You are on page 1of 220

‫عقد التأمين‬

‫دكتورة‬
‫أسماء حسن عامر‬
‫مدرس القانون المدنى‬
‫كلية الحقوق – جامعة الزقازيق‬

‫‪1‬‬
‫اونُوا َعلَى اإلثْ ِم‬
‫اونُوا َعلَى الْبِر َوالتَّقْ َوى َوال تَ َع َ‬
‫َوتَ َع َ‬
‫َوالْعُد َْو ِ‬
‫ان‬

‫صدق هللا العظيم‬


‫(سورة المائدة – اآلية ‪)2‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬
‫مما ال شك فيه أن الحياة التى نعيشها بتطوراتها المذهلة وتعقدها‬
‫وتشابكها مليئة باألخطار التى يتعرض لها اإلنسان ‪ ،‬فالخطر فى حقيقة‬
‫األمر قد أصبح رفيقا ً لنا فى جميع أنشطتنا ‪ ،‬فما من فعل يأتيه االنسان‬
‫إال ويحمل فى طياته قدرا كبر أو صغر من الخطر ‪ ،‬فطبيعة الحياة‬
‫الحركة وطبيعة الحركة الخطر(‪. )1‬‬

‫لذلك نجد أن اإلنسان يسعى دائما للبحث عن الحصن الذى يقيه‬


‫شر ضربات القدر وعثرات الزمان ‪ ،‬فإذا لم يكن فى الوسع الحيلولة‬
‫دون وقوع األخطار فال أقل من أن نعمل على تالفى اآلثار السيئة التى‬
‫تنجم عن وقوعها ‪ ،‬وهذا هو ما يفعله التأمين حيث يسعى إلى تحقيق‬
‫هذا الهدف ‪ ،‬حيث يفترض التأمين وجود عدد كبير من األشخاص‬
‫يتعرضون جميعا لنفس الخطر ويصابون بخسارة جسيمة إذا ما تحقق‬
‫هذا الخطر ‪ ،‬لذلك يعمد هؤالء األفراد إلى التعاون فيما بينهم ‪ ،‬بأن‬
‫يقوم كل منهم بدفع مبلغ من المال يسمى بالقسط ‪ ،‬فإذا ما وقعت الكارثة‬
‫وتحقق الخطر لبعضهم وجدوا فى مجموع األموال التى قاموا‬
‫بتحصيلها تعويضا كافيا ‪.‬‬

‫فدراسة التأمين تمثل أهمي ة كبيرة بالنسبة للدور الذى يقوم به فى‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬جالل محمد ابراهيم ‪ ،‬التأمين " دراسة مقارنة "‪ ،‬دار النهضة العربية ‪،‬‬
‫‪ ، 1991‬ص ‪9‬‬

‫‪3‬‬
‫الحياة المعاصرة ‪ ،‬لذلك نجد أن المشرع يتدخل من أجل تنظيمه نظرا‬
‫لما يحققه من أهمية اجتماعية واقتصادية ‪ ،‬فكل فرد فى المجتمع له‬
‫مصلحة من قريب أو بعيد فى التأمين ‪ ،‬فقد يلجأ الفرد للتأمين على‬
‫أمواله ضد الحريق أو السرقة ‪ ،‬أو يؤمن على حياته لمصلحة أقاربه ‪،‬‬
‫أو يؤمن ضد مسئوليته ‪......‬الخ (‪. )1‬‬

‫ويقوم نظام التأمين على أركان وأسس فنية ال يمكن االستغناء‬


‫عنها ‪ ،‬وهو ينشأ بين طرفين على األقل ‪ ،‬يتمثل الطرف األول فى‬
‫مجموع األشخاص الذين يتهددهم الخطر ويسمى كل منهم بالمؤمن له‪،‬‬
‫والطرف الثانى هو ذلك الشخص الذى يأخذ على عاتقه مهمة جمع‬
‫األقساط ودفع مبلغ التأمين لمن يصيبه الخطر ويسمى بالمؤمن ‪ ،‬وتنشأ‬
‫هذه العالقة العقدية التزامات على عاتق طرفى التعاقد ‪ ،‬حيث يلتزم‬
‫المؤمن له بدفع القسط ‪ ،‬ويقوم المؤمن نظير ذلك بتغطيته فى حالة تحقق‬
‫الخطر عن طريق التعويض المالى ‪ ،‬وعلى ذلك فإن التأمين يتطلب‬
‫توافر ثالثة عناصر أساسية هى الخطر والقسط والعوض المالى ‪.‬‬

‫وعقد التأمين كغيره من العقود له لحظة ميالد يعقبها فترة حياة‬


‫يعيشها ثم ينتهى بعدها ‪ ،‬وعلى ذلك فإن دراستنا لعقد التأمين سوف‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬أحكام التأمين فى القانون والقضاء ‪ ،‬مطبعة حسان ‪،‬‬
‫‪ ، 1991‬ص‪9‬‬

‫‪4‬‬
‫نبرز من خاللها جميع الجوانب السابقة ‪ ،‬ولذلك فسوف نقسم خطة‬
‫الدراسة على النحو التالى ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬األحكام العامة لعقد التأمين‬

‫الفصل الثانى ‪ :‬أركان عقد التأمين‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬انعقاد عقد التأمين واثباته‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬آثار عقد التأمين‬

‫الفصل الخامس ‪ :‬مدة عقد التأمين وانقضاءه‬

‫الفصل األول‬

‫األحكام العامة لعقد التأمين‬

‫( مفهومه ‪ -‬خصائصه ‪ -‬تقسيماته – أطرافه )‬

‫من خالل هذا الفصل سوف نتعرف على المقصود بعقد التأمين‪،‬‬
‫ثم نوضح خصائصه ‪ ،‬ثم نتعرض لتقسيماته ‪ ،‬ثم ألطرافه وذلك من‬
‫خالل أربعة مباحث تم تقسيمها على النحو اآلتى ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف عقد التأمين‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬خصائص عقد التأمين‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬التقسيم القانونى للتأمين‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬أطراف عقد التأمين‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‬

‫تعريف عقد التأمين‬

‫عرف المشرع عقد التأمين فى المادة ‪ 111‬مدنى حيث نص على‬


‫أنه " التأمين عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدى إلى المؤمن له أو‬
‫إلى المستفيد الذى اشتراط التأمين لصالحة مبلغا ً من المال أو إيرادا ً‬
‫مرتبا ً أو أى عوض مالي أخر فى حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر‬
‫المبين بالعقد وذلك فى نظير قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها‬
‫المؤمن له للمؤمن" ‪.‬‬

‫من خالل هذا التعريف السابق يتضح لنا أن التأمين هو عالقة‬


‫قانونية تتم بين المؤمن له والمؤمن ‪ ،‬تستمد هذه العالقة وجودها من‬
‫عقد التأمين ‪ ،‬حيث يفترض وجود تلك العالقة أن خطرا أو حادثا ً‬
‫يخشى وقوعه للمؤمن له ‪ ،‬ويقوم المؤمن بتغطية ذلك الخطر عند‬
‫وقوعه ‪ ،‬وذلك فى نظير قسط معين يدفعه المؤمن له للمؤمن دوريا ً(‪.)1‬‬

‫فهذا التعريف المتقدم يشتمل على عناصر التأمين وهى أطراف‬


‫العقد ( المؤمن والمؤمن له ) ‪ ،‬ومحل العقد ( ضمان خطر ما يتمثل‬
‫فى وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين بالعقد ) ‪ ،‬والقسط ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪11‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث الثانى‬

‫خصائص عقد التأمين‬

‫عقد التأمين من العقود المسماه التى نظمها المشرع المصرى فى‬


‫التقنين المدنى المصرى ‪ ،‬وهذا العقد يتميز بالعديد من الخصائص التى‬
‫قد يشترك فيها مع غيره من العقود ومنها ما يتميز به عن غيره ‪ ،‬ومن‬
‫خالل هذا المبحث نوضح هذه الخصائص ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬عقد التأمين عقد رضائى ‪:‬‬

‫األصل وفقا للقانون المدنى أن عقد التأمين عقد رضائى أى ينعقد‬


‫بمجرد توافق ارادتين متطابقتين بااليجاب والقبول ‪ ،‬فلم يتطلب‬
‫المشرع شكل خاص النعقاده ‪ ،‬وإذا كان العمل قد جرى على أن يفرغ‬
‫األفراد اإلتفاق عليه فى وثيقة مكتوبة فإن هذه الكتابة مطلوبة لإلثبات‬
‫وليس لالنعقاد(‪. )1‬‬

‫غير أن رضائية عقد التأمين ليست متعلقة بالنظام العام فيجوز‬


‫االتفاق على جعل الكتابة شرطا النعقاده وبالتالى يصبح عقد شكلى ‪،‬‬
‫كما يجوز االتفاق على أنه ال يتم إال بدفع القسط األول منه وبذلك يكون‬
‫عقد عينى ‪ ،‬غير أن مثل هذه االتفاقات يجب أن تكون واضحة‬

‫ــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬د‪.‬عابد فايد عبد الفتاح ‪ ،‬أحكام عقد التأمين ‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪، 0212 ،‬‬
‫ص‪14‬‬

‫‪7‬‬
‫وصريحة (‪. )1‬‬

‫ثانيا عقد التأمين عقد إذعان ‪:‬‬

‫يعد عقد التأمين من عقود اإلذعان حيث يقتصر القبول فيه على‬
‫مجرد التسليم بالشروط التى تضعها شركات التأمين وال تقبل مناقشة‬
‫فيها ‪ ،‬فالمؤمن هو الطرف القوى ويقتصر دور المؤمن له على التسليم‬
‫بشروط العقد وهى شروط أكثرها مطبوعة فى وثيقة يضعها الطرف‬
‫القوى أى المؤمن ويعرضها على الناس كافة (‪ ، )0‬فإذا عرفنا أن رضاء‬
‫المؤمن له فى عقد التأمين يقتصر على قبول الشروط التى تضعها‬
‫شركات التأمين فى وثائق مطبوعة وال تقبل المساومة فيها أمكن لنا‬
‫أن نستنتج أن عقد التأمين من عقود اإلذعان(‪.)3‬‬

‫لذلك نجد أن المشرع قد تدخل من أجل حماية الطرف الضعيف‬


‫وهم المؤمن لهم فقرر حماية خاصة لهم باإلضافة إلى الحماية المقررة‬
‫وفقا للقواعد العامة ‪.‬‬

‫فوفقا للقواعد العامة يتمتع المؤمن لهم بالحماية المقررة للطرف‬


‫الضعيف فى عقود اإلذعان ‪ ،‬وقد وردت هذه الحماية فى المواد ‪119‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪99‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬التأمين ‪ ،‬منشأة المعارف باالسكندرية ‪، 0220 ،‬‬
‫ص‪022‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪91‬‬

‫‪8‬‬
‫و ‪ 141‬مدنى ‪ ،‬فالمادة ‪ 119‬تنص على أنه " إذا تم التعاقد بطريق‬
‫اإلذعان ‪ ،‬وكان قد تضمن شروطا تعسفية جاز للقاضي أن يعدل هذه‬
‫الشروط أو أن يعفي الطرف المذعن منها ‪ ،‬وذلك وفقا لما تقضي به‬
‫العدالة ‪ .‬ويقع باطال كل اتفاق على خالف ذلك" ‪ .‬وكذلك نجد أن المادة‬
‫‪ 0/141‬تنص على أنه " ال يجوز أن يكون تفسير العبارات الغامضة‬
‫في عقود اإلذعان ضارا بمصلحة الطرف المذعن" ‪ .‬وذلك على خالف‬
‫ما تقضى به القاعدة العامة الواردة فى الفقرة األولى منها والتى تنص‬
‫على أن تفسير الشك يكون فى مصلحة المدين ‪.‬‬

‫كذلك يتمتع المؤمن لهم بحماية خاصة باعتبارهم الطرف الضعيف‬


‫فى عقد التأمين وتتمثل هذه الحماية فى فرض المشرع رقابة شديدة‬
‫على الهيئات التى تتولى عملية التأمين والزامه هذه الهيئات بتكوين‬
‫‪،‬‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫احتياطات لديها لضمان الوفاء بالتزاماتها فى مواجهة عمالئها‬
‫وفرضه لجزاءات صارمة على الشركات التى تخالف أحكام القوانين‬
‫التى تنظم الرقابة واإلشراف على التأمين(‪. )0‬‬

‫كذلك نجد أن المشرع قد نظم عقد التأمين بقواعد قانونية متعلقة‬


‫بالنظام العام حماية للمؤمن لهم ‪ ،‬فوضع حد أدنى من الحماية ال يجوز‬
‫النزول عنه ونص على أن أى اتفاق يخال ف هذه األحكام يكون باطال‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل محمد ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪134‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪11‬‬

‫‪9‬‬
‫ما لم يكن هذا االتفاق فى مصلحة المؤمن له أو المستفيد ‪ ،‬فالمادة ‪143‬‬
‫مدنى تنص على أنه " يقع باطال كل اتفاق يخالف أحكام النصوص‬
‫الواردة فى هذه الفصل ‪ ،‬إال أن يكون ذلك لمصلحة المؤمن له أو‬
‫لمصلحة المستفيد" ‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 142‬مدنى على أنه " يقع باطال ما يرد فى‬
‫وثيقة التأمين من الشروط اآلتية‪ )1( :‬الشرط الذى يقضى بسقوط‬
‫الحق فى التأمين بسبب مخالفة القوانين واللوائح ‪ ،‬إال إذا انطوت هذه‬
‫المخالفة على جناية أو جنحة عمدية‪.‬‬

‫(‪ )0‬الشرط الذى يقضى بسقوط حق المؤمن له بسبب تأخره فى إعالن‬


‫الحادث المؤمن منه إلى السلطات أو فى تقديم المستندات إذا تبين من‬
‫الظروف أن التأخر كان لعذر مقبول‪.‬‬

‫(‪ )3‬كل شرط مطبوع لم يبرز بشكل ظاهر وكان متعلقا ً بحالة من‬
‫األحوال التى تؤدى إلى البطالن أو السقوط‪.‬‬

‫(‪ )1‬شرط التحكيم إذا ورد فى الوثيقة بين شروطها العامة المطبوعة‬
‫ال فى صورة اتفاق خاص منفصل عن الشروط العامة‪.‬‬

‫(‪ )4‬كل شرط تعسفي أخر يتبين أنه لم يكن لمخالفته أثر فى وقوع‬
‫الحادث المؤمن منه" ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ثالثا ‪ :‬عقد التأمين عقد تبادلى ملزم للجانبين ‪:‬‬

‫يعد عقد التأمين من العقود الملزمة للجانبين حيث يفرض‬


‫التزامات متقابلة على عاتق كال الطرفين المؤمن والمؤمن له ‪،‬‬
‫فالمؤمن له يلتزم كما سنرى بدفع القسط ‪ ،‬وبإعالن المؤمن بالخطر أو‬
‫بأى تعديل يطرأ عليه ‪ ،‬وفى المقابل يلتزم المؤمن بضمان المؤمن له‬
‫ضد الخطر المنصوص عليه فى العقد ‪ ،‬وبتنفيذ األداء المتفق عليه فى‬
‫العقد فى حالة تحقق الخطر ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬عقد التأمين عقد معاوضة ‪:‬‬

‫نظرا ألن عقد التأمين من العقود التى يأخذ فيه كل متعاقد مقابال‬
‫لما يعطى فلذلك فإنه يعد من عقود المعاوضة ‪ ،‬فما يقدمه المؤمن له‬
‫هو ما يحصل عليه المؤمن ‪ ،‬وما يحصل عليه المؤمن له هو فى ذات‬
‫الوقت ما يقدمه المؤمن ‪ ،‬فالمؤمن له يدفع األقساط ويأخذ من المؤمن‬
‫فى مقابل ذلك مبلغ التأمين فى حالة وقوع الكارثة أو الخطر ‪ ،‬أو‬
‫بعبارة أدق المؤمن له يحصل على األمان بتعهد المؤمن بتحمل تبعة‬
‫الخطر عند تحققه ‪ ،‬أى أن مقابل األقساط ليس مبلغ التأمين بل األمان‬
‫الذى يحصل عليه دائما بتعهد المؤمن سواء تحقق الخطر أم لم‬
‫يتحقق(‪.)1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪ .‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪191‬‬

‫‪11‬‬
‫وال يغير من طبيعة عقد التأمين بكونه عقد معاوضة عدم حصول‬
‫المؤمن له على مبلغ التأمين فى حالة انقضاء التأمين دون وقوع‬
‫الخطر‪ ،‬حيث تعتبر األقساط المدفوعة فى هذه الحالة كما ذكرنا مقابال‬
‫لألمان الذى يوفره المؤمن بتعهده تحمل تبعة الخطر الذى يخشى‬
‫المؤمن له وقوعه خالل فترة معينة(‪. )1‬‬

‫كما ال يؤثر على طبيعة عقد التأمين بكونه من عقود المعاوضة‬


‫العالقة التى قد تنشأ بين المؤمن له والغير المستفيد من هذا العقد والتى‬
‫يمكن أن تكون تبرع ‪ ،‬خاصة فى التأمين على الحياة فقد يؤمن شخص‬
‫على حياته ويعين أحد أقاربه مستفيدا ً دون أن يتلقى منه مقابال ً لمثل‬
‫هذا التأمين ‪ ،‬آلن هذه العالقة انما هى خارج عقد التأمين ومن ثم فال‬
‫تؤثر على طبيعته(‪. )0‬‬

‫خامسا ‪ :‬عقد التأمين عقد احتمالى ‪:‬‬

‫يعد العقد احتماليا ً متى كان كل طرف من أطرافه ال يعرف وقت‬


‫انعقاده مقدار ما يأخذ ومقدار ما يعطى ‪ ،‬وهذا األمر متحقق بالنسبة‬
‫لعقد التأمين ‪ ،‬لذلك نجد أن المشرع قد عالج أحكامه فى الباب الرابع‬
‫ضمن عقود الغرر والمقامرة والرهان واإليراد المرتب مدى الحياة ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪ .‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪191‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 104‬وما بعدها‬

‫‪12‬‬
‫فاحتمال الكسب والخسارة قائم عند ابرام عقد التأمين فى جانب‬
‫كال طرفيه ‪ ،‬حيث يتوقف تحديد الجانب الذى سيكسب أو سيخسر على‬
‫‪ ،‬فاألمر متوقف على وقوع الكارثة أو عدم وقوعها ‪ ،‬فقد‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫الصدفة‬
‫يقوم المؤمن له بدفع األقساط دون أن يحصل على أداء مالى من‬
‫المؤمن إذا لم يتحقق الخطر فيخسر بذلك األقساط التى دفعها ليربحها‬
‫المؤمن ‪ ،‬ومن ناحية أخرى فقد يقع الخطر المؤمن منه فى تاريخ قريب‬
‫من ابرام الوثيقة فيقبض المؤمن له مبلغ تأمين يفوق كثيرا ً ما تلقاه‬
‫المؤمن من أقساط فيربح بذلك الفارق بينهما وهو الفارق الذى يخسره‬
‫المؤمن(‪. )0‬‬

‫وفى سبيل استظهار الصفة االحتمالية لعقد التأمين يجب التفرقة‬


‫بين العالقة الفردية التى تتم بين المؤمن والمؤمن له ففى هذه العالقة‬
‫فقط تظهر الصفة االحتمالية لعقد التأمين ‪ ،‬أما بالنسبة لعالقة المؤمن‬
‫بمجموع المؤمن لهم وهى ما تعرف بفن التأمين فإنها تقوم على أسس‬
‫علمية اقتصادية واحصائية تعمل فى النهاية على عدم احتمالية عملية‬
‫التأمين حيث يقوم المؤمن برصد حركة الخطر وتحديد درجة احتمال‬
‫وقوعه ثم يحدد قسط التأمين على ضوء هذه االحتماالت وهذا من شأنه‬
‫القضاء على احتمالية الخسارة بالنسبة لمجموع عقود التأمين التى‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪121‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪194‬‬

‫‪13‬‬
‫يبرمها ‪ ،‬كما أن غاية المؤمن له من التأمين تتنافى بطبيعتها مع طابع‬
‫االحتمال ‪ ،‬فهو يجرى عملية التأمين من أجل تفادى الصدفة السيئة أو‬
‫الحظ السئ ‪ ،‬فهو حين يبرم عقد التأمين إنما يكون مدفوعا إلى ذلك‬
‫ليس بعامل تحقيق الربح ولكن بقصد تفادى خسارة محتملة ‪ ،‬وهذا ما‬
‫يميز عقد التأمين عن غيره من عقود الغرر كالمقامرة والرهان(‪. )1‬‬

‫خالصة القول ان التأمين بالنظر اليه من وجهة نظر قانونية‬


‫محضة فإنه يعد من عقود االحتمال ‪ ،‬أما عملية التأمين ذاتها من وجهة‬
‫اقتصادية أو اجتماعية سواء بالنسبة للمؤمن له أو المؤمن فإنها تتصف‬
‫بالثبات وتقدير العواقب وترمى إلى درء مخاطر االحتمال(‪. )0‬‬

‫غير انه ينبغى مالحظة أن الصفة االحتمالية لعقد التأمين والتى‬


‫تعد من خصائصه الجوهرية ينبغى توافرها فى جميع مراحل العقد‬
‫وليس فقط أثناء انعقاد العقد بحيث اذا انتفت الصفة االحتمالية عند ابرام‬
‫االتفاق كان عقد التأمين باطال ‪ ،‬أما إذا وجدت عند اإلبرام ولكنها انتفت‬
‫‪ ،‬كما لو‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫فيما بعد أثناء سريان العقد فإن العقد ينقضى بقوة القانون‬
‫هلك الشئ المؤمن عليه بخطر أخر غير الخطر المؤمن منه(‪. )1‬‬

‫ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 109‬وما بعدها‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪191‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪49‬‬
‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪109‬‬

‫‪14‬‬
‫سادسا ‪ :‬عقد التأمين من عقود المدة (عقد زمنى ) ‪:‬‬
‫يعد عقد التأمين من العقود الزمنية أى العقود التى يكون الزمن‬
‫فيها عنصرا جوهريا فى تنفيذها حيث يكون التزام طرفيه أو أحدهما‬
‫‪ ،‬أى أن الزمن هو‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫عبارة عن أداءات تنفذ على فترات زمنية معينة‬
‫المقياس الذى يقدر به محل العقد(‪. )0‬‬

‫فعقد التأمين من العقود الزمنية بالنسبة للمؤمن ألنه يلتزم خالل‬


‫فترة زمنية معينة وعلى امتدادها بتحمل الخطر المؤمن منه ‪ ،‬كما أنه‬
‫من العقود الزمنية بالنسبة للمؤمن له أيضا ألنه يقوم بدفع أقساط التأمين‬
‫على فترات دورية منتظمة تقابل الفترات التى يلتزم فيها المؤمن‬
‫بالضمان(‪ ، )3‬وال يقدح فى ذلك قيام المؤمن له فى بعض حاالت التأمين‬
‫بدفع القسط المقدر عن كل مدة التأمين دفعة واحدة عند إبرام العقد كما‬
‫هو الحال فى تأمين نقل البضائع إذ القسط فى هذه الحالة يكون محددا‬
‫على ضوء المدة التى سيشملها الضمان ‪ ،‬حيث يعتبر األداء الفورى‬
‫فى هذه الح الة مجرد طريق من طرق الوفاء بااللتزام ‪ ،‬ويظل المؤمن‬
‫له ملزم بعدم اتخاذ أى مسلك من شأنه تزايد احتمال وقوع الخطر أثناء‬
‫سريان العقد ‪ ،‬واالمتناع كذلك عن كل ما من شأنه زيادة الخطر وهذا‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪49‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪124‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪131‬‬

‫‪15‬‬
‫يعد التزاما مستمرا(‪. )1‬‬

‫ويترتب على اعتبار عقد التأمين من العقود الزمنية عدة نتائج‬


‫أهمها أنه إذا أخل أحد طرفى العقد بالتزاماته أثناء سريان العقد وطالب‬
‫الطرف اآلخر بالفسخ ‪ ،‬فإن أثرهذا الفسخ يسرى بالنسبة للمستقبل فقط‬
‫ويظل ما نفذ من العقد فى الماضى صحيحا ً ‪ ،‬أى أنه ال يطبق بأثر‬
‫رجعى فيظل المؤمن محتفظا باألقساط التى قبضها فى الفترة السابقة‬
‫على الفس خ فى مقابل تمتع المؤمن له بالحماية واألمان خالل هذه‬
‫الفترة(‪. )0‬‬

‫كذلك الحال إذا استحال تنفيذ أحد المتعاقدين اللتزامه بسبب أجنبى‬
‫ال يد له فيه ‪ ،‬فإن هذا االلتزام ينقضى الستحالة تنفيذه ‪ ،‬وينقضى تبعا‬
‫له االلتزام المقابل أى التزام المتعاقد اآلخر بقوة القانون تطبيقا للقواعد‬
‫العامة ‪ ،‬فالمادة ‪ 149‬مدنى تنص على أنه " في العقود الملزمة‬
‫للجانبين إذا انقضي التزام بسبب استحالة تنفيذه انقضت معه‬
‫االلتزامات المقابلة له وينفسخ العقد من تلقاء نفسه" ‪ .‬وهذا االنفساخ‬
‫يكون بالنسبة للمستقبل فقط وليس له أثر رجعى(‪.)3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪199‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪49‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪199‬‬

‫‪16‬‬
‫سابعا ‪ :‬عقد التأمين من عقود حسن النية ‪:‬‬

‫يعد مبدأ وجوب مراعاة حسن النية من المبادئ العامة التى تسرى‬
‫على كافة العقود ‪ ،‬فالمادة ‪ 1/119‬مدنى تنص على أنه " يجب تنفيذ‬
‫العقد طبقا لما اشتمل عليه وبطريقه تتفق مع ما يوجبه حسن النية" ‪.‬‬

‫وإذا كان عقد التأمين يخضع كغيره من العقود لمبدأ حسن النية ‪،‬‬
‫إال أن حسن النية فى عقد التأمين يلعب دورا أكبر سواء فى انعقاده أو‬
‫تنفيذه عن الدور الذى يقوم به فى أى عقد آخر(‪. )1‬‬

‫فالمؤمن يعتمد عند قبوله إلبرام عقد التأمين على صحة البيانات‬
‫التى يدلى بها المؤمن له عن ماهية الخطر والظروف المحيطة به ‪،‬‬
‫لذلك يجب على المؤمن له أن يتحرى حسن النية عند قيامه باإلدالء‬
‫بهذه البيانات ‪ ،‬وكذلك يجب عليه أثناء تنفيذ العقد االمتناع عن كل ما‬
‫من شأنه زيادة درجة احتمال وقوع الخطر أو زيادة درجة جسامته ‪،‬‬
‫كما يلتزم بإعالم المؤمن خالل مدة وجيزة بوقوع الكارثة وبالظروف‬
‫‪ ،‬ولذلك فإذا أخل المؤمن له‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫المحيطة بهذا الوقوع وأسبابه ونتائجه‬
‫بوجوب مراعاة حسن النية سواء عند انعقاد العقد أو أثناء سريانه فإنه‬
‫يتعرض لجزاءات شديدة تتمثل فى البطالن أو سقوط الحق فى الضمان‬
‫كما سنرى فيما بعد عند الحديث عن الجزاءات الخاصة بعقد التأمين ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪ .‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪129‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪139‬‬

‫‪17‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫التقسيم القانونى للتأمين‬
‫تتعدد تقسيمات التأمين فهناك التقسيم الموضوعى للتأمين الذى‬
‫ينقسم إلى التأمين البحرى والتأمين البرى ‪ ،‬والتأمين االجتماعى‬
‫والتأمين الخاص والتأمين من األضرار والتأمين على األشخاص ‪،‬‬
‫وهناك التقسيم الشكلى للتأمين والذى ينقسم إلى التأمين التعاونى‬
‫والتأمين التجارى ‪ ،‬وهناك من يقسم التأمين إلى تقسيمات تشريعية‬
‫وتقسيمات فقهية ‪ ،‬أيا ما كان األمر فإننا سنقتصر هنا على الحديث عن‬
‫تقسيم التأمين إلى تأمين على األشخاص وتأمين من األضرار ‪.‬‬

‫التأمين من األضرار والتأمين على األشخاص ‪:‬‬

‫تنصب دراستنا هنا على نوعى التأمين وهما التأمين من األضرار‬


‫والتأمين على األشخاص ‪ ،‬ويتم التفريق بينهما بحسب الغرض من‬
‫التأمين ‪ ،‬فإذا كان الغرض من التأمين تعويض األضرار المالية التى‬
‫تلحق ذمة المؤمن له كان التأمين تأمينا ً من األضرار ‪ ،‬أما إذا كان مبلغ‬
‫التأمين يدفع عند تحقق الخطر المؤمن منه بغض النظر عن حدوث‬
‫ضرر ما كان التأمين هنا تأمينا ً على األشخاص وهو تأمين يتعلق‬
‫بصحة اإلنسان وحياته (‪. )1‬‬

‫أوال ‪ :‬التأمين من األضرار ‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪09‬‬

‫‪18‬‬
‫هذا النوع من التأمين يهدف إلى تعويض المؤمن له عما يلحق‬
‫ذمته المالية من ضرر نتيجة لتحقق خطر معين ‪ ،‬فال يغطى التأمين‬
‫هنا إال مقدار الضرر الحادث فعال ‪ ،‬أى أن المؤمن له ال يتلقى تعويضا‬
‫أعلى من مقدار الضرر المتحقق فعال ‪ ،‬وإال كان التأمين هنا مصدرا ً‬
‫لإلثراء(‪. )1‬‬

‫وينقسم التأمين من األضرار إلى نوعين ‪ :‬تأمين على األشياء ‪،‬‬


‫وتأمين من المسئولية ‪.‬‬

‫أ ‪ -‬التأمين على األشياء ‪:‬‬

‫يقصد به تأمين المؤمن له من ضرر يصيب ماله بطريق مباشر‬


‫فهو يعوضه عن الخسائر المادية التى تصيب ذمته المالية ‪ ،‬كالتأمين‬
‫على األشياء ضد السرقة ‪ ،‬والتأمين ضد الحريق ‪ ،‬والتأمين على‬
‫‪.‬‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫المزروعات ضد التلف‬

‫ب‪ -‬التأمين من المسئولية ‪:‬‬

‫يقصد به تأمين المؤمن له من الضرر الذى يصيبه فى ماله إذا‬


‫تحققت مسئوليته قبل الغير ورجع عليه الغير بالتعويض ‪ ،‬فالمؤمن هنا‬
‫ال يعوض الغير عن الضرر الذى أصابه ‪ ،‬وانما يتحمل العبء المالى‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪ .‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪32‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪32‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ ،‬فقيام المؤمن له‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫الذى أصاب المؤمن له نتيجة النعقاد مسئوليته‬
‫بتعويض الغير يعنى أن ذمته المالية قد أصيبت بخسارة لذلك يقوم‬
‫المؤمن بتعويضه عن األضرار التى أصابت ذمته المالية نتيجة لدفع‬
‫التعويض للمضرور ‪ ،‬ومن أمثلة هذا النوع من التأمين تأمين المسئولية‬
‫عن الحريق ‪ ،‬وتأمين المسئولية المهنية ‪ ،‬والتأمين على حوادث‬
‫السيارات(‪. )0‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التأمين على األشخاص ‪:‬‬

‫يهدف هذا النوع من التأمين إلى تأمين اإلنسان من األخطار التى‬


‫تهدد حياته ‪ ،‬أو سالمته البدنية أو الصحية وقدرته على العمل ‪ ،‬فيغطى‬
‫هذا التأمين األخطار والوقائع التى تمس شخص اإلنسان ذاته كالحياة‪،‬‬
‫والموت ‪ ،‬والمرض ‪ ،‬والعجز ‪ ،‬والزواج ‪ ،‬والميالد وغيرها ‪.‬‬

‫ويالحظ أن هذا النوع من التأمين يختلف عن التأمين من‬


‫األضرار‪ ،‬فهو ال يخضع لمبدأ عدم استحقاق التعويض إال بقدر‬
‫الضرر ‪ ،‬ومن ثم فإن المؤمن له يحصل على مبلغ التعويض المتفق‬
‫عليه كامال متى تحقق الخطر المؤمن منه بغض النظر عن قيمة‬
‫‪ ،‬فمبلغ التأمين‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫الضرر الذى أصابه ‪ ،‬بل وحتى ولو لم يصبه ضرر‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪32‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪30‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪00‬‬

‫‪21‬‬
‫هنا ال يحمل الصفة التعويضية فشخص االنسان ليس محال للتقويم‬
‫بالمال ‪ ،‬كما أن االنسان قد يؤمن على حدوث بعض الوقائع التى ال‬
‫تصلح كمحل للحديث عن حدوث ضرر كما فى حالة الزواج أو‬
‫الميالد‪ ،‬فمبلغ التأمين فى هذا النوع من التأمين يكون محددا ً تحديدا ً‬
‫جزافيا ُ فى وثيقة التأمين بحيث ال يحتاج األمر إلى التحقق من وجود‬
‫ضرر ومداه(‪. )1‬‬

‫ومن أهم أنواع هذا التأمين ‪ :‬التأمين على الحياة ‪ ،‬والتأمين ضد‬
‫اإلصابة أو المرض ‪ ،‬وتأمين الزواج أو األوالد ‪.‬‬

‫أ‪ -‬التأمين على الحياة ‪:‬‬

‫يعد التأمين على الحياة أهم صور التأمين على األشخاص وهو‬
‫ينقسم إلى عدة أنواع ‪:‬‬

‫‪ -1‬التأمين لحال الوفاة ‪ :‬وله أكثر من صورة منها ( التأمين‬


‫العمرى) وهو عبارة عن عقد بمقتضاه يلتزم المؤمن بأن يدفع‬
‫مبلغ من النقود أو ايراد مرتب مدى الحياة لصالح المستفيد عند‬
‫وفاة المؤمن على حياته أيا كان وقت الوفاة ‪ ،‬مقابل التزام‬
‫المؤمن له بدفع أقساط التأمين ‪ ،‬و(التأمين المؤقت ) وفيه ال‬
‫يستحق مبلغ التأمين إال إذا مات المؤمن على حياته خالل مدة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪33‬‬

‫‪21‬‬
‫معينة ‪ ،‬فإذا انقضت هذه المدة وبقى على قيد الحياة برئت ذمة المؤمن‬
‫واستبقى أقساط التأمين التى قبضها(‪. )1‬‬

‫‪ -0‬التأمين لحال البقاء ‪ :‬فى هذه الصورة ال يستحق مبلغ التأمين‬


‫إال إذا بقى المؤمن على حياته على قيد الحياة إلى تاريخ معين‬
‫يتحدد ببلوغه سنا معينة تضعف فيه صحته وتقل فيه موارده ‪،‬‬
‫فيستعين بالتأمين لكفالة األمان فى سن الشيخوخة ولضمان‬
‫دخل لكفاية حاجات الحياة ‪ ،‬فإذا مات قبل ذلك التاريخ احتفظ‬
‫المؤمن باألقساط وبرئت ذمته(‪. )0‬‬
‫‪ -3‬التأمين المختلط ‪ :‬هذا النوع من تأمين الحياة يشمل الصورتين‬
‫السابقتين فمن خالله يتم دفع مبلغ التأمين للمستفيد إذا توفى‬
‫المؤمن على حياته خالل مدة معينة ‪ ،‬بينما يدفع هذا المبلغ‬
‫للمؤمن على حياته نفسه إذا بقى حيا بعد انقضاء هذه المدة‬
‫المذكورة(‪. )3‬‬

‫ب‪ -‬التأمين ضد اإلصابة أو المرض ‪:‬‬

‫فى هذا التأمين يؤمن المؤمن له ضد الحوادث التى قد تصيبه‬


‫والتى قد تؤدى إلى الوفاة أو العاهة أو العجز الدائم أو الجزئى سواء‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪04‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪99‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪33‬‬

‫‪22‬‬
‫نتيجة لمرض أصابه أو حادث مفاجئ يؤدى إلى عجزه عن العمل‬
‫كليا أو جزئيا بحيث يحصل على مبلغ التأمين إذا حدثت اإلصابة أو‬
‫المرض المؤمن منه ‪ ،‬كما يلتزم المؤمن برد نفقات العالج واألدوية(‪.)1‬‬

‫جـ ‪ -‬تأمين الزواج وتأمين األوالد ‪:‬‬

‫يغطى تأمين الزواج النفقات التى يستلزمها زواج المؤمن له أو‬


‫المستفيد ‪ ،‬حيث يقوم المؤمن بدفع مبلغ التأمين لمستحقه إذا تزوج قبل‬
‫أن يبلغ سنا معينا ‪ ،‬أما الغرض من تأمين األوالد هو تغطية النفقات‬
‫التى تقتضيها والدة طفل للمؤمن له خالل مدة التأمين(‪. )0‬‬

‫النتائج المترتبة على تقسيم التأمين إلى تأمين من األضرار‬


‫وتأمين على األشخاص ‪:‬‬

‫يترتب على تقسيم التأمين إلى تأمين من األضرار وتأمين على‬


‫األشخاص مجموعة من النتائج تتمثل فى ‪:‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة لتحقق الضرر ‪ :‬يشترط فى التأمين من األضرار‬


‫تحقق الضرر حتى يستحق المؤمن له مبلغ التأمين ‪ ،‬فالتأمين هنا‬
‫يتصف بالصفة التعويضية ‪ ،‬وقد نصت على ذلك المادة ‪ 141‬مدنى‬
‫بقولها " ال يلتزم المؤمن فى تعويض المؤمن له إال عن الضرر الناتج‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪99‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪31‬‬

‫‪23‬‬
‫من وقوع الخطر المؤمن منه بشرط أال يجاوز ذلك قيمة التأمين " ‪،‬‬
‫أما فى التأمين على األشخاص فال يلزم الستحقاق مبلغ التأمين تحقق‬
‫ضرر معين فهو يستحق حتى ولو لم يتحقق ضرر‪ ،‬حيث ال يتصف‬
‫التأمين هنا بالصفة التعويضية ‪ ،‬وفى ذلك تنص المادة ‪ 141‬مدنى على‬
‫أنه " المبالغ التى يلتزم المؤمن فى التأمين على الحياة بدفعها إلى‬
‫المؤمن له أو إلى المستفيد عند وقوع الحادث المؤمن منه أو حلول‬
‫األجل المنصوص عليه فى وثيقة التأمين تصبح مستحقة من وقت‬
‫وقوع الحادث أو وقت حلول األجل دون حاجة إلى إثبات ضرر‬
‫أصاب المؤمن له أو أصاب المستفيد" ‪.‬‬

‫‪ -0‬بالنسبة لمدى تناسب التعويض مع الضرر‪ :‬ففى التأمين من‬


‫األضرار فإن المؤمن ال يلتزم إال بدفع مبلغ تأمين يتناسب مع قدر‬
‫الضرر الذى أصاب المؤمن له حتى ولو كان المبلغ المتفق عليه أكبر‬
‫من قيمة الضرر(‪ ، )1‬أما فى التأمين على األشخاص فال يتطلب تناسب‬
‫التعويض مع الضرر ‪ ،‬حيث يحصل المستفيد على مبلغ التأمين كامال‪.‬‬

‫‪ - 3‬مدى جواز الجمع بين مبلغ التأمين ومبلغ التعويض ‪ :‬فى‬


‫التأمين من األضرار كما ذكرنا أنه ال يجوز للمؤمن له أن يحصل على‬
‫مبلغ تأمين أكبر من قيمة الضرر المتحقق ‪ ،‬ومن ثم فإنه إذا انعقدت‬
‫مسئولية الغير تجاه المؤمن له فهنا ال يجوز للمؤمن له الجمع بين‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪34‬‬

‫‪24‬‬
‫التعويضات بأن يحصل على مبلغ التأمين ويحصل على تعويض من‬
‫الشخص فاعل الضرر(‪ )1‬إال فى الحدود الالزمة لتعويض الضرر ‪ ،‬أما‬
‫فيما يجاوز حدود الضرر فإن فإن الذى يباشر دعوى المسئولية هو‬
‫المؤمن بمقتضى حلوله محل المؤمن له ‪ ،‬حيث يحل المؤمن بما دفعه‬
‫من تعويض محل المؤمن له فى الدعوى المرفوعة من المؤمن له قبل‬
‫‪ ،‬وال يحصل المؤمن له من قيمة‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫الغير المسئول عن الحادث‬
‫التعويض الذى سيدفعه المسئول إال بما يغطى قدر الضرر الذى لم‬
‫يكف مبلغ التأمين لتغطيته ‪ ،‬أما باقى مبلغ التعويض فيحصل عليه‬
‫المؤمن(‪. )3‬‬

‫أما فى التأمين على األشخاص فإنه يجوز للمؤمن له أن يجمع‬


‫‪ ،‬فكما ذكرنا أن المؤمن عليه‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫بين مبلغ التأمين وتعويض المسئولية‬
‫أو المستفيد يحصل على مبلغ التأمين كامال ‪ ،‬ومن ثم فال يجوز للمؤمن‬
‫الذى دفع مبلغ التأمين أن يحل محل المؤمن له أو المستفيد فى حقوقه‬
‫قبل من تسبب فى الحادث ‪ ،‬وفى ذلك تنص المادة ‪ 194‬مدنى على أنه‬
‫"فى التأمين على الحياة ال يكون للمؤمن الذى دفع مبلغ التأمين حق‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪11‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪34‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪99‬‬
‫(‪)1‬د‪.‬عبدالرزاق السنهورى‪ ،‬الوسيط (عقود الغرر) ‪ ، 1991 ،‬جـ‪ ، 0/1‬ص‪999‬‬

‫‪25‬‬
‫فى الحلول محل المؤمن له أو المستفيد فى حقوقه قبل من تسبب فى‬
‫الحادث المؤمن منه أو قبل المسئول عن هذا الحادث " ‪.‬‬

‫‪ -1‬فيما يتعلق بمقدار مبلغ التأمين ‪ :‬ففى التأمين من األضرار‬


‫فإنه ال يمكن تحديد مقدار مبلغ التأمين الذى يجب على المؤمن دفعه‬
‫مقدما ً ‪ ،‬ألن هذا التعويض يعتمد على تحقق الخطر ووقوع الضرر‬
‫وعلى مقداره ‪ ،‬ومن ثم يمكن معرفة مقدار مبلغ التأمين فى هذه الحالة‬
‫والذى يتحدد بأقل القيمتين المبلغ المتفق عليه وقيمة الضرر‪.‬‬

‫أما فى التأمين على األشخاص فإن مقدار مبلغ التأمين الذى‬


‫يجب على المؤمن دفعه يتحدد مقدما فى وثيقة التأمين ‪ ،‬فهو يعتمد على‬
‫إرادة المتعاقدين وال يتوقف على تحقق الضرر ‪ ،‬ومن ثم فال يجوز‬
‫تخفيض هذا المبلغ ولو ثبت أنه يزيد عن الضرر الذى أصاب المؤمن‬
‫له(‪. )1‬‬

‫‪ -4‬شخصية المؤمن له ‪ :‬فى التأمين من األضرار ال تكون‬


‫شخصية المؤمن له محل اعتبار آلن التأمين ال ينصب على تلك‬
‫الشخصية بل على ما يخص المؤمن له من أشياء ‪ ،‬أما فى التأمين على‬
‫األشخاص فإن شخصية المؤمن له تكون محل اعتبار عند ابرام عقد‬
‫التأمين حيث يعمد المؤمن إلى جمع بيانات خاصة عن حالة المؤمن له‬
‫الصحية ‪ ،‬حيث تؤثر هذه البيانات فى وقوع الخطر‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪39‬‬

‫‪26‬‬
‫المبحث الرابع‬

‫أطراف عقد التأمين‬

‫ينعقد عقد التأمين بين طرفين يسمى أحدهم بالمؤمن ويسمى‬


‫الطرف الثانى بالمؤمن له ‪ ،‬وينعقد العقد بمجرد التراضى أى بمجرد‬
‫أن يتبادل طرفى التعاقد التعبير عن إرادتين متطابقتين دون حاجة إلى‬
‫أى إجراء آخر ‪ ،‬واإلرادة التى يعتد بها فى عقد التأمين هى التى تصدر‬
‫من طرفى التعاقد الذين يتمتعان باألهلية الالزمة لإلنعقاد ‪ ،‬بشرط أن‬
‫تكون تلك اإلرادة خالية من العيوب ‪.‬‬

‫ولذلك فسوف نتعرض من خالل هذا المبحث لطرفى عقد‬


‫التأمين ‪ ،‬ثم نتعرض للتعبير عن إرادة التعاقد ‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫طرفى عقد التأمين‬

‫ينعقد عقد التأمين بين طرفين يسمى أحدهم بالمؤمن ويسمى‬


‫الطرف الثانى بالمؤمن له ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المؤمن ‪:‬‬

‫الطرف األول فى عقد التأمين هو المؤمن ‪ ،‬والمؤمن يتخذ غالبا ً‬


‫شكل شركة مساهمة ‪ ،‬كما يمكن أن يتخذ شكل جمعية تبادلية (تعاونية)‬
‫حيث يعتبر كل عضو من أعضاء الجمعية التعاونية مؤمنا ومؤمنا له‬
‫ويتم التعاقد بين المؤمن والعمالء الراغبين فى إبرام عقد التأمين حيث‬
‫‪27‬‬
‫يتحمل المؤمن بااللتزامات المتولدة عن هذا العقد حيث تتولد آثار هذه‬
‫العقود التى يبرمها مع العمالء مباشرة فى مواجهته(‪. )1‬‬

‫غير أن هذا التعاقد ال يتم عادة مباشرة بين شركة التأمين والعمالء ‪،‬‬
‫إذ الغالب أن يتوسط بينهم وسطاء ‪ ،‬فالمؤمن يكون فى الغالب شركة‬
‫مساهمة تتعاقد مع المؤمن لهم عن طريق وسطاء ينوبون عن المؤمن‬
‫وتنصرف آثار تصرفاتهم إلى المؤمن مباشرة ‪.‬‬

‫وسطاء التأمين ‪:‬‬

‫نظرا آلن المؤمن يكون دائما شخصا ً معنويا ‪ ،‬لذلك فإن إبرامه‬
‫‪ ،‬والوسيط قد يكون وكيل‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫لعقود التأمين يكون عن طريق الوسطاء‬
‫مفوض أو مندوب ذو توكيل عام ‪ ،‬أو سمسار ‪.‬‬

‫‪ -1‬الوكيل المفوض ‪:‬‬

‫هو من ينوب عن شركة التأمين ويتعاقد بإسمها ولحسابها ‪ ،‬حيث‬


‫‪ ،‬ويتمتع الوكيل بأوسع‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫يتم التعا قد بينه وبين المؤمن له مباشرة‬
‫السلطات التى قد يتمتع بها وسطاء التأمين ‪ ،‬فهو يتعاقد مباشرة مع‬
‫العمالء وبمقتضى هذه السلطة يكون له أن يمد أجل التعاقد ‪ ،‬وأن‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪111‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪99‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪024‬‬

‫‪28‬‬
‫يعدله‪ ،‬وقبض األقساط ‪ ،‬وانهاء العقد ‪ ،‬وتسوية التعويضات فى حالة‬
‫وقوع الخطر المؤمن منه(‪. )1‬‬

‫‪ -2‬المندوب ذو التوكيل العام ‪:‬‬

‫تقتصر سلطة المندوب ذو التوكيل العام على إبرام عقود التأمين‬


‫مع المؤمن لهم وفقا ً لشروط التأمين العامة المألوفة لوثيقة التأمين ‪ ،‬فال‬
‫يجوز له أن يعدلها وال أن يضيف عليها سواء كان ذلك لمصلحة‬
‫المؤمن له أو لمصلحة المؤمن (‪. )0‬‬

‫‪ -3‬السمسار ‪:‬‬

‫يملك السمسار أضيق السلطات التى يملكها الوسطاء ‪ ،‬فسلطته‬


‫‪ ،‬فاألصل أن مهمة السمسار‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫قد تضيق أو تتسع بحسب األحوال‬
‫األساسية هى التوسط فى إبرام عقود التأمين عن طريق البحث عن‬
‫العمالء الراغبين فى إبرام عقود تأمين ‪ ،‬فإذا ما وجد السمسار عميال‬
‫يرغب فى إبرام عقد تأمين فإن التعاقد يتم مباشرة بين العميل وشركة‬
‫التأمين وتنتهى مهمة السمسار عند هذا الحد ‪ ،‬فال يلتزم بصفته‬
‫الشخصية وال بصفته ضامنا بدفع مبلغ التأمين ‪ ،‬كما ال تكون‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪113‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪029‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪113‬‬

‫‪29‬‬
‫الشركة مسئولة عما وعد به من تعديل فى شروط التأمين أو من إضافة‬
‫على هذه الشروط(‪. )1‬‬

‫وقد ال تقتصر مهمة السمسار على البحث عن عمالء ‪ ،‬حيث‬


‫كتسليم‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫تسند إليه بعض السلطات المحدودة التى تتعلق بتنفيذ العقد‬
‫وثائق التأمين وعقود اإلمتداد الصادرة من المؤمن ‪ ،‬وقبض األقساط‬
‫وتسليم البيانات التى يجب على المؤمن له أن يقدمها للمؤمن أثناء قيام‬
‫الع قد ‪ ،‬وقبض التعويضات الواجب دفعها(‪. )3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المؤمن له ‪:‬‬

‫المؤمن له هو الطرف الثانى فى عقد التأمين الذى يتعهد بتنفيذ‬


‫اإللتزامات المقابلة إللتزام المؤمن ‪ ،‬وقد يقصد به طالب التأمين وهو‬
‫الشخص الذى يتهدده الخطر ‪ ،‬وقد يقصد به المستفيد من التأمين ‪ ،‬فهذه‬
‫الصفات الثالثة قد تجتمع فى شخص واحد كما لو كان طالب التأمين‬
‫هو الذى يتهدده الخطر وهو صاحب الحق فى مبلغ التأمين ‪.‬‬

‫وقد تتفرق هذه الصفات على أكثر من شخص بحيث يكون‬


‫طالب التأمين الذى يتعاقد مع شركة التأمين ويتحمل بااللتزامات‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪122‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1119‬‬
‫(‪)3‬المادة ‪ 1213‬من المشروع التمهيدى ‪ ،‬مجموعة األعمال التحضيرية ‪ ،‬جـ ‪،4‬‬
‫ص ‪ 304‬وما بعدها‬
‫‪31‬‬
‫الناشئة عن العقد شخص ‪ ،‬ويكون المستفيد الذى يلتزم المؤمن بأن‬
‫يؤدى إليه مبلغ التأمين فى حالة تحقق الخطر المؤمن منه شخص آخر‬
‫كأن يؤمن الشخص على نفسه لمصلحة ورثته ‪ ،‬وقد يكون طالب‬
‫التأمين شخص والمؤمن له شخص آخر ‪ ،‬والمستفيد شخص ثالث ‪،‬‬
‫ويمكننا إجمال ذلك كاآلتى ‪:‬‬

‫طالب التأمين ‪ :‬هو الشخص الذى يتعاقد مع شركة التأمين‬


‫والذى يتعهد بدفع األقساط ‪.‬‬

‫المؤمن له ‪ :‬هو الشخص الذى تتعرض حياته وأمواله للخطر‬


‫المؤمن منه ‪.‬‬

‫المستفيد ‪ :‬هو الذى يقتصر دوره على قبض مبلغ التأمين فى‬
‫حالة وقوع الخطر المؤمن منه ‪.‬‬

‫وفيما يلى أمثلة توضح حاالت اجتماع الصفات الثالثة أو‬


‫تفرقها‪:‬‬

‫*إذا أمن شخص على نفسه ضد المرض فهو بذلك يجمع بين‬
‫الصفات الثالثة طالب التأمين والمؤمن له والمستفيد ‪.‬‬

‫* أما إذا أمن زوج على حياة زوجته لصالح أوالده فهنا يكون‬
‫الزوج هو المتعاقد طالب التأمين الذى يلتزم بدفع األقساط ‪ ،‬والزوجة‬
‫هى المؤمن عليها واألوالد هم المستفيدون ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫* إذا أمن الشخص على حياته لمصلحة أوالده فهنا يجتمع فى‬
‫هذا الشخص صفتى طالب التأمين والمؤمن له ألنه هو الذى يتعاقد مع‬
‫شركة التأمين ويلتزم بدفع األقساط فهو بذلك طالب التأمين ‪ ،‬وهو‬
‫المؤمن له ايضا ألنه يؤمن على حياته هو ‪ ،‬أما المستفيد فهم األوالد ‪.‬‬

‫* وقد يكون طالب التأمين والمستفيد شخص واحد والمؤمن عليه‬


‫شخص آخركأن يؤمن دائن على حياة مدينه فإذا مات المدين قبل سداد‬
‫الدين تقاضى الدائن مبلغ التأمين من المؤمن ‪ ،‬فهنا يكون الدائن هو‬
‫طالب التأمين ألنه هو الذى تعاقد مع شركة التأمين وهو الذى يلتزم‬
‫بدفع األقساط ‪ ،‬وهو المستفيد فى ذات الوقت ألنه هو الذى يقبض مبلغ‬
‫التأمين فى حالة وفاة المدين ‪ ،‬أما المدين فهو المؤمن عليه ألن حياته‬
‫هى التى أمن عليها الدائن(‪. )1‬‬

‫* و قد يكون المؤمن له والمستفيد شخصا واحدا وطالب التأمين‬


‫شخص أخر كأن يؤمن صاحب سيارة من المسئولية عن حوادث‬
‫السيارات لحساب أى سائق يقود سيارته ‪ ،‬فهنا يكون طالب التأمين هو‬
‫صاحب السيارة فهو الذى يتعاقد مع شركة التأمين ويلتزم بدفع‬
‫األقساط ‪ ،‬أما قائد السيارة فهو المؤمن له والمستفيد فى نفس الوقت ‪،‬‬
‫ذلك أن التأمين معقود على خطر يهدده وهو الذى يستفيد من مبلغ‬
‫‪.‬‬ ‫التأمين(‪)0‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1191‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪012‬‬

‫‪32‬‬
‫المطلب الثانى‬

‫التعبير عن إرادة التعاقد‬

‫ينبغى إلنعقاد عقد التأمين صحيحا أن يتبادل طرفاه التعبير عن‬


‫إرادتين متطابقتين ‪ ،‬أى أن يكون التراضى سليما ً ‪ ،‬وهو يكون كذلك‬
‫متى كان الرضاء صادرا ً عن ذى أهلية وخاليا ً من العيوب ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬األهلية ‪:‬‬

‫يجب أن يتوافر فى طرفى عقد التأمين األهلية الالزمة إلبرام‬


‫العقد ‪ ،‬وسوف نتعرض هنا لألهلية التى يجب توافرها بالنسبة للمؤمن‬
‫له فقط ‪ ،‬حيث أن المؤمن يكون شركة مساهمة أو جمعية تأمين تعاونى‬
‫والفرض أن مشروعات التأمين تتوافر فيها األهلية الالزمة إلبرام‬
‫عقود التأمين بمجرد اتخاذها اإلجراءات القانونية الخاصة بالترخيص‬
‫بمزاولة النشاط والقيد والتسجيل(‪ ، )1‬لذلك فليس هناك ضرورة للحديث‬
‫عن أهلية المؤمن الالزمة إلبرام العقد ‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بأهلية المؤمن له فإنه ال يلزم لصحة رضائه أن‬
‫يكون كامل األهلية ‪ ،‬فعقد التأمين يعد بالنسبة له من أعمال اإلدارة ‪،‬‬
‫لذلك فال يشترط أن يكون كامل األهلية فيكفى أن يتوافر لديه أهلية‬
‫اإلدارة ‪ ،‬ومن ثم فيحق للبالغ الرشيد أن يبرم عقد التأمين ‪ ،‬ويجوز‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪114‬‬

‫‪33‬‬
‫للقاصرالبالغ ثمانية عشر عاما ً المأذون له بإدارة أمواله أن يبرم عقد‬
‫التأمين ‪ ،‬كما يجوزأيضا للمحجوز عليه المأذون له بإدارة أمواله أن‬
‫يبرم عقد التأمين ‪ ،‬ولما كان عقد التأمين من أعمال اإلدارة فيجوز‬
‫للولى والوصى أن يبرما عقد التأمين لحساب القاصر أو المحجور‬
‫عليه دون حاجة للحصول على إذن خاص(‪. )1‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬خلو اإلرادة من العيوب ‪:‬‬

‫تطبق فى شأن عيوب اإلرادة القواعد العامة فى الغلط واإلكراه‬


‫والتدليس واإلستغالل بحيث يجوز للمؤمن له طلب إبطال العقد إذا‬
‫شابت إرادته عيب من تلك العيوب ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمؤمن فالغالب أن يكون العيب الذى شاب رضاءه‬


‫هو التدليس ويتحقق ذلك عندما يدلى المؤمن له ببيانات غير صحيحة‬
‫عن الخطر المؤمن منه وكان وقوع المؤمن فى ذلك التدليس هو الذى‬
‫دفعه للتعاقد ‪ ،‬بحيث لو كان يعلم بالحقيقة لما أقدم على إبرام العقد ‪،‬‬
‫لذلك فاألصل أن يترتب على ذلك التدليس أن يكون من حق المؤمن‬
‫طلب إبطال العقد ‪ ،‬ولكن نجد أن المشرع قد وضع أحكاما ً خاصة تنظم‬
‫جزاء إخالل المؤمن له بواجبه باإلدالء بالبيانات الصحيحة عن الخطر‬
‫كما سنوضحه فى حينه ‪ ،‬ومن ثم فإن القواعد العامة للتدليس ال تنطبق‬
‫فى حالة وجود أحكام خاصة للتأمين ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪102‬‬


‫‪34‬‬
‫الفصل الثانى‬

‫أركان عقد التأمين‬

‫ركن الشئ هو كما نعلم ما يتوقف الشئ على وجوده ‪ ،‬بحيث إذا‬
‫تخلف ركن الشئ تخلف وجود الشئ ذاته(‪. )1‬‬

‫وبالتطبيق لذلك فإن للتأمين أركان ال يتصور وجوده إذا تخلف‬


‫أى منها ‪ ،‬وتتمثل هذه األركان فى ‪ :‬الخطر المؤمن منه والذى يعتبر‬
‫محل عقد التأمين ككل ‪ ،‬والقسط الذى يلتزم المؤمن له بدفعه للمؤمن‬
‫مقابل التزام المؤمن بضمان الخطر المؤمن منه ‪ ،‬ومبلغ التأمين وهو‬
‫ما يلتزم به المؤمن فى مواجهة المؤمن له عند تحقق الخطر المؤمن‬
‫منه ‪ ،‬وهذه العناصر الثالثة (الخطر – القسط – مبلغ التأمين ) قد‬
‫أجمع الفقهاء على اعتبارها أركانا ً للتأمين أيا كان نوع التأمين سواء‬
‫كان تأمينا ً من األضرار أم تأمينا ً على األشخاص ‪.‬‬

‫غير أن هناك ركنا ً رابعا ً وهو ركن المصلحة من الفقهاء من‬


‫يعتبرها من أركان كل أنواع التأمين ‪ ،‬ومنهم من يرى أنها ركنا ً فى‬
‫التأمين من األضرار و ليست ركنا ً فى التأمين على األشخاص ‪.‬وسوف‬
‫نتعرض فى هذا الفصل لهذه العناصر األربعة كل فى مبحث مستقل‬
‫على النحو التالى ‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل إبراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪101‬‬

‫‪35‬‬
‫المبحث األول‬

‫الخطر‬

‫يعتبر الخطر أكثر أركان التأمين أهمية وبروزا ً ‪ ،‬فإذا كان‬


‫القسط هو محل التزام المؤمن له ‪ ،‬ومبلغ التأمين هو محل التزام‬
‫المؤمن ‪ ،‬فإن الخطر هو محل عقد التأمين ذاته الذى تتولد عنه‬
‫اإللتزامات السابقة ‪ ،‬فلوال الخطر لما كان التأمين ‪ ،‬فالتأمين ال يوجد‬
‫إال لتغطية الخطر بحيث إذا زال الخطر أثناء تنفيذ عقد التأمين ألدى‬
‫ذلك إلى انقضاء العقد تلقائيا ً(‪. )1‬‬

‫تعريف الخطر ‪:‬‬

‫للخطر فى مجال التأمين معنى يختلف عن المعنى المتعارف فى‬


‫اللغة الدارجة ‪ ،‬فهو فى اللغة الدارجة يعنى دائما شر يهدد االنسان ‪،‬‬
‫أما فى لغة التأمين فهو وإن كان يتضمن هذا المعنى إال أنه اليقتصر‬
‫عليه ‪ ،‬ألن الحادث المؤمن منه كما يمكن أن يكون شر يمكن أيضا أن‬
‫يكون حادثا ً سعيدا ً كما فى تأمين الزواج وتأمين األوالد والتأمين لحال‬
‫البقاء لتاريخ معين ‪ ،‬فجميعها تعتبر حوادث سعيدة ومع ذلك فإنها تعتبر‬
‫خطرا ً فى مفهوم التأمين يجوز التأمين ضد وقوعه(‪.)0‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل إبراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪109‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل إبراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪132‬‬

‫‪36‬‬
‫ولم يعرف القانون المدنى المقصود بالخطر فى عقد التأمين‬
‫وإنما استخدم فقط مصطلح الخطر فى نصوصه ‪ ،‬لذلك نجد أن الفقهاء‬
‫قد قدموا العديد من التعريفات المختلفة للخطر فى عقد التأمين ‪ ،‬ونحن‬
‫سوف نقتصر على تعريف الخطر بكونه حادث احتمالى يحمل تهديدا ً‬
‫للمؤمن له وال يتوقف تحققه على إرادة الطرفين(‪. )1‬‬

‫شروط الخطر ‪:‬‬

‫يجب أن يتوافر فى الخطر ثالثة شروط حتى يمكن التأمين ضده‬


‫وهذه الشروط هى ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون الخطر حدثا ً احتماليا ً ‪.‬‬


‫‪ -0‬أال يتوقف تحققه على محض إرادة أحد المتعاقدين ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الخطر قابال للتأمين ‪.‬‬

‫الشرط األول ‪ :‬أن يكون الخطر حدثا ً احتماليا ً (غير محقق الوقوع)‪:‬‬

‫يجب أن يكون الخطر المؤمن منه حدثا غير مؤكد ‪ ،‬وأال يكون‬
‫مستحيال ففكرة التأمين تقوم على اإلحتمال ‪ ،‬لذلك ينبغى إلعتبار حادثة‬
‫ما خطرا أن تكون غير محققة الوقوع ‪ ،‬فإذا كانت مؤكدة الوقوع فإنها‬
‫ال تصلح أن تكون محال للتأمين ألن التأكيد يتنافى واإلحتمال(‪. )0‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪131‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪129‬‬

‫‪37‬‬
‫ويالحظ أن صفة اإلحتمال فى الخطر المؤمن منه قد تنصب‬
‫على تحقق الواقعة ذاتها كما هو الحال فى التأمين من األضرار‬
‫فالحريق أو السرقة تعتبر أخطار إحتمالية الوقوع قد تقع وقد ال تقع ‪،‬‬
‫وقد تنصب صفة اإلحتمال على تاريخ وقوع الواقعة فالموت مثال‬
‫حادث أكيد الوقوع ألن كل نفس ذائقة الموت ولكن ينصب اإلحتمال‬
‫وعدم التأكيد على تاريخ وقوعه وهذا هو وجه اإلحتمال(‪.)1‬‬

‫فإذا تخلف شرط إحتمالية الوقوع عند انعقاد التأمين سواء فى‬
‫تحققه أو تاريخ وقوعه فإن العقد يكون باطال ‪ ،‬فإذا ما زالت اإلحتمالية‬
‫أثناء سريان العقد فإن العقد ينفسخ ‪ ،‬فاإلحتمال يقتضى أن يكون الخطر‬
‫ممكن الوقوع وليس مستحيال ‪ ،‬إذ ال يتصور التأمين على أخطار‬
‫‪ ،‬واإلستحالة قد تكون مطلقة بمعنى أن الخطر ال‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫مستحيلة الوقوع‬
‫يمكن وقوعه على اإلطالق بحكم قوانين الطبيعة كأن يرد التأمين على‬
‫ضمان نقل البضائع فى النيل ضد خطر تجمد المياه ‪ ،‬أو التأمين ضد‬
‫‪ ،‬وقد تكون اإلستحالة نسبية بمعنى أن‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫سقوط كوكب من الكواكب‬
‫يكون الحادث ممكنا وفقا لقوانين الطبيعة ولكنه يكون مستحيال بالنسبة‬
‫لتوافر ظروف خاصة تجعله مستحيل الوقوع كأن يؤمن شخص على‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪193‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 129‬وما بعدها‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪191‬‬

‫‪38‬‬
‫منقوالت من الحريق ثم تسرق ‪ ،‬أو يؤمن على عقار من الحريق ثم‬
‫تنزع ملكيته للمنفعة العامة(‪. )1‬‬

‫الشرط الثانى ‪ :‬أال يتوقف تحقق الخطرعلى محض إرادة أحد‬


‫المتعاقدين ‪:‬‬

‫يجب أال يتوقف تحقق الخطر على محض إرادة أحد المتعاقدين‪،‬‬
‫فإذا كان تحقق الخطر يعتمد على محض إرادة أحد المتعاقدين ألدى‬
‫ذلك إلى انعدام عنصرا ً من عناصر الخطر وهو االحتمال فيفقد التأمين‬
‫بذلك كل معنى لوجوده ‪ ،‬ومن ثم فإن التأمين يقع باطال بطالنا ً مطلقا ً‬
‫النعدام المحل ‪ ،‬إذ المعنى ألن يؤمن اإلنسان ضد خطر يتوقف تحققه‬
‫على محض إرادته إن شاء حققه وإن شاء منع تحققه(‪.)0‬‬

‫وتطبيقا ً لذلك فال يجوز للشخص أن يؤمن ضد خطئه العمدى‬


‫ولذلك نجد أن المادة ‪ 149‬مدنى تقضى ببراءة ذمة المؤمن من مبلغ‬
‫التأمين اذا إنتحر الشخص المؤمن على حياته ‪ ،‬وقضت كذلك المادة‬
‫‪ 0/199‬المتعلقة بالتأمين ضد الحريق بإعفاء المؤمن من التعويض‬
‫إذا أحدث المؤمن له الخسائر عمدا ً أو بطريق الغش ‪.‬‬

‫أما األضرار التى تنشئ عن خطأ المؤمن له غير العمدى ‪ ،‬أو‬


‫األضرار المترتبة على قوة قاهرة أو حادث مفاجئ فيلتزم المؤمن‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪112‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬
‫‪39‬‬
‫بالتعويض عنها فالمادة ‪ 199‬مدنى تنص على أنه " ‪ -1‬يكون المؤمن‬
‫مسئوال عن األضرار الناشئة عن خطأ المؤمن له غير المتعمد وكذلك‬
‫يكون مسئوال عن األضرار الناجمة من حادث مفاجئ أو قوة قاهرة‪.‬‬

‫‪ -0‬أما الخسائر واألضرار التى يحدثها المؤمن له عمدا أو غشا ‪ ،‬فال‬


‫يكون المؤمن مسئوال عنها ولو أتفق على غير ذلك" ‪.‬‬

‫وإذا كان األصل أنه ال يجوز التأمين من الخطأ العمدى إال أن‬
‫المشرع قد أورد على ذلك عدة استثناءات تتمثل فى ‪:‬‬

‫‪ -1‬أجاز المشرع فى المادة ‪ 3/149‬مدنى التأمين من اإلنتحار ‪،‬‬


‫حتى ولو كان عن اختيار وإدراك ‪ ،‬غير أن إجازة التأمين فى هذه‬
‫الحالة تتقيد بقيدين أولهما أن يرد بوثيقة التأمين شرط ينص على تغطية‬
‫اإلنتحار ‪ ،‬والثانى أن يقع اإلنتحار بعد سنتين على األقل من إبرام العقد‬
‫ورغم أن هذا اإلستثناء يتعارض مع المبادئ األساسية للتأمين وأصوله‬
‫الفنية ‪ ،‬فقد أورده المشرع تقديرا ً منه أن مدة السنتين كافية ليراجع‬
‫المؤمن له أو الشخص المؤمن على حياته نفسه ويعدل عن الرغبة فى‬
‫اإلنتحار(‪. )1‬‬

‫‪ -0‬إذا كان الخطأ العمدى المؤمن ضده صادرا ً من الغير ‪:‬‬


‫فالخطأ العمدى المحظور تأمينه هو ذلك الخطأ العمدى الصادر من‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪190‬‬

‫‪41‬‬
‫المؤمن له المستفيد من مبلغ التأمين ‪ ،‬أما الخطر العمدى الصادر من‬
‫أجنبى فيجوز تأمينه ألنه ال يتوقف على إرادة المؤمن له بل على إرادة‬
‫الشخص األجنبى ‪ ،‬كأن يعتدى شخص من الغير على حياة المؤمن له‬
‫أو جسده أو يقوم بسرقته(‪. )1‬‬

‫فإذا كان األجنبى الصادر منه الخطأ العمدى تابعا للمؤمن له ‪،‬‬
‫فيجوز تأمين الخطر الصادر منه أيضا حتى ولو كان خطئه عمديا ً وال‬
‫يمنع من ذلك كون المؤمن له مسئوال عن أفعال تابعيه ‪ ،‬ألن الخطر‬
‫المؤمن منه هنا ال يتوقف وقوعه على إرادة المؤمن له ‪ ،‬فعالقة التبعية‬
‫ال تنفى أن الخطر الذى تعمد التابع تحقيقه قد تحقق بغير إرادة المؤمن‬
‫‪ ،‬وقد نصت على ذلك المادة ‪ 199‬مدنى بقولها " يسأل‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫له نفسه‬
‫المؤمن عن األضرار التى تسبب فيها األشخاص الذين يكون المؤمن‬
‫له مسئوال عنهم ‪ ،‬مهما يكن نوع خطئهم ومداه" ‪.‬‬

‫‪ -3‬إذا كان الخطأ العمدى الصادر من المؤمن له نفسه له‬


‫مبررات قوية ال تتعارض مع النظام العام واآلداب ‪ ،‬كأن يرتكب‬
‫المؤمن له الخطأ العمدى تأدية لواجب إنسانى كأن يعرض المؤمن له‬
‫حياته للخطر انقاذا لغيره من الحريق أو الغرق فيموت هو فعال ‪ ،‬أو‬
‫يرتكب الخطأ العمدى للدفاع الشرعى عن النفس كأن يؤمن شخص‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 1419‬وما بعدها‬

‫‪41‬‬
‫على حياة غيره لمصلحته ثم يقتل المؤمن له هذا الغير وهو يستعمل‬
‫حقه المشروع فى الدفاع عن نفسه عندما حاول هذا الغير اإلعتداء‬
‫على حياته ‪ ،‬أو أن يبتر المؤمن له أحد أعضاء جسده لوقف سريان‬
‫مرض هذا العضو إلى باقى األعضاء(‪. )1‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يكون الخطر قابال للتأمين ‪:‬‬

‫يجب أن يكون الخطر المؤمن منه باعتباره محال للتأمين‬


‫مشروعا ً أى غير مخالف للنظام العام واألداب ‪ ،‬فالمادة ‪ 119‬مدنى‬
‫تنص على أنه " يكون محال للتأمين كل مصلحة اقتصادية مشروعة‬
‫تعود على الشخص من عدم وقوع خطر معين " ‪.‬‬

‫ولذلك فال يجوز التأمين من األخطار المترتبة على أعمال‬


‫التهريب ‪ ،‬أوالتـأمين من األخطار المترتبة على اإلتجار فى المخدرات‬
‫فهذه التجارة محرمة لمخالفتها للنظام العام الوطنى والدولى ‪ ،‬فإذا ما‬
‫صودرت هذه األشياء المحرمة وكان مؤمنا ً عليها ‪ ،‬فال يجوز للمؤمن‬
‫له أن يرجع على المؤمن بشئ لبطالن عقد التأمين لمخالفته للنظام‬
‫العام ‪ ،‬وعلى المؤمن أن يرد للمؤمن له ما قبضه من أقساط(‪. )0‬‬

‫وكذلك ال يجوز التأمين من العقوبات المالية كالغرامة‬


‫والمصادرة التى يحكم بها جنائيا ً ‪ ،‬فمن المقرر فى القانون الجنائى أن‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1441‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ ،‬ولذلك فال‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫العقوبة يجب أن تكون شخصية مراعاة للنظام العام‬
‫يجوز التأمين من عقوبتى الغرامة والمصادرة سواء كان الحكم بها‬
‫سببه جريمة عمدية أو غير عمدية لتعارض ذلك مع مبدأ شخصية‬
‫العقوبة المتعلق بالنظام العام(‪. )0‬‬

‫كما ال يجوز التأمين على نشاط المؤمن له المخالف لآلداب ‪،‬‬


‫فإذا كان الغرض من التأمين تسهيل إنشاء أو إستغالل منزل يدار‬
‫للدعارة أو المقامرة فإنه يكون عقد باطل ‪ ،‬كذلك التأمين من حريق‬
‫منزل يدار للدعارة أو القمار يكون باطال ألن الباعث الدافع إليه غير‬
‫مشروع وهو المحافظة على هذا المنزل وبقاؤه(‪. )3‬‬

‫كذلك ال يجوز تأمين الشخص ضد خطر الموت متى كان سبب‬


‫موت المؤمن على حياته هو تنفيذ عقوبة اإلعدام ألن النظام العام يأبى‬
‫أن تكون الجريمة مصدرا ً لحق ‪ ،‬لذلك فالتأمين على الحياة لحال الوفاة‬
‫الذى يبرمه شخص لتغطية خطر اإلعدام الذى يتهدده كنتيجة لجريمة‬
‫إرتكبها أو عقد العزم على إرتكابها يكون باطال ألن الباعث الدافع‬
‫إلبرامه هو تغطية مخاطر نشاط غير مشروع ‪ ،‬أما إذا لم يثبت هذا‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪190‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪102‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬محمود جمال الدين زكى ‪ ،‬دروس فى التأمين (الجزء األول فى المبادئ‬
‫العامة) ‪ ، 1941 ،‬ص ‪ 31‬وما بعدها‬

‫‪43‬‬
‫الباعث لدى المؤمن له بأن كان قد أقدم للتأمين على حياته ضد خطر‬
‫الوفاة لمصلحة ورثته مثال ‪ ،‬فإن الحكم عليه بعد ذلك باإلعدام ال يمنع‬
‫من إستفادة ورثته من هذا التأمين(‪. )1‬‬

‫* اإل ستبعاد اإلتفاقى لبعض األخطار‪:‬‬

‫نظرا لكون الخطر هو العنصر الرئيسى للتأمين وسبب وجوده‪،‬‬


‫فهو محل اإللتزام الرئيسى للمؤمن ‪ ،‬لذا فيجب أن يحدد الخطر الذى‬
‫يضمنه المؤمن تحديدا ً دقيقا ً ‪ ،‬حتى يعرف المؤمن والمؤمن له مدى‬
‫األخطار التى يغطيها عقد التأمين ‪ ،‬وذلك تطبيقا ً للمبدأ العام الذى‬
‫يقضى بأن العقد شريعة المتعاقدين ‪ ،‬ومن ثم فيجوز للطرفين اإلتفاق‬
‫على إستبعاد بعض األخطار من نطاق التأمين وهذا ما يطلق عليه‬
‫باإلستبعاد اإلتفاقى لبعض األخطار(‪. )0‬‬

‫وهذا اإلستبعاد قد يتم بطريق مباشر ويكون ذلك بإستبعاد بعض‬


‫األخطار من الضمان إذا حدثت بأسباب محددة كإستبعاد حوادث الصيد‬
‫التى تقع بسالح ممنوع إستعماله ‪ ،‬وقد يتم اإلستبعاد بطريق غير مباشر‬
‫بأن يضع المؤمن شروطا ً للخطر الذى يضمنه بحيث يترتب على‬
‫تخلف أحدهما أن يخرج الخطر من الضمان كأن يشترط فى التأمين‬
‫على بضائع منقولة بطريق البحر عدم شحن السفينة بأكثر من‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪190‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪101‬‬

‫‪44‬‬
‫حمولتها(‪. )1‬‬

‫غير أن حرية الطرفين فى اإلتفاق على إستبعاد بعض األخطار‬


‫من نطاق التأمين قد قيدها المشرع بشروط معينة تتمثل فى عدم مخالفة‬
‫االتفاق على اإلستبعاد لنصوص القانون ‪ ،‬ويجب أن يكون اإلتفاق على‬
‫اإلستبعاد محددا فى العقد بصورة واضحة محددة ‪.‬‬

‫الشرط األول ‪ :‬عدم مخالفة اإلتفاق على اإلستبعاد لنصوص القانون‪:‬‬

‫يجب لصحة اإلتفاق على اإلستبعاد أال يخالف نصا ً فى القانون‪،‬‬


‫فقد يحدد القانون نطاق الخطر الذى يضمنه المؤمن ‪ ،‬أو الشروط التى‬
‫يجب أن تتوافر فى اإلتفاق على اإلستبعاد الالزمة لصحته ‪ ،‬ومن ثم‬
‫فال يجوز للطرفين اإلتفاق على إستبعاد الخطر الذى يتحقق بسبب من‬
‫هذه األسباب ألن مثل هذا اإلتفاق يكون باطال(‪. )0‬‬

‫ومن أمثلة ذلك ما تنص عليه المادة ‪ 199‬مدنى والتى تقضى‬


‫بمسئولية المؤمن عن الخسائر واألضرار التى يتسبب فيها األشخاص‬
‫الذين يكون المؤمن له مسئوال عنهم مهما كان نوع خطئهم ومداه ‪،‬‬
‫ومن ثم فيقع باطال اإلتفاق على اإلستبعاد من الضمان بعض األخطار‬
‫التى تقع من هؤالء األشخاص حتى ولو كانت ناتجة عن خطئهم‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪199‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪104‬‬

‫‪45‬‬
‫الجسيم أو العمدى ‪ ،‬وكذلك ما تنص عليه المادة ‪ 199‬مدنى والتى‬
‫تحدد نطاق مسئولية المؤمن ليس فقط من ضمان األضرار الناشئة‬
‫مباشرة عن الحريق ‪ ،‬ولكن أيضا تلك التى تكون نتيجة حتمية له ‪،‬‬
‫وكذلك عن ضمان األشياء المؤمن عليها أو إختفائها أثناء الحريق ‪،‬‬
‫ومن ثم فيكون اإلتفاق على إستبعاد أى من هذه األخطار باطال(‪. )1‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 142‬مدنى على بطالن بعض الشروط التى‬


‫تتعلق بالخطر المؤمن منه إذا وردت فى وثيقة التأمين ‪ ،‬حيث نصت‬
‫على أنه " يقع باطال ما يرد فى وثيقة التأمين من الشروط اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الشرط الذى يقضى بسقوط الحق فى التأمين بسبب مخالفة القوانين‬


‫واللوائح ‪ ،‬إال إذا إنطوت هذه المخالفة على جناية أو جنحة عمدية‪.‬‬

‫‪ -0‬الشرط الذى يقضى بسقوط حق المؤمن له بسبب تأخره فى إعالن‬


‫الحادث المؤمن منه إلى السلطات أو فى تقديم المستندات إذا تبين من‬
‫الظروف أن التأخر كان لعذر مقبول ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬تنص المادة ‪ 199‬مدنى على أنه " ‪ -1‬فى التأمين من الحريق يكون المؤمن‬
‫مسئوال عن كافة األضرار الناشئة عن حريق ‪ ،‬أو عن بداية حريق يمكن أن‬
‫تصبح حريقا كامال ‪ ،‬أو عن خطر حريق يمكن أن يتحقق‪ -0 .‬وال يقتصر التزامه‬
‫على األضرار الناشئة مباشرة من الحريق ‪ ،‬بل يتناول أيضا األضرار التى تكون‬
‫نتيجة حتمية لذلك ‪ ،‬وباألخص ما يلحق األشياء المؤمن عليها من ضرر بسبب‬
‫اتخاذ وسائل اإلنقاذ أو لمنع امتداد الحريق ‪ -3 .‬ويكون مسئوال عن ضياع‬
‫األشياء المؤمن عليها أو اختفائها أثناء الحريق ما لم يثبت أن ذلك كان نتيجة‬
‫سرقة ‪ ،‬كل هذا ولو اتفق على غيره"‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -3‬كل شرط مطبوع لم يبرز بشكل ظاهر وكان متعلقا ً بحالة من‬
‫األحوال التى تؤدى إلى البطالن أو السقوط‪.‬‬

‫‪ -1‬شرط التحكيم إذا ورد فى الوثيقة بين شروطها العامة المطبوعة‬


‫ال فى صورة اتفاق خاص منفصل عن الشروط العامة‪.‬‬

‫‪ -4‬كل شرط تعسفي أخر يتبين أنه لم يكن لمخالفته أثر فى وقوع‬
‫الحادث المؤمن منه"‪.‬‬

‫الشرط الثانى ‪ :‬يجب أن يكون اإلتفاق على إستبعاد خطر من نطاق‬


‫الضمان محددا فى العقد بصورة واضحة محددة ‪:‬‬

‫إذا اتفق الطرفان على استثناء خطر من الضمان وإستبعاده فإن‬


‫مثل هذا اإلتفاق يجب أن يكون واضحا ً ومحددا ً تحديدا ً دقيقا ً ‪ ،‬وهذا‬
‫التحديد الدقيق إما أن يرد كنص خاص فى وثيقة التأمين أو ما يقوم‬
‫‪ ،‬فإذا أراد الطرفان فى‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫مقامه ا مذكرة التغطية أو ملحق الوثيقة‬
‫التأمين من الحريق استثناء الحريق الذى يكون سببه الصواعق ‪ ،‬فيجب‬
‫أن يكون شرط اإلستبعاد هذا واضحا ال يستخلص على سبيل الظن أو‬
‫اإلفتراض(‪. )0‬‬

‫كما يجب أن يكون شرط اإلستبعاد محددا ‪ ،‬ومن ثم فيقع باطال‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1494‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪109‬‬

‫‪47‬‬
‫شرط اإلستبعاد العام غير المحدد الذى يقضى بإستبعاد ضمان خطر‬
‫كل حريق يكون سببه غير طبيعى(‪ ، )1‬والعلة فى ضرورة كون شرط‬
‫اإلستبعاد محددا ً وواضحا ً هو حماية المؤمن له بتمكينه من معرفة‬
‫الحاالت التى تدخل فى ضمان المؤمن ‪ ،‬حتى ال يتعسف المؤمن فى‬
‫فى اإلستبعاد حين يضع شروطا معينة للخطر‪ ،‬لذلك يجب أن يكون‬
‫شرط اإلستبعاد موضوعا فى عبارات واضحة محددة خالية من كل‬
‫لبس أو غموض(‪. )0‬‬

‫ومتى توافرت شروط اإلستبعاد فيجب إعمال حكمه ‪ ،‬فإذا ما‬


‫وقع الخطر المستبعد من الضمان فإن المؤمن ال يلتزم بضمانه ويحتج‬
‫بذلك على المؤمن له والمستفيد ‪ ،‬وفى حالة الشك فى وجود اإلستبعاد‬
‫‪ ،‬ويقع‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫فسر ذلك بعدم اإلستبعاد وظل التزام المؤمن بالضمان قائما‬
‫عبء إثبات إستبعاد الخطر من نطاق الضمان وإستيفائه لشروطه على‬
‫عاتق المؤمن(‪. )1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪021‬‬


‫(‪)0‬د‪ .‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 132‬وما بعدها‬
‫(‪)3‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪041‬‬
‫(‪)1‬د‪ .‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪130‬‬

‫‪48‬‬
‫المبحث الثانى‬

‫القسط‬

‫وفقا ً لنص المادة ‪ 111‬مدنى فإن القسط هو المبلغ الذى يلتزم‬


‫المؤمن له بدفعه للمؤمن مقابل إلتزام المؤمن بتحمل تبعة الخطر‬
‫المؤمن منه ‪.‬‬

‫ونظرا ً لكون التأمين من عقود المعاوضة التى تفرض التزامات‬


‫متقابلة على عاتق كال الطرفين ‪ ،‬لذا فإن هذا العقد ال ينعقد إذا لم يقم‬
‫المؤمن له بدفع القسط ‪ ،‬حيث يمثل القسط محل التزام المؤمن له ويدخل‬
‫فى تكوين محل عقد التأمين فهو ليس ثمنا ً للخطر فحسب بل هو ثمن‬
‫‪ ،‬فهو يعد بالنسبة للمؤمن له ثمن الضمان الذى يوفر له ‪،‬‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫التأمين‬
‫ويعد بالنسبة للمؤمن ثمن الخطر الذى يضمنه(‪. )0‬‬

‫ويعد وجود القسط عنصرا ً ذا أهمية قانونية وفنية ال يقل فى‬


‫أهميته عن عنصر الخطر(‪ ، )3‬فالقسط والخطر وجهان لعملية واحدة‬
‫فهو األداء الذى يعتمد عليه المؤمن فى تصفية الكوارث ‪ ،‬فإذا لم‬
‫يحصل المؤمن أقساطا فال يوجد تأمين ‪ ،‬حيث يقوم المؤمن بإجراء‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪014‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪091‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪131‬‬

‫‪49‬‬
‫مقاصة بين األخطار بأن يدفع مبلغ التأمين من الرصيد المشترك الذى‬
‫تكون من مجموع األقساط التى يدفعها المؤمن لهم ‪ ،‬ولذلك فيجب أن‬
‫يكون مجموع األقساط كافيا ً لتغطية األخطار التى ستتحقق(‪. )1‬‬

‫العناصر التى يتكون منها القسط ‪:‬‬

‫يتدخل فى تحديد قيمة القسط عنصرين وهما ‪ :‬القسط الصافى و‬


‫القسط التجارى ‪.‬‬

‫‪ -1‬القسط الصافى ‪:‬‬

‫هو المبلغ الذى يمثل القيمة الحسابية للخطر كما حددتها قواعد‬
‫اإلحصاء ‪ ،‬ويقتصر هذا القسط على تغطية الخطر دون أن يضار أو‬
‫‪ ،‬ويتوقف تحديد القسط الصافى على عدة‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫يستفيد من ذلك المؤمن‬
‫عوامل وهى درجة احتمال تحقق الخطر ‪ ،‬ودرجة جسامة الخطر ‪،‬‬
‫والوحدة النقدية ‪ ،‬والوحدة الزمنية ‪ ،‬وسعر الفائدة ‪.‬‬

‫أ‪ -‬الخطر ‪:‬‬

‫يتدخل عامل الخطر فى عملية تحديد قيمة القسط الصافى من‬


‫ناحيتين تتعلق الناحية األولى بإحتمال وقوع الخطر وتتعلق الناحية‬
‫الثانية بدرجة جسامة الخطر ‪ ،‬ويتم حساب درجة إحتمال وقوع الخطر‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪131‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪019‬‬

‫‪51‬‬
‫بإجراء النسبة بين مجموع المخاطر التى تتحقق فعال وفقا ً لقوانين‬
‫اإلحصاء إلى مجموع المخاطر المؤمن منها ‪ ،‬وفى ضوء هذه النسبة‬
‫يحتسب القسط الصافى ‪.‬‬

‫ففى التأمين من الحريق إذا كان عدد العقارات المؤمن عليها من‬
‫الحريق هو ألف عقار ‪ ،‬وتبين من خالل الدراسات اإلحصائية أن عدد‬
‫الحرائق التى تقع سنويا ً هو ثالثة ‪ ،‬فتكون بذلك درجة وقوع الخطر‬
‫هى ثالثة إلى ألف ‪ ،‬ولو فرضنا أن قيمة كل عقار مؤمن عليه هى ألف‬
‫جنيه ‪ ،‬وأن التأمين انعقد فى حدود هذه القيمة ففى هذه الحالة تحتاج‬
‫شركة التأمين إلى مبلغ ثالثة أالف جنيه حتى يتيسر لها التعويض عن‬
‫احتراق العقارات الثالثة ‪ ،‬ومن ثم فيتم توزيع هذا المبلغ على مجموع‬
‫المؤمن لهم ‪ ،‬ويكون نصيب كل مؤمن له فى هذا التوزيع هو مبلغ‬
‫ثالثة جنيهات يجب أن يدفعها سنويا(‪. )1‬‬

‫غير أن هذا التحديد ال يتوقف على درجة إحتمال وقوع الخطر‬


‫فقط وإنما يتوقف ايضا على درجة جسامة الخطأ ‪ ،‬أى مدى جسامة‬
‫النتائج المترتبة على تحقق الخطر وهل ما إذا كان ينتج عن وقوع‬
‫المخاطر أضرارا ً جزئية أم هالك كلى ؟ ‪ ،‬حيث ال تلتزم شركة التأمين‬
‫بدفع قيمة الشئ المؤمن عليه كامال ‪ ،‬وإنما تدفع للمؤمن له ما يتناسب‬
‫مع درجة الهالك أو درجة جسامة الضرر‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪139‬‬

‫‪51‬‬
‫فإذا كان الخطر بطبيعته ثابتا ً وقت انعقاد العقد ‪ ،‬وتم تحديد‬
‫القسط على أساس نسبة احتمال تحقق هذا الخطر الثابت ‪ ،‬ثم طرأت‬
‫ظروف أدت إلى تغيير هذه النسبة بالزيادة أو النقصان خالل مدة‬
‫التأمين ‪ ،‬فإن ذلك يخل بالتوازن بين القسط المحدد والخطر الحالى ‪،‬‬
‫لذلك يجب إعادة التوازن عن طريق تعديل قيمة القسط بالزيادة أو‬
‫النقصان حتى يتناسب مع ما طرأ من تغيير على درجة احتمال تحقق‬
‫الخطر ‪.‬‬

‫فإذا ما زادت درجة احتمال تحقق الخطر فيجب على المؤمن له‬
‫أن يبلغ ذلك إلى المؤمن لكى يزيد من قيمة القسط بما يتناسب مع‬
‫الخطر وإال قد يترتب على عدم إبالغه سقوط حقه فى مبلغ التأمين ‪،‬‬
‫وبالمثل فى حالة نقصان الخطر عما كان عليه وقت التعاقد فإن للمؤمن‬
‫له أن يطلب تخفيض القسط عن المدة الالحقة ‪ ،‬فإذا رفض المؤمن ذلك‬
‫كان للمؤمن له الحق فى إنهاء العقد(‪. )1‬‬

‫ب‪ -‬الوحدة النقدية ‪:‬‬

‫وهى عنصر إحصائي حيث أنه توجد لدى شركات التأمين‬


‫جداول أسعار محتسبة على أساس وحدة نقدية معينة تتخذ أساس‬
‫للحساب وكلما زاد مقدار المبلغ المؤمن به يزداد القسط ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 019‬وما بعدها‬

‫‪52‬‬
‫جـ ‪ -‬الوحدة الزمنية ‪:‬‬

‫لما كان التأمين من العقود الممتدة في الزمن ويعد الزمن فيها‬


‫عنصرا ً جوهريا ً فإن شركات التأمين تأخذ وحدة زمنية تجعلها األساس‬
‫لدراسة المخاطر وحساب درجة احتمال الخطر وعادة تكون هذه‬
‫الوحدة سنة وهي فترة كافية لحساب درجة الخطر وعلى ذلك تكون‬
‫األسعار الواردة في جداول التأمين عبارة عن المبلغ المستحق عن‬
‫الخطر لمدة سنة وإذا تعاقد المؤمن والمؤمن له على مدة أطول فإن‬
‫هذا المبلغ يضرب بعدد السنوات التي تعاقدا عليها ‪.‬‬

‫د ـ سعر الفائدة ‪:‬‬

‫يتدخل ايضا سعر الفائدة فى تحديد القسط ‪ ،‬حيث يؤثر على‬


‫التقويم النظرى للنصيب المالى للمؤمن ‪ ،‬ذلك أنه يجمع لديه رصيدا ً‬
‫مشتركا ً من حصيلة األقساط التى يقبضها مقدما ً والتى تبقى لديه مدة‬
‫طويلة ‪ ،‬وهذه المبالغ ال تقوم شركات التأمين بتجميدها فى خزانتها‬
‫وإنما تقوم بإستثمارها(‪.)1‬‬

‫ولما كانت شركة التأمين تقوم بجمع األقساط من مجموع‬


‫المؤمن لهم وتستثمرها في مشاريع متعددة فإن هذه األقساط تدر عليها‬
‫دخال كبيرا ال تستأثر به وحدها إنما لمجموع المؤمن لهم حق فيها لذلك‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪112‬‬

‫‪53‬‬
‫تحسب الفائدة في تقدير سعر القسط بحيث ينقص مبلغا يساوي سعر‬
‫الفائدة هذه عند تحديد القسط الصافي ‪.‬‬

‫‪ -2‬القسط التجارى ‪:‬‬

‫هو عبارة عن القسط الفعلي الذي يدفعه المؤمن له للمؤمن فهو‬


‫بمعنى أدق عبارة عن القسط الصافي مضافا ً إليه مصروفات ونفقات‬
‫أخرى يتحملها المؤمن نتيجة لمباشرته نشاطه ‪.‬‬

‫فشركة التأمين ال تستطيع تغطية مصروفاتها المختلفة من‬


‫مجموع األنصبة المالية الصافية ‪ ،‬ألنها ليست سوى المقابل النظرى‬
‫للخطر فما يتحصل منها يكفى نظريا ً لتغطية األخطار المضمونة ‪،‬‬
‫ولذلك فإن هذه المصروفات ال يدفعها المؤمن ألنها تشكل عبء كبيرا‬
‫عليه إنما يقسمها على مجموع المؤمن لهم فيتحمل كل منهم جزء ضئيل‬
‫من هذه التكاليف يضاف إلى القسط الصافى وفيما يلي بيان هذه‬
‫النفقات ‪:‬‬

‫أ‪ -‬مصروفات جلب العقود ‪:‬‬

‫شركات التأمين هي من يسعى للمؤمن له وتتنافس فيما بينها‬


‫لتقديم العروض له وغالبا ما يتم ذلك عن طريق وسطاء تدفع الشركات‬
‫لهم عمولة على ذلك سواء نسبة من األقساط أو من المبلغ المؤمن به‪،‬‬
‫وهذه العمولة تعتبر من أعباء القسط أو النصيب المالى للمؤمن له‬
‫فتضاف إليه ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ب‪ -‬نفقات تحصيل األقساط ‪:‬‬

‫وفقا للقواعد العامة فإن القسط يستحق في موطن المؤمن له‬


‫فالقسط مطلوب ال محمول ‪ ،‬لكن جرى العمل في التأمين على دفع‬
‫القسط األول في موطن المؤمن ‪ ،‬حيث تحرص شركات التأمين على‬
‫أن تشترط فى عقودها أن يتم الوفاء بالقسط األول فى موطنها فال‬
‫مشكلة في القسط األول ‪ ،‬لكن المؤمن يتحمل عبء مالي في تحصيل‬
‫بقية األقساط تتمثل هذه النفقات فى أجور الموظفين الذين تخصصهم‬
‫لتحصيل األقساط فى مواطن المؤمن لهم و نفقات انتقالهم لموطن كل‬
‫مؤمن له ‪ ،‬وغير ذلك من المصاريف ‪ ،‬ولذلك تعتبر هذه النفقات من‬
‫قبيل األعباء التى تضاف تكاليفها إلى األقساط الصافية ‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬مصروفات جهاز اإلدارة ‪:‬‬

‫تشمل كافة النفقات الالزمة لحسن سير العمل في شركة التأمين‬


‫من رواتب الكادر العامل في الشركة كإيجار المديرين ومرتبات‬
‫الموظفين وأتعاب الخبراء الذين تستعين بهم فى تصفية الكوارث‬
‫وإيجارات للعقار الذى يشغله مقر اإلدارة وأجور دعاية وإعالن و‬
‫رسوم التقاضي ‪ ،‬وما تدفعه الشركة من ضرائب وغير ذلك مما يلزم‬
‫إلدارة نشاطها ‪ ،‬وهذه المصروفات أيضا يتم إضافتها إلى األقساط‬
‫الصافية ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫مبلغ التأمين ( أداء المؤمن)‬

‫يعد مبلغ التأمين محل التزام المؤمن ‪ ،‬فهو األداء الذى يلتزم‬
‫المؤمن بدفعه للمؤمن له عند تحقق الخطر المؤمن منه كموت المؤمن‬
‫له أو بقائه حيا ً فى حالة التأمين على األشخاص ‪ ،‬أو وقوع الكارثة‬
‫المؤمن ضدها فى حالة التأمين من األضرار ‪ ،‬وذلك مقابل النصيب‬
‫المالى (القسط) الذى يدفعه المؤمن له ‪.‬‬

‫فعقد التأمين من العقود التبادلية التى يلتزم فيها المؤمن له بدفع‬


‫القسط والمؤمن بتقديم األداء المالى المتفق عليه فى وثيقة التأمين فى‬
‫حالة وقوع الخطر المؤمن منه ‪ ،‬فكما ذكرنا عند الحديث عن الخطر‬
‫أن هناك ارتباط وثيق بين مبلغ التأمين وقسط التأمين من الناحية الفنية‬
‫فتحديد قسط التأمين يتناسب تناسبا ُ طرديا ً مع مبلغ التأمين فكلما زاد‬
‫مبلغ التأمين ارتفع القسط ‪.‬‬

‫* شكل أداء المؤمن ‪:‬‬

‫يختلف شكل أداء المؤمن فوفقا ً لما ذكرته المادة ‪ 111‬مدنى أن‬
‫أداء المؤمن قد يكون مبلغ من المال أو أى عوض مالى آخر ‪ ،‬فالصورة‬
‫الغالبة أو المألوفة هى أن يقوم المؤمن بدفع مبلغ من النقود عند تحقق‬
‫الخطر المؤمن منه على النحو المتفق عليه فى وثيقة التأمين ‪،‬‬
‫وللمستفيد عند حصوله على هذا المبلغ مطلق الحرية فى التصرف فيه‬

‫‪56‬‬
‫إن شاء استعمله فى إصالح ما أفسده الحدث ‪ ،‬وإن شاء استعمله فى‬
‫شئونه الخاصة ‪ ،‬وليس للمؤمن الرقابة عليه فى ذلك(‪. )1‬‬

‫غير أنه قد يحدث أن يؤدى المؤمن التزامه عينيا ً ‪ ،‬أى أن يتفق‬


‫المؤمن مع المؤمن له فى تأمين األضرار أن يقوم بالتعويض العينى‬
‫بدال من النقدى ‪ ،‬بأن يتعهد المؤمن بأن يقوم بإصالح األضرار التى‬
‫لحقت بالشئ أو يقوم باستبداله بشئ آخر مماثل بدال من أن يقوم بدفع‬
‫مبلغ من المال ‪ ،‬وفى الغالب نجد أن شركات التأمين تلجأ إلى التعويض‬
‫العينى لتفادى احتمال غش المؤمن له الذى قد يعمد إلى الحاق الضرر‬
‫بالشئ المؤمن عليه من أجل الحصول على مبلغ التأمين وتحقيق ربح‬
‫يتمثل فى الفرق بين المبلغ الذى يقبضه من المؤمن ونفقات اإلصالح‬
‫الفعلية ‪ ،‬وقد يكون التزام المؤمن تخييرى بمعنى أن يكون له الخيار‬
‫بين أمرين إما دفع تعويض نقدى للمؤمن له وإما قيامه باإلصالح‬
‫عينا(‪. )0‬‬

‫وينبغى مالحظة أن التزام المؤمن بالتعويض العينى ال يغير من‬


‫الطبيعة المالية إللتزامه ‪ ،‬حيث أن قيامه بإصالح الضرر عينيا ً يؤول‬
‫فى النهاية إلى دفع مبلغ من النقود ‪ ،‬فهو اليقوم بنفسه بإصالح الضرر‬
‫وإنما يسند ذلك إلى أحد المقاولين الذى يتولى القيام بهذا اإلصالح‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪099‬‬

‫‪57‬‬
‫نظير مبلغ من النقود ‪ ،‬فما يؤديه المؤمن من تعويض عينى يعد بمثابة‬
‫عوض مالى وفقا لما جاء بنص المادة ‪ 111‬مدنى(‪. )1‬‬

‫* تحديد أداء المؤمن ‪:‬‬

‫األصل أن لطرفى عقد التأمين الحرية فى تحديد مبلغ التأمين‬


‫الذى يلتزم المؤمن بأدائه ‪ ،‬ومع ذلك فإن طريقة تحديد هذا المبلغ‬
‫تختلف بحسب نوع التأمين ‪.‬‬

‫أوال ً ‪ :‬تحديد األداء المالى للمؤمن فى التأمين على األشخاص ‪:‬‬

‫فى التأمين على األشخاص يتم تحديد أداء المؤمن بمبلغ التأمين‬
‫المتفق عليه فى العقد ‪ ،‬وال يتدخل فى هذا التحديد أى إعتبار آخر‬
‫خاصة مقدار الضرر الذى أصاب المؤمن له المستفيد من التأمين ‪،‬‬
‫فكما سبق وأن ذكرنا أن التأمين على األشخاص ال يخضع للمبدأ‬
‫التعويضى ‪ ،‬وإنما هو مجرد وعد بدفع مبلغ معين عند تحقق خطر‬
‫‪ ،‬فال يرتبط التزام المؤمن بدفع مبلغ التأمين بحدوث ضرر‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫معين‬
‫للمؤمن له وإنما يستحق مبلغ التأمين بمجرد وقوع الخطر المؤمن منه‪.‬‬

‫ويترتب على أن أداء المؤمن يتحديد بمبلغ التأمين المحدد فى‬


‫العقد وأن هذا األداء ليس له طابع تعويضى النتائج التالية ‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪142‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪009‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -1‬حرية المتعاقدين فى تحديد مبلغ التأمين ‪ :‬ال تتقيد حرية طرفى العقد‬
‫فى تحديد مبلغ الت أمين بأى قيد ‪ ،‬فلهم الحرية كاملة فى تحديد مبلغ‬
‫التأمين الذى يلتزم المؤمن بأدائه فى حالة تحقق الخطر المؤمن منه ‪،‬‬
‫وال ينظر فى تحديد ذلك األداء إلى مقدار ما أصاب المؤمن له أو‬
‫المستفيد من ضرر ‪ ،‬فالمؤمن له أو المستفيد الحق فى الحصول على‬
‫مبلغ التأمين عند وقوع الحادث المؤمن منه دون أن يكون ملزما ً بإثبات‬
‫ما لحقه من ضرربل إن له الحق فى الحصول على مبلغ التأمين حتى‬
‫ولو لم يكن هناك ضرر أصال ‪ ،‬وقد نصت على ذلك المادة ‪ 141‬مدنى‬
‫بقولها " المبالغ التى يلتزم المؤمن فى التأمين على الحياة بدفعها إلى‬
‫المؤمن له أو إلى المستفيد عند وقوع الحادث المؤمن منه أو حلول‬
‫األجل المنصوص عليه فى وثيقة التأمين تصبح مستحقة من وقت‬
‫وقوع الحادث أو وقت حلول األجل دون حاجة إلى إثبات ضرر‬
‫أصاب المؤمن له أو أصاب المستفيد" ‪.‬‬

‫‪ -0‬يجوز للمؤمن له أن يعقد عدة وثائق تأمين بمبالغ متعددة لدى عدة‬
‫شركات تأمين ‪ :‬وله الحق فى الحصول على مبلغ التأمين المحدد فى‬
‫‪ ،‬ويلتزم‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫كل عقد عند وقوع الحادث المؤمن منه أو عند حلول األجل‬
‫كل من هؤالء بتقديم األداء المالى الذى تعهد به عند وقوع الخطر ‪.‬‬

‫‪ -3‬جواز الجمع بين مبلغ التأمين والتعويض الذى يحكم به على الغير‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪009‬‬

‫‪59‬‬
‫المسئول عن الحادث ‪ :‬نظرا ً لعدم ارتباط مبلغ التأمين بوقوع الضرر‬
‫فإن للمؤمن له الحق فى أن يجمع بين مبلغ التأمين وبين التعويض الذى‬
‫يحكم به على الغير المسئول عن تحقق الحادث ‪ ،‬فاستحقاق مبلغ‬
‫التأمين مصدره عقد التأمين ‪ ،‬واستحقاق التعويض مصدره الفعل‬
‫‪ ،‬وبالتطبيق لذلك فإنه إذا أمن شخص على حياته لصالح‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫الضار‬
‫أوالده ‪ ،‬ثم توفى هذا الشخص فى حادث انعقدت فيه مسئولية الغير‬
‫ففى هذه الحالة يلتزم المؤمن بدفع مبلغ التأمين لألوالد ‪ ،‬كما يحق‬
‫لألوالد مطالبة المسئول عن الحادث بدفع تعويض عن الضرر الذى‬
‫أصابهم ‪.‬‬

‫‪ -1‬ال يجوز للمؤمن أن يرجع على الغير الذى تسبب فى وقوع‬


‫الحادث‪ ،‬وال أن يحل محل المؤمن له فى مطالبته للغير بالتعويض ‪،‬‬
‫ألن التزام المؤمن يتحدد بالمبلغ المتفق عليه فى وثيقة التأمين وليس‬
‫الفعل الضار الذى ارتكبه الغير ‪ ،‬وال يجوز للمؤمن أن يدعى أن فعل‬
‫الغير سبب له ضررا ً يتمثل فى دفعه مبلغ التأمين بسبب وقوع الخطر‬
‫المؤمن منه ‪ ،‬ومن ثم فيمتنع عليه السعى إلى من تسبب فى إحداث‬
‫الضرر ألن الرجوع أو الحلول يفتقد سببه القانونى(‪ ، )0‬وفى ذلك تنص‬
‫المادة ‪ 194‬على أنه " فى التأمين على الحياة ال يكون للمؤمن الذى‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1142‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪191‬‬

‫‪61‬‬
‫دفع مبلغ التأمين حق فى الحلول محل المؤمن له أو المستفيد فى حقوقه‬
‫قبل من تسبب فى الحادث المؤمن منه أو قبل المسئول عن هذا‬
‫الحادث" ‪.‬‬

‫وغنى عن البيان أن النصوص المنظمة لعقد التأمين تتعلق‬


‫بالنظام العام (م ‪ 143‬مدنى )ألنها تهدف إلى حماية مصلحة المؤمن‬
‫له أو المستفيد ‪ ،‬لذلك ال يجوز اإلتفاق على حلول المؤمن محل المؤمن‬
‫له فى الدعاوى التى يملك المؤمن له رفعها ضد الغير المسئول ‪ ،‬فطالما‬
‫أن المشرع قد حرمه من الحلول القانونى (م ‪ 194‬مدنى ) فإنه يحرم‬
‫أيضا ً من الحلول اإلتفاقى لمطابقة ذلك لروح القانون(‪. )1‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬تحديد األداء المالى للمؤمن فى التأمين من األضرار ‪:‬‬

‫التأمين من األضراركما ذكرنا هو تأمين تعويضى ‪ ،‬ألن هدفه‬


‫هو التعويض عن الضررالذى لحق الذمة المالية للمؤمن له بسبب‬
‫تحقق الخطر المؤمن منه ‪ ،‬ومن ثم فإن هذا التأمين يفترض وقوع‬
‫ضرر ‪ ،‬وهذا الضرر يعتبر الحد األول ألداء المؤمن ‪ ،‬غير أنه يوجد‬
‫إلى جانب هذا الحد حدود أخرى وهى مبلغ التأمين المتفق عليه ‪ ،‬وقيمة‬
‫الشئ المؤمن عليه ‪.‬‬

‫‪ -1‬الضرر ‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪031 ، 032‬‬

‫‪61‬‬
‫يعد الضرر الذى يصيب المؤمن له أو المستفيد نتيجة لوقوع‬
‫الخطر المؤمن منه الشرط األساسى إلستحقاق مبلغ التأمين ‪ ،‬فهو يعد‬
‫تعويضا ً للمؤمن له عن الضرر الذى لحق به من جراء وقوع الكارثة‬
‫فال تعويض بال ضرر ‪ ،‬ومن ثم فيجب أن يتناسب األداء المالى للمؤمن‬
‫مع الضرر الفعلى(‪. )1‬‬

‫فمقدار الضرر الحادث للمؤمن له يعتبر عنصرا ً من عناصر‬


‫تحديد التعويض أى أداء المؤمن ‪ ،‬فهذا األداء يجب أال يزيد عن‬
‫الضرر ‪ ،‬وإال كان فى ذلك تشجيعا ً للمؤمن له على إحداث الضرر‬
‫لكى يحصل على مبلغ يزيد عن الضرر الذى لحق به(‪. )0‬‬

‫ويترتب على الصفة التعويضية ألداء المؤمن أنه إذا تعددت‬


‫عقود التأمين من خطر واحد ‪ ،‬وزاد مجموع مبالغ التأمين على قيمة‬
‫الشئ المؤمن عليه فال يجوز للمؤمن له أن يقبض كل مبالغ التأمين‬
‫وإنما يقتصر حقه على تعويض يعادل ما لحقه من ضرر‪ ،‬وإذا كان‬
‫الضرر قد حدث بفعل الغير فال يجوز للمؤمن له الجمع بين مبلغ‬
‫التأمين ودعوى المسئولية قبل الغير فيما يجاوز قيمة الضرر بل يحل‬
‫المؤمن محله فى هذه الدعوى(‪. )3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪149‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪030‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1410‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -2‬المبلغ المؤمن به ‪:‬‬
‫هو المبلغ الذى يلتزم المؤمن بأدائه للمؤمن له عند تحقق الخطر‬
‫المؤمن منه ‪ ،‬والذى على أساسه يتم تحديد قيمة القسط الذى يلتزم به‬
‫‪ ،‬وقد‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫المؤمن له ‪ ،‬فهو يمثل الحد األقصى لمقدار التزام المؤمن‬
‫نصت على ذلك المادة ‪ 141‬مدنى بقولها" ال يلتزم المؤمن فى تعويض‬
‫المؤمن له إال عن الضرر الناتج من وقوع الخطرالمؤمن منه بشرط‬
‫أال يجاوز ذلك قيمة مبلغ التأمين" ‪.‬‬

‫ومن ثم فال يجوز للمؤمن له أن يطالب بأكثر من هذا المبلغ ولو‬


‫كان الضرر الذى لحق به أكبر من هذا المبلغ وإال إستفاد على حساب‬
‫باقى المؤمن لهم الذين اشتركوا فى تكوين رصيد التعويضات(‪ ، )0‬ذلك‬
‫أن مقدار القسط يجب أن يزداد كلما إزداد المبلغ المؤمن به ‪ ،‬ويترتب‬
‫على ذلك أن المؤمن يلتزم بأداء أقل القيمتين الضرر الفعلى أو مبلغ‬
‫التأمين(‪. )3‬‬

‫‪ -3‬قيمة الشئ المؤمن عليه ‪:‬‬

‫التعويض الذى يلتزم به المؤمن ال يمكن أن يتجاوز قيمة الشئ‬


‫المؤمن عليه وقت الكارثة ‪ ،‬فقيمة الشئ المؤمن عليه تؤثر على تحديد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪149‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪033‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪314‬‬
‫‪63‬‬
‫أداء المؤمن ‪ ،‬فقيمة الشئ المؤمن عليه وقت تحقق الخطر تعتبر حدا‬
‫أقصى ال يمكن أن يجاوزه أداء المؤمن ‪ ،‬حتى ولو كانت تلك القيمة‬
‫أقل من المبلغ المؤمن به ‪.‬‬

‫فإذا كان المبلغ المؤمن به مساويا ً لقيمة الشئ المؤمن عليه‬


‫وحدث ضرر كلى فإن المؤمن له يحصل على مبلغ التأمين كامال ‪ ،‬أما‬
‫إذا زاد المبلغ المؤمن به على قيمة الشئ المؤمن عليه ووقع الخطر‬
‫فإن أداء المؤمن يتحدد بقيمة الشئ وقت تحقق الخطر أى أن المؤمن‬
‫له ال يحصل من مبلغ التأمين إال بما يعادل قيمة الضرر المتحقق فعال‬
‫ألن هذا التأمين هو تأمين تعويضى فال يجوز أن يتجاوز مبلغ التأمين‬
‫قيمة الضرر أى قيمة الشئ وقت تحقق الخطر(‪. )1‬‬

‫المبحث الرابع‬

‫المصلحة‬

‫تنص المادة ‪ 119‬مدنى على أنه "يكون محال للتأمين كل‬


‫مصلحة إقتصادية مشروعة تعود على الشخص من عدم وقوع خطر‬
‫معين" ‪ .‬فيقصد بالمصلحة فى التأمين عموما أن يكون للمؤمن له أو‬
‫للمستفيد مصلحة فى عدم وقوع الخطر المؤمن منه ‪ ،‬أى يكون لهم‬
‫فائدة من عدم تحقق الخطر ‪ ،‬وهذه المصلحة يجب أن تكون مشروعة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪039 ، 034‬‬

‫‪64‬‬
‫بمعنى أنه ينبغى أن يتوافر لدى المؤمن له الحرص على المحافظة‬
‫على األشياء المؤمن عليها أو األشخاص المؤمن على حياتهم بحيث‬
‫أن وقوع الضرر يسئ إلى ماليته بالنسبة لألشياء ويمس شعوره بالنسبة‬
‫لألشخاص ‪.‬‬

‫وقد اختلف رأى الفقه بصدد وجوب توافر المصلحة كعنصر‬


‫من عناصر التأمين ‪ ،‬حيث يرى البعض عدم ضرورة إشتراط عنصر‬
‫المصلحة بصفة مطلقة وخاصة فى التأمين على األشخاص ‪ ،‬ويرى‬
‫البعض اآلخر وهو رأى جمهور الفقه وجوب توافر شرط المصلحة‬
‫فى جميع أنواع التأمين سواء فى التأمين من األضرار أو فى التأمين‬
‫على األشخاص ‪ ،‬حيث تعتبر المصلحة ركنا ً من أركان التأمين عموما ً‬
‫فالعلة من إشتراط المصلحة فى التأمين هى ضمان عدم اإلنحراف‬
‫بالتأمين عن أهدافه إذ لو انتفت لدى المؤمن له المصلحة فى المحافظة‬
‫على الشئ بأن كان يمثل قيمة اقتصادية له ‪ ،‬أو الحرص فى المحافظة‬
‫على شخص الغير لما فى ذلك من قيمة أدبية لخرج التأمين عن أهدافه‬
‫المشروعة بإعتباره وسيلة لتوفير األمان ولصار عملية غير مشروعة‬
‫تتصف بطابع المضاربة والمقامرة بحيث يربح المؤمن له إذا وقع‬
‫الخطر ويخسر إذا لم يقع (‪. )1‬‬

‫ومن جانبنا فنحن نتفق مع ما ذهب إليه جمهور الفقه من‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪112‬‬

‫‪65‬‬
‫ضرورة توافر ركن المصلحة فى التأمين عموما ً سواء كان تأمينا ً من‬
‫األضرار أو تأمينا ً على األشخاص فباإلضافة لما ذكره جمهور الفقه‬
‫فإن نص المادة ‪ 119‬مدنى التى تشترط المصلحة فى التأمين قد جاء‬
‫عاما ً ضمن األحكام العامة لعقد التأمين ولم يفرق فى ذلك بين التأمين‬
‫من األضرار أو التأمين على األشخاص ‪ ،‬ومن ثم فسوف نقوم بالحديث‬
‫عن ركن المصلحة فى التأمين من األضرار والتأمين على األشخاص‪.‬‬

‫أوال ً ‪ :‬المصلحة ف ى التأمين من األضرار ‪:‬‬

‫تتمثل المصلحة فى التأمين من األضرار فى مصلحة المؤمن له‬


‫فى عدم وقوع الخطر المؤمن منه ‪ ،‬فالمصلحة التى تعود على الشخص‬
‫من عدم وقوع الخطر هى محل التأمين ‪ ،‬وهذه المصلحة كما ذكرت‬
‫المادة ‪ 119‬اقتصادية أى يمكن تقويمها بالمال ‪ ،‬فيجوز لصاحب كل‬
‫مصلحة أن يؤمن عليها ‪ ،‬فمالك العقار له مصلحة فى المحافظة على‬
‫قيمته ومن ثم فيحق له أن يؤمن عليه ضد الحريق ‪ ،‬كما يجوز لمستأجر‬
‫العقار أن يؤمن على مسئوليته من حريقه ‪ ،‬كما يجوز للدائن المرتهن‬
‫أن يؤمن على حق الرهن الذى له على العقار ‪ ،‬كما يجوز لمالك الرقبة‬
‫ولصاحب حق اإلنتفاع التأمين على العقار(‪. )1‬‬

‫فالمصلحة اإلقتصادية تعبرعن صلة تربط بين الشخص ومال‬


‫معين أو مجموعة من األموال تمثل قيمة اقتصادية له قابلة للتقويم‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪391‬‬

‫‪66‬‬
‫بالنقود ومعرضة للخطر ‪ ،‬بحيث يترتب على تحقق الخطر حاجة‬
‫الشخص إلى قيمة مثلها أو تعويض عنها ‪ ،‬فإشتراط المصلحة‬
‫اإلقتصادية المشروعة ابتداء يقتضى أن يكون الخطر المؤمن منه‬
‫متولدا عن نشاط غير مخالف للنظام العام أو اآلداب ‪ ،‬والذى يترتب‬
‫على تخلفه بطالن عقد التأمين بطالنا ً مطلقا ً(‪ ، )1‬فإذا ما تخلفت شرط‬
‫المصلحة بعد إبرام العقد فإن العقد ينقضى بقوة القانون من وقت زوال‬
‫المصلحة بالنسبة للمستقبل ‪ ،‬فيسقط التزام المؤمن له بدفع األقساط عن‬
‫المدة الالحقة على زوال المصلحة ‪ ،‬وال يستطيع المؤمن له أن يسترد‬
‫ما دفعه من أقساط فى المدة السابقة ألنها مقابل ضمان المؤمن لتبعة‬
‫الخطر فى ذلك الوقت ‪ ،‬فشرط المصلحة يلزم توافره طوال مدة عقد‬
‫التأمين وليس ابتداء فقط ‪ ،‬فهو شرط متعلق بالنظام العام(‪. )0‬‬

‫* تحديد األشخاص الذين يجوز لهم التأمين من األضرار ‪:‬‬

‫لما كانت مصلحة المؤمن له فى عدم تحقق الخطر المؤمن منه‬


‫هى التى يتركز فيها محل التأمين ‪ ،‬لذلك فيجوز أن يكون صاحب‬
‫مصلحة فى التأمين من األضرار مالك الشئ ‪ ،‬وصاحب حق اإلنتفاع‪،‬‬
‫أى صاحب الحق العينى األصلى أو التبعى على الشئ ‪ ،‬وكذلك‬
‫أصحاب الحقوق الشخصية ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪114‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -1‬أصحاب الحقوق العينية األصلية والتبعية ‪:‬‬

‫ألصحاب الحقوق العينية أصلية أو تبعية مصلحة فى بقاء الشئ‬


‫والمحافظة عليه ‪ ،‬ومن ثم فتكون لهم مصلحة فى التأمين عليه ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المالك ‪:‬‬

‫لمالك الشئ التأمين على الشئ المملوك له ألن له مصلحة فى‬


‫بقائه والمحافظة عليه ‪ ،‬كما يجوز لصاحب الملكية المؤجلة أن يعقد‬
‫تأمينا ً على الشئ المؤجل ملكيته له ‪ ،‬فيستطيع مشترى بضاعة معينة‬
‫مرسلة إليه عن طريق البحر أن يؤمن عليها قبل أن تصل إليه حتى‬
‫ولو كانت ملكيته مؤجلة بمقتضى عقد البيع(‪. )1‬‬

‫فإذا كان المالك مالكا ً على الشيوع فإن مصلحته فى التأمين على‬
‫الشئ تقتصر على حدود نصيبه فقط (‪. )0‬‬

‫ب‪ -‬صاحب حق اإلنتفاع ‪:‬‬

‫للمنتفع الحق فى إبرام عقد التأمين آلن له مصلحة فى بقاء الشئ‬


‫الذى يقع عليه حقه والمحافظة عليه ‪ ،‬فله مصلحة مزدوجة فى التأمين‬
‫على الشئ محل حقه تتعلق بحقه العينى ومسئوليته عن هالك الشئ ‪،‬‬
‫فمن ناحية أولى فإنه فى حالة هالك الشئ فإن حقه ينتقل إلى ما يقوم‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬محكمة اسكندرية اإلبتدائية ‪ ، 1949/10/01 ،‬المحاماة ‪،‬س‪، 39‬ص‪1211‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬

‫‪68‬‬
‫مقامه من عوض(م ‪ 991‬مدنى) ‪ ،‬ومن ناحية ثانية تظهر مصلحة‬
‫المنتفع فى التأمين فى حالة هالك الشئ إذا تأخر بعد اعذاره عن رده‬
‫إلى مالكه بعد انتهاء حق اإلنتفاع ‪ ،‬حيث يغطى التأمين مسئوليته عن‬
‫هالك الشئ(م ‪ 0/992‬مدنى) ‪ ،‬وإذا تعلق حق المنتفع بجزء من الشئ‬
‫فإن مصلحته التتوافر إال بالنسبة لهذا الجزء فقط دون باقى الشئ(‪. )1‬‬

‫جـ ‪ -‬مالك الرقبة ‪:‬‬

‫لمالك الرقبة مصلحة فى إبرام عقد التأمين للمحافظة على بقاء‬


‫الشئ المملوك له ‪ ،‬فهو حتى وإن رتب حق انتفاع على الشئ لشخص‬
‫آخر فإن ذلك ال ينفى بقاء الشئ على ملكيته حيث تظل الملكية له حتى‬
‫مع وجود حق اإلنتفاع ‪ ،‬فله عليه جميع السلطات المخولة للمالك فيما‬
‫عدا ما يثبت للمنتفع أثناء مدة اإلنتفاع ‪ ،‬أما بعد انتهاء هذه المدة فإن‬
‫الملكية تخلص كاملة للمالك ‪ ،‬ومن ثم فإن من حقه أن يؤمن على الشئ‪.‬‬

‫د‪ -‬أصحاب الحقوق العينية التبعية ‪:‬‬

‫ألصحاب الحقوق العينية التبعية كالدائن المرتهن رهنا ً رسميا ً‬


‫أو حيازيا ً وصاحب حق اإلختصاص واإلمتياز مصلحة فى إبرام عقد‬
‫التأمين للمحافظة على الشئ الذى يقع عليه حقهم وبقائه ‪ ،‬ألن هذا الشئ‬
‫هو الذى يضمن لهم حصولهم على حقوقهم ‪ ،‬ففى حالة قيامهم بالتأمين‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪192‬‬

‫‪69‬‬
‫عليه ووقوع الخطر المؤمن منه ‪ ،‬فإن حقهم ينتقل إلى مبلغ التأمين‬
‫حيث يحل مبلغ التأمين محل الشئ المؤمن عليه ‪ ،‬فيحصل كل منهم‬
‫على حقه فى حدود مرتبته وفى هذا تنص المادة ‪ 0 ،1/112‬مدنى‬
‫على أنه " إذا كان الشيء المؤمن عليه مثقال برهن حيازى أو رهن‬
‫تأميني أو غير ذلك من التأمينات العينية ‪ ،‬انتقلت هذه الحقوق إلى‬
‫التعويض المستحق للمدين بمقتضى عقد التأمين ‪ .‬فإذا شهرت هذه‬
‫الحقوق أو أعلنت إلى المؤمن ولو بكتاب موصى عليه ‪ ،‬فال يجوز له‬
‫أن يدفع ما فى ذمته للمؤمن له إال برضاء الدائنين‪. " .‬‬

‫إذا ف ألصحاب الحقوق العينية التبعية مصلحة فى إبرام عقد‬


‫تأمين على الشئ المثقل بحقوقهم حتى ولو كان المالك قد أجرى تأمين‬
‫على هذا الشئ من قبل ‪ ،‬وذلك حتى ال يحتج عليهم بالدفوع التى يمكن‬
‫أن يحتج بها على المالك كبطالن عقد التأمين أو عدم استحقاق المؤمن‬
‫له مبلغ التأمين إلفتعاله الخطر المؤمن منه عمدا ً أو بوقف الضمان‬
‫لعدم سداد األقساط السابقة ‪ ،‬ومن هنا تظهر مصلحة أصحاب الحقوق‬
‫العينية التبعية فى التأمين على الشئ لتجنب مثل هذه الدفوع(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬أصحاب الحقوق الشخصية(الدائنون العاديون) ‪:‬‬

‫الدائن العادى كما نعلم هو الذى يكون له حق لدى المدين ‪ ،‬وهذا‬


‫الحق يكون مضمون بالضمان العام فقط ‪ ،‬فبمقتضى قاعدة الضمان‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪190‬‬

‫‪71‬‬
‫العام للدائنين تكون أموال المدين جميعها ضامنة للوفاء بديونه ‪،‬‬
‫وجميع الدائنين متساوون فى هذا الضمان إال من كان له منهم حق‬
‫التقدم طبقا ً للقانون كأصحاب التأمينات العينية ‪ ،‬فالضمان العام ال‬
‫يضمن للدائن العادى حقه فى مال معين من أموال المدين ‪ ،‬وال تكون‬
‫له األولوية فى استيفاء حقه على غيره من الدائنين ‪ ،‬فهم جميعا‬
‫متساوون فى هذا الضمان العام ‪.‬‬

‫لذا يثور التساؤل حول حق الدائن فى إبرام عقد تأمين على مال‬
‫معين من أموال المدين رغم تخلف أى عالقة له بهذا المال تمنحه‬
‫مصلحة فى بقائه والمحافظة عليه ‪ ،‬ألن حقه ينصب على أموال المدين‬
‫فى مجموعها وليس له حقا خالصا على مفرداتها يجيز له إبرام تأمين‬
‫عليه ‪ ،‬ولإلجابة على هذا التساؤل نوضح أنه نظرا ألن مصلحة الدائن‬
‫تتعلق بالذمة المالية للمدين فى مجموعها فمن مصلحته أن تظل الذمة‬
‫المالية للمدين فى مجموعها فى حالة يسار‪ ،‬ومن ثم فيجوز له أن يؤمن‬
‫ضد إعسار المدين لتوافر مصلحة له فى ذلك ‪ ،‬وال يجوز له التأمين‬
‫على مال معين من أموال المدين إذ ال مصلحة له فى ذلك ‪.‬‬

‫لذلك يجوز للدائن أن يؤمن على يسار مدينه وهو مايسمى بتأمين‬
‫اإلئتمان وهذا التأمين له صورتان األولى هى ما تسمى بتأمين كفالة‬
‫الوفاء بالدين وفيها يكون الخطر المؤمن ضده هو عدم وفاء المدين‬
‫بالدين فى موعد استحقاقه ‪ ،‬والثانية تسمى التأمين ضد اعسار المدين‬
‫وفيها يكون الخطر المؤمن ضده ليس هو عدم الوفاء بالدين فى موعد‬

‫‪71‬‬
‫استحقاقه ولكن هو اإلعسار الفعلى للمدين فال يكفى الستحقاق الدائن‬
‫(المؤمن له ) لمبلغ التأمين فى هذه الصورة أال يقوم المدين بالوفاء‬
‫بالدين فى موعد استحقاقه بل يجب على الدائن أن يثبت أوال إعسار‬
‫المدين وإال كان للمؤمن أن يدفع بتجريد المدين أى أن يقوم الدائن‬
‫بالتنفيذ بحقه على أموال المدين قبل الرجوع إليه(‪. )1‬‬

‫وفى جميع األحوال فإن الدائن العادى الذى يبرم تأمين اإلئتمان‬
‫هو الذى يكون له وحده حق اإلفادة بهذا التأمين دون سائر الدائنين ‪،‬‬
‫وال يشترط إلبرام هذا التأمين أن يكون حقه خاليا من النزاع وإنما‬
‫يكفى أن يكون معينا ً(‪. )0‬‬

‫مما تقدم يتضح لنا أن المصلحة فى التأمين ينبغى أن تتوافر لدى‬


‫شخص معين بحيث لو تخلفت يقع التأمين باطال ً ‪ ،‬وفى حالة إبرام‬
‫التأمين لحساب الغير عن طريق الوكالة أو الفضالة فإنه ينظر فى‬
‫توافر شرط المصلحة من عدم توافره إلى شخص الموكل أو رب العمل‬
‫وليس إلى شخص الوكيل أو الفضولى(‪. )3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 399‬وما بعدها‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪193‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪120‬‬

‫‪72‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬المصلحة فى التأمين على األشخاص ‪:‬‬

‫فى الواقع إن اشتراط المصلحة فى التأمين على األشخاص ال‬


‫تثور أهميته إال فى حالة التأمين على حياة الغير أى فى حالة ما إذا‬
‫كان المؤمن على حياته شخصا ً وطالب التأمين شخصا ً آخر‪،‬‬
‫فالمصلحة هنا تتمثل فى الفائدة التى تعود على المؤمن له من استمرار‬
‫حياة المؤمن على حياته ‪ ،‬والتى تمنعه من تعمد اإلعتداء على حياة‬
‫المؤمن على حياته للتعجيل بقبض مبلغ التأمين ‪ ،‬بحيث يقع التأمين‬
‫على حياة الغير باطال إذا تبين أن المشترط لم تكن له مصلحة فى بقاء‬
‫المؤمن على حياته ‪ ،‬ألن القول بغير ذلك يغرى بإفتعال الكوارث‬
‫وارتكاب الجرائم استعجاال لقبض مبلغ التأمين(‪. )1‬‬

‫* شروط المصلحة فى التأمين على األشخاص ‪:‬‬

‫يشترط فى المصلحة فى التأمين على األشخاص توافر الشروط‬


‫التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن تكون المصلحة جدية ‪:‬‬

‫يجب أن تكون لدى طالب التأمين مصلحة جدية فى طلبه‬


‫للتأمين ‪ ،‬فإذا شك المؤمن فى توافر المصلحة أو عدم جديتها كان له‬
‫الحق فى طلب ابطال العقد أو انهائه ‪ ،‬فعلى المؤمن له اثبات وجود‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪191‬‬

‫‪73‬‬
‫المصلحة الجدية(‪. )1‬‬

‫ويترك تقدير المصلحة الجدية من عدمها لقاضى الموضوع‬


‫الذى ال يجوز له أن يرتكن على ما يقرره طالب التأمين ‪ ،‬وإنما يجب‬
‫عليه أن يستند إلى ظروف الحال التى تؤكد جدية المصلحة فإذا ظهر‬
‫من ظروف الحال عدم جدية المصلحة على عكس ما قرره طالب‬
‫التأمين وقع التأمين باطال ‪ ،‬كأن ال تتوافر للدائن مصلحة فى التأمين‬
‫على حياة مدينه متى ثبت أن للمدين أمواال ً كافية للوفاء بالدين غير تلك‬
‫التى يدرها عليه كسب عمله خاصة إذا كان الدين بسيطا ً(‪. )0‬‬

‫‪ -2‬أن تتوافر المصلحة لدى طالب التأمين نفسه ‪:‬‬

‫يشترط أن تتوافر المصلحة لدى طالب التأمين نفسه ‪ ،‬فإذا كان‬


‫التأمين على حياة الغير وكان المستفيد منه شخصا آخر غير طالب‬
‫التأمين فيكفى أن تتوافر المصلحة فى بقاء حياة المؤمن على حياته‬
‫لدى طالب التأمين ‪ ،‬وال يتطلب وجود هذه المصلحة لدى المستفيد‪.‬‬

‫وخشية من أن يتعجل المستفيد موت المؤمن على حياته حتى‬


‫يحصل على مبلغ التأمين فقد نصت المادة ‪ 0/141‬على حرمان‬
‫المستفيد من مبلغ التأمين إذا تسبب عمدا فى وفاة الشخص المؤمن على‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪199‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪129‬‬

‫‪74‬‬
‫حياته أو وقعت الوفاة بناء على تحريض منه وذلك بقولها " وإذا كان‬
‫التأمين على الحياة لصالح شخص غير المؤمن له ‪ ،‬فال يستفيد هذا‬
‫الشخص من التأمين إذا تسبب عمدا ً فى وفاة الشخص المؤمن على‬
‫حياته ‪ ،‬أو وقعت الوفاة بناء على تحريض منه ‪ .‬فإذا كان ما وقع من‬
‫هذا الشخص مجرد شروع فى إحداث الوفاة ‪ ،‬كان للمؤمن له الحق‬
‫فى أن يستبدل بالمستفيد شخصا ً آخر ‪ ،‬ولو كان المستفيد قد قبل ما‬
‫اشتراط لمصلحته من تأمين" ‪.‬‬

‫* المصلحة األدبية ‪:‬‬

‫ذكرنا أن نص المادة ‪ 119‬مدنى يشترط لصحة التأمين أن يكون‬


‫لطالب التأمين مصلحة اقتصادية مشروعة ‪ ،‬وأن هذا النص وارد‬
‫باألحكام العامة لعقد التأمين مما يدل على وجوب توافره فى كال نوعى‬
‫التأمين التأمين من األضرار والتأمين على األشخاص ‪.‬‬

‫غير أنه إذا كان من الممكن توافر المصلحة االقتصادية لطالب‬


‫التأمين فى بقاء الشخص المؤمن على حياته حيا ً كمصلحة الزوجة فى‬
‫بقاء زوجها الذى ينفق عليها ‪ ،‬ومصلحة األبناء فى حياة أبيهم الذى‬
‫ينفق عليهم ‪ ،‬ومصلحة الدائن فى البقاء على حياة مدينه لضمان الوفاء‬
‫بالدين ‪ ،‬وكمصلحة المنشآت التجارية والصناعية فى التأمين على حياة‬
‫المنشأة(‪)1‬‬ ‫موظفيها الذين يمتلكون ملكات وخبرات يتوقف عليها نجاح‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 121‬وما بعدها‬

‫‪75‬‬
‫إال أنه فى الغالب ال يتوافر فى تأمين األشخاص سوى مصلحة أدبية‬
‫لطالب التأمين لذلك ثار التساؤل حول مدى كفاية هذه المصلحة األدبية‬
‫إلنعقاد عقد التأمين ‪.‬‬

‫ولإلجابة على هذا التساؤل السابق نجد أن الفقه قد انقسم إلى‬


‫رأيين ‪ ،‬فيذهب الرأى األول إلى القول بعدم كفاية المصلحة األدبية ألن‬
‫نص المادة ‪ 119‬مدنى يشترط أن تكون المصلحة محل التأمين‬
‫اقتصادية أى مالية ‪ ،‬والقول بغير ذلك يخالف نص المادة ‪ 119‬ويؤدى‬
‫إلى إهدار عنصر المصلحة فى التأمين على األشخاص ‪ ،‬إذ يسهل‬
‫اإلدعاء بتوافر المصلحة المعنوية لعدم انضباط معناها مما يؤدى إلى‬
‫خطورة ذلك على حياة األفراد حيث ال تمنع المصلحة األدبية وحدها‬
‫من المضاربة على حياتهم(‪. )1‬‬

‫أما الرأى الثانى فهو رأى جمهور الفقه ويذهب هذا الرأى إلى‬
‫كفاية المصلحة األدبية فى تأمين األشخاص ‪ ،‬حيث يؤدى القول بغير‬
‫ذلك إلى مخالفة طبيعة األشياء وما يجرى عليه العمل خاصة فى‬
‫عالقات األقارب ‪ ،‬فإذا كان الهدف من اشتراط المصلحة هو الرغبة‬
‫فى أن تحول دون تسبب المستأمن فى وقوع الخطر ‪ ،‬فإنه مما الشك‬
‫فيه أن المصلحة األدبية أو المعنوية أو عاطفة الحب كافية جدا لمنع‬
‫هذا ‪ ،‬بل انها فى كثير من األحوال أقوى أثرا ً من المصلحة االقتصادية‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬محمود جمال الدين زكى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪41‬‬

‫‪76‬‬
‫أو المالية ‪ ،‬ثم انه من غير المقبول أن يقال أن مصلحة الزوج فى حياة‬
‫زوجته أو مصلحة األم فى حياة ابنها أقل من مصلحة الدائن فى حياة‬
‫مدينه(‪. )1‬‬

‫ومن جانبنا فنحن نؤيد الرأى القائل بكفاية المصلحة األدبية فى‬
‫التأمين على األشخاص مع تقييد ذلك بوجود صلة قرابة ‪ ،‬حيث تعد‬
‫صلة القرابة قرينة على توافر هذه المصلحة ‪ ،‬فمثل هذا القيد يمنع‬
‫تعرض حياة المؤمن عليه للخطر ‪ ،‬ويظهر ذلك بجالء فى شأن هؤالء‬
‫الذين تربطهم بالمؤمن عليه رابطة قوية من القرابة أو المصاهرة‬
‫تحضهم للمحافظة على حياته ‪ ،‬وإذا كان نص المادة ‪ 119‬مدنى مطلق‬
‫فى اشتراطه المصلحة االقتصادية إال أن هذا ال يتصور إال فى تأمين‬
‫األضرار(‪. )0‬‬

‫ويمكن الرجوع فى تحديد أصحاب المصلحة األدبية للقواعد‬


‫العامة فى التعويض عن الضرر األدبى (م ‪ 000‬مدنى) والتى تقضى‬
‫بمنح التعويض عن الضرر األدبى للزوج واألقارب حتى الدرجة‬
‫الثانية ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪011‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرح يم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪192‬‬
‫‪77‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫انعقاد عقد التأمين وإثباته‬

‫عقد التأمين كما ذكرنا من العقود الرضائية التى يكفى إلنعقادها‬


‫تبادل التعبير عن إرادتين متطابقتين ‪ ،‬غير أنه إذا كان عقد التأمين من‬
‫الناحية القانونية ال يخرج عما تقضى به القواعد العامة من إنعقاد العقد‬
‫بمجرد تبادل التعبير عن إرادة المؤمن وإرادة المؤمن له بحيث يتم‬
‫التوافق بين اإلرادتين بشأن العناصر األساسية للتأمين ‪ ،‬إال أنه من‬
‫الناحية العملية نجد أن إنعقاد عقد التأمين يمر بعدة مراحل وسوف‬
‫نتعرض لهذه المراحل من خالل المبحث األول من هذا الفصل ‪.‬‬

‫وإذا كان الغالب عمال أن يتعاصر إنعقاد العقد مع سريانه ‪ ،‬غير‬


‫أنه ليس نادرا أن ينفصل تاريخ سريان العقد عن تاريخ إنعقاده ‪ ،‬ولذلك‬
‫فسوف نتعرض من خالل المبحث الثانى من هذا الفصل لنفاذ عقد‬
‫التأمين وسريانه ‪ ،‬وفى المبحث الثالث من هذا الفصل سوف نتعرض‬
‫إلثبات عقد التأمين لمعرفة ما إذا كان عقد التأمين يخضع فى إثباته‬
‫للقواعد للعامة أم يخضع فى إثباته ألحكام خاصة ‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإن دراستنا لهذا الفصل ستنقسم إلى ثالثة مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مراحل إتمام التعاقد فى التأمين‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬نفاذ عقد التأمين وسريانه‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬إثبات عقد التأمين‬

‫‪78‬‬
‫المبحث األول‬

‫مراحل إ تمام التعاقد فى التأمين‬

‫جرى العمل فى مجال التأمين على أن يمر عقد التأمين بعدة‬


‫مراحل قبل أن يتم إنعقاده بين أطرافه ‪ ،‬تبدأ بتقديم طلب التأمين من‬
‫المؤمن له ‪ ،‬حيث يقوم المؤمن له بمأل طلب التأمين وتقديمه إلى شركة‬
‫التأمين أو وسيطها ‪ ،‬واألصل أنه فى حالة قبول شركة التأمين للطلب‬
‫المقدم من المؤمن له أن تقوم بتحرير وثيقة التأمين وترسلها موقعة‬
‫للمؤمن له ‪ ،‬غير أنه فى الغالب يسبق تحرير وثيقة التأمين اتفاق مؤقت‬
‫بين الطرفين يفرغ فى محرر يسمى مذكرة التغطية المؤقتة(‪. )1‬‬

‫وسوف نتحدث عن كل مرحلة من هذه المراحل فى مطلب‬


‫مستقل على النحو التالى ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬طلب التأمين‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬مذكرة التغطية المؤقتة‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬وثيقة التأمين‬

‫وقبل الشروع فى الحديث عن هذه المطالب يجب أن نوضح أن‬


‫مذكرة التغطية المؤقتة ووثيقة التأمين باإلضافة إلى كونهما من مراحل‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1119‬‬

‫‪79‬‬
‫اتم ام التعاقد فى التأمين ‪ ،‬فإنهما أيضا من أدوات إثبات عقد التأمين ‪،‬‬
‫ومن ثم فإنه من األهمية الحديث عن مذكرة التغطية المؤقتة ووثيقة‬
‫التأمين باعتبارهما من مراحل انعقاد العقد ومن وسائل إثباته أيضا ‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫طلب التأمين‬

‫وفقا للمجرى العادى لألمور فإن طالب التأمين الذى يرغب أن‬
‫يؤمن نفسه ضد خطر معين يذهب شخصيا ً أو عن طريق وكيل عنه‬
‫(سمسار التأمين ) إلى المؤمن عارضا ً عليه تأمين هذا الخطر ‪ ،‬ولكن‬
‫من الناحية العملية نجد أن الصورة األكثر شيوعا هى أن المؤمن هو‬
‫الذى يرسل مندوبيه إلى العمالء لتبصيرهم بمزايا التأمين وحثهم على‬
‫إبرام عقوده لتأمين أنفسهم ضد المخاطر المختلفة(‪. )1‬‬

‫وفى الحالتين تبدأ مفاوضات التأمين حيث يقوم المؤمن بتقديم‬


‫ورقة مطبوعة بمعرفته للراغب فى التأمين تتضمن الشروط التى‬
‫يضعها المؤمن إلجراء عملية التأمين عن الخطر المراد تأمينه ‪ ،‬ومبلغ‬
‫التأمين الذى يتعهد المؤمن بدفعه فى حالة تحقق الخطر المؤمن منه ‪،‬‬
‫ومقدار األقساط الواجب دفعها وغير ذلك من األسئلة التفصيلية التى‬
‫تهدف إلى إلى التعرف على الخطر المراد تأمينه ‪ ،‬هذه الورقة تختلف‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪149‬‬

‫‪81‬‬
‫بطبيعة الحال من خطر ألخر وتسمى هذه الورقة بطلب التأمين(‪. )1‬‬

‫يقوم طالب التأمين باإلطالع على هذه الورقة وبملء بياناتها‬


‫وتوقيعها وتسليمها للسمسار أو مندوب التأمين ‪ ،‬فإذا وافق المؤمن على‬
‫تأمين الخطر المعروض عليه فيقوم بإعداد وثيقة التأمين من ثالث نسخ‬
‫موقعة منه ويقوم بتقديمها إلى المؤمن له لتوقيعها أيضا واإلحتفاظ‬
‫بإحداها ‪ ،‬ويسلم النسخة الثانية لوسيط التأمين ليحتفظ بها فى ملفه‬
‫الشخصى ‪ ،‬وتودع النسخة الثالثة لدى المؤمن ‪.‬‬

‫* القيمة القانونية لطلب التأمين ‪:‬‬

‫يعد طلب التأمين مجرد دعوة للتعاقد أو عرض تمهيدى يتقدم به‬
‫المؤمن ويتضمن الشروط التى يستطيع بموجبها أن يتحمل عبء‬
‫عملية التأمين التى يريد المؤمن له إبرامها ‪ ،‬فكما ذكرنا أنه فى الغالب‬
‫يقوم المؤمن عن طريق مندوبيه بإرسال طلب التأمين إلى الراغبين‬
‫فى التأمين ‪ ،‬ويقوم راغبى التأمين باإلطالع على هذا الطلب وفحصه‬
‫واإلجابة على كافة األسئلة الواردة به ‪ ،‬ثم يتم رد الطلب بعد ذلك‬
‫للمؤمن الذى يقوم بدراسته فى ضوء ما تلقاه من بيانات ‪ ،‬وعلى ضوء‬
‫هذه الدراسة يقرر إعداد الوثيقة من عدمه ‪.‬‬

‫إذا فاألصل أن توقيع المؤمن له على طلب التأمين ال يترتب‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪014‬‬

‫‪81‬‬
‫عليه أى أثر قانونى ‪ ،‬فال يلزم المؤمن وال المؤمن له بإبرام عقد‬
‫التأمين‪ ،‬حيث يقتصر دوره على تبادل المعلومات ووجهات النظر ‪.‬‬

‫ومن ثم فال يكون طلب التأمين ملزما سواء بالنسبة للمؤمن أو‬
‫للمؤمن له إال بعد إتمام العقد بالتوقيع على وثيقة التأمين ‪ ،‬فبعد التوقيع‬
‫على الوثيقة يصبح طلب التأمين المرجع األساسى الذى يعتمد عليه‬
‫المؤمن إذا تبين أن الخطر المؤمن منه ال يطابق األوصاف والشروط‬
‫التى أعلنها المؤمن له وتمت عملية التأمين على أساسها(‪. )1‬‬

‫غير أنه يالحظ أن نص المادة ‪ 1219‬من المشروع التمهيدى‬


‫للقانون المدنى كانت تنص على أنه " ال يكون طلب التأمين وحده‬
‫ملزما للمؤمن وال المؤمن له ‪ ،‬وال يتم العقد إال إذا وقع طرفاه وثيقة‬
‫التأمين ‪ ،‬وتم تسليم هذه الوثيقة للمؤمن له" ‪ ،‬ولكن هذه المادة حذفت‬
‫فى لجنة المراجعة لتعلقها بجزئيات يحسن أن تنظمها قوانين خاصة ‪،‬‬
‫وإزاء حذف هذه المادة فإنه يتعين الرجوع إلى القواعد العامة ‪ ،‬ومن‬
‫ثم فإذا كان طلب التأمين مشتمال على العناصر األساسية للعقد المراد‬
‫إبرامه وبصفة خاصة تحديد الخطر والقسط والمبلغ المؤمن فى حدوده‬
‫والمصلحة فى التأمين فإنه يعتبر إيجابا ً حقيقيا ً إذا وصل إلى علم‬
‫المؤمن ‪ ،‬وبالتالى يلتزم طالب التأمين باإلبقاء على إيجابه مدة معقولة‬
‫تستمد من ظروف الحال وطبيعة المعاملة(م‪ 0/93‬مدنى) فإذا كان قد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪011‬‬

‫‪82‬‬
‫حدد للمؤمن ميعادا ً معينا ً للقبول فيصبح ملزما باإلبقاء على هذا‬
‫اإليجاب إلى أن ينقضى هذا الميعاد ‪ ،‬وال يجوز له خالل هذه المدة أن‬
‫يعدل عن إيجابه ‪ ،‬ومن ثم فينعقد العقد وفقا للقواعد العامة متى اتصل‬
‫القبول باإليجاب خالل هذه المدة(‪ ، )1‬أى أن عقد التأمين فى هذه الحالة‬
‫يتم بقبول المؤمن لهذا اإليجاب وعلم المؤمن له بهذا القبول ‪ ،‬حيث‬
‫يعتبر وصول القبول للمؤمن له قرينة على العلم به ما لم يقم الدليل‬
‫على عكس ذلك(م ‪ 91‬مدنى) ‪ ،‬ومن ثم فإذا رجع طالب التأمين فى‬
‫إيجابه فإن مسئوليته العقدية تنعقد قبل المؤمن ‪ ،‬ومن ثم فيستطيع‬
‫المؤمن مطالبته بالقسط المستحق ‪ ،‬غير أنه يجب مالحظة أن قبول‬
‫المؤمن ال يترتب عليه تمام العقد فى هذه الحالة إال إذا كان مطابقا‬
‫للعرض الذى تلقاه من طالب التأمين ‪ ،‬بحيث إذا تضمن القبول تعديال‬
‫فى هذا العرض فإننا فى هذه الحالة نكون بصدد إيجاب جديد يتطلب‬
‫موافقة المؤمن له عليه إلنعقاد العقد(‪. )0‬‬

‫أما إذا كان الطلب مجرد استعالم من طالب التأمين عن شروط‬


‫التأمين ‪ ،‬فإن هذا الطلب ال يعتبر إيجابا ً باتا ً من جانب المؤمن له خاصة‬
‫إذا كان ذلك الطلب ال يتضمن العناصر األساسية للتأمين وهو‬
‫بالضرورة لن يتضمن قيمة القسط ألن تحديده يتم بمعرفة المؤمن بعد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪194‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪019‬‬

‫‪83‬‬
‫تقدير مدى جسامة الخطر بحسب ما ورد عنه فى طلب التأمين ‪،‬‬
‫وطالما أن تحديد قيمة القسط ال تتم إال بعد تقديم طلب التأمين فإن هذا‬
‫الطلب يعتبر مجرد عرض تمهيدى للتعاقد ‪ ،‬ومن ثم فيترتب على عدم‬
‫اعتبار طلب التأمين ايجابا ملزما للمؤمن له أنه يجوز له حتى بعد أن‬
‫يصل إليه رد المؤمن أن يؤكد إرادته فى التعاقد أو أن يعدل عنها دون‬
‫أن تنعقد مسئوليته تجاه المؤمن(‪. )1‬‬

‫المطلب الثانى‬

‫مذكرة التغطية المؤقتة‬

‫قد تستغرق مفاوضات التعاقد بين المؤمن والمؤمن له وقتا ً‬


‫طويال ً حول تحديد نطاق الضمان ومقدار القسط بل وقد يقبل المؤمن‬
‫الطلب ومع ذلك قد يطول وقت تحرير الوثيقة واعدادها للتوقيع ثم‬
‫إرسالها بعد توقيعها لطالب التأمين ‪ ،‬وخالل هذه الفترة يكون طالب‬
‫التأمين فى حالة انتظار دون أن يكون قد أمن نفسه من الخطر الذى‬
‫يتهدده ‪ ،‬األمر الذى يثير قلقه خشية وقوع الخطر الذى يريد التأمين‬
‫منه ‪ ،‬والذى يزيد من هذا القلق أيضا أنه ال يعلم على نحو مؤكد ما هو‬
‫مصير طلبه الذى قدمه للمؤمن ‪ ،‬فالمؤمن غير ملزم بإجابة هذا الطلب‪،‬‬
‫لذلك فقد استقر العمل على ابتكار سند مؤقت يقوم بتغطية المخاطر‬
‫التى تهدد المؤمن له خالل هذه الفترة بصفة مؤقتة تمهيدا إلعداد‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪104‬‬

‫‪84‬‬
‫الوثيقة النهائية والتوقيع عليها ‪ ،‬أو لحين فحص الطلب والبت فيه‬
‫بالقبول أو الرفض(‪. )1‬‬

‫اذا فمذكرة التغطية المؤقتة هى عبارة عن وثيقة أو ورقة موقعة‬


‫من المؤمن تسلم لطالب التأمين بمقتضاها يلتزم المؤمن بتغطية الخطر‬
‫المؤمن منه خالل فترة معينة هى الفترة التى تسبق إبرام العقد النهائى‪،‬‬
‫وال تستلزم مذكرة التغطية شكال خاصا فيكفى أن تكون مكتوبة وموقع‬
‫عليها من المؤمن أو من وسيط التأمين(‪.)0‬‬

‫ومذكرة التغطية قد تكون دليال على اتفاق مؤقت ‪ ،‬وقد تكون‬


‫دليال على اتفاق نهائى ‪ ،‬وقد ال تتضح نية الطرفين فى هذا الخصوص‪،‬‬
‫أى أن مذكرة التغطية قد تعتبر دليال مؤقتا ً على العقد النهائى ‪ ،‬وقد‬
‫تعتبر اتفاقا ً مؤقتا قائم بذاته ‪ ،‬وقد ال تكون نية الطرفين فيها واضحة ‪.‬‬

‫بالنسبة للحالة األولى فاألصل أن مذكرة التغطية تمثل دليال على‬


‫اتفاق نهائى ‪ ،‬حيث تقوم المذكرة مقام العقد النهائى خالل تلك الفترة(‪،)3‬‬
‫فهى دليل مؤقت إلى أن يحرر المؤمن الدليل النهائى أى وثيقة التأمين‪،‬‬
‫فيعتبر العقد قد أبرم من تاريخ وصول المذكرة إلى المؤمن له(‪، )1‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪019‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪029‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪109‬‬
‫(‪ )1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪011‬‬

‫‪85‬‬
‫حيث ترتب هذه المذكرة ذات األثار التى تنتج من الوثيقة النهائية ‪،‬‬
‫فيكون للمؤمن أن يطالب المؤمن له بجميع التزاماته ‪ ،‬ويلتزم المؤمن‬
‫أيضا بموجبها بجميع اإللتزامات الناشئة عن عقد التأمين(‪ ، )1‬وهنا يجب‬
‫أن تتضمن المذكرة العناصر األساسية لقيام التأمين وهى الخطر‬
‫المؤمن منه وقيمة القسط ونطاق األداء المالى للمؤمن ‪ ،‬وتنتهى مهمة‬
‫مذكرة التغطية بتوقيع الوثيقة النهائية ‪ ،‬فإذا حررت وثيقة التأمين فإنها‬
‫تحل محل المذكرة وتعتبر أحكامها سارية من وقت تسليم المذكرة‬
‫المؤقتة ال من وقت تسليم وثيقة التأمين(‪. )0‬‬

‫أما الحالة الثانية حيث تتضمن المذكرة اتفاقا مؤقتا قائما بذاته ‪،‬‬
‫فقد يستفاد من الظروف التى كتبت فيها المذكرة أن الطرفين لم يقصدا‬
‫بها إال أن يكون اتفاقهما مؤقتا ً ‪ ،‬مع احتفاظ كل منهما بحقه فى العدول‬
‫عن التعاقد النهائى مادامت الوثيقة لم تسلم للمؤمن له ‪ ،‬وبمقتضى هذا‬
‫اإلتفاق فإن المؤمن يلتزم بضمان الخطر المؤمن منه خالل مدة معينة‬
‫فى مقابل قسط معين(‪ ، )3‬وهنا تكون مهمة مذكرة التغطية المؤقتة اثبات‬
‫وجود اتفاق مؤقت ينتهى بإنتهاء مدته ‪ ،‬فال يوجد بعد تعاقد نهائى بين‬
‫األطراف ‪ ،‬ومن ثم فيكون للمؤمن بالذات الحرية الكاملة فى قبول‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪002‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪109‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪011‬‬

‫‪86‬‬
‫التعاقد النهائى أو رفضه ‪ ،‬فإذا قبل التعاقد فيتم تحرير وثيقة التأمين ‪،‬‬
‫وتسرى هذه الوثيقة من يوم تسليمها للمؤمن له ال من وقت تسليم‬
‫المذكرة المؤقتة ألن كل محرر من تلك المحررات يتضمن اتفاقا ً قائما‬
‫بذاته ‪ ،‬أما إذا رفض المؤمن طلب التأمين فإن مذكرة التغطية المؤقتة‬
‫تظل سارية إلى حين انتهاء مدتها الموضحة بها(‪. )1‬‬

‫وأما عن الحالة الثالثة حيث لم تكن نية الطرفين واضحة من‬


‫كتابة المذكرة ‪ ،‬فهنا تعتبر مذكرة التغطية بمثابة دليل مؤقت على‬
‫حصول التعاقد نهائيا (م ‪ 3/1219‬من المشروع التمهيدى للقانون‬
‫المدنى المصرى ) ‪.‬‬

‫مما سبق يتضح أن مذكرة التغطية المؤقتة هى عبارة عن اتفاق‬


‫مؤقت يتم بين المؤمن والمؤمن له وإن كانت تصدر مكتوبة وموقعة‬
‫من المؤمن وحده ‪ ،‬وال تخضع المذكرة فى تحريرها ألى شروط شكلية‬
‫فالشرط األساسى بها هو أن يوقع عليها المؤمن أو من يفوضه فى‬
‫ذلك‪ ،‬كما اليلزم أن يرد بالمذكرة كافة البيانات التى يجب أن ترد فى‬
‫الوثيقة النهائية ‪ ،‬وانما يجب أن تتضمن فقط العناصر الرئيسية لعقد‬
‫التأمين وهى الخطر المؤمن منه ‪ ،‬وقيمة القسط ومبلغ التأمين الذى‬
‫يلتزم به المؤمن فى حالة وقوع الخطر المؤمن منه ‪ ،‬ومدة التأمين ‪،‬‬
‫واألصل أن هذه المذكرة تسرى بأثر فورى ومباشر من يوم توقيعها‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪132 ، 109‬‬

‫‪87‬‬
‫إال إذا حدد بها تاريخ أخر لبدء سريانه كما لو اتفق المؤمن والمؤمن‬
‫له على بدء سريانها من تاريخ دفع المؤمن له القسط ‪ ،‬واألصل فى‬
‫هذه المذكرة أنها دليل مؤقت على حصول التعاقد النهائى إال إذا اتفق‬
‫الطرفان على غير ذلك ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫وثيقة التأمين‬

‫تعد وثيقة التأمين األداة التى يتجسد فيها وجود ومضمون عقد‬
‫التأمين ‪ ،‬فهى الدليل الطبيعى الذى يتخذ كوسيلة إلثبات عقد التأمين(‪.)1‬‬

‫ونظرا لكون عقد التأمين عقدا رضائيا ينعقد بمجرد التراضى‬


‫حتى ولو لم توجد وثيقة تجسده ‪ ،‬فالوثيقة ليست ركنا من أركانه وال‬
‫‪ ،‬لذلك نجد أن‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫شرطا من شروط صحته ‪ ،‬وإنما هى لإلثبات فقط‬
‫المشرع لم يتطلب أن تفرغ الوثيقة فى شكل خاص ‪ ،‬فيمكن أن تكون‬
‫محررا عرفيا أو رسميا ‪.‬‬

‫وفى الغالب تكون وثيقة التأمين عبارة عن نموذج مطبوع تعده‬


‫مقدما هيئة التأمين ‪ ،‬ويندر فى العمل أن تختلف هذه النماذج من هيئة‬
‫ألخرى وإن كانت تختلف من نوع آلخر من أنواع التأمين ‪ ،‬وتتضمن‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪132‬‬


‫(‪ )0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪013‬‬

‫‪88‬‬
‫الوثيقة نوعين من الشروط ‪ ،‬شروط عامة وهى التى تكون مطبوعة ‪،‬‬
‫وال تختلف من وثيقة ألخرى ‪ ،‬وشروط خاصة وهى تختلف من وثيقة‬
‫آلخرى ‪ ،‬وتكون مكتوبة عادة باآللة الكاتبة أو بخط اليد ‪ ،‬وهى تتعلق‬
‫بتحديد شروط التعاقد التى قصد المؤمن إبرازها ولفت نظر المؤمن له‬
‫لفحواها ومدى ما تتضمنه من خطورة(‪ ، )1‬وعند التعارض بين الشروط‬
‫العامة والشروط الخاصة ترجح الشروط الخاصة ألنها هى التى تعبر‬
‫عن اإلرادة الحقيقية للمتعاقدين(‪. )0‬‬

‫وفى جميع األحوال يجب أن تكون الشروط المتعلقة بحالة من‬


‫األحوال التى تؤدى إلى البطالن أو السقوط مكتوبة وبارزة بشكل‬
‫ظاهر ‪ ،‬فاألصل أن القانون ال يتطلب طريقة خاصة تكتب بها الوثيقة‬
‫ومع ذلك فإن المشرع قد يرتب بطالن بعض الشروط إذا لم تفرغ فى‬
‫شكل خاص ‪ ،‬فالمشرع فى الفقرتين ‪ 3‬و ‪ 1‬من المادة ‪ 142‬مدنى قد‬
‫نص على أنه " يقع باطال ما يرد فى وثيقة التأمين من الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -3‬كل شرط مطبوع لم يبرز بشكل ظاهر وكان متعلقا ً بحالة من‬
‫األحوال التى تؤدى إلى البطالن أو السقوط ‪.‬‬

‫‪ -1‬شرط التحكيم إذا ورد فى الوثيقة بين شروطها العامة المطبوعة‬


‫ال فى صورة اتفاق خاص منفصل عن الشروط العامة" ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪001‬‬


‫(‪ )0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪013‬‬

‫‪89‬‬
‫* بيانات الوثيقة ‪:‬‬

‫لم يتطلب المشرع أن ترد بوثيقة التأمين بيانات معينة ‪ ،‬ولكن‬


‫طبيعة األشياء تقتضى أن ترد بوثيقة التأمين البيانات التالية(‪: )1‬‬

‫‪ -1‬أطراف العقد ومحل إقامتهم ‪ :‬فيذكر اسم المؤمن له ولقبه ‪ ،‬واسم‬


‫المستفيد ولقبه ‪ ،‬ومحل إقامة كل منهما ‪ ،‬ومهنة المؤمن له وكل ما‬
‫ييسر التعرف على حالته واسم شركة التأمين ‪ ،‬وما إذا كانت شركة أم‬
‫جمعية ‪ ،‬ومقرها الرئيسى ‪ ،‬ورقم القيد فى السجل وغير ذلك من‬
‫البيانات التى تعرف بها ‪.‬‬

‫‪ -0‬بيانات الشخص أو الشئ المؤمن عليه ‪ :‬أى يذكر محل التأمين الذى‬
‫يتهدده الخطر ‪ ،‬فيذكر اسم الشخص المؤمن على حياته أو المؤمن من‬
‫اإلصابات ‪ ،‬أو الشئ المؤمن عليه كالمنزل أو المصنع أو المزروعات‬
‫أو غير ذلك ‪ ،‬وتبدو أهمية هذا البيان فى اإلستيثاق من توافر ركن‬
‫المصلحة ‪ ،‬فعلى ضوء هذا البيان يمكن معرفة الصلة التى تربط‬
‫المؤمن له بالشئ المؤمن عليه أو الشخص المؤمن على حياته(‪. )0‬‬

‫‪ -3‬الخطر المضمون وطبيعته ‪ :‬بأن يذكر ما إذا كان التأمين ينصرف‬


‫إلى خطر الحريق ‪ ،‬أو التأمين من العجز أو المرض ‪ ،‬أو التأمين لحالة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪191‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪009‬‬

‫‪91‬‬
‫الوفاة أو لحالة البقاء ‪ ،‬أو غير ذلك من المخاطر التى يجوز التأمين‬
‫منها ‪ ،‬ويذكر أيضا طبيعة المخاطر وما إذا كان هناك استبعاد لبعض‬
‫أسباب وقوع الخطر‪.‬‬

‫‪ -1‬بيانات قسط التأمين ‪ :‬بأن يذكر مقدارالقسط الذى يلتزم المؤمن له‬
‫بدفعه ‪ ،‬وموعد استحقاقه ‪ ،‬ومكان وطريقة الوفاء به ‪.‬‬

‫‪ -4‬مبلغ التأمين ‪ :‬الذى يلتزم المؤمن بأدائه فى حالة تحقق الخطر‬


‫المؤمن منه ‪ ،‬ويحدد الحد األقصى إللتزام المؤمن بحيث ال يكون‬
‫مسئوال فيما يجاوزه ‪.‬‬

‫‪ -9‬تاريخ تحرير الوثيقة ‪ :‬هو التاريخ الذى قبل فيه المؤمن قبوال‬
‫نهائيا إبرام العقد ‪ ،‬فاعتبارا من هذا التاريخ ال يجوز للطرفين الرجوع‬
‫فى العقد ‪ ،‬فهذا التاريخ هو الذى يتخذ أساسا لتنفيذ العقد إال إذا كان‬
‫هناك اتفاق على تراخى التنفيذ إلى أجل مستقبل(‪. )1‬‬

‫‪ -1‬مدة العقد ‪ :‬حيث يحدد من خالله مدة الضمان بدايته ونهايته ‪ ،‬أى‬
‫المدة التى سيظل خاللها التأمين قائما ومنتجا ألثاره ‪ ،‬فهى الفترة التى‬
‫يحسب عنها القسط ‪ ،‬وبإنتهائها تنتهى التزامات كال الطرفين ‪.‬‬

‫وينبغى مالحظة أن البيانات السابقة تعد الحد األدنى الذى يجب‬


‫أن تتضمنه وثيقة التأمين ‪ ،‬ولكن ليس هناك ما يمنع من أن يتفق‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪009‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ ،‬كما أن أى نقص‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫الطرفان على ذكر بيانات أخرى ترد فى الوثيقة‬
‫فى بيان أو أكثر من هذه البيانات ال يترتب عليه أى أثر فى وجود أو‬
‫‪ ،‬ولكن يجب أال يكون هذا البيان الناقص من‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫صحة عقد التأمين‬
‫البيانات األساسية فى التأمين كتحديد الخطر المؤمن منه أو القسط أو‬
‫تحديد مبلغ التأمين حيث يبطل عقد التأمين فى حالة إغفال ذكر أى بيان‬
‫من هذه البيانات األساسية ‪ ،‬أما البيانات األخرى غير األساسية والتى‬
‫يكون من السهل التعرف عليها كأن يكون المؤمن له قد سبق ذكرها‬
‫فى طلب التأمين فال يترتب على إغفالها بطالن عقد التأمين كعدم ذكر‬
‫محل إقامة المؤمن له ‪ ،‬أو بيان طريقة الوفاء بالقسط(‪. )3‬‬

‫* ملحق الوثيقة ‪:‬‬

‫إذا رغب طرفى العقد فى إجراء أى تعديل أو إضافة لعقد التأمين‬


‫فيتم إفراغ هذا التعديل أو اإلضافة فى محرر يوقع عليه طرفى العقد‬
‫يعرف هذا المحرر بملحق الوثيقة ‪.‬‬

‫فملحق الوثيقة مثله مثل عقد التأمين يتضمن اتفاقا رضائيا ينعقد‬
‫بإتفاق الطرفين على التعديل دون حاجة ألى إجراء أو شكل خاص ‪،‬‬
‫فهو وسيلة إلثبات اإلضافة أو التعديل الذى حدث فى عقدالتأمين ‪،‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪420‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪013‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪032‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ ،‬وإنما هو جزء مكمال لوثيقة التأمين وملغيا فى‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫وليس تأمينا جديد‬
‫الوقت نفسه لبعض أحكامها ‪ ،‬بحيث لو وجد تعارض بين الوثيقة‬
‫والملحق ‪ ،‬فيتم ترجيح الملحق ألنه هو األكثر تعبيرا عن إرادة‬
‫المتعاقدين الحقيقية(‪. )0‬‬

‫المبحث الثانى‬

‫نفاذ عقد التأمين وسريانه‬

‫ذكرنا فيما سبق أن عقد التأمين يتم بتبادل التعبير عن إرادتين‬


‫متطابقتين أى بقبول المؤمن للعرض المقدم من المؤمن له ‪ ،‬ويعتبر‬
‫وصول القبول إلى المؤمن له قرينة على العلم به ما لم يقم الدليل على‬
‫العكس (م ‪ 91‬مدنى) ‪ ،‬ففى هذه اللحظة أى فى زمان ومكان علم‬
‫المؤمن له بالقبول ينعقد العقد ويبدأ فى ترتيب آثاره ‪ ،‬فالقاعدة العامة‬
‫إذا هى أن بدء سريان العقد هو وقت انعقاده ‪.‬‬

‫فتبدو أهمية تحديد اللحظة التى يبدأ فيها سريان عقد التأمين ألنه‬
‫ابتداء من هذه اللحظة يرتب العقد آثاره فى ذمة كال طرفيه(‪ ، )3‬واألصل‬
‫كما ذكرنا أن عقد التأمين يرتب آثاره ويسرى منذ لحظة إبرامه‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪112‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪014‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪034‬‬

‫‪93‬‬
‫وانعقاده بأثر فورى ومباشر ‪ ،‬بحيث يتعاصر تاريخ تنفيذ العقد مع‬
‫تاريخ انعقاده ‪ ،‬فيلتزم المؤمن منذ لحظة اإلبرام بتغطية الخطر المؤمن‬
‫منه ‪ ،‬ويلتزم المؤمن له بدفع األقساط ‪.‬‬

‫غير أنه قد يحدث أن يتفق الطرفان على أال تسرى آثار العقد‬
‫إال فى تاريخ مستقبل ‪ ،‬فتنفصل بذلك لحظة بدء سريان العقد عن لحظة‬
‫إبرامه ‪ ،‬فينعقد عقد التأمين دون أن يبدأ فى السريان إال فى وقت الحق‪،‬‬
‫كأن يتفق الطرفان على أن يبدأ نفاذ وسريان عقد التأمين بعد الوفاء‬
‫بالقسط األول أو تسليم وثيقة التأمين (‪. )1‬‬

‫وقد درجت شركات التأمين فى العمل على أن تشترط فى وثائق‬


‫التأمين لنفاذ العقد أن يقوم المؤمن له بدفع القسط األول المتفق عليه فى‬
‫الوثيقة ‪ ،‬بحيث ال يكون العقد ساريا إال من ظهر اليوم التالى من توقيع‬
‫‪ ،‬فمنذ هذه اللحظة تكون‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫المؤمن له على الوثيقة ودفع القسط األول‬
‫اإللتزامات الناشئة عن عقد التأمين قد ترتبت فى ذمة كال الطرفين‪،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪021‬‬
‫(‪ )0‬يتفق عادة فى وثائق التأمين على أن " يبدأ العقد فى السريان من ظهر اليوم‬
‫التالى لليوم الذى تم فيه العقد وينتهى فى ظهر اليوم الذى تنتهى فيه مدة التأمين‪،‬‬
‫وهذا وقت محدد باليوم والساعة والدقيقة والثانية فال يمكن أن يثير خالف ‪ ،‬فإذا‬
‫تحقق الخطر مثال قبل الساعة الثانية عشر من اليوم التالى ولو بثانية واحدة ال‬
‫يكون المؤمن ضامنا له ‪ ،‬أما إذا وقعت الكارثة فى الساعة الثانية عشر أو بعد‬
‫ذلك فإن المؤمن يكون مسئوال عن تغطيتها" د‪ .‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع‬
‫السابق ‪ ،‬ص‪031‬‬

‫‪94‬‬
‫ويكون المؤمن ملزما بتغطية الكارثة إذا تحققت بعد ذلك ‪ ،‬فيتراخى‬
‫بذلك وقت سريان العقد عن وقت إبرامه(‪. )1‬‬

‫ولما كانت رضائية العقد ليست من النظام العام فيجوز‬


‫لألطراف اإلتفاق على جعل العقد شكليا فقد جرى العمل فى المجال‬
‫التأمينى على اإلتفاق على تعليق قيام العقد على توقيع المؤمن له على‬
‫وثيقة التأمين ‪ ،‬حتى فى الحالة التى يعد فيها التعبير الصادر من المؤمن‬
‫له إيجابا بالمعنى الدقيق ‪ ،‬ومن ثم فال ينعقد العقد خالفا للقواعد العامة‬
‫‪ ،‬وبالتالى فال يتمتع بالضمان‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫إال بتوقيع طالب التأمين على الوثيقة‬
‫حتى هذه اللحظة ‪ ،‬حيث يظ ل حرا فى التوقيع أو عدم التوقيع(‪ ، )3‬ولكن‬
‫نظرا لكون هذه الشروط مخالفة لألصل فإنه يجب أن يرد بها نص‬
‫صريح فى الوثيقة(‪. )1‬‬

‫مما سبق يتضح لنا أن األصل أن عقد التأمين يرتب آثاره‬


‫ويسرى منذ لحظة إبرامه وانعقاده حيث يتعاصر تاريخ تنفيذ العقد مع‬
‫تاريخ انعقاده ‪ ،‬غير أنه قد تنفصل لحظة بدء سريان العقد عن لحظة‬
‫ابرامه كأن يعلق المؤمن انعقاد العقد أو نفاذه على توقيع المؤمن له‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 031‬وما بعدها‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 199‬وما بعدها‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪039‬‬
‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪112‬‬

‫‪95‬‬
‫على الوثيقة والوفاء بالقسط األول ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫إثبات عقد التأمين‬

‫نظرا لكون عقد التأمين من العقود الرضائية التى يكفى إلنعقادها‬


‫تطابق إرادتى طرفى العقد ‪ ،‬فال يشترط إلنعقاده إفراغه فى محرر‬
‫مكتوب ‪ ،‬فالكتابة ليست متطلبة إلنعقاده وإنما لإلثبات ‪ ،‬ومن ثم‬
‫فيخضع إثبات عقد التأمين للقواعد العامة فى اإلثبات فى عدم جواز‬
‫إثبات التصرفات التى تزيد قيمتها على ألف جنيه إال بالكتابة ‪ ،‬ما لم‬
‫يوجد مبدأ ثبوت بالكتابة أو يقوم مانع مادى أو أدبى يحول دون‬
‫الحصول على دلي ل مكتوب أو يفقد الدائن سنده الكتابى بسبب أجنبى‬
‫ال يد له فيه ‪.‬‬

‫كما يجوز إثبات العقد بكافة طرق اإلثبات حتى ولو تجاوزت‬
‫قيمته النصاب المذكور إذا كان العقد تجاريا تطبيقا لمبدأ حرية اإلثبات‬
‫فى المواد التجارية ‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإنه من الناحية النظرية يمكن إثبات عقد التأمين‬


‫بكافة طرق اإلثبات إذا لم تزد قيمته عن ألف جنيه أو كان العقد تجاريا‪،‬‬
‫أما من الناحية العملية فقد جرى العرف فى شركات التأمين على أن‬
‫تكون الكتابة هى الوسيلة األساسية إلثبات عقد التأمين(‪ ، )1‬وهو ما‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1419‬‬
‫‪96‬‬
‫أجمع عليه أيضا جمهور الفقه من عدم جواز إثبات عقد التأمين إال‬
‫بالكتابة(‪. )1‬‬

‫ووفقا لما جرى عليه العمل من إثبات عقد التأمين كتابة ‪ ،‬فإن‬
‫‪ ،‬غير أن‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫الغالب أن يكون اإلثبات بوثيقة التأمين أو مذكرة التغطية‬
‫ذلك ال يمنع من اإلستناد إلى كافة األوراق األخرى التى تبادلها‬
‫المتعاقدان كالرسائل ‪ ،‬وطلب التأمين الموقع عليه من المؤمن له(‪. )3‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫آثار عقد التأمين‬

‫يترتب على انعقاد عقد التأمين انعقادا ً صحيحا ً آثارا ً على عاتق‬
‫طرفيه ‪ ،‬فهناك التزامات تقع على عاتق المؤمن له ‪ ،‬والتزامات تقع‬
‫على عاتق المؤمن ‪ ،‬ونحن من خالل هذا الفصل سوف نتعرض لهذه‬
‫اإللتزامات من خالل مبحثين تم تقسيمهم على النحو اآلتى ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬التزامات المؤمن له فى عقد التأمين‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬التزامات المؤمن فى عقد التأمين‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل إبراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪199‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪029‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪013‬‬
‫‪97‬‬
‫المبحث األول‬

‫التزامات المؤمن له فى عقد التأمين‬

‫يرتب عقد التأمين العديد من اإللتزامات التى تقع على عاتق‬


‫المؤمن له ‪ ،‬فيلتزم المؤمن له بدفع قسط التأمين المتفق عليه فى العقد‪،‬‬
‫كما يلتزم باإلدالء بالبيانات المتعلقة بأى تعديالت ترد على الخطر‬
‫المؤمن منه أثناء سريان عقد التأمين ‪ ،‬كما يلتزم أخيرا ً باإلبالغ عن‬
‫وقوع الكارثة ‪ ،‬وسوف نتعرض لهذه اإللتزامات من خالل ثالثة‬
‫مطالب على النحو األتى ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التزام المؤمن له بدفع القسط‬

‫المطلب الثانى ‪ :‬التزام المؤمن له باإلدالء بالبيانات المتعلقة بالخطر‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التزام المؤمن له باإلخطار بوقوع الكارثة أو الخطر‬

‫المطلب األول‬

‫التزام المؤمن له بدفع القسط‬

‫يعد اإللتزام بدفع القسط من أهم اإللتزامات التى تلقى على عاتق‬
‫‪ ،‬فالقسط يمثل محل‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫المؤمن له ‪ ،‬إن لم يكن أهمها على اإلطالق‬
‫التزام المؤمن له ‪ ،‬فالمؤمن له يقوم بدفع القسط مقابل أن يقوم المؤمن‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪001‬‬

‫‪98‬‬
‫بالضمان فهو يمثل ثمن الضمان ‪ ،‬فعقد التأمين كما ذكرنا من عقود‬
‫المعاوضة فكل طرف يدفع فيه مقابل لما يأخذه ‪ ،‬فالتزام المؤمن له‬
‫بدفع القسط يعتبر من الناحية القانونية سببا إللتزام المؤمن بدفع مبلغ‬
‫التأمين ‪.‬‬

‫ونظرا ألنه قد سبق لنا الحديث عن القسط باعتباره محل التزام‬


‫المؤمن له ‪ ،‬وعرفنا كيف يتم تحديد القسط وفقا لقانون اإلحتماالت‬
‫واإلحصاء ‪ ،‬لذلك فسوف نخصص هذا الفصل للحديث عن أحكام‬
‫اإللتزام بدفع القسط ‪ ،‬وجزاء اإلخالل بهذا اإللتزام ‪.‬‬

‫أوال ً ‪ :‬أحكام اإللتزام بدفع القسط ‪:‬‬

‫‪ -1‬الصفة اإللزامية لدفع القسط ‪:‬‬

‫ينبع إلتزام المؤمن له بدفع القسط من طبيعة عقد التأمين ذاتها‬


‫باعتباره عقدا ً ملزما ً للجانبين (م ‪ 111‬مدنى) ويقوم التزم المؤمن له‬
‫بدفع القسط فى جميع أنواع التأمين سواء كان تأمينا من األضرار أم‬
‫تأمينا على األشخاص ‪ ،‬فالمؤمن له يلتزم بدفع القسط فى المواعيد‬
‫المتفق عليها ويجبر على هذا اإللتزام إذا لم يقم به اختياريا(‪ ، )1‬فيستطيع‬
‫المؤمن أن يجبره على التنفيذ جبرا(‪. )0‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪313‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪001‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ -2‬المدين فى اإللتزام بدفع القسط ‪:‬‬

‫المؤمن له هو الذى يلتزم بدفع القسط ‪ ،‬فهو المتعاقد الذى أبرم‬


‫العقد مع شركة التأمين ‪ ،‬لذلك فهو الذى يتحمل اإللتزامات الناشئة عن‬
‫العقد ‪ ،‬وحتى ولو كان قد تم إبرام العقد عن طريق وكيل ألنه قد تم‬
‫‪ ،‬كما يلتزم المؤمن له بدفع القسط أيضا حتى‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫توقيع الوثيقة بإسمه‬
‫ولو لم يكن هو المستفيد من التأمين ‪.‬‬

‫أما إذا انتقل الشئ المؤمن عليه إلى شخص آخر يخلف المؤمن‬
‫له فيه فإن هذا الشخص يصبح هو الملتزم بدفع القسط سواء كان خلفا‬
‫عاما أو خلفا خاصا ‪ ،‬ففى حالة وفاة المؤمن له وانتقال الشئ المؤمن‬
‫عليه إلى الورثة ‪ ،‬فإن هؤالء الورثة وهم الخلف العام للمؤمن له هم‬
‫الذين يتحملون دفع األقساط ويصبحون مدينين باألقساط مكانه ‪ ،‬حيث‬
‫يصبح الوارث الذى آلت إليه ملكية الشئ المؤمن عليه بعد القسمة هو‬
‫المدين وحده(‪.)0‬‬

‫وكذلك إذا تصرف المؤمن له فى الشئ المؤمن عليه إلى شخص‬


‫آخر أى إلى خلف خاص كأن يبيع المؤمن له الشئ المؤمن عليه فيصبح‬
‫المشترى هو الملتزم بدفع األقساط بدال من البائع ‪ ،‬حيث ينتقل عقد‬
‫التأمين بكل ما أنشأه من حقوق والتزامات إلى الخلف الخاص ‪ ،‬حيث‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪311‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪329‬‬

‫‪111‬‬
‫يصبح هوابتداء من وقت انتقال الشئ إليه المدين بدفع األقساط ‪ ،‬ويعد‬
‫ذلك تطبيقا لنص المادة ‪ 119‬مدنى التى تنص على أنه " إذا أنشأ‬
‫العقد التزامات وحقوقا شخصية تتصل بشيء انتقل بعد ذلك إلى خلف‬
‫خاص ‪ ،‬فإن هذه االلتزامات والحقوق تنتقل إلى هذا الخلف في الوقت‬
‫الذي ينتقل فيه الشيء ‪ ،‬إذا كانت من مستلزماته وكان الخلف الخاص‬
‫يعلم بها وقت إنتقال الشيء إليه" ‪ .‬ومما الشك فيه أن الحقوق‬
‫واإللتزامات التى ينشئها عقد التأمين تعد من مستلزمات الشئ المؤمن‬
‫عليه(‪. )1‬‬

‫فإذا أفلس المؤمن له ولم يستطع الوفاء بالقسط فيجوز للمؤمن‬


‫‪ ،‬كما يجوز أن يحل محله فى اإللتزام بدفع‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫أن يطلب فسخ العقد‬
‫األقساط جماعة الدائنين بشرط أن يكون عقد التأمين قابل لإلنتقال‬
‫إليهم(‪. )3‬‬

‫كما يجوز للغير وفقا للقواعد العامة فى الوفاء باإللتزام أن يوفى‬


‫بأقساط التأمين(م ‪ 303‬مدنى) ‪ ،‬ويكون له الحق فى الرجوع على‬
‫المؤمن له بما دفعه (م ‪ 301‬مدنى) ‪ ،‬وهو يملك فوق ذلك حق امتياز‬
‫على مبلغ التأمين ألن دفعه لألقساط يعتبر عمال من أعمال الحفظ‬

‫ــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪032‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪319‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1199‬‬

‫‪111‬‬
‫والصيانة ‪.‬‬

‫‪ -3‬محل اإللتزام بدفع القسط ‪:‬‬

‫محل اإللتزام هو قيمة القسط المتفق عليه فى عقد التأمين ‪ ،‬فهو‬


‫عين ما التزم به المؤمن له فى العقد لذلك يجب عليه الوفاء به ‪ ،‬وال‬
‫يجبر المؤمن على قبول شئ آخر غيره وفى ذلك تنص المادة ‪311‬‬
‫مدنى على أنه "الشيء المستحق أصال هو الذي به يكون الوفاء ‪ ،‬فال‬
‫يجبر الدائن على قبول شيء غيره ‪ ،‬ولو كان هذا الشيء مساويا له‬
‫في القيمة أو كانت له قيمة أعلي " ‪.‬‬

‫والقسط الذى يلتزم المؤمن له بأدائه يكون فى الغالب قسطا ثابتا‬


‫ال يتغير ‪ ،‬غير أنه يجوز زيادته فى بعض األحوال ‪ ،‬ففى التأمين على‬
‫الحياة قد تحدث ظروف من شأنها زيادة الخطر المؤمن منه ‪ ،‬وكذلك‬
‫أيضا فى غير التأمين على الحياة قد تتغير الشروط العامة للتأمين التى‬
‫تصدر من الهيئات التى تتولى الرقابة على التأمين األمر الذى يؤدى‬
‫إلى زيادة التزامات المؤمن وفى مقابل ذلك يزداد قيمة القسط أيضا(‪.)1‬‬

‫وكما تجوز زيادة قيمة القسط فإنه يجوز أيضا تخفيضه ‪ ،‬فالمادة‬
‫‪ 1211‬من المشروع التمهيدى للقانون المدنى كانت تنص على أنه"‬
‫إذا كان تحديد مقابل التأمين ملحوظا فيه اعتبارات مذكورة فى وثيقة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪031‬‬

‫‪112‬‬
‫التأمين من شأنها زيادة الخطر المؤمن ضده ‪ ،‬ثم زالت هذه اإلعتبارات‬
‫أو قلت أهميتها فى أثناء سريان العقد ‪ ،‬حق للمؤمن له أن يطلب‬
‫تخفيض مقابل التأمين المتفق عليه عن المدة الالحقة طبقا لتعريفة‬
‫التأمين " ‪ .‬وإذا كانت هذه المادة قد حذفت لكن حكمها مازال باقيا‬
‫باعتباره تطبيقا للقواعد العامة(‪. )1‬‬

‫فهذا التغير فى قيمة القسط يرتكز على مبدأ تناسب القسط مع‬
‫الخطر فوجوب توافر واستمرار التوازن بين القسط والخطر طوال‬
‫مدة العقد تقتضى مراجعة العقد وإعادة تقويم القسط المتفق عليه‬
‫وتعديله بالزيادة أو النقصان(‪ ، )0‬فاللمؤمن أن يطالب بزيادة القسط حتى‬
‫يتوازن مع الزيادة فى الخطر ‪ ،‬وبالمقابل يجوز للمؤمن له أن يطالب‬
‫بتخفيض القسط إذا نقص الخطر المؤمن منه عن الفترة الالحقة لنقص‬
‫الخطر‪.‬‬

‫‪ -4‬قابلية القسط للتجزئة ‪:‬‬

‫كما ذكرنا سابقا أن المؤمن يتخذ السنة أساسا لتقويم األقساط‬


‫وتكوين الحصيلة الجماعية التى يستطيع بها تنفيذ التزاماته ‪ ،‬فالسنة‬
‫هى الوحدة الزمنية المألوفة ألداء القسط ‪ ،‬وال يغير من ذلك أن يتفق‬
‫فى بعض صور التأمين على قيام المؤمن له بدفع هذه األقساط على‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬مجموعة األعمال التحضيرية ‪ ،‬الجزء الخامس ‪ ،‬هامش ص ‪314‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪310‬‬

‫‪113‬‬
‫فترات زمنية معينة ‪ ،‬ألن ذلك ليس إال مجرد تيسير عليه فى طريقة‬
‫الوفاء ‪ ،‬كما اليغير من األمر أيضا أن يكون القسط مستحقا دفعة واحدة‬
‫فى بعض األحوال ‪.‬‬

‫وتحديد ميعاد الوفاء بالقسط على النحو السابق يثير التساؤل عن‬
‫مدى قابلية القسط للتجزئة ‪ ،‬فإذا وفى المؤمن له بالقسط السنوى مقدما‬
‫ثم انتهى عقد التأمين ألى سبب قبل انقضاء السنة وسقط التزام المؤمن‬
‫بتحمل تبعة الخطر فى الفترة المتبقية من السنة فهل يحق للمؤمن له‬
‫أن يطالب المؤمن باسترداد جزء من القسط المدفوع مقدما وهو الجزء‬
‫الذى يقابل الفترة المتبقية التى سقط فيها التزام المؤمن بالضمان؟ ‪،‬‬
‫وكذلك الحال فى حالة ما إذا تحقق الخطر خالل السنة المستحق عنها‬
‫القسط ‪ ،‬فهل يحق للمؤمن أن يطالب بالقسط بأكمله ؟‪ ،‬أم يقتصر حقه‬
‫على مطالبة جزئية تتناسب مع الجزء من السنة التى تحمل خاللها‬
‫عبء الخطر؟ ‪.‬‬

‫إذا أجيز ذلك فمعنى ذلك أن القسط قابل للتجزئة ‪ ،‬أما إذا لم يكن‬
‫ذلك جائزا فإن معنى ذلك أن القسط غير قابل للتجزئة ‪ ،‬ولإلجابة على‬
‫هذه التساؤالت السابقة نجد أن الرأى انقسم فى ذلك إلى اتجاهين‪ ،‬وقد‬
‫استند كل رأى من هذه األراء إلى اعتبارات بعضها ذو طابع فنى‬
‫وبعضها اآلخر ذو طابع قانونى ‪.‬‬

‫الرأى األول ‪ :‬هو الرأى القائل بعدم قابلية القسط للتجزئة‬


‫ويستند هذا الرأى إلى اعتبارات فنية تتمثل فى أن المؤمن يبنى حسابه‬

‫‪114‬‬
‫عند عمل الميزانية على أساس أن القسط يدفع سنويا ‪ ،‬ويعتمد على‬
‫ذلك فى مواجهة التعويضات التى تستحق خالل السنة والتى تدفع من‬
‫الرصيد المشترك الذى يندمج فيه القسط فيفقد ذاتيته بمجرد دفعه‬
‫واندماجه فى الرصيد المشترك ‪ ،‬والقول بجواز تجزئة القسط يؤدى‬
‫إلى اختالل التوازن فى حسابات المؤمن ‪ ،‬كما أن المؤمن عندما يقوم‬
‫بعمل الميزانية على أساس القسط السنوى ال يفرق بين ما إذا كان‬
‫الخطر سيتحقق من البداية أو فى وسطها أو فى نهايتها ‪ ،‬فهو يتحمل‬
‫عبء ضمان الخطر كامال ومن ثم فيكون من حقه فى مقابل ذلك أن‬
‫يستولى على قسط السنة كامال(‪. )1‬‬

‫الرأى الثانى ‪ :‬هو الرأى القائل بقابلية القسط للتجزئة يستند هذا‬
‫الرأى إلى اعتبارات قانونية تستمد من نظرية السبب ففى العقود‬
‫الملزمة للجانبين يكون سبب كل التزام هو اإللتزام المقابل بحيث إذا‬
‫انقضى أحدهما انقضى اإللتزام المقابل ألنه يصبح بدون سبب (م ‪149‬‬
‫مدنى) ‪ ،‬وعقد التأمين من العقود الملزمة للجانبين التى يتحقق فيها‬
‫اإلرتباط بين التزام المؤمن بالضمان والتزام المؤمن له بدفع القسط‬
‫بحيث إذا توقف اإللتزام األول وجب أن يتوقف اإللتزام الثانى ‪ ،‬ومن‬
‫ثم فإنه فى األحوال التى ينقضى فيها التزام المؤمن بالضمان قبل انتهاء‬
‫مدة التأمين التى لم يتحقق الخطر خاللها ‪ ،‬فإن احتفاظه بالقسط المقابل‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪319‬‬

‫‪115‬‬
‫للمدة الباقية التى توقف فيها التزامه بالضمان هو أمر غير جائز قانونا‬
‫إلنتفاء السبب القانونى لدفع القسط فى هذه المدة ‪ ،‬كما أن عقد التأمين‬
‫من عقود المدة التى يحكمها مبدأ تناسب القسط مع الخطر ‪ ،‬فالتزام‬
‫المؤمن بالضمان منوط بالمدة وهذا الضمان ال يتحقق إال بقدر ما يمر‬
‫من تلك المدة فلكل لحظة حظها من الضمان ‪ ،‬وبالمثل كذلك بالنسبة‬
‫لإللتزام بدفع القسط فكل جزء منه ال يستحق إال بقدر المدة التى تحقق‬
‫فيها الضمان بحيث انه اذا توقف الضمان خالل مدة معينة وجب أن‬
‫يتوقف القسط أيضا فكال منهما يرتبط باآلخر وجودا وعدما ونقصا‬
‫وزيادة ‪ ،‬لذلك فإذا ما توقف الخطر وجب أن يتوقف القسط (‪. )1‬‬

‫ويخلو القانون المصرى من حكم يفصل فى هذه القضية ‪،‬‬


‫والراجح فى الفقه هو األخذ بمبدأ قابلية القسط للتجزئة ألنه الحل الذى‬
‫يتفق مع القواعد العامة ‪ ،‬غير أنه يالحظ أن مبدأ قابلية القسط للتجزئة‬
‫ليس من النظام العام ‪ ،‬ومن ثم فيجوز اإلتفاق على عدم قابلية القسط‬
‫‪ ،‬رغم انقضاء التزام المؤمن بالضمان قبل انتهاء السنة ‪،‬‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫للتجزئة‬
‫ويتحقق ذلك عمال فى حالة ما إذا كان انقضاء العقد راجعا إلى خطأ‬
‫المؤمن له ‪ ،‬فهنا يحق للمؤمن أن يحتفظ بقسط المدة الباقية على سبيل‬
‫التعويض(‪. )3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪391‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪031‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪394‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ -5‬ميعاد الوفاء بالقسط ‪:‬‬
‫يتم دفع القسط فى المواعيد المتفق عليها بين الطرفين ‪،‬‬
‫فاللطرفين الحرية فى تحديد ميعاد الوفاء بالقسط ‪ ،‬ولكن يسير العمل‬
‫عادة على اشتراط دفع القسط األول مقدما وقت ابرام العقد حتى يتمكن‬
‫المؤمن من مواجهة األخطار التى تتحقق خالل السنة وتنفيذ تعهداته‬
‫المالية فى مواجهة المؤمن لهم(‪. )1‬‬
‫ووفقا لما ذكرناه سابقا من أن المؤمن يتخذ السنة كوحدة زمنية‬
‫لدراسة المخاطر ويعتبرها أساسا لتقويم األقساط ‪ ،‬لذلك فإن القسط‬
‫يكون مستحق األداء فى اليوم األول من كل سنة ‪ ،‬غير أن المؤمن قد‬
‫يقسم القسط السنوى إلى دفعات تدفع كل ستة أشهر أو كل ثالثة أشهر‬
‫أو كل شهر بهدف التسهيل على المؤمن لهم ‪ ،‬وبغرض تشجيع الناس‬
‫على إبرام عقود التأمين(‪. )0‬‬
‫غير أن تقسيط القسط على دفعات ال يؤثر على طبيعة القسط‬
‫السنوى ‪ ،‬وتبدو أهمية ذلك فى حالة وقوع الخطر أثناء السنة وتطبيق‬
‫مبدأ عدم قابلية القسط للتجزئة ‪ ،‬فإذا ما تحقق الخطر المؤمن منه قبل‬
‫سداد بعض الدفعات المقسطة فإن حق المؤمن فى اقتضاء القسط‬
‫السنوى كامال يظل قائما ‪ ،‬فإذا لم يدفعها المؤمن له فيكون للمؤمن‬
‫الحق فى خصمها من مبلغ التأمين(‪. )3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪319‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪034‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪914‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ -6‬مكان الوفاء بالقسط ‪:‬‬

‫إذا لم يحدد بالعقد مكان الوفاء بالقسط فيكون الوفاء بالقسط وفقا‬
‫للقاعدة العامة فى موطن المدين به أى فى محل اقامته أو فى مركز‬
‫أعماله إذا كان اإللتزام متعلق بهذه األعمال (م ‪ 0/311‬مدنى) ‪ ،‬ومن‬
‫ثم فإن على المؤمن أن يسعى إلى موطن المؤمن له لتحصيل القسط ‪.‬‬

‫ومع ذلك فقد درجت شركات التأمين على اشتراط أن يكون دفع‬
‫القسط األول فى موطن المؤمن ‪ ،‬أما باقى األقساط فتؤدى فى موطن‬
‫المؤمن له ‪ ،‬ويكون القسط واجب األداء فى موطن المؤمن إذا تأخر‬
‫المؤمن له فى دفعه بعد إعذاره ‪ ،‬أو إذا لم يكن أو لم يعد للمؤمن له‬
‫موطن فى البلد الذى يكون فيه للمؤمن وكالء(‪. )1‬‬

‫‪ -7‬طرق الوفاء بالقسط وإثباته ‪:‬‬

‫يدفع القسط عادة بالنقود ‪ ،‬غير أنه ليس هناك ما يمنع من أن يتم‬
‫الوفاء بالقسط عن طريق الشيك أو الكمبيالة إذا وافق المؤمن على هذه‬
‫الطريقة فى الدفع ‪ ،‬غير أن الوفاء فى هذه الحالة ال يكون مبرأ لذمة‬
‫المؤمن له إال إذا قبض المؤمن قيمة هذه األوراق المالية فعال(‪. )0‬‬

‫ويجوز أن يكون الوفاء عن طريق المقاصة القانونية أو‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪319‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪399‬‬

‫‪118‬‬
‫القضائية إذا توافرت شروطها ‪ ،‬فإذا تحقق الخطر المؤمن منه قبل أن‬
‫يوفى المؤمن له القسط المطلوب ‪ ،‬فإن للمؤمن أن يخصم قيمة هذا‬
‫القسط من مبلغ التأمين ‪ ،‬ويكون ذلك عن طريق المقاصة القانونية متى‬
‫توافرت شروطها وهى أن يكون مبلغ التأمين قد تحدد وأصبح غير‬
‫قابل للنزاع ‪ ،‬ويتم الوفاء عن طريق المقاصة القضائية فى حالة النزاع‬
‫فى مقدار مبلغ التأمين(‪ ، )1‬حيث يستند القاضى فى اعماله للمقاصة إلى‬
‫اإلرتباط الموجود بين التزامات األطراف التى تجد مصدرها فى عقد‬
‫واحد(‪. )0‬‬

‫ويجوز للمؤمن أن يحبس تحت يده مبلغ التأمين ليستوفى منه‬


‫مبلغ القسط المستحق اعماال للدفع بعدم التنفيذ ‪ ،‬وللمؤمن أن يحتج بهذا‬
‫الدفع فى مواجهة المستفيد من التأمين ‪ ،‬وفى مواجهة دائنى المؤمن له‬
‫الذين انتقل حقهم فى الرهن أو اإلمتياز إلى مبلغ التأمين ‪ ،‬وكذلك فى‬
‫مواجهة جماعة الدائنين فى تفليسة المؤمن له(‪. )3‬‬

‫ويتم إثبات الوفاء بالقسط عن طريق المخالصة التى يسلمها‬


‫المؤمن للمؤمن له ‪ ،‬كما يجوز اإلثبات وفقا للقواعد العامة عن طريق‬
‫البينة أو القرائن إذا قلت قيمة القسط عن ألف جنيه ‪ ،‬وحتى ولو زادت‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬هامش ص‪031‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪391‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1029‬‬

‫‪119‬‬
‫قيمة القسط عن ألف جنيه ألن شركات التأمين غالبا شركات تجارية ‪،‬‬
‫والقاعدة هى حرية اإلثبات فى المسائل التجارية(‪. )1‬‬

‫ثانيا ُ ‪ :‬جزاء اإلخالل بااللتزام بدفع القسط ‪:‬‬

‫نظرا لكون التنظيم القانونى لعقد التأمين الذى أورده التقنين‬


‫المدنى المصرى قد جاء خاليا من نص يبين جزاء اإلخالل بااللتزام‬
‫بدفع القسط ‪ ،‬لذلك ينبغى الرجوع إلى القواعد العامة ‪ ،‬واألصل وفقا‬
‫لهذه القواعد أن عدم وفاء المدين بالتزامه يعطى للدائن الحق بعد إعذار‬
‫المدين فى المطالبة بالتنفيذ العينى لإللتزام أو طلب الفسخ مع التعويض‬
‫إذا كان له مقتض(م ‪ 141‬مدنى) ‪ ،‬ويتم اإلعذار بإنذار على يد محضر‬
‫أو بما يقوم مقام اإلنذار(م ‪ 019‬مدنى) ‪ ،‬وال يكفى فى ذلك كتاب‬
‫موصى عليه ‪ ،‬وبتطبيق هذه القواعد العامة فى حالة إخالل المؤمن له‬
‫بدفع القسط فإن المؤمن يبقى ضامنا لتبعة الخطر لحين الفصل فى‬
‫الدعوى ‪ ،‬وحتى لو حكم للمؤمن بالفسخ فإنه ال يتحلل من التزامه‬
‫بالضمان إال من وقت صدور الحكم وذلك ألن التأمين عقد زمنى ليس‬
‫لفسخه أثر رجعى ‪ ،‬ومؤدى ذلك أنه إذا تحقق الخطر قبل الحكم بالفسخ‬
‫التزم المؤمن بدفع مبلغ التأمين للمؤمن له بالرغم من توقف المؤمن له‬
‫عن دفع األقساط ‪ ،‬ويكون للمؤمن بداهة ‪ ،‬أن يخصم من مبلغ التأمين‬
‫قيمة األقساط المستحقة(‪. )0‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪991‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪399‬‬
‫‪111‬‬
‫ولتجنب مثل هذه النتيجة الضارة لجأت شركات التأمين تطبيقا‬
‫للمادة ‪ 149‬مدنى إلى اإلشتراط فى وثيقة التأمين أن يكون العقد‬
‫مفسوخا من تلقاء نفسه عند عدم الوفاء باإللتزامات الناشئة عنه دون‬
‫حاجة إلى حكم قضائى أو إعذار ‪ ،‬وال يخفى ما فى هذا الشرط من‬
‫ضرر بالغ بحقوق المؤمن لهم(‪. )1‬‬

‫وإزاء هذه األوضاع المجحفة كان من الضرورى وضع تنظيم‬


‫لجزاء عدم دفع القسط لحماية المؤمن لهم دون إهدار بمصالح المؤمن‪،‬‬
‫لذلك نجد أن العرف التأمينى المستقر فى مصر قد جرى على إتباع‬
‫التنظيم الذى أورده مشروع الحكومة لعقد التأمين الذى يقابل المادة‬
‫‪ 1211‬من المشروع التمهيدى للقانون المدنى ‪ ،‬الذى استلهم أحكامه‬
‫من المادة ‪ 19‬من قانون التأمين الفرنسى الصادر فى ‪ 13‬يوليو‬
‫‪ ، )0(1932‬ويقوم هذا التنظيم على مجموعة من المبادئ تتمثل فى ‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب إعذار المؤمن له بكتاب موصى عليه ‪ ،‬ويقع باطال‬


‫كل شرط يقضى بإعفاء المؤمن من هذا الشرط ‪.‬‬

‫‪ -0‬تحديد مواعيد يتم بعدها وقف سريان عقد التأمين ‪ ،‬ومواعيد‬


‫أخرى يجوز بعدها للمؤمن فسخ العقد أو المطالبة بتنفيذ العقد أمام‬
‫القضاء ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪039‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪309‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ -3‬عودة سريان العقد إذا لم يفسخ من ظهر اليوم الذى يلى دفع القسط‬
‫المتأخر وما عسى أن يكون مستحقا من مصروفات ‪.‬‬

‫وتطبيقا لهذه المبادئ فإن التزام المؤمن بضمان الخطر يقف بعد‬
‫بمرور مدة معينة على إعذاره المؤمن له بوجوب دفع القسط المتأخر‪،‬‬
‫وللمؤمن بعد مرور مدة أخرى تحسب من تاريخ انتهاء المدة السابق‬
‫اإلشارة إليها والالحقة على اإلعذار أن يفسخ العقد أو المطالبة أمام‬
‫القضاء بالتنفيذ العينى ‪ ،‬مع مالحظة أن هذا العرف التأمينى قد آثر‬
‫التأمين على الحياة بأحكام خاصة سنذكرها بعد التعرض للمبادئ‬
‫السابق اإلشارة إليها ‪.‬‬

‫(‪ -)1‬اإلعذار ‪:‬‬

‫يقصد باإلعذار وضع المدين موضع المتأخر فى تنفيذ اإللتزام‪،‬‬


‫وذلك بمطالبته بتنفيذ اإللتزام الملقى على عاتقه ‪ ،‬وبتطبيق ذلك على‬
‫عقد التأمين ‪ ،‬فإن إعذار المؤمن له يعنى أن يقوم المؤمن بالتنبيه عليه‬
‫بالوفاء بالقسط الذى لم يوف به بعد على الرغم من حلول ميعاد‬
‫استحقاقه ‪ ،‬وتبصيره بالنتائج الخطيرة التى ستترتب على عدم الوفاء‬
‫بهذا اإللتزام(‪. )1‬‬

‫ويتم اإلعذار بخطاب موصى عليه بعلم الوصول يتم إرساله إلى‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪011‬‬

‫‪112‬‬
‫المؤمن له أو لمن ينوب عنه فى سداد القسط فى آخر موطن معلوم له‪،‬‬
‫وال يشترط أن يتم اإلعذار بإنذار على يد محضر‪ ،‬ويعتبر اإلعذار قد‬
‫تم فى الوقت الذى يرسل فيه المؤمن الخطاب ال من الوقت الذى وصل‬
‫فيه الخطاب إلى المؤمن له‪.‬‬

‫ويجب أن يتضمن الخطاب بيان أنه مرسل لإلعذار بالدفع‬


‫ومقدار القسط وتاريخ استحقاقه ‪ ،‬كما يجب أن يذكره فيه بالنتائج التى‬
‫تترتب على عدم الدفع ‪ ،‬وأهمها أن يصبح القسط محموال ال مطلوبا‬
‫أى يصبح القسط واجب األداء فى مركز إدارة المؤمن ‪ ،‬كما يترتب‬
‫عليه قطع مدة التقادم الخاصة بدعوى المطالبة بالقسط ‪ ،‬فإذا لم يقم‬
‫المؤمن له بأداء القسط رغم إعذاره ‪ ،‬فإن عقد التأمين يقف سريانه‬
‫بإنقضاء ثالثين يوما من تاريخ إرسال اإلعذار ‪.‬‬

‫ويجب تجديد اإلعذار عند استحقاق كل قسط حتى يستمر‬


‫الوقف‪ ،‬ويجوز للمؤمن بعد انقضاء عشرة أيام من تاريخ الوقف إما‬
‫أن يطالب بتنفيذ العقد قضاء ‪ ،‬وإما أن يفسخه بكتاب موصى عليه‬
‫مصحوب بعلم الوصول يرسله إلى المؤمن له ‪ ،‬فإذا لم يفسخ العقد فإنه‬
‫يعود إلى السريان بالنسبة للمستقبل من ظهر اليوم التالى ألداء األقساط‬
‫المتأخرة وما قد يكون مستحقا من مصروفات ‪.‬‬

‫وتسرى المواعيد السابق ذكرها من اليوم التالى لتاريخ إرسال‬


‫الخطاب الموصى عليه ‪ ،‬ويقع باطال كل اتفاق ينقص من هذه المواعيد‬

‫‪113‬‬
‫أو يعفى المؤمن من أن يقوم باإلعذار(‪. )1‬‬

‫(‪ -)2‬وقف الضمان ‪:‬‬

‫إذا لم يقم المؤمن له بأداء القسط رغم إعذاره فإن عقد التأمين‬
‫يقف سريانه بإنقضاء ثالثين يوما من تاريخ اإلعذار ‪ ،‬ويترتب على‬
‫وقف الضمان تجميد آثار عقد التأمين المتعلقة بتغطية الخطر المؤمن‬
‫منه ‪ ،‬وبالتالى فال يلتزم المؤمن خالل فترة الوقف بتغطية أو ضمان‬
‫الخطر ‪ ،‬فإذا تحقق الخطر أثناء فترة اإليقاف فإن المؤمن ال يضمنه ‪،‬‬
‫ويمتنع على المؤمن له المطالبة بمبلغ التأمين رغم أنه ما زال ملتزما‬
‫بدفع األقساط ألن العقد لم يفسخ ولكنه متوقف عن السريان لصالح‬
‫المؤمن ‪.‬‬

‫فيعتبر وقف الضمان نوع من العقوبة التى توقع على المؤمن له‬
‫‪ ،‬ومن ثم فال يلوم‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫نتيجة إلخالله باإللتزام الملقى عليه بدفع القسط‬
‫إال نفسه ألن وضعه السئ ناتج عن خطئه ‪ ،‬ويستطيع التخلص من هذا‬
‫الوضع ويرجع التزام المؤمن بضمان الخطر إذا قام بدفع القسط‬
‫المستحق(‪ ، )3‬فإذا قام بدفع األقساط المستحقة مع المصروفات المطلوبة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬المادة ‪ 19‬من مشروع الحكومة تقابلها المادة ‪ 1211‬من المشروع التمهيدى‬


‫للقانون المدنى ‪ ،‬مجموعة األعمال التحضيرية ‪ ،‬جـ‪ ، 4‬ص‪319‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪013‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪331‬‬

‫‪114‬‬
‫فإن الوقف يزول ويعود الضمان إلى السريان من ظهر اليوم التالى‬
‫للدفع ‪ ،‬وعلى ذلك فإن الكوارث التى تقع فى ذات يوم الدفع ال يشملها‬
‫الضمان ‪ ،‬وذلك لتفادى المنازعات والغش الذى قد يحدث فى حالة‬
‫تحقق الخطر ومسارعة المؤمن له بدفع قسط متأخر للحصول على‬
‫مبلغ التأمين ‪ ،‬ومن ثم فيقتصر الضمان على الكوارث التى تقع ابتداء‬
‫من ظهر اليوم التالى لدفع القسط المتأخر والمصروفات ‪ ،‬وال يزول‬
‫الوقف إال إذا أدى المؤمن له األقساط المتأخرة كاملة ‪ ،‬فالوفاء الجزئى‬
‫أو دفع دفعة تحت الحساب ال يعيد الضمان إلى السريان ‪ ،‬كما قد يزول‬
‫الوقف بالنزول عنه صراحة أو ضمنا كأن يمنح المؤمن أجال للمؤمن‬
‫له لسداد القسط أثناء مدة الوقف(‪. )1‬‬

‫وإذا لم يقم المؤمن بفسخ العقد بعد انقضاء عشرة أيام من تاريخ‬
‫الوقف ‪ ،‬وأبقى العقد دون فسخ إلى أن حل القسط التالى للقسط الذى لم‬
‫يدفع فينقضى الوقف ويعود الضمان إلى السريان ‪ ،‬أى أنه إذا لم يقم‬
‫المؤمن بفسخ العقد بعد انقضاء عشرة أيام من تاريخ وقف سريان‬
‫التأمين ‪ ،‬وحل فى فترة وقف الضمان قسط جديد فإنه يلزم لوقف‬
‫الضمان عن الفترة الموازية لهذا القسط أن يقوم المؤمن بإعذار المؤمن‬
‫له بدفع القسط الجديد ‪ ،‬فإذا لم يفعل فيظل الضمان ساريا(‪ ، )0‬وال يبقى‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪333‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪013‬‬

‫‪115‬‬
‫أمام المؤمن سوى المطالبة بالتنفيذ العينى بهذا القسط أمام القضاء ‪،‬‬
‫كما يكون له أن يعذر المؤمن له إذا ما تأخر فى الوفاء بالقسط الجديد‬
‫ليقف سريان العقد مرة أخرى بإجراءات جديدة ‪.‬‬

‫(‪ -)3‬فسخ العقد أو التنفيذ العينى‪:‬‬

‫بعد مرور عشرة أيام من تاريخ وقف الضمان يجوز للمؤمن أن‬
‫يفسخ عقد التأمين ‪ ،‬ويظل هذا الحق قائما حتى حلول ميعاد القسط‬
‫الجديد ‪ ،‬فإذا ما حل ميعاد القسط الجديد زال وقف الضمان وال يجوز‬
‫للمؤمن فسخ العقد بناء على عدم دفع القسط القديم ‪ ،‬وال يكون أمام‬
‫المؤمن إال القيام بإجراءات جديدة استنادا إلى القسط الجديد ( اإلعذار‪،‬‬
‫ثم وقف الضمان توصال لفسخ العقد)(‪ ، )1‬أو المطالبة القضائية بالتنفيذ‬
‫العينى للقسط المستحق والمصاريف والتعويض إن كان له محل(‪. )0‬‬

‫أى أنه بعد مرور أربعين يوما من تاريخ اإلعذار ‪ ،‬فإن المؤمن‬
‫يكون بالخيار بين أن يقوم بالمطالبة القضائية لتنفيذ العقد أو فسخ العقد‬
‫ولكن يشترط فى الفسخ أن يتم قبل حلول ميعاد استحقاق القسط التالى‪،‬‬
‫فإذا لم يختر المؤمن ال الفسخ وال التنفيذ العينى واكتفى بوقف سريان‬
‫التأمين ‪ ،‬فإن ذلك ال يعفيه من تجديد اإلعذار عند استحقاق كل قسط‬
‫الحق ‪ ،‬فإذا لم يقم بإعذار المؤمن له عند استحقاق القسط الجديد فال‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪011‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪331‬‬

‫‪116‬‬
‫تسرى آثار الوقف ‪ ،‬ويصبح المؤمن ملتزما بالضمان عن هذه الفترة‬
‫التى أعقبت استحقاق القسط الجديد ‪ ،‬أى يجب تجديد اإلعذار عند‬
‫استحقاق كل قسط حتى يستمر اإليقاف ‪ ،‬فاإلعذار كما ذكرنا يترتب‬
‫عليه اإليقاف المؤقت بالنسبة للفترة الالحقة على استحقاق القسط‬
‫المتأخر فى أدائه ‪ ،‬ويستمر أثره حتى حلول استحقاق القسط الجديد ‪،‬‬
‫وبالتالى فإذا أراد المؤمن استمرار آثر اإليقاف فيجب عليه توجيه‬
‫اعذار جديد بالنسبة للقسط الذى حل أداؤه وإال أصبح ملزما بالضمان‬
‫بالنسبة للمستقبل طالما أنه لم يعذر المؤمن له عن وجوب أداء القسط‬
‫األخير ‪ ،‬ويتفق هذا الحكم مع طبيعة عقد التأمين كعقد مستمر ‪ ،‬وعلى‬
‫اعتبار أن كل قسط فيه يقابل فترة محددة فى التأمين ‪.‬‬

‫ويتم الفسخ بإرادة المؤمن المنفردة وذلك بخطاب موصى عليه‬


‫بعلم الوصول يرسله إلى المؤمن له أو إلى الشخص المسئول عن دفع‬
‫القسط فى أخر موطن له معلوم لشركة التأمين ‪ ،‬ويتم الفسخ من وقت‬
‫إرسال هذا الخطاب ال من وقت وصوله ‪ ،‬وعندما يقع الفسخ فيجوز‬
‫للمؤمن أن يطالب المؤمن له عن طريق القضاء بالمتأخر من األقساط‬
‫‪ ،‬وللمؤمن أن يطالب‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫حتى يوم الفسخ مع مصروفات التقاضى‬
‫المؤمن له أيضا بتعويض األضرار التى أصابته من جراء الفسخ(‪. )0‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪011‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪112‬‬

‫‪117‬‬
‫* أحكام خاصة بالتأمين على الحياة ‪:‬‬

‫ينفرد التأمين على الحياة ببعض األحكام الخاصة به ‪ ،‬حيث‬


‫يجوز فيه للمؤمن له أن يتحلل من العقد فى أى وقت بإخطار كتابى‬
‫يرسله للمؤمن قبل انتهاء الفترة الجارية ومن ثم فتبرأ ذمته من األقساط‬
‫الالحقة ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 149‬مدنى بقولها " يجوز للمؤمن‬
‫له الذى التزم بدفع أقساط دورية ‪ ،‬أن يتحلل فى أى وقت من العقد‬
‫بإخطار كتابي يرسله إلى المؤمن قبل انتهاء الفترة الجارية ‪ ،‬وفى هذه‬
‫الحالة تبرأ ذمته من األقساط الالحقة" ‪.‬‬

‫ينبغى مالحظة أنه فى التأمين على الحياة ليس هناك مجاال‬


‫للوقف ‪ ،‬فعدم دفع القسط فى التأمين على الحياة ال يترتب عليه وقف‬
‫الضمان ‪ ،‬فالمؤمن يقوم بإعذار المؤمن له بضرورة دفع القسط‬
‫المستحق فى خالل مدة معينة يحددها له المؤمن فى اإلعذار ‪ ،‬ويظل‬
‫المؤمن ضامنا للخطر خالل هذه المدة ‪ ،‬فإذا انقضت هذه المدة كان‬
‫للمؤمن الحق فى فسخ التأمين إذا لم يكن المؤمن له قد دفع أقساط ثالث‬
‫سنوات ‪ ،‬فإذا كان قد دفع أقساط ثالث سنوات وجب تطبيق ما تقضى‬
‫به المادة ‪ 192‬مدنى وما بعدها التى تقرر تخفيض قيمة مبلغ التأمين‬
‫على الحياة أو تصفية الوثيقة ‪ ،‬وبتخفيض قيمة مبلغ التأمين يظل‬
‫التأمين ساريا ولكن برأس مال مخفض بنسبة عدد األقساط المدفوعة‬
‫فعال إلى مجموع عدد األقساط المتفق عليها عند إبرام العقد(‪. )1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪014‬‬
‫‪118‬‬
‫خالصة القول أن الوقف كجزاء لعدم دفع قسط ال يجوز اعماله‬
‫فى عقود التأمين على الحياة ‪ ،‬فكل ما يستطيع المؤمن أن يفعله هو إما‬
‫المطالبة بإنهاء العقد ‪ ،‬أو تخفيض قيمة مبلغ التأمين على أساس ما دفع‬
‫من أقساط وذلك بعد مضى ثالثين يوما من تاريخ اإلعذار ‪ ،‬فإذا ما قام‬
‫المؤمن له بدفع األقساط المتأخرة وما يتصل بها من مصروفات فيجوز‬
‫إعادة العمل بالعقد بمبلغ التأمين المتفق عليه أصال ‪.‬‬
‫ويختلف التأمين على الحياة عن غيره من أنواع التأمين كالتأمين‬
‫من األضرار وتأمين األشخاص من الحوادث فى أن القسط فى مثل‬
‫هذه األنواع من التأمين يكون مقابال لضمان الخطر فقط لذلك فاإلمتناع‬
‫عن دفع القسط يقابله إعفاء المؤمن من ضمان الخطر‪ ،‬أما التأمين على‬
‫الحياة فيتكون من عمليتين هما ضمان الخطر واإلدخار فإذا توقف‬
‫المؤمن له عن دفع القسط فإن ذلك ال يسقط حقه فى المبلغ المدخر فى‬
‫رصيده الحسابى لدى المؤمن ‪ ،‬لذلك ال يسقط الضمان ويظل التأمين‬
‫ساريا على أساس تخفيض مبلغ التأمين بما يتناسب مع ما دفع فعال من‬
‫أقساط ‪ ،‬غير أن ذلك ال يؤثر على حق المؤمن فى أن يتخذ موقفا بعد‬
‫مرور ثالثين يوما من اإلعذار فى الخيار بين المطالبة بإنهاء العقد‬
‫وحينئذ تزول كل آثاره ‪ ،‬أو باإلقتناع بتخفيض قيمة التأمين على أساس‬
‫ما دفع من أقساط(‪. )1‬‬
‫وينبغى مالحظة أنه إذا توفى المؤمن له خالل مدة الثالثين يوما‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪331‬‬

‫‪119‬‬
‫فال يجوز للمؤمن أن يمتنع عن دفع مبلغ التأمين للمستفيد بحجة أن‬
‫التزامه بالضمان قد أوقف أثره ‪ ،‬ألنه فى التأمين على الحياة كما ذكرنا‬
‫ال مجال فيه إلعمال الوقف(‪. )1‬‬
‫المطلب الثانى‬

‫التزام المؤمن له باإلدالء بالبيانات المتعلقة بالخطر‬

‫يجد هذا اإللتزام أساسه فى كون عقد التأمين من عقود الثقة‬


‫وحسن النية ‪ ،‬فينبغى فى عقد التأمين إحاطة المؤمن بكافة البيانات‬
‫المتعلقة بالخطر من حيث مدى جسامته ودرجة احتمال وقوعه وكل‬
‫ما من شأنه أن يساعد فى تكوين عقيدة المؤمن عن الخطر ‪ ،‬فمن خالل‬
‫هذه البيانات يستطيع المؤمن أن يحدد قيمة القسط الذى يلتزم به المؤمن‬
‫له بما يتناسب مع طبيعة الخطر المؤمن منه ‪ ،‬أى أنه من خالل هذه‬
‫البيانات يستطيع المؤمن أن يحدد موقفه سواء بقبوله تأمين هذا الخطر‬
‫أو رفضه تأمينه ‪.‬‬
‫والتزام المؤمن له باإلدالء بالبيانات المتعلقة بالخطر يفرض‬
‫عليه واجبا مزدوجا أولهما ‪ :‬اإللتزام باإلدالء البيانات المتعلقة بالخطر‬
‫وقت إبرام العقد وهو ما يطلق عليه اإللتزام المبدئى باإلدالء ببيانات‬
‫الخطر ‪ ،‬وثانيهما ‪ :‬اإللتزام بإخطار المؤمن بكل ما يطرأ على الخطر‬
‫من ظروف بعد إبرام العقد وأثناء سريانه يكون من شأنها تفاقم الخطر‪.‬‬
‫لذلك فسوف نتعرض من خالل هذا المطلب لهذه االلتزامات ‪،‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪339‬‬
‫‪121‬‬
‫ثم نتعرض للجزاء القانونى فى حالة اإلخالل بها ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬اإللتزام باإلدالء ببيانات الخطر(اإلعالن المبدئى للخطر) ‪:‬‬
‫يلتزم المؤمن له كما ذكرنا باإلدالء بكافة البيانات المتعلقة‬
‫بالخطر ‪ ،‬ألن هذه البيانات تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للمؤمن ‪ ،‬فعلى‬
‫أساسها يقوم بتقويم القسط بما يتناسب مع الخطر المؤمن منه ‪ ،‬فإذا لم‬
‫يكن هذا التقويم معبرا عن الحقيقة ألدى ذلك إلى حدوث اضطراب فى‬
‫المركز المالى للمؤمن ‪ ،‬واإلضرار كذلك بجماعة الدائنين(‪. )1‬‬
‫لذلك ينبغى على المؤمن له اإلدالء بكافة البيانات المتعلقة‬
‫بالخطر ‪ ،‬فإذا كان المؤمن يستطيع أن يعرف جانبا من حقيقة الخطر‬
‫بطرقه الخاصة باللجوء إلى الخبراء مثال ‪ ،‬إال أن هذه الطرق عادة ما‬
‫تكون قاصرة عن إدراك الغاية منها ‪ ،‬خاصة إذا تعلق األمر بجانب‬
‫من حقيقة الخطر ال يعلمه إال المؤمن له كمعرفة العيوب الخفية للشئ‬
‫المؤمن عليه ‪ ،‬أو معرفة األمراض السابقة التى أصيب بها المؤمن‬
‫على حياته(‪. )0‬‬
‫ومن ثم فيجب على المؤمن له اإلدالء بكافة البيانات المتعلقة‬
‫بالخطر قبل إبرام عقد التأمين ‪ ،‬حتى يكون المؤمن محيطا إحاطة تامة‬
‫بمدى جسامة الخطر الذى يؤمنه حتى يبت عن بينة فى قبول التأمين‬
‫وفى مقدار القسط(‪. )3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪091‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪091‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1492‬‬

‫‪121‬‬
‫* مضمون البيانات التى يلتزم المؤمن له باإلدالء بها ‪:‬‬
‫يتحدد نطاق البيانات التى يلتزم المؤمن له باإلدالء بها بتلك التى‬
‫تمكن المؤمن من تقدير الخطر ‪ ،‬والتى تكون معلومة للمؤمن له‬
‫ومجهولة من المؤمن ‪.‬‬
‫‪ -1‬يجب أن تكون البيانات ذات أهمية بالنسبة للمؤمن ومؤثرة‬
‫فى الخطر‪:‬‬
‫يتحدد مضمون البيانات التى يجب على المؤمن له اإلدالء بها ‪،‬‬
‫بتلك البيانات التى تكون الزمة لتمكين المؤمن من تقدير الخطر‬
‫وبالتالى تقويم القسط ‪ ،‬ويستفاد معيار أهمية البيانات من آثرها على‬
‫موقف المؤمن فى إجراء التأمين من الخطر أو رفضه ‪ ،‬ففى التأمين‬
‫على الحياة على سبيل المثال يعد من األهمية معرفة الحالة الصحية‬
‫وسن المؤمن عليه ‪ ،‬وفى التأمين من الحريق يكون من األهمية تحديد‬
‫موقع العقار وطريقة استغالله ‪.‬‬
‫وقد جرى الفقه على تقسيم البيانات ذات األهمية الخاصة للمؤمن‬
‫والمؤثرة فى الخطر إلى نوعين ‪ :‬بيانات موضوعية ‪ ،‬وبيانات‬
‫شخصية(‪. )1‬‬
‫البيانات الموضوعية هى تلك البيانات التى تتعلق بموضوع‬
‫الخطر المؤمن منه وصفته الجوهرية وكل ما يحيط به من ظروف‬
‫ومالبسات ‪ ،‬وهذه البيانات تختلف بإختالف نوع التأمين ‪ ،‬ففى التأمين‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪091‬‬

‫‪122‬‬
‫على األشياء ضد الحريق يعتبر من البيانات الموضوعية تحديد طبيعة‬
‫مادة الشئ طوب أم خشب ‪ ،‬وتاريخ شرائه ‪ ،‬والغرض المخصص له‪،‬‬
‫ومدى قربه من مصادر الخطر كمحطات تزويد الوقود ‪ ،‬وفى التأمين‬
‫من اإلصابات يدخل فى هذه البيانات مهنة المؤمن له وما يزاوله من‬
‫أعمال من شأنها تعريضه لإلصابة(‪. )1‬‬
‫أما البيانات الشخصية فهى تلك البيانات التى تتصل بشخص‬
‫المؤمن له ذاته كأخالقه الشخصية ‪ ،‬ومدى يساره ‪ ،‬ومقدار ما يبذله‬
‫من عناية فى شئونه ‪ ،‬وتاريخه الجنائى ونوعية ما ارتكبه من جرائم‬
‫حتى ولو حصل على عفو عنها(‪. )0‬‬
‫وقد جرى العمل فى شركات التأمين على قيامها بوضع أسئلة‬
‫مطبوعة فى طلب التأمين والتى يهم المؤمن معرفتها حيث تتعلق هذه‬
‫األسئلة بكافة الظروف المحيطة بالخطر ‪ ،‬والتى تكفل للمؤمن إحاطته‬
‫بكافة البيانات المؤثرة فى فكرته عن الخطر ‪ ،‬ولكن ليس معنى ذلك‬
‫منع المؤمن له من إضافة أى بيانات أخرى تكون مؤثرة وذات أهمية‬
‫حتى ولو لم يرد بشأنها سؤال صريح ‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أن تكون البيانات معلومة للمؤمن له ‪:‬‬
‫من البديهى أن تكون البيانات التى يجب على المؤمن له اإلدالء‬
‫بها معلومة له ‪ ،‬حيث ال يتصور أن يتم إلزام المؤمن له باإلدالء ببيانات‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬جالل إبراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪443‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪099‬‬

‫‪123‬‬
‫أو ظروف ال يعلمها ‪ ،‬فال تكليف بمستحيل ‪.‬‬

‫ومن ثم فكل بيان يعلم به المؤمن له أو كان يستطيع أن يعلم به‬


‫ويكون من شأنه أن يمكن المؤمن من تقدير الخطر ‪ ،‬يتعين على المؤمن‬
‫له أن يقدمه للمؤمن عند إبرام العقد(‪. )1‬‬

‫فيجب على المؤمن له أن يبذل عناية الشخص المعتاد فى العلم‬


‫بالخطر الذى يؤمن منه ‪ ،‬فجهله بواقعة جوهرية تتعلق بالخطر ال يعفيه‬
‫من اإللتزام بتقديم بيان عنها إال إذا كان من المعقول أن يكون جاهال‬
‫بها ‪ ،‬ويجب التفرقة فى ذلك بين علم المؤمن أو جهله ببعض البيانات‬
‫وبين توافر حسن النية أو سوءها فى عدم اإلدالء بها ‪ ،‬فحسن النية ال‬
‫يعنى أن يكون المؤمن له جاهال بالواقعة ‪ ،‬فقد يكون المؤمن له عالما‬
‫بها ولكنه أهمل فى تقديمها دون أن يكون قاصدا بذلك غش المؤمن أو‬
‫اإلضرار به ‪ ،‬كأن يعتقد أن هذه البيانات ليست ذات أهمية فى تقدير‬
‫الخطر ‪ ،‬ومن ثم فنجد أن المشرع يوقع عليه جزاء على إخالله باإلدالء‬
‫بهذه البيانات أخف من الجزاء الذى يوقع على المؤمن له سئ النية(‪.)0‬‬

‫أما إذا ثبت أن المؤمن له كان يجهل فعال أو لم يكن فى وسعه‬


‫أن يعلم بالبيانات التى لم يخطر المؤمن بها ‪ ،‬فهنا ال يوقع عليه أى‬
‫جزاء على عدم إدالئه بها ألنه يكون معذورا فى جهله بها ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 1499‬وما بعدها‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪010‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ -3‬يجب أن تكون البيانات مجهولة من المؤمن ‪:‬‬

‫كما ذكرنا سابقا أن المؤمن له يلتزم باإلدالء بالبيانات المعلومة‬


‫له ألن هذه البيانات تمكن المؤمن من تقدير الخطر ‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫المؤمن له ال يكون مسئوال عن عدم اإلدالء ببيانات أو ظروف من‬
‫شأنها التأثير على فكرة المؤمن عن الخطر متى كان المؤمن يعلم بهذه‬
‫البيانات أو الظروف أيا كان مصدر هذا العلم ‪ ،‬فعدم إعالن المؤمن‬
‫بهذه البيانات لم يكن من شأنها التأثير على فكرة الخطر لدى المؤمن‬
‫أو تحديده للقسط ألنه يعلم بها فعال(‪. )1‬‬

‫فالغرض من إلزام المؤمن له بإعالن بعض الظروف للمؤمن‬


‫هو إعالم المؤمن بها ليستطيع على أساس ذلك العلم قبول أو رفض‬
‫إبرام عقد التأمين ‪ ،‬أو قبول التأمين على أساس شروط معينة ‪ ،‬ومن‬
‫ثم فإذا كان المؤمن يعلم بهذه الظروف فال وجه إذا إللزام المؤمن له‬
‫بإعالنها(‪. )0‬‬

‫ويقع عبء إثبات هذا العلم على عاتق المؤمن له ‪ ،‬ويكفى‬


‫المؤمن له فى إثبات ذلك أن يثبت علم الوكيل المفوض بهذه البيانات‬
‫أو الظروف(‪ ،)3‬فعلم الوكيل المفوض بتلك الظروف يقوم مقام علم‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪013‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 090‬وما بعدها‬
‫(‪)3‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪499‬‬

‫‪125‬‬
‫المؤمن بها ويعفى المؤمن له من اإللتزام بإعالنها للمؤمن ‪ ،‬أما إذا‬
‫كان الوسيط سمسارا فإن علمه بتلك الظروف ال يمنع من تحقق إخالل‬
‫المؤمن له بإلزامه إذا لم تعلن للمؤمن(‪. )1‬‬

‫وبناء على ذلك فإنه إذا تحقق علم المؤمن أو من يقوم مقامه‬
‫بالظروف فإن المؤمن له ال يتعرض للجزاء حتى ولو تعمد عدم‬
‫اإلعالن ‪.‬‬

‫إذا توافرت الشروط الثالثة السابقة فى البيانات المتعلقة‬


‫بالخطر‪ ،‬انعقد التزام المؤمن له باإلدالء بها ‪ ،‬وإال تعرض للجزاءات‬
‫المقررة لذلك ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اإللتزام باإلخطار عما يطرأ على الخطر من تعديالت أثناء‬


‫سريان العقد (اإللتزام بإعالن تفاقم الخطر) ‪:‬‬

‫إذا كان المؤمن له يلتزم باإلدالء بالبيانات المتعلقة بالخطر عند‬


‫إبرام العقد كما ذكرنا سابقا ‪ ،‬فإنه يلتزم أيضا بإخطار المؤمن بأى‬
‫تعديل يطرأ على الخطر أثناء سريان العقد يكون من شأنه أن يزيد‬
‫الخطر‪.‬‬

‫وإذا كان التزام المؤمن له باإلدالء بالبيانات المتعلقة بالخطر‬


‫عند إبرام العقد يجد مصدره فى اعتبارات حسن النية والتعاون‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪091‬‬

‫‪126‬‬
‫واألمانة ‪ ،‬فإن اإللتزام باإلدالء بالبيانات أثناء سريان العقد يجد‬
‫مصدره فى عقد التأمين ذاته ‪ ،‬فهو التزام تعاقدى ناشئ عن العقد(‪.)1‬‬

‫ويقصد بزيادة الخطر أو تفاقمه كل ما يستجد من ظروف بعد‬


‫إبرام عقد التأمين يكون من شأنها زيادة احتمال وقوع الخطر أو‬
‫جسامته ‪ ،‬بحيث لو وجدت هذه الظروف أثناء إبرام العقد لما قبل‬
‫المؤمن إبرامه ‪ ،‬أو قبل بقسط أكبر من القسط المتفق عليه ‪.‬‬

‫فإعمال قاعدة تناسب الخطر مع القسط تقتضى أن يظل الخطر‬


‫محتفظا بطبيعته وأوصافه التى توافرت فيه عند التعاقد ‪ ،‬ومن ثم فإذا‬
‫اختل هذا التناسب أثناء سريان العقد فيجب أن يتم إعادة النظر فى‬
‫الشروط المتفق عليها ومدى مالئمتها بعد التفاقم الطارئ للمخاطر ‪،‬‬
‫ألنه ليس من العدل أن يظل المؤمن ملتزما بتحمل الضمان عن خطر‬
‫تزايدت جسامته ‪ ،‬مقابل أقساط خضعت فى تقويمها لخطر أقل‬
‫جسامة(‪.)0‬‬

‫* شروط قيام اإللتزام باإلعالن عن تفاقم الخطر ‪:‬‬

‫يشترط لقيام اإللتزام باإلعالن عن تفاقم الخطر توافر ثالثة‬


‫شروط وهى أن تطرأ هذه الظروف بعد إبرام العقد ‪ ،‬وأن تكون هذه‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪011‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪014‬‬

‫‪127‬‬
‫الظروف معلومة للمؤمن له ‪ ،‬وأن نكون بصدد تأمين من األضرار ‪.‬‬

‫‪ -1‬أن تطرأ الظروف التى أدت إلى تفاقم الخطر بعد إبرام العقد‪:‬‬

‫يشترط فى الظروف التى يلتزم المؤمن له بإعالنها للمؤمن أن‬


‫تكون قد طرأت بعد إبرام العقد وأدت إلى تزايد الخطر أو تفاقمه ‪ ،‬أما‬
‫الظروف السابقة أو المعاصرة إلبرام العقد والتى تؤثر على فكرة‬
‫المؤمن عن الخطر فإنها تدخل فى نطاق التزام المؤمن له باإلعالن‬
‫المبدئى عن الخطر(‪. )1‬‬

‫ومن أمثلة تزايد الخطر التى يلتزم المؤمن له باإلخطار عنها ‪:‬‬
‫أن يغير المؤمن له المؤمن على نفسه من اإلصابات حرفته األصلية‬
‫إلى حرفة أشد خطرا ‪ ،‬أو أن يغير المؤمن له من استعمال سيارته‬
‫فيجعلها من سيارة لإلستعمال الشخصى لسيارة للنقل العام ‪ ،‬أو أن‬
‫يؤجر المؤمن له العقار الذى كان مخصصا للسكنى إلى شخص يجعله‬
‫مخزنا للمواد البترولية ‪ ،‬أو أن يغير المؤمن له طريقة استغالل عقاره‬
‫فيحوله إلى معمل إلجراء األبحاث بمواد قابلة لإلشتعال ‪ ،‬كما قد يكون‬
‫تزايد الخطر بفعل الغير كأن يقيم الجار مصنعا أو مخزنا للمواد القابلة‬
‫لإلشتعال بجوار الشئ المؤمن عليه من الخطر(‪. )0‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪042‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪019‬‬

‫‪128‬‬
‫غير أنه ينبغى مالحظة أن التزام المؤمن له باإلدالء بالبيانات‬
‫المتعلقة بتفاقم الخطر يقتصر على تفاقم الخطر غير المتوقع عند إبرام‬
‫العقد ‪ ،‬أى التغيرات التى تجعل من درجة جسامة الخطر غير متوقعة‪،‬‬
‫أما التغيرات المتوقعة التى يقتضيها الوضع العادى للتأمين فال يلتزم‬
‫المؤمن له باإلخطار عنها ‪ ،‬ألن واجب المؤمن يقتضيه أن يقوم‬
‫بإحصاء تلك المتغيرات وقت إبرام العقد ‪ ،‬وأن يجرى حساباته على‬
‫سند من تحققها ‪ ،‬وأن يحدد سير الخطر على هذا األساس(‪. )1‬‬

‫ويقع عبء إثبات هذا الشرط على عاتق المؤمن ‪ ،‬ويالحظ أن‬
‫تقدير أثر هذه الظروف على فكرة الخطر ال تعتبر مسألة موضوعية‬
‫يستقل القاضى بالفصل فيها طبقا لقواعد تفسير العقود ‪ ،‬وإنما هى‬
‫مسألة قانونية يخضع فيها لرقابة محكمة النقض(‪. )0‬‬

‫نستخلص مما سبق أن المؤمن له يلتزم بإعالن المؤمن‬


‫بالظروف التى تطرأ بعد إبرام العقد والتى تؤدى إلى تفاقم الخطر ‪،‬‬
‫أما إذا لم يترتب على تلك الظروف زيادة نسبة احتمال وقوع الخطر‪،‬‬
‫أو لم تؤد إلى تفاقم درجة جسامته ‪ ،‬فال يلتزم المؤمن له باإلخطار‬
‫عنها ‪ ،‬فالمناط فى تحديد الظروف التى يجب إعالنها هو مدى تأثيرها‬
‫فى تعديل فكرة الخطر لدى المؤمن ‪ ،‬وليس بأثرها فى وقوع الخطر(‪.)3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪019‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪312‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪322‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ -2‬يجب أن تكون تلك الظروف التى أدت إلى تزايد الخطر‬
‫معلومة للمؤمن له ‪:‬‬

‫يجب أن يكون المؤمن له عالما بالظروف التى أدت إلى تزايد‬


‫الخطر وهذا أمر طبيعى فال تكليف بمستحيل ‪ ،‬ومن ثم فإذا كان المؤمن‬
‫له يجهل هذه الظروف فال يكلف بإعالنها ‪ ،‬وال يتحمل بأى جزاء‪.‬‬

‫وكذلك إذا كان المؤمن عالما بهذه الظروف الجديدة ‪ ،‬فإن‬


‫المؤمن له ال يلتزم بإعالنه بهذه الظروف ‪ ،‬أى أنه يشترط أال يكون‬
‫المؤمن عالما بهذه الظروف الجديدة(‪. )1‬‬

‫ويتحقق علم المؤمن له بصفة خاصة متى كانت هذه الظروف‬


‫من فعله هو وترتب عليها زيادة الخطر كأن يكون هو الذى قام بوضع‬
‫المواد الكيماوية بجوار األشياء المؤمن عليها ضد الحريق حتى ولو لم‬
‫يكن عالما بخواص هذه المواد وما ينتج عنها ‪ ،‬أى أنه يكفى علم المؤمن‬
‫له بالخطر حتى ولو لم يكن محيطا بآثارها ‪ ،‬وينصرف هذا العلم أيضا‬
‫إلى الظروف التى تكون من فعل الغير طالما أنه يعلم بها(‪.)0‬‬

‫‪ -3‬يجب أن نكون بصدد تأمين من األضرار حتى يتحقق التزام‬


‫المؤمن له باإلخطار عن الظروف التى تزيد فى الخطر ‪:‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪042‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪091‬‬

‫‪131‬‬
‫إذا كان اإللتزام المبدئى باإلعالن عن الخطر يقوم فى جميع‬
‫أنواع التأمين ‪ ،‬فإن اإللتزام باإلخطار عن الظروف التى تزيد الخطر‬
‫ال يكون إال فى التأمين من األضرار وبعض صور التأمين على‬
‫األشخاص غير التأمين على الحياة ‪.‬‬

‫أما فى التأمين على الحياة فليس هناك التزام على المؤمن له‬
‫باإلخطار عن الظروف التى تزيد الخطر ‪ ،‬ألن هذا النوع من التأمين‬
‫يقتضى بطبيعته أن يتحمل المؤمن تبعة جميع ما يطرأ من ظروف‬
‫يكون من شأنها تزايد الخطر ‪ ،‬ألنها حتى ولو لم تكن معلومة للمؤمن‬
‫فإنها متوقعة ‪ ،‬ومن ثم فهى تدخل فى اعتباره عند إبرامه للعقد ‪ ،‬كالتقدم‬
‫فى السن ‪ ،‬والمرض ‪ ،‬والقيام برحالت حتى ولو كانت خطيرة ‪،‬‬
‫وبالتالى فال محل لإلخطار بها(‪. )1‬‬

‫ولكن ليس هناك ما يمنع فى التأمين على الحياة أن يشترط‬


‫المؤمن فى وثيقة التأمين استبعاد بعض المخاطر والظروف من‬
‫الضمان كاإلنتحار أو الموت فى الحرب أو فى تسلق الجبال أو تنفيذا‬
‫لحكم اإلعدام فمثل هذا اإلشتراط يتعلق باإلستبعاد من الضمان ‪ ،‬وال‬
‫يتعلق بظروف تتعلق بتفاقم فى الخطر المؤمن منه(‪. )0‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 091‬وما بعدها‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪041‬‬

‫‪131‬‬
‫* تنفيذ اإللتزام باإلخطار ‪:‬‬

‫متى توافرت الشروط سالفة الذكر قام التزام المؤمن له‬


‫باإلخطار عن تفاقم الخطر ‪ ،‬ونعرض فيما يلى للوقت الذى ينبغى أن‬
‫يتم فيه اإلخطار ‪ ،‬ولشكل اإلخطار ‪ ،‬وما يترتب على هذا اإلخطار من‬
‫آثار ‪.‬‬

‫أ‪ -‬وقت اإلخطار ‪:‬‬

‫نفرق فى هذا الشأن بين ما إذا كان ت فاقم الخطر يرجع إلى فعل‬
‫المؤمن له ‪ ،‬أم إذا كان تفاقم الخطر نتيجة لفعل الغير‪.‬‬

‫ففى الحالة األولى ‪ :‬وهى حالة ما إذا كان تفاقم الخطر يرجع‬
‫لفعل المؤمن له ‪ ،‬كما لو قام المؤمن له بتخصيص المكان المؤمن عليه‬
‫ضد الحريق لتخزين مواد كيماوية ‪ ،‬ففى هذه الحالة يجب على المؤمن‬
‫له أن يقوم بإخطار المؤمن بالتعديل الذى يزمع اتخاذه والذى يترتب‬
‫‪ ،‬فليس هناك ميعاد معين لهذا‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫عليه تفاقم الخطر قبل إحداثه فعال‬
‫اإلخطار ‪ ،‬لكن من الواجب أن يتم هذا اإلخطار قبل إحداث الظروف‬
‫الجديدة ليس بعدها ‪.‬‬

‫فمتى قام المؤمن له بإخطار المؤمن فإنه يستطيع أن يقوم بهذا‬


‫التغيير دون حاجة إلنتظار رد المؤمن إال إذا كان هناك اتفاق فى وثيقة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1499‬‬

‫‪132‬‬
‫التأمين على غير ذلك ‪ ،‬كأن يشترط فى وثيقة التأمين ضرورة حصول‬
‫المؤمن له على تصريح كتابى من المؤمن قبل إحداث التغيير وإال سقط‬
‫حقه ‪ ،‬وقد قضت محكمة النقض فى ذلك بأنه " متى كان عقد التأمين‬
‫قد نص على أن كل تغيير أو تعديل يحدث بالنسبة إلى الغرض الذى‬
‫أعد من أجله المكان المحفوظ فيه البضائع المؤمن عليها ‪ ،‬أو‬
‫اإلستعمال الذى خصص من أجله ‪ ،‬ويكون من شأنه زيادة المخاطر ‪،‬‬
‫دون قبول كتابى من المؤمن ‪ ،‬يحرم المستأمن من حقه فى التعويض‪،‬‬
‫وكان الثابت هو أن المستأمن قد استعمل هذا المكان عند تحرير عقد‬
‫التأمين فى عملية تنظيف الحبوب الملوثة بالمازوت بواسطة غسلها‬
‫بالبترول ‪ ،‬وأنه أقام به فرنا لتسخين المياه الالزمة لتلك العملية بالقرب‬
‫من مكان البضائع التى احترقت ‪ ،‬فإن الحكم ال يكون قد أخطأ إذا قرر‬
‫حرمانه من حقه(‪. )1‬‬

‫أما فى الحالة الثانية ‪ :‬وهى حالة ما إذا كان تزايد الخطر راجعا‬
‫لفعل الغير ‪ ،‬كما إذا أقام الغير بجوار المصنع المؤمن عليه ضد‬
‫الحريق محطة بنزين ‪ ،‬فهنا يقوم التزام المؤمن له باإلخطار بمجرد‬
‫علمه بهذه الظروف الجديدة ‪ ،‬ونظرا ألن المشرع لم يقم بالنص على‬
‫هذه المدة التى يجب خاللها اإلخطار ‪ ،‬لذلك يجب أن يتم هذا اإلخطار‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬نقض مدنى فى ‪ ، 1944/0/01‬مجموعة أحكام النقض ‪ ،‬س‪ ، 9‬رقم ‪، 94‬‬


‫ص‪103‬‬

‫‪133‬‬
‫خالل مدة معقولة يقوم القاضى بتحديدها عند النزاع ‪ ،‬إال إذا وجد فى‬
‫وثيقة التأمين شرطا يحددها وقد كان المشروع التمهيدى للقانون‬
‫المدنى يحدد هذه المدة بعشرة أيام من وقت علم المؤمن له بالظروف‬
‫الجديدة ‪ ،‬غير أنه يجوز اإلتفاق على مدة أطول من ذلك(‪. )1‬‬

‫ب‪ -‬شكل اإلخطار ‪:‬‬

‫عادة ما يتم اإلخطار بخطاب موصى عليه مصحوب بعلم‬


‫الوصول إال إذا اتفق على غير ذلك كأن يتفق على أن يتم اإلخطار عن‬
‫طريق إنذار على يد محضر ‪ ،‬أو عن طريق أى شكل يختاره المؤمن‬
‫له ما دام القانون لم يفرض عليه شكال معينا ‪ ،‬بشرط أن يستطيع‬
‫المؤمن له أن يوفر لنفسه دليال على قيامه باإلخطار(‪. )0‬‬

‫والعبرة فى اإلعتداد بتاريخ اإلخطار هى بتاريخ تصديره ال‬


‫بوصوله للمؤمن ‪ ،‬حيث يعتبر المؤمن له قد نفذ التزامه باإلخطار‬
‫بمجرد إرساله الخطاب للمؤمن قبل إحداث الظروف ‪ ،‬فإذا تأخر‬
‫المؤمن له فى اإلخطار وتحقق الخطر المؤمن منه قبل أن يقع‬
‫اإلخطار‪ ،‬فإنه يعتبر مخ ال بإلتزامه ويتحمل جزاء هذا اإلخالل(‪. )3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪091‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪494‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1499‬‬

‫‪134‬‬
‫جـ ‪ -‬آثار اإلخطار ‪:‬‬

‫يترتب على قيام المؤمن له بإخطار المؤمن بالظروف الجديدة‬


‫التى طرأت بعد إبرام العقد وأثناء سريانه ‪ ،‬أن يظل التأمين ساريا‬
‫بنفس شروطه أى يظل ملتزما بتغطية الخطر المؤمن منه إلى أن يحدد‬
‫المؤمن موقفه بإختيار أحد ثالثة مواقف ‪ ،‬إما اإلبقاء على العقد مع‬
‫زيادة القسط بناء على طلب المؤمن له ‪ ،‬أو اإلبقاء على العقد دون‬
‫زيادة فى القسط ‪ ،‬أو طلب فسخ العقد ‪.‬‬

‫‪ -1‬التغطية المؤقتة للخطر ‪:‬‬

‫متى قام المؤمن له بإخطار المؤمن بالظروف الجديدة التى‬


‫طرأت ‪ ،‬فإنه يظل من وقت إخطاره للمؤمن مغطى بشروط وثيقة‬
‫التأمين األصلية فى حدود مبلغ التأمين دون أى زيادة فى القسط ‪ ،‬إلى‬
‫أن يحدد المؤمن اختياره ألحد المواقف الثالثة السابق ذكرها ‪.‬‬

‫ويرجع التزام المؤمن بالتغطية المؤقتة فى هذه الحالة إلى أن‬


‫المؤمن له ليس مخطئا ‪ ،‬حيث أنه نفذ التزامه باإلخطار سواء كان تفاقم‬
‫الخطر راجعا إلى فعل الغير ‪ ،‬أو كان قد بادر باإلخطار عن عزمه‬
‫على إحداث التغيير قبل وقوعه ففى كلتا الحالتين ليس ثمة ما يؤاخذ‬
‫عليه(‪. )1‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪099‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ -2‬استبقاء العقد مع زيادة قسط التأمين ‪:‬‬

‫قد يرى المؤمن بعد إخطاره بزيادة ظروف الخطر المستحدثة‬


‫أن من مصلحته بقاء العقد مستمرا مع زيادة قيمة القسط ‪ ،‬فيقترح على‬
‫المؤمن له زيادة قيمة القسط بما يتناسب مع تفاقم الخطر عن طريق‬
‫إرسال خطاب موصى عليه بعلم الوصول إلى المؤمن له يقترح فيه‬
‫هذه الزيادة مع تحديد موعد للمؤمن له لكى يبدى خالله قبوله لإلقتراح‬
‫خالل هذه المدة وإال اعتبر العقد منتهيا ‪ ،‬ويظل المؤمن خالل هذه‬
‫الفترة ملتزما بتغطية الخطر بتعريفته األصلية إلى أن يحدد المؤمن له‬
‫موقفه من هذا اإلقتراح ‪.‬‬

‫فإذا قبل المؤمن له هذا اإلقتراح فيتم تعديل العقد عن طريق‬


‫تحرير ملحق لوثيقة التأمين ‪ ،‬ويتم حساب زيادة القسط بأثر رجعى من‬
‫وقت قيام الظروف الجديدة ‪ ،‬أو على األقل من وقت اإلخطار وبدء‬
‫مرحلة التغطية المؤقتة(‪. )1‬‬

‫‪ -3‬استبقاء العقد دون زيادة فى القسط ‪:‬‬

‫قد يختار المؤمن اإلبقاء على العقد بدون زيادة على الرغم من‬
‫تغير الظروف التى نشأ فى ظلها ‪ ،‬ألن مصلحة العمل تتطلب ذلك‬
‫نظرا ألهمية العميل بالنسبة له خاصة إذا كانت الظروف الجديدة غير‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1921‬‬

‫‪136‬‬
‫مؤثرة على حساباته المتعلقة بالخطر لدخولها فى اعتباره عند التعاقد‪،‬‬
‫وأن ما يتحمله من ضمان تفاقم الخطر ال يتناسب إطالقا مع ما قد يلحقه‬
‫من خسارة من جراء تمسكه باإلنهاء أو زيادة القسط(‪. )1‬‬

‫وقبول المؤمن إلستبقاء العقد دون زيادة قد يكون صريحا بأن‬


‫يرسل للمؤمن له خطابا بعد علمه بالظروف الجديدة يبدى فيه قبوله‬
‫إلستبقاء العقد دون زيادة فى قيمة القسط ‪ ،‬وقد يكون قبول المؤمن‬
‫ضمنيا ‪ ،‬ولهذا القبول الضمنى صور كثيرة منها ‪:‬‬

‫‪ -‬إذا علم المؤمن بتفاقم الخطر وصدر من جانبه ما يدل على رغبته‬
‫فى ابقاء العقد دون زيادة فى القسط ‪ ،‬كما إذا استمر فى تحصيل‬
‫األقساط دون زيادة ‪ ،‬وكذلك إذا قام المؤمن بدفع مبلغ التأمين للمؤمن‬
‫له فى حالة وقوع الكارثة دون أن يصدر من جانبه ما يدل على تمسكه‬
‫بزيادة القسط ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا قام المؤمن بعد إخطاره بتفاقم الخطر بتوجيه اقتراح للمؤمن له‬
‫بزيادة قيمة القسط فيرفضه المؤمن له ‪ ،‬فيعتبر المؤمن قد قبل إبقاء‬
‫العقد دون زيادة فى القسط إذا لم يطلب الفسخ خالل مدة معقولة ‪ ،‬حيث‬
‫يعتبر سكوته هذا قبوال لبقاء العقد دون زيادة فى القسط ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا اقترن اخطار المؤمن له للمؤمن بتفاقم الخطر اقتراح بإبقاء العقد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪099‬‬

‫‪137‬‬
‫دون زيادة فى القسط ‪ ،‬فيعد سكوت المؤمن عن الرد خالل مدة معقولة‪،‬‬
‫أنه قبول إلقتراح المؤمن له ‪ ،‬ويشمل الضمان فى هذه الحالة الخطر‬
‫فى ظروفه الجديدة بالشروط القديمة فى عقد التأمين(‪. )1‬‬

‫‪ -4‬طلب فسخ العقد ‪:‬‬

‫وفقا للقواعد العامة (م ‪ 1/111‬و ‪ 1/141‬مدنى) فإن أى تغيير‬


‫أو تعديل فى شروط العقد دون موافقة المتعاقد اآلخر عليه يعطى الحق‬
‫لهذا المتعاقد اآلخير فى طلب التنفيذ العينى أو طلب الفسخ ‪.‬‬

‫ويقتضى التنفيذ العينى هنا أن يعيد المؤمن له الحالة إلى ما كانت‬


‫عليها قبل التعاقد ‪ ،‬فيزيل الظروف الجديدة التى أدت إلى تفاقم الخطر‪،‬‬
‫ولما كان هذا األمر مستحيال إذا كانت الظروف الجديدة ال يد للمؤمن‬
‫له فى إحداثها ‪ ،‬وكان غير مرغوب فيه إذا كان هو الذى أحدثها حتى‬
‫ال تغل يده عن اتخاذ ما يراه مالئما لمصلحته وال تشل حركته ويتجمد‬
‫نشاطه من جراء التأمين فال يبقى إذن أمام المؤمن إال طلب الفسخ(‪. )0‬‬

‫ويعد الفسخ تطبيقا للقواعد العامة ‪ ،‬فيستطيع المؤمن أن يطلب‬


‫الفسخ فى أى وقت ‪ ،‬فليس هناك ميعاد محدد لذلك ‪ ،‬وكل ما يشترط‬
‫لذلك هو أال يكون المؤمن قد نزل صراحة أو ضمنا عن الفسخ ‪ ،‬فيعد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪301‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1191‬‬

‫‪138‬‬
‫نزوال ضمنيا عن طلب الفسخ قيام المؤمن بقبض األقساط دون زيادة‬
‫أو قيامه بدفع مبلغ التأمين عند تحقق الخطر المؤمن منه(‪. )1‬‬

‫غير أنه إذا اقترن اإلخطار بتفاقم الخطر بمقترحات قدمها‬


‫المؤمن له لإلستمرار فى التأمين فعلى المؤمن أن يطلب الفسخ خالل‬
‫مدة معقولة وإال فسر سكوته على أنه قبول لمقترحات المؤمن له‬
‫ونزول منه عن حقه فى طلب الفسخ(‪. )0‬‬

‫ويتم طلب انهاء العقد بخطاب موصى عليه بعلم الوصول يرسله‬
‫‪،‬‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫المؤمن للمؤمن له ‪ ،‬وينتهى العقد من تاريخ اإلخطار بالفسخ‬
‫ويترتب على اإلنهاء انقضاء التزام المؤمن بالضمان ‪ ،‬والتزام المؤمن‬
‫له بدفع األقساط من وقت اإلخطار دون أثر رجعى ‪ ،‬ومن ثم فيجب‬
‫على المؤمن أن يرد للمؤمن له ما تقاضاه مقدما من أقساط عن المدة‬
‫التالية لوقت اإلنهاء ‪ ،‬ذلك أن دفع هذا الجزء من األقساط يصبح بدون‬
‫مبرر إذ ال يتحمل المؤمن مسئولية الضمان عن هذه المدة ‪ ،‬فإذا كان‬
‫اإلنهاء مترتب على فعل المؤمن له حيث تسبب بفعله فى تفاقم الخطر‬
‫فإنه يكون للمؤمن الحق فى التعويض ‪ ،‬وقد يكون التعويض المناسب‬
‫هو أن يستبقى المؤمن جميع األقساط التى قبضها من المؤمن له عن‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪043‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪319‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1099‬‬

‫‪139‬‬
‫الفترة الجارية وقت إجراء اإلنهاء بحيث يكون الجزء من القسط عن‬
‫المدة التالية لإلنهاء بمثابة تعويض(‪. )1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬جزاء اإلخالل باإللتزام بإعالن بيانات الخطر ‪:‬‬

‫يترتب على إخالل المؤمن له باإللتزام باإلدالء للمؤمن بالبيانات‬


‫المتعلقة بالخطر عند إبرام العقد ‪ ،‬وعلى إخالله باإللتزام بإعالن تفاقم‬
‫الخطر أثناء سريان العقد توقيع جزاءات موحدة تتسم بالشدة ‪ ،‬ولهذا‬
‫‪ ،‬هذه العقوبات‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫ينظر إليها على أنها نوع من العقوبات الخاصة‬
‫الخاصة تعتبر من خصائص عقد التأمين ‪ ،‬حيث جرى على تطبيقها‬
‫‪.‬‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫العرف التأمينى‬

‫وهذه الجزاءات التى توقع على المؤمن له الذى أخل بالتزامه‬


‫المبدئى باإلدالء ببيانات الخطر ‪ ،‬والتزامه باإلخطار بتفاقم الخطر يتم‬
‫التفرقة فى توقيعها بين المؤمن له حسن النية الذى لم يتعمد إخفاء‬
‫البيانات ‪ ،‬أو لم يقصد من اإلدالء بالبيانات غير الصحيحة اإلضرار‬
‫بالمؤمن ‪ ،‬و بين المؤمن له سئ النية الذى تعمد إخفاء البيانات المتعلقة‬
‫بالخطر ‪ ،‬أو تقديم بيانات غير صحيحة سواءعند إبرام العقد ‪ ،‬أو تعمد‬
‫إخفاء الظروف التى أدت إلى تفاقم الخطر أو إعالن بيانات غير‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 091‬وما بعدها‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪043‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1919‬‬

‫‪141‬‬
‫صحيحة عنها أثناء سريان العقد ‪.‬‬

‫‪ -1‬المؤمن له سئ النية ‪:‬‬

‫إذا كان المؤمن له سئ النية بأن تعمد إخفاء البيانات المتعلقة‬


‫بالخطر ‪ ،‬أو تقديم بيانات غير صحيحة سواءعند إبرام العقد ‪ ،‬أو تعمد‬
‫إخفاء الظروف التى أدت إلى تفاقم الخطر أو إعالن بيانات غير‬
‫صحيحة عنها أثناء سريان العقد فإن الجزاء الذى يوقع عليه هو‬
‫البطالن والحرمان من استرداد األقساط التى دفعها ‪ ،‬وإلزامه كذلك‬
‫بدفع ما حل منها ‪.‬‬

‫فيحق لشركة التأمين أن تحتفظ باألقساط التى سبق أن دفعها‬


‫المؤمن له ‪ ،‬وكذلك المطالبة باألقساط التى حل أجلها ولم تدفع بعد ‪،‬‬
‫وذلك كله على سبيل التعويض ‪ ،‬فيفقد المؤمن له بذلك األقساط التى‬
‫دفعها للمؤمن ‪ ،‬كما يلتزم برد ما قبضه من مبلغ التأمين إلى شركة‬
‫التأمين ‪ ،‬حتى ولو لم يكن لإلدالء بالبيان الكاذب أو كتمانه أى تأثير‬
‫على تحقق الخطر المؤمن منه ‪.‬‬

‫و فى هذا تقرر محكمة النقض المصرية أن " النص فى عقد‬


‫التأمين على بطالن العقد وسقوط حق المؤمن له فى مبلغ التأمين فى‬
‫حالة إدالئه ببيانات خاطئة فى إقراراته الواردة فى طلب التأمين والتى‬
‫أبرم التأمين على أساسها شرط جائز قانونا واجب العمل به ‪ ،‬حتى‬
‫ولو لم يكن للبيان الكاذب دخل فى وقوع الخطر المؤمن منه ‪ ،‬ذلك ألن‬
‫عقد التأمين من العقود التى مبناها حسن النية وصدق اإلقرارات التى‬

‫‪141‬‬
‫يوقع عليها المؤمن ‪ ،‬والغش فيها أو إخفاء حقيقة األمر يجعل التأمين‬
‫باطال"(‪.)1‬‬

‫مما سبق يتضح لنا أنه فى حالة سوء نية المؤمن له فيكون‬
‫للمؤمن أن يطلب بطالن العقد ‪ ،‬ومن ثم فيزول التزامه بضمان الخطر‬
‫بأثر رجعى ‪ ،‬سواء تحقق الخطر قبل تقرير البطالن أو بعده ‪ ،‬فإذا‬
‫تحقق الخطر قبل أن يتقرر البطالن ورجع المؤمن له على المؤمن‬
‫بالتعويض ‪ ،‬ثم انكشفت الحقيقة وبطل العقد ‪ ،‬فإن للمؤمن أن يسترد‬
‫ما دفعه من تعويض ‪ ،‬وال يجوز للمؤمن له أن يرجع بشئ على‬
‫المؤمن‪.‬‬

‫وفى حالة تفاقم الخطر فإن اآلثر الرجعى للبطالن ال يبدأ إال من‬
‫لحظة اإلخطار العمدى غير الصحيح(‪. )0‬‬

‫وينبغى مالحظة أنه كان من المفترض طبقا للقواعد العامة فى‬


‫حالة تطبيق منطق البطالن بأثر رجعى وزوال التزام المؤمن أن يزول‬
‫فى المقابل التزام المؤمن له بدفع األقساط ‪ ،‬ألن العقد الباطل يعتبر‬
‫كأن لم يكن وال يرتب أى أثر ‪ ،‬ولكن نظرا لسوء نية المؤمن له كان‬
‫ال بد من توقيع عقوبة مدنية عليه ‪ ،‬وتتمثل هذه العقوبة فى حق المؤمن‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬نقض مدنى فى ‪ ، 1991/11/32‬مجموعة المكتب الفنى ‪ ،‬س‪ ،19‬العدد‬


‫الرابع ‪ ،‬رقم ‪ ، 099‬ص‪1113‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪913‬‬

‫‪142‬‬
‫فى األقساط التى تم دفعها ‪ ،‬وكذلك يكون له الحق فى المطالبة باألقساط‬
‫التى لم تستحق إلى اليوم الذى يتقرر فيه البطالن(‪. )1‬‬

‫‪ -2‬المؤمن له حسن النية ‪:‬‬

‫أما إذا كان المؤمن له حسن النية أى لم يتعمد إخفاء البيانات ‪،‬‬
‫أو لم يقصد من اإلدالء بالبيانات غير الصحيحة اإلضرار بالمؤمن ‪،‬‬
‫فإن الجزاء ال يكون البطالن ‪ ،‬وإنما جزاء أخف من ذلك بما يتناسب‬
‫مع حسن نيته ‪ ،‬غير أن هذا الجزاء يختلف بحسب الوقت الذى اكتشف‬
‫فيه المؤمن الحقيقة قبل وقوع الخطر أم بعد وقوع الخطر(‪. )0‬‬

‫ففى حالة اكتشاف الحقيقة قبل تحقق الخطر المؤمن منه ‪ ،‬فإن‬
‫للمؤمن الخيار بين اإلبقاء على العقد مع زيادة القسط ‪ ،‬وبين طلب‬
‫الفسخ ‪ ،‬ففى حالة اختيار المؤمن اإلبقاء على العقد مع زيادة القسط‬
‫فيلزم لذلك موافقة المؤمن له على هذه الزيادة ‪ ،‬فإذا رفض المؤمن له‬
‫فال يكون أمام المؤمن إال الخيار الثانى وهو فسخ العقد ‪ ،‬وفى حالة‬
‫الفسخ يتوقف عقد التأمين عن السريان بالنسبة للمستقبل فال يكون‬
‫المؤمن ملتزما بضمان الخطر وال يكون المؤمن له ملتزما بدفع القسط‪،‬‬
‫أما بالنسبة للماضى حيث كان العقد ساريا فإن المؤمن يظل محتفظا‬
‫باألقساط التى قبضها فى مقابل الضمان الذى تمتع به المؤمن له خالل‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 322‬وما بعدها‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪044‬‬

‫‪143‬‬
‫هذه الفترة ‪ ،‬أى ال يكون للفسخ أثر رجعى فال يرد المؤمن للمؤمن له‬
‫أقساط الفترة السابقة على الفسخ ألنه تحمل خاللها الضمان ‪ ،‬أما ما‬
‫قبضه من أقساط عن الفترة الالحقة على الفسخ والتى لم يعد فيها العقد‬
‫قائما فال يجوز له أن يستبقيه ويجب عليه رده(‪. )1‬‬

‫أما إذا تم اكتشاف الحقيقة بعد وقوع الخطر المؤمن منه ‪ ،‬فإن‬
‫الجزاء فى هذه الحالة يكون تخفيض مبلغ التأمين بما يحقق التناسب‬
‫بين األقساط التى قام المؤمن له بدفعها بالفعل ‪ ،‬واألقساط التى كان‬
‫يجب عليه دفعها فى حالة إعالنه البيانات الحقيقية للخطر أو ظروف‬
‫تفاقمه(‪. )0‬‬

‫وينبغى مالحظة أن األصل هو حسن نية المؤمن له ‪ ،‬ومن ثم‬


‫فإنه يقع على عاتق المؤمن إثبات سوء نية المؤمن له ‪ ،‬فإن عجز عن‬
‫إثبات ذلك فيعتبر المؤمن له حسن النية ‪ ،‬ويجوز إثبات سوء النية بكافة‬
‫طرق اإلثبات ‪ ،‬ويتمتع قاضى الموضوع فى ذلك بسلطة تقديرية‬
‫بشرط أن يؤسس هذا التقدير على اعتبارات تبرره ‪ ،‬وإال أمكن الطعن‬
‫عليه بالنقض للقصور فى التسبيب(‪. )3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪939‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪049‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬هامش ص‪321‬‬

‫‪144‬‬
‫* حكم خاص بالنسبة للتأمين على الحياة ‪:‬‬

‫األصل أن جميع األحكام السابق عرضها والخاصة باإلخالل‬


‫باإللتزام باإلعالن المبدئى للبيانات سواء بحسن نية أوسوء نية تنطبق‬
‫على اإلخالل باإللتزام بصدد التأمين على الحياة ‪ ،‬ومع ذلك فإن من‬
‫هذه األحكام ما ال ينطبق فى حالة تقديم بيان خاطئ عن سن المؤمن‬
‫على حياته ‪.‬‬

‫فالمادة ‪ 191‬مدنى تنص على أنه " ‪ -1‬ال يترتب على البيانات‬
‫الخاطئة وال على الغلط فى سن الشخص الذى عقد التأمين على حياته‬
‫بطالن التأمين ‪ ،‬إال إذا كانت السن الحقيقة للمؤمن عليه تجاوز الحد‬
‫المعين الذى نصت عليه تعريفة التأمين ‪ -0 .‬وفى غير ذلك من‬
‫األحوال ‪ ،‬إذا ترتب على البيانات الخاطئة أو الغلط ‪ ،‬أن القسط المتفق‬
‫عليه أقل من القسط الذى كان يجب أداؤه ‪ ،‬وجب تخفيض مبلغ التأمين‬
‫بما يتعادل مع النسبة بين القسط المتفق عليه والقسط الواجب أداؤه‬
‫على أساس السن الحقيقة‪ -3 .‬أما إذا كان القسط المتفق على دفعه أكبر‬
‫مما كان يجب دفعه على أساس السن الحقيقة للمؤمن على حياته ‪،‬‬
‫وجب على المؤمن أن يرد دون فوائد ‪ ،‬الزيادة التى حصل عليها ‪،‬‬
‫وأن يخفض األقساط التالية إلى الحد الذى يتناسب مع السن الحقيقية‬
‫للمؤمن عليه" ‪.‬‬

‫من خالل هذا النص يتضح لنا أن المشرع لم يفرق فيما وضعه‬
‫من أحكام بين حالة إخالل المؤمن له بإلتزامه باإلعالن بسوء نية ‪،‬‬

‫‪145‬‬
‫وبين إخالله بحسن نية متى كان هذا اإلعالن يتعلق بسن المؤمن عليه‪،‬‬
‫حيث يقرر النص جزاء البطالن حتى ولو لم يتوافر فى المؤمن له سوء‬
‫النية متى كانت السن الحقيقية للمؤمن عليه تجاوز الحد المعين الذى‬
‫نصت عليه تعريفة التأمين على أساس أن المؤمن ما كان ليتعاقد لو‬
‫كان يعلم بحقيقة السن ‪ ،‬أى يجب إلعمال البطالن فى هذه الحالة أن‬
‫تكون السن الحقيقية للمؤمن على حياته أكبر من السن الذى قرره‬
‫المؤمن له ‪ ،‬ومتى تقرر البطالن فإن المؤمن يتحلل من التزامه بضمان‬
‫تبعة الخطر ‪ ،‬ويجب عليه فى مقابل ذلك أن يرد للمؤمن له األقساط‬
‫المدفوعة حتى ولو كان المؤمن له سئ النية(‪. )1‬‬

‫أما إذا كان سن المؤمن على حياته ال يجاوز الحد المعين الذى‬
‫نصت عليه تعريفة التأمين ‪ ،‬فهنا ال يبطل العقد حتى ولو كان المؤمن‬
‫له سئ النية ‪ ،‬حيث يمكن إعادة التوازن للعالقة العقدية وفقا لنظرية‬
‫تناسب القسط مع الخطر عن طريق تخفيض مبلغ التأمين بما يتعادل‬
‫مع النسبة بين القسط المتفق عليه والقسط الواجب أداؤه على أساس‬
‫السن الحقيقة ‪.‬‬

‫ويالحظ أنه ال يجوز للمؤمن طلب البطالن فى هذه الحالة‬


‫األخيرة أى حين تكون سن المؤمن عليه التى حدد على أساسها قيمة‬
‫القسط أعلى من سنه الحقيقية التى تدخل فى حدود تعريفة التأمين ‪،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1190‬‬

‫‪146‬‬
‫حتى لو ادعى أن الغلط فى سن المؤمن عليه كان هو الدافع للتعاقد ‪،‬‬
‫ألنه يصعب تصديق ادعاء المؤمن متى كانت السن الحقيقية للمؤمن‬
‫عليه تدخل فى الحدود المقررة لتعريفة التأمين ‪ ،‬فشمول تعريفة التأمين‬
‫للسن الحقيقية للمؤمن عليه يفيد أن المؤمن يقبل التأمين على المؤمن‬
‫عليه حتى ولو كان القسط قد حدد على أساس البيان الخاطئ ‪ ،‬فهذا‬
‫البيان الخاطئ يؤثر فى هذه الحالة فى تقدير قيمة القسط ‪ ،‬وال يؤثر‬
‫فى مبدأ قبول المؤمن للتأمين ‪ ،‬األمر الذى يمكن عالجه بتخفيض مبلغ‬
‫التأمين وليس بطالن العقد(‪. )1‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫التزام المؤمن له بإبالغ المؤمن بوقوع الكارثة‬

‫فى حالة وقوع الخطر المؤمن منه فهنا يتحقق اإللتزام الثالث‬
‫للمؤمن له وهو إبالغ المؤمن بوقوع الخطر (الكارثة) ‪ ،‬فمتى وقع‬
‫الخطر ( الوفاة ‪ ،‬أو الحريق ‪ ،‬اإلصابة ‪ ،‬أو غير ذلك) أو ما يسمى فى‬
‫لغة التأمين الكارثة فمعنى ذلك أن حياة عقد التأمين قد انتهت ‪ ،‬ومن‬
‫ثم فيلتزم المؤمن بدفع مبلغ التأمين المستحق وفقا لوثيقة التأمين(‪. )0‬‬

‫لذلك فإن مصلحة المؤمن تقتضى اإلحاطة بوقوع الخطر‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪341‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪339‬‬

‫‪147‬‬
‫لإلستيثاق من أن الحادث الذى وقع يطابق الخطر الذى تعهد بضمانه‪،‬‬
‫ومن ثم فيستطيع أن يتخذ كافة الوسائل الالزمة لوضع التزامه‬
‫بالضمان موضع التنفيذ ‪ ،‬فإخطاره بتحقق الخطر يعطى له الفرصة‬
‫لتدبير هذا األمر وتحديد حجم التزاماته قبل المؤمن له ‪ ،‬واتخاذ كل ما‬
‫‪ ،‬كأن يتخذ اإلجراءات الكفيلة للحد من تفاقم‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫يلزم لتسوية الكارثة‬
‫الخطر ‪ ،‬أو يبادر بالرجوع على الغير إذا كان هو المتسبب فى وقوع‬
‫الكارثة ‪ ،‬لذلك كان من الطبيعى أن يلتزم المؤمن له أو صاحب‬
‫المصلحة بإخطار المؤمن حتى يتخذ المسلك الذى يحقق مصلحته ‪،‬‬
‫فهذا األمر تقتضيه خصيصة الثقة التى يتصف بها عقد التأمين(‪. )0‬‬

‫إذا فيجب على المؤمن له أو المستفيد من التأمين اإلبالغ عن‬


‫وقوع الكارثة طالما أنه قد علم بوقوعها ‪ ،‬ألن مصلحته تقتضى إبالغ‬
‫المؤمن بوقوع الكارثة ليتأكد حقه فى استحقاق مبلغ التأمين ‪ ،‬ويقطع‬
‫‪ ،‬فإذا كان يجهل‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫الطريق أمام المؤمن فى اإلدعاء بسقوط حقه‬
‫بوقوعها أو بوجود التأمين( كأن ال يعلم المستفيد وجود تأمين قام به‬
‫المؤمن له لمصلحته) فإنه يعفى من جزاء عدم اإلخطار ‪.‬‬

‫وعلى ذلك فسوف نتعرض من خالل هذا المطلب لمضمون‬


‫اإللتزام باإلبالغ عن وقوع الكارثة ‪ ،‬ثم نتعرض لجزاء اإلخالل به ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪041‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1991‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪393‬‬

‫‪148‬‬
‫أوال ‪ :‬مضمون اإللتزام باإلخطار ‪:‬‬
‫يقتضى الحديث عن مضمون اإللتزام باإلبالغ عن وقوع‬
‫الحادث المؤمن منه معرفة من يجب عليه اإلخطار بوقوع الحادث‬
‫المؤمن منه ؟‪ ،‬وما هى البيانات التى يجب أن يشتمل عليها اإلخطار؟‪،‬‬
‫وما هو شكل وميعاد اإلخطار؟ ‪.‬‬

‫‪ -1‬الملتزم باإلخطار بوقوع الكارثة ‪:‬‬

‫األصل أن يقع عبء اإلخطار بوقوع الحادث المؤمن منه على‬


‫عاتق من له الحق فى مبلغ التأمين ‪ ،‬أى المستفيد ‪ ،‬كما يقع على عاتق‬
‫المؤمن له الذى يلتزم بدفع األقساط ‪ ،‬سواء بشخصه أو بواسطة نائبه‪،‬‬
‫ومع ذلك فإنه فى حالة وفاة المؤمن له فإن اإللتزام باإلخطار يقع على‬
‫عاتق خلفه العام ‪ ،‬كما يقع عبء اإلخطار على عاتق الخلف الخاص‬
‫إذا كانت ملكية الشئ المؤمن عليه قد انتقلت إليه ‪ ،‬وفى التأمين من‬
‫المسئولية يقوم المضرور باإلخطار كتمهيد إلستعمال الدعوى‬
‫المباشرة(‪.)1‬‬

‫ويتم توجيه اإلخطار للمؤمن فى مركز الشركة الرئيسى أو فى‬


‫فرعها الذى أبرم فيه عقد التأمين ‪ ،‬كما يجوز أن يتم اإلخطار إلى‬
‫الوكيل المفوض الذى أبرم عقد التأمين عن طريقه إذا تم اإلتفاق على‬
‫ذلك(‪. )0‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪111‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪312‬‬
‫‪149‬‬
‫‪ -2‬البيانات التى يجب أن يشتمل عليها اإلخطار ‪:‬‬
‫لما كان الهدف من اإللتزام باإلخطار هو تمكين المؤمن من‬
‫اتخاذ مسلك يحقق مصلحته ‪ ،‬لذلك فقد استقر العمل على أن يقوم‬
‫المؤمن له بإخطار المؤمن بالظروف األساسية التى أحاطت بوقوع‬
‫الكارثة ‪ ،‬كتاريخ وقوعها ‪ ،‬ومكانها ‪ ،‬وأسبابها ‪ ،‬وما تخلف عنها من‬
‫آثار ‪ ،‬ومالبساتها والظروف المحيطة بها ‪ ،‬وبكل بيان يساعد المؤمن‬
‫على تقدير اآلثار التى ستترتب على تحقق الكارثة ‪.‬‬
‫كما يرتبط اإللتزام باإلبالغ عن وقوع الكارثة ببعض‬
‫اإللتزامات األخرى كضرورة إبالغ السلطات المختصة ‪ ،‬ومحاولة‬
‫حصر آثر الكارثة فى أضيق نطاق ‪ ،‬غير أن التزام المؤمن له باإلدالء‬
‫بالبيانات السابقة ال يلزم فيه اإلدالء ببيانات تفصيلية ‪ ،‬وإنما يكون‬
‫اإلبالغ فى حدود ما يعلمه فقط(‪ ، )1‬آلن اإلخطار يجب أن يتم فى خالل‬
‫مدة قصيرة فقد يكون من المتعذر على المؤمن له اإلحاطة بكل تفاصيل‬
‫الحادث ‪ ،‬لذلك يقتصر اإلخطار على البيانات الجوهرية التى يستطاع‬
‫التعرف عليها خالل هذه المدة(‪. )0‬‬
‫ويقتضى واجب حسن النية والثقة المشروعة أن يقوم المؤمن له‬
‫بإتخاذ كل مسلك يكون من شأنه إيقاف وقوع الخطر والحد من نتائجه‪،‬‬
‫فإذا أخل بواجبه فى تنفيذ هذا اإللتزام عن إهمال وتقصير ‪ ،‬جاز‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪049‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪114‬‬

‫‪151‬‬
‫تخفيض التعويض بقدر الضرر الراجع إلى موقفه السلبى(‪. )1‬‬

‫‪ -3‬شكل اإلخطار وميعاده ‪:‬‬

‫لم يشترط المشرع شكال خاصا فى اإلخطار ‪ ،‬ومن ثم فيجوز‬


‫للمؤمن له أن يوفى بالتزامه باإلخطار بأى شكل ممكن ‪ ،‬كخطاب‬
‫مسجل بعلم الوصول ‪ ،‬أو خطاب عادى ‪ ،‬أو مجرد إخطار شفوى أو‬
‫عن طريق التليفون ‪ ،‬فكل ما يلزم لذلك هو أن يستطيع المؤمن له إثبات‬
‫أنه قد قام باإلبالغ بوقوع الكارثة ‪ ،‬حيث يقع عليه عبء إثبات صدور‬
‫اإلخطار ‪ ،‬لذلك فإنه يكون من مصلحته أن يتم هذا اإلخطار عن طريق‬
‫خطاب مسجل بعلم الوصول حتى يتيسر له هذا اإلثبات‪.‬‬

‫ووفقا لما استقر عليه الفقه المصرى فإنه يجوز أن يشترط فى‬
‫اإلخطار شكال خاصا ‪ ،‬كأن يتفق أن يكون كتابي أو بخطاب موصى‬
‫عليه بعلم الوصول(‪. )0‬‬

‫أما بالنسبة لميعاد اإلخطار فإنه لم يرد فى التقنين المصرى نصا‬


‫يشير إلى المدة التى يجب أن يتم اإلخطار خاللها ‪ ،‬لذلك فإن هذا‬
‫التحديد يكون محال لإلتفاق بين المؤمن والمؤمن له ‪ ،‬فإن لم يوجد مثل‬
‫هذا اإلتفاق فيجب على المؤمن له أن يقوم به خالل مدة معقولة(‪، )3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪311‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1912‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬

‫‪151‬‬
‫وتتحدد هذه المدة المعقولة على أساس الهدف من اإلخطار وهو تمكين‬
‫المؤمن من اتخاذ مسلك يحقق مصلحته ‪ ،‬لذلك فإذا تأخر المؤمن له‬
‫عن اإلخطار خالل المدة المعقولة دون مبرر فإنه يكون مسئوال عن‬
‫األضرار التى تلحق بالمؤمن من جراء هذا التأخير طبقا للقواعد‬
‫العامة‪.‬‬
‫وقد قضت محكمة النقض تطبيقا لذلك بأنه" إذا كانت بنود وثيقة‬
‫التأمين لم ترتب سقوط حق المؤمن له فى مبلغ التعويض جزاء عدم‬
‫إخطار الشركة المؤمنة بالحادث فى الميعاد المحدد فى الوثيقة ‪ ،‬كما‬
‫لم يرد بالتقنين المدنى نص يقرر الجزاء على إخالل المؤمن له‬
‫باإلخطار ‪ ،‬وإذ ال يكون سقوط الحق إال بإتفاق أو بنص قانونى وكانت‬
‫الطاعنة(شركة التأمين) لم تدع ثمة ضررا قد حاق بها بسبب التأخير‬
‫فى إخطارها بالحادث فى الميعاد المنصوص عليه فى الوثيقة مما‬
‫يترتب عليه انقاص مبلغ التعويض بقدر ما عسى أن يكون لحقها من‬
‫ضرر طبقا للقواعد العامة ‪ ،‬فإن الحكم المطعون فيه ال يكون قد خالف‬
‫القانون إذا لم يرتب أثرا على عدم إخطار شركة التأمين بالحادث فى‬
‫المدة المحددة"(‪. )1‬‬
‫وتبدأ مدة اإلخطار فى السريان من تاريخ علم المؤمن له أو‬
‫المستفيد بوقوع الحادث ‪ ،‬على نحو تنعقد به مسئولية المؤمن عن‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬نقض مدنى فى ‪ ، 1999 /9/09‬مجموعة أحكام النقض ‪ ،‬س‪ ،11‬رقم ‪،021‬‬
‫ص‪1190‬‬

‫‪152‬‬
‫‪ ،‬ويبدأ احتساب مدة اإلخطار من اليوم التالى لعلم المؤمن‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫الضمان‬
‫له بالكارثة ‪ ،‬وتنتهى هذه المدة عقب الساعة األخيرة من اليوم األخير‬
‫أى عقب الساعة الثانية عشر ليال ‪ ،‬حيث يعد المؤمن له قد نفذ إلتزامه‬
‫باإلخطار متى صدر هذا اإلخطار قبل نهاية هذه المدة(‪. )0‬‬
‫ثانيا ‪ :‬جزاء اإلخالل باإللتزام باإلخطار ‪:‬‬
‫سكت التقنين المدنى عن النص على جزاء قانونى عن اإلخالل‬
‫باإللتزام باإلبالغ عن وقوع الكارثة ‪ ،‬ولهذا فقد أجاز القانون ألطراف‬
‫‪،‬‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫عقد التأمين اإلتفاق على جزاءات إتفاقية لعدم القيام بهذا اإللتزام‬
‫وقد جرى العمل فى شركات التأمين على أن تتضمن وثائق التأمين‬
‫شرطا يقضى بسقوط حق المؤمن له فى التعويض إذا لم يخطر المؤمن‬
‫بوقوع الكارثة فى الوقت المتفق عليه ‪ ،‬سواء أكان حسن النية أم سئ‬
‫النية ‪ ،‬وحتى لو لم يترتب على اإلخالل بهذا اإللتزام ضرر بالمؤمن‪.‬‬

‫فالسقوط يعنى فقدان المؤمن له لحقه فى الضمان على سبيل‬


‫العقوبة لعدم قيامه بإخطار المؤمن بوقوع الكارثة ‪ ،‬فهو يبرأ المؤمن‬
‫من التزامه بتسوية الكارثة ‪ ،‬وتستند شركات التأمين فى األخذ بهذا‬
‫الجزاء إلى أن مثل هذا الجزاء يحفز المؤمن له على اإلستجابة لواجب‬
‫حسن النية واحترام الثقة المشروعة ‪ ،‬كما أنه يكفل حماية مصالح‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪1913‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪319‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪049‬‬

‫‪153‬‬
‫المؤمن أيضا الذى يتعرض ألبلغ الضررإذا ظل بعيدا عن الظروف‬
‫التى أحاطت بوقوع الخطر دون أن يساهم فى حماية حقوقه(‪. )1‬‬

‫وقد أجاز الرأى الراجح فى الفقه اإلتفاق على جزاء السقوط‬


‫بإتفاق خاص فى وثيقة التأمين ‪ ،‬يشترط من خالله المؤمن على المؤمن‬
‫له أنه إذا أخل بإلتزامه باإلخطار بوقوع الحادث ‪ ،‬أو أخل بأى التزام‬
‫أخر من اإللتزامات اإلتفاقية التى ارتضاها بإتفاق خاص بينه وبين‬
‫المؤمن ‪ ،‬فيتم إسقاط حقه فى مبلغ التأمين(‪ ، )0‬فهذا اإلتفاق ال يوجد ما‬
‫يمنعه فى القواعد العامة ‪ ،‬فمبدأ العقد شريعة المتعاقدين الذى يجيز‬
‫للمتعاقدين حرية اإلتفاق على التزامات ما ‪ ،‬يجيز لهما أيضا اإلتفاق‬
‫على الجزاء الذى يتم توقيعه فى حالة اإلخالل بها ‪ ،‬وطالما أن المشرع‬
‫لم يحدد جزاء معينا إلخالل المؤمن له بهذا اإللتزام ‪ ،‬فإنه بذلك يكون‬
‫قد ترك األمر إلرادة المتعاقدين ‪ ،‬بل إن نصوص القانون يستفاد منها‬
‫بوضوح تام إجازة المشرع لشرط السقوط كجزاء إلخالل المؤمن له‬
‫‪ ،‬فنص المادة ‪ 142‬مدنى يقرر بطالن مثل هذا اإلتفاق‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫بإلتزاماته‬
‫فى أحوال معينة ‪ ،‬ويشترط لصحته توافر شروط معينة مما يعنى أن‬
‫شرط السقوط جائز قانونا من حيث المبدأ (‪.)1‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪319‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1911‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬جالل إبراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬
‫(‪ )1‬تنص الفقرة األولى والثانية والثالثة من المادة ‪ 142‬مدنى على أنه " يقع‬

‫‪154‬‬
‫فالسقوط إذا هو جزاء اتفاقى يكون بمقتضاه للمؤمن أن يدفع‬
‫طلب المؤمن له بالضمان ‪ ،‬ويتحلل من تنفيذ تعهده رغم تحقق الخطر‬
‫المؤمن منه ‪ ،‬وذلك إلخالل المؤمن له بالتزامه سواء كان يتعمد هذا‬
‫اإلخالل أم كان مجرد تقصير منه ‪ ،‬غير أن سقوط حق المؤمن له‬
‫اليعنى زوال عقد التأمين ‪ ،‬فالعقد يظل ساريا سواء بالنسبة للماضى‬
‫أو بالنسبة للمستقبل ‪ ،‬حيث تبقى األقساط التى دفعها المؤمن له‬
‫واألقساط التى استحقت ولم تدفع حقا للمؤمن ‪ ،‬وفى مقابل ذلك يكون‬
‫للمؤمن له الرجوع على المؤمن بالضمان عن جميع الحوادث التى‬
‫وقعت فى الماضى فيما عدا الحادث الذى أخل باإللتزامات المتعلقة‬
‫به‪ ،‬ويبقى العقد مرتبا كافة آثاره بالنسبة للمستقبل أيضا ‪ ،‬فيبقى المؤمن‬
‫له ملتزما بدفع األقساط عند حلول أجلها ‪ ،‬ويظل المؤمن ملتزما‬
‫بالضمان بالنسبة للحوادث التى تقع بعد ذلك شريطة أال يكون المؤمن‬
‫له قد أسقط حقه مرة أخرى عن أى حادث منها(‪. )1‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫= باطال ما يرد فى وثيقة التأمين من الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬الشرط الذى يقضى بسقوط الحق فى التأمين بسبب مخالفة القوانين واللوائح‬
‫إال إذا انطوت هذه المخالفة على جناية أو جنحة عمدية‪-0 .‬الشرط الذى يقضى‬
‫بسقوط حق المؤمن بسبب تأخره فى إعالن الحادث المؤمن منه إلى السلطات‬
‫أو فى تقديم المستندات إذا تبين من الظروف أن التأخر كان لعذر مقبول‪ -3.‬كل‬
‫شرط مطبوع لم يبرز بشكل ظاهر وكان متعلقاً بحالة من األحوال التى تؤدى‬
‫إلى البطالن أو السقوط‪.‬‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪341‬‬

‫‪155‬‬
‫ويالحظ أن سقوط الحق فى الضمان يختلف عن بطالن عقد‬
‫التأمين ‪ ،‬فالسقوط يفترض أن عقد التأمين قد نشأ صحيحا ‪ ،‬وال يؤثر‬
‫فقدان المؤمن له لحقه فى الضمان نتيجة إلخالله بإلتزامه باإلخطار‬
‫على وجود العقد ‪ ،‬فالعقد يظل ساريا ومرتبا آلثاره بالنسبة للماضى‬
‫والمستقبل ‪ ،‬وال يزول إال حق الضمان بالنسبة للحادث الذى أخل فيه‬
‫المؤمن له بالتزامه ‪ ،‬أما البطالن فكما ذكرنا سابقا يؤدى إلى زوال‬
‫العقد وانعدامه ‪ ،‬ومن ثم يجعل المؤمن يتحلل نهائيا من التزامه‬
‫بالضمان ‪ ،‬وله أن يسترد ما أداه من مبلغ التأمين بمقتضى العقد‬
‫الباطل(‪.)1‬‬

‫كما يختلف سقوط الحق عن اإلستبعاد اإلتفاقى لبعض األخطار‬


‫من التأمين ‪ ،‬فى أن اإلستبعاد يفترض عدم التأمين عن هذه األخطار‬
‫وإخراجها من نطاقه ‪ ،‬أى أن الخطر يكون غير مضمون أصال ‪ ،‬ومن‬
‫ثم فهو ليس جزاء يوقع على المؤمن له ‪ ،‬وال عبرة فيه بالوقت الذى‬
‫يحدث فيه الخطر المستبعد ألنه غير مضمون أصال ‪ ،‬وال يرتب أى‬
‫حق فى الضمان ‪ ،‬بعكس السقوط الذى يفترض أن الخطر مضمون‬
‫ويظل المؤمن ضامنا لهذا الخطر فى المستقبل إذا لم يخل المؤمن له‬
‫بإلتزامه مرة أخرى ‪.‬‬

‫وفى حالة إخالل المؤمن له باإللتزام الذى ترتب عليه السقوط‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1919‬‬

‫‪156‬‬
‫فإن عبء إثبات ذلك يقع على عاتق المؤمن ‪ ،‬أما إثبات أن الخطر‬
‫الذى تحقق ليس مستبعدا من الضمان فيقع على عاتق المؤمن له ‪ ،‬وفى‬
‫الحالتين يكون للطرف اآلخر إثبات العكس ‪ ،‬كما يختلف سقوط الحق‬
‫عن اإلستبعاد اإلتفاقى فى أنه يحتج بإستبعاد الخطر فى مواجهة‬
‫المضرور والكافة ‪ ،‬فى حين أنه ال يحتج بسقوط الحق فى الضمان‬
‫على المضرور فى تأمين المسئولية(‪. )1‬‬

‫* شروط صحة اإلتفاق على سقوط الحق فى الضمان ‪:‬‬

‫يشترط لصحة اإلتفاق على السقوط كجزاء توافر الشروط‬


‫اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬يجب أن ينص فى الوثيقة على السقوط ‪:‬‬

‫فالسقوط ال يفترض ‪ ،‬لذلك البد لوجوده من نص قانونى يفرضه‬


‫أو نص فى العقد ‪ ،‬ونظرا لعدم وجود نصوص قانونية لجزاء السقوط‬
‫لذلك يلزم أن ينص عليه صراحة فى وثيقة التأمين ‪ ،‬فال يحتج بالسقوط‬
‫فى مواجهة المؤمن له إال إذا كان منصوصا عليه فى وثيقة التأمين(‪.)0‬‬

‫ويجب أن يكون شرط السقوط واضحا ومحددا ‪ ،‬بأن يتم ذكره‬


‫فى الوثيقة بعبارات تدل داللة قاطعة على انصراف نية المتعاقدين‬
‫إليه‪ ،‬فال يكفى أن يذكر أنه يتم توقيع جزاء السقوط فى كل حالة يخالف‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 341‬وما بعدها‬
‫(‪)0‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪091‬‬
‫‪157‬‬
‫فيها المؤمن له إللتزاماته ‪ ،‬آلن هذا الشرط عام وغير محدد إللتزام‬
‫بعينه‪ ،‬فالسقوط جزاء استثنائى ال يدخل فى جزاءات القواعد العامة‬
‫لذلك ال يجوز التوسع فى تفسيره(‪. )1‬‬

‫‪ -2‬يجب أن يكتب شرط السقوط بشكل بارز وظاهر ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 142‬مدنى على أنه يقع باطال كل شرط مطبوع‬


‫يرد فى وثيقة التأمين لم يبرز بشكل ظاهر ‪ ،‬وكان متعلقا بحالة من‬
‫األحوال التى تؤدى إلى البطالن أو السقوط ‪ ،‬فالمشرع بذلك قد أوجب‬
‫أن يتم كتابة شرط السقوط بشكل بارز وظاهر إذا تم إدراجه فى‬
‫الشروط العامة المطبوعة ‪ ،‬ونص على بطالن هذا الشرط إذا لم يتم‬
‫التقيد بهذا القيد ‪ ،‬والهدف من ذلك هو لفت نظر المؤمن له إلى أهمية‬
‫هذا الشرط وخطورته ‪ ،‬وليدرك جيدا أن إخالله باإللتزام المنصوص‬
‫‪.‬‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫عليه سيكون جزاءه السقوط‬

‫ولذلك فال يكفى أن يرد هذا الشرط فى النسخة التى تحت يد‬
‫المؤمن ‪ ،‬بل ال بد من وجوده فى النسخة التى بيد المؤمن له(‪.)3‬‬

‫أما إذا كان شرط السقوط واإللتزامات المعاقب عليها بهذا‬


‫الجزاء مكتوبة وليست مطبوعة أى أنه وارد فى صورة اتفاق خاص‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪111‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1990‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪341‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ ،‬ألن‬ ‫(‪) 1‬‬ ‫منفصل عن الشروط العامة فال يلزم كتابته بطريقة متميزة‬
‫الغاية من تطلب كتابة هذا الشرط بشكل بارز وظاهر وهى لفت نظر‬
‫المؤمن له تكون متحققة بالفعل فى اإلتفاق الخاص ‪ ،‬وتحديد ما إذا كان‬
‫شرط السقوط قد كتب بطريقة ظاهرة وبارزة هى مسألة واقع يستقل‬
‫بتقديرها قاضى الموضوع متى كان استخالصه سائغا(‪. )0‬‬

‫* آثار السقوط ‪:‬‬

‫آثر السقوط فى العالقة بين المؤمن والمؤمن له ‪ :‬اآلثر الرئيسى‬


‫للسقوط هو حرمان المؤمن له من حقه فى ضمان الخطر الذى أخل‬
‫بالتزامه فى إعالنه للمؤمن ‪ ،‬وللمؤمن إذا ما تحقق ما يوجب السقوط‬
‫أن يسترد ما دفعه للمؤمن له من مبلغ التأمين ‪ ،‬وعلى العكس فال‬
‫يستطيع المؤمن له أن يسترد ما دفعه من أقساط(‪ ، )3‬وكما ذكرنا أن هذا‬
‫السقوط ال يؤثر على وجود عقد التأمين حيث يظل العقد قائما ويبقى‬
‫المؤمن له ملتزما بدفع األقساط فى الماضى والمستقبل ‪ ،‬ويظل المؤمن‬
‫ملتزما بالضمان ‪ ،‬حيث الينطبق شرط السقوط إال على الخطر الذى‬
‫حدث إخالل المؤمن له بإلتزامه بصدده فقط دون ما يتحقق من مخاطر‬
‫أخرى طالما لم يحدث المؤمن له إخالال بصددها ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪111‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪349‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪113‬‬

‫‪159‬‬
‫أما فيما يتعلق بالعالقة بين المؤمن والغير ‪ :‬فإن المؤمن ال‬
‫يستطيع أن يتمسك بالسقوط فى مواجهة الغير المضرور الذى ينشأ له‬
‫حق مباشر فى ذمة المؤمن فى التأمين من المسئولية من وقت وقوع‬
‫الحادث ‪ ،‬فال يتأثر حق المضرور بالدفوع التى للمؤمن قبل المؤمن له‬
‫بعد وقوع الحادث ‪ ،‬فيلتزم المؤمن بدفع مبلغ التأمين للمضرور حتى‬
‫ولو كان التزامه نحو المؤمن له قد سقط ‪ ،‬أى أن المؤمن يصبح كفيال‬
‫أو ضامنا للمؤمن له ‪ ،‬ألنه يلتزم بأن يدفع للمضرور ما ليس هو ملتزما‬
‫بدفعه للمؤمن له ‪ ،‬ثم يرجع بعد ذلك على المؤمن له بما دفعه بإعتباره‬
‫كفيال وفى عنه الدين(‪. )1‬‬

‫* وسائل توقى المؤمن له سقوط حقه فى التأمين ‪:‬‬

‫إذا أخل المؤمن له بالتزاماته المتفق على السقوط كجزاء لها‬


‫سقط حقه فى الضمان ‪ ،‬غير أنه يستطيع أن يتالفى سقوط حقه فى‬
‫الضمان فى الحاالت اآلتية ‪:‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬إذا كان إخالل المؤمن له بإلتزامه يرجع إلى‬


‫قوة قاهرة ‪:‬‬

‫إذا أثبت المؤمن له أن إخالله بإلتزامه باإلخطار يرجع إلى قوة‬


‫قاهرة ‪ ،‬ويعتبر من قبيل القوة القاهرة إصابة المؤمن له فى التأمين من‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪094‬‬

‫‪161‬‬
‫الحوادث البدنية بعجز بدنى ونفسى يفقده الذاكرة ‪ ،‬أو إصابته بعجز‬
‫بدنى يمنعه من القيام باإلخطار عن وقوع الحادث فى الميعاد ‪ ،‬أما إذا‬
‫تبين من الظروف أن المؤمن له كان يستطيع بالرغم من إصابته‬
‫الجسيمة أن يكلف شخصا غيره باإلخطار فإنه ال يستطيع أن يتمسك‬
‫بما أصابه لدفع السقوط ‪ ،‬كما يلتزم المستفيد باإلخطار عن إصابة‬
‫المؤمن له أو عن وفاته(‪. )1‬‬

‫وال يعتبر جهل المستفيد بوجود تأمين لصالحه قوة قاهرة إذا‬
‫كان ذلك راجعا إلى خطئه ‪ ،‬أو كان على المؤمن له إخباره بالتأمين‬
‫والشروط الواردة به ‪ ،‬أو إذا نصت وثيقة التأمين على أن جهل المستفيد‬
‫ال يعتبر عذرا ‪ ،‬أما إذا كان جهل المستفيد ال يرجع إلى خطئه فإنه‬
‫يعتبر فى حكم القوة القاهرة ‪ ،‬ألن اإلخطار بوقوع الكارثة يتطلب العلم‬
‫بها األمر الذى يقتضى العلم بوجود التأمين بطبيعة الحال وهو غير‬
‫متحقق فى حالته(‪. )0‬‬

‫وفى حالة تحقق القوة القاهرة فإن اإللتزام باإلعالن يبدأ منذ‬
‫زوال القوة القاهرة بحيث يتعرض المؤمن له لتوقيع جزاء سقوط حقه‬
‫إذا تأخر فى هذا اإلخطار(‪ ، )3‬ويقع عبء إثبات وجود القوة القاهرة‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1991‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪391‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬

‫‪161‬‬
‫على عاتق المؤمن له ‪ ،‬ويتمتع قاضى الموضوع بسلطة تقديرية فى‬
‫ذلك(‪. )1‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬تدارك المؤمن له لخطئه قبل أن يتمسك به‬


‫المؤمن ‪:‬‬

‫للمؤمن له أن يتوقى سقوط حقه فى الضمان إذا كان إخالله‬


‫باإللتزام قابال لإلصالح ‪ ،‬فيبادر إلى تدارك خطئه بتنفيذ التزامه على‬
‫الوجه الصحيح قبل أن يتمسك المؤمن ضده بأثر شرط السقوط ‪ ،‬فإذا‬
‫كان إخالل المؤمن له بإلتزامه يتمثل فى قيامه بإرسال بيانات مغالى‬
‫فيها أو غير صحيحة عن حجم الخسائر التى نجمت عن الحادث ‪ ،‬فإنه‬
‫يستطيع أن يتدارك هذا الخطأ إذا بادر من تلقاء نفسه بتقديم بيانا‬
‫صحيحا غير مغالى فيه عن الخسائر قبل أن يتمسك المؤمن بما بدر‬
‫منه(‪. )0‬‬

‫أما إذا كان التزام المؤمن له ينبغى القيام به فى ميعاد معين ‪،‬‬
‫وتخلف المؤمن له عن إخطار المؤمن بوقوع الحادث خالل هذا‬
‫الميعاد‪ ،‬فإن اإللتزام يكون غير قابل لإلصالح بعد انقضاء هذا‬
‫الميعاد(‪. )3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪090‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1991‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪391‬‬

‫‪162‬‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬تنازل المؤمن عن التمسك بحقه فى سقوط مبلغ‬
‫التأمين ‪:‬‬
‫يستطيع المؤمن له أن يتمسك بتنازل المؤمن عن شرط السقوط‬
‫ليتوقى بذلك آثر هذا الشرط ‪ ،‬ولكن ينبغى أن يكون هذا التنازل‬
‫واضحا‪ ،‬فالتنازل ال يفترض ‪ ،‬ويجب على المؤمن له أن يثبته(‪.)1‬‬
‫ويعتد بتنازل المؤمن عن التمسك بحقه فى السقوط سواء كان‬
‫هذا التنازل صريحا أو ضمنيا ‪ ،‬ويمكن استخالص هذا التنازل‬
‫الضمنى من تصرفات المؤمن ‪ ،‬كقيام المؤمن فى التأمين على األشياء‬
‫بتعيين خبير لتقدير قيمة الخسائر ‪ ،‬أو قيامه فى التأمين ضد اإلصابات‬
‫البدنية بتعيين طبيب لفحص المؤمن له ‪ ،‬أو أن يقوم بدفع مبلغ التأمين‬
‫دون أى تحفظات(‪. )0‬‬
‫وال يعتبر من قبيل التنازل الضمنى الذى يعتد به قيام المؤمن‬
‫بإستالم اإلخطار من المؤمن له بعد فوات الميعاد ولو سلمه ايصاال‬
‫باالستالم مادام لم يبد منه ما يستفاد منه أنه تنازل عن حقه ‪ ،‬وكذلك ال‬
‫يعتبر من قبيل التنازل الضمنى تدخل المؤمن فى دعوى المسئولية‬
‫المرفوعة من المضرور على المؤمن له ‪ ،‬متى كان يقصد من تدخله‬
‫هذا دفع مسئولية المؤمن له قبل المضرور حتى يتوقى رجوع‬
‫المضرور عليه(‪. )3‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عابد فايد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪090‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1999‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪142‬‬

‫‪163‬‬
‫وفى جميع األحوال فإن إثبات تنازل المؤمن عن التمسك بسقوط‬
‫حق المؤمن له ‪ ،‬مسألة موضوعية يمكن لقاضى الموضوع أن‬
‫يستخلصها من ظروف ومالبسات الدعوى المعروضة(‪. )1‬‬
‫المبحث الثانى‬
‫التزامات المؤمن فى عقد التأمين‬
‫يلتزم المؤمن عند تحقق الخطر المؤمن منه ‪ ،‬أو حلول األجل‬
‫المنصوص عليه فى وثيقة التأمين بدفع مبلغ التأمين لمستحقه (م‬
‫‪ 141 ،111‬مدنى)(‪ ، )0‬وإذا قام المؤمن بالوفاء بإلتزامه للمؤمن له أو‬
‫المستفيد فإنه يحق له الرجوع على الغير الذى تسبب فى وقوع الخطر‪،‬‬
‫ومن خالل هذا المبحث سوف نتعرض لهذه اإللتزامات من خالل‬
‫مطلبين ‪ ،‬نخصص األول منها للحديث عن التزام المؤمن بدفع مبلغ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪399‬‬
‫(‪)0‬تنص المادة ‪ 111‬على أنه " التأمين عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدى إلى‬
‫المؤمن له أو إلى المستفيد الذى اشتراط التأمين لصالحه مبلغاً من المال أو إيرادا ً‬
‫مرتباً أو أى عوض مالي أخر فى حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين‬
‫بالعقد وذلك فى نظير قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمن له للمؤمن"‪.‬‬
‫وتنص المادة ‪ 141‬على أن "المبالغ التى يلتزم المؤمن فى التأمين على الحياة‬
‫بدفعها إلى المؤمن له أو إلى المستفيد عند وقوع الحادث المؤمن منه أو حلول‬
‫األجل المنصوص عليه فى وثيقة التأمين تصبح مستحقة من وقت وقوع الحادث‬
‫أو وقت حلول األجل دون حاجة إلى إثبات ضرر أصاب المؤمن له أو أصاب‬
‫المستفيد" ‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫التأمين ‪ ،‬وفى المطلب الثانى نتعرض لحق المؤمن فى الرجوع على‬
‫الغير ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫التزام المؤمن بدفع مبلغ التأمين‬
‫متى تحقق الخطر المؤمن منه أو حل أجل العقد فيصبح مبلغ‬
‫التأمين المستحق بمقتضى عقد التأمين واجب األداء ‪ ،‬واألصل أن‬
‫محل األداء الذى يلتزم به المؤمن هو مبلغ من النقود غير أنه يجوز‬
‫كما ذكرنا سابقا أن يكون هذا األداء عينى أى يتمثل فى إصالح الضرر‬
‫عينا ‪ ،‬فيجوز النص فى وثيقة التأمين على أن يكون محل التزام المؤمن‬
‫هو إصالح الضرر الذى أصاب الشئ المؤمن عليه ‪.‬‬
‫وسواء أكان التزام المؤمن نقدى أم عينى ‪ ،‬فإنه ال يصبح‬
‫مستحق األداء إال إذا أثبت الدائن وقوع الحادث المؤمن منه على نحو‬
‫يدخل فى الضمان ‪ ،‬فإذا أثبت ذلك فإن المؤمن يلتزم بدفع المبلغ الذى‬
‫تم تحديده وفقا لقواعد تختلف بحسب ما إذا كان التأمين تأمينا من‬
‫األضرار أو تأمينا على األشخاص ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الدائن فى اإللتزام ‪:‬‬
‫األصل أن الدائن فى اإللتزام بدفع مبلغ التأمين هو المؤمن له‬
‫طالب التأمين الذى تعاقد معه المؤمن إذا تعاقد لحساب نفسه ولمصلحته‬
‫أو خلفه العام فى حالة وفاته حيث يرثه ورثته ويصبحون هم الدائنون‪،‬‬
‫فإذا باع الحق المؤمن عليه فينتقل الحق إلى المشترى بإعتباره خلفه‬

‫‪165‬‬
‫الخاص ‪ ،‬وإذا أفلس المؤمن له فيحل محله فى الدائنية جماعة‬
‫الدائنين(‪.)1‬‬
‫ومع ذلك فإنه توجد حاالت يثبت فيها الحق فى مبلغ التأمين لغير‬
‫هؤالء ‪ ،‬وتتمثل هذه الحاالت فى ‪:‬‬
‫‪ -1‬قد يبرم المؤمن له التأمين لمصلحة شخص آخر يسمى‬
‫المستفيد كما فى التأمين على الحياة لمصلحة األوالد فيصبح المستفيد‬
‫هو الدائن بمبلغ التأمين ابتداء ال ارثا حتى ولو كان من الورثة وذلك‬
‫تطبيقا لقواعد اإلشتراط لمصلحة الغير(‪. )0‬‬
‫‪ -0‬قد يثبت حق مباشر لشخص آخر غير المؤمن له ‪ ،‬فيكون‬
‫بمقتضاه هو الدائن بمبلغ التأمين كما فى التأمين على األشياء فدائنى‬
‫المؤمن له الذين لهم حق رهن على الشئ المؤمن عليه أو حق امتياز‪،‬‬
‫فيكون لهم الحق فى الحصول على مبلغ التأمين فى حدود مالهم فى‬
‫ذمة المؤمن له عند هالك هذا الشئ أو ضياعه وذلك تطبيقا لنظرية‬
‫الحلول العينى(م ‪ 1134 ، 1120 ، 1219 ، 112‬مدنى)(‪.)3‬‬
‫‪ -3‬كما يثبت للمضرور فى بعض صور التأمين من المسئولية‬
‫حقا مباشرا قبل المؤمن فى مبلغ التأمين ‪ ،‬يخوله هذا الحق رفع دعوى‬
‫مباشرة قبل المؤمن بإعتباره دائنا بمبلغ التأمين فى حدود مقدار‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1993‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪313‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 144‬وما بعدها‬

‫‪166‬‬
‫التعويض المستحق(‪. )1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عبء إثبات وقوع الكارثة ‪:‬‬
‫يقع على الدائن بمبلغ التأمين عبء إثبات وقوع الخطر المؤمن‬
‫منه وبيان تطابق أوصافه مع الخطر المتفق عليه فى وثيقة التأمين هذا‬
‫فى تأمين األضرار‪،‬على نحو تنعقد معه مسئولية المؤمن بالضمان ‪،‬‬
‫أما بالنسبة للتأمين على الحياة فيكفى إثبات واقعة الوفاة أو واقعة البقاء‬
‫على قيد الحياة وهى وقائع سهلة اإلثبات بطبيعتها(‪. )0‬‬
‫وقد يصعب اإلثبات فى بعض الحاالت خاصة حين يضع‬
‫المؤمن شروطا معينة لدخول الخطر فى ضمانه ‪ ،‬أو حين يستبعد‬
‫بعض أنواع وأسباب الخطر من ضمانه ‪ ،‬لذلك جرى العمل فى القضاء‬
‫من أجل دفع هذه الصعوبات على عدم تطلب دليال قطعيا ‪ ،‬فيكفى أن‬
‫يقدم الدائن ما يجعل ادعاءه قريبا إلى التصديق ‪ ،‬بأن يثبت وقوع‬
‫الحادث على نحو يستوفى من حيث الظاهر شروط استحقاق مبلغ‬
‫التأمين ‪ ،‬ويقع على المؤمن عبء إثبات عدم صحة هذا الظاهر(‪. )3‬‬
‫ففى التأمين من اإلصابات الجسدية يكفى الدائن أن يثبت أن‬
‫احتمال تحقق اإلصابة بسبب أجنبى هو اإلحتمال الغالب ‪ ،‬أى أن‬
‫الظروف ترجح احتمال عدم تعمد اإلصابة ورجوعها لسبب أجنبى‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1991‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪314‬‬
‫(‪)3‬نقض مدنى فى ‪ ، 1991/1/11‬مجموعة أحكام النقض ‪ ،‬س‪،19‬ص‪102‬‬

‫‪167‬‬
‫حتى ولو لم يثبت ذلك بصورة قطعية ‪ ،‬وعلى المؤمن لكى يتخلص من‬
‫التزامه أن يثبت أن اإلصابة متعمدة(‪. )1‬‬
‫وفى التأمين على الحياة لمصلحة الغير يكفى أن يثبت المستفيد‬
‫(الدائن بمبلغ التأمين) أن سبب انتحار المؤمن له هو مرضا أفقد‬
‫المريض إرادته حتى يبقى التزام المؤمن قائما ‪ ،‬ألن األصل كما ذكرنا‬
‫سابقا أنه يخرج عن نطاق الضمان بقوة القانون الخطأ العمدى ‪ ،‬فإذا‬
‫انتحر المؤمن على حياته ‪ ،‬أو إذا تسبب المستفيد عمدا فى وفاة المؤمن‬
‫له بفعله أو تحريضه فال يستحق مبلغ التأمين على الحياة ‪ ،‬لكن إذا قام‬
‫المستفيد بإثبات أن انتحار المؤمن له يرجع إلى مرضا أفقده اإلرادة‬
‫فإن التزام المؤمن يظل قائما ‪ ،‬وعلى المؤمن لكى يتخلص من التزامه‬
‫أن يثبت أن المؤمن على حياته مات منتحرا(‪. )0‬‬
‫وفى التأمين ضد السرقة ال يكفى ليستحق المؤمن له مبلغ التأمين‬
‫مجرد اختفاء األشياء المؤمن عليها ‪ ،‬وانما يتعين على المؤمن له أن‬
‫يثبت أن هذه األشياء قد اختفت بسرقتها بأن يقدم دليال يقينيا يجعل ما‬
‫يبلغ عنه قريبا للتصديق حتى تتخذ محكمة الموضوع من مسلكه سندا‬
‫فى تكوين عقيدتها بشأن صحة وقوع الحادث المبلغ عنه(‪.)3‬‬
‫وفى التأمين ضد الحريق فقد افترض المشرع أن ضياع األشياء‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪149‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪314‬‬
‫(‪)3‬نقض مدنى فى ‪ 1991/1/11‬السابق اإلشارة إليه‬

‫‪168‬‬
‫المؤمن عليها أو اختفاءها أثناء الحريق إنما كان بسببه ‪ ،‬وإذا أراد‬
‫المؤمن أن يبرئ ذمته فعليه أن يثبت أن هذا الضياع أو االختفاء كان‬
‫بسبب آخر كالسرقة ( م ‪ 3/199‬مدنى)(‪. )1‬‬
‫مما سبق يتضح لنا أن القضاء يتجه وتؤيده بعض النصوص‬
‫التشريعية إلى تيسير عبء اإلثبات على الدائن بمبلغ التأمين ‪ ،‬فلم‬
‫يتطلب تقديم دليال قطعيا ‪ ،‬وانما اكتفى بأن يقدم الدائن ما يدل على‬
‫وقوع الحادث المؤمن منه بحسب الظاهر وفقا لألوصاف المتفق عليها‬
‫فى وثيقة التأمين ‪ ،‬وجعل على عاتق المؤمن إثبات العكس حتى يتحلل‬
‫من التزامه ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مقدار التزام المؤمن (محل التزام المؤمن ) ‪:‬‬
‫كما سبق أن ذكرنا سابقا أن تقدير مبلغ التأمين المستحق فى ذمة‬
‫المؤمن يتم بطريقة تختلف بإختالف نوع التأمين ‪ ،‬ففى التأمين من‬
‫األضرار يتحدد المبلغ المستحق فى ذمة المؤمن وفقا للمبدأ التعويضى‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬تنص المادة ‪ 199‬مدنى على أنه" ‪ -1‬فى التأمين من الحريق يكون المؤمن‬
‫مسئوال عن كافة األضرار الناشئة عن حريق ‪ ،‬أو عن بداية حريق يمكن أن‬
‫يصبح حريقا كامال ‪ ،‬أو عن خطر حريق يمكن أن يتحقق‪ -0 .‬وال يقتصر‬
‫التزامه على األضرار الناشئة مباشرة عن الحريق بل يتناول أيضا األضرار‬
‫التى تكون نتيجة حتمية لذلك ‪ ،‬وباألخص ما يلحق األشياء المؤمن عليها من‬
‫ضرر بسبب اتخاذ وسائل اإلنقاذ أو لمنع امتداد الحريق‪ -3 .‬ويكون مسئوال عن‬
‫ضياع األشياء المؤمن عليها أو اختفائها أثناء الحريق ما لم يثبت أن ذلك كان‬
‫نتيجة سرقة ‪ ،‬كل هذا ولو أتفق على غيره"‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫حيث يعتبر مبلغ التأمين المنصوص عليه فى العقد حدا أقصى لما يمكن‬
‫أن يدفعه المؤمن للدائن ‪ ،‬فال يجوز وفقا للمبدأ التعويضى أن يزيد مبلغ‬
‫التعويض الذى يجب دفعه عن مقدار الضرر الذى لحق المؤمن له ‪.‬‬
‫ومن المتفق عليه أن العبرة فى تأمين األشياء هى بقيمة الشئ‬
‫المؤمن عليه عند وقوع الخطر ال وقت ابرام العقد ‪ ،‬فإذا ما ترتب على‬
‫استعمال الشئ المؤمن عليه نقص قيمته ‪ ،‬فإن هذا النقص يعتبر مقابال‬
‫إلستعمال الشئ ‪ ،‬ومن ثم فال يلتزم المؤمن بالتعويض إال على أساس‬
‫قيمة الشئ المؤمن عليه وقت تحقق الخطر(‪. )1‬‬
‫وفى التأمين من المسئولية عن حوادث السيارات يتحدد مقدار‬
‫التزام المؤمن بقيمة ما يحكم به قضائيا بصفة نهائية من تعويض مهما‬
‫‪ ،‬لذلك جرى العمل فى شركات التأمين على اشتراط‬ ‫(‪)0‬‬ ‫بلغت قيمته‬
‫سقوط حق المؤمن له فى مبلغ التأمين إذا تصالح مع الغير أو إذا أقر‬
‫بمسئوليته ‪ ،‬وكذلك إذا صدر حكم على المؤمن له دون إخطار المؤمن‬
‫أو اشراكه فى الدعوى ‪ ،‬وذلك لمنع التواطؤ بين المؤمن له والغير ‪،‬‬
‫اذ قد يتم االتفاق على مسئولية وهمية ‪ ،‬أو ينفرد المؤمن له بدفاع هزيل‬
‫يؤدى إلى الحكم عليه بالتعويض وذلك بقصد تحميل المؤمن بأدائه ‪،‬‬
‫لذلك استقر الرأى على مشروعية مثل هذه الشروط واعفاء المؤمن‬
‫من التعويض فى حالة اإلخالل بها(‪. )3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪319‬‬
‫(‪)0‬نقض مدنى فى ‪ ، 1912/1/9‬مجموعة أحكام النقض ‪،‬س‪ ، 01‬ص‪13‬‬
‫(‪ )3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪319‬‬

‫‪171‬‬
‫أما فى التأمين على األشخاص فيتحدد محل التزام المؤمن‬
‫بالمبلغ المنصوص عليه فى العقد ‪ ،‬حيث يلتزم المؤمن بسداد مبلغ‬
‫التأمين المذكور فى وثيقة التأمين كامال إذا حل أجل العقد أو تحقق‬
‫الخطر المؤمن منه ‪.‬‬
‫المطلب الثانى‬
‫رجوع المؤمن على الغير المسئول‬
‫قد يقع الخطر المؤمن منه بفعل الغير فتنعقد مسئوليته قبل‬
‫المؤمن له ‪ ،‬فيكون للمؤمن له وفقا للقواعد العامة فى المسئولية المدنية‬
‫الرجوع عليه لمطالبته بالتعويض عما أصابه من ضرر ‪ ،‬كما أن‬
‫المؤمن يلتزم ايضا بتحقق الخطر المؤمن منه بأن يدفع للمؤمن له مبلغ‬
‫التأمين ‪ ،‬وال يجوز له أن يتحلل من التزامه بدفع مبلغ التأمين بحجة‬
‫أن المؤمن له يملك الرجوع على الغير المسئول عن الحادث(‪. )1‬‬
‫ولكن هل يجوز للمؤمن أن يرجع على الغير المسئول عن‬
‫الحادث بمبلغ التأمين الذى أداه للمؤمن له أو الحلول محل المؤمن له؟‪،‬‬
‫تختلف اإلجابة على هذا السؤال بحسب ما إذا كنا بصدد تأمين على‬
‫األشخاص ‪ ،‬أم تأمين من األضرار‪.‬‬
‫* مدى جواز رجوع المؤمن على الغير فى التأمين على األشخاص ‪:‬‬
‫أورد المشرع نصا خاصا فى شأن التأمين على الحياة يكون‬
‫بمقتضاه للمؤمن له وحده حق الرجوع على الغير المسئول وال يجوز‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬نقض مدنى فى ‪ ، 1949/1/1‬مجموعة أحكام النقض ‪ ،‬س‪، 12‬ص‪11‬‬

‫‪171‬‬
‫للمؤمن أن يحل محله فى هذا الرجوع ‪ ،‬فالمادة ‪ 194‬تنص على أنه"‬
‫فى التأمين على الحياة ال يكون للمؤمن الذى دفع مبلغ التأمين حق فى‬
‫الحلول محل المؤمن له أو المستفيد فى حقوقه قبل من تسبب فى‬
‫الحادث المؤمن منه أو قبل المسئول عن هذا الحادث " ‪.‬‬
‫يالحظ أن هذا النص السابق يتفق مع مبدأ جواز الجمع بين مبلغ‬
‫التأمين والتعويض ‪ ،‬فاللمؤمن له أن يجمع بين مبلغ التأمين وتعويض‬
‫المسئولية فى التأمين على األشخاص لعدم خضوعه للمبدأ التعويضى‬
‫فمبلغ التأمين ال يقصد به تعويض ضرر ما ولكنه مقابل األقساط التى‬
‫تم دفعها(‪ ، )1‬فهو ال يجمع بين تعويضين وإنما بين مبلغ مدخر مستحق‬
‫بمقتضى عقد التأمين وبين تعويض مستحق له فى ذمة الغير بمقتضى‬
‫مسئوليته(‪ ، )0‬وال يجوز للمؤمن أن يتنصل من التزامه قبل المؤمن له‬
‫بحجة أنه يملك الرجوع على الغير المسئول عن الحادث لمطالبته‬
‫بالتعويض(‪. )3‬‬
‫كما يحظر هذا النص على المؤمن أن يرجع على الغير المسئول‬
‫وال أن يحل محل المؤمن له أو المستفيد فى حقوقه قبل الغير المتسبب‬
‫فى الحادث ‪ ،‬وهذا النص من النظام العام فال يجوز اإلتفاق على ما‬
‫يخالفه ‪ ،‬فال يجوز اإلتفاق فى وثيقة التأمين وال بعد وقوع الحادث‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1191‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪394‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪914‬‬

‫‪172‬‬
‫المؤمن منه على أن يحل المؤمن محل المؤمن له فى الرجوع على‬
‫المسئول(‪.)1‬‬
‫كما ال يجوز للمؤمن الرجوع على الغير المسئول بدعوى‬
‫شخصية تأسيسا على قواعد المسئولية التقصيرية بحجة أن الغير‬
‫المسئول قد ألحق به ضررا يتمثل فى اضطراره الوفاء بمبلغ التأمين‪،‬‬
‫ألن هذا الوفاء ما هو إال تنفيذا إللتزامه التعاقدى الذى تقاضى فى‬
‫مقابله أقساط التأمين ‪ ،‬فلوال وجود عقد التأمين لما التزم المؤمن بدفع‬
‫‪ ،‬فال يوجد رابطة سببية بين خطأ الغير وبين الضرر‬ ‫(‪)0‬‬ ‫مبلغ التأمين‬
‫المدعى به ‪ ،‬كما أن عنصر الضرر نفسه غير متحقق ‪ ،‬فلو أجزنا‬
‫للمؤمن الرجوع على المسئول ألدى ذلك إال إثراء المؤمن دون سبب‬
‫حيث يحصل على تعويض من الغير دون أن يكون الغير قد ارتكب‬
‫خطأ نحوه(‪. )3‬‬
‫ولكن هل يفهم من اقتصار نص المادة ‪ 194‬مدنى المتعلق‬
‫بالتأمين على الحياة على منع حلول المؤمن محل المؤمن له فى هذا‬
‫النوع من التأمين أن هذا الحظر متعلق بهذا النوع من التأمين فقط ؟ ‪،‬‬
‫ومن ثم فيجوز فى األنواع األخرى من التأمين على األشخاص حلول‬
‫المؤمن محل المؤمن له فى الرجوع على المسئول ‪ ،‬إن القول بجواز‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬
‫(‪)0‬نقض مدنى فى ‪ ، 1990/10/0‬مجموعة أحكام النقض ‪،‬س‪، 13‬ص‪1119‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1192‬‬

‫‪173‬‬
‫ذلك يتنافى مع اإلعتبارات النى يقوم عليها حظر رجوع المؤمن على‬
‫الغير المسئول ‪ ،‬ويتعارض أيضا مع جواز جمع المؤمن له بين مبلغ‬
‫التأمين والتعويض إلنعدام الصفة التعويضية ‪ ،‬فالوفاء الصادر من‬
‫المؤمن ال يبرئ ذمة الغير المسئول ‪.‬‬
‫ولذلك فإنه حتى ولو لم ينص المشرع صراحة على حظر حلول‬
‫المؤمن محل المؤمن له فى باقى أنواع التأمين على األشخاص إال أن‬
‫اإلعتبارات والمبادئ التى يقوم عليها حظر الحلول فى التأمين على‬
‫الحياة تصدق على باقى أنواع التأمين على األشخاص ‪ ،‬ومن ثم فال‬
‫يجوز للمؤمن أن يرجع على الغير المسئول بدعوى الحلول ‪ ،‬لذلك‬
‫فمن األجدر بالمشرع المصرى أن يحظر الحلول بنص عام يشمل‬
‫جميع أنواع التأمين على األشخاص كما فعل المشرع الفرنسى حيث‬
‫نص صراحة على ذلك فى المادة ‪ 44‬من قانون ‪ 1932‬التى صارت‬
‫المادة ‪ 0-131‬من تقنين التأمين والتى تنص على أنه فى التأمين على‬
‫األشخاص ال يستطيع المؤمن بعد أن يدفع المبلغ المؤمن به أن يحل‬
‫فى حقوق المتعاقد أو المستفيد قبل الغير(‪. )1‬‬
‫* مدى جواز رجوع المؤمن على الغير فى التأمين من األضرار ‪:‬‬
‫فى التأمين من األضرار كما سبق أن ذكرنا أن المشرع قد اعتنق‬
‫المبدأ التعويضى فال يحق للمؤمن له أن يتقاضى من مبلغ التأمين إال‬
‫القدر الالزم لتعويض الضرر الناتج عن الخطر المؤمن منه ‪ ،‬فإذا كان‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪391‬‬

‫‪174‬‬
‫الضرر الذى لحقه أكبر من قيمة مبلغ التأمين فال تتحمله شركة التأمين‬
‫فالمادة ‪ 141‬مدنى تنص على ذلك بقولها "ال يلتزم المؤمن فى تعويض‬
‫المؤمن له إال عن الضرر الناتج من وقوع الخطر المؤمن منه بشرط‬
‫أال يجاوز ذلك قيمة التأمين"‪ ، .‬ومن ثم فإنه يحق للمؤمن له أن يرجع‬
‫على الغير المسئول عن حدوث الحادث للحصول على التعويض‬
‫التكميلى أى ما يكمل اصالح الضرر الذى لحقه والذى لم يغطه مبلغ‬
‫التأمين ‪ ،‬فالتأمين من األضرارتسوده الصفة التعويضية ‪ ،‬فلو كان مبلغ‬
‫التأمين يعتبر تجميعا لألقساط لكان من حق المؤمن له أن يقبض هذا‬
‫المبلغ حتى ولو زاد عن قيمة الضرر(‪.)1‬‬
‫أما إذا كان مبلغ التأمين كافيا لتعويض كامل الضرر الذى لحق‬
‫بالمؤمن له ‪ ،‬فال يحق للمؤمن له أن يرجع بعد ذلك على الغير الذى‬
‫تسبب فى إحداث الحادث ‪ ،‬أى أنه ال يجوز للمؤمن له أن يجمع بين‬
‫مبلغ التأمين والتعويض المستحق فى ذمة الغير أو الحصول على‬
‫تعويض يزيد على مقدار الضرر‪ ،‬وذلك حتى ال يتقاضى المؤمن له‬
‫مقدار ما لح قه من ضرر مرتين مرة من المؤمن وأخرى من المسئول‬
‫األمر الذى يؤدى إلى إثرائه بوسيلة غير مشروعة(‪.)0‬‬
‫فإذا إختار المؤمن له الرجوع على المؤمن فال يجوز له الرجوع‬
‫بعد ذلك على الغير المسئول إال بالقدر الزائد من الضرر الذى لم يشمله‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪199‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪0212‬‬

‫‪175‬‬
‫مبلغ التأمين أى بالتعويض التكميلى ‪ ،‬ولكن هل يحق للمؤمن أن يقوم‬
‫بالرجوع على الغير المسئول بمقدار ما أداه للمؤمن له من مبلغ تأمين؟‪،‬‬
‫لإلجابة على هذا السؤال نجد أن المادة ‪ 111‬مدنى تنص على أنه"‬
‫يحل المؤمن قانونا بما دفعه من تعويض عن الحريق فى الدعاوى‬
‫التى تكون للمؤمن له قبل من تسبب بفعله فى الضرر الذى نجمت عنه‬
‫مسئولية المؤمن ‪ ،‬ما لم يكن من أحدث الضرر قريبا ً أو صهرا للمؤمن‬
‫له ممن يكونون معه فى معيشة واحدة ‪ ،‬أو شخصا يكون المؤمن له‬
‫مسئوال عن أفعاله" ‪ .‬أى أنه يجوز للمؤمن فى التأمين من خطر‬
‫الحريق أن يحل محل المؤمن له فى الرجوع بمقدار ما أداه على الغير‬
‫المسئول عن الحادث حلوال قانونيا عمال بنص المادة ‪ 111‬مدنى ‪،‬‬
‫وبذلك ال يفلت المسئول من ناحية ويتفادى جمع المؤمن له لمبلغى‬
‫التعويض والتأمين(‪. )1‬‬
‫ولكن يالحظ أن المشرع قد اقتصر فى نص المادة ‪ 111‬مدنى‬
‫عند الحديث عن حق المؤمن فى الحلول محل المؤمن له على التأمين‬
‫من الحريق دون باقى أنواع التأمين ‪ ،‬فهل يقتصر الحلول على هذا‬
‫النوع من التأمين أم أنه يشمل جميع أنواع التأمين ؟‬
‫لقد جرى العرف التأمينى والقياس من ناحية أخرى على أن‬
‫للمؤمن الحق فى الحلول محل المؤمن له فى جميع أنواع التأمين من‬
‫األضرار وليس فى التأمين من الحريق فقط نظرا لوحدة العلة والهدف‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪399‬‬

‫‪176‬‬
‫منه فيها جميعا ‪ ،‬وهو منع المؤمن له من الجمع بين تعويضين ومنع‬
‫إ فالت المسئول من مسئوليته ‪ ،‬فالفكرة األساسية التى تحكم التأمين من‬
‫األضرار والتى يترتب عليها منع الجمع هى أن هذا التأمين يتصف‬
‫بالصفة التعويضية وهذه الصفة متحققة فى كل أنواع التأمين من‬
‫األضرار ‪ ،‬فإذا كان المشرع المصرى لم يورد حكم الحلول إال بصدد‬
‫التأمين من الحريق فإن ذلك يرجع إلى كون المشرع لم يضع قواعد‬
‫تفصيلية للتأمين من األضرار إال بالنسبة للتأمين ضد الحريق ‪ ،‬فلو‬
‫كان المشرع قد وضع قواعد تفصيلية لكل أنواع التأمين من األضرار‬
‫لكان قد قضى بحكم الحلول فيها جميعا‪ ،‬والذى يؤيد ذلك أن النص‬
‫المصرى الذى يقر حكم الحلول فى التأمين من الحريق مأخوذ من‬
‫قانون التأمين الفرنسى الذى يبسط حكم الحلول على جميع حاالت‬
‫التأمين من األضرار(‪. )1‬‬
‫ومن ثم فإن للمؤمن فى جميع أنواع التأمين من األضرار الحق‬
‫فى الحلول محل المؤمن له فى الرجوع على الغير المسئول ‪ ،‬فالمؤمن‬
‫حين يفى بمبلغ التأمين للمؤمن له يعتبر قد أوفى بدين التعويض‬
‫المستحق للمؤمن له فى ذمة الغير المسئول ‪ ،‬ذلك أنه فى حدود القدر‬
‫من تعويض المسئولية الذى يعادل مبلغ التأمين الذى يتصف بالصفة‬
‫التعويضية يكون أمام المؤمن له مدينان ‪ ،‬األول هو المؤمن ومصدر‬
‫التزامه هو عقد التأمين ‪ ،‬والثانى هو الغير المسئول ومصدر التزامه‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪193‬‬

‫‪177‬‬
‫هو الفعل الضار ‪ ،‬فنكون أمام التزام تضاممى حيث يتعدد فيه مصادر‬
‫االلتزام ‪ ،‬ومن ثم فيحق للموفى بالدين أن يحل محل الدائن فى الرجوع‬
‫على المدين اآلخر متى كان الوفاء الصادر من الموفى مبرئا لذمة‬
‫المدين اآلخر ‪ ،‬صحيح أن المؤمن حين يفى للمؤمن له بمبلغ التأمين‬
‫إنما يوفى بدين مترتب فى ذمته شخصيا بمقتضى عقد التأمين ‪ ،‬ولكن‬
‫الصحيح ايضا أن قواعد الحلول مع الوفاء تنطبق حتى ولو كان الموفى‬
‫قد أوفى بدينه الشخصى متى أدى هذا الوفاء إلى ابراء ذمة مدين آخر‬
‫فى مواجهة الدائن(‪. )1‬‬
‫ومن ثم فإنه يحق للمؤمن الرجوع على الغير المسئول فى حدود‬
‫ما وفاه فقط ‪ ،‬حتى وان اختلف مصدر التزام المؤمن عن مصد التزام‬
‫الغير المسئول إال أنهما يجتمعان على نفس الهدف وهو تعويض نفس‬
‫الضرر ‪ ،‬فمجال الحلول يتحدد بالنظر إلى الصفة التعويضية للتأمين‬
‫حيث يدور مع هذه الصفة وجودا وعدما ‪ ،‬لذلك فإنه اليسرى فى‬
‫التأمين على األشخاص بينما ينطبق على التأمين من األضرارفى‬
‫جميع أنواعه(‪ ، )0‬غير أن هذا الحلول ال يجوز إال بعد أن يقوم المؤمن‬
‫بالوفاء فعال للمؤمن ل ه ‪ ،‬فدور المؤمن هنا يقترب من دور المدين‬
‫المتضامن حيث يلتزم بالدفع دون تأخير للمؤمن له ‪ ،‬ثم يرجع على‬
‫المسئول ليتحمل مخاطر اعساره ومشاق اإلدعاء قبله(‪. )3‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪193‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪199‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪933‬‬

‫‪178‬‬
‫غير أن حلول المؤمن محل المؤمن له حلوال قانونيا هو أمر‬
‫متعلق بالنظام العام ‪ ،‬حيث يتحدد نطاقه بشروط معينة إذا توافرت هذه‬
‫الشروط ينتج الحلول آثاره‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬شروط حلول المؤمن محل المؤمن له ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون المؤمن قد دفع مبلغ التأمين فعال للمؤمن له ‪:‬‬

‫يشترط لحلول المؤمن محل المؤمن له فى الرجوع على الغير‬


‫المسئول كما ذكرت المادة ‪ 111‬مدنى أن يكون المؤمن قد دفع مبلغ‬
‫التأمين فعال للمؤمن له ‪ ،‬وهذا الشرط ماهو إال تطبيقا للقواعد العامة‬
‫فى الحلول ‪ ،‬والتى تقضى بأن للموفى الحق فى الحلول محل الدائن‬
‫متى قام بالوفاء بقدر هذا الوفاء(‪. )1‬‬

‫أى أن نطاق الحلول هنا يتحدد بقدر مبلغ التأمين الذى دفعه‬
‫المؤمن ‪ ،‬وال يجوز للمؤمن أن يرجع على الغير المسئول قبل الوفاء‬
‫بمبلغ التأمين ‪ ،‬ويقع على عاتق المؤمن عبء إثبات قيامه بهذا الوفاء‬
‫المسبق وإال كانت دعواه فى الحلول غير مقبولة ‪ ،‬ويتم إثبات هذا‬
‫الوفاء عادة عن طريق تقديم مخالصة صادرة من المؤمن له ‪ ،‬أو ما‬
‫يفيد قبض شيك أو حوالة أو التحويل لحساب المؤمن له ‪ ،‬ويجوز‬
‫اإلثبات فى المسائل التجارية بشهادة الشهود والقرائن(‪.)0‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪391‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪0219‬‬
‫‪179‬‬
‫ويالحظ أن هذا الشرط من النظام العام فال يجوز االتفاق على‬
‫الحلول قبل الوفاء للمؤمن له ‪ ،‬فمثل هذا االتفاق يقع باطال(‪. )1‬‬

‫‪ -0‬أن يكون للمؤمن له دعوى مسئولية يرجع بها على الغير‬


‫المسئول ‪:‬‬

‫فالحلول القانونى يفترض أن هناك شخصا آخر ملتزم مع‬


‫المؤمن بدفع التعويض للمؤمن له ‪ ،‬ومن ثم فيكون للمؤمن له الحق فى‬
‫مطالبته بالتعويض المستحق فى ذمته ‪ ،‬وبالتالى إذا لم يكن للمؤمن له‬
‫دعوى أو كانت له دعوى وانقضت فإن حلول المؤمن محله فيها ال‬
‫يكون متصورا ‪.‬‬

‫فقد يكون للمؤمن له دعوى مسئولية قبل الغير ‪ ،‬ولكنه يضيع‬


‫بفعله فرصة حلول المؤمن محله ‪ ،‬كأن يتنازل عن حقه فى الرجوع‬
‫على المسئول قبل الوفاء بمبلغ التأمين ‪ ،‬أو يتصالح مع المسئول دون‬
‫موافقة المؤمن ‪ ،‬أو أن يترك حقه يسقط بالتقادم قبل أن يرجع على‬
‫‪ ،‬ففى مثل هذه الفروض تبرأ ذمة المؤمن تجاه المؤمن له‬ ‫(‪) 0‬‬ ‫المؤمن‬
‫بقدر ما أضاعه عليه من فرص الرجوع على الغير المسئول بدعوى‬
‫الحلول ‪ ،‬وهذا الحكم تفرضه القواعد العامة ‪ ،‬فالقول بغير ذلك من‬
‫شأنه أن يشجع المؤمن له على تحريض الغير على إحداث الخطر‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪394‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪0242‬‬

‫‪181‬‬
‫المؤمن ضده فى مقابل أن يمنع رجوع المؤمن عليه وهذا أمر ال تقره‬
‫العدالة وال يتسق مع القواعد العامة للقانون ‪ ،‬لذلك فإن ذمة المؤمن‬
‫تبرأ تجاه المؤمن له بقدر ما أضاعه المؤمن له عليه من فرص الرجوع‬
‫على الغير المسئول بدعوى الحلول(‪. )1‬‬
‫إذا فيشترط لحلول المؤمن محل المؤمن له قبل الغير أن يكون‬
‫للمؤمن له دعوى يرجع بها على الغير المسئول ‪ ،‬يستوى فى ذلك أن‬
‫تكون هذه الدعوى تقصيرية أو عقدية ‪ ،‬مبنية على خطأ ثابت كما إذا‬
‫أمن صاحب البضاعة على بضاعته من التلف أو الضياع أثناء النقل‬
‫فيحل المؤمن محله فى الرجوع بالمسئولية العقدية على أمين النقل ‪،‬‬
‫أو على خطأ مفترض ‪ ،‬كما إذا أمن المالك على عقاره ضد الحريق‬
‫فيحل المؤمن محله فى دعوى المسئولية العقدية المبنية على خطأ‬
‫المستأجر المفترض عن إحتراق العقار(‪. )0‬‬
‫‪ -3‬أال يكون من أحدث الضرر قريبا أو صهرا للمؤمن له ممن‬
‫يكونون معه فى معيشة واحدة أو شخصا يكون المؤمن له‬
‫مسئوال عن أفعاله ‪:‬‬
‫هذا الشرط نصت عليه العبارة األخيرة من المادة ‪ 111‬بقولها‬
‫" ما لم يكن من أحدث الضرر قريبا ً أو صهرا للمؤمن له ممن يكونون‬
‫معه فى معيشة واحدة ‪ ،‬أو شخصا يكون المؤمن له مسئوال عن أفعاله"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪429‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪399‬‬

‫‪181‬‬
‫وترجع العلة فى هذا المنع إلى إعتبارات أدبية من ناحية‬
‫وإعتبارات قانونية من ناحية أخرى ‪ ،‬فاإلعتبارات األدبية تتمثل فى‬
‫أ نه إذا كانت الكارثة قد وقعت بفعل أقارب المؤمن له أو أصهاره أيا‬
‫كانت درجة قرابتهم ممن يكونون معه فى معيشة واحدة ‪ ،‬فالمفترض‬
‫أن المؤمن له لن يرجع عليهم لعالقته الخاصة بهم ‪ ،‬لذلك فال يجوز‬
‫للمؤمن أن يرجع على من لن يرجع عليهم المؤمن له ‪ ،‬كما أن الهدف‬
‫من إ قرارالحلول وهو حظر الجمع بين مبلغ التأمين والتعويض‬
‫سيتحقق فى هذه الحالة بدون الحلول ‪ ،‬ألن المؤمن له لن يرجع على‬
‫المسئول وبالتالى لن يحصل إال على مبلغ التأمين(‪. )1‬‬
‫وتتمثل اإلعتبارات القانونية فى أنه إذا كان من تسبب فى‬
‫الحادث ممن يسأل المؤمن له عن أفعاله كتابعه مثال ‪ ،‬فمن غير المقبول‬
‫قانونا رجوع المؤمن عليه وإال كان من حق المؤمن أن يرجع على‬
‫المؤمن له أيضا بإعتباره مسئوال عن أعمال تابعه ‪ ،‬وبرجوع المؤمن‬
‫على المؤمن له بإعتباره مسئوال عن أفعاله يكون المؤمن قد أخذ‬
‫باليسار ما أعطاه باليمين فتضيع على المؤمن له منفعة التأمين(‪. )0‬‬
‫ومنع المؤمن من الرجوع على األشخاص المسئولين عن‬
‫الحادث إذا كانت تربطهم بالمؤمن له عالقة خاصة يعتبر من النظام‬
‫العام فال يجوز االتفاق على ما يخالفه(‪. )1‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪399‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪0243‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪429‬‬

‫‪182‬‬
‫ثانيا ‪ :‬آثار الحلول ‪:‬‬
‫متى توافرت الشروط الثالثة السابقة فإن الحلول يقع بقوة‬
‫القانون من وقت الوفاء بمبلغ التأمين ‪ ،‬وال يحل المؤمن محل المؤمن‬
‫له إال بمقدار ما أداه من مبلغ التأمين ‪ ،‬ولو كان أقل من التعويض‬
‫الواجب فى ذمة المسئول ‪ ،‬حيث يرجع المؤمن له بالباقى من التعويض‬
‫على الغير المسئول إلستيفاء ما بقى له من حق التعويض ‪ ،‬وهذه‬
‫القاعدة التى تحمى المؤمن له فى الرجوع على الغير المسئول‬
‫بالتعويض التكميلى تعد من النظام العام فال يجوز االتفاق على‬
‫مخالفتها(‪. )1‬‬
‫ويحرص المؤمن لكى يعود الحلول عليه بالمنفعة أن يقوم‬
‫بإخطار الغير المسئول بالحلول ‪ ،‬حتى ال يدفع الغير التعويض للمؤمن‬
‫له فتبرأ ذمته متى كان حسن النية ‪ ،‬كما يحرص المؤمن على أن‬
‫يحصل على مخالصة ثابتة التاريخ بالوفاء للمؤمن له ‪ ،‬حتى ال يسرى‬
‫فى حقه من هذا التاريخ الحجز الذى يوقعه دائنى المؤمن له على ما‬
‫لمدينهم لدى الغير المسئول ‪ ،‬آلنه من هذا التاريخ يقع الحجز على غير‬
‫محل ‪ ،‬آلن التعويض المستحق فى ذمة المسئول يصبح من حق‬
‫المؤمن(‪. )0‬‬
‫ويحل المؤمن محل المؤمن له بذات حق المؤمن له قبل الغير‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪410‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪399‬‬

‫‪183‬‬
‫المسئول بما لهذا الحق من خصائص وما يلحقه من توابع وبما يكفله‬
‫من تأمينات وما يرد عليه من دفوع وفقا للقواعد العامة ‪ ،‬فتثبت لدعوى‬
‫المؤمن فى رجوعه على الغير المسئول نفس طبيعة دعوى المؤمن له‬
‫فتكون عقدية أو تقصيرية وفق طبيعة حق المؤمن له قبل الغير‬
‫المسئول ‪ ،‬ومن ثم فيستطيع أن يتمسك بالقرائن التى أنشأها القانون‬
‫لمصلحة المؤمن له فى رجوعه على الغير المسئول ‪ ،‬كما يستفيد من‬
‫العمل الذى يصدر من المؤمن له كالمطالبة القضائية التى يترتب عليها‬
‫قطع التقادم ‪.‬‬
‫ويستفيد كذلك المؤمن من ضمانات التعويض المستحقة للمؤمن‬
‫له فى ذمة الغير فإذا تعدد المسئولون عن الضرر كانوا مسئولين‬
‫بالتضامن عن التعويض ويستطيع المؤمن أن يتمسك بهذا التضامن ‪،‬‬
‫فإذا كان الغير المسئول قد أمن ضد مسئوليته فيستطيع المؤمن الرجوع‬
‫على مؤمن الغير بالدعوى المباشرة التى تكون مقررة للمؤمن له‬
‫المضرور(‪. )1‬‬
‫وفى المقابل يستطيع الغير أن يتمسك بالدفوع التى كان له أن‬
‫يحتج بها فى مواجهة المؤمن له فى مواجهة المؤمن متى وجد سببها‬
‫قبل الوفاء بمبلغ التأمين ‪ ،‬فيجوز للغير المسئول أن يحتج على المؤمن‬
‫بإ نقضاء حق المؤمن له بالوفاء أو المقاصة أو اإلبراء ‪ ،‬كما يسرى‬
‫على المؤمن الحجز الذى يوقعه دائنى المؤمن له تحت يد الغير‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪0241‬‬

‫‪184‬‬
‫المسئول إذا تم هذا الحجز قبل الوفاء بمبلغ التأمين ‪ ،‬أما الدفوع التى‬
‫يكون سببها قد تحقق بعد الوفاء بمبلغ التأمين فال يحتج بها على‬
‫المؤمن‪ ،‬ومن ثم فإن الحجز الذى يتم تحت يد المسئول والالحق لتاريخ‬
‫الوفاء والحلول ال يحتج به على المؤمن(‪. )1‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫مدة عقد التأمين وانقضاءه‬
‫نظرا ألن عقد التأمين من عقود المدة لذلك فإن األصل أن يقترن‬
‫العقد بمدة يسرى التأمين خاللها ‪ ،‬فلطرفي العقد حرية اإلتفاق على‬
‫المدة الالزمة لسريانه دون أن يتقيد إتفاقهم بحد أقصى ‪ ،‬كما يجوز لهم‬
‫اإلتفاق على إمتداد العقد بعد إنتهاء مدته األصلية ‪.‬‬
‫وينتهى عقد التأمين بحسب األصل بإنتهاء مدته ‪ ،‬إال أنه قد‬
‫ينتهى قبل أوانه متى توافرت أسباب أخرى كالفسخ ‪ ،‬كما أن الحقوق‬
‫واإللتزامات الناشئة عن هذا العقد تنقضى بالتقادم ‪.‬‬
‫لذلك سوف نتعرض لهذه المسائل من خالل هذا الفصل الذى تم‬
‫تقسيمه إلى ثالثة مباحث على النحو التالى ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مدة عقد التأمين وامتداده‬

‫المبحث الثانى ‪ :‬إنتهاء عقد التأمين‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تقادم الدعاوى الناشئة عن عقد التأمين‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪121‬‬

‫‪185‬‬
‫المبحث األول‬

‫مدة عقد التأمين وامتداده‬

‫* مدة عقد التأمين ‪:‬‬

‫تعد مدة عقد التأمين من البيانات األساسية التى تشتمل عليها‬


‫وثيقة التأمين ‪ ،‬فقد جرى العرف التأمينى على إشتمال وثيقة التأمين‬
‫لمدة العقد ‪ ،‬حيث يتم كتابة هذه المدة بطريقة واضحة فى الوثيقة ‪،‬‬
‫وقد جرى العمل – فى غير التأمين على الحياة – على قيام طرفى العقد‬
‫بتحديد مدة عقد التأمين بسنة واحدة ‪ ،‬ويتم سريان العقد من ظهر اليوم‬
‫التالى لليوم الذى وقع فيه المؤمن له على العقد ودفع القسط األول ‪،‬‬
‫وينتهى فى ظهر اليوم األخير لمدة التأمين ‪.‬‬

‫وقد يتفق الطرفان ضمنا على أن تكون مدة العقد أقل من سنة‬
‫كما فى التأمين من حوادث النقل حيث يستغرق تنفيذ عقد النقل مدة أقل‬
‫من سنة تتحدد بمدة الرحلة ‪.‬‬

‫ولكن إذا لم تحدد مدة العقد صراحة أو ضمنا ‪ -‬وإن كان ذلك‬
‫من النادر حدوثه حيث تحرص شركات التأمين على إبراز مدة التأمين‬
‫فى الوثيقة تفاديا ألى نزاع – فإن العقد ال يبطل ‪ ،‬حيث سار العمل فى‬
‫هذه الحالة على إ عتبار التأمين معقودا لمدة سنة ‪ ،‬فمدة السنة هى الغالبة‬
‫فى التأمين ‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫وحرصا على صالح المؤمن لهم ومنعا من تورطهم فى اإللتزام‬
‫بعقود طويلة ‪ ،‬فقد استقر العرف التأمينى على تحديد أجل يستطيع كل‬
‫من الطرفين قبل حلوله بستة أشهر على األقل إنهاء عقد التأمين ‪ ،‬وذلك‬
‫إذا كانت مدته تزيد عن خمس سنوات ‪ ،‬فيجوز للمؤمن أوالمؤمن له‬
‫طلب إنهاء العقد فى نهاية كل خمس سنوات ‪ ،‬متى أخطر الطرف الذى‬
‫يريد اإلنهاء الطرف اآلخر بذلك عن طريق خطاب موصى عليه بعلم‬
‫الوصول قبل إنقضاء هذه المدة بستة أشهر على األقل ‪ ،‬ويسرى هذا‬
‫الحكم على جميع عقود التأمين فيما عدا عقد التأمين على الحياة حيث‬
‫أخضعه المشرع لحكم خاص فالمادة ‪ 149‬مدنى قد أجازت للمؤمن له‬
‫الذى التزم بدفع أقساط دورية التحلل فى أى وقت من العقد بإخطار‬
‫كتابى يرسله إلى المؤمن فتبرأ ذمته بذلك من األقساط الالحقة ‪ ،‬فال‬
‫يجوز للمؤمن أن يجبر المؤمن له على اإلستمرار فى سريان عقد‬
‫التأمين ‪ ،‬وكما سبق أن ذكرنا أنه ال يترتب على عدم دفع القسط إيقاف‬
‫تعهد المؤمن بدفع مبلغ التأمين ‪ ،‬وانما يجوز له فقط المطالبة بإنهاء‬
‫العقد أو تخفيض مبلغ التأمين المتفق عليه ‪.‬‬

‫وقد تتضمن وثيقة التأمين شرطا واضحا وصريحا يجيز امتداد‬


‫عقد التأمين من تلقاء نفسه سنة فسنة إذا لم يقم المؤمن له قبل إنتهاء‬
‫مدته بثالثين يوما على األقل بإبالغ المؤمن برغبته فى عدم امتداد‬
‫العقد ‪ ،‬غير أن لهذا االمتداد شروط ينبغى توافرها ‪ ،‬فإذا ما توافرت‬
‫ينتج االمتداد آثره ‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫* امتداد عقد التأمين ‪:‬‬

‫" فى التأمين من األضرار يجوز بمقتضى شرط محرر فى‬


‫الوثيقة بشكل ظاهر االتفاق على امتداد العقد من تلقاء ذاته إذا لم يقم‬
‫المؤمن له قبل إنتهاء مدته بثالثين يوما على األقل بإبالغ المؤمن‬
‫بكتاب موصى عليه مصحوب بعلم الوصول برغبته فى عدم امتداد‬
‫العقد ‪ ،‬وال يسرى مفعول هذا االمتداد إال سنة فسنة ‪ ،‬ويقع باطال كل‬
‫إتفاق على أن يكون امتداد التأمين لمدة تزيد على سنة"(‪. )1‬‬

‫فامتداد عقد التأمين اذا هو مجرد إطالة لمدة العقد األصلى‬


‫بمقتضى شرط صريح فى العقد ‪ ،‬فاالمتداد هو إستمرار للعقد وليس‬
‫تجديدا له ‪ ،‬والبد من وجود هذا الشرط الصريح إلمتداد عقد التأمين‬
‫وإال انتهى بإنتهاء مدته ‪ ،‬ولوجب إبرام عقد جديد بإجراءات جديدة اذا‬
‫أريد إستمرار ضمان المؤمن(‪. )0‬‬

‫‪ -1‬شروط امتداد عقد التأمين ‪:‬‬

‫يشترط إلمتداد عقد التأمين توافر أربعة شروط وهى ‪ :‬أن يكون‬
‫العقد من عقود تأمين األضرار ‪ ،‬وأن يوجد شرط صريح وظاهر فى‬
‫وثيقة التأمين ينص على االمتداد ‪ ،‬وأن تنقضى مدة العقد األصلية ‪،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬المادة التاسعة من مشروع الحكومة ‪ ،‬يقابلها نص المادة ‪ 1291‬من المشروع‬


‫التمهيدى ‪ ،‬مجموعة األعمال التحضيرية ‪ ،‬جـ‪ ، 4‬هامش ص‪334 ، 331‬‬
‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪129‬‬

‫‪188‬‬
‫وأال يعارض المؤمن له فى امتداد العقد ‪ ،‬وهناك من الفقه من يضيف‬
‫شرط خامس وهو أن يكون العقد محدد المدة(‪ ، )1‬وهو شرط بديهى ألن‬
‫العقد الغير محدد المدة ال محل للحديث عن امتداده ألن االمتداد يفترض‬
‫معه أن يكون العقد قد انتهت مدته ‪ ،‬أما العقد الغير محدد المدة فإنه‬
‫يمتد بطبيعته إلى أجل غير محدد ‪.‬‬

‫الشرط األول ‪ :‬أن يكون العقد من عقود تأمين األضرار‪:‬‬

‫يجب أن يكون العقد من عقود تأمين األضرار حتى يمكن‬


‫امتداده ‪ ،‬ألن عقود التأمين على الحياة ال تقبل اإلمتداد ألنها إما أن‬
‫تنتهى بالوفاة فال تقبل االمتداد أو تنتهى بإنقضاء مدة محددة ‪ ،‬فإذا ما‬
‫أريد مد هذه المدة فإن ذلك يكون عادة بمقتضى ملحق لوثيقة التأمين‬
‫ال بشرط يدرج فى العقد(‪.)0‬‬

‫الشرط الثانى ‪ :‬وجود شرط صريح وظاهر فى العقد باإلمتداد ‪:‬‬

‫يجب أن يكون هناك شرط صريح وظاهر فى الوثيقة يقضى‬


‫بإمتداد العقد من تلقاء نفسه بعد إنقضاء مدته ‪ ،‬أى أن تكون نية الطرفين‬
‫واضحة فى رغبتهما فى امتداد العقد بعد انتهاء مدته ‪ ،‬فإذا كان هذا‬
‫الشرط مدرجا ضمن الشروط العامة المطبوعة فإن عقد التأمين‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪431‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪929‬‬

‫‪189‬‬
‫ينقضى بإنتهاء مدته وال يمتد إلفتقاره إلى الشرط الصريح الظاهر‪،‬‬
‫وال يكون أمام الطرفين إال إبرام عقد جديد(‪.)1‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬أن تنقضى مدة العقد األصلية بأكملها نهاية طبيعية‪:‬‬

‫يجب أن تنقضى مدة العقد األصلية نهاية طبيعية ‪ ،‬أى أن يكون‬


‫سبب إنقضاء العقد هو إنتهاء مدته ‪ ،‬ومن ثم فإذا إنتهى العقد نهاية‬
‫مبتسرة لسبب آخر غير إنقضاء مدته ‪ ،‬كما لو قام أحد طرفيه بفسخ‬
‫العقد فسخا خماسيا فينتهى العقد على وجه نهائى اليقبل االمتداد ‪،‬‬
‫فاالمتداد ال يرد إال على عقد كان قائما عند إنتهاء أجله بهدف مد مدته‬
‫لمدة جديدة(‪. )0‬‬

‫وتظهر أهمية الشرط الصريح متى إنقضت مدة العقد األصلية‬


‫بنهايتها الطبيعية بأكملها ‪ ،‬فلوال شرط االمتداد إلنقضى العقد متى‬
‫إكتملت مدته ‪ ،‬فإذا ما افترضنا مثال أن مدة العقد ثالثة عشر سنة وقام‬
‫أحد الطرفين بإنهاء العقد بفسخه فسخا خماسيا بإنقضاء الخمس سنوات‬
‫األولى فإن العقد ينتهى وال يمتد ‪ ،‬فإذا لم يفسخ العقد فإن عدم الفسخ‬
‫ليس معناه أن العقد قد امتد ويخضع ألحكام االمتداد بل انه يستمر لمدة‬
‫خمس سنوات آخرى ‪ ،‬فإذا قام أحد الطرفين بفسخ العقد بإنقضاء‬
‫الخمس سنوات الثانية فينتهى العقد دون أن يكون قابال لالمتداد ‪ ،‬فإذا‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1111‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪911 ، 912‬‬

‫‪191‬‬
‫لم يفسخ العقد فى الخمس سنوات األولى أو الثانية فإن العقد يستمر‬
‫للمدة الباقية دون أن يعد امتدادا للمدة األصلية بل استمرارا لها ‪ ،‬ألن‬
‫مدته األصلية لم تنته بكاملها ‪ ،‬فإذا إنتهت هذه المدة بأكملها أى بإنقضاء‬
‫الثالثة عشر سنة فهنا يتصور امتداد العقد بعد ذلك متى توافرت‬
‫شروطه(‪. )1‬‬

‫الشرط الرابع ‪ :‬أال يعارض المؤمن له فى امتداد العقد ‪:‬‬

‫باإلضافة إلى الشروط السابقة ينبغى المتداد العقد أال يعارض‬


‫المؤمن له فى امتداد العقد ‪ ،‬فإذا أبدى المؤمن له رغبته فى عدم امتداد‬
‫العقد فإن العقد ينتهى سواء تم هذا اإلعتراض عند إنتهاء المدة األصلية‬
‫للعقد فيمنع امتداده أصال ‪ ،‬أم تم هذا اإلعتراض بالنسبة للعقد الذى امتد‬
‫من قبل لمنع امتداده مرة أخرى(‪.)0‬‬

‫وتتم المعارضة عن طريق إرسال الطرف المعارض للطرف‬


‫اآلخر خطاب موصى عليه بعلم الوصول قبل إنتهاء المدة األصلية‬
‫للعقد بثالثين يوما على األقل ‪ ،‬أو قبل إنتهاء السنة التى امتد اليها العقد‬
‫بثالثين يوما على األقل إذ العقد يمتد سنة فسنة ‪ ،‬وبالتالى يترتب على‬
‫المعارضة عدم امتداد العقد أصال أو منع امتداده مرة أخرى(‪.)3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪911‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪433‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪111‬‬

‫‪191‬‬
‫والعبرة فى إحتساب مدة اإلعتراض بتاريخ اإلستالم أى أن‬
‫يتصل التعبير المتضمن اإلعتراض على االمتداد بعلم من وجه اليه‬
‫قبل إبتداء الثالثين يوما التى ينتهى بعدها العقد األصلى ‪ ،‬أو مدد‬
‫االمتداد الالحقة بإنتهائها ‪ ،‬وليس بتاريخ التصدير ‪ ،‬ويعتبر الوصول‬
‫قرينة على اإلستالم ما لم يقم الدليل على العكس(م ‪ 91‬مدنى ) ‪ ،‬فإذا‬
‫ما وصل الخطاب أثناء مدة الثالثين يوما فال ينتج أثره(‪ ، )1‬ألنه ينبغى‬
‫أن يصل قبل إبتداء الثالثين يوما ‪.‬‬

‫‪ -2‬آثار امتداد عقد التأمين ‪:‬‬

‫إذا توافرت الشروط السابقة فإن عقد التأمين يمتد بقوة القانون‬
‫دون حاجة إلتفاق جديد ‪ ،‬أو القيام بأى إجراء آخر كتحرير وثيقة تأمين‬
‫جديدة أو ملحق لها(‪. )0‬‬

‫ويتم امتداد العقد لمدة سنة واحدة ‪ ،‬ويؤدى االمتداد إلى استمرار‬
‫العقد األصلى بكل شروطه وخصائصه وتأميناته فيما عدا مدته ‪ ،‬ويقع‬
‫باطال كل اتفاق على مد العقد لمدة تزيد على سنة ‪ ،‬فال يجوز اإلتفاق‬
‫على امتداد العقد ألكثر من سنة ‪ ،‬وإن كان يجوز اإلتفاق على مده لمدة‬
‫أقل من سنة(‪. )3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪919‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1110‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪110‬‬

‫‪192‬‬
‫ونظرا ألن االمتداد ال يعتبر عقد جديد فإنه ال يشترط أن تتوافر‬
‫األهلية لدى المؤمن له وقت االمتداد ‪ ،‬حيث يكفى توافرها عند إبرام‬
‫العقد منذ البداية ‪ ،‬ومن ثم فإذا فقد أحد الطرفين أهليته وقت امتداد العقد‬
‫فإن ذلك ال يمنع االمتداد(‪. )1‬‬

‫ويترتب على كون االمتداد يؤدى إلى إستمرار العقد األصلى‬


‫فى بنوده ودوافعه وتأميناته عدا المدة أن المؤمن له ال يلتزم عند امتداد‬
‫العقد بإعالن البيانات المبدئية للخطر السابق إعالنها عند إبرام العقد‬
‫األصلى ‪ ،‬أما ما يطرأ من تغيير على هذه البيانات أثناء امتداد العقد‬
‫فيلتزم المؤمن له بإعالنها على إعتبار أنها تفاقم للخطر وليس إعالن‬
‫مبدئى للخطر(‪. )0‬‬

‫ويعتبر القسط المستحق بعد االمتداد أحد أقساط العقد ‪ ،‬وليس‬


‫القسط األول لعقد جديد ‪ ،‬ومن ثم فإذا تراخى المؤمن له فى الوفاء به‬
‫فإن ذلك ال يؤثر على سريان العقد ونفاذه ‪ ،‬حيث يظل المؤمن ضامنا‬
‫للخطر لحين إتخاذه إجراءات وقف الضمان فى مواجهة المؤمن له‬
‫متى توافرت شروطه(‪. )3‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1110‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪111‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪114‬‬

‫‪193‬‬
‫المبحث الثانى‬

‫إ نتهاء عقد التأمين‬

‫نظرا لكون عقد التأمين من عقود المدة ‪ ،‬لذلك فإنه ينقضى وفقا‬
‫للمجرى العادى لألمور بإنتهاء مدته المتفق عليها ‪ ،‬إال انه قد ينتهى‬
‫قبل إ نقضاء مدته كما سبق أن ذكرنا إذا كانت مدة العقد أكثر من خمس‬
‫سنوات فمن حق أى من طرفيه إنهاءه عند إنقضاء كل خمس سنوات‪،‬‬
‫وكذلك فى التأمين على الحياة فإن من حق المؤمن له أن يتحلل من‬
‫العقد بعد مضى سنة بإخطار كتابى يرسله المؤمن له للمؤمن قبل إنتهاء‬
‫الفترة الجارية ‪ ،‬ومن ثم فتبرأ ذمته من األقساط الالحقة ‪.‬‬

‫وهناك أسباب أخرى إلنهاء العقد قبل أوانه سبق لنا دراستها‬
‫منها أسباب ترجع للمؤمن ومنها أسباب ترجع للمؤمن له نذكر منها ما‬
‫يلى ‪:‬‬

‫بالنسبة للمؤمن ‪ :‬يجوز له طلب انهاء العقد كما سبق أن ذكرنا‬


‫‪ -1‬فى حالة اهمال المؤمن له حسن النية فى اإلدالء بالبيانات المبدئية‬
‫المتعلقة بالخطر ‪ ،‬أو بإخطار المؤمن بأى زيادة تطرأ على الخطر‬
‫أثناء سريان العقد ‪.‬‬

‫‪ -0‬فى حالة عدم قيام المؤمن له بدفع القسط بعد إعذاره ‪ ،‬فاللمؤمن‬
‫فسخ العقد بإرساله خطاب موصى عليه بعلم الوصول إلى المؤمن له‬
‫بإنقضاء عشرة أيام تبدأ من تاريخ الوقف أى بعد أربعين يوما من‬
‫تاريخ االعذار‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫‪ -3‬فى حالة إفالس المؤمن له ‪ ،‬فاللمؤمن الحق فى إنهاء العقد ‪ ،‬أو‬
‫اإلتفاق مع جماعة الدائنين على إستمرار سريان العقد على أن تصبح‬
‫جماعة الدائنين هى الملتزمة بمجموع األقساط التى تستحق من يوم‬
‫الحكم بشهر اإلفالس ‪.‬‬

‫‪ -1‬فى حالة التأمين على األشياء إذا قام المؤمن له بالتصرف فى الشئ‬
‫المؤمن عليه فمن حق المؤمن إنهاء العقد ‪ ،‬فليس هناك التزام على‬
‫المؤمن باإلبقاء على التأمين لصالح المتصرف إليه ‪ ،‬وله الحق فى‬
‫اإلبقاء على العقد ونقل التأمين إلى المتصرف إليه إذا عبر عن ذلك‬
‫ووافق المؤمن على هذا االنتقال(‪. )1‬‬

‫أما بالنسبة للمؤمن له فله الحق فى إنهاء العقد نتيجة لرفض‬


‫المؤمن تعديل شروط العقد ‪ ،‬وبصفة خاصة سعر القسط ‪ ،‬بأن يرفض‬
‫المؤمن تخفيض سعر القسط بعد حدوث ظروف تقلل من احتمال وقوع‬
‫الخطر أو درجة جسامته(‪. )0‬‬

‫* رخصة الفسخ الخمسى ‪:‬‬

‫ذكرنا أن العرف التأمينى قد جرى على أنه يجوز لطرفى عقد‬


‫التأمين طلب انهاء العقد قبل انتهاء مدته ‪ ،‬إذا زادت مدة العقد على‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪111‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪401‬‬

‫‪195‬‬
‫خمس سنوات ‪ ،‬فهناك رخصة لكل من المؤمن والمؤمن له فى طلب‬
‫فسخ العقد بعد مرور خمس سنوات على إنعقاده إذا كانت مدته تزيد‬
‫عن خمس سنوات ‪ ،‬بشرط إخطار المتعاقد اآلخر قبل انتهاء فترة‬
‫الخمس سنوات بستة أشهر على األقل ‪ ،‬غير أنه يلزم إلعمال رخصة‬
‫الفسخ الخمسى توافر عدة شروط ‪ ،‬بحيث إذا توافرت ينتج الفسخ آثره‬
‫القانونى ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬شروط تقرير الحق فى الفسخ الخمسى ‪:‬‬

‫لتقرير الحق فى الفسخ الخمسى ينبغى توافر الشروط اآلتية ‪:‬‬

‫الشرط األول ‪ :‬أن تكون مدة العقد أكثر من خمس سنوات ‪:‬‬

‫ينبغى إلعمال الحق فى الفسخ أن تكون مدة العقد أكثر من خمس‬


‫سنوات ‪ ،‬فإذا كانت مدة العقد خمس سنوات أو أقل فال يعمل الفسخ‬
‫الخمسى ‪ ،‬ألن هذا الفسخ يقتضى إلعماله أن تكون مدة العقد أكثر من‬
‫خمس سنوات(‪. )1‬‬

‫فقد اعتبر العرف التأمينى أن مرور هذه المدة كافيا فى حد ذاته‬


‫لتبصير المتعاقدان باإلحتماالت المختلفة التى تطرأ خالل مدة العقد ‪،‬‬
‫وليتحقق األطراف وخاصة المؤمن له ما إذا كانت مصلحتهم‬
‫اإلستمرار فى التأمين أو عدم اإلستمرار فيه عن المدة التى تزيد عن‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪999‬‬

‫‪196‬‬
‫خمس سنوات(‪. )1‬‬

‫وهذا الحق فى الفسخ قصد به حماية المؤمن له خاصة عن‬


‫طريق إعطائه الفرصة فى إنهائه متى كانت مصلحته تقتضى ذلك ‪،‬‬
‫لذلك يحق له بعد مرور خمس سنوات على العقد أن يفسخه ‪ ،‬فإذا لم‬
‫يفسخه فى نهاية الخمس سنوات األولى فإن العقد يستمر لمدة خمس‬
‫سنوات ثانية ‪ ،‬وال يجوز للمؤمن له إذا لم يستعمل حقه فى نهاية الخمس‬
‫سنوات األولى أن يفسخ العقد فى السنة السادسة أو السابعة ‪ ،‬ألن هذا‬
‫الحق مقرر له لكل خمس سنوات على حدة ‪ ،‬بإعتبار أن كل خمس‬
‫سنوات تشكل كال ال يتجزأ يجوز الفسخ فى نهايته ولكنه ال يجوز‬
‫خالله(‪. )0‬‬

‫ويعتبر الحق فى اإلنهاء الخمسى من النظام العام ‪ ،‬فال يجوز‬


‫اإلتفاق على ما يخالفه ‪ ،‬فال يجوز النزول عنه أو إطالة مدته ‪ ،‬ولكن‬
‫يجوز تقصير مدته بالنسبة للمؤمن له ‪ ،‬بحيث يحق له أن ينهى العقد‬
‫فى مدة أقل من خمس سنوات كثالث سنوات مثال(‪ ، )3‬وال يجوز اإلتفاق‬
‫على أن يدفع المؤمن له للمؤمن تعويضا اذا استعمل حقه فى الفسخ(‪.)1‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪999‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪119‬‬
‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪1129‬‬

‫‪197‬‬
‫الشرط الثانى ‪ :‬أال يكون العقد تأمينا على الحياة ‪:‬‬

‫وفقا للعرف التأمينى فإن الفسخ الخمسى يعمل به فى كافة أنواع‬


‫التأمين عدا التأمين على الحياة سواء كان ذلك تأمين من األضرار أو‬
‫تأمين من اإلصابات ‪ ،‬وال يعمل بالفسخ الخمسى فى التأمين على الحياة‬
‫ألن هذا النوع من التأمين كما سبق أن ذكرنا يستطيع المؤمن له أن‬
‫يتحلل من العقد بعد انقضاء سنة واحدة ال خمس سنوات(م ‪ 149‬مدنى)‬
‫أيا كانت مدة العقد ‪ ،‬كما أن الطرفان فى عقود التأمين على الحياة‬
‫يتعمدان أن تكون مدة العقد طويلة حتى يتمكن المؤمن له من إدخار‬
‫مبلغ كاف من المال(‪. )1‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يتم اإل خطار بالرغبة فى الفسخ قبل نهاية مدة‬
‫الخمس سنوات بستة أشهر على األقل ‪:‬‬

‫يجب على من يرغب من طرفى العقد فى فسخه متى توافر‬


‫الشرطان السابقان أن يقوم بإخطار الطرف اآلخر برغبته فى اإلنهاء‬
‫قبل نهاية مدة الخمس سنوات بستة أشهر على األقل ‪ ،‬والعبرة فيما إذا‬
‫تم اإلخطار فى موعده أم ال هى بتاريخ وصول اإلخطار وليس بتاريخ‬
‫إرساله ‪ ،‬فيجب أن يصل اإلخطار إلى المرسل إليه قبل بداية فترة‬
‫الستة أشهر ‪ ،‬فإذا وصل بعد ابتدائها أى خاللها فال يحدث أثره‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪999‬‬

‫‪198‬‬
‫ويالحظ أن مدة الستة أشهر مقررة لمصلحة المؤمن له ‪،‬‬
‫وبالتالى يجوز اإلتفاق على تقصير هذه المدة بالنسبة للمؤمن له فقط ‪،‬‬
‫وال يجوز اإلتفاق على تقصيرها بالنسبة للمؤمن ‪ ،‬وهذه المدة ليست‬
‫من مواعيد المرافعات ‪ ،‬ومن ثم فال تمتد هذه المدة إذا صادف اليوم‬
‫األخير فيها عطلة أو أجازة رسمية(‪. )1‬‬

‫ولم يفرض القانون شكال خاصا يتعين أن يتم من خالله‬


‫اإلخطار‪ ،‬لذلك يجوز اإلتفاق على أى شكل له ‪ ،‬ولكن العادة جرت‬
‫العادة أن يتم اإلخطارعن طريق بخطاب موصى عليه بعلم‬
‫الوصول(‪.)0‬‬

‫ثانيا ‪ :‬آثار الفسخ الخمسى ‪:‬‬

‫متى توافرت الشروط السابقة بأن كان اإلخطار بالفسخ صحيحا‬


‫ميعادا وشكال فإن الفسخ ينتج آثره ‪ ،‬فينقضى العقد بإنقضاء فترة‬
‫الخمس سنوات الجارية ‪ ،‬ومن ثم فينقضى إلتزام المؤمن بالضمان من‬
‫هذا الوقت ‪ ،‬وفى المقابل ينقضى كذلك إلتزام المؤمن له بدفع األقساط‪،‬‬
‫ويحق له أن يسترد ما كان قد دفعه من أقساط عن الفترة الالحقة للفسخ‬
‫والتى لم يعد العقد فيها قائما(‪.)3‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪921‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪401‬‬
‫(‪)3‬د‪ .‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪924‬‬

‫‪199‬‬
‫أما إذا وقع االخطار بالفسخ غير صحيح لعدم مراعاة الميعاد أو‬
‫الشكل فإنه ال ينتج أثره ‪ ،‬ومن ثم فيظل العقد مستمرا لمدة خمس‬
‫سنوات أخرى ‪ ،‬فخمسا وهكذا حتى يتم االخطار على الوجه السليم أو‬
‫تنقضى مدته األصلية المحددة بالعقد(‪. )1‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫تقادم الدعاوى الناشئة عن عقد التأمين‬

‫نصت على القواعد الخاصة بتقادم الدعاوى الناشئة عن عقد‬


‫التأمين المادة ‪ 140‬مدنى بقولها " ‪ -1‬تسقط بالتقادم الدعاوى الناشئة‬
‫عن عقد التأمين بإنقضاء ثالث سنوات من وقت حدوث الواقعة التي‬
‫تولدت عنها هذه الدعاوى‪ -0 .‬ومع ذلك ال تسرى هذه المدة أ‪ -‬فى‬
‫حالة إخفاء بيانات متعلقة بالخطر المؤمن منه ‪ ،‬أو تقديم بيانات غير‬
‫صحيحة أو غير دقيقة عن هذا الخطر إال من اليوم الذى علم فيه‬
‫المؤمن بذلك‪ .‬ب‪ -‬فى حالة وقوع الحادث المؤمن منه إال من اليوم‬
‫الذى علم فيه ذوو الشأن بوقوعه" ‪.‬‬

‫من خالل هذا النص السابق يتضح لنا ألن المشرع قد أفرد‬
‫قواعد خاصة لتقادم الدعاوى الناشئة عن عقد التأمين ‪ ،‬حيث خرج من‬
‫خالل هذه القواعد على القواعد العامة رغبة منه فى إحداث نوع من‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1121‬‬

‫‪211‬‬
‫التوازن(‪ )1‬بين مصلحة المؤمن فى عدم التحمل بالكارثة بعد مرور مدة‬
‫طويلة على وقوعها ‪ ،‬وبين مصلحة المؤمن له فى عدم السقوط السريع‬
‫لدعواه ‪ ،‬وهذه اإلعتبارات تتعلق بالسالم االجتماعى والنظام العام(‪. )0‬‬

‫وهذا الت قادم الثالثى ال يسرى إال على الدعاوى الناشئة عن‬
‫الحقوق واإللتزامات التى يرتبها عقد التأمين ‪ ،‬ومن ثم فيخضع لهذا‬
‫التقادم بصفة خاصة دعوى المؤمن للمطالبة باألقساط المتأخرة على‬
‫المؤمن له ‪ ،‬دعوى بطالن أو إبطال عقد التأمين ‪ ،‬دعاوى الفسخ أيا‬
‫‪ ،‬دعوى رجوع المؤمن على المؤمن له‬ ‫(‪) 3‬‬ ‫كان سبب الفسخ أو اإلنهاء‬
‫بما دفعه له زائدا عما هو متفق عليه فى العقد أو بما دفعه له على سبيل‬
‫الخطأ ‪ ،‬دعوى رجوع المؤمن بما ألزم بدفعه للمضرور فى التأمين‬
‫من المسئولية على المؤمن له الذى سقط حقه فى الضمان(‪. )1‬‬

‫كما يسرى هذا التقادم أيضا على دعاوى المؤمن له الناشئة عن‬
‫عقد التأمين كدعوى مطالبة المؤمن بمبلغ التأمين عند وقوع الخطر‬
‫المؤمن منه ‪ ،‬ودعوى المطالبة باألقساط التى تم دفعها دون وجه حق‪،‬‬
‫وكذلك دعوى البطالن أو اإلبطال أو الفسخ ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬أحمد شرف الدين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪431‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪101‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪1119‬‬
‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪930‬‬

‫‪211‬‬
‫أما الدعاوى التى ال تجد مصدرا لها فى عقد التأمين أى ال تجد‬
‫سببها فى الروابط العقدية التى تتم بين المؤمن والمؤمن له ‪ ،‬فهى ال‬
‫تخضع للتقادم الثالثى المنصوص عليه فى المادة ‪ 140‬مدنى ‪ ،‬وانما‬
‫تخضع للقواعد العامة ‪ ،‬وتطبيقا لذلك فال تعتبر دعاوى ناشئة عن عقد‬
‫التأمين ‪:‬‬

‫‪ -‬دعوى المضرور ضد المسئول سواء كان المؤمن أو المؤمن له فى‬


‫التأمين من المسئولية فهى ليس لها صلة بعقد التأمين ‪ ،‬وانما تستند إلى‬
‫نصوص القانون التى تقرر الحق فى تعويض الضرر الذى أصاب‬
‫المضرور بإستثناء الدعاوى المتعلقة بالمسئولية المدنية الناشئة عن‬
‫حوادث السيارات حيث أخضعها المشرع للتقادم الثالثى المنصوص‬
‫عليه فى المادة ‪ 140‬مدنى(‪.)1‬‬

‫‪ -‬دعوى الحلول ‪ ،‬عندما يحل المؤمن محل المؤمن له فى الرجوع‬


‫على المسئول عن الحادث المؤمن منه ‪ ،‬حيث يباشر المؤمن بمقتضاها‬
‫حق المؤمن له فى الرجوع على الغير المسئول ‪ ،‬أما الدعوى التى‬
‫يرفعها أحد المؤمنين على اآلخر بمقدار نصيبه فى مبلغ التأمين الكلى‬
‫فى حالة تعدد عقود التأمين عن نفس الخطر ‪ ،‬فهى تعد من الدعاوى‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪ )1‬تنص الفقرة األخيرة من المادة الخامسة من القانون رقم ‪ 940‬لسنة ‪1944‬‬
‫على أنه " تخضع دعوى المضرور قبل المؤمن للتقادم المنصوص عليه فى‬
‫المادة ‪ 140‬من القانون المدنى"‬

‫‪212‬‬
‫الناشئة عن عقد التأمين وتخضع بالتالى للتقادم الثالثى المنصوص‬
‫عليه فى المادة ‪ 140‬مدنى ‪.‬‬

‫‪ -‬الدعاوى المتبادلة بين شركة التأمين ووكالئها ومندوبيها ‪ ،‬فال تعتبر‬


‫دعاوى ناشئة عن عقد التأمين الدعوى التى يطالب فيها السمسار‬
‫بعمولته ‪ ،‬فهى تتنشأ عن عقد السمسرة ‪ ،‬وال دعوى المؤمن ضد الوكيل‬
‫أو المندوب للحصول على األقساط التى حصلها لحسابه ‪ ،‬وال الدعاوى‬
‫التى يرفعها الوسيط ضد المؤمن له إلسترداد ما سدده عنه من أقساط‪.‬‬

‫‪ -‬دعوى الدائن المرتهن أو صاحب حق اإلمتياز ضد المؤمن بما لهم‬


‫من حق خاص على الشئ المؤمن عليه ‪ ،‬قرر القانون إنتقاله إلى مبلغ‬
‫التأمين المستحق للمدين بمقتضى عقد التأمين ‪ ،‬ألن أساس هذه‬
‫الدعاوى نص القانون(م ‪ 1/112‬مدنى) وليس عقد التأمين(‪. )1‬‬

‫ويبدأ سريان التقادم الثالثى للدعاوى الناشئة عن عقد التأمين من‬


‫اليوم التالى لليوم الذى حدثت فيه الواقعة التى تولدت عنها هذه‬
‫الدعاوى وتنتهى فى اليوم األخير الذى تكتمل فيه مدة التقادم(‪ ، )0‬ومن‬
‫ثم فيسرى التقادم فى دعوى المطالبة بالقسط من تاريخ استحقاقه ‪،‬‬
‫ودعوى المطالبة بمبلغ التأمين من تاريخ وقوع الخطر المؤمن منه ‪،‬‬
‫ومدة الثالث سنوات هذه ليست من مواعيد المرافعات ‪ ،‬ومن ثم فهى‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪ 109‬وما بعدها‬


‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1102‬‬

‫‪213‬‬
‫ال تمتد إذا صادف اليوم األخير منها عطلة رسمية(‪. )1‬‬

‫* استثناءات على مبدأ سريان التقادم ‪:‬‬

‫أوردت الفقرة الثانية من المادة ‪ 140‬مدنى استثناءات على مبدأ‬


‫سريان التقادم من وقت حدوث الواقعة التى تولدت عنها الدعوى ‪،‬‬
‫حيث نصت على حالتين يحتسب فيهما التقادم من يوم علم ذوى الشأن‬
‫بالواقعة التى نشأ عنها الحق فى الدعوى ‪ ،‬وليس من وقت حدوث هذه‬
‫الواقعة ‪.‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬اإلخالل باإللتزام باإلدالء بالبيانات المتعلقة‬


‫بالخطر ‪:‬‬

‫فى حالة إخفاء بيانات أو تقديم بيانات غير صحيحة عن الخطر‬


‫المؤمن منه ‪ ،‬فإن التقادم ال يسرى فى هذه الحالة إال من يوم علم‬
‫المؤمن بحقيقة اإلخفاء أو الكذب ‪ ،‬ويقع على عاتق المؤمن عبء إثبات‬
‫جهله السابق بالحقيقة والوقت الذى علم فيه بهذه الواقعة حتى يبدأ‬
‫سريان التقادم من هذا الوقت ‪ ،‬ويكون للمؤمن له فى المقابل حتى‬
‫يتخلص من الدعوى أن يثبت أن المؤمن قد علم بحقيقة البيانات قبل‬
‫ثالث سنوات من تاريخ رفعها(‪. )0‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪131‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪911‬‬

‫‪214‬‬
‫ويعد هذا الحكم تطبيقا للقواعد العامة فى عدم سريان التقادم فى‬
‫الدعاوى الناشئة عن الغلط والتدليس إال من تاريخ اكتشافه ‪ ،‬ولذلك‬
‫فإن حق المؤمن فى المطالبة بإبطال التعاقد أو بطالنه ال يسقط إال من‬
‫وقت علمه بإخفاء البيانات أو عدم صحتها(‪. )1‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬وقوع الحادث المؤمن منه ‪:‬‬

‫فى حالة جهل المؤمن له أو المستفيد بوقوع الحادث المؤمن منه‬


‫فإن التقادم كما نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 140‬مدنى ال يسرى‬
‫فى هذه الحالة إال من اليوم الذى يعلم فيه ذوو الشأن بوقوع الحادث ‪،‬‬
‫ومن ثم فال تسقط دعوى المطالبة بمبلغ التأمين بمرور ثالث سنوات‬
‫من وقت وقوع الحادث المؤمن منه ‪ ،‬وانما من تاريخ علم ذوو الشأن‬
‫بوقوع هذا الحادث ‪ ،‬فقبل العلم ال يستطيع ذوو الشأن التفكير فى رفع‬
‫الدعوى ‪ ،‬ويقع على عاتق من يطالب بمبلغ التأمين إثبات الجهل بوقوع‬
‫الحادث ‪ ،‬وكذلك إثبات وقت علمه به ‪.‬‬

‫* عدم جواز اإل تفاق على تعديل مدة التقادم إال إذا كان ذلك لصالح‬
‫المؤمن له أو المستفيد ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 143‬مدنى على أنه " يقع باطال كل اتفاق يخالف‬
‫أحكام النصوص الواردة فى هذا الفصل ‪ ،‬إال أن يكون ذلك لمصلحة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1101‬‬

‫‪215‬‬
‫المؤمن له أو لمصلحة المستفيد" ‪.‬‬

‫من خالل نص المادة ‪ 143‬يتضح لنا أن أى إتفاق من شأنه‬


‫تقصير مدة التقادم الثالثى بالنسبة للدعاوى التى تكون للمؤمن له أو‬
‫المستفيد قبل المؤمن يقع باطال ‪ ،‬أما اإلتفاق على إطالة هذه المدة‬
‫لمصلحة المؤمن له أو المستفيد فيقع صحيحا ‪ ،‬فيجوز اإلتفاق على‬
‫جعل مدة تقادم دعوى المؤمن له أو المستفيد للمطالبة بمبلغ التأمين‬
‫سبع سنوات مثال ‪.‬‬

‫ولكن ال يجوز اإلتفاق على إطالة مدة التقادم بالنسبة للدعاوى‬


‫التى تكون للمؤمن قبل المؤمن له ‪ ،‬وإنما يجوز اإلتفاق على تقصيرها‬
‫فيجوز اإلتفاق على تقصير مدة تقادم دعوى المطالبة بدفع األقساط ‪،‬‬
‫أى أنه يجوز اإلتفاق على تعديل مدة التقادم متى كان ذلك فى صالح‬
‫المؤمن له أو المستفيد ‪ ،‬وال يجوز اإلتفاق على تعديل هذه المدة إذا‬
‫كان ذلك فى غير صالح المؤمن له أو المستفيد ‪.‬‬

‫* وقف التقادم ‪:‬‬

‫لم يورد المشرع المصرى نص خاص بوقف التقادم فى دعاوى‬


‫التأمين ‪ ،‬ومن ثم يتم تطبيق القواعد العامة بشأنه ‪.‬‬

‫ويقصد بوقف التقادم طبقا للقواعد العامة وقف سريانه كلما وجد‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪134‬‬

‫‪216‬‬
‫مانع يتعذر أو يستحيل معه على الدائن أن يطالب بحقه ‪ ،‬فيعتبر مانع‬
‫فى مجال التأمين يتعذر معه على الدائن أن يطالب بحقه ويؤدى إلى‬
‫وقف سريان التقادم الحرب والقوة القاهرة ‪ ،‬وكذلك يؤدى رفع المؤمن‬
‫له دعوى منازعة فى صحة عقد التأمين إلى وقف سريان دعوى‬
‫المؤمن للمطالبة باألقساط التالية لتوقف إستحقاق هذه األقساط على‬
‫الفصل فى دعوى المنازعة فى صحة العقد(‪. )1‬‬

‫ويترتب على وقف التقادم أيا كان سببه أن ال تحتسب المدة التى‬
‫ظل موقوفا فيها ‪ ،‬وتحتسب المدة التالية على زوال سبب الوقف ‪،‬‬
‫فتضم المدة السابقة للمدة الالحقة له الالزمة لتمام مدة التقادم ‪.‬‬

‫* انقطاع التقادم ‪:‬‬

‫يخضع ايضا انقطاع التقادم الثالثى للدعاوى الناشئة عن عقد‬


‫التأمين للقواعد العامة ‪ ،‬حيث لم يورد المشرع بشأنها أيضا نصا خاص‬
‫بها ‪.‬‬

‫ويختلف انقطاع التقادم عن وقفه فى أنه يؤدى إلى زوال المدة‬


‫التى انقضت بأثر رجعى ‪ ،‬فتعتبر هذه المدة كأن لم تكن ‪ ،‬ويبدأ احتساب‬
‫مدة جديدة ال تحتسب ضمنها المدة السابقة ‪.‬‬

‫وقد حددت المواد ‪ 393‬و‪ 391‬مدنى أسباب انقطاع التقادم ‪،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪139‬‬

‫‪217‬‬
‫وهذه األسباب قد تكون إجراءات صادرة من الدائن لمطالبة المدين‬
‫قضائيا‪ ،‬وقد تكون صادرة من المدين بإقراره بحق الدائن ‪.‬‬

‫فبالنسبة لإلجراءات الصادرة من الدائن فإن تقادم الدعاوى‬


‫الناشئة عن عقد التأمين ينقطع بالمطالبة القضائية ‪ ،‬حتى ولو تم رفع‬
‫الدعوى إلى محكمة غير مختصة ‪ ،‬فيجب على الدائن أن يقيم دعوى‬
‫للمطالبة بدينه ‪ ،‬فال تكفى المطالبة الودية ‪ ،‬كما يعتبر كافيا لقطع التقادم‬
‫أيضا كل إجراء من اجراءات التنفيذ يتخذه الدائن الذى بيده سندا تنفيذيا‬
‫كالتنبيه أو الحجز ‪ ،‬وكذلك أى عمل يقوم به الدائن للتمسك بحقه أثناء‬
‫السير فى إحدى الدعاوى كطلب قبول حقه فى تفليس أو في توزيع‬
‫وبأى عمل يقوم به الدائن للتمسك بحقه أثناء السير في إحدى‬
‫الدعاوى(‪. )1‬‬

‫أما بالنسبة لإلجراءات الصادرة من المدين فتتمثل فى إقرار‬


‫المدين بحق الدائن إ قرارا صريحا أو ضمنيا ‪ ،‬فهذا اإلقرار يعد بمثابة‬
‫نزول عما إنقضى من مدة أى يؤدى إلى انقطاع مدة التقادم وفقا للقواعد‬
‫العامة ‪ ،‬واإل قرار هو تصرف قانونى من جانب واحد فال يشترط فيه‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬تنص المادة ‪ 393‬على أنه " ينقطع التقادم بالمطالبة القضائية ولو رفعت‬
‫الدعوى إلى محكمة غير مختصة وبالتنبيه ‪ ،‬وبالحجز ‪ ،‬وبالطلب الذي يتقدم به‬
‫الدائن لقبول حقه في تفليس أو في توزيع وبأي عمل يقوم به الدائن للتمسك بحقه‬
‫أثناء السير في إحدى الدعاوى" ‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫قبول الدائن(‪. )1‬‬

‫ويستفاد اإل قرار الضمنى من أعمال المدين ‪ ،‬كما لو قام بالوفاء‬


‫بجزء من الدين ‪ ،‬أو قدم للدائن كفيال ‪ ،‬أو رتب للدائن رهن حيازة ‪،‬‬
‫وتطبيقا للقواعد العامة الخاصة باإلقرار فإنه يعد قاطعا للتقادم فى‬
‫الدعاوى الناشئة عن عقد التأمين ‪ ،‬أن يقر المؤمن بحق المؤمن له فى‬
‫مبلغ التأمين بأن يقدم له دفعة تحت الحساب لحين تقدير وتسوية المبلغ‬
‫بأكمله ‪ ،‬أو أن يتخذ موقفا يفيد معنى اإلقرار الضمنى كأن ينتدب خبيرا‬
‫لتقدير قيمة الخسائر الناجمة عن الحادث المؤمن منه ليعرف قيمة مبلغ‬
‫التأمين الذى يلتزم بدفعه للمؤمن له(‪. )0‬‬

‫أما إذا كان ندب الخبير لمعرفة ما إذا كان الحادث يدخل فى‬
‫نطاق ضمان المؤمن الذى إلتزم به من عدمه فال يعد ذلك إقرارا ضمنيا‬
‫بحق المؤمن له ‪ ،‬فقيام المؤمن بإنتداب طبيب لتوقيع الكشف الطبى‬
‫على المؤمن له فى التأمين من اإلصابات للتحقق مما إذا كانت اإلصابة‬
‫تدخل فى الضمان الذى إلتزم به أم ال ال ينقطع به التقادم الثالثى(‪. )3‬‬

‫ويترتب على انقطاع التقادم بأحد اإلجراءات السابقة زوال المدة‬


‫السابقة على االنقطاع ‪ ،‬ويبدأ سريان تقادم جديد من وقت انتهاء اآلثر‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪110‬‬


‫(‪)0‬د‪.‬عبد الرزاق السنهورى ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪1131‬‬
‫(‪)3‬د‪.‬فتحى عبد الرحيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪111‬‬

‫‪219‬‬
‫المترتب على سبب االنقطاع ‪ ،‬وتكون مدته مماثلة لمدة التقادم األول‬
‫أى ثالث سنوات (م ‪ 394‬مدنى) ‪.‬‬

‫فإذا ما اكتملت مدة التقادم الثالثى للدعاوى الناشئة عن عقد‬


‫التأمين فإن المدين يتحلل من إلتزامه ‪ ،‬حيث ينقضى إلتزامه وفقا‬
‫للقواعد العامة ويتخلف فى ذمته إلتزام طبيعى ال يجبر على تنفيذه(م‬
‫‪ 399‬مدنى) ‪ ،‬فإذا قام بالوفاء به فال يستطيع أن يسترد ما أداه ‪.‬‬

‫وال يجوز للمحكمة أن تقضي بالتقادم من تلقاء نفسها ‪ ،‬بل يجب‬


‫أن يكون ذلك بناء على طلب المدين أو بناء على طلب دائنيه أو أي‬
‫شخص له مصلحة فيه ولو لم يتمسك به المدين ‪ ،‬ويجوز التمسك‬
‫بالتقادم في أية حالة كانت عليها الدعوى ولو أمام المحكمة‬
‫اإلستئنافية(م ‪ 391‬مدنى ) ‪ ،‬ولكن ال يجوز التمسك به ألول مرة أمام‬
‫محكمة النقض(‪. )1‬‬

‫تم بحمد هللا وتوفيقه ‪،،،،،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫(‪)1‬د‪.‬جالل ابراهيم ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪932‬‬

‫‪211‬‬
‫الفهرس‬

‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪3‬‬ ‫المقدمة ‪............................................................‬‬

‫الفصل األول‬

‫األحكام العامة لعقد التأمين‬

‫( مفهومه – خصائصه ‪ -‬تقسيماته – أطرافه )‬

‫‪9‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تعريف عقد التأمين‪...................................‬‬


‫‪1‬‬ ‫المبحث الثانى ‪ :‬خصائص عقد التأمين‪...............................‬‬
‫‪1‬‬ ‫أوال ‪ :‬عقد التأمين عقد رضائى ‪...................................‬‬
‫‪8‬‬ ‫ثانيا عقد التأمين عقد إذعان‪.........................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬عقد التأمين عقد تبادلى ملزم للجانبين‪......................‬‬
‫‪11‬‬ ‫رابعا ‪ :‬عقد التأمين عقد معاوضة‪...................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫خامسا ‪ :‬عقد التأمين عقد احتمالى‪...................................‬‬
‫‪15‬‬ ‫سادسا ‪ :‬عقد التأمين من عقود المدة (عقد زمنى) ‪................‬‬
‫‪11‬‬ ‫سابعا ‪ :‬عقد التأمين من عقود حسن النية ‪..........................‬‬
‫‪19‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬التقسيم القانونى للتأمين ‪...............................‬‬
‫التأمين من األضرار والتأمين على األشخاص ‪18 ...............................‬‬
‫أوال ‪ :‬التأمين من األضرار ‪18 .......................................................‬‬
‫التأمين على األشياء‪19 ...............................................................‬‬

‫‪211‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪19‬‬ ‫التأمين من المسئولية ‪..................................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬التأمين على األشخاص ‪.........................................‬‬
‫‪21‬‬ ‫أ‪ -‬التأمين على الحياة ‪.....................................................‬‬
‫ب ‪ -‬التأمين ضد اإلصابة أو المرض ‪22 ....................................‬‬
‫جـ ‪ -‬تأمين الزواج وتأمين األوالد ‪23 .......................................‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬أطراف عقد التأمين ‪01 ..................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طرفى عقد التأمين‪01 .......................................‬‬
‫‪01‬‬ ‫أوال ‪ :‬المؤمن ‪...............................................................‬‬
‫وسطاء التأمين‪09 ...............................................................‬‬
‫الوكيل المفوض‪28 ............................................................‬‬
‫المندوب ذو التوكيل العام‪29 .................................................‬‬
‫السمسار ‪29 ....................................................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬المؤمن له ‪..........................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫طالب التأمين ‪.............................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫المؤمن له ‪..................................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫المستفيد ‪....................................................................‬‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب الثانى‪ :‬التعبير عن إرادة التعاقد ‪.............................‬‬
‫‪33‬‬ ‫أوال ‪ :‬األهلية ‪......................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬خلو اإلرادة من العيوب ‪........................................‬‬
‫الفصل الثانى‬
‫أركان عقد التأمين‬

‫‪212‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪39‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬الخطر ‪...............................................‬‬
‫‪36‬‬ ‫تعريف الخطر ‪..........................................................‬‬
‫‪37‬‬ ‫شروط الخطر ‪..........................................................‬‬
‫‪31‬‬ ‫الشرط األول ‪ :‬أن يكون الخطر حدثاً احتمالياً (غير محقق الوقوع)‪....‬‬
‫الشرط الثانى ‪ :‬أال يتوقف تحقق الخطرعلى محض إرادة أحد المتعاقدين ‪39‬‬
‫‪10‬‬ ‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يكون الخطر قابال للتأمين‪..............................‬‬
‫اإلستبعاد اإلتفاقى لبعض األخطار ‪44 ...........................................‬‬
‫الشرط األول ‪ :‬عدم مخالفة اإلتفاق على اإلستبعاد لنصوص القانون‪45 ....‬‬
‫الشرط الثانى ‪ :‬يجب أن يكون اإلتفاق على إستبعاد خطر من نطاق الضمان‬
‫‪11‬‬ ‫محددا فى العقد بصورة واضحة محددة ‪..................................‬‬
‫‪19‬‬ ‫المبحث الثانى‪ :‬القسط ‪...............................................‬‬
‫‪51‬‬ ‫العناصر التى يتكون منها القسط ‪..........................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -1‬القسط الصافى ‪............................................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫أ‪ -‬الخطر ‪....................................................................‬‬
‫‪40‬‬ ‫ب ‪ -‬الوحدة النقدية ‪............................................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫جـ ‪ -‬الوحدة الزمنية ‪.........................................................‬‬
‫‪53‬‬ ‫د ‪ -‬سعر الفائدة ‪.............................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪ - 0‬القسط التجارى ‪............................ ............................‬‬
‫‪41‬‬ ‫أ ‪ -‬مصروفات جلب العقود ‪...............................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫ب ‪ -‬نفقات تحصيل األقساط‪..........................................‬‬
‫‪55‬‬ ‫جـ ‪ -‬مصروفات جهاز اإلدارة‪........................................‬‬

‫‪213‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪49‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬مبلغ التأمين ( أداء المؤمن) ‪....................‬‬
‫‪49‬‬ ‫شكل أداء المؤمن ‪.........................................................‬‬
‫‪49‬‬ ‫تحديد أداء المؤمن ‪.......................................................‬‬
‫أوالً ‪ :‬تحديد األداء المالى للمؤمن فى التأمين على األشخاص‪49 ........‬‬
‫‪91‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬تحديد األداء المالى للمؤمن فى التأمين من األضرار‪..........‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪ - 1‬الضرر‪...........................................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫‪ - 0‬المبلغ المؤمن به ‪.....................................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫‪ - 3‬قيمة الشئ المؤمن عليه ‪.............................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫المبحث الرابع ‪ :‬المصلحة ‪...........................................‬‬
‫أوالً ‪ :‬المصلحة فى التأمين من األضرار ‪66 ................................‬‬
‫تحديد األشخاص الذين يجوز لهم التأمين من األضرار‪91 ...............‬‬
‫‪ - 1‬أصحاب الحقوق العينية األصلية والتبعية ‪68 ..........................‬‬
‫‪68‬‬ ‫أ ‪ -‬المالك‪............................................................‬‬
‫‪68‬‬ ‫ب ‪ -‬صاحب حق اإلنتفاع ‪..............................................‬‬
‫‪69‬‬ ‫جـ ‪ -‬مالك الرقبة ‪..................................................‬‬
‫‪69‬‬ ‫د ‪ -‬أصحاب الحقوق العينية التبعية ‪...................................‬‬
‫‪71‬‬ ‫‪ - 0‬أصحاب الحقوق الشخصية(الدائنون العاديون) ‪..............‬‬
‫‪13‬‬ ‫ثانياً ‪ :‬المصلحة فى التأمين على األشخاص ‪.......................‬‬
‫‪73‬‬ ‫شروط المصلحة فى التأمين على األشخاص ‪.....................‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪ - 1‬أن تكون المصلحة جدية ‪.......................................‬‬
‫‪74‬‬ ‫‪ - 0‬أن تتوافر المصلحة لدى طالب التأمين نفسه ‪..............‬‬

‫‪214‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪14‬‬ ‫المصلحة األدبية ‪.................................................‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫انعقاد عقد التأمين وإثباته‬
‫‪19‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مراحل اتمام التعاقد فى التأمين ‪................‬‬
‫‪92‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬طلب التأمين ‪......................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫القيمة القانونية لطلب التأمين ‪......................................‬‬
‫‪91‬‬ ‫المطلب الثانى ‪ :‬مذكرة التغطية المؤقتة ‪..........................‬‬
‫‪99‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬وثيقة التأمين ‪.....................................‬‬
‫‪92‬‬ ‫بيانات الوثيقة ‪........................................................‬‬
‫‪90‬‬ ‫ملحق الوثيقة ‪.........................................................‬‬
‫‪93‬‬ ‫المبحث الثانى ‪ :‬نفاذ عقد التأمين وسريانه ‪......................‬‬
‫‪99‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬إثبات عقد التأمين ‪..............................‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫آثار عقد التأمين‬
‫‪99‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬التزامات المؤمن له فى عقد التأمين‪...........‬‬
‫‪99‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬التزام المؤمن له بدفع القسط ‪.....................‬‬
‫‪99‬‬ ‫أوالً ‪ :‬أحكام اإللتزام بدفع القسط‪...................................‬‬
‫‪99‬‬ ‫‪ -1‬الصفة اإللزامية لدفع القسط‪.....................................‬‬
‫‪ -0‬المدين فى اإللتزام بدفع القسط ‪111 ..................................‬‬
‫‪120‬‬ ‫‪ -3‬محل اإللتزام بدفع القسط ‪.......................................‬‬
‫‪123‬‬ ‫‪ -1‬قابلية القسط للتجزئة ‪............................................‬‬

‫‪215‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪117‬‬ ‫‪ -4‬ميعاد الوفاء بالقسط ‪.........................................‬‬
‫‪129‬‬ ‫‪ -9‬مكان الوفاء بالقسط‪...........................................‬‬
‫‪129‬‬ ‫‪ -1‬طرق الوفاء بالقسط وإثباته ‪.................................‬‬
‫‪112‬‬ ‫ثانيا ُ ‪ :‬جزاء اإلخالل بااللتزام بدفع القسط ‪....................‬‬
‫‪110‬‬ ‫(‪ -)1‬اإلعذار ‪......................................................‬‬
‫‪114‬‬ ‫(‪ -)0‬وقف الضمان‪...........................................‬‬
‫‪116‬‬ ‫(‪ -)3‬فسخ العقد أو التنفيذ العينى‪.............................‬‬
‫‪118‬‬ ‫أحكام خاصة بالتأمين على الحياة ‪............................... ..‬‬
‫المطلب الثانى ‪ :‬التزام المؤمن له باإلدالء بالبيانات المتعلقة بالخطر ‪102‬‬
‫‪101‬‬ ‫أوال ‪ :‬اإللتزام باإلدالء ببيانات الخطر(اإلعالن المبدئى للخطر)‬
‫‪122‬‬ ‫مضمون البيانات التى يلتزم المؤمن له باإلدالء بها ‪.............‬‬
‫‪ -1‬يجب أن تكون البيانات ذات أهمية بالنسبة للمؤمن ومؤثرة فى الخطر‪100‬‬
‫‪103‬‬ ‫‪ - 0‬يجب أن تكون البيانات معلومة للمؤمن له ‪...................‬‬
‫‪104‬‬ ‫‪ -3‬يجب أن تكون البيانات مجهولة من المؤمن ‪..................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإللتزام باإلخطار عما يطرأ على الخطر من تعديالت أثناء سريان العقد‬
‫‪126‬‬ ‫(اإللتزام بإعالن تفاقم الخطر) ‪.................................‬‬
‫‪101‬‬ ‫شروط قيام اإللتزام باإلعالن عن تفاقم الخطر ‪.................‬‬
‫‪128‬‬ ‫‪ -1‬أن تطرأ الظروف التى أدت إلى تفاقم الخطر بعد إبرام العقد‬
‫‪ - 0‬يجب أن تكون تلك الظروف التى أدت إلى تزايد الخطر معلومة للمؤمن‬
‫‪132‬‬ ‫له ‪.........................................................................‬‬
‫‪ -3‬يجب أن نكون بصدد تأمين من األضرار حتى يتحقق التزام المؤمن له‬
‫‪132‬‬ ‫باإلخطار عن الظروف التى تزيد فى الخطر ‪...................‬‬

‫‪216‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪130‬‬ ‫تنفيذ اإللتزام باإلخطار ‪.............................................‬‬
‫‪130‬‬ ‫أ ‪ -‬وقت اإلخطار ‪....................................................‬‬
‫‪131‬‬ ‫ب ‪ -‬شكل اإلخطار ‪.................................................‬‬
‫‪134‬‬ ‫جـ ‪ -‬آثار اإلخطار ‪................................ ...................‬‬
‫‪134‬‬ ‫‪ - 1‬التغطية المؤقتة للخطر ‪.........................................‬‬
‫‪139‬‬ ‫‪ - 0‬استبقاء العقد مع زيادة قسط التأمين ‪...........................‬‬
‫‪136‬‬ ‫‪ - 3‬استبقاء العقد دون زيادة فى القسط ‪........................‬‬
‫‪139‬‬ ‫‪ - 1‬طلب فسخ العقد ‪.................................................‬‬
‫‪112‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬جزاء اإلخالل باإللتزام بإعالن بيانات الخطر‪..........‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪ - 1‬المؤمن له سئ النية ‪..............................................‬‬
‫‪113‬‬ ‫‪ - 0‬المؤمن له حسن النية ‪............................................‬‬
‫‪145‬‬ ‫حكم خاص بالنسبة للتأمين على الحياة ‪..........................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التزام المؤمن له بإبالغ المؤمن بوقوع الكارثة ‪111‬‬
‫‪119‬‬ ‫أوال ‪ :‬مضمون اإللتزام باإلخطار‪................................‬‬
‫‪ - 1‬الملتزم باإلخطار بوقوع الكارثة ‪119 ................................‬‬
‫‪ - 0‬البيانات التى يجب أن يشتمل عليها اإلخطار ‪142 ..................‬‬
‫‪ - 3‬شكل اإلخطار وميعاده ‪141 ...........................................‬‬
‫‪143‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬جزاء اإلخالل باإللتزام باإلخطار‪......................‬‬
‫‪141‬‬ ‫شروط صحة اإلتفاق على سقوط الحق فى الضمان‪.........‬‬
‫‪157‬‬ ‫‪ - 1‬يجب أن ينص فى الوثيقة على السقوط ‪....................‬‬
‫‪158‬‬ ‫‪ - 0‬يجب أن يكتب شرط السقوط بشكل بارز وظاهر‪.........‬‬

‫‪217‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪159‬‬ ‫آثار السقوط ‪..................................................‬‬
‫‪161‬‬ ‫وسائل توقى المؤمن له سقوط حقه فى التأمين ‪...............‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬إذا كان إخالل المؤمن له بإلتزامه يرجع إلى قوة قاهرة ‪192‬‬
‫‪190‬‬ ‫الحالة الثانية ‪ :‬تدارك المؤمن له لخطئه قبل أن يتمسك به المؤمن‬
‫الحالة الثالثة ‪ :‬تنازل المؤمن عن التمسك بحقه فى سقوط مبلغ التأمين ‪193‬‬
‫‪164‬‬ ‫المبحث الثانى ‪ :‬التزامات المؤمن فى عقد التأمين‪.................‬‬
‫‪165‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬التزام المؤمن بدفع مبلغ التأمين ‪.....................‬‬
‫‪194‬‬ ‫أوال ‪ :‬الدائن فى اإللتزام ‪..................................................‬‬
‫‪191‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬عبء إثبات وقوع الكارثة ‪..........................................‬‬
‫‪199‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬مقدار التزام المؤمن (محل التزام المؤمن ) ‪.....................‬‬
‫‪112‬‬ ‫المطلب الثانى ‪ :‬رجوع المؤمن على الغير المسئول‪..................‬‬
‫‪111‬‬ ‫مدى جواز رجوع المؤمن على الغير فى التأمين على األشخاص‪...‬‬
‫‪111‬‬ ‫مدى جواز رجوع المؤمن على الغير فى التأمين من األضرار‪.....‬‬
‫‪119‬‬ ‫أوال ‪ :‬شروط حلول المؤمن محل المؤمن له ‪..........................‬‬
‫‪ - 1‬أن يكون المؤمن قد دفع مبلغ التأمين فعال للمؤمن له ‪179 .............‬‬
‫‪ - 0‬أن يكون للمؤمن له دعوى مسئولية يرجع بها على الغير المسئول ‪192‬‬
‫‪ - 3‬أال يكون من أحدث الضرر قريبا أو صهرا للمؤمن له ممن يكونون معه‬
‫فى معيشة واحدة أو شخصا يكون المؤمن له مسئوال عن أفعاله ‪181 .......‬‬
‫‪193‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬آثار الحلول ‪..................... ....................................‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫مدة عقد التأمين وانقضاءه‬

‫‪218‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪199‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬مدة عقد التأمين وامتداده‪....................‬‬


‫‪186‬‬ ‫مدة عقد التأمين ‪.....................................................‬‬
‫‪199‬‬ ‫امتداد عقد التأمين ‪..................................................‬‬
‫‪188‬‬ ‫شروط امتداد عقد التأمين ‪.......................................‬‬
‫‪189‬‬ ‫الشرط األول ‪ :‬أن يكون العقد من عقود تأمين األضرار‪.......‬‬
‫‪199‬‬ ‫الشرط الثانى ‪ :‬وجود شرط صريح وظاهر فى العقد باإلمتداد‪....‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬أن تنقضى مدة العقد األصلية بأكملها نهاية طبيعية‪192 ..‬‬
‫الشرط الرابع ‪ :‬أال يعارض المؤمن له فى امتداد العقد ‪191 ..............‬‬
‫آثار امتداد عقد التأمين ‪190 ...................................................‬‬
‫المبحث الثانى ‪ :‬انتهاء عقد التأمين ‪191 ....................................‬‬
‫رخصة الفسخ الخمسى ‪194 ...................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬شروط تقرير الحق فى الفسخ الخمسى ‪199 .........................‬‬
‫الشرط األول ‪ :‬أن تكون مدة العقد أكثر من خمس سنوات‪199 ..........‬‬
‫‪199‬‬ ‫الشرط الثانى ‪ :‬أال يكون العقد تأمينا على الحياة ‪..................‬‬
‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يتم االخطار بالرغبة فى الفسخ قبل نهاية مدة الخمس‬
‫سنوات بستة أشهر على األقل ‪199 .........................................‬‬
‫‪199‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬آثار الفسخ الخمسى ‪.............................................‬‬
‫‪022‬‬ ‫المبحث الثالث ‪ :‬تقادم الدعاوى الناشئة عن عقد التأمين‪.......‬‬
‫‪021‬‬ ‫استثناءات على مبدأ سريان التقادم ‪................................‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬اإلخالل باإللتزام باإلدالء بالبيانات المتعلقة بالخطر ‪021‬‬
‫‪024‬‬ ‫الحالة الثانية ‪ :‬وقوع الحادث المؤمن منه ‪............................‬‬

‫‪219‬‬
‫رقم الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫عدم جواز االتفاق على تعديل مدة التقادم إال إذا كان ذلك لصالح المؤمن له أو‬
‫‪215‬‬ ‫المستفيد ‪...........................................................‬‬
‫‪216‬‬ ‫وقف التقادم ‪.......................................................‬‬
‫‪217‬‬ ‫انقطاع التقادم ‪...................................................‬‬
‫‪211‬‬ ‫الفهرس ‪..........................................................‬‬

‫‪221‬‬

You might also like