Professional Documents
Culture Documents
عقد التأمين-1
عقد التأمين-1
دكتورة
أسماء حسن عامر
مدرس القانون المدنى
كلية الحقوق – جامعة الزقازيق
1
اونُوا َعلَى اإلثْ ِم
اونُوا َعلَى الْبِر َوالتَّقْ َوى َوال تَ َع َ
َوتَ َع َ
َوالْعُد َْو ِ
ان
2
المقدمة
مما ال شك فيه أن الحياة التى نعيشها بتطوراتها المذهلة وتعقدها
وتشابكها مليئة باألخطار التى يتعرض لها اإلنسان ،فالخطر فى حقيقة
األمر قد أصبح رفيقا ً لنا فى جميع أنشطتنا ،فما من فعل يأتيه االنسان
إال ويحمل فى طياته قدرا كبر أو صغر من الخطر ،فطبيعة الحياة
الحركة وطبيعة الحركة الخطر(. )1
فدراسة التأمين تمثل أهمي ة كبيرة بالنسبة للدور الذى يقوم به فى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.جالل محمد ابراهيم ،التأمين " دراسة مقارنة " ،دار النهضة العربية ،
، 1991ص 9
3
الحياة المعاصرة ،لذلك نجد أن المشرع يتدخل من أجل تنظيمه نظرا
لما يحققه من أهمية اجتماعية واقتصادية ،فكل فرد فى المجتمع له
مصلحة من قريب أو بعيد فى التأمين ،فقد يلجأ الفرد للتأمين على
أمواله ضد الحريق أو السرقة ،أو يؤمن على حياته لمصلحة أقاربه ،
أو يؤمن ضد مسئوليته ......الخ (. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،أحكام التأمين فى القانون والقضاء ،مطبعة حسان ،
، 1991ص9
4
نبرز من خاللها جميع الجوانب السابقة ،ولذلك فسوف نقسم خطة
الدراسة على النحو التالى :
الفصل األول
من خالل هذا الفصل سوف نتعرف على المقصود بعقد التأمين،
ثم نوضح خصائصه ،ثم نتعرض لتقسيماته ،ثم ألطرافه وذلك من
خالل أربعة مباحث تم تقسيمها على النحو اآلتى :
5
المبحث األول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6
المبحث الثانى
ــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1د.عابد فايد عبد الفتاح ،أحكام عقد التأمين ،دار الكتب القانونية ، 0212 ،
ص14
7
وصريحة (. )1
يعد عقد التأمين من عقود اإلذعان حيث يقتصر القبول فيه على
مجرد التسليم بالشروط التى تضعها شركات التأمين وال تقبل مناقشة
فيها ،فالمؤمن هو الطرف القوى ويقتصر دور المؤمن له على التسليم
بشروط العقد وهى شروط أكثرها مطبوعة فى وثيقة يضعها الطرف
القوى أى المؤمن ويعرضها على الناس كافة ( ، )0فإذا عرفنا أن رضاء
المؤمن له فى عقد التأمين يقتصر على قبول الشروط التى تضعها
شركات التأمين فى وثائق مطبوعة وال تقبل المساومة فيها أمكن لنا
أن نستنتج أن عقد التأمين من عقود اإلذعان(.)3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
8
و 141مدنى ،فالمادة 119تنص على أنه " إذا تم التعاقد بطريق
اإلذعان ،وكان قد تضمن شروطا تعسفية جاز للقاضي أن يعدل هذه
الشروط أو أن يعفي الطرف المذعن منها ،وذلك وفقا لما تقضي به
العدالة .ويقع باطال كل اتفاق على خالف ذلك" .وكذلك نجد أن المادة
0/141تنص على أنه " ال يجوز أن يكون تفسير العبارات الغامضة
في عقود اإلذعان ضارا بمصلحة الطرف المذعن" .وذلك على خالف
ما تقضى به القاعدة العامة الواردة فى الفقرة األولى منها والتى تنص
على أن تفسير الشك يكون فى مصلحة المدين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
9
ما لم يكن هذا االتفاق فى مصلحة المؤمن له أو المستفيد ،فالمادة 143
مدنى تنص على أنه " يقع باطال كل اتفاق يخالف أحكام النصوص
الواردة فى هذه الفصل ،إال أن يكون ذلك لمصلحة المؤمن له أو
لمصلحة المستفيد" .
كما نصت المادة 142مدنى على أنه " يقع باطال ما يرد فى
وثيقة التأمين من الشروط اآلتية )1( :الشرط الذى يقضى بسقوط
الحق فى التأمين بسبب مخالفة القوانين واللوائح ،إال إذا انطوت هذه
المخالفة على جناية أو جنحة عمدية.
( )3كل شرط مطبوع لم يبرز بشكل ظاهر وكان متعلقا ً بحالة من
األحوال التى تؤدى إلى البطالن أو السقوط.
( )1شرط التحكيم إذا ورد فى الوثيقة بين شروطها العامة المطبوعة
ال فى صورة اتفاق خاص منفصل عن الشروط العامة.
( )4كل شرط تعسفي أخر يتبين أنه لم يكن لمخالفته أثر فى وقوع
الحادث المؤمن منه" .
11
ثالثا :عقد التأمين عقد تبادلى ملزم للجانبين :
نظرا ألن عقد التأمين من العقود التى يأخذ فيه كل متعاقد مقابال
لما يعطى فلذلك فإنه يعد من عقود المعاوضة ،فما يقدمه المؤمن له
هو ما يحصل عليه المؤمن ،وما يحصل عليه المؤمن له هو فى ذات
الوقت ما يقدمه المؤمن ،فالمؤمن له يدفع األقساط ويأخذ من المؤمن
فى مقابل ذلك مبلغ التأمين فى حالة وقوع الكارثة أو الخطر ،أو
بعبارة أدق المؤمن له يحصل على األمان بتعهد المؤمن بتحمل تبعة
الخطر عند تحققه ،أى أن مقابل األقساط ليس مبلغ التأمين بل األمان
الذى يحصل عليه دائما بتعهد المؤمن سواء تحقق الخطر أم لم
يتحقق(.)1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11
وال يغير من طبيعة عقد التأمين بكونه عقد معاوضة عدم حصول
المؤمن له على مبلغ التأمين فى حالة انقضاء التأمين دون وقوع
الخطر ،حيث تعتبر األقساط المدفوعة فى هذه الحالة كما ذكرنا مقابال
لألمان الذى يوفره المؤمن بتعهده تحمل تبعة الخطر الذى يخشى
المؤمن له وقوعه خالل فترة معينة(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12
فاحتمال الكسب والخسارة قائم عند ابرام عقد التأمين فى جانب
كال طرفيه ،حيث يتوقف تحديد الجانب الذى سيكسب أو سيخسر على
،فاألمر متوقف على وقوع الكارثة أو عدم وقوعها ،فقد () 1 الصدفة
يقوم المؤمن له بدفع األقساط دون أن يحصل على أداء مالى من
المؤمن إذا لم يتحقق الخطر فيخسر بذلك األقساط التى دفعها ليربحها
المؤمن ،ومن ناحية أخرى فقد يقع الخطر المؤمن منه فى تاريخ قريب
من ابرام الوثيقة فيقبض المؤمن له مبلغ تأمين يفوق كثيرا ً ما تلقاه
المؤمن من أقساط فيربح بذلك الفارق بينهما وهو الفارق الذى يخسره
المؤمن(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
13
يبرمها ،كما أن غاية المؤمن له من التأمين تتنافى بطبيعتها مع طابع
االحتمال ،فهو يجرى عملية التأمين من أجل تفادى الصدفة السيئة أو
الحظ السئ ،فهو حين يبرم عقد التأمين إنما يكون مدفوعا إلى ذلك
ليس بعامل تحقيق الربح ولكن بقصد تفادى خسارة محتملة ،وهذا ما
يميز عقد التأمين عن غيره من عقود الغرر كالمقامرة والرهان(. )1
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
14
سادسا :عقد التأمين من عقود المدة (عقد زمنى ) :
يعد عقد التأمين من العقود الزمنية أى العقود التى يكون الزمن
فيها عنصرا جوهريا فى تنفيذها حيث يكون التزام طرفيه أو أحدهما
،أى أن الزمن هو () 1 عبارة عن أداءات تنفذ على فترات زمنية معينة
المقياس الذى يقدر به محل العقد(. )0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
15
يعد التزاما مستمرا(. )1
كذلك الحال إذا استحال تنفيذ أحد المتعاقدين اللتزامه بسبب أجنبى
ال يد له فيه ،فإن هذا االلتزام ينقضى الستحالة تنفيذه ،وينقضى تبعا
له االلتزام المقابل أى التزام المتعاقد اآلخر بقوة القانون تطبيقا للقواعد
العامة ،فالمادة 149مدنى تنص على أنه " في العقود الملزمة
للجانبين إذا انقضي التزام بسبب استحالة تنفيذه انقضت معه
االلتزامات المقابلة له وينفسخ العقد من تلقاء نفسه" .وهذا االنفساخ
يكون بالنسبة للمستقبل فقط وليس له أثر رجعى(.)3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
16
سابعا :عقد التأمين من عقود حسن النية :
يعد مبدأ وجوب مراعاة حسن النية من المبادئ العامة التى تسرى
على كافة العقود ،فالمادة 1/119مدنى تنص على أنه " يجب تنفيذ
العقد طبقا لما اشتمل عليه وبطريقه تتفق مع ما يوجبه حسن النية" .
وإذا كان عقد التأمين يخضع كغيره من العقود لمبدأ حسن النية ،
إال أن حسن النية فى عقد التأمين يلعب دورا أكبر سواء فى انعقاده أو
تنفيذه عن الدور الذى يقوم به فى أى عقد آخر(. )1
فالمؤمن يعتمد عند قبوله إلبرام عقد التأمين على صحة البيانات
التى يدلى بها المؤمن له عن ماهية الخطر والظروف المحيطة به ،
لذلك يجب على المؤمن له أن يتحرى حسن النية عند قيامه باإلدالء
بهذه البيانات ،وكذلك يجب عليه أثناء تنفيذ العقد االمتناع عن كل ما
من شأنه زيادة درجة احتمال وقوع الخطر أو زيادة درجة جسامته ،
كما يلتزم بإعالم المؤمن خالل مدة وجيزة بوقوع الكارثة وبالظروف
،ولذلك فإذا أخل المؤمن له () 0 المحيطة بهذا الوقوع وأسبابه ونتائجه
بوجوب مراعاة حسن النية سواء عند انعقاد العقد أو أثناء سريانه فإنه
يتعرض لجزاءات شديدة تتمثل فى البطالن أو سقوط الحق فى الضمان
كما سنرى فيما بعد عند الحديث عن الجزاءات الخاصة بعقد التأمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17
المبحث الثالث
التقسيم القانونى للتأمين
تتعدد تقسيمات التأمين فهناك التقسيم الموضوعى للتأمين الذى
ينقسم إلى التأمين البحرى والتأمين البرى ،والتأمين االجتماعى
والتأمين الخاص والتأمين من األضرار والتأمين على األشخاص ،
وهناك التقسيم الشكلى للتأمين والذى ينقسم إلى التأمين التعاونى
والتأمين التجارى ،وهناك من يقسم التأمين إلى تقسيمات تشريعية
وتقسيمات فقهية ،أيا ما كان األمر فإننا سنقتصر هنا على الحديث عن
تقسيم التأمين إلى تأمين على األشخاص وتأمين من األضرار .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص09
18
هذا النوع من التأمين يهدف إلى تعويض المؤمن له عما يلحق
ذمته المالية من ضرر نتيجة لتحقق خطر معين ،فال يغطى التأمين
هنا إال مقدار الضرر الحادث فعال ،أى أن المؤمن له ال يتلقى تعويضا
أعلى من مقدار الضرر المتحقق فعال ،وإال كان التأمين هنا مصدرا ً
لإلثراء(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
19
،فقيام المؤمن له () 1 الذى أصاب المؤمن له نتيجة النعقاد مسئوليته
بتعويض الغير يعنى أن ذمته المالية قد أصيبت بخسارة لذلك يقوم
المؤمن بتعويضه عن األضرار التى أصابت ذمته المالية نتيجة لدفع
التعويض للمضرور ،ومن أمثلة هذا النوع من التأمين تأمين المسئولية
عن الحريق ،وتأمين المسئولية المهنية ،والتأمين على حوادث
السيارات(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص32
()0د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص30
( )3د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص00
21
هنا ال يحمل الصفة التعويضية فشخص االنسان ليس محال للتقويم
بالمال ،كما أن االنسان قد يؤمن على حدوث بعض الوقائع التى ال
تصلح كمحل للحديث عن حدوث ضرر كما فى حالة الزواج أو
الميالد ،فمبلغ التأمين فى هذا النوع من التأمين يكون محددا ً تحديدا ً
جزافيا ُ فى وثيقة التأمين بحيث ال يحتاج األمر إلى التحقق من وجود
ضرر ومداه(. )1
ومن أهم أنواع هذا التأمين :التأمين على الحياة ،والتأمين ضد
اإلصابة أو المرض ،وتأمين الزواج أو األوالد .
يعد التأمين على الحياة أهم صور التأمين على األشخاص وهو
ينقسم إلى عدة أنواع :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21
معينة ،فإذا انقضت هذه المدة وبقى على قيد الحياة برئت ذمة المؤمن
واستبقى أقساط التأمين التى قبضها(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
22
نتيجة لمرض أصابه أو حادث مفاجئ يؤدى إلى عجزه عن العمل
كليا أو جزئيا بحيث يحصل على مبلغ التأمين إذا حدثت اإلصابة أو
المرض المؤمن منه ،كما يلتزم المؤمن برد نفقات العالج واألدوية(.)1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
23
من وقوع الخطر المؤمن منه بشرط أال يجاوز ذلك قيمة التأمين " ،
أما فى التأمين على األشخاص فال يلزم الستحقاق مبلغ التأمين تحقق
ضرر معين فهو يستحق حتى ولو لم يتحقق ضرر ،حيث ال يتصف
التأمين هنا بالصفة التعويضية ،وفى ذلك تنص المادة 141مدنى على
أنه " المبالغ التى يلتزم المؤمن فى التأمين على الحياة بدفعها إلى
المؤمن له أو إلى المستفيد عند وقوع الحادث المؤمن منه أو حلول
األجل المنصوص عليه فى وثيقة التأمين تصبح مستحقة من وقت
وقوع الحادث أو وقت حلول األجل دون حاجة إلى إثبات ضرر
أصاب المؤمن له أو أصاب المستفيد" .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
24
التعويضات بأن يحصل على مبلغ التأمين ويحصل على تعويض من
الشخص فاعل الضرر( )1إال فى الحدود الالزمة لتعويض الضرر ،أما
فيما يجاوز حدود الضرر فإن فإن الذى يباشر دعوى المسئولية هو
المؤمن بمقتضى حلوله محل المؤمن له ،حيث يحل المؤمن بما دفعه
من تعويض محل المؤمن له فى الدعوى المرفوعة من المؤمن له قبل
،وال يحصل المؤمن له من قيمة () 0 الغير المسئول عن الحادث
التعويض الذى سيدفعه المسئول إال بما يغطى قدر الضرر الذى لم
يكف مبلغ التأمين لتغطيته ،أما باقى مبلغ التعويض فيحصل عليه
المؤمن(. )3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
25
فى الحلول محل المؤمن له أو المستفيد فى حقوقه قبل من تسبب فى
الحادث المؤمن منه أو قبل المسئول عن هذا الحادث " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
26
المبحث الرابع
المطلب األول
غير أن هذا التعاقد ال يتم عادة مباشرة بين شركة التأمين والعمالء ،
إذ الغالب أن يتوسط بينهم وسطاء ،فالمؤمن يكون فى الغالب شركة
مساهمة تتعاقد مع المؤمن لهم عن طريق وسطاء ينوبون عن المؤمن
وتنصرف آثار تصرفاتهم إلى المؤمن مباشرة .
نظرا آلن المؤمن يكون دائما شخصا ً معنويا ،لذلك فإن إبرامه
،والوسيط قد يكون وكيل () 0 لعقود التأمين يكون عن طريق الوسطاء
مفوض أو مندوب ذو توكيل عام ،أو سمسار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
28
يعدله ،وقبض األقساط ،وانهاء العقد ،وتسوية التعويضات فى حالة
وقوع الخطر المؤمن منه(. )1
-3السمسار :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
29
الشركة مسئولة عما وعد به من تعديل فى شروط التأمين أو من إضافة
على هذه الشروط(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المستفيد :هو الذى يقتصر دوره على قبض مبلغ التأمين فى
حالة وقوع الخطر المؤمن منه .
*إذا أمن شخص على نفسه ضد المرض فهو بذلك يجمع بين
الصفات الثالثة طالب التأمين والمؤمن له والمستفيد .
* أما إذا أمن زوج على حياة زوجته لصالح أوالده فهنا يكون
الزوج هو المتعاقد طالب التأمين الذى يلتزم بدفع األقساط ،والزوجة
هى المؤمن عليها واألوالد هم المستفيدون .
31
* إذا أمن الشخص على حياته لمصلحة أوالده فهنا يجتمع فى
هذا الشخص صفتى طالب التأمين والمؤمن له ألنه هو الذى يتعاقد مع
شركة التأمين ويلتزم بدفع األقساط فهو بذلك طالب التأمين ،وهو
المؤمن له ايضا ألنه يؤمن على حياته هو ،أما المستفيد فهم األوالد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1191
()0د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص012
32
المطلب الثانى
أما فيما يتعلق بأهلية المؤمن له فإنه ال يلزم لصحة رضائه أن
يكون كامل األهلية ،فعقد التأمين يعد بالنسبة له من أعمال اإلدارة ،
لذلك فال يشترط أن يكون كامل األهلية فيكفى أن يتوافر لديه أهلية
اإلدارة ،ومن ثم فيحق للبالغ الرشيد أن يبرم عقد التأمين ،ويجوز
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
33
للقاصرالبالغ ثمانية عشر عاما ً المأذون له بإدارة أمواله أن يبرم عقد
التأمين ،كما يجوزأيضا للمحجوز عليه المأذون له بإدارة أمواله أن
يبرم عقد التأمين ،ولما كان عقد التأمين من أعمال اإلدارة فيجوز
للولى والوصى أن يبرما عقد التأمين لحساب القاصر أو المحجور
عليه دون حاجة للحصول على إذن خاص(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ركن الشئ هو كما نعلم ما يتوقف الشئ على وجوده ،بحيث إذا
تخلف ركن الشئ تخلف وجود الشئ ذاته(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
35
المبحث األول
الخطر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
36
ولم يعرف القانون المدنى المقصود بالخطر فى عقد التأمين
وإنما استخدم فقط مصطلح الخطر فى نصوصه ،لذلك نجد أن الفقهاء
قد قدموا العديد من التعريفات المختلفة للخطر فى عقد التأمين ،ونحن
سوف نقتصر على تعريف الخطر بكونه حادث احتمالى يحمل تهديدا ً
للمؤمن له وال يتوقف تحققه على إرادة الطرفين(. )1
الشرط األول :أن يكون الخطر حدثا ً احتماليا ً (غير محقق الوقوع):
يجب أن يكون الخطر المؤمن منه حدثا غير مؤكد ،وأال يكون
مستحيال ففكرة التأمين تقوم على اإلحتمال ،لذلك ينبغى إلعتبار حادثة
ما خطرا أن تكون غير محققة الوقوع ،فإذا كانت مؤكدة الوقوع فإنها
ال تصلح أن تكون محال للتأمين ألن التأكيد يتنافى واإلحتمال(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عابد فايد ،المرجع السابق ،ص131
()0د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص129
37
ويالحظ أن صفة اإلحتمال فى الخطر المؤمن منه قد تنصب
على تحقق الواقعة ذاتها كما هو الحال فى التأمين من األضرار
فالحريق أو السرقة تعتبر أخطار إحتمالية الوقوع قد تقع وقد ال تقع ،
وقد تنصب صفة اإلحتمال على تاريخ وقوع الواقعة فالموت مثال
حادث أكيد الوقوع ألن كل نفس ذائقة الموت ولكن ينصب اإلحتمال
وعدم التأكيد على تاريخ وقوعه وهذا هو وجه اإلحتمال(.)1
فإذا تخلف شرط إحتمالية الوقوع عند انعقاد التأمين سواء فى
تحققه أو تاريخ وقوعه فإن العقد يكون باطال ،فإذا ما زالت اإلحتمالية
أثناء سريان العقد فإن العقد ينفسخ ،فاإلحتمال يقتضى أن يكون الخطر
ممكن الوقوع وليس مستحيال ،إذ ال يتصور التأمين على أخطار
،واإلستحالة قد تكون مطلقة بمعنى أن الخطر ال () 0 مستحيلة الوقوع
يمكن وقوعه على اإلطالق بحكم قوانين الطبيعة كأن يرد التأمين على
ضمان نقل البضائع فى النيل ضد خطر تجمد المياه ،أو التأمين ضد
،وقد تكون اإلستحالة نسبية بمعنى أن () 3 سقوط كوكب من الكواكب
يكون الحادث ممكنا وفقا لقوانين الطبيعة ولكنه يكون مستحيال بالنسبة
لتوافر ظروف خاصة تجعله مستحيل الوقوع كأن يؤمن شخص على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
38
منقوالت من الحريق ثم تسرق ،أو يؤمن على عقار من الحريق ثم
تنزع ملكيته للمنفعة العامة(. )1
يجب أال يتوقف تحقق الخطر على محض إرادة أحد المتعاقدين،
فإذا كان تحقق الخطر يعتمد على محض إرادة أحد المتعاقدين ألدى
ذلك إلى انعدام عنصرا ً من عناصر الخطر وهو االحتمال فيفقد التأمين
بذلك كل معنى لوجوده ،ومن ثم فإن التأمين يقع باطال بطالنا ً مطلقا ً
النعدام المحل ،إذ المعنى ألن يؤمن اإلنسان ضد خطر يتوقف تحققه
على محض إرادته إن شاء حققه وإن شاء منع تحققه(.)0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإذا كان األصل أنه ال يجوز التأمين من الخطأ العمدى إال أن
المشرع قد أورد على ذلك عدة استثناءات تتمثل فى :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
41
المؤمن له المستفيد من مبلغ التأمين ،أما الخطر العمدى الصادر من
أجنبى فيجوز تأمينه ألنه ال يتوقف على إرادة المؤمن له بل على إرادة
الشخص األجنبى ،كأن يعتدى شخص من الغير على حياة المؤمن له
أو جسده أو يقوم بسرقته(. )1
فإذا كان األجنبى الصادر منه الخطأ العمدى تابعا للمؤمن له ،
فيجوز تأمين الخطر الصادر منه أيضا حتى ولو كان خطئه عمديا ً وال
يمنع من ذلك كون المؤمن له مسئوال عن أفعال تابعيه ،ألن الخطر
المؤمن منه هنا ال يتوقف وقوعه على إرادة المؤمن له ،فعالقة التبعية
ال تنفى أن الخطر الذى تعمد التابع تحقيقه قد تحقق بغير إرادة المؤمن
،وقد نصت على ذلك المادة 199مدنى بقولها " يسأل () 0 له نفسه
المؤمن عن األضرار التى تسبب فيها األشخاص الذين يكون المؤمن
له مسئوال عنهم ،مهما يكن نوع خطئهم ومداه" .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
41
على حياة غيره لمصلحته ثم يقتل المؤمن له هذا الغير وهو يستعمل
حقه المشروع فى الدفاع عن نفسه عندما حاول هذا الغير اإلعتداء
على حياته ،أو أن يبتر المؤمن له أحد أعضاء جسده لوقف سريان
مرض هذا العضو إلى باقى األعضاء(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
43
الباعث لدى المؤمن له بأن كان قد أقدم للتأمين على حياته ضد خطر
الوفاة لمصلحة ورثته مثال ،فإن الحكم عليه بعد ذلك باإلعدام ال يمنع
من إستفادة ورثته من هذا التأمين(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
44
حمولتها(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
45
الجسيم أو العمدى ،وكذلك ما تنص عليه المادة 199مدنى والتى
تحدد نطاق مسئولية المؤمن ليس فقط من ضمان األضرار الناشئة
مباشرة عن الحريق ،ولكن أيضا تلك التى تكون نتيجة حتمية له ،
وكذلك عن ضمان األشياء المؤمن عليها أو إختفائها أثناء الحريق ،
ومن ثم فيكون اإلتفاق على إستبعاد أى من هذه األخطار باطال(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1تنص المادة 199مدنى على أنه " -1فى التأمين من الحريق يكون المؤمن
مسئوال عن كافة األضرار الناشئة عن حريق ،أو عن بداية حريق يمكن أن
تصبح حريقا كامال ،أو عن خطر حريق يمكن أن يتحقق -0 .وال يقتصر التزامه
على األضرار الناشئة مباشرة من الحريق ،بل يتناول أيضا األضرار التى تكون
نتيجة حتمية لذلك ،وباألخص ما يلحق األشياء المؤمن عليها من ضرر بسبب
اتخاذ وسائل اإلنقاذ أو لمنع امتداد الحريق -3 .ويكون مسئوال عن ضياع
األشياء المؤمن عليها أو اختفائها أثناء الحريق ما لم يثبت أن ذلك كان نتيجة
سرقة ،كل هذا ولو اتفق على غيره".
46
-3كل شرط مطبوع لم يبرز بشكل ظاهر وكان متعلقا ً بحالة من
األحوال التى تؤدى إلى البطالن أو السقوط.
-4كل شرط تعسفي أخر يتبين أنه لم يكن لمخالفته أثر فى وقوع
الحادث المؤمن منه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
47
شرط اإلستبعاد العام غير المحدد الذى يقضى بإستبعاد ضمان خطر
كل حريق يكون سببه غير طبيعى( ، )1والعلة فى ضرورة كون شرط
اإلستبعاد محددا ً وواضحا ً هو حماية المؤمن له بتمكينه من معرفة
الحاالت التى تدخل فى ضمان المؤمن ،حتى ال يتعسف المؤمن فى
فى اإلستبعاد حين يضع شروطا معينة للخطر ،لذلك يجب أن يكون
شرط اإلستبعاد موضوعا فى عبارات واضحة محددة خالية من كل
لبس أو غموض(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
48
المبحث الثانى
القسط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
49
مقاصة بين األخطار بأن يدفع مبلغ التأمين من الرصيد المشترك الذى
تكون من مجموع األقساط التى يدفعها المؤمن لهم ،ولذلك فيجب أن
يكون مجموع األقساط كافيا ً لتغطية األخطار التى ستتحقق(. )1
هو المبلغ الذى يمثل القيمة الحسابية للخطر كما حددتها قواعد
اإلحصاء ،ويقتصر هذا القسط على تغطية الخطر دون أن يضار أو
،ويتوقف تحديد القسط الصافى على عدة () 0 يستفيد من ذلك المؤمن
عوامل وهى درجة احتمال تحقق الخطر ،ودرجة جسامة الخطر ،
والوحدة النقدية ،والوحدة الزمنية ،وسعر الفائدة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
51
بإجراء النسبة بين مجموع المخاطر التى تتحقق فعال وفقا ً لقوانين
اإلحصاء إلى مجموع المخاطر المؤمن منها ،وفى ضوء هذه النسبة
يحتسب القسط الصافى .
ففى التأمين من الحريق إذا كان عدد العقارات المؤمن عليها من
الحريق هو ألف عقار ،وتبين من خالل الدراسات اإلحصائية أن عدد
الحرائق التى تقع سنويا ً هو ثالثة ،فتكون بذلك درجة وقوع الخطر
هى ثالثة إلى ألف ،ولو فرضنا أن قيمة كل عقار مؤمن عليه هى ألف
جنيه ،وأن التأمين انعقد فى حدود هذه القيمة ففى هذه الحالة تحتاج
شركة التأمين إلى مبلغ ثالثة أالف جنيه حتى يتيسر لها التعويض عن
احتراق العقارات الثالثة ،ومن ثم فيتم توزيع هذا المبلغ على مجموع
المؤمن لهم ،ويكون نصيب كل مؤمن له فى هذا التوزيع هو مبلغ
ثالثة جنيهات يجب أن يدفعها سنويا(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
51
فإذا كان الخطر بطبيعته ثابتا ً وقت انعقاد العقد ،وتم تحديد
القسط على أساس نسبة احتمال تحقق هذا الخطر الثابت ،ثم طرأت
ظروف أدت إلى تغيير هذه النسبة بالزيادة أو النقصان خالل مدة
التأمين ،فإن ذلك يخل بالتوازن بين القسط المحدد والخطر الحالى ،
لذلك يجب إعادة التوازن عن طريق تعديل قيمة القسط بالزيادة أو
النقصان حتى يتناسب مع ما طرأ من تغيير على درجة احتمال تحقق
الخطر .
فإذا ما زادت درجة احتمال تحقق الخطر فيجب على المؤمن له
أن يبلغ ذلك إلى المؤمن لكى يزيد من قيمة القسط بما يتناسب مع
الخطر وإال قد يترتب على عدم إبالغه سقوط حقه فى مبلغ التأمين ،
وبالمثل فى حالة نقصان الخطر عما كان عليه وقت التعاقد فإن للمؤمن
له أن يطلب تخفيض القسط عن المدة الالحقة ،فإذا رفض المؤمن ذلك
كان للمؤمن له الحق فى إنهاء العقد(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
52
جـ -الوحدة الزمنية :
53
تحسب الفائدة في تقدير سعر القسط بحيث ينقص مبلغا يساوي سعر
الفائدة هذه عند تحديد القسط الصافي .
54
ب -نفقات تحصيل األقساط :
55
المبحث الثالث
يعد مبلغ التأمين محل التزام المؤمن ،فهو األداء الذى يلتزم
المؤمن بدفعه للمؤمن له عند تحقق الخطر المؤمن منه كموت المؤمن
له أو بقائه حيا ً فى حالة التأمين على األشخاص ،أو وقوع الكارثة
المؤمن ضدها فى حالة التأمين من األضرار ،وذلك مقابل النصيب
المالى (القسط) الذى يدفعه المؤمن له .
يختلف شكل أداء المؤمن فوفقا ً لما ذكرته المادة 111مدنى أن
أداء المؤمن قد يكون مبلغ من المال أو أى عوض مالى آخر ،فالصورة
الغالبة أو المألوفة هى أن يقوم المؤمن بدفع مبلغ من النقود عند تحقق
الخطر المؤمن منه على النحو المتفق عليه فى وثيقة التأمين ،
وللمستفيد عند حصوله على هذا المبلغ مطلق الحرية فى التصرف فيه
56
إن شاء استعمله فى إصالح ما أفسده الحدث ،وإن شاء استعمله فى
شئونه الخاصة ،وليس للمؤمن الرقابة عليه فى ذلك(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
57
نظير مبلغ من النقود ،فما يؤديه المؤمن من تعويض عينى يعد بمثابة
عوض مالى وفقا لما جاء بنص المادة 111مدنى(. )1
فى التأمين على األشخاص يتم تحديد أداء المؤمن بمبلغ التأمين
المتفق عليه فى العقد ،وال يتدخل فى هذا التحديد أى إعتبار آخر
خاصة مقدار الضرر الذى أصاب المؤمن له المستفيد من التأمين ،
فكما سبق وأن ذكرنا أن التأمين على األشخاص ال يخضع للمبدأ
التعويضى ،وإنما هو مجرد وعد بدفع مبلغ معين عند تحقق خطر
،فال يرتبط التزام المؤمن بدفع مبلغ التأمين بحدوث ضرر () 0 معين
للمؤمن له وإنما يستحق مبلغ التأمين بمجرد وقوع الخطر المؤمن منه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
58
-1حرية المتعاقدين فى تحديد مبلغ التأمين :ال تتقيد حرية طرفى العقد
فى تحديد مبلغ الت أمين بأى قيد ،فلهم الحرية كاملة فى تحديد مبلغ
التأمين الذى يلتزم المؤمن بأدائه فى حالة تحقق الخطر المؤمن منه ،
وال ينظر فى تحديد ذلك األداء إلى مقدار ما أصاب المؤمن له أو
المستفيد من ضرر ،فالمؤمن له أو المستفيد الحق فى الحصول على
مبلغ التأمين عند وقوع الحادث المؤمن منه دون أن يكون ملزما ً بإثبات
ما لحقه من ضرربل إن له الحق فى الحصول على مبلغ التأمين حتى
ولو لم يكن هناك ضرر أصال ،وقد نصت على ذلك المادة 141مدنى
بقولها " المبالغ التى يلتزم المؤمن فى التأمين على الحياة بدفعها إلى
المؤمن له أو إلى المستفيد عند وقوع الحادث المؤمن منه أو حلول
األجل المنصوص عليه فى وثيقة التأمين تصبح مستحقة من وقت
وقوع الحادث أو وقت حلول األجل دون حاجة إلى إثبات ضرر
أصاب المؤمن له أو أصاب المستفيد" .
-0يجوز للمؤمن له أن يعقد عدة وثائق تأمين بمبالغ متعددة لدى عدة
شركات تأمين :وله الحق فى الحصول على مبلغ التأمين المحدد فى
،ويلتزم () 1 كل عقد عند وقوع الحادث المؤمن منه أو عند حلول األجل
كل من هؤالء بتقديم األداء المالى الذى تعهد به عند وقوع الخطر .
-3جواز الجمع بين مبلغ التأمين والتعويض الذى يحكم به على الغير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
59
المسئول عن الحادث :نظرا ً لعدم ارتباط مبلغ التأمين بوقوع الضرر
فإن للمؤمن له الحق فى أن يجمع بين مبلغ التأمين وبين التعويض الذى
يحكم به على الغير المسئول عن تحقق الحادث ،فاستحقاق مبلغ
التأمين مصدره عقد التأمين ،واستحقاق التعويض مصدره الفعل
،وبالتطبيق لذلك فإنه إذا أمن شخص على حياته لصالح () 1 الضار
أوالده ،ثم توفى هذا الشخص فى حادث انعقدت فيه مسئولية الغير
ففى هذه الحالة يلتزم المؤمن بدفع مبلغ التأمين لألوالد ،كما يحق
لألوالد مطالبة المسئول عن الحادث بدفع تعويض عن الضرر الذى
أصابهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
61
دفع مبلغ التأمين حق فى الحلول محل المؤمن له أو المستفيد فى حقوقه
قبل من تسبب فى الحادث المؤمن منه أو قبل المسئول عن هذا
الحادث" .
-1الضرر :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
61
يعد الضرر الذى يصيب المؤمن له أو المستفيد نتيجة لوقوع
الخطر المؤمن منه الشرط األساسى إلستحقاق مبلغ التأمين ،فهو يعد
تعويضا ً للمؤمن له عن الضرر الذى لحق به من جراء وقوع الكارثة
فال تعويض بال ضرر ،ومن ثم فيجب أن يتناسب األداء المالى للمؤمن
مع الضرر الفعلى(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
62
-2المبلغ المؤمن به :
هو المبلغ الذى يلتزم المؤمن بأدائه للمؤمن له عند تحقق الخطر
المؤمن منه ،والذى على أساسه يتم تحديد قيمة القسط الذى يلتزم به
،وقد () 1 المؤمن له ،فهو يمثل الحد األقصى لمقدار التزام المؤمن
نصت على ذلك المادة 141مدنى بقولها" ال يلتزم المؤمن فى تعويض
المؤمن له إال عن الضرر الناتج من وقوع الخطرالمؤمن منه بشرط
أال يجاوز ذلك قيمة مبلغ التأمين" .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الرابع
المصلحة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
64
بمعنى أنه ينبغى أن يتوافر لدى المؤمن له الحرص على المحافظة
على األشياء المؤمن عليها أو األشخاص المؤمن على حياتهم بحيث
أن وقوع الضرر يسئ إلى ماليته بالنسبة لألشياء ويمس شعوره بالنسبة
لألشخاص .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
65
ضرورة توافر ركن المصلحة فى التأمين عموما ً سواء كان تأمينا ً من
األضرار أو تأمينا ً على األشخاص فباإلضافة لما ذكره جمهور الفقه
فإن نص المادة 119مدنى التى تشترط المصلحة فى التأمين قد جاء
عاما ً ضمن األحكام العامة لعقد التأمين ولم يفرق فى ذلك بين التأمين
من األضرار أو التأمين على األشخاص ،ومن ثم فسوف نقوم بالحديث
عن ركن المصلحة فى التأمين من األضرار والتأمين على األشخاص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
66
بالنقود ومعرضة للخطر ،بحيث يترتب على تحقق الخطر حاجة
الشخص إلى قيمة مثلها أو تعويض عنها ،فإشتراط المصلحة
اإلقتصادية المشروعة ابتداء يقتضى أن يكون الخطر المؤمن منه
متولدا عن نشاط غير مخالف للنظام العام أو اآلداب ،والذى يترتب
على تخلفه بطالن عقد التأمين بطالنا ً مطلقا ً( ، )1فإذا ما تخلفت شرط
المصلحة بعد إبرام العقد فإن العقد ينقضى بقوة القانون من وقت زوال
المصلحة بالنسبة للمستقبل ،فيسقط التزام المؤمن له بدفع األقساط عن
المدة الالحقة على زوال المصلحة ،وال يستطيع المؤمن له أن يسترد
ما دفعه من أقساط فى المدة السابقة ألنها مقابل ضمان المؤمن لتبعة
الخطر فى ذلك الوقت ،فشرط المصلحة يلزم توافره طوال مدة عقد
التأمين وليس ابتداء فقط ،فهو شرط متعلق بالنظام العام(. )0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
67
-1أصحاب الحقوق العينية األصلية والتبعية :
فإذا كان المالك مالكا ً على الشيوع فإن مصلحته فى التأمين على
الشئ تقتصر على حدود نصيبه فقط (. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
68
مقامه من عوض(م 991مدنى) ،ومن ناحية ثانية تظهر مصلحة
المنتفع فى التأمين فى حالة هالك الشئ إذا تأخر بعد اعذاره عن رده
إلى مالكه بعد انتهاء حق اإلنتفاع ،حيث يغطى التأمين مسئوليته عن
هالك الشئ(م 0/992مدنى) ،وإذا تعلق حق المنتفع بجزء من الشئ
فإن مصلحته التتوافر إال بالنسبة لهذا الجزء فقط دون باقى الشئ(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
69
عليه ووقوع الخطر المؤمن منه ،فإن حقهم ينتقل إلى مبلغ التأمين
حيث يحل مبلغ التأمين محل الشئ المؤمن عليه ،فيحصل كل منهم
على حقه فى حدود مرتبته وفى هذا تنص المادة 0 ،1/112مدنى
على أنه " إذا كان الشيء المؤمن عليه مثقال برهن حيازى أو رهن
تأميني أو غير ذلك من التأمينات العينية ،انتقلت هذه الحقوق إلى
التعويض المستحق للمدين بمقتضى عقد التأمين .فإذا شهرت هذه
الحقوق أو أعلنت إلى المؤمن ولو بكتاب موصى عليه ،فال يجوز له
أن يدفع ما فى ذمته للمؤمن له إال برضاء الدائنين. " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
71
العام للدائنين تكون أموال المدين جميعها ضامنة للوفاء بديونه ،
وجميع الدائنين متساوون فى هذا الضمان إال من كان له منهم حق
التقدم طبقا ً للقانون كأصحاب التأمينات العينية ،فالضمان العام ال
يضمن للدائن العادى حقه فى مال معين من أموال المدين ،وال تكون
له األولوية فى استيفاء حقه على غيره من الدائنين ،فهم جميعا
متساوون فى هذا الضمان العام .
لذا يثور التساؤل حول حق الدائن فى إبرام عقد تأمين على مال
معين من أموال المدين رغم تخلف أى عالقة له بهذا المال تمنحه
مصلحة فى بقائه والمحافظة عليه ،ألن حقه ينصب على أموال المدين
فى مجموعها وليس له حقا خالصا على مفرداتها يجيز له إبرام تأمين
عليه ،ولإلجابة على هذا التساؤل نوضح أنه نظرا ألن مصلحة الدائن
تتعلق بالذمة المالية للمدين فى مجموعها فمن مصلحته أن تظل الذمة
المالية للمدين فى مجموعها فى حالة يسار ،ومن ثم فيجوز له أن يؤمن
ضد إعسار المدين لتوافر مصلحة له فى ذلك ،وال يجوز له التأمين
على مال معين من أموال المدين إذ ال مصلحة له فى ذلك .
لذلك يجوز للدائن أن يؤمن على يسار مدينه وهو مايسمى بتأمين
اإلئتمان وهذا التأمين له صورتان األولى هى ما تسمى بتأمين كفالة
الوفاء بالدين وفيها يكون الخطر المؤمن ضده هو عدم وفاء المدين
بالدين فى موعد استحقاقه ،والثانية تسمى التأمين ضد اعسار المدين
وفيها يكون الخطر المؤمن ضده ليس هو عدم الوفاء بالدين فى موعد
71
استحقاقه ولكن هو اإلعسار الفعلى للمدين فال يكفى الستحقاق الدائن
(المؤمن له ) لمبلغ التأمين فى هذه الصورة أال يقوم المدين بالوفاء
بالدين فى موعد استحقاقه بل يجب على الدائن أن يثبت أوال إعسار
المدين وإال كان للمؤمن أن يدفع بتجريد المدين أى أن يقوم الدائن
بالتنفيذ بحقه على أموال المدين قبل الرجوع إليه(. )1
وفى جميع األحوال فإن الدائن العادى الذى يبرم تأمين اإلئتمان
هو الذى يكون له وحده حق اإلفادة بهذا التأمين دون سائر الدائنين ،
وال يشترط إلبرام هذا التأمين أن يكون حقه خاليا من النزاع وإنما
يكفى أن يكون معينا ً(. )0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
72
ثانيا ً :المصلحة فى التأمين على األشخاص :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
73
المصلحة الجدية(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
74
حياته أو وقعت الوفاة بناء على تحريض منه وذلك بقولها " وإذا كان
التأمين على الحياة لصالح شخص غير المؤمن له ،فال يستفيد هذا
الشخص من التأمين إذا تسبب عمدا ً فى وفاة الشخص المؤمن على
حياته ،أو وقعت الوفاة بناء على تحريض منه .فإذا كان ما وقع من
هذا الشخص مجرد شروع فى إحداث الوفاة ،كان للمؤمن له الحق
فى أن يستبدل بالمستفيد شخصا ً آخر ،ولو كان المستفيد قد قبل ما
اشتراط لمصلحته من تأمين" .
75
إال أنه فى الغالب ال يتوافر فى تأمين األشخاص سوى مصلحة أدبية
لطالب التأمين لذلك ثار التساؤل حول مدى كفاية هذه المصلحة األدبية
إلنعقاد عقد التأمين .
أما الرأى الثانى فهو رأى جمهور الفقه ويذهب هذا الرأى إلى
كفاية المصلحة األدبية فى تأمين األشخاص ،حيث يؤدى القول بغير
ذلك إلى مخالفة طبيعة األشياء وما يجرى عليه العمل خاصة فى
عالقات األقارب ،فإذا كان الهدف من اشتراط المصلحة هو الرغبة
فى أن تحول دون تسبب المستأمن فى وقوع الخطر ،فإنه مما الشك
فيه أن المصلحة األدبية أو المعنوية أو عاطفة الحب كافية جدا لمنع
هذا ،بل انها فى كثير من األحوال أقوى أثرا ً من المصلحة االقتصادية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
76
أو المالية ،ثم انه من غير المقبول أن يقال أن مصلحة الزوج فى حياة
زوجته أو مصلحة األم فى حياة ابنها أقل من مصلحة الدائن فى حياة
مدينه(. )1
ومن جانبنا فنحن نؤيد الرأى القائل بكفاية المصلحة األدبية فى
التأمين على األشخاص مع تقييد ذلك بوجود صلة قرابة ،حيث تعد
صلة القرابة قرينة على توافر هذه المصلحة ،فمثل هذا القيد يمنع
تعرض حياة المؤمن عليه للخطر ،ويظهر ذلك بجالء فى شأن هؤالء
الذين تربطهم بالمؤمن عليه رابطة قوية من القرابة أو المصاهرة
تحضهم للمحافظة على حياته ،وإذا كان نص المادة 119مدنى مطلق
فى اشتراطه المصلحة االقتصادية إال أن هذا ال يتصور إال فى تأمين
األضرار(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلى ذلك فإن دراستنا لهذا الفصل ستنقسم إلى ثالثة مباحث :
78
المبحث األول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
79
اتم ام التعاقد فى التأمين ،فإنهما أيضا من أدوات إثبات عقد التأمين ،
ومن ثم فإنه من األهمية الحديث عن مذكرة التغطية المؤقتة ووثيقة
التأمين باعتبارهما من مراحل انعقاد العقد ومن وسائل إثباته أيضا .
المطلب األول
طلب التأمين
وفقا للمجرى العادى لألمور فإن طالب التأمين الذى يرغب أن
يؤمن نفسه ضد خطر معين يذهب شخصيا ً أو عن طريق وكيل عنه
(سمسار التأمين ) إلى المؤمن عارضا ً عليه تأمين هذا الخطر ،ولكن
من الناحية العملية نجد أن الصورة األكثر شيوعا هى أن المؤمن هو
الذى يرسل مندوبيه إلى العمالء لتبصيرهم بمزايا التأمين وحثهم على
إبرام عقوده لتأمين أنفسهم ضد المخاطر المختلفة(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
81
بطبيعة الحال من خطر ألخر وتسمى هذه الورقة بطلب التأمين(. )1
يعد طلب التأمين مجرد دعوة للتعاقد أو عرض تمهيدى يتقدم به
المؤمن ويتضمن الشروط التى يستطيع بموجبها أن يتحمل عبء
عملية التأمين التى يريد المؤمن له إبرامها ،فكما ذكرنا أنه فى الغالب
يقوم المؤمن عن طريق مندوبيه بإرسال طلب التأمين إلى الراغبين
فى التأمين ،ويقوم راغبى التأمين باإلطالع على هذا الطلب وفحصه
واإلجابة على كافة األسئلة الواردة به ،ثم يتم رد الطلب بعد ذلك
للمؤمن الذى يقوم بدراسته فى ضوء ما تلقاه من بيانات ،وعلى ضوء
هذه الدراسة يقرر إعداد الوثيقة من عدمه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
81
عليه أى أثر قانونى ،فال يلزم المؤمن وال المؤمن له بإبرام عقد
التأمين ،حيث يقتصر دوره على تبادل المعلومات ووجهات النظر .
ومن ثم فال يكون طلب التأمين ملزما سواء بالنسبة للمؤمن أو
للمؤمن له إال بعد إتمام العقد بالتوقيع على وثيقة التأمين ،فبعد التوقيع
على الوثيقة يصبح طلب التأمين المرجع األساسى الذى يعتمد عليه
المؤمن إذا تبين أن الخطر المؤمن منه ال يطابق األوصاف والشروط
التى أعلنها المؤمن له وتمت عملية التأمين على أساسها(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
82
حدد للمؤمن ميعادا ً معينا ً للقبول فيصبح ملزما باإلبقاء على هذا
اإليجاب إلى أن ينقضى هذا الميعاد ،وال يجوز له خالل هذه المدة أن
يعدل عن إيجابه ،ومن ثم فينعقد العقد وفقا للقواعد العامة متى اتصل
القبول باإليجاب خالل هذه المدة( ، )1أى أن عقد التأمين فى هذه الحالة
يتم بقبول المؤمن لهذا اإليجاب وعلم المؤمن له بهذا القبول ،حيث
يعتبر وصول القبول للمؤمن له قرينة على العلم به ما لم يقم الدليل
على عكس ذلك(م 91مدنى) ،ومن ثم فإذا رجع طالب التأمين فى
إيجابه فإن مسئوليته العقدية تنعقد قبل المؤمن ،ومن ثم فيستطيع
المؤمن مطالبته بالقسط المستحق ،غير أنه يجب مالحظة أن قبول
المؤمن ال يترتب عليه تمام العقد فى هذه الحالة إال إذا كان مطابقا
للعرض الذى تلقاه من طالب التأمين ،بحيث إذا تضمن القبول تعديال
فى هذا العرض فإننا فى هذه الحالة نكون بصدد إيجاب جديد يتطلب
موافقة المؤمن له عليه إلنعقاد العقد(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
83
تقدير مدى جسامة الخطر بحسب ما ورد عنه فى طلب التأمين ،
وطالما أن تحديد قيمة القسط ال تتم إال بعد تقديم طلب التأمين فإن هذا
الطلب يعتبر مجرد عرض تمهيدى للتعاقد ،ومن ثم فيترتب على عدم
اعتبار طلب التأمين ايجابا ملزما للمؤمن له أنه يجوز له حتى بعد أن
يصل إليه رد المؤمن أن يؤكد إرادته فى التعاقد أو أن يعدل عنها دون
أن تنعقد مسئوليته تجاه المؤمن(. )1
المطلب الثانى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
84
الوثيقة النهائية والتوقيع عليها ،أو لحين فحص الطلب والبت فيه
بالقبول أو الرفض(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
85
حيث ترتب هذه المذكرة ذات األثار التى تنتج من الوثيقة النهائية ،
فيكون للمؤمن أن يطالب المؤمن له بجميع التزاماته ،ويلتزم المؤمن
أيضا بموجبها بجميع اإللتزامات الناشئة عن عقد التأمين( ، )1وهنا يجب
أن تتضمن المذكرة العناصر األساسية لقيام التأمين وهى الخطر
المؤمن منه وقيمة القسط ونطاق األداء المالى للمؤمن ،وتنتهى مهمة
مذكرة التغطية بتوقيع الوثيقة النهائية ،فإذا حررت وثيقة التأمين فإنها
تحل محل المذكرة وتعتبر أحكامها سارية من وقت تسليم المذكرة
المؤقتة ال من وقت تسليم وثيقة التأمين(. )0
أما الحالة الثانية حيث تتضمن المذكرة اتفاقا مؤقتا قائما بذاته ،
فقد يستفاد من الظروف التى كتبت فيها المذكرة أن الطرفين لم يقصدا
بها إال أن يكون اتفاقهما مؤقتا ً ،مع احتفاظ كل منهما بحقه فى العدول
عن التعاقد النهائى مادامت الوثيقة لم تسلم للمؤمن له ،وبمقتضى هذا
اإلتفاق فإن المؤمن يلتزم بضمان الخطر المؤمن منه خالل مدة معينة
فى مقابل قسط معين( ، )3وهنا تكون مهمة مذكرة التغطية المؤقتة اثبات
وجود اتفاق مؤقت ينتهى بإنتهاء مدته ،فال يوجد بعد تعاقد نهائى بين
األطراف ،ومن ثم فيكون للمؤمن بالذات الحرية الكاملة فى قبول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
86
التعاقد النهائى أو رفضه ،فإذا قبل التعاقد فيتم تحرير وثيقة التأمين ،
وتسرى هذه الوثيقة من يوم تسليمها للمؤمن له ال من وقت تسليم
المذكرة المؤقتة ألن كل محرر من تلك المحررات يتضمن اتفاقا ً قائما
بذاته ،أما إذا رفض المؤمن طلب التأمين فإن مذكرة التغطية المؤقتة
تظل سارية إلى حين انتهاء مدتها الموضحة بها(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
87
إال إذا حدد بها تاريخ أخر لبدء سريانه كما لو اتفق المؤمن والمؤمن
له على بدء سريانها من تاريخ دفع المؤمن له القسط ،واألصل فى
هذه المذكرة أنها دليل مؤقت على حصول التعاقد النهائى إال إذا اتفق
الطرفان على غير ذلك .
المطلب الثالث
وثيقة التأمين
تعد وثيقة التأمين األداة التى يتجسد فيها وجود ومضمون عقد
التأمين ،فهى الدليل الطبيعى الذى يتخذ كوسيلة إلثبات عقد التأمين(.)1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
88
الوثيقة نوعين من الشروط ،شروط عامة وهى التى تكون مطبوعة ،
وال تختلف من وثيقة ألخرى ،وشروط خاصة وهى تختلف من وثيقة
آلخرى ،وتكون مكتوبة عادة باآللة الكاتبة أو بخط اليد ،وهى تتعلق
بتحديد شروط التعاقد التى قصد المؤمن إبرازها ولفت نظر المؤمن له
لفحواها ومدى ما تتضمنه من خطورة( ، )1وعند التعارض بين الشروط
العامة والشروط الخاصة ترجح الشروط الخاصة ألنها هى التى تعبر
عن اإلرادة الحقيقية للمتعاقدين(. )0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
89
* بيانات الوثيقة :
-0بيانات الشخص أو الشئ المؤمن عليه :أى يذكر محل التأمين الذى
يتهدده الخطر ،فيذكر اسم الشخص المؤمن على حياته أو المؤمن من
اإلصابات ،أو الشئ المؤمن عليه كالمنزل أو المصنع أو المزروعات
أو غير ذلك ،وتبدو أهمية هذا البيان فى اإلستيثاق من توافر ركن
المصلحة ،فعلى ضوء هذا البيان يمكن معرفة الصلة التى تربط
المؤمن له بالشئ المؤمن عليه أو الشخص المؤمن على حياته(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
91
الوفاة أو لحالة البقاء ،أو غير ذلك من المخاطر التى يجوز التأمين
منها ،ويذكر أيضا طبيعة المخاطر وما إذا كان هناك استبعاد لبعض
أسباب وقوع الخطر.
-1بيانات قسط التأمين :بأن يذكر مقدارالقسط الذى يلتزم المؤمن له
بدفعه ،وموعد استحقاقه ،ومكان وطريقة الوفاء به .
-9تاريخ تحرير الوثيقة :هو التاريخ الذى قبل فيه المؤمن قبوال
نهائيا إبرام العقد ،فاعتبارا من هذا التاريخ ال يجوز للطرفين الرجوع
فى العقد ،فهذا التاريخ هو الذى يتخذ أساسا لتنفيذ العقد إال إذا كان
هناك اتفاق على تراخى التنفيذ إلى أجل مستقبل(. )1
-1مدة العقد :حيث يحدد من خالله مدة الضمان بدايته ونهايته ،أى
المدة التى سيظل خاللها التأمين قائما ومنتجا ألثاره ،فهى الفترة التى
يحسب عنها القسط ،وبإنتهائها تنتهى التزامات كال الطرفين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
91
،كما أن أى نقص () 1 الطرفان على ذكر بيانات أخرى ترد فى الوثيقة
فى بيان أو أكثر من هذه البيانات ال يترتب عليه أى أثر فى وجود أو
،ولكن يجب أال يكون هذا البيان الناقص من () 0 صحة عقد التأمين
البيانات األساسية فى التأمين كتحديد الخطر المؤمن منه أو القسط أو
تحديد مبلغ التأمين حيث يبطل عقد التأمين فى حالة إغفال ذكر أى بيان
من هذه البيانات األساسية ،أما البيانات األخرى غير األساسية والتى
يكون من السهل التعرف عليها كأن يكون المؤمن له قد سبق ذكرها
فى طلب التأمين فال يترتب على إغفالها بطالن عقد التأمين كعدم ذكر
محل إقامة المؤمن له ،أو بيان طريقة الوفاء بالقسط(. )3
فملحق الوثيقة مثله مثل عقد التأمين يتضمن اتفاقا رضائيا ينعقد
بإتفاق الطرفين على التعديل دون حاجة ألى إجراء أو شكل خاص ،
فهو وسيلة إلثبات اإلضافة أو التعديل الذى حدث فى عقدالتأمين ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
92
،وإنما هو جزء مكمال لوثيقة التأمين وملغيا فى () 1 وليس تأمينا جديد
الوقت نفسه لبعض أحكامها ،بحيث لو وجد تعارض بين الوثيقة
والملحق ،فيتم ترجيح الملحق ألنه هو األكثر تعبيرا عن إرادة
المتعاقدين الحقيقية(. )0
المبحث الثانى
فتبدو أهمية تحديد اللحظة التى يبدأ فيها سريان عقد التأمين ألنه
ابتداء من هذه اللحظة يرتب العقد آثاره فى ذمة كال طرفيه( ، )3واألصل
كما ذكرنا أن عقد التأمين يرتب آثاره ويسرى منذ لحظة إبرامه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
93
وانعقاده بأثر فورى ومباشر ،بحيث يتعاصر تاريخ تنفيذ العقد مع
تاريخ انعقاده ،فيلتزم المؤمن منذ لحظة اإلبرام بتغطية الخطر المؤمن
منه ،ويلتزم المؤمن له بدفع األقساط .
غير أنه قد يحدث أن يتفق الطرفان على أال تسرى آثار العقد
إال فى تاريخ مستقبل ،فتنفصل بذلك لحظة بدء سريان العقد عن لحظة
إبرامه ،فينعقد عقد التأمين دون أن يبدأ فى السريان إال فى وقت الحق،
كأن يتفق الطرفان على أن يبدأ نفاذ وسريان عقد التأمين بعد الوفاء
بالقسط األول أو تسليم وثيقة التأمين (. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عابد فايد ،المرجع السابق ،ص021
( )0يتفق عادة فى وثائق التأمين على أن " يبدأ العقد فى السريان من ظهر اليوم
التالى لليوم الذى تم فيه العقد وينتهى فى ظهر اليوم الذى تنتهى فيه مدة التأمين،
وهذا وقت محدد باليوم والساعة والدقيقة والثانية فال يمكن أن يثير خالف ،فإذا
تحقق الخطر مثال قبل الساعة الثانية عشر من اليوم التالى ولو بثانية واحدة ال
يكون المؤمن ضامنا له ،أما إذا وقعت الكارثة فى الساعة الثانية عشر أو بعد
ذلك فإن المؤمن يكون مسئوال عن تغطيتها" د .فتحى عبد الرحيم ،المرجع
السابق ،ص031
94
ويكون المؤمن ملزما بتغطية الكارثة إذا تحققت بعد ذلك ،فيتراخى
بذلك وقت سريان العقد عن وقت إبرامه(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
95
على الوثيقة والوفاء بالقسط األول .
المبحث الثالث
كما يجوز إثبات العقد بكافة طرق اإلثبات حتى ولو تجاوزت
قيمته النصاب المذكور إذا كان العقد تجاريا تطبيقا لمبدأ حرية اإلثبات
فى المواد التجارية .
ووفقا لما جرى عليه العمل من إثبات عقد التأمين كتابة ،فإن
،غير أن () 0 الغالب أن يكون اإلثبات بوثيقة التأمين أو مذكرة التغطية
ذلك ال يمنع من اإلستناد إلى كافة األوراق األخرى التى تبادلها
المتعاقدان كالرسائل ،وطلب التأمين الموقع عليه من المؤمن له(. )3
الفصل الرابع
يترتب على انعقاد عقد التأمين انعقادا ً صحيحا ً آثارا ً على عاتق
طرفيه ،فهناك التزامات تقع على عاتق المؤمن له ،والتزامات تقع
على عاتق المؤمن ،ونحن من خالل هذا الفصل سوف نتعرض لهذه
اإللتزامات من خالل مبحثين تم تقسيمهم على النحو اآلتى :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب األول
يعد اإللتزام بدفع القسط من أهم اإللتزامات التى تلقى على عاتق
،فالقسط يمثل محل () 1 المؤمن له ،إن لم يكن أهمها على اإلطالق
التزام المؤمن له ،فالمؤمن له يقوم بدفع القسط مقابل أن يقوم المؤمن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
98
بالضمان فهو يمثل ثمن الضمان ،فعقد التأمين كما ذكرنا من عقود
المعاوضة فكل طرف يدفع فيه مقابل لما يأخذه ،فالتزام المؤمن له
بدفع القسط يعتبر من الناحية القانونية سببا إللتزام المؤمن بدفع مبلغ
التأمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
99
-2المدين فى اإللتزام بدفع القسط :
أما إذا انتقل الشئ المؤمن عليه إلى شخص آخر يخلف المؤمن
له فيه فإن هذا الشخص يصبح هو الملتزم بدفع القسط سواء كان خلفا
عاما أو خلفا خاصا ،ففى حالة وفاة المؤمن له وانتقال الشئ المؤمن
عليه إلى الورثة ،فإن هؤالء الورثة وهم الخلف العام للمؤمن له هم
الذين يتحملون دفع األقساط ويصبحون مدينين باألقساط مكانه ،حيث
يصبح الوارث الذى آلت إليه ملكية الشئ المؤمن عليه بعد القسمة هو
المدين وحده(.)0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
111
يصبح هوابتداء من وقت انتقال الشئ إليه المدين بدفع األقساط ،ويعد
ذلك تطبيقا لنص المادة 119مدنى التى تنص على أنه " إذا أنشأ
العقد التزامات وحقوقا شخصية تتصل بشيء انتقل بعد ذلك إلى خلف
خاص ،فإن هذه االلتزامات والحقوق تنتقل إلى هذا الخلف في الوقت
الذي ينتقل فيه الشيء ،إذا كانت من مستلزماته وكان الخلف الخاص
يعلم بها وقت إنتقال الشيء إليه" .ومما الشك فيه أن الحقوق
واإللتزامات التى ينشئها عقد التأمين تعد من مستلزمات الشئ المؤمن
عليه(. )1
ــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
111
والصيانة .
وكما تجوز زيادة قيمة القسط فإنه يجوز أيضا تخفيضه ،فالمادة
1211من المشروع التمهيدى للقانون المدنى كانت تنص على أنه"
إذا كان تحديد مقابل التأمين ملحوظا فيه اعتبارات مذكورة فى وثيقة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
112
التأمين من شأنها زيادة الخطر المؤمن ضده ،ثم زالت هذه اإلعتبارات
أو قلت أهميتها فى أثناء سريان العقد ،حق للمؤمن له أن يطلب
تخفيض مقابل التأمين المتفق عليه عن المدة الالحقة طبقا لتعريفة
التأمين " .وإذا كانت هذه المادة قد حذفت لكن حكمها مازال باقيا
باعتباره تطبيقا للقواعد العامة(. )1
فهذا التغير فى قيمة القسط يرتكز على مبدأ تناسب القسط مع
الخطر فوجوب توافر واستمرار التوازن بين القسط والخطر طوال
مدة العقد تقتضى مراجعة العقد وإعادة تقويم القسط المتفق عليه
وتعديله بالزيادة أو النقصان( ، )0فاللمؤمن أن يطالب بزيادة القسط حتى
يتوازن مع الزيادة فى الخطر ،وبالمقابل يجوز للمؤمن له أن يطالب
بتخفيض القسط إذا نقص الخطر المؤمن منه عن الفترة الالحقة لنقص
الخطر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
113
فترات زمنية معينة ،ألن ذلك ليس إال مجرد تيسير عليه فى طريقة
الوفاء ،كما اليغير من األمر أيضا أن يكون القسط مستحقا دفعة واحدة
فى بعض األحوال .
وتحديد ميعاد الوفاء بالقسط على النحو السابق يثير التساؤل عن
مدى قابلية القسط للتجزئة ،فإذا وفى المؤمن له بالقسط السنوى مقدما
ثم انتهى عقد التأمين ألى سبب قبل انقضاء السنة وسقط التزام المؤمن
بتحمل تبعة الخطر فى الفترة المتبقية من السنة فهل يحق للمؤمن له
أن يطالب المؤمن باسترداد جزء من القسط المدفوع مقدما وهو الجزء
الذى يقابل الفترة المتبقية التى سقط فيها التزام المؤمن بالضمان؟ ،
وكذلك الحال فى حالة ما إذا تحقق الخطر خالل السنة المستحق عنها
القسط ،فهل يحق للمؤمن أن يطالب بالقسط بأكمله ؟ ،أم يقتصر حقه
على مطالبة جزئية تتناسب مع الجزء من السنة التى تحمل خاللها
عبء الخطر؟ .
إذا أجيز ذلك فمعنى ذلك أن القسط قابل للتجزئة ،أما إذا لم يكن
ذلك جائزا فإن معنى ذلك أن القسط غير قابل للتجزئة ،ولإلجابة على
هذه التساؤالت السابقة نجد أن الرأى انقسم فى ذلك إلى اتجاهين ،وقد
استند كل رأى من هذه األراء إلى اعتبارات بعضها ذو طابع فنى
وبعضها اآلخر ذو طابع قانونى .
114
عند عمل الميزانية على أساس أن القسط يدفع سنويا ،ويعتمد على
ذلك فى مواجهة التعويضات التى تستحق خالل السنة والتى تدفع من
الرصيد المشترك الذى يندمج فيه القسط فيفقد ذاتيته بمجرد دفعه
واندماجه فى الرصيد المشترك ،والقول بجواز تجزئة القسط يؤدى
إلى اختالل التوازن فى حسابات المؤمن ،كما أن المؤمن عندما يقوم
بعمل الميزانية على أساس القسط السنوى ال يفرق بين ما إذا كان
الخطر سيتحقق من البداية أو فى وسطها أو فى نهايتها ،فهو يتحمل
عبء ضمان الخطر كامال ومن ثم فيكون من حقه فى مقابل ذلك أن
يستولى على قسط السنة كامال(. )1
الرأى الثانى :هو الرأى القائل بقابلية القسط للتجزئة يستند هذا
الرأى إلى اعتبارات قانونية تستمد من نظرية السبب ففى العقود
الملزمة للجانبين يكون سبب كل التزام هو اإللتزام المقابل بحيث إذا
انقضى أحدهما انقضى اإللتزام المقابل ألنه يصبح بدون سبب (م 149
مدنى) ،وعقد التأمين من العقود الملزمة للجانبين التى يتحقق فيها
اإلرتباط بين التزام المؤمن بالضمان والتزام المؤمن له بدفع القسط
بحيث إذا توقف اإللتزام األول وجب أن يتوقف اإللتزام الثانى ،ومن
ثم فإنه فى األحوال التى ينقضى فيها التزام المؤمن بالضمان قبل انتهاء
مدة التأمين التى لم يتحقق الخطر خاللها ،فإن احتفاظه بالقسط المقابل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
115
للمدة الباقية التى توقف فيها التزامه بالضمان هو أمر غير جائز قانونا
إلنتفاء السبب القانونى لدفع القسط فى هذه المدة ،كما أن عقد التأمين
من عقود المدة التى يحكمها مبدأ تناسب القسط مع الخطر ،فالتزام
المؤمن بالضمان منوط بالمدة وهذا الضمان ال يتحقق إال بقدر ما يمر
من تلك المدة فلكل لحظة حظها من الضمان ،وبالمثل كذلك بالنسبة
لإللتزام بدفع القسط فكل جزء منه ال يستحق إال بقدر المدة التى تحقق
فيها الضمان بحيث انه اذا توقف الضمان خالل مدة معينة وجب أن
يتوقف القسط أيضا فكال منهما يرتبط باآلخر وجودا وعدما ونقصا
وزيادة ،لذلك فإذا ما توقف الخطر وجب أن يتوقف القسط (. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص391
()0د.عابد فايد ،المرجع السابق ،ص031
()3د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص394
116
-5ميعاد الوفاء بالقسط :
يتم دفع القسط فى المواعيد المتفق عليها بين الطرفين ،
فاللطرفين الحرية فى تحديد ميعاد الوفاء بالقسط ،ولكن يسير العمل
عادة على اشتراط دفع القسط األول مقدما وقت ابرام العقد حتى يتمكن
المؤمن من مواجهة األخطار التى تتحقق خالل السنة وتنفيذ تعهداته
المالية فى مواجهة المؤمن لهم(. )1
ووفقا لما ذكرناه سابقا من أن المؤمن يتخذ السنة كوحدة زمنية
لدراسة المخاطر ويعتبرها أساسا لتقويم األقساط ،لذلك فإن القسط
يكون مستحق األداء فى اليوم األول من كل سنة ،غير أن المؤمن قد
يقسم القسط السنوى إلى دفعات تدفع كل ستة أشهر أو كل ثالثة أشهر
أو كل شهر بهدف التسهيل على المؤمن لهم ،وبغرض تشجيع الناس
على إبرام عقود التأمين(. )0
غير أن تقسيط القسط على دفعات ال يؤثر على طبيعة القسط
السنوى ،وتبدو أهمية ذلك فى حالة وقوع الخطر أثناء السنة وتطبيق
مبدأ عدم قابلية القسط للتجزئة ،فإذا ما تحقق الخطر المؤمن منه قبل
سداد بعض الدفعات المقسطة فإن حق المؤمن فى اقتضاء القسط
السنوى كامال يظل قائما ،فإذا لم يدفعها المؤمن له فيكون للمؤمن
الحق فى خصمها من مبلغ التأمين(. )3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص319
()0د.عابد فايد ،المرجع السابق ،ص034
()3د.جالل ابراهيم ،المرجع السابق ،ص914
117
-6مكان الوفاء بالقسط :
إذا لم يحدد بالعقد مكان الوفاء بالقسط فيكون الوفاء بالقسط وفقا
للقاعدة العامة فى موطن المدين به أى فى محل اقامته أو فى مركز
أعماله إذا كان اإللتزام متعلق بهذه األعمال (م 0/311مدنى) ،ومن
ثم فإن على المؤمن أن يسعى إلى موطن المؤمن له لتحصيل القسط .
ومع ذلك فقد درجت شركات التأمين على اشتراط أن يكون دفع
القسط األول فى موطن المؤمن ،أما باقى األقساط فتؤدى فى موطن
المؤمن له ،ويكون القسط واجب األداء فى موطن المؤمن إذا تأخر
المؤمن له فى دفعه بعد إعذاره ،أو إذا لم يكن أو لم يعد للمؤمن له
موطن فى البلد الذى يكون فيه للمؤمن وكالء(. )1
يدفع القسط عادة بالنقود ،غير أنه ليس هناك ما يمنع من أن يتم
الوفاء بالقسط عن طريق الشيك أو الكمبيالة إذا وافق المؤمن على هذه
الطريقة فى الدفع ،غير أن الوفاء فى هذه الحالة ال يكون مبرأ لذمة
المؤمن له إال إذا قبض المؤمن قيمة هذه األوراق المالية فعال(. )0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
118
القضائية إذا توافرت شروطها ،فإذا تحقق الخطر المؤمن منه قبل أن
يوفى المؤمن له القسط المطلوب ،فإن للمؤمن أن يخصم قيمة هذا
القسط من مبلغ التأمين ،ويكون ذلك عن طريق المقاصة القانونية متى
توافرت شروطها وهى أن يكون مبلغ التأمين قد تحدد وأصبح غير
قابل للنزاع ،ويتم الوفاء عن طريق المقاصة القضائية فى حالة النزاع
فى مقدار مبلغ التأمين( ، )1حيث يستند القاضى فى اعماله للمقاصة إلى
اإلرتباط الموجود بين التزامات األطراف التى تجد مصدرها فى عقد
واحد(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
119
قيمة القسط عن ألف جنيه ألن شركات التأمين غالبا شركات تجارية ،
والقاعدة هى حرية اإلثبات فى المسائل التجارية(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
111
-3عودة سريان العقد إذا لم يفسخ من ظهر اليوم الذى يلى دفع القسط
المتأخر وما عسى أن يكون مستحقا من مصروفات .
وتطبيقا لهذه المبادئ فإن التزام المؤمن بضمان الخطر يقف بعد
بمرور مدة معينة على إعذاره المؤمن له بوجوب دفع القسط المتأخر،
وللمؤمن بعد مرور مدة أخرى تحسب من تاريخ انتهاء المدة السابق
اإلشارة إليها والالحقة على اإلعذار أن يفسخ العقد أو المطالبة أمام
القضاء بالتنفيذ العينى ،مع مالحظة أن هذا العرف التأمينى قد آثر
التأمين على الحياة بأحكام خاصة سنذكرها بعد التعرض للمبادئ
السابق اإلشارة إليها .
ويتم اإلعذار بخطاب موصى عليه بعلم الوصول يتم إرساله إلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
112
المؤمن له أو لمن ينوب عنه فى سداد القسط فى آخر موطن معلوم له،
وال يشترط أن يتم اإلعذار بإنذار على يد محضر ،ويعتبر اإلعذار قد
تم فى الوقت الذى يرسل فيه المؤمن الخطاب ال من الوقت الذى وصل
فيه الخطاب إلى المؤمن له.
113
أو يعفى المؤمن من أن يقوم باإلعذار(. )1
إذا لم يقم المؤمن له بأداء القسط رغم إعذاره فإن عقد التأمين
يقف سريانه بإنقضاء ثالثين يوما من تاريخ اإلعذار ،ويترتب على
وقف الضمان تجميد آثار عقد التأمين المتعلقة بتغطية الخطر المؤمن
منه ،وبالتالى فال يلتزم المؤمن خالل فترة الوقف بتغطية أو ضمان
الخطر ،فإذا تحقق الخطر أثناء فترة اإليقاف فإن المؤمن ال يضمنه ،
ويمتنع على المؤمن له المطالبة بمبلغ التأمين رغم أنه ما زال ملتزما
بدفع األقساط ألن العقد لم يفسخ ولكنه متوقف عن السريان لصالح
المؤمن .
فيعتبر وقف الضمان نوع من العقوبة التى توقع على المؤمن له
،ومن ثم فال يلوم () 0 نتيجة إلخالله باإللتزام الملقى عليه بدفع القسط
إال نفسه ألن وضعه السئ ناتج عن خطئه ،ويستطيع التخلص من هذا
الوضع ويرجع التزام المؤمن بضمان الخطر إذا قام بدفع القسط
المستحق( ، )3فإذا قام بدفع األقساط المستحقة مع المصروفات المطلوبة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
114
فإن الوقف يزول ويعود الضمان إلى السريان من ظهر اليوم التالى
للدفع ،وعلى ذلك فإن الكوارث التى تقع فى ذات يوم الدفع ال يشملها
الضمان ،وذلك لتفادى المنازعات والغش الذى قد يحدث فى حالة
تحقق الخطر ومسارعة المؤمن له بدفع قسط متأخر للحصول على
مبلغ التأمين ،ومن ثم فيقتصر الضمان على الكوارث التى تقع ابتداء
من ظهر اليوم التالى لدفع القسط المتأخر والمصروفات ،وال يزول
الوقف إال إذا أدى المؤمن له األقساط المتأخرة كاملة ،فالوفاء الجزئى
أو دفع دفعة تحت الحساب ال يعيد الضمان إلى السريان ،كما قد يزول
الوقف بالنزول عنه صراحة أو ضمنا كأن يمنح المؤمن أجال للمؤمن
له لسداد القسط أثناء مدة الوقف(. )1
وإذا لم يقم المؤمن بفسخ العقد بعد انقضاء عشرة أيام من تاريخ
الوقف ،وأبقى العقد دون فسخ إلى أن حل القسط التالى للقسط الذى لم
يدفع فينقضى الوقف ويعود الضمان إلى السريان ،أى أنه إذا لم يقم
المؤمن بفسخ العقد بعد انقضاء عشرة أيام من تاريخ وقف سريان
التأمين ،وحل فى فترة وقف الضمان قسط جديد فإنه يلزم لوقف
الضمان عن الفترة الموازية لهذا القسط أن يقوم المؤمن بإعذار المؤمن
له بدفع القسط الجديد ،فإذا لم يفعل فيظل الضمان ساريا( ، )0وال يبقى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
115
أمام المؤمن سوى المطالبة بالتنفيذ العينى بهذا القسط أمام القضاء ،
كما يكون له أن يعذر المؤمن له إذا ما تأخر فى الوفاء بالقسط الجديد
ليقف سريان العقد مرة أخرى بإجراءات جديدة .
بعد مرور عشرة أيام من تاريخ وقف الضمان يجوز للمؤمن أن
يفسخ عقد التأمين ،ويظل هذا الحق قائما حتى حلول ميعاد القسط
الجديد ،فإذا ما حل ميعاد القسط الجديد زال وقف الضمان وال يجوز
للمؤمن فسخ العقد بناء على عدم دفع القسط القديم ،وال يكون أمام
المؤمن إال القيام بإجراءات جديدة استنادا إلى القسط الجديد ( اإلعذار،
ثم وقف الضمان توصال لفسخ العقد)( ، )1أو المطالبة القضائية بالتنفيذ
العينى للقسط المستحق والمصاريف والتعويض إن كان له محل(. )0
أى أنه بعد مرور أربعين يوما من تاريخ اإلعذار ،فإن المؤمن
يكون بالخيار بين أن يقوم بالمطالبة القضائية لتنفيذ العقد أو فسخ العقد
ولكن يشترط فى الفسخ أن يتم قبل حلول ميعاد استحقاق القسط التالى،
فإذا لم يختر المؤمن ال الفسخ وال التنفيذ العينى واكتفى بوقف سريان
التأمين ،فإن ذلك ال يعفيه من تجديد اإلعذار عند استحقاق كل قسط
الحق ،فإذا لم يقم بإعذار المؤمن له عند استحقاق القسط الجديد فال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
116
تسرى آثار الوقف ،ويصبح المؤمن ملتزما بالضمان عن هذه الفترة
التى أعقبت استحقاق القسط الجديد ،أى يجب تجديد اإلعذار عند
استحقاق كل قسط حتى يستمر اإليقاف ،فاإلعذار كما ذكرنا يترتب
عليه اإليقاف المؤقت بالنسبة للفترة الالحقة على استحقاق القسط
المتأخر فى أدائه ،ويستمر أثره حتى حلول استحقاق القسط الجديد ،
وبالتالى فإذا أراد المؤمن استمرار آثر اإليقاف فيجب عليه توجيه
اعذار جديد بالنسبة للقسط الذى حل أداؤه وإال أصبح ملزما بالضمان
بالنسبة للمستقبل طالما أنه لم يعذر المؤمن له عن وجوب أداء القسط
األخير ،ويتفق هذا الحكم مع طبيعة عقد التأمين كعقد مستمر ،وعلى
اعتبار أن كل قسط فيه يقابل فترة محددة فى التأمين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
117
* أحكام خاصة بالتأمين على الحياة :
119
فال يجوز للمؤمن أن يمتنع عن دفع مبلغ التأمين للمستفيد بحجة أن
التزامه بالضمان قد أوقف أثره ،ألنه فى التأمين على الحياة كما ذكرنا
ال مجال فيه إلعمال الوقف(. )1
المطلب الثانى
121
* مضمون البيانات التى يلتزم المؤمن له باإلدالء بها :
يتحدد نطاق البيانات التى يلتزم المؤمن له باإلدالء بها بتلك التى
تمكن المؤمن من تقدير الخطر ،والتى تكون معلومة للمؤمن له
ومجهولة من المؤمن .
-1يجب أن تكون البيانات ذات أهمية بالنسبة للمؤمن ومؤثرة
فى الخطر:
يتحدد مضمون البيانات التى يجب على المؤمن له اإلدالء بها ،
بتلك البيانات التى تكون الزمة لتمكين المؤمن من تقدير الخطر
وبالتالى تقويم القسط ،ويستفاد معيار أهمية البيانات من آثرها على
موقف المؤمن فى إجراء التأمين من الخطر أو رفضه ،ففى التأمين
على الحياة على سبيل المثال يعد من األهمية معرفة الحالة الصحية
وسن المؤمن عليه ،وفى التأمين من الحريق يكون من األهمية تحديد
موقع العقار وطريقة استغالله .
وقد جرى الفقه على تقسيم البيانات ذات األهمية الخاصة للمؤمن
والمؤثرة فى الخطر إلى نوعين :بيانات موضوعية ،وبيانات
شخصية(. )1
البيانات الموضوعية هى تلك البيانات التى تتعلق بموضوع
الخطر المؤمن منه وصفته الجوهرية وكل ما يحيط به من ظروف
ومالبسات ،وهذه البيانات تختلف بإختالف نوع التأمين ،ففى التأمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص091
122
على األشياء ضد الحريق يعتبر من البيانات الموضوعية تحديد طبيعة
مادة الشئ طوب أم خشب ،وتاريخ شرائه ،والغرض المخصص له،
ومدى قربه من مصادر الخطر كمحطات تزويد الوقود ،وفى التأمين
من اإلصابات يدخل فى هذه البيانات مهنة المؤمن له وما يزاوله من
أعمال من شأنها تعريضه لإلصابة(. )1
أما البيانات الشخصية فهى تلك البيانات التى تتصل بشخص
المؤمن له ذاته كأخالقه الشخصية ،ومدى يساره ،ومقدار ما يبذله
من عناية فى شئونه ،وتاريخه الجنائى ونوعية ما ارتكبه من جرائم
حتى ولو حصل على عفو عنها(. )0
وقد جرى العمل فى شركات التأمين على قيامها بوضع أسئلة
مطبوعة فى طلب التأمين والتى يهم المؤمن معرفتها حيث تتعلق هذه
األسئلة بكافة الظروف المحيطة بالخطر ،والتى تكفل للمؤمن إحاطته
بكافة البيانات المؤثرة فى فكرته عن الخطر ،ولكن ليس معنى ذلك
منع المؤمن له من إضافة أى بيانات أخرى تكون مؤثرة وذات أهمية
حتى ولو لم يرد بشأنها سؤال صريح .
-2يجب أن تكون البيانات معلومة للمؤمن له :
من البديهى أن تكون البيانات التى يجب على المؤمن له اإلدالء
بها معلومة له ،حيث ال يتصور أن يتم إلزام المؤمن له باإلدالء ببيانات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.جالل إبراهيم ،المرجع السابق ،ص443
()0د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص099
123
أو ظروف ال يعلمها ،فال تكليف بمستحيل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
124
-3يجب أن تكون البيانات مجهولة من المؤمن :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
125
المؤمن بها ويعفى المؤمن له من اإللتزام بإعالنها للمؤمن ،أما إذا
كان الوسيط سمسارا فإن علمه بتلك الظروف ال يمنع من تحقق إخالل
المؤمن له بإلزامه إذا لم تعلن للمؤمن(. )1
وبناء على ذلك فإنه إذا تحقق علم المؤمن أو من يقوم مقامه
بالظروف فإن المؤمن له ال يتعرض للجزاء حتى ولو تعمد عدم
اإلعالن .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
126
واألمانة ،فإن اإللتزام باإلدالء بالبيانات أثناء سريان العقد يجد
مصدره فى عقد التأمين ذاته ،فهو التزام تعاقدى ناشئ عن العقد(.)1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
127
الظروف معلومة للمؤمن له ،وأن نكون بصدد تأمين من األضرار .
-1أن تطرأ الظروف التى أدت إلى تفاقم الخطر بعد إبرام العقد:
ومن أمثلة تزايد الخطر التى يلتزم المؤمن له باإلخطار عنها :
أن يغير المؤمن له المؤمن على نفسه من اإلصابات حرفته األصلية
إلى حرفة أشد خطرا ،أو أن يغير المؤمن له من استعمال سيارته
فيجعلها من سيارة لإلستعمال الشخصى لسيارة للنقل العام ،أو أن
يؤجر المؤمن له العقار الذى كان مخصصا للسكنى إلى شخص يجعله
مخزنا للمواد البترولية ،أو أن يغير المؤمن له طريقة استغالل عقاره
فيحوله إلى معمل إلجراء األبحاث بمواد قابلة لإلشتعال ،كما قد يكون
تزايد الخطر بفعل الغير كأن يقيم الجار مصنعا أو مخزنا للمواد القابلة
لإلشتعال بجوار الشئ المؤمن عليه من الخطر(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
128
غير أنه ينبغى مالحظة أن التزام المؤمن له باإلدالء بالبيانات
المتعلقة بتفاقم الخطر يقتصر على تفاقم الخطر غير المتوقع عند إبرام
العقد ،أى التغيرات التى تجعل من درجة جسامة الخطر غير متوقعة،
أما التغيرات المتوقعة التى يقتضيها الوضع العادى للتأمين فال يلتزم
المؤمن له باإلخطار عنها ،ألن واجب المؤمن يقتضيه أن يقوم
بإحصاء تلك المتغيرات وقت إبرام العقد ،وأن يجرى حساباته على
سند من تحققها ،وأن يحدد سير الخطر على هذا األساس(. )1
ويقع عبء إثبات هذا الشرط على عاتق المؤمن ،ويالحظ أن
تقدير أثر هذه الظروف على فكرة الخطر ال تعتبر مسألة موضوعية
يستقل القاضى بالفصل فيها طبقا لقواعد تفسير العقود ،وإنما هى
مسألة قانونية يخضع فيها لرقابة محكمة النقض(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص019
()0د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص312
()3د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص322
129
-2يجب أن تكون تلك الظروف التى أدت إلى تزايد الخطر
معلومة للمؤمن له :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
131
إذا كان اإللتزام المبدئى باإلعالن عن الخطر يقوم فى جميع
أنواع التأمين ،فإن اإللتزام باإلخطار عن الظروف التى تزيد الخطر
ال يكون إال فى التأمين من األضرار وبعض صور التأمين على
األشخاص غير التأمين على الحياة .
أما فى التأمين على الحياة فليس هناك التزام على المؤمن له
باإلخطار عن الظروف التى تزيد الخطر ،ألن هذا النوع من التأمين
يقتضى بطبيعته أن يتحمل المؤمن تبعة جميع ما يطرأ من ظروف
يكون من شأنها تزايد الخطر ،ألنها حتى ولو لم تكن معلومة للمؤمن
فإنها متوقعة ،ومن ثم فهى تدخل فى اعتباره عند إبرامه للعقد ،كالتقدم
فى السن ،والمرض ،والقيام برحالت حتى ولو كانت خطيرة ،
وبالتالى فال محل لإلخطار بها(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
131
* تنفيذ اإللتزام باإلخطار :
نفرق فى هذا الشأن بين ما إذا كان ت فاقم الخطر يرجع إلى فعل
المؤمن له ،أم إذا كان تفاقم الخطر نتيجة لفعل الغير.
ففى الحالة األولى :وهى حالة ما إذا كان تفاقم الخطر يرجع
لفعل المؤمن له ،كما لو قام المؤمن له بتخصيص المكان المؤمن عليه
ضد الحريق لتخزين مواد كيماوية ،ففى هذه الحالة يجب على المؤمن
له أن يقوم بإخطار المؤمن بالتعديل الذى يزمع اتخاذه والذى يترتب
،فليس هناك ميعاد معين لهذا () 1 عليه تفاقم الخطر قبل إحداثه فعال
اإلخطار ،لكن من الواجب أن يتم هذا اإلخطار قبل إحداث الظروف
الجديدة ليس بعدها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
132
التأمين على غير ذلك ،كأن يشترط فى وثيقة التأمين ضرورة حصول
المؤمن له على تصريح كتابى من المؤمن قبل إحداث التغيير وإال سقط
حقه ،وقد قضت محكمة النقض فى ذلك بأنه " متى كان عقد التأمين
قد نص على أن كل تغيير أو تعديل يحدث بالنسبة إلى الغرض الذى
أعد من أجله المكان المحفوظ فيه البضائع المؤمن عليها ،أو
اإلستعمال الذى خصص من أجله ،ويكون من شأنه زيادة المخاطر ،
دون قبول كتابى من المؤمن ،يحرم المستأمن من حقه فى التعويض،
وكان الثابت هو أن المستأمن قد استعمل هذا المكان عند تحرير عقد
التأمين فى عملية تنظيف الحبوب الملوثة بالمازوت بواسطة غسلها
بالبترول ،وأنه أقام به فرنا لتسخين المياه الالزمة لتلك العملية بالقرب
من مكان البضائع التى احترقت ،فإن الحكم ال يكون قد أخطأ إذا قرر
حرمانه من حقه(. )1
أما فى الحالة الثانية :وهى حالة ما إذا كان تزايد الخطر راجعا
لفعل الغير ،كما إذا أقام الغير بجوار المصنع المؤمن عليه ضد
الحريق محطة بنزين ،فهنا يقوم التزام المؤمن له باإلخطار بمجرد
علمه بهذه الظروف الجديدة ،ونظرا ألن المشرع لم يقم بالنص على
هذه المدة التى يجب خاللها اإلخطار ،لذلك يجب أن يتم هذا اإلخطار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
133
خالل مدة معقولة يقوم القاضى بتحديدها عند النزاع ،إال إذا وجد فى
وثيقة التأمين شرطا يحددها وقد كان المشروع التمهيدى للقانون
المدنى يحدد هذه المدة بعشرة أيام من وقت علم المؤمن له بالظروف
الجديدة ،غير أنه يجوز اإلتفاق على مدة أطول من ذلك(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
134
جـ -آثار اإلخطار :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
135
-2استبقاء العقد مع زيادة قسط التأمين :
قد يختار المؤمن اإلبقاء على العقد بدون زيادة على الرغم من
تغير الظروف التى نشأ فى ظلها ،ألن مصلحة العمل تتطلب ذلك
نظرا ألهمية العميل بالنسبة له خاصة إذا كانت الظروف الجديدة غير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
136
مؤثرة على حساباته المتعلقة بالخطر لدخولها فى اعتباره عند التعاقد،
وأن ما يتحمله من ضمان تفاقم الخطر ال يتناسب إطالقا مع ما قد يلحقه
من خسارة من جراء تمسكه باإلنهاء أو زيادة القسط(. )1
-إذا علم المؤمن بتفاقم الخطر وصدر من جانبه ما يدل على رغبته
فى ابقاء العقد دون زيادة فى القسط ،كما إذا استمر فى تحصيل
األقساط دون زيادة ،وكذلك إذا قام المؤمن بدفع مبلغ التأمين للمؤمن
له فى حالة وقوع الكارثة دون أن يصدر من جانبه ما يدل على تمسكه
بزيادة القسط .
-إذا قام المؤمن بعد إخطاره بتفاقم الخطر بتوجيه اقتراح للمؤمن له
بزيادة قيمة القسط فيرفضه المؤمن له ،فيعتبر المؤمن قد قبل إبقاء
العقد دون زيادة فى القسط إذا لم يطلب الفسخ خالل مدة معقولة ،حيث
يعتبر سكوته هذا قبوال لبقاء العقد دون زيادة فى القسط .
-إذا اقترن اخطار المؤمن له للمؤمن بتفاقم الخطر اقتراح بإبقاء العقد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
137
دون زيادة فى القسط ،فيعد سكوت المؤمن عن الرد خالل مدة معقولة،
أنه قبول إلقتراح المؤمن له ،ويشمل الضمان فى هذه الحالة الخطر
فى ظروفه الجديدة بالشروط القديمة فى عقد التأمين(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
138
نزوال ضمنيا عن طلب الفسخ قيام المؤمن بقبض األقساط دون زيادة
أو قيامه بدفع مبلغ التأمين عند تحقق الخطر المؤمن منه(. )1
ويتم طلب انهاء العقد بخطاب موصى عليه بعلم الوصول يرسله
، () 3 المؤمن للمؤمن له ،وينتهى العقد من تاريخ اإلخطار بالفسخ
ويترتب على اإلنهاء انقضاء التزام المؤمن بالضمان ،والتزام المؤمن
له بدفع األقساط من وقت اإلخطار دون أثر رجعى ،ومن ثم فيجب
على المؤمن أن يرد للمؤمن له ما تقاضاه مقدما من أقساط عن المدة
التالية لوقت اإلنهاء ،ذلك أن دفع هذا الجزء من األقساط يصبح بدون
مبرر إذ ال يتحمل المؤمن مسئولية الضمان عن هذه المدة ،فإذا كان
اإلنهاء مترتب على فعل المؤمن له حيث تسبب بفعله فى تفاقم الخطر
فإنه يكون للمؤمن الحق فى التعويض ،وقد يكون التعويض المناسب
هو أن يستبقى المؤمن جميع األقساط التى قبضها من المؤمن له عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
139
الفترة الجارية وقت إجراء اإلنهاء بحيث يكون الجزء من القسط عن
المدة التالية لإلنهاء بمثابة تعويض(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
141
صحيحة عنها أثناء سريان العقد .
141
يوقع عليها المؤمن ،والغش فيها أو إخفاء حقيقة األمر يجعل التأمين
باطال"(.)1
مما سبق يتضح لنا أنه فى حالة سوء نية المؤمن له فيكون
للمؤمن أن يطلب بطالن العقد ،ومن ثم فيزول التزامه بضمان الخطر
بأثر رجعى ،سواء تحقق الخطر قبل تقرير البطالن أو بعده ،فإذا
تحقق الخطر قبل أن يتقرر البطالن ورجع المؤمن له على المؤمن
بالتعويض ،ثم انكشفت الحقيقة وبطل العقد ،فإن للمؤمن أن يسترد
ما دفعه من تعويض ،وال يجوز للمؤمن له أن يرجع بشئ على
المؤمن.
وفى حالة تفاقم الخطر فإن اآلثر الرجعى للبطالن ال يبدأ إال من
لحظة اإلخطار العمدى غير الصحيح(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
142
فى األقساط التى تم دفعها ،وكذلك يكون له الحق فى المطالبة باألقساط
التى لم تستحق إلى اليوم الذى يتقرر فيه البطالن(. )1
أما إذا كان المؤمن له حسن النية أى لم يتعمد إخفاء البيانات ،
أو لم يقصد من اإلدالء بالبيانات غير الصحيحة اإلضرار بالمؤمن ،
فإن الجزاء ال يكون البطالن ،وإنما جزاء أخف من ذلك بما يتناسب
مع حسن نيته ،غير أن هذا الجزاء يختلف بحسب الوقت الذى اكتشف
فيه المؤمن الحقيقة قبل وقوع الخطر أم بعد وقوع الخطر(. )0
ففى حالة اكتشاف الحقيقة قبل تحقق الخطر المؤمن منه ،فإن
للمؤمن الخيار بين اإلبقاء على العقد مع زيادة القسط ،وبين طلب
الفسخ ،ففى حالة اختيار المؤمن اإلبقاء على العقد مع زيادة القسط
فيلزم لذلك موافقة المؤمن له على هذه الزيادة ،فإذا رفض المؤمن له
فال يكون أمام المؤمن إال الخيار الثانى وهو فسخ العقد ،وفى حالة
الفسخ يتوقف عقد التأمين عن السريان بالنسبة للمستقبل فال يكون
المؤمن ملتزما بضمان الخطر وال يكون المؤمن له ملتزما بدفع القسط،
أما بالنسبة للماضى حيث كان العقد ساريا فإن المؤمن يظل محتفظا
باألقساط التى قبضها فى مقابل الضمان الذى تمتع به المؤمن له خالل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
143
هذه الفترة ،أى ال يكون للفسخ أثر رجعى فال يرد المؤمن للمؤمن له
أقساط الفترة السابقة على الفسخ ألنه تحمل خاللها الضمان ،أما ما
قبضه من أقساط عن الفترة الالحقة على الفسخ والتى لم يعد فيها العقد
قائما فال يجوز له أن يستبقيه ويجب عليه رده(. )1
أما إذا تم اكتشاف الحقيقة بعد وقوع الخطر المؤمن منه ،فإن
الجزاء فى هذه الحالة يكون تخفيض مبلغ التأمين بما يحقق التناسب
بين األقساط التى قام المؤمن له بدفعها بالفعل ،واألقساط التى كان
يجب عليه دفعها فى حالة إعالنه البيانات الحقيقية للخطر أو ظروف
تفاقمه(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
144
* حكم خاص بالنسبة للتأمين على الحياة :
فالمادة 191مدنى تنص على أنه " -1ال يترتب على البيانات
الخاطئة وال على الغلط فى سن الشخص الذى عقد التأمين على حياته
بطالن التأمين ،إال إذا كانت السن الحقيقة للمؤمن عليه تجاوز الحد
المعين الذى نصت عليه تعريفة التأمين -0 .وفى غير ذلك من
األحوال ،إذا ترتب على البيانات الخاطئة أو الغلط ،أن القسط المتفق
عليه أقل من القسط الذى كان يجب أداؤه ،وجب تخفيض مبلغ التأمين
بما يتعادل مع النسبة بين القسط المتفق عليه والقسط الواجب أداؤه
على أساس السن الحقيقة -3 .أما إذا كان القسط المتفق على دفعه أكبر
مما كان يجب دفعه على أساس السن الحقيقة للمؤمن على حياته ،
وجب على المؤمن أن يرد دون فوائد ،الزيادة التى حصل عليها ،
وأن يخفض األقساط التالية إلى الحد الذى يتناسب مع السن الحقيقية
للمؤمن عليه" .
من خالل هذا النص يتضح لنا أن المشرع لم يفرق فيما وضعه
من أحكام بين حالة إخالل المؤمن له بإلتزامه باإلعالن بسوء نية ،
145
وبين إخالله بحسن نية متى كان هذا اإلعالن يتعلق بسن المؤمن عليه،
حيث يقرر النص جزاء البطالن حتى ولو لم يتوافر فى المؤمن له سوء
النية متى كانت السن الحقيقية للمؤمن عليه تجاوز الحد المعين الذى
نصت عليه تعريفة التأمين على أساس أن المؤمن ما كان ليتعاقد لو
كان يعلم بحقيقة السن ،أى يجب إلعمال البطالن فى هذه الحالة أن
تكون السن الحقيقية للمؤمن على حياته أكبر من السن الذى قرره
المؤمن له ،ومتى تقرر البطالن فإن المؤمن يتحلل من التزامه بضمان
تبعة الخطر ،ويجب عليه فى مقابل ذلك أن يرد للمؤمن له األقساط
المدفوعة حتى ولو كان المؤمن له سئ النية(. )1
أما إذا كان سن المؤمن على حياته ال يجاوز الحد المعين الذى
نصت عليه تعريفة التأمين ،فهنا ال يبطل العقد حتى ولو كان المؤمن
له سئ النية ،حيث يمكن إعادة التوازن للعالقة العقدية وفقا لنظرية
تناسب القسط مع الخطر عن طريق تخفيض مبلغ التأمين بما يتعادل
مع النسبة بين القسط المتفق عليه والقسط الواجب أداؤه على أساس
السن الحقيقة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
146
حتى لو ادعى أن الغلط فى سن المؤمن عليه كان هو الدافع للتعاقد ،
ألنه يصعب تصديق ادعاء المؤمن متى كانت السن الحقيقية للمؤمن
عليه تدخل فى الحدود المقررة لتعريفة التأمين ،فشمول تعريفة التأمين
للسن الحقيقية للمؤمن عليه يفيد أن المؤمن يقبل التأمين على المؤمن
عليه حتى ولو كان القسط قد حدد على أساس البيان الخاطئ ،فهذا
البيان الخاطئ يؤثر فى هذه الحالة فى تقدير قيمة القسط ،وال يؤثر
فى مبدأ قبول المؤمن للتأمين ،األمر الذى يمكن عالجه بتخفيض مبلغ
التأمين وليس بطالن العقد(. )1
المطلب الثالث
فى حالة وقوع الخطر المؤمن منه فهنا يتحقق اإللتزام الثالث
للمؤمن له وهو إبالغ المؤمن بوقوع الخطر (الكارثة) ،فمتى وقع
الخطر ( الوفاة ،أو الحريق ،اإلصابة ،أو غير ذلك) أو ما يسمى فى
لغة التأمين الكارثة فمعنى ذلك أن حياة عقد التأمين قد انتهت ،ومن
ثم فيلتزم المؤمن بدفع مبلغ التأمين المستحق وفقا لوثيقة التأمين(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
147
لإلستيثاق من أن الحادث الذى وقع يطابق الخطر الذى تعهد بضمانه،
ومن ثم فيستطيع أن يتخذ كافة الوسائل الالزمة لوضع التزامه
بالضمان موضع التنفيذ ،فإخطاره بتحقق الخطر يعطى له الفرصة
لتدبير هذا األمر وتحديد حجم التزاماته قبل المؤمن له ،واتخاذ كل ما
،كأن يتخذ اإلجراءات الكفيلة للحد من تفاقم () 1 يلزم لتسوية الكارثة
الخطر ،أو يبادر بالرجوع على الغير إذا كان هو المتسبب فى وقوع
الكارثة ،لذلك كان من الطبيعى أن يلتزم المؤمن له أو صاحب
المصلحة بإخطار المؤمن حتى يتخذ المسلك الذى يحقق مصلحته ،
فهذا األمر تقتضيه خصيصة الثقة التى يتصف بها عقد التأمين(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عابد فايد ،المرجع السابق ،ص041
()0د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1991
()3د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص393
148
أوال :مضمون اإللتزام باإلخطار :
يقتضى الحديث عن مضمون اإللتزام باإلبالغ عن وقوع
الحادث المؤمن منه معرفة من يجب عليه اإلخطار بوقوع الحادث
المؤمن منه ؟ ،وما هى البيانات التى يجب أن يشتمل عليها اإلخطار؟،
وما هو شكل وميعاد اإلخطار؟ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص111
()0د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص312
149
-2البيانات التى يجب أن يشتمل عليها اإلخطار :
لما كان الهدف من اإللتزام باإلخطار هو تمكين المؤمن من
اتخاذ مسلك يحقق مصلحته ،لذلك فقد استقر العمل على أن يقوم
المؤمن له بإخطار المؤمن بالظروف األساسية التى أحاطت بوقوع
الكارثة ،كتاريخ وقوعها ،ومكانها ،وأسبابها ،وما تخلف عنها من
آثار ،ومالبساتها والظروف المحيطة بها ،وبكل بيان يساعد المؤمن
على تقدير اآلثار التى ستترتب على تحقق الكارثة .
كما يرتبط اإللتزام باإلبالغ عن وقوع الكارثة ببعض
اإللتزامات األخرى كضرورة إبالغ السلطات المختصة ،ومحاولة
حصر آثر الكارثة فى أضيق نطاق ،غير أن التزام المؤمن له باإلدالء
بالبيانات السابقة ال يلزم فيه اإلدالء ببيانات تفصيلية ،وإنما يكون
اإلبالغ فى حدود ما يعلمه فقط( ، )1آلن اإلخطار يجب أن يتم فى خالل
مدة قصيرة فقد يكون من المتعذر على المؤمن له اإلحاطة بكل تفاصيل
الحادث ،لذلك يقتصر اإلخطار على البيانات الجوهرية التى يستطاع
التعرف عليها خالل هذه المدة(. )0
ويقتضى واجب حسن النية والثقة المشروعة أن يقوم المؤمن له
بإتخاذ كل مسلك يكون من شأنه إيقاف وقوع الخطر والحد من نتائجه،
فإذا أخل بواجبه فى تنفيذ هذا اإللتزام عن إهمال وتقصير ،جاز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عابد فايد ،المرجع السابق ،ص049
()0د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص114
151
تخفيض التعويض بقدر الضرر الراجع إلى موقفه السلبى(. )1
ووفقا لما استقر عليه الفقه المصرى فإنه يجوز أن يشترط فى
اإلخطار شكال خاصا ،كأن يتفق أن يكون كتابي أو بخطاب موصى
عليه بعلم الوصول(. )0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص311
()0د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1912
()3د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص119
151
وتتحدد هذه المدة المعقولة على أساس الهدف من اإلخطار وهو تمكين
المؤمن من اتخاذ مسلك يحقق مصلحته ،لذلك فإذا تأخر المؤمن له
عن اإلخطار خالل المدة المعقولة دون مبرر فإنه يكون مسئوال عن
األضرار التى تلحق بالمؤمن من جراء هذا التأخير طبقا للقواعد
العامة.
وقد قضت محكمة النقض تطبيقا لذلك بأنه" إذا كانت بنود وثيقة
التأمين لم ترتب سقوط حق المؤمن له فى مبلغ التعويض جزاء عدم
إخطار الشركة المؤمنة بالحادث فى الميعاد المحدد فى الوثيقة ،كما
لم يرد بالتقنين المدنى نص يقرر الجزاء على إخالل المؤمن له
باإلخطار ،وإذ ال يكون سقوط الحق إال بإتفاق أو بنص قانونى وكانت
الطاعنة(شركة التأمين) لم تدع ثمة ضررا قد حاق بها بسبب التأخير
فى إخطارها بالحادث فى الميعاد المنصوص عليه فى الوثيقة مما
يترتب عليه انقاص مبلغ التعويض بقدر ما عسى أن يكون لحقها من
ضرر طبقا للقواعد العامة ،فإن الحكم المطعون فيه ال يكون قد خالف
القانون إذا لم يرتب أثرا على عدم إخطار شركة التأمين بالحادث فى
المدة المحددة"(. )1
وتبدأ مدة اإلخطار فى السريان من تاريخ علم المؤمن له أو
المستفيد بوقوع الحادث ،على نحو تنعقد به مسئولية المؤمن عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1نقض مدنى فى ، 1999 /9/09مجموعة أحكام النقض ،س ،11رقم ،021
ص1190
152
،ويبدأ احتساب مدة اإلخطار من اليوم التالى لعلم المؤمن () 1 الضمان
له بالكارثة ،وتنتهى هذه المدة عقب الساعة األخيرة من اليوم األخير
أى عقب الساعة الثانية عشر ليال ،حيث يعد المؤمن له قد نفذ إلتزامه
باإلخطار متى صدر هذا اإلخطار قبل نهاية هذه المدة(. )0
ثانيا :جزاء اإلخالل باإللتزام باإلخطار :
سكت التقنين المدنى عن النص على جزاء قانونى عن اإلخالل
باإللتزام باإلبالغ عن وقوع الكارثة ،ولهذا فقد أجاز القانون ألطراف
، () 3 عقد التأمين اإلتفاق على جزاءات إتفاقية لعدم القيام بهذا اإللتزام
وقد جرى العمل فى شركات التأمين على أن تتضمن وثائق التأمين
شرطا يقضى بسقوط حق المؤمن له فى التعويض إذا لم يخطر المؤمن
بوقوع الكارثة فى الوقت المتفق عليه ،سواء أكان حسن النية أم سئ
النية ،وحتى لو لم يترتب على اإلخالل بهذا اإللتزام ضرر بالمؤمن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص 1913
()0د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص319
()3د.عابد فايد ،المرجع السابق ،ص049
153
المؤمن أيضا الذى يتعرض ألبلغ الضررإذا ظل بعيدا عن الظروف
التى أحاطت بوقوع الخطر دون أن يساهم فى حماية حقوقه(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص319
()0د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1911
()3د.جالل إبراهيم ،المرجع السابق ،ص119
( )1تنص الفقرة األولى والثانية والثالثة من المادة 142مدنى على أنه " يقع
154
فالسقوط إذا هو جزاء اتفاقى يكون بمقتضاه للمؤمن أن يدفع
طلب المؤمن له بالضمان ،ويتحلل من تنفيذ تعهده رغم تحقق الخطر
المؤمن منه ،وذلك إلخالل المؤمن له بالتزامه سواء كان يتعمد هذا
اإلخالل أم كان مجرد تقصير منه ،غير أن سقوط حق المؤمن له
اليعنى زوال عقد التأمين ،فالعقد يظل ساريا سواء بالنسبة للماضى
أو بالنسبة للمستقبل ،حيث تبقى األقساط التى دفعها المؤمن له
واألقساط التى استحقت ولم تدفع حقا للمؤمن ،وفى مقابل ذلك يكون
للمؤمن له الرجوع على المؤمن بالضمان عن جميع الحوادث التى
وقعت فى الماضى فيما عدا الحادث الذى أخل باإللتزامات المتعلقة
به ،ويبقى العقد مرتبا كافة آثاره بالنسبة للمستقبل أيضا ،فيبقى المؤمن
له ملتزما بدفع األقساط عند حلول أجلها ،ويظل المؤمن ملتزما
بالضمان بالنسبة للحوادث التى تقع بعد ذلك شريطة أال يكون المؤمن
له قد أسقط حقه مرة أخرى عن أى حادث منها(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= باطال ما يرد فى وثيقة التأمين من الشروط اآلتية:
-1الشرط الذى يقضى بسقوط الحق فى التأمين بسبب مخالفة القوانين واللوائح
إال إذا انطوت هذه المخالفة على جناية أو جنحة عمدية-0 .الشرط الذى يقضى
بسقوط حق المؤمن بسبب تأخره فى إعالن الحادث المؤمن منه إلى السلطات
أو فى تقديم المستندات إذا تبين من الظروف أن التأخر كان لعذر مقبول -3.كل
شرط مطبوع لم يبرز بشكل ظاهر وكان متعلقاً بحالة من األحوال التى تؤدى
إلى البطالن أو السقوط.
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص341
155
ويالحظ أن سقوط الحق فى الضمان يختلف عن بطالن عقد
التأمين ،فالسقوط يفترض أن عقد التأمين قد نشأ صحيحا ،وال يؤثر
فقدان المؤمن له لحقه فى الضمان نتيجة إلخالله بإلتزامه باإلخطار
على وجود العقد ،فالعقد يظل ساريا ومرتبا آلثاره بالنسبة للماضى
والمستقبل ،وال يزول إال حق الضمان بالنسبة للحادث الذى أخل فيه
المؤمن له بالتزامه ،أما البطالن فكما ذكرنا سابقا يؤدى إلى زوال
العقد وانعدامه ،ومن ثم يجعل المؤمن يتحلل نهائيا من التزامه
بالضمان ،وله أن يسترد ما أداه من مبلغ التأمين بمقتضى العقد
الباطل(.)1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1919
156
فإن عبء إثبات ذلك يقع على عاتق المؤمن ،أما إثبات أن الخطر
الذى تحقق ليس مستبعدا من الضمان فيقع على عاتق المؤمن له ،وفى
الحالتين يكون للطرف اآلخر إثبات العكس ،كما يختلف سقوط الحق
عن اإلستبعاد اإلتفاقى فى أنه يحتج بإستبعاد الخطر فى مواجهة
المضرور والكافة ،فى حين أنه ال يحتج بسقوط الحق فى الضمان
على المضرور فى تأمين المسئولية(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص 341وما بعدها
()0د.عابد فايد ،المرجع السابق ،ص091
157
فيها المؤمن له إللتزاماته ،آلن هذا الشرط عام وغير محدد إللتزام
بعينه ،فالسقوط جزاء استثنائى ال يدخل فى جزاءات القواعد العامة
لذلك ال يجوز التوسع فى تفسيره(. )1
ولذلك فال يكفى أن يرد هذا الشرط فى النسخة التى تحت يد
المؤمن ،بل ال بد من وجوده فى النسخة التى بيد المؤمن له(.)3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص111
()0د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1990
()3د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص341
158
،ألن () 1 منفصل عن الشروط العامة فال يلزم كتابته بطريقة متميزة
الغاية من تطلب كتابة هذا الشرط بشكل بارز وظاهر وهى لفت نظر
المؤمن له تكون متحققة بالفعل فى اإلتفاق الخاص ،وتحديد ما إذا كان
شرط السقوط قد كتب بطريقة ظاهرة وبارزة هى مسألة واقع يستقل
بتقديرها قاضى الموضوع متى كان استخالصه سائغا(. )0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
159
أما فيما يتعلق بالعالقة بين المؤمن والغير :فإن المؤمن ال
يستطيع أن يتمسك بالسقوط فى مواجهة الغير المضرور الذى ينشأ له
حق مباشر فى ذمة المؤمن فى التأمين من المسئولية من وقت وقوع
الحادث ،فال يتأثر حق المضرور بالدفوع التى للمؤمن قبل المؤمن له
بعد وقوع الحادث ،فيلتزم المؤمن بدفع مبلغ التأمين للمضرور حتى
ولو كان التزامه نحو المؤمن له قد سقط ،أى أن المؤمن يصبح كفيال
أو ضامنا للمؤمن له ،ألنه يلتزم بأن يدفع للمضرور ما ليس هو ملتزما
بدفعه للمؤمن له ،ثم يرجع بعد ذلك على المؤمن له بما دفعه بإعتباره
كفيال وفى عنه الدين(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
161
الحوادث البدنية بعجز بدنى ونفسى يفقده الذاكرة ،أو إصابته بعجز
بدنى يمنعه من القيام باإلخطار عن وقوع الحادث فى الميعاد ،أما إذا
تبين من الظروف أن المؤمن له كان يستطيع بالرغم من إصابته
الجسيمة أن يكلف شخصا غيره باإلخطار فإنه ال يستطيع أن يتمسك
بما أصابه لدفع السقوط ،كما يلتزم المستفيد باإلخطار عن إصابة
المؤمن له أو عن وفاته(. )1
وال يعتبر جهل المستفيد بوجود تأمين لصالحه قوة قاهرة إذا
كان ذلك راجعا إلى خطئه ،أو كان على المؤمن له إخباره بالتأمين
والشروط الواردة به ،أو إذا نصت وثيقة التأمين على أن جهل المستفيد
ال يعتبر عذرا ،أما إذا كان جهل المستفيد ال يرجع إلى خطئه فإنه
يعتبر فى حكم القوة القاهرة ،ألن اإلخطار بوقوع الكارثة يتطلب العلم
بها األمر الذى يقتضى العلم بوجود التأمين بطبيعة الحال وهو غير
متحقق فى حالته(. )0
وفى حالة تحقق القوة القاهرة فإن اإللتزام باإلعالن يبدأ منذ
زوال القوة القاهرة بحيث يتعرض المؤمن له لتوقيع جزاء سقوط حقه
إذا تأخر فى هذا اإلخطار( ، )3ويقع عبء إثبات وجود القوة القاهرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
161
على عاتق المؤمن له ،ويتمتع قاضى الموضوع بسلطة تقديرية فى
ذلك(. )1
أما إذا كان التزام المؤمن له ينبغى القيام به فى ميعاد معين ،
وتخلف المؤمن له عن إخطار المؤمن بوقوع الحادث خالل هذا
الميعاد ،فإن اإللتزام يكون غير قابل لإلصالح بعد انقضاء هذا
الميعاد(. )3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عابد فايد ،المرجع السابق ،ص090
()0د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1991
()3د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص391
162
الحالة الثالثة :تنازل المؤمن عن التمسك بحقه فى سقوط مبلغ
التأمين :
يستطيع المؤمن له أن يتمسك بتنازل المؤمن عن شرط السقوط
ليتوقى بذلك آثر هذا الشرط ،ولكن ينبغى أن يكون هذا التنازل
واضحا ،فالتنازل ال يفترض ،ويجب على المؤمن له أن يثبته(.)1
ويعتد بتنازل المؤمن عن التمسك بحقه فى السقوط سواء كان
هذا التنازل صريحا أو ضمنيا ،ويمكن استخالص هذا التنازل
الضمنى من تصرفات المؤمن ،كقيام المؤمن فى التأمين على األشياء
بتعيين خبير لتقدير قيمة الخسائر ،أو قيامه فى التأمين ضد اإلصابات
البدنية بتعيين طبيب لفحص المؤمن له ،أو أن يقوم بدفع مبلغ التأمين
دون أى تحفظات(. )0
وال يعتبر من قبيل التنازل الضمنى الذى يعتد به قيام المؤمن
بإستالم اإلخطار من المؤمن له بعد فوات الميعاد ولو سلمه ايصاال
باالستالم مادام لم يبد منه ما يستفاد منه أنه تنازل عن حقه ،وكذلك ال
يعتبر من قبيل التنازل الضمنى تدخل المؤمن فى دعوى المسئولية
المرفوعة من المضرور على المؤمن له ،متى كان يقصد من تدخله
هذا دفع مسئولية المؤمن له قبل المضرور حتى يتوقى رجوع
المضرور عليه(. )3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عابد فايد ،المرجع السابق ،ص 090
()0د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1999
()3د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص142
163
وفى جميع األحوال فإن إثبات تنازل المؤمن عن التمسك بسقوط
حق المؤمن له ،مسألة موضوعية يمكن لقاضى الموضوع أن
يستخلصها من ظروف ومالبسات الدعوى المعروضة(. )1
المبحث الثانى
التزامات المؤمن فى عقد التأمين
يلتزم المؤمن عند تحقق الخطر المؤمن منه ،أو حلول األجل
المنصوص عليه فى وثيقة التأمين بدفع مبلغ التأمين لمستحقه (م
141 ،111مدنى)( ، )0وإذا قام المؤمن بالوفاء بإلتزامه للمؤمن له أو
المستفيد فإنه يحق له الرجوع على الغير الذى تسبب فى وقوع الخطر،
ومن خالل هذا المبحث سوف نتعرض لهذه اإللتزامات من خالل
مطلبين ،نخصص األول منها للحديث عن التزام المؤمن بدفع مبلغ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص399
()0تنص المادة 111على أنه " التأمين عقد يلتزم المؤمن بمقتضاه أن يؤدى إلى
المؤمن له أو إلى المستفيد الذى اشتراط التأمين لصالحه مبلغاً من المال أو إيرادا ً
مرتباً أو أى عوض مالي أخر فى حالة وقوع الحادث أو تحقق الخطر المبين
بالعقد وذلك فى نظير قسط أو أية دفعة مالية أخرى يؤديها المؤمن له للمؤمن".
وتنص المادة 141على أن "المبالغ التى يلتزم المؤمن فى التأمين على الحياة
بدفعها إلى المؤمن له أو إلى المستفيد عند وقوع الحادث المؤمن منه أو حلول
األجل المنصوص عليه فى وثيقة التأمين تصبح مستحقة من وقت وقوع الحادث
أو وقت حلول األجل دون حاجة إلى إثبات ضرر أصاب المؤمن له أو أصاب
المستفيد" .
164
التأمين ،وفى المطلب الثانى نتعرض لحق المؤمن فى الرجوع على
الغير .
المطلب األول
التزام المؤمن بدفع مبلغ التأمين
متى تحقق الخطر المؤمن منه أو حل أجل العقد فيصبح مبلغ
التأمين المستحق بمقتضى عقد التأمين واجب األداء ،واألصل أن
محل األداء الذى يلتزم به المؤمن هو مبلغ من النقود غير أنه يجوز
كما ذكرنا سابقا أن يكون هذا األداء عينى أى يتمثل فى إصالح الضرر
عينا ،فيجوز النص فى وثيقة التأمين على أن يكون محل التزام المؤمن
هو إصالح الضرر الذى أصاب الشئ المؤمن عليه .
وسواء أكان التزام المؤمن نقدى أم عينى ،فإنه ال يصبح
مستحق األداء إال إذا أثبت الدائن وقوع الحادث المؤمن منه على نحو
يدخل فى الضمان ،فإذا أثبت ذلك فإن المؤمن يلتزم بدفع المبلغ الذى
تم تحديده وفقا لقواعد تختلف بحسب ما إذا كان التأمين تأمينا من
األضرار أو تأمينا على األشخاص .
أوال :الدائن فى اإللتزام :
األصل أن الدائن فى اإللتزام بدفع مبلغ التأمين هو المؤمن له
طالب التأمين الذى تعاقد معه المؤمن إذا تعاقد لحساب نفسه ولمصلحته
أو خلفه العام فى حالة وفاته حيث يرثه ورثته ويصبحون هم الدائنون،
فإذا باع الحق المؤمن عليه فينتقل الحق إلى المشترى بإعتباره خلفه
165
الخاص ،وإذا أفلس المؤمن له فيحل محله فى الدائنية جماعة
الدائنين(.)1
ومع ذلك فإنه توجد حاالت يثبت فيها الحق فى مبلغ التأمين لغير
هؤالء ،وتتمثل هذه الحاالت فى :
-1قد يبرم المؤمن له التأمين لمصلحة شخص آخر يسمى
المستفيد كما فى التأمين على الحياة لمصلحة األوالد فيصبح المستفيد
هو الدائن بمبلغ التأمين ابتداء ال ارثا حتى ولو كان من الورثة وذلك
تطبيقا لقواعد اإلشتراط لمصلحة الغير(. )0
-0قد يثبت حق مباشر لشخص آخر غير المؤمن له ،فيكون
بمقتضاه هو الدائن بمبلغ التأمين كما فى التأمين على األشياء فدائنى
المؤمن له الذين لهم حق رهن على الشئ المؤمن عليه أو حق امتياز،
فيكون لهم الحق فى الحصول على مبلغ التأمين فى حدود مالهم فى
ذمة المؤمن له عند هالك هذا الشئ أو ضياعه وذلك تطبيقا لنظرية
الحلول العينى(م 1134 ، 1120 ، 1219 ، 112مدنى)(.)3
-3كما يثبت للمضرور فى بعض صور التأمين من المسئولية
حقا مباشرا قبل المؤمن فى مبلغ التأمين ،يخوله هذا الحق رفع دعوى
مباشرة قبل المؤمن بإعتباره دائنا بمبلغ التأمين فى حدود مقدار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1993
()0د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص313
()3د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص 144وما بعدها
166
التعويض المستحق(. )1
ثانيا :عبء إثبات وقوع الكارثة :
يقع على الدائن بمبلغ التأمين عبء إثبات وقوع الخطر المؤمن
منه وبيان تطابق أوصافه مع الخطر المتفق عليه فى وثيقة التأمين هذا
فى تأمين األضرار،على نحو تنعقد معه مسئولية المؤمن بالضمان ،
أما بالنسبة للتأمين على الحياة فيكفى إثبات واقعة الوفاة أو واقعة البقاء
على قيد الحياة وهى وقائع سهلة اإلثبات بطبيعتها(. )0
وقد يصعب اإلثبات فى بعض الحاالت خاصة حين يضع
المؤمن شروطا معينة لدخول الخطر فى ضمانه ،أو حين يستبعد
بعض أنواع وأسباب الخطر من ضمانه ،لذلك جرى العمل فى القضاء
من أجل دفع هذه الصعوبات على عدم تطلب دليال قطعيا ،فيكفى أن
يقدم الدائن ما يجعل ادعاءه قريبا إلى التصديق ،بأن يثبت وقوع
الحادث على نحو يستوفى من حيث الظاهر شروط استحقاق مبلغ
التأمين ،ويقع على المؤمن عبء إثبات عدم صحة هذا الظاهر(. )3
ففى التأمين من اإلصابات الجسدية يكفى الدائن أن يثبت أن
احتمال تحقق اإلصابة بسبب أجنبى هو اإلحتمال الغالب ،أى أن
الظروف ترجح احتمال عدم تعمد اإلصابة ورجوعها لسبب أجنبى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1991
()0د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص314
()3نقض مدنى فى ، 1991/1/11مجموعة أحكام النقض ،س،19ص102
167
حتى ولو لم يثبت ذلك بصورة قطعية ،وعلى المؤمن لكى يتخلص من
التزامه أن يثبت أن اإلصابة متعمدة(. )1
وفى التأمين على الحياة لمصلحة الغير يكفى أن يثبت المستفيد
(الدائن بمبلغ التأمين) أن سبب انتحار المؤمن له هو مرضا أفقد
المريض إرادته حتى يبقى التزام المؤمن قائما ،ألن األصل كما ذكرنا
سابقا أنه يخرج عن نطاق الضمان بقوة القانون الخطأ العمدى ،فإذا
انتحر المؤمن على حياته ،أو إذا تسبب المستفيد عمدا فى وفاة المؤمن
له بفعله أو تحريضه فال يستحق مبلغ التأمين على الحياة ،لكن إذا قام
المستفيد بإثبات أن انتحار المؤمن له يرجع إلى مرضا أفقده اإلرادة
فإن التزام المؤمن يظل قائما ،وعلى المؤمن لكى يتخلص من التزامه
أن يثبت أن المؤمن على حياته مات منتحرا(. )0
وفى التأمين ضد السرقة ال يكفى ليستحق المؤمن له مبلغ التأمين
مجرد اختفاء األشياء المؤمن عليها ،وانما يتعين على المؤمن له أن
يثبت أن هذه األشياء قد اختفت بسرقتها بأن يقدم دليال يقينيا يجعل ما
يبلغ عنه قريبا للتصديق حتى تتخذ محكمة الموضوع من مسلكه سندا
فى تكوين عقيدتها بشأن صحة وقوع الحادث المبلغ عنه(.)3
وفى التأمين ضد الحريق فقد افترض المشرع أن ضياع األشياء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص149
()0د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص314
()3نقض مدنى فى 1991/1/11السابق اإلشارة إليه
168
المؤمن عليها أو اختفاءها أثناء الحريق إنما كان بسببه ،وإذا أراد
المؤمن أن يبرئ ذمته فعليه أن يثبت أن هذا الضياع أو االختفاء كان
بسبب آخر كالسرقة ( م 3/199مدنى)(. )1
مما سبق يتضح لنا أن القضاء يتجه وتؤيده بعض النصوص
التشريعية إلى تيسير عبء اإلثبات على الدائن بمبلغ التأمين ،فلم
يتطلب تقديم دليال قطعيا ،وانما اكتفى بأن يقدم الدائن ما يدل على
وقوع الحادث المؤمن منه بحسب الظاهر وفقا لألوصاف المتفق عليها
فى وثيقة التأمين ،وجعل على عاتق المؤمن إثبات العكس حتى يتحلل
من التزامه .
ثالثا :مقدار التزام المؤمن (محل التزام المؤمن ) :
كما سبق أن ذكرنا سابقا أن تقدير مبلغ التأمين المستحق فى ذمة
المؤمن يتم بطريقة تختلف بإختالف نوع التأمين ،ففى التأمين من
األضرار يتحدد المبلغ المستحق فى ذمة المؤمن وفقا للمبدأ التعويضى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1تنص المادة 199مدنى على أنه" -1فى التأمين من الحريق يكون المؤمن
مسئوال عن كافة األضرار الناشئة عن حريق ،أو عن بداية حريق يمكن أن
يصبح حريقا كامال ،أو عن خطر حريق يمكن أن يتحقق -0 .وال يقتصر
التزامه على األضرار الناشئة مباشرة عن الحريق بل يتناول أيضا األضرار
التى تكون نتيجة حتمية لذلك ،وباألخص ما يلحق األشياء المؤمن عليها من
ضرر بسبب اتخاذ وسائل اإلنقاذ أو لمنع امتداد الحريق -3 .ويكون مسئوال عن
ضياع األشياء المؤمن عليها أو اختفائها أثناء الحريق ما لم يثبت أن ذلك كان
نتيجة سرقة ،كل هذا ولو أتفق على غيره".
169
حيث يعتبر مبلغ التأمين المنصوص عليه فى العقد حدا أقصى لما يمكن
أن يدفعه المؤمن للدائن ،فال يجوز وفقا للمبدأ التعويضى أن يزيد مبلغ
التعويض الذى يجب دفعه عن مقدار الضرر الذى لحق المؤمن له .
ومن المتفق عليه أن العبرة فى تأمين األشياء هى بقيمة الشئ
المؤمن عليه عند وقوع الخطر ال وقت ابرام العقد ،فإذا ما ترتب على
استعمال الشئ المؤمن عليه نقص قيمته ،فإن هذا النقص يعتبر مقابال
إلستعمال الشئ ،ومن ثم فال يلتزم المؤمن بالتعويض إال على أساس
قيمة الشئ المؤمن عليه وقت تحقق الخطر(. )1
وفى التأمين من المسئولية عن حوادث السيارات يتحدد مقدار
التزام المؤمن بقيمة ما يحكم به قضائيا بصفة نهائية من تعويض مهما
،لذلك جرى العمل فى شركات التأمين على اشتراط ()0 بلغت قيمته
سقوط حق المؤمن له فى مبلغ التأمين إذا تصالح مع الغير أو إذا أقر
بمسئوليته ،وكذلك إذا صدر حكم على المؤمن له دون إخطار المؤمن
أو اشراكه فى الدعوى ،وذلك لمنع التواطؤ بين المؤمن له والغير ،
اذ قد يتم االتفاق على مسئولية وهمية ،أو ينفرد المؤمن له بدفاع هزيل
يؤدى إلى الحكم عليه بالتعويض وذلك بقصد تحميل المؤمن بأدائه ،
لذلك استقر الرأى على مشروعية مثل هذه الشروط واعفاء المؤمن
من التعويض فى حالة اإلخالل بها(. )3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص319
()0نقض مدنى فى ، 1912/1/9مجموعة أحكام النقض ،س ، 01ص13
( )3د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص319
171
أما فى التأمين على األشخاص فيتحدد محل التزام المؤمن
بالمبلغ المنصوص عليه فى العقد ،حيث يلتزم المؤمن بسداد مبلغ
التأمين المذكور فى وثيقة التأمين كامال إذا حل أجل العقد أو تحقق
الخطر المؤمن منه .
المطلب الثانى
رجوع المؤمن على الغير المسئول
قد يقع الخطر المؤمن منه بفعل الغير فتنعقد مسئوليته قبل
المؤمن له ،فيكون للمؤمن له وفقا للقواعد العامة فى المسئولية المدنية
الرجوع عليه لمطالبته بالتعويض عما أصابه من ضرر ،كما أن
المؤمن يلتزم ايضا بتحقق الخطر المؤمن منه بأن يدفع للمؤمن له مبلغ
التأمين ،وال يجوز له أن يتحلل من التزامه بدفع مبلغ التأمين بحجة
أن المؤمن له يملك الرجوع على الغير المسئول عن الحادث(. )1
ولكن هل يجوز للمؤمن أن يرجع على الغير المسئول عن
الحادث بمبلغ التأمين الذى أداه للمؤمن له أو الحلول محل المؤمن له؟،
تختلف اإلجابة على هذا السؤال بحسب ما إذا كنا بصدد تأمين على
األشخاص ،أم تأمين من األضرار.
* مدى جواز رجوع المؤمن على الغير فى التأمين على األشخاص :
أورد المشرع نصا خاصا فى شأن التأمين على الحياة يكون
بمقتضاه للمؤمن له وحده حق الرجوع على الغير المسئول وال يجوز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1نقض مدنى فى ، 1949/1/1مجموعة أحكام النقض ،س، 12ص11
171
للمؤمن أن يحل محله فى هذا الرجوع ،فالمادة 194تنص على أنه"
فى التأمين على الحياة ال يكون للمؤمن الذى دفع مبلغ التأمين حق فى
الحلول محل المؤمن له أو المستفيد فى حقوقه قبل من تسبب فى
الحادث المؤمن منه أو قبل المسئول عن هذا الحادث " .
يالحظ أن هذا النص السابق يتفق مع مبدأ جواز الجمع بين مبلغ
التأمين والتعويض ،فاللمؤمن له أن يجمع بين مبلغ التأمين وتعويض
المسئولية فى التأمين على األشخاص لعدم خضوعه للمبدأ التعويضى
فمبلغ التأمين ال يقصد به تعويض ضرر ما ولكنه مقابل األقساط التى
تم دفعها( ، )1فهو ال يجمع بين تعويضين وإنما بين مبلغ مدخر مستحق
بمقتضى عقد التأمين وبين تعويض مستحق له فى ذمة الغير بمقتضى
مسئوليته( ، )0وال يجوز للمؤمن أن يتنصل من التزامه قبل المؤمن له
بحجة أنه يملك الرجوع على الغير المسئول عن الحادث لمطالبته
بالتعويض(. )3
كما يحظر هذا النص على المؤمن أن يرجع على الغير المسئول
وال أن يحل محل المؤمن له أو المستفيد فى حقوقه قبل الغير المتسبب
فى الحادث ،وهذا النص من النظام العام فال يجوز اإلتفاق على ما
يخالفه ،فال يجوز اإلتفاق فى وثيقة التأمين وال بعد وقوع الحادث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1191
()0د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص394
()3د.جالل ابراهيم ،المرجع السابق ،ص914
172
المؤمن منه على أن يحل المؤمن محل المؤمن له فى الرجوع على
المسئول(.)1
كما ال يجوز للمؤمن الرجوع على الغير المسئول بدعوى
شخصية تأسيسا على قواعد المسئولية التقصيرية بحجة أن الغير
المسئول قد ألحق به ضررا يتمثل فى اضطراره الوفاء بمبلغ التأمين،
ألن هذا الوفاء ما هو إال تنفيذا إللتزامه التعاقدى الذى تقاضى فى
مقابله أقساط التأمين ،فلوال وجود عقد التأمين لما التزم المؤمن بدفع
،فال يوجد رابطة سببية بين خطأ الغير وبين الضرر ()0 مبلغ التأمين
المدعى به ،كما أن عنصر الضرر نفسه غير متحقق ،فلو أجزنا
للمؤمن الرجوع على المسئول ألدى ذلك إال إثراء المؤمن دون سبب
حيث يحصل على تعويض من الغير دون أن يكون الغير قد ارتكب
خطأ نحوه(. )3
ولكن هل يفهم من اقتصار نص المادة 194مدنى المتعلق
بالتأمين على الحياة على منع حلول المؤمن محل المؤمن له فى هذا
النوع من التأمين أن هذا الحظر متعلق بهذا النوع من التأمين فقط ؟ ،
ومن ثم فيجوز فى األنواع األخرى من التأمين على األشخاص حلول
المؤمن محل المؤمن له فى الرجوع على المسئول ،إن القول بجواز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص119
()0نقض مدنى فى ، 1990/10/0مجموعة أحكام النقض ،س، 13ص1119
()3د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص1192
173
ذلك يتنافى مع اإلعتبارات النى يقوم عليها حظر رجوع المؤمن على
الغير المسئول ،ويتعارض أيضا مع جواز جمع المؤمن له بين مبلغ
التأمين والتعويض إلنعدام الصفة التعويضية ،فالوفاء الصادر من
المؤمن ال يبرئ ذمة الغير المسئول .
ولذلك فإنه حتى ولو لم ينص المشرع صراحة على حظر حلول
المؤمن محل المؤمن له فى باقى أنواع التأمين على األشخاص إال أن
اإلعتبارات والمبادئ التى يقوم عليها حظر الحلول فى التأمين على
الحياة تصدق على باقى أنواع التأمين على األشخاص ،ومن ثم فال
يجوز للمؤمن أن يرجع على الغير المسئول بدعوى الحلول ،لذلك
فمن األجدر بالمشرع المصرى أن يحظر الحلول بنص عام يشمل
جميع أنواع التأمين على األشخاص كما فعل المشرع الفرنسى حيث
نص صراحة على ذلك فى المادة 44من قانون 1932التى صارت
المادة 0-131من تقنين التأمين والتى تنص على أنه فى التأمين على
األشخاص ال يستطيع المؤمن بعد أن يدفع المبلغ المؤمن به أن يحل
فى حقوق المتعاقد أو المستفيد قبل الغير(. )1
* مدى جواز رجوع المؤمن على الغير فى التأمين من األضرار :
فى التأمين من األضرار كما سبق أن ذكرنا أن المشرع قد اعتنق
المبدأ التعويضى فال يحق للمؤمن له أن يتقاضى من مبلغ التأمين إال
القدر الالزم لتعويض الضرر الناتج عن الخطر المؤمن منه ،فإذا كان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص391
174
الضرر الذى لحقه أكبر من قيمة مبلغ التأمين فال تتحمله شركة التأمين
فالمادة 141مدنى تنص على ذلك بقولها "ال يلتزم المؤمن فى تعويض
المؤمن له إال عن الضرر الناتج من وقوع الخطر المؤمن منه بشرط
أال يجاوز ذلك قيمة التأمين" ، .ومن ثم فإنه يحق للمؤمن له أن يرجع
على الغير المسئول عن حدوث الحادث للحصول على التعويض
التكميلى أى ما يكمل اصالح الضرر الذى لحقه والذى لم يغطه مبلغ
التأمين ،فالتأمين من األضرارتسوده الصفة التعويضية ،فلو كان مبلغ
التأمين يعتبر تجميعا لألقساط لكان من حق المؤمن له أن يقبض هذا
المبلغ حتى ولو زاد عن قيمة الضرر(.)1
أما إذا كان مبلغ التأمين كافيا لتعويض كامل الضرر الذى لحق
بالمؤمن له ،فال يحق للمؤمن له أن يرجع بعد ذلك على الغير الذى
تسبب فى إحداث الحادث ،أى أنه ال يجوز للمؤمن له أن يجمع بين
مبلغ التأمين والتعويض المستحق فى ذمة الغير أو الحصول على
تعويض يزيد على مقدار الضرر ،وذلك حتى ال يتقاضى المؤمن له
مقدار ما لح قه من ضرر مرتين مرة من المؤمن وأخرى من المسئول
األمر الذى يؤدى إلى إثرائه بوسيلة غير مشروعة(.)0
فإذا إختار المؤمن له الرجوع على المؤمن فال يجوز له الرجوع
بعد ذلك على الغير المسئول إال بالقدر الزائد من الضرر الذى لم يشمله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص199
()0د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص0212
175
مبلغ التأمين أى بالتعويض التكميلى ،ولكن هل يحق للمؤمن أن يقوم
بالرجوع على الغير المسئول بمقدار ما أداه للمؤمن له من مبلغ تأمين؟،
لإلجابة على هذا السؤال نجد أن المادة 111مدنى تنص على أنه"
يحل المؤمن قانونا بما دفعه من تعويض عن الحريق فى الدعاوى
التى تكون للمؤمن له قبل من تسبب بفعله فى الضرر الذى نجمت عنه
مسئولية المؤمن ،ما لم يكن من أحدث الضرر قريبا ً أو صهرا للمؤمن
له ممن يكونون معه فى معيشة واحدة ،أو شخصا يكون المؤمن له
مسئوال عن أفعاله" .أى أنه يجوز للمؤمن فى التأمين من خطر
الحريق أن يحل محل المؤمن له فى الرجوع بمقدار ما أداه على الغير
المسئول عن الحادث حلوال قانونيا عمال بنص المادة 111مدنى ،
وبذلك ال يفلت المسئول من ناحية ويتفادى جمع المؤمن له لمبلغى
التعويض والتأمين(. )1
ولكن يالحظ أن المشرع قد اقتصر فى نص المادة 111مدنى
عند الحديث عن حق المؤمن فى الحلول محل المؤمن له على التأمين
من الحريق دون باقى أنواع التأمين ،فهل يقتصر الحلول على هذا
النوع من التأمين أم أنه يشمل جميع أنواع التأمين ؟
لقد جرى العرف التأمينى والقياس من ناحية أخرى على أن
للمؤمن الحق فى الحلول محل المؤمن له فى جميع أنواع التأمين من
األضرار وليس فى التأمين من الحريق فقط نظرا لوحدة العلة والهدف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص399
176
منه فيها جميعا ،وهو منع المؤمن له من الجمع بين تعويضين ومنع
إ فالت المسئول من مسئوليته ،فالفكرة األساسية التى تحكم التأمين من
األضرار والتى يترتب عليها منع الجمع هى أن هذا التأمين يتصف
بالصفة التعويضية وهذه الصفة متحققة فى كل أنواع التأمين من
األضرار ،فإذا كان المشرع المصرى لم يورد حكم الحلول إال بصدد
التأمين من الحريق فإن ذلك يرجع إلى كون المشرع لم يضع قواعد
تفصيلية للتأمين من األضرار إال بالنسبة للتأمين ضد الحريق ،فلو
كان المشرع قد وضع قواعد تفصيلية لكل أنواع التأمين من األضرار
لكان قد قضى بحكم الحلول فيها جميعا ،والذى يؤيد ذلك أن النص
المصرى الذى يقر حكم الحلول فى التأمين من الحريق مأخوذ من
قانون التأمين الفرنسى الذى يبسط حكم الحلول على جميع حاالت
التأمين من األضرار(. )1
ومن ثم فإن للمؤمن فى جميع أنواع التأمين من األضرار الحق
فى الحلول محل المؤمن له فى الرجوع على الغير المسئول ،فالمؤمن
حين يفى بمبلغ التأمين للمؤمن له يعتبر قد أوفى بدين التعويض
المستحق للمؤمن له فى ذمة الغير المسئول ،ذلك أنه فى حدود القدر
من تعويض المسئولية الذى يعادل مبلغ التأمين الذى يتصف بالصفة
التعويضية يكون أمام المؤمن له مدينان ،األول هو المؤمن ومصدر
التزامه هو عقد التأمين ،والثانى هو الغير المسئول ومصدر التزامه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص193
177
هو الفعل الضار ،فنكون أمام التزام تضاممى حيث يتعدد فيه مصادر
االلتزام ،ومن ثم فيحق للموفى بالدين أن يحل محل الدائن فى الرجوع
على المدين اآلخر متى كان الوفاء الصادر من الموفى مبرئا لذمة
المدين اآلخر ،صحيح أن المؤمن حين يفى للمؤمن له بمبلغ التأمين
إنما يوفى بدين مترتب فى ذمته شخصيا بمقتضى عقد التأمين ،ولكن
الصحيح ايضا أن قواعد الحلول مع الوفاء تنطبق حتى ولو كان الموفى
قد أوفى بدينه الشخصى متى أدى هذا الوفاء إلى ابراء ذمة مدين آخر
فى مواجهة الدائن(. )1
ومن ثم فإنه يحق للمؤمن الرجوع على الغير المسئول فى حدود
ما وفاه فقط ،حتى وان اختلف مصدر التزام المؤمن عن مصد التزام
الغير المسئول إال أنهما يجتمعان على نفس الهدف وهو تعويض نفس
الضرر ،فمجال الحلول يتحدد بالنظر إلى الصفة التعويضية للتأمين
حيث يدور مع هذه الصفة وجودا وعدما ،لذلك فإنه اليسرى فى
التأمين على األشخاص بينما ينطبق على التأمين من األضرارفى
جميع أنواعه( ، )0غير أن هذا الحلول ال يجوز إال بعد أن يقوم المؤمن
بالوفاء فعال للمؤمن ل ه ،فدور المؤمن هنا يقترب من دور المدين
المتضامن حيث يلتزم بالدفع دون تأخير للمؤمن له ،ثم يرجع على
المسئول ليتحمل مخاطر اعساره ومشاق اإلدعاء قبله(. )3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص193
()0د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص199
()3د.جالل ابراهيم ،المرجع السابق ،ص933
178
غير أن حلول المؤمن محل المؤمن له حلوال قانونيا هو أمر
متعلق بالنظام العام ،حيث يتحدد نطاقه بشروط معينة إذا توافرت هذه
الشروط ينتج الحلول آثاره.
أى أن نطاق الحلول هنا يتحدد بقدر مبلغ التأمين الذى دفعه
المؤمن ،وال يجوز للمؤمن أن يرجع على الغير المسئول قبل الوفاء
بمبلغ التأمين ،ويقع على عاتق المؤمن عبء إثبات قيامه بهذا الوفاء
المسبق وإال كانت دعواه فى الحلول غير مقبولة ،ويتم إثبات هذا
الوفاء عادة عن طريق تقديم مخالصة صادرة من المؤمن له ،أو ما
يفيد قبض شيك أو حوالة أو التحويل لحساب المؤمن له ،ويجوز
اإلثبات فى المسائل التجارية بشهادة الشهود والقرائن(.)0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص394
()0د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص0242
181
المؤمن ضده فى مقابل أن يمنع رجوع المؤمن عليه وهذا أمر ال تقره
العدالة وال يتسق مع القواعد العامة للقانون ،لذلك فإن ذمة المؤمن
تبرأ تجاه المؤمن له بقدر ما أضاعه المؤمن له عليه من فرص الرجوع
على الغير المسئول بدعوى الحلول(. )1
إذا فيشترط لحلول المؤمن محل المؤمن له قبل الغير أن يكون
للمؤمن له دعوى يرجع بها على الغير المسئول ،يستوى فى ذلك أن
تكون هذه الدعوى تقصيرية أو عقدية ،مبنية على خطأ ثابت كما إذا
أمن صاحب البضاعة على بضاعته من التلف أو الضياع أثناء النقل
فيحل المؤمن محله فى الرجوع بالمسئولية العقدية على أمين النقل ،
أو على خطأ مفترض ،كما إذا أمن المالك على عقاره ضد الحريق
فيحل المؤمن محله فى دعوى المسئولية العقدية المبنية على خطأ
المستأجر المفترض عن إحتراق العقار(. )0
-3أال يكون من أحدث الضرر قريبا أو صهرا للمؤمن له ممن
يكونون معه فى معيشة واحدة أو شخصا يكون المؤمن له
مسئوال عن أفعاله :
هذا الشرط نصت عليه العبارة األخيرة من المادة 111بقولها
" ما لم يكن من أحدث الضرر قريبا ً أو صهرا للمؤمن له ممن يكونون
معه فى معيشة واحدة ،أو شخصا يكون المؤمن له مسئوال عن أفعاله"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص429
()0د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص399
181
وترجع العلة فى هذا المنع إلى إعتبارات أدبية من ناحية
وإعتبارات قانونية من ناحية أخرى ،فاإلعتبارات األدبية تتمثل فى
أ نه إذا كانت الكارثة قد وقعت بفعل أقارب المؤمن له أو أصهاره أيا
كانت درجة قرابتهم ممن يكونون معه فى معيشة واحدة ،فالمفترض
أن المؤمن له لن يرجع عليهم لعالقته الخاصة بهم ،لذلك فال يجوز
للمؤمن أن يرجع على من لن يرجع عليهم المؤمن له ،كما أن الهدف
من إ قرارالحلول وهو حظر الجمع بين مبلغ التأمين والتعويض
سيتحقق فى هذه الحالة بدون الحلول ،ألن المؤمن له لن يرجع على
المسئول وبالتالى لن يحصل إال على مبلغ التأمين(. )1
وتتمثل اإلعتبارات القانونية فى أنه إذا كان من تسبب فى
الحادث ممن يسأل المؤمن له عن أفعاله كتابعه مثال ،فمن غير المقبول
قانونا رجوع المؤمن عليه وإال كان من حق المؤمن أن يرجع على
المؤمن له أيضا بإعتباره مسئوال عن أعمال تابعه ،وبرجوع المؤمن
على المؤمن له بإعتباره مسئوال عن أفعاله يكون المؤمن قد أخذ
باليسار ما أعطاه باليمين فتضيع على المؤمن له منفعة التأمين(. )0
ومنع المؤمن من الرجوع على األشخاص المسئولين عن
الحادث إذا كانت تربطهم بالمؤمن له عالقة خاصة يعتبر من النظام
العام فال يجوز االتفاق على ما يخالفه(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص399
()0د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص0243
()3د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص429
182
ثانيا :آثار الحلول :
متى توافرت الشروط الثالثة السابقة فإن الحلول يقع بقوة
القانون من وقت الوفاء بمبلغ التأمين ،وال يحل المؤمن محل المؤمن
له إال بمقدار ما أداه من مبلغ التأمين ،ولو كان أقل من التعويض
الواجب فى ذمة المسئول ،حيث يرجع المؤمن له بالباقى من التعويض
على الغير المسئول إلستيفاء ما بقى له من حق التعويض ،وهذه
القاعدة التى تحمى المؤمن له فى الرجوع على الغير المسئول
بالتعويض التكميلى تعد من النظام العام فال يجوز االتفاق على
مخالفتها(. )1
ويحرص المؤمن لكى يعود الحلول عليه بالمنفعة أن يقوم
بإخطار الغير المسئول بالحلول ،حتى ال يدفع الغير التعويض للمؤمن
له فتبرأ ذمته متى كان حسن النية ،كما يحرص المؤمن على أن
يحصل على مخالصة ثابتة التاريخ بالوفاء للمؤمن له ،حتى ال يسرى
فى حقه من هذا التاريخ الحجز الذى يوقعه دائنى المؤمن له على ما
لمدينهم لدى الغير المسئول ،آلنه من هذا التاريخ يقع الحجز على غير
محل ،آلن التعويض المستحق فى ذمة المسئول يصبح من حق
المؤمن(. )0
ويحل المؤمن محل المؤمن له بذات حق المؤمن له قبل الغير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.أحمد شرف الدين ،المرجع السابق ،ص410
()0د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص399
183
المسئول بما لهذا الحق من خصائص وما يلحقه من توابع وبما يكفله
من تأمينات وما يرد عليه من دفوع وفقا للقواعد العامة ،فتثبت لدعوى
المؤمن فى رجوعه على الغير المسئول نفس طبيعة دعوى المؤمن له
فتكون عقدية أو تقصيرية وفق طبيعة حق المؤمن له قبل الغير
المسئول ،ومن ثم فيستطيع أن يتمسك بالقرائن التى أنشأها القانون
لمصلحة المؤمن له فى رجوعه على الغير المسئول ،كما يستفيد من
العمل الذى يصدر من المؤمن له كالمطالبة القضائية التى يترتب عليها
قطع التقادم .
ويستفيد كذلك المؤمن من ضمانات التعويض المستحقة للمؤمن
له فى ذمة الغير فإذا تعدد المسئولون عن الضرر كانوا مسئولين
بالتضامن عن التعويض ويستطيع المؤمن أن يتمسك بهذا التضامن ،
فإذا كان الغير المسئول قد أمن ضد مسئوليته فيستطيع المؤمن الرجوع
على مؤمن الغير بالدعوى المباشرة التى تكون مقررة للمؤمن له
المضرور(. )1
وفى المقابل يستطيع الغير أن يتمسك بالدفوع التى كان له أن
يحتج بها فى مواجهة المؤمن له فى مواجهة المؤمن متى وجد سببها
قبل الوفاء بمبلغ التأمين ،فيجوز للغير المسئول أن يحتج على المؤمن
بإ نقضاء حق المؤمن له بالوفاء أو المقاصة أو اإلبراء ،كما يسرى
على المؤمن الحجز الذى يوقعه دائنى المؤمن له تحت يد الغير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.عبد الرزاق السنهورى ،المرجع السابق ،ص0241
184
المسئول إذا تم هذا الحجز قبل الوفاء بمبلغ التأمين ،أما الدفوع التى
يكون سببها قد تحقق بعد الوفاء بمبلغ التأمين فال يحتج بها على
المؤمن ،ومن ثم فإن الحجز الذى يتم تحت يد المسئول والالحق لتاريخ
الوفاء والحلول ال يحتج به على المؤمن(. )1
الفصل الخامس
مدة عقد التأمين وانقضاءه
نظرا ألن عقد التأمين من عقود المدة لذلك فإن األصل أن يقترن
العقد بمدة يسرى التأمين خاللها ،فلطرفي العقد حرية اإلتفاق على
المدة الالزمة لسريانه دون أن يتقيد إتفاقهم بحد أقصى ،كما يجوز لهم
اإلتفاق على إمتداد العقد بعد إنتهاء مدته األصلية .
وينتهى عقد التأمين بحسب األصل بإنتهاء مدته ،إال أنه قد
ينتهى قبل أوانه متى توافرت أسباب أخرى كالفسخ ،كما أن الحقوق
واإللتزامات الناشئة عن هذا العقد تنقضى بالتقادم .
لذلك سوف نتعرض لهذه المسائل من خالل هذا الفصل الذى تم
تقسيمه إلى ثالثة مباحث على النحو التالى :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1د.فتحى عبد الرحيم ،المرجع السابق ،ص121
185
المبحث األول
وقد يتفق الطرفان ضمنا على أن تكون مدة العقد أقل من سنة
كما فى التأمين من حوادث النقل حيث يستغرق تنفيذ عقد النقل مدة أقل
من سنة تتحدد بمدة الرحلة .
ولكن إذا لم تحدد مدة العقد صراحة أو ضمنا -وإن كان ذلك
من النادر حدوثه حيث تحرص شركات التأمين على إبراز مدة التأمين
فى الوثيقة تفاديا ألى نزاع – فإن العقد ال يبطل ،حيث سار العمل فى
هذه الحالة على إ عتبار التأمين معقودا لمدة سنة ،فمدة السنة هى الغالبة
فى التأمين .
186
وحرصا على صالح المؤمن لهم ومنعا من تورطهم فى اإللتزام
بعقود طويلة ،فقد استقر العرف التأمينى على تحديد أجل يستطيع كل
من الطرفين قبل حلوله بستة أشهر على األقل إنهاء عقد التأمين ،وذلك
إذا كانت مدته تزيد عن خمس سنوات ،فيجوز للمؤمن أوالمؤمن له
طلب إنهاء العقد فى نهاية كل خمس سنوات ،متى أخطر الطرف الذى
يريد اإلنهاء الطرف اآلخر بذلك عن طريق خطاب موصى عليه بعلم
الوصول قبل إنقضاء هذه المدة بستة أشهر على األقل ،ويسرى هذا
الحكم على جميع عقود التأمين فيما عدا عقد التأمين على الحياة حيث
أخضعه المشرع لحكم خاص فالمادة 149مدنى قد أجازت للمؤمن له
الذى التزم بدفع أقساط دورية التحلل فى أى وقت من العقد بإخطار
كتابى يرسله إلى المؤمن فتبرأ ذمته بذلك من األقساط الالحقة ،فال
يجوز للمؤمن أن يجبر المؤمن له على اإلستمرار فى سريان عقد
التأمين ،وكما سبق أن ذكرنا أنه ال يترتب على عدم دفع القسط إيقاف
تعهد المؤمن بدفع مبلغ التأمين ،وانما يجوز له فقط المطالبة بإنهاء
العقد أو تخفيض مبلغ التأمين المتفق عليه .
187
* امتداد عقد التأمين :
يشترط إلمتداد عقد التأمين توافر أربعة شروط وهى :أن يكون
العقد من عقود تأمين األضرار ،وأن يوجد شرط صريح وظاهر فى
وثيقة التأمين ينص على االمتداد ،وأن تنقضى مدة العقد األصلية ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
188
وأال يعارض المؤمن له فى امتداد العقد ،وهناك من الفقه من يضيف
شرط خامس وهو أن يكون العقد محدد المدة( ، )1وهو شرط بديهى ألن
العقد الغير محدد المدة ال محل للحديث عن امتداده ألن االمتداد يفترض
معه أن يكون العقد قد انتهت مدته ،أما العقد الغير محدد المدة فإنه
يمتد بطبيعته إلى أجل غير محدد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
189
ينقضى بإنتهاء مدته وال يمتد إلفتقاره إلى الشرط الصريح الظاهر،
وال يكون أمام الطرفين إال إبرام عقد جديد(.)1
الشرط الثالث :أن تنقضى مدة العقد األصلية بأكملها نهاية طبيعية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
191
لم يفسخ العقد فى الخمس سنوات األولى أو الثانية فإن العقد يستمر
للمدة الباقية دون أن يعد امتدادا للمدة األصلية بل استمرارا لها ،ألن
مدته األصلية لم تنته بكاملها ،فإذا إنتهت هذه المدة بأكملها أى بإنقضاء
الثالثة عشر سنة فهنا يتصور امتداد العقد بعد ذلك متى توافرت
شروطه(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
191
والعبرة فى إحتساب مدة اإلعتراض بتاريخ اإلستالم أى أن
يتصل التعبير المتضمن اإلعتراض على االمتداد بعلم من وجه اليه
قبل إبتداء الثالثين يوما التى ينتهى بعدها العقد األصلى ،أو مدد
االمتداد الالحقة بإنتهائها ،وليس بتاريخ التصدير ،ويعتبر الوصول
قرينة على اإلستالم ما لم يقم الدليل على العكس(م 91مدنى ) ،فإذا
ما وصل الخطاب أثناء مدة الثالثين يوما فال ينتج أثره( ، )1ألنه ينبغى
أن يصل قبل إبتداء الثالثين يوما .
إذا توافرت الشروط السابقة فإن عقد التأمين يمتد بقوة القانون
دون حاجة إلتفاق جديد ،أو القيام بأى إجراء آخر كتحرير وثيقة تأمين
جديدة أو ملحق لها(. )0
ويتم امتداد العقد لمدة سنة واحدة ،ويؤدى االمتداد إلى استمرار
العقد األصلى بكل شروطه وخصائصه وتأميناته فيما عدا مدته ،ويقع
باطال كل اتفاق على مد العقد لمدة تزيد على سنة ،فال يجوز اإلتفاق
على امتداد العقد ألكثر من سنة ،وإن كان يجوز اإلتفاق على مده لمدة
أقل من سنة(. )3
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
192
ونظرا ألن االمتداد ال يعتبر عقد جديد فإنه ال يشترط أن تتوافر
األهلية لدى المؤمن له وقت االمتداد ،حيث يكفى توافرها عند إبرام
العقد منذ البداية ،ومن ثم فإذا فقد أحد الطرفين أهليته وقت امتداد العقد
فإن ذلك ال يمنع االمتداد(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
193
المبحث الثانى
نظرا لكون عقد التأمين من عقود المدة ،لذلك فإنه ينقضى وفقا
للمجرى العادى لألمور بإنتهاء مدته المتفق عليها ،إال انه قد ينتهى
قبل إ نقضاء مدته كما سبق أن ذكرنا إذا كانت مدة العقد أكثر من خمس
سنوات فمن حق أى من طرفيه إنهاءه عند إنقضاء كل خمس سنوات،
وكذلك فى التأمين على الحياة فإن من حق المؤمن له أن يتحلل من
العقد بعد مضى سنة بإخطار كتابى يرسله المؤمن له للمؤمن قبل إنتهاء
الفترة الجارية ،ومن ثم فتبرأ ذمته من األقساط الالحقة .
وهناك أسباب أخرى إلنهاء العقد قبل أوانه سبق لنا دراستها
منها أسباب ترجع للمؤمن ومنها أسباب ترجع للمؤمن له نذكر منها ما
يلى :
-0فى حالة عدم قيام المؤمن له بدفع القسط بعد إعذاره ،فاللمؤمن
فسخ العقد بإرساله خطاب موصى عليه بعلم الوصول إلى المؤمن له
بإنقضاء عشرة أيام تبدأ من تاريخ الوقف أى بعد أربعين يوما من
تاريخ االعذار.
194
-3فى حالة إفالس المؤمن له ،فاللمؤمن الحق فى إنهاء العقد ،أو
اإلتفاق مع جماعة الدائنين على إستمرار سريان العقد على أن تصبح
جماعة الدائنين هى الملتزمة بمجموع األقساط التى تستحق من يوم
الحكم بشهر اإلفالس .
-1فى حالة التأمين على األشياء إذا قام المؤمن له بالتصرف فى الشئ
المؤمن عليه فمن حق المؤمن إنهاء العقد ،فليس هناك التزام على
المؤمن باإلبقاء على التأمين لصالح المتصرف إليه ،وله الحق فى
اإلبقاء على العقد ونقل التأمين إلى المتصرف إليه إذا عبر عن ذلك
ووافق المؤمن على هذا االنتقال(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
195
خمس سنوات ،فهناك رخصة لكل من المؤمن والمؤمن له فى طلب
فسخ العقد بعد مرور خمس سنوات على إنعقاده إذا كانت مدته تزيد
عن خمس سنوات ،بشرط إخطار المتعاقد اآلخر قبل انتهاء فترة
الخمس سنوات بستة أشهر على األقل ،غير أنه يلزم إلعمال رخصة
الفسخ الخمسى توافر عدة شروط ،بحيث إذا توافرت ينتج الفسخ آثره
القانونى .
الشرط األول :أن تكون مدة العقد أكثر من خمس سنوات :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
196
خمس سنوات(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
197
الشرط الثانى :أال يكون العقد تأمينا على الحياة :
الشرط الثالث :أن يتم اإل خطار بالرغبة فى الفسخ قبل نهاية مدة
الخمس سنوات بستة أشهر على األقل :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
198
ويالحظ أن مدة الستة أشهر مقررة لمصلحة المؤمن له ،
وبالتالى يجوز اإلتفاق على تقصير هذه المدة بالنسبة للمؤمن له فقط ،
وال يجوز اإلتفاق على تقصيرها بالنسبة للمؤمن ،وهذه المدة ليست
من مواعيد المرافعات ،ومن ثم فال تمتد هذه المدة إذا صادف اليوم
األخير فيها عطلة أو أجازة رسمية(. )1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
199
أما إذا وقع االخطار بالفسخ غير صحيح لعدم مراعاة الميعاد أو
الشكل فإنه ال ينتج أثره ،ومن ثم فيظل العقد مستمرا لمدة خمس
سنوات أخرى ،فخمسا وهكذا حتى يتم االخطار على الوجه السليم أو
تنقضى مدته األصلية المحددة بالعقد(. )1
المبحث الثالث
من خالل هذا النص السابق يتضح لنا ألن المشرع قد أفرد
قواعد خاصة لتقادم الدعاوى الناشئة عن عقد التأمين ،حيث خرج من
خالل هذه القواعد على القواعد العامة رغبة منه فى إحداث نوع من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
211
التوازن( )1بين مصلحة المؤمن فى عدم التحمل بالكارثة بعد مرور مدة
طويلة على وقوعها ،وبين مصلحة المؤمن له فى عدم السقوط السريع
لدعواه ،وهذه اإلعتبارات تتعلق بالسالم االجتماعى والنظام العام(. )0
وهذا الت قادم الثالثى ال يسرى إال على الدعاوى الناشئة عن
الحقوق واإللتزامات التى يرتبها عقد التأمين ،ومن ثم فيخضع لهذا
التقادم بصفة خاصة دعوى المؤمن للمطالبة باألقساط المتأخرة على
المؤمن له ،دعوى بطالن أو إبطال عقد التأمين ،دعاوى الفسخ أيا
،دعوى رجوع المؤمن على المؤمن له () 3 كان سبب الفسخ أو اإلنهاء
بما دفعه له زائدا عما هو متفق عليه فى العقد أو بما دفعه له على سبيل
الخطأ ،دعوى رجوع المؤمن بما ألزم بدفعه للمضرور فى التأمين
من المسئولية على المؤمن له الذى سقط حقه فى الضمان(. )1
كما يسرى هذا التقادم أيضا على دعاوى المؤمن له الناشئة عن
عقد التأمين كدعوى مطالبة المؤمن بمبلغ التأمين عند وقوع الخطر
المؤمن منه ،ودعوى المطالبة باألقساط التى تم دفعها دون وجه حق،
وكذلك دعوى البطالن أو اإلبطال أو الفسخ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
211
أما الدعاوى التى ال تجد مصدرا لها فى عقد التأمين أى ال تجد
سببها فى الروابط العقدية التى تتم بين المؤمن والمؤمن له ،فهى ال
تخضع للتقادم الثالثى المنصوص عليه فى المادة 140مدنى ،وانما
تخضع للقواعد العامة ،وتطبيقا لذلك فال تعتبر دعاوى ناشئة عن عقد
التأمين :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( )1تنص الفقرة األخيرة من المادة الخامسة من القانون رقم 940لسنة 1944
على أنه " تخضع دعوى المضرور قبل المؤمن للتقادم المنصوص عليه فى
المادة 140من القانون المدنى"
212
الناشئة عن عقد التأمين وتخضع بالتالى للتقادم الثالثى المنصوص
عليه فى المادة 140مدنى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
213
ال تمتد إذا صادف اليوم األخير منها عطلة رسمية(. )1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
214
ويعد هذا الحكم تطبيقا للقواعد العامة فى عدم سريان التقادم فى
الدعاوى الناشئة عن الغلط والتدليس إال من تاريخ اكتشافه ،ولذلك
فإن حق المؤمن فى المطالبة بإبطال التعاقد أو بطالنه ال يسقط إال من
وقت علمه بإخفاء البيانات أو عدم صحتها(. )1
* عدم جواز اإل تفاق على تعديل مدة التقادم إال إذا كان ذلك لصالح
المؤمن له أو المستفيد :
تنص المادة 143مدنى على أنه " يقع باطال كل اتفاق يخالف
أحكام النصوص الواردة فى هذا الفصل ،إال أن يكون ذلك لمصلحة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
215
المؤمن له أو لمصلحة المستفيد" .
ويقصد بوقف التقادم طبقا للقواعد العامة وقف سريانه كلما وجد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
216
مانع يتعذر أو يستحيل معه على الدائن أن يطالب بحقه ،فيعتبر مانع
فى مجال التأمين يتعذر معه على الدائن أن يطالب بحقه ويؤدى إلى
وقف سريان التقادم الحرب والقوة القاهرة ،وكذلك يؤدى رفع المؤمن
له دعوى منازعة فى صحة عقد التأمين إلى وقف سريان دعوى
المؤمن للمطالبة باألقساط التالية لتوقف إستحقاق هذه األقساط على
الفصل فى دعوى المنازعة فى صحة العقد(. )1
ويترتب على وقف التقادم أيا كان سببه أن ال تحتسب المدة التى
ظل موقوفا فيها ،وتحتسب المدة التالية على زوال سبب الوقف ،
فتضم المدة السابقة للمدة الالحقة له الالزمة لتمام مدة التقادم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
217
وهذه األسباب قد تكون إجراءات صادرة من الدائن لمطالبة المدين
قضائيا ،وقد تكون صادرة من المدين بإقراره بحق الدائن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
()1تنص المادة 393على أنه " ينقطع التقادم بالمطالبة القضائية ولو رفعت
الدعوى إلى محكمة غير مختصة وبالتنبيه ،وبالحجز ،وبالطلب الذي يتقدم به
الدائن لقبول حقه في تفليس أو في توزيع وبأي عمل يقوم به الدائن للتمسك بحقه
أثناء السير في إحدى الدعاوى" .
218
قبول الدائن(. )1
أما إذا كان ندب الخبير لمعرفة ما إذا كان الحادث يدخل فى
نطاق ضمان المؤمن الذى إلتزم به من عدمه فال يعد ذلك إقرارا ضمنيا
بحق المؤمن له ،فقيام المؤمن بإنتداب طبيب لتوقيع الكشف الطبى
على المؤمن له فى التأمين من اإلصابات للتحقق مما إذا كانت اإلصابة
تدخل فى الضمان الذى إلتزم به أم ال ال ينقطع به التقادم الثالثى(. )3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
219
المترتب على سبب االنقطاع ،وتكون مدته مماثلة لمدة التقادم األول
أى ثالث سنوات (م 394مدنى) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
211
الفهرس
الفصل األول
211
رقم الصفحة الموضوع
19 التأمين من المسئولية ..................................................
21 ثانيا :التأمين على األشخاص .........................................
21 أ -التأمين على الحياة .....................................................
ب -التأمين ضد اإلصابة أو المرض 22 ....................................
جـ -تأمين الزواج وتأمين األوالد 23 .......................................
المبحث الرابع :أطراف عقد التأمين 01 ..................................
المطلب األول :طرفى عقد التأمين01 .......................................
01 أوال :المؤمن ...............................................................
وسطاء التأمين09 ...............................................................
الوكيل المفوض28 ............................................................
المندوب ذو التوكيل العام29 .................................................
السمسار 29 ....................................................................
32 ثانيا :المؤمن له ..........................................................
31 طالب التأمين .............................................................
31 المؤمن له ..................................................................
31 المستفيد ....................................................................
33 المطلب الثانى :التعبير عن إرادة التعاقد .............................
33 أوال :األهلية ......................................................
31 ثانياً :خلو اإلرادة من العيوب ........................................
الفصل الثانى
أركان عقد التأمين
212
رقم الصفحة الموضوع
39 المبحث األول :الخطر ...............................................
36 تعريف الخطر ..........................................................
37 شروط الخطر ..........................................................
31 الشرط األول :أن يكون الخطر حدثاً احتمالياً (غير محقق الوقوع)....
الشرط الثانى :أال يتوقف تحقق الخطرعلى محض إرادة أحد المتعاقدين 39
10 الشرط الثالث :أن يكون الخطر قابال للتأمين..............................
اإلستبعاد اإلتفاقى لبعض األخطار 44 ...........................................
الشرط األول :عدم مخالفة اإلتفاق على اإلستبعاد لنصوص القانون45 ....
الشرط الثانى :يجب أن يكون اإلتفاق على إستبعاد خطر من نطاق الضمان
11 محددا فى العقد بصورة واضحة محددة ..................................
19 المبحث الثانى :القسط ...............................................
51 العناصر التى يتكون منها القسط ..........................................
42 -1القسط الصافى ............................................................
42 أ -الخطر ....................................................................
40 ب -الوحدة النقدية ............................................................
43 جـ -الوحدة الزمنية .........................................................
53 د -سعر الفائدة .............................................................
41 - 0القسط التجارى ............................ ............................
41 أ -مصروفات جلب العقود ...............................................
55 ب -نفقات تحصيل األقساط..........................................
55 جـ -مصروفات جهاز اإلدارة........................................
213
رقم الصفحة الموضوع
49 المبحث الثالث :مبلغ التأمين ( أداء المؤمن) ....................
49 شكل أداء المؤمن .........................................................
49 تحديد أداء المؤمن .......................................................
أوالً :تحديد األداء المالى للمؤمن فى التأمين على األشخاص49 ........
91 ثانياً :تحديد األداء المالى للمؤمن فى التأمين من األضرار..........
61 - 1الضرر...........................................................
93 - 0المبلغ المؤمن به .....................................................
93 - 3قيمة الشئ المؤمن عليه .............................................
91 المبحث الرابع :المصلحة ...........................................
أوالً :المصلحة فى التأمين من األضرار 66 ................................
تحديد األشخاص الذين يجوز لهم التأمين من األضرار91 ...............
- 1أصحاب الحقوق العينية األصلية والتبعية 68 ..........................
68 أ -المالك............................................................
68 ب -صاحب حق اإلنتفاع ..............................................
69 جـ -مالك الرقبة ..................................................
69 د -أصحاب الحقوق العينية التبعية ...................................
71 - 0أصحاب الحقوق الشخصية(الدائنون العاديون) ..............
13 ثانياً :المصلحة فى التأمين على األشخاص .......................
73 شروط المصلحة فى التأمين على األشخاص .....................
73 - 1أن تكون المصلحة جدية .......................................
74 - 0أن تتوافر المصلحة لدى طالب التأمين نفسه ..............
214
رقم الصفحة الموضوع
14 المصلحة األدبية .................................................
الفصل الثالث
انعقاد عقد التأمين وإثباته
19 المبحث األول :مراحل اتمام التعاقد فى التأمين ................
92 المطلب األول :طلب التأمين ......................................
91 القيمة القانونية لطلب التأمين ......................................
91 المطلب الثانى :مذكرة التغطية المؤقتة ..........................
99 المطلب الثالث :وثيقة التأمين .....................................
92 بيانات الوثيقة ........................................................
90 ملحق الوثيقة .........................................................
93 المبحث الثانى :نفاذ عقد التأمين وسريانه ......................
99 المبحث الثالث :إثبات عقد التأمين ..............................
الفصل الرابع
آثار عقد التأمين
99 المبحث األول :التزامات المؤمن له فى عقد التأمين...........
99 المطلب األول :التزام المؤمن له بدفع القسط .....................
99 أوالً :أحكام اإللتزام بدفع القسط...................................
99 -1الصفة اإللزامية لدفع القسط.....................................
-0المدين فى اإللتزام بدفع القسط 111 ..................................
120 -3محل اإللتزام بدفع القسط .......................................
123 -1قابلية القسط للتجزئة ............................................
215
رقم الصفحة الموضوع
117 -4ميعاد الوفاء بالقسط .........................................
129 -9مكان الوفاء بالقسط...........................................
129 -1طرق الوفاء بالقسط وإثباته .................................
112 ثانيا ُ :جزاء اإلخالل بااللتزام بدفع القسط ....................
110 ( -)1اإلعذار ......................................................
114 ( -)0وقف الضمان...........................................
116 ( -)3فسخ العقد أو التنفيذ العينى.............................
118 أحكام خاصة بالتأمين على الحياة ............................... ..
المطلب الثانى :التزام المؤمن له باإلدالء بالبيانات المتعلقة بالخطر 102
101 أوال :اإللتزام باإلدالء ببيانات الخطر(اإلعالن المبدئى للخطر)
122 مضمون البيانات التى يلتزم المؤمن له باإلدالء بها .............
-1يجب أن تكون البيانات ذات أهمية بالنسبة للمؤمن ومؤثرة فى الخطر100
103 - 0يجب أن تكون البيانات معلومة للمؤمن له ...................
104 -3يجب أن تكون البيانات مجهولة من المؤمن ..................
ثانيا :اإللتزام باإلخطار عما يطرأ على الخطر من تعديالت أثناء سريان العقد
126 (اإللتزام بإعالن تفاقم الخطر) .................................
101 شروط قيام اإللتزام باإلعالن عن تفاقم الخطر .................
128 -1أن تطرأ الظروف التى أدت إلى تفاقم الخطر بعد إبرام العقد
- 0يجب أن تكون تلك الظروف التى أدت إلى تزايد الخطر معلومة للمؤمن
132 له .........................................................................
-3يجب أن نكون بصدد تأمين من األضرار حتى يتحقق التزام المؤمن له
132 باإلخطار عن الظروف التى تزيد فى الخطر ...................
216
رقم الصفحة الموضوع
130 تنفيذ اإللتزام باإلخطار .............................................
130 أ -وقت اإلخطار ....................................................
131 ب -شكل اإلخطار .................................................
134 جـ -آثار اإلخطار ................................ ...................
134 - 1التغطية المؤقتة للخطر .........................................
139 - 0استبقاء العقد مع زيادة قسط التأمين ...........................
136 - 3استبقاء العقد دون زيادة فى القسط ........................
139 - 1طلب فسخ العقد .................................................
112 ثالثا :جزاء اإلخالل باإللتزام بإعالن بيانات الخطر..........
111 - 1المؤمن له سئ النية ..............................................
113 - 0المؤمن له حسن النية ............................................
145 حكم خاص بالنسبة للتأمين على الحياة ..........................
المطلب الثالث :التزام المؤمن له بإبالغ المؤمن بوقوع الكارثة 111
119 أوال :مضمون اإللتزام باإلخطار................................
- 1الملتزم باإلخطار بوقوع الكارثة 119 ................................
- 0البيانات التى يجب أن يشتمل عليها اإلخطار 142 ..................
- 3شكل اإلخطار وميعاده 141 ...........................................
143 ثانيا :جزاء اإلخالل باإللتزام باإلخطار......................
141 شروط صحة اإلتفاق على سقوط الحق فى الضمان.........
157 - 1يجب أن ينص فى الوثيقة على السقوط ....................
158 - 0يجب أن يكتب شرط السقوط بشكل بارز وظاهر.........
217
رقم الصفحة الموضوع
159 آثار السقوط ..................................................
161 وسائل توقى المؤمن له سقوط حقه فى التأمين ...............
الحالة األولى :إذا كان إخالل المؤمن له بإلتزامه يرجع إلى قوة قاهرة 192
190 الحالة الثانية :تدارك المؤمن له لخطئه قبل أن يتمسك به المؤمن
الحالة الثالثة :تنازل المؤمن عن التمسك بحقه فى سقوط مبلغ التأمين 193
164 المبحث الثانى :التزامات المؤمن فى عقد التأمين.................
165 المطلب األول :التزام المؤمن بدفع مبلغ التأمين .....................
194 أوال :الدائن فى اإللتزام ..................................................
191 ثانيا :عبء إثبات وقوع الكارثة ..........................................
199 ثالثا :مقدار التزام المؤمن (محل التزام المؤمن ) .....................
112 المطلب الثانى :رجوع المؤمن على الغير المسئول..................
111 مدى جواز رجوع المؤمن على الغير فى التأمين على األشخاص...
111 مدى جواز رجوع المؤمن على الغير فى التأمين من األضرار.....
119 أوال :شروط حلول المؤمن محل المؤمن له ..........................
- 1أن يكون المؤمن قد دفع مبلغ التأمين فعال للمؤمن له 179 .............
- 0أن يكون للمؤمن له دعوى مسئولية يرجع بها على الغير المسئول 192
- 3أال يكون من أحدث الضرر قريبا أو صهرا للمؤمن له ممن يكونون معه
فى معيشة واحدة أو شخصا يكون المؤمن له مسئوال عن أفعاله 181 .......
193 ثانيا :آثار الحلول ..................... ....................................
الفصل الخامس
مدة عقد التأمين وانقضاءه
218
رقم الصفحة الموضوع
219
رقم الصفحة الموضوع
عدم جواز االتفاق على تعديل مدة التقادم إال إذا كان ذلك لصالح المؤمن له أو
215 المستفيد ...........................................................
216 وقف التقادم .......................................................
217 انقطاع التقادم ...................................................
211 الفهرس ..........................................................
221