتاب تفصيل‪ ،‬وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أصل) الكتاب نور ال تطفأ مصابيحه‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬ثم أنزل عليه الكتاب نورا ال تطفأ مصابيحه‬
‫وسراجا ال يخبو توقده‪.‬‬

‫أصل) الكتاب سراج ال يخبو توقده‪.‬‬


‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬ثم أنزل عليه الكتاب نورا ال تطفأ مصابيحه‬
‫وسراجا ال يخبو توقده‪.‬‬
‫أصل) القران منهاج ال يضل نهجه‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬انزله هللا منهاجا ال يضل نهجه‪ ،‬وشعاعا ال‬
‫يظلم ضوؤه‪ ،‬وفرقانا ال يخمد برهانه‪ ،‬وتبيانا ال تهدم أركانه‪.‬‬
‫أصل) القران شعاع ال يظلم ضوؤه‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬انزله هللا منهاجا ال يضل نهجه‪ ،‬وشعاعا ال‬
‫يظلم ضوؤه‪ ،‬وفرقانا ال يخمد برهانه‪ ،‬وتبيانا ال تهدم أركانه‪.‬‬
‫أصل) القران فرقان ال يخمد برهانه‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬انزله هللا منهاجا ال يضل نهجه‪ ،‬وشعاعا ال‬
‫يظلم ضوؤه‪ ،‬وفرقانا ال يخمد برهانه‪ ،‬وتبيانا ال تهدم أركانه‪.‬‬

‫أصل) القران تبيان ال تهدم أركانه‪.‬‬


‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬انزله هللا منهاجا ال يضل نهجه‪ ،‬وشعاعا ال‬
‫يظلم ضوؤه‪ ،‬وفرقانا ال يخمد برهانه‪ ،‬وتبيانا ال تهدم أركانه‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫أصل) القران عز ال تهزم أنصاره‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬انزله عزا ال تهزم أنصاره‪ ،‬وحقا ال تخذل‬
‫أعوانه‪.‬‬

‫أصل) القران حق ال تخذل أعوانه‪.‬‬


‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬انزله عزا ال تهزم أنصاره‪ ،‬وحقا ال تخذل‬
‫أعوانه‪.‬‬
‫أصل) القران ينابيع العلم‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬هو ينابيع العلم وبحوره‪ ،‬ومنازل ال يضل‬
‫نهجها المسافرون وأعالم ال يعمى عنها السائرون‪.‬‬
‫أصل) القران بحور العلم‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬هو ينابيع العلم وبحوره‪ ،‬ومنازل ال يضل‬
‫نهجها المسافرون وأعالم ال يعمى عنها السائرون‪.‬‬
‫أصل) القران منازل ال يضل نهجها المسافرون‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬هو ينابيع العلم وبحوره‪ ،‬ومنازل ال يضل‬
‫نهجها المسافرون وأعالم ال يعمى عنها السائرون‪.‬‬
‫أصل) القران أعالم ال يعمى عنها السائرون‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬هو ينابيع العلم وبحوره‪ ،‬ومنازل ال يضل‬
‫نهجها المسافرون وأعالم ال يعمى عنها السائرون‪.‬‬
‫أصل) القران جعله هللا ريا لعطش العلماء‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله هللا ريا لعطش العلماء‪ ،‬وربيعا لقلوب‬
‫الفقهاء‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫أصل) القران جعله هللا ربيعا لقلوب الفقهاء‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله هللا ريا لعطش العلماء‪ ،‬وربيعا لقلوب‬
‫الفقهاء‪.‬‬
‫أصل) جعل هللا القران نورا ليس معه ظلمة‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله نورا ليس معه ظلمة‪ ،‬وحبال وثيقا عروته‪،‬‬
‫ومعقال منيعا ذروته‪.‬‬
‫أصل) جعل هللا القران حبال وثيقا عروته‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله نورا ليس معه ظلمة‪ ،‬وحبال وثيقا عروته‪،‬‬
‫ومعقال منيعا ذروته‪.‬‬
‫أصل) جعل هللا القران معقال منيعا ذروته‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله نورا ليس معه ظلمة‪ ،‬وحبال وثيقا عروته‪،‬‬
‫ومعقال منيعا ذروته‪.‬‬
‫أصل) جعل هللا القران هدى لمن ائتم به‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله هدى لمن ائتم به‪ ،‬وعذرا لمن انتحله‪،‬‬
‫وبرهانا لمن تكلم به‪ ،‬وشاهدا لمن خاصم به‪ ،‬وفلجا لمن حاج به‪.‬‬
‫أصل) جعل هللا القران عذرا لمن انتحله‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله هدى لمن ائتم به‪ ،‬وعذرا لمن انتحله‪،‬‬
‫وبرهانا لمن تكلم به‪ ،‬وشاهدا لمن خاصم به‪ ،‬وفلجا لمن حاج به‪.‬‬
‫أصل) جعل هللا القران برهانا لمن تكلم به‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله هدى لمن ائتم به‪ ،‬وعذرا لمن انتحله‪،‬‬
‫وبرهانا لمن تكلم به‪ ،‬وشاهدا لمن خاصم به‪ ،‬وفلجا لمن حاج به‪.‬‬
‫أصل) جعل هللا القران شاهدا لمن خاصم به‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله هدى لمن ائتم به‪ ،‬وعذرا لمن انتحله‪،‬‬
‫وبرهانا لمن تكلم به‪ ،‬وشاهدا لمن خاصم به‪ ،‬وفلجا لمن حاج به‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أصل) جعل هللا القران فلجا لمن حاج به‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله هدى لمن ائتم به‪ ،‬وعذرا لمن انتحله‪،‬‬
‫وبرهانا لمن تكلم به‪ ،‬وشاهدا لمن خاصم به‪ ،‬وفلجا لمن حاج به‪.‬‬
‫أصل) جعل هللا القران علما لمن وعى‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله علما لمن وعى وحديثا لمن روى‪ ،‬وحكما‬
‫لمن قضى‪.‬‬
‫أصل) جعل هللا القران حديثا لمن روى‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله علما لمن وعى وحديثا لمن روى‪ ،‬وحكما‬
‫لمن قضى‪.‬‬
‫أصل) جعل هللا القران حكما لمن قضى‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في القران‪ :‬جعله علما لمن وعى وحديثا لمن روى‪ ،‬وحكما‬
‫لمن قضى‪.‬‬
‫أصل) القران هو العصمة للمتمسك‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬عليكم بكتاب هللا فانه العصمة للمتمسك‬
‫والنجاة للمتعلق‪.‬‬
‫أصل) القران هو النجاة للمتعلق‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬عليكم بكتاب هللا فانه العصمة للمتمسك‬
‫والنجاة للمتعلق‪.‬‬
‫أصل) القران ال يعوج فيقوم‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬عليكم بكتاب هللا فانه ال يعوج فيقوم‪ ،‬وال‬
‫يزيغ فيستعتب‪.‬‬
‫أصل) القران ال يزيغ فيستعتب‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬عليكم بكتاب هللا فانه ال يعوج فيقوم‪ ،‬وال‬
‫يزيغ فيستعتب‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫أصل) من قال بالقران صدق‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬عليكم بكتاب هللا فانه من قال به صدق‪،‬‬
‫ومن عمل به سبق‪.‬‬
‫أصل) من عمل بالقران سبق‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬عليكم بكتاب هللا فانه من قال به صدق‪،‬‬
‫ومن عمل به سبق‪.‬‬

‫أصل) في القران دواء داء الناس‪.‬‬


‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬فيه دواء دائكم‪ ،‬ونظر ما بينكم‪.‬‬
‫تعليق أي الداء في الدين‪.‬‬

‫أصل) في القران نظر ما بين الناس‪.‬‬


‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬فيه دواء دائكم‪ ،‬ونظر ما بينكم‪.‬‬

‫أصل) ان هذا القرآن هو الناصح الذي ال يغش‪.‬‬


‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي ال‬
‫يغش‪ ،‬والهادي الذي ال يضل‪ ،‬والمحدث الذي ال يكذب‪.‬‬

‫أصل) ان هذا القرآن هو الهادي الذي ال يضل‪.‬‬


‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي ال‬
‫يغش‪ ،‬والهادي الذي ال يضل‪ ،‬والمحدث الذي ال يكذب‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫أصل) ان هذا القرآن هو المحدث الذي ال يكذب‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي ال‬
‫يغش‪ ،‬والهادي الذي ال يضل‪ ،‬والمحدث الذي ال يكذب‪.‬‬
‫أصل) استشفوا القران من أدوائكم‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬استشفوه من أدوائكم واستعينوا‬
‫به على الوائكم‪ ،‬فان فيه شفاء من أكبر الداء‪ ،‬وهو الكفر والنفاق والغي‬
‫والضالل‪ .‬تعليق ادواء جمع داء‪.‬‬
‫أصل) استعينوا بالقران على الوائكم‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬استشفوه من أدوائكم واستعينوا‬
‫به على الوائكم‪ ،‬فان فيه شفاء من أكبر الداء‪ ،‬وهو الكفر والنفاق والغي‬
‫والضالل‪ .‬تعليق الألواء الشدة في المعيشة والمرض‪.‬‬
‫أصل) ان في القران شفاء من أكبر الداء‪ ،‬وهو الكفر والنفاق والغي والضالل‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬استشفوه من أدوائكم واستعينوا‬
‫به على الوائكم‪ ،‬فان فيه شفاء من أكبر الداء‪ ،‬وهو الكفر والنفاق والغي‬
‫والضالل‪.‬‬
‫أصل) ما توجه العباد إلى هللا بمثل القران‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬ما توجه العباد إلى هللا بمثله‪.‬‬
‫أصل) استدلوا القران على ربكم‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬استدلوه على ربكم‪ ،‬واستنصحوه‬
‫على أنفسكم‪ ،‬واتهموا عليه آراء كم‪ ،‬واستعشوا فيه أهواءكم‪.‬‬
‫أصل) استنصحوا القران على أنفسكم‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬استدلوه على ربكم‪ ،‬واستنصحوه‬
‫على أنفسكم‪ ،‬واتهموا عليه آراء كم‪ ،‬واستعشوا فيه أهواءكم‪.‬‬
‫أصل) اتهموا على القران آراءكم‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬استدلوه على ربكم‪ ،‬واستنصحوه‬
‫على أنفسكم‪ ،‬واتهموا عليه آراء كم‪ ،‬واستعشوا فيه أهواءكم‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أصل) استعشوا في القران أهواءكم‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬استدلوه على ربكم‪ ،‬واستنصحوه‬
‫على أنفسكم‪ ،‬واتهموا عليه آراء كم‪ ،‬واستعشوا فيه أهواءكم‪ .‬تعليق استعشى‬
‫تحير أي صفوا اهواءكم بالتحير‪.‬‬
‫أصل) القران حبل هللا المتين‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬انه حبل هللا المتين‪ ،‬وسببه‬
‫االمين‪ ،‬وفيه ربيع القلب‪ ،‬وينابيع العلم‪ ،‬وما للقلب جالء غيره‪.‬‬
‫أصل) القران سببه األمين‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬انه حبل هللا المتين‪ ،‬وسببه‬
‫االمين‪ ،‬وفيه ربيع القلب‪ ،‬وينابيع العلم‪ ،‬وما للقلب جالء غيره‪.‬‬
‫أصل) القران فيه ينابيع العلم‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬انه حبل هللا المتين‪ ،‬وسببه‬
‫االمين‪ ،‬وفيه ربيع القلب‪ ،‬وينابيع العلم‪ ،‬وما للقلب جالء غيره‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا هو المخرج من الفتنة‪.‬‬
‫الحارث االعور قال‪ :‬قال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السالم سمعت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول‪ :‬أتانى جبرئيل فقال‪ :‬يا محمد سيكون في‬
‫امتك فتنة‪ ،‬قلت‪ :‬فما المخرج منها ؟ فقال كتاب هللا فيه بيان ما قبلكم من خبر‬
‫وخبر ما بعدكم‪ ،‬وحكم ما بينكم‪ ،‬وهو الفصل ليس بالهزل‪.‬‬
‫أصل) في القران حكم ما بينكم‪.‬‬
‫الحارث االعور قال‪ :‬قال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السالم سمعت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله يقول‪ :‬أتانى جبرئيل فقال‪ :‬يا محمد سيكون في‬
‫امتك فتنة‪ ،‬قلت‪ :‬فما المخرج منها ؟ فقال كتاب هللا فيه بيان ما قبلكم من خبر‬
‫وخبر ما بعدكم‪ ،‬وحكم ما بينكم‪ ،‬وهو الفصل ليس بالهزل‪.‬‬
‫العياشي عن الحسن بن علي عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫في القران‪ :‬هو الذكر الحكيم والنور المبين‪ ،‬والصراط المستقيم‪ ،‬فيه خبر ما‬
‫قبلكم‪ ،‬ونبأ ما بعدكم‪ ،‬وحكم ما بينكم‪ ،‬وهو الفصل ليس بالهزل‪.‬‬
‫أصل) من التمس الهدى في غير القران أضله هللا‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الحارث االعور قال قال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السالم قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله في القران‪ :‬من التمس الهدى في غيره أضله هللا‪.‬‬

‫أصل) القران هو الصراط المستقيم‪.‬‬


‫الحارث االعور عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السالم عن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله انه قال في القران‪ :‬هو حبل هللا المتين‪ ،‬وهو الذكر الحكيم‪،‬‬
‫وهو الصراط المستقيم‪.‬‬
‫أصل) ال تزيف القران االهواء‪.‬‬
‫الحارث االعور قال قال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السالم قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله في القران‪ :‬ال تزيفه االهواء وال تلبسه االلسنة‪.‬‬
‫أصل) ال تلبس القران االلسنة‪.‬‬
‫الحارث االعور قال قال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السالم قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله في القران‪ :‬ال تزيفه االهواء وال تلبسه االلسنة‪.‬‬
‫أصل) من قال بالقران صدق‪.‬‬
‫الحارث االعور قال قال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السالم قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله في القران‪ :‬من قال به صدق‪ ،‬ومن عمل به أجر‪ ،‬ومن‬
‫اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬من قال به صدق‪ ،‬ومن عمل به أجر‪،‬‬
‫ومن خاصم به فلج‪ ،‬ومن قام به هدي إلى صراط مستقيم‪.‬‬

‫أصل) من عمل بالقران أجر‪.‬‬


‫الحارث االعور قال قال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السالم قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله في القران‪ :‬من قال به صدق‪ ،‬ومن عمل به أجر‪ ،‬ومن‬
‫اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬من قال به صدق‪ ،‬ومن عمل به أجر‪،‬‬
‫ومن خاصم به فلج‪ ،‬ومن قام به هدي إلى صراط مستقيم‪.‬‬
‫أصل) من اعتصم بالقران هدي إلى صراط مستقيم‪.‬‬
‫الحارث االعور قال قال أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السالم قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله في القران‪ :‬من قال به صدق‪ ،‬ومن عمل به أجر‪ ،‬ومن‬
‫اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم‪.‬‬
‫أصل) القران ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‪.‬‬
‫الحارث االعور عن أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السالم عن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله انه قال في القران‪ :‬هو الكتاب العزيز‪ ،‬الذي ال يأتيه الباطل‬
‫من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬خطبنا‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم خطبة فقال فيها‪ :‬نشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك‬
‫له‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬أرسله بكتاب فصله‪ ،‬وأحكمه وأعزه‪ ،‬وحفظه‬
‫بعلمه‪ ،‬وأحكمه بنوره ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم‬
‫حميد‪.‬‬
‫العياشي عن الحسن بن علي عليه السالم قال‪ :‬قيل لرسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله‪ :‬إن أمتك ستفتتن‪ ،‬فسئل ما المخرج من ذلك؟ فقال‪ :‬كتاب هللا العزيز الذي‬
‫ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‪ ،‬تنزيل من حكيم حميد‪ ،‬من ابتغى العلم‬
‫في غيره أضله هللا‪.‬‬

‫أصل) أحكم هللا كتابه‪.‬‬


‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬خطبنا‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم خطبة فقال فيها‪ :‬نشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك‬
‫له‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬أرسله بكتاب فصله‪ ،‬وأحكمه وأعزه‪ ،‬وحفظه‬
‫بعلمه‪ ،‬وأحكمه بنوره ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم‬
‫حميد‪.‬‬
‫أصل) حفظ هللا كتابه بعلمه‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬خطبنا‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم خطبة فقال فيها‪ :‬نشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك‬
‫له‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬أرسله بكتاب فصله‪ ،‬وأحكمه وأعزه‪ ،‬وحفظه‬
‫بعلمه‪ ،‬وأحكمه بنوره ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم‬
‫حميد‪.‬‬
‫أصل) أحكم هللا كتابه بنوره‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬خطبنا‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم خطبة فقال فيها‪ :‬نشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك‬
‫له‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬أرسله بكتاب فصله‪ ،‬وأحكمه وأعزه‪ ،‬وحفظه‬
‫بعلمه‪ ،‬وأحكمه بنوره ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم‬
‫حميد‪.‬‬
‫أصل) من خاصم بالقران فلج‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬من قال به صدق‪ ،‬ومن عمل به أجر‪،‬‬
‫ومن خاصم به فلج‪ ،‬ومن قام به هدي إلى صراط مستقيم‪.‬‬
‫أصل) من قام بالقران هدي إلى صراط مستقيم‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬من قال به صدق‪ ،‬ومن عمل به أجر‪،‬‬
‫ومن خاصم به فلج‪ ،‬ومن قام به هدي إلى صراط مستقيم‪.‬‬
‫أصل) في القران الحكم فيما بين هذه االمة‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬فيه نبأ من كان قبلكم‪ ،‬والحكم فيما بينكم‪،‬‬
‫وخبر معادكم‪.‬‬
‫العياشي عن الحسن بن علي عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫في القران‪ :‬هو الذكر الحكيم والنور المبين‪ ،‬والصراط المستقيم‪ ،‬فيه خبر ما‬
‫قبلكم‪ ،‬ونبأ ما بعدكم‪ ،‬وحكم ما بينكم‪ ،‬وهو الفصل ليس بالهزل‪.‬‬

‫أصل) جعل هللا القران نورا يهدى للتي هو أقوم‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬جعله هللا نورا يهدى للتي هو أقوم وقال‪:‬‬
‫" فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " وقال " اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم وال تتبعوا من‬
‫دونه أولياء قليال ما تذكرون " ‪.‬‬

‫أصل) في اتباع ما جاءكم من هللا الفوز العظيم‪.‬‬


‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬في اتباع ما جاءكم من هللا الفوز العظيم‪،‬‬
‫وفي تركه الخطأ المبين‪ ،‬قال " إما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فال يضل‬
‫وال يشقى " فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫أصل) في ترك ما جاءكم الخطأ المبين‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم في القران‪ :‬في اتباع ما جاءكم من هللا الفوز العظيم‪،‬‬
‫وفي تركه الخطأ المبين‪ ،‬قال " إما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فال يضل‬
‫وال يشقى " فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫أصل) القرآن آمر وزاجر‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬القرآن آمر وزاجر‪ ،‬حد فيه الحدود‪ ،‬وسن فيه السنن‪،‬‬
‫وضرب فيه االمثال‪ ،‬وشرع فيه الدين‪.‬‬
‫أصل) حد هللا في القران الحدود‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬القرآن آمر وزاجر‪ ،‬حد فيه الحدود‪ ،‬وسن فيه السنن‪،‬‬
‫وضرب فيه االمثال‪ ،‬وشرع فيه الدين‪.‬‬
‫أصل) سن هللا في القران السنن‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬القرآن آمر وزاجر‪ ،‬حد فيه الحدود‪ ،‬وسن فيه السنن‪،‬‬
‫وضرب فيه االمثال‪ ،‬وشرع فيه الدين‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫أصل) ضرب هللا في القران االمثال‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬القرآن آمر وزاجر‪ ،‬حد فيه الحدود‪ ،‬وسن فيه السنن‪،‬‬
‫وضرب فيه االمثال‪ ،‬وشرع فيه الدين‪.‬‬
‫أصل) شرع هللا في القران الدين‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬القرآن آمر وزاجر‪ ،‬حد فيه الحدود‪ ،‬وسن فيه السنن‪،‬‬
‫وضرب فيه االمثال‪ ،‬وشرع فيه الدين‪.‬‬
‫الحسن بن موسى الخشاب رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬ال يرجع االمر‬
‫والخالفة إلى آل أبي بكر أبدا‪ ،‬وال إلى آل عمر‪ ،‬وال إلى آل بني امية‪ ،‬وال في‬
‫ولد طلحة والزبير أبدا‪ ،‬وذلك أنهم بتروا القرآن وأبطلوا السنن‪ ،‬وعطلوا االحكام‪.‬‬
‫الحسن بن موسى الخشاب رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬القرآن هدى من الضاللة‪ ،‬وتبيان من العمى ونور من‬
‫الظلمة‪ ،‬وعصمة من الهلكة‪ ،‬ورشد من الغواية‪ ،‬وبيان من الفتن‪.‬‬
‫أصل) المخرج من الفتنة هو كتاب هللا‪.‬‬
‫العياشي عن الحسن بن علي عليه السالم قال‪ :‬قيل لرسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله‪ :‬إن أمتك ستفتتن‪ ،‬فسئل ما المخرج من ذلك؟ فقال‪ :‬كتاب هللا العزيز الذي‬
‫ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‪ ،‬تنزيل من حكيم حميد‪ ،‬من ابتغى العلم‬
‫في غيره أضله هللا‪.‬‬
‫أصل) من ابتغى العلم في غير القران أضله هللا‪.‬‬
‫العياشي عن الحسن بن علي عليه السالم قال‪ :‬قيل لرسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله‪ :‬إن أمتك ستفتتن‪ ،‬فسئل ما المخرج من ذلك؟ فقال‪ :‬كتاب هللا العزيز الذي‬
‫ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‪ ،‬تنزيل من حكيم حميد‪ ،‬من ابتغى العلم‬
‫في غيره أضله هللا‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫أصل) القرآن هو العروة الوثقى‪.‬‬
‫م‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬إن هذا القرآن هو النور المبين‪ ،‬والحبل‬
‫المتين‪ ،‬والعروة الوثقى‪.‬‬
‫أصل) ان القران هو الشفاء االشفى‪.‬‬
‫م‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران انه‪ :‬الدرجة العليا‪ ،‬والشفاء‬
‫االشفى‪ ،‬والفضيلة الكبرى والسعادة العظمى‪.‬‬
‫أصل) من عقد بالقران اموره عصمه هللا‪.‬‬
‫م‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران انه‪ :‬من استضاء به نوره هللا‪،‬‬
‫ومن عقد به اموره عصمه هللا‪ ،‬ومن تمسك به أنقذه هللا‪ ،‬ومن لم يفارق أحكامه‬
‫رفعه هللا‪ ،‬ومن استشفى به شفاه هللا‪ ،‬ومن آثره على ما سواه هداه هللا‪ ،‬ومن طلب‬
‫الهدى في غيره أضله هللا‪.‬‬
‫أصل) من تمسك بالقران أنقذه هللا‪.‬‬
‫م‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران انه‪ :‬من استضاء به نوره هللا‪،‬‬
‫ومن عقد به اموره عصمه هللا‪ ،‬ومن تمسك به أنقذه هللا‪ ،‬ومن لم يفارق أحكامه‬
‫رفعه هللا‪ ،‬ومن استشفى به شفاه هللا‪ ،‬ومن آثره على ما سواه هداه هللا‪ ،‬ومن طلب‬
‫الهدى في غيره أضله هللا‪.‬‬
‫أصل) من لم يفارق أحكام القران رفعه هللا‪.‬‬
‫م‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران انه‪ :‬من استضاء به نوره هللا‪،‬‬
‫ومن عقد به اموره عصمه هللا‪ ،‬ومن تمسك به أنقذه هللا‪ ،‬ومن لم يفارق أحكامه‬
‫رفعه هللا‪ ،‬ومن استشفى به شفاه هللا‪ ،‬ومن آثره على ما سواه هداه هللا‪ ،‬ومن طلب‬
‫الهدى في غيره أضله هللا‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫أصل) من استشفى بالقران شفاه هللا‪.‬‬
‫م‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران انه‪ :‬من استضاء به نوره هللا‪،‬‬
‫ومن عقد به اموره عصمه هللا‪ ،‬ومن تمسك به أنقذه هللا‪ ،‬ومن لم يفارق أحكامه‬
‫رفعه هللا‪ ،‬ومن استشفى به شفاه هللا‪ ،‬ومن آثره على ما سواه هداه هللا‪ ،‬ومن طلب‬
‫الهدى في غيره أضله هللا‪.‬‬
‫أصل) من آثر القران على ما سواه هداه هللا‪.‬‬
‫م‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران انه‪ :‬من استضاء به نوره هللا‪،‬‬
‫ومن عقد به اموره عصمه هللا‪ ،‬ومن تمسك به أنقذه هللا‪ ،‬ومن لم يفارق أحكامه‬
‫رفعه هللا‪ ،‬ومن استشفى به شفاه هللا‪ ،‬ومن آثره على ما سواه هداه هللا‪ ،‬ومن طلب‬
‫الهدى في غيره أضله هللا‪.‬‬
‫أصل) من جعل القران شعاره ودثاره أسعده هللا‪.‬‬
‫م‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران انه‪ :‬من جعله شعاره ودثاره‬
‫أسعده هللا‪ ،‬ومن جعله إمامه الذي يقتدى به ومعوله الذي ينتهي إليه آواه هللا إلى‬
‫جنات النعيم‪ ،‬والعيش السليم‪.‬‬
‫أصل) من جعل القران إمامه الذي يقتدى به ومعوله الذي ينتهي إليه آواه هللا إلى‬
‫جنات النعيم‪ ،‬والعيش السليم‪.‬‬
‫م‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران انه‪ :‬من جعله شعاره ودثاره‬
‫أسعده هللا‪ ،‬ومن جعله إمامه الذي يقتدى به ومعوله الذي ينتهي إليه آواه هللا إلى‬
‫جنات النعيم‪ ،‬والعيش السليم‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا طريق واضح‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬خلف فيكم ما خلفت‬
‫االنبياء في اممها‪ ،‬إذ لم يتركوهم همال‪ ،‬بغير طريق واضح‪ ،‬وال علم قائم؛ كتاب‬
‫ربكم مبينا حالله وحرامه‪ ،‬وفرائضه وفضائله‪ ،‬وناسخه ومنسوخه ورخصه‬
‫وعزائمه‪ ،‬وخاصه وعامه‪ ،‬وعبره وأمثاله‪ ،‬ومرسله ومحدوده‪ ،‬ومحكمه‬
‫ومتشابهه‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أصل) كتاب هللا علم قائم‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬خلف فيكم ما خلفت‬
‫االنبياء في اممها‪ ،‬إذ لم يتركوهم همال‪ ،‬بغير طريق واضح‪ ،‬وال علم قائم؛ كتاب‬
‫ربكم مبينا حالله وحرامه‪ ،‬وفرائضه وفضائله‪ ،‬وناسخه ومنسوخه ورخصه‬
‫وعزائمه‪ ،‬وخاصه وعامه‪ ،‬وعبره وأمثاله‪ ،‬ومرسله ومحدوده‪ ،‬ومحكمه‬
‫ومتشابهه‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا مبين حالله وحرامه‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬خلف فيكم ما خلفت‬
‫االنبياء في اممها‪ ،‬إذ لم يتركوهم همال‪ ،‬بغير طريق واضح‪ ،‬وال علم قائم؛ كتاب‬
‫ربكم مبينا حالله وحرامه‪ ،‬وفرائضه وفضائله‪ ،‬وناسخه ومنسوخه ورخصه‬
‫وعزائمه‪ ،‬وخاصه وعامه‪ ،‬وعبره وأمثاله‪ ،‬ومرسله ومحدوده‪ ،‬ومحكمه‬
‫ومتشابهه‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا مبين فرائضه وفضائله‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬خلف فيكم ما خلفت‬
‫االنبياء في اممها‪ ،‬إذ لم يتركوهم همال‪ ،‬بغير طريق واضح‪ ،‬وال علم قائم؛ كتاب‬
‫ربكم مبينا حالله وحرامه‪ ،‬وفرائضه وفضائله‪ ،‬وناسخه ومنسوخه ورخصه‬
‫وعزائمه‪ ،‬وخاصه وعامه‪ ،‬وعبره وأمثاله‪ ،‬ومرسله ومحدوده‪ ،‬ومحكمه‬
‫ومتشابهه‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا مبين ناسخه ومنسوخه‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬خلف فيكم ما خلفت‬
‫االنبياء في اممها‪ ،‬إذ لم يتركوهم همال‪ ،‬بغير طريق واضح‪ ،‬وال علم قائم؛ كتاب‬
‫ربكم مبينا حالله وحرامه‪ ،‬وفرائضه وفضائله‪ ،‬وناسخه ومنسوخه ورخصه‬
‫وعزائمه‪ ،‬وخاصه وعامه‪ ،‬وعبره وأمثاله‪ ،‬ومرسله ومحدوده‪ ،‬ومحكمه‬
‫ومتشابهه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫أصل) كتاب هللا مبين رخصه وعزائمه‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬خلف فيكم ما خلفت‬
‫االنبياء في اممها‪ ،‬إذ لم يتركوهم همال‪ ،‬بغير طريق واضح‪ ،‬وال علم قائم؛ كتاب‬
‫ربكم مبينا حالله وحرامه‪ ،‬وفرائضه وفضائله‪ ،‬وناسخه ومنسوخه ورخصه‬
‫وعزائمه‪ ،‬وخاصه وعامه‪ ،‬وعبره وأمثاله‪ ،‬ومرسله ومحدوده‪ ،‬ومحكمه‬
‫ومتشابهه‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا مبين خاصه وعامه‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬خلف فيكم ما خلفت‬
‫االنبياء في اممها‪ ،‬إذ لم يتركوهم همال‪ ،‬بغير طريق واضح‪ ،‬وال علم قائم؛ كتاب‬
‫ربكم مبينا حالله وحرامه‪ ،‬وفرائضه وفضائله‪ ،‬وناسخه ومنسوخه ورخصه‬
‫وعزائمه‪ ،‬وخاصه وعامه‪ ،‬وعبره وأمثاله‪ ،‬ومرسله ومحدوده‪ ،‬ومحكمه‬
‫ومتشابهه‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا مبين عبره وأمثاله‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬خلف فيكم ما خلفت‬
‫االنبياء في اممها‪ ،‬إذ لم يتركوهم همال‪ ،‬بغير طريق واضح‪ ،‬وال علم قائم؛ كتاب‬
‫ربكم مبينا حالله وحرامه‪ ،‬وفرائضه وفضائله‪ ،‬وناسخه ومنسوخه ورخصه‬
‫وعزائمه‪ ،‬وخاصه وعامه‪ ،‬وعبره وأمثاله‪ ،‬ومرسله ومحدوده‪ ،‬ومحكمه‬
‫ومتشابهه‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا مبين مرسله ومحدوده‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬خلف فيكم ما خلفت‬
‫االنبياء في اممها‪ ،‬إذ لم يتركوهم همال‪ ،‬بغير طريق واضح‪ ،‬وال علم قائم؛ كتاب‬
‫ربكم مبينا حالله وحرامه‪ ،‬وفرائضه وفضائله‪ ،‬وناسخه ومنسوخه ورخصه‬
‫وعزائمه‪ ،‬وخاصه وعامه‪ ،‬وعبره وأمثاله‪ ،‬ومرسله ومحدوده‪ ،‬ومحكمه‬
‫ومتشابهه‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫أصل) كتاب هللا مبين محكمه ومتشابهه‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال عليه السالم في رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬خلف فيكم ما خلفت‬
‫االنبياء في اممها‪ ،‬إذ لم يتركوهم همال‪ ،‬بغير طريق واضح‪ ،‬وال علم قائم؛ كتاب‬
‫ربكم مبينا حالله وحرامه‪ ،‬وفرائضه وفضائله‪ ،‬وناسخه ومنسوخه ورخصه‬
‫وعزائمه‪ ،‬وخاصه وعامه‪ ،‬وعبره وأمثاله‪ ،‬ومرسله ومحدوده‪ ،‬ومحكمه‬
‫ومتشابهه‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا ناطق ال يعيا لسانه‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال امير المؤمنين عليه السالم‪ :‬كتاب هللا بين أظهركم ناطق ال يعيا لسانه‪،‬‬
‫وبين ال تهدم أركانه‪.‬‬
‫أصل) كتاب هللا بين ال تهدم أركانه‪.‬‬
‫نهج‪ :‬قال امير المؤمنين عليه السالم‪ :‬كتاب هللا بين أظهركم ناطق ال يعيا لسانه‪،‬‬
‫وبين ال تهدم أركانه‪.‬‬
‫أصل) القرآن له خاص وعام‪.‬‬
‫بريد بن معاوية قال‪ :‬قال ابو جعفر عليه السالم‪ :‬القرآن له خاص وعام‪ ،‬وناسخ‬
‫ومنسوخ‪ ،‬ومحكم ومتشابه‪ ،‬فالراسخون في العلم يعلمونه‪.‬‬
‫أصل) القرآن له ناسخ ومنسوخ‪.‬‬
‫بريد بن معاوية قال‪ :‬قال ابو جعفر عليه السالم‪ :‬القرآن له خاص وعام‪ ،‬وناسخ‬
‫ومنسوخ‪ ،‬ومحكم ومتشابه‪ ،‬فالراسخون في العلم يعلمونه‪.‬‬
‫أصل) القرآن له محكم ومتشابه‪.‬‬
‫بريد بن معاوية قال‪ :‬قال ابو جعفر عليه السالم‪ :‬القرآن له خاص وعام‪ ،‬وناسخ‬
‫ومنسوخ‪ ،‬ومحكم ومتشابه‪ ،‬فالراسخون في العلم يعلمونه‪.‬‬
‫أصل) عليكم بالقرآن فما وجدتم آية نجا بها من كان قبلكم فاعملوا به‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫داود بن فرقد قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬عليكم بالقرآن فما وجدتم‬
‫آية نجا بها من كان قبلكم فاعملوا به‪ ،‬وما وجدتموه مما هلك من كان قبلكم‬
‫فاجتنبوه‪.‬‬
‫أصل) عليكم بالقرآن فما وجدتموه مما هلك من كان قبلكم فاجتنبوه‪.‬‬
‫داود بن فرقد قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬عليكم بالقرآن فما وجدتم‬
‫آية نجا بها من كان قبلكم فاعملوا به‪ ،‬وما وجدتموه مما هلك من كان قبلكم‬
‫فاجتنبوه‪.‬‬
‫أصل) ليس من شئ إال في الكتاب‪.‬‬
‫محمد بن حمدان‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ليس من شئ إال في الكتاب‪.‬‬
‫أصل) ما من أمر يختلف فيه اثنان إال وله أصل في كتاب هللا‪.‬‬
‫المعلى بن خنيس قال‪ :‬قال أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬ما من أمر يختلف فيه اثنان‬
‫إال وله أصل في كتاب هللا‪.‬‬
‫أصل) ما آمن باهلل من فسر برأيه كالم هللا‪.‬‬
‫الريان‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم السالم قال‪ :‬قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬قال هللا جل جالله‪ :‬ما آمن بي من فسر برأيه كالمي‪.‬‬
‫تعليق‪ :‬التفسير الكشف‪.‬‬
‫أصل) إياك أن تفسر القرآن برأيك‬
‫يد‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم لرجل‪ :‬إياك أن تفسر القرآن برأيك‪.‬‬
‫أصل) رب تنزيل يشبه بكالم البشر‪ ،‬وهو كالم هللا‪ ،‬وتأويله ال يشبه كالم البشر‪.‬‬
‫يد‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم لرجل‪ :‬رب تنزيل يشبه بكالم البشر‪ ،‬وهو‬
‫كالم هللا‪ ،‬وتأويله ال يشبه كالم البشر‪ ،‬كما ليس شئ من خلقه يشبهه‪ ،‬كذلك ال‬
‫يشبه فعله تعالى شيئا من أفعال البشر وال يشبه شئ من كالمه بكالم البشر‪.‬‬
‫أصل) كما ليس شئ من خلقه يشبهه‪ ،‬كذلك ال يشبه فعله تعالى شيئا من أفعال‬
‫البشر‪.‬‬
‫يد‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم لرجل‪ :‬رب تنزيل يشبه بكالم البشر‪ ،‬وهو‬
‫كالم هللا‪ ،‬وتأويله ال يشبه كالم البشر‪ ،‬كما ليس شئ من خلقه يشبهه‪ ،‬كذلك ال‬
‫يشبه فعله تعالى شيئا من أفعال البشر وال يشبه شئ من كالمه بكالم البشر‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أصل) ال يشبه شئ من كالم هللا بكالم البشر‪.‬‬
‫يد‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم لرجل‪ :‬رب تنزيل يشبه بكالم البشر‪ ،‬وهو‬
‫كالم هللا‪ ،‬وتأويله ال يشبه كالم البشر‪ ،‬كما ليس شئ من خلقه يشبهه‪ ،‬كذلك ال‬
‫يشبه فعله تعالى شيئا من أفعال البشر وال يشبه شئ من كالمه بكالم البشر‪.‬‬
‫أصل) كالم هللا تبارك وتعالى صفته وكالم البشر أفعالهم فال تشبه كالم هللا بكالم‬
‫البشر‪ ،‬فتهلك وتضل‪.‬‬
‫يد‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم لرجل‪ :‬كالم هللا تبارك وتعالى صفته وكالم‬
‫البشر أفعالهم فال تشبه كالم هللا بكالم البشر‪ ،‬فتهلك وتضل‪.‬‬
‫أصل) ال تتأول كتاب هللا عزوجل برأيك‪.‬‬
‫الهروي قال‪ :‬قال الرضا عليه السالم لعلي بن محمد بن الجهم‪ :‬ال تتأول كتاب‬
‫هللا عزوجل برأيك فان هللا عزوجل يقول‪ " :‬وما يعلم تأويله إال هللا والراسخون‬
‫في العلم "‪.‬‬
‫أصل) اعملوا بمحكمه‪ ،‬وآمنوا بمتشابهه‪.‬‬
‫محمد بن كعب قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله في القران‪ :‬اعملوا‬
‫بمحكمه‪ ،‬وآمنوا بمتشابهه‪.‬‬
‫أصل) ما دلك القرآن عليه من صفته ( تعالى) فاتبعه ليوصل بينك وبين معرفته‪،‬‬
‫وائتم به‪ ،‬واستضئ بنور هدايته‪.‬‬
‫مسعدة بن صدقة‪ ،‬عن الصادق عليه السالم عن أمير المؤمنين صلوات هللا‬
‫عليهما قال‪ :‬ما دلك القرآن عليه من صفته ( تعالى) فاتبعه ليوصل بينك وبين‬
‫معرفته‪ ،‬وائتم به‪ ،‬واستضئ بنور هدايته‪ ،‬فانها نعمة وحكمة اوتيتها‪ ،‬فخذ ما‬
‫اوتيت وكن من الشاكرين‪ ،‬وما دلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك‬
‫فرضه‪ ،‬وال في سنة الرسول وأئمة الهدى أثره‪ ،‬فكل علمه إلى هللا عزوجل‪ ،‬فان‬
‫ذلك منتهى حق هللا عليك‪.‬‬
‫أصل) ال تقولوا لكل آية هذه رجل وهذه رجل‪.‬‬
‫عن داود بن فرقد‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ال تقولوا لكل آية هذه رجل‬
‫وهذه رجل‪ ،‬إن من القرآن حالال‪ ،‬ومنه حراما‪ ،‬وفيه نبأ من قبلكم وخبر من‬
‫بعدكم‪ ،‬وحكم ما بينكم‪ ،‬فهكذا هو‪ .‬هذا رجل وهذا رجل أي سبب النزول‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫أصل) إن من القرآن حالال‪ ،‬ومنه حراما‪.‬‬
‫عن داود بن فرقد‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ال تقولوا لكل آية هذه رجل‬
‫وهذه رجل‪ ،‬إن من القرآن حالال‪ ،‬ومنه حراما‪ ،‬وفيه نبأ من قبلكم وخبر من‬
‫بعدكم‪ ،‬وحكم ما بينكم‪ ،‬فهكذا هو‪ .‬هذا رجل وهذا رجل أي سبب النزول‪.‬‬
‫أصل) أكثر ما أخاف على امتي من بعدي رجل يتأول القرآن يضعه على غير‬
‫مواضعه‪.‬‬
‫المنية‪ :‬قال صلى هللا عليه وآله‪ :‬أكثر ما أخاف على امتي من بعدي رجل يتأول‬
‫القرآن يضعه على غير مواضعه‪.‬‬
‫إن القرآن زاجر وآمر‪ ،‬يأمر بالجنة‪ ،‬ويزجر عن النار‪.‬‬
‫عن أبي بصير قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬إن القرآن زاجر وآمر‪،‬‬
‫يأمر بالجنة‪ ،‬ويزجر عن النار‪.‬‬
‫أصل) كالم هللا ال تتجاوزوه‪ ،‬وال تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا‪.‬‬
‫الريان قال‪ :‬قلت للرضا عليه السالم‪ :‬ما تقول في القرآن؟ فقال‪ :‬كالم هللا ال‬
‫تتجاوزوه‪ ،‬وال تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا‪.‬‬
‫أصل) القران كالم هللا‪.‬‬
‫علي بن سالم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت الصادق عليه السالم فقلت له‪ :‬يا ابن رسول‬
‫هللا ما تقول في القرآن ؟ فقال‪ :‬هو كالم هللا‪ ،‬وقول هللا‪ ،‬وكتاب هللا‪ ،‬ووحي هللا‪،‬‬
‫وتنزيله‪ ،‬وهو الكتاب العزيز الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‬
‫تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) القران قول هللا‪.‬‬
‫علي بن سالم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت الصادق عليه السالم فقلت له‪ :‬يا ابن رسول‬
‫هللا ما تقول في القرآن ؟ فقال‪ :‬هو كالم هللا‪ ،‬وقول هللا‪ ،‬وكتاب هللا‪ ،‬ووحي هللا‪،‬‬
‫وتنزيله‪ ،‬وهو الكتاب العزيز الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‬
‫تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) القران كتاب هللا‪.‬‬
‫علي بن سالم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت الصادق عليه السالم فقلت له‪ :‬يا ابن رسول‬
‫هللا ما تقول في القرآن ؟ فقال‪ :‬هو كالم هللا‪ ،‬وقول هللا‪ ،‬وكتاب هللا‪ ،‬ووحي هللا‪،‬‬

‫‪39‬‬
‫وتنزيله‪ ،‬وهو الكتاب العزيز الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‬
‫تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬

‫أصل) القران وحي هللا‪.‬‬


‫علي بن سالم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت الصادق عليه السالم فقلت له‪ :‬يا ابن رسول‬
‫هللا ما تقول في القرآن ؟ فقال‪ :‬هو كالم هللا‪ ،‬وقول هللا‪ ،‬وكتاب هللا‪ ،‬ووحي هللا‪،‬‬
‫وتنزيله‪ ،‬وهو الكتاب العزيز الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‬
‫تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) القران تنزيل هللا‪.‬‬
‫علي بن سالم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت الصادق عليه السالم فقلت له‪ :‬يا ابن رسول‬
‫هللا ما تقول في القرآن ؟ فقال‪ :‬هو كالم هللا‪ ،‬وقول هللا‪ ،‬وكتاب هللا‪ ،‬ووحي هللا‪،‬‬
‫وتنزيله‪ ،‬وهو الكتاب العزيز الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‬
‫تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) القران وهو الكتاب العزيز الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‬
‫تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬
‫علي بن سالم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت الصادق عليه السالم فقلت له‪ :‬يا ابن رسول‬
‫هللا ما تقول في القرآن؟ فقال‪ :‬هو كالم هللا‪ ،‬وقول هللا‪ ،‬وكتاب هللا‪ ،‬ووحي هللا‪،‬‬
‫وتنزيله‪ ،‬وهو الكتاب العزيز الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‬
‫تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬
‫أصل) ان المصحف هو كتاب هللا وانه حق وانه القران‬
‫جندب بن زهير االزدي عن امير المؤمنين عليه السالم في حرب الخوارج ‪:‬‬
‫من يأخذ هذا المصحف فيمشي به إلى هؤالء القوم فيدعوهم إلى كتاب هللا وسنة‬
‫نبيه وهو مقتول وله الجنة ؟‬
‫عن عبيد هللا بن سلمة قال امير المؤمنين عليه السالم في الجمل ( من يأخذ هذا‬
‫المصحف يعرضه عليهم ويدعوهم إلى ما فيه فيحيى ما أحياه‪ ،‬ويميت ما أماته؟‬
‫عن مالك بن أوس بن الحدثان قال (عليه السالم)‪ :‬ليس الحد فضل في هذا المال‬
‫هذا كتاب هللا بيننا وبينكم ونبيكم محمد (صلى هللا عليه وآله) وسيرته‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫في النهج‪ :‬و قال عليه السالم ( في التحكيم إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن‬
‫وهذا القرآن إنما هو خط مسطور بين الدفتين )‬
‫المجلسي عن مصباح االنوار‪ :‬كان أبو عبد هللا عليه السالم إذا قرأ القرآن قال‬
‫قبل أن يقرأ حين يأخذ المصحف‪ :‬اللهم إني أشهد أن هدا كتابك المنزل من عندك‬
‫على رسولك محمد بن عبد هللا‪ ،‬وكالمك الناطق على لسان نبيك‪.‬‬
‫االرشاد‪ :‬عن امير المؤمنين عليه السالم انه قال ‪ :‬فلما أبيتم إال الكتاب اشترطت‬
‫على الحكمين أن يحيا ما أحياه القرآن وأن يميتا ما أماته القرآن فإن حكما بحكم‬
‫القرآن فليس لنا أن نخالف حكم من حكم بما في الكتاب‪.‬‬
‫مصباح الشريعة عن الصادق فانظر كيف تقرأ كتاب ربك‪ ،‬ومنشور واليتك‪،‬‬
‫وكيف تجيب أوامره ونواهيه‪ ،‬وكيف تمتثل حدوده‪ ،‬فانه كتاب عزيز ال يأتيه‬
‫الباطل من بين يديه وال من خلفه‪.‬‬
‫االحتجاج‪ :‬عن ابي الحسن علي بن محمد عليهما السالم قال‪ :‬اجتمعت االمة‬
‫قاطبة ال اختالف بينهم في ذلك أن القرآن حق ال ريب فيه عند جميع فرقها‪ ،‬فهم‬
‫في حالة اإلجتماع عليه مصيبون‪ ،‬وعلى تصديق ما أنزل هللا مهتدون‪.‬‬
‫سليمان الديلمي عن الصادق عليه السالم ‪ :‬قال لرجل ثم خذ المصحف فدعه‬
‫على رأسك وقل‪ :‬بهذا القرآن وبحق من أرسلته‪.‬‬
‫في تفسير االمام عليه السالم " ال ريب فيه " ال شك فيه لظهوره عندهم كما‬
‫أخبرهم أنبياؤهم أن محمدا صلى هللا عليه وآله ينزل عليه الكتاب يقرؤه هو وامته‬
‫على سائر أحوالهم )‬
‫و من هنا يتبين ان ما في المصحف هو كتاب هللا تعالى و لذلك ورد عن اهل‬
‫البيت تجويز العمل به كما عن سليم قال امير المؤمنين عليه السالم لطلحة‬
‫فأخبرني عما كتب عمرو عثمان‪ ،‬أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن ؟ !‪ .‬قال طلحة‪:‬‬
‫بل قرآن كله‪ .‬قال‪ :‬إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة‪ .‬وعن سالم بن‬
‫أبي سلمة قال‪ :‬قرأ رجل على أبي عبد هللا عليه السالم وأنا أسمع حروفا من‬
‫القرآن ليس على ما يقرءها الناس‪ ،‬فقال أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬مه مه ! كف‬
‫عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس‪ ،‬حتى يقوم القائم‪ ،‬فإذا قام أقرأ كتاب هللا‬
‫على حده‪ ،‬وأخرج المصحف الذي كتبه علي‪ .‬اقول يحمل على التأويل المدرج‬
‫في التنزيل ‪ .‬هذا و استدل بتجويز القراءة بقراءة الناس على جواز العمل‬
‫بالمحرف وهو غريب جدا‪ ،‬و الصحيح ما عرفت ان ما في المصحف هو قران‬
‫و ما يريده اهل البيت بالقران المجموع و الذي كما انزل هو التنزيل و التأويل ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أصل) ان المصحف حق من فاتحته الى خاتمته‬
‫الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السالم قال ‪ :‬والتصديق بكتابه الصادق العزيز‬
‫الذى ( ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) وانه‬
‫المهيمن على الكتب كلها وانه حق من فاتحته إلى خاتمته ‪ .‬اقول هذه الرواية‬
‫نص ان المصحف حق من فاتحته الى خاتمته‪.‬‬
‫سلمان قال قال امير المؤمنين عليه السالم ‪ :‬فلم ينزل هللا على رسوله آية منه إال‬
‫وقد جمعتها وليست منه آية إال وقد أقرأنيها رسول هللا (صلى هللا عليه وآله)‬
‫وعلمني تأويلها ثم قال لهم علي (عليه السالم)‪ :‬ال تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم‬
‫إلى نصرتي‪ ،‬ولم أذكركم حقي‪ ،‬ولم أدعكم إلى كتاب هللا من فاتحته إلى خاتمته‪.‬‬
‫اقول في الحديث اشارة الى ان مصحفه عليه السالم فيه التنزيل و التأويل‪.‬‬
‫ابن طلحة‪ :‬عن امير المؤمنين عليه السالم قال‪ :‬وشرطت على الحكمين‬
‫بحضوركم أن يحكما بما أنزل هللا من فاتحته إلى خاتمته والسنة الجامعة ‪.‬‬
‫عمر بن حنظلة عن ابي عبدهللا عليه السالم ‪:‬قال ‪ :‬فلما رآني أتتبع هذا واشباهه‬
‫من الكتاب قال ‪ :‬حسبك كل شئ في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو‬
‫في االئمة عنى به ‪.‬‬
‫المجلسي عن جعفر البحريني عن كتاب لبعض اصحابنا مرسال عن الصادق‬
‫عليه السالم في دعاء ‪ :‬ويتوجه بالقرآن قائال اللهم إني أتوجه إليك بالقرآن العظيم‬
‫من فاتحته إلى خاتمته‪ ،‬وفيه اسمك االكبر‪.‬‬
‫أصل) ان حروف المصحف هي حروف القران‬
‫عن الكافى عن ابى جعفر عليه السالم وكل امة قد رفع هللا عنهم علم الكتاب‬
‫حين نبذوه ووالهم عدوهم حين تولوه وكان من نبذهم الكتاب ان اقاموا حروفه‬
‫وحرفوا حدوده ‪ .‬فهم يروونه واليرعونه والجهال ‪ -.‬الى ان قال ثم اعرف‬
‫اشباههم من هذه االمة الذين اقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده ‪ .‬اقول هذا‬
‫ظاهر ان التحريف في المعنى‪.‬‬
‫مصباح الشريعة عن الصادق فانظر كيف تقرأ كتاب ربك‪ ،‬ومنشور واليتك‪،‬‬
‫وكيف تجيب أوامره ونواهيه‪ ،‬وكيف تمتثل حدوده‪ ،‬فانه كتاب عزيز ال يأتيه‬
‫الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد فرتله ترتيال‪ ،‬وقف عند‬

‫‪42‬‬
‫وعده ووعيده‪ ،‬وتفكر في أمثاله ومواعظه واحذر أن تقع من إقامتك حروفه في‬
‫إضاعة حدوده‪.‬‬
‫عبيس بن هشام‪ ،‬عن غير واحد‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬قراء القرآن‬
‫ثالثثة‪ :‬رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة‪ ،‬واستدر به الملوك‪ ،‬واستطال به على‬
‫الناس‪ ،‬ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه‪ ،‬وضيع حدوده‪ ،‬ورجل قرأ القرآن‬
‫ووضع دواء القرآن على دائه‪ ،‬وأسهر به ليله‪ ،‬وأظمأ به نهاره‪.‬‬
‫أصل) ان القران الذي جمعه االمام عليه السالم هو مجموع التنزيل و التأويل‬
‫عن جابر قال ‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السالم يقول ‪ :‬ما ادعى أحد من الناس انه‬
‫جمع القرآن كله كما انزل اال كذاب ‪ ،‬وما جمعه وحفظه كما نزله هللا اال على بن‬
‫أبى طالب واالئمة عليهم السالم‪.‬‬
‫سلمان قال في امير المؤمنين عليه السالم و وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه‪،‬‬
‫فلم يخرج من بيته حتى جمعه‪ ،‬وكان في الصحف والشظاظ و االكتاف والرقاع‪،‬‬
‫فلما جمعه كله وكتبه بيده‪ :‬تنزيله وتأويله‪ ،‬والناسخ منه و المنسوخ‪ ،‬بعث إليه أبو‬
‫بكر اخرج فبايع‪ ،‬فبعث إليه علي (عليه السالم) أني مشغول وقد آليت على نفسي‬
‫يمينا أن ال أرتدي برداء إال للصالة حتى أولف القرآن وأجمعه – الى ان قال‪-‬‬
‫‪.‬قال امير المؤمنين عليه السالم ‪ :‬فلم ينزل هللا على رسوله آية منه إال وقد جمعتها‬
‫وليست منه آية إال وقد أقرأنيها رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) وعلمني تأويلها‬
‫ثم قال لهم علي (عليه السالم)‪ :‬ال تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي‪،‬‬
‫ولم أذكركم حقي‪ ،‬ولم أدعكم إلى كتاب هللا من فاتحته إلى خاتمته‪ .‬اقول في‬
‫الحديث نص في ان مصحفه عليه السالم فيه التنزيل و التأويل‪.‬‬
‫االحتجاج عن الحسن عليه السالم إن العلم فينا‪ ،‬ونحن أهله‪ ،‬وهو عندنا مجموع‬
‫كله بحذافيره‪ ،‬وإنه ال يحدث شئ إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش إال وهو‬
‫عندنا مكتوب بامالء رسول هللا صلى هللا عليه وآله وخط علي عليه السالم بيده‪-.‬‬
‫الى ان قال‪-‬ثم قالوا‪ :‬قد ضاع منه قرآن كثير‪ ،‬بل كذبوا وهللا بل هو مجموع‬
‫محفوظ عند أهله‪.‬‬
‫عن الثمالي‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬ما أحد من هذه االمة جمع القرآن‬
‫إال وصي محمد صلى هللا عليه وآله‪.‬‬
‫سليم قال امير المؤمنين عليه السالم ‪ :‬إن كل آية أنزلها هللا جل وعال على محمد‬
‫صلى هللا عليه وآله عندي بإمالء رسول هللا صلى هللا عليه وآله وخط يدي‪،‬‬
‫وتأويل كل آية أنزلها هللا على محمد صلى هللا عليه وآله‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫عن سليم قال طلحة المير المؤمنين عليه السالم ‪ :‬أخبرني عما في يديك من‬
‫القرآن وتأويله وعلم الحالل والحرام إلى من تدفعه ؟ ومن صاحبه بعدك ؟‪ .‬قال‪:‬‬
‫إن الذي أمرني رسول هللا صلى هللا عليه وآله أن أدفعه إليه‪.‬‬
‫عن ابي ذر عن امير المؤمنين عليه السالم قال ‪ :‬إن القرآن الذي عندي ال يمسه‬
‫إال المطهرون واالوصياء من ولدي‪ ،‬فقال عمر‪ :‬فهل وقت ال ظهاره معلوم ؟‬
‫قال علي عليه السالم‪ :‬نعم إذا اقام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه‬
‫فتجري السنة عليه‪ .‬اقول وهذه الرواية تدل على ان العلم الذي فيه من مختصاتهم‬
‫عليهم السالم و من هنا يعلم ارادة ذلك العلم في قوله عليه السالم (هذا كتاب هللا‬
‫قد ألفته كما أمرني وأوصاني رسول هللا (صلى هللا عليه وآله وسلم) كما انزل )‬
‫أصل) ان لفظة "نزلت" في بعض الروايات يراد به التأويل المنزل‬
‫عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬نزل جبرئيل بهذه اآلية هكذا "‬
‫فأبى أكثر الناس " بوالية علي " إال كفورا " لكن عن جابر عن أبي جعفر‬
‫عليه السالم في قول هللا عزوجل‪ " :‬فأبى أكثر الناس إال كفورا " قال‪ :‬نزلت في‬
‫والية علي عليه السالم ‪ .‬و عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬نزل‬
‫جبرئيل عليه السالم على محمد صلى هللا عليه وآله بهذه اآلية هكذا‪ " :‬فأبى أكثر‬
‫الناس " من امتك بوالية علي عليه السالم " إال كفورا "‪ .‬فيكون واضحا ارادة‬
‫التأويل في لفظ نزل جبرائل‪.‬‬
‫الهيثم بن عروة التميمى قال سألت ابا عبدهللا عليه السالم عن قول هللا عزوجل‬
‫( فاغسلوا وجوهكم وايديكم إلى المرافق ) فقلت ‪ :‬هكذا ومسحت من ظهر كفى‬
‫إلى المرفق ؟ فقال ‪ :‬ليس هكذا تنزيلها ‪ ،‬انما هى ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من‬
‫المرافق ) ثم امر يده من مرفقه إلى أصابعه ‪ .‬لكن عن‬
‫زرارة قال ‪ :‬قلت البى جعفر عليه السالم ‪ :‬االتخبرنى من أين علمت وقلت ‪ :‬ان‬
‫المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين ؟ فضحك ثم قال ‪ :‬يا زرارة قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وآله ونزل به الكتاب من هللا الن هللا عزوجل يقول فاغسلوا‬
‫وجوهكم فعرفنا ان الوجه كله ينبغى أن يغسل ثم قال ‪ :‬وايديكم إلى المرافق ثم‬
‫فصل بين كالمين فقال ‪ :‬وامسحوا برؤسكم فعرفنا حين قال برؤسكم ان المسح‬
‫ببعض الرأس‪ .‬و عن زرارة و بكير قاال ‪ :‬ثم قال‪ :‬إن هللا يقول " يا أيها الذين‬
‫آمنوا إذا قمتم إلى الصالة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق " فليس له أن‬
‫يدع شيئا من وجهه إال غسله‪ .‬اقول الحظ قوله عليه السالم ( نزل به الكتاب) و‬
‫قوله (ان هللا يقول)‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫و هكذا جل الروايات التي جاءت بلفظ ( التنزيل ) و و بلفظ مخالف لما في‬
‫المصحف فان ذلك هو بيان االية بالتأويل المنزل و ليس بالمتن المنزل حيث ان‬
‫تلك االيات بتلك االلفاظ ذكرها االمام نفسه بلفظ المصحف او لفظ اخر‪.‬‬
‫أصل) ان لفظة التحريف و نحوها في الروايات يحمل على التحريف في التأويل‬
‫عن الكافى عن ابى جعفر عليه السالم وكل امة قد رفع هللا عنهم علم الكتاب‬
‫حين نبذوه ووالهم عدوهم حين تولوه وكان من نبذهم الكتاب ان اقاموا حروفه‬
‫وحرفوا حدوده ‪ .‬فهم يروونه واليرعونه والجهال ‪ -.‬الى ان قال ثم اعرف‬
‫اشباههم من هذه االمة الذين اقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده ‪ .‬اقول هذا‬
‫ظاهر في ان التحريف في المعنى‪.‬‬
‫تفسير االمام عليه السالم عن الصادق عليه السالم ( ثم إذا صار محمد (صلى‬
‫هللا عليه وآله) إلى رضوان هللا عزوجل‪ ،‬وارتد كثير ممن كان اعطاه ظاهر‬
‫االيمان وحرفوا تأويالته وغيروا معانيه ووضعوها على خالف وجوهها قاتلهم‬
‫بعد على تأويله) وهذا ظاهر في التحريف في التأويل‪.‬‬
‫و هكذا حال ما جاء بالفاظ التحريف و الزيادة و النقصان كما في قول امير‬
‫المؤمنين عليه السالم ( أن المنافقين قد غيروا وحرفوا كثيرا من القرآن‪،‬‬
‫وأسقطوا أسماء جماعة ذكرهم هللا بأسمائهم من االوصياء ومن المنافقين ) و‬
‫عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬لوال أنه زيد في كتاب هللا ونقص منه ما خفي‬
‫حقنا على ذي حجى‪ .‬فهذه و امثالها فالمراد بها التحريف و التغيير و التبديل‬
‫بالتأويل و كذا الفاظ ( فمحوها و هكذا نزلت) فالمراد به التأويل المنزل حيث ان‬
‫القران عندهم عليهم السالم هو مجموعة التنزيل و التأويل‪. .‬‬

‫مسالة‪ :‬االسقاط و التبديل في بعض الروايات يحمل على التأويل‪.‬‬


‫عن أيوب قال‪ :‬سمعني أبو عبد هللا عليه السالم وأنا أقرأ‪ " :‬إن هللا اصطفى آدم‬
‫ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " فقال لي‪ :‬وآل محمد‪ ،‬كانت‪،‬‬
‫فمحوها‪ ،‬وتركوا آل إبراهيم وآل عمران‪ .‬لكن عن علي بن محمد بن الجهم عن‬
‫الرضا عليه السالم انه قال ‪ ،‬قال هللا تبارك و تعالى ‪ ( ،‬وعصى آدم ربه فغوى‬
‫ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) وقال عزوجل ( ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل‬
‫ابراهيم وآل عمران على العالمين) ‪ .‬و عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى‬
‫عبدهللا عليه السالم قال ‪ :‬سمى الصفا صفا الن المصطفى آدم هبط عليه ‪ ،‬فقطع‬
‫الجبل اسم من اسم آدم عليه السالم يقول هللا عزوجل ‪ :‬ان هللا اصطفى آدم ونوحا‬

‫‪45‬‬
‫وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ) و عن حنان بن سدير عن ابيه عن‬
‫ابى جعفر عليه السالم قال ‪ :‬ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران‬
‫على العالمين ذرية بعضها من بعض قال ‪ :‬نحن منهم ونحن بقية تلك العترة ‪ .‬و‬
‫عن على بن ابراهيم وقوله ‪ ( :‬ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران‬
‫على العالمين ) قال العالم عليه السالم ‪ :‬نزل ( وآل ابراهيم وآل عمران وآل‬
‫محمد على العالمين ) فأسقطوا آل محمد من الكتاب ‪ .‬فالحظ كيف وصف التأويل‬
‫بالكتاب‪ .‬و عن جابر عن ابى جعفر عليه السالم قال ‪ ( :‬توقد من شجرة مباركة‬
‫) فاصل الشجرة المباركة ابراهيم صلى هللا عليه وآله وهو قول هللا عزوجل ‪( :‬‬
‫رحمة هللا وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد ) وهو قول هللا عزوجل ‪( :‬‬
‫ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها‬
‫من بعض وهللا سميع عليم ) و عن ابي عبدهللا عليه السالم ‪ :‬قال قال محمد ابن‬
‫اشعث بن قيس الكندى للحسين عليه السالم ‪ :‬يا حسين بن فاطمة اية حرمة لك‬
‫من رسول ‪ -‬هللا ليست لغيرك ؟ فتال الحسين عليه السالم هذه اآلية ( ان هللا‬
‫اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من‬
‫بعض ) االية قال وهللا ان محمدا لمن آل ابراهيم والعترة الهادية لمن آل محمد ‪.‬‬
‫اقول هذه الرواية نص ان ( ال محمد ) ليست موجودة في تزيل االية و لكنها من‬
‫التأويل المنزل فعن ابى عمرو الزبيرى عن ابيعبدهللا عليه السالم قال ‪ :‬قلت له‬
‫‪ :‬ما الحجة في كتاب هللا ان آل محمد هم اهل بيته ؟ قال ‪ :‬قول هللا تبارك وتعالى‬
‫‪ ( :‬ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران وآل محمد ) هكذا نزلت‬
‫على العالمين * ذرية بعضها من بعض وهللا سميع عليم )‪ .‬اقول الحظ انه وصف‬
‫التأويل بالكتاب‪ .‬و عن و عن ابي ابوالحسن عليه السالم ان هللا تعالى ؟ ابان‬
‫فضل العترة على ساير الناس في محكم كتابه ‪ ،‬فقال له المأمون اين ذلك من‬
‫كتاب هللا تعالى ؟ فقال له الرضا عليه السالم في قوله تعالى ( ان هللا اصطفى‬
‫آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ) وقال‬
‫عزوجل في موضع آخر ‪ ( :‬أم يحسدون الناس على ما آتاهم هللا من فضله فقد‬
‫آتينا آل ابراهيم الكتاب و الحكمة وآتيناهم ملكا عظيما )‪.‬‬
‫و من هنا يعلم ان ما عن هشام بن سالم قال سألت ابا عبدهللا عليه السالم عن‬
‫قول هللا اصطفى آدم ونوحا ) فقال ‪ ( :‬هو آل ابراهيم وآل محمد على العالمين )‬
‫فوضعوا اسما مكان اسم ‪ ).‬و ما عن عن حمران قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه‬
‫السالم يقرء هذه اآلية " إن هللا اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل محمد على‬
‫العالمين " قلت‪ :‬ليس يقرأ كذا‪ ،‬فقال‪ :‬ادخل حرف مكان حرف) ال يشبه حديثهم‬
‫فيرد الى اهله و اما ما تقدم فانه محكم و يشير الى التحريف و التغيير و التبديل‬
‫و المحو في التأويل ( التفسير) المنزل و ليس في التنزيل (المتن) المنزل‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وهكذا نحوها من الروايات التي جاءت لفظ ( اسقطوها ) ‪ ( ،‬محوها) ‪ ( ،‬بدلوها)‬
‫كما في قوله عليه السالم ( محي منه سبعون من قريش بأسمائهم) فانه يحمل‬
‫على التأويل بانه بعد التثبيت و الكتابة و هذا يشير الى ان اهل البيت عليهم السالم‬
‫يريدون ان يقرأ القران بتؤيله و ليس بالتنزيل فقط و هو معنى ما عن داود بن‬
‫فرقد عمن أخبره عن أبى عبدهللا عليه السالم قال ‪ :‬لو قرئ القرآن كما انزل ال‬
‫لفيتنا فيه مسمين ‪ .‬و عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله انه قال ‪ :‬لو ان الناس‬
‫قرؤا القرآن كما انزل هللا عزوجل ما اختلف اثنان ‪ .‬و عن ابن نباتة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت‬
‫عليا عليه السالم يقول‪ :‬كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس‬
‫القرآن كما انزل‪ ،‬قلت‪ :‬يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما انزل ؟ فقال‪ :‬ال‪ ،‬محي‬
‫منه سبعون من قريش بأسمائهم‬

‫أصل) اوامر تعلم القران‬


‫الكافي ‪ :‬سليم الفراء‪ ،‬عن رجل‪ ،‬عن ابى عبد هللا (عليه السالم) قال‪ :‬ينبغى‬
‫للمؤمن ان ال يموت حتى يتعلم القرآن أو ان يكون في تعليمه‪.‬‬
‫محمد بن الحسين الرضي في نهج البالغة‪ ،‬عن أمير المؤمنين (عليه السالم )‬
‫انه قال في خطبة له‪ :‬تعلموا القرآن‪ ،‬فانه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فانه شفاء‬
‫الصدور‪.‬‬
‫الفضل بن الحسن الطبرسي في مجمع البيان وعن النبي (ص) قال‪ :‬اهل‬
‫القرآن‪ ،‬هم اهل هللا وخاصته‪.‬‬
‫الفضل بن الحسن الطبرسي في مجمع البيان وعن النبي (ص) أشراف امتي‪،‬‬
‫حملة القرآن واصحاب الليل‪.‬‬
‫امالي الطوسي عن عقبة بن عمار قال ‪ :‬قال رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله‬
‫) ‪ :‬ال يعذب هللا قلبا ً وعى القرآن‪.‬‬
‫امالي الطوسي‪ :‬النعمان بن سعد ‪ ،‬عن علي ( عليه السالم ) أن النبي ( صلى‬
‫هللا عليه وآله ) قال ‪ :‬خياركم من تعلم القرآن وعلمه‪.‬‬

‫أصل) المحكم ما يؤمن به و يعمل به و المتشابه ما اشتبه على جاهله فيؤمن به‬
‫و لكن ال يعمل به‬

‫‪47‬‬
‫تفسير العياشى ‪ -‬عن أبى بصير قال ‪ :‬سمعت أبا عبدهللا عليه السالم يقول ‪:‬‬
‫ان القرآن فيه محكم و متشابه ‪ ،‬فاما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به ‪ ،‬واما‬
‫المتشابه فنؤمن به وال نعمل به ‪.‬‬
‫العياشي وسئل أبوعبدهللا عن المحكم والمتشابه ‪ ،‬قال ‪ :‬المحكم ما يعمل به‬
‫والمتشابه ما اشتبه على جاهله‪.‬‬
‫عن أبى بصير عن أبي عبدهللا عليه السالم قال سمعته يقول ان القرآن زاجر‬
‫وآمر ‪ ،‬يأمر بالجنة ويزجر عن النار ‪ ،‬وفيه محكم ومتشابه ‪ ،‬فاما المحكم فيؤمن‬
‫به ويعمل به ‪ ،‬واما المتشابه فيؤمن به وال يعمل به ‪ ،‬وهو قول هللا ( واما الذين‬
‫في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنه وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله‬
‫اال هللا والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ) وآل محمد عليهم‬
‫السالم الراسخون في العلم ‪ .‬اقول في موضع اخر (فتؤمن به و هكذا باقي االفعال‬
‫بصيغة المخاطب و في موضع اخر ( فنؤمن به و هكذا في باقي االفعال بصيغة‬
‫المتكلم ) و كلها مصدقة الن عدم عملهم ال يعني عدم علمهم بل التزاما منهم برد‬
‫المتشابه الى المحكم‪.‬‬
‫عبد هللا بن سنان قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا (عليه السالم) عن القرآن والفرقان قال‪:‬‬
‫القرآن جملة الكتاب وأخبار ما يكون والفرقان المحكم الذي يعمل به وكل محكم‬
‫فهو فرقان‪.‬‬
‫العياشي‪ :‬عن ابي عبدهللا عليه السالم انه قال ‪ :‬الناسخ الثابت ‪ ،‬والمنسوخ ما‬
‫مضى ‪ ،‬والمحكم ما يعمل به ‪ ،‬والمتشابه الذى يشبه بعضه بعضا‪.‬‬
‫تفسير العياشى ‪ -‬عن مسعدة بن صدقة قال سئلت أبا عبدهللا عليه السالم عن‬
‫الناسخ والمنسوخ و المحكم والمتشابه ؟ قال ‪ :‬الناسخ الثابت المعمول به ‪،‬‬
‫والمنسوخ ما قد كان يعمل به ثم جاء ما نسخه والمتشابه ما اشتبه على جاهله ‪.‬‬
‫اقول وهو بمعنى التوقف و عدم العمل‪.‬‬
‫تفسير العياشى عن أبى محمد الهمدانى عن رجل عن ابى عبدهللا عليه السالم‬
‫قال ‪ :‬سألته عن الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ؟ قال ‪ :‬الناسخ الثابت ‪،‬‬
‫والمنسوخ ما مضى ‪ ،‬والمحكم ما يعمل به ‪ ،‬والمتشابه الذى يشبه بعضه بعضا‪.‬‬
‫أصل‪ :‬المحكم ما تاويله في تنزيله و المتشابه ما اتفق اللفظ و اختلف المعنى‬

‫‪48‬‬
‫وسائل الشيعة علي بن الحسين الموسوي المرتضى في رسالة ( المحكم‬
‫والمتشابه )‪ ،‬نقال من ( تفسير النعماني ) بإسناده اآلتي‪ ،‬عن إسماعيل بن جابر‪،‬‬
‫عن الصادق‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين ( عليهم السالم ) ـ في حديث ـ قال‪:‬‬
‫والمحكم من القران مما تأويله في تنزيله‪ ،‬مثل قوله تعالى‪ ( :‬يا أيها الذين امنوا‬
‫إذا قمتم إلى الصالة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق‪ ،‬وامسحوا برؤسكم‬
‫وأرجلكم إلى الكعبين ) وهذا من المحكم الذي تأويله في تنزيله‪ ،‬ال يحتاج تأويله‬
‫إلى أكثر من التنزيل ومنه قوله عزوجل‪ " :‬حرمت عليكم الميتة والدم ولحم‬
‫الخنزير وما أهل لغير هللا به " فتأويله في تنزيله‪ .‬ومنه قوله تعالى‪ " :‬حرمت‬
‫عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخاالتكم " إلى آخر اآلية فهذا كله‬
‫محكم لم ينسخه شئ قد استغني بتنزيله من تأويله‪ ،‬وكل ما يجري هذا المجرى‪.‬‬
‫ثم سألوه عليه السالم عن المتشابه من القرآن فقال‪ :‬وأما المتشابه من القرآن فهو‬
‫الذي انحرف منه متفق اللفظ مختلف المعنى‪ ،‬مثل قوله عزوجل‪ " :‬يضل هللا من‬
‫يشاء ويهدي من يشاء " فنسب الضاللة إلى نفسه في هذا الموضع‪ ،‬وهذا ضاللهم‬
‫عن طريق الجنة بفعلهم‪ ،‬ونسبه إلى الكفار في موضع آخر ونسبه إلى االصنام‬
‫في آية اخرى‪ .‬اقول وهذا يقتضي و ينتهي الى المفهوم العام ان المحكم ما يعمل‬
‫به و المتشابه ما ال يعمل به‬
‫أصل) ‪ :‬المحكم شيء واحد و حكم هللا واحد ال اختالف فيه‪.‬‬
‫عن أبى جعفر عليه السالم قال ‪ :‬قال هللا عزوجل ‪ :‬في ليلة القدر ‪:‬‬
‫" فيها يفرق كل أمر حكيم " يقول ‪ :‬ينزل فيها كل أمر حكيم ‪ ،‬والمحكم ليس‬
‫بشيئين‬
‫انما هو شئ واحد فمن حكم بما ليس فيه اختالف فحكمه من حكم هللا عزوجل‬
‫ومن حكم بأمر فيه اختالف فرأى انه مصيب قد حكم بحكم الطاغوت ‪ ،‬انه لينزل‬
‫في‬
‫ليلة القدر إلى ولى االمر تفسير االمور سنة سنة ‪ ،‬يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا‬
‫وكذا ‪ ،‬وفى أمر الناس بكذا وكذا ‪ ،‬وانه ليحدث لولى االمر سوى ذلك كل يوم‬
‫علم هللا عز ذكره الخاص والمكنون العجيب المخزون ‪ ،‬مثل ما ينزل في تلك‬
‫الليلة من‬
‫االمر ‪ ،‬ثم قرأ ‪ " :‬ولو ان ما في االرض من شجرة أقالم والبحر يمده من بعده‬
‫سبعة ابحر ما نفذت كلمات هللا ان هللا عزيز حكيم ‪" .‬‬

‫‪49‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬إن الحكم حكمان‪ :‬حكم هللا‪،‬‬
‫وحكم الجاهلية‪ ،‬ثم قال‪ " :‬ومن أحسن من هللا حكما لقوم يوقنون "‬
‫اقول قوله عليه السالم (فمن حكم بما ليس فيه اختالف فحكمه من حكم هللا‬
‫عزوجل و من حكم بأمر فيه اختالف فرأى انه مصيب قد حكم بحكم الطاغوت‬
‫) يدل على امرين االول تنزيل المتفق عليه رواية منزلة السنة و الثاني عدم‬
‫جواز اعتقاد االصابة مع وجود االختالف أي اختالف الرواية‪.‬‬

‫أصل) ‪ :‬رد المحكم الى المتشابه‬


‫بعيون أخبار الرضا (ع) ‪ -‬الشيخ الصدوق حدثنا أبي رضى هللا عنه قال‪ :‬حدثنا‬
‫علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن أبي حيون مولى الرضا عليه السالم قال‪:‬‬
‫من رد متشابه القرآن الى محكمه هدى الى صراط مستقيم ثم قال‪ :‬ان في اخبارنا‬
‫متشابها كمتشابه القرآن ومحكما كمحكم القرآن فردوا متشابهها الى محكمها وال‬
‫تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا‪.‬‬

‫أصل) وجوب تعلم المحكم و المتشابه‬


‫ابن شبرمة قال ‪ :‬ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليهما السالم‬
‫االكاد أن يتصدع قلبى قال ‪ :‬حدثنى أبى عن جدى عن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله قال قال رسول هللا ‪ :‬من عمل بالمقاييس فقد هلك واهلك ‪ ،‬ومن افتى الناس‬
‫بغير علم وهو اليعلم الناسن من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك‬
‫‪.‬‬

‫مسعدة بن صدقة ‪ ،‬عن أبي عبدهللا ( عليه السالم ) في حديث احتجاجه على‬
‫الصوفية ‪ ،‬لما احتجوا عليه بآيات من القرآن في اإليثار والزهد ‪ ،‬قال ‪ :‬ألكم علم‬
‫بناسخ القرآن و ومنسوخه ‪ ،‬ومحكمه و متشابهه ‪ ،‬الذي في مثله ضل من ضل‬
‫‪ ،‬وهلك من هلك من هذه االمة ؟ قالوا ‪ :‬أو بعضه ‪ ،‬فأما كله فال ‪ ،‬فقال لهم ‪ :‬فمن‬
‫ههنا اتيتم‪ .‬وكذلك أحاديث رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله ) ـ إلى أن قال ‪ :‬ـ‬
‫فبئس ما ذهبتم إليه ‪ ،‬وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب هللا ‪ ،‬وسنة نبيه (‬
‫صلى هللا عليه وآله ) وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل ‪ ،‬وردكم إياها‬
‫لجهالتكم ‪ ،‬وترككم النظر في غريب القرآن من التفسير ‪ ( ،‬والناسخ ‪ ،‬والمنسوخ‬

‫‪50‬‬
‫) ‪ ،‬والمحكم ‪ ،‬والمتشابه ‪ ،‬واألمر ‪ ،‬والنهي ‪ ،‬ـ إلى أن قال ‪ :‬ـ دعوا عنكم ما‬
‫اشتبه عليكم ‪ ،‬مما ال علم لكم به ‪ ،‬وردوا العلم إلى أهله تؤجروا ‪ ،‬وتعذروا عند‬
‫هللا ‪ ،‬وكونوا في طلب ناسخ القرآن من منسوخه ‪ ،‬ومحكمه من متشابه ‪ ،‬وما‬
‫أحل هللا فيه مما حرم ‪ ،‬فانه أقرب لكم من هللا ‪ ،‬وأبعد لكم من الجهل ‪ ،‬دعوا‬
‫الجهالة الهلها ‪ ،‬فان أهل الجهل كثير ‪ ،‬وأهل العلم قليل ‪ ،‬وقد قال هللا ‪ ( :‬وفوق‬
‫كل ذي علم عليم )‬
‫فإن القرآن مع العترة والعترة مع القرآن وهما حبل هللا المتين ال يفترقان كما‬
‫قال رسول هللا(صلى هللا عليه وآله)‪ ،‬وفى ذلك دليل لمن فتح هللا مسامع قلبه‬
‫ومنحه حسن البصيرة في دينه على أن من التمس علم القرآن والتأويل والتنزيل‬
‫والمحكم والمتشابه والحالل والحرام والخاص والعام من عند غير من فرض‬
‫هللا طاعتهم وجعلهم والة االمر من بعد نبيه وقرنهم الرسول(عليه السالم) بأمر‬
‫هللا بالقرآن وقرن القرآن بهم دون غيرهم‪ ،‬واستودعهم هللا علمه وشرايعه‬
‫وفرائضه وسننه فقدتاه وضل و هلك وأهلك‪.‬‬

‫أصل) اعتماد المعنى اللغوي و العرفي في فهم القران‬

‫قال تعالى ( بلسان عربي مبين) واللسان هو المتعارف المنقول عند اهل اللغة و‬
‫عرفهم في تسمية االشياء‪ ،‬و ألجل امكانية حصول تغير في بعض المفاهيم فمن‬
‫الواجب اعتماد المعنى العرفي في زمن النص و االصل عدم النقل و االختالف‬
‫عن المعاصر‪.‬‬
‫فاذا كان للفظ معنى لغوي او عرفي واضح جاز اعتماده‪ ،‬و اذا كان المضمون‬
‫المستفاد بهذه المعاني موافق للقران و السنة جاز اعتماده للعمومات المحكمة‬
‫باالخذ بما وافق القران و السنة فانه شامل للدالالت‪.‬‬
‫و اما ما جاء من انه ال يعرف القران اال من خوطب به او انه ليس شيء ابعد‬
‫عن عقول الرجال من القران ‪ ،‬فاالول يحمل على التفسير و الثاني يحمل على‬
‫غير المحكم و الذي ال يصح الحكم فيه اال بنص او بقاعدة منصوصة‪.‬‬

‫أصول نفي تحريف القرآن‬

‫‪51‬‬
‫قال هللا تعالى‪{ :‬إِنَّا نَحْ نُ ن ََّز ْلنَا ِ‬
‫الذ ْك َر َوإِنَّا لَهُ لَ َحافِ ُ‬
‫ظونَ }‬
‫(الذ ْك َر) وهو الموعظة وهو صفة الكتب السماوية ومنها القرآن قال تعالى‬
‫و ِ‬
‫(و ْالقُ ْرآَ ِن ذِي ِ‬
‫الذ ْك ِر)‪ .‬وصيانة القرآن من التحريف هي من مصاديق الحفظ‪.‬‬ ‫َ‬

‫يز (*) َال يَأْتِي ِه ْالبَ ِ‬


‫اط ُل ِم ْن بَي ِْن يَدَ ْي ِه َو َال ِم ْن خ َْل ِف ِه‬ ‫{و ِإنَّهُ لَ ِكتَابٌ َ‬
‫ع ِز ٌ‬ ‫وقال تعالى‪َ :‬‬
‫تَ ْن ِزي ٌل ِم ْن َح ِك ٍيم َح ِميدٍ}‬
‫يز أي‪ :‬منيع على كل باطل ولهذا قال‪{ :‬ال يَأْتِي ِه ْالبَ ِ‬
‫اط ُل ِم ْن بَي ِْن يَدَ ْي ِه َوال‬ ‫ع ِز ٌ‬‫‪.‬و َ‬
‫ْ‬
‫ِم ْن خَل ِف ِه} والتحريف من مصاديق الباطل‪.‬‬

‫اخرج الصدوق في التوحيد عن علي بن سالم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت الصادق عليه‬
‫السالم فقلت له‪ :‬يا ابن رسول هللا ما تقول في القرآن؟ فقال‪ :‬هو كالم هللا‪ ،‬وقول‬
‫هللا‪ ،‬وكتاب هللا‪ ،‬ووحي هللا‪ ،‬وتنزيله‪ ،‬وهو الكتاب العزيز الذي ال يأتيه الباطل‬
‫من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد‪.‬‬
‫واخرج في التوحيد والعيون واالمالي عن الريان قال‪ :‬قلت للرضا عليه السالم‪:‬‬
‫ما تقول في القرآن؟ فقال‪ :‬كالم هللا ال تتجاوزوه‪ ،‬وال تطلبوا الهدى في غيره‬
‫فتضلوا‪.‬‬
‫البحار عن كشف الغمة عن ابن طلحة‪ :‬عن امير المؤمنين عليه السالم قال‪:‬‬
‫وشرطت على الحكمين بحضوركم أن يحكما بما أنزل هللا من فاتحته إلى خاتمته‬
‫والسنة الجامعة‪ .‬تعليق‪ :‬قوله (بما انزل هللا) يقصد هذا المصحف‪ .‬فالحديث نص‬
‫في نفي التحريف‪.‬‬
‫البحار عن العياشي عن عمر بن حنظلة عن ابي عبد هللا عليه السالم‪ :‬قال‪ :‬فلما‬
‫رآني أتتبع هذا واشباهه من الكتاب قال‪ :‬حسبك كل شيء في الكتاب من فاتحته‬
‫إلى خاتمته مثل هذا فهو في االئمة‪ .‬تعليق‪ :‬قوله (كل شيء في الكتاب) يقصد‬
‫هذا المصحف‪ .‬فالحديث نص في نفي التحريف‪.‬‬
‫البحار عن جعفر البحريني مرسال عن الصادق عليه السالم في دعاء‪ :‬ويتوجه‬
‫بالقرآن قائال اللهم إني أتوجه إليك بالقرآن العظيم من فاتحته إلى خاتمته‪ ،‬وفيه‬
‫اسمك االكبر‪ .‬تعليق‪ :‬قوله (بالقران العظيم) يقصد هذا المصحف‪ .‬فالحديث نص‬
‫في نفي التحريف‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الخرائج‪ :‬روي عن جندب بن زهير االزدي عن امير المؤمنين عليه السالم في‬
‫حرب الخوارج‪ :‬من يأخذ هذا المصحف فيمشي به إلى هؤالء القوم فيدعوهم إلى‬
‫كتاب هللا وسنة نبيه وهو مقتول وله الجنة؟ تعليق الحظ قوله (فيدعوهم الى كتاب‬
‫هللا) وهو المصحف‪.‬‬

‫االرشاد عن عبيد هللا بن سلمة قال امير المؤمنين عليه السالم في الجمل (من‬
‫يأخذ هذا المصحف يعرضه عليهم ويدعوهم إلى ما فيه فيحيى ما أحياه‪ ،‬ويميت‬
‫ما أماته؟ ثم قال فقام الفتى فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أنا آخذه وأعرضه عليهم‬
‫وأدعوهم إلى ما فيه‪ ،‬قال‪ :‬فأعرض عنه أمير المؤمنين (عليه السالم) ثم نادى‬
‫الثانية من يأخذ هذا المصحف فيعرضه عليهم ويدعوهم إلى ما فيه؟ تعليق‪:‬‬
‫وصف (يدعوهم الى ما فيه) هو للمصحف هذا‪.‬‬
‫في النهج‪ :‬قال عليه السالم (في التحكيم)‪ :‬إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن‬
‫وهذا القرآن إنما هو خط مسطور بين الدفتين ال ينطق بلسان والبد له من ترجمان‬
‫وإنما ينطق عنه الرجال‪ ،‬ولما دعانا القوم إلى أن نحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق‬
‫المتولي عن كتاب هللا تعالى‪ .‬تعليق‪ :‬هذا نص ان القران هو المصحف وهو‬
‫المسطور بين الدفتين‪.‬‬
‫المجلسي عن مصباح االنوار‪ :‬كان أبو عبد هللا عليه السالم إذا قرأ القرآن قال‬
‫قبل أن يقرأ حين يأخذ المصحف‪ :‬اللهم إني أشهد أن هذا كتابك المنزل من عندك‬
‫على رسولك محمد بن عبد هللا‪ ،‬وكالمك الناطق على لسان نبيك‪ .‬تعليق‪ :‬اقوله‬
‫هذا أي المصحف‪.‬‬
‫االرشاد‪ :‬عن امير المؤمنين عليه السالم انه قال‪ :‬فلما أبيتم إال الكتاب اشترطت‬
‫على الحكمين أن يحيا ما أحياه القرآن وأن يميتا ما أماته القرآن فإن حكما بحكم‬
‫القرآن فليس لنا أن نخالف حكم من حكم بما في الكتاب‪ .‬تعليق‪ :‬القران والكتاب‬
‫يراد بها المصحف الذي بين الناس‪.‬‬
‫مصباح الشريعة عن الصادق فانظر كيف تقرأ كتاب ربك‪ ،‬ومنشور واليتك‪،‬‬
‫وكيف تجيب أوامره ونواهيه‪ ،‬وكيف تمتثل حدوده‪ ،‬فانه كتاب عزيز ال يأتيه‬
‫الباطل من بين يديه وال من خلفه‪ .‬تعليق‪ :‬قوله (تقرأ كتاب ربك) يراد به‬
‫المصحف‪ ،‬ووصف العزيز وال يأتيه الباطل كلها لهذا لمصحف‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫مجالس الطوسي وابنه‪ :‬عن أبي محمد الفحام عن محمد بن أحمد الهاشمي‬
‫المنصوري‪ ،‬عن سهل بن يعقوب بن إسحاق‪ ،‬عن الحسن بن عبد هللا بن مطر‪،‬‬
‫عن محمد ابن سليمان الديلمي‪ ،‬عن أبيه عن الصادق عليه السالم‪ :‬قال لرجل ثم‬
‫خذ المصحف فدعه على رأسك وقل‪ :‬بهذا القرآن وبحق من أرسلته‪ .‬تعليق‪ :‬هذا‬
‫نص ان المصحف هو القرآن‪.‬‬

‫في تفسير االمام عليه السالم " ال ريب فيه " ال شك فيه لظهوره عندهم كما‬
‫أخبرهم أنبياؤهم أن محمدا صلى هللا عليه وآله ينزل عليه الكتاب يقرؤه هو وامته‬
‫على سائر أحوالهم)‪ .‬تعليق‪ :‬امته تقرأ الكتاب وهم ال يقرؤون اال المصحف‪.‬‬

‫سل يم قال امير المؤمنين عليه السالم لطلحة فأخبرني عما كتب عمر وعثمان‪،‬‬
‫أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن؟ قال طلحة‪ :‬بل قرآن كله‪ .‬قال‪ :‬إن أخذتم بما فيه‬
‫نجوتم من النار ودخلتم الجنة‪ .‬نص ان كل ما كتب عمر وعثمان قرآن والمراد‬
‫ما كتب على عهدهما‪.‬‬

‫عبيس بن هشام‪ ،‬عن غير واحد‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬قراء القرآن‬
‫ثالثة‪ :‬رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة‪ ،‬واستدر به الملوك‪ ،‬واستطال به على‬
‫الناس‪ ،‬ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه‪ ،‬وضيع حدوده‪ ،‬ورجل قرأ القرآن‬
‫ووضع دواء القرآن على دائه‪ ،‬وأسهر به ليله‪ ،‬وأظمأ به نهاره‪ .‬تعليق‪ :‬القران‬
‫أي هذا المصحف‪.‬‬

‫امالي الطوسي‪ :‬أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت عن أحمد بن محمد ابن‬


‫عقدة قال‪ :‬حدثنا الحسن بن صالح من كتابه في ربيع االول سنة ثمان وسبعين‬
‫وأحمد بن يحيى عن محمد بن عمرو‪ ،‬عن عبد الكريم‪ ،‬عن القاسم بن أحمد عن‬
‫أبي الصلت الهروي‪ .‬وقال ابن عقدة‪ :‬وحدثناه القاسم بن الحسن الحسيني عن أبي‬
‫الصلت عن علي بن عبد هللا بن النعجة عن أبي سهيل بن مالك‪ :‬عن مالك بن‬
‫أوس بن الحدثان قال‪ :‬في حديث عن امير المؤمنين عليه السالم انه قال (عليه‬
‫السالم)‪ :‬ليس الحد فضل في هذا المال هذا كتاب هللا بيننا وبينكم ونبيكم محمد‬
‫(صلى هللا عليه وآله) وسيرته‪ .‬تعليق قوله (هذا) أي المصحف‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫دعوات الراوندي عن زرارة قال‪ :‬قال الصادق عليه السالم‪ :‬تأخذ المصحف في‬
‫ثالث ليال من شهر مضان‪ ،‬فتنشره وتضعه بين يديك‪ ،‬وتقول‪ :‬اللهم إني أسألك‬
‫بكتابك المنزل وما فيه وفيه اسمك االكبر‪ ،‬وأسماؤك الحسنى‪ ،‬وما يخاف‬
‫ويرجى‪ ،‬أن تجعلني من عتقائك من النار‪ ،‬وتدعو بما بدالك من حاجة‪ .‬هذا نص‬
‫في ان هذا المصحف هو القران وفيه االسم األكبر‪.‬‬

‫الكافي عن زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬قال‪ :‬تأخذ المصحف في‬
‫الثلث ليال من شهر رمضان فتنشره وتضعه بين يديك وتقول‪ " :‬اللهم إنى أسألك‬
‫بكتابك المنزل وما فيه وفيه اسمك االعظم االكبر وأسماؤك الحسنى وما يخاف‬
‫ويرجى أن تجعلني من عتقائك من النار " وتدعو بما بدالك من حاجة‪.‬‬
‫كتاب صفين‪ :‬أبو إسحاق الشيباني في الكتاب الذي بين امير المؤمنين عليه السالم‬
‫و وبين معاوية ‪ :‬أنا ننزل عند حكم هللا وكتابه وال يجمع بيننا إال إياه وأن كتاب‬
‫هللا سبحانه بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيي ما أحيا القرآن ونميت ما أمات‬
‫القرآن‪ .‬تعليق‪ :‬هذا كتبه الناس اال انه كان برضاه لألصل ولصريح غيره‬
‫بمضمونه‪.‬‬

‫التهذيب‪ :‬عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه السالم قال‪ :‬المصحف‬
‫ال تمسه على غير طهر‪ ،‬وال جنبا‪ ،‬وال تمس خيطه وال تعلقه إن هللا يقول " ال‬
‫يمسه " إال المطهرون " تعليق‪ :‬هذا نص ان المصحف هو القران‪.‬‬
‫كشف الغمة‪ :‬عن الحافظ عبد العزيز‪ ،‬عن داود بن سليمان‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن‬
‫آبائه (عليهم السالم) قال‪ :‬قال رسول هللا (صلى هللا عليه وآله)‪ :‬النظر إلى‬
‫المصحف عبادة‪ ،‬والنظر إلى الوالدين عبادة‪ .‬تعليق‪ :‬هذه قدسية للمصحف‪ ،‬أي‬
‫هذا المصحف فكيف يكون محرفا؟‬
‫عدة الداعي‪ :‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬قلت البي عبد هللا عليه السالم‪ :‬جعلت‬
‫فداك إني أحفظ القرآن عن ظهر قلب‪ ،‬فأقرؤه عن ظهر قلبي أفضل أو أنظر في‬
‫المصحف؟ قال‪ :‬فقال لي‪ :‬ال بل اقرأه وانظر في المصحف‪ ،‬فهو أفضل أما علمت‬
‫أن النظر في المصحف عبادة‪ .‬تعليق‪ :‬هذا نص على ان التقديس للمصحف الذي‬
‫بين أيدينا فكيف يكون محرفا؟‬

‫‪55‬‬
‫عدة الداعي‪ :‬عن النبي صلى هللا عليه وآله قال‪ :‬ليس شيء أشد على الشيطان‬
‫من القراءة في المصحف نظرا والمصحف في البيت يطرد الشيطان‪ .‬تعليق‪:‬‬
‫هذا تقديس ال يمكن ان يكون لكتاب محرف‪.‬‬
‫المحاسن عن ابن أبي يعفور عن ابي عبد هللا عليه السالم‪ :‬إذا ورد عليكم حديث‬
‫فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ ،‬وإال‬
‫فالذي جاءكم به أولى‪ .‬تعليق‪ :‬كتاب هللا أي المصحف فهو نص ان المصحف هو‬
‫كتاب هللا‪.‬‬

‫المحاسن عن السكوني‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السالم قال‪:‬‬
‫إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا فما وافق كتاب هللا فخذوا به وما‬
‫خالف كتاب هللا فدعوه‪ .‬تعليق‪ :‬كتاب هللا أي المصحف‪.‬‬
‫المحاسن‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا‬
‫عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود إلى كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل حديث ال يوافق‬
‫كتاب هللا فهو زخرف‪ .‬تعليق‪ :‬والكتاب هو ما في ايدي الناس أي المصحف‪.‬‬

‫المحاسن‪ :‬عن كليب بن معاوية‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ما أتاكم عنا‬
‫من حديث ال يصدقه كتاب هللا فهو باطل‪ .‬تعليق‪ :‬كتاب هللا أي المصحف الذي‬
‫بايدي الناس‪.‬‬

‫المحاسن عن الهشامين جميعا وغيرهما قال‪ :‬خطب النبي صلى هللا عليه واله‬
‫بمنى فقال‪ :‬أيها الناس ما جاءكم عني فوافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم يخالف‬
‫القرآن فلم أقله‪ .‬تعليق‪ :‬أي ما عندكم أي هذا المصحف‪.‬‬
‫دعائم االسالم‪ :‬روينا عن جعفر بن محمد صلوات هللا عليهما أنه قال البي حنيفة‬
‫وقد دخل عليه فقال له‪ :‬يا نعمان ما الذي تعتمد عليه فيما لم تجد فيه نصا في‬
‫كتاب هللا وال خبرا عن الرسول (صلى هللا عليه وآله)؟ قال‪ :‬أقيسه على ما وجدت‬

‫‪56‬‬
‫من ذلك‪ ،‬قال له‪ :‬أول من قاس إبليس‪ ،‬فأخطأ‪ .‬تعليق‪ :‬قوله (كتاب هللا) أي‬
‫المصحف الذي عند الناس‪.‬‬
‫عدة الداعي‪ :‬وقال (امير المؤمنين) عليه السالم‪ :‬وكتاب هللا بين أظهركم ناطق‬
‫ال يعيا لسانه‪ ،‬وبين ال تهدم أركانه‪ ،‬وعز ال تهزم أعوانه‪ .‬تعليق‪ :‬هذا نص ان‬
‫كتاب هللا هو المصحف‪.‬‬
‫التحف عن امير المؤمنين عليه السالم انه قال‪ :‬فأفضل الناس عند هللا منزلة‬
‫وأقربهم من هللا وسيلة أطوعهم المره وأعملهم بطاعته وأتبعهم لسنة رسوله‬
‫وأحياهم لكتابه ليس الحد عندنا فضل إال بطاعة هللا وطاعة الرسول‪ .‬هذا كتاب‬
‫هللا بين أظهرنا وعهد رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسيرته فينا ال يجهل ذلك‬
‫إال جاهل عاند عن الحق منكر‪ .‬تعليق‪ :‬بين اظهرنا أي المسلمين وهو نص ان‬
‫المصحف هو كتاب هللا‪.‬‬
‫االحتجاج و االرشاد عن ابي جعفر الباقر عليه السالم ‪ :‬أو ما علمتم أن أمير‬
‫المؤمنين إنما أمر الحكمين أن يحكما بالقرآن وال يتعدياه واشترط رد ما خالف‬
‫القرآن من أحكام الرجال وقال حين قالوا له‪ " :‬حكمت على نفسك من حكم عليك‬
‫" فقال‪ " :‬ما حكمت مخلوقا وإنما حكمت كتاب هللا " ‪ .‬تعليق‪ :‬هذا نص ان‬
‫المصحف هو كتاب هللا‪.‬‬

‫االحتجاج االحتجاج عن السيدة الزهراء عليها السالم انها قالت ‪ :‬وكيف بكم ؟‬
‫! وأنى تؤفكون؟ وكتاب هللا بين أظهركم‪ ،‬أموره ظاهرة‪ ،‬وأحكامه زاهرة‪،‬‬
‫وأعالمه باهرة‪ ،‬وزواجره الئحة‪ ،‬وأوامره واضحة‪ .‬تعليق فالكتاب هو‬
‫المصحف الذي بين الناس‪.‬‬
‫وهنا أربعون حديثا كلها صريحة بأن ما في المصحف هو كالم هللا من أوله الى‬
‫اخره وهو المحكم المصدق‪،‬و بعضها مشهور كقطعي الصدور و بمجموعها‬
‫يتحقق هذا العلم الذي ال يعارض بغيره‪ ،‬لذلك فما ورد من ألفاظ التحريف و ما‬
‫دل على ذلك يحمل على التحريف في التأويل المنزل‪ ،‬بل هو صريح بعض‬
‫االحاديث التالية و ان القران في عرفهم عليهم السالم هو مجموع التزيل (المتن‬
‫المنزل ) و التأويل المنزل المدرج‪ .‬ومن هنا فتلك الروايات تحمل على تحريف‬
‫التأويل المنزل المدرج كتأويل منزل هو تفسير للمتن‪.‬‬
‫فقول الباقر عليه السالم انه ما أحد من هذه االمة جمع القرآن إال وصي محمد‬
‫صلى هللا عليه وآله‪ .‬و قوله عليه السالم ما يستطيع أحد يقول جمع القرآن كله‬

‫‪57‬‬
‫غير االوصياء ‪ .‬و قوله عليه السالم ما ادعى أحد من الناس انه جمع القرآن كله‬
‫كما انزل اال كذاب ‪ ،‬وما جمعه وحفظه كما نزله هللا اال على بن أبى طالب‬
‫واالئمة عليهم السالم‪ .‬فيحمل على مجموع التنزيل و التأويل كما عن امير‬
‫المؤمنين عليه السالم ‪ :‬فلم ينزل هللا على رسوله آية منه إال وقد جمعتها وليست‬
‫منه آية إال وقد أقرأنيها رسول هللا (صلى هللا عليه وآله) وعلمني تأويلها ثم قال‬
‫لهم علي (عليه السالم)‪ :‬ال تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي‪ ،‬ولم‬
‫أذكركم حقي‪ ،‬ولم أدعكم إلى كتاب هللا من فاتحته إلى خاتمته‪ .‬و عن أبي جعفر‬
‫عليه السالم أنه قال‪ :‬ما يستطيع أحد أن يدعي أنه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه‬
‫غير االوصياء‪ .‬وعن ابي عبد هللا عليه السالم انه قال‪ :‬وهللا إني العلم كتاب هللا‬
‫من أوله إلى آخره‪ ،‬كأنه في كفي‪ ،‬فيه خبر السماء‪ ،‬وخبر االرض‪ ،‬وخبر ما‬
‫يكون‪ ،‬وخبر ما هو كائن‪ ،‬قال هللا‪ :‬فيه تبيان كل شئ ‪ .‬وعنه (عليه السالم)‪ :‬إن‬
‫هللا علم نبيه التنزيل والتأويل‪ ،‬قال‪ :‬فعلم رسول هللا (صلى هللا عليه وآله وسلم)‬
‫عليا‪ ،‬قال‪ :‬وعلمنا وهللا‪.‬‬
‫فما جاء بالفاظ التحريف و الزيادة و النقصان كما في قول امير المؤمنين عليه‬
‫السالم ( أن المنافقين قد غيروا وحرفوا كثيرا من القرآن‪ ،‬وأسقطوا أسماء جماعة‬
‫ذكرهم هللا بأسمائهم من االوصياء ومن المنافقين ) و عن أبي جعفر عليه السالم‬
‫قال‪ :‬لوال أنه زيد في كتاب هللا ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى‪ .‬فهذه و‬
‫امثالها فالمراد بها التحريف و التغيير و التبديل بالتأويل و كذا الفاظ ( فمحوها‬
‫و هكذا نزلت) فالمراد به التأويل المنزل حيث ان القران عندهم عليهم السالم‬
‫هو مجموعة التنزيل و التأويل‪ .‬كما هو ظاهر ما جاء عن أبي حمزة عن أبي‬
‫جعفر عليه السالم قال‪ :‬نزل جبرئيل بهذه اآلية هكذا " فأبى أكثر الناس " بوالية‬
‫علي " إال كفورا " لكن عن جابر عن أبي جعفر عليه السالم في قول هللا‬
‫عزوجل‪ " :‬فأبى أكثر الناس إال كفورا " قال‪ :‬نزلت في والية علي عليه السالم‬
‫‪ .‬و عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬نزل جبرئيل عليه السالم‬
‫على محمد صلى هللا عليه وآله بهذه اآلية هكذا‪ " :‬فأبى أكثر الناس " من امتك‬
‫بوالية علي عليه السالم " إال كفورا "‪ .‬فيكون واضحا ارادة التأويل في لفظ نزل‬
‫جبرائل‪ .‬و مثله عن الهيثم بن عروة التميمى قال سألت ابا عبدهللا عليه السالم‬
‫عن قول هللا عزوجل ( فاغسلوا وجوهكم وايديكم إلى المرافق ) فقلت ‪ :‬هكذا‬
‫ومسحت من ظهر كفى إلى المرفق ؟ فقال ‪ :‬ليس هكذا تنزيلها ‪ ،‬انما هى (‬
‫فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق ) ثم امر يده من مرفقه إلى أصابعه ‪ .‬لكن‬
‫عن زرارة قال ‪ :‬قلت البى جعفر عليه السالم ‪ :‬االتخبرنى من أين علمت وقلت‬
‫‪ :‬ان المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين ؟ فضحك ثم قال ‪ :‬يا زرارة قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله ونزل به الكتاب من هللا الن هللا عزوجل يقول‬

‫‪58‬‬
‫فاغسلوا وجوهكم فعرفنا ان الوجه كله ينبغى أن يغسل ثم قال ‪ :‬وايديكم إلى‬
‫المرافق ثم فصل بين كالمين فقال ‪ :‬وامسحوا برؤسكم فعرفنا حين قال برؤسكم‬
‫ان المسح ببعض الرأس‪ .‬و عن زرارة و بكير قاال ‪ :‬ثم قال‪ :‬إن هللا يقول " يا‬
‫أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصالة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق "‬
‫فليس له أن يدع شيئا من وجهه إال غسله‪ .‬اقول الحظ قوله عليه السالم ( نزل‬
‫به الكتاب) و قوله (ان هللا يقول)‪.‬و هكذا جل الروايات التي جاءت بلفظ ( التنزيل‬
‫) و بلفظ مخالف لما في المصحف فان ذلك هو بيان االية بالتأويل المنزل و‬
‫ليس بالمتن المنزل حيث ان تلك االيات بتلك االلفاظ ذكرها االمام نفسه بلفظ‬
‫المصحف او لفظ اخر‪ .‬و كذا ما عن أيوب قال‪ :‬سمعني أبو عبد هللا عليه السالم‬
‫وأنا أقرأ‪ " :‬إن هللا اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين "‬
‫فقال لي‪ :‬وآل محمد‪ ،‬كانت‪ ،‬فمحوها‪ ،‬وتركوا آل إبراهيم وآل عمران‪ .‬لكن عن‬
‫علي بن محمد بن الجهم عن الرضا عليه السالم انه قال ‪ ،‬قال هللا تبارك و تعالى‬
‫‪ ( ،‬وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) وقال عزوجل ( ان‬
‫هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين) ‪ .‬و عن عبدالحميد‬
‫بن أبى الديلم عن أبى عبدهللا عليه السالم قال ‪ :‬سمى الصفا صفا الن المصطفى‬
‫آدم هبط عليه ‪ ،‬فقطع الجبل اسم من اسم آدم عليه السالم يقول هللا عزوجل ‪ :‬ان‬
‫هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ) و عن حنان بن‬
‫سدير عن ابيه عن ابى جعفر عليه السالم قال ‪ :‬ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل‬
‫ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض قال ‪ :‬نحن منهم ونحن‬
‫بقية تلك العترة ‪ .‬و عن على بن ابراهيم وقوله ‪ ( :‬ان هللا اصطفى آدم ونوحا‬
‫وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ) قال العالم عليه السالم ‪ :‬نزل ( وآل‬
‫ابراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين ) فأسقطوا آل محمد من الكتاب ‪.‬‬
‫فالحظ كيف وصف التأويل بالكتاب‪ .‬و عن جابر عن ابى جعفر عليه السالم‬
‫قال ‪ ( :‬توقد من شجرة مباركة ) فاصل الشجرة المباركة ابراهيم صلى هللا عليه‬
‫وآله وهو قول هللا عزوجل ‪ ( :‬رحمة هللا وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد‬
‫مجيد ) وهو قول هللا عزوجل ‪ ( :‬ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل‬
‫عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض وهللا سميع عليم ) و عن ابي‬
‫عبدهللا عليه السالم ‪ :‬قال قال محمد ابن اشعث بن قيس الكندى للحسين عليه‬
‫السالم ‪ :‬يا حسين بن فاطمة اية حرمة لك من رسول ‪ -‬هللا ليست لغيرك ؟ فتال‬
‫الحسين عليه السالم هذه اآلية ( ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل‬
‫عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ) االية قال وهللا ان محمدا لمن آل‬
‫ابراهيم والعترة الهادية لمن آل محمد ‪ .‬اقول هذه الرواية نص ان ( ال محمد )‬
‫ليست موجودة في تزيل االية و لكنها من التأويل المنزل فعن ابى عمرو الزبيرى‬

‫‪59‬‬
‫عن ابيعبدهللا عليه السالم قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬ما الحجة في كتاب هللا ان آل محمد هم‬
‫اهل بيته ؟ قال ‪ :‬قول هللا تبارك وتعالى ‪ ( :‬ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم‬
‫وآل عمران وآل محمد ) هكذا نزلت على العالمين * ذرية بعضها من بعض‬
‫وهللا سميع عليم )‪ .‬اقول الحظ انه وصف التأويل بالكتاب‪ .‬و عن ابي ابوالحسن‬
‫عليه السالم ان هللا تعالى ؟ ابان فضل العترة على ساير الناس في محكم كتابه ‪،‬‬
‫فقال له المأمون اين ذلك من كتاب هللا تعالى ؟ فقال له الرضا عليه السالم في‬
‫قوله تعالى ( ان هللا اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين‬
‫ذرية بعضها من بعض ) وقال عزوجل في موضع آخر ‪ ( :‬أم يحسدون الناس‬
‫على ما آتاهم هللا من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب و الحكمة وآتيناهم ملكا‬
‫عظيما )‪ .‬و من هنا يعلم ان ما عن هشام بن سالم قال سألت ابا عبدهللا عليه‬
‫السالم عن قول هللا اصطفى آدم ونوحا ) فقال ‪ ( :‬هو آل ابراهيم وآل محمد على‬
‫العالمين ) فوضعوا اسما مكان اسم ‪ ).‬و ما عن عن حمران قال‪ :‬سمعت أبا جعفر‬
‫عليه السالم يقرء هذه اآلية " إن هللا اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل محمد‬
‫على العالمين " قلت‪ :‬ليس يقرأ كذا‪ ،‬فقال‪ :‬ادخل حرف مكان حرف) فهو متشابه‬
‫و ال شاهد له فيرد الى اهله و اما ما تقدم فانه محكم و يشير الى التحريف و‬
‫التغيير و التبديل و المحو في التأويل ( التفسير) المنزل و ليس في التنزيل‬
‫(المتن) المنزل‪ .‬وهكذا نحوها من الروايات التي جاءت لفظ ( اسقطوها ) ‪( ،‬‬
‫محوها) ‪ ( ،‬بدلوها) كما في قوله عليه السالم ( محي منه سبعون من قريش‬
‫بأسمائهم) فانه يحمل على التأويل بانه بعد التثبيت و الكتابة و هذا يشير الى ان‬
‫اهل البيت عليهم السالم يريدون ان يقرأ القران بتؤيله و ليس بالتنزيل فقط و هو‬
‫معنى ما عن داود بن فرقد عمن أخبره عن أبى عبدهللا عليه السالم قال ‪ :‬لو قرئ‬
‫القرآن كما انزل ال لفيتنا فيه مسمين ‪ .‬و عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله انه‬
‫قال ‪ :‬لو ان الناس قرؤا القرآن كما انزل هللا عزوجل ما اختلف اثنان ‪ .‬و عن ابن‬
‫نباتة‪ ،‬قال‪ :‬سمعت عليا عليه السالم يقول‪ :‬كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد‬
‫الكوفة يعلمون الناس القرآن كما انزل‪ ،‬قلت‪ :‬يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما‬
‫انزل ؟ فقال‪ :‬ال‪ ،‬محي منه سبعون من قريش بأسمائه‪.‬‬
‫و لو تنبه الكثيرون لهذه النقطة لما فهم منها تحريف المتن (التنزيل) بل هو‬
‫تحريف التأويل الذي كان يعامل معاملة المتن فاطلق عليه الفاظ توهم بارادة‬
‫المتن و من هنا دخلت الشبهة على من حمل ظاهر هذه الروايات على المتن‬
‫سواء من انكر الرواية او وافقها ‪،‬فالطرفان حصلت لهم شبهة بل تلك الروايات‬
‫هي في التأويل المنزل المدرج الداخل تحت اسم القران في عرفهم عليهم السالم‬
‫و المعامل معاملة المتن و لقد فصلنا القول في ذلك في كتابنا ( المحكم في الدليل‬
‫الشرعي)‪ .‬و ان من االحاديث التالية روايات ثابتة تصف ما في المصحف انه‬

‫‪60‬‬
‫كالم هللا تعالى وانه القران و اثبتوا له صفات القران و خصائصه و قولهم عليهم‬
‫السالم ليس هزال ولو ان في المصحف تحريفا لما وصفوه بذلك‪ .‬فاالحاديث‬
‫التي نوردها هنا على شكلين االول يدل على ان ما في المصحف قران كله و‬
‫الثاني يعطي للمصحف خصائص القران و يسميه به و هذا دال على عدم‬
‫التحريف و الحمد هلل‪.‬‬
‫الحديث األول‬

‫الخرائج ‪ :‬روي عن جندب بن زهير االزدي عن امير المؤمنين عليه السالم في‬
‫حرب الخوارج ‪ :‬من يأخذ هذا المصحف فيمشي به إلى هؤالء القوم فيدعوهم‬
‫إلى كتاب هللا وسنة نبيه وهو مقتول وله الجنة ؟‬

‫الحديث الثاني‬

‫االرشاد عن أمير المؤمنين (عليه السالم) مع أصحاب الجمل قال ‪ :‬لما صاف‬
‫القوم واجتمعوا على الحرب أحب أمير المؤمنين (عليه السالم) أن يستظهر‬
‫عليهم بدعائهم إلى القرآن‪ ،‬وحكمه‪ ،‬فدعا بمصحف و قال‪ :‬من يأخذ هذا‬
‫المصحف يعرضه عليهم ويدعوهم إلى ما فيه فيحيى ما أحياه‪ ،‬ويميت ما أماته‬
‫؟ قال‪ :‬وقد شرعت الرماح بين العسكرين حتى لو أراد امرؤ أن يمشي عليها‬
‫لمشى‪ ،‬قال فقام الفتى فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين أنا آخذه وأعرضه عليهم وأدعوهم‬
‫إلى ما فيه‪ ،‬قال‪ :‬فأعرض عنه أمير المؤمين (عليه السالم) ثم نادى الثانية من‬
‫يأخذ هذا المصحف فيعرضه عليهم ويدعوهم إلى ما فيه ؟ الحديث‪.‬‬

‫الحديث الثالث‬

‫امالي الطوسي‪ :‬أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت عن أحمد بن محمد ابن‬


‫عقدة قال‪ :‬حدثنا الحسن بن صالح من كتابه في ربيع االول سنة ثمان وسبعين‬
‫وأحمد بن يحيى عن محمد بن عمرو‪ ،‬عن عبد الكريم‪ ،‬عن القاسم بن أحمد عن‬
‫أبي الصلت الهروي‪ .‬وقال ابن عقدة‪ :‬وحدثناه القاسم بن الحسن الحسيني عن أبي‬

‫‪61‬‬
‫الصلت عن علي بن عبد هللا بن النعجة عن أبي سهيل بن مالك‪ :‬عن مالك بن‬
‫أوس بن الحدثان قال‪ :‬في حديث عن امير المؤمنين عليه السالم انه قال (عليه‬
‫السالم)‪ :‬ليس الحد فضل في هذا المال هذا كتاب هللا بيننا وبينكم ونبيكم محمد‬
‫(صلى هللا عليه وآله) وسيرته‪.‬‬

‫الحديث الرابع‬
‫النهج‪ :‬قال عليه السالم ( في التحكيم)‪ :‬عليه السالم في التحكيم إنا لم نحكم‬
‫الرجال وإنما حكمنا القرآن وهذا القرآن إنما هو خط مسطور بين الدفتين ال‬
‫ينطق بلسان والبد له من ترجمان وإنما ينطق عنه الرجال‪ ،‬ولما دعانا القوم إلى‬
‫أن نحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب هللا تعالى‪.‬‬
‫الحديث الخامس‬
‫المجلسي عن مصباح االنوار‪ :‬كان أبو عبد هللا عليه السالم إذا قرأ القرآن قال‬
‫قبل أن يقرأ حين يأخذ المصحف‪ :‬اللهم إني أشهد أن هدا كتابك المنزل من عندك‬
‫على رسولك محمد بن عبد هللا‪ ،‬وكالمك الناطق على لسان نبيك‪.‬‬

‫الحديث السادس‬
‫مصباح الشريعة عن الصادق فانظر كيف تقرأ كتاب ربك‪ ،‬ومنشور واليتك‪،‬‬
‫وكيف تجيب أوامره ونواهيه‪ ،‬وكيف تمتثل حدوده‪ ،‬فانه كتاب عزيز ال يأتيه‬
‫الباطل من بين يديه وال من خلفه‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الحديث السابع‬
‫االحتجاج‪ :‬عن ابي الحسن علي بن محمد عليهما السالم في حديث انه قال‪:‬‬
‫اجتمعت االمة قاطبة ال اختالف بينهم في ذلك أن القرآن حق ال ريب فيه عند‬
‫جميع فرقها‪ ،‬فهم في حالة اإلجتماع عليه مصيبون‪ ،‬وعلى تصديق ما أنزل هللا‬
‫مهتدون‪-.‬الى ان قال عليه السالم ‪ -‬إذا شهد الكتاب بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته‬
‫طائفة من االمة وعارضته بحديث من هذه األحاديث المزورة صارت بإنكارها‬
‫ودفعها الكتاب كفارا ضالال‪.‬‬

‫الحديث الثامن‬
‫مجالس الطوسي وابنه‪ :‬عن أبي محمد الفحام عن محمد بن أحمد الهاشمي‬
‫المنصوري‪ ،‬عن سهل بن يعقوب بن إسحاق‪ ،‬عن الحسن بن عبد هللا بن مطر‪،‬‬
‫عن محمد ابن سليمان الديلمي‪ ،‬عن أبيه عن الصادق عليه السالم في حديث انه‬
‫قال لرجل ثم خذ المصحف فدعه على رأسك وقل‪ :‬بهذا القرآن وبحق من أرسلته‪.‬‬

‫الحديث التاسع‬
‫دعوات الراوندي عن زرارة قال‪ :‬قال الصادق عليه السالم‪:‬تأخذ المصحف في‬
‫ثالث ليال من شهر مضان‪ ،‬فتنشره وتضعه بين يديك‪ ،‬وتقول‪ :‬اللهم إني أسألك‬
‫بكتابك المنزل وما فيه وفيه اسمك االكبر‪ ،‬وأسماؤك الحسنى‪ ،‬وما يخاف‬
‫ويرجى‪ ،‬أن تجعلني من عتقائك من النار‪ ،‬وتدعو بما بدالك من حاجة‪.‬‬

‫الحديث العاشر‬

‫‪63‬‬
‫العيون ‪ :‬الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السالم قال ‪ :‬والتصديق بكتابه‬
‫الصادق العزيز الذى ( ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم‬
‫حميد ) وانه المهيمن على الكتب كلها وانه حق من فاتحته إلى خاتمته ‪ .‬نؤمن‬
‫بمحكمه ومتشابهه وخاصه وعامه ووعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه‬
‫وأخباره‪ ،‬ال يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله‪.‬‬

‫الحديث الحادي عشر‬


‫كشف الغمة عن ابن طلحة‪ :‬عن امير المؤمنين عليه السالم قال‪ :‬وشرطت على‬
‫الحكمين بحضوركم أن يحكما بما أنزل هللا من فاتحته إلى خاتمته والسنة الجامعة‬
‫وإنهما إن لم يفعال فال طاعة لهما علي‪.‬‬
‫الحديث الثاني عشر‬
‫كتاب صفين ‪ :‬أبو إسحاق الشيباني في الكتاب الذي بين امير المؤمنين عليه‬
‫السالم و وبين معاوية ‪ :‬أنا ننزل عند حكم هللا وكتابه وال يجمع بيننا إال إياه‬
‫وأن كتاب هللا سبحانه بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيي ما أحيا القرآن ونميت ما‬
‫أمات القرآن‪.‬‬

‫الحديث الثالث عشر‬


‫العياشي عن عمر بن حنظلة عن ابي عبدهللا عليه السالم ‪:‬قال ‪ :‬فلما رآني أتتبع‬
‫هذا واشباهه من الكتاب قال ‪ :‬حسبك كل شئ في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته‬
‫مثل هذا فهو في االئمة عنى به‪.‬‬
‫الحديث الرابع عشر‬
‫المجلسي عن جعفر البحريني عن كتاب لبعض اصحابنا مرسال عن الصادق‬
‫عليه السالم في دعاء ‪ :‬ويتوجه بالقرآن قائال اللهم إني أتوجه إليك بالقرآن العظيم‬
‫من فاتحته إلى خاتمته‪ ،‬وفيه اسمك االكبر‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الحديث الخامس عشر‬
‫ابن المغازلي من عدة طرق في كتابه منها قال‪ :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وآله قال‪ :‬إني أوشك أن ادعى فاجيب‪ ،‬وإني تارك فيكم الثقلين‪ :‬كتاب هللا حبل‬
‫ممدود من السماء إلى االرض‪ ،‬وعترتي أهل بيتي‪ ،‬وإن اللطيف الخبير أخبرني‬
‫أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض‪ ،‬فانظروا ماذا تخلفوني فيهما‪ .‬تعليق‪:‬‬
‫داللة الحديث على عصمة الثقلين بين جلي‪.‬‬

‫الحديث السادس عشر‬


‫التفسير ‪:‬ابن زياد و ابن سيار عن الحسن العسكري عليه السالم انه قال قال‬
‫الصادق عليه السالم ان هللا لما بعث موسى بن عمران ثم من بعده من االنبياء‬
‫إلى بنى اسرائيل لم يكن فيهم قوم اال اخذوا عليهم العهود والمواثيق ليؤمنن‬
‫بمحمد العربى االمى المبعوث بمكة الذى يهاجر إلى المدينة يأتى بكتاب هللا‬
‫بالحروف المقطعة افتتاح بعض سوره ‪ ،‬يحفظه امته فيقرؤنه قياما وقعودا ومشاة‬
‫‪ ،‬وعلى كل االحوال يسهل هللا عزوجل حفظه عليهم – الى ان قال‪ -‬ثم اذا‬
‫صار محمد إلى رضوان هللا عزوجل وارتد كثير ممن كان أعطاه ظاهر االيمان‬
‫‪ ،‬وحروفوا تأويالته وغيروا معانيه ‪ ،‬ووضعوها على خالف وجوهها ‪ ،‬قاتلهم‬
‫‪ -‬اي علي عليه السالم‪ -‬بعد ذلك على تأوليه‪.‬‬

‫الحديث السابع عشر‬


‫سليم في كتابه قال طلحة‪ :‬ال أراك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك عنه من أمر‬
‫القرآن أال تظهره للناس‪ ،‬قال‪ :‬يا طلحة عمدا كففت عن جوابك فأخبرني عن‬
‫ماكتب عمر وعثمان أقرآن كله أم في ما ليس بقرآن ؟ قال طلحة‪ :‬بل قرآن كله‪،‬‬
‫قال‪ :‬إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار‪ ،‬ودخلتم الجنة‪ ،‬فان فيه حجتنا‪ ،‬وببان حقنا‪،‬‬
‫وفرض طاعتنا‪ ،‬قال طلحة‪ :‬حسبي أما إذا كان قرآنا فحسبي‪ .‬ثم قال طلحة‪:‬‬
‫فأخبرني عما في يديك من القرآن وتأويله وعلم الحالل والحرام إلى من تدفعه‬
‫ومن صاحبه بعدك ؟ قال‪ :‬إلى الذي أمرني رسول هللا صلى هللا عليه وآله أن‬
‫أدفعه إليه وصيي وأولى الناس بعدي بالناس ابني الحسن‪ ،‬ثم يدفعه ابني الحسن‬
‫إلى ابني الحسين ثم يصير إلى واحد بعد واحد من ولد الحسين حتى يرد آخرهم‬
‫على رسول هللا صلى هللا عليه وآله حوضه‪ ،‬هم مع القرآن ال يفارقونه‪ ،‬والقرآن‬
‫معهم ال يفارقهم ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الحديث الثامن عشر‬
‫سليم بن قيس في كتابه عن سلمان قال في امير المؤمنين عليه السالم و وأقبل‬
‫على القرآن يؤلفه ويجمعه‪ ،‬فلم يخرج من بيته حتى جمعه‪ ،‬وكان في الصحف‬
‫والشظاظ و االكتاف والرقاع‪ ،‬فلما جمعه كله وكتبه بيده‪ :‬تنزيله وتأويله‪ ،‬والناسخ‬
‫منه و المنسوخ‪ ،‬بعث إليه أبو بكر اخرج فبايع‪ ،‬فبعث إليه علي (عليه السالم)‬
‫أني مشغول وقد آليت على نفسي يمينا أن ال أرتدي برداء إال للصالة حتى أولف‬
‫القرآن وأجمعه – الى ان قال‪. -‬قال امير المؤمنين عليه السالم ‪ :‬فلم ينزل هللا‬
‫على رسوله آية منه إال وقد جمعتها وليست منه آية إال وقد أقرأنيها رسول هللا‬
‫(صلى هللا عليه وآله) وعلمني تأويلها ثم قال لهم علي (عليه السالم)‪ :‬ال تقولوا‬
‫يوم الق يامة إني لم أدعكم إلى نصرتي‪ ،‬ولم أذكركم حقي‪ ،‬ولم أدعكم إلى كتاب‬
‫هللا من فاتحته إلى خاتمته‪.‬‬

‫الحديث التاسع عشر‬


‫الكليني عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسين‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل بن‬
‫يزيع‪ ،‬عن عمه حمزة بن بزيع‪ ،‬والحسين بن محمد االشعري‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫محمد بن عبد هللا‪ ،‬عن يزيد بن عبد هللا‪ ،‬عمن حدثه قال‪ :‬كتب أبو جعفر عليه‬
‫السالم إلى سعد الخير‪ :‬بسم الرحمن الرحيم – الى ان قال‪ -‬وكل امة قد رفع هللا‬
‫عنهم علم الكتاب حين نبذوه ووالهم عدوهم حين تولوه وكان من نبذهم الكتاب‬
‫ان اقاموا حروفه وحرفوا حدوده ‪ .‬فهم يروونه واليرعونه والجهال ‪ -.‬الى ان‬
‫قال ثم اعرف اشباههم من هذه االمة الذين اقاموا حروف الكتاب وحرفوا‬
‫حدوده ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الحديث العشرون‬
‫تفسير االمام العسكري عليه السالم عن الصادق عليه السالم ( ثم إذا صار محمد‬
‫(صلى هللا عليه وآله) إلى رضوان هللا عزوجل‪ ،‬وارتد كثير ممن كان اعطاه‬
‫ظاهر االيمان وحرفوا تأويالته وغيروا معانيه ووضعوها على خالف وجوهها‬
‫قاتلهم بعد على تأويله‪.‬‬

‫الحديث الحادي و العشرون‬


‫الصدوق في التوحيد عن المكتب‪ ،‬عن االسدي‪ ،‬عن البرمكي‪ ،‬عن عبد هللا بن‬
‫أحمد بن داهر‪ ،‬عن الفضل بن إسماعيل‪ ،‬عن علي بن سالم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬سألت‬
‫الصا دق عليه السالم فقلت له‪ :‬يا ابن رسول هللا ما تقول في القرآن ؟ فقال‪ :‬هو‬
‫كالم هللا‪ ،‬وقول هللا‪ ،‬وكتاب هللا‪ ،‬ووحي هللا‪ ،‬وتنزيله‪ ،‬وهو الكتاب العزيز الذي‬
‫ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد‪ .‬و في التوحيد و‬
‫العيون و االمالي‪ :‬ابن مسرور‪ ،‬عن محمد الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن هاشم‪،‬‬
‫عن الريان‬
‫قال‪ :‬قلت للرضا عليه السالم‪ :‬ما تقول في القرآن ؟ فقال‪ :‬كالم هللا ال تتجاوزوه‪،‬‬
‫وال تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا‪.‬‬

‫الحديث الثاني و العشرون‬


‫االرشاد‪ :‬عن امير المؤمنين عليه السالم انه قال ‪ :‬فلما أبيتم إال الكتاب اشترطت‬
‫على الحكمين أن يحيا ما أحياه القرآن وأن يميتا ما أماته القرآن فإن حكما بحكم‬
‫القرآن فليس لنا أن نخالف حكم من حكم بما في الكتاب‪.‬‬

‫الحديث الثالث و العشرون‬


‫التهذيب ‪ :‬عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن عليه السالم قال‪ :‬المصحف‬
‫ال تمسه على غير طهر‪ ،‬وال جنبا‪ ، .‬وال تمس خيطه وال تعلقه إن هللا يقول " ال‬
‫يمسه " إال المطهرون "‬

‫‪67‬‬
‫الحديث الرابع و العشرون‬
‫كشف‪ :‬عن الحافظ عبد العزيز‪ ،‬عن داود بن سليمان‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه‬
‫(عليهم السالم) قال‪ :‬قال رسول هللا (صلى هللا عليه وآله)‪ :‬مجالسة العلماء عبادة‬
‫والنظر إلى علي (عليه السالم) عبادة‪ ،‬والنظر إلى البيت عبادة‪ ،‬والنظر إلى‬
‫المصحف عبادة‪ ،‬والنظر إلى الوالدين عبادة‪.‬‬

‫الحديث الخامس و العشرون‬


‫عدة الداعي‪ :‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬قلت البي عبد هللا عليه السالم‪ :‬جعلت‬
‫فداك إني أحفظ القرآن عن ظهر قلب‪ ،‬فأقرؤه عن ظهر قلبي أفضل أو أنظر في‬
‫المصحف ؟ قال‪ :‬فقال لي‪ :‬ال بل اقرأه وانظر في المصحف‪ ،‬فهو أفضل أما‬
‫علمت أن النظر في المصحف عبادة‪.‬‬

‫الحديث السادس و العشرون‬


‫عدة الداعي‪ :‬عن النبي صلى هللا عليه وآله قال‪ :‬ليس شئ أشد على الشيطان من‬
‫القراءة في المصحف نظرا والمصحف في البيت يطرد الشيطان‪.‬‬

‫الحديث السابع و العشرون‬


‫المحاسن عن ابن أبي يعفور عن ابي عبد هللا عليه السالم ‪ :‬إذا ورد عليكم حديث‬
‫فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ ،‬وإال‬
‫فالذي جاءكم به أولى‪ .‬وفيه عن السكوني‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد هللا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السالم قال‪ :‬إن على كل حق حقيقة وعلى كل‬
‫صواب نورا فما وافق كتاب هللا فخذوا به وما خالف كتاب هللا فدعوه‪.‬‬

‫الحديث الثامن و العشرون‬

‫‪68‬‬
‫المحاسن‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي بن النعمان‪ ،‬عن أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا‬
‫عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود إلى كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل حديث ال يوافق‬
‫كتاب هللا فهو زخرف‪.‬‬

‫الحديث التاسع و العشرون‬


‫عبيس بن هشام‪ ،‬عن غير واحد‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬قراء القرآن‬
‫ثالثثة‪ :‬رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة‪ ،‬واستدر به الملوك‪ ،‬واستطال به على‬
‫الناس‪ ،‬ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه‪ ،‬وضيع حدوده‪ ،‬ورجل قرأ القرآن‬
‫ووضع دواء القرآن على دائه‪ ،‬وأسهر به ليله‪ ،‬وأظمأ به نهاره‪.‬‬

‫الحديث الثالثون‬
‫في تفسير االمام الزكي العسكري عليه السالم " ال ريب فيه " ال شك فيه لظهوره‬
‫عندهم كما أخبرهم أنبياؤهم أن محمدا صلى هللا عليه وآله ينزل عليه الكتاب‬
‫يقرؤه هو وامته على سائر أحوالهم ‪.‬‬

‫الحديث الحادي و الثالثون‬


‫المحاسن‪ :‬عن كليب بن معاوية‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ما أتاكم عنا‬
‫من حديث ال يصدقه كتاب هللا فهو باطل‪ .‬و فيه عن الهشامين جميعا وغيرهما‬
‫قال‪ :‬خطب النبي صلى هللا عليه واله بمنى فقال‪ :‬أيها الناس ما جاءكم عني فوافق‬
‫كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم يخالف القرآن فلم أقله‪.‬‬

‫الحديث الثاني و الثالثون‬


‫دعائم االسالم‪ :‬روينا عن جعفر بن محمد صلوات هللا عليهما أنه قال البي حنيفة‬
‫وقد دخل عليه فقال له‪ :‬يا نعمان ما الذي تعتمد عليه فيما لم تجد فيه نصا في‬
‫كتاب هللا وال خبرا عن الرسول (صلى هللا عليه وآله) ؟ قال‪ :‬أقيسه على ما‬
‫وجدت من ذلك‪ ،‬قال له‪ :‬أول من قاس إبليس‪ ،‬فأخطأ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الحديث الثالث و الثالثون‬
‫عدة الداعي‪ :‬وقال ( امير المؤمنين ) عليه السالم‪ :‬وكتاب هللا بين أظهركم‬
‫ناطق ال يعيا لسانه‪ ،‬وبين ال تهدم أركانه‪ ،‬وعز ال تهزم أعوانه‪.‬‬

‫الحديث الرابع و الثالثون‬


‫مصباح الشريعة عن الصادق عليه السالم فانظر كيف تقرأ كتاب ربك‪ ،‬ومنشور‬
‫واليتك‪ ،‬وكيف تجيب أوامره ونواهيه‪ ،‬وكيف تمتثل حدوده‪ ،‬فانه كتاب عزيز ال‬
‫يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد فرتله ترتيال‪ ،‬وقف‬
‫عند وعده ووعيده‪ ،‬وتفكر في أمثاله ومواعظه واحذر أن تقع من إقامتك حروفه‬
‫في إضاعة حدوده‪.‬‬

‫الحديث الخامس و الثالثون‬


‫االحتجاج االمام ابي الحسن الهادي عليه السالم ‪ :‬انه قال فإذا شهد الكتاب‬
‫بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من االمة وعارضته بحديث من هذه‬
‫األحاديث المزورة صارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفارا ضالال‪ ،‬وأصح خبر‬
‫ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله حيث قال‪ :‬إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب هللا وعترتي ما إن تمسكتم‬
‫بهما لن تضلوا بعدي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض‪ .‬واللفظة االخرى‬
‫عنه في هذا المعنى بعينه قوله صلى هللا عليه واله‪ :‬إني تارك فيكم الثقلين كتاب‬
‫هللا وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ما إن تمسكتم‬
‫بهما لم تضلوا‪ .‬فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب هللا مثل قوله‪ :‬إنما‬
‫وليكم هللا ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم‬
‫راكعون‪ .‬ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك ألمير المؤمنين عليه السالم أنه تصدق‬
‫بخاتمه وهو راكع فشكر هللا ذلك له‪ ،‬وأنزل اآلية فيه‪ ،‬ثم وجدنا رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة‪ :‬من كنت مواله فعلي مواله اللهم‬
‫وال من وااله وعاد من عاداه‪ .‬وقوله صلى هللا عليه واله‪ :‬علي يقضي ديني‬
‫وينجز موعدي وهو خليفتي عليكم بعدي‪ .‬وقوله صلى هللا عليه واله ‪ -‬حيث‬

‫‪70‬‬
‫استخلفه على المدينة ‪ -‬فقال‪ :‬يا رسول هللا أتخلفني على النساء والصبيان ؟ فقال‪:‬‬
‫أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبي بعدي‪ .‬فعلمنا‬
‫أن الكتاب شهد بتصديق هذه األخبار وتحقيق هذه الشواهد فيلزم االمة اإلقرار‬
‫بها إذا كانت هذه األخبار وافقت القرآن‪ ،‬ووافق القرآن هذه األخبار‪ ،‬فلما وجدنا‬
‫ذلك موافقا لكتاب هللا ووجدنا كتاب هللا موافقا لهذه األخبار وعليها دليال كان‬
‫االقتداء بهذه األخبار فرضا ال يتعداه إال أهل العناد والفساد‪.‬‬

‫الحديث السادس و الثالثون‬


‫التحف عن امير المؤمنين عليه السالم انه قال ‪ :‬فأفضل الناس عند هللا منزلة‬
‫وأقربهم من هللا وسيلة أطوعهم المره وأعملهم بطاعته وأتبعهم لسنة رسوله‬
‫وأحياهم لكتابه ليس الحد عندنا فضل إال بطاعة هللا وطاعة الرسول‪ .‬هذا كتاب‬
‫هللا بين أظهرنا وعهد رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسيرته فينا ال يجهل ذلك‬
‫إال جاهل عاند عن الحق منكر‪.‬‬
‫الحديث السابع و الثالثون‬
‫االحتجاج و االرشاد عن ابي جعفر الباقر عليه السالم ‪ :‬أو ما علمتم أن أمير‬
‫المؤمنين إنما أمر الحكمين أن يحكما بالقرآن وال يتعدياه واشترط رد ما خالف‬
‫القرآن من أحكام الرجال وقال حين قالوا له‪ " :‬حكمت على نفسك من حكم عليك‬
‫" فقال‪ " :‬ما حكمت مخلوقا وإنما حكمت كتاب هللا " ‪.‬‬
‫الحديث الثامن و الثالثون‬
‫بصاير الدرجات‪ :‬يا سدير ألم تقرأ القرآن ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فهل وجدت‬
‫فيما قرأت من كتاب هللا " قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد‬
‫إليك طرفك " ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك قد قرأت‪ ،‬قال‪ :‬فهل عرفت الرجل ؟‬
‫وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬فأخبرني أفهم قال‪ :‬قدر‬
‫قطرة الثلج في البحر االخضر‪ ،‬فما يكون ذلك من علم الكتاب ؟ قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫جعلت فداك ما أقل هذا ؟ قال‪ :‬فقال لي‪ :‬يا سدير ما أكثر هذا لمن ينسبه هللا إلى‬
‫العلم الذي اخبرك به‪ ،‬يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب هللا عزوجل‪" :‬‬
‫قل كفى باهلل شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " قال‪ :‬قلت‪ :‬قد قرأته‬
‫جعلت فداك‪ ،‬قال‪ :‬فمن عنده علم من الكتاب أفهم أم من عنده علم الكتاب ؟ قال‪:‬‬
‫ال‪ ،‬بل من عنده علم الكتاب كله‪ ،‬قال‪ :‬فأومأ بيده إلى صدره وقال‪ :‬علم الكتاب‬
‫وهللا كله عندنا‪ ،‬علم الكتاب وهللا كله عندنا‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الحديث التاسع و الثالثون‬
‫االحتجاج االحتجاج عن السيدة الزهراء عليها السالم انها قالت ‪ :‬فهيهات‬
‫منكم ! وكيف بكم ؟ ! وأنى تؤفكون ؟ وكتاب هللا بين أظهركم‪ ،‬أموره ظاهرة‪،‬‬
‫وأحكامه زاهرة‪ ،‬وأعالمه باهرة‪ ،‬وزواجره الئحة‪ ،‬وأوامره واضحة‪ ،‬قد‬
‫خلفتموه وراء ظهوركم‪ ،‬أرغبة عنه تريدون ؟‪ ،‬أم بغيره تحكمون ؟ ! بئس‬
‫للظالمين بدال‪.‬‬
‫الحديث االربعون‬
‫االحتجاج ‪ :‬عن الصادق عليه السالم‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه واله قال‪ :‬ما‬
‫وجدتم في كتاب هللا عز وجل فالعمل به الزم وال عذر لكم في تركه‪ ،‬وما لم يكن‬
‫في كتاب هللا عز وجل وكان في سنة مني فال عذر لكم في ترك سنتي‪ ،‬وما لم‬
‫يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل‬
‫النجوم بأيها اخذ اهتدى وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم‪ ،‬واختالف أصحابي‬
‫لكم رحمة‪ .‬قيل يا رسول هللا‪ :‬من أصحابك ؟ قال‪ :‬أهل بيتي‪.‬‬

‫أصول معرفة السنة وحجيتها‬

‫أصل) ‪ :1‬ال قول وعمل ونية إال بإصابة السنة‪.‬‬

‫عن أبي الصلت‪ ،‬عن علي بن موسى‪ ،‬عن آبائه (عليهم السالم) قال‪ :‬قال رسول‬
‫هللا (صلى هللا عليه وآله)‪ :‬ال قول إال بعمل‪ ،‬وال قول وعمل إال بنية‪ ،‬وال قول‬
‫وعمل ونية إال بإصابة السنة‪.‬‬
‫عن ابي عثمان العبدي‪ ،‬عن جعفر عن أبيه‪ ،‬عن علي (عليهم السالم) قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا (صلى هللا عليه وآله)‪ :‬ال قول إال بعمل‪ ،‬وال عمل إال بنية‪ ،‬وال عمل‬
‫وال نية إال بإصابة السنة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫أصل) ‪ :2‬كل من تعدى السنة رد إلى السنة‪.‬‬

‫زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم – في حديث له ‪ -‬قال‪ :‬كل من تعدى السنة‬
‫رد إلى السنة‪.‬‬
‫أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود إلى‬
‫كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪.‬‬
‫البرقي قال أبوجعفر عليه السالم‪ :‬من جهل السنة رد إلى السنة‪.‬‬

‫أصل) ‪ : 3‬اطاعة الرسول و االئمة االوصياء صلوات هللا عليهم‬

‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ) و قال تعالى‬‫الر ُ‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬ ‫(يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫(وأَ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ‬ ‫ع ْنهُ فَا ْنتَ ُهوا ) و قال تعالى َ‬ ‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬ ‫(و َما آَتَا ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬
‫(وأَ ِطيعُوا‬
‫َ‬ ‫تعالى‬ ‫وقال‬ ‫َ)‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫َّللا‬ ‫وا‬‫ُ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ط‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫(‬ ‫تعالى‬ ‫قال‬ ‫و‬ ‫)‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫الر‬
‫َّ‬ ‫وا‬ ‫َو ُ‬
‫ع‬ ‫ي‬ ‫ط‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫سو َل لَعَلَّ ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ) فاطاعة رسول هللا صلى هللا عليه و اله واجبة و‬ ‫الر ُ‬
‫َّللاَ َو َّ‬ ‫َّ‬
‫عليها الضرورة الدينية و السيرة‪ .‬و في مصدقة أنس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله‪ :‬ال يقبل قول إال بعمل‪ ،‬وال يقبل قول وعمل إال بنية‪ ،‬وال يقبل قول‬
‫وعمل ونية إال بإصابة السنة‪ .‬و في مصدقة المجاشعي‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم السالم قال‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله يقول‪ :‬عليكم بسنة‪ ،‬فعمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة‪ .‬و في‬
‫مصدقة أبي عثمان العبدي عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي عليهم السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬ال قول إال بعمل‪ ،‬وال عمل إال بنية‪ ،‬وال نية إال‬
‫بإصابة السنة و في مصدقة هشام‪ ،‬عن الصادق عليه السالم قال‪ :‬امر إبليس‬
‫بالسجود آلدم فقال‪ :‬يا رب وعزتك إن أعفيتني من السجود آلدم ألعبدنك عبادة‬
‫ما عبدك أحد قط مثلها‪ .‬قال هللا جل جالله‪ :‬إني احب أن أطاع من حيث اريد‪ .‬و‬
‫في مصدقة سيف‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السالم قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه من تمسك بسنتي في اختالف امتي كان له أجر مائة شهيد‪ .‬و في‬
‫مصدقة ابن مسكان عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحسين عليهم السالم‬
‫قال‪ :‬مر موسى بن عمران ‪ -‬على نبينا وآله وعليه السالم ‪ -‬برجل وهو رافع يده‬

‫‪73‬‬
‫إلى السماء يدعو هللا‪ ،‬فانطلق موسى في حاجته فغاب سبعة أيام ثم رجع إليه وهو‬
‫رافع يده إلى السماء‪ .‬فقال‪ :‬يا رب هذا عبدك رافع يديه إليك يسألك حاجته ويسألك‬
‫المغفرة منذ سبعة أيام ال تستجيب له‪ .‬قال‪ :‬فأوحى هللا إليه يا موسى لو دعاني‬
‫حتى تسقط يداه أو تنقطع يداه أو ينقطع لسانه ما استجبت له حتى يأتيني من‬
‫األصل) الذي أمرته‪ .‬و في مصدقة ابن حميد رفعه قال‪ :‬جاء رجل إلى أمير‬
‫المؤمنين عليه السالم فقال‪ :‬أخبرني عن السنة والبدعة‪ ،‬وعن الجماعة وعن‬
‫الفرقة‪ ،‬فقال أمير المؤمنين صلى هللا عليه‪ :‬السنة ما سن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله والبدعة ما احدث من بعده‪ ،‬والجماعة أهل الحق وإن كانوا قليال‬
‫والفرقة أهل الباطل وإن كانوا كثيرا ‪.‬‬

‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ) وقال‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬


‫الر ُ‬ ‫و قال تعالى ( َيا أَيُّ َها ا َّلذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫ص َالةَ‬ ‫(وأَقِي ُموا ال َّ‬ ‫ط ْعت ُ ْم َوا ْس َمعُوا َوأَ ِطيعُوا) وقال تعالى َ‬ ‫َّللاَ َما ا ْستَ َ‬ ‫تعالى (فَاتَّقُوا َّ‬
‫(وإِذَا َجا َء ُه ْم أَ ْم ٌر‬ ‫سو َل لَعَلَّ ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ) و قال تعالى َ‬ ‫الزكَاةَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َوآَتُوا َّ‬
‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم‬ ‫عوا ِب ِه َولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ف أَذَا ُ‬ ‫ِمنَ ْاأل َ ْم ِن أَ ِو ْالخ َْو ِ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم ) فيجب اطاعة ولي االمر وهو االمام المعصوم‬ ‫لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫عليه السالم لقوله تعالى (قَا َل ِإنِي َجا ِعلُكَ ِللنَّا ِس ِإ َما ًما قَا َل َو ِم ْن ذُ ِريَّتِي قَا َل َال‬
‫الظا ِل ِمينَ ) و في مصدقة الكنانى قال‪ :‬قال أبو عبد هللا عليه السالم‪:‬‬ ‫ع ْهدِي َّ‬ ‫َينَا ُل َ‬
‫يا أبا الصباح نحن قوم فرض هللا طاعتنا‪ ،‬و في مصدقة ضريس قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫جعفر عليه السالم يقول واناس من أصحابه حوله‪ :‬وأعجب من قوم يتولوننا‬
‫ويجعلوننا أئمة‪ ،‬ويصفون بأن طاعتنا عليهم مفترضة كطاعة هللا ثم يكسرون‬
‫حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم‪ ،‬فينقصون حقنا ويعيبون بذلك علينا‬
‫من أعطاه هللا برهان حق معرفتنا‪ ،‬والتسليم ألمرنا‪ ،‬أترون أن هللا تبارك وتعالى‬
‫افترض طاعة أوليائه على عباده‪ ،‬ثم يخفي عنهم أخبار السماوات واألرض‪،‬‬
‫ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم ؟و في صحيحة محمد‬
‫بن شريح قال قال أبو عبد هللا عليه السالم لوال ان هللا فرض طاعتنا وواليتنا‬
‫وامر مودتنا ما اوقفناكم على ابوابنا وال ادخلناكم بيوتنا انا وهللا ما نقول باهوائنا‬
‫وال نقول براينا وال نقول اال ما قال ربنا واصول عندنا نكنزها كما يكنز هوالء‬
‫ذهبهم و فضتهم ‪ .‬و في صحيحة أبي بصير قال سألت أبا عبد هللا عليه السالم‬
‫عن قول هللا عز وجل‪ " :‬أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي االمر منكم " فقال‪:‬‬
‫نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السالم‪ :‬فقلت له‪ :‬إن الناس‬
‫يقولون‪ :‬فما له لم يسم عليا وأهل بيته عليهم السالم في كتاب هللا عز و جل؟ قال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬قولوا لهم‪ :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه وآله نزلت عليه الصالة ولم يسم‬

‫‪74‬‬
‫هللا لهم ثالثا وال أربعا‪ ،‬حتى كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله هو الذي فسر‬
‫ذلك لهم‪ ،‬ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم‪ ،‬حتى كان‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم‪ ،‬ونزل الحج فلم يقل لهم‪:‬‬
‫طوفوا اسبوعا حتى كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم‪،‬‬
‫ونزلت " أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول واولي االمر منكم " ‪ -‬ونزلت في علي‬
‫والحسن والحسين ‪ -‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬في علي‪ :‬من كنت‬
‫مواله‪ ،‬فعلي مواله‪ ،‬وقال صلى هللا عليه وآله اوصيكم بكتاب هللا وأهل بيتي‪،‬‬
‫فإني سألت هللا عز وجل أن ال يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض ‪،‬‬
‫فأعطاني ذلك وقال‪ :‬ال تعلموهم فهم أعلم منكم‪ ،‬وقال‪ :‬إنهم لن يخرجوكم من‬
‫أصل) هدى‪ ،‬ولن يدخلوكم في أصل) ضاللة‪ ،‬فلو سكت رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله فلم يبين من أهل بيته‪ ،‬الدعاها آل فالن وآل فالن‪ ،‬لكن هللا عز وجل‬
‫أنزله في كتابة تصديقا لنبيه صلى هللا عليه وآله " إنما يريد هللا ليذهب عنكم‬
‫الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فكان علي والحسن والحسين وفاطمة‬
‫عليهم السالم‪ ،‬فأدخلهم رسول هللا صلى هللا عليه وآله تحت الكساء في بيت أم‬
‫سلمة‪ ،‬ثم قال‪ :‬اللهم إن لكل نبي أهال وثقال وهؤالء أهل بيتي وثقلي‪ ،‬فقالت ام‬
‫سلمة‪ :‬ألست من أهلك؟ فقال‪ :‬إنك إلى خير ولكن هؤالء أهلي وثقلي‪ ،‬فلما قبض‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله كان علي أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله وإقامته للناس وأخذه بيده‪ ،‬فلما مضى علي لم يكن‬
‫يستطيع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي وال العباس بن علي وال‬
‫واحدا من ولده إذا لقال الحسن والحسين‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى أنزل فينا كما‬
‫أنزل فيك فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلغ فينا رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫كما بلغ فيك وأذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك‪ ،‬فلما مضى علي عليه السالم‬
‫كان الحسن عليه السالم أولى بها لكبره‪ ،‬فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم‬
‫يكن ليفعل ذلك وهللا عز وجل يقول‪ " :‬واولوا االرحام بعضهم أولى ببعض في‬
‫كتاب هللا " فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين أمر هللا بطاعتي كما أمر بطاعتك‬
‫و طاعة أبيك وبلغ في رسول هللا صلى هللا عليه وآله كما بلغ فيك وفي أبيك‬
‫وأذهب هللا عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك‪ ،‬فلما صارت إلى الحسين‬
‫عليه السالم لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي‬
‫على أخيه وعلى أبيه‪ ،‬لو أرادا أن يصرفا االمر عنه ولم يكونا ليفعال ثم صارت‬
‫حين أفضت إلى الحسين عليه السالم فجرى تأويل هذه اآلية " واولوا االرحام‬
‫بعضهم اولى ببعض في كتاب هللا " ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين‬
‫‪ ،‬ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي عليه السالم‪ .‬وقال‪:‬‬
‫الرجس هو الشك‪ ،‬وهللا ال نشك في ربنا أبدا‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫االمام الذي يجب سؤاله و طاعته هو العالم بالكتاب و السنة قال تعالى (فَا ْسأَلُوا‬
‫الذ ْك ِر ) و في مصدقة البزنطي فيما كتب إليه الرضا عليه السالم قال هللا‬ ‫أَ ْه َل ِ‬
‫تبارك وتعالى‪ " :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون " وقال‪ " :‬وما كان‬
‫المؤمنون لينفروا كافة فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين‬
‫ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " فقد فرضت عليكم المسألة‬
‫والرد إلينا‪ ،‬ولم يفرض علينا الجواب ‪.‬و في مصدقة أبي بكر الحضرمي قال‪:‬‬
‫كنت عند أبي جعفر عليه السالم ودخل عليه الورد أخو الكميت فقال‪ :‬جعلني هللا‬
‫فداك اخترت لك سبعين مسألة‪ ،‬ما يحضرني مسألة واحدة منها قال‪ :‬وال واحدة‬
‫يا ورد ؟ قال‪ :‬بلى قد حضرني واحدة‪ ،‬قال‪ :‬وما هي ؟ قال‪ :‬قول هللا تبارك‬
‫وتعالى‪ " :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون " قال‪ :‬يا ورد أمركم هللا تبارك‬
‫وتعالى أن تسألونا‪ ،‬ولنا إن شئنا أجبناكم‪ ،‬وإن شئنا لم نجبكم ‪ .‬و في مصدقة‬
‫هشام بن سالم قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا عليه السالم عن قول هللا تعالى‪ " :‬فاسألوا‬
‫أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون " من هم ؟ قال‪ :‬نحن‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬علينا أن نسألكم‬
‫؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬عليكم أن تجيبونا ؟ قال‪ :‬ذلك إلينا ‪ .‬و في مصدقة زرارة عن‬
‫أبي جعفر عليه السالم في قول هللا تعالى‪ " :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون‬
‫" من هم ؟ قال‪ :‬نحن‪ ،‬قلت‪ :‬فمن المأمورون بالمسألة ؟ قال‪ :‬أنتم‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فإنا‬
‫نسألك كما امرنا وقد طننت أنه ال يمنع مني إذا أتيته من هذا الوجه‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪:‬‬
‫إنما امرتم أن تسألونا‪ ،‬وليس لكم علينا الجواب‪ ،‬إنما ذلك إلينا‪ .‬و في مصدقة‬
‫زرارة قال‪ :‬قلت له‪ :‬يكون االمام يسأل عن الحالل والحرام وال يكون عنده فيه‬
‫شئ ؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬فقال‪ :‬قال هللا تعالى‪ " :‬فاسألوا أهل الذكر " هم االئمة االئمة " إن‬
‫كنتم ال تعلمون " قلت‪ :‬من هم ؟ قال‪ :‬نحن‪ ،‬قلت‪ :‬فمن المأمور بالمسألة ؟ قال‪:‬‬
‫أنتم و في مصدقة محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السالم في قول هللا‪" :‬‬
‫فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون " قال‪ :‬نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون‬
‫‪.‬و في مصدقة سليمان بن جعفر الجعفري قال‪ :‬سمعت أبا الحسن عليه السالم‬
‫يقول في قول هللا تعالى‪ " :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون " قال‪ :‬نحن و‬
‫في مصدقة بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬قلت قول هللا‬
‫عزوجل‪ " :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون " قال‪ :‬الذكر القرآن‪ ،‬ونحن‬
‫المسؤولون و في مصدقة محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬قلت‬
‫له‪ :‬إن من عندنا يزعمون أن قول هللا‪ " :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون "‬
‫أنهم اليهود والنصارى‪ ،‬قال‪ :‬إذا يدعونهم إلى دينهم‪ ،‬ثم أشار بيده إلى صدره‬
‫فقال‪ :‬نحن أهل الذكر‪ ،‬ونحن المسؤولون‪.‬و في مصدقة محمد بن مسلم عن أبي‬
‫جعفر عليه السالم في قول هللا تبارك وتعالى‪ " :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال‬

‫‪76‬‬
‫تعلمون " قال‪ :‬الذكر القرآن‪ ،‬وآل رسول هللا صلى هللا عليه وآله أهل الذكر وهم‬
‫المسؤولون ‪ .‬و في مصدقة ابن اذينة عن بريد عن أبي جعفر عليه السالم قال‪:‬‬
‫قلت له‪ :‬قول هللا‪ " :‬بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم " قال‪ :‬إيانا‬
‫عنى ‪.‬و في مصدقة أبي بصير عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬تال هذه اآلية‪" :‬‬
‫بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم " قلت‪ :‬أنتم هم ؟ قال أبو جعفر‬
‫عليه السالم‪ :‬من عسى أن يكونوا ؟‬
‫أصل) ‪ :4‬ال تصدق علينا إال بما يوافق كتاب هللا و السنة‬

‫عن سدير قال‪ :‬قال أبو جعفر وأبو عبد هللا عليهما السالم‪ :‬ال تصدق علينا إال بما‬
‫يوافق كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه واله‪.‬‬
‫االحتجاج‪ :‬عن أبي جعفر الثاني عليه السالم أنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب هللا وسنتي فما وافق كتاب‬
‫هللا وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب هللا وسنتي فال تأخذوا به‪.‬‬

‫عن يونس قال على أبي الحسن الرضا عليه السالم ‪ :‬ال تقبلوا علينا خالف‬
‫القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة‪.‬‬

‫أصل) ‪ :5‬عدم مخالفة السنة للمحكم من القران‬

‫الميثمي عن الرضا عليه السالم قال ‪ :‬إن هللا عز وجل حرم حراما‪ ،‬و أحل‬
‫حالال‪ ،‬وفرض فرائض‪ ،‬فما جاء في تحليل ما حرم هللا‪ ،‬أو تحريم ما أحل هللا‪،‬‬
‫أو دفع فريضة في كتاب هللا رسمها بين قائم بال ناسخ نسخ ذلك فذلك ما ال يسع‬
‫األخذ به ألن رسول هللا صلى هللا عليه واله لم يكن ليحرم ما أحل هللا‪ ،‬وال ليحلل‬
‫ما حرم هللا عز وجل‪ ،‬وال ليغير فرائض هللا وأحكامه كان في ذلك كله متبعا‬
‫مسلما مؤديا عن هللا عز وجل‪ ،‬وذلك قول هللا عز وجل‪ :‬إن أتبع إال ما يوحى‬
‫إلي‪ .‬فكان صلى هللا عليه واله متبعا هلل مؤديا عن هللا ما أمره به من تبليغ الرسالة‪.‬‬
‫أصل) ‪ :6‬من خالف السنة فقد ضل‬

‫‪77‬‬
‫سالم بن المستنير عن أبي جعفر (عليه السالم) قال‪ :‬قال رسول هللا (صلى هللا‬
‫عليه وآله)‪ :‬أال إن لكل عبادة شرة ثم تصير إلى فترة‪ ،‬فمن صارت شرة عبادته‬
‫إلى سنتي فقد اهتدى‪ ،‬ومن خالف سنتي فقد ضل‪ ،‬وكان عمله في تبار‬
‫مرازم بن حكيم قال سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬من خالف سنة محمد‬
‫صلى هللا عليه واله فقد كفر‪ .‬بيان‪ :‬اي متعمدا جاحدا‪.‬‬

‫أصل) ‪ :7‬أفضل االعمال ما عمل بالسنة‬


‫يونس بن عبدالرحمن رفعه قال‪ :‬قال علي بن الحسين عليهما السالم‪ :‬إن أفضل‬
‫االعمال ما عمل بالسنة وإن قل‪.‬‬

‫أصل‪ :‬إن الفقيه هو المتمسك بالسنة‬


‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله‪ :‬من تمسك بسنتي في اختالف امتي كان له أجر مائة شهيد‪.‬‬
‫الفضل بن عبد الملك‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قالقال ابو جعفر عليه السالم‬
‫‪ :‬إن الفقيه الزاهد في الدنيا‪ ،‬الراغب في اآلخرة‪ ،‬المتمسك بسنة النبي صلى هللا‬
‫عليه واله‪.‬‬

‫أصل) ‪ :8‬ان السنة ال تقاس‬

‫قال‪ :‬إن السنة ال تقاس‪ ،‬وكيف تقاس السنة والحائض تقضي الصيام وال تقضي‬
‫الصالة ؟ !‪.‬‬
‫محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم في كتاب آداب أمير المؤمنين عليه‬
‫السالم‪ :‬ال تقيسوا الدين فإن أمر هللا ال يقاس‪.‬‬
‫طلحة بن زيد‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبيه عليهما السالم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين‬
‫عليه السالم‪ :‬ال رأي في الدين‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫أصل) ‪ :9‬حرمة الرأي في الدين‬

‫قال عليه السالم ( وخصلتين هلك فيهما الرجال‪ :‬أن تدين بشئ من رأيك‪ ،‬أو‬
‫تفتي الناس بغير علم‪) .‬‬
‫قال الصادق عليه السالم البي حنيفة‪ :‬تزعم أنك تفتي بكتاب هللا ولست ممن‬
‫ورثه‪ ،‬وتزعم أنك صاحب قياس وأول من قاس إبليس‪ ،‬ولم يبن دين اإلسالم‬
‫على القياس‪ ،‬وتزعم أنك صاحب رأي وكان الرأي من رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله صوابا ومن دونه خطاءا‪ ،‬ألن هللا تعالى قال‪ :‬احكم بينهم بما أراك هللا‪ .‬ولم‬
‫يقل ذلك لغيره‪.‬‬
‫أصل) ‪ : 10‬حرمة االفتاء بغير علم‬

‫قال عليه السالم ( وخصلتين هلك فيهما الرجال‪ :‬أن تدين بشئ من رأيك‪ ،‬أو تفتي‬
‫ْس لَكَ ِب ِه ِع ْل ٌم)‬ ‫(و َال تَ ْق ُ‬
‫ف َما لَي َ‬ ‫الناس بغير علم‪ ) .‬و يصدقه قوله تعالى َ‬

‫أصل) ‪ :11‬في القياس في الدين‬

‫عن ابن أبي ليلى عن ابي عبد هللا عليه السالم‪ :‬إن أبي حدثني عن آبائه عليهم‬
‫السالم أن رسول هللا صلى هللا عليه واله قال‪ :‬من قاس شيئا من الدين برأيه قرنه‬
‫هللا تبارك وتعالى مع إبليس في النار‪ ،‬فإنه‬
‫أول من قاس حيث قال‪ :‬خلقتني من نار وخلقته من طين‪ .‬فدعوا الرأي والقياس‬
‫فإن دين هللا لم يوضع على القياس‪.‬‬

‫قال الصادق عليه السالم البي حنيفة‪ :‬تزعم أنك تفتي بكتاب هللا ولست ممن‬
‫ورثه‪ ،‬وتزعم أنك صاحب قياس وأول من قاس إبليس‪ ،‬ولم يبن دين اإلسالم‬

‫‪79‬‬
‫على القياس‪ ،‬وتزعم أنك صاحب رأي وكان الرأي من رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله صوابا ومن دونه خطاءا‪ ،‬ألن هللا تعالى قال‪ :‬احكم بينهم بما أراك هللا‪ .‬ولم‬
‫يقل ذلك لغيره‪.‬‬

‫عن الرضا عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليهم السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله قال هللا جل جالله‪ :‬ما آمن بي من فسر برأيه كالمي‪ ،‬وما عرفني‬
‫من شبهني‪ ،‬بخلقي وما على ديني من استعمل القياس في ديني‪.‬‬

‫البرنظي قال‪ :‬قلت للرضا عليه السالم‪ :‬جعلت فداك إن بعض أصحابنا يقولون‪:‬‬
‫نسمع األمر يحكى عنك وعن آبائك عليهم السالم فنقيس عليه و نعمل به‪ .‬فقال‪:‬‬
‫سبحان هللا ! ال وهللا ما هذا من دين جعفر‪ ،‬هؤالء قوم ال حاجة بهم إلينا‪ ،‬قد‬
‫خرجوا من طاعتنا وصاروا في موضعنا‪ ،‬فأين التقليد الذي كانوا يقلدون جعفرا‬
‫و أبا جعفر ؟ قال جعفر‪ :‬ال تحملوا على القياس فليس من شئ يعدله القياس إال‬
‫والقياس يكسره‪) .‬‬

‫أصل) ‪ :12‬ال قول وعمل ونية إال بإصابة السنة‪.‬‬


‫قال عليه السالم ( ال قول إال بعمل‪ ،‬وال قول وعمل إال بنية‪ ،‬وال قول وعمل‬
‫ونية إال بإصابة السنة‪ ) .‬و قال عليه السالم (الحكم حكمان ‪ :‬حكم هللا عز وجل‬
‫‪ ،‬وحكم ( أهل ) الجاهلية ‪ ،‬فمن أخطأ حكم هللا حكم بحكم الجاهلية ‪ ).‬اقول‬
‫اصابة السنة أي الحديث المحكم و الجري وفق ما وصل و بلغ من معارف‪.‬‬

‫أصل) ‪ :12‬علينا إلقاء االصول ‪ ،‬وعليكم التفريع‬

‫‪80‬‬
‫قال عليه السالم ( إنما علينا أن نلقي إليكم االصول وعليكم أن تفرعوا‪ ).‬و قال‬
‫عليه السالم ( علينا إلقاء االصول ‪ ،‬وعليكم التفريع) ومن هنا فكل حديث محكم‬
‫هو أصل و منه يتفرع المستنبط بما يشمله العام و االطالق ال غير‪.‬‬

‫أصل) ‪ :13‬أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كالمنا‬

‫قال عليه السالم ‪ 0‬أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كالمنا ‪ ،‬إن كالمنا لينصرف‬
‫على سبعين وجها ) و قال عليه السالم ( العلم علمان‪ :‬علم ال يسع الناس إال‬
‫النظر فيه وهو صبغة االسالم ‪ ،‬وعلم يسع الناس ترك النظر فيه وهو قدرة هللا‬
‫عزوجل‪).‬‬
‫أصل) ‪ :14‬النظر بعلم جائز و النظر بظن غير جائز‬

‫عن أبي بصير قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا عليه السالم‪ :‬يرد علينا أشياء ليس نعرفها‬
‫في كتاب وال سنة فننظر فيها ؟‬
‫فقال‪ :‬ال أما إنك إن أصبت لم تؤجر وإن كان خطأ كذبت على هللا‪.‬‬
‫محمد بن حكيم قال‪ :‬قلت ألبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السالم‪ :‬ربما ورد‬
‫علينا الشئ لم يأتنا فيه عنك وعن آبائك شئ فننظر إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق‬
‫األشياء لما جاءنا منكم فنأخذ به ؟ فقال‪ :‬هيهات هيهات‪ ،‬في ذلك وهللا هلك من‬
‫هلك ‪.‬‬
‫اقول هذا في النظر الباطل بقياس و ظن و اما النظر بعلم بتفرع عن عام او‬
‫مطلق فجائز لالمر بالتفرع عن اصولهم و عن عمر بن حنظلة عن ابي عبد هللا‬
‫عليه السالم في المتخاصمين‪ :‬قال‪ :‬ينظران إلى من كان منكم‬
‫ممن قد روى حديثنا ونظر في حاللنا وحرامنا‪ ،‬وعرف أحكامنا فليرض به حكما‬
‫فإني قد جعلته عليكم حاكما‪ .‬و عن ذريح قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم‬
‫يقول‪ :‬إن أبي نعم األب رحمة هللا عليه كان يقول‪ :‬لو أجد ثالثة رهط أستودعهم‬
‫العلم وهم أهل لذلك لحدثت بما ال يحتاج فيه إلى نظر في حالل وال حرام وما‬
‫يكون إلى يوم القيامة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫أصل) ‪ :15‬االمر بالتوقف في المتشابه‬
‫قال عليه السالم ( انظروا أمرنا وما جاءكم عنا‪ ،‬فإن وجدتموه للقرآن موافقا‬
‫فخذوا به‪ ،‬وإن لم تجدوه موافقا فردوه‪ ،‬وإن اشتبه األمر عليكم فقفوا عنده‪.‬‬

‫أصل) ‪ : 16‬عدم جواز تكذيب الرواية غير المخالفة للقطعيات‬


‫قال عليه السالم ( ال تكذبوا بحديث آتاكم أحد‪ :‬فإنكم ال تدرون لعله من الحق‬
‫فتكذبوا هللا فوق عرشه ) و قال عليه السالم (فيقول لليل‪ :‬إنه نهار‪ ،‬وللنهار‪ :‬إنه‬
‫ليل ؟ قال‪ :‬فقلت له‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فقال‪ :‬رده إلينا فإنك إن كذبت فإنما تكذبنا‪ ).‬و اما‬
‫قوله عليه السالم ( ال تصدق علينا إال بما يوافق كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا‬
‫عليه واله ) فال يدل على التكذيب فان عدم التصديق اعم من التكذيب و التوقف‪.‬‬
‫و اما قوله عليه السالم (إذا كانت الرواية مخالفة للقرآن كذبتها) فهو من‬
‫مختصاتهم و في جواز تكذيب المخالفة للقطعي توقف فاالحوط التوقف في‬
‫الروايات المخالفة و عدم تكذيبها‪.‬‬

‫أصل) ‪ : 17‬ليس من شيء اال في الكتاب و السنة‬

‫(اليَ ْو َم أَ ْك َم ْلتُ لَ ُك ْم‬


‫ش ْيءٍ ) و قال تعالى ْ‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫َاب تِ ْبيَانًا ِل ُك ِل َ‬ ‫(ون ََّز ْلنَا َ‬
‫قال تعالى َ‬
‫علَ ْي ُك ْم نِ ْع َمتِي) و قال عليه السالم ( أيها الناس اتقو هللا‪ ،‬ما من‬ ‫دِينَ ُك ْم َوأَتْ َم ْمتُ َ‬
‫شئ يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إال وقد نهيتكم عنه وأمرتكم به‪ .‬و قال‬
‫عليه السالم ليس من شئ إال في الكتاب والسنة‪ .‬و قد تقدم الكالم فيه‪.‬‬

‫أصل) ‪ :18‬حالل محمد حالل أبدا إلى يوم القيامة‪ ،‬وحرامه حرام أبدا إلى يوم‬
‫القيامة‪.‬‬

‫قال عليه السالم ( حالل محمد حالل أبدا إلى يوم القيامة‪ ،‬وحرامه حرام أبدا إلى‬
‫يوم القيامة‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫أصل) ‪ : :18‬من بلغه شيئ من الثواب على شئ فصنعه‪ ،‬كان له‪ ،‬وإن لم‬
‫يكن على ما بلغه‪.‬‬
‫قال عليه السالم ( من بلغه شئ من الثواب على شئ من الخير فعمل به كان له‬
‫أجر ذلك‪ ،‬وإن كان رسول هللا صلى هللا عليه وآله لم يقله) و قال عليه السالم (‬
‫من سمع شيئا من الثواب على شئ فصنعه‪ ،‬كان له‪ ،‬وإن لم يكن على ما بلغه‪) .‬‬

‫أصل) ‪ :19‬عصمة المؤمن‬

‫قانون االتصال المعصومي هو قانون الهي اثبته هللا في كتابه و جاءت به السنة‬
‫و عليه ايات االعتصام و ووالية و الطاعة ‪ ،‬و السنة مسستفيضة بانه ال نفع من‬
‫دون االتصال باالمام ‪.‬‬
‫فالمؤمن متصل بامامه و االمام متصل بالنبي و النبي متصل متصل باهلل تعالى‪،‬‬
‫و هكذا هو علم المؤمن فانه يجب ان يكون من علم االمام و علم االمام من علم‬
‫النبي و علم النبي من علم هللا ‪ ،‬و بهذا تتحق عصمة علم المؤمن فالمؤمن‬
‫المعتصم معصوم بهذا النحو ‪.‬‬

‫أصل) ‪ : 20‬جواز االستعانة بالغير لبيان النص‬


‫زرارة ومحمد بن مسلم قاال ‪ :‬قلنا البي جعفر ( عليه السالم ) ‪ :‬رجل صلى في‬
‫السفر أربعا ‪ ،‬أيعيد أم ال ؟ قال ‪ :‬إن كان قُرئت عليه آية التقصير وفسرت له‬
‫فصلى أربعا أعاد ‪ ،‬وإن لم يكن قرئت عليه ولم يعلمها فال إعادة عليه ‪.‬‬

‫أصل) ‪ :21‬اصول تحمل الحديث‬

‫‪83‬‬
‫االول‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬ال بأس بالحديث قدمت فيه‬
‫أو أخرت إذا أصبت معناه‪ .‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله (إذا لم‬
‫ت ُ ِحلُّوا حراما وال تحرموا حالال وأصبتم المعنى فال َ‬
‫بأس)‬
‫من رد حديثا بلغه عنى‬ ‫الثاني‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪:‬‬
‫فأنا مخاصمه يوم القيامة‪.‬‬
‫إذا بلغكم عنى حديث فلم‬ ‫الثالث‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪:‬‬
‫تعرفوه فقولوا هللا أعلم‬
‫الرابع‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬من حدث حديثًا كما سمع‬
‫برا وصدقًا فلك وله وإن كان كذبًا فعلى من بدأ‪.‬‬
‫فإن كان ًّ‬
‫الخامس‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬من حدث عنى حديثًا هو‬
‫هلل رضا فأنا قلته وإن لم أكن قلته‪.‬‬
‫من بلغه فضل عن هللا‬ ‫السادس‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪:‬‬
‫أعطاه هللا ذلك وإن لم يكن كذلك‬
‫السابع‪ :‬جابر قال‪ :‬قلت ألبي جعفر عليه السالم‪ :‬إذا حدثتني بحديث فأسنده لي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ ،‬عن جبرئيل‬
‫عليه السالم‪ ،‬عن هللا عز وجل‪ .‬وكل ما احدثك بهذا اإلسناد‪ ،‬وقال‪ :‬يا جابر‬
‫لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها‪.‬‬

‫الثامن‪ :‬حسين بن المختار قال‪ :‬دخل عباد بن بكر البصري‪ ،‬على أبي عبد هللا‬
‫عليه السالم وعليه ثياب شهرة غالظ‪ ،‬فقال‪ :‬يا عباد ما هذه الثياب ؟ فقال‪ :‬يا أبا‬
‫عبد هللا تعيب علي هذا ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬من لبس‬
‫ثياب شهرة في الدنيا ألبسه هللا ثياب الذل يوم القيامة‪ .‬قال عباد‪ :‬من حدثك بهذا‬
‫الحديث ؟ قال‪ :‬يا عباد تتهمني ؟ حدثني آبائى عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪.‬‬

‫التاسع‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬من بلغه عنى حديث فكذب‬
‫به فقد كذب ثالثة كذب هللا ورسوله والذى حدث به‬

‫‪84‬‬
‫العاشر‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬ال ألفين أحدكم متكئا على‬
‫أريكته يأتيه األمر من أمرى مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول ال أدرى ما وجدنا‬
‫فى كتاب هللا اتبعناه و روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬ال أعرفن‬
‫أحدا منكم أتاه الحديث عنى وهو متكئ على أريكته يقول اتلوا على به قرآنا‬

‫الحادي عشر‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬قيدوا العلم بالكتاب‬
‫الثاني عشر‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله الحكمة ضالة المؤمن‬
‫حيث ما وجدها أخذها ) اقول وهذا اصل ثابت يبطل السندية فاطالق حيث وجدها‬
‫يشمل الثقة و غيره‪.‬‬
‫الثالث عشر‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله علموا وال تعنفوا فإن‬
‫المعلم خير من المعنف علموا ويسروا وال تعسروا وبشروا وال تنفروا وإذا‬
‫غضب أحدكم فليسكت وإذا غضب أحدكم فليسكت وإذا غضب أحدكم فليسكت ‪.‬‬
‫الرابع عشر‪ :‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬تزاوروا فان في زيارتكم إحياء‬
‫لقلوبكم‪ ،‬وذكرا الحاديثنا‪ ،‬وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض‪ ،‬فان أخذتم بها‬
‫رشدتم ونجوتم‪ ،‬وإن تركتموها ضللتم وهلكتم فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم‪.‬‬
‫من كتب عنى‬ ‫الخامس عشر‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪:‬‬
‫علما أو حديثا فلم يزل يكتب له األجر ما بقى ذلك العلم والحديث‪.‬‬
‫السادس عشر ‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬من أحيا شيئا من‬
‫سنتى قد أميتت كان له أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم‬
‫شيئا‬

‫السابع عشر ‪ :‬روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله انه قال ( دع ما يريبك‬
‫إلى ما ال يريبك وإن أفتاك المفتون ‪ .‬و روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و‬
‫اله انه قال الحالل بين والحرام بين فدع ما يريبك إلى ما ال يريبك ‪ .‬و روي عن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه و اله انه قال الحالل بين والحرام بين وبينهما أمور‬
‫مشتبهات ال يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لعرضه ودينه‬
‫أصل) ‪ :22‬أصول منهج العرض‬

‫‪85‬‬
‫أصل‪ :‬االمر بدراية الحديث‬
‫كنز الكراجكى وقال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬عليكم بالدرايات ال‬
‫بالروايات‪.‬‬
‫كنز الكراجكى وقال عليه السالم‪ :‬همة السفهاء الرواية وهمة العلماء الدراية‪.‬‬
‫منية المريد‪ :‬عن طلحة بن زيد قال‪ :‬قال أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬العلماء تحزنهم‬
‫الدراية‪ ،‬والجهال تحزنهم الرواية‪.‬‬
‫روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬ليس القرآن بالتالوة وال العلم بالرواية‬
‫ولكن القرآن بالهداية والعلم بالدراية‪.‬‬

‫أنس العالم للصفواني‪ ،‬روي عن موالنا الصادق عليه السالم أنه قال‪ :‬خبر تدريه‬
‫خير من ألف ترويه‪.‬‬
‫زيد الزراد‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السالم‪ :‬يا بني‬
‫اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم‪ ،‬فإن المعرفة هي الدراية‬
‫للرواية‪ ،‬وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات اإليمان‪,‬‬

‫العياشي‪ :‬عن السكوني‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي صلوات هللا عليهم قال‬
‫الوقوف عند الشبهة خير من االقتحام في الهلكة‪ ،‬وتركك حديثا لم تروه خير من‬
‫روايتك حديثا لم تحصه‪ ،‬إن على كل حق حقيقة‪ ،‬وعلى كل صواب نورا‪ ،‬فما‬
‫وافق كتاب هللا فخذوا به وما خالف كتاب هللا فدعوه‪.‬‬
‫عن ابن مسعود الميسري‪ ،‬رفعه قال‪ :‬قال المسيح عليه السالم‪ :‬كونوا نقاد الكالم‬
‫فكم من ضاللة زخرفت بآية من كتاب هللا‪ ،‬كما زخرف الدرهم من نحاس بالفضة‬
‫المموهة‪ ،‬النظر إلى ذلك سواء‪ ،‬والبصراء به خبراء‪.‬‬
‫محمد بن الفضيل عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‬
‫السالم ‪ ::‬سالم هللا على أهل قم‪ .‬يسقي هللا بالدهم الغيث‪ ،‬وينزل هللا عليهم‬
‫البركات‪ ،‬ويبدل هللا سيئاتهم حسنات‪ ،‬هم أهل ركوع وسجود وقيام وقعود‪ ،‬هم‬
‫الفقهاء العلماء الفهماء‪ ،‬هم أهل الدراية والرواية وحسن العبادة‪.‬‬
‫كنز الكراجكى‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬نضر هللا امرءا سمع منا‬
‫حديثا فأداه كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫المحاسن عن ابن مسعود الميسري‪ ،‬رفعه قال‪ :‬قال المسيح عليه السالم‪ :‬خذوا‬
‫الحق من أهل الباطل‪ ،‬وال تأخذوا الباطل من أهل الحق‪ ،‬كونوا نقاد الكالم فكم‬
‫من ضاللة زخرفت بآية من كتاب هللا‪ ،‬كما زخرف الدرهم من نحاس بالفضة‬
‫المموهة‪ ،‬النظر إلى ذلك سواء‪ ،‬والبصراء به خبراء‪.‬‬
‫محمد بن أحمد ابن حماد المروزي‪ ،‬رفعه قال‪ :‬قال الصادق عليه السالم‪ :‬اعرفوا‬
‫منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا‪ ،‬فإنا ال نعد الفقيه منهم فقيها‬
‫حتى يكون محدثا‪.‬‬
‫اقول الدراية هي الركن الثاني مع التسليم فبالتسليم لهم عليهم السالم اي عدم‬
‫تكذيب حديثهم و الدراية به اي تحقيق العلم به و ليس الظن و ذلك بما يحقق ذلك‬
‫عند العرف و العقالء و اهمه عرض المعارف على بعضها و تصديقها ببعضها‬
‫و التوفيق بينها و تبين المراد عن اختالف السنتها وهذه كلها امور عرفية عقالئية‬
‫ال تحتاج الى اختصاص بقدر ما تحتاج الى معرفة باحاديثهم و تثبت و ورع و‬
‫ليست محتاجة الى تلك الدقيات و المطوالت التي تجعل من عملية االستنباط امرا‬
‫غير عقالئي و ال اضح عرفا‪ .‬ان االستنباط غير القائم على الفهم العقالئي العرفي‬
‫الواضح هو استنباط شخصي و ليس نوعي و الحجة في الشريعة هو الفهم‬
‫النوعي الذي يتشارك فيه الناس‪.‬‬

‫أصل‪ :‬اوامر العرض‬


‫سو ِل )‬
‫الر ُ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫قال هللا تعالى ( فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬

‫قال تعالى (وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى هللا ) و قال تعالى ( فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم‬
‫سو ِل )‬
‫الر ُ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫فِي َ‬
‫و عن يونس بن عبد الرحمن انه قال‪ :‬حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد‬
‫هللا عليه السالم يقول‪ :‬ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة أو تجدون‬
‫معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة‪ ....‬قال يونس قال على أبي الحسن الرضا عليه‬
‫السالم ‪ ...‬ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن‬
‫وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله نحدث‪ ،‬وال نقول‪ :‬قال فالن وفالن‬
‫فيتناقض كالمنا‪ ،‬إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم آخرنا‪،‬‬
‫وإذا أتاكم من يحدثكم بخالف ذلك فردوه عليه وقولوا‪ :‬أنت أعلم و ما جئت به‪،‬‬

‫‪87‬‬
‫فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور‪ ،‬فما ال حقيقة معه وال نور عليه فذلك قول‬
‫الشيطان‪.‬‬
‫أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود إلى‬
‫كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪.‬‬
‫صفوان بن يحيى عن ابي الحسن الرضا انه قال (( كيف يجئ رجل إلى الخلق‬
‫جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند هللا‪ ،‬وأنه يدعوهم إلى هللا بأمر هللا ويقول‪ :‬إنه‬
‫ال تدركه االبصار‪ ،‬وال يحيطون به علما‪ ،‬وليس كمثله شئ‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنا رأيته‬
‫بعيني‪ ،‬وأحطت به علما‪ ،‬وهو على صورة البشر ؟ أما تستحيون ؟ ما قدرت‬
‫الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون أتى عن هللا بأمر ثم يأتي بخالفه من وجه آخر‬
‫! ‪ ..... .‬فقال أبو قرة فتكذب بالرواية ؟ فقال أبو الحسن (عليه السالم)‪ :‬إذا كانت‬
‫الرواية مخالفة للقرآن كذبتها ‪.‬‬
‫أيوب‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا‬
‫حدثتم عني بالحديث فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا‬
‫قلته‪ ،‬وإن لم يوافق كتاب هللا فلم أقله‪.‬‬
‫ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا عليه السالم عن اختالف‬
‫يرويه من يثق به ‪ ،‬فقال‪ :‬إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا‬
‫أو من قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ ،‬وإال فالذي جاءكم به أولى‪.‬‬

‫الشريف الرضي في النهج قال أمير المؤمنين عليه السالم ‪ :‬قد قال هللا سبحانه‬
‫لقوم أحب إرشادهم‪ :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول واولي األمر‬
‫منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى هللا والرسول‪ .‬فالرد إلى هللا األخذ بمحكم‬
‫كتابه والرد إلى الرسول األخذ بسنته الجامعة غير المفرقة‪.‬‬
‫محمد بن مسلم قال‪ :‬قال أبو عبد هللا عليه السالم يا محمد ما جاءك في رواية‬
‫من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به‪ ،‬وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف‬
‫القرآن فال تأخذ به‪.‬‬
‫الحسن بن الجهم‪ ،‬عن العبد الصالح عليه السالم قال‪ :‬إذا كان جاءك الحديثان‬
‫المختلفان فقسهما على كتاب هللا وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق وإن لم‬
‫يشبههما فهو باطل‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم – في حديث له ‪ -‬قال‪ :‬كل من تعدى السنة‬
‫رد إلى السنة‪. .‬‬
‫ابن أبي يعفور قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا عليه السالم عن اختالف يرويه من يثق به‬
‫فقال‪ :‬إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه واله‪ ،‬وإال فالذي جاءكم به أولى ‪.‬‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السالم قال‪ :‬إن على كل‬
‫حق حقيقة وعلى كل صواب نورا فما وافق كتاب هللا فخذوا به وما خالف كتاب‬
‫هللا فدعوه‪.‬‬
‫داود‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬من لم يعرف الحق من القرآن لم يتنكب‬
‫الفتن‪.‬‬
‫الطبرسي عن أبي جعفر الثاني عليه السالم‪ ::‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله ‪ ::‬فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب هللا وسنتي فما وافق كتاب هللا‬
‫وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب هللا وسنتي فال تأخذوا به‪ .‬و عنه‬
‫ومما أجاب به أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليهما ‪ : :‬إذا شهد الكتاب‬
‫بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من االمة وعارضته بحديث من هذه‬
‫األحاديث المزورة صارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفارا ضالال‪ ،‬وأصح خبر‬
‫ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله ‪ :::‬فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب هللا مثل قوله‪ :‬إنما‬
‫وليكم هللا ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم‬
‫راكعون‪ .‬ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك ألمير المؤمنين عليه السالم أنه تصدق‬
‫بخاتمه وهو راكع فشكر هللا ذلك له‪ ،‬وأنزل اآلية فيه‪ ،‬ثم وجدنا رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة‪ :‬من كنت مواله فعلي مواله اللهم‬
‫وال من وااله وعاد من عاداه‪ .‬وقوله صلى هللا عليه واله‪ :‬علي يقضي ديني‬
‫وينجز موعدي وهو خليفتي عليكم بعدي‪ .‬وقوله صلى هللا عليه واله ‪ -‬حيث‬
‫استخلفه على المدينة ‪ -‬فقال‪ :‬يا رسول هللا أتخلفني على النساء والصبيان ؟ فقال‪:‬‬
‫أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبي بعدي‪ .‬فعلمنا‬
‫أن الكتاب شهد بتصديق هذه األخبار وتحقيق هذه الشواهد فيلزم االمة اإلقرار‬
‫بها إذا كانت هذه األخبار وافقت القرآن‪ ،‬ووافق القرآن هذه األخبار‪ ،‬فلما وجدنا‬
‫ذلك موافقا لكتاب هللا ووجدنا كتاب هللا موافقا لهذه األخبار وعليها دليال كان‬
‫االقتداء بهذه األخبار فرضا ال يتعداه إال أهل العناد والفساد‪ .‬ثم قال عليه السالم‪:‬‬
‫ومرادنا وقصدنا الكالم في الجبر والتفويض وشرحهما وبيانهما وإنما قدمنا ما‬

‫‪89‬‬
‫قدمنا لكو ن اتفاق الكتاب والخبر إذا اتفقا دليال لما أردناه‪ ،‬وقوة لما نحن مبينوه‬
‫من ذلك إن شاء هللا‪ .‬الخبر طويل‬
‫السكوني‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم السالم قال‪:‬‬
‫قال علي عليه السالم‪ :‬إن على كل حق حقيقة‪ ،‬وعلى كل صواب نورا‪ ،‬فما وافق‬
‫كتاب هللا فخذوه وما خالف كتاب هللا فدعوه ‪.‬‬
‫الميثمي عن الرضا عليه السالم ‪ :::‬فما ورد عليكم من خبرين مختلفين‬
‫فاعرضوهما على كتاب هللا فما كان في كتاب هللا موجودا حالال أو حراما فاتبعوا‬
‫ما وافق الكتاب‪ ،‬وما لم يكن في الكتاب فاعرضوه على سنن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله‪ ،‬فما كان في السنة موجودا منهيا عنه نهي حرام‪ ،‬أو مأمورا به عن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه واله أمر إلزام فاتبعوا مما وافق نهي رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله وأمره‪ ،‬وما كان في السنة نهي إعافة أو كراهة ثم كان الخبر اآلخر‬
‫خالفه فذلك رخصة فيما عافه رسول هللا صلى هللا عليه واله وكرهه ولم يحرمه‪،‬‬
‫فذلك الذي يسع األخذ بهما جميعا‪ ،‬أو بأيهما شئت وسعك االختيار من أصل)‬
‫التسليم واالتباع والرد إلى رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ ،‬وما لم تجدوه في شئ‬
‫من هذه الوجوه فردوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك‪ ،‬وال تقولوا فيه بآرائكم‪ ،‬وعليكم‬
‫بالكف والتثبت والوقوف وأنتم طالبون باحثون حتى يأتيكم البيان من عندنا‪ .‬و‬
‫في مصدقة عبد الرحمن بن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬إذا‬
‫ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب هللا فما وافق كتاب هللا فخذوه‬
‫وما خالف كتاب هللا فذروه‪ ،‬فإن لم تجدوهما في كتاب هللا فاعرضوهما على‬
‫أخبار العامة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه ‪.‬‬
‫جابر‪ ،‬قال‪ :‬دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السالم ‪ :::‬وانظروا‬
‫أمرنا وما جاءكم عنا‪ ،‬فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به‪ ،‬وإن لم تجدوه موافقا‬
‫فردوه‪ ،‬وإن اشتبه األمر عليكم فقفوا عنده‪ ،‬وردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك‬
‫ما شرح لنا‪::: ،‬‬
‫وروي انه كان ألبي يوسف كالم مع موسى بن جعفر عليهما السالم ‪ :‬بسم هللا‬
‫الرحمن الرحيم جميع امور األديان أربعة‪ :‬أمر ال اختالف فيه وهو إجماع االمة‬
‫على الضرورة التي يضطرون إليها األخبار المجمع عليها‪ ،‬وهي الغاية‬
‫المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها كل حادثة‪ ،‬وأمر يحتمل الشك‬
‫واإلنكار فسبيله استنصاح أهله لمنتحليه بحجة من كتاب هللا مجمع على تأويلها‪،‬‬
‫وسنة مجمع عليها ال اختالف فيها‪ ،‬أو قياس تعرف العقول عدله وال يسع خاصة‬
‫االمة وعامتها الشك فيه واإلنكار له‪ ،‬وهذان األمران من أمر التوحيد فما دونه‪،‬‬

‫‪90‬‬
‫وأرش الخدش فما فوقه‪ ،‬فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين‪ ،‬فما ثبت‬
‫لك برهانه اصطفيته‪ ،‬وما غمض عليك صوابه نفيته‪ ،‬فمن أورد واحدة من هذه‬
‫‪ .‬الثالث فهي الحجة البالغة التي بينها هللا في قوله لنبيه‪ :‬قل هللف الحجة البالغة‬
‫فلو شاء لهديكم أجمعين‪ .‬يبلغ الحجة البالغة الجاهل فيعلمها بجهله‪ ،‬كما يعلمه‬
‫العالم علمه ألن هللا عدل ال يجور‪ ،‬يحتج على خلقه بما يعلمون‪ ،‬يدعوهم إلى ما‬
‫يعرفون ال إلى ما يجهلون وينكرون‪ .‬فأجازه الرشيد ورده‪ .‬والخبر طويل‪ .‬و في‬
‫مصدقة محمد بن الزبرقان الدامغاني‪ ،‬عن أبي الحسن موسى عليه السالم ‪:::‬‬
‫امور االديان أمران‪ :‬أمر ال إختالف فيه وهو إجماع االمة على الضرورة التي‬
‫يضطرون إليها‪ ،‬واألخبار المجتمع عليها المعروض عليها كل شبهة والمستنبط‬
‫منها كل حادثة‪ ،‬وأمر يحتمل الشك واإلنكار وسبيل استيضاح أهله الحجة عليه‬
‫فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي صلى هللا عليه‬
‫واله ال اختالف فيها‪ ،‬أو قياس تعرف العقول عدله ضاق على من استوضح تلك‬
‫الحجة ردها ووجب عليه قبولها واإلقرار والديانة بها وما لم يثبت لمنتحليه به‬
‫حجة من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي صلى هللا عليه واله ال‬
‫اختالف فيها‪ ،‬أو قياس تعرف العقول عدله وسع خاص االمة وعامها الشك فيه‬
‫واإلنكار له كذلك هذان األمران من أمر التوحيد فما دونه إلى أرش الخدش فما‬
‫دونه‪ ،‬فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين‪ ،‬فما ثبت لك برهانه‬
‫اصطفيته‪ ،‬وما غمض عنك ضوؤه نفيته‪ .‬وال قوة إال باهلل‪ ،‬وحسبنا هللا ونعم‬
‫الوكيل ‪.‬‬
‫ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السالم قال‪ :‬قرأت في كتاب لعلي عليه‬
‫السالم أن رسول هللا صلى هللا عليه واله قال‪ :‬إنه سيكذب علي كما كذب على‬
‫من كان قبلي فما جاءكم عني من حديث وافق كتاب هللا فهو حديثي‪ ،‬وأما ما‬
‫خالف كتاب هللا فليس من حديثي‪ .‬و في مصدقة علي بن أيوب‪ ،‬عن أبي عبد هللا‬
‫عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم عني بالحديث‬
‫فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن لم يوافق كتاب‬
‫هللا فلم أقله‪.‬‬
‫هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله ‪ -‬في خطبة بمنى أو مكة ‪ :-‬يا أيها الناس ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا‬
‫قلته‪ ،‬وما جاءكم عني ال يوافق القرآن فلم أقله‪ .‬و في مصدقة الهشامين جميعا‬
‫وغيرهما قال‪ :‬خطب النبي صلى هللا عليه واله بمنى فقال‪ :‬أيها الناس ما جاءكم‬
‫عني فوافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم يخالف القرآن فلم أقله‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود إلى‬
‫كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪.‬‬
‫كليب بن معاوية‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ما أتاكم عنا من حديث ال‬
‫يصدقه كتاب هللا فهو باطل‪.‬‬
‫يونس بن عبد الرحمن عن على أبي الحسن الرضا عليه السالم ال تقبلوا علينا‬
‫خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن‬
‫رسوله نحدث‪ :::‬فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور‪ ،‬فما ال حقيقة معه وال‬
‫نور عليه فذلك قول الشيطان‪ .‬و في مصدقة سدير قال‪ :‬قال أبو جعفر وأبو عبد‬
‫هللا عليهما السالم‪ :‬ال تصدق علينا إال بما يوافق كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا‬
‫عليه واله‪.‬‬
‫ع َل ْي ُك ْم ِم ْن َخ َب َري ِْن ُم ْختَ ِلفَي ِْن‬
‫ع ْن اإلمام الرضا (ع) أنه قال‪َ " :‬ف َما َو َردَ َ‬ ‫ي َ‬ ‫ُر ِو َ‬
‫ب هللاِ َم ْو ُجودا ً َح َال ًال أَ ْو َح َراما ً‬ ‫ب هللاِ‪ -‬فَ َما َكانَ فِي ِكتَا ِ‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬ ‫ضو ُه َما َ‬ ‫فَاع ِْر ُ‬
‫سو ِل هللاِ‬ ‫سن َِن َر ُ‬‫علَى ُ‬ ‫ضوهُ َ‬ ‫ب‪ -‬فَاع ِْر ُ‬ ‫َاب‪َ -‬و َما لَ ْم يَ ُك ْن فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫فَاتَّبِعُوا َما َوافَقَ ْال ِكت َ‬
‫هللا‬
‫سو ِل ِ‬ ‫ع ْن َر ُ‬‫ي َح َر ٍام َو َمأ ْ ُمورا ً ِب ِه َ‬ ‫سنَّ ِة َم ْو ُجودا ً َم ْن ِهيا ً َ‬
‫ع ْنهُ نَ ْه َ‬ ‫‪ - J‬فَ َما َكانَ فِي ال ُّ‬
‫سو ِل هللاِ ‪َ J‬وأَ ْم َرهُ‪"...‬‬ ‫ي َر ُ‬ ‫‪ J‬أَ ْم َر إِ ْلزَ ٍام فَاتَّبِعُوا َما َوافَقَ نَ ْه َ‬
‫ي (ع) [في رسالة كتبها إلى أهل الكوفة]‪..." :‬فالزموا دينكم واهدوا‬ ‫وقال عل ٌّ‬
‫بهدى نبيكم ‪ J‬واتبعوا سنَّتَه‪ ،‬واعرضوا ما أشكل عليكم على القرآن‪ ،‬فما عرفه‬
‫عز وج َّل ربَّا وباإلسالم دينا ً‬ ‫القرآن فالزموه وما أنكره فردوه‪ ،‬وارضوا باهلل َّ‬
‫وبمح َّمد ‪ J‬نبيا ً وبالقرآن َح َك َما ً َوإ َما َماً‪" ...‬‬
‫علَ ْي ِه شَاهِدا ً أَ ْو‬ ‫عنَّا َحد ٌ‬
‫ِيث فَ َو َج ْدت ُ ْم َ‬ ‫ع ْن اإلمام الباقر (ع)‪َ ..." :‬و ِإذَا َجا َء ُك ْم َ‬ ‫ي َ‬ ‫ُر ِو َ‬
‫ب هللاِ فَ ُخذُوا بِ ِه َوإِ َّال فَ ِقفُوا ِع ْندَه"([‪.)]7‬‬
‫شَا ِهدَي ِْن ِم ْن ِكتَا ِ‬
‫ضوا َحدِيثِي‬
‫روى ثوبان عن النبي األكرم صلى هللا عليه و اله أنه قال‪" :‬اع ِْر ُ‬
‫هللا فإِ ْن َوافَقَهُ فَ ُه َو ِمنِي وأنا قُ ْلتُهُ "‬
‫ب ِ‬ ‫على ِكتا ِ‬
‫وقال رسول هللا صلى هللا عليه و اله "إذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على‬
‫كتاب هللاِ فما وافق كتاب هللاِ فاقبلوه‪ ،‬و ما خالفه فاضربوا به عرض الحائط" ‪.‬‬
‫علَى َم ْن َكانَ‬ ‫ِب َ‬‫ي َك َما ُكذ َ‬ ‫علَ َّ‬
‫ب َ‬ ‫سيُ ْكذَ ُ‬‫قال رسول هللا صلى هللا عليه و اله‪ِ " :‬إنَّهُ َ‬
‫َاب‬
‫ف ِكت َ‬ ‫َاب هللاِ فَ ُه َو َحدِيثِي َو أَ َّما َما خَالَ َ‬
‫ث َوافَقَ ِكت َ‬ ‫قَ ْب ِلي فَ َما َجا َء ُك ْم َ‬
‫عنِي ِم ْن َحدِي ٍ‬
‫ْس ِم ْن َحدِيثِي"‬‫هللاِ فَلَي َ‬

‫‪92‬‬
‫ضوهُ على‬
‫فاعر ُ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫حديث‬ ‫ي عنِي‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪" :‬إذا ُر ِو َ‬
‫ب هللاِ فإن وافقه فاقبلوه وإال ذروه"‬
‫كتا ِ‬
‫و عن ابي جعفر الثاني عليه السالم قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله في حجة‬
‫الوداع " قد كثرت علي الكذابة‪ ،‬وستكثر‪ ،‬فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده‬
‫من النار‪ ،‬فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب هللا وسنتي‪ ،‬فما وافق كتاب‬
‫هللا وسنتي فخذوا به‪ ،‬وما خالف كتاب هللا وسنتي فالتأخذوا به‬
‫السكوني‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي صلوات هللا عليهم قال إن على كل‬
‫حق حقيقة‪ ،‬وعلى كل صواب نورا‪ ،‬فما وافق كتاب هللا فخذوا به وما خالف‬
‫كتاب هللا فدعوه‪ .‬اقول هذا الحديث دليل على ان منهج العرض من الدراية‪.‬‬
‫جمع الجوامع ستكون عنى رواة يروون الحديث فاعرضوه على القرآن فإن‬
‫وافق القرآن فخذوها وإال فدعوها (ابن عساكر عن على)‬

‫جمع الجوامع أال إن رحى اإلسالم دائرة قيل فكيف نصنع يا رسول هللا قال‬
‫اعرضوا حديثى على الكتاب فمن وافقه فهو منى وأنا قلته (الطبرانى ‪ ،‬وسمويه‬
‫عن ثوبان)‬

‫جمع الجوامع سئلت اليهود عن موسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا‬
‫وسئلت النصارى عن عيسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا وإنه‬
‫سيفشو عنى أحاديث فما أتاكم من حديثى فاقرءوا كتاب هللا واعتبروه فما وافق‬
‫كتاب هللا فأنا قلته وما لم يوافق كتاب هللا فلم أقله (الطبرانى عن ابن عمر)‬

‫المعجم الكبير ثوبان ‪ :‬أن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قال ‪ ( :‬أال إن رحى‬
‫االسالم دائرة ) قال ‪ :‬فكيف نصنع يا رسول هللا ؟ قال ‪ ( :‬أعرضوا حديثي على‬
‫الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا قلته )‬
‫جمع الجوامع اعرضوا حديثى على كتاب هللا فإن وافقه فهو منى وأنا قلته‬
‫(الطبرانى عن ثوبان )‬

‫‪93‬‬
‫معرفة السنن واآلثار للبيهقي ‪ :‬عن أبي جعفر ‪ ،‬عن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم أنه دعا اليهود فسألهم فحدثوه حتى كذبوا على عيسى عليه السالم ‪ ،‬فصعد‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم المنبر فخطب الناس فقال ‪ « :‬إن الحديث سيفشو عني‬
‫فما أتاكم عني يوافق القرآن فهو عني وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني‬
‫»‬
‫اإلبانة الكبرى البن بطة ‪ :‬عن سالم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ « :‬يا عمر ‪ ،‬لعل أحدكم متكئ على أريكته ثم يكذبني ‪ ،‬ما جاءكم‬
‫عني فاعرضوه على كتاب هللا ‪ ،‬فإن وافقه ‪ ،‬فأنا قلته ‪ ،‬وإن لم يوافقه فلم أقله »‬
‫جمع الجوامع ستكون عنى رواة يروون الحديث فاعرضوه على القرآن فإن‬
‫وافق القرآن فخذوها وإال فدعوها (ابن عساكر عن على)‬

‫جامع بيان العلم وفضله البن عبد البر ‪ :‬عن ميمون بن مهران ‪ ( ،‬فإن تنازعتم‬
‫في شيء فردوه إلى هللا والرسول ) اآلية ‪ ،‬قال ‪ « :‬الرد إلى هللا الرد إلى كتاب‬
‫هللا ‪ ،‬والرد إلى رسوله إذا كان حيا ‪ ،‬فلما قبضه هللا فالرد إلى سنته »‬

‫قوله صلى هللا عليه وآله وسلم ( إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني ) ( عن ابن‬
‫عباس ) ‪.‬‬
‫قوله صلى هللا عليه وآله وسلم ( ما من نبي إال وقد كذب عليه من بعده أال‬
‫وسيكذب علي من بعدي كما كذب على من كان قبلي فما أتاكم عني فاعرضوه‬
‫على كتاب هللا فما وافقه فهو عني وما خالفه فليس عني ) ‪( .‬جابر بن زيد ) ‪.‬‬
‫قوله صلى هللا عليه وآله وسلم (إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب هللا فإن‬
‫وافقه فخذوه وإن لم يوافقه فردوه) (عن أبي هريرة ) ‪.‬‬

‫قوله صلى هللا عليه وآله وسلم ( ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب هللا )‪( .‬‬
‫عن أبي هريرة ) ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫قوله صلى هللا عليه وآله وسلم ( إنها تكون بعدي رواة يروون عني الحديث‬
‫فأعرضوا حديثهم على القرآن فما وافق القرآن فخذوا به وما لم يوافق القرآن فال‬
‫تأخذوا به) ‪( .‬عن علي بن أبي طالب) ‪.‬‬
‫قوله صلى هللا عليه وآله وسلم ( ستبلغكم عني أحاديث ‪ ،‬فاعرضوها على القرآن‬
‫‪ ،‬فما وافق القرآن فالزموه ‪ ،‬وما خالف القرآن فارفضوه ) ( عن الحسن البصري‬
‫)‪.‬‬

‫قال عبدالعزيز البخاري ‪ ( :‬أن اإلمام أبا عبدهللا محمد بن إسماعيل البخاري‬
‫أورد هذا الحديث في كتابه ‪ ،‬وهو الطود المنيع في هذا الفن وإمام هذه الصنعة‬
‫فكفى بإيراده دليالً على صحته ولم يلتف إلى طعن غيره بعد ‪. )...‬اقول يشير‬
‫إلى ما ذكره البخاري في التاريخ الكبير حيث قال ‪ ( :‬سعيد بن أبي سعيد المقبري‬
‫أبو سعد قال ‪ :‬ابن أبي أويس ينسب إلى مقبرة ‪ ،‬وقال غيره ‪ :‬أبو سعيد مكاتب‬
‫المرأة من بني ليث مدني ‪ .‬وقال ابن طهمان ‪ :‬عن ابن أبي ذئب عن سعيد‬
‫المقبري عن النبي ‪ " :‬ما سمعتم عني من حديث تعرفونه فصدقوه "‬
‫ابن حزم ‪ :‬عن علي بن أبي طالب أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال (‬
‫سيأتي ناس يحدثون عني حديثا فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته ومن‬
‫حدثكم بحديث ال يضارع القرآن فلم أقله فإنما هو حسوة من النار ‪).‬‬
‫عن األصبغ بن محمد أبي منصور أنه بلغه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال ( الحديث عني على ثالث فأيما حديث بلغكم عني تعرفونه بكتاب هللا تعالى‬
‫فاقبلوه وأيما حديث بلغكم عني ال تجدون في القرآن ما تنكرونه به وال تعرفون‬
‫موضعه فيه فاقبلوه وأيما حديث بلغكم عني تقشعر منه جلودكم وتشمئز منه‬
‫قلوبكم وتجدون في القرآن خالفه فردوه ‪) .‬‬
‫الحسن البصري أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال وإني ال أدري لعلكم أن‬
‫تقولوا عني بعدي ما لم أقل ما حدثتم عني مما يوافق القرآن فصدقوا به وما‬
‫حدثتم عني مما ال يوافق القرآن فال تصدقوا به وما لرسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم حتى يقول ما ال يوافق القرآن وبالقرآن هداه هللا ‪.‬‬
‫عن أبي هريرة أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال إذا حدثتم عني بحديث‬
‫يوافق الحق فخذوا به حدثت به أو لم أحدث ‪.‬‬
‫وجاء في كشف الخفاء للعجلوني ‪ ( :‬إذا ُحدِثتم عني بحديث يوافق الحقَ فصدِقوه‬
‫وخذوا به َحدَّثْتُ به أو لم أحدِث‪) .‬‬
‫‪95‬‬
‫سيَأْتِي ُك ْم عني أَ َحادِيث ُم ْختَلفَة‪َ ،‬ف َما َجا َء ُكم ُم َوافقا‬
‫عن أبي ه َُري َْرة َم ْرفُوعا‪ :‬إِ َّنه َ‬
‫َ‬
‫ْس مني »‬ ‫لكتاب هللا وسنتي فَ ُه َو مني‪َ ،‬و َما َجا َء ُكم ُمخَالفا لكتاب هللا وسنتي فَلَي َ‬
‫في مسند اإلمام الربيع عن ابن عباس عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪(( :‬‬
‫إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب هللا فما وافقه‬
‫فعني وما خالفه فليس عني))‬
‫جابر بن زيد عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال ‪ (( :‬ما من نبي إال وقد كذب‬
‫عليه من بعده أال وسيكذب علي من بعدي كما كذب على من كان قبلي فما أتاكم‬
‫عني فاعرضوه على كتاب هللا فما وافقه فهو عني وما خالفه فليس عني ))‪.‬‬
‫أصول السرخسي وقوله (ص)‪ ( :‬إذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على‬
‫كتاب هللا ‪ ،‬فما وافق كتاب هللا فاقبلوه ‪ ،‬وما خالف كتاب هللا فردوه )‬
‫ونقل الرازي‪ ( :‬روي أنه ص قال إذا روي عني حديث فاعرضوه على كتاب‬
‫هللا فإن وافقه فاقبلوه وإن خالفه فردوه ) – المحصول‬
‫ونقل اآلمدي قوله صلى هللا عليه وآله وسلم‪ ( :‬إذا روي عني حديث ‪ ،‬فاعرضوه‬
‫على كتاب هللا ‪ ،‬فما وافقه فاقبلوه ‪ ،‬وما خالفه فردوه )االحكام‬
‫اصول السرخسي وقال عليه السالم‪ :‬تكثر االحاديث لكم بعدي فإذا روي لكم‬
‫عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا تعالى فما وافقه فاقبلوه واعلموا أنه مني‪،‬‬
‫وما خالفه فردوه واعلموا أني منه برئ‪.‬‬

‫أصل‪ :‬العرض يكون على الثابت من معرفة قرانية و سنية‬


‫قال تعالى وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى هللا ) و قال تعالى ( فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم‬
‫َّللا َج ِميعًا‬‫َص ُموا بِ َح ْب ِل َّ ِ‬
‫(وا ْعت ِ‬
‫سو ِل ) و قال تعالى َ‬
‫الر ُ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ إِلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫فِي َ‬
‫َو َال تَف ََّرقُوا ) و في المصدق عن الشريف الرضي في النهج قال أمير المؤمنين‬
‫عليه السالم ‪ :‬قد قال هللا سبحانه لقوم أحب إرشادهم‪ :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا‬
‫هللا وأطيعوا الرسول واولي األمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى هللا‬
‫والرسول‪ .‬فالرد إلى هللا األخذ بمحكم كتابه والرد إلى الرسول األخذ بسنته‬
‫الجامعة غير المفرقة‪.‬‬
‫قال أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليهما ‪ : :‬إذا شهد الكتاب بتصديق‬
‫خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من االمة وعارضته بحديث من هذه األحاديث‬
‫المزورة صارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفارا ضالال ‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫فعرض الحديث على القران و السنة ال يعني عرض ظاهر الحديث على ظاهرة‬
‫اية معينة او ظاهر سنة معينة ثابتة فيكون العرض على ظن او يؤدي الى الدور‬
‫بعرض الظن على الظن ‪ ،‬كما انه ال يعني طلب الداللة اللغوية بحيث يؤدي ذلك‬
‫الى تعطيل االحاديث و ينتهي االمر كله الى القران و السنة القطعية ‪ .‬و انما‬
‫العرض هو عرض الحديث على ما هو معلوم و ثابت من المعارف الثابتة من‬
‫القران و السنة‪ ،‬و بطريقة التصديق و الشواهد و المشابهة ‪ ،‬اي ان تكون‬
‫المعارف الثابتة المتفق عليها التي ال يشك و ال يرتاب بها احد شاهدا و مصدقا‬
‫للحديث‪.‬‬
‫و من المعلوم ان اتباع هذا المنهج هو المحقق للمعارف المحققة و المتصلة‬
‫بالثوابت الخالية من التناقض و الشذوذ كما انها المصداق الجلي لقوله تعالى‬
‫َّللا َج ِمي ًعا َو َال تَف ََّرقُوا)‬
‫َص ُموا ِب َح ْب ِل َّ ِ‬
‫(وا ْعت ِ‬
‫َ‬
‫ان منهج العرض هو عرض معرفة او اصل اصغر على اصل اكبر ثابت ال‬
‫خالف فيه ‪ .‬كعرض نفي التشبيه على التوحيد و عرض العصمة على االمامة‬
‫وهكذا فيتفرع من االصل الكبير الى االصل الذي يليه االكبر باالكبر من دون‬
‫انقطاع‪.‬و ال ريب ان التدرج من االصول االكبر الى ما يليها االكبر فاالكبر كفيل‬
‫بتحقيق ثالثة امور اوال عصمة المعرفة و ثانيا علميتها و عدم ظنيتها و ثالثا‬
‫وحدتهعا و عدم تناقضها‪ .‬و هذه هي اية الحق‪.‬‬
‫مسألة‪ :‬منهج العرض يختلف عن منهج القرائن فالعرض يكون بالعرض على‬
‫الثابت من معارف قرانية و سنية و ليس على ظاهر فيحقق العلم بينما القرائن‬
‫يكون بالعرض على الظواهر وهو عرض ظن على ظن فال يحقق العلم قال‬
‫الشيخ الطوسي في االستبصار واعلم إن االخبار على ضربين‪ :‬متواتر وغير‬
‫متواتر‪ ،‬فالمتواتر منها ما أوجب العلم فما هذا سبيله يجب العمل به من غير توقع‬
‫شئ ينضاف اليه وال أمر يقوى به وال يرجح به على غيره‪ ،‬وما يجري هذا‬
‫المجرى ال يقع فيه التعارض وال التضاد في اخبار النبى صلى هللا عليه وآله‬
‫واالئمة عليهم السالم‪ ،‬وما ليس بمتواتر على ضربين فضرب منه يوجب العلم‬
‫أيضا‪ ،‬وهو كل خبر تقترن اليه قرينة توجب العلم‪ ،‬وما يجري هذا المجرى يجب‬
‫ايضا العمل به‪ ،‬وهو الحق بالقسم االول‪ ،‬والقرائن اشياء كثيرة منها ان تكون‬
‫مطابقة الدلة العقل ومقتضاه‪ ،‬ومنها ان تكون مطابقة لظاهر القرآن‪ :‬إما لظاهره‬
‫أو عمومه او دليل خطابه أو فحواه‪ ،‬فكل هذه القرائن توجب العلم وتخرج الخبر‬
‫عن حيز اآلحاد وتدخله في أصل) المعلوم‪ ،‬ومنها ان تكون مطابقة للسنة‬
‫المقطوع بها إما صريحا أو دليال أو فحوى أو عموما‪ ،‬ومنها ان تكون مطابقة‬
‫لما اجمع المسلمون عليه‪ ،‬ومنها ان تكون مطابقة لما اجمعت عليه الفرقة المحقة‬

‫‪97‬‬
‫فان جميع هذه القرائن تخرج الخبر من حيز اآلحاد وتدخله في أصل) المعلوم‬
‫وتوجب العمل به‪ ،‬وأما القسم اآلخر‪ :‬فهو كل خبر ال يكون متواترا ويتعرى‬
‫من(‪ )2‬واحد من هذه القرائن فان ذلك خبر واحد ويجوز العمل به على شروط‬
‫فاذا كان الخبر ال يعارضه خبر آخر فان ذلك يجب العمل به النه من األصل)‬
‫الذى عليه االجماع في النقل إال ان تعرف فتاواهم بخالفه فيترك الجلها العمل‬
‫به وان كان هناك ما يعارضه فينبغى ان ينظر في المتعارضين فيعمل على اعدل‬
‫الرواة في الطريقين‪ ،‬وإن كانا سواء في العدالة عمل على اكثر الرواة عددا‪ ،‬وإن‬
‫كانا متساويين في العدالة والعدد وهما عاريان من جميع القرائن التي ذكرناها‬
‫نظر فان كان متى عمل باحد الخبرين امكن العمل باآلخر على بعض الوجوه‬
‫وضرب من التأويل كان العمل به أولى من العمل باآلخر الذى يحتاج مع العمل‬
‫به إلى طرح الخبر اآلخر النه يكون العامل بذلك عامال بالخبرين معا‪ ،‬وإذا كان‬
‫الخبران يمكن العمل بكل واحد منهما وحمل اآلخر على بعض الوجوه " وضرب‬
‫" من التأويل وكان الحد التأويلين خبر يعضده أو يشهد به على بعض الوجوه‬
‫صريحا أو تلويحا لفظا أو دليال وكان اآلخر عاريا من ذلك كان العمل به أولى‬
‫من العمل بما ال يشهد له شئ من االخبار‪ ،‬وإذا لم يشهد الحد التأويلين خبر آخر‬
‫وكان متحاذيا كان العامل مخيرا في العمل بايهما شاء‪ ،‬وإذا لم يكن العمل بواحد‬
‫من الخبرين إال بعد طرح اآلخر جملة لتضادهما وبعد التأويل بينهما كان العامل‬
‫أيضا مخيرا في العمل بايهما شاء من جهة التسليم‪ .‬اقول و بمراجعة ما ذكرناه‬
‫من اصول العرض تعرف ما فيه‪.‬‬
‫مسالة‪ :‬ان الدال على احكام الخبر هو موافقته للمعارف الثابتة من القران و‬
‫السنة و ليس ظواهرهما‪ ،‬لذلك ال يكفي موافقة ظاهر اية او رواية ثابتة ما لم‬
‫يكون ذلك الظاهر هو المعرفة الثابتة اي ظاهرا شرعيا‪.‬‬
‫مسالة‪ :‬ما يخرج الخبر من التشابه الى االحكام هو موافقته للقران و السنة و اما‬
‫موافقته لغيرهما من اجماع او عقل او عرف او سيرة شرعة او عقالئية فغير‬
‫موجب الحكامه ان لم يعلم موفقته للقران و السنة‪.‬‬
‫مسألة‪ :‬الخبر الموافق للمعارف الثابتة يعمل به مطلقا فان علم معارضته لخبر‬
‫اخر فان كان الخبر االخر مخالفا للمعارف الثابتة فهو مما ال يعلم به و اما ان‬
‫كان موافقا للمعارف الثابتة تخير بينهما و التخييير فرع العمل به وامر العمل به‬
‫اوضح اذا كان معارض ال يعلمه و من هنا ال يكون هناك موجب للفحص عن‬
‫معارض مع العلم بالخبر فان العلم بالخبر موجب للعمل به من دون الفحص عن‬
‫معارض‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫مسالة‪ :‬ان الخبر المصدق يعمل به و ان خالف االجماع النه علم و االجماع‬
‫ليس جهة يرد اليها بل وكذا لو خالف الخبر المصدق بالمعارف الثابتة ظاهر‬
‫اية او رواية متواترة فانه يعمل بالخبر الن ذلك يكشف عن ان ذلك الظاهر‬
‫اللغوي الظتي متشابه ال يعمل به مخالف للثابت و المصدق به‪.‬‬

‫اصل ‪ :‬في المعرفة الثابتة التي يرد اليها غيرها‬


‫المعرفة الثابتة التي يرد اليها الحديث‬
‫قال امير المؤمنين عليه السالم ( قال هللا سبحانه لقوم أحب إرشادهم‪ :‬يا أيها‬
‫الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول واولي األمر منكم فإن تنازعتم في شئ‬
‫فردوه‬
‫إلى هللا والرسول‪ .‬فالرد إلى هللا األخذ بمحكم كتابه والرد إلى الرسول األخذ‬
‫بسنته‬
‫الجامعة غير المفرقة) و نحوهاى مثلها من روايات دلت على ان الرد يكون‬
‫للمعلوم الثابت المتفق عليه من المعارف التي اخذت عنهم عليهم السالم‪.‬‬
‫لقد اوصى اهل البيت عليهم السالم برد احاديثهم الى القران و السنة ‪ ،‬و‬
‫المقصود من القران و السنة ليس ظاهر اية معينة او رواية ثابتة بالتواتر او‬
‫مستفيضة محفوظة كما اعتقد البعض‪ ،‬بل المقصود هو ما علم و ثبت و اتفق‬
‫عليه من المعارف القرانية و المعصومية‪.‬‬
‫وهو يعني المعارف القرانية و الحديثية المجمع عليها‪.‬‬
‫فالمعرفة الثابتة هي معرفة قرانية او حديثية مجمع عليها و ال خالف فيها‪.‬‬
‫و المعارف الثابتة درجات من حيث السعة كاكبرها و اوسعها على االطالق هو‬
‫التوحيد وهو اصل االصل و منه يتفرع نفي التسبيه و ارسال الرسل و االيمنان‬
‫بالمالئكة و المعاد و التكليف و االمامة وهذه هي االصول الكبرى‪ ،‬و منها تتفرع‬
‫اصول اخرى كبيرة لكن اقل سعة كالعصمة في االمام و العلم في االمام و وجوب‬
‫الطاعة و و وجوب الصالة و الصوم و الحج و الزكاة وهذا هي كتب الفقه الكبيرة‬
‫و منها يتفرع اصول متعلق بها ثابتة ككون االمام ال يذنب و ككون الصالة‬
‫اليومية فرائض و نوافل و ككون الصوم واجب و مستحب و الخمس و الكازة‬
‫في الغالت و الحيوان و الحج و العمرة ‪ ،‬و من هذه االصول تتفرع اصول كبيرة‬

‫‪99‬‬
‫لكن اقل سعة كاركان الصالة من طهور و قبلة و ركوع و سجود و من هذه‬
‫االصول تفرع اصول كبيرة لكن اقل سعة منها ككون القبلة شطر الحرم للبعيد‬
‫و الكعبة للقريب و ككون الطهارة وضوء و غسل و تيمم و من هذه االصول‬
‫تتفرع اصول اقل سعة كاحكام القبلة الثابتة و احكام الوضوء الثابتة و احكام‬
‫الغسل الثابتة و احكام التيمم الثابتة التي ال يختلف فيها و مجمع عليها و جاء بها‬
‫قران و سنة‪.‬‬
‫‪ -‬كل ما ما تقدم من معارف ثابتة ماخوذة من القران و السنة و نحوها من‬
‫معارف هي المعارف الثابتة التي يرد اليها غيرها وهو قول امير المؤمنين عليه‬
‫السالم ( الرد الى هللا الرد الى اية محكم ال خالف فيها او سنة ماضية )‬
‫‪ -‬ال ريب ان التدرج من االصول االكبر الى الذي يليه االكبر فاالكبر كفيل‬
‫بتحقيق ثالثة امور اوال عصمة المعرفة و ثانيا علميتها و عدم ظنيتها و ثالثا‬
‫وحدتهعا و عدم تناقضها‪ .‬و هذه هو داللة الحق‪.‬‬

‫السبيل الى عصمة المعرفة و وحدتها و علميتها هو منهج العرض‪.‬‬


‫َّللا َج ِميعًا َو َال تَف ََّرقُوا)‪.‬‬
‫َص ُموا بِ َح ْب ِل َّ ِ‬
‫(وا ْعت ِ‬
‫قال تعالى َ‬
‫منهج العرض ببساطة هو عرض معرفة او اصل اصغر على اصل اكبر ثابت‬
‫ال خالف فيه ‪ .‬كعرض نفي التشبيه على التوحيد و عرض العصمة على االمامة‬
‫وهكذا‬
‫فيتفرع من االصل الكبير الى االصل الذي يليه االكبر باالكبر من دون انقطاع‪.‬‬
‫‪ -‬ال ريب ان التدرج من االصول االكبر الى ما يليها االكبر فاالكبر كفيل بتحقيق‬
‫ثالثة امور اوال عصمة المعرفة و ثانيا علميتها و عدم ظنيتها و ثالثا وحدتهعا و‬
‫عدم تناقضها‪ .‬وهذه هي اية الحق‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫مسالة‪ :‬االحاديث في وجوب عرض االحاديث على القران و السنة كثيرة عند‬
‫العامة و الخاصة بل مستفيضة جدا عند الخاصة ( الشيعة)‪ .‬لكن لقصور في فهم‬
‫( ما يعرض عليه) رفض العامة تلك االخبار وقالوا انها موضوعة اذ قالوا انها‬
‫تعني الغاء السنة و تقييدها ‪ ،‬اذ كل داللة فيها نجد داللة مطابقة لها من القران‬
‫يعني انه ال داللة اضافية مستفادة من السنة فحكموا بان تلك الروايات موضوعة‬
‫وهؤالء ال كالم لنا معهم فهم في الضالل المبين‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫المشكلة في بعض الخاصة ( الشيعة) الذين قصر فهمهم عما يعرض عليه‬
‫الحديث و تصوروا انه يكون على نص االيات او نص الروايات الثابتة كسنة‬
‫قطعية ‪ ،‬فقالوا ان هذا مجمل و فيه دور و خالف السيرة و فيه ان العرض ال‬
‫يكون على نص او منطوق االيات و الروايات كاحاد و كافراد و انما العرض‬
‫يكون على معارف ثابتة مستخلصة و مستحصلة من مجموع النقل في المقام اي‬
‫معارف متفق عليها و ال يختلف فيها اثنان كالعصمة و نفي التشبيه و نحوهما‬
‫كما بين العاملي في الوسائل ‪ ،‬و ليس اية اية او رواية رواية لكي يلزم تلك‬
‫المحاذير‪ ،‬كما ان العرض مختص باالخبار الظنية ( االحاد) و ان السيرة ثابتة‬
‫على العرض لم يشذ عنها اال شاذ كما نقل الرواندي احوال الحديث‪.‬‬
‫و بعد هذا البيان يتضح انه من الممكن و بسهول بمكان لكل مكلف راشد و مميز‬
‫و له معرفة بما هو معلوم و ثابت من معارف عقائدية و فقهية و تاريخية ‪،‬‬
‫فابامكانه ان يرد االخبار الظنية الى تلك المعارف ‪ .‬و كمثال تطبيقي نعرض‬
‫فيها مضامين مصدقة بخصوص في اباء النبي صلى هللا عليه و اله على‬
‫المعارف الثابتة‬
‫‪ -‬فالمعرفة الثابتة ان االنبياء و االوصياء مطهرون في انفسهم و في نسبهم الى‬
‫ادم عليه السالم و انهم من شجرة مباركة لذلك‪:‬‬
‫‪ -‬الروايات التي دلت على اسالم هاشم بن مناف و وانه من المصطفين مصدقة‪.‬‬
‫‪ -‬الروايات التي دلت على اسالم عبد المطلب و انه وصي من االوصياء مصدقة‬
‫‪ -‬الروايات التي دلت على اسالم عبد هللا بن عبد المطلب و انه من المصطفين‬
‫مصدقة‬
‫‪ -‬الروايات التي دلت على اسالم ابي طالب و انه وصي من االوصياء مصدقة‪.‬‬
‫‪ -‬الروايات التي دلت على اسالم و تسديد و اصطفاء امهاء النبي زوجة هاشم و‬
‫زوجة عبد المطلب و زوجة عبد هللا و خديجة عليها السالم و ام امير المؤمنين‬
‫عليه السالم كلها مصدقة‬
‫‪ -‬الروايات الدالة على ان اباء النبي صلى هللا عليه و اله و امهاته الى ادم كلهم‬
‫مؤمنون مصطفون اخيار مصدقة‪.‬‬
‫و كل رواية جاءت بمضمون خالف الثابت و خالف تلك المضامين فهو باطل‪.‬‬
‫و الحمد هلل رب العالمين‬
‫أصل‪ :‬كل ما خالف القران فهو زخرف باطل‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫عن أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود‬
‫إلى كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪.‬‬
‫عن كليب بن معاوية‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ما أتاكم عنا من حديث‬
‫ال يصدقه كتاب هللا فهو باطل‪.‬‬
‫قال يونس ‪ :‬حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬ال‬
‫تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا‬
‫المتقدمة‪ ،‬فإن المغيرة بن سعيد لعنه هللا دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم‬
‫يحدث بها أبي‪ ،‬فاتقو هللا وال تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا‬
‫محمد صلى هللا عليه واله‪ ،‬فإنا إذا حدثنا قلنا‪ :‬قال هللا عز وجل‪ ،‬وقال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه واله‪.‬‬

‫عن سدير قال‪ :‬قال أبو جعفر وأبو عبد هللا عليهما السالم‪ :‬ال تصدق علينا إال بما‬
‫يوافق كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه واله‪.‬‬
‫عن الحسن بن الجهم‪ ،‬عن العبد الصالح عليه السالم قال‪ :‬إذا كان جاءك الحديثان‬
‫المختلفان فقسهما على كتاب هللا وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق وإن لم‬
‫يشبههما فهو باطل‪.‬‬

‫أصل ‪ :‬وجوب رد الحديث الباطل و الزخرف‪.‬‬

‫عن الحسن بن الجهم‪ ،‬عن العبد الصالح عليه السالم قال‪ :‬إذا كان جاءك الحديثان‬
‫المختلفان فقسهما على كتاب هللا وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق وإن لم‬
‫يشبههما فهو باطل‪.‬‬
‫كليب بن معاوية‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ما أتاكم عنا من حديث ال‬
‫يصدقه كتاب هللا فهو باطل‪.‬‬
‫يونس قال على أبي الحسن الرضا عليه السالم ‪ :‬ال تقبلوا علينا خالف القرآن‬
‫فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله‬
‫نحدث‪ ،‬وال نقول‪ :‬قال فالن وفالن فيتناقض كالمنا‪ ،‬إن كالم آخرنا مثل كالم‬
‫‪102‬‬
‫أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم آخرنا‪ ،‬وإذا أتاكم من يحدثكم بخالف ذلك فردوه‬
‫عليه وقولوا‪ :‬أنت أعلم و ما جئت به‪ ،‬فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور‪ ،‬فما‬
‫ال حقيقة معه وال نور عليه فذلك قول الشيطان‪.‬‬
‫أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود إلى‬
‫كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪.‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني أهنأه‬
‫وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن لم يوافق كتاب هللا فلم أقله‪.‬‬
‫هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله ‪ -‬في خطبة بمنى أو مكة ‪ :-‬يا أيها الناس ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا‬
‫قلته‪ ،‬وما جاءكم عني ال يوافق القرآن فلم أقله‪.‬‬
‫ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السالم قال‪ :‬قرأت في كتاب لعلي عليه‬
‫السالم أن رسول هللا صلى هللا عليه واله قال‪ :‬إنه سيكذب علي كما كذب على‬
‫من كان قبلي فما جاءكم عني من حديث وافق كتاب هللا فهو حديثي‪ ،‬وأما ما‬
‫خالف كتاب هللا فليس من حديثي‪.‬‬
‫صفوان بن يحيى قال أبو الحسن (عليه السالم) البي قرة كيف يجئ رجل إلى‬
‫الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند هللا‪ ،‬وأنه يدعوهم إلى هللا بأمر هللا ويقول‪:‬‬
‫إنه ال تدركه االبصار‪ ،‬وال يحيطون به علما‪ ،‬وليس كمثله شئ‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنا‬
‫رأيته بعيني‪ ،‬وأحطت به علما‪ ،‬وهو على صورة البشر ؟ أما تستحيون ؟ ما‬
‫قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون أتى عن هللا بأمر ثم يأتي بخالفه من وجه‬
‫آخر ! ‪ -‬الى ان قال‪ -‬فقال أبو قرة فتكذب بالرواية ؟ فقال أبو الحسن (عليه‬
‫السالم)‪ :‬إذا كانت الرواية مخالفة للقرآن كذبتها‪ ،‬وما أجمع المسلمون عليه أنه‬
‫ال يحاط به علما‪ ،‬وال تدركه االبصار‪ ،‬وليس كمثله شئ‬
‫أصل ‪ :‬وجوب التوقف عند عدم تبين حال الحديث‬

‫في األربعمائة‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬إذا سمعتم من حديثنا ما ال‬
‫تعرفون فردوه إلينا وقفوا عنده‪ ،‬وسلموا حتى يتبين لكم الحق‪ ،‬وال تكونوا مذاييع‬
‫عجلي‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫و عن الميثمي عن الرضا عليه السالم وما لم تجدوه في شئ من هذه الوجوه‬
‫فردوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك‪ ،‬وال تقولوا فيه بآرائكم‪ ،‬وعليكم بالكف والتثبت‬
‫والوقوف وأنتم طالبون باحثون حتى يأتيكم البيان من عندنا‪.‬‬

‫محمد بن عيسى قال‪ :‬أقرأني داود بن فرقد الفارسي كتابه إلى أبي الحسن الثالث‬
‫عليه السالم و فيه ‪ :‬ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموا فردوه إلينا‪.‬‬
‫و عن ابان بن ابي عياش ان علي بن الحسين عليهما السالم ‪ :‬فإن‬
‫وضح لك أمر فأقبله‪ ،‬وإال فاسكت تسلم‪ ،‬ورد علمه إلى هللا فإنك في أوسع مما‬
‫بين السماء واألرض‪.‬‬

‫اقول فاذا لم يتبين حال الحديث بمنهج العرض فانه يكون مما ال يعرف فيشمله‬
‫التوقف وهذا مصدق بعمومات التوقف عند الشبهة وهو منها‪.‬‬

‫اصل‪ :‬لالنسان التوقف في الحديث الصعب عليه و ليس له انكاره‬


‫جابر‪ ،‬قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السالم‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إن‬
‫حديث آل محمد صعب مستصعب ال يؤمن به إال ملك مقرب‪ ،‬أو نبي مرسل‪ ،‬أو‬
‫عبد امتحن هللا قلبه لإليمان‪ ،‬فما ورد عليكم من حديث آل محمد صلوات هللا‬
‫عليهم فالنت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزت قلوبكم وأنكرتموه فردوه‬
‫إلى هللا وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمد عليهم السالم‪ ،‬وإنما الهالك أن‬
‫يحدث بشئ منه ال يحتمله فيقول‪ :‬وهللا ما كان هذا شيئا واإلنكار هو الكفر‪ .‬و‬
‫رواية رواية سفيان بن السمط‪ ،‬قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا عليه السالم‪ :‬جعلت فداك‬
‫إن الرجل ليأتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من األمر فيضيق بذلك صدورنا‬
‫حتى نكذبه‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬أليس عني يحدثكم ؟ قال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫بلى‪ .‬قال‪ :‬فيقول لليل‪ :‬إنه نهار‪ ،‬وللنهار‪ :‬إنه ليل ؟ قال‪ :‬فقلت له‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فقال‪:‬‬
‫رده إلينا فإنك إن كذبت فإنما تكذبنا‪ .‬وعن أبي بصير‪ ،‬عن أبي جعفر أو عن‬
‫أبي عبد هللا عليهما السالم قال‪ :‬ال تكذبوا بحديث آتاكم أحد‪ :‬فإنكم ال تدرون لعله‬
‫من الحق فتكذبوا هللا فوق عرشه‪ .‬و عن علي السائي عن أبي الحسن عليه السالم‬
‫‪ :‬ال تقل لما بلغك عنا أو نسب إلينا‪ :‬هذا باطل وإن كنت تعرف خالفه‪ ،‬فإنك ال‬
‫‪104‬‬
‫تدري لم قلنا وعلى أي وجه وصفة ؟ و قد بينا ان التشابه نسبي فلربما الحديث‬
‫الصعب على شخص ليس صعبا على غيره وبذلك روايات‪ ،‬و من هنا فمن يرى‬
‫حديثا صعب عليه ان يقول انه حديث صعب علي و ال يقول انه حديث صعب‬
‫مطلقا و على كل احد‪.‬‬

‫أصل‪ :‬ما وافق القران و السنة فهو صدق وحسن و ما خالف القران و السنة فهو‬
‫قبيح و كذب‪.‬‬
‫روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬من قال علي حسنًا موافقا لكتاب‬
‫هللا وسنتى فأنا قلته ومن قال علي كذبا مخالفا لكتاب هللا وسنتى فليتبوأ مقعده من‬
‫النار‪ .‬اقول و المقابلة تقتضي القبيح في قبال الحسن او الصدق في قبال الكذب‬
‫أصل‪ :‬الصدور التنزيلي‪ :‬تنزيل الموافق للقران و السنة منزلة الصادر عنهم‬
‫عليهم السالم و تنزيل المخالف لهما منزلة غير الصادر‪.‬‬
‫عن الهشامين جميعا وغيرهما قال‪ :‬خطب النبي صلى هللا عليه واله بمنى فقال‪:‬‬
‫أيها الناس ما جاءكم عني فوافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم يخالف القرآن فلم‬
‫أقله‪.‬‬
‫علي بن أيوب‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله‪ :‬إذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب‬
‫هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن لم يوافق كتاب هللا فلم أقله‪.‬‬
‫عن هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله ‪ -‬في خطبة بمنى أو مكة ‪ :-‬يا أيها الناس ما جاءكم عني يوافق القرآن‬
‫فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم عني ال يوافق القرآن فلم أقله‪.‬‬

‫ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السالم قال‪ :‬قرأت في كتاب لعلي عليه‬
‫السالم أن رسول هللا صلى هللا عليه واله قال‪ :‬إنه سيكذب علي كما كذب على‬
‫من كان قبلي فما جاءكم عني من حديث وافق كتاب هللا فهو حديثي‪ ،‬وأما ما‬
‫خالف كتاب هللا فليس من حديثي‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬من قال علي حسنًا موافقا لكتاب‬
‫هللا وسنتى فأنا قلته ومن قال علي كذبا مخالفا لكتاب هللا وسنتى فليتبوأ مقعده من‬
‫النار‪.‬‬
‫و قال رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬ما جاء كم عني من حديث وافق كتاب‬
‫هللا فهو حديثي‬

‫أصل‪ :‬الصدور التنزيلي‪ :‬تنزيل الخبر بالخير منزلة الصادر عنهم عليهم السالم‬
‫و تنزيل الخبر بالشر منزلة غير الصادر‪.‬‬
‫روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ :‬ما جاءكم عنى من خير قلته أو لم‬
‫أقله فإنى أقوله وما آتاكم عنى من شر فإنى ال أقول الشر‪.‬‬
‫أصل ‪ :‬الية العرض‬

‫النهج‪ :‬قال امير المؤمنين عليه السالم في عهده لالشتر ‪ :‬فالرد إلى هللا االخذ‬
‫بمحكم كتابه والرد إلى الرسول االخذ بسنته الجامعة غير المتفرقة‪.‬‬
‫عن ابن أبي يعفور عن ابي عبد هللا عليه السالم ‪ :‬إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه‬
‫له شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ ،‬وإال فالذي‬
‫جاءكم به أولى‪.‬‬
‫يونس عن الرضا عليه السالم قال ‪ :‬إن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور‪ ،‬فما‬
‫ال حقيقة معه وال نور عليه فذلك قول الشيطان‪.‬‬
‫هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬ال تقبلوا علينا حديثا إال‬
‫ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة‪.‬‬

‫ابن بكير عن رجل عن ابي جعفر عليه السالم إذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه‬
‫شاهدا أو شاهدين من كتاب هللا فخذوا به‪ ،‬وإال فقفوا عنده‪ ،‬ثم ردوه إلينا‪ ،‬حتى‬
‫يستبين لكم‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫عن الحسن بن جهم عن الرضا عليه السالم أنه قال‪ :‬قلت للرضا عليه السالم‪:‬‬
‫تجيئنا األحاديث عنكم مختلفة قال‪ :‬ما جاءك عنا فقسه على كتاب هللا عز وجل‬
‫و أحاديثنا فإن كان يشبههما فهو منا وإن لم يشبههما فليس منا‪،‬‬
‫محمد بن أحمد بن محمد بن زياد‪ ،‬وموسى بن محمد بن علي بن موسى عن‬
‫الحسن عليه السالم في جواب‪ :‬ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموه فردوه‬
‫إلينا‪.‬‬
‫عن ابن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي إبراهيم عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله‪ :‬أال هل عسى رجل يكذبني وهو على حشاياه متكئ ؟ قالوا‪ :‬يا رسول‬
‫هللا ومن الذي يكذبك ؟ قال‪ :‬الذي يبلغه الحديث فيقول‪ :‬ما قال هذا رسول هللا قط‪.‬‬
‫فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته وما أتاكم عني من حديث ال‬
‫يوافق الحق فلم أقله‪ ،‬ولن أقول إال الحق‪ .‬اقول اي الحق من القران و السنة‪.‬‬
‫قال يونس ‪ :‬حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬ال‬
‫تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا‬
‫المتقدمة‪ ،‬فإن المغيرة بن سعيد لعنه هللا دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم‬
‫يحدث بها أبي‪ ،‬فاتقو هللا وال تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا‬
‫محمد صلى هللا عليه واله‪ ،‬فإنا إذا حدثنا قلنا‪ :‬قال هللا عز وجل‪ ،‬وقال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه واله‪.‬‬
‫عن صفوان قال قال أبو قرة‪ :‬لالمام الرضا عليه السالم إنا روينا أن هللا قسم‬
‫الرؤية والكالم بين نبيين‪ ،‬فقسم لموسى الكالم‪ ،‬ولمحمد (صلى هللا عليه وآله)‬
‫الرؤية‪ ،‬فقال أبو الحسن (عليه السالم)‪ :‬فمن المبلغ عن هللا إلى الثقلين من الجن‬
‫واالنس‪ :‬إنه ال تدركه االبصار‪ ،‬وال يحيطون به علما‪ ،‬وليس كمثله شئ ؟ أليس‬
‫محمد ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال أبو الحسن (عليه السالم)‪ :‬فكيف يجئ رجل إلى الخلق‬
‫جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند هللا‪ ،‬وأنه يدعوهم إلى هللا بأمر هللا ويقول‪ :‬إنه‬
‫ال تدركه االبصار‪ ،‬وال يحيطون به علما‪ ،‬وليس كمثله شئ‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنا رأيته‬
‫بعيني‪ ،‬وأحطت به علما‪ ،‬وهو على صورة البشر ؟ أما تستحيون ؟ ما قدرت‬
‫الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون أتى عن هللا بأمر ثم يأتي بخالفه من وجه آخر‬
‫! فقال أبو قرة‪ :‬فإنه يقول‪( :‬ولقد رآه نزلة اخرى) فقال أبو الحسن (عليه السالم)‪:‬‬
‫إن بعد هذه اآلية ما يدل على ما رأى حيث يقول‪( :‬ما كذب الفؤاد ما رأى) يقول‪:‬‬
‫ما كذب فؤاد محمد (صلى هللا عليه وآله) ما رأت عيناه‪ ،‬ثم أخبر بما رأت عيناه‬
‫فقال‪( :‬لقد رأى من آيات ربه الكبرى) فآيات هللا غير هللا‪ .‬وقال‪( :‬وال يحيطون‬
‫به علما) فإذا رأته االبصار فقد أحاطت به العلم ووقعت المعرفة‪ ،‬فقال أبو قرة‬

‫‪107‬‬
‫فتكذب بالرواية ؟ فقال أبو الحسن (عليه السالم)‪ :‬إذا كانت الرواية مخالفة للقرآن‬
‫كذبتها‪.‬‬

‫االحتجاج ‪ :‬قال يحيى بن أكثم البي جعفر الجواد عليه السالم ‪ :‬ما تقول يا ابن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وآله في الخبر الذي روي أنه نزل جبرئيل عليه السالم‬
‫على رسول هللا صلى هللا عليه وآله وقال يا محمد‪ :‬إن هللا عزوجل يقرئك السالم‬
‫ويقول لك‪ :‬سل أبا بكر هل هو عني راض فاني عنه راض‪ .‬فقال أبو جعفر‪:‬‬
‫لست بمنكر فضل أبي بكر‪ ،‬ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال‬
‫الخبر الذي قاله رسول هللا صلى هللا عليه وآله في حجة الوداع " قد كثرت علي‬
‫الكذابة‪ ،‬وستكثر‪ ،‬فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار‪ ،‬فإذا أتاكم‬
‫الحديث فاعرضوه على كتاب هللا وسنتي‪ ،‬فما وافق كتاب هللا وسنتي فخذوا به‪،‬‬
‫وما خالف كتاب هللا وسنتي فالتأ خذوا به " وليس يوافق هذا الخبر كتاب هللا قال‬
‫هللا تعالى " ولقد خلقنا االنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من‬
‫حبل الوريد " فاهلل عزوجل خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل من‬
‫مكنون سره ؟ هذا مستحيل في العقول‪ .‬ثم قال يحيى بن أكثم‪ :‬وقد روي أن مثل‬
‫أبي بكر وعمر في االرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء‪ ،‬فقال‪ :‬وهذا أيضا‬
‫يجب أن ينظر فيه الن جبرئيل وميكائيل ملكان مقربان لم يعصيا هللا قط ولم‬
‫يفارقا طاعته لحظة واحدة‪ ،‬وهما قد أشركا باهلل عزوجل وإن أسلما بعد الشرك‪،‬‬
‫وكان أكثر أيامهما في الشرك باهلل فمحال أن يشبههما بهما‪ .‬قال يحيى‪ :‬وقد روي‬
‫أيضا أنهما سيدا كهول أهل الجنة‪ ،‬فما تقول فيه ؟ فقال عليه السالم‪ :‬وهذا الخبر‬
‫محال أيضا الن أهل الجنة كلهم يكونون شأصل) ا‪ ،‬وال يكون‬
‫فيهم كهل‪ ،‬وهذا الخبر وضعه بنو امية لمضادة الخبر الذي قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله في الحسن والحسين بأنهما سيدا شأصل) أهل الجنة‪.‬‬

‫مسألة‪ :‬من خالل روايات العرض يتبين ان للعرض درجتان‬


‫االولى‪ :‬الرد الى محكم القران و المجمع عليه من السنة‬

‫‪108‬‬
‫ففي نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬واردد إلى هللا ورسوله ما يضلعك‬
‫من الخطوب ويشتبه عليك من االمور‪ ،‬فقد قال هللا سبحانه لقوم أحب إرشادهم‪:‬‬
‫يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول واولي األمر منكم فإن تنازعتم‬
‫في شئ فردوه إلى هللا والرسول‪ .‬فالرد إلى هللا األخذ بمحكم كتابه والرد إلى‬
‫الرسول األخذ بسنته الجامعة غير المفرقة‪ .‬اذ من المعلوم ان محكم القران و‬
‫السنة المجمع عليها من الحق المعلوم‪.‬‬

‫و في المصدق عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما‬
‫السالم ‪ :::‬وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا‪ ،‬فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به‪،‬‬
‫وإن لم تجدوه موافقا فردوه‪ ،‬وإن اشتبه األمر عليكم فقفوا عنده‪ ،‬وردوه إلينا حتى‬
‫نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا‬
‫‪ -‬ج‪ :‬قال أبو جعفر عليه السالم ‪ :‬يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال‬
‫الخبر الذي قاله رسول هللا صلى هللا عليه وآله في حجة الوداع " قد كثرت علي‬
‫الكذابة‪ ،‬وستكثر‪ ،‬فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار‪ ،‬فإذا أتاكم‬
‫الحديث فاعرضوه على كتاب هللا وسنتي‪ ،‬فما وافق كتاب هللا وسنتي فخذوا به‪،‬‬
‫وما خالف كتاب هللا وسنتي فالتأ خذوا به " وليس يوافق هذا الخبر كتاب هللا قال‬
‫هللا تعالى " ولقد خلقنا االنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من‬
‫حبل الوريد " فاهلل عزوجل خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل من‬
‫مكنون سره ؟ هذا مستحيل في العقول‪ .‬اقول االستدالل باالستحالة و مضمون‬
‫االية من المحكم كما هو ظاهر‪.‬‬
‫و في المصدق انه كان ألبي يوسف كالم مع موسى بن جعفر عليهما السالم ‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم جميع امور األديان أربعة‪ :‬أمر ال اختالف فيه وهو‬
‫إجماع االمة على الضرورة التي يضطرون إليها األخبار المجمع عليها‪ ،‬وهي‬
‫الغاية المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها كل حادثة‪ ،‬وأمر يحتمل الشك‬
‫واإلنكار فسبيله استنصاح أهله لمنتحليه بحجة من كتاب هللا مجمع على تأويلها‪،‬‬
‫وسنة مجمع عليها ال اختالف فيها‪ ،‬أو قياس تعرف العقول عدله وال يسع خاصة‬
‫االمة وعامتها الشك فيه واإلنكار له‪،‬‬

‫مصدقة محمد بن الزبرقان الدامغاني‪ ،‬عن أبي الحسن موسى عليه السالم ‪:::‬‬
‫امور االديان أمران‪ :‬أمر ال إختالف فيه وهو إجماع االمة على الضرورة التي‬

‫‪109‬‬
‫يضطرون إليها‪ ،‬واألخبار المجتمع عليها المعروض عليها كل شبهة والمستنبط‬
‫منها كل حادثة‪ ،‬وأمر يحتمل الشك واإلنكار وسبيل استيضاح أهله الحجة عليه‬
‫فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي صلى هللا عليه‬
‫واله ال اختالف فيها‪ ،‬أو قياس تعرف العقول عدله ضاق على من استوضح تلك‬
‫الحجة ردها ووجب عليه قبولها واإلقرار والديانة بها وما لم يثبت لمنتحليه به‬
‫حجة من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي صلى هللا عليه واله ال‬
‫اختالف فيها‪ ،‬أو قياس تعرف العقول عدله وسع خاص االمة وعامها الشك فيه‬
‫واإلنكار له كذلك هذان األمران من أمر التوحيد فما دونه إلى أرش الخدش فما‬
‫دونه‪ ،‬فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين‪ ،‬فما ثبت لك برهانه‬
‫اصطفيته‪ ،‬وما غمض عنك ضوؤه نفيته‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬الرد الى احاديثهم المعلومة المصدق‬

‫قال عليه السالم في الحديثين المختلفين‪ :‬فقسهما على كتاب هللا وعلى أحاديثنا‬
‫فإن أشبههما فهو حق وإن لم يشبههما فهو باطل ‪ .‬اقول احاديثهم المعلومة‬
‫المصدقة من الحق‪.‬‬
‫مسألة‪ :‬قد يقال انه قد ورد الترجيح بالرواية االفقه و االعدل بل و تقديمه على‬
‫العرض و فيه انها من المتشابه المخالف لما تقدم الثابت المصدق مع ان بعضها‬
‫غير ظاهر في ذلك كما عن زرارة بن أعين قال‪ :‬سألت الباقر عليه السالم فقلت‪:‬‬
‫جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيهما آخذ ؟ فقال عليه‬
‫السالم‪ :‬يا زرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر‪ .‬فقلت‪ :‬يا سيدي‪،‬‬
‫إنهما معا مشهوران مرويان مأثوران عنكم‪ ،‬فقال عليه السالم‪ :‬خذ بقول أعدلهما‬
‫عندك وأوثقهما في نفسك‪ .‬فقلت إنهما معا عدالن مرضيان موثقان فقال انظر‬
‫إلى ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه و خذ بما خالفهم فإن الحق فيما خالفهم‬
‫فقلت ربما كانا معا موافقين لهم أو مخالفين فكيف أصنع فقال إذن فخذ بما فيه‬
‫الحائطة لدينك و اترك ما خالف االحتياط فقلت إنهما معا موافقين لالحتياط أو‬
‫مخالفين له فكيف أصنع فقال عليه السالم إذن فتخير أحدهما فتأخذ به و تدع‬
‫اآلخر و في رواية أنه عليه السالم قال إذن فأرجه حتى تلقى إمامك فتسأله )‪.‬‬
‫اقول وهذه الرواية اصال لم تتعرض للعرض فتحمل على ان كل ذلك بعد العرض‬
‫و عدم المخالفة‪ .‬و اما ما عن عمر بن حنظلة قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا عليه السالم‬
‫عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث ‪ ...‬فقلت ‪ :‬قلت‪ :‬فان‬

‫‪110‬‬
‫كان كل واحد منهما اختار رجال من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في‬
‫حقهما‪ ،‬فاختلفا فيما حكما فان الحكمين اختلفا في حديثكم ؟ قال‪ :‬إن الحكم ما حكم‬
‫به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما‪ ،‬وال يلتفت إلى ما يحكم‬
‫به االخر‪ ،‬قلت‪ :‬فانهما عدالن مرضيان عرفا بذلك ال يفضل أحدهما صاحبه‬
‫قال‪ :‬ينظر إلى ما كان من روايتهما عنا في ذلك الذي حكما المجمع عليه بين‬
‫أصحابك فيؤخذ به من حكمهما‪ ،‬ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك‬
‫‪ ،‬فان المجمع عليه ال ريب فيه‪ ،‬فانما االمور ثالثة‪ :‬أمر بين رشده فيتبع‪ ،‬وأمر‬
‫بين غية فيجتنب‪ ،‬وأمر مشكل يرد حكمه إلى هللا عزوجل وإلى رسوله صلى هللا‬
‫عليه وآله‪ ،‬وقد قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬حالل بين‪ ،‬وحرام بين‪،‬‬
‫وشبهات تترد بين ذلك‪ ،‬فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن أخذ بالشبهات‬
‫ارتكب المحرمات وهلك من حيث ال يعلم‪ ،‬قلت‪ :‬فان كان الخبران عنكما‬
‫مشهورين قد رواهما الثقات عنكم قال‪ :‬ينظر ما وافق حكمه حكم الكتاب و السنة‬
‫وخالف العامة فيؤخذ به‪ ،‬ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة و وافق‬
‫العامة‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة‬
‫ثم وجدنا أحد الخبرين يوافق العامة واالخر يخالف بأيهما نأخذ من الخبرين ؟‬
‫قال‪ :‬ينظر إلى ماهم إليه يميلون فان ما خالف العامة ففيه الرشاد‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت‬
‫فداك فان وافقهم الخبران جميعا قال‪ :‬انظروا إلى ما يميل إليه حكامهم و قضاتهم‬
‫فاتركوه جانبا وخذوا بغيره‪ ،‬قلت‪ :‬فان وافق حكامهم الخبرين جميعا ؟ قال‪ :‬إذا‬
‫كان كذلك فارجه وقف عنده حتى تلقي إمامك فان الوقوف عند الشبهات خير من‬
‫االقتحام في الهلكات‪ ،‬وهللا المرشد ‪ ) .‬فهي في الحكم و تأخير العرض عن باقي‬
‫المرجحات خالف الثابت كما ان االختالف في ترتيب المرجحات و االختالف‬
‫في الكيفية كله ال يورث االطمئنان‪.‬‬
‫مسالة‪ :‬قيل ان سلوك العقالء في تمييز حال الراوي و فيه منع و المنع اوضح‬
‫في ما له دستور يرد اليه حيث ان ما لها مدخلية في تقييم الخبر عند العقالء في‬
‫االنظمة القانونية الدستورية واضحة المعالم هو مدى مقبولية مضمونه وموافقته‬
‫للمعارف الثباتة فيه و الشرع نظام واضح المعالم فيه معارف ثابتة قطعية ال‬
‫يصح مخالفتها و يرد اليها و يكون المخالف لها غير معمول به‪ .‬فمنهج العرض‬
‫هو الموافق لسيرة العقالء في االنظمة الدستورية كالشرع‪.‬‬
‫مسألة‪ :‬قد يقال ان االستدالل بهذه االحاديث قبل بيان حال السند هو من‬
‫االستدالل بالشيء على نفسه‪ ،‬اذ ال بد اوال من اثبات حجيتها من دليل خارج و‬
‫فيه ان فيها ما هو معتبر بالمصطلح واضح الداللة في المطلوب‪ ،‬كما ان احاديث‬

‫‪111‬‬
‫العرض مستفيضة بل متوترة معنى و العرض على القران و السنة بشكل او‬
‫باخر مترسخ في كل نفس مسلم وان لم يستعمل كمنهج لتقييم الحديث‪.‬‬
‫مسالة ‪ :‬رواية متشابه ‪ :‬عن عمر بن حنظلة قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا عليه السالم‬
‫عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث ‪ ...‬فقلت ‪ :‬قلت‪ :‬فان‬
‫كان كل واحد منهما اختار رجال من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في‬
‫حقهما‪ ،‬فاختلفا فيما حكما فان الحكمين اختلفا في حديثكم ؟ قال‪ :‬إن الحكم ما حكم‬
‫به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما‪ ،‬وال يلتفت إلى ما يحكم‬
‫به االخر‪ ،‬قلت‪ :‬فانهما عدالن مرضيان عرفا بذلك ال يفضل أحدهما صاحبه‬
‫قال‪ :‬ينظر إلى ما كان من روايتهما عنا في ذلك الذي حكما المجمع عليه بين‬
‫أصحابك فيؤخذ به من حكمهما‪ ،‬ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك‬
‫‪ ،‬فان المجمع عليه ال ريب فيه‪ ،‬فانما االمور ثالثة‪ :‬أمر بين رشده فيتبع‪ ،‬وأمر‬
‫بين غية فيجتنب‪ ،‬وأمر مشكل يرد حكمه إلى هللا عزوجل وإلى رسوله صلى هللا‬
‫عليه وآله‪ ،‬وقد قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬حالل بين‪ ،‬وحرام بين‪،‬‬
‫وشبهات تترد بين ذلك‪ ،‬فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن أخذ بالشبهات‬
‫ارتكب المحرمات وهلك من حيث ال يعلم‪ ،‬قلت‪ :‬فان كان الخبران عنكما‬
‫مشهورين قد رواهما الثقات عنكم قال‪ :‬ينظر ما وافق حكمه حكم الكتاب و السنة‬
‫وخالف العامة فيؤخذ به‪ ،‬ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة و وافق‬
‫العامة‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة‬
‫ثم وجدنا أحد الخبرين يوافق العامة واالخر يخالف بأيهما نأخذ من الخبرين ؟‬
‫قال‪ :‬ينظر إلى ماهم إليه يميلون فان ما خالف العامة ففيه الرشاد‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت‬
‫فداك فان وافقهم الخبران جميعا قال‪ :‬انظروا إلى ما يميل إليه حكامهم و قضاتهم‬
‫فاتركوه جانبا وخذوا بغيره‪ ،‬قلت‪ :‬فان وافق حكامهم الخبرين جميعا ؟ قال‪ :‬إذا‬
‫كان كذلك فارجه وقف عنده حتى تلقي إمامك فان الوقوف عند الشبهات خير من‬
‫االقتحام في الهلكات‪ ،‬وهللا المرشد ‪ ) .‬اقول تاخير العرض على امور ترجيحية‬
‫اخرى خالف الثابت و المصدق فهو متشابه فيه توقف‪.‬‬

‫أصل‪ :‬التسليم بعد العرض و المصدقية‬


‫قد يقال انه قد يكون حديث ليس له شاهد او معارض من القران و السنة‬ ‫‪-‬‬
‫او احاديثهم و فيه – انه و ان كان هذا فرضا نادرا اال انه في هذه الحالة يجب‬
‫التوقف حتى يتبين الحال كما مر و ال يقال انه يصح العمل من أصل) التسليم‬
‫و المصدق بحديث ( من بلغه شيء من الثواب) فان هذا معارض بالمصدق‬

‫‪112‬‬
‫الثابت وهو ان العمل يكون بما يعلم وهذا ليس مما يعلم‪ ،‬و اما التسليم فهو فرع‬
‫التبين و كذا حديث( من بلغه )فهو حكم ظاهري و تنزيلي لما يعمل ‪.‬‬
‫أصل‪ :‬تطبيق اهل البيت عليهم السالم للعرض ‪.‬‬
‫االحتجاج وروي أن المأمون بعدما زوج ابنته ام الفضل أبا جعفر عليه السالم‬
‫كان في مجلس وعنده أبو جعفر عليه السالم ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة فقال‬
‫له يحيى بن أكثم‪ :‬ما تقول يا ابن رسول هللا صلى هللا عليه وآله في الخبر الذي‬
‫روي أنه نزل جبرئيل عليه السالم على رسول هللا صلى هللا عليه وآله وقال يا‬
‫محمد‪ :‬إن هللا عزوجل يقرئك السالم ويقول لك‪ :‬سل أبا بكر هل هو عني راض‬
‫فاني عنه راض‪ .‬فقال أبو جعفر‪ :‬لست بمنكر فضل أبي بكر‪ ،‬ولكن يجب على‬
‫صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول هللا صلى هللا عليه وآله‬
‫في حجة الوداع " قد كثرت علي الكذابة‪ ،‬وستكثر‪ ،‬فمن كذب علي متعمدا فليتبوء‬
‫مقعده من النار‪ ،‬فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب هللا وسنتي‪ ،‬فما وافق‬
‫كتاب هللا وسنتي فخذوا به‪ ،‬وما خالف كتاب هللا وسنتي فالتأ خذوا به " وليس‬
‫يوافق هذا الخبر كتاب هللا قال هللا تعالى " ولقد خلقنا االنسان ونعلم ما توسوس‬
‫به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " فاهلل عزوجل خفي عليه رضا أبي‬
‫بكر من سخطه حتى سأل من مكنون سره ؟ هذا مستحيل في العقول‪.‬‬
‫اصل ‪ :‬النص على عدم اعتبار حال الراوي في تقييم الخبر‬

‫محمد بن مسلم قال‪ :‬قال أبو عبد هللا عليه السالم يا محمد ما جاءك في رواية من‬
‫بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به‪ ،‬وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف‬
‫القرآن فال تأخذ به‪.‬‬
‫زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬قال المسيح عليه السالم‪ :‬معشر‬
‫الحواريين ! لم يضركم من نتن القطران إذا أصابتكم سراجه‪ ،‬خذوا العلم ممن‬
‫عنده وال تنظروا إلى عمله‬
‫سفيان بن السمط قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا عليه السالم‪ :‬جعلت فداك إن رجال يأتينا‬
‫من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه‪ ،‬فقال أبو عبد هللا عليه السالم‪:‬‬
‫يقول لك‪ :‬إني قلت لليل‪ :‬إنه نهار‪ ،‬أو للنهار‪ :‬إنه ليل ؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فإن قال لك‬
‫هذا إني قلته فال تكذب به‪ ،‬فإنك إنما تكذبني‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أحدهما عليهما السالم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬ال تكذب بحديث‬
‫أتاكم به مرجئي وال قدري وال خارجي نسبه إلينا‪ .‬فإنكم ال تدرون لعله شئ من‬
‫الحق فتكذبون هللا عز وجل فوق عرشه‪.‬‬
‫‪ .‬و في مصدقة عبدهللا بن أبي يعفور قال ‪ :‬سألت أبا عبدهللا ( عليه السالم ) عن‬
‫اختالف الحديث ‪ ،‬يرويه من نثق به ‪ ،‬ومنهم من ال نثق به ‪ ،‬قال ‪ :‬إذا ورد عليكم‬
‫حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب هللا أو من قول رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله‬
‫) ‪ ،‬وإال فالذي جاءكم به أولى به )‬
‫محمد بن علي بن حمزة العلوي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم‬
‫قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬الهيبة خيبة‪ ،‬والفرصة خلسة‪ ،‬والحكمة‬
‫ضالة المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك‪ ،‬تكونوا أحق بها وأهلها‪.‬‬
‫الرضي رفعه الى أمير المؤمنين عليه السالم أنه قال‪ :‬الحكمة ضالة المؤمن‪،‬‬
‫فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق‬
‫علي بن سيف قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬خذوا الحكمة ولو من‬
‫المشركين‪.‬‬
‫السكوني‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم‪ ،‬عن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله قال‪ :‬غريبتان كلمة حكم من سفيه فاقبلوها‪ ،‬وكلمة سفه من حكيم‬
‫فاغفروها‪.‬‬
‫جابر الجعفي‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬إن الحكمة لتكون في قلب‬
‫المنافق فتجلجل في صدره حتى يخرجها فيوعيها المؤمن‪ ،‬وتكون كلمة المنافق‬
‫في صدر المؤمن فتجلجل في صدره حتى يخرجها فيعيها المنافق‪.‬‬
‫عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم‪ :‬أن كلمة الحكمة لتكون في قلب‬
‫المنافق فتجلجل حتى يخرجها‪.‬‬
‫جابر الجعفي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه السالم يقول‪ :‬إن لنا أوعية نمالؤها‬
‫علما وحكما‪ ،‬وليست لها بأهل فما نمالؤها إال لتنقل إلى شيعتنا فانظروا إلى ما‬
‫في األوعية فخذوها‪ ،‬ثم صفوها من الكدورة‪ ،‬تأخذونها بيضاء نقية صافية وإياكم‬
‫واألوعية فإنها وعاء فتنكبوها‪.‬‬
‫قال جابر‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬اطلبوا العلم من معدن العلم و‬
‫إياكم والوالئج فيهم الصدادون عن هللا‪ .‬ثم قال‪ :‬ذهب العلم وبقي غبرات العلم في‬

‫‪114‬‬
‫أوعية سوء‪ ،‬فاحذروا باطنها فإن في باطنها الهالك‪ ،‬وعليكم بظاهرها فإن في‬
‫ظاهرها النجاة‪.‬‬
‫حمران‪ ،‬قال‪ :‬سمعت علي بن الحسين عليهما السالم يقول‪ :‬ال تحقر اللؤلؤة‬
‫النفيسة أن تجتلبها من الكبا الخسيسة فإن أبي حدثني قال‪ :‬سمعت أمير المؤمنين‬
‫عليه السالم يقول‪ :‬إن الكلمة من الحكمة لتتلجلج في صدر المنافق نزاعا إلى‬
‫مظانها حتى يلفظ بها فيسمعها المؤمن فيكون أحق بها وأهلها فيلقفها‪.‬‬
‫مسألة‪ :‬يتبين مما سبق ان منهج السند خالف الثابت من معرفة و لقد استدل‬
‫العمال التقييم السند في اخبار الشريعة بقوله تعالى ( اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)‬
‫و فيه انها في غير اخبار الشريعة بظاهر االية و ما دل على منهج العرض‬
‫بالنص على عدم اعتبار حال الراوي من اخبار مستفيضة اخرجت اخبار‬
‫الشريعة تخصصا من هذه االية و ان المعتبر في تبين نقاء المتن و عدمه‬
‫العرض على القران و السنة‪.‬‬
‫مسالة ‪ :‬الثقة و الصادق التي وردت في الروايات‬
‫قد يقال انه قد ورد الفاظ ( الصادق) و (الثقة) في الروايات و فيه ان االصل‬
‫في الصادق الذي يؤخذ منه هو ارادة االمام عليه السالم و اما الثقة فتحمل على‬
‫الثقة في دينه و اعتقاده بمعنى اخيك و اخوانك و ليست في الخبر والرواية بل‬
‫هذا هو ظاهر جلها‪.‬‬

‫اصل‪ :‬منهج العرض هو طريق السداد و العصمة‬

‫لقد اوصى اهل البيت عليهم السالم بعرض احاديثهم على المعارف الثابتة من‬
‫القران و السنة‪ ،‬و المقصود بالمعارف الثابتة هي المعارف التي اخذت من القران‬
‫و السنة الثابتة باالتفاق و التي ال يخالف فيها احد و ال يشك و ال يرتاب فيها احد‪.‬‬
‫و من المعلوم ان هذا المنهج هو الموافق للفطرة في تحقيق السداد و االعتصام‬
‫لعدة اسأصل) ‪:‬‬
‫االول‪ :‬ان هذا المنهج هو المصداق الجلي ‪ -‬ان لم يكن الوحيد‪ -‬لقوله تعالى‬
‫َّللا َج ِميعًا َو َال تَف ََّرقُوا) اذ ان االعتصام هو الرد كما فسرته‬
‫َص ُموا بِ َح ْب ِل َّ ِ‬
‫(وا ْعت ِ‬
‫َ‬
‫الروايات‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫الثاني‪ :‬ان منهج العرض هو الطريق االمثل ‪ -‬ان لم يكن الوحيد‪ -‬لتحقيق معارف‬
‫علمية متوافقة خالية من التناقض و االضطراب و متصلة بالمعارف الضرورية‬
‫و الثوابت المتفق عليها‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬انه المنهج الواضح ‪ -‬ان لم يكن الوحيد‪ -‬الذي اوصى اهل البيت عليهم‬
‫السالم باتباعه لتبين احوال االحاديث‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬ان هذا المنهج من خالل يشره و سهولة ممكن لكل مكلف مهما كان‬
‫مستواه و معرفته و معلوماته و تحصيله‪ ،‬اذ المطلوب هو فهم ظاهر الحديث و‬
‫رده الى ما هو معلوم و ثابت من معارف‪ ،‬و هذا متيسر لكل احد و ليس فيه اي‬
‫يسر وحرج وهو الموافق ليسر الشريعة و سماحتها و نفي الحرج فيها‪.‬‬
‫َص ُموا بِ َح ْب ِل َّ‬
‫َّللاِ‬ ‫(وا ْعت ِ‬
‫الخامس‪ :‬منهج العرض هو سبيل العصمة ‪ :‬قال تعالى َ‬
‫َج ِمي ًعا َو َال تَف ََّرقُوا) عن أبى جعفر عليه السالم قال آل محمد عليهم السالم هم‬
‫حبل هللا الذى أمر باالعتصام به ‪ ،‬فقال ( واعتصموا بحبل هللا جميعا والتفرقوا‬
‫( و عن على بن الحسين عليهم السالم ‪ :‬قيل له يابن رسول هللا فما معنى المعصوم‬
‫؟ فقال هو معتصم بحبل هللا ‪ ،‬وحبل هللا هو القرآن اليفترقان إلى يوم القيامة ‪،‬‬
‫واالمام يهدى إلى القرآن ‪ ،‬والقرآن يهدى إلى االمام ‪ .‬و ال ريب انه برد معرفة‬
‫الى اخرى و اتصالها بها يكون بحكم اشتقاقها منها و تفرع منها فتكون مسددة و‬
‫معتصمة بها‪.‬‬

‫مسألة‪ :‬المنهج المتني في معرفة الحديث اساسه عدم اعتماد الظن في الدين و‬
‫اعتبار االطمئنان كاساس لقبول المعرفة ويعتمد على فكرة عدم االختالف في‬
‫المعارف الدينية و انها يصدق بعضها بعضا و لقد وردت االحاديث الناصة على‬
‫عرض الحديث على القران و السنة و يصدق هذه االحاديث ما تقدم و االيات‬
‫الدالة على ان المعارف الدينية يصدق بعضها بعضا و انها ال تختلف كما وان‬
‫سلوك العقالء يصدق ذلك فان حياتنا مبنية على تمييز التوافقات و التناسبات و‬
‫الركون الى الموافق للمألوف و المعهود و استغراب الشاذ و النادر‪ ،‬بل في‬
‫خصوص المجاالت المتخصصة و التي لها دستور مركزي و معارف مركزية‬
‫مرجعية فانه ال يقبل العقالء ما يخالف تلك المعارف‪ ،‬كما ان االدراك العقلي‬
‫قائم على الرد و الموافقة‪ ،‬فالمعرفة المكتسبة تبقى متزلزلة و غير مستقرة حتى‬
‫تصبح مألوفة و متناسبة مع ما هو مكتسب سابقا‪ .‬كل هذه االسس انما تسعى‬
‫الجل تجنب الظن و عدم العمل اال بالعلم الذي اوصت به الشريعة و شددت كل‬

‫‪116‬‬
‫التشديد على عدم اعتماد الظن و عدم العمل اال بالعلم كما ان تلك الطرق هي‬
‫طرق عقالئية واضحة الجل اعتصام المعارف و تجنيبها الزلل‪.‬‬
‫المنهج المتني بعرض الحديث على القران و السنة و العمل بما وافقهما و عدم‬
‫العمل بما خالفهما ال ينظر الى سند الحديث كعامل مميز و هذا بخالف المنهج‬
‫السندي السائد الذي يعتبر السند هو المميز للحديث و االساس في تقييمه‪ ،‬بان‬
‫الحديث الذي سنده رواة يعرف يعرفون بالوثاقة او المدح في النقل يأخذ به و ال‬
‫يؤخذ برواية غيرهم‪ ،‬بل ان بعض المدارس تقدم هذا الحديث على المشهور و‬
‫تعارض به الثابت القطعي‪ ،‬مستندين في ذلك الى ان سيرة العقالء تؤكد مبدأ‬
‫الركون الى خبر الصادق الموثوق به و ال تطمئن لخبره غير و ان الشرع اوصى‬
‫بالتحري و عدم العمل بما ال يطمأن له‪ ،‬و هذه الوجوه و االستدالالت غير‬
‫واضحة مطلقا كما سنبين و ادلتها قاصرة جدا و ال يمكنها ان تبثت كون السند‬
‫الموثق كفيال بتحقيق االطمئنان للحديث و اخراجه من دائرة الظن فضال عن‬
‫الوثوق بصدوره‪.‬‬
‫اضافة الى كون المنهج المتني كفيل و بكفاءة عالية الى تحقيق عصمة المعارف‬
‫و تجنيبها الزلل كما سنبين فانه السائدة عند متقدمي علمائنا رحمهم هللا اما‬
‫االعتبار بالسند فامر محدث اعتمده المتأخرون و من تبعهم‪ .‬و الحديث قسمان‬
‫االول ما وافق الثابت من معارف القران و السنة فيؤخذ به و يفيد العلم و العمل‬
‫وان كان سنده ضعيفا بحسب االصطالح و االخر ما خالفهما فال يؤخذ به و ال‬
‫يفيد العلم و العمل وان كان صحيح السند بحسب االصطالح فيتوقف فيه و يرد‬
‫علمه الى اهله‪ .‬ان ما تقدم من معارف تدلل على الخلل الواضح في المنهج‬
‫السندي واهمها انه ليس قادرا على اخراج الحديث من الظن الى العلم وهي‬
‫الحقيقة التي يعرفها الجميع بخالف المنهج المتني فانه كفيل باخراج الحديث من‬
‫الظن الى العلم بل كفيل باخراج المعارف الدينية كلها بعرض بعضها على بعض‬
‫من الظن الى العلم وهو اهم خطوة لعصمة المعارف‪ .‬ان عصمة المعرفة هي‬
‫غاية الشرع و العقالء في معارفهم‪ ،‬و المنهج المتني اساسي لتحقيق عصمة‬
‫المعرفة و كفيل بتحقيق ذلك لذلك يكون من الشرعية و العقالئية اعتماده‬

‫اصل‪ :‬عدم جواز العمل بما خالف القران و السنة‬

‫‪117‬‬
‫في مصدقة ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السالم قال‪ :‬قرأت في كتاب‬
‫لعلي عليه السالم أن رسول هللا صلى هللا عليه واله قال‪ :‬إنه سيكذب علي كما‬
‫كذب على من كان قبلي فما جاءكم عني من حديث وافق كتاب هللا فهو حديثي‪،‬‬
‫وأما ما خالف كتاب هللا فليس من حديثي‪ .‬و في مصدقة علي بن أيوب‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم عني‬
‫بالحديث فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن لم‬
‫يوافق كتاب هللا فلم أقله‪ .‬و في مصدقة هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه‬
‫السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله ‪ -‬في خطبة بمنى أو مكة ‪ :-‬يا‬
‫أيها الناس ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم عني ال يوافق القرآن‬
‫فلم أقله‪ .‬و في مصدقة الهشامين جميعا وغيرهما قال‪ :‬خطب النبي صلى هللا عليه‬
‫واله بمنى فقال‪ :‬أيها الناس ما جاءكم عني فوافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم‬
‫يخالف القرآن فلم أقله‪.‬‬
‫و في مصدقة الحسن بن الجهم‪ ،‬عن العبد الصالح عليه السالم قال‪ :‬إذا كان جاءك‬
‫الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب هللا وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق‬
‫وإن لم يشبههما فهو باطل‪.‬‬

‫مسالة‪ :‬قال الكليني في الكافي فاعلم يا أخي أرشدك هللا أنه ال يسع أحدا تمييز‬
‫شئ مما اختلف الرواية فيه عن العلماء عليهم السالم برأيه‪ ،‬إال على ما أطلقه‬
‫العالم بقوله عليه السالم‪ " :‬اعرضوها على كتاب هللا فما وافى كتاب هللا عزوجل‬
‫فخذوه‪ ،‬وما خالف كتاب هللا فردوه " و قوله عليه السالم‪ " :‬دعوا ما وافق القوم‬
‫فإن الرشد في خالفهم " وقوله عليه السالم " خذوا بالمجمع عليه‪ ،‬فان المجمع‬
‫عليه ال ريب فيه " و عن زرارة بن أعين قال‪ :‬سألت الباقر عليه السالم فقلت‪:‬‬
‫جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيهما آخذ ؟ فقال عليه‬
‫السالم‪ :‬يا زرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر‪ .‬فقلت‪ :‬يا سيدي‪،‬‬
‫إنهما معا مشهوران مرويان مأثوران عنكم‪ ،‬فقال عليه السالم‪ :‬خذ بقول أعدلهما‬
‫عندك وأوثقهما في نفسك‪ .‬فقلت إنهما معا عدالن مرضيان موثقان فقال انظر‬
‫إلى ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه و خذ بما خالفهم فإن الحق فيما خالفهم‬
‫الخبر ‪..‬اقول ترك ما وافق العامة مقيد بانه فرع التخيير اي ان مورده حالة‬
‫التعارض و ان كال الخبرين موافق للقران و السنة القطعية و بهذا يعلم انه على‬
‫الندب‪ .‬كما ان في خبر زرارة مضامين متشابه بالترجيح بالترجيح بالشهر او‬
‫باعدلية الرواية و اوثقيته فالحكم التوقف‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫أصل‪ :‬اقسام الخبر حسب منهج العرض محكم و متشابه‬
‫قال عليه السالم ‪ :‬إن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن‪ ،‬و محكما كمحكم‬
‫القرآن‪ ،‬ردوا متشابهها دون محكمها‪.‬‬
‫قال عليه السالم‪ :‬ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموه فردوه إلينا‪.‬‬

‫وقال عليه السالم ‪ :‬ما علمتم فقولوا‪ ،‬وما لم تعلموا فقولوا‪ :‬هللا أعلم ‪.‬‬
‫وقال عليه السالم ‪ :‬اتقوا الحديث عني إال ما علمتم‪.‬‬

‫أصل) ‪ : 23‬النسخ في الحديث‬

‫(إن الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن )‬


‫روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله (إن أحاديثى ينسخ بعضها بعضا كنسخ‬
‫القرآن)‬
‫في مصدقة محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قلت له‪ :‬ما بال‬
‫أقوام يروون عن فالن وفالن عن رسول هللا صلى هللا عليه واله ال يتهمون‬
‫بالكذب فيجيئ منكم خالفه ؟ قال‪ :‬إن الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن‪ .‬و في‬
‫مصدقة جابر قال‪ :‬قلت ألبي جعفر عليه السالم‪ :‬كيف اختلف أصحاب النبي‬
‫صلى هللا عليه واله في المسح على الخفين ؟ فقال‪ :‬كان الرجل منهم يسمع من‬
‫النبي صلى هللا عليه واله الحديث فيغيب عن الناسخ وال يعرفه فإذا أنكر ما خالف‬
‫ما في يديه كبر عليه تركه‪ ،‬وقد كان الشئ ينزل على رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله فعمل به زمانا ثم يؤمر بغيره فيأمر به أصحابه وامته حتى قال اناس‪ :‬يا‬
‫رسول هللا إنك تأمرنا بالشئ حتى إذا اعتدناه وجرينا عليه أمرتنا بغيره‪ ،‬فسكت‬
‫النبي صلى هللا عليه واله عنهم فأنزل عليه‪ :‬قل ما كنت بدعا من الرسل إن أتبع‬
‫إال ما يوحى إلي وما أنا إال نذير مبين‪ .‬و في مصدقة ابن حازم‪ ،‬قال‪ :‬قلت ألبي‬
‫عبد هللا عليه السالم‪ :‬ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك‬
‫غيري فتجيبه فيها بجواب آخر ؟ فقال‪ :‬إنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان‪.‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬فأخبرني عن أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه واله صدقوا على‬
‫‪119‬‬
‫محمد صلى هللا عليه واله أم كذبوا ؟ قال‪ :‬بل صدقوا‪ .‬قلت‪ :‬فما بالهم اختلفوا‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول هللا صلى هللا عليه واله فيسأله عن‬
‫المسألة فيجيبه فيها بالجواب‪ ،‬ثم يجيبه بعد ذلك بما ينسخ ذلك الجواب فنسخت‬
‫األحاديث بعضها بعضا‪.‬و في مصدقة سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه‬
‫السالم‪ :‬إن في أيدي الناس حقا وباطال‪ ،‬وصدقا وكذبا‪ ،‬وناسخا ومنسوخا‪ ،‬وعاما‬
‫وخاصا ومحكما ومتشابها‪ ،‬وحفظا ووهما‪ ،‬وقد كذب على رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله على عهده حتى قام خطيبا فقال‪ :‬أيها الناس قد كثرت علي الكذابة فمن‬
‫كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار‪ ،‬ثم كذب عليه من بعده ‪ .‬اقول و الكالم‬
‫في نسخ االحاديث سنفرد له رسالة خاصة ‪.‬‬

‫مسألة ‪ :‬قد ال يرادما هو الظاهر من االخبر حين صدوره فيجيء ما ظاهره‬


‫المخالفة ففي مصدقة الميثمي أنه سأل الرضا عليه السالم يوما ‪ -‬وقد اجتمع‬
‫عنده قوم من أصحابه وقد كانوا تنازعوا في الحديثين المختلفين عن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه واله في الشئ الواحد ‪ -‬فقال عليه السالم‪ :‬إن هللا عز وجل حرم‬
‫حراما‪ ،‬و أحل حالال‪ ،‬وفرض فرائض‪ ،‬فما جاء في تحليل ما حرم هللا‪ ،‬أو تحريم‬
‫ما أحل هللا‪ ،‬أو دفع فريضة في كتاب هللا رسمها بين قائم بال ناسخ نسخ ذلك فذلك‬
‫ما ال يسع األخذ به ألن رسول هللا صلى هللا عليه واله لم يكن ليحرم ما أحل هللا‪،‬‬
‫وال ليحلل ما حرم هللا عز وجل‪ ،‬وال ليغير فرائض هللا وأحكامه كان في ذلك كله‬
‫متبعا مسلما مؤديا عن هللا عز وجل‪ ،‬وذلك قول هللا عز وجل‪ :‬إن أتبع إال ما‬
‫يوحى إلي‪ .‬فكان صلى هللا عليه واله متبعا هلل مؤديا عن هللا ما أمره به من تبليغ‬
‫الرسالة‪ .‬قلت‪ :‬فإنه يرد عنكم الحديث في الشئ عن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله مما ليس في الكتاب وهو في السنة ثم يرد خالفه‪ ،‬فقال‪ :‬وكذلك قد نهى‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه واله عن أشياء نهي حرام فوافق في ذلك نهيه نهي هللا‬
‫تعالى‪ ،‬وأمر بأشياء فصار ذلك األمر واجبا الزما كعدل فرائض هللا تعالى‪،‬‬
‫ووافق في ذلك أمره أمر هللا عز وجل‪ ،‬فما جاء في النهي عن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله نهي حرام ثم جاء خالفه لم يسع استعمال ذلك‪ ،‬وكذلك فيما أمر‬
‫به‪ ،‬ألنا ال نرخص فيما لم يرخص فيه رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ ،‬وال نأمر‬
‫بخالف ما أمر رسول هللا صلى هللا عليه واله إال لعلة خوف ضرورة‪ ،‬فأما أن‬
‫نستحل ما حرم رسول هللا صلى هللا عليه واله أو نحرم ما استحله رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه واله فال يكون ذلك أبدا ألنا تابعون لرسول هللا صلى هللا عليه واله‬
‫مسلمون له‪ ،‬كما كان رسول هللا صلى هللا عليه واله تابعا ألمر ربه عز وجل‬
‫مسلما له‪ ،‬وقال هللا عز وجل‪ :‬ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫وأن رسول هللا صلى هللا عليه واله نهى عن أشياء ليس نهي حرام بل إعافة‬
‫وكراهة‪ ،‬وأمر بأشياء ليس بأمر فرض وال واجب‪ ،‬بل أمر فضل ورجحان في‬
‫الدين‪ ،‬ثم رخص في ذلك للمعلول وغير المعلول‪ ،‬فما كان عن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله نهي إعافة أو أمر فضل فذلك الذي يسع استعمال الرخص فيه إذا‬
‫ورد عليكم عنا فيه الخبر باتفاق يرويه من يرويه في النهي وال ينكره‪ ،‬وكان‬
‫الخبران صحيحين معروفين باتفاق الناقلة فيهما يجب األخذ بأحدهما‪ ،‬أو بهما‬
‫جميعا‪ ،‬أو بأيهما شئت وأحببت موسع ذلك لك من أصل) التسليم لرسول هللا‬
‫صلى هللا عليه واله‪ ،‬والرد إليه وإلينا‪ ،‬وكان تارك ذلك من أصل) العناد واإلنكار‬
‫وترك التسليم لرسول هللا صلى هللا عليه واله مشركا باهلل العظيم ‪ .‬اقول الخبر‬
‫اضافة الى بيان ان سبب االختالف قد يكون ان حديث المتقدم الذي ظاهره االلزام‬
‫ليس هو كذلك فيأتي الحديث من المتأخؤر منهم عليهم السالم بترخيص ‪ .‬فانه‬
‫ايضا يدل على امرين االول ان السنة ال يمكن ان تعارض القران و ان اخبار‬
‫االئمة عليهم السالم ال يمكن ان تعارض القران و السنة الثابتة ‪.‬‬

‫أصل) ‪ : 24‬السنة تخصص الكتاب‬

‫السنة تثبت بكل حديث محكم سواء علم احكامه بالنقل القطعي او بالموافقة و‬
‫المصدقية ‪ .‬و الخبر المحكم المصدق و الموافق للكتاب يخصص ايات القران‬
‫للتفويض و للعموم المحكم لحجية السنة و للنقل المستفيض ‪.‬‬
‫و قد يقال كيف يخصص الحديث المحكم الكتاب وهو واجب العرض عليه فهذا‬
‫دور و فيه اوال ان العرض يكون على المعارف الثابتة من القران و السنة و‬
‫ليس على اية او رواية بعينها فالعرض يكون على شيء و التخصيص يكون‬
‫لشيء اخر ‪ ،‬و ثانيا ان التخصيص ليس من المخالفة الموجبة لرد الخبر ‪ ،‬بل‬
‫المخالفة الموجبة لرده هي ما كانت بالتقاطع الكلي بحيث ال يمكن الجمع‪.‬‬

‫أصل) ‪ :25‬المصدقية في القران و السنة‬

‫‪121‬‬
‫المصدقية هي تصديق المعارف بعضها لبعض بان يكون بعضها مصديق لالخر‬
‫او مصدق به‪ .‬و مما يدل و يؤكد المصدقية هو وصف الكتاب و الشريعة‬
‫ب ه َُو‬ ‫(والَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫االسالمية بانها مصدقة لما قبلها قال تعالى َ‬
‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا أ ُ ْن ِز َل ِم ْن‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ) و قال تعالى ( قَالُوا يَا قَ ْو َمنَا إِنَّا َ‬ ‫ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ق ُم ْستَ ِق ٍيم ) و قال‬ ‫ق َو ِإلَى َ‬
‫ط ِري ٍ‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه يَ ْهدِي ِإلَى ْال َح ِ‬ ‫سى ُم َ‬ ‫بَ ْع ِد ُمو َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما‬
‫َّللا ِإلَ ْي ُك ْم ُم َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫سى ابْنُ َم ْر َي َم َيا َب ِني ِإس َْرا ِئي َل ِإ ِني َر ُ‬ ‫(و ِإ ْذ قَا َل ِعي َ‬ ‫تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم ) وقال‬ ‫(وآَ ِمنُوا بِ َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬ ‫ي ِمنَ الت َّ ْو َراةِ ) و قال تعالى َ‬ ‫بَيْنَ يَدَ َّ‬
‫علَ ْينَا َويَ ْكفُ ُرونَ ِب َما‬ ‫ُ‬
‫َّللاُ قَالُوا نُؤْ ِمنُ ِب َما أ ْن ِز َل َ‬ ‫َ‬
‫(و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا ِب َما أ ْنزَ َل َّ‬ ‫تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم ) و قال تعالى (قُ ْل َم ْن َكانَ َ‬
‫عد ًُّوا ِل ِجب ِْري َل فَإِنَّهُ‬ ‫َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه َو ُهدًى َوبُ ْش َرى ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ) و قال‬ ‫َّللا ُم َ‬ ‫علَى قَ ْلبِكَ بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬ ‫ن ََّزلَهُ َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه ) و قال تعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذِينَ‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫تعالى (ن ََّز َل َ‬
‫َاب آَ ِمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم ) ‪.‬‬ ‫أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫و عن كليب بن معاوية االسدى‪ ،‬عن أبي عبدهللا عليه السالم قال‪ :‬ما أتاكم عنا‬
‫من حديث ال يصدقه كتاب هللا فهو باطل ‪.‬‬
‫ومما أجاب به أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليهما ‪ : :‬إذا شهد الكتاب‬
‫بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من االمة وعارضته بحديث من هذه‬
‫األحاديث المزورة صارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفارا ضالال‪.‬‬
‫يونس قال على أبي الحسن الرضا عليه السالم ‪ :‬إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪،‬‬
‫وكالم أولنا مصداق لكالم آخرنا‪.‬‬

‫أصل) ‪ :26‬النهي عن تكذيب الروايات‬

‫جاءت الرواية بالنهي عن تكذيب الروايات و التوقف و جاء ت اخرى بان ما‬
‫خالف القران فهو باطل‪ ،‬و فيه انه ال تعارض ‪ ،‬فان التوقف و عدم التكذيب يكون‬
‫للمتشابه و للصعب من حديثهم الذي ال يطيقه او ال يعرفه السامع وليس هناك‬
‫من علم قطعي بكذب الرواية‪ ،‬و اال جاز تكذيبها‪ .‬هذا وان الحكم ببطالن الحديث‬
‫و رده ال يعني تكذيبه و انما يعني عدم العلم به و من هنا يكون االحوط عدم‬
‫تكذيب حديث لم يرد فيه تكذيب ثابت عنهم عليهم السالم وان وجب رده او‬
‫التوقف فيه وهذا أصل) واسع لسالكه يجنبه االقتحام فيما ال يعلم قال عليه السالم‪:‬‬
‫ال تكذبوا بحديث آتاكم مرجئي وال قدري وال خارجي نسبه إلينا فإنكم ال تدرون‬

‫‪122‬‬
‫لعله شئ من الحق فتكذبوا هللا عز وجل فوق عرشه‪ .‬بل ورد انه كفر نعمة كما‬
‫عن عبد الغفار الجازي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني من سأله ‪ -‬يعني الصادق عليه السالم ‪ -‬هل‬
‫يكون كفر ال يبلغ الشرك ؟ قال‪ :‬إن الكفر هو الشرك‪ ،‬ثم قام فدخل المسجد فالتفت‬
‫إلي‪ ،‬وقال‪ :‬نعم‪ ،‬الرجل يحمل الحديث إلى صاحبه فال يعرفه فيرده عليه فهى‬
‫نعمة كفرها ولم يبلغ الشرك‪ .‬و رواية سفيان بن السمط‪ ،‬قال‪ :‬قلت ألبي عبد‬
‫هللا عليه السالم‪ :‬جعلت فداك إن الرجل ليأتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من‬
‫األمر فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذبه‪ ،‬قال‪ :‬فقال أبو عبد هللا عليه السالم‪:‬‬
‫أليس عني يحدثكم ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فيقول لليل‪ :‬إنه نهار‪ ،‬وللنهار‪ :‬إنه ليل‬
‫؟ قال‪ :‬فقلت له‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فقال‪ :‬رده إلينا فإنك إن كذبت فإنما تكذبنا‪ .‬و في قبال‬
‫ذلك رواية الحسن بن الجهم‪ ،‬عن العبد الصالح عليه السالم قال‪ :‬إذا كان جاءك‬
‫الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب هللا وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق‬
‫وإن لم يشبههما فهو باطل‪ .‬و مقتضى هذه الرواية و ما كان مثلها هو الرد و‬
‫عدم العمل وهو واسع و اما التكذيب فمورده ما بيناه و االحوط تركه من دون‬
‫قطع‪.‬‬

‫مسالة‪ :‬التشابه في الحديث نسبي‬


‫دلت روايات عدم جواز تكذيب ما ال يعرفه الشخص و الصعب من حديثهم و‬
‫الذي قد يكون بينا و محكما لغير ذلك الذي لم يطق او لم يعرف الحديث بان‬
‫المعرفة بالحديث – أي االطمئنان و التصديق‪ -‬و االحكام و ما يخالف ذلك من‬
‫عدم معرفة و تشابه كلها امور نسبية فالحديث قد يكون متشابها عند شخص و‬
‫نفسه قد يكون غير متشابه عند غيره‪ .‬وهذا يوجه اشكاال لتقليد الغير في احكام‬
‫الحديث و نحوه و لذلك على من يعمل كتابا للعامة في بيان المحكم و المتشابه‬
‫ان يتبع الطريقة العرفية النوعية العامة التي ال يختلف فيها اثنان‪ ،‬بحيث اذا التفت‬
‫الغير الى ما يرد اليع من معرفة خرج بالنتيجة ذاته‪ ،‬وهذا المنهج يجعل لتقييم‬
‫المعلم حجية بحق المتعلم وان كان االفضل هو انيتبين حال الحديث المتعلم بنفسه‪.‬‬

‫أصل) ‪ :27‬االصل في االمر و النهي االلزام اال ان ياتي ما يخالفه فيحمل على‬
‫الكراهة و الندب‬

‫‪123‬‬
‫قال عليه السالم‪ :‬فما كان في السنة موجودا منهيا عنه نهي حرام‪ ،‬أو مأمورا به‬
‫عن رسول هللا صلى هللا عليه واله أمر إلزام فاتبعوا مما وافق نهي رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه واله وأمره‪ ،‬وما كان في السنة نهي إعافة أو كراهة ثم كان الخبر‬
‫اآلخر خالفه فذلك رخصة فيما عافه رسول هللا صلى هللا عليه واله وكرهه ولم‬
‫يحرمه‪ ،‬فذلك الذي يسع األخذ بهما جميعا‪ ،‬أو بأيهما شئت وسعك االختيار من‬
‫أصل) التسليم واالتباع والرد إلى رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ ،‬وما لم تجدوه‬
‫في شئ من هذه الوجوه فردوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك‪ ،‬وال تقولوا فيه بآرائكم‪،‬‬
‫وعليكم بالكف والتثبت والوقوف وأنتم طالبون باحثون حتى يأتيكم البيان من‬
‫عندنا‪ .‬اقول و الخبر ظاهر باعتبار وجود الخبر المبيح لحمل الخبر المانع على‬
‫الكراهة‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫أصل) ‪ :28‬التوقف عند اشتباه حال الحديث‬

‫ان التقسيم الشرعي للمعارف ثنائي دوما فهو اما انه حق و ظن قال تعالى ( ِإ َّن‬
‫ش ْيئًا ) و انه علم و ظن قال تعالى ( َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍم إِ َّال‬ ‫ق َ‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫َّ‬
‫اط َل ) و انه‬ ‫الظ ِن ) و انه حق و باطل قال تعالى ( ِلي ُِح َّق ْال َح َّق َويُب ِْط َل ْالبَ ِ‬ ‫ع َّ‬ ‫اتِبَا َ‬
‫ق ِإ َّال الض ََّال ُل ) و انه حق و كذب قال‬ ‫حق و ظالل قال تعالى ( فَ َماذَا َب ْع َد ْال َح ِ‬
‫(ولَ ِو اتَّبَ َع‬‫ق َوإِنَّ ُه ْم لَكَا ِذبُونَ ) و انه حق و هوى قال تعالى َ‬ ‫تعالى (بَ ْل أَتَ ْينَا ُه ْم بِ ْال َح ِ‬
‫ض ) و انه علم و ليس بعلم قال تعالى‬ ‫اواتُ َو ْاأل َ ْر ُ‬ ‫س َم َ‬‫ت ال َّ‬ ‫سدَ ِ‬ ‫ْال َح ُّق أَ ْه َوا َء ُه ْم لَفَ َ‬
‫(( وال تقف ما ليس لك به علم ) و انه بين و مشكل قال عليه السالم ( إنما‬
‫االمور ثالثه‪ :‬أمر بين رشده فيتبع‪ ،‬وأمر بين غيبه فيجتنب‪ ،‬وأمر مشكل يرد‬
‫حكمه إلى هللا عز وجل وإلى رسوله صلى هللا عليه واله) ‪ .‬و انه بين و شبهات‬
‫قال عليه السالم ( حالل بين‪ ،‬وحرام بين‪ ،‬وشبهات تتردد بين ذلك فمن ترك‬
‫‪124‬‬
‫الشبهات نجا من المحرمات‪ ،‬ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات وهلك من‬
‫حيث ال يعلم‪ ).‬و قال عليه السالم ( حالل بين ‪ ،‬وحرام بين ‪ ،‬وشبهات بين‬
‫ذلك ‪ ،‬فمن ترك ما اشتبه عليه من االثم فهو لما استبان له أترك‪ ) .‬او انه امر‬
‫بين و مختلف فيه قال عليه السالم (األمور ثالثة‪ :‬أمر تبين لك رشده فاتبعه‪،‬‬
‫وأمر تبين لك غيه فاجتنبه‪ ،‬وأمر اختلف فيه فرده إلى هللا عز وجل‪ ).‬و انه‬
‫معلوم و غير معلوم قال عليه السالم ( ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموه‬
‫فردوه إلينا‪ ).‬و انه مشتبه و غير مشتبه قال عليه السالم ( انظروا أمرنا وما‬
‫جاءكم عنا ‪ ،‬فان وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به ‪ ،‬وإن لم تجدوه موافقا فردوه‬
‫‪ ،‬وإن اشتبه األمر عليكم فقفوا عنده ‪ ،‬وردوه إلينا ) و انه معلوم و غير معلوم‬
‫قال عليه السالم ( حق هللا على خلقه أن يقولوا بما يعلمون ‪ ،‬ويكفوا عما ال‬
‫يعلمون ) و قال عليه السالم ( إن هللا تبارك وتعالى حصن عباده بآيتين من كتابه‪:‬‬
‫أن ال يقولوا حتى يعلموا‪ ،‬وال يردوا ما لم يعلموا إن هللا تبارك وتعالى يقول‪ :‬ألم‬
‫يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن ال يقولوا على هللا إال الحق‪ .‬وقال‪ :‬بل كذبوا بما لم‬
‫يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله‪ ) .‬و قال عليه السالم ( ما علمتم فقولوا ‪ ،‬وما لم‬
‫تعلموا فقولوا ‪ :‬هللا أعلم ‪ )،‬و قيل‪ :‬ما حق هللا على العباد ؟ فقال عليه السالم ( أن‬
‫يقولوا ما يعلمون ‪ ،‬ويقفوا عند ما ال يعلمون ‪ ).‬و قيل ‪ :‬ما حق هللا على خلقه ؟‬
‫قال عليه السالم ‪ :‬أن يقولوا ما يعلمون ‪ ،‬ويكفوا عما ال يعلمون ‪ ،‬فاذا فعلوا ذلك‬
‫فقد أدوا إلى هللا حقه ‪ ).‬و قال عليه السالم ( ال يسعكم فيما ينزل بكم مما ال‬
‫تعلمون ‪ ،‬إال الكف عنه والتثبت ‪ ،‬والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على‬
‫القصد ‪ ،‬ويجلو عنكم فيه العمى )‬
‫فالعلم مترسخ و متجذر و حقيقي في المعرفة الشرعبة و ال يقبل غير العلم فيها‬
‫قال تعالى ( و ال تقف ما ليس لك به علم) وقال عليه السالم (ما علمتم أنه قولنا‬
‫فالزموه وما لم تعلموا فردوه إلينا‪ ).‬و قال عليه السالم ( فلما وجدنا ذلك موافقا‬
‫لكتاب هللا ووجدنا كتاب هللا موافقا لهذه األخبار وعليها دليال كان االقتداء بهذه‬
‫األخبار فرضا) و قال عليه السالم (ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن‬
‫والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة) و قال عليه السالم ( إذا ورد‬
‫عليكم حديث فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله‪ ،‬وإال فالذي جاءكم به أولى‪.‬‬
‫فالخبر اما ان يعلم انه حق فيعمل به او يعلم انه باطل فيرد او ال يعلم حاله أي ال‬
‫يتحقق العلم بذلك وال يكفي الظن وهنا الواجب التوقف وهو أصل) واسع لعامله‬
‫قال عليه السالم ( انظروا أمرنا وما جاءكم عنا‪ ،‬فإن وجدتموه للقرآن موافقا‬
‫فخذوا به‪ ،‬وإن لم تجدوه موافقا فردوه‪ ،‬وإن اشتبه األمر عليكم فقفوا عنده‪ (،‬و‬

‫‪125‬‬
‫قال عليه السالم (وإذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب‬
‫هللا فخذوا به‪ ،‬وإال فقفوا عنده‪ ،‬ثم ردوه إلينا) و قال عليه السالم (االمور ثالثه‪:‬‬
‫أمر بين رشده فيتبع‪ ،‬وأمر بين غيبه فيجتنب‪ ،‬وأمر مشكل يرد حكمه إلى هللا عز‬
‫وجل وإلى رسوله صلى هللا عليه واله ) و قال عليه السالم (ال يسعكم فيما ينزل‬
‫بكم مما ال تعلمون إال الكف عنه‪ ،‬والتثبت فيه‪ ،‬والرد إلى أئمة المسلمين ) و قال‬
‫عليه السالم ( من رد حديثا بلغه عني فأنا مخاصمه يوم القيامة‪ ،‬فإذا بلغكم عني‬
‫حديث لم تعرفوا فقولوا‪ :‬هللا أعلم وعن سدير قال‪ :‬قلت ألبي جعفر عليه السالم‪:‬‬
‫تركت مواليك مختلفين يتبرأ بعضهم من بعض قال‪ :‬ما أنت وذاك ؟ إنما كلف‬
‫الناس ثالثة‪ :‬معرفة األئمة‪ ،‬والتسليم لهم فيما يرد عليهم‪ ،‬والرد إليهم فيما اختلفوا‬
‫فيه‪ .‬و في مصدقة جابر‪ ،‬قال‪ :‬دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السالم‬
‫‪ :::‬وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا‪ ،‬فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به‪ ،‬وإن‬
‫لم تجدوه موافقا فردوه‪ ،‬وإن اشتبه األمر عليكم فقفوا عنده‪ ،‬وردوه إلينا حتى‬
‫نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا‪ )...‬و في مصدقة جميل بن صالح‪ ،‬عن الصادق‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله وآله‪ :‬األمور‬
‫ثالثة‪ :‬أمر تبين لك رشده فاتبعه‪ ،‬وأمر تبين لك غيه فاجتنبه‪ ،‬وأمر اختلف فيه‬
‫فرده إلى هللا عز وجل‪ .‬الخبر‪ .‬و في مصدقة أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد هللا‬
‫عليه السالم قال‪ :‬أورع الناس من وقف عند الشبهة‬
‫الكافي عن الحسن بن العباس بن الحريش ‪ ،‬عن أبي جعفر الثاني ( عليه السالم‬
‫) ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو عبدهللا ( عليه السالم ) عن ابيه عليه السالم انه قال‪ :‬هل كان‬
‫فيما أظهر رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله ) من علم هللا اختالف ؟ فإن قالوا ‪:‬‬
‫ال ‪ ،‬فقل لهم ‪ :‬فمن حكم بحكم فيه اختالف ‪ ،‬فهل خالف رسول هللا ( صلى هللا‬
‫عليه وآله ) ؟ فيقولون ‪ :‬نعم ‪ ،‬فأن قالوا ‪ :‬ال ‪ ،‬فقد نقضوا أول كالمهم إلى أن‬
‫قال ‪ :‬والمحكم ليس بشيئين إنما هو شيء واحد ‪ ،‬فمن حكم بحكم ليس فيه اختالف‬
‫‪ ،‬فحكمه من حكم هللا عز وجل ‪ ،‬ومن حكم بحكم فيه اختالف فرأى أنه مصيب‬
‫‪ ،‬فقد حكم بحكم الطاغوت ‪ .‬اقول االختالف هنا في الرواية‪ .‬وهذه الرواية كما‬
‫انها توجب العلم فانها انزلت العلم بمنزلة الصدور و منزلة الحديث المعلوم منزلة‬
‫حكم هللا‪ ،‬و الرواية تبين معنى التوقف وانه عدم اعتقاد الحكم و ليس عدم العمل‬
‫فهي غير معارضة للعمل بالتخيير و انما تشير الى انه ال يجوز الجزم بالمختار‬
‫في حال االختالف و انما يعمل بالتخيير من دون القول او الجزم انه حكم هللا‬
‫فهو يتوقف في أي منهما هو حكم هللا لكنه يختار احدهما للرخصة‪.‬‬

‫أصل) ‪ 29‬في فقه السنة وعلم السنة‬

‫‪126‬‬
‫بعيدا عن المصطلحات المربكة السائدة والتي تحتاج الى مراجعة ضرورية‬
‫بخصوص علم الحديث ودرايته‪ ،‬فان الفقه هو الفهم وهو من مقولة الكشف‬
‫للمعنى‪ ،‬بينما العلم هو التصور وهو من مقولة البناء للمعنى‪ .‬والسنة باحاديثها‬
‫نص وال نص ينظر اليه من جهتين من جهة انه ذا معنى يفهم ويكشف عنه ومن‬
‫جهة انه ذا معنى يعلم ويبنى عليه‪ .‬ومن الواضح ان فهم الحديث وكشف معانيه‬
‫بالشرح ونحوه هو من مقدمات بناء المعنى واستعماله في العلم‪ .‬فالعلم بالسنة‬
‫مرحلة تأتي بعد فقه السنة‪ ،‬بمعنى ان فقه السنة مقدمة لعلم السنة‪.‬‬
‫ان العلم بعبارة أوسع واشمل هو منظومة المعارف المستفادة من األدلة وهو‬
‫غير األدلة‪ ،‬وبهذا يتضح ان علم السنة هو في الواقع المعارف الشرعية السنية‬
‫أي انه الجزء السني من علوم الشرعية‪ ،‬أي الجانب السني في العقائد والشرائع‪.‬‬
‫اما فقه السنة فهو فهم النص السني وتبين معانيه واهم صوره هو شرح السنة‬
‫وهو تفسير (تفسير السنة)‪ ،‬ولذلك يكون من المناسب تسمية شرح السنة بانه فقه‬
‫السنة‪ ،‬وما يصطلح بفقه السنة يكون من األنسب تسميته (علم السنة الشرائعي)‬
‫ومع علم السنة العقائدي يتكون علم السنة‪ .‬ففقه السنة واهمه الشرح (شرح السنة)‬
‫مقدمة لعلم السنة الذي يدخل في بناء علوم الشريعة العقائدية والشرائعية‪ .‬ومن‬
‫هنا فبحث فقه السنة يقع في مقدمة علوم الشريعة وليس منها وانما الذي يكون‬
‫من علوم الشريعة هو علم السنة‪.‬‬

‫أصل) ‪ 30‬في الرد الى القرآن والسنة‬

‫سو ِل‪ .‬تعليق (ت) قال في‬ ‫الر ُ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ إِلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫قال تعالى‪ :‬فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬
‫الوجيز {فإن تنازعتم} اختلفتم وتجادلتم وقال ك ُّل فريق‪ :‬القو ُل قولي‪ :‬فَ ُردُّوا‬
‫األمر في ذلك إلى كتاب هللا وسنَّة رسوله‪ .‬وقال السعدي ثم أمر برد كل ما تنازع‬
‫الناس فيه من أصول الدين وفروعه إلى هللا وإلى رسوله‪ ،‬أي‪ :‬إلى كتاب هللا‬
‫وسنة رسوله؛ فإن فيهما الفصل في جميع المسائل الخالفية‪ .‬وقال الطوسي‪:‬‬
‫فمعنى الرد إلى هللا هو إلى كتابه والرد إلى رسوله هو الرد إلى سنته‪ .‬وهو قول‬
‫مجاهد‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وميمون بن مهران‪ ،‬والسدي‪ :‬والرد إلى االئمة يجري مجرى‬
‫الرد إلى هللا والرسول‪ ،‬ولذلك قال في آية أخرى " ولو ردوه إلى الرسول وإلى‬
‫أولي االمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " وألنه إذا كان قولهم حجة من‬
‫حيث كانوا معصومين حافظين للشرع جروا مجرى الرسول في هذا األصل) ‪.‬‬
‫انتهى اقول وهو مقتضى االمر بطاعتهم والسنة االمرة بالتمسك بهم حتى عند‬

‫‪127‬‬
‫من ال يقول بعصمتهم‪ .‬هذا وقد جاء في الحديث المصدق في النهج قال أمير‬
‫المؤمنين صلوات هللا عليه‪ :‬الرد إلى هللا األخذ بمحكم كتابه والرد إلى الرسول‬
‫األخذ بسنته الجامعة غير المفرقة‪ .‬لكن ال بد من توضيح امر ان هللا تعالى قال‬
‫سو ِل) ولم يقل الى القرآن والسنة‪ ،‬فتلك التفاسير تفاسير‬‫الر ُ‬ ‫(فَ ُردُّوهُ إِلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬
‫إضافية وهي مصدقة وحق اال ان األصل ان الرد يكون للرسول صلى هللا عليه‬
‫واله وان ذكر هللا تعالى هو تشريفي ومثله كثير في القران‪ .‬فيكون الرد الى‬
‫الرسول في حال حياته وبعد مماته يكون الرد الى من يقوم مقامه‪ ،‬وهذا يعني‬
‫ضرورة وجود من يقوم مقامه يقترب منه‪ ،‬وصرح القران في موضع اخر بأنهم‬
‫اولو االمر‪ ،‬وهذا يدلل ان الطاعة والرد الى ولي االمر هي من سنخ طاعة‬
‫الرسول والرد اليه وال وجه للقول باالختالف‪ .‬ولو االمر هم االوصياء عليهم‬
‫السالم بالمعارف المصدقة‪ ،‬نعم في حال غيبة الوصي فانه يرد الى الكتاب‬
‫والسنة‪.‬‬
‫اختَلَ ْفت ُ ْم‬
‫{و َما ْ‬
‫َّللا‪ .‬ت‪ :‬قال السعدي َ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُح ْك ُمهُ إِلَى َّ ِ‬
‫اختَلَ ْفت ُ ْم فِي ِه ِم ْن َ‬
‫وقال تعالى‪َ :‬ما ْ‬
‫َّللا}‬‫ش ْيءٍ } من أصول دينكم وفروعه‪ ،‬مما لم تتفقوا عليه {فَ ُح ْك ُمهُ ِإلَى َّ ِ‬ ‫فِي ِه ِم ْن َ‬
‫يرد إلى كتابه‪ ،‬وإلى سنة رسوله‪ ،‬فما حكما به فهو الحق‪ ،‬وما خالف ذلك فباطل‪.‬‬
‫وقال ابن عجيبة المختار العموم‪ ،‬أي‪ :‬وما اختلفتم فيه أيها الناس من أمور الدين‪،‬‬
‫سواء رجع ذلك االختالف إلى األصول أو الفروع‪ ،‬ف ُحكم ذلك إلى هللا‪ ،‬وقد قال‬
‫سو ِل}‪ .‬وقال الطوسي‬ ‫في آية أخرى‪{ :‬فَإِن تَنَازَ ْعت ُ ْم في شيء فَ ُردُّوهُ إِلَى هللاِ َو َّ‬
‫الر ُ‬
‫وقوله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى هللا) معناه ان الذي تختلفون فيه من‬
‫أمر دينكم ودنياكم وتتنازعون فيه (فحكمه إلى هللا) يعني أنه الذي يفصل بين‬
‫المحق فيه وبين المبطل‪ ،‬ألنه العالم بحقيقة ذلك‪ .‬أقول وهنا يجري الكالم ذاته‬
‫فيما تقدم بان الرد الى من يتكلم عن هللا تعالى بال ظن او اجتهاد وهو مختص‬
‫بالنبي صلى هللا عليه واله‪ ،‬وبعد وفاته يكون الحكم الى من يقوم مقامه علما‬
‫وطاعة وهم االوصياء‪ .‬نعم في حال غيبة الوصي يكون الرد الى القران والسنة‪.‬‬
‫طونَهُ‬ ‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْن ِب ُ‬ ‫وقال تعالى‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫ُ‬
‫سو ِل َو ِإلَى أ ْو ِلي األ َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم}‬ ‫{ولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ِم ْن ُه ْم‪ .‬تعليق (ت)‪ :‬قال الماوردي َ‬
‫وفيهم ثالثة أقاويل‪ :‬أحدها‪ :‬أنهم األمراء‪ ،‬وهذا قول ابن زيد‪ ،‬والسدي‪ .‬والثاني‪:‬‬
‫هم أمراء السرايا‪ .‬والثالث‪ :‬هم أهل العلم والفقه‪ ،‬وهذا قول الحسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وابن‬
‫جريج‪ ،‬وابن نجيح‪ ،‬والزجاج‪ .‬قال الطوسي (ولو ردوه إلى الرسول) بمعنى لو‬
‫ردوه إلى سنته " وإلى أولي االمر منهم "‪ .‬قال أبو جعفر (صلوات هللا عليه)‪:‬‬
‫هم االئمة المعصومون‪ .‬وقال ابن زيد‪ ،‬والسدي‪ ،‬وأبوعلي‪ :‬هم امراء السرايا‪،‬‬
‫والوالة‪ ،‬وكانوا يسمعون بأخبار السرايا وال يتحققونه فيشيعونه وال يسألون أولي‬

‫‪128‬‬
‫االمر‪ .‬وقال الحسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وابن جريج‪ ،‬وابن أبي نجيح‪ ،‬والزجاج‪ :‬هم أهل‬
‫العلم‪ ،‬والفقه المالزمين للنبي صلى هللا عليه وآله‪ ،‬ألنهم لو سألوهم عن حقيقة ما‬
‫أرجفوا به‪ ،‬لعلموا به‪ .‬قال الجبائي‪ :‬هذا ال يجوز‪ ،‬الن أولي االمر من لهم االمر‬
‫على الناس بوالية‪ .‬واالول أقوى‪ ،‬ألنه تعالى بين أنهم متى ردوه إلى أولي العلم‬
‫علموه‪ .‬والرد إلى من ليس بمعصوم‪ ،‬ال يوجب العلم لجواز الخطأ عليه بال خالف‬
‫سواء كانوا امراء السرايا‪ ،‬أو العلماء‪ .‬انتهى اقول المصدق ان الرد ترتيبي اي‬
‫الى الرسول حال وفاته وبعده الى اولي االمر وهو الذي يقوم مقام الرسول‬
‫المفترضة طاعتهم وان الرد الى ولي االمر طريقي فال بد ان يكون على علم‬
‫باهلل والرسول مما يؤهله ان يكون هاديا وهم االوصياء صلوات هللا عليهم بالنقل‬
‫المصدق‪ .‬نعم االطالق ال يسقط وال يبطل في حال غيبة الوصي فيرد الى القران‬
‫والسنة وال يعمل اال بما يوافقهما‪.‬‬
‫سو ِل َوإِلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ‬ ‫ان قوله تعالى ‪َ (:‬ولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم) هي المحكم في العرض وان الرد الى هللا والرسول هو الرد‬ ‫يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫الى رسول هللا صلى هللا عليه واله في حياته والى وصيه في حال وفاته والى ما‬
‫هو معلوم من دينه ومن معارف قرانيه وسنية متفق عليهما في حال غياب‬
‫الوصي‪.‬‬
‫َّللا َج ِمي ًعا َو َال تَف ََّرقُوا‪ .‬ت‪ :‬قال ابو السعود‬
‫َص ُموا ِب َح ْب ِل َّ ِ‬
‫وقال تعالى َوا ْعت ِ‬
‫اإلسالم أو بكتابه لقوله عليه الصالة والسالم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫{واعتصموا بِ َح ْب ِل هللا} أي بدين‬
‫«القرآنُ حب ُل هللا المتينُ )‪ .‬وقال الطوسي و " واعتصموا " امتنعوا بحبل هللا‬
‫واستمسكوا به ‪ -‬الى ان ‪ -‬قال في معنى قوله‪ " :‬بحبل هللا " قوالن قال أبوسعيد‬
‫الخدري عن النبي صلى هللا عليه وآله أنه كتاب هللا‪ .‬وبه قال ابن مسعود‪ .‬وقتادة‬
‫والسدي‪ .‬وقال ابن زيد " حبل هللا " دين هللا أي دين االسالم‪ .‬وقوله‪ " :‬جميعا "‬
‫منصوب على الحال‪ .‬والمعنى اعتصموا بحبل هللا مجتمعين على االعتصام به‪.‬‬
‫انتهى‪ ،‬فاالعتصام هو التمسك اي عمليا هو الرجوع والرد‪ .‬أقول حبل هللا وفق‬
‫منهج العرض هو المعلوم المتفق عليه من معارف القران والسنة والتي يحكم‬
‫بها العالم بها من ولي من نبي او وصي‪ .‬فهذه اآلية بمعنى ما تقدم وهي تفيد‬
‫العرض والرد الى تلك المعارف‪.‬‬
‫ان هذا االيات هي االساس النقلي في منهج العرض ‪ -‬اي عرض الحديث على‬
‫القران والسنة ‪ -‬مع االساس العقالئي والفطري للقرائنية وللتمييز والرد والفرز‪.‬‬
‫وال يقال انها في مورد االختالف‪ ،‬حيث انها وألجل مجيئها موافقة لسلوك‬
‫عقالئي عام انما كانت من أصل) المثال والمصداق والتطبيق‪ .‬وهذا الذي يشهد‬
‫له أصل نقلي اخر هو ايضا يقع ضمن إطار السلوك العقالئي في احراز وقصد‬

‫‪129‬‬
‫توافق المعارف وتناسبها وتناسقها وهو االصل الثاني التالي اي ان الحق يصدق‬
‫بعضه بعضا‪.‬‬
‫ان الرد الى المعارف الثابتة واالخذ بما وافقها هو شرط من شروط االطمئنان‬
‫للخبر وافادته العلم العرفي والذي يعتبر فيه عند العقالء ان يكون موافقا لما هو‬
‫معلوم من معرفة الن التناسب واالتساق بين المعارف عالمة الصدق وهو ما‬
‫تتبناه الفلسفة المعاصرة‪ .‬والشاهد على اعتبار التناسق واالتساق وعدم االختالف‬
‫في المعارف الشرعية ادلة نصية كثيرة دلت على اعتبار موافقة الخبر للقران‬
‫والسنة بألفاظ وصور مختلفة يأتي تفصيلها‪.‬‬
‫أصل) ‪ 31‬في الحق يصدق بعضه بعضا‬
‫قال هللا تعالى‪َ :‬ويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم [البقرة‪ .]91/‬ت‪:‬‬
‫{وه َُو الحق} حال‬‫قال في تفسير الجاللين { ِب َما َو َرا َءهُ} سواه أو بعده من القرآن َ‬
‫صدقاً} حا ٌل مؤكدة لمضمون‬ ‫صدِقاً} حال ثانية مؤكدة‪ .‬وقال ابو السعود { ُم َ‬ ‫{ ُم َ‬
‫ضمير الحق وعاملها ما فيه من معنى الفعل قاله أبو البقاء‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الجمل ِة صاحبُها إما‬
‫ُ‬
‫مضمر‪ ،‬أي أ ِحقُّه مصدِقاً‪ .‬وعن ابن‬ ‫ٌ‬ ‫ضمير دل عليه الكال ُم وعاملها فع ٌل‬ ‫ٌ‬ ‫وإما‬
‫صدِقا ً‬
‫ورا َءهُ} أي‪ :‬بما سواه‪ ،‬وهو القرآن‪ ،‬حال كونه { ُم َ‬ ‫عجيبة وهم {يَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َ‬
‫ِل َما َمعَ ُه ْم}‪ .‬وقال الطوسي قوله‪ " :‬هو الحق مصدقا " يعني القرآن مصدقا لما‬
‫معهم ‪ -‬ونصب على الحال ‪ -‬ويسميه الكوفيون على القطع‪ .‬انتهى وقوله على‬
‫القطع يفصله الطبرسي حيث قال ‪ :‬قوله « مصدقا » نصب على الحال و هذه‬
‫حال مؤكدة قال الزجاج زعم سيبويه و الخليل و جميع النحويين الموثوق بعلمهم‬
‫أن قولك هو زيد قائما خطأ ألن قولك هو زيد كناية عن اسم متقدم فليس في‬
‫الحال فائدة ألن الحال يوجب هاهنا أنه إذا كان قائما فهو زيد و إذا ترك القيام‬
‫فليس بزيد فهذا خطأ فأما قولك هو زيد معروفا و هو الحق مصدقا ففي الحال‬
‫هنا فائدة كأنك قلت أثبته له معروفا و كأنه بمنزلة قولك هو زيد حقا فمعروف‬
‫حال ألنه إنما يكون زيدا بأنه يعرف بزيد و كذلك القرآن هو الحق إذا كان مصدقا‬
‫لكتب الرسل (عليهم السالم)‪ .‬انتهى‪ ،‬اقول قوله (كذلك القرآن هو الحق إذا كان‬
‫مصدقا لكتب الرسل) هو نص أصل التصديق (المصدقية) بان المصدقية من‬
‫مالزمات الحق وعالماته‪ ،‬وكالم االعالم المتقدم يوجب الجزم بذلك اظهرها‬
‫قول ابو السعود (احقه مصدقا)‪.‬‬
‫ص ِد ًقا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه [آل عمران‪ ]3/‬ت‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫ق ُم َ‬ ‫ع َليْكَ ْال ِكت َ‬
‫وقال تعالى‪ :‬ن ََّز َل َ‬
‫وهو كسابقه‪ .‬اال انه عبر (بالحق)‪ ،‬وما يكون بالحق هو الحق‪ ،‬كما ان بالحق‬

‫‪130‬‬
‫فيه ميزة إضافية انه مالزم له وهو ما ينفي عنه الباطل من تحريف ونحوه‪ ،‬كما‬
‫انه ينفي انعدام الحق به وهو موجب لمن يعلم بالحق به ويعلمه بالحق‪.‬‬
‫قال تعالى‪َ :‬وآَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬
‫ص ِد ًقا ِل َما َم َع ُك ْم َو َال تَ ُكونُوا أَ َّو َل كَا ِف ٍر ِب ِه‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم } أي‪ :‬موافقا له ال مخالفا وال‬ ‫[البقرة‪ ]41/‬ت‪ :‬قال السعدي { ُم َ‬
‫مناقضا‪ ،‬فإذا كان موافقا لما معكم من الكتب‪ ،‬غير مخالف لها; فال مانع لكم من‬
‫اإليمان به‪ ،‬ألنه جاء بما جاء به المرسلون‪ ،‬فأنتم أولى من آمن به وصدق به‪،‬‬
‫صدقًا ل َما‬ ‫ءامنُواْ بِ َما أَنزَ ْلتُ ُم َ‬
‫{و ِ‬ ‫لكونكم أهل الكتب والعلم‪ .‬وقال السمرقندي َ‬
‫َم َع ُك ْم}‪ ،‬أي صدقوا بهذا القرآن الذي أنزلت على محمد صلى هللا عليه وسلم‬
‫مصدقا ً أي موافقا ً لما معكم‪ .‬قال الطبرسي « آمنوا » أي صدقوا « بما نزلنا »‬
‫يعني بما نزلناه على محمد (صلى هللا عليه وآله وسلم) من القرآن و غيره من‬
‫أحكام الدين « مصدقا لما معكم » من التوراة و اإلنجيل اللذين تضمنتا صفة نبينا‬
‫(صلى هللا عليه وآله وسلم) و صحة ما جاء به‪ .‬قال الطوسي ‪ ":‬آمنوا " معناه‬
‫صدقوا‪ ،‬النا قد بينا ان االيمان هو التصديق " بما انزلت " يعني بما انزلت على‬
‫محمد " صلى هللا عليه و اله " من القرآن‪ .‬وقوله‪ " :‬مصدقا " يعني ان القرآن‬
‫مصدق لما مع اليهود من بني اسرائيل من التوراة وامرهم بالتصديق بالقرآن‪،‬‬
‫واخبرهم ان فيه تصديقهم بالتوراة‪ ،‬الن الذي في القرآن من االمر باالقرار بنبوة‬
‫محمد " ص "‪ ،‬وتصديقه نظير الذي في التوراة واالنجيل وموافق لما تقدم من‬
‫االخبار به‪ ،‬فهو مصداق ذلك الخبر وقال قوم‪ :‬معناه انه مصدق بالتوراة‬
‫واالنجيل الذي فيه الداللة على انه حق واالول الوجه‪ ،‬الن على ذلك الوجه حجة‬
‫عليهم‪ ،‬دون هذا الوجه‪ .‬انتهى اقول المصدق ان االحتجاج بالمصدقية اي كون‬
‫السابق مصداقا للتالي مما يدل على ان الثاني هو الحق يجب االيمان به‪ .‬والحظ‬
‫كيف امر هللا تعالى بااليمان الجل انه مصدق‪ ،‬فوضع المصدقية بدال من الحق‬
‫المصرح به في آيات اخرى‪ .‬فجعل الموجب لإليمان هنا المصدقية وقد جعل‬
‫موجبها الحق في آيات اخر‪ ،‬وهذا فيه نوع من البدلية للمالزمة‪ .‬وهو من ادل‬
‫ادلة اصل المصدقية وان التصديق عالمة الحق والصدق‪.‬‬
‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِد ًقا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه‬ ‫قال تعالى‪َ :‬وا َّلذِي أَ ْو َح ْينَا ِإ َليْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫[فاطر‪ .]31/‬ت‪ :‬وهو يشعر ايضا بالمالزمة بين الكتاب (الحق) والمصدقية و‬
‫يجري فيه الكالم السابق‪ .‬ويكشف بان من صفات ما يكون من الكتاب انه مصدق‬
‫ويصدق بعضه بعضا‪ ،‬والكتاب يستفاد منه انه مثال للمعارف الشرعية فيجري‬
‫فيها أصل المصدقية وان عالمة كون المعرفة شرعية ومن الكتاب انها مصدقة‪.‬‬
‫وهذا االثبات هو ذاتي للكتابية والشرعية بخالف غيرها فانه اثبات للحق‬
‫والصدق ومن خاللهما يثبت انه الكتاب وانه من هللا تعالى‪ .‬وهذا ما يمكن من‬

‫‪131‬‬
‫القول ان الفروع االستنباطية ليست إضافات خارجية على الشريعة والكتاب‬
‫وانما هي امتدادات للكتاب وتفرعات تنتمي اليه حقيقة وان كان انتماء معرفيا‬
‫وليس تنصيصا‪.‬‬
‫اختِ َالفًا‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬ ‫قال تعالى‪ :‬أَفَ َال يَتَدَبَّ ُرونَ ْالقُ ْرآَنَ َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫يرا [النساء‪ ]82/‬ت‪ :‬قال السعدي (ومن فوائد التدبر لكتاب هللا‪ :‬أنه بذلك يصل‬ ‫َكثِ ً‬
‫العبد إلى درجة اليقين والعلم بأنه كالم هللا‪ ،‬ألنه يراه يصدق بعضه بعضا‪،‬‬
‫ويوافق بعضه بعضا‪ .‬فترى الحكم والقصة واإلخبارات تعاد في القرآن في عدة‬
‫مواضع‪ ،‬كلها متوافقة متصادقة‪ ،‬ال ينقض بعضها بعضا‪ ،‬فبذلك يعلم كمال القرآن‬
‫{ولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد‬
‫وأنه من عند من أحاط علمه بجميع األمور‪ ،‬فلذلك قال تعالى‪َ :‬‬
‫يرا} أي‪ :‬فلما كان من عند هللا لم يكن فيه اختالف‬ ‫اختِالفًا َكثِ ً‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫َ‬
‫أصال‪ .‬وقال ابن عجيبة يقول الحق جل جالله ‪ :‬أفال يتدبر هؤالء المنافقون {‬
‫القرآن } ‪ ،‬وينظرون ما فيه من البالغة والبيان ‪ ،‬ويتبصرون في معاني علومه‬
‫وأسراره ‪ ،‬ويطلعون على عجائب قصصه وأخباره ‪ ،‬وتَوافُق آيات ِه وأحكامه ‪،‬‬
‫حتى يتحققوا أنه ليس من طوق البشر ‪ ،‬وإنما هو من عند هللا الواحد القهار ‪{ ،‬‬
‫كثيرا } بَين أحكامه وآياته ‪ ،‬من‬ ‫ً‬ ‫ولو كان من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفًا‬
‫ت اللفظ وتناقض المعنى ‪ ،‬وكَون بعضه فصي ًحا ‪ ،‬وبعضه ركي ًكا‪ ،‬وبعضه‬ ‫تَفَاو ِ‬
‫تصعب معارضته وبعضه تسهل ‪ ،‬وبعضه توافق أخباره المستقبلة للواقع ‪،‬‬
‫وبعضه ال يوافق ‪ ،‬وبعضه يوافق العقل ‪ ،‬وبعضه ال يوافقه ‪ ،‬على ما دل عليه‬
‫االستقراء من أن كالم البشر ‪ ،‬إذا طال ‪ ،‬قطعًا يوجد فيه شيء من الخلل‬
‫والتناقض‪ .‬قال الطوسي " نزله على قلبك " يا محمد " مصدقا لما بين يديه "‬
‫يعني القرآن‪ ،‬ويعني مصدقا لما سلف من كتب هللا امامه التي انزلها على رسله‪،‬‬
‫وتصديقا لها‪ :‬موافقة لمعانيها‪ .‬انتهى اقول المصدق ان السابق يكون مصداقا و‬
‫مصدقا للتالي فقوله مصدقا لما قبله اي موافقا وبهذه الموافقة يكون السابق‬
‫مصداقا للموافق‪ .‬قال الطبرسي و قوله « مصدقا لما بين يديه » معناه موافقا‬
‫لما بين يديه من الكتب و مصدقا له بأنه حق و بأنه من عند هللا ال مكذبا لها ‪.‬‬
‫وقال في موضع اخر « مصدقا لما بين يديه » أي لما قبله من كتاب و رسول‬
‫عن مجاهد و قتادة و الربيع و جمع المفسرين و إنما قيل لما بين يديه لما قبله‬
‫ألنه ظاهر له كظهور الذي بين يديه و قيل في معنى مصدقا هاهنا قوالن (‬
‫أحدهما ) أن معناه مصدقا لما بين يديه و ذلك لموافقته لما تقدم الخبر به و فيه‬
‫داللة على صحة نبوته (صلى هللا عليه وآله وسلم) من حيث ال يكون ذلك كذلك‬
‫إال و هو من عند هللا عالم الغيوب ( و الثاني ) أن معناه أن يخبر بصدق األنبياء‬
‫و بما أتوا به من الكتب‪ .‬وال يكون مصدقا للبعض ومكذبا للبعض‪ .‬انتهى اقول‬
‫الوجه هو األول‪ .‬والحظ قوله (وفيه داللة على صحة نبوته (صلى هللا عليه‬

‫‪132‬‬
‫وآله وسلم) من حيث ال يكون ذلك كذلك إال وهو من عند هللا عالم الغيوب) فانه‬
‫بين ان الموافقة دالة على الصحة‪ ،‬بل هو نص في أصل المصدقية وأنها عالمة‬
‫للصدق والحقيقة‪ ،‬واستدالله مستند على الفهم العقالئي بان ما هو كذلك ال يكون‬
‫اال حقا من عالم الغيب الجل الموافقة‪ .‬وذكر القران من المثال للحق الشامل‬
‫للقران والسنة اي للمعارف الدينية‪ .‬وان من اهم معجزات المعارف الشرعية ‪-‬‬
‫مع عددها الكبير جدا الذي هو باآلالف من القضايا‪ -‬انها غير متعارضة وال‬
‫متناقضة فكان هذا كاشفا ان التوافق والتناسق اوليا فيها وذاتيا‪ .‬وهذا في المعارف‬
‫المعلومة فينبغي ان ال يخل بذلك بمعارف ظنية بل ينبغي ايضا ان تكون بال‬
‫تناقض وال اختالف ومتوافقة ومتناسقة مع المعلوم من الشرع‪.‬‬
‫اقول ان هذه االيات تدل على ان المصدقية مما يوجب االطمئنان ومعرفة الحق‬
‫وتمييزه ان لم نقل بانها مالزمة لذلك‪ ،‬وان عدم المصدقية مما يبعث على عدم‬
‫االطمئنان ان لم يمنعه‪ .‬وان هذا االصل بمعية االصل السابق واالصل العقالئي‬
‫بل الفطري من العرض والرد في التمييز والفرز يحقق نظاما معرفيا معلوما‬
‫وثابتا‪ ،‬هو مصدق وشاهد لحديث العرض‪ .‬بل ان هذه االصول بنفسها كافية في‬
‫اثبات العرض ولو من دون الحديث‪ .‬وهل حديث العرض في حقيقة االمر اال‬
‫من فروع تطبيقات تلك االصول ومصداق لها وليس تأسيسا لمعرفة مستقلة وهو‬
‫ظاهر لكل متتبع‪.‬‬
‫والتصديق (المصدقية) معرفيا هي الموافقة وليست شيئا أخص منها كما قد‬
‫يتصور‪ ،‬وذلك بوجود الشاهد والمصدق وعامل االتساق والتناسق‪ ،‬فيكون‬
‫االختالف وعدم الموافقة عدم الشاهد وعدم المصدق وانعدام عوامل االتساق‬
‫والتناسق‪ .‬ان أي خلل في التناغم والتناسق واالتساق هو عدم موافقة‪ .‬ومن هنا‬
‫يتبين ان الموافقة ليست عدم التعارض بل الموافقة عدم التناسق‪ ،‬كما ان عدم‬
‫الموافقة ليس التعارض والتقاطع بل عدم التناسق وعدم االتساق‪ ،‬كما ان الموافقة‬
‫ليست المطابقة بل التناسق واالتساق‪ .‬فالتصديق (المصدقية) قد يكون بوجود‬
‫مصدق مطابق او مصدق موافق دالليا‪ ،‬او وجود شاهد معرفي مطابق او موافق‬
‫معرفيا‪ .‬وعدم الموافقة قد تكون بالتعارض؛ سواء التعارض المستقر التام او‬
‫التعارض الذي ال يقبل الجامع عرفا‪ ،‬او بعدم االتساق وعدم التناسق دالليا او‬
‫معرفيا‪.‬‬
‫ومن هنا يتبين جليا ان الموافقة التي في حديث العرض يراد بها ان يكون له‬
‫مصدق وشاهد واصل في القران والسنة وليس مطلق عدم المخالفة وهذا هو‬
‫معنى الموافقة للقران والموافق لحقيقة االتصال المعرفي واالتساق وعليه‬

‫‪133‬‬
‫أحاديث نصت على ذلك سياتي ذكرها‪ .‬وهذا الشرط هو الكفيل فعال بإخراج‬
‫الخبر من الظن الى العلم والكفيل بتحقيق االتصال المعرفي‪.‬‬

‫أصل) ‪ 32‬في العمل بروايات اهل السنة والجماعة‬


‫أصول الشريعة هي القران والسنة بقول النبي او وصيه صلوات هللا عليهما‪.‬‬
‫ولقد بينت مفصال في كتابي “عرض الحديث على القران والسنة" الذي اشتمل‬
‫على آيات وروايات تدل بصريحها او بإطالقها المصدق على حجية الحديث‬
‫الموافق للقران والسنة وان كان سنده ضعيفا بحسب االصطالح‪ .‬فوفق منهج‬
‫العرض أي عرض الحديث على القران ووفق المدرسة العرضية في فقه‬
‫الشريعة‪ ،‬أي حديث ينسب الى النبي او الوصي صلوات هللا عليهما برواية عادية‬
‫وله شاهد من القران والسنة ومصدق منه فهو حق وصدق ويفيد العلم والعمل‬
‫في أي كتاب من كتب المسلمين بالرواية العادية العقالئية‪ .‬واي حديث ليس له‬
‫شاهد من محكم القران وقطعي السنة فهو ظن ال يصح العمل به وان روي بأصح‬
‫االسانيد او اشتهر غاية االشتهار‪.‬‬
‫ومن التطبيقات العملية لي في علم الحديث وفق منهج العرض كتابي (صحيح‬
‫مسند احمد) و (صحيح سنن البيهقي) وغيرهما من تحقيقياتي في كتب اهل‬
‫السنة‪ ،‬فان أي حديث يرويه اهل السنة له شاهد من القران والسنة فهو حق‬
‫وصدق وعلم ويقدم على الحديث الذي يرويه الشيعة الذي ليس له شاهد منهما‬
‫وان صح سنده او اشتهرت روايته‪ .‬وكذلك العكس فكل حديث يرويه الشيعة له‬
‫شاهد من القران والسنة فهو حق وصدق ويقدم على كل حديث يرويه اهل السنة‬
‫ليس له شاهد من القران والسنة وان صح سنده او اشترت روايته‪ .‬وهكذا االمر‬
‫في التفاسير والفتوى‪ ،‬فكل ما له شاهد من القران يقدم على ما ليس له شاهد منه‬
‫بغض النظر عن قائله وطائفته ومدرسته‪.‬‬
‫والسنة التي يعرض عليها الحديث الظني (أي خبر الواحد) هي السنة القطعية‬
‫المعلومة الثابتة‪ .‬فالعرض للحديث الظني (خبر الواحد) وليس للسنة القطعية كما‬
‫توهم البعض‪ .‬وليس كل حديث هو سنة وان كانت السنة كلها حديث‪ ،‬والمساواة‬
‫بين الحديث والسنة خطأ فادح‪ .‬وان اهم سبب لتعطيل السعي نحو اسالم بال‬
‫طوائف والى اسالم عابر للمذاهب هو اعتماد المنهج السندي والتقييم الرجالي‬
‫لألسانيد واعتماد علم الرجال او الجرح والتعديل‪ ،‬وان تجاوزه بالفقه العرضي‬
‫التصديقي الذي ال يعتد بالسند وال يهتم بعلم الرجال او الجرح والتعديل خطوة‬
‫مهمة نحو اسالم بال مذاهب‪ ،‬وهللا الموفق‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫أصل) ‪ 33‬العمل بما وافق العامة‬
‫المشهور وفق الفقه اللفظي السندي السائد عند اختالف حديثين أحدهما موافق‬
‫للعامة واألخر مخالف فانه يؤخذ بما خالف العامة واعتبار االخر تقية‪ .‬لكن وفق‬
‫الفقه التصديقي العرضي الذي اعتمده فان الواجب االخذ بما وافق العامة ألصول‬
‫قرآنية كثيرة أهمها الجماعة والوحدة واالعتصام اال ان يكون مخالفا للقران‪ .‬واما‬
‫التقية فقد بينت بطالنها في كتب عدة فال مجال لمذهب الفقه اللفظي السندي‪.‬‬
‫والحديث الذي يخالف القران ال يعمل به مهما كان صحة سنده‪ ،‬والقول الذي‬
‫يخالف القران ال يعتد به مهما كانت شهرته او قائله‪.‬‬
‫وان اعتماد أصول الجماعة والوحدة واالعتصام يجري على جميع الطوائف‬
‫والمذاهب بل واألديان‪ ،‬فكلما جاء النقل مختلفا أحدهما يوافق االخر والثاني‬
‫يخالفه وجب االخذ بالمخالف اال ان يكون مخالفا للقران‪ .‬وهللا الموفق‪.‬‬
‫أصل) ‪ 34‬في محورية المتن في تقييم االخبار‬
‫ان محورية القيمة المتنية للخبر مما يصدقه بل ويقره سلوك العقالء في تعامالتهم‬
‫الحياتية‪ ،‬والشرع جرى على ذلك‪ ،‬ولحقيقة كون الشرع نظاما له دستور وروح‬
‫ومقاصد وقطب تدور حوله باقي اجزائه وانظمته كان الرد والتناسق والتوافق‬
‫اوليا واساسيا فيه‪ .‬فكل ما يخالف تلك الروح والمقاصد ال يقر‪ .‬وال يتحقق‬
‫اطمئنان وال استقرار انتسابي وال اذعان تصديقي اال بان تكون المعارف متناسقة‬
‫متوافقة يشهد بعضها لبعض وهذا مطلب عقالئي ارتكازي‪.‬‬
‫ال بد من التأكيد والتذكير دوما ان الشرع نظام معرفي واضح المعالم والحمد هلل‬
‫وهي حصانة له‪ ،‬وفيه معارف ثابتة قطعية ال يصح مخالفتها ألنه من نقض‬
‫الغرض ومن االخالل بالنظام‪ .‬فاألخبار الظنية مهما كانت صحة سندها خاضعة‬
‫لعملية الرد والعرض والى وجوب تبين مدى الموافقة والتناسب ومدى االقتراب‬
‫من أصول الشريعة او مدى ابتعادها وشذوذها وهذا هو االتصال المتني المعرفي‬
‫الذي يقدمه منهج العرض بديال حقيقيا وصادقا عن االتصال السندي‪ .‬وهل يعرف‬
‫غرابة وشذوذ ما ينسب للشرع بظنون نقلية من تفسيرات آليات او تأويالت او‬
‫روايات احاد اال من خالل الرد والعرض‪ ،‬بل ان سيرة المتشرعة حمل ظواهر‬
‫األحاديث المشكلة على ما يوافق الثابت بل ان ظواهر االيات المتشابهة يحمل‬
‫على محكمها‪ ،‬وهذا كله من تطبيقات العرض والرد‪.‬‬
‫فالتقييم المتني متجذر وعميق في الشرع كما هو حال اي نظام معرفي دستوري‬
‫اختصاصي يحتكم الى عمومات وقواعد ثابتة ظاهرة هي روح النظام وجوهره‬

‫‪135‬‬
‫ال يقبل اال ما توافق معها ويرد ما خالفها‪ ،‬وعلى ذلك كانت المعارف الشرعية‬
‫الثابتة بل االرتكاز الشرعي المصدق بسيرة العقالء بل وفطرتهم‪ .‬فمن الجلي‬
‫جدا ان ما يخالف ما هو قطعي من الشرع يكون مشكال بل احيانا يحكم بانه منكر‬
‫وأحيانا يحكم انه كذب‪ .‬ولقد رد او كذب السلف واالعالم ومن ال يشك في ورعه‬
‫وتقواه معارف كانت بهذه الصفة ليس اال انهم طبقوا الرد والعرض عليها‪.‬‬
‫لقد بين القرآن الكريم وبوضوح بان الحقية والعلمية والباطلية والظنية هي صفة‬
‫عد ًْال َال‬ ‫ت َك ِل َمةُ َربِكَ ِ‬
‫ص ْدقًا َو َ‬ ‫(وتَ َّم ْ‬
‫للمتن بذاته بغض النظر عن ناقله‪ ،‬قال تعالى َ‬
‫ع ْن‬
‫ُضلوكَ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ضي ِ‬ ‫ُمبَ ِد َل ِل َك ِل َماتِ ِه َوه َُو الس َِّمي ُع ْال َع ِلي ُم (*) َو ِإ ْن ت ُ ِط ْع أَ ْكثَ َر َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫صونَ [األنعام‪.)]116 ،115/‬‬ ‫الظ َّن َوإِ ْن ُه ْم إِ َّال يَ ْخ ُر ُ‬ ‫َّللا إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬‫سبِي ِل َّ ِ‬ ‫َ‬
‫فالحظ كيف جعل هللا تعالى الصدق والواقعية مصدر المعرفة وان غيره من‬
‫الظن ال ينفع وان قال به االكثرون‪ .‬وال ريب ان االكثرية مصدر اطمئنان عند‬
‫بعض اهل القرائن‪.‬‬
‫َّللاُ َما أَ ْش َر ْكنَا‬ ‫سيَقُو ُل الَّذِينَ أَ ْش َر ُكوا لَ ْو شَا َء َّ‬ ‫والحظ هذا االعتبار في قوله تعالى ‪َ (:‬‬
‫سنَا قُ ْل‬ ‫ْ‬
‫ب الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َحتَّى ذَاقُوا َبأ َ‬ ‫ش ْيءٍ َكذَلِكَ َكذَّ َ‬ ‫َو َال آَ َبا ُؤنَا َو َال َح َّر ْمنَا ِم ْن َ‬
‫صونَ‬ ‫الظ َّن َوإِ ْن أَ ْنت ُ ْم إِ َّال ت َْخ ُر ُ‬ ‫ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا إِ ْن تَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫[األنعام‪ .)]148/‬ان االمر هنا وجه الى كافرين كما هو معلوم وطلب منهم‬
‫اخراج علم‪ ،‬فالعلم ال يتعارض مع كون ناقله كافرا‪ ،‬وهذا ظاهر في ان المركزية‬
‫للمتن وليس للناقل اذ النقلة كفرة فضال عن كونهم فسقة‪ .‬وفي المقابل قال تعالى‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم َو َال تَ ُكونُوا أَ َّو َل كَافِ ٍر بِ ِه َو َال تَ ْشت َُروا بِآَيَاتِي‬ ‫(وآَ ِمنُوا بِ َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬ ‫َ‬
‫اط ِل َوتَ ْكت ُ ُموا ْال َح َّق َوأَ ْنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ‬
‫سوا ْال َح َّق ِب ْال َب ِ‬‫ون (*) َو َال ت َْل ِب ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫َّ‬ ‫ت‬‫ا‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫َّاي‬
‫َِ َ‬ ‫ي‬ ‫إ‬‫و‬ ‫ً‬
‫يال‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ثَ َ‬
‫[البقرة‪ ،]42 ،41/‬فاآلية صريحة ان علمية االنسان ال تحصنه من الباطل وال‬
‫تمنعه فان الملبسين هنا وصفهم بالعلم اي انهم عالمون والمعروف انهم علماء‬
‫قومهم‪ ،‬والعلم باإلخالل والتحريف كشف عن عدم امانتهم وليس العكس‪.‬‬
‫فالمركزية هنا ايضا للمتن فالخلل بالمتن من تلبيس وكتمان مع درايتهم وضبطهم‬
‫وعلمهم اال انه كشف عن عدم امانتهم وعدم صدقهم‪ .‬اجل من خالل بطالن المتن‬
‫الذي نقلوه عرف عدم امانتهم وليس العكس‪ .‬فالتقييم النتني طريق الى التقييم‬
‫النقلي (ومنه السندي) وليس العكس كما هو مشهور اآلن‪.‬‬
‫(و ِإ َّن الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫َاب لَيَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫وانظر الى هذا االعتبار بالمتن أيضا‪ ،‬قال تعالى َ‬
‫أَنَّهُ ْال َح ُّق ِم ْن َر ِب ِه ْم [البقرة‪ ،)]144/‬وال ريب ان علمهم بكون الدعوى حق هو‬
‫الجل ما فيها من مضمون اي الجل متنها وليس لمعرفتهم او اعتقادهم ان النبي‬
‫امين ال يكذب فهم ليسوا من اهل مكة الذين علموا ذلك‪ ،‬كما ان علمهم لم يعصمهم‬
‫من االنكار واالخالل بالنقل وبما قدموه من نقل‪ ،‬فالعلمية والضبط والخبرة ال‬

‫‪136‬‬
‫تحصن االنسان من االخالل بالمتن‪ .‬وهذا العلم انما كان الجل عرضهم وردهم‬
‫ما في الدعوى اي المنتن الى ما عندهم‪ .‬ومثله قوله تعالى (الَّذِينَ آَتَ ْينَا ُه ُم ْال ِكت َ‬
‫َاب‬
‫َي ْع ِرفُونَهُ َك َما َي ْع ِرفُونَ أَ ْبنَا َء ُه ْم َو ِإ َّن فَ ِريقًا ِم ْن ُه ْم لَ َي ْكت ُ ُمونَ ْال َح َّق َو ُه ْم َي ْعلَ ُمونَ‬
‫[البقرة‪ )]146/‬فان درجة اليقين هذه انما تحققت بالرد والعرض ومطابقة ما في‬
‫دعوى الرسول صلى هللا عليه واله لما عندهم وليس إليمانهم او وثوقهم به‪ .‬كما‬
‫ان علمهم وخبرتهم وضبطهم لم يمنعهم من الكتمان واالخالل بالمتن‪ ،‬وكال‬
‫طرفي الكالم يبين ان األساس والمحور هو المتن وليس الناقل وال السند كما هو‬
‫مشهور‪.‬‬
‫في ضوء ما تقدم تتضح مركزية المتن في تبين كون المعرفة حقا بل وفي كون‬
‫(التصديق) المصدقية االساس الواجب الذي بتخلفه يتخلف العلم بكونها حقا‪ .‬ومن‬
‫هذا يتفرع ويتضح مركزية الصفات المتنية كمميز اساسي لألحاديث الظنية‬
‫كخبار االحاد من كونها ما يطمأن له ومما ال يطمأن له‪ .‬ومن المعلوم هذا التمييز‬
‫االطمئناني هو االساس لجميع المسالك التمييزية العقالئية بجميع مشاربها في‬
‫مفهوم الحقيقة والعلم‪ ،‬ووفق المنهج المتني ومنهج العرض فالحديث الظني الذي‬
‫له شاهد ومصدق من القران والسنة يكون داخال في خانة االطمئنان والعلم بغض‬
‫النظر عن قوة طريق روايته او ضعفه‪ .‬والحديث الظني الذي ليس له شاهد او‬
‫مصدق من القران او السنة يدخل في خانة عدم االطمئنان ويبقى ظنا بغض‬
‫النظر عن ضعف طريقه او قوته‪ .‬ومن ثم جاء حديث العرض ليكون نصا في‬
‫األصل) كمصداق وتطبيق لكل تلك المعارف وفرعا لها‪ ،‬وهو ما استفاض النقل‬
‫به والذي سأذكرها مفصال ومنها قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم‬
‫عني بالحديث فأنحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن‬
‫لم يوافق كتاب هللا فلم أقله‪( .‬اخرجه في المحاسن عن هشام بن الحكم بسند‬
‫صحيح)‪ ،‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه واله ‪ -‬في خطبة بمنى‪ :-‬يا أيها الناس‬
‫ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم عني ال يوافق القرآن فلم أقله‪.‬‬
‫(اخرجه في المحاسن عن الهشامين وغيرهما بسند صحيح)‪ .‬وهذا ما نسميه‬
‫الصدور التنزيلي أي من خالل المتن وموافقته الكتاب يحكم بالثبوت والصدور‬
‫ألنه قال (فانا قلته)‪ .‬وعن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ما أتاكم عنا من حديث‬
‫ال يصدقه كتاب هللا فهو باطل‪( .‬اخرجه في المحاسن عن كليب بن معاوية وهو‬
‫ثقة بسند صحيح)‪.‬‬
‫أصل) ‪ 35‬حديث الثقلين وحديث (كتاب هللا وسنة نبيه)‬
‫اما حديث الثقلين بلفظ (إني تارك فيكم الثقلين كتاب هللا وعترتي أهل بيتي) فهو‬
‫من السنة القطعية من المتواترات وهو في معنى الخالفة والطاعة واالتباع‪ ،‬وقد‬

‫‪137‬‬
‫حقق صحته ومعناه بالعرض على القران اهل البيت عليهم السالم فقد جاء في‬
‫االحتجاج عن االمام علي الهادي عليه السالم انه قال‪ :‬أصح خبر ما عرف تحقيقه‬
‫من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول هللا صلى هللا عليه واله حيث قال‪:‬‬
‫إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب هللا وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي‬
‫وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض‪ .‬واللفظة االخرى عنه في هذا المعنى‬
‫بعينه قوله صلى هللا عليه واله‪ :‬إني تارك فيكم الثقلين كتاب هللا وعترتي أهل‬
‫بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ما إن تمسكتم بهما لم تضلوا‪ .‬فلما‬
‫وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب هللا مثل قوله‪ :‬إنما وليكم هللا ورسوله‬
‫والذين آمنوا الذين يقيمون الصالة ويؤتون الزكاة وهم راكعون‪ .‬ثم اتفقت روايات‬
‫العلماء في ذلك ألمير المؤمنين عليه السالم أنه تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر‬
‫هللا ذلك له‪ ،‬وأنزل اآلية فيه‪ ،‬ثم وجدنا رسول هللا صلى هللا عليه واله قد أبانه من‬
‫أصحابه بهذه اللفظة‪ :‬من كنت مواله فعلي مواله اللهم وال من وااله وعاد من‬
‫عاداه‪ .‬وقوله صلى هللا عليه واله‪ :‬علي يقضي ديني وينجز موعدي وهو خليفتي‬
‫عليكم بعدي‪ .‬وقوله صلى هللا عليه واله ‪ -‬حيث استخلفه على المدينة ‪ -‬فقال‪ :‬يا‬
‫رسول هللا أتخلفني على النساء والصبيان؟ فقال‪ :‬أما ترضى أن تكون مني بمنزلة‬
‫هارون من موسى إال أنه ال نبي بعدي‪ .‬فعلمنا أن الكتاب شهد بتصديق هذه‬
‫األخبار وتحقيق هذه الشواهد فيلزم االمة اإلقرار بها إذا كانت هذه األخبار وافقت‬
‫القرآن‪ ،‬ووافق القرآن هذه األخبار‪ ،‬فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب هللا ووجدنا‬
‫كتاب هللا موافقا لهذه األخبار وعليها دليال كان االقتداء بهذه األخبار فرضا ال‬
‫يتعداه إال أهل العناد والفساد‪ .‬انتهى أقول وهذا تطبيق عملي لمنهج العرض من‬
‫قبل اهل البيت عليهم السالم وهو يؤكد احقية وصدق هذا المنهج والحمد هلل‪ .‬وهذا‬
‫هو حديث الثقلين‪.‬‬
‫واما حديث (كتاب هللا وسنة نبيه) فليس حديث الثقلين وليس فيه كلمة (الثقلين)‬
‫بل هو حديث اخر والخلط بينهما ال يصح‪.‬‬
‫فعن عمرو بن عوف قال‪ :‬قال رسول هللا‪ ,‬صلى هللا عليه واله وسلم‪ :‬تركت فيكم‬
‫أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما‪ :‬كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه واله وسلم‪.‬‬
‫اس فِي َح َّج ِة‬ ‫ب النَّ َ‬ ‫ط َ‬ ‫سلَّ َم َخ َ‬ ‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه َواله و َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫َّاس‪ ،‬أَ َّن َر ُ‬
‫عب ٍ‬
‫ع ِن اب ِْن َ‬ ‫و َ‬
‫ْال َودَاعِ ‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬في حديث فَاحْ ذَ ُروا يَا أيُّ َها النَّ ُ‬
‫اس ِإنِي قَ ْد ت ََر ْكتُ فِي ُك ْم َما ِإ ِن ا ْعتَ َ‬
‫ص ْمت ُ ْم‬ ‫َ‬
‫سنَّةَ نَ ِب ِي ِه‪.‬‬ ‫َضلُّوا أَ َبدًا ِكت َ‬
‫َاب َّ ِ‬
‫َّللا َو ُ‬ ‫ِب ِه فَلَ ْن ت ِ‬
‫وعن أنس بن مالك‪ :‬مرفوعاً‪ :‬لقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب هللا‬
‫وسنة نبيه‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫الخطاب رضي هللا عنه‪(( :‬تركتُ فيكم أمرين لن تضلُّوا بعدهما‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫مر بن‬ ‫ع َ‬‫وعن ُ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫سنَّةَ ِ‬
‫نبيه صلى هللا عليه وسل َم))‬ ‫َّ‬
‫وعز‪ ،‬و ُ‬ ‫كتاب هللا ج َّل‬
‫َ‬
‫إن اعتصمتُم به‪ ،‬لن‬
‫الزبير رضي هللا عنهما‪(( :‬تركتُ فيكم ما ِ‬ ‫عروة بن ُّ‬ ‫وعن ُ‬
‫سنَّة نبيِكم)‬ ‫تضلُّوا أبدًا‪ :‬أمرين بيِ ِ‬
‫نين‪ :‬كتاب هللا‪ ،‬و ُ‬
‫وعن عبد هللا بن أبي ن َِجيح رضي هللا عنه‪(( :‬تركتُ فيكم ما إن اعتصمتُم به‪،‬‬
‫فلن تضلُّوا أبدًا‪ :‬كتاب هللا‪ ،‬و ُ‬
‫سنَّة ِ‬
‫نبيه)‬
‫إن أخذتم به‪ ،‬لم تضلُّوا‪:‬‬
‫وعن ناجية بن ُجنُدب رضي هللا عنه‪(( :‬تركتُ فيكم ما ْ‬
‫سنَّة ِ‬
‫نبيه)‬ ‫كتاب هللا‪ ،‬و ُ‬
‫َ‬ ‫سنَّته بأيديكم! ويقال‪ :‬قد تركتُ فيكم‪:‬‬
‫كتاب هللا‪ ،‬و ُ‬
‫َّللا صلَّى هللا عليه واله وسلَّ َم قال‪:‬‬ ‫أن رسو َل َّ‬ ‫وعن مالكٍ رحمه هللا أنَّه بلَغَه َّ‬
‫سنَّةَ نَبيِه)‬ ‫تضلُّوا ما تَمسَّكتُم بهما‪ِ :‬ك َ‬
‫تاب َّ‬
‫َّللا‪ ،‬و ُ‬ ‫ين‪ ،‬لن ِ‬ ‫((تَركتُ في ُكم َ‬
‫أمر ِ‬
‫فهذه هي الفاظ هذا الحديث (كتاب هللا وسنة نبيه) وليس فيها (الثقلين) وال (سنتي)‬
‫صلَّى هللاُ َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫سو ُل َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫ع ْنهُ‪ ،‬قَالَ‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫ي َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ْن أَبِي ه َُري َْرةَ َر ِ‬ ‫نعم روي َ‬
‫َ‬
‫سنَّتِي‪َ ،‬ول ْن‬ ‫َاب َّ ِ‬
‫َّللا َو ُ‬ ‫ُّ‬
‫َضلوا بَ ْعدَ ُه َما‪ِ :‬كت َ‬ ‫َ‬
‫ش ْيئَي ِْن ل ْن ت ِ‬‫سلَّ َم‪ :‬إِنِي قَ ْد ت ََركتُ فِي ُك ْم َ‬
‫ْ‬ ‫َواله و َ‬
‫ض‪ .‬وفي لفظ عنه ((إنِي قد َخلَّفتُ فيكم اثنين‪ ،‬لن‬ ‫ي ْال َح ْو َ‬ ‫علَ َّ‬
‫َيتَف ََّرقَا َحتَّى َي ِردَا َ‬
‫ي الحوض) اال‬ ‫يردَا عل َّ‬ ‫يتفرقَا حتى ِ‬ ‫سنتي‪ ،‬ولن َّ‬ ‫تضلُّوا بعدهما أبدًا‪ :‬كتاب هللا‪ ،‬و ُ‬
‫انه لفظ شاذ واصالة التوحيد توجب كونه ظنا فيكون الثبوت لما تقدم‪.‬‬
‫واما ما الفقيه والمتفقه عن أبي سعي ٍد ال ُخدري ِ رضي هللا عنه‪(( :‬يا أيُّها الناس‪.‬‬
‫سنَّتي) فهذا‬ ‫فاستنطقوا القرآن ب ُ‬
‫ِ‬ ‫إنِي قد تركتُ فيكم الثَّقلين‪ :‬كتاب هللا‪ ،‬و ُ‬
‫سنَّتي؛‬
‫لفظ غريب شاذ ظن‪.‬‬
‫ورغم ان حديث (كتاب هللا وسنة نبيه) قد ضعف سنديا اال انه وفق منهج العرض‬
‫فانه صحيح‪ ،‬وهنا يبرز قوة المنهج العرضي التصديقي في قبال المنهج السندي‪.‬‬
‫وال تعارض ابدا بين هذا الحديث وحديث الثقلين اذ ان حديث القلين في الخالفة‬
‫والرد والطاعة واالتباع وحديث الكتاب والسنة في العلم والتشريع‪ ،‬ولقد عرفت‬
‫ان حديث الثقلين جاء بلفظ (خليفتين)‪ ،‬فالمعنى ان على المسلم ان يرجع في علمه‬
‫بالقران والسنة الى العترة فهم حملة السنة وهم العارفون بالسنة وهم اهل العلم‪.‬‬
‫والجامع لهذا المضمون هو حديث األصل) بقوله صلى هللا عليه واله (أنا مدينة‬
‫العلم وعلي أصل) ها‪ ،‬فمن أراد العلم فليأت األصل) ) ففي المناقب قال قال النبي‬
‫صلى هللا عليه واله ‪ -‬باالجماع ‪ :-‬أنا مدينة العلم وعلي أصل) ها‪ ،‬فمن أراد العلم‬
‫فليأت األصل) ‪ .‬انتهى يقصد اجماع المسلمين بل روى المفيد المعنى الذي اشرت‬
‫اليه صريحا عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه واله‬
‫‪139‬‬
‫يقول‪ :‬أنا مدينة العلم وعلي أصل) ها‪ ،‬فمن أراد العلم فليقتبسه من علي‪ .‬وهذا‬
‫المعنى أي ان االمام هو االعلم بالكتاب والسنة روي متكررا عنهم عليهم السالم‪،‬‬
‫ولقد سئل ابو عبد هللا عليه السالم‪ :‬بأي شئ يفتي اإلمام؟ قال‪ :‬بالكتاب‪ .‬قيل‪ :‬فما‬
‫لم يكن في الكتاب؟ قال‪ :‬بالسنة‪ .‬قيل‪ :‬فما لم يكن في الكتاب والسنة؟ قال‪ :‬ليس‬
‫شيء إال في الكتاب والسنة‪.‬‬
‫وليس في حديث األصل) غلق ألصل) العلم على غير اهل البيت كما تصور‬
‫البعض بل معناه انهم اعلم الناس بالكتاب وانهم اهل فصل الخطاب وان كان‬
‫الصحابة رضي هللا عنهم اهل علم ايضا‪ ،‬بل حديث األصل) تغليب واهتمام‬
‫ورد وارجاع الى العترة‪ ،‬وهذا ما رواه الكليني نصا عن عمر بن الخطاب رضي‬
‫هللا عنه حيث روى عن عن أبي سعيد الخدري رض هللا عنه قال‪ :‬ان يهوديا قال‬
‫لعمر ! إني جئتك أريد االسالم فإن أخبرتني عما أسألك عنه فأنت أعلم أصحاب‬
‫محمد بالكتاب والسنة وجميع ما أريد أن أسأل عنه‪ .‬قال‪ :‬فقال له عمر‪ :‬إني لست‬
‫هناك‪ ،‬لكني أرشدك إلى من هو أعلم أمتنا بالكتاب والسنة وجميع ما قد تسأل‬
‫عنه‪ ،‬وهو ذاك‪ ،‬فأومى إلى علي عليه السالم‪ .‬فهذا الحديث جمع كل المضامين‬
‫التي اشرت اليها وهو بمثابة اجماع من الصحابة رضي هللا عنهم على هذا المعنى‬
‫والحمد هلل‪.‬‬
‫أصل) ‪ 36‬في تطبيق أهل البيت والصحابة لمنهج العرض‬

‫لقد بينت في كتب عدة منها ( عرض الحديث على القران والسنة) تطبيقات اهل‬
‫البيت عليهم السالم لمنهج العرض‪ ،‬و عرض الصحابة الحديث على القران واهم‬
‫واوضح مثال هو ام المؤمنين عائشة رضي هللا عنها فان ذلك معروف عنها‪ ،‬بل‬
‫وهو الذي تبين لي من منهج التابعين وخصوصا ابي حنيفة رضي هللا عنه‪،‬‬
‫والذي يبدو لي ان المنهج اللفظي ظهر في اواخر حياة االمام مالك وتوجه‬
‫ونظرله االمام الشافعي‪ ،‬فهو االب الروحي للفقه اللفظي وتبعه من بعده في ذلك‬
‫وصار منهج العرض يقتصر على اهل التفسير وقليل من الفقهاء‪ .‬ان عرض‬
‫الحديث على القران واضح في مناهج كثير من المفسرين وايضا يظهر من‬
‫كلمات بعض الفقهاء بل وبعض المحدثين اال انه ليس مضبوطا وال مقننا وال‬
‫مشروحا‪ ،‬بل السائد والظاهر انه مرودو من قبل اهل الحديث بل قال بعضهم ان‬
‫حديث العرض موضوع‪ ،‬لكن الكثير من اهل اصول الفقه صححوا الحديث‬
‫وبينوا صحة العمل به وهذا ما ذكرته في المناقشات في حديث العرض‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫ومن المعاصرين جماعة اتجهوا نحو عرض الحديث على القران وربما اهم من‬
‫تكلم بتوسع في ذلك السيد كمال الحيدري‪ ،‬مع اختالفات جوهرية بينتها في كتابي‬
‫(تصحيح ميزان التصحيح) اال ان التطبيق العملي كان في كتبي بشكل واسع‬
‫وقوي مع تنظير غير مسبوق بكتب كثيرة‪ ،‬فانا اقول بان تلك االعمال كلها سلف‬
‫لنا وارهاصات ومقدمات لنضوج هذا المنهج الذي هو حق وصدق وينقل الفقه‬
‫الى عالم اوضح وانقى واوسع وهو خطوة حقيقية نحو اسالم بال مذاهب‪ .‬وهللا‬
‫الموفق‪.‬‬

‫أصل) ‪ 37‬في متشابه الحديث‬


‫مسألة ‪ :‬محكم الحديث و متشابهه‬
‫عن الرضا عليه السالم أنه قال‪ :‬إن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن‪،‬‬
‫ومحكما كمحكم القرآن‪ ،‬فردوا متشابهها دون محكمها‪ .‬و عنه عليه السالم عن‬
‫الرضا عليه السالم قال‪ :‬من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط‬
‫مستقيم‪ ،‬ثم قال عليه السالم‪ :‬إن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن‪ ،‬ومحكما‬
‫كمحكم القرآن‪ ،‬فردوا متشابهها إلى محكمها‪ ،‬وال تتبعوا متشابهها دون محكمها‬
‫فتضلوا‪.‬‬
‫مسألة ‪ :‬عدم العمل بالمتشابه دون تكذيبه‬
‫عن سفيان بن السمط قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا عليه السالم‪ :‬جعلت فداك إن رجال‬
‫يأتينا من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه‪ ،‬فقال أبو عبد هللا عليه‬
‫السالم‪ :‬يقول لك‪ :‬إني قلت لليل‪ :‬إنه نهار‪ ،‬أو للنهار‪ :‬إنه ليل ؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فإن‬
‫قال لك هذا إني قلته فال تكذب به‪ ،‬فإنك إنما تكذبني‪.‬‬
‫مسألة‪ :‬العرض للمضمون و ليس للرواية‬
‫و ألن المتشابه و المطروح قد يكون بزيادة او بجزء من حديث او كل الحديث‬
‫‪ ،‬فان الحديث متعدد المضامين و الذي يكون بعضها نقيا و بعضها غير نقي ‪،‬‬
‫فان االطالقات السابقة تشمل كل منهما ‪ ،‬اي اطالقات ما وافق الكتاب و السنة‬
‫يشمل المضمون النقي و ال يضر بذلك وجود مضمن غير نقي معه في الحديث‬
‫نفسه و كذا العكس ‪ .‬و من هنا فاذا لم يكن الحديث كله غير نقي متشابه او‬
‫‪141‬‬
‫مطروح ‪ ،‬فانه يصح اعتماد النقي من مضامينه ‪ .‬لذلك سيتقسم االخبار الى‬
‫قسمين ‪:‬‬
‫األول‪ :‬حديث متعدد المضامين فيه مضمون جزئي متشابه ( المتشابه الحزئي )‬

‫الثاني‪ :‬حديث كله متشابه تعددت مضامينه ام كانت واحدا ‪ ( .‬المتشابه الكلي )‬
‫أصل) ‪ 38‬المعرفة القرانية السنية‬
‫نحن نميز بين النص القراني و النص السني و نميز ايضا بين الداللة اللغوية‬
‫لكل نص لكن حينما نتعلم منهما و تتحول الداللة معرفة في الصدور فانها تتدخل‬
‫كعناصر معرفة وانما تبقى متلونة باالثر النصي اما كعنصر بناء وانتاج فهي‬
‫واحدة‪ ،‬ومن هنا فالمعرفة القرانية السنية واحدة‪ ،‬و التفرع حينما يحصل حقيقة‬
‫ال يكون من نص وانما يكون من المعرفة و بهذا فالتفرع هو دوما منتم الى‬
‫القران والسنة ليس بالداللة بل بالمعرفة فالتفرع معرفي دوما وهو قراني وسني‬
‫دوما‪ ،‬وحصر الدليل بالقران والسنة وحصر المعرفة بالقران والسنة انما هو‬
‫ناظر الى دليها ومصدرها واما في مجال المعرفة فهي واحد ليست متميزة‬
‫والتفرع من ذلك الواحد وليس من المتفرق الظاهري بل من الواحد الحقيقي‪،‬‬
‫ومن هنا فالتفرع معرفة وهي من القران والسنة بواسطة المعرفة‪ .‬فالشريعة‬
‫قران وسنة اال انها ليست قرانا وسنة بتمايز وتباين بل هي قران وسنة بتداخل‬
‫و تشابك وانصهار‪ .‬فليس هناك معارف قرآنيه ومعارف سنية بل هي معارف‬
‫واحدة هي معارف قرآنية سنية‪ .‬الشريعة معرفة مبنية بعناصر قرانيه سنية‬
‫متداخلة على اصغر مستويات تكوينها‪.‬‬

‫أصل) ‪ 39‬الداللة القرآنية والسنية‬


‫ال ريب ان حجية السنة هي بمستوى حجية القران‪ ،‬فالسنة الثابتة تخصص و‬
‫تقيد و تضيق و توسع النص الداللة القرآنية بال اشكال‪ ،‬كما ان السنة الثابتة‬
‫بالقطع او بالعلم تثبت االصول والفروع والعقائد واالعمال فال تختص بتبيين‬
‫القرائن وشرحه بل هي مستقلة في بيانها و اتصالها بمصدر الشريعة‪ .‬والقول‬
‫بخالف ذلك ال مجال له‪.‬‬
‫والعالقة بين السنة والقران من حيث توجيه الداللة هو كالعالقة بين أي معرفتين‬
‫تتداخالن وان السنة توجيه داللة القران كما ان القران يوجه داللة السنة‪ .‬والسنة‬

‫‪142‬‬
‫ليس الحديث كما يعتقد بل السنة حيث علم انه السنة من خالل تصديق المعارف‬
‫له ووجود شاهد له فيها‪ .‬حينما يخرج الحديث من الظن ويصبح علما فان له‬
‫جميع صفات التداخل المعرفي‪ .‬ولحقيقة ان من المعارف القرانية معارف‬
‫محورية وان الحديث ال يصبح علما وال سنة اال بموافقة ذلك فان هذا االمر‬
‫فطري وجداني بسيط ويجري وفق عمليات التداخل والرد والجمع المعرفي‬
‫العادي بال اشكال‪ .‬وانما حدث الخلط من جهة مساواة السنة بالحديث وقلت مرار‬
‫ان السنة ليست الحديث بل هي علم يثبت بالحديث‪.‬‬
‫أصل) ‪ :40‬الفروقات بين السنة والحديث‬
‫الحديث نقل قولي ينتهي الى الولي من نبي او وصي ومستقره نصوص الكتب‬
‫‪ ،‬والسنة معرفة شرعية محمولة في الحديث وغيره‪.‬ومسقرها صدور المسلمين‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬السنة علم والحديث ظن‪.‬‬
‫ليس كل السنة حديثا و ليس كل الحديث سنة‪.‬‬
‫السنة في قلب المسلم والحديث في كتابه‪.‬‬
‫السنة معرفة و الحديث نص‪.‬‬
‫السنة هي الدين والحديث ليس هو الدين‪.‬‬
‫السنة هي الحجة والدليل والحديث مقدمة اليها‪.‬‬
‫نصيحتي الى كل مسلم ابحث عن السنة في الحديث وال تبحث عن الحديث نفسه‪.‬‬
‫السنة ال تفارق القران والحديث يفارقه‬
‫السنة داخلة في القران كدخول العمرة في الحج والحديث متميز عن القران كتميز‬
‫الظن عن العلم‪.‬‬
‫لقد دخلت السنة في القران ودخل القران في السنة الى يوم القيامة قال لن يفترقا‪.‬‬

‫أصل) ‪ :41‬الحديث مقدمة للسنة‬


‫ان السنة وان كانت ال تعرف بالنسبة لنا اال بالحديث فانها ليست الحديث بل هي‬
‫علم وعلم في الصدور وليس في الكتب وانما الحديث دليل عليها فهي مستقلة‬
‫عنه وليست مداليل الحديث اال مقدمات لها‪ .‬ان القران هو اآليات والسنة هي‬

‫‪143‬‬
‫االحاديث وليس من قران اال هو اية وليس من سنة اال وهي حديث اال ان العالقة‬
‫بينهما وبين مدلوالت االيات و الروايات عالقة معرفية تخاطبية وليس لغوية‬
‫اتحادية ‪ ،‬فالمعارف والعلوم ليست مداليل كما يتصور الكثيرون‪ ،‬والقران‬
‫والسنة مستقالن عن مداليل االلفاظ وان كانت االلفاظ طريقا اليهما‪ .‬ومدلوالت‬
‫االحاديث طريق ومقدمة الى السنة‪ ،‬وليست السنة االحاديث انما تحمل فيها و‬
‫توصل بها‪ .‬فما يجري على الحديث ال يجري على السنة فاما السنة الثابتة‬
‫باالحاديث القطعية فال يجري عليها الظن بال اشكال و اما غيرها فانها مستقلة‬
‫وعلم وال يدخل العلم بالظن وال يجري ما يجري على الظن بالعلم‪ .‬وان التصور‬
‫باتحاد السنة بالحديث هو من الغلو بالحديث واننا نعرف جميعا خطورة ذلك‪،‬‬
‫وكما ان هناك من يجري ما في الحديث من صفات غير كمالية على السنة فان‬
‫هناك من يجري الصفات الكمالية للسنة على الحديث وهم غالة الحديث‪.‬‬
‫السنة ليست الحديث بل هي علم وانما الحديث دليل عليها فهي مستقلة عنه وليست‬
‫مداليل الحديث اال مقدمات لها‪ .‬مدلوالت االحاديث طريق ومقدمة الى السنة‪،‬‬
‫ومن هنا ما يجري على الحديث ال يجري على السنة ‪ .‬فهناك اللفظ والمدلول و‬
‫المعرفة‪ ،‬والعقل يقصد المعرفة واللفظ ومدلوله مقدمة وطريق اليها ‪ ،‬فمهما‬
‫اتصف اللفظ او المدلول من قصور فان المعرفة ال تتاثر الن ما اختل هو الطريق‬
‫واما المقصد فهو مستقل‪ ،‬والسنة هي المعرفة والحديث بلفظه ومدلوله مقدمة لها‬
‫فمهما تاثر الحديث فان السنة ال تتاثر وهما دخل الحديث ظن فانه ال يدخل على‬
‫السنة‪.‬‬
‫أصل) ‪ :42‬بين السنة والحديث‬
‫ال ريب في حجية السنة و استقاللها بالحجية و السنة هي حديث رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه و اله الثابت‪ .‬و هذه الحجية للسنة ال تعني امكان مخالفتها للقران الن‬
‫االختالف بينهما مقطوع بعدمه ‪ ،‬فمن خصائص السنة انها مع القران و القران‬
‫معها‪ .‬السنة اصلية فهي تشرح ما تكلم عنه القران و تبين ما سكت عنه القران ‪.‬‬
‫هذه الخصائص للسنة اي لحديث رسول هللا صلى هللا عليه و اله نقلت الى‬
‫الحديث المنسوب الى النبي‪ ،‬فصارت من خصائص الحديث المنسوب الذي هو‬
‫ظن‪ .‬فاثبتوا للحديث كل ما هو ثابت لحديث رسول هللا صلى هللا عليه و اله‪.‬‬
‫لكن الحق ان الحديث مهما كان طريقه او تصحيحه او شهرته ال يدخل في حديث‬
‫رسول هللا و ال يدخل بالسنة‪ ،‬و الحديث المنقول ال يكون سنة وال يعلم انه حديث‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه و اله اال اذا كان موافقا للقران و كان القران معه و‬

‫‪144‬‬
‫كان له شاهد من القران و نور و حقيقة تصدقه تخرجه من الظن الى العلم وانه‬
‫حديث رسول هللا صلى هللا عليه و اله‪.‬‬
‫من هنا فالحديث عن العالقة بين القران و الحديث المنسوب اصال ال مجال لها‬
‫‪ ،‬و انما الحديث و البحث في العالقة بين القران و السنة اي حديث رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه و اله و بينا انها شرح لما ذكره القران و بيان لما سكت عنه وهي‬
‫بعده في االصلية وان كانت مستلقة في الحجية‪.‬‬

‫أصل) ‪ :43‬السنة علم والحديث ظن‬

‫السنة دين وهي حديث رسول هللا صلى هللا عليه و اله واما الحديث المنقول‬
‫المنسوب الى رسول هلل فليس دينا و ال سنة اال ان نعلم انه حديث رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه و اله‪.‬‬
‫حديث رسول هللا صلى هللا عليه و اله هو السنة وهو الحق و العلم و اليقين ‪ ،‬و‬
‫اما الحديث المنسوب اليه فليس سنة بل هو ظن و باطل و شك ‪،‬ولكي يكون‬
‫الحديث المنقول المنسوب الى الرسول سنة يجب ان نعلم انه حديث رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه و اله‪.‬‬
‫الحديث المنقول المنسوب الى رسول هللا صلى هللا عليه و اله في كتب اهل‬
‫الحديث يجب ان نعلم انه حديث رسول هللا ليكون سنة‪ ،‬الن حديث رسول هللا‬
‫حق و علم و يقين ‪ ،‬و الحديث المنسوب ظن و باطل و شك‪.‬‬
‫ان الحديث المنقول المنسوب لرسول هللا ال يكون سنة وال يكون دينا اال اذا علمنا‬
‫انه حديث رسول هللا صلى هللا عليه و اله ‪ ،‬بان يكون عليه نور و حقيقة و له‬
‫شاهد و مصدق من القران و ان يكون مع القران و القران معه وان ال يفارق‬
‫القران و ال يفارقه القران وال يخالف الحكمة و ال الفطرة‪ .‬حينها يعلم ان ذلك‬
‫الحديث المنقول المنسوب هو حديث رسول هللا صلى هللا عليه و اله‪.‬‬

‫أصل) ‪ :44‬العلم بالسنة‬


‫المعارف الدينية ال تثبت اال بالقران والسنة‪ ،‬ويعتبر فيها العلم فال عبرة بالظن‪،‬‬
‫ومن هذه المعارف ما يكون معلوما بنفسه ال يحتاج الى غيره كمحكم القران‬

‫‪145‬‬
‫ومتفق السنة وهذه هي المعارف المستقلة االصلية ومنها ما يحتاج الى شواهد‬
‫ومصدقات من المعارف المستقلة االصلية ليبلغ درجة العلم وهذه هي المعارف‬
‫المصدقة الفرعية‪ .‬والمعرفة الدليلية المعلومة باالستقالل او بالتصديق أي سواء‬
‫كانت معرفة مستقلة اصلية او مصدقة فرعية تثبت جميع المعارف الدينية من‬
‫اعتقادات واعمال‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫الموضع الثاني في الداللة‬

‫‪147‬‬
‫أصول العرض النظرية‬
‫المصدقية كمحور لمعرفة الحق‬

‫َّللاُ َقالُوا نُؤْ ِمنُ ِب َما أ ُ ْن ِز َل َ‬


‫علَ ْينَا‬ ‫قال تعالى ( َو ِإ َذا قِي َل َل ُه ْم آَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم ) ان هذه اآلية مفصلة‬ ‫ص ِدقًا ُم َ‬ ‫َويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫و محكمة بخصوص االيمان بالدعوة و شروط و دواعي تصديقها ‪ ،‬و تبين‬
‫شرط التصديق بالنقل ‪ .‬وهي ظاهر في ان المضمون و المعرفة المصدقة لما‬
‫قبلها و لما هو خارجها من معارف حقة هو المعتبر في االيمان بالدعوة ‪ .‬كما‬
‫انها تدل على النهي بالتشبث بالنقل الخاص و رفض النقل الخارجي بحجة‬
‫االكتفاء باألول ‪ .‬و من خالل اطراف الدعوة و النقل و عدم تعرض اآلية‬
‫لشخصية الناقل تشير الى عدم االعتبار بحال الناقل و انما االعتبار بالمضمون‬
‫و الدعوة ذاتها ‪.‬‬

‫ان محورية القيمة المتنية للخبر ليس فقط مما يفرضه العقل بان الشرع ايضا‬
‫فهو نظام له دستور و روح و مقاصد و رحى و قطب تدور حوله باقي اجزائه‬
‫و انظمته ‪ ،‬و ان كل ما يخالف تلك الروح و المقاصد ال يؤخذ به ‪.‬‬
‫فالشرع نظام واضح المعالم فيه معارف ثابتة قطعية ال يصح مخالفتها ‪،‬و‬
‫االخبار الظنية مهما كانت درجة االطمئنان بصدورها فانها خاضعة فيه للتقييم‬
‫المتني كما هو حال اي نظام معرفي اختصاصي يحتكم الى عمومات‬
‫وقواعد ثابتة ظاهرة هي دستور النظام و عموده وعلى ذلك ظاهر االخبار‬
‫المستفيضة بل المعارف الشرعية الثابتة ‪ .‬و من الجلي جدا ان في الشريعة‬
‫معارف ثابتة ال يصح قبول ما يخالفها ‪ ،‬و يكون المخالف لها مشكال ضعيفا‬
‫و غير المخالف قويا بل ان القرآن و السنة قد جاءت بذلك بشكل ال يقبل الشك‬
‫‪.‬‬
‫ان محورية المصدقية في قبول الدعوة و تبين احقيتها ظاهر في الكتاب‬
‫(وآَ ِمنُوا بِ َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم َو َال تَ ُكونُوا أَ َّو َل كَافِ ٍر بِ ِه‬ ‫العزيز قال تعالى َ‬
‫) فهنا جعلت الدعوة لاليمان بسبب ان الدعوة مصدقة و موافقة لما عند‬

‫‪148‬‬
‫َّللاُ قَالُوا نُؤْ ِمنُ بِ َما‬ ‫(وإِذَا قِي َل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا بِ َما أَ ْنزَ َل َّ‬ ‫المدعوين ‪ .‬و كذلك قوله تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُه ْم ) و قوله تعالى‬ ‫ْ‬
‫علَ ْينَا َويَ ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ال َح ُّق ُم َ‬ ‫أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه )‬ ‫علَى قَ ْل ِبكَ ِبإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫َّللا ُم َ‬ ‫(قُ ْل َم ْن َكانَ َ‬
‫عد ًُّوا ِل ِجب ِْري َل فَإِنَّهُ ن ََّزلَهُ َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ) و قال تعالى‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬‫علَيْكَ ا ْل ِكت َ‬ ‫و قوله تعالى (ن ََّز َل َ‬
‫س ِم ْعنَا ْال ُهدَى آَ َمنَّا ِب ِه ) هذه اآلية تشير الى ان مصدر االيمان كون‬ ‫(وأَنَّا لَ َّما َ‬
‫َ‬
‫المسموع هدى بشكل مطلق من دون نظر الى حالة الناقل ‪ .‬و ان قوله‬
‫علَ ْينَا َويَ ْكفُ ُرونَ‬ ‫َّللاُ قَالُوا نُؤْ ِمنُ بِ َما أ ُ ْن ِز َل َ‬ ‫(وإِذَا قِي َل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا بِ َما أَ ْنزَ َل َّ‬ ‫تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُه ْم ) يشير الى ان المذهبية باطلة اذ نهى‬ ‫ْ‬
‫ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ال َح ُّق ُم َ‬
‫القران و ذم التعذر بالتشبث بالخاص و امر بااليمان بالهدى ‪.‬و قوله‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ) يشعر بل هو ظاهر‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫تعالى (ن ََّز َل َ‬
‫بان المصدقية شرط في الكتاب و الحق فيه ‪ .‬بل ان ظاهر القرآن كون‬
‫ص ِدقًا‬ ‫(و ُم َ‬ ‫المصدقية هي الداعي و المعتبر لتصديق القائل بدعوة قال تعالى َ‬
‫ي ِمنَ الت َّ ْو َراةِ ) ‪ .‬بل ان النهي قد ورد صريحا في عدم جواز رد‬ ‫ِل َما بَيْنَ يَدَ َّ‬
‫َاب آَ ِمنُوا‬ ‫ُ‬
‫الدعوة المصدقة بما عند المدعو قال تعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذِينَ أوتُوا ْال ِكت َ‬
‫ارهَا )‬ ‫علَى أَ ْدبَ ِ‬ ‫س ُو ُجوهًا فَن َُردَّهَا َ‬ ‫َط ِم َ‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن ن ْ‬ ‫بِ َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬
‫‪.‬كما ان هللا تعالى قد وصف الدعوات التي ليس لها مصدق و التي تكون عن‬
‫س َّم ْيت ُ ُموهَا أَ ْنت ُ ْم‬
‫ِي ِإ َّال أَ ْس َما ٌء َ‬
‫الهوى بالظن الذي ال يصح اتباعه قال تعالى ( ِإ ْن ه َ‬
‫س َولَقَ ْد‬ ‫الظ َّن َو َما تَ ْه َوى ْاأل َ ْنفُ ُ‬‫ان إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬
‫َّللاُ بِ َها ِم ْن ُ‬‫َوآَبَا ُؤ ُك ْم َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َجا َء ُه ْم ِم ْن َر ِب ِه ُم ْال ُهدَى ) الحظ كيف ان القران بين كون فقدان السلطان من‬
‫هللا انه مما تهوى االنفس و اسقط تلك المعرفة عن االعتبار بذلك ‪ ،‬و من‬
‫الظاهر ان ذلك بغض النظر عن القائل ‪ .‬و يشعر بذلك نفي العلم عن المعرفة‬
‫الظنية التي ال تتسم بالمصدقية قوله تعالى ( ِإ َّن الَّذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ ِب ْاآلَ ِخ َرةِ‬
‫س ُّمونَ ْال َم َالئِ َكةَ تَس ِْم َيةَ ْاأل ُ ْنثَى (*) َو َما لَ ُه ْم ِب ِه ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن َيت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن‬ ‫لَيُ َ‬
‫ش ْيئًا ) فان العلم المفقود هنا و ان كان هو االخبار‬ ‫ق َ‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫َوإِ َّن َّ‬
‫بطريق علمي اال ان من ضمنه كما عرفت ان يكون مصدقا بدليل االشارة الى‬
‫ان ذلك ظن ‪ ،‬و لو انه كان مصدقا لخرج عن هذه الدائرة ‪ .‬اذن المصدقية في‬
‫الدعوة و الداعي اليها هي المعتبر الحق و الداعي لاليمان بها ‪ ،‬و ان رد‬
‫الدعوة المصدقة بما عند المدعو منهي عنه و مذموم قرآنيا ‪.‬‬
‫و يؤيد كل ما تقدم ان هللا تعالى جعل الصدق و الحق شرط في المعرفة‬
‫العلمية و وجه االيمان بالدعوة واتباعها ‪ ،‬و ان الواجب اتباع الصدق و الحق‬
‫ت‬ ‫بعالماته الذاتية بغض النظر عن طريق نقله و وصوله قال تعالى ( َوتَ َّم ْ‬
‫عد ًْال َال ُم َب ِد َل ِل َك ِل َما ِت ِه َوه َُو الس َِّمي ُع ْال َع ِلي ُم (*) َو ِإ ْن ت ُ ِط ْع أَ ْكثَ َر‬
‫ص ْدقًا َو َ‬ ‫َك ِل َمةُ َر ِبكَ ِ‬
‫صونَ‬ ‫َّللا إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫الظ َّن َوإِ ْن ُه ْم إِ َّال يَ ْخ ُر ُ‬ ‫سبِي ِل َّ ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ُضلُّوكَ َ‬ ‫ضي ِ‬ ‫َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫‪149‬‬
‫) فالحظ كيف جعل هللا تعالى الصدق و الواقعية مصدر المعرفة و صفة العلم‬
‫و ان غيره هو الظن قال تعالى (قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا ِإ ْن تَت َّ ِبعُونَ‬
‫صونَ ) ان االمر هنا وجه الى الكافرين كما هو‬ ‫ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن أَ ْنت ُ ْم ِإ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫اط ِل َوتَ ْكت ُ ُموا ْال َح َّق َوأَ ْنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫سوا ْال َح َّق بِ ْالبَ ِ‬ ‫(و َال ت َْلبِ ُ‬‫ظاهر و مثله قوله تعالى َ‬
‫) فان المركزية هنا لكون المعرفة حقة بغض النظر عن نقالها ‪ .‬و قال تعالى‬
‫ق أَفَ َم ْن َي ْهدِي ِإلَى‬ ‫َّللاُ َي ْهدِي ِل ْل َح ِ‬
‫ق قُ ِل َّ‬ ‫ش َركَا ِئ ُك ْم َم ْن َي ْهدِي ِإلَى ْال َح ِ‬ ‫( قُ ْل ه َْل ِم ْن ُ‬
‫ْف تَحْ ُك ُمونَ (*) َو َما‬ ‫ق أَ َح ُّق أَ ْن يُتَّبَ َع أَ َّم ْن َال يَ ِهدِي إِ َّال أَ ْن يُ ْهدَى فَ َما لَ ُك ْم َكي َ‬ ‫ْال َح ِ‬
‫ع ِلي ٌم ِب َما يَ ْف َعلُونَ )‬ ‫ش ْيئًا ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ َ‬ ‫ق َ‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫ظنًّا ِإ َّن َّ‬‫يَت َّ ِب ُع أَ ْكثَ ُر ُه ْم ِإ َّال َ‬
‫و اآلية ظاهرة في جعل الحق و المضمون الموافق له المصدر و الداعي‬
‫االساسي لقبول الدعوة ال غير ‪ .‬ان هذا التعريف العلمي للظن بانه ما خالف‬
‫الصدق و ان العلم ما كان صدقا يبطل دعوى ان قوة السند تقلل من ظنية‬
‫الخبر و ان االختالف بينها في درجة الظنية ‪ .‬و آيات الحق دالة على‬
‫كون مصدر االيمان هو ما في المتن و المضمون من معرفة مطلقا من دون‬
‫ق لَ َّما َجا َء ُه ْم فَ ُه ْم‬ ‫االشارة الى القائل في هذا المقام قال تعالى ( َب ْل َكذَّبُوا ِب ْال َح ِ‬
‫ش َع قُلُوبُ ُه ْم ِل ِذ ْك ِر َّ ِ‬
‫َّللا َو َما‬ ‫فِي أَ ْم ٍر َم ِريجٍ ) و قال تعالى (أَلَ ْم يَأ ْ ِن ِللَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ْن ت َْخ َ‬
‫َاب لَيَ ْعلَ ُمونَ أَنَّهُ‬ ‫َط َرهُ َو ِإ َّن الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬ ‫ق ) و قال تعالى (ش ْ‬ ‫نَزَ َل ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق‬ ‫ِين ْال َح ِ‬ ‫سولَهُ ِب ْال ُهدَى َود ِ‬ ‫س َل َر ُ‬ ‫ْال َح ُّق ِم ْن َر ِب ِه ْم ) و قوله تعالى (ه َُو الَّذِي أَ ْر َ‬
‫َاب يَ ْع ِرفُونَهُ َك َما يَ ْع ِرفُونَ أَ ْبنَا َء ُه ْم َوإِ َّن فَ ِريقًا‬ ‫) و قال تعالى (الَّذِينَ آَتَ ْينَا ُه ُم ْال ِكت َ‬
‫ِم ْن ُه ْم لَيَ ْكت ُ ُمونَ ْال َح َّق َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ ) بل تجد تأكيدا على اعتبار المضمون و‬
‫الدعوة مثل قوله تعالى ( ْال َح ُّق ِم ْن َر ِبكَ فَ َال تَ ُكون ََّن ِمنَ ْال ُم ْمت َِرينَ ) ‪ .‬و على‬
‫ذلك جاءت االخبار المستفيضة المصدقة بذلك و الموافقة لذلك ‪ .‬فعن أيوب‬
‫بن الحر قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كل شيء مردود إلى كتاب‬
‫هللا والسنة‪ ،‬وكل حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪ .‬و عن أيوب‪ ،‬عن أبي‬
‫عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم عني‬
‫بالحديث فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن لم‬
‫يوافق كتاب هللا فلم أقله‪ .‬و عن ابن أبي يعفور‪ ،‬قال علي‪ :‬وحدثني الحسين بن‬
‫أبي العالء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا‬
‫عليه السالم عن اختالف يرويه من يثق به ‪ ،‬فقال‪ :‬إذا ورد عليكم حديث‬
‫فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‪،‬‬
‫وإال فالذي جاءكم به أولى ‪ .‬وعن على أبي الحسن الرضا عليه السالم انه‬
‫قال ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة‬
‫السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله نحدث‪ ،‬وال نقول‪ :‬قال فالن وفالن فيتناقض‬
‫كالمنا‪ ،‬إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم آخرنا‪ ،‬وإذا‬

‫‪150‬‬
‫أتاكم من يحدثكم بخالف ذلك فردوه عليه وقولوا‪ :‬أنت أعلم و ما جئت به‪ ،‬فإن‬
‫مع كل قول منا حقيقة وعليه نور‪ ،‬فما ال حقيقة معه وال نور عليه فذلك قول‬
‫الشيطان‪.‬‬

‫من هنا يصح القول ان القرآن الكريم ظاهر في ان االعتبار بخصائص‬


‫المضمون المنقول بالمصدقية و المطابقة للحق بعالمات ذاتية ‪ ،‬فيصح‬
‫نسبة النقل الى النبي صلى هللا عليه و اله بتحقيق صفات المصدقية و الموافقة‬
‫للقران و السنة الثابتة ‪ ،‬و ال وجه للتصرف بالنقل و ال ادخال امور اخرى ال‬
‫شاهد عليها ‪ .‬فكل ما ينسب الى النبي صلى هللا عليه و اله وكان مصدقا بالقران‬
‫و السنة و عليه شاهد منهما يكون معتبرا و يجب التسليم به و ال يصح رده او‬
‫التصرف فيه و كل ما تقدم من آيات دالة على ذلك و الروايات مستفيضة في‬
‫ذلك بينا بعضها ‪.‬‬
‫الرد الى القران والسنة والعرض عليهما‪.‬‬
‫سو ِل‪ .‬توضيح (ت) قال‬ ‫الر ُ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫قال تعالى‪ :‬فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬
‫في الوجيز { فإن تنازعتم } اختلفتم وتجادلتم وقال ك ُّل فريق ‪ :‬القو ُل قولي ‪:‬‬
‫فَ ُردُّوا األمر في ذلك إلى كتاب هللا وسنَّة رسوله‪ .‬و قال السعدي ثم أمر برد‬
‫كل ما تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه إلى هللا وإلى رسوله‪ ،‬أي‪:‬‬
‫إلى كتاب هللا وسنة رسوله؛ فإن فيهما الفصل في جميع المسائل الخالفية‪.‬‬
‫وقال الطوسي‪ :‬فمعنى الرد إلى هللا هو إلى كتابه والرد إلى رسوله هو الرد‬
‫إلى سنته‪ .‬و هو قول مجاهد‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وميمون بن مهران‪ ،‬والسدي‪ :‬والرد‬
‫إلى االئمة يجري مجرى الرد إلى هللا والرسول‪ ،‬ولذلك قال في آية أخرى "‬
‫ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي االمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم "‬
‫والنه إذا كان قولهم حجة من حيث كانوا معصومين حافظين للشرع جروا‬
‫مجرى الرسول في هذا األصل) ‪.‬انتهى اقول وهو مقتضى االمر بطاعتهم و‬
‫السنة االمرة بالتمسك بهم حتى عند من ال يقول بعصمتهم‪ .‬هذا وقد جاء في‬
‫الحديث المصدق في النهج قال أمير المؤمنين صلوات هللا عليه ‪ :‬الرد إلى‬
‫هللا األخذ بمحكم كتابه والرد إلى الرسول األخذ بسنته الجامعة غير المفرقة‪.‬‬

‫ش ْيءٍ فَ ُح ْك ُمهُ ِإلَى َّ ِ‬


‫َّللا ‪ .‬ت‪ :‬قال السعدي { َو َما‬ ‫اختَلَ ْفت ُ ْم ِفي ِه ِم ْن َ‬
‫وقال تعالى ‪َ :‬ما ْ‬
‫ش ْيءٍ } من أصول دينكم وفروعه‪ ،‬مما لم تتفقوا عليه {‬ ‫اختَلَ ْفت ُ ْم فِي ِه ِم ْن َ‬
‫ْ‬
‫َّللا } يرد إلى كتابه‪ ،‬وإلى سنة رسوله‪ ،‬فما حكما به فهو الحق‪،‬‬ ‫فَ ُح ْك ُمهُ ِإلَى َّ ِ‬

‫‪151‬‬
‫وما خالف ذلك فباطل‪ .‬وقال ابن عجيبة المختار العموم ‪ ،‬أي ‪ :‬وما اختلفتم‬
‫فيه أيها الناس من أمور الدين ‪ ،‬سواء رجع ذلك االختالف إلى األصول أو‬
‫الفروع ‪ ،‬ف ُحكم ذلك إلى هللا ‪ ،‬وقد قال في آية أخرى ‪ { :‬فَإِن تَنَازَ ْعت ُ ْم ِفى‬
‫سو ِل }‪ .‬وقال الطوسي وقوله (وما اختلفتم فيه من‬ ‫ش ْىءٍ فَ ُردُّوهُ إِلَى هللاِ َو َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬
‫شئ فحكمه إلى هللا) معناه ان الذي تختلفون فيه من أمر دينكم ودنياكم‬
‫وتتنازعون فيه (فحكمه إلى هللا) يعني أنه الذي يفصل بين المحق فيه وبين‬
‫المبطل‪ ،‬النه العالم بحقيقة ذلك‪.‬‬

‫سو ِل َوإِلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ‬ ‫وقال تعالى ‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫سو ِل َوإِلَى أ ُ ْو ِلي‬ ‫الر ُ‬ ‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬قال الماوردي { َولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬ ‫يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫األ َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم } وفيهم ثالثة أقاويل ‪ :‬أحدها ‪ :‬أنهم األمراء ‪ ،‬وهذا قول ابن زيد‬
‫‪ ،‬والسدي ‪ .‬والثاني ‪ :‬هم أمراء السرايا ‪ .‬والثالث ‪ :‬هم أهل العلم والفقه ‪،‬‬
‫وهذا قول الحسن ‪ ،‬وقتادة ‪ ،‬وابن جريج ‪ ،‬وابن نجيح ‪ ،‬والزجاج ‪ .‬قال‬
‫الطوسي (ولو ردوه إلى الرسول) بمعنى لو ردوه إلى سنته " وإلى أولي‬
‫االمر منهم "‪ .‬قال أبوجعفر (صلوات هللا عليه)‪ :‬هم االئمة المعصومون‪.‬‬
‫وقال ابن زيد‪ ،‬والسدي‪ ،‬وأبوعلي‪ :‬هم امراء السرايا‪ ،‬والوالة‪ ،‬وكانوا‬
‫يسمعون باخبار السرايا وال يتحققونه فيشيعونه واليسألون أولي االمر‪ .‬وقال‬
‫الحسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وابن جريج‪ ،‬وابن أبي نجيح‪ ،‬والزجاج‪ :‬هم أهل العلم‪ ،‬والفقه‬
‫المالزمين للنبي صلى هللا عليه وآله‪ ،‬النهم لو سألولهم عن حقيقة ما أرجفوا‬
‫به‪ ،‬لعلموا به‪ .‬قال الجبائي‪ :‬هذا اليجوز‪ ،‬الن أولي االمر من لهم االمر على‬
‫الناس بوالية‪ .‬واالول أقوى‪ ،‬النه تعالى بين أنهم متى ردوه إلى أولي العلم‬
‫علموه‪ .‬والرد إلى من ليس بمعصوم‪ ،‬اليوجب العلم لجواز الخطأ عليه بال‬
‫خالف سواء كانوا امراء السرايا‪ ،‬أو العلماء‪ .‬انتهى اقول المصدق ان الرد‬
‫ترتيبي اي الى الرسول حال وفاته و بعده الى اولي االمر وهو الذي يقوم‬
‫مقام الرسول المفترضة طاعتهم وان الرد الى ولي االمر طريقي فال بد ان‬
‫يكون على علم باهلل و الرسول مما يؤهله ان يكون هاديا‪.‬‬

‫َّللا َج ِميعًا َو َال تَف ََّرقُوا‪ .‬ت‪ :‬قال ابو السعود {‬


‫َص ُموا ِب َح ْب ِل َّ ِ‬
‫وقال تعالى َوا ْعت ِ‬
‫اإلسالم أو بكتابه لقوله عليه الصالة والسالم‬ ‫ِ‬ ‫واعتصموا ِب َح ْب ِل هللا } أي بدين‬
‫‪ « :‬القرآنُ حب ُل هللا المتينُ)‪ .‬وقال الطوسي و " واعتصموا " امتنعوا بحبل‬
‫هللا واستمسكوا به ‪ -‬الى ان ‪ -‬قال في معنى قوله‪ " :‬بحبل هللا " قوالن قال‬

‫‪152‬‬
‫أبوسعيد الخدري عن النبي صلى هللا عليه وآله أنه كتاب هللا‪ .‬وبه قال ابن‬
‫مسعود‪ .‬وقتادة والسدي‪ .‬وقال ابن زيد " حبل هللا " دين هللا أي دين االسالم‪.‬‬
‫وقوله‪ " :‬جميعا " منصوب على الحال‪ .‬والمعنى اعتصموا بحبل هللا‬
‫مجتمعين على االعتصام به‪ .‬انتهى‪ ،‬فاالعتصام هو التمسك اي عمليا هو‬
‫الرجوع و الرد‪.‬‬
‫اقول؛ وهذا االيات هي االساس النقلي في منهج العرض ‪ -‬اي عرض‬
‫الحديث على القران و السنة ‪ -‬مع االساس العقالئي و الفطري للقرائنية و‬
‫للتمييز و الرد و الفرز‪ .‬وال يقال انها في مورد االختالف ‪ ،‬حيث انها‬
‫والجل مجيئها موافقة لسلوك عقالئي عام انما كانت من أصل) المثال و‬
‫المصداق و التطبيق‪ .‬و هذا الذي يشهد له اصل نقلي اخر هو ايضا يقع‬
‫ضمن اطار السلوك العقالئي في احراز و قصد توافق المعارف و تناسبها و‬
‫تناسقها و هو االصل الثاني التالي اي ان الحق يصدق بعضه بعضا‪.‬‬

‫( قال تعالى وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى هللا ) و قال تعالى ( فَإِ ْن‬
‫سو ِل ) و في المصدق عن يونس بن‬ ‫الر ُ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ إِلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬
‫عبد الرحمن انه قال‪ :‬حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد هللا عليه السالم‬
‫يقول‪ :‬ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا‬
‫من أحاديثنا المتقدمة‪ ....‬قال يونس قال على أبي الحسن الرضا عليه السالم‬
‫‪ ...‬ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة‬
‫السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله نحدث‪ ،‬وال نقول‪ :‬قال فالن وفالن فيتناقض‬
‫كالمنا‪ ،‬إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم آخرنا‪ ،‬وإذا‬
‫أتاكم من يحدثكم بخالف ذلك فردوه عليه وقولوا‪ :‬أنت أعلم و ما جئت به‪،‬‬
‫فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور‪ ،‬فما ال حقيقة معه وال نور عليه فذلك‬
‫قول الشيطان‪.‬و في مصدقة أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه‬
‫السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود إلى كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل حديث ال يوافق‬
‫كتاب هللا فهو زخرف‪ .‬و في مصدقة صفوان بن يحيى عن ابي الحسن‬
‫الرضا انه قال (( كيف يجئ رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من‬
‫عند هللا‪ ،‬وأنه يدعوهم إلى هللا بأمر هللا ويقول‪ :‬إنه ال تدركه االبصار‪ ،‬وال‬
‫يحيطون به علما‪ ،‬وليس كمثله شئ‪ ،‬ثم يقول‪ :‬أنا رأيته بعيني‪ ،‬وأحطت به‬
‫علما‪ ،‬وهو على صورة البشر ؟ أما تستحيون ؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه‬
‫بهذا أن يكون أتى عن هللا بأمر ثم يأتي بخالفه من وجه آخر ! ‪ ..... .‬فقال‬
‫أبو قرة فتكذب بالرواية ؟ فقال أبو الحسن (عليه السالم)‪ :‬إذا كانت الرواية‬

‫‪153‬‬
‫مخالفة للقرآن كذبتها ) ‪ ،‬و في مصدقة أيوب‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني‬
‫أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن لم يوافق كتاب هللا‬
‫فلم أقله‪ .‬و في مصدقة ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا‬
‫عليه السالم عن اختالف يرويه من يثق به ‪ ،‬فقال‪ :‬إذا ورد عليكم حديث‬
‫فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‪،‬‬
‫وإال فالذي جاءكم به أولى‪ .‬و في مصدقة محمد بن عيسى قال‪ :‬أقرأني داود‬
‫بن فرقد الفارسي كتابه إلى أبي الحسن الثالث عليه السالم وجوابه بخطه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬نسألك عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك قد اختلفوا علينا فيه‬
‫كيف العمل به على اختالفه ؟ إذا نرد إليك فقد اختلف فيه‪ .‬فكتب ‪ -‬وقرأته ‪:-‬‬
‫ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموا فردوه إلينا‪ .‬فيجب عرض االمور و‬
‫االخبار المختلفة على القران و السنة ‪ .‬و يعتبر في الخبر و كل معرفة دينية‬
‫ان تكون مصدقة بالقران و السنة الثابتة ‪ .‬و في المصدق عن الشريف‬
‫الرضي في النهج قال أمير المؤمنين عليه السالم ‪ :‬قد قال هللا سبحانه لقوم‬
‫أحب إرشادهم‪ :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول واولي األمر‬
‫منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى هللا والرسول‪ .‬فالرد إلى هللا األخذ‬
‫بمحكم كتابه والرد إلى الرسول األخذ بسنته الجامعة غير المفرقة‪ .‬و في‬
‫مصدقة يونس بن عبد الرحمن قال‪ :‬حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد‬
‫هللا عليه السالم يقول‪ :‬ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة أو‬
‫تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة‪ ::: ،‬و عن أبي الحسن الرضا عليه‬
‫السالم ‪ :::‬فال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن‬
‫وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله نحدث‪ ،‬وال نقول‪ :‬قال فالن وفالن‬
‫فيتناقض كالمنا‪ ،‬إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم‬
‫آخرنا‪ ،‬وإذا أتاكم من يحدثكم بخالف ذلك فردوه عليه وقولوا‪ :‬أنت أعلم و ما‬
‫جئت به‪ ،‬فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور‪ ،‬فما ال حقيقة معه وال نور‬
‫عليه فذلك قول الشيطان‪ .‬و في مصدقة محمد بن مسلم قال‪ :‬قال أبو عبد هللا‬
‫عليه السالم يا محمد ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ‬
‫به‪ ،‬وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فال تأخذ به‪ .‬اقول‬
‫وهذه الرواية المصدقة باطالقات االيات و الروايات المستفيضة الثابتة ترد‬
‫المنهج السندي ‪ .‬و في مصدقة الحسن بن الجهم‪ ،‬عن العبد الصالح عليه‬
‫السالم قال‪ :‬إذا كان جاءك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب هللا وعلى‬
‫أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق وإن لم يشبههما فهو باطل‪.‬و في مصدقة‬
‫زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم – في حديث له ‪ -‬قال‪ :‬كل من تعدى‬

‫‪154‬‬
‫السنة رد إلى السنة‪. .‬و في مصدقة ابن أبي يعفور قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا‬
‫عليه السالم عن اختالف يرويه من يثق به فقال‪ :‬إذا ورد عليكم حديث‬
‫فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‪،‬‬
‫وإال فالذي جاءكم به أولى ‪ .‬و في مصدقة السكوني‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن‬
‫آبائه‪ ،‬عن علي عليهم السالم قال‪ :‬إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب‬
‫نورا فما وافق كتاب هللا فخذوا به وما خالف كتاب هللا فدعوه‪ .‬و في مصدقة‬
‫داود‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬من لم يعرف الحق من القرآن لم‬
‫يتنكب الفتن‪ .‬و في مصدقة الطبرسي عن أبي جعفر الثاني عليه السالم‪::‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله ‪ ::‬فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على‬
‫كتاب هللا وسنتي فما وافق كتاب هللا وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب هللا‬
‫وسنتي فال تأخذوا به‪ .‬و عنه في المصدق ومما أجاب به أبو الحسن علي بن‬
‫محمد العسكري عليهما ‪ : :‬إذا شهد الكتاب بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته‬
‫طائفة من االمة وعارضته بحديث من هذه األحاديث المزورة صارت‬
‫بإنكارها ودفعها الكتاب كفارا ضالال‪ ،‬وأصح خبر ما عرف تحقيقه من‬
‫الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول هللا صلى هللا عليه واله ‪ :::‬فلما‬
‫وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب هللا مثل قوله‪ :‬إنما وليكم هللا‬
‫ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون‪ .‬ثم‬
‫اتفقت روايات العلماء في ذلك ألمير المؤمنين عليه السالم أنه تصدق بخاتمه‬
‫وهو راكع فشكر هللا ذلك له‪ ،‬وأنزل اآلية فيه‪ ،‬ثم وجدنا رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة‪ :‬من كنت مواله فعلي مواله اللهم‬
‫وال من وااله وعاد من عاداه‪ .‬وقوله صلى هللا عليه واله‪ :‬علي يقضي ديني‬
‫وينجز موعدي وهو خليفتي عليكم بعدي‪ .‬وقوله صلى هللا عليه واله ‪ -‬حيث‬
‫استخلفه على المدينة ‪ -‬فقال‪ :‬يا رسول هللا أتخلفني على النساء والصبيان ؟‬
‫فقال‪ :‬أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إال أنه ال نبي‬
‫بعدي‪ .‬فعلمنا أن الكتاب شهد بتصديق هذه األخبار وتحقيق هذه الشواهد‬
‫فيلزم االمة اإلقرار بها إذا كانت هذه األخبار وافقت القرآن‪ ،‬ووافق القرآن‬
‫هذه األخبار‪ ،‬فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب هللا ووجدنا كتاب هللا موافقا لهذه‬
‫األخبار وعليها دليال كان االقتداء بهذه األخبار فرضا ال يتعداه إال أهل العناد‬
‫والفساد‪ .‬ثم قال عليه السالم‪ :‬ومرادنا وقصدنا الكالم في الجبر والتفويض‬
‫وشرحهما وبيانهما وإنما قدمنا ما قدمنا لكون اتفاق الكتاب والخبر إذا اتفقا‬
‫دليال لما أردناه‪ ،‬وقوة لما نحن مبينوه من ذلك إن شاء هللا‪ .‬الخبر طويل و في‬
‫مصدقة السكوني‪ ،‬عن الصادق جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده عليهم‬
‫السالم قال‪ :‬قال علي عليه السالم‪ :‬إن على كل حق حقيقة‪ ،‬وعلى كل صواب‬

‫‪155‬‬
‫نورا‪ ،‬فما وافق كتاب هللا فخذوه وما خالف كتاب هللا فدعوه ‪ .‬و في مصدقة‬
‫الميثمي عن الرضا عليه السالم ‪ :::‬فما ورد عليكم من خبرين مختلفين‬
‫فاعرضوهما على كتاب هللا فما كان في كتاب هللا موجودا حالال أو حراما‬
‫فاتبعوا ما وافق الكتاب‪ ،‬وما لم يكن في الكتاب فاعرضوه على سنن رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه واله‪ ،‬فما كان في السنة موجودا منهيا عنه نهي حرام‪ ،‬أو‬
‫مأمورا به عن رسول هللا صلى هللا عليه واله أمر إلزام فاتبعوا مما وافق‬
‫نهي رسول هللا صلى هللا عليه واله وأمره‪ ،‬وما كان في السنة نهي إعافة أو‬
‫كراهة ثم كان الخبر اآلخر خالفه فذلك رخصة فيما عافه رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله وكرهه ولم يحرمه‪ ،‬فذلك الذي يسع األخذ بهما جميعا‪ ،‬أو‬
‫بأيهما شئت وسعك االختيار من أصل) التسليم واالتباع والرد إلى رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه واله‪ ،‬وما لم تجدوه في شئ من هذه الوجوه فردوا إلينا علمه‬
‫فنحن أولى بذلك‪ ،‬وال تقولوا فيه بآرائكم‪ ،‬وعليكم بالكف والتثبت والوقوف‬
‫وأنتم طالبون باحثون حتى يأتيكم البيان من عندنا‪ .‬و في مصدقة عبد الرحمن‬
‫بن أبي عبد هللا‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬إذا ورد عليكم حديثان‬
‫مختلفان فاعرضوهما على كتاب هللا فما وافق كتاب هللا فخذوه وما خالف‬
‫كتاب هللا فذروه‪ ،‬فإن لم تجدوهما في كتاب هللا فاعرضوهما على أخبار‬
‫العامة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه و في المصدق‬
‫عن جابر‪ ،‬قال‪ :‬دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السالم ‪:::‬‬
‫وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا‪ ،‬فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به‪ ،‬وإن لم‬
‫تجدوه موافقا فردوه‪ ،‬وإن اشتبه األمر عليكم فقفوا عنده‪ ،‬وردوه إلينا حتى‬
‫نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا‪ ::: ،‬و في المصدق انه كان ألبي يوسف كالم‬
‫مع موسى بن جعفر عليهما السالم ‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم جميع امور‬
‫األديان أربعة‪ :‬أمر ال اختالف فيه وهو إجماع االمة على الضرورة التي‬
‫يضطرون إليها األخبار المجمع عليها‪ ،‬وهي الغاية المعروض عليها كل‬
‫شبهة والمستنبط منها كل حادثة‪ ،‬وأمر يحتمل الشك واإلنكار فسبيله‬
‫استنصاح أهله لمنتحليه بحجة من كتاب هللا مجمع على تأويلها‪ ،‬وسنة مجمع‬
‫عليها ال اختالف فيها‪ ،‬أو قياس تعرف العقول عدله وال يسع خاصة االمة‬
‫وعامتها الشك فيه واإلنكار له‪ ،‬وهذان األمران من أمر التوحيد فما دونه‪،‬‬
‫وأرش الخدش فما فوقه‪ ،‬فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين‪ ،‬فما‬
‫ثبت لك برهانه اصطفيته‪ ،‬وما غمض عليك صوابه نفيته‪ ،‬فمن أورد واحدة‬
‫من هذه ‪ .‬الثالث فهي الحجة البالغة التي بينها هللا في قوله لنبيه‪ :‬قل هللف‬
‫الحجة البالغة فلو شاء لهديكم أجمعين‪ .‬يبلغ الحجة البالغة الجاهل فيعلمها‬
‫بجهله‪ ،‬كما يعلمه العالم بعلمه ألن هللا عدل ال يجور‪ ،‬يحتج على خلقه بما‬

‫‪156‬‬
‫يعلمون‪ ،‬يدعوهم إلى ما يعرفون ال إلى ما يجهلون وينكرون‪ .‬فأجازه الرشيد‬
‫ورده‪ .‬والخبر طويل‪ .‬و في مصدقة محمد بن الزبرقان الدامغاني‪ ،‬عن أبي‬
‫الحسن موسى عليه السالم ‪ :::‬امور االديان أمران‪ :‬أمر ال إختالف فيه وهو‬
‫إجماع االمة على الضرورة التي يضطرون إليها‪ ،‬واألخبار المجتمع عليها‬
‫المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها كل حادثة‪ ،‬وأمر يحتمل الشك‬
‫واإلنكار وسبيل استيضاح أهله الحجة عليه فما ثبت لمنتحليه من كتاب‬
‫مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي صلى هللا عليه واله ال اختالف فيها‪،‬‬
‫أو قياس تعرف العقول عدله ضاق على من استوضح تلك الحجة ردها‬
‫ووجب عليه قبولها واإلقرار والديانة بها وما لم يثبت لمنتحليه به حجة من‬
‫كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي صلى هللا عليه واله ال اختالف‬
‫فيها‪ ،‬أو قياس تعرف العقول عدله وسع خاص االمة وعامها الشك فيه‬
‫واإلنكار له كذلك هذان األمران من أمر التوحيد فما دونه إلى أرش الخدش‬
‫فما دونه‪ ،‬فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين‪ ،‬فما ثبت لك برهانه‬
‫اصطفيته‪ ،‬وما غمض عنك ضوؤه نفيته‪ .‬وال قوة إال باهلل‪ ،‬وحسبنا هللا ونعم‬
‫الوكيل ‪.‬‬
‫و من االخبار المصدقة للعرض على السنة الثابتة و المصدق من االخبار ما‬
‫امرت بالتزام ما هو المعروف ففي مصدقة محمد بن عيسى قال‪ :‬أقرأني‬
‫داود بن فرقد الفارسي كتابه إلى أبي الحسن الثالث عليه السالم وجوابه‬
‫بخطه‪ ،‬فقال‪ :‬نسألك عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك قد اختلفوا‬
‫علينا فيه كيف العمل به على اختالفه ؟ إذا نرد إليك فقد اختلف فيه‪ .‬فكتب ‪-‬‬
‫وقرأته ‪ :-‬ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموا فردوه إلينا‪ .‬و في مصدقة‬
‫محمد بن أحمد بن محمد بن زياد‪ ،‬وموسى بن محمد بن علي بن موسى قال‪:‬‬
‫كتبت إلى أبي الحسن عليه السالم أسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك‬
‫وأجدادك صلوات هللا عليهم قد اختلف علينا فيه فكيف العمل به على اختالفه‬
‫والرد إليك فيما اختلف فيه ؟ فكتب عليه السالم‪ :‬ما علمتم أنه قولنا فالزموه‬
‫وما لم تعلموه فردوه إلينا‪.‬‬
‫و مما يدل و يؤكد المصدقية هو وصف الكتاب و الشريعة االسالمية بانها‬
‫ص ِدقًا‬‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫(والَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫مصدقة لما قبلها قال تعالى َ‬
‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا أ ُ ْن ِز َل ِم ْن َب ْع ِد‬
‫ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه ) و قال تعالى ( قَالُوا َيا قَ ْو َمنَا ِإنَّا َ‬
‫ق ُم ْستَ ِق ٍيم ) و قال‬ ‫ط ِري ٍ‬‫ق َوإِلَى َ‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه يَ ْهدِي إِلَى ْال َح ِ‬ ‫سى ُم َ‬ ‫ُمو َ‬
‫ص ِدقًا‬
‫َّللا ِإلَ ْي ُك ْم ُم َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫سى ابْنُ َم ْريَ َم يَا بَنِي ِإس َْرائِي َل ِإنِي َر ُ‬ ‫(و ِإذ قَا َل ِعي َ‬ ‫ْ‬ ‫تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُك ْم )‬ ‫(وآَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬ ‫ي ِمنَ الت َّ ْو َرا ِة ) و قال تعالى َ‬ ‫ِل َما َبيْنَ َي َد َّ‬

‫‪157‬‬
‫َّللاُ َقالُوا نُؤْ ِمنُ بِ َما أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫علَ ْينَا‬ ‫(وإِذَا قِي َل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا بِ َما أَ ْنزَ َل َّ‬‫وقال تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُه ْم ) و قال تعالى (قُ ْل َم ْن َكانَ‬ ‫ْ‬
‫َويَ ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه َو ُهدًى‬ ‫علَى قَ ْل ِبكَ ِبإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫َّللا ُم َ‬ ‫عد ًُّوا ِل ِجب ِْري َل فَإِنَّهُ ن ََّزلَهُ َ‬
‫َ‬
‫ً‬
‫ص ِدقا ِل َما بَيْنَ‬‫ق ُم َ‬ ‫ْ‬
‫َاب بِال َح ِ‬ ‫ْ‬
‫عليْكَ ال ِكت َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َوبُ ْش َرى ِلل ُمؤْ ِمنِينَ ) و قال تعالى (ن ََّز َل َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما‬ ‫ْ‬
‫َاب آَ ِمنُوا ِب َما ن ََّزلنَا ُم َ‬ ‫يَدَ ْي ِه ) و قال تعالى (يَا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫علَى َب ِينَ ٍة ِم ْن َر ِب ِه َو َيتْلُوهُ شَا ِهدٌ ِم ْنهُ َو ِم ْن قَ ْب ِل ِه‬ ‫َم َع ُك ْم ) و قال تعالى (أَفَ َم ْن َكانَ َ‬
‫ِق‬‫صد ُ‬ ‫اركٌ ُم َ‬ ‫(و َهذَا ِكتَابٌ أَ ْنزَ ْلنَاهُ ُمبَ َ‬ ‫سى إِ َما ًما َو َرحْ َمةً ) و قال تعالى َ‬ ‫َاب ُمو َ‬ ‫ِكت ُ‬
‫ْ‬
‫الَّذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه) وقال تعالى قال تعالى ( أفَ َال يَتَدَب َُّرونَ القُ ْرآَنَ َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد‬
‫َ‬
‫اختِ َالفًا َكثِ ً‬
‫يرا )‬ ‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬‫غي ِْر َّ ِ‬ ‫َ‬

‫أصول العرض العملية‬

‫هنا مجموعة مسائل تتعلق بمضامين الحديث والقران وان أساس العرض‬
‫وجوهره هو عرض المضامين وليس نصوص الروايات‬

‫مقدمة‪1‬‬
‫سو ِل)‪ .‬و بلغنا عنه صل‬‫الر ُ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫قال تعالى ( َفإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬
‫هللا عليه واله ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم عني ال يوافق‬
‫القرآن فلم أقله‪ .‬عنهم صلوات هللا عليهم انهم قالوا‪ :‬ال تقبلوا علينا خالف‬
‫القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة وقالوا عليهم السالم‬
‫إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا فما وافق كتاب هللا فخذوا به‬
‫وما خالف كتاب هللا فدعوه‪ .‬وعنهم عليهم السالم‪ :‬عليكم بالدرايات ال‬
‫بالروايات‪ .‬وقالوا عليهم السالم العلماء تحزنهم الدراية‪ ،‬والجهال تحزنهم‬
‫الرواية‪.‬‬
‫مقدمة‪2‬‬
‫لقد جاء في الخبر المصدق ( ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة‬
‫أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة‪ ) .‬فالرد يكون الى محكم كتاب هللا‬
‫تعالى الذي ال ريب فيه و الى الواضح من السنة الذي ال يشك فيها و الى الثابت‬
‫من أقوال أهل البيت عليهم السالم فال تكليف بأكثر من ذلك واالمر اوضح‬
‫سا إِ َّال ُو ْسعَ َها‬
‫ف نَ ْف ً‬ ‫فيما هو حرجي المنفي بالثابت من الشرع قال تعالى َ‬
‫(ال نُك َِل ُ‬
‫‪158‬‬
‫ج ) ‪ .‬كما ان العبرة في العلم‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي الد ِ‬
‫ِين ِم ْن َح َر ٍ‬ ‫(و َما َجعَ َل َ‬
‫) و قال تعالى َ‬
‫الحاصل هو االنسان النوعي العرفي فال يثبت باالدعاء ان لم يفد علما كما أنه‬
‫ال يضر به انكار منكر ان فاد العلم عند االنسان النوعي العرفي ‪ .‬و العلم‬
‫بالسنة علما جازما ال يداخله شك ال يشترط التواتر او الضرورة او االتفاق‬
‫وهذا واضح لكل انسان‪.‬‬

‫مقدمة‪3‬‬
‫َّللاُ َقالُوا نُؤْ ِمنُ ِب َما أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫علَ ْينَا‬ ‫(و ِإ َذا قِي َل َل ُه ْم آَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم ) ان هذه اآلية مفصلة‬ ‫ص ِدقًا ُم َ‬ ‫َويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫و محكمة بخصوص االيمان بالدعوة و شروط و دواعي تصديقها ‪ ،‬و تبين‬
‫شرط التصديق بالنقل ‪ .‬وهي ظاهر في ان المضمون و المعرفة المصدقة لما‬
‫قبلها و لما هو خارجها من معارف حقة هو المعتبر في االيمان بالدعوة ‪ .‬كما‬
‫انها تدل على النهي بالتشبث بالنقل الخاص و رفض النقل الخارجي بحجة‬
‫االكتفاء باألول‪ .‬و من خالل اطراف الدعوة و النقل و عدم تعرض اآلية‬
‫لشخصية الناقل تشير الى عدم االعتبار بحال الناقل و انما االعتبار بالمضمون‬
‫و الدعوة ذاتها‪.‬‬

‫مقدمة‪4‬‬
‫ان محورية القيمة المتنية للخبر ليس فقط مما يفرضه العقل بان الشرع ايضا‬
‫فهو نظام له دستور و روح و مقاصد و رحى و قطب تدور حوله باقي اجزائه‬
‫و انظمته‪ ،‬و ان كل ما يخالف تلك الروح و المقاصد ال يؤخذ به ‪ .‬فالشرع‬
‫نظام واضح المعالم فيه معارف ثابتة قطعية ال يصح مخالفتها ‪،‬و االخبار‬
‫الظنية مهما كانت درجة االطمئنان بصدورها فانها خاضعة فيه للتقييم المتني‬
‫كما هو حال اي نظام معرفي اختصاصي يحتكم الى عمومات وقواعد ثابتة‬
‫ظاهرة هي دستور النظام و عموده وعلى ذلك ظاهر االخبار المستفيضة بل‬
‫المعارف الشرعية الثابتة ‪ .‬و من الجلي جدا ان في الشريعة معارف ثابتة ال‬
‫يصح قبول ما يخالفها‪ ،‬و يكون المخالف لها مشكال ضعيفا و غير المخالف‬
‫قويا بل ان القرآن و السنة قد جاءت بذلك بشكل ال يقبل الشك ‪.‬‬
‫ان محورية المصدقية في قبول الدعوة و تبين احقيتها ظاهر في الكتاب‬
‫(وآَ ِمنُوا بِ َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم َو َال تَ ُكونُوا أَ َّو َل كَافِ ٍر بِ ِه‬ ‫العزيز قال تعالى َ‬

‫‪159‬‬
‫) فهنا جعلت الدعوة لاليمان بسبب ان الدعوة مصدقة و موافقة لما عند‬
‫(و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ قَالُوا نُؤْ ِمنُ ِب َما‬ ‫المدعوين ‪ .‬و كذلك قوله تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُه ْم ) و قوله تعالى‬ ‫علَ ْينَا َو َي ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه )‬
‫َّللا ُم َ‬‫علَى قَ ْلبِكَ بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬ ‫عد ًُّوا ِل ِجب ِْري َل فَإِنَّهُ ن ََّزلَهُ َ‬‫(قُ ْل َم ْن َكانَ َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ) و قال تعالى‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫و قوله تعالى (ن ََّز َل َ‬
‫س ِم ْعنَا ْال ُه َدى آَ َمنَّا ِب ِه ) هذه اآلية تشير الى ان مصدر االيمان كون‬ ‫(وأَنَّا لَ َّما َ‬ ‫َ‬
‫المسموع هدى بشكل مطلق من دون نظر الى حالة الناقل ‪ .‬و ان قوله تعالى‬
‫علَ ْينَا َويَ ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ‬ ‫َّللاُ قَالُوا نُؤْ ِمنُ ِب َما أ ُ ْن ِز َل َ‬ ‫(و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬ ‫َ‬
‫ص ِدقا ِل َما َمعَ ُه ْم ) يشير الى ان المذهبية باطلة اذ نهى القران و ذم‬ ‫ً‬ ‫ُّ‬ ‫ْ‬
‫َوه َُو ال َحق ُم َ‬
‫َ‬
‫عليْكَ‬ ‫التعذر بالتشبث بالخاص و امر بااليمان بالهدى ‪.‬و قوله تعالى (ن ََّز َل َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه ) يشعر بل هو ظاهر بان المصدقية شرط‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬‫ْال ِكت َ‬
‫في الكتاب و الحق فيه ‪ .‬بل ان ظاهر القرآن كون المصدقية هي الداعي و‬
‫ي ِمنَ الت َّ ْو َراةِ )‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ َّ‬ ‫(و ُم َ‬ ‫المعتبر لتصديق القائل بدعوة قال تعالى َ‬
‫‪ .‬بل ان النهي قد ورد صريحا في عدم جواز رد الدعوة المصدقة بما عند‬
‫َاب آَ ِمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم‬ ‫المدعو قال تعالى ( يَا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫ارهَا ) ‪.‬كما ان هللا تعالى قد وصف‬ ‫علَى أَ ْدبَ ِ‬ ‫س ُو ُجوهًا فَن َُردَّهَا َ‬ ‫َط ِم َ‬ ‫ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن ن ْ‬
‫الدعوات التي ليس لها مصدق و التي تكون عن الهوى بالظن الذي ال يصح‬
‫س َّم ْيت ُ ُموهَا أَ ْنت ُ ْم َوآَبَا ُؤ ُك ْم َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ بِ َها ِم ْن‬ ‫ِي إِ َّال أَ ْس َما ٌء َ‬‫اتباعه قال تعالى (إِ ْن ه َ‬
‫س َولَقَ ْد َجا َء ُه ْم ِم ْن َر ِب ِه ُم ْال ُهدَى )‬ ‫الظ َّن َو َما تَ ْه َوى ْاأل َ ْنفُ ُ‬ ‫ان ِإ ْن يَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ُ‬
‫الحظ كيف ان القران بين كون فقدان السلطان من هللا انه مما تهوى االنفس‬
‫و اسقط تلك المعرفة عن االعتبار بذلك ‪ ،‬و من الظاهر ان ذلك بغض النظر‬
‫عن القائل ‪ .‬و يشعر بذلك نفي العلم عن المعرفة الظنية التي ال تتسم بالمصدقية‬
‫س ُّمونَ ْال َم َالئِ َكةَ تَس ِْم َيةَ ْاأل ُ ْنثَى (*)‬ ‫قوله تعالى ( ِإ َّن الَّذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ ِب ْاآلَ ِخ َر ِة لَيُ َ‬
‫ش ْيئًا ) فان‬ ‫ق َ‬‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫الظ َّن َوإِ َّن َّ‬ ‫َو َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫العلم المفقود هنا و ان كان هو االخبار بطريق علمي اال ان من ضمنه كما‬
‫عرفت ان يكون مصدقا بدليل االشارة الى ان ذلك ظن ‪ ،‬و لو انه كان مصدقا‬
‫لخرج عن هذه الدائرة ‪ .‬اذن المصدقية في الدعوة و الداعي اليها هي المعتبر‬
‫الحق و الداعي لاليمان بها ‪ ،‬و ان رد الدعوة المصدقة بما عند المدعو منهي‬
‫عنه و مذموم قرآنيا ‪.‬‬

‫مقدمة‪5‬‬

‫‪160‬‬
‫و يؤيد كل ما تقدم ان هللا تعالى جعل الصدق و الحق شرط في المعرفة العلمية‬
‫و وجه االيمان بالدعوة واتباعها ‪ ،‬و ان الواجب اتباع الصدق و الحق بعالماته‬
‫ت َك ِل َمةُ َر ِبكَ‬ ‫الذاتية بغض النظر عن طريق نقله و وصوله قال تعالى ( َوتَ َّم ْ‬
‫عد ًْال َال ُمبَ ِد َل ِل َك ِل َماتِ ِه َوه َُو الس َِّمي ُع ْالعَ ِلي ُم (*) َوإِ ْن ت ُ ِط ْع أَ ْكثَ َر َم ْن فِي‬ ‫ص ْدقًا َو َ‬ ‫ِ‬
‫صونَ )‬ ‫َّ‬
‫َّللا ِإ ْن يَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال الظ َّن َو ِإ ْن ُه ْم ِإ َّال يَ ْخ ُر ُ‬ ‫س ِبي ِل َّ ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ُضلوكَ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ضي ِ‬ ‫َ‬
‫ْاأل ْر ِ‬
‫فالحظ كيف جعل هللا تعالى الصدق و الواقعية مصدر المعرفة و صفة العلم‬
‫و ان غيره هو الظن قال تعالى (قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا إِ ْن تَتَّبِعُونَ‬
‫صونَ ) ان االمر هنا وجه الى الكافرين كما هو‬ ‫ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن أَ ْنت ُ ْم ِإ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫اط ِل َوتَ ْكت ُ ُموا ْال َح َّق َوأَ ْنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫سوا ْال َح َّق بِ ْالبَ ِ‬ ‫(و َال ت َْلبِ ُ‬‫ظاهر و مثله قوله تعالى َ‬
‫) فان المركزية هنا لكون المعرفة حقة بغض النظر عن نقالها ‪ .‬و قال تعالى‬
‫ق أَفَ َم ْن َي ْهدِي ِإلَى‬ ‫َّللاُ َي ْهدِي ِل ْل َح ِ‬ ‫ق قُ ِل َّ‬ ‫ش َركَائِ ُك ْم َم ْن َي ْهدِي ِإلَى ْال َح ِ‬ ‫( قُ ْل ه َْل ِم ْن ُ‬
‫ْف تَحْ ُك ُمونَ (*) َو َما‬ ‫ق أَ َح ُّق أَ ْن يُتَّبَ َع أَ َّم ْن َال يَ ِهدِي إِ َّال أَ ْن يُ ْهدَى فَ َما لَ ُك ْم َكي َ‬ ‫ْال َح ِ‬
‫ع ِلي ٌم بِ َما يَ ْفعَلُونَ )‬ ‫َّللاَ َ‬ ‫ش ْيئًا إِ َّن َّ‬ ‫ق َ‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫ظنًّا إِ َّن َّ‬ ‫يَتَّبِ ُع أَ ْكثَ ُر ُه ْم إِ َّال َ‬
‫و اآلية ظاهرة في جعل الحق و المضمون الموافق له المصدر و الداعي‬
‫االساسي لقبول الدعوة ال غير ‪ .‬ان هذا التعريف العلمي للظن بانه ما خالف‬
‫الصدق و ان العلم ما كان صدقا يبطل دعوى ان قوة السند تقلل من ظنية الخبر‬
‫و ان االختالف بينها في درجة الظنية ‪ .‬و آيات الحق دالة على كون مصدر‬
‫االيمان هو ما في المتن و المضمون من معرفة مطلقا من دون االشارة الى‬
‫ق لَ َّما َجا َء ُه ْم فَ ُه ْم فِي أَ ْم ٍر َم ِر ٍ‬
‫يج‬ ‫القائل في هذا المقام قال تعالى (بَ ْل َكذَّبُوا ِب ْال َح ِ‬
‫َّللا َو َما نَزَ َل ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق‬ ‫ش َع قُلُوبُ ُه ْم ِل ِذ ْك ِر َّ ِ‬ ‫) و قال تعالى (أَلَ ْم َيأ ْ ِن ِللَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ْن ت َْخ َ‬
‫َاب لَيَ ْعلَ ُمونَ أَنَّهُ ْال َح ُّق ِم ْن َربِ ِه ْم )‬ ‫َط َرهُ َوإِ َّن الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬ ‫) و قال تعالى (ش ْ‬
‫ق ) و قال تعالى‬ ‫ِين ْال َح ِ‬ ‫سولَهُ ِب ْال ُهدَى َود ِ‬ ‫س َل َر ُ‬ ‫و قوله تعالى (ه َُو الَّذِي أَ ْر َ‬
‫َاب َي ْع ِرفُونَهُ َك َما َي ْع ِرفُونَ أَ ْبنَا َء ُه ْم َو ِإ َّن فَ ِريقًا ِم ْن ُه ْم لَ َي ْكت ُ ُمونَ‬ ‫(الَّذِينَ آَتَ ْينَا ُه ُم ْال ِكت َ‬
‫ْال َح َّق َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ ) بل تجد تأكيدا على اعتبار المضمون و الدعوة مثل قوله‬
‫تعالى ( ْال َح ُّق ِم ْن َر ِبكَ فَ َال تَ ُكون ََّن ِمنَ ْال ُم ْمت َِرينَ ) ‪ .‬و على ذلك جاءت االخبار‬
‫المستفيضة المصدقة بذلك و الموافقة لذلك‪ .‬فعن أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت‬
‫أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كل شيء مردود إلى كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل‬
‫حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪ .‬وعن أيوب‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه‬
‫السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم عني بالحديث‬
‫فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن لم يوافق‬
‫كتاب هللا فلم أقله‪ .‬و عن ابن أبي يعفور‪ ،‬قال علي‪ :‬وحدثني الحسين بن أبي‬
‫العالء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا عليه‬
‫السالم عن اختالف يرويه من يثق به ‪ ،‬فقال‪ :‬إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه‬

‫‪161‬‬
‫له شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ ،‬وإال فالذي‬
‫جاءكم به أولى ‪ .‬وعن على أبي الحسن الرضا عليه السالم انه قال ال تقبلوا‬
‫علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن‬
‫هللا وعن رسوله نحدث‪ ،‬وال نقول‪ :‬قال فالن وفالن فيتناقض كالمنا‪ ،‬إن كالم‬
‫آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم آخرنا‪ ،‬وإذا أتاكم من يحدثكم‬
‫بخالف ذلك فردوه عليه وقولوا‪ :‬أنت أعلم و ما جئت به‪ ،‬فإن مع كل قول منا‬
‫حقيقة وعليه نور‪ ،‬فما ال حقيقة معه وال نور عليه فذلك قول الشيطان‪.‬‬

‫مقدمة‪6‬‬

‫من هنا يصح القول ان القرآن الكريم ظاهر في ان االعتبار بخصائص‬


‫المضمون المنقول بالمصدقية و المطابقة للحق بعالمات ذاتية ‪ ،‬فيصح نسبة‬
‫النقل الى النبي صلى هللا عليه و اله بتحقيق صفات المصدقية و الموافقة‬
‫للقران و السنة الثابتة ‪ ،‬و ال وجه للتصرف بالنقل و ال ادخال امور اخرى ال‬
‫شاهد عليها ‪ .‬فكل ما ينسب الى النبي صلى هللا عليه و اله وكان مصدقا بالقران‬
‫و السنة و عليه شاهد منهما يكون معتبرا و يجب التسليم به و ال يصح رده او‬
‫التصرف فيه و كل ما تقدم من آيات دالة على ذلك و الروايات مستفيضة في‬
‫ذلك بينا بعضها ‪.‬‬
‫مسألة‪:‬‬
‫الحديث الصحيح هو الحديث الذي له شاهد من محكم القران وقطعي السنة‪،‬‬
‫ولقد بينت أصول ذلك في كتب سابقة متعددة بآيات وروايات ثابتة عن رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه واله واهل بيت وان اهل البيت عليهم السالم وغيرهم من‬
‫أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه واله وأصحاب االئمة قد طبقوا ذلك في‬
‫معرفة االحاديث وتمييز الصحيح من غيره منها‪.‬‬
‫ومن التطبيقات المهمة للحديث ما رواه الطبرسي في االحتجاج عن أبي الحسن‬
‫العسكري عليه السالم انه قال‪ :‬أصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب‪ ،‬ثم قال‬
‫لما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب هللا‪ ،‬ثم قال فعلمنا أن الكتاب شهد‬
‫بتصديق هذه االخبار وتحقيق هذه الشواهد فيلزم االمة االقرار بها إذا كانت‬
‫هذه االخبار وافقت القرآن ووافق القرآن هذه االخبار‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫و النقل الذي يعتمد و الذي منه يؤخذ الحديث المحكم المفيد للعلم هو نقل‬
‫المسلمين جميعهم في جميع كتبهم من دون تصنيف او تقسيم او تفريق نقلي‬
‫مذهبي ‪ ،‬فان مذهبة النقل ال دليل عليها من قران او سنة ‪ ،‬فعلى المسلم المؤمن‬
‫ان يأخذ بكل ما ثبت عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله و أهل بيته عليهم‬
‫السالم في أي كتاب ثبت له ذلك النقل ‪.‬‬

‫أصول حديث العرض‬

‫لقد عرفت ان االصول القرانية المتقدمة والتي يقر لها كل متأمل بل كل ملفت‬
‫كافية بذاتها في شرعية العرض و ثبوت اعتماده كمييز للحديث المعقبول من‬
‫غيره‪ .‬وما حديث العرض ‪ -‬و الذي ورد بلفظ واحد تقريبا في جمع طرقه‬
‫الكثيرة ‪ -‬اال مصداق و تطبيق لما دلت عليه تلك االصول القرانية‪ .‬واضافة‬
‫الى مصدقيته و الشواهد عليه‪ ،‬فان وحدة لفظه بالجملة ‪ -‬حيث ان االختالفات‬
‫لفظية و ليست معنوية ‪-‬و كثرة طرقه مع صحة بعضها عند اهل االسناد و‬
‫عمل بعض االعالم به و الحكم بصحته من قبل بعض و نفي الخالف عنه من‬
‫بعضهم‪ ،‬كلها توجب االطمئنان له و وجوب اعتماده في تحصيل المعرفة وتبيها‬
‫ال تصافه باالوصاف التي قدمناها في عالمات المعرفة الحقة‪ .‬و اتماما للبحث‬
‫الحقت االحاديث هنا بمناقشات لالقوال المعترضة‪ .‬فهنا موضعان للكالم‪ :‬أوال‬
‫االحاديث ثم المناقشات‪.‬‬
‫االحاديث الدالة على وجوب العرض‬
‫عدة االصول؛ الطوسي‪ :‬عنهم عليهم السالم‪ :‬إذا جاءكم عنا حديث‬ ‫‪-1‬‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا فان وافق كتاب هللا فخذوه وان خالفه فردوه أو‬
‫فاضربوا به عرض الحائط‪ .‬قال رحمه هللا تعالى‪ :‬قد ورد عنهم عليهم السالم‬
‫ما ال خالف فيه من قولهم‪( :‬إذا جاءكم عنا حديث فاعرضوه على كتاب هللا‬
‫فان وافق كتاب هللا فخذوه وان خالفه فردوه أو فاضربوا به عرض الحائط )‬
‫على حسب اختالف االلفاظ فيه وذلك صريح بالمنع من العمل بما يخالف‬
‫القران‪.‬انتهى اقول انه قد نفى الخالف في الخبر و حكم بثوته بل و قطعيته‬
‫وعمل به في كتاب اصول الفقه الذي ال يعمل اال بما يصح و يفيد العلم‪.‬‬
‫التهذيب؛ الطوسي عن النبي صلى هللا عليه وآله وعن االئمة عليهم‬ ‫‪-2‬‬
‫السالم انهم قالوا إذا جاء كم منا حديث فاعرضوه على كتاب هللا فما وافق كتاب‬

‫‪163‬‬
‫هللا فخذوه وما خالفه فاطرحوه أو ردوه علينا‪ .‬قال رحمه هللا تعالى في خبرين‬
‫ردهما ‪ :‬فهذان الخبران قد وردا شاذين مخالفين لظاهر كتاب هللا‪ ،‬وكل حديث‬
‫ورد هذا المورد فانه ال يجوز العمل عليه‪ ،‬النه روي عن النبي صلى هللا عليه‬
‫وآله وعن االئمة عليهم السالم انهم قالوا إذا جاء كم منا حديث فاعرضوه على‬
‫كتاب هللا فماوافق كتاب هللا فخذوه وما خالفه فاطرحوه أو ردوه علينا‪ ،‬وهذان‬
‫الخبران مخالفان على ماترى لظاهر كتاب هللا واالخبار المسندة ايضا‬
‫المفصلة‪ ،‬وما هذا حكمه ال يجوز العمل به‪ .‬انتهى اقول هنا هو يطبقه كقاعدة‬
‫اصولية داال على مفروغية ثبوته و صحته عنده بل و علمه به ونقله عنه‬
‫صاحب الوسائل ولم يناقشه داال على رضاه به‪.‬‬
‫االستبصار؛ الطوسي عنهم (عليهم السالم) ما أتاكم عنا فاعرضوه‬ ‫‪-3‬‬
‫على كتاب هللا فما وافق كتاب هللا فخذوا به وما خالفه فاطرحوه‪ .‬قال رحمه هللا‬
‫تعالى في خبرين‪ :‬فهذان الخبران شاذان مخالفان لظاهر كتاب هللا تعالى‬
‫قال هللا تعالى‪( :‬وأمهات نسائكم) ولم يشترط الدخول بالبنت كما اشترط في‬
‫االم الدخول لتحريم الربيبة فينبغي أن تكون اآلية على إطالقها وال يلتفت إلى‬
‫ما يخالفه ويضاده لما روي عنهم (عليهم السالم) ما أتاكم عنا فاعرضوه على‬
‫كتاب هللا فما وافق كتاب هللا فخذوا به وما خالفه فاطرحوه‪ .‬انتهى اقول فهذا‬
‫تطبيق لهما دال على ثبوتهما عنده‪.‬‬
‫التبيان؛ الطوسي عن رسول هللا صلى هللا عليه واله انه قال ((اذا جاءكم‬ ‫‪-4‬‬
‫عني حديث‪ ،‬فاعرضوه على كتاب هللا‪ ،‬فما وافق كتاب هللا فاقبلوه‪ ،‬وما خالفه‬
‫فاضربوا به عرض الحائط))‪ .‬ذكر ها رحمه هللا تعالى في مقدمة الكتاب‬
‫محتجا بها ‪ ،‬قال وروى عنه صلوات هللا عليه انه قال‪( :‬اذا جاءكم عني حديث‪،‬‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا‪ ،‬فما وافق كتاب هللا فاقبلوه‪ ،‬وما خالفه فاضربوا به‬
‫عرض الحائط) وروي مثل ذلك عن أئمتنا عليهم السالم‪.‬‬
‫مجمع البيان؛ الطبرسي قال قال النبي صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا جاءكم‬ ‫‪-5‬‬
‫عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا‪ ،‬فما وافقه فاقبلوه‪ ،‬وما خالفه فاضربوا‬
‫به عرض الحائط‪ .‬قال رحمه هللا تعالى قال النبي صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا‬
‫جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا‪ ،‬فما وافقه فاقبلوه‪ ،‬وما خالفه‬
‫فاضربوا به عرض الحائط‪ .‬فبين أن الكتاب حجة ومعروض عليه ‪ .‬انتهى‬
‫فالحظ جزمه في النبسة و تاسيس قاعدة منه‪.‬‬
‫معارج االصول؛ الحلي قال قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ " :‬إذا‬ ‫‪-6‬‬
‫روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا‪ ،‬فان وافق فاقبلوه‪ ،‬واال فردوه‬
‫‪ ".‬قال رحمه هللا تعالى ‪ :‬المسألة الثانية‪ :‬يجب عرض الخبر على الكتاب‪،‬‬
‫لقوله صلوات هللا عليه‪ " :‬إذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا‪،‬‬
‫فان وافق فاقبلوه‪ ،‬واال فردوه "‪ .‬انتهى اقول الحظ كيف افتى بوجوب عرض‬
‫الكتاب على الخبر‪ .‬و هذا الكتاب في اصول الفقه فال يذكر فيه اال ما يفيد العلم‬

‫‪164‬‬
‫اي ان الحديث ثابت عند المحقق مما يوجب اعلى الدرجات العلم حتى انه اسس‬
‫قاعدة و واجوب مضمونه‪.‬‬
‫تفسير الرازي‪ :‬عنه عليه الصالة والسالم ‪ « :‬إذا روي لكم عني حديث‬ ‫‪-7‬‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا فان وافقه فاقبلوه وإال فردوه »‪ .‬قال رحمه هللا تعالى‪:‬‬
‫أن من األحاديث المشهورة قوله عليه الصالة والسالم ‪ « :‬إذا روي لكم عني‬
‫حديث فاعرضوه على كتاب هللا فان وافقه فاقبلوه وإال فردوه » فهذا الخبر‬
‫يقتضي أن ال يقبل خبر الواحد إال عند موافقة الكتاب‪ ،‬فاذا كان خبر العمة‬
‫والخالة مخالفا لظاهر الكتاب وجب رده‪ .‬و قال في موضع اخر (والثاني ‪ :‬أنه‬
‫روي في الخبر أنه عليه الصالة والسالم قال ‪ « :‬إذا روي حديث عني‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا تعالى فإن وافقه فاقبلوه وإن خالفه فردوه » دل هذا‬
‫الخبر على أن كل خبر ورد على مخالفة كتاب هللا تعالى فهو مردود ‪ ،‬فهذا‬
‫الخبر لما ورد على مخالفة عموم الكتاب وجب أن يكون مردودا ً ‪ .).‬انتهى فهو‬
‫قال بشهرته و حكم بمقتضاه و دعى الى وجوب رد المخالف ‪ .‬وقال ايضا‪:‬‬
‫روي عن النبي صلى هللا عليه واله أنه قال ‪ « :‬إذا روي عني حديث فاعرضوه‬
‫على كتاب هللا فإلن وافقه فاقبلوه وإال ذروه » وال شك أن الحديث أقوى من‬
‫القياس ‪ ،‬فاذا كان الحديث الذي ال يوافقه الكتاب مردودا ً فالقياس أولى به‪.‬‬
‫وكالمه هنا مشعر بتسليم القاعدة المستفادة من الحديث‪.‬‬
‫ي‬‫تفسير الألصل) ؛ ابن عادل قال عليه الصالة والسالم ‪ » :‬إذا ُر ِو َ‬ ‫‪-8‬‬
‫ضوه على ِكتَاب هللا تعالى‪ ،‬فإن َوافق ‪ ،‬فَا ْق َبلُوه ‪ ،‬وإال فَ ُردُّوهُ‬ ‫حديث فاع ِْر ُ‬ ‫ٌ‬ ‫عنِي‬
‫َ‬
‫صيص لعُ ُموم‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫َخ‬ ‫ت‬ ‫هذا‬ ‫ِر‬‫ه‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫الظ‬ ‫أهل‬ ‫قال‬ ‫‪،‬‬ ‫خبر‬ ‫في‬ ‫تعالى‬ ‫هللا‬ ‫رحمه‬ ‫قال‬ ‫‪.‬‬ ‫«‬
‫ون ‪،‬‬ ‫ظن ُ ٌ‬‫طوع به وال َخ َبر َم ْ‬ ‫احد ‪ ،‬وهو ال َي ُجوز؛ ألن القُ ْرآن َم ْق ُ‬ ‫القُ ْرآن ب َخيْر َ‬
‫الو ِ‬
‫ضوه على ِكتَاب هللا‪-‬‬ ‫حديث فاع ِْر ُ‬ ‫ٌ‬ ‫عنِي‬ ‫ي َ‬‫وقال عليه الصالة والسالم ‪ » :‬إذا ُر ِو َ‬
‫ف لعموم ال ِكتَاب‪.‬‬ ‫[ تعالى ] ‪ ،‬فإن َوافق ‪ ،‬فَا ْق َبلُوه ‪ ،‬وإال فَ ُردُّوهُ « وهذا ُمخَا ِل ٌ‬
‫ع ْن النَّ ِبي ِ صلى هللا عليه واله انه قال{ َما‬ ‫احكام القران؛ الجصاص َ‬ ‫‪-9‬‬
‫ف‬ ‫ع ِني َو َما خَالَ َ‬ ‫َّللا فَ ُه َو َ‬
‫َاب َّ ِ‬‫َّللا ‪ ،‬فَ َما َوافَقَ ِكت َ‬ ‫ب َّ ِ‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬ ‫ضوهُ َ‬ ‫َجا َء ُك ْم ِم ِني فَاع ِْر ُ‬
‫ص َّح ِة‬ ‫علَى ِ‬ ‫ع ِني ‪ .‬قال رحمه هللا تعالى في كالم له‪َ :‬و َهذَا َيدُ ُّل َ‬ ‫ْس َ‬‫َّللا فَلَي َ‬
‫َاب َّ ِ‬‫ِكت َ‬
‫غي ُْر َم ْقبُو ٍل ؛ َوقَ ْد‬ ‫ار ْاآل َحا ِد َ‬ ‫ف ْالقُ ْرآنَ ِفي أَ ْخ َب ِ‬ ‫ص َحا ِبنَا ِفي أَ َّن قَ ْو َل َم ْن خَالَ َ‬ ‫قَ ْو ِل أَ ْ‬
‫علَى‬ ‫ض وه ُ َ‬‫ع ْن النَّ ِبي ِ صلى هللا عليه واله أَنَّهُ قَا َل ‪َ { :‬ما َجا َء ُك ْم ِم ِني فَاع ِْر ُ‬ ‫ي َ‬‫ُر ِو َ‬
‫ع ِني ‪} .‬‬ ‫ْس َ‬‫َّللا فَلَي َ‬
‫َاب َّ ِ‬
‫ف ِكت َ‬ ‫ع ِني َو َما خَالَ َ‬‫َّللا فَ ُه َو َ‬ ‫َّللا ‪ ،‬فَ َما َوافَقَ ِكت َ‬
‫َاب َّ ِ‬ ‫ب َّ ِ‬ ‫ِكتَا ِ‬
‫ق ْاآل َحا ِد‪ .‬انتهى فهو هنا يطبقه‪ .‬اقول هنا‬ ‫ط ِري ِ‬ ‫فَ َهذَا ِع ْندَنَا فِي َما َكانَ ُو ُرودُهُ ِم ْن َ‬
‫ورد بلفظ ( عني) و في موضع (مني) وهو كاضافة الى داللته على القبول‬
‫فانه ايضا يثبت الصدور وهذا ال يكون اال بما يعلم‪ ،‬فالحديث بالفاظه السابقة‬
‫يثبت العلم لما بينا هنا و الن القبول و العمل هو فرع الصدور و النسبة فالحديث‬
‫المصدق ليس فقط يصح العمل به بل و يصح نسبته الى النبي صلى هللا عليه‬
‫و اله و القول انه معلوم‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫‪ -10‬احكام القران‪ :‬روي عن النبي صلى هللا عليه و اله ما أتاكم عني‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا فما وافق كتاب هللا فهو مني وما خالفه فليس مني‪.‬‬
‫قال رحمه هللا تعالى ‪ :‬إذا كان خبر الشاهد واليمين محتمال لما وصفنا وجب‬
‫حمله عليه وأن ال يزال به حكم ثابت من جهة نص القرآن لما روي عن النبي‬
‫صلى هللا عليه واله‪ :‬ما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب هللا فما وافق كتاب هللا‬
‫فهو مني وما خالفه فليس مني‪.‬‬
‫‪ -11‬االبانة الكبرى‪ - :‬حدثنا أبو الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى بن عبد‬
‫الرحمن الساجي البصري ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن الحارث‬
‫المخزومي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا يحيى بن جعدة المخزومي ‪ ،‬عن عمر بن حفص ‪،‬‬
‫عن عثمان بن عبد الرحمن يعني الوقاصي ‪ ،‬عن سالم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه واله ‪ « :‬يا عمر ‪ ،‬لعل أحدكم متكئ على أريكته ثم‬
‫يكذبني ‪ ،‬ما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب هللا ‪ ،‬فإن وافقه ‪ ،‬فأنا قلته ‪ ،‬وإن‬
‫لم يوافقه فلم أقله » ‪ .‬قال رحمه هللا تعالى بعد ان ذكر الحديث‪ :‬قال ابن الساجي‬
‫‪ :‬قال أبي رحمه هللا ‪ :‬هذا حديث موضوع عن النبي صلى هللا عليه واله ‪ .‬قال‬
‫‪ :‬وبلغني عن علي بن المديني ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬ليس لهذا الحديث أصل ‪ ،‬والزنادقة‬
‫وضعت هذا الحديث قال الشيخ ‪ « :‬وصدق ابن الساجي ‪ ،‬وابن المديني رحمهما‬
‫هللا ‪ ،‬ألن هذا الحديث كتاب هللا يخالفه ‪ ،‬ويكذب قائله وواضعه‪ .‬انتهى اقول‬
‫المهم هنا هو انه ذكر الحديث و اسنده و مناقشته ستاتي‪ ،‬و قوله (ليس لهذا‬
‫الحديث أصل ) اي ليس له طريق يصح الن الحديث مروى مسندا عن بعض‬
‫الصحابة و هنا عن ابن عمر‪ .‬و هم انما حكموا بالمخالفة و الوضع النهم رأوا‬
‫انه تقييد الطالق القران و انه تعطيل للسنة و عرض للسنة على القران لكن‬
‫الحديث ليس في ذلك ‪ ،‬بل الحديث في عرض الحديث الظني على القران‪ ،‬اما‬
‫الحديث الثابت فال يحتاج الى عرض فهو سنة ‪ .‬هذا و ان الخبير يعلم ان حكمهم‬
‫هنا بالوضع وفي احاديث اخرى‪ ،‬ليس لعدم االسناد و ليس االساس عدم طريق‬
‫صحيح بل الن المتن مخالف للقران وهذا عرض ايضا‪ ،‬فحتى من نفوا الحديث‬
‫انما نفوه بالعرض‪.‬‬
‫‪ -12‬الرسالة ؛ الشافعي عن النبي صلى هللا عليه و اله قال " ما جاءكم‬
‫عني فاعرضوه على كتاب هللا فما وافقه فأنا قلته وما خالفه فلم أقله "‪ .‬قال‬
‫رحمه هللا تعالى‪ :‬قال أفتجد حجة على من روى أن النبي قال " ما جاءكم عني‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا فما وافقه فأنا قلته وما خالفه فلم أقله " ‪ .‬فقلت له ما‬
‫ورى هذا من يثبت حديثه في شئ صغر وال كبر‪ .‬فيقال لنا قد ثبتم حديث من‬
‫روى هذا في شئ ‪(.‬قلت) وهذا أيضا رواية منقطعة عن رجل مجهول ونحن‬
‫ال نقبل مثل هذه الرواية في شئ‪ .‬انتهى اقول هذا المصدر من اقرب المصادر‬
‫لزمن النص وهو يثبته و قد اخرج البيهقي سنده بين طريق الشافعي اليه ‪.‬‬
‫واعتراض الشافعي هنا سندي و قد عرفت و ستعرف اكثر انه ال مالزمة بين‬
‫ضعف السند و ضعف الحديث‪ ،‬و انما ضعف الحديث يبقيه في خانة الظن فاذا‬

‫‪166‬‬
‫كانت هناك قرائن عقالئية تدخل في العلم صار علما و بينت اصول قرانية ان‬
‫المصدقية و الشواهد كفيلة بذلك وهذا ما عليه سيرة العقالء بل الفطرة‪ .‬و‬
‫للشافعي ايصا اعتراض متني سنذكره في المناقشة‪.‬‬
‫‪ -13‬المعرفة للبيهقي‪ :‬أخبرنا به أبو عبد هللا الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو‬
‫في كتاب السير قاال ‪ :‬أخبرنا أبو العباس قال أخبرنا الربيع ‪ ،‬قال أخبرنا‬
‫الشافعي قال ‪ :‬قال أبو يوسف ‪ :‬حدثنا خالد بن أبي كريمة ‪ ،‬عن أبي جعفر ‪،‬‬
‫عن رسول هللا صلى هللا عليه واله أنه دعا اليهود فسألهم فحدثوه حتى كذبوا‬
‫على عيسى صلوات هللا عليه ‪ ،‬فصعد النبي صلى هللا عليه واله المنبر فخطب‬
‫الناس فقال ‪ « :‬إن الحديث سيفشو عني فما أتاكم عني يوافق القرآن فهو عني‬
‫وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني »‪ .‬قال رحمه هللا تعالى‪ :‬قال الشافعي‬
‫– في كالم له مع بعضهم عن حديث العرض‪ -‬فقلت له ‪ :‬ما روى هذا أحد يثبت‬
‫حديثه في شيء صغير وال كبير ‪ ،‬فيقال لنا ‪ :‬قد ثبتم حديث من روى هذا في‬
‫شيء ‪ ،‬قال ‪ :‬وهذه أيضا رواية منقطعة عن رجل مجهول ‪ ،‬ونحن ال نقبل مثل‬
‫هذه الرواية في شيء‪ .‬قال البيهقي وكأنه أراد ما أخبرنا به أبو عبد هللا الحافظ‬
‫وأبو سعيد بن أبي عمرو وذكر الحديث‪ .‬ثم قال هذه الرواية منقطعة كما قال‬
‫الشافعي في كتاب الرسالة ‪ ،‬وكأنه أراد بالمجهول حديث خالد بن أبي كريمة‬
‫‪ ،‬ولم يعرف من حاله ما يثبت به خبره ‪ .‬انتهى اقول المهم هنا هو اثبات السند‪،‬‬
‫و ما ذكره من االشكال السندي ستاتي مناقشته‪.‬‬
‫‪ -14‬اصول السرخسي‪ .:‬قال قال صلوات هللا عليه‪ :‬تكثر االحاديث لكم‬
‫بعدي فإذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا تعالى فما وافقه‬
‫فاقبلوه واعلموا أنه مني‪ ،‬وما خالفه فردوه واعلموا أني منه برئ‪ .‬قال رحمه‬
‫هللا تعالى في قوله صلوات هللا عليه‪ :‬كل شرط ليس في كتاب هللا تعالى فهو‬
‫باطل وكتاب هللا أحق‪ .‬فعرفنا أن المراد ما يكون مخالفا لكتاب هللا تعالى‪،‬‬
‫وذلك تنصيص على أن كل حديث هو مخالف لكتاب هللا تعالى فهو مردود‪.‬‬
‫وقال صلوات هللا عليه‪ :‬تكثر االحاديث لكم بعدي فإذا روي لكم عني حديث‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا تعالى فما وافقه فاقبلوه واعلموا أنه مني‪ ،‬وما خالفه‬
‫فردوه واعلموا أني منه برئ‪ .‬اقول الحظ ان السرخسي في كتاب اصول الفقه‬
‫يقول قال صلوات هللا عليه بما ظاهره الجزم بالصدور‪ .‬كما ان هذا الحديث‬
‫يصبت القبول و العلم بالنسبة‪ .‬كما ان المصنف استفاد العرض من حديث‬
‫الشرط وكونه نصا فيه‪.‬‬
‫‪ -15‬اصول السرخسي‪ :‬وقال صلوات هللا عليه‪ :‬إذا روي لكم عني حديث‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا‪ ،‬فما وافق كتاب هللا فاقبلوه‪ ،‬وما خالف كتاب هللا‬
‫فردوه‪ .‬قال السرخسي‪ :‬فعرفنا أن نسخ الكتاب ال يجوز بالسنة‪ ،‬وقال صلوات‬
‫هللا عليه‪ :‬إذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا‪ ،‬فما وافق كتاب‬
‫هللا فاقبلوه‪ ،‬وما خالف كتاب هللا فردوه‪ .‬ومع هذا البيان من رسول هللا (صلى‬
‫هللا عليه و اله) كيف يجوز نسخ الكتاب بالسنة ؟ ! اقول المهم هنا ذكره الحديث‬

‫‪167‬‬
‫في كتاب اصولي و تاسيس قاعدة عليه داال على جزمه به و معلوميته عنده و‬
‫ان كانت القاعدة التي استفادها ال يدل الحديث عليه فالحديث في ما (يروى) و‬
‫ليس في السنة ‪ ،‬فان السنةهي ما يعلم وهي هي المشافهة او ما يروى مع‬
‫الثبوت والعلم بالمصدقية ونحوها‪ ،‬اي السنة حديث ثابت معلوم و العلم هنا‬
‫مطلق االطمئنان‪ ،‬اما ما يروى فهو ظن فمنه ما يثبت و يعلم اي يصبح علما‬
‫و منه ما ال يثبت ويبقى ظنا‪ ،‬فاالول – اي العلمي‪ -‬يحكم على القران النه علم‬
‫و العلم يحكم على العلم و اما الثاني – الظني‪ -‬فال يحكم على القران‪ .‬من هنا‬
‫فالسنة تنسخ القران و ما ال يسنخ القران هو خبر االحاد الظني و خبر االحاد‬
‫هو ما يروى وال شاهد له‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -16‬كشف االسرار؛ عبد العزيز البخاري عن ِه صلوات هللا عليه { إذَا ُر ِو َ‬
‫ف فَ ُردُّوهُ‬ ‫َّللا فَ َما َوافَقَ فَا ْقبَلُوهُ ‪َ ،‬و َما خَالَ َ‬ ‫ب َّ ِ‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬ ‫ضوهُ َ‬ ‫ِيث فَاع ِْر ُ‬ ‫عنِي َحد ٌ‬ ‫لَ ُك ْم َ‬
‫ب‬ ‫ْ‬
‫إن َكانَ ُم َوافَقًا ِبال ِكتَا ِ‬ ‫ُ‬
‫ب قَبُولهُ ْ‬ ‫يب يَ ِج ُ‬ ‫ِيث الغ َِر َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫}‪ .‬قال رحمه هللا تعالى‪ :‬أ َّن ال َحد َ‬
‫ب َّ ِ‬
‫َّللا‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬ ‫ض وه ُ َ‬ ‫ِيث فَاع ِْر ُ‬ ‫عنِي َحد ٌ‬ ‫ي لَ ُك ْم َ‬ ‫ِلقَ ْو ِل ِه صلوات هللا عليه { إذَا ُر ِو َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف فَ ُردُّوهُ } َو َم َع أنَّهُ َال فَائِدَةَ فِي قَبُو ِل ِه َّإال تَأ ِكيدُ دَ ِلي ِل‬ ‫فَ َما َوافَقَ فَا ْقبَلُوهُ ‪َ ،‬و َما خَالَ َ‬
‫وز ِل َه ِذ ِه ْالفَائِدَةِ‪ .‬اقول الحظ كيف‬ ‫َاب يَ ُج ُ‬ ‫علَى ُم َوافَقَتِ ِه ْال ِكت َ‬ ‫ب ِب ِه فَ َكذَا الت َّ ْع ِلي ُل َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫جزم المصنف بالحديث و اوجب العمل بالحديث الغريب سندا الموافق للكتاب‬
‫و ان هذا قاعدة اصولية و التي ال تستفاد اال من العلم كما هو معلوم‪.‬‬
‫‪ -17‬التوضيح على التنقيح ‪ ،‬عبيد هللا البخاري‪ :‬عنه صلوات هللا عليه قال{‬
‫ب‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬ ‫ضوهُ َ‬ ‫ِيث فَاع ِْر ُ‬ ‫عنِي َحد ٌ‬ ‫ي لَ ُك ْم َ‬ ‫ِيث ِم ْن َب ْعدِي فَإِذَا ُر ِو َ‬ ‫َي ْكث ُ ُر لَ ُك ْم ْاأل َ َحاد ُ‬
‫ف فَ ُردُّوهُ }‪ .‬قال رحمه هللا تعالى‪:‬‬ ‫َّللا فَا ْق َبلُوهُ ‪َ ،‬و َما خَالَ َ‬ ‫َاب َّ ِ‬ ‫َّللا تَ َعالَى فَ َما َوافَقَ ِكت َ‬ ‫َّ ِ‬
‫ب ك َْونِ ِه‬ ‫س َب ِ‬ ‫علَى قِ ْس َمي ِْن ْاأل َ َّو ُل أَ ْن َي ُكونَ ُم ْنقَ ِط ًعا ِب َ‬ ‫اطنُ َ‬ ‫طاعُ ْال َب ِ‬ ‫ار ِاال ْن ِق َ‬ ‫ص َ‬ ‫فَ َ‬
‫علَى أَ ْر َب َع ِة‬ ‫ان فِي النَّاقِ ِل ‪َ ,‬و ْاأل َ َّو ُل َ‬ ‫ص ٍ‬ ‫طاعُ ِبنُ ْق َ‬ ‫ضا ‪َ .‬والثَّانِي أَ ْن َي ُكونَ ِاال ْن ِق َ‬ ‫ار ً‬ ‫ُم َع َ‬
‫ور ِة أَ ْو ِبك َْونِ ِه شَاذًّا فِي‬ ‫سنَّ ِة ْال َم ْش ُه َ‬ ‫ب أَ ْو ال ُّ‬ ‫ضا ِل ْل ِكتَا ِ‬ ‫ار ً‬ ‫أَ ْو ُج ٍه ‪ :‬إ َّما أَ ْن َي ُكونَ ُم َع ِ‬
‫ص َحا َب ِة ‪ .‬فَلَ َّما‬ ‫ض ِ ِإلجْ َماعِ ال َّ‬ ‫ار ٌ‬ ‫ع ْنهُ فَإِنَّهُ ُم َع ِ‬ ‫ص َحا َب ِة َ‬
‫اض ال َّ‬ ‫ْال َب ْل َوى ْال َع ِام أَ ْو ِبإِع َْر ِ‬
‫ان‬ ‫اط ِن ‪َ ,‬و َهذَ ِ‬ ‫طاعِ ْال َب ِ‬ ‫ع ِفي ْال ِقس ِْم الثَّا ِني ِم ْن ِاال ْن ِق َ‬ ‫ذَك ََر ْال ُو ُجو َه ْاأل َ ْر َب َعةَ ش ََر َ‬
‫اطنًا‬ ‫ان َب ِ‬ ‫اإل ْسنَا ِد لَ ِكنَّ ُه َما ُم ْنقَ ِط َع ِ‬ ‫ظاه ًِرا ِل ُو ُجو ِد ْ ِ‬ ‫صلَي ِْن َ‬ ‫ان ‪َ ,‬و ِإ ْن كَانَا ُمت َّ ِ‬ ‫ْال ِق ْس َم ِ‬
‫ِيث ِم ْن َب ْعدِي‬ ‫َو َح ِقيقَةً ‪ .‬أَ َّما ْال ِق ْس ُم ْاأل َ َّو ُل فَ ِلقَ ْو ِل ِه ‪ :‬عليه السالم = َي ْكث ُ ُر لَ ُك ْم ْاأل َ َحاد ُ‬
‫َاب َّ ِ‬
‫َّللا‬ ‫َّللا تَ َعالَى فَ َما َوافَقَ ِكت َ‬ ‫ب َّ ِ‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬ ‫ضوهُ َ‬ ‫ِيث فَاع ِْر ُ‬ ‫ع ِني َحد ٌ‬ ‫ي لَ ُك ْم َ‬ ‫فَإِذَا ُر ِو َ‬
‫َاب‬ ‫ف ِكت َ‬ ‫ث يُخَا ِل ُ‬ ‫علَى أَ َّن ُك َّل َحدِي ٍ‬ ‫ِيث َ‬ ‫ف فَ ُردُّوهُ = فَ َد َّل َهذَا ْال َحد ُ‬ ‫فَا ْق َبلُوهُ ‪َ ,‬و َما خَالَ َ‬
‫ث‬ ‫سو ِل عليه السالم ‪َ ,‬وإِنَّ َما ه َُو ُم ْفت ًَرى ‪َ ,‬و َكذَلِكَ ُك ُّل َحدِي ٍ‬ ‫الر ُ‬ ‫ث َّ‬ ‫ْس بِ َحدِي ِ‬ ‫َّللا فَإِنَّهُ لَي َ‬
‫َّ ِ‬
‫ش ْر ِعيَّةَ َال‬ ‫ع ْنهُ عليه السالم ; ِأل َ َّن ْاأل َ ِدلَّةَ ال َّ‬ ‫يال أَ ْق َوى ِم ْنهُ فَإِنَّهُ ُم ْنقَ ِط ٌع َ‬ ‫ض دَ ِل ً‬ ‫ار ُ‬ ‫يُعَ ِ‬
‫ض ‪.‬انتهى‪ .‬اقول ان ما‬ ‫ْ‬
‫ض ِمن ال َج ْه ِل ال َمحْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ضا ‪َ ,‬وإِن َما التنَاق ُ‬ ‫َّ‬ ‫ض َها بَ ْع ً‬ ‫ض بَ ْع ُ‬ ‫يُنَاقِ ُ‬
‫هاهنا اصرح ما قيل و اوضح صور التطبيق لحديث العرض‪ .‬بل صرح ان‬
‫المخالفة للكتاب تعني الكذب و المخالفة للثابت تعني االنقطاع وهذا و ان كان‬
‫الجل مركزية السند في االذهان‪ ،‬اال انه يعني االعتبار و الحجية الجل ما هو‬
‫معروف عند اهل السند والجل ان النقل عرفا ال يكون اال بواسطة فانه ال بد‬

‫‪168‬‬
‫من االتصال عرفا‪ ،‬فبين المصنف ان المخالفة دالة على عدم االتصال وعدم‬
‫االعتبار‪ ،‬بل حكم ان مخالفة الكتاب كذب‪ ،‬و استفاد جوهر ذلك و اساسه من‬
‫ان االدلة ال تتناقض وهو تام و دلت عليه االصول القرانية التي ذكرناها‪.‬‬
‫فمخالفة العلم اي الكتاب و السنة الثابتة تعني بقاء الخبر في مجال الظن والظن‬
‫ال يصح العمل به‪ .‬ان ( االتصال) الذي اشار اليه المصنف ال يعني صحة‬
‫الحديث اصطالحا النه مفروض هنا كما ان صحة الحديث اصطالحا ال يوجب‬
‫العلم بصحة الحديث حقيقة‪ ،‬بل ما اراده هو العلم بصحة الحديث حقا والذي‬
‫يعنيه حديث صحيح اصطالحا غير مخالف للقران ‪ .‬هذا وان الحديث الصحيح‬
‫حقا على التحقيق اعم من ذلك فيشمل ارسال المعصوم و يشمل الحديث‬
‫الضعيف ‪ .‬و يكفي في العلم االطمئنان باحراز الموافقة واعلى درجات الحديث‬
‫الصحيح حقا ( المصدق) الحديث المعصوم‪.‬‬
‫‪ -18‬اصول الشاشي‪ :‬قال صلوات هللا عليه ( تكثر لكم األحاديث بعدي فإذا‬
‫روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا فما وافق فاقبلوه وما خالف‬
‫فردوه ) ‪ .‬قال رحمه هللا تعالى‪ :‬في بحث شرط العمل بخبر الواحد ‪ :‬قلنا‬
‫شرط العمل بخبر الواحد أن ال يكون مخالفا للكتاب والسنة المشهورة وأن ال‬
‫يكون مخالفا للظاهر قال صلوات هللا عليه ( تكثر لكم األحاديث بعدي فإذا‬
‫روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا فما وافق فاقبلوه وما خالف‬
‫فردوه ) وتحقيق ذلك فيما روي عن علي بن أبي طالب أنه قال كانت الرواة‬
‫على ثالثة أقسام ‪ - 1‬مؤمن مخلص صحب رسول هللا صلى هللا عليه و سلم‬
‫وعرف معنى كالمه ‪ - 2‬وأعرابي جاء من قبيلة فسمع بعض ما سمع ولم‬
‫يعرف حقيقة كالم رسول هللا صلى هللا عليه و سلم فرجع إلى قبيلته فروى بغير‬
‫لفظ رسول هللا صلى هللا عليه و سلم فتغير المعنى وهو يظن أن المعنى ال‬
‫يتفاوت ‪ - 3‬ومنافق لم يعرف نفاقه فروى مالم يسمع وافترى فسمع منه أناس‬
‫فظنوه مؤمنا مخلصا فرووا ذلك واشتهر بين الناس ‪ .‬فلهذا المعنى وجب‬
‫عرض الخبر على الكتاب والسنة المشهورة ‪ .‬ونظير العرض على الكتاب‬
‫في حديث مس الذكر فيما يروى عنه من مس ذكره فليتوضأ ‪ .‬فعرضناه على‬
‫الكتاب فخرج مخالفا لقوله تعالى فيه رجال يحبون أن يتطهروا فإنهم كانوا‬
‫يستنجون باألحجار ثم يغسلون بالماء ولو كان مس الذكر حدثا لكان هذا تنجيسا‬
‫ال تطهيرا على اإلطالق وكذلك قوله صلوات هللا عليه أيما امرأة نكحت‬
‫نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل خرج مخالفا لقوله تعالى فال‬
‫تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن ‪ .‬اقول ان هذا الكالم اعتبره تلخيضا لبحثنا من‬
‫حيث التأصيل و االعتماد و التعليل و التطبيق‪.‬‬
‫‪ -19‬االبهاج‪ :‬أبو يعلى الموصلي في مسنده موصوال من حديث أبي هريرة‬
‫واللفظ ( أنه ستأتيكم عني أحاديث مختلفة فما أتاكم عني موافقا لكتاب هللا وسنتي‬
‫فليس مني )‪ .‬قال رحمه هللا تعالى في اإلبهاج في كالم‪ :‬أحدها ما روي أنه‬
‫صلى هللا عليه و سلم قال إذا روى عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا فإن‬

‫‪169‬‬
‫وافقه فاقبلوه وإن خالفه فردوه‪ .‬وهذا الحديث مخصوص بالكتاب فال يدل على‬
‫السنة المتواترة كما هي طريقة المصنف وقد رواه أبو يعلى الموصلي في‬
‫سيَأْتِي ُك ْم عني أَ َحادِيث‬ ‫مسنده موصوال من حديث أبي هريرة واللفظ أنه إِنَّه َ‬
‫ُم ْختَلفَة‪ ،‬فَ َما َجا َء ُكم ُم َوافقا لكتاب هللا وسنتي فَ ُه َو مني‪َ ،‬و َما َجا َء ُكم ُمخَالفا لكتاب‬
‫ْس مني وفي سنده مقال‪ .‬انتهى اقول اهمية هذا اللفظ انه ذكر‬ ‫هللا وسنتي فَلَي َ‬
‫السنة وهذا رد لكل من قال ان حديث العرض شامل للسنة‪ ،‬بل حديث العرض‬
‫موضوعه الرواية الظنية و ليس السنة و ال الحديث الثابت الذي هو سنة واقول‬
‫بوضوح انه فهم خاطئ و ال ينبغي التوقف عنده بعد هذا البيان‪ .‬فالمعروض‬
‫تارة الكتاب و اخرى السنة اسي الثابت من علمهما و معارفهما‪ .‬واما رده‬
‫بضعف السند فقد عرفت ما قال بعض االعالم و عملهم و اعتمادهم‪.‬‬
‫‪ -20‬االنصاف؛ البطليوسي‪ :‬عنه صلى هللا عليه و اله (ان األحاديث ستكثر‬
‫بعدي كما كثرت عن األنبياء قبلي فما جاءكم عني فأعرضوه على كتاب هللا‬
‫تعالى فما وافق كتاب هللا فهو عني قلته أو لم لم أقله )‪ .‬قال رحمه هللا تعالى قد‬
‫نبه رسول هللا صلى هللا عليه و سلم على نحو هذا الذي ذكرناه بقوله ان‬
‫األحاديث ستكثر بعدي كما كثرت عن األنبياء قبلي فما جاءكم عني فأعرضوه‬
‫على كتاب هللا تعالى فما وافق كتاب هللا فهو عني قلته أو لم لم أقله ‪ .‬اقول الحظ‬
‫جزم المصنف بالحديث و جعله حجة له‪.‬‬
‫اك َحدَّثَنَا َح ْن َب ُل بْنُ ِإ ْس َحاقَ‬ ‫عثْ َمانُ بْنُ أَحْ َمدَ ب ِْن ال َّ‬
‫س َّم ِ‬ ‫‪ -21‬الدار قطني‪َ -‬حدَّثَنَا ُ‬
‫ع ْن‬‫اص ِم ب ِْن أَ ِبى النَّ ُجو ِد َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َّاش َ‬ ‫عي ٍ‬ ‫ارة ُ بْنُ ُمغ َِل ٍس َحدَّثَنَا أَبُو َب ْك ِر بْنُ َ‬
‫َحدَّثَنَا ُج َب َ‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه واله‪-‬‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ب قَا َل قَا َل َر ُ‬‫طا ِل ٍ‬ ‫ع ِل ِى ب ِْن أَ ِبى َ‬
‫ع ْن َ‬‫ِز ِر ب ِْن ُح َبي ٍْش َ‬
‫آن‬‫علَى ْالقُ ْر ِ‬‫ضوا َحدِيثَ ُه ْم َ‬ ‫ِيث فَاع ِْر ُ‬ ‫عنِى ْال َحد َ‬ ‫ستَ ُكونُ َب ْعدِى ُر َواة ٌ َي ْر ُوونَ َ‬ ‫« ِإنَّ َها َ‬
‫ْ‬
‫ق ْالقُ ْرآنَ فَالَ تَأ ُخذُوا ِب ِه »‪َ .‬هذَا َو َه ٌم‪.‬‬ ‫فَ َما َوافَقَ ْالقُ ْرآنَ فَ ُخذُوا ِب ِه َو َما لَ ْم ي َُوافِ ِ‬
‫ع ِن النَّ ِب ِى ‪-‬صلى‬ ‫سالً َ‬ ‫سي ِْن ُم ْر َ‬ ‫ع ِل ِى ب ِْن ْال ُح َ‬
‫ع ْن زَ ْي ِد ب ِْن َ‬ ‫اص ٍم َ‬‫ع ِ‬‫ع ْن َ‬ ‫اب َ‬ ‫ص َو ُ‬ ‫َوال َّ‬
‫هللا عليه واله‪ .-‬و في جمع الجوامع‪ :‬ستكون عنى رواة يروون الحديث‬
‫فاعرضوه على القرآن فإن وافق القرآن فخذوها وإال فدعوها (ابن عساكر عن‬
‫على) أخرجه ابن عساكر ‪.‬‬
‫الطبراني‪ :‬حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا الزبير بن محمد بن الزبير‬ ‫‪-22‬‬
‫الرهاوي ثنا قتادة بن الفضيل عن أبي حاضر عن الوضين عن سالم ابن عبد‬
‫هللا عن عبد هللا بن عمر ‪ :‬عن النبي صلى هللا عليه و سلم قال ‪ - :‬سئلت اليهود‬
‫عن موسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا وسئلت النصارى عن‬
‫عيسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا وإنه سيفشوا عني أحاديث فما‬
‫أتاكم من حديثي فاقرأوا كتبا هللا واعتبروه فما وافق كتاب هللا فأنا قلته وما لم‬
‫يوافق كتاب هللا فلم أقله )‪ .‬اقول مع ان الحديث صرح بلفظ (فاقرأوا كتبا هللا‬
‫واعتبروه) فانه كناية عن تحصيل الشاهد فيكون من االحاديث الشارحة و يكفي‬

‫‪170‬‬
‫في العرض و تحصيل الموافقة و الشاهد مطلقها حتى االرتكاز و ال يشترط‬
‫تحصيل منطوق فضال عن القراءة‪.‬‬
‫‪ -23‬الطبراني‪ :‬حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ثنا إسحاق بن‬
‫إبراهيم أبو النضر ثنا يزيد بن ربيعة ثنا أبو األشعث عن ثوبان أن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه و سلم قال ‪ ( :‬أال إن رحى االسالم دائرة ) قال ‪ :‬فكيف نصنع‬
‫يا رسول هللا ؟ قال ‪ ( :‬أعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا‬
‫قلته )‪ .‬اقول قوله صلوات هللا عليه فهو مني دال بال ريب ان المراد هو الحديث‬
‫المروي المنقول و ليس المسموع و ال السنة الثابتة‪.‬‬
‫عن عبد ْالعَ ِزيز‬‫سى‪َ ،‬‬ ‫صالح بن ُمو َ‬ ‫ْال َه َر ِوي فِي ذم ْالك ََالم من َحدِيث َ‬ ‫‪-24‬‬
‫ْ‬
‫س َيأ ِتي ُك ْم عني أَ َحادِيث‬
‫عن أبي ه َُري َْرة َم ْرفُوعا‪ِ « :‬إنَّه َ‬‫صالح‪َ ،‬‬
‫عن أبي َ‬ ‫بن رفيع‪َ ،‬‬
‫ُم ْختَلفَة‪ ،‬فَ َما َجا َء ُكم ُم َوافقا لكتاب هللا وسنتي فَ ُه َو مني‪َ ،‬و َما َجا َء ُكم ُمخَالفا لكتاب‬
‫هللا وسنتي فَلَي َ‬
‫ْس مني » ‪.‬‬
‫‪ -25‬األحكام البن حزم ‪ :‬حدثنا المهلب بن أبي صفرة‪ ،‬حدثنا ابن مناس‪،‬‬
‫ثنا محمد بن مسرور القيرواني‪ ،‬ثنا يونس بن عبد االعلى‪ ،‬عن ابن وهب‪،‬‬
‫أخبرني شمر بن نمير‪ ،‬عن حسين بن عبد هللا بن عبيد هللا بن العباس عن أبيه‬
‫عن جده علي بن أبي طالب أن رسول هللا (ص) قال‪ :‬سيأتي ناس يحدثون عني‬
‫حديثا‪ ،‬فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته‪ ،‬ومن حدثكم بحديث ال‬
‫يضارع القرآن فلم أقله‪ ،‬فإنما هو حسوة من النار‪ .‬قال أبو محمد‪ :‬الحسين بن‬
‫عبد هللا ساقط منهم بالزندقة‪ ،‬وبه إلى ابن وهب‪ .‬اقول و فائدة هذا الحديث انه‬
‫ذكر في كتاب الصول الفقه الذي ال يحتج فيها بالظن فهو ثابت عند المصنف‪.‬‬
‫كما انه من االحاديث التي شرحت معنى الموافقة و عبر عنها ( بالمضارعة)‬
‫‪ .‬والمضارع‪ :‬الذي يضارع الشيء كأنه مثلُهُ و ِش ْب ُهه وهذا هو الشاهد‪ .‬ولقد قال‬
‫في بداية الفصل ‪ :‬فصل قال علي‪ :‬وقد ذكر قوم ال يتقون هللا عز وجل أحاديث‬
‫في بعضها إبطال شرائع االسالم‪ ،‬وفي بعضها نسبة الكذب إلى رسول هللا‬
‫(ص) وإباحة الكذب عليه‪ ،‬وهو ما حدثنا المهلب بن أبي صفرة الحديث‪ .‬و‬
‫سياتي في المناقشات ما في هذا الكالم‪.‬‬
‫‪ -26‬األحكام البن حزم ‪ :‬أخبرني المهلب بالسند االول إلى ابن وهب‪ ،‬حدثني‬
‫سليمان بن بالل‪ ،‬عن عمرو ابن أبي عمرو‪ ،‬عمن ال يتهم‪ ،‬عن الحسن أن‬
‫رسول هللا (ص) قال‪ :‬وإني ال أدري لعلكم أن تقولوا عني بعدي ما لم أقل‪ ،‬ما‬
‫حدثتم عني مما يوافق القرآن فصدقوا به‪ ،‬وما حدثتم عني مما ال يوافق القرآن‬
‫فال تصدقوا به وما لرسول هللا (ص) حتى يقول ما ال يوافق القرآن‪ ،‬وبالقرآن‬

‫‪171‬‬
‫هداه هللا‪ .‬قال أبو محمد‪ :‬وهذا مرسل وفيه‪ :‬عمرو بن أبي عمرو ‪ -‬وهو ضعيف‪،‬‬
‫وفيه أيضا مجهول‪ .‬اقول هذا نص في انه في العرض للرواية و ليس السنة‪.‬‬
‫واهمية الحديث هنا انه مذكور في كتاب اصول الفقه الذي ال تبنى مساؤله اال‬
‫على العلم‪.‬‬
‫االحكام في اصول االحكام‪ : .‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‬ ‫‪-27‬‬
‫ث‪ .‬اقول هذا‬‫ث ي َُوافِ ُق ال َح َّق فَ ُخذُوا بِ ِه َحدَّثْتُ بِ ِه أَ ْو لَ ْم أ ُ َح ِد ْ‬ ‫«إِذَا ُح ِدثْت ُ ْم َ‬
‫عنِي بِ َحدِي ٍ‬
‫من احاديث التي تشرح المعروض عليه فلفظة ( الحق) تبين ان المعروض‬
‫عليه هو الحق و الصدق و قد بينا ان الحق في الشرع هو المحكم الثابت المعلوم‬
‫المتفق عليه من القران و السنة و ليس ما يختلف فيه‪.‬‬
‫‪ -28‬االحكام‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ ( :‬إذا روي عني حديث ‪،‬‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا ‪ ،‬فما وافقه فاقبلوه ‪ ،‬وما خالفه فردوه )االحكام و‬
‫المحصول بلفظ (فإن وافقه فاقبلوه وإن خالفه فردوه)‪ .‬وهذان كتاب اصول فقه‬
‫فال يذكر فيهما اال ما يفيد العلم‪.‬‬
‫‪ -29‬االفصاح‪ ،‬المفيد‪ :‬عنه عليه صلى هللا عليه وآله في االخبار حتى بلغه‬
‫ذلك ‪ ،‬فقال " ‪ :‬كثرت الكذابة علي فما أتاكم عني من حديث فاعرضوه على‬
‫القرآن‪.‬‬
‫‪ -30‬قال رحمه هللا تعالى‪ :‬ثم لم يزالوا يكذبون عليه صلى هللا عليه وآله في‬
‫االخبار حتى بلغه ذلك ‪ ،‬فقال " ‪ :‬كثرت الكذابة علي فما أتاكم عني من حديث‬
‫فاعرضوه على القرآن‪ .‬و عن االمالي ‪ :‬قال الباقر صلوات هللا عليه ‪ :‬انظروا‬
‫أمرنا وما جاءكم عنا‪ ،‬فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به‪ ،‬وإن لم تجدوه‬
‫موافقا فردوه‪ ،‬وإن اشتبه األمر عليكم فقفوا عنده‪ ،‬وردوه إلينا حتى نشرح لكم‬
‫من ذلك ما شرح لنا‪ )).‬و فائدة هذا الحديث ان المفيد من المدرسة القرائنية‬
‫فال يعمل اال بما يفيد العلم وال يعمل باالخبار الظنية واخبار االحاد التي ليس‬
‫لها قرائن عنده توجب االطمئنان‪.‬‬
‫‪ -31‬قال محمد طاهر في االربعين‪ :‬مع أن خبر الواحد إذا لم يكن مشهورا‬
‫وعارضه القرآن كان مردودا‪ ،‬لقوله صلوات هللا عليه‪ :‬إذا ورد عني حديث‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا فان وافقه فاقبلوه واال فردوه‪.‬‬
‫‪ -32‬االصول االصلية‪ :‬وقال النبي (صلى هللا عليه و اله )‪ :‬إذا جاءكم عنى‬
‫حديث فاعرضوه على كتاب هللا فما وافقه فاقبلوه‪ ،‬وما خالفه فاضربوا به‬
‫عرض الحائط‪ ،‬فبين ان الكتاب حجة ومعروض‪ .‬وفائدة هذا الكتاب انه في‬
‫اصول الفقه فيذكر فيه ما يفيد العلم مما يدل على الثبوت‪ .‬و استدل فيه ايضا‬

‫‪172‬‬
‫فقال ال ينبغي ان يرتاب أحد في جواز تفسير القرآن لغير المعصومين عليهم‬
‫السالم في الجملة واال لما صح قولهم في أخبار كثيرة‪ :‬إذا جاءكم عنا حديث‬
‫فاعرضوه على كتاب هللا‪ ،‬كما يأتي ذكرها‪ .‬اقول وهذا نص في تصحيح هذه‬
‫االخبار اذ انه احتج بصحتها بل و التسليم بذلك على بطالن قول المانعين‪.‬و قد‬
‫ذكره في مقدمة تفسيره محتجا به حيث قال (وقال النبي (صلى هللا عليه وآله)‪:‬‬
‫إذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا تعالى فما وافق كتاب هللا فاقبلوه‬
‫وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط ‪ .‬وكيف يمكن العرض وال يفهم به شئ)‪.‬‬
‫‪ -33‬المحاسن‪ :‬عنه عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عبد هللا بن‬
‫أبي يعفور قال علي و حدثني الحسين بن أبي العالء أنه حضر ابن أبي يعفور‬
‫في هذا المجلس قال سألت أبا عبد هللا (صلوات هللا عليه) عن اختالف الحديث‬
‫يرويه من يثقبه و فيهم من ال يثق به فقال إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه له‬
‫شاهد من كتاب هللا أومن قول رسول هللا (صلى هللا عليه و اله) و إال فالذي‬
‫جاءكم به أولى به ‪ .‬و الحديث صحيح سندا‪ .‬وفائدة هذا الحديث انه مفسر‬
‫للعرض بذكر الشاهد و ذكر السنة‪.‬‬
‫رجال الكشي‪ :‬محمد بن قولويه‪ ،‬والحسين بن الحسن بن بندار معا‪،‬‬ ‫‪-34‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن ‪ :‬حدثني هشام بن الحكم‬
‫أنه سمع أبا عبد هللا صلوات هللا عليه يقول‪ :‬ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق‬
‫القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة‪ ،‬فإن المغيرة بن سعيد‬
‫لعنه هللا دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي‪ ،‬فاتقو هللا وال‬
‫تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى هللا عليه واله‪.‬‬
‫وهو صحيح السند‪.‬‬
‫‪ -35‬المحاسن‪ :‬عنه عن أبيه عن علي بن النعمان عن أيوب بن الحر قال‬
‫سمعت أبا عبد هللا ع يقول كل شي ء مردودإلى كتاب هللا و السنة و كل حديث‬
‫ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف ‪ .‬وهو صحيح السند‪.‬‬
‫‪ -36‬رجال الكشي‪ :‬محمد بن قولويه‪ ،‬والحسين بن الحسن بن بندار معا‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن عن على أبي الحسن‬
‫الرضا صلوات هللا عليه ‪ :‬قال ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا‬
‫بموافقة القرآن وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله نحدث‪ ،‬وال نقول‪ :‬قال‬
‫فالن وفالن فيتناقض كالمنا‪ ،‬إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا‬
‫مصداق لكالم آخرنا‪ ،‬وإذا أتاكم من يحدثكم بخالف ذلك فردوه عليه وقولوا‪:‬‬
‫أنت أعلم و ما جئت به‪ .‬وهو صحيح السند‪.‬‬
‫‪ -37‬البلخي في قبول االخبار بسنده سعيد بن جبير قال قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله ‪ :‬ما كان من حديث يوافق الحق فهو مني وما خالف الحق فليس‬
‫مني‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫‪ -38‬البلخي في قبول االخبار بسنده عن الربيع بن خيثم من هذا الحديث‬
‫حدثنا له ضوء كضوء النهار وان منه ما عليه ظلمة كظلمة الليل‪.‬‬
‫‪ -39‬تفسير بن كثير عن ابي البختري عن علي عليه السالم ‪ ،‬قال‪ :‬إذا‬
‫حدثتم عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حديثا‪ ،‬فظنوا به الذي هو أهدى‪،‬‬
‫والذي هو أهنا‪ ،‬والذي هو أتقى‪.‬‬
‫‪ -40‬عن أبي عبد الرحمن‪ ،‬عن علي عليه السالم قال‪ :‬إذا حدثتم عن رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم حديثا‪ ،‬فظنوا به الذي هو أهداه وأهناه وأتقاه ‪.‬‬

‫مناقشات‬
‫مناقشة (‪ )1‬قال الشافعي يحدث عن رجل‪ :‬قال‪ :‬فهذا ع ْندِي كما وص ْفتَ أفَت َِجدُ‬
‫ب هللاِ‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬‫ض ُوه َ‬ ‫عنِي فَاع ِْر ُ‬ ‫أن النبي قال ‪َ " :‬ما َجا َء ُك ْم َ‬ ‫ُح َّجةً على َم ْن َر َوى َّ‬
‫فقلتُ له ‪ :‬ما َر َوى هذا أحدٌ يَثْبُتُ َحدِيثُهُ‬ ‫فَ َما َوافَقَهُ فَأَنَا قُ ْلتُهُ َو َما خَالَفَهُ فَلَ ْم أَقُ ْلهُ " ْ‬
‫ش ْيءٍ ‪.‬‬ ‫ِيث َم ْن َر َوى هَذا في َ‬ ‫صغُ َر َو َال َكب َُر فيُقا َل لنا ‪ :‬ق ْد ثَبَّت ُّ ْم َحد َ‬ ‫في شيء َ‬
‫عن َر ُج ٍل َمجْ هو ٍل ونحن ال نَ ْقبَ ُل ِمثْ َل هذه ِ‬
‫الروايَ ِة‬ ‫وهذه أيضا ً ِروايةٌ ُم ْنقَ ِطعة َ‬
‫في ش ْيءٍ ‪ .‬قال البيهقي في معرفة السنن‪ :‬وكأنه أراد ما أخبرنا به أبو عبد هللا‬
‫الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو في كتاب السير قاال ‪ :‬أخبرنا أبو العباس قال‬
‫أخبرنا الربيع ‪ ،‬قال أخبرنا الشافعي قال ‪ :‬قال أبو يوسف ‪ :‬حدثنا خالد بن أبي‬
‫كريمة ‪ ،‬عن أبي جعفر ‪ ،‬عن رسول هللا صلى هللا عليه واله أنه دعا اليهود‬
‫فسألهم فحدثوه حتى كذبوا على عيسى صلوات هللا عليه ‪ ،‬فصعد النبي صلى‬
‫هللا عليه واله المنبر فخطب الناس فقال ‪ « :‬إن الحديث سيفشو عني فما أتاكم‬
‫عني يوافق القرآن فهو عني وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني » ‪ .‬اقول‬
‫قد بينا مرارا ان ضعف السند بحسب االصطالح ال يلزم منه العلم بعدم‬
‫الصدور‪ ،‬بل اقصى ما يفيد ان الخبر يبقى في مجال الظن و ال فرق في كون‬
‫الحديث االحاد صحيحا او ضعيفا من حيث الظنية و انما الصحيح الظن فيه‬
‫اقوى لكنه يبقى ظنا‪ ،‬فكالهما اي الصحيح والضعيف يحتاج الى ما يخارجه‬
‫من الظن الى العلم ‪ .‬و المصدقية و الموافقة تضفي العلمية المطلوبة الجل‬
‫االعتماد‪ ،‬و ال يعني العلم هنا هو القطع بل مطلق االطمئنان‪ .‬هذا و ان صاحب‬
‫عن ِع ْك ِر َمة‬‫الرا ِوي َ‬ ‫تذكرة المحتاج قال في خَا ِلد بن أبي ك َِري َمة ‪ِ :‬إن َكانَ ه َُو َّ‬
‫عة‪َ ،‬و َوث َّقَهُ أَحْ مد َوأَبُو‬ ‫ش ْعبَة ووكيع َو َج َما َ‬ ‫عنهُ ُ‬ ‫َو ُمعَا ِويَة بن قُ َّرة فقد عرف‪َ ،‬ر َوى َ‬
‫ْس ِب ْالقَ ِوي‪َ .‬وقَا َل ابْن م ِعين‪:‬‬ ‫ْس ِب ِه بَأْس‪َ .‬وقَا َل أَبُو َحاتِم‪ :‬لَي َ‬ ‫سائِي‪ :‬لَي َ‬ ‫دَ ُاود‪َ .‬وقَا َل النَّ َ‬

‫‪174‬‬
‫ض ِعيف ال َحدِيث‪.‬انتهى اقول وان ابا جعفر هو الباقر صلوات هللا عليه وهو‬‫َ‬
‫عالم عارف صدوق عند الكل حتى عند من لم يقل بامامته فال يرسل من دون‬
‫علم كما ان المعروف من طريقته انه يروي عن ابائه عن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه و اله‪ ،‬كما ان بعض االعالم حكم بعد الخالف و بعضهم بالشهرة و‬
‫بعضهم طبقه و قعد من القواعد داال على اعتماده و العمل به‪ .‬هذا وان حديث‬
‫العرض يعني العمل بالمصدق و ليس بخبر االحاد فضال عن تخصيص القران‬
‫باالحاد ‪ ،‬و اما الثابت من السنة و الحديث الثابت فضال عن المشافهة فالعمل‬
‫بها متعين كما ان المخالفة ليس ما يراه العقالء من توفيقات جائزة من تخصيص‬
‫و تقييد و انما المخالفة ما ال يجوز العرف الجمع بينهما ‪ .‬وال ريب ان السنة‬
‫بل و القران احيانا يكشف عن ان المراد خاص و ليس عام و مطلق و ليس‬
‫مقيد في اية‪ ،‬لكن ما يكشف ذلك و يبينه يجب ان يكون علما‪ ،‬ويكفي كل ما‬
‫يحقق االطمئنان و ليس خبر االحاد منه ومن هنا يتبين ما في قول الشافعي ‪:‬‬
‫ليس يخالف الحديث القرآن ولكن حديث رسول هللا صلى هللا عليه واله يبين‬
‫معنى ما أراد خاصا وعاما وناسخا ومنسوخا ‪ ،‬ثم يلزم الناس ما سن بفرض‬
‫هللا ‪ ،‬فمن قبل عن رسول هللا صلى هللا عليه واله فعن هللا قبل‪ .‬اقول ان هذا‬
‫القول ينطوي على معنى خطير وهو ابطال ظاهر القران بظواهر اخبار‬
‫االحاد‪ ،‬و ترك العلم الجل الظن‪ ،‬و ال يقال ان ظاهر القران ظن وان ما في‬
‫االحاد الحاكم علم‪ ،‬فانه من زخرف القول‪ ،‬اذ ان العقالء و اهل اللغة يبحثون‬
‫توفيق الدالت و تحصيل الدالت المحصلة بعد ثبوت النصوص‪ ،‬اي و تحقق‬
‫كونها علما‪ ،‬فال يجيزون التوفيق الداللي بين نص معلوم و نص مظنون‪ ،‬بل‬
‫هذا خالف الفطرة ‪ .‬ولو كان الشافعي يقصد بلفظ (الحديث) هنا السنة او‬
‫الحديث الثابت او المصدق لكان االمر سهال و لو كان باالمكان حمل كالمه‬
‫عليه لكان االمر سهل ايضا لكن المعلوم ان الشافعي هنا يقصد حديث االحاد‪.‬‬
‫قال في الموافقات ‪ :‬فإذا تقرر هذا فقد فرضوا فى ‪ -‬كتاب األخبار مسألة مختلفا‬
‫فيها ترجع إلى الوفاق في هذا المعنى فقالوا خبر الواحد إذا كملت شروط صحته‬
‫هل يجب عرضه على الكتاب أم ال فقال الشافعي ال يجب ألنه ال تتكامل‬
‫شروطه إال وهو غير مخالف للكتاب وعند عيسى بن أبان يجب محتجا بحديث‬
‫فى هذا المعنى وهو قوله إذا روى لكم حديث فاعرضوه على كتاب هللا فإن‬
‫وافق فاقبلوه وإال فردوه‪ .‬فهذا الخالف كما ترى راجع إلى الوفاق‪ ،‬وسيأتي‬
‫تقرير ذلك فى دليل السنة إن شاء هللا تعالى وللمسألة أصل في السلف الصالح‬
‫فقد ردت عائشة رضى هللا تعالى عنها حديث إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه‬
‫بهذا األصل نفسه لقوله تعالى أال تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس لإلنسان إال‬
‫ما سعى وردت حديث رؤية النبي صلى هللا عليه و سلم لربه ليلة اإلسراء لقوله‬

‫‪175‬‬
‫تعالى ال تدركه‪ .‬انتهى اقول قد عرفت ما فيه بان الشافعي ال يعني ان خبر‬
‫االحاد من شروطه اال يخالف القران بل يعني ان الحديث يكشف عن مراد‬
‫االية وان المراد الخاص او المقيد و ليس العام او المطلق‪.‬‬
‫و لقد استدل الشافعي بحديث هو في السنة و في العلم حيث قال ‪ :‬قال فهل عن‬
‫النبي رواية بما قلتم ؟ فقلت له نعم أخبرنا سفيان قال أخبرني سالم أبو النضر‬
‫أنه سمع عبيد هللا بن أبي رافع يحدث عن أبيه أن النبي قال الألفين أحدكم متكئا‬
‫على أريك ته يأتيه االمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول ال أدري‬
‫ما وجدنا في كتاب هللا تبعاناه ‪ .‬قال الشافعي فقد ضيق رسول هللا على الناس‬
‫أن يردوا امره بفرض هللا عليهم اتباع أمره‪ .‬انتهى اقول الحديث في رد السنة‪،‬‬
‫و الحديث فيمن يقول ال نعمل اال بالقران‪ ،‬وهذا بعيد كل البعد عن المنع من‬
‫اعتماد خبر االحاد من دون عرض و تصديق‪ .‬و ان القران و السنة في هذا‬
‫الحديث و غيره تقول ان العلم بعمل به وانه ال يتناقض و انما يكشف بعضه‬
‫عن مراد بعض‪ ،‬و ان الظن ال يعمل به مهما كان طريقه و ظهور داللته‪ .‬هذا‬
‫ما يقوله القران و السنة و ليس يقول اعملوا بخبر االحاد الظني الن طريقه‬
‫صحيح ‪ ،‬و ال تحكيم الظن على العلم بحجة ان داللته اظهر و اقوى‪.‬‬
‫هذا وان هذا الحديث مسند و بطرق قال في تذكرة المحتاج ‪ :‬ال َحدِيث الثَّا ِني‬
‫علَى كتاب هللا ‪ ،‬فَإِن‬ ‫ي عني َحدِيث فاعرضوه َ‬ ‫َو ْالع ْش ُرونَ ‪َ :‬حدِيث ‪ِ « :‬إذا ُر ِو َ‬
‫َوافق فاقبلوه‪َ ،‬وإِن خَالف فَردُّوهُ» ‪.‬‬
‫َهذَا ال َحدِيث لَهُ طرق ‪:‬‬

‫جبارة بن‬
‫َ‬ ‫طنِي من ِر َوايَة‬ ‫َّارقُ ْ‬
‫علي كرم هللا َوجهه‪َ ،‬ر َواهُ الد َ‬ ‫أَحدهَا‪ :‬من ِر َوايَة َ‬
‫اصم بن أبي الن ُجود‬ ‫ع ِ‬ ‫عن َ‬ ‫عيَّاش ‪َ ،‬‬ ‫عن أبي بكر بن َ‬ ‫ض ِعيف ‪َ -‬‬ ‫ْال ُمغلس ‪َ -‬وه َُو َ‬
‫سيكون بعدِي ُر َواة يروون عني ال َحدِيث‪،‬‬ ‫علي َرفعه ‪ِ « :‬إنَّ َها َ‬ ‫عن َ‬ ‫عن زر ‪َ ،‬‬ ‫‪َ ،‬‬
‫علَى ْالقُ ْرآن‪ ،‬فَ َما َوافق ْالقُ ْرآن فَ ُخذُوا ِب ِه‪َ ،‬و َما لم ي َُوافق ْالقُ ْرآن‬
‫فأعرضوا َحدِيثه ْم َ‬
‫علي‬‫عن زيد بن َ‬ ‫اصم َ‬ ‫ع ِ‬ ‫عن َ‬ ‫ص َواب َ‬ ‫فَ َال تَأ ْ ُخذُوا بِ ِه» ‪ .‬ث َّم قَالَ‪َ :‬هذَا وهم‪َ ،‬وال َّ‬
‫سول هللا صلى هللا عليه واله َ ‪.‬‬ ‫عن َر ُ‬ ‫ُم ْرسال َ‬
‫الط َب َرا ِني ِفي أكبر معاجمه من َحدِيث‬ ‫الثَّا ِني ‪ :‬من َحدِيث ابْن عمر‪َ ،‬ر َواهُ َّ‬
‫عن أَ ِبيه َم ْرفُوعا‪َ « :‬ما أَتَا ُكم من َحدِيثي فاقرأوا‬‫سالم‪َ ،‬‬
‫عن َ‬ ‫عطاء‪َ ،‬‬ ‫ضين بن َ‬ ‫ْال َو ِ‬
‫كتاب هللا واعتبروه‪ ،‬فَ َما َوافق كتاب هللا فَأَنا قلته ‪َ ،‬و َما لم ي َُوافق كتاب هللا فَلم‬
‫ضين قَا َل أَحْ مد‪َ :‬ما ِب ِه من َبأْس‪َ .‬ولينه غَيره ‪.‬‬‫أَقَله» ‪ْ .‬ال َو ِ‬

‫‪176‬‬
‫الطبَ َرانِي أَيْضا من َحدِيث‬ ‫الط ِريق الثَّا ِلث ‪ :‬من َحدِيث ثَ ْوبَان رحمه هللا ‪َ ،‬ر َواهُ َّ‬ ‫َّ‬
‫اإلسالم‬ ‫عن ثَ ْو َبان َم ْرفُوعا‪ِ « :‬إن َرحى ِ‬ ‫عن أبي ْاأل َ ْش َعث ‪َ ،‬‬
‫يزيد بن ربي َعة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫علَى الكتاب‪،‬‬ ‫سول هللا؟ قَالَ‪« :‬اعرضوا َحدِيثي َ‬ ‫صنَع يَا َر ُ‬ ‫ُ‬
‫دَائِ َرة» قَالوا‪ :‬ك َ‬
‫َيف ن ْ‬
‫َاري‪ :‬أَ َحادِيثه َمنَا ِكير‪َ .‬وقَا َل‬ ‫فَ َما َوافقه فَ ُه َو مني‪َ ،‬وأَنا قلته » ‪ِ .‬‬
‫يزيد َهذَا قَا َل البُخ ِ‬
‫سائِي ‪َ :‬متْ ُروك ‪.‬‬
‫النَّ َ‬
‫َّللاُ ‪َ ،‬ر َواهُ ْال َه َر ِوي ِفي ذم ْالك ََالم‬
‫الرا ِبع ‪ :‬من َحدِيث أبي ه َُري َْرة َرحمه َّ‬ ‫الط ِريق َّ‬ ‫َّ‬
‫عن‬‫صالح‪َ ،‬‬ ‫عن أبي َ‬ ‫عن عبد ْال َع ِزيز بن رفيع‪َ ،‬‬ ‫سى‪َ ،‬‬ ‫صالح بن ُمو َ‬ ‫من َحدِيث َ‬
‫سيَأْتِي ُك ْم عني أَ َحادِيث ُم ْختَلفَة‪ ،‬فَ َما َجا َء ُكم ُم َوافقا‬‫أبي ه َُري َْرة َم ْرفُوعا‪ « :‬إِنَّه َ‬
‫ْس مني »‬ ‫لكتاب هللا وسنتي فَ ُه َو مني‪َ ،‬و َما َجا َء ُكم ُمخَالفا لكتاب هللا وسنتي فَلَي َ‬
‫سائِي ‪َ :‬متْ ُروك ‪.‬‬ ‫صالح َهذَا ه َُو الطلحي الواهي ‪ .‬قَا َل النَّ َ‬ ‫‪َ .‬و َ‬
‫َوأخرجه ْالبَ ْي َه ِقي فِي ْالمعر َفة من َحدِيث أبي َج ْعفَر َرفعه‪َ « :‬ما َجا َء ُكم عني‬
‫شافِ ِعي‬ ‫علَى كتاب هللا فَ َما َوافقه فَأَنا قلته‪َ ،‬و َما خَالفه فَلم أَقَله » ‪ .‬قَا َل ال َّ‬ ‫فاعرضوه َ‬
‫سالَته ‪َ :‬هذَا ال َحدِيث َر َواهُ رجل َمجْ ُهول‪َ ،‬وه َُو ُم ْنقَطع‪َ ،‬ولم يروه أحد يثبت‬ ‫فِي ر َ‬
‫َحدِيثه ‪ .‬قَا َل ْالبَ ْي َه ِقي‪َ :‬و َكأَنَّهُ أَ َرادَ بِ ْال َمجْ ُهو ِل خَا ِلد بن أبي ك َِري َمة‪ ،‬فَلم يعرف من‬
‫عن ِع ْك ِر َمة َو ُمعَا ِويَة بن قُ َّرة‬ ‫ذَ ِلك َما يثبت بِ ِه خَبره ‪ .‬قلت ‪ :‬إِن َكانَ ه َُو َّ‬
‫الرا ِوي َ‬
‫عة‪َ ،‬و َوثَّقَهُ أَحْمد َوأَبُو دَ ُاود‪َ .‬وقَا َل‬ ‫ش ْع َبة ووكيع َو َج َما َ‬ ‫ع نه ُ ُ‬‫فقد عرف‪َ ،‬ر َوى َ‬
‫ض ِعيف‬ ‫ْس بِ ْالقَ ِوي‪َ .‬وقَا َل ابْن م ِعين‪َ :‬‬ ‫ْس بِ ِه بَأْس‪َ .‬وقَا َل أَبُو َحاتِم‪ :‬لَي َ‬ ‫سائِي‪ :‬لَي َ‬ ‫النَّ َ‬
‫ض ِعيفَة قد بينتها ِفي ْالمدْخل‬ ‫ي من أوجه أخر كل َها َ‬ ‫ال َحدِيث‪ .‬قَا َل ْال َب ْي َه ِقي‪َ :‬و ُر ِو َ‬
‫صور بالغا ً‬ ‫صبَغ بن ُم َح َّمد بن أبي َم ْن ُ‬ ‫‪ .‬قلت ‪ :‬أخرجه فِي ْالمدْخل من َحدِيث ْاأل َ ْ‬
‫ط ِريق‬ ‫عن رجل َمجْ ُهول ‪ .‬ث َّم َر َواهُ من َ‬ ‫بِنَحْ ِو ِه ‪ .‬ث َّم قَا َل ‪ِ :‬ر َوايَة ُم ْنقَ ِطعَة َ‬
‫ض ِعيف‪َ .‬وقَالَ‪َ :‬هذَا ِإ ْسنَاد َال يحْ تَج ِب ِه ‪َ .‬وقَا َل فِي‬ ‫طنِي‪ ،‬ث َّم من َوجه آخر َ‬ ‫َّارقُ ْ‬
‫الد َ‬
‫علَى‬ ‫ي فِي عرض ال َحدِيث َ‬ ‫كتاب ْالمدْخل ِإلَى دَ َالئِل النُّب َُّوة ‪ :‬ال َحدِيث الَّذِي ُر ِو َ‬
‫ْس فِي ْالقُ ْرآن‬ ‫علَى نَفسه بِ ْالب ْ‬
‫ُط َال ِن ‪ ،‬فَلَي َ‬ ‫اطل َال يَصح ‪ .‬قَالَ‪َ :‬وه َُو ينعكس َ‬ ‫ْالقُ ْرآن بَ ِ‬
‫ترى‬ ‫علَى ْالقُ ْرآن ‪[ .‬قلت ‪ :‬فَ َهذَا ال َحدِيث لَهُ طرق َك َما َ‬ ‫علَى عرض ال َحدِيث َ‬ ‫داللَة َ‬ ‫َ‬
‫شراح َهذَا ْالكتاب‪ :‬إِنَّه غير َم ْع ُروف ] من َحدِيث‬ ‫اجيب قَول بعض َّ‬ ‫ع ِ‬ ‫‪َ .‬ومن ْاأل َ َ‬
‫ض ِعيف َال يحْ تَج بِ ِه ‪ ،‬قَالَه‬ ‫صالح الطلحي‪َ ،‬وه َُو َ‬ ‫أبي ُه َري َْرة‪َ .‬وقَالَ‪ :‬تفرد بِ ِه َ‬
‫طنِي‪.‬‬ ‫َّارقُ ْ‬
‫الد َ‬

‫‪177‬‬
‫العرض قو ٌم فقالوا ‪ :‬وعرضنا هذا الحديث‬ ‫ِ‬ ‫مناقشة (‪ )2‬قيل ‪ :‬قد عارض حديث‬
‫الموضوع على كتاب هللا فخالفه ألنا وجدنا في كتاب هللا ‪ { :‬وما آتاكم الرسول‬
‫فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا }‪ ،‬ووجدنا فيه ‪ { :‬قل إن كنتم تحبون هللا فاتبعوني‬
‫يحببكم هللا }‪ ،‬ووجدنا فيه ‪ { :‬من يطع الرسول فقد أطاع هللا }‪ .‬اقول قال في‬
‫فتح الباري ‪ :‬قيل لـ يحيى بن معين ‪ :‬ما تقول في الحديث الذي يروى عن النبي‬
‫صلى هللا عليه واله‪ ( :‬ما حدثتكم من حديث فاعرضوه على القرآن‪ ،‬فما وافق‬
‫القرآن فخذوه‪ ،‬وما عارضه فردوه )؟ فقال ابن معين فوراً‪ :‬لقد عرضناه على‬
‫القرآن فوجدناه كذباً‪ ،‬فقيل‪ :‬كيف؟ قال‪ :‬ألن هللا عز وجل يقول‪َ { :‬و َما آتَا ُك ُم‬
‫ع ْنهُ فَا ْنتَ ُهوا } ‪ .‬وهذا الحديث كذبا قطعا و ليس هو‬‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬
‫الر ُ‬
‫َّ‬
‫ما احاديث العرض بل هو محرف بلفظ ( حدثتكم) و ليس في احاديث العرض‬
‫هذا اللفظ‪ .‬فمن نقل التكذيب بالعرض و اجراه على الفاظ الحديث االخرى فهو‬
‫متوهم‪ .‬فالموضوع هو لفظ ( حدثتكم) ‪ ،‬اما من نقل هذا العبارة و حكم الوضع‬
‫الى الفاظ الحديث االخرى مثل ( جاءكم‪ ،‬اتاكم‪ ،‬رويتم) فانه توهم و عدم ضبط‬
‫و منهم البيهقي في المدخل قال (وما ورد من طريق ثوبان بعرض األحاديث‬
‫على القرآن فقال يحيى بن معين إنه موضوع وضعته الزنادقة ) بينما حديث‬
‫علَى ْالكتاب‪ ،‬فَ َما َوافقه فَ ُه َو‬
‫ثوبان اخرجه الطبراني بلفظ («اعرضوا َحدِيثي َ‬
‫مني‪َ ،‬وأَنا قلته » و فيه قرينة داخلية تدل على انه الرواية و ليس السمع منه‬
‫بقوله ( فهو مني و انا قلته) فهذا مختص بما يروى كما في الفاظ جاءكم و اتاكم‬
‫و رويتم ونحوها و ليس ( حدثتكم) الذي حكم ابن معين بوضعه‪ .‬و االيات‬
‫المذكورة هي في السنة الثابتة من مشافهة او حديث ثابت و اما احاديث العرض‬
‫فهي في المرويات الظنية‪ .‬فالعرض هو للنقل الظني عن النبي و ليس ما ثبت‬
‫عنه فضال عما سمع منه مشافهة ‪ ،‬كيف و من اوامر العرض تامر بالعرض‬
‫على السنة وانه اذا وافقه فانه منه صلى هللا عليه و اله‪ .‬قال في أصول‬
‫السرخسي ‪ :‬وما روي من قوله صلوات هللا عليه‪ :‬فاعرضوه على كتاب هللا‬
‫تعالى‪ .‬فقد قيل هذا الحديث ال يكاد يصح‪ ،‬الن هذا الحديث بعينه مخالف لكتاب‬
‫هللا تعالى‪ ،‬فإن في الكتاب فرضية اتباعه مطلقا‪ ،‬وفي هذا الحديث فرضية‬
‫اتباعه مقيدا بأن ال يكون مخالفا لما يتلى في الكتاب ظاهرا‪ .‬ثم ولئن ثبت فالمراد‬
‫أخبار اآلحاد ال المسموع منه بعينه أو الثابت عنه بالنقل المتواتر‪ ،‬وفي اللفظ‬
‫ما دل عليه وهو قوله صلوات هللا عليه‪ :‬إذا روي لكم عني حديث ولم يقل إذا‬
‫سمعتم مني‪ ،‬وبه نقول إن بخبر الواحد ال يثبت نسخ الكتاب‪ ،‬النه ال يثبت كونه‬
‫مسموعا من رسول هللا (ص) قطعا ولهذا ال يثبت به علم اليقين‪ .‬انتهى اقول و‬
‫ليس في االيات المذكورة معارضة للعرض للمنقول الظني وال في السنة‬
‫الثابتة ‪ .‬هذا وان العرض يصدقه وجوب العلم بالسنة النه طريق اليه و يصدق‬

‫‪178‬‬
‫وجوب توافق المعارف الدينية و الرد الى هللا و الرسول و االعتصام بحبل هللا‬
‫تعالى وعدم االختالف‪.‬و اما الحكم بانه موضوع فال شاهد له و مجرد اجتهاد‬
‫الجل ما بينوا من الطعن و كثير من االعالم شهدوا بصحته او بشهرته و‬
‫بعضهم طبقه و قعد منه القاعدة التي عمل به‪ .‬و قد نقل عن الغزالي قوله في‬
‫عرض ام المؤمنين عائشة الحديث على الكتاب‪"( :‬وعندى أن ذلك المسلك‬
‫الذى سلكته أم المؤمنين أساس لمحاكمة الصحاح إلى نصوص الكتاب‬
‫الكريم")‪.‬‬

‫مناقشة (‪ :)3‬قال في االبانة الكبرى بعد ان ذكر الحديث‪ :‬قال ابن الساجي ‪:‬‬
‫قال أبي رحمه هللا ‪ :‬هذا حديث موضوع عن النبي صلى هللا عليه واله ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫وبلغني عن علي بن المديني ‪ ،‬أنه قال ‪ :‬ليس لهذا الحديث أصل ‪ ،‬والزنادقة‬
‫وضعت هذا الحديث قال الشيخ ‪ « :‬وصدق ابن الساجي ‪ ،‬وابن المديني رحمهما‬
‫هللا ‪ ،‬ألن هذا الحديث كتاب هللا يخالفه ‪ ،‬ويكذب قائله وواضعه‪ .‬انتهى اقول‬
‫قوله (ليس لهذا الحديث أصل ) اي ليس له طريق يصح الن الحديث مروى‬
‫مسندا عن بعض الصحابة ‪ .‬و هم انما حكموا بالمخالفة و الوضع النهم رأوا‬
‫انه تقييد الطالق القران و انه تعطيل للسنة و عرض للسنة على القران لكن‬
‫الحديث ليس في ذلك ‪ ،‬بل الحديث في عرض الحديث الظني على القران‪ ،‬اما‬
‫الحديث الثابت فال يحتاج الى عرض فهو سنة ‪ .‬هذا و ان الخبير يعلم ان حكمهم‬
‫هنا بالوضع وفي احاديث اخرى‪ ،‬ليس لعدم االسناد و ليس االساس عدم طريق‬
‫صحيح بل الن المتن مخالف للقران وهذا عرض ايضا‪ ،‬فحتى من نفوا الحديث‬
‫انما نفوه بالعرض‪ .‬فالتوهم الذي ادخل الشبهة عليهم انهم اعتقدوا ان الحديث‬
‫يأمر بعرض السنة على القران وهذا ليس صحيحا مطلقا بل الحديث يأمر‬
‫بعرض الحديث الظني – اي االحاد‪ -‬على القران وان صح السند‪ ،‬وال يمكن‬
‫مطلقا القول ان صحة السند تعني ثبوت السنة و الصدور اذ ال مالزمة بينهما‬
‫ال عقال و ال شرعا و ال عرفا فالصادق قد يكذب و قد يتوهم و قد يسهو و‬
‫الكاذب قد يصدق و غير الضابط قد ال يضبط وغير الضابط قد ال يضبط‪ .‬وال‬
‫يقال ان اصالة عدم الكذب و عدم الشهو تنفي تلك االحتماالت الن هذه االصول‬
‫تجري مع عدم المخالفة اما مع المخالفة ال تجري‪ ،‬و ستعرف ايضا ان ما‬
‫توهموا من داللة السنة على العمل بخبر االحاد له تاثير هنا‪ ،‬اذ ان العمل به‬
‫يعني انه يحكم على القران ‪ ،‬وهذا غريب اذ يحكم الظن على العلم‪ ،‬و الصحيح‬
‫ان ما يحكم على العلم هو العلم اي ما يحكم على القران هو السنة النها علم و‬
‫ليس حديث االحادث‪ ،‬و موافقة االحاد للقران ت تدخله في السنة‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫مناقشة (‪ )4‬األحكام البن حزم ‪ :‬فصل قال علي‪ :‬وقد ذكر قوم ال يتقون هللا عز‬
‫وجل أحاديث في بعضها إبطال شرائع االسالم‪ ،‬وفي بعضها نسبة الكذب إلى‬
‫رسول هللا (ص) وإباحة الكذب عليه‪ ،‬وهو ما حدثنا المهلب بن أبي صفرة‪،‬‬
‫حدثنا ابن مناس‪ ،‬ثنا محمد بن مسرور القيرواني‪ ،‬ثنا يونس بن عبد االعلى‪،‬‬
‫عن ابن وهب‪ ،‬أخبرني شمر بن نمير‪ ،‬عن حسين بن عبد هللا بن عبيد هللا بن‬
‫العباس عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب أن رسول هللا (ص) قال‪ :‬سيأتي‬
‫ناس يحدثون عني حديثا‪ ،‬فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته‪ ،‬ومن‬
‫حدثكم بحديث ال يضارع القرآن فلم أقله‪ ،‬فإنما هو حسوة من النار‪.‬‬
‫قال أبو محمد‪ :‬الحسين بن عبد هللا ساقط منهم بالزندقة‪ ،‬وبه إلى ابن وهب‪،‬‬
‫ثم قال وأخبرني المهلب بالسند االول إلى ابن وهب‪ ،‬حدثني سليمان بن بالل‪،‬‬
‫عن عمرو ابن أبي عمرو‪ ،‬عمن ال يتهم‪ ،‬عن الحسن أن رسول هللا (ص) قال‪:‬‬
‫وإني ال أدري لعلكم أن تقولوا عني بعدي ما لم أقل‪ ،‬ما حدثتم عني مما يوافق‬
‫القرآن فصدقوا به‪ ،‬وما حدثتم عني مما ال يوافق القرآن فال تصدقوا به وما‬
‫لرسول هللا (ص) حتى يقول ما ال يوافق القرآن‪ ،‬وبالقرآن هداه هللا‪ .‬قال أبو‬
‫محمد‪ :‬وهذا مرسل وفيه‪ :‬عمرو بن أبي عمرو ‪ -‬وهو ضعيف‪ ،‬وفيه أيضا‬
‫مجهول‪.‬‬
‫ثم قال قال علي‪ :‬فإحدى الطائفتين أبطلت الشرائع الى ان قال ونقول لالولى‪:‬‬
‫أول ما نعرض على القرآن الحديث الذي ذكرتموه‪ ،‬فلما عرضناه وجدنا القرآن‬
‫يخالفه الى ان قال ولو أن امرأ قال‪ :‬ال نأخذ إال ما وجدنا في القرآن لكان كافرا‬
‫بإجماع االمة الى ان قال وإنما ذهب إلى هذا بعض غالية الرافضة ‪ .‬اقول اكثر‬
‫ما استغربه قوله انه ذكر الحديث قوم ال يتقون هللا مع ان الحديث عمل به و‬
‫طبقه و صححه كثير من االعالم الذين مر ذكرهم فال ادري هل هو مطلع‬
‫عليهم ام انه تشنيع مقصود بالمسلمين هو فرع علم الجرح الذي يربي على‬
‫الجرح بالرواة المسلمين‪ .‬و اما قوله ان العرض يبطل الشرائع فمردود الن‬
‫العرض موضوعه الحديث الظني و ليس االحاديث الثابتة فضال عن السنة‬
‫القطعية كما ان الخبير يعلم ان الكثير من االحاديث الظنية المعمول بها لها‬
‫شواهد و مصدقات‪.‬وهذا ايضا جواب قوله ان حديث العرض يخالف القران‬
‫فقد اجبنا سابقا ان االيات امرة باالخذ بالسنة وهي بالحديث المعلوم قطعا او‬
‫تصديقا و ليس بالحديث المظنون بل القران ناه عن الظن ومنها الخبر الظني‬
‫و ال اعلم كيف يسوغون النفسهم العمل بخبر ظني و قد بينا مرار انه ال مالزمة‬

‫‪180‬‬
‫ال عرفا و ال شرعا بين صحة الحديث سندا و العلم بحجيته فضال عن صدوره‬
‫بل مهما كانت صحة الحديث يبقى ظنا اال ان يحقق العلم بالتصديق و نحوه‬
‫من قرائن العلم والتي صحة السند ليس منها ال عرفا و شرعا‪.‬و اما قوله عمن‬
‫يقول انا ال ناخذ اال ما وجدنا في القران فان العرض ال يستلزم ذلك و ذكر ذلك‬
‫غريب منه‪ ،‬و اما قوله انما ذهب ذلك بعض غالية الرافضة و فيه عرفت‬
‫كلمات االعالم من الجمهور و من جزم بالحديث و من صححه و من قواه و‬
‫من طبقه و من اسس منه القواعد منهم‪ ،‬كما ان الحديث مشتهر وباسنايد بعضها‬
‫صحيح عند الشيعة و قال الطوسي انه ال خالف فيه فهو ثابت عند الشيعة و‬
‫ليس غالة الرافضة وربما كان يعنيهم‪.‬‬

‫مناقشة (‪ )5‬قال في المحصول ‪ :‬المسألة الخامسة خبر الواحد إذا تكاملت‬


‫شروط صحته هل يجب عرضه على الكتاب ؟ قال الشافعي رحمه هللا ال يجب‬
‫ألنه ال تتكامل شروطه إال وهو غير مخالف للكتاب وعند عيسى بن أبان يجب‬
‫عرضه عليه لقوله صلى هللا عليه واله إذا روي لكم عني حديث فاعرضوه‬
‫على كتاب هللا تعالى فإن وافقه فاقبلوه وإال فردوه‪ .‬اقول و عيسى بن ابان ممن‬
‫يصرح بوجوب عرض الحديث على الكتاب قبل عرضه و قد تقدم مثله عن‬
‫المحقق الحلي‪ .‬كما ان قول الشافعي بعدم مخالفة الحديث الحجة للكتاب يعنسي‬
‫عرضه و لو ارتكازا‪ ،‬فيكون النزاع معه لفظي‪.‬‬

‫مناقشة (‪ )6‬قال في اصول البرذوي‪ :‬ان الكتاب ثابت بيقين فال يترك بما فيه‬
‫شبهة ويستوي في ذلك الخاص والعام والنص والظاهر حتى أن العام من‬
‫الكتاب ال يخص بخبر الواحد عندنا خالفا للشافعي رحمه هللا و ال يزاد على‬
‫الكتاب بخبر الواحد عندنا وال يترك الظاهر من الكتاب وال ينسخ بخبر الواحد‬
‫وإن كان نصا الن المتن أصل والمعنى فرع له والمتن من الكتاب فوق المتن‬
‫من السنة لثبوته ثبوتا بال شبهة فيه فوجب الترجيح به قبل المصير إلى المعنى‬
‫وقد قال النبي صلوات هللا عليه تكثر لكم األحاديث من بعدي فإذا روى لكم‬
‫عني حديث فاعرضوه على كتاب هللا تعالى فما وافق كتاب هللا تعالى فاقبلوه‬
‫وما خالفوه فردوه فلذلك نقول أنه ال يقبل خبر الواحد في نسخ الكتاب‪ .‬اقول‬
‫بعد ان عرفت ان الشافعي يشترط في الحديث الحجة عدم المخالفة تعرف معنى‬
‫خبر الواحد عنده وانه ما ال يخالف الكتاب فضال عن ان يسنخه‪ .‬هذا وقد حصل‬

‫‪181‬‬
‫خلط بين هذه المسالة و مسالة العرض كما و جعل رابط بينهما وهو غير‬
‫صحيح ‪ ،‬حيث ان مسالة التخصيص هي من مباحث مخالفة الخبر للكتاب و‬
‫مسالة العرض هي من مباحث احجية الخبر والمخالفة من مقدماتها‪ .‬و لقد بينا‬
‫ان التخصيص و التقييد ليس مخالفة عرفا فاذا ثبتت السنة بحديث ثابت يفيد‬
‫العلم فانه يخصص الكتاب و يقيده بال اشكال وهذا ليس مخالفة‪ ،‬اما خبر الواحد‬
‫فال يصلح لتخصيص الكتاب وال تقييده ليس النها مخالفة و انما الن ما هكذا‬
‫حاله ليس حجة و ال يثبت و انما المخالفة هي التعارض المستقر الذي ال يقبل‬
‫العرف له جمعا مقبوال‪ .‬و اما النسخ فهو مخالفة عرفية حقيقية لذلك ال يكون‬
‫اال بالسنة القطعية‪ ،‬و السنة تنسخ الكتاب بال اشكال النهما من مصدر واحد ‪،‬‬
‫و اما الحديث االحاد الظني فقد عرفت انه قاصر عن التخصيص وهو اقصر‬
‫عن النسخ بل ممتنع عرفا و عقال و شرعا‪ .‬فالخالصة ان النسخ واقع وحق و‬
‫الشرع يسنخ الشرع سواء كان المنسوخ كتابا او سنة و سواء كان الناسخ كتابا‬
‫او سنة اال ان ما يسنخ هو السنة القطعية ال غير‪ .‬اما الحديث الظني فال يصلح‬
‫ال لنسخ و ال تخصيص و ال غيرهاما من التعديالت البيانية الن الحديث الظني‬
‫الذي يعدل ( يخصص) هو غير موافق للكتاب فال يكون حجة و الحديث الظني‬
‫الذي يبدل ( ينسخ) هو مخالف للكتاب فهو ليس بحجة‪ .‬قال في كشف االسرر‬
‫ضوهُ‬ ‫ي ِم ْن قَ ْو ِل ِه صلوات هللا عليه فَاع ِْر ُ‬ ‫َّللاُ َو َما ُر ِو َ‬ ‫س ْاألَئِ َّم ِة َر ِح َمهُ َّ‬ ‫قَا َل ش َْم ُ‬
‫ِيث بِعَ ْينِ ِه‬‫ص ُّح ؛ ِأل َ َّن َهذَا ْال َحد َ‬ ‫ِيث َال يَكَادُ يَ ِ‬ ‫َّللا تَعَالَى فَقَ ْد قِي َل َهذَا ْال َحد ُ‬ ‫ب َّ ِ‬ ‫علَى ِكتَا ِ‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ضيَّةَ اتِبَا ِع ِه ُمطلَقًا َوفِي َهذَا ال َحدِي ِ‬ ‫ب فَ ْر ِ‬ ‫ْ‬
‫َّللا تَ َعالَى ‪ ،‬فَإِ َّن فِي ال ِكتَا ِ‬ ‫ب َّ ِ‬ ‫ف ِل ِكتَا ِ‬ ‫ُمخَا ِل ٌ‬
‫ظاه ًِرا َولَئِ ْن ثَ َبتَ‬ ‫ب َ‬ ‫ضيَّةُ اتِ َبا ِع ِه ُمقَيَّدًا ِبأ َ ْن َال َي ُكونَ ُمخَا ِلفًا ِل َما يُتْلَى فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫فَ ْر ِ‬
‫ع ْنهُ بِالنَّ ْق ِل ْال ُمت ََواتِ ِر َوفِي‬‫ت َ‬ ‫ع ْنهُ بِعَ ْينِ ِه أَ ْو الثَّابِ ِ‬ ‫ار ْاآل َحا ِد َال ْال َم ْس ُموعِ َ‬ ‫اختِبَ ُ‬‫فَ ْال ُم َرادُ ْ‬
‫ِيث َولَ ْم‬ ‫عنِي َحد ٌ‬ ‫ي لَ ُك ْم َ‬ ‫علَ ْي ِه َوه َُو ‪ .‬قَ ْولُهُ صلوات هللا عليه إذَا ُر ِو َ‬ ‫اللَّ ْف ِظ َما دَ َّل َ‬
‫ب ِب ِه ؛‬ ‫اح ِد َال َيثْبُتُ نَ ْس ُخ ْال ِكتَا ِ‬ ‫إن َخ َب َر ْال َو ِ‬ ‫س ِم ْعت ُ ْم ِمنِي َونَحْ نُ نَقُو ُل ‪َّ :‬‬ ‫َيقُ ْل ‪ :‬إذَا َ‬
‫طعًا َو ِل َهذَا َال‬ ‫َّللا صلى هللا عليه واله قَ ْ‬ ‫سو ِل َّ ِ‬ ‫عا ِم ْن َر ُ‬ ‫ِألَنَّهُ َال يَثْبُتُ ك َْونُهُ َم ْس ُمو ً‬
‫ين‪ .‬اقول وهو من جوهر ما تقدم و يرد على كثير من‬ ‫يَثْبُتُ ِب ِه ِع ْل ُم ْاليَ ِق ِ‬
‫االشكاالت المتقدمة‪ .‬و اما ما تقدم منا من ان خبر االحاد الظني ال يخصص‬
‫الكتاب الجل عدم حجيته و ليس للمخالفة ‪ ،‬فانه لو ثبتت حجيته جاز التخصيص‬
‫به وان كان ظنا‪ ،‬الن ظاهر الكتاب من هموم و اطالق وان كان قطعي الصدور‬
‫اال انه ظني الداللة ‪ .‬و من هنا يعلم قوة قول البرذوي و صاحب كشف االسرار‬
‫بان الظني ليس حجة اصال فال تصل النوبة الى التعارض‪ ،‬و يتبين ما في في‬
‫صا‬ ‫اح ِد َو ِإ ْن َكانَ خَا ًّ‬ ‫قول صاحب حاشية العطار فحيث قال ‪ِ َ :‬إ ْن قِي َل َخبَ ُر ا ْل َو ِ‬
‫اب أَ َّن ْال َعا َّم الَّذِي ه َُو‬ ‫ط َع فَ ْال َج َو ُ‬‫ض ْالقَ ْ‬ ‫ار ُ‬ ‫ي َو َّ‬
‫الظ ُّن َال يُ َع ِ‬ ‫َاب قَ ْ‬
‫ط ِع ٌّ‬ ‫ي َو ْال ِكت ُ‬ ‫َ‬
‫ظ ِن ٌّ‬
‫ي الد ََّاللَ ِة ِالحْ تِ َما ِل‬ ‫ظنِ ُّ‬ ‫سنَ ِد ِلثُبُوتِ ِه َما بِالت َّ َوات ُ ِر ‪ ،‬لَ ِكنَّهُ َ‬ ‫طوعُ ْال َمتْ ِن َوال َّ‬ ‫َاب َم ْق ُ‬ ‫ْال ِكت ُ‬

‫‪182‬‬
‫سنَ ِد َفتَعَادَ َال ِلك َْو ِن ُك ٍل ِم ْن ُه َما‬ ‫طوعُ الد ََّاللَ ِة َم ْ‬
‫ظنُونُ ال َّ‬ ‫يص ‪َ ،‬و ْالخ ُّ‬
‫َاص َم ْق ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫الت َّ ْخ ِ‬
‫ض بَ ْينَ ُه َما‪ .‬فانه ال تعارض الن خبر‬ ‫ار ُ‬ ‫ظنِيًّا ِم ْن َوجْ ٍه فَ َجازَ الت َّ َع ُ‬ ‫قَ ْ‬
‫ط ِعيًّا ِم ْن َوجْ ٍه َ‬
‫االحاد ظني ثبوتا فهو ليس حجة اصال فال يصلح لمعارض الثابت وان كانت‬
‫داللته ظنية الن قيام المعاش و الحياة على الظاهر فال يعارض الظاهر الظني‬
‫للدليل معلوم الثابت بدليل ظني غير ثابت وان كانت داللته نصا‪.‬‬
‫مناقشة (‪ )7‬قال في الموافقات‪ :‬ال بد في كل حديث من الموافقة لكتاب هللا كما‬
‫صرح به الحديث المذكور فمعناه صحيح صح سنده أو ال وقد خرج في معنى‬
‫هذا الحديث الطحاوي في كتابه في بيان مشكل الحديث عن عبد الملك بن سعيد‬
‫بن سويد األنصاري عن أبي حميد وأبي أسيد أن رسول هللا صلى هللا عليه و‬
‫سلم قال إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم‬
‫وترون أنه منكم قريب فأنا أوالكم به وإذا سمعتم بحديث عني تنكره قلوبكم‬
‫وتند منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه منكر فأنا أبعدكم منه وروى أيضا عن‬
‫عبد الملك المذكور عن عباس بن سهل أن أبي بن كعب كان في مجلس فجعلوا‬
‫يتحدثون عن رسول هللا صلى هللا عليه و سلم بالمرخص والمشدد وأبي بن‬
‫كعب ساكت فلما فرغوا قال أي هؤالء ما حديث بلغكم عن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه و سلم يعرفه القلب ويلين له الجلد وترجون عنده فصدقوا بقول رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه و سلم فإن رسول هللا ال يقول إال الخير ‪ .‬وبين وجه ذلك‬
‫الطحاوي بأن هللا تعالى قال في كتابه إنما المؤمنون الذين إذا ذكر هللا وجلت‬
‫قلوبهم اآلية وقال مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم اآلية وقال وإذا‬
‫سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع اآلية فأخبر عن أهل‬
‫اإليمان بما هم عليه عند سماع كالمه وكان ما يحدثون به عن النبي صلى هللا‬
‫عليه و سلم من جنس ذلك ألنه كله من عند هللا ففي كونهم عند الحديث على ما‬
‫يكونون عليه عند سماع القرآن دليل على صدق ذلك الحديث وإن كانوا بخالف‬
‫ذلك وجب التوقف لمخالفته ما سواه وما قاله يلزم منه أن يكون الحديث موافقا‬
‫ال مخالفا في المعنى إذ لو خالف لما اقشعرت الجلود وال النت القلوب ألن‬
‫الضد ال يالئم الضد وال يوافقه وخرج الطحاوي أيضا عن أبي هريرة عنه‬
‫عليه الصالة و السالم إذا حدثتم عني حديثا تعرفونه وال تنكرونه فصدقوا به‬
‫قلته أو ل م أقله فإني أقول ما يعرف وال ينكر وإذا حدثتم عني حديثا تنكرونه‬
‫وال تعرفونه فكذبوا به فإني ال أقول ما ينكر وال يعرف ووجه ذلك أن المروى‬
‫إذا وافق كتاب هللا وسنة نبيه لوجود معناه في ذلك وجب قبوله ألنه إن لم يثبت‬
‫أنه قاله بذلك اللفظ فقد قال معناه بغير ذلك من األلفاظ إذ يصح تفسير كالمه‬
‫عليه الصالة و السالم لألعجمي بكالمه وإذا كان الحديث مخالفا يكذبه القرآن‬
‫والسنة وجب أن يدفع ويعلم أنه لم يقله وهذا مثل ما تقدم أيضا والحاصل من‬

‫‪183‬‬
‫الجميع صحة اعتبار الحديث بموافقة القرآن وعدم مخالفته وهو المطلوب على‬
‫فرض صحة هذه المنقوالت وأما إن لم تصح فال علينا إذ المعنى المقصود‬
‫صحيح ‪ .‬اقول ان حكمه بصحة معنى الحديث و مقصوده تام و موافق لنا و‬
‫مؤيد ‪ ،‬و ان االحاديث المذكورة هي فعال مؤيدات لمعنى الحديث و مضمونه‬
‫و مقصوده الذي بنينا عليه وهذا تام ايضا منه و من الطحاوي‪ ،‬و ايضا كون‬
‫هذه االحاديث اي احاديث االطمئنان و المعرفة للحديث و احاديث العرض‬
‫تنطلق من نقطة واحدة فهذا تام و ذكرناه في كتابنا المحكم في الدليل الشرعي‬
‫اال ان الوجه ليس ما ذكره الطحاوية و انما الوجه ان المراد من هذه االحاديث‬
‫فعال هو العرض على القران و السنة ‪ ،‬و ليس بالضرورة العرض على منطوق‬
‫او اية او رواية ثابتة كما فعل االوائل ‪ ،‬بل يكفي العرض على ما هو مرتكز‬
‫من معرفة حقة ‪ ،‬فاالستنكار لحديث من قبل المؤمن هو النه خالف ما يعرف‬
‫من الحق من القران و السنة و هو يطمئن و يلين لما يوافق ما يعرف من الحق‬
‫منهما‪ ،‬و ليس للرأي او الوجداني الصرف المجاني دور فان هذا من الرأي و‬
‫من التأويل الذي ال مساعد عليه‪ ،‬بل الحق ان هذه االحاديث يراد بها ان الحديث‬
‫الذي تعرفونه من القران و السنة و تطمئنون له النه يوافق ما تعرفون منهما‬
‫فخذوا به و اال فال تاخذوا به‪ ،‬وهذا صريح صاحب الكشف قال في قال في‬
‫ع ْن ُم َح َّم ِد ب ِْن ُج َبي ٍْر ب ِْن ُم ْ‬
‫ط ِع ٍم‬ ‫ي َ‬‫ِيث ِب َما ُر ِو َ‬ ‫كشف األسرار ‪َ :‬وقَ ْد تَأَيَّدَ َهذَا ْال َحد ُ‬
‫ص ِدقُوا بِ ِه َو َما‬‫عنِي ِم َّما تَ ْع ِرفُونَ فَ َ‬ ‫ي صلوات هللا عليه قَا َل { َما ُحدِثْت ُ ْم َ‬ ‫أَ َّن النَّبِ َّ‬
‫ف ذَلِكَ‬‫ص ِدقُوا فَإِنِي َال أَقُو ُل ْال ُم ْنك ََر } َو ِإنَّ َما يُ ْع َر ُ‬ ‫ُحدِثْت ُ ْم َ‬
‫عنِي ِم َّما ت ُ ْن ِك ُرونَ فَ َال ت ُ َ‬
‫ض‪ .‬اقول و قد جاءت اثار عنه صلى هللا عليه و اله بهذا التفسير ذكرناها‬ ‫ِب ْال َع ْر ِ‬
‫في كتبنا المذكور منها ما عن معاني االخبار ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله ما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته وما أتاكم عني من حديث‬
‫ال يوافق الحق فلم أقله‪ ،‬ولن أقول إال الحق‪ .‬و منها ما عن بصائر الدرجات ‪:‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬ما ورد عليكم من حديث آل محمد صلوات‬
‫هللا عليهم فالنت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزت قلوبكم وأنكرتموه‬
‫فردوه إلى هللا وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمد عليهم السالم‪ .‬فهذا يفسر‬
‫بالحق الذي ذكر قبله و الحق يفسر بالقران و السنة الذي ذكر مستفيضا في‬
‫غيرهما‪.‬‬

‫المناقشة (‪ :)8‬قد يقال ان تبين حال الراوي مصدق بقوله تعالى (يَا أَيُّ َها الَّذِينَ‬
‫آَ َمنُوا ِإ ْن َجا َء ُك ْم فَا ِس ٌق ِبنَبَ ٍأ فَتَبَيَّنُوا) اقول االستدالل باالية على رد خبر الراوي‬
‫الضعيف اصطالحا او قبول خبر الثقة اصطالحا فيه امور‪:‬‬

‫‪184‬‬
‫االول ‪ :‬ان الفاسق في القران هو المنافق و الكافر و ليس مصدقا بل وال ظاهرا‬
‫ارادة غير العدل فال يكون له مفهوم في العدل بل مفهومه في المؤمن‪ .‬و القران‬
‫وصف المؤمنين باعلى صفات الوثاقة و العلم و العقل فكيف نخرجهم الى غير‬
‫ذلك؟ بل المؤمن هو المقصود بالثقة و الصادق في القران و السنة فكيف نزيل‬
‫عنه تلك الصفة؟‬
‫الثاني‪ :‬ان هناك سنة محكمة بوجوب تصديق المؤمن قال تعالى (يُؤْ ِمنُ بِ َّ‬
‫اَّللِ‬
‫َويُؤْ ِمنُ ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ) وفي الصحيح عنهم عليهم السالم َويُؤْ ِمنُ ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ اي‬
‫يصدقهم ‪ ،‬و على وجوب تصديق المؤمن و عدم جواز رد خبر و حسن الظن‬
‫به نقل مستفيض‪ .‬وان وعدم جواز تتبع عورات المسلمين و ال فضحهم و ال‬
‫ذكر سياتهم ترد منهج الجرح بالرواة المسلمين الذي هو اساس منهج السندي‬
‫و ال اعرف كيف يجيبون عن تلك المخالفات‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ان التبين ليس الرد و اسقاط الحجية و انما البحث عن قرينة و ثبت ان‬
‫الشرع قرر فرينة عقالئية تؤمن و تخرج الحديث من الظن اال وهو العرض‬
‫على القران و السنة ‪ .‬وهو موافق لمنهج العقالء و العرف في التبين‪ ،‬فكما ان‬
‫هناك قرائن وضعية و عرفية و عقالئية معروفة للتبين في االخبار المتعلقة‬
‫بنظام له دستور و قانون و معارف ثابتة و من الواضح ان من ادوات التبين‬
‫فيه هو مدى موافقة النقل لمبادئ و قوانين ذلك الدستور وهو حاصل في الشرع‬
‫‪ ،‬فانه نظام قانوني دستوري واضح المعارف و المبادئ فكل ما يصلنا من نقل‬
‫بخصوصه علينا ان نرده الى تلك المعارف الثابتة‪.‬‬

‫مناقشة (‪ : )9‬قد يحتج بما ورد من لفظ ( الثقة ) او ( ثقتي ) وفيه انه يراد به‬
‫الثقة في ايمانه و دينه و ليس في نقل الخبر‪،‬وهذا ما يتعين الحمل عليه ايضا‬
‫الن خالفه مخالف للثابت من القران و السنة بالعرض عليهما فلقد اعطى القران‬
‫المؤمن كل صفات الوثاقة و العلم و انهم اهل العقل‪.‬‬

‫مناقشة (‪ )10‬قيل ان سلوك العقالء في تمييز حال الراوي و فيه منع و المنع‬
‫اوضح في ما له دستور يرد اليه حيث ان ما لها مدخلية في تقييم الخبر عند‬
‫العقالء في االنظمة القانونية الدستورية واضحة المعالم هو مدى مقبولية‬
‫مضمونه وموافقته للمعارف الثباتة و الشرع نظام واضح المعالم فيه معارف‬
‫ثابتة قطعية ال يصح مخالفتها و يرد اليها و يكون المخالف لها غير معمول به‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫فمنهج العرض هو الموافق لسيرة العقالء في االنظمة الدستورية كالشرع‪ .‬فانا‬
‫نرى العقالء يطمئنون الى ما يتوافق و يتناسق مع المعارف المحورية وله‬
‫شاهد و ان ضعف الناقل و يستنكرون ما يخرج عنها ويشذ و ان قوي النقل‪.‬‬
‫بل هل تعريف الشاذ عند العقالء اال ما خالف المعروف بغض النضر عنه‬
‫كونه ثقة او غير ثقة‪.‬‬

‫مناقشة (‪ )11‬قد يقال ان االستدالل بهذه االحاديث قبل بيان حال السند هو‬
‫من االستدالل بالشيء على نفسه‪ ،‬اذ ال بد اوال من اثبات حجيتها من دليل‬
‫خارج‪ .‬و فيه ان هذه االحاديث مستفيضة بل متوترة معنى كما ان مضمون‬
‫العرض على القران و السنة متفق عليه بل مسلم عند الكل‪ ،‬هذا و ان فيها ما‬
‫هو معتبر بالمصطلح واضح الداللة في المطلوب بل صرح بعض االعالم‬
‫بصحتها وانها مجمع عليها كما بينا‪.‬‬
‫مناقشة (‪ )12‬قد يقال ان رد ما خالف القران مخالف لروايات عدم جواز‬
‫التكذيب و فيه ان روايات العرض هي في رد و عدم قبول ما خالف القران‬
‫و السنة اي عدم العمل و ليس التكذيب اال مع حصول االطمئنان والعلم بالكذب‪.‬‬
‫فلدينا اطمئنان بصدق و عدم اطمئنان بصدقه و اطمئنان بكذبه‪ ،‬ففي الحالة‬
‫االولى يعمل به و في الثانية ال يعمل به لكن ال يكذب النه ال علم بكذبه لكن‬
‫في الثالثة ال يعمل به و يكذب‪.‬‬

‫مناقشة (‪ )13‬قد يقال ان اوامر العمل بالسنة مطلقة فيجب العمل بما ليس له‬
‫شاهد وال معارض من القران‪ .‬وفيه ان هذا هو الحديث االحاد و ان النقل الذي‬
‫هكذا حاله يكون من الظن‪ .‬و القران امر باالخذ بالعمل و نهى عن الظن ‪ ،‬و‬
‫السنة علم وليس ظنا‪ ،‬فما ليس له شاهد ظن ليس من المامور االخذ به‪.‬‬

‫مناشة (‪ )14‬قد يقال انه قد ثبت تخصيص الكتاب بالسنة و حكم السنة على‬
‫ظاهر الكتاب‪ ،‬وفيه ان هذا حق و ليس موضوع العرض هو السنة او ما ثبت‬
‫من الحدث الممصبت السنة بل موضوع العرض االحاديث الظنية ‪ .‬فان‬
‫العرض وظيفته اخراج الحديث من الظن الى العلم بالمصدقية والشواهد فاذا‬
‫كان الحديث علما وثابتا فانه ال داعي للعرض‪ .‬مع ان المعارف المتوافقة و‬
‫‪186‬‬
‫المتناسقة ال تنتظم اال بعد نوع من العرض و ان كان خفيا او مبدئيا او ذاتيا‬
‫الن العقل و االدراك العقلي ال يسلم بالعلم اال بعد االستقرار و التوافق‪ .‬ان من‬
‫ابهر و اعظم معجزات الشريعة االسالمية انه و رغم العدد الهائل من معطياتها‬
‫و معلوماتها في نظامها التي تتجاوز االالف فانها كلها متوافقة و متناسقة مما‬
‫يدل على توافقها الذاتي غير المفتعل و انها من مصدر واحد و انها صدق و‬
‫حق الن من عالمات الباطل و الكذب التناقض في المجموعة صغيرة العناصر‬
‫نسبيا فكيف بمجموعة فيها االف العناصر المعلوماتية‪.‬‬

‫اطنُ‬ ‫طاعُ ْالبَ ِ‬ ‫ار ِاال ْن ِق َ‬ ‫ص َ‬‫مناقشة (‪ )15‬قال في التوضيح ناقال عن المصنف‪َ :‬ف َ‬
‫ضا ‪َ .‬والثَّانِي أَ ْن َي ُكونَ‬ ‫ار ً‬ ‫ب ك َْونِ ِه ُم َع َ‬ ‫س َب ِ‬ ‫علَى قِ ْس َمي ِْن ْاأل َ َّو ُل أَ ْن َي ُكونَ ُم ْنقَ ِط ًعا ِب َ‬ ‫َ‬
‫ضا‬ ‫ار ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫على أ ْربَعَ ِة أ ْو ُج ٍه ‪ :‬إ َّما أن يَكونَ ُمعَ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ان فِي الناقِ ِل ‪َ ,‬واأل َّو ُل َ‬ ‫َّ‬ ‫ص ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِاالن ِقطاعُ بِنق َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص َحابَ ِة‬ ‫اض ال َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ورةِ أ ْو بِك َْونِ ِه شَاذا فِي البَل َوى العَ ِام أ ْو بِإِع َْر ِ‬ ‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سنَّ ِة ال َم ْش ُه َ‬ ‫ب أَ ْو ال ُّ‬ ‫ِل ْل ِكتَا ِ‬
‫ع فِي ْال ِقس ِْم‬ ‫ص َحا َب ِة ‪ .‬فَلَ َّما ذَك ََر ْال ُو ُجو َه ْاأل َ ْر َب َعةَ ش ََر َ‬ ‫ض ِ ِإلجْ َماعِ ال َّ‬ ‫ار ٌ‬ ‫ع ْنهُ فَإِنَّهُ ُم َع ِ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫صلي ِْن ظاه ًِرا ِل ُو ُجو ِد‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ان ‪َ ,‬وإِن كَانَا ُمت ِ‬ ‫ْ‬ ‫ان ال ِق ْس َم ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اط ِن ‪َ ,‬و َهذ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الثانِي ِمن ِاالن ِقطاعِ البَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اطنًا َو َح ِقيقَة ‪ .‬أ َّما ال ِق ْس ُم األ َّو ُل فَ ِلقَ ْو ِل ِه ‪ :‬صلوات هللا‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ان بَ ِ‬ ‫اإل ْسنَا ِد لَ ِكنَّ ُه َما ُم ْنقَ ِطعَ ِ‬ ‫ِْ‬
‫علَى‬ ‫ضوهُ َ‬ ‫ِيث فَاع ِْر ُ‬ ‫عنِي َحد ٌ‬ ‫ي لَ ُك ْم َ‬ ‫ِيث ِم ْن َب ْعدِي فَإِذَا ُر ِو َ‬ ‫عليه = َي ْكث ُ ُر لَ ُك ْم ْاأل َ َحاد ُ‬
‫ِيث‬ ‫ف فَ ُردُّوهُ = فَدَ َّل َهذَا ْال َحد ُ‬ ‫َّللا فَا ْقبَلُوهُ ‪َ ,‬و َما خَالَ َ‬ ‫َاب َّ ِ‬ ‫َّللا تَعَالَى فَ َما َوافَقَ ِكت َ‬ ‫ب َّ ِ‬ ‫ِكتَا ِ‬
‫سو ِل صلوات هللا عليه‬ ‫الر ُ‬
‫ث َّ‬ ‫ْس ِب َحدِي ِ‬ ‫َّللا فَإِنَّهُ لَي َ‬ ‫َاب َّ ِ‬ ‫ف ِكت َ‬ ‫ث يُخَا ِل ُ‬ ‫علَى أ َّن ُك َّل َحدِي ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع ْنهُ‬ ‫يال أَ ْق َوى ِم ْنهُ فَإِنَّهُ ُم ْنقَ ِط ٌع َ‬ ‫ض دَ ِل ً‬ ‫ار ُ‬ ‫ث يُ َع ِ‬ ‫‪َ ,‬و ِإنَّ َما ه َُو ُم ْفت ًَرى ‪َ ,‬و َكذَلِكَ ُك ُّل َحدِي ٍ‬
‫ض‬ ‫ضا ‪َ ,‬وإِنَّ َما التَّنَاقُ ُ‬ ‫ض َها بَ ْع ً‬ ‫ض بَ ْع ُ‬ ‫ش ْر ِعيَّةَ َال يُنَاقِ ُ‬ ‫صلوات هللا عليه ; ِأل َ َّن ْاأل َ ِدلَّةَ ال َّ‬
‫ض ‪ .‬اقول ان هذا الكالم و ان كان في جانب كبير منه موافق‬ ‫ِم ْن ْال َج ْه ِل ْال َمحْ ِ‬
‫و مؤيد لما نقول اال انه عد المخعارضة قطع للسند فليس تاما‪ ،‬اذا ان احاديث‬
‫العرض ناظرا الى المتن مستقال بما هو معرفة و معرضة بالكلية عن السند‪،‬‬
‫و ثانيا ان جر هذه الروايات الى مجال البحث السندي ليس صحيحا لما بينا من‬
‫المشاكل و المخاطر المصاحب للمنهج السندي و جرخ المسلمين‪ ،‬كما ان القول‬
‫ان المعارضة تعني انقطعا تؤيل و اجتهاد ال دليل عليه‪ ،‬بل المعارضة تعني‬
‫عدم قبول الخبر‪ ،‬و الموافقة تعني االخذ به وان لم يكن كما كان او وان لم يقله‬
‫‪ ،‬فالمعنى انك ستكون مصيبا بالعمل بالحديث المصدق الموافق للقران وان لم‬
‫يكن كما بلغك وهذا أصل) لنفي الحرج و التسهيل و رفع العسر وهو ايضا‬
‫يرجع الى جواز العمل بظاهر الشريعة الن العلم بواقعها الحقيقي بشكل تام‬
‫عسر ان لم يكن متعذر اال على المصطفين من اولياء هللا تعالى‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫مناقشة (‪ )16‬األحكام البن حزم ‪ :‬أخبرني عمرو بن الحارث‪ ،‬عن االصبغ‬
‫بن محمد أبي منصور أنه بلغه أن رسول هللا (ص) قال‪ :‬الحديث عني على‬
‫ثالث‪ ،‬فأيما حديث بلغكم عني تعرفونه بكتاب هللا تعالى فاقبلوه‪ ،‬وأيما حديث‬
‫بلغكم عني ال تجدون في القرآن ما تنكرونه به وال تعرفون موضعه فيه فاقبلوه‪،‬‬
‫وأيما حديث بلغكم عني تقشعر منه جلودكم وتشمئز منه قلوبكم وتجدون في‬
‫القرآن خالفه فردوه‪ .‬قال أبو محمد‪ :‬هذا حديث مرسل‪ ،‬واالصبغ مجهول‪ .‬وفيه‬
‫ان هذا الحديث غير مصدق بل مخالف للمصدق‪ ،‬فان موافقة القران فسرتها‬
‫االحاديث المصدقة من انها ما عرفه القران والسنة و ما كان له شاهد منهما‬
‫و ما اشببههما و ما كان عليه حقيقة و نور‪ ،‬وهذه العالمات هي الكفيلة التي‬
‫تخرج الحديث الظني الى مجال العلم‪ ،‬وهذه هي فائدة العرض‪ ،‬فمعنى موافقة‬
‫القران اي انه يتوافق و يتناسق معه بشاهد من اي شكل كان بحيث يكون هناك‬
‫اتصاله به‪ ،‬و المخالفة انما تعني المعارضة وتعني ايضا انه ليس في القران و‬
‫السنة ما يشهد له ولو باي شكل‪ .‬و العرض مختص بالحديث الظني اي خبر‬
‫االحاد و ال يشمل االحاديث الثابتة و ال السنة القطعية‪ ،‬الن خبر االحاد ظن و‬
‫ال يصح العمل بالظن‪ ،‬و ما يصح العمل به من دون شاهد من القران هو السنة‬
‫القطعية و الثابتة‪ ،‬فاذا خرج الحديث من الظن الى العلم صار سنة و لم يحتج‬
‫الى شاهد من القران و السنة للعمل به ‪ ،‬و اما اذا كان الحديث ظنيا فانه يجب‬
‫ان يكون له شاهد من القران و السنة باي شكل كان لكي يصبح علما يعمل به‬
‫و اما اذا كان مخالفا فانه ال يعمل به بوضوح‪ .‬و ال يقال ان عدم العمل بالخبر‬
‫االحاد الذي ليس له شاهد هو مخالف لالموار القرانية بالعمل بالسنة فان اوامر‬
‫القران امرة بالعمل بالسنة وهي الحديث المعلوم و الثابت و ليس الظني بل‬
‫القران ينهى عن العمل بالظن‪ .‬فعرض الحديث الظني على القران هو من‬
‫فروع عدم جواز العمل بالظن‪.‬‬

‫مناقشة (‪ )17‬قيل ان العرض يكون بعد ثبوت الحجة اي صحة السند كما‬
‫صرح الغزالي‪ ،‬و فيه ان احاديث العرض مطلقة بل بعضها ناص على عدم‬
‫االعتناء بالرواي وهذا االطالق و عدم االعتناء يصدقه االوصل التي يتفرع‬
‫عنها العرض؛ اهمها اصالة صدق المسلم و تصديقه وهي ال تقبل تصنيف‬
‫الرواة المسلمين غير الفاسقين الى االقسام المعروفة و ال العلل التي يرد بها‬
‫حديثهم ‪ ،‬و العرض متفرع عن اصالة حسن الظن بالمسلم وهي ال تقبل اتهام‬
‫المسلم لقول قائل فيه ورد خبر الجل ذلك‪ ،‬و العرض متفرع عن اصالة الستر‬

‫‪188‬‬
‫على المسلم و عدم تتبع عوراته و سياته وهذا ما يفعله علم الجرح ‪ ،‬و العرض‬
‫متفرع عن اصالة عدم جواز العمل بالظن‪ ،‬فكان العرض و احراز الشاهد و‬
‫المصدق مخرج للحديث من الظن من دون الحاجة الى قرينة اخرى بما فيها‬
‫صحة السند و العرض متفرع عن اصالة نفي العسر و الحرج و تتبع اقوال‬
‫الناس في الرواة عسر و حرج اال على قلة عارفة باحوال الرجال مع االختالف‬
‫بينهم و العرض متفرع عن اصالة االشتراك في التكليف فالعرض تكليف كل‬
‫مسلم و لي مختصا بفئة معينة عارفة باحوال الرجال ‪ ،‬هذا وان احاديث‬
‫العرض مطلقة بل بعضها ناص على عدم االعتناء باحوال الرواة وهذا‬
‫االطالق مصدق و عدم االعتبار بحال الراوي مصدق ايضا‪ .‬فتم ان العرض‬
‫يكون لكل خبر ينسب الى النبي صلى هللا عليه و اله بطريقة عرفية يقبلها‬
‫العقالء و ال يعلم كذبها‪ ،‬فما يكون بطريقة غير عادية من معجز او طريق غير‬
‫عرفي فانه ال يكفي االدعاء بل ال بد من العلم الن االصول تنزل على ما هو‬
‫معروف و جاري عند العقالء و وفق عرفهم‪ .‬وفي الحقيقة و من جهة مدرسية‬
‫و تفصيلية فان نقاشنا مع متأخري الشيعة هو في اطالق الخبر وانه شامل‬
‫للحديث الضعيف حيث انهم يعلمون بحديث العرض وهو ثابت عندهم وبطرق‬
‫كثيرة نتها الصحيح والمعتبر اال انهم يناقشون في اطالقه ‪ ،‬ورغم انه خالف‬
‫سيرة متق دميهم فانا قد بينا ما هو نص في االطالق و ما يصدقه من اصول‬
‫قرانية‪ .‬و نقاشنا مع متقدمي الجمهور في ثبوته ‪ ،‬و مع ان متأخري الجمهور‬
‫يذعنون له بالجملة بان السنة ال تخالف القران اال انا قد نقلنا عمن قوى الخبر‬
‫و حسن سنده و بعضهم طبقه و اسس عليه االسس‪ .‬و في الحقيقة اهم ما دفع‬
‫البعض للتوقف في الحبر هو تبني فكرة جواز تخصيص القران بخبر االحاد‬
‫لتوجيهات ذكروها اال انها ال تثبت امام الحق‪ ،‬فخبر الواحد ظن وال يصح ال‬
‫عرفا وال عقال وال شرعا حكومة الظن على العلم وقد بينا ضعف القول ان‬
‫داللة القطعي ظنية و داللة الظني قطغية فانه محض ادعاء و ال مساعد عليه‬
‫ووال شاهد له وهو وشبيه بالزخرف‪.‬‬

‫الزيَادَة ُ‬‫وز ِ‬ ‫ورة ٌ يَ ُج ُ‬‫ِيث َم ْش ُه َ‬‫مناقشة (‪ )18‬قال في كشف األسرار ‪ :‬قُ ْلنَا ‪َ :‬ه ِذ ِه أَ َحاد ُ‬
‫وم ْال ِكتَا ِ‬
‫ب‬ ‫ع ُم َ‬‫ف ُ‬ ‫َاذ خَالَ َ‬‫ب َو َال ك ََال َم فِي َها إنَّ َما ْالك ََال ُم فِي َخبَ ٍر ش ٍ‬‫علَى ْال ِكتَا ِ‬ ‫ِب ِمثْ ِل َها َ‬
‫علَى َ‬
‫ع َد ِم‬ ‫علَى َج َو ِاز ِه َوالدَّ ِلي ُل َ‬ ‫يص ِب ِه َولَي َ‬
‫ْس ِفي َما ذَك َْرت ُ ْم َد ِلي ٌل َ‬ ‫ص ُ‬ ‫وز الت َّ ْخ ِ‬
‫ه َْل َي ُج ُ‬
‫ت قَي ٍْس َولَ ْم‬ ‫اط َمةَ بِ ْن ِ‬
‫َّللاُ َر َو ْوا َخبَ َر فَ ِ‬‫سا َمةَ َرحمهم َّ‬ ‫شةَ َوأ ُ َ‬
‫عائِ َ‬ ‫ْال َج َو ِاز أَ َّن ُ‬
‫ع َم َر َو َ‬
‫س َك ْنت ُ ْم ِم ْن ُوجْ ِد ُك ْم } َحتَّى قَا َل‬ ‫ْث َ‬ ‫صوا ِب ِه قَ ْوله تَ َعالَى { أَ ْس ِكنُوه َُّن ِم ْن َحي ُ‬ ‫يَ ُخ ُّ‬
‫ت‬ ‫ت أَ ْم َكذَ َب ْ‬‫ص َدقَ ْ‬‫سنَّةَ نَ ِب ِينَا ِبقَ ْو ِل ْام َرأَ ٍة َال نَد ِْري َ‬ ‫َّللاُ َال نَ َدعُ ِكت َ‬
‫َاب َر ِبنَا َو ُ‬ ‫َرحمه َّ‬

‫‪189‬‬
‫ِيث )‬ ‫ي صلوات هللا عليه تَ ْكث ُ ُر لَ ُك ْم ْاأل َ َحاد ُ‬ ‫ت ‪ .‬قَ ْولُهُ ( َوقَ ْد قَا َل النَّبِ ُّ‬ ‫ت أَ ْم نَ ِسيَ ْ‬ ‫ظ ْ‬‫َح ِف َ‬
‫ع ْن‬ ‫ِيث يَ ِزيدُ بْنُ َر ِبي َعةَ َ‬ ‫ط َعنُوا فِي ِه َوقَالُوا َر َوى َهذَا ْال َحد َ‬ ‫ث َ‬ ‫ِيث أَ ْه ُل ْال َحدِي ِ‬ ‫ْال َحد ُ‬
‫ع ْن أَ ِبي‬ ‫س َماعٌ َ‬ ‫ف لَهُ َ‬ ‫ع ْن ثَ ْو َبانَ َو َي ِزيدُ بْنُ َر ِبي َعةَ َمجْ ُهو ٌل َو َال يُ ْع َر ُ‬ ‫ث َ‬ ‫أَ ِبي ْاأل َ ْش َع ِ‬
‫ص ُّح‬ ‫ضا فَ َال يَ ِ‬ ‫ع ْن ثَ ْوبَانَ فَ َكانَ ُم ْنقَ ِطعًا أَ ْي ً‬ ‫الر َحبِي ِ َ‬ ‫ع ْن أَبِي أَ ْس َما َء َّ‬ ‫ث َ‬ ‫ْاأل َ ْشعَ ِ‬
‫الزنَا ِدقَةُ ‪،‬‬ ‫ض َعتْهُ َّ‬ ‫ِيث َو َ‬ ‫ين أَنَّهُ قَا َل َهذَا َحد ٌ‬ ‫ع ْن يَحْ يَى ب ِْن َم ِع ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫ِاالحْ تِ َجا ُج ِب ِه َو ُح ِك َ‬
‫ب‬‫ف ِل ْل ِكتَا ِ‬ ‫علَى أَنَّهُ ُمخَا ِل ٌ‬ ‫الر َوا ِة َ‬ ‫ث َوت َْز ِك َيةُ ُّ‬ ‫َوه َُو ِع ْل ُم َه ِذ ِه ْاأل ُ َّم ِة ِفي ِع ْل ِم ْال َحدِي ِ‬
‫ع ْنهُ فَا ْنتَ ُهوا }‬ ‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬ ‫الر ُ‬‫ضا ‪َ ،‬وه َُو قَ ْوله تَعَالَى { َو َما آتَا ُك ْم َّ‬ ‫أَ ْي ً‬
‫ع ْب ِد‬‫ام أَبَا َ‬ ‫اب أَ َّن ْ ِ‬
‫اإل َم َ‬ ‫ظاه ُِرهُ َو ْال َج َو ُ‬ ‫َضي ِه َ‬ ‫علَى َما يَ ْقت ِ‬ ‫طا َ‬ ‫ساقِ ً‬ ‫فَيَ ُكونُ ِاالحْ تِ َجا ُج ِب ِه َ‬
‫الط ْودُ ْال ُمتَّبَ ُع‬ ‫ِيث فِي ِكتَابِ ِه ‪َ ،‬وه َُو َّ‬ ‫ي أَ ْو َردَ َهذَا ْال َحد َ‬ ‫َار َّ‬ ‫َّللا ُم َح َّمدَ بْنَ إ ْس َما ِعي َل ْالبُخ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ت‬ ‫ص َّحتِ ِه َولَ ْم يَ ْلتَ ِف ْ‬ ‫علَى ِ‬ ‫يال َ‬ ‫يرا ِد ِه دَ ِل ً‬
‫ص ْنعَ ِة فَ َكفَى بِإِ َ‬ ‫فِي َهذَا ْالف َِن َوإِ َما ُم أَ ْه ِل َه ِذ ِه ال َّ‬
‫ب‬ ‫وب ْالقَبُو ِل ِب ْال ِكتَا ِ‬ ‫ب ؛ ِأل َ َّن ُو ُج َ‬ ‫ف ِل ْل ِكتَا ِ‬ ‫س ِل ُم أَنَّهُ ُمخَا ِل ٌ‬ ‫غي ِْر ِه َب ْعدُ ‪َ ،‬و َال نُ َ‬ ‫ط ْع ِن َ‬ ‫إلَى َ‬
‫س َماعِ ِم ْنهُ أَ ْو‬ ‫سو ِل صلوات هللا عليه بِال َّ‬ ‫الر ُ‬‫إنَّ َما يَثْبُتُ فِي َما تَ َحقَّقَ أَنَّهُ ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬
‫سو ِل صلوات هللا‬ ‫ض إنَّ َما يَثْبُتُ فِي َما ت ََردَّدَ ثُبُوتُهُ ِم ْن َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ب ْالعَ ْر ِ‬ ‫بِالت َّ َوات ُ ِر َو ُو ُجو ِ‬
‫ِيث فَ َال َي ُكونُ فِي ِه ُمخَالَفَةٌ‬ ‫عنِي َحد ٌ‬ ‫ي لَ ُك ْم َ‬ ‫عليه إ ْذ ه َُو ْال ُم َرادُ ِم ْن قَ ْو ِل ِه إذَا ُر ِو َ‬
‫سو ُل ِم ْن ْالغَنِي َم ِة‬ ‫الر ُ‬ ‫طا ُك ْم َّ‬ ‫َّللاُ أَ ْعلَ ُم َما أَ ْع َ‬‫علَى أَ َّن ْال ُم َرادَ ِم ْن ْاآليَ ِة َو َ َّ‬ ‫ب بِ َوجْ ٍه َ‬ ‫ِل ْل ِكتَا ِ‬
‫س ِن َو َما‬ ‫َّاس َو ْال َح َ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ْن اب ِْن َ‬ ‫ع ْن أَ ْخ ِذ ِه فَا ْنتَ ُهوا ‪َ ،‬و َ‬ ‫ي َ‬ ‫ع ْنهُ أَ ْ‬‫فَا ْقبَلُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬
‫ع ْن ُم َح َّم ِد ب ِْن ُج َبي ٍْر ب ِْن‬ ‫ي َ‬ ‫ِيث ِب َما ُر ِو َ‬ ‫ع ْنهُ ه َُو ْالغُلُو ُل ‪َ ،‬وقَ ْد تَأَيَّدَ َهذَا ْال َحد ُ‬ ‫نَ َه ْيت ُ ُك ْم َ‬
‫ص ِدقُوا بِ ِه‬ ‫عنِي ِم َّما تَ ْع ِرفُونَ فَ َ‬ ‫ي صلوات هللا عليه قَا َل { َما ُحدِثْت ُ ْم َ‬ ‫ُم ْ‬
‫ط ِع ٍم أَ َّن النَّبِ َّ‬
‫ف‬ ‫ص ِدقُوا فَإِنِي َال أَقُو ُل ْال ُم ْنك ََر } َو ِإنَّ َما يُ ْع َر ُ‬ ‫عنِي ِم َّما ت ُ ْن ِك ُرونَ فَ َال ت ُ َ‬ ‫َو َما ُحدِثْت ُ ْم َ‬
‫ض ‪.‬اقول يشير إلى ما ذكره البخاري في التاريخ الكبير حيث قال‬ ‫ذَلِكَ ِب ْال َع ْر ِ‬
‫‪ ( :‬سعيد بن أبي سعيد المقبري أبو سعد قال ‪ :‬ابن أبي أويس ينسب إلى مقبرة‬
‫‪ ،‬وقال غيره ‪ :‬أبو سعيد مكاتب المرأة من بني ليث مدني ‪ .‬وقال ابن طهمان‬
‫‪ :‬عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن النبي ‪ " :‬ما سمعتم عني من حديث‬
‫تعرفونه فصدقوه "‪ .‬اقول وهو بالتوجيه المتقدم يكون منتهيا الى العرض كما‬
‫بينا‪ .‬هذا وان عبد العزيز حكم بصحة الحديث هنا‪ .‬كما انه تفسيره لتعرفون و‬
‫تنكرون بالعرض متين‪.‬‬
‫مناقشة (‪ )19‬قيل ان العرض تعطيل للشريعة برد السنة او الخبر الحجة‪ .‬و‬
‫فيه ان كل من قال بالعرض فانه يؤمد ان العرض انما هو للحديث الظني الذي‬
‫ليس هناك قرينة توجب االطمئنان به بل ان بعضهم خصه بالحديث الشاذ‪ ،‬و‬
‫اما السنة الثابتة او الحديث المعلوم فانه ال يشمله العرض و ليس موضوعا له‪.‬‬
‫ومع ان اكثر من قال بالعرض ابقوا على اعتبار الصحة اي ان العرض يكون‬
‫بعد الصحة فاننا قد بينا ان االحاديث مطلقة بل بعضها ناص على ان العرض‬
‫للخبر الضعيف فان وافق القران فهو حجة و ال يختص بالخبر الصحيح‪ ،‬و‬

‫‪190‬‬
‫على كال القولين ليس هنا تعطيل للسنة بل ان في قولنا توسعة بالعمل بالسنة ال‬
‫يؤثر اال عن متقدمي االصحاب‪ .‬هذا و ان الخبير يعلم ان من يتهمون الغير‬
‫بتعطيل السنة فان الخبر الحجة عندهم اخص من الخبر الصحيح و الخبر‬
‫الصحيح اخص من خبر الراوي الخجة و خبر الراوي الخجة اخص من خبر‬
‫الثقة وهذا من الواضحات ولذلك فان كثيرا من االخبار التي لها سشواهد‬
‫واضحة و طرق متكاثر ترد بسبب ها التضييق حتى انه االف االحاديث ال‬
‫يسلم منها اال قليل ليس الن المسيلمين قد اكثروا الكذب و ال ان اكثر المسلمين‬
‫متهمون او ليسوا اهال لنقل الحديث بل الن اصحاب االصطالح ضيقوا على‬
‫انفسهم و شددوا في العمل باالخبار‪ .‬و ليحكم المنصف من هو الذي عطل السنة‬
‫و ر د الروايات الثابتة مع ان الشريعة عدلت من كان ظاهره حسن وقبلت‬
‫شهادته و اوصت بتصديق المسلم و حسن الظن به و عدم اتهامه اال ان البعض‬
‫يجعلون خالف ذلك هو االصل في المسلم و خبره‪ ،‬فالمسلم متهم و خبره مردود‬
‫اال اذا احرزت فيه و في خبره شروط لو عددناها لتجاوزت العشرة ‪ ،‬و لعلم‬
‫و ان كان يعلم ان حجية الخبر عند اهل السنة اخص بكثير جدا من حجية‬
‫الشهادة و ان حجية الرواية اضيق بكثير من حجية المسلم العدل‪ ،‬و من يحاول‬
‫ان يظهر انهما متساويان فاما انه متوهم او يحاول ان يوهم ليخفف الوطأة‪.‬‬
‫مناقشة (‪ )20‬قد يقال ان العرض يخضع التقييم الى عوامل فردية و اختالفات‬
‫في التقييم المكان االختالف في تمييز الشواهد و المصدقات‪ .‬و فيه ان الرد‬
‫اللغوي و التمييز للشاهد المعرفي من االمور الفطرية و العرفية الراسخة التي‬
‫يكاد ان يكون االختالف فيها معدوما هي ال تعتمد على مقدمات معقد او تحتاج‬
‫الى بحث و تدقيق و منطوي على اختالفات و عدم يقين ‪ ،‬بل الرد و العرض‬
‫يكون مباشرا على الفهم العرفي العادي للنص‪ ،‬و هل الحياة اال قائمة على الفهم‬
‫العرفي للنص‪ ،‬و لو كان هناك اختالفات لما قامت الحياة‪ .‬ان الحياة قائمة على‬
‫اللغة و التخاطب ان اكثر شيء ضبطه االنسان في حياته هو الفهم و التخاطب‬
‫حتى ان يسره و عفويته هي كاالكل و الشرب‪ ،‬و لو عددنا ما هو مالزم لحياة‬
‫االنسان لكان اربعة االكل و الهواء و الكالم‪ .‬فهذا التخوف او االعتراض ال‬
‫يرد‪ .‬و يشهد لذلك سرعة االتفاق بين جماعة على الموافقة و المخالفة و سرعة‬
‫تولد الشك او االطمئنان لالخبار ‪ .‬وهذا ايضا يمنع و يكشف الزيف و التزييف‬
‫الذي قد يميل نحوه البعض الجل اهواء او اغراض‪ .‬و كل ممتبع يعلم ان هذه‬
‫الفوائد الحقيقية و الجوهرية ال تتوفر في اي منهج قرائني اخر غير العرض‬
‫بما فيها القرائن السندية بل ان من اعقد و اظلم و اتسع القرائن هو القرائن‬
‫السندية و الدليل ان االختالفات فيها مستمرة لمئات السنين و الطري مسدود‬
‫لرفعها‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫مناقشة (‪ )21‬قد يقال ان الموافقة هي مطلق التوافق فيكفي عدم المانع و ال‬
‫يجب الشاهد ‪ .‬و فيه اوال‪ :‬ان الموافقة بمعنى عدم المخالفة ليس فهما عرفيا‬
‫واضحا بل فهم منطقي دقي و التخاطب و اللغة و النصوص امر عرفي‪ ،‬و‬
‫العرف اللغوي ال يرى نصا موافقا لنص اال بوجود شبه و مشاكلة و مماثلة‬
‫بينهما و ليس مطلق عدم المخالفة‪ ،‬بل ان لم يجدوا الشاهد و المصدق و التشابه‬
‫و التماثل فانهم يحكمون بالغرابة و البعد وهذا جار في كل اشكال الرد العقلي‬
‫فان العقالء ال يحكمون بالتوافق و التناسق بين شيء وشيء اال بوجود نوع‬
‫او شيء من التشابه بينهما واما ان غاب ذلك فانهم يحكمون بالغرابة‪ .‬فالحكم‬
‫بالموافقة و المخالفة هو قريب من الحكم بالقرابة و الغرابية ‪ ،‬و من دون شبه‬
‫او مماثلة – اي شاهد و مصدق‪ -‬فانه ال يحكم بالقرابة بل يحكم بالغرابة‪ .‬و‬
‫ثانيا‪ :‬ان من احاديث العرض ما دل على ان الموافقة هي خصوص الشواهد و‬
‫المصدقات وانه الحقيقة و النور‪ .‬ثالثا‪ :‬ان الغرض من العرض هو تحقيق‬
‫االطمئنان و اخراج الحديث الظني االحاد من الظن الى العلم وال ريب ان‬
‫مجرد عدم المخالفة ال يحقق ايا من ذلك‪ ،‬فالحديث غير المخالف و الذي ليس‬
‫له شاهد هو ظن و ال يصح اعتماد الظن‪ .‬ورابعا‪ :‬ان حديث العرض لم يكن‬
‫تأسيسا لسلوك او منهج منقطع عن المعارف القرانية االخرى بل هو فرع‬
‫المصدقية و مصداق تطبيقي لها بل هو في الحقيقة تطبيق من السنة لما جاء‬
‫به القران من المصدقية فيحمل عليها‪ .‬و خامسا ان الغرض من العرض هو‬
‫تحقيق اتصال معرفي بين المعارف الشرعية و من دون الشواهد و المصدقات‬
‫فانه ال اتصال بل يكون هذا انقطاع‪.‬‬
‫مناقشة (‪ )22‬قد يقال ان اعرض االعالم و خصوص المتاخرين مع قوة‬
‫تحقيقاتهم و ضبطهم للمسائل ورث عدم االطمئنان لمنهج العرض و دالالت‬
‫ادلته‪ .‬وفيه انه هذا الكالم على اطالقه غير تام بل االتفاق حاصل بين جميع‬
‫علماء المسلمين على عدم جواز تبني ما يخالف القران‪ ،‬و ال تجد مسلما فضال‬
‫عن عالم يقبل بمعرفة مخالفة للقران‪ ،‬و هذا في حقيقته من العرض والرد‪ .‬كما‬
‫ان االتفاق حاصل على عدم جواز العمل بالظن‪ ،‬و من يعمل بخبر االحاد‬
‫الصحيح السند مطلقا فالنه يرى سببا الخراجه من الظن‪ ،‬و نحن حينما نمع‬
‫من العمل بخبر الواحد غير المصدق ليس النه خبر واحد بل النه ظن وان‬
‫صح سنده الننا نرى ان صحة السند ليست مخرجا له من الظنية‪ .‬فاعتماد‬
‫المتاخرين على السند الجل الوثوق بالخبر انما هو الجل اخراجه من ظنيته‪،‬‬
‫وهذا من المنهج القرائني‪ .‬بمعنى ان هناك اتفاق اجمالي على وجوب وجود‬
‫قرينة الجل اخراج الحديث من الظن الى العلم واختار اهل السند السند كقرينة‬
‫الخراجه و كان عند المتقدمين قرائن اخرى غير السند توجب االطمئنان‬

‫‪192‬‬
‫فيعملون بالخبر وان كان ضعيفا الجل تلك القران‪ .‬ونحن نقول ان القرينة‬
‫النافعة الجل اخراج الحديث من الظن الى العلم هو المصدقية وان يكون له‬
‫شاهد في المعارف الثابتة وهذا هو االتصال المعرفي في قبال االتصال السندي‬
‫عند اهل السند‪ ،‬فالخالف تطبيقي اكثر ما هو تنظيري و الخالف طرفي اكثر‬
‫مما يكون مركزيا‪ .‬ان المتأخرين اعرضوا عن القرائنية المعرفية ( االتصال‬
‫المعرفي) الجل امور اهمها ما تقدم من تضعيف الحديث و وصفه بالوضع و‬
‫عدم استظهار المصدقية من القران‪ ،‬وقد عرفت ما في كل ذكل و النهم وجدوا‬
‫المشهور مقبلين على القرائنية السندية ( االتصال السندي ) والكثرة لها تأثير‬
‫على الحركة العلمية و التعلمية مع انه من الواضح وجود العاملين بمنهج‬
‫العرض كثر وقد نقلنا كلماتهم‪ ،‬وعلى راسهم السلف الصالح من اهل البيت‬
‫صلوات هللا علبيهم و الصحابة رحمهم هللا تعالى واهل التفسير من الفريقين و‬
‫اهل االصول من الجمهور و اهل الحديث و متقدمي فقهاء الخاصة و على‬
‫راسهم الطوسي و الطبرسي رحمهم هللا تعالى‪.‬‬
‫االعراض عن منهج العرض من قبل المتاخرين فقد جاء بسبب اسأصل)‬
‫دراسية و تعليمية و تقليد كما ال يخفى ‪.‬و انما المتأخرون اختروا القرينة السندية‬
‫كما بينا الجل االطمئنان للحديث مع ارتكاز الموافقة عندهم اال ان هذا ليس‬
‫محصنا فال هو يؤدي الى اطمئنان حقيقي لجواز الخطأ بل و الكذب على‬
‫الراوي الصادق و المكان ظهور من يتبنى معرفة مخالف للقران بتاويل او‬
‫باغراض اخرى و ثالثا ان السندية ال تمنع الفرقة بل بتقسيمها الرواة هي من‬
‫اسأصل) ها اضافة الى حقيقة انه ليس هناك مستند ظاهر للمنهج السندي‪ .‬اما‬
‫منهج العرض فانه اضافة الى تجاوزه كل ذلك فان الدالئل واضحة على‬
‫شرعيته وعمل السلف به و انه المنهج الحق‪.‬‬

‫أصول الوجدان الشرعي‬

‫ان الكثير من االيات القرانية يظهر واضحا االرتكاز فيها على ما لدى االنسان‬
‫من فطرة ووجدان وعرف‪ ،‬ويكفي في تبين حقيقة ذلك انها لم تبين‬

‫‪193‬‬
‫الموضوعات العرفية التي امرت بها بل اوكلت معانيها الى ما هو معروف‬
‫عند الناس مع انها اوامر شرعية وموضوعات لتكاليف شرعية‪.‬‬
‫اآليات‬
‫االية األولى‬
‫علَ ْي َها [الروم‪]30/‬‬ ‫َّللا الَّتِي فَ َ‬
‫ط َر النَّ َ‬
‫اس َ‬ ‫ِين َحنِيفًا فِ ْ‬
‫ط َرةَ َّ ِ‬ ‫فَأَقِ ْم َوجْ َهكَ ِللد ِ‬

‫االية الثانية‬
‫الَّذِينَ يَ ْست َِمعُونَ ْالقَ ْو َل فَيَت َّ ِبعُونَ أَحْ َ‬
‫سنَهُ [الزمر‪]18/‬‬
‫االية الثالثة‬
‫َّللاَ َال يَأ ْ ُم ُر‬
‫َّللاُ أَ َم َرنَا بِ َها قُ ْل إِ َّن َّ‬ ‫شةً قَالُوا َو َج ْدنَا َ‬
‫علَ ْي َها آَبَا َءنَا َو َّ‬ ‫َوإِذَا فَعَلُوا فَ ِ‬
‫اح َ‬
‫َّللا َما َال تَ ْعلَ ُمونَ [األعراف‪]28/‬‬ ‫علَى َّ ِ‬ ‫ِب ْالفَحْ ش ِ‬
‫َاء أَتَقُولُونَ َ‬

‫االية الرابعة‬
‫يرة ٌ [القيامة‪]14/‬‬
‫ص َ‬‫علَى نَ ْف ِس ِه َب ِ‬
‫سانُ َ‬ ‫َب ِل ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫االية الخامسة‬
‫ان [النحل‪]90/‬‬
‫س ِ‬ ‫َّللاَ يَأ ْ ُم ُر بِ ْالعَ ْد ِل َو ْ ِ‬
‫اإلحْ َ‬ ‫إِ َّن َّ‬

‫االية السادسة‬
‫ان فَإِنَّهُ يَأ ْ ُم ُر ِب ْالفَحْ ش ِ‬
‫َاء َو ْال ُم ْنك َِر [النور‪]21/‬‬ ‫ط ِ‬‫ش ْي َ‬
‫ت ال َّ‬ ‫َو َم ْن يَت َّ ِب ْع ُخ ُ‬
‫ط َوا ِ‬
‫االية السابعة‬
‫ع ِظ ٍيم [القلم‪]4/‬‬ ‫َوإِنَّكَ لَعَلَى ُخلُ ٍ‬
‫ق َ‬
‫‪194‬‬
‫االية الثامنة‬
‫ُخ ِذ ْال َع ْف َو َوأْ ُم ْر ِب ْالعُ ْر ِ‬
‫ف [األعراف‪]199/‬‬

‫االية التاسعة‬
‫صدَقَ ٍة يَتْبَعُ َها أَذًى [البقرة‪]263/‬‬
‫وف َو َم ْغ ِف َرة ٌ َخي ٌْر ِم ْن َ‬
‫قَ ْو ٌل َم ْع ُر ٌ‬

‫االية العاشرة‬
‫َو َال يَ ْع ِ‬
‫صينَكَ فِي َم ْع ُروفٍ [الممتحنة‪]12/‬‬

‫اآلية الحادية عشرة‬

‫ص ْبغَةً َونَحْ نُ لَهُ َ‬


‫عابِدُونَ [البقرة‪ ]138/‬تعليق‬ ‫َّللا َو َم ْن أَحْ َ‬
‫سنُ ِمنَ َّ ِ‬
‫َّللا ِ‬ ‫ص ْبغَةَ َّ ِ‬
‫ِ‬
‫هذا ارتكاز على الحسن العقالئي الفطري‪.‬‬
‫اآلية الثانية عشرة‬

‫ِن َواتَّبَ َع ِملَّةَ إِب َْراه َ‬


‫ِيم َحنِيفًا‬ ‫سنُ دِينًا ِم َّم ْن أَ ْسلَ َم َوجْ َههُ ِ َّ ِ‬
‫َّلل َوه َُو ُمحْ س ٌ‬ ‫َو َم ْن أَحْ َ‬
‫[النساء‪]125/‬‬

‫اآلية الثالثة عشرة‬

‫َو َال تَ ْق َربُوا َما َل ْاليَتِ ِيم ِإ َّال ِبالَّتِي ه َ‬


‫ِي أَحْ َ‬
‫سنُ [األنعام‪]152/‬‬
‫اآلية الخامسة عشرة‬
‫ص [يوسف‪]3/‬‬ ‫سنَ ْالقَ َ‬
‫ص ِ‬ ‫علَيْكَ أَحْ َ‬ ‫نَحْ نُ نَقُ ُّ‬
‫ص َ‬
‫اآلية السادسة عشرة‬

‫َو َجاد ِْل ُه ْم ِبالَّتِي ه َ‬


‫ِي أَحْ َ‬
‫سنُ [النحل‪]125/‬‬
‫اآلية السابعة عشرة‬
‫‪195‬‬
‫ِي أَحْ َ‬
‫سنُ [اإلسراء‪]53/‬‬ ‫َوقُ ْل ِل ِعبَادِي يَقُولُوا الَّتِي ه َ‬
‫اآلية الثامنة والعشرون‬
‫سنُ أَثَاثًا َو ِرئْيًا [مريم‪]74/‬‬
‫َو َك ْم أَ ْهلَ ْكنَا قَ ْبلَ ُه ْم ِم ْن قَ ْر ٍن ُه ْم أَحْ َ‬
‫اآلية التاسعة عشرة‬
‫ِي أَحْ َ‬
‫سنُ الس َِّيئَةَ [المؤمنون‪]96/‬‬ ‫ا ْدفَ ْع ِبالَّتِي ه َ‬

‫اآلية العشرون‬
‫ِي أَحْ َ‬
‫سنُ [العنكبوت‪]46/‬‬ ‫َو َال ت ُ َجا ِدلُوا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ِإ َّال ِبالَّتِي ه َ‬

‫اآلية الحادية والعشرون‬


‫ش ْيءٍ َخلَقَهُ [السجدة‪]7/‬‬ ‫الَّذِي أَحْ َ‬
‫سنَ ُك َّل َ‬
‫اآلية الثانية والعشرون‬
‫سنَ ْال َحدِي ِ‬
‫ث [الزمر‪]23/‬‬ ‫َّللاُ ن ََّز َل أَحْ َ‬
‫َّ‬

‫اآلية الثانية والعشرون‬


‫سنَ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْي ُك ْم ِم ْن َربِ ُك ْم [الزمر‪]55/‬‬
‫َواتَّبِعُوا أَحْ َ‬

‫اآلية الثالثة والعشرون‬


‫صا ِل ًحا َوقَا َل ِإنَّنِي ِمنَ ْال ُم ْس ِل ِمينَ‬
‫ع ِم َل َ‬ ‫عا ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َ‬ ‫َو َم ْن أَحْ َ‬
‫سنُ قَ ْو ًال ِم َّم ْن دَ َ‬
‫[فصلت‪]33/‬‬
‫اآلية الرابعة والعشرون‬
‫سانَ فِي أَحْ َ‬
‫س ِن تَ ْق ِو ٍيم [التين‪]4/‬‬ ‫لَقَ ْد َخلَ ْقنَا ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫االية الخامسة والعشرون‬

‫‪196‬‬
‫َال أ ُ ْق ِس ُم بِيَ ْو ِم ْال ِقيَا َم ِة (*) َو َال أ ُ ْق ِس ُم بِالنَّ ْف ِس اللَّ َّوا َم ِة [القيامة‪]2 ،1/‬‬

‫االحاديث‬
‫هنا نورد االحاديث الصحيحة المحكمة متنا التي نصت على اعتماد الوجدان‬
‫االنساني الشرعي في تبين االوامر و التكاليف‪.‬‬
‫الحديث االول‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪َ -‬وأَنَا أ ُ ِريدُ‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫ِى قَا َل أَتَيْتُ َر ُ‬ ‫سد ِ‬ ‫صةَ األ َ َ‬‫ع ْن َوابِ َ‬ ‫َ‬
‫ع ْنهُ فَدَنَ ْوتُ ِم ْنهُ َحتَّى قَ َعدْتُ بَيْنَ يَدَ ْي ِه‬ ‫سأَلتُهُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اإلث ِم ِإالَّ َ‬ ‫ْ‬
‫شيْئا ً ِمنَ ال ِب ِر َو ِ‬ ‫ع َ‬ ‫أَ ْن الَ أَدَ َ‬
‫صةُ أ ُ ْخبِ ُركَ أَ ْو تَ ْسأَلُنِى »‪ .‬قُ ْلتُ الَ بَ ْل أَ ْخبِ ْرنِى‪ .‬فَقَا َل « ِجئْتَ تَ ْسأَلُنِى‬ ‫فَقَا َل « يَا َوابِ َ‬
‫ص ْد ِرى َويَقُو ُل‬ ‫َاملَهُ فَ َجعَ َل يَ ْن ُكتُ بِ ِه َّن فِى َ‬ ‫اإلثْ ِم »‪ .‬فَقَا َل نَعَ ْم فَ َج َم َع أَن ِ‬ ‫ع ِن ْالبِ ِر َو ِ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ت ال ِب ُّر َما اط َمأَنَّ ْ‬
‫ت ِإلَ ْي ِه النَّ ْف ُ‬ ‫ث َم َّرا ٍ‬‫سكَ ثَالَ َ‬ ‫ت نَ ْف َ‬ ‫ْ‬
‫ت قَل َبكَ َوا ْستَ ْف ِ‬ ‫صةُ ا ْستَ ْف ِ‬
‫« َيا َوا ِب َ‬
‫اس َوأَ ْفت َْوكَ »‪ .‬مسند‬ ‫اإلثْ ُم َما َحاكَ فِى النَّ ْف ِس َوت ََردَّدَ فِى ال َّ‬
‫صد ِْر َوإِ ْن أَ ْفتَاكَ النَّ ُ‬ ‫َو ِ‬
‫احمد‬

‫الحديث الثاني‬
‫( استفت نفسك وإن أفتاك المفتون) حلية االولياء عن واثلة‪.‬‬

‫الحديث الثالث‬
‫(البر حسن الخلق واإلثم ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع الناس عليه)‬
‫مسند احمد عن النواس‪.‬‬

‫الحديث الرابع‬
‫(قلت يا رسول هللا اخبرني ما يحل لي وما يحرم علي قال فصعد النبي صللى‬
‫هللا عليه وسلم البصر في وصوب فقال النبي صلى هللا عليه و سلم البر ما‬
‫سكنت اليه النفس واطمأن اليه القلب واالثم مالم تسكن اليه النفس ولم يطمئن‬
‫اليه القلب وان افتاك المفتون) الورع الحمد عن ابي ثعلبة‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫الحديث الخامس‬
‫(سأل رجل النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬ما اإلثم ؟ قال ‪ « :‬ما حاك في صدرك‬
‫فدعه » ‪ .‬قال ‪ :‬فما اإليمان ؟ قال ‪ « :‬إذا ساءتك سيئتك ‪ ،‬وسرتك حسنتك فأنت‬
‫مؤمن » مسند ابن المبارك عن ابي امامة‪.‬‬

‫الحديث السادس‬
‫َار ُك ْم َوت ََر ْونَ‬‫ار ُك ْم َوأَ ْبش ُ‬ ‫عنِي تَ ْع ِرفُهُ قُلُوبُ ُك ْم َوتَ ِلينُ لَهُ أَ ْش َع ُ‬ ‫ِيث َ‬ ‫س ِم ْعت ُ ْم ْال َحد َ‬‫( ِإ َذا َ‬
‫عنِي ت ُ ْن ِك ُرهُ قُلُوبُ ُك ْم َوتَ ْن ِف ُر‬‫ِيث َ‬‫س ِم ْعت ُ ْم ْال َحد َ‬ ‫أَنَّهُ ِم ْن ُك ْم قَ ِريبٌ فَأَنَا أَ ْو َال ُك ْم بِ ِه َوإِذَا َ‬
‫َار ُك ْم َوت ََر ْونَ أَنَّهُ ِم ْن ُك ْم بَ ِعيدٌ فَأَنَا أَ ْبعَدُ ُك ْم ِم ْنهُ) احمد عن ابي اسيد‪.‬‬ ‫ار ُك ْم َوأَ ْبش ُ‬
‫أَ ْشعَ ُ‬
‫الحديث السابع‬
‫( جئت تسأل عن البر واالثم‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فضرب بيده على صدره ثم قال‪ :‬يا‬
‫وابصة البر ما اطمأنت به النفس‪ ،‬والبر ما اطمأن به الصدر‪ ،‬واالثم ما تردد‬
‫في الصدر وجال في القلب‪ ،‬وإن أفتاك الناس وأفتوك‪ ).‬قرب االسناد عن‬
‫معمر‪.‬‬
‫الحديث الثامن‬
‫( إن وضح لك أمر فاقبله ‪ ،‬وإال فاسكت تسلم ‪ ،‬ورد علمه إلى هللا ‪ ،‬فانك أوسع‬
‫مما بين السماء واالرض ‪ ).‬كتاب سليم‪.‬‬
‫الحديث التاسع‬
‫( ما ورد عليكم من حديث آل محمد صلوات هللا عليهم فالنت له قلوبكم‬
‫وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزت قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى هللا وإلى الرسول‬
‫وإلى العالم من آل محمد عليهم السالم‪ ).‬البصائر عن جابر الجعفي‪.‬‬
‫الحديث العاشر‬
‫( أن وابصة بن معبد االسدي أتاه وقال في نفسه‪ :‬ال أدع من البر واالثم شيئا‬
‫إال سألته‪ ،‬فلما أتاه قال له بعض أصحابه‪ :‬إليك يا وابصة عن سؤال رسول‬
‫هللا‪ ،‬فقال النبي (صلى هللا عليه وآله)‪ :‬دعوا وابصة‪ ،‬ادن فدنوت ‪ ،‬فقال‪ :‬تسأل‬
‫عما جئت له أم أخبرك ؟ قال‪ :‬أخبرني‪ ،‬قال‪ :‬جئت تسأل عن البر واالثم‪ ،‬قال‪:‬‬

‫‪198‬‬
‫نعم فضرب يده على صدره ثم قال‪ :‬البر ما اطمأنت إليه النفس والبر ما اطمأن‬
‫إليه الصدر‪ ،‬واالثم ما تردد في الصدر وجال في القلب‪ ،‬وإن أفتاك الناس وإن‬
‫أفتوك‪ ).‬الخرائج‪.‬‬
‫الحديث الحادي عشر‬
‫ع ِن‬‫ى ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪َ -‬‬ ‫سأ َ ْلتُ النَّ ِب َّ‬
‫ى قَا َل َ‬ ‫ار َّ‬
‫ص ِ‬‫س ْم َعانَ األ َ ْن َ‬
‫النَّ َّواس بْنَ َ‬
‫اإلثْ ُم َما َحاكَ ِفى َ‬
‫صد ِْركَ َوك َِر ْهتَ أَ ْن‬ ‫ق َو ِ‬ ‫اإلثْ ِم فَقَا َل « ْال ِب ُّر ُح ْسنُ ْال ُخلُ ِ‬
‫ْال ِب ِر َو ِ‬
‫علَ ْي ِه »‪ .‬مسند احمد‬ ‫اس َ‬ ‫يَ َّ‬
‫ط ِل َع النَّ ُ‬
‫ع ِن‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪َ -‬‬ ‫سو َل َّ ِ‬‫سأ َ ْلتُ َر ُ‬‫س ْم َعانَ قَا َل َ‬
‫اس ب ِْن َ‬‫ع ِن النَّ َّو ِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫واإلث ُم َما َحاكَ فِى نَفسِكَ َوك َِرهتَ أن يَ ْعل َمهُ‬
‫ق ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫نُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اإلث ِم فقا َل « البِ ُّر ُح ْس الخل ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْالبِ ِر َو ِ‬
‫اس »‪ .‬مسند احمد‬ ‫النَّ ُ‬

‫الحديث الثاني عشر‬


‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪-‬‬ ‫سو ِل َّ ِ‬ ‫ع ْن َر ُ‬ ‫ى َ‬ ‫ار ِ‬ ‫س ْمعَانَ األ َ ْن َ‬
‫ص ِ‬ ‫اس ب ِْن َ‬ ‫ع ِن ال َّن َو ِ‬
‫َ‬
‫اط دَاعٍ َيقُو ُل َيا‬
‫الص َر ِ‬
‫ِ‬ ‫علَى أصل)‬ ‫ص َراطا ً ُم ْستَ ِقيما ً َو َ‬ ‫َّللاُ َمثَالً ِ‬
‫ب َّ‬ ‫ض َر َ‬ ‫قَا َل « َ‬
‫ف‬‫عو ِم ْن َج ْو ِ‬ ‫ط َج ِميعا ً َوالَ تَتَف ََّر ُجوا َودَا ِعى يَ ْد ُ‬ ‫الص َرا َ‬‫اس ا ْد ُخلُوا ِ‬ ‫أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ع َّز‬ ‫َاب َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫اط ِكت ُ‬ ‫ع ِلى َرأْ ِس ِ‬
‫الص َر ِ‬ ‫اإل ْسالَ ُم َوذَلِكَ الدَّا ِعى َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ص ِرا ُ‬ ‫اط‪ْ ،‬وال َّ‬‫الص َر ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ُك ِل ُم ْس ِل ٍم »‪ .‬مسند احمد‬‫َّللا فِى قَ ْل ِ‬ ‫اط َوا ِع ُ‬
‫ظ َّ ِ‬ ‫الص َر ِ‬
‫ق ِ‬ ‫َو َج َّل َوالدَّا ِعى ِم ْن فَ ْو ِ‬

‫الحديث الثالث عشر‬


‫ص َّعدَ‬ ‫ى‪ .‬قَا َل فَ َ‬ ‫َّللا أَ ْخ ِب ْرنِى ِب َما َي ِح ُّل ِلى َويُ َح َّر ُم َ‬
‫علَ َّ‬ ‫سو َل َّ ِ‬‫ى قال قُ ْلتُ َيا َر ُ‬ ‫شنِ َّ‬‫ْال ُخ َ‬
‫َت إِلَ ْي ِه‬
‫س َكن ْ‬ ‫ظ َر فَقَا َل « ْالبِ ُّر َما َ‬ ‫ى النَّ َ‬ ‫ب فِ َّ‬ ‫ص َّو َ‬
‫ى ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪َ -‬و َ‬ ‫النَّبِ ُّ‬
‫ب‬ ‫س َولَ ْم يَ ْ‬
‫ط َمئِ َّن ِإلَ ْي ِه ْالقَ ْل ُ‬ ‫اإلثْ ُم َما لَ ْم تَ ْس ُك ْن ِإلَ ْي ِه النَّ ْف ُ‬ ‫س َو ْ‬
‫اط َمأ َ َّن ِإلَ ْي ِه ْالقَ ْل ُ‬
‫ب َو ِ‬ ‫النَّ ْف ُ‬
‫َو ِإ ْن أَ ْفتَاكَ ْال ُم ْفتُونَ »‪ .‬مسند احمد‬

‫الحديث الرابع عشر‬

‫‪199‬‬
‫ب النَّبِ ِى ‪-‬صلى هللا‬ ‫اح َ‬ ‫ص ِ‬‫صةَ بْنَ َم ْعبَ ٍد َ‬‫س ِم ْعتُ َوابِ َ‬ ‫سلَ ِم ِى قَا َل َ‬
‫َّللا ال ُّ‬ ‫ع ْن أَبِى َ‬
‫ع ْب ِد َّ ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عليه وآله وسلم‪ -‬قَا َل ِجئْتُ ِإلَى النَّ ِب ِى ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬أ ْسألهُ َ‬
‫ع ِن ال ِب ِر‬
‫ق َما ِجئْتُكَ‬‫اإلثْ ِم »‪ .‬فَقُ ْلتُ َوالَّذِى َب َعثَكَ ِب ْال َح ِ‬
‫ع ِن ْال ِب ِر َو ِ‬
‫اإلثْ ِم فَقَا َل « ِجئْتَ تَ ْسأ َ ُل َ‬‫َو ِ‬
‫صد ِْركَ‬ ‫اإلثْ ُم َما َحاكَ فِى َ‬ ‫صد ُْركَ َو ِ‬ ‫غي ِْرهِ‪ .‬فَقَا َل « ْالبِ ُّر َما ا ْنش ََر َح لَهُ َ‬‫ع ْن َ‬ ‫أَ ْسأَلُكَ َ‬
‫اس »‪ .‬مسند احمد‬ ‫ع ْنهُ النَّ ُ‬‫َو ِإ ْن أَ ْفتَاكَ َ‬

‫الحديث الخامس عشر‬


‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪َ -‬وأَنَا أ ُ ِريدُ‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫صةَ ب ِْن َم ْعبَ ٍد قَا َل أَتَيْتُ َر ُ‬ ‫ع ْن َوا ِب َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫عنهُ فدَن َْو ِمنهُ َحتى َمسَّت ُركبَتِى‬ ‫تُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫سألتهُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫اإلث ِم إِال َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫شيْئا ِمنَ البِ ِر َو ِ‬ ‫ً‬ ‫ع َ‬ ‫أَن ال أدَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ع ْنهُ أَ ْو تَ ْسأَلُنِى »‪ .‬فَقُ ْلتُ يَا‬ ‫صةُ أ ُ ْخبِ ُركَ َما ِجئْتَ تَ ْسأَلُنِى َ‬ ‫ُر ْكبَتَهُ فَقَا َل « يَا َوابِ َ‬
‫اإلثْ ِم »‪ .‬قُ ْلتُ نَ َع ْم فَ َج َم َع‬
‫ع ِن ْال ِب ِر َو ِ‬‫َّللا فَأ َ ْخ ِب ْرنِى‪ .‬قَا َل « ِجئْتَ تَ ْسأَلُنِى َ‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫َر ُ‬
‫سكَ‬ ‫صةُ ا ْستَ ْف ِ‬
‫ت نَ ْف َ‬ ‫صد ِْرى َويَقُو ُل « يَا َوابِ َ‬ ‫ث فَ َجعَ َل يَ ْن ُكتُ بِ َها فِى َ‬ ‫صابِعَهُ الثَالَ َ‬ ‫أَ َ‬
‫ب َوت ََردَّدَ‬ ‫اإلثْ ُم َما َحاكَ فِى ْالقَ ْل ِ‬‫س َو ِ‬ ‫ت إِلَ ْي ِه النَّ ْف ُ‬ ‫اط َمأَنَّ ْ‬‫ب َو ْ‬ ‫ْالبِ ُّر َما ْ‬
‫اط َمأ َ َّن إِلَ ْي ِه ْالقَ ْل ُ‬
‫اس َوأَ ْفت َْوكَ »‪ .‬مسند احمد‬ ‫صد ِْر َو ِإ ْن أَ ْفتَاكَ النَّ ُ‬ ‫فِى ال َّ‬
‫الحديث السادس عشر‬
‫ى ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬فَقَا َل َما‬ ‫مسند احمد‪ :‬أبو أ ُ َما َمةَ قال َ‬
‫سأ َ َل َر ُج ٌل النَّبِ َّ‬
‫سا َءتْكَ‬
‫اإلي َمانُ قَا َل « ِإذَا َ‬
‫ش ْى ٌء فَدَ ْعهُ »‪ .‬قَا َل فَ َما ِ‬ ‫اإلثْ ُم فَقَا َل « ِإذَا َحكَّ فِى نَ ْفسِكَ َ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫سنَتكَ فأنتَ ُمؤْ ِمن »‪.‬‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫س َّرتكَ َح َ‬ ‫ُ‬
‫سيِئَتكَ َو َ‬ ‫َ‬

‫الحديث السابع عشر‬


‫س ِددُوا‬
‫َّللاِ ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪َ « -‬‬ ‫مسند احمد ثَ ْوبَانَ قال قَا َل َر ُ‬
‫سو ُل َّ‬
‫َوقَ ِ‬
‫اربُوا‪.‬‬

‫الحديث الثامن عشر‬


‫مسند احمد‪ :‬ابو الحوراء قال قلت للحسن بن على ما تذكر من النبي صلى هللا‬
‫عليه وآله وسلم قال كان يقول دع ما يريبك إلى ماال يريبك فان الصدق طمأنينة‬
‫وان الكذب ريبة‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫الحديث التاسع عشر‬
‫سنن البيهقي عن ابن مسعود قال قال رجل للنبى صلى هللا عليه وآله وسلم يا‬
‫رسول هللا كيف اعلم إذا احسنت وإذا اسأت فقال النبي صلى هللا عليه وآله‬
‫وسلم إذا سمعت جيرانك يقولون قد احسنت فقد احسنت وإذا سمعتهم يقولون‬
‫قد اسأت فقد اسأت‪.‬‬

‫الحديث العشرون‬
‫سنن البيهقي‪ :‬عن النواس بن سمعان االنصاري قال سألت رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وآله وسلم عن البر واالثم فقال البر حسن الخلق واالثم ما حاك في‬
‫نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس‪.‬‬
‫الحديث الحادي والعشرون‬
‫عن ابن مسعود قال قال رجل للنبى صلى هللا عليه وآله وسلم يا رسول هللا‬
‫كيف اعلم إذا احسنت وإذا اسأت فقال النبي صلى هللا عليه وآله وسلم إذا سمعت‬
‫جيرانك يقولون قد احسنت فقد احسنت وإذا سمعتهم يقولون قد اسأت فقد اسأت‪.‬‬
‫بيهقي‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫الموضع الثالث في المدلول‬

‫أصول عالمات المعرفة الحقة‬

‫العالمة االولى ان تكون المعرفة علما وليس ظنا‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫ق‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬
‫الظ َّن َوإِ َّن َّ‬
‫(و َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫ش ْيئًا‬
‫ق َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ظنًّا ِإ َّن الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ال َح ِ‬ ‫َ‬
‫(و َما يَت َّ ِب ُع أ ْكثَ ُر ُه ْم ِإ َّال َ‬
‫ش ْيئًا ) ‪ .‬و قال تعالى َ‬ ‫َ‬
‫َّللا ِإ ْن‬ ‫ع ْن َ‬
‫س ِبي ِل َّ ِ‬ ‫ُضلُّوكَ َ‬ ‫ضي ِ‬ ‫(و ِإ ْن ت ُ ِط ْع أَ ْكثَ َر َم ْن ِفي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫) ‪ .‬و قال تعالى َ‬
‫ْس لَكَ بِ ِه‬ ‫ف َما لَي َ‬‫(و َال تَ ْق ُ‬
‫صونَ )‪ .‬و قال تعالى َ‬ ‫يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫الظ َّن َوإِ ْن ُه ْم إِ َّال يَ ْخ ُر ُ‬
‫ِع ْل ٌم ) فال يصح اعتماد الظن ومنه النقل الظني الذي ليس له شاهد من المعارف‬
‫الثابتة يوجب االطمئنان له‪ ،‬و صحة السند ال تنفع في اخراجه من الظن كما‬
‫بيناه‪.‬‬

‫العالمة الثانية‪ :‬ان تنتهي المعرفة الى هللا والرسول‬

‫سو ُل َف ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬


‫ع ْنهُ فَا ْنتَ ُهوا ) ‪ .‬و قال تعالى‬ ‫(و َما آَتَا ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫سولَ)‪.‬‬
‫الر ُ‬ ‫سو َل ) ‪ .‬و قال تعالى (قُ ْل أَ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ َو َّ‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫(وأَ ِطيعُوا َّ‬
‫َ‬
‫سو َل لعَل ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ) ‪.‬فاطاعة رسول هللا صلى‬‫َّ‬ ‫َ‬ ‫الر ُ‬ ‫َ‬
‫(وأ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ َو َّ‬ ‫وقال تعالى َ‬
‫هللا عليه و اله اي االنتهاء اليه ووجوبها عليها الضرورة الدينية ‪.‬‬
‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر منكم)‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫وقال تعالى (يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫ط ْعت ُ ْم َوا ْس َمعُوا َوأَ ِطيعُوا) وهو مطلق يفسر بما‬ ‫َّللاَ َما ا ْستَ َ‬
‫‪ .‬وقال تعالى (فَاتَّقُوا َّ‬
‫عوا بِ ِه َولَ ْو َردُّوهُ‬ ‫ف أَذَا ُ‬ ‫(وإِذَا َجا َء ُه ْم أَ ْم ٌر ِمنَ ْاأل َ ْم ِن أَ ِو ْالخ َْو ِ‬ ‫تقدم‪ .‬و قال تعالى َ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم ) فطاعة ولي‬ ‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّذِينَ َي ْستَ ْن ِب ُ‬ ‫الر ُ‬‫ِإلَى َّ‬
‫االمر واجبة وهي االنتهاء الى قوله‪ .‬و لولي االمر صفات توجبها حكمة‬
‫التشريع و احاطته لقطع التردد و التعلل و االختالف منها ان يكون مؤمنا عدال‬
‫ع ْهدِي‬ ‫اس ِإ َما ًما قَا َل َو ِم ْن ذُ ِريَّ ِتي قَا َل َال َينَا ُل َ‬ ‫لقوله تعالى (قَا َل ِإ ِني َجا ِعلُكَ ِللنَّ ِ‬
‫الظا ِل ِمينَ )‪ ،‬وان يكون عالما باهلل و رسوله قال تعالى (قُ ْل ه َْل يَ ْستَ ِوي الَّذِينَ‬ ‫َّ‬
‫يَ ْعلَ ُمونَ َوالَّذِينَ َال يَ ْعلَ ُمونَ ) ‪،‬وهو العالم بالكتاب قال تعالى (فَا ْسأَلُوا أَ ْه َل ِ‬
‫الذ ْك ِر‬
‫ق أَ َح ُّق أَ ْن يُت َّ َب َع أَ َّم ْن َال َي ِهدِي‬ ‫)‪ ،‬وان يكون هاديا قال تعالى (أَفَ َم ْن َي ْهدِي ِإلَى ْال َح ِ‬
‫إِ َّال أَ ْن يُ ْهدَى ) و الهادي يتصف بما تقدم من االيمان و التقوى و العلم‪ .‬وان‬
‫(وأُولُو ْاأل َ ْر َح ِام‬
‫يكون ولي االمر االقرب للنبي صلى هللا عليه و اله قال تعالى َ‬
‫طفَى آَدَ َم َونُو ًحا‬ ‫ص َ‬ ‫َّللا) ‪ ،‬وقال تعالى ( ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ ا ْ‬ ‫ب َّ ِ‬ ‫ض فِي ِكتَا ِ‬ ‫ض ُه ْم أَ ْولَى ِببَ ْع ٍ‬
‫بَ ْع ُ‬
‫ض) واالية االخير‬ ‫ض َها ِم ْن بَ ْع ٍ‬ ‫علَى ْالعَالَ ِمين‪ ،‬ذُ ِريَّةً بَ ْع ُ‬ ‫ِيم َوآَ َل ِع ْم َرانَ َ‬
‫َوآَ َل إِب َْراه َ‬
‫تثبت مبدأ االصطفاء اي التعيين من هللا وهو المصدق باالحاطة و العلم و‬
‫ْس لَكَ ِمنَ‬ ‫النصوص القرانية في االختيار و االمر و الجعل قال تعالى ( لَي َ‬

‫‪203‬‬
‫ش ْي ٌء ) و قال تعالى (قُ ْل إِ َّن ْاأل َ ْم َر ُكلَّهُ ِ ََّّللِ ) و قال تعالى َ‬
‫(ربُّكَ يَ ْخلُ ُق‬ ‫ْاأل َ ْم ِر َ‬
‫َار‪َ .‬ما َكانَ لَ ُه ُم ْال ِخ َي َرةُ‪ ).‬وايضا يصدقه كونه هو الجاعل االئمة‬ ‫َما َيشَا ُء َو َي ْخت ُ‬
‫و الخلفاء في القران قال تعالى ( يَا دَ ُاوودُ ِإنَّا َج َع ْلنَاكَ َخ ِليفَةً ) و قال تعالى (قَا َل‬
‫ض َخ ِليفَةً ) و هو‬ ‫اس إِ َما ًما ) و قال تعالى ( إِنِي َجا ِع ٌل فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫إِنِي َجا ِعلُكَ ِللنَّ ِ‬
‫مشبه لقوله تعالى في الرسل ( َو َجا ِعلُوهُ ِمنَ ْال ُم ْر َ‬
‫سلِينَ )‪.‬‬

‫ان تلك الصفات التي ذكرناها و المصدق بالفطرة قد جمعتها السنة القطعية‬
‫الهل البيت صلوات هللا عليهم الذين قرن ذكرهم صلى هللا عليه و اله بذكره‪،‬‬
‫وخصتهم بها النصوص الموجبة للعلم باثني عشر خليفة ‪ ،‬الثابت حقا‬
‫والمصدق مطلقا انهم بجعل من هللا و اختيار منه‪ ،‬وعلى ذلك داللة العقل حيث‬
‫انه ال بد لهذا العلم االجمالي بالولي المفترض الطاعة من ان يحل الى علم‬
‫تفصيلي و اال عطل‪ .‬و لدينا معرفة عليها من الشواهد ما يوجب االطمئنان و‬
‫اكثر فوجب اعتمادها و اعتقادها‪.‬‬

‫العالمة الثالثة‪ :‬ان تكون المعرفة موافقة لما هو معلوم من محكم القران وقطعي‬
‫السنة وأنها مصدقة بها‪.‬‬

‫( قال تعالى وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى هللا ) و قال تعالى ( فَإِ ْن‬
‫سو ِل )‪ ،‬اي فاختاروا ما له شاهد منهما ‪.‬‬‫الر ُ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ إِلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬
‫و في المصدق في النهج قال أمير المؤمنين صلوات هللا عليه ‪ :‬قد قال هللا‬
‫سبحانه لقوم أحب إرشادهم‪ :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول‬
‫واولي األمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى هللا والرسول‪ .‬فالرد إلى هللا‬
‫األخذ بمحكم كتابه والرد إلى الرسول األخذ بسنته الجامعة غير المفرقة و عليه‬
‫ايات المصدقية بان الحق يصدق بعضه بعضا وقد تقدم بيان ذلك مفصال‪.‬‬
‫العالمة الرابعة ان تكون مأثورة منقولة عن مصدر العلم ‪.‬‬

‫صا ِدقِينَ ) ‪.‬‬ ‫ارةٍ ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬


‫ب ِم ْن قَ ْب ِل َهذَا أَ ْو أَثَ َ‬ ‫قال تعالى (اِئْتُونِي بِ ِكتَا ٍ‬
‫وقال تعالى (قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا ِإ ْن تَتَّبِعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن أَ ْنت ُ ْم‬
‫ع َب ْدنَا ُه ْم َما لَ ُه ْم ِبذَلِكَ‬
‫الرحْ َمنُ َما َ‬ ‫(وقَالُوا لَ ْو شَا َء َّ‬ ‫صونَ ) ‪ .‬و قال تعالى َ‬ ‫ِإ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫صونَ ‪ .‬أَ ْم آَتَ ْينَا ُه ْم ِكتَابًا ِم ْن قَ ْب ِل ِه فَ ُه ْم بِ ِه ُم ْست َْم ِس ُكونَ ؟ )‪.‬‬ ‫ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن ُه ْم إِ َّال يَ ْخ ُر ُ‬

‫‪204‬‬
‫وقال تعالى (فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا‬
‫قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )‪ .‬فصح التعبد بالنقل المنتهي الى مصدر‬
‫العلم‪.‬‬

‫العالمة الخامسة ان تكون المعرفة موافقة للعقل و فطرة االنسان‬

‫علَ ْي َها َال تَ ْبدِي َل‬ ‫اس َ‬ ‫ط َر النَّ َ‬ ‫َّللا الَّتِي فَ َ‬


‫ط َرةَ َّ ِ‬‫ِين َحنِيفًا فِ ْ‬ ‫قال تعالى ( َفأَقِ ْم َوجْ َهكَ ِللد ِ‬
‫سنَ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم ِم ْن َربِ ُك ْم ) وقال تعالى‬ ‫(واتَّبِعُوا أَحْ َ‬ ‫َّللا ) وقال تعالى َ‬ ‫ق َّ ِ‬ ‫ِلخ َْل ِ‬
‫َّللا ُح ْك ًما )‪ .‬والحسن‬ ‫سنُ ِمنَ َّ ِ‬ ‫(و َم ْن أَحْ َ‬
‫ث ) و قال تعالى َ‬ ‫سنَ ْال َحدِي ِ‬ ‫(َّللاُ ن ََّز َل أَحْ َ‬
‫َّ‬
‫هذا كله ارتكازي عقالئي ووجداني و ليس تشريعيا او تعبديا للدور وان كان‬
‫الحسن الشرعي موافقا للحسن العقالئي‪ .‬كما ان القران اعلى شأن العقل و‬
‫ت‬ ‫ت ِلقَ ْو ٍم َي ْع ِقلُونَ )‪ .‬و قال تعالى (قَ ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم ْاآلَ َيا ِ‬ ‫اعماله؛ قال تعالى ( َآلَ َيا ٍ‬
‫(وي ُِري ُك ْم آَيَاتِ ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ )‪ .‬و قوله تعالى َ‬
‫(و ِإنَّ ُك ْم‬ ‫لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ )‪ .‬و قال تعالى َ‬
‫‪،‬وبِاللَّ ْي ِل أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ )‪ .‬فخاطب هللا العقول بل حصر‬ ‫صبِ ِحينَ َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُم ْ‬
‫لَتَ ُم ُّرونَ َ‬
‫االهتداء الى الحق باهل العقول‪ ،‬فاستعمال العقل ألجل االهتداء و تبين الحقائق‬
‫(و َما يَذَّ َّك ُر إِ َّال أُولُو‬ ‫و االيمان و االعتقاد السليم من جوهر الشريعة فقال تعالى َ‬
‫اركٌ ِل َيدَّب َُّروا آَ َيا ِت ِه َو ِل َيتَذَ َّك َر أُولُو‬
‫ْاأل َ ْألصل) ) و قال تعالى ( ِكتَابٌ أَ ْنزَ ْلنَاهُ ِإلَيْكَ ُم َب َ‬
‫ْاأل َ ْألصل) ) و قال تعالى ( ِإنَّ َما يَتَذَ َّك ُر أُولُو ْاأل َ ْألصل) )‪ .‬بل ان الكفر والنفاق‬
‫هو من عالمات عدم العقل؛ قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم َال يَ ْع ِقلُونَ ) ‪ .‬و قال‬
‫ص ُّم ْالبُ ْك ُم‬ ‫اب ِع ْن َد َّ ِ‬
‫َّللا ال ُّ‬ ‫(وأَ ْكثَ ُر ُه ْم َال َي ْع ِقلُونَ ) و قال تعالى ( ِإ َّن ش ََّر الد ََّو ِ‬ ‫تعالى َ‬
‫ص َّم َولَ ْو كَانُوا َال يَ ْع ِقلُونَ )‪ .‬وقال‬ ‫الَّذِينَ َال يَ ْع ِقلُونَ )‪ .‬و قال تعالى (أَفَأ َ ْنتَ تُس ِْم ُع ال ُّ‬
‫علَى الَّذِينَ َال يَ ْع ِقلُونَ ) و العقل هنا هو التعقل و التدبر‬ ‫س َ‬ ‫(ويَجْ عَ ُل ِ‬
‫الرجْ َ‬ ‫تعالى َ‬
‫و التمييز الفطري الهادي الى النور و حقائق االيمان و ليس االبحاث العقلية‬
‫الدقية التي ال يتعقلها العرف و ال يعرفها االنسان العادي‪ .‬هذا و ان العقل ال‬
‫يهدي اال الى االيمان فكلما ازدادت قوة التمييز و االدراك ازداد االدراك بحقائق‬
‫االيمان و ازدادت المعرفة اال ان الهوى و الثقافات و الميول و االحكام‬
‫الموروثة قد تؤدي الى تشويش و ارباك و اخالل في جانب االيمان فترى‬
‫االنسان على درجة عالية من الذكاء و التمييز و التحليل بل و العبقرية اال انه‬
‫ال يتهدي الى االيمان‪ .‬ومن هذا حاله هو بحكم من ال عقل له الن العقل الحقيقي‬

‫‪205‬‬
‫هو الهادي الى الخير‪ ،‬و من اهم سبل الخير االيمان و التقوى‪ ،‬فمن ال ايمان‬
‫له وال تقوى هو ناقص عقل مهما بلغ من ذكاء او عبقرية‪ .‬وهذا الحكم ليس‬
‫بشواهد نقلية شرعية فقط بل هو باسس عقالئية الن تمام العقل متقوم بمعرفة‬
‫الخير و عمله و االيمان و التقوى من اهم اشكال الخير بل ال خير حقيقة من‬
‫دونها و الكالم عن دليل الحكم االخير له مكان اخر ليس هذا محله‪.‬‬

‫العالمة السادسة‪ :‬ان تكون المعرفة مصدقة بعضها لبعض فال اختالف فيها‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه )‪ .‬و‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫(والَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ‬‫سى ُم َ‬ ‫ُ‬
‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا أ ْن ِز َل ِم ْن بَ ْع ِد ُمو َ‬ ‫ُ‬
‫قال تعالى ( قَالوا يَا قَ ْو َمنَا ِإنَّا َ‬
‫سى ابْنُ‬ ‫(و ِإ ْذ قَا َل ِعي َ‬ ‫ق ُم ْستَ ِق ٍيم )‪ .‬و قال تعالى َ‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫ق َو ِإلَى َ‬ ‫َي َد ْي ِه َي ْهدِي ِإلَى ْال َح ِ‬
‫ي ِمنَ الت َّ ْو َراةِ ) ‪.‬‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ َّ‬
‫َّللا إِلَ ْي ُك ْم ُم َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫َم ْريَ َم يَا بَنِي إِس َْرائِي َل إِنِي َر ُ‬
‫(و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُك ْم )‪ .‬وقال تعالى َ‬ ‫(وآَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬ ‫و قال تعالى َ‬
‫علَ ْينَا َو َي ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق‬ ‫َّللاُ قَالُوا نُؤْ ِمنُ ِب َما أ ُ ْن ِز َل َ‬ ‫آَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫علَى‬ ‫عد ًُّوا ِل ِجب ِْري َل فَإِنَّهُ ن ََّزلَهُ َ‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم ) ‪ .‬و قال تعالى (قُ ْل َم ْن َكانَ َ‬ ‫ُم َ‬
‫ْ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه َو ُهدًى َوبُ ْش َرى ِلل ُمؤْ ِمنِينَ )‪ .‬و قال تعالى‬ ‫َّللا ُم َ‬ ‫قَ ْل ِبكَ ِبإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ) ‪ .‬و قال تعالى (يَا أَيُّ َها الَّذِينَ‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫(ن ََّز َل َ‬
‫علَى‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم )‪ .‬و قال تعالى (أَفَ َم ْن َكانَ َ‬ ‫َاب آَ ِمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬ ‫أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫سى ِإ َما ًما َو َرحْ َمةً ) ‪.‬و قال‬ ‫بَ ِينَ ٍة ِم ْن َر ِب ِه َويَتْلُوهُ شَا ِهدٌ ِم ْنهُ َو ِم ْن قَ ْب ِل ِه ِكت ُ‬
‫َاب ُمو َ‬
‫ِق الَّذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه) وقال تعالى ( أَفَ َال‬ ‫صد ُ‬‫اركٌ ُم َ‬ ‫(و َهذَا ِكتَابٌ أَ ْنزَ ْلنَاهُ ُمبَ َ‬ ‫تعالى َ‬
‫يرا ) ‪ .‬و قال‬ ‫ً‬
‫اختِ َالفا َكثِ ً‬ ‫َ‬
‫َّللا ل َو َجدُوا فِي ِه ْ‬ ‫غي ِْر َّ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يَتَدَب َُّرونَ الق ْرآنَ َول ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫صدِيقَ الَّذِي َبيْنَ َيدَ ْي ِه)‪.‬‬ ‫تعالى ( َما َكانَ َحدِيثًا يُ ْفت ََرى َولَ ِك ْن تَ ْ‬

‫اقول اصالة المصدقية و اصالة عدم االختالف الذي له جذر عقالئي من اهم‬
‫االسس لمنهج العرض حيث انها تتضمنه والهمية هذا االصل فاني ساتكلم‬
‫هنا على محوريته في الشرع و عند العقالء‪ .‬قال تعالى ( َوإِذَا قِي َل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا‬
‫ص ِدقًا‬ ‫َّللاُ قَالُوا نُؤْ ِمنُ بِ َما أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫علَ ْينَا َويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫بِ َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُه ْم ) ان هذه اآلية مفصلة و محكمة بخصوص دواعي االيمان‬ ‫ُم َ‬
‫بالدعوة و شروط صدقها وكونها حقا‪ ..‬وهي ظاهرة في ان المضمون و‬
‫المعرفة المصدقة لما قبلها و لما هو خارجها من معارف حقة امر معتبر في‬
‫االيمان بالدعوة‪.‬‬
‫ان محورية القيمة المتنية للخبر مما يصدقه بل واقره سلوك العقالء في‬
‫تعامالتهم اليياتية والشرع جرى على ذلك‪ ،‬و لحقيقة كونه نظاما له دستور و‬

‫‪206‬‬
‫روح و مقاصد و رحى و قطب تدور حوله باقي اجزائه و انظمته كان الرد‬
‫والتناسق و التوافق اوليا و اساسيا فيه‪ .‬فكل ما يخالف تلك الروح و المقاصد‬
‫ال يقر‪ .‬وال يتحقق اطمئنان او استقرار انتسابي و اذعان تصديقي اال بان تكون‬
‫المعارف متناسقة متوافقة يشهد بعضها لبعض وهذا مطلب عقالئي ارتكازي‪.‬‬
‫ال بد من التأكد و التذكير دوما ان الشرع نظام معرفي واضح المعالم والحمد‬
‫هلل وهي حصانة له‪ ،‬وفيه معارف ثابتة قطعية ال يصح مخالفتها النه من نقض‬
‫الغرض و من االخالل بالنظام‪ .‬فاالخبار الظنية مهما كانت صحة سندها‬
‫خاضعة لعملية الرد و العرض و الى وجوب تبين مدى الموافقة و التناسب و‬
‫مدى االقتراب من جوهر الشريعة او مدى ابتعادها و شذوذها‪ .‬وهل يعرف‬
‫غرابة و شذوذ ما ينسب للشرع بظنون نقلية من تفسيرات اليات او تاويالت‬
‫او روايات احاد اال من خالل الرد و العرض‪ ،‬بل ان سيرة المتشرعة حمل‬
‫ظواهر االحاديث المشكلة على ما يوافق الثابت بل ان ظواهر االيات المتشابهة‬
‫يحمل على محكمها‪ ،‬وهذا كله من تطبيقات العرض و الرد‪.‬‬
‫فالتقييم المتني متجذر و عميق في الشرع كما هو حال اي نظام معرفي‬
‫دستوري اختصاصي يحتكم الى عمومات وقواعد ثابتة ظاهرة هي روح‬
‫النظام و جوهره ال يقبل اال ما توافق معها و يرد ما خالفها‪ ،‬وعلى ذلك‬
‫المعارف الشرعية الثابتة بل االرتكاز الشرعي المصدق بسيرة العقالء بل و‬
‫فطرتهم‪ .‬فمن الجلي جدا ان ما يخالف ما هو قطعي من الشرع يكون مشكال‬
‫بل احيانا يحكم بانه منكر واحيانا يحكم انه كذب‪ .‬و لقد رد او كذب السلف و‬
‫االعالم و من ال يشك في ورعه و تقواه معارف كانت بهذه الصفة ليس اال‬
‫انهم طبقوا الرد و العرض‪.‬‬
‫لقد بين القران و بوضوح بان الحقية و العلمية و الباطلية والظنية هي صفة‬
‫عد ًْال‬
‫ص ْدقًا َو َ‬‫ت َك ِل َمةُ َر ِبكَ ِ‬
‫للمتن بذاته بغض النظر عن ناقله ‪ ،‬قال تعالى ( َوتَ َّم ْ‬
‫ُضلُّوكَ‬ ‫ضي ِ‬ ‫َال ُمبَ ِد َل ِل َك ِل َماتِ ِه َوه َُو الس َِّمي ُع ْالعَ ِلي ُم ‪َ .‬وإِ ْن ت ُ ِط ْع أَ ْكثَ َر َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫صونَ )‪ .‬فالحظ كيف جعل‬ ‫َّللا ِإ ْن يَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن ُه ْم ِإ َّال يَ ْخ ُر ُ‬ ‫س ِبي ِل َّ ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫هللا تعالى الصدق و الواقعية مصدر المعرفة و ان غيره من الظن ال ينفع وان‬
‫قال به االكثرون‪ .‬وال ريب ان االكثرية مصدر اطمئنان عند بعض اهل القرائن‬
‫وبعض اهل السند‪.‬‬
‫والحظ معي هذا االعتبار لقد قال تعالى ‪(:‬قُ ْل ه َْل ِع ْن َد ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا)‬
‫‪ .‬ان االمر هنا وجه الى كافرين كما هو معلوم وطلب منهم اخرج علم‪ ،‬فالعلم‬
‫ال يتعارض مع كون ناقله كافرا‪ ،‬وهذا ظاهر ان المركزية للمتن وليس للناقل‬

‫‪207‬‬
‫سوا ْال َح َّق‬
‫(و َال ت َْلبِ ُ‬
‫اذ النقلة كفرة فضال عن كونهم فسقة‪ .‬و في المقابل قال تعالى َ‬
‫اط ِل َوتَ ْكت ُ ُموا ْال َح َّق َوأَ ْنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ ) ‪ ،‬فاالية صريحة ان علمية االنسان ال‬
‫ِب ْالبَ ِ‬
‫تحصنه من الباطل و ال تمنعه فان الملبسين هنا وصفهم بالعلم اي انهم عالموا‬
‫و المعروف انهم علماء قومهم‪ ،‬و العلم باالخالل و التحريف كشف عن عدم‬
‫اماتنهم و ليس العكس‪ .‬فالمركزية هنا ايضا للمتن فالخلل بالمتن من تلبيس و‬
‫كتمان مع درايتهم و ضبطهم و علمهم اال انه كشف عن عدم امانتهم و عدم‬
‫صدقهم‪ .‬اجل من خالل بطالن المتن الذي نقلوه علم عدم امانتهم و ليس العكس‪.‬‬

‫َاب لَيَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫(وإِ َّن الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬ ‫وانظر الى هذا االعتبار ايضا‪ :‬قال تعالى َ‬
‫أَنَّهُ ْال َح ُّق ِم ْن َربِ ِه ْم )‪ ،‬وال ريب ان علمهم بكون الدعوى حق هو الجل ما فيها‬
‫اي الجل متنها و ليس لمعرفتهم او اعتقادهم ان النبي امين ال يكذب فهم ليسوا‬
‫من اهل مكة الذين علموا ذلك‪ .‬وهذا العلم انما كان الجل عرضهم و ردهم ما‬
‫في الدعوى اي المنتن الى ما عندهم‪ .‬و على هذا ايضا قوله تعالى و قال تعالى‬
‫(الَّذِينَ آَتَ ْينَا ُه ُم ْال ِكت َ‬
‫َاب َي ْع ِرفُونَهُ َك َما َي ْع ِرفُونَ أَ ْبنَا َء ُه ْم َو ِإ َّن فَ ِريقًا ِم ْن ُه ْم لَ َي ْكت ُ ُمونَ‬
‫ْال َح َّق َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ ) فان درجة اليقين هذه انما تحققت بالرد والعرض ومطابقة‬
‫ما في دعوى الرسول صلى هللا عليه و اله لما عندهم وليس اليمانهم او وثوقهم‬
‫به‪.‬‬
‫في ضوء ما تقدم تتضح مركزية المتن في تبين كون المعرفة حقا بل وفي كون‬
‫المصدقية االساس الواجب الذي بتخلفه يتخلف العلم بكونها حقا‪ .‬ومن هذا‬
‫يتفرع ويتضح مركزية الصفات المتنية كمميز اساسي لالحاديث الظنية – اي‬
‫التي ال يعلم كونها صدقا او كذبا‪ -‬من كونها ما يطمأن له و مما ال يطمأن له‪.‬‬
‫و من المعلوم هذا التمييز االطمئناني هو االساس لجميع المسالك التمييزية‬
‫للحديث الظني بجميع مشاربها حتى المنهج السندي‪ .‬ووفق المنهج المتني‬
‫ومنهج العرض فالحديث الظني الذي له شاهد و مصدق من القران و السنة‬
‫يكون داخال في خانة االطمئنان بغض النظر عن قوة طريق روايته او ضعفه‪.‬‬
‫و الحديث الظني الذي ليس له شاهد او مصدق من القران و السنة يدخل في‬
‫خانة عدم االطمئنان بغض النظر عن ضعف طريقه او قوته‪ .‬و من ثم جاء‬
‫حديث العرض ليكون نصا في األصل) كمصداق و تطبيق لكل تلك المعارف‬
‫وفرع لها‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫أصول شروط المعرفة الحقة‬

‫أوال‪ :‬علمية المعرفة الشريعة‬


‫العلمية (ان تكون المعرفة علمية بالدليل وحق ال ظن فيه)‪ .‬وتفصيلها كتاب‬
‫(العلم الشرعي)‬

‫ان‬
‫ط ٍ‬‫س ْل َ‬ ‫س َّم ْيت ُ ُموهَا أَ ْنت ُ ْم َوآَبَا ُؤ ُك ْم َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ بِ َها ِم ْن ُ‬ ‫ِي إِ َّال أَ ْس َما ٌء َ‬
‫قال تعالى (إِ ْن ه َ‬
‫ْ‬
‫س َولَقَ ْد َجا َء ُه ْم ِم ْن َر ِب ِه ُم ال ُهدَى)‬ ‫الظ َّن َو َما تَ ْه َوى ْاأل َ ْنفُ ُ‬ ‫ِإ ْن يَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬

‫س ُّمونَ ْال َم َالئِ َكةَ تَس ِْميَةَ ْاأل ُ ْنثَى (*)‬ ‫قوله تعالى (إِ َّن الَّذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ بِ ْاآلَ ِخ َرةِ لَيُ َ‬
‫ش ْيئًا)‬
‫ق َ‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫الظ َّن َوإِ َّن َّ‬ ‫َو َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬

‫عد ًْال َال ُم َب ِد َل ِل َك ِل َماتِ ِه َوه َُو الس َِّمي ُع ْال َع ِلي ُم‬
‫ص ْدقًا َو َ‬ ‫ت َك ِل َمةُ َر ِبكَ ِ‬ ‫(وتَ َّم ْ‬
‫قال تعالى َ‬
‫َّللا إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫الظ َّن‬ ‫سبِي ِل َّ ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ُضلُّوكَ َ‬ ‫ضي ِ‬ ‫(*) َوإِ ْن ت ُ ِط ْع أَ ْكثَ َر َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫صونَ )‬ ‫َوإِ ْن ُه ْم إِ َّال يَ ْخ ُر ُ‬
‫قال تعالى (قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ َلنَا ِإ ْن تَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن أَ ْنت ُ ْم‬
‫ِإ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫صونَ )‬
‫اط ِل َوتَ ْكت ُ ُموا ْال َح َّق َوأَ ْنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ )‬
‫سوا ْال َح َّق بِ ْالبَ ِ‬
‫(و َال ت َْلبِ ُ‬
‫قال تعالى َ‬
‫َّللاُ َي ْهدِي ِل ْل َح ِ‬
‫ق أَفَ َم ْن‬ ‫ق قُ ِل َّ‬‫ش َركَائِ ُك ْم َم ْن َي ْهدِي ِإلَى ْال َح ِ‬ ‫قال تعالى ( قُ ْل ه َْل ِم ْن ُ‬
‫ْف تَحْ ُك ُمونَ‬ ‫يَ ْهدِي إِلَى ْال َح ِ‬
‫ق أَ َح ُّق أَ ْن يُتَّبَ َع أَ َّم ْن َال يَ ِهدِي إِ َّال أَ ْن يُ ْهدَى فَ َما لَ ُك ْم َكي َ‬
‫ع ِلي ٌم بِ َما‬ ‫ش ْيئًا ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ َ‬ ‫ق َ‬‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬‫ظنًّا ِإ َّن َّ‬ ‫(*) َو َما يَتَّبِ ُع أَ ْكثَ ُر ُه ْم ِإ َّال َ‬
‫َي ْف َعلُونَ )‬
‫قال تعالى (بَ ْل َكذَّبُوا بِ ْال َح ِ‬
‫ق لَ َّما َجا َء ُه ْم فَ ُه ْم فِي أَ ْم ٍر َم ِر ٍ‬
‫يج)‬
‫(و ِإ َّن الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫َاب لَيَ ْعلَ ُمونَ أَنَّهُ ْال َح ُّق ِم ْن َر ِب ِه ْم )‬ ‫قال تعالى َ‬
‫قال تعالى (الَّذِينَ آَتَ ْينَا ُه ُم ْال ِكت َ‬
‫َاب َي ْع ِرفُونَهُ َك َما َي ْع ِرفُونَ أَ ْبنَا َء ُه ْم َو ِإ َّن فَ ِريقًا ِم ْن ُه ْم‬
‫لَيَ ْكت ُ ُمونَ ْال َح َّق َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ )‬
‫سو ِل‪) .‬‬
‫الر ُ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫قوله تعالى‪( :‬فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬

‫ش ْيءٍ فَ ُح ْك ُمهُ إِلَى َّ ِ‬


‫َّللا)‬ ‫اختَلَ ْفت ُ ْم فِي ِه ِم ْن َ‬
‫قوله تعالى‪َ ( :‬ما ْ‬

‫‪209‬‬
‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ‬ ‫قوله تعالى ‪َ (:‬ولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫يَ ْستَ ْن ِب ُ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم)‬
‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬
‫ع ْنهُ فَا ْنتَ ُهوا) ‪ .‬تعليق هذا الرد‬ ‫(و َما آَتَا ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫والطاعة الن الرسول مصدر للتشريع وطريق للعلم‪.‬‬
‫سولَ)‪.‬‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫(وأَ ِطيعُوا َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫سولَ)‪.‬‬
‫الر ُ‬ ‫قال تعالى (قُ ْل أَ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ َو َّ‬
‫سو َل لَعَلَّ ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ )‬
‫الر ُ‬ ‫(وأَ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ َو َّ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق‬ ‫الظ َّن َو ِإ َّن َّ‬
‫(و َما لَ ُه ْم ِب ِه ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن يَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫ش ْيئًا)‬
‫َ‬
‫ش ْيئًا)‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق َ‬ ‫ظنًّا إِ َّن َّ‬
‫(و َما يَتَّبِ ُع أَ ْكثَ ُر ُه ْم إِ َّال َ‬
‫قال تعالى َ‬
‫َّللا ِإ ْن َيت َّ ِبعُونَ ِإ َّال‬ ‫ُضلُّوكَ َ‬
‫ع ْن َ‬
‫س ِبي ِل َّ ِ‬ ‫(و ِإ ْن ت ُ ِط ْع أَ ْكثَ َر َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ضي ِ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫صونَ )‬ ‫َّ‬
‫الظ َّن َوإِ ْن ُه ْم إِ َّال يَ ْخ ُر ُ‬
‫ْس لَكَ بِ ِه ِع ْل ٌم )‬ ‫(و َال تَ ْق ُ‬
‫ف َما لَي َ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫صا ِدقِينَ )‬ ‫ارةٍ ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫ب ِم ْن قَ ْب ِل َهذَا أَ ْو أَثَ َ‬
‫قال تعالى (اِئْتُونِي ِب ِكتَا ٍ‬
‫قال تعالى (قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا إِ ْن تَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫الظ َّن َوإِ ْن أَ ْنت ُ ْم‬
‫صونَ )‬ ‫إِ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫ع َب ْدنَا ُه ْم َما لَ ُه ْم ِبذَلِكَ ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن ُه ْم ِإ َّال‬
‫الرحْ َمنُ َما َ‬ ‫(وقَالُوا لَ ْو شَا َء َّ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫صونَ (*) أَ ْم آَتَ ْينَا ُه ْم ِكتَابًا ِم ْن قَ ْب ِل ِه فَ ُه ْم بِ ِه ُم ْست َْم ِس ُكونَ )‬
‫يَ ْخ ُر ُ‬
‫قال تعالى (فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم‬
‫إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )‬
‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق‬ ‫الظ َّن َوإِ َّن َّ‬
‫(و َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫ش ْيئًا )‬
‫َ‬
‫ش ْيئًا ) ‪.‬‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق َ‬ ‫ظنًّا ِإ َّن َّ‬
‫(و َما َيت َّ ِب ُع أَ ْكثَ ُر ُه ْم ِإ َّال َ‬
‫قال تعالى َ‬
‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر منكم)‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫وقال تعالى (يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫ط ْعت ُ ْم َوا ْس َمعُوا َوأَ ِطيعُوا) تعليق‪ :‬هذا مطلق يفسر‬
‫َّللاَ َما ا ْستَ َ‬
‫قال تعالى (فَاتَّقُوا َّ‬
‫بما تقدم بان علة الطاعة و التسليم و الرد هو انه مصدر للعلم‪.‬‬
‫عوا ِب ِه َولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى‬ ‫ف أَذَا ُ‬‫(و ِإذَا َجا َء ُه ْم أَ ْم ٌر ِمنَ ْاأل َ ْم ِن أَ ِو ْالخ َْو ِ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم )‬‫سو ِل َوإِلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫الر ُ‬
‫َّ‬
‫قال تعالى (قَا َل ِإنِي َجا ِعلُكَ ِللنَّ ِ‬
‫اس ِإ َما ًما قَا َل َو ِم ْن ذُ ِريَّتِي قَا َل َال يَنَا ُل َ‬
‫ع ْهدِي‬
‫َّ‬
‫الظا ِل ِمينَ‬
‫قال تعالى (فَا ْسأَلُوا أَ ْه َل ِ‬
‫الذ ْك ِر )‬
‫قال تعالى (أَفَ َم ْن يَ ْهدِي ِإلَى ْال َح ِ‬
‫ق أَ َح ُّق أَ ْن يُتَّبَ َع أَ َّم ْن َال يَ ِهدِي ِإ َّال أَ ْن يُ ْهدَى )‬
‫علَى ْالعَالَ ِمين‪،‬‬
‫ِيم َوآَ َل ِع ْم َرانَ َ‬
‫طفَى آَدَ َم َونُو ًحا َوآَ َل إِب َْراه َ‬
‫ص َ‬ ‫قال تعالى (إِ َّن َّ‬
‫َّللاَ ا ْ‬
‫ض) تعليق‪ :‬واالصطفاء ليكون مصدرا للعلم وتبليغ العلم‪.‬‬ ‫ذُ ِريَّةً بَ ْع ُ‬
‫ض َها ِم ْن بَ ْع ٍ‬

‫قال تعالى ( يَا دَ ُاوودُ إِنَّا َجعَ ْلنَاكَ َخ ِليفَةً )‬


‫قال تعالى (قَا َل إِنِي َجا ِعلُكَ ِللنَّ ِ‬
‫اس إِ َما ًما )‬
‫ض َخ ِليفَةً )‬
‫قال تعالى ( ِإنِي َجا ِع ٌل فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫قال تعالى ( َو َجا ِعلُوهُ ِمنَ ْال ُم ْر َ‬
‫سلِينَ )‪ .‬تعليق‪ :‬هذا كله الجل فتح أصل) العلم‬
‫بطريقة طبيعية عادية واقعية فكانت الخالفة والرسالة والنبوات واالمامة‪.‬‬
‫ارى تِ ْلكَ أَ َمانِيُّ ُه ْم قُ ْل‬
‫ص َ‬‫(وقَالُوا لَ ْن َي ْد ُخ َل ْال َجنَّةَ ِإ َّال َم ْن َكانَ هُودًا أَ ْو نَ َ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫صا ِدقِينَ )‬ ‫هَاتُوا ب ُْرهَانَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬

‫قال تعالى (هَا أَ ْنت ُ ْم َهؤ َُال ِء َحا َججْ ت ُ ْم فِي َما لَ ُك ْم ِب ِه ِع ْل ٌم فَ ِل َم ت ُ َحاجُّونَ فِي َما لَي َ‬
‫ْس لَ ُك ْم‬
‫بِ ِه ِع ْل ٌم َو َّ‬
‫َّللاُ يَ ْعلَ ُم َوأَ ْنت ُ ْم َال تَ ْعلَ ُمونَ )‬
‫ين)‬
‫ان ُم ِب ٍ‬
‫ط ٍ‬‫س ْل َ‬ ‫سلَّ ٌم يَ ْست َِمعُونَ فِي ِه فَ ْليَأ ْ ِ‬
‫ت ُم ْست َِمعُ ُه ْم ِب ُ‬ ‫قال تعالى (أَ ْم لَ ُه ْم ُ‬
‫لِلَف ْال ُح َّجةُ ْال َبا ِلغَةُ فَلَ ْو شَا َء لَ َه َدا ُك ْم أَجْ َمعِينَ )‬
‫قال تعالى (قُ ْل َ ِ َّ ِ‬

‫‪211‬‬
‫ثانيا‪ :‬تصديقية المعرفة الشرعية‬
‫التصديقية (ان المعرفة يصدق بعضها بعضا فال اختالف فيها وال تناقض)‪.‬‬
‫تفصيلها في كتاب (العلم الشرعي)‬

‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬


‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه )‪.‬‬ ‫(والَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬‫قال تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ‬‫سى ُم َ‬ ‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا أ ُ ْن ِز َل ِم ْن َب ْع ِد ُمو َ‬
‫قال تعالى ( قَالُوا َيا قَ ْو َمنَا ِإنَّا َ‬
‫ق ُم ْستَ ِق ٍيم )‪.‬‬ ‫ق َوإِلَى َ‬
‫ط ِري ٍ‬ ‫يَدَ ْي ِه يَ ْهدِي إِلَى ْال َح ِ‬
‫ص ِدقًا‬
‫َّللا ِإلَ ْي ُك ْم ُم َ‬ ‫سى ابْنُ َم ْريَ َم يَا بَنِي ِإس َْرائِي َل ِإنِي َر ُ‬
‫سو ُل َّ ِ‬ ‫(و ِإ ْذ قَا َل ِعي َ‬‫قال تعالى َ‬
‫ي ِمنَ الت َّ ْو َراةِ ) ‪.‬‬‫ِل َما بَيْنَ يَدَ َّ‬
‫(وآَ ِمنُوا بِ َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم )‪.‬‬ ‫قال تعالى َ‬
‫َّللاُ قَالُوا نُؤْ ِمنُ ِب َما أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫علَ ْينَا َو َي ْكفُ ُرونَ‬ ‫(و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم )‬
‫ص ِدقًا ِل َما‬ ‫علَى قَ ْل ِبكَ بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫َّللا ُم َ‬ ‫قال تعالى (قُ ْل َم ْن َكانَ َ‬
‫عد ًُّوا ِل ِجب ِْري َل فَإِنَّهُ ن ََّزلَهُ َ‬
‫َبيْنَ َيدَ ْي ِه َو ُهدًى َوبُ ْش َرى ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ )‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ) ‪.‬‬
‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬‫قال تعالى (ن ََّز َل َ‬

‫قال تعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬


‫َاب آَ ِمنُوا ِب َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُك ْم )‪.‬‬
‫سى‬ ‫علَى بَيِنَ ٍة ِم ْن َربِ ِه َويَتْلُوهُ شَا ِهدٌ ِم ْنهُ َو ِم ْن قَ ْب ِل ِه ِكت ُ‬
‫َاب ُمو َ‬ ‫قال تعالى (أَفَ َم ْن َكانَ َ‬
‫ِإ َما ًما َو َرحْ َمةً )‬
‫ِق ا َّلذِي َبيْنَ َيدَ ْي ِه)‬
‫صد ُ‬ ‫اركٌ ُم َ‬ ‫(و َهذَا ِكتَابٌ أَ ْنزَ ْلنَاهُ ُم َب َ‬
‫قال تعالى َ‬
‫صدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه)‪.‬‬
‫قال تعالى ( َما َكانَ َحدِيثًا يُ ْفت ََرى َولَ ِك ْن تَ ْ‬
‫َّللاُ قَالُوا نُؤْ ِمنُ ِب َما أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫علَ ْينَا‬ ‫(و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُه ْم )‬
‫ص ِدقًا ُم َ‬ ‫َو َي ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫اختِ َالفًا‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬ ‫قال تعالى (أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫يرا)‬‫َكثِ ً‬

‫‪212‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه َوأَ ْنزَ َل الت َّ ْو َراةَ‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫قال تعالى (ن ََّز َل َ‬
‫َو ْ ِ‬
‫اإل ْن ِجي َل )‬
‫َّللاُ قَالُوا نُؤْ ِمنُ ِب َما أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫علَ ْينَا‬ ‫(و ِإذَا ِقي َل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم )‬
‫ص ِدقًا ُم َ‬ ‫َويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُك ْم َو َال تَ ُكونُوا أَ َّو َل كَافِ ٍر ِب ِه )‬ ‫(وآَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫َّللاُ قَالُوا نُؤْ ِمنُ ِب َما أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫علَ ْينَا َو َي ْكفُ ُرونَ‬ ‫(و ِإذَا ِقي َل لَ ُه ْم آَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم )‬
‫ص ِدقًا ِل َما‬ ‫علَى قَ ْل ِبكَ ِبإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫َّللا ُم َ‬ ‫قال تعالى (قُ ْل َم ْن َكانَ َ‬
‫عد ًُّوا ِل ِجب ِْري َل فَإِنَّهُ ن ََّزلَهُ َ‬
‫بَيْنَ يَدَ ْي ِه )‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه )‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫ق ُم َ‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫قال تعالى (ن ََّز َل َ‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني أهنأه‬
‫وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن لم يوافق كتاب هللا فلم أقله‪.‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه واله ‪ -‬في خطبة بمنى أو مكة ‪ :-‬يا أيها الناس‬
‫ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم عني ال يوافق القرآن فلم‬
‫أقله‪.‬‬

‫و عليه االخبار الخاصة المصرحة بمصدقية االخبار المصدقة ففي المصدق‬


‫عن يونس بن عبد الرحمن انه قال‪ :‬حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد هللا‬
‫عليه السالم يقول‪ :‬ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة أو تجدون‬
‫معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة‪ ....‬قال يونس قال على أبي الحسن الرضا‬
‫عليه السالم ‪ ...‬ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن‬
‫وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله نحدث‪ ،‬وال نقول‪ :‬قال فالن وفالن‬
‫فيتناقض كالمنا‪ ،‬إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم‬
‫آخرنا‪ ،‬وإذا أتاكم من يحدثكم بخالف ذلك فردوه عليه وقولوا‪ :‬أنت أعلم و ما‬
‫جئت به‪ ،‬فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور‪ ،‬فما ال حقيقة معه وال نور‬
‫عليه فذلك قول الشيطان‪ .‬و في مصدقة الحسن بن الجهم‪ ،‬عن العبد الصالح‬
‫عليه السالم قال‪ :‬إذا كان جاءك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب هللا‬
‫وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق وإن لم يشبههما فهو باطل‪.‬و في مصدقة‬
‫محمد بن عيسى قال‪ :‬أقرأني داود بن فرقد الفارسي كتابه إلى أبي الحسن‬

‫‪213‬‬
‫الثالث عليه السالم وجوابه بخطه‪ ،‬فقال‪ :‬نسألك عن العلم المنقول إلينا عن‬
‫آبائك وأجدادك قد اختلفوا علينا فيه كيف العمل به على اختالفه ؟ إذا نرد إليك‬
‫فقد اختلف فيه‪ .‬فكتب ‪ -‬وقرأته ‪ :-‬ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموا‬
‫فردوه إلينا‪ .‬و في مصدقة محمد بن أحمد بن محمد بن زياد‪ ،‬وموسى بن محمد‬
‫بن علي بن موسى قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن عليه السالم أسأله عن العلم‬
‫المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك صلوات هللا عليهم قد اختلف علينا فيه فكيف‬
‫العمل به على اختالفه والرد إليك فيما اختلف فيه ؟ فكتب عليه السالم‪ :‬ما‬
‫علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموه فردوه إلينا‪.‬‬
‫(إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا أومن قول رسول هللا‬
‫(صلى هللا عليه و اله) و إال فالذي جاءكم به أولى به ‪).‬‬

‫المحاسن‪ :‬عنه عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عبد هللا بن أبي‬


‫يعفور قال علي و حدثني الحسين بن أبي العالء أنه حضر ابن أبي يعفور في‬
‫هذا المجلس قال سألت أبا عبد هللا (صلوات هللا عليه) عن اختالف الحديث‬
‫يرويه من يثقبه و فيهم من ال يثق به فقال إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه له‬
‫شاهد من كتاب هللا أومن قول رسول هللا (صلى هللا عليه و اله) و إال فالذي‬
‫جاءكم به أولى به ‪.‬‬
‫(ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من‬
‫أحاديثنا المتقدمة)‬

‫رجال الكشي‪ :‬محمد بن قولويه‪ ،‬والحسين بن الحسن بن بندار معا‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن ‪ :‬حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا‬
‫عبد هللا صلوات هللا عليه يقول‪ :‬ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة‬
‫أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة‪ ،‬فإن المغيرة بن سعيد لعنه هللا دس‬
‫في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي‪ ،‬فاتقو هللا وال تقبلوا علينا ما‬
‫خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى هللا عليه واله‪ .‬وهو صحيح السند‪.‬‬
‫(إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم آخرنا)‬
‫رجال الكشي‪ :‬محمد بن قولويه‪ ،‬والحسين بن الحسن بن بندار معا‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن عن على أبي الحسن الرضا صلوات‬
‫هللا عليه ‪ :‬قال ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن‬
‫‪214‬‬
‫وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله نحدث‪ ،‬وال نقول‪ :‬قال فالن وفالن‬
‫فيتناقض كالمنا‪ ،‬إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم‬
‫آخرنا‪ ،‬وإذا أتاكم من يحدثكم بخالف ذلك فردوه عليه وقولوا‪ :‬أنت أعلم و ما‬
‫جئت به‪ .‬وهو صحيح السند‪.‬‬

‫(من حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته‪ ،‬ومن حدثكم بحديث ال يضارع‬
‫القرآن فلم أقله)‬

‫األحكام البن حزم ‪ :‬عن حسين بن عبد هللا بن عبيد هللا بن العباس عن أبيه عن‬
‫جده علي بن أبي طالب أن رسول هللا (صلى هللا عليه واله) قال‪ :‬سيأتي ناس‬
‫يحدثون عني حديثا‪ ،‬فمن حدثكم حديثا يضارع القرآن فأنا قلته‪ ،‬ومن حدثكم‬
‫بحديث ال يضارع القرآن فلم أقله‪ ،‬فإنما هو حسوة من النار‪ ) .‬أقول هو من‬
‫االحاديث التي شرحت معنى الموافقة و عبر عنها ( بالمضارعة) ‪.‬‬
‫والمضارع‪ :‬الذي يضارع الشيء كأنه مثلُهُ و ِش ْب ُهه وهذا هو الشاهد‪.‬‬

‫(أعرضوا عما أشكل عليكم حتى تعرضوه على القرآن فما عرفه القرآن‬
‫فالزموه وما أنكره فردوه‪).‬‬

‫الكامل و البداية و النهاية‪ .‬قال امير المؤمنين عليه السالم ‪ :‬الزموا دينكم واهدوا‬
‫بهديي فإنه هدي نبيكم واتبعوا سنته وأعرضوا عما أشكل عليكم حتى تعرضوه‬
‫على القرآن فما عرفه القرآن فالزموه وما أنكره فردوه‪.‬‬
‫(إذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب هللا فخذوا به‪،‬‬
‫وإال فقفوا عنده)‬
‫الكافي‪ :‬قال الباقر عليه السالم ‪:‬إذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو‬
‫شاهدين من كتاب هللا فخذوا به‪ ،‬وإال فقفوا عنده‪ ،‬ثم ردوه إلينا‪ ،‬حتى يستبين‬
‫لكم‪.‬‬
‫(ما أتاكم عنا من حديث ال يصدقه كتاب هللا فهو باطل‪).‬‬

‫‪215‬‬
‫المحاسن‪.‬قال الصادق عليه السالم ما أتاكم عنا من حديث ال يصدقه كتاب هللا‬
‫فهو باطل‪ .‬تعليق ال يصدقه اي ليس فيه شاهد له‪ ،‬والرواية ذكرت نصا لفظ‬
‫(يصدق)‪.‬‬

‫(إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب هللا أو من قول رسول هللا (‬
‫صلى هللا عليه وآله ) ‪ ،‬وإال فالذي جاءكم به أولى به‪).‬‬
‫الكافي‪.‬قال الصادق عليه السالموقد سئل عن اختالف الحديث ‪ ،‬يرويه من نثق‬
‫به ‪ ،‬ومنهم من ال نثق به ‪ ،‬قال ‪ :‬إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من‬
‫كتاب هللا أو من قول رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله ) ‪ ،‬وإال فالذي جاءكم به‬
‫أولى به ‪)).‬‬
‫(ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من‬
‫أحاديثنا المتقدمة)‬
‫الكشي‪.‬قال الصادق عليه السالم ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة‬
‫أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة‪ ،‬فإن المغيرة بن سعيد لعنه هللا دس‬
‫في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي‪)).‬‬
‫(فإن أشبههما فهو حق‪ ،‬وإن لم يشبههما فهو باطل)‬
‫قال ابو الحسن الرضا عليه السالم إذا كان جاءك الحديثان المختلفان فقسهما‬
‫على كتاب هللا وعلى أحاديثنا‪ ،‬فإن أشبههما فهو حق‪ ،‬وإن لم يشبههما فهو‬
‫باطل)) تفسير العياشي‪ .‬تعليق اشبههما اي له شاهد منهما‪..‬‬

‫قال رسول هللا صلى هللا عليه واله (فَ َما َجا َء ُكم ُم َوافقا لكتاب هللا وسنتي فَ ُه َو‬
‫مني) تعليق سنتي أي القطعي منها‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫االبهاج‪ :‬أبو يعلى الموصلي في مسنده موصوال من حديث أبي هريرة واللفظ‬
‫سيَأْتِي ُك ْم عني أَ َحادِيث ُم ْختَلفَة‪ ،‬فَ َما َجا َء ُكم ُم َوافقا لكتاب هللا وسنتي فَ ُه َو مني‪،‬‬
‫( َ‬
‫ْس مني )‪.‬‬ ‫َو َما َجا َء ُكم ُمخَالفا لكتاب هللا وسنتي فَلَي َ‬

‫(فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا أومن قول رسول هللا (صلى هللا عليه و اله))‬
‫رجال الكشي‪ :‬محمد بن قولويه‪ ،‬والحسين بن الحسن بن بندار معا‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن ‪ :‬حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا‬
‫عبد هللا صلوات هللا عليه يقول‪ :‬ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة‬
‫أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة‪ ،‬فإن المغيرة بن سعيد لعنه هللا دس‬
‫في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي‪ ،‬فاتقو هللا وال تقبلوا علينا ما‬
‫خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى هللا عليه واله‪.‬‬

‫(فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة)‬

‫رجال الكشي‪ :‬محمد بن قولويه‪ ،‬والحسين بن الحسن بن بندار معا‪ ،‬عن سعد‪،‬‬
‫عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمن عن على أبي الحسن الرضا صلوات‬
‫هللا عليه ‪ :‬قال ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن‬
‫وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله نحدث‪ ،‬وال نقول‪ :‬قال فالن وفالن‬
‫فيتناقض كالمنا‪ ،‬إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم‬
‫آخرنا‪ ،‬وإذا أتاكم من يحدثكم بخالف ذلك فردوه عليه وقولوا‪ :‬أنت أعلم و ما‬
‫جئت به‪ .‬وهو صحيح السند‪ .‬الحظ لفظة ( مصداق) وهو بيان الصل المصدقية‬
‫الصابت باالصول المتقدمة‪.‬‬
‫(فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب هللا وسنتي)‬
‫االحتجاج‪.‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله ( قد كثرت علي الكذابة وستكثر‬
‫فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على‬
‫كتاب هللا وسنتي فما وافق كتاب هللا وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب هللا‬
‫وسنتي فال تأخذوا به‪).‬‬
‫(فَ َما َجا َء ُكم ُم َوافقا لكتاب هللا وسنتي فَ ُه َو مني)‬

‫‪217‬‬
‫الهروي في ذم الكالم عنه تذكرة المحتاج‪.‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‬
‫سيَأْتِي ُك ْم عني أَ َحادِيث ُم ْختَلفَة‪ ،‬فَ َما َجا َء ُكم ُم َوافقا لكتاب هللا وسنتي فَ ُه َو مني‪،‬‬
‫(( َ‬
‫ْس مني‪)).‬‬ ‫َو َما َجا َء ُكم ُمخَالفا لكتاب هللا وسنتي فَلَي َ‬

‫(وال تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا)‬


‫الكشي‪.‬قال الصادق عليه السالم اتقو هللا وال تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا‬
‫تعالى وسنة نبينا محمد صلى هللا عليه واله‪ ،‬فإنا إذا حدثنا قلنا‪ :‬قال هللا عز‬
‫وجل‪ ،‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪)) .‬‬

‫(فقسهما على كتاب هللا وعلى أحاديثنا)‬

‫قال ابو الحسن الرضا عليه السالم إذا كان جاءك الحديثان المختلفان فقسهما‬
‫على كتاب هللا وعلى أحاديثنا‪ ،‬فإن أشبههما فهو حق‪ ،‬وإن لم يشبههما فهو‬
‫باطل)) تفسير العياشي‪ .‬تعليق احاديثنا اي منها السنة‪.‬‬
‫(فما كان في كتاب هللا موجودا حالال أو حراما فاتبعوا ما وافق الكتاب‪ ،‬وما‬
‫لم يكن في الكتاب فاعرضوه على سنن رسول هللا صلى هللا عليه واله)‬

‫قال الرضا عليه السالم ما ورد عليكم من خبرين مختلفين اعرضوهما على‬
‫كتاب هللا فما كان في كتاب هللا موجودا حالال أو حراما فاتبعوا ما وافق الكتاب‪،‬‬
‫وما لم يكن في الكتاب فاعرضوه على سنن رسول هللا صلى هللا عليه واله‪،‬‬
‫فما كان في السنة موجودا منهيا عنه نهي حرام‪ ،‬أو مأمورا به عن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه واله أمر إلزام فاتبعوا مما وافق نهي رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫واله وأمره )) العيون‪.‬‬
‫(إذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده)‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه واله (( إذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني أهنأه‬
‫وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن لم يوافق كتاب هللا فلم أقله‪.‬‬
‫)) المحاسن ‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫(ما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته وما أتاكم عني من حديث ال‬
‫يوافق الحق فلم أقله)‬

‫قال رسول هللا صلى هللا عليه واله ((ما جاءكم عني من حديث موافق للحق‬
‫فأنا قلته وما أتاكم عني من حديث ال يوافق الحق فلم أقله‪ ،‬ولن أقول إال الحق‪)).‬‬
‫معاني االخبار‪.‬‬
‫(إذا أتاكم عني حديث فأعرضوه على كتاب هللا وحجة عقولكم فإن وافقهما‬
‫فأقبلوه وإال فاضربوا به عرض الجدار قال رسول هللا صلى هللا عليه واله)‬

‫" إذا أتاكم عني حديث فأعرضوه على كتاب هللا وحجة عقولكم فإن وافقهما‬
‫فأقبلوه وإال فاضربوا به عرض الجدار ‪ ".‬المازندراني في شرحه عن تفسير‬
‫ابي الفتوح‪.‬‬
‫ث ي َُوافِ ُق ال َح َّق فَ ُخذُوا ِب ِه َحدَّثْتُ ِب ِه أَ ْو لَ ْم أ ُ َح ِد ْ‬
‫ث)‬ ‫( ِإذَا ُح ِدثْت ُ ْم َ‬
‫عنِي ِب َحدِي ٍ‬

‫ث ي َُوافِ ُق ال َح َّق فَ ُخذُوا‬ ‫قال رسول هللا صلى هللا عليه واله « ِإذَا ُح ِدثْت ُ ْم َ‬
‫عنِي بِ َحدِي ٍ‬
‫ث» ‪ .‬تعليق‪ :‬اي انتم في عذر وان لم اكن حدثت به‪.‬‬ ‫ِب ِه َحدَّثْتُ ِب ِه أَ ْو لَ ْم أ ُ َح ِد ْ‬
‫االحكام في اصول االحكام و ذم الكالم عن العقيلي في الضعفاء‪.‬‬
‫(إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم آخرنا)‬

‫قال ابو الحسن الرضا عليه السالم إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد هللا عليه‬
‫السالم‪ ،‬لعن هللا أبا الخطاب‪ ،‬وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه‬
‫األحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد هللا عليه السالم‪ ،‬فال تقبلوا‬
‫علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن‬
‫هللا وعن رسوله نحدث‪ ،‬وال نقول‪ :‬قال فالن وفالن فيتناقض كالمنا‪ ،‬إن كالم‬
‫آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا مصداق لكالم آخرنا‪ ،‬وإذا أتاكم من يحدثكم‬
‫بخالف ذلك فردوه عليه وقولوا‪ :‬أنت أعلم و ما جئت به) الكشي‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫(فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور‪ ،‬فما ال حقيقة معه وال نور عليه فذلك‬
‫قول الشيطان‪).‬‬
‫قال ابو الحسن الرضا عليه السالم إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪ ،‬وكالم أولنا‬
‫مصداق لكالم آخرنا‪ ،‬وإذا أتاكم من يحدثكم بخالف ذلك فردوه عليه وقولوا‪:‬‬
‫أنت أعلم و ما جئت به‪ ،‬فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور‪ ،‬فما ال حقيقة‬
‫معه وال نور عليه فذلك قول الشيطان‪ ).‬الكشي‪.‬‬

‫(فإن أشبههما فهو حق‪ ،‬وإن لم يشبههما فهو باطل)‬

‫قال ابو الحسن الرضا عليه السالم إذا كان جاءك الحديثان المختلفان فقسهما‬
‫على كتاب هللا وعلى أحاديثنا‪ ،‬فإن أشبههما فهو حق‪ ،‬وإن لم يشبههما فهو‬
‫باطل)) تفسير العياشي‪.‬‬
‫ففي مصدقة ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السالم قال‪ :‬قرأت في‬
‫كتاب لعلي عليه السالم أن رسول هللا صلى هللا عليه واله قال‪ :‬إنه سيكذب علي‬
‫كما كذب على من كان قبلي فما جاءكم عني من حديث وافق كتاب هللا فهو‬
‫حديثي‪ ،‬وأما ما خالف كتاب هللا فليس من حديثي‪ .‬و في مصدقة علي بن أيوب‪،‬‬
‫عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم‬
‫عني بالحديث فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪،‬‬
‫وإن لم يوافق كتاب هللا فلم أقله‪ .‬و في مصدقة هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله ‪ -‬في خطبة بمنى أو‬
‫مكة ‪ :-‬يا أيها الناس ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم عني ال‬
‫يوافق القرآن فلم أقله‪ .‬و في مصدقة الهشامين جميعا وغيرهما قال‪ :‬خطب‬
‫النبي صلى هللا عليه واله بمنى فقال‪ :‬أيها الناس ما جاءكم عني فوافق كتاب‬
‫هللا فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم يخالف القرآن فلم أقله‪ .‬و في مصدقة أيوب بن الحر‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود إلى كتاب هللا والسنة‪،‬‬
‫وكل حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪.‬و في مصدقة كليب بن معاوية‪،‬‬
‫عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ما أتاكم عنا من حديث ال يصدقه كتاب هللا‬
‫فهو باطل‪ .‬و و في مصدقة يونس بن عبد الرحمن عن على أبي الحسن الرضا‬
‫عليه السالم ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن‬
‫وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله نحدث‪ :::‬فإن مع كل قول منا حقيقة‬

‫‪220‬‬
‫وعليه نور‪ ،‬فما ال حقيقة معه وال نور عليه فذلك قول الشيطان‪ .‬و في مصدقة‬
‫سدير قال‪ :‬قال أبو جعفر وأبو عبد هللا عليهما السالم‪ :‬ال تصدق علينا إال بما‬
‫يوافق كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه واله‪.‬‬
‫قال رسول هللا (ص) ‪ :‬إني قد تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا‬
‫بعدي‪ ،‬وأحدهما أكبر من اآلخر‪ :‬كتاب هللا حبل ممدود من السماء إلى االرض‪،‬‬
‫وعترتي أهل بيتي‪ ،‬أال وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض‪ * .‬و قال‬
‫(ص) ‪ :‬هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي‪ ،‬ال يفترقان حتى يردا علي‬
‫الحوض‪ * .‬قال امير المؤمنين (ع) ‪ :‬إن هللا عزوجل طهرنا وعصمنا وجعلنا‬
‫شهداء على خلقه وحجته في أرضه‪ ،‬وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا ال‬
‫نفارقه وال يفارقنا * و قال (ع) قال‪ :‬ما وافق كتاب هللا فخذوا به وما خالف‬
‫كتاب هللا فدعوه‪ * .‬قال ابو عبد هللا (ع) ‪ :‬إن هللا فرض واليتنا وأوجب‬
‫مودتنا‪ ،‬وهللا ما نقول بأهوآئنا وال نعمل بآرائنا‪ ،‬وال نقول إال ما قال ربنا‬
‫عزوجل ‪ *.‬و قال (ع) قال‪ :‬إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على‬
‫كتاب هللا فما وافق كتاب هللا فخذوه وما خالف كتاب هللا فذروه‪.‬‬

‫وعن أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود‬
‫إلى كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪.‬‬
‫عن كليب بن معاوية‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ما أتاكم عنا من حديث‬
‫ال يصدقه كتاب هللا فهو باطل‪.‬‬
‫قال يونس ‪ :‬حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬ال‬
‫تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا‬
‫المتقدمة‪ ،‬فإن المغيرة بن سعيد لعنه هللا دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم‬
‫يحدث بها أبي‪ ،‬فاتقو هللا وال تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا‬
‫محمد صلى هللا عليه واله‪ ،‬فإنا إذا حدثنا قلنا‪ :‬قال هللا عز وجل‪ ،‬وقال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه واله‪.‬‬
‫عن سدير قال‪ :‬قال أبو جعفر وأبو عبد هللا عليهما السالم‪ :‬ال تصدق علينا إال‬
‫بما يوافق كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه واله‪.‬‬
‫عن ابن أبي يعفور عن ابي عبد هللا عليه السالم ‪ :‬إذا ورد عليكم حديث‬
‫فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‪،‬‬
‫وإال فالذي جاءكم به أولى‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫يونس عن الرضا عليه السالم قال ‪ :‬ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا‬
‫حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة‪.‬‬
‫عن الحسن بن الجهم‪ ،‬عن العبد الصالح عليه السالم قال‪ :‬إذا كان جاءك‬
‫الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب هللا وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق‬
‫وإن لم يشبههما فهو باطل‪.‬‬
‫( قال تعالى وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى هللا ) و قال تعالى ( فَإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم‬
‫سو ِل )‪ ،‬اي فاختاروا ما له شاهد منهما ‪ .‬و في‬ ‫الر ُ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ إِلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫فِي َ‬
‫المصدق في النهج قال أمير المؤمنين صلوات هللا عليه ‪ :‬قد قال هللا سبحانه‬
‫لقوم أحب إرشادهم‪ :‬يا أيها الذين آمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول واولي‬
‫األمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى هللا والرسول‪ .‬فالرد إلى هللا األخذ‬
‫بمحكم كتابه والرد إلى الرسول األخذ بسنته الجامعة غير المفرقة و عليه ايات‬
‫المصدقية بان الحق يصدق بعضه بعضا وقد تقدم بيان ذلك مفصال‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عقالئية المعرفة الشرعية‬


‫العقالئية (انها موافقة للفطرة والحكمة والمنطق)‪ .‬تفصيلها في كتاب (معرفة‬
‫المعرفة)‬

‫ار َو ْالفُ ْل ِك‬‫ف اللَّ ْي ِل َوالنَّ َه ِ‬ ‫ض َو ْ‬


‫اختِ َال ِ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬ ‫ق ال َّ‬‫قال تعالى (إِ َّن فِي خ َْل ِ‬
‫اء ِم ْن َماءٍ فَأَحْ يَا ِب ِه‬ ‫س َم ِ‬ ‫اس َو َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ ِمنَ ال َّ‬ ‫الَّتِي تَجْ ِري فِي ْالبَحْ ِر ِب َما يَ ْنفَ ُع النَّ َ‬
‫س َّخ ِر‬‫ب ْال ُم َ‬‫س َحا ِ‬ ‫اح َوال َّ‬ ‫الر َي ِ‬
‫يف ِ‬ ‫ص ِر ِ‬ ‫ث فِي َها ِم ْن ُك ِل دَابَّ ٍة َوتَ ْ‬ ‫ض َب ْعدَ َم ْوتِ َها َو َب َّ‬ ‫ْاأل َ ْر َ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَ ْع ِقلُونَ )‬ ‫ض َآلَيَا ٍ‬ ‫اء َو ْاأل َ ْر ِ‬‫س َم ِ‬
‫بَيْنَ ال َّ‬
‫ع َل َق ٍة ث ُ َّم ي ُْخ ِر ُج ُك ْم‬ ‫ب ث ُ َّم ِم ْن نُ ْ‬
‫ط َف ٍة ث ُ َّم ِم ْن َ‬ ‫قال تعالى (ه َُو الَّذِي َخ َل َق ُك ْم ِم ْن ت ُ َرا ٍ‬
‫شيُو ًخا َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُت ََوفَّى ِم ْن قَ ْب ُل َو ِلتَ ْبلُغُوا أَ َج ًال‬ ‫ِط ْف ًال ث ُ َّم ِلتَ ْبلُغُوا أَ ُ‬
‫شدَّ ُك ْم ث ُ َّم ِلتَ ُكونُوا ُ‬
‫س ًّمى َولَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ )‬ ‫ُم َ‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم‬ ‫قال تعالى ( ا ْعلَ ُموا أَ َّن َّ‬
‫َّللاَ يُحْ ِيي ْاأل َ ْر َ‬
‫ض بَ ْعدَ َم ْوتِ َها قَ ْد بَيَّنَّا لَ ُك ُم ْاآلَيَا ِ‬
‫تَ ْع ِقلُونَ )‬
‫َّللاُ ْال َم ْوتَى َوي ُِري ُك ْم آَيَاتِ ِه لَعَلَّ ُك ْم‬ ‫قال تعالى (فَقُ ْلنَا اض ِْربُوهُ بِبَ ْع ِ‬
‫ض َها َكذَلِكَ يُحْ يِي َّ‬
‫تَ ْع ِقلُونَ )‬
‫(و َم ْن نُ َع ِم ْرهُ نُن َِك ْسهُ ِفي ْالخ َْل ِ‬
‫ق أَفَ َال َي ْع ِقلُونَ )‬ ‫قال تعالى َ‬
‫‪222‬‬
‫صبِ ِحينَ (*) َوبِاللَّ ْي ِل أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ )‬
‫علَ ْي ِه ْم ُم ْ‬
‫(وإِنَّ ُك ْم لَتَ ُم ُّرونَ َ‬
‫قوله تعالى َ‬
‫س ُك ْم َوأَ ْنت ُ ْم تَتْلُونَ ْال ِكت َ‬
‫َاب أَ َف َال‬ ‫قال تعالى (أَتَأ ْ ُم ُرونَ النَّ َ‬
‫اس ِب ْال ِب ِر َوتَ ْن َ‬
‫س ْونَ أَ ْنفُ َ‬
‫تَ ْع ِقلُونَ )‪.‬‬
‫ُ‬
‫قال تعالى (يُؤْ تِي ْال ِح ْك َمةَ َم ْن يَشَا ُء َو َم ْن يُؤْ تَ ْال ِح ْك َمةَ فَقَ ْد أوتِ َ‬
‫ي َخي ًْرا َكثِ ً‬
‫يرا َو َما‬
‫يَذَّ َّك ُر ِإ َّال أُولُو ْاأل َ ْألصل) )‬
‫اركٌ ِل َيدَّب َُّروا آَ َيا ِت ِه َو ِل َيتَذَ َّك َر أُولُو ْاأل َ ْألصل) )‬
‫قال تعالى ( ِكتَابٌ أَ ْنزَ ْلنَاهُ ِإلَيْكَ ُم َب َ‬
‫قال تعالى (قُ ْل ه َْل يَ ْستَ ِوي الَّ ِذينَ يَ ْعلَ ُمونَ َوالَّذِينَ َال يَ ْعلَ ُمونَ إِنَّ َما يَتَذَ َّك ُر أُولُو‬
‫ْاأل َ ْألصل) )‬
‫ص َالةِ ات َّ َخذُوهَا ه ُُز ًوا َولَ ِعبًا ذَلِكَ بِأَنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم َال‬
‫(وإِذَا نَادَ ْيت ُ ْم ِإلَى ال َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫يَ ْع ِقلُونَ )‬
‫َّللا ْال َكذ َ‬
‫ِب َوأَ ْكثَ ُر ُه ْم َال َي ْع ِقلُونَ )‬ ‫(ولَ ِك َّن الَّذِينَ َكف َُروا َي ْفت َُرونَ َ‬
‫علَى َّ ِ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫ص ُّم ْالبُ ْك ُم الَّذِينَ َال يَ ْع ِقلُونَ )‬ ‫اب ِع ْندَ َّ ِ‬
‫َّللا ال ُّ‬ ‫قال تعالى (إِ َّن ش ََّر الد ََّو ِ‬
‫(و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْست َِمعُونَ إِلَيْكَ أَفَأ َ ْنتَ تُس ِْم ُع ال ُّ‬
‫ص َّم َولَ ْو كَانُوا َال يَ ْع ِقلُونَ )‬ ‫قال تعالى َ‬
‫علَى الَّذِينَ َال‬
‫س َ‬
‫الرجْ َ‬ ‫(و َما َكانَ ِلنَ ْف ٍس أَ ْن تُؤْ ِمنَ ِإ َّال ِبإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫َّللا َو َيجْ َع ُل ِ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫يَ ْع ِقلُونَ )‬
‫اء َما ًء فَأَحْ يَا بِ ِه ْاأل َ ْر َ‬
‫ض ِم ْن بَ ْع ِد َم ْوتِ َها‬ ‫س َم ِ‬ ‫سأ َ ْلتَ ُه ْم َم ْن ن ََّز َل ِمنَ ال َّ‬
‫(ولَئِ ْن َ‬‫قال تعالى َ‬
‫َّللاُ قُ ِل ْال َح ْمدُ ِ َّ ِ‬
‫َّلل َب ْل أَ ْكثَ ُر ُه ْم َال َي ْع ِقلُونَ )‬ ‫لَ َيقُولُ َّن َّ‬
‫علَ ْي َها َال تَ ْبدِي َل‬ ‫َّللا الَّتِي فَ َ‬
‫ط َر النَّ َ‬
‫اس َ‬ ‫ِين َحنِيفًا فِ ْ‬
‫ط َرةَ َّ ِ‬ ‫قال تعالى (فَأَقِ ْم َوجْ َهكَ ِللد ِ‬
‫ق َّ ِ‬
‫َّللا )‬ ‫ِلخ َْل ِ‬
‫سنَ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْي ُك ْم ِم ْن َر ِب ُك ْم ) تعليق وهنا حسن فطري‬ ‫(وات َّ ِبعُوا أَحْ َ‬
‫وقال تعالى َ‬
‫عقالئي‪.‬‬
‫سنَ ْال َحدِي ِ‬
‫ث)‬ ‫(َّللاُ ن ََّز َل أَحْ َ‬
‫وقال تعالى َّ‬
‫َّللا ُح ْك ًما )‪.‬‬
‫سنُ ِمنَ َّ ِ‬ ‫(و َم ْن أَحْ َ‬
‫و قال تعالى َ‬
‫ار َو ْالفُ ْل ِك‬
‫ف اللَّ ْي ِل َوالنَّ َه ِ‬ ‫ض َو ْ‬
‫اختِ َال ِ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬
‫ق ال َّ‬ ‫قال تعالى (إِ َّن فِي خ َْل ِ‬
‫اء ِم ْن َماءٍ فَأَحْ يَا ِب ِه‬ ‫س َم ِ‬ ‫اس َو َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ ِمنَ ال َّ‬ ‫الَّتِي تَجْ ِري فِي ْالبَحْ ِر ِب َما يَ ْنفَ ُع النَّ َ‬

‫‪223‬‬
‫ب ْال ُم َ‬
‫س َّخ ِر‬ ‫س َحا ِ‬ ‫اح َوال َّ‬ ‫الريَ ِ‬ ‫يف ِ‬ ‫ص ِر ِ‬ ‫ث فِي َها ِم ْن ُك ِل دَابَّ ٍة َوتَ ْ‬ ‫ض بَ ْعدَ َم ْوتِ َها َوبَ َّ‬ ‫ْاأل َ ْر َ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَ ْع ِقلُونَ )‬
‫ض َآلَيَا ٍ‬ ‫اء َو ْاأل َ ْر ِ‬‫س َم ِ‬
‫بَيْنَ ال َّ‬
‫علَ ْي ِه آَ َبا َءنَا‬‫َّللاُ قَالُوا َب ْل نَت َّ ِب ُع َما أَ ْلفَ ْينَا َ‬
‫(و ِإذَا ِقي َل لَ ُه ُم ات َّ ِبعُوا َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫ش ْيئًا َو َال يَ ْهتَدُونَ )‬‫أَ َولَ ْو َكانَ آَبَا ُؤ ُه ْم َال يَ ْع ِقلُونَ َ‬
‫س ُل َوأ ُ ُّمهُ ِ‬
‫صدِيقَةٌ‬ ‫ت ِم ْن قَ ْب ِل ِه ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫قال تعالى ( َما ْال َمسِي ُح ابْنُ َم ْريَ َم ِإ َّال َر ُ‬
‫ظ ْر أَنَّى يُؤْ فَ ُكونَ ‪.‬‬ ‫ت ث ُ َّم ا ْن ُ‬
‫ْف نُ َب ِينُ لَ ُه ُم ْاآلَ َيا ِ‬
‫ظ ْر َكي َ‬‫ام ا ْن ُ‬ ‫كَانَا َيأ ْ ُك َال ِن َّ‬
‫الط َع َ‬
‫اختِ َالفًا‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬ ‫قال تعالى (أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫َكثِ ً‬
‫يرا‬
‫سيَقُولُونَ ِ َّ ِ‬
‫َّلل قُ ْل‬ ‫ض َو َم ْن فِي َها إِ ْن ُك ْنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ (‪َ )84‬‬ ‫قال تعالى ( قُ ْل ِل َم ِن ْاأل َ ْر ُ‬
‫سب ِْع َو َربُّ ْالعَ ْر ِش ْالعَ ِظ ِيم (‪)86‬‬ ‫ت ال َّ‬ ‫اوا ِ‬ ‫أَفَ َال تَذَ َّك ُرونَ (‪ )85‬قُ ْل َم ْن َربُّ ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫ير َو َال‬ ‫ش ْيءٍ َوه َُو ي ُِج ُ‬‫َّلل قُ ْل أَفَ َال تَتَّقُونَ (‪ )87‬قُ ْل َم ْن ِب َي ِد ِه َملَ ُكوتُ ُك ِل َ‬ ‫س َيقُولُونَ ِ َّ ِ‬
‫َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َّلل قل فأنى ت ْس َح ُرونَ )‬‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫سيَقولونَ ِ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫عل ْي ِه إِن كنت ْم ت ْعل ُمونَ (‪َ )88‬‬ ‫َ‬ ‫ار َ‬
‫يُ َج ُ‬
‫وال ِم ْن ُك ْم يَتْلُو َ‬
‫علَ ْي ُك ْم آَيَاتِنَا َويُزَ ِكي ُك ْم َويُعَ ِل ُم ُك ُم‬ ‫س ً‬‫س ْلنَا فِي ُك ْم َر ُ‬‫قال تعالى ( َك َما أَ ْر َ‬
‫َاب َو ْال ِح ْك َمةَ َويُ َع ِل ُم ُك ْم َما لَ ْم تَ ُكونُوا تَ ْعلَ ُمونَ )‬
‫ْال ِكت َ‬
‫ُ‬
‫يرا َو َما‬ ‫ي َخي ًْرا َكثِ ً‬‫قال تعالى ( يُؤْ تِي ْال ِح ْك َمةَ َم ْن يَشَا ُء َو َم ْن يُؤْ تَ ْال ِح ْك َمةَ فَقَ ْد أوتِ َ‬
‫يَذَّ َّك ُر ِإ َّال أُولُو ْاأل َ ْألصل) )‬
‫علَ ْي َها َال تَ ْبدِي َل‬ ‫ط َر النَّ َ‬
‫اس َ‬ ‫َّللا ا َّلتِي فَ َ‬
‫ط َرةَ َّ ِ‬‫ِين َحنِيفًا فِ ْ‬ ‫قال تعالى ( فَأَقِ ْم َوجْ َهكَ ِللد ِ‬
‫اس َال يَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫الدينُ ْالقَيِ ُم َولَ ِك َّن أَ ْكثَ َر النَّ ِ‬
‫َّللاِ ذَلِكَ ِ‬
‫ق َّ‬ ‫ِلخ َْل ِ‬

‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ‬‫ت ِلقَ ْو ٍم َي ْع ِقلُونَ )‪ .‬و قال تعالى (قَ ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم ْاآلَ َيا ِ‬ ‫قال تعالى ( َآلَ َيا ٍ‬
‫(وإِنَّ ُك ْم لَتَ ُم ُّرونَ‬‫(وي ُِري ُك ْم آَيَاتِ ِه لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ )‪ .‬و قوله تعالى َ‬ ‫)‪ .‬و قال تعالى َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪،‬و ِبالل ْي ِل أفَ َال تَ ْع ِقلونَ )‪.‬‬
‫ص ِب ِحينَ َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُم ْ‬
‫َ‬
‫اركٌ ِل َيدَّب َُّروا آَ َيا ِت ِه َو ِل َيتَذَ َّك َر أُولُو ْاأل َ ْألصل) )‬
‫قال تعالى ( ِكتَابٌ أَ ْنزَ ْلنَاهُ ِإلَيْكَ ُم َب َ‬
‫قال تعالى (إِنَّ َما يَتَذَ َّك ُر أُولُو ْاأل َ ْألصل)‬
‫قال تعالى (أَفَأ َ ْنتَ تُس ِْم ُع ال ُّ‬
‫ص َّم َولَ ْو كَانُوا َال يَ ْع ِقلُونَ )‪.‬‬
‫(و ِم ْن ُه ْم َم ْن َي ْست َِمعُونَ ِإلَيْكَ أَفَأ َ ْنتَ تُس ِْم ُع ال ُّ‬
‫ص َّم َولَ ْو كَانُوا َال َي ْع ِقلُونَ )‬ ‫قال تعالى َ‬

‫‪224‬‬
‫علَى الَّذِينَ َال‬
‫س َ‬
‫الرجْ َ‬ ‫(و َما َكانَ ِلنَ ْف ٍس أَ ْن تُؤْ ِمنَ إِ َّال بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫َّللا َويَجْ عَ ُل ِ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫يَ ْع ِقلُونَ )‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َي ْع ِقلُونَ )‬
‫قال تعالى ( ِإ َّن ِفي ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬
‫ض فَتَ ُكونَ لَ ُه ْم قُلُوبٌ يَ ْع ِقلُونَ بِ َها أَ ْو آَذَ ٌ‬
‫ان‬ ‫ِيروا فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫قال تعالى (أَفَلَ ْم يَس ُ‬
‫ُور )‬‫صد ِ‬ ‫وب الَّتِي فِي ال ُّ‬ ‫ار َولَ ِك ْن تَ ْع َمى ْالقُلُ ُ‬
‫ص ُ‬‫يَ ْس َمعُونَ ِب َها فَإِنَّ َها َال تَ ْع َمى ْاأل َ ْب َ‬
‫ب أَ َّن أَ ْكثَ َر ُه ْم َي ْس َمعُونَ أَ ْو َي ْع ِقلُونَ ِإ ْن ُه ْم ِإ َّال ك َْاأل َ ْن َع ِام َب ْل ُه ْم‬ ‫قال تعالى (أَ ْم تَحْ َ‬
‫س ُ‬
‫سبِ ً‬
‫يال )‬ ‫أَ َ‬
‫ض ُّل َ‬
‫(ولَقَ ْد ت ََر ْكنَا ِم ْن َها آَيَةً بَ ِينَةً ِلقَ ْو ٍم يَ ْع ِقلُونَ )‬
‫قال تعالى َ‬
‫سنَ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم ِم ْن َر ِب ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن يَأْتِ َي ُك ُم ْالعَذَ ُ‬
‫اب‬ ‫(واتَّبِعُوا أَحْ َ‬
‫قال تعالى َ‬
‫بَ ْغتَةً َوأَ ْنت ُ ْم َال تَ ْشعُ ُرونَ )‬

‫علَ ْي ُك ْم ِم ْن َح َر ٍ‬
‫ج)‬ ‫قال تعالى ( َما ي ُِريدُ َّ‬
‫َّللاُ ِل َيجْ َع َل َ‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني أهنأه‬
‫وأسهله وأرشده‪. .‬‬

‫رابعا‪ :‬اسالمية المعرفة الشرعية‬


‫ثالثا‪ :‬اإلسالمية (ان المعرفة عابرة للطوائف وغير منتمية للمذاهب)‪.‬‬
‫وتفصيلها في كتاب (مسلم بال طائفة)‪.‬‬
‫س َّما ُك ُم ْال ُم ْس ِل ِمينَ )‬
‫قال تعالى (ه َُو َ‬
‫قال تعالى ( ِإ َّن َه ِذ ِه أ ُ َّمت ُ ُك ْم أ ُ َّمةً َو ِ‬
‫احدَةً)‬
‫علَى‬ ‫ب الَّذِي ن ََّز َل َ‬ ‫سو ِل ِه َو ْال ِكتَا ِ‬
‫َو َر ُ‬ ‫قال تعالى ( َيا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا آَ ِمنُوا ِب َّ ِ‬
‫اَّلل‬
‫يَ ْكفُ ْر بِ َّ ِ‬
‫اَّلل َو َم َالئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُ‬
‫س ِل ِه‬ ‫ب الَّذِي أَ ْنزَ َل ِم ْن قَ ْب ُل َو َم ْن‬ ‫سو ِل ِه َو ْال ِكتَا ِ‬
‫َر ُ‬
‫ض َال ًال بَ ِعيدًا )‬
‫ض َّل َ‬ ‫َو ْاليَ ْو ِم اآل ِخ ِر فَقَ ْد َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫سو ِل ِه ث ُ َّم لَ ْم َي ْرتَابُوا َو َجا َهدُوا ِبأ َ ْم َوا ِل ِه ْم َوأَ ْنفُ ِس ِه ْم‬ ‫ِإ َّن َما ْال ُمؤْ ِمنُونَ الَّذِينَ آَ َمنُوا ِب َّ ِ‬
‫اَّلل َو َر ُ‬
‫صا ِدقُونَ )‬‫َّللا أُولَئِكَ ُه ُم ال َّ‬
‫سبِي ِل َّ ِ‬
‫فِي َ‬
‫ش َهدَا ُء ِع ْندَ َر ِب ِه ْم لَ ُه ْم أَجْ ُر ُه ْم‬
‫الصدِيقُونَ َوال ُّ‬ ‫س ِل ِه أُولَئِكَ ُه ُم ِ‬ ‫(والَّذِينَ آَ َمنُوا ِب َّ ِ‬
‫اَّلل َو ُر ُ‬ ‫َ‬
‫اب ْال َج ِح ِيم )‬ ‫ح‬ ‫ص‬ ‫َ‬
‫ِكَ ْ َ ُ‬ ‫أ‬ ‫ئ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫أ‬ ‫َا‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ي‬
‫ِ َ ِ‬‫َ‬ ‫آ‬ ‫ب‬ ‫ُوا‬ ‫ب‬‫َّ‬ ‫ذ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫و‬
‫ُ َ‬‫وا‬ ‫َر‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ذ‬
‫ِينَ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ا‬‫و‬ ‫ُ‬
‫َو ُ ْ َ‬
‫م‬‫ه‬ ‫ور‬ ‫ُ‬ ‫ن‬

‫‪225‬‬
‫َّللا َج ِميعًا َو َال تَف ََّرقُوا)‪.‬‬
‫َص ُموا ِب َح ْب ِل َّ ِ‬
‫قوله تعالى َوا ْعت ِ‬
‫ِيم َو ِإ ْس َما ِعي َل‬ ‫علَ ْينَا َو َما أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫ع َلى ِإب َْراه َ‬ ‫اَّلل َو َما أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫قال تعالى (قُ ْل آَ َمنَّا ِب َّ ِ‬
‫سى َوالنَّبِيُّونَ ِم ْن َربِ ِه ْم َال‬ ‫سى َو ِعي َ‬ ‫ي ُمو َ‬ ‫ُ‬ ‫وب َو ْاأل َ ْسبَ ِ‬‫َوإِ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ‬
‫اط َو َما أوتِ َ‬
‫غي َْر ْ ِ‬
‫اإلس َْال ِم دِينًا فَلَ ْن‬ ‫نُف َِر ُق بَيْنَ أَ َح ٍد ِم ْن ُه ْم َونَحْ نُ لَهُ ُم ْس ِل ُمونَ (‪َ )84‬و َم ْن يَ ْبت َِغ َ‬
‫يُ ْق َب َل ِم ْنهُ َوه َُو ِفي ْاآلَ ِخ َر ِة ِمنَ ْالخَا ِس ِرينَ )‬
‫س َّما ُه ْم ْال ُم ْس ِل ِمينَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ ِعبَادَ‬
‫عوا ْال ُم ْس ِل ِمينَ بِ َما َ‬
‫قال صلى هللا عليه واله (فَا ْد ُ‬
‫ع َّز َو َجلَّ)‬ ‫َّ ِ‬
‫َّللا َ‬
‫قال صلى هللا عليه واله (فادعوا بدعوى هللا الذي سماكم المسلمين المؤمنين‬
‫عباد هللا‪).‬‬
‫قال صلى هللا عليه واله ( من استقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما‬
‫للمسلم وعليه ما على المسلم وحسابه على هللا ‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬وجدانية المعرفة الشرعية‬


‫رابعا‪ :‬الوجدانية (ان المعرفة مقبولة وجدانا وال يرتاب فيها)‪ .‬وتفصيلها في‬
‫كتاب (استفت قلبك)‪.‬‬
‫علَ ْي َها َال تَ ْبدِي َل‬ ‫َّللا الَّتِي فَ َ‬
‫ط َر النَّ َ‬
‫اس َ‬ ‫ِين َحنِيفًا فِ ْ‬
‫ط َرةَ َّ ِ‬ ‫قال تعالى (فَأَقِ ْم َوجْ َهكَ ِللد ِ‬
‫ق َّ ِ‬
‫َّللا )‬ ‫ِلخ َْل ِ‬
‫سنَ َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْي ُك ْم ِم ْن َر ِب ُك ْم )‬
‫(وات َّ ِبعُوا أَحْ َ‬
‫وقال تعالى َ‬
‫سنَ ْال َحدِي ِ‬
‫ث)‬ ‫(َّللاُ ن ََّز َل أَحْ َ‬
‫وقال تعالى َّ‬
‫َّللا ُح ْك ًما )‪ .‬تعليق‪ :‬الحسن هذا كله ارتكازي‬ ‫(و َم ْن أَحْ َ‬
‫سنُ ِمنَ َّ ِ‬ ‫و قال تعالى َ‬
‫عقالئي ووجداني ‪.‬‬

‫قال تعالى ( َوات َّ َخذُوا ِم ْن دُونِ ِه آَ ِل َهةً َال يَ ْخلُقُونَ َ‬


‫ش ْيئًا َو ُه ْم ي ُْخلَقُونَ َو َال يَ ْم ِل ُكونَ‬
‫ورا )‬ ‫ش ً‬ ‫ِأل َ ْنفُ ِس ِه ْم َ‬
‫ض ًّرا َو َال نَ ْفعًا َو َال يَ ْم ِل ُكونَ َم ْوتًا َو َال َحيَاة ً َو َال نُ ُ‬
‫سنَ تَ ْفس ً‬
‫ِيرا )‬ ‫(و َال َيأْتُونَكَ ِب َمثَ ٍل ِإ َّال ِجئْنَاكَ ِب ْال َح ِ‬
‫ق َوأَحْ َ‬ ‫قال تعالى َ‬

‫‪226‬‬
‫ت ْالبِ ُّر َما‬
‫ث َم َّرا ٍ‬ ‫سكَ ثَالَ َ‬ ‫ت َق ْلبَكَ َوا ْستَ ْف ِ‬
‫ت نَ ْف َ‬ ‫وقال صلى هللا عليه واله ( ا ْستَ ْف ِ‬
‫اس‬ ‫اإلثْ ُم َما َحاكَ فِى النَّ ْف ِس َوت ََردَّدَ فِى ال َّ‬
‫صد ِْر َو ِإ ْن أَ ْفتَاكَ النَّ ُ‬ ‫س َو ِ‬ ‫ْ‬
‫اط َمأَنَّ ْ‬
‫ت ِإلَ ْي ِه النَّ ْف ُ‬
‫َوأَ ْفت َْوكَ »‪.‬‬
‫وقال صلى هللا عليه واله (البر حسن الخلق واإلثم ما حاك في صدرك وكرهت‬
‫ان يطلع الناس عليه)‬
‫قال صلى هللا عليه واله سلم البر ما سكنت اليه النفس واطمأن اليه القلب واالثم‬
‫مالم تسكن اليه النفس ولم يطمئن اليه القلب وان افتاك المفتون)‬

‫و(سأل رجل النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬ما اإلثم ؟ قال ‪ « :‬ما حاك في صدرك‬
‫فدعه »‬

‫عنِي تَ ْع ِرفُهُ قُلُوبُ ُك ْم َوتَ ِلينُ لَهُ‬ ‫ِيث َ‬ ‫س ِم ْعت ُ ْم ْال َحد َ‬
‫وقال صلى هللا عليه واله ( إِذَا َ‬
‫س ِم ْعت ُ ْم ْال َحد َ‬
‫ِيث‬ ‫َار ُك ْم َوت ََر ْونَ أَنَّهُ ِم ْن ُك ْم قَ ِريبٌ فَأَنَا أَ ْو َال ُك ْم بِ ِه َوإِذَا َ‬ ‫ار ُك ْم َوأَ ْبش ُ‬ ‫أَ ْشعَ ُ‬
‫َار ُك ْم َوت ََر ْونَ أَنَّهُ ِم ْن ُك ْم َب ِعيدٌ فَأَنَا أَ ْب َعدُ ُك ْم‬
‫ار ُك ْم َوأَ ْبش ُ‬
‫عنِي ت ُ ْن ِك ُرهُ قُلُوبُ ُك ْم َوتَ ْن ِف ُر أَ ْش َع ُ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ِمنهُ)‬
‫وقال صلى هللا عليه واله ( ما ورد عليكم من حديث آل محمد صلوات هللا‬
‫عليهم فالنت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزت قلوبكم وأنكرتموه‬
‫فردوه إلى هللا وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمد عليهم السالم‪).‬‬

‫ى ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪-‬‬ ‫سأ َ ْلتُ النَّ ِب َّ‬


‫ى َقا َل َ‬ ‫ار َّ‬‫ص ِ‬‫س ْم َعانَ األ َ ْن َ‬ ‫وعن ال َّن َّواس بْنَ َ‬
‫صد ِْركَ َوك َِر ْهتَ‬‫اإلثْ ُم َما َحاكَ فِى َ‬ ‫ق َو ِ‬ ‫اإلثْ ِم فَقَا َل « ْالبِ ُّر ُح ْسنُ ْال ُخلُ ِ‬ ‫ع ِن ْالبِ ِر َو ِ‬ ‫َ‬
‫علَ ْي ِه »‪.‬‬ ‫اس َ‬ ‫َّ‬
‫أَ ْن يَط ِل َع النَّ ُ‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪-‬‬ ‫سو ِل َّ ِ‬ ‫ع ْن َر ُ‬ ‫ى َ‬ ‫ار ِ‬‫ص ِ‬ ‫س ْم َعانَ األ َ ْن َ‬ ‫اس ب ِْن َ‬ ‫ع ِن النَّ َو ِ‬ ‫و َ‬
‫اط دَاعٍ يَقُو ُل يَا‬ ‫الص َر ِ‬
‫ِ‬ ‫علَى أصل)‬ ‫ص َراطا ً ُم ْستَ ِقيما ً َو َ‬ ‫َّللاُ َمثَالً ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫ض َر َ‬‫قَا َل « َ‬
‫ف‬‫عو ِم ْن َج ْو ِ‬ ‫ط َج ِميعا ً َوالَ تَتَف ََّر ُجوا َودَا ِعى يَ ْد ُ‬ ‫الص َرا َ‬ ‫اس ا ْد ُخلُوا ِ‬ ‫أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ع َّز‬ ‫َاب َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫اط ِكت ُ‬ ‫الص َر ِ‬ ‫ع ِلى َرأْ ِس ِ‬ ‫اإل ْسالَ ُم َوذَلِكَ الدَّا ِعى َ‬ ‫ط ِ‬ ‫ص ِرا ُ‬ ‫اط‪ْ ،‬وال َّ‬ ‫الص َر ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ب ك ِل ُم ْس ِل ٍم »‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّللا فِى قل ِ‬ ‫ُ‬
‫اط َوا ِعظ َّ ِ‬ ‫الص َر ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫ْ‬
‫َو َج َّل َوالدَّا ِعى ِمن فَ ْو ِ‬

‫‪227‬‬
‫ى‪ .‬قَا َل‬ ‫َّللا أَ ْخبِ ْرنِى بِ َما يَ ِح ُّل ِلى َويُ َح َّر ُم َ‬
‫علَ َّ‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫شنِى قال قُ ْلتُ يَا َر ُ‬ ‫وعن ْال ُخ َ‬
‫ظ َر فَقَا َل « ْال ِب ُّر َما‬ ‫ى النَّ َ‬ ‫ب فِ َّ‬ ‫ص َّو َ‬‫ى ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪َ -‬و َ‬ ‫صعَّدَ النَّ ِب ُّ‬
‫فَ َ‬
‫س َولَ ْم َي ْ‬
‫ط َم ِئ َّن‬ ‫اإلثْ ُم َما لَ ْم تَ ْس ُك ْن ِإلَ ْي ِه النَّ ْف ُ‬
‫ب َو ِ‬ ‫اط َمأ َ َّن ِإلَ ْي ِه ْالقَ ْل ُ‬‫س َو ْ‬ ‫َت ِإلَ ْي ِه النَّ ْف ُ‬
‫س َكن ْ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ب َوإِ ْن أفتَاكَ ال ُمفتونَ »‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫إِلَ ْي ِه القَل ُ‬

‫اإلثْ ُم َما َحاكَ ِفى‬ ‫وقال صلى هللا عليه واله « ْال ِب ُّر َما ا ْنش ََر َح لَهُ َ‬
‫صد ُْركَ َو ِ‬
‫اس »‪.‬‬ ‫صد ِْركَ َوإِ ْن أَ ْفتَاكَ َ‬
‫ع ْنهُ النَّ ُ‬ ‫َ‬

‫سادسا‪ :‬عامية المعرفة الشرعية‬


‫العامية (ان المعرفة عامة لجميع الناس وفهمها غير مختص بطبقة منهم)‪.‬‬
‫وتفصيلها في كتاب (عامية الفقه)‪.‬‬

‫ب ْال ُمبِ ِ‬
‫ين‪.‬‬ ‫قال تعالى‪َ :‬و ْال ِكتَا ِ‬
‫سو ِل ِإ َّال ْال َب َالغُ ْال ُم ِبينُ‬ ‫علَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬و َما َ‬
‫َان ِم ْن َربِ ُك ْم َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَ ْي ُك ْم نُ ً‬
‫ورا ُمبِينًا)‬ ‫قال تعالى (يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫اس قَ ْد َجا َء ُك ْم ب ُْره ٌ‬
‫ت‬
‫ط َوا ِ‬ ‫طيِبًا َو َال تَتَّبِعُوا ُخ ُ‬ ‫ض َح َال ًال َ‬ ‫اس ُكلُوا ِم َّما فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫قال تعالى (يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ين )‬ ‫ان ِإنَّهُ لَ ُك ْم َ‬
‫عد ٌُّو ُم ِب ٌ‬ ‫ط ِ‬‫ش ْي َ‬
‫ال َّ‬
‫اس ا ْعبُدُوا َربَّ ُك ُم الَّذِي َخلَقَ ُك ْم َوالَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم لَعَلَّ ُك ْم تَتَّقُونَ‬‫قال تعالى (يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫)‬
‫عد ٌُّو فَإِ َّما َيأْتِ َينَّ ُك ْم ِمنِي ُهدًى‬ ‫ض ُك ْم ِل َب ْع ٍ‬
‫ض َ‬ ‫قال تعالى‪ :‬قَا َل ا ْه ِب َ‬
‫طا ِم ْن َها َج ِمي ًعا َب ْع ُ‬
‫ع ْن ِذ ْك ِري فَإِ َّن لَهُ‬ ‫ض َ‬ ‫ض ُّل َو َال يَ ْشقَى (‪َ )123‬و َم ْن أَع َْر َ‬ ‫فَ َم ِن اتَّبَ َع ُهدَ َ‬
‫اي فَ َال يَ ِ‬
‫ب ِل َم َحش َْرتَنِي أَ ْع َمى‬ ‫ش ُرهُ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة أَ ْع َمى (‪ )124‬قَا َل َر ِ‬ ‫ض ْن ًكا َونَحْ ُ‬‫شة ً َ‬ ‫َم ِعي َ‬
‫يرا‬
‫ص ً‬ ‫َوقَ ْد ُك ْنتُ َب ِ‬

‫اختِ َالفًا‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬ ‫قال تعالى (أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫َك ِث ً‬
‫يرا)‬

‫‪228‬‬
‫قال تعالى َو َما َكانَ ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِليَ ْن ِف ُروا كَافَّةً فَلَ ْو َال نَف ََر ِم ْن ُك ِل فِ ْرقَ ٍة ِم ْن ُه ْم َ‬
‫طائِفَةٌ‬
‫ِين َو ِليُ ْنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم ِإذَا َر َجعُوا ِإلَ ْي ِه ْم لَ َعلَّ ُه ْم يَحْ ذَ ُرونَ ‪.‬‬
‫ِليَتَفَقَّ ُهوا فِي الد ِ‬
‫قال تعالى (قُ ْل َيا أَيُّ َها ْالكَا ِف ُرونَ (*) َال أَ ْعبُدُ َما تَ ْعبُدُونَ )‬
‫س ْال ِم َهادُ‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل ِللَّذِينَ َكف َُروا َ‬
‫ست ُ ْغلَبُونَ َوتُحْ ش َُرونَ إِلَى َج َهنَّ َم َوبِئْ َ‬

‫ع ْهدًا‬ ‫ار إِ َّال أَيَّا ًما َم ْعدُودَة ً قُ ْل أَت َّ َخ ْذت ُ ْم ِع ْن َد َّ‬


‫َّللاِ َ‬ ‫قال تعالى‪َ ( :‬وقَالُوا لَ ْن تَ َم َّ‬
‫سنَا النَّ ُ‬
‫َّللا َما َال تَ ْعلَ ُمونَ )‬
‫علَى َّ ِ‬ ‫ع ْهدَهُ أَ ْم تَقُولُونَ َ‬ ‫ف َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫فَلَ ْن ي ُْخ ِل َ‬
‫اس فَتَ َمنَّ ُوا‬ ‫صةً ِم ْن د ِ‬
‫ُون النَّ ِ‬ ‫َّار ْاآلَ ِخ َرة ُ ِع ْندَ َّ ِ‬
‫َّللا خَا ِل َ‬ ‫َت لَ ُك ُم الد ُ‬‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل ِإ ْن كَان ْ‬
‫ْال َم ْوتَ إِ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫صا ِدقِينَ‬
‫ص ِدقًا ِل َما‬ ‫َّللا ُم َ‬‫علَى قَ ْل ِبكَ بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫عد ًُّوا ِل ِجب ِْري َل فَإِنَّهُ ن ََّزلَهُ َ‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل َم ْن َكانَ َ‬
‫َبيْنَ َيدَ ْي ِه َو ُهدًى َوبُ ْش َرى ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ‬
‫ارى تِ ْلكَ أَ َمانِيُّ ُه ْم قُ ْل‬ ‫ص َ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬وقَالُوا لَ ْن يَ ْد ُخ َل ْال َجنَّةَ إِ َّال َم ْن َكانَ هُودًا أَ ْو نَ َ‬
‫صا ِدقِينَ‬ ‫هَاتُوا ب ُْرهَانَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫َّللا َوه َُو َربُّنَا َو َربُّ ُك ْم َولَنَا أَ ْع َمالُنَا َو َل ُك ْم أَ ْع َمالُ ُك ْم‬
‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل أَت ُ َحاجُّونَنَا فِي َّ ِ‬
‫صونَ ‪.‬‬ ‫َونَحْ نُ لَهُ ُم ْخ ِل ُ‬
‫س َواءٍ بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ ُك ْم أَ َّال نَ ْعبُدَ ِإ َّال َّ‬
‫َّللاَ‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل يَا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب تَعَالَ ْوا ِإلَى َك ِل َم ٍة َ‬
‫َّللا فَإِ ْن ت ََولَّ ْوا‬
‫ُون َّ ِ‬‫ضا أَ ْرأصل) ا ِم ْن د ِ‬ ‫ضنَا َب ْع ً‬‫ش ْيئًا َو َال َيت َّ ِخذَ َب ْع ُ‬
‫َو َال نُ ْش ِركَ ِب ِه َ‬
‫ِيم َو َما‬ ‫ب ِل َم ت ُ َحاجُّونَ فِي إِب َْراه َ‬ ‫فَقُولُوا ا ْش َهدُوا بِأَنَّا ُم ْس ِل ُمونَ (‪ )64‬يَا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫اإل ْن ِجي ُل ِإ َّال ِم ْن بَ ْع ِد ِه أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ (‪ )65‬هَا أَ ْنت ُ ْم َهؤ َُال ِء َحا َججْ ت ُ ْم‬ ‫أ ُ ْن ِزلَ ِ‬
‫ت الت َّ ْو َراة ُ َو ْ ِ‬
‫ْس لَ ُك ْم ِب ِه ِع ْل ٌم َو َّ‬
‫َّللاُ َي ْعلَ ُم َوأَ ْنت ُ ْم َال تَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫فِي َما لَ ُك ْم ِب ِه ِع ْل ٌم فَ ِل َم ت ُ َحاجُّونَ فِي َما لَي َ‬
‫(‪)66‬‬
‫الط َع ِام َكانَ ِح ًّال ِلبَنِي ِإس َْرائِي َل ِإ َّال َما َح َّر َم ِإس َْرائِي ُل َ‬
‫علَى نَ ْف ِس ِه‬ ‫قال تعالى‪ُ :‬ك ُّل َّ‬
‫ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن تُن ََّز َل الت َّ ْو َراة ُ قُ ْل فَأْتُوا ِبالت َّ ْو َرا ِة فَاتْلُوهَا ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫صا ِدقِينَ‬

‫علَى َما تَ ْع َملُونَ‬ ‫ش ِهيدٌ َ‬ ‫َّللا َو َّ‬


‫َّللاُ َ‬ ‫ت َّ ِ‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل يَا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ِل َم تَ ْكفُ ُرونَ ِبآَيَا ِ‬
‫َّللا َم ْن آَ َمنَ تَ ْبغُونَ َها ِع َو ًجا َوأَ ْنت ُ ْم‬
‫س ِبي ِل َّ ِ‬ ‫ع ْن َ‬
‫صدُّونَ َ‬ ‫ب ِل َم تَ ُ‬ ‫(‪ )98‬قُ ْل َيا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ع َّما تَ ْع َملُونَ‬ ‫ُ‬
‫ش َهدَا ُء َو َما َّ‬
‫َّللاُ بِغَافِ ٍل َ‬

‫‪229‬‬
‫سو ٍل َحتَّى يَأْتِيَنَا بِقُ ْر َب ٍ‬
‫ان‬ ‫ع ِهدَ إِلَ ْينَا أَ َّال نُؤْ ِمنَ ِل َر ُ‬ ‫قال تعالى‪ :‬الَّذِينَ َقالُوا إِ َّن َّ‬
‫َّللاَ َ‬
‫ت َو ِبالَّذِي قُ ْلت ُ ْم فَ ِل َم قَت َْلت ُ ُمو ُه ْم ِإ ْن‬ ‫س ٌل ِم ْن قَ ْب ِلي ِب ْالبَ ِينَا ِ‬ ‫ار قُ ْل قَ ْد َجا َء ُك ْم ُر ُ‬ ‫تَأ ْ ُكلُهُ النَّ ُ‬
‫صا ِدقِينَ‬‫ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫اَّلل َو َما أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْينَا َو َما‬ ‫ب ه َْل تَ ْن ِق ُمونَ ِمنَّا إِ َّال أَ ْن آَ َمنَّا بِ َّ ِ‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل يَا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫أ ُ ْن ِز َل ِم ْن قَ ْب ُل َوأَ َّن أَ ْكثَ َر ُك ْم فَا ِسقُونَ (‪ )59‬قُ ْل ه َْل أُن َِبئ ُ ُك ْم ِبش ٍَر ِم ْن ذَلِكَ َمثُوبَةً ِع ْندَ‬
‫غوتَ‬ ‫عبَدَ َّ‬
‫الطا ُ‬ ‫ير َو َ‬ ‫َاز َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َجعَ َل ِم ْن ُه ُم ْال ِق َردَةَ َو ْال َخن ِ‬‫ب َ‬ ‫َض َ‬ ‫َّللاُ َوغ ِ‬‫َّللا َم ْن لَعَنَهُ َّ‬‫َّ ِ‬
‫سبِي ِل‬
‫اء ال َّ‬ ‫ع ْن َ‬
‫س َو ِ‬ ‫ض ُّل َ‬ ‫أُولَئِكَ ش ٌَّر َمكَانًا َوأَ َ‬
‫ش ْيءٍ َحتَّى ت ُ ِقي ُموا الت َّ ْو َراةَ َو ْ ِ‬
‫اإل ْن ِجي َل َو َما‬ ‫ع َلى َ‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل يَا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب َل ْست ُ ْم َ‬
‫ط ْغيَانًا َو ُك ْف ًرا‬‫يرا ِم ْن ُه ْم َما أ ُ ْن ِز َل إِلَيْكَ ِم ْن َربِكَ ُ‬
‫أ ُ ْن ِز َل إِلَ ْي ُك ْم ِم ْن َربِ ُك ْم َولَيَ ِزيدَ َّن َكثِ ً‬
‫علَى ْالقَ ْو ِم ْالكَافِ ِرينَ‬
‫س َ‬ ‫فَ َال تَأ ْ َ‬
‫ض ًّرا َو َال نَ ْف ًعا َو َّ‬
‫َّللاُ ه َُو‬ ‫َّللا َما َال َي ْم ِلكُ لَ ُك ْم َ‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل أَتَ ْعبُدُونَ ِم ْن د ِ‬
‫ُون َّ ِ‬
‫الس َِّمي ُع ْالعَ ِلي ُم‬
‫ق َو َال تَتَّبِعُوا أَ ْه َوا َء‬ ‫غي َْر ْال َح ِ‬
‫ب َال تَ ْغلُوا فِي دِينِ ُك ْم َ‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل يَا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫س ِبي ِل‬
‫اء ال َّ‬
‫س َو ِ‬‫ع ْن َ‬ ‫ضلُّوا َ‬ ‫يرا َو َ‬ ‫ضلُّوا َكثِ ً‬
‫ضلُّوا ِم ْن قَ ْب ُل َوأَ َ‬ ‫قَ ْو ٍم قَ ْد َ‬

‫ِيرا َولَ ِك َّن أَ ْكثَ َر النَّ ِ‬


‫اس َال‬ ‫ِيرا َونَذ ً‬ ‫س ْلنَاكَ ِإ َّال كَافَّةً ِللنَّ ِ‬
‫اس بَش ً‬ ‫قال تعالى‪َ :‬و َما أَ ْر َ‬
‫َي ْعلَ ُمونَ‬
‫ْ‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْلنَا ا ْهبِ ُ‬
‫طوا ِم ْن َها َج ِميعًا فَإِ َّما يَأتِيَنَّ ُك ْم ِمنِي ُهدًى فَ َم ْن تَبِ َع ُهدَ َ‬
‫اي فَ َال‬
‫اب‬
‫ص َح ُ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َو َال ُه ْم يَحْ زَ نُونَ (‪َ )38‬والَّذِينَ َكف َُروا َو َكذَّبُوا ِبآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَ ْ‬
‫ف َ‬ ‫خ َْو ٌ‬
‫ار ُه ْم فِي َها خَا ِلدُونَ‬‫النَّ ِ‬
‫اس‬‫ضانَ الَّذِي أ ُ ْن ِز َل فِي ِه ْالقُ ْرآَنُ ُهدًى ِللنَّ ِ‬‫ش ْه ُر َر َم َ‬
‫قال تعالى‪َ :‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه َوأَ ْنزَ َل الت َّ ْو َراةَ‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬‫قال تعالى‪ :‬ن ََّز َل َ‬
‫َّللا لَ ُه ْم‬
‫ت َّ ِ‬‫اس َوأَ ْنزَ َل ْالفُ ْرقَانَ ِإ َّن الَّذِينَ َكف َُروا ِبآ َ َيا ِ‬ ‫َو ْ ِ‬
‫اإل ْن ِجي َل (‪ِ )3‬م ْن قَ ْب ُل ُهدًى ِللنَّ ِ‬
‫يز ذُو ا ْنتِقَ ٍام‬
‫ع ِز ٌ‬ ‫عذَابٌ َ‬
‫شدِيدٌ َو َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َ‬

‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه ِمنَ الت َّ ْو َرا ِة‬


‫سى اب ِْن َم ْر َي َم ُم َ‬ ‫علَى آَثَ ِ‬
‫ار ِه ْم ِب ِعي َ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬وقَفَّ ْينَا َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ الت َّ ْو َراةِ َو ُهدًى‬ ‫ور َو ُم َ‬‫اإل ْن ِجي َل فِي ِه ُهدًى َونُ ٌ‬ ‫َوآَتَ ْينَاهُ ْ ِ‬
‫ظةً ِل ْل ُمتَّقِينَ‬
‫َو َم ْو ِع َ‬

‫‪230‬‬
‫علَى أَ ْعقَابِنَا‬ ‫ض ُّرنَا َونُ َردُّ َ‬ ‫َّللا َما َال يَ ْنفَعُنَا َو َال يَ ُ‬ ‫عو ِم ْن د ِ‬
‫ُون َّ ِ‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل أَنَ ْد ُ‬
‫ص َحابٌ‬ ‫ض َحي َْرانَ لَهُ أَ ْ‬ ‫اطينُ فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫شيَ ِ‬ ‫َّللاُ كَالَّذِي ا ْستَ ْه َوتْهُ ال َّ‬
‫بَ ْعدَ ِإ ْذ َهدَانَا َّ‬
‫َّللا ه َُو ْال ُه َدى َوأ ُ ِم ْرنَا ِلنُ ْس ِل َم ِل َر ِ‬
‫ب ْال َعالَ ِمينَ‬ ‫عونَهُ ِإلَى ْال ُه َدى ائْ ِتنَا قُ ْل ِإ َّن ُه َدى َّ ِ‬ ‫َي ْد ُ‬
‫قال تعالى‪ :‬ذَلِكَ ُهدَى َّ ِ‬
‫َّللا يَ ْهدِي بِ ِه َم ْن يَشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِد ِه‬

‫سى ْال ُه َدى َوأَ ْو َر ْثنَا َب ِني ِإس َْرا ِئي َل ْال ِكت َ‬
‫َاب (‪ُ )53‬هدًى‬ ‫قال تعالى‪َ :‬ولَقَ ْد آَتَ ْينَا ُمو َ‬
‫َو ِذ ْك َرى ِألُو ِلي ْاأل َ ْألصل)‬
‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل ه َُو ِللَّذِينَ آَ َمنُوا ُهدًى َو ِشفَا ٌء َوالَّذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ فِي آَذَانِ ِه ْم َو ْق ٌر‬
‫ع ًمى أُولَئِكَ يُنَادَ ْونَ ِم ْن َمك ٍ‬
‫َان بَ ِعي ٍد‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬
‫َوه َُو َ‬
‫عذَابٌ ِم ْن ِرجْ ٍز أَ ِلي ٌم‬ ‫ت َربِ ِه ْم لَ ُه ْم َ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬هذَا ُهدًى َوالَّذِينَ َكف َُروا بِآَيَا ِ‬
‫لِلَف ْال ُح َّجةُ ْال َبا ِلغَةُ فَلَ ْو شَا َء لَ َهدَا ُك ْم أَجْ َمعِينَ‬
‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل َ ِ َّ ِ‬
‫سولُنَا يُبَيِنُ لَ ُك ْم َكثِ ً‬
‫يرا ِم َّما ُك ْنت ُ ْم ت ُ ْخفُونَ ِمنَ‬ ‫قال تعالى‪ :‬يَا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب قَ ْد َجا َء ُك ْم َر ُ‬
‫ين (‪ )15‬يَ ْهدِي بِ ِه َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫ور َو ِكتَابٌ ُمبِ ٌ‬ ‫ير قَ ْد َجا َء ُك ْم ِمنَ َّ ِ‬
‫َّللا نُ ٌ‬ ‫ع ْن َكثِ ٍ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ب َويَ ْعفُو َ‬
‫ور ِبإِ ْذنِ ِه َو َي ْهدِي ِه ْم‬
‫ت ِإلَى النُّ ِ‬ ‫سبُ َل الس ََّال ِم َوي ُْخ ِر ُج ُه ْم ِمنَ ُّ‬
‫الظلُ َما ِ‬ ‫َم ِن ات َّ َب َع ِرض َْوانَهُ ُ‬
‫ص َراطٍ ُم ْستَ ِق ٍيم‬‫إِلَى ِ‬
‫قال تعالى‪ِ :‬ت ْلكَ آَيَاتُ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب َوقُ ْرآَ ٍن ُمبِ ٍ‬
‫ين‪.‬‬
‫ي ُم ِب ٌ‬
‫ين‬ ‫ع َر ِب ٌّ‬
‫ان َ‬‫س ٌ‬ ‫سانُ الَّذِي ي ُْل ِحدُونَ ِإلَ ْي ِه أَ ْع َج ِم ٌّ‬
‫ي َو َهذَا ِل َ‬ ‫قال تعالى‪ِ :‬ل َ‬
‫ين * ُهدًى َوبُ ْش َرى ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ‬ ‫ب ُمبِ ٍ‬ ‫قال تعالى‪ :‬تِ ْلكَ آَيَاتُ ْالقُ ْرآَ ِن َو ِكتَا ٍ‬
‫قال تعالى‪ِ :‬إ ْن ه َُو ِإ َّال ِذ ْك ٌر َوقُ ْرآَ ٌن ُمبِ ٌ‬
‫ين‬
‫سو ِلنَا ْال َب َالغُ ْال ُم ِبينُ‬ ‫قال تعالى‪ :‬فَا ْعلَ ُموا أَنَّ َما َ‬
‫علَى َر ُ‬

‫ين * ِإنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬


‫ع َر ِبيًّا لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ‬ ‫ب ْال ُم ِب ِ‬
‫قال تعالى‪ِ :‬ت ْلكَ آَيَاتُ ْال ِكتَا ِ‬
‫س ِل ِإ َّال ْال َب َالغُ ْال ُم ِبينُ‬ ‫علَى ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫قال تعالى‪ :‬فَ َه ْل َ‬
‫علَيْكَ ْالبَ َالغُ ْال ُمبِينُ‬
‫قال تعالى‪ :‬فَإِ ْن ت ََولَّ ْوا فَإِنَّ َما َ‬
‫سو ِل ِإ َّال ْالبَ َالغُ ْال ُم ِبينُ‬ ‫علَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬و َما َ‬

‫‪231‬‬
‫سو ِل ِإ َّال ْالبَ َالغُ‬ ‫ب أ ُ َم ٌم ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َو َما َ‬
‫علَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬وإِ ْن تُك َِذبُوا فَقَ ْد َكذَّ َ‬
‫ْال ُم ِبينُ‬
‫علَ ْينَا ِإ َّال ْال َب َالغُ ْال ُم ِبينُ‬
‫سلُونَ (*) َو َما َ‬
‫قال تعالى‪ :‬قَالُوا َربُّنَا َي ْعلَ ُم ِإنَّا ِإلَ ْي ُك ْم لَ ُم ْر َ‬
‫ين (‪ )2‬إِنَّا َجعَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ع َربِيًّا لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ‪.‬‬ ‫ب ْال ُمبِ ِ‬
‫قال تعالى‪ :‬حم (‪َ )1‬و ْال ِكتَا ِ‬
‫تعليق فالبالغ مبين لسان عربي مبين وهو هدى للناس وخطاب الشرع للناس‬
‫كلهم مسلمهم وكافروهم والحجة قائمة به هلل تعالى‪.‬‬

‫أصول خصائص المعرفة الشرعية‬


‫الغرض من بيان خصائص المعرفة الشرعية هو التعرف على مالمحها‬
‫المعرفية التي ال تقبل اال بها‪ ،‬فكل معرفة ليس فيها هذه الخصائص تكون غير‬
‫مصدقة وليس لها شاهد فال تقبل‪ ،‬وكل معرفة تنسب الى الشرع وفيها هذه‬
‫الخصائص فهي مصدقة ولها شاهد فتقبل ‪ ،‬فبحث خصائص المعرفة الشرعية‬
‫من اهم األبحاث التي تهم العارض الشرعي ومن مقدماته‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العلمية‬
‫ان من خصائص المعرفة الشرعية ان تكون علمية ال ظن فيها‪.‬‬

‫أصل) ق (لكن اكثرهم ال يعلمون)‬


‫ت) والعلم عقالئيا يكون باالجتهاد‪ ،‬وال يجوز التقليد اال اضطرار عند العقالء‪.‬‬
‫ف) العلم باهلل ودينه واجب‪.‬‬
‫ف) العلم بالشريعة واجب‪.‬‬
‫ف) العلم االجتهادي واجب فان تعذر رخص بالتقليد للمضطر‪.‬‬
‫ف) عدم العلم بالشريعة قبيح‪ ،‬ويخرج منها بعلم الواجب من العقائد‬
‫والضروري من االعمال‪.‬‬
‫ف) المؤمن عالم وال يصح وصفه بالجاهل على االطالق انما الجاهل الكافر‪،‬‬
‫وان جهل المؤمن امرا او فعال او اتى بجهل فانه يكون ارتكب جهال وال‬

‫‪232‬‬
‫يوصف بالجاهل على االطالق بل ال بد من اضافته الى ما يجهله‪ .‬وهذا االمر‬
‫دقيق اال انه حق ومحله العقائد‪.‬‬
‫ف) يكفي في العلم بالشرع من ادلته اعتماد ما هو مرتكز من ملكة الفهم‬
‫والداللة وال يجب ما هو أكثر‪.‬‬
‫ف) كل من هو عاقل ومميز ويجيد اللغو فهو قادر على االجتهاد في الدين‬
‫والفقه والعلم الن علم الشريعة علم ارتكازي عامي وليس اختصاصي‪.‬‬
‫ف) قياس علم الشريعة االرتكازية العامي على العلوم التخصصية كالطب‬
‫ونحوه قياس باطل‪.‬‬
‫ف) العالم بالشريعة عالم ارتكازي يكفي فيه االطالع على الدليل في المسالة‬
‫ومعرفة داللته على الحكم فيها وال يحتاج الى أكثر من ذلك‪ ،‬وهو مختلف عن‬
‫العالم في العلوم التحصيلية غير االرتكازية التي تحتاج الى معارف تحصيلية‬
‫دراسية‪.‬‬
‫ف) العلوم نوعان تحصيلية وارتكازية‪ ،‬وعلم الشرع ارتكازي يكفي في تحقق‬
‫ملكة العلم فيه االطالع على األدلة بينما العلوم التحصيلية تحتاج الى تحصيل‬
‫لتحقيق ملكة العلم‪.‬‬
‫ف) ان القول باحتياج علم الشريعة الى مقدمات وتحصيل ودراسة امر ال وجه‬
‫له بل هو بدعة‪.‬‬
‫ف) على المؤمن االهتمام أكثر بالقران والسنة واالطالع أكثر على االيات‬
‫والروايات وتطبيقها على المسائل وترك التشاغل بأقوال العلماء والمطوالت‬
‫البحثية‪.‬‬
‫ف) ينبغي االهتمام بالمصنفات التي تركز على النصوص وتطبيقاتها وترك‬
‫التشاغل بغيرها من المصنفات التي تكثر من الكالم غير الملتصق بالنص‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫ف) على مفسري االيات وشراح الحديث وفقهاء الشريعة االقتصار على ما‬
‫هو ضروري جدا في البيان وعدم تكثير الكالم وتطويل األبحاث وتعقيدها‪.‬‬
‫ف) تعقيد األبحاث الفقهية باطل‪.‬‬

‫أصل) ق (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم)‬


‫‪233‬‬
‫ف) الدين ليس الفاظ القران بل علم القران‪.‬‬
‫ف) علم القران محفوظ واقعي والولي يعلمه من نبي ووصي اما علمنا نحن‬
‫بالقران فظاهري ومتغير‪.‬‬
‫ف) الدين في الصدور والعلم في الصدور فال يحكم على دين االنسان وعلمه‬
‫بأفعاله‪.‬‬
‫ف) المسلم ال يخرجه من اإلسالم عمل‪.‬‬

‫أصل) ق (من عنده علم الكتاب)‬


‫ف) العلم بالكتاب واقعي وهناك دوما من يعلم الكتاب علما واقعيا وال تخلو‬
‫األرض من عالم بالكتاب على واقعه وهو الوصي بعد النبي‪.‬‬
‫ف) المجتهدون مهما بلغوا من العلم فعلمهم ظاهري وهو حق وحجة اال انه‬
‫ليس كعلم الولي‪.‬‬
‫ف) يجب على الولي العالم اظهار علمه إذا ساد على العلماء المعرفة الباطلة‬
‫بخصوص امر‪.‬‬
‫ف) يجب على الولي العالم تصحيح الخطأ في االمة إذا ساد‪.‬‬
‫ف) ال يجوز للوصي ان يترك االمة تجمع على الباطل فيجب عليه ان يتدخل‬
‫ليظهر فيها القول الحق‪.‬‬
‫ف) ليس على الولي حمل االمة على الحق اال ان من واجبه اظهار الحق‬
‫وتيسيره لطالبه‪.‬‬
‫ف) على االمة عند االختالف التحري والتتبع آلثار االوصياء بما يوجب‬
‫االطمئنان‪.‬‬
‫ف) يجب العمل بما يثبت عن االوصياء عليهم السالم فيقدم نقلهم على نقل‬
‫غيرهم واقوالهم على اقوال غيرهم‪.‬‬

‫أصل) ق (ال تقف ما ليس لك به علم)‬

‫‪234‬‬
‫ف) ال يجوز القول بغير علم‪.‬‬
‫ف) القول بغير علم ال حجة فيه‪.‬‬
‫ف) العلم الشرعي هو علم عقالئي ال تخصيص فيه‪.‬‬
‫ف) االتساق والتناسق والتشابه بالتصديق والشواهد من عالمات الحقيقة‬
‫العقالئية فهي تجري على الحقيقة الشرعية (الحق والعلم الشرعي)‪.‬‬
‫ت) النبي هو أصل) العلم الشرعي وكل ما ينسب الى النبي وله شاهد ومصدق‬
‫من القران فهو علم واما ما ينسب الى النبي وليس له شاهد من القران فليس‬
‫علما‪ .‬وصحة سند الحديث ال تجعل خبر الواحد الظني علما‪.‬‬
‫ف) العلم يتحقق باالطالع على دليل شرعي مفهوم للمطلع وهو محقق‬
‫لالجتهاد الواجب العامي العادي البسيط‪.‬‬
‫ف) القول بشرطية االجتهاد االختصاصي في علم الشريعة باطل وبدعة‪.‬‬
‫ف) يتحقق العلم بالدين باالطالع على اية او رواية تدل على الحكم خصوصا‬
‫او عموما‪ ،‬ومن لم يطلع وتضيق الوقت جاز له تقليد المطلع‪.‬‬
‫ف) االجتهاد الواجب في الشريعة ال يتجاوز االطالع على اية او رواية موافقة‬
‫للقران تحكم في المسالة بالخصوص او العموم‪ .‬والمطالبة بأكثر من ذلك بدعة‪.‬‬
‫ف) من علم االية او الرواية وعلم شموله للمسالة وجب عليه العمل بها وهو‬
‫مجتهد اجتهادا عاديا معتبرا وال يجوز له العمل بقول غيره المخالف لعلمه‬
‫وان كان اعلم العلماء‪.‬‬
‫ت) االحكام هنا تمثل اجتهادي وهي اخبار عن علم الشريعة اال انها موافقة‬
‫للقران والسنة والوجدان الشرعي والفطرة وحكمة العقالء فهي لها صبغة عامة‬
‫باإلدراك البشري واالحتجاج الشرعي‪ .‬وال يكون النقل او القول علما اال اذا‬
‫علم االنسان موافقته للقران‪.‬‬
‫ف) كل نقل او قول يصدر عن أي انسان – غير النبي الوصي‪ -‬يجب عرضه‬
‫على القران فان صدقه فهو علم واال فهو ظن ال يصح العمل به وان كان القائل‬
‫اعلم العلماء‪.‬‬
‫ف) قول الفقيه والمرجع الديني ال يجوز العمل به اال بعد عرضه على القران‬
‫والعلم بموافقته له بان يكون له شاهد ومصدق‪ ،‬وال يجب الرجوع الى الفقهاء‬

‫‪235‬‬
‫او المراجع في العلم بل يجوز تقليد كل مطلع على الدليل من الناس وعلم‬
‫شموله للمسالة‪.‬‬
‫ف) للعلم درجات فمنه العلم العادي ثم القوي ثم القطع ثم الضروري‪ ،‬فان كان‬
‫للمعرفة شاهد او مصدق حققت العلم العادي‪ ،‬وان كان لها شواهد ومصدقات‬
‫كثيرة حققت العلم القوي‪ ،‬وان كثرت المصدقات وشواهد وتكررت وانتشرت‬
‫في النوع حققت القطع‪ ،‬وان دام واستمر التصديق والشواهد وكان انتشاره في‬
‫النوع بال استثناء حققت الضرورة‪.‬‬
‫ف) الموجهات المعرفية لما هو قطعي او ضروري من تخصيص وتقييد او‬
‫تفسير وتبيين وتفصيل تحتاج الى علم قوي وال يكتفى فيها بالعلم العادي‪.‬‬
‫ف) تخصيص السنة للقران او تقييدها له او تفسرها او تبيينها او تفصيلها له‬
‫يحتاج الى علم قوي وال يكتفى بالعلم العادي‪.‬‬

‫أصل) ق (إن هذا اال اختالق)‬


‫ت وهو من المثال للبطالن العقالئي فيعمم‪.‬‬
‫ف) الرأي في الدين ال يجوز‪.‬‬
‫ف) كل معرفة شرعية ال بد ان تنتهي الى القران والسنة‪.‬‬

‫أصل) ق (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون)‬
‫ت) هذا وان كان في اهل الكفر والضالل فان جوهره المعرفي يعم المؤمن‬
‫المهتدي‪.‬‬
‫ف) ال يجوز االقتداء بمن ال شاهد وال مصدق من القران لفعله او قوله‪.‬‬
‫ف) كل فعل ال شاهد له وال مصدق من القران فهو باطل وال يصح نسبته الى‬
‫دين هللا‪.‬‬
‫ف) كل ما يقوله او يفعله غير النبي والوصي يجب عرضه على القران فان‬
‫وافقه اخذ به واال ال يجوز االخذ به‪.‬‬
‫ف) ال يجوز تقليد من يخالف قوله او فعله القران‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫ف) العالم والفقيه غير النبي والوصي اذا قال قوال او فعل فعال والقران لم‬
‫يشهد له ولم يصدقه فهو باطل ال يجوز تقليده في ذلك‪.‬‬
‫ف) ال يجوز االخذ بالمشهور ما لم يكن له شاهد ومصدق من القران‪.‬‬
‫ف) االجماع ليس بحجة ما لم يكن موافق للقران والسنة‪.‬‬
‫ف) االجماع المخالف لعلم القران باطل ال يجوز االحتجاج به‪.‬‬
‫ت) أحيانا يكون هنا توارث لالحتجاج بدليل وتقليد وركون من دون تدقيق‬
‫فيحصل اجماع على وفق ذلك االستدالل الناقص‪ ،‬فال بد من عرض االجماع‬
‫على القران دوما‪.‬‬
‫أصل) ق (وال تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب‪ :‬هذا حالل وهذا حرام لتفتروا‬
‫على هللا الكذب)‬
‫ف) ما ال يستند الى دليل شرعي فهو كذب وال عبرة به‪.‬‬
‫ف) ال يكفي حلية الشيء او حرمته ادعاء ذلك بل ال بد من مستند علمي‪.‬‬
‫ف) الشرع علم قائم على األدلة وما ال دليل عليه ال عبرة به‪.‬‬
‫ف) ال عبرة بالدعاء غير المستند الى دليل‪.‬‬
‫ف) ال يجوز اعتماد االدعاء غير المستند الى دليل‪.‬‬
‫ف) كل من يدعي امرا عليه إقامة الدليل عليه واال فهو ظن‪.‬‬
‫ف) ال تقبل الدعوى بغير دليل‪.‬‬
‫ف) ال تخصيص في مفهوم الدليل شرعا‪ ،‬فالدليل الشرعي هو الدليل العقالئي‬
‫من حيث المفهوم‪ ،‬والدليل عقالئيا هو ما يثبت المدعى‪.‬‬
‫ف) كل ما يثبت المدعى الشرعي فهو دليل‪ ،‬واصل األدلة الشرعية القران‪.‬‬
‫ف) يعتبر في الدليل الشرعي العلم العقالئي فال عبرة الظن‪.‬‬
‫ف) يعتبر في الدليل الشرعي النقلي الثبوت عقالئيا‪ ،‬فكل ما يثبت النقل عن‬
‫العقالء يثبته في الشرع‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫ف) تعبر في ثبوت النقل في العقالء النسبة والتوافق‪ ،‬بان ينسب الى المصدر‬
‫وان يتوافق مع ما هو معلوم عنه‪ ،‬فيتحقق العلم االطمئناني له‪ .‬وهذا جار في‬
‫الشرع‪.‬‬
‫ف) يعتبر في النقل المنسوب الى الشرع موافقته ما هو معلوم وثابت من‬
‫معارف شرعية مستفادة من القران والسنة‪.‬‬
‫ف) يعتبر في المعرفة الشرعية ان توافق القران بان يكون لها شاهد منه‬
‫بالخصوص او العموم بالمباشرة او الواسطة باألصل من اية او الفرع من سنة‬
‫او فطرة او وجدان شرعي‪.‬‬
‫ف) كل ما يثبت الداللة العقالئية يثبت الداللة الشرعية‪.‬‬
‫ف) يعتبر في الداللة العقالئية التداولية والتوافقية بان تكون متداولة بين‬
‫المتخاطبين ومتوافقة مع ما هو معلوم عن أطراف الخطاب من الموضوع‬
‫والخطاب والمتخاطبين‪.‬‬

‫أصل) ق (من أظلم ممن افترى على هللا كذبا)‬


‫ت) وهذا خبر يراد به غيره أي انه ال يخبر عن هللا اال النبي‪.‬‬
‫ف) علم الدين كله ينتهي الى النبي‪.‬‬
‫ف) من قال ان عنده علما من غير النبي فهو كاذب‪.‬‬
‫ف) الوصي علمه من النبي وال يستقل بالعلم‪.‬‬
‫ف) المجتهد يخبر عن فهمه للقران والسنة‪.‬‬
‫ف) كل ما ليس له شاهد من القران والسنة ال يجوز القول به‪.‬‬
‫ف) من ادعى علما وهو يعلم عدم الشاهد والمصدق ولم يكن مجتهدا او متأوال‬
‫في ادعائه فهو كاذب‪.‬‬
‫أصل) ق (ان هم اال يظنون)‬
‫ف) اعتماد الظن صفة مذمومة‪.‬‬
‫ف) اعتماد الظن من صفة الضالين‪ .‬فال ينبغي للمؤمن ان يعتمد الظن‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫ف) ال عبر بالظن في الشريعة‪.‬‬
‫ف) العمل بالظن محرم‪ ،‬والمؤمن إذا اعتمد الظن اثم اال انه ال يوصف‬
‫بالضالل‪ .‬فالمؤمن مهتد ال يكون ضاال وان ارتكب ضالال‪ .‬وال يجوز وصف‬
‫بالمؤمن بالضال باإلطالق بل ال بد ان يضاف الى مضاف اليه يخصصه‪ .‬فان‬
‫الضال باإلطالق هو الكافر‪ .‬وكل ما خالف ذلك فهو باطل‪.‬‬

‫ْس لَكَ ِب ِه ِع ْل ٌم‪.‬‬ ‫أصل) ََال تَ ْق ُ‬


‫ف َما لَي َ‬

‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬


‫ق‬ ‫الظ َّن َوإِ َّن َّ‬
‫أصل) َو َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫ش ْيئًا‪.‬‬
‫َ‬
‫ف‪ :‬فالحق ال ظن فيه ‪.‬‬

‫ش ْيئًا‪.‬‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬


‫ق َ‬ ‫ظنًّا ِإ َّن َّ‬
‫أصل) َو َما َيت َّ ِب ُع أَ ْكثَ ُر ُه ْم ِإ َّال َ‬

‫سنَا قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم‬‫ب الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َحتَّى ذَاقُوا بَأ ْ َ‬ ‫أصل) َكذَلِكَ َكذَّ َ‬
‫صونَ ‪.‬‬ ‫فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا ِإ ْن تَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن أَ ْنت ُ ْم ِإ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫ان‬
‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫س َّم ْيت ُ ُموهَا أَ ْنت ُ ْم َوآَبَا ُؤ ُك ْم َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ بِ َها ِم ْن ُ‬ ‫ِي إِ َّال أَ ْس َما ٌء َ‬
‫أصل) إِ ْن ه َ‬
‫ِإ ْن يَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن‪.‬‬
‫الظ ِن إثْ ٌم‬
‫ض َّ‬ ‫إن َب ْع َ‬ ‫الظ ِن َّ‬ ‫يرا ِم ْن َّ‬ ‫أصل) اجْ تَنِبُوا َكثِ ً‬

‫إن َجا َء ُك ْم فَا ِس ٌق ِبنَ َبإٍ فَتَ َبيَّنُوا‪ .‬ت وهذا من أصل) المثال لكل ما فيه ظن‬
‫أصل) ْ‬
‫وريب‪.‬‬
‫ف‪ -‬الخبر الظني ال يعمل به‪.‬‬
‫ف‪ -‬ما يرتاب فيه ال يعمل به‪.‬‬
‫ف‪ -‬الغريب والشاذ ال يعمل به‪.‬‬
‫ف‪ -‬ما ال يوافق القران والسنة ال يعمل به‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫أصل) ن َِبئُونِي ِب ِع ْل ٍم ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫صا ِدقِينَ ‪.‬‬

‫ض يَ ْو ٍم قَا َل بَ ْل لَبِثْتَ ِمائَةَ َ‬


‫ع ٍام‪.‬‬ ‫أصل) قَا َل لَبِثْتُ يَ ْو ًما أَ ْو بَ ْع َ‬
‫ت‪ :‬فخطأ هللا تعالى لكن لم يكذبه‪.‬‬
‫أصل) قَا َل قَا ِئ ٌل ِم ْن ُه ْم َك ْم لَ ِبثْت ُ ْم قَالُوا لَ ِبثْنَا َي ْو ًما أَ ْو َب ْع َ‬
‫ض َي ْو ٍم ‪.‬‬
‫ت‪ :‬ولم يصفهم بالكذب‪.‬‬
‫ف) اعتقاد الظان المجتهد ال عبرة به وان جزم به لكنه ال يكذب‪.‬‬

‫أصل) فَ َجزَ ا ٌء ِمثْ ُل َما قَتَ َل ِمنَ النَّعَ ِم يَحْ ُك ُم بِ ِه ذَ َوا َ‬


‫ع ْد ٍل ِم ْن ُك ْم [المائدة‪]95/‬‬
‫ت اي خبيران بالصيد‪.‬‬
‫ف‪ -‬القول في بيان الموضوعات هو قول الخبير‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يصح اعتماد العرف والظاهر مع وجود قول اهل الخبرة‪.‬‬
‫ف‪ -‬العمل بالعرف وظاهر الشرع في الموضوعات هو رخصة تيسير ورفع‬
‫حرج مع عدم العلم بقول الخبير‪.‬‬
‫ف‪ -‬حجية العرف وظاهر الشرع واألصول العملية مشروط بعدم قول الخبير‬
‫فان ثبت قول الخبير بطلت حجيتها وعلميتها‪.‬‬
‫ف‪ -‬قول العرف وظاهر الشرع ال يفيد علما ان خالف قول الخبير‪.‬‬
‫ير [التحريم‪]3/‬‬ ‫ي ْال َع ِلي ُم ْال َخ ِب ُ‬
‫أصل) قَا َل نَبَّأَنِ َ‬
‫ف‪ -‬قول الخبير حجة‪.‬‬
‫ف‪ -‬االخبار البياني للخبير مقدم على كل اخبار‪.‬‬

‫ت ِم ْن لَد ُْن َح ِك ٍيم َخ ِب ٍ‬


‫ير [هود‪]1/‬‬ ‫صلَ ْ‬ ‫أصل) ِكتَابٌ أُحْ ِك َم ْ‬
‫ت آَ َياتُهُ ث ُ َّم فُ ِ‬
‫ف‪ -‬التفصيل من اختصاص الخبير‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل تفصيل يعارض قول الخبير ال حجية فيه‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز لغير الخبير التفصيل‪.‬‬
‫ف‪ -‬موضوع الحكم وتفصيله يرجع فيه الى قول الخبير وليس للعرف او ظاهر‬
‫الشرع‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫ف‪ -‬إذا خالف العرف او الظاهر او األصل العملي تفصيل الخبير لم يصح‬
‫االخذ بها واعتمد قول الخبير‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل حكم يتعارض مع قول الخبير ال يصح العمل به‪.‬‬
‫ف‪ -‬معرفة اهل الخبرة غير معتمدة على العرف وال الظاهر بل هو علم خاص‪.‬‬
‫ف‪ -‬قول اهل الخبر ملزم ويقدم على كل قول‪.‬‬
‫ف‪ -‬قول اهل الخبرة ال يعارض بالعرف والظاهر‪.‬‬
‫ف‪ -‬إذا أمكن قول الخبر لم يصح العمل بغيره‪.‬‬
‫ف‪ -‬الحكم الذي ال يأخذ بقول اهل الخبرة مع وجوده ال يصح ان خالف الحكم‬
‫المعتمد عليها‪.‬‬
‫ف‪ -‬الحكم المعتمد على قول اهل الخبرة يقدم على الحكم الذي ال يعتمد قول‬
‫اهل الخبرة‪.‬‬
‫علَى َما لَ ْم ت ُ ِح ْ‬
‫ط بِ ِه ُخب ًْرا [الكهف‪ ]68/‬اي علما‪.‬‬ ‫أصل) َو َكي َ‬
‫ْف تَ ْ‬
‫صبِ ُر َ‬
‫ف‪ -‬الخبرة معرفة بالشيء وهي حجة مقدمة على الظاهر الشرعي‪.‬‬
‫ف‪ -‬العلم الواقعي الخبروي مقدم على العلم الظاهري‪.‬‬
‫ف‪ -‬الحكم يكون وفق قول الخبير وليس وفق الظاهر او العرف‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب على غير الخبير تقليد الخبير‪.‬‬

‫طنَا بِ َما لَدَ ْي ِه ُخب ًْرا [الكهف‪]91/‬‬ ‫أصل) َوقَ ْد أَ َح ْ‬


‫ف‪ -‬اإلحاطة من شأن الخبير‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل قول باإلحاطة بالشيء خالف قول الخبير ال عبرة به‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يصح ادعاء اإلحاطة اال من قبل الخبير‪.‬‬
‫ف‪ -‬تعرف الخبرة باإلحاطة وتتناسب معها مقدارا فكلما ازدادت اإلحاطة‬
‫ازدادات الخبرة‪.‬‬
‫ف‪ -‬من ليس له احاطة بالشيء عليه قليد الخبير‪.‬‬
‫ف‪ -‬الوثوق بالخبير إلحاطته وليس ألمر اخر فال يعتبر فيه التعدد وال االيمان‪.‬‬
‫ف‪ -‬قول الخبير الموثوق بخبرته معتمد اال ان يتبين منه الكذب او يرتاب فيه‪.‬‬
‫ير [الملك‪]14/‬‬‫يف ْال َخبِ ُ‬
‫أصل) أَ َال يَ ْعلَ ُم َم ْن َخلَقَ َوه َُو اللَّ ِط ُ‬
‫ف‪ -‬قول الخبير علم‪.‬‬
‫ف‪ -‬إذا لم يكون قول الخبير معلوما جاز تحقيق العلم بما هو متيسر من عرف‬
‫او ظاهر شرعي او أصل عملي‪.‬‬
‫ف‪ -‬إذا علم قول الخبير لم يكن للعرف او الظاهر او األصل حجة لعلم وال‬
‫يصلح معارضا لقول الخبير‪.‬‬
‫ف‪ -‬حجية العرف والظاهر واالصل عند فقدان قول الخبير‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫أصل) َو ِإ َّن ُك ًّال لَ َّما لَي َُوفِيَنَّ ُه ْم َربُّكَ أَ ْع َمالَ ُه ْم ِإنَّهُ ِب َما يَ ْع َملُونَ َخ ِب ٌ‬
‫ير [هود‪]111/‬‬
‫الذ ْك ِر ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َال تَ ْعلَ ُمونَ [النحل‪]43/‬‬ ‫أصل) فَا ْسأَلُوا أَ ْه َل ِ‬
‫ت‪ :‬وهذا من الفرد فيعمم لكل من له خبرة في امر‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب على من ال يعلم سؤال اهل الخبرة ان وجب العمل‪.‬‬
‫ف‪ -‬السؤال يكون ألهل الخبرة‪.‬‬

‫ق‪ .‬ت وهو من بيان الفرد‪.‬‬ ‫ع َّما َجا َءكَ ِمنَ ْال َح ِ‬
‫أصل) َو َال تَتَّبِ ْع أَ ْه َوا َء ُه ْم َ‬
‫ف‪ -‬من علم الحق وجب عليه العمل به‪.‬‬
‫ف‪ -‬العلم بالحق يتحقق وفق طريقة العقالء في العلم‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز للعالم ترك العلم والعمل بالظن او الباطل‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب العلم بالحق اجتهاديا اال للمضطر فيقلد‪.‬‬
‫ف‪ -‬من علم الحق باالجتهاد لم يجز له التقليد‪.‬‬

‫أصل) ق (ما كان هللا ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبن لهم ما يتقون)‬
‫ف) الشريعة مبينة بادلتها من قران وسنة‪ ،‬فالجهل بها األصل فيها تقصيري‪.‬‬
‫ف) من جهل حكما من دون تقصير فال شيء عليه فال اثم وال إعادة وال قضاء‬
‫وال ضمان‪.‬‬
‫ف) من جهل حكما بتقصير يؤاخذ فيأثم ويعيد او يقضي ويضمن ما تلف‪.‬‬
‫ف) من شك انه مقصر او غير مقصر في العلم فاألصل انه مقصر‪.‬‬
‫ف) من اجتهد في العلم فأخطأ فال شيء عليه‪ ،‬وكذا من قلد مضطرا من دون‬
‫تقصير في االجتهاد‪ ،‬واما من قلد فأخطأ أي تبين خطأ من قلده فانه يؤاخذ اثما‬
‫وعادة وضمانا‪.‬‬
‫ف) اذا اختلف المجتهدون فالمصيب من وافق القران والسنة وشهدا له وصدقاه‬
‫والمخطئ من لم يشهد له القران والسنة وال عبرة باالدلة الظنية من خبر واحد‬
‫او اجماعات‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫ف) مقابلة العلم المرتكز على العرض والشواهد القرانية والمصدقات بأخبار‬
‫االحاد والشهر واالجماعات باطل وخاطئ جدا ومضر‪.‬‬
‫ف) على الفقيه ان يكون عارضيا وان يكون القواله شواهد من القران‬
‫ومصدقات واال كانت ظنا ال عبرة به‪.‬‬

‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬


‫ع ْنهُ فَا ْنتَ ُهوا ‪.‬‬ ‫أصل) َو َما آَتَا ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬
‫فرع‪ :‬يجب تقليد الرسول‪.‬‬
‫ق لَ َّما َجا َء ُك ْم أَسِحْ ٌر َه َذا َو َال يُ ْف ِل ُح الس ِ‬
‫َّاح ُرونَ‬ ‫سى أَتَقُولُونَ ِل ْل َح ِ‬ ‫اصل) قَا َل ُمو َ‬
‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا َوتَ ُكونَ لَ ُك َما ْال ِكب ِْريَا ُء فِي‬
‫ع َّما َو َج ْدنَا َ‬ ‫(‪ )77‬قَالُوا أَ ِجئْتَنَا ِلت َْل ِفتَنَا َ‬
‫ض َو َما نَحْ نُ لَ ُك َما بِ ُمؤْ ِمنِينَ ‪.‬‬ ‫ْاأل َ ْر ِ‬
‫فرع‪ :‬يجب تقليد الحق وان لم يكن مشهورا‪.‬‬
‫فرع‪ :‬ال يجوز تقليد من ال يعلم انه يقول الحق‪.‬‬
‫فرع‪ :‬الرشيد في عقيدته يجب تقليده‪.‬‬

‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا أَ َولَ ْو‬ ‫أصل) َوإِذَا قِي َل لَ ُه ُم اتَّبِعُوا َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ قَالُوا بَ ْل نَتَّبِ ُع َما َو َج ْدنَا َ‬
‫ير‪.‬‬‫س ِع ِ‬ ‫عذَا ِ‬
‫ب ال َّ‬ ‫عو ُه ْم ِإلَى َ‬ ‫طانُ يَ ْد ُ‬‫ش ْي َ‬
‫كَانَ ال َّ‬
‫ف) االتباع تقليد‪.‬‬
‫فرع‪ :‬ال يجوز تقليد المشهور المتوارث ان كان ضالال‪.‬‬

‫أصل) أَ ْم آَتَ ْينَا ُه ْم ِكتَابًا ِم ْن قَ ْب ِل ِه فَ ُه ْم بِ ِه ُم ْست َْم ِس ُكونَ (*) بَ ْل قَالُوا إِنَّا َو َج ْدنَا آَبَا َءنَا‬
‫ار ِه ْم ُم ْهتَدُونَ ‪.‬‬ ‫علَى آَثَ ِ‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍة َو ِإنَّا َ‬ ‫َ‬
‫ِير ِإ َّال قَا َل ُمتْ َرفُوهَا ِإنَّا َو َج ْدنَا‬ ‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْبلِكَ فِي قَ ْر َي ٍة ِم ْن نَذ ٍ‬ ‫أصل) َو َكذَلِكَ َما أَ ْر َ‬
‫ار ِه ْم ُم ْقتَدُونَ (*) قَا َل أَ َولَ ْو ِجئْت ُ ُك ْم بِأ َ ْهدَى ِم َّما َو َج ْدت ُ ْم‬ ‫علَى آَثَ ِ‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍة َوإِنَّا َ‬ ‫آَبَا َءنَا َ‬
‫علَ ْي ِه آَبَا َء ُك ْم قَالُوا ِإنَّا ِب َما أ ُ ْر ِس ْلت ُ ْم ِب ِه كَافِ ُرونَ ‪.‬‬
‫َ‬
‫ض َّل‬ ‫ار ِه ْم يُ ْه َرعُونَ (*) َولَقَ ْد َ‬ ‫علَى آَثَ ِ‬ ‫ضالِينَ (*) فَ ُه ْم َ‬ ‫أصل) ِإنَّ ُه ْم أَ ْلف َْوا آَ َبا َء ُه ْم َ‬
‫س ْلنَا فِي ِه ْم ُم ْنذ ِِرينَ ‪.‬‬
‫قَ ْبلَ ُه ْم أَ ْكثَ ُر ْاأل َ َّولِينَ (*) َولَقَ ْد أَ ْر َ‬
‫فرع‪ :‬يجب تقليد من يعتمد على النقل الحق في قوله‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫فرع‪ :‬المسارعة والركون الى تقليد الموروث المشهور ال يصح بل ال بد ان‬
‫يعلم انه حق‪.‬‬

‫ب الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َحتَّى ذَاقُوا بَأ ْ َ‬


‫سنَا قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم‬ ‫أصل) َكذَلِكَ َكذَّ َ‬
‫صونَ ‪.‬‬ ‫فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا إِ ْن تَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫الظ َّن َوإِ ْن أَ ْنت ُ ْم إِ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫فرع‪ :‬من يستند الى علم او كتاب حق يجب تقليده‪.‬‬

‫سو ِل قَالُوا َح ْسبُنَا َما َو َج ْدنَا‬


‫الر ُ‬ ‫َّللاُ َوإِلَى َّ‬ ‫أصل) َوإِذَا قِي َل لَ ُه ْم تَعَالَ ْوا إِلَى َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا‪ .‬أَ َولَ ْو َكانَ آَبَا ُؤ ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ َ‬
‫ش ْيئًا َو َال يَ ْهتَدُونَ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ف‪ -‬اتباع المهتدي واجب‪.‬‬
‫ف‪ -‬من علم انه مهتدي وجب تقليده‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز البقاء على تقليد غير المهتدي وترك المهتدي‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب العمل بالقران وقول النبي وقول الوصي‪.‬‬
‫ف‪ -‬قول النبي ال يخالف القران وقول الوصي ال يخالف القران وقول النبي‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل ما يروى عن النبي او الوصي يخالف القران فهو باطل‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز تقليد من لم يعلم انه مهتدي‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل قول ما عدا القران والسنة وحديث الوصي يجب عرضه على القران‬
‫فان وافقه فهو مهتدي يصح تقليده واال لم يصح‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل ما يتوصل اليه االنسان من معرفة ال توافق القران والسنة فهي باطل‪.‬‬
‫ت إِ ْن ُك ْنت ُ ْم تَ ْع ِقلُونَ (تفهمون)‬ ‫أصل) قَ ْد بَيَّنَّا لَ ُك ُم ْاآلَيَا ِ‬
‫ف‪ -‬فهم العامي حجة‪.‬‬
‫ف‪ -‬الفهم وفق الطريقة العقالئية حجة‪.‬‬
‫ف‪ -‬اجتهاد العامي حجة‪.‬‬
‫ف‪ -‬يعتبر في حجية الفهم واالجتهاد ان يكون نوعيا وليس فدريا‪.‬‬
‫ف‪ -‬اجتهاد االختصاصي المعتمد الفردية غير النوعية ليس معتبرا‪.‬‬
‫ف‪ -‬االجتهاد في الفهم وتحصيل العلم بالشرع غير مختص بالفقهاء بل هو‬
‫وظيفة كل مكلف‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب على كل مكلف ان يعلم االحكام بنفسه من األدلة‪.‬‬
‫ف‪ -‬من ترك العلم باالحكام من ادلتها وهو قادر اثم‪.‬‬
‫ف‪ -‬من تعذر عليه العلم باالحكام باجتهاده جاز له التعلم من غيره‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫ف‪ -‬ال يجب في التقليد وتعلم االحكام ان يكون من مجتهد اختصاصي بل يكفي‬
‫أي مجتهد عامي‪.‬‬
‫ظ ْر أَنَّى يُؤْ فَ ُكونَ ‪.‬‬
‫ت ث ُ َّم ا ْن ُ‬‫ْف نُ َب ِينُ لَ ُه ُم ْاآلَ َيا ِ‬ ‫أصل) ا ْن ُ‬
‫ظ ْر َكي َ‬
‫ف‪ -‬القران بين لمسلم والكافر‪.‬‬
‫ف‪ -‬فهم القران حجة على المسلم والكافر‪.‬‬
‫ف‪ -‬على من يفهم القران العمل به‪.‬‬
‫ف‪ -‬من اجتهد في معرفة الحكم من القران والسنة كان علمه حجة‪.‬‬
‫ط ِيبًا (لكم)‪ .‬ت وهو من المثال‬ ‫َّللاُ (في الدنيا) َح َال ًال َ‬ ‫أصل) َو ُكلُوا ِم َّما َرزَ قَ ُك ُم َّ‬
‫فيعمم‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل ما لم يرد فيه تحريم قطعي فهو حالل‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل خبر ظني يحرم ما لم يحرمه القران ال يثبت‪.‬‬
‫ف‪ -‬التحريم مختص بالقران والسنة القطعية‪.‬‬

‫َّللاَ ِم ْن ِعبَا ِد ِه ْالعُلَ َما ُء‪.‬‬


‫أصل) إنَّ َما يَ ْخشَى َّ‬
‫فرع العلماء الذين يخشون هللا هم خير البرية قال تعالى (أُولَئِكَ ُه ْم َخي ُْر ْالبَ ِريَّ ِة‬
‫ِي َربَّهُ }‬ ‫} إلَى قَ ْو ِل ِه ‪ { :‬ذَلِكَ ِل َم ْن َخش َ‬
‫فرع العلماء الذين يخشون ربهم جزاؤهم الجنة‪ .‬قال تعالى ( َجزَ ا ُؤ ُه ْم ِع ْندَ‬
‫عد ٍْن ‪-‬الى قوله‪ -‬ذَلِكَ ِل َم ْن َخش َ‬
‫ِي َربَّهُ‬ ‫َر ِب ِه ْم َجنَّاتُ َ‬
‫ي‬ ‫ض َ‬ ‫فرع‪ :‬فرع العلماء الذين يخشون ربهم رضي هللا عنهم‪ .‬قال تعالى ( َر ِ‬
‫ِي َربَّهُ)‬‫ع ْنهُ ذَلِكَ ِل َم ْن َخش َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َو َر ُ‬
‫ضوا َ‬ ‫َّ‬
‫َّللاُ َ‬

‫َّللاُ الَّ ِذينَ آ َمنُوا ِم ْن ُك ْم َواَلَّذِينَ أُوتُوا ْال ِع ْل َم َد َر َجاتٍ‪.‬‬


‫أصل) َي ْرفَ ْع َّ‬
‫ت َم ْن نَشَا ُء (بالعلم والعمل)‬ ‫أصل) ن َْرفَ ُع دَ َر َجا ٍ‬
‫أصل) َوفَ ْوقَ ُك ِل ذِي ِع ْل ٍم َ‬
‫ع ِلي ٌم‬
‫ير أَ ْم ه َْل تَ ْستَ ِوي ُّ‬
‫الظلُ َماتُ َوالنُّ ُ‬
‫ور‬ ‫ص ُ‬ ‫أصل) قُ ْل ه َْل َي ْستَ ِوي ْاأل َ ْع َمى َو ْال َب ِ‬
‫أصل) َفَ َم ْن يَ ْعلَ ُم أَنَّ َما أ ُ ْن ِز َل إِلَيْكَ ِم ْن َربِكَ ْال َح ُّق َك َم ْن ه َُو أَ ْع َمى‬
‫ثانيا‪ :‬التنزيلية‬
‫ان من خصائص المعرفة الشرعية ان تكون تنزيلية من هللا تعالى ‪.‬‬
‫أصل) ق (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)‬

‫‪245‬‬
‫ت) الذكر القران‪.‬‬
‫ف) القران محفوظ ال يغير وال يبدل وال يحرف‪.‬‬
‫ف) القران هو ما في المصحف الذي بين أيدينا‪.‬‬
‫ث بَ ْعدَهُ يُؤْ ِمنُونَ‬ ‫أصل) فَبِأَي ِ َحدِي ٍ‬
‫َّللا َوآَيَاتِ ِه يُؤْ ِمنُونَ ‪.‬‬
‫ث بَ ْعدَ َّ ِ‬ ‫أصل) فَ ِبأَي ِ َحدِي ٍ‬
‫ت ِمنَ ْال ُه َدى َو ْالفُ ْرقَ ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫اس َو َب ِينَا ٍ‬ ‫أصل) ُهدًى ِللنَّ ِ‬
‫ث بَ ْعدَهُ يُؤْ ِمنُونَ‬ ‫أصل) فَبِأَي ِ َح ِدي ٍ‬
‫َّللا َوآَيَاتِ ِه يُؤْ ِمنُونَ ‪.‬‬
‫ث بَ ْعدَ َّ ِ‬ ‫أصل) فَ ِبأَي ِ َحدِي ٍ‬
‫صلٌ‪.‬‬ ‫أصل) إِنَّهُ لَقَ ْو ٌل فَ ْ‬

‫ش ْيءٍ َو ُهدًى َو َرحْ َمةً‪.‬‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬


‫َاب تِ ْبيَانًا ِل ُك ِل َ‬ ‫أصل) َون ََّز ْلنَا َ‬

‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬


‫َاب ِإ َّال ِلت ُ َب ِينَ لَ ُه ُم الَّذِي ْ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه َو ُهدًى َو َرحْ َمةً‬ ‫أصل) َو َما أَ ْنزَ ْلنَا َ‬
‫ِلقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ‪.‬‬
‫أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلتُبَيِنَ ِللنَّ ِ‬
‫اس َما نُ ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم‪.‬‬
‫ف) السنة تكشف عن علم القران وتبينه‪.‬‬

‫ش ْيءٍ َو ُهدًى َو َرحْ َمةً‪.‬‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬


‫َاب تِ ْبيَانًا ِل ُك ِل َ‬ ‫أصل) َون ََّز ْلنَا َ‬
‫ف) ال يخصص وال يقيد ظاهر القران اال السنة التي تبلغ درجة العلم القوي‬
‫ف) السنة ال تخالف القران وال تنسخه مهما ادعي قطعيتها وما خالف القران‬
‫ليس سنة‪.‬‬
‫ف) الحديث مهما بلغت درجة صحته ال يخصص وال يقيد ظاهر القران النه‬
‫ظن وليس علما وال يعمل بالظن أصال فضال عن تخصيصه للعلم الذي للقران‪.‬‬

‫أصل) َوا ْس َمعُوا (واطيعوا)‬


‫صا ُك ْم ِب ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ (تفقهون‬
‫أصل) ذَ ِل ُك ْم (الوصايا كعدم قتل النفس) َو َّ‬
‫فتعلمون وتتقون مخالفتها)‬
‫ف‪ -‬آيات القران حجة على كل من يفهم‪.‬‬
‫ف‪ -‬من يفهم القران يعلم احكامه وال يحتاج الى وسيط ليعلمه االحكام‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫ف‪ -‬العلم من القران فوري ال تراخي فيه فتقوم الحجة على كل من يفهمه‪.‬‬
‫ف‪ -‬القول بالحاجة الى فقيه ليقلده الناس في دالالت القران باطل‪.‬‬
‫صا ُك ْم ِب ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَتَّقُونَ‬
‫أصل) ذَ ِل ُك ْم (الوصايا ومنها عدم التفرق عن سبيل هللا) َو َّ‬
‫(مخالفتها)‪.‬‬
‫َّ‬
‫صا ُك ْم ِب ِه لَ َعل ُك ْم تَذَ َّك ُرونَ (الوصايا‬ ‫أصل) ذَ ِل ُك ْم (الوصايا ومنها الوفاء بالعهد) َو َّ‬
‫فتتقون مخالفتها)‪.‬‬

‫أصل) ق (اليوم أكملت لكم دينكم)‬


‫ف) الدين كامل بتبليغ رسول هللا صلى هللا عليه واله فال يحتاج الى اكمال‪.‬‬
‫ف) الوصي ال يشرع وال يكمل الدين ألنه كامل بل يبين معاني القران والسنة‬
‫بعالم واقعي ال يحتمل الخطأ‪ .‬ففي ح (ان هللا تبارك وتعالى لم يدع شيئا يحتاج‬
‫إليه االمة اال أنزله في كتابه وبينه لرسوله (صلى هللا عليه واله)‪.‬‬
‫ف) المجتهد ال يشرع وال يكمل الدين ألنه كامل بل يبين ما في القران والسنة‬
‫بعلم ظاهري يحتمل الخطأ‪ .‬ففي ح (أ انزل هللا سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم‬
‫على اتمامه؟ ام كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه ان يرضى؟ أم أنزل هللا‬
‫سبحانه دينا تاما فقصر الرسول صلى هللا عليه وآله عن تبليغه وادائه؟! وهللا‬
‫سبحانه يقول‪ :‬ما فرطنا في الكتاب من شيء)‬

‫أصل) ق (وما أرسلناك اال كافة للناس بشيرا ونذيرا)‬


‫ف) النص الشرعي من قران وسنة حجة بحق كل انسان‪.‬‬
‫ف) من بلغه معاني القران والسنة باي لغة فقد قامت عليه حجتهما‪.‬‬
‫الحكم هلل تعالى‬

‫َاصلِينَ ‪.‬‬ ‫ص ْال َح َّق َوه َُو َخي ُْر ْالف ِ‬ ‫َّلل يَقُ ُّ‬ ‫اصل) ِإ ِن ْال ُح ْك ُم ِإ َّال ِ َّ ِ‬
‫ق أَ َال لَهُ ْال ُح ْك ُم ‪.‬‬
‫َّللا َم ْو َال ُه ُم ْال َح ِ‬
‫اصل) ث ُ َّم ُردُّوا ِإلَى َّ ِ‬
‫اصل) لَهُ ْال َح ْمدُ فِي ْاألُولَى َو ْاآلَ ِخ َرةِ َولَهُ ْال ُح ْك ُم َوإِلَ ْي ِه ت ُ ْر َجعُونَ‬
‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّ ِذينَ يَ ْستَ ْن ِب ُ‬
‫طونَهُ‬ ‫اصل) َولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫ِم ْن ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬وهذا كله لبيان ما انزل هللا‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫ف) ال يحكم النبي وال ولي االمر اال بما انزل هللا‪.‬‬
‫ف) ليس للفقيه أي تشريع وليس لقوله حجة بل هو يبين احكام القران وسنن‬
‫النبي واحاديث االئمة االوصياء‪.‬‬

‫َّللاُ (تكذيبا وجحودا) َفأُو َلئِكَ ُه ُم ْالكَا ِف ُرونَ ‪.‬‬


‫أصل) َو َم ْن َل ْم َيحْ ُك ْم ِب َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫ف‪ -‬من لم يحكم بما انزل هللا ان كان تكذيب وجحود فهو مخطئ ويحكم بكفره‪،‬‬
‫وان كان مجتهدا ومتاوال فهو مخطئ وال يكفر‪.‬‬
‫ف‪ -‬من لم يحكم بما انزل هللا وهو غير مكذب ومقر بالقران والنبوة فال يكفر‬
‫وان خالف ما هو سائد من فهم‪ .‬وان علم انه خالف ما انزل هللا حكم ببطالن‬
‫قوله وال يكفر ما دام مقرا بااليمان باهلل وكتابه‪.‬‬
‫ف‪ -‬المبتدع المتأول ال يكفر‪.‬‬
‫ف‪ -‬المبتدع المتأول ال يفسق وان كان قوله باطال وال يكفر وال يتبرأ منه ان‬
‫كان مقرا بااليمان ومظهرا قصد الحق‪.‬‬
‫ف‪ -‬من لم يحكم بما انزل هللا متؤال فهو مخطئ وقوله باطل لكن ال يسفق وال‬
‫يكفر‪.‬‬
‫ف‪ -‬المسلم ال يكفر اال اذا كذب القران او كذب رسول هللا صلى هللا عليه واله‬
‫صريحا‪ .‬واما مخالفة القران او مخالفة السنة فليست تكذيبا وان كان من المجمع‬
‫عليه‪.‬‬
‫ف‪ -‬الضرورة اإلسالمية هي ضرورات القران والسنة وليس ضرورات‬
‫الطوائف والمذاهب‪.‬‬

‫الشرائع‬
‫أصل) ق (يمحو هللا ما يشاء ويثبت)‬
‫ف) النسخ في الشريعة او في الشرائع جائز‪.‬‬
‫ف) النسخ مختص بالقران فقط فال نسخ بالسنة‪ .‬وما روي خالف ذلك باطل‪.‬‬
‫ف) القران ينسخ القران والسنة والكتب المنزلة من توراة وانجيل ونحوها‪،‬‬
‫والسنة ال تنسخ القران وال شيئا من الكتب المنزلة‪ .‬وما روي خالف ذلك باطل‪.‬‬

‫أصل) ق (يمحو هللا ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب)‬

‫‪248‬‬
‫ف) أصل الشريعة هو القران والسنة فرع له‪.‬‬
‫ف) السنة ال تخالف القران‪.‬‬
‫ف) السنة ال تشرع شيئا ليس له أصل في الكتاب‪.‬‬
‫ف) كل حديث ليس له أصل (شاهد ومصدق) من القران فهو باطل‪.‬‬
‫التجديد العلمي‬
‫أصل) ق (نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء)‬
‫ف) السنة فرع القران‪ .‬ففي ح (ان هللا تبارك وتعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه‬
‫االمة اال أنزله في كتابه وبينه لرسوله (صلى هللا عليه واله)‪.‬‬
‫ف) القران تبيان لكل شيء فال شيء اال وفي القران تبيانه حقيقة وحكما‪.‬‬
‫ف) ال بد من موافقة حقائق العلوم التجريبية للقران‪.‬‬
‫ت) المعرفة القرانية إخبارية فهي كالظاهري بالنسبة للحقائق التجريبية‬
‫الواقعية‪.‬‬
‫ف) إذا خالف البيان القرآني الواقع العلمي التجريبي كان البيا القرآني ظاهريا‬
‫فيحمل على محمل يوافق الواقع‪.‬‬
‫ف) القران ال يتغير وعلمه الواقعي ال يتغير اال ان علمنا بالقران ظاهري‬
‫والحقائق تتغير والعلم بالقران يتغير‪.‬‬
‫ف) القراءة الجديدة للنص القرآني وفق معطيات العصر ليس احداثا في الدين‬
‫بل هو من سعة القران وظاهرية علمنا به وتاثره بأطرافه من المستدل والدليل‬
‫ومدلوله وموضوعه‪.‬‬
‫الوحي‬
‫أصل) قال‪ :‬اوحى الى ولم يوح إليه شيء‪.‬‬
‫ت) وهذا خبر يرد به اخر أي انه ال وحي رسالة اال لنبي‪.‬‬
‫ف) الوحي وحي رسالة ووحي بال رسالة‪ .‬لما دل قطعا على وقوع الوحي‬
‫لغير األنبياء‪ .‬فيكون النبي مختصا بوحي الرسالة‪.‬‬
‫ف) وال وحي رسالة اال للنبي‪ .‬ومن ادعى وحي رسالة غير النبي فهو كاذب‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫ف) الوصي يخبر عن النبي في الرسالة وال يوحى اليه فيها‪.‬‬
‫ف) العلماء يخبرون عن فهمهم للقران والسنة وال يوحى إليهم برسالة‪.‬‬
‫ف) من قال انه يوحى اليه بعد النبي وحي رسالة او ادعى كتابا من هللا تعالى‬
‫فهو كاذب‪.‬‬
‫ف) الدين يجب ان ينتهي الى النبي بنقل طبيعي وليس بنقل خارق للعادة‪.‬‬
‫ف) نقل الوصي عن النبي هو عن طريق ابائه وهو نقل ال يقبل الخطأ فهو‬
‫خارق للعادة من جهة العصمة ودل الدليل القطعي عليها من وجوب طاعته‬
‫والرد اليه‪.‬‬
‫ف) من ادعى لقاء الوصي الحي عليه السالم واخذ عنه بعد غيبته ال بد ان‬
‫يدل على ذلك بدليل قطعي ألنه خارق للعادة‪.‬‬
‫ف) ما يقوله الوصي يجب العمل به‪ ،‬ليس ألنه يوحى اليه وانما الن نقله عن‬
‫النبي ونقله عنه معصوم ال يخطئ‪.‬‬

‫أصل) ق (ان اتبع اال ما يوحى الي)‬


‫ف) الدين والتشريع هو القران والسنة اتباع له‪.‬‬
‫ف) ال شيء في السنة اال ولها أصل للقران‪.‬‬
‫ف) كل ما ينسب الى السنة وليس لها أصل في القران فهو باطل‪.‬‬
‫أصل) ق (ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)‬
‫ف) السنة دليل شرعي أصلي‪.‬‬
‫ف) السنة القطعية حجة ال تحتاج الى عرض‪ ،‬وال يمكن ان تخالف القران‪.‬‬
‫ت) أي اختالف ظاهري بين السنة والقران فهو متشابه يحكم بالمحكمات‪.‬‬
‫ف) السنة اما نقل او مشافهة‪.‬‬
‫ف) كل ما يكون عن النبي صلى هللا عليه واله فهو سنة‪.‬‬
‫ف) السنة النقلية تكون باالحاديث التي روية بطريقة طبيعية غير خارقة للعادة‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫ف) الحديث ال يكون سنة اال بموافقته القران‪ ،‬بان يكون له شاهد منه‪.‬‬
‫ف) الحديث ظن مهما بلغ عدد رواته او صحة سنده وال يكون علما اال بموافقة‬
‫القران بان يكون فيه شاهد له‪.‬‬
‫ف) خبر الواحد ليس حجة وهو ظن اال ان يكون له شاهد من القران فيصبح‬
‫علما وحجة‪.‬‬
‫ف) يجب عرض الحديث على القران فان كان له شاهد منه فهو علم وحق‬
‫وهو سنة واال فهو ظن ال يجوز ان ينسب الى السنة وان صح سنده‪.‬‬
‫ف) الحديث الموافق للقران سنة وان كان ضعيف السند والحديث المخالف‬
‫للقران ليس سنة وان كان صحيح السند‪.‬‬

‫أصل) ق (وما ينطق عن الهوى ئ إن هو إال وحي يوحى)‬


‫ف) القران وحي‪.‬‬
‫ف) التبليغ وحي‪.‬‬

‫المحكم‬
‫أصل) ق (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر‬
‫متشابهات)‬
‫ت) التشابه الداللي بفعل المتلقي وليس بفعل النص القرآني فانه محكم كله‪.‬‬
‫ف) في القران آيات متشابهات دالليا على المتلقي وان كانت هي محكمة في‬
‫نفسها‪.‬‬
‫ف) االحكام والتشابه يتأثر بالقارئ فيمكن ان يختلف ويمكن ان يتغير سواء‬
‫على الفرد او الجماعة عبر األجيال‪.‬‬
‫ف) الحقيقة القرانية محفوظة ثابتة لكن العلم البشري بها قد يتغير‪.‬‬
‫ف) المتشابه الداللي يحمل على المحكم فيحكم‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫ف) عرض المعارف على بعض ضروري لبلوغ االحكام في المتشابهات‪.‬‬
‫ف) اعتماد المتشابه مع مخالفته للثوابت من الحشوية وهو باطل‪.‬‬
‫ف) المتشابه ما كان ظاهره اللفظي يختلف عن ظاهره المعرفي‪.‬‬
‫ف) احكام المتشابه ليس تأويال دائما بل تفسيرا أحيانا‪.‬‬

‫أصل) ما يعلم تأويله اال هللا والراسخون في العلم يقولون كل من عند ربنا)‬
‫ف) تأويله النص الخبر هو تحقق مفاده في الخارج وان كان تأويل النص حمله‬
‫على غير ظاهره‪ .‬فالتأويل تأويال تحققي وداللي‪.‬‬
‫ف) التأويل التحققي لألخبار المستقبلية من الغيب الذي ال يعلمه اال هللا تعالى‪.‬‬
‫ف) الراسخ بالعلم من المؤمنين يؤمن بالمتشابه التحققي والداللي ويرجع علمه‬
‫الى هللا تعالى‪.‬‬
‫ف) بالعلم بالتحقق او الداللة الواقعية يزول التشابه‪ .‬فالتشابه في اية ممكن ان‬
‫يزول مع الزمن‪.‬‬
‫النسخ‬
‫أصل) ق (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)‬
‫((ولَ ِك ْن يُن َِز ُل بِقَدَ ٍر َما يَشَا ُء)‪.‬‬
‫ت) ننسها من علم الملك قبل االنزال‪ .‬قال تعالى َ‬
‫ف) القران ال ينسخه اال القران‪ .‬والنسخ هنا نسخ الحكم فقط‪.‬‬
‫ف) إذا نزلت االية لم تبدل ولم تنس‪ .‬فنسخ التالوة باطل‪.‬‬

‫‪252‬‬
‫ثالثا‪ :‬الكتابية‬

‫من خصائص المعرفة الشرعية انها من كتاب سماوي أصال او فرعا‪.‬‬

‫يز (*) َال َيأ ْ ِتي ِه ْال َب ِ‬


‫اط ُل ِم ْن َبي ِْن َي َد ْي ِه َو َال ِم ْن خ َْل ِف ِه‪.‬‬ ‫أصل) َو ِإنَّهُ لَ ِكتَابٌ َ‬
‫ع ِز ٌ‬

‫ارةٍ ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫صا ِدقِينَ ‪.‬‬ ‫ب ِم ْن قَ ْب ِل َهذَا أَ ْو أَثَ َ‬
‫أصل) ائْتُونِي ِب ِكتَا ٍ‬

‫ث بَ ْعدَهُ يُؤْ ِمنُونَ‬ ‫أصل) فَبِأَي ِ َحدِي ٍ‬


‫َّللا َوآَ َياتِ ِه يُؤْ ِمنُونَ ‪.‬‬ ‫أصل) فَ ِبأَي ِ َحدِي ٍ‬
‫ث َب ْعدَ َّ ِ‬
‫ف) حجية القران مطلقة فيجب العمل به مطلقا واما غيره فحجيته مشروطة‬
‫بموافقة القران بما في ذلك السنة‪ ،‬وال سنة تخالف القران‪.‬‬

‫صا ِدقِينَ ‪ .‬ت وهو‬ ‫ارةٍ ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬


‫ب ِم ْن قَ ْب ِل َهذَا أَ ْو أَثَ َ‬ ‫أصل) ائْتُونِي بِ ِكتَا ٍ‬
‫عام يشمل علم الرسل‪.‬‬
‫أصل) قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا ِإ ْن تَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن أَ ْنت ُ ْم ِإ َّال‬
‫صونَ ت وهو عام يشمل علم الرسل‪.‬‬ ‫ت َْخ ُر ُ‬
‫صا ِدقِينَ ‪.‬‬ ‫ارةٍ ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫ب ِم ْن قَ ْب ِل َهذَا أَ ْو أَثَ َ‬ ‫أصل) ائْتُونِي ِب ِكتَا ٍ‬

‫ف) يجب االكثار من نقل القران والسنة وحديث االئمة‪.‬‬


‫ف) يجب التقليل من نقل اقوال العلماء‪.‬‬
‫ف) يجب جعل الناس على الفة مع االيات والسنن واالحاديث‪.‬‬
‫) ما هو مبين في القران والسنة واحاديث االئمة ينقل بنصه الى الناس وال‬
‫يصار الى تحرير المسائل المنصوصة من قبل الفقهاء اال عند االضطرار واما‬
‫غير المنصوصة فيشار الى وضوعاتها واحكامها من خالل النصوص‬
‫الواصلة‪.‬‬
‫ف) اذا كانت كثرة السنن واالحاديث المنقولة تجعل من العسير نقلها الى‬
‫الناس وجب استخراج الصادق الحق منها في كتاب موحد ونشره بين الناس‪.‬‬
‫ف) من األفضل تبويب االيات والروايات الثابتة على أبواب االعتقادات‬
‫واالحكام ونشرها بين الناس بشكل كتاب موحد مع بيان للمسائل غير‬
‫المنصوصة بالنصوص باختصار‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫اس َما نُ ِز َل إلَ ْي ِه ْم َولَ َعلَّ ُه ْم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫أصل) أَ ْنزَ ْلنَا إلَيْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلت ُ َب ِينَ ِللنَّ ِ‬
‫ت هذا من المثال‪.‬‬
‫فرع‪ :‬يستحب تبيين ما انزل هللا للناس باعتماد الكتاب‪ .‬ويجب ان انحصر البيان‬
‫به‪.‬‬
‫فرع‪ :‬يستحب التفكر في الكتاب للعلم باألحكام والتفكر هو استنباط واجتهاد‪.‬‬
‫ويجب ان انحصر علم االحكام به‪.‬‬

‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬


‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫انزلنا اليك من الكتاب‪.‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫ب ه َُو ال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪.‬‬ ‫ْ‬
‫أصل) َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِليْكَ ِمنَ ال ِكتَا ِ‬
‫َ‬
‫ت‪ :‬بين يديه من الكتاب ‪.‬‬
‫ف) يعتبر في العلم بان القول من فقه القران وانه ينتهي الى الكتاب وانه الحق‬
‫والهدى العلم بانه مصدق بالكتاب وهو المعتبر في وجوب تقليده‪.‬‬

‫أصل) ق (ما فرطنا في الكتاب من شيء)‬


‫ف) كل مسألة شرعية لها بيان في القران‪ .‬بالخصوص او العموم الواضح‪.‬‬
‫ف) كل حكم شرعي له أصل في القران‪ .‬ففي ح (ان هللا تبارك وتعالى لم يدع‬
‫شيئا يحتاج إليه االمة اال أنزله في كتابه وبينه لرسوله (صلى هللا عليه واله)‪.‬‬
‫ف) ال يجوز اعتماد حكم ال أصل له في القران‪.‬‬
‫ف) الحقائق الواقعية بخصوص األشياء يجب اال تخالف القران‪.‬‬
‫ف) المعرفة باألشياء يجب اال تخالف القران‪.‬‬
‫ف) البيان القران يتأثر بالوعي والمعرفة الفردية فيختلف االنكشاف ويتغير‬
‫عبر العصور‪.‬‬

‫أصل) (وقال اهل الكتاب) َو َال تُؤْ ِمنُوا (تثقوا) ِإ َّال ِل َم ْن تَ ِب َع دِينَ ُك ْم‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز عدم تصديق غير المسلم الصالح‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز تكذيب االنسان لمجرد انه غير مسلم‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز تكذيب االنسان لمجرد انه مخالف في الدين او المذهب‪.‬‬
‫ف‪ -‬غير المسلم الصالح يصدق خبره وتقبل شهادته‪.‬‬
‫ف‪ -‬غير المسلم إذا لم يظهر منه فسوق وعصيان صدق ووثق‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب تصديق التقي وان كان مخالفا في دينه او مذهبه‪.‬‬
‫ف‪ -‬من عرف بالصالح تجوز شهادته ويصدق وان كان من دين اخر‪.‬‬
‫سبِيلٌ‪َ .‬ويَقُولُونَ‬ ‫علَ ْينَا فِي ْاأل ُ ِميِينَ َ‬ ‫أصل) ذَلِكَ بِأَنَّ ُه ْم (اهل الكتاب) قَالُوا لَي َ‬
‫ْس َ‬
‫َّللا ْال َكذ َ‬
‫ِب َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬ ‫علَى َّ ِ‬ ‫َ‬
‫ت وهو من فرد ادعاء عدم سبيل الغير فيعمم على كا من يدعي ذلك‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل انسان له ذمته وملكيته ال يجوز التجاوز عليها ان لم يكن مسلما‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز التجاوز على ملكية انسان وان لم يكن مسلما‪.‬‬
‫ف‪ -‬من ظهر منه الصالح جاز ائتمانه وتوكيله وان لم يكن مسلما‪.‬‬
‫أصل) بَلَى َم ْن أَ ْوفَى بِعَ ْه ِد ِه (من المسلمين وغيرهم) َواتَّقَى فَإِ َّن َّ‬
‫َّللاَ ي ُِحبُّ‬
‫ْال ُمتَّقِينَ ‪.‬‬
‫ف‪ -‬المتقين يحبهم هللا ولهم فضلهم وان اختلفت اديانهم‪.‬‬
‫ف‪ -‬غير المسلم التقي يساوي في الفضل المسلم التقي‪.‬‬

‫أصل) ق (افال يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها)‬


‫ت) التدبر اعم من التأمل بغاية التصديق وااليمان والتوحيد‪ ،‬كما انه من المثال‬
‫فيعمم لكل استفادة واستنباط بما يشمل االجتهاد في الشرائع‪ .‬فيعمم لكل دليل‬
‫شرعي‪.‬‬
‫ف) يجب على االنسان التأمل في القران بغاية ترسيخ االيمان والتوحيد‪.‬‬
‫ف) االجتهاد واجب عيني على كل انسان سواء في العقائد او الشرائع‪.‬‬
‫ف) إذا عجز االنسان عن االجتهاد وهو نادر وحضر العمل او وجب االعتقاد‬
‫وجب تقليد من اجتهد باطالع على االية او الرواية الخاصة بالمسالة‪.‬‬
‫ت) الن االجتهاد العادي العامي يسير جدا ال يحتاج اال الى االطالع على االية‬
‫والرواية فان الحاجة الى تقليد الغير نادر بل ال واقع له حقيقة اذ يمكن بيان‬
‫االية او الرواية الحاكمة فيصبح المستمع مجتهدا فيها‪.‬‬
‫ف) ليس من واقعة اال فيها اية او رواية وانما يتباين الناس في تطبيق‬
‫النصوص على الوقائع‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫ف) على المطلع تعليم الناس انطباق النصوص على الوقائع والحوادث‪.‬‬
‫ف) من اجل العلوم ومن مقدمات الفقه هو توزيع االيات والروايات الثابتة‬
‫على المواضيع من دون تدخل في الفهم اال للضرورة‪.‬‬
‫ت) توزيع النصوص على األبواب واالفتاء بالنص هي طريقة المحدثين وهي‬
‫الصحيحة واما التجريد بحجة تعقيد الدليل او غموضه او صعوبته ليس نافعا‪.‬‬
‫ف) على العلماء تيسير اطالع الناس على األدلة في العقائد والشرائع وتيسيرها‬
‫بأقصر طريق وأيسره واالستعانة بكل الوسائل ليصبح الناس على علم بالدليل‬
‫كما يعلمون االحكام‪.‬‬
‫ف) الفتاوى المجردة وان كانت مشهورة اال انها طريقة غير تامة في تعليم‬
‫الشريعة‪.‬‬
‫ف) من اليسير جمع األصول القرانية والسنية وبيان ما يتفرع منها فيما يخص‬
‫الحوادث غير المنصوصة‪.‬‬
‫ف) التعليم هو بيان األصل القرآني او السني وليس بيان الفتوى فقط بل وال‬
‫بيان الدليل غير األصلي‪.‬‬
‫ت) في كون بيان الفتوى تعليما اشكال بل منع لما تقدم من تقوم العلم بالعلم‬
‫بالقران‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬االتباعية‬
‫من خصائص المعرفة الشرعية انها تؤصل اتباع امر هللا تعالى وسوله‬
‫واوصيائه صلوات هللا عليهم‪.‬‬

‫علَ ْي ِه ْم ِمنَ النَّ ِب ِيينَ‬ ‫سو َل َفأُو َلئِكَ َم َع ا َّلذِينَ أَ ْن َع َم َّ‬


‫َّللاُ َ‬ ‫الر ُ‬ ‫أصل) َو َم ْن ي ُِط ِع َّ‬
‫َّللاَ َو َّ‬
‫ض ُل ِمنَ َّ ِ‬
‫َّللا‪.‬‬ ‫صا ِل ِحينَ ‪َ .‬و َحسُنَ أُولَئِكَ َرفِيقًا‪ .‬ذَلِكَ ْالفَ ْ‬ ‫اء َوال َّ‬ ‫الصدِيقِينَ َوال ُّ‬
‫ش َهدَ ِ‬ ‫َو ِ‬
‫ف‪ -‬طاعة هللا والرسول تؤدي الى رفقة الذين انعم هللا عليهم‪.‬‬
‫ف‪ -‬طاعة هللا تعالى ومرافقة الصالحين فضل من هللا تعالى‪.‬‬
‫ف‪ -‬يستحب حمد هللا تعالى على طاعته النها بفضل منه‪.‬‬
‫ف‪ -‬طاعة الوصي من طاعة هللا ورسوله فتؤدي الى رفقة الصالحين‪.‬‬
‫َّللاَ‪( .‬الن الرسول مطبق لكتابه)‬ ‫ع َّ‬ ‫سو َل فَقَ ْد أَ َ‬
‫طا َ‬ ‫الر ُ‬‫أصل) َم ْن ي ُِط ْع َّ‬

‫‪256‬‬
‫ظا‪.‬‬ ‫س ْلنَاكَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫أصل) َو َم ْن ت ََولَّى (عن طاعتك) فَ َما أَ ْر َ‬
‫غي َْر الَّذِي تَقُولُ‪.‬‬ ‫طائِفَةٌ ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫عةٌ فَإِذَا بَ َر ُزوا ِم ْن ِع ْندِكَ بَيَّتَ َ‬ ‫طا َ‬ ‫أصل) َويَقُولُونَ َ‬
‫َّللاُ َي ْكت ُ ُ‬
‫ب َما يُ َب ِيتُونَ ‪.‬‬ ‫َو َّ‬
‫ع ْن ُه ْم (العاصين)‪.‬‬ ‫ض َ‬ ‫أصل) فَأَع ِْر ْ‬
‫ق‪َ .‬و َال تَت َّ ِبعُوا أَ ْه َوا َء قَ ْو ٍم‬ ‫غي َْر ْال َح ِ‬ ‫ب َال تَ ْغلُوا فِي دِينِ ُك ْم َ‬ ‫أصل) قُ ْل يَا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫س ِبي ِل‪.‬‬
‫اء ال َّ‬ ‫ع ْن َ‬
‫س َو ِ‬ ‫ضلُّوا َ‬ ‫يرا َو َ‬‫ضلُّوا َك ِث ً‬
‫ضلُّوا ِم ْن قَ ْب ُل َوأَ َ‬ ‫قَ ْد َ‬

‫سو ِل َرأَيْتَ ْال ُمنَافِقِينَ‬ ‫الر ُ‬‫َّللاُ َو ِإلَى َّ‬ ‫أصل) َو ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم تَ َعالَ ْوا ِإلَى َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫صدُودًا‪.‬‬ ‫ع ْنكَ ُ‬ ‫صدُّونَ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ُ‬
‫ش َج َر بَ ْينَ ُه ْم ث َّم َال يَ ِجدُوا فِي‬ ‫أصل) فَ َال َو َربِكَ َال يُؤْ ِمنُونَ َحتَّى يُ َح ِك ُموكَ فِي َما َ‬
‫س ِل ُموا تَ ْس ِلي ًما‪ .‬ت وهو من أصل) المثال لالمامة‬ ‫ضيْتَ َويُ َ‬ ‫أَ ْنفُ ِس ِه ْم َح َر ًجا ِم َّما قَ َ‬
‫فيعم الوصي‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب على المؤمنين تحكيم الوصي ويسلموا له‪.‬‬
‫س ُك ْم (بعضكم المجرمون)‬ ‫علَ ْي ِه ْم (المنافقون) أَ ِن ا ْقتُلُوا أَ ْنفُ َ‬ ‫أصل) َولَ ْو أَنَّا َكتَ ْبنَا َ‬
‫ار ُك ْم (الجل دينكم) َما فَعَلُوهُ إِ َّال قَ ِلي ٌل ِم ْن ُه ْم‪.‬‬ ‫اخ ُر ُجوا ِم ْن ِديَ ِ‬ ‫أَ ِو ْ‬
‫شدَّ تَثْبِيتًا‪َ .‬و ِإذًا َآلَتَ ْينَا ُه ْم‬‫ظونَ بِ ِه لَ َكانَ َخي ًْرا لَ ُه ْم َوأَ َ‬
‫ع ُ‬ ‫أصل) َولَ ْو أَنَّ ُه ْم فَعَلُوا َما يُو َ‬
‫ص َرا ً‬
‫طا ُم ْستَ ِقي ًما‪.‬‬ ‫ع ِظي ًما‪َ .‬ولَ َهدَ ْينَا ُه ْم ِ‬ ‫ِم ْن لَدُنَّا أَجْ ًرا َ‬
‫ف‪ -‬االمتثال الوامر هللا تؤدي الى لهداية الى الطريق المستقيم‪.‬‬
‫ف‪ -‬طاعة هللا تعالى فيها خير واجر وتثبيت وهداية‪.‬‬
‫ف‪ -‬من أراد ان يكون على الطريق المستقيم فعليه طاعة هللا تعالى‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال شيء اخر مطلوب غير طاعة هللا تعالى الجل االهتداء الى الطريق‬
‫المستقيم‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل فعل او قول يقال انه مطلوب لالهتداء الى الصراط المستقيم غير‬
‫طاعة هللا ال يصح‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل من يقول انه يمكن ان يهتدي الى الصراط المستقيم دون طاعة هللا فهو‬
‫كاذب‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل من يقول انه مهتدي بعقيدته وال يحتاج الى طاعة هللا للهداية فقوله‬
‫باطل‪.‬‬

‫ِيم َحنِيفًا‪ .‬أصل) ث ُ َّم أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ أَ ِن ات َّ ِب ْع ِملَّةَ ِإب َْراه َ‬


‫ِيم‬ ‫أصل) فَات َّ ِبعُوا ِملَّةَ ِإب َْراه َ‬
‫َح ِنيفًا َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ‪.‬‬
‫ف) يجب على المؤمن ان يقلد ما علم انه من ملة إبراهيم‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫أصل) أُو َلئِكَ الَّذِينَ َهدَى َّ‬
‫َّللاُ فَ ِب ُهدَا ُه ُم ا ْقتَ ِدهِ‪.‬‬
‫ف‪ -‬المهتدي يقتدى به‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب تقليد المهتدي في هداه‪.‬‬
‫ف‪ -‬العالم بحق يقتدى به‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب االقتداء بالنبي والوصي‪.‬‬
‫ف‪ -‬إذا حضر العالم بالواقع حقا كالوصي لم يجز معه االجتهاد‪.‬‬

‫ف‪ -‬ان غاب الوصي ولم يتمكن االنسان من معرفة الحكم بالقضية من القران‬
‫والسنة وجب عليه ان يقتدي بمن علم انه مهتدي من المؤمنين‪.‬‬
‫ف‪ -‬يكفي في العلم بهداية المهتدي غير النبي والوصي انطباق عناوين الهادية‬
‫عليه وان لم يكن تنصيص‪.‬‬
‫ف‪ -‬اذا لم يتمكن من معرفة الحكم من القران والسنة وتعدد المهتدون واختلفوا‬
‫وجب االقتداء باكثرهم مطابقة لوجدان الشريعة المستخلص من القران والسنة‬
‫فان شك اقتدى باكثرهم مقبولية بالفطرة وعرف العقالء‪.‬‬
‫ص َالةِ‬ ‫أصل) ‪َ :‬و َجعَ ْلنَا ُه ْم أَئِ َّمةً يَ ْهدُونَ بِأ َ ْم ِرنَا َوأَ ْو َح ْينَا ِإلَ ْي ِه ْم فِ ْع َل ال َخي َْرا ِ‬
‫ت َو ِإقَ َ‬
‫ام ال َّ‬ ‫ْ‬
‫الزكَاةِ َوكَانُوا لَنَا َ‬
‫عا ِبدِينَ ‪.‬‬ ‫َو ِإيتَا َء َّ‬

‫اس ِإ َما ًما ‪ .‬أصل) ث ُ َّم أَ ْو َح ْينَا ِإ َليْكَ أَ ِن ات َّ ِب ْع ِملَّةَ ِإب َْراه َ‬
‫ِيم‪.‬‬ ‫أصل) ِإنِي َجا ِعلُكَ ِللنَّ ِ‬
‫ع ِل ْمتَ ُر ْشدًا أصل) قَا َل فَإِ ِن ات َّ َب ْعتَنِي‬ ‫علَى أَ ْن ت ُ َع ِل َم ِن ِم َّما ُ‬ ‫أصل) ه َْل أَت َّ ِبعُكَ َ‬
‫ِث لَكَ ِم ْنهُ ِذ ْك ًرا‪.‬‬ ‫ش ْيءٍ َحتَّى أُحْ د َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫فَ َال تَ ْسأ َ ْلنِي َ‬
‫ف) يجب على العالم تقليد غيره من العلماء ان كان فعله او قوله الحق والهدى‪.‬‬

‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫ق‬ ‫َّللاَ ن ََّز َل ْال ِكت َ‬
‫ِيرا أصل) ذَلِكَ ِبأ َ َّن َّ‬ ‫ِيرا َونَذ ً‬‫ق بَش ً‬ ‫س ْلنَاكَ ِب ْال َح ِ‬ ‫أصل) ِإنَّا أَ ْر َ‬
‫اس‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫ق ِل َيحْ ُك َم َبيْنَ النَّ ِ‬ ‫أصل) َوأَ ْنزَ َل َم َع ُه ُم ْال ِكت َ‬
‫ق‬‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫الظ َّن َوإِ َّن َّ‬‫أصل) َو َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫ش ْيئًا‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق َ‬ ‫ظنًّا ِإ َّن َّ‬ ‫ش ْيئًا‪ .‬أصل) َو َما يَت َّ ِب ُع أَ ْكثَ ُر ُه ْم ِإ َّال َ‬ ‫َ‬
‫ف) اذا غاب الخليفة فال طاعة وال اتباع اال لما يعلم انه امره علما ال يدخله‬
‫ظن‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫َّللاِ إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال‬
‫سبِي ِل َّ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ضلُّوكَ َ‬ ‫ض يُ ِ‬ ‫أصل) َوإِ ْن ت ُ ِط ْع أَ ْكثَ َر َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫صونَ ‪ .‬ت هذا من المثال للظن واتباعه‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن ُه ْم ِإ َّال يَ ْخ ُر ُ‬
‫ف‪ -‬ال يجوز اتباع من يقول بالظن‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز اتباع اال من يقول بعلم‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز اتباع أحد في كل ما يقول – عدا النبي والوصي‪ -‬اال بعد ان يعلم‬
‫ان قوله علم وليس ظنا‪.‬‬
‫ف‪ -‬النبي وولي االمر الوصي ال يقول بظن الن هللا فرض طاعتهما وقد منع‬
‫من طاعة من يقولون بالظن‪.‬‬
‫ب الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َحتَّى‬ ‫ْس لَكَ بِ ِه ِع ْل ٌم‪ .‬أصل) َكذَلِكَ َكذَّ َ‬ ‫ف َما لَي َ‬ ‫أصل) َو َال تَ ْق ُ‬
‫سنَا قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا إِ ْن تَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫الظ َّن َوإِ ْن أَ ْنت ُ ْم‬ ‫ذَاقُوا بَأ ْ َ‬
‫س َّم ْيت ُ ُموهَا أَ ْنت ُ ْم َوآَ َبا ُؤ ُك ْم َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ ِب َها‬ ‫ِي ِإ َّال أَ ْس َما ٌء َ‬‫صونَ ‪ .‬أصل) ِإ ْن ه َ‬ ‫ِإ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫ان إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫الظ َّن‪.‬‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬
‫ِم ْن ُ‬

‫أصل) أَفَ َم ْن َي ْهدِي ِإلَى ْال َح ِ‬


‫ق أَ َح ُّق أَ ْن يُت َّ َب َع أَ ْم َم ْن َال َي ِهدِي ِإ َّال أَ ْن يُ ْهدَى‪.‬‬
‫ف‪ -‬تقليد المهتدي واجب في هدايته‪.‬‬
‫ف‪ -‬من تعذر عليه معرفة الحكم وجب عليه تقليد من يعرف‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال بد من هاد الى الحق في كل زمن‪.‬‬

‫سو َل َواحْ ذَ ُروا (المعصية)‬ ‫الر ُ‬‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬ ‫أصل) أَ ِطيعُوا َّ‬
‫ف‪ -‬ترك طاعة هللا تعالى وترك طاعة رسوله اعراضا من الكبائر‪.‬‬
‫سو ِلنَا ْالبَ َالغُ ْال ُمبِينُ ‪.‬‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫أصل) إِ ْن ت ََولَّ ْيت ُ ْم فَا ْعلَ ُموا أَنَّ َما َ‬
‫ف‪ -‬الحدود تثبت بالقران والسنة القطعية فقط‪.‬‬
‫ف‪ -‬الحدود ال تثبت بالسنة التصديقية‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل خبر ظني يوجب حدا ليس في القران والسنة القطعية ال يثبت‪.‬‬
‫علَ ْي ُك ْم‬
‫علَ ْي ِه َما ُح ِم َل َو َ‬‫سو َل فَإِ ْن ت ََولَّ ْوا فَإِنَّ َما َ‬ ‫الر ُ‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬ ‫أصل) قُ ْل أَ ِطيعُوا َّ‬
‫َما ُح ِم ْلت ُ ْم َو ِإ ْن ت ُ ِطيعُوهُ تَ ْهتَدُوا‪.‬‬
‫أصل) طاعة هللا والرسول من أسأصل) الرحمة‪.‬‬
‫سو َل لَ َعلَّ ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ‬ ‫الر ُ‬
‫َّللاَ َو َّ‬‫أصل) َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫أصل) طاعة هللا والرسول طريق الهداية‪.‬‬
‫علَ ْي ُك ْم‬‫علَ ْي ِه َما ُح ِم َل َو َ‬‫سو َل فَإِ ْن ت ََولَّ ْوا فَإِنَّ َما َ‬ ‫الر ُ‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬ ‫أصل) قُ ْل أَ ِطيعُوا َّ‬
‫َما ُح ِم ْلت ُ ْم َو ِإ ْن ت ُ ِطيعُوهُ تَ ْهتَدُوا‪.‬‬
‫أصل) طاعة هللا زرسوله من عالمات االيمان‬

‫‪259‬‬
‫سولَهُ إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ ‪.‬‬ ‫أصل) َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ َو َر ُ‬

‫سو َل َو َال تُب ِْطلُوا أَ ْع َمالَ ُك ْم‪.‬‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫أصل) يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫ف) ترك طاعة هللا وطاعة رسول هللا مبطل لالعمال‪.‬‬

‫سو ِل‬ ‫عوا بِ ِه َولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬


‫الر ُ‬ ‫أصل) َوإِ َذا َجا َء ُه ْم أَ ْم ٌر ِمنَ ْاأل َ ْم ِن أَ ِو ْالخ َْو ِ‬
‫ف أَذَا ُ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬والرد هو الى بيانه‪.‬‬ ‫َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْن ِب ُ‬

‫ع ْنهُ أصل) َيا أَيُّ َها‬


‫سولَهُ َو َال ت ََولَّ ْوا َ‬ ‫أصل) َا أَيُّ َها ا َّلذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ َو َر ُ‬
‫سولَ‪.‬‬ ‫الر ُ‬‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬

‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬


‫ق‬ ‫الظ َّن َو ِإ َّن َّ‬ ‫اصل) َو َما َل ُه ْم ِب ِه ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن َيت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫ع ْن ِذ ْك ِرنَا َولَ ْم ي ُِر ْد إِ َّال ْال َحيَاةَ الدُّ ْنيَا‪ .‬فرع‪:‬‬
‫ع ْن َم ْن ت ََولَّى َ‬ ‫ض َ‬ ‫ش ْيئًا (‪ )28‬فَأَع ِْر ْ‬ ‫َ‬
‫تقليد من يقول بالحق الذي ال ظن فيه يجب تقليده‪ .‬فرع‪ :‬ال يجوز تقليد من يتكلم‬
‫بظن‪.‬‬

‫أصل) اتَّبِعُوا َم ْن َال يَ ْسأَلُ ُك ْم أَجْ ًرا َو ُه ْم ُم ْهتَدُونَ ‪.‬‬


‫أصل) ِإنَّ َما أَ ْنتَ ُم ْنذ ٌِر َو ِل ُك ِل قَ ْو ٍم هَادٍ‪.‬‬

‫أصل) ق (أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي االمر منكم)‬


‫ف) طاعة هللا ورسوله واالوصياء من اهل البيت عليهم السالم فريضة ففي‬
‫ح (اني تارك فيكم الثقلين‪ ،‬ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي‪ ،‬كتاب هللا وعترتي‬
‫أهل بيتي‪ ،‬وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) و في ح (ذكرت البي‬
‫عبد هللا عليه السالم قولنا في االوصياء‪ :‬إن طاعتهم مفترضة؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫هم الذين قال هللا تعالى (‪ :‬أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي االمر منكم) وفي‬
‫ح (سألته عن االئمة هل يجرون في االمر والطاعة مجرى واحد؟ قال‪ :‬نعم)‬
‫ت) االئمة أي االوصياء فاالمام نبي ووصي‪ .‬واوصياء رسول هللا صلى هللا‬

‫‪260‬‬
‫عليه واله الى يوم القيامة اثنا عشر اولهم علي بن ابي طالب واخرهم وهو‬
‫الحي وصاحب العصر هو االمام المهدي الغائب صلوات هللا عليهم بالعلم‬
‫القطعي‪.‬‬

‫أصل) ق (ولو ردوه الى الرسول والى اولى االمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه‬
‫منهم)‬
‫ف) يجب رد علم الحوادث الى النبي او الوصي‪.‬‬
‫ف) إذا تعذر رد الحادثة الى الوصي لغيبته جاز اعتماد الكتاب والسنة في‬
‫التعامل معها‪ .‬ففي ح (قال هللا سبحانه وتعالى لقوم أحب ارشادهم‪ :‬يا ايها‬
‫الذين آمنوا اطيعوا هللا واطيعوا الرسول واولي االمر منكم فان تنازعتم في‬
‫شئ فردوه الى هللا والرسول فالرد الى هللا االخذ بمحكم كتابه‪ ،‬والرد الى‬
‫الرسول االخذ بسنته الجامعة غير المفرقة)‬
‫ف) االخبار من النبي او الوصي عن الحادثة واقعي بينما االجتهاد فيها من‬
‫القران والسنة فظاهري‪ .‬اال ان الكل علم وحجة‪.‬‬
‫ف)‬
‫أصل) ق (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى هللا والرسول إن كنتم تؤمنون باهلل‬
‫واليوم اآلخر)‬
‫ت) وذكر هللا هنا للتأصيل بان الرسول من هللا‪ .‬وهو من المثال فيعمم الى كل‬
‫ولي فيشمل االوصياء وال يختص باالختالف‬
‫ف) يجب رد األمور الى الرسول في حياته والى الوصي في بعده‪.‬‬
‫ف) ال بد من وصي ترد اليه األمور وال يضر بذلك غيبته‪.‬‬
‫ف) ال بد للوصي ان يبين الحق بالدالئل عند االختالف وان يبثه في المؤمنين‬
‫لعيلموه‪ .‬وال يضر بذلك غيبته‪.‬‬
‫ف) اذا تشابه امر الوصي على الناس وقصروا عن معرفته وجب العرض‬
‫على القران والسنة‪.‬‬
‫ف) كل ما وافق القران وقطعي السنة فهو حق وكل ما خالف القران فهو‬
‫باطل‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫ف) يجب عرض كل معرفة على القران والسنة‪ ،‬وكل منازعة علمية على‬
‫القران والسنة‪.‬‬
‫ف) يجب في الحق ان يكون له شاهد من القران فما ليس له شاهد فهو ظن‪.‬‬

‫أصل) ق (فاسألوا اهل الذكر ان كنتم ال تعلمون)‬


‫ت) هذا من المثال باستعمال الخاص وإرادة العام فيعمم لكل عالم‪.‬‬
‫ف) يجوز تقليد العالم فيما ال يعلمه الشخص‪.‬‬
‫ف) يجب العلم باالجتهاد‪ ،‬فان لم يعلم باالجتهاد جاز العلم بتقليد عالم‪.‬‬
‫ف) العلم أصله من نبي او وصي وليس من غيره‪.‬‬
‫ف) كل علم أصلي يدعيه شخص غير النبي والوصي باطل‪.‬‬
‫ف) النبي محمد صلى هللا عليه واله خاتم األنبياء واالمام المهدي عليه السالم‬
‫خاتم االوصياء فال وصي بعده‪ .‬فأي شخص يدعي علما أصليا غيرهما باطل‪.‬‬
‫ف) العلم اما أصل او نقل‪ ،‬والعلم األصلي مختص بالنبي‪.‬‬
‫ف) كل علم عالم هو نقل حتى ينتهي الى النبي‪ ،‬ونقل الوصي معصوم ال‬
‫يخطئ فاختلف عن نقل غيره وكان أصل) ا‪.‬‬
‫ف) يجب سؤال النبي والوصي في العلوم االصلية‪ ،‬اما العلوم النقلية فتؤخذ‬
‫من كل عالم بها وال تختص بالفقيه فيصح االخذ من الرواة‪.‬‬
‫ف) يجوز تقليد كل عالم بالعلم النقلي وال يشترط فيه الفقاهة فيجوز تقليد االب‬
‫او االم او الزوج او غيرهم من الناس ما دام له علم يطمأن اليه‪.‬‬
‫ف) يكفي في تحقق العلم النقلي عند االنسان انه يعلمه باجتهاد عام باالطالع‬
‫على دليل يفهمه وال يشترط التدقيق والتحقيق‪.‬‬
‫ف) علماء الدين بالمعنى االصطالحي هم أناس مختصون بعلم الشريعة‪ ،‬وهذه‬
‫درجة ليست شرطا في علم الشريعة العادي‪.‬‬
‫ف) علما الدين المختصون لديهم علم اختصاصي بالشريعة وليس علم الشريعة‬
‫حكرا عليهم‪ ،‬فال يجب سؤالهم اال في حالة تحقق اختالف بسبب تشويش الدليل‬
‫على الناس‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫ف) العلماء المختصون يجب ان يكونوا مصدر وحدة للمسلمين إذا ما اختلفوا‪.‬‬
‫ف) على علماء الدين الدعوة الى اسالم بال طوائف وإسالم بال مذاهب الن‬
‫العلم الديني االختصاصي يبطل كل المذاهب والطوائف‪.‬‬
‫ت) المالحظ ان علماء الدين االن يرسخون المذاهب واالختالف ومنهم من‬
‫يتعصب ومنهم من يتحيز وال حول وال قوة اال باهلل‪.‬‬
‫ف) العلم االختصاصي عند علماء الدين (المجتهدين االختصاصيين) ال‬
‫يختلف من حيث الحجية والحقيقية عن العلم العام عند العلماء العاديين‬
‫(المجتهدين العامين) أي الناس‪ ،‬وانما يختلفون في درجة الرسوخ وهو ال يؤثر‬
‫على حجة العلم والعمل به‪.‬‬
‫ف) ال يشترط في العلم الشرعي الرسوخ فيصح لإلنسان ان يعمل بعلمه‬
‫االجتهادي البسيط في أي جانب من الشريعة‪ ،‬اال ان الرسوخ مندوب ومبارك‪.‬‬
‫وعند االختالف يرجع الى الراسخون في العلم‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬البيانية‬

‫من خصائص المعرفة الشرعية انها مبينة واضحة‪.‬‬


‫َّللاُ النَّبِيِينَ ُمبَش ِِرينَ َو ُم ْنذ ِِرينَ َوأَ ْنزَ َل َمعَ ُه ُم‬
‫ث َّ‬ ‫احدَة ً فَبَعَ َ‬ ‫اس أ ُ َّمةً َو ِ‬‫أصل) َكانَ النَّ ُ‬
‫ف فِي ِه ِإ َّال الَّذِينَ أُوتُوهُ‬ ‫اختَلَ َ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه َو َما ْ‬‫اس فِي َما ْ‬ ‫ق ِليَحْ ُك َم بَيْنَ النَّ ِ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬‫ْال ِكت َ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه ِمنَ‬‫َّللاُ الَّذِينَ آَ َمنُوا ِل َما ْ‬‫ِم ْن َب ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْال َب ِينَاتُ َب ْغيًا َب ْينَ ُه ْم فَ َهدَى َّ‬
‫ص َراطٍ ُم ْستَ ِق ٍيم‪.‬‬ ‫َّللاُ يَ ْهدِي َم ْن يَشَا ُء إِلَى ِ‬ ‫ْال َح ِ‬
‫ق بِإِ ْذنِ ِه َو َّ‬

‫سو ُل َب ِل ْغ َما أ ُ ْن ِز َل إ َليْكَ ِم ْن َر ِبكَ أصل) ِلت ُ َب ِينَ ِللنَّ ِ‬


‫اس َما نُ ِز َل‬ ‫أصل) َيا أَيُّ َها َّ‬
‫الر ُ‬
‫إلَ ْي ِه ْم‪ .‬ت‪ :‬ومن هنا يعلم انه اذا حصل جهل وجب على العالم بالحق فعال وهو‬
‫الوصي ان يبين بما يزيل الجهل ويوصل الحق‪.‬‬

‫ُور الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِع ْل َم َو َما يَجْ َحدُ بِآَيَاتِنَا إِ َّال‬ ‫صد ِ‬ ‫أصل) بَ ْل ه َُو آَيَاتٌ بَيِنَاتٌ فِي ُ‬
‫اختَلَفُوا ِإ َّال ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َء ُه ُم‬ ‫ت ِمنَ ْاأل َ ْم ِر فَ َما ْ‬ ‫َّ‬
‫الظا ِل ُمونَ ‪ .‬أصل) َوآَتَ ْينَا ُه ْم بَ ِينَا ٍ‬

‫‪263‬‬
‫ت قَا َل الَّذِينَ َكف َُروا ِل ْل َح ِ‬
‫ق لَ َّما‬ ‫ْال ِع ْل ُم بَ ْغيًا بَ ْينَ ُه ْم‪ .‬أصل) َوإِذَا تُتْلَى َ‬
‫علَ ْي ِه ْم آَيَاتُنَا بَيِنَا ٍ‬
‫َجا َء ُه ْم َهذَا سِحْ ٌر ُم ِب ٌ‬
‫ين‬

‫اس َو َال تَ ْكت ُ ُمونَهُ فَنَبَذُوهُ‬ ‫َّللاُ ِميثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫َاب لَتُبَيِنُنَّهُ ِللنَّ ِ‬ ‫أصل) َوإِ ْذ أَ َخذَ َّ‬
‫س َما يَ ْشت َُرونَ ‪ .‬ت‪ :‬وهذا من المثال‪.‬‬ ‫ور ِه ْم َوا ْشت ََر ْوا ِب ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬
‫يال فَ ِبئْ َ‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫َو َرا َء ُ‬
‫ف) يجب على العلماء بالكتاب بيانه على الكفاية وال يجوز لهم كتمان علمه‪.‬‬

‫اس َو َال تَ ْكت ُ ُمونَهُ فَنَبَذُوهُ‬ ‫َاب لَتُبَ ِينُنَّهُ ِللنَّ ِ‬‫َّللاُ ِميثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬ ‫أصل) َو ِإ ْذ أَ َخذَ َّ‬
‫س َما يَ ْشت َُرونَ‬ ‫ور ِه ْم َوا ْشت ََر ْوا بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬
‫يال فَبِئْ َ‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫َو َرا َء ُ‬
‫ف) ال يجوز للعلماء بالكتاب ان يجعلوه وراء ظهورهم ويتركوا العمل به‪.‬‬
‫ين‬‫ي ُم ِب ٌ‬‫ع َر ِب ٌّ‬
‫ان َ‬‫س ٌ‬ ‫ين‪ .‬أصل) َو َهذَا ِل َ‬ ‫ين‪ .‬أصل) َوقُ ْرآَ ٍن ُم ِب ٍ‬ ‫ور َو ِكتَابٌ ُم ِب ٌ‬ ‫اصل) نُ ٌ‬
‫ين أصل) إِ ْن‬ ‫ب ُمبِ ٍ‬ ‫ين أصل) تِ ْلكَ آَيَاتُ ْالقُ ْرآَ ِن َو ِكتَا ٍ‬ ‫ع َربِي ٍ ُمبِ ٍ‬ ‫ان َ‬ ‫س ٍ‬ ‫أصل) بِ ِل َ‬
‫ين‬ ‫َ‬
‫ه َُو إِ َّال ِذ ْك ٌر َوق ْرآ ٌن ُمبِ ٌ‬
‫ُ‬
‫ت َب ِينَاتٍ‪ .‬فرع‪:‬‬ ‫ت أصل) َو َكذَلِكَ أَ ْنزَ ْلنَاهُ آَ َيا ٍ‬ ‫ت َب ِينَا ٍ‬ ‫اصل) َولَقَ ْد أَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ آَ َيا ٍ‬
‫يستحب ترجمة ايات القران ويجب ان توقف البيان عليه‪.‬‬
‫ور‬ ‫ت ِإلَى النُّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ت ِلي ُْخ ِر َج ُك ْم ِمنَ الظل َما ِ‬ ‫ع ْب ِد ِه آَيَا ٍ‬
‫ت بَيِنَا ٍ‬ ‫علَى َ‬ ‫أصل) ه َُو الَّذِي يُن َِز ُل َ‬
‫‪ .‬فرع‪ :‬يجوز ترجمة القران‪.‬‬
‫ف‪ -‬االيات بينات تخرج االنسان من ظلمات الباطل الى نور الحق‪.‬‬
‫ق لَ َّما‬ ‫ْ‬
‫ت قَا َل الَّذِينَ َكف َُروا ِلل َح ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم (الكافرين) آَيَاتُنَا بَيِنَا ٍ‬ ‫اصل) َو ِإذَا تُتْلَى َ‬
‫ف فِي ُو ُجو ِه‬ ‫ت تَ ْع ِر ُ‬ ‫علَ ْي ِه ْم آَ َياتُنَا َب ِينَا ٍ‬
‫ين أصل) َو ِإذَا تُتْلَى َ‬ ‫َجا َء ُه ْم َهذَا سِحْ ٌر ُم ِب ٌ‬
‫علَ ْي ِه ْم آَيَاتِنَا ‪ .‬فرع القران بين‬ ‫طونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ َ‬ ‫الَّذِينَ َكف َُروا ْال ُم ْنك ََر يَكَادُونَ يَ ْس ُ‬
‫لكل من اجاد العربية فرع‪ :‬القران بين لكل من فهم معانيه ولو بلغة أخرى‬
‫مترجمة‪.‬‬

‫َّللاُ لَ ُك ْم آَيَاتِ ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ‬


‫أصل) َكذَلِكَ يُبَ ِينُ َّ‬
‫اس (مسلمين وكافرين)‬ ‫َّللاُ آَ َيا ِت ِه ِللنَّ ِ‬
‫َّللا فَ َال تَ ْق َربُوهَا َكذَلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬ ‫أصل) ِت ْلكَ ُحدُودُ َّ ِ‬
‫لَعَلَّ ُه ْم يَتَّقُونَ ‪.‬‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬فرع‪ :‬هللا بين للناس االيات‬ ‫َّللاُ لَ ُك ُم ْاآلَيَا ِ‬‫اصل) َكذَلِكَ يُبَ ِينُ َّ‬
‫لعلهم يجتهدون في المعرفة‪ .‬فرع‪ :‬التفكر واالجتهاد مستحب لكل انسان ويجب‬
‫ان توقف عليهم علم او عمل واجب‪.‬‬
‫َضلُّوا ‪.‬‬ ‫َّللاُ لَ ُك ْم أَ ْن ت ِ‬‫اصل) يُبَ ِينُ َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم آَ َيا ِت ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْش ُك ُرونَ‬
‫أصل) َكذَلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬

‫‪264‬‬
‫علَّ َمهُ ْالبَيَانَ‬‫سانَ (*) َ‬ ‫أصل) َخلَقَ ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫ين [المائدة‪ ]15/‬وقال‬ ‫ور َو ِكتَابٌ ُم ِب ٌ‬ ‫أصل) قال هللا تعالى (قَ ْد َجا َء ُك ْم ِمنَ َّ‬
‫َّللاِ نُ ٌ‬
‫(و َهذَا‬ ‫ين [الحجر‪ ]1/‬وقال هللا تعالى َ‬ ‫ب َوقُ ْرآَ ٍن ُم ِب ٍ‬ ‫هللا تعالى (الر ِت ْلكَ آَ َياتُ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ْالعَالَ ِمينَ‬ ‫(وإِنَّهُ لَتَ ْن ِزي ُل َر ِ‬‫ين [النحل‪ ]103/‬وقال هللا تعالى َ‬ ‫ي ُمبِ ٌ‬‫ع َربِ ٌّ‬‫ان َ‬ ‫س ٌ‬ ‫ِل َ‬
‫ْ‬
‫علَى قَل ِبكَ ِلتَ ُكونَ ِمنَ ال ُم ْنذ ِِرينَ (‪)194‬‬ ‫ْ‬ ‫الرو ُح ْاأل ِمينُ (‪َ )193‬‬ ‫َ‬ ‫(‪ )192‬نَزَ َل ِب ِه ُّ‬
‫ين [الشعراء‪ ]195-192/‬وقال هللا تعالى (طس ِت ْلكَ آَ َياتُ‬ ‫ع َر ِبي ٍ ُم ِب ٍ‬ ‫ان َ‬ ‫س ٍ‬‫ِب ِل َ‬
‫ين‬ ‫ين [النمل‪ ]1/‬وقال هللا تعالى (إِ ْن ه َُو إِ َّال ِذ ْك ٌر َوقُ ْرآَ ٌن ُمبِ ٌ‬ ‫ب ُمبِ ٍ‬ ‫ْالقُ ْرآَ ِن َو ِكتَا ٍ‬
‫ت [البقرة‪ ]99/‬وقال هللا‬ ‫ت بَ ِينَا ٍ‬‫(ولَقَ ْد أَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ آَيَا ٍ‬
‫[يس‪ ]69/‬وقال هللا تعالى َ‬
‫علَ ْي ِه ْم‬‫(وإِذَا تُتْلَى َ‬ ‫ت [الحج‪]]16/‬وقال هللا تعالى َ‬ ‫ت بَيِنَا ٍ‬ ‫(و َكذَلِكَ أَ ْنزَ ْلنَاهُ آَيَا ٍ‬ ‫تعالى َ‬
‫ين [األحقاف‪]7/‬‬ ‫ق ل َّما َجا َء ُه ْم َهذَا سِحْ ٌر ُمبِ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت قَا َل الذِينَ َكف َُروا ِلل َح ِ‬ ‫َّ‬ ‫آَيَاتُنَا بَيِنَا ٍ‬
‫ت‬ ‫علَ ْي ِه ْم آَ َياتُنَا َب ِينَا ٍ‬
‫(و ِإذَا تُتْلَى َ‬
‫وهذا نص انها بينات حتى للكافر‪ .‬وقال هللا تعالى َ‬
‫علَ ْي ِه ْم آَيَاتِنَا‬‫طونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ َ‬ ‫ف فِي ُو ُجو ِه الَّذِينَ َكف َُروا ْال ُم ْنك ََر يَكَادُونَ يَ ْس ُ‬ ‫تَ ْع ِر ُ‬
‫[الحج‪ ]72/‬وهذا يعم السنة لوحدة الغاية والمصدر‪.‬‬

‫اس‬ ‫َاب لَتُبَيِنُنَّهُ (ومنها نعت محمد) ِللنَّ ِ‬ ‫َّللاُ ِميثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬ ‫أصل) َوإِ ْذ أَ َخذَ َّ‬
‫(منكم ومن المسلمين ومن المشركين لكي يؤمنوا) َو َال تَ ْكت ُ ُمونَهُ فَنَبَذُوهُ َو َرا َء‬
‫س َما َي ْشت َُرونَ ‪ .‬ت وهذا من الفرد فيعمم لكل‬ ‫ور ِه ْم َوا ْشت ََر ْوا ِب ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬
‫يال فَ ِبئْ َ‬ ‫ُ‬
‫ظ ُه ِ‬
‫كاتم‪.‬‬
‫ف‪ -‬بيان ما في الكتاب واجب على من يعلمه‪.‬‬
‫ف‪ -‬عدما بيان العالم لما في الكتاب للناس من الكبائر‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال بجواز كتم العلم تقية‪.‬‬
‫ف‪ -‬على العالم ان يبين ما في الكتاب للناس‪.‬‬

‫(و َما َكانَ ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِليَ ْن ِف ُروا كَافَّةً فَلَ ْو َال نَف ََر ِم ْن ُك ِل فِ ْرقَ ٍة ِم ْن ُه ْم َ‬
‫طائِفَةٌ‬ ‫أصل) َ‬
‫َّ‬
‫ِين َو ِليُ ْنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم إ(يبينوا لهم) ِذَا َر َجعُوا ِإلَ ْي ِه ْم لَ َعل ُه ْم يَحْ ذَ ُرونَ‬‫ِليَتَفَقَّ ُهوا فِي الد ِ‬
‫‪.‬‬
‫ف‪ -‬من علما حقا واجبا وجب عليه بيانه للناس قدر المستطاع‪.‬‬
‫ف‪ -‬من علم علما حقا فيه تصحيح نافع وجب عليه اظهاره‪.‬‬
‫ف‪ -‬من علم علما فيه بينات وهدى وجب عليه بيانه‪ .‬ت يشهد له امر عدم‬
‫كتمان البينات والهدى‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫(و َما َكانَ ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِليَ ْن ِف ُروا كَافَّةً فَلَ ْو َال نَف ََر ِم ْن ُك ِل فِ ْرقَ ٍة‬ ‫أصل) قال هللا تعالى َ‬
‫َّ‬ ‫طائِفَةٌ ِليَتَفَقَّ ُهوا فِي الد ِ‬
‫ِين َو ِليُ ْنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم ِإذَا َر َجعُوا ِإلَ ْي ِه ْم لَ َعل ُه ْم يَحْ ذَ ُرونَ‬ ‫ِم ْن ُه ْم َ‬
‫[التوبة‪ ]122/‬ويجزي في التعليم التعلم عن طريق االنترنت فال يشترط اللقاء‬
‫الخارجي في التعلم‪.‬‬
‫ف) يجب ان يكون في كل بلد من يتفقه في الدين ويعلمه الناس‪.‬‬
‫(و َما َكانَ ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِليَ ْن ِف ُروا كَافَّةً فَلَ ْو َال نَف ََر ِم ْن ُك ِل فِ ْرقَ ٍة ِم ْن ُه ْم‬ ‫قال هللا تعالى َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين َو ِليُ ْنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم إِذا َر َجعُوا إِل ْي ِه ْم لعَل ُه ْم يَحْ ذ ُرونَ‬ ‫طائِفَةٌ ِليَتَفَقَّ ُهوا فِي الد ِ‬ ‫َ‬
‫[التوبة‪ ]122/‬والفقه يقتي فقه الدليل ومدلوله وان كان العلم بالمدلول كاف في‬
‫صحة العمل اال انه ليس فقها بل هو من االماني أي التلقين والظن وهو مذموم‬
‫ظنُّونَ (‬ ‫ي َوإِ ْن ُه ْم إِ َّال يَ ُ‬ ‫(و ِم ْن ُه ْم أ ُ ِميُّونَ َال يَ ْعلَ ُمونَ ْال ِكت َ‬
‫َاب إِ َّال أَ َمانِ َّ‬ ‫قال هللا تعالى َ‬
‫(و َما‬ ‫[البقرة‪ ]78/‬والذم ظاهر‪ ،‬واالماني التلقين بالقراءة عليه قال هللا تعالى َ‬
‫س ُخ‬ ‫طانُ فِي أ ُ ْمنِيَّتِ ِه فَيَ ْن َ‬
‫ش ْي َ‬‫سو ٍل َو َال نَبِي ٍ إِ َّال إِذَا تَ َمنَّى أَ ْلقَى ال َّ‬‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْبلِكَ ِم ْن َر ُ‬ ‫أَ ْر َ‬
‫ع ِلي ٌم َح ِكي ٌم [الحج‪ ]52/‬وتمنى أي‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫طانُ ث ُ َّم يُحْ ِك ُم َّ‬
‫َّللاُ آَيَاتِ ِه َو َّ‬ ‫َّللاُ َما ي ُْل ِقي ال َّ‬
‫ش ْي َ‬ ‫َّ‬
‫قرأ‪.‬‬

‫ف) ال يكفي في فقه الدين فقه الدليل دون مدلوله وال فقه المدلول دون دليله بل‬
‫ال بد من فقه االثنين‪.‬‬

‫ت َو ْال ُهدَى ِم ْن بَ ْع ِد‬


‫أصل) قال هللا تعالى ( ِإ َّن الَّذِينَ يَ ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ ْلنَا ِمنَ ْالبَيِنَا ِ‬
‫الال ِعنُونَ (‪ِ )159‬إ َّال الَّذِينَ‬ ‫ب أُولَئِكَ َي ْل َعنُ ُه ُم َّ‬
‫َّللاُ َو َي ْل َعنُ ُه ُم َّ‬ ‫اس فِي ْال ِكتَا ِ‬
‫َما َبيَّنَّاهُ ِللنَّ ِ‬
‫الر ِحي ُم [البقرة‪،159/‬‬ ‫اب َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوأَنَا الت َّ َّو ُ‬
‫وب َ‬‫صلَ ُحوا َوبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَت ُ ُ‬
‫تَابُوا َوأَ ْ‬
‫‪ ]160‬واطالقه مبطل للتقية‪.‬‬
‫ف) التوبة عن الكتمان مشترطة بالبيان‪.‬‬

‫ف أَ ْو ِل َيا َءهُ فَ َال تَخَافُو ُه ْم َوخَافُ ِ‬


‫ون ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ‬ ‫طانُ يُخ َِو ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫أصل) ِإنَّ َما ذَ ِل ُك ُم ال َّ‬
‫‪.‬‬
‫فرع‪ :‬الخوف من الناس من خطوات الشيطان‪ .‬فرع‪ :‬التقية من الناس من‬
‫وساوس الشيطان‪.‬‬
‫علَى‬ ‫علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ أَ ِع َّزةٍ َ‬ ‫ف يَأْتِي َّ‬
‫َّللاُ بِقَ ْو ٍم ي ُِحبُّ ُه ْم َوي ُِحبُّونَهُ أَ ِذلَّ ٍة َ‬ ‫س ْو َ‬‫أصل) َ َ‬
‫َّللا يُؤْ تِي ِه َم ْن‬
‫ض ُل َّ ِ‬ ‫َّللا َو َال يَخَافُونَ لَ ْو َمةَ َالئِ ٍم ذَلِكَ فَ ْ‬‫س ِبي ِل َّ ِ‬ ‫ْالكَافِ ِرينَ يُ َجا ِهدُونَ فِي َ‬

‫‪266‬‬
‫يَشَا ُء فرع‪ :‬التقية ال تجوز من أي احد ال كافر وال مسلم فرع يجب قول‬
‫الحق على كل حال فرع يجب قول الحق وان علم انه سيسبب ضررا للقائل‬
‫فرع يجب قول الحق وان علم انه سيتسبب في مقتله‪ .‬فرع عدم خشية الناس‬
‫من عالمات احأصل) هللا فرع عدم خشية الناس من عالمات العزة فرع‬
‫قول الحق دون تقية من الجهاد في سبيل هللا ‪ .‬فرع ال تجوز التقية مطلقا وعلى‬
‫كل حال‪ .‬فرع قول الحق دون تقية من عالمات حب االنسان هلل فرع‪ :‬عدم‬
‫التقية في الحق من حب هللا لإلنسان وتوفيقه له‪ .‬فرع يشترط فيمن يريد ان‬
‫يكون ممن يحبهم هللا ويحبونه فعليه ترك التقية‪ .‬فرع‪ :‬يجب الرفق مع المسلمين‬
‫فرع يجب مداراة المسلمين فرع يجب مراعاة المسلمين فرع يجب الحب‬
‫للمسلمين‬
‫ت َو ْال ُهدَى ِم ْن َب ْع ِد‬ ‫أصل) قال هللا تعالى ( ِإ َّن الَّذِينَ َي ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ ْلنَا ِمنَ ْال َب ِينَا ِ‬
‫الال ِعنُونَ (*) إِ َّال الَّذِينَ تَابُوا‬ ‫َّللاُ َويَ ْلعَنُ ُه ُم َّ‬ ‫ب أُولَئِكَ يَ ْلعَنُ ُه ُم َّ‬ ‫اس فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫َما بَيَّنَّاهُ ِللنَّ ِ‬
‫الر ِحي ُم [البقرة‪]160 ،159/‬‬ ‫اب َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوأَنَا الت َّ َّو ُ‬ ‫وب َ‬ ‫صلَ ُحوا َوبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَت ُ ُ‬ ‫َوأَ ْ‬
‫ور الَّذِي أ ُ ْن ِز َل َم َعهُ‬ ‫ص ُروهُ َوات َّ َبعُوا النُّ َ‬ ‫ع َّز ُروهُ َونَ َ‬ ‫وقال تعالى (فَالَّذِينَ آَ َمنُوا ِب ِه َو َ‬
‫أُولَئِكَ ُه ُم ْال ُم ْف ِل ُحونَ [األعراف‪ ]157/‬وقال تعالى (يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا إِ ْن‬
‫ت أَ ْقدَا َم ُك ْم [محمد‪ ]7/‬وقال تعالى (قال تعالى َو ِإذَا‬ ‫ص ْر ُك ْم َويُثَبِ ْ‬ ‫َّللاَ يَ ْن ُ‬
‫ص ُروا َّ‬ ‫تَ ْن ُ‬
‫غي ِْر ِه‬‫ث َ‬ ‫ضوا فِي َحدِي ٍ‬ ‫ع ْن ُه ْم َحتَّى َي ُخو ُ‬ ‫ض َ‬ ‫َرأَيْتَ الَّذِينَ َي ُخوضُونَ فِي آَ َياتِنَا فَأَع ِْر ْ‬
‫الظا ِل ِمينَ وقال تعالى‬ ‫الذ ْك َرى َم َع ْالقَ ْو ِم َّ‬ ‫طانُ فَ َال تَ ْقعُ ْد بَ ْعدَ ِ‬ ‫ش ْي َ‬‫َوإِ َّما يُ ْن ِسيَنَّكَ ال َّ‬
‫ع ِن‬ ‫وف َويَ ْن َه ْونَ َ‬ ‫ض يَأ ْ ُم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ض ُه ْم أَ ْو ِليَا ُء بَ ْع ٍ‬ ‫(و ْال ُمؤْ ِمنُونَ َو ْال ُمؤْ ِمنَاتُ بَ ْع ُ‬ ‫َ‬
‫س َي ْر َح ُم ُه ُم‬ ‫َ‬ ‫ِكَ‬ ‫ئ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬‫س‬‫ُ‬ ‫ر‬ ‫و‬
‫َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫َّللا‬ ‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫ع‬‫ي‬ ‫ُط‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫َا‬
‫ك‬ ‫َّ‬
‫الز‬ ‫ونَ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ُؤْ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫َ‬
‫َّ َ‬ ‫ة‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ص‬ ‫ال‬ ‫ونَ‬ ‫ْال ُ ِ َ ُ‬
‫م‬ ‫ي‬‫ق‬‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫َر‬‫ك‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫َّاجدُونَ‬ ‫الرا ِكعُونَ الس ِ‬ ‫امدُونَ السَّائِ ُحونَ َّ‬ ‫َّللاُ وقال تعالى (التَّائِبُونَ ْالعَابِدُونَ ْال َح ِ‬ ‫َّ‬
‫َّللا َوبَش ِِر‬ ‫ُ‬
‫ع ِن ال ُم ْنك َِر َوال َحافِظونَ ِل ُحدُو ِد َّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وف َوالنَّا ُهونَ َ‬ ‫ْ‬
‫ْاآل ِم ُرونَ ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫َ‬
‫ض أَقَا ُموا‬ ‫ْال ُمؤْ ِمنِينَ [التوبة‪ ]112/‬وقال تعالى (الَّذِينَ ِإ ْن َم َّكنَّا ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ور‬ ‫عاقِبَةُ ْاأل ُ ُم ِ‬ ‫َّلل َ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْنك َِر َو ِ َّ ِ‬ ‫وف َونَ َه ْوا َ‬ ‫الزكَاةَ َوأَ َم ُروا بِ ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ص َالةَ َوآَت َُوا َّ‬ ‫ال َّ‬
‫علَى‬ ‫ص ِب ْر َ‬ ‫ع ِن ال ُم ْنك َِر َوا ْ‬ ‫ْ‬ ‫وف َوا ْنهَ َ‬ ‫ْ‬
‫ص َالةَ َوأ ُم ْر ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ي أقِ ِم ال َّ‬ ‫َ‬ ‫[الحج‪ ]41/‬و يَا بُنَ َّ‬
‫ور [لقمان‪]17/‬‬ ‫ُ‬
‫ع ْز ِم ْاأل ُم ِ‬ ‫صا َبكَ ِإ َّن ذَلِكَ ِم ْن َ‬ ‫َما أَ َ‬

‫سولَهُ (من‬ ‫اَّلل َو ْاليَ ْو ِم ْاآلَ ِخ ِر ي َُوادُّونَ َم ْن َحادَّ َّ‬


‫َّللاَ َو َر ُ‬ ‫أصل) َال ت َِجدُ قَ ْو ًما يُؤْ ِمنُونَ ِب َّ ِ‬
‫ُ‬
‫ِيرتَ ُه ْم أولَئِكَ‬
‫عش َ‬ ‫المعتدين الكافرين) َولَ ْو كَانُوا آَ َبا َء ُه ْم أَ ْو أَ ْبنَا َء ُه ْم أَ ْو ِإ ْخ َوانَ ُه ْم أَ ْو َ‬
‫ت تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِ َها‬ ‫وح ِم ْنهُ َويُد ِْخلُ ُه ْم َجنَّا ٍ‬ ‫اإلي َمانَ َوأَيَّدَ ُه ْم بِ ُر ٍ‬ ‫َب فِي قُلُوبِ ِه ُم ْ ِ‬ ‫َكت َ‬
‫ب‬ ‫َ‬
‫َّللا أ َال ِإ َّن ِح ْز َ‬
‫ب َّ ِ‬ ‫ُ‬
‫ع ْنهُ أولَئِكَ ِح ْز ُ‬ ‫ضوا َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َو َر ُ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ي َّ‬ ‫ْاأل َ ْن َه ُ‬
‫ض َ‬‫ار خَا ِلدِينَ فِي َها َر ِ‬
‫َّللا ُه ُم ْال ُم ْف ِل ُحونَ ‪.‬‬
‫َّ ِ‬

‫‪267‬‬
‫ع ْونَ يَ ْكت ُ ُم إِي َمانَهُ‬ ‫(وقَا َل َر ُج ٌل ُمؤْ ِم ٌن ِم ْن آَ ِل فِ ْر َ‬ ‫[المجادلة‪ ]22/‬وقال تعالى َ‬
‫ت ِم ْن َر ِب ُك ْم َو ِإ ْن يَكُ كَا ِذبًا‬ ‫ْ‬
‫َّللاُ َوقَ ْد َجا َء ُك ْم ِبالبَ ِينَا ِ‬
‫ي َّ‬ ‫أَتَ ْقتُلُونَ َر ُج ًال أَ ْن يَقُو َل َر ِب َ‬
‫فَ َعلَ ْي ِه َك ِذبُهُ [غافر‪ ]28/‬فهو لم يكتم الحق وانما كتم ايمانه وهو يحمل على‬
‫العفو وليس رخصة‪.‬‬
‫َّ‬
‫ور الذِي‬ ‫ص ُروهُ َواتَّبَعُوا النُّ َ‬ ‫ع َّز ُروهُ َونَ َ‬ ‫َّ‬
‫‪ 10‬أصل) قال تعالى (فَالذِينَ آَ َمنُوا ِب ِه َو َ‬
‫أ ُ ْن ِز َل َم َعهُ أُولَئِكَ ُه ُم ْال ُم ْف ِل ُحونَ [األعراف‪ ]157/‬وقال تعالى ( َيا أَ ُّي َها الَّذِينَ آَ َمنُوا‬
‫(و ْال ُمؤْ ِمنُونَ‬ ‫ت أَ ْقدَا َم ُك ْم [محمد‪ ]7/‬وقال تعالى َ‬ ‫ص ْر ُك ْم َويُثَبِ ْ‬
‫َّللاَ يَ ْن ُ‬
‫ص ُروا َّ‬ ‫إِ ْن تَ ْن ُ‬
‫ْ‬
‫ع ِن ال ُم ْنك َِر‬ ‫وف َويَ ْن َه ْونَ َ‬ ‫ْ‬
‫ض يَأ ُم ُرونَ ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َو ْال ُمؤْ ِمنَاتُ بَ ْع ُ‬
‫ض ُه ْم أ ْو ِليَا ُء بَ ْع ٍ‬
‫َّللاُ‬ ‫سولَهُ أُولَئِكَ َ‬
‫سيَ ْر َح ُم ُه ُم َّ‬ ‫َّللاَ َو َر ُ‬ ‫الزكَاةَ َوي ُِطيعُونَ َّ‬ ‫ص َالةَ َويُؤْ تُونَ َّ‬ ‫َويُ ِقي ُمونَ ال َّ‬
‫َّاجدُونَ‬‫الرا ِكعُونَ الس ِ‬ ‫امدُونَ السَّائِ ُحونَ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫وقال تعالى (التَّائِبُونَ العَابِدُونَ ال َح ِ‬
‫َّللا َو َبش ِِر‬‫ظونَ ِل ُحدُو ِد َّ ِ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْنك َِر َو ْال َحافِ ُ‬ ‫وف َوالنَّا ُهونَ َ‬ ‫ْاآلَ ِم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫ْال ُمؤْ ِمنِينَ [التوبة‪]112/‬‬
‫ف) يجب االمر بالمعروف والنهي على المنكر وجوبا عينيا في كل زمان‬
‫ومكان يتوقف االمر والنهي على فعل االنسان نفسه‪ ،‬ولو قام به احد الناس‬
‫فورا كفى‪.‬‬

‫اط ِل َوتَ ْكت ُ ُموا ْال َح َّق َوأَ ْنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ أصل) يَا أَ ْه َل‬ ‫سوا ْال َح َّق بِ ْالبَ ِ‬ ‫أصل) َو َال ت َْلبِ ُ‬
‫اط ِل َوتَ ْكت ُ ُمونَ ْال َح َّق َوأَ ْنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫ب ِل َم ت َْلبِسُونَ ْال َح َّق بِ ْالبَ ِ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫أصل) يجب ان يكون التعليم للعلم فال يجوز تعليم الظن وال كتابته‪.‬‬
‫الظ ِن ‪ .‬أصل) قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم‬ ‫ع َّ‬ ‫أصل) َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍم إِ َّال اتِبَا َ‬
‫صونَ ‪ .‬أصل) َوقَالُوا لَ ْو شَا َء‬ ‫فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا ِإ ْن تَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن أَ ْنت ُ ْم ِإ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫صون‪ .‬أصل) َوقَالُوا‬ ‫ع َب ْدنَا ُه ْم َما لَ ُه ْم ِبذَلِكَ ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن ُه ْم ِإ َّال َي ْخ ُر ُ‬ ‫الرحْ َمنُ َما َ‬ ‫َّ‬
‫ِي إِ َّال َحيَاتُنَا الدُّ ْنيَا نَ ُموتُ َونَحْ يَا َو َما يُ ْه ِل ُكنَا إِ َّال الدَّ ْه ُر َو َما لَ ُه ْم بِذَلِكَ ِم ْن ِعل ٍمْ‬ ‫َما ه َ‬
‫ش ْيئًا‪ .‬أصل) َو َما لَ ُه ْم ِب ِه‬ ‫ق َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ِإ ْن ُه ْم ِإال يَظنُّونَ ‪ .‬أصل) ِإ َّن الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ال َح ِ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ش ْيئًا‪.‬‬
‫ق َ‬‫الظ َّن َال يُ ْغ ِني ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫الظ َّن َو ِإ َّن َّ‬ ‫ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن َيت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫ف) ال يجوز كتمان الحق‬
‫أصل) قُ ْل ه َْل يَ ْستَ ِوي الَّذِينَ يَ ْعلَ ُمونَ َوالذِينَ َال يَ ْعلَ ُمونَ ‪ .‬فرع‪ :‬تقليد العالم واجب‪.‬‬
‫َّ‬
‫س ْوأَةَ أَ ِخي ِه‪ .‬ت‬ ‫ْف ي َُو ِاري َ‬ ‫ض ِلي ُِر َيهُ َكي َ‬ ‫ث ِفي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫غ َرابًا َي ْب َح ُ‬ ‫َّللاُ ُ‬
‫ث َّ‬ ‫أصل) فَ َب َع َ‬
‫أي بعثه تبكيتا وتحقيرا النه امتنع عن الفعل الحسن بدفنه وليس النه جهل‪.‬‬
‫فرع ال يجب اعالم المعلم للمتعلم بالتعليم فرع ال يجب ان يكون المعلم أفضل‬
‫من المتعلم فرع ال يجب في المعلم االيمان فيجوز التعلم من كل احد بل من‬

‫‪268‬‬
‫كل شيء‪ .‬فرع‪ :‬ال يجب في التعليم قصده من الطرفين‪ .‬فرع‪ :‬التعلم بالتفكر‬
‫جائز فرع‪ :‬البيان بما يوجب التفكر حجة وال يجب التصريح‪ .‬فرع‪ :‬يستحب‬
‫دفن كل انسان مهما كان دينه او فعله‪ .‬فرع‪ :‬يقبح ترك انسان بال دفن‪ .‬فرع‬
‫المشروع هو دفن الموتى وليس غيره من األفعال كالحرق ونحوه‪ .‬فرع‪ :‬اذا‬
‫تعذر الدفن وجبت مواراته ولو برميه في الماء او تغطيته‪.‬‬

‫سؤْ ُك ْم َوإِ ْن تَ ْسأَلُوا‬


‫ع ْن أَ ْشيَا َء إِ ْن ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم تَ ُ‬
‫أصل) يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا َال تَ ْسأَلُوا َ‬
‫َّللاُ (فال تكليف‬ ‫ع ْن َها َو َّ‬ ‫عفَا َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ع ْن َها ِحينَ (زمن) يُن ََّز ُل ْالقُ ْرآَنُ ت ُ ْبدَ لَ ُك ْم (لسؤالكم)‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫فيها بل االباحة)‪.‬‬
‫ف‪ -‬األصل البراءة من التكليف‪.‬‬
‫ف‪ -‬األصل عدم التكليف‪.‬‬
‫ف‪ -‬األصل عدم الوجوب‪.‬‬
‫ف‪ -‬األصل في األشياء االباحة‪.‬‬
‫ف‪ -‬األمور كلها على االباحة حتى يرد فيها الزام بترك او فعل‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل ما لم يرد فيه الزام فهو مباح‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يصح التعمق في تفاصيل المعارف الدينية‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يصح سؤال االمام عن أشياء ليس فيها الزام‪.‬‬
‫ف‪ -‬يستحب اجراء البراءة على ما لم يرد فيه امر‪.‬‬
‫ف‪ -‬يستحب اجراء اصالة عدم االستحداث والتخصيص فيما لم يذكر ذلك فيه‪.‬‬
‫ف‪ -‬اجراء اصل البراءة من التكليف او الشرط افضل من سؤال الولي عن‬
‫الحكم‪.‬‬
‫ف‪ -‬العمل بظاهر الشريعة مجز حتى يتبين الواقع‪.‬‬
‫ف‪ -‬اذا ترتب على العلم بالواقع مشقة لم يستحب البيان لكن لو سئل بين‪.‬‬
‫ف‪ -‬ينبغي التقليل من المسائل الدينية واالقتصار على ما هو ضروري‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز السؤال عن أمور يكون جوابها فيه تكليف قد يثقل على السائل‬
‫فعله‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يعتنى بالظن والشك في االحكام‪.‬‬

‫ف‪ -‬ال يجب الجواب عن سؤال يحتمل العامل ان فيه مشقة على السائل‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز الحوار والنقاش في أمور معمقة في الدين‪.‬‬
‫ف‪-‬العلم والتعلم الشرعي يكون بامور يسبطة وواضحة وباصول منصوصة‬
‫بال تعقيد او تعمق‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫فرع ال يجوز لإلنسان ان يسأل عن شيء يعلم ان جوابه يسيء اليه‪ .‬وال ينبغي‬
‫ذلك ان احتمل ذلك‪.‬‬
‫فرع يجب اجتناب كل ما يسيء الى النفس والى الغير‪.‬‬
‫فرع‪ :‬األصل في الفتوى هو اليسر ما امكن‪.‬‬
‫فرع ال يجوز اإلفتاء بشيء فيه عسر او ضيق اال اذا كان ترك ذلك فيه مفسدة‬
‫وفتنة‪.‬‬
‫فرع من شروط الفتوى اال تكون فتنة النسان او ضررا على انسان بريء‪.‬‬
‫فرع‪ :‬يستحب لفاعل القبيح االستتار واالستغفار وان ال يبديه للناس‪.‬‬
‫فرع‪ :‬يحرم التشهير بالناس وذكر مساوئهم بحجة انهم مفسدونز‬
‫فرع التحذير من المفسدين والمضلين يكون من اختصاص الحاكم الشرعي‬
‫ويقتصر فيه على الضرورة التي تدفع خطر المفسدة عن الناس‪ .‬قال تعالى‬
‫سو ِل َوإِلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم) أي الحاكم الشرعي‪.‬‬ ‫(ولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬

‫سأَلَ َها (تكاليف( قَ ْو ٌم ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم ث ُ َّم أَ ْ‬


‫ص َب ُحوا ِب َها كَافِ ِرينَ ‪.‬‬ ‫أصل) قَ ْد َ‬
‫أصل) فَا ْذ ُك ُرونِي أَ ْذ ُك ْر ُك ْم َوا ْش ُك ُروا ِلي َو َال تَ ْكفُ ُر ِ‬
‫ون‪.‬‬

‫ب‬‫اس فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫ت َو ْال ُهدَى ِم ْن َب ْع ِد َما َبيَّنَّاهُ ِللنَّ ِ‬ ‫ِإ َّن ا َّلذِينَ َي ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ ْلنَا ِمنَ ْال َب ِينَا ِ‬
‫صلَ ُحوا َوبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ‬ ‫الال ِعنُونَ ‪ ،‬إِ َّال الَّذِينَ تَابُوا َوأَ ْ‬ ‫أُولَئِكَ يَ ْلعَنُ ُه ُم َّ‬
‫َّللاُ َويَ ْلعَنُ ُه ُم َّ‬
‫الر ِحي ُم‪.‬‬
‫اب َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوأَنَا الت َّ َّو ُ‬
‫ب َ‬ ‫أَتُو ُ‬
‫ف‪ -‬كتمان شيء من الكاب من الكبائر‪.‬‬
‫ف‪ -‬كتمان شيء من القران من الكبائر‪.‬‬
‫ف‪ -‬ليس لدى االمام قران غير هذا القران يكتمه‪.‬‬
‫ف‪ -‬االمام ال يكتم شيئا من علوم القران الواجب على الناس معرفتها‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يكتم االمام علما واجب على الناس معرفته تقية‪.‬‬
‫أصل) كل ما فيه هدى وبيان للحق الذي يحتاج الناس اليه فاإلمام ال يكتمه‪.‬‬
‫أصل) اذا اجمع المسلمون بجميع طوائفهم على امر يجب علمه وليس في‬
‫القران والسنة ما يخالفه فهو حق اذ لو كان باطال لوجب على االمام بيان الحق‬
‫ولم جاز له كتمانه‪.‬‬
‫ُ‬
‫يال أولَئِكَ‬ ‫ب َو َي ْشت َُرونَ ِب ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬ ‫َّللاُ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫أصل) ِإ َّن الَّذِينَ َي ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َو َال يُزَ ِكي ِه ْم َولَ ُه ْم‬
‫ار َو َال يُك َِل ُم ُه ُم َّ‬ ‫طونِ ِه ْم إِ َّال النَّ َ‬‫َما يَأ ْ ُكلُونَ فِي بُ ُ‬
‫عذَابٌ أَ ِلي ٌم‪.‬‬‫َ‬
‫ف‪ -‬كتمان الحق ألجل مكاسب دنيوية من الكبائر‪.‬‬
‫ف‪ -‬كتمان الحق خشية من فقدان اشخاص او أموال او مكاسب من الكبائر‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫ف‪ -‬يجب قول الحق وان اوجب انفضاض الناس او عزلهم للقائل او اقصائهم‬
‫له او قطع صلته او إيذائه‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب قول الحق وان ترتب عليه اذى كبير بما في ذلك القتل‪ .‬ويكون قتيال‬
‫في سبيل هللا ان قتل‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز كتمان الحق تقية‪.‬‬

‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض‪( .‬ويقولون)‬ ‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬ ‫أصل) (اولو االألصل) ) يَتَفَ َّك ُرونَ فِي خ َْل ِ‬
‫ق ال َّ‬
‫َربَّنَا َما َخلَ ْقتَ َهذَا بَ ِ‬
‫اط ًال‪.‬‬

‫أصل) فَ َما ِل َهؤ َُال ِء ْالقَ ْو ِم (المنافقين) َال َيكَادُونَ َي ْفقَ ُهونَ َحدِيثًا (نحدثهم به)؟ ت‬
‫وهو من بيان الفرد فيعمم لكل من ال يفقه‪.‬‬
‫ف‪ -‬عدم فقه القران مذموم‪.‬‬
‫ف‪ -‬علم الفقه الشرعي هو علم فقهم النص الشرعي‪.‬‬
‫ف‪ -‬على المؤمن ان يفقه القران‪.‬‬
‫ف‪ -‬على المؤمن ان يفقه السنة‪.‬‬
‫ف‪ -‬االجتهاد في فقه القران والسنة واجب عيني‪.‬‬
‫ف‪ -‬االجتهاد درجات‪ ،‬منها المجتهد العامي البسيط وهو كل مؤمن يتمكن من‬
‫فهم النصوص واستفادة الحكم منها‪ ،‬ثم المجتهد الخبير وهو إضافة الى ذلك‬
‫المطلع على االقوال وله رأي‪ ،‬ثم المجتهد المحقق وهو الذي كتب في األدلة‬
‫وفصل وناقش‪ ،‬ثم المجتهد المدقق وهو الذي غلب على اجتهاده الحق والصدق‬
‫ونفوذ نحو الحقيقة والذي يرى ما ال يراه غيره‪ .‬والمجتهد العادي البسيط ليس‬
‫مختصا والباقون مختصون وليس شرطا في االجتهاد االختصاص فاالجتهاد‬
‫عامي‪.‬‬
‫ف‪ -‬الفقه بمعنى الفهم والعلم هو االجتهاد واما الفقه بمعنى الورع والتقوى‬
‫فليس االجتهاد‪ ،‬انما هو عمل بالعلم‪ .‬فالفقه فقهان‪ ،‬ففقه االجتهاد علم‪ ،‬وفقه‬
‫الورع عمل‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجزي في االجتهاد في فقه القران والسنة الفهم العرفي العقالئي لعباراته‬
‫وهو حجة ويصح االعتقاد والعمل به‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يشترط تحصيل المقدمات التي وضعها الفقهاء والعلوم التي جعلت‬
‫مقدمة لفقه القران والسنة وان كان حسنا تحصيلها‪.‬‬
‫ف‪ -‬من فقه عبارات القران والسنة بطريقة عقالئية عرفية دون تحصيل‬
‫مقدمات االجتهاد المعهودة ففقه حجة ويجب عليه العمل به‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫ف‪ -‬األصل في اآلية او الرواية عدم وجود المخصص او المقيد فال يجب‬
‫البحث لكن ان علمها عدل معرفتها بها‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجوز اعتماد اقوال المفسرين واللغوين في فهم اآليات واألحاديث ويحسن‬
‫االطالع على فهم الفقهاء أيضا وال يجب أي من ذلك‪.‬‬
‫ف‪ -‬من كان متمكنا من فهم اآليات واألحاديث ولو باالطالع على تفسير او‬
‫شرح ففي جواز التقليد له في تلك المسالة اشكال بل منع فيجب عليه ان يجتهد‪.‬‬
‫ف‪ -‬يحسن توزيع آيات القران على مسائل العقائد والشرائع‪ .‬ويحسن توزيع‬
‫الروايات على تلك المسائل أيضا‪.‬‬
‫ف‪ -‬تيسير وصول الناس الى اآليات والروايات الخاصة بالمسائل من االعانة‬
‫على البر‪.‬‬
‫ف‪ -‬المسائل التي ليس فيها نص خاص يبين فيها النص العام الذي يشملها‪.‬‬
‫ف‪ -‬الحكم الشرعي على الموضوعات اما ان يكون بنص خاص او بنص عام‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يكون حكم شرعي بغير نص من القران او السنة‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل ما يقال من ادلة على االحكام الشرعية غير القران والسنة ال عبرة به‬
‫فال دليل على الحكم الشرعي غير القران والسنة‪.‬‬
‫ف‪ -‬علم الفقه الشرعي يشمل جميع المضامين الشرعية سواء ما تعلق بالعقائد‬
‫(االعتقاد) او الشرائع (االعمال)‪.‬‬
‫ف‪ -‬بواسطة علم الفقه يحصل علم بالموضوعات الشرعية‪ ،‬فعلم الفقه مقدمة‬
‫لعلوم الشريعة‪ .‬فلدينا علم الفقه ولدينا علم العقائد ولدينا علم الشرائع‪.‬‬
‫ف‪-‬علم الفقه يختص ببحث الطريقة الشرعية في فهم القران والسنة‪ ،‬أي بحث‬
‫المنهج‪ ،‬أي بحث الصدور والداللة‪ ،‬والن القران قطعي ففقه القران هو داللي‬
‫اما السنة ففقها صدوري (ثبوتي) وداللي‪.‬‬
‫ف‪-‬الموضوعات الشرعية من اعتقادات (اعمال) و شرائع (عقائد) يمكن ان‬
‫تبحث كظواهر باجزاء بظواهر عقائدية وظواهر شرائعية‪ ،‬ويمكن ان تبحث‬
‫كافعال باجزاء كافعال عقائدية لالنسان وافعال شرائعية‪.‬‬
‫ف‪ -‬البحث الظواهري للشريعة بحث وصفي يبحث في موضوعاتها كظواهر‬
‫باجزاء من دون نظر الى المكلف فال تذكر االحكام الخمسة التكليفية حتى في‬
‫العبادات‪ .‬فيكون لكل موضوع جانب نظري وجانب تطبيقي‪.‬‬
‫ف‪ -‬علم الفقه يمكن ان يكون بحثيا ( تجريبيا مختبريا) بال اشكال‪ ،‬واما علم‬
‫العقائد وعلم الشرائع‪ ،‬فالموضوعات التي لها وجود خارجي يمكن ان تبحث‬
‫تجريبيا واختباريا‪ ،‬واما الموضوعات االعتبارية او الوصف االعتباري‬
‫للموضوعات الخارجية ففي امكان التجريب واالختبار للمعرفة مجال وفق‬
‫الفقه العرضي التصديقي‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫َّللا ِإ َّال ْال َح َّق‪ .‬وهو من بيان الفرد‬
‫علَى َّ ِ‬‫أصل) َو َال تَقُولُوا (يا اهل الكتاب) َ‬
‫فيعمم‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز قول غير الحق على هللا تعالى‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز قول غير الحق على هللا تعالى تحت أي ظرف او عذر‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز االخبار عن هللا بغير الحق تقية‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز قول غير الحق‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال تجوز التقية وقول غير الحق‪.‬‬

‫سلُنَا بِ ْالبَيِنَاتِ‪ .‬ت وهو من الفرد فيعمم‪.‬‬


‫أصل) َولَقَ ْد َجا َءتْ ُه ْم (بني إسرائيل) ُر ُ‬

‫سو ِلنَا ْال َب َالغُ ْال ُم ِبينُ ‪ .‬ت وهو من المثال‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫أصل) ِإ ْن ت ََولَّ ْيت ُ ْم فَا ْعلَ ُموا أَنَّ َما َ‬
‫فيعمم‬
‫ف‪ -‬كل خبر ظني يوجب عقابا دنيويا ليس في القران والسنة القطعية ال يثبت‪.‬‬
‫َّللاُ‪.‬‬ ‫طأْت ُ ْم ِب ِه َولَ ِك ْن َما تَ َع َّمدَ ْ‬
‫ت قُلُوبُ ُك ْم َو َكانَ َّ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح فِي َما أَ ْخ َ‬
‫ْس َ‬ ‫أصل) َولَي َ‬
‫ف‪ -‬من اخطا قوال او قعال غير متعمد الثم فال يؤاخذ لكن يضمن‪.‬‬
‫َ‬
‫الزكَاةَ َوأ َم ُروا‬‫ص َالةَ َوآَت َُوا َّ‬ ‫ض أَقَا ُموا ال َّ‬ ‫أصل) الَّذِينَ ِإ ْن َم َّكنَّا ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ع ِن ْال ُم ْنك َِر‪.‬‬
‫وف َونَ َه ْوا َ‬ ‫ِب ْال َم ْع ُر ِ‬

‫ف‪ -‬الفتوى العامة فيها حقان حق تصرف وحق تسلط وتصرف من له حق‬
‫التصرف وليس له حق التسلط كالفقيه غير الولي صحيح وان كان تسلطه‬
‫باطال يأثم عليه‪.‬‬
‫ف‪ -‬ان كان في المعاملة حق تكليفي وحق وضعي كالفتوى في العامة التي هي‬
‫للولي العالم العامل‪ ،‬فكل تصرف لفاقد أحدهما غير شرعي‪ ،‬فان تصرف فاقد‬
‫الحق التكليفي كغير الولي يكون اثما وان صحت معاملته‪ .‬وان تصرف فاقد‬
‫الحق الوضعي كالولي المدعي يكون غير اثم لكن معاملته باطلة حتى ياذن له‬
‫الولي الحق‪.‬‬
‫ف‪ -‬الوالية وكالة وهي اما تعينيية حقيقية للنبي الوصي الى يوم القيامة او‬
‫ظاهرية تعينية للعالم العامل‪ ،‬فان قدمه الفقهاء صار وليا حقا وان اعرضوا‬
‫عنه واختاروا غيره ممن دون صفته كان وليا مدعيا وبالوكالة له تسلط‪.‬‬
‫ف‪ -‬االجتهاد المصيب محقق لإلذن التكليفي بالتسلط والوضعي بالتصرف‬
‫واالجتهاد بالراي يكون فاقدا للشرط التكليفي والوضعي واما االجتهاد المخطئ‬
‫باشتباه وتأويل فيكون فاقدا للشرط الوضعي وان حقق الشرط التكليفي‬

‫‪273‬‬
‫فاالجتهاد المصيب صحيح ويثاب عليه المجتهد النه من بيان العلم‪ ،‬واالجتهاد‬
‫بالراي باطل واثم فاعله واالجتهاد باشتباه باطل اال انه بال اثم‪ .‬وهل يثاب‬
‫المجتهد المخطئ باشتباه وقد بذل وسعه ولم يقصر‪ ،‬الظاهر انه يثاب لسعة‬
‫رحمة هللا وكرمه‪ .‬واالجتهاد واجب كل انسان وليس كالوالية‪.‬‬
‫ف‪ -‬العالم عالمان‪ ،‬عالم مجتهد معلم وعالم ولي حاكم‪ ،‬واألول وظيفة وحق‬
‫كل انسان والثاني وظيفة وحق العالم العامل المقدم من قبل الفقهاء‪ .‬فان كان‬
‫نبيا او وصي تعين فيه وليس لغيره ذلك وان غاب الوصي تعين بتقديم الفقهاء‬
‫له بعد كمال العلم والعمل‪ .‬ويكون الولي الحق وان اعرض عنه الناس او‬
‫جهلوه وقدموا غيره كان االخر وليا مدعى‪.‬‬
‫ير أفَ َال تَتَفَك ُرونَ ‪ .‬ت وهو من المثال‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ص ُ‬ ‫أصل) قُ ْل ه َْل يَ ْستَ ِوي ْاأل َ ْع َمى َو ْالبَ ِ‬
‫فيعمم لكل معرفة‪.‬‬
‫ف‪ -‬المجتهد أفضل من المقلد‪.‬‬
‫ف‪ -‬العالم بالشيء أفضل من غير العالم‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب معرفة الحق على واقعه ما أمكن‪ .‬ويكون باالجتهاد فان تعذر جاز‬
‫تقليد العالم الذي يتبع الطريقة العقالئية في العلم‪.‬‬
‫ف‪ -‬المعارف التي تجلب الخير وتدفع الشر يحسن تعلمها ويجب ان كان ذلك‬
‫وشيكا ومعلوم وروده‪.‬‬
‫َّللا بَ ْغتَةً أَ ْو َج ْه َرةً‪ ،‬ه َْل يُ ْهلَكُ إِ َّال‬‫اب َّ ِ‬ ‫عذَ ُ‬ ‫أصل) قُ ْل أَ َرأَ ْيتَ ُك ْم (أرأيتم) إِ ْن أَتَا ُك ْم َ‬
‫الظا ِل ُمونَ ؟‬ ‫ْالقَ ْو ُم َّ‬
‫َّللا‪ .‬قُ ْل َال أَت َّ ِب ُع أَ ْه َوا َء ُك ْم؛‬ ‫أصل) قُ ْل ِإنِي نُ ِهيتُ أَ ْن أَ ْعبُدَ الَّذِينَ تَ ْدعُونَ ِم ْن د ِ‬
‫ُون َّ ِ‬
‫ضلَ ْلتُ إِذًا َو َما أَنَا ِمنَ ْال ُم ْهتَدِينَ ‪.‬‬ ‫قَ ْد َ‬
‫علَى بَ ِينَ ٍة ِم ْن َر ِبي َو َكذَّ ْبت ُ ْم ِب ِه‪َ .‬ما ِع ْندِي َما تَ ْستَ ْع ِجلُونَ ِب ِه‪ِ .‬إ ِن‬ ‫أصل) قُ ْل ِإنِي َ‬
‫َاصلِينَ ‪.‬‬ ‫ص ْال َح َّق َوه َُو َخي ُْر ْالف ِ‬ ‫ْال ُح ْك ُم ِإ َّال ِ َّ ِ‬
‫َّلل َيقُ ُّ‬
‫ت لَعَلَّ ُه ْم يَ ْفقَ ُهونَ ‪.‬‬‫ف ْاآلَيَا ِ‬ ‫ص ِر ُ‬‫ْف نُ َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫أصل) ا ْن ُ‬
‫ب ِب ِه قَ ْو ُمكَ َوه َُو ْال َح ُّق‪.‬‬ ‫أصل) َو َكذَّ َ‬
‫أصل) قُ ْل لَ ْستُ َ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِب َو ِكي ٍل‪.‬‬
‫ف تَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬ ‫س ْو َ‬ ‫أصل) ِل ُك ِل نَبَإٍ ُم ْستَقَ ٌّر َو َ‬
‫أصل) أَفَ َال تَتَذَ َّك ُرونَ ‪.‬‬
‫جْرا‪ِ .‬إ ْن ه َُو ِإ َّال ِذ ْك َرى ِل ْل َعالَ ِمينَ ‪ .‬ت وهو من المثال‬ ‫علَ ْي ِه أَ ً‬ ‫أصل) قُ ْل َال أَ ْسأَلُ ُك ْم َ‬
‫فيعمم لكل رسالي‪.‬‬
‫ف‪ -‬يستحب للرسالي اال يسال الناس اجرا على بيانه لالمور‪ ،‬بل االحوط ترك‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬ ‫ص ْلنَا ْاآلَيَا ِ‬ ‫أصل) قَ ْد فَ َّ‬

‫‪274‬‬
‫ف‪ -‬االيات مفصلة مبينة‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل من يجيد اللغة ويفهم النص يعلم الحكم مفصال‪.‬‬
‫ف‪ -‬األصل في النصوص انها تفصيل الحكم فال يجب البحث عن مخصص‬
‫او مقيد‪.‬‬
‫ف‪ -‬من علم بنص فقد قامت عليه الحجة ووجب عليه العمل وال ينتظر بيان‬
‫مبين‪.‬‬
‫ف‪ -‬من علم باية وفهمها قامت عليه الحجة ولم يجز له تقليد غيره واذا تبين‬
‫خطأه الفهمي او التحصيلي غير علمه وال شيء عليه فال يجب عليه اإلعادة‬
‫وال الضمان‪.‬‬
‫ف‪ -‬من علم علما من اية مهما كان علمه بسيطا وكان غيره فقيها او غير فقيه‬
‫يفتي بخالف ذلك وجب عليه العمل بما علم ولم يجز له التقليد‪ ،‬فان شك في‬
‫صحة فهمه جاز له التبين والتأكد ولم يجب‪.‬‬
‫ف‪ -‬فهم القران وعلمه ال يحتاج الى فقيه وال تقليد ومن علم شيئا منه وجب‬
‫عليه العمل وال ينتظر قول غيره عالما او غير عالم‪.‬‬
‫ف‪ -‬من قرا اية وصعبت عليه عربيتها وفهمها جاز له االستعانة بمعلم للعربية‬
‫او مترجم فان فهم فقد علم وعليه العمل وال يجب انتظار قول فقيه وال عالم‬
‫وال أي احد‪.‬‬
‫ف‪ -‬القران والسنة للجميع ومن قال انها مختص بالفقهاء او المفسرين او غير‬
‫ذلك فهو قول باطل‪.‬‬
‫ف‪ -‬النص القراني والسني يثبت بالطريقة العقالئية البسيطة في االثبات من‬
‫دون تعقيد فان اطلع على نص وشهد له القران فهو حق وصدق ووجب العمل‬
‫به واال فهو ظن‪.‬‬
‫ف‪ -‬ينبغي للمؤمن ان يكثر من تدبر القران والتفكر فيه وفي معانيه لكي يتحقق‬
‫عنده وجدان قراني يعرض عليه كل حديث وكل قول وكل تفسير‪ ،‬فما وافق‬
‫وجدانه القراني فهو حق واال فهو ظن ال يعمل به‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز للمؤمن ان يعمل بالظن مهما كان ناقله او قائله‪ .‬وكل تفسير ظني‬
‫ال عبرة به وكل بيان ظني ال عبرة به وكل معرفة ال يشهد لها القران ال عبرة‬
‫بها‪.‬‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َي ْفقَ ُهونَ ‪.‬‬‫ص ْلنَا ْاآلَ َيا ِ‬
‫أصل) قَ ْد فَ َّ‬
‫ف‪ -‬القران مفصل وحجة على من يفهمه ويفقهه بالطريقة العادية البسيطة‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل فهم صحيح عقالئي للقران فهو فقه وتفصيل‪.‬‬
‫ف‪ -‬من فهم القران فهما صحيحا فقد فقهه وفصل حكمه فعليه العمل وال يجوز‬
‫له الرجوع الى غيره ال من العلماء وال غيرهم‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫اس بِغَي ِْر ِع ْل ٍم‪.‬‬
‫ُض َّل النَّ َ‬ ‫علَى َّ ِ‬
‫َّللا َك ِذبًا ِلي ِ‬ ‫ظلَ ُم ِم َّم ِن ا ْفت ََرى َ‬ ‫أصل) فَ َم ْن أَ ْ‬
‫أصل) ِإ َّن الَّذِينَ فَ َّرقُوا دِينَ ُه ْم (بالكفر) َوكَانُوا ِشيَعًا (كافرة) لَسْتَ ِم ْن ُه ْم فِي‬
‫ش ْيءٍ (فال تحسب عليهم واعرض عنهم)‪ِ .‬إنَّ َما أَ ْم ُر ُه ْم ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا ث ُ َّم يُن َِبئ ُ ُه ْم ِب َما‬ ‫َ‬
‫كَانُوا يَ ْفعَلُونَ ‪.‬‬
‫ف‪ -‬الحكم وان كان اصله في الكفار اال ان ظالله وبغض الفرق مستفاد فيه‬
‫حتى بين المسلمين‪ .‬فكل تفريق بين المسلمين باطل حتى أي مسمى كان‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال تجوز االختالفات التي تؤدي الى الفرقة والبراءة بين المسلمين‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز اظهار الخالف المخالف للمعارف الثابتة المستفادة من القران‬
‫والسنة‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل مخالفة مهما كانت صريحة للقران والسنة ال توجب كفرا مادام‬
‫صاحبها مقر بااليمان‪.‬‬
‫ف‪ -‬المؤمن المقر بااليمان ال يكفر بعمل وال يجوز البراءة منه‪.‬‬
‫ف‪ -‬البراءة من مسلم مظهر للشهادتين باطل تحت أي عذر او أي مسمى‪.‬‬
‫ف‪ -‬اهل البدع مسلمون ما داموا يقرون باإلسالم ال يجوز البراءة منهم وال‬
‫الطعن باشخاصهم وانما الواجب بيان خطأهم ال أكثر‪.‬‬
‫ف‪ -‬اهل البدع مؤمنون ال يخرجهم من االيمان ابتداعهم‪ ،‬وال يصفون بفسق‬
‫او نفاق او زندقة‪ ،‬وال كفرهم انما ضاللهم ضالل ايمان ال يوجب براءة فضال‬
‫عن التكفير‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل من يكفر مسلما مقرا بالشهادتين بعمل او اعتقاد فهو مخطئ كائنا من‬
‫كان وال يجوز متابعته وال تقليده وال االلتفات الى قوله‪.‬‬
‫ف‪ -‬تكفير المسلم بعمل او اعتقاد يخرج الفقيه من التحقيق فيكون فقيها خبيرا‬
‫او بسيطا‪.‬‬
‫ف‪ -‬عدم تكفير المسلم بعمل او اعتقاد دليل على تحقيق الفقيه فيكون فقيها‬
‫محققا فان نظر ودافع عن ذلك باالدلة فهو فقيه مدقق‪.‬‬
‫سو ِل قَالوا َح ْسبُنَا َما َو َج ْدنَا‬‫ُ‬ ‫َّللاُ َو ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫أصل) َو ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم تَ َعالَ ْوا ِإلَى َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫ش ْيئًا َو َال َي ْهتَدُونَ [المائدة‪ .]104/‬ت‪:‬‬ ‫علَ ْي ِه آَ َبا َءنَا أَ َولَ ْو َكانَ آَ َبا ُؤ ُه ْم َال َي ْعلَ ُمونَ َ‬ ‫َ‬
‫والدعوة الى الرسول النه بخالف صفة ابائهم من عدم العلم وعدم االهتداء‪.‬‬
‫ف) يجب تقليد العالم المهتدي‬

‫سو ِل قَالُوا َح ْسبُنَا َما َو َج ْدنَا‬ ‫َّللاُ َوإِلَى َّ‬


‫الر ُ‬ ‫أصل) َوإِذَا قِي َل لَ ُه ْم تَعَالَ ْوا إِلَى َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫ش ْيئًا َو َال يَ ْهتَدُونَ ‪.‬‬‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا أَ َولَ ْو َكانَ آَبَا ُؤ ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ َ‬
‫َ‬

‫‪276‬‬
‫ف) ال يجوز تقليد غير العالم وغير المهتدي‪.‬‬

‫ف) تقليد من يقول بغير علم ليس بحجة وال يصحح العمل‪.‬‬

‫أصل) َو َما َكانَ ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِليَ ْن ِف ُروا كَافَّةً فَلَ ْو َال نَف ََر ِم ْن ُك ِل فِ ْرقَ ٍة ِم ْن ُه ْم َ‬
‫طائِفَةٌ‬
‫ِين َو ِليُ ْنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم إِذَا َر َجعُوا إِلَ ْي ِه ْم لَعَلَّ ُه ْم يَحْ ذَ ُرونَ ‪ .‬ت‪ :‬وهذا‬ ‫ِليَتَفَقَّ ُهوا فِي الد ِ‬
‫الى يوم القيامة‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب التفقه في الدين‪.‬‬
‫ف‪ -‬على ولي االمر ان يفقه جماعة من المسلمين فقها حقا ال ظن فيه الى يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫ف‪ -‬على ولي االمر ان يبعث بالمعلمين الى المدن لتعليمهم علما حقا ال ظن‬
‫فيه‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجوز اعتماد النقل المصدق في العلم‪.‬‬
‫ف‪ -‬يعتبر في العمل بالمنقول ان يكون له شاهد من القران‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجوز التفقه مباشرة وبواسطة‪ ،‬بباالدراك المباشر وباالخبار‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل ما ينتج عن التفكر فهو اجتهاد وكل ما ينتج عن االخبار فهو تقليد‪.‬‬
‫ف‪ -‬المسلمون كلهم مقلدة للنبي صلى هللا عليه واله‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب تقليد من يخبر بعلم ان تعذر االجتهاد الشخصي‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب على الفقيه بشيء تحصيل المقدمات الالزمة للفقه‪.‬‬
‫ف‪ -‬العلم باللغة العربية وعلم اصول الفقه من المقدمات لفقه القران والسنة‬
‫ف‪ -‬فقه القران مقدمة قريبة لعلم الشريعة ولعرض الحديث على القران‪.‬‬
‫أصل) ات َّ ِبعُوا َما أ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْي ُك ْم ِم ْن َر ِب ُك ْم‬
‫أصل) َوإِذَا قِي َل لَ ُه ُم اتَّبِعُوا َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ قَالُوا بَ ْل نَتَّبِ ُع َما َو َج ْدنَا َ‬
‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا‬
‫َّللاُ َويَ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم ‪.‬‬ ‫أصل) قُ ْل ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم ت ُ ِحبُّونَ َّ‬
‫َّللاَ فَات َّ ِبعُونِي يُحْ ِب ْب ُك ُم َّ‬
‫ف‪ -‬من عالمات حب االنسان هلل هو اتباعه للنبي‪.‬‬
‫ف‪ -‬اتباع النبي واجب والعمل بسنته بعد وافته واجب‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سلِينَ (*) ات َّ ِبعُوا َم ْن َال يَ ْسأل ُك ْم أجْ ًرا َو ُه ْم ُم ْهتَدُونَ ‪.‬‬ ‫أصل) قَا َل يَا قَ ْو ِم ات َّ ِبعُوا ْال ُم ْر َ‬

‫‪277‬‬
‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬ ‫َّللاُ ذَلِكَ إِ َّال بِ ْال َح ِ‬
‫ق يُف ِ‬ ‫أصل) َما َخلَقَ َّ‬

‫َص ُل ْاآلَ َيا ِ‬


‫ت (بالتصريح) ِلقَ ْو ٍم َي ْعلَ ُمونَ ‪ .‬فرع‪ :‬الداللة الباطنية‬ ‫أصل) َك َذلِكَ نُف ِ‬
‫في القران ليست حجة‪ .‬فرع‪ :‬الروايات المفسرة للقران بما ال يحتمله معناه‬
‫ليست حجة‪ .‬فرع‪ :‬الداللة المباشرة والداللة التضمنية الواضحة لآلية هي‬
‫الحجة فقط‪ .‬فرع‪ :‬اذا احتملت اآلية اكثر من معنى فما له شاهد هو الحجة‪.‬‬
‫فرع ال بد من االستدالل على أمهات العقائد واالحكام من تفصيال واضحة في‬
‫القران‪ .‬فرع‪ :‬ال بد من وجود أصول واضحة تفصيلية في القران لكل اعتقاد‬
‫او حكم عملي‪ .‬فرع‪ :‬االعتقاد والحكم العملي الذي ليس له أصل تفصيلي في‬
‫القران فليس حجة فرع‪ :‬األصل القرآني هو ما يمكن ان يتفرع منه المعرفة‬
‫السنية او االستنباطية‪ .‬فرع‪ :‬السنة هي تفرع نصي من القران‪ .‬فرع‪ :‬االستنباط‬
‫هو تفرع داللي من اآليات‪ .‬فرع‪ :‬اذا احتملت اآلية اكثر من معنى اختلف في‬
‫الشواهد بان ادعى شخص ان الشاهد الحد المعاني وقال االخر ان الشاهد‬
‫للمعنى االخر وجب التباحث في الشواهد للوصول الى اتفاق لحرمة االختالف‬
‫والفرقة فان تعذر جاز عمل كل واحد منهما بالفردي من االحكام واما الجماعي‬
‫فيرجع فيها الى ولي االمر ومن يقوم مقامه‪.‬‬

‫ش َج َر ٍة‬ ‫طيِبَةً (هي االيمان) َك َ‬ ‫َّللاُ َمثَ ًال َك ِل َمةً َ‬ ‫ب َّ‬ ‫ض َر َ‬ ‫ْف َ‬ ‫أصل) أَلَ ْم ت ََر (تدبرا) َكي َ‬
‫ب‬ ‫ين بِإِ ْذ ِن َربِ َها َويَض ِْر ُ‬ ‫اء تُؤْ تِي أ ُ ُكلَ َها ُك َّل ِح ٍ‬ ‫س َم ِ‬
‫ع َها فِي ال َّ‬ ‫صلُ َها ثَابِتٌ َوفَ ْر ُ‬ ‫طيِبَ ٍة أَ ْ‬ ‫َ‬
‫اس لَ َعلَّ ُه ْم َيتَذَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫َّللاُ ْاأل َ ْمثَا َل ِللنَّ ِ‬
‫َّ‬
‫ض‬ ‫ق ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ت ِم ْن فَ ْو ِ‬ ‫ش َج َرةٍ َخبِيثَ ٍة اجْ تُث َّ ْ‬ ‫أصل) َو َمثَ ُل َك ِل َم ٍة َخبِيثَ ٍة (وهي الكفر) َك َ‬
‫َما لَ َها ِم ْن قَ َر ٍار‪.‬‬
‫ض‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬‫اوا ِ‬ ‫َّللا َما َال َي ْم ِلكُ لَ ُه ْم ِر ْزقًا ِمنَ ال َّ‬
‫س َم َ‬ ‫ُون َّ ِ‬ ‫أصل) َو َي ْعبُدُونَ ِم ْن د ِ‬
‫َّللاَ يَ ْعلَ ُم َوأَ ْنت ُ ْم َال تَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬
‫َّلل ْاأل َ ْمثَا َل إِ َّن َّ‬
‫ش ْيئًا َو َال يَ ْست َِطيعُونَ (‪ )73‬فَ َال تَض ِْربُوا ِ َّ ِ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ش ْيءٍ َو َم ْن َرزَ قنَاهُ ِمنَّا ِر ْزقًا‬ ‫علَى َ‬ ‫ُ‬
‫ع ْبدًا َم ْملو ًكا َال يَ ْقد ُِر َ‬ ‫َّللاُ َمثَ ًال َ‬ ‫ب َّ‬ ‫ض َر َ‬ ‫َ‬ ‫أصل)‬
‫سنًا فَ ُه َو يُ ْن ِف ُق ِم ْنهُ ِس ًّرا َو َج ْه ًرا ه َْل َي ْستَ ُوونَ‬ ‫َح َ‬
‫بَ ْل أَ ْكثَ ُر ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ‬
‫علَى‬ ‫ش ْيءٍ َوه َُو َك ٌّل َ‬ ‫علَى َ‬ ‫َّللاُ َمثَ ًال َر ُجلَي ِْن أَ َحدُ ُه َما أَ ْبكَم َال يَ ْقد ُِر َ‬ ‫ب َّ‬ ‫ض َر َ‬ ‫أصل) َو َ‬
‫علَى‬ ‫ْ‬
‫ت ِب َخي ٍْر ه َْل َي ْستَ ِوي ه َُو َو َم ْن َيأ ُم ُر ِب ْال َع ْد ِل َوه َُو َ‬ ‫ْ‬
‫َم ْو َالهُ أَ ْينَ َما ي َُو ِج ْههُ َال َيأ ِ‬
‫ص َراطٍ ُم ْستَ ِق ٍيم ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اس ِإ َّال‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس فِي َهذَا القُ ْرآَ ِن ِم ْن ُك ِل َمثَ ٍل فَأبَى أ ْكثَ ُر النَّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ص َّر ْفنَا ِللنَّ ِ‬ ‫أصل) َولَقَ ْد َ‬
‫ُكفُ ً‬
‫ورا‬

‫‪278‬‬
‫صبَا ٌح‬ ‫ور ِه ك َِم ْشكَاةٍ فِي َها ِم ْ‬ ‫ض َمثَ ُل نُ ِ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬
‫ور (هادي) ال َّ‬ ‫َّللاُ نُ ُ‬ ‫أصل) َّ‬
‫ار َك ٍة‬
‫ش َج َرةٍ ُمبَ َ‬ ‫ي يُوقَدُ ِم ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الز َجا َجة َكأنَّ َها ك َْو َكبٌ د ُِر ٌّ‬ ‫صبَا ُح فِي ُز َجا َج ٍة ُّ‬ ‫ْال ِم ْ‬
‫َار (وهذا مثل‬ ‫س ْسهُ ن ٌ‬‫ُضي ُء َولَ ْو لَ ْم ت َْم َ‬ ‫زَ ْيتُونَ ٍة َال ش َْر ِق َّي ٍة َو َال غ َْر ِب َّي ٍة َيكَادُ زَ ْيت ُ َها ي ِ‬
‫َّللاُ ْاأل َ ْمثَا َل‬
‫ب َّ‬ ‫ور ِه َم ْن يَشَا ُء َويَض ِْر ُ‬ ‫َّللاُ ِلنُ ِ‬
‫ور‪ .‬يَ ْهدِي َّ‬ ‫علَى نُ ٍ‬ ‫ور َ‬ ‫بانه هدايته) نُ ٌ‬
‫اس‬‫ِللنَّ ِ‬
‫أصل) َمثَلُ ُه ْم (المنافقين في عدم االنتفاع بنور االيمان) َك َمثَ ِل الَّذِي ا ْست َْوقَ َد ن ً‬
‫َارا‬
‫ور ِه ْم (بشكهم وكفرهم)‬ ‫َّللاُ بِنُ ِ‬
‫َب َّ‬ ‫ت َما َح ْولَهُ (بنور االيمان) ذَه َ‬ ‫فَلَ َّما أَ َ‬
‫ضا َء ْ‬
‫ْص ُرونَ ‪.‬‬ ‫ت َال يُب ِ‬ ‫ظلُ َما ٍ‬ ‫َوت ََر َك ُه ْم فِي ُ‬

‫ظلُ َماتٌ َو َر ْعدٌ‬ ‫اء فِي ِه ُ‬ ‫س َم ِ‬‫ب (مطر شديد وهي االيات) ِمنَ ال َّ‬ ‫صيِ ٍ‬‫أصل) أَ ْو َك َ‬
‫ق َحذَ َر‬ ‫ص َوا ِع ِ‬‫صا ِب َع ُه ْم فِي آَذَانِ ِه ْم ِمنَ ال َّ‬ ‫َو َب ْر ٌق (تخذيرا وتذكيرا) َيجْ َعلُونَ أَ َ‬
‫ار ُه ْم (بالبينات) ُكلَّ َما‬ ‫ص َ‬ ‫ف أَ ْب َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ط بِ ْالكَافِ ِرينَ ‪ .‬يَكَادُ ْالبَ ْر ُق يَ ْخ َ‬ ‫َّللاُ ُم ِحي ٌ‬
‫ت َو َّ‬ ‫ْال َم ْو ِ‬
‫علَ ْي ِه ْم (جاء بما ال تهوى‬ ‫ظلَ َم َ‬ ‫ضا َء لَ ُه ْم ( جاء بما يحبون) َمش َْوا فِي ِه َوإِذَا أَ ْ‬ ‫أَ َ‬
‫ار ِه ْم‪.‬‬
‫ص ِ‬ ‫س ْم ِع ِه ْم َوأَ ْب َ‬ ‫َّللاُ لَذَه َ‬
‫َب ِب َ‬ ‫انفسهم) قَا ُموا (وقفوا) َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫ضةً فَ َما فَ ْوقَ َها فَأ َ َّما‬ ‫ب َمثَ ًال َما بَعُو َ‬ ‫َّللاَ َال يَ ْستَحْ يِي (ال يترك) أَ ْن يَض ِْر َ‬ ‫أصل) إِ َّن َّ‬
‫َّللاُ‬‫الَّذِينَ آَ َمنُوا فَيَ ْعلَ ُمونَ أَنَّهُ ْال َح ُّق ِم ْن َربِ ِه ْم َوأَ َّما الَّذِينَ َكف َُروا فَيَقُولُونَ َماذَا أَ َرادَ َّ‬
‫ُض ُّل ِب ِه ِإ َّال‬ ‫يرا َو َما ي ِ‬ ‫يرا َو َي ْهدِي ِب ِه َكثِ ً‬ ‫ُض ُّل (هللا) ِب ِه َكثِ ً‬ ‫ِب َهذَا َمثَ ًال‪( .‬كذلك) ي ِ‬
‫ْالفَا ِسقِينَ ‪.‬‬
‫يال أُولَئِكَ‬ ‫ب َويَ ْشت َُرونَ ِب ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬ ‫َّللاُ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫أصل) ِإ َّن الَّذِينَ يَ ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة َو َال يُزَ ِكي ِه ْم َولَ ُه ْم‬ ‫ار َو َال يُك َِل ُم ُه ُم َّ‬ ‫طونِ ِه ْم ِإ َّال النَّ َ‬‫َما َيأ ْ ُكلُونَ فِي بُ ُ‬
‫عذَابٌ أَ ِلي ٌم‪.‬‬ ‫َ‬
‫اب‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫أصل) أولَئِكَ (الكاتمون للبينات) الذِينَ ا ْشت ََر ُوا الض ََّاللَةَ ِبال ُهدَى َوال َعذَ َ‬ ‫ُ‬
‫ق َو ِإ َّن الَّذِينَ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬ ‫َّللاَ ن ََّز َل ْال ِكت َ‬ ‫ار‪ .‬ذَلِكَ ِبأ َ َّن َّ‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫ص َب َر ُه ْم َ‬ ‫ِب ْال َم ْغ ِف َر ِة فَ َما أَ ْ‬
‫ق بَ ِعيدٍ‪.‬‬‫ب (مشككين ومنكرين) لَ ِفي ِشقَا ٍ‬ ‫اختَلَفُوا فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫ْ‬

‫ت َولَعَلَّ ُه ْم يَ ْر ِجعُونَ‬ ‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬ ‫أصل) َو َكذَلِكَ نُف ِ‬


‫ت ِلقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬‫أصل) َونُف ِ‬
‫ُض َّل قَ ْو ًما (باستحقاق) َب ْع َد ِإ ْذ َه َدا ُه ْم َحتَّى يُ َب ِينَ لَ ُه ْم َما‬ ‫أصل) َو َما َكانَ َّ‬
‫َّللاُ ِلي ِ‬
‫يَتَّقُونَ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬ ‫أصل) (هللا) يُف ِ‬
‫ض َآلَ َيا ٍ‬
‫ت‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬‫س َم َاوا ِ‬ ‫ار َو َما َخلَقَ َّ‬
‫َّللاُ ِفي ال َّ‬ ‫ف اللَّ ْي ِل َوالنَّ َه ِ‬ ‫أصل) ِإ َّن ِفي ْ‬
‫اخ ِت َال ِ‬
‫ِلقَ ْو ٍم َيتَّقُونَ‬

‫‪279‬‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ‬‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬ ‫أصل) َكذَلِكَ نُف ِ‬
‫ش ْيئًا‬
‫ق َ‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫أصل) ِإ َّن َّ‬
‫عا ِق َبةُ ْال ُم ْنذَ ِرينَ‬‫ْف َكانَ َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫أصل) فَا ْن ُ‬
‫َّللاُ ْال َح َّق بِ َك ِل َماتِ ِه َولَ ْو ك َِرهَ ْال ُمجْ ِر ُمونَ‬
‫أصل) َوي ُِح ُّق َّ‬

‫سو َل لَعَلَّ ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ‪.‬‬‫الر ُ‬ ‫أصل) َوأَ ِطيعُوا َّ‬


‫َّللاَ َو َّ‬
‫ف‪ -‬تقليد الرسول واجب‪.‬‬
‫ف‪ -‬طاعة الرسول رحمة‪.‬‬
‫سولَ‪.‬‬ ‫الر ُ‬‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬ ‫أصل) َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫سو َل لَعَلَّ ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ‪.‬‬ ‫أصل) َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬

‫أصل) ق (ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)‬


‫ف) تذكير الناس بأمر هللا تعالى واجب وان كان المنتفع المؤمن‪.‬‬
‫ف) الكافر مكلف ومخاطب بالتكليف ويأثم على المعصية‪ .‬وما روي خالف‬
‫ذلك باطل‪.‬‬
‫أصل) ق (إن جاء كم فاسق بنبأ فتبينوا)‬
‫ت) الفاسق في القران األصل هو الكافر او المنافق المتمرد بعدائه للدين وحمله‬
‫على المؤمن باطل‪.‬‬
‫ف) يجب تصديق المسلم اال ان يكون خبره مخالفا للقران او الواقع المعلوم‪.‬‬
‫ف) رواية المسلم في الدين إذا وافقت القران فهي حجة وال يجوز ردها‪ .‬وكل‬
‫ما قيل خالف ذلك باطل‪.‬‬
‫ت) خبر المسلم حجة وان كان غير ثقة باالصطالح او كان خبره ضعيفا‬
‫بإرسال او نحوه‪ .‬والمنهج السندي برد خبر المسلم بحجة عدم الوثاقة او الطعن‬
‫باطل‪.‬‬
‫ف) خبر غير المسلم وغير الفاسق (غير المعادي للدين) إذا وافق القران فهو‬
‫حجة‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫طائِفَةٌ ِليَتَفَقَّ ُهوا فِي الد ِ‬
‫ِين َو ِليُنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم‬ ‫أصل) ق (لَ ْو َال نَف ََر ِمن ُك ِل فِ ْرقَ ٍة ِم ْن ُه ْم َ‬
‫ِإذَا َر َجعُوا ِإلَ ْي ِه ْم لَ َعلَّ ُه ْم يَحْ ذَ ُرونَ )‬
‫ت) واالخذ عن المؤمن هنا مرتكز على موافقته للقران وليس مطلقا‪ ،‬واصالة‬
‫صدق المسلم اقتضاء للعلم وليس تحقيقا له‪ .‬واالخذ هنا بتعلم الدليل ألنه ما يفقه‬
‫فال يعارض األصل العقالئي في وجوب االجتهاد في العلم‪.‬‬
‫ف) فقه ادلة الدين واجب عيني‪ .‬ويجزي فيه فقه ادلة العقائد والشرائع الواجبة‪.‬‬
‫ف) المؤمن مصدق‪ ،‬فال يجوز تكذيبه‪ ،‬وخبره مقتض للعلم‪ ،‬لكن ال يعتقد به‬
‫دينا اال بموافقته القران‪.‬‬
‫ت) االستدالل باآلية على حجية خبر الواحد وان لم يوافق القران باطل‪.‬‬
‫وموافقة القران هي المشابهة والتصديق وليس عدم االختالف فقط‪.‬‬
‫ف) كل دليل يعلمه المؤمن فهو حجة وعليه العمل به وال ينتظر غيره من‬
‫مخصص او مقيد‪ ،‬فان علم المخصص والمقيد بعد ذلك صحح علمه وال شيء‬
‫عليه فيما سبق من عمل‪ .‬وكل ما يقال خالف ذلك فهو باطل‪.‬‬
‫ف) على المؤمن ان يعلم الدليل فيجتهد فان عجز رخص له تقليد مجتهد علم‬
‫بالدليل من اخ او والد او زوج‪ .‬وهي رخصة اضطرارية‪.‬‬
‫ت) االستدالل باآلية على جواز التقليد غير تام فضال عن وجوبه‪.‬‬
‫ف) يكفي في العلم بالدين االطالع على الدليل اطالعا بسيطا من اية او رواية‬
‫مفهومة له‪.‬‬
‫ت) ال يعتبر في العلم بالدين ودليله التحقيق والتدقيق االصولي المعروف بل‬
‫هو بدعة‪.‬‬
‫ف) على المؤمن ان يجتهد في معارفه الدينية سواء العقائد او الشرائع‬
‫(العبادات والمعامالت) فان تعذر قلد من يعلم‪.‬‬
‫ف) االضطرار الى التقليد في الدين نادرة فان االجتهاد العادي يكفي فيه اقل‬
‫مقدار من االطالع على دليل المسالة ولو اية او رواية يعرف انطباقها نصا‬
‫او عموما على الواقعة‪.‬‬
‫ف) من لم يجتهد في مسالة وهو نادر واضطر الى التقليد في امر ابتالئي وهو‬
‫اندر ال يشترط في التقليد الفقاهة االصطالحية بل مطلق المعرفة المطمئنة‬
‫بالمسألة وان كان مرجعه المقلد بالفتح االب او االم او األخ‪.‬‬
‫‪281‬‬
‫ف) االجتهاد نوعان االجتهاد العام وهو متحقق في كل مؤمن يعرف العربية‬
‫واطلع على الدليل واالجتهاد الخاص وهو المصطلح وهو تخصصي‪.‬‬
‫ف) يكفي في االجتهاد العام الواجب االطالع على الدليل من دون الحاجة الى‬
‫مقدمات معقدة اصطالحية‪ .‬والقول بخالف ذلك باطل‪.‬‬
‫ت) ال بد من التأكيد ان ما يسمى اجتهاد اليوم ليس شرطا في االجتهاد الشرعي‬
‫الواجب بل هو مندوب‪ ،‬االجتهاد االختصاصي مندوب‪ ،‬والواجب هو االجتهاد‬
‫العادي العامي البسيط‪.‬‬
‫ف) الدليل للمجتهد العام هو االية او الرواية المصدقة بالقران والمنطبقة على‬
‫الواقعة بالنص او العموم‪.‬‬
‫ف) إذا ورد نصان مختلفان اخذ بما له شاهد ومصدق من القران وال يجب‬
‫االحتياط وال يجوز التخيير‪ ،‬فنور الشريعة ال يترك حيرة‪ .‬وما يقال خالف‬
‫ذلك باطل‪.‬‬
‫ت) الحقيقة الشرعية واحدة بحق العالم وهي تتغير‪.‬‬
‫ف) من علم شيئا من الشريعة عمل به حتى يعلم علما يغيره‪ ،‬وال يعتد بالظن‬
‫والشك‪.‬‬

‫أصل) ق (لكن اكثرهم ال يفقهون)‬


‫ت) الفقه الفهم وهو لألدلة اللفظية‪ ،‬واما مفاد الدليل (المدلوالت) فتعلم‪.‬‬
‫ف) على المؤمن الفقه في ادلة الشريعة‪ ،‬ويجزي الفقه في ادلة ما هو واجب‬
‫منها‪.‬‬
‫ف) فقه القران والسنة من صفات المؤمن‪ ،‬ويجزي فيه تصديقه والعمل به‬
‫متى علمه‪.‬‬
‫ف) فقه القران مندوب في نفسه‪ ،‬فغير الواجب منه مستحب‪.‬‬
‫ف) عدم فقه القران مذموم ومن صفات اهل الضالل فال ينبغي للمؤمن ان‬
‫يتصف بها‪ .‬وال يكون المؤمن ضاال بتقصيره في الفقه فان االيمان فقه وهداية‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫أصل) ق (أتقولون على هللا ما ال تعلمون)‬
‫ف) القول على هللا بغير علم من الكبائر‪.‬‬
‫ف) يجب بناء الدين على العلم‪.‬‬
‫ف) يجزي في العلم االجتهاد العادي وهو االطالع على الدليل وعلم داللته‬
‫على الحكم علما خطابيا عاديا‪.‬‬
‫ف) إذا اطلع المؤمن على الدليل من اية او رواية وعلم انطباقها على الواقعة‬
‫عالما عاديا صار عالما بها‪.‬‬

‫أصل) ق (لقالوا لو ال فصلت اياتهء اعجمي وعربى)‬


‫ف) القران مفصل واي قول غير ذلك فهو باطل‪.‬‬
‫ف) ليس في القران اجمال‪ ،‬وانما يأتي االجمال من المتلقي‪.‬‬
‫ف) األصل عدم حاجة القران الى تفصيل‪ ،‬فال يثبت تفصيل الى بعلم قوي‬
‫قريب القطع‪.‬‬
‫ف) السنة التفصيلية والتفسيرية تحتاج الى علم قوي قريب القطع وليس علما‬
‫عاديا‪.‬‬
‫ف) إذا لم يكن للحديث المفسر والمفصل شواهد ومصدقات كثيرة توجب العلم‬
‫القوي فان أصل عدم احتاج القران للمفصل وللمفسر جار‪.‬‬
‫ف) يتحقق العلم العادي بالسنة والمعرفة بشاهد او مصدق‪ ،‬اما العلم القوي فال‬
‫بد من شواهد ومصدقات كثيرة‪.‬‬
‫ف) األصل الشرعية بخصوص القران ال يخرج منها بالحديث اال بالعلم القوي‬
‫ومنها حديث التفسير الن األصل عدم احتياج القران الى مفسر‪ .‬وكذا المقيدات‬
‫والمخصصات فإنها تحتاج الى العلم القوي‪.‬‬

‫أصل) ق (إن الذين يكتمون مآ أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس‬
‫في الكتاب أولئك يلعنهم هللا ويلعنهم الالعنون)‬

‫‪283‬‬
‫ت) هذا في الكافرين المعاندين من اهل الكتاب اال ان جوهره يجري في‬
‫المؤمن‪.‬‬
‫ف) ال يجوز كتمان شيء من العلم على الناس وهو من الكبائر‪.‬‬
‫ف) المؤمن ان كتم علما فقد ارتكب كبيرة اال انه ال يعلن وال يكون ملعونا النه‬
‫مرحوم‪.‬‬
‫ف) ال يجوز كتمان الحق وان خاف الناس او خاف الهالك‪ ،‬فالتقية باطلة‪.‬‬
‫أصل) ق (كونوا قوامين بالقسط)‬
‫ف) على المؤمن ان يكون قواما بالقسط‪.‬‬
‫ف) التقية ال تجوز فيجب القيام بالحق ان وجب على كل حال‪.‬‬

‫ض ُ‬
‫ط ِر ْرت ُ ْم ِإلَ ْي ِه)‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِإ َّال َما ا ْ‬
‫ص َل لَ ُك ْم َما َح َّر َم َ‬
‫(وقَ ْد فَ َّ‬
‫أصل) ق َ‬
‫ف) الحرام مفصل في القران فال حرام غيره‪.‬‬
‫ف) من اضطر الى اكل الحرام او شربه رخص له على قدر الضرورة‪.‬‬
‫أصل) ق (قُ ْل ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم ت ُ ِحبُّونَ َّ‬
‫َّللاَ فَات َّ ِبعُونِي يُحْ ِب ْب ُك ُم َّ‬
‫َّللاُ)‬
‫ف) اتباع النبي واجب‪.‬‬
‫ف) السنة حجة‪ .‬وتثبت بالقطع والتصديق‬
‫ف) تثبت السنة التصديقية بالحديث الموافق للقران الذي له شاهد منه‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬الحقائقية‬
‫سو ُل بِ ْال َح ِ‬
‫ق ِم ْن َربِ ُك ْم‪.‬‬ ‫أصل) َجا َء ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬
‫ف‪ -‬ما جاء به النبي حق ال يمكن ان يدخله الظن‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يمكن ايكال ما جاء به الرسول الى ظنون المجتهدين‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال بد من وجود عالم بما جاء به الرسول ال يدخل علمه ظن او شبهة‪،‬‬
‫علمه ال اجتهاد فيه بل هو من علم الرسول وهو وصيه‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪.‬‬‫ق ُم َ‬‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫ع َليْكَ ْال ِكت َ‬‫أصل) ن ََّز َل (هللا) َ‬
‫ف‪ -‬من عالمات الحق ان يكون مصدقا لما هو ثابت‪.‬‬
‫ف‪ -‬ما ال يصدق ما هو ثابت ال يجب الحكم بانه حق‪.‬‬
‫ْ‬
‫اختَلَفُوا فِي ال ِكتَا ِ‬
‫ب (فشكوا‬ ‫ق‪َ .‬و ِإ َّن الَّذِينَ ْ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫َّللاَ ن ََّز َل ْال ِكت َ‬
‫أصل) ذَلِكَ ِبأ َ َّن َّ‬
‫ق بَ ِعيدٍ‪.‬‬‫وانكروا) لَ ِفي ِشقَا ٍ‬
‫ف‪ -‬الحق ال يجوز لنكاره وال التشكيك فيه‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل شيء يكون بالحق يجب اتباعه‪.‬‬
‫ف‪ -‬المعارف الحقة يجب اتباعها‪.‬‬
‫ف‪ -‬مخالفة الحق عامدا شقاق‪.‬‬
‫ف‪ -‬انكار الحق جاحدا شقاق‪.‬‬
‫ف‪ -‬معرفة الحق واجب عيني‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال بد من عالم بالحق بواقعه الى يوم القيامة‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال بد من وجود عالم بالكتاب بالحق بواقعه الى يوم القيامة‪.‬‬

‫ع َليْكَ ِب ْال َح ِ‬
‫ق‪.‬‬ ‫أصل) تِ ْلكَ آَ َياتُ َّ ِ‬
‫َّللا نَتْلُوهَا َ‬
‫ق‪.‬‬‫علَيْكَ بِ ْال َح ِ‬ ‫أصل) ِت ْلكَ آَيَاتُ َّ ِ‬
‫َّللا نَتْلُوهَا َ‬

‫ع َّال ُم ْالغُيُو ِ‬
‫ب‬ ‫ق َ‬‫ِف ِب ْال َح ِ‬‫أصل) قُ ْل ِإ َّن َر ِبي َي ْقذ ُ‬
‫علَى ْالبَ ِ‬
‫اط ِل فَيَ ْد َمغُهُ فَإِذَا ه َُو زَ اه ٌ‬
‫ِق‪.‬‬ ‫ق َ‬ ‫ِف بِ ْال َح ِ‬
‫أصل) بَ ْل نَ ْقذ ُ‬

‫ص ْوا‬
‫ت َوت ََوا َ‬
‫صا ِل َحا ِ‬ ‫سانَ لَ ِفي ُخس ٍْر (*) ِإ َّال الَّذِينَ آَ َمنُوا َو َ‬
‫ع ِملُوا ال َّ‬ ‫أصل) ِإ َّن ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬
‫ق‪ .‬ت‪:‬‬ ‫بِ ْال َح ِ‬

‫اط َل َوأَ َّن الَّذِينَ آَ َمنُوا اتَّبَعُوا ْال َح َّق ِم ْن‬ ‫أصل) ذَلِكَ بِأ َ َّن الَّذِينَ َكف َُروا اتَّبَعُوا ْالبَ ِ‬
‫َر ِب ِه ْم‬
‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫ق‬ ‫َّللاَ ن ََّز َل ْال ِكت َ‬
‫ِيرا أصل) ذَلِكَ ِبأ َ َّن َّ‬ ‫ِيرا َونَذ ً‬
‫ق َبش ً‬ ‫س ْلنَاكَ ِب ْال َح ِ‬
‫أصل) ِإنَّا أَ ْر َ‬
‫اس‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫ق ِليَحْ ُك َم بَيْنَ النَّ ِ‬ ‫أصل) َوأَ ْنزَ َل َمعَ ُه ُم ْال ِكت َ‬

‫‪285‬‬
‫(و َج َع ْلنَا‬
‫(و َج َع ْلنَا ُه ْم أَئِ َّمةً يَ ْهدُونَ ِبأ َ ْم ِرنَا [األنبياء‪ ]73/‬وقال تعالى َ‬ ‫قال هللا تعالى َ‬
‫ِم ْن ُه ْم أَ ِئ َّمةً َي ْهدُونَ ِبأ َ ْم ِرنَا [السجدة‪ ]24/‬فاالمام يهدي بامر هللا وقال تعالى َو ِإذَا‬
‫سو ِل َوإِلَى أُو ِلي‬ ‫عوا بِ ِه َولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ف أَذَا ُ‬ ‫َجا َء ُه ْم أَ ْم ٌر ِمنَ ْاأل َ ْم ِن أَ ِو ْالخ َْو ِ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم [النساء‪ ]83/‬والرد لمن يجوز عليه‬ ‫ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْن ِب ُ‬
‫الخطأ مخالف للحكمة‪ .‬و ولي االمر حاكم والحكم من شؤون ولي االمر‬
‫وقال هللا تعالى ( إِنَّ َما أَ ْنتَ ُم ْنذ ٌِر َو ِل ُك ِل قَ ْو ٍم هَا ٍد [الرعد‪ ]7/‬والهادي ال يجوز‬
‫عليه الخطأ‬
‫اء [الزمر‪ ]69/‬والشهداء عدول قال تعالى‬ ‫ش َهدَ ِ‬ ‫وقال تعالى َو ِجي َء بِالنَّبِيِينَ َوال ُّ‬
‫اس [البقرة‪ .]143/‬ووقال‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫ش َهدَا َء َ‬‫طا ِلتَ ُكونُوا ُ‬ ‫َو َكذَلِكَ َجعَ ْلنَا ُك ْم أ ُ َّمةً َو َ‬
‫س ً‬
‫ع ْن ُك ُم‬
‫ِب َ‬ ‫َّللاُ ِليُ ْذه َ‬
‫تعالى ( ووالة االمر من اهل البيت وقد قال تعالى ( ِإنَّ َما ي ُِريدُ َّ‬
‫(وإِ ْذ قَا َل‬ ‫يرا [األحزاب‪ ]33/‬وقال هللا تعالى َ‬ ‫َط ِه ً‬ ‫ط ِه َر ُك ْم ت ْ‬ ‫ت َويُ َ‬ ‫س أَ ْه َل ْالبَ ْي ِ‬ ‫الرجْ َ‬ ‫ِ‬
‫ض َخ ِليفَة [البقرة‪ ]30/‬والخليفة يحكم بالحق‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َربُّكَ ِلل َم َالئِ َك ِة إِنِي َجا ِع ٌل فِي األ ْر ِ‬ ‫ْ‬
‫ق َو َال‬ ‫اس ِب ْال َح ِ‬‫ض فَاحْ ُك ْم َبيْنَ النَّ ِ‬ ‫قال تعالى ( َيا دَ ُاوودُ ِإنَّا َج َع ْلنَاكَ َخ ِليفَةً فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫َّللا [ص‪.]26/‬‬ ‫سبِي ِل َّ ِ‬ ‫ع ْن َ‬‫ُضلَّكَ َ‬ ‫تَتَّبِ ِع ْال َه َوى فَي ِ‬

‫َّللاُ بِ َهذَا ( بتحريم االنعام)‬


‫صا ُك ُم َّ‬ ‫أصل) أَ ْم ُك ْنت ُ ْم ُ‬
‫ش َهدَا َء إِ ْذ َو َّ‬

‫ق َو ُه ْم َي ْعلَ ُمونَ (الحق)‪ .‬ت‪ :‬له شفاعة‪ .‬وهو من‬ ‫ش ِهدَ ِب ْال َح ِ‬
‫أصل) َّإال (لكن) َم ْن َ‬
‫المصداق للقيام بالحق فيعمم‪.‬‬
‫فرع يجب ان يكون القول بالحق وعن علم‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب ان يكون الحكم بالحق وعن علم‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب ان تكون الفتوى بالحق وعن علم‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب ان تكون الشفاعة بالحق وعن علم‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب الشهادة بالحق‪ ،‬وعن علم‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب القيام بالحق‪ ،‬وعن علم‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز اعتقاد الحق في شيء اال بعلم‪..‬‬
‫ف‪ -‬من اعتقد انه على حق ثم تبين انه ليس كذلك وجب العدول ويعذر فيما‬
‫فيه عذر مما سبق‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز ادعاء الحق اال بعلم‪.‬‬
‫ق َو ُه ْم َي ْعلَ ُمونَ ‪ .‬ت شفعه هللا‪ .‬وهو من الفرد‬‫ش ِه َد ِب ْال َح ِ‬
‫أصل) ِإ َّال (لكن) َم ْن َ‬
‫فيعمم للقبول‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫ف‪ -‬من يشهد بالحق تقبل شهادته‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال تقبل شهادته من ال يقول الحق‪.‬‬
‫ف‪ -‬من قال بالحق يقبل قوله‪.‬‬
‫ف‪ -‬من يقول الحق يجب اتباعه‪.‬‬
‫ف‪ -‬من يقول الحق يجب تقليده‪.‬‬

‫اط ِل َوتَ ْكت ُ ُموا ْال َح َّق َوأَ ْنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ أصل) يَا أَ ْه َل‬‫سوا ْال َح َّق بِ ْالبَ ِ‬ ‫أصل) َو َال ت َْلبِ ُ‬
‫اط ِل َوتَ ْكت ُ ُمونَ ْال َح َّق َوأَ ْنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ‬
‫ب ِل َم ت َْل ِبسُونَ ْال َح َّق ِب ْالبَ ِ‬
‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ف) ال يجوز لبس الباطل بالحق فال يجوز نقل ما يعتقد انه باطل‪.‬‬

‫أصل) ق (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أال يقولوا على هللا اال الحق)‬
‫ف) ال يجوز قول غير الحق على هللا‪.‬‬
‫ف) ال يجوز قول غير الحق على هللا تحت أي ظرف‪ ،‬وال يجوز ترك ذلك‬
‫تقية وان أدى الى األذى او الهالك‪ ،‬ويكون شهيدا‪.‬‬

‫أصل) ق (ان الظن ال يغني من الحق شيئا)‬


‫ف) ال عبرة بالظن في الشرع‪.‬‬
‫ف) كل دليل ال يحقق العلم ثبوتا او داللة فال حجية فيه‪.‬‬
‫ف) الثبوت العقالئي علم شرعي‪.‬‬
‫ف) الداللة العقالئية علم شرعي‪.‬‬
‫ف) الظاهر اللفظي ال يكون دليال عند العقالء اال بموافقته ما هو معلوم‪.‬‬
‫ف) ال تؤخذ المعرفة من الظاهر ان لم يؤيده الواقع‪.‬‬
‫ف) ال يكون الظاهر علما اال اذا توافق مع الواقع عقالئيا‪.‬‬
‫ف) احكام العقالء في العلمية تجري في الشرع‪.‬‬
‫ف) ال علمية في معرفة شرعا اال إذا أيدها الواقع‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫ف) العلم الشرعي علم عقالئي واقعي مبني على التناسق واالتساق والتصديق‬
‫واالتصال‪.‬‬

‫أصل) ق (قال فالحق والحق أقول)‬


‫ف) ال يجوز قول غير الحق‪.‬‬
‫ف) ال يجوز على الشريعة باطل‪.‬‬
‫ف) الشريعة كلها حق‪.‬‬
‫ف) الشريعة الحق محفوظة واالختالف من قبل الناس لقصورهم وهم‬
‫معذورين الجتهادهم اال من تعمد الخالف فهو ظالم اثم‪.‬‬
‫ف) من لم يعلم ان قوله الحق ال يجوز له قوله‪.‬‬

‫أصل) ق( َو ْالقَ َم َر قَد َّْرنَاهُ َمن ِ‬


‫َازلَ)‬
‫ف) يعتبر في العلم بالهالل وسائر امر القمر علم الخبراء‪ .‬وما جاء في الشرع‬
‫ظاهري يحمل عليه‪.‬‬

‫سف ٍَر فَ ِعدَّة ٌ ِم ْن أَي ٍَّام أُخ ََر)‬ ‫ضا أَ ْو َ‬


‫علَى َ‬ ‫أصل) ق (فَ َم ْن َكانَ ِم ْن ُك ْم َم ِري ً‬
‫ت) هذا من المثال فيعمم لكل واجب‪.‬‬
‫ف) القضاء اصل فال يحتاج الى امر جديد‪.‬‬

‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫ق ِل َيحْ ُك َم َبيْنَ النَّ ِ‬
‫اس‪.‬‬ ‫أصل) َوأَ ْنزَ َل َم َع ُه ُم ْال ِكت َ‬

‫أصل) فَ َماذَا َب ْع َد ْال َح ِ‬


‫ق ِإ َّال الض ََّاللُ‪.‬‬

‫‪288‬‬
‫سابعا‪ :‬االحتجاجية‬
‫ان من خصائص المعرفة الشرعية انها قائمة على االحتجاج والبرهان والدليل‪.‬‬
‫ان؟ َو َال أَخ ُ‬
‫َاف‬ ‫َّللا َوقَ ْد َه َد ِ‬
‫ُّوني ِفي َّ ِ‬ ‫أصل) َو َحا َّجهُ (إبراهيم) قَ ْو ُمهُ‪ .‬قَا َل أَت ُ َحاج ِ‬
‫ش ْيئًا‪.‬‬‫َما ت ُ ْش ِر ُكونَ بِ ِه إِ َّال أَ ْن يَشَا َء َربِي َ‬
‫ف) يعتبر في الحجة الهدابة‪.‬‬
‫َاف َما أَ ْش َر ْكت ُ ْم َو َال تَخَافُونَ أَنَّ ُك ْم أَ ْش َر ْكت ُ ْم بِ َّ‬
‫اَّللِ‬ ‫ْف أَخ ُ‬ ‫أصل) (قال إبراهيم) َو َكي َ‬
‫ي ْالف َِريقَي ِْن أَ َح ُّق بِ ْاأل َ ْم ِن إِ ْن ُك ْنت ُ ْم تَ ْعلَ ُمونَ ؟‬ ‫س ْل َ‬
‫طانًا؟ فَأ َ ُّ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ُ‬
‫َما لَ ْم يُن َِز ْل بِ ِه َ‬
‫ف) يعتبر في الحجة ان تكون بسلطان من هللا‬

‫علَى قَ ْو ِم ِه‪.‬‬ ‫أصل) َوتِ ْلكَ ُح َّجتُنَا آَتَ ْينَاهَا إِب َْراه َ‬
‫ِيم َ‬
‫ف) الحجة تكون من هللا‪.‬‬

‫علَى النَّ ِ‬
‫اس‪.‬‬ ‫طا ِلتَ ُكونُوا ُ‬
‫ش َهدَا َء َ‬ ‫أصل) َو َكذَلِكَ َج َع ْلنَا ُك ْم أ ُ َّمةً َو َ‬
‫س ً‬

‫لِلَف ْال ُح َّجةُ ْالبَا ِلغَةُ‪ .‬فَلَ ْو شَا َء لَ َهدَا ُك ْم أَجْ َمعِينَ ‪.‬‬
‫أصل) قُ ْل َ ِ َّ ِ‬
‫ص َر َو ْالفُ َؤادَ ُك ُّل أُولَئِكَ َكانَ‬‫ْس لَكَ ِب ِه ِع ْل ٌم ِإ َّن الس َّْم َع َو ْال َب َ‬ ‫ف َما لَي َ‬ ‫أصل) َو َال تَ ْق ُ‬
‫ع ْنهُ َم ْسئ ُ ً‬
‫وال‪.‬‬ ‫َ‬
‫صا ِدقِينَ ‪.‬‬‫أصل) قُ ْل هَاتُوا ب ُْرهَانَ ُك ْم ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫أصل) َو َال يُن َِبئُكَ ِمثْ ُل َخ ِب ٍ‬
‫ير‬
‫ير (به وهو هللا تعالى)‪.‬‬ ‫ت‪َ :‬و َال يُنَبِئُكَ (مخبر باألمر) ِمثْ ُل َخبِ ٍ‬
‫ف‪ -‬القول في الشيء هو قول الخبير‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل قول يخالف قول الخبير ال عبرة به‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب اعتماد قول الخبير في بيان الموضوع‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل بيان او قول ال ينتهي الى قول اهل الخبرة ليس حجة‪.‬‬
‫ف‪ -‬إذا عارض العرف او ظاهر الشرع او األصل قول اهل الخبرة لم يصح‬
‫العمل بها والعمل بقول الخبير‪.‬‬
‫ف‪ -‬إذا تباين قول اهل الخبر قدم األكثر موافقة للمعارف المعلومة‪.‬‬
‫علم ان طريقا خبرويا أقدر على تشخيص الموضوع من اخر جعل‬ ‫ف‪ -‬إذا ُ‬
‫الثاني نموذجيا‪.‬‬
‫ف‪ -‬الخبر الخبروي النموذجي ال يعارض بغيره من اقوال اهل الخبرة‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫علَ ْي ُك ْم ُح َّجةٌ ِإ َّال الَّذِينَ َ‬
‫ظلَ ُموا ِم ْن ُه ْم‬ ‫اس َ‬‫أصل) قال هللا تعالى ( ِلئ ََّال يَ ُكونَ ِللنَّ ِ‬
‫[البقرة‪]150/‬‬
‫أصل) َو ِإنَّا أَ ْو ِإيَّا ُك ْم لَ َعلَى ُهدًى أَ ْو ِفي َ‬
‫ض َال ٍل ُم ِب ٍ‬
‫ين‪.‬‬

‫ف) يجوز في محاججة مع الخصم الضال دعوى فرض امكان الحق عنده‬
‫وان كان معلوما انه ليس بصاحب حق‪.‬‬

‫علَى نَ ْفسِي َو ِإ ِن ا ْهتَدَيْتُ فَ ِب َما ي ِ‬


‫ُوحي ِإلَ َّ‬
‫ي َر ِبي‬ ‫ض َل ْلتُ فَإِنَّ َما أَ ِ‬
‫ض ُّل َ‬ ‫أصل) قُ ْل ِإ ْن َ‬
‫ف) يجوز في محاججة الخصم الضال فرض إمكانية بطالن قول المحق ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫علَ ْي ِه اللَّ ْي ُل َرأَى ك َْو َكبًا قَا َل َهذَا َربِي فَلَ َّما أَفَ َل قَا َل َال أ ُ ِحبُّ‬ ‫أصل) فَلَ َّما َج َّن َ‬
‫غا قَا َل َهذَا َربِي فَلَ َّما أَفَ َل قَا َل لَئِ ْن لَ ْم يَ ْه ِدنِي‬ ‫ْاآلَفِلِينَ (‪ )76‬فَلَ َّما َرأَى ْالقَ َم َر بَ ِ‬
‫از ً‬
‫غةً قَا َل َهذَا َر ِبي‬ ‫از َ‬
‫س َب ِ‬ ‫ش ْم َ‬ ‫َر ِبي َأل َ ُكون ََّن ِمنَ ْالقَ ْو ِم الضَّالِينَ (‪ )77‬فَلَ َّما َرأَى ال َّ‬
‫ت قَا َل يَا قَ ْو ِم إِنِي بَ ِري ٌء ِم َّما ت ُ ْش ِر ُكونَ ‪.‬‬‫َهذَا أَ ْكبَ ُر فَلَ َّما أَفَلَ ْ‬
‫ف) يجوز في محاججة الخصم الضال فرض صحة مقالته الباطلة‬
‫ت الت َّ ْو َراة ُ َو ْ ِ‬
‫اإل ْن ِجي ُل ِإ َّال‬ ‫ِيم َو َما أ ُ ْن ِزلَ ِ‬ ‫أصل) َيا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ِل َم ت ُ َحاجُّونَ فِي ِإب َْراه َ‬
‫ِم ْن بَ ْع ِد ِه أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ (‪ )65‬هَا أَ ْنت ُ ْم َهؤ َُال ِء َحا َججْ ت ُ ْم فِي َما لَ ُك ْم بِ ِه ِع ْل ٌم فَ ِل َم ت ُ َحاجُّونَ‬
‫ْس لَ ُك ْم ِب ِه ِع ْل ٌم‪.‬‬
‫فِي َما لَي َ‬
‫ف) المحاججة بغير علم من قلة العقل‪.‬‬
‫ْس لَ ُك ْم بِ ِه‬‫أصل) هَا أَ ْنت ُ ْم َهؤ َُال ِء َحا َججْ ت ُ ْم فِي َما لَ ُك ْم بِ ِه ِع ْل ٌم فَ ِل َم ت ُ َحاجُّونَ فِي َما لَي َ‬
‫ِع ْل ٌم‪ .‬ت‪ :‬وهذا تقرير‪.‬‬
‫ف) يستحب المحاججة بعلم ويجب ان توقف بيان الحق عليه‪.‬‬

‫َّللا َوه َُو َربُّنَا َو َربُّ ُك ْم؟ َولَنَا أَ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم أَ ْع َمالُ ُك ْم َونَحْ نُ‬
‫أصل) قُ ْل أَت ُ َحاجُّونَنَا فِي َّ ِ‬
‫صونَ ‪.‬‬ ‫لَهُ ُم ْخ ِل ُ‬
‫ف‪ -‬ال يجوز محاججة الموحد في أصل ايمانه‪.‬‬
‫ف‪ -‬يستحب عدم محاججة الموحد في الخالفات اال إذا توقف على تركه الفساد‪.‬‬
‫ف‪ -‬يستحب عدم محاججة المسلم المخالف اال إذا توقف على تركه الفساد‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫ع ْن َها‬‫علَ ْي َها َو ُه ْم َ‬ ‫ض يَ ُم ُّرونَ َ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َوا ِ‬‫أصل) َو َكأَيِ ْن ِم ْن آيَ ٍة فِي ال َّ‬
‫ُم ْع ِرضُونَ ‪ .‬ت فيه داللة على مشروعية االجتهاد والندب اليه بل وجوبه ان‬
‫توقف عليه االيمان‪.‬‬
‫ش ْيءٍ‬‫َّللاُ ِم ْن َ‬ ‫ض َو َما َخلَقَ َّ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬
‫ت ال َّ‬ ‫ظ ُروا فِي َملَ ُكو ِ‬ ‫أصل) أَ َولَ ْم يَ ْن ُ‬
‫(فيستدلوا على الحق)‪ .‬فرع‪ :‬االستدالل بالموجود على الغائب‪ .‬فرع‪ :‬يستحب‬
‫االستدالل بالظاهر على الباطن‪ .‬فرع‪ :‬يستحب االستدالل بالحاضر على‬
‫الغائب‪ .‬فرع‪ :‬يستحب االستدالل المعلوم على المجهول‪.‬‬
‫ْف بَنَ ْينَاهَا َوزَ يَّنَّاهَا َو َما لَ َها ِم ْن فُ ُر ٍ‬
‫وج‬ ‫اء فَ ْوقَ ُه ْم َكي َ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ظ ُروا ِإلَى ال َّ‬ ‫أصل) أَفَلَ ْم يَ ْن ُ‬
‫ي َوأَ ْنبَتْنَا فِي َها ِم ْن ُك ِل زَ ْوجٍ بَ ِهيجٍ (‪)7‬‬ ‫ض َمدَ ْدنَاهَا َوأَ ْلقَ ْينَا فِي َها َر َوا ِس َ‬ ‫(‪َ )6‬و ْاأل َ ْر َ‬
‫ب‪ .‬فرع‪ :‬االستدالل بااليات على الحق من صفاة‬ ‫ع ْب ٍد ُمنِي ٍ‬ ‫ْص َرة ً َو ِذ ْك َرى ِل ُك ِل َ‬ ‫تَب ِ‬
‫اهل البصائر و المنيبين والمتذكرين‪ .‬فرع‪ :‬االستدالل بالحاضر والمعلوم‬
‫والظاهر على الغائب والمجهول والباطن من صفاة اهل البصائر والمنيبين‬
‫والمتكبرين‪.‬‬
‫ار َو ْالفُ ْل ِك الَّتِي‬ ‫ف اللَّ ْي ِل َوالنَّ َه ِ‬‫اختِ َال ِ‬ ‫ض َو ْ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬ ‫ق ال َّ‬ ‫أصل) ِإ َّن فِي خ َْل ِ‬
‫اء ِم ْن َماءٍ فَأَحْ يَا بِ ِه‬ ‫س َم ِ‬
‫َّللاُ ِمنَ ال َّ‬‫اس َو َما أَ ْنزَ َل َّ‬ ‫تَجْ ِري فِي ْالبَحْ ِر بِ َما يَ ْنفَ ُع النَّ َ‬
‫س َّخ ِر‬ ‫ب ْال ُم َ‬ ‫س َحا ِ‬ ‫اح َوال َّ‬ ‫الريَ ِ‬‫يف ِ‬ ‫ص ِر ِ‬ ‫ث فِي َها ِم ْن ُك ِل دَابَّ ٍة َوتَ ْ‬ ‫ض بَ ْعدَ َم ْوتِ َها َوبَ َّ‬ ‫ْاأل َ ْر َ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َي ْع ِقلُونَ ‪.‬‬ ‫ض َآلَ َيا ٍ‬ ‫اء َو ْاأل َ ْر ِ‬‫س َم ِ‬ ‫َبيْنَ ال َّ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَ ْع ِقلُونَ‬‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬ ‫أصل) إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬
‫ت ِألُو ِلي النُّ َهى‪.‬‬ ‫ت ِل ْل ُمت ََو ِس ِمينَ أصل) ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬ ‫[أصل) ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬
‫ت ِل ْل َعا ِل ِمينَ ‪.‬‬ ‫أصل) ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬
‫ف) العقل طريق لمعرفة ايات هللا تعالى‪.‬‬
‫سنُ ‪.‬‬‫ِي أَحْ َ‬ ‫أصل) َو َجاد ِْل ُه ْم ِبالَّتِي ه َ‬
‫ف) المجادلة مع الكافر تكون بالتي هي احسن‪.‬‬

‫أصل) َو َجاد ِْل ُه ْم ِبالَّ ِتي ه َ‬


‫ِي أَحْ َ‬
‫سنُ ‪.‬‬
‫ف) الجدل مع الكافر مستحب‪.‬‬
‫طبَ ُه ْم ْال َجا ِهلُونَ قَالُوا َ‬
‫س َال ًما‪.‬‬ ‫أصل) َو ِإ َذا خَا َ‬
‫ف) من صفات المؤمن ان يقول سالما لمن يخاطبه بجهل‪.‬‬
‫ض َو ِليَ ُكونَ ِم ْن ْال ُموقِنِينَ‬
‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫اوا ِ‬ ‫ِيم َملَ ُكوتَ ال َّ‬
‫س َم َ‬ ‫أصل) َو َكذَلِكَ نُ ِري إب َْراه َ‬
‫علَ ْي ِه اللَّ ْي ُل َرأَى ك َْو َكبًا قَا َل َهذَا َر ِبي‪ .‬ت‪ :‬أي على زعمكم وقولكم‪.‬‬ ‫فَلَ َّما َج َّن َ‬

‫‪291‬‬
‫ف) يجوز التدليل على الحق بأسلوب التبكيت والنقض كما فعل إبراهيم عليه‬
‫السالم‪.‬‬

‫أصل) فَ َم ْن َحاجَّكَ فِي ِه ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َءكَ ِمنَ ْال ِع ْل ِم فَقُ ْل تَعَالَ ْوا نَ ْدعُ أَ ْبنَا َءنَا‬
‫علَى‬ ‫َّللا َ‬ ‫سنَا َوأَ ْنفُ َ‬
‫س ُك ْم ث ُ َّم نَ ْبتَ ِه ْل فَنَجْ َع ْل لَ ْعنَةَ َّ ِ‬ ‫سا َء ُك ْم َوأَ ْنفُ َ‬ ‫َوأَ ْبنَا َء ُك ْم َونِ َ‬
‫سا َءنَا َونِ َ‬
‫ْالكَا ِذبِينَ ‪.‬‬
‫ف) يجوز المباهلة مع الكافر المكذب بجعل اللعنة على الكاذب‪.‬‬

‫َّللاُ أَ َم َرنَا بِ َها‪.‬‬ ‫شةً قَالُوا َو َج ْدنَا َ‬


‫علَ ْي َها آَبَا َءنَا َو َّ‬ ‫اح َ‬‫أصل) َوإِذَا فَعَلُوا فَ ِ‬
‫ف‪ -‬االجماع والمشهور والموروث ال حجة فيه وليس عالمة للحق‪.‬‬
‫َّللا َما َال تَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬
‫علَى َّ ِ‬ ‫أصل) أَتَقُولُونَ َ‬
‫ف‪ -‬القول على هللا بغير علم محرم‪.‬‬
‫أصل) ق (قال‪ :‬أنا خير منه‪ ،‬خلقتني من نار وخلقته من طين)‬
‫ف) القياس باطل في الدين‪ ،‬وهو تعدية حكم من شيء الى فرعه‪ .‬في ح (أول‬
‫من قاس أمر الدين برأيه ابليس) وهو يشير الى الباطالن والذم‪ .‬وفي ح (اتق‬
‫هللا وال تقس الدين برأيك)‬

‫أصل) ق (ان ضللت فإنما اضل على نفسي وان اهتديت فبما يوحى الى ربى‬
‫انه سميع قريب)‬
‫ت) هذا من الماحتجاج وال يراد واقعه‪.‬‬
‫ف) الدين وحي والهداية وحي‪ ،‬وافعال النبي واقواله تبع للوحي‪.‬‬
‫ف) النبي يمتثل الوحي ويتبعه ويهتدي به وال يقول في الدين ما يخالفه‪.‬‬
‫ف) السنة ال تنسخ اقران‪.‬‬
‫ف) السنة ال تخالف القران‪.‬‬
‫ف) الحديث الناسخ للقران او المخالف للقران باطل‪.‬‬
‫ف) التقييد والتخصيص ليس نسخا وال مخالفة فجائز للسنة تخصيص القران‬
‫وتقييده لكن بعلم قوي وال يكفي العلم العادي‪.‬‬
‫‪292‬‬
‫ف) اذا لم يتحقق العلم القوي بالشواه والمصدقات الكثيرة والمتنوعة (معارفة‬
‫تصديقية متنوعة من قران وسنة وفطرة وعقالئية ووجدان وعرف وتجريب)‬
‫في وجود سنة مخصصة او مقيدة للقران فالمصدق هو عدم التقييد‬
‫والتخصيص‪ ،‬وان كان هناك علم عادي بشاهد او مصدق فان اصل عدم ذلك‬
‫قوي‪.‬‬

‫ْب ِب َما أَ ْش َر ُكوا ِبا َ َّ ِ‬


‫َّلل َما لَ ْم يُن َِز ْل ِب ِه‬ ‫الرع َ‬ ‫سنُ ْل ِقي فِي قُلُو ِ‬
‫ب الَّذِينَ َكف َُروا ُّ‬ ‫أصل) َ‬
‫س ْل َ‬
‫طانًا‬ ‫ُ‬
‫ف) ال يجوز العمل بما لم ينزل به هللا سلطانا‬

‫أصل) َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍم َو َال ِآلَبَائِ ِه ْم ‪.‬‬


‫ف) ليس المشهور والموروث من عالمات العلم بل عالمة العلم الحق‬
‫والصدق‪.‬‬
‫صا ِدقِينَ ‪ .‬ت وهو‬ ‫ارةٍ ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫ب ِم ْن قَ ْب ِل َهذَا أَ ْو أَثَ َ‬ ‫أصل) ائْتُونِي بِ ِكتَا ٍ‬
‫عام يشمل علم الرسل‪.‬‬
‫أصل) قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا ِإ ْن تَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن أَ ْنت ُ ْم ِإ َّال‬
‫صونَ ت وهو عام يشمل علم الرسل‪.‬‬ ‫ت َْخ ُر ُ‬
‫صا ِدقِينَ ‪.‬‬ ‫ارةٍ ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫ب ِم ْن قَ ْب ِل َهذَا أَ ْو أَثَ َ‬ ‫أصل) ائْتُونِي ِب ِكتَا ٍ‬
‫ان ِإ ْن‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬
‫َّللاُ ِب َها ِم ْن ُ‬ ‫ق ِإ َّال الض ََّال ُل أصل) َما أَ ْنزَ َل َّ‬ ‫أصل) فَ َماذَا َب ْعدَ ْال َح ِ‬
‫س‪.‬‬ ‫يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو َما تَ ْه َوى ْاأل َ ْنفُ ُ‬

‫ب الَّذِينَ ِم ْن َق ْب ِل ِه ْم َحتَّى َذاقُوا بَأ ْ َ‬


‫سنَا قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم‬ ‫أصل) َكذَلِكَ َكذَّ َ‬
‫صونَ ‪ .‬فرع‪ :‬ما خالف الكتاب‬ ‫فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا ِإ ْن تَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن أَ ْنت ُ ْم ِإ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫الحق باطل وظن وتخرص ال يجوز تقليده‪.‬‬

‫اس ِبغَي ِْر ِع ْل ٍم‬


‫ُض َّل النَّ َ‬ ‫علَى َّ ِ‬
‫َّللا َك ِذبًا ِلي ِ‬ ‫أصل) فَ َم ْن أَ ْ‬
‫ظلَ ُم ِم َّم ِن ا ْفت ََرى َ‬
‫ش َهدَا َء ُك ُم الَّذِينَ يَ ْش َهدُونَ أَ َّن َّ‬
‫َّللاَ َح َّر َم َهذَا (الذي‬ ‫أصل) قُ ْل َهلُ َّم (احضروا) ُ‬
‫ش ِهدُوا فَ َال تَ ْش َه ْد َم َع ُه ْم‪.‬‬
‫حرمتموه)‪ .‬فَإِ ْن َ‬

‫‪293‬‬
‫َّللاُ قَالُوا بَ ْل نَتَّبِ ُع َما أَ ْلفَ ْينَا َ‬
‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا‪.‬‬ ‫أصل) َوإِذَا قِي َل لَ ُه ُم اتَّبِعُوا َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫ب (مشككين‬ ‫اختَلَفُوا فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫ق َو ِإ َّن الَّذِينَ ْ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫َّللاَ ن ََّز َل ْال ِكت َ‬
‫أصل) ذَلِكَ ِبأ َ َّن َّ‬
‫ق َب ِعيدٍ‪.‬‬ ‫ومنكرين) لَ ِفي ِشقَا ٍ‬

‫ثامنا‪ :‬التصديقية‬

‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬أي معهم من‬ ‫أصل) َويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب‪,‬‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫الكتاب‪ .‬أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم‪ .‬أي من‬ ‫أصل) يَا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫َاب آَ ِمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬
‫الكتاب‪ .‬ت‪ :‬أي واتباعه وتقليده‪ .‬ت‪ :‬وهذا من المصداق لعام ان ما يصدقه‬
‫الكتاب فهو حق فيعمم‪ .‬ووجوب تقليده هو لعموم وجوب تقليد الحق والهدى‬
‫وانه حجة ‪ .‬وهذا يجري فيما يأتي‪ .‬وهذا ليس قياسا بل من الدليل المعرفي‪.‬‬
‫ف) ما صدقه الكتاب هو حق يجب تقليده‪ .‬أي انه حجة‪.‬‬

‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‬ ‫علَى قَ ْلبِكَ بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫َّللا ُم َ‬ ‫أصل) فَإِنَّهُ ن ََّزلَهُ َ‬
‫ف) ما يصدقه الكتاب فهو باذن هللا تعالى وبرضاه فيجب تقليده‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه ‪ .‬ت‪ :‬أي من‬ ‫ور َو ُم َ‬ ‫اإل ْن ِجي َل فِي ِه ُهدًى َونُ ٌ‬ ‫أصل) َوآَتَ ْينَاهُ ْ ِ‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫ف) ما يصدقه الكتاب هدى ونور فيجب تقليده‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬أي معهم من‬ ‫أصل) َو َي ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب‪,‬‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫الكتاب‪ .‬أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُك ْم‪ .‬أي من‬ ‫َاب آَ ِمنُوا ِب َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬‫أصل) يَا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه َي ْهدِي‬
‫سى ُم َ‬ ‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا أ ُ ْن ِز َل ِم ْن َب ْع ِد ُمو َ‬ ‫الكتاب‪ .‬أصل) َ‬
‫ق ُم ْستَ ِق ٍيم‪ .‬ت‪ :‬أي فيجب اتباعه‪.‬‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫ق َوإِلَى َ‬ ‫إِلَى ْال َح ِ‬

‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬


‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪.‬‬ ‫أصل) َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫أصل) يعتبر فيما ينسب الى الوحي ان يصدقه الكتاب‪ ،‬ويعتبر فيما يستفاد‬
‫ويستنبط من الوحي ان يصدقه الكتاب فان كان كذلك وجب تقليده‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه يَ ْهدِي إِلَى ْال َح ِ‬
‫ق‬ ‫سى ُم َ‬ ‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا أ ُ ْن ِز َل ِم ْن بَ ْع ِد ُمو َ‬
‫أصل) َ‬
‫ق ُم ْستَ ِق ٍيم‪.‬‬ ‫َو ِإلَى َ‬
‫ط ِري ٍ‬

‫‪294‬‬
‫أصل) ما يصدقه الكتاب يهدي الى الحق والى صراط مستقيم فيجب تقليده‪.‬‬

‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬


‫ق ُم َ‬‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا‬ ‫انزلنا اليك من الكتاب‪ .‬أصل) َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب‪ .‬فكل ما ينزل من كتب هي جزء من‬
‫الكتاب األصل‪.‬‬
‫أصل) يعتبر في ما ينسب الى الكتاب ان يكون مصدقا بما قبله من الكتاب‪.‬‬

‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬


‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب ه َُو ْال َح ُّق‬ ‫أصل) َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫انزلنا اليك من الكتاب‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب‬ ‫ُم َ‬
‫أصل) ما يقوله رسول هللا يصدقه الكتاب دوما و يعتبر في ما ينسب الى‬
‫الرسول ان يصدقه الكتاب‪ ،‬فاذا صدقه الكتاب وجب تقليده‪.‬‬
‫ع ْنهُ فَا ْنتَ ُهوا )‪ .‬ت‪ :‬وهو مطلق فدل‬ ‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬ ‫(و َما آَتَا ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬ ‫أصل) َ‬
‫على ان قول الرسول يصدقه الكتاب‪ .‬لما تقدم من اعتبار ذلك في الوحي‬
‫(وأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلتُبَيِنَ‬ ‫والكتاب والهدى والحق‪ .‬وهو ظاهر قوله تعالى َ‬
‫ُ‬
‫سو ِل َو ِإلَى أو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم‬ ‫اس َما نُ ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم) أصل) َولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ِللنَّ ِ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق فعلم ان ما يقوله رسول هللا دوما‬ ‫لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫مصدق بالكتاب‪ .‬وهو معنى العصمة‪.‬‬
‫أصل) يعتبر في تقليد ما يصدقه الكتاب قصد الكتاب به‪ .‬فال قصدية للقول وال‬
‫لصاحب القول وال نوعه بل القصد الى ما ينتهي اليه من الكتاب‪.‬‬

‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬


‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب ه َُو ْال َح ُّق‬ ‫انزلنا اليك من الكتاب‪ .‬ق أصل) َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب‪ .‬فكل ما ينزل من كتب هي جزء‬ ‫ُم َ‬
‫اس َما نُ ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم)‬ ‫(وأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلت ُ َب ِينَ ِللنَّ ِ‬ ‫من الكتاب األصل‪ .‬أصل) َ‬
‫أصل) يعتبر في يما يسنب الى الوحي من الكتاب والسنة ان يصدقه الكتاب‪،‬‬
‫فاذا نسب اليهما وصدقه الكتاب علم انه منهما ووجب تقليده‪.‬‬

‫أصل) ما يقوله ولي االمر يصدقه الكتاب دوما‪ ،‬ويعتبر في ما ينسب الى ولي‬
‫االمر ان يصدقه الكتاب‪ ،‬فاذا كان كذلك وجب تقليده‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫سو ِل َوإِلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫طونَهُ‬ ‫‪ .‬أصل) َولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق فعلم ان ما يقوله ولي االمر دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو‬
‫معنى العصمة‪.‬‬

‫طونَهُ‬ ‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْن ِب ُ‬ ‫أصل) َولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق فعلم ان ما يقوله ولي االمر دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو‬
‫ض‬ ‫معنى العصمة وهي بركة الخالفة واالمامة لهما أصل) إِنِي َجا ِع ٌل فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫َخ ِليفَةً‪ .‬أصل) َو َج َع ْلنَا ُه ْم أَئِ َّمةً يَ ْهدُونَ ِبأ َ ْم ِرنَا‪ .‬وهو امر مستمر الى يوم القيامة‪.‬‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫ق ُم َ‬‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب ه َُو ْال َح ُّق‬ ‫أصل) َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫انزلنا اليك من الكتاب‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب ولعدم العلم بموافقة غير الرسول‬ ‫ُم َ‬
‫سو ِل َوإِلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم‬ ‫والوصي للكتاب‪ . .‬أصل) َولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق فعلم ان ما يقوله ولي االمر دوما‬ ‫لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫مصدق بالكتاب‪ .‬وهو معنى العصمة‪ .‬ولم يطلق التقليد لغير النبي وولي االمر‬
‫الوصي‪.‬‬

‫ب ت وهو من‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫ق ُم َ‬ ‫أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإ َليْكَ ْال ِكت َ‬
‫بيان فرد لعام فيعمم لكل حق‪.‬‬
‫ف‪ -‬عرض الحديث على القران من مقدمات فقه الشريعة‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يصح نسبة شيء من الحديث الى السنة من دون عرض على القران‪.‬‬
‫ف‪ -‬العلم بالسنة يكون بعرض الحديث على القران‪.‬‬
‫ف‪ -‬المنهج الذي ال يعتمد عرض الحديث على القران معارفه ظاهرية‪.‬‬
‫ف‪ -‬يكفي في عرض الحديث على القران المعارف االرتكازية‪.‬‬
‫ف‪ -‬من لديه علم بفقه القران وفقه الحديث فهو مستطيع من فقه الشريعة‪.‬‬
‫ف‪ -‬أصل) يجب على من ال يستطيع االجتهاد تقليد من يصدقه الكتاب‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب العلم بتصديق الكتاب للمجتهد في وجوب تقليده‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل من لم يصدقه الكتاب فليس بعالم وكل ما ال يصدقه الكتاب فليس بعلم‪.‬‬
‫ف‪ -‬المحيط بفقه القران وفقه الحديث فهو متمكن من االجتهاد واالستنباط‪.‬‬
‫ف‪ -‬المعرفة بالشريعة تتفاوت وكل معرفة مستندة لدليل شرعي وموافقة‬
‫للقران فهي حجة للعالم بها‪.‬‬
‫ف‪ -‬على الفقيه ان يكون عارضيا يعرض المعارف على القران‬
‫ف‪ -‬يجب على الناس االحتياط تجاه المعارف العارضية‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫ف‪ -‬انكار وجوب عرض الحديث على القران يخرج الفقيه من التحقيق فيكون‬
‫فقيها خبيرا او بسيطا‪.‬‬
‫ف‪ -‬القول بوجوب عرض الحديث على القران دليل على تحقيق الفقيه فيكون‬
‫فقيها محققا فان نظر ودافع عن ذلك باالدلة فهو فقيه مدقق‪.‬‬

‫اختَلَفُوا فِي ْال ِكتَا ِ‬


‫ب لَ ِفي ِشقَا ٍ‬
‫ق‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫ق َو ِإ َّن الَّذِينَ ْ‬ ‫َّللاَ ن ََّز َل ْال ِكت َ‬
‫ا‪ :‬ذَلِكَ بِأ َ َّن َّ‬
‫بَ ِعيدٍ‪.‬‬

‫َّللاُ النَّبِيِينَ ُمبَش ِِرينَ‬ ‫ث َّ‬‫احدَة ً (على الحق فاختلفوا) فَبَعَ َ‬ ‫اس أ ُ َّمةً َو ِ‬‫أصل) َكانَ النَّ ُ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه (من‬ ‫اس فِي َما ْ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫ق ِليَحْ ُك َم بَيْنَ النَّ ِ‬ ‫َو ُم ْنذ ِِرينَ ‪َ .‬وأَ ْنزَ َل َمعَ ُه ُم ْال ِكت َ‬
‫ف فِي ِه (الحق) ِإ َّال الَّذِينَ أُوتُوهُ ِم ْن َب ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْال َب ِينَاتُ َب ْغيًا‬ ‫اختَلَ َ‬
‫الحق)‪َ .‬و َما ْ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق بِإِ ْذنِ ِه‪.‬‬ ‫َّللاُ الَّذِينَ آَ َمنُوا ِل َما ْ‬
‫بَ ْينَ ُه ْم فَ َهدَى َّ‬
‫ف‪ -‬ال بد من وجود عالم بالكتاب بالحق الى يوم القيامة ال يدخل ايمانه وال‬
‫علمه وال حكمه باطل او ظن‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال بد من حاكم يحكم بالكتاب بالحق الى يوم القيامة ال يدخل حكمه باطل‬
‫او ظن‪.‬‬

‫َّللاُ النَّبِيِينَ ُمبَش ِِرينَ َو ُم ْنذ ِِرينَ َوأَ ْنزَ َل َمعَ ُه ُم‬
‫ث َّ‬ ‫احدَة ً فَبَعَ َ‬ ‫اس أ ُ َّمةً َو ِ‬‫أصل) َكانَ النَّ ُ‬
‫ف فِي ِه ِإ َّال الَّذِينَ أُوتُوهُ‬ ‫اختَلَ َ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه َو َما ْ‬‫اس فِي َما ْ‬ ‫ق ِليَحْ ُك َم بَيْنَ النَّ ِ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬‫ْال ِكت َ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه ِمنَ‬‫َّللاُ الَّذِينَ آَ َمنُوا ِل َما ْ‬‫ِم ْن َب ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْال َب ِينَاتُ َب ْغيًا َب ْينَ ُه ْم فَ َهدَى َّ‬
‫ص َراطٍ ُم ْستَ ِق ٍيم‪.‬‬ ‫َّللاُ يَ ْهدِي َم ْن يَشَا ُء إِلَى ِ‬ ‫ْال َح ِ‬
‫ق بِإِ ْذنِ ِه َو َّ‬

‫اَّلل ه َُو َم ْو َال ُك ْم‪ .‬ت‪ :‬واالعتصام‬ ‫َص ُموا ِب َّ ِ‬ ‫الزكَاةَ َوا ْعت ِ‬ ‫أصل) فَأَقِي ُموا ال َّ‬
‫ص َالةَ َوآَتُوا َّ‬
‫باهلل بالحق جزاؤه العصمة لقواعد االحسان والفضل العظيم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت ِمنَ ْاأل َ ْم ِر فَ َما ْ‬
‫اختَلَفُوا ِإ َّال ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َء ُه ُم ال ِعل ُم بَ ْغيًا‬ ‫أصل) َوآَتَ ْينَا ُه ْم بَ ِينَا ٍ‬
‫َب ْينَ ُه ْم‪.‬‬

‫‪297‬‬
‫ف‬‫اختَلَ َ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه َو َما ْ‬
‫اس فِي َما ْ‬ ‫ق ِليَحْ ُك َم بَيْنَ النَّ ِ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬‫أصل) َوأَ ْنزَ َل َمعَ ُه ُم ْال ِكت َ‬
‫فِي ِه ِإ َّال الَّذِينَ أُوتُوهُ ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْالبَ ِينَاتُ بَ ْغيًا بَ ْينَ ُه ْم فَ َهدَى َّ‬
‫َّللاُ الَّذِينَ آَ َمنُوا‬
‫اختَلَفُوا ِفي ِه ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق ِبإِ ْذ ِن ِه‬ ‫ِل َما ْ‬

‫ب لَ ِفي ِشقَا ٍ‬
‫ق‬ ‫اختَلَفُوا فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫ق َو ِإ َّن الَّذِينَ ْ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬‫َّللاَ ن ََّز َل ْال ِكت َ‬
‫أصل) ذَلِكَ ِبأ َ َّن َّ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه َو َما‬ ‫اس فِي َما ْ‬ ‫ق ِليَحْ ُك َم بَيْنَ النَّ ِ‬ ‫اب بِ ْال َح ِ‬ ‫بَ ِعي ٍد أصل) َوأَ ْنزَ َل َمعَ ُه ُم ْال ِكتَ َ‬
‫ف فِي ِه إِ َّال الَّذِينَ أُوتُوهُ ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْالبَيِنَاتُ بَ ْغيًا بَ ْينَ ُه ْم فَ َهدَى َّ‬
‫َّللاُ الَّ ِذينَ‬ ‫اختَلَ َ‬
‫ْ‬
‫ق ِبإِ ْذنِ ِه أصل)‬ ‫ْ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه ِمنَ ال َح ِ‬ ‫آَ َمنُوا ِل َما ْ‬
‫أصل) َو َال يَزَ الُونَ ُم ْختَ ِلفِينَ (‪ )118‬إِ َّال َم ْن َر ِح َم َربُّكَ ‪ .‬أصل) َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫َّللاُ َما‬
‫ا ْقتَتَ َل الَّذِينَ ِم ْن بَ ْع ِد ِه ْم ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْالبَيِنَاتُ َولَ ِك ِن ْ‬
‫اختَلَفُوا فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن آَ َمنَ‬
‫اختَلَفُوا َحتَّى َجا َء ُه ُم ْال ِع ْل ُم‪ .‬أصل) َو َما أَ ْنزَ ْلنَا‬ ‫َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َكف ََر‪ .‬أصل) فَ َما ْ‬
‫ت ِمنَ ْاأل َ ْم ِر‬ ‫اختَلَفُوا فِي ِه‪ .‬أصل) آَتَ ْينَا ُه ْم بَيِنَا ٍ‬ ‫َاب إِ َّال ِلتُبَيِنَ لَ ُه ُم الَّذِي ْ‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫اختَلفُوا إِال ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َء ُه ُم ال ِعل ُم بَ ْغيًا بَ ْينَ ُه ْم‬ ‫َ‬ ‫فَ َما ْ‬

‫اختَلَفُوا ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َء ُه ُم ْالبَيِنَاتُ َوأُولَئِكَ‬


‫أصل) َو َال تَ ُكونُوا كَالَّذِينَ تَف ََّرقُوا َو ْ‬
‫َّللا َولَ ِك ْن‬ ‫ع ِظي ٌم‪ .‬أصل) َو َما َكانَ َهذَا ْالقُ ْرآَنُ أَ ْن يُ ْفت ََرى ِم ْن د ِ‬
‫ُون َّ ِ‬ ‫عذَابٌ َ‬ ‫لَ ُه ْم َ‬
‫ب ْال َعالَ ِمينَ ‪ .‬أصل)‬ ‫ْب فِي ِه ِم ْن َر ِ‬ ‫ب َال َري َ‬ ‫صي َل ْال ِكتَا ِ‬
‫صدِيقَ الَّذِي َبيْنَ َيدَ ْي ِه َوتَ ْف ِ‬
‫تَ ْ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬وهو من أصل) المثال‬ ‫َويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫للحق بانه مصدق‪.‬‬
‫ف) ال يجوز االختالف مع الحق وهو ما صدقه القران‪.‬‬

‫اختَلَفُوا ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َء ُه ُم ْالبَ ِينَاتُ َوأُولَئِكَ‬ ‫أصل) َو َال تَ ُكونُوا كَالَّذِينَ تَف ََّرقُوا َو ْ‬
‫َّللا َولَ ِك ْن‬ ‫ع ِظي ٌم‪ .‬أصل) َو َما َكانَ َهذَا ْالقُ ْرآَنُ أَ ْن يُ ْفت ََرى ِم ْن د ِ‬
‫ُون َّ ِ‬ ‫عذَابٌ َ‬ ‫لَ ُه ْم َ‬
‫ب ْالعَالَ ِمينَ ‪ .‬أصل)‬ ‫ْب فِي ِه ِم ْن َر ِ‬ ‫ب َال َري َ‬ ‫صي َل ْال ِكتَا ِ‬ ‫صدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه َوتَ ْف ِ‬ ‫تَ ْ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬وهو من أصل) المثال‬ ‫ْ‬
‫َويَ ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ال َح ُّق ُم َ‬
‫للحق بانه مصدق‪.‬‬
‫ف) االختالف باطل والحق والصدق فيما يصدقه القران فيجب ان يكون‬
‫المؤمن معه ال مع خالفه‪.‬‬
‫ع ِلي ٌم‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫وب َ‬ ‫سنَنَ الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َو َيت ُ َ‬ ‫َّللاُ ِليُ َب ِينَ لَ ُك ْم َو َي ْه ِد َي ُك ْم ُ‬
‫أصل) ي ُِريدُ َّ‬
‫ت أَ ْن ت َِميلُوا‬ ‫ش َه َوا ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َوي ُِريدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ال َّ‬ ‫وب َ‬ ‫َّللاُ ي ُِريدُ أَ ْن يَت ُ َ‬ ‫َح ِكي ٌم (‪َ )26‬و َّ‬
‫ض ِعيفًا‪.‬‬ ‫سانُ َ‬ ‫ع ْن ُك ْم َو ُخلِقَ ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ أ ْن يُخ َِف َ‬ ‫ع ِظي ًما (‪ )27‬ي ُِريدُ َّ‬ ‫َمي ًْال َ‬

‫‪298‬‬
‫ف) يعتبر في التكليف ان يكون وفق سنن من قبلنا من األمم في مقاصد توبة‬
‫هللا على الناس واعتدال الناس في العمل وعدم اتباع الشهوات اوالميل‬
‫والتخفيف عن الناس في تكاليفهم‪.‬‬
‫ع ِلي ٌم‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫وب َ‬ ‫سنَنَ الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َويَت ُ َ‬‫َّللاُ ِليُبَيِنَ لَ ُك ْم َويَ ْه ِديَ ُك ْم ُ‬
‫أصل) ي ُِريدُ َّ‬
‫َ‬
‫ت أ ْن ت َِميلُوا‬ ‫ش َه َوا ِ‬ ‫َّ‬
‫علَ ْي ُك ْم َوي ُِريدُ الذِينَ يَت َّ ِبعُونَ ال َّ‬
‫وب َ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ ي ُِريدُ أ ْن يَت ُ َ‬ ‫َح ِكي ٌم (‪َ )26‬و َّ‬
‫ض ِعيفًا‪.‬‬ ‫سانُ َ‬ ‫ع ْن ُك ْم َو ُخلِقَ ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ف َ‬ ‫َّللاُ أَ ْن يُخ َِف َ‬
‫ع ِظي ًما (‪ )27‬ي ُِريدُ َّ‬ ‫َمي ًْال َ‬

‫ف) يعتبر في التكليف انه يرضي هللا تعالى ليحقق تولة هللا على العبد فال‬
‫تكليف بما ال يرضي هللا ويستوجب توبته على العبد‪.‬‬
‫ع ْن ُه ْم‬ ‫ض ِعيفًا‪ .‬أصل) َويَ َ‬
‫ض ُع َ‬ ‫سانُ َ‬ ‫ع ْن ُك ْم َو ُخلِقَ ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ف َ‬ ‫َّللاُ أَ ْن يُخ َِف َ‬
‫أصل) ي ُِريدُ َّ‬
‫علَ ْي ِه ْم‬
‫َت َ‬ ‫ص َر ُه ْم َو ْاأل َ ْغ َال َل الَّتِي كَان ْ‬‫إ ْ‬
‫أصل) يعتبر في التكليف ان يكون محققا لالعتدال بعدم الميل وعدم اتباع‬
‫الشهوات فال تكليف بالميل او اتباع الشهوات‪.‬‬
‫ف) يعتبر في التكليف ان يكون محققا للتخفيف عن الناس فال تكليف بما ال‬
‫تخفيف فيه‪.‬‬
‫ت أَ ْن ت َِميلُوا َميْالً‬
‫ش َه َوا ِ‬ ‫َّ‬
‫علَ ْي ُك ْم َوي ُِريدُ الذِينَ يَتَّبِعُونَ ال َّ‬ ‫وب َ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ ي ُِريدُ أ ْن يَت ُ َ‬‫أصل) َو َّ‬
‫ع ِظي ًما‪.‬‬‫َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫َّللاُ بِك ْم اليُس َْر َوال ي ُِريدُ بِك ْم العُس َْر‪.‬‬ ‫أصل) ي ُِريدُ َّ‬
‫ف) يعتبر في التكليف عدم الحرج‪.‬‬
‫ف) يعتبر في التكليف اليسر وعدم العسر‪ .‬فال تكليف بالعسر‪.‬‬

‫ص ِد ًقا ِل َما َم َع ُه ْم أصل) َوآَ ِمنُوا ِب َما‬ ‫أصل) َو َي ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ارةٍ ِم ْن ِع ْل ٍم‬‫ب ِم ْن قَ ْب ِل َهذَا أَ ْو أَثَ َ‬‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم‪ .‬أصل) ائْتُونِي بِ ِكتَا ٍ‬ ‫أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬
‫ق ِإ َّال الض ََّال ُل أصل) َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ ِب َها‬ ‫صا ِدقِينَ ‪ .‬أصل) فَ َماذَا بَ ْعدَ ْال َح ِ‬ ‫ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫غي ِْر‬ ‫س‪ .‬ق َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬ ‫ان ِإ ْن َيت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو َما تَ ْه َوى ْاأل َ ْنفُ ُ‬ ‫س ْل َ‬
‫ط ٍ‬ ‫ِم ْن ُ‬
‫ث ِكتَابًا ُمتَشَابِ ًها‪ .‬ت‬ ‫سنَ ْال َحدِي ِ‬ ‫َّللاُ ن ََّز َل أَحْ َ‬
‫يرا أصل) َّ‬ ‫اختِ َالفًا َكثِ ً‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬
‫َّ ِ‬
‫أي يشبه بعضه بعضا تصديقا وتاكيدا‪ .‬واحسن الحديث عرفا وعقالئيا بمعانيه‬
‫اإلنسانية الفطرية السامية‪.‬‬
‫ف) من عالمات الحق الحسن والتصديق‪.‬‬

‫‪299‬‬
‫أصل) َو َما َكانَ ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِليَ ْن ِف ُروا كَافَّةً فَلَ ْو َال نَف ََر ِم ْن ُك ِل فِ ْرقَ ٍة ِم ْن ُه ْم َ‬
‫طائِفَةٌ‬
‫ِين َو ِليُ ْنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم ِإذَا َر َجعُوا ِإلَ ْي ِه ْم‪ .‬فرع‪ :‬تقليد الفقيه واجب‪.‬‬ ‫ِليَتَفَقَّ ُهوا فِي الد ِ‬

‫صدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه ‪.‬‬


‫أصل) َما َكانَ َحدِيثًا يُ ْفت ََرى َولَ ِك ْن تَ ْ‬

‫ِق ِل َما َم َع ُه ْم َوكَانُوا ِم ْن قَ ْب ُل‬ ‫صد ٌ‬ ‫أصل) َو َل َّما َجا َء ُه ْم ِكتَابٌ ِم ْن ِع ْن ِد َّ ِ‬


‫َّللا ُم َ‬
‫علَى‬ ‫ع َرفُوا َكف َُروا بِ ِه فَلَ ْعنَةُ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫علَى الَّذِينَ َكف َُروا فَلَ َّما َجا َء ُه ْم َما َ‬ ‫يَ ْستَ ْفتِ ُحونَ َ‬
‫ت فَ َال‬ ‫ْالكَافِ ِرينَ ‪ .‬ت‪ :‬فانهم عرفوا بالشواهد‪ .‬أصل) فَإِ ْن َ‬
‫ع ِل ْمت ُ ُموه َُّن ُمؤْ ِمنَا ٍ‬
‫سو ٌل‬ ‫ار‪ .‬ت‪ :‬فانهم علموا بالشواهد‪ .‬أصل) َولَ َّما َجا َء ُه ْم َر ُ‬ ‫ت َْر ِجعُوه َُّن إلَى ْال ُكفَّ ِ‬
‫َاب َّ ِ‬
‫َّللا َو َرا َء‬ ‫َاب ِكت َ‬ ‫يق ِمنَ الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬ ‫ِق ِل َما َمعَ ُه ْم نَبَذَ فَ ِر ٌ‬ ‫صد ٌ‬ ‫ِم ْن ِع ْن ِد َّ ِ‬
‫َّللا ُم َ‬
‫ور ِه ْم َكأَنَّ ُه ْم َال َي ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬‫ظ ُه ِ‬‫ُ‬
‫ف) ال يتحقق العلم الشرعي بالخبر وحده بل ال بد من قرائن تصدقه من‬
‫شواهد ومصدقات‪.‬‬
‫أصل) ال يتحقق العلم الشرعي بالظاهر وحده بل ال بد من قرائن تصدقه من‬
‫شواهد ومصدقات‪.‬‬
‫ار‪ .‬ت‪ :‬الظاهر لم يحقق‬ ‫ْ‬
‫ت فَ َال ت َْر ِجعُوه َُّن إلَى ال ُكفَّ ِ‬
‫ع ِل ْمت ُ ُموه َُّن ُمؤْ ِمنَا ٍ‬‫أصل) فَإِ ْن َ‬
‫العلم اال بقرائن‪.‬‬

‫ص ِد ًقا ِل َما َم َع ُك ْم‪ .‬ت امر‬ ‫َاب آَ ِمنُوا ِب َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬‫أصل) يَا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫بااليمان بما هو مصدق بما ثبت فهو بعد العرض وهو مشعر بل دال على ان‬
‫عالمة الصدق الموجب لاليمان انه مصدق لما ثبت‪.‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ال ِكتَا ِ‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه‪.‬‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬‫أصل) َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫صدِيقَ الَّذِي بَيْنَ‬ ‫َّللا َولَ ِك ْن تَ ْ‬‫ُون َّ ِ‬‫أصل) َو َما َكانَ َهذَا ْالقُ ْرآَنُ أَ ْن يُ ْفت ََرى ِم ْن د ِ‬
‫يَدَ ْي ِه‪ .‬ت فربط عدم االفتراء بالمصدقية بل قابل االفتراء بالمصدقية وهو دال‬
‫على ان الصدق عالمته انه مصدق لما ثبت‪.‬‬
‫صدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪.‬‬ ‫أصل) َما َكانَ َحدِيثًا يُ ْفت ََرى َولَ ِك ْن تَ ْ‬
‫ف‪ -‬تصديق المعرفة لما هو ثابت عالمة صدقها‪.‬‬
‫ف‪ -‬الثوابت الشرعية المسلمة المعلومة من القران والسنة يجب عرض‬
‫المعارف الشرعية األخرى عليها‪.‬‬
‫ف‪ -‬الثوابت الشرعية المسلمة المعلومة من القران والسنة هو األساس الذي‬
‫يبنى عليه باقي المعارف‪.‬‬
‫ف‪ -‬المقاصد الشرعية يجب ان تكون من الثوابت الشرعية‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫ف‪ -‬الثوابت الشرعية ومنها المقاصد الشرعية تصدق األدلة واالحكام التي‬
‫تكون من االدلة وليست مصدرا لتشريع احكام لموضوعات أخرى بالقياس‪.‬‬
‫ف‪ -‬يعتبر في صحة الحكم ان يوافق الثوابت المعلومة من القران والسنة‪.‬‬
‫ف‪ -‬يعتبر في صحة الفتوى موافقتها للثابت المعلوم من القران ولو االرتكاز‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب العلم بالثوابت الشرعية االساسية المعلومة من القران والسنة ولو‬
‫اجماال ألجل رد باقي المعارف لها‪.‬‬
‫ف‪ -‬اذا بلغه دليل شرعي لم يصح العمل به حتى يعلم ان له شاهد من المعارف‬
‫الثابتة ولو اجمال او ارتكازا‪.‬‬
‫ف‪ -‬عرض المعارف الشرعية على الثوابت الشرعية واجب عيني على كل‬
‫مسلم‪.‬‬
‫ف‪ -‬اقل ما يجب علمه ألجل العلم بالثوابت الشرعية االساسية هو العلم بسورة‬
‫الفاتحة وسورة اإلخالص وسورة القدر‪.‬‬
‫ف‪ -‬يكفي في تقليد المجتهد ان يعلم أجمال ولو ارتكازا على انه يعتمد األدلة‬
‫الشرعية ويعتمد عرضها على الثوابت الشرعية‪.‬‬
‫ف‪ -‬المجتهد الذي يقول بعدم وجوب عرض العلم على الثوابت – كالحشوية ‪-‬‬
‫ال يجوز تقليده‬
‫ف‪ -‬من فهم المعاني الظاهرية آليات سورة الفاتحة واإلخالص والقدر كانت‬
‫له معرفة شرعية يجوز له الرد اليها وعرض المعارف عليها‪.‬‬
‫ف‪ -‬من لم يستطع رد العلم على الثوابت باجتهاده وجب عليه تقليد من يتمكن‬
‫من ذلك ويجب ذلك على وليه‪.‬‬
‫ف‪ -‬إذا لم يتمكن االنسان من عرض العلم على الثوابت وجب على وليه‬
‫عرضه له‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب على االنسان عرض العلم على الثوابت لمن ال يتمكن من اهله‬
‫ووجب عليهم تقليده في ذلك‪.‬‬
‫ف‪ -‬يكفي في بيان المصدقية والعرض لغير المتمكن اخباره بان العلم المعين‬
‫صدق مصدق للثوابت‪.‬‬
‫ف‪ -‬كلما ازداد اطالع المؤمن على نصوص القران والسنة ازدادت ملكة‬
‫العرض عنده لذلك يستحب مؤكدا االكثار من قراءة القران واألحاديث الثابتة‬
‫المتفق عليها مع فهم وتدبر‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال بد من وجود شاهد من الثوابت الشرعية من القران والسنة للمعرفة من‬
‫فهم او فتوى لتكون علما يصح اعتماده والعمل به‪.‬‬
‫ف‪ -‬كلما كانت المعرفة من فهم او فتوى لها شواهد اكثر من الثوابت الشرعية‬
‫المعلومة من القران وقطعي السنة كانت اكثر علمية ورسوخا وكلما كانت اقل‬

‫‪301‬‬
‫شواهد كانت اقل علمية واقل رسوخا والمعرفة التي ليس لها شاهد منهما هي‬
‫ظن ال يصح العمل به‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه‪.‬‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫ق ُم َ‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫أصل) ن ََّز َل َ‬
‫ف‪ -‬يعتبر في صحة التفكر ان يكون له مصدق مما هو ثابت‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب عرض نتائج التفكر على الثوابت المعلومة فان صدقته وشهدت له‬
‫فهو حق‪.‬‬
‫ف‪ -‬إذا كان التفكر بالطريقة العقالئية وكان مصدقا بالثوابت فهو حق‪.‬‬
‫ف‪ -‬االجتهاد بالطريقة العقالئية إذا كان له مصدق من المعارف الثابتة فهو‬
‫حق‪.‬‬
‫ف‪ -‬المعارف االجتهادية التي تكون وفق الطريقة العقالئية من األدلة الشرعية‬
‫يجب ان تعرض على المعارف الثابتة المستفادة من محكم القران وقطعي السنة‬
‫فان صدقتها فهي حق واال كانت ظنا ال يصح العمل بها‪.‬‬

‫ص ِد ًقا ِل َما َم َع ُك ْم َو َال تَ ُكونُوا أَ َّو َل كَافِ ٍر ِب ِه أصل)‬ ‫أصل) َوآَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬
‫سو ٌل‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم أصل) ث ُ َّم َجا َء ُك ْم َر ُ‬ ‫َويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما‬ ‫علَى قَ ْلبِكَ بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫َّللا ُم َ‬ ‫ِق ِل َما َمعَ ُك ْم لَتُؤْ ِمنُ َّن بِ ِه‪ .‬أصل) فَإِنَّهُ ن ََّزلَهُ َ‬ ‫صد ٌ‬ ‫ُم َ‬
‫َّللا‪ .‬أصل) آَ ِمنُوا ِب َما ن ََّز ْلنَا‬ ‫ص ِدقًا ِب َك ِل َم ٍة ِمنَ َّ ِ‬
‫َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪ .‬أصل) يُ َبش ُِركَ ِب َيحْ َيى ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم‪.‬‬‫ُم َ‬

‫ص ِد ًقا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬


‫ب‪ .‬أصل)‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪.‬‬ ‫َوالَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُه ْم ت فهو حق ومصدق‬ ‫أصل) َويَ ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫لما ثبت وهو مشعر‬
‫َّللاُ ن ََّز َل أَحْ َ‬
‫سنَ‬ ‫يرا أصل) َّ‬ ‫اختِ َالفًا َكثِ ً‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬ ‫ق َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫ث ِكتَابًا ُمتَشَا ِب ًها‪ .‬ت أي يشبه بعضه بعضا تصديقا وتاكيدا‪.‬‬ ‫ْال َحدِي ِ‬

‫أصل (ولو كان من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفا كثيرا)‬
‫ت) وهذا من المثال فيعمم للشريعة‪.‬‬
‫ف) االختالف غير جائز على الشريعة‪.‬‬
‫‪302‬‬
‫ف) ال بد للمعارف المنسوبة ان توافق المعارف المعلومة من الشريعة‪.‬‬
‫ف) يجب عرض المعارف الجديدة على ما هو معلوم وثابت من الشريعة فان‬
‫وافقها فهو حق واال فهو باطل‪.‬‬
‫ف) ال يصح نسبة شيء للشريعة مخالف للمعلوم الثابت من القران والسنة‪.‬‬
‫ف) العرض من وظيفة كل انسان‪.‬‬
‫ف) العرض يكون على ما هو راسخ وواضح من الشريعة وال يحتاج الى‬
‫تدقيق وتحقيق‪.‬‬
‫ف) العرض يكون على المعلوم الذي في الصدور من الدين وليس على الفاظ‬
‫االيات‪.‬‬
‫ف) العرض انما يكون للمعارف الظنية كخبر الواحد واالستنباطات الفقهية‬
‫وليس للسنة القطعية‪.‬‬
‫ف) التفسيرات القرانية والشروح الحديثية من الظن فتعرض على ما هو ثابت‬
‫من القران‪.‬‬
‫أصل) ق (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت)‬
‫ت) هذا عام يشمل الشريعة‪.‬‬
‫ف) ال تفاوت في الشريعة بل كلها تماثل‪.‬‬
‫ف) المعارف الشرعية متسقة متناسقة ال تباين فيها وال اختالف‪.‬‬
‫ف) كل ما فيه تباين لما هو معلوم فليس من الشريعة‪.‬‬
‫ف) يعرف التماثل الشرعي بوجود شواهد ومصدقات فيما هو ثابت من علم‬
‫القران والسنة‪.‬‬
‫ف) قبول التفاوت في الشريعة من الحشوية‪.‬‬
‫ف) للشريعة منطقية بنائية تعتمد االتساق والتناسق واالتصال التوافقي‬
‫والتصديقي‪.‬‬
‫ف) يجب عرض المعارف الشرعية بعضها على بعض بعرض الجديد على‬
‫القديم فما اتفق فهو حق وما اختلف فهو باطل‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫تاسعا‪ :‬العقالئية‬
‫ان من خصائص المعارف الشرعية انها عقالئية موافقة لعرف العقالء‬
‫وطريقتهم وحكمتهم‪.‬‬
‫َّلل َمثْنَى َوفُ َرادَى ث ُ َّم‬ ‫احدَةٍ أَ ْن تَقُو ُموا ِ َّ ِ‬ ‫ظ ُك ْم ِب َو ِ‬ ‫اصل) قال هللا تعالى ( قُ ْل ِإنَّ َما أَ ِع ُ‬
‫اح ِب ُك ْم ِم ْن ِجنَّ ٍة [سبأ‪ ]46/‬والتفكر غايته تبين الحق والصدق‬ ‫ص ِ‬ ‫تَتَفَ َّك ُروا َما ِب َ‬
‫بعالماتها العقالئية التي بينت في مواضع أخرى‬
‫ف) يستحب استعمال العقل في التوصل الى الحق بعالماته‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َال أَد َْرا ُك ْم بِ ِه فَقَ ْد لَبِثْتُ‬
‫َّللاُ َما تَلَ ْوتُهُ َ‬ ‫اصل) قال هللا تعالى (قُ ْل لَ ْو شَا َء َّ‬
‫ع ُم ًرا ِم ْن قَ ْب ِل ِه أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ [يونس‪]16/‬‬ ‫فِي ُك ْم ُ‬
‫ار أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ‬ ‫ف اللَّ ْي ِل َوالنَّ َه ِ‬ ‫اختِ َال ُ‬‫وقال تعالى َوه َُو الَّذِي يُحْ ِيي َوي ُِميتُ َولَهُ ْ‬
‫ش ْيءٍ فَ َمتَاعُ ْال َحيَاةِ الدُّ ْنيَا َو ِزينَت ُ َها‬ ‫[المؤمنون‪ ]80/‬وقال تعالى َو َما أُوتِيت ُ ْم ِم ْن َ‬
‫َّللا َخي ٌْر َوأَ ْبقَى أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ [القصص‪]60/‬‬ ‫َو َما ِع ْندَ َّ ِ‬
‫فرع) يستحب استعمال الفكر في تبين الحق بعالماته العقالئية‬
‫العقالئية‬
‫اصل) أَفَ َال تَ ْع ِقلونَ‬
‫ُ‬
‫ق أَفَ َال َيتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ ؟‪ .‬ت‪ :‬أي لعلهم يفقهون‪.‬‬
‫ب أَ ْقفَالُ َها‪.‬‬
‫علَى قُلُو ٍ‬ ‫أصل) أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ أَ ْم َ‬
‫ف‪ -‬الفقه عن طريق التدبر واجب‪.‬‬
‫ف) يستحب استعمال البحث في التوصل الى الحق بعالماته العقالئية‬

‫اس َما نُ ِز َل ِإ َل ْي ِه ْم َو َل َعلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬ت‪:‬‬ ‫الذ ْك َر ِلتُبَ ِينَ ِللنَّ ِ‬ ‫أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل)‬ ‫َص ُل ْاآلَ َيا ِ‬ ‫فالقصد من االنزال التفكر‪ .‬أصل) َكذَلِكَ نُف ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَةً ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل)‬ ‫إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬
‫َوتِ ْلكَ ْاأل َ ْمثَا ُل نَض ِْربُ َها ِللنَّ ِ‬
‫اس لَ َعلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬
‫ف) الفقه عن طريق التفكر واجب ومقصد شرعي‪.‬‬

‫ص‬ ‫ص ْالقَ َ‬
‫ص َ‬ ‫ب أَ ْقفَالُ َها‪ .‬أصل) فَا ْق ُ‬
‫ص ِ‬ ‫أصل) أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ أَ ْم َ‬
‫علَى قُلُو ٍ‬
‫لَ َعلَّ ُه ْم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬ت‪ :‬أي فيؤمنون‪.‬‬
‫ف) التدبر طريق االيمان وعليه يتوقف االيمان‬

‫‪304‬‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم‬ ‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬ ‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬ ‫أصل) َكذَلِكَ نُف ِ‬
‫الذ ْك َر‬‫يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) ِإ َّن فِي ذَ ِلكَ َآلَيَةً ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ِ‬
‫اس‬ ‫اس َما نُ ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم َولَ َعلَّ ُه ْم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) َو ِت ْلكَ ْاأل َ ْمثَا ُل نَض ِْربُ َها ِللنَّ ِ‬ ‫ِلت ُ َب ِينَ ِللنَّ ِ‬
‫لَعَلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬
‫ف) من معارف الدين ما ال يعلم اال بالتفكر‪.‬‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل)‬ ‫َص ُل ْاآلَ َيا ِ‬ ‫فالتفكر النصي من قوله تعالى ‪َ :‬كذَلِكَ نُف ِ‬
‫اس َما نُ ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َولَعَلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) َوتِ ْلكَ‬ ‫َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلتُبَيِنَ ِللنَّ ِ‬
‫س َّخ َر‬ ‫‪:‬و َ‬ ‫اس لَ َعلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬والتفكر الظواهري قوله تعالى َ‬ ‫ْاأل َ ْمثَا ُل نَض ِْربُ َها ِللنَّ ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم‬ ‫ض َج ِميعًا ِم ْنهُ إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬ ‫ت َو َما فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬‫لَ ُك ْم َما فِي ال َّ‬
‫س‬ ‫َّللاُ يَت ََوفَّى ْاأل َ ْنفُ َ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) َّ‬ ‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬ ‫يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) َكذَلِكَ نُف ِ‬
‫علَ ْي َها ْال َم ْوتَ َوي ُْر ِس ُل‬ ‫ضى َ‬ ‫َام َها فَي ُْمسِكُ الَّتِي قَ َ‬ ‫ت فِي َمن ِ‬ ‫ِحينَ َم ْوتِ َها َوالَّتِي لَ ْم تَ ُم ْ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) َو ِم ْن آَيَاتِ ِه‬ ‫س ًّمى إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬ ‫ْاأل ُ ْخ َرى إِلَى أَ َج ٍل ُم َ‬
‫أَ ْن َخلَقَ لَ ُك ْم ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َوا ًجا ِلتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْي َها َو َجعَ َل بَ ْينَ ُك ْم َم َودَّة ً َو َرحْ َمةً إِ َّن فِي‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬‫ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬
‫ف) ‪ :‬التفكر اما في ايات نصية او ايات ظواهرية‪ .‬فاالول ( تفكر نصي)‬
‫والثاني ( ظواهري)‪.‬‬
‫ض َج ِمي ًعا ِم ْنهُ ِإ َّن فِي ذَلِكَ‬ ‫ت َو َما فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َّخ َر لَ ُك ْم َما فِي ال َّ‬
‫س َم َ‬ ‫أصل) َو َ‬
‫َّللاُ‬‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) َّ‬ ‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) َكذَلِكَ نُف ِ‬ ‫َآلَيَا ٍ‬
‫علَ ْي َها‬ ‫ضى َ‬ ‫َام َها فَي ُْمسِكُ الَّتِي قَ َ‬ ‫ت فِي َمن ِ‬ ‫س ِحينَ َم ْوتِ َها َوالَّتِي لَ ْم تَ ُم ْ‬ ‫يَت ََوفَّى ْاأل َ ْنفُ َ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫س ًّمى ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬ ‫ْال َم ْوتَ َوي ُْر ِس ُل ْاأل ُ ْخ َرى ِإلَى أَ َج ٍل ُم َ‬
‫أصل) َو ِم ْن آَيَاتِ ِه أَ ْن َخلَقَ لَ ُك ْم ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َوا ًجا ِلتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْي َها َو َجعَ َل بَ ْينَ ُك ْم‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬أصل) أَ َولَ ْم يَتَفَ َّك ُروا فِي أَ ْنفُ ِس ِه ْم‪.‬‬ ‫َم َودَّة ً َو َرحْ َمةً ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬
‫ف) التفكر واجب لنفسه والجل الفقه وااليمان‪.‬‬

‫أصل) لَ ُه ْم قُلُوبٌ َال يَ ْفقَ ُهونَ ِب َها‪ .‬أصل) َوقَالُوا َال تَ ْن ِف ُروا فِي ْال َح ِر قُ ْل ن ُ‬
‫َار َج َهنَّ َم‬
‫علَى قُلُو ِب ِه ْم فَ ُه ْم َال َي ْفقَ ُهونَ ‪ .‬أصل)‬ ‫ط ِب َع َ‬‫شدُّ َح ًّرا لَ ْو كَانُوا َي ْفقَ ُهونَ ‪ .‬أصل) َو ُ‬ ‫أَ َ‬
‫شدُّ َر ْهبَةً‬ ‫يال‪ .‬أصل) َأل َ ْنت ُ ْم أَ َ‬ ‫سدُونَنَا بَ ْل كَانُوا َال يَ ْفقَ ُهونَ إِ َّال قَ ِل ً‬ ‫سيَقُولُونَ بَ ْل تَحْ ُ‬ ‫فَ َ‬
‫َ‬
‫َّللا ذَلِكَ ِبأنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم َال يَ ْفقَ ُهونَ ‪.‬‬
‫ُور ِه ْم ِمنَ َّ ِ‬ ‫صد ِ‬‫فِي ُ‬
‫ف) الفقه عن طريق التفكر حجة‬
‫أصل) لَ ُه ْم قُلُوبٌ َال يَ ْفقَ ُهونَ بِ َها‪ .‬أصل) َوقَالُوا َال تَ ْن ِف ُروا فِي ْال َح ِر قُ ْل ن ُ‬
‫َار َج َهنَّ َم‬
‫علَى قُلُو ِب ِه ْم فَ ُه ْم َال يَ ْفقَ ُهونَ ‪ .‬أصل)‬ ‫ط ِب َع َ‬‫شدُّ َح ًّرا لَ ْو كَانُوا يَ ْفقَ ُهونَ ‪ .‬أصل) َو ُ‬ ‫أَ َ‬
‫شدُّ َر ْه َبةً‬ ‫يال‪ .‬أصل) َأل َ ْنت ُ ْم أَ َ‬ ‫سدُونَنَا َب ْل كَانُوا َال َي ْفقَ ُهونَ ِإ َّال قَ ِل ً‬ ‫س َيقُولُونَ َب ْل تَحْ ُ‬‫فَ َ‬
‫َّللا ذَلِكَ بِأَنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم َال يَ ْفقَ ُهونَ ‪ .‬ت‪ :‬وكله ظاهر في ان التصديق‬ ‫ُور ِه ْم ِمنَ َّ ِ‬‫صد ِ‬‫فِي ُ‬
‫‪305‬‬
‫والعلم الحاصل بهذا الفقه االستداللي التفكري صحيح وممدوح‪ .‬ومن المعلوم‬
‫ان الفقه االستداللي التفكري هو اجتهاد بالمعنى المعروف‪.‬‬
‫أصل) التفكر الموصل للفقه حجة والفقه المحقق به حجة‪.‬‬
‫أصل) لَ ُه ْم قُلُوبٌ َال يَ ْفقَ ُهونَ بِ َها‪ .‬أصل) َوقَالُوا َال تَ ْن ِف ُروا فِي ْال َح ِر قُ ْل ن ُ‬
‫َار َج َهنَّ َم‬
‫علَى قُلُو ِب ِه ْم فَ ُه ْم َال يَ ْفقَ ُهونَ ‪ .‬أصل)‬ ‫شدُّ َح ًّرا لَ ْو كَانُوا يَ ْفقَ ُهونَ ‪ .‬أصل) َو ُ‬
‫ط ِب َع َ‬ ‫أَ َ‬
‫شدُّ َر ْه َبةً‬‫يال‪ .‬أصل) َأل َ ْنت ُ ْم أَ َ‬ ‫سدُونَنَا َب ْل كَانُوا َال َي ْفقَ ُهونَ ِإ َّال قَ ِل ً‬ ‫س َيقُولُونَ َب ْل تَحْ ُ‬
‫فَ َ‬
‫َّللا ذَلِكَ بِأَنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم َال يَ ْفقَ ُهونَ ‪.‬‬
‫ُور ِه ْم ِمنَ َّ ِ‬
‫صد ِ‬‫فِي ُ‬

‫ف) يجب التفكر الجل الفقه‪.‬‬


‫َار َج َهنَّ َم‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أصل) لَ ُه ْم قُلُوبٌ َال يَ ْفقَ ُهونَ بِ َها‪ .‬أصل) َوقَالوا َال تَ ْن ِف ُروا فِي ال َح ِر ق ْل ن ُ‬
‫ُ‬
‫علَى قُلُو ِب ِه ْم فَ ُه ْم َال َي ْفقَ ُهونَ ‪ .‬أصل)‬ ‫شدُّ َح ًّرا لَ ْو كَانُوا َي ْفقَ ُهونَ ‪ .‬أصل) َو ُ‬
‫ط ِب َع َ‬ ‫أَ َ‬
‫شدُّ َر ْهبَةً‬ ‫يال‪ .‬أصل) َأل َ ْنت ُ ْم أَ َ‬ ‫سدُونَنَا بَ ْل كَانُوا َال يَ ْفقَ ُهونَ إِ َّال قَ ِل ً‬ ‫سيَقُولُونَ بَ ْل تَحْ ُ‬
‫فَ َ‬
‫َّللا ذَلِكَ بِأَنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم َال يَ ْفقَ ُهونَ ‪.‬‬
‫ُور ِه ْم ِمنَ َّ ِ‬
‫صد ِ‬ ‫فِي ُ‬

‫ف) يعتبر في التفكر ايصاله للفقه فما ال يوصل الى الفقه فليس بتفكر وان‬
‫ظهر كانه تفكر‬
‫ف) يعلم صحة االتفكر وتحقيقه الفقه بوجود مصدق من القران له وللفقه‬
‫المحقق به‪.‬‬

‫اء َما ي ُْم ِس ُك ُه َّن ِإ َّال َّ‬


‫َّللاُ ِإ َّن فِي‬ ‫س َم ِ‬ ‫ت فِي َج ِو ال َّ‬ ‫س َّخ َرا ٍ‬ ‫أصل) أَلَ ْم َي َر ْوا ِإلَى َّ‬
‫الطي ِْر ُم َ‬
‫ض َك ْم أَ ْنبَتْنَا فِي َها ِم ْن ُك ِل‬ ‫ت ِلقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ‪ .‬أصل) أَ َولَ ْم يَ َر ْوا إِلَى ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬
‫ج ك َِر ٍيم (‪ِ )7‬إ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَةً َو َما َكانَ أَ ْكثَ ُر ُه ْم ُمؤْ ِمنِينَ أصل) أَلَ ْم يَ َر ْوا أَنَّا‬ ‫زَ ْو ٍ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ أصل)‬ ‫ْص ًرا ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬ ‫ار ُمب ِ‬ ‫َج َع ْلنَا اللَّ ْي َل ِل َي ْس ُكنُوا فِي ِه َوالنَّ َه َ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ‬‫الر ْزقَ ِل َم ْن يَشَا ُء َويَ ْقد ُِر إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬ ‫ط ِ‬ ‫س ُ‬ ‫أَ َولَ ْم يَ َر ْوا أَ َّن َّ‬
‫َّللاَ يَ ْب ُ‬
‫ف) التفكر طريق االيمان‪.‬‬
‫ْ‬
‫عا تَأ ُك ُل‬ ‫ض ْال ُج ُر ِز فَنُ ْخ ِر ُج ِب ِه زَ ْر ً‬ ‫وق ْال َما َء ِإلَى ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س ُ‬ ‫أصل) أَ َولَ ْم َي َر ْوا أَنَّا نَ ُ‬
‫ْص ُرونَ ‪.‬‬ ‫س ُه ْم أَفَ َال يُب ِ‬‫ِم ْنهُ أَ ْنعَا ُم ُه ْم َوأَ ْنفُ ُ‬
‫ف) التفكر طريق البصيرة‪.‬‬
‫ض ِإ ْن نَشَأ ْ‬ ‫اء َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم ِ‬‫أصل) أَفَلَ ْم َي َر ْوا ِإلَى َما َبيْنَ أَ ْيدِي ِه ْم َو َما خ َْلفَ ُه ْم ِمنَ ال َّ‬
‫اء إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَةً ِل ُك ِل َ‬
‫ع ْب ٍد‬ ‫س َم ِ‬‫سفًا ِمنَ ال َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِك َ‬
‫ط َ‬ ‫ض أَ ْو نُ ْس ِق ْ‬ ‫ِف بِ ِه ُم ْاأل َ ْر َ‬ ‫ن َْخس ْ‬
‫ب‪.‬‬‫ُمنِي ٍ‬
‫ف) التفكر طريق التقوى‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫ون أَ َّن ُه ْم إِلَ ْي ِه ْم َال يَ ْر ِجعُونَ (‪َ )31‬وإِ ْن‬ ‫أصل) أَلَ ْم يَ َر ْوا َك ْم أَ ْهلَ ْكنَا قَ ْبلَ ُه ْم ِمنَ ْالقُ ُر ِ‬
‫ض ْال َم ْيتَةُ أَحْ يَ ْينَاهَا َوأَ ْخ َرجْ نَا‬
‫ض ُرونَ (‪َ )32‬وآَيَةٌ لَ ُه ُم ْاأل َ ْر ُ‬ ‫ُك ٌّل لَ َّما َج ِمي ٌع لَدَ ْينَا ُمحْ َ‬
‫ب َوفَج َّْرنَا ِفي َها‬ ‫ت ِم ْن نَ ِخي ٍل َوأَ ْعنَا ٍ‬ ‫ِم ْن َها َحبًّا فَ ِم ْنهُ َيأ ْ ُكلُونَ (‪َ )33‬و َج َع ْلنَا ِفي َها َجنَّا ٍ‬
‫ع ِملَتْهُ أَ ْيدِي ِه ْم أَفَ َال يَ ْش ُك ُرونَ ‪ .‬أصل) أَ َولَ ْم‬ ‫ُون (‪ِ )34‬ليَأ ْ ُكلُوا ِم ْن ثَ َم ِر ِه َو َما َ‬ ‫ِمنَ ْالعُي ِ‬
‫ت أَ ْيدِينَا أَ ْن َعا ًما فَ ُه ْم لَ َها َما ِل ُكونَ (‪َ )71‬وذَلَّ ْلنَاهَا لَ ُه ْم‬ ‫يَ َر ْوا أَنَّا َخلَ ْقنَا لَ ُه ْم ِم َّما َ‬
‫ع ِملَ ْ‬
‫ب أَفَ َال َي ْش ُك ُرونَ ‪.‬‬ ‫فَ ِم ْن َها َر ُكوبُ ُه ْم َو ِم ْن َها َيأ ْ ُكلُونَ (‪َ )72‬ولَ ُه ْم ِفي َها َمنَا ِف ُع َو َمش ِ‬
‫َار ُ‬
‫ف) التفكر طريق الشكر‬

‫ي بِخ َْل ِق ِه َّن بِقَاد ٍِر‬‫ض َولَ ْم يَ ْع َ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر َ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬ ‫َّللاَ الَّذِي َخلَقَ ال َّ‬ ‫أصل) أَ َولَ ْم يَ َر ْوا أَ َّن َّ‬
‫ِير‪.‬‬‫ش ْيءٍ قَد ٌ‬ ‫علَى ُك ِل َ‬ ‫ي ْال َم ْوتَى بَلَى إِنَّهُ َ‬ ‫علَى أَ ْن يُحْ يِ َ‬ ‫َ‬
‫ار أَلَ ْم َي َر ْوا أَنَّهُ‬ ‫سدًا لَهُ ُخ َو ٌ‬ ‫جْال َج َ‬ ‫سى ِم ْن َب ْع ِد ِه ِم ْن ُح ِل ِي ِه ْم ِع ً‬ ‫أصل) َوات َّ َخذَ قَ ْو ُم ُمو َ‬
‫ط َرافِ َها‬ ‫ص َها ِم ْن أَ ْ‬ ‫ض نَ ْنقُ ُ‬ ‫َال يُك َِل ُم ُه ْم َو َال يَ ْهدِي ِه ْم‪ .‬أصل) أَ َولَ ْم يَ َر ْوا أَنَّا نَأْتِي ْاأل َ ْر َ‬
‫ش ْيءٍ يَتَفَيَّأ ُ‬ ‫ب ِل ُح ْك ِم ِه‪ .‬أصل) أَ َولَ ْم يَ َر ْوا إِلَى َما َخلَقَ َّ‬
‫َّللاُ ِم ْن َ‬ ‫َّللاُ يَحْ ُك ُم َال ُمعَ ِق َ‬‫َو َّ‬
‫اخ ُرونَ ‪ .‬أصل) أَ َولَ ْم َي َر ْوا أَ َّن َّ‬
‫َّللاَ‬ ‫َّلل َو ُه ْم دَ ِ‬ ‫س َّجدًا ِ َّ ِ‬‫ش َمائِ ِل ُ‬ ‫ين َوال َّ‬ ‫ع ِن ْال َي ِم ِ‬ ‫ِظ َاللُهُ َ‬
‫علَى أَ ْن يَ ْخلُقَ ِمثْلَ ُه ْم‪ .‬أصل) أَ َولَ ْم يَ َر ْوا‬ ‫ض قَاد ٌِر َ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر َ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬‫الَّذِي َخلَقَ ال َّ‬
‫ير‬ ‫ص ٌ‬ ‫ش ْيءٍ بَ ِ‬ ‫الرحْ َمنُ إِنَّهُ بِ ُك ِل َ‬ ‫ت َويَ ْقبِضْنَ َما ي ُْم ِس ُك ُه َّن إِ َّال َّ‬ ‫صافَّا ٍ‬ ‫الطي ِْر فَ ْوقَ ُه ْم َ‬ ‫إِلَى َّ‬
‫الرحْ َم ِن ِإ ِن ْالكَافِ ُرونَ ِإ َّال‬ ‫ُون َّ‬‫ص ُر ُك ْم ِم ْن د ِ‬ ‫(‪ )19‬أَ ْم َم ْن َهذَا الَّذِي ه َُو ُج ْندٌ لَ ُك ْم َي ْن ُ‬
‫ور‪.‬‬‫غ ُر ٍ‬ ‫فِي ُ‬
‫ف) التفكر طريق المعرفة‪.‬‬
‫أصل) َو ِم ْن آَ َياتِ ِه أَ ْن َخلَقَ لَ ُك ْم ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َوا ًجا ِلتَ ْس ُكنُوا ِإلَ ْي َها َو َج َع َل َب ْينَ ُك ْم‬
‫ت‬ ‫اوا ِ‬ ‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ (‪َ )21‬و ِم ْن آَيَاتِ ِه خ َْل ُق ال َّ‬
‫س َم َ‬ ‫َم َودَّة ً َو َرحْ َمةً إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬
‫ت ِل ْل َعا ِل ِمينَ ‪.‬‬ ‫ف أَ ْل ِسنَتِ ُك ْم َوأَ ْل َوانِ ُك ْم ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬ ‫اختِ َال ُ‬ ‫ض َو ْ‬ ‫َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫ف) التفكر طريق العلم‪.‬‬
‫ف) االجتهاد طريق العلم‪ ،‬الن االجتهاد من التفكر بل هو جزؤ خاص منه ادق‬
‫واضبط فيكون احق واولى بتحقيقه العلم‪.‬‬

‫طالُوتَ َم ِل ًكا قَالُوا أَنَّى يَ ُكونُ لَهُ ْال ُم ْلكُ‬ ‫ث لَ ُك ْم َ‬ ‫أصل) َوقَا َل لَ ُه ْم نَبِيُّ ُه ْم إِ َّن َّ‬
‫َّللاَ قَ ْد بَعَ َ‬
‫علَ ْي ُك ْم‬
‫طفَاهُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫س َعةً ِمنَ ْال َما ِل قَا َل ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ ا ْ‬ ‫علَ ْينَا َونَحْ نُ أَ َح ُّق ِب ْال ُم ْل ِك ِم ْنهُ َولَ ْم يُؤْ تَ َ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ يُؤْ ِتي ُم ْل َكهُ َم ْن َيشَا ُء ( فال مانع) (‪)247‬‬ ‫طةً ِفي ْال ِع ْل ِم َو ْال ِجس ِْم َو َّ‬ ‫َوزَ ا َدهُ َب ْس َ‬
‫س ِكينَةٌ ِم ْن َربِ ُك ْم َوبَ ِقيَّةٌ ِم َّما‬ ‫َوقَا َل لَ ُه ْم نَبِيُّ ُه ْم إِ َّن آَيَةَ ُم ْل ِك ِه أَ ْن يَأْتِيَ ُك ُم التَّابُوتُ فِي ِه َ‬
‫َارونَ تَحْ ِملُهُ ْال َم َالئِ َكةُ ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَةً لَ ُك ْم ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ ‪.‬‬ ‫سى َوآَ ُل ه ُ‬ ‫ت ََركَ آَ ُل ُمو َ‬
‫ت‪ :‬فبعد ان امتنعوا عن التقليد واالذعان بين لهم االجتهاد والتفكر الذي يؤدي‬

‫‪307‬‬
‫اإل ْن ِجي َل (‪)48‬‬ ‫َاب َو ْال ِح ْك َمةَ َوالت َّ ْو َراةَ َو ْ ِ‬ ‫الى التقليد والتصديق‪ .‬أصل) َويُعَ ِل ُمهُ ْال ِكت َ‬
‫ين‬
‫الط ِ‬‫وال ِإلَى بَنِي ِإس َْرائِي َل أَنِي قَ ْد ِجئْت ُ ُك ْم ِبآَيَ ٍة ِم ْن َر ِب ُك ْم أَنِي أَ ْخلُ ُق لَ ُك ْم ِمنَ ِ‬ ‫س ً‬
‫َو َر ُ‬
‫ص َوأُحْ ِيي‬ ‫ئ ْاأل َ ْك َمهَ َو ْاألَب َْر َ‬ ‫َّللا َوأُب ِْر ُ‬
‫طي ًْرا ِبإِ ْذ ِن َّ ِ‬ ‫الطي ِْر فَأ َ ْنفُ ُخ ِفي ِه فَ َي ُكونُ َ‬ ‫َك َه ْيئَ ِة َّ‬
‫َّللا َوأُنَبِئ ُ ُك ْم بِ َما تَأ ْ ُكلُونَ َو َما تَد َِّخ ُرونَ فِي بُيُوتِ ُك ْم إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَةً‬ ‫ْال َم ْوتَى بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫ض‬ ‫ي ِمنَ الت َّ ْو َراةِ َو ِأل ُ ِح َّل لَ ُك ْم بَ ْع َ‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ َّ‬ ‫لَ ُك ْم ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ (‪َ )49‬و ُم َ‬
‫َّللاَ َوأَ ِطيعُ ِ‬
‫ون‪.‬‬ ‫الَّذِي ُح ِر َم َ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو ِجئْت ُ ُك ْم ِبآ َ َي ٍة ِم ْن َر ِب ُك ْم فَاتَّقُوا َّ‬
‫ف) التفكر طريق للطاعة ‪ ،‬وخير الطاعة ما كان عن تفكر‪ ،‬ويستحب التفكر‬
‫الجل الطاعة ويجب اذا توقفت الطاعة عليه‪.‬‬

‫أصل) ق (أرأيتم ما أنزل هللا لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحالال‪ .‬قل هللا‬
‫أذن لكم ام على هللا تفترون؟)‬
‫ت) الرزق هنا بحسب العقالء وهو مثال لكل معتبر عقالئي‪.‬‬
‫ف) التحليل والتحريم هلل وحده‪.‬‬
‫ف) األصل في األشياء االباحة‪.‬‬
‫ف) األصل في األشياء الحلية‪.‬‬
‫ف) األصل في األشياء الطهارة‪.‬‬
‫ف) األصل في الحكم العقالئي انه حكم شرعي‪.‬‬
‫ف) األصل في الحقيقة العقالئية انها حقيقة شرعية‪.‬‬
‫ف) األصل في الصحة العقالئية انها صحة شرعية‪.‬‬
‫ف) األصل في الفساد العقالئي انه فساد شرعي‪.‬‬
‫ف) األصل في المعتبر العقالئي انه معتبر شرعي‪.‬‬
‫ف) األصل في الحسن العقالئي انه حسن شرعي‪.‬‬
‫ف) األصل في القبح العقالئي انه قبح شرعي‪.‬‬
‫ف) األصل في الحق العقالئي انه حق شرعي‪.‬‬
‫ف) األصل في الباطل العقالئي انه باطل شرعي‪.‬‬

‫‪308‬‬
‫ف) إذا تعارض حكم الشرع مع حكم العقالء قدم الشرع ألنه أكثر احاطة وكان‬
‫الحكم العقالئي ظاهريا والشرعي واقعيا‪.‬‬
‫ف) إذا كان حكم العقالء مبني على التجريب كان واقعيا وما يخالفه من عرف‬
‫او شرع او غيرهما ظاهريا‪.‬‬
‫ف) االحكام العرفية ظنية ال عبرة بها اال ما استند على خبرة العقالء او خبر‬
‫التجريب فانه يعتبر ألجلها وال بد من اثبات ذلك‪.‬‬
‫ف) االحكام الفردية ظنية ال عبرة بها اال ان تسند الى مستند شرعي او خبرة‬
‫العقالء او التجريب فإنها معتبرة‪ ،‬وال بد من اثبات ذلك‪.‬‬
‫ف) ال عبرة بالشهرة وال االجماع إذا لم يستند على مستند شرعي‪.‬‬
‫أصل) َو ِم َّم ْن َخلَ ْقنَا أ ُ َّمةٌ يَ ْهدُونَ بِ ْال َح ِ‬
‫ق َوبِ ِه يَ ْع ِدلُونَ‬
‫سى أ ُ َّمةٌ َي ْهدُونَ ِب ْال َح ِ‬
‫ق َو ِب ِه َي ْع ِدلُونَ ‪ .‬ت‪ :‬وهذا من المثال‬ ‫أصل) َو ِم ْن َق ْو ِم ُمو َ‬
‫ومن النموذج األعلى فيصار في غيرهم الى األدنى وال يترك الهداية بالحق‪.‬‬
‫أصل) َوإِ ْن َحك َْمتَ فَاحْ ُك ْم بَ ْينَ ُه ْم بِ ْال ِقس ِ‬
‫ْط‪.‬‬

‫َّللاُ يَ ْهدِي َم ْن يَشَا ُء إِلَى ِ‬


‫ص َراطٍ ُم ْستَ ِق ٍيم‪ .‬ت أي باستحقاق‪.‬‬ ‫أصل) َو َّ‬
‫ف‪ -‬ال بد من مهديين او مهدي واحد في كل عصر على الهدى الواقعي ال‬
‫الظاهري‪.‬‬
‫أصل) ان هللا تعالى جعل في األرض خليفة فال بد من وجود خليفة هلل في‬
‫األرض بالحق الى يوم القيامة ال يدخل خالفته باطل او ظن‪.‬‬
‫ض َخ ِليفَةً‪.‬‬
‫أصل) ِإنِي َجا ِع ٌل فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ج‪ .‬ت‪ :‬فالعلم الشرعي‬ ‫اس َو ْال َح ِ‬ ‫ع ْن ْاأل َ ِهلَّ ِة قُ ْل ه َ‬
‫ِي َم َواقِيتُ ِللنَّ ِ‬ ‫أصل) يَ ْسأَلُونَكَ َ‬
‫عرفي وهو متطلب لالطمئنان واليقين‪ ،‬وخبر الواحد وهو الخبر الظني الذي‬
‫ال شاهد له من القران وفهم الواحد وهو الفهم الظني الذي ال شاهد له من القران‬
‫ليس حجة‪.‬‬
‫أصل) َو َج َع ْلنَا ُه ْم أَئِ َّمةً يَ ْهدُونَ ِبأ َ ْم ِرنَا‬
‫أصل) َو َج َع ْلنَا ِم ْن ُه ْم أَ ِئ َّمةً َي ْهدُونَ ِبأ َ ْم ِرنَا‬

‫‪309‬‬
‫ت الت َّ ْو َراة ُ َو ْ ِ‬
‫اإل ْن ِجي ُل ِإ َّال‬ ‫ِيم َو َما أ ُ ْن ِزلَ ِ‬
‫ب ِل َم ت ُ َحاجُّونَ ِفي ِإب َْراه َ‬ ‫أصل) َيا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ِم ْن بَ ْع ِد ِه أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ (‪ )65‬هَا أَ ْنت ُ ْم َهؤ َُال ِء َحا َججْ ت ُ ْم فِي َما لَ ُك ْم بِ ِه ِع ْل ٌم فَ ِل َم ت ُ َحاجُّونَ‬
‫ْس لَ ُك ْم ِب ِه ِع ْل ٌم‪.‬‬
‫فِي َما لَي َ‬
‫ف) التعقل واجب في بطالن ما هو غير ممكن‪.‬‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم‪ .‬فرع‪ :‬يستحب استنباط المسائل الشرعية‬ ‫صل) لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫ويجب ان انحصر العمل به‪.‬‬

‫ف‪ .‬ت‪ :‬والعرف ما تعارفه الناس من األمور الحسنة‪.‬‬ ‫أصل) َوأْ ُم ْر بِ ْالعُ ْر ِ‬
‫وف‪ .‬ت‪ :‬أي بالمتعارف‪.‬‬ ‫علَى ْال َم ْولُو ِد لَهُ ِر ْزقُ ُه َّن َو ِكس َْوت ُ ُه َّن ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫أصل) َو َ‬
‫سان‪ .‬ت‪ :‬المعروف ما عرف حسنه‬ ‫وف َوأَدَا ٌء إِلَ ْي ِه بِإِحْ َ‬ ‫أصل) فَاتِبَاعٌ بِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫عرفا‪.‬‬
‫وف‪ .‬ت‪ :‬أي‬ ‫صيَّةُ ِل ْل َوا ِلدَي ِْن َو ْاأل َ ْق َر ِبينَ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫أصل) ِإ ْن ت ََركَ َخي ًْرا ْال َو ِ‬
‫بالمتعارف وما عرف حسنه بالعرف عن العقالء‪.‬‬
‫وف‪ .‬ت‪ :‬أي بالمتعارف أي ما عرف‬ ‫علَ ْي ِه َّن بِ ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫أصل) َولَ ُه َّن ِمثْ ُل الَّذِي َ‬
‫حسنه بين الناس‪.‬‬
‫وف‪ .‬ت‪ :‬أي المعروف هنا بين الناس‪.‬‬ ‫ض ْوا بَ ْينَ ُه ْم بِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫أصل) إِذَا ت ََرا َ‬
‫سلَّ ْمت ُ ْم َما آَتَ ْيت ُ ْم بِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫وف‪.‬‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِإذَا َ‬
‫أصل) فَ َال ُجنَا َح َ‬
‫وف‪ .‬ت الحسن المتعارف‪.‬‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي َما فَ َع ْلنَ فِي أَ ْنفُ ِس ِه َّن ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫أصل) فَ َال ُجنَا َح َ‬
‫أصل) فَ ْليَأ ْ ُك ْل بِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫وف‪.‬‬
‫ف‪ -‬ان االمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو ما عند العقالء‪.‬‬
‫ف‪ -‬الشرع يعتمد التحسين والتقبيح العرفي‪.‬‬
‫ع ِن ْال َجا ِهلِينَ‬‫ض َ‬ ‫ف َوأَع ِْر ْ‬ ‫أصل) ُخ ِذ ْالعَ ْف َو َوأْ ُم ْر بِ ْالعُ ْر ِ‬
‫ف‪ -‬الشرع ال يخالف الحسن العرفي غير الملوث‪.‬‬
‫ف‪ -‬العرف اإلنساني المستمد من الفطرة وغير الملوث بالغايات الدنيوية معتمد‬
‫شرعي‪.‬‬
‫ف‪ -‬ما يوجب نكارة عرفية وتشنيعا عرفيا ال يصح‪.‬‬
‫ف‪ -‬الحكم الشرعي موافق لعرف العقالء والتحسين الراسخ في وجدان‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫ف‪ -‬الحكم الشرعي ال يخالف ما هو راسخ في وجدان اإلنسانية من حسن‬
‫عقالئي‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫َاب َو ْال ِح ْك َمةَ‪.‬‬
‫أصل) َويُعَ ِل ُم ُه ُم ْال ِكت َ‬
‫َّللا َو ْال ِح ْك َم ِة‪.‬‬
‫ت َّ ِ‬‫أصل) َوا ْذ ُك ْرنَ َما يُتْلَى فِي بُيُوتِ ُك َّن ِم ْن آَيَا ِ‬
‫ف‪ -‬الشريعة تتصف بالحكمة وهي التي عند العقالء وليست غيبا‪.‬‬
‫ف‪ -‬الشريعة قائمة على الحكمة‬
‫أصل) َو ْالقُ ْرآَ ِن ْال َح ِك ِيم‬
‫يز ْال َح ِك ِيم‬
‫َّللا ْال َع ِز ِ‬
‫ب ِمنَ َّ ِ‬ ‫أصل) تَ ْن ِزي ُل ْال ِكتَا ِ‬
‫الذ ْك ِر ْال َح ِك ِيم‬
‫ت َو ِ‬ ‫علَيْكَ ِمنَ ْاآلَيَا ِ‬ ‫أصل) ذَلِكَ نَتْلُوهُ َ‬
‫ب ْال َح ِك ِيم‬‫أصل) تِ ْلكَ آَيَاتُ ْال ِكتَا ِ‬
‫ف‪ -‬الحكمة هنا ما في عرف العقالء‪.‬‬
‫أصل) الشريعة قائمة على الحسن العقالئي فيصح قصده فيها‪.‬‬

‫أصل) الشرع قائم على عرف العقالء باإلصالح‪ .‬فيصح االمتثال وفقها‪.‬‬
‫ع ِن ْاليَتَا َمى قُ ْل إِ ْ‬
‫ص َال ٌح لَ ُه ْم َخي ٌْر َوإِ ْن تُخَا ِل ُ‬
‫طو ُه ْم فَإِ ْخ َوانُ ُك ْم‬ ‫أصل) َويَ ْسأَلُونَكَ َ‬
‫‪.‬‬

‫أصل) قَالُوا َجزَ ا ُؤهُ َم ْن ُو ِجدَ فِي َرحْ ِل ِه فَ ُه َو َجزَ ا ُؤهُ (المعروف)‪.‬‬
‫أصل) يُؤْ تِي (هللا) ْال ِح ْك َمةَ (بالتفكر فيفعل الخير) َم ْن َيشَا ُء‪َ .‬و َم ْن يُؤْ تَ ْال ِح ْك َمةَ‬
‫ُ‬
‫يرا‪.‬‬‫ي َخي ًْرا َكثِ ً‬ ‫فَقَ ْد أوتِ َ‬
‫أصل) َو َما يَذَّ َّك ُر (يتعظ) ِإ َّال أُولُو ْاأل َ ْألصل) ‪.‬‬
‫أصل) ان الشريعة ومناهجها مبينة من قبل هللا تعالى للناس‪.‬‬
‫َّللاُ ِليُبَيِنَ لَ ُك ْم‪ .‬ت‪ :‬وارادته تعالى ال يتخلف عنها مرادها‪.‬‬ ‫أصل) ي ُِريدُ َّ‬
‫َضلوا‪ .‬ت أي لئال تظلوا‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم أ ْن ت ِ‬
‫أصل) يُبَ ِينُ َّ‬
‫ف‪ -‬آيات القران بيان لكل من يتقن العربية‪.‬‬
‫ف‪ -‬من فهم اية قامت الحجة عليه ووجب العمل بها‪.‬‬
‫ف‪ -‬من فهم اية كانت حجة بحقه فال ينتظر شرح شارح او تبيين مبين او‬
‫استنباط مستنبط‪ .‬فان خالف وفوت العمل او خالف االعتقاد الواجب اثم‪.‬‬
‫ف‪ -‬القول بان حجية اآلية الواضحة للمكلف متوفقة على بيان الفقيه باطل‪.‬‬

‫ص ْلنَا ْاآلَ َيا ِ‬


‫ت‬ ‫أصل) َما ِل َهؤ َُال ِء ْالقَ ْو ِم َال َيكَادُونَ َي ْفقَ ُهونَ َحدِيثًا‪ .‬أصل) قَ ْد فَ َّ‬
‫ِلقَ ْو ٍم يَ ْفقَ ُهونَ ‪.‬‬
‫ف) الفهم العرفي للكالم يحقق فقه الحديث الشرعي وال يحتاج الى امر زائد‬
‫لتحقيق العلم به وال بفقهه‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫ع َر ِبيًّا لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) أي تفهمون‪ .‬وقال تعالى ( ِإنَّا‬ ‫قال تعالى ( ِإنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫َج َع ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ع َر ِبيًّا لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ )‬
‫علَّ َمهُ ْالبَيَانَ‬
‫سانَ (*) َ‬ ‫علَّ َم ْالقُ ْرآَنَ (*) َخلَقَ ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫(الرحْ َمنُ (*) َ‬ ‫وقال تعالى َّ‬
‫[الرحمن‪ ]4-1/‬علم االنسان القران وهذا كله بالطريقة العرفية‪ .‬وهذا شامل‬
‫ب‬
‫اء ِح َجا ٍ‬ ‫َّللاُ ِإ َّال َوحْ يًا أَ ْو ِم ْن َو َر ِ‬
‫للوحي‪ .‬قال هللا تعالى ( َو َما َكانَ ِل َبش ٍَر أَ ْن يُك َِل َمهُ َّ‬
‫ي َح ِكي ٌم) ووحيا أي رؤيا‪.‬‬ ‫ي بِإِ ْذنِ ِه َما يَشَا ُء إِنَّهُ َ‬
‫ع ِل ٌّ‬ ‫ُوح َ‬ ‫وال فَي ِ‬ ‫س ً‬‫أَ ْو ي ُْر ِس َل َر ُ‬
‫ف) ليس في الشرع طريقة خاصة في التعليم والفهم بل هي وفق عرف البشر‬
‫بالتعلم‪.‬‬

‫ع َر ِبيًّا لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) وقال تعالى ( ِإنَّا َج َع ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا‬ ‫قال تعالى ( ِإنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم آَيَاتِ ِه لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ‬
‫ع َربِيًّا لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) قال هللا تعالى ( َكذَلِكَ يُبَيِنُ َّ‬ ‫َ‬
‫سائِ ُك ْم‬ ‫َ‬
‫ث إِلى نِ َ‬ ‫الرفَ ُ‬
‫الصيَ ِام َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫[البقرة‪ ) ]242 ،241/‬و قال هللا تعالى (أ ِح َّل ل ُك ْم ل ْيلة ِ‬
‫علَ ْي ُك ْم‬‫َاب َ‬ ‫س ُك ْم فَت َ‬ ‫َّللاُ أَنَّ ُك ْم ُك ْنت ُ ْم ت َْختَانُونَ أَ ْنفُ َ‬
‫ع ِل َم َّ‬ ‫اس لَ ُه َّن َ‬‫اس لَ ُك ْم َوأَ ْنت ُ ْم ِل َب ٌ‬‫ه َُّن ِل َب ٌ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم َو ُكلُوا َوا ْش َربُوا َحتَّى يَتَبَيَّنَ‬ ‫َب َّ‬ ‫ع ْن ُك ْم فَ ْاآلَنَ بَا ِش ُروه َُّن َوا ْبتَغُوا َما َكت َ‬ ‫عفَا َ‬ ‫َو َ‬
‫َّ‬
‫ام إِلَى الل ْي ِل َو َال‬ ‫الصيَ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض ِمنَ ال َخي ِْط األس َْو ِد ِمنَ الفَجْ ِر ث َّم أتِ ُّموا ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫لَ ُك ُم ال َخ ْيط األ ْبيَ ُ‬
‫َّللاُ‬ ‫َّللا فَ َال تَ ْق َربُوهَا َكذَلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬ ‫اج ِد تِ ْلكَ ُحدُودُ َّ ِ‬ ‫س ِ‬‫عا ِكفُونَ فِي ْال َم َ‬ ‫ت ُ َبا ِش ُروه َُّن َوأَ ْنت ُ ْم َ‬
‫ع ِن ْالخ َْم ِر‬ ‫اس لَعَلَّ ُه ْم يَتَّقُونَ [البقرة‪ .]187/‬وقال تعالى (يَ ْسأَلُونَكَ َ‬ ‫آَيَاتِ ِه ِللنَّ ِ‬
‫اس َو ِإثْ ُم ُه َما أَ ْكبَ ُر ِم ْن نَ ْف ِع ِه َما َويَ ْسأَلُونَكَ‬ ‫ير َو َمنَافِ ُع ِللنَّ ِ‬ ‫َو ْال َم ْيس ِِر قُ ْل فِي ِه َما ِإثْ ٌم َك ِب ٌ‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَتَفَ َّك ُرونَ [البقرة‪]219/‬‬ ‫َماذَا يُ ْن ِفقُونَ قُ ِل ْال َع ْف َو َكذَلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ُم ْاآلَ َيا ِ‬
‫علَّ َمهُ ْالبَيَانَ‬ ‫سانَ (*) َ‬ ‫علَّ َم ْالقُ ْرآَنَ (*) َخلَقَ ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫(الرحْ َمنُ (*) َ‬ ‫وقال تعالى َّ‬
‫[الرحمن‪]4-1/‬‬
‫ف) كل انسان يفهم القران فالبيان متحقق بحقه وال يحتاج الى من يبين له‪.‬‬

‫َّللاُ َل ُك ْم آَيَاتِ ِه َل َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [البقرة‪) ]242 ،241/‬‬ ‫قال هللا تعالى ( َك َذلِكَ يُبَ ِينُ َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم آَ َيا ِت ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) نص بانه بيان وال ينتظر‬ ‫وقوله تعالى ( َكذَلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬
‫بالعمل به احتمال التخصيص او النسخ‪ .‬قال هللا تعالى (أ ُ ِح َّل لَ ُك ْم لَ ْيلَةَ ِ‬
‫الصيَ ِام‬
‫َّللاُ أَنَّ ُك ْم ُك ْنت ُ ْم ت َْختَانُونَ‬
‫ع ِل َم َّ‬ ‫اس لَ ُك ْم َوأَ ْنت ُ ْم ِلبَ ٌ‬
‫اس لَ ُه َّن َ‬ ‫سائِ ُك ْم ه َُّن ِلبَ ٌ‬ ‫ث ِإلَى نِ َ‬ ‫الرفَ ُ‬‫َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم َو ُكلُوا‬
‫َب َّ‬ ‫ع ْن ُك ْم فَ ْاآلَنَ َبا ِش ُروه َُّن َوا ْبتَغُوا َما َكت َ‬ ‫عفَا َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َ‬
‫اب َ‬ ‫أَ ْنفُ َ‬
‫س ُك ْم فَتَ َ‬
‫ض ِمنَ ْال َخي ِْط ْاألَس َْو ِد ِمنَ ْالفَجْ ِر ث ُ َّم أَتِ ُّموا‬ ‫ط ْاأل َ ْبيَ ُ‬ ‫َوا ْش َربُوا َحتَّى يَتَبَيَّنَ لَ ُك ُم ْال َخ ْي ُ‬
‫اج ِد تِ ْلكَ ُحدُودُ َّ ِ‬
‫َّللا فَ َال‬ ‫س ِ‬ ‫عا ِكفُونَ فِي ْال َم َ‬ ‫ام ِإلَى اللَّ ْي ِل َو َال ت ُبَا ِش ُروه َُّن َوأَ ْنت ُ ْم َ‬ ‫الصيَ َ‬ ‫ِ‬
‫اس لَ َعلَّ ُه ْم َيتَّقُونَ [البقرة‪ ]187/‬وقوله تعالى‬ ‫َّللاُ آَ َيا ِت ِه ِللنَّ ِ‬
‫تَ ْق َربُوهَا َكذَلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬

‫‪312‬‬
‫اس لَعَلَّ ُه ْم يَتَّقُونَ ) نص بانه بيان وال ينتظر بالعمل به‬ ‫َّللاُ آَيَاتِ ِه ِللنَّ ِ‬
‫( َكذَلِكَ يُبَيِنُ َّ‬
‫ع ِن ْالخ َْم ِر َو ْال َم ْيس ِِر قُ ْل‬‫احتمال التخصيص او النسخ‪ .‬وقال تعالى (يَ ْسأَلُونَكَ َ‬
‫اس َو ِإثْ ُم ُه َما أَ ْك َب ُر ِم ْن نَ ْف ِع ِه َما َو َي ْسأَلُونَكَ َماذَا يُ ْن ِفقُونَ‬
‫ير َو َمنَا ِف ُع ِللنَّ ِ‬ ‫ِفي ِه َما ِإثْ ٌم َك ِب ٌ‬
‫ت لَعَلَّ ُك ْم تَتَفَ َّك ُرونَ [البقرة‪ ]219/‬وقال هللا‬ ‫قُ ِل ْالعَ ْف َو َكذَلِكَ يُبَيِنُ َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ُم ْاآلَيَا ِ‬
‫َّللاُ يُ ْفتِي ُك ْم ) وقوله ان تظلوا نص ان العمل باالية بعد العلم‬ ‫تعالى (يَ ْستَ ْفتُونَكَ قُ ِل َّ‬
‫بها عاصم من الضالل فال يبحث عن مخصص او ناسخ‪.‬‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم آَيَاتِ ِه لَعَلَّ ُك ْم تَ ْش ُك ُرونَ ) والكالم هنا كما سبقه‪.‬‬ ‫صل) َكذَلِكَ يُبَيِنُ َّ‬
‫ف) يجب العمل بكل اية يعلمها االنسان ويفهمها وال يحتاج الى البحث علم‬
‫محتمل للعمل بها‪.‬‬

‫صا ِل ًحا َوقَا َل إِنَّنِي ِمنَ ْال ُم ْس ِل ِمينَ‬ ‫ع ِم َل َ‬ ‫عا إِلَى َّ ِ‬


‫َّللا َو َ‬ ‫سنُ قَ ْو ًال ِم َّم ْن دَ َ‬‫َو َم ْن أَحْ َ‬
‫[فصلت‪ ]33/‬هذا مطلق يشمل كل قول له دليل‪.‬‬
‫أصل) ال يجوز كتمان العلم ولو تقية وهو من الكبائر‪.‬‬
‫ت َو ْال ُهدَى ِم ْن بَ ْع ِد َما بَيَّنَّاهُ‬ ‫قال هللا تعالى (إِ َّن الَّذِينَ يَ ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ ْلنَا ِمنَ ْالبَيِنَا ِ‬
‫الال ِعنُونَ (*) ِإ َّال الَّذِينَ تَابُوا‬ ‫َّللاُ َويَ ْلعَنُ ُه ُم َّ‬ ‫ب أ ُولَئِكَ يَ ْلعَنُ ُه ُم َّ‬ ‫اس فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫ِللنَّ ِ‬
‫الر ِحي ُم [البقرة‪]160 ،159/‬‬ ‫اب َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوأَنَا الت َّ َّو ُ‬
‫وب َ‬ ‫ُ‬
‫صلَ ُحوا َو َبيَّنُوا فَأولَئِكَ أَت ُ ُ‬ ‫َوأَ ْ‬
‫يال‬ ‫ب َويَ ْشت َُرونَ بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬ ‫َّللاُ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫وقال تعالى ( إِ َّن الَّذِينَ يَ ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َو َال يُزَ ِكي ِه ْم‬
‫ار َو َال يُك َِل ُم ُه ُم َّ‬ ‫طونِ ِه ْم ِإ َّال النَّ َ‬‫أُولَئِكَ َما يَأ ْ ُكلُونَ فِي بُ ُ‬
‫عذَابٌ أَ ِلي ٌم [البقرة‪ ) ]174/‬واطالق االية يرد على من يقول‬ ‫َولَ ُه ْم َ‬
‫صل) من يدعو الى هللا هو أحسن الناس قوال‪.‬‬

‫سبِي ِل‬‫ع ْن َ‬ ‫صدٌّ َ‬ ‫ير َو َ‬ ‫ش ْه ِر ْال َح َر ِام قِتَا ٍل فِي ِه قُ ْل قِتَا ٌل فِي ِه َكبِ ٌ‬ ‫صل) يَ ْسأَلُونَكَ َ‬
‫ع ِن ال َّ‬
‫َّللا َو ْال ِفتْنَةُ أَ ْكبَ ُر ِمنَ‬
‫َّللا َو ُك ْف ٌر ِب ِه َو ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام َو ِإ ْخ َرا ُج أَ ْه ِل ِه ِم ْنهُ أَ ْكبَ ُر ِع ْندَ َّ ِ‬
‫َّ ِ‬
‫ْالقَتْ ِل (فيحل الجل ذلك)‪ .‬ت فيه داللة على تقديم األهم على المهم‪ .‬ت فيه داللة‬
‫على تغير حكم الشيء بعنوانه االولي اذا صار له عنوان ثانوي مغاير بالحكم‪.‬‬

‫َاء ذِي ْالقُ ْربَى ‪.‬‬ ‫ان َوإِيت ِ‬


‫س ِ‬
‫اإلحْ َ‬‫َّللاَ يَأ ْ ُم ُر بِ ْالعَ ْد ِل َو ْ ِ‬
‫إن َّ‬‫صل) َّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫عوهُ ِب َها َوذَ ُروا الذِينَ يُل ِحدُونَ فِي أ ْس َمائِ ِه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّلل ْاأل ْس َما ُء ال ُح ْسنَى فَا ْد ُ‬‫صل) أصل) َو ِ َّ ِ‬
‫سيُجْ زَ ْونَ َما كَانُوا َي ْع َملُونَ ‪ .‬فرع الشيعة قائمة على الحسن العقالئي‪ .‬فرع‬ ‫َ‬

‫‪313‬‬
‫الشرع ال يكلف بشيء غير حسن‪ .‬فرع كل حكم ليس بحسن عند العقالء فهو‬
‫باطل وال يصح نسبته الى الشريعة‪ .‬فرع كل فتوى ليست بحسنة في حكم‬
‫العقالء فهي باطلة وال يصح نسبتها الى الشرع‪ .‬فرع كل ما هو ليس بحسن‬
‫ويصدر من اهل الشرع فهو باطل ال يصح نسبته الى الشرع‪.‬‬
‫سولُهُ أَ ْم ًرا أ ْن يَ ُكونَ لَ ُه ُم‬
‫َ‬ ‫ضى َّ‬
‫َّللاُ َو َر ُ‬ ‫أصل) َو َما َكانَ ِل ُمؤْ ِم ٍن َو َال ُمؤْ ِمنَ ٍة ِإذَا قَ َ‬
‫ْال ِخ َي َرة ُ ِم ْن أَ ْم ِر ِه ْم‪ .‬فرع االمر اصله الوجوب‪.‬‬
‫ض َال ًال ُمبِينًا‪ .‬فرع مخالف االمر‬ ‫سولَهُ فَقَ ْد َ‬
‫ض َّل َ‬ ‫ص َّ‬
‫َّللاَ َو َر ُ‬ ‫صل) َو َم ْن يَ ْع ِ‬
‫معصية‪.‬‬

‫ث ‪ .‬ت أي االحسن عقالئيا‪.‬‬ ‫سنَ ْال َحدِي ِ‬


‫َّللاُ ن ََّز َل أَحْ َ‬
‫أصل) َّ‬
‫ف‪ -‬االحكام الشرعية تتصف بالحسن العقالئي‪.‬‬
‫ف‪ -‬يشترط في العقيدة او العمل ان يكون حسنا عقالئيا‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل ما ليس حسن عقالئيا ال يصح نسبته الى الشرع‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل ما يستنكره العقالء ال يصح نسبته الى الشرع‪.‬‬
‫ف‪ -‬يعتبر في الحكم الشرعي ان يكون إنسانيا يوافق الضمير اإلنساني‬
‫والوجدان اإلنساني‪.‬‬
‫ف‪ -‬يعتبر في الحكم الشرعي ان يتصف بالرحمة والمحبة وال يتصف بالقسوة‬
‫والكراهية‪.‬‬
‫ف‪ -‬الحكم الشرعي ال يكون عنصريا وال فئويا وال تمييزيا‪.‬‬
‫ف‪ -‬االعمال التي تستقبحها الفطرة ال تصح كارتداء الرجال مالبس النساء‬
‫وتزينهم بزينة النساء‪ .‬وزواج المثليين والسحاق ونحوها‪.‬‬
‫ف‪ -‬االعمال التي يستنكرها العقالء والوجدان ال تصح‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب ان تنبى حياة االنسان على الحسن العقالئي وال يختص ذلك باالحكام‬
‫الشرعية بل يشمل األمور الحياتية‪.‬‬
‫ف‪ -‬االباحة االصلية في الشرع يشترط فيها الحسن العقالئي فليس لإلنسان‬
‫إتيان بما يستنكر او يستقبح عقالئيا بحجة أصل االباحة‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل ما يوهن الدين وينفر الناس ال يصح‪.‬‬
‫ف‪ -‬التطبير والتطيين والنزجيل والتعري في عاشوراء ال تصح‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل ما يثير االستغراب ينبغي تركه كاطالة اللحية بشكل عريب او تقصير‬
‫الثوب للرجال‪.‬‬
‫ف‪ -‬اإلساءة الى الناس ال تجوز‪ ،‬وعدم توقير الكبير ال يصح‪.‬‬
‫ف‪ -‬يستحب االحسان الى كل انسان حتى العاصي الكافر‪ ،‬ويستحب حب الخير‬
‫الى كل انسان حتى العاصي والكافر اال ان يكون توهينا للدين‬

‫‪314‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز إرادة الشر الي مخلوق حتى العاصي والكافر‪.‬‬
‫ف‪ -‬يستحب الدعاء بالخير لكل انسان وال يجوز الدعاء بالسوء على أحد‪.‬‬
‫ف‪ -‬يستحب الدعاء بالهداية للعاصي والكافر وال يجوز الدعوة عليه بالسوء‬
‫ولعنه باسمه‪.‬‬
‫َ‬
‫َّلل ال َمثَ ُل ْاأل ْعلَى ) اي االعلى عقالئيا‬ ‫ْ‬ ‫أصل) ( َو ِ َّ ِ‬
‫ف) اي المعروف عقالئيا‪.‬‬ ‫أصل) ( َوأْ ُم ْر ِب ْالعُ ْر ِ‬
‫أصل) الَّذِينَ يَ ْست َِمعُونَ ْالقَ ْو َل فَيَتَّبِعُونَ أَحْ َ‬
‫سنَه‪.‬‬

‫َّللا ُح ْك ًما‬
‫سنُ ِمنَ َّ ِ‬ ‫أصل) َو َم ْن أَحْ َ‬
‫ص‬‫ص ِ‬ ‫سنَ ْالقَ َ‬ ‫علَيْكَ أَحْ َ‬ ‫ص َ‬ ‫أصل) نَحْ نُ نَقُ ُّ‬
‫سنَ ْال َحدِيثِ‪.‬‬ ‫َّللاُ ن ََّز َل أَحْ َ‬
‫أصل) َّ‬
‫َصيبٌ ِم َّما ا ْكتَ َ‬
‫سبْنَ ‪.‬‬ ‫اء ن ِ‬ ‫س ِ‬ ‫سبُوا َو ِللنِ َ‬ ‫َصيبٌ ِم َّما ا ْكتَ َ‬ ‫أصل) ِل ِلر َجا ِل ن ِ‬
‫ف‪ -‬المراة تساوي الرجل في االجر واالجرة‪.‬‬
‫ف‪ -‬للمراة ان تعمل اعمال الرجل اال ما اخرجه الثابت من معارف عقالئية‬
‫علمية‪.‬‬
‫ف‪ -‬جميع ما للرجل من حقوق وواجبات تثبت للمراة اال ما اخرجتها الفطرة‬
‫والقطعي من معارف علمية‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال فرق في الجزاء بين الرجل والمراة فكل له جزاء ما اكتسب‬
‫ف‪ -‬سعة الحال او ضيقه ال يؤثر على العمل والجزاء ‪ ،‬فالطاعة والجزاء‬
‫والثواب يكون بحسب كل انسان وحاله‪.‬‬
‫ف‪ -‬ليس من الحكمة تمني حال أخرى الجل ثواب اكبر فان الثواب بالنسبة‬
‫من الموجود وليس بالكم فقط‪.‬‬
‫ف‪ -‬تكليف المرأة كتكليف الرجل‪.‬‬
‫ض ِعيفًا‪.‬‬ ‫سانُ َ‬ ‫ع ْن ُك ْم َو ُخلِقَ ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ف َ‬ ‫َّللاُ أَ ْن يُخ َِف َ‬
‫أصل) ي ُِريدُ َّ‬
‫ف‪ -‬كل ما فيه تخفيف مقدم في الشرع‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل ما ليس فيه تخفيف ممنوع في الشرع‪.‬‬
‫ِب؟ َو َكفَى بِ ِه إِثْ ًما ُمبِينًا‪.‬‬ ‫َّللا ْال َكذ َ‬
‫علَى َّ ِ‬ ‫ْف يَ ْفت َُرونَ َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫أصل) ا ْن ُ‬
‫ف‪ -‬ال يجوز اتباع من يكذب على هللا‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال يجوز العمل بما يعلم انه كذب على هللا‪.‬‬
‫ف‪ -‬الكذب على هللا من الكبائر‪.‬‬

‫صل) ِإنَّ َما َيتَذَ َّك ُر أُولُو ْاأل َ ْألصل)‬


‫َّللا َو َال يَ ْنقُضُونَ ْال ِميثَاقَ‬
‫صل) (اولو االألصل) ) الَّذِينَ يُوفُونَ ِب َع ْه ِد َّ ِ‬
‫‪315‬‬
‫َّللاُ بِ ِه أَ ْن يُو َ‬
‫ص َل َويَ ْخش َْونَ‬ ‫صلُونَ َما أَ َم َر َّ‬ ‫صل) َو (اولو االألصل) ) الَّذِينَ يَ ِ‬
‫ب‬
‫سا ِ‬ ‫سو َء ْال ِح َ‬‫َربَّ ُه ْم َويَخَافُونَ ُ‬
‫ص َالةَ‬‫ص َب ُروا ا ْب ِتغَا َء َوجْ ِه َر ِب ِه ْم َوأَقَا ُموا ال َّ‬ ‫صل) َو(اولو االألصل) ) الَّذِينَ َ‬
‫َوأَ ْنفَقُوا ِم َّما َرزَ ْقنَا ُه ْم ِس ًّرا َو َ‬
‫ع َالنِيَةً‬
‫صل) َو(اولو االألصل) ) يَد َْر ُءونَ ِب ْال َح َ‬
‫سنَ ِة الس َِّيئَةَ‬
‫عد ٍْن َي ْد ُخلُونَ َها‬‫ع ْق َبى الد َِّار َجنَّاتُ َ‬ ‫أُولَئِكَ (اولو االألصل) ) لَ ُه ْم ُ‬
‫أص) ق (وال تزر وازرة وزر أخرى)‬
‫ت) هذا من المثال فيعمم لكل عمل خير او شر‪.‬‬
‫ف) ال يتحمل المؤاخذة اال فاعل الفعل‪.‬‬
‫ف) ال يتحمل المؤاخذة على المعصية أولياء الفاعل‪.‬‬
‫ف) المتسبب والمعين غير الفاعل فلهم وزرهم لكن الحكم يكون على الفاعل‪.‬‬
‫أصل) ق (وأن ليس لالنسان إال ما سعى)‬

‫ف) العمل يحسب لصاحبه من حيث منافع الدنيا واألخر او مضارها‪.‬‬


‫ف) فاعل الخير يثاب هو عليه ال غيره وفاعل الشر يحاسب هو عليه ال غيره‪.‬‬
‫ف) األصل في االمتثال المباشرة وال يخرج عنه اال بعلم قوي‪.‬‬

‫أصل) ق (وال تكسب كل نفس إال عليها)‬


‫ف) الخير والشر في الفعل يعود على الفاعل ال غيره‪.‬‬
‫ف) األصل المباشرة واعتبارها في الثواب والعقاب‪.‬‬
‫ف) النيابة خالف األصل القطعي فتحتاج الى علم قوي الثباتها‪.‬‬
‫ف) النيابة عقالئيا تجوز فيما ال خصوصية للفاعل واما ان كانت خصوصية‬
‫فيه كما في العبادات فال تجوز عندهم‪ .‬وتخصيص ذلك شرعا يحتاج الى علم‬
‫قوي‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫ان)‬
‫س ِ‬ ‫َّللاَ يَأ ْ ُم ُر ِب ْال َع ْد ِل َو ْ ِ‬
‫اإلحْ َ‬ ‫أصل) ق َّ‬
‫(إن َّ‬
‫ت) أي وال يامر بخالفهما‬
‫ف) كل ما خالف العدل العقالئي فليس من الشرع‪.‬‬
‫ف) كل ما خالف االحسان العقالئي فليس من الشرع‪.‬‬

‫أصل) ق (فَا ْعلَ ْم أَنَّهُ َال إلَهَ َّإال َّ‬


‫َّللاُ)‬
‫ف) العلم بانه ال اله اال هللا هو اصل األصول‪.‬‬
‫ف) يجب في العلم االجتهاد‪.‬‬
‫ف) ال يختص العلم االجتهادي بأصول العقائد بل يجري في جميع الشريعة‪.‬‬
‫ف) من تعذر عليه االجتهاد وهو نادر يجب عليه مضطرا التقليد فيما يجب‬
‫معرفته وعمله‪ .‬وال يجوز التقليد لمن يتمكن من االطالع على الدليل وهو‬
‫متحقق في اغلب الناس ان لم يكن جميعهم‪.‬‬

‫علَى ْال ُمحْ ِسنِينَ ِم ْن َ‬


‫سبِي ٍل)‬ ‫أصل) ق ( َما َ‬
‫ف) ال ضمان على المحسن‪.‬‬
‫ف) من اجتهد في عمل ولم يتعمد الخطأ فال ضمان عليه‪.‬‬

‫ار‪.‬‬‫ت فَ َال ت َْر ِجعُوه َُّن إلَى ْال ُكفَّ ِ‬ ‫ع ِل ْمت ُ ُموه َُّن (علما ظاهريا) ُمؤْ ِمنَا ٍ‬ ‫أصل) فَإِ ْن َ‬
‫ب َحافِ ِظينَ ‪.‬‬ ‫ع ِل ْمنَا (ظاهريا) َو َما ُكنَّا ِل ْلغَ ْي ِ‬ ‫ش ِه ْدنَا َّإال ِب َما َ‬
‫أصل) َو َما َ‬
‫ع ُرو ِش َها قَا َل أَنَّى يُحْ يِي َه ِذ ِه‬ ‫علَى ُ‬ ‫ِي خَا ِويَةٌ َ‬‫علَى قَ ْريَ ٍة َوه َ‬ ‫أصل) أَ ْو كَالَّذِي َم َّر َ‬
‫ض‬ ‫ع ٍام ث ُ َّم بَ َعثَهُ قَا َل َك ْم لَ ِبثْتَ قَا َل لَ ِبثْتُ يَ ْو ًما أَ ْو بَ ْع َ‬ ‫َّللاُ بَ ْعدَ َم ْوتِ َها فَأ َ َماتَهُ َّ‬
‫َّللاُ ِمئَةَ َ‬ ‫َّ‬
‫ع ٍام ‪ .‬فرع االعتقاد الخاطئ ال يصلح‬ ‫َي ْو ٍم ( باعتقاده) قَا َل َب ْل لَ ِبثْتَ ِمئَةَ َ‬
‫لمعارضة الواقع فرع االعتقاد الخاطئ ال يجزي عن الواقع لكنه معذر في‬
‫عدم االثم‪ .‬فرع األداء بحسب الظاهر ال يجزي عن الواقع المخالف لكنه يسقط‬
‫األداء بخروج الوقت اما اذنائه فيجب اإلعادة‪ .‬فرع الحجة التي تؤدي الى‬

‫‪317‬‬
‫ظاهر مخالف للواقع ليست حجة مجزية وانما معذرة فتسقط القضاء لكنها ال‬
‫تجزي في زمن األداء فاذا انكشف الخالف في الوقت أعاد‪.‬‬

‫ِث لَكَ ِم ْنهُ ِذ ْك ًرا (‪)70‬‬ ‫ش ْيءٍ َحتَّى أُحْ د َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫أصل) قَا َل فَإِ ِن اتَّبَ ْعتَنِي فَ َال تَ ْسأ َ ْلنِي َ‬
‫س ِفينَ ِة خ ََرقَ َها قَا َل أَخ ََر ْقتَ َها ِلت ُ ْغ ِرقَ أَ ْهلَ َها لَقَ ْد ِجئْتَ‬ ‫طلَقَا َحتَّى ِإذَا َر ِكبَا فِي ال َّ‬ ‫فَا ْن َ‬
‫اخ ْذ ِني‬‫صب ًْرا (‪ )72‬قَا َل َال ت ُ َؤ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ش ْيئًا ِإ ْم ًرا (‪ )71‬قَا َل أَلَ ْم أَقُ ْل ِإنَّكَ لَ ْن تَ ْست َِطي َع َم ِع َ‬ ‫َ‬
‫عس ًْرا ‪ .‬فرع من تصرف حسب علمه‬ ‫بِ َما نَسِيتُ َو َال ت ُ ْر ِه ْقنِي ِم ْن أَ ْم ِري ُ‬
‫واجتهاده معذر لكن ال يجزي عن الواقعي‪ .‬فرع من عمل بعلمه ثم تبين له ان‬
‫الواقع خالفه وجب العدول فان كان في الوقت أعاد واال لم يعد الن علمه معذر‬
‫وغير مجز فرع العلم الظاهري معذر مطلقا ومجز ان وافق الواقع فقط فان‬
‫خالفه فغير مجز فرع اذا تبين ان العلم الظاهري خالف الواقعي فان كان في‬
‫الوقت أعاد النه ال يجزي وان كان بعد الوقت لم يعد النه معذر ومطالبته‬
‫بغيره مخالف لالستطاعة‪.‬‬
‫سا زَ ِكيَّةً ِبغَي ِْر نَ ْف ٍس لَقَ ْد‬‫غ َال ًما فَقَتَلَهُ قَا َل أَقَت َْلتَ نَ ْف ً‬‫طلَقَا َحتَّى ِإذَا لَ ِق َيا ُ‬ ‫أصل) فَا ْن َ‬
‫صب ًْرا (‪ )75‬قَا َل إِ ْن‬ ‫ي َ‬ ‫ش ْيئًا نُ ْك ًرا‪ .‬قَا َل أَلَ ْم أَقُ ْل لَكَ إِنَّكَ لَ ْن تَ ْست َِطي َع َم ِع َ‬ ‫ِجئْتَ َ‬
‫ع ْذ ًرا فرع ال يجوز‬ ‫اح ْبنِي قَ ْد بَلَ ْغتَ ِم ْن لَدُنِي ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ش ْيءٍ بَ ْعدَهَا فَ َال ت ُ َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫سأ َ ْلتُكَ َ‬
‫َ‬
‫للعالم ان يقلد فرع من علم شيئا لم يجز له تقليد غيره فيه‪ .‬فرع من اوصلته‬
‫الحجة الى علم كان معذورا في علمه وان خالف الواقع لكنه ال يجزيه فرع‬
‫من اوصله اجتهاده الى علم وجب عليه العمل به وليس له تقليد غيره لكن ان‬
‫تبين الخالف لم يجزه فيعيد في الوقت ال بعده النه معذر‪.‬‬

‫أصل) َو َال تَقُولُوا ِل َم ْن أَ ْلقَى ِإلَ ْي ُك ُم الس ََّال َم لَسْتَ ُمؤْ ِمنًا‪.‬‬
‫ف‪ -‬اإلقرار ال يقابله علم فضال عن الظن والشك‪.‬‬

‫اإلثْ َم َو ْالبَ ْغ َ‬
‫ي ِبغَي ِْر‬ ‫طنَ َو ْ ِ‬
‫ظ َه َر ِم ْن َها َو َما بَ َ‬
‫ش َما َ‬ ‫اح َ‬‫ي ْالف ََو ِ‬ ‫أصل) قُ ْل ِإ َّن َما َح َّر َم َر ِب َ‬
‫َّللا َما َال تَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬
‫علَى َّ ِ‬ ‫طانًا َوأَ ْن تَقُولُوا َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ْال َح ِ‬
‫ق َوأَ ْن ت ُ ْش ِر ُكوا ِب َّ ِ‬
‫اَّلل َما لَ ْم يُن َِز ْل ِب ِه ُ‬

‫ع َر ِبيًّا لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) أصل) ( ِإنَّا َج َع ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬


‫ع َر ِبيًّا‬ ‫أصل) ِإنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ )‬
‫عس ٍْر يُس ًْرا‪.‬‬ ‫سيَجْ عَ ُل َّ‬
‫َّللاُ بَ ْعدَ ُ‬ ‫أصل) َ‬
‫ش ْي ٌء (من القصاص) فَاتِبَاعٌ (من الطالب)‬ ‫َ‬
‫ي لَهُ ِم ْن أ ِخي ِه َ‬ ‫أصل) فَ َم ْن ُ‬
‫ع ِف َ‬
‫ان‪ .‬ت‪ :‬فالمعروف العرفي صفة في‬ ‫س ٍ‬ ‫وف َوأَ َدا ٌء (للدية) ِإلَ ْي ِه ِبإِحْ َ‬ ‫ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫االمتثال‪.‬‬

‫‪318‬‬
‫ف‪ -‬ينبغي مراعاة المعروف العرفي في االعمال‪.‬‬
‫علَ ْي ِه ْم ْال َخبَائِ َ‬
‫ث (عرفا وطبعا)‪.‬‬ ‫ت َويُ َح ِر ُم َ‬ ‫أصل) َوي ُِح ُّل لَ ُه ْم َّ‬
‫الط ِيبَا ِ‬

‫ين‪ .‬ت أي انها بهذه الحروف بلسان‬ ‫اصل) الر‪ِ .‬ت ْلكَ آَيَاتُ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب َوقُ ْرآَ ٍن ُمبِ ٍ‬
‫عربي مبين‪.‬‬
‫ف‪ -‬يعتبر في القران العربية بحروفه المنزل‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجوز ترجمة القران اال انه ال يسمى قرآنا وال يكون من الكتاب‪.‬‬
‫ف‪ -‬الترجمة الصحيحة للقران حجة وقد تجب لمن ال يستطيع فهم العربية‪.‬‬
‫ف‪ -‬يستحب ترجمة القران وتجب ان توقف عليها تعليمه لبعض الناس او‬
‫دعوتهم‪.‬‬
‫ف‪ -‬من فضل هللا على العربي ان القرآن عربي‪.‬‬
‫ف‪ -‬كرم هللا العربية ان جعل كتابه عربيا‪.‬‬
‫ف‪ -‬عربية القرآن ال تعني انه موجه للعرب فقط‪.‬‬
‫ف‪ -‬على غير العربي تعلم احكام الدين اما بنفسه بتعلم العربية او ان يترجم‬
‫أحدهم له مع االطمئنان للترجمة‪.‬‬
‫ف‪ -‬من ترجم له القران ترجمة وكانت موافقة لألصول القرانية الثابتة جاز له‬
‫العمل بها لكن ان تبين الخطأ عدل الى الصحيح واعماله الماضية مجزية‪.‬‬
‫ف‪ -‬القران مبين لكل من يقرأه وهو مجيد للعربية واساليبها‪ ،‬واي قول خالف‬
‫ذلك باطل‪.‬‬
‫ف‪ -‬على المسلم ان يأخذ دينه بنفسه من القرآن وال يعدوه اال اضطرارا‪.‬‬
‫ف‪ -‬على المسلمين تيسير القران للناس من خالل التبويب المبسط وسريع‬
‫الوصول‪.‬‬
‫ف‪ -‬على المسلمين طرح القران ككتاب تعاليم وليس فقط ككتاب ذكر يتعبد‬
‫بقراءته‪.‬‬
‫ف‪ -‬اهم من تفسير القران هو تيسير الوصول الى مضامينه بتبويب بحسب‬
‫المسائل والموضوعات بادق تفاصيل الموضوعات‪.‬‬
‫ف‪ -‬يستحب تحرير مضامين االيات وبما يسهل االطالع على مضامين القران‬
‫(العقائدية والشرائعية) اذ ان االيات عادة ما تشتمل أكثر من مضمون‪.‬‬
‫ف‪ -‬علم مضامين القران يهتم بالمضامين القرانية وتبويبها وتيسير الوصول‬
‫اليها‪.‬‬
‫ف‪ -‬اهم العلوم القرانية هو علم مضامين القران‪ ،‬وينبغي ان يصل في تيسير‬
‫الوصول الى المضامين الى ادق التفاصيل بخصوص الموضوعات‪.‬‬

‫‪319‬‬
‫ف‪ -‬علم المضامين القرانية يهتم ببيان المضامين القرانية من دون أي إضافة‬
‫وانما وظيفته تحرير المضامين لتسهيل الوصول اليها‪.‬‬

‫أصل) ق (إنا أنزلناه قرآنا عربيا)‬


‫ف) كل ما في القران عربي‪.‬‬
‫ف) الفاظ القران والسنة تحمل على المعنى العربي‬
‫أصل) ق (هللا نزل أحسن الحديث كتابا متشابها)‬
‫ف) الحسن أصل في النص الشرعي وفي معارفه‪.‬‬
‫ف) كل ما خالف الحسن العقالئي فليس من الشرع‪.‬‬

‫أصل) ق (هللا نزل أحسن الحديث كتابا متشابها)‬


‫ت) أي يشبه بعضها بعضا‪.‬‬
‫ف) المعارف الشرعية يشبه بعضها بعضا‪.‬‬
‫ف) المعارف التي ال تشبه الثابت المعلوم من الشرع ليست من الشرع‪.‬‬
‫ف) التشابه بين المعارف الشرعية عقالئية‪.‬‬
‫ف) الحديث الذي ال يشبه القران او السنة القطعية باطل‪( .‬أي ليس له شاهد او‬
‫مصدق مهما)‪.‬‬

‫أصل) ق (أولو االرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب هللا)‬


‫ف) األولى باإلنسان أحق به وبما يترك‪.‬‬
‫ف) ال يبطل األولية الرحمية اختالف دين او لغة او بلد‪ .‬وما روي خالف ذلك‬
‫باطل‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫أصل) ق (ان الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر)‬
‫ت) هذا من المثال فيعمم للشريعة كلها‪.‬‬
‫ف) الشريعة تنهى عن الفحشاء‪.‬‬
‫ف) الشريعة تنهى عن المنكر‪.‬‬
‫ف) كل ما هو فاحشة او منكر فالشريعة ال تبيحه‪.‬‬
‫ف) الشريعة تعتمد عرف العقالء في الحسن والقبح‪.‬‬
‫ف) الشريعة تعتمد تصور العقالء عن الفحشاء والمنكر وال تخصيص‪.‬‬
‫ف) الفحشاء عقالئيا هي فحشاء شرعا والمنكر عقالئيا هو منكر شرعي‪.‬‬

‫أصل) ق (إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن)‬


‫ت) انما تفيد الحصر لكنه حصر إضافي من جهة الخلق‪.‬‬
‫ف) ما يحرم من االخالق هو الفاحشة في عرف العقالء وال تخصيص شرعي‬
‫له‪.‬‬
‫ف) ما ليس بفاحشة من االخالق في عرفا العقالء فال يحرم‪ .‬وكل ما خالف‬
‫ذلك فباطل‪.‬‬
‫ف) الفاحشة محرمة سواء كانت علنا او سرا‪.‬‬

‫أصل) ق (ويقولون هو اذن‪ ،‬قل هو اذن خير لكم يؤمن باهلل ويؤمن للمؤمنين)‬
‫ت) اذن أي يقبل قولهم ويؤمن أي يصدقهم‪.‬‬
‫ف) تصديق المؤمن واجب وال يجوز تكذيبه‪ .‬لكنه ال يوجب العلم بنفسه‪.‬‬
‫ف) تصديق المؤمن مقتض للعلم لكنه ال يكون علما اال بموافقته القران‪.‬‬
‫ف) خبر المؤمن إذا خالف القران كان ظنا وال يكذب المؤمن‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫ف) خبر المؤمن المخالف للقران صريحا يكذب لكن ال يوصف المؤمن‬
‫بالكذب وانما يقال انه هذا الخبر كذب‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬التكليفية‬
‫ان من خصائص المعرفة الشرعية ان فيها تكاليف وهذه من الخصائص‬
‫العالئقية التعبيدية‪.‬‬
‫علَ ْي ِه ْم نَبَأ َ الَّذِي آَتَ ْينَاهُ (عرفناه) آَيَاتِنَا فَا ْن َ‬
‫سلَ َخ ِم ْن َها (لم يعمل بعلمه)‬ ‫أصل) َواتْ ُل َ‬
‫طانُ فَ َكانَ ِمنَ ْالغَا ِوينَ ‪.‬‬ ‫فَأَتْبَعَهُ ال َّ‬
‫ش ْي َ‬

‫َّللا يُ َب ِينُ َها ِلقَ ْو ٍم َي ْعلَ ُمونَ (الحق بااليمان والتصديق)‬ ‫أصل) َوتِ ْلكَ ُحدُودُ َّ ِ‬
‫ف‪ -‬التكاليف القرانية بينة لكل مؤمنين‪.‬‬
‫ف‪ -‬ال بد على كل مؤمن ان يعلم التكاليف القرانية‪.‬‬
‫ف‪ -‬يجب على كل مؤمنين ان يجتهد في العلم فان تعذر قلد‪.‬‬
‫َّللاَ يَأ ْ ُم ُر ُك ْم أَ ْن تَ ْذبَ ُحوا بَقَ َرة ً قَالُوا‬ ‫قال هللا تعالى ( َوإِ ْذ قَا َل ُمو َ‬
‫سى ِلقَ ْو ِم ِه إِ َّن َّ‬
‫اَّلل أَ ْن أَ ُكونَ ِمنَ ْال َجا ِهلِينَ [البقرة‪ ]67/‬دل على جواز‬ ‫عوذُ بِ َّ ِ‬ ‫أَتَت َّ ِخذُنَا ه ُُز ًوا قَا َل أَ ُ‬
‫االمر بالطبيعة العامة مجهولة الصفة ويتحقق االمتثال بادنى ما يقع عليه‬
‫االسم‪.‬‬
‫أصل)‬
‫فَا ْف َعلُوا َما تُؤْ َم ُرونَ [البقرة‪ ]68/‬و قال تعالى (فَذَ َب ُحوهَا َو َما كَادُوا َي ْف َعلُونَ‬
‫[البقرة‪ ]71/‬فيه داللة على ان امتثال االمر يجب على الفور فال يجوز التاخير‬
‫اال بدليل‪.‬‬
‫أصل) فَا ْف َعلُوا َما تُؤْ َم ُرونَ [البقرة‪ ]68/‬يدل على وجوب االمر وان الندب‬
‫يحتاج الى دليل‪.‬‬

‫َّللاَ َيأ ْ ُم ُر ُك ْم أَ ْن تَ ْذ َب ُحوا َبقَ َرة ً‬ ‫(و ِإ ْذ َقا َل ُمو َ‬


‫سى ِلقَ ْو ِم ِه ِإ َّن َّ‬ ‫أصل) قال هللا تعالى َ‬
‫اَّلل أَ ْن أَ ُكونَ ِمنَ ْال َجا ِهلِينَ (‪ )67‬قَالُوا ا ْدعُ لَنَا‬ ‫قَالُوا أَتَت َّ ِخذُنَا ه ُُز ًوا قَا َل أَ ُ‬
‫عوذُ بِ َّ ِ‬
‫ان بَيْنَ ذَلِكَ‬
‫ع َو ٌ‬ ‫ض َو َال ِب ْك ٌر َ‬ ‫ار ٌ‬ ‫ِي قَا َل ِإنَّهُ يَقُو ُل ِإنَّ َها بَقَ َرة ٌ َال فَ ِ‬
‫َربَّكَ يُبَ ِي ْن لَنَا َما ه َ‬
‫فَا ْف َعلُوا َما تُؤْ َم ُرونَ [البقرة‪ ]68 ،67/‬فيه داللة على جواز نسخ االمر قبل‬
‫االمتثال‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫ار‪ .‬وهذا مصداق لعدم‬‫ض ٍ‬ ‫صى بِ َها أَ ْو دَي ٍْن َ‬
‫غي َْر ُم َ‬ ‫صيَّ ٍة يُو َ‬ ‫أصل) ِم ْن بَ ْع ِد َو ِ‬
‫االضرار‪.‬‬
‫أصل) ال يجوز االضرار بالغير فال يصح حكم يضر بالغير وال امتثال يضر‬
‫بالغير اال بحقه‪.‬‬
‫سا ِإ َّال َما آَتَاهَا‪.‬‬‫َّللاُ نَ ْف ً‬ ‫أصل) َال يُك َِل ُ‬
‫ف َّ‬
‫سا ِإ َّال ُو ْس َع َها‪.‬‬‫َّللاُ نَ ْف ً‬
‫ف َّ‬ ‫أصل) َال يُك َِل ُ‬
‫أصل) اذا كان العلم بالواقع خارج جاز االكتفاء بالظاهر حسب األدلة‬
‫الظاهرية‪.‬‬
‫أصل) اذا توقف العلم بالواقع الواجب تحصيل معارف وجب تحصيلها مع‬
‫االستطاعة فان تعذر سقط وجوب العلم به‪.‬‬
‫أصل) العلم بالواقع واجب فاتن تعذر جاز االكتفاء بالظاهر المستطاع‪.‬‬

‫َّللاُ بِ ُك ْم ْاليُس َْر َو َال ي ُِريدُ بِ ُك ْم ْالعُس َْر‪.‬‬


‫أصل) ي ُِريدُ َّ‬
‫أصل) االوامر الشرعية مبنية على اليسر‪ ،‬فال امر مع عسر‪.‬‬

‫علَ ْي ُك ْم‪.‬‬‫أصل) قُ ْل تَ َعالَ ْوا أَتْ ُل َما َح َّر َم َربُّ ُك ْم َ‬


‫ف‪ -‬كل ما لم يحرمه القران وليس قطعيا فهو ظن ال يعمل به‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل شيء لم يرد فيه تحريم قطعي فهو حالل‪.‬‬
‫ف‪ -‬كل خبر ظني يحرم شيئا لم يحرمه القران ال يثبت‪.‬‬
‫ف‪ -‬السنة التصديقية ال تحرم شيئا لم يحرمه القران‪.‬‬
‫طنَ ‪.‬‬ ‫ظ َه َر ِم ْن َها َو َما بَ َ‬ ‫ش َما َ‬ ‫اح َ‬‫أصل) َو َال تَ ْق َربُوا ْالف ََو ِ‬
‫اإلثْ َم َو ْال َب ْغ َ‬
‫ي ِبغَي ِْر‬ ‫طنَ َو ْ ِ‬
‫ظ َه َر ِم ْن َها َو َما َب َ‬ ‫ش َما َ‬ ‫اح َ‬ ‫ي ْالف ََو ِ‬ ‫أصل) قُ ْل ِإنَّ َما َح َّر َم َر ِب َ‬
‫ْال َح ِ‬
‫ق‪.‬‬
‫َاء َو ْال ُم ْنك َِر َو ْالبَ ْغي ِ ‪.‬‬ ‫ع ْن ْالفَحْ ش ِ‬ ‫َّللاَ ) يَ ْن َهى َ‬ ‫أصل) َو( َّ‬
‫إن َّ‬
‫ف‪ -‬كل ما هو فاحش او منكر او بغي فهو منهي عنه‪.‬‬
‫ف‪ -‬األفعال التي لها وجود فاحش ووجود غير فاحش‪ ،‬يحرم الفاحش منها وال‬
‫يحرم غير الفاحش‪ .‬وكذا ما يكون له وجود منكر ووجود غير منكر‪.‬‬
‫ف‪ -‬الغناء وباقي الفنون يحرم منها ما كان فاحشا اما غير الفاحش فال يحرم‬
‫اال ان يتسبب بضرر فيحرم أيضا‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫َّللاُ آَيَاتِ ِه‬ ‫أصل) (األوامر والنواهي) ِت ْلكَ ُحدُودُ َّ ِ‬
‫َّللا فَ َال تَ ْق َربُوهَا‪َ .‬كذَلِكَ يُبَيِنُ َّ‬
‫اس لَ َعلَّ ُه ْم يَتَّقُونَ ‪.‬‬ ‫ِللنَّ ِ‬
‫ش ْيئًا َوه َُو ش ٌَّر‬‫سى أَ ْن ت ُ ِحبُّوا َ‬ ‫ع َ‬ ‫سى أَ ْن تَ ْك َرهُوا َ‬
‫ش ْيئًا َوه َُو َخي ٌْر لَ ُك ْم‪َ ،‬و َ‬ ‫ع َ‬ ‫أصل) َو َ‬
‫َّللاُ يَ ْعلَ ُم َوأَ ْنت ُ ْم َال تَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬
‫لَ ُك ْم‪َ .‬و َّ‬
‫َّللا فَ َال تَ ْق َربُوهَا‪ .‬ت وهو من بيان الفرد‬ ‫أصل) تِ ْلكَ (احكام الصيام) ُحدُودُ َّ ِ‬
‫فيعمم لكل تكليف قراني‪.‬‬
‫ت‬ ‫سولَهُ يُد ِْخ ْلهُ َجنَّا ٍ‬ ‫أصل) تِ ْلكَ (احكام اإلرث) ُحدُودُ َّ ِ‬
‫َّللا َو َم ْن ي ُِط ِع َّ‬
‫َّللاَ َو َر ُ‬
‫ص َّ‬
‫َّللاَ‬ ‫ار خَا ِلدِينَ فِي َها َوذَلِكَ ْالف َْو ُز ْال َع ِظي ُم (*) َو َم ْن يَ ْع ِ‬ ‫تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِ َها ْاأل َ ْن َه ُ‬
‫ين‪ .‬ت‪ :‬وهذا من‬ ‫عذَابٌ ُم ِه ٌ‬ ‫َارا خَا ِلدًا فِي َها َولَهُ َ‬ ‫سولَهُ َويَتَعَدَّ ُحدُودَهُ يُد ِْخ ْلهُ ن ً‬ ‫َو َر ُ‬
‫بيان الفرد فيعمم على كل تكليف قراني‪ .‬وعصيان الرسول هنا االنكار‪.‬‬

‫َّللا َو ِل ْلكَافِ ِرينَ (بها) َ‬


‫عذَابٌ أَ ِلي ٌم‪ .‬ت وهذا‬ ‫أصل) َوتِ ْلكَ (احكام الظهار) ُحدُودُ َّ ِ‬
‫من بيان الفرد فيعمم على كل تكليف قراني‪.‬‬
‫ف‪ -‬عصيان التكاليف القرانية من الكبائر‪.‬‬
‫ف‪ -‬تكذيب التكاليف القراني عمدا كفر‪.‬‬

‫َّللا فَأُولَئِكَ‬
‫َّللا فَ َال تَ ْعتَدُوهَا َو َم ْن يَتَ َعدَّ ُحدُودَ َّ ِ‬ ‫أصل) تِ ْلكَ (احكام الطالق) ُحدُودُ َّ ِ‬
‫الظا ِل ُمونَ ‪ .‬ت‪ :‬وهذا من بيان الفرد فيعمم لكل تكليف قراني‪.‬‬ ‫ُه ُم َّ‬
‫ف‪ -‬التكاليف القرانية حدود هللا‪.‬‬
‫ف‪ -‬مخالفة التكاليف القرانية من الكبائر‪.‬‬
‫سهُ‪ .‬ت‪:‬‬ ‫ظلَ َم نَ ْف َ‬
‫َّللا فَقَ ْد َ‬ ‫أصل) َوتِ ْلكَ (احكام الطالق) ُحدُودُ َّ ِ‬
‫َّللا َو َم ْن َيتَ َعدَّ ُحدُو َد َّ ِ‬
‫وهذا من الفرد فيعمم لكل تكليف قراني‪ .‬وظالم لنفسه أي كبيرة‪.‬‬
‫ف‪ -‬التكاليف القراني على الوجوب‪.‬‬
‫ف‪ -‬مخالفة التكاليف القرانية من الكبائر‪.‬‬
‫ب َولَ ِك َّن ْالبِ َّر َم ْن آَ َمنَ‬ ‫ق َو ْال َم ْغ ِر ِ‬
‫ْس ْالبِ َّر أَ ْن ت ُ َولُّوا ُو ُجو َه ُك ْم قِبَ َل ْال َم ْش ِر ِ‬ ‫أصل) لَي َ‬
‫علَى ُح ِب ِه ذَ ِوي ْالقُ ْربَى‬ ‫ب َوالنَّ ِب ِيينَ َوآَتَى ْال َما َل َ‬ ‫اَّلل َو ْاليَ ْو ِم ْاآلَ ِخ ِر َو ْال َم َالئِ َك ِة َو ْال ِكتَا ِ‬
‫ِب َّ ِ‬
‫ص َالةَ َوآَتَى‬ ‫ام ال َّ‬ ‫ب َوأَقَ َ‬ ‫الرقَا ِ‬ ‫س ِبي ِل َوالسَّا ِئلِينَ َو ِفي ِ‬ ‫ساكِينَ َوابْنَ ال َّ‬ ‫َو ْال َيتَا َمى َو ْال َم َ‬
‫اء َو ِحينَ‬ ‫اء َوالض ََّّر ِ‬ ‫س ِ‬ ‫صابِ ِرينَ فِي ْالبَأ ْ َ‬‫عا َهدُوا َوال َّ‬ ‫الزكَاةَ َو ْال ُموفُونَ بِعَ ْه ِد ِه ْم إِذَا َ‬ ‫َّ‬
‫صدَقُوا َوأُولَئِكَ ُه ُم ْال ُمتَّقُونَ [البقرة‪]177/‬‬ ‫ْالبَأ ْ ِس أُولَئِكَ الَّذِينَ َ‬
‫َّللاُ ِب ُك ْم ْاليُس َْر َو َال ي ُِريدُ ِب ُك ْم ْالعُس َْر‬ ‫أصل) ي ُِريدُ َّ‬

‫‪324‬‬
‫ف) ال يجب امتثال ما يسبب العسر‪.‬‬
‫غدًا ‪ِ ،‬إ َّال أَ ْن يَشَا َء َّ‬
‫َّللاُ ‪ .‬ت‪ :‬ظاهرها االعتقاد‪،‬‬ ‫َو َال تَقُولَ َّن ِل َ‬
‫ش ْيءٍ ِإنِي فَا ِع ٌل ذَلِكَ َ‬
‫فيستحب العمل به‪.‬‬
‫ف) ‪ :‬كل شيء هو بمشيئة هللا‪ ،‬وال يصح اعتقاد استطاعة فعل او إمكانه من‬
‫دون مشيئة هللا‪ ،‬ويستحب توقيف العزم على الفعل على مشيئته تعالى‪.‬‬
‫َّارأْت ُ ْم ِفي َها َو َّ‬
‫َّللاُ ُم ْخ ِر ٌج َما ُك ْنت ُ ْم تَ ْكت ُ ُمونَ‬ ‫(و ِإ ْذ قَت َْلت ُ ْم نَ ْف ً‬
‫سا فَاد َ‬ ‫أصل) قال هللا تعالى َ‬
‫علَى أَ َّن َما يَس ََّرهُ ْالعَ ْبدُ ِم ْن َخي ٍْر َوش ٍَر َودَ َ‬
‫ام ذَلِكَ‬ ‫[البقرة‪ ]72/‬قيل انه عام يَدُ ُّل َ‬
‫ُظ ِه ُرهُ‪ .‬وهذا غير ظاهر لكن لو ترتب على عدم اظهاره مفسدة‬ ‫سي ْ‬ ‫ِم ْنهُ أَ َّن َّ‬
‫َّللاَ َ‬
‫اظهره هللا تعالى‪.‬‬
‫ف) ما يكتمه االنسان من شر سيظهره هللا تعالى عليه ان كان في عدم اظهاره‬
‫مفسدة‬
‫ت [البقرة‪]148/‬‬ ‫(و ِل ُك ٍل ِوجْ َهةٌ ه َُو ُم َو ِلي َها فَا ْستَبِقُوا ْال َخي َْرا ِ‬
‫أصل) قال هللا تعالى َ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللاُ ل َجعَل ُك ْم أ َّمة َو ِ‬
‫احدَة ً‬ ‫َ‬
‫عة َو ِم ْن َها ًجا َول ْو شَا َء َّ‬ ‫ً‬ ‫وقال تعالى ( ِل ُك ٍل َجعَ ْلنَا ِم ْن ُك ْم ِش ْر َ‬
‫ت [المائدة‪]48/‬‬ ‫َولَ ِك ْن ِل َي ْبلُ َو ُك ْم فِي َما آَتَا ُك ْم فَا ْستَ ِبقُوا ْال َخي َْرا ِ‬
‫ف) على كل امة عندها كتاب من هللا المسارعة في امتثال أوامره‪.‬‬
‫ت [البقرة‪ ]148/‬وقال‬ ‫قال هللا تعالى ( َو ِل ُك ٍل ِوجْ َهةٌ ه َُو ُم َو ِلي َها فَا ْستَبِقُوا ْال َخي َْرا ِ‬
‫َّللاُ لَ َج َعلَ ُك ْم أ ُ َّمةً َو ِ‬
‫احدَة ً َولَ ِك ْن‬ ‫عةً َو ِم ْن َها ًجا َولَ ْو شَا َء َّ‬ ‫تعالى ( ِل ُك ٍل َج َع ْلنَا ِم ْن ُك ْم ِش ْر َ‬
‫ت [المائدة‪]48/‬‬ ‫ِليَ ْبلُ َو ُك ْم فِي َما آَتَا ُك ْم فَا ْستَبِقُوا ْال َخي َْرا ِ‬
‫ف) االمتثال لالمر يكون فوريا اال ان يدل دليل على خالف ذلك واالمر الذي‬
‫له فترة يستحب امتثاله في اول الوقت‪.‬‬

‫سنُوا فِي َه ِذ ِه‬ ‫أصل) قال هللا تعالى( قُ ْل يَا ِعبَا ِد الَّذِينَ آَ َمنُوا اتَّقُوا َربَّ ُك ْم ِللَّذِينَ أَحْ َ‬
‫ب‬ ‫سا ٍ‬ ‫صا ِب ُرونَ أَجْ َر ُه ْم ِبغَي ِْر ِح َ‬ ‫َّللا َوا ِس َعةٌ ِإنَّ َما ي َُوفَّى ال َّ‬‫ض َّ ِ‬‫سنَةٌ َوأَ ْر ُ‬
‫الدُّ ْن َيا َح َ‬
‫[الزمر‪]10/‬‬
‫ف) للذين يحسن حسنة‪.‬‬
‫سنُوا ِفي َه ِذ ِه الدُّ ْن َيا‬‫قال هللا تعالى( قُ ْل َيا ِع َبا ِد الَّذِينَ آَ َمنُوا اتَّقُوا َربَّ ُك ْم ِللَّذِينَ أَحْ َ‬
‫ب‬
‫سا ٍ‬ ‫صابِ ُرونَ أَجْ َر ُه ْم بِغَي ِْر ِح َ‬ ‫َّللا َوا ِسعَةٌ إِنَّ َما ي َُوفَّى ال َّ‬ ‫ض َّ ِ‬ ‫سنَةٌ َوأَ ْر ُ‬
‫َح َ‬
‫[الزمر‪]10/‬‬
‫‪325‬‬
‫ف) من كان في ارض ال يستطيع ان يتقوي ويحسن فعليه ان يهجرها الى‬
‫غيرها‪.‬‬
‫ظلَ َم نَ ْف َ‬
‫سه ُ‬ ‫َّللا فَقَ ْد َ‬
‫أصل) َو َم ْن َيتَ َعدَّ ُحدُو َد َّ ِ‬
‫ف) ال يجوز تعدي ما حده هللا من حدود وما انزل من احكام‪.‬‬
‫علَ ْي َها َو َال ت َِز ُر َو ِاز َرة ٌ ِو ْز َر أ ُ ْخ َرى‪.‬‬
‫ِب ُك ُّل نَ ْف ٍس َّإال َ‬
‫أصل) َو َال تَ ْكس ُ‬
‫أصل) ما يكسبه االنسان فهو له وعليه خاصة وال يؤخذ به غيره وان كان‬
‫ابنه او اباه‪.‬‬
‫سو َل َو َال تُب ِْطلُوا أَ ْع َمالَ ُك ْم‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫اصل) يَا أَيُّ َها ا َّلذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫(بعدم الطاعة اعراضا)‪.‬‬

‫ف) االعراض عن طاعة هللا ورسوله استخفافا مبطل لالعمال‪ .‬ومقدار ما‬
‫يبطل مجمل هللا يعلمه‪.‬‬
‫ف) الفسق – العصيان تمردا‪ -‬مبطل لالعمال‪.‬‬
‫ف) الصغائر من دون اعراض او تمرد او استخفاف في ابطالها االعمال‬
‫توقف‪.‬‬
‫عا َه ْدت ُ ْم } ‪ .‬ت وهو عام يشمل الواجب فيكون فيه‬ ‫أصل) َوأَ ْوفُوا بِعَ ْه ِد َّ ِ‬
‫َّللا إذَا َ‬
‫وجوبان من جهتين من جهة االمر ومن جهة النذر‪ .‬أصل) َو َج َع ْلنَا فِي قُلُو ِ‬
‫ب‬
‫علَ ْي ِه ْم َّإال ا ْبتِغَا َء‬ ‫الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ َرأْفَةً َو َرحْ َمةً َو َر ْهبَانِيَّةً ا ْبتَدَ ُ‬
‫عوهَا َما َكتَ ْبنَاهَا َ‬
‫عايَتِ َها‪.‬‬ ‫ع ْوهَا َح َّق ِر َ‬ ‫َّللا فَ َما َر َ‬
‫ان َّ ِ‬‫ِرض َْو ِ‬
‫ف) يجوز نذر العبادة او اتيانها على الصورة المستحبة فيها ويجب الوفاء‬
‫به‪.‬‬

‫شدَّ تَثْ ِبيتًا َو ِإذًا َآلتَ ْينَا ُه ْم‬


‫ظونَ ِب ِه َل َكانَ َخي ًْرا لَ ُه ْم َوأَ َ‬‫ع ُ‬‫أصل) َو َل ْو أَ َّن ُه ْم َف َعلُوا َما يُو َ‬
‫ص َرا ً‬
‫طا ُم ْستَ ِقي ًما‪.‬‬ ‫ِم ْن لَدُنَّا أَجْ ًرا َ‬
‫ع ِظي ًما َولَ َهدَ ْينَا ُه ْم ِ‬
‫ف) االمتثال له بركة خير ويثبت المؤمن وفيه اجر عظيم وهو سبب هداية‬
‫الى صراط مستقيم‪.‬‬

‫‪326‬‬
‫أصل) َوإِ ْن ت ُ ْبدُوا َما فِي أَ ْنفُ ِس ُك ْم أَ ْو ت ُ ْخفُوهُ يُ َحا ِسبُ ُك ْم بِ ِه َّ‬
‫َّللاُ‪( .‬وله ان بعفوا)‬
‫ف) هللا تعالى يحاسب الناس بما يبدونه او يخفونه‪ .‬ويعفو عن كثير‪.‬‬
‫ت‬ ‫علَ ْي َها َما ا ْكتَ َ‬
‫س َب ْ‬ ‫أصل) لَ َها َما َك َ‬
‫س َب ْ‬
‫ت َو َ‬
‫ف) للنفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت‪.‬‬

‫ت قُلُوبُ ُك ْم‪.‬‬ ‫اخذُ ُك ْم ِب َما َك َ‬


‫س َب ْ‬ ‫أصل) َولَ ِك ْن ي َُؤ ِ‬
‫ف) يعتبر في المؤاخذة القصد فال يؤاخذ بما لم يقصد‪.‬‬
‫ع ِلي ٌم [البقرة‪]158/‬‬ ‫ع َخي ًْرا فَإِ َّن َّ‬
‫َّللاَ شَا ِك ٌر َ‬ ‫أصل) َو َم ْن تَ َ‬
‫ط َّو َ‬
‫َّللاُ لَ َجعَلَ ُك ْم أ ُ َّمةً َو ِ‬
‫احدَة ً َولَ ِك ْن‬ ‫أصل) ِل ُك ٍل َجعَ ْلنَا ِم ْن ُك ْم ِش ْر َ‬
‫عةً َو ِم ْن َها ًجا َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫ِليَ ْبلُ َو ُك ْم فِي َما آَتَا ُك ْم فَا ْستَبِقُوا ْال َخي َْراتِ‪ .‬فرع‪ :‬بعد االيمان ال شيء محوري‬
‫سوى فعل الخيرات‪.‬‬
‫سابِقُونَ ‪ .‬فرع يستحب المسارعة‬ ‫ارعُونَ فِي ْال َخي َْرا ِ‬
‫ت َو ُه ْم لَ َها َ‬ ‫أصل) أُولَئِكَ يُ َ‬
‫س ِ‬
‫الى الطاعة والسبق اليه‪.‬‬

‫عةٌ‬ ‫اَّلل َج ْهدَ أَ ْي َمانِ ِه ْم لَئِ ْن أَ َم ْرتَ ُه ْم لَيَ ْخ ُر ُج َّن قُ ْل َال ت ُ ْق ِس ُموا َ‬
‫طا َ‬ ‫أصل) َوأَ ْق َ‬
‫س ُموا بِ َّ ِ‬
‫ير بِ َما تَ ْع َملُونَ ‪.‬‬ ‫َم ْع ُروفَةٌ ( حسنة خير من قسم) ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ َخبِ ٌ‬
‫ار ِخ ْلفَةً ِل َم ْن أَ َرادَ أَ ْن َيذَّ َّك َر أَ ْو أَ َرادَ ُ‬
‫ش ُك ً‬
‫ورا‪.‬‬ ‫أصل) َوه َُو ا َّلذِي َج َع َل ال َّل ْي َل َوالنَّ َه َ‬
‫فرع من نسي واجبا ليال او نهارا وجب عليه قضاؤها ليال او نهارا‪.‬‬
‫طأْت ُ ْم ِب ِه َولَ ِك ْن َما تَ َع َّمدَ ْ‬
‫ت قُلُوبُ ُك ْم‪ .‬فرع ال‬ ‫علَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح فِي َما أَ ْخ َ‬ ‫أصل) َولَي َ‬
‫ْس َ‬
‫يؤخذ المخطئ في االمتثال‪ .‬فرع يعتبر القصد في االمتثال‪.‬‬
‫ش ْيئًا‬ ‫علَى أَ ْن َال يُ ْش ِر ْكنَ بِ َّ ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ي إِذَا َجا َءكَ ْال ُمؤْ ِمنَاتُ يُبَايِ ْعنَكَ َ‬ ‫أصل) يَا أَيُّ َها النَّبِ ُّ‬
‫َو َال يَس ِْر ْقنَ َو َال يَ ْزنِينَ َو َال يَ ْقت ُ ْلنَ أَ ْو َالدَه َُّن َو َال يَأْتِينَ ِببُ ْهت ٍ‬
‫َان يَ ْفت َِرينَهُ بَيْنَ أَ ْيدِي ِه َّن‬
‫ور‬ ‫غف ُ ٌ‬ ‫صينَكَ فِي َم ْع ُروفٍ فَ َبا ِي ْع ُه َّن َوا ْستَ ْغ ِف ْر لَ ُه َّن َّ‬
‫َّللاَ ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ َ‬ ‫َوأَ ْر ُج ِل ِه َّن َو َال َي ْع ِ‬
‫َر ِحي ٌم‬
‫أصل) َوا ْبتَلُوا ْاليَتَا َمى َحتَّى إذَا بَلَغُوا النِكَا َح فَإِ ْن آنَ ْست ُ ْم ِم ْن ُه ْم ُر ْشدًا فَا ْدفَعُوا إلَ ْي ِه ْم‬
‫أَ ْم َوالَ ُه ْم‪.‬‬

‫‪327‬‬
‫ف) البلوغ هو بلوغ النكاح‪.‬‬
‫أصل) َوا ْبتَلُوا ْاليَتَا َمى َحتَّى إذَا بَلَغُوا النِكَا َح فَإِ ْن آنَ ْست ُ ْم ِم ْن ُه ْم ُر ْشدًا فَا ْدفَعُوا إلَ ْي ِه ْم‬
‫أَ ْم َوالَ ُه ْم‪ .‬ت واليتيم من أصل) المثال‪.‬‬
‫ف) اذا بلغ اليتيم النكاح وجب دفع ماله اليه‪.‬‬
‫أصل) َوا ْبتَلُوا ْاليَتَا َمى َحتَّى إذَا بَلَغُوا النِكَا َح فَإِ ْن آنَ ْست ُ ْم ِم ْن ُه ْم ُر ْشدًا فَا ْدفَعُوا إلَ ْي ِه ْم‬
‫أَ ْم َوالَ ُه ْم‪.‬‬
‫ف) يشترط في اليتيم البالغ لكي يدفع اليه ماله ان يكون راشدا‪.‬‬
‫َوا ْبتَلُوا ْاليَتَا َمى َحتَّى إذَا بَلَغُوا النِكَا َح‪ .‬ت‪ :‬فان االبتالء قبل البلوغ‪ .‬ويشترط في‬
‫صحة المعاملة ان تكون بالمعروف‪.‬‬
‫ف) معاملة غير البالغ جائزة اذا كانت بالمعروف‪.‬‬

‫أصل) ق (هلل على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيال)‬


‫ت) هذا – اشتراط االستطاعة في الحج ‪ -‬من المثال فيعمم لكل امتثال‪.‬‬
‫ف) تعتبر االستطاعة في االمتثال‪.‬‬
‫أصل) ق (هلل على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيال)‬
‫ت) هذا – كون الحج هلل ‪ -‬من المثال فيعمم لكل عبادة‪.‬‬
‫ف) يشترط في العبادة ان تكون خالصة هلل‪.‬‬
‫ف) يعتبر في العبادة القربة من هللا تعالى‪.‬‬

‫أصل) ق (هلل على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيال ومن كفر فإن هللا‬
‫غني عن العالمين)‬
‫ت) هذا من المثال‪ -‬أي كفر المكذب للنبي ‪ -‬فيعمم كل مكذب‪ ،‬وهو من المثال‬
‫للفريضة وللضروري فيعمم‪ .‬بل هو مثال للمعصية في كل مخالفة‪.‬‬
‫ف) المخالفة تكذيبا للنبي كفر‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫ف) المخالفة مع تصديق النبي اجتهادا ليس كفرا‪ .‬وتكون كبيرة ان كانت‬
‫مخالفة لفريضة او قطعي او ضروري‪.‬‬
‫ت) مخالفة الضروري مع التصديق بالنبي اجتهادا ليس كفرا بل كبيرة‪.‬‬

‫أصل) ق (وما خلقت الجن واالنس اال ليعبدون)‬


‫ف) غاية الرسل عبادة هللا‪.‬‬
‫ف) غاية الرسل التوحيد‪.‬‬
‫ف) كل ما يخالف التوحيد باطل‪.‬‬
‫ف) كل عبادة يجب ان تكون خالصة هلل تعالى‪.‬‬
‫ف) كل ما يخالف اإلخالص مبطل للعبادة‪.‬‬
‫أصل) ق (إن الحسنات يذهبن السيئات)‬
‫ت) وهو من المثال فيعمم للطاعات والمعاصي‪.‬‬
‫ف) الطاعة تغلب المعصية‪.‬‬
‫ف) الحسنة تنسخ السيئة‪.‬‬
‫ف) رجاء رحمة هللا واجب‪.‬‬
‫ف) حسن الظن باهلل واجب‪.‬‬
‫ف) الطاعات المخلصة تزيل أثر المعاصي‪.‬‬
‫ف) المعاصي التي ليس فيها كفارة منصوصة كفارتها التوبة والعمل الصالح‪.‬‬
‫ف) من ارتكب معصية لها كفارة وعجز عنها‪ ،‬كفرت عنه االعمال الصالح‬
‫التي يأتي بها بعدها‪.‬‬
‫ف) كل من شغلت ذمته بعمل وعجز عنه كفر عنه االعمال الصالحة األخرى‪.‬‬
‫ف) من وجب عليه قضاء فعجز عنه كفر عنه العمل الصالح‪.‬‬
‫ف) القضاء يجزي عن األداء وان كان اثما بالترك‪.‬‬

‫‪329‬‬
‫أصل) ق (ربنا ال تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)‬
‫ت) وهذا من المثال للعذر العقالئي‪ .‬واالمكان العقالئي‬
‫ف) الناسي ال شيء عليه في المخالفة‪.‬‬
‫ف) المجتهد ال شيء عليه في الخطأ‪.‬‬
‫ف) المقلد المضطر للتقليد فال شيء عليه‪.‬‬
‫ف) كل من له عذر عقالئي فهو معذور شرعا‪.‬‬
‫ف) من اجتهد في الحكم او الموضوع فاخطا فال اثم عليه وال ضمان وكذا من‬
‫قلد مضطرا فاخطا‪ ،‬واما من قلد مختارا او مقصرا فاخطا فانه ياثم ويضمن‬
‫ويعيد ويقضي‪.‬‬
‫ف) االمتثال يكون بحسب الممكن‪.‬‬
‫ف) ال يسقط االمتثال بالعجز عن بعض الشروط واالجزاء اال بعلم قوي ان‬
‫المفقود مقوم‪.‬‬
‫ف) يجزي االمتثال باي قدر من األجزاء والشروط اال ان يثبت علم قوي ان‬
‫المفقود مقوم‪.‬‬
‫ف) أجزاء االمتثال العذري أصل بعلم قوي وتخصيصه يحتاج الى علم قوي‬
‫فال يبطله العلم العادي‪.‬‬
‫ف) تقوم االمتثال بأمر يحتاج الى علم قوي وال ينفع العلم العادي‪.‬‬
‫ف) إذا كان االمتثال متقوم بأمر ففقدانه مبطل وفقدان غيره من الواجبات ليس‬
‫بمبطل‪.‬‬

‫حادي عشر‪ :‬التيسرية‬


‫ان من خصائص المعرفة الشريعة انها قائمة على التيسير ونفي العسر‬
‫والحرج‪.‬‬
‫ج‪ .‬ت الحرج الضيق واالنغالق‪.‬‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي الد ِ‬
‫ِين ِم ْن َح َر ٍ‬ ‫أصل) َو َما َج َع َل َ‬

‫‪330‬‬
‫ف) ليس في الشريعة انغالق في علم او علم بل كل معرفة لها سبيل وأصل)‬
‫يفتح فيفرج‪.‬‬
‫ف) الشريعة قائمة على الفرج وعدم انغالق الطريق عن األصل الى البدل‪.‬‬
‫ف) األصل في الشريعة هو المصير الى البدل الممكن عند تعذر األصل‪.‬‬
‫علَ ْي ُك ْم ِم ْن َح َر ٍ‬
‫ج‪.‬‬ ‫أصل) َما ي ُِريدُ َّ‬
‫َّللاُ ِليَجْ َع َل َ‬
‫ف) ليس في الدين حرج فال يجب امتثال حكم يسبب عسرا‪.‬‬
‫ف) المصدق ما ال حرج فيه‪.‬‬

‫َّللاُ بِ ُك ْم ْاليُس َْر‪.‬‬


‫أصل) ي ُِريدُ َّ‬
‫ف) الشريعة قائمة على التسهيل والتخفيف‪.‬‬
‫ف) االيسر واالخف هو المصدق‪.‬‬

‫أصل) َو َال ي ُِريدُ (هللا) بِ ُك ُم ْالعُس َْر‪.‬‬


‫ف) الشريعة قائمة على عدم العسر‪.‬‬
‫ف) التكليف العسر ال يجب امتثاله‪.‬‬
‫ف) الدين قائم على اليسر ونفي العسر ‪.‬‬
‫ف) المصدق ما ال عسر فيه‪.‬‬

‫ار ‪ .‬ت‪ :‬وهذا من المصداق‬


‫ض ٍ‬ ‫صى بِ َها أَ ْو دَي ٍْن َ‬
‫غي َْر ُم َ‬ ‫صيَّ ٍة يُو َ‬ ‫أصل) ِم ْن بَ ْع ِد َو ِ‬
‫ارا ‪ .‬ت‪ :‬وهو من المصداق فيعمم‪ .‬أصل)‬ ‫ض َر ً‬ ‫فيعمم‪ .‬أصل) َو َال ت ُ ْم ِس ُكوه َُّن ِ‬
‫ارا ت‪ :‬وهذا من المصداق فيعمم‪.‬‬ ‫َوالَّذِينَ ات َّ َخذُوا َمس ِْجدًا ِ‬
‫ض َر ً‬
‫ف) الشريعة قائمة على نفي الضرر‪.‬‬

‫ض َج ِميعًا [البقرة‪ ]29/‬وقال‬ ‫اصل) وقال تعالى (ه َُو الَّذِي َخلَقَ لَ ُك ْم َما فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ق‬‫الر ْز ِ‬ ‫ت ِمنَ ِ‬ ‫َّللا الَّتِي أَ ْخ َر َج ِل ِعبَا ِد ِه َو َّ‬
‫الط ِيبَا ِ‬ ‫تعالى ( قُ ْل َم ْن َح َّر َم ِزينَةَ َّ ِ‬
‫س َما َء ِبنَا ًء َوأَ ْنزَ َل‬
‫شا َوال َّ‬‫ض ِف َرا ً‬ ‫[األعراف‪ ]32/‬وقال تعالى (الَّذِي َج َع َل لَ ُك ُم ْاأل َ ْر َ‬
‫ت ِر ْزقًا [البقرة‪ ]22/‬فهذا دليل على أَ َّن‬ ‫اء َما ًء فَأ َ ْخ َر َج بِ ِه ِمنَ الث َّ َم َرا ِ‬ ‫س َم ِ‬
‫ِمنَ ال َّ‬
‫ُ‬ ‫ش ْي ٌء َّإال َما قَ َ‬
‫ام دَ ِليلهُ ‪.‬‬ ‫اإلبَا َح ِة فَ َال يَحْ ُر ُم ِم ْنهُ َ‬ ‫ْ‬
‫علَى ِ‬ ‫ْاأل َ ْشيَا َء َ‬
‫ع ِن ْالخ َْم ِر َو ْال َم ْيس ِِر قُ ْل ِفي ِه َما ِإثْ ٌم (ضرر) َك ِب ٌ‬
‫ير َو َمنَا ِف ُع‬ ‫أصل) َي ْسأَلُونَكَ َ‬
‫اس َوإِثْ ُم ُه َما أَ ْكبَ ُر ِم ْن نَ ْف ِع ِه َما‪.‬‬
‫(مكاسب) ِللنَّ ِ‬
‫ف‪ -‬اذا أصبح الضرر من االمر بشيء اكبر من نفعه لم يصح االمر به‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫ف‪ -‬إذا كان االمر بشيء خيرا في زمن ثم أصبح في زمن اخر ضرره أكبر‬
‫من نفعه وجب عدم االمر به‪.‬‬
‫ف‪ -‬اذا كان االمر بشيء نافعا في زمن ثم اصبح ضارا لم يجز االمر به‪.‬‬
‫سا َّإال ُو ْسعَ َها‪.‬‬
‫َّللاُ نَ ْف ً‬
‫ف َّ‬ ‫أصل) َال يُك َِل ُ‬
‫سا َّإال ُو ْس َع َها‪ .‬فرع‪ :‬على االنسان ان يعلم الحق بواقعه‬
‫ف نَ ْف ً‬
‫اصل) ‪َ :‬ال نُك َِل ُ‬
‫الذي عند هللا لكن ان كان ذلك حرجا او عسرا جاز االكتفاء بالظاهر الذي بين‬
‫الناس‪.‬‬
‫اصل)‬
‫علَى ْال َم ِر ِ‬
‫يض َح َر ٌج‬ ‫علَى ْاألَع َْر ِ‬
‫ج َح َر ٌج َو َال َ‬ ‫علَى ْاأل َ ْع َمى َح َر ٌج َو َال َ‬ ‫لَي َ‬
‫ْس َ‬
‫(فيما يعسر عليهم)‬
‫عس ٍْر يُس ًْرا‪.‬‬ ‫سا ِإ َّال َما آَتَاهَا َ‬
‫س َيجْ َع ُل َّ‬
‫َّللاُ َب ْعدَ ُ‬ ‫َّللاُ نَ ْف ً‬
‫ف َّ‬ ‫اصل) َال يُ َك ِل ُ‬

‫أصل) ق (من اضطر في مخمصة غير متجانف الثم فان هللا غفور رحيم)‬
‫ت) أي فيرخص له وهو من المثال فيعمم‪.‬‬
‫ف) كل ما حرم هللا تعالى ولم ينص على تحمل األذى وبذل النفس والمال‬
‫ألجله فان يرخص به في حال االضطرار بال اثم‪ .‬واما ما وجب تحمل األذى‬
‫ألجله وبذل النفس والمال فيه فال يرخص في تركه‪.‬‬
‫ف) ما نص القران على وجوب تحمل األذى ألجله وبذل النفس والمال ألجله‬
‫فليس من موارد االضطرار كالقيام بالحق ونصرة هللا وحفظ الدين والنفس‬
‫والمال والعرض‪ .‬فهذه األمور على المؤمن بذل نفسه وماله وتحمل األذى‬
‫ألجلها‪.‬‬
‫ف) التقية بإسرار الحق وإظهار خالفه ال تجوز‪ ،‬ال في موافقة الكافرين وال‬
‫الظالمين وال الضالين وال المبتدعين وال المفسدين خوفا منهم تقية‪ ،‬بل يجب‬
‫القيام بالحق واالمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحمل األذى وبذل النفس‬
‫والمال في سبيل ذلك‪ .‬واالستدالل باآلية على التقية ليس تاما بل خاطئ‪.‬‬
‫ف) مواالة الكافرين المعتدين ال تجوز مطلقا وليس مورد اضطرار يرخص‬
‫فيه‪ .‬ومن يفعله تقية يأثم‪ ،‬اال انه ال يكفر وال يصير منهم‪ .‬وكذا موافقة الفاسقين‬
‫المفسدين فانه يأثم اال انه ال يفسق وال يصير منهم‪ .‬وعلى المؤمن القيام بالحق‬

‫‪332‬‬
‫بوجه الكافرين المعتدين والفاسقين المفسدين وان علم انه يؤدي الى قتله وليس‬
‫هذا من التهلكة ويكون شهيدا‪.‬‬
‫ف) على العالم ان يظهر علمه الحق ان ساد الباطل المفسد‪ ،‬فان كتمه تقية اثم‪،‬‬
‫اال انه ال يصير مفسدا‪ ،‬وعليه القيام بالحق بوجه الباطل المفسد وان أدى الى‬
‫قتله وليس هذا من التهلكة بل يكون شهيدا‪.‬‬

‫أصل) ق (ما جعل عليكم في الدين من حرج)‬


‫ت) وهذا من المثال للعذر ومنه عدم االستطاعة ومنها االستطاعة النفسية‪.‬‬
‫ومن الضرر واالذى‪.‬‬

‫ف) كل ما فيه حرج لإلنسان ماديا او نفسيا فال يجب امتثاله‪.‬‬


‫ف) كل ما ليس لإلنسان استطاعة عليه فال يجب امتثاله‪.‬‬
‫ف) كل ما فيه ضرر او اذى ال يجب‪ ،‬اال ان يكون مما نصت الشريعة على‬
‫وجوب تحمل األذى والضرر في سبيله‪.‬‬
‫ف) خوف الناس ليس من الحرج فال يسقط الواجب به‪ .‬وإذا علم بوقوع األذى‬
‫والضرر سقط الواجب اال ان يكون واجبا ال يسقط باألذى والحرج وال بهالك‬
‫المال والنفس‪.‬‬
‫ف) التقية ليست من العسر والحرج‪ ،‬وال يصح االستدالل بالحرج عليها‪.‬‬
‫ف) اإلصالح الواجب في االمة ال يسقطه العسر والحرج‪ .‬وكل ما خالف ذلك‬
‫باطل‪.‬‬
‫ف) الحرج عذر وليس مسقطا للواجب‪ ،‬فيجب االمتثال متى ما زال العسر‬
‫والحرج‪.‬‬
‫ف) إذا كان االمتثال الكامل حرجيا وجب إتيان ما ال حرج فيه اال ان يكون‬
‫تفويت لمقوم االمتثال الذي ال امتثال اال به فيجب التأخير الى زوال الحرج‪.‬‬
‫ف) ال يجب تأخير االمتثال الحرجي الى اخر الوقت رجاء زواله‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫ف) االمتثال الحرجي والعسري واالضطراري والترخيصي كلها من االمتثال‬
‫العذري ولها حكمه‪.‬‬
‫ف) يجوز المبادرة باالمتثال العذري في اول الوقت وال يجب انتظار زوال‬
‫العذر‪.‬‬
‫ف) إذا اتى باالمتثال العذري وزال العذر ال تجب اإلعادة وان كان الوقت‬
‫باقيا‪.‬‬
‫ف) يكفي في العلم بالعذر العلم العقالئي العادي وال تخصيص شرعي هنا‪.‬‬
‫ف) يجب االتيان باالمتثال العذري ناقص األجزاء والشرائط ويجزي وتجوز‬
‫المبادرة اليه اول الوقت اال ان يكون المفقود هو الجزء المقوم لالمتثال فال‬
‫يجوز اتيانه‪.‬‬

‫أصل) ق (يتحاكمون إلى الطاغوت وقد أمروا ان يكفروا به)‬


‫ت) الطاغوت مثال لكل حاكم بغير الشريعة متعمدا مخالفتها‪.‬‬
‫ف) التحاكم لغير الشريعة من الكبائر‪.‬‬
‫ف) من يحكم بما خالف الشريعة باجتهاد ومن دون تعمد فليس حكمه حكم‬
‫الطاغوت وان كان باطال‪ .‬غير متعمد كالمجتهد‬
‫ف) الحكم الموافق للشريعة جائز وان لم يسمى باسم الشريعة او من كان من‬
‫غير أهلها‪.‬‬
‫ف) كل من يحكم بما يخالف الشريعة فحكم حكم الطاغوت ان تعمد المخالفة‬
‫وان كان عالم دين وكل من يحكم بما وافق الشريعة فحكمه جائز وان كان‬
‫كافرا‪.‬‬
‫ف) الحاكم غير الشرعي ان حكم بالشرع فحكمه جائز‪ .‬والحاكم الشرعي ان‬
‫حكم بغير الشرع فحكمه باطل وهو طاغوت ان تعمد مخالفتها‪.‬‬
‫ف) الحكم يكون للشريعة وال عبرة بالحكم الوضعي ان لم يقر من قبل الشريعة‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫ف) االحكام الوضعية باطلة إذا خالفت الشريعة‪ .‬وكل ما يكون بحكم وضعي‬
‫مخالف للشريعة فهو باطل فالحكم الوضعي المخالف للشريعة ال يثبت حقا‪.‬‬
‫ف) الحكم الوضعي المخالف للشريعة والقاصد مخالفتها هو من حكم‬
‫الطاغوت‪ .‬اما اذا لم يقصد مخالفة الشرعية وانما خالفها باجتهاد – ولو بالجهل‬
‫بحقها وعدم اتخاذ موقف معاديا منهأصل) فليس بحكم طاغوتي‪.‬‬
‫ف) يجوز التحاكم الى الحاكم الوضعي غير القاصد لمخالفة الشريعة (غير‬
‫الطاغوت) فان وافقها الحكم كان جائزا وصحيحا ويثبت حقا وان خالفها كان‬
‫باطال وال يثبت حقا‪.‬‬
‫ف) الدول التي تعلن ان دستورها اإلسالم فحكمها ليس طاغوتا‪ ،‬فان خالف‬
‫الشريعة باجتهاد بطل وال يكون طاغوتيا‪.‬‬
‫ف) يشترط في الحاكم اال يكون طاغوتا (معاديا للشريعة) وال يشترط في‬
‫الحاكم التوحيد وال اإلسالم فضال عن ان يكون متخصصا بالفقه (مجتهدا‬
‫باالصطالح)‪.‬‬
‫ف) كل حاكم يحكم بما يوافق الشريعة فحكمه جائز ويثبت حقا مهما كان‬
‫الحاكم‪ ،‬وكل حاكم ال يحكم بما يوافق الشريعة فحكم باطل ال يثبت حقا مهما‬
‫كان‪.‬‬

‫أصل) ق (لتبين للناس ما نزل إليهم)‬


‫ت) القران مبين في داللته فبيان السنة عملي تطبيقي‪.‬‬
‫ف) السنة تطبيق للقران‪.‬‬
‫ف) السنة بيان عملي للقران‪.‬‬
‫ف) تخصيص السنة للقران او تقيدها له يحتاج الى علم قوي وال يكفي العلم‬
‫العادي النه خالف أصل قطعي‪.‬‬
‫ف) تفسير السنة للقران او تفصيلها له يحتاج الى علم قوي ال يكتفى بالعلم‬
‫العادي ألنه خالف أصل قطعي‪.‬‬
‫ف) السنة ال تنسخ القران وال يمكن ان تخالفه‪ .‬وكل ما خالف ذلك فباطل‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫أصل) ق (فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصالة إن خفتم)‬
‫ت) هذا مثال للعذر فيؤتى بالممكن عن تعذر التام‪.‬‬
‫ف) اذا عجز االنسان عن االمتثال التام اتى بالممكن اال ان يكون المفقود هو‬
‫الموقوم‪.‬‬
‫ف) االمتثال العذري واجب فان تركه اثم وعليه القضاء‪.‬‬
‫ف) االمتثال العذري مجز فال قضاء فتجوز المبادرة اليه في اول الوقت وال‬
‫يجب انتظار زوال العذر فان زال لم تجب اإلعادة‪.‬‬
‫ف) االمتثال العذري أصل عام ال يحتاج الى بيان خاص وما بين انما هو من‬
‫المصداق وليس لخصوصية‪.‬‬

‫َّللاَ َما ا ْستَ َ‬


‫ط ْعت ُ ْم)‬ ‫أصل) ق (فَاتَّقُوا َّ‬
‫ف) تعتبر االستطاعة في االمتثال‪.‬‬

‫ح)‬ ‫َّللاُ َي ْعلَ ُم ْال ُم ْف ِسدَ ِم ْن ْال ُم ْ‬


‫ص ِل ِ‬ ‫ق(و َ َّ‬
‫َ‬ ‫أصل)‬
‫ف) الشرع اصالح وال يامر بمفسد‪.‬‬
‫ف) المفسد العقالئية هو مفسد شرعي وهو منهي عنه‪.‬‬
‫ف) المصلح العقالئي هو المصلح الشرعي وهو ما مور به‪.‬‬
‫ف) كل شيء فيه فساد عرفا فهو محرم‪.‬‬
‫ف) كل شيء فيه صالح عرفا فهو جائز‪.‬‬

‫أصل) ق (فَا ْسأ َ ْل بِ ِه َخبِ ً‬


‫يرا)‬
‫ف) اهل الخبرة معتمدون في الشرع‪.‬‬
‫ف) قول الخبير حجة في الموضوعات الشرعية‪.‬‬

‫‪336‬‬
‫ف) اذا اختلف قول الخبير مع العرف او البيان الشرعي كان قول الخبير هو‬
‫الواقع وكان العرف والبيان الشرعي ظاهريا‪.‬‬

‫أصل) ق (ه َُو الَّذِي َخلَقَ لَ ُك ْم َما فِي ْاأل َ ْر ِ‬


‫ض َج ِميعًا)‬
‫ف) األصل في األشياء االباحة والحلية‪.‬‬

‫س ْلنَاكَ إِ َّال َرحْ َمةً ِل ْلعَالَ ِمينَ )‬


‫(و َما أَ ْر َ‬
‫أصل) ق َ‬
‫ف) الشريعة قائمة على الرحمة العرفية العقالئية‪.‬‬
‫ف) كل ما هو ليس برحمة فليس من الشريعة‪.‬‬

‫أصل) ف (ال يكلف هللا نفسا إال وسعها)‬


‫ت) هذا مثال للعذر وسقوط وجوب االمتثال بالعذر‪.‬‬
‫ف) االستطاعة شرط في التكليف وليس في الحكم‪.‬‬
‫ف) إذا استوعب العذر للوقت سقط األداء والقضاء‪.‬‬
‫ف) من لم يستطع االتيان بالعمل تاما اتى بما أمكن منه اال ان يكون المفقود‬
‫مقوما لالمتثال‪.‬‬
‫ف) إذا زال العذر وتجددت االستطاعة في الوقت وجب االمتثال‪.‬‬

‫‪337‬‬
‫ثاني عشر‪ :‬االختيارية‬
‫ان من خصائص المعرفة الشرعية انها قائمة على عدم االكراه وعدم الجبر‬
‫وعدم القهر‪.‬‬

‫إِ َّن َما أَ ْنتَ ُمذَ ِك ٌر‬


‫فَذَ ِك ْر إِنَّ َما أَ ْنتَ ُمذَ ِك ٌر (‪ )21‬لَسْتَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم بِ ُم َ‬
‫سي ِْطر [الغاشية‪]22 ،21/‬‬

‫علَى ُك ِل َ‬
‫ش ْيءٍ َو ِكي ٌل‬ ‫إِ َّن َما أَ ْنتَ نَذ ٌ‬
‫ِير َو َّ‬
‫َّللاُ َ‬
‫صد ُْركَ أَ ْن يَقُولُوا لَ ْو َال أ ُ ْن ِز َل َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ضائِ ٌق بِ ِه َ‬ ‫ض َما يُو َحى ِإلَيْكَ َو َ‬ ‫فَلَعَلَّكَ ت َِاركٌ بَ ْع َ‬
‫ش ْيءٍ َو ِكي ٌل [هود‪]12/‬‬ ‫علَى ُك ِل َ‬ ‫ِير َو َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َك ْن ٌز أَ ْو َجا َء َم َعهُ َملَكٌ ِإنَّ َما أَ ْنتَ نَذ ٌ‬

‫َو َما نُ ْر ِس ُل ْال ُم ْر َ‬


‫سلِينَ ِإ َّال ُم َبش ِِرينَ َو ُم ْنذ ِِرينَ‬

‫علَ ْي ِه ْم‬ ‫صلَ َح فَ َال خ َْو ٌ‬


‫ف َ‬ ‫َو َما نُ ْر ِس ُل ْال ُم ْر َ‬
‫سلِينَ ِإ َّال ُمبَش ِِرينَ َو ُم ْنذ ِِرينَ فَ َم ْن آَ َمنَ َوأَ ْ‬
‫َو َال ُه ْم يَحْ زَ نُونَ [األنعام‪]48/‬‬

‫َو َما نُ ْر ِس ُل ْال ُم ْر َ‬


‫سلِينَ ِإ َّال ُمبَش ِِرينَ َو ُم ْنذ ِِرينَ‬
‫سلِينَ ِإ َّال ُمبَش ِِرينَ َو ُم ْنذ ِِرينَ َويُ َجا ِد ُل الَّذِينَ َكف َُروا ِب ْالبَ ِ‬
‫اط ِل‬ ‫َو َما نُ ْر ِس ُل ْال ُم ْر َ‬
‫ضوا ِب ِه ْال َح َّق َوات َّ َخذُوا آَيَاتِي َو َما أ ُ ْنذ ُِروا ه ُُز ًوا [الكهف‪]56/‬‬ ‫ِليُد ِْح ُ‬

‫َو َما َج َع ْلنَاكَ َ‬


‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬
‫ظا‬

‫ع ِن ْال ُم ْش ِركِينَ (‪َ )106‬و َل ْو‬‫ض َ‬ ‫ي ِإلَيْكَ ِم ْن َر ِبكَ َال ِإلَهَ ِإ َّال ه َُو َوأَع ِْر ْ‬ ‫ات َّ ِب ْع َما أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ظا َو َما أَ ْنتَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم ِب َو ِكي ٍل (‪)107‬‬ ‫َّللاُ َما أَ ْش َر ُكوا َو َما َج َع ْلنَاكَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫شَا َء َّ‬
‫[األنعام‪]107 ،106/‬‬

‫‪338‬‬
‫َو َما أَنَا َ‬
‫علَ ْي ُك ْم بِ َحفِيظٍ‬
‫صوا‬ ‫غي ُْرهُ َو َال تَ ْنقُ ُ‬‫َّللاَ َما لَ ُك ْم ِم ْن إِلَ ٍه َ‬ ‫َوإِلَى َم ْديَنَ أَخَا ُه ْم ُ‬
‫شعَ ْيبًا قَا َل يَا قَ ْو ِم ا ْعبُدُوا َّ‬
‫اب يَ ْو ٍم ُم ِحيطٍ (‪)84‬‬ ‫عذَ َ‬‫علَ ْي ُك ْم َ‬‫َاف َ‬‫ْال ِم ْكيَا َل َو ْال ِميزَ انَ إِنِي أَ َرا ُك ْم بِ َخي ٍْر َوإِنِي أَخ ُ‬
‫اس أَ ْشيَا َء ُه ْم َو َال تَ ْعثَ ْوا‬
‫سوا النَّ َ‬ ‫َويَا قَ ْو ِم أَ ْوفُوا ْال ِم ْكيَا َل َو ْال ِميزَ انَ بِ ْال ِقس ِ‬
‫ْط َو َال تَ ْب َخ ُ‬
‫َّللا َخي ٌْر لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ َو َما أَنَا َ‬
‫علَ ْي ُك ْم‬ ‫ض ُم ْف ِسدِينَ (‪ )85‬بَ ِقيَّةُ َّ ِ‬ ‫فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫بِ َحفِيظٍ (‪[ )86‬هود‪]86-84/‬‬

‫ظا‬ ‫س ْلنَاكَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫ضوا َف َما أَ ْر َ‬ ‫َفإِ ْن أَع َْر ُ‬
‫َّللا َما لَ ُك ْم ِم ْن َم ْل َج ٍأ يَ ْو َمئِ ٍذ‬ ‫ْ‬
‫ي يَ ْو ٌم َال َم َردَّ لَهُ ِمنَ َّ ِ‬ ‫ا ْست َِجيبُوا ِل َر ِب ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن يَأتِ َ‬
‫علَيْكَ ِإ َّال‬ ‫ظا ِإ ْن َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫س ْلنَاكَ َ‬
‫ضوا فَ َما أَ ْر َ‬ ‫ير (‪ )47‬فَإِ ْن أَع َْر ُ‬ ‫َو َما لَ ُك ْم ِم ْن نَ ِك ٍ‬
‫ت‬ ‫ٌ‬
‫س ِيئَة ِب َما قَدَّ َم ْ‬ ‫ص ْب ُه ْم َ‬ ‫ً‬
‫سانَ ِمنَّا َرحْ َمة فَ ِر َح ِب َها َو ِإ ْن ت ُ ِ‬ ‫ْالبَ َالغُ َو ِإنَّا ِإذَا أَذَقنَا ِ‬
‫ْ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ْ‬
‫ور [الشورى‪]48 ،47/‬‬ ‫سانَ َكفُ ٌ‬ ‫أَ ْيدِي ِه ْم فَإِ َّن ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬

‫علَ ْي ُك ْم ِب َحفِيظٍ‬‫َو َما أَنَا َ‬


‫ش ْيءٍ َو ِكي ٌل‬ ‫علَى ُك ِل َ‬ ‫ش ْيءٍ فَا ْعبُدُوهُ َوه َُو َ‬ ‫َّللاُ َربُّ ُك ْم َال ِإلَهَ ِإ َّال ه َُو خَا ِل ُق ُك ِل َ‬ ‫ذَ ِل ُك ُم َّ‬
‫ير (‪)103‬‬ ‫ْ‬
‫يف ال َخ ِب ُ‬ ‫َّ‬
‫ار َوه َُو الل ِط ُ‬ ‫ص َ‬ ‫ار َوه َُو يُد ِْركُ ْاأل َ ْب َ‬ ‫ص ُ‬ ‫(‪َ )102‬ال تُد ِْر ُكهُ ْاأل َ ْب َ‬
‫ي فَ َعلَ ْي َها َو َما أَنَا َ‬
‫علَ ْي ُك ْم‬ ‫ع ِم َ‬ ‫صائِ ُر ِم ْن َر ِب ُك ْم فَ َم ْن أَ ْب َ‬
‫ص َر فَ ِلنَ ْف ِس ِه َو َم ْن َ‬ ‫قَ ْد َجا َء ُك ْم َب َ‬
‫ِب َحفِيظٍ (‪[ )104‬األنعام‪]104-102/‬‬
‫ظا‬ ‫س ْلنَاكَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫فَ َما أَ ْر َ‬
‫َّللا َما لَ ُك ْم ِم ْن َم ْل َج ٍأ َي ْو َمئِ ٍذ‬ ‫ْ‬
‫ي َي ْو ٌم َال َم َردَّ لَهُ ِمنَ َّ ِ‬ ‫ا ْست َِجيبُوا ِل َر ِب ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل أَ ْن َيأتِ َ‬
‫علَيْكَ ِإ َّال‬ ‫ظا ِإ ْن َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫س ْلنَاكَ َ‬‫ضوا فَ َما أَ ْر َ‬ ‫ير (‪ )47‬فَإِ ْن أَع َْر ُ‬ ‫َو َما لَ ُك ْم ِم ْن نَ ِك ٍ‬
‫ت‬ ‫س ِيئَةٌ ِب َما قَدَّ َم ْ‬ ‫ص ْب ُه ْم َ‬‫سانَ ِمنَّا َرحْ َمةً فَ ِر َح ِب َها َو ِإ ْن ت ُ ِ‬ ‫اإل ْن َ‬‫ْال َب َالغُ َو ِإنَّا ِإذَا أَذَ ْقنَا ْ ِ‬
‫ور (‪[ )48‬الشورى‪]48 ،47/‬‬ ‫سانَ َكفُ ٌ‬ ‫أَ ْيدِي ِه ْم فَإِ َّن ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬

‫ظا‬ ‫س ْلنَاكَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫فَ َما أَ ْر َ‬
‫ظا (‪)80‬‬ ‫س ْلنَاكَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫َّللاَ َو َم ْن ت ََولَّى فَ َما أَ ْر َ‬
‫ع َّ‬ ‫سو َل فَقَ ْد أَ َ‬
‫طا َ‬ ‫َم ْن ي ُِط ِع َّ‬
‫الر ُ‬
‫[النساء‪]80/‬‬

‫‪339‬‬
‫ظا‬‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬‫س ْلنَاكَ َ‬ ‫َو َم ْن ت ََولَّى فَ َما أَ ْر َ‬
‫ظا (‪)80‬‬ ‫س ْلنَاكَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫َّللاَ َو َم ْن ت ََولَّى فَ َما أَ ْر َ‬
‫ع َّ‬ ‫طا َ‬ ‫سو َل فَقَ ْد أَ َ‬ ‫َم ْن ي ُِط ِع َّ‬
‫الر ُ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫غي َْر الذِي تَقو ُل َو َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫عة فَإِذَا بَ َر ُزوا ِم ْن ِع ْندِكَ بَيَّتَ طائِفَة ِم ْن ُه ْم َ‬ ‫ٌ‬ ‫طا َ‬ ‫َويَقُولُونَ َ‬
‫يال (‪)81‬‬ ‫اَّلل َو ِك ً‬
‫َّللا َو َكفَى بِ َّ ِ‬ ‫علَى َّ ِ‬ ‫ع ْن ُه ْم َوت ََو َّك ْل َ‬‫ض َ‬ ‫ب َما يُبَيِتُونَ فَأَع ِْر ْ‬ ‫يَ ْكت ُ ُ‬
‫[النساء‪]82-80/‬‬

‫قُ ْل لَ ْستُ َ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِب َو ِكي ٍل‬
‫ت أَ ْر ُج ِل ُك ْم أ ْوَ‬ ‫َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َ‬
‫عذَابًا ِم ْن فَ ْوقِ ُك ْم أ ْو ِم ْن تَحْ ِ‬ ‫ث َ‬ ‫َ‬
‫علَى أ ْن يَ ْب َع َ‬ ‫قُ ْل ه َُو ْالقَاد ُِر َ‬
‫ت لَ َعلَّ ُه ْم‬ ‫ف ْاآلَيَا ِ‬
‫ص ِر ُ‬‫ْف نُ َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫ض ا ْن ُ‬ ‫س بَ ْع ٍ‬ ‫ض ُك ْم بَأ ْ َ‬
‫س ُك ْم ِشيَعًا َويُذِيقَ بَ ْع َ‬ ‫يَ ْل ِب َ‬
‫ب ِب ِه قَ ْو ُمكَ َوه َُو ْال َح ُّق قُ ْل لَ ْستُ َ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِب َو ِكي ٍل (‪ِ )66‬ل ُك ِل نَبَإٍ‬ ‫يَ ْفقَ ُهونَ (‪َ )65‬و َكذَّ َ‬
‫ف تَ ْعلَ ُمونَ (‪[ )67‬األنعام‪]67-65/‬‬ ‫س ْو َ‬ ‫ُم ْستَقَ ٌّر َو َ‬

‫َو َما أَنَا َ‬


‫علَ ْي ُك ْم ِب َو ِكي ٍل‬
‫اس قَ ْد َجا َء ُك ُم ْال َح ُّق ِم ْن َر ِب ُك ْم فَ َم ِن ا ْهتَدَى فَإِنَّ َما يَ ْهتَدِي ِلنَ ْف ِس ِه َو َم ْن‬ ‫قُ ْل يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِب َو ِكي ٍل (‪[ 108‬يونس‪]108/‬‬ ‫علَ ْي َها َو َما أَنَا َ‬ ‫ض ُّل َ‬ ‫ض َّل فَإِنَّ َما َي ِ‬
‫َ‬

‫س ْلنَاكَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َو ِك ً‬
‫يال‬ ‫َو َما أَ ْر َ‬

‫علَ ْي ِه ْم َو ِك ً‬
‫يال‬ ‫َربُّ ُك ْم أَ ْعلَ ُم ِب ُك ْم ِإ ْن َيشَأ ْ َي ْر َح ْم ُك ْم أَ ْو ِإ ْن َيشَأ ْ يُ َع ِذ ْب ُك ْم َو َما أَ ْر َ‬
‫س ْلنَاكَ َ‬
‫(‪[ )54‬اإلسراء‪]54/‬‬

‫َو َما أَ ْنتَ َ‬


‫علَ ْي ِه ْم ِب َو ِكي ٍل‬
‫ض ُّل‬ ‫اس ِب ْال َح ِ‬
‫ق فَ َم ِن ا ْهتَ َدى فَ ِلنَ ْف ِس ِه َو َم ْن َ‬
‫ض َّل فَإِنَّ َما َي ِ‬ ‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫َاب ِللنَّ ِ‬ ‫ِإنَّا أَ ْنزَ ْلنَا َ‬
‫علَ ْي ِه ْم ِب َو ِكي ٍل [الزمر‪]41/‬‬ ‫علَ ْي َها َو َما أَ ْنتَ َ‬ ‫َ‬

‫‪340‬‬
‫علَ ْي ِه ْم بِ َو ِكي ٍل‬‫َو َما أَ ْنتَ َ‬
‫ت‬‫س َم َاوا ِ‬ ‫يز ْال َح ِكي ُم (‪ )3‬لَهُ َما فِي ال َّ‬ ‫َّللاُ ْالعَ ِز ُ‬
‫ُوحي إِلَيْكَ َوإِلَى الَّذِينَ ِم ْن قَ ْبلِكَ َّ‬ ‫َكذَلِكَ ي ِ‬
‫َّ‬
‫س َم َواتُ يَتَفَط ْرنَ ِم ْن فَ ْوقِ ِه َّن‬ ‫ي العَ ِظي ُم (‪ )4‬تَكَادُ ال َّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ض َوه َُو العَ ِل ُّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو َما فِي األ ْر ِ‬
‫ض أ َال ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ ه َُو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سبِ ُحونَ بِ َح ْم ِد َربِ ِه ْم َويَ ْستَ ْغ ِف ُرونَ ِل َم ْن فِي األ ْر ِ‬ ‫َو ْال َم َالئِ َكةُ يُ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َو َما أَ ْنتَ‬ ‫ظ َ‬ ‫َّللاُ َح ِفي ٌ‬
‫الر ِحي ُم (‪َ )5‬والَّذِينَ ات َّ َخذُوا ِم ْن دُونِ ِه أَ ْو ِليَا َء َّ‬ ‫ور َّ‬ ‫ْالغَفُ ُ‬
‫علَ ْي ِه ْم ِب َو ِكي ٍل [الشورى‪]6-3/‬‬ ‫َ‬

‫علَ ْي ِه ْم ِب ُم َ‬
‫س ْي ِط ٍر‬ ‫َلسْتَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم ِب ُم َ‬
‫سي ِْط ٍر [الغاشية‪]22 ،21/‬‬ ‫َ‬
‫فَذَ ِك ْر ِإنَّ َما أ ْنتَ ُمذَ ِك ٌر (‪ )21‬لَسْتَ َ‬

‫ع َليْكَ ْالبَ َالغُ ْال ُم ِبينُ‬ ‫َفإِ ْن ت ََولَّ ْوا َفإِ َّن َما َ‬
‫َّللاُ َج َع َل لَ ُك ْم ِم َّما َخلَقَ ِظ َال ًال َو َج َع َل لَ ُك ْم ِمنَ ْال ِج َبا ِل أَ ْكنَانًا َو َج َع َل لَ ُك ْم َ‬
‫س َرا ِبي َل‬ ‫َو َّ‬
‫علَ ْي ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم ت ُ ْس ِل ُمونَ (‪)81‬‬
‫س ُك ْم َكذَلِكَ يُتِ ُّم نِ ْع َمتَهُ َ‬ ‫ْ‬ ‫تَ ِقي ُك ُم ْال َح َّر َو َ‬
‫س َرا ِبي َل تَ ِقي ُك ْم َبأ َ‬
‫علَيْكَ ْال َب َالغُ ْال ُم ِبينُ [النحل‪]82 ،81/‬‬ ‫فَإِ ْن ت ََولَّ ْوا فَإِنَّ َما َ‬

‫سو ِلنَا ْال َب َالغُ ْال ُم ِبينُ‬ ‫فَإِ ْن ت ََولَّ ْيت ُ ْم فَإِنَّ َما َ‬
‫علَى َر ُ‬

‫سو ِلنَا ْال َب َالغُ ْال ُم ِبينُ‬ ‫سو َل فَإِ ْن ت ََو َّل ْيت ُ ْم فَإِنَّ َما َ‬
‫علَى َر ُ‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫[التغابن‪]12/‬‬

‫علَ ْينَا إِ َّال ْالبَ َالغُ ْال ُمبِينُ‬


‫َو َما َ‬
‫َ‬
‫سلنَا إِل ْي ِه ُم‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫سلونَ (‪ )13‬إِذ أ ْر َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫اب الق ْريَ ِة إِذ َجا َءهَا ال ُم ْر َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ص َح َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َواض ِْربْ ل ُه ْم َمثال أ ْ‬
‫سلُونَ (‪ )14‬قَالُوا َما أَ ْنت ُ ْم إِالَّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ث فقالوا إِنا إِل ْيك ْم ُم ْر َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اثْنَي ِْن فَ َكذَّبُو ُه َما فَعَ َّز ْزنَا بِثا ِل ٍ‬
‫َ‬
‫ش ْيءٍ إِ ْن أَ ْنت ُ ْم إِ َّال تَ ْك ِذبُونَ (‪ )15‬قَالُوا َربُّنَا يَ ْعلَ ُم‬
‫الرحْ َمنُ ِم ْن َ‬ ‫بَش ٌَر ِمثْلُنَا َو َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫علَ ْينَا إِ َّال ْالبَ َالغُ ْال ُمبِينُ [يس‪]17-13/‬‬ ‫سلُونَ (‪َ )16‬و َما َ‬ ‫إِنَّا إِلَ ْي ُك ْم لَ ُم ْر َ‬

‫‪341‬‬
‫سو ِل إِ َّال ْالبَ َالغُ ْال ُمبِينُ‬ ‫علَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َو َما َ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫سو ِل إِال البَ َالغ ال ُمبِينُ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬
‫على َّ‬ ‫ُ‬
‫ب أ َم ٌم ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم َو َما َ‬ ‫َّ‬
‫َوإِ ْن تُك َِذبُوا فَقَ ْد َكذ َ‬
‫[العنكبوت‪]18/‬‬

‫علَيْكَ إِ َّال ْالبَ َالغُ‬‫إِ ْن َ‬


‫ْ‬
‫َّللا َما لَ ُك ْم ِم ْن َمل َج ٍأ يَ ْو َمئِ ٍذ‬
‫ي يَ ْو ٌم َال َم َردَّ لَهُ ِمنَ َّ ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ا ْست َِجيبُوا ِل َربِ ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل أ ْن يَأتِ َ‬
‫علَيْكَ ِإالَّ‬ ‫ً‬
‫علَ ْي ِه ْم َح ِفيظا ِإ ْن َ‬ ‫سلنَاكَ َ‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ضوا فَ َما أ ْر َ‬‫ير (‪ )47‬فَإِ ْن أَع َْر ُ‬ ‫َو َما لَ ُك ْم ِم ْن نَ ِك ٍ‬
‫ت‬ ‫ٌ‬
‫س ِيئَة ِب َما قَدَّ َم ْ‬‫ص ْب ُه ْم َ‬ ‫ً‬
‫سانَ ِمنَّا َرحْ َمة فَ ِر َح ِب َها َو ِإ ْن ت ُ ِ‬ ‫ْالبَ َالغُ َو ِإنَّا ِإذَا أَذَقنَا ِ‬
‫ْ‬
‫اإل ْن َ‬ ‫ْ‬
‫ور (‪[ )48‬الشورى‪]48 ،47/‬‬ ‫سانَ َكفُ ٌ‬ ‫أَ ْيدِي ِه ْم فَإِ َّن ْ ِ‬
‫اإل ْن َ‬

‫علَيْكَ ْالبَ َالغُ‬


‫َو ِإ ْن ت ََولَّ ْوا فَإِنَّ َما َ‬

‫َّلل َو َم ِن اتَّبَ َع ِن َوقُ ْل ِللَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬


‫َاب َو ْاأل ُ ِم ِيينَ‬ ‫فَإِ ْن َحاجُّوكَ فَقُ ْل أَ ْسلَ ْمتُ َوجْ ِه َ‬
‫ي ِ َّ ِ‬
‫ير ِب ْال ِعبَا ِد‬ ‫ص ٌ‬ ‫علَيْكَ ْالبَ َالغُ َو َّ‬
‫َّللاُ بَ ِ‬ ‫أَأَ ْسلَ ْمت ُ ْم فَإِ ْن أَ ْسلَ ُموا فَقَ ِد ا ْهتَدَ ْوا َو ِإ ْن ت ََولَّ ْوا فَإِنَّ َما َ‬
‫[آل عمران‪]20/‬‬

‫سو ِلنَا ْال َب َالغُ ْال ُم ِبينُ‬ ‫فَإِ ْن ت ََولَّ ْيت ُ ْم فَا ْعلَ ُموا أَنَّ َما َ‬
‫علَى َر ُ‬
‫سو َل َواحْ ذَ ُروا فَإِ ْن ت ََولَّ ْيت ُ ْم فَا ْعلَ ُموا أَنَّ َما َ‬
‫علَى َر ُ‬
‫سو ِلنَا‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫ْال َب َالغُ ْال ُم ِبينُ [المائدة‪]92/‬‬

‫سو ِل ِإ َّال ْال َب َالغُ‬ ‫علَى َّ‬


‫الر ُ‬ ‫َما َ‬

‫سو ِل إِ َّال ْالبَ َالغُ َو َّ‬


‫َّللاُ يَ ْعلَ ُم َما ت ُ ْبدُونَ َو َما تَ ْكت ُ ُمو [المائدة‪]99/‬‬ ‫علَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َما َ‬

‫‪342‬‬
‫اب‬
‫س ُ‬ ‫علَ ْينَا ْال ِح َ‬‫علَيْكَ ْالبَ َالغُ َو َ‬
‫َفإِ َّن َما َ‬
‫اب‬
‫س ُ‬ ‫ْ‬
‫علَ ْينَا ال ِح َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫علَيْكَ البَ َالغ َو َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ض الذِي نَ ِعدُ ُه ْم أ ْو نَت ََوفيَنَّكَ فَإِنَّ َما َ‬‫َّ‬ ‫َوإِ ْن َما نُ ِريَنَّكَ بَ ْع َ‬
‫[الرعد‪]40/‬‬

‫س ِل ِإ َّال ْالبَ َال ُ‬


‫غ‬ ‫علَى ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫فَ َه ْل َ‬
‫ش ْيءٍ نَحْ نُ َو َال آَبَا ُؤنَا َو َال‬
‫عبَ ْدنَا ِم ْن دُونِ ِه ِم ْن َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َوقَا َل الذِينَ أ ْش َر ُكوا لَ ْو شَا َء َّ‬
‫َّللاُ َما َ‬
‫ْ‬
‫س ِل ِإ َّال البَ َالغُ‬ ‫علَى ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫َّ‬
‫ش ْيءٍ َكذَلِكَ فَ َع َل الذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم فَ َه ْل َ‬ ‫َح َّر ْمنَا ِم ْن دُونِ ِه ِم ْن َ‬
‫ْال ُم ِبينُ (‪[ 35‬النحل‪]35/‬‬

‫سا ِب ِه ْم ِم ْن َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫علَى الَّذِينَ َيتَّقُونَ ِم ْن ِح َ‬ ‫َو َما َ‬
‫ع ْن ُه ْم َحتَّى َي ُخو ُ‬
‫ضوا فِي َحدِي ٍ‬
‫ث‬ ‫ض َ‬ ‫َو ِإذَا َرأَيْتَ الَّذِينَ َي ُخوضُونَ فِي آَ َياتِنَا فَأَع ِْر ْ‬
‫الذ ْك َرى َم َع ْالقَ ْو ِم َّ‬
‫الظا ِل ِمينَ (‪َ )68‬و َما‬ ‫طانُ فَ َال تَ ْقعُ ْد َب ْعدَ ِ‬ ‫ش ْي َ‬
‫غي ِْر ِه َو ِإ َّما يُ ْن ِس َينَّكَ ال َّ‬ ‫َ‬
‫ش ْيءٍ َولَ ِك ْن ِذ ْك َرى لَ َعلَّ ُه ْم َيتَّقُونَ ((‪)69‬‬ ‫سا ِب ِه ْم ِم ْن َ‬ ‫علَى الَّذِينَ َيتَّقُونَ ِم ْن ِح َ‬ ‫َ‬
‫[األنعام‪]69 ،68/‬‬

‫علَى َر ِبي‬ ‫سابُ ُه ْم ِإ َّال َ‬


‫ِإ ْن ِح َ‬
‫قَالُوا أَنُؤْ ِمنُ لَكَ َوات َّ َب َعكَ ْاأل َ ْرذَلُونَ (‪ )111‬قَا َل َو َما ِع ْل ِمي ِب َما كَانُوا َي ْع َملُونَ‬
‫علَى َر ِبي لَ ْو تَ ْشعُ ُرونَ (‪[ )113‬الشعراء‪]113-111/‬‬ ‫سابُ ُه ْم ِإ َّال َ‬
‫(‪ِ )112‬إ ْن ِح َ‬

‫‪343‬‬
‫علَ ْي ِه ْم ِم ْن َ‬
‫ش ْيءٍ ف‬ ‫ش ْيءٍ َو َما ِم ْن ِح َ‬
‫سابِكَ َ‬ ‫علَيْكَ ِم ْن ِح َ‬
‫سابِ ِه ْم ِم ْن َ‬ ‫َما َ‬

‫ي َو َال َ‬
‫ش ِفي ٌع‬ ‫َوأَ ْنذ ِْر بِ ِه الَّذِينَ يَخَافُونَ أَ ْن يُحْ ش َُروا إِلَى َربِ ِه ْم لَي َ‬
‫ْس لَ ُه ْم ِم ْن دُونِ ِه َو ِل ٌّ‬
‫َط ُر ِد الَّذِينَ يَ ْدعُونَ َربَّ ُه ْم بِ ْالغَدَاةِ َو ْالعَشِي ِ ي ُِريدُونَ َوجْ َههُ‬ ‫لَعَلَّ ُه ْم يَتَّقُونَ (‪َ )51‬و َال ت ْ‬
‫َط ُردَ ُه ْم فَتَ ُكونَ‬‫ش ْيءٍ فَت ْ‬‫علَ ْي ِه ْم ِم ْن َ‬
‫سابِكَ َ‬ ‫ش ْيءٍ َو َما ِم ْن ِح َ‬ ‫علَيْكَ ِم ْن ِح َ‬
‫سابِ ِه ْم ِم ْن َ‬ ‫َما َ‬
‫ِمنَ الظا ِل ِمينَ (‪[ )52‬األنعام‪]52 ،51/‬‬ ‫َّ‬

‫علَ ْي ُك ْم َما ُح ِم ْلت ُ ْم و‬ ‫فَإِ ْن ت ََولَّ ْوا فَإِنَّ َما َ‬


‫علَ ْي ِه َما ُح ِم َل َو َ‬
‫علَ ْي ُك ْم َما ُح ِم ْلت ُ ْم‬ ‫سو َل فَإِ ْن ت ََولَّ ْوا فَإِنَّ َما َ‬
‫علَ ْي ِه َما ُح ِم َل َو َ‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫قُ ْل أَ ِطيعُوا َّ‬
‫سو ِل ِإ َّال ْالبَ َالغُ ْال ُم ِبينُ [النور‪]54/‬‬ ‫الر ُ‬‫علَى َّ‬ ‫َو ِإ ْن ت ُ ِطيعُوهُ تَ ْهتَدُوا َو َما َ‬

‫ِب ُك ُّل نَ ْف ٍس ِإ َّال َ‬


‫علَ ْي َها‬ ‫َو َال تَ ْكس ُ‬
‫ُ‬
‫علَ ْي َها َو َال ت َِز ُر َو ِاز َرة ٌ ِو ْز َر أ ْخ َرى ث ُ َّم ِإلَى َر ِب ُك ْم َم ْر ِجعُ ُك ْم‬‫ِب ُك ُّل نَ ْف ٍس ِإ َّال َ‬
‫َو َال تَ ْكس ُ‬
‫فَيُن َِبئ ُ ُك ْم ِب َما ُك ْنت ُ ْم فِي ِه ت َْختَ ِلفُونَ [األنعام‪]164/‬‬

‫َّللاُ َيحْ ُك ُم َب ْينَ ُك ْم َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة‬


‫َّ‬
‫َّللاُ َيحْ ُك ُم َب ْينَ ُك ْم َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة فِي َما‬
‫َّللاُ أَ ْعلَ ُم ِب َما تَ ْع َملُونَ (‪َّ )68‬‬ ‫َو ِإ ْن َجادَلُوكَ فَقُ ِل َّ‬
‫ُك ْنت ُ ْم فِي ِه ت َْختَ ِلفُونَ [الحج‪]69 ،68/‬‬

‫قُ ْل ُك ٌّل َي ْع َم ُل َ‬
‫علَى شَا ِكلَ ِت ِه‬

‫يال [اإلسراء‪]84/‬‬ ‫علَى شَا ِكلَ ِت ِه فَ َربُّ ُك ْم أَ ْعلَ ُم ِب َم ْن ه َُو أَ ْه َدى َ‬


‫س ِب ً‬ ‫قُ ْل ُك ٌّل َي ْع َم ُل َ‬

‫‪344‬‬
‫َال إِ ْك َراهَ فِي الد ِ‬
‫ِين‬
‫ت َويُؤْ ِم ْن بِ َّ ِ‬
‫اَّلل فَقَ ِد‬ ‫الر ْشدُ ِمنَ ْالغَي ِ فَ َم ْن يَ ْكفُ ْر بِ َّ‬
‫الطا ُ‬
‫غو ِ‬ ‫َال إِ ْك َراهَ فِي الد ِ‬
‫ِين قَ ْد تَبَيَّنَ ُّ‬
‫ع ِلي ٌم (‪[ )256‬البقرة‪]256/‬‬ ‫س ِمي ٌع َ‬ ‫ام لَ َها َو َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫ص َ‬‫سكَ بِ ْالعُ ْر َوةِ ْال ُوثْقَى َال ا ْن ِف َ‬
‫ا ْست َْم َ‬

‫اس َحتَّى يَ ُكونُوا ُمؤْ ِمنِينَ‬‫أَفَأ َ ْنتَ ت ُ ْك ِرهُ النَّ َ‬


‫ض ُكلُّ ُه ْم َج ِميعًا أَفَأ َ ْنتَ ت ُ ْك ِرهُ النَّ َ‬
‫اس َحتَّى‬ ‫(‪َ )98‬ولَ ْو شَا َء َربُّكَ َآلَ َمنَ َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫علَى‬‫س َ‬‫الرجْ َ‬‫َّللا َويَجْ عَ ُل ِ‬ ‫يَ ُكونُوا ُمؤْ ِمنِينَ (‪َ )99‬و َما َكانَ ِلنَ ْف ٍس أَ ْن تُؤْ ِمنَ ِإ َّال بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫الَّذِينَ َال يَ ْع ِقلُونَ (‪[ )100‬يونس‪]101-98/‬‬

‫ِإنَّكَ َال تَ ْهدِي َم ْن أَحْ َببْتَ‬


‫َّللاَ يَ ْهدِي َم ْن يَشَا ُء َوه َُو أَ ْعلَ ُم ِب ْال ُم ْهتَدِينَ‬
‫ِإنَّكَ َال تَ ْهدِي َم ْن أَحْ بَبْتَ َولَ ِك َّن َّ‬
‫[القصص‪]56/‬‬

‫ُض ُّل‬ ‫علَى ُهدَا ُه ْم فَإِ َّن َّ‬


‫َّللاَ َال يَ ْهدِي َم ْن ي ِ‬ ‫ِإ ْن تَحْ ِر ْ‬
‫ص َ‬

‫ُض ُّل َو َما لَ ُه ْم ِم ْن ن ِ‬


‫َاص ِرينَ (‪)37‬‬ ‫علَى ُهدَا ُه ْم فَإِ َّن َّ‬
‫َّللاَ َال َي ْهدِي َم ْن ي ِ‬ ‫ِإ ْن تَحْ ِر ْ‬
‫ص َ‬
‫[النحل‪]38 ،37/‬‬

‫علَ ْي ُك ْم‬‫س َال ٌم َ‬‫ع ْنهُ َوقَالُوا لَنَا أَ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم أَ ْع َمالُ ُك ْم َ‬ ‫س ِمعُوا اللَّ ْغ َو أَع َْر ُ‬
‫ضوا َ‬ ‫َو ِإذَا َ‬
‫علَ ْي ُك ْم َال‬
‫س َال ٌم َ‬‫ع ْنهُ َوقَالُوا لَنَا أَ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم أَ ْع َمالُ ُك ْم َ‬‫ضوا َ‬ ‫س ِمعُوا اللَّ ْغ َو أَع َْر ُ‬‫َو ِإذَا َ‬
‫نَ ْبتَ ِغي ْال َجا ِهلِينَ [القصص‪]55/‬‬

‫َولَنَا أَ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم أَ ْع َمالُ ُك ْم‬

‫َّللا َوه َُو َربُّنَا َو َر ُّب ُك ْم َولَنَا أَ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم أَ ْع َمالُ ُك ْم َونَحْ نُ لَهُ‬
‫قُ ْل أَت ُ َحاجُّونَنَا فِي َّ ِ‬
‫صونَ [البقرة‪]139/‬‬ ‫ُم ْخ ِل ُ‬

‫‪345‬‬
‫لَنَا أَ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم أَ ْع َمالُ ُك ْم َال ُح َّجةَ بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ ُك ُم َّ‬
‫َّللاُ يَج‬
‫فَ ِلذَلِكَ فَا ْدعُ َوا ْستَ ِق ْم َك َما أ ُ ِم ْرتَ َو َال تَتَّبِ ْع أَ ْه َوا َء ُه ْم َوقُ ْل آَ َم ْنتُ بِ َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ ِم ْن‬
‫ب َوأ ُ ِم ْرتُ ِأل َ ْع ِد َل بَ ْينَ ُك ُم َّ‬
‫َّللاُ َربُّنَا َو َربُّ ُك ْم لَنَا أَ ْع َمالُنَا َولَ ُك ْم أَ ْع َمالُ ُك ْم َال ُح َّجةَ‬ ‫ِكتَا ٍ‬
‫ير [الشورى‪]15/‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ ُك ُم َّ‬
‫َّللاُ يَجْ َم ُع بَ ْينَنَا َوإِل ْي ِه ال َم ِ‬

‫ع َّما أَجْ َر ْمنَا َو َال نُ ْسأ َ ُل َ‬


‫ع َّما تَ ْع َملُونَ‬ ‫قُ ْل َال ت ُ ْسأَلُونَ َ‬

‫َّللاُ َو ِإنَّا أَ ْو ِإيَّا ُك ْم لَ َعلَى ُهدًى أَ ْو فِي‬


‫ض قُ ِل َّ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬ ‫قُ ْل َم ْن يَ ْر ُزقُ ُك ْم ِمنَ ال َّ‬
‫ُ‬
‫ع َّما تَ ْع َملونَ (‪ )25‬قُ ْل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ع َّما أجْ َر ْمنَا َو َال نُ ْسأ ُل َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ين (‪ )24‬قُ ْل َال ت ُ ْسألونَ َ‬ ‫ض َال ٍل ُم ِب ٍ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫ق َوه َُو الفَتَّا ُح ال َع ِلي ُم [سبأ‪]26-24/‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫يَجْ َم ُع بَ ْينَنَا َربُّنَا ث َّم يَ ْفتَ ُح بَ ْينَنَا ِبال َح ِ‬

‫ِين‬
‫يد ِ‬ ‫لَ ُك ْم دِينُ ُك ْم َو ِل َ‬
‫َ‬
‫عا ِبدُونَ َما أ ْعبُدُ (‪)3‬‬ ‫قُ ْل يَا أَيُّ َها ْالكَافِ ُرونَ (‪َ )1‬ال أ ْعبُدُ َما تَ ْعبُدُونَ (‪َ )2‬و َال أ ْنت ُ ْم َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِين‬
‫يد ِ‬ ‫عا ِبدُونَ َما أَ ْعبُدُ (‪ )5‬لَ ُك ْم دِينُ ُك ْم َو ِل َ‬ ‫ع َب ْدت ُ ْم (‪َ )4‬و َال أَ ْنت ُ ْم َ‬‫عا ِبدٌ َما َ‬‫َو َال أَنَا َ‬
‫[الكافرون‪]6-1/‬‬

‫ع َملُ ُك ْم‬ ‫َو ِإ ْن َكذَّبُوكَ فَقُ ْل ِلي َ‬


‫ع َم ِلي َولَ ُك ْم َ‬

‫ع َملُ ُك ْم أَ ْنت ُ ْم َب ِريئُونَ ِم َّما أَ ْع َم ُل َوأَنَا َب ِري ٌء ِم َّما‬ ‫َو ِإ ْن َكذَّبُوكَ فَقُ ْل ِلي َ‬
‫ع َم ِلي َولَ ُك ْم َ‬
‫تَ ْع َملُونَ [يونس‪]41/‬‬

‫ض َّل ِإذَا ا ْهتَ َد ْيت ُ ْم‬ ‫ض ُّر ُك ْم َم ْن َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم أَ ْنفُ َ‬


‫س ُك ْم َال َي ُ‬ ‫َيا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا َ‬
‫ض َّل ِإذَا ا ْهتَ َد ْيت ُ ْم ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا َم ْر ِجعُ ُك ْم‬ ‫ض ُّر ُك ْم َم ْن َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم أَ ْنفُ َ‬
‫س ُك ْم َال َي ُ‬ ‫َيا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا َ‬
‫َج ِمي ًعا فَيُن َِبئ ُ ُك ْم ِب َما ُك ْنت ُ ْم تَ ْع َملُونَ [المائدة‪]105/‬‬

‫‪346‬‬
‫ع ْن ُه ْم‬ ‫فَأَع ِْر ْ‬
‫ض َ‬
‫اَّلل إِ ْن أَ َر ْدنَا‬
‫ت أَ ْيدِي ِه ْم ث ُ َّم َجا ُءوكَ يَحْ ِلفُونَ بِ َّ ِ‬
‫صيبَةٌ بِ َما قَدَّ َم ْ‬
‫صابَتْ ُه ْم ُم ِ‬ ‫ْف إِذَا أَ َ‬ ‫فَ َكي َ‬
‫ع ْن ُه ْم‬
‫ض َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َّللاُ َما فِي قلوبِ ِه ْم فَأع ِْر ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫سانًا َوت َْوفِيقا (‪ )62‬أولئِكَ الذِينَ يَ ْعل ُم َّ‬ ‫إِ َّال إِحْ َ‬
‫ظ ُه ْم َوقُ ْل لَ ُه ْم فِي أَ ْنفُ ِس ِه ْم قَ ْو ًال بَ ِليغًا (‪[ )63‬النساء‪]63 ،62/‬‬ ‫َو ِع ْ‬

‫ع ْن ُه ْم‬
‫ض َ‬ ‫فَأَع ِْر ْ‬
‫ضوا فِي َحدِي ٍ‬
‫ث‬ ‫ع ْن ُه ْم َحتَّى يَ ُخو ُ‬
‫ض َ‬‫َو ِإذَا َرأَيْتَ الَّذِينَ يَ ُخوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَع ِْر ْ‬
‫الذ ْك َرى َم َع ْالقَ ْو ِم َّ‬
‫الظا ِل ِمينَ (‪)68‬‬ ‫طانُ فَ َال تَ ْقعُ ْد بَ ْعدَ ِ‬
‫ش ْي َ‬
‫غي ِْر ِه َو ِإ َّما يُ ْن ِسيَنَّكَ ال َّ‬
‫َ‬
‫[األنعام‪]68/‬‬

‫ع ْن ُه ْم‬
‫ض َ‬ ‫فَأَع ِْر ْ‬
‫ح َال يَ ْنفَ ُع الَّذِينَ‬ ‫صا ِدقِينَ (‪ )28‬قُ ْل يَ ْو َم ْالفَتْ ِ‬‫َويَقُولُونَ َمتَى َهذَا ْالفَتْ ُح ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬
‫ع ْن ُه ْم َوا ْنت َِظ ْر ِإنَّ ُه ْم ُم ْنت َِظ ُرونَ‬ ‫ظ ُرونَ (‪ )29‬فَأَع ِْر ْ‬
‫ض َ‬ ‫َكف َُروا ِإي َمانُ ُه ْم َو َال ُه ْم يُ ْن َ‬
‫(‪[ )30‬السجدة‪]30-28/‬‬

‫ع ْن ُه ْم‬
‫ض َ‬ ‫فَأَع ِْر ْ‬
‫ع ْن ُه ْم َحتَّى َي ُخو ُ‬
‫ضوا فِي َحدِي ٍ‬
‫ث‬ ‫ض َ‬ ‫َو ِإذَا َرأَيْتَ الَّذِينَ َي ُخوضُونَ فِي آَ َياتِنَا فَأَع ِْر ْ‬
‫الذ ْك َرى َم َع ْالقَ ْو ِم َّ‬
‫الظا ِل ِمينَ (‪َ )68‬و َما‬ ‫طانُ فَ َال تَ ْقعُ ْد َب ْعدَ ِ‬‫ش ْي َ‬
‫غي ِْر ِه َو ِإ َّما يُ ْن ِس َينَّكَ ال َّ‬ ‫َ‬
‫ش ْيءٍ َولَ ِك ْن ِذ ْك َرى لَ َعلَّ ُه ْم َيتَّقُونَ ((‪)69‬‬‫سا ِب ِه ْم ِم ْن َ‬ ‫علَى الَّذِينَ َيتَّقُونَ ِم ْن ِح َ‬ ‫َ‬
‫[األنعام‪]69 ،68/‬‬

‫ع ْن َم ْن ت ََولَّى َ‬
‫ع ْن ِذ ْك ِرنَا‬ ‫فَأَع ِْر ْ‬
‫ض َ‬

‫س ُّمونَ ْال َم َالئِ َكةَ تَس ِْميَةَ ْاأل ُ ْنثَى (‪َ )27‬و َما لَ ُه ْم بِ ِه‬ ‫إِ َّن الَّذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ بِ ْاآلَ ِخ َرةِ لَيُ َ‬
‫ض‬ ‫ش ْيئًا (‪ )28‬فَأَع ِْر ْ‬ ‫ق َ‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬
‫الظ َّن َوإِ َّن َّ‬ ‫ِم ْن ِع ْل ٍم إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫ع ْن ِذ ْك ِرنَا َولَ ْم ي ُِر ْد إِ َّال ْال َحيَاةَ الدُّ ْنيَا (‪ )29‬ذَلِكَ َم ْبلَغُ ُه ْم ِمنَ ْال ِع ْل ِم‬‫ع ْن َم ْن ت ََولَّى َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫سبِي ِل ِه َوه َُو أ ْعل ُم بِ َم ِن اهتَدَى (‪[ )30‬النجم‪-27/‬‬ ‫عن َ‬ ‫ْ‬ ‫ضل َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إِن َربَّكَ ه َُو أ ْعل ُم بِ َمن َ‬ ‫َّ‬
‫‪]30‬‬

‫‪347‬‬
‫ورا‬
‫س ً‬ ‫ع ْن ُه ُم ا ْبتِغَا َء َرحْ َم ٍة ِم ْن َربِكَ ت َْر ُجوهَا فَقُ ْل لَ ُه ْم قَ ْو ًال َم ْي ُ‬
‫ض َّن َ‬‫َوإِ َّما ت ُ ْع ِر َ‬
‫ورا (‪)28‬‬ ‫س ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ع ْن ُه ُم ا ْبتِغَا َء َرحْ َم ٍة ِم ْن َربِكَ ت َْر ُجوهَا فَق ْل ل ُه ْم قَ ْوال َم ْي ُ‬ ‫ض َّن َ‬‫َوإِ َّما ت ُ ْع ِر َ‬
‫ورا‬
‫س ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ْط فَتَقعُدَ َملو ًما َمحْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫سط َها ُك َّل البَس ِ‬‫عنُقِكَ َو َال تَ ْب ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َو َال تَجْ عَ ْل يَدَكَ َم ْغلولة إِلى ُ‬
‫[اإلسراء‪]29 ،28/‬‬

‫ع ِن ْال ُم ْش ِركِينَ‬
‫ض َ‬ ‫َوأَع ِْر ْ‬
‫ع ِن ْال ُم ْش ِركِينَ (‪ِ )94‬إنَّا َكفَ ْينَاكَ ْال ُم ْستَ ْه ِزئِينَ (‪)95‬‬ ‫ض َ‬ ‫ع ِب َما تُؤْ َم ُر َوأَع ِْر ْ‬
‫صدَ ْ‬‫فَا ْ‬
‫ض ُ‬
‫يق‬ ‫َ‬
‫ف يَ ْعلَ ُمونَ (‪َ )96‬ولَقَ ْد نَ ْعلَ ُم أنَّكَ يَ ِ‬‫س ْو َ‬ ‫َ‬ ‫الَّذِينَ يَجْ َعلونَ َم َع َّ ِ‬
‫َّللا ِإلَ ًها آخ ََر فَ َ‬ ‫ُ‬
‫َّاجدِينَ (‪َ )98‬وا ْعبُ ْد‬ ‫ص ْد ُركَ ِب َما يَقُولُونَ (‪ )97‬فَ َ‬
‫س ِبحْ ِب َح ْم ِد َر ِبكَ َو ُك ْن ِمنَ الس ِ‬ ‫َ‬
‫َربَّكَ َحتَّى يَأْتِيَكَ ْاليَ ِقينُ [الحجر‪]99-94/‬‬

‫ع ْن ُه ْم‬ ‫فَأَع ِْر ُ‬


‫ضوا َ‬

‫س‬ ‫ع ْن ُه ْم ِإنَّ ُه ْم ِرجْ ٌ‬


‫ضوا َ‬ ‫ع ْن ُه ْم فَأَع ِْر ُ‬
‫ضوا َ‬‫اَّلل لَ ُك ْم ِإذَا ا ْنقَلَ ْبت ُ ْم ِإلَ ْي ِه ْم ِلت ُ ْع ِر ُ‬
‫س َيحْ ِلفُونَ ِب َّ ِ‬‫َ‬
‫ع ْن ُه ْم فَإِ ْن‬ ‫ا‬
‫َْ َ‬‫و‬ ‫ض‬ ‫َر‬
‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ونَ‬‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫حْ‬‫ي‬
‫َ‬ ‫)‬ ‫‪95‬‬‫(‬ ‫ُونَ‬ ‫ب‬ ‫س‬‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ك‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫َا‬
‫ك‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َو َ َ ْ َ َ ُ َ ً ِ َ‬
‫ب‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫زَ‬‫ج‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫ه‬‫ج‬ ‫م‬ ‫ُ‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫و‬‫ْ‬ ‫أ‬ ‫م‬
‫ع ِن ْالقَ ْو ِم ْالفَا ِسقِينَ [التوبة‪]96 ،95/‬‬ ‫ضى َ‬ ‫َّللاَ َال َي ْر َ‬ ‫ع ْن ُه ْم فَإِ َّن َّ‬
‫ض ْوا َ‬‫ت َْر َ‬

‫فَذَ ْر ُه ْم َو َما َي ْفت َُرونَ‬

‫ش ْيءٍ قُب ًُال َما‬ ‫َولَ ْو أَنَّنَا ن ََّز ْلنَا ِإلَ ْي ِه ُم ْال َم َال ِئ َكةَ َو َكلَّ َم ُه ُم ْال َم ْوتَى َو َحش َْرنَا َ‬
‫علَ ْي ِه ْم ُك َّل َ‬
‫َّللاُ َولَ ِك َّن أَ ْكثَ َر ُه ْم َيجْ َهلُونَ (‪َ )111‬و َكذَلِكَ َج َع ْلنَا ِل ُك ِل‬ ‫كَانُوا ِليُؤْ ِمنُوا ِإ َّال أَ ْن َيشَا َء َّ‬
‫ف ْالقَ ْو ِل‬ ‫ض ُز ْخ ُر َ‬ ‫ض ُه ْم ِإلَى َب ْع ٍ‬ ‫ُوحي َب ْع ُ‬ ‫اإل ْن ِس َو ْال ِج ِن ي ِ‬ ‫اطينَ ْ ِ‬ ‫ش َي ِ‬‫عد ًُّوا َ‬ ‫نَ ِبي ٍ َ‬
‫ورا َولَ ْو شَا َء َربُّكَ َما فَعَلُوهُ فَذَ ْر ُه ْم َو َما يَ ْفت َُرونَ (‪[ )112‬األنعام‪،111/‬‬ ‫غ ُر ً‬ ‫ُ‬
‫‪]112‬‬

‫‪348‬‬
‫ذَ ْر ُه ْم يَأ ْ ُكلُوا َويَتَ َمتَّعُوا‬
‫ُربَ َما يَ َودُّ الَّذِينَ َكف َُروا لَ ْو كَانُوا ُم ْس ِل ِمينَ (‪ )2‬ذَ ْر ُه ْم يَأ ْ ُكلُوا َويَتَ َمتَّعُوا َوي ُْل ِه ِه ُم ْاأل َ َم ُل‬
‫ف يَ ْعلَ ُمونَ (‪[ )3‬الحجر‪]3 ،2/‬‬ ‫س ْو َ‬ ‫فَ َ‬

‫فَذَ ْر ُه ْم َو َما يَ ْفت َُرونَ‬


‫َّلل ِبزَ ع ِْم ِه ْم َو َهذَا‬ ‫ُ‬
‫َصيبًا فَقَالوا َهذَا ِ َّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ث َواأل ْن َع ِام ن ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّلل ِم َّما ذَ َرأ ِمنَ ال َح ْر ِ‬ ‫َو َج َعلُوا ِ َّ ِ‬
‫ص ُل ِإلَى‬ ‫َّلل فَ ُه َو يَ ِ‬ ‫ص ُل ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َما َكانَ ِ َّ ِ‬ ‫ش َركَائِ ِه ْم فَ َال يَ ِ‬ ‫ش َركَائِنَا فَ َما َكانَ ِل ُ‬ ‫ِل ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ير ِمنَ ال ُم ْش ِركِينَ قَتْ َل أ ْو َال ِد ِه ْم‬ ‫سا َء َما يَحْ ُك ُمونَ (‪َ )136‬و َكذَلِكَ زَ يَّنَ ِل َكثِ ٍ‬ ‫ش َركَائِ ِه ْم َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫َّللاُ َما فَ َعلوهُ فَذَ ْر ُه ْم َو َما‬ ‫علَ ْي ِه ْم دِينَ ُه ْم َولَ ْو شَا َء َّ‬‫سوا َ‬ ‫ْ‬
‫ش َركَا ُؤ ُه ْم ِلي ُْردُو ُه ْم َو ِليَل ِب ُ‬ ‫ُ‬
‫يَ ْفت َُرونَ (‪[ )137‬األنعام‪]137 ،136/‬‬

‫ين‬‫فَذَ ْر ُه ْم فِي غ َْم َرتِ ِه ْم َحتَّى ِح ٍ‬


‫ع ِلي ٌم (‪)51‬‬ ‫صا ِل ًحا ِإنِي ِب َما تَ ْع َملُونَ َ‬
‫ت َوا ْع َملُوا َ‬ ‫س ُل ُكلُوا ِمنَ َّ‬
‫الط ِي َبا ِ‬ ‫الر ُ‬ ‫َيا أَيُّ َها ُّ‬
‫ون (‪ )52‬فَتَقَ َّ‬
‫طعُوا أَ ْم َر ُه ْم َب ْينَ ُه ْم ُزب ًُرا‬ ‫احدَة ً َوأَنَا َربُّ ُك ْم فَاتَّقُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َو ِإ َّن َه ِذ ِه أ َّمت ُ ُك ْم أ َّمةً َو ِ‬
‫ين (‪)54‬‬ ‫ب ِب َما لَدَ ْي ِه ْم فَ ِر ُحونَ (‪ )53‬فَذَ ْر ُه ْم فِي غ َْم َرتِ ِه ْم َحتَّى ِح ٍ‬ ‫ُك ُّل ِح ْز ٍ‬
‫[المؤمنون‪]54-51/‬‬

‫ض ِه ْم َي ْل َعبُونَ‬‫ذَ ْر ُه ْم ِفي خ َْو ِ‬


‫ش ْيءٍ قُ ْل َم ْن أَ ْنزَ َل‬
‫علَى َبش ٍَر ِم ْن َ‬ ‫َّللاُ َ‬‫َّللاَ َح َّق قَد ِْر ِه ِإ ْذ قَالُوا َما أَ ْنزَ َل َّ‬ ‫َو َما قَ َد ُروا َّ‬
‫يس ت ُ ْبدُونَ َها‬
‫اط َ‬ ‫اس تَجْ َعلُونَهُ قَ َر ِ‬ ‫ورا َو ُهدًى ِللنَّ ِ‬ ‫سى ن ُ ً‬ ‫َاب الَّذِي َجا َء ِب ِه ُمو َ‬ ‫ْال ِكت َ‬
‫ض ِه ْم‬ ‫ع ِل ْمت ُ ْم َما لَ ْم تَ ْعلَ ُموا أَ ْنت ُ ْم َو َال آَ َبا ُؤ ُك ْم قُ ِل َّ‬
‫َّللاُ ث ُ َّم ذَ ْر ُه ْم ِفي خ َْو ِ‬ ‫يرا َو ُ‬‫َوت ُ ْخفُونَ َك ِث ً‬
‫يَ ْلعَبُونَ (‪[ )91‬األنعام‪]91/‬‬

‫‪349‬‬
‫ضوا َويَ ْلعَبُوا‬ ‫فَذَ ْر ُه ْم يَ ُخو ُ‬
‫صفُونَ (‪ )82‬فَذَ ْر ُه ْم‬
‫ع َّما يَ ِ‬ ‫ْ‬
‫ب العَ ْر ِش َ‬
‫ض َر ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ت َواأل ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬‫س َم َ‬ ‫ب ال َّ‬ ‫س ْب َحانَ َر ِ‬ ‫ُ‬
‫عدُونَ (‪)83‬‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ضوا َويَلعَبُوا َحتَّى ي َُالقوا يَ ْو َم ُه ُم الذِي يُو َ‬ ‫يَ ُخو ُ‬

‫ص َعقُونَ‬‫فَذَ ْر ُه ْم َحتَّى ي َُالقُوا يَ ْو َم ُه ُم الَّذِي فِي ِه يُ ْ‬


‫س َحابٌ َم ْر ُكو ٌم (‪ )44‬فَذَ ْر ُه ْم َحتَّى‬ ‫طا يَقُولُوا َ‬ ‫ساقِ ً‬
‫اء َ‬ ‫س َم ِ‬‫َو ِإ ْن يَ َر ْوا ِك ْسفًا ِمنَ ال َّ‬
‫ش ْيئًا َو َال ُه ْم‬ ‫ص َعقُونَ (‪ )45‬يَ ْو َم َال يُ ْغنِي َ‬
‫ع ْن ُه ْم َك ْيدُ ُه ْم َ‬ ‫ي َُالقُوا يَ ْو َم ُه ُم الَّذِي فِي ِه يُ ْ‬
‫ص ُرونَ (‪[ )46‬الطور‪]47-44/‬‬ ‫يُ ْن َ‬

‫ذَ ْرنِي َو َم ْن َخلَ ْقتُ َو ِحيدًا‬


‫ْ‬
‫ذَ ْرنِي َو َم ْن َخلَ ْقتُ َو ِحيدًا (‪َ )11‬و َج َعلتُ لَهُ َم ًاال َم ْمدُودًا (‪َ )12‬وبَنِينَ ُ‬
‫ش ُهودًا‬
‫(‪َ )13‬و َم َّهدْتُ لَهُ ت َْم ِهيدًا (‪[ )14‬المدثر‪]14-11/‬‬

‫ضوا َو َي ْل َعبُوا ح‬
‫فَذَ ْر ُه ْم َي ُخو ُ‬
‫علَى أَ ْن نُ َب ِد َل َخي ًْرا ِم ْن ُه ْم‬
‫ب ِإنَّا لَقَاد ُِرونَ (‪َ )40‬‬ ‫ق َو ْال َمغ ِ‬
‫َار ِ‬ ‫ب ْال َمش ِ‬
‫َار ِ‬ ‫فَ َال أ ُ ْق ِس ُم ِب َر ِ‬
‫ضوا َو َي ْل َعبُوا َحتَّى ي َُالقُوا َي ْو َم ُه ُم الَّذِي‬‫َو َما نَحْ نُ ِب َم ْسبُوقِينَ (‪ )41‬فَذَ ْر ُه ْم َي ُخو ُ‬
‫ب يُو ِفضُونَ‬ ‫ص ٍ‬‫عا َكأَنَّ ُه ْم ِإلَى نُ ُ‬ ‫عدُونَ (‪َ )42‬ي ْو َم َي ْخ ُر ُجونَ ِمنَ ْاألَجْ َدا ِ‬
‫ث ِس َرا ً‬ ‫يُو َ‬
‫[المعارج‪]43-40/‬‬

‫َونَذَ ُر ُه ْم ِفي ُ‬
‫ط ْغ َيا ِن ِه ْم َي ْع َم ُهونَ‬
‫اَّلل َج ْهدَ أَ ْي َمانِ ِه ْم لَئِ ْن َجا َءتْ ُه ْم آَيَةٌ لَيُؤْ ِمنُ َّن بِ َها قُ ْل إِنَّ َما ْاآلَيَاتُ ِع ْندَ َّ ِ‬
‫َّللا‬ ‫س ُموا بِ َّ ِ‬‫َوأَ ْق َ‬
‫ار ُه ْم َك َما‬
‫ص َ‬‫ب أَ ْفئِدَتَ ُه ْم َوأَ ْب َ‬
‫ت َال يُؤْ ِمنُونَ (‪َ )109‬ونُقَ ِل ُ‬ ‫َو َما يُ ْش ِع ُر ُك ْم أَنَّ َها إِذَا َجا َء ْ‬
‫ط ْغيَانِ ِه ْم يَ ْع َم ُهونَ (‪[ )110‬األنعام‪،109/‬‬ ‫لَ ْم يُؤْ ِمنُوا بِ ِه أَ َّو َل َم َّرةٍ َونَذَ ُر ُه ْم فِي ُ‬
‫‪]110‬‬

‫‪350‬‬
‫َويَذَ ُر ُه ْم فِي ُ‬
‫ط ْغيَانِ ِه ْم يَ ْع َم ُهونَ‬

‫سى‬ ‫ع َ‬‫ش ْيءٍ َوأَ ْن َ‬


‫َّللاُ ِم ْن َ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض َو َما َخلَقَ َّ‬ ‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬‫ت ال َّ‬ ‫ظ ُروا فِي َملَ ُكو ِ‬ ‫أَ َولَ ْم يَ ْن ُ‬
‫َّللاُ فَ َال‬ ‫ث بَ ْعدَهُ يُؤْ ِمنُونَ (‪َ )185‬م ْن يُ ْ‬
‫ض ِل ِل َّ‬ ‫ب أَ َجلُ ُه ْم فَ ِبأَي ِ َحدِي ٍ‬
‫أَ ْن يَ ُكونَ قَ ِد ا ْقت ََر َ‬
‫ط ْغيَانِ ِه ْم يَ ْع َم ُهونَ (‪[ )186‬األعراف‪]186 ،185/‬‬ ‫ِي لَهُ َويَذَ ُر ُه ْم فِي ُ‬ ‫هَاد َ‬

‫َوذَ ِر الَّذِينَ ات َّ َخذُوا دِينَ ُه ْم لَ ِعبًا َولَ ْه ًوا‬


‫س‬‫س َل نَ ْف ٌ‬ ‫َوذَ ِر الَّذِينَ ات َّ َخذُوا دِينَ ُه ْم لَ ِعبًا َولَ ْه ًوا َوغ ََّرتْ ُه ُم ْال َحيَاة ُ الدُّ ْنيَا َوذَ ِك ْر ِب ِه أَ ْن ت ُ ْب َ‬
‫ع ْد ٍل َال يُؤْ َخ ْذ ِم ْن َها‬ ‫ش ِفي ٌع َو ِإ ْن تَ ْعد ِْل ُك َّل َ‬ ‫ي َو َال َ‬ ‫ون َّ ِ‬
‫َّللا َو ِل ٌّ‬ ‫ْس لَ َها ِم ْن دُ ِ‬ ‫ت لَي َ‬ ‫س َب ْ‬
‫ِب َما َك َ‬
‫عذَابٌ أَ ِلي ٌم ِب َما كَانُوا‬ ‫سبُوا لَ ُه ْم ش ََرابٌ ِم ْن َح ِم ٍيم َو َ‬ ‫أُولَئِكَ الَّذِينَ أ ْب ِسلُوا ِب َما َك َ‬
‫ُ‬
‫َي ْكفُ ُرونَ [األنعام‪]70/‬‬

‫سنَ ِة َو َجاد ِْل ُه ْم ِبالَّتِي ه َ‬


‫ِي أَحْ َ‬
‫سنُ‬ ‫ظ ِة ْال َح َ‬
‫س ِبي ِل َر ِبكَ ِب ْال ِح ْك َم ِة َو ْال َم ْو ِع َ‬
‫ا ْدعُ ِإلَى َ‬

‫سنَ ِة َو َجاد ِْل ُه ْم ِبالَّ ِتي ه َ‬


‫ِي أَحْ َ‬
‫سنُ ِإ َّن‬ ‫ظ ِة ْال َح َ‬
‫س ِبي ِل َر ِبكَ ِب ْال ِح ْك َم ِة َو ْال َم ْو ِع َ‬
‫ا ْدعُ ِإ َلى َ‬
‫س ِبي ِل ِه َوه َُو أَ ْعلَ ُم ِب ْال ُم ْهتَدِينَ [النحل‪]125/‬‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ض َّل َ‬ ‫َربَّكَ ه َُو أَ ْعلَ ُم ِب َم ْن َ‬

‫ِي أَحْ َ‬
‫سنُ‬ ‫َو َال تَ ْستَ ِوي ْال َح َ‬
‫سنَةُ َو َال الس َِّيئَةُ ا ْد َف ْع ِبا َّل ِتي ه َ‬
‫عدَ َاوة ٌ‬‫سنُ فَإِذَا الَّذِي بَ ْينَكَ َوبَ ْينَهُ َ‬‫ِي أَحْ َ‬
‫سنَةُ َو َال السَّيِئَةُ ا ْدفَ ْع بِالَّتِي ه َ‬ ‫َو َال تَ ْستَ ِوي ْال َح َ‬
‫صبَ ُروا َو َما يُلَقَّاهَا إِ َّال ذُو َح ٍظ َ‬
‫ع ِظ ٍيم‬ ‫ي َح ِمي ٌم (‪َ )34‬و َما يُلَقَّاهَا إِ َّال الَّذِينَ َ‬ ‫َكأَنَّهُ َو ِل ٌّ‬
‫[فصلت‪]35 ،34/‬‬

‫‪351‬‬
‫َويَد َْر ُءونَ بِ ْال َح َ‬
‫سنَ ِة السَّيِئَةَ‬

‫علَ ْي ِه ْم قَالُوا آَ َمنَّا ِب ِه ِإنَّهُ ْال َح ُّق ِم ْن َر ِبنَا ِإنَّا ُكنَّا ِم ْن قَ ْب ِل ِه ُم ْس ِل ِمينَ (‪)53‬‬
‫َو ِإذَا يُتْلَى َ‬
‫سنَ ِة الس َِّيئَةَ َو ِم َّما‬ ‫ْ‬
‫صبَ ُروا َويَد َْر ُءونَ ِبال َح َ‬ ‫أُولَئِكَ يُؤْ ت َْونَ أجْ َر ُه ْم َم َّرتَي ِْن ِب َما َ‬
‫َ‬
‫َرزَ ْقنَا ُه ْم يُ ْن ِفقُونَ [القصص‪]54 ،53/‬‬

‫سنُ‬‫ِي أَحْ َ‬‫ب ِإ َّال ِبالَّتِي ه َ‬ ‫َو َال ت ُ َجا ِدلُوا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫سنُ ِإ َّال الَّذِينَ َ‬
‫ظلَ ُموا ِم ْن ُه ْم َوقُولُوا آَ َمنَّا‬ ‫ِي أَحْ َ‬
‫ب ِإ َّال ِبالَّتِي ه َ‬ ‫َو َال ت ُ َجا ِدلُوا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫احدٌ َونَحْ نُ لَهُ ُم ْس ِل ُمونَ‬ ‫ِبالَّذِي أ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْينَا َوأ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْي ُك ْم َو ِإلَ ُهنَا َو ِإلَ ُه ُك ْم َو ِ‬
‫[العنكبوت‪]46/‬‬

‫الس َِّيئَةَ‬ ‫سنُ‬‫ِي أَحْ َ‬


‫ا ْدفَ ْع ِبالَّتِي ه َ‬
‫الس َِّيئَةَ نَحْ نُ أَ ْعلَ ُم ِب َما َي ِ‬
‫صفُونَ [المؤمنون‪]96/‬‬ ‫سنُ‬‫ِي أَحْ َ‬
‫ا ْدفَ ْع ِبالَّتِي ه َ‬

‫صفَحْ‬ ‫ع ْن ُه ْم َوا ْ‬‫ْف َ‬ ‫فَاع ُ‬


‫ع ْن َم َو ِ‬
‫اض ِع ِه‬ ‫ض ِه ْم ِميثَاقَ ُه ْم لَ َعنَّا ُه ْم َو َج َع ْلنَا قُلُو َب ُه ْم قَا ِس َيةً يُ َح ِرفُونَ ْال َك ِل َم َ‬ ‫فَ ِب َما نَ ْق ِ‬
‫ْف‬ ‫علَى خَا ِئنَ ٍة ِم ْن ُه ْم ِإ َّال قَ ِل ً‬
‫يال ِم ْن ُه ْم فَاع ُ‬ ‫ظا ِم َّما ذُ ِك ُروا ِب ِه َو َال تَزَ ا ُل ت َّ‬
‫َط ِل ُع َ‬ ‫سوا َح ًّ‬ ‫َونَ ُ‬
‫َّللاَ ي ُِحبُّ ْال ُمحْ ِسنِينَ [المائدة‪]13/‬‬ ‫صفَحْ إِ َّن َّ‬ ‫ع ْن ُه ْم َوا ْ‬ ‫َ‬

‫‪352‬‬
‫ع ْن َكثِ ٍ‬
‫ير‬ ‫َويَ ْعفُو َ‬
‫ْ‬
‫يرا ِم َّما ُك ْنت ُ ْم ت ُ ْخفُونَ ِمنَ ال ِكتَا ِ‬
‫ب‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫سولنَا يُبَيِنُ ل ُك ْم َكثِ ً‬‫ب قَ ْد َجا َء ُك ْم َر ُ‬ ‫ْ‬
‫يَا أَ ْه َل ال ِكتَا ِ‬
‫َّللاُ َم ِن اتَّبَ َع‬
‫ين (‪ )15‬يَ ْهدِي بِ ِه َّ‬ ‫ور َو ِكتَابٌ ُمبِ ٌ‬ ‫ير قَ ْد َجا َء ُك ْم ِمنَ َّ ِ‬
‫َّللا نُ ٌ‬ ‫ع ْن َكثِ ٍ‬ ‫َويَ ْعفُو َ‬
‫ْ‬
‫ور بِإِذنِ ِه َويَ ْهدِي ِه ْم إِلَى‬
‫ت إِلَى النُّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫سبُ َل الس ََّال ِم َوي ُْخ ِر ُج ُه ْم ِمنَ الظل َما ِ‬ ‫ِرض َْوانَهُ ُ‬
‫ص َراطٍ ُم ْستَ ِق ٍيم [المائدة‪]16 ،15/‬‬ ‫ِ‬

‫ص ْف َح ْال َج ِمي َل‬


‫َح ال َّ‬ ‫صف ِ‬ ‫فَا ْ‬
‫َح‬
‫صف ِ‬ ‫ٌ‬
‫عةَ َآلَتِيَة فَا ْ‬ ‫ْ‬
‫ض َو َما بَ ْينَ ُه َما ِإ َّال ِبال َح ِ‬
‫ق َو ِإ َّن السَّا َ‬ ‫َ‬
‫ت َو ْاأل ْر َ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫َو َما َخلَ ْقنَا ال َّ‬
‫ص ْف َح ْال َج ِمي َل (‪ِ )85‬إ َّن َربَّكَ ه َُو الخ ََّال ُق ال َع ِلي ُم [الحجر‪]86 ،85/‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ال َّ‬

‫ع ِن ْال َجا ِهلِينَ‬ ‫ف َوأَع ِْر ْ‬


‫ض َ‬ ‫ُخ ِذ ْال َع ْف َو َوأْ ُم ْر ِب ْالعُ ْر ِ‬
‫ع ِن ْال َجا ِه ِلينَ [األعراف‪]199/‬‬
‫ض َ‬ ‫ف َوأَع ِْر ْ‬‫ُخ ِذ ْال َع ْف َو َوأْ ُم ْر ِب ْالعُ ْر ِ‬

‫اس أ ُ َّمةً َو ِ‬
‫احدَة ً‬ ‫َولَ ْو شَا َء َربُّكَ لَ َج َع َل النَّ َ‬
‫احدَة ً َو َال َيزَ الُونَ ُم ْختَ ِلفِينَ (‪ِ )118‬إ َّال َم ْن َر ِح َم‬ ‫ُ‬
‫اس أ َّمةً َو ِ‬ ‫َولَ ْو شَا َء َربُّكَ لَ َج َع َل النَّ َ‬
‫اس أَجْ َمعِينَ‬ ‫ت َك ِل َمةُ َر ِبكَ َأل َ ْم َأل َ َّن َج َهنَّ َم ِمنَ ْال ِجنَّ ِة َوالنَّ ِ‬ ‫َربُّكَ َو ِلذَلِكَ َخلَقَ ُه ْم َوتَ َّم ْ‬
‫[هود‪]119 ،118/‬‬

‫َّللاُ َما فَ َعلُوهُ‬


‫دِينَ ُه ْم َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫ش َركَا ُؤ ُه ْم ِلي ُْردُو ُه ْم َو ِل َي ْل ِب ُ‬
‫سوا‬ ‫ير ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ قَتْ َل أَ ْو َال ِد ِه ْم ُ‬ ‫َو َكذَلِكَ زَ يَّنَ ِل َك ِث ٍ‬
‫َّللاُ َما فَ َعلُوهُ فَذَ ْر ُه ْم َو َما َي ْفت َُرونَ (‪[ )137‬األنعام‪]137/‬‬ ‫علَ ْي ِه ْم دِينَ ُه ْم َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫َ‬

‫فَلَ ْو شَا َء لَ َهدَا ُك ْم أَجْ َمعِينَ‬


‫لِلَف ْال ُح َّجةُ ْالبَا ِلغَةُ فَلَ ْو شَا َء لَ َهدَا ُك ْم أَجْ َمعِينَ [األنعام‪]149/‬‬
‫قُ ْل َ ِ َّ ِ‬

‫‪353‬‬
‫علَى ْال ُه َدى‬‫َّللاُ لَ َج َمعَ ُه ْم َ‬‫َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫سلَّ ًما‬
‫ض أَ ْو ُ‬ ‫طعْتَ أَ ْن تَ ْبتَ ِغ َ‬
‫ي نَفَقًا فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ض ُه ْم فَإِ ِن ا ْستَ َ‬‫علَيْكَ إِع َْرا ُ‬ ‫َوإِ ْن َكانَ َكب َُر َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫علَى ال ُهدَى فَ َال تَ ُكون ََّن ِمنَ ال َجا ِهلِينَ‬ ‫اء فَتَأْتِيَ ُه ْم بِآيَ ٍة َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫َّللاُ لَ َج َمعَ ُه ْم َ‬ ‫َ‬ ‫س َم ِ‬
‫فِي ال َّ‬
‫(‪[ )35‬األنعام‪]35/‬‬

‫َولَ ْو شَا َء َربُّكَ َما فَ َعلُوهُ‬


‫ض‬‫ض ُه ْم ِإلَى بَ ْع ٍ‬ ‫اإل ْن ِس َو ْال ِج ِن ي ِ‬
‫ُوحي بَ ْع ُ‬ ‫اطينَ ْ ِ‬‫شيَ ِ‬ ‫َو َكذَلِكَ َج َع ْلنَا ِل ُك ِل نَ ِبي ٍ َ‬
‫عد ًُّوا َ‬
‫ورا َولَ ْو شَا َء َربُّكَ َما فَ َعلُوهُ فَذَ ْر ُه ْم َو َما يَ ْفت َُرونَ (‪112‬‬‫غ ُر ً‬ ‫ف ْالقَ ْو ِل ُ‬ ‫ُز ْخ ُر َ‬
‫[األنعام‪]112/‬‬

‫َولَ ْو ِشئْنَا َآلَتَ ْينَا ُك َّل نَ ْف ٍس ُهدَاهَا‬


‫ار ِج ْعنَا‬ ‫س ِم ْعنَا فَ ْ‬ ‫سو ُر ُءو ِس ِه ْم ِع ْندَ َر ِب ِه ْم َربَّنَا أَ ْب َ‬
‫ص ْرنَا َو َ‬ ‫َولَ ْو ت ََرى ِإ ِذ ْال ُمجْ ِر ُمونَ نَا ِك ُ‬
‫صا ِل ًحا ِإنَّا ُموقِنُونَ (‪َ )12‬ولَ ْو ِشئْنَا َآلَتَ ْينَا ُك َّل نَ ْف ٍس ُهدَاهَا َولَ ِك ْن َح َّق ْالقَ ْو ُل‬ ‫نَ ْع َم ْل َ‬
‫اس أَجْ َمعِينَ [السجدة‪]13 ،12/‬‬ ‫ِمنِي َأل َ ْم َأل َ َّن َج َهنَّ َم ِمنَ ْال ِجنَّ ِة َوالنَّ ِ‬

‫َّللاُ َما أَ ْش َر ُكوا‬


‫َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫ع ِن ْال ُم ْش ِركِينَ (‪َ )106‬ولَ ْو‬ ‫ض َ‬ ‫ي ِإلَيْكَ ِم ْن َر ِبكَ َال ِإلَهَ ِإ َّال ه َُو َوأَع ِْر ْ‬‫وح َ‬ ‫ات َّ ِب ْع َما أ ُ ِ‬
‫ظا َو َما أَ ْنتَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم بِ َو ِكي ٍل (‪)107‬‬ ‫َّللاُ َما أَ ْش َر ُكوا َو َما َجعَ ْلنَاكَ َ‬
‫علَ ْي ِه ْم َح ِفي ً‬ ‫شَا َء َّ‬
‫[األنعام‪]107 ،106/‬‬

‫‪354‬‬
‫َّللاُ لَ َجعَلَ ُك ْم أ ُ َّمةً َو ِ‬
‫احدَة ً‬ ‫َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫علَ ْي ِه فَاحْ ُك ْم‬
‫ب َو ُم َهي ِْمنًا َ‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫عة ً‬ ‫ق ِل ُك ٍل َجعَ ْلنَا ِم ْن ُك ْم ِش ْر َ‬
‫ع َّما َجا َءكَ ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫َّللاُ َو َال تَتَّبِ ْع أَ ْه َوا َء ُه ْم َ‬
‫بَ ْينَ ُه ْم بِ َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫احدَة ً َولَ ِك ْن ِليَ ْبلُ َو ُك ْم فِي َما آَتَا ُك ْم فَا ْستَبِقُوا‬ ‫َّللاُ لَ َجعَلَ ُك ْم أ ُ َّمةً َو ِ‬
‫َو ِم ْن َها ًجا َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫َّللا َم ْر ِجعُ ُك ْم َج ِميعًا فَيُن َِبئ ُ ُك ْم ِب َما ُك ْنت ُ ْم فِي ِه ت َْختَ ِلفُونَ (‪)48‬‬ ‫ت ِإلَى َّ ِ‬ ‫ْال َخي َْرا ِ‬
‫[المائدة‪]49 ،48/‬‬

‫َولَ ْو شَا َء لَ َهدَا ُك ْم أَجْ َمعِينَ‬


‫س ِبي ِل َو ِم ْن َها َجائِ ٌر َولَ ْو شَا َء لَ َهدَا ُك ْم أَجْ َمعِينَ (‪[ )9‬النحل‪]9/‬‬
‫صدُ ال َّ‬ ‫علَى َّ ِ‬
‫َّللا قَ ْ‬ ‫َو َ‬

‫َّللاُ لَ َج َعلَ ُك ْم أ ُ َّمةً َو ِ‬


‫احدَة ً‬ ‫َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫ت غ َْزلَ َها ِم ْن َب ْع ِد قُ َّوةٍ أَ ْنكَاثًا تَت َّ ِخذُونَ أَ ْي َمانَ ُك ْم دَخ ًَال َب ْينَ ُك ْم‬ ‫ض ْ‬ ‫َو َال تَ ُكونُوا كَالَّتِي نَقَ َ‬
‫َّللاُ ِب ِه َولَيُ َب ِين ََّن لَ ُك ْم َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة َما‬ ‫ُ‬
‫ِي أَ ْر َبى ِم ْن أ َّم ٍة ِإنَّ َما َي ْبلُو ُك ُم َّ‬ ‫ُ‬
‫أَ ْن تَ ُكونَ أ َّمةٌ ه َ‬
‫ُض ُّل َم ْن َيشَا ُء‬ ‫احدَة ً َولَ ِك ْن ي ِ‬ ‫َّللاُ لَ َج َعلَ ُك ْم أ ُ َّمةً َو ِ‬
‫ُك ْنت ُ ْم فِي ِه ت َْختَ ِلفُونَ (‪َ )92‬ولَ ْو شَا َء َّ‬
‫ع َّما ُك ْنت ُ ْم تَ ْع َملُونَ (‪[ )93‬النحل‪]93 ،92/‬‬ ‫َو َي ْهدِي َم ْن َيشَا ُء َولَت ُ ْسأَلُ َّن َ‬

‫َّللاُ لَ َج َعلَ ُه ْم أ ُ َّمةً َو ِ‬


‫اح َدة ً‬ ‫َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫ع َر ِبيًّا ِلت ُ ْنذ َِر أ ُ َّم ْالقُ َرى َو َم ْن َح ْولَ َها َوت ُ ْنذ َِر َي ْو َم ْال َج ْم ِع‬‫َو َكذَلِكَ أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ قُ ْرآَنًا َ‬
‫َّللاُ لَ َج َعلَ ُه ْم أ ُ َّمةً‬
‫ير (‪َ )7‬ولَ ْو شَا َء َّ‬ ‫س ِع ِ‬
‫يق ِفي ال َّ‬ ‫يق ِفي ْال َجنَّ ِة َوفَ ِر ٌ‬ ‫ْب ِفي ِه فَ ِر ٌ‬ ‫َال َري َ‬
‫ير‬
‫َص ٍ‬ ‫الظا ِل ُمونَ َما لَ ُه ْم ِم ْن َو ِلي ٍ َو َال ن ِ‬‫اح َدة ً َولَ ِك ْن يُد ِْخ ُل َم ْن َيشَا ُء ِفي َرحْ َم ِت ِه َو َّ‬ ‫َو ِ‬
‫(‪[ )8‬الشورى‪]8 ،7/‬‬

‫َولَ ْو شَا َء َربُّكَ َما فَعَلُوهُ‬


‫ش ْيءٍ قُب ًُال َما‬ ‫َولَ ْو أَنَّنَا ن ََّز ْلنَا إِلَ ْي ِه ُم ْال َم َالئِ َكةَ َو َكلَّ َم ُه ُم ْال َم ْوتَى َو َحش َْرنَا َ‬
‫علَ ْي ِه ْم ُك َّل َ‬
‫َّللاُ َولَ ِك َّن أَ ْكثَ َر ُه ْم يَجْ َهلُونَ (‪َ )111‬و َكذَلِكَ َجعَ ْلنَا ِل ُك ِل‬ ‫كَانُوا ِليُؤْ ِمنُوا إِ َّال أَ ْن يَشَا َء َّ‬

‫‪355‬‬
‫ف ْالقَ ْو ِل‬ ‫ض ُه ْم إِلَى بَ ْع ٍ‬
‫ض ُز ْخ ُر َ‬ ‫اإل ْن ِس َو ْال ِج ِن ي ِ‬
‫ُوحي بَ ْع ُ‬ ‫اطينَ ْ ِ‬
‫شيَ ِ‬
‫عدُ ًّوا َ‬
‫نَبِي ٍ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ورا َول ْو شَا َء َربُّكَ َما فَعَلوهُ فَذ ْر ُه ْم َو َما يَفت َُرونَ (‪[ )112‬األنعام‪،111/‬‬ ‫ُ‬
‫غ ُر ً‬
‫‪]112‬‬

‫َّللاُ َما فَعَلُوهُ‬


‫َولَ ْو شَا َء َّ‬

‫َّلل ِبزَ ع ِْم ِه ْم َو َه َذا‬ ‫َصيبًا فَقَالُوا َهذَا ِ َّ ِ‬ ‫ث َو ْاأل َ ْن َع ِام ن ِ‬‫َّلل ِم َّما ذَ َرأَ ِمنَ ْال َح ْر ِ‬ ‫َو َج َعلُوا ِ َّ ِ‬
‫ص ُل ِإلَى‬ ‫َّلل فَ ُه َو يَ ِ‬ ‫ص ُل ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َما َكانَ ِ َّ ِ‬ ‫ش َركَائِ ِه ْم فَ َال يَ ِ‬ ‫ش َركَائِنَا فَ َما َكانَ ِل ُ‬ ‫ِل ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ير ِمنَ ال ُم ْش ِركِينَ قَتْ َل أ ْو َال ِد ِه ْم‬ ‫سا َء َما يَحْ ُك ُمونَ (‪َ )136‬و َكذَلِكَ زَ يَّنَ ِل َكثِ ٍ‬ ‫ش َركَائِ ِه ْم َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫َّللاُ َما فَ َعلوهُ فَذَ ْر ُه ْم َو َما‬ ‫علَ ْي ِه ْم دِينَ ُه ْم َولَ ْو شَا َء َّ‬‫سوا َ‬ ‫ْ‬
‫ش َركَا ُؤ ُه ْم ِلي ُْردُو ُه ْم َو ِليَل ِب ُ‬ ‫ُ‬
‫يَ ْفت َُرونَ (‪[ )137‬األنعام‪]137 ،136/‬‬

‫علَى ْال ُهدَى‬


‫َّللاُ لَ َج َم َع ُه ْم َ‬
‫َولَ ْو شَا َء َّ‬

‫سلَّ ًما‬
‫ض أَ ْو ُ‬ ‫طعْتَ أَ ْن تَ ْبتَ ِغ َ‬
‫ي نَفَقًا فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ض ُه ْم َفإِ ِن ا ْستَ َ‬
‫ع َليْكَ ِإع َْرا ُ‬ ‫َو ِإ ْن َكانَ َكب َُر َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫علَى ال ُهدَى فَ َال تَ ُكون ََّن ِمنَ ال َجا ِهلِينَ‬ ‫اء فَتَأْتِ َي ُه ْم ِبآ َ َي ٍة َولَ ْو شَا َء َّ‬
‫َّللاُ لَ َج َم َع ُه ْم َ‬ ‫س َم ِ‬
‫فِي ال َّ‬
‫[األنعام‪]35/‬‬

‫اس َج ِمي ًعا‬ ‫َّللاُ لَ َهدَى النَّ َ‬


‫ْو َيشَا ُء َّ‬
‫ض أَ ْو ُك ِل َم ِب ِه ْال َم ْوتَى َب ْل ِ َّ ِ‬
‫َّلل‬ ‫ت ِب ِه ْاأل َ ْر ُ‬ ‫ت ِب ِه ْال ِج َبا ُل أَ ْو قُ ِط َع ْ‬ ‫َولَ ْو أَ َّن قُ ْرآَنًا ُ‬
‫س ِي َر ْ‬
‫اس َج ِمي ًعا َو َال َيزَ ا ُل‬ ‫ْاأل َ ْم ُر َج ِمي ًعا أَفَلَ ْم َي ْيئ َِس الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ْن لَ ْو َيشَا ُء َّ‬
‫َّللاُ لَ َهدَى النَّ َ‬
‫ْ‬
‫ي َو ْعدُ‬ ‫عةٌ أَ ْو تَ ُح ُّل قَ ِريبًا ِم ْن َد ِار ِه ْم َحتَّى َيأ ِت َ‬ ‫صنَعُوا قَ ِ‬
‫ار َ‬ ‫صيبُ ُه ْم ِب َما َ‬ ‫الَّذِينَ َكف َُروا ت ُ ِ‬
‫ف ْال ِمي َعا َد [الرعد‪]31/‬‬ ‫َّللاَ َال ي ُْخ ِل ُ‬
‫َّللا ِإ َّن َّ‬
‫َّ ِ‬

‫تعليق‬
‫أقول من هنا يعلم الفهم الخاطئ لسيرة المسلمين بل وبعض اآليات فان هذا‬
‫تقييد واضح آليات القتال والجهاد وتبين انها مختصة بالمعتدي وليس مطلق‬
‫الكافر‪ .‬ان هللا تعالى ال يحب الكفر لكنه لم يخول أحدا – حتى رسله‪ -‬باستخدام‬
‫القوة واالكراه إلجبار الناس على االيمان وال يحب المعتدين‪ .‬وهنا يتبين‬
‫االشكال على إطالق لفظة (غزوات) على الحروب الدفاعية التي قام بها النبي‬
‫ضد المعتدين عليه وأيضا يتوضح االشكال على الفتوحات للبلدان التي لم‬
‫تظهر عداء لإلسالم وال عدوان على المسلمين‪ .‬بل ان بعض اآليات ظاهر في‬
‫استخدام العفو والصفح والحسنى في الدعوة‪ ،‬وهو يبطل استخدام أي لفظة‬

‫‪356‬‬
‫غليظة او قاسية او جارحة بحق الكافر غير المعتدي‪ ،‬وال الدعاء عليهم بل‬
‫ينبغي الدعاء لهم من أصل) االحسان‪ ،‬وهللا المحسن‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫الموضع الرابع في المستدل‬

‫أصول تحصيل العلم‬

‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر )‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬


‫الر ُ‬ ‫أصل) ( َيا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫سو ُل َف ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬
‫ع ْنهُ َفا ْنتَ ُهوا ) و قال تعالى‬ ‫الر ُ‬‫(و َما آَتَا ُك ُم َّ‬‫قال تعالى َ‬
‫سولَ) وقال‬
‫الر ُ‬
‫َّللاَ َو َّ‬ ‫َ‬
‫سو َل ) و قال تعالى (قُ ْل أ ِطيعُوا َّ‬ ‫الر ُ‬ ‫َ‬
‫َّللاَ َوأ ِطيعُوا َّ‬ ‫(وأَ ِطيعُوا َّ‬
‫َ‬
‫سو َل لَ َعلَّ ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ) فاطاعة رسول هللا صلى هللا‬ ‫الر‬ ‫و‬
‫َ َ َّ ُ‬ ‫َّ‬
‫َّللا‬ ‫وا‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫َ ِ ُ‬ ‫ط‬‫َ‬ ‫أ‬‫(و‬ ‫تعالى‬
‫عليه و اله واجبة و عليها الضرورة الدينية و السيرة‪.‬‬
‫سو َل َوأ ُو ِلي ْاأل َ ْم ِر )‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫و قال تعالى (يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫(وأَ ِقي ُموا‬
‫ط ْعت ُ ْم َوا ْس َمعُوا َوأَ ِطيعُوا) وقال تعالى َ‬ ‫َّللاَ َما ا ْستَ َ‬
‫وقال تعالى (فَاتَّقُوا َّ‬

‫‪358‬‬
‫سو َل لَعَلَّ ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ) و قال تعالى َ‬
‫(وإِذَا‬ ‫الر ُ‬‫الزكَاةَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬ ‫ص َالةَ َوآَتُوا َّ‬ ‫ال َّ‬
‫ُ‬
‫سو ِل َو ِإلَى أو ِلي‬ ‫عوا ِب ِه َولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫َ‬
‫ف أذَا ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َجا َء ُه ْم أ ْم ٌر ِمنَ ْاأل ْم ِن أ ِو الخ َْو ِ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم ) فيجب اطاعة ولي االمر وهو االمام‬ ‫ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّذِينَ َي ْستَ ْن ِب ُ‬
‫اس إِ َما ًما قَا َل َو ِم ْن‬‫المعصوم عليه السالم لقوله تعالى (قَا َل إِنِي َجا ِعلُكَ ِللنَّ ِ‬
‫الظا ِل ِمينَ ) و في مصدقة الكنانى قال‪ :‬قال أبو عبد‬ ‫ع ْهدِي َّ‬ ‫ذُ ِريَّتِي قَا َل َال يَنَا ُل َ‬
‫هللا عليه السالم‪ :‬يا أبا الصباح نحن قوم فرض هللا طاعتنا‪ .‬والنقل مستفيض‬
‫معلوم في ذلك‪.‬‬

‫ش ْيئًا )‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬


‫ق َ‬ ‫أصل) (إِ َّن َّ‬

‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬


‫ق‬ ‫الظ َّن َو ِإ َّن َّ‬
‫(و َما لَ ُه ْم ِب ِه ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن َيت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫ش ْيئًا‬
‫ق َ‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬ ‫ظنًّا إِ َّن َّ‬‫(و َما يَتَّبِ ُع أَ ْكثَ ُر ُه ْم إِ َّال َ‬
‫ش ْيئًا ) و قال تعالى َ‬ ‫َ‬
‫َّللا إِ ْن يَتَّبِعُونَ‬ ‫ع ْن َ‬
‫سبِي ِل َّ ِ‬ ‫ُضلوكَ َ‬ ‫ُّ‬ ‫ضي ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(وإِ ْن ت ُ ِط ْع أكثَ َر َم ْن فِي األ ْر ِ‬ ‫) و قال تعالى َ‬
‫ْس لَكَ ِب ِه ِع ْل ٌم )‬ ‫ف َما لَي َ‬ ‫(و َال تَ ْق ُ‬‫صونَ ) و قال تعالى َ‬ ‫ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن ُه ْم ِإ َّال َي ْخ ُر ُ‬
‫فال يصح اعتماد الظن ‪.‬‬

‫أصل) (قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا )‬

‫صا ِدقِينَ ) وقال‬ ‫ارةٍ ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم َ‬‫ب ِم ْن قَ ْب ِل َهذَا أَ ْو أَثَ َ‬


‫قال تعالى (اِئْتُونِي بِ ِكتَا ٍ‬
‫تعالى (قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ لَنَا ِإ ْن تَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن أَ ْنت ُ ْم ِإ َّال‬
‫عبَ ْدنَا ُه ْم َما لَ ُه ْم بِذَلِكَ ِم ْن‬ ‫الرحْ َمنُ َما َ‬ ‫(وقَالُوا لَ ْو شَا َء َّ‬ ‫صونَ ) و قال تعالى َ‬ ‫ت َْخ ُر ُ‬
‫صونَ (*) أَ ْم آَتَ ْينَا ُه ْم ِكتَابًا ِم ْن قَ ْب ِل ِه فَ ُه ْم ِب ِه ُم ْست َْم ِس ُكونَ )‬ ‫ِع ْل ٍم ِإ ْن ُه ْم ِإ َّال يَ ْخ ُر ُ‬
‫وقال تعالى (فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا‬
‫قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون )‬

‫ت ِلقَ ْو ٍم َي ْع ِقلُونَ )‬
‫أصل) ( ِإ َّن ِفي ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬

‫‪359‬‬
‫ص َّم َولَ ْو كَانُوا َال يَ ْع ِقلُونَ )‬ ‫(و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْست َِمعُونَ إِلَيْكَ أَ َفأ َ ْنتَ تُس ِْم ُع ال ُّ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫َّ‬
‫علَى الذِينَ‬ ‫س َ‬ ‫الرجْ َ‬‫َّللا َويَجْ َع ُل ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫(و َما َكانَ ِلنَ ْف ٍس أ ْن تُؤْ ِمنَ ِإ َّال ِبإِذ ِن َّ ِ‬ ‫و قال تعالى َ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َي ْع ِقلُونَ ) و قال تعالى (أَفَلَ ْم‬ ‫َال َي ْع ِقلُونَ ) و قال تعالى ( ِإ َّن ِفي ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬
‫ان يَ ْس َمعُونَ بِ َها فَإِنَّ َها َال‬ ‫ض فَتَ ُكونَ لَ ُه ْم قُلُوبٌ يَ ْع ِقلُونَ بِ َها أَ ْو آَذَ ٌ‬ ‫ِيروا فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫يَس ُ‬
‫ب‬ ‫س ُ‬ ‫َ‬
‫ُور ) و قال تعالى (أ ْم تَحْ َ‬ ‫صد ِ‬ ‫وب التِي فِي ال ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ار َولَ ِك ْن تَ ْع َمى القُلُ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫َ‬
‫تَ ْع َمى ْاأل ْب َ‬
‫يال ) وقال‬ ‫س ِب ً‬
‫ض ُّل َ‬‫أَ َّن أَ ْكثَ َر ُه ْم َي ْس َمعُونَ أَ ْو َي ْع ِقلُونَ ِإ ْن ُه ْم ِإ َّال ك َْاأل َ ْن َع ِام َب ْل ُه ْم أَ َ‬
‫سنَ َما‬ ‫(واتَّبِعُوا أَحْ َ‬‫(ولَقَ ْد ت ََر ْكنَا ِم ْن َها آَيَةً بَيِنَةً ِلقَ ْو ٍم يَ ْع ِقلُونَ ) و قال تعالى َ‬ ‫تعالى َ‬
‫َ‬
‫اب بَ ْغتَةً َوأ ْنت ُ ْم َال تَ ْشعُ ُرونَ )‬ ‫ْ‬
‫أ ُ ْن ِز َل ِإلَ ْي ُك ْم ِم ْن َر ِب ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل أ ْن يَأتِيَ ُك ُم ال َعذَ ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬

‫أصل) الرد الى القران والسنة والعرض عليهما‪.‬‬


‫سو ِل‪ .‬توضيح (ت) قال‬ ‫الر ُ‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُردُّوهُ ِإلَى َّ ِ‬
‫َّللا َو َّ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬فإِ ْن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِي َ‬
‫في الوجيز { فإن تنازعتم } اختلفتم وتجادلتم وقال ك ُّل فريق ‪ :‬القو ُل قولي ‪:‬‬
‫فَ ُردُّوا األمر في ذلك إلى كتاب هللا وسنَّة رسوله‪ .‬و قال السعدي ثم أمر برد‬
‫كل ما تنازع الناس فيه من أصول الدين وفروعه إلى هللا وإلى رسوله‪ ،‬أي‪:‬‬
‫إلى كتاب هللا وسنة رسوله؛ فإن فيهما الفصل في جميع المسائل الخالفية‪ .‬وقال‬
‫الطوسي‪ :‬فمعنى الرد إلى هللا هو إلى كتابه والرد إلى رسوله هو الرد إلى‬
‫سنته‪ .‬و هو قول مجاهد‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وميمون بن مهران‪ ،‬والسدي‪ :‬والرد إلى‬
‫االئمة يجري مجرى الرد إلى هللا والرسول‪ ،‬ولذلك قال في آية أخرى " ولو‬
‫ردوه إلى الرسول وإلى أولي االمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " والنه‬
‫إذا كان قولهم حجة من حيث كانوا معصومين حافظين للشرع جروا مجرى‬
‫الرسول في هذا األصل) ‪.‬انتهى اقول وهو مقتضى االمر بطاعتهم و السنة‬
‫االمرة بالتمسك بهم حتى عند من ال يقول بعصمتهم‪ .‬هذا وقد جاء في الحديث‬
‫المصدق في النهج قال أمير المؤمنين صلوات هللا عليه ‪ :‬الرد إلى هللا األخذ‬
‫بمحكم كتابه والرد إلى الرسول األخذ بسنته الجامعة غير المفرقة‪.‬‬

‫َّللا ‪ .‬ت‪ :‬قال السعدي { َو َما‬ ‫ش ْيءٍ فَ ُح ْك ُمهُ ِإلَى َّ ِ‬


‫اختَلَ ْفت ُ ْم ِفي ِه ِم ْن َ‬
‫وقال تعالى ‪َ :‬ما ْ‬
‫ش ْيءٍ } من أصول دينكم وفروعه‪ ،‬مما لم تتفقوا عليه { فَ ُح ْك ُمهُ‬ ‫اختَلَ ْفت ُ ْم فِي ِه ِم ْن َ‬
‫ْ‬
‫َّللا } يرد إلى كتابه‪ ،‬وإلى سنة رسوله‪ ،‬فما حكما به فهو الحق‪ ،‬وما خالف‬ ‫ِإلَى َّ ِ‬
‫ذلك فباطل‪ .‬وقال ابن عجيبة المختار العموم ‪ ،‬أي ‪ :‬وما اختلفتم فيه أيها الناس‬
‫من أمور الدين ‪ ،‬سواء رجع ذلك االختالف إلى األصول أو الفروع ‪ ،‬ف ُحكم‬
‫ش ْىءٍ فَ ُردُّوهُ ِإلَى هللاِ‬
‫ذلك إلى هللا ‪ ،‬وقد قال في آية أخرى ‪ { :‬فَإِن تَنَازَ ْعت ُ ْم فِى َ‬

‫‪360‬‬
‫سو ِل }‪ .‬وقال الطوسي وقوله (وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى هللا)‬ ‫الر ُ‬
‫َو َّ‬
‫معناه ان الذي تختلفون فيه من أمر دينكم ودنياكم وتتنازعون فيه (فحكمه إلى‬
‫هللا) يعني أنه الذي يفصل بين المحق فيه وبين المبطل‪ ،‬النه العالم بحقيقة ذلك‪.‬‬

‫سو ِل َو ِإ َلى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم َل َع ِل َمهُ الَّذِينَ‬ ‫وقال تعالى ‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ ِإ َلى َّ‬
‫الر ُ‬
‫سو ِل َو ِإلَى أ ُ ْو ِلي األ َ ْم ِر‬ ‫الر ُ‬ ‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬قال الماوردي { َولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬‫َي ْستَ ْن ِب ُ‬
‫ِم ْن ُه ْم } وفيهم ثالثة أقاويل ‪ :‬أحدها ‪ :‬أنهم األمراء ‪ ،‬وهذا قول ابن زيد ‪،‬‬
‫والسدي ‪ .‬والثاني ‪ :‬هم أمراء السرايا ‪ .‬والثالث ‪ :‬هم أهل العلم والفقه ‪ ،‬وهذا‬
‫قول الحسن ‪ ،‬وقتادة ‪ ،‬وابن جريج ‪ ،‬وابن نجيح ‪ ،‬والزجاج ‪ .‬قال الطوسي‬
‫(ولو ردوه إلى الرسول) بمعنى لو ردوه إلى سنته " وإلى أولي االمر منهم "‪.‬‬
‫قال أبوجعفر (صلوات هللا عليه)‪ :‬هم االئمة المعصومون‪ .‬وقال ابن زيد‪،‬‬
‫والسدي‪ ،‬وأبوعلي‪ :‬هم امراء السرايا‪ ،‬والوالة‪ ،‬وكانوا يسمعون باخبار السرايا‬
‫وال يتحققونه فيشيعونه واليسألون أولي االمر‪ .‬وقال الحسن‪ ،‬وقتادة‪ ،‬وابن‬
‫جريج‪ ،‬وابن أبي نجيح‪ ،‬والزجاج‪ :‬هم أهل العلم‪ ،‬والفقه المالزمين للنبي صلى‬
‫هللا عليه وآله‪ ،‬النهم لو سألولهم عن حقيقة ما أرجفوا به‪ ،‬لعلموا به‪ .‬قال‬
‫الجبائي‪ :‬هذا اليجوز‪ ،‬الن أولي االمر من لهم االمر على الناس بوالية‪.‬‬
‫واالول أقوى‪ ،‬النه تعالى بين أنهم متى ردوه إلى أولي العلم علموه‪ .‬والرد إلى‬
‫من ليس بمعصوم‪ ،‬اليوجب العلم لجواز الخطأ عليه بال خالف سواء كانوا‬
‫امراء السرايا‪ ،‬أو العلماء‪ .‬انتهى اقول المصدق ان الرد ترتيبي اي الى الرسول‬
‫حال وفاته و بعده الى اولي االمر وهو الذي يقوم مقام الرسول المفترضة‬
‫طاعتهم وان الرد الى ولي االمر طريقي فال بد ان يكون على علم باهلل و‬
‫الرسول مما يؤهله ان يكون هاديا‪.‬‬

‫َّللا َج ِميعًا َو َال تَف ََّرقُوا‪ .‬ت‪ :‬قال ابو السعود {‬


‫َص ُموا بِ َح ْب ِل َّ ِ‬
‫وقال تعالى َوا ْعت ِ‬
‫اإلسالم أو بكتابه لقوله عليه الصالة والسالم‬‫ِ‬ ‫واعتصموا ِب َح ْب ِل هللا } أي بدين‬
‫‪ « :‬القرآنُ حب ُل هللا المتينُ )‪ .‬وقال الطوسي و " واعتصموا " امتنعوا بحبل‬
‫هللا واستمسكوا به ‪ -‬الى ان ‪ -‬قال في معنى قوله‪ " :‬بحبل هللا " قوالن قال‬
‫أبوسعيد الخدري عن النبي صلى هللا عليه وآله أنه كتاب هللا‪ .‬وبه قال ابن‬
‫مسعود‪ .‬وقتادة والسدي‪ .‬وقال ابن زيد " حبل هللا " دين هللا أي دين االسالم‪.‬‬
‫وقوله‪ " :‬جميعا " منصوب على الحال‪ .‬والمعنى اعتصموا بحبل هللا مجتمعين‬

‫‪361‬‬
‫على االعتصام به‪ .‬انتهى‪ ،‬فاالعتصام هو التمسك اي عمليا هو الرجوع و‬
‫الرد‪.‬‬

‫أصل) ( ما جاءكم عني فوافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم يخالف القرآن‬
‫فلم أقله )‬

‫ففي مصدقة ابن علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السالم قال‪ :‬قرأت في‬
‫كتاب لعلي عليه السالم أن رسول هللا صلى هللا عليه واله قال‪ :‬إنه سيكذب علي‬
‫كما كذب على من كان قبلي فما جاءكم عني من حديث وافق كتاب هللا فهو‬
‫حديثي‪ ،‬وأما ما خالف كتاب هللا فليس من حديثي‪ .‬و في مصدقة علي بن أيوب‪،‬‬
‫عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم‬
‫عني بالحديث فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪،‬‬
‫وإن لم يوافق كتاب هللا فلم أقله‪ .‬و في مصدقة هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله ‪ -‬في خطبة بمنى أو‬
‫مكة ‪ :-‬يا أيها الناس ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم عني ال‬
‫يوافق القرآن فلم أقله‪ .‬و في مصدقة الهشامين جميعا وغيرهما قال‪ :‬خطب‬
‫النبي صلى هللا عليه واله بمنى فقال‪ :‬أيها الناس ما جاءكم عني فوافق كتاب‬
‫هللا فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم يخالف القرآن فلم أقله‪ .‬و في مصدقة أيوب بن الحر‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود إلى كتاب هللا والسنة‪،‬‬
‫وكل حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪.‬و في مصدقة كليب بن معاوية‪،‬‬
‫عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ما أتاكم عنا من حديث ال يصدقه كتاب هللا‬
‫فهو باطل‪ .‬و و في مصدقة يونس بن عبد الرحمن عن على أبي الحسن الرضا‬
‫عليه السالم ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن‬
‫وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله نحدث‪ :::‬فإن مع كل قول منا حقيقة‬
‫وعليه نور‪ ،‬فما ال حقيقة معه وال نور عليه فذلك قول الشيطان‪ .‬و في مصدقة‬
‫سدير قال‪ :‬قال أبو جعفر وأبو عبد هللا عليهما السالم‪ :‬ال تصدق علينا إال بما‬
‫يوافق كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه واله‪.‬‬
‫فهذا االحاديث نزلت ما وافق القران منزلة السنة تعبدا و اخرجت ما خالفه‬
‫منها ‪ .‬و ان هذه القاعدة مصدقة باوامر التسليم ‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫أصل) (ال تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا‬
‫من أحاديثنا المتقدمة )‬

‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ) وقال‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬


‫الر ُ‬ ‫قال تعالى (يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫سو ِل‬ ‫عوا بِ ِه َولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫(وإِذَا َجا َء ُه ْم أَ ْم ٌر ِمنَ ْاأل َ ْم ِن أَ ِو ْالخ َْو ِ‬
‫ف أَذَا ُ‬ ‫تعالى َ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم ) و الن االخبار المصدقة‬ ‫َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الذِينَ يَ ْستَ ْن ِب ُ‬
‫َّ‬
‫هي الحاكية عن امرهم عليهم السالم ولو ظاهرا و تعبدا ففي مصدقة ابن‬
‫علوان‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه عليهما السالم قال‪ :‬قرأت في كتاب لعلي عليه‬
‫السالم أن رسول هللا صلى هللا عليه واله قال‪ :‬إنه سيكذب علي كما كذب على‬
‫من كان قبلي فما جاءكم عني من حديث وافق كتاب هللا فهو حديثي‪ ،‬وأما ما‬
‫خالف كتاب هللا فليس من حديثي‪ .‬و في مصدقة علي بن أيوب‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬إذا حدثتم عني بالحديث‬
‫فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن لم يوافق‬
‫كتاب هللا فلم أقله‪ .‬و في مصدقة هشام بن الحكم‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله ‪ -‬في خطبة بمنى أو مكة ‪ :-‬يا أيها‬
‫الناس ما جاءكم عني يوافق القرآن فأنا قلته‪ ،‬وما جاءكم عني ال يوافق القرآن‬
‫فلم أقله‪ .‬و في مصدقة الهشامين جميعا وغيرهما قال‪ :‬خطب النبي صلى هللا‬
‫عليه واله بمنى فقال‪ :‬أيها الناس ما جاءكم عني فوافق كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وما‬
‫جاءكم يخالف القرآن فلم أقله‪ .‬و عليه االخبار الخاصة المصرحة بمصدقية‬
‫االخبار المصدقة ففي المصدق عن يونس بن عبد الرحمن انه قال‪ :‬حدثني‬
‫هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬ال تقبلوا علينا حديثا إال‬
‫ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة‪ ....‬قال يونس‬
‫قال على أبي الحسن الرضا عليه السالم ‪ ...‬ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا‬
‫إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة‪ ،‬إنا عن هللا وعن رسوله نحدث‪،‬‬
‫وال نقول‪ :‬قال فالن وفالن فيتناقض كالمنا‪ ،‬إن كالم آخرنا مثل كالم أولنا‪،‬‬
‫وكالم أولنا مصداق لكالم آخرنا‪ ،‬وإذا أتاكم من يحدثكم بخالف ذلك فردوه‬
‫عليه وقولوا‪ :‬أنت أعلم و ما جئت به‪ ،‬فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه نور‪،‬‬
‫فما ال حقيقة معه وال نور عليه فذلك قول الشيطان‪ .‬و في مصدقة الحسن بن‬
‫الجهم‪ ،‬عن العبد الصالح عليه السالم قال‪ :‬إذا كان جاءك الحديثان المختلفان‬

‫‪363‬‬
‫فقسهما على كتاب هللا وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق وإن لم يشبههما‬
‫فهو باطل‪.‬و في مصدقة محمد بن عيسى قال‪ :‬أقرأني داود بن فرقد الفارسي‬
‫كتابه إلى أبي الحسن الثالث عليه السالم وجوابه بخطه‪ ،‬فقال‪ :‬نسألك عن العلم‬
‫المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك قد اختلفوا علينا فيه كيف العمل به على‬
‫اختالفه ؟ إذا نرد إليك فقد اختلف فيه‪ .‬فكتب ‪ -‬وقرأته ‪ :-‬ما علمتم أنه قولنا‬
‫فالزموه وما لم تعلموا فردوه إلينا‪ .‬و في مصدقة محمد بن أحمد بن محمد بن‬
‫زياد‪ ،‬وموسى بن محمد بن علي بن موسى قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن عليه‬
‫السالم أسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك صلوات هللا عليهم قد‬
‫اختلف علينا فيه فكيف العمل به على اختالفه والرد إليك فيما اختلف فيه ؟‬
‫فكتب عليه السالم‪ :‬ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموه فردوه إلينا‪.‬‬

‫أصل) (علينا أن نلقي إليكم االصول وعليكم أن تفرعوا‪) .‬‬


‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ) وقال‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫قال تعالى (يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫ط ْعت ُ ْم َوا ْس َمعُوا َوأَ ِطيعُوا) و قال تعالى َ‬
‫(و ِإذَا َجا َء ُه ْم‬ ‫َّللاَ َما ا ْستَ َ‬‫تعالى (فَاتَّقُوا َّ‬
‫سو ِل َوإِلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر‬ ‫ف أَذَا ُ‬
‫عوا بِ ِه َولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫أَ ْم ٌر ِمنَ ْاأل َ ْم ِن أَ ِو ْالخ َْو ِ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم ) و اطالقه كما يدل على انه ال تقليد و ال‬ ‫ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫اتباع اال لهم عليهم السالم كما عليه المصدق ففي مصدقة زيد‪ ،‬عن أبي عبد‬
‫هللا عليه السالم قال‪ :‬أتدري بما امروا ؟ امروا بمعرفتنا‪ ،‬والرد إلينا‪ ،‬والتسليم‬
‫لنا و في مصدقة عن أبي مريم قال قال‪ :‬أبو جعفر عليه السالم لسلمة بن كهيل‬
‫والحكم بن عتيبة‪ :‬شرقا وغربا فال تجدان علما صحيحا إال شيئا خرج من‬
‫عندنا أهل البيت‪ .‬و في مصدقة أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪:‬‬
‫قال لي‪ :‬إن الحكم بن عتيبة ممن قال هللا‪ :‬ومن الناس من يقول آمنا باهلل وباليوم‬
‫اآلخر وما هم بمؤمنين‪ .‬فليشرق الحكم وليغرب‪ ،‬أما وهللا ال يصيب العلم إال‬
‫من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل‪ .‬و في مصدقة أبي إسحاق النحوي قال‪ :‬دخلت‬
‫على أبي عبد هللا عليه السالم فسمعته يقول‪ ... :‬وإن نبي هللا فوض إلى علي‬
‫عليه السالم‪ :‬وأتمنه فسلمتم وجحد الناس‪ ،‬فوهللا لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا‪،‬‬
‫وتصمتوا إذا صمتنا‪ ،‬ونحن فيما بينكم وبين هللا عزوجل‪ ،‬ما جعل هللا الحد‬
‫خيرا في خالف أمرنا ‪ .‬فان ذلك االطالق ايضا يجعل وصول امراهم عليهم‬
‫السالم متحقق بالطرق العرفية العقالئية ‪ ،‬فكل ما اطمئن انه مخبر عنهم فهو‬
‫متبع و معتبر و على ذلك قاعدة تنزيل الخبر عنهم منزلة قولهم و قاعدة االمر‬
‫بالعمل بنا وافق الكتاب مما ينقل عنهم و قاعدة من عمل بخبر عنهم رجاء‬
‫الثواب فهو له و كلها تدلل ان المسلم اذا وصله امرهم باي طريقة عرفية كان‬

‫‪364‬‬
‫ذلك معتبرا و جاز له اعتماده ‪ .‬و مما تقدم و غيره ال يمكن ان يكون لفتوى‬
‫الفقيه و ال لغيرها اية حجية نفسية في افادة الحكم الشرعي و انما كل الحجج‬
‫المعتبرة في ذلك انما هي طرق للوصول الى القران و السنة ‪ ،‬و بذلك تبين و‬
‫بما ال يقبل الشك ان كل ما يبحث و يتبع و يحتج به في مقدمات االستنباط وفي‬
‫عملية االستنباط انما هو في الطريق الموصل الى القران و السنة ال غير ‪ .‬و‬
‫من هنا و مما هو ظاهر من عملية االستنباط انها توصل الى السنة بالتفريع ‪،‬‬
‫ورد الفرع الى اصله في السنة كما قال عليه السالم ففي مصدقة البزنطي‪،‬‬
‫عن الرضا عليه السالم قال‪ :‬علينا إلقاء االصول إليكم وعليكم التفرع‪ .‬و في‬
‫مصدقة هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال إنما علينا أن نلقي‬
‫إليكم االصول وعليكم أن تفرعوا‪ .‬فاالستنباط هو في نهايته و حقيقته اخبار‬
‫استداللي عن السنة ‪ ،‬في قبال كشف الخبر روائيا عنها ‪ ،‬اذ ان جواز تقليد‬
‫الفقيه و الرجوع اليه انما هو الجل ذلك االخبار و التفريع الراجع الى االصل‬
‫أي السنة و عليه مصدقة الطبرسي عن أبي محمد العسكري عليه السالم في‬
‫قوله تعالى‪ :‬ومنهم اميون ال يعلمون الكتاب إال أماني‪.... .‬قال رجل للصادق‬
‫عليه السالم‪ :‬فإذا كان هؤالء القوم من اليهود ال يعرفون الكتاب إال بما‬
‫يسمعونه من علمائهم ال سبيل لهم إلى غيره فكيف ذمهم بتقليد هم والقبول من‬
‫علمائهم ؟ وهل عوام اليهود إال كعوامنا يقلدون علماءهم ؟ فإن لم يجز الولئك‬
‫القبول من علمائهم لم يجز لهؤالء القبول من علمائهم‪ ،‬فقال عليه السالم‪ :‬بين‬
‫عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة‬
‫أما من حيث استووا فإن هللا قد ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم‪،‬‬
‫وأما من حيث افترقوا فال‪ .‬قال‪ :‬بين لي يا ابن رسول هللا قال عليه السالم‪ :‬إن‬
‫عوام اليهودكانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصريح‪ ،‬وبأكل الحرام والرشاء‪،‬‬
‫وبتغيير األحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات‪ ،‬وعرفوهم‬
‫بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من‬
‫تعصبوا عليه‪ ،‬وأعطوا ما ال يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم‪،‬‬
‫وظلموهم من أجلهم‪ ،‬وعرفوهم يقارفون المحرمات‪ ،‬واضطروا بمعارف‬
‫قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق ال يجوز أن يصدق على هللا وال‬
‫على الوسائط بين الخلق وبين هللا‪ ،‬فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد‬
‫علموا أنه ال يجوز قبول خبره‪ ،‬وال تصديقه في حكاياته‪ ،‬وال العمل بما يؤديه‬
‫إليهم عمن لم يشاهدوه‪ ،‬ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله إذ كانت دالئله أوضح من أن تخفى‪ ،‬وأشهر من أن ال تظهر‬
‫لهم‪ ،‬وكذلك عوام امتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية‬
‫الشديدة‪ ،‬والتكالب على حطام الدنيا وحرامها‪ ،‬وإهالك من يتعصبون عليه‬

‫‪365‬‬
‫وإن كان إلصالح أمره مستحقا‪ ،‬والترفرف بالبر واإلحسان على من تعصبوا‬
‫له وإن كان لإلذالل واإلهانة مستحقا‪ .‬فمن قلد من عوامنا مثل هؤالء الفقهاء‬
‫فهم مثل اليهود الذين ذمهم هللا تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم‪ .‬فأما من كان من‬
‫الفقهاء صائنا لنفسه‪ ،‬حافظا لدينه‪ ،‬مخالفا على هواه‪ ،‬مطيعا ألمر مواله‪،‬‬
‫فللعوام أن يقلدوه‪ .‬وذلك ال يكون إال بعض فقهاء الشيعة ال جميعهم‪ ،‬فأما من‬
‫ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فال تقبلوا منهم عنا شيئا‬
‫وال كرامة‪ ،‬وإنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك‪ ،‬ألن الفسقة‬
‫يتحملون عنا فيحرفونه بأسره لجهلهم‪ ،‬ويضعون األشياء على غير وجوهها‬
‫لقلة معرفتهم‪ ،‬وآخرين يتعمدون الكذب علينا ليجروا من عرض الدنيا ما هو‬
‫زادهم إلى نار جهنم‪ ،‬ومنهم قوم نصاب ال يقدرون على القدح فينا فيتعلمون‬
‫بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا‪ ،‬وينتقصون بنا عند نصابنا‬
‫ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من األكاذيب علينا التي نحن برآء‬
‫منها‪ )...‬فان الرواية صريحة ان الفقهاء هم من يوصلون الناس الى المعرفة‬
‫الشرعية المتمثلة بالقران و السنة ‪ ،‬و لحقيقة ان عملية االستنباط هي رد الفرع‬
‫الى االصل و ان مجالها ما ال نص فيه و ما لم يكن ضروريا ‪ ،‬فان الفتوى في‬
‫واقع امرها نحو اخبار عن السنة ‪ ،‬فهي من هذه الجهة كالخبر اال انها متأخرة‬
‫عنه و محتاجة الى العلم أي قوة االجتهاد لبلوغ ذلك ‪ .‬و بهذا يتبين ان الفتوى‬
‫و الخبر يجمعهما جامع االخبار عن السنة و ان المشترك االتصافي بينهما في‬
‫هذا الشأن المنكشف باحدهما جار في االخر الن علته واحدة والنه صفة للعام‬
‫الجامع و ليس الي منمهما ‪ ،‬و ال يظهر ال شرعا و ال عرفا ان الموارد التي‬
‫اعتمد فيها الخبر و الشروط التي يجب توفرها للعمل به مختصة به بما هو بل‬
‫الجل انه اخبار عن السنة وهذا من الواضحات و من هنا يجوز اعتماد الفتوى‬
‫بما هي اخبار عن السنة في كل ما يعتمد فيه الخبر و يشترط فيها كل ما يشترط‬
‫في الخبر للعمل به و اضافة الى ذلك ان تكون صادرة من عالم أي فقيه قد‬
‫استنبط الحكم بالطريقة العرفية و العقالئية لعادية‪ .‬كما ان حدودها كحدود‬
‫الخبر و موارد عملها كموادر عمله ‪.‬‬

‫أصل) صدق المؤمن وتصديقه‬

‫‪366‬‬
‫قال تعالى ‪ :‬ه َُو أُذُ ٌن قُ ْل أُذُنُ َخي ٍْر لَ ُك ْم يُؤْ ِمنُ بِ َّ ِ‬
‫اَّلل َويُؤْ ِمنُ ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ‪ .‬ت‪ :‬قال ابو‬
‫السعود { َويَقُولُونَ ه َُو أُذُ ٌن } أي سمع ك َّل ما قيل من غير أن يتدب ََّر فيه ويميزَ‬
‫ق له وبين ما ال يليق به ‪{ ... .‬‬ ‫بين ما يليق بالقَبول لمساعدة أَمارات الصد ِ‬
‫َويُؤْ ِمنُ ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ } أي يصدقهم ِلما علم فيهم من الخلوص ‪ ،‬والال ُم مزيدة ٌ‬
‫التسليم والتصديق كما في‬ ‫ِ‬ ‫المشهور وبين اإليمان بمعنى‬ ‫ِ‬ ‫للتفرقة بين اإليمان‬
‫قوله تعالى ‪ { :‬أَنُؤْ ِمنُ لَكَ } الخ وقوله تعالى ‪ { :‬فَ َما ءا َمنَ لموسى }‪ .‬قال‬
‫الطبرسي ‪ :‬قال أبو زيد رجل أذن إذا كان يصدق بكل ما يسمع‪ .‬وقال ايضا «‬
‫و يقولون هو أذن » معناه أنه يستمع إلى ما يقال له و يصغي إليه و يقبله‪ .‬قال‬
‫الطوسي وقوله " ويؤمن للمؤمنين " قال ابن عباس‪ :‬معناه ويصدق المؤمنين‪.‬‬
‫انتهى اقول ان اذن اي يصدق كل ما يقولون له ظاهر في المبالغة في تصديقهم‬
‫وهو السنة‪.‬‬

‫صدَّقَ بِ ِه أُولَئِكَ ُه ُم ْال ُمتَّقُونَ ‪ .‬ت‪ :‬الذي جاء‬ ‫قال تعالى‪َ :‬والَّذِي َجا َء بِ ِ‬
‫الص ْد ِ‬
‫ق َو َ‬
‫بالصدق هو المؤمن‪ .‬قال ابو السعود الموصو ُل عبارة ٌ عن رسو ِل هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم و َمن تبعه‪ .‬واستسهد يقراءة (والذين َجا ُءوا)‪ .‬اقول القراءة هذه‬
‫عندي هي التأويل الن الثابت ان لفظ القران واحد ال يتعدد وهو الذي عليه‬
‫المصحف و غيره من قراءات هي تأويل اال انه لشدة قصد المراد الواقعي و‬
‫البيان المعرفي ال المعنوي الظاهري وال المركب اللفظي عندهم فانهم يعمدون‬
‫الى التعبير بالتأويل بدل المتن ‪ .‬وهذا ما اوهم بتعدد االلفاظ واختالف في‬
‫كلمات او حروف‪ .‬فمعنى قولنا‪ :‬وفي قراءة ابن مسعود ((والذين َجا ُءوا) يحمل‬
‫(والَّذِي َجا َء) يراد به ((والذين َجا ُءوا) فذكره لشدة‬ ‫على انه اراد ان يقول ان َ‬
‫قصد المراد و الن الخطاب غايته المعرفة و ليس اللفظ‪ .‬قال الطوسي وقوله‬
‫(والذي جاء بالصدق وصدق به) قال قتادة وابن زيد‪ :‬المؤمنون جاؤا بالصدق‬
‫الذي هو القرآن وصدقوا به‪ .‬ثم قال قال الزجاج‪ :‬الذي ‪ -‬ههنا والذين بمعنى‬
‫واحد يراد به الجمع‪ .‬وقال‪ :‬النه غير مؤقت‪.‬‬

‫عدَّ ِل ْلكَافِ ِرينَ َ‬


‫عذَابًا أَ ِلي ًما ‪ .‬ت‪:‬‬ ‫ص ْدقِ ِه ْم ‪َ ،‬وأَ َ‬
‫ع ْن ِ‬
‫صا ِدقِينَ َ‬ ‫قال تعالى‪ِ :‬ليَ ْسأ َ َل ال َّ‬
‫فقابل الصادق مقابلة الكافر‪ .‬بل قال ابو السعود انهم االنبياء‪ ...‬أو المصدِقين‬
‫صدق‪ .‬وقال‬ ‫ٌ‬ ‫صادق وتصديقَه‬ ‫ٌ‬ ‫ق‬‫صاد ِ‬ ‫فإن مصدِقَ ال َّ‬ ‫لهم عن تصدي ِقهم َّ‬
‫الطبرسي و قيل ليسأل الصادقين في توحيد هللا و عدله و الشرائع عن صدقهم‬
‫أي عما كانوا يقولونه فيه تعالى ‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫قال تعالى‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا اتَّقُوا َّ‬
‫َّللاَ َو ُكونُوا َم َع ال َّ‬
‫صا ِدقِينَ ‪ :.‬ت و( الصادقين‬
‫واألنصار‪ .‬و‬
‫ِ‬ ‫) هنا المؤمنون حقا ‪ ،‬قال ابو السعود أي كونوا مع المهاجرين‬
‫قال الطوسي والصادق هو القائل بالحق العامل به‪ ،‬النها صفة مدح التطلق‬
‫اال على من يستحق المدح على صدقه‪ .‬فأما من فسق بارتكاب الكبائر فال يطلق‬
‫عليه اسم صادق‪.‬‬

‫قال تعالى‪ :‬إِ ْن َجا َء ُك ْم فَا ِس ٌق بِنَبَ ٍأ فَتَبَيَّنُوا‪ .‬ت‪ :‬و الفاسق في القران هو بخالف‬
‫(ال يَ ْهدِي ْالقَ ْو َم‬
‫ُض ُّل ِب ِه ِإ َّال ْالفَا ِسقِينَ ) و قال تعالى َ‬
‫(و َما ي ِ‬
‫المهتدي قال تعالى َ‬
‫َّللاُ َال يَ ْهدِي‬ ‫ار ْالفَا ِسقِينَ ) و قال تعالى َ‬
‫(و َّ‬ ‫سأ ُ ِري ُك ْم دَ َ‬‫ْالفَا ِسقِينَ ) و قال تعالى ( َ‬
‫ْالقَ ْو َم ْالفَا ِسقِينَ )‪ .‬قال الطوسي (إذا جاء كم فاسق) وهو الخارج من طاعة هللا‬
‫إلى معصيته)‪ .‬ثم قال وفي اآلية داللة على أن خبر الواحد ال يوجب العلم وال‬
‫العمل‪ ،‬الن المعنى إن جاء كم فاسق بالخبر الذي ال تأمنون أن يكون كذبا‬
‫فتوقفوا فيه‪ ،‬وهذا التعليل موجود في خبر العدل‪ ،‬الن العدل على الظاهر يجوز‬
‫أن يكون كاذبا في خبره‪ .‬فاالمان غير حاصل في العمل بخبره‪ .‬و قال الطبرسي‬
‫و قد استدل بعضهم باآلية على وجوب العمل بخبر الواحد إذا كان عدال من‬
‫حيث أن هللا سبحانه أوجب التوقف في خبر الفاسق فدل على أن خبر العدل ال‬
‫يجب التوقف فيه و هذا ال يصح ألن دليل الخطاب ال يعول عليه عندنا و عند‬
‫أكثر المحققين‪ .‬انتهى اقول هذا متين مع ان الفاسق ال يقابله العدل بل يقابله‬
‫المؤمن وان كان يذنب ‪ ،‬و العدل يقابله العاصي ما دام غير خارج عن الطاعة‬
‫و الهداية‪ .‬كما ان خبر الواحد ال يقسم عند السنديين الى خبر عدل و خبر غير‬
‫عدل بل يقسم الى خبر راو صحيح و خبر راو غير صحيح وهو اخص من‬
‫العدل كما يعلم ففيه شروط كثيرة غير العدالة‪ .‬والعدل هو المسلم حسن الظاهر‪،‬‬
‫واين هذا من شروط الراوي الصحيح الكثيرة المتكثرة؟‬

‫ق ِع ْندَ َر ِب ِه ْم‪ .‬ت‪ :‬وقدم الصدق‬ ‫قال تعالى‪َ :‬وبَش ِِر الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ َّن لَ ُه ْم قَدَ َم ِ‬
‫ص ْد ٍ‬
‫مدار ني ِل ما نالوه من المراتب‬ ‫َ‬ ‫لصدقهم‪ .‬قال ابو السعود ‪ :‬وللتنبيه على أن‬
‫العلي ِة هو صدقُهم ‪ .‬قال الطوسي وقوله " أن لهم قدم صدق عند ربهم " معناه‬
‫ان لهم سابقة إخالص الطاعة كاخالص الصدق من شائب الكذب‪ .‬انتهى اقول‬
‫المصدق الموافق للسياق ان ثوابهم لسابقة صدقهم وهو االخالص‪.‬‬

‫‪368‬‬
‫الحظ ايها االخ العزيز كيف ان السنة تصديق المسلمين و كيف جعل القران‬
‫صفة الصدق و الصادقين مالزمة للمؤمنين وعالمة لهم و عنوانا‪ .‬وهذا االصل‬
‫يؤسس الى جواز االخذ من المسلم ان لم يعلم منه كفر او فسق وهو التمرد‬
‫المنطوي على خبث‪ .‬وال يثبت مثل هذه العظائم اقصد الكفر والفسق اال بالعلم‬
‫فال ينفع الظن؛ ومنه روايات االحاد واالجتهادات بل ال بد من اخبار توجب‬
‫العلم‪ .‬وهذا االصل مما يشهد الطالقات حديث العرض الذي لم يميز بين‬
‫المسلمين وهو المصدق باصول االخوة و الوالية و حسن الظن‪ .‬وان اصالة‬
‫تصديق المسلم تقتضي العمل بخبره وليست علة تامة لذلك الرتكاز االعتماد‬
‫والعمل على موافقة القران‪ ،‬وهذا امر مهم وسابحثه مفصال في محله‪.‬‬
‫ويصدق تصديق المسلم اخوة االيمان و والية االيمان و عليه نصوص خاصة‬
‫ففي مصدقة الحسين بن المختار‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السالم في كالم له‪ :‬ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما‬
‫يغلبك منه‪ ،‬و مصدقة داود بن كثير الرقي‪ ،‬عن أبي عبد هللا (عليه السالم) قال‬
‫قال رسول هللا )صلى هللا عليه و آله( إن هللا (عز و جل ) خلق المؤمن من‬
‫عظمة جالله و قدرته‪ ،‬فمن طعن عليه‪ ،‬أو رد عليه قوله‪ ،‬فقد رد على هللا )عز‬
‫و جل ‪.‬و مصدقة الصدوق ـ عن امير المؤمنين (عليه السالم ) انه قال ‪:‬‬
‫اطرحوا سوء الظن بينكم ‪ ,‬فان َّللا عزوجل نهى عن ذلك ‪ .‬و المصدق عن‬
‫قال الصادق عليه السالم‪ :‬حسن الظن أصله من حسن إيمان المرء وسالمة‬
‫صدره‪ ،‬وعالمته أن يرى كل ما نظر إليه بعين الطهارة والفضل‪ ،‬من حيث‬
‫ما ركب فيه وقذف من الحياء واالمانة والصيانة والصدق‪ ،‬قال النبي صلى‬
‫هللا عليه واله‪ :‬أحسنوا ظنونكم باخوانكم تغتنموا بها صفاء القلب‪ ،‬ونقاء الطبع‪،‬‬

‫و مصدقة إبراهيم ابن عمر اليماني‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬إذا اتهم‬
‫المؤمن أخاه انماث االيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء ‪ .‬و مصدقة‬
‫الرضي عن اميرالمؤمنين (عليه السالم ) قال ‪ :‬اتقوا ظنون المؤمنين ‪ ,‬فان َّللا‬
‫جعل الحق على السنتهم ‪ .‬و مصدقة محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن موسى‬
‫(عليه السالم) قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك ! الرجل من إخواني يبلغني عنه الشئ‬
‫الذي أكره له‪ ،‬فأسأله عنه فينكر ذلك‪ ،‬وقد أخبرني عنه قوم ثقات‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا‬
‫محمد ! كذب سمعك وبصرك عن أخيك‪ ،‬فإن شهد عندك خمسون قسامة وقال‬
‫لك قوال فصدقه وكذبهم‪ ،‬وال تذيعن عليه شيئا تشينه به‪ ،‬وتهدم به مروته ‪.‬‬

‫‪369‬‬
‫من هنا فاالصل في خبر المسلم القبول اال ان يعرض له ما يخرجه من ذلك‬
‫بان يكون مخالفا للقران و السنة بالمباينة كما تبين فهذا زخرف مطروح او انه‬
‫يخالف المصدق فهذا متشابه مشكل ال يعمل به لكن ال ينكر كما هو مبين في‬
‫محله و اما غيرهما و المصدق بالقران و السنة فهو مقبول ‪.‬‬

‫أصل) بطالن التقية‬


‫س الَّذِينَ َكف َُروا‬ ‫اخش َْو ِن) وقال تعالى‪ْ :‬اليَ ْو َم يَئِ َ‬ ‫اس َو ْ‬ ‫قال تعالى ( َف َال ت َْخش َُوا ال َّن َ‬
‫طانُ‬‫ش ْي َ‬‫اخش َْو ِن [المائدة‪ ]3/‬و قال تعالى ( ِإنَّ َما ذَ ِل ُك ُم ال َّ‬ ‫ِم ْن دِينِ ُك ْم فَ َال ت َْخش َْو ُه ْم َو ْ‬
‫ون إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ [آل عمران‪ ]175 /‬و‬ ‫ف أَ ْو ِليَا َءهُ فَ َال تَخَافُو ُه ْم َوخَافُ ِ‬ ‫يُخ َِو ُ‬
‫ب َويَ ْشت َُرونَ بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِليالً‬ ‫ْ‬
‫َّللاُ ِمنَ ال ِكتَا ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫قال تعالى إِ َّن الذِينَ يَكت ُ ُمونَ َما أ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة َو َال يُزَ ِكي ِه ْم‬ ‫أُولَئِكَ َما َيأ ْ ُكلُونَ فِي بُ ُ‬
‫طونِ ِه ْم ِإ َّال النَّ َ‬
‫ار َو َال يُك َِل ُم ُه ُم َّ‬
‫عذَابٌ أَ ِلي ٌم (‪ )174‬أُولَئِكَ الَّذِينَ ا ْشت ََر ُوا الض ََّاللَةَ بِ ْال ُهدَى َو ْالعَذَ َ‬
‫اب بِ ْال َم ْغ ِف َرةِ‬ ‫َولَ ُه ْم َ‬
‫ار [البقرة‪ ]175 ،174/‬و قال تعالى (‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫صبَ َر ُه ْم َ‬ ‫فَ َما أَ ْ‬
‫ب‬‫اس فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫ت َو ْال ُهدَى ِم ْن َب ْع ِد َما َبيَّنَّاهُ ِللنَّ ِ‬ ‫ِإ َّن الَّذِينَ َي ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ ْلنَا ِمنَ ْال َب ِينَا ِ‬
‫صلَ ُحوا َوبَيَّنُوا‬ ‫الال ِعنُونَ (‪ )159‬إِ َّال الَّذِينَ تَابُوا َوأَ ْ‬ ‫َّللاُ َويَ ْلعَنُ ُه ُم َّ‬‫أُولَئِكَ يَ ْلعَنُ ُه ُم َّ‬
‫الر ِحي ُم (‪[ )160‬البقرة‪ ]160-159/‬و قال‬ ‫اب َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوأَنَا الت َّ َّو ُ‬ ‫فَأُولَئِكَ أَت ُ ُ‬
‫وب َ‬
‫ع ِن‬ ‫وف َو َي ْن َه ْونَ َ‬ ‫تعالى ( َو ْلتَ ُك ْن ِم ْن ُك ْم أ ُ َّمةٌ َي ْدعُونَ ِإلَى ْال َخي ِْر َو َيأ ْ ُم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫ْال ُم ْنك َِر َوأُولَئِكَ ُه ُم ْال ُم ْف ِل ُحونَ [آل عمران‪ .]104/‬وقال تعالى ( ُك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّم ٍة‬
‫اَّلل [آل‬ ‫ع ِن ْال ُم ْنك َِر َوتُؤْ ِمنُونَ ِب َّ ِ‬ ‫وف َوتَ ْن َه ْونَ َ‬ ‫اس تَأ ْ ُم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬ ‫أ ُ ْخ ِر َج ْ‬
‫الرا ِكعُونَ‬ ‫امدُونَ السَّائِ ُحونَ َّ‬ ‫عمران‪ ]110/‬وقال تعالى ( التَّائِبُونَ ْال َعا ِبدُونَ ْال َح ِ‬
‫ظونَ ِل ُحدُو ِد َّ ِ‬
‫َّللا‬ ‫ع ِن ْال ُم ْنك َِر َو ْال َحافِ ُ‬ ‫وف َوالنَّا ُهونَ َ‬ ‫َّاجدُونَ ْاآلَ ِم ُرونَ بِ ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫الس ِ‬
‫وف‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ص َالةَ َوأ ُم ْر ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫َ‬
‫ي أقِ ِم ال َّ‬ ‫َوبَش ِِر ال ُمؤْ ِمنِينَ [التوبة‪ ]112/‬وقال تعالى يا بُنَ َّ‬ ‫ْ‬
‫ور [لقمان‪]17/‬‬ ‫ُ‬
‫ع ْز ِم ْاأل ُم ِ‬ ‫صا َبكَ ِإ َّن ذَلِكَ ِم ْن َ‬ ‫علَى َما أَ َ‬ ‫ص ِب ْر َ‬‫ع ِن ْال ُم ْنك َِر َوا ْ‬ ‫َوا ْنهَ َ‬
‫الزكَاةَ َوأَ َم ُروا‬ ‫ص َالةَ َوآَت َُوا َّ‬ ‫ض أَقَا ُموا ال َّ‬ ‫وقال تعالى ( الَّذِينَ إِ ْن َم َّكنَّا ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ور [الحج‪ ]41/‬وقال تعالى (‬ ‫عاقِبَةُ ْاأل ُ ُم ِ‬
‫َّلل َ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْنك َِر َو ِ َّ ِ‬ ‫وف َونَ َه ْوا َ‬ ‫ِب ْال َم ْع ُر ِ‬
‫ع ِب َما تُؤْ َم ُر [الحجر‪ ]94/‬تعليق هذا من المثال فيعمم‪ ).‬وهذا يبطل التقية‬ ‫ص َد ْ‬
‫فا ْ‬
‫التي استدل لها بايات ال تدل عليها‪.‬‬
‫أصل) (إن الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن )‬

‫‪370‬‬
‫في مصدقة محمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قلت له‪ :‬ما بال‬
‫أقوام يروون عن فالن وفالن عن رسول هللا صلى هللا عليه واله ال يتهمون‬
‫بالكذب فيجيئ منكم خالفه ؟ قال‪ :‬إن الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن‪ .‬و في‬
‫مصدقة جابر قال‪ :‬قلت ألبي جعفر عليه السالم‪ :‬كيف اختلف أصحاب النبي‬
‫صلى هللا عليه واله في المسح على الخفين ؟ فقال‪ :‬كان الرجل منهم يسمع من‬
‫النبي صلى هللا عليه واله الحديث فيغيب عن الناسخ وال يعرفه فإذا أنكر ما‬
‫خالف ما في يديه كبر عليه تركه‪ ،‬وقد كان الشئ ينزل على رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه واله فعمل به زمانا ثم يؤمر بغيره فيأمر به أصحابه وامته حتى قال‬
‫اناس‪ :‬يا رسول هللا إنك تأمرنا بالشئ حتى إذا اعتدناه وجرينا عليه أمرتنا‬
‫بغيره‪ ،‬فسكت النبي صلى هللا عليه واله عنهم فأنزل عليه‪ :‬قل ما كنت بدعا‬
‫من الرسل إن أتبع إال ما يوحى إلي وما أنا إال نذير مبين‪ .‬و في مصدقة ابن‬
‫حازم‪ ،‬قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا عليه السالم‪ :‬ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني‬
‫فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر ؟ فقال‪ :‬إنا نجيب الناس‬
‫على الزيادة والنقصان‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فأخبرني عن أصحاب رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله صدقوا على محمد صلى هللا عليه واله أم كذبوا ؟ قال‪ :‬بل صدقوا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فما بالهم اختلفوا‪ .‬فقال‪ :‬أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب‪ ،‬ثم يجيبه بعد ذلك بما ينسخ‬
‫ذلك الجواب فنسخت األحاديث بعضها بعضا‪.‬و في مصدقة سليم بن قيس عن‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬إن في أيدي الناس حقا وباطال‪ ،‬وصدقا وكذبا‪،‬‬
‫وناسخا ومنسوخا‪ ،‬وعاما وخاصا ومحكما ومتشابها‪ ،‬وحفظا ووهما‪ ،‬وقد كذب‬
‫على رسول هللا صلى هللا عليه واله على عهده حتى قام خطيبا فقال‪ :‬أيها الناس‬
‫قد كثرت علي الكذابة فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار‪ ،‬ثم كذب‬
‫عليه من بعده ‪ .‬اقول و الكالم في نسخ االحاديث سنفرد له رسالة خاصة ‪.‬‬
‫أصل) (خذوا العلم ممن عنده)‬
‫لقد جاءت اخبار مصدقة تدل على جواز العلم بل و استحأصل) ه باالخبار‬
‫المصدقة من دون النظر الى حال الراوي ففي مصدقة زرارة‪ ،‬عن أبي جعفر‬
‫عليه السالم قال‪ :‬قال المسيح عليه السالم‪ :‬معشر الحواريين ! لم يضركم من‬
‫نتن القطران إذا أصابتكم سراجه‪ ،‬خذوا العلم ممن عنده وال تنظروا إلى عمله‬
‫و في مصدقة سفيان بن السمط قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا عليه السالم‪ :‬جعلت‬
‫فداك إن رجال يأتينا من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه‪ ،‬فقال‬
‫أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬يقول لك‪ :‬إني قلت لليل‪ :‬إنه نهار‪ ،‬أو للنهار‪ :‬إنه ليل‬
‫؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فإن قال لك هذا إني قلته فال تكذب به‪ ،‬فإنك إنما تكذبني‪ .‬و في‬

‫‪371‬‬
‫مصدقة أبي بصير‪ ،‬عن أحدهما عليهما السالم قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬ال تكذب‬
‫بحديث أتاكم به مرجئي وال قدري وال خارجي نسبه إلينا‪ .‬فإنكم ال تدرون لعله‬
‫شئ من الحق فتكذبون هللا عز وجل فوق عرشه‪ .‬و في مصدقة عبدهللا بن أبي‬
‫يعفور قال ‪ :‬سألت أبا عبدهللا ( عليه السالم ) عن اختالف الحديث ‪ ،‬يرويه من‬
‫نثق به ‪ ،‬ومنهم من ال نثق به ‪ ،‬قال ‪ :‬إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا‬
‫من كتاب هللا أو من قول رسول هللا ( صلى هللا عليه وآله ) ‪ ،‬وإال فالذي جاءكم‬
‫به أولى به ) اقول عدم التفصيل دال على عدم اعتباره ‪.‬‬

‫و من هنا فاالخبار التي ظاهرها الترجيح بالشهرة او باوثقية الراوي او اعدليته‬


‫او موافقة العامة من المتشابهات ال توجب علما و ال عمال اال ان تكون فرع‬
‫التسليم و التخيير و تحمل على الجواز و ليس كمرجح فالعمل بها كمرجح‬
‫مرجوح بحسن التسليم و التخيير و منها متشابهة زرارة بن أعين قال‪ :‬سألت‬
‫الباقر عليه السالم فقلت‪ :‬جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان‬
‫المتعارضان فبأيهما آخذ ؟ فقال عليه السالم‪ :‬يا زرارة خذ بما اشتهر بين‬
‫أصحابك ودع الشاذ النادر‪ .‬فقلت‪ :‬يا سيدي‪ ،‬إنهما معا مشهوران مرويان‬
‫مأثوران عنكم‪ ،‬فقال عليه السالم‪ :‬خذ بقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك‪.‬‬
‫فقلت إنهما معا عدالن مرضيان موثقان فقال انظر إلى ما وافق منهما مذهب‬
‫العامة فاتركه و خذ بما خالفهم فإن الحق فيما خالفهم فقلت ربما كانا معا‬
‫موافقين لهم أو مخالفين فكيف أصنع فقال إذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك و‬
‫اترك ما خالف االحتياط فقلت إنهما معا موافقين لالحتياط أو مخالفين له فكيف‬
‫أصنع فقال عليه السالم إذن فتخير أحدهما فتأخذ به و تدع اآلخر و في رواية‬
‫أنه عليه السالم قال إذن فأرجه حتى تلقى إمامك فتسأله ) و الرواية مخالفة‬
‫للمصدق و الثابت بتأخير التخيير وهو خالف التسليم ‪ .‬و متشابهة عمر بن‬
‫حنظلة قال‪ :‬سألت أبا عبد هللا عليه السالم عن رجلين من أصحابنا بينهما‬
‫منازعة في دين أو ميراث ‪ ...‬فقلت ‪ :‬قلت‪ :‬فان كان كل واحد منهما اختار‬
‫رجال من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما‪ ،‬فاختلفا فيما حكما‬
‫فان الحكمين اختلفا في حديثكم ؟ قال‪ :‬إن الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما‬
‫وأصدقهما في الحديث وأورعهما‪ ،‬وال يلتفت إلى ما يحكم به االخر‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فانهما عدالن مرضيان عرفا بذلك ال يفضل أحدهما صاحبه قال‪ :‬ينظر إلى ما‬
‫كان من روايتهما عنا في ذلك الذي حكما المجمع عليه بين أصحابك فيؤخذ به‬
‫من حكمهما‪ ،‬ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك ‪ ،‬فان المجمع عليه‬
‫ال ريب فيه‪ ،‬فانما االمور ثالثة‪ :‬أمر بين رشده فيتبع‪ ،‬وأمر بين غية فيجتنب‪،‬‬

‫‪372‬‬
‫وأمر مشكل يرد حكمه إلى هللا عزوجل وإلى رسوله صلى هللا عليه وآله‪ ،‬وقد‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪ :‬حالل بين‪ ،‬وحرام بين‪ ،‬وشبهات تترد بين‬
‫ذلك‪ ،‬فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن أخذ بالشبهات ارتكب‬
‫المحرمات وهلك من حيث ال يعلم‪ ،‬قلت‪ :‬فان كان الخبران عنكما مشهورين‬
‫قد رواهما الثقات عنكم قال‪ :‬ينظر ما وافق حكمه حكم الكتاب و السنة وخالف‬
‫العامة فيؤخذ به‪ ،‬ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة و وافق العامة‪،‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة ثم‬
‫وجدنا أحد الخبرين يوافق العامة واالخر يخالف بأيهما نأخذ من الخبرين ؟‬
‫قال‪ :‬ينظر إلى ماهم إليه يميلون فان ما خالف العامة ففيه الرشاد‪ ،‬قلت‪ :‬جعلت‬
‫فداك فان وافقهم الخبران جميعا قال‪ :‬انظروا إلى ما يميل إليه حكامهم و‬
‫قضاتهم فاتركوه جانبا وخذوا بغيره‪ ،‬قلت‪ :‬فان وافق حكامهم الخبرين جميعا‬
‫؟ قال‪ :‬إذا كان كذلك فارجه وقف عنده حتى تلقي إمامك فان الوقوف عند‬
‫الشبهات خير من االقتحام في الهلكات‪ ،‬وهللا المرشد ‪ ) .‬كما ان هذه الرواية‬
‫معارضة للمصدق بتأخير العرض على القران ‪.‬‬

‫ج)‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي الد ِ‬


‫ِين ِم ْن َح َر ٍ‬ ‫(و َما َج َع َل َ‬
‫أصل) َ‬

‫ج ) و في مصدقة علي بن‬ ‫ع َل ْي ُك ْم ِم ْن َح َر ٍ‬ ‫و قال تعالى ( َما ي ُِريدُ َّ‬


‫َّللاُ ِليَجْ عَ َل َ‬
‫أيوب‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله‪:‬‬
‫إذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق كتاب هللا‬
‫فأنا قلته‪ ،‬وإن لم يوافق كتاب هللا فلم أقله‪ .‬كما انه يوافق التسليم و التخيير ‪،‬‬
‫فالسهولة و عدم الحرج من خصائص المعرفة الشرعية وهذا ثابت وهو مرجح‬
‫عند تعارض االخبار المصدقة ‪.‬‬

‫ْس لَكَ ِب ِه ِع ْل ٌم)‬ ‫(و َال تَ ْق ُ‬


‫ف َما لَي َ‬ ‫أصل) َ‬

‫و في مصدقة جابر‪ ،‬قال‪ :‬دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السالم‬
‫‪ :::‬وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا‪ ،‬فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به‪ ،‬وإن‬

‫‪373‬‬
‫لم تجدوه موافقا فردوه‪ ،‬وإن اشتبه األمر عليكم فقفوا عنده‪ ،‬وردوه إلينا حتى‬
‫نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا‪ )...‬و في مصدقة جميل بن صالح‪ ،‬عن الصادق‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله وآله‪ :‬األمور‬
‫ثالثة‪ :‬أمر تبين لك رشده فاتبعه‪ ،‬وأمر تبين لك غيه فاجتنبه‪ ،‬وأمر اختلف فيه‬
‫فرده إلى هللا عز وجل‪ .‬الخبر‪ .‬و في مصدقة أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد‬
‫هللا عليه السالم قال‪ :‬أورع الناس من وقف عند الشبهة‪ .‬و في المصدق عن‬
‫داود بن القاسم الجعفري‪ ،‬عن الرضا عليه السالم‪ :‬أن أمير المؤمنين عليه‬
‫السالم قال لكميل بن زياد فيما قال‪ :‬يا كميل أخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت‪.‬‬
‫و في المصدق عن أبي سعيد الزهري‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬أو عن أبي عبد هللا‬
‫عليهما السالم قال‪ :‬الوقوف عند الشبهة ‪.‬‬

‫(و َما يَذَّ َّك ُر إِ َّال أُولُو ْاأل َ ْألصل) )‬


‫أصل) َ‬
‫ار َو ْالفُ ْل ِك‬ ‫ف اللَّ ْي ِل َوالنَّ َه ِ‬ ‫اختِ َال ِ‬ ‫ض َو ْ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬
‫ق ال َّ‬ ‫قال تعالى (إِ َّن فِي خ َْل ِ‬
‫اء ِم ْن َماءٍ فَأَحْ َيا ِب ِه‬ ‫س َم ِ‬
‫َّللاُ ِمنَ ال َّ‬ ‫اس َو َما أَ ْنزَ َل َّ‬ ‫الَّتِي تَجْ ِري فِي ْال َبحْ ِر ِب َما َي ْنفَ ُع النَّ َ‬
‫س َّخ ِر‬ ‫ب ْال ُم َ‬ ‫س َحا ِ‬ ‫اح َوال َّ‬ ‫الريَ ِ‬ ‫يف ِ‬ ‫ص ِر ِ‬ ‫ث فِي َها ِم ْن ُك ِل دَابَّ ٍة َوتَ ْ‬ ‫ض بَ ْعدَ َم ْوتِ َها َوبَ َّ‬ ‫ْاأل َ ْر َ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَ ْع ِقلُونَ ) و قال تعالى (ه َُو الَّذِي َخلَقَ ُك ْم ِم ْن‬ ‫ض َآلَيَا ٍ‬ ‫اء َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم ِ‬ ‫بَيْنَ ال َّ‬
‫شدَّ ُك ْم ث ُ َّم ِلتَ ُكونُوا‬ ‫علَقَ ٍة ث ُ َّم ي ُْخ ِر ُج ُك ْم ِط ْف ًال ث ُ َّم ِلتَ ْبلُغُوا أَ ُ‬ ‫طفَ ٍة ث ُ َّم ِم ْن َ‬ ‫ب ث ُ َّم ِم ْن نُ ْ‬ ‫ت ُ َرا ٍ‬
‫س ًّمى َولَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) و قال‬ ‫شيُو ًخا َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُت ََوفَّى ِم ْن قَ ْب ُل َو ِلتَ ْبلُغُوا أَ َج ًال ُم َ‬ ‫ُ‬
‫ع َر ِبيًّا لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) و قال تعالى ( ا ْعلَ ُموا أَ َّن َّ‬
‫َّللاَ‬ ‫تعالى ( ِإنَّا َج َع ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) و قال تعالى (فَقُ ْلنَا‬ ‫ض َب ْعدَ َم ْوتِ َها قَ ْد َبيَّنَّا لَ ُك ُم ْاآلَ َيا ِ‬ ‫يُحْ ِيي ْاأل َ ْر َ‬
‫َّللاُ ْال َم ْوتَى َوي ُِري ُك ْم آَيَاتِ ِه لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) و قال‬ ‫ض َها َكذَلِكَ يُحْ يِي َّ‬ ‫اض ِْربُوهُ بِبَ ْع ِ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم‬
‫علَى ال ُمتَّقِينَ (*) َكذَلِكَ يُبَ ِينُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫وف َحقًّا َ‬ ‫ْ‬
‫ت َمتَاعٌ ِبال َم ْع ُر ِ‬ ‫طلقَا ِ‬ ‫َّ‬ ‫(و ِل ْل ُم َ‬
‫تعالى َ‬
‫علَ ْي ُك ْم أَ َّال‬
‫آَ َياتِ ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) و ققال تعالى (قُ ْل تَ َعالَ ْوا أَتْ ُل َما َح َّر َم َربُّ ُك ْم َ‬
‫ق نَحْ نُ ن َْر ُزقُ ُك ْم‬ ‫سانًا َو َال تَ ْقتُلُوا أَ ْو َالدَ ُك ْم ِم ْن إِ ْم َال ٍ‬ ‫ش ْيئًا َوبِ ْال َوا ِلدَي ِْن إِحْ َ‬ ‫ت ُ ْش ِر ُكوا بِ ِه َ‬
‫س الَّتِي َح َّر َم‬ ‫طنَ َو َال تَ ْقتُلُوا النَّ ْف َ‬ ‫ظ َه َر ِم ْن َها َو َما بَ َ‬ ‫ش َما َ‬ ‫اح َ‬‫َو ِإيَّا ُه ْم َو َال تَ ْق َربُوا ْالف ََو ِ‬
‫صا ُك ْم ِب ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) و قوله تعالى ( َكذَلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم‬ ‫ق ذَ ِل ُك ْم َو َّ‬ ‫َّللاُ ِإ َّال ِب ْال َح ِ‬
‫َّ‬
‫ق أَفَ َال يَ ْع ِقلُونَ )‬ ‫(و َم ْن نُعَ ِم ْرهُ نُن َِك ْسهُ فِي ْالخ َْل ِ‬ ‫آَيَاتِ ِه لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ ) و قال تعالى َ‬
‫ص ِب ِحينَ (*) َو ِباللَّ ْي ِل أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ )و قوله‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُم ْ‬ ‫(و ِإنَّ ُك ْم لَتَ ُم ُّرونَ َ‬‫و قوله تعالى َ‬
‫َاب أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ )‪.‬‬ ‫س ُك ْم َوأَ ْنت ُ ْم تَتْلُونَ ْال ِكت َ‬ ‫س ْونَ أَ ْنفُ َ‬‫اس ِب ْال ِب ِر َوتَ ْن َ‬ ‫تعالى (أَتَأ ْ ُم ُرونَ النَّ َ‬
‫فيجب استعمال العقل ألجل االهتداء و تبين الحقائق ‪ ،‬و االيمان و االعتقاد‬
‫السليم و الهداية و الطاعة هلل و امتثال اوامره من العقل ‪ .‬و قال تعالى (يُؤْ تِي‬
‫يرا َو َما َيذَّ َّك ُر ِإ َّال أُولُو‬ ‫ي َخي ًْرا َك ِث ً‬ ‫ُ‬
‫ْال ِح ْك َمةَ َم ْن َيشَا ُء َو َم ْن يُؤْ تَ ْال ِح ْك َمةَ فَقَ ْد أو ِت َ‬
‫‪374‬‬
‫اركٌ ِليَدَّب َُّروا آَيَاتِ ِه َو ِليَتَذَ َّك َر أُولُو‬
‫ْاأل َ ْألصل) ) و قال تعالى ( ِكتَابٌ أَ ْنزَ ْلنَاهُ إِلَيْكَ ُمبَ َ‬
‫ْاأل َ ْألصل) ) و قال تعالى (قُ ْل ه َْل يَ ْستَ ِوي الَّذِينَ يَ ْعلَ ُمونَ َوالَّذِينَ َال يَ ْعلَ ُمونَ ِإنَّ َما‬
‫َيتَذَ َّك ُر أُولُو ْاأل َ ْألصل) ) فحصر هللا تعالى التذكر اي االهتداء بالتفكر و التدبر‬
‫(وإِذَا نَادَ ْيت ُ ْم إِلَى‬‫واالنتفاع بالموعظة باهل العقول و التدبر ‪ .‬و قال تعالى َ‬
‫(ولَ ِك َّن‬ ‫ص َالةِ ات َّ َخذُوهَا ه ُُز ًوا َولَ ِعبًا ذَلِكَ ِبأَنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم َال يَ ْع ِقلُونَ ) و قال تعالى َ‬ ‫ال َّ‬
‫ِب َوأَ ْكثَ ُر ُه ْم َال َي ْع ِقلُونَ ) و قال تعالى ( ِإ َّن ش ََّر‬ ‫َّللا ْال َكذ َ‬
‫علَى َّ ِ‬ ‫الَّذِينَ َكف َُروا َي ْفت َُرونَ َ‬
‫ص ُّم ْالبُ ْك ُم الَّذِينَ َال يَ ْع ِقلُونَ ) و قال تعالى َ‬
‫(و ِم ْن ُه ْم َم ْن يَ ْست َِمعُونَ‬ ‫اب ِع ْندَ َّ ِ‬
‫َّللا ال ُّ‬ ‫الد ََّو ِ‬
‫َ‬
‫(و َما َكانَ ِلنَ ْف ٍس أ ْن‬ ‫ص َّم َولَ ْو كَانُوا َال يَ ْع ِقلُونَ ) وقال تعالى َ‬ ‫ِإلَيْكَ أَفَأ ْنتَ تُس ِْم ُع ال ُّ‬
‫َ‬
‫(ولَئِ ْن‬ ‫علَى الَّذِينَ َال يَ ْع ِقلُونَ ) وقال تعالى َ‬ ‫س َ‬ ‫الرجْ َ‬‫َّللا َويَجْ عَ ُل ِ‬‫تُؤْ ِمنَ إِ َّال بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫ض ِم ْن بَ ْع ِد َم ْوتِ َها لَيَقُولُ َّن َّ‬
‫َّللاُ قُ ِل‬ ‫اء َما ًء فَأَحْ يَا بِ ِه ْاأل َ ْر َ‬ ‫سأ َ ْلتَ ُه ْم َم ْن ن ََّز َل ِمنَ ال َّ‬
‫س َم ِ‬ ‫َ‬
‫َّلل َب ْل أَ ْكثَ ُر ُه ْم َال َي ْع ِقلُونَ ) فترك استعمال العقل أي قوة التمييز بين‬ ‫ْال َح ْمدُ ِ َّ ِ‬
‫الحق و الباطل في االمور قبيح و ان علة عدم ايمان المنكر للحق هو عدم‬
‫استعماله العقل في ذلك و ان اقبح اشكال عدم استعمال العقل في االمور هو‬
‫الكفر‪.‬‬
‫أصل) االئمة عليهم السالم مع القران و القران معهم‬

‫قال رسول هللا (ص) ‪ :‬إني قد تركت فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا‬
‫بعدي‪ ،‬وأحدهما أكبر من اآلخر‪ :‬كتاب هللا حبل ممدود من السماء إلى االرض‪،‬‬
‫وعترتي أهل بيتي‪ ،‬أال وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض‪ * .‬و قال‬
‫(ص) ‪ :‬هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي‪ ،‬ال يفترقان حتى يردا علي‬
‫الحوض‪ * .‬قال امير المؤمنين (ع) ‪ :‬إن هللا عزوجل طهرنا وعصمنا وجعلنا‬
‫شهداء على خلقه وحجته في أرضه‪ ،‬وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا ال‬
‫نفارقه وال يفارقنا * و قال (ع) قال‪ :‬ما وافق كتاب هللا فخذوا به وما خالف‬
‫كتاب هللا فدعوه‪ * .‬قال ابو عبد هللا (ع) ‪ :‬إن هللا فرض واليتنا وأوجب‬
‫مودتنا‪ ،‬وهللا ما نقول بأهوآئنا وال نعمل بآرائنا‪ ،‬وال نقول إال ما قال ربنا‬
‫عزوجل ‪ *.‬و قال (ع) قال‪ :‬إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على‬
‫كتاب هللا فما وافق كتاب هللا فخذوه وما خالف كتاب هللا فذروه‪.‬‬

‫أصل) كل ما خالف القران و السنة فهو باطل يجب تكذيبه‬

‫‪375‬‬
‫عن أيوب بن الحر قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كل شئ مردود‬
‫إلى كتاب هللا والسنة‪ ،‬وكل حديث ال يوافق كتاب هللا فهو زخرف‪.‬‬
‫عن كليب بن معاوية‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬ما أتاكم عنا من حديث‬
‫ال يصدقه كتاب هللا فهو باطل‪.‬‬
‫قال يونس ‪ :‬حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬ال‬
‫تقبلوا علينا حديثا إال ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا‬
‫المتقدمة‪ ،‬فإن المغيرة بن سعيد لعنه هللا دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم‬
‫يحدث بها أبي‪ ،‬فاتقو هللا وال تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا‬
‫محمد صلى هللا عليه واله‪ ،‬فإنا إذا حدثنا قلنا‪ :‬قال هللا عز وجل‪ ،‬وقال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه واله‪.‬‬
‫عن سدير قال‪ :‬قال أبو جعفر وأبو عبد هللا عليهما السالم‪ :‬ال تصدق علينا إال‬
‫بما يوافق كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه واله‪.‬‬
‫عن ابن أبي يعفور عن ابي عبد هللا عليه السالم ‪ :‬إذا ورد عليكم حديث‬
‫فوجدتموه له شاهد من كتاب هللا أو من قول رسول هللا صلى هللا عليه واله‪،‬‬
‫وإال فالذي جاءكم به أولى‪.‬‬
‫يونس عن الرضا عليه السالم قال ‪ :‬ال تقبلوا علينا خالف القرآن فإنا إن تحدثنا‬
‫حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة‪.‬‬
‫عن الحسن بن الجهم‪ ،‬عن العبد الصالح عليه السالم قال‪ :‬إذا كان جاءك‬
‫الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب هللا وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق‬
‫وإن لم يشبههما فهو باطل‪.‬‬

‫أصل) ان الحق يصدق بعضه بعضا وال يختلف‪.‬‬


‫قال تعالى‪َ :‬و َي ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِد ًقا ِل َما َم َع ُه ْم ‪ .‬ت‪ :‬قال في‬
‫صدِقا ً‬
‫الجاللين{ بِ َما َو َرا َءهُ } سواه أو بعده من القرآن { َوه َُو الحق } حال { ُم َ‬
‫صدقا ً } حا ٌل مؤكدة لمضمون‬ ‫} حال ثانية مؤكدة ‪ .‬وقال ابو السعود { ُم َ‬
‫ضمير الحق وعاملَها ما فيه من معنى الفعل قاله أبو البقاء‬ ‫ُ‬ ‫الجمل ِة صاحبُها إما‬
‫مضمر ‪ ،‬أي أ ُ ِحقُّه مصدِقاً‪ .‬وعن‬ ‫ٌ‬ ‫ضمير دل عليه الكال ُم وعاملها فع ٌل‬ ‫ٌ‬ ‫‪ ،‬وإما‬
‫ورا َءهُ } أي ‪ :‬بما سواه ‪ ،‬وهو القرآن ‪ ،‬حال‬ ‫ابن عجيبة وهم { يَ ْكفُ ُرونَ ِب َما َ‬
‫صدِقا ً ِل َما َم َع ُه ْم }‪ .‬وقال الطوسي قوله‪ " :‬هو الحق مصدقا " يعني‬ ‫كونه { ُم َ‬

‫‪376‬‬
‫القرآن مصدقا لما معهم ‪ -‬ونصب على الحال ‪ -‬ويسميه الكوفيون على القطع‪.‬‬
‫انتهى وقوله على الطقع يفصله الطبرسي حيث قال ‪ :‬قوله « مصدقا » نصب‬
‫على الحال و هذه حال مؤكدة قال الزجاج زعم سيبويه و الخليل و جميع‬
‫النحويين الموثوق بعلمهم أن قولك هو زيد قائما خطأ ألن قولك هو زيد كناية‬
‫عن اسم متقدم فليس في الحال فائدة ألن الحال يوجب هاهنا أنه إذا كان قائما‬
‫فهو زيد و إذا ترك القيام فليس بزيد فهذا خطأ فأما قولك هو زيد معروفا و هو‬
‫الحق مصدقا ففي الحال هنا فائدة كأنك قلت أثبته له معروفا و كأنه بمنزلة‬
‫قولك هو زيد حقا فمعروف حال ألنه إنما يكون زيدا بأنه يعرف بزيد و كذلك‬
‫القرآن هو الحق إذا كان مصدقا لكتب الرسل (عليهم السالم)‪ .‬انتهى‪ ،‬اقول‬
‫قوله (إذا كان) اي حيث كان‪ .‬ان ظاهر االية بان المصدقة من مالزمات الحق‬
‫وعالماته‪ ،‬و كالم االعالم المتقدم يوجب الجزم بذلك اظهرها قول ابو السعود‬
‫( احقه مصدقا) و قول الطبرسي (القرآن هو الحق إذا كان مصدقا لكتب‬
‫الرسل)‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪ .‬ت وهو كسابقه‪.‬‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫ق ُم َ‬ ‫ع َليْكَ ْال ِكت َ‬
‫وقال تعالى‪ :‬ن ََّز َل َ‬

‫ص ِدقًا ِل َما‬ ‫قال تعالى‪ :‬آَ ِمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬


‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم‪ .‬ت‪ :‬قال السعدي { ُم َ‬
‫َم َع ُك ْم } أي‪ :‬موافقا له ال مخالفا وال مناقضا‪ ،‬فإذا كان موافقا لما معكم من‬
‫الكتب‪ ،‬غير مخالف لها; فال مانع لكم من اإليمان به‪ ،‬ألنه جاء بما جاءت به‬
‫المرسلون‪ ،‬فأنتم أولى من آمن به وصدق به‪ ،‬لكونكم أهل الكتب والعلم‪ .‬وقال‬
‫صدقًا ل َما َم َع ُك ْم } ‪ ،‬أي صدقوا بهذا القرآن‬‫ءامنُواْ ِب َما أَنزَ ْلتُ ُم َ‬ ‫السمرقندي { َو ِ‬
‫الذي أنزلت على محمد صلى هللا عليه وسلم مصدقا ً أي موافقا ً لما معكم‪ .‬قال‬
‫الطبرسي « آمنوا » أي صدقوا « بما نزلنا » يعني بما نزلناه على محمد‬
‫(صلى هللا عليهوآلهوسلم) من القرآن و غيره من أحكام الدين « مصدقا لما‬
‫معكم » من التوراة و اإلنجيل اللذين تضمنتا صفة نبينا (صلى هللا‬
‫عليهوآلهوسلم) و صحة ما جاء به‪ .‬قال الطوسي ‪ ":‬آمنوا " معناه صدقوا‪ ،‬النا‬
‫قد بينا ان االيمان هو التصديق " بما انزلت " يعني بما انزلت على محمد "‬
‫صلى هللا عليه و اله " من القرآن‪ .‬وقوله‪ " :‬مصدقا " يعني ان القرآن مصدق‬
‫لما مع اليهود من بني اسرائيل من التوراة وامرهم بالتصديق بالقرآن‪،‬‬
‫واخبرهم ان فيه تصديقهم بالتوراة‪ ،‬الن الذي في القرآن من االمر باالقرار‬
‫بنبوة محمد " ص "‪ ،‬وتصديقه نظير الذي في التوراة واالنجيل وموافق ال‬
‫تقدم من االخبار به‪ ،‬فهو مصداق ذلك الخبر وقال قوم‪ :‬معناه انه مصدق‬
‫بالتوراة واالنجيل الذي فيه الداللة على انه حق واالول الوجه‪ ،‬الن على ذلك‬

‫‪377‬‬
‫الوجه حجة عليهم‪ ،‬دون هذا الوجه‪ .‬انتهى اقول المصدق ان االحتجاج‬
‫بالمصدقية اي كون السابق مصداقا للتالي والقول االول هو مدلول الظاهر‬
‫وكالهما يثبت حجية المصدقية‪ .‬و الحظ كيف امر هللا تعالى بااليمان الجل انه‬
‫مصدق‪ ،‬فوضع المصدفية بدال من الحق المصرح به في ايات اخرى‪ .‬وان ما‬
‫يؤمر بااليمان به هو الحق‪ ،‬فجعل الموجب لاليمان المصدقية و قد جعل‬
‫موجبها الحق في ايات اخر‪.‬‬

‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬


‫ص ِد ًقا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪:‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬الَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإ َليْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫وهو يشعر ايضا بالمالزمة بين الحق و المصدقية و يجري فيه الكالم السابق‪.‬‬
‫اختِ َالفًا‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬‫قال تعالى‪ :‬أَ َف َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫يرا‪ .‬ت‪ :‬قال السعدي (ومن فوائد التدبر لكتاب هللا‪ :‬أنه بذلك يصل العبد إلى‬ ‫َكثِ ً‬
‫درجة اليقين والعلم بأنه كالم هللا‪ ،‬ألنه يراه يصدق بعضه بعضا‪ ،‬ويوافق بعضه‬
‫بعضا‪ .‬فترى الحكم والقصة واإلخبارات تعاد في القرآن في عدة مواضع‪ ،‬كلها‬
‫متوافقة متصادقة‪ ،‬ال ينقض بعضها بعضا‪ ،‬فبذلك يعلم كمال القرآن وأنه من‬
‫عند من أحاط علمه بجميع األمور‪ ،‬فلذلك قال تعالى‪َ { :‬ولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر‬
‫يرا } أي‪ :‬فلما كان من عند هللا لم يكن فيه اختالف‬ ‫اختِالفًا َكثِ ً‬ ‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬
‫َّ ِ‬
‫أصال‪ .‬وقال ابن عجيبة يقول الحق جل جالله ‪ :‬أفال يتدبر هؤالء المنافقون {‬
‫القرآن } ‪ ،‬وينظرون ما فيه من البالغة والبيان ‪ ،‬ويتبصرون في معاني علومه‬
‫وأسراره ‪ ،‬ويطلعون على عجائب قصصه وأخباره ‪ ،‬وتَوافُق آيات ِه وأحكامه ‪،‬‬
‫حتى يتحققوا أنه ليس من طوق البشر ‪ ،‬وإنما هو من عند هللا الواحد القهار ‪،‬‬
‫كثيرا } بَين أحكامه وآياته ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫{ ولو كان من عند غير هللا لوجدوا فيه اختالفًا‬
‫ت اللفظ وتناقض المعنى ‪ ،‬وكَون بعضه فصي ًحا ‪ ،‬وبعضه ركي ًكا‪،‬‬ ‫من تَفَاو ِ‬
‫وبعضه تصعب معارضته وبعضه تسهل ‪ ،‬وبعضه توافق أخباره المستقبلة‬
‫للواقع ‪ ،‬وبعضه ال يوافق ‪ ،‬وبعضه يوافق العقل ‪ ،‬وبعضه ال يوافقه ‪ ،‬على ما‬
‫دل عليه االستقراء من أن كالم البشر ‪ ،‬إذا طال ‪ ،‬قطعًا يوجد فيه شيء من‬
‫الخلل والتناقض‪ .‬قال الطوسي " نزله على قلبك " يا محمد " مصدقا لما بين‬
‫يديه " يعني القرآن‪ ،‬ويعني مصدقا لما سلف من كتب هللا امامه التي انزلها‬
‫على رسله‪ ،‬وتصديقا لها‪ :‬موافقة لمعانيها‪ .‬انتهى اقول المصدق ان الشابق‬
‫يكون مصداقا و مصدقا للتالي فقوله مصدقا لما قبله اي موافقا وبهذه الموافقة‬
‫يكوت السابق مصداقا للمواقق ‪ .‬قال الطبرسي إياه ما ينزل على قلبك و قوله‬
‫« مصدقا لما بين يديه » معناه موافقا لما بين يديه من الكتب و مصدقا له بأنه‬
‫حق و بأنه من عند هللا ال مكذبا لها ‪ .‬وقال في موضع اخر « مصدقا لما بين‬

‫‪378‬‬
‫يديه » أي لما قبله من كتاب و رسول عن مجاهد و قتادة و الربيع و جمع‬
‫المفسرين و إنما قيل لما بين يديه لما قبله ألنه ظاهر له كظهور الذي بين يديه‬
‫و قيل في معنى مصدقا هاهنا قوالن ( أحدهما ) أن معناه مصدقا لما بين يديه‬
‫و ذلك لموافقته لما تقدم الخبر به و فيه داللة على صحة نبوته (صلى هللا‬
‫عليهوآله وسلم) من حيث ال يكون ذلك كذلك إال و هو من عند هللا عالم الغيوب‬
‫( و الثاني ) أن معناه أن يخبر بصدق األنبياء و بما أتوا به من الكتب‪ .‬و ال‬
‫يكون مصدقا للبعض و مكذبا للبعض‪ .‬انتهى اقول و الوجه االول و الحظ قوله‬
‫(و فيه داللة على صحة نبوته (صلى هللا عليه وآله وسلم) من حيث ال يكون‬
‫ذلك كذلك إال و هو من عند هللا عالم الغيوب) فانه بين ان الموافقة دالة على‬
‫الصحة‪ ،‬و استدالله مستند على الفهم العقالئي بان ما هو كذلك ال يكون اال من‬
‫عالم الغيب الجل الموافقة‪ .‬وذكر القران من المثال للحق الشامل للقران و‬
‫السنة اي للمعارف الدينية‪ .‬وان من اهم معجزات المعارف الشرعية ‪ -‬مع‬
‫عددها الكبير جدا الذي هو بااللف من القضايا‪ -‬انها غير متعارضة و ال‬
‫متناقضة فكان هذا كاشفا ان التوافق و التناسق اوليا فيها وذاتيا‪ .‬وهذا في‬
‫المعارف المعلومة فينبغي ان ال يخل بذلك بمعارف ظنية بل ينبغي ايضا ان‬
‫تكون بال تناقض و ال اختالف و متوافقة و متناشقة مع المعلم من الشرع‪.‬‬

‫اقول ان هذه االيات تدل على ان المصدقية مما يساعد على االطمئنان و معرفة‬
‫الحق وتمييزه ان لم نقل بانها توجب ذلك‪ ،‬و ان عدم المصدقية مما يبعث على‬
‫عدم االطمئنان ان لم يمنعه‪ .‬وان هذا االصل بمعية االصل السابق و االصل‬
‫العقالئي بل الفطري من العرض و الرد في التمييز و الفرز يحقق نظاما‬
‫معرفيا معلوما و ثابتا ‪ ،‬هو مصدق و شاهد لحديث العرض‪ .‬بل ان هذه‬
‫االصول بنفسها كافية في اثبات العرض ولو من دون الحديث‪ .‬وهل حديث‬
‫العرض في حقيقة االمر اال من فروع تطبيقات تلك االصول ومصداق لها و‬
‫ليس تأسيسا لمعرفة مستقلة وهو ظاهر لكل متتبع‪.‬‬

‫أصل) طلب العلم فريضة‬

‫‪379‬‬
‫طآئِفَةٌ‬ ‫قال تعالى َو َما َكانَ ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِليَن ِف ُرواْ كَآفَّةً فَلَ ْوالَ نَف ََر ِمن ُك ِل فِ ْرقَ ٍة ِم ْن ُه ْم َ‬
‫ِين َو ِليُنذ ُِرواْ قَ ْو َم ُه ْم ِإذَا َر َجعُواْ ِإلَ ْي ِه ْم لَ َعلَّ ُه ْم يَحْ ذَ ُرونَ } و قال‬ ‫ِليَتَفَقَّ ُهواْ فِي الد ِ‬
‫الذ ْك ِر ِإن ُكنت ُ ْم‬ ‫س ْلنَا ِمن قَ ْبلِكَ ِإالَّ ِر َجاالً نُّ ِ‬
‫وحي ِإلَ ْي ِه ْم فَا ْسأ َلُواْ أَ ْه َل ِ‬ ‫{و َما أَ ْر َ‬
‫تعالى َ‬
‫الَ تَ ْعلَ ُمونَ }و قال عليه السالم (تعلموا العلم من حملة العلم‪ ،‬وعلموه إخوانكم‬
‫كما علمكم العلماء ‪ ).‬و قال عليه السالم ( طلب العلم فريضة)‬
‫روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله انه قال التفقة فى الدين حق على كل‬
‫مسلم‪.‬‬

‫أصل) عدم جواز العمل بالظن‬

‫الظ َّن َوإِ َّن َّ‬


‫الظ َّن َال يُ ْغنِي مِنَ‬ ‫(و َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫قال تعالى َ‬
‫ش ْيئًا )‬ ‫ْال َح ِ‬
‫ق َ‬
‫ش ْيئًا ) و قال تعالى ( َما لَ ُه ْم ِب ِه ِم ْن ِع ْل ٍم‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق َ‬ ‫قال تعالى ( ِإ َّن َّ‬
‫الظ ِن ) و قال تعالى (( وال تقف ما ليس لك به علم ) ا‬ ‫ع َّ‬‫إِ َّال اتِبَا َ‬
‫ش ْيئًا )‬ ‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق َ‬ ‫ظنًّا ِإ َّن َّ‬
‫(و َما يَتَّبِ ُع أَ ْكثَ ُر ُه ْم ِإ َّال َ‬
‫و قال تعالى َ‬
‫ْس لَكَ ِب ِه ِع ْل ٌم )‬ ‫(و َال تَ ْق ُ‬
‫ف َما لَي َ‬ ‫و قال تعالى َ‬
‫روي عن رسول هللا صلى هللا عليه و اله (إياكم والظن فإن الظن أكذب‬
‫الحديث)‬
‫عن داود بن فرقد الفارسي في كتابه إلى أبي الحسن الثالث عليه السالم‬
‫وجوابه بخطه‪ ،‬فقال‪ :‬نسألك عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك قد‬
‫اختلفوا علينا فيه كيف العمل به على اختالفه ؟ إذا نرد إليك فقد اختلف فيه‪.‬‬
‫فكتب ‪ -‬وقرأته ‪ :-‬ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموا فردوه إلينا‪.‬‬
‫عن محمد بن أحمد بن محمد بن زياد‪ ،‬وموسى بن محمد بن علي بن موسى‬
‫قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن عليه السالم أسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك‬
‫وأجدادك صلوات هللا عليهم قد اختلف علينا فيه فكيف العمل به على اختالفه‬
‫والرد إليك فيما اختلف فيه ؟ فكتب عليه السالم‪ :‬ما علمتم أنه قولنا فالزموه‬
‫وما لم تعلموه فردوه إلينا‪.‬‬
‫‪380‬‬
‫عن زياد بن أبي رجاء عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬ما علمتم فقولوا‪ ،‬وما‬
‫لم تعلموا فقولوا‪ :‬هللا أعلم إن الرجل لينتزع باآلية من القرآن يخر فيها أبعد من‬
‫السماء‪.‬‬
‫عن أبي الجارود قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السالم‪ :‬ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا‬
‫فقولوا‪ :‬هللا أعلم‪ ،‬فان الرجل ينزع باآلية فيخر بها أبعد ما بين السماء واالرض‪.‬‬
‫غوالي الاللئ‪ :‬قال النبي صلى هللا عليه واله‪ :‬اتقوا الحديث عني إال ما علمتم‪.‬‬
‫عن زرارة بن أعين قال‪ :‬سألت أبا جعفر الباقر عليه السالم‪ :‬ما حق هللا على‬
‫العباد ؟ قال أن يقولوا ما يعلمون‪ ،‬ويقفوا عند ما ال يعلمون‪.‬‬
‫عن زرارة قال‪ :‬قلت ألبي عبد هللا عليه السالم‪ :‬ما حق هللا على خلقه ؟ قال‪:‬‬
‫حق هللا على خلقه أن يقولوا ما يعلمون ويكفوا عما ال يعلمون‪ ،‬فإذا فعلوا ذلك‬
‫فقد وهللا أدوا إليه حقه‪.‬‬

‫أصل) االمر بتعلم العربية‬

‫الخصال‪ :‬االسلمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابي عبد هللا ع قال‪ :‬تعلموا العربية فانها كالم‬
‫هللا الذي يكلم به خلقه‪ ،‬الحديث‪.‬‬
‫عدة الداعي‪ :‬عن ابي جعفر الجواد ع قال‪ :‬ما استوى رجالن في حسب ودين‬
‫إال كان أفضلهما عند هللا عزوجل آدبهما‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬قد علمت فضله عليه في‬
‫النادي والمجالس‪ ،‬فما فضله عند هللا ؟ قال‪ :‬بقراءة القرآن كما أنزل ودعائه‬
‫هللا من حيث ال يلحن فان الدعاء الملحون ال يصعد إلى هللا‪.‬‬
‫الكشي ‪ :‬هشام بن سالم عن ابي عبد هللا عليه السالم في خبر الشامي‪ :‬فقال‬
‫الشامي‪ :‬اُناظرك في العربية‪ ،‬فالتفت أبو عبدهللا(عليه السالم) فقال‪ :‬يا أبان بن‬
‫تغلب ناظره‪ ،‬فناظره فما ترك الشامي يكشر‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫الفصول المختارة عن محمد بن سالم الجمحي إن أبا األسود الدئلي دخل على‬
‫أمير المؤمنين ع فرمى إليه رقعة فيها‪ :‬بسم هللا الرحمن الرحيم الكالم ثالثة‬
‫أشياء اسم وفعل وحرف جاء لمعنى فاالسم ما أنبأ عن المسمى والفعل ما أنبأ‬
‫عن حركة المسمى والحرف ما أوجد معنى في غيره ‪ .‬فقال أبو األسود يا أمير‬
‫المؤمنين هذا كالم حسن فما تأمرني ان اصنع به فإنني ال أدري ما أردت‬
‫بايقافي عليه فقال أمير المؤمنين ع اني سمعت في بلدكم هذا لحنا فاحشا فأحببت‬
‫أن ارسم كتابا من نظر فيه ميز بين كالم العرب وكالم هؤالء فابن على ذلك‬
‫فقال أبو األسود وفقنا هللا بك يا أمير المؤمنين للصواب‪ .‬اقول هذا المعنى‬
‫متواتر‪.‬‬
‫الكافي عن جميل بن دراج ‪ :‬قال أبو عبدهللا ( عليه السالم ) ‪ :‬اعربوا حديثنا ‪،‬‬
‫فإنا قوم فصحاء ‪.‬‬
‫بيان‪ :‬هذا االصل يدل على جواز االخذ من اهل العربية ( اللغويين) و ان‬
‫المعرفة بالعربية يكون بالنقل ال غير كما انه اذا ثبت عن االئمة قول في هذا‬
‫الشان فهو المتعين بال ريب ‪ .‬كما ان هذا االصل و اصل عقالئية الشرعية‬
‫يدل على جواز اعتماد الفهم العرفي العقالئي اللغوي للنص واالستفادة‬
‫العقالئية العرفية اللغوية من النص الشرعي وهو المصدق بطريقة القاء‬
‫القران و السنة للناس فانه معتمد على عرفية و عقالئية الفهم لهما‪.‬‬

‫اصل ‪ :‬عدم االنهماك و التعمق في العربية‬


‫السرائر‪ :‬عبد الحميد بن أبي العالء‪ ،‬عن موسى بن جعفر‪ ،‬عن آبائه (عليهم‬
‫السالم) قال‪ :‬قال رسول هللا (صلى هللا عليه وآله)‪ :‬من انهمك في طلب النحو‬
‫سلب الخشوع‪ .‬اقول ويروى لفظ (طلب العربية(‬
‫الكافي عن ابراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬عن ابي الحسن موسى ع قال‪ :‬دخل رسول‬
‫هللا (ص) المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال‪ :‬ماهذا ؟ فقيل‪ :‬عالمة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬وما العالمة ؟ فقالوا‪ :‬اعلم الناس بأنساب العرب ووقايعها وأيام الجاهلية‬
‫واالشعار والعربية قال‪ :‬فقال النبي (ص)‪ :‬ذاك علم ال يضر من جهله وال ينفع‬
‫من علمه ثم قال النبي (ص)‪ :‬انما العلم ثالث‪ :‬آية محكمة أو فريضة عادلة أو‬
‫سنة قائمة‪ ،‬وما خالهن فهو فضل‪.‬‬

‫‪382‬‬
‫أصل) على الناس في زمن الغيبة ان يتمسكون باالمر الذي هم عليه حتى‬
‫يتبين لهم ‪.‬‬

‫قال عليه السالم ( كان بين عيسى عليه السالم وبين محمد صلى هللا عليه وآله‬
‫خمسمائة عام‪ ،‬منها مائتان وخمسون عاما ليس فيها نبي وال عالم ظاهر‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فما كانوا ؟ قال‪ :‬كانوا مستمسكين بدين عيسى)‪ .‬و قال عليه السالم ( فان‬
‫أصبحتم يوما الترون منهم أحدا فاستعينوا باهلل وانظروا السنة التي كنتم عليها‬
‫فاتبعوها وأحبوا من كنتم تحبون وأبغضوا من كنتم تبغضون فما أسرع ما‬
‫يأتيكم الفرج ) و قال عليه السالم يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم‬
‫فقلت له ‪ :‬ما يصنع الناس في ذلك الزمان ؟ قال ‪ :‬يتمسكون باالمر الذي هم‬
‫عليه حتى يتبين لهم ‪) .‬‬

‫أصل) الكذب على هللا و على رسوله من الكبائر‬

‫قال تعالى (فَ َو ْي ٌل ِللَّذِينَ يَ ْكتُبُونَ ْال ِكت َ‬


‫َاب بِأ َ ْيدِي ِه ْم ث ُ َّم يَقُولُونَ َهذَا ِم ْن ِع ْن ِد َّ‬
‫َّللاِ‬
‫ت أَ ْيدِي ِه ْم َو َو ْي ٌل لَ ُه ْم ِم َّما يَ ْك ِسبُونَ ) و‬ ‫ِليَ ْشت َُروا بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬
‫يال فَ َو ْي ٌل لَ ُه ْم ِم َّما َكتَبَ ْ‬
‫في رواية ابي خديجة ( الكذب على هللا و على رسوله من الكبائر)‬

‫أصل) وجوب التسليم لهم عليهم السالم‬

‫البصائر ‪ :‬جميل بن دراج‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم إن من قرة العين‬
‫التسليم إلينا أن تقولوا لكل ما اختلف عنا أن تردوا إلينا‪.‬‬
‫السرائر ‪ :‬محمد بن أحمد بن محمد بن زياد‪ ،‬وموسى بن محمد بن علي بن‬
‫موسى عن أبي الحسن عليه السالم في اختالف الرواية‪ :‬فكتب عليه السالم‪:‬‬
‫ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموه فردوه إلينا‪.‬‬
‫البصائر ‪ :‬زيد‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬أتدري بما امروا ؟ امروا‬
‫بمعرفتنا‪ ،‬والرد إلينا‪ ،‬والتسليم لنا‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫المحاسن‪ :‬بعض أصحابنا رفعه قال‪ :‬قال أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬كل من‬
‫تمسك بالعروة الوثقى فهو ناج‪ .‬قلت‪ :‬ما هي ؟ قال‪ :‬التسليم‪.‬‬
‫أصل) ‪ :7‬وجوب تقليد المعصومين عليهم السالم‬

‫الحميري في قرب االسناد عن ابن عيسىعن البرنظي قال‪ :‬قلت للرضا عليه‬
‫السالم‪ :‬جعلت فداك إن بعض أصحابنا يقولون‪ :‬نسمع األمر يحكى عنك وعن‬
‫آبائك عليهم السالم فنقيس عليه و نعمل به‪ .‬فقال‪ :‬سبحان هللا ! ال وهللا ما هذا‬
‫من دين جعفر‪ ،‬هؤالء قوم ال حاجة بهم إلينا‪ ،‬قد خرجوا من طاعتنا وصاروا‬
‫في موضعنا‪ ،‬فأين التقليد الذي كانوا يقلدون جعفرا و أبا جعفر ؟‬
‫الطبرسي في االحتجاج عن سليم عن جماعة منهم عمار و المقداد قالوا قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه و اله في امير المؤمنين عليه السالم ( هو فيكم‬
‫بمنزلتي فيكم‪ ،‬فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم‪).‬‬
‫محمد بن يعقوب في الكافي عن محمد بن عبيدة قال ‪ :‬قال لي أبو الحسن (‬
‫عليه السالم ) ‪ :‬يا محمد ! أنتم أشد تقليدا ً ‪ ،‬أم المرجئة ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬قلدنا‬
‫وقلدوا ‪ ،‬فقال ‪ :‬لم أسألك عن هذا ‪ ،‬فلم يكن عندي جواب أكثر من الجواب‬
‫األول ‪،‬فقال أبو الحسن ( عليه السالم ) ‪ :‬إن المرجئة نصبت رجالً ‪ ،‬لم تفرض‬
‫طاعته ‪ ،‬وقلدوه ‪ ،‬وإنكم نصبتم رجال وفرضتم طاعته ‪ ،‬ثم لم تقلدوه فهم أشد‬
‫منكم تقليد‪.‬‬
‫محمد بن محمد بن النعمان في تصحيح االعتقاد عن االمام الصادق عليه‬
‫السلم انه قال ( إياكم والتقليد ‪ ،‬فإنه من قلد في دينه هل إن هللا تعالى يقول‬
‫ار ُه ْم َو ُر ْهبَانَ ُه ْم أَ ْرأصل) ا ً ِمن د ِ‬
‫ُون َّللاِ فال وهللا ما صلوا لهم وال‬ ‫‪:‬ات َّ َخذُواْ أَحْ بَ َ‬
‫صاموا ‪ ،‬ولكنهم أحلوا لهم حراما‪ ،‬وحرموا عليهم حالال‪ ،‬فقلدوهم في ذلك‪،‬‬
‫فعبدوهم وهم ال يشعرون)‬
‫الطبرسي في ( االحتجاج ) عن أبي محمد العسكري ( عليه السالم )عن‬
‫للصادق ( عليه السالم ) ‪ ( :‬فمن قلد مثل هؤالء ‪ -‬اي العلماء الفسقة‪ -‬فهو مثل‬
‫اليهود الذين ذمهم هللا بالتقليد لفسقة علمائهم ‪ ،‬فأما من كان من الفقهاء صائنا‬
‫لنفسه ‪ ،‬حافظا لدينه ‪ ،‬مخالفا على هواه ‪ ،‬مطيعا المر مواله ‪ ،‬فللعوام أن يقلدوه‬
‫‪ ،‬وذلك ال يكون إال بعض فقهاء الشيعة ال كلهم )‬
‫محمد بن يعقوب في الكافي عن أبي بصير‪ ،‬قال‪ :‬دخلت ام خالد العبدية على‬
‫أبي عبد‬
‫‪384‬‬
‫هللا عليه السالم وأنا عنده‪ ،‬فقالت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬إنه يعتريني قراقر في بطني‪،‬‬
‫وقد وصف‬
‫لي أطباء العراق النبيذ بالسويق‪ ،‬وقد وقفت وعرفت كراهتك له‪ ،‬فأحببت أن‬
‫أسألك عن‬
‫ذلك‪ .‬فقال لها‪ :‬وما يمنعك عن شربه ؟ قالت‪ :‬قد قلدتك ديني فألقى هللا عزوجل‬
‫حين ألقاه فاخبره أن جعفر بن محمد عليه السالم أمرني ونهاني‪ .‬فقال‪ :‬يابا‬
‫محمد أال تسمع إلى هذه المرأة وهذه المسائل ! ال وهللا‪ ،‬ال آذن لك في قطرة‬
‫منه وال تذوقي منه قطرة‪ ،‬فإنما تندمين إذا بلغت نفسك ههنا ‪ -‬وأومأ بيده إلى‬
‫حنجرته ‪ -‬يقولها ثالثا‪ :‬أفهمت ؟ قالت‪ :‬نعم ثم قال أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬ما‬
‫يبل الميل ينجس حبا من ماء‬
‫‪ -‬يقولها ثالثا ‪.-‬‬
‫محمد بن محمد بن النعمان في االختصاص عن مسمع بن عبد هللا البصري‬
‫عن رجل قال‪ :‬لما بعث علي بن أبي طالب عليه السالم صعصعة بن صوحان‬
‫إلى الخوارج قالوا له‪ :‬أرأيت لو كان علي معنا في موضعنا أتكون معه ؟ قال‪:‬‬
‫نعم قالوا‪ :‬فأنت إذا مقلد عليا دينك ارجع فال دين لك ! ! فقال لهم صعصعة‪:‬‬
‫ويلكم أال أقلد من قلد هللا فأحسن التقليد ‪ -‬الغرض من المنشور هو بيان ان لفظ‬
‫التقليد ورد في الروايات‬
‫و يؤكده ما عن ام خالد العبدية انها قالت البي عبدهللا عليه السالم ‪:‬قد قلدتك‬
‫دينى فالقى هللا عزوجل حين القاه فاخبره ان جعفر بن محمد عليه السالم أمرني‬
‫ونهاني ) و قالت الخوارج لصعصعة بن صوحان ‪ :‬أرأيت لو كان علي معنا‬
‫في موضعنا أتكون معه ؟ قال‪ :‬نعم قالوا‪ :‬فأنت إذا مقلد عليا دينك ارجع فال‬
‫دين لك ! ! فقال لهم صعصعة‪ :‬ويلكم أال أقلد من قلد هللا فأحسن التقليد فاضطلع‬
‫بأمر هللا صديقا‪) .‬‬

‫و المعنى اللغوي للتقليد ما في قال في الصحاح القالدَةُ‪ :‬التي في العنق‪ .‬وقَلَّدْتُ‬


‫الدين‪ ،‬و في تاج العروس وقَلَّ ْدتُها ِقالَ َدة ً‬ ‫ِ‬ ‫ت هي‪ .‬ومنه التَقليد في‬ ‫المرأة فَتَقَلَّ َد ْ‬
‫عنُ ِقها فتَقَلَّدَت ومنه الت َّ ْق ِليد في الدِين‬ ‫الهاء ‪َ :‬جعَ ْلت ُ َها في ُ‬
‫ِ‬ ‫بالكسر وقِالدا ً بحذف‬
‫عن ِقها‬‫الوالةِ األَعما َل وهو َمجاز منه أَيضا ً تَ ْق ِليدُ البَدَنَ ِة ‪ :‬أَن يَجْ َع َل في ُ‬ ‫وتَ ْق ِليدُ ُ‬
‫ي و قال في مجمع البحرين‪ :‬التقليد في اصطالح أهل العلم‬ ‫شيْئا ً يُ ْعلَم به أَنَّ َها َه ْد ٌ‬ ‫َ‬
‫قبول قول الغير من غير دليل‪ ،‬سمي بذلك ألن المقلد يجعل ما يعتقده من قول‬

‫‪385‬‬
‫الغير من حق و باطل قالدة في عنق من قلده‪ .‬و قال الجرجاني في التعريفات‬
‫التقليد عبارة عن اتباع اإلنسان غيره فيما يقول أو يفعل‪ ،‬معتقدا ً للحقيقة فيه‪،‬‬
‫من غير نظر وتأمل في الدليل‪ ،‬كأن هذا المتبع‪ ،‬جعل قول الغير أو فعله قالدة ً‬
‫في عنقه‪ .‬أقول و المعنى االصطالحي هذا هو المعنى العرفي وهو مستل و‬
‫مأخوذ من المعنى اللغوي‪.‬‬

‫و الجل ذكر التقليد في روايات اهل البيت رتب المحدثون عليه اثارا و بوب‬
‫ابوابا بذم التقليد و عدم جوازه‪ .‬فالنمازي في مستدركه ‪ :‬أصل) فيه ذم تقليد‬
‫غير األهل ‪.‬و العاملي في فصوله أصل) عدم جواز تقليد غير المعصوم في‬
‫االحكام الشرعية و في وسائله أصل) عدم جواز تقليد غير المعصوم ( عليه‬
‫السالم ) فيما يقول برأيه ‪ ،‬وفيما ال يعمل فيه بنص عنهم ( عليهم السالم ) و‬
‫النوري في (أصل) عدم جواز تقليد غير المعصوم (عليه السالم) فيما يقول‬
‫برأيه ‪ ،‬وفيما اليعمل بنص منهم (عليهم السالم) و الفتال النيسابوريفي روضته‬
‫أصل) الكالم في فساد التقليد‪.‬‬
‫فتقليد غير المعصوم أي بان ياخذ عنه الدين مستقال عن المعصوم ولو ارتكازا‬
‫باطل قطعا و اما ما يسمى في ايامنا بالتقليد فهو من خطأ التسمية النه ليس‬
‫تقليد اصال و انما هو رجوع الى الفقهاء في تقريب السنة و فهمها فهو تقليد‬
‫للمعصوم عليه لسالم و ليس للفقيه‪ ،‬نعم ال بد ان يكون االرتكاز محققا للعلم‬
‫بان قوله مستفاد بطريقة عرفية نوعية عامة منها و ليس بتدخل الرأي و‬
‫االجتهاد غير المستند الى السنة‪.‬‬
‫أصل) النهي عن القول بغير علم‬

‫ْس لَكَ ِب ِه ِع ْل ٌم)‬ ‫(و َال تَ ْق ُ‬


‫ف َما لَي َ‬ ‫َ‬
‫و في مصدقة جابر‪ ،‬قال‪ :‬دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السالم‬
‫‪ :::‬وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا‪ ،‬فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به‪ ،‬وإن‬
‫لم تجدوه موافقا فردوه‪ ،‬وإن اشتبه األمر عليكم فقفوا عنده‪ ،‬وردوه إلينا حتى‬
‫نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا‪ )...‬و في مصدقة جميل بن صالح‪ ،‬عن الصادق‪،‬‬
‫عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله وآله‪ :‬األمور‬
‫ثالثة‪ :‬أمر تبين لك رشده فاتبعه‪ ،‬وأمر تبين لك غيه فاجتنبه‪ ،‬وأمر اختلف فيه‬
‫فرده إلى هللا عز وجل‪ .‬الخبر‪ .‬و في مصدقة أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد‬

‫‪386‬‬
‫هللا عليه السالم قال‪ :‬أورع الناس من وقف عند الشبهة‪ .‬و في المصدق عن‬
‫داود بن القاسم الجعفري‪ ،‬عن الرضا عليه السالم‪ :‬أن أمير المؤمنين عليه‬
‫السالم قال لكميل بن زياد فيما قال‪ :‬يا كميل أخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت‪.‬‬
‫و في المصدق عن أبي سعيد الزهري‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬أو عن أبي عبد هللا‬
‫عليهما السالم قال‪ :‬الوقوف عند الشبهة ‪.‬‬
‫أصل) تصديق المؤمن و اصالة صدقه‬

‫اَّلل َويُؤْ ِمنُ ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ )‬


‫(يُؤْ ِمنُ ِب َّ ِ‬
‫اَّلل َويُؤْ ِمنُ ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ) و يؤمن للمؤمنين أي يصدق و قال‬ ‫قال تعالى (يُؤْ ِمنُ بِ َّ ِ‬
‫تعالى (أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا إِ ْن َجا َء ُك ْم فَا ِس ٌق بِنَبَ ٍأ فَتَبَيَّنُوا ) و التبين دال على عدم‬
‫التسليم والقبول ‪ .‬و يصدقه اخوة االيمان و والية االيمان و عليه نصوص‬
‫خاصة ففي مصدقة الحسين بن المختار‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال‬
‫أمير المؤمنين عليه السالم في كالم له‪ :‬ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك‬
‫ما يغلبك منه‪ ،‬و مصدقة داود بن كثير الرقي‪ ،‬عن أبي عبد هللا (عليه السالم)‬
‫قال قال رسول هللا )صلى هللا عليه و آله( إن هللا (عز و جل ) خلق المؤمن‬
‫من عظمة جالله و قدرته‪ ،‬فمن طعن عليه‪ ،‬أو رد عليه قوله‪ ،‬فقد رد على هللا‬
‫)عز و جل ‪.‬و مصدقة الصدوق ـ عن امير المؤمنين (عليه السالم ) انه قال ‪:‬‬
‫اطرحوا سوء الظن بينكم ‪ ,‬فان َّللا عزوجل نهى عن ذلك ‪ .‬و المصدق عن‬
‫قال الصادق عليه السالم‪ :‬حسن الظن أصله من حسن إيمان المرء وسالمة‬
‫صدره‪ ،‬وعالمته أن يرى كل ما نظر إليه بعين الطهارة والفضل‪ ،‬من حيث‬
‫ما ركب فيه وقذف من الحياء واالمانة والصيانة والصدق‪ ،‬قال النبي صلى‬
‫هللا عليه واله‪ :‬أحسنوا ظنونكم باخوانكم تغتنموا بها صفاء القلب‪ ،‬ونقاء الطبع‪،‬‬
‫حريز عن ابي عبدهللا عليه السالم حديث طويل يقول فيه عليه السالم البنه‬
‫اسمعيل ‪ :‬يا بني ان هللا عزوجل يقول في كتابه ‪ :‬يؤمن باهلل ويؤمن للمؤمنين‬
‫يقول ‪ :‬يصدق هللا ويصدق للمؤمنين ‪ ،‬فاذا شهد عندك المؤمنون فصدقهم وال‬
‫تأتمن شارب الخمر ‪.‬‬
‫جابر الجعفي‪ ،‬عن الباقر عليه السالم قال‪ :‬إن المؤمن بركة على المؤمن‪ ،‬وإن‬
‫المؤمن‪ ،‬حجة هللا‪.‬‬
‫عن أبى حمزة قال ‪ :‬سمعت أبا عبدهللا عليه السالم يقول لرجل من الشيعة ‪:‬‬
‫أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات ‪ ،‬كل مؤمنة حوراء عيناء ‪ ،‬وكل مؤمن صديق‪.‬‬

‫‪387‬‬
‫و مصدقة إبراهيم ابن عمر اليماني‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬إذا اتهم‬
‫المؤمن أخاه انماث االيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء ‪ .‬و مصدقة‬
‫الرضي عن اميرالمؤمنين (عليه السالم ) قال ‪ :‬اتقوا ظنون المؤمنين ‪ ,‬فان َّللا‬
‫جعل الحق على السنتهم ‪ .‬و مصدقة محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن موسى‬
‫(عليه السالم) قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك ! الرجل من إخواني يبلغني عنه الشئ‬
‫الذي أكره له‪ ،‬فأسأله عنه فينكر ذلك‪ ،‬وقد أخبرني عنه قوم ثقات‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا‬
‫محمد ! كذب سمعك وبصرك عن أخيك‪ ،‬فإن شهد عندك خمسون قسامة وقال‬
‫لك قوال فصدقه وكذبهم‪ ،‬وال تذيعن عليه شيئا تشينه به‪ ،‬وتهدم به مروته ‪.‬‬
‫من هنا فاالصل في خبر المسلم القبول اال ان يعرض له ما يخرجه من ذلك‬
‫بان يكون مخالفا للقران و السنة و ليس العكس المشهور االن‪.‬‬

‫أصل) وجوب اظهار العلم‬

‫يونس بن عبد الرحمان‪ :‬روينا عن الصادقين (عليهم السالم) أنهم قالوا‪ :‬إذا‬
‫ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه‪ ،‬فإن لم يفعل سلب نور اإليمان‬
‫محمد بن جمهور القمي‪ ،‬رفعه‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه واله إذا‬
‫ظهرت البدعة في امتي فليظهر العالم علمه‪ ،‬فإن لم يفعل فعليه لعنة هللا‪.‬‬
‫طلحة بن زيد‪ ،‬عن أبي عبد هللا‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال عليه السالم‪:‬‬
‫إن العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحا‪ ،‬تلعنه كل دابة حتى دواب‬
‫األرض الصغار‪.‬‬
‫قال أبو محمد العسكري عليه السالم‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬سمعت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه واله يقول‪ :‬من سئل عن علم فكتمه حيث يجب‬
‫إظهاره‪ ،‬وتزول عنه التقية جاء يوم القيامة ملجما بلجام من النار‬
‫أصل) اصحاب الحديث هو المسلمون‬

‫‪ :‬عن أبي ذر الغفاري أنه اجتمع هو و علي بن أبي طالب و عبد هللا بن‬
‫مسعود و المقداد بن األسود و عمار بن ياسر و حذيفة بن اليمان قال فقال أبو‬
‫ذر حدثونا حديثا نذكر به رسول هللا ص فنشهد له و ندعو له و نصدقه فقالوا‬

‫‪388‬‬
‫حدثنا يا علي فقال علي ع لقد علمتم ما هذا زمان حديثي قالوا صدقت قال‬
‫فقالوا يا حذيفة قال لقد علمتم أني سئلت عن المعضالت فحذرتهن فقالوا صدقت‬
‫قال فقالوا حدثنا يا ابن مسعود قال لقد علمتم أني قرأت القرآن لم أسأل عن‬
‫غيره قالوا صدقت قال فقالوا حدثنا يا مقداد قال لقد علمتم أنما كنت فارسا بين‬
‫يدي رسول هللا ص أقاتل و لكن أنتم أصحاب الحديث فقالوا صدقت‪ ...‬الحديث‪.‬‬
‫البصائر‪ :‬عن ابى الصباح الكنانى قال كنت عند ابى عبدهللا عليه السالم فقال‬
‫يا ابا الصباح قد افلح المؤمنون قال ابوعبدهللا قد افلح المسلمون قالها ثلثا وقلتها‬
‫ثلث ثم قال ان المسلمين هم المنتجبون يوم القيمة هم اصحاب الحديث‪.‬‬

‫أصل) كفاية االطمئنان في حصول العلم‬

‫من مصاديق سهولة الشريعة هو جريها في الفهم و االستفادة و االعتقادات و‬


‫العلم حسب طريقة العرف و العقالء وعلى ذلك نقل ثابت واهمها مقابل العلم‬
‫بالشبهة و من هنا فيكفي في تحقق العلم االطمئنان و ال تجب الدرجات العالية‬
‫من القطع بالمنقول و ان كان متحققا لكثير من االعتقادات و االحكام الفقهية‬
‫الدال عليها محكم القران و محكم السنة الفطعية‪.‬‬

‫أصل) االمور ثالثة؛ أمر بين رشده و امر بين غيه و امر مشكل‪.‬‬

‫جميل بن صالح‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه واله وآله‪ :‬األمور ثالثة‪ :‬أمر تبين لك رشده فاتبعه‪ ،‬وأمر تبين‬
‫لك غيه فاجتنبه‪ ،‬وأمر اختلف فيه فرده إلى هللا عز وجل‪ .‬الخبر‪.‬‬
‫عمر بن حنضلة عن ابي عبد هللا عليه السالم فانما االمور ثالثة‪ :‬أمر بين‬
‫رشده فيتبع‪ ،‬وأمر بين غية فيجتنب‪ ،‬وأمر مشكل يرد حكمه إلى هللا عزوجل‬
‫وإلى رسوله صلى هللا عليه وآله‪ ،‬وقد قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪:‬‬
‫حالل بين‪ ،‬وحرام بين‪ ،‬وشبهات تترد بين ذلك‪ ،‬فمن ترك الشبهات نجا‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫أصل) جواز التفرع عن االصول‬
‫مصدقة البزنطي‪ ،‬عن الرضا عليه السالم قال‪ :‬علينا إلقاء االصول إليكم‬
‫وعليكم التفرع‪ .‬و في مصدقة هشام بن سالم‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‬
‫إنما علينا أن نلقي إليكم االصول وعليكم أن تفرعوا‪ .‬فالنظر او االستنباط هو‬
‫التفرع وفي نهايته و حقيقته اخبار تفرعي استداللي عن السنة ‪ ،‬في قبال كشف‬
‫الخبر بنفسه اصال عنها‪ ،‬و بعبارة اخرى الحديث كاشف اصلي عن السنة و‬
‫االستنباط كاشف تفرعي عنها‪ .‬فيجوز العمل بقول العالم القادر على النظر مع‬
‫عدم الفسق باعتباره شرح و كشف للسنة و ليس بما هو راي العالم مهما كان‬
‫و عليه مصدقة الطبرسي عن أبي محمد العسكري عليه السالم في قوله تعالى‪:‬‬
‫ومنهم اميون ال يعلمون الكتاب إال أماني‪.... .‬قال رجل للصادق عليه السالم‪:‬‬
‫فإذا كان هؤالء القوم من اليهود ال يعرفون الكتاب إال بما يسمعونه من علمائهم‬
‫ال سبيل لهم إلى غيره فكيف ذمهم بتقليد هم والقبول من علمائهم ؟ وهل عوام‬
‫اليهود إال كعوامنا يقلدون علماءهم ؟ فإن لم يجز الولئك القبول من علمائهم لم‬
‫يجز لهؤالء القبول من علمائهم‪ ،‬فقال عليه السالم‪ :‬بين عوامنا وعلمائنا وبين‬
‫عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة أما من حيث استووا‬
‫فإن هللا قد ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم‪ ،‬وأما من حيث افترقوا‬
‫فال‪ .‬قال‪ :‬بين لي يا ابن رسول هللا قال عليه السالم‪ :‬إن عوام اليهود كانوا قد‬
‫عرفوا علماءهم بالكذب الصريح‪ ،‬وبأكل الحرام والرشاء‪ ،‬وبتغيير األحكام‬
‫عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات‪ ،‬وعرفوهم بالتعصب الشديد‬
‫الذي يفارقون به أديانهم وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه‪،‬‬
‫وأعطوا ما ال يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم‪ ،‬وظلموهم من أجلهم‪،‬‬
‫وعرفوهم يقارفون المحرمات‪ ،‬واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل‬
‫ما يفعلونه فهو فاسق ال يجوز أن يصدق على هللا وال على الوسائط بين الخلق‬
‫وبين هللا‪ ،‬فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه ال يجوز قبول‬
‫خبره‪ ،‬وال تصديقه في حكاياته‪ ،‬وال العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه‪،‬‬
‫ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول هللا صلى هللا عليه واله إذ كانت‬
‫دالئله أوضح من أن تخفى‪ ،‬وأشهر من أن ال تظهر لهم‪ ،‬وكذلك عوام امتنا إذا‬
‫عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة‪ ،‬والتكالب على حطام‬
‫الدنيا وحرامها‪ ،‬وإهالك من يتعصبون عليه وإن كان إلصالح أمره مستحقا‪،‬‬
‫والترفرف بالبر واإلحسان على من تعصبوا له وإن كان لإلذالل واإلهانة‬
‫مستحقا‪ .‬فمن قلد من عوامنا مثل هؤالء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم هللا‬
‫تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم‪ .‬فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه‪ ،‬حافظا‬
‫لدينه‪ ،‬مخالفا على هواه‪ ،‬مطيعا ألمر مواله‪ ،‬فللعوام أن يقلدوه‪ .‬وذلك ال يكون‬

‫‪390‬‬
‫إال بعض فقهاء الشيعة ال جميعهم‪ ،‬فأما من ركب من القبائح والفواحش مراكب‬
‫فسقة فقهاء العامة فال تقبلوا منهم عنا شيئا وال كرامة‪ ،‬وإنما كثر التخليط فيما‬
‫يتحمل عنا أهل البيت لذلك‪ ،‬ألن الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه بأسره لجهلهم‪،‬‬
‫ويضعون األشياء على غير وجوهها لقلة معرفتهم‪ ،‬وآخرين يتعمدون الكذب‬
‫علينا ليجروا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنم‪ ،‬ومنهم قوم نصاب‬
‫ال يقدرون على القدح فينا فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند‬
‫شيعتنا‪ ،‬وينتقصون بنا عند نصابنا ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه‬
‫من األكاذيب علينا التي نحن برآء منها‪ )...‬و يدل جواز الرجوع الى العالم‬
‫المحيط باالدلة عمومات اطاعة هللا و رسوله و العمل بالقران و السنة فمع‬
‫وجود النص فالعالم المحيط به يبينه و يقربه و يوضحه للمتعلم و مع عدم‬
‫وجود نص و وجود اصل فانه يستنبط الفرع و يبينه للمتعلم‪ ،‬فاخذ المتعلم من‬
‫العالم ما استنبطه و فرعه من اصل قراني او حديثي هو في واقعه عمل بالقران‬
‫و السنة‪ .‬و الجل تحقيق االطمئنان لدى المتعلم باستنباط العالم ال بد ان يكون‬
‫استنباطه قريبا واضحا بطريق عقالية عرفية واضحة وهو ما عليه سلف‬
‫علماء الشيعة رحمهم هللا تعالى و خلفهم حفظهم هللا تعالى من دون اعمال رأي‬
‫او قياس او استحسان او اقتراح كما هو موجود عند غيرهم‪.‬‬

‫أصل) عدم جواز التقية‬

‫ال تجوز التقية‪ ،‬وما استدل به انما هو نفي الكفر ال نفي االثم‬
‫اس َو ْ‬
‫اخش َْو ِن)‬ ‫قال تعالى ( فَ َال ت َْخش َُوا النَّ َ‬
‫اخش َْو ِن‬ ‫س الَّذِينَ َكف َُروا ِم ْن دِينِ ُك ْم فَ َال ت َْخش َْو ُه ْم َو ْ‬ ‫وقال تعالى‪ْ :‬اليَ ْو َم يَئِ َ‬
‫ف أَ ْو ِليَا َءهُ فَ َال تَخَافُو ُه ْم‬
‫طانُ يُخ َِو ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫[المائدة‪ ]3/‬و قال تعالى ( ِإنَّ َما ذَ ِل ُك ُم ال َّ‬
‫ون ِإ ْن ُك ْنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ [آل عمران‪ ]175 /‬و قال تعالى ِإ َّن الَّذِينَ َي ْكت ُ ُمونَ َما‬ ‫َوخَافُ ِ‬
‫يال أُولَئِكَ َما يَأ ْ ُكلُونَ فِي بُ ُ‬
‫طونِ ِه ْم إِ َّال‬ ‫ب َويَ ْشت َُرونَ بِ ِه ثَ َمنًا قَ ِل ً‬‫َّللاُ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫أَ ْنزَ َل َّ‬
‫عذَابٌ أَ ِلي ٌم (‪ )174‬أُولَئِكَ‬ ‫َّللاُ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َو َال يُزَ ِكي ِه ْم َولَ ُه ْم َ‬
‫ار َو َال يُك َِل ُم ُه ُم َّ‬‫النَّ َ‬
‫ار‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫اب ِب ْال َم ْغ ِف َر ِة فَ َما أَ ْ‬
‫ص َب َر ُه ْم َ‬ ‫الَّذِينَ ا ْشت ََر ُوا الض ََّاللَةَ ِب ْال ُه َدى َو ْال َعذَ َ‬
‫[البقرة‪ ]175 ،174/‬و قال تعالى (‬
‫‪391‬‬
‫ب‬‫اس فِي ْال ِكتَا ِ‬ ‫ت َو ْال ُهدَى ِم ْن بَ ْع ِد َما بَيَّنَّاهُ ِللنَّ ِ‬ ‫إِ َّن الَّذِينَ يَ ْكت ُ ُمونَ َما أَ ْنزَ ْلنَا ِمنَ ْالبَيِنَا ِ‬
‫صلَ ُحوا َوبَيَّنُوا‬ ‫الال ِعنُونَ (‪ِ )159‬إ َّال الَّذِينَ تَابُوا َوأَ ْ‬ ‫أُولَئِكَ يَ ْل َعنُ ُه ُم َّ‬
‫َّللاُ َويَ ْل َعنُ ُه ُم َّ‬
‫الر ِحي ُم (‪[ )160‬البقرة‪ ]160-159/‬و قال‬ ‫اب َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َوأَنَا الت َّ َّو ُ‬ ‫فَأُولَئِكَ أَت ُ ُ‬
‫وب َ‬
‫ع ِن‬ ‫وف َويَ ْن َه ْونَ َ‬ ‫تعالى ( َو ْلتَ ُك ْن ِم ْن ُك ْم أ ُ َّمةٌ يَ ْدعُونَ إِلَى ْال َخي ِْر َويَأ ْ ُم ُرونَ بِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫ْال ُم ْنك َِر َوأُولَئِكَ ُه ُم ْال ُم ْف ِل ُحونَ [آل عمران‪ .]104/‬وقال تعالى ( ُك ْنت ُ ْم َخي َْر أ ُ َّم ٍة‬
‫اَّلل [آل‬ ‫ع ِن ْال ُم ْنك َِر َوتُؤْ ِمنُونَ ِب َّ ِ‬ ‫وف َوتَ ْن َه ْونَ َ‬ ‫اس تَأ ْ ُم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ت ِللنَّ ِ‬ ‫أ ُ ْخ ِر َج ْ‬
‫الرا ِكعُونَ‬ ‫امدُونَ السَّائِ ُحونَ َّ‬ ‫عمران‪ ]110/‬وقال تعالى ( التَّائِبُونَ ْالعَابِدُونَ ْال َح ِ‬
‫ظونَ ِل ُحدُو ِد َّ ِ‬
‫َّللا‬ ‫ع ِن ْال ُم ْنك َِر َو ْال َحافِ ُ‬ ‫وف َوالنَّا ُهونَ َ‬ ‫َّاجدُونَ ْاآلَ ِم ُرونَ ِب ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫الس ِ‬
‫وف‬‫ص َالةَ َوأْ ُم ْر بِ ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫ي أَقِ ِم ال َّ‬ ‫َوبَش ِِر ْال ُمؤْ ِمنِينَ [التوبة‪ ]112/‬وقال تعالى يا بُنَ َّ‬
‫ور [لقمان‪]17/‬‬ ‫ع ْز ِم ْاأل ُ ُم ِ‬ ‫صابَكَ إِ َّن ذَلِكَ ِم ْن َ‬ ‫علَى َما أَ َ‬ ‫صبِ ْر َ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْنك َِر َوا ْ‬ ‫َوا ْنهَ َ‬
‫الزكَاةَ َوأَ َم ُروا‬ ‫ص َالةَ َوآَت َُوا َّ‬ ‫ض أَقَا ُموا ال َّ‬ ‫وقال تعالى ( الَّذِينَ ِإ ْن َم َّكنَّا ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ور [الحج‪ ]41/‬وقال تعالى (‬ ‫عاقِبَةُ ْاأل ُ ُم ِ‬
‫َّلل َ‬ ‫ع ِن ْال ُم ْنك َِر َو ِ َّ ِ‬‫وف َونَ َه ْوا َ‬ ‫بِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫ع بِ َما تُؤْ َم ُر [الحجر‪ ]94/‬تعليق هذا من المثال فيعمم‪ ).‬وهذا يبطل التقية‬ ‫صدَ ْ‬
‫فا ْ‬
‫التي استدل لها بايات ال تدل عليها‪.‬‬
‫مجالس المفيد عن ابن أبي المقدام عن أبيه عن الحسن بن علي عليهما السالم‬
‫أنه قال‪ :‬من أحبنا بقلبه ونصرنا بيده ولسانه فهو معنا‪ .‬تعليق‪ :‬ومنه االقتداء‬
‫بهم في طاعتهم هلل تعالى‪.‬‬

‫نهج البالغة‪ :‬قال (عليه السالم) " أما والذى فلق الحبة وبرا النسمة لو ال‬
‫حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر‪ ،‬وما أخذ هللا على العلماء أن ال‬
‫يقاروا على كظة ظالم وال سغب مظلوم‪ ،‬ال لقيت حبلها على غاربها ولسقيت‬
‫آخرها بكأس أولها‪.‬‬
‫يج‪ :‬قال سلمان‪ :‬دعاني علي عليه السالم فقال‪ :‬صر إلى عمر‪ ،‬فانه حمل إليه‬
‫مال من ناحية المشرق فقل له‪ :‬يقول لك علي‪ :‬فرقه على من جعل لهم‪ ،‬وال‬
‫تحبسه قال سلمان‪ :‬فأديت إليه الرسالة‪ .‬فقال عمر‪ :‬ارجع إليه فقل له‪ :‬السمع‬
‫والطاعة ألمرك‪.‬‬

‫ج‪ :‬أن أمير المؤمنين عليه السالم عن النبي صلى هللا عليه وآله انه قال‪ :‬يا‬
‫علي تجاهد من أمتي كل من خالف القرآن وسنتي ممن يعمل في الدين بالرأي‪،‬‬
‫فال رأي في الدين‪ ،‬إنما هو أمر الرب ونهيه‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫نهج‪ :‬من خطبة له عليه السالم‪ :‬لعمري ما علي من قتال من خالف الحق‪،‬‬
‫وخابط الغي من إدهان وال إيهان‪ .‬بيان‪ :‬قيل‪ :‬إنما قال عليه السالم ذلك في رد‬
‫قول من قال‪ :‬إن مصانعته عليه السالم لمحاربيه ومخالفيه ومداهنتهم أولى من‬
‫محاربتهم‪.‬‬

‫امضوا في الذي نهجه لكم وقوموا بما عصبه بكم‪ ،‬فعلي ضامن لفلجكم آجال‬
‫إن لم تمنحوه عاجال‪.‬‬
‫علي بن رئاب ويعقوب السراج‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم‪ :‬أن أمير‬
‫المؤمنين عليه السالم قال‪ :‬لما بويع بعد مقتل عثمان وهللا ما كتمت وشمة‪،‬‬
‫وال كذبت كذبة‪ ،‬ولقد نبئت بهذا المقام وهذا اليوم‪.‬‬

‫ج‪ :‬ومن خطبة له عليه السالم‪:‬إني الخشى عليكم أن تكونوا في فترة وقد كانت‬
‫امور عندي مضت‪ ،‬ملتم فيها ميلة كنتم فيها عندي غير محمودين‪ ،‬وما علي‬
‫إال الجهد‪ ،‬ولو أشاء أن أقول لقلت‪ ،‬عفا هللا عما سلف‪.‬‬
‫ممون‪ :‬أنت تنهى عن أن يقرن بين الحج والعمرة ؟‪ .‬فقال عثمان‪ :‬ذلك رأي‪.‬‬
‫فخرج علي [عليه السالم] مغضبا وهو يقول‪ :‬لبيك اللهم بحجة وعمرة معا‪.‬‬
‫الموطأ بإسناده عن جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه [عليهما السالم] أنه قال‪ :‬إن‬
‫المقداد بن االسود دخل على علي بن أبي طالب [عليه السالم] بالسقيا‪ ،‬وهو‬
‫ينجع بكرات له دقيقا وخبطا‪ .‬فقال‪ :‬هذا عثمان بن عفان ينهى أن يقرن بين‬
‫الحج والعمرة‪ ،‬فخرج علي [عليه السالم] وعلى يديه أثر الدقيق والخبط‪- ،‬‬
‫فما أنسى الخبط والدقيق على ذراعيه ‪ -‬حتى دخل على عثمان بن عفان‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أنت تنهى عن أن يقرن بين الحج والعمرة ؟‪ .‬فقال عثمان‪ :‬ذلك رأي‪ .‬فخرج‬
‫علي [عليه السالم] مغضبا وهو يقول‪ :‬لبيك اللهم بحجة وعمرة معا‪.‬‬

‫ا‬
‫مالي الصدوق مالك ابن اوس قال قال (عليه السالم)‪ :‬رحم هللا عبدا رأى حقا‬
‫فأعان عليه أو رأى جورا فرده وكان عونا للحق على من خالفه‪.‬‬
‫‪393‬‬
‫المفيد في الكافئة عن علي (عليه السالم) قال‪ :‬وهللا البقرن الباطل حتى أخرج‬
‫الحق من خاصرته إن شاء هللا‪.‬‬
‫نصر عن علي عليه السالم انه قال‪ :‬إن خير الناس عند هللا عزوجل أقومهم هلل‬
‫بالطاعة فيما له وعليه وأقولهم بالحق ولو كان مرا فإن الحق به قامت‬
‫السماوات واالرض ولتكن سريرتك كعالنيتك‪.‬‬

‫نهج‪ :‬ومن كتاب له عليه السالم إلى عبد هللا بن العباس‪ :‬ال يكن أفضل ما نلت‬
‫في نفسك من دنياك بلوغ لذة أو شفاء غيظ ولكن إطفاء باطل أو إحياء حق‬
‫وليكن سرورك بما قدمت وأسفك على ما خلفت وهمك فيما بعد الموت‪.‬‬

‫نهج‪ :‬إن هللا سبحانه قد اصطنع عندنا وعندكم أن نشكره بجهدنا وأن ننصره‬
‫مما بلغت قوتنا وال قوة إال باهلل العلي [العظيم]‪.‬‬
‫معاوية ابن عمار قال‪ :‬سمعت أبا عبد هللا عليه السالم يقول‪ :‬كان في وصية‬
‫النبي صلى هللا عليه وآله لعلي عليه السالم أن قال فيها‪ :‬يا علي اوصيك في‬
‫نفسك بخصال فاحفظها عني – الى ان قال‪ -‬والخامسة بذلك ما لك ودمك دون‬
‫دينك‪.‬‬

‫ف ‪ :‬وصيته صلى هللا عليه وآله لمعاذ بن جبل أنزل الناس منازلهم خيرهم‬
‫وشرهم وأنفذ فيهم أمر هللا وال تحاش في أمره وال ماله أحدا فانها ليست بواليتك‬
‫وال مالك‪.‬‬
‫الزهد للحسين بن سعيد‪ :‬زيد بن علي‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليه السالم قال‪:‬‬
‫استأذن رجل على رسول هللا صلى هللا عليه وآله فقال‪ :‬يا رسول هللا أوصني‬
‫قال‪ :‬أوصيك أن ال تشرك باهلل شيئا وإن قطعت وحرقت بالنار‪.‬‬
‫مضمون هللا هللا في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم‪.‬‬

‫‪394‬‬
‫ف ‪ :‬من وصية امير المؤمنين عليه السالم عند الوفاة‪ :‬هللا هللا في الجهاد‬
‫بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم‪.‬‬

‫مضمون فصدع بالكتاب المبين ومضى على ما مضت عليه الرسل االولون‪.‬‬
‫االصبغ بن نباتة قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم ‪ :‬أشهد أن ال إله إال هللا‬
‫وحده ال شريك له‪ ،‬وأن محمدا رسول هللا نبي الهدى‪ ،‬وموضع التقوى‪،‬‬
‫ورسول الرب االعلى‪ ،‬جاء بالحق من عند الحق لينذر بالقرآن المبين‪،‬‬
‫والبرهان المستنير فصدع بالكتاب المبين ومضى على ما مضت عليه الرسل‬
‫االولون‪.‬‬
‫مضمون يؤئر العبد الصدق حيث يضر على الكذب حيث ينفع‪.‬‬
‫ف‪ :‬قيل امير المؤمنين عليه السالم ‪ :‬إن من حقيقة االيمان أن يؤئر العبد‬
‫الصدق حيث يضر على الكذب حيث ينفع‪.‬‬

‫مضمون إذا رأى المنكر ولم ينكره وهو يقدر عليه فقد أحب أن يعصى هللا‬
‫فضيل بن عياض‪ ،‬عن ابي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬سألته عن الورع فقال‪:‬‬
‫الذي يتورع عن محارم هللا ويجتنب الشبهات وإذا رأى المنكر ولم ينكره وهو‬
‫يقدر عليه فقد أحب أن يعصى هللا‪.‬‬
‫إنما هلك من كان قبلكم بحيث ما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون‬
‫واالحبار‪.‬‬
‫حبشي قال‪ :‬خطب أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬إنما هلك من كان قبلكم بحيث‬
‫ما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون واالحبار‪.‬‬
‫مضمون إن المعصية إذا عمل بها عالنية ولم يغير عليه أضرت بالعامة‪.‬‬
‫ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن أبيه عليهما السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وآله‪ :‬إن المعصية إذا عمل بها عالنية ولم يغير عليه أضرت بالعامة‪.‬‬
‫مضمون االمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق هللا عزوجل فمن‬
‫نصرهما أعزه هللا‪ ،‬ومن خذلهما خذله هللا‬

‫‪395‬‬
‫ابن يزيد رفعه إلى أبي جعفر عليه السالم أنه قال‪ :‬االمر بالمعروف والنهي‬
‫عن المنكر خلقان من خلق هللا عزوجل فمن نصرهما أعزه هللا‪ ،‬ومن خذلهما‬
‫خذله هللا‪.‬‬
‫الحسن بن علي بن الحسن‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬كان يقال‪ :‬ال يحل لعين‬
‫مؤمنة ترى هللا يعصى فتطرف حتى تغيره‬
‫مضمون ال تتركوا االمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي هللا أموركم‬
‫شراركم ثم تدعون فال يستجاب لكم دعاؤكم‪.‬‬
‫المجاشعي‪ ،‬عن الصادق‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن أمير المؤمنين صلوات هللا عليه قال‪:‬‬
‫ال تتركوا االمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولي هللا أموركم شراركم ثم‬
‫تدعون فال يستجاب لكم دعاؤكم‪.‬‬
‫مضمون‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى ليبغض المؤمن الضعيف الذي ال زبر له‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هو الذي ال ينهى عن المنكر‬
‫ابن صدقة‪ ،‬عن الصادق عن آبائه عليهم السالم قال‪ :‬قال النبي صلى هللا عليه‬
‫وآله‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى ليبغض المؤمن الضعيف الذي ال زبر له‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫هو الذي ال ينهى عن المنكر‪ .‬تعليق النبز الرأي مانعا‪ ،‬و زبره زجره مانعا‪.‬‬

‫نهج‪ :‬في كالم له عليه السالم‪ :‬إن االمر بالمعروف والنهي عن المنكر ال‬
‫يقربان من أجل وال ينقصان من رزق‪ ،‬وافضل ذلك كلمة عدل عند إمام جائر‪.‬‬
‫نهج‪ :‬في وصيته عليه السالم للحسن‪ :‬وأمر بالمعروف تكن من أهله‪ ،‬و أنكر‬
‫المنكر بيدك ولسانك‪ ،‬وباين من فعله بجهدك‪ ،‬وجاهد في هللا حق جهاده وال‬
‫تأخذك في هللا لومة الئم‪.‬‬

‫نهج‪ :‬في وصيته عليه السالم للحسن‪ :‬وأمر بالمعروف تكن من أهله‪ ،‬و أنكر‬
‫ال منكر بيدك ولسانك‪ ،‬وباين من فعله بجهدك‪ ،‬وجاهد في هللا حق جهاده وال‬
‫تأخذك في هللا لومة الئم‪.‬‬
‫مضمون من آثر طاعة هللا عزوجل بغضب الناس كفاه هللا عزوجل عداوة كل‬
‫عدو‪ ،‬وحسد كل حاسد‪ ،‬وبغي كل باغ‪ ،‬وكان هللا عزوجل له ناصرا وظهيرا‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫المشكاة‪ :‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪:‬‬
‫من آثر طاعة هللا عزوجل بغضب الناس كفاه هللا عزوجل عداوة كل عدو‪،‬‬
‫وحسد كل حاسد‪ ،‬وبغي كل باغ‪ ،‬وكان هللا عزوجل له ناصرا وظهيرا‪.‬‬
‫م‪ :‬قال االمام (عليه السالم)‪ :‬دخل جابر بن عبد هللا االنصاري على أمير‬
‫المؤمنين (عليه السالم) فقال أمير المؤمنين (عليه السالم)‪ :‬يا جابر قوام هذه‬
‫الدنيا بأربعة‪ :‬عالم يستعمل علمه‪ ،‬وجاهل ال يستنكف أن يتعلم‪ ،‬وغني جواد‬
‫بمعروفه‪ ،‬وفقير ال يبيع آخرته بدنيا غيره‪.‬‬
‫ا‬
‫لفضل‪ ،‬عن أبي الحسن موسى عليه السالم قال‪ :‬قال لي‪ :‬أبلغ خيرا وقل خيرا‪.‬‬
‫وال تكونن إمعة ‪ .‬قال‪ :‬وما اإلمعة ؟ قال‪ :‬ال تقولن‪ :‬أنا مع الناس‪ ،‬وأنا كواحد‬
‫من الناس‬
‫ز‬
‫رارة‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم قال‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬قوام‬
‫الدين بأربعة‪ :‬بعالم ناطق مستعمل له‪ ،‬وبغني ال يبخل بفضله على أهل دين‬
‫هللا‪ ،‬وبفقير ال يبيع آخرته بدنياه‪ ،‬وبجاهل ال يتكبر عن طلب العلم‪ ،‬فإذا كتم‬
‫العالم علمه‪ ،‬وبخل الغني بماله‪ ،‬وباع الفقير آخرته بدنياه‪ ،‬واستكبر الجاهل‬
‫عن طلب العلم‪ ،‬رجعت الدنيا إلى ورائها القهقرى‪.‬‬

‫ختص‪ :‬قال أبو الحسن الماضي عليه السالم‪ :‬قل الحق وإن كان فيه هالكك‬
‫فإن فيه نجاتك‪ ،‬ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فان فيه هالكك‪.‬‬
‫مضمون‪ :‬ال خير في الصمت عن الحكم‬

‫نهج‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬ال خير في الصمت عن الحكم كما أنه ال‬
‫خير في القول بالجهل‪.‬‬

‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه واله وسلم‪ « -‬الَ يَ ْمنَ َع َّن‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ع ْن أَ ِبى َ‬
‫س ِعي ٍد قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫احمد‪َ :‬‬
‫ش ِه َدهُ أَ ْو َ‬
‫س ِم َعهُ »‪.‬‬ ‫ق ِإذَا َرآهُ أَ ْو َ‬‫اس أَ ْن َيقُو َل ِفى َح ٍ‬ ‫أَ َح َد ُك ْم َه ْي َبةُ النَّ ِ‬
‫‪397‬‬
‫ع ِن النَّ ِب ِى ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬أَنَّهُ قَا َل « الَ‬ ‫ى َ‬ ‫س ِعي ٍد ْال ُخد ِْر ِ‬
‫ع ْن أَ ِبى َ‬ ‫َ‬
‫ع ِل َمهُ »‪.‬‬ ‫اس أَ ْن َيتَ َكلَّ َم ِب ْال َح ِ‬
‫ق ِإذَا َرآهُ أَ ْو َ‬ ‫َي ْمنَ َع َّن َر ُجالً ِم ْن ُك ْم َمخَافَةُ النَّ ِ‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ « -‬الَ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ى قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫س ِعي ٍد ْال ُخد ِْر ِ‬‫ع ْن أَبِى َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ق ِإذَا َرآهُ أ ْو َ‬
‫ع ِل َمهُ أ ْو َرآهُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس أ ْو بَش ٍَر أ ْن يَتَ َكل َم ِبال َح ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يَ ْمنَ َع َّن أ َحدا ً ِم ْن ُك ْم َمخَافَة النَّ ِ‬
‫س ِم َعهُ »‪{ .‬‬ ‫أَ ْو َ‬
‫مضمون‪َ :‬م ْن َرأَى ُم ْنكَرا ً فَ ْليُغَيِ ْرهُ بِيَ ِد ِه فَإِ ْن لَ ْم يَ ْست َِط ْع فَبِ ِل َ‬
‫سانِ ِه فَإِ ْن لَ ْم يَ ْست َِط ْع‬
‫ان‬
‫اإلي َم ِ‬‫ف ِ‬ ‫ض َع ُ‬ ‫فَ ِبقَ ْل ِب ِه َوذَلِكَ أَ ْ‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه واله وسلم‪ -‬يَقُو ُل‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫س ِم ْعتُ َر ُ‬ ‫ى قَا َل َ‬ ‫س ِعي ٍد ْال ُخد ِْر ِ‬
‫ع ْن أَبِى َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫« َم ْن َرأى ِم ْن ُك ْم ُم ْنكَرا فَليُغَيِ ْرهُ بِيَ ِد ِه فَإِ ْن ل ْم يَ ْست َِط ْع بِيَ ِد ِه فَبِ ِل َ‬
‫سانِ ِه فَإِ ْن ل ْم يَ ْست َِط ْع‬
‫ان »‪.‬‬ ‫اإلي َم ِ‬ ‫ف ِ‬ ‫ض َع ُ‬ ‫سانِ ِه فَ ِبقَ ْل ِب ِه َوذَلِكَ أَ ْ‬
‫ِب ِل َ‬

‫َّللا ‪-‬صلى هللا‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫س ِم ْعتُ َر ُ‬ ‫علَ ْي ِه َ‬ ‫ضى َما َ‬ ‫س ِعي ٍد ْال ُخد ِْر ُّ‬
‫ى َف َقا َل أَ َّما َه َذا َف َق ْد َق َ‬ ‫أَبُو َ‬
‫عليه وسلم‪َ -‬يقُو ُل « َم ْن َرأَى ُم ْنكَرا ً فَ ْليُغ َِي ْرهُ ِب َي ِد ِه فَإِ ْن لَ ْم َي ْست َِط ْع فَ ِب ِل َ‬
‫سانِ ِه فَإِ ْن لَ ْم‬
‫ان »‪.‬‬ ‫اإلي َم ِ‬
‫ف ِ‬ ‫ضعَ ُ‬ ‫يَ ْست َِط ْع فَبِقَ ْلبِ ِه َوذَلِكَ أَ ْ‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ « -‬الَ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫س ِعي ٍد ْال ُخد ِْر ِ‬
‫ى قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫ع ْن أَبِى َ‬ ‫َ‬
‫علَ ْي ِه فِي ِه َمقَاالً ث ُ َّم الَ َيقُولُهُ فَ َيقُو ُل َّ‬
‫َّللاُ َما‬ ‫سهُ أَ ْن َي َرى أَ ْم َر َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫َيحْ ِق َر َّن أَ َحدُ ُك ْم نَ ْف َ‬
‫اس‪ .‬فَيَقُو ُل َوأَنَا أَ َح ُّق أَ ْن تَ ْخشَى »‪.‬‬ ‫ب َخشِيتُ النَّ َ‬ ‫َمنَعَكَ أَ ْن تَقُو َل فِي ِه فَيَقُو ُل َر ِ‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ « -‬الَ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ى قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫س ِعي ٍد ْال ُخد ِْر ِ‬ ‫ع ْن أَبِى َ‬ ‫َ‬
‫َّلل فِي ِه َمقَا ٌل أَ ْن َيقُو َل فِي ِه فَ َيقُو ُل َّ‬
‫َّللاُ َما َي ْمنَعُكَ‬ ‫سهُ ِإذَا َرأَى أَ ْم ًرا ِ َّ ِ‬ ‫َيحْ ِق َر َّن أَ َحدُ ُك ْم نَ ْف َ‬
‫شنِى »‪.‬‬ ‫اس‪ .‬قَا َل فَأَنَا أَ َح ُّق أَ ْن ت َْخ َ‬
‫ب َخشِيتُ النَّ َ‬ ‫أَ ْن تَقُو َل فِي ِه فَيَقُو ُل َر ِ‬
‫ق ِإذَا َرآهُ أَ ْو َ‬
‫ش ِهدَهُ فَإِنَّهُ‬ ‫اس أَ ْن يَقُو َل ِب َح ٍ‬ ‫مضمون‪ :‬أَالَ الَ يَ ْمنَ َع َّن أَ َحدَ ُك ْم َر ْهبَةُ النَّ ِ‬
‫ق أَ ْو يُذَ ِك َر ِب َع ِظ ٍيم‬‫ق أَ ْن َيقُو َل ِب َح ٍ‬ ‫ب ِم ْن أَ َج ٍل َوالَ يُ َبا ِعدُ ِم ْن ِر ْز ٍ‬ ‫الَ يُقَ ِر ُ‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ « -‬أَالَ الَ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ى قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫س ِعي ٍد ْال ُخد ِْر ِ‬‫ع ْن أَبِى َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ب ِم ْن أ َج ٍل‬ ‫ش ِهدَهُ فَإِنَّهُ الَ يُقَ ِر ُ‬ ‫َ‬
‫ق ِإذَا َرآهُ أ ْو َ‬ ‫َ‬
‫اس أ ْن يَقُو َل ِب َح ٍ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يَ ْمنَ َع َّن أ َحدَ ُك ْم َر ْهبَة النَّ ِ‬
‫ق أَ ْو يُذَ ِك َر ِب َع ِظ ٍيم »‪.‬‬ ‫ق أَ ْن َيقُو َل ِب َح ٍ‬ ‫َوالَ يُ َبا ِعدُ ِم ْن ِر ْز ٍ‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ « -‬أَالَ الَ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ى قَا َل قَا َل َر ُ‬ ‫س ِعي ٍد ْال ُخد ِْر ِ‬‫ع ْن أَبِى َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫اس أ ْن يَقُو َل ال َح َّق ِإذَا َرآهُ »‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يَ ْمنَ َع َّن أ َحدَ ُك ْم َمخَافَة النَّ ِ‬

‫‪398‬‬
‫صدَّقَ ُه ْم‬ ‫ظ ْل ِم ِه ْم َو َ‬
‫علَى ُ‬ ‫عانَ ُه ْم َ‬ ‫ظ ِل ُمونُ َويَ ْك ِذبُونَ فَ َم ْن أَ َ‬ ‫سيَ ُكونُ أ ُ َم َرا ُء يَ ْ‬
‫مضمون‪َ :‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫علَى ظل ِم ِه ْم‬ ‫ص ِد ْق ُه ْم ِب َك ِذ ِب ِه ْم َولَ ْم يُ ِع ْن ُه ْم َ‬ ‫َ‬
‫ْس ِمنِى َوالَ أنَا ِم ْنهُ َو َم ْن لَ ْم يُ َ‬ ‫ِب َك ِذ ِب ِه ْم فَلَي َ‬
‫فَأَنَا ِم ْنهُ َوه َُو ِم ِنى »‬

‫ع ِن النَّ ِب ِى ‪-‬صلى هللا عليه وآله وسلم‪ -‬أَنَّهُ قَا َل « َ‬


‫سيَ ُكونُ‬ ‫ى َ‬ ‫س ِعي ٍد ْال ُخد ِْر ِ‬
‫ع ْن أَ ِبى َ‬ ‫َ‬
‫ْس ِم ِنى‬ ‫ظ ْل ِم ِه ْم َو َ‬
‫صدَّقَ ُه ْم ِب َك ِذ ِب ِه ْم فَلَي َ‬ ‫علَى ُ‬ ‫عانَ ُه ْم َ‬ ‫ظ ِل ُمونُ َو َي ْك ِذبُونَ فَ َم ْن أَ َ‬ ‫أ ُ َم َرا ُء َي ْ‬
‫ظ ْل ِم ِه ْم فَأَنَا ِم ْنهُ َوه َُو ِمنِى‬ ‫علَى ُ‬ ‫َوالَ أَنَا ِم ْنهُ َو َم ْن لَ ْم يُ َ‬
‫ص ِد ْق ُه ْم بِ َك ِذبِ ِه ْم َولَ ْم يُ ِع ْن ُه ْم َ‬
‫»‪.‬‬
‫أَ‬
‫علَ ْينَا أ ُ َم َرا ُء الَ يَ ْستَنُّونَ بِ ُ‬
‫سنَّتِكَ‬ ‫َّللا أَ َرأَيْتَ إِ ْن َكانَ َ‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫نَس بْنَ َمالِكٍ قيل يَا َر ُ‬
‫َّللا ‪-‬صلى هللا عليه وآله‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫َوالَ َيأ ْ ُخذُونَ ِبأ َ ْم ِركَ فَما تَأ َ ُم ُر فِى أَ ْم ِر ِه ْم فَقَا َل َر ُ‬
‫ع َّز َو َج َّل »‪.‬‬ ‫عةَ ِل َم ْن لَ ْم ي ُِط ِع َّ‬
‫َّللاَ َ‬ ‫وسلم‪ « -‬الَ َ‬
‫طا َ‬
‫واما ما جاء من روايات امرة بالتقية فهي متشابه تحمل على المحكم الذي‬
‫عرفت‪.‬‬

‫أصول العمل بالعلم‬


‫أصل‪ :‬اول القضاء كتاب هللا‬
‫محمد بن قيس ‪ ،‬عن أبي جعفر ( عليه السالم ) قال ‪ :‬قال أمير المؤمنين (‬
‫عليه السالم ) ‪ :‬إن الدين قبل الوصية ‪ ،‬ثم الوصية على أثر الدين ‪ ،‬ثم الميراث‬
‫بعد الوصية ‪ ،‬فإن أول القضاء كتاب هللا‪.‬‬

‫اصل‪ :‬تقديم الفريضة على السنة‬


‫الحسين بن النضر األرمني قال ‪ :‬سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السالم ) عن‬
‫القوم يكونون في السفر فيموت منهم ميت ومعهم جنب ومعهم ماء قليل قدر‬

‫‪399‬‬
‫ما يكفي أحدهما ‪ ،‬أيهما يبدأ به ؟ قال ‪ :‬يغتسل الجنب ‪ ،‬ويترك الميت ‪ ،‬ألن‬
‫هذا فريضة وهذا سنة‪.‬‬
‫عبد الرحمن بن أبي نجران ‪ ،‬أنه سأل أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليه السالم‬
‫) عن ثالثة نفر كانوا في سفر ‪ :‬أحدهم جنب ‪ ،‬والثاني ميت ‪ ،‬والثالث على‬
‫غير وضوء ‪ ،‬وحضرت الصالة ومعهم من الماء قدر ما يكفي أحدهم ‪ ،‬من‬
‫يأخذ الماء ‪ ،‬وكيف يصنعون ؟ قال ‪ :‬يغتسل الجنب ‪ ،‬ويدفن الميت بتيمم ‪،‬‬
‫ويتيمم الذي هو على غير وضوء ألن الغسل من الجنابة فريضة ‪ ،‬وغسل‬
‫الميت سنة ‪ ،‬والتيمم لآلخر جائز‪.‬‬

‫أصل‪ :‬السنة ال تنقض الفريضة‬


‫زرارة قال ‪ :‬قلت ألبي جعفر ( عليه السالم )‪:‬الرجل يقلم أظفاره ويجز شاربه‬
‫‪ ،‬ويأخذ من شعر لحيته ورأسه هل ينقض ذلك وضوءه ؟ فقال ‪ :‬يا زرارة كل‬
‫هذا سنة ‪ ،‬والوضوء فريضة وليس لشيء من السنة ينقض الفريضة ‪ ،‬وإن‬
‫ذلك ليزيده تطهيرا‪.‬‬
‫اصل‪ :‬سهولة الشريعة‬
‫علي بن أيوب‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله‪ :‬إذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده‪ ،‬فإن وافق‬
‫كتاب هللا فأنا قلته‪ ،‬وإن لم يوافق كتاب هللا فلم أقله‪ .‬كما انه يوافق التسليم و‬
‫التخيير‪.‬‬

‫اصل ‪ :‬االطالق و االباحة‬


‫‪ -‬الحسين بن أبي غندر عن أبيه‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬األشياء‬
‫مطلقة ما لم يرد عليك أمر ونهي ‪.‬‬
‫‪ -‬التهذيب روي عن الصادق عليه السالم أنه قال‪ :‬كل شئ مطلق حتى يرد فيه‬
‫نهي‪.‬‬
‫‪ -‬غوالي‪ :‬قال الصادق عليه السالم‪ :‬كل شئ مطلق حتى يرد فيه نص‪.‬‬
‫و يصدق ذلك سهولة الشريعة و نفي العسر و ادلة تسخير االشياء لالنسان‪.‬‬

‫‪400‬‬
‫أصل ‪ :‬معذرية الجهل‬
‫الحلبي ‪ ،‬عن أبي عبدهللا عليه السالم قال ‪ :‬لو أن رجال دخل في االسالم‬
‫وأقر به ‪ ،‬ثم شرب الخمر وزنى وأكل الربا ‪ ،‬ولم يتبين له شيء من الحالل‬
‫والحرام ‪ ،‬لم اق م عليه الحد إذا كان جاهال ‪ ،‬إال أن تقوم عليه البينة أنه قرأ‬
‫السورة التي فيها الزنا والخمر وأكل الربا ‪ ،‬وإذا جهل ذلك أعلمته وأخبرته ‪،‬‬
‫فان ركبه بعد ذلك جلدته وأقمت عليه الحد‪ .‬وهو المصدق بسهولة الشريعة‪.‬‬
‫عليه السالم ‪ ،‬قال ‪ :‬سألته‬ ‫عبد الرحمن بن الحجاج ‪ ،‬عن أبي إبراهيم‬
‫عن الرجل يتزوج المرأة في عدتها بجهالة ‪ ،‬أهي ممن ال تحل له أبدا ؟ فقال ‪:‬‬
‫ال ‪ ،‬أما إذا كان بجهالة فليتزوجها بعد ما تنقضي عدتها وقد يعذر الناس في‬
‫الجهالة بما هو أعظم من ذلك فقلت ‪ :‬بأى الجهالتين يعذر بجهالته ان ذلك‬
‫محرم عليه ؟ أم بجهالته انها في عدة ؟ فقال ‪ :‬احدى الجهالتين اهون من‬
‫األخري الجهالة بأن هللا حرم ذلك عليه وذلك بأنه ال يقدر على االحتياط معها‬
‫فقلت ‪ :‬وهو في االخرى معذور ؟ قال ‪ :‬نعم إذا انقضت عدتها فهو معذور في‬
‫أن يتزوجها فقلت ‪ :‬فإن كان أحدهما متعمدا واآلخر بجهل ‪ ،‬فقال ‪ :‬الذي تعمد‬
‫ال يحل له أن يرجع إلى صاحبه أبدا ‪.‬‬
‫اصل‪ :‬نفي الحرج‬
‫ج)‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي الد ِ‬
‫ِين ِم ْن َح َر ٍ‬ ‫(و َما َجعَ َل َ‬
‫قال تعالى َ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِم ْن َح َر ٍ‬
‫ج)‬ ‫و قال تعالى ( َما ي ُِريدُ َّ‬
‫َّللاُ ِليَجْ َع َل َ‬

‫مسالة‪ :‬قيل ان تحصيل المعرفة من القران و السنة فيه عسر و حرج الجل‬
‫المقدمات المطلوبة و المختلف من الحديث و الدالالت و فيه انا قد بينا انه ال‬
‫مقدمة مطلوبة لفقه الخطاب الشرعي سوى فهم النص ‪ ،‬و الخطاب الشرعي‬
‫هو من نوع الخبر عن حقائق ال يحتاج في ادراكها و تصديقها غير سماعها‪،‬‬
‫و معالجة مختلف الحديث و العام و الخاص و نحو ذلك كلها خاضعة المور‬
‫عرفية عقالئية اساسية عند كل مدرك‪.‬‬

‫مسألة‪ :‬من االمور الخطيرة التي ترتبت على االفتراضات السابقة و التي ال‬
‫اساس لها القول قيل ان العامي معزول عن الدليل ‪ .‬قال في الوافية (غير‬
‫‪401‬‬
‫المجتهد اليجوز له العمل باعتقاداته)‪ .‬و قال في منتقى األصول ( ان غير‬
‫المجتهد ال يحصل لديه القطع والظن والشك لغفلته ) و في أجود التقريرات (‬
‫ان غير المجتهد ال يمكن له ان يطبق صغريات تلك القواعد)‪ .‬و في الكفاية‬
‫(ان العامي) عاجز عن معرفة ما دل عليه كتابا وسنة‪ .‬اقول وهذه االقوال‬
‫مخالفة للثابت من معرفة و مخالفة للسيرة و الفطرة و ال ادري كيف امكنهم‬
‫قبول هكذا عمومات‪.‬‬

‫اصل يبدأ بما بدأ هللا به‬


‫زرارة قال‪ :‬سئل أحدهما عليهما السالم عن رجل بدأ بيده قبل وجهه وبرجليه‬
‫قبل يديه؟ قال‪ :‬يبدأ بما بدأ هللا به‪ ،‬وليعد ما كان‪.‬‬
‫اصل ‪ :‬وجوب اليقين في االمتثال‬
‫محمد ‪ ،‬عن أحدهما عليهما السالم ـ في حديث ـ في المني يصيب الثوب ‪:‬‬
‫فإن عرفت مكانه فاغسله ‪ ،‬وإن خفي عليك فاغسله كله‪.‬‬
‫زرارة قال ‪ :‬قلت ‪ :‬أصاب ثوبي دم رعاف أو غيره ‪ ،‬أو شيء من مني ـ إلى‬
‫أن قال ـ قلت ‪ :‬فإني قد علمت أنه قد أصابه ولم أدر أين هو ‪ ،‬فأغسله ؟ قال ‪:‬‬
‫تغسل من ثوبك الناحية التي ترى أنه قد أصابها حتى تكون على يقين من‬
‫طهارتك ‪ ،‬الحديث ‪.‬‬

‫اصل‪ :‬عدم االعتناء بالشك‬


‫محمد بن مسلم ‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال ‪ :‬ذكر المني وشدده‬
‫وجعله أشد من البول ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬إن رأيت المني قبل أو بعد ما تدخل في الصالة‬
‫فعليك إعادة الصالة ‪ ،‬وإن أنت نظرت في ثوبك فلم تصبه ثم صليت فيه ثم‬
‫رأيته بعد فال إعادة عليك ‪ ،‬وكذلك البول‪.‬‬
‫زرارة‪ ،‬عن أحدهما عليهما السالم قال‪ :‬ال يعتد بالشك في حال من الحاالت‪.‬‬
‫زرارة قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬أصاب ثوبي دم رعاف أو غيره أو شيء من مني ـ إلى‬
‫أن قال ـ فإن ظننت أنه قد أصابه ولم أتيقن ذلك فنظرت فلم أر شيئا ً ثم صليت‬
‫فرأيت فيه ‪ ،‬قال ‪ :‬تغسله ‪ ،‬وال تعيد الصالة ‪ ،‬قلت ‪ :‬لم ذاك ؟ قال ‪ :‬ألنك كنت‬
‫على يقين من طهارتك ثم شككت فليس ينبغي لك أن تنقض اليقين بالشك أبدا ً‬

‫‪402‬‬
‫‪ .‬قلت ‪ :‬فهل علي إن شككت في أنه أصابه شيء أن أنظر فيه ؟ قال ‪ :‬ال ‪،‬‬
‫ولكنك إنما تريد أن تذهب الشك الذي وقع في نفسك‬
‫عبد الرحمن بن الحجاج قال ‪ :‬سألت أبا إبراهيم عليه السالم عن رجل يبول‬
‫بالليل فيحسب أن البول أصابه فال يستيقن فهل يجزيه أن يصب على ذكره إذا‬
‫بال وال يتنشف ؟ قال ‪ :‬يغسل ما استبان أنه قد أصابه وينضح ما يشك فيه من‬
‫جسده وثيابه ويتنشف قبل أن يتوضأ ‪.‬‬
‫عبدهللا بن سنان قال ‪ :‬سأل أبي أبا عبدهللا عليه السالم وأنا حاضر ‪ :‬إني‬
‫أعير الذمي ثوبي وأنا أعلم أنه يشرب الخمر ويأكل لحم الخنزير فيرده علي ‪،‬‬
‫فأغسله قبل أن اصلي فيه ؟ فقال أبو عبدهللا عليه السالم ‪ :‬صل فيه وال‬
‫تغسله من أجل ذلك ‪ ،‬فإنك أعرته إياه وهو طاهر ولم تستيقن أنه نجسه ‪ ،‬فال‬
‫بأس أن تصلي فيه حتى تستيقن أنه نجسه‬

‫اصل‪ :‬المحكم موافق للحق‬


‫معاني االخبار‪ :‬عن ابن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي إبراهيم عليه السالم قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه واله‪ :‬فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا‬
‫قلته وما أتاكم عني من حديث ال يوافق الحق فلم أقله‪ ،‬ولن أقول إال الحق‪.‬‬
‫و في األربعمائة‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه السالم‪ :‬إذا سمعتم من حديثنا ما ال‬
‫تعرفون فردوه إلينا وقفوا عنده‪ ،‬وسلموا حتى يتبين لكم الحق‪.‬‬
‫َّ‬
‫الحق فخذوا‬ ‫ُ‬
‫يوافق‬ ‫و قال رسول هللا صلى هللا عليه و اله إذا حدثتم عنى بحدي ٍ‬
‫ث‬
‫ْ‬
‫أحدث‬ ‫به حدثتُ به أو لم‬
‫عن المفضل قال‪ :‬قال أبو عبد هللا عليه السالم‪ :‬خبر تدريه خير من عشرة‬
‫ترويه‪ ،‬إن لكل حقيقة حقا ولكل صواب نورا‪،‬‬
‫يونس عن أبي الحسن الرضا عليه السالم فإن مع كل قول منا حقيقة وعليه‬
‫نور‪ ،‬فما ال حقيقة معه وال نور عليه فذلك قول الشيطان‪.‬‬
‫ابن عبد الحميد‪ ،‬عن أبي إبراهيم عليه السالم قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه واله‪ :‬أال هل عسى رجل يكذبني وهو على حشاياه متكئ ؟ قالوا‪ :‬يا رسول‬
‫هللا ومن الذي يكذبك ؟ قال‪ :‬الذي يبلغه الحديث فيقول‪ :‬ما قال هذا رسول هللا‬

‫‪403‬‬
‫قط‪ .‬فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته وما أتاكم عني من حديث‬
‫ال يوافق الحق فلم أقله‪ ،‬ولن أقول إال الحق‪.‬‬
‫السكوني‪ ،‬عن جعفر‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي صلوات هللا عليهم قال إن على كل‬
‫حق حقيقة‪ ،‬وعلى كل صواب نورا‪.‬‬

‫مسألة‪ :‬قال صلى هللا عليه و اله من حدث عنى حديثًا هو هلل رضا فأنا قلته‬
‫وإن لم أكن قلته ‪ .‬و عنهم عليهم السالم ما جاءكم عنى من خير قلته أو لم أقله‬
‫فإنى أقوله وما آتاكم عنى من شر فإنى ال أقول الشر ‪ .‬وهذا توسعة و رحمة‬
‫بان كل ما يكون تحت عمومات الخير و عمومات ما يرضى هللا و جاء به‬
‫الخبر فهو محكم‪.‬‬

‫اصل‪ :‬اذا خرجت من شيء ثم دخلت في غيره فتشك فليس بشيء‬


‫زرارة قال ‪ :‬قلت ‪ :‬ألبي عبدهللا عليه السالم ‪ :‬رجل شك في االذان وقد‬
‫دخل في االقامة ؟ قال ‪ :‬يمضي ‪ ،‬قلت ‪ :‬رجل شك في االذان واالقامة وقد كبر‬
‫؟ قال ‪ :‬يمضي ‪ ،‬قلت ‪ :‬رجل شك في التكبير وقد قرأ ؟ قال ‪ :‬يمضي قلت ‪:‬‬
‫شك في القراءة وقد ركع ؟ قال ‪ :‬يمضي ‪ ،‬قلت ‪ :‬شك في الركوع وقد سجد ؟‬
‫قال ‪ :‬يمضي على صالته ‪ ،‬ثم قال ‪ :‬يا زرارة ‪ ،‬إذا خرجت من شيء ثم دخلت‬
‫في غيره فشكك ليس بشيء‬

‫اصل‪ :‬ال شك بعد الفراغ من الصالة‬


‫محمد بن مسلم ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم قال ‪ :‬كلما شككت فيه بعدما‬
‫تفرغ من صالتك فامض وال تعد‬

‫اصل ‪ :‬المغمي عليه ال يقضي ما فاته حال اغمائه‬


‫أيوب بن نوح ‪ ،‬أنه كتب إلى أبي الحسن الثالث عليه السالم يسأله عن‬
‫المغمى عليه يوما أو أكثر ‪ ،‬هل يقضي ما فاته من الصلوات أو ال ؟ فكتب ‪:‬‬
‫ال يقضي الصوم وال يقضي الصالة‬

‫‪404‬‬
‫علي بن مهزيار ‪ ،‬أنه ساله ـ يعني أبا الحسن الثالث عليه السالم ـ عن هذه‬
‫المسألة ؟ فقال ‪ :‬ال يقضي الصوم وال يقضي الصالة ‪ ،‬وكلما غلب هللا عليه‬
‫فاهلل أولى بالعذر ‪.‬‬
‫عن حفص بن البختري ‪ ،‬عن أبي عبدهللا عليه السالم ‪ ،‬قال ‪ :‬سمعته يقول‬
‫في المغمى عليه ‪ ،‬قال ‪ :‬ما غلب هللا عليه فاهلل أولى بالعذر ‪.‬‬
‫عليه السالم عن المريض ‪،‬‬ ‫عن معمر بن عمر قال ‪ :‬سألت أبا جعفر‬
‫يقضي الصالة إذا اغمي عليه ؟ قال ‪ :‬ال ‪.‬‬
‫عن أبي بصير ـ يعني المرادي ـ عن أحدهما عليهما السالم ‪ ،‬قال ‪ :‬سألته‬
‫عن المريض يغمى عليه ثم يفيق ‪ ،‬كيف يقضي صالته ؟ قال ‪ :‬يقضي الصالة‬
‫التي أدرك وقتها ‪.‬‬
‫عن علي بن مهزيار قال ‪ :‬سألته عن المغمى عليه يوما أو أكثر ‪ ،‬هل يقضي‬
‫ما فاته من الصالة أم ال ؟ فكتب ‪ :‬ال يقضي الصوم وال يقضي الصالة ‪.‬‬
‫عن حفص ‪ ،‬عن أبي عبدهللا عليه السالم قال ‪ :‬يقضي الصالة التي أفاق‬
‫فيها ‪.‬‬
‫محمد بن مسلم ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه السالم ‪ ،‬في الرجل يغمى عليه االيام‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬ال يعيد شيئا من صالته ‪.‬‬

‫اصل‪ :‬الشك ال ينقض اليقين‪.‬‬


‫زرارة قال‪ :‬قلت له‪ :‬الرجل ينام وإن حرك إلى جنبه شئ لم يعلم به ؟ قال‪ :‬ال‬
‫حتى يستيقن أنه قد نام‪ ،‬فإنه على يقين من وضوئه‪ ،‬وال ينقض اليقين أبدا‬
‫بالشك ولكن‬
‫ينقضه بيقين آخر‪.‬‬
‫عن أبي بصير ومحمد بن مسلم‪ ،‬عن أبي عبد هللا عليه السالم قال‪ :‬قال أمير‬
‫المؤمنين عليه السالم‪ :‬من كان على يقين فشك فليمض على يقينه‪ ،‬فان الشك‬
‫ال ينقض اليقين‪.‬‬
‫زرارة‪ ،‬عن أحدهما عليهما السالم قال‪ :‬قلت له‪ :‬من لم يدر في أربع هو أم في‬
‫ثنتين وقد أحرز ثنتين ؟ قال‪ :‬يركع ركعتين وأربع سجدات وهو قائم بفاتحة‬
‫الكتاب ويتشهد وال شئ عليه‪ ،‬وإذا لم يدر في ثالث هو أو في أربع وقد أحرز‬
‫‪405‬‬
‫الثالث قام فأضاف إليها اخرى وال شئ عليه‪ ،‬وال ينقض اليقين بالشك وال‬
‫يدخل الشك في اليقين‪ ،‬وال يخلط أحدهما باآلخر ولكنه ينقض الشك باليقين‬
‫ويتم على اليقين فيبني عليه‪ ،‬وال يعتد بالشك في حال من الحاالت‪.‬‬
‫اصل‪ :‬االصل الحلية‬
‫عبد هللا بن سنان ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أبو عبد هللا عليه السالم ‪ :‬كل شيء يكون فيه‬
‫حرام وحالل فهو لك حالل ابدا ‪ ،‬حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه ‪.‬‬

‫أصول االجتهاد وفروعه‬

‫ان االجتهاد من افراد التفكر والتدبر بال ريب‪ .‬بل ان تلك األمور التي شرعها‬
‫الشرع بل واوجبها من تفكر واتباع ونحوهم أوسع وأعم من االجتهاد فدخوله‬
‫فيها مما ال ريب فيه‪ .‬وتلك األمور من تفكر واتباع ونحوهما جارية في معارف‬
‫الشرع بل أصل اإلشارة اليها هو بخصوص العلم الشرعي فتكون افرادها‬
‫مثلها ولها احكامها‪.‬‬

‫أصل‬
‫اح ِب ُك ْم‬
‫ص ِ‬‫َّلل َم ْثنَى َوفُ َرا َدى ث ُ َّم تَتَفَ َّك ُروا َما ِب َ‬
‫اح َد ٍة أَ ْن تَقُو ُموا ِ َّ ِ‬ ‫قُ ْل ِإنَّ َما أَ ِع ُ‬
‫ظ ُك ْم ِب َو ِ‬
‫ِم ْن ِج َّن ٍة [سبأ‪ ]46/‬ت‪ :‬واالجتهاد تفكر‪.‬‬

‫أصل‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َال أَد َْرا ُك ْم بِ ِه فَقَ ْد لَبِثْتُ فِي ُك ْم ُ‬
‫ع ُم ًرا ِم ْن قَ ْب ِل ِه أَ َف َال‬ ‫(قُ ْل لَ ْو شَا َء َّ‬
‫َّللاُ َما تَلَ ْوتُهُ َ‬
‫تَ ْع ِقلُونَ [يونس‪ ]16/‬واالجتهاد عقل‪.‬‬

‫أصل‬
‫َو َما ْال َح َياة ُ الدُّ ْن َيا ِإ َّال لَعِبٌ َولَ ْه ٌو َو َللد ُ‬
‫َّار ْاآلَ ِخ َرة ُ َخي ٌْر ِللَّذِينَ َيتَّقُونَ أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ‬
‫[األنعام‪]32/‬‬
‫أصل‬
‫‪406‬‬
‫ار أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ [المؤمنون‪]80/‬‬
‫ف اللَّ ْي ِل َوالنَّ َه ِ‬ ‫َوه َُو الَّذِي يُحْ ِيي َوي ُِميتُ َولَهُ ْ‬
‫اختِ َال ُ‬

‫أصل‬
‫َو َما أُوتِيت ُ ْم ِم ْن َ‬
‫ش ْيءٍ فَ َمتَاعُ ْال َحيَاةِ الدُّ ْنيَا َو ِزينَت ُ َها َو َما ِع ْندَ َّ ِ‬
‫َّللا َخي ٌْر َوأَ ْبقَى أَ َف َال‬
‫تَ ْع ِقلُونَ [القصص‪]60/‬‬

‫أصل‬
‫عاقِبَةُ الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َولَدَ ُ‬
‫ار ْاآلَ ِخ َرةِ‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫ض فَيَ ْن ُ‬
‫ظ ُروا َكي َ‬ ‫أَفَلَ ْم يَس ُ‬
‫ِيروا فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫َخي ٌْر ِللَّذِينَ اتَّقَ ْوا أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ [يوسف‪]109/‬‬

‫أصل‬
‫اختِ َالفًا َكثِ ً‬
‫يرا‪ .‬ت‪:‬‬ ‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬ ‫أَ َف َال َيتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫أي لعلهم يفقهون‪ .‬ت واالجتهاد فقه‪.‬‬
‫أصل‬
‫ب أَ ْقفَالُ َها‪ .‬واالجتهاد تدبر‪.‬‬ ‫أَفَ َال َيتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ أَ ْم َ‬
‫علَى قُلُو ٍ‬
‫أصل‬
‫اس َما نُ ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم َولَ َعلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلتُبَ ِينَ ِللنَّ ِ‬
‫أصل‬
‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫َكذَلِكَ نُف ِ‬
‫أصل‬
‫ِإ َّن ِفي ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬
‫أصل‬

‫‪407‬‬
‫إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَةً ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬ق‪َ :‬وتِ ْلكَ ْاأل َ ْمثَا ُل نَض ِْربُ َها ِللنَّ ِ‬
‫اس لَعَلَّ ُه ْم‬
‫يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬

‫أصل‬
‫اختِ َالفًا َكثِ ً‬
‫يرا‪.‬‬ ‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬ ‫أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫أصل‬
‫ب أَ ْقفَالُ َها‪.‬‬ ‫أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ أَ ْم َ‬
‫علَى قُلُو ٍ‬
‫أصل‬
‫ص لَعَلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬ت‪ :‬أي فيؤمنون‪.‬‬ ‫ص ْالقَ َ‬
‫ص َ‬ ‫فَا ْق ُ‬
‫ص ِ‬

‫أصل‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬ق‪ :‬إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬ ‫َكذَلِكَ نُف ِ‬
‫أصل‬
‫ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَ َيةً ِلقَ ْو ٍم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬
‫أصل‬
‫اس َما نُ ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم َولَعَلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلتُبَيِنَ ِللنَّ ِ‬
‫أصل‬
‫َو ِت ْلكَ ْاأل َ ْمثَا ُل نَض ِْربُ َها ِللنَّ ِ‬
‫اس لَعَلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬

‫أصل‬
‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ‬ ‫َكذَلِكَ نُف ِ‬
‫أصل‬
‫اس َما نُ ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم َولَ َعلَّ ُه ْم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإ َليْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلت ُ َب ِينَ ِللنَّ ِ‬

‫‪408‬‬
‫أصل‬
‫َو ِت ْلكَ ْاأل َ ْمثَا ُل نَض ِْربُ َها ِللنَّ ِ‬
‫اس لَ َعلَّ ُه ْم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬

‫أصل‬
‫ض َج ِمي ًعا ِم ْنهُ ِإ َّن ِفي ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم‬ ‫ت َو َما ِفي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َّخ َر لَ ُك ْم َما ِفي ال َّ‬
‫س َم َاوا ِ‬ ‫َو َ‬
‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬ق‪َ :‬كذَلِكَ نُف ِ‬

‫أصل‬
‫علَ ْي َها‬
‫ضى َ‬ ‫َام َها فَي ُْمسِكُ الَّتِي قَ َ‬ ‫ت فِي َمن ِ‬ ‫س ِحينَ َم ْوتِ َها َوالَّتِي لَ ْم تَ ُم ْ‬‫َّللاُ يَت ََوفَّى ْاأل َ ْنفُ َ‬
‫َّ‬
‫س ًّمى ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ْال َم ْوتَ َوي ُْر ِس ُل ْاأل ْخ َرى ِإلَى أَ َج ٍل ُم َ‬
‫أصل‬
‫َو ِم ْن آَيَاتِ ِه أَ ْن َخلَقَ لَ ُك ْم ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َوا ًجا ِلتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْي َها َو َج َع َل بَ ْينَ ُك ْم َم َودَّة ً‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َيتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬‫َو َرحْ َمةً ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬

‫أصل‬
‫ت‬ ‫ت َو َما فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض َج ِميعًا ِم ْنهُ إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬ ‫اوا ِ‬ ‫س َّخ َر لَ ُك ْم َما فِي ال َّ‬
‫س َم َ‬ ‫ق‪َ :‬و َ‬
‫ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬
‫أصل‬
‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫َكذَلِكَ نُف ِ‬
‫أصل‬
‫علَ ْي َها‬
‫ضى َ‬ ‫َام َها فَي ُْمسِكُ الَّتِي قَ َ‬ ‫ت فِي َمن ِ‬ ‫س ِحينَ َم ْوتِ َها َوالَّتِي لَ ْم تَ ُم ْ‬ ‫َّللاُ َيت ََوفَّى ْاأل َ ْنفُ َ‬
‫َّ‬
‫س ًّمى إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪.‬‬ ‫ْال َم ْوتَ َوي ُْر ِس ُل ْاأل ُ ْخ َرى إِلَى أَ َج ٍل ُم َ‬

‫‪409‬‬
‫أصل‬
‫َو ِم ْن آَ َيا ِت ِه أَ ْن َخلَقَ َل ُك ْم ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َوا ًجا ِلتَ ْس ُكنُوا ِإ َل ْي َها َو َج َع َل َب ْينَ ُك ْم َم َودَّة ً‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ ‪ .‬ق‪ :‬أَ َولَ ْم يَتَفَ َّك ُروا فِي أَ ْنفُ ِس ِه ْم‪.‬‬ ‫َو َرحْ َمةً إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬

‫أصل‬
‫لَ ُه ْم قُلُوبٌ َال يَ ْفقَ ُهونَ بِ َها‪ .‬ت فيه داللة على حرمة عدم التفقه أي الفهم لالمور‬
‫أي التدبر‪.‬‬

‫أصل‬
‫َوقَالُوا َال تَ ْن ِف ُروا فِي ْال َح ِر قُ ْل ن ُ‬
‫َار َج َهنَّ َم أَ َ‬
‫شدُّ َح ًّرا لَ ْو كَانُوا َي ْفقَ ُهونَ ‪.‬‬
‫أصل‬
‫علَى قُلُوبِ ِه ْم فَ ُه ْم َال يَ ْفقَ ُهونَ ‪.‬‬ ‫َو ُ‬
‫طبِ َع َ‬
‫أصل‬

‫يال‪.‬‬ ‫س َيقُولُونَ َب ْل تَحْ ُ‬


‫سدُونَنَا َب ْل كَانُوا َال َي ْفقَ ُهونَ ِإ َّال قَ ِل ً‬ ‫فَ َ‬
‫أصل‬
‫َوقَالُوا َال تَ ْن ِف ُروا فِي ْال َح ِر قُ ْل ن ُ‬
‫َار َج َهنَّ َم أَ َ‬
‫شدُّ َح ًّرا لَ ْو كَانُوا يَ ْفقَ ُهونَ ‪.‬‬
‫أصل‬
‫علَى قُلُوبِ ِه ْم فَ ُه ْم َال يَ ْفقَ ُهونَ ‪.‬‬ ‫َو ُ‬
‫طبِ َع َ‬

‫أصل‬

‫‪410‬‬
‫َّللا ذَلِكَ بِأَنَّ ُه ْم قَ ْو ٌم َال يَ ْفقَ ُهونَ ‪ .‬ت‪ :‬ان الفقه‬
‫ُور ِه ْم ِمنَ َّ ِ‬
‫صد ِ‬ ‫َأل َ ْنت ُ ْم أَ َ‬
‫شدُّ َر ْهبَةً فِي ُ‬
‫االستداللي التفكري هو اجتهاد بالمعنى المعروف‪.‬‬

‫أصل‬

‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم َو َال تَ ُكونُوا أَ َّو َل كَافِ ٍر بِ ِه ق‪َ :‬ويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما‬ ‫َوآَ ِمنُوا بِ َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم‬‫َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫أصل‬
‫ِق ِل َما َمعَ ُك ْم لَتُؤْ ِمنُ َّن بِ ِه‪.‬‬
‫صد ٌ‬ ‫ث ُ َّم َجا َء ُك ْم َر ُ‬
‫سو ٌل ُم َ‬
‫أصل‬
‫ِق الَّذِي َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪.‬‬
‫صد ُ‬ ‫َو َهذَا ِكتَابٌ أَ ْنزَ ْلنَاهُ ُم َب َ‬
‫اركٌ ُم َ‬
‫أصل‬
‫آَ ِمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم‪.‬‬
‫أصل‬
‫اء َما ي ُْم ِس ُك ُه َّن إِ َّال َّ‬
‫َّللاُ إِ َّن فِي ذَلِكَ‬ ‫س َم ِ‬‫ت فِي َج ِو ال َّ‬ ‫س َّخ َرا ٍ‬ ‫أَلَ ْم يَ َر ْوا إِلَى َّ‬
‫الطي ِْر ُم َ‬
‫ض َك ْم أَ ْنبَتْنَا فِي َها ِم ْن ُك ِل زَ ْو ٍ‬
‫ج ك َِر ٍيم‬ ‫ت ِلقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ‪ .‬ق‪ :‬أَ َولَ ْم يَ َر ْوا ِإلَى ْاأل َ ْر ِ‬
‫َآلَيَا ٍ‬
‫(‪ِ )7‬إ َّن فِي ذَلِكَ َآلَ َيةً َو َما َكانَ أَ ْكثَ ُر ُه ْم ُمؤْ ِمنِينَ‬
‫أصل‬
‫ْص ًرا ِإ َّن فِي َذلِكَ َآلَيَا ٍ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم‬ ‫ار ُمب ِ‬ ‫أَلَ ْم يَ َر ْوا أَنَّا َجعَ ْلنَا اللَّ ْي َل ِليَ ْس ُكنُوا فِي ِه َوالنَّ َه َ‬
‫ت‬‫الر ْزقَ ِل َم ْن َيشَا ُء َو َي ْقد ُِر ِإ َّن فِي ذَلِكَ َآلَ َيا ٍ‬‫ط ِ‬ ‫س ُ‬ ‫يُؤْ ِمنُونَ ق‪ :‬أَ َولَ ْم َي َر ْوا أَ َّن َّ‬
‫َّللاَ َي ْب ُ‬
‫ِلقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ‬
‫أصل‬
‫عا تَأ ْ ُك ُل ِم ْنهُ أَ ْن َعا ُم ُه ْم‬
‫ض ْال ُج ُر ِز فَنُ ْخ ِر ُج ِب ِه زَ ْر ً‬
‫وق ْال َما َء ِإلَى ْاأل َ ْر ِ‬
‫س ُ‬ ‫أَ َولَ ْم َي َر ْوا أَنَّا نَ ُ‬
‫ْص ُرونَ ‪.‬‬‫س ُه ْم أَفَ َال يُب ِ‬
‫َوأَ ْنفُ ُ‬

‫‪411‬‬
‫أصل‬
‫ض ِإ ْن نَشَأ ْ ن َْخس ْ‬
‫ِف‬ ‫اء َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ق‪ :‬أَفَلَ ْم يَ َر ْوا ِإلَى َما بَيْنَ أَ ْيدِي ِه ْم َو َما خ َْل َف ُه ْم ِمنَ ال َّ‬
‫س َم ِ‬
‫اء ِإ َّن ِفي ذَلِكَ َآلَ َيةً ِل ُك ِل َ‬
‫ع ْب ٍد ُم ِني ٍ‬
‫ب‪.‬‬ ‫سفًا ِمنَ ال َّ‬
‫س َم ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِك َ‬
‫ط َ‬ ‫ض أَ ْو نُ ْس ِق ْ‬
‫ِب ِه ُم ْاأل َ ْر َ‬

‫أصل‬
‫أَلَ ْم يَ َر ْوا َك ْم أَ ْهلَ ْكنَا قَ ْبلَ ُه ْم ِمنَ ْالقُ ُر ِ‬
‫ون أَنَّ ُه ْم إِلَ ْي ِه ْم َال يَ ْر ِجعُونَ‬

‫أصل‬
‫ض ْال َم ْيتَةُ أَحْ يَ ْينَاهَا َوأَ ْخ َرجْ نَا ِم ْن َها َحبًّا فَ ِم ْنهُ يَأ ْ ُكلُونَ (‪َ )33‬و َجعَ ْلنَا‬
‫َوآَيَةٌ لَ ُه ُم ْاأل َ ْر ُ‬
‫ُون (‪ِ )34‬ليَأ ْ ُكلُوا ِم ْن ثَ َم ِر ِه‬
‫ب َوفَج َّْرنَا فِي َها ِمنَ ْالعُي ِ‬ ‫ت ِم ْن ن َِخي ٍل َوأَ ْعنَا ٍ‬ ‫فِي َها َجنَّا ٍ‬
‫ع ِملَتْهُ أَ ْيدِي ِه ْم أَفَ َال َي ْش ُك ُرونَ ‪.‬‬
‫َو َما َ‬

‫أصل‬
‫ت أَ ْيدِينَا أَ ْن َعا ًما َف ُه ْم َل َها َما ِل ُكونَ (‪َ )71‬وذَلَّ ْلنَاهَا‬ ‫أَ َولَ ْم َي َر ْوا أَنَّا َخلَ ْقنَا لَ ُه ْم ِم َّما َ‬
‫ع ِملَ ْ‬
‫ب أَفَ َال يَ ْش ُك ُرونَ ‪.‬‬ ‫لَ ُه ْم فَ ِم ْن َها َر ُكوبُ ُه ْم َو ِم ْن َها يَأ ْ ُكلُونَ (‪َ )72‬ولَ ُه ْم فِي َها َمنَافِ ُع َو َمش ِ‬
‫َار ُ‬

‫أصل‬
‫ي بِخ َْل ِق ِه َّن بِقَاد ٍِر َ‬
‫علَى‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر َ‬
‫ض َولَ ْم يَ ْع َ‬ ‫اوا ِ‬ ‫َّللاَ الَّذِي َخلَقَ ال َّ‬
‫س َم َ‬ ‫أَ َولَ ْم يَ َر ْوا أَ َّن َّ‬
‫ش ْيءٍ قَد ٌ‬
‫ِير‪.‬‬ ‫علَى ُك ِل َ‬ ‫ي ْال َم ْوتَى بَلَى ِإنَّهُ َ‬
‫أَ ْن يُحْ ِي َ‬
‫أصل‬
‫س ْلنَا‬
‫ض َما لَ ْم نُ َم ِك ْن لَ ُك ْم َوأَ ْر َ‬ ‫أَلَ ْم يَ َر ْوا َك ْم أَ ْهلَ ْكنَا ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم ِم ْن قَ ْر ٍن َم َّكنَّا ُه ْم فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ار تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِ ِه ْم فَأ َ ْهلَ ْكنَا ُه ْم ِبذُنُو ِب ِه ْم‬ ‫ارا َو َج َع ْلنَا ْاأل َ ْن َه َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ِمد َْر ً‬ ‫س َما َء َ‬ ‫ال َّ‬
‫س وه ُ‬ ‫اس فَلَ َم ُ‬‫ط ٍ‬ ‫علَيْكَ ِكتَابًا فِي قِ ْر َ‬ ‫َوأَ ْنشَأنَا ِم ْن َب ْع ِد ِه ْم قَ ْرنًا آَخ َِرينَ (*) َولَ ْو ن ََّز ْلنَا َ‬ ‫ْ‬
‫بِأ َ ْيدِي ِه ْم لَقَا َل الَّذِينَ َكف َُروا إِ ْن َهذَا إِ َّال سِحْ ٌر ُمبِ ٌ‬
‫ين‪.‬‬
‫أصل‬

‫‪412‬‬
‫ار أَلَ ْم يَ َر ْوا أَنَّهُ َال‬
‫سدًا لَهُ ُخ َو ٌ‬ ‫سى ِم ْن بَ ْع ِد ِه ِم ْن ُح ِليِ ِه ْم ِع ً‬
‫جْال َج َ‬ ‫َوات َّ َخذَ قَ ْو ُم ُمو َ‬
‫يُك َِل ُم ُه ْم َو َال يَ ْهدِي ِه ْم‪.‬‬
‫أصل‬
‫ب ِل ُح ْك ِم ِه‪.‬‬
‫َّللاُ يَحْ ُك ُم َال ُمعَ ِق َ‬ ‫ص َها ِم ْن أَ ْ‬
‫ط َرافِ َها َو َّ‬ ‫أَ َولَ ْم يَ َر ْوا أَنَّا نَأْتِي ْاأل َ ْر َ‬
‫ض نَ ْنقُ ُ‬
‫أصل‬
‫س َّجدًا ِ ََّّللِ‬ ‫ين َوال َّ‬
‫ش َمائِ ِل ُ‬ ‫ش ْيءٍ يَتَفَيَّأ ُ ِظ َاللُهُ َ‬
‫ع ِن ْاليَ ِم ِ‬ ‫أَ َولَ ْم يَ َر ْوا إِلَى َما َخلَقَ َّ‬
‫َّللاُ ِم ْن َ‬
‫َو ُه ْم دَ ِ‬
‫اخ ُرونَ ‪.‬‬
‫أصل‬
‫علَى أَ ْن يَ ْخلُقَ ِمثْلَ ُه ْم‪.‬‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر َ‬
‫ض قَاد ٌِر َ‬ ‫اوا ِ‬ ‫َّللاَ الَّذِي َخلَقَ ال َّ‬
‫س َم َ‬ ‫أَ َولَ ْم يَ َر ْوا أَ َّن َّ‬

‫أصل‬
‫ت َويَ ْقبِضْنَ َما ي ُْم ِس ُك ُه َّن إِ َّال َّ‬
‫الرحْ َمنُ إِنَّهُ بِ ُك ِل‬ ‫صافَّا ٍ‬ ‫أَ َولَ ْم يَ َر ْوا إِلَى َّ‬
‫الطي ِْر فَ ْوقَ ُه ْم َ‬
‫الرحْ َم ِن إِ ِن‬ ‫ُون َّ‬‫ص ُر ُك ْم ِم ْن د ِ‬ ‫ير (‪ )19‬أَ ْم َم ْن َهذَا الَّذِي ه َُو ُج ْندٌ لَ ُك ْم يَ ْن ُ‬ ‫ص ٌ‬ ‫ش ْيءٍ بَ ِ‬ ‫َ‬
‫ور‪.‬‬‫غ ُر ٍ‬ ‫ْالكَافِ ُرونَ ِإ َّال فِي ُ‬

‫أصل‬
‫َو ِم ْن آَ َياتِ ِه أَ ْن َخلَقَ َل ُك ْم ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َوا ًجا ِلتَ ْس ُكنُوا ِإلَ ْي َها َو َج َع َل َب ْينَ ُك ْم َم َودَّة ً‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ (‪)21‬‬ ‫َو َرحْ َمةً إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَا ٍ‬
‫أصل‬
‫ف أَ ْل ِسنَتِ ُك ْم َوأَ ْل َوانِ ُك ْم ِإ َّن فِي ذَلِكَ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض َو ْ‬
‫اختِ َال ُ‬ ‫َو ِم ْن آَ َياتِ ِه خ َْل ُق ال َّ‬
‫س َم َاوا ِ‬
‫ت ِل ْلعَا ِل ِمينَ ‪.‬‬
‫َآلَيَا ٍ‬
‫أصل‬
‫طالُوتَ َم ِل ًكا َقالُوا أَ َّنى َي ُكونُ َلهُ ْال ُم ْلكُ َ‬
‫علَ ْينَا‬ ‫ث لَ ُك ْم َ‬ ‫َوقَا َل لَ ُه ْم نَ ِبيُّ ُه ْم ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ قَ ْد َب َع َ‬
‫علَ ْي ُك ْم َوزَ ادَهُ‬ ‫ص َ‬
‫طفَاهُ َ‬ ‫َّللاَ ا ْ‬‫سعَةً ِمنَ ْال َما ِل قَا َل إِ َّن َّ‬
‫َونَحْ نُ أَ َح ُّق بِ ْال ُم ْل ِك ِم ْنهُ َولَ ْم يُؤْ تَ َ‬
‫ع ِلي ٌم ‪َ ،‬وقَا َل لَ ُه ْم‬
‫َّللاُ َوا ِس ٌع َ‬ ‫َّللاُ يُؤْ تِي ُم ْل َكهُ َم ْن يَشَا ُء َو َّ‬
‫طةً فِي ْال ِع ْل ِم َو ْال ِجس ِْم َو َّ‬ ‫بَ ْس َ‬
‫س ِكينَةٌ ِم ْن َر ِب ُك ْم َو َب ِقيَّةٌ ِم َّما ت ََركَ آَ ُل‬ ‫ْ‬
‫نَ ِبيُّ ُه ْم ِإ َّن آَ َيةَ ُم ْل ِك ِه أَ ْن َيأ ِت َي ُك ُم التَّابُوتُ ِفي ِه َ‬

‫‪413‬‬
‫َارونَ تَحْ ِملُهُ ْال َم َالئِ َكةُ إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَةً لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ ‪ .‬ت‪:‬‬
‫سى َوآَ ُل ه ُ‬
‫ُمو َ‬
‫فبعد ان امتنعوا عن التقليد واالذعان بين لهم االجتهاد والتفكر الذي يؤدي الى‬
‫التقليد والتصديق‪.‬‬

‫أصل‬
‫وال ِإ َلى َب ِني ِإس َْرا ِئي َل‬ ‫س ً‬ ‫اإل ْن ِجي َل (‪َ )48‬و َر ُ‬ ‫َاب َو ْال ِح ْك َمةَ َوالت َّ ْو َراةَ َو ْ ِ‬ ‫َويُ َع ِل ُمهُ ْال ِكت َ‬
‫الطي ِْر فَأ َ ْنفُ ُخ فِي ِه‬‫ين َك َه ْيئَ ِة َّ‬ ‫أَنِي قَ ْد ِجئْت ُ ُك ْم بِآَيَ ٍة ِم ْن َربِ ُك ْم أَنِي أَ ْخلُ ُق لَ ُك ْم ِمنَ ِ‬
‫الط ِ‬
‫َّللا َوأُن َِبئ ُ ُك ْم‬
‫ص َوأُحْ ِيي ْال َم ْوتَى ِبإِ ْذ ِن َّ ِ‬ ‫ئ ْاأل َ ْك َمهَ َو ْاألَب َْر َ‬ ‫َّللا َوأُب ِْر ُ‬
‫طي ًْرا ِبإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫فَيَ ُكونُ َ‬
‫بِ َما تَأ ْ ُكلُونَ َو َما تَد َِّخ ُرونَ فِي بُيُوتِ ُك ْم إِ َّن فِي ذَلِكَ َآلَيَةً لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنت ُ ْم ُمؤْ ِمنِينَ (‪)49‬‬
‫ض الَّذِي ُح ِر َم َ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو ِجئْت ُ ُك ْم‬ ‫ي ِمنَ الت َّ ْو َراةِ َو ِأل ُ ِح َّل لَ ُك ْم بَ ْع َ‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ َّ‬‫َو ُم َ‬
‫َّللاَ َوأَ ِطيعُ ِ‬
‫ون‪.‬‬ ‫ِبآ َ َي ٍة ِم ْن َر ِب ُك ْم فَاتَّقُوا َّ‬

‫أصل‬
‫ت ِإلَى النُّ ِ‬
‫ور َو ِإ َّن َّ‬
‫َّللاَ‬ ‫ت ِلي ُْخ ِر َج ُك ْم ِمنَ ُّ‬
‫الظلُ َما ِ‬ ‫ع ْب ِد ِه آَ َيا ٍ‬
‫ت َب ِينَا ٍ‬ ‫علَى َ‬‫ه َُو الَّذِي يُن َِز ُل َ‬
‫وف َر ِحي ٌم‪.‬‬‫بِ ُك ْم لَ َر ُء ٌ‬

‫أصل‬
‫ْس لَكَ بِ ِه ِع ْل ٌم‬ ‫َو َال تَ ْق ُ‬
‫ف َما لَي َ‬
‫أصل‬
‫َّللا ِإ ْن َيت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن‬ ‫ُضلُّوكَ َ‬
‫ع ْن َ‬
‫س ِبي ِل َّ ِ‬ ‫َو ِإ ْن ت ُ ِط ْع أَ ْكثَ َر َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ضي ِ‬
‫صونَ‬ ‫ُه ْم إِ َّال يَ ْخ ُر ُ‬
‫أصل‬

‫ض يَ ْو ٍم قَا َل بَ ْل لَبِثْتَ ِمائَةَ َ‬


‫ع ٍام‪.‬‬ ‫قَا َل لَبِثْتُ يَ ْو ًما أَ ْو بَ ْع َ‬
‫أصل‬

‫‪414‬‬
‫ِيم َو َما أ ُ ْن ِزلَ ِ‬
‫ت الت َّ ْو َراة ُ َو ْ ِ‬
‫اإل ْن ِجي ُل إِ َّال ِم ْن بَ ْع ِد ِه‬ ‫ب ِل َم ت ُ َحاجُّونَ فِي إِب َْراه َ‬ ‫يَا أَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ْس‬ ‫أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ (‪ )65‬هَا أَ ْنت ُ ْم َهؤ َُال ِء َحا َججْ ت ُ ْم فِي َما لَ ُك ْم ِب ِه ِع ْل ٌم فَ ِل َم ت ُ َحاجُّونَ فِي َما لَي َ‬
‫لَ ُك ْم ِب ِه ِع ْل ٌم‪.‬‬
‫أصل‬

‫{ أُذُ ٌن وا ِع َية } من شأنها أن تحفظ ما يجب حفظه بتذكره وإشاعته والتفكر فيه‬
‫والعمل بموجبه‬
‫أصل‬
‫علَ ْي َها َو ُه ْم َ‬
‫ع ْن َها ُم ْع ِرضُونَ ‪.‬‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض يَ ُم ُّرونَ َ‬ ‫َو َكأَيِ ْن ِم ْن آيَ ٍة فِي ال َّ‬
‫س َم َوا ِ‬

‫فروع‬

‫فرع‬
‫ان النص الشرعي من قران وسنة موجه الى كل انسان وموجه للكافرين ليس‬
‫فقط المسلمين‪ .‬ففهمهم حجة‪.‬‬
‫فرع‬
‫ان خطاب النص الشرعي من قرآن او سنة وفهمه ودالالته هي معارف‬
‫عقالئية وجدانية نوعية‪.‬‬
‫فرع‪ :‬أن فهم النص الشرعي ينبغي ان يفهم بفهم عامي بسيط‪.‬‬
‫فرع‬
‫لكل عارف باللغة والمعارف الشرعية االساسية فهم النص فهما شرعيا‬
‫معتبرا‪.‬‬
‫فرع‬
‫الوحي يشير صريحا الى انه مبين وقيم وأحسن الحديث‪.‬‬
‫فرع‬

‫‪415‬‬
‫ان عرض المعارف على القران هو من وظيفة االنسان المكلف‪.‬‬
‫فرع‬
‫ان لإلنسان ان يعمل بما توصلت اليه معارفه وفق منهج العقالء وعرفهم في‬
‫الرد والعلم‪.‬‬
‫فرع‬
‫القران والسنة تنطلق من خطاب العامي ‪.‬‬
‫فرع‬
‫ال يصح اقحام المقدمة البعيدة عن اذهان العرف وال من حيث تعقيد المفاهيم‪.‬‬
‫فرع‬
‫من تعذر عليه تحصيل العلم بنفسه من النص وجب عليه تقليد من يعلم اذا‬
‫توقف على ذلك أداء واجب‪.‬‬
‫فرع‬
‫االجتهاد واجب عيني على كل مكلف فان تعذر جاز تقليد المتمكن‪.‬‬
‫فرع‬
‫لالجتهاد في المسائل درجات بحسب وضوح المسالة وعدمه‪ ،‬فال يعني تعذره‬
‫في مسالة تعذره في أخرى‪.‬‬
‫فرع‬
‫من اجتهد في مسالة عمل به وان لم يستطع ان يجتهد باخرى‪.‬‬
‫فرع‬
‫يجب على المتمكن من العلم بمسألة باالجتهاد في مسالة العمل بعلمه وال يصح‬
‫له التقليد‪.‬‬
‫فرع‬
‫المعتبر في االجتهاد تحصيل العلم من الدليل بطريقة عقالئية معتبرة‪.‬‬
‫فرع‬

‫‪416‬‬
‫تعقيد االجتهاد وتوسيع مقدماته بما يعسره على الناس باطل‪.‬‬
‫فرع‬
‫االجتهاد عملية عقالئية بسيطة وال تحتاج الى كثير من المقدمات سوى‬
‫الطريقة العقالئية في االستدالل‪.‬‬
‫فرع‬
‫االجتهاد واجب عيني في جميع معارف الدين من اعتقادات ومعارف‪.‬‬
‫فرع‬
‫الوجوب العيني لالجتهاد ال يوجب العسر والحرج غالبا‪.‬‬
‫فرع‬
‫يكفي في االجتهاد في مسالة معرفة االية القرانية المتعلقة بها والسنة الموافقة‬
‫لها وال يتطلب اكثر من ذلك‪.‬‬
‫فرع‬
‫التدقيق غير المبرر واالسراف في البحث االستداللي باطل مخالف للقران‪.‬‬
‫فرع‬
‫يجب على العلماء تيسير اطالع العامة على معاني االيات والروايات الموافقة‬
‫لها من دون تعقيد او تطويل‪.‬‬
‫فرع‬
‫يكفي في االجتهاد معرفة معنى النص وفهمه فهما صحيحا بضوء مجموع‬
‫النصوص في المسالة وال يجب العلم باقوال الفقهاء‪.‬‬
‫فرع‬
‫يجب االنطالق في كل مسالة من أصلقراني مهما كان عاما في المسالة وال‬
‫يجوز قبول رواية مخالفة للقران‪.‬‬
‫فرع‬
‫اذا كانت االية القرانية محكمة في المسالة لم يكن هناك داع لمعرفة الروايات‬
‫المتعلقة بها‪.‬‬

‫‪417‬‬
‫فرع‬
‫يجوز االكتفاء بالمعلوم من اآليات في المسالة وال يجب الذهاب الى الروايات‬
‫اال في حالة اجمال االية او العلم بتخصيص ثابت بالرواية‪.‬‬
‫فرع‬
‫يجب تحصيل المعرفة الدينية من القران وعدم الذهاب الى الروايات اال اذا‬
‫تعذر فعال معرفة الحكم من االية‪.‬‬
‫فرع‬
‫الوجدان العرفي العامي واحد والنص الشرعي واحد ومصدره واحد‪ ،‬ومن‬
‫هنا فاالختالف ال يقر ال شرعا وال عقال وال عرفا‪.‬‬
‫فرع‬
‫ال بد ان يختفي االختالف من اهم حقل معرفي عند االنسان اال وهو المعرفة‬
‫الدينية‪ .‬وسبب االختالف في الفهم للنص رغم وحدته تعبيرا ومعرفة بسبب‬
‫االبتعاد عن الفهم العامي له ‪.‬‬
‫فرع‬
‫اإلسالم يقوم على علم وفهم عرفي عقالئي عامي واضح للنص الشرعي‪.‬‬
‫فرع‬
‫ووحدة االسس والفهم هذه ستكون مدخال الى اسالم قائم على القران والسنة‬
‫من دون تدخل معارف من خارجهما‪.‬‬
‫فرع‬
‫يجب االستعانة بالتدبر لتحويل النقل الى علم يعرف به الحق وتتوحد معارفه‬
‫ال تختلف وتصبح ظنا‪.‬‬
‫فرع‬
‫ما ينبغي في معارف الشرع هو المنهج التعليمي من القطعي الى المصدق به‪.‬‬
‫فرع‬

‫‪418‬‬
‫كل المقاالت الدينية ال بد ان تكون ارتكازية ونابعة من رسوخ الوجدانيات‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫فرع‬
‫كل قول في الشريعة يجب ان يكون واضحا وجدانا وعقال وشرعا وعرفا‪.‬‬
‫فرع‬
‫المصطلحات الدينية يجب دوما ان تشير الى مفاهيم واضحة جدا وجدانا‬
‫وعرفا وال يصار اليها اال للضرورة لتوصيل الفكرة‪.‬‬

‫فرع)‬
‫ان النص الشرعي من قران وسنة موجه الى كل انسان وموجه للكافرين ليس‬
‫ص َّم ُه ْم َوأَ ْع َمى‬ ‫فقط المسلمين‪ .‬ففهمهم حجة‪ .‬قال تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَ ُه ُم َّ‬
‫َّللاُ فَأ َ َ‬
‫ب أَ ْقفَالُ َها [محمد‪ .]24 ،23/‬ت‪:‬‬ ‫علَى قُلُو ٍ‬ ‫ار ُه ْم (*) أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ أَ ْم َ‬
‫ص َ‬‫أَ ْب َ‬
‫واالجتهاد فقه‪.‬‬

‫فرع) ان خطاب النص الشرعي من قرآن او سنة وفهمه ودالالته هي معارف‬


‫َّللاُ لَ ُك ْم آَ َياتِ ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ‬
‫عقالئية وجدانية نوعية‪ .‬قال تعالى ( َكذَلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬
‫ض بَ ْعدَ َم ْوتِ َها قَ ْد بَيَّنَّا لَ ُك ُم‬ ‫[البقرة‪ ]242/‬وقال تعالى (ا ْعلَ ُموا أَ َّن َّ‬
‫َّللاَ يُحْ يِي ْاأل َ ْر َ‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [الحديد‪]17/‬‬
‫ْاآلَيَا ِ‬
‫فرع) أن فهم النص الشرعي ينبغي ان يفهم بفهم عامي بسيط‪ .‬قال تعالى ( ِإنَّا‬
‫أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ع َربِيًّا لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [يوسف‪]2/‬‬
‫فرع) لكل عارف باللغة والمعارف الشرعية االساسية فهم النص فهما شرعيا‬
‫معتبرا‪ .‬قال هللا تعالى ( ِإنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ع َر ِبيًّا لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [يوسف‪ ]2/‬وقال‬
‫ع َربِيًّا لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [الزخرف‪]3/‬‬ ‫تعالى ( إِنَّا َجعَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫فرع‬

‫‪419‬‬
‫القرآن مبين لكل من يجيد اللغة وان كان كافرا فضال عن مسلم عامي‪ .‬قال هللا‬
‫ين [المائدة‪ ]15/‬وقال تعالى (تِ ْلكَ‬
‫ور َو ِكتَابٌ ُم ِب ٌ‬ ‫تعالى ( قَ ْد َجا َء ُك ْم ِمنَ َّ ِ‬
‫َّللا نُ ٌ‬
‫ين [النمل‪]1/‬‬ ‫آَ َياتُ ْالقُ ْرآَ ِن َو ِكتَا ٍ‬
‫ب ُم ِب ٍ‬
‫فرع) ان عرض المعارف على القران هو من وظيفة االنسان المكلف‪ .‬قال‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُك ْم َو َال تَ ُكونُوا أَ َّو َل كَافِ ٍر ِب ِه [البقرة‪]41/‬‬ ‫(وآَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ ْلتُ ُم َ‬‫تعالى َ‬
‫َاب آَ ِمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم ِم ْن قَ ْب ِل‬ ‫وقال تعالى (يَا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫ت َو َكانَ‬ ‫س ْب ِ‬ ‫اب ال َّ‬
‫ص َح َ‬ ‫ارهَا أَ ْو ن َْلعَنَ ُه ْم َك َما لَعَنَّا أَ ْ‬
‫علَى أَ ْدبَ ِ‬
‫س ُو ُجوهًا فَن َُردَّهَا َ‬ ‫َط ِم َ‬‫أَ ْن ن ْ‬
‫وال [النساء‪ ]47/‬ت وهو عام لكل مكلف منهم فال مجال لتخصيصه‬ ‫أَ ْم ُر َّ ِ‬
‫َّللا َم ْفعُ ً‬
‫بالفقهاء منهم وهو من المثال فيعمم على كل من يفهم القران ويعقله‪.‬‬
‫فرع) ما يتوصل اليه االنسان بنفسه من فهم للقران بطريقة العقالء حجة عليه‬
‫ت قَا َل الَّذِينَ َال َي ْر ُجونَ‬
‫علَ ْي ِه ْم آَ َياتُنَا َب ِينَا ٍ‬
‫(و ِإذَا تُتْلَى َ‬
‫العمل بها العقالء‪ .‬قال تعالى َ‬
‫(و َكذَلِكَ أَ ْنزَ ْلنَاهُ‬ ‫غي ِْر َهذَا أَ ْو بَد ِْلهُ [يونس‪ ]15/‬وقال تعالى َ‬ ‫ت بِقُ ْرآَ ٍن َ‬ ‫ِلقَا َءنَا ائْ ِ‬
‫ورة ٌ أَ ْنزَ ْلنَاهَا‬ ‫س َ‬‫َّللاَ يَ ْهدِي َم ْن ي ُِريدُ [الحج‪ ]16/‬وقال تعالى ( ُ‬ ‫ت َوأَ َّن َّ‬ ‫آَيَا ٍ‬
‫ت بَيِنَا ٍ‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَذَ َّك ُرونَ [النور‪ ]1/‬وقال تعالى (‬ ‫ضنَاهَا َوأَ ْنزَ ْلنَا فِي َها آَ َيا ٍ‬
‫ت َب ِينَا ٍ‬ ‫َوفَ َر ْ‬
‫ت َما َكانَ ُح َّجتَ ُه ْم إِ َّال أَ ْن قَالُوا ائْتُوا أصل) ائِنَا إِ ْن ُك ْنت ُ ْم‬ ‫علَ ْي ِه ْم آَيَاتُنَا بَيِنَا ٍ‬
‫َوإِذَا تُتْلَى َ‬
‫صا ِدقِينَ [الجاثية‪]25/‬وهذا نص في حجية الفهم‪ .‬ت أي بينات لهم وهم‬ ‫َ‬
‫كافرون فكيف بمسلمين‪ .‬أقول وهذا احد أسس الوجوب العيني لالجتهاد‪.‬‬

‫فرع) القران ينطلق من خطاب العامي فال اختصاص فيه بالفقهاء‪ .‬قال تعالى‬
‫(وأَ ْنزَ ْلنَا‬
‫ت لَعَلَّ ُك ْم تَتَفَ َّك ُرونَ [البقرة‪ ]219/‬وقال تعالى َ‬‫َّللاُ لَ ُك ُم ْاآلَيَا ِ‬‫( َكذَلِكَ يُبَيِنُ َّ‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَذَ َّك ُرونَ [النور‪ ]1/‬وقال تعالى ( َكذَلِكَ يُبَ ِينُ َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم آَيَاتِ ِه‬ ‫فِي َها آَيَا ٍ‬
‫ت بَ ِينَا ٍ‬
‫لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [البقرة‪ ]242/‬وهو واضح ان اليات بينة بنفسها وفق الوجدان‬
‫اللغوي الذي ال يحتاج الى مقدمات غير ذلك الوجدان‪.‬‬
‫فرع) ال يصح اقحام المقدمة البعيدة عن اذهان العرف وال من حيث تعقيد‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم آَ َيا ِت ِه لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [البقرة‪ ]242/‬وهو‬
‫المفاهيم‪ .‬قال تعالى ( َكذَلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬
‫واضح ان اليات بينة بنفسها وفق الوجدان اللغوي الذي ال يحتاج الى مقدمات‬
‫غير ذلك الوجدان‪.‬‬
‫َّللاُ لَ ُك ُم‬
‫فرع) االجتهاد واجب عيني على كل مكلف‪ .‬قال تعالى ( َك َذلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم آَيَاتِ ِه لَعَلَّ ُك ْم‬
‫ت لَعَلَّ ُك ْم تَتَفَ َّك ُرونَ [البقرة‪ ]266/‬وقال تعالى ( َكذَلِكَ يُبَيِنُ َّ‬
‫ْاآلَيَا ِ‬

‫‪420‬‬
‫صا ُك ْم بِ ِه لَعَلَّ ُك ْم تَذَ َّك ُرونَ‬
‫تَ ْهتَدُونَ [آل عمران‪ ]103/‬وقال تعالى (ذَ ِل ُك ْم َو َّ‬
‫ع َر ِبيًّا لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [يوسف‪]2/‬‬ ‫[األنعام‪ ]152/‬وقال تعالى ( ِإنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ظ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَذَ َّك ُرونَ [النحل‪ ]90/‬وقال تعالى ( َكذَلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ُم‬ ‫وقال تعالى ( َي ِع ُ‬
‫ت لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [النور‪ ]61/‬ت والخطاب لكل مكلف‪ ،‬وهو صريح‬ ‫ْاآلَيَا ِ‬
‫بوجوب الفهم والعقل والتفكر وقيام الحجة بااليات نفسها من دون حاجة واسطة‬
‫ال من مقدمات استنباط وال فقيه مستنبط‪.‬‬
‫فرع) لالجتهاد في المسائل درجات بحسب وضوح المسالة وعدمه‪ ،‬فال يعني‬
‫تعذره في مسالة تعذره في أخرى‪ .‬قال تعالى ( ِلنَجْ َعلَ َها لَ ُك ْم تَ ْذ ِك َرة ً َوتَ ِعيَ َها أُذُ ٌن‬
‫ص َّر ْفنَا فِي ِه ِمنَ‬
‫ع َربِيًّا َو َ‬ ‫(و َكذَلِكَ أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫َوا ِعيَةٌ [الحاقة‪ ]12/‬وقال تعالى َ‬
‫ِث لَ ُه ْم ِذ ْك ًرا [طه‪]113/‬‬ ‫ْال َو ِعي ِد لَعَلَّ ُه ْم يَتَّقُونَ أَ ْو يُحْ د ُ‬
‫فرع) من اجتهد في مسالة عمل به وان لم يستطع ان يجتهد باخرى‪ .‬قال‬
‫ص َّر ْفنَا فِي ِه ِمنَ ْال َو ِعي ِد لَعَلَّ ُه ْم يَتَّقُونَ أَ ْو يُحْ د ُ‬
‫ِث‬ ‫(و َكذَلِكَ أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ع َربِيًّا َو َ‬ ‫تعالى َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت آيَاتُهُ ق ْرآنًا َ‬
‫ع َربِيًّا ِلقَ ْو ٍم يَ ْعل ُمونَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫صل ْ‬ ‫لَ ُه ْم ِذ ْك ًرا [طه‪ ]113/‬وقال تعالى ( ِكتَابٌ ف ِ‬
‫ُ‬
‫[فصلت‪]3/‬‬
‫فرع) يجب على المتمكن من العلم بمسألة باالجتهاد العمل بعلمه‪ .‬قال تعالى‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم آَيَاتِ ِه لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [البقرة‪]242/‬‬
‫( َكذَلِكَ يُبَيِنُ َّ‬
‫فرع) المعتبر في االجتهاد تحصيل العلم من الدليل بطريقة عقالئية معتبرة‪.‬‬
‫َّللاُ لَ ُك ْم آَيَاتِ ِه لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [البقرة‪ ]242/‬قال تعالى (‬ ‫قال تعالى ( َكذَلِكَ يُبَيِنُ َّ‬
‫ين (‪ِ )1‬إنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ع َر ِبيًّا لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [يوسف‪]2 ،1/‬‬ ‫ب ْال ُم ِب ِ‬
‫آَيَاتُ ْال ِكتَا ِ‬
‫فرع) تعقيد االجتهاد وتوسيع مقدماته بما يعسره على الناس باطل‪ .‬قال تعالى‬
‫ين (‪ )1‬إِنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ع َربِيًّا لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [يوسف‪]2 ،1/‬‬ ‫ب ْال ُمبِ ِ‬
‫(آَ َياتُ ْال ِكتَا ِ‬
‫فرع) االجتهاد عملية عقالئية بسيطة وال تحتاج الى كثير من المقدمات سوى‬
‫ين (‪ِ )1‬إنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ‬ ‫ب ْال ُم ِب ِ‬‫الطريقة العقالئية في االستدالل‪ .‬قال تعالى (آَ َياتُ ْال ِكتَا ِ‬
‫ع َربِيًّا لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [يوسف‪ ]2 ،1/‬وقال تعالى (أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ‬ ‫قُ ْرآَنًا َ‬
‫يرا)‬‫اختِ َالفًا َكثِ ً‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬ ‫َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫فرع) ترك االجتهاد مع التمكن منه محرم‪ .‬قال تعالى (أَفَ َال َيتَ َدب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ أَ ْم‬
‫ب أَ ْقفَالُ َها [محمد‪]24/‬‬ ‫علَى قُلُو ٍ‬ ‫َ‬
‫فرع) التهاون في تحصيل االجتهاد محرم‪ .‬قال تعالى (أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ أَ ْم‬
‫ب أَ ْقفَالُ َها [محمد‪]24/‬‬
‫علَى قُلُو ٍ‬
‫َ‬

‫‪421‬‬
‫فرع) االجتهاد واجب عيني في جميع معارف الدين من اعتقادات وشرائع‬
‫َّللا يُبَ ِينُ َها ِلقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُمونَ [البقرة‪]230/‬‬ ‫(وتِ ْلكَ ُحدُودُ َّ ِ‬ ‫الحالل والحرام‪ .‬قال تعالى َ‬
‫ت ْال َب ِر َو ْال َبحْ ِر قَ ْد‬
‫ظلُ َما ِ‬ ‫(وه َُو الَّذِي َج َع َل لَ ُك ُم النُّ ُج َ‬
‫وم ِلتَ ْهتَدُوا ِب َها ِفي ُ‬ ‫وقال تعالى َ‬
‫صائِ ُر ِم ْن‬ ‫ت ِلقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُمونَ [األنعام‪ ]97/‬وقال تعالى (قَ ْد َجا َء ُك ْم بَ َ‬ ‫ص ْلنَا ْاآلَيَا ِ‬ ‫فَ َّ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِب َحفِيظٍ (‪َ )104‬و َكذَلِكَ‬ ‫َ‬
‫ي فَ َعلَ ْي َها َو َما أنَا َ‬
‫ع ِم َ‬‫ص َر فَ ِلنَ ْف ِس ِه َو َم ْن َ‬ ‫َ‬
‫َر ِب ُك ْم فَ َم ْن أ ْب َ‬
‫ت َو ِل َيقُولُوا َد َرسْتَ َو ِلنُ َب ِينَهُ ِلقَ ْو ٍم َي ْعلَ ُمونَ [األنعام‪]105 ،104/‬‬ ‫ف ْاآلَ َيا ِ‬‫ص ِر ُ‬ ‫نُ َ‬
‫فرع) الوجوب العيني لالجتهاد ال يوجب العسر والحرج غالبا‪ .‬قال تعالى‬
‫ع َر ِبيًّا ِلقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُمونَ [فصلت‪ ]3/‬فالكتاب مفصل لكل‬ ‫ت آَيَاتُهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫صلَ ْ‬‫( ِكتَابٌ فُ ِ‬
‫من يجيد العربية بال تعقيد‪ .‬وقال تعالى ( أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد‬
‫يرا [النساء‪ ]82/‬وقال تعالى (أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ‬ ‫اختِ َالفًا َكثِ ً‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬ ‫َ‬
‫ب أَ ْقفَالُ َها [محمد‪]24/‬‬ ‫علَى قُلُو ٍ‬ ‫ْالقُ ْرآَنَ أَ ْم َ‬
‫فرع) يكفي في االجتهاد في مسالة معرفة االية القرانية المتعلقة بها والسنة‬
‫ت إِ ْن ُك ْنت ُ ْم‬‫الموافقة لها وال يتطلب اكثر من ذلك‪ .‬قال تعالى (قَ ْد بَيَّنَّا لَ ُك ُم ْاآلَيَا ِ‬
‫ض َب ْعدَ َم ْوتِ َها‬‫َّللاَ يُحْ ِيي ْاأل َ ْر َ‬ ‫تَ ْع ِقلُونَ [آل عمران‪ ]118/‬وقال تعالى (ا ْعلَ ُموا أَ َّن َّ‬
‫ت لَعَلَّ ُك ْم تَ ْع ِقلُونَ [الحديد‪]17/‬‬
‫قَ ْد بَيَّنَّا لَ ُك ُم ْاآلَيَا ِ‬
‫فرع) التدقيق غير المبرر واالسراف في البحث االستداللي باطل مخالف‬
‫ين (‪ِ )1‬إنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ع َر ِبيًّا لَ َعلَّ ُك ْم‬ ‫ب ْال ُم ِب ِ‬
‫للقران‪ .‬قال هللا تعالى (تِ ْلكَ آَ َياتُ ْال ِكتَا ِ‬
‫تَ ْع ِقلُونَ [يوسف‪]2 ،1/‬‬

‫فرع) يكفي في االجتهاد معرفة معنى النص وفهمه فهما صحيحا بطريقة‬
‫ين (‪ )1‬إِنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ع َربِيًّا لَعَلَّ ُك ْم‬ ‫ب ْال ُمبِ ِ‬
‫العقالء‪ .‬قال تعالى (تِ ْلكَ آَيَاتُ ْال ِكتَا ِ‬
‫تَ ْع ِقلُونَ [يوسف‪]2 ،1/‬‬
‫فرع) يجب االنطالق في كل مسالة من أصل قراني مهما كان عاما‪ .‬قال تعالى‬
‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬
‫ت‬ ‫ث ِكتَابًا ُمتَشَابِ ًها [الزمر‪ ]23/‬وقال تعالى (يُف ِ‬ ‫سنَ ْال َحدِي ِ‬‫(َّللاُ ن ََّز َل أَحْ َ‬
‫َّ‬
‫َاب تِ ْبيَانًا ِل ُك ِل َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫ْ‬
‫علَيْكَ ال ِكت َ‬ ‫ْ‬ ‫ِلقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُمونَ [يونس‪ ]5/‬وقال تعالى َ‬
‫(ون ََّزلنَا َ‬
‫َو ُهدًى َو َرحْ َمةً َوبُ ْش َرى ِل ْل ُم ْس ِل ِمينَ [النحل‪ ]89/‬وقال تعالى ( َما َكانَ َحدِيثًا‬
‫ش ْيءٍ [يوسف‪]111/‬‬ ‫صي َل ُك ِل َ‬ ‫صدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه َوتَ ْف ِ‬‫يُ ْفت ََرى َولَ ِك ْن تَ ْ‬
‫فرع) االيات القرانية محكمة بينة كافية في بيناها وال تحتاج الى حديث لبيانها‬
‫(ولَقَ ْد أَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ آَ َيا ٍ‬
‫ت‬ ‫وال يصار الى بيان اال عند العلم بالتشابه‪ .‬قال تعالى َ‬

‫‪422‬‬
‫(وأَ ْنزَ ْلنَا فِي َها آَيَا ٍ‬
‫ت‬ ‫ت [البقرة‪ ]99/‬فاالصل هو البيان واالحكام‪ .‬وقال تعالى َ‬ ‫بَيِنَا ٍ‬
‫َّ‬
‫ت لَ َعل ُك ْم تَذَ َّك ُرونَ [النور‪]1/‬‬
‫بَ ِينَا ٍ‬

‫فرع) يجوز االكتفاء بالمعلوم من اآليات في المسالة‪ .‬قال تعالى َوأَ ْنزَ ْلنَا فِي َها‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَذَ َّك ُرونَ [النور‪ ]1/‬فال يجب الذهاب الى الروايات اال في‬ ‫آَيَا ٍ‬
‫ت بَ ِينَا ٍ‬
‫حالة اجمال االية‪.‬‬
‫فرع) يجب تحصيل المعرفة الدينية من القران وعدم القول باالجمال او‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَذَ َّك ُرونَ‬ ‫(وأَ ْنزَ ْلنَا فِي َها آَيَا ٍ‬
‫ت بَ ِينَا ٍ‬ ‫التشابه اال بعلم ثابت‪ .‬قال تعالى َ‬
‫[النور‪]1/‬‬
‫فرع) الوجدان العرفي العامي واحد والنص الشرعي واحد ومصدره واحد‪،‬‬
‫ومن هنا فاالختالف ال يقر ال شرعا وال عقال وال عرفا‪ .‬قال تعالى (أَفَ َال‬
‫يرا‬ ‫اختِ َالفًا َكثِ ً‬
‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬ ‫غي ِْر َّ ِ‬ ‫يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ َولَ ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫َّللاُ النَّبِيِينَ ُمبَش ِِرينَ‬‫ث َّ‬ ‫احدَة ً فَبَعَ َ‬‫اس أ ُ َّمةً َو ِ‬ ‫[النساء‪ ]82/‬وقال تعالى ( َكانَ النَّ ُ‬
‫اختَلَفُوا فِي ِه َو َما‬‫اس فِي َما ْ‬ ‫ق ِل َيحْ ُك َم َبيْنَ النَّ ِ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫َو ُم ْنذ ِِرينَ َوأَ ْنزَ َل َم َع ُه ُم ْال ِكت َ‬
‫ف فِي ِه إِ َّال الَّذِينَ أُوتُوهُ ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َءتْ ُه ُم ْالبَيِنَاتُ بَ ْغيًا بَ ْينَ ُه ْم فَ َهدَى َّ‬
‫َّللاُ الَّ ِذينَ‬ ‫اختَلَ َ‬‫ْ‬
‫ص َراطٍ ُم ْستَ ِق ٍيم‬ ‫َّللاُ يَ ْهدِي َم ْن يَشَا ُء إِلَى ِ‬ ‫اختَلَفُوا فِي ِه ِمنَ ْال َح ِ‬
‫ق بِإِ ْذنِ ِه َو َّ‬ ‫آَ َمنُوا ِل َما ْ‬
‫[البقرة‪]213/‬‬

‫فرع) ال بد ان يختفي االختالف من اهم حقل معرفي عند االنسان اال وهو‬
‫المعرفة الدينية‪ .‬وسبب االختالف في الفهم للنص رغم وحدته تعبيرا ومعرفة‬
‫َّللا ا ْ ِإلس َْال ُم َو َما‬
‫بسبب االبتعاد عن الفهم العامي له ‪ .‬قال تعالى ( إِ َّن الدِينَ ِع ْندَ َّ ِ‬
‫ف الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫َاب ِإ َّال ِم ْن بَ ْع ِد َما َجا َء ُه ُم ْال ِع ْل ُم بَ ْغيًا بَ ْينَ ُه ْم [آل‬ ‫اختَلَ َ‬
‫ْ‬
‫عمران‪]19/‬‬
‫فرع) اإلسالم يقوم على علم وفهم عرفي عقالئي عامي واضح للنص‬
‫ين (‪ِ )1‬إنَّا أَ ْنزَ ْلنَاهُ قُ ْرآَنًا َ‬
‫ع َر ِبيًّا لَ َعلَّ ُك ْم‬ ‫ب ْال ُم ِب ِ‬
‫الشرعي‪ .‬قال تعالى ( تِ ْلكَ آَيَاتُ ْال ِكتَا ِ‬
‫تَ ْع ِقلُونَ [يوسف‪]2 ،1/‬‬
‫فرع) وحدة االسس والفهم هذه ستكون مدخال الى اسالم قائم على القران‬
‫والسنة من دون تدخل معارف من خارجهما‪.‬‬

‫‪423‬‬
‫فرع) يجب االستعانة بالتدبر لتحويل النقل الى علم يعرف به الحق وتتوحد‬
‫معارفه ال تختلف وتصبح ظنا‪.‬‬
‫فرع) ما ينبغي في معارف الشرع هو المنهج التعليمي من القطعي الى‬
‫المصدق به‪.‬‬
‫فرع) كل المقاالت الدينية ال بد ان تكون ارتكازية ونابعة من رسوخ‬
‫الوجدانيات الشرعية‪.‬‬
‫فرع) كل قول في الشريعة يجب ان يكون واضحا وجدانا وعقال وشرعا‬
‫وعرفا‪.‬‬
‫فرع) المصطلحات الدينية يجب دوما ان تشير الى مفاهيم واضحة جدا وجدانا‬
‫وعرفا وال يصار اليها اال للضرورة لتوصيل الفكرة‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما‬
‫ُم َ‬ ‫(وآَ ِمنُوا ِب َما أَ ْنزَ ْلتُ‬
‫فرع) ما صدقه الكتاب هو حق‪ .‬قال تعالى َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما‬‫ُم َ‬ ‫(ويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َو ُه َو ْال َح ُّق‬
‫َمعَ ُك ْم [البقرة‪ ]41/‬وقال تعالى َ‬
‫َمعَ ُه ْم [البقرة‪]91/‬‬
‫فرع) يجب ان يكون القول بعلم وال يجوز القول بقول بالظن دون استناد‬
‫صونَ‬ ‫الظ َّن َوإِ ْن ُه ْم إِ َّال يَ ْخ ُر ُ‬ ‫َّ‬ ‫على علم‪ .‬قال تعالى (إِ ْن يَتَّبِعُونَ إِ َّال‬
‫س [النجم‪]23/‬‬ ‫[األنعام‪ ]116/‬وقال تعالى ( ِإ ْن يَتَّبِعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو َما تَ ْه َوى ْاأل َ ْنفُ ُ‬
‫الظ َّن َو ِإ َّن َّ‬
‫الظ َّن َال يُ ْغنِي ِمنَ‬ ‫(و َما لَ ُه ْم ِب ِه ِم ْن ِع ْل ٍم ِإ ْن َيت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫وقال تعالى َ‬
‫ش ْيئًا [النجم‪]28/‬‬ ‫ق َ‬‫ْال َح ِ‬
‫فرع) يجب ان يكون القول بالحق و بالبراهين الواضحة‪.‬‬
‫مسألة‬
‫يجب ان يكون القول بما انزل هللا وان يدعو الى ما انزل هللا‪.‬‬
‫فرع) يجب ان يكون القول على علم وحجة وبرهان‪ ،‬وال يكفي ان يدعي انه‬
‫هدى‪.‬‬
‫فرع) ال يجوز القول بالموروث ان خالف الحق وال يجب االحتياط للمشهور‬
‫ان كان خالف الدليل‪.‬‬
‫فرع) ال يجوز المسارعة في قبول الموروث المشهور وال يجوز االطمئنان‬
‫اليه ان كان خالف الهدى‪ ،‬ويجب العمل بالحق وان خالفه‪.‬‬

‫‪424‬‬
‫فرع) الظن بال علم كذب وتخرص‪.‬‬
‫فرع) ما يصدقه الكتاب فهو بإذن هللا تعالى وبرضاه‪.‬‬
‫فرع) ما يصدقه الكتاب هدى ونور‪.‬‬
‫فرع) ما علم انه هدى وحق بتصديق الكتاب له وجب القول به‪.‬‬
‫فرع) يعتبر فيما ينسب الى الوحي ان يصدقه الكتاب‪.‬‬
‫فرع) يعتبر فيما يستفاد ويستنبط من الوحي ان يصدقه الكتاب ‪.‬‬
‫فرع) ما يصدقه الكتاب يهدي الى الحق والى صراط مستقيم ‪.‬‬
‫فرع) يعتبر فيما ينسب الى الكتاب ان يكون مصدقا بما قبله من الكتاب‪.‬‬
‫فرع) ما يقوله رسول هللا يصدقه الكتاب دوما ويعتبر فيما ينسب الى الرسول‬
‫ان يصدقه الكتاب‪.‬‬
‫فرع) يعتبر في العلم بان القول ينتهي الى الكتاب وانه الحق والهدى العلم بانه‬
‫مصدق بالكتاب‪.‬‬
‫فرع) يعتبر في يما ينسب الى الوحي من الكتاب والسنة ان يصدقه الكتاب‪،‬‬
‫فاذا نسب اليهما وصدقه الكتاب علم انه منهما‪.‬‬
‫فرع) ما يقوله ولي االمر من نبي او وصي يصدقه الكتاب دوما‪ ،‬ويعتبر‬
‫فيما ينسب الى ولي االمر ان يصدقه الكتاب‪.‬‬
‫فرع) التقليد للرسول ولولي االمر مطلق كالتقليد للكتاب الن قولهم وفعلهم‬
‫مصدق بالكتاب دوما وهذا هو معنى العصمة‪ ،‬أي ال يصدر منه قول او قعل‬
‫اال والكتاب يصدقه‪.‬‬
‫فرع) من ينسب شيئا الى الكتاب او الى الرسول او الى اولي االمر مشروط‬
‫في صدقه بتصديق الكتاب له وكذا كل قول ينسب الى الحق والهدى فانه يعتبر‬
‫في صدقه ان يصدقه الكتاب‪.‬‬
‫فرع) القول بغير علم ليس بحجة وال يصحح العمل‪.‬‬
‫فرع) يكون غير المعصوم أي غير الرسول وغير ولي االمر عالما مهتديا‬
‫يقول الحق والهدى ان صدقه الكتاب‪.‬‬
‫فرع) يكون غير المعصوم عالما ان كان معه برهان بتصديق الكتاب له ‪.‬‬

‫‪425‬‬
‫فرع) كل من لم يصدقه الكتاب فليس بعالم وال مهتد وال يقول الحق وال الهدى‪.‬‬
‫فرع) يعتبر فيما ينسب الى الملة ويصدقه الكتاب ان يكون حنيفا مسلما ال‬
‫شرك فيه وال حرج‪.‬‬
‫فرع) يجب اتباع هدى من اجتباهم هللا وهداهم الى الصراط المستقيم من‬
‫األنبياء واالوصياء والنسخ يحتاج الى دليل ‪.‬‬
‫فرع) يجوز للمجتهد العالم تقليد غيره من العلماء ان كان فعله او قوله الحق‬
‫والهدى‪.‬‬
‫فرع) االجتهاد في جميع المعارف فال يختص بمعرفة دون أخرى‪.‬‬
‫فرع) من وجب عليه العلم بمعرفة ومن لم يتمكن من االجتهاد وجب عليه‬
‫التقليد فيها سواء في أصول المعارف او فروغها في ادلتها او احكامها في‬
‫العقائد او الشرائع‪ ،‬في العرفيات او الوضعيات‪.‬‬
‫فرع) يجب اعتماد المعارف العلمية الوضعية في بيان موضوعات االحكام‪.‬‬
‫َاز َل ِلتَ ْعلَ ُموا‬
‫ورا َوقَد ََّرهُ َمن ِ‬‫ضيَا ًء َو ْالقَ َم َر نُ ً‬ ‫س ِ‬ ‫ش ْم َ‬‫قال تعالى (ه َُو الَّذِي َجعَ َل ال َّ‬
‫َص ُل ْاآلَ َيا ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم َي ْعلَ ُمونَ‬ ‫َّللاُ ذَلِكَ ِإ َّال ِب ْال َح ِ‬
‫ق يُف ِ‬ ‫اب َما َخلَقَ َّ‬ ‫السنِينَ َو ْال ِح َ‬
‫س َ‬ ‫عدَدَ ِ‬
‫َ‬
‫ير [فاطر‪]14/‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(وال يُنَبِئكَ ِمث ُل َخبِ ٍ‬ ‫[يونس‪ ]5/‬وقال تعالى َ‬

‫أصول شواهد ومصدقات‬


‫ان كثيرا من الفروع المتقدمة لها أصول قرانية صريحة‪ ،‬او شواهد واضحة‪،‬‬
‫وتفرعها من أصول قرانية هو بطريق نوعي واضح جلي وهنا اذكر شواهد‬
‫ومصدقات قرانية لما تقدم بل ان بعضها دال على وجوب االجتهاد‪.‬‬

‫َو َما ْال َحيَاة ُ الدُّ ْنيَا إِ َّال لَعِبٌ َولَ ْه ٌو َولَلد ُ‬
‫َّار ْاآلَ ِخ َرة ُ َخي ٌْر ِللَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ‬
‫[األنعام‪ ]32/‬ت فيه داللة على حسن االجتهاد‪ .‬بل وجوبه‪.‬‬
‫ار أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ [المؤمنون‪]80/‬‬
‫ف اللَّ ْي ِل َوالنَّ َه ِ‬ ‫َوه َُو ا َّلذِي يُحْ ِيي َوي ُِميتُ َولَهُ ْ‬
‫اخ ِت َال ُ‬
‫ت فيه داللة على حسن االجتهاد‪ .‬بل وجوبه‪.‬‬

‫‪426‬‬
‫[القصص‪ ]60/‬ت فيه داللة على حسن االجتهاد‪ .‬بل وجوبه‪.‬‬
‫عاقِبَةُ الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َولَدَ ُ‬
‫ار ْاآلَ ِخ َر ِة‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫ض فَيَ ْن ُ‬
‫ظ ُروا َكي َ‬ ‫أَفَلَ ْم يَس ُ‬
‫ِيروا فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫َخي ٌْر ِللَّذِينَ اتَّقَ ْوا أَفَ َال تَ ْع ِقلُونَ [يوسف‪ ]109/‬ت فيه داللة على حسن االجتهاد‪.‬‬
‫بل وجوبه‪.‬‬
‫اختِ َالفًا َكثِ ً‬
‫يرا‬ ‫َّللا لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬ ‫أَ َف َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ َو َل ْو َكانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر َّ ِ‬
‫[النساء‪ ]82/‬ت فيه داللة على حسن االجتهاد‪ .‬بل وجوبه‪.‬‬
‫ار ُه ْم (‪ )23‬أَفَ َال يَتَدَب َُّرونَ ْالقُ ْرآَنَ‬
‫ص َ‬‫ص َّم ُه ْم َوأَ ْع َمى أَ ْب َ‬ ‫أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَ ُه ُم َّ‬
‫َّللاُ فَأ َ َ‬
‫ب أَ ْقفَالُ َها [محمد‪]24 ،23/‬واالجتهاد تدبر‪ .‬ت فيه داللة على حسن‬ ‫علَى قُلُو ٍ‬ ‫أَ ْم َ‬
‫االجتهاد‪ .‬بل وجوبه‪.‬‬
‫اس َما نُ ِز َل إِلَ ْي ِه ْم َولَعَلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ [النحل‪ ]44/‬ت‬ ‫َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلتُبَيِنَ ِللنَّ ِ‬
‫فيه داللة على حسن االجتهاد‪ .‬بل وجوبه‪.‬‬
‫َص ُل ْاآلَيَا ِ‬
‫ت ِلقَ ْو ٍم يَتَفَ َّك ُرونَ [يونس‪ ]24/‬ت فيه داللة على حسن‬ ‫َكذَلِكَ نُف ِ‬
‫االجتهاد‪ .‬بل وجوبه‪.‬‬
‫َوتِ ْلكَ ْاأل َ ْمثَا ُل نَض ِْربُ َها ِللنَّ ِ‬
‫اس لَ َعلَّ ُه ْم َيتَفَ َّك ُرونَ [الحشر‪ ]21/‬ت فيه داللة على‬
‫حسن االجتهاد‪ .‬بل وجوبه‪.‬‬
‫صدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَ ْي ِه َوتَ ْف ِ‬
‫صي َل ُك ِل َ‬
‫ش ْيءٍ‬ ‫َما َكانَ َحدِيثًا يُ ْفت ََرى َولَ ِك ْن تَ ْ‬
‫[يوسف‪]111/‬‬
‫لَ ُه ْم قُلُوبٌ َال يَ ْفقَ ُهونَ بِهَ [األعراف‪ ]179/‬ت فيه داللة على حرمة عدم التفقه‬
‫أي الفهم لالمور أي التدبر‪ .‬وفيه داللة على حسن االجتهاد‪ .‬بل وجوبه‪ .‬بل‬
‫حرمة تركه‪.‬‬
‫علَى قُلُوبِ ِه ْم فَ ُه ْم َال يَ ْفقَ ُهونَ [التوبة‪]87/‬‬ ‫َو ُ‬
‫طبِ َع َ‬
‫ع َلى قُلُو ِب ِه ْم َف ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ [التوبة‪ ]93/‬ت فيه داللة على حسن‬ ‫َو َ‬
‫طبَ َع َّ‬
‫َّللاُ َ‬
‫االجتهاد‪ .‬بل وجوبه‪ .‬بل وحرمة تركه‪.‬‬
‫يال [الفتح‪ ]15/‬ت فيه داللة‬ ‫سيَقُولُونَ بَ ْل تَحْ ُ‬
‫سدُونَنَا بَ ْل كَانُوا َال يَ ْفقَ ُهونَ إِ َّال قَ ِل ً‬ ‫فَ َ‬
‫على حسن االجتهاد‪ .‬بل وجوبه‪.‬‬
‫َولَ ِك َّن ْال ُمنَا ِفقِينَ َال َي ْفقَ ُهونَ [المنافقون‪ ]7/‬ت فيه داللة على حسن االجتهاد‪ .‬بل‬
‫وجوبه‪.‬‬

‫‪427‬‬
‫ْس لَ ُك ْم بِ ِه ِع ْل ٌم َو َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫هَا أَ ْنت ُ ْم َهؤ َُال ِء َحا َججْ ت ُ ْم فِي َما لَ ُك ْم بِ ِه ِع ْل ٌم فَ ِل َم ت ُ َحاجُّونَ فِي َما لَي َ‬
‫يَ ْعلَ ُم َوأَ ْنت ُ ْم َال تَ ْعلَ ُمونَ [آل عمران‪ ]66/‬ت فيه داللة على حسن االجتهاد‪ .‬بل‬
‫وجوبه‪.‬‬
‫ْس لَكَ بِ ِه ِع ْل ٌم [اإلسراء‪ ]36/‬ت فيه داللة على حسن االجتهاد‪.‬‬ ‫َو َال تَ ْق ُ‬
‫ف َما لَي َ‬
‫بل وجوبه‪.‬‬
‫ِلنَجْ َعلَ َها لَ ُك ْم تَ ْذ ِك َرة ً َوتَ ِع َي َها أُذُ ٌن َوا ِع َيةٌ [الحاقة‪ ]12/‬ت فيه داللة على حسن‬
‫االجتهاد‪.‬‬

‫أصول التقليد وفروعه‬


‫كل اتباع وكل اخذ وكل رد وكل اقتداء وكل تسليم وكل تعلم وكل تفقه ورد في‬
‫القران فهو من التقليد لغة واصطالحا‪ .‬وسيتبين التقليد حقيقة قرآنية وان‬
‫قصرت عنها بعض العقول واالنظار وان انكاره بمثابة رد آليات بينات في‬
‫وجوب التقليد‪.‬‬
‫أصل‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬أي معهم من الكتاب‪.‬‬ ‫ق‪َ :‬ويَ ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪:‬‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫ق‪ :‬ن ََّز َل َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ق‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬ ‫َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُك ْم‪ .‬أي من الكتاب‪ .‬ت‪ :‬أي واتباعه‬ ‫أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫َاب آَ ِمنُوا ِب َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬
‫وتقليده‪ .‬ت‪ :‬وهذا من المصداق لعام ان ما يصدقه الكتاب فهو حق فيعمم‪.‬‬
‫ووجوب تقليده هو لعموم وجوب تقليد الحق والهدى‪ .‬وهذا يجري فيما يأتي‪.‬‬

‫‪428‬‬
‫أصل‬
‫ب الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َحتَّى ذَاقُوا َبأ ْ َ‬
‫سنَا قُ ْل ه َْل ِع ْن َد ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ‬ ‫ق‪َ :‬كذَلِكَ َكذَّ َ‬
‫صونَ ‪ .‬ت‪ :‬االتباع تقليد‪.‬‬ ‫لَنَا إِ ْن تَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫الظ َّن َوإِ ْن أَ ْنت ُ ْم إِ َّال ت َْخ ُر ُ‬

‫أصل‬
‫ض‬‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا َوتَ ُكونَ لَ ُك َما ْال ِكب ِْريَا ُء فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ق‪ :‬قَالُوا أَ ِجئْتَنَا ِلت َْل ِفتَنَا َ‬
‫ع َّما َو َج ْدنَا َ‬
‫َو َما نَحْ نُ لَ ُك َما ِب ُمؤْ ِمنِينَ ‪ .‬ت فلم يتبعوه أي لم يقلدوه‪ ،‬والكالم تبكيت لهم على‬
‫تركهم اتباعه أي تركهم تقليده‪.‬‬

‫أصل‬
‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا أَ َولَ ْو كَانَ‬ ‫ق‪َ :‬وإِذَا قِي َل لَ ُه ُم اتَّبِعُوا َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ قَالُوا بَ ْل نَتَّبِ ُع َما َو َج ْدنَا َ‬
‫س ِعي ِر‪ .‬ت‪ :‬واالتباع التقليد‪.‬‬ ‫عذَا ِ‬
‫ب ال َّ‬ ‫عو ُه ْم إِلَى َ‬ ‫طانُ يَ ْد ُ‬‫ش ْي َ‬
‫ال َّ‬

‫أصل‬
‫عا ِكفُونَ (*) قَالُوا َو َج ْدنَا‬ ‫ق‪ِ :‬إ ْذ قَا َل ِألَبِي ِه َو َق ْو ِم ِه َما َه ِذ ِه الت َّ َماثِي ُل الَّتِي أَ ْنت ُ ْم َل َها َ‬
‫ين (*) قَالُوا أَ ِجئْتَنَا‬ ‫عا ِبدِينَ (*) قَا َل لَقَ ْد ُك ْنت ُ ْم أَ ْنت ُ ْم َوآَ َبا ُؤ ُك ْم فِي َ‬
‫ض َال ٍل ُم ِب ٍ‬ ‫آَ َبا َءنَا لَ َها َ‬
‫الال ِعبِينَ ‪ .‬ت‪ :‬أي فنحن لهم متبعون أي مقلدون‪.‬‬ ‫ق أَ ْم أَ ْنتَ ِمنَ َّ‬ ‫بِ ْال َح ِ‬

‫أصل‬
‫ق‪ :‬قَالُوا بَ ْل َو َج ْدنَا آَبَا َءنَا َكذَلِكَ يَ ْف َعلُونَ (*) قَا َل أَفَ َرأَ ْيت ُ ْم َما ُك ْنت ُ ْم تَ ْعبُدُونَ (*) أَ ْنت ُ ْم‬
‫عد ٌُّو ِلي ِإ َّال َربَّ ْال َعالَ ِمينَ ‪ *.‬الَّذِي َخلَقَنِي فَ ُه َو‬ ‫َوآَ َبا ُؤ ُك ُم ْاأل َ ْق َد ُمونَ (*) فَإِ َّن ُه ْم َ‬
‫ِين‪.‬‬
‫يَ ْهد ِ‬

‫‪429‬‬
‫أصل‬
‫ق‪ :‬أَ ْم آَتَ ْينَا ُه ْم ِكتَابًا ِم ْن قَ ْب ِل ِه فَ ُه ْم بِ ِه ُم ْست َْم ِس ُكونَ (*) بَ ْل قَالُوا إِنَّا َو َج ْدنَا آَبَا َءنَا‬
‫ار ِه ْم ُم ْهتَدُونَ ‪.‬‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍة َو ِإنَّا َ‬
‫علَى آَثَ ِ‬ ‫َ‬
‫أصل‬
‫ِير إِ َّال َقا َل ُمتْ َرفُوهَا إِ َّنا َو َج ْدنَا‬ ‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْبلِكَ فِي قَ ْريَ ٍة ِم ْن نَذ ٍ‬
‫ق‪َ :‬و َكذَلِكَ َما أَ ْر َ‬
‫ار ِه ْم ُم ْقتَدُونَ (*) قَا َل أَ َولَ ْو ِجئْت ُ ُك ْم ِبأ َ ْهدَى ِم َّما َو َج ْدت ُ ْم‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍة َو ِإنَّا َ‬
‫علَى آَثَ ِ‬ ‫آَبَا َءنَا َ‬
‫علَ ْي ِه آَبَا َء ُك ْم قَالُوا إِنَّا بِ َما أ ُ ْر ِس ْلت ُ ْم بِ ِه كَافِ ُرونَ ‪ .‬ت‪ :‬اهدى أي هدى بخالف ما‬ ‫َ‬
‫عندكم من عدم الهدى‪.‬‬
‫أصل‬
‫ض َّل قَ ْبلَ ُه ْم‬ ‫علَى آَثَ ِ‬
‫ار ِه ْم يُ ْه َرعُونَ (*) َولَقَ ْد َ‬ ‫ضالِينَ (*) فَ ُه ْم َ‬ ‫ق‪ :‬إِنَّ ُه ْم أَ ْلف َْوا آَبَا َء ُه ْم َ‬
‫س ْلنَا فِي ِه ْم ُم ْنذ ِِرينَ ‪.‬‬
‫أَ ْكثَ ُر ْاأل َ َّولِينَ (*) َولَقَ ْد أَ ْر َ‬
‫أصل‬
‫ب الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َحتَّى ذَاقُوا بَأ ْ َ‬
‫سنَا قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ‬ ‫ق‪َ :‬كذَلِكَ َكذَّ َ‬
‫صونَ ‪.‬‬ ‫لَنَا ِإ ْن تَتَّبِعُونَ ِإ َّال َّ‬
‫الظ َّن َو ِإ ْن أَ ْنت ُ ْم ِإ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫أصل‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪.‬‬ ‫علَى قَ ْل ِبكَ بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫َّللا ُم َ‬ ‫ق‪ :‬فَإِنَّهُ ن ََّزلَهُ َ‬
‫أصل‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه ‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪.‬‬ ‫ق‪َ :‬وآَتَ ْينَاهُ ْ ِ‬
‫اإل ْن ِجي َل فِي ِه ُهدًى َونُ ٌ‬
‫ور َو ُم َ‬
‫أصل‬
‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬أي معهم من الكتاب‪.‬‬ ‫ق‪َ :‬ويَ ْكفُ ُرونَ ِب َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪:‬‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫ق‪ :‬ن ََّز َل َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب‪ ,‬ق‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬‫َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا‬‫ص ِدقًا ِل َما َم َع ُك ْم‪ .‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬‬ ‫أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫َاب آَ ِمنُوا ِب َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬

‫‪430‬‬
‫ق ُم ْستَ ِق ٍيم‪.‬‬
‫ط ِري ٍ‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه يَ ْهدِي إِلَى ْال َح ِ‬
‫ق َوإِلَى َ‬ ‫سى ُم َ‬‫أ ُ ْن ِز َل ِم ْن بَ ْع ِد ُمو َ‬
‫ت‪ :‬أي فيجب اتباعه‪.‬‬
‫أصل‬
‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪.‬‬ ‫ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫أصل‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه يَ ْهدِي إِلَى ْال َح ِ‬
‫ق َوإِلَى‬ ‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا أ ُ ْن ِز َل ِم ْن بَ ْع ِد ُمو َ‬
‫سى ُم َ‬ ‫ق‪َ :‬‬
‫ق ُم ْستَ ِق ٍيم‪.‬‬ ‫َ‬
‫ط ِري ٍ‬
‫أصل‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ‬ ‫ي إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل َما أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب‪ .‬فكل‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬‫إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ما ينزل من كتب هي جزء من الكتاب األصل‪.‬‬
‫أصل‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ‬ ‫ي ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل َما أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب ق‪:‬‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ظ ُك ْم بِ ِه‪ .‬ت‪:‬‬ ‫ب َو ْال ِح ْك َم ِة يَ ِع ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َما أَ ْنزَ َل َ‬ ‫َوا ْذ ُك ُروا نِ ْع َمةَ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬
‫َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب‬ ‫أي الحكمة التي في الكتاب‪ .‬ق‪ :‬أَلَ ْم ت ََر ِإلَى الَّذِينَ أُوتُوا ن ِ‬
‫يَ ْشت َُرونَ الض ََّاللَةَ‪.‬‬
‫أصل‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا ِإ َليْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ‬ ‫ي إِلَ ْيكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل َما أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب ق‪:‬‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ظ ُك ْم بِ ِه‪ .‬ت‪:‬‬ ‫ب َو ْال ِح ْك َم ِة يَ ِع ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬‫علَ ْي ُك ْم َو َما أَ ْنزَ َل َ‬ ‫َوا ْذ ُك ُروا نِ ْع َمةَ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬
‫َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب‬ ‫أي الحكمة التي في الكتاب‪ .‬ق‪ :‬أَلَ ْم ت ََر ِإلَى الَّذِينَ أُوتُوا ن ِ‬
‫َي ْشت َُرونَ الض ََّاللَةَ‪.‬‬
‫‪431‬‬
‫أصل‬
‫ع ْنهُ فَا ْنتَ ُهوا )‪ .‬ت‪ :‬وهو مطلق فدل‬ ‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬ ‫(و َما آَتَا ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ق‪َ :‬‬
‫على ان قول الرسول يصدقه الكتاب‪ .‬لما تقدم من اعتبار ذلك في الوحي‬
‫الذ ْك َر ِلتُبَ ِينَ‬‫(وأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ِ‬ ‫والكتاب والهدى والحق‪ .‬وهو ظاهر قوله تعالى َ‬
‫سو َل َوأُو ِلي‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫اس َما نُ ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم) ق‪ :‬يا أَ ُّي َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫ِللنَّ ِ‬
‫ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) ت‪ :‬وهو مطلق فدل على ان قول الرسول مصدق بالكتاب لما‬
‫طونَهُ‬ ‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْن ِب ُ‬ ‫تقدم‪ .‬ق‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق فعلم ان ما يقوله رسول هللا دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو‬
‫معنى العصمة‪.‬‬
‫أصل‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ‬ ‫ي إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل َما أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب‪ .‬فكل‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫(وأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلتُبَيِنَ‬ ‫ما ينزل من كتب هي جزء من الكتاب األصل‪ .‬ق‪َ :‬‬
‫اس َما نُ ِز َل ِإلَ ْي ِه ْم)‬‫ِللنَّ ِ‬
‫أصل‬
‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) ت‪:‬‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ق‪ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫وهو مطلق فدل على ان قول ولي االمر مصدق بالكتاب لما تقدم‪ .‬ق‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق‬ ‫سو ِل َوإِلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬ ‫إِلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫فعلم ان ما يقوله ولي االمر دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو معنى العصمة‪.‬وولي‬
‫االمر هو استمرار الخالفة واالمامة وتون بداللة النبي بالوصية‪.‬‬
‫أصل‬
‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) ت‪:‬‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ق‪ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫وهو مطلق فدل على ان قول ولي االمر مصدق بالكتاب لما تقدم‪ .‬ق‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق‬ ‫سو ِل َوإِلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬ ‫إِلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫فعلم ان ما يقوله ولي االمر دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو معنى العصمة وهي‬
‫ض َخ ِليفَةً‪ .‬ق‪َ :‬و َج َع ْلنَا ُه ْم‬‫بركة الخالفة واالمامة لهما ق‪ِ :‬إ ِني َجا ِع ٌل ِفي ْاأل َ ْر ِ‬
‫أَئِ َّمةً يَ ْهدُونَ بِأ َ ْم ِرنَا‪ .‬وهو امر مستمر الى يوم القيامة‪.‬‬
‫‪432‬‬
‫أصل‬
‫َاب‬‫لعموم اعتبار تصديق الكتاب لما هو حق وصدق ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا ِإ َليْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬ ‫ِب ْال َح ِ‬
‫ص ِدقًا‬‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫ي إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫وح َ‬ ‫َما أ ُ ِ‬
‫ب ه َُو ْال َح ُّق‬ ‫ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َما‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب ق‪َ :‬وا ْذ ُك ُروا نِ ْع َمةَ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫ُم َ‬
‫ب َوال ِحك َم ِة يَ ِعظك ْم بِ ِه‪ .‬ت‪ :‬أي الحكمة التي في الكتاب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫عل ْيك ْم ِمنَ ال ِكتَا ِ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْنزَ َل َ‬
‫ب يَ ْشت َُرونَ الض ََّاللَةَ‪ .‬ولعدم العلم‬ ‫َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫ق‪ :‬أَلَ ْم ت ََر ِإلَى الَّذِينَ أُوتُوا ن ِ‬
‫بموافقة غير الرسول والوصي للكتاب‪ .‬ق‪ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ‬
‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) ت‪ :‬وهو مطلق فدل على ان قول ولي‬ ‫َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬
‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر‬ ‫الر ُ‬ ‫االمر مصدق بالكتاب لما تقدم‪ .‬ق‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق فعلم ان ما يقوله ولي االمر‬ ‫ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو معنى العصمة‪ .‬ولم يطلق التقليد لغير النبي وولي‬
‫االمر الوصي‪.‬‬
‫أصل‬
‫سو ِل قَالُوا َح ْسبُنَا َما َو َج ْدنَا‬ ‫ق‪َ :‬و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم تَعَالَ ْوا ِإلَى َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ َو ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫ش ْيئًا َو َال َي ْهتَدُونَ [المائدة‪ .]104/‬ت‪:‬‬ ‫علَ ْي ِه آَ َبا َءنَا أَ َولَ ْو َكانَ آَ َبا ُؤ ُه ْم َال َي ْعلَ ُمونَ َ‬
‫َ‬
‫والدعوة الى الرسول النه بخالف صفة ابائهم من عدم العلم وعدم االهتداء‪.‬‬
‫أصل‬
‫سو ِل قَالُوا َح ْسبُنَا َما َو َج ْدنَا‬‫الر ُ‬‫َّللاُ َو ِإلَى َّ‬‫ق‪َ :‬و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم تَ َعالَ ْوا ِإلَى َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا أَ َولَ ْو َكانَ آَبَا ُؤ ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ َ‬
‫ش ْيئًا َو َال يَ ْهتَدُونَ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫أصل‬
‫َّللاَ َال َيأ ْ ُم ُر‬
‫َّللاُ أَ َم َرنَا ِب َها قُ ْل ِإ َّن َّ‬ ‫شةً قَالُوا َو َج ْدنَا َ‬
‫علَ ْي َها آَ َبا َءنَا َو َّ‬ ‫ق‪َ :‬و ِإذَا فَ َعلُوا فَ ِ‬
‫اح َ‬
‫َّللا َما َال تَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬
‫علَى َّ ِ‬ ‫بِ ْالفَحْ ش ِ‬
‫َاء أَتَقُولُونَ َ‬
‫أصل‬
‫َاب‬‫لعموم اعتبار تصديق الكتاب لما هو حق وصدق ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا ِإ َليْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬‫بِ ْال َح ِ‬
‫ص ِدقًا‬‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫ي ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫َما أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ب ُه َو ْال َح ُّق‬
‫ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬

‫‪433‬‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َما‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب ق‪َ :‬وا ْذ ُك ُروا نِ ْع َمةَ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫ُم َ‬
‫ُ‬
‫ب َوال ِح ْك َم ِة يَ ِعظ ُك ْم ِب ِه‪ .‬ت‪ :‬أي الحكمة التي في الكتاب‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِمنَ ال ِكتَا ِ‬ ‫أَ ْنزَ َل َ‬
‫ب َي ْشت َُرونَ الض ََّاللَةَ‪ .‬ولعدم العلم‬ ‫ق‪ :‬أَلَ ْم ت ََر ِإلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَ ِ‬
‫صيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫بموافقة غير الرسول والوصي للكتاب‪ .‬ق‪ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ‬
‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) ت‪ :‬وهو مطلق فدل على ان قول ولي‬ ‫الر ُ‬‫َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر‬ ‫االمر مصدق بالكتاب لما تقدم‪ .‬ق‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق فعلم ان ما يقوله ولي االمر‬ ‫ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو معنى العصمة‪ .‬ولم يطلق التقليد لغير النبي وولي‬
‫االمر الوصي‪.‬‬
‫أصل‬
‫سنُ دِينًا ِم َّم ْن أَ ْس َل َم َوجْ َههُ ِ ََّّللِ َوه َُو‬
‫ِيم َحنِي ًفا‪ .‬ق‪َ :‬و َم ْن أَحْ َ‬ ‫ق‪ :‬فَات َّ ِبعُوا ِم َّلةَ ِإب َْراه َ‬
‫ِيم َحنِيفًا‪ .‬ق‪ :‬ث ُ َّم أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ أَ ِن اتَّبِ ْع ِملَّةَ إِب َْراه َ‬
‫ِيم َحنِيفًا‬ ‫ِن َواتَّبَ َع ِملَّةَ إِب َْراه َ‬‫ُمحْ س ٌ‬
‫َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ‪.‬‬
‫أصل‬
‫سنُ دِينًا ِم َّم ْن أَ ْسلَ َم َوجْ َههُ ِ ََّّللِ َوه َُو‬ ‫ِيم َحنِيفًا‪ .‬ق‪َ :‬و َم ْن أَحْ َ‬ ‫ق‪ :‬فَاتَّبِعُوا ِملَّةَ إِب َْراه َ‬
‫ج ِملَّةَ‬‫ِين ِم ْن َح َر ٍ‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي الد ِ‬ ‫ِيم َحنِيفًا‪ .‬ق‪َ :‬و َما َجعَ َل َ‬ ‫ِن َواتَّبَ َع ِملَّةَ إِب َْراه َ‬ ‫ُمحْ س ٌ‬
‫س َّما ُك ُم ْال ُم ْس ِل ِمينَ ‪ .‬ق‪ :‬ث ُ َّم أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ أَ ِن ات َّ ِب ْع ِملَّةَ ِإب َْراه َ‬
‫ِيم َحنِيفًا‬ ‫يم ه َُو َ‬‫أَ ِبي ُك ْم ِإب َْرا ِه َ‬
‫ص َرانِيًّا َولَ ِك ْن َكانَ‬ ‫َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ‪ .‬ق‪َ :‬ما َكانَ إِب َْراهِي ُم يَ ُهو ِديًّا َو َال نَ ْ‬
‫َحنِيفًا ُم ْس ِل ًما َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ‪.‬‬
‫أصل‬
‫ق‪ :‬أُولَئِكَ الَّذِينَ َهدَى َّ‬
‫َّللاُ فَبِ ُهدَا ُه ُم ا ْقتَ ِد ِه ق‪ :‬إِنِي َجا ِعلُكَ ِللنَّ ِ‬
‫اس إِ َما ًما ‪ .‬ق‪ :‬ث ُ َّم‬
‫أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ أَ ِن ات َّ ِب ْع ِملَّةَ ِإب َْراه َ‬
‫ِيم‪.‬‬
‫أصل‬
‫اس إِ َما ًما‪ .‬ق‪ :‬ث ُ َّم‬ ‫َّللاُ فَبِ ُهدَا ُه ُم ا ْقتَ ِدهِ‪ .‬ق‪ :‬إِنِي َجا ِعلُكَ ِللنَّ ِ‬‫ق‪ :‬أُولَئِكَ الَّذِينَ َهدَى َّ‬
‫علَى أَ ْن ت ُ َع ِل َم ِن ِم َّما ُ‬
‫ع ِل ْمتَ ُر ْشدًا‬ ‫ِيم‪ .‬ق‪ :‬ه َْل أَت َّ ِبعُكَ َ‬
‫أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ أَ ِن ات َّ ِب ْع ِملَّةَ ِإب َْراه َ‬
‫ِث لَكَ ِم ْنهُ ِذ ْك ًرا‪.‬‬ ‫ش ْيءٍ َحتَّى أُحْ د َ‬ ‫ق‪ :‬قَا َل فَإِ ِن ات َّ َب ْعتَ ِني فَ َال تَ ْسأ َ ْل ِني َ‬
‫ع ْن َ‬

‫‪434‬‬
‫أصول سنية‬
‫قد يقال ان الوجوب العيني لالجتهاد يتعارض مع ما دل على الوجوب العيني‬
‫للتقليد‪ .‬وفيه ان االيات والروايات الدالة على التقليد هي في غالبها ان لم يكن‬
‫جميعها دالة على امرين العلم والحكم للعلماء أي الرد إليهم في العلم وفي‬
‫الحكم‪ .‬وكالهما مطلق من وجه ومقيد من وجه‪ ،‬فالحكم مطلق من حيث العمل‬
‫اال انه مقيد بكونه حكم الفقيه الولي نائب االمام وليس كل فقيه‪ .‬واما العلم‬
‫فمطلق من حيث العالم الفقيه فهو لكل فقيه اال انه مقيد من جهة عدم علم‬
‫المكلف‪ ،‬فال يجب التقليد اال لمن ال يستطيع العلم بنفسه‪ .‬ومن هنا يتبين انه ال‬
‫تعارض بين ما دل على الوجوب العيني لالجتهاد وما دل على الوجوب العيني‬
‫للتقليد‪ ،‬فاالول في حق المستطيع له فيجب عليه عينيا االجتهاد والثاني في حق‬
‫غير المستطيع لالجتهاد فيجب عليه عينيا التقليد‪ .‬ومن تلك الروايات‪:‬‬
‫أصل‬
‫ميزان الحكمة ‪ -‬الريشهري ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪( )97‬العلماء امناء هللا على خلقه)‬
‫تعليق‪ :‬المتيقن انهم كذلك في العلم والحكم‪.‬‬
‫أصل‬
‫ميزان الحكمة ‪ -‬الريشهري ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪( )97‬العلماء امناء الرسل ما لم‬
‫يخالطوا السلطان) تعليق‪ :‬المتيقن انهم كذلك في العلم والحكم‪.‬‬
‫أصل‬
‫الكافي الكليني ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪( )49‬المؤمنين الفقهاء حصون االسالم) تعليق‪:‬‬
‫المتيقن انهم كذلك في العلم والحكم‪.‬‬
‫أصل‬
‫بحار األنوار (ج ‪ / 2‬ص ‪( )144‬للهم ارحم خلفائي ‪ -‬ثالثا ‪ -‬قيل‪ :‬يا رسول‬
‫هللا ومن خلفاؤك؟ قال‪ :‬الذين يتبعون حديثي وسنتي ثم يعلمونها امتي‪ ).‬تعليق‪:‬‬
‫المتيقن انهم كذلك في العلم والحكم‪.‬‬
‫أصل‬
‫بحار األنوار (ج ‪ / 2‬ص ‪( )221‬ينظران إلى من كان منكم ممن قد روى‬
‫حديثنا ونظر في حاللنا وحرامنا‪ ،‬وعرف أحكامنا فليرض به حكما فإني قد‬

‫‪435‬‬
‫جعلته عليكم حاكما‪ ،‬فإذا حكم بحكم ولم يقبله منه فإنما بحكم هللا استخف وعلينا‬
‫رد‪.‬‬
‫أصل‬
‫بحار األنوار (ج ‪ / 2‬ص ‪ :)90‬وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة‬
‫حديثنا‬
‫أصل‬
‫فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة هللا‪ ).‬تعليق يفسره حديث (ونظر في حاللنا‬
‫وحرامنا‪.)،‬‬
‫أصل‬
‫بحار األنوار (ج ‪ / 2‬ص ‪( )36‬الفقهاء امناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا)‬
‫تعليق المتيقن انهم كذلك في العلم والحكم‪.‬‬
‫أصل‬
‫وسائل الشيعة ‪( -‬ج ‪ /27‬ص‪( )139‬اجعلوا بينكم رجال‪ ،‬قد عرف حاللنا‬
‫وحرامنا‪ ،‬فاني قد جعلته عليكم قاضيا)‬
‫أصل‬
‫غرر الحكم ودرر الكلم ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪( )6‬العلماء حكام على الناس‪).‬‬
‫أصل‬
‫ميزان الحكمة ‪ -‬الريشهري ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪( )96‬العلماء قادة)‬
‫أصل‬
‫ميزان الحكمة ‪ -‬الريشهري ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪( )96‬الملوك حكام على الناس‪،‬‬
‫والعلماء حكام على الملوك) تعليق أي ان الحكم للعلماء وقوله في الملوك‬
‫يحكمه غيره فهو من أصل) الكالم عما يعرف بين الناس‪.‬‬
‫أصل‬
‫بحار األنوار ‪ -‬العالمة المجلسي ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪( )168‬ال خير في العيش إال‬
‫لرجلين‪ :‬عالم مطاع أو مستمع واع‪).‬‬

‫‪436‬‬
‫أصل‬
‫بحار األنوار ‪ -‬العالمة المجلسي ‪( -‬ج ‪ / 1‬ص ‪( )168‬ال خير في العيش إال‬
‫لمستمع واع أو عالم ناطق‪ ).‬تعليق أي مطاع‪.‬‬
‫أصل‬
‫بحار األنوار (ج ‪ / 1‬ص ‪( )164‬أن العلماء ورثة االنبياء) تعليق‪ :‬المتيقن‬
‫انهم كذلك في العلم والحكم‪ .‬أقول وهذا هو المحكم وعليه يحمل ما يأتي‪.‬‬
‫أصل‬
‫بحار األنوار (ج ‪ / 72‬ص ‪( )347‬والية والة العدل الذين أمر هللا بواليتهم‪،‬‬
‫وتوليتهم على الناس‪ ،‬ووالية والته‪ ،‬ووالة والته‪ ،‬إلى أدناهم أصل) ا من أبواب‬
‫الوالية على من هو وال عليه) تعليق فهي الجائزة‪ ).‬تعليق‪ :‬فتشمل الفقهاء لما‬
‫تقدم والمتيقن انهم كذلك في العلم والحكم‪.‬‬
‫أصل‬
‫بحار األنوار (ج ‪ / 2‬ص ‪( )22‬علماء امتي كأنبياء بنى إسرائيل‪ ).‬تعليق‪:‬‬
‫المتيقن انهم كذلك في العلم والحكم‪ .‬أقول وهذا ونحوه متشابه والمحكم ما تقدم‬
‫فيحمل عليه وهو المضمون المتيقن‪.‬‬
‫أصل‬
‫ميزان الحكمة ‪ -‬الريشهري ‪( -‬ج ‪ / 7‬ص ‪( )62‬فضل العالم على سائر الناس‬
‫كفضلي على أدناهم) تعليق هذا في االمام األصلوفي غيبته يحمل على الفرع‬
‫والمتيقن انهم كذلك في العلم والحكم‪ .‬أقول وهذا ونحوه متشابه والمحكم ما‬
‫تقدم فيحمل عليه وهو المضمون المتيقن‪.‬‬
‫أصل‬
‫جامع االخبار ‪( 45‬علماء امتي كسائر األنبياء قبلي) تعليق‪ :‬المتيقن انهم كذلك‬
‫في العلم والحكم‪ .‬أقول وهذا ونحوه متشابه والمحكم ما تقدم فيحمل عليه وهو‬
‫المضمون المتيقن‪.‬‬
‫أصل‬

‫‪437‬‬
‫الفقه الرضوي ‪( 338‬إن منزلة الفقيه في هذا الوقت كمنزلة األنبياء في بني‬
‫إسرائيل) تعليق‪ :‬المتيقن انهم كذلك في العلم والحكم‪ .‬وهذا ونحوه متشابه‬
‫والمحكم ما تقدم فيحمل عليه وهو المضمون المتيقن‪.‬‬
‫فروع‬

‫فرع‬
‫ما صدقه الكتاب هو حق يجب تقليده‪.‬‬
‫فرع‬
‫يجب تقليد من يقول بعلم وال يجوز تقليد من يقول بالظن دون استناد على‬
‫علم‪.‬‬
‫فرع‬
‫ال يجوز ترك تقليد من يقول بالحق والذي له براهين واضحة على انه يقول‬
‫الحق الجل تقليد سابق مشهور لقول يخالفه‪ .‬وال يجوز وصفه بسوء الغرض‬
‫وسوء النية‪.‬‬
‫فرع‬
‫الدعوة الى تقليد من يدعو الى ما انزل هللا هو من دعوة هللا‪ ،‬والدعوة الى تقليد‬
‫من يدعو الى تقليد ما يخالفه من دعوة الشيطان‪.‬‬
‫فرع‬
‫ال يجوز تقليد المضل في ضالله ويجب تقليد المحق في الحق الذي يقوله‪.‬‬
‫فرع‬
‫يجب على من المهتدي ان يعادي الضالل وتقليده وان اشتهر ويجب على‬
‫الناس تقليد المهتدي وترك التقليد الضال وان كان مشهورا وموروثا‪.‬‬
‫فرع‬
‫يجب ان يكون التقليد مستندا على علم وحجة وبرهان‪ ،‬وال يجوز التقليد بغير‬
‫ذلك وان ادعي انه هدى‪.‬‬

‫‪438‬‬
‫فرع‬
‫ال يجوز تقليد المشهور الموروث ان كان خالف الهدى‪ ،‬ويجب تركه وتقليد‬
‫الهدى وان كان غير مشهور وال موروث‪.‬‬

‫فرع‬
‫ال يجوز المسارعة في تقليد الموروث المشهور وال االطمئنان اليه ان كان‬
‫خالف الهدى ويجب تقليد الهدى المخالف للضالل الموروث المشهور‪.‬‬
‫فرع‬
‫تقليد الظن بال علم كذب وتخرص‪.‬‬
‫فرع‬
‫ما يصدقه الكتاب فهو بإذن هللا تعالى وبرضاه فيجب تقليده‪.‬‬
‫فرع‬
‫ما يصدقه الكتاب هدى ونور فيجب تقليده‪.‬‬
‫فرع‬
‫ما علم انه هدى وحق بتصديق الكتاب له وجب تقليد وال يجوز تركه‪.‬‬
‫فرع‬
‫يعتبر فيما ينسب الى الوحي ان يصدقه الكتاب‪ ،‬ويعتبر فيما يستفاد ويستنبط‬
‫من الوحي ان يصدقه الكتاب فان كان كذلك وجب تقليده‪.‬‬

‫فرع‬
‫ما يصدقه الكتاب يهدي الى الحق والى صراط مستقيم فيجب تقليده‪.‬‬
‫فرع‬
‫يعتبر فيما ينسب الى الكتاب ان يكون مصدقا بما قبله من الكتاب‪.‬‬

‫‪439‬‬
‫فرع‬
‫ما يقوله رسول هللا يصدقه الكتاب دوما ويعتبر فيما ينسب الى الرسول ان‬
‫يصدقه الكتاب‪ ،‬فاذا صدقه الكتاب وجب تقليده‪.‬‬
‫فرع‬
‫يعتبر في تقليد ما يصدقه الكتاب قصد الكتاب به‪ .‬فال قصد للقول وال لصاحب‬
‫القول وال نوعه بل القصد الى الكتاب الذي ينتهي اليه‪.‬‬
‫فرع‬
‫يعتبر في العلم بان القول ينتهي الى الكتاب وانه الحق والهدى العلم بانه‬
‫مصدق بالكتاب وهو المعتبر في وجوب تقليده‪.‬‬
‫فرع‬
‫يعتبر في يما ينسب الى الوحي من الكتاب والسنة ان يصدقه الكتاب‪ ،‬فاذا‬
‫نسب اليهما وصدقه الكتاب علم انه منهما ووجب تقليده‪.‬‬

‫فرع‬
‫ما يقوله ولي االمر يصدقه الكتاب دوما‪ ،‬ويعتبر فيما ينسب الى ولي االمر‬
‫ان يصدقه الكتاب‪ ،‬فاذا كان كذلك وجب تقليده‪.‬‬

‫فرع‬
‫التقليد للرسول ولولي االمر مطلق كالتقليد للكتاب الن قولهم وفعلهم مصدق‬
‫بالكتاب دوما وهذا هو معنى العصمة‪ ،‬أي ال يصدر منه قول او قعل اال‬
‫والكتاب يصدقه‪.‬‬

‫فرع‬

‫‪440‬‬
‫التقليد لمن ينسب شيئا الى الكتاب او الى الرسول او الى اولي االمر مشروط‬
‫بتصديق الكتاب له وكذا كل قول ينسب الى الحق والهدى فانه يعتبر في تقليده‬
‫ان يصدقه الكتاب‪.‬‬

‫فرع‬
‫يجب تقليد العالم المهتدي‬
‫فرع‬
‫ال يجوز تقليد غير العالم وغير المهتدي‪.‬‬
‫فرع‬
‫تقليد من يقول بغير علم ليس بحجة وال يصحح العمل‪.‬‬
‫فرع‬
‫يجب تقليد غير المعصوم أي غير الرسول وغير ولي االمر ان كان عالما‬
‫مهتديا يقول الحق والهدى ويصدقه الكتاب‪ .‬ويجب ان يكون برهان بتصديق‬
‫الكتاب له في وجوب تقليده‪ ،‬وكل من لم يصدقه الكتاب فليس بعالم وال مهتد‬
‫وال يقول الحق وال الهدى وال يجوز تقليده‪.‬‬
‫فرع‬
‫يجب على المؤمن ان يقلد ما علم انه من ملة إبراهيم‪.‬‬

‫فرع‬
‫يعتبر في تقليد ما ينسب الى الملة ويصدقه الكتاب ان يكون حنيفا مسلما ال‬
‫شرك فيه وال حرج‪.‬‬
‫فرع‬
‫يجب تقليد هدى من اجتباهم هللا وهداهم الى الصراط المستقيم‪.‬‬

‫فرع‬

‫‪441‬‬
‫يجب على العالم تقليد غيره من العلماء ان كان فعله او قوله الحق والهدى‪.‬‬

‫فرع‬
‫التقليد في جميع المعارف فال يختص بمعرفة دون أخرى‪.‬‬

‫فرع‬
‫من وجب عليه العلم بمعرفة ومن لم يتمكن من االجتهاد وجب عليه التقليد فيها‬
‫شواء في أصول المعارف او فروغها في ادلتها او احكامها في العقائد او‬
‫الشرائع‪ ،‬في العرفيات او الوضعيات‪.‬‬

‫فرع) ما صدقه الكتاب هو حق يجب تقليده‪.‬‬


‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬أي معهم من الكتاب‪.‬‬ ‫ق‪َ :‬ويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪:‬‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫ق‪ :‬ن ََّز َل َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب ق‪َ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬ ‫َوأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم‪ .‬أي من الكتاب‪ .‬ت‪ :‬أي واتباعه‬ ‫أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫َاب آَ ِمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬
‫وتقليده‪ .‬ت‪ :‬وهذا من المصداق لعام ان ما يصدقه الكتاب فهو حق فيعمم‪.‬‬
‫ووجوب تقليده هو لعموم وجوب تقليد الحق والهدى‪ .‬وهذا يجري فيما يأتي‪.‬‬
‫فرع) يجب تقليد من يقول بعلم وال يجوز تقليد من يقول بالظن دون استناد‬
‫على علم‪.‬‬
‫ب الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َحتَّى ذَاقُوا َبأ ْ َ‬
‫سنَا قُ ْل ه َْل ِع ْندَ ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ‬ ‫ق‪َ :‬كذَلِكَ َكذَّ َ‬
‫صونَ ‪ .‬ت‪ :‬االتباع تقليد‪.‬‬ ‫لَنَا إِ ْن تَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫الظ َّن َوإِ ْن أَ ْنت ُ ْم إِ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫فرع) ال يجوز ترك تقليد من يقول بالحق والذي له براهين واضحة على انه‬
‫يقول الحق الجل تقليد سابق مشهور لقول يخالفه‪ .‬وال يجوز وصفه بسوء‬
‫الغرض وسوء النية‪.‬‬
‫ض‬‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا َوتَ ُكونَ لَ ُك َما ْال ِكب ِْريَا ُء فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫ق‪ :‬قَالُوا أَ ِجئْتَنَا ِلت َْل ِفتَنَا َ‬
‫ع َّما َو َج ْدنَا َ‬
‫َو َما نَحْ نُ لَ ُك َما ِب ُمؤْ ِمنِينَ ‪ .‬ت فلم يتبعوه أي لم يقلدوه‪ ،‬والكالم تبكيت لهم على‬
‫تركهم اتباعه أي تركهم تقليده‪.‬‬

‫‪442‬‬
‫فرع) الدعوة الى تقليد من يدعو الى ما انزل هللا هو من دعوة هللا‪ ،‬والدعوة‬
‫الى تقليد من يدعو الى تقليد ما يخالفه من ضالل هو من دعوة الشيطان وان‬
‫كان مشهورا وموروثا‪.‬‬
‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا أَ َولَ ْو َكانَ‬ ‫ق‪َ :‬وإِذَا قِي َل لَ ُه ُم اتَّبِعُوا َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ قَالُوا بَ ْل نَتَّبِ ُع َما َو َج ْدنَا َ‬
‫ير‪ .‬ت‪ :‬واالتباع التقليد‪.‬‬ ‫س ِع ِ‬ ‫عذَا ِ‬
‫ب ال َّ‬ ‫عو ُه ْم ِإلَى َ‬ ‫طانُ يَ ْد ُ‬‫ش ْي َ‬
‫ال َّ‬

‫فرع) ال يجوز تقليد المضل في ضالله ويجب تقليد المحق في الحق الذي‬
‫يقوله‪.‬‬
‫عا ِكفُونَ (*) قَالُوا َو َج ْدنَا‬ ‫ق‪ :‬إِ ْذ قَا َل ِألَبِي ِه َوقَ ْو ِم ِه َما َه ِذ ِه الت َّ َماثِي ُل الَّتِي أَ ْنت ُ ْم لَ َها َ‬
‫ين (*) قَالُوا أَ ِجئْتَنَا‬ ‫عابِدِينَ (*) قَا َل لَقَ ْد ُك ْنت ُ ْم أَ ْنت ُ ْم َوآَبَا ُؤ ُك ْم فِي َ‬
‫ض َال ٍل ُمبِ ٍ‬ ‫آَبَا َءنَا لَ َها َ‬
‫الال ِع ِبينَ ‪ .‬ت‪ :‬أي فنحن لهم متبعون أي مقلدون‪.‬‬ ‫ق أَ ْم أَ ْنتَ ِمنَ َّ‬ ‫ِب ْال َح ِ‬
‫فرع) يجب على من المهتدي ان يعادي الضالل وتقليده وان اشتهر ويجب‬
‫على الناس تقليد المهتدي وترك التقليد الضال وان كان مشهورا وموروثا‪.‬‬
‫ق‪ :‬قَالُوا َب ْل َو َج ْدنَا آَ َبا َءنَا َك َذلِكَ َي ْف َعلُونَ (*) قَا َل أَفَ َرأَ ْيت ُ ْم َما ُك ْنت ُ ْم تَ ْعبُدُونَ (*) أَ ْنت ُ ْم‬
‫عد ٌُّو ِلي إِ َّال َربَّ ْالعَالَ ِمينَ ‪ *.‬الَّذِي َخلَقَنِي فَ ُه َو‬ ‫َوآَبَا ُؤ ُك ُم ْاأل َ ْقدَ ُمونَ (*) فَإِنَّ ُه ْم َ‬
‫ِين‪.‬‬
‫يَ ْهد ِ‬
‫فرع) يجب ان يكون التقليد مستندا على علم وحجة وبرهان‪ ،‬وال يجوز التقليد‬
‫بغير ذلك وان ادعي انه هدى‪.‬‬
‫ق‪ :‬أَ ْم آَتَ ْينَا ُه ْم ِكتَابًا ِم ْن قَ ْب ِل ِه فَ ُه ْم بِ ِه ُم ْست َْم ِس ُكونَ (*) بَ ْل قَالُوا ِإنَّا َو َج ْدنَا آَبَا َءنَا‬
‫ار ِه ْم ُم ْهتَدُونَ ‪.‬‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍة َو ِإنَّا َ‬
‫علَى آَثَ ِ‬ ‫َ‬

‫فرع) ال يجوز تقليد المشهور الموروث ان كان خالف الهدى‪ ،‬ويجب تركه‬
‫وتقليد الهدى وان كان غير مشهور وال موروث‬
‫ِير إِ َّال قَا َل ُمتْ َرفُوهَا إِنَّا َو َج ْدنَا‬ ‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْبلِكَ فِي قَ ْريَ ٍة ِم ْن نَذ ٍ‬
‫ق‪َ :‬و َكذَلِكَ َما أَ ْر َ‬
‫ار ِه ْم ُم ْقتَدُونَ (*) قَا َل أَ َولَ ْو ِجئْت ُ ُك ْم ِبأ َ ْهدَى ِم َّما َو َج ْدت ُ ْم‬ ‫علَى أ ُ َّم ٍة َو ِإنَّا َ‬
‫علَى آَثَ ِ‬ ‫آَبَا َءنَا َ‬
‫علَ ْي ِه آَ َبا َء ُك ْم قَالُوا ِإنَّا ِب َما أ ُ ْر ِس ْلت ُ ْم ِب ِه كَا ِف ُرونَ ‪ .‬ت‪ :‬اهدى أي هدى بخالف ما‬ ‫َ‬
‫عندكم من عدم الهدى‪.‬‬

‫‪443‬‬
‫فرع) ال يجوز المسارعة في تقليد الموروث المشهور وال االطمئنان اليه ان‬
‫كان خالف الهدى ويجب تقليد الهدى المخالف للضالل الموروث المشهور‪.‬‬
‫ض َّل قَ ْبلَ ُه ْم‬ ‫علَى آَثَ ِ‬
‫ار ِه ْم يُ ْه َرعُونَ (*) َولَقَ ْد َ‬ ‫ضالِينَ (*) فَ ُه ْم َ‬ ‫ق‪ِ :‬إنَّ ُه ْم أَ ْلف َْوا آَ َبا َء ُه ْم َ‬
‫س ْلنَا فِي ِه ْم ُم ْنذ ِِرينَ ‪.‬‬
‫أَ ْكثَ ُر ْاأل َ َّولِينَ (*) َولَقَ ْد أَ ْر َ‬
‫فرع) تقليد الظن بال علم كذب وتخرص‪.‬‬
‫ب الَّذِينَ ِم ْن قَ ْب ِل ِه ْم َحتَّى ذَاقُوا َبأ ْ َ‬
‫سنَا قُ ْل ه َْل ِع ْن َد ُك ْم ِم ْن ِع ْل ٍم فَت ُ ْخ ِر ُجوهُ‬ ‫ق‪َ :‬كذَلِكَ َكذَّ َ‬
‫صونَ ‪.‬‬ ‫لَنَا إِ ْن تَتَّبِعُونَ إِ َّال َّ‬
‫الظ َّن َوإِ ْن أَ ْنت ُ ْم إِ َّال ت َْخ ُر ُ‬
‫فرع) ما يصدقه الكتاب فهو بإذن هللا تعالى وبرضاه فيجب تقليده‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪.‬‬ ‫علَى قَ ْل ِبكَ بِإِ ْذ ِن َّ ِ‬
‫َّللا ُم َ‬ ‫ق‪ :‬فَإِنَّهُ ن ََّزلَهُ َ‬
‫فرع) ما يصدقه الكتاب هدى ونور فيجب تقليده‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه ‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪.‬‬ ‫ق‪َ :‬وآَتَ ْينَاهُ ْ ِ‬
‫اإل ْن ِجي َل فِي ِه ُهدًى َونُ ٌ‬
‫ور َو ُم َ‬
‫فرع) ما علم انه هدى وحق بتصديق الكتاب له وجب تقليد وال يجوز تركه‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُه ْم‪ .‬ت‪ :‬أي معهم من الكتاب‪.‬‬ ‫ق‪َ :‬ويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َوه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪:‬‬ ‫ق ُم َ‬ ‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫علَيْكَ ْال ِكت َ‬ ‫ق‪ :‬ن ََّز َل َ‬
‫ب‪ ,‬ق‪ :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬ ‫َاب بِ ْال َح ِ‬‫َوأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا‬‫ص ِدقًا ِل َما َمعَ ُك ْم‪ .‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬‬ ‫أُوتُوا ْال ِكت َ‬
‫َاب آَ ِمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬
‫ق ُم ْستَ ِق ٍيم‪.‬‬‫ط ِري ٍ‬ ‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه َي ْهدِي ِإلَى ْال َح ِ‬
‫ق َو ِإلَى َ‬ ‫سى ُم َ‬ ‫أ ُ ْن ِز َل ِم ْن َب ْع ِد ُمو َ‬
‫ت‪ :‬أي فيجب اتباعه‪.‬‬
‫فرع) يعتبر فيما ينسب الى الوحي ان يصدقه الكتاب‪ ،‬ويعتبر فيما يستفاد‬
‫ويستنبط من الوحي ان يصدقه الكتاب فان كان كذلك وجب تقليده‪.‬‬
‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪.‬‬ ‫ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫فرع) ما يصدقه الكتاب يهدي الى الحق والى صراط مستقيم فيجب تقليده‪.‬‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه َي ْهدِي ِإلَى ْال َح ِ‬
‫ق َو ِإلَى‬ ‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا أ ُ ْن ِز َل ِم ْن َب ْع ِد ُمو َ‬
‫سى ُم َ‬ ‫ق‪َ :‬‬
‫ق ُم ْستَ ِق ٍيم‪.‬‬ ‫َ‬
‫ط ِري ٍ‬
‫فرع) يعتبر في ما ينسب الى الكتاب ان يكون مصدقا بما قبله من الكتاب‪.‬‬

‫‪444‬‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ‬ ‫ي ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل َما أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َي َد ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا‬ ‫ب ُه َو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب‪ .‬فكل‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬‫إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ما ينزل من كتب هي جزء من الكتاب األصل‪.‬‬
‫فرع) يعتبر في تقليد ما يصدقه الكتاب قصد الكتاب به‪ .‬فال قصد للقول وال‬
‫لصاحب القول وال نوعه بل القصد الى الكتاب الذي ينتهي اليه‪.‬‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬‫َاب ِب ْال َح ِ‬
‫ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ‬ ‫ي إِلَ ْيكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل َما أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب ق‪:‬‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ظ ُك ْم بِ ِه‪ .‬ت‪:‬‬ ‫ب َو ْال ِح ْك َم ِة يَ ِع ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َما أَ ْنزَ َل َ‬ ‫َوا ْذ ُك ُروا نِ ْع َمةَ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬
‫َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب‬ ‫أي الحكمة التي في الكتاب‪ .‬ق‪ :‬أَلَ ْم ت ََر إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا ن ِ‬
‫َي ْشت َُرونَ الض ََّاللَةَ‪.‬‬

‫فرع) يعتبر في العلم بان القول ينتهي الى الكتاب وانه الحق والهدى العلم بانه‬
‫مصدق بالكتاب وهو المعتبر في وجوب تقليده‪.‬‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ‬ ‫ي ِإلَ ْيكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل َما أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما َبيْنَ َيدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب ق‪:‬‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ظ ُك ْم ِب ِه‪ .‬ت‪:‬‬ ‫ب َو ْال ِح ْك َم ِة يَ ِع ُ‬
‫علَ ْي ُك ْم ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َما أَ ْنزَ َل َ‬ ‫َوا ْذ ُك ُروا نِ ْع َمةَ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬
‫َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ب‬ ‫أي الحكمة التي في الكتاب‪ .‬ق‪ :‬أَلَ ْم ت ََر ِإلَى الَّذِينَ أُوتُوا ن ِ‬
‫يَ ْشت َُرونَ الض ََّاللَةَ‪.‬‬
‫فرع) ما يقوله رسول هللا يصدقه الكتاب دوما و يعتبر في ما ينسب الى الرسول‬
‫ان يصدقه الكتاب‪ ،‬فاذا صدقه الكتاب وجب تقليده‪.‬‬
‫ع ْنهُ فَا ْنتَ ُهوا )‪ .‬ت‪ :‬وهو مطلق فدل‬ ‫سو ُل فَ ُخذُوهُ َو َما نَ َها ُك ْم َ‬ ‫(و َما آَتَا ُك ُم َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ق‪َ :‬‬
‫على ان قول الرسول يصدقه الكتاب‪ .‬لما تقدم من اعتبار ذلك في الوحي‬
‫(وأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلت ُ َب ِينَ‬ ‫والكتاب والهدى والحق‪ .‬وهو ظاهر قوله تعالى َ‬
‫سو َل َوأُو ِلي‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫اس َما نُ ِز َل إِلَ ْي ِه ْم) ق‪ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫ِللنَّ ِ‬

‫‪445‬‬
‫ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) ت‪ :‬وهو مطلق فدل على ان قول الرسول مصدق بالكتاب لما‬
‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْن ِب ُ‬
‫طونَهُ‬ ‫تقدم‪ .‬ق‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق فعلم ان ما يقوله رسول هللا دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو‬
‫معنى العصمة‪.‬‬
‫فرع) يعتبر في يما ينسب الى الوحي من الكتاب والسنة ان يصدقه الكتاب‪،‬‬
‫فاذا نسب اليهما وصدقه الكتاب علم انه منهما ووجب تقليده‪.‬‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬‫َاب بِ ْال َح ِ‬
‫ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ‬ ‫ي ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل َما أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب‪ .‬فكل‬ ‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫(وأَ ْنزَ ْلنَا ِإلَيْكَ ِ‬
‫الذ ْك َر ِلت ُ َب ِينَ‬ ‫ما ينزل من كتب هي جزء من الكتاب األصل‪ .‬ق‪َ :‬‬
‫اس َما نُ ِز َل إِلَ ْي ِه ْم)‬‫ِللنَّ ِ‬
‫فرع) ما يقوله ولي االمر يصدقه الكتاب دوما‪ ،‬ويعتبر في ما ينسب الى ولي‬
‫االمر ان يصدقه الكتاب‪ ،‬فاذا كان كذلك وجب تقليده‪.‬‬
‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) ت‪:‬‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ق‪ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫وهو مطلق فدل على ان قول ولي االمر مصدق بالكتاب لما تقدم‪ .‬ق‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق‬ ‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّذِينَ َي ْستَ ْن ِب ُ‬ ‫ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫فعلم ان ما يقوله ولي االمر دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو معنى العصمة‪.‬وولي‬
‫االمر هو استمرار الخالفة واالمامة وتون بداللة النبي بالوصية‪.‬‬
‫فرع) التقليد للرسول ولولي االمر مطلق كالتقليد للكتاب الن قولهم وفعلهم‬
‫مصدق بالكتاب دوما وهذا هو معنى العصمة‪ ،‬أي ال يصدر منه قول او قعل‬
‫اال والكتاب يصدقه‪.‬‬
‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) ت‪:‬‬ ‫َّللاَ َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ق‪ :‬يا أَيُّ َها ا َّلذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫وهو مطلق فدل على ان قول ولي االمر مصدق بالكتاب لما تقدم‪ .‬ق‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق‬ ‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْن ِب ُ‬
‫ِإلَى ال َّر ُ‬
‫فعلم ان ما يقوله ولي االمر دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو معنى العصمة وهي‬
‫ض َخ ِليفَةً‪ .‬ق‪َ :‬و َجعَ ْلنَا ُه ْم‬ ‫بركة الخالفة واالمامة لهما ق‪ :‬إِنِي َجا ِع ٌل فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫أَئِ َّمةً يَ ْهدُونَ ِبأ َ ْم ِرنَا‪ .‬وهو امر مستمر الى يوم القيامة‪.‬‬

‫‪446‬‬
‫فرع) التقليد لمن ينسب شيئا الى الكتاب او الى الرسول او الى اولي االمر‬
‫مشروط بتصديق الكتاب له وكذا كل قول ينسب الى الحق والهدى فانه يعتبر‬
‫في تقليده ان يصدقه الكتاب‪.‬‬
‫َاب‬‫لعموم اعتبار تصديق الكتاب لما هو حق وصدق ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا إِلَيْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫ق ُم َ‬ ‫ِب ْال َح ِ‬
‫ص ِدقًا‬‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫ي إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫وح َ‬ ‫َما أ ُ ِ‬
‫ب ه َُو ْال َح ُّق‬ ‫ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َما‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب ق‪َ :‬وا ْذ ُك ُروا نِ ْع َمةَ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫ُم َ‬
‫ظ ُك ْم بِ ِه‪ .‬ت‪ :‬أي الحكمة التي في الكتاب‪.‬‬ ‫ب َو ْال ِح ْك َم ِة يَ ِع ُ‬‫علَ ْي ُك ْم ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫أَ ْنزَ َل َ‬
‫ب يَ ْشت َُرونَ الض ََّاللَةَ‪ .‬ولعدم العلم‬ ‫َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫ق‪ :‬أَلَ ْم ت ََر إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا ن ِ‬
‫بموافقة غير الرسول والوصي للكتاب‪ .‬ق‪ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ‬
‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) ت‪ :‬وهو مطلق فدل على ان قول ولي‬ ‫الر ُ‬‫َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫سو ِل َوإِلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر‬ ‫الر ُ‬ ‫االمر مصدق بالكتاب لما تقدم‪ .‬ق‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ إِلَى َّ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق فعلم ان ما يقوله ولي االمر‬ ‫ِم ْن ُه ْم لَ َع ِل َمهُ الَّذِينَ َي ْستَ ْن ِب ُ‬
‫دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو معنى العصمة‪ .‬ولم يطلق التقليد لغير النبي وولي‬
‫االمر الوصي‪.‬‬

‫فرع) يجب تقليد العالم المهتدي‬


‫سو ِل قَالُوا َح ْسبُنَا َما َو َج ْدنَا‬ ‫ق‪َ :‬و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم تَ َعالَ ْوا ِإلَى َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫َّللاُ َو ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬
‫ش ْيئًا َو َال َي ْهتَدُونَ [المائدة‪ .]104/‬ت‪:‬‬ ‫علَ ْي ِه آَ َبا َءنَا أَ َولَ ْو َكانَ آَ َبا ُؤ ُه ْم َال َي ْعلَ ُمونَ َ‬
‫َ‬
‫والدعوة الى الرسول النه بخالف صفة ابائهم من عدم العلم وعدم االهتداء‪.‬‬
‫فرع) ال يجوز تقليد غير العالم وغير المهتدي‪.‬‬
‫سو ِل قَالُوا َح ْسبُنَا َما َو َج ْدنَا‬‫الر ُ‬‫َّللاُ َو ِإلَى َّ‬‫ق‪َ :‬و ِإذَا قِي َل لَ ُه ْم تَ َعالَ ْوا ِإلَى َما أَ ْنزَ َل َّ‬
‫علَ ْي ِه آَبَا َءنَا أَ َولَ ْو َكانَ آَبَا ُؤ ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ َ‬
‫ش ْيئًا َو َال يَ ْهتَدُونَ ‪.‬‬ ‫َ‬

‫فرع) تقليد من يقول بغير علم ليس بحجة وال يصحح العمل‪.‬‬
‫َّللاَ َال يَأ ْ ُم ُر‬
‫َّللاُ أَ َم َرنَا بِ َها قُ ْل إِ َّن َّ‬ ‫شةً قَالُوا َو َج ْدنَا َ‬
‫علَ ْي َها آَبَا َءنَا َو َّ‬ ‫ق‪َ :‬وإِذَا فَعَلُوا فَ ِ‬
‫اح َ‬
‫َّللا َما َال تَ ْعلَ ُمونَ ‪.‬‬
‫علَى َّ ِ‬ ‫ِب ْالفَحْ ش ِ‬
‫َاء أَتَقُولُونَ َ‬

‫‪447‬‬
‫فرع) يجب تقليد غير المعصوم أي غير الرسول وغير ولي االمر ان كان‬
‫عالما مهتديا يقول الحق والهدى ويصدقه الكتاب‪ .‬ويجب العلم بتصديق الكتاب‬
‫له في وجوب تقليده‪ ،‬وكل من لم يصدقه الكتاب فليس بعالم وال مهتد وال يقول‬
‫الحق وال الهدى وال يجوز تقليده‪.‬‬
‫َاب‬‫لعموم اعتبار تصديق الكتاب لما هو حق وصدق ق‪َ :‬وأَ ْنزَ ْلنَا ِإ َليْكَ ْال ِكت َ‬
‫ب ‪ .‬ت‪ :‬اي انزلنا اليك من الكتاب‪ .‬ق‪ :‬اتْ ُل‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫ق ُم َ‬ ‫بِ ْال َح ِ‬
‫ص ِدقًا‬‫ب ه َُو ْال َح ُّق ُم َ‬ ‫ب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫ي إِلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫وح َ‬ ‫َما أ ُ ِ‬
‫ب ه َُو ْال َح ُّق‬ ‫ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬أي من الكتاب‪ .‬ق‪َ :‬والَّذِي أَ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬
‫علَ ْي ُك ْم َو َما‬ ‫ص ِدقًا ِل َما بَيْنَ يَدَ ْي ِه‪ .‬ت‪ :‬بين يديه من الكتاب ق‪َ :‬وا ْذ ُك ُروا نِ ْع َمةَ َّ ِ‬
‫َّللا َ‬ ‫ُم َ‬
‫ب َوال ِحك َم ِة يَ ِعظ ُك ْم بِ ِه‪ .‬ت‪ :‬أي الحكمة التي في الكتاب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫عل ْي ُك ْم ِمنَ ال ِكتَا ِ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْنزَ َل َ‬
‫ب َي ْشت َُرونَ الض ََّاللَةَ‪ .‬ولعدم العلم‬ ‫َصيبًا ِمنَ ْال ِكتَا ِ‬ ‫ق‪ :‬أَلَ ْم ت ََر ِإلَى الَّذِينَ أُوتُوا ن ِ‬
‫بموافقة غير الرسول والوصي للكتاب‪ .‬ق‪ :‬يا أَيُّ َها الَّذِينَ آَ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ‬
‫َّللاَ‬
‫سو َل َوأُو ِلي ْاأل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم) ت‪ :‬وهو مطلق فدل على ان قول ولي‬ ‫َوأَ ِطيعُوا َّ‬
‫الر ُ‬
‫سو ِل َو ِإلَى أُو ِلي ْاأل َ ْم ِر‬ ‫الر ُ‬ ‫االمر مصدق بالكتاب لما تقدم‪ .‬ق‪َ :‬ولَ ْو َردُّوهُ ِإلَى َّ‬
‫طونَهُ ِم ْن ُه ْم) والرد مطلق فعلم ان ما يقوله ولي االمر‬ ‫ِم ْن ُه ْم لَعَ ِل َمهُ الَّذِينَ يَ ْستَ ْنبِ ُ‬
‫دوما مصدق بالكتاب‪ .‬وهو معنى العصمة‪ .‬ولم يطلق التقليد لغير النبي وولي‬
‫االمر الوصي‪.‬‬

‫فرع) يجب على المؤمن ان يقلد ما علم انه من ملة إبراهيم‪.‬‬


‫سنُ دِينًا ِم َّم ْن أَ ْس َل َم َوجْ َههُ ِ ََّّللِ َوه َُو‬
‫ِيم َحنِي ًفا‪ .‬ق‪َ :‬و َم ْن أَحْ َ‬ ‫ق‪ :‬فَات َّ ِبعُوا ِم َّلةَ ِإب َْراه َ‬
‫ِيم َحنِيفًا‪ .‬ق‪ :‬ث ُ َّم أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ أَ ِن اتَّبِ ْع ِملَّةَ إِب َْراه َ‬
‫ِيم َحنِيفًا‬ ‫ِن َواتَّبَ َع ِملَّةَ إِب َْراه َ‬‫ُمحْ س ٌ‬
‫َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ‪.‬‬

‫فرع) يعتبر في تقليد ما ينسب الى الملة ويصدقه الكتاب ان يكون حنيفا مسلما‬
‫ال شرك فيه وال حرج‪.‬‬
‫سنُ دِي ًنا ِم َّم ْن أَ ْس َل َم َوجْ َههُ ِ ََّّللِ َوه َُو‬
‫ِيم َح ِني ًفا‪ .‬ق‪َ :‬و َم ْن أَحْ َ‬ ‫ق‪َ :‬فات َّ ِبعُوا ِم َّلةَ ِإب َْراه َ‬
‫ج ِملَّةَ‬‫ِين ِم ْن َح َر ٍ‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي الد ِ‬ ‫ِيم َحنِيفًا‪ .‬ق‪َ :‬و َما َجعَ َل َ‬ ‫ِن َواتَّبَ َع ِملَّةَ إِب َْراه َ‬‫ُمحْ س ٌ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫س َّما ُك ُم ال ُم ْس ِل ِمينَ ‪ .‬ق‪ :‬ث َّم أ ْو َح ْينَا ِإلَيْكَ أ ِن ات َّ ِب ْع ِملةَ ِإب َْراه َ‬
‫ِيم َحنِيفًا‬ ‫ِيم ه َُو َ‬‫أَ ِبي ُك ْم ِإب َْراه َ‬
‫ص َرا ِنيًّا َولَ ِك ْن َكانَ‬ ‫َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ‪ .‬ق‪َ :‬ما َكانَ ِإب َْراهِي ُم َي ُهو ِديًّا َو َال نَ ْ‬
‫َحنِيفًا ُم ْس ِل ًما َو َما َكانَ ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ‪.‬‬

‫‪448‬‬
‫فرع) يجب تقليد هدى من اجتباهم هللا وهداهم الى الصراط المستقيم‪.‬‬
‫ق‪ :‬أُولَئِكَ الَّذِينَ َه َدى َّ‬
‫َّللاُ فَ ِب ُه َدا ُه ُم ا ْقتَ ِد ِه ق‪ِ :‬إ ِني َجا ِعلُكَ ِللنَّ ِ‬
‫اس ِإ َما ًما ‪ .‬ق‪ :‬ث ُ َّم‬
‫أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ أَ ِن اتَّبِ ْع ِملَّةَ إِب َْراه َ‬
‫ِيم‪.‬‬

‫فرع) يجب على العالم تقليد غيره من العلماء ان كان فعله او قوله الحق‬
‫والهدى‪.‬‬
‫اس ِإ َما ًما‪ .‬ق‪ :‬ث ُ َّم‬ ‫ق‪ :‬أُولَئِكَ ا َّلذِينَ َهدَى َّ‬
‫َّللاُ فَ ِب ُهدَا ُه ُم ا ْقتَ ِدهِ‪ .‬ق‪ِ :‬إنِي َجا ِعلُكَ ِللنَّ ِ‬
‫علَى أَ ْن تُعَ ِل َم ِن ِم َّما ُ‬
‫ع ِل ْمتَ ُر ْشدًا‬ ‫ِيم‪ .‬ق‪ :‬ه َْل أَتَّبِعُكَ َ‬‫أَ ْو َح ْينَا إِلَيْكَ أَ ِن اتَّبِ ْع ِملَّةَ إِب َْراه َ‬
‫ِث لَكَ ِم ْنهُ ِذ ْك ًرا‪.‬‬‫ش ْيءٍ َحتَّى أُحْ د َ‬ ‫ق‪ :‬قَا َل فَإِ ِن اتَّبَ ْعتَنِي فَ َال تَ ْسأ َ ْلنِي َ‬
‫ع ْن َ‬

‫انتهى والحمد هلل‬

‫‪449‬‬
450
451
452

You might also like