You are on page 1of 17

‫معاجم التَّعابري االصطالحية‬

‫ُ‬
‫دراسةٌ يف النظرية والتطبيق‬
‫منوذجا"‬
‫"معجم التعابري االصطالحية للدكتورة وفاء كامل فايد ً‬

‫د‪ .‬حممد خالد الفجر‬

‫أوالً ‪:‬تعريف التعبري االصطالحي‪:‬‬


‫التعبري االصطالحي‪:‬‬
‫يُطْلِق عليه بعض الباحثني املغاربة مصطلح األلفاظ املسكوكة‪َّ ،‬‬
‫لكن املصطلح الذي انتشر وُكتب له الذيوع‪ ،‬هو التعبري‬
‫االصطالحي ترمجةً ملصطلح ‪(Idioms).‬‬

‫وضم هذا املعاين بعضها إىل بعض ‪[1].‬فهو جمموعةُ‬ ‫وهو‪ :‬عبارةٌ ال يُفهم معناها ال ُكلِي مبجرد فهم معاين مفرداهتا ِ‬
‫مجاعة ٍ‬
‫لغوية على‬ ‫ٍ‬
‫كلمات تُ َك ِون مبجموعها داللةً غري الداللة املعجمية هلا مفردةً ومركبةً‪ ،‬وهذه الداللةُ أتتيها من اتفاق ٍ‬
‫ٍ‬
‫مفهوم ُُت ِمله هلذا التجمع اللفظي‪[2].‬‬

‫مثال" ‪:‬أسلم رجليه للريح "الداللة املعجمية‪ :‬أعطى رجليه للريح‪ ،‬لكن داللته عند العرب ال تعين هذا املعىن‪ ،‬وإمنا تفيد‬
‫مسرعا‪ ،‬أو فراره من أم ٍر من األمور‪ ،‬وقد أتت هذه الداللة من اتفاق اجلماعة اللغوية العربية على ُتميله‬
‫هرب اإلنسان ً‬
‫هذا املعىن‪.‬‬

‫ٍ‬
‫"سلسلة من الكلمات اليت تُقيِدها عوامل داللية وتركيبية جتعل منها‬ ‫فتكوين التعبري االصطالحي قائمٌ على‬
‫وحدة ]‪"[3‬داللية جديدة‪.‬‬

‫رسائل‬
‫َ‬ ‫مؤخرا بتسجيل حبوث علمية تتناول هذا النوع من الرتكيب اللغوي‪ ،‬فنُوقشت عدةُ‬
‫وقد بدأت اجلامعات العربية ً‬
‫يف موضوع التعابري االصطالحية منها على سبيل املثال ال احلصر‪:‬‬
‫•رسالة دكتوراه عنواهنا‪" :‬التعبريات االصطالحية يف القرآن الكرمي‪-‬دراسة داللية تركيبية‪ "-‬إعداد عزة حسني حسني‬
‫غُراب‪ ،‬كلية اآلداب جامعة الزقازيق‪ ،‬سنة ‪1415‬هـ‪1994/‬م‪.‬‬

‫• رسالة ماجستري عنواهنا"التعابري االصطالحية بني النظرية والتطبيق" إعداد الطالب عصام الدين أبو زالل‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬سنة ‪1417‬ه‪1997/‬م‪.‬‬

‫اثنيًا ‪:‬أمهية معاجم التعابري االصطالحية‪:‬‬


‫ٍ‬
‫أمهيات كثريًة أوالها‪ :‬أهنا تُـ ْغين أسلوب الكاتب ابستخدام كلمات تعطي املراد منها دون‬ ‫إن ملعاجم التعابري االصطالحية‬
‫احلاجة إىل إسهاب‪ ،‬بل رمبا تعطي للجملة وقعا أكرب من وقعها عندما تُستخدم بدالهتا املعجمية‪ ،‬و ٍ‬
‫كمثال على ذلك‬ ‫ْ‬ ‫ً‬
‫ما ورد يف البيان والتبيني عند حديث اجلاحظ عن إايس بن معاوية مبينًا خطر لسانه يف أتليب الناس على احلاكم‪،‬‬
‫عض على‬
‫كربت سنه‪ ،‬و َّ‬
‫تعبريا يفيد ذلك وهو قوله‪" :‬فما ظنُّك وقد ُ‬
‫كربت سنه فنقل اجلاحظ ً‬
‫السيما بعد أن ُ‬
‫انجذه‪"[4].‬‬

‫كثريا‬
‫األمهية الثانية ‪:‬هي فائدهتا يف تعليم العربية الناطقني بغريها]‪ ،[5‬فالذين يتعلمون العربية من غري العرب سيقفون ً‬
‫عند التعبري االصطالحي اآليت" ‪:‬وضعت احلرب أوزارها"؛ وسيشكل عليهم فهم داللتها خاصةً عندما ترد ضمن ٍ‬
‫سياق‬ ‫َُ‬
‫ال عالقة له ابلداللة احلرفية هلذا الرتكيب‪.‬‬

‫ٍ‬
‫حباجة ماسة إىل‬ ‫األمهية الثالثة ‪:‬أمهيةٌ معاصرة تتجلى يف توظيفها خلدمة املعجم العريب اإللكرتوين‪ ،‬إذ َّ‬
‫إن الرتمجة اآللية‬
‫مثل هذا النوع من املعاجم؛ ولذلك بدأ االهتمام يف زمننا مبعاجلة التعابري االصطالحية آليًا‪.‬‬

‫ٍ‬
‫معجمات تبني داللتها‪ ،‬وتوضح املراد منها‪.‬‬ ‫ولألمهيات السابقة كان البد هلذا النوع من الرتكيب اللفظي العريب من‬

‫اثلثًا ‪:‬أهم معاجم التعابري االصطالحية الرتاثية‪:‬‬


‫ال يوجد يف تراثنا املعجمي‪ ،‬معجم خصص هلذا النوع من الرتاكيب‪ ،‬لكن هذه التعابري وِجدت ضمن طيات ٍ‬
‫عدد من‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ُ‬
‫املعاجم العامة‪ ،‬فمثالً جند يف معجم العني ‪ -‬وهو أول معج ٍم ٍ‬
‫عريب متكامل‪ -‬بعض التعابري االصطالحية‪ ،‬مثل قوله يف‬
‫الص ْدر علي]‪ ،"[6‬وكذلك فيما أتى من بعده‬
‫ك َّ‬ ‫الص ْدر‪ِ :‬ح ْق ُد َ‬
‫العداوة‪ ،‬تقول‪ :‬إنه حلَ َس ُ‬ ‫ك َّ‬‫"وح َس ُ‬
‫شرح كلمة َح َسك‪َ :‬‬
‫خمتص هبا‪ ،‬وال رسالة لغوية وال ابب مستقل‪ .‬ومن‬
‫معجم ٌ‬
‫صنَف هلا يف تراثنا اللغوي ٌ‬
‫من معاجم‪ ،‬لكن هذه التعابري مل يُ َ‬
‫أهم املعاجم الرتاثية اليت َكثُرت فيه التعابري االصطالحية( أساس البالغة )للزخمشري (ت ‪538‬هـ)‪.‬‬

‫خاص ابلتعابري االصطالحية العربية إال يف القرن العشرين‪ ،‬الذي ألف فيه الدكتور حممود إمساعيل صيين‬
‫معجم ٌ‬
‫ومل يصدر ٌ‬
‫خاصا ابلتعابري االصطالحية أمساه" ‪:‬املعجم السياقي للتعبريات االصطالحية‪".‬‬
‫معجما ً‬
‫وعدد من الباحثني ً‬
‫ٌ‬

‫أما يف القرن احلادي والعشرين فقد ظهر" ‪:‬معجم التعابري االصطالحية يف العربية املعاصرة "للدكتورة وفاء كامل فايد‪،‬‬
‫وقد ساعدها يف مجع مواده وُتريرها فريق من الباحثني‪.‬‬

‫وقد رأيت أنَّه من األمهية مبكان تسليط الضوء على هذا العمل املعجمي لعدة أسباب‪:‬‬
‫‪ُُ 1-‬يَثِل هذا املعجم تطبي ًقا للتنظري املعجمي‪ ،‬املرتبط مبعاجم التعابري االصطالحية‪.‬‬

‫‪ُ2-‬تققت له ميزةٌ تفتقر إليها معظم األعمال املعجمية العربية‪ ،‬أال وهي ميزة عمل الفريق يف إجناز املعجم‪.‬‬

‫‪3-‬طريقة تصنيفه‪ ،‬من حيث‪ :‬اجلمع‪ ،‬والرتتيب‪.‬‬

‫‪4-‬إمكانية االستفادة من املنهج املتبع فيه‪ ،‬يف تصنيف املعجم التارخيي للتعابري االصطالحية يف تراثنا العريب‪.‬‬
‫ُ‬

‫ص هذا العمل بدراسة تقف على أهم األسس والقواعد اليت قام عليها هذا املعجم‪،‬‬
‫أخ َّ‬
‫فتحقي ًقا للفائدة العلمية‪ ،‬رأيت أن ُ‬
‫وكذلك الوقوف على بعض األمور اليت فاتت هذا العمل املعجمي‪.‬‬

‫األسس املعجمية يف معجم التعابري االصطالحية‪:‬‬


‫املقدمة‪:‬‬
‫مفتاحا للمعجم‪ ،‬وهي بطاقة تعريفية ُتدد جمال املعجم‪ ،‬وما يعاجله من حقول‪ ،‬كذلك يـُبَ َّني فيها املرحلة‬
‫ً‬ ‫تـُ َعد املقدمة‬
‫املستهدف من هذا املعجم (اخلرباء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اليت ينتمي إليها املعجم أي هل املعجم اترخيي‪،‬أم أنه معجم آين معاصر‪ .‬ويُ ْذ َكر فيها‬
‫أم القراء العاديون)‪ ،‬فهي ُتدد منهج املعجم‪ ،‬وطريقة ترتيبه‪ ،‬ووسائل ضبط اهلجاء والنطق فيه‪ ،‬وكيفية تصنيفه املعاين‬
‫والدالالت‪ ،‬ووسائل التعريف املتبعة ‪ ،‬وشرح الرموز والعالمات واالختصارات املستعملة يف املعجم‪[7].‬‬
‫ُ‬

‫وقد كانت مقدمة املعجم املدروس حمققةً ملا جيب أن يتوافر يف مقدمة املعاجم‪ ،‬فقد حددت املقدمة جمال املعجم وهو‪:‬‬
‫"التعابري االصطالحية" واملرحلة اليت ينتمي إليها وهي مرحلة معاصرة‪ ،‬أضف إىل ذلك ُتديد مصادر مجع املادة يف‬
‫املستهدف من أتليف هذا املعجم‪ ،‬أي املستفيد منه وهو‪" :‬ابن اللغة‪ ،‬ومتعلم اللغة من غري أبنائها‪،‬‬
‫َ‬ ‫املقدمة‪ ،‬وذكر‬
‫واملربجمون الذين يهتمون بوضع قواعد البياانت‪"[8].‬‬

‫ذكرت املؤلفة يف مقدمتها طريقة ترتيب املواد‪ ،‬وكيفية شرحها‪.‬‬

‫وقد وضعت املؤلفة عناوين مفتاحية تُـ َعد ميزة ملقدمة هذا املعجم‪ ،‬من هذه العناوين‪( :‬بنية املعجم‪ ،‬مستوى تِقنيات مجع‬
‫املادة‪ ،‬تقنيات اإلخراج الطباعي)‪[9].‬‬

‫مفتاحا حقيقيًا‪ ،‬وكذلك مقدمة تعليمية‪ ،‬تُ ْد َرج ضمن ما يُ َسمى اليوم بطرق الصناعة‬
‫وبذلك تكون مقدمة هذا املعجم‪ً ،‬‬
‫املعجمية ‪lexicography.‬‬

‫اجلمع‪:‬‬
‫تعد طريقة مجع مادة املعجم القاعدة األوىل اليت يبين املعجمي معجمه عليها فبوساطتها تدرج املواد احملققة للفائدة اليت‬
‫يرجوها مستعملو املعجم‪ ،‬و يُسهم اجلمع يف تعيني مصادر مجع مادته‪ ،‬ونوعية املفردات أو املداخل اليت سيضمنها‬
‫معجمه‪ ،‬ومن أهم األسس اليت يراعيها املعجمي يف مجعه املستوى اللغوي للمواد اليت سيدوهنا‪.‬‬

‫املستوى اللغوي‪:‬‬
‫مهم يف الصناعة املعجمية؛ ألنه يُ ْس ِهم يف ُتديد املواد اليت ستدخل يف املعجم‪ ،‬ويُعِني يف التنسيق‬
‫إن املستوى اللغوي ٌّ‬
‫الدقيق لتصنيف املعجم‪ ،‬وينقسم املستوى اللغوي أربعة أقسام هي‪" :‬الفصيح‪ ،‬واملولَّد وهو امل ْح َدث يف ال ُفصحى بعد‬
‫ُ‬
‫عصر االحتجاج‪ ،‬والعامي‪ ،‬واملعرب ]‪"[10‬وقد كان املستوى اللغوي ملعجم التعابري االصطالحية يرتاوح بني اللغة‬
‫الفصحى واللغة العامية‪ ،‬وكانت معظم مواده من اللغة الفصحى‪ ،‬إال أنه مل خيل من التعابري االصطالحية اليت تنتمي‬
‫إىل املستوى اللغوي العامي‪.‬‬

‫كما يف التعابري االصطالحية اآلتية‪:‬‬


‫ض ِحكة‪.‬‬
‫ابن نُ ْكتة ‪َ :‬مرِح‪ ،‬ظَ ِريف‪ ،‬أييت ابلنوادر امل ْ‬
‫فال ٌن ُ‬
‫ُ‬

‫استعمال مصري‪[11].‬‬
‫ٌ‬

‫كالم فاضي ‪:‬أكاذيب وأابطيل‪[12].‬‬

‫الص ّحارة ‪:‬واجهة الشيء‪ ،‬األفضل‪ ،‬املتميِز‪[13].‬‬


‫ش ّ‬ ‫ِو ّ‬

‫استعمال شامي‪:‬‬
‫ٌ‬
‫عدد قليل من‬
‫ص َحى وحسب بل فيه ٌ‬ ‫من خالل األمثلة السابقة تبني أن املعجم مل تكن مادته مأخوذةً من العربية ال ُف ْ‬
‫التعابري العامية‪ ،‬وقد بينت الدكتورة وفاء ذلك يف مقدمة معجمها‪" :‬رأت (الباحثة) أن املعجم يعاجل التعابري االصطالحية‬
‫اب معاصرون هلم ثقلُهم اللغوي‪..."[14].‬‬ ‫ِ‬
‫يف العربية املعاصرة املكتوبة‪ ،‬وقد نُقلت من مصادرها يف املدونة‪ ،‬واستعملها كت ٌ‬

‫مث ذكرت أهنا كانت ستضع التعابري االصطالحية العامية يف ٍ‬


‫ملحق لكن وجدت هذه الطريقة تصبح معيارية واملعجم‬
‫هدفه تدوين العربية املعاصرة‪.‬‬

‫ٍ‬
‫أبحرف عربية يُ ْد َرج ضمن العربية املعاصرة‪ .‬أضف‬ ‫وهنا أرى أمهية ُتديد مصطلح العربية املعاصرة‪ ،‬وهل كل ما ينطق‬
‫ٍ‬
‫كلمات عامية مصرية أو شامية‪ُ ،‬خيرج‬ ‫إىل ذلك أن العربية هي اليت يفهمها متكلو العربية من احمليط إىل اخلليج‪ ،‬ووجود‬
‫الكلمة من االنتماء إىل العربية املشرتكة اليت يتفاهم هبا أبناء الوطن العريب‪ ،‬فمثالً التعبري االصطالحي ( ِوش َّ‬
‫الصحارة)‬
‫الس َحارة) أي بسكون الشني وإبدال الصاد سينًا‪ ،‬واإلشكال يف كتابة التعبري العامي‬‫ش َّ‬‫ال يُنطق هكذا يف الشام وإمنا( ِو ْ‬
‫ترجع إىل أن العرب ال ُيكنهم أ ْن يفهموا بعضهم لو نطقوا بلهجاهتم العامية‪ .‬فاستثناء مثل هذه التعابري العامية من‬
‫ستعمل ابلعربية؛ ألن العربية املعاصرة هي العربية اليت‬
‫للم َ‬‫املعاجم املخصصة للعربية أفضل من وجودها‪ ،‬وال يـُ َعد إمهاالً ُ‬
‫تتفق مع القواعد املشرتكة اليت يفهمها أبناء الوطن العريب‪.‬‬

‫الرتتيب‪:‬‬
‫بشكل ع ٍام على طريقتني من طرق الرتتيب‪ ،‬األوىل تعتمد طريقة الرتتيب األلفبائي ‪(Alphepatic‬‬
‫ٍ‬ ‫نقف يف املعاجم‬
‫)‪ ،orgnization‬والثانية تعتمد طريقة الرتتيب املنظومي‪Systematic organizati.‬‬

‫خمتصا‪،‬‬
‫عاما أم ً‬
‫متبعا يف تصنيفه طريقة الرتتيب األلفبائي سواءٌ أكان املعجم ً‬
‫كثري من املعاجم حىت أايمنا هذه ً‬‫ومازال ٌ‬
‫كما يقول بيشت‪" :‬فلو غضضنا الطرف عن لغة األغراض العامة‪ -‬ولو إىل حني – لوجدان أن أغلب املعاجم املختصة‬
‫ال تزال تُرتب ترتيبًا ألفبائيًا‪"[15].‬‬

‫ويرجع استخدام هذا الرتتيب إىل سهولته يف االستخدام السيما يف سرعة الوصول إىل املفردة املراد معرفة شرحها‬
‫وتفسريها‪ ،‬يقول بيشت‪" :‬والبحث يف هذا النوع من املعاجم يستغرق وقتًا أقل منه يف املعاجم املرتبة ترتيبًا منظوميًا‪،‬‬
‫حيث يلزم القيام بعمليتني‪ :‬البحث عن املفردة )‪ ( Item‬يف الكشاف األلفبائي )‪(Alphappetical index‬‬
‫أوال‪ ،‬مث يف القسم املنظومي اثنيًا‪"[16].‬‬
‫ً‬

‫وقد ُتققت يف املعجم الطريقتان‪ :‬طريقةُ الرتتيب األلفبائي‪ ،‬وطريقة الرتتيب املنظومي‪ ،‬و بذلك توفرت ميزاتن للمعجم‬
‫ومها‪:‬‬
‫‪ 1-‬سرعة الوصول إىل التعبري وذلك عن طريق الرتتيب األلفبائي القائم على أساس اللفظة األوىل املكونة للتعبري‬
‫االصطالحي‪.‬‬

‫‪2-‬الوصول إىل تعبري يرتبط مبفهوم يدور يف َخلَد القارئ‪ .‬مثالً مفهوم السرعة‪ :‬جتد ُتته‪ :‬التعبري االصطالحي‬
‫التايل ‪:‬استبق فال ٌن الريح‪[17].‬‬
‫ٍ‬
‫سلسلة مفهومية واحدة‪ ،‬وكذلك‬ ‫هبذا الرتتيب الثنائي أُزيل ما يسببه الرتتيب األلفبائي من ٍ‬
‫تباعد بني املفاهيم املرتابطة يف‬
‫أُزيل البطء يف الوصول إىل التعبري يف الرتتيب املفهومي‪ ،‬وذلك برتتيب منت املعجم ترتيبًا ألفبائيًا‪.‬‬

‫وأما الرتتيب اآلخر فهو الرتتيب الداخلي حملتوى املعجم‪ ،‬أي الرتتيب يف شرح املداخل فقد قام هذا الرتتيب على‪:‬‬
‫‪1-‬شرح معىن التعبري االصطالحي‪.‬‬

‫‪2-‬شرح املعىن املعجمي لبعض األلفاظ امل َك ِونة للتعبري االصطالحي‪.‬‬

‫‪3-‬ذكر سياق ورود التعبري االصطالحي‪.‬‬

‫‪4-‬أتثيل أغلب التعابري االصطالحية‪.‬‬

‫كما يف املثال اآليت‪:‬‬


‫"ارت ّد فال ٌن على َع ِق ْبيه‪":‬‬
‫‪1-‬معىن التعبري االصطالحي‪ :‬تراجع‪ ،‬عاد‪ ،‬على اجلهة اليت أتى منها‪.‬‬

‫الع ِقب‪َ :‬عظْ ُم ُم َؤ َّخر ال َق َدم‪.‬‬


‫‪2-‬املعىن املعجمي ألحد مكوانت التعبري االصطالحي‪َ :‬‬

‫‪3-‬السياق الذي ورد فيه‪ :‬قوله تعاىل‪" :‬إِن تُطيعوا الذين َك َف ُروا يـَ ُرُّدكم على أعقابِ ُكم" (آل ِع ْمران‪)149:‬‬

‫‪4-‬التأثيل‪ :‬قرآين‪[18].‬‬

‫التعريف‪:‬‬
‫تنوعت أساليب التعريف يف معجم التعابري االصطالحية‪ ،‬فقد ُوِجد التعريف اللغوي‪ ،‬والتعريف ابلشاهد أو ابملثال‪،‬‬
‫ومها ركنان أسسيان يف تعريف املداخل املعجمية‪.‬‬

‫التعريف اللغوي‪:‬‬
‫بد منه يف تعريف املدخل‬‫كرت يف املعجم الداللة اللغوية ألجزاء التعبري االصطالحي امل ْش ِكلة يف الفهم‪ ،‬وهذا ال َّ‬
‫ذُ َ‬
‫ُ‬
‫خمتصا‪ ،‬ويف معاجم التعابري االصطالحية يُعد تعريف‬
‫عاما أم ً‬ ‫ط من شروطه‪ ،‬سواءٌ أكان املعجم ً‬ ‫املعجمي‪ ،‬وهو شر ٌ‬
‫حد ما فهم السبب وراء ُتميل اللفظ للداللة االصطالحية اليت اتفق عليها‬ ‫يقرب إىل ٍ‬ ‫مهما؛ ألنه ِ‬ ‫ِ‬
‫الكلمات املُ ْشكلة ً‬
‫العرب‪.‬‬

‫من األمثلة على ذلك‪:‬‬


‫•اتَّسع نِطاق كذا‬
‫النِطاق‪ِ :‬حز ٌام يُ َش ُّد به الوسط‪[19].‬‬

‫اهل‪:‬‬ ‫•أثْ َقل األمر َك ِ‬


‫ال َك ِ‬
‫اهل‪ :‬ما بَْني ال َكتِ َفني‪[20].‬‬

‫•َتََخَّض اجلبل فولد فَأ ًْرا‪.‬‬


‫متَ َّخضت احلامل‪ :‬دان مو ِعد ِ‬
‫والدهتا وأخذها الطَّْل ُق‪[21].‬‬ ‫َْ ُ‬

‫•رمى فال ٌن الكالم على ِ‬


‫عواهنه‪:‬‬ ‫َ‬
‫العو ِاهن‪ :‬مفرده ِ‬
‫العاهن‪ِ :‬‬
‫احلاضر‪[22].‬‬ ‫ََ‬

‫لس َن فال ٌن على فالن‪:‬‬


‫• َّ‬
‫وتفكريا‪[23].‬‬
‫ً‬ ‫ُتريا‬
‫لسن الشخص‪ :‬عض لسانه ًُّ‬
‫َّ‬

‫وامتاز التعريف يف هذا املعجم‪ ،‬بعدم إدخال املسائل النحوية والصرفية فيه‪ ،‬وبذلك يصل املستعمل هلذا املعجم إىل املعىن‬
‫املراد دون أن يدخل يف نصوص ال عالقة هلا ابملدخل الذي يريد معرفة داللته‪.‬‬
‫أن التعريف ساعد على توضيحه إيراد الشواهد؛ إذ إن الشاهد يُعد من وسائل التعريف األساسية خاصةً إذا‬ ‫•كما َّ‬
‫تعبريا اصطالحيًا؛ ألن إيراد التعبري االصطالحي يف سياقه يعني الكاتب على معرفة السياق الذي ُيكنه‬
‫كان املَُعَّرف ً‬
‫استخدام التعبري االصطالحي فيه‪.‬‬

‫ٍ‬
‫مأخوذ إما من القرآن الكرمي‪ ،‬كما يف التعبري االصطالحي اآليت" ‪:‬طال‬ ‫اصطالحي يف املعجم من شاهد‬ ‫خيل تعبري‬
‫ٌّ‬ ‫ومل ُ‬
‫األم ُد على فُالن ‪".‬الشاهد قوله تعاىل ‪ ﴿:‬فطال عليهم األمد فقست قلوهبم ﴾ [احلديد‪][24].16:‬‬
‫َ‬

‫وكانت الدكتورة وفاء تُتبع الشاهد القرآين‪ ،‬مبثال من اللغة املعاصرة‪ ،‬وذلك كي يكون احملتوى مواف ًقا لعنوان املعجم‪ ،‬ففي‬
‫التعبري االصطالحي السابق‪ ،‬ذكرت بعد الشاهد القرآين مثاالً مأخوذًا من اللغة املعاصرة وقد ورد فيه التعبري االصطالحي‬
‫ِ‬
‫بعد‪"[25].‬‬ ‫ِ‬
‫غريها ال ِوَزارة ُ‬ ‫وقد أ ُِخذ املثال من لغة الصحافة‪" :‬ال ُكتُب الدراسية طال عليها ُ‬
‫األمد‪ ،‬ومل تُ ْ‬

‫اتبعت الدكتورة وفاء هذه الطريقة يف ذكر الشواهد واألمثلة يف مجيع التعابري االصطالحية اليت احتواها املعجم‪،‬‬
‫وقد َ‬
‫وبذلك يستقر مدلول التعبري االصطالحي يف ذهن مستعمل املعجم‪ ،‬ويتمكن من إيراده يف السياق الذي يتفق مع‬
‫معناه‪.‬‬

‫مالحظات على املعجم‪:‬‬


‫ٌ‬
‫‪1-‬مستعملو التعبري االصطالحي‪:‬‬
‫بينت الدكتورة وفاء أهنا يف كل مدخل ستبني املستوى اللغوي الذي ينتمي إليه التعبري االصطالحي أي الطبقة االجتماعية‬
‫اليت تستعمل التعبري االصطالحي الذي أ ُْدرِج يف املعجم‪ ،‬لكن هذا املنهج مل يكن يف كل املداخل‪:‬‬

‫كما يف التعابري اآلتية‪:‬‬


‫•آخر صيحة‪[26].‬‬

‫• ًأًب عن ِجد‪[27].‬‬

‫•ابن مهنة‪[28].‬‬
‫‪2-‬عدم اإلشارة إىل تعدد االستعمال‪:‬‬
‫مل ُُتدد الدكتورة وفاء األسس اليت اعتمدهتا يف التفريق بني استعمال العامة‪ ،‬واستعمال املثقفني‪ ،‬ولذلك وردت بعض‬
‫التعابري اليت جعلتها الدكتورة من التعابري اليت يستعملها املثقفون‪ ،‬مع أن العامة يستخدموهنا‪ ،‬وُيكن أن تكون ضمن‬
‫االستعمال الدارج‪ ،‬وكمثال على ذلك‪:‬‬

‫مضطرا‪ ،‬مل يتكلم‪[29].‬‬


‫ً‬ ‫•ابتلع فال ٌن لسانه‪َ :‬‬
‫ص َمت‪ ،‬سكت‬

‫مستعمل يف ألسنة املثقفني‪ ،‬وكذلك يستعمله العامة‪ ،‬وإن اختلفا يف الشكل الصويت لنطق التعبري‪ ،‬فالعامة‬
‫ٌ‬ ‫هذا التعبري‬
‫تقول بلع لسانه‪ ،‬أو ابلشامية ما بك هل بلعت لسانك‪ ،‬وهو مرادف للتعبري االصطالحي"هل أكل لسانك القط‪".‬‬

‫‪3-‬عدم التفريق بني التعابري االصطالحية و التعابري السياقية‪:‬‬


‫لكل ٍ‬
‫كلمة‬ ‫ٍ‬
‫شائعة يف اللغة‪ ،‬وذلك للتماثل بني املالمح املعجمية ِ‬ ‫"تالزم كلمتني أو أكثر بصورٍة‬ ‫السياقي هو‪:‬‬‫التعبري ِ‬
‫ُ‬
‫منها‪ ...‬مثل ‪:‬مكة املكرمة‪ ،‬انتهك ُح ْرمة‪ ،‬خرق معاهدة‪ ،‬كلمة مأثورة‪"[30].‬‬

‫وقد وردت كثري من التعابري السياقية يف املعجم‪ ،‬ومل يشر إىل أهنا من التعابري ِ‬
‫السياقية‪ ،‬ورمبا يرجع ذلك إىل أن الدكتورة‬ ‫ُ‬
‫السياقية منتميةً إىل التعابري االصطالحية‪ ،‬ولكن هناك فرقًا بينهما كما بني ذلك الدكتور علي‬ ‫وفاء‪ ،‬عدت التعابري ِ‬
‫القامسي الذي قسم الفوارق إىل‪:‬‬

‫‪1-‬إمكانية استشفاف معىن التعبري السياقي من فهم داللة عناصره‪ ،‬أو الكلمات املكونة له على حدة‪ ،‬فقولنا‪( :‬خرق‬
‫املعاهدة) يعين (انتهك االتفاقية)؛ ألن خرق تعين انتهك‪ ،‬واملعاهدة تعين االتفاقية‪.‬‬

‫‪ُ2-‬يكن ذكر أحد أجزاء التعبري السياقي دون ذكر اجلزء الثاين املكون له‪ ،‬فنستطيع أن نقول‪( :‬القدس) دون أن نردفها‬
‫بكلمة (الشريف)‪.‬‬
‫مماثلة هلا‬ ‫ٍ‬
‫بكلمات ٍ‬ ‫‪3-‬متتاز التعابري السياقية بقدرهتا على التنوع أي أنه ُيكن تبديل الكلمات املكونة للعبري السياقي‬
‫داللتها دون اإلخالل مبعىن التعبري الكلي‪ .‬ففي التعبري السياقي (ثلةٌ من اجليش) ُيكن أن نقول‪:‬‬
‫•مجاعةٌ من اجلنود‪.‬‬
‫•جمموعةٌ من العسكر‪[31].‬‬

‫إن السمات السابقة اليت ذكرها الدكتور القامسي واليت امتاز هبا التعبري السياقي ال تتحقق يف التعبري االصطالحي‪ ،‬فال‬
‫ُيكننا ذكر جزء من األجزاء املكونة للتعبري االصطالحي‪ ،‬واالستغناء عن اجلزأين اآلخرين‪ .‬فالتعبري االصطالحي (صيحةٌ‬
‫يف واد) الذي يعين‪ :‬عمالً ال فائدة منه‪ .‬لو حذفنا أي جزء من أجزاء هذا التعبري لغاب املعىن الذي محله جبميع مكوانته‬
‫فلو قلنا ‪( :‬صيحة) ملا أفادت املعىن نفسه‪ ،‬وكذلك لو قلنا ( يف واد)‪.‬‬

‫مقرتحات إلغناء هذا املعجم‪:‬‬


‫ٌ‬
‫‪5-‬اإلشارة إىل األصل اللغوي للتعبري االصطالحي‪:‬‬
‫شيء حيول دون التمكن من إجناز املعجم‬ ‫مدونة للغة العربية فإن اهم ٍ‬
‫ٍ‬ ‫أرى أنه ُيكن أن يكون هذا املعجم جزءًا من‬
‫التارخيي للغة العربية هو غياب مدونة لغوية شاملة توزع النصوص وكلماهتا حبسب التسلسل التارخيي‪ ،‬ولذلك ُيكن‬
‫إدراج هذا املعجم ضمن املدونة اللغوية والعمل بعد ذلك على إعادة التعابري االصطالحية إىل املرحلة الزمنية اليت أخذت‬
‫منها وُيكن اإلفادة من كتب األمثال على سبيل املثال إلجياد األصل الذي يرجع إليه وجود التعبري االصطالحي مثل‬
‫عت اللنب "وغريها من التعابري االصطالحية‪ ،‬واملعجم‬ ‫التعبري االصطالحي" ‪:‬سبق السيف العزل"‪ ،‬و "يف الصيف ضيّ ِ‬
‫مقسما حبسب العلوم وحبسب احلقول واجملاالت العلمية ألنه رمبا يُقال إن املعجم التارخيي‬
‫ً‬ ‫التارخيي ُيكن ان يكون‬
‫سيكون مشتمالً على التعابري االصطالحية‪ ،‬ولكن هذا ال يعين أن وجود معجم اترخيي للتعابري االصطالحية يتعارض‬
‫مع املعجم التارخيي الشامل‪ ،‬إذ إن وضع معج خاص للتعابري االصطالحية سيكون موفرا ٍ‬
‫لعدد كبري منن الشواهد واألمثلة‬ ‫ً‬
‫اليت ورد فيها التعبري االصطالحي بقدر يفوق وجودها يف املعجم التارخيي العام‪.‬‬

‫وُيكن كذلك العمل على أتثيل ٍ‬


‫عدد من التعابري االصطالحية وذلك بردها إىل اللغة اليت أ ُِخذ منها التعبري االصطالحي‪.‬‬
‫كثريا من التعابري االصطالحية إىل املصدر الذي أخذت منه‪ ،‬لكنها مل ترد مجيع التعابري إىل‬
‫وقد أرجعت الدكتورة وفاء ً‬
‫أصوهلا اللغوية وهي مل ختالف بذلك املنهج الذي قامت عليه يف تصنيف معجمها؛إذ إن هذا العمل حيتاج إىل فريق‬
‫لغوي فيه متقنون ألكثر من لغة وإن رد التعابري االصطالحية إىل اللغات اليت أخذت منها حيقق خدمة كبريًة يف جمال‬
‫الرتمجة اآللية للتعابري االصطالحية‪ ،‬وهذا ما تتبعه املعاجم اإلنكليزية املعاصرة كما يف معجم( لونغمان )حيث يُؤثَّل ِ‬
‫لكل‬
‫كلمة يف املعجم‪.‬‬

‫وقد وردت عدة تعابري يف معجم التعابري االصطالحية يف العربية املعاصرة أخذت من اللغة اإلنكليزية‪ ،‬أمثل هلا ابآليت‪:‬‬
‫•أذاب الثلج بينهما ‪[32]:‬إن هذا التعبري االصطالحي مأخوذٌ من اللغة اإلنكليزية والتعبري االصطالحي اإلنكليزي‬
‫هو]‪ break the ice" ، " [33‬ويفيد املعىن نفسه الذي صار يستخدم يف العربية املعاصرة‪ ،‬ويرتبط هذا التعبري‬
‫بطبيعة بريطانية الباردة‪ ،‬فكسر اجلليد يعين إذابته من أجل الدفء‪ ،‬وكذلك إذابة احلواجز يف العالقات اإلنسانية من‬
‫أجل البدء بعالقة دافئة‪.‬‬

‫ُتسد‪ ،‬أَبْ ِطل احلَ َسد ‪[34] .‬‬


‫•أمسك اخلشب‪:‬أستعيذ من َعْيـنَـْيك حىت ال ُ‬

‫التعبري السابق هو املقابل للتعبري االصطالحي اإلنكليزي‪: touch wood/knock on wood‬‬


‫مستقرا عندك‪"[35].‬‬
‫ً‬ ‫تقوله "عندما تريد أن يبقى اخلري‬

‫بعض التعابري أشري إىل أهنا معربة مثل‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫• ْأمسك الثور من قَ ْرنَ ْيه ‪:‬تصدَّى ملوقف صعب بشجاعة ‪[36].‬أشارت الدكتورة وفاء يف أتثيله أنه ُم َ‬
‫عرب‪ ،‬دون ذكر‬
‫اللغة اليت أ ُِخذ منها‪.‬‬

‫الساخن ‪:‬االتصال العاجل‪ ،‬واملهم ‪[37] Hot Line‬أشري إىل تعريبه دون ذكر األصل الذي أخذ منه‪،‬‬ ‫•اخلط َّ‬
‫واألصل الذي أخذ منه هذا التعبري هو اللغة اإلنكليزية‪ ،‬ويعين يف اللغة اإلنكليزية‪" :‬اتصال هاتفي خاص من قبل ٍ‬
‫عدد‬
‫من الناس لالستفسار عن شيء ما‪"[38].‬‬

‫•التوصيات‪:‬‬
‫وشبكت الشابكةُ العامل‪ ،‬ومل يعد الفكر حمصورا ٍ‬
‫أبمة دون غريها؛‬ ‫ِ‬ ‫تيسر فيه التواصل‪،‬‬
‫عاملي َّ‬
‫انفتاح ٍ‬
‫إن عصران عصر ٍ‬
‫ً‬
‫لذلك علينا أن نسهم يف التعريف أبنفسنا‪ ،‬وذلك بتوفري ما يساعد غريان على أن يعرف ثقافتنا وتراثنا‪ ،‬وإجناز معجم‬
‫وحضاري‬
‫ٌّ‬ ‫فكري‬
‫منجز ٌّ‬ ‫لغواي وحسب‪ ،‬وإمنا هو ٌ‬ ‫منجزا ً‬
‫اترخيي يشتمل على هذا النوع من التعابري االصطالحية‪ ،‬ال يعد ً‬
‫أيضا‪ .‬فحبذا لو يتبىن اُتاد اجملامع اللغوية ‪ -‬وهو حياول إجناز املعجم التارخيي للعربية‪ -‬مع عناية خاصة إجناز معجم‬
‫ً‬
‫للتعابري االصطالحية‪ ،‬وأن يكون داخالً ضمن مشروع املعجم التارخيي للعربية‪ ،‬وأن يعمل االُتاد على التواصل مع‬
‫اجلامعات العربية‪ ،‬من أجل االستفادة من جهود الباحثني اللغويني يف أقسام الدراسات العليا الذين يعملون يف جمال‬
‫املعجمية‪ ،‬وتكليفهم‪ ،‬إبجناز معاجم مقسمة حسب العصر الذي مرت به لغتنا العربية‪،‬وهذا يوفر الكثري من الوقت‬
‫وحيقق قاعد َة عمل الفريق اليت مازالت ُتبو يف بيئتنا العربية‪ ،‬وبذلك نكون قد خدمنا لغة الضاد خدم ًة تعرب عن إُياننا‬
‫هبا وحبيويتها‪.‬‬

‫من فوائد التعابري االصطالحية استعمل األساليب حبيث يفتح جمال للكتاب يف تنويع أساليبهم واخلروج من دائرة اخلطأ‬
‫والصواب‪.‬‬

‫ومعجم العربية املعاصرة ُيكن أن يستفاد من جتربته من حيث فريق العمل‪ ،‬وُتديد املصادر‪ ،‬وطريقة الرتتيب‪ ،‬وخاص ًة‬
‫اجلمع بني الرتتيبني األلفبائي و املنظومي املعتمد على احلقول الداللية‪ ،‬حىت ال تكون هذه التجارب اخلادمة للغة العربية‬
‫حبوث ٍ‬
‫لغوية‬ ‫بكل ما ِجي ُّد من ٍ‬
‫جهودا منقطعةً عن اهلم اجلماعي ملن يهمهم أمر العربية وحياولون خدمتها؛ لتبقى متصلةً ِ‬ ‫ً‬
‫عاملية‪.‬‬

‫املصادر واملراجع‬
‫أوالً ‪:‬املصادر‪:‬‬
‫•د‪ .‬وفاء كامل فايد‪ ،‬معجم التعابري االصطالحية يف العربية املعاصرة‪ ،‬القاهرة‪2007 ،‬م‪.‬‬

‫اثنيًا ‪:‬املراجع‪:‬‬
‫• د‪ .‬إبراهيم بن مراد‪ ،‬املعجم العلمي العريب املختص حىت منتصف القرن احلادي عشر اهلجري‪،‬بريوت‪ ،‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ط‪.1993 ،1‬‬

‫•د‪ .‬أمحد خمتار عمر‪:‬‬


‫البحث اللغوي عند العرب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬ط‪2003 ،8‬م‪.‬‬

‫علم الداللة‪،‬القاهرة‪،‬عامل الكتب‪،‬ط‪1418 ،5‬هـ‪1998/‬م‪.‬‬

‫•أ‪ .‬إمساعيل مظهر‪ ،‬قاموس اجلمل والعبارات االصطالحية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬جممع فؤاد األول للغة العربية‪ ،‬ط‪1949 ،1‬م‪.‬‬

‫•اجلاحظ‪ ،‬البيان والتبيني‪ُ ،‬تقيق عبد السالم هارون‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة اخلاجني‪ ،‬ط‪1405 ،5‬هـ‪1985/‬م‪.‬‬

‫•اخلليل بن أمحد الفراهيدي‪ ،‬كتاب العني‪ُ ،‬تقيق‪ :‬د‪ .‬مهدي املخزومني ود‪ .‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬إيران‪1415 ،‬هـ‪ .‬ق‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬علي القامسي‪" ،‬التعابري االصطالحية والسياقية ومعجم عريب هلا"‪ ،‬جملة اللسان العريب‪،‬مكتب تنسيق التعريب‬
‫ابلرابط‪،‬د‪.‬ت‪.‬‬

‫•د‪ .‬حممد حلمي هليل‪" ،‬األسس النظرية لوضع معج ٍم للمتالزمات اللفظية العربية"‪ ،‬أسس املعجم النظري‪ ،‬جملة‬
‫املعجمية‪ ،‬تونس‪1417 ،‬هـ‪1997/‬م‪.‬‬

‫•د‪ .‬حممود إمساعيل صيين‪ ،‬املعجم السياقي للتعبريات االصطالحية‪ ،‬بريوت‪ ،‬مكتبة لبنان انشرون‪ ،‬ط‪1996 ،1‬م‪.‬‬
‫•هربريت بيشت و جنيفر دراسكاو‪ ،‬مقدمة يف املصطلحية‪ ،‬ترمجة حممد حلمي هليل‪ ،‬الكويت‪ ،‬جملس النشر العلمي‬
‫يف جامعة الكويت‪2000 ،‬م‪.‬‬

‫املراجع األجنبية‪:‬‬
‫‪• Longman Dictionary of Contemporary‬‬ ‫‪English,England,Pearson‬‬
‫‪Longman,2006‬‬

‫]‪[1‬د‪ .‬أمحد خمتار عمر‪ ،‬علم الداللة‪،‬القاهرة‪،‬عامل الكتب‪،‬ط‪1418 ،5‬هـ‪1998/‬م‪ ،‬ص‪.33‬‬


‫]‪ [2‬انظر‪ :‬د‪ .‬حممود إمساعيل صيين‪ ،‬املعجم السياقي للتعبريات االصطالحية‪ ،‬بريوت‪ ،‬مكتبة لبنان انشرون‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،1996‬ص‪ .‬ح‪.‬‬
‫]‪[3‬د‪ .‬حممد حلمي هليل‪" ،‬األسس النظرية لوضع معج ٍم للمتالزمات اللفظية العربية"‪ ،‬أسس املعجم النظري‪ ،‬جملة‬
‫املعجمية‪ ،‬تونس‪1417 ،‬هـ‪1997/‬م‪ ،‬ع ـ ‪ ،13 ،12‬ص‪.226 ،‬‬
‫]‪[4‬اجلاحظ‪ ،‬البيان والتبيني‪ُ ،‬تقيق عبد السالم هارون‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة اخلاجني‪ ،‬ط‪1405 ،5‬هـ‪1985/‬م‪،‬‬
‫ج‪.101/1‬‬
‫]‪[5‬انظر‪ :‬د‪ .‬صيين‪ ،‬املعجم السياقي للتعبريات االصطالحية‪ ،‬ص ز‪.‬‬
‫السامرائي‪ ،‬إيران‪1414 ،‬هـ‪.‬ق‪،‬‬
‫]‪[6‬اخلليل بن أمحد الفراهيدي‪ ،‬كتاب العني‪ُ ،‬تقيق‪ :‬د‪ .‬مهدي املخزومي‪ ،‬ود‪ .‬إبراهيم َّ‬
‫مادة حسك‪ ،‬ج‪.383/1‬‬
‫]‪[7‬د‪ .‬أمحد خمتار عمر‪ ،‬البحث اللغوي عند العرب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬ط‪ ،2003 ،8‬ص ‪.167‬‬
‫]‪[8‬د‪ .‬وفاء كامل فايد‪ ،‬معجم التعابري االصطالحية يف العربية املعاصرة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1‬ص ح‪.‬‬
‫]‪[9‬د‪ .‬وفاء كامل فايد‪ ،‬معجم التعابري االصطالحي‪ ،‬ص‪ .‬ز‪.‬‬
‫]‪[10‬انظر‪ :‬د‪ .‬إبراهيم بن مراد‪ ،‬املعجم العلمي العريب املختص حىت منتصف القرن احلادي عشر اهلجري‪،‬بريوت‪ ،‬دار‬
‫الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،1993 ،1‬ص ‪.7‬‬
‫]‪[11‬د‪ .‬وفاء كامل فايد‪ ،‬معجم التعابري االصطالحية‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫]‪[12‬السابق‪ ،‬ص ‪.418‬‬
‫]‪[13‬السابق‪ ،‬ص ‪.509‬‬
‫]‪[14‬د‪ .‬وفاء كامل فايد‪ ،‬معجم التعابري االصطالحية‪ ،‬ص ط‪.‬‬
‫]‪[15‬هربريت بيشت‪ ،‬مقدمة يف املصطلحية‪ ،‬ترمجة حممد حلمي هليل‪ ،‬الكويت‪ ،‬جملس النَّشر العلمي يف جامعة‬
‫الكويت‪2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫]‪[16‬السابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫]‪[17‬د‪ .‬وفاء كامل فايد‪،‬معجم التعابري االصطالحية‪ ،‬ص ‪ ،28‬وص ‪.579‬‬
‫]‪[18‬انظر‪ :‬د‪ .‬وفاء كامل فايد‪ ،‬معجم التعابري االصطالحية‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫]‪[19‬د‪ .‬وفاء كامل فايد‪ ،‬معجم التعابري االصطالحية‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫]‪[21‬السابق‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫]‪[22‬السابق‪ ،‬ص ‪.235‬‬
‫]‪[23‬السابق‪ ،‬ص ‪.441‬‬
‫]‪[24‬السابق‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫]‪[26‬د‪ .‬وفاء كامل فايد‪ ،‬معجم التعابري االصطالحية‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫]‪[27‬السابق ص ‪.1‬‬
‫]‪[28‬د‪ .‬وفاء كامل فايد‪ ،‬معجم التعابري االصطالحية‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫]‪[29‬السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫]‪[30‬د‪ .‬علي القامسي‪" ،‬التعابري االصطالحية و ِ‬
‫السياقية ومعجم عريب هلا"‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫عريب هلا‪ ،‬ص ‪..30-29‬‬
‫]‪[31‬انظر‪ :‬د‪ .‬علي القامسي‪ ،‬التعابري االصطالحية و السياقية ومعجم ٌّ‬
‫]‪[32‬د‪ .‬وفاء كامل فايد‪ ،‬معجم التعابري االصطالحية‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫]‪ [33‬أ‪ .‬إمساعيل مظهر‪ ،‬قاموس اجلمل والعبارات االصطالحية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬جممع فؤاد األول للغة العربية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1949‬م‪،‬ص‪.53‬‬
‫]‪[34‬السابق‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪[35] See: Longman Dictionary of Contemporary English,England,Pearson‬‬
‫‪Longman,2006.p.1899‬‬
‫]‪[36‬د‪ .‬وفاء كامل فايد‪ ،‬معجم التعابري االصطالحية‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫]‪[37‬السابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪[38] See: Longman Dictionary of Contemporary English,p.790‬‬
‫رابط‬
: http://www.alukah.net/literature_language/0/39548/#ixzz4Z4ynmf‫املوضوع‬
00

You might also like