Professional Documents
Culture Documents
مالية عامة
مالية عامة
1
العامة.
تطور الماليّة ّ
-0نشأة و ّ
العامة ،و ؽبذا فقد ارتبط ظهورىا بظهور
من اؼبسلم بو أنو ظهور الدولة قبل ظهور ماليتها ّ
اغبضارات القديبة.
العامة في العصور القديمة.
-0-0الماليّة ّ
عرفت األنظمة اؼباليّة عند الفراعنة و اليوناف و الروماف ،كذلك يف بالد فارس و اؽبند و
الصُت ،و قد اتسمت تلك االمرباطوريات بكثرة اغبروب فيما بينها باإلضافة إذل كثرة الثورات
الداخلية ،و كما ىو معلوـ فإ ّف اغبرب حباجة إذل ذبهيز ؽبا ،فالدولة الغازية حباجة إذل أمواؿ لبناء
اعبيش ،كما أهنا و بنفس الوقت حباجة إذل بناء القالع و اغبصوف غبماية نفسها من أي عدواف
خارجي ،ىذا باإلضافة إذل حاجة الدولة للماؿ كي ربافظ على األمن الداخلي و االستقرار
السياسي ،و دبا أ ّف اؼبيزة األساسية كما ذكرنا لتلك االمرباطوريات ىو كثرة اغبروب ،فإ ّف اغباجة
دائما وبتفل باالنتصار ،من ىنادائما قائمة ،ليس ىذا فحسب بل أف اؼبنتصر ً إذل اؼباؿ كانت ً
كانت اغباجة إذل اؼباؿ للقياـ باالحتفاالت الرظبية و اػباصة باغباكم ،فكانت سلطة اغباكم يف
العامة أو بعبارة
تلك الفًتة مطلقة و ال يوجد ىناؾ فرؽ بُت حاجات اغباكم اػباصة و اغباجات ّ
أخرى ال يوجد فرؽ بُت حاجاتو الفردية و حاجات اغباكم ،و من ىنا كاف ال ب ّد من وجود
أنظمة مالية عبارة عن تعليمات و أوامر و توجيهات من اغباكم ،تعاجل فقط التفكَت دبسار
اإليرادات و أوجو النفقات بُت اغباجات اغباكم الفردية و حاجات اغبكم ،فالنفقات كانت ال
لعامة بل ؼبصلحة اغباكم اػباصة.
تصب للمصلحة ا ّ
العامة في العصور الوسطى:
-0-0الماليّة ّ
تطور اجملتمعات و ظهور نظاـ االقطاع يف العصور الوسطى من (القرف اػبامس) ،اهنيار
مع ّ
االمرباطورية الرومانية و حىت القرف اػبامس عشر اهنيار نظاـ االقطاع ،برز طبقتُت يف اجملتمع نبا
طبقة السادة االقطاعيُت و طبقة أرقاء األراضي و الفالحُت ،فالعالقات االجتماعية و االقتصادية
و اؼباليّة كانت تقوـ على أساس التقسيم الطبقي ،السابق الذكر ،يف ىذه اؼبرحلة ًبّ اكتشاؼ
أمريكا ،األمر الذي جعل وجود العبيد نادر عند االقطاعي بسبب بيعهم يف القارة اعبديدة
اؼبكتشفة ،حيث ًبّ تأجَت األراضي للفالح مقابل ريع عيٍت أو نقدي جراء قياـ األخَت بفالحة
األراضي ،فظهر ما يطلق بنظاـ الدومُت ،و الذي ضبل عالقات سياسية و إنتاجية و مالية و
0
اجتماعية جديدة ،و برز طبقة السادة اؼبالكُت ألراضي من االقطاعُت ،فالدومُت عبارة عن قطعة
عبيدا و أحر ًارا على أف تعود الغلة لصاحب
من األراضي ىبصها لنفسو و تزرع بواسطة فالحي ً
األرض.
العامة:
من ىنا أصبحت اؼبصادر الرئيسية لإليرادات ّ
-الدومُت.
-الضرائب اؼبفروضة على الفالحُت يف الدومُت مقابل توفَت اغبماية ؽبم من قبل صاحب األرض.
و من أىم مصادر اإليراد ىذه الفًتة:
تنوعت نذكر من أنبها: أ -الضرائب :فقد تع ّددت و ّ
-ضريبة األراضي :كانت جبايتها بشكل نقدي أو عيٍت على حد سواء و اؼبسؤولية يف جبايتها
كانت تضامنية ،فكل والية أو مقاطعة أو إقليم هبىب منها ضريبة و يساىم كل من يقطنها يف
ذلك.
-ضريبة الرؤوس :كانت تفرض على األفراد باستثناء طبقة األحرار و رجاؿ الدين.
-ضريبة اؼباشية :و كانت تفرض على كل رأس من اؼباشية.
-ضريبة اؼبباين ،ضرائب اؼبهن و األلقاب الرظبية.
-أعماؿ السخرة :األعماؿ غَت اؼبأجورة إذ كاف ىبصص عدد من األياـ يف األسبوع للعمل لدى
اغباكم دوف مقابل باإلضافة إذل الوظائف غَت اؼبأجورة مثل وظيفة اؼبأمور و ؿبصل الضرائب.
و من أىم النفقات سبثلت فيما يلي:
-اإلنفاؽ على ذبهيز اعبيش للقياـ بالغزوات و بناء اغبصوف و القالع.
-اإلنفاؽ على الشؤوف الداخلية و الثورات.
-اإلنفاؽ على أمن اغباكم و مصاغبو و احتفاالتو اػباصة.
و كخالصة ؽبذه اؼبرحلة حيث اتّسمت بكثرة اإليرادات اليت كانت ال تكفي لتلبية
حاجات اغباكم اؼبتزايدة و ال تكفي للتجهيز اؼبستمر للحروب للقياـ بالغزوات و قمع الثورات
الداخلية ،فضالً على عدـ التمييز.
3
العامة في اإلسالم.
-3-0الماليّة ّ
إ ّف اغبديث عن النظاـ اؼبارل يف اإلسالـ ،ال يبكن أف نوفيو ح ّقو يف ىذا اعبزء البسيط ،لذا
العامة يف النظاـ اإلسالمي:
العامة و النفقات ّ
سنحاوؿ إلقاء الضوء على اإليرادات ّ
-مصادر تمويل الدولة اإلسالمية:
أ -الزكاة :ىي فريضة و إحدى أركاف اإلسالـ اػبمسة ،كما أهنا تطهر النفس ،و ىي تلزـ
األوؿ أسلوب الًتغيباؼبسلمُت بالزكاة و يعُت من يقوـ جببايتها ،و للوصوؿ إليها أسلوبافّ :
بالثواب و األجر و اغبسنات ،و الثاين أسلوب الًتىيب من عذاب اهلل ؼبن امتنع عن دفعها ،و
تفرض الزكاة على كل شيء يع ّد أصالً من أصوؿ اؼبنافع اؼبتبادلة يف اغبياة الدنيا مثل (اإلبل،
البقر ،الغنم )... ،و ما أشبهها ،و من النقود الذىب و الفضة و ما شابو ذلك ،و من الطعاـ
(التمر ،قمح )... ،و كبوىا.
ب -الخراج :تفرض على األراضي اليت فتحها اؼبسلموف ً
صلحا و عنوة.
جـ -عشور التجارة :و ىي ضرائب على ذبارة اؼبسلمُت و أىل الذمة اغبرب إذا مروا بتجارهتم يف
أرض اؼبسلمُت ،و ذلك مقابل ضباية الدولة اإلسالمية للتجار و ذبارهتم ،و ىي على اؼبسلمُت
زكاة و على أىل الذمة فإ ّف عليهم يف ذبارهتم نصف العشر من قيمتها من اغبوؿ إذل اغبوؿ ،و ّأما
احملارب فعليو العشر الكامل.
جـ -الجزية :مبلغ من اؼباؿ يفرض على رؤوس أىل الذمة الذين دخلوا حوزة اؼبسلمُت ،و ال
يوجد ربديد ؽبذا اؼببلغ اؼبارل ،فقد يزيد أو ينقص حسب األوضاع و األحواؿ اليت يق ّدرىا وارل
اؼبسلمُت.
د -خمس الغنائم :اليت يستورل عليها اؼبسلمُت من جيوش اؼبشركُت ،هلل و لرسولو و لذوي القرىب
و اليتامى و اؼبساكُت و ابن السبيل ،أربع أطباس الغنائم الباقية للمقاتلُت يف سبيل اهلل الذين
حصلوا عليها.
-أوجو اإلنفاق العام:
حق الزكاة.
-اإلنفاؽ على من ؽبم ّ
-اإلنفاؽ على الولد و األىل و ذوي القرىب ،دبا يتناسب مع اؼبقدرة على ذلك.
-اإلنفاؽ كصدقة ؼبن ىو حباجة ؽبا من الفقراء و اؼبساكُت و ابن السبيل.
4
العامة (صناعة ،زراعة ،ذبارة.)... ،
-اإلنفاؽ خدمة اؼبصلحة ّ
-اإلنفاؽ على مرافق الدولة و أمنها.
-اإلنفاؽ على التنمية و التطوير(.)1
العامة في النظام الرأسمالي:
-4-0الماليّة ّ
العامة يف ىذا النظاـ من خالؿ مرحلتُت رئيسيتُت :األوذل مرحلةيبكننا معاعبة اؼباليّة ّ
االقتصاد اغبر و الثانية مرحلة التدخل و سنحاوؿ إعطاء فكرة عن الطبيعة اؼباليّة يف كل مرحلة.
العامة التقليدية (الحيادية):
أ -مرحلة االقتصاد الحر الماليّة ّ
و يطلق عليها (الدولة اغبارسة) ،و لقد ساد مفهوـ السياسة احملايدة يف القرف السابع عشر
و الثامن عشر عندما سادت أفكار النظرية الكالسيكية اليت كانت تقوـ على أساس ترؾ النشاط
االقتصادي لألفراد دوف تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي على أف تقتصر تدخلها أو وظيفتها
العامة،
األساسية على توفَت األمن و اغبماية والعدالة و الدفاع والسهر على استمرارية بعض اؼبرافق ّ
أي أهنا ربرس النشاط االقتصادي دوف التدخل يف اآللية اليت يعمل هبا ،باؼبقابل مبدأ (اغبياد
اؼبارل) أي ربديد اإليرادات اليت يبكن اغبصوؿ عليها ،للوفاء بالتزامات الدولة ألداء وظيفتها ،دوف
اغبصوؿ على أكثر من ذلك ،و اؽبدؼ من السياسة اؼباليّة و النظاـ اؼبارل يف ىذه اؼبرحلة ىو
إحداث التوازف على مستوى اؼبيزانية العامة (اؼبيزاين) ،و ترؾ التوازف االقتصادي و االجتماعي
يتحقق من خالؿ يد خفية توفّق بُت مصاحل األفراد و مصاحل اجملتمع(.)2
اف ىذا االذباه ينعكس حتما يف طبيعة االيرادات والنفقات فالدين العاـ لدى الكالسيك ىو
عبارة عن االيراد غَت اغبقيق كما أف تدخل الدولة أمر غَت مرغوب فيو ألنو يؤدي اذل اختالؿ
التوازف االجتماعي .
ب -مرحلة الدولة المتدخلة:
جاءت ىذه اؼبرحلة كنتيجة لألزمة اليت أعقبت اغبرب العاؼبية األوذل و اليت سبيزت بإعادة النظر
يف معظم اؼببادئ اؼباليّة الكربى للنظرية الكالسيكية ،وتركت الدولة الليبَتالية مكاهنا للدولة
( )1
ةالعامة ،دار صفاء للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ،0229 ،ص ،03ص.09
طارؽ اغباج ،اؼباليّ ّ
( )2
ةالعامة ،دار زىراف للنشر و التوزيع ،عماف ،األردف ،0229 ،ص.006
عبد الغفور إبراىيم أضبد ،مبادئ االقتصاد و اؼباليّ ّ
5
اؼبتدخلة عقب األزمة االقتصادية الكربى سنة ،1929و من خالؿ ىذا الشك يبكن ؽبا أف
تتدخل لتسَت ،توجو أو ترفع من أداء االقتصاد.
العامة من حالة العزلة اؼبفروضة عليها من قبل اؼبنظرينو يف ىذا اإلطار ،خرجت اؼباليّة ّ
الكالسيك و اليت قالوا بتحييدىا عن اجملاؿ االقتصادي و أخذت يف لعب دور ىاـ و حاسم يف
العامة
التنمية و التعديل االقتصادي إذل جانب إعادة توزيع الدخل الوطٍت و أضحت بالتارل اؼباليّة ّ
أداة رئيسية من أدوات السياسة االقتصادية و االجتماعية.
و اعتمد تدخل الدولة داخل االقتصاد على ركائز نظرية غذهتا آراىا و اجتهادات العديد
من اؼبفكرين أشهرىم على اإلطالؽ االقتصادي اإلقبليزي «جوف مينارد كينز» ،الذي وضع
مبادئ التدخل التعديلي للدولة للتقليص و القضاء على البطالة و بعث التشغيل الكامل(.)1
العامة يف التشغيل و الفائدة و النقود» سنة عرب عن رأيو يف كتاب «النظرية ّ الذي ّ
.1936و دعى الدولة إذل التدخل يف اغبياة االقتصادية و االجتماعية لتحقيق األىداؼ
اؼبختلفة ،دوف أف يعٍت ذلك التحوؿ إذل نظاـ االشًتاكي بل احملافظة على أسس النظاـ الرأظبارل و
العامة كالتعليم و الصحة ،و أصبح دور الدولة يتع ّدى األمن و الدفاع ،مشل تقدًن اػبدمات ّ
استغالؿ اؼبوارد و إنشاء اؼبشاريع اإلنتاجية لزيادة ثروة اجملتمع ،و اغبصوؿ على القروض باإلضافة
إذل الضرائب و الرسوـ و الغرامات ،و تأميم الصناعات و سبلك عناصر اإلنتاج.
العامة اؼبتدخلة و اليت تقوـ األسس التالية:
من ىنا جاءت فكرة اؼباليّة ّ
العامة أدوات لتحقيق أىداؼ الدولة االقتصادية و العامة و النفقات ّ -اعتبار اإليرادات ّ
االجتماعية و السياسية و اؼباليّة.
العامة ؼبعاعبة التقلبات االقتصادية اليت تظهر يف الدولة لتحقيق االستقرار -تستخدـ اؼبوازنة ّ
االقتصادي فيمكننا زبصيص فائض اؼبوازنة اؼبتحقق فًتة االزدىار لتغطية العجز اؼبتحقق فًتة
الكساد.
العامة ليس ربقيق التوازف اغبسايب بُت اإليرادات و النفقات بل ربقيق -أصبح ىدؼ اؼبوازنة ّ
التوازف االقتصادي و االجتماعي فباإلمكاف اللّجوء إذل اإلصدار اعبديد يف أوقات الكساد لتمويل
( )1
العامة للدولة ،ديواف اؼبطبوعات
العامة -اؼبيزانية ّ
العامة -اإليرادات ّ
ةالعامة ،النفقات ّ
ؿبمد عباس ؿبرزي ،اقتصاديات اؼباليّ ّ
اعبامعية ،الساحة مركزية ،بن عكنوف -اعبزائر ،2003 ،ص ،21ص.22
6
التوسع يف اإلنفاؽ العاـ أو إحداث فائض يف اؼبوازنة ؼبواجهة التضخم يف أوقات الرواج
االقتصادي ،و قد يكوف ذلك على حساب التوازف اغبسايب للموازنة.
أيضا لتحقيق أىداؼ العامة فقط بل استخدمت ً -دل تعد الضريبة أداة لتمويل اإليرادات ّ
اقتصادية.
العامة ،لتعدد مصادر اإليرادات كذلك لزيادة أوجو اإلنفاؽ(.)1
-كرب حجم اؼبوازنة ّ
-وظيفة الدولة تغَتت ،حيث أصبحت ؽبا دور متزايد يف النشاط االقتصادي و االجتماعي،
باإلضافة إذل الوظائف التقليدية للدولة اليت كانت موجودة مثل األمن و اغبماية و العدالة و إقامة
اؼبرافق التقليدية.
العامة السائد ىو التخلي عن (اغبياد اؼبارل) و إحالؿ (اؼباليّة الوظيفية) ؿبلو و
-إف مبدأ اؼباليّة ّ
الذي يقر بضرورة ربديد اإلنفاؽ العاـ اؼبطلوب أوالً و الذي وبقق أىداؼ أكثر من اؽبدؼ اؼبارل
العامة ،و بالتارل من اؼبسموح بو حدوث فقط ،و ال مانع أف يتحدد إنفاؽ أكرب من اإليرادات ّ
العامة للدولة ،تستطيع الدولة سبويلو بالقروض أو غَت ذلك.
عجز يف اؼبوازنة ّ
-اؽبدؼ من التوازف اؼبارل ،فضالً عن إحداث التوازف االقتصادي ،و التوازف االجتماعي من
خالؿ التدخل إلهناء حالة االنكماش أو معاعبة التضخم ،و إعادة توزيع الدخل(.)2
العامة في النظام االشتراكي:
-5-0الماليّة ّ
و يطلق عليها (السياسة اؼباليّة اؼبنتجة) ،حيث أنّو مع ازدياد تدخل الدولة يف النشاط
االقتصادي و قياـ الثورة البلشيفية يف االرباد السوفييت السابق عاـ ،1917و ازدىار اؼبفاىيم
االشًتاكية و النزاعات كبو التأميم و غَتىا ،بدأ ينتشر مفهوـ الدولة اؼبنتجة أو االشًتاكية الذي دل
دبجرد التدخل يف النشاط االقتصادي و االجتماعي ،بل تع ّدى ذلك إذل ملكية واسعة يكتف ّ
لوسائل اإلنتاج ،و أصبحت الدولة تنتج جنبا إذل جنب مع األفراد و بدرجات ـبتلفة حسب
حىت أصبح النموذج للدولة االشًتاكية يقًتب من سيطرة تكاد درجة االقًتاب من االشًتاكيةّ ،
تكوف كاملة على وسائل اإلنتاج ،و اختفى تقريبًا دور األفراد يف النشاط االقتصادي و امتالؾ
وسائل اإلنتاج أي:
7
تغَتت حيث أصبحت ؽبا السيطرة الكاملة على النشاط االقتصادي و -إ ّف وظيفة الدولة ّ
االجتماعي يف الكثَت من اجملتمعات ،و اختفى يف ىذا النموذج النشاط الفردي.
العامة للدولة ،ىو الربط الكامل بُت التخطيط اؼبارل للدولة ،و -أ ّف اؼببدأ السائد يف ؾباؿ اؼباليّة ّ
يتجزأ من نشاطها التخطيط االقتصادي الشامل ،و أصبح النشاط اؼبارل للدولة جزءا ال ّ
االقتصادي و الذي يرتبط ارتباطًا كامالً بتخطيط االقتصاد الوطٍت و توزيع الدخل الوطٍت و إعادة
توزيعو و توجيهو كبو ـبتلف استخداماتو.
-إ ّف ىدؼ السياسة اؼباليّة و النظاـ اؼبارل ىو ؿباولة ربقيق عدد من األىداؼ و ربقيق التوافق
بينهم ،و ىي ىدؼ إحداث التوازف اؼبارل ،و ىدؼ إحداث التوازف االقتصادي ،و ىدؼ
إحداث التوازف االجتماعي ،و ىدؼ إحداث التوازف العاـ.
دورا كامالً يف النشاط االقتصادي ،إالّ أنّو ال ب ّد
و كخالصة يتّضح أ ّف دور الدولة أصبح ً
توضح أ ّف ىناؾ مراجعة لدور الدولة يف النشاط أف نشَت ىنا أ ّف الكثَت من الدالئل اغبالية ّ
االقتصادي يف كل اجملتمعات تقريبًا بالشكل الذي هبعلها تتجاوز السلبيات السابقة و صياغة
مفهوـ جديد لدورىا يف النشاط االقتصادي(.)1
العامة بالعلوم األخرى:
-0عالقة الماليّة ّ
العامة من العلوـ االجتماعية ،لذا ال نستطيع أف نفصلها عن العلوـ األخرى،
تع ّد اؼباليّة ّ
فهو مرتبط هبا ،تؤثّر و يتأثّر هبا ،و من أىم ىذه العلوـ:
العامة و االقتصاد:
-0-0الماليّة ّ
موضوع علم االقتصاد ،كما ىو معروؼ ،ىو البحث عن أفضل الوسائل إلشباع اغباجات
اإلنسانية اؼبتع ّددة من اؼبوارد الطبيعية احملدودة ،و من ىذا التعريف ذاتو تبدو الصلة القوية بُت
العامة من اؼبوارد اؼباليّة
العامة اليت تبحث يف أفضل الوسائل إلشباع اغباجات ّ االقتصاد و اؼباليّة ّ
العامة و االقتصاد ،فإ ّف
اؼبتاحة للدولة و احملدودة عادة ،و فضالً عن التشابو بُت موضوعي اؼباليّة ّ
كثَتا من طرؽ البحث يف االثنُت واحدة ،فالتحليل اغب ّدي و اؼبرونة و النظريات النقدية و ً
عامة.
أيضا يف دراسة اؼباليّةال ّ
النظريات اػباصة بالدورات االقتصادية تستخدـ ً
( )1عبد الغفور إبراىيم أضبد ،مرجع سبق ذكره ،2009 ،ص ،228ص.229
8
العامة ،ارتباط وثيق دبختلف نواحي اغبياة االقتصادية و
و يف العصر اغبديث ،ترتبط اؼباليّة ّ
تؤثر فيها و تتأثر هبا يف اذباىات زبتلف باختالؼ النظم السياسية و االقتصادية و االجتماعية
العامة سبثل جزءًا
السائدة يف الدولة و اصبحت دراسة اؼبشكالت االقتصادية ؼبختلف مباحث اؼباليّة ّ
العامة»
مستقالً بذاتو ،فبّا ّأدى إذل نشوء فرع جديد و ىو ما يطلق عليها «علم اقتصاديات اؼباليّة ّ
أو «االقتصاد اؼبارل»» ،« L’économieFinancièreو ىو العلم الذي يدرس الظاىرة اؼباليّة من
زاويتها الكلية و يقوـ بتحليل ما يطلق عليو العميد » « AlainBarreraالتدفقات
اؼباليّة» .« FluxFinanciers
و كخالصة إف كاف علم االقتصاد يبثّل بصفة عامة علم الثروة فإ ّف من الطبيعي إذًا أف
العامة ،و ىي جزء ىاـ من ىذه الثروة ،باالقتصاد.
تتأثّر اؼباليّة ّ
العامة و اإلحصاء:
-0-0الماليّة ّ
العامة و اإلحصاء ال زبفى على أحد ،إذ أ ّف علم توجد ىناؾ عالقة وطيدة بُت اؼباليّة ّ
اإلحصاء يتيح للباحثُت الرؤية الصحيحة و الواضحة لكافة الظواىر اؼباليّة اليت يعرب عنها و يقوـ
شك أ ّف دراسة اإلحصاءات ىي بًتصبتها و ذبسيدىا يف صورة أرقاـ و بيانات و إحصاءات ،و ال ّ
اليت سبثّل األساس الضروري إلجراء التوقعات اؼباليّة ،من تقدير النفقات اؼبستقبلة و اإليرادات
اؼبتوقعة ،فضالً عن أنبيتها القصوى يف ربقيق الرقابة على األجهزة اؼباليّة اؼبختلفة و بعبارة أخرى،
العامة يف رسم السياسة اؼباليّة للدولة ،إذ
يعترب علم اإلحصاء من العلوـ اؼبساعدة لعلم اؼباليّة ّ
يتطلب رسم ىذه السياسة توافر البيانات و اؼبعلومات اإلحصائية اػباصة بالدخل القومي و توزيع
الثروة و الدخوؿ بُت األفراد و الطبقات يف اجملتمع ،و عدد السكاف و توزيعهم من حيث السن و
اؼبناطق اعبغرافية اؼبختلفة ،و حالة ميزاف اؼبدفوعات ،و مدى اإلقباؿ على استهالؾ بعض السلع و
اػبدمات ،و غَت ذلك من األمور الالزمة لتقرير السياسة اؼباليّة الواجبة االتّباع يف ظروؼ معينة و
لتحقيق أىداؼ ؿب ّددة سل ًفا.
العامة و القانون:
-3-0الماليّة ّ
العامة و القانون العام:
أ -الماليّة ّ
العامة و القانوف العاـ ،ؽبا درجة كبَتة اليت حالت زمنًا طويالً دوف أف
إ ّف العالقة بُت اؼباليّة ّ
قائما بذاتو ،و ىي اليت ّأدت إذل النّظر إليو على أنّو فرع من فروع
فرعا مستقالً و ً
يكوف علم اؼباليّة ً
9
استمرت
ّ القانوف العاـ ،يعرؼ يف الفقو التقليدي بالتشريع اؼبارل LalégislationFinancièreو
العامة شيئًا فشيئًا من
حىت هناية القرف التاسع عشر حينما بدأت زبرج دراسات اؼباليّة ّ ىذه العالقة ّ
دائرة السيطرة اؼبطلقة اليت يبارسها القانوف العاـ .و مع ذلك فال تزاؿ الروابط و الصالت قوية و
العامة و بُت فرعُت رئيسيُت من فروع القانوف العاـ ،نبا القانوف الدستوري و متينة بُت اؼباليّة ّ
القانوف اإلداري.
العامة
العامة و القانوف الدستوري ،من خالؿ خضوع اؼباليّة ّ و تظهر العالقة بُت اؼباليّة ّ
للقانوف الدستوري أحيانًا ،للقواعد الفنية للقانوف الدستوري ،و أحيانًا من خالؿ تأثَت الذي سبارسو
تقرر اؼبساواة
شىت الدساتَت اليت ّ الظواىر اؼباليّة على التوازف الدستوري ،فنجد منذ أمد طويل يف ّ
العامة ،و ضرورة إبداء موافقتهم على فرض بُت اؼبواطنُت أماـ الضرائب و التكاليف و العباء ّ
الضريبة و على القواعد اليت رب ّدد سعرىا و وعاءىا و ربطها و ربصيلها ،فضالً فإ ّف كافة أسس
سباما على الدستور. قانوف اؼبيزانية ترتكز ً
حىت يومنا ىذا أ ّف الدساتَت اغبديثة تنص على تنظيم القواعد الفنية و اؼباليّة ،و
و نالحظ ّ
إذا كانت القواعد الفنية اؼباليّة يف كافة الدوؿ ؿبكومة بالدستور.
العامة و القانون اإلداري:
ب -الماليّة ّ
من مظاىر العالقة أ ّف القانوف اإلداري وبكم معظم قواعد الفن اؼبارل ،فعدد موظفُت و
العامة يف الدولة ،و من ٍبّ فإ ّف تنظيمها و قواعدىا زبضع للقانوف
عماؿ تعد من أىم اإلدارات ّ
شك
ىاما من فروع القضاء اإلداري ،و فبّا ال ّفرعا حيويًا و ً
اإلداري ،كما أ ّف قضاء الضرائب يع ّد ً
فيو أ ّف ىذا النوع من القضاء الضرييب لو أصولو و قواعد اػباصة بو ،قد زبضع الضرائب جزئيًا
للقضاء العادي.
إذا كانت اإلدارات و العمليات اؼباليّة زبضع من وجوه عديدة للقانوف اإلداري فإ ّف تنظيم
العمليات اؼباليّة ذاهتا يؤثّر و بدرجة كبَتة على عمل اإلدارة.
العامة و القانون الدولي و العالقات الدولية:
جـ -الماليّة ّ
العامة و القانوف الدورل و العالقات الدولية وجدنا أ ّف
و إذا ما تعرضنا للصلة بُت اؼباليّة ّ
كثَتا يف فهم االذباىات الفنية ؼبوضوعات اؼباليّة الدولية و اليت
اإلؼباـ هبذه اعبوانب األخَتة يهم ً
02
مر األياـ ،و من ٍبّ يصبح من السهل عالج الكثَت من اؼبشاكل اؼباليّة على تعقيدا على ّ
تزداد ً
التهرب الضرييب الدورل.
اؼبستوى الدورل ،كتلك اؼبتعلقة باالزدواج الضرييب الدورل و ّ
( )1
ةالعامة ،منشورات اغبليب اغبقوقية ،بَتوت ،لبناف ،2009 ،ص ،9ص.16
سوزي عدرل ناشد ،أساسيات اؼباليّ ّ
00
العامة
الفصل الثاني :النفقات ّ
توسع دور الدولة و زيادة العامة ،يف الفًتة األخَتة مع ّ
ازدادت أنبية دراسة النفقات ّ
العامة إذل كوهنا األداة اليت تستخدمها الدولة تدخلها يف اغبياة االقتصادية ،و ترجع أنبية النفقات ّ
العامة.
يف ربقيق األىداؼ اليت تسعى إليها ،فهي تعكس كافة جوانب األنشطة ّ
التطور الذي حدثايدا كبَت يساير ّ تطوًرا و تز ً
العامة قد شهدت ّ
و لذلك نرى أ ّف النفقات ّ
يف دور الدولة.
سنتطرؽ يف ىذا الفصل إذل مفهومها ،أنواعها و تقسيماهتا من الشكل و إجراءات ّ و
اإلنفاؽ اليت ًب توزيعها ،من حيث جهة اإلنفاؽ ،من حيث التكرار الدوري و من حيث الشكل،
و كذلك تقسيماهتا من حيث الغرض أو األثر اؼبًتتب على النفقة ،باؼبقابل من حيث الغرض ،و
كذلك من حيث اآلثار االقتصادية (نفقات منتجة و غَت منتجة ،نفقات ناقلة و غَت ناقلة) ،و
اآلثار االقتصادية و االجتماعية و الذي يتمثّل يف تأثَتىا على اإلنتاج الوطٍت ،و كذلك على
إعادة توزيع الدخل الوطٍت ،و االستهالؾ غَت مباشر ،و دراسة و ربليل األسباب اغبقيقية اليت
العامة يف اؼبيزانية اعبزائر.
العامة .و كذلك إعطاء مقاربة للنفقات ّ
ّأدت إذل ازدياد النفقات ّ
العامة:
-0مفهوم النفقات ّ
العامة بأ ّهنا تلك اؼببالغ اؼباليّة اليت تقوـ بصرفها سلطة العمومية (اغبكومة و
تعرؼ النفقات ّ
اعبماعات احمللية) ،أو أ ّهنا مبلغ نقدي يقوـ بإنفاقو شخص عاـ بقصد ربقيق منفعة عامة ،كما
يبكن تعريفها أنّو استخداـ مبلغ نقدي من قبل ىيئة عامة هبدؼ إشباع حاجة عامة(.)1
و يبكن تعريفها ّأهنا ؾبموعة اؼبصرفات اليت تقوـ الدولة بإنفاقها خالؿ فًتة زمنية معينة،
هبدؼ إشباع حاجات عامة معينة للمجتمع الذي تنظمو ىذه الدولة ،و نالحظ أ ّف اغباجات
العامةزبتلف من الدولة إذل أخرى ،و من مرحلة تارىبية معينة إذل أخرى ،و يقوـ هبا شخص ّ
معنوي عاـ هبدؼ ربقيق نفع عاـ ،يرتبط بأىداؼ السياسة اؼباليّة اؼبتّفق عليها ،و اؼبرتبطة بدورىا
باألىداؼ االقتصادية و االجتماعية للمجتمع( .)2و فبّا سبق ذكره يبكن أف نستنتج خصائص
العامة و اليت يبكن أف نوجزىا يف النقاط اآلتية:
النفقة ّ
00
العامة للحصوؿ على طابعا نقدي ،تدفعو الدولة أو ىيئاهتا ّ -مبلغ نقدي ،أي أ ّهنا تتّخذ عادة ً
اؼبوارد اإلنتاجية من سلع و خدمات ربتاجها للقياـ بنشاطها ،كدفع رواتب و أجور العاملُت و
دفع نفقات اعبيش و قوات األمن و اػبدمات ...إخل.
-تدفع بواسطة خزينة عمومية ىيئة عامة (وليست خاصة) وف ًقا ؼبا وب ّدده ؽبا التنظيم اإلداري من
اختصاصات و مسئوليات تتطلب قيامها بإنفاؽ نقدي يف حدود ما تسمح بو االعتمادات اؼباليّة
العامة.
اؼبخصصة ؽبا وف ًقا لقانوف اؼبوازنة ّ
العامة ،كالدفاع ،التعليم،
العامة بقصد ربقيق اؼبنفعة ّ العامة إشباع اغباجات ّ
-ىدؼ من النفقات ّ
العامة نتيجة العتبارات اقتصادية و
و الصحة ،حيث تعمل الدولة على ربقيق إشباعها من اؼبنافع ّ
العامة اليت ىبلقها إشباع اغباجة
سياسية و اجتماعية ،حبيث يبكن القوؿ بأف تقدير الدولة للمنفعة ّ
انعكاسا لطبيعة النظاـ السياسي و االقتصادي و ً العامة ىو عمل سياسي بالدرجة األوذل ،يأٌب ّ
مستوى التق ّدـ اغبضاري الذي ح ّققو اجملتمع.
-0مفهوم النفقات الخاصة:
حىت و دل يسفر نشاطها اؼبارل عن
العامة ّ
العامة ربقيق اؼبصاحل ّ
هتدؼ الدولة من نفقاهتا ّ
ربقيق ربح ،يف النفقات اػباصة يسعى األفراد و اؼبؤسسات اػباصة بصفة أساسية لتحقيق اؼبنفعة
الشخصيّة اؼبتمثلة يف شكل أرباح.
-3مح ّددات اإلنفاق العام:
نعٍت دبح ّددات اإلنفاؽ اغبكومي ،تلك العوامل اليت تؤثّر يف حجم اإلنفاؽ العاـ ،و من
ىذه العوامل:
-0-3الطاقة الضريبية:
ربمل العبء الضرييب ،فكلّما زادت الضرائب كلّما أمكنو نعٍت هبا مقدرة األفراد على ّ
العامة و بالتارل رافد
العامة ،أل ّف الضرائب تع ّد من اؼبصادر الرئيسيّة لإليرادات ّ
زيادة النفقات ّ
رئيسي ػبزينة الدولة باؼباؿ.
ّأما العوامل اليت رب ّدد الطاقة الضريبيّة فهي:
03
-0-0-3طبيعة القطاع اإلنتاجي:
فلكل قطاع من القطاعات االقتصادية عبء ضرييب ىبتلف عن اآلخر ،فالقطاع الصناعي ّ
لكل دولة أولوياهتا بالًتكيز على قطاع دوف سواه
يكوف عبئو الضرييب أكرب من القطاع الزراعي ،و ّ
و بالتارل باالعتماد عليو بشكل كبَت ،فنجد بعض الدوؿ قد تعتمد على الزراعة و بعضها اآلخر
على الصناعة و الثالث على الثروة اغبيوانية ...و ما إذل ذلك من اختالفات.
-0-0-3الدخل:
فكلّما ارتفعت الدخوؿ و األجور ازدادت الطاقة الضريبية فنجد الدوؿ اليت تنخفض فيها
الدخوؿ ال تش ّكل فيها االقتطاعات الضريبية إالّ نسبة ضئيلة جدًّا ،و الدوؿ اليت ترتفع فيها
الدخوؿ تزداد فيها االقتطاعات الضريبية «ضريبة الدخل».
-3-0-3اليد العاملة:
السكاف ارتفعت الطاقة الضريبية ،أل ّف العامل
كلّما زاد عدد اليد العاملة بالنسبة لعدد ّ
يتحمل أعباء
الذي وبصل على دخل و بإمكانو أف ينفق من ىذا الدخل ،على أسرتو يستطيع أف ّ
الضريبة ،و بالتارل كلّما زادت ىذه الشروبة كاف باإلمكاف اغبصوؿ على ضرائب مباشرة و غَت
مباشرة بشكل أكرب.
-4-0-3التجارة الخارجية:
كلّما زادت حركة االستَتاد و التصدير تزداد الطاقة الضريبية ،أل ّف التاجر يستطيع أف
يتحمل العبء الضرييب ،و كثَت من الدوؿ يعتمد على الضرائب اعبمركية كمصدر من مصادر ّ
العامة.
اإليرادات ّ
-5-0-3النشاط االقتصادي:
العامة ،أل ّف زيادة العمل و اإلنتاج و االستثمار
كلّما زاد النشاط االقتصادي تزيد النفقات ّ
تزيد من الدخوؿ و اإلنفاؽ و بالتارل يزيد اؼبستوى اؼبعيشي لألفراد ،و ىذا يعٍت زيادة يف النفقات
العامة اؼبتزايدة.
العامة اليت هبب أف تليب اغباجات ّ
ّ
04
-6-0-3قيمة النقود:
إذا استطاعت الدولة أف ربافظ على قيمة النقود ّأدى ذلك إذل ثبات اإلنفاؽ العاـّ ،أما
العامة سوؼ ترتفع(.)1
إذا البفضت قيمة النقود فإ ّف النفقات ّ
العامة:
-4تقسيمات النفقات ّ
تبعا غباجات كل دولة و مراعاة لظروفها
العامة بُت دولة و أخرى ً
ىبتلف تقسيم النفقات ّ
تطورىا ،و يبكن إهباز أىم التقسيمات:
التارىبيّة و درجة ّ
العامة:
-0-4التقسيم النظري العلمي للنفقات ّ
العامة ،فنجد:
يندرج ربت ىذا التقسيم أكثر من نوع للنفقات ّ
العامة من حيث أىدافها:
-0-0-4النفقات ّ
و ينقسم ىذا النوع من النفقات إذل:
-0-0-0-4نفقات الدفاع و األمن الداخلي:
نفقات الرفاه االجتماعي و اػبدمات االجتماعية ،و ىي تلك اليت تنفق على الصحة و
التعليم و السياحة و دعم السر الفقَتة و كبَتة العدد ...إخل.
-0-0-0-4نفقات الحكومة:
و ىي تلك اليت تستخدـ لديبومة عمل اعبهاز اغبكومي من رواتب و أجور العاملُت يف
الدولة ،و شراء األجهزة و اؼبع ّدات و األدوات عبميع الدوائر و اؼبؤسسات اغبكومية ...إخل.
-3-0-0-4اإلنفاق على خدمة الدين العام:
العامة و الفوائد اؼبًتتبة عليها حسب الفًتة الزمنية اؼبتّفق عليها.
تسديد أقساط الديوف ّ
العامة من حيث آثارىا االقتصادية:
-0-0-4النفقات ّ
العامة على الدخل الوطٍت و الناتج الوطٍت و انطالقًا من ىذا األثر ،تنقسم
تؤثّر النفقات ّ
العامة إذل:
النفقات ّ
05
-0-0-0-4نفقات حقيقية:
العامة على األجور و الرواتب للعاملُت بالدولة ،كذلك على شراء
و ىي صرؼ األمواؿ ّ
السلع و اػبدمات الالزمة لسَت عمل إدارات و أجهزة الدولة ،و ىذا النوع من النفقات يزيد من
الناتج الوطٍت.
-0-0-0-4نفقات تحويلية:
العامة على اإلعانات االجتماعية ،و الدعم اغبكومي و الضماف و ىي صرؼ األمواؿ ّ
االجتماعي ،و البطالة ...إخل .ىذا النوع من النفقات ال يزيد من الناتج الوطٍت ،ألنّو يهدؼ إذل
إعادة توزيع الدخل و الثروة بُت اؼبواطنُت ،و دعم الفقراء من أبناء اجملتمع.
العامة من حيث تكرارىا:
-3-0-4النفقات ّ
و تنقسم بدورىا إذل نوعُت:
متكررة:
-0-3-0-4نفقات ّ
تتكرر من حيث
تتكرر سنويًا من حيث اؼب ّدة و ليس شرطًا أف ّ
و ىي النفقات العادية اليت ّ
اؼبقدار مثاؿ ذلك اإلنفاؽ على رواتب و أجور موظفي الدولة و اإلنفاؽ على التعليم ،القضاء و
األمن ...إخل.
متكررة:
-0-3-0-4نفقاتغير ّ
تتكرر سنويًّا ،مثل النفقات الطارئة ؼبواجهة الكوارث
و ىي النفقات غَت العادية اليت ال ّ
الطبيعيّة ،و اؼبشاكل االجتماعية و اغبروب ...إخل.
العامة من حيث شموليتها:
-4-0-4النفقات ّ
و تنقسم بدورىا إذل نفقتُت:
-0-4-0-4نفقات محليّة:
و ىي تلك النفقات اليت زبصص ػبدمة سكاف إقليم أو منطقة معيّنة دوف سواىا ،داخل
حدود الدولة و ذلك حسب التقسيم اإلداري للدولة (والية ،دائرة ،بلدية ،ؿبافظة).
يتحمل أعباء ىذه النفقة بالدرجة
يتوذل عملية اإلنفاؽ اجملالس و اؽبيئات احملليّة ،و ّ
و ّ
األوذل اؼبوازنة احمللية لإلقليم أو اؼبنطقة أو البلدية ،حيث ترد ىذه النفقات يف موازنتهم.
06
-0-4-0-4نفقات وطنية:
و ىي تلك النفقات اليت زبدـ صبيع مرافق الدولة و صبيع مواطنيها بغض النظر عن مكاف
يتحمل أعباء ىذه
يتوذل عمليّة اإلنفاؽ وزارات و ىيئات و مؤسسات الدولة ،و ّ سكناىم ،و ّ
العامة.
العامة للدولة حيث ترد يف موازنتها ّ
النفقة اؼبوازنة ّ
العامة:
-0-4التقسيم العملي للنفقات ّ
فكل
العامة ّ
من الناحية العملية زبتلف الدوؿ يف السلوب الذي تتّبعو لتقسيم النفقات ّ
دولة تستخدـ التقسيم الوضعي الذي يتالءـ مع ظروفها السياسية و االقتصادية و االجتماعية و
اؼباليّة ،و يندرج ربت ىذا التقسيم:
-0-0-4التقسيم الوظيفي:
ليتسٌت للدولة
يتم االعتماد حسب ىذا التقسيم على الوظائف اليت يتم اإلنفاؽ عليهاّ ،
كل دائرة من دوائرىا و قدرهتا اإلنتاجية لتقارنو مع مصاريف و إنتاجية التعرؼ على مصاريف ّ ّ
القطاع اػباص ،و بعد ذلك يتم زبصيص اعتمادات اإلنفاؽ العاـ وف ًقا للتكلفة ،فمثالً تعتمد
العامة للسكك اغبديدية باالستناد على تكلفة الكيلو مًت الواحد. النفقات ّ
التعرؼ
ىذا األسلوب لو مزايا منها معرفة مصاريف و إنتاجية إدارات الدولة اؼبختلفةّ ،
على وظائف و تقدير النفقة احمل ّددة لكل وظيفة إذل جانب اؼبساعدة على ّازباذ القرار الصائب و
إمكانية الرقابة السريعة.
و ما يعاب عن ىذه الطريقة ،أ ّف الوظيفة يف اغبكومة تؤثّر على باقي الوظائف و تتأثّر هبا،
و بالتارل تؤثّر على صبيع إدارات الدولة.
-0-0-4التقسيم االقتصادي:
يتم االعتماد حسب ىذا التقسيم على األعماؿ و اؼبهاـ اؼبختلفة اليت سبارسها دوائر الدولة
شريطة توزيعها حسب القطاعات االقتصادية (زراعة ،سياحة ،صناعة) ،و يؤخذ بعُت االعتبار
نفقات الدوائر اغبكومية و نفقات التجهيز اليت تزيد من الدخل الوطٍت ،و نفقات التوزيع (ربوؿ
جزء من الدخل الوطٍت من فئة ألخرى على شكل إعانات اجتماعية و مساعدات اقتصادية ...
إخل.
07
-3-0-4التقسيم اإلداري:
يتم التقسيم على أساس اإلدارات اغبكومية اليت تقوـ بعملية اإلنفاؽ مثل الوزارات و
العامة )...ضمن العمل الوظيفي لكل دائرة ،و بعد ذلك يتم التقسيم اؽبيئات و اؼبؤسسات ّ
داخل كل وحدة إدارية األقل يف التنظيم اإلداري و األصغر فاألصغر ...إخل ،و األسلوب اؼبتّبع
أف تصنف النفقات إذل جارية و رأظبالية.
ؽبذا األسلوب ع ّدة مزايا ،منها سهولة اؼبراقبة على حسن استخداـ اؼباؿ العاـ ،و سهولة
العامة يف اؼبوازنات اؼبقبلة.
ّازباذ القرار يف ربديد حجم اإلنفاؽ و اإلعداد للنفقات ّ
ّأما عيوب ىذا األسلوب فتكمن يف صعوبة حصر كلفة كل وظيفة حكومية و بالتارل
صعوبة التنبؤ للعمليات االقتصادية و اؼباليّة للدولة.
العامة:
-5ظاىرة ازدياد النفقات ّ
تطور دور الدولة يف النشاط االقتصادي و الذي يشَت بوضوح
ال ب ّد أف نشَت إذل حقيقة ّ
إذل وجود ظاىرة تزايد اإلنفاؽ العاـ يف صبيع الدوؿ مهما اختلفت نظمها االقتصادية و مهما
اختلفت درجة تق ّدمها حيث أ ّف ظاىرة تزايد اإلنفاؽ العاـ ترجع إذل األسباب ظاىرية أو حقيقية
سنتطرؽ فيما يلي إذل صبلة ىذه األسباب:
ّ و
العامة:
-0-5األسباب الظاىرية لتزايد النفقات ّ
العامة إذل ثالثة عوامل رئيسية:
قد ترجع األسباب اؼبؤدية إذل ارتفاع النفقات ّ
-0-0-5تدىور قيمة العملة:
يؤدي إذل نقص مقدار السلع و اػبدمات اليت يقصد بتدىور قيمة العملة ،تدين قدرهتا الشرائية فبّا ّ
يبكن اغبصوؿ عليها بنفس اغبجم من الوحدات النقدية عن اؼبقدار الذي كاف يبكن اغبصوؿ عليو
من قبل و ىي الظاىرة اليت يبكن أف تشرح ارتفاع أسعار السلع و اػبدمات.
و ما يبكن مالحظتو ،بصفة عامة ،أ ّف قيمة النقود تأخذ يف االلبفاض بصورة مستمرة ،و إف
كانت نسبة التدىور زبتلف من دولة إذل أخرى ،و يًتتب على تدىور قيمة النقود زيادة النفقات
عددا من وحدات النقد أكرب فبّا كانت تدفعو من ذي العامة ؼبواجهة ىذا التدىور ،فالدولة تدفع ًّ
العامة زيادة
قبل للحصوؿ على نفس اؼبقدار من السلع و اػبدمات ،فالزيادة ىنا يف رقم النفقات ّ
08
العامة على
ظاىرية ،إذ ال يًتتب عليها أي زيادة يف اؼبنفعة اغبقيقية أو زيادة يف أعباء التكاليف ّ
األفراد.
العامة يف العصر اغبديث.
و يع ّد تدىور قيمة النقود السبب األساسي للزيادة الظاىرية يف النفقات ّ
العامة)
-0-0-5اختالف طرق المحاسبية( :اختالف طرق إعداد الميزانية ّ
كاف اؼبتّبع فيما مضى ،أف زبصص بعض اإليرادات اليت كانت تقوـ بتحصيلها بعض
اإلدارات و اؼبصاحل لتغطية نفقاهتا مباشرة ،و من ٍبّ دل تكن تظهر نفقاهتا أو إيراداهتا يف اؼبيزانية
العامة الواردة يف اؼبيزانية أقل من حقيقتها.
العامة للدولة فبّا كاف هبعل النفقات ّ ّ
العامة الذي يقضي بضرورة ظهور كافة نفقات و مع اتّباع مبدأ وحدة عمومية اؼبيزانية ّ
العامة ،ظهرت نفقات عامة كانت تنفق فيما قبل الدولة و إيراداهتا -دوف زبصيص -يف اؼبيزانية ّ
العامة يف ىذه اغبالة تع ّد زيادة ظاىرية
و دل تكن تظهر يف اؼبيزانية و من ٍبّ فإ ّف الزيادة يف النفقات ّ
استدعت تغيَت طرؽ احملاسبة اؼباليّة يف اؼبيزانية اغبديثة.
-3-0-5زيادة مساحة إقليم الدولة و عدد سكانها:
مردىا زيادة مساحة إقليم الدولة أو عدد سكاهنا ،و العامة ّ
قد تكوف الزيادة الظاىرية يف النفقات ّ
مثاؿ ذلك قياـ الدولة باحتالؿ دولة أخرى أو اسًتداد جزء من إقليمها ،و يًتتب على ىذه الزيادة
نظرا لعدـ حدوث زيادة يف العامة ،إالّ ّأهنا زيادة ظاىرية ً
بطبيعة اغباؿ ،زيادة يف حجم النفقات ّ
العامة اؼبلقاة على السكاف دوف مقابل فعلي.
النفع العاـ أو زيادة يف األعباء ّ
العامة ،يف ىذه اغباالت ،إذا تأثّر بالزيادة
متوسط نصيب الفرد من النفقات ّ و من الواضح أ ّف ّ
التوسع اغباصل يف مساحة الدولة أو زيادة
فإهنا تكوف حقيقيةّ ،أما إذا تزايد اإلنفاؽ ربت تأثَت ّّ
ؾبرد
عدد السكاف دوف أف يبس السكاف األصليُت ففي ىذه اغبالة تكوف الزيادة يف اإلنفاؽ العاـ ّ
زيادة ظاىرية.
العامة:
-0-5األسباب الحقيقية لتزايد النفقات ّ
العامة زيادة اؼبنفعة اغبقيقية اؼبًتتبة على ىذه النفقات باإلضافة
يقصد بالزيادة اغبقيقية للنفقات ّ
العامة بنسبة ما ،و ترتبط الزيادة يف عبء التكاليف غالبا بزيادة تدخل
إذل زيادة ثقل األعباء ّ
الدولة يف اغبياة االقتصادية و االجتماعية للمواطنُت (زيادة متوسط نصيب الفرد من اػبدمات
العامة).
ّ
09
العامة ألسباب عديدة:
و ترجع الزيادة اغبقيقية يف النفقات ّ
-0-0-5األسباب اإليديولوجية:
بالتطور التارىبي لدور الدولة يف اغبياة االقتصادية و
ّ و نعٍت هبا األسباب اليت ترتبط
االجتماعية ،من الدولة اغبارسة إذل الدولة اؼبتدخلة.
تدخل
لتدخل الدولة ،فبّا ّأدى إذل زيادة ّ
فمباشرة بعد اغبرب العاؼبية ( )IIىيمنت أفكار مؤيّدة ّ
الدولة على مستوى الدوؿ الليبَتالية ،على وجو التحديد ،يف اغبياة االقتصادية و اضطالعها
بالعديد من الشؤوف االجتماعية اليت كانت تعترب من باب النشاط اػباص ،فبّا ترتب عليو زيادة يف
العامة زيادة مطلقة بالنسبة إذل الدخل الوطٍت يف ذات الوقت.
حجم النفقات ّ
و دل يكن اغباؿ ـبتل ًفا يف الدوؿ االشًتاكية قبل اهنيارىا ،حيث ّأدت اإليديولوجية اعبماعية سائدة
العامة إذل درجة تساويها
و تقوـ الدولة بكافة العمليات اإلنتاجية فبّا يًتتب عليو زيادة يف النفقات ّ
مع الدخل الوطٍت.
-0-0-5األسباب االقتصادية:
العامة و الدورة
من أىم األسباب االقتصادية زيادة الدخل الوطٍت و التوسع يف إنشاء اؼبشاريع ّ
االقتصادية و اؼبنافسة االقتصادية فزيادة الدخل الوطٍت يبكن الدولة من زيادة ما تقطعو من ىذا
الدخل يف صورة تكاليف و اعباء عامة من ضرائب و رسوـ و غَتىا ،بغض النظر عن تزايد و
العامة
تنوع الضرائب اؼبفروضة أو ارتفاع مع ّدالت و ما هبب اإلشارة إليو ،أف زيادة اإليرادات ّ ّ
العامة
التوسع يف إقباز اؼبشاريع ّ
يشجع الدولة على زيادة حجم نفقاهتا يف األوجو اؼبختلفة ،كذلك ّ
العامة و اؽبدؼ من إقبازىاّ ،إما اغبصوؿ على موارد للخزينة
يؤدي إذل زيادة النفقات ّ
االقتصادية ّ
العمومية أو التنمية االقتصادية و مكافحة سياسات االحتكار و بصفة عامة توجيو الشأف
االقتصادي وجهة ؿب ّددة حسب اإليديولوجية السائدة يف الدولة.
العامة و ىذا
بكل آثاره السلبية ،يلزـ الدولة بتقرير زيادة النفقات ّ
و من ناحية أخرى فإ ّف الكسادّ ،
للرفع من مستوى الطلب الكلّي الفعلي إذل اؼبستوى الذي يسمح بتحقيق التشغيل الكامل لليد
العاملة بالتناسب مع حجم الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد الوطٍت.
02
-3-0-5المنافسة االقتصادية الدولية:
العامة ّإما يف صورة إعانات اقتصادية للمشاريعتؤدي إذل زيادة النفقات ّ مهما كانت أسباهبا ّ
الوطنية لتشجيعها على التصدير و منافسة اؼبشاريع األجنبية يف األسواؽ العاؼبية و ّإما يف صورة
إعانات لإلنتاج لتمكُت اؼبشاريع الوطنية من اؼبواجهة و الصمود ،من ناحية اعبودة ،يف وجو
اؼبنافسة األجنبية داخل األسواؽ الوطنية.
-4-0-5األسباب االجتماعية:
مع الزيادة اؼبسجلة للنمو الديبوغرايف ،و تركز السكاف يف اؼبدف و اؼبراكز الصناعية ،تزايد حجم
العامة لتغطية الطلب اغباصل على اػبدمات التعليمية ،الصحية و الثقافية أو خدمات النفقات ّ
النقل و اؼبواصالت ،اؼباء ،الغاز ،الكهرباء و األمن العمومي ،و يرجع ىذا إذل أ ّف حاجات سكاف
اؼبدف أكرب و أعقد من حاجات سكاف القرى.
إذل جانب كل ذلك ،زيادة مبو الوعي االجتماعي ،كنتيجة حتمية النتشار التعليم و من ٍبّ ازدياد
وعي اؼبواطنُت حبقوقهم ،فأصبحوا يطالبوف الدولة بالقياـ بوظائف دل تعرؼ من قبل ،كتأمُت
األفراد ضد البطالة ،الفقر ،اؼبرض ،العجز ،و الشيخوخة و غَتىا ،و قد تًتتّب على ذلك زيادة
العامة بصورة عامة.
النفقات ّ
-5-0-5األسباب اإلدارية:
تطور
لتطور اجملتمع االقتصادي و االجتماعي و ّ يؤدي سوء التنظيم اإلداري و عدـ متابعة ّ ّ
وظائف الدولة و االرتفاع يف عدد اؼبوظفُت و زيادهتم على حاجة العمل و اإلشراؼ يف ملحقات
الوظائف العمومية (أثاث ،مكتبات ... ،إخل) إذل زيادة اإلنفاؽ العاـ بشكل ملحوظ ،بل و أكثر
من ذلك يبثّل عبئًا إضافيًا على موارد الدولة.
مباشرا ،أي أهنا
إنتاجا ًو الزيادة يف ىذا اإلطار ،و إف كانت حقيقية إالّ أ ّهنا غَت منتجة ً
يؤدي إذل ارتفاع يف القيمة
العامة على األفراد ال ّ
تؤدي إذل زيادة حجم األعباء ّ بالرغم من اعتبارىا ّ
اغبقيقية للمنفعة العمومية.
-6-0-5األسباب الماليّة:
تتمثل ىذه األسباب يف عنصرين أساسيُت:
00
العامة للحصوؿ
أ -سهولة االقًتاض يف العصر اغبديث ،فبّا ّأدى إذل كثرة عبوء الدولة إذل القروض ّ
العامة ،أل ّف
يؤدي إذل زيادة حجم النفقات ّ على ما ربتاج إليو لتغطية أي عجز يف إيراداهتا فبّا ّ
خدمة الدين تستلزـ دفع األقساط و الفوائد.
ـبصص لغرض معُت فبّا يدفع إذل تشجيع اغبكومة العامة غَت ّب -وجود فائض يف اإليرادات ّ
على إنفاقو سواء يف أوجو إنفاؽ ضرورية أو غَت ضرورية ،و تتجلى خطورة ذلك يف الفًتات اليت
ربتم فيها السياسة الرشيدة على السلطة التنفيذية العمل على خفض نفقاهتا ألنّو من الصعب
العامة.
مطالبة الدولة بتخفيض كثَت من أبواب النفقات ّ
-7-0-5األسباب السياسية:
العامة يف تطوير اإليديولوجية السياسية سواء داخليًا
يبثل ىذا العنصر إذل زيادة النفقات ّ
نتيجة انتشار اؼببادئ الديبوقراطية و العدالة االجتماعية و مبو مسؤولية الدولة ،أو يف اػبارج نتيجة
شعور الدولة بواجب التضامن الدورل.
أ -انتشار المبادئ الديموقراطية:
يًتتب على انتشار مثل ىذه اؼببادئ و العدالة االجتماعية زيادة اىتماـ الدولة بالطبقات
ؿبدودة الدخل و احملرومة و التكفل بالكثَت من خدماهتا ،أضف إذل ذلك أ ّف النظاـ اغبزيب يدفع
العامة.
اغبزب اغباكم إذل التوسع يف اؼبشاريع االجتماعية ،فبّا يًتتب زيادة يف النفقات ّ
ب -نمو مسؤولية الدولة:
تغَت النظرة إذل الدولة ،فهي ليست سوى سلطة آمرة ال نتج عن انتشار اؼببادئ الديبقراطية ّ
يبلك اؼبواطنوف إالّ اػبضوع ؽبا ،و إّمبا ىي ؾبموعة من اؼبرافق العمومية اؼبوجهة ػبدمة الصاحل العاـ
تقررت مسؤوليتها ،فإذا أحدث نشاطها ضرر ألحد أفرادىا فليس ىناؾ ما يبنع ؼبقاضاهتا و ؽبذا ّ
ربمل عبء اؼبخاطر اؼبًتتبة عن سَت اؼبرافق
عما غبقو من ضرر ،فيشارؾ اجملتمع بذلك يف ّ لتعويضو ّ
العامة ،و قد ساعد على مبو مسؤولية الدولة ضغط الرأي العاـ و مؤلفات رجاؿ القانوف. ّ
جـ -نفقات الدولة في الخارج:
العامة ،بسبب ازدياد
و من جهة أخرى ّأدى مبو العالقات الدولية إذل ازدياد النفقات ّ
حجم التمثيل الديبلوماسي الزدياد عدد الدوؿ ،و بالتارل ارتفعت حجم النفقات اؼبرصودة
العامة يف اؼبنظمات الدولية اؼبتخصصة و غَت متخصصة ،و
لتدعيمو فضالً عن ازدادت نفقات ّ
00
منظمات اقليمية ،األمم اؼبتّحدة و اؽبيئات التابعة ؽبا كاليونسكو و اليونيسيف ،و كذلك بسبب
ما تقتضيو العالقات الدولية من واجبات تلزـ الدوؿ القياـ بتقدًن اؼبساعدات و اؼبنح اؼبادية و
التقنية للدولة األجنبية أو لرعاياىا و ىذا لتحقيق أىداؼ اقتصادية أو سياسية أو وطنية.
-8-0-5النفقات العسكرية:
العامة ،و راجع ذلك إذل
ىاما يف التزايد اؼبطرد للنفقات ّربتل النفقات العسكرية جزءًا ًّ
التقدـ التكنولوجي السريع يف ىذا اؼبيداف فبّا يدفع الدولة إلنفاؽ مبالغ طائلة لتزويدىا بأحدث
األساليب.
و اؼبخًتعات العسكرية هبدؼ ضباية منشآهتا و مواطنيها و أراضيها من خطر الغزو
اػبارجي.
فضالً عن ذلك ما تستلزمو اغبروب من سبويالت مالية ضخمة ليس فقط أثناء اغبرب بل
أيضا يف أعقاهبا ،كدفع التعويضات و اإلعانات و معاشات لضحايا اغبرب ،و كذلك نفقات و ً
دمرتو اغبرب و دفع أقساط فوائد الديوف اليت عقدهتا الدولة أثناء اغبرب لتمويل
إعادة تعمَت ما ّ
نفقاهتا اغبربية(.)1
العامة فمن الضروري أف تكوفتؤدي إذل زيادة يف النفقات ّ و أيّا كانت األسباب اليت ّ
العامة على درجة من اؼبرونة تسمح بتغطية ىذه الزيادة يف النفقات.
اإليرادات ّ
-6اآلثار االقتصادية و االجتماعية للنفقات :
لإلنفاؽ العاـ أثر بارز على صبيع النواحي الدولة سواء االقتصادية أو االجتماعية أو
السياسية ،و ىبتلف ىذا األثر ،دبدى عمق تأثَته من دولة ألخرى ،و بشكل عاـ سنتناوؿ أثر
اإلنفاؽ اغبكومي على العمل و االستهالؾ و االستثمار ،و يوجد ىناؾ نوعاف من اآلثار
االقتصادية و االجتماعية اؼبباشرة و الغَت اؼبباشرة:
( )1ؿبمد عباس ؿبرزي ،مرجع سبق ذكره ،2003 ،ص ،105ص.113
03
العامة على اإلنتاج الوطني:
-0-6تأثير النفقات ّ
العامة على حجم اإلنتاج و العمالة من خالؿ تأثَتىا على حجم الطلب تؤثّر النفقات ّ
ىاما من ىذا الطلب ،و تزداد أنبيّتو بازدياد العامة جزءًا ًّ
الكلّي الفعلي ،حيث سبثّل النفقات ّ
مظاىر تدخل الدولة يف حياة األفراد.
العامة و حجم الطلب الكلّي يتوقف على حجم النفقة و نوعها، و العالقة بُت النفقات ّ
و بصورة أدؽ ،فالنفقات اغبقيقية تتعلّق بالطلب على السلع و اػبدمات بينما تتعلّق النفقات
تصرؼ اؼبستفيدين منها.التحويلية بطريقة ّ
العامة على اإلنتاج دبدى تأثَت الطلب الكلّي الفعلي و من جهة أخرى ،يرتبط أثر النفقة ّ
يف حجم اإلنتاج و العمالة ،و ىذا بدوره يتوقّف على مدى مرونة اعبهاز اإلنتاجي ،أو مستوى
العمالة و التشغيل يف الدوؿ اؼبتقدمة و على درجة النمو يف الدوؿ النامية.
العامة نؤثّر على اؼبقدرة اإلنتاجية لالقتصاد الوطٍت برفعها ؽبذه و الواقع ،أ ّف النفقات ّ
اؼبقدرة سواء بصورة مباشرة أو غَت مباشرة ،و من ٍبّ يرتفع الناتج الوطٍت و الدخل القومي.
العامة
فالنفقات اإلنتاجية أو االستثمارية تعمل على إنتاج السلع اؼبادية و اػبدمات ّ
أيضا على تكوين رؤوس األمواؿ العينية اؼبع ّدة إلشباع اغباجات االستهالكية لألفراد ،و تعمل ً
تؤدي إذل لالستثمار ،و ىذا اإلنفاؽ االستهالكي و االستثماري يع ّد من النفقات اؼبنتجة اليت ّ
زيادة حجم الدخل الوطٍت و رفع مستوى الكفاءة اإلنتاجية لالقتصاد الوطٍت.
و قد تقوـ الدولة هبا مباشرة من خالؿ قيامها باإلنتاج ،أو قد سبنح الدولة بعض
العامة أو اػباصة إعانات اقتصادية اليت تستهلكها الطبقات الفقَتة ،أو تعويض اؼبشروعات ّ
العامة عن خدماهتا غَت العادية لألفراد سبكينًا ؽبا من االستمرار يف ربقيق اؼبنفعة من اؼبشروعات ّ
أيضا إعانات التصدير أو اإلعانات اليت تؤديو ،و مثل ذلك ً خالؿ النشاط االقتصادي الذي ّ
العامة لتغطية العجز الذي وبدث يف ميزانيتها ،و اإلعانات اليت تقدمها الدولة لبعض اؼبشروعات ّ
للتوسع يف االستثمارّ ،أما النفقات ّ تق ّدمها اغبكومة لبعض الصناعات أو الفروع اإلنتاجية
االجتماعية فلها تأثَت مباشر على اإلنتاج سواء يف صورة ربويالت نقدية أو ربويالت عينية ،فهي
هتدؼ إذل ربويل جزء من القوة الشرائية لصاحل بعض األفراد( ،اؼبتعلقة بالفئات ؿبدودة الدخل) ،و
بالتارل ال يبكن معرفة أثر ىذا النوع من النفقات االجتماعية على حجم اإلنتاج ،و ذلك لعدـ
04
معرفة أنواع السلع اليت تقوـ ىذه الفئات باإلنفاؽ للحصوؿ عليها على وجو التحديد ،و لكن
ابتداءً من ربديد ىذه الفئات (ذوي الدخل احملدود) و ارتفاع مليها اغب ّدي لالستهالؾ ،باؼبقابل
يتّجو اؼبقابل النقدي و اإلعانات النقدية لإلنفاؽ من أجل اغبصوؿ على السلع الضرورية و بالتارل
يؤدي إذل زيادة اإلنتاج بشكل يزداد الطلب عليها فبّا يسمح بزيادة إنتاجهاّ ،أما يف اغبالة عينيةّ ،
ملحوظ ،من خالؿ زيادة السلع و اػبدمات االستهالكية مثل نفقات التعليم و الصحة ،اليت تؤثّر
أيضا سبكينهم من أداء نشاطهم بكفاءة أكرب ،فكلّما زاد على رفع اؼبستوى االجتماعي لألفراد ،و ً
الصحي و اؼبعيشي من ـبتلف النواحي، الفٍت و التعليمي و ّ ما ينفق على العماؿ لرفع مستواىم ّ
كلّما أثّر ذلك على الطاقة اإلنتاجية و بالتارل يزيد اإلنتاج.
و كذلك النفقات اغبربيّة ،ؽبا أثر مباشر على اإلنتاج الوطٍت خاصة يف العصر اغبديث
سبثّل نسبة كبَتة من حجم اإلنفاؽ الكلّي لل ّدوؿ ،كما يرى بعض احمللّلُت االقتصاديُت التقليديُت
أ ّف النفقات اغبربية تع ّد من النفقات االستهالكية غَت اؼبنتجة ،يف كوهنا تعمل على ربويل بعض
عناصر اإلنتاج (العمل ،و اؼبوارد اؼبادية) إذل إشباع األغراض العسكرية أو اغبربية فبّا يؤثّر على
يؤدي إذل نقص االستهالؾ من جهة و ارتفاع عناصر اإلنتاج العادي لألفراد بااللبفاض ،فبّا ّ
توسعية).
اإلنتاج من جهة أخرى (آثار ّ
فضالً أ ّف ىناؾ حاالت اليت ترصد فيها النفقات الصناعات اغبربية و إنشاء اؼبوانئ و
اؼبطارات و الطرؽ ،نفقات البحث العلمي ،و تصدير األسلحة (بالنسبة لدوؿ الرأظبالية اؼبتق ّدمة)،
يؤدي إذل حدوث عجز يف ميزاف مدفوعاهتا بسبب باؼبقابل تؤثّر بالسلب على الدوؿ النامية ،فبّا ّ
اضطرار الدولة إذل صرؼ جزء كبَت من العمالت األجنبية يف أغراض التسليح اػبارجي.
كما تتأثّر النفقات اغبربية باألوضاع االقتصادية السائدة يف الدولة ،فعندما يصل اقتصاد
يؤدي إذل حدوث آثار تضخميّة و ارتفاع يف إذل مرحلة العمالة الكاملة ،فإ ّف النفقات اغبربيّة ّ
مستوى األسعار ،باعتبار أ ّف النفقات اغبربيّة ؽبا أولويّة على كافة النفقات األخرى لكوهنا سبثّل
أساس الدفاع عن سيادة الدولة ضد أي غزو خارجيّ ،أما يف حالة نقص التشغيل فإ ّف النفقات
للتوسع يف الصناعات اغبربية و الفروع اإلنتاجية تؤدي إذل زيادة اإلنتاج الوطٍت ،نتيجة ّ اغبربيّة ّ
األخرى اليت تتوقف عليها و بالتارل إذل تشغيل العماؿ اؼبتعطلُت و القضاء على البطالة(.)1
05
العامة على االستهالك و االدخار:
-0-6تأثير النفقات ّ
االدخار ما ىو
فإهنا تؤثّر على االدخار ،أل ّف ّ
العامة بتأثَتىا على االستهالؾ ّ
إ ّف النفقات ّ
يتم استخدامو يف اإلنفاؽ على االستهالؾ ،و أ ّف زيادة اعبزء الذيإالّ اعبزء من الدخل الذي ال ّ
يتم استخدامو من الدخل لالستهالؾ يعٍت البفاض اعبزء من الدخل الذي يتبقى من الدخل
العامة على االستهالؾ يعٍت و ضمنًا تناوؿ
لالدخار ،و بالعكس و بالتارل فإ ّف تناوؿ آثار النفقات ّ
العامة على
االدخار ،و لذلك سيتم يف ىذا اإلطار تناوؿ آثار النفقات ّ العامة على ّ
آثار النفقات ّ
االستهالؾ تالفيًا للتكرار الذي يبكن أف وبصل يف تناوؿ ىذه اآلثار على كل من االستهالؾ و
االدخار.
العامة بصورة مباشرة و غَت مباشرة على االستهالؾ.
تؤثّر النفقات ّ
العامة
العامة على االستهالؾ يف كوف أ ّف النفقات ّ حيث سبثل الصورة اؼبباشرة للنفقات ّ
ىذه تتم على شراء السلع و اػبدمات االستهالكية الالّزمة لقياـ اغبكومة بنشاطاهتا اؼبختلفة ،و
العامة و
بالذات اعبارية منها ،حيث تسمح بزيادة االستهالؾ ،و خاصة عندما تزيد معو النفقات ّ
العامة ،أو عندما تزداد ىذه
يتحقق العكس حيث ينخفض االستهالؾ عند البفاض النفقات ّ
العامة و لكن باستخدامها يف اإلنفاؽ على ؾباالت ال ترتبط بشراء اغبكومة لسلع و النفقات ّ
خدمات استهالكية ،كأف يتم استخدامها باإلنفاؽ على شراء السلع و اػبدمات اإلنتاجية ،أو
االستثمارية بدالً من اإلنفاؽ على شراء السلع و اػبدمات االستهالكية ،و ىو األمر الذي يًتتب
العامة.
عليو عدـ ربقق زيادة يف االستهالؾ نتيجة مثل ىذه النفقات ّ
العامة على االستهالؾ فيمكن أف تتحقق من خالؿ زيادة ّأما اآلثار غَت اؼبباشرة للنفقات ّ
للطلب االستهالكي لألفراد و اعبهات اؼبختلفة يف االقتصاد و الذي يتحقق نتيجة الزيادة يف
العامة سواء تلك اليت يتم استخدامها لإلنفاؽ
الدخوؿ اليت ربصل عليها و الناصبة عن النفقات ّ
العامة ،أو أوجو اإلنفاؽ األخرى اؼبتّصلة بإقامتها
على قياـ الدولة بنشاطاهتا اعبارية ،أو أشغاؽبا ّ
البنية التحتية أو اؼبشروعات اإلنتاجيّة ،و كذلك الزيادة يف الدخوؿ اليت تتحقق لإلعانات ،خاصة
إذا ًبّ األخذ بعُت االعتبار الفئات و األفراد الذين وبصلوف على مثل ىذه اإلعانات عن طريق
النفقات التحويلية يكوف ميلهم اغب ّدي لالستهالؾ مرتفع ،و ىو األمر الذي يرفع الطلب
االستهالكي ،و يرتفع معو حجم االستهالؾ و زيادتو.
06
العامة
العوامل اليت هبب أخذىا بعُت االعتبار يف التأثَت اؼبباشر و غَت اؼبباشر للنفقات ّ
لالستهالؾ ،و اليت من بينها ما يلي:
العامة على االستهالؾ و الذي ينجم عنو زيادة االستهالؾ ،يف ظل ارتفاع -إ ّف تأثَت النفقات ّ
اؼبيل اغب ّدي لالستهالؾ ،يعٍت البفاض االدخار ،يف ظل البفاض اؼبيل اغب ّدي لالدخار ،و ىو ما
يؤدي إذل البفاض القدرة على االستثمار و التأثَت سلبًا على القدرة اإلنتاجية يف االقتصاد نتيجة
ّ
التطور يف النشاطات االقتصادية.
يؤدي إذل إعاقة ّ لذلك ،و ىو ما ّ
كاؼ من السلع و -إ ّف أثر النفقات العامة يف زيادة الطلب االستهالكي بدوف وجود عرض ٍ
ّ
اػبدمات الستهالكية ،و بدوف وجود طاقة إنتاجية قادرة و مرونة و جاىزة للعمل يف اغباؿ يقود
الرابط بينها و
عموما ،حبكم ّ
إذل ارتفاع األسعار للسلع االستهالكية ّأوالً ،و من ٍبّ أسعار السلع ً
حىت يراد زيادة استهالكها،
يؤدي إذل األضرار ّ تضخم يف االقتصاد ،و الذي ّ ىو ما يعٍت حصوؿ ّ
حت يف حالةبالبفاض ما يبكن أف ربصل عليو من سلع و خدمات بالدخوؿ اليت ربققت ؽبا ّ
زيادهتا ،نتيجة الزيادة يف األسعار ،و بالذات عندما تتحقق ىذه الزيادة يف األسعار بدرجة ملموسة
و كبَتة و بشكل تفوؽ الزيادة يف الدخوؿ.
العامة على إقامة مشروعات البنية التحتيّة ال يرافقها زيادة يف إنتاج السلع و -إ ّف النفقات ّ
مهم منها
اػبدمات االستهالكية ،يف الوقت الذي تولد فيو مثل ىذه النفقات دخوالً تنفق يف جزء ّ
يؤدي إذل ارتفاع أسعار السلع ىذه ،و ال يرتفع معها على ىذه السلع ،و ىو األمر الذي ّ
االستهالؾ اغبقيقي نتيجة ارتفاع الدخوؿ ،و بالذات عندما يفوؽ االرتفاع يف األسعار يف
الدخوؿ.
العامة اليت تتم على إقامة اؼبشروعات اإلنتاجية ال ترافقها زيادة يف إنتاج السلع و
-النفقات ّ
اػبدمات ،و بالذات خالؿ فًتة إقامة اؼبشروعات (فًتة توليد اإلنتاج) و اليت تطوؿ يف الدوؿ
النامية بشكل خاص و قد تتطلب سنوات عديدة ،بسبب معوقات و صعوبات إقامة اؼبشروعات
من ناحية ،و نتيجة عدـ توفّر مستلزمات من ناحية أخرى ،أو تأخر حصوؽبا على مثل ىذه
العامة يف توليد دخوؿ خالؿ الفًتة ىذه
اؼبستلزمات ،و ىو ما ينجم عنو إسهاـ مثل ىذه النفقات ّ
يؤدي
إقامة اؼبشروعات تسهم يف زيادة الطلب و دوف أف يرافق ذلك زيادة يف العرض ،و ىو ما ّ
إذل زيادة األسعار ،و البفاض الدخوؿ اغبقيقية لألفراد و مستويات معيشتهم ،و البفاض
خصوصا إذا دل يراعى ضرورة العمل على توفَت العرض الكايف من السلع و ً استهالكهم ،و
07
اػبدمات ،و بالذات االستهالكيّة ،منها و الذي يلي الزيادة يف الطلب عليها و الناجم عن زيادة
الدخوؿ خالؿ فًتات إقامة اؼبشروعات اإلنتاجية ىذه.
العامة .حيث أ ّف ارتفاع دخوؿ الفئات األقل
-طبيعة االستهالؾ اليت يتحقق نتيجة تأثَت النفقات ّ
دخالً و الذي يتحقق نتيجة اإلنفاؽ على تقدًن إعانات ؽبذه الفئات يرفع يف الغالب استهالؾ
أساسا نتيجة كوف أ ّف معظم استخدامات دخوؽبم يتّصل هبذه السلع ،يف حُت أ ّف السلع الضروريّة ً
يؤديالعامة اليت تستفيد منها الفئات متوسطة الدخل ،و الفئات مرتفعة الدخل يبكن أف ّ النفقات ّ
العامة من
إذل زيادة استهالؾ السلع شبو الضروريّة و السلع الضروريّة ،و بذلك فإ ّف النفقات ّ
خالؿ تقدًن اإلعانات ينبغي أف تتم حبيث ربقق اآلثار ىذه على االستهالؾ بالشكل الذي يتم
من خالؿ تقديبها لألقل دخالً من أجل توفَت السلع الضرورية ؽبم على أف يراعى يف ذلك توفَت
العرض الكايف من ىذه السلع ،و عندما تق ّدـ ؼبتوسطي الدخل من أجل توفَت السلع شبو
الضروريّة ؽبم ،و اف يراعي يف ذلك توفَت العرض الكايف من السلع ىذه ،و ىو األمر الذي يبكن
العامة اليت تستفيد منها الفئات الدخل ،فيجب أف يراعى توفَت السلعأف ينطبق على النفقات ّ
الكمالية أل ّف إنفاؽ ىذه الفئات يبكن أف يتم على زيادة طلبها على ىذه السلع أل ّف دخوؽبا
حىت الكماليّة يف معظم اغباالت.
أصالً ،و قبل الزيادة تتيح ؽبا الطلب على السلع الضروريّة ،و ّ
العامة على االستثمار:
-3-6أثر النفقات ّ
تشمل نوعُت من اآلثار مباشرة و غَت مباشرة ،حيث تتمثّل اآلثار اؼبباشرة يف قياـ الدولة
باؼبشروعات اإلنتاجية ،و ىو الدور الذي ينبغي على الدولة أف تؤديو يف االقتصاد االشًتاكي من
العامة ،و ارتباطًا بطبيعة نظامها االقتصادي ،و كذلك قياـ الدوؿ النامية دبثل ىذا
خالؿ نفقاهتا ّ
العامة يف إقامة اؼبشروعات اإلنتاجية نتيجة عجز اعبهات اػباصة
الدور للدولة و من خالؿ نفقاهتا ّ
توجهها كبو اجملاالت عن القياـ دبثل ىذه النشاطات بسبب ضعف قدراهتا و مواردىا ،و بسبب ّ
توجهها كبو اجملاالت اؼبنتجة ارتباطًا بكوف أ ّف الربح قد يكوف
اؽبامشيّة غَت اؼبنتجة ،و ضعف ّ
أعلى و اؼبخاطرة أدىن ،و فًتة اسًتداد األمواؿ أقل و عدـ وجود صعوبات و معوقات تذكر يف
حىت الدوؿ
التوجو كبو اجملاالت اؽبامشيّة غَت اؼبنتجة مقارنة باجملاالت اؼبنتجة ،و قد تتدخل ّ
حالة ّ
الرأظباليّة و يف فًتات معيّنة دبثل ىذه النشاطات اإلنتاجيّة من خالؿ ربويلها بنقل ملكيتها إذل
خاصة اليت ال ربقق رحبًا ؾبزيًّا ،أو اليت
مهمة ،و ّ
اعبهات اػباصة الح ًقا ،و بالذات اليت قد تكوف ّ
08
ربتاج إذل إمكانات و كلف ضخمة ال تتناسب و العوائد و اؼبردودات اليت ربققها للجهات
العامة تؤثّر على االستثمار بشكل مباشر يف كافة الدوؿ و اػباصة ،و ىو ما يعٍت أ ّف النفقات ّ
العامة
تطورىاّ ،أما تأثَت النفقات ّتبعا لطبيعة النظاـ السائد فيها ،و درجة ّلكن بدرجات ـبتلفةً ،
على االستثمار بصورة غَت مباشرة من خالؿ:
العامة اليت تتم على توفَت مرافق البنية التحتية ربفز على التوسع يف االستثمار من -النفقات ّ
خالؿ ما تتيحو خدمات ىذه اؼبرافق من أساس يتم االستناد إليو يف إقامة اؼبشروعات االستثمارية
اإلنتاجية.
العامة و اإلعانات اليت تق ّدمها ،و
العامة للدولة على نشاطاهتا اعبارية ،و أشغاؽبا ّ
-النفقات ّ
غَتىا تقود إذل زيادة الدخوؿ للجهات اليت توفّر خدمات لقياـ الدولة بالنشاطات و األشغاؿ
تؤدي إذل توفَت زيادة يف
ىذه ،كمقابل أو شبن ؽبذه اػبدمات ،و زيادة الدخوؿ الناصبة عن ذلك ّ
الطلب على السلع و اػبدمات ،و ىو األمر الذي وب ّفز على زيادة االستثمارات اليت تنتج السلع
و اػبدمات و اليت تليب الزيادة يف الطلب.
العامة اليت تتم بتقدًن إعانات للمستثمرين ،و كذلك اليت تق ّدـ للمنتجُت ،و اؼبصدرين -النفقات ّ
التوسع يف ما ىو قائم منها ،و ىورب ّفز اؼبشروعات االستثمارية للمنتجُت ،و تدفع على تشجيع ّ
األمر الذي يتحقق من خاللو زيادة االستثمار.
العامة بزيادة لدخوؿ األفراد و اعبهات اؼبختلفة يف اجملتمع سواء الزيادة اؼبباشرة
-إف النفقات ّ
االدخار ،و بالذات للفئات متوسطة تؤدي إذل زيادة القدرة على ّ منها ،أو غَت مباشرة اليت ّ
الدخل ،و بدرجة أكرب للفئات مرتفعة الدخل نتيجة البفاض ميلها اغب ّدي لالستهالؾ ،و ارتفاع
لالدخار ،و ىو األمر الذي ينجم عنو زيادة يف ادخار الفئات ىذه ،و ىو ما يوفّر ميلها اغب ّدي ّ
التوسع يف االستثمار و
قدرة أكرب على االستثمار من خالؿ زيادة االدخارات اليت سبوؿ عملية ّ
العامة على االستثمار ،و بالذات ما يتحقق من زيادة زيادتو ،و رغم ما سبق فإ ّف أثر النفقات ّ
العامة يعتمد على القدرة اإلنتاجية اؼبتاحة يف االقتصاد ،و
حقيقيّة يف االستثمار نتيجة النفقات ّ
درجة استخداـ ىذه القدرة اإلنتاجية ،حيث أ ّف وجود قدرة إنتاجية واسعة يف االقتصاد ،و
العامة على االستثمار اغبقيقي الذي يتحقق بإقامةتنخفض درجة استخدامها ،فإ ّف أثر النفقات ّ
يقل بوجود مثل ىذه القدرة اإلنتاجية الواسعة ومشروعات جديدة ،أو توسيع ما ىو قائم منها ّ
البفاض درجة استخدامها ،و بالعكس عندما تكوف ىنالك قدرة إنتاجية الواسعة و البفاض درجة
09
استخدامها ،و بالعكس عندما يكوف ىناؾ قدرة إنتاجية أقل ،و تزداد درجة استخدامها فإ ّف أثر
العامة على االستثمار اغبقيقي يكوف أكرب بشرط توفَت القدرة يف االقتصاد على القياـالنفقات ّ
باالستثمار اغبقيقي ىذا من خالؿ توفَت السلع و اػبدمات االستثمارية ،و توفّر القدرة يف
العامة(.)1
االقتصاد على اإلنتاج ،و دبا يليب متطلبات زيادة االستثمار اليت تنجم عن النفقات ّ
العامة على األسعار:
-4-6آثار النفقات ّ
تطوره ،و
العامة على األسعار زبتلف حسب طبيعة االقتصاد و درجة ّ إ ّف تأثَت النفقات ّ
تؤدي إذل ارتفاع
العامة يبكن أف ّاغبالة اليت يعيشها ،رغم أ ّف االفًتاض األساسي ىو أ ّف النفقات ّ
التوسع بالنشاطات االقتصادية ،و زيادةاألسعار ،و ىذا االرتفاع يوفّر اغبافز الذي يدفع على ّ
العامة يوفّر ىامش أكرب وب ّفز على القياـ
إنتاجها ،أل ّف ارتفاع األسعار ىذا الناجم عن النفقات ّ
بذلك ،و بالذات عندما يكوف االقتصاد يف حالة كساد تنخفض فيها األسعار ،و تقل مع
البفاض األرباح ،و بالذات عندما تكوف ىنالك موارد و عناصر و طاقات إنتاجية عاطلة و مهيأة
العامة على األسعار ال يتحقق يف اغباالت للعمل يف اغباؿ و ىذا األمر مرتبط بأثر النفقات ّ
التالية:
-اغبالة اليت ال يوجد فيها طاقات و قدرات و موارد إنتاجية عاطلة ،أي غَت مستخدمة ،و
بالذات عندما يكوف االقتصاد يف مرحلة االستخداـ الكامل ؽبذه الطاقات و اؼبوارد ،إذ أ ّف أثر
العامة سيتحقق حبصوؿ تضخم يف االقتصاد ،و أ ّف أثر الزيادة يف األسعار الناصبة عن النفقات ّ
العامة يف حالة كوف االقتصاد يف مرحلة ما بعد االستخداـ زيادة األسعار الناصبة عن النفقات ّ
التضخم فيو.
ّ الكامل فإ ّف الزيادة يف األسعار ىذه ستؤدي على زيادة ح ّدة
-اغبالة اليت توجد فيها طاقات إنتاجية ،و موارد عاطلة ،غَت مستخدمة إالّ ّأهنا غَت مهيأة للعمل
و االستخداـ بسبب القيود و العوائق و الصعوبات اليت تضعها التنظيمات غَت السوقيّة ،و اليت
سبثلها القوى اؼبعيقة لعمل آلية السوؽ ،كاالحتكار مثالً ،و بالشكل الذي يبكن أف يعرقل
يؤدي
استخداـ الطاقات و اؼبوارد غَت اؼبستخدمة و اليت تتحقق يف حالة الركود ،و ىو األمر الذي ّ
العامة و حصوؿ فيو التضخم فيو جبانب الركود ،و الذي يطلق إذل ارتفاع األسعار نتيجة النفقات ّ
عليو الركود التضخمي.
( )1
ةالعامة ،عادل الكتب اغبديث ،إربد ،األردف ،2008 ،ص ،140ص.145
فليح حسن خلف ،اؼباليّ ّ
32
-اغبالة اليت يتّسم بضعف مرونة اعبهاز اإلنتاجي ،و اليت تتمثّل بضعف درجة استجابتو للزيادة
العامة بسبب ضعف اعبهاز اإلنتاجي ،و ضعف درجة يف األسعار اليت تتح ّقق نتيجة للنفقات ّ
تنوعو ،و اؼبعوقات اليت ترافق استجابتو ،و ىو األمر الذي يقود إذل ربقق األثر التضخمي لزيادة
ّ
العامة ،و دوف ربقق أثرىا التوسعي ،أي دوف زيادة اإلنتاج ،و كما
األسعار الناصبة عن النفقات ّ
ىو عليو اغباؿ يف الدوؿ النامية يف الغالب.
العامة على األسعار يبكن أف يتحقق من خالؿ ما يلي:
ّأما أثر النفقات ّ
تشجع اؼبزارعُت على االستمرار يف
-اإلنفاؽ العاـ الذي يتّجو كبو شراء منتجات زراعيّة بأسعار ّ
إنتاجهم ،و توسعية من ناحية ،و بيعها للمستهلكُت بأسعار تكوف مناسبة ؽبم من ناحية أخرى.
-تقدًن إعانات للمنتجُت ضمن اإلنفاؽ العاـ ؼبساعدهتم على توفَت منتجاهتم للمستهلكُت
بأسعار أقل ،و بالذات اؼبنتجُت الذين يبارسوف نشاطهم يف ؾباؿ إنتاج السلع الضرورية ،و اليت
يتم استخداـ معظم دخوؿ الفئات األقل دخالً عليها ،و ىو ما يتيح ارتفاع مستوى معيشة ىذه
الفئات األقل دخالً.
حىت ال
العامة من أجل دعم أسعار السلع االستهالكية اؼبستوردة ّ
-تقدًن إعانات ضمن النفقات ّ
ينعكس االرتفاع يف األسعار العالية على مستوى معيشة أفراد اجملتمع ،و بالذات بالنسبة للسلع
حىت ال ينعكس االرتفاع يف األسعار العاؼبية علىاالستهالكية الضرورية اؼبستوردة ،و كذلك ّ
اؼبنتجُت و اؼبستثمرين بشكل ارتفاع يف كلف استثماراهتم و إنتاجهم و من أجل اغبد من ارتفاع
التضخم اؼبستورد.
ّ األسعار الناشئ عن
العامة من أجل توفَت الدعم للسلع اؼبصدرة بالشكل الذي هبعل
-تقدًن إعانات ضمن النفقات ّ
أسعار التصدير ىذه أقل ،و ىو األمر الذي ينجم عنو زيادة قدرة اؼبصدرين على التنافس يف
يؤدي إذل زيادة الصادرات ،و تشجيع إنتاج السلع و اػبدمات التصديرية السوؽ الدولية ،و دبا ّ
نتيجة لذلك.
يؤدي إذل ارتفاع األسعار و تنعكس سلبًا
العامة ،و بالذات يف اغباالت اليت ّ
-تقليص النفقات ّ
تؤدي إذل البفاض مستويات اؼبعيشة ،و بالذات ما يتّصل دبا ىو على تكاليف اؼبعيشة حبيث ّ
ضروري يف ذلك(.)1
30
العامة على إعادة توزيع الدخل الوطني:
-5-6تأثير النفقات ّ
تتدخل الدولة إلعادة توزيع الدخل الوطٍت بُت اؼبواطنُت بوسائل متع ّددة ،فهي سبارس عن
طريق إصدار القرارات اإلدارية اؼبباشرة اليت رب ّدد األشباف لعوامل اإلنتاج أو أشباف اؼبنتجات إعادة
التوزيع للدخل الوطٍت.
و إذل جانب ىذه الوسيلة اإلدارية فإ ّف الدولة يبكنها عن طريق األدوات اؼباليّة ربقيق ىذا
العامة ،كما يبكنها ربقيق ذلك اؽبدؼ فيمكنها إعادة توزيع الدخل الوطٍت عن طريق اإليرادات ّ
العامة عن طريق ما يًتتب على إنفاقها من آثار.أيضا عن طريق النفقات ّ ً
العامة تؤثّر بداية على الدخوؿ نبُت أ ّف األدوات اؼباليّة كلّها دبا فيها النفقات ّ
يهمنا أف ّ
و ّ
عامة كالضرائب من ىذه الدخوؿ نسبًا معيّنة ٍبّ حىت يف ظل السياسة احمللية إذ تقتطع اإليرادات ال ّ ّ
ربوؿ اغبصيلة إذل منافع وبصل عليها دافع الضرائب عن طريق اإلنفاؽ العاـ. ّ
العامة يف الفرؽ بُت ما يدفعو الفرد
و يتمثّل إعادة توزيع الدخل الوطٍت عن طريق النفقات ّ
للدولة من ضرائب و رسوـ و أعباء عامة ،و بُت ما يعود عليو من منفعة نتيجة إنفاؽ الدولة العاـ
ربصل عليو من منافع يتجاوز يف قيمتو ما فإذا انتهى الفرؽ لصاحل طبقة أو فئة بأف كاف ما ّ
العامة
العامة فإ ّف ىذا يعٍت أ ّف الدخل الوطٍت قد أعيد توزيعو بواسطة النفقات ّ تتحملو من األعباء ّ
ّ
لصاحل ىذه الطبقة أو الفئة ّأما إذا كانت اؼبنفعة اليت تعود على ىذه الطبقة أو الفئة من النفقات
العامة قد ترتب عليها العامة فإ ّف ىذا يعٍت أ ّف النفقات ّ
تتحملو من األعباء ّ العامة تقل عن ما ّ ّ
إعادة توزيع الدخل الوطٍت على حساب ىذه الطبقة أو الفئة و لصاحل فئة أو طبقة أخرى.
العامة القابلة للتجزئة اليت تًتتب على اإلنفاؽ العاـ فإ ّف تقييم اؼبنافع
و بالنسبة للخدمات ّ
العامة غَت القابلة
اليت تعود على األفراد منها ال يثَت مشكلة ّأما تقييم اؼبنافع بالنسبة للخدمات ّ
للتجزئة فإ ّف البعض قد ذىب إذل استبعاد ىذه اػبدمات هنائيًا من ؾباؿ تقدير و حبث إعادة توزيع
الدخل ،على حُت رأى البعض اآلخر تقسيم ىذه النفقات بُت اؼبواطنُت بالتساوي ،كما يذىب
رأي أخَت إذل توزيع ىذه النفقات حبسب نسبة دخوؿ األفراد على أساس أنّو كلّما ارتفع دخل
الفرد ارتفع نصيبو من اغبماية و من الرفاىية اعبماعية.
30
العامة غَت الناقلة(**) يف إعادة توزيع (* )
العامة الناقلة و النفقات ّ و تسهم كل من النفقات ّ
الدخل الوطٍت.
فاإلعانات االجتماعية كمعاشات الضماف االجتماعي تنقل جانبا من دخوؿ بعض األفراد
العامة إذل فريق آخر من األفراد ،و كذلكعن طريق سحبو بواسطة الضرائب و غَتىا من األعباء ّ
تؤدي ىي العامة الناقلة اليت تنفقها الدولة للحصو على أمواؿ و خدمات قد ّ فإ ّف بعض النفقات ّ
األخرى إذل إعادة توزيع الدخل الوطٍت.
فالنفقات غَت الناقلة اليت هتدؼ إذل ربقيق أغراض اجتماعية كنفقات التعليم و النفقات
أيضا إذل إعادة توزيع الدخل الوطٍت إذا قدمت الدولة ىذه اػبدمات تؤدي ً
الثقافية و الصحية قد ّ
باجملاف أو نظَت مبالغ تقل عن تكلفتها اغبقيقية.
العامة رفع اؼبستوى العاـ لالستثمار األمر الذي يًتتب عليو و قد يًتتب على النفقات ّ
إعادة توزيع الدخل الوطٍت لصاحل الدخوؿ اعبديدة و على حساب الدخوؿ الثابتة اليت ال تزيد
عادة إالّ ببطء و بنسب بسيطة كما يًتتب على رفع اؼبستوى العاـ لألسعار إعادة توزيع الثروة
الوطنية لصاحل اؼبدنيُت و على حساب الدائنُت.
و يعترب إعادة الدخل الوطٍت من أبرز األىداؼ االجتماعية للسياسة اؼباليّة يف العصر
العامة و الضرائب فتقتطع
حىت يتحقق ىذا اؽبدؼ تنسق الدولة عادة بُت النفقات ّ اغبديث ،و ّ
العامة إذل أصحابالدولة بالضرائب التصاعدية جانبًا من الدخوؿ الكبَتةٍ ،بّ تنقلها النفقات ّ
الدخل اؼبنخفضة يف صور ـبتلفة كإعانات نقدية كإعانات العجز و الشيخوخة و البطالة ،و قد
ينتقل ما تقتطعو الدولة من الدخوؿ الكبَتة إذل أصحاب الدخوؿ اؼبنخفضة يف صورة خدمات
كالتعليم باجملاف و العالج باجملاف كما قد تنقل الدولة جانبًا فبّا تقطعو من الدخوؿ الكبَتة إذل
أصحاب اغبرؼ و الصناعات الصغَتة يف صور إعانات تساعدىم هبا الدولة للبقاء أماـ منافسة
الصناعات الكبَتة و من صور نقل جانب فبّا تقطعو الدولة من الدخوؿ الكبَتة إذل الدخوؿ
(*)
العامة (الناقلة) التحويلية :ىي نفقة بدوف مقابل أي تنفقها الدولة دوف انتظار مقابل لتحسُت أحواؿ اؼبعيشة و
النفقات ّ
إعادة توزيع الدخل على الفقراء يف شكل إعانات اجتماعية مثل (إعانات الفقر و الشيخوخة).
(**)
تسمى بالنفقة
النفقات غَت ناقلة (اغبقيقية) :ىي اليت يًتتب عليها حصوؿ الدولة على مقابل سواء خدمة أو سلع لذلك ّ
يسمى نفقة حقيقية جارية.
اغبقيقية ،فإنفاؽ الدولة على بناء مصنع يسمى نفقة حقيقية استثماريّة و دفع رواتب اؼبوظفُت ّ
33
اؼبنخفضة مسانبة الدولة يف نفقات إنتاج السلع الضرورية اليت يكثر الطلب عليها من الطبقات
الفقَتة(.)1
العامة في الميزانية الجزائرية.
-7تقسيم النفقات ّ
العامة يف اعبزائر على أساس إداري من جهة و على أساس و يتم تقسيم النفقات ّ
موضوعي من جهة أخرى.
و يصنّف اؼبشرع اعبزائري االعتمادات على أساس إداري يف أربعة أبواب من النفقات و
ىي فبثلة يف جداوؿ أ ،ب ،ج ،د ،جدوؿ (أ) يتمثل يف نفقات التسيَت و جدوؿ (ب) يتمثّل يف
نفقات التجهيز الذي يعٍت االستثمار يف اعبزائر ،و جدوؿ (ج) نفقات استثمار اؼبؤسسات (د) و
ىناؾ جدوؿ خاص بتدعيم األسعار و التصنيف االقتصادي و ينظر إذل طبيعة و خصائص النفقة
سواء بالنسبة إذل آثارىا اؼبباشرة على الدخل الوطٍت و من ٍبّ تنقسم إذل نفقات حقيقية و ىي اليت
تؤدي بطريقة مباشرة
تؤدي إذل زيادة الدخل الوطٍت بصورة مباشرة ،و نفقات ربويلية و ىي اليت ال ّ ّ
تؤدي إذل إعادة توزيع الدخل الوطٍت من قطاع إذل قطاع أو من فئة إذل زيادة اإلنتاج الوطٍت بل ّ
إذل أخرى ،أو بالنسبة إذل دوريتها و من ٍبّ تنقسم إذل نفقات عادية جارية و اخرى استثنائية
رأظبالية و تتمثل األوذل يف تلك اليت تنفقها الدولة من أجل تسيَت إدارهتا و اغبصوؿ على ما
ربتاجو من سلع و خدمات إلشباع اغباجات اعباريةّ ،أما الثانية فتمثّل يف النفقات االستثمارية،
اليت زبصصها الدولة للحصوؿ على اؼبعدات الرأظبالية و الالزمة لزيادة اإلنتاج السلعي أو لزيادة
العامة.
اػبدمات ّ
-0-7نفقات التسيير (اإلدارية):
العامة ،أي نفقات التسيَت إذل أربعة أبواب توجد أبواب تنقسم نفقات الدولة يف اؼبيزانية ّ
تتكوف من سبع فقرات و كل فقرة يبكن أف تضم تسعة و تسعُت فصالً و عدد اؼبواد اليت يشملها ّ
األوؿ و الثاين اؼبمثلة يف ميزانية
الفصل غَت ؿب ّددة و يبكن أف يقسم البند إذل فروع نفقات الباب ّ
اؼبسَتة من طرؼ وزارة اؼباليّة.
األعباء اؼبشًتكة ّ
و الباب الثالث و الرابع قبدنبا تقريبًا يف كل اؼبيزانيات يف ـبتلف الوزارات.
( )1
العامة ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،الساحة اؼبركزية ،بن عكنوف ،اعبزائر ،2006 ،ص ،60ص.63
علي زغدود ،اؼباليّة ّ
34
األوؿ :أعباء الدين العمومي والنفقات احملسومة من اإليرادات وىي أعباء فبنوحة الباب ّ
لتغطية أعباء الدين اؼبارل و اؼبعاشات و كذلك ـبتلف األعباء احملسومة من اإليرادات.
الفقرة األوذل :احتياط الدين.
الفقرة الثانية :الدين الداخلي ،الدين العائم.
الفقرة الثالثة :الديوف اػبارجية.
الفقرة الرابعة :الضمانات.
الفقرة اػبامسة :النفقات احملسومة من اإليرادات.
الباب الثاين :زبصيصات السلطة العمومية :و ىي عبارة عن االعتمادات الضرورية و
يتكوف من
الالزمة لتسيَت مصاحل الوزارات من ناحية اؼبستخدمُت و األجهزة و اؼبعدات و العتاد و ّ
الفقرات التالية:
الفقرة األوذل :رواتب العمل.
الفقرة الثانية :اؼبعاشات و اؼبنح العائلية.
الفقرة الثالثة :اؼبعاشات و األعباء االجتماعية.
الفقرة الرابعة :اؼبستخدموف -اؼبعدات -تسيَت اؼبصاحل
الفقرة اػبامسة :اؼبستخدموف و أعماؿ الصيانة.
الفقرة السادسة :اؼبستخدموف و إعانات التسيَت.
الفقرة السابعة :اؼبستخدموف النفقات اؼبختلفة.
الباب الثالث :النفقات اػباصة بوسائل اؼبصاحل.
يتكوف ىذا الباب من الفقرات التالية:التدخالت العمومية :و ّ الباب الرابعّ :
الفقرة األوذل :التدخالت العمومية و اإلدارية مثل إعانات اجملموعات احمللية.
الفقرة الثانية :األنشطة الدولية مثل اؼبساعدات اليت سبنح للهيئات الدولية.
الفقرة الثالثة :تشمل النشاط الًتبوي و الثقايف مثل تقدًن اؼبنح.
الفقرة الرابعة :النشاط االقتصادي و التشجيعات و التدخالت مثل :اإلعانات االقتصادية
و اؼبكافآت.
الفقرة اػبامسة :النشاط االقتصادي إعانات للمؤسسات للمصلحة الوطنية (إعانات
للمصاحل العمومية االقتصادية).
35
الفقرة السادسة :اإلعانات االجتماعية :اؼبساعدات و التضامن.
الفقرة السابعة :النشاط االجتماعي التوقعات (مسانبة الدولة يف صناديق اؼبعاشات و
صناديق الصحة).
و فبّا سبق لنا أنّو «ذبمع نفقات التسيَت يف أربعة أبواب ىي:
-أعباء الدين العمومي و النفقات احملسومة من اإليرادات.
-زبصيصات السلطات العمومية.
-النفقات اػباصة بوسائل اؼبصاحل.
-التدخالت العمومية.».
-0-7نفقات التجهيز (االستثمار):
توزع حسب الوزارات فإ ّف نفقات التجهيز أو أي اؼبوضوعية إذا كانت نفقات التسيَت ّ
توزع حسب القطاعات و فروع النشاط االقتصادي ،مثل الزراعة ،الصناعة ،األشغاؿ و االستثمار ّ
البناء و النقل ،و السياحة.
قائمة ميزانية نفقات االستثمار و التجهيز و سبثّل الوثيقة األساسية للميزانية لعمليات
التجهيز و االستثمار.
و ال يبكن أليّة عمليّة أف تنجز إالّ إذا كانت مسجلة و ذبدر اإلشارة إذل أنّو زبتلف
االعتمادات اؼبفتوحة لتغطية نفقات التسيَت عن تلك زبصص لسد نفقات االستثمار حيث
العامة و وف ًقا للمخطط اإلمبائي السنوي لتغطية
«ذبمع االعتمادات اؼبفتوحة بالنسبة إذل اؼبيزانية ّ
نفقات االستثمار الواقعة على عاتق الدولة يف ثالثة أبواب ىي:
-االستثمارات الواقعة و اؼبنفذة من قبل الدولة.
-إعانات االستثمار اؼبمنوحة من قبل الدولة.
-النفقات األخرى بالرأظباؿ.».
و يالحظ أ ّف تقسيم ميزانية النفقات ىبضع لقاعدة معروفة و ىي قاعدة زبصيص
االعتمادات و معناىا أ ّف اعتماد الربؼباف للنفقات ال هبوز أف يكوف إصباليًا بل هبب أف ىبصص
لكل وجو من أوجو اإلنفاؽ العاـ أي ال هبوز أف يوافق الربؼباف مثالً على زبصيص 30 مبلغ معُت ّ
مليوف دينار لنفقات وزارة السكن تارًكا للحكومة ،أمر توزيع ىذا اؼببلغ على أوجو إنفاؽ الوزارة
36
اؼبختلفة من مرتبات اؼبوظفُت و نفقات إدارة و صيانة مباين الوزارة و استثمارات يف اؼبشروعات
لكل وجو من أوجو يتعُت أف يوافق الربؼباف على زبصيص مبلغ معُت ّ
اليت تقوـ هبا و غَت ذلك ،بل ّ
إنفاؽ الوزارة و دبقتضى ىذه القاعدة ال هبوز للحكومة أف تنقل مبلغًا اعتمده الربؼباف للنفقات
الرجوع إذل الربؼباف و
الواردة يف باب معُت لإلنفاؽ على وجوه أخرى يف باب آخر إالّ بعد ّ
اغبصوؿ على موافقتو اؼبخالفة هبوز للحكومة أف تنقل االعتماد اؼبخصص لبند من البنود الواردة يف
اعتماد باب ما لإلنفاؽ على بند آخر وارد يف نفس الباب ،و ال زبتلف النفقات من وزارة إذل
أخرى(.)1
37
العامة
الفصل الثالث :اإليرادات ّ
العامة من أىم النظريات اليت شغلت باؿ العديد من اؼبفكرين اؼباليُتتع ّد نظرية اإليرادات ّ
العامة.
منذ أقدـ العصور ،بل ال نتجاوز اغبقيقة إذا قلنا بأ ّهنا قد سبقت يف األنبيّة نظرية النفقات ّ
تؤدي دورىا االقتصادي و االجتماعي ،و تقوـ باإلنفاؽ العاـ، فلكي تستطيع الدولة أف ّ
العامة و اليت تع ّد دخوالً للدولة سب ّكنها من تغطية نفقاهتا
يتعُت عليها أف رب ّدد مصادر اإليرادات ّ
ّ
شىت اعبوانب االقتصادية و السياسية و االجتماعية.
العامة يف ّ
ّ
فباإلضافة إذل إيرادات الدولة اليت تعتمد على عنصر اإلجبار ،ظهرت إيرادات أخرى
مصدرىا النشاط االقتصادي للدولة ،أي تلك اإليرادات الناذبة عن مشروعاهتا االقتصادية ،و من
تنظيم النشاط االقتصادي.
تطورىا منو كما سبق أف رأينا ،فاتّساع دور الدولة يف اغبياة االقتصادية و االجتماعية و ّ
العامة و نوعها ،و من
اؼبتدخلةّ ،أدى إذل اتّساع و ازدياد حجم النفقات ّ
الدولة اغبارسة إذل الدولة ّ
العامة ،و ترتّب
العامة لتتم ّكن من تغطية النفقات ّ ٍبّ و على كبو حتمي ،اتّسع نطاؽ اإليرادات ّ
العامة ،و أصبحت الدولة ربصل على إيراداهتا من مصادر تطور ىيكل اإليرادات ّعلى ذلك ّ
متع ّددة نذكر منها (إيراداهتا من أمالؾ الدولة و مشروعاهتا االقتصادية (دخل الدومُت العاـ و
الرسوـ ،الضرائب ،الثمن العاـ ،القروض ،اإلصدار النقدي .)... اػباص)ّ ،
و فبّا ىو جدير بالذكر ،أ ّف اتّساع دور الدولة بشكل ملحوظ يف العصور اغبديثة قد جعل
العامة أداة مالية يف يد الدولة للتّوجيو االقتصادي و االجتماعي ،كما ىو اغباؿ من اإليرادات ّ
العامة لتشجيع االستثمار يف ؾباالت معينة ،و لعامة فالدولة تستخدـ اإليرادات ّبشأف النفقات ا ّ
كالتضخم و
ّ تثبيطها يف ؾباالت أخرى ،كما تستخدمها كأداة حملاربة بعض األزمات االقتصادية،
قاصرا على تغطية النفقات
العامة ً
االنكماش ،و إعادة توزيع الدخل ،)...فلم يعد دور اإليرادات ّ
بل امت ّد لتحقيق أىداؼ اقتصادية و اجتماعية معيّنة.
العامة.
-0مفهوم اإليرادات ّ
العامة ؾبموع األمواؿ اليت ربصل عليها اغبكومة سواء بصفتها السيادية أو
سبثّل اإليرادات ّ
أنشطتها و أمالكها الذاتية أو من مصادر خارجية ،عن ذلك ،سواء قروض داخلية أو خارجية ،أو
مصادر تضخمية ،لتغطية اإلنفاؽ العاـ خالؿ فًتة زمنية معينة ،و ذلك للوصوؿ إذل ربقيق عدد
38
العامة متنوعة و
من األىداؼ االقتصادية و االجتماعية و اؼباليّة ،و من ذلك يتّضح بأ ّف اإليرادات ّ
متع ّددة(.)1
-0أنواع االيرادات العامة :
وقد تعددت آراء مفكري اؼبالية العامة حوؿ أنواع االيرادات العامة غَت أف أغلب اآلراء ذبمعها يف
التقسيمات التالية :
-0-0اإليرادات السيادية:
استنادا على السلطة السيادية
ً و ىي تلك اإليرادات اليت ربصل عليها الدولة باإللزاـ
الرسوـ.)... ،
للدولة ،مثل الضرائب ،الغراماتّ ،
-0-0اإليرادات غير السيادية (االقتصادية):
و ىي تلك اإليرادات اليت ربصل عليها الدولة بصفتها شخص اعتباري قانوين ،مثل
اإليرادات الناصبة عن تأجَت العقارات اليت سبلكها الدولة و القروض و اؽببات ...إخل(.)2
متنوعة و متع ّددة و أىم أنواعها:
العامة ّ
و من ذلك يتّضح بأ ّف اإليرادات ّ
إيرادات الدولة من أمالكها :ربصل الدولة على جزء من إيراداهتا من دخل األمواؿ اؼبملوكة
ؽبا ،و تنقسم فبتلكات الدولة أيًّا كانت طبيعتها ،عقارية أو منقولة و اليت يطلق على ىذا النوع
العامة بالدومُت و ينقسم الدومُت اغبكومي إذل:
من اإليرادات ّ
العامة:
-3معايير تصنيف اإليرادات ّ
العامة وفق معايَت ـبتلفة على النحو التارل:
يبكن تصنيف اإليرادات ّ
-0-3من حيث المصدر:
العامةإذل:
تنقسم اإليرادات ّ
أ -إيرادات أصلية (أمالؾ الدولة).
ب -إيرادات مشتقة ربصل عليها الدولة عن طريق اقتطاعها عبزء من أمواؿ األفراد (الضريبة).
-0-3من حيث اإللزام:
العامةإذل:
تنقسم اإليرادات ّ
39
جربا على األفراد (الضرائب ،الغرامات اعببائية.)... ،
العامة ً
أ -إيرادات إجباريّة ،تفرضها السلطة ّ
الرسوـ ،و القروضالعامة عن طريق االختيار مثلّ :ب -إيرادات اختيارية ربصل عليها اإلدارة ّ
االختيارية.
-3-3من حيث االنتظام:
العامةإذل:
تنقسم اإليرادات ّ
أ -إيرادات عادية (دخل الدومُت ،الضرائب).
ب -و أخرى غَت عادية (استثنائية) ،ال تتوفّر على صفة الدوريّة و االنتظاـ ،مثل :القروض،
اإلصدار النقدي اعبديد ،و ذلك ؼبواجهة ظروؼ استثنائية و طارئة.
-4-3من حيث الشبو مع إيرادات القطاع الخاص:
العامةإذل:
تنقسم اإليرادات ّ
العامة دبا ؽبا من
أ -إيرادات االقتصاد العاـ (اإليرادات السيادية) ،حيث ربصل عليها اإلدارة ّ
الرسوـ.
العامة مثل :الضرائبّ ،
امتيازات السلطة ّ
ب -إيرادات شبيهة باالقتصاد اػباص ،ربصل عليها اإلدارة مستعملة وسائل القانوف اػباص مثل:
العامة ،القروض ،و اإلعانات.
إيرادات اؼبشروعات ّ
يقصد بالدومُت ) (Domaineاألمواؿ العقارية و اؼبنقولة اليت سبلكها الدولة ،و
العامة ملكية عامة أو خاصة.
اؼبؤسسات و اؽبيئات ّ
إ ّف دومُت الدولة كاف فيما مضى دومينا زراعيًا بصفة أساسيّة و أ ّف دخلو كاف يبثل جانبًا
ىاما من اإليرادات الكلية للدولةٍ ،بّ تناقصت أنبيّة الدومُت الزراعي و إيراداتو بالنسبة لإليرادات
ًّ
تطورت صور أخرى من الدومُت ىي الدومُت الصناعي و حىت مطلع القرف اغبارلٍ .بّ ّ الضريبيّة ّ
تبعا الزدياد تدخل الدولة يفالعامة ً
التجاري و اؼبارل و أخذت أنبيتها تزداد يف تغذية اإليرادات ّ
ىاما
حىت أصبحت تش ّكل جانبًا ًّ اغبياة االقتصادية و اضطالعها جبانب كبَت من النشاط اإلنتاجي ّ
األوؿ يف تكوين ىذه اإليرادات ال سيما يف العامة و إف بقيت الضرائب اؼبصدر ّ من اإليرادات ّ
العامة هبذه البلداف يف اؼبستقبل
االقتصاديات الرأظباليّة .و تعتمد أنبيّة الدومُت كمصدر لإليرادات ّ
تطور الدولة يف ـبتلف ميادين اإلنتاج فيها.
على سَت ّ
42
كل أو معظم فروع اإلنتاج
ّأما االقتصاديات االشًتاكيّة فإ ّف دائرة دومُت الدولة تغطي ّ
العامة.
الزراعي و الصناعي و التجاري و اؼبارل و تسهم إيراداتو باعبانب األكرب من اإليرادات ّ
-4تقسيم دومين (األمالك الوطنية) وينقسم إذل نوعُت أساسُت نبا ،الدومُت العاـ و الدومُت
اػباص،
و يف ىذا السياؽ تنص اؼبادة 18من الدستور على ما يلي:
تتكوف من األمالؾ العموميّة و اػباصة اليت سبلكها كل من
«األمالؾ الوطنية وب ّددىا القانوف ،و ّ
الدولة ،الوالية ،و البلدية ،يتم تسيَت األمالؾ الوطنية طب ًقا للقانوف.».
العامة):
-0-4الدومين العام (األمالك الوطنية ّ
و يقصد بو األمواؿ اليت سبلكها الدولة و اليت زبضع ألحكاـ القانوف العاـ و زبصص
العامة ،و
العامة ،كالشوارع ،و الساحات ّ الستعماؿ اعبميع ،و ال يكوف ؽبا من غرض إالّ اؼبنفعة ّ
الشواطئ ،و اؼبوانئ و غَتىا ،و ىذه األمواؿ ال تدر ،على الغالب إير ًادا للدولة.
-0-4الدومين الخاص:
فهي تلك األمواؿ اليت سبلكها الدولة ملكة خاصة شبيهة دبلكية األفراد اؼبماثلة ،و ال
العامة ،و تعترب ملكية الدولة ىذه باعتبارىا شخص زبضع للقانوف العاـ كما ال ىبصص للمنفعة ّ
سباما ،فتستطيع أف تبيعها أو ترىنهاتتصرؼ هبذا النوع من اؼبلكية كالشخص الطبيعي ً اعتباري و ّ
مهم للدولة .أي تدر إير ًادا .كما ّأهنا زبضع ألحكاـ القانوف ...إخل ،و ىذا يعترب مصدر مارل ّ
اػباص (خاصة أحكاـ اؼبلكية يف القانوف اؼبدين).
و يبكن تقسيم الدومُت اػباص ألنواع ثالثة :عقاري و ذباري و صناعي و مارل ،و
صناعي ذباري:
األصل أف ال تفرض الدولة رظبًا أو مقابالً لالنتفاع بو و استعمالو إالّ يف حاالت خاصة
العامة ىي ؾبانيّة االنتفاع بأمواؿ الدومُت العاـ.
تظل القاعدة ّ هبدؼ تنظيم ىذا االنتفاع ،و بذلك ّ
العامة غبماية قانونية من الناحية اؼبدنية من حيث عدـ إمكانيّة و زبضع األمالؾ الوطنية ّ
التصرؼ فيها و اغبجز عليها و اكتساهبا بالتقادـ ،طب ًقا ألحكاـ اؼبادة 688من القانوف اؼبدين، ّ
كما زبضع غبماية جنائيّة من حيث ربرًن كل اعتداء أو مساس هبا و كذا تشديد العقوبة على
ذلك ،طب ًقا لقانوف العقوبات.
40
-0-0-4الدومين العقاري (ممتلكات الدولة العقاريّة):
احتل الدومُت العقاري أنبيّة تارىبيّة يف العصور الوسطى و اؼبتمثّلة باألراضي الزراعية و
ّ
توسع الدولة يف بيع ىذا
الغابات ،و بدأ ىذا النوع يفقد أنبيتو على إثر زواؿ العهد االقطاعي ،و ّ
توسع األنواع األخرى اليت
أيضا نتيجة ّالنوع من األراضي و ترؾ استغالؽبا لألفراد ،كما قلت أنبيتو ً
بدأت تعطي إيرادات أفضل منو.
-0-0-4الدومين المالي:
يتكوف ىذا الدومُت فبّا سبلكو الدولة من أوراؽ مالية كاألسهم و السندات و فوائد ّ
القروض ،و غَتىا من الفوائد اؼبستح ّقة للحكومة.
يسمى البعض ىذا الدومُت «دبحفظة الدولة» أي ما سبلكو من أوراؽ مالية و نقدية ،و و ّ
ما رب ّققو من أرباح و فوائد.
-3-0-4الدومين الصناعي و التجاري:
يشمل ىذا النوع صبيع النشاطات الصناعية اليت تقوـ هبا الدولة يف ىذه اجملاالت حيث
شبيها بنشاط األفراد العاديُت و اؼبشروعات اػباصة ،هبدؼ ربقيق الربح
سبارس الدولة فيو نشاطًا ً
أو تقدًن خدمة ألفراد مقابل مبالغ غَت احتكاريّة.
و قد تقوـ الدولة بإدارة الدومُت التجاري و الصناعي ّأما بشكل مباشر من قبلها
(االستغالؿ اؼبباشر ،)Régie -أو عن طريق أحد مرافقها ،أو أف سبنح امتياز
) (concessionأو ترخيص إلحدى الشركات اػباصة بأف تقوـ ببيع البضاعة أو اػبدمات
معُت(.)1
ألجل ّ
-5الدومين الخدماتي:
بعض الدوؿ ربتكر بعض أنواع النشاط اػبدمي مثل خدمات التأمُت و خدمات اؼبسارح،
و ىذا يعترب مورد ىاـ للدولة ،اتّباع ىذا األسلوب الدوؿ االشًتاكية السابقة و بعض الدوؿ
الرأظبالية مثل فرنسا اليت ربتكر بعض أنواع التأمُت كذلك بعض الدوؿ النامية اليت تنهج الطريق
االشًتاكي و منها بعض الدوؿ العربية.
( )1
ةالعامة ،دار العلوـ للنشر و التوزيع ،2003 ،ص ،52ص.57
ؿبمد الصغَت بعلي ،يسري أبو العالء ،اؼباليّ ّ
40
-6الدومين التجاري:
بعض الدوؿ سبارس النشاط التجاري باالستَتاد و التصدير و البيع و الشراء كما ىو
القطاع اػباص ،و بعضها قد وبتكر العمل التجاري (سواء التجارة اػبارجة أـ الداخلة) ،بأكملو،
التوجو االشًتاكي ،و يف الوقت
خاصة الدوؿ االشًتاكية السابقة أو بعض الدوؿ النامية ذات ّ
يتوذل استَتاد و تصدير الكثَت من السلع
اغبارل أصبحت ىذه الدوؿ تسمح للقطاع اػباص أف ّ
اليت كانت الدولة ربتكرىا(.)1
-7اإليرادات من الضرائب:
الرسوـ،
العامة للدولة ىذا إذل جانب ّ
تعترب الضرائب أىم مصدر من مصادر اإليرادات ّ
الغرامات ،و قد عرفت الدوؿ و اإلمرباطوريات القديبة الضرائب منذ القدـ ،و ما زالت تستخدـ
علما بأ ّف مفهوـ الضرائب و أسلوب جبايتها و تصنيفها و ربديد سعرىا دل إذل وقتنا اغبارلً ،
العامة ،و
يستخدـ يف اؼباضي كما ىو اغباؿ يف وقتنا اغباضر ،و ألنبية الضرائب بالنسبة للموازنة ّ
لوفرة حصيلتها و مرونتها ،مع العلم أ ّف صبيع دوؿ العادل تقوـ بتطبيقها ،و لكن بأسلوب و نوع
ـبتلف من دولة ألخرى.
-0-7تعريف الضريبة :Impôt
جربا من (األفراد) دوف مقابل هبدؼ ربقيق مصلحة عامة(.)2اقتطاع مارل تأخذه الدولة ً
الضريبة عبارة عن اقتطاع نقدي جربي تفرضو الدولة على اؼبكلفُت وف ًقا لقدراهتم ،بطريقة
العامة و ربقيق أىداؼ الدولة اؼبختلفة(.)3
هنائيّة و بال مقابل و ذلك لتغطية األعباء ّ
و يتّضح من خالؿ ىاتُت التعاريف أ ّف للضريبة خصائص أو عناصر أساسيّة ىي:
-اقتطاع مالي ):(prestation pécuniaire
و يعٍت ذلك أف قيمتها تنتقل انتقاالً هنائيًا من اؼبكلّف إذل الدولة و قد كانت قديبًا ذبىب
عينيًاٍ ،بّ حلّت ؿبلّها الضرائب النقدية حُت عرفت النقود ،حيث أصبح نظاـ الضرائب العينية ال
يتالءـ و االحتياجات االقتصادية الضخمة للدولة اغبديثة.
43
جبرا):(perçue par voie d’autorité
-الضريبة تفرض ً
تتوذل السلطة وضع النظاـ القانوين للضريبة من حيث قرضها و جبايتها فهي اليت تضع ّ
مهمة مناقشة مسألة فرض يتوذل الربؼباف ّ
اؼبموؿ حيث ّ
طرؽ ربصيلها و ميعادىا دوف اتّفاؽ مع ّ
الضرائب و هبب اغبصوؿ على موافقتهم.
العامة قياـ الدولة بتحصيل الضريبة بالطرؽ اعبربيّة يف حالة امتناع
و من مظاىر السلطة ّ
تعرض لعقوبات. اؼبموؿ عن تسديد الضريبة و إالّ ّ
ّ
-دون مقابل ):(sans contrepartie
تدفع الضريبة بدوف مقابل ،أو منفعة خاصة ،فاؼبكلّف يقوـ بأدائها على أساس مسانبة يف
فبوالً للضرائب ،و على ىذا فإنّو يبدو منطقيًا
عضوا يف اعبماعة و ليس باعتباره ّ
اجملتمع ،و باعتباره ً
أف يساىم يف تغطية أعباء الدولة اليت ربمي اعبماعة و تشرؼ عليهم.
-تحقيق النفع العام:
إذ كانت الضريبة ال تفرضها الدولة ،مقابل نفع خاص لدافعها ،فإ ّف الدولة تلتزـ باستخداـ
حصيلتها لتحقيق منفعة عامة.
و قد درجت الدساتَت و القوانُت على تأكيد ىذا اؼبعٌت منذ القرف الثامن عشر (و
منعا لفرض ضرائب خصوصا بعد إعالف حقوؽ اإلنساف و اؼبواطن الذي أصدرتو الثورة الفرنسيّة)ً ،
ً
أو استخداـ حصيلتها يف إشباع اغباجات اػباصة باؼبلوؾ و األمراء.
العامة للضريبة و أصبح من اؼببادئ الدستوريّة
استقر مبدأ اؼبنفعة ّ
و يف العصر اغبديث فقد ّ
حىت دوف النص عليها(.)1
يتعُت اتّباعها ّ
العامة اليت ّ
ّ
العامة) للضريبة:
العامة (المبادئ ّ
-0-7القواعد ّ
لعل من أبرز القواعد األساسيّة للضريبة ىو ما يلي:
ّ
أ -العدالة:
اليت تقتضي بوجوب توزيع عبء الضريبة توز ًيعا عادالً بُت اؼبواطنُت ،و يتح ّقق ذلك دبراعاة
اؼبقدرة التكليفيّة لكل منهم مع ضرورة إعفاء أصحاب الدخوؿ اؼبنخفضة من أداء الضريبة بالنسبة
غبد الكفاؼ و األعباء العائلية دبا يتناسب و مستوى اؼبعيشة يف اجملتمع.
( )1ؿبمد الصغَت بغلي ،يسري أبو العالء ،مرجع سبق ذكره ،ص ،58ص.60
44
ب -اليقين:
لكل
و ذلك بوجوب تنظيم جباية الضريبة وف ًقا لقواعد ؿب ّددة و واضحة ال غموض فيها ّ
تتوذل اعبباية ،سواء بالنسبة ألسس ربديد قيمتها ،أو مواعيد و أساليب
من اؼبكلّف و اإلدارة اليت ّ
ربصيلها.
ج -المالئمة:
و ذلك بأف رب ّدد مواعيد و أساليب مالئمة و مناسبة عبباية الضريبة تتّفق و طبيعة الضريبة
من ناحية ،و لظروؼ اؼبكلفُت (اؼبمولُت) و األنشطة اػباضعة للضريبة من ناحية أخرى ،كمطالبة
التاجر بأداء الضريبة اؼبستحقة على أرباحو بعد انتهاء السنة التجاريّة لنشاطو و ربديده لصايف
نتائج ىذا النشاط ،أو مطالبة اؼبزارع بأداء الضريبة بعد حصاد احملاصيل و تسويقها.
د -االقتصاد في نفقات الجباية:
و يقصد من ذلك أف رباط القاعدة الضريبية دبا يضمن ؽبا سهولة التطبيق و مرونتو و
تتحمل الكثَت
ذبنّب الدخوؿ يف متاىات الروتُت اإلداري و التعقيدات البَتوقراطيّة فبّا هبعل اإلدارة ّ
من النفقات يف سبيل تطبيق نظامها الضرييب(.)1
-8أىداف الضرائب:
تطور طبيعتها أصبحت مسؤولة عن التوازف اؼبارل و إ ّف اتّساع دور الدولة بسبب ّ
النمو ،و ترتب على ذلك اتّساع النفقات
االقتصادي و االجتماعي و ربقيق مع ّدؿ ثابت من ّ
العامة ،و دل تعد اإليرادات مقصورة على سبويل النفقات بل
العامة ،و تطوير حجم اإليرادات ّّ
أصبحت باإلضافة إذل ذلك أداة من أدوات التوجيو االقتصادي و االجتماعي ،لذلك فإ ّف أبرز
أىدافها:
-0-8على الصعيد االقتصادي:
فإ ّف أغراض الضريبة تتح ّدد بصفة أساسيّة يف تعبئة اؼبوارد االقتصادية و توجيهها من اجل
خدمة أغراض التنمية ،و لذلك فهي تستخدـ يف تشجيع اؼبدخرات و كذلك يف التأثَت على اؼبيل
لالستثمار و توجيهو كبو األنشطة االقتصادية اؼبراد تنميتها ،كما تستخدـ الضريبة كأحد أدوات
تنفيذ اػبطّة االقتصادية ،كما تستخدـ يف تشجيع بعض النشاطات االقتصادية عن طريق إعفاء
( )1عبد الغفور إبراىيم أضبد ،مرجع سبق ذكره ،ص ،239ص.240
45
األولية الالّزمة ؽبذا النشاط أو
النشاط من الضريبة أو زبفيضها على دخل النشاط أو إعفاء اؼبوارد ّ
إلغاء رسوـ التصدير على اؼبنتجات اليت تنتج من ىذا النشاط.
-0-8على الصعيد االجتماعي:
فهي تعمل على إعادة توزيع الدخل القومي لصاحل الفئات احملدودة للدخل و اؼبسانبة يف
الصحي و الغذائي لألفراد ...إخل(.)1
رفع اؼبستوى ّ
-3-8على الصعيد المالي:
العامة
العامة) لتغطية النفقات ّ
دبعٌت اغبصوؿ على األمواؿ (الضرائب كمصدر لإليرادات ّ
بعد رفض خزينة الدولة باؼباؿ مع العلم أ ّف أي التزاـ بنفقة ال ب ّد أف يكوف لو مصدر سبويل
أىم ىذه اؼبصادر(.)2
فالضرائب تع ّد من ّ
-9الوعاء الضريبي ):(Assiette de l’impôt
الوعاء الضرييب ىو اؼبوضوع الذي تفرض عليو الضريبة ،فقد يكوف شخص أو ماالً أو
عمالً ،مثاؿ ذلك تفرض ضريبة على عقار ما ،أو على إيراده ،ففي اغبالة األوذل تكوف قيمة
العقار ىو وعاء الضريبة و الثانية إيراده ،و على ىذا األساس ًبّ تقسيم الضرائب حبسب وعائها
إذل ما يلي:
-0-9الضريبة على األشخاص و الضريبة على األموال:
-0-0-9الضريبة على األشخاص:
تفرض على األفراد لوجودىم يف الدولة و ربت ضبايتها ،و قد عرفت قديبًا بضريبة
«الرؤوس» يف جل الدوؿ القديبة (فرنسا ،روسيا.)... ،
و يذىب البعض إذل اإلشارة ىنا إذل «اعبزية» اليت عرفت يف الدوؿ اإلسالمية و اؼبفروضة
الذمة ،و إف كانت أسسها و مربراهتا مغايرة لنظاـ الضريبة.
على أىل ّ
-0-0-9الضريبة على األموال:
أي على األشياء و اؼبمتلكات اليت وبوزىا األشخاص سواء كانت أمواالً عقاريّة أو منقولة.
( )1عبد الغفور إبراىيم أضبد ،مرجع سبق ذكره ،ص ،240ص.241
( )2طارؽ اغباج ،مرجع سبق ذكره ،ص.48
46
-0-9الضريبة الواحدة و الضريبة المتع ّددة:
-0-0-9الضريبة الواحدة:
و دبقتضاىا ال تفرض إالّ ضريبة واحدة على الشخص و ىي تتّسم بالبساطة و العدالة و
سهولة أدائها و اقتضائها .أو ىي الضريبة اليت تغطي اإليرادات اليت وبصل عليها اؼبكلّف يف وعاء
واحد و وب ّدد ؽبا سعر واحد تقتطع على أساسو الضريبة اؼبستح ّقة ،و ىي ناجحة أكثر يف الدوؿ
اؼبتق ّدمة و تتميّز باالقتصاد يف نفقات اعبباية ،و ربقق العدالة الضريبة ،و سبكن من معرفة الضريبة
اؼبستح ّقة بسهولة.
-0-0-9الضريبة المتع ّددة:
و ىي الضريبة اليت تفرض على مصدر من مصادر اإليراد و الدخل اليت وبصل عليها
معُت ،و من مزاياىا يبكن أف توفّر حصيلة معتدلة و خاصة يف الدوؿ
اؼبكلّف على ح ّده و بسعر ّ
التهرب الضرييب ،و لكن من عيوهبا ىو ارتفاع تكاليف جبايتها(.)1
الناميّة اليت يكثر فيها ظاىرة ّ
-02الضرائب المباشرة و الضرائب غير المباشرة:
-0-02الضريبة المباشرة:
ىي الضريبة اليت تفرض على اؼبكلّفُت (اؼبكلّف و ىو الشخص الذي يدفع مبلغ الضريبة)
بشكل مباشر و سنوي ،و اليت تشمل مركزه اؼبارل (الدخل و الثروة) ،و الضريبة اؼبباشرة ىي اليت
تستقر بصورة هنائيّة على عاتق اؼبكلّف دوف أف يكوف باستطاعتو نقل عبئها إذل غَته ،أي أ ّف
تدخل أي وسيط مثل الضريبة على (الرواتب و الضريبة اؼبباشرة تستويف من اؼبكلّف مباشرة دوف ّ
األجور).
-0-02الضريبة غير المباشرة:
ىي الضريبة اليت يبكن نقل عبئها إذل اآلخرين ،أي أ ّف دافع الضريبة يعكسها على
أشخاص آخرين ،مثل ضريبة اعبمارؾ ،فإذا استورد أحد الشخاص سلعة معيّنة من اػبارج و دفع
عنها ضريبة صبركيّة ،فإ ّف ىذه الضريبة تكوف مباشرة لو إذا أبقى السلعة الستعمالو الشخصيّ ،أما
إذا باع اؼبستورد تلك السلعة إذل غَته فإنّو سيضيف الضريبة إذل شبن البيع أي نقلها إذل اآلخرين و
( )1ؿبمد الصغَت بعلي ،يسري أبو العالء ،مرجع سبق ذكره ،ص.66
47
بالتارل زبلص من عبئها و أصبحت الضريبة غَت مباشرة يدفعها اآلخروف ،و بالطبع ىناؾ ظروؼ
اقتصادية مثل العرض و الطلب ؽبا تأثَت يف إمكانية نقل أعباء الضريبة(.)1
-00ما ىو معيار التمييز ؟
يبكن اإلشارة إذل اؼبعايَت األساسية التالية:
-0-00المعيار اإلداري:
حيث رب ّدد طبيعة الضريبة باالستناد إذل موقف اعبهة اإلدارية اليت تقوـ بتحصيل الضريبة
أو طريقة ربصيل ذلك.
و األمر ىبتلف ،بطبيعة اغباؿ ،من دولة ألخرى ،أل ّف النظاـ الضرييب هبا ىو الذي وب ّدد
طبيعة الضريبة.
-0-00راجعية الضريبة:
اؼبقصود هبذا اؼبعيار معرفة و ربديد الشخص الذي يقع عليو عبء الضريبة هنائيًا ،إذ أنّو
قد تفرض الضريبة على شخص يتم ّكن من ربويل و نقل عبئها إذل شخص آخر.
-الضريبة المباشرة:
اؼبموؿ ؽبا :االلتزاـ القانوين و التسديد الفعلي.
تقتضي ّازباذ الصفتُت يف الشخص ّ
-3-00ثبات موضوع الضريبة:
مادة تتميّز بالثبات و
تعترب الضريبة مباشرة ،إذا كانت منصبّة و مفروضة على موضوع أو ّ
االستمرار (ملكية عقار ،فبارسة مهنة ّ )...أما الضريبة غَت مباشرة فإ ّهنا تتعلّق بوقائع متقطّعة و
عارضة.
-00تقدير الضرائب المباشرة و غير المباشرة:
-0-00الضرائب المباشرة:
أ -المزايا:
مستقرة و منتظمة نسبيًا.
ّ -ثابتة و
-واضحة اؼبعادل.
-ربقق قاعدة اؼبالءمة.
( )1عبد الغفور إبراىيم أضبد ،مرجع سبق ذكره ،ص ،242ص.243
48
-ربقق العدالة.
ب -العيوب:
الركود
-أقل مرونة من الضرائب غَت اؼبباشرة ،حيث ال تتأثّر باالنتعاش االقتصادي أو ّ
االقتصادي.
-ال تتّصف بصفة العموميّة ،فبّا يًتتب عنو البفاض حصيلتها.
للتهرب
اؼبموؿ يدفعها ،عادة سنويًا ،فهي قد تكوف مرىقة لو ،فبّا يفتح اجملاؿ ّ نظرا أل ّف ّ
ً -
الضرييب.
-0-00الضرائب غير المباشرة:
أ -المزايا:
ألهنا زبتفي يف سعر السلعة.
-سهولة دفعها من طرؼ الشخص ّ
-على خالؼ الضريبة اؼبباشرة ،فإ ّف الضريبة غَت مباشرة تتّسم باؼبرونة ،فميزهتا أ ّف حصيلتها يف
فًتة االنتعاش االقتصادي.
ب -العيوب:
الركود االقتصادي.
-ضآلة و قلّة حصيلتها يف وقت ّ
-مكلفة من حيث مراقبتها و ربصيلها ،خاصة بالنسبة للضريبة على اإلنتاج مثالً.
للمموؿ ،فهي عادة ما تفرض على السلع الضروريّة ،و ؽبذا -عدـ التناسب مع اؼبقدرة التكليفية ّ
تكوف أكثر ثقالً على الطبقة الفقَتة.
-03الضريبة على رأس المال و الضريبة على الدخل و الضريبة على اإلنفاق.
يستند يف ىذا التقسيم على مدى استمرارية وعاء الضريبة.
أ -الضريبة على رأس المال:
يقصد بالرأظباؿ ) (capitalمن الناحية القانونية ما يبلكو الشخص من أمواؿ و قيم يف
زمن ما ،بغض النظر عن طبيعتها :عقارات ،منقوالت ،أدوات إنتاج ،أسهم ،سندات ...إخل.
و لتحديد رأس اؼباؿ من الناحية الضريبية هبب حصر و جرد و تقوًن أصوؿ و خصوـ
اؼبكلّف بالضريبة.
49
و عليو فإ ّف رأظباؿ اؼبكلّف ىو عبارة عن الزيادة يف قيمة األصوؿ على قيمة اػبصوـ ،و
من أىم أشكاؿ و صور الضريبة على رأس اؼباؿ يبكن ذكر:
-الضريبة على عملية و واقعة امتالؾ رأس اؼباؿ.
-الضريبة على زيادة قيمة رأس اؼباؿ.
-ضريبة الًتكات Impôt sur les successionتقوـ على انتقاؿ رأس اؼباؿ اؼبتويف إذل
ورثتو أو اؼبوصى ؽبم.
ب -الضريبة على الدخل ):(Impôt sur le revenu
للمموؿ ،أي كل زيادة يف
ّ يقصد بالدخل ،دبعناه الواسع ،كل زيادة يف القيمة اإلهبابيّة
ذمتو اؼباليّة.
ّ
معُت قد يكوف ملكيّة وسيلة
عما وبصل عليو الشخص من مصدر ّ و من ٍبّ ،فهو عبارة ّ
معا ،آخ ًذا بذلك العديد من الصور و األشكاؿ، إنتاج (مصنع) أو يكوف عملو و مهنتو أو نبا ً
أجور ،فوائد ،أرباح ...إخل.
كما يقصد بو ،يف معناه الضيّق ،كل ما وبصل عليو الفرد من نقود أو خدمات بصورة
منتظمة و مستمرة ،طب ًقا لنظريّة اؼبنبع ).(la source
يبكن تقسيم الدخل إذل:
اؼبموؿ من إيرادات دوف خصم لتكاليفها. -دخل إصبارل ) :(globalيتمثّل فيما وبصل عليو ّ
-دخل صايف ) (netالذي يتح ّدد بعد خصم التكاليف الالزمة للحصوؿ على ذلك الدخل ،و
للمموؿ ،و أكثر عدالة.
ىو أكثر داللة على اؼبقدرة التكليفية ّ
جـ -الضريبة على اإلنفاق:
أساسا يف الضرائب غَت اؼبباشرة ،و ىي تفرض على ـبتلف مظاىر استعماؿ و و تتمثّل ً
استخداـ الدخل.
و تأخذ يف الواقع الصور الرئيسية التالية:
بالتصرفات القانونية اليت يقوـ هبا األفراد و اليت من شأهنا و
ّ -الضريبة على التداوؿ :و تتعلّق
انتقاؿ اؼبلكيّة ،كضرائب الطابع ) (Timbreو التسجيل ).(enregistrement
52
-الضريبة على اإلنفاؽ أو االستهالؾ :و ىي أىم الضرائب غَت اؼبباشرة ،حيث تفرض على
الدخل عند إنفاقها يف شراء للسلع و اػبدمات أو إنتاجها (الضريبة على اإلنتاج أو القيمة اؼبضافة
أو رقم األعماؿ ).)(chiffre d’affaire
(الرسوـ) اعبمركية (التعرفة اعبمركية) :حيث تفرض لدى اجتياز السلعة غبدود الدولة -الضرائب ّ
سواء اسًتداد أو تصدير ،و عادة ما تستعمل غبماية اإلنتاج الوطٍت(.)1
-04طرق تقدير المادة الخاضعة للضريبة:
تعترب عملية تقدير اؼبادة اػباضعة ليست باألمر السهل ،فهذا يتطلّب قدرة للوصوؿ إذل
اؼبادة اػباضعة للضريبة و ربديد سعرىا للوصوؿ إذل اؼببلغ الضرييب و ذلك حسب القوانُت اؼبعموؿ
هبا ،و قد اعتمد علماء اؼباليّة على طريقتُت رئيسيتُت للوصوؿ إذل اؼبادة اػباضعة للضريبة و نبا
التقدير بواسطة اإلدارة أو التقدير بواسطة األفراد.
-0-04التقدير بواسطة اإلدارة:
دبوجب ىذه الطريقة تقوـ الدوائر الضريبية نفسها بتقدير اؼبادة اػباضعة للضريبة ،و من
أجل ذلك نستخدـ األساليب التالية:
-0-0-04طريقة المظاىر الخارجية:
استنادا إذل بعض اؼبظاىر
ً وف ًقا ؽبذا األسلوب تق ّدر اؼبادة اػباضعة للضريبة بطريقة تقريبية
يعرب عن الدخل أو تقدير أرباحاػبارجية مثل مقدار ما يدفعو الشخص كإهبار للسكن يبكن أف ّ
العماؿ ،و أجرة احملل
العمل التجاري أو الصناعي باالعتماد على نوع التجارة ،عدد اآلالت و ّ
)...سبتاز ىذه الطريقة بالسهولة و البساطة يف ربديد اؼباؿ اػباضع للضريبة ،كما تساعد على
التهرب الضرييب أل ّف اؼبظاىر اػبارجيّة ليس من السهل إخفاءىا.اغبد من ّ
تتغَت الدخوؿ دوف أف
ألهنا تق ّدر بطريقة تقريبيّة ،و قد ّ
من عيوهبا ابتعادىا عن العدالة ّ
نظرا ؽبذه العيوب ابتعدت معظم التشريعات تغَت اؼبظاىر اػبارجيّةً ،يؤدي ذلك بالضرورة إذل ّ ّ
التهرب من الضريبة من قبلالضريبية عن األخذ هبذا األسلوب و إف ّازبذتو كوسيلة ؼبراقبة ّ
أصحاب الدخوؿ اؼبرتفعة.
( )1ؿبمد الصغَت بعلي ،يسري أبو العالء ،مرجع سبق ذكره ،ص ،67ص .72
50
-0-0-04التقدير الجزافي:
تبعا ؽبذا األسلوب تق ّدر اؼبادة اػباضعة للضريبة بشكل إصبارل و تقرييب بناءً على عدد من
ً
القرائن ،كأف يتم تقدير األرباح على أساس النشاط التجاري.
يبتاز ىذا األسلوب بالسهولة و البساطة و عدـ التعقيد و خاصة يف اغباالت اليت يصعب
اؼبستمرة اليت قد ربدث بُت اؼبكلّف
ّ فيها اؼبكلّفُت تقدير نتيجة أعماؽبمّ ،أما عيوبو فهي اػبالفات
يعرب بشكل دقيق عن دخل و الدوائر الضريبيّة ،إذ تفرض الضريبة على الدخل افًتاضي ،ال ّ
اؼبكلّف الصحيح ،ؽبذا رباوؿ التشريعات الضريبيّة اغبديثة االبتعاد عن ىذه الطريقة.
-3-0-04التقدير اإلداري المباشر:
حسب ىذه الطريقة تقوـ الدوائر الضريبيّة بنفسها بتقدير اؼبادة اػباضعة للضريبة ،و تتمتّع
حبريّة واسعة يف ذبميع القرائن و األدلة و اؼبعلومات و البيانات ؼبناقشة اؼبكلّف للوصوؿ إذل اؼبادة
اػباضعة للضريبة ملزمة بإعالـ اؼبكلّف عن الطرؽ اليت اتّبعها يف عملها ىذا ،و تعطى للمكلّف
اغبق يف االعًتاض على اؼببلغ اؼبق ّدر و ذلك ضمن اؼب ّدة اليت وب ّددىا التشريع الضرييب ،و غالبًا ما
تستخدـ ىذه الطريقة كجزاء المتناع اؼبكلّف عن تقدًن إقراره عن عمد أو إنباؿ.
و سبتاز ىذه الطريقة (التقدير اإلداري اؼبباشر) بسهولة تقدير قيمة اؼبادة اػباضعة للضريبة
و بعدالتها و وفر حصيلتها ،لذا تطبّق يف معظم التشريعات الضريبيّة.
و لكن يعاب عليها بأف تكاليفها عالية و حباجة إذل عدد كبَت من اؼبوظفُت اؼبهرة و
اؼبختصُت ،كما ّأهنا طريقة لتدخل الدوائر الضريبية بشؤوف اؼبكلّف ؼبعرفة حجم عملو.
-0-04التقدير بواسطة األفراد:
حسب ىذه الطريقة تعتمد الدوائر الضريبية على جهة أخرى للوصوؿ إذل اؼبادة اػباضعة
فإما أف تعتمد على إقرار اؼبكلّف نفسو أو إقرار الغَت.
للضريبةّ ،
-0-0-04إقرار المكلّف نفسو:
يصرح فيو عن نتائج أعمالو ،و مع
دبوجب ىذه الطريقة يقوـ اؼبكلّف بنفسو بتقدًن كشف ّ
وبق ؽبا أف
ذلك ليس شرطًا أف تعتمد الدوائر الضريبيّة ما ق ّدمو اؼبكلّف بشكل مطلق و هنائي ،بل ّ
ترفض أو تدخل بعض التعديالت عليو و مناقشة اؼبكلّف يف ذلك.
50
عرؼ على الدخل اغبقيقي للمكلّف خاصة إذا كانت و فبّا يبيّز ىذا األسلوب ىو الت ّ
مستندات و أوراؽ اؼبكلّف صحيحة ،كما يقلّل من تكاليف جباية الضرائب أل ّف اؼبكلّف نفسو
صرح حبجم دخلو و ما على الدوائر الضريبيّة إالّ اؼبراقبة و التأ ّكد من البيانات اليت ىو ال ّذي ّ
ق ّدمها.
للتعرؼ على
فبّا يعاب على ىذه الطريقة ،عند اطّالعها على مستندات و دفاتر اؼبكلّف ّ
مباشرا يف خصوصيات عملو اليت ال يرغب أف تطّلع أي جهة تدخالً ً طبيعة عملو قد يعترب ذلك ّ
باعا يف معظم دوؿ العادل. عليها ،و مع ذلك تع ّد ىذه الطريقة من األكثر اتّ ً
-0-0-04إقرار الغير:
يتم الوصوؿ إذل اؼبادة اػباضعة للضريبة لتقديرىا من قبل شخص آخر غَت اؼبكلّف،
يسمح لو وضعو دبعرفة مركز اؼبكلّف و حقيقة دخلو ،فصاحب العمل يسمح لو وضعو أف يق ّدـ
إقرار عن أجور العاملُت لديو ،أو اؼبستأجر يسمح لو وضعو أف يبلغ عن قيمة اإلهبار الذي يدفعو
للمالك .)...
سبتاز ىذه الطريقة بدقّتها النسبيّة و اقًتاهبا من اغبقيقة و من عيوهبا الصعوبة يف تعميم
اغبرة ...و مع ذلك يتّبع ىذا األسلوب يف كثَت من دوؿ
بعض الدخوؿ و خاصة أصحاب اؼبهن ّ
العادل(.)1
-05حساب الضريبة.
نعٍت بذلك النسبة اؼبئوية ،أو اؼببلغ احمل ّدد الذي تفرضو التشريعات الضريبيّة على اؼبادة
تتغَت كذلك اؼببلغ الضرييب ،و يوجد
اػباضعة للضريبة ،من ىنا قد تكوف ىذه النسبة ثابتة أو قد ّ
ىناؾ األنواع التالية يف حساب الضريبة.
-0-05الضريبة التوزيعية و الضريبة القياسيّة:
أ -الضريبة التوزيعية:
يوزع على
تلك الضريبة اليت وب ّددىا فيها اؼببلغ اإلصبارل الواجب ربصيلو مق ّد ًماٍ ،بّ ّ
متفرقة من
اؼبكلّفُت حسب اؼبناطق اعبغرافية ،ىذا النوع من الضرائب طبق يف اؼباضي و بفًتات ّ
( )1
ةالعامة ،مرجع سبق ذكره ،ص ،72ص.76
طارؽ اغباج ،اؼباليّ ّ
53
حىت الدوؿ
التاريخّ ،أما يف الوقت اغبارل فقد زبلّت عن ىذا األسلوب صبيع الدوؿ اؼبتق ّدمة ،و ّ
النامية.
ب -الضريبة القياسية:
اؼبشرع سعرىا ّإما يف شكل نسبة معيّنة من اؼبادة اػباضعة للضريبة،
تلك الضريبة اليت وب ّدد ّ
كل وحدة من وحدات ىذه اؼبادة دوف ربديد إلصبارل حصيلتها. أو يف شكل مبلغ على ّ
جـ -الضريبة النسبية:
تغَت اؼبادة اػباضعة للضريبة ،كأف تفرض
ىي تلك الضرائب اليت يبقى سعرىا ثابت رغم ّ
ضريبة على الدخل بسعر ٪ 10فهذا السعر ينطبق على صبيع الدخوؿ كبَتة كانت أـ صغَتة.
-0-05الضرائب التصاعدية:
و ىي تلك الضرائب اليت يزداد سعرىا بازدياد اؼبادة اػباضعة للضريبة ،مثاؿ :شخص
الذي دخلو السنوي 1.000دينار يدفع ضريبة دبقدار ٪ 15و الشخص الذي دخلو السنوي
2.000دينار يدفع ضريبة دبقدار .)... ٪ 25
فنالحظ أ ّف مع ّدؿ الضريبة يزيد كلّما ازداد اؼببلغ اػباضع للضريبة و بالتارل تزيد حصيلة
الضريبة.
فنالحظ أ ّف مع ّدؿ الضريبة يزيد كلّما ازداد اؼببلغ اػباضع للضريبة و بالتارل تزيد حصيلة
الضريبة.
ىذا النوع من الضرائب تستخدمو معظم التشريعات الضريبيّة ،خاصة اليت تراعي العدالة
االجتماعية ،فتمتاز الضرائب التصاعديّة بتحقيق العدالة و اؼبساواة أل ّف أصحاب الدخوؿ العاليّة
تؤدي إذل إعادة توزيع الدخل و الثروة و
يتحملوف عبئًا أكرب من أصحاب الدخوؿ اؼبتدنيّة ،كما ّ ّ
()1
عدـ سبركزىا بيد فئة قليلة من أفراد اجملتمع .
التهرب و االزدواج الضريبي.
ّ -06
لكي تؤٌب التزامات الضريبية شبارىا فإنّو ال ب ّد من أف يصدر التشريع الضرييب معبّػًرا بصورة
العامة على ـبتلف اؼبواطنُت إالّ أ ّف ذلك غَت
سليمة عن إرادٌب السلطة و الشعب يف توزيع األعباء ّ
بشىت أساليب التحايل أيضا أف يتقبّل األفراد التشريع و ال يعمدوا لإلفالت منو ّ يتعُت ًكاؼ إذ ّ
54
العامة يدخل ضمن التضامن
التهرب من أداء الضريبة حيث أ ّف أداء الضريبة ّ أي ال يسعوا إذل ّ
عامة مع الدولة اليت تعتمد على الضريبة كأساس و
ربمل األعباء ال ّ
االجتماعي بُت األفراد يف ّ
التهرب من دفع
العامة و قد يلجأ بعض األفراد إذل ّ
ىدؼ الستيفاء ايراداهتا و ربقيق توازف اؼبيزانية ّ
التهرب.
الضريبة و قد وضعت ع ّدة وسائل ؼبواجهة ىذا ّ
التهرب الضريبي:
-0-06مفهوم ّ
التهرب
التهرب الضرييب بأنّو التخلّص من االلتزاـ بدفع الضريبة و ينقسم إذل ّ
يعرؼ ّ
التهرب الضرييب غَت اؼبشروع.
الضرييب اؼبشروع و ّ
التهرب الضريبي المشروع:
أّ -
ىو التخلّص من الضريبة باستغالؿ بعض الثغرات اؼبوجودة يف القانوف.
التهرب الضريبي غير المشروع:
بّ -
فهو اؼبخالفة الصروبة للقوانُت الضريبيّة(.)1
التهرب الضريبي:
-0-06صور ّ
التهرب من
حصرا دقي ًقا ،و من أىم صور ّ التهرب من الضريبة ً ال يبكن يف الواقع حصر ّ
الضرائب اؼبباشرة إنكار اؼبكلّف ربقيق الواقعة اؼبنشئة للضريبة كما لو سبثّلت ىذه الواقعة يف بلوغ
درا معينًا من الدخل ،أو برفض تقدًن اإلقرارات اليت يتم على أساسها ربط دخل اؼبكلّف ق ً
للمادة اؼبفروضة كإخفاء
التهرب من الضرائب غَت اؼبباشرة فيكوف بإخفاء اؼبكلّف ّ الضريبةّ ،أما ّ
التهرب
بأقل من قيمتها اغبقيقيّة ،و يتم ّ
اؼبستورد للسلع اػباضعة للضريبة اعبمركية ،أو التصريح ّ
أبعادا
التهرب الضرييب ًالتصرؼ القانوين اػباضع للضريبة غَت اؼبباشرة و قد يأخذ ّ بإخفاء طبيعة ّ
دوليّة كأف يلجأ اؼبكلّف بالضريبة إذل نقل أموالو إذل اػبارج لإلفالت من الضريبة قبل ربطها عليو
أو بعد ربطها عليو و قبل ربصيلها(.)2
55
التهرب الضريبي:
-3-06أسباب ّ
أ -عيوب في التشريع الضريبي:
و اليت قد قبدىا يف تع ّدد الضرائب و تعقيد يف التشريعات الضريبية (قوانُت اإلعفاءات و
التخفيضات) و نقص يف التشريع و عدـ صياغة بشكل ؿبكم و من ـبتصُت كما ىو اغباؿ يف
الدوؿ النامية ،كل ذلك يساعد اؼبكلّف على إهباد ثغرات ينفذ منها للتخلّص من دفع الضريبة.
ب -عيوب اإلدارة الضريبية:
مؤىلُت و غَت أكفاء و قد
ىذا العامل يتعلّق بالعاملُت يف الدوائر الضريبيّة فقد قبدىم غَت ّ
قبدىم يعقدوف اإلجراءات اؼبتّبعة يف التحصيل الضرييب و قد ال يعدلوف يف تطبيق القوانُت
الضريبيّة ،ىذه األمور كثَتة االنتشار يف الدوؿ الناميّة و قد تكوف مقصودة أو غَت مقصودة.
جـ -عيوب في المكلّف نفسو:
يتهرب من دفع الضريبة العتقاده بعدـ
فهناؾ عوامل نفسيّة يشعر هبا اؼبكلّف ذبعلو أف ّ
عدالة الضريبة أو شعوره بعدـ االنتماء ...إخل .و أحيانًا يلعب الوعي الضرييب عامل مهم يف
التهرب ،و ىذا يرتبط بأمور سياسيّة و اقتصادية و اجتماعية ،فاؼبواطن يقيس مدى النفع الذي
ّ
()1
العامة ...إخل .
ربملو ألعباء اإليرادات ّ
العامة و مدى ّ
يعود عليو من النفقات ّ
التهرب الضريبي:
-4-06آثار ّ
العامة حيث يقلّل من حصيلة الضرائب
هرب الضرييب آثار ضارة دباليّة اػبزينة ّ
يًتتب عن الت ّ
فيؤدي ذلك إذل عجز الدولة عن تنفيذ اؼبشروعات و حرماف اؼبواطنُت من خدمات نافعة ؽبم(.)2
ّ
التهرب الضريبي:
-5-06طرق مكافحة ّ
للتهرب،
التهرب الضرييب و ذلك بعد معرفة السبب ّ يوجد ىناؾ أكثر من طريقة ؼبكافحة ّ
التهرب و
و زبتلف طريقة من دولة ألخرى مع األخذ بعُت االعتبار أ ّف ىذه الطرؽ ال سبنع من ّ
التهرب الضرييب يف اعبزائر إذل عدـ تناسق و إحكاـ
تقضي عليو بل قد رب ّد من انتشاره ،و يرجع ّ
التشريع اؼبارل و ضعف الوعي الضرييب للمواطنُت و طغياف عنصر احملسوبيّة و عدـ الالمباالة كاليت
ظهرت يف بعض اعبهات الرافضة للوضع و االعتماد على الوسائل التقليديّة يف عمليّة اإلحصاء و
()1طارؽ اغباج ،اؼباليّةالعا ّمة ،الطبعة األوذل ،دار صفاء للنشر و التوزيع ،عماف ،2009 ،ص ،84ص.85
( )2علي زغدود ،مرجع سبق ذكره ،ص.213
56
أىم مواردىا ،و
العامة ؿبرومة من ّ
التهرب و هبعل اػبزينة ّ
يؤدي إذل ّالتحصيل و الربط ،كل ىذا ّ
كبَتا يف التوجيو
دورا ً
العامة و هبعلها تلعب ً
يقوي اػبزينة ّ
التهرب منها يغ ّذي و ّ
دفع الضريبة و عدـ ّ
العامة ،و من أىم الطرؽ يف مواجهة و مكافحة
و التمويل االقتصادي و إنعاشو و خدمة مصلحة ّ
التهرب الضرييب نذكر منها:
ّ
أ -حق االطالع:
هبوز ؼبوظفي الضريبة االطالع على الوثائق و اؼبلفات اليت حبوزة اؼبكلّف و ذلك ضمن
القانوف ،فبّا هبعل اؼبكلّف أف يق ّدـ معلومات صحيحة.
ب -تقديم إقرار مؤيّد باليمين:
صحة اؼبعلوماتتلجأ بعض التشريعات الضريبية إذل الطلب من اؼبكلّف حلف يبُت بشأف ّ
اليت يق ّدمها للدوائر الضريبيّة ،كما وبصل يف فرنسا ،و ىذه الطريقة ال تصلح يف صبيع الدوؿ ،فإ ّف
استخدامها ؿبدود.
جـ -التبليغ بواسطة الغير:
ذبيز بعض القوانُت يف بعض األحواؿ لكل شخص أف يدرل إذل الدوائر اؼباليّة دبعلومات
التهرب الضرييب.
من شأهنا أف تساعد يف اكتشاؼ ّ
د -عدم المبالغة في تع ّدد الضرائب:
هبب أف تفرض الضرائب بالسعر ،و العدد القابل للتطبيق و اف تتالءـ مع الوضع
االقتصادي السائد و امكانيات اؼبواطنُت ،فليس من اؼبنطق أف نكثر من الضرائب يف الوقت الذي
ربمل أعبائو ،من ىنا تلجأ الكثَت من الدوؿ إذل إعادة صياغة القوانُت الضريبيّة ال يستطيع اؼبواطن ّ
دبا يتالءـ مع اؼبتغَتات االقتصادية و االجتماعية و السياسيّة و اؼباليّة.
ىـ -الجباية من المصدر:
تلجأ بعض الدوؿ إذل جباية الضريبة من منبعها و ذلك كي تضمن سبويل اػبزينة و تقليل
رب العمل قبل توزيعو على التهرب ،كأف تقتطع الضريبة على دخل اؼبوظف من ّ احتماالت ّ
العاملُت أو اقتطاع ضريبة اإلنتاج من اؼبصنع.
57
و -توقيع عقوبات على المتخلّفين عن الدفع:
تلجأ معظم التشريعات الضريبية إذل وضع غرامات تأخَت على اؼبكلّفُت الذين يبتنعوف عن
توريد الضريبة دبوعدىا(.)1
-07االزدواج الضريبي.
إ ّف االزدواج الضرييب ىو أف تفرض على مادة واحدة أكثر من ضريبة واحدة و تعريف
مرة لنفس الضريبة أو لضريبة مشاهبة على االزدواج الضرييب أنّو اخضاع الشخص الواحد أكثر من ّ
نفس اؼباؿ شروط و أنواع و أسباب انتشاره و طرؽ عالجو أو تالفيو.
بالرغم من وضوح ىذا شروط االزدواج الضرييب ،تعٍت وحدة الشخص اؼبكلّف بالضريبة ّ
الشرط فإنّو هبب التمييز بُت األشخاص الطبيعيُت و اؼبعنويُت حيث أنّو يشًتط القياـ االزدواج
يتحمل
مرة أو ىو الذي ّ يتحمل الضريبة أكثر من ّ الضرييب أف يكوف الشخص نفسو ىو الذي ّ
الضرائب اؼبشاهبة و هبب التمييز بُت النظرة القانونيّة و النظرة االقتصاديّة فإ ّف أرباح شركة اؼبسانبة
زبضع لضريبتُت إحدانبا ىي ربت يد الشركة قبل توزيعها على اؼبسانبُت و ىذه ىي اليت تعرؼ
بضريبة األرباح التجارية و الصناعية و األخرى دبناسبة توزيعها على اؼبسانبُت و ىذه ىي ضريبة
إيراد القيم اؼبنقولة فمن الناحية القانونية ال يوجد ازدواج ضرييب يف ىذه اغبالة ّأما وجهة النظر
يتحمل عبء الضريبة يف النهاية و تنتهي بالتسليم
االقتصادية فتنصرؼ إذل أف اؼبساىم الذي ّ
بوجود االزدواج االقتصادي.
-وحدة المادة المفروضة عنها الضريبة:
اؼبرات
أيضا أف تكوف الضريبة مفروضة يف ىذه ّ فلكي يكوف االزدواج الضرييب هبب ً
مادة واحدة ّأما إذا
اؼبرات ّ
اؼبادة نفسها أي هبب أف يكوف وعاء الضريبة يف ىذه ّ اؼبتع ّددة على ّ
بالرغم من وحدةمرة أخرى على ماؿ آخر فإنّنا ال نكوف ّ
مرة على ماؿ ٍبّ فرضت ّ فرضت الضريبة ّ
الشخص اؼبكلّف بالضريبة أماـ ظاىرة االزدواج و هبب التمييز بُت وحدة اؼباؿ اػباضع للضريبة و
وحدة الواقعة اؼبنشئة للضريبة فإ ّف مالك األراضي الزراعية قد يدفع ضريبة على واقعة التملّك كما
قد يدفع ضريبة على االستغالؿ الزراعي و يف ىذه اغبالة نكوف أماـ واقعتُت ـبتلفتُت منشئتُت
للضريبة و ىذا ينفي ظاىرة االزدواج كذلك اغباؿ إذا عربت سلعة واحدة ع ّدة بلداف و دفع عنها
58
نظرا لتكرار الواقعة اؼبسبّبة للضريبة فإذا اختلف
كل بلد فال تكوف يف حالة ازدواج ضرييب ً
ضريبة يف ّ
معُت لضريبة
العنصر اػباضع للضريبة فال تتوافر ظاىرة االزدواج الضرييب يف حالة خضوع شخص ّ
اغبرة ال تكوف يف حالة ازدواج ضرييب.
أرباحو التجارية و أخرى عن أرباحو عن اؼبهن ّ
مرة إذا
أيضا لقياـ ظاىرة االزدواج وحدة اؼب ّدة اليت تفرض عنها الضريبة أكثر من ّ
و يشًتط ً
مرة أخرى على دخلو سنة 1971فإنّنا ال فرضت الضريبة مثالً على دخل ٍ 1970بّ فرضت ّ
نكوف أماـ حالة من حاالت االزدواج فإ ّف شرط وحدة اؼب ّدة يسقط شرط وحدة اؼباؿ فإذا فرض و
أف قاـ اؼبكلّف بأداء الضريبة عن دخلو لعاـ 1974لدولة معيّنة ٍبّ قاـ ىذا اؼبكلّف بأداء نفس
الضريبة لدولة أخرى عن دخلو عن عاـ 1975فال يع ّد ذلك من قبيل االزدواج الضرييب.
-وحدة الضريبة نفسها:
فيشًتط لتوافر ظاىرة االزدواج الضرييب أف يدمج اؼبكلّف عن اؼباؿ نفسو الضريبة نفسها
يتحمل
مرتُت أو أكثر أف يدفع عنو ضريبتُت من النوع نفسو أي ضريبتُت متشاهبتُت الدخل قد ّ ّ
ضريبتُت أحدنبا تفرض عليو مباشرة و ىذه ىي ضريبة الدخل و األخرى تفرض على رأس اؼباؿ و
نظرا اللبفاض سعرىا يتم الوفاء هبا من الدخل دوف اؼبساس برأس اؼباؿ.
لكنّها و ً
-0-07أنواع االزدواج الضريبي:
يبكن تقسيم االزدواج الضرييب من حيث نطاقو إذل ازدواج داخلي و ازدواج دورل ،كما
اؼبشرع إذل ازدواج مقصود و ازدواج غَت مقصود.
يبكن تقسيمو من حيث قصد ّ
-0-0-07االزدواج الداخلي:
يقصد باالزدواج الداخلي ىذا الذي تتح ّقق شروطو داخل الدولة مثل ما وبدث يف
(الواليات اؼبتّحدة األمريكيّة و سويسرا) ،فيما تفرض اغبكومة اؼبركزية ضريبة معينة ٍبّ تقوـ إحدى
أيضا ما وبدث يف مرة أخرى بفرض الضريبة نفسها على اؼبادة نفسها و مثاؿ ذلك ً الواليات ّ
اؼبوحدة حينما تفرض اغبكومة اؼبركزيّة ضريبة معيّنة على مادة معيّنة ٍبّ تقوـ
إحدى الدوؿ البسيطة ّ
إحدى السلطات احملليّة بفرض ىذه الضريبة نفسها على اؼبادة نفسها بل و قد يتح ّقق االزدواج
دوف أف يكوف مرتبطا بتع ّدد السلطات إذ قد تفرض السلطة اؼبركزية لسبب أو آلخر ضريبتُت أو
أكثر على اؼبادة نفسها و على الشخص نفسو.
59
و إّمبا الغالب أف وبدث االزدواج الداخلي نتيجة وجود سلطتُت مستقلّتُت داخل الدولة و
لكل منهما.
عدـ ربديد االختصاص اؼبارل فيما يتعلّق بفرض الضرائب ّ
-0-0-07االزدواج الدولي:
إذا كانت السلطة اؼباليّة اليت تفرض الضرائب اليت يتح ّقق هبا االزدواج تابعة لدولتُت أو
كل دولة بوضع تشريعها الضرييب دوف التقيّد أكثر و ينشأ ىذا االزدواج نتيجة الستقالؿ ّ
بتشريعات الضرييب ببحث النظم الضريبيّة اؼبطبّقة يف سائر الدوؿ هبدؼ العمل على منع االزدواج
الضرييب بينها و بُت ىذه الدوؿ .مثاؿ االزدواج الضرييب الدورل عن إيراد القيم اؼبنقولة األسهم و
أسهما و سندات صدرت يف دولة أخرى فتقوـ السندات فقد يقيّد شخص يف دولة ما و يبتلك ً
الدولة األوذل بصفتها دولة اؼبوطن بفرض ضريبة على إيراد ىذه القيم اؼبنقولة و تقوـ الدولة الثانية
بصفتها دولة مصدر الدخل بفرض ىذه الضريبة على الدخل نفسو و ىكذا يتح ّقق االزدواج
الضرييب بالضريبة على األرباح التجارية و الصناعية فتقوـ الدولة اؼبوجود هبا كل فرع من ىذه
الفروع بفرض ضريبة األرباح التجارية و الصناعية على أرباح ىذا الفرع فيحدث االزدواج الضرييب
حىت يف ضريبة الشركات فعندما يكوف اؼبورث موطنًا لدولة معينة و يكوف الورثة مواطنُت لدولة ّ
أخرى و تكوف الًتكة قائمة يف دولة ثالثة و تقوـ ىذه الدوؿ الثالث بفرض ضريبة على الًتكة .أو
على حصة كل وراث منها و قد ّأدى مبو التجارة الدوليّة و اتّساع تنقالت رؤوس األمواؿ و اليد
العاملة بُت الدوؿ إذل اتّساع ظاىرة ىذا االزدواج الضرييب الدورل.
-3-0-07االزدواج المقصود و االزدواج غير المقصود:
تعمدت إحداثو لسبب أو آلخر و
قد ّ مقصودا إذا كانت السلطة اؼباليّة
ً يكوف االزدواج
ما يكوف االزدواج الداخلي مقصود و مقصودا إذا دل تعمده ىذه السلطة و غالبًا
ً يكوف غَت
مقصودا.
ً االزدواج الدورل غَت
شىت كاغبصوؿ على إيرادات استثنائيّة ؼبواجهة و يقصد اؼبشروع من االزدواج ربقيق أغراض ّ
عجز طارئ يف اؼبيزانيّة فيلجأ إذل فرض ضريبة إضافيّة على األرباح التجاريّة و الصناعيّة إذل جانب
اؼبشرع التمييز يف اؼبعاملة بُت أنواع الدخوؿ
اؼبقررة على ىذه األرباح و قد يستهدؼ ّ الضريبة ّ
لصاحل الدخوؿ الناذبة عن العمل فيلجأ إذل فرض ضريبة ذات سعر واحد على صفة الدخوؿ أيًّا
كاف مصدرىا و يفرض إذل جانبها ضريبة على رأس اؼباؿ ذات سعر منخفض جدًّا حبيث تدفع يف
62
اؼبشرع الضرييب لتحقيق أغراض اقتصاديّة بفرض ضريبة الواقع من دخل ىذا الرأظباؿ و يهدؼ ّ
عامة على األرباح التجاريّة و الصناعيّة و فرض ضريبة أخرى إذل جانبها على أرباح الشركات اليت ّ
يتجاوز رأظباؽبا مبلغًا معيّػنًا فتدفع الشركات األخَتة ضريبتُت متشاهبتُت على أرباحها و ذلك
اؼبتوسطة أو الصغَتة ،إعطاء الفرصة
ّ هبدؼ اغب ّد من منافسة الشركات الضخمة للشركات
للمجالس احملليّة إلنعاش ماليتها بالسماح ؽبا بفرض ضريبة على الدخوؿ ذاهتا اؼبتح ّققة يف نطاؽ
دبجرد تع ّدد الضرائب
مقصودا و ذلك ًّ اختصاص اجملاؿ احمللّي ،و قد يكوف االزدواج الداخلي غَت
اجا فعليًّا ال قانونيًّا و يتح ّقق االزدواج الداخلي غَت اؼبقصود
اؼبتشاهبة يف الدولة و من ٍبّ يكوف ازدو ً
بتحمل ضريبة ما يف نقل عبئها إذل شخص آخر مفروضة عليو ضريبة أخرى فباثلة إذ قبح اؼبكلّف ّ
مقصودا
ً و يف ىذه اغبالة يكوف االزدواج فعليًّا ال قانونيًّاّ ،أما االزدواج الدورل فعادة ما يكوف غَت
بسبب عدـ وجود سلطة عليا تشرؼ على تشريعات الدوؿ اؼبختلفة إذ عادة ما تقوـ كل دولة
بفرض ضرائبها يف ضوء ظروفها اػباصة دوف النظر إذل التشريعات اؼباليّة األجنبيّة و قد يكوف
مقصودا و ذلك ربقي ًقا لبعض األغراض االقتصادية كمنع ىجرة رؤوس األمواؿ ً االزدواج الدورل
حينما تفرض الدولة ضريبة على إيراد القيم اؼبنقولة اليت يبلكها مواطنوىا يف اػبارج يف الوقت الذي
تفرض فيو الدولة مصدرة ىذه القيم الضريبيّة لنفسها.
-08أسباب انتشار االزدواج الضريبي.
التوسع يف فرض الضرائب ؼبواجهة األعباء اؼباليّة اؼبتزايدة و ىو ما قد يدفعها إذل
-رغبة الدولة يف ّ
مرة أو إذل فرض ع ّدة ضرائب متشاهبة على اؼبادة الواحدة. فرض الضريبة الواحدة أكثر من ّ
-رغبة الدولة يف إخفاء االرتفاع يف سعر الضرائب عن طريق تقسيم السعر اؼبطلوب بُت ضريبتُت
من النوع نفسو.
-رغبة الدولة التمييز يف اؼبعاملة اؼباليّة بُت الفئات اؼبختلفة من اؼبمولُت عن طريق فرض ضريبة
صبيعا.
العامة اليت تقع عليهم ً إضافيّة على فئة منهم فضالً عن الضريبة ّ
-إنشاء اؼبشروعات االقتصادية اليت سبارس نشاطها يف أكثر من دولة و انتشار شركات اؼبسانبة
اليت يتم التعامل فيما تصدره من أسهم و سندات يف ـبتلف الدوؿ.
-سهولة انتقاؿ اليد العاملة و رؤوس األمواؿ بُت الدوؿ اؼبختلفة.
60
للموؿ أي مقدرتو
-اتّساع األخذ دببدأ شخصيّة الضريبة و ىو ما يتطلّب ربديد اؼبركز اؼبارل ّ
التكليفيّة لكي تفرض الضريبة على الدخل كلّو و أيًّا كاف مصدره دبا يف ذلك الدخل اؼبتأٌب من
اػبارج.
و لتاليف االزدواج الدورل فإ ّف الدوؿ أخذت تعقد فيما بينها اتّفاقات غايتها تفادي
االزدواج الضرييب ،و من أنبّها:
-يعود فرض الضرائب العقارية للدولة اليت توجد فيها العقارات.
-و يعود إليها فرض الضرائب على األرباح التجارية و الصناعية يف الدولة اليت يوجد فيها مركز
اؼبؤسسة اليت ح ّققت ىذه األرباح إالّ إذا كاف للمؤسسة فروع دائمة يف اػبارج فتطرح الضريبة على
كل فرع حيث يوجد.
-تطرح الضرائب على الرواتب و األجور يف البلد الذي يبارس فيو اؼبكلّف مهنتو باستثناء الرواتب
اليت تدفعها الدولة فتدفع عليها الضريبة يف ىذه الدولة و لذلك تنص قوانُت كل دولة على إعفاء
الرواتب للمكلّفُت األجانب من الضريبة شرط اؼبعاملة باؼبثل كأف زبتص حكومة االرباد و اغبكومة
اؼبركزية مثالً بفرض كافة الضرائب فيما عدا الضريبة على رقم األعماؿ اليت تفرضها حكومات
الواليات أو ؾبالس احمللية و بأف زبتص االرباديّة بفرض كافة الضرائب و أف يكوف من حق كل
الواليات و اجملالس احمللية فرض نسبة مئوية إضافية ال ذباوز حدًّا معيّػنًا ٪ 10مثالً يف بعض
الظروؼ اليت ربصلها الدولة و اليت رب ّدد يف كل والية أو بلدية و ّأما بتقسيم حصيلة بعض
العامة على اإليراد أو
الضرائب اليت يًتؾ اختصاص فرضها للحكومة االرباديّة أو اؼبركزيّة كالضريبة ّ
العامة و خزانات الواليات .أو اجملالسالضريبة على األرباح التجاريّة و الصناعيّة بُت اػبزانة ّ
البلديات نسبة معيّنة كاف تكوف ٪ 80يف حصيلة ىذه الضرائب للحكومة اؼبركزية أو اجملالس
احملليّة.
-09االزدواج الناشئ عن نفس السلطة.
يف ىذه اغبالة يبكن تاليف االزدواج غَت اؼبقصود و غالبًا ما يكوف فعليًا ال قانونيًا بواسطة
اؼبشرع يف تاليف
يقرره ّ اؼبختصة و من أبرز األمثلة على ىذا ما ّ
ّ نص تشريعي تصدره السلطة اؼباليّة
صورة من أىم صور االزدواج الفعلي و ىي اػباصة بفرض ضريبة األرباح التجاريّة و الصناعيّة على
أرباح الشركات ٍبّ ضريبة إيرادات القيم اؼبنقولة على توزيعات نفس ىذه الشركات على اؼبسانبُت
60
فيها فعادة ما يكوف االزدواج الداخلي غَت اؼبقصود نتيجة لعدـ تنسيق القواعد اليت تلتزمها
العامة الوطنية يف فرض الضرائب و لذلك هبب العمل على التنسيق بُت ىذه القواعد و السلطات ّ
نظرا لوجود سلطة عليا داخل الدولة الواحدة تلتزـ بقراراهتا بقية
ىو األمر ليس من العسَت ربقيقو ً
معا إذل فرض يؤدي تطبيقها ًالسلطات كما قد يكوف االزدواج الداخلي نتيجة لوجود قوانُت ـبتلفة ّ
اؼبشرع اللّجوء إذل وضعاؼبادة الواحدة و يف ىذه اغبالة فعلى ّمرة على ّالضريبة الواحدة أكثر من ّ
قاعدة خاضعة ؼبنع ىذا االزدواج.
-تطبيق اؼببادئ نفسها على الضريبة اإلصبالية على الدخل و يف حالة الشك تطرح الضريبة حيث
يقيّم اؼبكلّف و كذلك فيما ىبص رسم االنتقاؿ.
-و ىناؾ بعض الصعوبات فيما يتعلّق بالضريبة على رؤوس األمواؿ اؼبنقولة فإذا كاف األمر يتعلّق
بالرأس اؼباؿ اؼبنقوؿ فإ ّف الضريبة تطرح يف البلد الذي يقيم فيو صاحبها ّأما إذا تعلّق األمر
بالضرائب على واردات الرأس اؼباؿ اؼبنقوؿ فتطرح يف البلد الذي فيو ىذه الواردات ؼبنع ىذا
االزدواج.
مظهرا من مظاىر لكن يف واقع األمر حل مسألة ازدواج الضرييب الدورل ليست إالّ ً
قائما ما داـ ىذا التعارضالتعارض يف اؼبصاحل االقتصاديّة و اؼباليّة بُت ـبتلف الدوؿ و سيبقى ً
موجودا و زبتفي ح ّدتو دبقدار التسامح و التنازؿ الذي ترى الدوؿ اؼبعنيّة باألمر يف ؾبموعها أف
ً
تقوـ بو من أجل الوصوؿ إذل حل وسط للمشكلة حل ال وب ّقق مصلحة من الدوؿ ربقي ًقا كامالً
لكنّو يف نفس الوقت ال يه ّدد مصلحة ّأمتنا.
-تالفي االزدواج الداخلي:
و يقصد بذلك االزدواج الداخلي غَت اؼبقصود و يبكن يف ىذه اغبالة التفرقة بُت االزدواج
االرباديّة عندما تفرض كلالناشئ عن وجود سلطتُت مستقلّتُت :وبدث ىذا االزدواج يف الدوؿ ّ
االرباديّة و حكومات الواليات ضرائب متماثلة على نفس الوعاء كما وبدث يف من اغبكومة ّ
كل من اغبكومة اؼبركزيّة أو اجملالس احملليّة مثل ىذه الضرائب و يبكن
اؼبوحدة عندما تفرض ّ
الدوؿ ّ
لكل من السلطات اؼبشار تاليف االزدواج يف اغباالت اؼبشار إليها ّأما بتحديد االختصاص اؼبارل ّ
إليها حبيث زبتص كل سلطة بضرائب معينة ال يشاركها فيها غَتىا ،و النتيجة أ ّف االزدواج الضرييب
خاصة من الناحية الدوليّة من اؼبستحيل تالفيها .٪ 100
63
ّأما من الناحيّة الداخليّة فإ ّف ازدواج الضريبة يعترب إجحافًا يف حق األفراد حبيث ىبضع
اؼبادة(.)1
الفرد لضريبتُت على نفس ّ
-02اآلثار االقتصاديّة للضرائب.
يبكن أف نسلّط الضوء و بشكل ـبتصر على إبراز اآلثار االقتصاديّة للضرائب على
النشاط االقتصادي من حيث ما يلي:
أ -أثر الضريبة على االستهالك:
األوؿ يتعلّق بطبيعة وعاء الضريبة،
يتّخذ أثر الضريبة على االستهالؾ بصفة عامة بعدين ّ
يتحمل عبأىا ،فبّا
تؤدي إذل زبفيض دخل من ّ ففي حالة الضريبة على الدخل الشخصي اليت ّ
ينجم عنو تقليل حجم اإلنفاؽ الشخصي على االستهالؾ و بالتارل ينخفض الطلب و اػبدمات،
فيقل تأثَت فرض الضريبة على السلع الضروريّة (اللبفاض مرونة الطلب عليها) بينما يربز ىذا
التأثَت بالنسبة للسلع غَت الضروريّة نتيجة ؼبرونة الطلب عليها.
ّأما البعد الثاين ألثر الضريبة على االستهالؾ فإنّو يعتمد على مدى الزيادة اليت وبدثها
توجو الدولة ؽبذه الزيادة يف مواردىا الضريبيّة إذل زيادة
يؤدي ّ
فرض الضريبة على اإلنفاؽ العاـ ،إذ ّ
يؤدي قياـ
الطلب العاـ على السلع الضريبيّة (األمر الذي ال يؤثّر على حجم الطلب الكلّي) بينما ّ
الدولة بتجميد اغبصيلة الضريبيّة إذل زبفيض ملموس من حجم االستهالؾ الكلّي.
االدخار:
ب -أثر الضريبة على ّ
تؤدي إذل
نظرا ؼبا تنطوي عليو الضريبة من استقطاع جانب من دخوؿ األفراد ،فإ ّهنا ًّ
لعل من
شك أ ّف ذلك يتوقّف على ع ّدة عواملّ ، زبفيض االدخار إسوة باالستهالؾ ،و ما من ّ
بينها حجم الدخل الفردي و مستوى اؼبعيشة و مدى رغبة الفرد يف العمل و اإلنتاج لتعويض
االستقطاع الضرييب من ناحية ،و طبيعة عناصر ىيكل النظاـ الضرييب من ناحية أخرى ،إذ بينما
يؤدي فرض الضريبة على االستهالؾ عادة إذل رفع أسعار السلع و اػبدمات نتيجة لسهولة تقل ّ
يؤدي إذل اغب ّد من حجم استهالؾ أصحاب الدخل عبئها (وف ًقا ؼبدى مرونة الطلب) فبّا ّ
عادة على حجم استهالؾ أصحاب الدخل اؼبنخفض منها ،فإ ّف فرض ىذه الضرائب ال يؤثّر ّ
اؼبرتفع نتيجة عبهوده ،و ينحصر ىذا األثر على حجم م ّدخراهتم فحسب.
64
جـ -أثر الضريبة على حجم اإلنتاج:
االدخار إّمبا
تؤثّر الضريبة على حجم اإلنتاج من ع ّدة جوانب ،إذ إ ّف تأثَت الضريبة على ّ
يؤدي إذل رفع نفقات
ينطوي يف حقيقتو على اغبد من حجم االستثمارات ،كما أ ّف فرض الضريبة ّ
اإلنتاج فبّا وب ّد من أرباح اؼبنظمُت الذين وباولوف نقل عبء الضريبة إذل اؼبستهلك بزيادة أسعار
بيع اإلنتاج ،األمر الذي يتوقّف على مدى مرونة الطلب ،و قد يتّجو اؼبنظموف إذل زبفيض حجم
اإلنتاج فبّا ينطوي عليو إذل اغبد من استخداـ عوامل اإلنتاج اؼبتاحة و زيادة الطلب العاـ لتعويض
النقص يف الطلب اػباص ،و خاصة يف القطاعات اليت تأثّرت بقرارات اؼبنظمُت نتيجة فرض
الضرائب.
د -أثر الضريبة على المستوى العام لألسعار:
فعالة يف نطاؽ
لقد ألقت النظريات اغبديثة ؼبالية الدولة الضوء على أنبيّة الضريبة كأداة ّ
تؤدي زيادة حصيلة الضريبة
العامة الوظيفيّة لتحقيق االستقرار يف اؼبستوى العاـ لألسعار ،إذ ّ
اؼباليّة ّ
التضخم ،كما
ّ إذل تقييد اإلنفاؽ اػباص (و خاصة يف ؾباؿ اإلنفاؽ االستهالكي) و اغبد من
يؤدي البفاض حصيلتها إذل اغبيلولة دوف ىبوط أسعار مستوى اإلنفاؽ النقدي الكلّي ،و ذلك ّ
مع افًتاض عدـ تغَت مستوى اإلنفاؽ العاـ.
كما تساىم الضرائب يف إعادة توزيع الدخل و دبا يكفل يف ربسُت اوضاع أصحاب فئات
الدخل اؼبنخفض ،و قد تناولنا ىذا اؼبوضوع فيما سبق فالضرائب غَت اؼبباشرة ال تراعي ظروؼ
يقل عبؤىا على أصحاب الدخل اؼبكلّف حيث يزداد عبؤىا على أصحاب الدخل اؼبنخفض بينما ّ
يؤدي إذل زيادة ح ّدة التفاوت و على العكس اؼبرتفع ،مثل الضرائب على السلع الضروريّة فبّا ّ
الضرائب اؼبباشرة على الدخل و الثروة اليت تتّصف عادة بتصاعد أسعارىا و إعفاء الدخوؿ و
الثروات احملدودة منها إذل اغب ّد من التفاوت يف توزيع الدخل و الثروة(.)1
الرسوم.
-00اإليرادات من ّ
العامة ،و يعترب من اإليرادات غَت عادية (غَت
الرسم من اقدـ مصادر اإليرادات ّ يعترب ّ
العامة ،و ىذا ينطبق على الغرامات و اإلتاوات و
تتكرر بانتظاـ يف اؼبوازنة ّ
ضريبيّة) أل ّهنا ال ّ
القروض ...إخل.
65
الرسم:
-0-00مفهوم ّ
جربا مقابل
عامة ً الرسم بأّنو مبلغ من اؼباؿ يدفعو الفرد إذل الدولة ،أو أليّة سلطة ّ يعرؼ ّ
تؤديها لو لدولة ،و يًتتب عليها نفع خاص إذل جانب نفع عاـ). انتفاعو خبدمة معيّنة ّ
أي يبكن تعريفو بأنّو مبلغ من اؼباؿ ربصل عليو الدولة من اؼبنتفع مقابل خدمة يطلبها و
وبصل عليها من الدولة فقد تكوف اػبدمة على شكل عمل قاـ بو موظف الدولة إلقباز معاملة
جواز سفر ؼبواطن أو حصوؿ اؼبواطن على رخصة السياقة ،أو قياـ احملكمة النظر يف اؼبنازعات بُت
األفراد ...إخل.
للرسوـ:
فبّا سبق نستنتج اػبصائص الرئيسيّة التالية ّ
الرسم ىو مبلغ من اؼباؿ ،أي مبلغ نقدي ،ربصل عليو الدولة و ذلك من خالؿ مؤسساهتا و ّ -
دوائرىا اؼبختلفة ،أي أنّو هببىبشكل مبالغ نقديّة ،و ىناؾ حاالت استثنائيّة كاغبروب اليت يبكن أف
الرسم بشكل عيٍت كالسلع مثالً. ذبىب فيها ّ
الرسم ىو إلزامي أو إجباري ،يلتزـ األفراد بدفعو إذل الدولة و عنصر اإلجبار يبدو يف -إ ّف ّ
للرسم من حيث ربديد مقداره العامة األخرى يف وضع النظاـ القانوين ّاستقالؿ الدوؿ و اؽبيئات ّ
و طرؽ ربصيلو.
ؾبرد طلب الفرد للخدمة من الدولة مقابل انتفاع الفرد خبدمة الرسم يدفع بشكل إجباريّ ، ّ -
معيّنة مثل رخصة السيّارة أو الفصل يف اؼبنازعات القضائيّة ،و من ٍبّ حصولو عليها وجب عليو
الرسم.
دفع ّ
نفعا
الرسم وب ّقق ًالرسم ربقيق نفع خاص إذل جانب النفع العاـ ،أي أ ّف دافع ّ -يًتتّب على ّ
عاما يعود للمجتمع ككل ،فرسم نفعا ًخاص ال يشاركو فيو غَته من األفراد ،و يتح ّقق جبانبو ً
عاما للمجتمع يفنفعا ًخاصا للفرد يف اغبصوؿ على حقوقو و وب ّقق ً نفعا ً القضاء مثالً وبقق ً
إشاعة العدالة و الطمأنينة.
الرسم مقابل خدمة خاصة وبصل عليها الفرد ،فالدولة ملزمة أف تق ّدـ اػبدمة لطالبها، -يدفع ّ
مقابل ذلك يدفع الفرد مبلغ من اؼباؿ فال يبكن أف ذبرب أي شخص أف يطلب خدمة ال يريدىا.
66
الرسم بقانوف ،فأي رسم ال هبىب إالّ ضمن القانوف سواء بالطريقة أو حجم اؼببلغ و -رب ّدد قيمة ّ
بغض النظر عن الوضع اؼبارل للفرد(.)1
الرسوم:
-0-00أنواع ّ
أ -رسوم إداريّة:
و ىي كثَتة مثل رسم التعليم ،رسم شهادة اؼبيالد ،رسم جواز السفر ،رسم تسجيل عقار
...إخل.
ب -رسوم اقتصادية:
و ىي أيضا كثَتة مثل رسم اؽباتف أو الربيد و الكهرباء ...إخل.
جـ -رسوم القضاء:
و ىي اليت تدفع مقابل نظر الدولة (احملاكم) يف اػبصومات ما بُت األفراد.
الرسوم.
-00طرق دفع ّ
الرسم بالطوابع:
أ -دفع ّ
يقوـ أي شخص طالب اػبدمة من الدولة بشراء طوابع بقيمة ؿب ّددة و يلصقها على
معاملة طلب اػبدمة اليت يريدىا.
الرسم بشكل فوري:
ب -دفع ّ
يقوـ شخص طالب اػبدمة بدفع مبلغ من اؼباؿ حملاسب دوائر الدولة بشكل مباشر و
وبصل على وصل مقابل ذلك ،يربزه حُت حصولو على اػبدمة.
الرسوم للدوائر الحكوميّة:
جـ -دفع ّ
الرسوـ إذل إدارات الدولة دبوجب كشوؼ مع ّدة مسب ًقا ؿب ّدد فيها أظباءيدفع مبلغ من ّ
اؼبستفيدين و اؼببالغ الواجب عليهم دفعها مثل رسوـ العقارات.
-03تعريف اإلتاوة.
تعريف اإلتاوة بأّهنا مبلغ من اؼباؿ يدفعو صاحب العقار للدولة مقابل قياـ األخَتة بعمل
فبّا ّأدى إذل ارتفاع قيمة العقار دوف أف يطلب مالكو تلك اػبدمة أو أف يبذؿ أي جهد يف ذلك،
67
بشق طريق فتزيد قيمة األرض أو أف تبٍت مستشفى أو جامعة فتزيد قيمة األرض كأف تقوـ الدولة ّ
احملايدة ؽبا ،ىذا األمر ال تطبّقو صبيع الدوؿ بل البعض منها مثل دوؿ السوؽ األوروبيّة اؼبشًتكة.
الرسم و اإلتاوة:
-0-03الفرق بين ّ
الرسم يدفع مقابل خدمة يطلبها الشخص دبحض إرادتو ّأما اإلتاوة فتدفع بشكل إجباري من ّ -
قبل الشخص مالك العقار.
الرسم يدفع مقابل خدمة خاصة ،أ ّما اإلتاوة فتدفع مقابل خدمة عامة قامت هبا الدولة.
ّ -
يتكرر دفعو كلّما طلب الشخص اػبدمةّ ،أما اإلتاوة فتدفع ّؼبرة واحدة.
الرسم ّ
ّ -
الرسم و اإلتاوة:
-أوجو التشابو بين ّ
فالرسم يعود باؼبنفعة اػباصة على دافعوّ ،أما اإلتاوة فتعود
ارتكازنبا على عنصر اؼبنفعةّ ،
العامة العائدة على مالك العقار.
باؼبنفعة ّ
الرسم و الغرامة:
-الفرق بين ّ
أي شخص ىبالف القانوف ،مثل ـبالفة
تعرؼ الغرامة بأ ّهنا مبلغ من اؼباؿ تفرده الدولة على ّ
بناء أو ـبالفة إشارة اؼبرور ...إخل.
الرسم و الغرامة:
-الفرق بين ّ
الرسم يدفع مقابل خدمة يطلبها جربا)ّ ،
-الغرامة تدفع دوف أف يطلبها الشخص (تدفع ً
الشخص.
الرسم يدفع دوف وقوع ـبالفة للقانوف.
-الغرامة تدفع بسبب ـبالفة للقانوفّ ،
الرسم يعود بالنفع اؼبباشر على الفرد.
-الغرامة ال تعود بالنفع اؼبباشر على الفرد (دبثابة عقاب)ّ ،
الرسم و الضريبة:
-الفرق بين ّ
الرسم يدفع
* الضريبة تدفع بال مقابل (ال هبوز للمكلّف طلب خدمة مقابل دفع اؼببلغ الضرييب)ّ ،
مقابل خدمة يطلبها الشخص.
الرسم يبكن اسًتجاعو أو جزء منو.
* الضريبة تدفع بشكل هنائي (ال هبوز اسًتجاعها)ّ ،
-أوجو التشابو:
الرسم ملزـ بال ّدفع
كالنبا يفرض بشكل جربي ،فالضريبة ملزمة للمكلّف بالدفع كذلك ّ
ؼبن يطلب خدمة.
68
-04الثمن العام.
ىو إيراد عاـ تأخذه اإلدارة نظَت خدماهتا و ىو يتح ّدد ،عادة ،طب ًقا للعرض و الطلب
إعماالً ؼببدأ اؼبنافسة.
جدول مقارن:
الثمن العاـ الرسم
ّ الضريبة اإليراد
Prix P. Taxe Impôt اػبصائص
تعاقدي اختياري ملزمة اإللزاـ (اعبرب)
لو مقابل خاص و دون مقابل خاص و
يعوض اؼبقابل
مباشر مباشر
بقانون (حسب نوع بقانون (المقدرة
بالمنافسة ربديد القيمة
المنحة) التكليفية)
المصدر :محمد الصغير بعلي ،يسري أبو العالء ،مرجع سبق ذكره ،ص.60
-05اإليرادات من القروض العام).(Emprunt public
-0-05تعريف القرض:
ىو مبلغ من اؼباؿ ربصل عليو الدولة من األفراد أو اؼبصارؼ أو غَتىا من اؼبؤسسات
برد اؼببلغ اؼبقًتض و الفوائد اؼبًتتّبة عليو يف التاريخ احمل ّدد
التعهد ّ
اؼباليّة احملليّة أو الدوليّة مع ّ
للتسديد وف ًقا لشروط العقد.
و ىناؾ اختالؼ بُت الضريبة و القرض ،فاألوذل إجباريّة ،و الثاين اختياري و أ ّف الضريبة
معُت ،و القرض قابل للتخصيص و كذلك الضريبة ال ترد لدافعها ،و غَت قابلة للتخصيص لوجو ّ
أخَتا الضرائب زيادهتا ال تؤدي إذل ربميل اؼبوازنة بأعباء ،و القرض وبمل يرد مع فوائد ،و ً القرض ّ
اؼبوازنة بأعباء مقدار األقساط و الفوائد.
العامة كمصدر لإليرادات عندما تعجز عن تأمُت اؼبوارد إ ّف الدولة تلجأ إذل القروض ّ
الالّزمة ؽبا من إيراداهتا ،حيث أ ّف القروض نشأت يف حياة الدولة اؼباليّة بصورة متواضعة و كانت
موردا استثنائيًا ال تلجأ الدولة إليو إالّ يف اغباالت غَت العاديّة كاغبروب أو لتمويل نفقات طارئةً
العامةو زبطيط برامج تنميةتطور وظائف الدولة و زيادة نفقات ّ كالكوارث الطبيعيّة ،إالّ أ ّف ّ
69
العامة
طموحة ،دفع الدوؿ إذل االستدانة بصورة متواصلة لتمويل نفقاهتا ،فازدادت أنبيّة القروض ّ
موردا عاديًا تلجأ إليو لتوازف نفقاهتا مع إيراداهتا ،و أصبحت القروض وسيلة لتنفيذ
و أصبحت ً
سياسة الدولة االقتصادية و ربقيق غاياهتا االجتماعيّة.
يبكن تعريف القرض العاـ على أنّو «استدانة أحد أشخاص القانوف العاـ (الدولة ،الوالية،
بردىا إليو بفوائدىا»(.)1
التعهد ّ
البلدية )..أمواالً من الغَت مع ّ
بل أصبحت يف بعض الدوؿ وسيلة تعمل بواسطتها على ربقيق بعض األىداؼ السياسيّة
اػبارجيّة.
-0-05خصائص القرض العام:
اغبرية يف طلب اغبصوؿ على قرض من -يتم إبراـ القرض بصورة اختياريّة ،فالدولة ؽبا مطلق ّ
عدمو ،كما أ ّف اعبهة اؼبقرضة ؽبا حريّة يف منح القرض للدولة الطالبة لو و ؽبا اغبق يف رفضو ،و
ىذا ىو األساس يف القرض ،خاصة القروض اػبارجيّة ،فال قبد دولة أو مؤسسة خارجيّة أجربت
على منح دولة أخرى قرض طلبتوّ ،أما فيما يتعلّق بالقروض الداخليّة فتخرج عن القاعدة يف بعض
األحياف و بشكل استثنائي ،فإمكاف الدولة أف تفرض على مواطنيها االكتتاب يف بعض القرض
خاصة وقت اغبروب.
-يدفع القرض بشكل مبلغ من اؼباؿ ،و الشائع يف القروض أ ّف تدفع بشكل نقدي سواء بالعملة
احملليّة أو بأي عملة أخرى ،و يورد إذل خزينة الدولة هبذا الشكل النقدي ،االستثناء يف القرض أف
معُت أو إقباز خطة تنمويّة معيّنة من
يدفع بشكل عيٍت ،حيث يعقد القرض لتمويل مشروع ّ
خالؿ منتوجات اعبهة اؼبقرضة ،و ىذا منتشر يف الدولة النامية.
تتعهد الدولة بإعادة القرض إذل الدائن مع الفوائد السنويّة اؼبًتتبة عليو ضمن الشروط اؼبتّفقّ -
عليها ،لذا يطلق على القرض «ضريبة مؤجلة».
استنادا إذل إذف مسبق يصدر من قبل
ً -يستند القرض إذل تشريع ،فتقوـ اغبكومة بإبراـ القرض
السلطة التشريعيّة.
العامة.
-06أسباب اللّجوء إلى القروض ّ
-توفَت األمواؿ الالّزمة للدولة يف بعض الظروؼ الطارئة.
()1ؿبمد الصغَت بعلي ،يسري أبو العالء ،مرجع سبق ذكره ،ص.78
72
-ربقيق أىداؼ االقتصادية و االجتماعية.
-زيادة مع ّدالت النمو االقتصادي من خالؿ استخداـ وسائل حديثة يف اإلنتاج ،و تطوير و
ربديث وسائل و أدوات اإلنتاج القائمة.
-ربقيق االستقرار االقتصادي ،من خالؿ إقامة اؼبشاريع اليت توفّر فرص عمل و تزيد من اإلنتاج
و االستهالؾ و الدخوؿ.
-07أنواع القروض.
يبكن تقسيم القروض إذل ثالثة أنواع رئيسيّة و ىي ،القروض من حيث اؼبصدر و القروض
من حيث حريّة اؼبكتتب و القروض من حيث اؼب ّدة.
-0-07القروض من حيث المصدر:
و تنقسم إذل:
أ -القروض الداخليّة:
و ىي تلك القروض اليت ربصل عليها الدولة من األفراد أو اؼبؤسسات يف إقليمها بغض
حبرية كبَتة ،إذ أ ّهنا تضع
النظر عن جنسيتهم ،سواء كانوا مواطنُت أـ أجانب ،فضالً ّأهنا تتمتّع ّ
شروط القرض ،و ربدد م ّدة القرض و كيفية السداد ،و كذلك فإ ّف طاقة الدولة على االقًتاض
الداخلي أكرب بكثَت من طاقتها على االقًتاض من اػبارج ،إذ أ ّهنا ال تستطيع أف سبلي شروطها
على دولة أخرى أو على اؼب ّدخرين خارج حدود إقليمهاّ ،أما يف ال ّداخل فتعمل الدولة على قباح
فإهنا تطرح قروضها بعد دراستها للوضع قروضها بإثارهتا للروح الوطنية يف نفوس اؼبواطنُت ،كذلك ّ
االقتصادي السائد و معرفة العوامل اؼبهيأة إلقباح القروض كتوفَت اؼبدخرات.
ب -القروض الخارجية:
و ىي تلك القروض اليت ربصل عليها الدولة من اغبكومات األجنبية أو من ىيئات و
مؤسسات دولية.
و عادة ما تلجأ الدولة إذل االقًتاض من اػبارج:
-حاجتها لرؤوس األمواؿ و عدـ كفاية اؼبدخرات الوطنية.
-حاجتها إذل العمالت األجنبية (الصعبة منها) لتغطية عجز يف موازنتها أو لدعم عملتها و
ضبايتها من التدىور.
70
-حاجتها للحصوؿ على ما يلزـ من سلع إنتاجيّة و استهالكيّة.
و من اؼبالحظ أ ّف سلطة الدولة يف حالة االقًتاض اػبارجي أقل منها يف حالة االقًتاض
قرضا ،كما أ ّف سلطة الدولة يف
الداخلي ،حيث أ ّهنا ال تستطيع أف ذبرب دولة أخرى على منحها ً
التخفيف من ىذه القروض ؿب ّددة ،و تتأثّر الدولة اؼبقًتضة باألحداث االقتصادية اليت ذبري يف
تؤدي
الرغم من أ ّف القروض اػبارجيّة ّ
الدولة اؼبقرضة ،كما أ ّهنا تتأثّر بتقلبات سعر الصرؼ ،و على ّ
تتضمن عبئًا عند دفع أقساط
إذل اؼبسانبة يف زيادة اإلنتاج يف الداخل أحسن استدامها ،لكنّها ّ
يؤدي
القروض و الفوائد اؼبًتتّبة عليها ،كذلك فإ ّف القرض اػبارجي غالبًا ما تتأثّر بالسياسة و قد ّ
إذل التبعيّة السياسيّة و االقتصاديّة إذا عجزت الدولة عن الوفاء بشروط القرض و اصبحت تعتمد
عليو بشكل دائم.
-0-07القروض من حيث حريّة المكتتب:
و تنقسم إذل:
أ -القروض االختياريّة:
األصل يف القروض أف تكوف إختيارية ،و تًتؾ الدولة اغبرية لألفراد و اؽبيئات يف االكتتاب
دوف إكراه ،فيكوف الدافع لالكتتاب ىو كوف العملية ؾبزية ماديًا نتيجة سعر الفائدة اؼبرتفع أو
كفالة الدولة لدفع قيمة القرض عند االستحقاؽ.
ب -القروض االجبارية:
عندما زبشى الدولة عدـ إقداـ مواطنيها أو اؽبيئات الوطنية على االكتتاب تعمد إذل
الضغط للحصوؿ على اؼببلغ الالّزـ لو ،و تلجأ الدولة إذل ىذا ،األسلوب االستثنائي يف األوقات
التضخم ،و القروض اإلجباريّة تتم نتيجة ضعف الثقة يف الدولة يف
ّ اليت تعقب اغبروب ،أو ؼبقاربة
ماسة لألمواؿ أو لتحقيق أىداؼ اقتصادية لتحقيق االستقرار الوقت الذي تكوف فيو حباجة ّ
النقدي و دل يتوفّر اؼباؿ الالّزـ لذلك.
70
-3-07القروض من حيث م ّدتها:
و تنقسم إذل:
أ -القروض المستديمة أو المؤبّدة:
ىي القروض اليت تعقدىا الدولة دوف أف رب ّدد ميعاد لسداد قيمتها ،فهذه القروض مؤبّدة
حرة يف سدادىا يف أي وقت تشاء. و الدولة ؾبربة على سدادىا ،و لكنّها ّ
بأهنا تًتؾ للدولة اختيار الوقت اؼبالئم للسداد ،إالّ أنّو ىبشى أف و سبتاز ىذه القروض ّ
تسعى الدولة للوفاء بقيمة ىذه القروض فتًتاكم الديوف و تؤثّر يف كياهنا اؼبارل.
ب -القروض القابلة للسداد:
معُت ،و
تتعهد فيها الدولة بالوفاء لسداد قيمتها عند تاريخ ّ
و يقصد هبا القروض اليت ّ
تنقسم القروض القابلة إذل السداد:
-قروض قصيرة األجل:
تعقد ىذه القروض لسد حاجات نقدية مؤقتة للخزينة العمومية أو لتغطية عجز حقيقي يف
تتكوف من أذونات
العامة إذا دل تكن الظروؼ مواتية إلصدار قروض طويلة األجل ،و ّ اؼبوازنة ّ
معُت يف تاريخ الحق و تكوف م ّدة
تتعهد فيو الدولة بدفع مبلغ ّ
اػبزينة ،و ىي نوع من السندات ّ
القرض ال تتجاوز سنة.
و من فبيزات أذونات اػبزينةّ ،أهنا تصل إذل موارد قد ال يبكن اقًتاضها بواسطة السندات
طويلة األجل ،و تقبل البنوؾ و اؼبؤسسات على استثمار ما لديها من أمواؿ فائضة بصفة مؤقّتة
يتعرض ؽبا اؼبقرضوف.
نظرا ؼبا تتمتّع بو ىذه األذونات من سيولة و لقلّة األخطار اليت ّ
فيهاً ،
يوجد ىناؾ نوع من أذونات اػبزينة غَت العادية و ىي اليت يزيد ميعاد استحقاقها على
العامة.
السنة و قد يصل إذل طبس سنوات ،و تستخدـ لتغطية عجز حقيقي يف اؼبوازنة ّ
-4-07القروض الطويلة و المتوسطة األجل:
متوسطة األجل فتًتاوح
القروض الطويلة األجل تزيد م ّدهتا على العشرين سنةّ ،أما القروض ّ
م ّدهتا ما بُت طبس سنوات إذل عشرين سنة و الواقع أ ّف م ّدة القروض غالبًا ما تتح ّدد بناءً على
اعتبارات كثَتة منها:
73
ستموؿ عنحالة السوؽ اؼباليّة ،اؼب ّدة اليت ربتاج فيها الدولة لألمواؿ ،طبيعة اؼبشاريع اليت ّ
طريق ىذه القروض كما أ ّف وضع الدولة االئتماين غالبًا ما يكوف لو دور يف ربديد م ّدة القرض و
كبَتا لتنفيذىا ،و يبكن
يعقد ىذا النوع من القروض لتمويل اؼبشاريع االئتمانيّة اليت تتطلّب وقتًا ً
متوسطة األجل حيث تًتاوح م ّدهتا
القوؿ أ ّف السندات اغبكوميّة ما ىي إالّ نوع من أنواع القروض ّ
بُت طبس إذل عشر سنوات يف معظم دوؿ العادل.
تتوجب على القروض: من حيث األعباء اليت ّ
-5-07قروض بفائدة:
يسمى بالفائدة.
يتوجب عليها مبلغ يضاؼ إذل قيمتها األساسيّة ّ
و ىي اليت ّ
74
أ -االكتتاب المباشر:
تتحملو
و ذلك بعرض سندات القرض على اعبمهور ،و تتميّز ىذه الطريقة بتوفَت ما قد ّ
الدولة من عمولة تستحق للوسطاء الذين تكلّفهم الدولة باإلشراؼ على سبويل القرض ،كما
تكمن الدولة من فرض رقابتها اؼبباشر على صبهور اؼبكتتبُت ،حبيث يبكنها توزيع االكتتاب على
ـبتلف فئات الشعب و اغبيلولة دوف سيطرة بعض كبار اؼبستثمرين على قروض الدولة.
ب -االكتتاب غير المباشر:
تلجأ الدولة يف حالة الشك يف إمكانيّة تغطية القرض العاـ عن طريق االكتتاب اؼبباشر إذل
فورا بعد خصم عمولة رب ّدد باالتفاؽ مع الدولة ،على أفالبنوؾ و اؼبؤسسات اؼباليّة لسداد قيمة ً
تكوف ؽبذه البنوؾ و اؼبؤسسات اؼباليّة حريّة إعادة بيع السندات للجمهور مباشرة أو يف البورصة
وف ًقا ؼبا رب ّدده من أسعار.
جـ -طرح السندات في البورصة:
حيث تلجأ اغبكومة إذل طرح سندات القروض يف البورصة ما إذا كانت قيمة ىذه
القروض غَت كبَتة.
ىـ -طرح سندات القرض للبيع:
على كل من اعبمهور و البنوؾ و اؼبؤسسات اؼباليّة على أساس سعر أدىن رب ّدده ؽبا ،حبيث
تقل عن ىذا السعر األدىنتدعوا اؼبكتتبُت إذل تقدًن عروضهم للحصوؿ على السندات بأسعار ال ّ
(نفس حالة اؼبزاد)(.)1
العامة:
-09اآلثار االقتصادية للقروض ّ
باذباىُت:
يبكن تناوؿ اآلثار االقتصادية للقروض ّ
أ -اآلثار االقتصادية للقروض الداخلية:
يؤدي القرض العاـ الداخلي يف حالة االقًتاض من األفراد و اؼبشروعات على ربويل
حيث ّ
العامة ،حبيث تقل رؤوس األمواؿ اؼبتّجهة إذل
جانب من االستثمارات اػباصة إذل االستثمارات ّ
يؤدي إذل رفع سعر الفائدة من ناحية و التأثَت على حجم ىذه االستثمارات اػباصة ،فبّا ّ
االستثمارات من ناحية أخرى دبا ينطوي عليو من اذباه انكماشي وب ّد منو قياـ الدولة بتوجيو
75
يبوؿ عن طريق القرض على النحو الذي يزيد من مع ّدؿ الدخل الوطٍت ،جبانب إنفاقها العاـ الذي ّ
يؤدي إليو حصوؿ اؼبقرضُت على سندات القرض من زيادة يف إنفاقهم االستهالكي. ما قد ّ
يؤدي القرض العاـ يف حالة االقًتاض من اعبهاز اؼبصريف إذل قياـ البنك اؼبركزي كذلك ّ
األورل إذل زيادة االحتياطيات لدى
سيؤدي حجمو ّ بإصدار نقدي يوازي قيمة ىذا القرض الذي ّ
البنوؾ التجاريّة اليت سب ّكنها من إحداث زيادات متتالية يف حجم االئتماف ،حبيث ال زبتلف اآلثار
اؼبًتتبة على ىذا القرض عن اآلثار التضخميّة لزيادة كميّة النقود.
ب -اآلثار االقتصاديّة للقروض الخارجيّة:
يؤدي االقًتاض األجنيب إذل زيادة حجم اؼبوارد اؼبتاحة و خاصة من النقد األجنيب الذي ّ
عموما
تش ّكل نذرتو عقبة رئيسيّة أماـ الدوؿ اؼبختلفة للنهوض بربامج التنمية االقتصادية فيها ،و ً
فإ ّف آثار القرض العاـ اػبارجي تتوقف على طبيعة استخداـ حصيلة ،فإذا ما استخدمت يف
استَتاد السلع االستهالكيّة ّأدى ذلك إذل إىدار قيمة القرض و زيادة العبء على ميزاف
اؼبدفوعات نتيجة االلتزاـ الدولة بتحويل قيمة األقساط و العوائد إذل اػبارجّ ،أما إذا استخدمت
يؤدي إذل زيادة اإلنتاج و بالتارل زيادة
حصيلة القرض يف استَتاد سلع إنتاجيّة فإ ّف ذلك سوؼ ّ
الدخل الوطٍت ،و تزداد مزايا القروض اػبارجيّة إذا ما استخدمت حصيلتها يف سبويل مشروعات
إلنتاج بعض السلع التصديريّة أو اليت سب ّكن من االستعاضة من استَتاد اإلنتاج األجنيب اؼبماثل و
يؤدي ىذا االستخداـ غبصيلة القروض األجنبيّة إذل زبفيف العبء على ميزاف اؼبدفوعات و بالتارل ّ
سبكن الدولة اؼبقًتضة من سهولة سداد أقساطها و فوائدىا.
و لذلك باإلضافة إذل الصعوبات السياسيّة اليت تواجو الدولة يف سبيل تدبَت حاجاهتا من
القروض األجنبيّة ،تنشأ ع ّدة صعوبات فنّية و اقتصاديّة تتعلّق بإمكانيات الدولة اؼبقًتضة من
تزودىا هبا ىذهاالستفادة إذل أقصى ح ّد من الزيادة يف موردىا من العمالت األجنبيّة اليت ّ
القروض ،و ال سيما إ ّهنا سوؼ تش ّكل يف اؼبدى الطويل بعض الصعوبات اؼبتعلّقة بسداد األقساط
تغَت أسعار
و الفوائد و ما قد وبدث من تقلبات اقتصادية على الصعيد الوطٍت و الدورل و ّ
العمالت يف السواؽ العاؼبيّة(.)1
76
-32إيرادات الدولة النقدية.
ذبيب الدولة من خالؿ فبارساهتا للسلطة النقدية إير ًادا نقديًا يكوف كأحد أنواع اإليرادات
العامة ،و قد ازدادت أنبيّة السلطة النقديّة للدولة نتيجة ازدياد أعبائها و وظائفها ،فلم يعد عملّ
مقتصرا على القياـ بدور الصندوؽ اؼبركزي ،بل أصبحت تؤثّر يف السوؽ اؼباليّة وً اإلدارة النقدية
تؤمن من التوازف النقدي و االقتصادي ،فًتاقب حركة االعتمادات و القروض اػباصة من ناحية ّ
اىم إيراداتالكميّة و النوعيّة ،و سبارس تأثَتىا على القطاع اؼبصريف و النشاط اؼبارل ...إخل ،و ّ
الدولة النقديّة ىي:
-سندات اػبزينة اليت تصدرىا الدولة لتأمُت اؼباؿ الالّزـ لنفقاهتا العاجلة ريثما جباية الضرائب و
الرسوـ.
ّ
-إصدار النقد ،حيث تلجأ الدولة بسلطاهتا النقديّة إذل تغطية الفرؽ بُت النفقات و اإليرادات
بأف تطلب من اؼبصرؼ إصدار نقد تعادؿ قيمة حجم العجز اغباصل(.)1
77
العامة للدولة
الفصل الرابع:الميزانية ّ
تبُت إنفاؽ اغبكومة و إيراداهتا ،و اؼبوازنة بينها و دبا وب ّقق
العامة وثيقة ماليّة ّ
إ ّف اؼبيزانية ّ
أىداؼ الدولة ،و اليت تع ّد من قبل السلطة اؼباليّة سنويًا ،و تصادؽ عليها السلطة التشريعيّة .و أ ّف
ىامة و أساسيّة من أدوات السياسة اؼباليّة ،و اليت ىي جزء من السياسة العامة تعترب أداة ّ اؼبيزانية ّ
االقتصاديّة ،و من أجل ربقيق األىداؼ االقتصاديّة و االجتماعيّة ،و يبكن أف سبثّل خطة تنفيذيّة
اؼبتوسطة و
قصَتة األجل رباوؿ أف تًتجم برامج الدولة االقتصاديّة و االجتماعيّة و خططها ّ
العامة ،و
البعيدة اؼبدى يف حالة وجودىا إذل برامج سنويّة يتم من خالؽبا تنفيذ الربامج و اػبطط ّ
تنسيق ـبتلف النشاطات و الفعاليات االقتصادية و توفّر الرقابة و اإلشراؼ على نشاط اغبكومة،
العامة للدولة و اجملتمع.
و بالذات يف جانبو الكارل ،من أجل ربقيق األىداؼ ّ
عامة و إصباليّة إليراداهتا والعامة ينبغي أف ال تقتصر على تقديرات ّ كما أ ّف اؼبوازنة ّ
تتضمن تقدير تفصيلي إليرادات الدولة ،و لنفقاهتا ،و حبيث يتاح من نفقاهتا ،بل ّأهنا ينبغي أف ّ
خالؿ ذلك توفَت إمكانيّة مناقشتها ،و اعتمادىا ،و من ٍبّ تنفيذىا و كذلك توفَت إمكانية الرقابة
فعالة يف ربقيق أىداؼ اجملتمع االقتصاديّة و عليها ،و تقييمها ،و بالشكل الذي هبعلها أداة ّ
االجتماعيّة ،و دبا أ ّف اؼبيزانيّة تعد قبل السنة اؼبعنية اػباصة هبا ،لذلك فإ ّهنا تتضمن مقًتحات
خبصوص اإليرادات اليت يتوقّع اغبصوؿ عليها ،و زبصيص ىذه اإليرادات بُت ـبتلف أوجو اإلنفاؽ
الرئيسيّة اؼبطلوبة و أ ّف ىذه اإليرادات و النفقات اليت يتوقّع ؽبا ابتداءً أف رب ّقق الح ًقا خالؿ السنة
زبصها اؼبيزانيّة.
اليت ّ
ّ
ألهنا ذبمع بُت إيرادات
العامة للدولة ،و يف نشاطها اؼبارلّ ،
ربتل اؼبيزانيّة أنبيّة كبَتة يف اؼباليّة ّ
ّ
()1
الدولة ،و نفقاهتا ،و يف إطار ؿباولة إحداث التوازف بينهما ،و دبا وب ّقق أىدافها.
ويبكن تعريفها
78
-0مفهوم الميزانية العامة :
ىامة مصادؽ عليها من طرؼ الربؼباف هتدؼ إذل تقدير النفقات الضروريّة ،إلشباع «وثيقة ّ
العامة ،واإليرادات الالّزمة لتغطية ىذه النفقات عن فًتة مقبلة ،عادة ما تكوف سنة. اغباجات ّ
.»1
فاؼبيزانية «تتش ّكل من اإليرادات و النفقات النهائيّة للدولة احمل ّددة سنويًا دبوجب قانوف
اؼبوزعة وفق األحكاـ التشريعيّة و التنظيمية اؼبعموؿ هبا ».واؼبوازنة العامة ىي نظرة توقعيّة
اؼباليّة و ّ
لنفقات و إيرادات الدولة عن م ّدة مقبلة زبضع لرخصة من السلطة التشريعيّة و من ىذا التعريف
تتضمن عنصرين أساسيُت التوقّع و اإلقرار أي الًتخيص. يتّضح أ ّف اؼبيزانية ّ
مالحظة :االختالف بين الموازنة والميزانية :
اؼبوازنة تعد تقديرا يف بداية السنة و تستخدـ كأداة رقابة على العمل وبالتارل فهي تعتمد على
التخطيط (تقديرية).
أما اؼبيزانية فهي مرحلة بعدية ؼبعرفة ما ًب ربقيقو خالؿ السنة ( فعلية)
-0الموازنة العامة نظرة توقعيّة مستقبلية:
يتضمن توقعات السلطة التنفيذيّة ؼبا ستنفقو أو ما ستحصلو من تعترب اؼبوازنة العامة سجالً ّ
مبالغ خالؿ م ّدة زمنية ؿب ّددة تق ّدر عاد ًة بسنة واحدة و تعكس اؼبوازنة العامة دبا ربتوي من
نفقات و إيرادات و اؼببالغ اؼبرصودة لكل منهما ،برنامج عمل اغبكومة يف الفًتة اؼبستقبليّة على
الصعيد السياسي و االقتصادي و االجتماعي.
بذلك زبتلف عن اغبساب اػبتامي للميزانية فبينما ربتوي اؼبوازنة العامة على تقديرات
للنفقات و اإليرادات تتعلق بفًتة مقبلة قد تتح ّقق أو ال تتح ّقق فإ ّف اغبساب اػبتامي للميزانيّة
حصلت فعال عن فًتة سابقة و بعبارة موجزة، عبارة عن بياف للنفقات و اإليرادات اليت أنفقت و ّ
إذا كانت اؼبوازنة العامة نظرة توقعيّة على فًتة قادمة فإ ّف اغبساب اػبتامي للميزانية ىو نظرة
تسجيليّة عن م ّدة ماضية.
79
0-0الميزانية تتطلّب اإلقرار أو الترخيص من السلطة المختصة:
زبتص السلطة التشريعيّة باعتماد اؼبيزانية أي باؼبوافقة على توقعات اغبكومة للنفقات و
اإليرادات عن سنة مقبلة فال تستطيع اغبكومة أف تقوـ بتنفيذ اؼبيزانيّة إالّ إذا ًبّ ترخيصها من قبل
مر حق السلطة التشريعيّة يف إقرار و الًتخيص السلطة التشريعيّة و يف حدود ىذه الرخصة ،و قد ّ
حىت أصبح من اؼببادئ الدستوريّة األساسيّة يف األنظمة السياسيّة اؼبعاصرة.
للميزانيّة دبسَتة طويلة ّ
و يعترب ىذا اغبق من أقوى اغبقوؽ اليت تتمتّع هبا السلطة التشريعيّة إذ بواسطتو تستطيع
ىذه اػبَتة مراقبة أعماؿ اغبكومة يف صبيع اجملاالت بل و تستطيع السلطة التشريعيّة يف الدوؿ
يؤدي يف
الديبقراطية إسقاط اغبكومات عن طريق رفض اؼبوافقة على اؼبيزانيات اؼبق ّدمة منها ،فبّا ّ
هناية اؼبطاؼ إذل إجبار ىذه األخَتة على االستقالة ،أو إذل حل السلطة التشريعيّة ذاهتا.
العامة والميزانية الخاصة.
-3الميزانية ّ
العامة ،أي ميزانيّة الدولة ،عن اؼبيزانية
يفرؽ بُت اؼبيزانية ّ
يعترب الًتخيص ىو العنصر الذي ّ
اػباصة ،أي ميزانية اؼبؤسسة اػباصة ،فبينما يلتقي االثنُت يف أ ّف كليهما وبضر نظرة مستقبليّة،
توقعيّة للمبالغ اؼبنتظر إنفاقها و اؼبنتظر ربصيلها خالؿ فًتة زمنية مقبلة ،تتح ّدد يف الغالب بسنة
عامة ،بينما الثانية نظرة توقعيّة خاصة،
فإهنما يفًتقاف من حيث أ ّف األوذل نظرة توقعيّة ّ واحدةّ ،
العامة ،تتضمن عنصر اإلقرار أو ترخيص السلطة التشريعية ،بينما اؼبيزانية
ىذا فضالً عن أ ّف اؼبيزانيّة ّ
اػباصة مثل ىذه الرخصة.
-4الميزانية والمحاسبة الوطنية.
يفرؽ بُت ميزانية الدولة و اؼبيزانيّة
إ ّف اجتماع العنصرين ،التوقّع و الرخصة ،ىو الذي ّ
يسمى باؼبيزانية الوطنية أو االقتصاديّة ،و ىي عبارة عن
الوطنية حيث هتتم الدوؿ حاليًا بإعداد ما ّ
التقديرات الكميّة اؼبتوقعة للنشاط االقتصادي يف ؾبموعو ،أي يف القطاعُت العاـ و اػباص و يف
عالقاتو الداخليّة و اػبارجيّة خالؿ فًتة مقبلة ،و ذلك من خالؿ التوقعات اػباصة حبجم الدخل
الوطٍت يف ىذه الفًتة و تكوينو و تداولو ،دبعٌت آخر إذا كانت ميزانية الدولة تعكس ـبتلف أوجو
نشاط الدولة وحدىا كشخص معنوي عن فًتة مقبلة فإ ّف اؼبيزانية الوطنية تعكس ـبتلف ىذه
بأهنا توقّع فحسبّ ،أما ميزانيّة الدولة فهي توقّع و رخصة يف
األمة كلّها ،دبا فيها الدولة ّ
الزوايا يف ّ
نفس الوقت.
82
ؿبل ميزانيّة الدولة ،شأهنا يف ذلك شأفربل اؼبيزانيّة الوطنيّة ّ
و على ذلك ال يبكن أف ّ
ؿبل ميزانيّة أي مشروع خاص ،فدور اؼبيزانيّة الوطنيّة يقتصر، ربل ّ
ميزانيّة الدولة اليت ال يبكن أف ّ
إذف على كونو ؾبموعة البيانات األساسيّة اليت يبكن على أساسها إعداد ميزانيّة الدولة ،فهي لوحة
خاصة.
عامة و ميزانيّة الدولة بصفة ّالقيادة للحكومة عند إعدادىا لسياستها االقتصاديّة ،بصفة ّ
حىت تكوف لدى اغبكومة فكرة صحيحة إذ هبب أف تأخذ البيانات اؼبشار إليها باغبسباف ّ
و واضحة عن النشاط االقتصادي الوطٍت يف ؾبموعو ،و مدى التأثَت الذي يبكن ؽبذا القرار أو
ذاؾ من القرارات اليت تتّخذىا اغبكومة ،أف يعكسو على النشاط االقتصادي(.)1
-5عناصر الميزانية.
العامة ّإهنا تقوـ على ؾبموعة من األركاف و العناصر ،تتمثّل فيما
بناءً على مفهوـ اؼبيزانية ّ
يلي:
العامة للسنة اؼبقبلة ،حيث أ ّهنا
العامة تقدير أرقاـ مبالغ كل من النفقات و اإليرادات ّ -اؼبيزانية ّ
العامة دبا يقابلو من إيرادات لتغطيتها ،فهي تستند إذل عنصر التوقّع مفصل عن النفقات ّ بياف ّ
» .« prévision
العامة وثيقة مالية تع ّدىا السلطة التنفيذية و ذبيزىا السلطة التشريعيّة دبوجب قانوف.
-اؼبيزانية ّ
-تع ّد اؼبيزانية -عاد ًة – لتنفيذىا خالؿ سنة مقبلة ،و ىو ما يبيّزىا عن اغبساب اػبتامي
) ،(compte finalاؼبتعلّق بالسنة اؼبنصرمة.
العامة.
-6الطبيعة القانونية للميزانية ّ
يوجد ىناؾ ثالثة آراء حوؿ طبيعة القانونية:
األوؿ :اؼبيزانية يف قانوف أي عمل تشريعي ،كباقي القوانُت الصادرة عن الربؼباف طب ًقا
الرأي ّ
ألحكاـ الدستور ،و وف ًقا للنظاـ الداخلي جمللسي الربؼباف ،فهي قانوف من الناحية الشكليّة و
اؼبوضوعيّة.
ؾبرد زبمينات للنفقات و اإليرادات اؼبستقبليّة إذ ال الرأي الثاين :ىي عمل إداري أل ّهنا ّ
ؾبردة ،و ما موافقة الربؼباف إالّ إلعطاء اؼبوظّف اؼبارل صالحية فبارسة
عامة و ّربتوي على قواعد ّ
عملو.
80
الرأي الثالث :عمل ـبتلط (قانوين و إداري) ،حيث يرى Duguitبأ ّف أحكاـ
العامة (خاصة الضرائب) ىي عمل قانوين تشريعيّ ،أما ما تعلّق منها بالنفقات فهو
اإليرادات ّ
عمل إداري.
العامة.
-7أىميّة الميزانية ّ
العامةيف ـبتلف النواحي خاصة ،السياسيّة و االقتصادية:
تظهر أنبية اؼبيزانية ّ
أ -من الناحية السياسيّة:
حساسا من الناحية السياسية ،حيث تعترب وسيلة
ً يش ّكل إعداد اؼبيزانية و اعتمادىا ؾباالً
حىت
حىت رفضها ّضغط يستعملها الربؼباف للتأثَت على عمل اغبكومة سواء من حيث تعديلها أو ّ
تضطر اغبكومة التّباع هنج سياسي معيّة ربقي ًقا لبعض األىداؼ ،السياسيّة و االجتماعية.
ّ
ب -من الناحية االقتصادية:
تعكس اؼبيزانية يف دوؿ كثَتة اغبياة االقتصاديّة و االجتماعية يف ؾبتمعات ىذه الدوؿ،
قاما و كميّات كما فهي إدارة تساعد يف أداء و توجيو االقتصاد الوطٍت حيث دل تعد اؼبيزانيّة أر ً
كل من حجم اإلنتاج الوطٍت و يف مستوى النشاط كانت يف اؼبفهوـ التقليدي ،بل ؽبا آثار يف ّ
االقتصادي بكافة فروعو و قطاعاتو.
العامة تؤثّر و تتأثّر هبذه القطاعات االقتصادية ،فغالبًا ما تستخدـ الدولة اؼبيزانيّة
فاؼبيزانية ّ
العامة اليت يهدؼ االقتصاد إذل العامة و ؿبتوياهتا (النفقات و اإليرادات) إلشباع اغباجات ّ
ّ
()1
ربقيقها .
العامة.
-8الموازنة ّ
العامة
اؼبوازنة ىي األداة اؼبنظمة للوسائل اليت سبكن أجهزة الدولة من ربقيق اإليرادات ّ
العامة تعترب
العامة خالؿ فًتة زمنية ؿب ّددة 'سنة مالية مقبلة عادة) .فاؼبوازنة ّ
الالزمة لتمويل النفقات ّ
العامة ،و يضمن
اػبطة اؼباليّة اليت تعد يف ضوء االختيارات السياسيّة و االقتصادية للسلطة ّ
زبصيص موارد معيّنة يف استخدامات ؿب ّددة ،على كبو يكفل ربقيق أقصى إشباع فبكن للحاجات
العامة خالؿ فًتة زمنية مقبلة.
ّ
()1ؿبمد الصغَت بعلي ،يسري أبو العالء ،مرجع سبق ذكره ،ص ،88ص.90
80
العامة:
-0-8المالمح الرئيسيّة للميزانية ّ
يبكن ربديد إبراز اؼبالمح الرئيسيّة:
العامة ىي ؾبموعة من اإلجراءات اؼباليّة و اإلداريّة اليت تتّخذىا الدولة يف بداية فًتة زمنية -اؼبوازنة ّ
سب ّكنها من تنفيذ السياسة اؼباليّة للدولة.
العامة خالؿ فًتة زمنية مقبلة.
العامة ىي تقديرات حجم النفقات و اإليرادات ّ -إ ّف اؼبوازنة ّ
العامة تشريع قانوين ذبيزه السلطة التشريعيّة للسلطة التنفيذيّة بالقياـ بعمليات اإلنفاؽ -إ ّف اؼبوازنة ّ
اؼبختلفة دبا تتطلّبو من ضرورة تدبَت األمواؿ الالزمة لذلك.
العامة ىي تقدير تفصيلي لنفقات و إيرادات الدولة خالؿ سنة يبكن القوؿ بأ ّف اؼبوازنة ّ
مالية مقبلة ،تع ّده أجهزة الدولة و تعتمده السلطة التشريعيّة بإصدار قانوف خاص هبيز تنفيذ اؼبوازنة
العامة اليت ىي تقدير لسنةجبانبيها (اإليراد و اإلنفاؽ) ،و يف ىذا اجملاؿ ذبدر التّفرؽ بُت اؼبوازنة ّ
مالية مقبلة ،و اغبسابات اػبتامية و الوطنية للدولة و اليت ىي تدقيق لتنفيذ موازنة سنة مالية
منتهية فعالً.
العامة.
-9مراحل الموازنة ّ
العامة بأربعة مراحل ىي:
سبر اؼبوازنة ّ ّ
العامة من قبل اؼبؤسسات اغبكوميّة اؼبختصة و ربديد التقديرات -مرحلة إعداد مشروع اؼبوازنة ّ
ىبصها من نفقات و إيرادات السنة اؼباليّة القادمة. اؼبتعلّقة دبا ّ
العامة من قبل السلطة التشريعيّة (اجمللس الوطٍت) اؼبتمثّلة عبموع الشعب، -مرحلة اعتماد اؼبوازنة ّ
العامة ،و اليت تناوؿ صبيع قطاعات مهمة و كبَتة ؼبا ينطوي عليو تغَت اؼبوازنة ّ و ىي مسؤوليّة ّ
اجملتمع و أنشطتو االقتصادية اؼبختلفة.
العامة من قبل السلطة التنفيذية بأجهزهتا اؼبختلفة وف ًقا ؼبا اعتمدتو السلطة -مرحلة تنفيذ اؼبوازنة ّ
التشريعيّة و ربت رقابتها.
-مرحلة الرقابة على تنفيذ اؼبوازنة و إعداد اغبساب اػبتامي أي أ ّف العمل هبري لرقابة سالمة
العامة(.)1
تنفيذ اػبطّة اؼباليّة للدولة إنفاقًا أو إير ًادا وفق ما ّقرره قانوف اؼبوازنة ّ
83
العامة.
العامة التي تحكم تحضير الميزانية ّ
-02المبادئ ّ
يتعُت على السلطة التنفيذيّة ،و ىي بصدد ربضَت اؼبيزانية ،أف تضع يف اعتبارىا عدد منّ
العامة ،و تتمثّل ىذه
العامة اليت ربكم اؼبيزانيّة و اليت صارت من البديهيات يف علم اؼباليّة ّ
اؼببادئ ّ
اؼببادئ يف األمور األربعة التالية:
أ -مبدأ سنويّة الميزانيةL’annualité budgétaire :
يقصد هبذا اؼببدأ أف وبدث توقّع و إجازة لنفقات و إيرادات الدولة بصفة دوريّة ،منتظمة
تقرر باعتماد سنويّة من السلطة التشريعيّة ،وأيضا أ ّف اؼبيزانية هبب أف ّ
كل عاـ ،و يعٍت ىذا اؼببدأ ً
يرجع ىذا اؼببدأ إذل اعتبارات سياسية و مالية معينةّ ،أما االعتبارات السياسيّة فتتمثّل يف أ ّف مبدأ
سنويّة اؼبيزانية يكفل دواـ رقابة السلطة التشريعية على أعماؿ السلطة التنفيذية اليت ذبد نفسها
الرجوع إليها و اغبصوؿ على موافقتها بصفة دوريّة كل عاـٍ ،بّ إ ّف اؼبناقشة السنويّة مضطرة إذل ّ
ؼبيزانيّة الدولة ذبعل السلطة التشريعيّة تقف على تفاصيل نشاط السلطة التنفيذيّة و رقابتو و رسم
الرجوع إذل السلطة التشريعيّة يتعُت بعدىا على اغبكومة ّ حدوده ،فكلّما قصرت اؼب ّدة اليت ّ
للحصوؿ على موافقتها على نفقات و إيرادات الدولة ،كلّما ازداد دور السلطة التشريعيّة و رقابتها
على أعماؿ السلطة التنفيذية بصفة دوريّة و على فًتات متقاربة.
ّأما االعتبارات اؼباليّة فتتمثل يف أ ّف فًتة السنة ىي الفًتة اليت سبارس يف نطاقها أغلب
األنشطة االقتصادية ،كما ّأهنا تضمن دقّة التقدير إيرادات الدولة و نفقاهتا ،بصفة خاصة ،على
أساس ّاذباىاهتا يف اؼباضي القريب (السنة اؼباليّة اؼبنتهية) ،و ذلك لصعوبة تقدير ىذه اإليرادات و
النفقات يف فًتة أطوؿ .و ما قد يقًتف بذلك من أخطاء ،فتقدير النفقات ،عندما تكوف م ّدة
تغَت األسعار و األجور بصفة ؿبسوسة نظرا الحتماؿ ّ اؼبيزانية أطوؿ ،من سنة ،سيكوف صعبًا ً
نظرا
خالؿ ىذه الفًتة الالزمة لتنفيذ اؼبوازنة ،كما أ ّف تقدير اإليرادات لن يكوف بدوره أقل صعوبة ً
تغَت العوامل االقتصادية اليت تؤثّر على الدخل القومي ،و من ٍبّ يف حصيلة الضرائب و اإليرادات
بتطور ىذه العوامل يف اؼبستقبل القريب الذي يتمثّل يف م ّدة سنة ،سيكوف بصورة عامة ،فالتنبؤ ّ
التطور و ّاذباىاتو يف اؼباضي القريب،
ميسورا ،و ذلك باالستعانة بدراسة ىذا ّ ً يف العادة سهالً و
عسَتا مىت وضعت اؼبيزانية لتستمر ؼب ّدة أكثر من سنة ،كما أ ّف فًتة
أمرا شاقًا و ً غَت أنّو سيصبح ً
تتوزع عليها مظاىر النشاط االقتصادي و ما تقتضيو من السنة تضم فصوؿ السنة األربعة اليت ّ
84
سيؤدي إذل بعض االختالؿ يف نفقات و إيرادات ،فلو كانت اؼبيزانية ؼب ّدة تقل عن سنة ،فإ ّف ذلك ّ
موارد الدولة و نفقاهتا.
و زبتلف بداية السنة اؼباليّة) (L’année financièreمن دولة إذل أخرى فبعض
الدوؿ ذبعل بداية السنة اؼباليّة للميزانية يف ّأوؿ جانفي ،و البعض اآلخر كمصدر هبعلها يف ّأوؿ
يوليو على أف تنتهي يف آخر يونيو من السنة التالية ،اؼبهم أف تراعي كل دولة ،عند ربديد بداية
العامة ،أف يأٌب ىذا التحديد متناسبًا مع أحواؽبا اإلدارية و التشريعيّة و
السنة اؼباليّة ؼبيزانيتها ّ
تتغَت الظروؼ وحىت ال ّ
االقتصادية من جهة أوالً تطوؿ الفًتة بُت ربضَت اؼبيزانية و بدء تنفيذىا ّ
األحواؿ تغيّػًرا من شأنو عدـ رب ّقق توقعات اؼبيزانيّة ،من جهة أخرى.
تطور الدولة و قيمها بأنشطة اقتصادية كثَتة استتبع يف بعض األحواؿ، و جدير بالذكر أ ّف ّ
اػبروج على مبدأ سنوية اؼبيزانية يف صورة االعتمادات اليت تتع ّدى نطاقو سنة واحدة و تلك اليت
تعترب تنفي ًذا ػبطّة اقتصادية.
ربل ؿبلّو ميزانية
و يالحظ أ ّف بعض الدوؿ قد حاولت أف زبرج على مبدأ سنوية ،و أف ّ
الدورات اليت هتدؼ إذل ربقيق التوازف االقتصادي خالؿ فًتة طويلة على أساس تعاقب فًتات
الرواج و الكساد ،و لكن لصعوبة تقدير النفقات و اإليرادات يف األجل الطويل ،دل تنجح ىذه
احملاوالت و ال تزاؿ الغالبيّة العظمى من الدوؿ تأخذ دببدأ السنوية.
ب -مبدأ وحدة الميزانية(L’unité budgétaire) :
يقصد دببدأ وحدة اؼبيزانية أف تدرج صبيع نفقات الدولة و صبيع إيراداهتا يف وثيقة واحدة
حىت تتم ّكن أجهزة الرقابة اؼبختلفة من مراقبة تصرفات الدولة حىت يسهل معرفة مركزىا اؼبارل ،و ّ ّ
اؼباليّة و مطابقتها لألىداؼ احمل ّددة و االعتمادات الواردة يف اؼبوازنة كما وافقت عليها السلطة
التشريعيّة.
و هبب عدـ اػبلط بُت اؼبيزانية ذات الوثائق اؼبتع ّددة ،و بُت اؼبيزانيات اؼبتع ّددة ،فقد تكوف
موحدة ة مع ذلك تق ّدـ يف وثائق متع ّددة و ليست يف وثيقة واحدة ،كما ىو اغباؿ يف اؼبيزانية ّ
العامة للدولةّ ،أما اؼبيزانيات اؼبتع ّددة
خروجا على قاعدة وحدة اؼبيزانية ّ ً إقبلًتا ،و ال يعترب ذلك
حىت سب ّكنها من أف تتمتّع باالستقالؿ اؼبارل يف فيؤخذ هبا بالنسبة لبعض الوحدات االقتصادية ّ
العامة ألداء وظائفها على أكمل وجو ،و أمثلة ذلك اؼبيزانيات اؼبستقلّة لبعض مواجهة اؼبيزانية ّ
85
وحدات القطاع العاـ ،و سبيل بعض اغبكومات إذل اػبروج على مبدأ وحدة اؼبيزانية بإناء ميزانيات
سباما عن ميزانية الدولة لبعض أوجو النشاط االقتصادي هبدؼ تفادي الرقابة التشريعية. مستقلّة ً
ىامة تتمثّل يف «قاعدة عدـ ربصيص و يًتتب على تطبيق مبدأ وحدة اؼبيزانية نتيجة ّ
معُت ،بل ذبمع معُت ؼبواجهة مصروؼ ّ اإليرادات» ،و تستلزـ ىذه القاعدة عدـ زبصيص إيراد ّ
كل اإليرادات دوف زبصيص يف قائمة واحدة تقابلها قائمة اؼبصروفات اليت تدرج هبا كل النفقات،
دبعٌت آخر ينبغي أف زبصص صبيع موارد الدولة لتمويل صبيع األنشطة اليت تقوـ هبا ،و اإلخالؿ
يؤدي إذل ظهور فائض أو عجز للعمليات اؼبختلفة اليت تنطوي عليها اؼبيزانية، هبذه القاعدة رّدبا ّ
تصور اؼبيزانية عن ربقيقيؤدي إليو ذلك من تبديد يف اؼبوارد أو ّ فبّا يعٍت اؼبساس بوحدهتا و ما ّ
أىدافها.
و يستند مبدأ وحدة اؼبيزانية إذل اعتبارين أساسيُتّ :أوؽبما مارل ،و ثانيهما سياسيّ ،أما
االعتبار اؼبارل فيتمثّل يف أ ّف مبدأ وحدة اؼبيزانية من شأنو ربقيق الوضوح و النظاـ يف عرض ميزانية
مهمة الباحث و اؼباليُت يف معرفة ما إذا كانت اؼبيزانية متوازنة منيؤدي إذل تسهيل ّ الدولة فبّا ّ
عدمو ،و ىذا من جهة و من جهة أخرى ،فإنّو يساعد على عرض اؼبركز اؼبارل للدولة دوف أي
ؿباولة إلخفاء حقيقتو.
ّأما عرض اؼبيزانية يف شكل حسابات متع ّددة ،أي يف شكل ميزانيات متع ّددة فمن شأنو
يشجعالعامة ،فبّا ّ
أف هبعل من الصعب أخذ فكرة عامة شاملة عن حالة النفقات و اإليرادات ّ
العامة.
التصرؼ يف األمواؿ ّعلى سوء ّ
فيتجسد يف أ ّف وحدة اؼبيزانية تساعد السلطة التشريعيّة يف مباشرة
ّ ّأما االعتبار السياسي:
العامة ،و ىذا ما ال يتيحو عرض اؼبيزانية يف شكل حسابات رقابتها على النفقات و اإليرادات ّ
متع ّددة.
فلكي تتم ّكن السلطة التشريعية و ىي بصدد فبارسة رقابتها ،من اؼبفاضلة بُت أوجو
يتعُت أف تعرض عليها كافة ىذه األوجو يف وقت واحد ،و إالّ فإ ّف العامة اؼبختلفة ّ
االنفاؽ ّ
ؾبزئة يف حسابات متع ّددة ،يكوف دبقدورىا اغبصوؿ اغبكومة ،إذا ما عرضت اؼبيزانية بصورة ّ
بسهولة على موافقة السلطة التشريعيّة على أوجو اإلنفاؽ غَت الضروريّةّ ،أوالًٍ ،بّ تعرض عليها بعد
تضطر السلطة التشريعيّة إذل اؼبوافقة عليها لضرورهتا ،و قد ال تكوف
ّ ذلك األوجو الضرورية و اليت
86
ىناؾ إيرادات كافية متبقيّة ؼبواجهتها ،فبّا قد وبمل ىذه السلطة على فرض أعباء مالية جديدة
ؼبواجهة ىذه النفقات الضروريّة.
جـ -مبدأ عمومية الميزانيةL’universalité budgétaire :
كثَتا من وحدات القطاع العامة القياـ ببعض النفقات ،كما أ ّف ً يستلزـ ربصيل اإليرادات ّ
العامة.
العاـ تتمتّع بإيرادات ضخمة و ؽبذا توجد طريقتاف إدراج اإليرادات و النفقات يف اؼبيزانية ّ
تسمى بطريقة الناتج الصايف ،و مؤداىا إجراء مقاصة بُت إيرادات كل الطريقة األوذل :و ّ
وحدة و نفقاهتا حبيث ال يظهر يف اؼبيزانية إالّ نتيجة اؼبقاصة ،أي صايف اإليرادات أو صايف
النفقات.
تسمى بطريقة اؼبوازنة الشاملة ،و فحواىا أف تدرج يف اؼبيزانية كل نفقة و الطريقة الثانية :و ّ
كل إيراد مهما كاف مقداره و دوف إجراء أي مقاصة بينهما ،و الطريقة الثانية ىي اؼبتّبعة كمبدأ
العمومية و الشموؿ ،و ذلك العتبارات معيّنة بعضها سياسي و اآلخر مارل.
فتتحصل يف إتاحة الفرصة للسلطة التشريعيّة ؼبراقبة سَت اإلدارة ّ االعتبار السياسي:
اغبكومية فيما تتعلّق بنفقاهتا اػباصة الالزمة لتسيَتىا ،ذلك أ ّف اتّباع طريقة الناتج الصايف وبجب
العامة و ال يظهر سوى رصيد ىذه عن السلطة اؼبذكورة كل ما يتعلّق بتفاصيل نفقات اؼبرافق ّ
اؼبرافق يف اؼبيزانية دائنًا كاف ىذا الرصيد أو مدينًا.
االعتبار اؼبارل :فتتمثّل يف ؿباربة اإلسراؼ اإلنفاؽ اغبكومي حيث إ ّف اتّباع طريقة الناتج
الصايف أو اؼبيزانية الصافية من شأهنا أف تتيح للمرفق الذي وبقق إيرادات تربو على نفقاتو أف
مادا على أنّو لن يظهر يف ميزانيتو إالّ فائض اإليرادات
يسرؼ يف ىذه النفقات بدوف مقتضى ،اعت ً
على النفقات و على أنّو لن هبد رقابة من السلطة التشريعية على بنود نفقاتو.
و عليو فمبدأ عمومية اؼبيزانية يعٍت أف تظهر يف وثيقة اؼبيزانية كافة تقديرات النفقات و
كافة تقديرات اإليرادات دوف أي مقاصة بُت االثنُت ،و ىذا اؼببدأ يكمل مبدأ وحدة اؼبيزانية ،فإذا
كاف مبدأ وحدة اؼبيزانية يهدؼ إذل إعداد وثيقة واحدة ؼبيزانية الدولة و يبثّل اإلطار اػبارجي
للميزانية ،فإ ّف مبدأ العمومية يهدؼ إذل مأل ىذا اإلطار عن طريق التسجيل التفصيلي لكل تقدير
بنفقة و لكل تقدير بإيراد دوف إجراء مقاصة بُت التقديرين ،أي أ ّف مبدأ عمومية اؼبيزانية يبثّل
اؼبضموف الداخلي ؼببدأ وحدة اؼبيزانية باعتبار أ ّف ىذا األخَت ،ىو اإلطار اػبارجي للميزانية.
87
د -مبدأ عدم التخصيص (مبدأ الشيوع):
ال هبوز أف زبصص بعض اإليرادات بعينها لنفقة عامة بعينها ،فمثالً ال هبوز أف زبصص
العامة ،مهما كاف نوعها يف
ضريبة الدخل لبناء مدرسة فالذي وبصل أف تصب صبيع اإليرادات ّ
خزينة الدولة ،و أف ينفق من خزينة الدولة.
يساعد ىذا اؼببدأ على عدالة اإلنفاؽ العاـ ،فال ربصل منطقة أو جهة على إنفاؽ أكثر
أيضا أنّو يساعد على ربقيق أىداؼ الدولة حسب األولويات. من األخرى ،و ىذا يعٍت ً
يؤدي إذل
العامة ؼبرونتها كما قد ّ
و يف حالة االبتعاد عن ىذا اؼببدأ فهذا يعٍت فقداف اؼبوازنة ّ
اإلسراؼ يف بعض البنود و التوفَت أي عدـ ربقيق األىداؼ يف البنود األخرى ،و اإلسراؼ وبدث
خصصت لو، يف اغبالة اليت يكوف فيها إيرادات اؼبورد اؼبعٍت أكرب من مصروفات بند اإلنفاؽ الذي ّ
و التوفَت يظهر يف اغبالة اليت تكوف فيها إيرادات اؼبورد اؼبعٍت أقل من مصروفات بند اإلنفاؽ الذي
اؼبرجوة.
خصصت لو ،فبّا يعٍت عدـ ربقيق األىداؼ ّ ّ
يف بعض اغباالت قد يكوف استثناء ؽبذا اؼببدأ خاصة وقت اغبروب إذ زبصص صبيع موارد
زبصص األمواؿ
الدولة للعمل اغبريب أو يف حاالت الكوارث الطبيعيّة مثل الزالزؿ و الرباكُت إذ ّ
العامة ؼبعاعبة آثارىا لكن االستثناء ال يؤخذ بو و كبن نتكلّم عن مبدأ هبب أف يطبّق يف اغباالت
ّ
الطبيعيّة(.)1
ىـ -مبدأ توازن الميزانيةL’équilibre budgétaire :
توازف اؼبيزانية لو مفهوماف :مفهوـ تقليدي و مفهوـ حديث ،و ذؿ على النحو التارل:
-00المفهوم التقليدي لمبدأ توازن الميزانية:
يعٍت ىذا اؼببدأ تساوي صبلة نفقات الدولة مع إيراداهتا اؼبمت ّدة من اؼبصادر العاديّة دوف
زيادة أو نقصاف ،فاؼببدأ ،من ىذا اؼبفهوـ ،ينظر إليو إذف نظرة حسابيّة حبثة ،و ىذا اؼبفهوـ كاف
يطبّق على موازنة الدولة نفس اؼببادئ اليت تنطبق على موازنة األفراد و اؼبشروعات اػباصة ،و ذلك
خشية حدوث عجز يتّجو بطبيعة إذل التزايد إذا سبّت تغطية عن طريق االقًتاض ،أو إذل حدوث
88
تضخم إذا ما ًبّ تغطية العجز عن طريق االصدار النقدي ،أو حدوث فائض يدفع إذل اإلسراؼ و ّ
التبذير.
العامة دبثابة
و بعبارة أخرى ،كاف عجز اؼبيزانية يبدو يف نظر اؼبفهوـ التقليدي يف اؼباليّة ّ
اػبطر الرئيسي ،و يع ّد أخطر بكثَت من فائض اؼبيزانية ،ذلك أ ّف وجود عجز يعٍت ،يف التحليل
األخَت ،فإ ّف مواجهة ىذا العجز و تغطية ّإما عن طريق االقًتاض أو اإلصدار النقدي ،و ؼبا كانت
العمالة الكاملة ىي الغرض األساسي يف النظريّة االقتصادية التقليدية ،فإنّو يًتتب على تغطية
العجز باإلصدار النقدي حدوث زيادة وسائل الدفع دوف أف تقابلها زيادة يف السلع و اػبدمات
يؤدي إذل ارتفاع يف األسعار و منو تدىور يف القيمة اغبقيقيّة للنقود و تتآكل ،و سبيل ىذه فبّا ّ
مرة أخرى إذل إصدار أوراؽ نقدية جديدة اغبلقة التضخميّة إذل االتّساع نتيجة اضطرار اغبكومة ّ
تؤدي بدورىا إذل زيادة األسعار و اهنيار قيمة النقود . ...
ّ
يؤدي
و من ناحية أخرى فإ ّف تغطية العجز عن طريق االلتجاء إذل القروض من شأنو أف ّ
يؤدي
ستوجو يف الغالب إذل االستثمار ،فبّا ّإذل تناقص األمواؿ اؼبوجودة يف يد األفراد و اليت كانت ّ
يعوضو قياـ اغبكومة بإنفاؽ نقصا ال ّإذل نقص رؤوس األمواؿ اإلنتاجيّة يف االقتصاد الوطٍت ً
حصيلة القروض يف س ّد العجز ،أي يف إنفاؽ غَت استثماري يف الغالب ،و طاؼبا تناقصت اؼبواؿ
يؤدي
ستوجو إذل االستثمار ،فإ ّف ذلك يعٍت تناقص فرص العمل أماـ أفراد اجملتمع فبّا ّ اليت كانت ّ
إذل زيادة البطالة ،أضف إذل ذلك ،أ ّف سد العجز عن طريق االقًتاض من شأنو ربميل األجياؿ
القادمة بأعباء إضافيّة تتمثّل يف خدمة الدين العاـ و عدـ استفادهتا باألمواؿ اؼبقًتضة.
-00المفهوم الحديث لمبدأ توازن الميزانية:
العامة فلم تعد تنظر إذل العجز يف اؼبيزانية على أنّو كارثة مالية
ّأما النظريّة اغبديثة يف اؼباليّة ّ
التطورات اؼباليّة االقتصادية اليت سبيّز القرف اغبارل ،و لكن ليس معٌت ذلكؿب ّققة و ذلك يف ضوء ّ
أ ّف الفكر اؼبارل اؼبعاصر يستعيد فكرة التوازف ،كل ما ىنالك أنّو يبيل إذل أف يستبدؿ بفكرة التوازف
حىت و لو ّأدى ىذا اؼبارل البحث (احملاسيب) فكرة أوسع منها ىي فكرة التوازف االقتصادي العاـ ّ
إذل حدوث عجز مؤقّت يف اؼبوازنة.
ىذا االستبداؿ ىو ما يطلق عليو بنظرية العجز اؼبؤقّت و اؼبنظم « déficit
الركود و الكساد تنتشر البطالة، تتحصل ىذه النظرية يف أنّو يف فًتات ّ
ّ » ،systématiqueو
89
يتعرض لو االقتصاد و ليس العجز دبفهومو و ىذه البطالة ىي يف اغبقيقة العجز اغبقيقي الذي ّ
احملاسيب ،كما يقوؿ أصحاب اؼبفهوـ التقليدي ،و زبفيض ىذا العجز اغبقيقي يستلزـ زيادة حجم
الركود القائمة ال يقوـ األفراد أو اؼبشروعات اػباصة هبذه االستثمارات، نظرا غبالة ّ
االستثمارات ،و ً
يتعُت على الدولة من ناحية ،أف تزيد من استثماراهتا لتنشيط اغبالة االقتصادية ،و ذلك عن و ؽبذا ّ
طريق زيادة الطلب الكلّي دبنح إعانات للمتعطلُت و زيادة االستثمارات الالّزمة ؼبواجهة الزيادة يف
العامة (زبفيضيتعُت عليها ،من ناحية أخرى ،أف زب ّفض من حجم االستقطاعات ّ الطلب ،كما ّ
حىت تزيد اؼبوارد اؼباليّة يف أيدي األفراد و تقلّل
سعر الضريبة أو عدـ فرض ضرائب جديدة)ّ ،
األعباء اؼبلقاة على عاتق اؼبشروعات اػباصة ،ىذه اإلجراءات بشقيها ،أي زيادة الطلب الكلّي و
يؤدي إذل حدوث عجز يف اؼبوازنة ،و لكنّو عجز مقصود أو منظّم العامةّ ،
زبفيض االستقطاعات ّ
سيؤدي بعد فًتة إذل عودة التوازف االقتصادي و بالتارل التوازف اؼبارل ،فاإلجراءات سالفة ألنّو ّ
تؤدي إذل الذكر بشقيها (زيادة الطلب الكلّي و خفض الضرائب) ،ستقضي على حالة البطالة و ّ
تنشيط اغبياة االقتصادية فتزيد حصيلة الضرائب و تتوقّف اإلعانات اليت سبنح للعاطلُت أو
التوسع يف اإلنفاؽ العاـ هبب أالّاؼبشروعات ،على أنّو ينبغي لتحقيق ما تق ّدـ أف يالحظ أ ّف ّ
تضخم ،ىذا من ناحية و من ناحية يتع ّدى حجم البطالة اؼبوجودة و إالّ ّأدى ذلك إذل حدوث ّ
الرغم من ىذا ،كما أ ّهنا
أخرى ،تفًتض سياسة العجز اؼبنظّم فرص عمل منتجة و انتشار البطالة ب ّ
تفًتض وجود رؤوس أمواؿ غَت مستخدمة ،فإذا دل تتحقق ىذه الشروط فإ ّف االلتجاء إذل العجز
التضخم.
ّ يؤدي إذل
اؼبنظم ّ
و يبكن أف نستخلص من ىذه النظرية النقاط اآلتية:
-نظرية «العجز اؼبنظّم» ،و إف كانت تبدو بصورة سطحية ـبالفة ؼببدأ توازف اؼبيزانية ،ىي يف
حقيقة األمور خطوة سابقة للوصوؿ إذل التوازف يف اؼبيزانية ،إذ أ ّف التضخميّة بصورة مؤقّتة هبذا
التوازف يهدؼ إذل إخراج االقتصاد الوطٍت من حالة الكساد اليت يعاين منها على النمو السالف
الذكر.
دبجرد وصوؿ االقتصاد إذل حالة دائما ،و ينتهي ّ -العجز يف اؼبيزانية ىو عجز مؤقت و ليس ً
التوازف االقتصادي و ربقيق العمالة الكاملة ،إذ أ ّف القوؿ بأ ّف نظرية العجز اؼبنظّم تدعو إذل العجز
يؤدي يف النهاية إذل ـبالفتها ؼببدأ توازف اؼبيزانية و ىو األمر الذي ىبالف ما هتدؼ إليو.
الدائم فبّا ّ
92
-إ ّف العجز يف اؼبيزانية ،التضخم اؼبقصود ،ال هبب أف يتجاوز اغبد الالّزـ لتحقيق العمالة الكاملة
يؤدي إذل ارتفاع األسعار ،من جهة و تدىور قيمة التضخم من نافع إذل ضار إذ أنّو ّ
ّ ربوؿ
و إالّ ّ
النقود من جهة أخرى ،فيؤثّر بالسلب على الطاقة اإلنتاجيّة اؼبستغلّة.
-هبب على الدولة أف تتي ّقظ بشأف الكف عن اإلصدار النقدي ،و ىو األداة اليت تستخدمها
الدولة للوصوؿ إذل مرحلة التوازف ،عندما يصل االقتصاد الوطٍت إذل مرحلة العاملة الكاملة ،إذ أ ّف
يؤدي إذل ارتفاع ،األسعار و اهنيار قيمة النقود ،بدالً من زيادة اإلنتاج االستمرار فيو من شأنو أف ّ
ؼبواجهة الزيادة يف الطلب على السلع و اػبدمات ،و يرجع ذلك إذل أ ّف اعبهاز اإلنتاجي يعمل
بكل طاقتو دوف وجود أي طاقة معطلة. ّ
-إ ّف نظريّة العجز اؼبنظّم و التحليل الكينزي ،يف ىذا اػبصوص ال ينطبقاف إالّ على الدوؿ
مباشرا
ً تأثَتا
العامة يف ىذه الدوؿ ،و يف أوقات الكسادً ، اؼبتق ّدمة اقتصاديًّا ،إذ تؤثّر النفقات ّ
بالزيادة يف الدخل الوطٍت النقدي و كذلك على الدخل الوطٍت اغبقيقي ،ذلك أ ّف اعبهاز اإلنتاجي
يف ىذه الدوؿ يتميّز بعدـ وجود عوائق سبنع من زيادة السلع و اػبدمات إذ توجد بو موارد طبيعيّة
مع ّدة لالستغالؿ ،عمل فٍت ،و رؤوس أمواؿ إنتاجيّة عاطلة عن العمل ،تعاين من البفاض مستوى
الطلب الفعلي من اغب ّد الالّزـ لتحقيق العمالة الكاملة ،و من ٍبّ يستجيب اعبهاز اإلنتاجي للزيادة
يف الطلب الكلّي الفعلي ،بإنتاج كمية أكرب من السلع و اػبدمات و هبذا يًتتب على زيادة
الطلب زيادة يف الدخل الوطٍت النقدي باإلضافة إذل الزيادة يف الدخل الوطٍت اغبقيقي ،و ال
بقوهتا الشرائيّة ،أي أ ّف نظريّة
تضخمي يف السعار و ربتفظ النقود بقيمتها ،أي ّ وبدث ارتفاع ّ
العجز اؼبنظّم تكوف ذا فعاليّة يف ميزانيات ىذه الدوؿ من أجل الوصوؿ إذل مرحلة التوازف.
ّأما بالنسبة للدوؿ الناميّة فإ ّهنا تعاين من صبلة من مشاكل أنبّها:
-اعبهاز اإلنتاجي يتميّز بوجود عوائق سبنع من زيادة إنتاج السلع و اػبدمات.
حىت االنعداـ كرؤوس األمواؿ اإلنتاجيّة و العمل -عناصر اإلنتاج األساسية تعاين من النقص أو ّ
الفٍت يف كثَت من القطاعات اغبيوية لالقتصاد الوطٍت.
-معاناة ىذه الدوؿ من عدـ مرونة عناصر اإلنتاج بصورة عامة بسبب عدـ توفرىا أو صعوبة
وصوؽبا إذل اؼبكانة اؼبطلوبة.
بالرغم من
-اعبهاز اإلنتاجي يف ىذه الدوؿ ال يستجيب للزيادة يف الطلب الكلّي الفعلي و ذلك ّ
ارتفاع اؼبيل اغب ّدي لالستهالؾ و من ٍبّ معامل اؼبضاعف فيها .و ال يًتتب على الزيادة يف الطلب
90
على زيادة الدخل الوطٍت النقدي ،ال اغبقيقي ،و حدوث ارتفاع تضخمي يف األسعار ،و تدىور
يف قيمة النقود ،فاؼبضاعف يف ىذه اغبالة ال يضاعف الدخل الوطٍت اغبقيقي بقدر ما يضاعف
األسعار أو الدخل الوطٍت النقدي.
العامة.
-03إعداد و تنفيذ الميزانية ّ
نتطرؽ إذل السلطة اؼبختصة
العامة أف ّ
تستلزـ دراسة إجراءات إعداد و تنفيذ اؼبيزانية ّ
بتحضَت اؼبيزانية.
-السلطة المختصة بتحضير الميزانية:
تلعب السلطة التنفيذية الدور األساسي يف ىذه اؼبرحلة ،و يرجع ذلك إذل ع ّدة اعتبارات.
األول:
أ -االعتبار ّ
تعبَت اؼبيزانية عن الربنامج و اػبطط اغبكومية يف اجملاالت اؼبختلفة.
ب -االعتبار الثاني:
تتوذل إدارة وحدة القطاع العاـ ،و من ٍبّ فهي وحدىا اليت تعلم ما
أ ّف السلطة التنفيذية ّ
تتطلّبو ىذه اإلدارة من نفقات.
جـ -االعتبار الثالث:
أ ّف ىذه السلطة تع ّد أكثر السلطات معرفة باؼبقدرة اؼباليّة لالقتصاد الوطٍت ،و ذلك بفضل
األجهزة اإلحصائيّة اؼبختلفة اليت تشرؼ عليها و اليت توفّر ؽبا البيانات و التقديرات الضروريّة يف
ىذا الصدد.
د -االعتبار الرابع:
أ ّف السلطة التنفيذيّة تعترب يف وضع أفضل من السلطة التشريعيّة فيما يتعلّق بتحديد
العامة واألولويات االجتماعية لعدـ خضوعها لالعتبارات احمللية و االقليمية اليت تؤثّر اغباجات ّ
على أعضاء اجملالس اؼبمثلة للشعب.
تتوذل مهاـ ربضَت اؼبيزانية بينما تًتّكز مهاـ السلطة التشريعيّة يف مرحلة
فالسلطة التنفيذيّة ّ
التالية زبص اعتماد اؼبيزانية.
فالسلطة التنفيذيّة ىي أقدر من السلطة التشريعيّة على تقدير أوجو اإلنفاؽ اليت وبتاجها
أيضا بشأف تقدير أوجو اإليرادات اؼبختلفة و اؼببالغكل مرفق الدولة بفروعو اؼبختلفة ،و كذلك ً
90
يعوؿ
ربصل من كل مصدر من مصادر اإليرادات العاـ ،كما أ ّف السلطة التنفيذية ىي اليت ّ اليت ّ
عليها يف تنفيذ اؼبيزانية.
سبر هبا
و من ٍبّ فإنّو يتم تكليفها بإعداد اؼبيزانية على كبو مالئم للظروؼ االقتصادية اليت ّ
تعرب
خَتا ،فإ ّف اؼبيزانية ّ
بكل دقّة و عناية و أ ً
اؼبهمة ّ كل دولة ،و يكوف من اؼبؤّكد أ ّهنا ستقوـ هبذه ّ
عن النشاط اؼبارل للدولة خالؿ فًتة مقبلة ،و لذا فإنّو هبب أف يطبع االنسجاـ و التوافق بُت
أجزاء و بنود و تقسيمات اؼبيزانية اؼبختلفة.
و ال يبكن أف يتح ّقق ذلك لو ترؾ األمر للسلطة التشريعيّة ،فأعضاء الربؼباف ،وباولوف،
غالبًا بكافة السبل اؼبمكنة كسب رضى ناخبيهم عن طريق إعداد ميزانية ترضي منتخبيهم ال
يؤديتراعي فيها القواعد التقنية من جهة و ال توازف اإليرادات مع النفقات ،من جهة أخرى ،فبّا ّ
تعرب عن الواقع الفعلي ػبطط و برامج اغبكومة يف األخَت إذل إخراج ميزانية غَت متناسقة ،و ال ّ
بالرغم من ذلك ،فإنّو من اؼبتوقّع أف تطالب السلطة التشريعيّة السلطة التنفيذيّة، اؼبستقبلة ،و ّ
دبراعاة بعض االعتبارات يف عملية إعداد و ربضَت اؼبيزانية ،كأف تلزمها باحًتاـ اػبطّة االقتصادية
العامة للدولة اليت سبق لو االقًتاع عليها باؼبوافقة و ىي يف ىذا الصدد يتوقّف دورىا عند ح ّد ّ
العامة.
التوجهات ّ
اؼبختصة بتحضَت و إعداد اؼبيزانية
ّ و إذ كاف من اؼبتّفق عليو بُت الدوؿ اؼبختلفة أ ّف السلطة
ىي السلطة التنفيذية و حدود سلطاتو.
األوؿ عن إعداد اؼبيزانية و يتمتّع على سبيل اؼبثاؿ فإ ّف وزير اؼباليّة الربيطاين يع ّد اؼبسؤوؿ ّ
العامة دبعرفة كل وزير ٍبّ تبلّغ إذل وزير اؼباليّة الذي
بسلطات واسعة يف ىذا الصدد ،فتق ّدر النفقات ّ
مرة أخرى إذا أرتأى ضرورة إدخاؿ تعديالت معينة عليها ،فإذا يكوف لو سلطة إعادهتا إذل الوزراء ّ
منفردا إجراء تلك التعديالت ،و دل يوافق ىؤالء على إجراء ىذه التعديالت فإنّو يكوف من ح ّقو ً
على العكس من ذلك فإ ّف وزير اؼباليّة األمريكي ال يكوف لو مثل ىذه السلطات فدوره كدور باقي
الوزراء ،إذ أ ّف رئيس الدولة بنفسو يقوـ باإلشراؼ على عمليّة إعداد و ربضَت اؼبيزانية ،و الفصل
العامة و ىو ما يطلق عليو العامة ،على ـبتلف اؼبرافق ّ يف اػبالفات بُت الوزراء حوؿ توزيع اؼبوارد ّ
«بنظاـ اغبكم الرئاسي» ،فرئيس الدولة ىو الذي يع ّد رئيس السلطة التنفيذية و يعترب باقي الوزراء
مساعدين لو ،دوف أف يًتؾ أمر ربضَتىا إذل وزراء اؼباليّة األمريكية.
93
و يف اعبزائر فإنّو ًبّ إنشاء سنة 1958منصب وزير للماليّة يف اغبكومة اؼبؤقتة و بعد
اسًتداد سيادة اعبزائر أحدث منصب وزير اؼباليّة يف نفس التاريخ الذي أنشئت فيو اغبكومة
تتوذل وزارة اؼباليّة إعداد مشروع اؼبيزانية بعد ورود
اعبزائرية األوذل يف 07سبتمرب 1962و ّ
العامة فإ ّف
العامةو اإليرادات ّ
تقديرات الوزارات اؼبختلفة و اؼبيزانية عبارة عن تقدير للنفقات ّ
تقديرا يقًتب مناؼبشكلة األوذل اليت تثور عند ربضَت اؼبيزانية ىي كيفية تقدير أرقاـ اؼبيزانية ً
اغبقيقة(.)1
اؼبؤرخ يف 17نوفمرب ،1984 و يف مرحلة سابقة ،و طب ًقا للمرسوـ رقم ّ 341-84
كانت لوزير اؼبيزانية سلطات واسعة يف ربضَت اؼبيزانية ،كما يتجلّى من نص اؼبادة 03من ذلك
اؼبرسوـ.
اؼبؤرخ يف 15فيفري و يف مرحلة الحقة ،و دبوجب اؼبرسوـ التنفيذي رقم ّ 54-95
اؼبتضمن صالحيات وزير اؼباليّة ،فإ ّف ربضَت اؼبيزانية و إف بقي من مشتمالت وزير اؼباليّة،
ّ 1995
إالّ أ ّف ذلك أصبح يتم ربت سلطة رئيس اغبكومة ،حيث أصبح لرئيس اغبكومة دور اإلشراؼ
األعلى على ذلك ،من أجل ذبسيد برنامج اغبكومة.
يعتمد يف إعداد مشروع اؼبيزانية من طرؼ وزارة اؼباليّة على صبلة من اؼبعطيات و
التوجيهات تتمثّل فيما يلي:
-توجيهات المخطط السنوي« plan annuel » :
العامة اؼبراد إقبازىا يف ـبتلف اجملاالت االقتصادية و
الذي يستند على األىداؼ ّ
االجتماعية كما ىي واردة يف قانوف كل ـبطط سنوي.
-توقعات مختلف القطاعات:
تقوـ ـبتلف الوزارات و القطاعات باقًتاح توقّعات سواء بالنسبة للنفقات أو اإليرادات
اػباصة هبا اؼببيّنة على اؼبمارسات خالؿ ميزانية السنة ما قبل األخَتة « Règle de la
» .pénultième
94
و بالتفسَت اؼبخالف اؼبادة 120من الدستور ،فإ ّف اغبكومة ملزمة بإيداع مشروع اؼباليّة
لدى الربؼباف قبل منتصف شهر أكتوبر من السنة السابقة لتنفيذه(.)1
-04اعتماد الميزانية.
بعد إعداده من طرؼ السلطة التنفيذيّة يتم إيداع مشروع قانوف اؼباليّة لدى السلطة
التشريعية (اجمللس الشعيب الوطٍت) ،بغرض اعتماده تطبي ًقا لقاعدة« :أسبقية االعتماد على
التنفيذ» ،و ذلك حسب اؼبراحل األساسية التالية:
أ -المناقشة(Discussion) :
بعد إيداع مشروع قانوف اؼباليّة مرف ًقا جبميع الوثائق اؼبرتبطة بو إذل مكتب رئيس اجمللس
الشعيب الوطٍت ،يقوـ ىذا األخَت ،طب ًقا للقانوف ،و للقوانُت و األنظمة الداخلية للمجلس بإحالتو
إذل اللّجنة الربؼبانيّة اؼبختصة بقطاع اؼباليّة و اؼبيزانية و التخطيط.
تقوـ عبنة اؼباليّة و اؼبيزانية باجمللس الشعيب الوطٍت بدراسة و مناقشة مشروع القانوف مع
فبثّل اغبكومة (وزير اؼباليّة) ،و تنتهي أعماؽبا بوضع تقرير سبهيدي تضمنو مالحظاهتا و اقًتاحاهتا،
مع مراعاة أحكاـ اؼبادة 121من الدستور.
يتم عرض التقرير على اجمللس الشعيب الوطٍت ؼبناقشة يف جلسة عامة ،تكوف مناسبة عبميع
النواب لطرح القضايا و اؼبشاكل اؼبتعلّقة بالسياسة اؼباليّة و مدى االلتزاـ بتنفيذ قانوف اؼباليّة
ّ
()2
الساري اؼبفعوؿ من ـبتلف القطاعات و الوزارات .
العامة يف جلسة عامة يًتأسها رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت الذي وبيل و تفتتح اؼبناقشة ّ
فيوضح سياسة اغبكومة اؼباليّة و ؼبقرر عبنة اؼباليّة لقراءة التقرير اؼبعد حوؿ اؼبشروع ّالكلمة ّ
األسباب السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية اليت تبناىا مشروع اؼباليّة أي اؼبيزانية يف
عامة فيبدوف رأيهم و يناقشوف الشكل اؼبعروض ٍبّ يتلوه النواب يريدوف مناقشة اؼبشروع بصورة ّ
سياسة اغبكومة االقتصادية و اإلدارية و االجتماعية و السياسية و الثقافية من خالؿ
االعتمادات.
()1ؿبمد الصغَت بعلي ،يسري أبو العالء ،مرجع سبق ذكره ،ص ،100ص.101
( )2ؿبمد الصغَت بعلي ،يسري أبو العالء ،مرجع سبق ذكره ،ص.102
95
النواب بصفة
للرد على تساؤالت ّ و بعد أف ينتهوف من ذلك تعطي الكلمة لوزير اؼباليّة ّ
عامة ٍبّ تعطي الكلمة للوزراء لَتدوف عن األسئلة حوؿ ميزانيات وزرائهم ٍبّ تعرض مواد القانوف
يصوت على كل مواد قانوف اؼباليّة صبلة و بصفة شاملة.
أخَتا ّ
ىذه مادة دبادة للتصويت و ً
ب -التعديل(Amendement) :
يتبُت من ىذا أ ّف حق االقًتاح يف الشؤوف اؼباليّة ؿبصور يف يد السلطة التنفيذية و أ ّف و ّ
وبق ؽبا اقًتاح نفقات جديدة أو زيادة النفقات أثناء دراسة اؼبيزانية إالّ إذا
السلطة التشريعية «و ال ّ
أرفق بتدابَت رفع مداخيل الدولة أو توفَت مبالغ مالية يف فصل آخر من النفقات العمومية تكوف
مستوية على األقل للمبالغ اؼبقًتح تغيَتىا» ،اؼبادة 121من الدستور(.)1
للنواب و اغبكومة و أعضاء اللّجنة التق ّدـ باقًتاح تعديالت مكتوبة و يف اعبزائر ،يبكن ّ
أماـ اللّجنة اؼبختصة و مناقشتها مع الوزير اؼبعٍت ،شريطة التقيّد بأحكاـ اؼبادة 121من الدستور
اؼبنصوص عليها ساب ًقا.
يؤدي إذل مشاكل و يبكن للحكومة االعًتاض على التعديالت اؼبق ّدمة ،األمر الذي قد ّ
سياسيّة و دستوريّة(.)2
جـ -التصويتVote :
زبوؿ الفقرة 12من اؼبادة 122من الدستور للمجلس الشعيب الوطٍت حق «التصريت ّ
على ميزانية الدولة».
األمة ،الح ًقا ،دبناقشة و اؼبصادقة على قانوف ميزانية الدولة حسب اؼبادة كما يقوـ ؾبلس ّ
120من الدستور.
زبوؿ للربؼباف التصريت على اؼبيزانية بابًا بابًا ،فإ ّف اؼبادة 70من
خالفًا لبعض األنظمة اليت ّ
العامة بصورة إصبالية
القانوف رقم 17-84اؼبتعلّق بقوانُت اؼباليّة تشَت إذل التصويت على اؼبيزانية ّ
يصوت عليها ،بابًا بابًا و فصالً فصالً و مادةً ،Globalementخالفًا ؼبيزانيات اإلدارة احملليّة اليت ّ
مادة.
96
يصوت و يصادؽ الربؼباف على ميزانية الدولة قبل بداية السنة اؼبدنية اعبديدة و القاعدة أف ّ
احًت ًاما ؼببدأ السنويّة Annualitéكما أ ّف الدستور قد قيّد الربؼباف من حيث االختصاص الزمٍت يف
نص يف الفقرتُت السابعة و الثامنة من اؼبادة 120من الدستور اؼبصادقة على قانوف اؼباليّة حينما ّ
على ما يلي:
يوما 75من تاريخ «يصادؽ الربؼباف على قانوف اؼباليّة يف م ّدة أقصاىا طبسة و سبعوف ً
إيداعو ،طب ًقا للفقرات السابقة.
يف حالة عدـ اؼبصادقة عليو يف األجل احمل ّدد ساب ًقا ،يصدر رئيس اعبمهوريّة مشروع
اغبكومة بأمر.».
كما يشَت القانوف 17-84اؼبتعلّق بقوانُت اؼباليّة إذل حالة عدـ سبكن الربؼباف العتبارات
نص يف مادتو 69إذل (أوؿ جانفي) ،حينما ّ معيّنة من اؼبصادقة على قانوف اؼبيزانية قبل بداية السنة ّ
ما يلي:
يف حالة ما إذا كاف تاريخ اؼبصادقة على قانوف اؼباليّة للسنة اؼبعينة ال يسمح بتطبيق
أحكامو عند تاريخ ّأوؿ جانفي من السنة اؼباليّة اؼبعتربة.
العامة للدولة حسب الشروط التالية: يواصل مؤقتًا تنفيذ إيرادات و نفقات اؼبيزانية ّ
-بالنسبة إذل اإليرادات طب ًقا للشروط و النسب و كيفيات التحصيل اؼبعموؿ هبا تطبي ًقا لقانوف
اؼباليّة السابق.
-بالنسبة لنفقات التسيَت يف حدود 1/12من مبلغ االعتمادات اؼبفتوحة بالنسبة إذل السنة اؼباليّة
للميزانية السابقة و ذلك شهريًّا و ؼب ّدة ثالثة أشهر.
مسَت
لكل ّ اؼبخصصة لكل قطاع و ّ ّ -بالنسبة العتمادات االستثمار و يف حدود ربع اغبصة اؼباليّة
كما تنتج عن توزيع اعتمادات الدفع اؼبتعلّق باؼبخطط السنوي للسنة اؼباليّة السابقة.
-يواصل تنفيذ مشاريع اؼبيزانية اؼبلحقة و اغبكاـ ذات الطابع التشريعي و اؼبطبّقة على اغبسابات
تسَتىا قبل بداية السنة اؼباليّة اعبديدة اػباصة للخزينة طب ًقا لألحكاـ التشريعيّة و التنظيميّة اليت ّ
للميزانية(.)1
()1ؿبمد الصغَت بعلي ،يسري أبو العالء ،مرجع سبق ذكره ،ص ،103ص.105
97
العامة.
-05تنفيذ الميزانية ّ
العامة للدولة ،أىم اؼبراحل و أكثر خطورة ،اؼبرحلة األخَتة من تعترب مرحلة تنفيذ اؼبيزانية ّ
مراحل اؼبيزانية ،و يقصد هبا وضع بنودىا اؼبختلفة موضع التنفيذ ،و زبتص هبا السلطة التنفيذية ،و
تشرؼ على ىذا التنفيذ وزارة اؼباليّة اليت تعترب أىم أجزاء اعبهاز اإلداري للدولة.
العامة من التطبيق النظري إذل حيز و دبعٌت آخر ،فإ ّف ىذه اؼبرحلة سبثّل انتقاؿ اؼبيزانية ّ
فتتوذل اغبكومة فبثّلة يف وزارة اؼباليّة ،ربصيل و جباية اإليرادات الواردة
التطبيق العملي اؼبلموسّ ،
تتوذل اإلنفاؽ على األوجو اؼبدرجة يف اؼبيزانية.
اؼبق ّدرة يف اؼبيزانية ،كما ّ
و لضماف تنفيذ اؼبيزانية يف األوجو احمل ّددة ؽبا ،فقد اقتضى األمر إهباد وسائل ـبتلفة ؼبراقبة
اؼبيزانية للتأ ّكد من مراعاة و احًتاـ اؼبكلّفُت بالتنفيذ كافة القواعد اؼباليّة أثناء فبارستهم لوظائفهم.
أ -عمليات تحصيل اإليرادات و النفقات:
عضوا من أعضاء السلطة التنفيذية مهمة تنفيذ اؼبيزانية ،عن تتوذل وزارة اؼباليّة ،باعتبارىا ً
ّ
طريق ذبميع إيرادات الدولة من ـبتلف مصادرىا و إيداعها يف اػبزينة العمومية أو يف البنك اؼبركزي
وف ًقا لنظاـ حسابات اغبكومة اؼبعموؿ بو ،كما يتم اإلنفاؽ يف اغبدود الواردة يف اعتمادات
اؼبيزانية ،و يتم تسجيل إيرادات الدولة يف خزانة الدولة أو البنك اؼبركزي ،و تسحب منها النفقات
اليت تلتزـ بدفعها.
و من ىنا فإ ّف عمليات تنفيذ اؼبيزانية تتمثّل يف أمرين :عمليات ربصيل اإليرادات ،و
عمليات النفقات.
ب -عمليات تحصيل اإليرادات:
العامة بواسطة موظفُت ـبتصُت يف وزارة اؼباليّة مباشرة أو تابعُت
يتم ربصيل اإليرادات ّ
عبهات حكوميّة تتبع وزارة اؼباليّة.
العامةتتمثّل يف:
و هبب مراعاة ع ّدة قواعد عامة يف عمليات ربصيل اإليرادات ّ
-أف يتم ربصيل اإليرادات يف مواعيد معينة و طرؽ معينة وف ًقا لنص القانوف.
اؼبشرع حق الدولة يف
-هبب ربصيل مستحقات الدولة فور نشوء حقوقها لدى الغَت و قد ضمن ّ
ربصيل إيراداهتا يف أسرع وقت فبكن ،بإعطاء اغبكومة حق امتياز على أمواؿ اؼبدين عن سائر
الدائنُت ،كما أعطاىا اغبق يف إجراء اغبجز اإلداري لتحصيل ديوهنا.
98
كما ميّز حق الدولة يف ربصيل دين الضريبة بتقريره أ ّف اؼبنازعة يف دين الضريبة ال يوقف
دفعها ّأوال ٍبّ التظلّم فيما بعد.
اؼبقرر ،ووف ًقا للقواعد التنظيمية ،الفصل يف عمليات
-لضماف دقة و سالمة التحصيل ،فإنّو من ّ
التحصيل بُت اؼبوظفُت اؼبختصُت بتحديد مقدار الضريبة ،و اآلخرين اؼبختصُت جببايتها.
جـ -عمليات صرف النفقات:
إ ّف إجازة السلطة التشريعية العتمادات النفقات ال يعٍت التزاـ الدولة بإنفاؽ كافة مبالغ
العامة يف حدود ىذه اؼببالغ
االعتمادات و لكنّو يعٍت اإلجازة و الًتخيص للدولة بأف تقوـ بنفقاهتا ّ
دوف أف تتع ّداىا بأي حاؿ من األحواؿ ،إالّ بعد اغبصوؿ على موافقة صروبة ،وف ًقا لإلجراءات
السلف بياهنا ،من السلطة التشريعية اؼبختصة بذلك و دبعٌت آخر فإ ّف الدولة تكوف غَت ملزمة
دائما عدـ إنفاؽ ىذه اؼببالغ كلّها أو بعضها إذا دل تدع
بإنفاؽ كافة اؼببالغ اؼبعتمدة بل تستطيع ً
إذل ذلك اغباجة.
و لضماف عدـ إساءة استعماؿ أمواؿ الدولة ،و التأ ّكد من إنفاقها على كبو مالئم ،فقد
العامة على أربع خطوات ىي:
نظم القانوف عمليات صرؼ األمواؿ ّ
د -االلتزام:
ينشأ االلتزاـ نتيجة قياـ السلطة اإلدارية بازباذ قرار لتحقيق عمل معُت يستلزـ انفاقًا من
العامة
جانب الدولة مثاؿ ذلك القرار الصادر بتعيُت موظف عاـ أو بالقياـ ببعض أعماؿ اؼبنفعة ّ
مثل إنشاء طرؽ أو اعبسور ...إخل و مثل ىطا القرار ،الذي يًتتب عليو ضرورة حدوث واقعة
ؾبرد زيادة أعباء الدولة و لكن لتحقيق أىداؼ معيّنة أي أ ّهنا هتدؼ
إنفاؽ ،ال يكوف الغرض منو ّ
العامة فااللتزاـ ىنا يعترب إرادي.
إذل ربقيق اؼبنفعة ّ
كما قد ينشأ االلتزاـ نتيجة واقعة معينة يًتتب عليها التزاـ الدولة بإنفاؽ مبلغ ما ،مثاؿ
ذلك تتسبّب سيارة حكوميّة يف إصابة مواطن ،فبّا يضطر الدولة على دفع مبلغ تعويض ،بالواقعة
ىنا مادية و غَت إراديّة.
و يف كلتا اغبالتُت فإ ّف االرتباط بالنفقة يعٍت القياـ بعمل من شأنو أف هبعل الدولة مدنية.
99
ىـ -التصفية:
بعد أف يتم االلتزاـ ،تأٌب اػبطوة الثانية اؼبتعلّقة بالتصفية أي بتحديد مبلغ النفقة الواجب
اؼبقرر يف اؼبيزانية مع
على الدولة دفعها فيتم تقدير اؼببلغ اؼبستحق للدائن و خصمو من االعتماد ّ
حىت يبكن إجراء اؼبقاصة بُت ضرورة التأ ّكد من أف شخص الدائن غَت مدين للدولة بشيء ّ
الدينُت.
يتعُت على دائن الدولة أف
اؼبقررة أف يكوف الدفع بعد انتهاء األعماؿّ ،
و من القواعد اؼباليّة ّ
ينهي أعمالو أوالً اليت تسبّبت يف دائنيو ،قبل أف تدفع لو الدولة اؼببالغ اؼبدينة هبا نتيجة ىذه
حىت تتم ّكن من ربديد مبلغ الدين على كبو فعلي. األعماؿّ ،
و -األمر بالدفع:
يتضمن
اؼبختصة ّ
ّ بعد أف يتم بتحديد مبلغ النفقة أو الدين ،يصدر قرار من اعبهة اإلدارية
أمرا بدفع مبلغ النفقة ،و يصدر ىذا القرار عادة من وزير اؼباليّة أو من ينوب عنو.
ً
ز -الصرف:
يقصد بالصرؼ أف يتم دفع اؼببلغ احمل ّدد يف األمر عن طريق موظّف تابع لوزارة اؼباليّة و من
اؼبقرر أف يقوـ بعمليّة الصرؼ موظّف غَت الذي يصدر عن أمر الدفع منعا للتالعب و غالبًا ما ّ
يتم ىذا يف صورة إذف على البنك اؼبركزي الذي ربتفظ فيو الدولة حبساباهتا.
و جدير بالذكر أ ّف اػبطوات الثالثة األوذل تتعلّق باالختصاص اإلداري اؼبتعلّق باعبهة
فإهنا تتعلّق باالختصاص اغبسايب اؼبتعلّق بوزارة اؼباليّة ،و ىذا الفصلاإلداريةّ ،أما اػبطوة األخَتة ّ
بُت االختصاصيُت اإلداري و اغبسايب من شأنو أف وب ّقق الضمانات الكافية ضد ارتكاب أي
ـبالفة مالية.
بعد استعراضنا عمليات ربصيل اإليرادات و عمليات النفقات فالسؤاؿ الذي يطرح نفسو
ماذا وبدث يف حالة عدـ مطابقة اؼبيزانية للواقع ،و بعبارة أخرى كيفية مواجهة االختالؼ بُت
العامة.
األرقاـ التقديرية و األرقاـ الفعلية للنفقات و اإليرادات ّ
-بالنسبة للنفقات:
اؼبخصص لنفقة معيّنة ال
ّ القاعدة اؼبتّبعة قاعدة زبصيص االعتمادات ،دبعٌت أ ّف االعتماد
هبوز استخدامو لنفقة أخرى إالّ بعد إجازة السلطة التشريعيّة لذلك ،و من ٍبّ فإنّو يف حالة ـبالفة
022
تقديرات النفقات للواقع ،فال يبكن التعديل يف التوزيع اؼبعتمد للنفقات سواء بالزيادة أو النقصاف
اؼبختصة بذلك ،و زبتلف اإلجراءات اؼبتّبعة للحصوؿ على اعتماد ّ إالّ دبوافقة السلطة التشريعيّة
العامة من دولة إذل أخرى ،فقد يسمح للسلطة من السلطة التشريعيّة بتعديل جانب من النفقات ّ
التنفيذية ،كما رأينا ،أف تنقل من بند إذل آخر داخل نفس الباب دوف موافقة سابقة من السلطة
التشريعيّة ،كما قد ىبصص يف ميزانية كل وزارة مبلغ من اؼباؿ بصفة احتياطية للسحب منو يف
حالة نقص النفقات اؼبق ّدرة من اؼبصروفات احمل ّققة ،على أف تأخذ الدولة بنظاـ اؼبيزانيات اؼبع ّدلة،
و مضمونة إذ ما تبنّت السلطة التنفيذية ضرورة ذباوز األرقاـ الفعلية عن األرقاـ التقديرية ،فال
تتق ّدـ بطلب االعتمادات إضافيّة ،و لكن عليها أف تتق ّدـ السلطة التشريعيّة دبيزانية كاملة
مصححة للميزانيّة األوذل ؼبناقشتها و اعتمادىا.
-بالنسبة لإليرادات:
فإ ّف ـبالفة تقديرات إيرادات الدولة لألرقاـ الفعليّة ال يثَت العديد من اؼبشاكل فيما إذا
تعلّق خبطأ يف تقدير حصيلة يف تقدير حصيلة كل نوع من أنواع اإليرادات اؼبختلفة ،إذ من
تعوض األخطاء بالنقص، اؼبتصور أف تعوض أخطاء التقدير بعضها البعض ،فاألخطاء بالزيادة ّ ّ
العامة و ىي
العامة وف ًقا للقاعدة اؼبتّبعة بالنسبة لإليرادات ّ
دوف أف يؤثّر ذلك على تنفيذ اؼبيزانيّة ّ
التصرؼ يف الزيادة اإلصباليّة
«قاعدة عدـ زبصيص اإليرادات» ّأما إذا تعلّق اػبطأ بالزيادة فإنّو يتم ّ
كل دولة على حدة. وف ًقا للنظم و القوانُت اؼبعموؿ هبا يف ّ
العامة بالنقصاف ،إذو تثور اؼبشكلة يف حالة اػبطأ يف تقدير اغبصيلة اإلصباليّة لإليرادات ّ
تضطر الدولة يف ىذه اغبالة إذل اللّجوء ؼبصادر غَت عاديّة لس ّد العجز يف اإليرادات ،مثل االقًتاض
أو اإلصدار النقدي.
العامة.
-06مراقبة الميزانية ّ
العامة و
ىبضع تنفيذ اؼبيزانية ألنواع متع ّددة من الرقابة قصد التح ّقق من التزاـ اؽبيئات ّ
العامة) بأحكاـ و قواعد القانوف اؼبتعلّق باؼبيزانيّة سواء ما تعلّق
أجهزة السلطة التنفيذيّة (اإلدارة ّ
العامة و حسن استعماؽبا ،و عدـ تبذيرىا و منها باإليرادات أو النفقات ،حفاظًا على األمواؿ ّ
تبديدىا و اختالسها.
020
العامة يتمثّل يف الرقابة اإلداريّة و رقابة الربؼباف و
الرقابة على تنفيذ اؼبيزانيّة ّ
لعل أىم صور ّ
و ّ
رقابة ؾبلس احملاسبة.
أ -الرقابة اإلدارية(contrôle administratif) :
العامة على بعضها البعض،
الرقابة اإلداريّة ىي تلك الرقابة اليت سبارسها ىيئات اإلدارة ّ
فهي إذف رقابة تتم داخل السلطة التنفيذيّة ،فبّا هبعلها داخليّة و ذاتيّة ،كما تكوف سابقة أو
الحقة.
خصوصا يبكن أف
ً العامة
عموما و يف ؾباؿ اؼباليّة ّ
الرقابة اإلداريّة ًكل ،فإ ّف أىم صور ّ
و على ّ
تأخذ األشكاؿ التاليّة:
الرقابة التلقائيّة (الذاتيّة)Autocontrôle :
ّ -
ربسس مواطن اػبلل و
معُت من أجل ّ حيث تقاـ آليات و قواعد داخل جهاز إداري ّ
إصالحها يف الوقت اؼبناسب مثل :سجل االقًتاحات ،التقييم الدوري و االجتماعات اؼبنتظمة
ؽبيئات اعبهاز اإلداري ...إخل.
ب -الرقابة الرئاسيّة« contrôle hiérarchique » :
التدخل للتعقيب
حق ّ زبوؿ القوانُت و األنظمة للرئيس اإلداري )ّ (supérieur
حيث ّ
على أعماؿ مرؤوسيو ) (subordonnésمن أجل اؼبصادقة عليها أو تعديلها أو إلغائها ،سواء
كاف ذلك من تلقاء نفسو أو بناء على تظلّم أو طعن رئاسي (Recours
).hiérarchique
ج -الرقابة الوصائيّةcontrôl de Tutelle :
بالرغم من االستقالؿ القانوين لبعض اؽبيئات اإلداريّة داخل السلطة التنفيذيّة دبوجب ّ
اكتساهبا الشخصيّة اؼبعنويّة (بلدية ،والية ،جامعة ...إخل) إالّ أ ّف ذلك االستقالؿ ليس مطلقا و
معُت من الرقابة و اإلشراؼ من طرؼ السلطة تاما حيث تبقى تلك األجهزة خاضعة لقدر ّ ال ً
الوصيّة ،مثل وصاية الوارل على أعماؿ البلدية ،إذ تنص اؼبادة 171من قانوف البلدية على ما يلي:
«يصدر رئيس اجمللس الشعيب البلدي حواالت الصرؼ ،و يبكن تفويض ىذا االختصاص،
إذا رفض رئيس اجمللس الشعيب البلدي ىذا االختصاص ،و إذا رفض ،رئيس اجمللس الشعيب البلدي
إصدار نفقة الزمة يتّخذ الوارل قر ًارا يقوـ مقاـ حوالة الرئيس ،طب ًقا للتشريعات السارية اؼبفعوؿ.».
020
الرقابة اؼباليّة» « lecontrôlefinancierاليت سبارسها
لعل أىم مظهر للرقابة اإلدارية ىو ّ
و ّ
العامة للماليّة
وزارة اؼباليّة و مصاغبها اؼبختلفة سواء على اؼبستوى اؼبركزي أو احمللي بواسطة اؼبفتشيّة ّ
أو اؼبراقبُت اؼباليُت ).(lescontrôleursfinanciers
023
العامة:
جـ -مناقشة بيان السياسة ّ
لعامة ،تعقبو مناقشة لعمل و أداء
تلتزـ اغبكومة بأف تق ّدـ كل سنة ،بيانًا عن السياسة ا ّ
اغبكومة ،ؼبعرفة مدى تنفيذ برنامج اغبكومة الذي كاف الربؼباف قد وافق عليو لدى تقديبو من طرؼ
اغبكومة بعد تعيينها.
commissiond’enquête -لجنة التحقيق:
يبكن كل غرفة من الربؼباف يف إطار اختصاصها ،أف تنشئ يف أي وقت عباف ربقيق يف
عامة.
قضايا ذات مصلحة ّ
العامة (اغبكومة) ،وب ّدد القانوف و
و ضمانًا لفعاليّة ىذه الوسيلة يف مراقبة عمل اإلدارة ّ
مهمتها يف
النظاـ الداخلي لغرفيت الربؼباف :كيفية تشكيل ىذه اللّجاف و إجراءات و وسائل أداء ّ
التحقيق و اغبماية اؼببسوطة على أعضائها و اعبزاءات اؼبًتتبة عن نتائج التحقيق ...إخل ،كما
تتجلّى رقابة الربؼباف.
يف مرحلة تنفيذ اؼبيزانية ،بصورة واضحة لدى مناقشة قانوف اؼباليّة التكميلي الذي تق ّدمو
اغبكومة للربؼباف أثناء السنة اؼباليّة بغرض تكملة أو تعديل بعض األوضاع اؼبستج ّدة.
-الرقابة الالّحقة (البعدية) :تنص اؼبادة 160من الدستور على ما يلي :
تقدـ اغبكومة لكل غرفة من الربؼباف عرضا على استعماؿ االعتمادات اؼبالية اليت أقرهتا لكل سنة
مالية
زبتم السنة مالية يف ما ىبص الربؼباف بالتصويت على قانوف يتضمن تسوية ميزانية السنة اؼبالية من
قبل كل غرفة من الربؼباف
يشكل قانوف ضبط اؼبيزانية الوثيقة اليت تثبت دبقتضاىا تنفيد قانوف اؼبالية وعند االقتضاء قوانُت
اؼبالية التكميلية أو اؼبعدلة خاصة لكل سنة مالية كما يلزـ القانوف اغبكومة بتقدًن البيانات
والوثائق اليت تسمح للربؼباف بالقياـ باؼبراقبة
العامة.
-08قانون ضبط الميزانية ّ
لكل
أقرهتا ّ
عرضا عن استعماؿ االعتمادات اؼباليّة اليت ّ
لكل غرفة من الربؼباف ً
تق ّدـ اغبكومة ّ
سنة ماليّة.
024
يتضمن تسوية ميزانية السنة
زبتتم السنة اؼباليّة فيما ىبص الربؼباف ،بالتصويل على قانوف ّ
اؼباليّة اؼبعينة من قبل كل غرفة من الربؼباف.
يشكل قانوف ضبط اؼبيزانية الوثيقة اليت يثبت دبقتضاىا تنفيذ قانوف اؼباليّة و عند االقتضاءّ
بكل سنة ماليّة ،كما يلزـ القانوف اغبكومة بتقدًن البيانات
قوانُت اؼباليّة التكميليّة أو اؼبع ّدلة اػباصة ّ
و الوثائق اليت تسمح للربؼباف بالقياـ باؼبراقبة(.)1
-0-08الرقابة بواسطة ىيئة مستقلّة:
العامة
الرقابة على تنفيذ اؼبيزانيّة ّتعترب ىذه الرقابة أكثر أنواع الرقابة فاعليّة ،و يقصد هبا ّ
مهمتها يف رقابة
للدولة عن طريق ىيئة مستقلّة عن كل من اإلدارة و السلطة التشريعيّة تنحصر ّ
تنفيذ اؼبيزانيّة و التأ ّكد من أ ّف عمليات النفقات و اإليرادات قد سبّت على النحو الصادرة بو إجازة
اؼبقررة يف الدولة.
التشريعيّة و طب ًقا للقواعد اؼباليّة ّ
تتوذل ىذه الرقابة ىيئة فنيّة خاصة ،تقوـ بفحص تفاصيل تنفيذ اؼبيزانية و و دبعٌت آخر ّ
مراجعة حسابات اغبكومة و مستندات التحصيل و الصرؼ و ؿباولة كشف ما تتضمنو من
ـبالفات و وضع تقرير شامل عن ذلك ،و بناء عليو تستطيع السلطة التشريعيّة فحص اغبساب
فحصا ج ّديًا رباسب على أساه اغبكومة من كافة اؼبخالفات اؼباليّة. اػبتامي ً
بالرقابة اؼبستقلّة من دولة ألخرى يف اعبزائر ؾبلس احملاسبة، و زبتلف ىذه اؽبيئة اليت تقوـ ّ
اؼبشرع اختصاص العامة ما عذا اغبسابات اليت يعطي ّ مهمة اغبكم على كافة اغبسابات ّ يتوذل ّّ
النظر فيها إذل جهات أخرى.
لك منها مستشار ،و يعمل هبا عدد من تتكوف ىذه احملكمة من ع ّدة دوائر يرأس ّ و ّ
احملاسبُت يتولّوف ربضَت التقارير احملاسبيّة و الفنيّة اليت تطلبها منهم احملكمة ،و يبثّل اغبكومة هبا
نائب عاـ و ؿباموف عامُت و يشمل عمل ىذه اؽبيئة يف أمرين:
أوالً:
بعد قياـ احملاسبُت بتقدًن حسابات الوزارات و اؼبصاحل اؼبختلفة إذل احملكمة ،فإ ّهنا تقوـ
بتوزيع تلك اغبسابات على دوائرىا للقياـ بفحصها و مراجعتها للتأ ّكد من سالمتها و عدـ
خروجها على إجازة السلطة التشريعيّة للميزانيّة أو ـبالفتها للقواعد اؼباليّة اؼبعموؿ هبا فإذا قضت
()1ؿبمد الصغَت بعلي ،يسري أبو العالء ،مرجع سبق ذكره ،ص ،113ص.117
025
ذمة احملاسبّ ،أما إذا دل تكن اغبسابات
بسالمة تلك اغبسابات فإ ّهنا تصدر حكمها برباءة ّ
سليمة فإ ّف ىذا ال ىبرج عن احد أمرين:
األول :أف تكوف باغبسابات زيادة يف اإليرادات أو نقص يف النفقات السابق تقديرىا ،و ىنا ّ
تصدر احملكمة حكمها بأ ّف اغبسابات يف حالة فائض أي برباءة احملاسب.
و الثاني :أف تكوف باغبسابات عجز نتيجة قلّة اإليرادات أو زيادة يف النفقات السابقة اعتمادىا،
و يف ىذه اغبالة تصدر احملكمة حكمها بأ ّف اغبسابات يف حالة عجز أي بإدانة احملاسب ،و يلزـ
برد مبالغ العجز إذل اػبزينة الدولة.
جربا دوف أي إجراء واقف ؽبذا التنفيذ و يكوف للمحاسب حق و يبكن التنفيذ على أموالو ً
الطعن يف حكم احملكمة عن طريق التماس إعادة النظر أو عن ىذا النقص ،إذا أثبت أنّو مسؤوؿ
عنو فإنّو يتم إخالء مسؤوليتو عن ىذا العجز.
و من ىنا جاءت تستم ّد تسميتها دبحكمة اغبسابات.
ثانيًّا:
يتضمن ماالً اكتشفتو منّ أ ّف احملكمة باعتبارىا ىيئة تقنية تقوـ بوضع تقرير سنوي
ـبالفات صادرة من الوزارات أو اؼبوظفُت التابعُت ؽبم أثناء فبارستها لعملها ،و تق ّدمو إذل رئيس
حىت يتم ّكنوا بناءً عليو من مناقشة
الدولة الذي يأمر بدوره توزيعها على أعضاء السلطة التشريعيّة ّ
بكل ما
أيضا ّاغبساب اػبتامي للدولة بصورة فعليّة ،باإلضافة على ذلك تقوـ ؿبكمة احملاسب ً
العامة.
ربريات و حبوث متعلّقة دبسائل اإليرادات و النفقات ّ تطلبو منها السلطة التشريعيّة من ّ
-0-08الرقابة الماليّة و المحاسبيّة:
يقصد هبا قياـ ؾبلس احملاسبة دبراقبة اإليرادات و النفقات اليت تتضمنها حسابات الدولة،
للتأ ّكد من تنفيذىا بصورة سلميّة دوف ارتكاب إذل ـبالفات للقواعد اؼباليّة ،و مراجعة حسابات
اؼبعاشات و التأمينات االجتماعيّة و فحص القرارات اؼبتعلّقة بشؤوف العاملُت و مراجعة حسابات
السنويّة و السلف و القروض و التسهيالت االئتمانية و الرقابة على اؼبخازف و مراجعة اغبسابات
اػبتاميّة للشركات و منشآت القطاع العاـ و بفحص سجالّت و دفاتر و مستندات التحصيل و
الصرؼ و كشف حوادث االختالس و االنباؿ و اؼبخالفات اؼباليّة و حبث أسباهبا و وسائل
تالقيها مستقبالً ،و دبراجعة تقارير مراقيب اغبسابات و الشركات اليت تدخل يف اختصاصو و ىبتص
026
اعبهاز بفحص و مراجعة كل حساب أو عمل آخر يعهد إليو بفحصو أو مراجعتو من رئيس
اعبمهوريّة أو ؾبلس الشعب أو رئيس الوزراء و يبلغ رئيس اعبهاز مالحظاتو على اعبهة طالبة
مهمتو أف يفحص السجالت و اغبسابات و البحث.و يكوف جمللس احملاسبة يف سبيل تأدية ّ
اؼبستندات اؼبؤيّدة ؽبا و أي مستندات أو سجل أو أوراؽ أخرى يرى لزومها للقياـ باختصاصاتو
وبق لو معاينة و تفتيش األعماؿ للتأ ّكد من أ ّف اؼبصروفات صرفت يف
على الوجو األكمل ،كما ّ
اؼبقررة لو من جهة ،و لتقييم نتائجها من جهة أخرى(.)1
الوجو ّ
الرقابة التقنيّة:
ّ -3-08
العامة و شركاهتا فيما يتعلّق
تصرفات اؼبشرفُت على اؽبيئات ّ يكوف جمللس احملاسبة أف يقيّم ّ
التصرفات سليمة من الناحية اؼباليّة و
بأعماؿ اإلدارة و التنظيم ،إذ من اؼبمكن أف تكوف ىذه ّ
احملاسبيّة و لكنّها معينة من الناحية الفنيّة ،لكوهنا تراعي تنظيم العمل بأسلوب اقتصادي مقبوؿ فبّا
يستلزـ مراجعتو غبسابات تكاليف أعماؿ ىذه اعبهات و مراجعة نتائج أعماؽبا و ربديد العائد
العامة ،أي أ ّف
منها ،و تقدًن ىذا العائد اقتصاديًّا يف ضوء ما سبق ربديده يف اػبطّة االقتصاديّة ّ
العامة من الناحيّة اؼباليّة و اغبسابيّة و كذلك الناحيّة
من مهاـ ؾبلس احملاسبة متابعة تنفيذ اؼبيزانيّة ّ
اؼبرجوة لو دوف تبذير أو إسراؼ ،و يقوـحىت يتأ ّكد من أ ّف نتائج اإلنفاؽ تتّفق مع النتائج ّ التقنيّةّ ،
اعبهاز بوضع تقارير كل ثالثي إذل جانب تقارير سنويّة عن نتائج أعمالو و مسؤوليّاتو.
بالرقابة الالّحقة على و يتّضح فبّا سبق أ ّف اختصاصات و أعماؿ ؾبلس احملاسبة تتعلّق ّ
تنفيذ اؼبيزانيّة و ليست رقابة سابقة عليو.
الرقابة السالفة الذكر ،اإلداريّة و التشريعيّة و اؼبستقلّة ،يبكن
استنادا إذل كافة أنواع ّ
ً أخَتا
و ً
بالرقابة السابقة على الصرؼ بينما يقوـ ؾبلس احملاسبة القوؿ بأ ّف وزارة اؼباليّة ىي اليت تقوـ ،عاد ًة ّ
بالرقابة الالّحقة على الصرؼ(.)2 ّ
( )1
العامة ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،الطبعة السابعة ،2016 ،ص.83
حسُت مصطفى حسُت ،اؼباليّة ّ
()2ؿبمد عباس ؿبرزي ،مرجع سبق ذكره ،ص ،457ص.461
027
المراجع:
العامة ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،الطبعة السابعة.2016 ، -1حسُت مصطفى حسُت ،اؼباليّة ّ
العامة ،منشورات اغبليب اغبقوقية ،بَتوت ،لبناف، -2سوزي عدرل ناشد ،أساسيات اؼباليّة ّ
.2009
العامة ،الطبعة األوذل ،دار صفاء للنشر و التوزيع ،عماف.2009 ،
-3طارؽ اغباج ،اؼباليّة ّ
العامة ،دار زىراف للنشر و التوزيع،
-4عبد الغفور إبراىيم أضبد ،مبادئ االقتصاد و اؼباليّة ّ
عماف ،األردف.
العامة ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،الطبعة الثانية ،الساحة اؼبركزية ،بن
-5علي زغدود ،اؼباليّة ّ
عكنوف ،اعبزائر.2006 ،
العامة ،عادل الكتب اغبديث ،إربد ،عماف ،األردف.2008 ، -6فليح حسن خلف ،اؼباليّة ّ
العامة ،دار العلوـ للنشر و التوزيع.2003 ،
-7ؿبمد الصغَت بعلي ،يسري أبو العالء ،اؼباليّة ّ
العامة -اؼبيزانية
العامة -اإليرادات ّ
العامة ،النفقات ّ
-8ؿبمد عباس ؿبرزي ،اقتصاديات اؼباليّة ّ
العامة للدولة ،ديواف اؼبطبوعات اعبامعية ،الساحة مركزية ،بن عكنوف -اعبزائر.2003 ،
ّ
028
الفهرس:
الصفحة العنوان
مقدمة
1 الفصل األول :التطور التاريخي للمالية العامة وعالقتها بالتخصصات االخرى
2 نشأة وتطور اؼبالية العامة -1
2 اؼبالية العامة يف العصور القديبة -1-1
2 اؼبالية العامة يف العصور الوسطى -2-1
4 اؼبالية العامة يف االسالـ -3-1
5 اؼبالية العامة يف النظاـ الرأظبارل -4-1
7 اؼبالية العامة يف النظاـ االشًتاكي -5-1
8 عالقة اؼبالية بالعلوـ األخرى -2
8 اؼبالية العامة واالقتصاد -1-2
9 اؼبالية العامة واالحصاء -2-2
9 اؼبالية العامة والقانوف -3-2
11 اؼبالية العامة وعلم االجتماع والسياسة -4-2
11 اؼبالية العامة واحملاسبة -5-2
12 الفصل الثاني :النفقات العامة
12 مفهوـ النفقات العامة -1
13 مفهوـ النفقات اػباصة -2
13 ؿبددات االنفاؽ العاـ -3
15 تقسيمات النفقات العامة -4
15 -1-4التقسيم النظري العلمي للنفقات العامة
17 -2-4التقسيم العملي للنفقات العامة
18 ظاىرة ازدياد النفقات العامة -5
23 اآلثار االقتصادية واالجتماعية للنفقات العامة -6
029
34 تقسيم النفقات العامة يف اؼبيزانية اعبزائرية -7
38 الفصل الثالث :االيرادات العامة
38 مفهوـ االيرادات العامة -1
39 أنواع االيرادات العامة -2
39 معايَت تصنيف االيرادات العامة -3
41 تقسيم الدومُت(األمالؾ الوطنية) -4
42 الدومُت اػبدماٌب -5
43 الدومُت التجاري -6
43 االيرادات من الضرائب -7
43 -1-7تعريف الضريبة
44 -2-7القواعد العامة (اؼببادئ العامة للضريبة)
45 أىداؼ الضرائب -8
46 الوعاء الضرييب -9
47 -10الضرائب اؼبباشرة والضرائب غَت اؼبباشرة
48 -11معيار التمييز
48 -12تقدير الضرائب اؼبباشرة وغَت اؼبباشرة
49 -13الضريبة على رأس اؼباؿ والضريبة على الدخل والضريبة على االنفاؽ
51 -14طرؽ تقدير اؼبادة اػباضعة للضريبة
53 -15حساب الضريبة
54 -16التهرب واالزدواج الضرييب
55 -1-16مفهوـ التهرب الضرييب
58 -17االزدواج الضرييب
59 -1-17أنواع االزدواج الضرييب
61 -18أسباب انتشار االزدواج الضرييب
62 -19االزدواج الناشئ عن نفس السلطة
002
64 -20اآلثار االقتصادية للضرائب
65 -21االيرادات من الرسوـ
66 -1-21مفهوـ الرسم
67 -2-21أنواع الرسوـ
67 -22طرؽ دفع الرسوـ
67 -23تعريف االتاوة
69 -24الثمن العاـ
69 -25االيرادات من القروض العامة
69 -1-25تعريف القرض
70 -2-25خصائص القرض العاـ
70 -26أسباب اللجوء اذل القروض العامة
71 -27أنواع القروض العامة
74 -28اصدار القروض وشروطها
75 -29اآلثار االقتصادية للقروض العامة
77 -30ايرادات الدولة النقدية
78 الفصل الرابع :الميزانية العامة للدولة
79 مفهوـ اؼبيزانية العامة -1
79 اؼبوازنة العامة نظرة توقعية مستقبلية -2
80 اؼبيزانية العامة واؼبيزانية اػباصة -3
80 اؼبيزانية واحملاسبة الوطنية -4
81 عناصر اؼبيزانية -5
81 الطبيعة القانونية للميزانية العامة -6
82 أنبية اؼبيزانية العامة -7
82 اؼبوازنة العامة -8
83 مراحل اعداد اؼبوازنة العامة -9
000
84 -10اؼببادئ العامة اليت ربكم ربضَت اؼبيزانية العامة
88 -11اؼبفهوـ التقليدي ؼببدأ توازف اؼبيزانية العامة
89 -12اؼبفهوـ اغبديث ؼببدأ توازف اؼبيزانية العامة
92 -13اعداد وتنفيذ اؼبيزانية العامة
95 -14اعتماد اؼبيزانية العامة
98 -15تنفيذ اؼبيزانية العامة
101 -16مراقبة اؼبيزانية العامة
103 -17الرقابة أثناء تنفيذ اؼبيزانية
104 -18قانوف ضبط اؼبيزانية العامة
000