You are on page 1of 114

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة قسنطينة ‪ 20‬عبد الحميد مهري‬


‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫محاضرات في المالية العامة‬


‫موجهة الى طلبة السنة الثانية علوم اقتصادية‬

‫من اعداد األستاذ ‪ :‬زواش زىير‬

‫السنة الجامعية‪0209-0208 :‬‬


‫مقدمة‬
‫اغبمد هلل الذي أعانٍت على تقدًن ىذه اؼبطبوعة لطلبة السنة الثانية علوـ االقتصادية‪ ،‬بعد‬
‫العامة‪ ،‬فال ىبتلف اثناف أف‬
‫التأكد من أف الطالب حباجة إذل مرجع يعينو على فهم مقياس اؼباليّة ّ‬
‫مقياس اؼبالية العامة ىو من أىم اؼبقاييس اؼبدرسة على االطالؽ ذلك أنو يرتبط بأحد اجملاالت‬
‫األكثر حساسية واألكثر تعقيدا وتشعبا‪ ،‬فاغبديث عن اؼبالية العامة ىو اغبديث عن ؾباالت‬
‫متعددة يف االقتصاد السياسي‪ ،‬الفكر االقتصادي‪ ،‬القانوين ( قانوف اؼبالية )‪ ،‬اعبانب السياسي‬
‫والسياسات االقتصادية واؼبالية باعتبار أف اؼبالية العامة ىي أحد األدوات االساسية لتجسيد‬
‫طموحات أي بلد من ناحية النمو واالستقرار االقتصاديُت دبعٌت أهنا أحد االدوات االساسية‬
‫لتجسيد السياسة االقتصادية اؼبالية‪ ،‬الضريبية ورافد من روافد السياسة النقدية‪.‬‬
‫وىذه اؼبطبوعة تتكوف من ؿباضرات ودروس موزعة عرب أربعة فصوؿ‪ ،‬حيث نتناوؿ يف الفصل‬
‫العامة يف األنظمة اؼبختلفة وعالقتها بالعلوـ األخرى‪ ،‬بغرض ترتيب‬
‫األوؿ‪ ،‬التطور التارىبي للمالية ّ‬
‫العامة يف واقع األمر‪ ،‬ألي‬
‫أساسا يف أف التطور التارىبي للمالية ّ‬
‫األفكار إليصاؿ فكرة لطلبة سبثلت ً‬
‫دولة كانت مهما بلغت درجة تطورىا و تقدمها أو زبلفها و مهما اختلف نظاـ اغبكم فيها‪ ،‬و‬
‫لكن األمر ىبتلف أسلوب الدولة يف اغبصوؿ على األمواؿ و إنفاؽ اؼباؿ العاـ‪ ،‬الفصل الثاين‬
‫العامة و اػباصة‪ ،‬و أنواعها و تقسيمها و آثارىا‬ ‫العامة مفهوـ النفقات ّ‬ ‫يتضمن النفقات ّ‬
‫االقتصادية و االجتماعية‪ ،‬و اؽبدؼ من ىذا الفصل ىو إيصاؿ الفكرة للطالب األسباب وراء‬
‫العامة حيث تضمن ىذا الفصل‬ ‫تطور وظائف الدولة‪ ،‬الفصل الثالث اإليرادات ّ‬ ‫تزايد النفقات عرب ّ‬
‫العامة‪ ،‬كما نعرج إذل ضرائب باعتبارىا اؼبصدر األساسي اليت تعتمد عليها‬ ‫مفهوـ اإليرادات ّ‬
‫العامة للدولة و دراسة اؼببادئ‬
‫العامة يف األخَت الفصل الرابع نعرج إذل دراسة اؼبيزانية ّ‬ ‫اؼباليّة ّ‬
‫العامة‪ ،‬و كيفية إعدادىا و تنفيذىا‪ ،‬وصوالً إذل حالة توازف‪،‬‬
‫األساسية اليت ترتكز عليها اؼبيزانية ّ‬
‫تتبٌت صالحية إعداد‬
‫العامة اليت تضعها الدولة‪ ،‬و اليت ّ‬
‫باإلضافة إذل وجود استثناءات يف اؼبيزانية ّ‬
‫العامة و تنفيذىا من طرؼ اغبكومة و السلطة التنفيذية و اؼبصادقة عليها من طرؼ الربؼباف‬
‫اؼبيزانية ّ‬
‫أو السلطة التشريعية‪.‬‬
‫التطور التاريخي للمالية العا ّمة و عالقتها بالعلوم األخرى‬
‫األول‪ّ :‬‬
‫الفصل ّ‬
‫العامة بظهور اغبضارات القديبة‪ ،‬و اليت كانت فيها أنظمة مالية تعاجل اإليرادات‬
‫ارتبطتاؼباليّة ّ‬
‫تطور‬
‫و النفقات‪ ،‬لذلك سنحاوؿ من خالؿ ىذا الفصل معرفة السياؽ الزمٍت و التارىبي لنشأة و ّ‬
‫العامة و معرفة اعبذور اغبقيقية و اؼبراحل اليت عرفتها‪ ،‬فضالً معرفة عالقتها دبختلف‬ ‫اؼباليّة ّ‬
‫التخصصات األخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫تطور الماليّة ّ‬
‫‪ -0‬نشأة و ّ‬
‫العامة‪ ،‬و ؽبذا فقد ارتبط ظهورىا بظهور‬
‫من اؼبسلم بو أنو ظهور الدولة قبل ظهور ماليتها ّ‬
‫اغبضارات القديبة‪.‬‬
‫العامة في العصور القديمة‪.‬‬
‫‪ -0-0‬الماليّة ّ‬
‫عرفت األنظمة اؼباليّة عند الفراعنة و اليوناف و الروماف‪ ،‬كذلك يف بالد فارس و اؽبند و‬
‫الصُت‪ ،‬و قد اتسمت تلك االمرباطوريات بكثرة اغبروب فيما بينها باإلضافة إذل كثرة الثورات‬
‫الداخلية‪ ،‬و كما ىو معلوـ فإ ّف اغبرب حباجة إذل ذبهيز ؽبا‪ ،‬فالدولة الغازية حباجة إذل أمواؿ لبناء‬
‫اعبيش‪ ،‬كما أهنا و بنفس الوقت حباجة إذل بناء القالع و اغبصوف غبماية نفسها من أي عدواف‬
‫خارجي‪ ،‬ىذا باإلضافة إذل حاجة الدولة للماؿ كي ربافظ على األمن الداخلي و االستقرار‬
‫السياسي‪ ،‬و دبا أ ّف اؼبيزة األساسية كما ذكرنا لتلك االمرباطوريات ىو كثرة اغبروب‪ ،‬فإ ّف اغباجة‬
‫دائما وبتفل باالنتصار‪ ،‬من ىنا‬‫دائما قائمة‪ ،‬ليس ىذا فحسب بل أف اؼبنتصر ً‬ ‫إذل اؼباؿ كانت ً‬
‫كانت اغباجة إذل اؼباؿ للقياـ باالحتفاالت الرظبية و اػباصة باغباكم‪ ،‬فكانت سلطة اغباكم يف‬
‫العامة أو بعبارة‬
‫تلك الفًتة مطلقة و ال يوجد ىناؾ فرؽ بُت حاجات اغباكم اػباصة و اغباجات ّ‬
‫أخرى ال يوجد فرؽ بُت حاجاتو الفردية و حاجات اغباكم‪ ،‬و من ىنا كاف ال ب ّد من وجود‬
‫أنظمة مالية عبارة عن تعليمات و أوامر و توجيهات من اغباكم‪ ،‬تعاجل فقط التفكَت دبسار‬
‫اإليرادات و أوجو النفقات بُت اغباجات اغباكم الفردية و حاجات اغبكم‪ ،‬فالنفقات كانت ال‬
‫لعامة بل ؼبصلحة اغباكم اػباصة‪.‬‬
‫تصب للمصلحة ا ّ‬
‫العامة في العصور الوسطى‪:‬‬
‫‪ -0-0‬الماليّة ّ‬
‫تطور اجملتمعات و ظهور نظاـ االقطاع يف العصور الوسطى من (القرف اػبامس)‪ ،‬اهنيار‬
‫مع ّ‬
‫االمرباطورية الرومانية و حىت القرف اػبامس عشر اهنيار نظاـ االقطاع‪ ،‬برز طبقتُت يف اجملتمع نبا‬
‫طبقة السادة االقطاعيُت و طبقة أرقاء األراضي و الفالحُت‪ ،‬فالعالقات االجتماعية و االقتصادية‬
‫و اؼباليّة كانت تقوـ على أساس التقسيم الطبقي‪ ،‬السابق الذكر‪ ،‬يف ىذه اؼبرحلة ًبّ اكتشاؼ‬
‫أمريكا‪ ،‬األمر الذي جعل وجود العبيد نادر عند االقطاعي بسبب بيعهم يف القارة اعبديدة‬
‫اؼبكتشفة‪ ،‬حيث ًبّ تأجَت األراضي للفالح مقابل ريع عيٍت أو نقدي جراء قياـ األخَت بفالحة‬
‫األراضي‪ ،‬فظهر ما يطلق بنظاـ الدومُت‪ ،‬و الذي ضبل عالقات سياسية و إنتاجية و مالية و‬

‫‪0‬‬
‫اجتماعية جديدة‪ ،‬و برز طبقة السادة اؼبالكُت ألراضي من االقطاعُت‪ ،‬فالدومُت عبارة عن قطعة‬
‫عبيدا و أحر ًارا على أف تعود الغلة لصاحب‬
‫من األراضي ىبصها لنفسو و تزرع بواسطة فالحي ً‬
‫األرض‪.‬‬
‫العامة‪:‬‬
‫من ىنا أصبحت اؼبصادر الرئيسية لإليرادات ّ‬
‫‪ -‬الدومُت‪.‬‬
‫‪ -‬الضرائب اؼبفروضة على الفالحُت يف الدومُت مقابل توفَت اغبماية ؽبم من قبل صاحب األرض‪.‬‬
‫و من أىم مصادر اإليراد ىذه الفًتة‪:‬‬
‫تنوعت نذكر من أنبها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الضرائب‪ :‬فقد تع ّددت و ّ‬
‫‪ -‬ضريبة األراضي‪ :‬كانت جبايتها بشكل نقدي أو عيٍت على حد سواء و اؼبسؤولية يف جبايتها‬
‫كانت تضامنية‪ ،‬فكل والية أو مقاطعة أو إقليم هبىب منها ضريبة و يساىم كل من يقطنها يف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة الرؤوس‪ :‬كانت تفرض على األفراد باستثناء طبقة األحرار و رجاؿ الدين‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة اؼباشية‪ :‬و كانت تفرض على كل رأس من اؼباشية‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة اؼبباين‪ ،‬ضرائب اؼبهن و األلقاب الرظبية‪.‬‬
‫‪ -‬أعماؿ السخرة‪ :‬األعماؿ غَت اؼبأجورة إذ كاف ىبصص عدد من األياـ يف األسبوع للعمل لدى‬
‫اغباكم دوف مقابل باإلضافة إذل الوظائف غَت اؼبأجورة مثل وظيفة اؼبأمور و ؿبصل الضرائب‪.‬‬
‫و من أىم النفقات سبثلت فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اإلنفاؽ على ذبهيز اعبيش للقياـ بالغزوات و بناء اغبصوف و القالع‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنفاؽ على الشؤوف الداخلية و الثورات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنفاؽ على أمن اغباكم و مصاغبو و احتفاالتو اػباصة‪.‬‬
‫و كخالصة ؽبذه اؼبرحلة حيث اتّسمت بكثرة اإليرادات اليت كانت ال تكفي لتلبية‬
‫حاجات اغباكم اؼبتزايدة و ال تكفي للتجهيز اؼبستمر للحروب للقياـ بالغزوات و قمع الثورات‬
‫الداخلية‪ ،‬فضالً على عدـ التمييز‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العامة في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -3-0‬الماليّة ّ‬
‫إ ّف اغبديث عن النظاـ اؼبارل يف اإلسالـ‪ ،‬ال يبكن أف نوفيو ح ّقو يف ىذا اعبزء البسيط‪ ،‬لذا‬
‫العامة يف النظاـ اإلسالمي‪:‬‬
‫العامة و النفقات ّ‬
‫سنحاوؿ إلقاء الضوء على اإليرادات ّ‬
‫‪ -‬مصادر تمويل الدولة اإلسالمية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الزكاة‪ :‬ىي فريضة و إحدى أركاف اإلسالـ اػبمسة‪ ،‬كما أهنا تطهر النفس‪ ،‬و ىي تلزـ‬
‫األوؿ أسلوب الًتغيب‬‫اؼبسلمُت بالزكاة و يعُت من يقوـ جببايتها‪ ،‬و للوصوؿ إليها أسلوباف‪ّ :‬‬
‫بالثواب و األجر و اغبسنات‪ ،‬و الثاين أسلوب الًتىيب من عذاب اهلل ؼبن امتنع عن دفعها‪ ،‬و‬
‫تفرض الزكاة على كل شيء يع ّد أصالً من أصوؿ اؼبنافع اؼبتبادلة يف اغبياة الدنيا مثل (اإلبل‪،‬‬
‫البقر‪ ،‬الغنم‪ )... ،‬و ما أشبهها‪ ،‬و من النقود الذىب و الفضة و ما شابو ذلك‪ ،‬و من الطعاـ‬
‫(التمر‪ ،‬قمح‪ )... ،‬و كبوىا‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخراج‪ :‬تفرض على األراضي اليت فتحها اؼبسلموف ً‬
‫صلحا و عنوة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬عشور التجارة‪ :‬و ىي ضرائب على ذبارة اؼبسلمُت و أىل الذمة اغبرب إذا مروا بتجارهتم يف‬
‫أرض اؼبسلمُت‪ ،‬و ذلك مقابل ضباية الدولة اإلسالمية للتجار و ذبارهتم‪ ،‬و ىي على اؼبسلمُت‬
‫زكاة و على أىل الذمة فإ ّف عليهم يف ذبارهتم نصف العشر من قيمتها من اغبوؿ إذل اغبوؿ‪ ،‬و ّأما‬
‫احملارب فعليو العشر الكامل‪.‬‬
‫جـ‪ -‬الجزية‪ :‬مبلغ من اؼباؿ يفرض على رؤوس أىل الذمة الذين دخلوا حوزة اؼبسلمُت‪ ،‬و ال‬
‫يوجد ربديد ؽبذا اؼببلغ اؼبارل‪ ،‬فقد يزيد أو ينقص حسب األوضاع و األحواؿ اليت يق ّدرىا وارل‬
‫اؼبسلمُت‪.‬‬
‫د‪ -‬خمس الغنائم‪ :‬اليت يستورل عليها اؼبسلمُت من جيوش اؼبشركُت‪ ،‬هلل و لرسولو و لذوي القرىب‬
‫و اليتامى و اؼبساكُت و ابن السبيل‪ ،‬أربع أطباس الغنائم الباقية للمقاتلُت يف سبيل اهلل الذين‬
‫حصلوا عليها‪.‬‬
‫‪ -‬أوجو اإلنفاق العام‪:‬‬
‫حق الزكاة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنفاؽ على من ؽبم ّ‬
‫‪ -‬اإلنفاؽ على الولد و األىل و ذوي القرىب‪ ،‬دبا يتناسب مع اؼبقدرة على ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنفاؽ كصدقة ؼبن ىو حباجة ؽبا من الفقراء و اؼبساكُت و ابن السبيل‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫العامة (صناعة‪ ،‬زراعة‪ ،‬ذبارة‪.)... ،‬‬
‫‪ -‬اإلنفاؽ خدمة اؼبصلحة ّ‬
‫‪ -‬اإلنفاؽ على مرافق الدولة و أمنها‪.‬‬
‫‪ -‬اإلنفاؽ على التنمية و التطوير(‪.)1‬‬
‫العامة في النظام الرأسمالي‪:‬‬
‫‪ -4-0‬الماليّة ّ‬
‫العامة يف ىذا النظاـ من خالؿ مرحلتُت رئيسيتُت‪ :‬األوذل مرحلة‬‫يبكننا معاعبة اؼباليّة ّ‬
‫االقتصاد اغبر و الثانية مرحلة التدخل و سنحاوؿ إعطاء فكرة عن الطبيعة اؼباليّة يف كل مرحلة‪.‬‬
‫العامة التقليدية (الحيادية)‪:‬‬
‫أ‪ -‬مرحلة االقتصاد الحر الماليّة ّ‬
‫و يطلق عليها (الدولة اغبارسة)‪ ،‬و لقد ساد مفهوـ السياسة احملايدة يف القرف السابع عشر‬
‫و الثامن عشر عندما سادت أفكار النظرية الكالسيكية اليت كانت تقوـ على أساس ترؾ النشاط‬
‫االقتصادي لألفراد دوف تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي على أف تقتصر تدخلها أو وظيفتها‬
‫العامة‪،‬‬
‫األساسية على توفَت األمن و اغبماية والعدالة و الدفاع والسهر على استمرارية بعض اؼبرافق ّ‬
‫أي أهنا ربرس النشاط االقتصادي دوف التدخل يف اآللية اليت يعمل هبا‪ ،‬باؼبقابل مبدأ (اغبياد‬
‫اؼبارل) أي ربديد اإليرادات اليت يبكن اغبصوؿ عليها‪ ،‬للوفاء بالتزامات الدولة ألداء وظيفتها‪ ،‬دوف‬
‫اغبصوؿ على أكثر من ذلك‪ ،‬و اؽبدؼ من السياسة اؼباليّة و النظاـ اؼبارل يف ىذه اؼبرحلة ىو‬
‫إحداث التوازف على مستوى اؼبيزانية العامة (اؼبيزاين)‪ ،‬و ترؾ التوازف االقتصادي و االجتماعي‬
‫يتحقق من خالؿ يد خفية توفّق بُت مصاحل األفراد و مصاحل اجملتمع(‪.)2‬‬
‫اف ىذا االذباه ينعكس حتما يف طبيعة االيرادات والنفقات فالدين العاـ لدى الكالسيك ىو‬
‫عبارة عن االيراد غَت اغبقيق كما أف تدخل الدولة أمر غَت مرغوب فيو ألنو يؤدي اذل اختالؿ‬
‫التوازف االجتماعي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرحلة الدولة المتدخلة‪:‬‬
‫جاءت ىذه اؼبرحلة كنتيجة لألزمة اليت أعقبت اغبرب العاؼبية األوذل و اليت سبيزت بإعادة النظر‬
‫يف معظم اؼببادئ اؼباليّة الكربى للنظرية الكالسيكية‪ ،‬وتركت الدولة الليبَتالية مكاهنا للدولة‬

‫( ‪)1‬‬
‫ةالعامة‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،0229 ،‬ص‪ ،03‬ص‪.09‬‬
‫طارؽ اغباج‪ ،‬اؼباليّ ّ‬
‫( ‪)2‬‬
‫ةالعامة‪ ،‬دار زىراف للنشر و التوزيع‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،0229 ،‬ص‪.006‬‬
‫عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مبادئ االقتصاد و اؼباليّ ّ‬

‫‪5‬‬
‫اؼبتدخلة عقب األزمة االقتصادية الكربى سنة ‪ ،1929‬و من خالؿ ىذا الشك يبكن ؽبا أف‬
‫تتدخل لتسَت‪ ،‬توجو أو ترفع من أداء االقتصاد‪.‬‬
‫العامة من حالة العزلة اؼبفروضة عليها من قبل اؼبنظرين‬‫و يف ىذا اإلطار‪ ،‬خرجت اؼباليّة ّ‬
‫الكالسيك و اليت قالوا بتحييدىا عن اجملاؿ االقتصادي و أخذت يف لعب دور ىاـ و حاسم يف‬
‫العامة‬
‫التنمية و التعديل االقتصادي إذل جانب إعادة توزيع الدخل الوطٍت و أضحت بالتارل اؼباليّة ّ‬
‫أداة رئيسية من أدوات السياسة االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫و اعتمد تدخل الدولة داخل االقتصاد على ركائز نظرية غذهتا آراىا و اجتهادات العديد‬
‫من اؼبفكرين أشهرىم على اإلطالؽ االقتصادي اإلقبليزي «جوف مينارد كينز»‪ ،‬الذي وضع‬
‫مبادئ التدخل التعديلي للدولة للتقليص و القضاء على البطالة و بعث التشغيل الكامل(‪.)1‬‬
‫العامة يف التشغيل و الفائدة و النقود» سنة‬ ‫عرب عن رأيو يف كتاب «النظرية ّ‬ ‫الذي ّ‬
‫‪ .1936‬و دعى الدولة إذل التدخل يف اغبياة االقتصادية و االجتماعية لتحقيق األىداؼ‬
‫اؼبختلفة‪ ،‬دوف أف يعٍت ذلك التحوؿ إذل نظاـ االشًتاكي بل احملافظة على أسس النظاـ الرأظبارل و‬
‫العامة كالتعليم و الصحة‪ ،‬و‬ ‫أصبح دور الدولة يتع ّدى األمن و الدفاع‪ ،‬مشل تقدًن اػبدمات ّ‬
‫استغالؿ اؼبوارد و إنشاء اؼبشاريع اإلنتاجية لزيادة ثروة اجملتمع‪ ،‬و اغبصوؿ على القروض باإلضافة‬
‫إذل الضرائب و الرسوـ و الغرامات‪ ،‬و تأميم الصناعات و سبلك عناصر اإلنتاج‪.‬‬
‫العامة اؼبتدخلة و اليت تقوـ األسس التالية‪:‬‬
‫من ىنا جاءت فكرة اؼباليّة ّ‬
‫العامة أدوات لتحقيق أىداؼ الدولة االقتصادية و‬ ‫العامة و النفقات ّ‬ ‫‪ -‬اعتبار اإليرادات ّ‬
‫االجتماعية و السياسية و اؼباليّة‪.‬‬
‫العامة ؼبعاعبة التقلبات االقتصادية اليت تظهر يف الدولة لتحقيق االستقرار‬ ‫‪ -‬تستخدـ اؼبوازنة ّ‬
‫االقتصادي فيمكننا زبصيص فائض اؼبوازنة اؼبتحقق فًتة االزدىار لتغطية العجز اؼبتحقق فًتة‬
‫الكساد‪.‬‬
‫العامة ليس ربقيق التوازف اغبسايب بُت اإليرادات و النفقات بل ربقيق‬ ‫‪ -‬أصبح ىدؼ اؼبوازنة ّ‬
‫التوازف االقتصادي و االجتماعي فباإلمكاف اللّجوء إذل اإلصدار اعبديد يف أوقات الكساد لتمويل‬

‫( ‪)1‬‬
‫العامة للدولة‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات‬
‫العامة ‪ -‬اؼبيزانية ّ‬
‫العامة ‪ -‬اإليرادات ّ‬
‫ةالعامة‪ ،‬النفقات ّ‬
‫ؿبمد عباس ؿبرزي‪ ،‬اقتصاديات اؼباليّ ّ‬
‫اعبامعية‪ ،‬الساحة مركزية‪ ،‬بن عكنوف ‪ -‬اعبزائر‪ ،2003 ،‬ص‪ ،21‬ص‪.22‬‬

‫‪6‬‬
‫التوسع يف اإلنفاؽ العاـ أو إحداث فائض يف اؼبوازنة ؼبواجهة التضخم يف أوقات الرواج‬
‫االقتصادي‪ ،‬و قد يكوف ذلك على حساب التوازف اغبسايب للموازنة‪.‬‬
‫أيضا لتحقيق أىداؼ‬ ‫العامة فقط بل استخدمت ً‬ ‫‪ -‬دل تعد الضريبة أداة لتمويل اإليرادات ّ‬
‫اقتصادية‪.‬‬
‫العامة‪ ،‬لتعدد مصادر اإليرادات كذلك لزيادة أوجو اإلنفاؽ(‪.)1‬‬
‫‪ -‬كرب حجم اؼبوازنة ّ‬
‫‪ -‬وظيفة الدولة تغَتت‪ ،‬حيث أصبحت ؽبا دور متزايد يف النشاط االقتصادي و االجتماعي‪،‬‬
‫باإلضافة إذل الوظائف التقليدية للدولة اليت كانت موجودة مثل األمن و اغبماية و العدالة و إقامة‬
‫اؼبرافق التقليدية‪.‬‬
‫العامة السائد ىو التخلي عن (اغبياد اؼبارل) و إحالؿ (اؼباليّة الوظيفية) ؿبلو و‬
‫‪ -‬إف مبدأ اؼباليّة ّ‬
‫الذي يقر بضرورة ربديد اإلنفاؽ العاـ اؼبطلوب أوالً و الذي وبقق أىداؼ أكثر من اؽبدؼ اؼبارل‬
‫العامة‪ ،‬و بالتارل من اؼبسموح بو حدوث‬ ‫فقط‪ ،‬و ال مانع أف يتحدد إنفاؽ أكرب من اإليرادات ّ‬
‫العامة للدولة‪ ،‬تستطيع الدولة سبويلو بالقروض أو غَت ذلك‪.‬‬
‫عجز يف اؼبوازنة ّ‬
‫‪ -‬اؽبدؼ من التوازف اؼبارل‪ ،‬فضالً عن إحداث التوازف االقتصادي‪ ،‬و التوازف االجتماعي من‬
‫خالؿ التدخل إلهناء حالة االنكماش أو معاعبة التضخم‪ ،‬و إعادة توزيع الدخل(‪.)2‬‬
‫العامة في النظام االشتراكي‪:‬‬
‫‪ -5-0‬الماليّة ّ‬
‫و يطلق عليها (السياسة اؼباليّة اؼبنتجة)‪ ،‬حيث أنّو مع ازدياد تدخل الدولة يف النشاط‬
‫االقتصادي و قياـ الثورة البلشيفية يف االرباد السوفييت السابق عاـ ‪ ،1917‬و ازدىار اؼبفاىيم‬
‫االشًتاكية و النزاعات كبو التأميم و غَتىا‪ ،‬بدأ ينتشر مفهوـ الدولة اؼبنتجة أو االشًتاكية الذي دل‬
‫دبجرد التدخل يف النشاط االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬بل تع ّدى ذلك إذل ملكية واسعة‬ ‫يكتف ّ‬
‫لوسائل اإلنتاج‪ ،‬و أصبحت الدولة تنتج جنبا إذل جنب مع األفراد و بدرجات ـبتلفة حسب‬
‫حىت أصبح النموذج للدولة االشًتاكية يقًتب من سيطرة تكاد‬ ‫درجة االقًتاب من االشًتاكية‪ّ ،‬‬
‫تكوف كاملة على وسائل اإلنتاج‪ ،‬و اختفى تقريبًا دور األفراد يف النشاط االقتصادي و امتالؾ‬
‫وسائل اإلنتاج أي‪:‬‬

‫(‪)1‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪ ،31‬ص‪.32‬‬


‫(‪ )2‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.227‬‬

‫‪7‬‬
‫تغَتت حيث أصبحت ؽبا السيطرة الكاملة على النشاط االقتصادي و‬ ‫‪ -‬إ ّف وظيفة الدولة ّ‬
‫االجتماعي يف الكثَت من اجملتمعات‪ ،‬و اختفى يف ىذا النموذج النشاط الفردي‪.‬‬
‫العامة للدولة‪ ،‬ىو الربط الكامل بُت التخطيط اؼبارل للدولة‪ ،‬و‬ ‫‪ -‬أ ّف اؼببدأ السائد يف ؾباؿ اؼباليّة ّ‬
‫يتجزأ من نشاطها‬ ‫التخطيط االقتصادي الشامل‪ ،‬و أصبح النشاط اؼبارل للدولة جزءا ال ّ‬
‫االقتصادي و الذي يرتبط ارتباطًا كامالً بتخطيط االقتصاد الوطٍت و توزيع الدخل الوطٍت و إعادة‬
‫توزيعو و توجيهو كبو ـبتلف استخداماتو‪.‬‬
‫‪ -‬إ ّف ىدؼ السياسة اؼباليّة و النظاـ اؼبارل ىو ؿباولة ربقيق عدد من األىداؼ و ربقيق التوافق‬
‫بينهم‪ ،‬و ىي ىدؼ إحداث التوازف اؼبارل‪ ،‬و ىدؼ إحداث التوازف االقتصادي‪ ،‬و ىدؼ‬
‫إحداث التوازف االجتماعي‪ ،‬و ىدؼ إحداث التوازف العاـ‪.‬‬
‫دورا كامالً يف النشاط االقتصادي‪ ،‬إالّ أنّو ال ب ّد‬
‫و كخالصة يتّضح أ ّف دور الدولة أصبح ً‬
‫توضح أ ّف ىناؾ مراجعة لدور الدولة يف النشاط‬ ‫أف نشَت ىنا أ ّف الكثَت من الدالئل اغبالية ّ‬
‫االقتصادي يف كل اجملتمعات تقريبًا بالشكل الذي هبعلها تتجاوز السلبيات السابقة و صياغة‬
‫مفهوـ جديد لدورىا يف النشاط االقتصادي(‪.)1‬‬
‫العامة بالعلوم األخرى‪:‬‬
‫‪ -0‬عالقة الماليّة ّ‬
‫العامة من العلوـ االجتماعية‪ ،‬لذا ال نستطيع أف نفصلها عن العلوـ األخرى‪،‬‬
‫تع ّد اؼباليّة ّ‬
‫فهو مرتبط هبا‪ ،‬تؤثّر و يتأثّر هبا‪ ،‬و من أىم ىذه العلوـ‪:‬‬
‫العامة و االقتصاد‪:‬‬
‫‪ -0-0‬الماليّة ّ‬
‫موضوع علم االقتصاد‪ ،‬كما ىو معروؼ‪ ،‬ىو البحث عن أفضل الوسائل إلشباع اغباجات‬
‫اإلنسانية اؼبتع ّددة من اؼبوارد الطبيعية احملدودة‪ ،‬و من ىذا التعريف ذاتو تبدو الصلة القوية بُت‬
‫العامة من اؼبوارد اؼباليّة‬
‫العامة اليت تبحث يف أفضل الوسائل إلشباع اغباجات ّ‬ ‫االقتصاد و اؼباليّة ّ‬
‫العامة و االقتصاد‪ ،‬فإ ّف‬
‫اؼبتاحة للدولة و احملدودة عادة‪ ،‬و فضالً عن التشابو بُت موضوعي اؼباليّة ّ‬
‫كثَتا من طرؽ البحث يف االثنُت واحدة‪ ،‬فالتحليل اغب ّدي و اؼبرونة و النظريات النقدية و‬ ‫ً‬
‫عامة‪.‬‬
‫أيضا يف دراسة اؼباليّةال ّ‬
‫النظريات اػباصة بالدورات االقتصادية تستخدـ ً‬

‫(‪ )1‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،2009 ،‬ص‪ ،228‬ص‪.229‬‬

‫‪8‬‬
‫العامة‪ ،‬ارتباط وثيق دبختلف نواحي اغبياة االقتصادية و‬
‫و يف العصر اغبديث‪ ،‬ترتبط اؼباليّة ّ‬
‫تؤثر فيها و تتأثر هبا يف اذباىات زبتلف باختالؼ النظم السياسية و االقتصادية و االجتماعية‬
‫العامة سبثل جزءًا‬
‫السائدة يف الدولة و اصبحت دراسة اؼبشكالت االقتصادية ؼبختلف مباحث اؼباليّة ّ‬
‫العامة»‬
‫مستقالً بذاتو‪ ،‬فبّا ّأدى إذل نشوء فرع جديد و ىو ما يطلق عليها «علم اقتصاديات اؼباليّة ّ‬
‫أو «االقتصاد اؼبارل»» ‪ ،« L’économieFinancière‬و ىو العلم الذي يدرس الظاىرة اؼباليّة من‬
‫زاويتها الكلية و يقوـ بتحليل ما يطلق عليو العميد » ‪ « AlainBarrera‬التدفقات‬
‫اؼباليّة» ‪.« FluxFinanciers‬‬
‫و كخالصة إف كاف علم االقتصاد يبثّل بصفة عامة علم الثروة فإ ّف من الطبيعي إذًا أف‬
‫العامة‪ ،‬و ىي جزء ىاـ من ىذه الثروة‪ ،‬باالقتصاد‪.‬‬
‫تتأثّر اؼباليّة ّ‬
‫العامة و اإلحصاء‪:‬‬
‫‪ -0-0‬الماليّة ّ‬
‫العامة و اإلحصاء ال زبفى على أحد‪ ،‬إذ أ ّف علم‬ ‫توجد ىناؾ عالقة وطيدة بُت اؼباليّة ّ‬
‫اإلحصاء يتيح للباحثُت الرؤية الصحيحة و الواضحة لكافة الظواىر اؼباليّة اليت يعرب عنها و يقوـ‬
‫شك أ ّف دراسة اإلحصاءات ىي‬ ‫بًتصبتها و ذبسيدىا يف صورة أرقاـ و بيانات و إحصاءات‪ ،‬و ال ّ‬
‫اليت سبثّل األساس الضروري إلجراء التوقعات اؼباليّة‪ ،‬من تقدير النفقات اؼبستقبلة و اإليرادات‬
‫اؼبتوقعة‪ ،‬فضالً عن أنبيتها القصوى يف ربقيق الرقابة على األجهزة اؼباليّة اؼبختلفة و بعبارة أخرى‪،‬‬
‫العامة يف رسم السياسة اؼباليّة للدولة‪ ،‬إذ‬
‫يعترب علم اإلحصاء من العلوـ اؼبساعدة لعلم اؼباليّة ّ‬
‫يتطلب رسم ىذه السياسة توافر البيانات و اؼبعلومات اإلحصائية اػباصة بالدخل القومي و توزيع‬
‫الثروة و الدخوؿ بُت األفراد و الطبقات يف اجملتمع‪ ،‬و عدد السكاف و توزيعهم من حيث السن و‬
‫اؼبناطق اعبغرافية اؼبختلفة‪ ،‬و حالة ميزاف اؼبدفوعات‪ ،‬و مدى اإلقباؿ على استهالؾ بعض السلع و‬
‫اػبدمات‪ ،‬و غَت ذلك من األمور الالزمة لتقرير السياسة اؼباليّة الواجبة االتّباع يف ظروؼ معينة و‬
‫لتحقيق أىداؼ ؿب ّددة سل ًفا‪.‬‬
‫العامة و القانون‪:‬‬
‫‪ -3-0‬الماليّة ّ‬
‫العامة و القانون العام‪:‬‬
‫أ‪ -‬الماليّة ّ‬
‫العامة و القانوف العاـ‪ ،‬ؽبا درجة كبَتة اليت حالت زمنًا طويالً دوف أف‬
‫إ ّف العالقة بُت اؼباليّة ّ‬
‫قائما بذاتو‪ ،‬و ىي اليت ّأدت إذل النّظر إليو على أنّو فرع من فروع‬
‫فرعا مستقالً و ً‬
‫يكوف علم اؼباليّة ً‬

‫‪9‬‬
‫استمرت‬
‫ّ‬ ‫القانوف العاـ‪ ،‬يعرؼ يف الفقو التقليدي بالتشريع اؼبارل ‪ LalégislationFinancière‬و‬
‫العامة شيئًا فشيئًا من‬
‫حىت هناية القرف التاسع عشر حينما بدأت زبرج دراسات اؼباليّة ّ‬ ‫ىذه العالقة ّ‬
‫دائرة السيطرة اؼبطلقة اليت يبارسها القانوف العاـ‪ .‬و مع ذلك فال تزاؿ الروابط و الصالت قوية و‬
‫العامة و بُت فرعُت رئيسيُت من فروع القانوف العاـ‪ ،‬نبا القانوف الدستوري و‬ ‫متينة بُت اؼباليّة ّ‬
‫القانوف اإلداري‪.‬‬
‫العامة‬
‫العامة و القانوف الدستوري‪ ،‬من خالؿ خضوع اؼباليّة ّ‬ ‫و تظهر العالقة بُت اؼباليّة ّ‬
‫للقانوف الدستوري أحيانًا‪ ،‬للقواعد الفنية للقانوف الدستوري‪ ،‬و أحيانًا من خالؿ تأثَت الذي سبارسو‬
‫تقرر اؼبساواة‬
‫شىت الدساتَت اليت ّ‬ ‫الظواىر اؼباليّة على التوازف الدستوري‪ ،‬فنجد منذ أمد طويل يف ّ‬
‫العامة‪ ،‬و ضرورة إبداء موافقتهم على فرض‬ ‫بُت اؼبواطنُت أماـ الضرائب و التكاليف و العباء ّ‬
‫الضريبة و على القواعد اليت رب ّدد سعرىا و وعاءىا و ربطها و ربصيلها‪ ،‬فضالً فإ ّف كافة أسس‬
‫سباما على الدستور‪.‬‬ ‫قانوف اؼبيزانية ترتكز ً‬
‫حىت يومنا ىذا أ ّف الدساتَت اغبديثة تنص على تنظيم القواعد الفنية و اؼباليّة‪ ،‬و‬
‫و نالحظ ّ‬
‫إذا كانت القواعد الفنية اؼباليّة يف كافة الدوؿ ؿبكومة بالدستور‪.‬‬
‫العامة و القانون اإلداري‪:‬‬
‫ب‪ -‬الماليّة ّ‬
‫من مظاىر العالقة أ ّف القانوف اإلداري وبكم معظم قواعد الفن اؼبارل‪ ،‬فعدد موظفُت و‬
‫العامة يف الدولة‪ ،‬و من ٍبّ فإ ّف تنظيمها و قواعدىا زبضع للقانوف‬
‫عماؿ تعد من أىم اإلدارات ّ‬
‫شك‬
‫ىاما من فروع القضاء اإلداري‪ ،‬و فبّا ال ّ‬‫فرعا حيويًا و ً‬
‫اإلداري‪ ،‬كما أ ّف قضاء الضرائب يع ّد ً‬
‫فيو أ ّف ىذا النوع من القضاء الضرييب لو أصولو و قواعد اػباصة بو‪ ،‬قد زبضع الضرائب جزئيًا‬
‫للقضاء العادي‪.‬‬
‫إذا كانت اإلدارات و العمليات اؼباليّة زبضع من وجوه عديدة للقانوف اإلداري فإ ّف تنظيم‬
‫العمليات اؼباليّة ذاهتا يؤثّر و بدرجة كبَتة على عمل اإلدارة‪.‬‬
‫العامة و القانون الدولي و العالقات الدولية‪:‬‬
‫جـ‪ -‬الماليّة ّ‬
‫العامة و القانوف الدورل و العالقات الدولية وجدنا أ ّف‬
‫و إذا ما تعرضنا للصلة بُت اؼباليّة ّ‬
‫كثَتا يف فهم االذباىات الفنية ؼبوضوعات اؼباليّة الدولية و اليت‬
‫اإلؼباـ هبذه اعبوانب األخَتة يهم ً‬

‫‪02‬‬
‫مر األياـ‪ ،‬و من ٍبّ يصبح من السهل عالج الكثَت من اؼبشاكل اؼباليّة على‬ ‫تعقيدا على ّ‬
‫تزداد ً‬
‫التهرب الضرييب الدورل‪.‬‬
‫اؼبستوى الدورل‪ ،‬كتلك اؼبتعلقة باالزدواج الضرييب الدورل و ّ‬

‫العامة و علم االجتماع و السياسة‪:‬‬


‫‪ -4-0‬الماليّة ّ‬
‫العامة قد ذباوزوا البحث يف اعبوانب القانونية‬
‫أىم ما نالحظو يف اػبصوص أ ّف رجاؿ اؼباليّة ّ‬
‫البحتة للقواعد اؼباليّة و أصبحوا اآلف يهتموف بالبحث عن تفسَتات اجتماعية و سياسية للظاىرة‬
‫اؼباليّة‪.‬‬
‫بالتعمق أكثر يف األنظمة‬
‫ّ‬ ‫فالبحوث اليت ذبري عن اعبانب االجتماعي للضريبة تسمح‬
‫الضريبية‪ ،‬و رؤية اآلثار اليت يعكسها اؽبيكل االجتماعي و السياسي للدولة على نظامو الضرييب‪،‬‬
‫و كذلك فإ ّف البحث هبري حوؿ اؼبظاىر و اعبوانب السياسية للمشاكل اؼباليّة و الضريبية حبيث‬
‫صارت ؽبا قواعدىا الفنية اػباصة اليت توجو اؼبختصُت هبذه اؼبشاكل‪.‬‬
‫العامة و المحاسبة‪:‬‬
‫‪ -5-0‬الماليّة ّ‬
‫العامة‪ ،‬و خاصة الضرائب تستلزـ اؼبعرفة و اإلؼباـ بأصوؿ‬ ‫إ ّف العديد من مسائل اؼباليّة ّ‬
‫العامة‬
‫اؼبراجعة و فنوهنا من استهالكات و جرد و احتياطات و عمل اغبسابات اػبتامية و اؼبيزانية ّ‬
‫للدولة و تنفيذىا و الرقابة عليها‪.‬‬
‫العامة و‬
‫و كلّما زاد تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي‪ ،‬كلّما ازدادت العالقة بُت اؼباليّة ّ‬
‫احملاسبة‪ ،‬إذ يستدعي ذلك نشر ميزانيات ذبارية ؼبشروعات الدولة إذل جانب البيانات اؼباليّة‬
‫اػباصة هبا و الواردة يف ميزانية الدولة أو اؼبيزانيات اؼبستقلة‪ ،‬أو اؼبيزانيات اؼبلحقة(‪.)1‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫ةالعامة‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبناف‪ ،2009 ،‬ص‪ ،9‬ص‪.16‬‬
‫سوزي عدرل ناشد‪ ،‬أساسيات اؼباليّ ّ‬

‫‪00‬‬
‫العامة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬النفقات ّ‬
‫توسع دور الدولة و زيادة‬ ‫العامة‪ ،‬يف الفًتة األخَتة مع ّ‬
‫ازدادت أنبية دراسة النفقات ّ‬
‫العامة إذل كوهنا األداة اليت تستخدمها الدولة‬ ‫تدخلها يف اغبياة االقتصادية‪ ،‬و ترجع أنبية النفقات ّ‬
‫العامة‪.‬‬
‫يف ربقيق األىداؼ اليت تسعى إليها‪ ،‬فهي تعكس كافة جوانب األنشطة ّ‬
‫التطور الذي حدث‬‫ايدا كبَت يساير ّ‬ ‫تطوًرا و تز ً‬
‫العامة قد شهدت ّ‬
‫و لذلك نرى أ ّف النفقات ّ‬
‫يف دور الدولة‪.‬‬
‫سنتطرؽ يف ىذا الفصل إذل مفهومها‪ ،‬أنواعها و تقسيماهتا من الشكل و إجراءات‬ ‫ّ‬ ‫و‬
‫اإلنفاؽ اليت ًب توزيعها‪ ،‬من حيث جهة اإلنفاؽ‪ ،‬من حيث التكرار الدوري و من حيث الشكل‪،‬‬
‫و كذلك تقسيماهتا من حيث الغرض أو األثر اؼبًتتب على النفقة‪ ،‬باؼبقابل من حيث الغرض‪ ،‬و‬
‫كذلك من حيث اآلثار االقتصادية (نفقات منتجة و غَت منتجة‪ ،‬نفقات ناقلة و غَت ناقلة)‪ ،‬و‬
‫اآلثار االقتصادية و االجتماعية و الذي يتمثّل يف تأثَتىا على اإلنتاج الوطٍت‪ ،‬و كذلك على‬
‫إعادة توزيع الدخل الوطٍت‪ ،‬و االستهالؾ غَت مباشر‪ ،‬و دراسة و ربليل األسباب اغبقيقية اليت‬
‫العامة يف اؼبيزانية اعبزائر‪.‬‬
‫العامة‪ .‬و كذلك إعطاء مقاربة للنفقات ّ‬
‫ّأدت إذل ازدياد النفقات ّ‬
‫العامة‪:‬‬
‫‪ -0‬مفهوم النفقات ّ‬
‫العامة بأ ّهنا تلك اؼببالغ اؼباليّة اليت تقوـ بصرفها سلطة العمومية (اغبكومة و‬
‫تعرؼ النفقات ّ‬
‫اعبماعات احمللية)‪ ،‬أو أ ّهنا مبلغ نقدي يقوـ بإنفاقو شخص عاـ بقصد ربقيق منفعة عامة‪ ،‬كما‬
‫يبكن تعريفها أنّو استخداـ مبلغ نقدي من قبل ىيئة عامة هبدؼ إشباع حاجة عامة(‪.)1‬‬
‫و يبكن تعريفها ّأهنا ؾبموعة اؼبصرفات اليت تقوـ الدولة بإنفاقها خالؿ فًتة زمنية معينة‪،‬‬
‫هبدؼ إشباع حاجات عامة معينة للمجتمع الذي تنظمو ىذه الدولة‪ ،‬و نالحظ أ ّف اغباجات‬
‫العامةزبتلف من الدولة إذل أخرى‪ ،‬و من مرحلة تارىبية معينة إذل أخرى‪ ،‬و يقوـ هبا شخص‬ ‫ّ‬
‫معنوي عاـ هبدؼ ربقيق نفع عاـ‪ ،‬يرتبط بأىداؼ السياسة اؼباليّة اؼبتّفق عليها‪ ،‬و اؼبرتبطة بدورىا‬
‫باألىداؼ االقتصادية و االجتماعية للمجتمع(‪ .)2‬و فبّا سبق ذكره يبكن أف نستنتج خصائص‬
‫العامة و اليت يبكن أف نوجزىا يف النقاط اآلتية‪:‬‬
‫النفقة ّ‬

‫(‪ )1‬ؿبمد عباس ؿبرزي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.65‬‬


‫(‪ )2‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،2009 ،‬ص‪.230‬‬

‫‪00‬‬
‫العامة للحصوؿ على‬ ‫طابعا نقدي‪ ،‬تدفعو الدولة أو ىيئاهتا ّ‬ ‫‪ -‬مبلغ نقدي‪ ،‬أي أ ّهنا تتّخذ عادة ً‬
‫اؼبوارد اإلنتاجية من سلع و خدمات ربتاجها للقياـ بنشاطها‪ ،‬كدفع رواتب و أجور العاملُت و‬
‫دفع نفقات اعبيش و قوات األمن و اػبدمات ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫‪ -‬تدفع بواسطة خزينة عمومية ىيئة عامة (وليست خاصة) وف ًقا ؼبا وب ّدده ؽبا التنظيم اإلداري من‬
‫اختصاصات و مسئوليات تتطلب قيامها بإنفاؽ نقدي يف حدود ما تسمح بو االعتمادات اؼباليّة‬
‫العامة‪.‬‬
‫اؼبخصصة ؽبا وف ًقا لقانوف اؼبوازنة ّ‬
‫العامة‪ ،‬كالدفاع‪ ،‬التعليم‪،‬‬
‫العامة بقصد ربقيق اؼبنفعة ّ‬ ‫العامة إشباع اغباجات ّ‬
‫‪ -‬ىدؼ من النفقات ّ‬
‫العامة نتيجة العتبارات اقتصادية و‬
‫و الصحة‪ ،‬حيث تعمل الدولة على ربقيق إشباعها من اؼبنافع ّ‬
‫العامة اليت ىبلقها إشباع اغباجة‬
‫سياسية و اجتماعية‪ ،‬حبيث يبكن القوؿ بأف تقدير الدولة للمنفعة ّ‬
‫انعكاسا لطبيعة النظاـ السياسي و االقتصادي و‬ ‫ً‬ ‫العامة ىو عمل سياسي بالدرجة األوذل‪ ،‬يأٌب‬ ‫ّ‬
‫مستوى التق ّدـ اغبضاري الذي ح ّققو اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -0‬مفهوم النفقات الخاصة‪:‬‬
‫حىت و دل يسفر نشاطها اؼبارل عن‬
‫العامة ّ‬
‫العامة ربقيق اؼبصاحل ّ‬
‫هتدؼ الدولة من نفقاهتا ّ‬
‫ربقيق ربح‪ ،‬يف النفقات اػباصة يسعى األفراد و اؼبؤسسات اػباصة بصفة أساسية لتحقيق اؼبنفعة‬
‫الشخصيّة اؼبتمثلة يف شكل أرباح‪.‬‬
‫‪ -3‬مح ّددات اإلنفاق العام‪:‬‬
‫نعٍت دبح ّددات اإلنفاؽ اغبكومي‪ ،‬تلك العوامل اليت تؤثّر يف حجم اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬و من‬
‫ىذه العوامل‪:‬‬
‫‪ -0-3‬الطاقة الضريبية‪:‬‬
‫ربمل العبء الضرييب‪ ،‬فكلّما زادت الضرائب كلّما أمكن‬‫و نعٍت هبا مقدرة األفراد على ّ‬
‫العامة و بالتارل رافد‬
‫العامة‪ ،‬أل ّف الضرائب تع ّد من اؼبصادر الرئيسيّة لإليرادات ّ‬
‫زيادة النفقات ّ‬
‫رئيسي ػبزينة الدولة باؼباؿ‪.‬‬
‫ّأما العوامل اليت رب ّدد الطاقة الضريبيّة فهي‪:‬‬

‫‪03‬‬
‫‪ -0-0-3‬طبيعة القطاع اإلنتاجي‪:‬‬
‫فلكل قطاع من القطاعات االقتصادية عبء ضرييب ىبتلف عن اآلخر‪ ،‬فالقطاع الصناعي‬ ‫ّ‬
‫لكل دولة أولوياهتا بالًتكيز على قطاع دوف سواه‬
‫يكوف عبئو الضرييب أكرب من القطاع الزراعي‪ ،‬و ّ‬
‫و بالتارل باالعتماد عليو بشكل كبَت‪ ،‬فنجد بعض الدوؿ قد تعتمد على الزراعة و بعضها اآلخر‬
‫على الصناعة و الثالث على الثروة اغبيوانية ‪ ...‬و ما إذل ذلك من اختالفات‪.‬‬
‫‪ -0-0-3‬الدخل‪:‬‬
‫فكلّما ارتفعت الدخوؿ و األجور ازدادت الطاقة الضريبية فنجد الدوؿ اليت تنخفض فيها‬
‫الدخوؿ ال تش ّكل فيها االقتطاعات الضريبية إالّ نسبة ضئيلة جدًّا‪ ،‬و الدوؿ اليت ترتفع فيها‬
‫الدخوؿ تزداد فيها االقتطاعات الضريبية «ضريبة الدخل»‪.‬‬
‫‪ -3-0-3‬اليد العاملة‪:‬‬
‫السكاف ارتفعت الطاقة الضريبية‪ ،‬أل ّف العامل‬
‫كلّما زاد عدد اليد العاملة بالنسبة لعدد ّ‬
‫يتحمل أعباء‬
‫الذي وبصل على دخل و بإمكانو أف ينفق من ىذا الدخل‪ ،‬على أسرتو يستطيع أف ّ‬
‫الضريبة‪ ،‬و بالتارل كلّما زادت ىذه الشروبة كاف باإلمكاف اغبصوؿ على ضرائب مباشرة و غَت‬
‫مباشرة بشكل أكرب‪.‬‬
‫‪ -4-0-3‬التجارة الخارجية‪:‬‬
‫كلّما زادت حركة االستَتاد و التصدير تزداد الطاقة الضريبية‪ ،‬أل ّف التاجر يستطيع أف‬
‫يتحمل العبء الضرييب‪ ،‬و كثَت من الدوؿ يعتمد على الضرائب اعبمركية كمصدر من مصادر‬ ‫ّ‬
‫العامة‪.‬‬
‫اإليرادات ّ‬
‫‪ -5-0-3‬النشاط االقتصادي‪:‬‬
‫العامة‪ ،‬أل ّف زيادة العمل و اإلنتاج و االستثمار‬
‫كلّما زاد النشاط االقتصادي تزيد النفقات ّ‬
‫تزيد من الدخوؿ و اإلنفاؽ و بالتارل يزيد اؼبستوى اؼبعيشي لألفراد‪ ،‬و ىذا يعٍت زيادة يف النفقات‬
‫العامة اؼبتزايدة‪.‬‬
‫العامة اليت هبب أف تليب اغباجات ّ‬
‫ّ‬

‫‪04‬‬
‫‪ -6-0-3‬قيمة النقود‪:‬‬
‫إذا استطاعت الدولة أف ربافظ على قيمة النقود ّأدى ذلك إذل ثبات اإلنفاؽ العاـ‪ّ ،‬أما‬
‫العامة سوؼ ترتفع(‪.)1‬‬
‫إذا البفضت قيمة النقود فإ ّف النفقات ّ‬
‫العامة‪:‬‬
‫‪ -4‬تقسيمات النفقات ّ‬
‫تبعا غباجات كل دولة و مراعاة لظروفها‬
‫العامة بُت دولة و أخرى ً‬
‫ىبتلف تقسيم النفقات ّ‬
‫تطورىا‪ ،‬و يبكن إهباز أىم التقسيمات‪:‬‬
‫التارىبيّة و درجة ّ‬
‫العامة‪:‬‬
‫‪ -0-4‬التقسيم النظري العلمي للنفقات ّ‬
‫العامة‪ ،‬فنجد‪:‬‬
‫يندرج ربت ىذا التقسيم أكثر من نوع للنفقات ّ‬
‫العامة من حيث أىدافها‪:‬‬
‫‪ -0-0-4‬النفقات ّ‬
‫و ينقسم ىذا النوع من النفقات إذل‪:‬‬
‫‪ -0-0-0-4‬نفقات الدفاع و األمن الداخلي‪:‬‬
‫نفقات الرفاه االجتماعي و اػبدمات االجتماعية‪ ،‬و ىي تلك اليت تنفق على الصحة و‬
‫التعليم و السياحة و دعم السر الفقَتة و كبَتة العدد ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫‪ -0-0-0-4‬نفقات الحكومة‪:‬‬
‫و ىي تلك اليت تستخدـ لديبومة عمل اعبهاز اغبكومي من رواتب و أجور العاملُت يف‬
‫الدولة‪ ،‬و شراء األجهزة و اؼبع ّدات و األدوات عبميع الدوائر و اؼبؤسسات اغبكومية ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫‪ -3-0-0-4‬اإلنفاق على خدمة الدين العام‪:‬‬
‫العامة و الفوائد اؼبًتتبة عليها حسب الفًتة الزمنية اؼبتّفق عليها‪.‬‬
‫تسديد أقساط الديوف ّ‬
‫العامة من حيث آثارىا االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -0-0-4‬النفقات ّ‬
‫العامة على الدخل الوطٍت و الناتج الوطٍت و انطالقًا من ىذا األثر‪ ،‬تنقسم‬
‫تؤثّر النفقات ّ‬
‫العامة إذل‪:‬‬
‫النفقات ّ‬

‫(‪)1‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،2009 ،‬ص‪ ،140‬ص‪.141‬‬

‫‪05‬‬
‫‪ -0-0-0-4‬نفقات حقيقية‪:‬‬
‫العامة على األجور و الرواتب للعاملُت بالدولة‪ ،‬كذلك على شراء‬
‫و ىي صرؼ األمواؿ ّ‬
‫السلع و اػبدمات الالزمة لسَت عمل إدارات و أجهزة الدولة‪ ،‬و ىذا النوع من النفقات يزيد من‬
‫الناتج الوطٍت‪.‬‬
‫‪ -0-0-0-4‬نفقات تحويلية‪:‬‬
‫العامة على اإلعانات االجتماعية‪ ،‬و الدعم اغبكومي و الضماف‬ ‫و ىي صرؼ األمواؿ ّ‬
‫االجتماعي‪ ،‬و البطالة ‪ ...‬إخل‪ .‬ىذا النوع من النفقات ال يزيد من الناتج الوطٍت‪ ،‬ألنّو يهدؼ إذل‬
‫إعادة توزيع الدخل و الثروة بُت اؼبواطنُت‪ ،‬و دعم الفقراء من أبناء اجملتمع‪.‬‬
‫العامة من حيث تكرارىا‪:‬‬
‫‪ -3-0-4‬النفقات ّ‬
‫و تنقسم بدورىا إذل نوعُت‪:‬‬
‫متكررة‪:‬‬
‫‪ -0-3-0-4‬نفقات ّ‬
‫تتكرر من حيث‬
‫تتكرر سنويًا من حيث اؼب ّدة و ليس شرطًا أف ّ‬
‫و ىي النفقات العادية اليت ّ‬
‫اؼبقدار مثاؿ ذلك اإلنفاؽ على رواتب و أجور موظفي الدولة و اإلنفاؽ على التعليم‪ ،‬القضاء و‬
‫األمن ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫متكررة‪:‬‬
‫‪ -0-3-0-4‬نفقاتغير ّ‬
‫تتكرر سنويًّا‪ ،‬مثل النفقات الطارئة ؼبواجهة الكوارث‬
‫و ىي النفقات غَت العادية اليت ال ّ‬
‫الطبيعيّة‪ ،‬و اؼبشاكل االجتماعية و اغبروب ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫العامة من حيث شموليتها‪:‬‬
‫‪ -4-0-4‬النفقات ّ‬
‫و تنقسم بدورىا إذل نفقتُت‪:‬‬
‫‪ -0-4-0-4‬نفقات محليّة‪:‬‬
‫و ىي تلك النفقات اليت زبصص ػبدمة سكاف إقليم أو منطقة معيّنة دوف سواىا‪ ،‬داخل‬
‫حدود الدولة و ذلك حسب التقسيم اإلداري للدولة (والية‪ ،‬دائرة‪ ،‬بلدية‪ ،‬ؿبافظة)‪.‬‬
‫يتحمل أعباء ىذه النفقة بالدرجة‬
‫يتوذل عملية اإلنفاؽ اجملالس و اؽبيئات احملليّة‪ ،‬و ّ‬
‫و ّ‬
‫األوذل اؼبوازنة احمللية لإلقليم أو اؼبنطقة أو البلدية‪ ،‬حيث ترد ىذه النفقات يف موازنتهم‪.‬‬

‫‪06‬‬
‫‪ -0-4-0-4‬نفقات وطنية‪:‬‬
‫و ىي تلك النفقات اليت زبدـ صبيع مرافق الدولة و صبيع مواطنيها بغض النظر عن مكاف‬
‫يتحمل أعباء ىذه‬
‫يتوذل عمليّة اإلنفاؽ وزارات و ىيئات و مؤسسات الدولة‪ ،‬و ّ‬ ‫سكناىم‪ ،‬و ّ‬
‫العامة‪.‬‬
‫العامة للدولة حيث ترد يف موازنتها ّ‬
‫النفقة اؼبوازنة ّ‬
‫العامة‪:‬‬
‫‪ -0-4‬التقسيم العملي للنفقات ّ‬
‫فكل‬
‫العامة ّ‬
‫من الناحية العملية زبتلف الدوؿ يف السلوب الذي تتّبعو لتقسيم النفقات ّ‬
‫دولة تستخدـ التقسيم الوضعي الذي يتالءـ مع ظروفها السياسية و االقتصادية و االجتماعية و‬
‫اؼباليّة‪ ،‬و يندرج ربت ىذا التقسيم‪:‬‬
‫‪ -0-0-4‬التقسيم الوظيفي‪:‬‬
‫ليتسٌت للدولة‬
‫يتم االعتماد حسب ىذا التقسيم على الوظائف اليت يتم اإلنفاؽ عليها‪ّ ،‬‬
‫كل دائرة من دوائرىا و قدرهتا اإلنتاجية لتقارنو مع مصاريف و إنتاجية‬ ‫التعرؼ على مصاريف ّ‬ ‫ّ‬
‫القطاع اػباص‪ ،‬و بعد ذلك يتم زبصيص اعتمادات اإلنفاؽ العاـ وف ًقا للتكلفة‪ ،‬فمثالً تعتمد‬
‫العامة للسكك اغبديدية باالستناد على تكلفة الكيلو مًت الواحد‪.‬‬ ‫النفقات ّ‬
‫التعرؼ‬
‫ىذا األسلوب لو مزايا منها معرفة مصاريف و إنتاجية إدارات الدولة اؼبختلفة‪ّ ،‬‬
‫على وظائف و تقدير النفقة احمل ّددة لكل وظيفة إذل جانب اؼبساعدة على ّازباذ القرار الصائب و‬
‫إمكانية الرقابة السريعة‪.‬‬
‫و ما يعاب عن ىذه الطريقة‪ ،‬أ ّف الوظيفة يف اغبكومة تؤثّر على باقي الوظائف و تتأثّر هبا‪،‬‬
‫و بالتارل تؤثّر على صبيع إدارات الدولة‪.‬‬
‫‪ -0-0-4‬التقسيم االقتصادي‪:‬‬
‫يتم االعتماد حسب ىذا التقسيم على األعماؿ و اؼبهاـ اؼبختلفة اليت سبارسها دوائر الدولة‬
‫شريطة توزيعها حسب القطاعات االقتصادية (زراعة‪ ،‬سياحة‪ ،‬صناعة)‪ ،‬و يؤخذ بعُت االعتبار‬
‫نفقات الدوائر اغبكومية و نفقات التجهيز اليت تزيد من الدخل الوطٍت‪ ،‬و نفقات التوزيع (ربوؿ‬
‫جزء من الدخل الوطٍت من فئة ألخرى على شكل إعانات اجتماعية و مساعدات اقتصادية ‪...‬‬
‫إخل‪.‬‬

‫‪07‬‬
‫‪ -3-0-4‬التقسيم اإلداري‪:‬‬
‫يتم التقسيم على أساس اإلدارات اغبكومية اليت تقوـ بعملية اإلنفاؽ مثل الوزارات و‬
‫العامة ‪ )...‬ضمن العمل الوظيفي لكل دائرة‪ ،‬و بعد ذلك يتم التقسيم‬ ‫اؽبيئات و اؼبؤسسات ّ‬
‫داخل كل وحدة إدارية األقل يف التنظيم اإلداري و األصغر فاألصغر ‪ ...‬إخل‪ ،‬و األسلوب اؼبتّبع‬
‫أف تصنف النفقات إذل جارية و رأظبالية‪.‬‬
‫ؽبذا األسلوب ع ّدة مزايا‪ ،‬منها سهولة اؼبراقبة على حسن استخداـ اؼباؿ العاـ‪ ،‬و سهولة‬
‫العامة يف اؼبوازنات اؼبقبلة‪.‬‬
‫ّازباذ القرار يف ربديد حجم اإلنفاؽ و اإلعداد للنفقات ّ‬
‫ّأما عيوب ىذا األسلوب فتكمن يف صعوبة حصر كلفة كل وظيفة حكومية و بالتارل‬
‫صعوبة التنبؤ للعمليات االقتصادية و اؼباليّة للدولة‪.‬‬
‫العامة‪:‬‬
‫‪ -5‬ظاىرة ازدياد النفقات ّ‬
‫تطور دور الدولة يف النشاط االقتصادي و الذي يشَت بوضوح‬
‫ال ب ّد أف نشَت إذل حقيقة ّ‬
‫إذل وجود ظاىرة تزايد اإلنفاؽ العاـ يف صبيع الدوؿ مهما اختلفت نظمها االقتصادية و مهما‬
‫اختلفت درجة تق ّدمها حيث أ ّف ظاىرة تزايد اإلنفاؽ العاـ ترجع إذل األسباب ظاىرية أو حقيقية‬
‫سنتطرؽ فيما يلي إذل صبلة ىذه األسباب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫العامة‪:‬‬
‫‪ -0-5‬األسباب الظاىرية لتزايد النفقات ّ‬
‫العامة إذل ثالثة عوامل رئيسية‪:‬‬
‫قد ترجع األسباب اؼبؤدية إذل ارتفاع النفقات ّ‬
‫‪ -0-0-5‬تدىور قيمة العملة‪:‬‬
‫يؤدي إذل نقص مقدار السلع و اػبدمات اليت‬ ‫يقصد بتدىور قيمة العملة‪ ،‬تدين قدرهتا الشرائية فبّا ّ‬
‫يبكن اغبصوؿ عليها بنفس اغبجم من الوحدات النقدية عن اؼبقدار الذي كاف يبكن اغبصوؿ عليو‬
‫من قبل و ىي الظاىرة اليت يبكن أف تشرح ارتفاع أسعار السلع و اػبدمات‪.‬‬
‫و ما يبكن مالحظتو‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬أ ّف قيمة النقود تأخذ يف االلبفاض بصورة مستمرة‪ ،‬و إف‬
‫كانت نسبة التدىور زبتلف من دولة إذل أخرى‪ ،‬و يًتتب على تدىور قيمة النقود زيادة النفقات‬
‫عددا من وحدات النقد أكرب فبّا كانت تدفعو من ذي‬ ‫العامة ؼبواجهة ىذا التدىور‪ ،‬فالدولة تدفع ً‬‫ّ‬
‫العامة زيادة‬
‫قبل للحصوؿ على نفس اؼبقدار من السلع و اػبدمات‪ ،‬فالزيادة ىنا يف رقم النفقات ّ‬

‫‪08‬‬
‫العامة على‬
‫ظاىرية‪ ،‬إذ ال يًتتب عليها أي زيادة يف اؼبنفعة اغبقيقية أو زيادة يف أعباء التكاليف ّ‬
‫األفراد‪.‬‬
‫العامة يف العصر اغبديث‪.‬‬
‫و يع ّد تدىور قيمة النقود السبب األساسي للزيادة الظاىرية يف النفقات ّ‬
‫العامة)‬
‫‪ -0-0-5‬اختالف طرق المحاسبية‪( :‬اختالف طرق إعداد الميزانية ّ‬
‫كاف اؼبتّبع فيما مضى‪ ،‬أف زبصص بعض اإليرادات اليت كانت تقوـ بتحصيلها بعض‬
‫اإلدارات و اؼبصاحل لتغطية نفقاهتا مباشرة‪ ،‬و من ٍبّ دل تكن تظهر نفقاهتا أو إيراداهتا يف اؼبيزانية‬
‫العامة الواردة يف اؼبيزانية أقل من حقيقتها‪.‬‬
‫العامة للدولة فبّا كاف هبعل النفقات ّ‬ ‫ّ‬
‫العامة الذي يقضي بضرورة ظهور كافة نفقات‬ ‫و مع اتّباع مبدأ وحدة عمومية اؼبيزانية ّ‬
‫العامة‪ ،‬ظهرت نفقات عامة كانت تنفق فيما قبل‬ ‫الدولة و إيراداهتا ‪ -‬دوف زبصيص ‪ -‬يف اؼبيزانية ّ‬
‫العامة يف ىذه اغبالة تع ّد زيادة ظاىرية‬
‫و دل تكن تظهر يف اؼبيزانية و من ٍبّ فإ ّف الزيادة يف النفقات ّ‬
‫استدعت تغيَت طرؽ احملاسبة اؼباليّة يف اؼبيزانية اغبديثة‪.‬‬
‫‪ -3-0-5‬زيادة مساحة إقليم الدولة و عدد سكانها‪:‬‬
‫مردىا زيادة مساحة إقليم الدولة أو عدد سكاهنا‪ ،‬و‬ ‫العامة ّ‬
‫قد تكوف الزيادة الظاىرية يف النفقات ّ‬
‫مثاؿ ذلك قياـ الدولة باحتالؿ دولة أخرى أو اسًتداد جزء من إقليمها‪ ،‬و يًتتب على ىذه الزيادة‬
‫نظرا لعدـ حدوث زيادة يف‬ ‫العامة‪ ،‬إالّ ّأهنا زيادة ظاىرية ً‬
‫بطبيعة اغباؿ‪ ،‬زيادة يف حجم النفقات ّ‬
‫العامة اؼبلقاة على السكاف دوف مقابل فعلي‪.‬‬
‫النفع العاـ أو زيادة يف األعباء ّ‬
‫العامة‪ ،‬يف ىذه اغباالت‪ ،‬إذا تأثّر بالزيادة‬
‫متوسط نصيب الفرد من النفقات ّ‬ ‫و من الواضح أ ّف ّ‬
‫التوسع اغباصل يف مساحة الدولة أو زيادة‬
‫فإهنا تكوف حقيقية‪ّ ،‬أما إذا تزايد اإلنفاؽ ربت تأثَت ّ‬‫ّ‬
‫ؾبرد‬
‫عدد السكاف دوف أف يبس السكاف األصليُت ففي ىذه اغبالة تكوف الزيادة يف اإلنفاؽ العاـ ّ‬
‫زيادة ظاىرية‪.‬‬
‫العامة‪:‬‬
‫‪ -0-5‬األسباب الحقيقية لتزايد النفقات ّ‬
‫العامة زيادة اؼبنفعة اغبقيقية اؼبًتتبة على ىذه النفقات باإلضافة‬
‫يقصد بالزيادة اغبقيقية للنفقات ّ‬
‫العامة بنسبة ما‪ ،‬و ترتبط الزيادة يف عبء التكاليف غالبا بزيادة تدخل‬
‫إذل زيادة ثقل األعباء ّ‬
‫الدولة يف اغبياة االقتصادية و االجتماعية للمواطنُت (زيادة متوسط نصيب الفرد من اػبدمات‬
‫العامة)‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪09‬‬
‫العامة ألسباب عديدة‪:‬‬
‫و ترجع الزيادة اغبقيقية يف النفقات ّ‬
‫‪ -0-0-5‬األسباب اإليديولوجية‪:‬‬
‫بالتطور التارىبي لدور الدولة يف اغبياة االقتصادية و‬
‫ّ‬ ‫و نعٍت هبا األسباب اليت ترتبط‬
‫االجتماعية‪ ،‬من الدولة اغبارسة إذل الدولة اؼبتدخلة‪.‬‬
‫تدخل‬
‫لتدخل الدولة‪ ،‬فبّا ّأدى إذل زيادة ّ‬
‫فمباشرة بعد اغبرب العاؼبية (‪ )II‬ىيمنت أفكار مؤيّدة ّ‬
‫الدولة على مستوى الدوؿ الليبَتالية‪ ،‬على وجو التحديد‪ ،‬يف اغبياة االقتصادية و اضطالعها‬
‫بالعديد من الشؤوف االجتماعية اليت كانت تعترب من باب النشاط اػباص‪ ،‬فبّا ترتب عليو زيادة يف‬
‫العامة زيادة مطلقة بالنسبة إذل الدخل الوطٍت يف ذات الوقت‪.‬‬
‫حجم النفقات ّ‬
‫و دل يكن اغباؿ ـبتل ًفا يف الدوؿ االشًتاكية قبل اهنيارىا‪ ،‬حيث ّأدت اإليديولوجية اعبماعية سائدة‬
‫العامة إذل درجة تساويها‬
‫و تقوـ الدولة بكافة العمليات اإلنتاجية فبّا يًتتب عليو زيادة يف النفقات ّ‬
‫مع الدخل الوطٍت‪.‬‬
‫‪ -0-0-5‬األسباب االقتصادية‪:‬‬
‫العامة و الدورة‬
‫من أىم األسباب االقتصادية زيادة الدخل الوطٍت و التوسع يف إنشاء اؼبشاريع ّ‬
‫االقتصادية و اؼبنافسة االقتصادية فزيادة الدخل الوطٍت يبكن الدولة من زيادة ما تقطعو من ىذا‬
‫الدخل يف صورة تكاليف و اعباء عامة من ضرائب و رسوـ و غَتىا‪ ،‬بغض النظر عن تزايد و‬
‫العامة‬
‫تنوع الضرائب اؼبفروضة أو ارتفاع مع ّدالت و ما هبب اإلشارة إليو‪ ،‬أف زيادة اإليرادات ّ‬ ‫ّ‬
‫العامة‬
‫التوسع يف إقباز اؼبشاريع ّ‬
‫يشجع الدولة على زيادة حجم نفقاهتا يف األوجو اؼبختلفة‪ ،‬كذلك ّ‬
‫العامة و اؽبدؼ من إقبازىا‪ّ ،‬إما اغبصوؿ على موارد للخزينة‬
‫يؤدي إذل زيادة النفقات ّ‬
‫االقتصادية ّ‬
‫العمومية أو التنمية االقتصادية و مكافحة سياسات االحتكار و بصفة عامة توجيو الشأف‬
‫االقتصادي وجهة ؿب ّددة حسب اإليديولوجية السائدة يف الدولة‪.‬‬
‫العامة و ىذا‬
‫بكل آثاره السلبية‪ ،‬يلزـ الدولة بتقرير زيادة النفقات ّ‬
‫و من ناحية أخرى فإ ّف الكساد‪ّ ،‬‬
‫للرفع من مستوى الطلب الكلّي الفعلي إذل اؼبستوى الذي يسمح بتحقيق التشغيل الكامل لليد‬
‫العاملة بالتناسب مع حجم الطاقة اإلنتاجية لالقتصاد الوطٍت‪.‬‬

‫‪02‬‬
‫‪ -3-0-5‬المنافسة االقتصادية الدولية‪:‬‬
‫العامة ّإما يف صورة إعانات اقتصادية للمشاريع‬‫تؤدي إذل زيادة النفقات ّ‬ ‫مهما كانت أسباهبا ّ‬
‫الوطنية لتشجيعها على التصدير و منافسة اؼبشاريع األجنبية يف األسواؽ العاؼبية و ّإما يف صورة‬
‫إعانات لإلنتاج لتمكُت اؼبشاريع الوطنية من اؼبواجهة و الصمود‪ ،‬من ناحية اعبودة‪ ،‬يف وجو‬
‫اؼبنافسة األجنبية داخل األسواؽ الوطنية‪.‬‬
‫‪ -4-0-5‬األسباب االجتماعية‪:‬‬
‫مع الزيادة اؼبسجلة للنمو الديبوغرايف‪ ،‬و تركز السكاف يف اؼبدف و اؼبراكز الصناعية‪ ،‬تزايد حجم‬
‫العامة لتغطية الطلب اغباصل على اػبدمات التعليمية‪ ،‬الصحية و الثقافية أو خدمات‬ ‫النفقات ّ‬
‫النقل و اؼبواصالت‪ ،‬اؼباء‪ ،‬الغاز‪ ،‬الكهرباء و األمن العمومي‪ ،‬و يرجع ىذا إذل أ ّف حاجات سكاف‬
‫اؼبدف أكرب و أعقد من حاجات سكاف القرى‪.‬‬
‫إذل جانب كل ذلك‪ ،‬زيادة مبو الوعي االجتماعي‪ ،‬كنتيجة حتمية النتشار التعليم و من ٍبّ ازدياد‬
‫وعي اؼبواطنُت حبقوقهم‪ ،‬فأصبحوا يطالبوف الدولة بالقياـ بوظائف دل تعرؼ من قبل‪ ،‬كتأمُت‬
‫األفراد ضد البطالة‪ ،‬الفقر‪ ،‬اؼبرض‪ ،‬العجز‪ ،‬و الشيخوخة و غَتىا‪ ،‬و قد تًتتّب على ذلك زيادة‬
‫العامة بصورة عامة‪.‬‬
‫النفقات ّ‬
‫‪ -5-0-5‬األسباب اإلدارية‪:‬‬
‫تطور‬
‫لتطور اجملتمع االقتصادي و االجتماعي و ّ‬ ‫يؤدي سوء التنظيم اإلداري و عدـ متابعة ّ‬ ‫ّ‬
‫وظائف الدولة و االرتفاع يف عدد اؼبوظفُت و زيادهتم على حاجة العمل و اإلشراؼ يف ملحقات‬
‫الوظائف العمومية (أثاث‪ ،‬مكتبات‪ ... ،‬إخل) إذل زيادة اإلنفاؽ العاـ بشكل ملحوظ‪ ،‬بل و أكثر‬
‫من ذلك يبثّل عبئًا إضافيًا على موارد الدولة‪.‬‬
‫مباشرا‪ ،‬أي أهنا‬
‫إنتاجا ً‬‫و الزيادة يف ىذا اإلطار‪ ،‬و إف كانت حقيقية إالّ أ ّهنا غَت منتجة ً‬
‫يؤدي إذل ارتفاع يف القيمة‬
‫العامة على األفراد ال ّ‬
‫تؤدي إذل زيادة حجم األعباء ّ‬ ‫بالرغم من اعتبارىا ّ‬
‫اغبقيقية للمنفعة العمومية‪.‬‬
‫‪ -6-0-5‬األسباب الماليّة‪:‬‬
‫تتمثل ىذه األسباب يف عنصرين أساسيُت‪:‬‬

‫‪00‬‬
‫العامة للحصوؿ‬
‫أ‪ -‬سهولة االقًتاض يف العصر اغبديث‪ ،‬فبّا ّأدى إذل كثرة عبوء الدولة إذل القروض ّ‬
‫العامة‪ ،‬أل ّف‬
‫يؤدي إذل زيادة حجم النفقات ّ‬ ‫على ما ربتاج إليو لتغطية أي عجز يف إيراداهتا فبّا ّ‬
‫خدمة الدين تستلزـ دفع األقساط و الفوائد‪.‬‬
‫ـبصص لغرض معُت فبّا يدفع إذل تشجيع اغبكومة‬ ‫العامة غَت ّ‬‫ب‪ -‬وجود فائض يف اإليرادات ّ‬
‫على إنفاقو سواء يف أوجو إنفاؽ ضرورية أو غَت ضرورية‪ ،‬و تتجلى خطورة ذلك يف الفًتات اليت‬
‫ربتم فيها السياسة الرشيدة على السلطة التنفيذية العمل على خفض نفقاهتا ألنّو من الصعب‬
‫العامة‪.‬‬
‫مطالبة الدولة بتخفيض كثَت من أبواب النفقات ّ‬
‫‪ -7-0-5‬األسباب السياسية‪:‬‬
‫العامة يف تطوير اإليديولوجية السياسية سواء داخليًا‬
‫يبثل ىذا العنصر إذل زيادة النفقات ّ‬
‫نتيجة انتشار اؼببادئ الديبوقراطية و العدالة االجتماعية و مبو مسؤولية الدولة‪ ،‬أو يف اػبارج نتيجة‬
‫شعور الدولة بواجب التضامن الدورل‪.‬‬
‫أ‪ -‬انتشار المبادئ الديموقراطية‪:‬‬
‫يًتتب على انتشار مثل ىذه اؼببادئ و العدالة االجتماعية زيادة اىتماـ الدولة بالطبقات‬
‫ؿبدودة الدخل و احملرومة و التكفل بالكثَت من خدماهتا‪ ،‬أضف إذل ذلك أ ّف النظاـ اغبزيب يدفع‬
‫العامة‪.‬‬
‫اغبزب اغباكم إذل التوسع يف اؼبشاريع االجتماعية‪ ،‬فبّا يًتتب زيادة يف النفقات ّ‬
‫ب‪ -‬نمو مسؤولية الدولة‪:‬‬
‫تغَت النظرة إذل الدولة‪ ،‬فهي ليست سوى سلطة آمرة ال‬ ‫نتج عن انتشار اؼببادئ الديبقراطية ّ‬
‫يبلك اؼبواطنوف إالّ اػبضوع ؽبا‪ ،‬و إّمبا ىي ؾبموعة من اؼبرافق العمومية اؼبوجهة ػبدمة الصاحل العاـ‬
‫تقررت مسؤوليتها‪ ،‬فإذا أحدث نشاطها ضرر ألحد أفرادىا فليس ىناؾ ما يبنع ؼبقاضاهتا‬ ‫و ؽبذا ّ‬
‫ربمل عبء اؼبخاطر اؼبًتتبة عن سَت اؼبرافق‬
‫عما غبقو من ضرر‪ ،‬فيشارؾ اجملتمع بذلك يف ّ‬ ‫لتعويضو ّ‬
‫العامة‪ ،‬و قد ساعد على مبو مسؤولية الدولة ضغط الرأي العاـ و مؤلفات رجاؿ القانوف‪.‬‬ ‫ّ‬
‫جـ‪ -‬نفقات الدولة في الخارج‪:‬‬
‫العامة‪ ،‬بسبب ازدياد‬
‫و من جهة أخرى ّأدى مبو العالقات الدولية إذل ازدياد النفقات ّ‬
‫حجم التمثيل الديبلوماسي الزدياد عدد الدوؿ‪ ،‬و بالتارل ارتفعت حجم النفقات اؼبرصودة‬
‫العامة يف اؼبنظمات الدولية اؼبتخصصة و غَت متخصصة‪ ،‬و‬
‫لتدعيمو فضالً عن ازدادت نفقات ّ‬

‫‪00‬‬
‫منظمات اقليمية‪ ،‬األمم اؼبتّحدة و اؽبيئات التابعة ؽبا كاليونسكو و اليونيسيف‪ ،‬و كذلك بسبب‬
‫ما تقتضيو العالقات الدولية من واجبات تلزـ الدوؿ القياـ بتقدًن اؼبساعدات و اؼبنح اؼبادية و‬
‫التقنية للدولة األجنبية أو لرعاياىا و ىذا لتحقيق أىداؼ اقتصادية أو سياسية أو وطنية‪.‬‬
‫‪ -8-0-5‬النفقات العسكرية‪:‬‬
‫العامة‪ ،‬و راجع ذلك إذل‬
‫ىاما يف التزايد اؼبطرد للنفقات ّ‬‫ربتل النفقات العسكرية جزءًا ًّ‬
‫التقدـ التكنولوجي السريع يف ىذا اؼبيداف فبّا يدفع الدولة إلنفاؽ مبالغ طائلة لتزويدىا بأحدث‬
‫األساليب‪.‬‬
‫و اؼبخًتعات العسكرية هبدؼ ضباية منشآهتا و مواطنيها و أراضيها من خطر الغزو‬
‫اػبارجي‪.‬‬
‫فضالً عن ذلك ما تستلزمو اغبروب من سبويالت مالية ضخمة ليس فقط أثناء اغبرب بل‬
‫أيضا يف أعقاهبا‪ ،‬كدفع التعويضات و اإلعانات و معاشات لضحايا اغبرب‪ ،‬و كذلك نفقات‬ ‫و ً‬
‫دمرتو اغبرب و دفع أقساط فوائد الديوف اليت عقدهتا الدولة أثناء اغبرب لتمويل‬
‫إعادة تعمَت ما ّ‬
‫نفقاهتا اغبربية(‪.)1‬‬
‫العامة فمن الضروري أف تكوف‬‫تؤدي إذل زيادة يف النفقات ّ‬ ‫و أيّا كانت األسباب اليت ّ‬
‫العامة على درجة من اؼبرونة تسمح بتغطية ىذه الزيادة يف النفقات‪.‬‬
‫اإليرادات ّ‬
‫‪ -6‬اآلثار االقتصادية و االجتماعية للنفقات ‪:‬‬
‫لإلنفاؽ العاـ أثر بارز على صبيع النواحي الدولة سواء االقتصادية أو االجتماعية أو‬
‫السياسية‪ ،‬و ىبتلف ىذا األثر‪ ،‬دبدى عمق تأثَته من دولة ألخرى‪ ،‬و بشكل عاـ سنتناوؿ أثر‬
‫اإلنفاؽ اغبكومي على العمل و االستهالؾ و االستثمار‪ ،‬و يوجد ىناؾ نوعاف من اآلثار‬
‫االقتصادية و االجتماعية اؼبباشرة و الغَت اؼبباشرة‪:‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد عباس ؿبرزي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،2003 ،‬ص‪ ،105‬ص‪.113‬‬

‫‪03‬‬
‫العامة على اإلنتاج الوطني‪:‬‬
‫‪ -0-6‬تأثير النفقات ّ‬
‫العامة على حجم اإلنتاج و العمالة من خالؿ تأثَتىا على حجم الطلب‬ ‫تؤثّر النفقات ّ‬
‫ىاما من ىذا الطلب‪ ،‬و تزداد أنبيّتو بازدياد‬ ‫العامة جزءًا ًّ‬
‫الكلّي الفعلي‪ ،‬حيث سبثّل النفقات ّ‬
‫مظاىر تدخل الدولة يف حياة األفراد‪.‬‬
‫العامة و حجم الطلب الكلّي يتوقف على حجم النفقة و نوعها‪،‬‬ ‫و العالقة بُت النفقات ّ‬
‫و بصورة أدؽ‪ ،‬فالنفقات اغبقيقية تتعلّق بالطلب على السلع و اػبدمات بينما تتعلّق النفقات‬
‫تصرؼ اؼبستفيدين منها‪.‬‬‫التحويلية بطريقة ّ‬
‫العامة على اإلنتاج دبدى تأثَت الطلب الكلّي الفعلي‬ ‫و من جهة أخرى‪ ،‬يرتبط أثر النفقة ّ‬
‫يف حجم اإلنتاج و العمالة‪ ،‬و ىذا بدوره يتوقّف على مدى مرونة اعبهاز اإلنتاجي‪ ،‬أو مستوى‬
‫العمالة و التشغيل يف الدوؿ اؼبتقدمة و على درجة النمو يف الدوؿ النامية‪.‬‬
‫العامة نؤثّر على اؼبقدرة اإلنتاجية لالقتصاد الوطٍت برفعها ؽبذه‬ ‫و الواقع‪ ،‬أ ّف النفقات ّ‬
‫اؼبقدرة سواء بصورة مباشرة أو غَت مباشرة‪ ،‬و من ٍبّ يرتفع الناتج الوطٍت و الدخل القومي‪.‬‬
‫العامة‬
‫فالنفقات اإلنتاجية أو االستثمارية تعمل على إنتاج السلع اؼبادية و اػبدمات ّ‬
‫أيضا على تكوين رؤوس األمواؿ العينية اؼبع ّدة‬ ‫إلشباع اغباجات االستهالكية لألفراد‪ ،‬و تعمل ً‬
‫تؤدي إذل‬ ‫لالستثمار‪ ،‬و ىذا اإلنفاؽ االستهالكي و االستثماري يع ّد من النفقات اؼبنتجة اليت ّ‬
‫زيادة حجم الدخل الوطٍت و رفع مستوى الكفاءة اإلنتاجية لالقتصاد الوطٍت‪.‬‬
‫و قد تقوـ الدولة هبا مباشرة من خالؿ قيامها باإلنتاج‪ ،‬أو قد سبنح الدولة بعض‬
‫العامة أو اػباصة إعانات اقتصادية اليت تستهلكها الطبقات الفقَتة‪ ،‬أو تعويض‬ ‫اؼبشروعات ّ‬
‫العامة عن خدماهتا غَت العادية لألفراد سبكينًا ؽبا من االستمرار يف ربقيق اؼبنفعة من‬ ‫اؼبشروعات ّ‬
‫أيضا إعانات التصدير أو اإلعانات اليت‬ ‫تؤديو‪ ،‬و مثل ذلك ً‬ ‫خالؿ النشاط االقتصادي الذي ّ‬
‫العامة لتغطية العجز الذي وبدث يف ميزانيتها‪ ،‬و اإلعانات اليت‬ ‫تقدمها الدولة لبعض اؼبشروعات ّ‬
‫للتوسع يف االستثمار‪ّ ،‬أما النفقات‬ ‫ّ‬ ‫تق ّدمها اغبكومة لبعض الصناعات أو الفروع اإلنتاجية‬
‫االجتماعية فلها تأثَت مباشر على اإلنتاج سواء يف صورة ربويالت نقدية أو ربويالت عينية‪ ،‬فهي‬
‫هتدؼ إذل ربويل جزء من القوة الشرائية لصاحل بعض األفراد‪( ،‬اؼبتعلقة بالفئات ؿبدودة الدخل)‪ ،‬و‬
‫بالتارل ال يبكن معرفة أثر ىذا النوع من النفقات االجتماعية على حجم اإلنتاج‪ ،‬و ذلك لعدـ‬

‫‪04‬‬
‫معرفة أنواع السلع اليت تقوـ ىذه الفئات باإلنفاؽ للحصوؿ عليها على وجو التحديد‪ ،‬و لكن‬
‫ابتداءً من ربديد ىذه الفئات (ذوي الدخل احملدود) و ارتفاع مليها اغب ّدي لالستهالؾ‪ ،‬باؼبقابل‬
‫يتّجو اؼبقابل النقدي و اإلعانات النقدية لإلنفاؽ من أجل اغبصوؿ على السلع الضرورية و بالتارل‬
‫يؤدي إذل زيادة اإلنتاج بشكل‬ ‫يزداد الطلب عليها فبّا يسمح بزيادة إنتاجها‪ّ ،‬أما يف اغبالة عينية‪ّ ،‬‬
‫ملحوظ‪ ،‬من خالؿ زيادة السلع و اػبدمات االستهالكية مثل نفقات التعليم و الصحة‪ ،‬اليت تؤثّر‬
‫أيضا سبكينهم من أداء نشاطهم بكفاءة أكرب‪ ،‬فكلّما زاد‬ ‫على رفع اؼبستوى االجتماعي لألفراد‪ ،‬و ً‬
‫الصحي و اؼبعيشي من ـبتلف النواحي‪،‬‬ ‫الفٍت و التعليمي و ّ‬ ‫ما ينفق على العماؿ لرفع مستواىم ّ‬
‫كلّما أثّر ذلك على الطاقة اإلنتاجية و بالتارل يزيد اإلنتاج‪.‬‬
‫و كذلك النفقات اغبربيّة‪ ،‬ؽبا أثر مباشر على اإلنتاج الوطٍت خاصة يف العصر اغبديث‬
‫سبثّل نسبة كبَتة من حجم اإلنفاؽ الكلّي لل ّدوؿ‪ ،‬كما يرى بعض احمللّلُت االقتصاديُت التقليديُت‬
‫أ ّف النفقات اغبربية تع ّد من النفقات االستهالكية غَت اؼبنتجة‪ ،‬يف كوهنا تعمل على ربويل بعض‬
‫عناصر اإلنتاج (العمل‪ ،‬و اؼبوارد اؼبادية) إذل إشباع األغراض العسكرية أو اغبربية فبّا يؤثّر على‬
‫يؤدي إذل نقص االستهالؾ من جهة و ارتفاع عناصر‬ ‫اإلنتاج العادي لألفراد بااللبفاض‪ ،‬فبّا ّ‬
‫توسعية)‪.‬‬
‫اإلنتاج من جهة أخرى (آثار ّ‬
‫فضالً أ ّف ىناؾ حاالت اليت ترصد فيها النفقات الصناعات اغبربية و إنشاء اؼبوانئ و‬
‫اؼبطارات و الطرؽ‪ ،‬نفقات البحث العلمي‪ ،‬و تصدير األسلحة (بالنسبة لدوؿ الرأظبالية اؼبتق ّدمة)‪،‬‬
‫يؤدي إذل حدوث عجز يف ميزاف مدفوعاهتا بسبب‬ ‫باؼبقابل تؤثّر بالسلب على الدوؿ النامية‪ ،‬فبّا ّ‬
‫اضطرار الدولة إذل صرؼ جزء كبَت من العمالت األجنبية يف أغراض التسليح اػبارجي‪.‬‬
‫كما تتأثّر النفقات اغبربية باألوضاع االقتصادية السائدة يف الدولة‪ ،‬فعندما يصل اقتصاد‬
‫يؤدي إذل حدوث آثار تضخميّة و ارتفاع يف‬ ‫إذل مرحلة العمالة الكاملة‪ ،‬فإ ّف النفقات اغبربيّة ّ‬
‫مستوى األسعار‪ ،‬باعتبار أ ّف النفقات اغبربيّة ؽبا أولويّة على كافة النفقات األخرى لكوهنا سبثّل‬
‫أساس الدفاع عن سيادة الدولة ضد أي غزو خارجي‪ّ ،‬أما يف حالة نقص التشغيل فإ ّف النفقات‬
‫للتوسع يف الصناعات اغبربية و الفروع اإلنتاجية‬ ‫تؤدي إذل زيادة اإلنتاج الوطٍت‪ ،‬نتيجة ّ‬ ‫اغبربيّة ّ‬
‫األخرى اليت تتوقف عليها و بالتارل إذل تشغيل العماؿ اؼبتعطلُت و القضاء على البطالة(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬سوزي عدرل ناشد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪ ،73‬ص‪.76‬‬

‫‪05‬‬
‫العامة على االستهالك و االدخار‪:‬‬
‫‪ -0-6‬تأثير النفقات ّ‬
‫االدخار ما ىو‬
‫فإهنا تؤثّر على االدخار‪ ،‬أل ّف ّ‬
‫العامة بتأثَتىا على االستهالؾ ّ‬
‫إ ّف النفقات ّ‬
‫يتم استخدامو يف اإلنفاؽ على االستهالؾ‪ ،‬و أ ّف زيادة اعبزء الذي‬‫إالّ اعبزء من الدخل الذي ال ّ‬
‫يتم استخدامو من الدخل لالستهالؾ يعٍت البفاض اعبزء من الدخل الذي يتبقى من الدخل‬
‫العامة على االستهالؾ يعٍت و ضمنًا تناوؿ‬
‫لالدخار‪ ،‬و بالعكس و بالتارل فإ ّف تناوؿ آثار النفقات ّ‬
‫العامة على‬
‫االدخار‪ ،‬و لذلك سيتم يف ىذا اإلطار تناوؿ آثار النفقات ّ‬ ‫العامة على ّ‬
‫آثار النفقات ّ‬
‫االستهالؾ تالفيًا للتكرار الذي يبكن أف وبصل يف تناوؿ ىذه اآلثار على كل من االستهالؾ و‬
‫االدخار‪.‬‬
‫العامة بصورة مباشرة و غَت مباشرة على االستهالؾ‪.‬‬
‫تؤثّر النفقات ّ‬
‫العامة‬
‫العامة على االستهالؾ يف كوف أ ّف النفقات ّ‬ ‫حيث سبثل الصورة اؼبباشرة للنفقات ّ‬
‫ىذه تتم على شراء السلع و اػبدمات االستهالكية الالّزمة لقياـ اغبكومة بنشاطاهتا اؼبختلفة‪ ،‬و‬
‫العامة و‬
‫بالذات اعبارية منها‪ ،‬حيث تسمح بزيادة االستهالؾ‪ ،‬و خاصة عندما تزيد معو النفقات ّ‬
‫العامة‪ ،‬أو عندما تزداد ىذه‬
‫يتحقق العكس حيث ينخفض االستهالؾ عند البفاض النفقات ّ‬
‫العامة و لكن باستخدامها يف اإلنفاؽ على ؾباالت ال ترتبط بشراء اغبكومة لسلع و‬ ‫النفقات ّ‬
‫خدمات استهالكية‪ ،‬كأف يتم استخدامها باإلنفاؽ على شراء السلع و اػبدمات اإلنتاجية‪ ،‬أو‬
‫االستثمارية بدالً من اإلنفاؽ على شراء السلع و اػبدمات االستهالكية‪ ،‬و ىو األمر الذي يًتتب‬
‫العامة‪.‬‬
‫عليو عدـ ربقق زيادة يف االستهالؾ نتيجة مثل ىذه النفقات ّ‬
‫العامة على االستهالؾ فيمكن أف تتحقق من خالؿ زيادة‬ ‫ّأما اآلثار غَت اؼبباشرة للنفقات ّ‬
‫للطلب االستهالكي لألفراد و اعبهات اؼبختلفة يف االقتصاد و الذي يتحقق نتيجة الزيادة يف‬
‫العامة سواء تلك اليت يتم استخدامها لإلنفاؽ‬
‫الدخوؿ اليت ربصل عليها و الناصبة عن النفقات ّ‬
‫العامة‪ ،‬أو أوجو اإلنفاؽ األخرى اؼبتّصلة بإقامتها‬
‫على قياـ الدولة بنشاطاهتا اعبارية‪ ،‬أو أشغاؽبا ّ‬
‫البنية التحتية أو اؼبشروعات اإلنتاجيّة‪ ،‬و كذلك الزيادة يف الدخوؿ اليت تتحقق لإلعانات‪ ،‬خاصة‬
‫إذا ًبّ األخذ بعُت االعتبار الفئات و األفراد الذين وبصلوف على مثل ىذه اإلعانات عن طريق‬
‫النفقات التحويلية يكوف ميلهم اغب ّدي لالستهالؾ مرتفع‪ ،‬و ىو األمر الذي يرفع الطلب‬
‫االستهالكي‪ ،‬و يرتفع معو حجم االستهالؾ و زيادتو‪.‬‬

‫‪06‬‬
‫العامة‬
‫العوامل اليت هبب أخذىا بعُت االعتبار يف التأثَت اؼبباشر و غَت اؼبباشر للنفقات ّ‬
‫لالستهالؾ‪ ،‬و اليت من بينها ما يلي‪:‬‬
‫العامة على االستهالؾ و الذي ينجم عنو زيادة االستهالؾ‪ ،‬يف ظل ارتفاع‬ ‫‪ -‬إ ّف تأثَت النفقات ّ‬
‫اؼبيل اغب ّدي لالستهالؾ‪ ،‬يعٍت البفاض االدخار‪ ،‬يف ظل البفاض اؼبيل اغب ّدي لالدخار‪ ،‬و ىو ما‬
‫يؤدي إذل البفاض القدرة على االستثمار و التأثَت سلبًا على القدرة اإلنتاجية يف االقتصاد نتيجة‬
‫ّ‬
‫التطور يف النشاطات االقتصادية‪.‬‬
‫يؤدي إذل إعاقة ّ‬ ‫لذلك‪ ،‬و ىو ما ّ‬
‫كاؼ من السلع و‬ ‫‪ -‬إ ّف أثر النفقات العامة يف زيادة الطلب االستهالكي بدوف وجود عرض ٍ‬
‫ّ‬
‫اػبدمات الستهالكية‪ ،‬و بدوف وجود طاقة إنتاجية قادرة و مرونة و جاىزة للعمل يف اغباؿ يقود‬
‫الرابط بينها و‬
‫عموما‪ ،‬حبكم ّ‬
‫إذل ارتفاع األسعار للسلع االستهالكية ّأوالً‪ ،‬و من ٍبّ أسعار السلع ً‬
‫حىت يراد زيادة استهالكها‪،‬‬
‫يؤدي إذل األضرار ّ‬ ‫تضخم يف االقتصاد‪ ،‬و الذي ّ‬ ‫ىو ما يعٍت حصوؿ ّ‬
‫حت يف حالة‬‫بالبفاض ما يبكن أف ربصل عليو من سلع و خدمات بالدخوؿ اليت ربققت ؽبا ّ‬
‫زيادهتا‪ ،‬نتيجة الزيادة يف األسعار‪ ،‬و بالذات عندما تتحقق ىذه الزيادة يف األسعار بدرجة ملموسة‬
‫و كبَتة و بشكل تفوؽ الزيادة يف الدخوؿ‪.‬‬
‫العامة على إقامة مشروعات البنية التحتيّة ال يرافقها زيادة يف إنتاج السلع و‬‫‪ -‬إ ّف النفقات ّ‬
‫مهم منها‬
‫اػبدمات االستهالكية‪ ،‬يف الوقت الذي تولد فيو مثل ىذه النفقات دخوالً تنفق يف جزء ّ‬
‫يؤدي إذل ارتفاع أسعار السلع ىذه‪ ،‬و ال يرتفع معها‬ ‫على ىذه السلع‪ ،‬و ىو األمر الذي ّ‬
‫االستهالؾ اغبقيقي نتيجة ارتفاع الدخوؿ‪ ،‬و بالذات عندما يفوؽ االرتفاع يف األسعار يف‬
‫الدخوؿ‪.‬‬
‫العامة اليت تتم على إقامة اؼبشروعات اإلنتاجية ال ترافقها زيادة يف إنتاج السلع و‬
‫‪ -‬النفقات ّ‬
‫اػبدمات‪ ،‬و بالذات خالؿ فًتة إقامة اؼبشروعات (فًتة توليد اإلنتاج) و اليت تطوؿ يف الدوؿ‬
‫النامية بشكل خاص و قد تتطلب سنوات عديدة‪ ،‬بسبب معوقات و صعوبات إقامة اؼبشروعات‬
‫من ناحية‪ ،‬و نتيجة عدـ توفّر مستلزمات من ناحية أخرى‪ ،‬أو تأخر حصوؽبا على مثل ىذه‬
‫العامة يف توليد دخوؿ خالؿ الفًتة ىذه‬
‫اؼبستلزمات‪ ،‬و ىو ما ينجم عنو إسهاـ مثل ىذه النفقات ّ‬
‫يؤدي‬
‫إقامة اؼبشروعات تسهم يف زيادة الطلب و دوف أف يرافق ذلك زيادة يف العرض‪ ،‬و ىو ما ّ‬
‫إذل زيادة األسعار‪ ،‬و البفاض الدخوؿ اغبقيقية لألفراد و مستويات معيشتهم‪ ،‬و البفاض‬
‫خصوصا إذا دل يراعى ضرورة العمل على توفَت العرض الكايف من السلع و‬ ‫ً‬ ‫استهالكهم‪ ،‬و‬

‫‪07‬‬
‫اػبدمات‪ ،‬و بالذات االستهالكيّة‪ ،‬منها و الذي يلي الزيادة يف الطلب عليها و الناجم عن زيادة‬
‫الدخوؿ خالؿ فًتات إقامة اؼبشروعات اإلنتاجية ىذه‪.‬‬
‫العامة‪ .‬حيث أ ّف ارتفاع دخوؿ الفئات األقل‬
‫‪ -‬طبيعة االستهالؾ اليت يتحقق نتيجة تأثَت النفقات ّ‬
‫دخالً و الذي يتحقق نتيجة اإلنفاؽ على تقدًن إعانات ؽبذه الفئات يرفع يف الغالب استهالؾ‬
‫أساسا نتيجة كوف أ ّف معظم استخدامات دخوؽبم يتّصل هبذه السلع‪ ،‬يف حُت أ ّف‬ ‫السلع الضروريّة ً‬
‫يؤدي‬‫العامة اليت تستفيد منها الفئات متوسطة الدخل‪ ،‬و الفئات مرتفعة الدخل يبكن أف ّ‬ ‫النفقات ّ‬
‫العامة من‬
‫إذل زيادة استهالؾ السلع شبو الضروريّة و السلع الضروريّة‪ ،‬و بذلك فإ ّف النفقات ّ‬
‫خالؿ تقدًن اإلعانات ينبغي أف تتم حبيث ربقق اآلثار ىذه على االستهالؾ بالشكل الذي يتم‬
‫من خالؿ تقديبها لألقل دخالً من أجل توفَت السلع الضرورية ؽبم على أف يراعى يف ذلك توفَت‬
‫العرض الكايف من ىذه السلع‪ ،‬و عندما تق ّدـ ؼبتوسطي الدخل من أجل توفَت السلع شبو‬
‫الضروريّة ؽبم‪ ،‬و اف يراعي يف ذلك توفَت العرض الكايف من السلع ىذه‪ ،‬و ىو األمر الذي يبكن‬
‫العامة اليت تستفيد منها الفئات الدخل‪ ،‬فيجب أف يراعى توفَت السلع‬‫أف ينطبق على النفقات ّ‬
‫الكمالية أل ّف إنفاؽ ىذه الفئات يبكن أف يتم على زيادة طلبها على ىذه السلع أل ّف دخوؽبا‬
‫حىت الكماليّة يف معظم اغباالت‪.‬‬
‫أصالً‪ ،‬و قبل الزيادة تتيح ؽبا الطلب على السلع الضروريّة‪ ،‬و ّ‬
‫العامة على االستثمار‪:‬‬
‫‪ -3-6‬أثر النفقات ّ‬
‫تشمل نوعُت من اآلثار مباشرة و غَت مباشرة‪ ،‬حيث تتمثّل اآلثار اؼبباشرة يف قياـ الدولة‬
‫باؼبشروعات اإلنتاجية‪ ،‬و ىو الدور الذي ينبغي على الدولة أف تؤديو يف االقتصاد االشًتاكي من‬
‫العامة‪ ،‬و ارتباطًا بطبيعة نظامها االقتصادي‪ ،‬و كذلك قياـ الدوؿ النامية دبثل ىذا‬
‫خالؿ نفقاهتا ّ‬
‫العامة يف إقامة اؼبشروعات اإلنتاجية نتيجة عجز اعبهات اػباصة‬
‫الدور للدولة و من خالؿ نفقاهتا ّ‬
‫توجهها كبو اجملاالت‬ ‫عن القياـ دبثل ىذه النشاطات بسبب ضعف قدراهتا و مواردىا‪ ،‬و بسبب ّ‬
‫توجهها كبو اجملاالت اؼبنتجة ارتباطًا بكوف أ ّف الربح قد يكوف‬
‫اؽبامشيّة غَت اؼبنتجة‪ ،‬و ضعف ّ‬
‫أعلى و اؼبخاطرة أدىن‪ ،‬و فًتة اسًتداد األمواؿ أقل و عدـ وجود صعوبات و معوقات تذكر يف‬
‫حىت الدوؿ‬
‫التوجو كبو اجملاالت اؽبامشيّة غَت اؼبنتجة مقارنة باجملاالت اؼبنتجة‪ ،‬و قد تتدخل ّ‬
‫حالة ّ‬
‫الرأظباليّة و يف فًتات معيّنة دبثل ىذه النشاطات اإلنتاجيّة من خالؿ ربويلها بنقل ملكيتها إذل‬
‫خاصة اليت ال ربقق رحبًا ؾبزيًّا‪ ،‬أو اليت‬
‫مهمة‪ ،‬و ّ‬
‫اعبهات اػباصة الح ًقا‪ ،‬و بالذات اليت قد تكوف ّ‬

‫‪08‬‬
‫ربتاج إذل إمكانات و كلف ضخمة ال تتناسب و العوائد و اؼبردودات اليت ربققها للجهات‬
‫العامة تؤثّر على االستثمار بشكل مباشر يف كافة الدوؿ و‬ ‫اػباصة‪ ،‬و ىو ما يعٍت أ ّف النفقات ّ‬
‫العامة‬
‫تطورىا‪ّ ،‬أما تأثَت النفقات ّ‬‫تبعا لطبيعة النظاـ السائد فيها‪ ،‬و درجة ّ‬‫لكن بدرجات ـبتلفة‪ً ،‬‬
‫على االستثمار بصورة غَت مباشرة من خالؿ‪:‬‬
‫العامة اليت تتم على توفَت مرافق البنية التحتية ربفز على التوسع يف االستثمار من‬‫‪ -‬النفقات ّ‬
‫خالؿ ما تتيحو خدمات ىذه اؼبرافق من أساس يتم االستناد إليو يف إقامة اؼبشروعات االستثمارية‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬
‫العامة و اإلعانات اليت تق ّدمها‪ ،‬و‬
‫العامة للدولة على نشاطاهتا اعبارية‪ ،‬و أشغاؽبا ّ‬
‫‪ -‬النفقات ّ‬
‫غَتىا تقود إذل زيادة الدخوؿ للجهات اليت توفّر خدمات لقياـ الدولة بالنشاطات و األشغاؿ‬
‫تؤدي إذل توفَت زيادة يف‬
‫ىذه‪ ،‬كمقابل أو شبن ؽبذه اػبدمات‪ ،‬و زيادة الدخوؿ الناصبة عن ذلك ّ‬
‫الطلب على السلع و اػبدمات‪ ،‬و ىو األمر الذي وب ّفز على زيادة االستثمارات اليت تنتج السلع‬
‫و اػبدمات و اليت تليب الزيادة يف الطلب‪.‬‬
‫العامة اليت تتم بتقدًن إعانات للمستثمرين‪ ،‬و كذلك اليت تق ّدـ للمنتجُت‪ ،‬و اؼبصدرين‬ ‫‪ -‬النفقات ّ‬
‫التوسع يف ما ىو قائم منها‪ ،‬و ىو‬‫رب ّفز اؼبشروعات االستثمارية للمنتجُت‪ ،‬و تدفع على تشجيع ّ‬
‫األمر الذي يتحقق من خاللو زيادة االستثمار‪.‬‬
‫العامة بزيادة لدخوؿ األفراد و اعبهات اؼبختلفة يف اجملتمع سواء الزيادة اؼبباشرة‬
‫‪ -‬إف النفقات ّ‬
‫االدخار‪ ،‬و بالذات للفئات متوسطة‬ ‫تؤدي إذل زيادة القدرة على ّ‬ ‫منها‪ ،‬أو غَت مباشرة اليت ّ‬
‫الدخل‪ ،‬و بدرجة أكرب للفئات مرتفعة الدخل نتيجة البفاض ميلها اغب ّدي لالستهالؾ‪ ،‬و ارتفاع‬
‫لالدخار‪ ،‬و ىو األمر الذي ينجم عنو زيادة يف ادخار الفئات ىذه‪ ،‬و ىو ما يوفّر‬ ‫ميلها اغب ّدي ّ‬
‫التوسع يف االستثمار و‬
‫قدرة أكرب على االستثمار من خالؿ زيادة االدخارات اليت سبوؿ عملية ّ‬
‫العامة على االستثمار‪ ،‬و بالذات ما يتحقق من زيادة‬ ‫زيادتو‪ ،‬و رغم ما سبق فإ ّف أثر النفقات ّ‬
‫العامة يعتمد على القدرة اإلنتاجية اؼبتاحة يف االقتصاد‪ ،‬و‬
‫حقيقيّة يف االستثمار نتيجة النفقات ّ‬
‫درجة استخداـ ىذه القدرة اإلنتاجية‪ ،‬حيث أ ّف وجود قدرة إنتاجية واسعة يف االقتصاد‪ ،‬و‬
‫العامة على االستثمار اغبقيقي الذي يتحقق بإقامة‬‫تنخفض درجة استخدامها‪ ،‬فإ ّف أثر النفقات ّ‬
‫يقل بوجود مثل ىذه القدرة اإلنتاجية الواسعة و‬‫مشروعات جديدة‪ ،‬أو توسيع ما ىو قائم منها ّ‬
‫البفاض درجة استخدامها‪ ،‬و بالعكس عندما تكوف ىنالك قدرة إنتاجية الواسعة و البفاض درجة‬

‫‪09‬‬
‫استخدامها‪ ،‬و بالعكس عندما يكوف ىناؾ قدرة إنتاجية أقل‪ ،‬و تزداد درجة استخدامها فإ ّف أثر‬
‫العامة على االستثمار اغبقيقي يكوف أكرب بشرط توفَت القدرة يف االقتصاد على القياـ‬‫النفقات ّ‬
‫باالستثمار اغبقيقي ىذا من خالؿ توفَت السلع و اػبدمات االستثمارية‪ ،‬و توفّر القدرة يف‬
‫العامة(‪.)1‬‬
‫االقتصاد على اإلنتاج‪ ،‬و دبا يليب متطلبات زيادة االستثمار اليت تنجم عن النفقات ّ‬
‫العامة على األسعار‪:‬‬
‫‪ -4-6‬آثار النفقات ّ‬
‫تطوره‪ ،‬و‬
‫العامة على األسعار زبتلف حسب طبيعة االقتصاد و درجة ّ‬ ‫إ ّف تأثَت النفقات ّ‬
‫تؤدي إذل ارتفاع‬
‫العامة يبكن أف ّ‬‫اغبالة اليت يعيشها‪ ،‬رغم أ ّف االفًتاض األساسي ىو أ ّف النفقات ّ‬
‫التوسع بالنشاطات االقتصادية‪ ،‬و زيادة‬‫األسعار‪ ،‬و ىذا االرتفاع يوفّر اغبافز الذي يدفع على ّ‬
‫العامة يوفّر ىامش أكرب وب ّفز على القياـ‬
‫إنتاجها‪ ،‬أل ّف ارتفاع األسعار ىذا الناجم عن النفقات ّ‬
‫بذلك‪ ،‬و بالذات عندما يكوف االقتصاد يف حالة كساد تنخفض فيها األسعار‪ ،‬و تقل مع‬
‫البفاض األرباح‪ ،‬و بالذات عندما تكوف ىنالك موارد و عناصر و طاقات إنتاجية عاطلة و مهيأة‬
‫العامة على األسعار ال يتحقق يف اغباالت‬ ‫للعمل يف اغباؿ و ىذا األمر مرتبط بأثر النفقات ّ‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اغبالة اليت ال يوجد فيها طاقات و قدرات و موارد إنتاجية عاطلة‪ ،‬أي غَت مستخدمة‪ ،‬و‬
‫بالذات عندما يكوف االقتصاد يف مرحلة االستخداـ الكامل ؽبذه الطاقات و اؼبوارد‪ ،‬إذ أ ّف أثر‬
‫العامة سيتحقق حبصوؿ تضخم يف االقتصاد‪ ،‬و أ ّف أثر‬ ‫الزيادة يف األسعار الناصبة عن النفقات ّ‬
‫العامة يف حالة كوف االقتصاد يف مرحلة ما بعد االستخداـ‬ ‫زيادة األسعار الناصبة عن النفقات ّ‬
‫التضخم فيو‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الكامل فإ ّف الزيادة يف األسعار ىذه ستؤدي على زيادة ح ّدة‬
‫‪ -‬اغبالة اليت توجد فيها طاقات إنتاجية‪ ،‬و موارد عاطلة‪ ،‬غَت مستخدمة إالّ ّأهنا غَت مهيأة للعمل‬
‫و االستخداـ بسبب القيود و العوائق و الصعوبات اليت تضعها التنظيمات غَت السوقيّة‪ ،‬و اليت‬
‫سبثلها القوى اؼبعيقة لعمل آلية السوؽ‪ ،‬كاالحتكار مثالً‪ ،‬و بالشكل الذي يبكن أف يعرقل‬
‫يؤدي‬
‫استخداـ الطاقات و اؼبوارد غَت اؼبستخدمة و اليت تتحقق يف حالة الركود‪ ،‬و ىو األمر الذي ّ‬
‫العامة و حصوؿ فيو التضخم فيو جبانب الركود‪ ،‬و الذي يطلق‬ ‫إذل ارتفاع األسعار نتيجة النفقات ّ‬
‫عليو الركود التضخمي‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫ةالعامة‪ ،‬عادل الكتب اغبديث‪ ،‬إربد‪ ،‬األردف‪ ،2008 ،‬ص‪ ،140‬ص‪.145‬‬
‫فليح حسن خلف‪ ،‬اؼباليّ ّ‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬اغبالة اليت يتّسم بضعف مرونة اعبهاز اإلنتاجي‪ ،‬و اليت تتمثّل بضعف درجة استجابتو للزيادة‬
‫العامة بسبب ضعف اعبهاز اإلنتاجي‪ ،‬و ضعف درجة‬ ‫يف األسعار اليت تتح ّقق نتيجة للنفقات ّ‬
‫تنوعو‪ ،‬و اؼبعوقات اليت ترافق استجابتو‪ ،‬و ىو األمر الذي يقود إذل ربقق األثر التضخمي لزيادة‬
‫ّ‬
‫العامة‪ ،‬و دوف ربقق أثرىا التوسعي‪ ،‬أي دوف زيادة اإلنتاج‪ ،‬و كما‬
‫األسعار الناصبة عن النفقات ّ‬
‫ىو عليو اغباؿ يف الدوؿ النامية يف الغالب‪.‬‬
‫العامة على األسعار يبكن أف يتحقق من خالؿ ما يلي‪:‬‬
‫ّأما أثر النفقات ّ‬
‫تشجع اؼبزارعُت على االستمرار يف‬
‫‪ -‬اإلنفاؽ العاـ الذي يتّجو كبو شراء منتجات زراعيّة بأسعار ّ‬
‫إنتاجهم‪ ،‬و توسعية من ناحية‪ ،‬و بيعها للمستهلكُت بأسعار تكوف مناسبة ؽبم من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬تقدًن إعانات للمنتجُت ضمن اإلنفاؽ العاـ ؼبساعدهتم على توفَت منتجاهتم للمستهلكُت‬
‫بأسعار أقل‪ ،‬و بالذات اؼبنتجُت الذين يبارسوف نشاطهم يف ؾباؿ إنتاج السلع الضرورية‪ ،‬و اليت‬
‫يتم استخداـ معظم دخوؿ الفئات األقل دخالً عليها‪ ،‬و ىو ما يتيح ارتفاع مستوى معيشة ىذه‬
‫الفئات األقل دخالً‪.‬‬
‫حىت ال‬
‫العامة من أجل دعم أسعار السلع االستهالكية اؼبستوردة ّ‬
‫‪ -‬تقدًن إعانات ضمن النفقات ّ‬
‫ينعكس االرتفاع يف األسعار العالية على مستوى معيشة أفراد اجملتمع‪ ،‬و بالذات بالنسبة للسلع‬
‫حىت ال ينعكس االرتفاع يف األسعار العاؼبية على‬‫االستهالكية الضرورية اؼبستوردة‪ ،‬و كذلك ّ‬
‫اؼبنتجُت و اؼبستثمرين بشكل ارتفاع يف كلف استثماراهتم و إنتاجهم و من أجل اغبد من ارتفاع‬
‫التضخم اؼبستورد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األسعار الناشئ عن‬
‫العامة من أجل توفَت الدعم للسلع اؼبصدرة بالشكل الذي هبعل‬
‫‪ -‬تقدًن إعانات ضمن النفقات ّ‬
‫أسعار التصدير ىذه أقل‪ ،‬و ىو األمر الذي ينجم عنو زيادة قدرة اؼبصدرين على التنافس يف‬
‫يؤدي إذل زيادة الصادرات‪ ،‬و تشجيع إنتاج السلع و اػبدمات التصديرية‬ ‫السوؽ الدولية‪ ،‬و دبا ّ‬
‫نتيجة لذلك‪.‬‬
‫يؤدي إذل ارتفاع األسعار و تنعكس سلبًا‬
‫العامة‪ ،‬و بالذات يف اغباالت اليت ّ‬
‫‪ -‬تقليص النفقات ّ‬
‫تؤدي إذل البفاض مستويات اؼبعيشة‪ ،‬و بالذات ما يتّصل دبا ىو‬ ‫على تكاليف اؼبعيشة حبيث ّ‬
‫ضروري يف ذلك(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬فليح حسن خلف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪146‬‬

‫‪30‬‬
‫العامة على إعادة توزيع الدخل الوطني‪:‬‬
‫‪ -5-6‬تأثير النفقات ّ‬
‫تتدخل الدولة إلعادة توزيع الدخل الوطٍت بُت اؼبواطنُت بوسائل متع ّددة‪ ،‬فهي سبارس عن‬
‫طريق إصدار القرارات اإلدارية اؼبباشرة اليت رب ّدد األشباف لعوامل اإلنتاج أو أشباف اؼبنتجات إعادة‬
‫التوزيع للدخل الوطٍت‪.‬‬
‫و إذل جانب ىذه الوسيلة اإلدارية فإ ّف الدولة يبكنها عن طريق األدوات اؼباليّة ربقيق ىذا‬
‫العامة‪ ،‬كما يبكنها ربقيق ذلك‬ ‫اؽبدؼ فيمكنها إعادة توزيع الدخل الوطٍت عن طريق اإليرادات ّ‬
‫العامة عن طريق ما يًتتب على إنفاقها من آثار‪.‬‬‫أيضا عن طريق النفقات ّ‬ ‫ً‬
‫العامة تؤثّر بداية على الدخوؿ‬ ‫نبُت أ ّف األدوات اؼباليّة كلّها دبا فيها النفقات ّ‬
‫يهمنا أف ّ‬
‫و ّ‬
‫عامة كالضرائب من ىذه الدخوؿ نسبًا معيّنة ٍبّ‬ ‫حىت يف ظل السياسة احمللية إذ تقتطع اإليرادات ال ّ‬ ‫ّ‬
‫ربوؿ اغبصيلة إذل منافع وبصل عليها دافع الضرائب عن طريق اإلنفاؽ العاـ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫العامة يف الفرؽ بُت ما يدفعو الفرد‬
‫و يتمثّل إعادة توزيع الدخل الوطٍت عن طريق النفقات ّ‬
‫للدولة من ضرائب و رسوـ و أعباء عامة‪ ،‬و بُت ما يعود عليو من منفعة نتيجة إنفاؽ الدولة العاـ‬
‫ربصل عليو من منافع يتجاوز يف قيمتو ما‬ ‫فإذا انتهى الفرؽ لصاحل طبقة أو فئة بأف كاف ما ّ‬
‫العامة‬
‫العامة فإ ّف ىذا يعٍت أ ّف الدخل الوطٍت قد أعيد توزيعو بواسطة النفقات ّ‬ ‫تتحملو من األعباء ّ‬
‫ّ‬
‫لصاحل ىذه الطبقة أو الفئة ّأما إذا كانت اؼبنفعة اليت تعود على ىذه الطبقة أو الفئة من النفقات‬
‫العامة قد ترتب عليها‬ ‫العامة فإ ّف ىذا يعٍت أ ّف النفقات ّ‬
‫تتحملو من األعباء ّ‬ ‫العامة تقل عن ما ّ‬ ‫ّ‬
‫إعادة توزيع الدخل الوطٍت على حساب ىذه الطبقة أو الفئة و لصاحل فئة أو طبقة أخرى‪.‬‬
‫العامة القابلة للتجزئة اليت تًتتب على اإلنفاؽ العاـ فإ ّف تقييم اؼبنافع‬
‫و بالنسبة للخدمات ّ‬
‫العامة غَت القابلة‬
‫اليت تعود على األفراد منها ال يثَت مشكلة ّأما تقييم اؼبنافع بالنسبة للخدمات ّ‬
‫للتجزئة فإ ّف البعض قد ذىب إذل استبعاد ىذه اػبدمات هنائيًا من ؾباؿ تقدير و حبث إعادة توزيع‬
‫الدخل‪ ،‬على حُت رأى البعض اآلخر تقسيم ىذه النفقات بُت اؼبواطنُت بالتساوي‪ ،‬كما يذىب‬
‫رأي أخَت إذل توزيع ىذه النفقات حبسب نسبة دخوؿ األفراد على أساس أنّو كلّما ارتفع دخل‬
‫الفرد ارتفع نصيبو من اغبماية و من الرفاىية اعبماعية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫العامة غَت الناقلة(**) يف إعادة توزيع‬ ‫(* )‬
‫العامة الناقلة و النفقات ّ‬ ‫و تسهم كل من النفقات ّ‬
‫الدخل الوطٍت‪.‬‬
‫فاإلعانات االجتماعية كمعاشات الضماف االجتماعي تنقل جانبا من دخوؿ بعض األفراد‬
‫العامة إذل فريق آخر من األفراد‪ ،‬و كذلك‬‫عن طريق سحبو بواسطة الضرائب و غَتىا من األعباء ّ‬
‫تؤدي ىي‬ ‫العامة الناقلة اليت تنفقها الدولة للحصو على أمواؿ و خدمات قد ّ‬ ‫فإ ّف بعض النفقات ّ‬
‫األخرى إذل إعادة توزيع الدخل الوطٍت‪.‬‬
‫فالنفقات غَت الناقلة اليت هتدؼ إذل ربقيق أغراض اجتماعية كنفقات التعليم و النفقات‬
‫أيضا إذل إعادة توزيع الدخل الوطٍت إذا قدمت الدولة ىذه اػبدمات‬ ‫تؤدي ً‬
‫الثقافية و الصحية قد ّ‬
‫باجملاف أو نظَت مبالغ تقل عن تكلفتها اغبقيقية‪.‬‬
‫العامة رفع اؼبستوى العاـ لالستثمار األمر الذي يًتتب عليو‬ ‫و قد يًتتب على النفقات ّ‬
‫إعادة توزيع الدخل الوطٍت لصاحل الدخوؿ اعبديدة و على حساب الدخوؿ الثابتة اليت ال تزيد‬
‫عادة إالّ ببطء و بنسب بسيطة كما يًتتب على رفع اؼبستوى العاـ لألسعار إعادة توزيع الثروة‬
‫الوطنية لصاحل اؼبدنيُت و على حساب الدائنُت‪.‬‬
‫و يعترب إعادة الدخل الوطٍت من أبرز األىداؼ االجتماعية للسياسة اؼباليّة يف العصر‬
‫العامة و الضرائب فتقتطع‬
‫حىت يتحقق ىذا اؽبدؼ تنسق الدولة عادة بُت النفقات ّ‬ ‫اغبديث‪ ،‬و ّ‬
‫العامة إذل أصحاب‬‫الدولة بالضرائب التصاعدية جانبًا من الدخوؿ الكبَتة‪ٍ ،‬بّ تنقلها النفقات ّ‬
‫الدخل اؼبنخفضة يف صور ـبتلفة كإعانات نقدية كإعانات العجز و الشيخوخة و البطالة‪ ،‬و قد‬
‫ينتقل ما تقتطعو الدولة من الدخوؿ الكبَتة إذل أصحاب الدخوؿ اؼبنخفضة يف صورة خدمات‬
‫كالتعليم باجملاف و العالج باجملاف كما قد تنقل الدولة جانبًا فبّا تقطعو من الدخوؿ الكبَتة إذل‬
‫أصحاب اغبرؼ و الصناعات الصغَتة يف صور إعانات تساعدىم هبا الدولة للبقاء أماـ منافسة‬
‫الصناعات الكبَتة و من صور نقل جانب فبّا تقطعو الدولة من الدخوؿ الكبَتة إذل الدخوؿ‬

‫(*)‬
‫العامة (الناقلة) التحويلية‪ :‬ىي نفقة بدوف مقابل أي تنفقها الدولة دوف انتظار مقابل لتحسُت أحواؿ اؼبعيشة و‬
‫النفقات ّ‬
‫إعادة توزيع الدخل على الفقراء يف شكل إعانات اجتماعية مثل (إعانات الفقر و الشيخوخة)‪.‬‬
‫(**)‬
‫تسمى بالنفقة‬
‫النفقات غَت ناقلة (اغبقيقية)‪ :‬ىي اليت يًتتب عليها حصوؿ الدولة على مقابل سواء خدمة أو سلع لذلك ّ‬
‫يسمى نفقة حقيقية جارية‪.‬‬
‫اغبقيقية‪ ،‬فإنفاؽ الدولة على بناء مصنع يسمى نفقة حقيقية استثماريّة و دفع رواتب اؼبوظفُت ّ‬

‫‪33‬‬
‫اؼبنخفضة مسانبة الدولة يف نفقات إنتاج السلع الضرورية اليت يكثر الطلب عليها من الطبقات‬
‫الفقَتة(‪.)1‬‬
‫العامة في الميزانية الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -7‬تقسيم النفقات ّ‬
‫العامة يف اعبزائر على أساس إداري من جهة و على أساس‬ ‫و يتم تقسيم النفقات ّ‬
‫موضوعي من جهة أخرى‪.‬‬
‫و يصنّف اؼبشرع اعبزائري االعتمادات على أساس إداري يف أربعة أبواب من النفقات و‬
‫ىي فبثلة يف جداوؿ أ‪ ،‬ب‪ ،‬ج‪ ،‬د‪ ،‬جدوؿ (أ) يتمثل يف نفقات التسيَت و جدوؿ (ب) يتمثّل يف‬
‫نفقات التجهيز الذي يعٍت االستثمار يف اعبزائر‪ ،‬و جدوؿ (ج) نفقات استثمار اؼبؤسسات (د) و‬
‫ىناؾ جدوؿ خاص بتدعيم األسعار و التصنيف االقتصادي و ينظر إذل طبيعة و خصائص النفقة‬
‫سواء بالنسبة إذل آثارىا اؼبباشرة على الدخل الوطٍت و من ٍبّ تنقسم إذل نفقات حقيقية و ىي اليت‬
‫تؤدي بطريقة مباشرة‬
‫تؤدي إذل زيادة الدخل الوطٍت بصورة مباشرة‪ ،‬و نفقات ربويلية و ىي اليت ال ّ‬ ‫ّ‬
‫تؤدي إذل إعادة توزيع الدخل الوطٍت من قطاع إذل قطاع أو من فئة‬ ‫إذل زيادة اإلنتاج الوطٍت بل ّ‬
‫إذل أخرى‪ ،‬أو بالنسبة إذل دوريتها و من ٍبّ تنقسم إذل نفقات عادية جارية و اخرى استثنائية‬
‫رأظبالية و تتمثل األوذل يف تلك اليت تنفقها الدولة من أجل تسيَت إدارهتا و اغبصوؿ على ما‬
‫ربتاجو من سلع و خدمات إلشباع اغباجات اعبارية‪ّ ،‬أما الثانية فتمثّل يف النفقات االستثمارية‪،‬‬
‫اليت زبصصها الدولة للحصوؿ على اؼبعدات الرأظبالية و الالزمة لزيادة اإلنتاج السلعي أو لزيادة‬
‫العامة‪.‬‬
‫اػبدمات ّ‬
‫‪ -0-7‬نفقات التسيير (اإلدارية)‪:‬‬
‫العامة‪ ،‬أي نفقات التسيَت إذل أربعة أبواب توجد أبواب‬ ‫تنقسم نفقات الدولة يف اؼبيزانية ّ‬
‫تتكوف من سبع فقرات و كل فقرة يبكن أف تضم تسعة و تسعُت فصالً و عدد اؼبواد اليت يشملها‬ ‫ّ‬
‫األوؿ و الثاين اؼبمثلة يف ميزانية‬
‫الفصل غَت ؿب ّددة و يبكن أف يقسم البند إذل فروع نفقات الباب ّ‬
‫اؼبسَتة من طرؼ وزارة اؼباليّة‪.‬‬
‫األعباء اؼبشًتكة ّ‬
‫و الباب الثالث و الرابع قبدنبا تقريبًا يف كل اؼبيزانيات يف ـبتلف الوزارات‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫العامة‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬الساحة اؼبركزية‪ ،‬بن عكنوف‪ ،‬اعبزائر‪ ،2006 ،‬ص‪ ،60‬ص‪.63‬‬
‫علي زغدود‪ ،‬اؼباليّة ّ‬

‫‪34‬‬
‫األوؿ‪ :‬أعباء الدين العمومي والنفقات احملسومة من اإليرادات وىي أعباء فبنوحة‬ ‫الباب ّ‬
‫لتغطية أعباء الدين اؼبارل و اؼبعاشات و كذلك ـبتلف األعباء احملسومة من اإليرادات‪.‬‬
‫الفقرة األوذل‪ :‬احتياط الدين‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الدين الداخلي‪ ،‬الدين العائم‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الديوف اػبارجية‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬الضمانات‪.‬‬
‫الفقرة اػبامسة‪ :‬النفقات احملسومة من اإليرادات‪.‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬زبصيصات السلطة العمومية‪ :‬و ىي عبارة عن االعتمادات الضرورية و‬
‫يتكوف من‬
‫الالزمة لتسيَت مصاحل الوزارات من ناحية اؼبستخدمُت و األجهزة و اؼبعدات و العتاد و ّ‬
‫الفقرات التالية‪:‬‬
‫الفقرة األوذل‪ :‬رواتب العمل‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اؼبعاشات و اؼبنح العائلية‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬اؼبعاشات و األعباء االجتماعية‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬اؼبستخدموف ‪ -‬اؼبعدات ‪ -‬تسيَت اؼبصاحل‬
‫الفقرة اػبامسة‪ :‬اؼبستخدموف و أعماؿ الصيانة‪.‬‬
‫الفقرة السادسة‪ :‬اؼبستخدموف و إعانات التسيَت‪.‬‬
‫الفقرة السابعة‪ :‬اؼبستخدموف النفقات اؼبختلفة‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬النفقات اػباصة بوسائل اؼبصاحل‪.‬‬
‫يتكوف ىذا الباب من الفقرات التالية‪:‬‬‫التدخالت العمومية‪ :‬و ّ‬ ‫الباب الرابع‪ّ :‬‬
‫الفقرة األوذل‪ :‬التدخالت العمومية و اإلدارية مثل إعانات اجملموعات احمللية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬األنشطة الدولية مثل اؼبساعدات اليت سبنح للهيئات الدولية‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬تشمل النشاط الًتبوي و الثقايف مثل تقدًن اؼبنح‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬النشاط االقتصادي و التشجيعات و التدخالت مثل‪ :‬اإلعانات االقتصادية‬
‫و اؼبكافآت‪.‬‬
‫الفقرة اػبامسة‪ :‬النشاط االقتصادي إعانات للمؤسسات للمصلحة الوطنية (إعانات‬
‫للمصاحل العمومية االقتصادية)‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫الفقرة السادسة‪ :‬اإلعانات االجتماعية‪ :‬اؼبساعدات و التضامن‪.‬‬
‫الفقرة السابعة‪ :‬النشاط االجتماعي التوقعات (مسانبة الدولة يف صناديق اؼبعاشات و‬
‫صناديق الصحة)‪.‬‬
‫و فبّا سبق لنا أنّو «ذبمع نفقات التسيَت يف أربعة أبواب ىي‪:‬‬
‫‪ -‬أعباء الدين العمومي و النفقات احملسومة من اإليرادات‪.‬‬
‫‪ -‬زبصيصات السلطات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات اػباصة بوسائل اؼبصاحل‪.‬‬
‫‪ -‬التدخالت العمومية‪.».‬‬
‫‪ -0-7‬نفقات التجهيز (االستثمار)‪:‬‬
‫توزع حسب الوزارات فإ ّف نفقات التجهيز أو‬ ‫أي اؼبوضوعية إذا كانت نفقات التسيَت ّ‬
‫توزع حسب القطاعات و فروع النشاط االقتصادي‪ ،‬مثل الزراعة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬األشغاؿ و‬ ‫االستثمار ّ‬
‫البناء و النقل‪ ،‬و السياحة‪.‬‬
‫قائمة ميزانية نفقات االستثمار و التجهيز و سبثّل الوثيقة األساسية للميزانية لعمليات‬
‫التجهيز و االستثمار‪.‬‬
‫و ال يبكن أليّة عمليّة أف تنجز إالّ إذا كانت مسجلة و ذبدر اإلشارة إذل أنّو زبتلف‬
‫االعتمادات اؼبفتوحة لتغطية نفقات التسيَت عن تلك زبصص لسد نفقات االستثمار حيث‬
‫العامة و وف ًقا للمخطط اإلمبائي السنوي لتغطية‬
‫«ذبمع االعتمادات اؼبفتوحة بالنسبة إذل اؼبيزانية ّ‬
‫نفقات االستثمار الواقعة على عاتق الدولة يف ثالثة أبواب ىي‪:‬‬
‫‪ -‬االستثمارات الواقعة و اؼبنفذة من قبل الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬إعانات االستثمار اؼبمنوحة من قبل الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات األخرى بالرأظباؿ‪.».‬‬
‫و يالحظ أ ّف تقسيم ميزانية النفقات ىبضع لقاعدة معروفة و ىي قاعدة زبصيص‬
‫االعتمادات و معناىا أ ّف اعتماد الربؼباف للنفقات ال هبوز أف يكوف إصباليًا بل هبب أف ىبصص‬
‫لكل وجو من أوجو اإلنفاؽ العاـ أي ال هبوز أف يوافق الربؼباف مثالً على زبصيص ‪30‬‬ ‫مبلغ معُت ّ‬
‫مليوف دينار لنفقات وزارة السكن تارًكا للحكومة‪ ،‬أمر توزيع ىذا اؼببلغ على أوجو إنفاؽ الوزارة‬

‫‪36‬‬
‫اؼبختلفة من مرتبات اؼبوظفُت و نفقات إدارة و صيانة مباين الوزارة و استثمارات يف اؼبشروعات‬
‫لكل وجو من أوجو‬ ‫يتعُت أف يوافق الربؼباف على زبصيص مبلغ معُت ّ‬
‫اليت تقوـ هبا و غَت ذلك‪ ،‬بل ّ‬
‫إنفاؽ الوزارة و دبقتضى ىذه القاعدة ال هبوز للحكومة أف تنقل مبلغًا اعتمده الربؼباف للنفقات‬
‫الرجوع إذل الربؼباف و‬
‫الواردة يف باب معُت لإلنفاؽ على وجوه أخرى يف باب آخر إالّ بعد ّ‬
‫اغبصوؿ على موافقتو اؼبخالفة هبوز للحكومة أف تنقل االعتماد اؼبخصص لبند من البنود الواردة يف‬
‫اعتماد باب ما لإلنفاؽ على بند آخر وارد يف نفس الباب‪ ،‬و ال زبتلف النفقات من وزارة إذل‬
‫أخرى(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬علي زغدود‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪ ،31‬ص‪.36‬‬

‫‪37‬‬
‫العامة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اإليرادات ّ‬
‫العامة من أىم النظريات اليت شغلت باؿ العديد من اؼبفكرين اؼباليُت‬‫تع ّد نظرية اإليرادات ّ‬
‫العامة‪.‬‬
‫منذ أقدـ العصور‪ ،‬بل ال نتجاوز اغبقيقة إذا قلنا بأ ّهنا قد سبقت يف األنبيّة نظرية النفقات ّ‬
‫تؤدي دورىا االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬و تقوـ باإلنفاؽ العاـ‪،‬‬ ‫فلكي تستطيع الدولة أف ّ‬
‫العامة و اليت تع ّد دخوالً للدولة سب ّكنها من تغطية نفقاهتا‬
‫يتعُت عليها أف رب ّدد مصادر اإليرادات ّ‬
‫ّ‬
‫شىت اعبوانب االقتصادية و السياسية و االجتماعية‪.‬‬
‫العامة يف ّ‬
‫ّ‬
‫فباإلضافة إذل إيرادات الدولة اليت تعتمد على عنصر اإلجبار‪ ،‬ظهرت إيرادات أخرى‬
‫مصدرىا النشاط االقتصادي للدولة‪ ،‬أي تلك اإليرادات الناذبة عن مشروعاهتا االقتصادية‪ ،‬و من‬
‫تنظيم النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫تطورىا من‬‫و كما سبق أف رأينا‪ ،‬فاتّساع دور الدولة يف اغبياة االقتصادية و االجتماعية و ّ‬
‫العامة و نوعها‪ ،‬و من‬
‫اؼبتدخلة‪ّ ،‬أدى إذل اتّساع و ازدياد حجم النفقات ّ‬
‫الدولة اغبارسة إذل الدولة ّ‬
‫العامة‪ ،‬و ترتّب‬
‫العامة لتتم ّكن من تغطية النفقات ّ‬ ‫ٍبّ و على كبو حتمي‪ ،‬اتّسع نطاؽ اإليرادات ّ‬
‫العامة‪ ،‬و أصبحت الدولة ربصل على إيراداهتا من مصادر‬ ‫تطور ىيكل اإليرادات ّ‬‫على ذلك ّ‬
‫متع ّددة نذكر منها (إيراداهتا من أمالؾ الدولة و مشروعاهتا االقتصادية (دخل الدومُت العاـ و‬
‫الرسوـ‪ ،‬الضرائب‪ ،‬الثمن العاـ‪ ،‬القروض‪ ،‬اإلصدار النقدي ‪.)...‬‬ ‫اػباص)‪ّ ،‬‬
‫و فبّا ىو جدير بالذكر‪ ،‬أ ّف اتّساع دور الدولة بشكل ملحوظ يف العصور اغبديثة قد جعل‬
‫العامة أداة مالية يف يد الدولة للتّوجيو االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬كما ىو اغباؿ‬ ‫من اإليرادات ّ‬
‫العامة لتشجيع االستثمار يف ؾباالت معينة‪ ،‬و‬ ‫لعامة فالدولة تستخدـ اإليرادات ّ‬‫بشأف النفقات ا ّ‬
‫كالتضخم و‬
‫ّ‬ ‫تثبيطها يف ؾباالت أخرى‪ ،‬كما تستخدمها كأداة حملاربة بعض األزمات االقتصادية‪،‬‬
‫قاصرا على تغطية النفقات‬
‫العامة ً‬
‫االنكماش‪ ،‬و إعادة توزيع الدخل ‪ ،)...‬فلم يعد دور اإليرادات ّ‬
‫بل امت ّد لتحقيق أىداؼ اقتصادية و اجتماعية معيّنة‪.‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -0‬مفهوم اإليرادات ّ‬
‫العامة ؾبموع األمواؿ اليت ربصل عليها اغبكومة سواء بصفتها السيادية أو‬
‫سبثّل اإليرادات ّ‬
‫أنشطتها و أمالكها الذاتية أو من مصادر خارجية‪ ،‬عن ذلك‪ ،‬سواء قروض داخلية أو خارجية‪ ،‬أو‬
‫مصادر تضخمية‪ ،‬لتغطية اإلنفاؽ العاـ خالؿ فًتة زمنية معينة‪ ،‬و ذلك للوصوؿ إذل ربقيق عدد‬

‫‪38‬‬
‫العامة متنوعة و‬
‫من األىداؼ االقتصادية و االجتماعية و اؼباليّة‪ ،‬و من ذلك يتّضح بأ ّف اإليرادات ّ‬
‫متع ّددة(‪.)1‬‬
‫‪ -0‬أنواع االيرادات العامة ‪:‬‬
‫وقد تعددت آراء مفكري اؼبالية العامة حوؿ أنواع االيرادات العامة غَت أف أغلب اآلراء ذبمعها يف‬
‫التقسيمات التالية ‪:‬‬
‫‪ -0-0‬اإليرادات السيادية‪:‬‬
‫استنادا على السلطة السيادية‬
‫ً‬ ‫و ىي تلك اإليرادات اليت ربصل عليها الدولة باإللزاـ‬
‫الرسوـ‪.)... ،‬‬
‫للدولة‪ ،‬مثل الضرائب‪ ،‬الغرامات‪ّ ،‬‬
‫‪ -0-0‬اإليرادات غير السيادية (االقتصادية)‪:‬‬
‫و ىي تلك اإليرادات اليت ربصل عليها الدولة بصفتها شخص اعتباري قانوين‪ ،‬مثل‬
‫اإليرادات الناصبة عن تأجَت العقارات اليت سبلكها الدولة و القروض و اؽببات ‪ ...‬إخل(‪.)2‬‬
‫متنوعة و متع ّددة و أىم أنواعها‪:‬‬
‫العامة ّ‬
‫و من ذلك يتّضح بأ ّف اإليرادات ّ‬
‫إيرادات الدولة من أمالكها‪ :‬ربصل الدولة على جزء من إيراداهتا من دخل األمواؿ اؼبملوكة‬
‫ؽبا‪ ،‬و تنقسم فبتلكات الدولة أيًّا كانت طبيعتها‪ ،‬عقارية أو منقولة و اليت يطلق على ىذا النوع‬
‫العامة بالدومُت و ينقسم الدومُت اغبكومي إذل‪:‬‬
‫من اإليرادات ّ‬
‫العامة‪:‬‬
‫‪ -3‬معايير تصنيف اإليرادات ّ‬
‫العامة وفق معايَت ـبتلفة على النحو التارل‪:‬‬
‫يبكن تصنيف اإليرادات ّ‬
‫‪ -0-3‬من حيث المصدر‪:‬‬
‫العامةإذل‪:‬‬
‫تنقسم اإليرادات ّ‬
‫أ‪ -‬إيرادات أصلية (أمالؾ الدولة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬إيرادات مشتقة ربصل عليها الدولة عن طريق اقتطاعها عبزء من أمواؿ األفراد (الضريبة)‪.‬‬
‫‪ -0-3‬من حيث اإللزام‪:‬‬
‫العامةإذل‪:‬‬
‫تنقسم اإليرادات ّ‬

‫(‪)1‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.236‬‬


‫(‪)2‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.38‬‬

‫‪39‬‬
‫جربا على األفراد (الضرائب‪ ،‬الغرامات اعببائية‪.)... ،‬‬
‫العامة ً‬
‫أ‪ -‬إيرادات إجباريّة‪ ،‬تفرضها السلطة ّ‬
‫الرسوـ‪ ،‬و القروض‬‫العامة عن طريق االختيار مثل‪ّ :‬‬‫ب‪ -‬إيرادات اختيارية ربصل عليها اإلدارة ّ‬
‫االختيارية‪.‬‬
‫‪ -3-3‬من حيث االنتظام‪:‬‬
‫العامةإذل‪:‬‬
‫تنقسم اإليرادات ّ‬
‫أ‪ -‬إيرادات عادية (دخل الدومُت‪ ،‬الضرائب)‪.‬‬
‫ب‪ -‬و أخرى غَت عادية (استثنائية)‪ ،‬ال تتوفّر على صفة الدوريّة و االنتظاـ‪ ،‬مثل‪ :‬القروض‪،‬‬
‫اإلصدار النقدي اعبديد‪ ،‬و ذلك ؼبواجهة ظروؼ استثنائية و طارئة‪.‬‬
‫‪ -4-3‬من حيث الشبو مع إيرادات القطاع الخاص‪:‬‬
‫العامةإذل‪:‬‬
‫تنقسم اإليرادات ّ‬
‫العامة دبا ؽبا من‬
‫أ‪ -‬إيرادات االقتصاد العاـ (اإليرادات السيادية)‪ ،‬حيث ربصل عليها اإلدارة ّ‬
‫الرسوـ‪.‬‬
‫العامة مثل‪ :‬الضرائب‪ّ ،‬‬
‫امتيازات السلطة ّ‬
‫ب‪ -‬إيرادات شبيهة باالقتصاد اػباص‪ ،‬ربصل عليها اإلدارة مستعملة وسائل القانوف اػباص مثل‪:‬‬
‫العامة‪ ،‬القروض‪ ،‬و اإلعانات‪.‬‬
‫إيرادات اؼبشروعات ّ‬
‫يقصد بالدومُت )‪ (Domaine‬األمواؿ العقارية و اؼبنقولة اليت سبلكها الدولة‪ ،‬و‬
‫العامة ملكية عامة أو خاصة‪.‬‬
‫اؼبؤسسات و اؽبيئات ّ‬
‫إ ّف دومُت الدولة كاف فيما مضى دومينا زراعيًا بصفة أساسيّة و أ ّف دخلو كاف يبثل جانبًا‬
‫ىاما من اإليرادات الكلية للدولة‪ٍ ،‬بّ تناقصت أنبيّة الدومُت الزراعي و إيراداتو بالنسبة لإليرادات‬
‫ًّ‬
‫تطورت صور أخرى من الدومُت ىي الدومُت الصناعي و‬ ‫حىت مطلع القرف اغبارل‪ٍ .‬بّ ّ‬ ‫الضريبيّة ّ‬
‫تبعا الزدياد تدخل الدولة يف‬‫العامة ً‬
‫التجاري و اؼبارل و أخذت أنبيتها تزداد يف تغذية اإليرادات ّ‬
‫ىاما‬
‫حىت أصبحت تش ّكل جانبًا ًّ‬ ‫اغبياة االقتصادية و اضطالعها جبانب كبَت من النشاط اإلنتاجي ّ‬
‫األوؿ يف تكوين ىذه اإليرادات ال سيما يف‬ ‫العامة و إف بقيت الضرائب اؼبصدر ّ‬ ‫من اإليرادات ّ‬
‫العامة هبذه البلداف يف اؼبستقبل‬
‫االقتصاديات الرأظباليّة‪ .‬و تعتمد أنبيّة الدومُت كمصدر لإليرادات ّ‬
‫تطور الدولة يف ـبتلف ميادين اإلنتاج فيها‪.‬‬
‫على سَت ّ‬

‫‪42‬‬
‫كل أو معظم فروع اإلنتاج‬
‫ّأما االقتصاديات االشًتاكيّة فإ ّف دائرة دومُت الدولة تغطي ّ‬
‫العامة‪.‬‬
‫الزراعي و الصناعي و التجاري و اؼبارل و تسهم إيراداتو باعبانب األكرب من اإليرادات ّ‬
‫‪ -4‬تقسيم دومين (األمالك الوطنية) وينقسم إذل نوعُت أساسُت نبا‪ ،‬الدومُت العاـ و الدومُت‬
‫اػباص‪،‬‬
‫و يف ىذا السياؽ تنص اؼبادة ‪ 18‬من الدستور على ما يلي‪:‬‬
‫تتكوف من األمالؾ العموميّة و اػباصة اليت سبلكها كل من‬
‫«األمالؾ الوطنية وب ّددىا القانوف‪ ،‬و ّ‬
‫الدولة‪ ،‬الوالية‪ ،‬و البلدية‪ ،‬يتم تسيَت األمالؾ الوطنية طب ًقا للقانوف‪.».‬‬
‫العامة)‪:‬‬
‫‪ -0-4‬الدومين العام (األمالك الوطنية ّ‬
‫و يقصد بو األمواؿ اليت سبلكها الدولة و اليت زبضع ألحكاـ القانوف العاـ و زبصص‬
‫العامة‪ ،‬و‬
‫العامة‪ ،‬كالشوارع‪ ،‬و الساحات ّ‬ ‫الستعماؿ اعبميع‪ ،‬و ال يكوف ؽبا من غرض إالّ اؼبنفعة ّ‬
‫الشواطئ‪ ،‬و اؼبوانئ و غَتىا‪ ،‬و ىذه األمواؿ ال تدر‪ ،‬على الغالب إير ًادا للدولة‪.‬‬
‫‪ -0-4‬الدومين الخاص‪:‬‬
‫فهي تلك األمواؿ اليت سبلكها الدولة ملكة خاصة شبيهة دبلكية األفراد اؼبماثلة‪ ،‬و ال‬
‫العامة‪ ،‬و تعترب ملكية الدولة ىذه باعتبارىا شخص‬ ‫زبضع للقانوف العاـ كما ال ىبصص للمنفعة ّ‬
‫سباما‪ ،‬فتستطيع أف تبيعها أو ترىنها‬‫تتصرؼ هبذا النوع من اؼبلكية كالشخص الطبيعي ً‬ ‫اعتباري و ّ‬
‫مهم للدولة‪ .‬أي تدر إير ًادا‪ .‬كما ّأهنا زبضع ألحكاـ القانوف‬ ‫‪ ...‬إخل‪ ،‬و ىذا يعترب مصدر مارل ّ‬
‫اػباص (خاصة أحكاـ اؼبلكية يف القانوف اؼبدين)‪.‬‬
‫و يبكن تقسيم الدومُت اػباص ألنواع ثالثة‪ :‬عقاري و ذباري و صناعي و مارل‪ ،‬و‬
‫صناعي ذباري‪:‬‬
‫األصل أف ال تفرض الدولة رظبًا أو مقابالً لالنتفاع بو و استعمالو إالّ يف حاالت خاصة‬
‫العامة ىي ؾبانيّة االنتفاع بأمواؿ الدومُت العاـ‪.‬‬
‫تظل القاعدة ّ‬ ‫هبدؼ تنظيم ىذا االنتفاع‪ ،‬و بذلك ّ‬
‫العامة غبماية قانونية من الناحية اؼبدنية من حيث عدـ إمكانيّة‬ ‫و زبضع األمالؾ الوطنية ّ‬
‫التصرؼ فيها و اغبجز عليها و اكتساهبا بالتقادـ‪ ،‬طب ًقا ألحكاـ اؼبادة ‪ 688‬من القانوف اؼبدين‪،‬‬ ‫ّ‬
‫كما زبضع غبماية جنائيّة من حيث ربرًن كل اعتداء أو مساس هبا و كذا تشديد العقوبة على‬
‫ذلك‪ ،‬طب ًقا لقانوف العقوبات‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ -0-0-4‬الدومين العقاري (ممتلكات الدولة العقاريّة)‪:‬‬
‫احتل الدومُت العقاري أنبيّة تارىبيّة يف العصور الوسطى و اؼبتمثّلة باألراضي الزراعية و‬
‫ّ‬
‫توسع الدولة يف بيع ىذا‬
‫الغابات‪ ،‬و بدأ ىذا النوع يفقد أنبيتو على إثر زواؿ العهد االقطاعي‪ ،‬و ّ‬
‫توسع األنواع األخرى اليت‬
‫أيضا نتيجة ّ‬‫النوع من األراضي و ترؾ استغالؽبا لألفراد‪ ،‬كما قلت أنبيتو ً‬
‫بدأت تعطي إيرادات أفضل منو‪.‬‬
‫‪ -0-0-4‬الدومين المالي‪:‬‬
‫يتكوف ىذا الدومُت فبّا سبلكو الدولة من أوراؽ مالية كاألسهم و السندات و فوائد‬ ‫ّ‬
‫القروض‪ ،‬و غَتىا من الفوائد اؼبستح ّقة للحكومة‪.‬‬
‫يسمى البعض ىذا الدومُت «دبحفظة الدولة» أي ما سبلكو من أوراؽ مالية و نقدية‪ ،‬و‬ ‫و ّ‬
‫ما رب ّققو من أرباح و فوائد‪.‬‬
‫‪ -3-0-4‬الدومين الصناعي و التجاري‪:‬‬
‫يشمل ىذا النوع صبيع النشاطات الصناعية اليت تقوـ هبا الدولة يف ىذه اجملاالت حيث‬
‫شبيها بنشاط األفراد العاديُت و اؼبشروعات اػباصة‪ ،‬هبدؼ ربقيق الربح‬
‫سبارس الدولة فيو نشاطًا ً‬
‫أو تقدًن خدمة ألفراد مقابل مبالغ غَت احتكاريّة‪.‬‬
‫و قد تقوـ الدولة بإدارة الدومُت التجاري و الصناعي ّأما بشكل مباشر من قبلها‬
‫(االستغالؿ اؼبباشر ‪ ،)Régie -‬أو عن طريق أحد مرافقها‪ ،‬أو أف سبنح امتياز‬
‫)‪ (concession‬أو ترخيص إلحدى الشركات اػباصة بأف تقوـ ببيع البضاعة أو اػبدمات‬
‫معُت(‪.)1‬‬
‫ألجل ّ‬
‫‪ -5‬الدومين الخدماتي‪:‬‬
‫بعض الدوؿ ربتكر بعض أنواع النشاط اػبدمي مثل خدمات التأمُت و خدمات اؼبسارح‪،‬‬
‫و ىذا يعترب مورد ىاـ للدولة‪ ،‬اتّباع ىذا األسلوب الدوؿ االشًتاكية السابقة و بعض الدوؿ‬
‫الرأظبالية مثل فرنسا اليت ربتكر بعض أنواع التأمُت كذلك بعض الدوؿ النامية اليت تنهج الطريق‬
‫االشًتاكي و منها بعض الدوؿ العربية‪.‬‬

‫( ‪)1‬‬
‫ةالعامة‪ ،‬دار العلوـ للنشر و التوزيع‪ ،2003 ،‬ص‪ ،52‬ص‪.57‬‬
‫ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬اؼباليّ ّ‬

‫‪40‬‬
‫‪ -6‬الدومين التجاري‪:‬‬
‫بعض الدوؿ سبارس النشاط التجاري باالستَتاد و التصدير و البيع و الشراء كما ىو‬
‫القطاع اػباص‪ ،‬و بعضها قد وبتكر العمل التجاري (سواء التجارة اػبارجة أـ الداخلة)‪ ،‬بأكملو‪،‬‬
‫التوجو االشًتاكي‪ ،‬و يف الوقت‬
‫خاصة الدوؿ االشًتاكية السابقة أو بعض الدوؿ النامية ذات ّ‬
‫يتوذل استَتاد و تصدير الكثَت من السلع‬
‫اغبارل أصبحت ىذه الدوؿ تسمح للقطاع اػباص أف ّ‬
‫اليت كانت الدولة ربتكرىا(‪.)1‬‬
‫‪ -7‬اإليرادات من الضرائب‪:‬‬
‫الرسوـ‪،‬‬
‫العامة للدولة ىذا إذل جانب ّ‬
‫تعترب الضرائب أىم مصدر من مصادر اإليرادات ّ‬
‫الغرامات‪ ،‬و قد عرفت الدوؿ و اإلمرباطوريات القديبة الضرائب منذ القدـ‪ ،‬و ما زالت تستخدـ‬
‫علما بأ ّف مفهوـ الضرائب و أسلوب جبايتها و تصنيفها و ربديد سعرىا دل‬ ‫إذل وقتنا اغبارل‪ً ،‬‬
‫العامة‪ ،‬و‬
‫يستخدـ يف اؼباضي كما ىو اغباؿ يف وقتنا اغباضر‪ ،‬و ألنبية الضرائب بالنسبة للموازنة ّ‬
‫لوفرة حصيلتها و مرونتها‪ ،‬مع العلم أ ّف صبيع دوؿ العادل تقوـ بتطبيقها‪ ،‬و لكن بأسلوب و نوع‬
‫ـبتلف من دولة ألخرى‪.‬‬
‫‪ -0-7‬تعريف الضريبة ‪:Impôt‬‬
‫جربا من (األفراد) دوف مقابل هبدؼ ربقيق مصلحة عامة(‪.)2‬‬‫اقتطاع مارل تأخذه الدولة ً‬
‫الضريبة عبارة عن اقتطاع نقدي جربي تفرضو الدولة على اؼبكلفُت وف ًقا لقدراهتم‪ ،‬بطريقة‬
‫العامة و ربقيق أىداؼ الدولة اؼبختلفة(‪.)3‬‬
‫هنائيّة و بال مقابل و ذلك لتغطية األعباء ّ‬
‫و يتّضح من خالؿ ىاتُت التعاريف أ ّف للضريبة خصائص أو عناصر أساسيّة ىي‪:‬‬
‫‪ -‬اقتطاع مالي )‪:(prestation pécuniaire‬‬
‫و يعٍت ذلك أف قيمتها تنتقل انتقاالً هنائيًا من اؼبكلّف إذل الدولة و قد كانت قديبًا ذبىب‬
‫عينيًا‪ٍ ،‬بّ حلّت ؿبلّها الضرائب النقدية حُت عرفت النقود‪ ،‬حيث أصبح نظاـ الضرائب العينية ال‬
‫يتالءـ و االحتياجات االقتصادية الضخمة للدولة اغبديثة‪.‬‬

‫(‪)1‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.45‬‬


‫(‪ )2‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ، ،‬ص‪.50‬‬
‫(‪)3‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪43‬‬
‫جبرا)‪:(perçue par voie d’autorité‬‬
‫‪ -‬الضريبة تفرض ً‬
‫تتوذل السلطة وضع النظاـ القانوين للضريبة من حيث قرضها و جبايتها فهي اليت تضع‬ ‫ّ‬
‫مهمة مناقشة مسألة فرض‬ ‫يتوذل الربؼباف ّ‬
‫اؼبموؿ حيث ّ‬
‫طرؽ ربصيلها و ميعادىا دوف اتّفاؽ مع ّ‬
‫الضرائب و هبب اغبصوؿ على موافقتهم‪.‬‬
‫العامة قياـ الدولة بتحصيل الضريبة بالطرؽ اعبربيّة يف حالة امتناع‬
‫و من مظاىر السلطة ّ‬
‫تعرض لعقوبات‪.‬‬ ‫اؼبموؿ عن تسديد الضريبة و إالّ ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -‬دون مقابل )‪:(sans contrepartie‬‬
‫تدفع الضريبة بدوف مقابل‪ ،‬أو منفعة خاصة‪ ،‬فاؼبكلّف يقوـ بأدائها على أساس مسانبة يف‬
‫فبوالً للضرائب‪ ،‬و على ىذا فإنّو يبدو منطقيًا‬
‫عضوا يف اعبماعة و ليس باعتباره ّ‬
‫اجملتمع‪ ،‬و باعتباره ً‬
‫أف يساىم يف تغطية أعباء الدولة اليت ربمي اعبماعة و تشرؼ عليهم‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق النفع العام‪:‬‬
‫إذ كانت الضريبة ال تفرضها الدولة‪ ،‬مقابل نفع خاص لدافعها‪ ،‬فإ ّف الدولة تلتزـ باستخداـ‬
‫حصيلتها لتحقيق منفعة عامة‪.‬‬
‫و قد درجت الدساتَت و القوانُت على تأكيد ىذا اؼبعٌت منذ القرف الثامن عشر (و‬
‫منعا لفرض ضرائب‬ ‫خصوصا بعد إعالف حقوؽ اإلنساف و اؼبواطن الذي أصدرتو الثورة الفرنسيّة)‪ً ،‬‬
‫ً‬
‫أو استخداـ حصيلتها يف إشباع اغباجات اػباصة باؼبلوؾ و األمراء‪.‬‬
‫العامة للضريبة و أصبح من اؼببادئ الدستوريّة‬
‫استقر مبدأ اؼبنفعة ّ‬
‫و يف العصر اغبديث فقد ّ‬
‫حىت دوف النص عليها(‪.)1‬‬
‫يتعُت اتّباعها ّ‬
‫العامة اليت ّ‬
‫ّ‬
‫العامة) للضريبة‪:‬‬
‫العامة (المبادئ ّ‬
‫‪ -0-7‬القواعد ّ‬
‫لعل من أبرز القواعد األساسيّة للضريبة ىو ما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫أ‪ -‬العدالة‪:‬‬
‫اليت تقتضي بوجوب توزيع عبء الضريبة توز ًيعا عادالً بُت اؼبواطنُت‪ ،‬و يتح ّقق ذلك دبراعاة‬
‫اؼبقدرة التكليفيّة لكل منهم مع ضرورة إعفاء أصحاب الدخوؿ اؼبنخفضة من أداء الضريبة بالنسبة‬
‫غبد الكفاؼ و األعباء العائلية دبا يتناسب و مستوى اؼبعيشة يف اجملتمع‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد الصغَت بغلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،58‬ص‪.60‬‬

‫‪44‬‬
‫ب‪ -‬اليقين‪:‬‬
‫لكل‬
‫و ذلك بوجوب تنظيم جباية الضريبة وف ًقا لقواعد ؿب ّددة و واضحة ال غموض فيها ّ‬
‫تتوذل اعبباية‪ ،‬سواء بالنسبة ألسس ربديد قيمتها‪ ،‬أو مواعيد و أساليب‬
‫من اؼبكلّف و اإلدارة اليت ّ‬
‫ربصيلها‪.‬‬
‫ج‪ -‬المالئمة‪:‬‬
‫و ذلك بأف رب ّدد مواعيد و أساليب مالئمة و مناسبة عبباية الضريبة تتّفق و طبيعة الضريبة‬
‫من ناحية‪ ،‬و لظروؼ اؼبكلفُت (اؼبمولُت) و األنشطة اػباضعة للضريبة من ناحية أخرى‪ ،‬كمطالبة‬
‫التاجر بأداء الضريبة اؼبستحقة على أرباحو بعد انتهاء السنة التجاريّة لنشاطو و ربديده لصايف‬
‫نتائج ىذا النشاط‪ ،‬أو مطالبة اؼبزارع بأداء الضريبة بعد حصاد احملاصيل و تسويقها‪.‬‬
‫د‪ -‬االقتصاد في نفقات الجباية‪:‬‬
‫و يقصد من ذلك أف رباط القاعدة الضريبية دبا يضمن ؽبا سهولة التطبيق و مرونتو و‬
‫تتحمل الكثَت‬
‫ذبنّب الدخوؿ يف متاىات الروتُت اإلداري و التعقيدات البَتوقراطيّة فبّا هبعل اإلدارة ّ‬
‫من النفقات يف سبيل تطبيق نظامها الضرييب(‪.)1‬‬
‫‪ -8‬أىداف الضرائب‪:‬‬
‫تطور طبيعتها أصبحت مسؤولة عن التوازف اؼبارل و‬ ‫إ ّف اتّساع دور الدولة بسبب ّ‬
‫النمو‪ ،‬و ترتب على ذلك اتّساع النفقات‬
‫االقتصادي و االجتماعي و ربقيق مع ّدؿ ثابت من ّ‬
‫العامة‪ ،‬و دل تعد اإليرادات مقصورة على سبويل النفقات بل‬
‫العامة‪ ،‬و تطوير حجم اإليرادات ّ‬‫ّ‬
‫أصبحت باإلضافة إذل ذلك أداة من أدوات التوجيو االقتصادي و االجتماعي‪ ،‬لذلك فإ ّف أبرز‬
‫أىدافها‪:‬‬
‫‪ -0-8‬على الصعيد االقتصادي‪:‬‬
‫فإ ّف أغراض الضريبة تتح ّدد بصفة أساسيّة يف تعبئة اؼبوارد االقتصادية و توجيهها من اجل‬
‫خدمة أغراض التنمية‪ ،‬و لذلك فهي تستخدـ يف تشجيع اؼبدخرات و كذلك يف التأثَت على اؼبيل‬
‫لالستثمار و توجيهو كبو األنشطة االقتصادية اؼبراد تنميتها‪ ،‬كما تستخدـ الضريبة كأحد أدوات‬
‫تنفيذ اػبطّة االقتصادية‪ ،‬كما تستخدـ يف تشجيع بعض النشاطات االقتصادية عن طريق إعفاء‬

‫(‪ )1‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،239‬ص‪.240‬‬

‫‪45‬‬
‫األولية الالّزمة ؽبذا النشاط أو‬
‫النشاط من الضريبة أو زبفيضها على دخل النشاط أو إعفاء اؼبوارد ّ‬
‫إلغاء رسوـ التصدير على اؼبنتجات اليت تنتج من ىذا النشاط‪.‬‬
‫‪ -0-8‬على الصعيد االجتماعي‪:‬‬
‫فهي تعمل على إعادة توزيع الدخل القومي لصاحل الفئات احملدودة للدخل و اؼبسانبة يف‬
‫الصحي و الغذائي لألفراد ‪ ...‬إخل(‪.)1‬‬
‫رفع اؼبستوى ّ‬
‫‪ -3-8‬على الصعيد المالي‪:‬‬
‫العامة‬
‫العامة) لتغطية النفقات ّ‬
‫دبعٌت اغبصوؿ على األمواؿ (الضرائب كمصدر لإليرادات ّ‬
‫بعد رفض خزينة الدولة باؼباؿ مع العلم أ ّف أي التزاـ بنفقة ال ب ّد أف يكوف لو مصدر سبويل‬
‫أىم ىذه اؼبصادر(‪.)2‬‬
‫فالضرائب تع ّد من ّ‬
‫‪ -9‬الوعاء الضريبي )‪:(Assiette de l’impôt‬‬
‫الوعاء الضرييب ىو اؼبوضوع الذي تفرض عليو الضريبة‪ ،‬فقد يكوف شخص أو ماالً أو‬
‫عمالً‪ ،‬مثاؿ ذلك تفرض ضريبة على عقار ما‪ ،‬أو على إيراده‪ ،‬ففي اغبالة األوذل تكوف قيمة‬
‫العقار ىو وعاء الضريبة و الثانية إيراده‪ ،‬و على ىذا األساس ًبّ تقسيم الضرائب حبسب وعائها‬
‫إذل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -0-9‬الضريبة على األشخاص و الضريبة على األموال‪:‬‬
‫‪ -0-0-9‬الضريبة على األشخاص‪:‬‬
‫تفرض على األفراد لوجودىم يف الدولة و ربت ضبايتها‪ ،‬و قد عرفت قديبًا بضريبة‬
‫«الرؤوس» يف جل الدوؿ القديبة (فرنسا‪ ،‬روسيا‪.)... ،‬‬
‫و يذىب البعض إذل اإلشارة ىنا إذل «اعبزية» اليت عرفت يف الدوؿ اإلسالمية و اؼبفروضة‬
‫الذمة‪ ،‬و إف كانت أسسها و مربراهتا مغايرة لنظاـ الضريبة‪.‬‬
‫على أىل ّ‬
‫‪ -0-0-9‬الضريبة على األموال‪:‬‬
‫أي على األشياء و اؼبمتلكات اليت وبوزىا األشخاص سواء كانت أمواالً عقاريّة أو منقولة‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،240‬ص‪.241‬‬
‫(‪ )2‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.48‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -0-9‬الضريبة الواحدة و الضريبة المتع ّددة‪:‬‬
‫‪ -0-0-9‬الضريبة الواحدة‪:‬‬
‫و دبقتضاىا ال تفرض إالّ ضريبة واحدة على الشخص و ىي تتّسم بالبساطة و العدالة و‬
‫سهولة أدائها و اقتضائها‪ .‬أو ىي الضريبة اليت تغطي اإليرادات اليت وبصل عليها اؼبكلّف يف وعاء‬
‫واحد و وب ّدد ؽبا سعر واحد تقتطع على أساسو الضريبة اؼبستح ّقة‪ ،‬و ىي ناجحة أكثر يف الدوؿ‬
‫اؼبتق ّدمة و تتميّز باالقتصاد يف نفقات اعبباية‪ ،‬و ربقق العدالة الضريبة‪ ،‬و سبكن من معرفة الضريبة‬
‫اؼبستح ّقة بسهولة‪.‬‬
‫‪ -0-0-9‬الضريبة المتع ّددة‪:‬‬
‫و ىي الضريبة اليت تفرض على مصدر من مصادر اإليراد و الدخل اليت وبصل عليها‬
‫معُت‪ ،‬و من مزاياىا يبكن أف توفّر حصيلة معتدلة و خاصة يف الدوؿ‬
‫اؼبكلّف على ح ّده و بسعر ّ‬
‫التهرب الضرييب‪ ،‬و لكن من عيوهبا ىو ارتفاع تكاليف جبايتها(‪.)1‬‬
‫الناميّة اليت يكثر فيها ظاىرة ّ‬
‫‪ -02‬الضرائب المباشرة و الضرائب غير المباشرة‪:‬‬
‫‪ -0-02‬الضريبة المباشرة‪:‬‬
‫ىي الضريبة اليت تفرض على اؼبكلّفُت (اؼبكلّف و ىو الشخص الذي يدفع مبلغ الضريبة)‬
‫بشكل مباشر و سنوي‪ ،‬و اليت تشمل مركزه اؼبارل (الدخل و الثروة)‪ ،‬و الضريبة اؼبباشرة ىي اليت‬
‫تستقر بصورة هنائيّة على عاتق اؼبكلّف دوف أف يكوف باستطاعتو نقل عبئها إذل غَته‪ ،‬أي أ ّف‬
‫تدخل أي وسيط مثل الضريبة على (الرواتب و‬ ‫الضريبة اؼبباشرة تستويف من اؼبكلّف مباشرة دوف ّ‬
‫األجور)‪.‬‬
‫‪ -0-02‬الضريبة غير المباشرة‪:‬‬
‫ىي الضريبة اليت يبكن نقل عبئها إذل اآلخرين‪ ،‬أي أ ّف دافع الضريبة يعكسها على‬
‫أشخاص آخرين‪ ،‬مثل ضريبة اعبمارؾ‪ ،‬فإذا استورد أحد الشخاص سلعة معيّنة من اػبارج و دفع‬
‫عنها ضريبة صبركيّة‪ ،‬فإ ّف ىذه الضريبة تكوف مباشرة لو إذا أبقى السلعة الستعمالو الشخصي‪ّ ،‬أما‬
‫إذا باع اؼبستورد تلك السلعة إذل غَته فإنّو سيضيف الضريبة إذل شبن البيع أي نقلها إذل اآلخرين و‬

‫(‪ )1‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.66‬‬

‫‪47‬‬
‫بالتارل زبلص من عبئها و أصبحت الضريبة غَت مباشرة يدفعها اآلخروف‪ ،‬و بالطبع ىناؾ ظروؼ‬
‫اقتصادية مثل العرض و الطلب ؽبا تأثَت يف إمكانية نقل أعباء الضريبة(‪.)1‬‬
‫‪ -00‬ما ىو معيار التمييز ؟‬
‫يبكن اإلشارة إذل اؼبعايَت األساسية التالية‪:‬‬
‫‪-0-00‬المعيار اإلداري‪:‬‬
‫حيث رب ّدد طبيعة الضريبة باالستناد إذل موقف اعبهة اإلدارية اليت تقوـ بتحصيل الضريبة‬
‫أو طريقة ربصيل ذلك‪.‬‬
‫و األمر ىبتلف‪ ،‬بطبيعة اغباؿ‪ ،‬من دولة ألخرى‪ ،‬أل ّف النظاـ الضرييب هبا ىو الذي وب ّدد‬
‫طبيعة الضريبة‪.‬‬
‫‪ -0-00‬راجعية الضريبة‪:‬‬
‫اؼبقصود هبذا اؼبعيار معرفة و ربديد الشخص الذي يقع عليو عبء الضريبة هنائيًا‪ ،‬إذ أنّو‬
‫قد تفرض الضريبة على شخص يتم ّكن من ربويل و نقل عبئها إذل شخص آخر‪.‬‬
‫‪ -‬الضريبة المباشرة‪:‬‬
‫اؼبموؿ ؽبا‪ :‬االلتزاـ القانوين و التسديد الفعلي‪.‬‬
‫تقتضي ّازباذ الصفتُت يف الشخص ّ‬
‫‪ -3-00‬ثبات موضوع الضريبة‪:‬‬
‫مادة تتميّز بالثبات و‬
‫تعترب الضريبة مباشرة‪ ،‬إذا كانت منصبّة و مفروضة على موضوع أو ّ‬
‫االستمرار (ملكية عقار‪ ،‬فبارسة مهنة ‪ّ )...‬أما الضريبة غَت مباشرة فإ ّهنا تتعلّق بوقائع متقطّعة و‬
‫عارضة‪.‬‬
‫‪ -00‬تقدير الضرائب المباشرة و غير المباشرة‪:‬‬
‫‪ -0-00‬الضرائب المباشرة‪:‬‬
‫أ‪ -‬المزايا‪:‬‬
‫مستقرة و منتظمة نسبيًا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ثابتة و‬
‫‪ -‬واضحة اؼبعادل‪.‬‬
‫‪ -‬ربقق قاعدة اؼبالءمة‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪ ،242‬ص‪.243‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -‬ربقق العدالة‪.‬‬
‫ب‪ -‬العيوب‪:‬‬
‫الركود‬
‫‪ -‬أقل مرونة من الضرائب غَت اؼبباشرة‪ ،‬حيث ال تتأثّر باالنتعاش االقتصادي أو ّ‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬ال تتّصف بصفة العموميّة‪ ،‬فبّا يًتتب عنو البفاض حصيلتها‪.‬‬
‫للتهرب‬
‫اؼبموؿ يدفعها‪ ،‬عادة سنويًا‪ ،‬فهي قد تكوف مرىقة لو‪ ،‬فبّا يفتح اجملاؿ ّ‬ ‫نظرا أل ّف ّ‬
‫‪ً -‬‬
‫الضرييب‪.‬‬
‫‪ -0-00‬الضرائب غير المباشرة‪:‬‬
‫أ‪ -‬المزايا‪:‬‬
‫ألهنا زبتفي يف سعر السلعة‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة دفعها من طرؼ الشخص ّ‬
‫‪ -‬على خالؼ الضريبة اؼبباشرة‪ ،‬فإ ّف الضريبة غَت مباشرة تتّسم باؼبرونة‪ ،‬فميزهتا أ ّف حصيلتها يف‬
‫فًتة االنتعاش االقتصادي‪.‬‬
‫ب‪ -‬العيوب‪:‬‬
‫الركود االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬ضآلة و قلّة حصيلتها يف وقت ّ‬
‫‪ -‬مكلفة من حيث مراقبتها و ربصيلها‪ ،‬خاصة بالنسبة للضريبة على اإلنتاج مثالً‪.‬‬
‫للمموؿ‪ ،‬فهي عادة ما تفرض على السلع الضروريّة‪ ،‬و ؽبذا‬‫‪ -‬عدـ التناسب مع اؼبقدرة التكليفية ّ‬
‫تكوف أكثر ثقالً على الطبقة الفقَتة‪.‬‬
‫‪ -03‬الضريبة على رأس المال و الضريبة على الدخل و الضريبة على اإلنفاق‪.‬‬
‫يستند يف ىذا التقسيم على مدى استمرارية وعاء الضريبة‪.‬‬
‫أ‪ -‬الضريبة على رأس المال‪:‬‬
‫يقصد بالرأظباؿ )‪ (capital‬من الناحية القانونية ما يبلكو الشخص من أمواؿ و قيم يف‬
‫زمن ما‪ ،‬بغض النظر عن طبيعتها‪ :‬عقارات‪ ،‬منقوالت‪ ،‬أدوات إنتاج‪ ،‬أسهم‪ ،‬سندات ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫و لتحديد رأس اؼباؿ من الناحية الضريبية هبب حصر و جرد و تقوًن أصوؿ و خصوـ‬
‫اؼبكلّف بالضريبة‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫و عليو فإ ّف رأظباؿ اؼبكلّف ىو عبارة عن الزيادة يف قيمة األصوؿ على قيمة اػبصوـ‪ ،‬و‬
‫من أىم أشكاؿ و صور الضريبة على رأس اؼباؿ يبكن ذكر‪:‬‬
‫‪ -‬الضريبة على عملية و واقعة امتالؾ رأس اؼباؿ‪.‬‬
‫‪ -‬الضريبة على زيادة قيمة رأس اؼباؿ‪.‬‬
‫‪ -‬ضريبة الًتكات ‪ Impôt sur les succession‬تقوـ على انتقاؿ رأس اؼباؿ اؼبتويف إذل‬
‫ورثتو أو اؼبوصى ؽبم‪.‬‬
‫ب‪ -‬الضريبة على الدخل )‪:(Impôt sur le revenu‬‬
‫للمموؿ‪ ،‬أي كل زيادة يف‬
‫ّ‬ ‫يقصد بالدخل‪ ،‬دبعناه الواسع‪ ،‬كل زيادة يف القيمة اإلهبابيّة‬
‫ذمتو اؼباليّة‪.‬‬
‫ّ‬
‫معُت قد يكوف ملكيّة وسيلة‬
‫عما وبصل عليو الشخص من مصدر ّ‬ ‫و من ٍبّ‪ ،‬فهو عبارة ّ‬
‫معا‪ ،‬آخ ًذا بذلك العديد من الصور و األشكاؿ‪،‬‬ ‫إنتاج (مصنع) أو يكوف عملو و مهنتو أو نبا ً‬
‫أجور‪ ،‬فوائد‪ ،‬أرباح ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫كما يقصد بو‪ ،‬يف معناه الضيّق‪ ،‬كل ما وبصل عليو الفرد من نقود أو خدمات بصورة‬
‫منتظمة و مستمرة‪ ،‬طب ًقا لنظريّة اؼبنبع )‪.(la source‬‬
‫يبكن تقسيم الدخل إذل‪:‬‬
‫اؼبموؿ من إيرادات دوف خصم لتكاليفها‪.‬‬‫‪ -‬دخل إصبارل )‪ :(global‬يتمثّل فيما وبصل عليو ّ‬
‫‪ -‬دخل صايف )‪ (net‬الذي يتح ّدد بعد خصم التكاليف الالزمة للحصوؿ على ذلك الدخل‪ ،‬و‬
‫للمموؿ‪ ،‬و أكثر عدالة‪.‬‬
‫ىو أكثر داللة على اؼبقدرة التكليفية ّ‬
‫جـ‪ -‬الضريبة على اإلنفاق‪:‬‬
‫أساسا يف الضرائب غَت اؼبباشرة‪ ،‬و ىي تفرض على ـبتلف مظاىر استعماؿ و‬ ‫و تتمثّل ً‬
‫استخداـ الدخل‪.‬‬
‫و تأخذ يف الواقع الصور الرئيسية التالية‪:‬‬
‫بالتصرفات القانونية اليت يقوـ هبا األفراد و اليت من شأهنا و‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الضريبة على التداوؿ‪ :‬و تتعلّق‬
‫انتقاؿ اؼبلكيّة‪ ،‬كضرائب الطابع )‪ (Timbre‬و التسجيل )‪.(enregistrement‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -‬الضريبة على اإلنفاؽ أو االستهالؾ‪ :‬و ىي أىم الضرائب غَت اؼبباشرة‪ ،‬حيث تفرض على‬
‫الدخل عند إنفاقها يف شراء للسلع و اػبدمات أو إنتاجها (الضريبة على اإلنتاج أو القيمة اؼبضافة‬
‫أو رقم األعماؿ )‪.)(chiffre d’affaire‬‬
‫(الرسوـ) اعبمركية (التعرفة اعبمركية)‪ :‬حيث تفرض لدى اجتياز السلعة غبدود الدولة‬‫‪ -‬الضرائب ّ‬
‫سواء اسًتداد أو تصدير‪ ،‬و عادة ما تستعمل غبماية اإلنتاج الوطٍت(‪.)1‬‬
‫‪ -04‬طرق تقدير المادة الخاضعة للضريبة‪:‬‬
‫تعترب عملية تقدير اؼبادة اػباضعة ليست باألمر السهل‪ ،‬فهذا يتطلّب قدرة للوصوؿ إذل‬
‫اؼبادة اػباضعة للضريبة و ربديد سعرىا للوصوؿ إذل اؼببلغ الضرييب و ذلك حسب القوانُت اؼبعموؿ‬
‫هبا‪ ،‬و قد اعتمد علماء اؼباليّة على طريقتُت رئيسيتُت للوصوؿ إذل اؼبادة اػباضعة للضريبة و نبا‬
‫التقدير بواسطة اإلدارة أو التقدير بواسطة األفراد‪.‬‬
‫‪ -0-04‬التقدير بواسطة اإلدارة‪:‬‬
‫دبوجب ىذه الطريقة تقوـ الدوائر الضريبية نفسها بتقدير اؼبادة اػباضعة للضريبة‪ ،‬و من‬
‫أجل ذلك نستخدـ األساليب التالية‪:‬‬
‫‪ -0-0-04‬طريقة المظاىر الخارجية‪:‬‬
‫استنادا إذل بعض اؼبظاىر‬
‫ً‬ ‫وف ًقا ؽبذا األسلوب تق ّدر اؼبادة اػباضعة للضريبة بطريقة تقريبية‬
‫يعرب عن الدخل أو تقدير أرباح‬‫اػبارجية مثل مقدار ما يدفعو الشخص كإهبار للسكن يبكن أف ّ‬
‫العماؿ‪ ،‬و أجرة احملل‬
‫العمل التجاري أو الصناعي باالعتماد على نوع التجارة‪ ،‬عدد اآلالت و ّ‬
‫‪ )...‬سبتاز ىذه الطريقة بالسهولة و البساطة يف ربديد اؼباؿ اػباضع للضريبة‪ ،‬كما تساعد على‬
‫التهرب الضرييب أل ّف اؼبظاىر اػبارجيّة ليس من السهل إخفاءىا‪.‬‬‫اغبد من ّ‬
‫تتغَت الدخوؿ دوف أف‬
‫ألهنا تق ّدر بطريقة تقريبيّة‪ ،‬و قد ّ‬
‫من عيوهبا ابتعادىا عن العدالة ّ‬
‫نظرا ؽبذه العيوب ابتعدت معظم التشريعات‬ ‫تغَت اؼبظاىر اػبارجيّة‪ً ،‬‬‫يؤدي ذلك بالضرورة إذل ّ‬ ‫ّ‬
‫التهرب من الضريبة من قبل‬‫الضريبية عن األخذ هبذا األسلوب و إف ّازبذتو كوسيلة ؼبراقبة ّ‬
‫أصحاب الدخوؿ اؼبرتفعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،67‬ص ‪.72‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -0-0-04‬التقدير الجزافي‪:‬‬
‫تبعا ؽبذا األسلوب تق ّدر اؼبادة اػباضعة للضريبة بشكل إصبارل و تقرييب بناءً على عدد من‬
‫ً‬
‫القرائن‪ ،‬كأف يتم تقدير األرباح على أساس النشاط التجاري‪.‬‬
‫يبتاز ىذا األسلوب بالسهولة و البساطة و عدـ التعقيد و خاصة يف اغباالت اليت يصعب‬
‫اؼبستمرة اليت قد ربدث بُت اؼبكلّف‬
‫ّ‬ ‫فيها اؼبكلّفُت تقدير نتيجة أعماؽبم‪ّ ،‬أما عيوبو فهي اػبالفات‬
‫يعرب بشكل دقيق عن دخل‬ ‫و الدوائر الضريبيّة‪ ،‬إذ تفرض الضريبة على الدخل افًتاضي‪ ،‬ال ّ‬
‫اؼبكلّف الصحيح‪ ،‬ؽبذا رباوؿ التشريعات الضريبيّة اغبديثة االبتعاد عن ىذه الطريقة‪.‬‬
‫‪ -3-0-04‬التقدير اإلداري المباشر‪:‬‬
‫حسب ىذه الطريقة تقوـ الدوائر الضريبيّة بنفسها بتقدير اؼبادة اػباضعة للضريبة‪ ،‬و تتمتّع‬
‫حبريّة واسعة يف ذبميع القرائن و األدلة و اؼبعلومات و البيانات ؼبناقشة اؼبكلّف للوصوؿ إذل اؼبادة‬
‫اػباضعة للضريبة ملزمة بإعالـ اؼبكلّف عن الطرؽ اليت اتّبعها يف عملها ىذا‪ ،‬و تعطى للمكلّف‬
‫اغبق يف االعًتاض على اؼببلغ اؼبق ّدر و ذلك ضمن اؼب ّدة اليت وب ّددىا التشريع الضرييب‪ ،‬و غالبًا ما‬
‫تستخدـ ىذه الطريقة كجزاء المتناع اؼبكلّف عن تقدًن إقراره عن عمد أو إنباؿ‪.‬‬
‫و سبتاز ىذه الطريقة (التقدير اإلداري اؼبباشر) بسهولة تقدير قيمة اؼبادة اػباضعة للضريبة‬
‫و بعدالتها و وفر حصيلتها‪ ،‬لذا تطبّق يف معظم التشريعات الضريبيّة‪.‬‬
‫و لكن يعاب عليها بأف تكاليفها عالية و حباجة إذل عدد كبَت من اؼبوظفُت اؼبهرة و‬
‫اؼبختصُت‪ ،‬كما ّأهنا طريقة لتدخل الدوائر الضريبية بشؤوف اؼبكلّف ؼبعرفة حجم عملو‪.‬‬
‫‪ -0-04‬التقدير بواسطة األفراد‪:‬‬
‫حسب ىذه الطريقة تعتمد الدوائر الضريبية على جهة أخرى للوصوؿ إذل اؼبادة اػباضعة‬
‫فإما أف تعتمد على إقرار اؼبكلّف نفسو أو إقرار الغَت‪.‬‬
‫للضريبة‪ّ ،‬‬
‫‪ -0-0-04‬إقرار المكلّف نفسو‪:‬‬
‫يصرح فيو عن نتائج أعمالو‪ ،‬و مع‬
‫دبوجب ىذه الطريقة يقوـ اؼبكلّف بنفسو بتقدًن كشف ّ‬
‫وبق ؽبا أف‬
‫ذلك ليس شرطًا أف تعتمد الدوائر الضريبيّة ما ق ّدمو اؼبكلّف بشكل مطلق و هنائي‪ ،‬بل ّ‬
‫ترفض أو تدخل بعض التعديالت عليو و مناقشة اؼبكلّف يف ذلك‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫عرؼ على الدخل اغبقيقي للمكلّف خاصة إذا كانت‬ ‫و فبّا يبيّز ىذا األسلوب ىو الت ّ‬
‫مستندات و أوراؽ اؼبكلّف صحيحة‪ ،‬كما يقلّل من تكاليف جباية الضرائب أل ّف اؼبكلّف نفسو‬
‫صرح حبجم دخلو و ما على الدوائر الضريبيّة إالّ اؼبراقبة و التأ ّكد من البيانات اليت‬ ‫ىو ال ّذي ّ‬
‫ق ّدمها‪.‬‬
‫للتعرؼ على‬
‫فبّا يعاب على ىذه الطريقة‪ ،‬عند اطّالعها على مستندات و دفاتر اؼبكلّف ّ‬
‫مباشرا يف خصوصيات عملو اليت ال يرغب أف تطّلع أي جهة‬ ‫تدخالً ً‬ ‫طبيعة عملو قد يعترب ذلك ّ‬
‫باعا يف معظم دوؿ العادل‪.‬‬ ‫عليها‪ ،‬و مع ذلك تع ّد ىذه الطريقة من األكثر اتّ ً‬
‫‪ -0-0-04‬إقرار الغير‪:‬‬
‫يتم الوصوؿ إذل اؼبادة اػباضعة للضريبة لتقديرىا من قبل شخص آخر غَت اؼبكلّف‪،‬‬
‫يسمح لو وضعو دبعرفة مركز اؼبكلّف و حقيقة دخلو‪ ،‬فصاحب العمل يسمح لو وضعو أف يق ّدـ‬
‫إقرار عن أجور العاملُت لديو‪ ،‬أو اؼبستأجر يسمح لو وضعو أف يبلغ عن قيمة اإلهبار الذي يدفعو‬
‫للمالك ‪.)...‬‬
‫سبتاز ىذه الطريقة بدقّتها النسبيّة و اقًتاهبا من اغبقيقة و من عيوهبا الصعوبة يف تعميم‬
‫اغبرة ‪ ...‬و مع ذلك يتّبع ىذا األسلوب يف كثَت من دوؿ‬
‫بعض الدخوؿ و خاصة أصحاب اؼبهن ّ‬
‫العادل(‪.)1‬‬
‫‪ -05‬حساب الضريبة‪.‬‬
‫نعٍت بذلك النسبة اؼبئوية‪ ،‬أو اؼببلغ احمل ّدد الذي تفرضو التشريعات الضريبيّة على اؼبادة‬
‫تتغَت كذلك اؼببلغ الضرييب‪ ،‬و يوجد‬
‫اػباضعة للضريبة‪ ،‬من ىنا قد تكوف ىذه النسبة ثابتة أو قد ّ‬
‫ىناؾ األنواع التالية يف حساب الضريبة‪.‬‬
‫‪ -0-05‬الضريبة التوزيعية و الضريبة القياسيّة‪:‬‬
‫أ‪ -‬الضريبة التوزيعية‪:‬‬
‫يوزع على‬
‫تلك الضريبة اليت وب ّددىا فيها اؼببلغ اإلصبارل الواجب ربصيلو مق ّد ًما‪ٍ ،‬بّ ّ‬
‫متفرقة من‬
‫اؼبكلّفُت حسب اؼبناطق اعبغرافية‪ ،‬ىذا النوع من الضرائب طبق يف اؼباضي و بفًتات ّ‬

‫( ‪)1‬‬
‫ةالعامة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،72‬ص‪.76‬‬
‫طارؽ اغباج‪ ،‬اؼباليّ ّ‬

‫‪53‬‬
‫حىت الدوؿ‬
‫التاريخ‪ّ ،‬أما يف الوقت اغبارل فقد زبلّت عن ىذا األسلوب صبيع الدوؿ اؼبتق ّدمة‪ ،‬و ّ‬
‫النامية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الضريبة القياسية‪:‬‬
‫اؼبشرع سعرىا ّإما يف شكل نسبة معيّنة من اؼبادة اػباضعة للضريبة‪،‬‬
‫تلك الضريبة اليت وب ّدد ّ‬
‫كل وحدة من وحدات ىذه اؼبادة دوف ربديد إلصبارل حصيلتها‪.‬‬ ‫أو يف شكل مبلغ على ّ‬
‫جـ‪ -‬الضريبة النسبية‪:‬‬
‫تغَت اؼبادة اػباضعة للضريبة‪ ،‬كأف تفرض‬
‫ىي تلك الضرائب اليت يبقى سعرىا ثابت رغم ّ‬
‫ضريبة على الدخل بسعر ‪ ٪ 10‬فهذا السعر ينطبق على صبيع الدخوؿ كبَتة كانت أـ صغَتة‪.‬‬
‫‪ -0-05‬الضرائب التصاعدية‪:‬‬
‫و ىي تلك الضرائب اليت يزداد سعرىا بازدياد اؼبادة اػباضعة للضريبة‪ ،‬مثاؿ‪ :‬شخص‬
‫الذي دخلو السنوي ‪ 1.000‬دينار يدفع ضريبة دبقدار ‪ ٪ 15‬و الشخص الذي دخلو السنوي‬
‫‪ 2.000‬دينار يدفع ضريبة دبقدار ‪.)... ٪ 25‬‬
‫فنالحظ أ ّف مع ّدؿ الضريبة يزيد كلّما ازداد اؼببلغ اػباضع للضريبة و بالتارل تزيد حصيلة‬
‫الضريبة‪.‬‬
‫فنالحظ أ ّف مع ّدؿ الضريبة يزيد كلّما ازداد اؼببلغ اػباضع للضريبة و بالتارل تزيد حصيلة‬
‫الضريبة‪.‬‬
‫ىذا النوع من الضرائب تستخدمو معظم التشريعات الضريبيّة‪ ،‬خاصة اليت تراعي العدالة‬
‫االجتماعية‪ ،‬فتمتاز الضرائب التصاعديّة بتحقيق العدالة و اؼبساواة أل ّف أصحاب الدخوؿ العاليّة‬
‫تؤدي إذل إعادة توزيع الدخل و الثروة و‬
‫يتحملوف عبئًا أكرب من أصحاب الدخوؿ اؼبتدنيّة‪ ،‬كما ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫عدـ سبركزىا بيد فئة قليلة من أفراد اجملتمع ‪.‬‬
‫التهرب و االزدواج الضريبي‪.‬‬
‫‪ّ -06‬‬
‫لكي تؤٌب التزامات الضريبية شبارىا فإنّو ال ب ّد من أف يصدر التشريع الضرييب معبّػًرا بصورة‬
‫العامة على ـبتلف اؼبواطنُت إالّ أ ّف ذلك غَت‬
‫سليمة عن إرادٌب السلطة و الشعب يف توزيع األعباء ّ‬
‫بشىت أساليب التحايل‬ ‫أيضا أف يتقبّل األفراد التشريع و ال يعمدوا لإلفالت منو ّ‬ ‫يتعُت ً‬‫كاؼ إذ ّ‬

‫(‪ )1‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫‪54‬‬
‫العامة يدخل ضمن التضامن‬
‫التهرب من أداء الضريبة حيث أ ّف أداء الضريبة ّ‬ ‫أي ال يسعوا إذل ّ‬
‫عامة مع الدولة اليت تعتمد على الضريبة كأساس و‬
‫ربمل األعباء ال ّ‬
‫االجتماعي بُت األفراد يف ّ‬
‫التهرب من دفع‬
‫العامة و قد يلجأ بعض األفراد إذل ّ‬
‫ىدؼ الستيفاء ايراداهتا و ربقيق توازف اؼبيزانية ّ‬
‫التهرب‪.‬‬
‫الضريبة و قد وضعت ع ّدة وسائل ؼبواجهة ىذا ّ‬
‫التهرب الضريبي‪:‬‬
‫‪ -0-06‬مفهوم ّ‬
‫التهرب‬
‫التهرب الضرييب بأنّو التخلّص من االلتزاـ بدفع الضريبة و ينقسم إذل ّ‬
‫يعرؼ ّ‬
‫التهرب الضرييب غَت اؼبشروع‪.‬‬
‫الضرييب اؼبشروع و ّ‬
‫التهرب الضريبي المشروع‪:‬‬
‫أ‪ّ -‬‬
‫ىو التخلّص من الضريبة باستغالؿ بعض الثغرات اؼبوجودة يف القانوف‪.‬‬
‫التهرب الضريبي غير المشروع‪:‬‬
‫ب‪ّ -‬‬
‫فهو اؼبخالفة الصروبة للقوانُت الضريبيّة(‪.)1‬‬
‫التهرب الضريبي‪:‬‬
‫‪ -0-06‬صور ّ‬
‫التهرب من‬
‫حصرا دقي ًقا‪ ،‬و من أىم صور ّ‬ ‫التهرب من الضريبة ً‬ ‫ال يبكن يف الواقع حصر ّ‬
‫الضرائب اؼبباشرة إنكار اؼبكلّف ربقيق الواقعة اؼبنشئة للضريبة كما لو سبثّلت ىذه الواقعة يف بلوغ‬
‫درا معينًا من الدخل‪ ،‬أو برفض تقدًن اإلقرارات اليت يتم على أساسها ربط‬ ‫دخل اؼبكلّف ق ً‬
‫للمادة اؼبفروضة كإخفاء‬
‫التهرب من الضرائب غَت اؼبباشرة فيكوف بإخفاء اؼبكلّف ّ‬ ‫الضريبة‪ّ ،‬أما ّ‬
‫التهرب‬
‫بأقل من قيمتها اغبقيقيّة‪ ،‬و يتم ّ‬
‫اؼبستورد للسلع اػباضعة للضريبة اعبمركية‪ ،‬أو التصريح ّ‬
‫أبعادا‬
‫التهرب الضرييب ً‬‫التصرؼ القانوين اػباضع للضريبة غَت اؼبباشرة و قد يأخذ ّ‬ ‫بإخفاء طبيعة ّ‬
‫دوليّة كأف يلجأ اؼبكلّف بالضريبة إذل نقل أموالو إذل اػبارج لإلفالت من الضريبة قبل ربطها عليو‬
‫أو بعد ربطها عليو و قبل ربصيلها(‪.)2‬‬

‫(‪)1‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.84‬‬


‫(‪ )2‬علي زغدود‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.211‬‬

‫‪55‬‬
‫التهرب الضريبي‪:‬‬
‫‪ -3-06‬أسباب ّ‬
‫أ‪ -‬عيوب في التشريع الضريبي‪:‬‬
‫و اليت قد قبدىا يف تع ّدد الضرائب و تعقيد يف التشريعات الضريبية (قوانُت اإلعفاءات و‬
‫التخفيضات) و نقص يف التشريع و عدـ صياغة بشكل ؿبكم و من ـبتصُت كما ىو اغباؿ يف‬
‫الدوؿ النامية‪ ،‬كل ذلك يساعد اؼبكلّف على إهباد ثغرات ينفذ منها للتخلّص من دفع الضريبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬عيوب اإلدارة الضريبية‪:‬‬
‫مؤىلُت و غَت أكفاء و قد‬
‫ىذا العامل يتعلّق بالعاملُت يف الدوائر الضريبيّة فقد قبدىم غَت ّ‬
‫قبدىم يعقدوف اإلجراءات اؼبتّبعة يف التحصيل الضرييب و قد ال يعدلوف يف تطبيق القوانُت‬
‫الضريبيّة‪ ،‬ىذه األمور كثَتة االنتشار يف الدوؿ الناميّة و قد تكوف مقصودة أو غَت مقصودة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬عيوب في المكلّف نفسو‪:‬‬
‫يتهرب من دفع الضريبة العتقاده بعدـ‬
‫فهناؾ عوامل نفسيّة يشعر هبا اؼبكلّف ذبعلو أف ّ‬
‫عدالة الضريبة أو شعوره بعدـ االنتماء ‪ ...‬إخل‪ .‬و أحيانًا يلعب الوعي الضرييب عامل مهم يف‬
‫التهرب‪ ،‬و ىذا يرتبط بأمور سياسيّة و اقتصادية و اجتماعية‪ ،‬فاؼبواطن يقيس مدى النفع الذي‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫العامة ‪ ...‬إخل ‪.‬‬
‫ربملو ألعباء اإليرادات ّ‬
‫العامة و مدى ّ‬
‫يعود عليو من النفقات ّ‬
‫التهرب الضريبي‪:‬‬
‫‪ -4-06‬آثار ّ‬
‫العامة حيث يقلّل من حصيلة الضرائب‬
‫هرب الضرييب آثار ضارة دباليّة اػبزينة ّ‬
‫يًتتب عن الت ّ‬
‫فيؤدي ذلك إذل عجز الدولة عن تنفيذ اؼبشروعات و حرماف اؼبواطنُت من خدمات نافعة ؽبم(‪.)2‬‬
‫ّ‬
‫التهرب الضريبي‪:‬‬
‫‪ -5-06‬طرق مكافحة ّ‬
‫للتهرب‪،‬‬
‫التهرب الضرييب و ذلك بعد معرفة السبب ّ‬ ‫يوجد ىناؾ أكثر من طريقة ؼبكافحة ّ‬
‫التهرب و‬
‫و زبتلف طريقة من دولة ألخرى مع األخذ بعُت االعتبار أ ّف ىذه الطرؽ ال سبنع من ّ‬
‫التهرب الضرييب يف اعبزائر إذل عدـ تناسق و إحكاـ‬
‫تقضي عليو بل قد رب ّد من انتشاره‪ ،‬و يرجع ّ‬
‫التشريع اؼبارل و ضعف الوعي الضرييب للمواطنُت و طغياف عنصر احملسوبيّة و عدـ الالمباالة كاليت‬
‫ظهرت يف بعض اعبهات الرافضة للوضع و االعتماد على الوسائل التقليديّة يف عمليّة اإلحصاء و‬

‫(‪)1‬طارؽ اغباج‪ ،‬اؼباليّةالعا ّمة‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عماف‪ ،2009 ،‬ص‪ ،84‬ص‪.85‬‬
‫(‪ )2‬علي زغدود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.213‬‬

‫‪56‬‬
‫أىم مواردىا‪ ،‬و‬
‫العامة ؿبرومة من ّ‬
‫التهرب و هبعل اػبزينة ّ‬
‫يؤدي إذل ّ‬‫التحصيل و الربط‪ ،‬كل ىذا ّ‬
‫كبَتا يف التوجيو‬
‫دورا ً‬
‫العامة و هبعلها تلعب ً‬
‫يقوي اػبزينة ّ‬
‫التهرب منها يغ ّذي و ّ‬
‫دفع الضريبة و عدـ ّ‬
‫العامة‪ ،‬و من أىم الطرؽ يف مواجهة و مكافحة‬
‫و التمويل االقتصادي و إنعاشو و خدمة مصلحة ّ‬
‫التهرب الضرييب نذكر منها‪:‬‬
‫ّ‬
‫أ‪ -‬حق االطالع‪:‬‬
‫هبوز ؼبوظفي الضريبة االطالع على الوثائق و اؼبلفات اليت حبوزة اؼبكلّف و ذلك ضمن‬
‫القانوف‪ ،‬فبّا هبعل اؼبكلّف أف يق ّدـ معلومات صحيحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقديم إقرار مؤيّد باليمين‪:‬‬
‫صحة اؼبعلومات‬‫تلجأ بعض التشريعات الضريبية إذل الطلب من اؼبكلّف حلف يبُت بشأف ّ‬
‫اليت يق ّدمها للدوائر الضريبيّة‪ ،‬كما وبصل يف فرنسا‪ ،‬و ىذه الطريقة ال تصلح يف صبيع الدوؿ‪ ،‬فإ ّف‬
‫استخدامها ؿبدود‪.‬‬
‫جـ‪ -‬التبليغ بواسطة الغير‪:‬‬
‫ذبيز بعض القوانُت يف بعض األحواؿ لكل شخص أف يدرل إذل الدوائر اؼباليّة دبعلومات‬
‫التهرب الضرييب‪.‬‬
‫من شأهنا أف تساعد يف اكتشاؼ ّ‬
‫د‪ -‬عدم المبالغة في تع ّدد الضرائب‪:‬‬
‫هبب أف تفرض الضرائب بالسعر‪ ،‬و العدد القابل للتطبيق و اف تتالءـ مع الوضع‬
‫االقتصادي السائد و امكانيات اؼبواطنُت‪ ،‬فليس من اؼبنطق أف نكثر من الضرائب يف الوقت الذي‬
‫ربمل أعبائو‪ ،‬من ىنا تلجأ الكثَت من الدوؿ إذل إعادة صياغة القوانُت الضريبيّة‬ ‫ال يستطيع اؼبواطن ّ‬
‫دبا يتالءـ مع اؼبتغَتات االقتصادية و االجتماعية و السياسيّة و اؼباليّة‪.‬‬
‫ىـ‪ -‬الجباية من المصدر‪:‬‬
‫تلجأ بعض الدوؿ إذل جباية الضريبة من منبعها و ذلك كي تضمن سبويل اػبزينة و تقليل‬
‫رب العمل قبل توزيعو على‬ ‫التهرب‪ ،‬كأف تقتطع الضريبة على دخل اؼبوظف من ّ‬ ‫احتماالت ّ‬
‫العاملُت أو اقتطاع ضريبة اإلنتاج من اؼبصنع‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫و‪ -‬توقيع عقوبات على المتخلّفين عن الدفع‪:‬‬
‫تلجأ معظم التشريعات الضريبية إذل وضع غرامات تأخَت على اؼبكلّفُت الذين يبتنعوف عن‬
‫توريد الضريبة دبوعدىا(‪.)1‬‬
‫‪ -07‬االزدواج الضريبي‪.‬‬
‫إ ّف االزدواج الضرييب ىو أف تفرض على مادة واحدة أكثر من ضريبة واحدة و تعريف‬
‫مرة لنفس الضريبة أو لضريبة مشاهبة على‬ ‫االزدواج الضرييب أنّو اخضاع الشخص الواحد أكثر من ّ‬
‫نفس اؼباؿ شروط و أنواع و أسباب انتشاره و طرؽ عالجو أو تالفيو‪.‬‬
‫بالرغم من وضوح ىذا‬ ‫شروط االزدواج الضرييب‪ ،‬تعٍت وحدة الشخص اؼبكلّف بالضريبة ّ‬
‫الشرط فإنّو هبب التمييز بُت األشخاص الطبيعيُت و اؼبعنويُت حيث أنّو يشًتط القياـ االزدواج‬
‫يتحمل‬
‫مرة أو ىو الذي ّ‬ ‫يتحمل الضريبة أكثر من ّ‬ ‫الضرييب أف يكوف الشخص نفسو ىو الذي ّ‬
‫الضرائب اؼبشاهبة و هبب التمييز بُت النظرة القانونيّة و النظرة االقتصاديّة فإ ّف أرباح شركة اؼبسانبة‬
‫زبضع لضريبتُت إحدانبا ىي ربت يد الشركة قبل توزيعها على اؼبسانبُت و ىذه ىي اليت تعرؼ‬
‫بضريبة األرباح التجارية و الصناعية و األخرى دبناسبة توزيعها على اؼبسانبُت و ىذه ىي ضريبة‬
‫إيراد القيم اؼبنقولة فمن الناحية القانونية ال يوجد ازدواج ضرييب يف ىذه اغبالة ّأما وجهة النظر‬
‫يتحمل عبء الضريبة يف النهاية و تنتهي بالتسليم‬
‫االقتصادية فتنصرؼ إذل أف اؼبساىم الذي ّ‬
‫بوجود االزدواج االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة المادة المفروضة عنها الضريبة‪:‬‬
‫اؼبرات‬
‫أيضا أف تكوف الضريبة مفروضة يف ىذه ّ‬ ‫فلكي يكوف االزدواج الضرييب هبب ً‬
‫مادة واحدة ّأما إذا‬
‫اؼبرات ّ‬
‫اؼبادة نفسها أي هبب أف يكوف وعاء الضريبة يف ىذه ّ‬ ‫اؼبتع ّددة على ّ‬
‫بالرغم من وحدة‬‫مرة أخرى على ماؿ آخر فإنّنا ال نكوف ّ‬
‫مرة على ماؿ ٍبّ فرضت ّ‬ ‫فرضت الضريبة ّ‬
‫الشخص اؼبكلّف بالضريبة أماـ ظاىرة االزدواج و هبب التمييز بُت وحدة اؼباؿ اػباضع للضريبة و‬
‫وحدة الواقعة اؼبنشئة للضريبة فإ ّف مالك األراضي الزراعية قد يدفع ضريبة على واقعة التملّك كما‬
‫قد يدفع ضريبة على االستغالؿ الزراعي و يف ىذه اغبالة نكوف أماـ واقعتُت ـبتلفتُت منشئتُت‬
‫للضريبة و ىذا ينفي ظاىرة االزدواج كذلك اغباؿ إذا عربت سلعة واحدة ع ّدة بلداف و دفع عنها‬

‫(‪ )1‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،85‬ص‪.86‬‬

‫‪58‬‬
‫نظرا لتكرار الواقعة اؼبسبّبة للضريبة فإذا اختلف‬
‫كل بلد فال تكوف يف حالة ازدواج ضرييب ً‬
‫ضريبة يف ّ‬
‫معُت لضريبة‬
‫العنصر اػباضع للضريبة فال تتوافر ظاىرة االزدواج الضرييب يف حالة خضوع شخص ّ‬
‫اغبرة ال تكوف يف حالة ازدواج ضرييب‪.‬‬
‫أرباحو التجارية و أخرى عن أرباحو عن اؼبهن ّ‬
‫مرة إذا‬
‫أيضا لقياـ ظاىرة االزدواج وحدة اؼب ّدة اليت تفرض عنها الضريبة أكثر من ّ‬
‫و يشًتط ً‬
‫مرة أخرى على دخلو سنة ‪ 1971‬فإنّنا ال‬ ‫فرضت الضريبة مثالً على دخل ‪ٍ 1970‬بّ فرضت ّ‬
‫نكوف أماـ حالة من حاالت االزدواج فإ ّف شرط وحدة اؼب ّدة يسقط شرط وحدة اؼباؿ فإذا فرض و‬
‫أف قاـ اؼبكلّف بأداء الضريبة عن دخلو لعاـ ‪ 1974‬لدولة معيّنة ٍبّ قاـ ىذا اؼبكلّف بأداء نفس‬
‫الضريبة لدولة أخرى عن دخلو عن عاـ ‪ 1975‬فال يع ّد ذلك من قبيل االزدواج الضرييب‪.‬‬
‫‪ -‬وحدة الضريبة نفسها‪:‬‬
‫فيشًتط لتوافر ظاىرة االزدواج الضرييب أف يدمج اؼبكلّف عن اؼباؿ نفسو الضريبة نفسها‬
‫يتحمل‬
‫مرتُت أو أكثر أف يدفع عنو ضريبتُت من النوع نفسو أي ضريبتُت متشاهبتُت الدخل قد ّ‬ ‫ّ‬
‫ضريبتُت أحدنبا تفرض عليو مباشرة و ىذه ىي ضريبة الدخل و األخرى تفرض على رأس اؼباؿ و‬
‫نظرا اللبفاض سعرىا يتم الوفاء هبا من الدخل دوف اؼبساس برأس اؼباؿ‪.‬‬
‫لكنّها و ً‬
‫‪ -0-07‬أنواع االزدواج الضريبي‪:‬‬
‫يبكن تقسيم االزدواج الضرييب من حيث نطاقو إذل ازدواج داخلي و ازدواج دورل‪ ،‬كما‬
‫اؼبشرع إذل ازدواج مقصود و ازدواج غَت مقصود‪.‬‬
‫يبكن تقسيمو من حيث قصد ّ‬
‫‪ -0-0-07‬االزدواج الداخلي‪:‬‬
‫يقصد باالزدواج الداخلي ىذا الذي تتح ّقق شروطو داخل الدولة مثل ما وبدث يف‬
‫(الواليات اؼبتّحدة األمريكيّة و سويسرا)‪ ،‬فيما تفرض اغبكومة اؼبركزية ضريبة معينة ٍبّ تقوـ إحدى‬
‫أيضا ما وبدث يف‬ ‫مرة أخرى بفرض الضريبة نفسها على اؼبادة نفسها و مثاؿ ذلك ً‬ ‫الواليات ّ‬
‫اؼبوحدة حينما تفرض اغبكومة اؼبركزيّة ضريبة معيّنة على مادة معيّنة ٍبّ تقوـ‬
‫إحدى الدوؿ البسيطة ّ‬
‫إحدى السلطات احملليّة بفرض ىذه الضريبة نفسها على اؼبادة نفسها بل و قد يتح ّقق االزدواج‬
‫دوف أف يكوف مرتبطا بتع ّدد السلطات إذ قد تفرض السلطة اؼبركزية لسبب أو آلخر ضريبتُت أو‬
‫أكثر على اؼبادة نفسها و على الشخص نفسو‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫و إّمبا الغالب أف وبدث االزدواج الداخلي نتيجة وجود سلطتُت مستقلّتُت داخل الدولة و‬
‫لكل منهما‪.‬‬
‫عدـ ربديد االختصاص اؼبارل فيما يتعلّق بفرض الضرائب ّ‬
‫‪ -0-0-07‬االزدواج الدولي‪:‬‬
‫إذا كانت السلطة اؼباليّة اليت تفرض الضرائب اليت يتح ّقق هبا االزدواج تابعة لدولتُت أو‬
‫كل دولة بوضع تشريعها الضرييب دوف التقيّد‬ ‫أكثر و ينشأ ىذا االزدواج نتيجة الستقالؿ ّ‬
‫بتشريعات الضرييب ببحث النظم الضريبيّة اؼبطبّقة يف سائر الدوؿ هبدؼ العمل على منع االزدواج‬
‫الضرييب بينها و بُت ىذه الدوؿ‪ .‬مثاؿ االزدواج الضرييب الدورل عن إيراد القيم اؼبنقولة األسهم و‬
‫أسهما و سندات صدرت يف دولة أخرى فتقوـ‬ ‫السندات فقد يقيّد شخص يف دولة ما و يبتلك ً‬
‫الدولة األوذل بصفتها دولة اؼبوطن بفرض ضريبة على إيراد ىذه القيم اؼبنقولة و تقوـ الدولة الثانية‬
‫بصفتها دولة مصدر الدخل بفرض ىذه الضريبة على الدخل نفسو و ىكذا يتح ّقق االزدواج‬
‫الضرييب بالضريبة على األرباح التجارية و الصناعية فتقوـ الدولة اؼبوجود هبا كل فرع من ىذه‬
‫الفروع بفرض ضريبة األرباح التجارية و الصناعية على أرباح ىذا الفرع فيحدث االزدواج الضرييب‬
‫حىت يف ضريبة الشركات فعندما يكوف اؼبورث موطنًا لدولة معينة و يكوف الورثة مواطنُت لدولة‬ ‫ّ‬
‫أخرى و تكوف الًتكة قائمة يف دولة ثالثة و تقوـ ىذه الدوؿ الثالث بفرض ضريبة على الًتكة‪ .‬أو‬
‫على حصة كل وراث منها و قد ّأدى مبو التجارة الدوليّة و اتّساع تنقالت رؤوس األمواؿ و اليد‬
‫العاملة بُت الدوؿ إذل اتّساع ظاىرة ىذا االزدواج الضرييب الدورل‪.‬‬
‫‪ -3-0-07‬االزدواج المقصود و االزدواج غير المقصود‪:‬‬
‫تعمدت إحداثو لسبب أو آلخر و‬
‫قد ّ‬ ‫مقصودا إذا كانت السلطة اؼباليّة‬
‫ً‬ ‫يكوف االزدواج‬
‫ما يكوف االزدواج الداخلي مقصود و‬ ‫مقصودا إذا دل تعمده ىذه السلطة و غالبًا‬
‫ً‬ ‫يكوف غَت‬
‫مقصودا‪.‬‬
‫ً‬ ‫االزدواج الدورل غَت‬
‫شىت كاغبصوؿ على إيرادات استثنائيّة ؼبواجهة‬ ‫و يقصد اؼبشروع من االزدواج ربقيق أغراض ّ‬
‫عجز طارئ يف اؼبيزانيّة فيلجأ إذل فرض ضريبة إضافيّة على األرباح التجاريّة و الصناعيّة إذل جانب‬
‫اؼبشرع التمييز يف اؼبعاملة بُت أنواع الدخوؿ‬
‫اؼبقررة على ىذه األرباح و قد يستهدؼ ّ‬ ‫الضريبة ّ‬
‫لصاحل الدخوؿ الناذبة عن العمل فيلجأ إذل فرض ضريبة ذات سعر واحد على صفة الدخوؿ أيًّا‬
‫كاف مصدرىا و يفرض إذل جانبها ضريبة على رأس اؼباؿ ذات سعر منخفض جدًّا حبيث تدفع يف‬

‫‪62‬‬
‫اؼبشرع الضرييب لتحقيق أغراض اقتصاديّة بفرض ضريبة‬ ‫الواقع من دخل ىذا الرأظباؿ و يهدؼ ّ‬
‫عامة على األرباح التجاريّة و الصناعيّة و فرض ضريبة أخرى إذل جانبها على أرباح الشركات اليت‬ ‫ّ‬
‫يتجاوز رأظباؽبا مبلغًا معيّػنًا فتدفع الشركات األخَتة ضريبتُت متشاهبتُت على أرباحها و ذلك‬
‫اؼبتوسطة أو الصغَتة‪ ،‬إعطاء الفرصة‬
‫ّ‬ ‫هبدؼ اغب ّد من منافسة الشركات الضخمة للشركات‬
‫للمجالس احملليّة إلنعاش ماليتها بالسماح ؽبا بفرض ضريبة على الدخوؿ ذاهتا اؼبتح ّققة يف نطاؽ‬
‫دبجرد تع ّدد الضرائب‬
‫مقصودا و ذلك ّ‬‫ً‬ ‫اختصاص اجملاؿ احمللّي‪ ،‬و قد يكوف االزدواج الداخلي غَت‬
‫اجا فعليًّا ال قانونيًّا و يتح ّقق االزدواج الداخلي غَت اؼبقصود‬
‫اؼبتشاهبة يف الدولة و من ٍبّ يكوف ازدو ً‬
‫بتحمل ضريبة ما يف نقل عبئها إذل شخص آخر مفروضة عليو ضريبة أخرى فباثلة‬ ‫إذ قبح اؼبكلّف ّ‬
‫مقصودا‬
‫ً‬ ‫و يف ىذه اغبالة يكوف االزدواج فعليًّا ال قانونيًّا‪ّ ،‬أما االزدواج الدورل فعادة ما يكوف غَت‬
‫بسبب عدـ وجود سلطة عليا تشرؼ على تشريعات الدوؿ اؼبختلفة إذ عادة ما تقوـ كل دولة‬
‫بفرض ضرائبها يف ضوء ظروفها اػباصة دوف النظر إذل التشريعات اؼباليّة األجنبيّة و قد يكوف‬
‫مقصودا و ذلك ربقي ًقا لبعض األغراض االقتصادية كمنع ىجرة رؤوس األمواؿ‬ ‫ً‬ ‫االزدواج الدورل‬
‫حينما تفرض الدولة ضريبة على إيراد القيم اؼبنقولة اليت يبلكها مواطنوىا يف اػبارج يف الوقت الذي‬
‫تفرض فيو الدولة مصدرة ىذه القيم الضريبيّة لنفسها‪.‬‬
‫‪ -08‬أسباب انتشار االزدواج الضريبي‪.‬‬
‫التوسع يف فرض الضرائب ؼبواجهة األعباء اؼباليّة اؼبتزايدة و ىو ما قد يدفعها إذل‬
‫‪ -‬رغبة الدولة يف ّ‬
‫مرة أو إذل فرض ع ّدة ضرائب متشاهبة على اؼبادة الواحدة‪.‬‬ ‫فرض الضريبة الواحدة أكثر من ّ‬
‫‪ -‬رغبة الدولة يف إخفاء االرتفاع يف سعر الضرائب عن طريق تقسيم السعر اؼبطلوب بُت ضريبتُت‬
‫من النوع نفسو‪.‬‬
‫‪ -‬رغبة الدولة التمييز يف اؼبعاملة اؼباليّة بُت الفئات اؼبختلفة من اؼبمولُت عن طريق فرض ضريبة‬
‫صبيعا‪.‬‬
‫العامة اليت تقع عليهم ً‬ ‫إضافيّة على فئة منهم فضالً عن الضريبة ّ‬
‫‪ -‬إنشاء اؼبشروعات االقتصادية اليت سبارس نشاطها يف أكثر من دولة و انتشار شركات اؼبسانبة‬
‫اليت يتم التعامل فيما تصدره من أسهم و سندات يف ـبتلف الدوؿ‪.‬‬
‫‪ -‬سهولة انتقاؿ اليد العاملة و رؤوس األمواؿ بُت الدوؿ اؼبختلفة‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫للموؿ أي مقدرتو‬
‫‪ -‬اتّساع األخذ دببدأ شخصيّة الضريبة و ىو ما يتطلّب ربديد اؼبركز اؼبارل ّ‬
‫التكليفيّة لكي تفرض الضريبة على الدخل كلّو و أيًّا كاف مصدره دبا يف ذلك الدخل اؼبتأٌب من‬
‫اػبارج‪.‬‬
‫و لتاليف االزدواج الدورل فإ ّف الدوؿ أخذت تعقد فيما بينها اتّفاقات غايتها تفادي‬
‫االزدواج الضرييب‪ ،‬و من أنبّها‪:‬‬
‫‪ -‬يعود فرض الضرائب العقارية للدولة اليت توجد فيها العقارات‪.‬‬
‫‪ -‬و يعود إليها فرض الضرائب على األرباح التجارية و الصناعية يف الدولة اليت يوجد فيها مركز‬
‫اؼبؤسسة اليت ح ّققت ىذه األرباح إالّ إذا كاف للمؤسسة فروع دائمة يف اػبارج فتطرح الضريبة على‬
‫كل فرع حيث يوجد‪.‬‬
‫‪ -‬تطرح الضرائب على الرواتب و األجور يف البلد الذي يبارس فيو اؼبكلّف مهنتو باستثناء الرواتب‬
‫اليت تدفعها الدولة فتدفع عليها الضريبة يف ىذه الدولة و لذلك تنص قوانُت كل دولة على إعفاء‬
‫الرواتب للمكلّفُت األجانب من الضريبة شرط اؼبعاملة باؼبثل كأف زبتص حكومة االرباد و اغبكومة‬
‫اؼبركزية مثالً بفرض كافة الضرائب فيما عدا الضريبة على رقم األعماؿ اليت تفرضها حكومات‬
‫الواليات أو ؾبالس احمللية و بأف زبتص االرباديّة بفرض كافة الضرائب و أف يكوف من حق كل‬
‫الواليات و اجملالس احمللية فرض نسبة مئوية إضافية ال ذباوز حدًّا معيّػنًا ‪ ٪ 10‬مثالً يف بعض‬
‫الظروؼ اليت ربصلها الدولة و اليت رب ّدد يف كل والية أو بلدية و ّأما بتقسيم حصيلة بعض‬
‫العامة على اإليراد أو‬
‫الضرائب اليت يًتؾ اختصاص فرضها للحكومة االرباديّة أو اؼبركزيّة كالضريبة ّ‬
‫العامة و خزانات الواليات‪ .‬أو اجملالس‬‫الضريبة على األرباح التجاريّة و الصناعيّة بُت اػبزانة ّ‬
‫البلديات نسبة معيّنة كاف تكوف ‪ ٪ 80‬يف حصيلة ىذه الضرائب للحكومة اؼبركزية أو اجملالس‬
‫احملليّة‪.‬‬
‫‪ -09‬االزدواج الناشئ عن نفس السلطة‪.‬‬
‫يف ىذه اغبالة يبكن تاليف االزدواج غَت اؼبقصود و غالبًا ما يكوف فعليًا ال قانونيًا بواسطة‬
‫اؼبشرع يف تاليف‬
‫يقرره ّ‬ ‫اؼبختصة و من أبرز األمثلة على ىذا ما ّ‬
‫ّ‬ ‫نص تشريعي تصدره السلطة اؼباليّة‬
‫صورة من أىم صور االزدواج الفعلي و ىي اػباصة بفرض ضريبة األرباح التجاريّة و الصناعيّة على‬
‫أرباح الشركات ٍبّ ضريبة إيرادات القيم اؼبنقولة على توزيعات نفس ىذه الشركات على اؼبسانبُت‬

‫‪60‬‬
‫فيها فعادة ما يكوف االزدواج الداخلي غَت اؼبقصود نتيجة لعدـ تنسيق القواعد اليت تلتزمها‬
‫العامة الوطنية يف فرض الضرائب و لذلك هبب العمل على التنسيق بُت ىذه القواعد و‬ ‫السلطات ّ‬
‫نظرا لوجود سلطة عليا داخل الدولة الواحدة تلتزـ بقراراهتا بقية‬
‫ىو األمر ليس من العسَت ربقيقو ً‬
‫معا إذل فرض‬ ‫يؤدي تطبيقها ً‬‫السلطات كما قد يكوف االزدواج الداخلي نتيجة لوجود قوانُت ـبتلفة ّ‬
‫اؼبشرع اللّجوء إذل وضع‬‫اؼبادة الواحدة و يف ىذه اغبالة فعلى ّ‬‫مرة على ّ‬‫الضريبة الواحدة أكثر من ّ‬
‫قاعدة خاضعة ؼبنع ىذا االزدواج‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق اؼببادئ نفسها على الضريبة اإلصبالية على الدخل و يف حالة الشك تطرح الضريبة حيث‬
‫يقيّم اؼبكلّف و كذلك فيما ىبص رسم االنتقاؿ‪.‬‬
‫‪ -‬و ىناؾ بعض الصعوبات فيما يتعلّق بالضريبة على رؤوس األمواؿ اؼبنقولة فإذا كاف األمر يتعلّق‬
‫بالرأس اؼباؿ اؼبنقوؿ فإ ّف الضريبة تطرح يف البلد الذي يقيم فيو صاحبها ّأما إذا تعلّق األمر‬
‫بالضرائب على واردات الرأس اؼباؿ اؼبنقوؿ فتطرح يف البلد الذي فيو ىذه الواردات ؼبنع ىذا‬
‫االزدواج‪.‬‬
‫مظهرا من مظاىر‬ ‫لكن يف واقع األمر حل مسألة ازدواج الضرييب الدورل ليست إالّ ً‬
‫قائما ما داـ ىذا التعارض‬‫التعارض يف اؼبصاحل االقتصاديّة و اؼباليّة بُت ـبتلف الدوؿ و سيبقى ً‬
‫موجودا و زبتفي ح ّدتو دبقدار التسامح و التنازؿ الذي ترى الدوؿ اؼبعنيّة باألمر يف ؾبموعها أف‬
‫ً‬
‫تقوـ بو من أجل الوصوؿ إذل حل وسط للمشكلة حل ال وب ّقق مصلحة من الدوؿ ربقي ًقا كامالً‬
‫لكنّو يف نفس الوقت ال يه ّدد مصلحة ّأمتنا‪.‬‬
‫‪ -‬تالفي االزدواج الداخلي‪:‬‬
‫و يقصد بذلك االزدواج الداخلي غَت اؼبقصود و يبكن يف ىذه اغبالة التفرقة بُت االزدواج‬
‫االرباديّة عندما تفرض كل‬‫الناشئ عن وجود سلطتُت مستقلّتُت‪ :‬وبدث ىذا االزدواج يف الدوؿ ّ‬
‫االرباديّة و حكومات الواليات ضرائب متماثلة على نفس الوعاء كما وبدث يف‬ ‫من اغبكومة ّ‬
‫كل من اغبكومة اؼبركزيّة أو اجملالس احملليّة مثل ىذه الضرائب و يبكن‬
‫اؼبوحدة عندما تفرض ّ‬
‫الدوؿ ّ‬
‫لكل من السلطات اؼبشار‬ ‫تاليف االزدواج يف اغباالت اؼبشار إليها ّأما بتحديد االختصاص اؼبارل ّ‬
‫إليها حبيث زبتص كل سلطة بضرائب معينة ال يشاركها فيها غَتىا‪ ،‬و النتيجة أ ّف االزدواج الضرييب‬
‫خاصة من الناحية الدوليّة من اؼبستحيل تالفيها ‪.٪ 100‬‬

‫‪63‬‬
‫ّأما من الناحيّة الداخليّة فإ ّف ازدواج الضريبة يعترب إجحافًا يف حق األفراد حبيث ىبضع‬
‫اؼبادة(‪.)1‬‬
‫الفرد لضريبتُت على نفس ّ‬
‫‪ -02‬اآلثار االقتصاديّة للضرائب‪.‬‬
‫يبكن أف نسلّط الضوء و بشكل ـبتصر على إبراز اآلثار االقتصاديّة للضرائب على‬
‫النشاط االقتصادي من حيث ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أثر الضريبة على االستهالك‪:‬‬
‫األوؿ يتعلّق بطبيعة وعاء الضريبة‪،‬‬
‫يتّخذ أثر الضريبة على االستهالؾ بصفة عامة بعدين ّ‬
‫يتحمل عبأىا‪ ،‬فبّا‬
‫تؤدي إذل زبفيض دخل من ّ‬ ‫ففي حالة الضريبة على الدخل الشخصي اليت ّ‬
‫ينجم عنو تقليل حجم اإلنفاؽ الشخصي على االستهالؾ و بالتارل ينخفض الطلب و اػبدمات‪،‬‬
‫فيقل تأثَت فرض الضريبة على السلع الضروريّة (اللبفاض مرونة الطلب عليها) بينما يربز ىذا‬
‫التأثَت بالنسبة للسلع غَت الضروريّة نتيجة ؼبرونة الطلب عليها‪.‬‬
‫ّأما البعد الثاين ألثر الضريبة على االستهالؾ فإنّو يعتمد على مدى الزيادة اليت وبدثها‬
‫توجو الدولة ؽبذه الزيادة يف مواردىا الضريبيّة إذل زيادة‬
‫يؤدي ّ‬
‫فرض الضريبة على اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬إذ ّ‬
‫يؤدي قياـ‬
‫الطلب العاـ على السلع الضريبيّة (األمر الذي ال يؤثّر على حجم الطلب الكلّي) بينما ّ‬
‫الدولة بتجميد اغبصيلة الضريبيّة إذل زبفيض ملموس من حجم االستهالؾ الكلّي‪.‬‬
‫االدخار‪:‬‬
‫ب‪ -‬أثر الضريبة على ّ‬
‫تؤدي إذل‬
‫نظرا ؼبا تنطوي عليو الضريبة من استقطاع جانب من دخوؿ األفراد‪ ،‬فإ ّهنا ّ‬‫ً‬
‫لعل من‬
‫شك أ ّف ذلك يتوقّف على ع ّدة عوامل‪ّ ،‬‬ ‫زبفيض االدخار إسوة باالستهالؾ‪ ،‬و ما من ّ‬
‫بينها حجم الدخل الفردي و مستوى اؼبعيشة و مدى رغبة الفرد يف العمل و اإلنتاج لتعويض‬
‫االستقطاع الضرييب من ناحية‪ ،‬و طبيعة عناصر ىيكل النظاـ الضرييب من ناحية أخرى‪ ،‬إذ بينما‬
‫يؤدي فرض الضريبة على االستهالؾ عادة إذل رفع أسعار السلع و اػبدمات نتيجة لسهولة تقل‬ ‫ّ‬
‫يؤدي إذل اغب ّد من حجم استهالؾ أصحاب الدخل‬ ‫عبئها (وف ًقا ؼبدى مرونة الطلب) فبّا ّ‬
‫عادة على حجم استهالؾ أصحاب الدخل‬ ‫اؼبنخفض منها‪ ،‬فإ ّف فرض ىذه الضرائب ال يؤثّر ّ‬
‫اؼبرتفع نتيجة عبهوده‪ ،‬و ينحصر ىذا األثر على حجم م ّدخراهتم فحسب‪.‬‬

‫(‪)1‬علي زغدود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،214‬ص‪.223‬‬

‫‪64‬‬
‫جـ‪ -‬أثر الضريبة على حجم اإلنتاج‪:‬‬
‫االدخار إّمبا‬
‫تؤثّر الضريبة على حجم اإلنتاج من ع ّدة جوانب‪ ،‬إذ إ ّف تأثَت الضريبة على ّ‬
‫يؤدي إذل رفع نفقات‬
‫ينطوي يف حقيقتو على اغبد من حجم االستثمارات‪ ،‬كما أ ّف فرض الضريبة ّ‬
‫اإلنتاج فبّا وب ّد من أرباح اؼبنظمُت الذين وباولوف نقل عبء الضريبة إذل اؼبستهلك بزيادة أسعار‬
‫بيع اإلنتاج‪ ،‬األمر الذي يتوقّف على مدى مرونة الطلب‪ ،‬و قد يتّجو اؼبنظموف إذل زبفيض حجم‬
‫اإلنتاج فبّا ينطوي عليو إذل اغبد من استخداـ عوامل اإلنتاج اؼبتاحة و زيادة الطلب العاـ لتعويض‬
‫النقص يف الطلب اػباص‪ ،‬و خاصة يف القطاعات اليت تأثّرت بقرارات اؼبنظمُت نتيجة فرض‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫د‪ -‬أثر الضريبة على المستوى العام لألسعار‪:‬‬
‫فعالة يف نطاؽ‬
‫لقد ألقت النظريات اغبديثة ؼبالية الدولة الضوء على أنبيّة الضريبة كأداة ّ‬
‫تؤدي زيادة حصيلة الضريبة‬
‫العامة الوظيفيّة لتحقيق االستقرار يف اؼبستوى العاـ لألسعار‪ ،‬إذ ّ‬
‫اؼباليّة ّ‬
‫التضخم‪ ،‬كما‬
‫ّ‬ ‫إذل تقييد اإلنفاؽ اػباص (و خاصة يف ؾباؿ اإلنفاؽ االستهالكي) و اغبد من‬
‫يؤدي البفاض حصيلتها إذل اغبيلولة دوف ىبوط أسعار مستوى اإلنفاؽ النقدي الكلّي‪ ،‬و ذلك‬ ‫ّ‬
‫مع افًتاض عدـ تغَت مستوى اإلنفاؽ العاـ‪.‬‬
‫كما تساىم الضرائب يف إعادة توزيع الدخل و دبا يكفل يف ربسُت اوضاع أصحاب فئات‬
‫الدخل اؼبنخفض‪ ،‬و قد تناولنا ىذا اؼبوضوع فيما سبق فالضرائب غَت اؼبباشرة ال تراعي ظروؼ‬
‫يقل عبؤىا على أصحاب الدخل‬ ‫اؼبكلّف حيث يزداد عبؤىا على أصحاب الدخل اؼبنخفض بينما ّ‬
‫يؤدي إذل زيادة ح ّدة التفاوت و على العكس‬ ‫اؼبرتفع‪ ،‬مثل الضرائب على السلع الضروريّة فبّا ّ‬
‫الضرائب اؼبباشرة على الدخل و الثروة اليت تتّصف عادة بتصاعد أسعارىا و إعفاء الدخوؿ و‬
‫الثروات احملدودة منها إذل اغب ّد من التفاوت يف توزيع الدخل و الثروة(‪.)1‬‬
‫الرسوم‪.‬‬
‫‪ -00‬اإليرادات من ّ‬
‫العامة‪ ،‬و يعترب من اإليرادات غَت عادية (غَت‬
‫الرسم من اقدـ مصادر اإليرادات ّ‬ ‫يعترب ّ‬
‫العامة‪ ،‬و ىذا ينطبق على الغرامات و اإلتاوات و‬
‫تتكرر بانتظاـ يف اؼبوازنة ّ‬
‫ضريبيّة) أل ّهنا ال ّ‬
‫القروض ‪ ...‬إخل‪.‬‬

‫(‪)1‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،246‬ص‪.248‬‬

‫‪65‬‬
‫الرسم‪:‬‬
‫‪ -0-00‬مفهوم ّ‬
‫جربا مقابل‬
‫عامة ً‬ ‫الرسم بأّنو مبلغ من اؼباؿ يدفعو الفرد إذل الدولة‪ ،‬أو أليّة سلطة ّ‬ ‫يعرؼ ّ‬
‫تؤديها لو لدولة‪ ،‬و يًتتب عليها نفع خاص إذل جانب نفع عاـ)‪.‬‬ ‫انتفاعو خبدمة معيّنة ّ‬
‫أي يبكن تعريفو بأنّو مبلغ من اؼباؿ ربصل عليو الدولة من اؼبنتفع مقابل خدمة يطلبها و‬
‫وبصل عليها من الدولة فقد تكوف اػبدمة على شكل عمل قاـ بو موظف الدولة إلقباز معاملة‬
‫جواز سفر ؼبواطن أو حصوؿ اؼبواطن على رخصة السياقة‪ ،‬أو قياـ احملكمة النظر يف اؼبنازعات بُت‬
‫األفراد ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫للرسوـ‪:‬‬
‫فبّا سبق نستنتج اػبصائص الرئيسيّة التالية ّ‬
‫الرسم ىو مبلغ من اؼباؿ‪ ،‬أي مبلغ نقدي‪ ،‬ربصل عليو الدولة و ذلك من خالؿ مؤسساهتا و‬ ‫‪ّ -‬‬
‫دوائرىا اؼبختلفة‪ ،‬أي أنّو هببىبشكل مبالغ نقديّة‪ ،‬و ىناؾ حاالت استثنائيّة كاغبروب اليت يبكن أف‬
‫الرسم بشكل عيٍت كالسلع مثالً‪.‬‬ ‫ذبىب فيها ّ‬
‫الرسم ىو إلزامي أو إجباري‪ ،‬يلتزـ األفراد بدفعو إذل الدولة و عنصر اإلجبار يبدو يف‬ ‫‪ -‬إ ّف ّ‬
‫للرسم من حيث ربديد مقداره‬ ‫العامة األخرى يف وضع النظاـ القانوين ّ‬‫استقالؿ الدوؿ و اؽبيئات ّ‬
‫و طرؽ ربصيلو‪.‬‬
‫ؾبرد طلب الفرد للخدمة من الدولة مقابل انتفاع الفرد خبدمة‬ ‫الرسم يدفع بشكل إجباري‪ّ ،‬‬ ‫‪ّ -‬‬
‫معيّنة مثل رخصة السيّارة أو الفصل يف اؼبنازعات القضائيّة‪ ،‬و من ٍبّ حصولو عليها وجب عليو‬
‫الرسم‪.‬‬
‫دفع ّ‬
‫نفعا‬
‫الرسم وب ّقق ً‬‫الرسم ربقيق نفع خاص إذل جانب النفع العاـ‪ ،‬أي أ ّف دافع ّ‬ ‫‪ -‬يًتتّب على ّ‬
‫عاما يعود للمجتمع ككل‪ ،‬فرسم‬ ‫نفعا ً‬‫خاص ال يشاركو فيو غَته من األفراد‪ ،‬و يتح ّقق جبانبو ً‬
‫عاما للمجتمع يف‬‫نفعا ً‬‫خاصا للفرد يف اغبصوؿ على حقوقو و وب ّقق ً‬ ‫نفعا ً‬ ‫القضاء مثالً وبقق ً‬
‫إشاعة العدالة و الطمأنينة‪.‬‬
‫الرسم مقابل خدمة خاصة وبصل عليها الفرد‪ ،‬فالدولة ملزمة أف تق ّدـ اػبدمة لطالبها‪،‬‬ ‫‪ -‬يدفع ّ‬
‫مقابل ذلك يدفع الفرد مبلغ من اؼباؿ فال يبكن أف ذبرب أي شخص أف يطلب خدمة ال يريدىا‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الرسم بقانوف‪ ،‬فأي رسم ال هبىب إالّ ضمن القانوف سواء بالطريقة أو حجم اؼببلغ و‬ ‫‪ -‬رب ّدد قيمة ّ‬
‫بغض النظر عن الوضع اؼبارل للفرد(‪.)1‬‬
‫الرسوم‪:‬‬
‫‪ -0-00‬أنواع ّ‬
‫أ‪ -‬رسوم إداريّة‪:‬‬
‫و ىي كثَتة مثل رسم التعليم‪ ،‬رسم شهادة اؼبيالد‪ ،‬رسم جواز السفر‪ ،‬رسم تسجيل عقار‬
‫‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫ب‪ -‬رسوم اقتصادية‪:‬‬
‫و ىي أيضا كثَتة مثل رسم اؽباتف أو الربيد و الكهرباء ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫جـ‪ -‬رسوم القضاء‪:‬‬
‫و ىي اليت تدفع مقابل نظر الدولة (احملاكم) يف اػبصومات ما بُت األفراد‪.‬‬
‫الرسوم‪.‬‬
‫‪ -00‬طرق دفع ّ‬
‫الرسم بالطوابع‪:‬‬
‫أ‪ -‬دفع ّ‬
‫يقوـ أي شخص طالب اػبدمة من الدولة بشراء طوابع بقيمة ؿب ّددة و يلصقها على‬
‫معاملة طلب اػبدمة اليت يريدىا‪.‬‬
‫الرسم بشكل فوري‪:‬‬
‫ب‪ -‬دفع ّ‬
‫يقوـ شخص طالب اػبدمة بدفع مبلغ من اؼباؿ حملاسب دوائر الدولة بشكل مباشر و‬
‫وبصل على وصل مقابل ذلك‪ ،‬يربزه حُت حصولو على اػبدمة‪.‬‬
‫الرسوم للدوائر الحكوميّة‪:‬‬
‫جـ‪ -‬دفع ّ‬
‫الرسوـ إذل إدارات الدولة دبوجب كشوؼ مع ّدة مسب ًقا ؿب ّدد فيها أظباء‬‫يدفع مبلغ من ّ‬
‫اؼبستفيدين و اؼببالغ الواجب عليهم دفعها مثل رسوـ العقارات‪.‬‬
‫‪ -03‬تعريف اإلتاوة‪.‬‬
‫تعريف اإلتاوة بأّهنا مبلغ من اؼباؿ يدفعو صاحب العقار للدولة مقابل قياـ األخَتة بعمل‬
‫فبّا ّأدى إذل ارتفاع قيمة العقار دوف أف يطلب مالكو تلك اػبدمة أو أف يبذؿ أي جهد يف ذلك‪،‬‬

‫(‪ )1‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،100‬ص‪.101‬‬

‫‪67‬‬
‫بشق طريق فتزيد قيمة األرض أو أف تبٍت مستشفى أو جامعة فتزيد قيمة األرض‬ ‫كأف تقوـ الدولة ّ‬
‫احملايدة ؽبا‪ ،‬ىذا األمر ال تطبّقو صبيع الدوؿ بل البعض منها مثل دوؿ السوؽ األوروبيّة اؼبشًتكة‪.‬‬
‫الرسم و اإلتاوة‪:‬‬
‫‪ -0-03‬الفرق بين ّ‬
‫الرسم يدفع مقابل خدمة يطلبها الشخص دبحض إرادتو ّأما اإلتاوة فتدفع بشكل إجباري من‬ ‫‪ّ -‬‬
‫قبل الشخص مالك العقار‪.‬‬
‫الرسم يدفع مقابل خدمة خاصة‪ ،‬أ ّما اإلتاوة فتدفع مقابل خدمة عامة قامت هبا الدولة‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫يتكرر دفعو كلّما طلب الشخص اػبدمة‪ّ ،‬أما اإلتاوة فتدفع ّؼبرة واحدة‪.‬‬
‫الرسم ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫الرسم و اإلتاوة‪:‬‬
‫‪ -‬أوجو التشابو بين ّ‬
‫فالرسم يعود باؼبنفعة اػباصة على دافعو‪ّ ،‬أما اإلتاوة فتعود‬
‫ارتكازنبا على عنصر اؼبنفعة‪ّ ،‬‬
‫العامة العائدة على مالك العقار‪.‬‬
‫باؼبنفعة ّ‬
‫الرسم و الغرامة‪:‬‬
‫‪ -‬الفرق بين ّ‬
‫أي شخص ىبالف القانوف‪ ،‬مثل ـبالفة‬
‫تعرؼ الغرامة بأ ّهنا مبلغ من اؼباؿ تفرده الدولة على ّ‬
‫بناء أو ـبالفة إشارة اؼبرور ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫الرسم و الغرامة‪:‬‬
‫‪ -‬الفرق بين ّ‬
‫الرسم يدفع مقابل خدمة يطلبها‬ ‫جربا)‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬الغرامة تدفع دوف أف يطلبها الشخص (تدفع ً‬
‫الشخص‪.‬‬
‫الرسم يدفع دوف وقوع ـبالفة للقانوف‪.‬‬
‫‪ -‬الغرامة تدفع بسبب ـبالفة للقانوف‪ّ ،‬‬
‫الرسم يعود بالنفع اؼبباشر على الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬الغرامة ال تعود بالنفع اؼبباشر على الفرد (دبثابة عقاب)‪ّ ،‬‬
‫الرسم و الضريبة‪:‬‬
‫‪ -‬الفرق بين ّ‬
‫الرسم يدفع‬
‫* الضريبة تدفع بال مقابل (ال هبوز للمكلّف طلب خدمة مقابل دفع اؼببلغ الضرييب)‪ّ ،‬‬
‫مقابل خدمة يطلبها الشخص‪.‬‬
‫الرسم يبكن اسًتجاعو أو جزء منو‪.‬‬
‫* الضريبة تدفع بشكل هنائي (ال هبوز اسًتجاعها)‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬أوجو التشابو‪:‬‬
‫الرسم ملزـ بال ّدفع‬
‫كالنبا يفرض بشكل جربي‪ ،‬فالضريبة ملزمة للمكلّف بالدفع كذلك ّ‬
‫ؼبن يطلب خدمة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -04‬الثمن العام‪.‬‬
‫ىو إيراد عاـ تأخذه اإلدارة نظَت خدماهتا و ىو يتح ّدد‪ ،‬عادة‪ ،‬طب ًقا للعرض و الطلب‬
‫إعماالً ؼببدأ اؼبنافسة‪.‬‬
‫جدول مقارن‪:‬‬
‫الثمن العاـ‬ ‫الرسم‬
‫ّ‬ ‫الضريبة‬ ‫اإليراد‬
‫‪Prix P.‬‬ ‫‪Taxe‬‬ ‫‪Impôt‬‬ ‫اػبصائص‬
‫تعاقدي‬ ‫اختياري‬ ‫ملزمة‬ ‫اإللزاـ (اعبرب)‬
‫لو مقابل خاص و‬ ‫دون مقابل خاص و‬
‫يعوض‬ ‫اؼبقابل‬
‫مباشر‬ ‫مباشر‬
‫بقانون (حسب نوع‬ ‫بقانون (المقدرة‬
‫بالمنافسة‬ ‫ربديد القيمة‬
‫المنحة)‬ ‫التكليفية)‬
‫المصدر‪ :‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ -05‬اإليرادات من القروض العام)‪.(Emprunt public‬‬
‫‪ -0-05‬تعريف القرض‪:‬‬
‫ىو مبلغ من اؼباؿ ربصل عليو الدولة من األفراد أو اؼبصارؼ أو غَتىا من اؼبؤسسات‬
‫برد اؼببلغ اؼبقًتض و الفوائد اؼبًتتّبة عليو يف التاريخ احمل ّدد‬
‫التعهد ّ‬
‫اؼباليّة احملليّة أو الدوليّة مع ّ‬
‫للتسديد وف ًقا لشروط العقد‪.‬‬
‫و ىناؾ اختالؼ بُت الضريبة و القرض‪ ،‬فاألوذل إجباريّة‪ ،‬و الثاين اختياري و أ ّف الضريبة‬
‫معُت‪ ،‬و القرض قابل للتخصيص و كذلك الضريبة ال ترد لدافعها‪ ،‬و‬ ‫غَت قابلة للتخصيص لوجو ّ‬
‫أخَتا الضرائب زيادهتا ال تؤدي إذل ربميل اؼبوازنة بأعباء‪ ،‬و القرض وبمل‬ ‫يرد مع فوائد‪ ،‬و ً‬ ‫القرض ّ‬
‫اؼبوازنة بأعباء مقدار األقساط و الفوائد‪.‬‬
‫العامة كمصدر لإليرادات عندما تعجز عن تأمُت اؼبوارد‬ ‫إ ّف الدولة تلجأ إذل القروض ّ‬
‫الالّزمة ؽبا من إيراداهتا‪ ،‬حيث أ ّف القروض نشأت يف حياة الدولة اؼباليّة بصورة متواضعة و كانت‬
‫موردا استثنائيًا ال تلجأ الدولة إليو إالّ يف اغباالت غَت العاديّة كاغبروب أو لتمويل نفقات طارئة‬‫ً‬
‫العامةو زبطيط برامج تنمية‬‫تطور وظائف الدولة و زيادة نفقات ّ‬ ‫كالكوارث الطبيعيّة‪ ،‬إالّ أ ّف ّ‬

‫‪69‬‬
‫العامة‬
‫طموحة‪ ،‬دفع الدوؿ إذل االستدانة بصورة متواصلة لتمويل نفقاهتا‪ ،‬فازدادت أنبيّة القروض ّ‬
‫موردا عاديًا تلجأ إليو لتوازف نفقاهتا مع إيراداهتا‪ ،‬و أصبحت القروض وسيلة لتنفيذ‬
‫و أصبحت ً‬
‫سياسة الدولة االقتصادية و ربقيق غاياهتا االجتماعيّة‪.‬‬
‫يبكن تعريف القرض العاـ على أنّو «استدانة أحد أشخاص القانوف العاـ (الدولة‪ ،‬الوالية‪،‬‬
‫بردىا إليو بفوائدىا»(‪.)1‬‬
‫التعهد ّ‬
‫البلدية ‪ )..‬أمواالً من الغَت مع ّ‬
‫بل أصبحت يف بعض الدوؿ وسيلة تعمل بواسطتها على ربقيق بعض األىداؼ السياسيّة‬
‫اػبارجيّة‪.‬‬
‫‪ -0-05‬خصائص القرض العام‪:‬‬
‫اغبرية يف طلب اغبصوؿ على قرض من‬ ‫‪ -‬يتم إبراـ القرض بصورة اختياريّة‪ ،‬فالدولة ؽبا مطلق ّ‬
‫عدمو‪ ،‬كما أ ّف اعبهة اؼبقرضة ؽبا حريّة يف منح القرض للدولة الطالبة لو و ؽبا اغبق يف رفضو‪ ،‬و‬
‫ىذا ىو األساس يف القرض‪ ،‬خاصة القروض اػبارجيّة‪ ،‬فال قبد دولة أو مؤسسة خارجيّة أجربت‬
‫على منح دولة أخرى قرض طلبتو‪ّ ،‬أما فيما يتعلّق بالقروض الداخليّة فتخرج عن القاعدة يف بعض‬
‫األحياف و بشكل استثنائي‪ ،‬فإمكاف الدولة أف تفرض على مواطنيها االكتتاب يف بعض القرض‬
‫خاصة وقت اغبروب‪.‬‬
‫‪ -‬يدفع القرض بشكل مبلغ من اؼباؿ‪ ،‬و الشائع يف القروض أ ّف تدفع بشكل نقدي سواء بالعملة‬
‫احملليّة أو بأي عملة أخرى‪ ،‬و يورد إذل خزينة الدولة هبذا الشكل النقدي‪ ،‬االستثناء يف القرض أف‬
‫معُت أو إقباز خطة تنمويّة معيّنة من‬
‫يدفع بشكل عيٍت‪ ،‬حيث يعقد القرض لتمويل مشروع ّ‬
‫خالؿ منتوجات اعبهة اؼبقرضة‪ ،‬و ىذا منتشر يف الدولة النامية‪.‬‬
‫تتعهد الدولة بإعادة القرض إذل الدائن مع الفوائد السنويّة اؼبًتتبة عليو ضمن الشروط اؼبتّفق‬‫‪ّ -‬‬
‫عليها‪ ،‬لذا يطلق على القرض «ضريبة مؤجلة»‪.‬‬
‫استنادا إذل إذف مسبق يصدر من قبل‬
‫ً‬ ‫‪ -‬يستند القرض إذل تشريع‪ ،‬فتقوـ اغبكومة بإبراـ القرض‬
‫السلطة التشريعيّة‪.‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -06‬أسباب اللّجوء إلى القروض ّ‬
‫‪ -‬توفَت األمواؿ الالّزمة للدولة يف بعض الظروؼ الطارئة‪.‬‬

‫(‪)1‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.78‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ -‬ربقيق أىداؼ االقتصادية و االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة مع ّدالت النمو االقتصادي من خالؿ استخداـ وسائل حديثة يف اإلنتاج‪ ،‬و تطوير و‬
‫ربديث وسائل و أدوات اإلنتاج القائمة‪.‬‬
‫‪ -‬ربقيق االستقرار االقتصادي‪ ،‬من خالؿ إقامة اؼبشاريع اليت توفّر فرص عمل و تزيد من اإلنتاج‬
‫و االستهالؾ و الدخوؿ‪.‬‬
‫‪ -07‬أنواع القروض‪.‬‬
‫يبكن تقسيم القروض إذل ثالثة أنواع رئيسيّة و ىي‪ ،‬القروض من حيث اؼبصدر و القروض‬
‫من حيث حريّة اؼبكتتب و القروض من حيث اؼب ّدة‪.‬‬
‫‪ -0-07‬القروض من حيث المصدر‪:‬‬
‫و تنقسم إذل‪:‬‬
‫أ‪ -‬القروض الداخليّة‪:‬‬
‫و ىي تلك القروض اليت ربصل عليها الدولة من األفراد أو اؼبؤسسات يف إقليمها بغض‬
‫حبرية كبَتة‪ ،‬إذ أ ّهنا تضع‬
‫النظر عن جنسيتهم‪ ،‬سواء كانوا مواطنُت أـ أجانب‪ ،‬فضالً ّأهنا تتمتّع ّ‬
‫شروط القرض‪ ،‬و ربدد م ّدة القرض و كيفية السداد‪ ،‬و كذلك فإ ّف طاقة الدولة على االقًتاض‬
‫الداخلي أكرب بكثَت من طاقتها على االقًتاض من اػبارج‪ ،‬إذ أ ّهنا ال تستطيع أف سبلي شروطها‬
‫على دولة أخرى أو على اؼب ّدخرين خارج حدود إقليمها‪ّ ،‬أما يف ال ّداخل فتعمل الدولة على قباح‬
‫فإهنا تطرح قروضها بعد دراستها للوضع‬ ‫قروضها بإثارهتا للروح الوطنية يف نفوس اؼبواطنُت‪ ،‬كذلك ّ‬
‫االقتصادي السائد و معرفة العوامل اؼبهيأة إلقباح القروض كتوفَت اؼبدخرات‪.‬‬
‫ب‪ -‬القروض الخارجية‪:‬‬
‫و ىي تلك القروض اليت ربصل عليها الدولة من اغبكومات األجنبية أو من ىيئات و‬
‫مؤسسات دولية‪.‬‬
‫و عادة ما تلجأ الدولة إذل االقًتاض من اػبارج‪:‬‬
‫‪ -‬حاجتها لرؤوس األمواؿ و عدـ كفاية اؼبدخرات الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬حاجتها إذل العمالت األجنبية (الصعبة منها) لتغطية عجز يف موازنتها أو لدعم عملتها و‬
‫ضبايتها من التدىور‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -‬حاجتها للحصوؿ على ما يلزـ من سلع إنتاجيّة و استهالكيّة‪.‬‬
‫و من اؼبالحظ أ ّف سلطة الدولة يف حالة االقًتاض اػبارجي أقل منها يف حالة االقًتاض‬
‫قرضا‪ ،‬كما أ ّف سلطة الدولة يف‬
‫الداخلي‪ ،‬حيث أ ّهنا ال تستطيع أف ذبرب دولة أخرى على منحها ً‬
‫التخفيف من ىذه القروض ؿب ّددة‪ ،‬و تتأثّر الدولة اؼبقًتضة باألحداث االقتصادية اليت ذبري يف‬
‫تؤدي‬
‫الرغم من أ ّف القروض اػبارجيّة ّ‬
‫الدولة اؼبقرضة‪ ،‬كما أ ّهنا تتأثّر بتقلبات سعر الصرؼ‪ ،‬و على ّ‬
‫تتضمن عبئًا عند دفع أقساط‬
‫إذل اؼبسانبة يف زيادة اإلنتاج يف الداخل أحسن استدامها‪ ،‬لكنّها ّ‬
‫يؤدي‬
‫القروض و الفوائد اؼبًتتّبة عليها‪ ،‬كذلك فإ ّف القرض اػبارجي غالبًا ما تتأثّر بالسياسة و قد ّ‬
‫إذل التبعيّة السياسيّة و االقتصاديّة إذا عجزت الدولة عن الوفاء بشروط القرض و اصبحت تعتمد‬
‫عليو بشكل دائم‪.‬‬
‫‪ -0-07‬القروض من حيث حريّة المكتتب‪:‬‬
‫و تنقسم إذل‪:‬‬
‫أ‪ -‬القروض االختياريّة‪:‬‬
‫األصل يف القروض أف تكوف إختيارية‪ ،‬و تًتؾ الدولة اغبرية لألفراد و اؽبيئات يف االكتتاب‬
‫دوف إكراه‪ ،‬فيكوف الدافع لالكتتاب ىو كوف العملية ؾبزية ماديًا نتيجة سعر الفائدة اؼبرتفع أو‬
‫كفالة الدولة لدفع قيمة القرض عند االستحقاؽ‪.‬‬
‫ب‪ -‬القروض االجبارية‪:‬‬
‫عندما زبشى الدولة عدـ إقداـ مواطنيها أو اؽبيئات الوطنية على االكتتاب تعمد إذل‬
‫الضغط للحصوؿ على اؼببلغ الالّزـ لو‪ ،‬و تلجأ الدولة إذل ىذا‪ ،‬األسلوب االستثنائي يف األوقات‬
‫التضخم‪ ،‬و القروض اإلجباريّة تتم نتيجة ضعف الثقة يف الدولة يف‬
‫ّ‬ ‫اليت تعقب اغبروب‪ ،‬أو ؼبقاربة‬
‫ماسة لألمواؿ أو لتحقيق أىداؼ اقتصادية لتحقيق االستقرار‬ ‫الوقت الذي تكوف فيو حباجة ّ‬
‫النقدي و دل يتوفّر اؼباؿ الالّزـ لذلك‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ -3-07‬القروض من حيث م ّدتها‪:‬‬
‫و تنقسم إذل‪:‬‬
‫أ‪ -‬القروض المستديمة أو المؤبّدة‪:‬‬
‫ىي القروض اليت تعقدىا الدولة دوف أف رب ّدد ميعاد لسداد قيمتها‪ ،‬فهذه القروض مؤبّدة‬
‫حرة يف سدادىا يف أي وقت تشاء‪.‬‬ ‫و الدولة ؾبربة على سدادىا‪ ،‬و لكنّها ّ‬
‫بأهنا تًتؾ للدولة اختيار الوقت اؼبالئم للسداد‪ ،‬إالّ أنّو ىبشى أف‬ ‫و سبتاز ىذه القروض ّ‬
‫تسعى الدولة للوفاء بقيمة ىذه القروض فتًتاكم الديوف و تؤثّر يف كياهنا اؼبارل‪.‬‬
‫ب‪ -‬القروض القابلة للسداد‪:‬‬
‫معُت‪ ،‬و‬
‫تتعهد فيها الدولة بالوفاء لسداد قيمتها عند تاريخ ّ‬
‫و يقصد هبا القروض اليت ّ‬
‫تنقسم القروض القابلة إذل السداد‪:‬‬
‫‪ -‬قروض قصيرة األجل‪:‬‬
‫تعقد ىذه القروض لسد حاجات نقدية مؤقتة للخزينة العمومية أو لتغطية عجز حقيقي يف‬
‫تتكوف من أذونات‬
‫العامة إذا دل تكن الظروؼ مواتية إلصدار قروض طويلة األجل‪ ،‬و ّ‬ ‫اؼبوازنة ّ‬
‫معُت يف تاريخ الحق و تكوف م ّدة‬
‫تتعهد فيو الدولة بدفع مبلغ ّ‬
‫اػبزينة‪ ،‬و ىي نوع من السندات ّ‬
‫القرض ال تتجاوز سنة‪.‬‬
‫و من فبيزات أذونات اػبزينة‪ّ ،‬أهنا تصل إذل موارد قد ال يبكن اقًتاضها بواسطة السندات‬
‫طويلة األجل‪ ،‬و تقبل البنوؾ و اؼبؤسسات على استثمار ما لديها من أمواؿ فائضة بصفة مؤقّتة‬
‫يتعرض ؽبا اؼبقرضوف‪.‬‬
‫نظرا ؼبا تتمتّع بو ىذه األذونات من سيولة و لقلّة األخطار اليت ّ‬
‫فيها‪ً ،‬‬
‫يوجد ىناؾ نوع من أذونات اػبزينة غَت العادية و ىي اليت يزيد ميعاد استحقاقها على‬
‫العامة‪.‬‬
‫السنة و قد يصل إذل طبس سنوات‪ ،‬و تستخدـ لتغطية عجز حقيقي يف اؼبوازنة ّ‬
‫‪ -4-07‬القروض الطويلة و المتوسطة األجل‪:‬‬
‫متوسطة األجل فتًتاوح‬
‫القروض الطويلة األجل تزيد م ّدهتا على العشرين سنة‪ّ ،‬أما القروض ّ‬
‫م ّدهتا ما بُت طبس سنوات إذل عشرين سنة و الواقع أ ّف م ّدة القروض غالبًا ما تتح ّدد بناءً على‬
‫اعتبارات كثَتة منها‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫ستموؿ عن‬‫حالة السوؽ اؼباليّة‪ ،‬اؼب ّدة اليت ربتاج فيها الدولة لألمواؿ‪ ،‬طبيعة اؼبشاريع اليت ّ‬
‫طريق ىذه القروض كما أ ّف وضع الدولة االئتماين غالبًا ما يكوف لو دور يف ربديد م ّدة القرض و‬
‫كبَتا لتنفيذىا‪ ،‬و يبكن‬
‫يعقد ىذا النوع من القروض لتمويل اؼبشاريع االئتمانيّة اليت تتطلّب وقتًا ً‬
‫متوسطة األجل حيث تًتاوح م ّدهتا‬
‫القوؿ أ ّف السندات اغبكوميّة ما ىي إالّ نوع من أنواع القروض ّ‬
‫بُت طبس إذل عشر سنوات يف معظم دوؿ العادل‪.‬‬
‫تتوجب على القروض‪:‬‬ ‫من حيث األعباء اليت ّ‬
‫‪ -5-07‬قروض بفائدة‪:‬‬
‫يسمى بالفائدة‪.‬‬
‫يتوجب عليها مبلغ يضاؼ إذل قيمتها األساسيّة ّ‬
‫و ىي اليت ّ‬

‫‪ -6-07‬قروض بدون فائدة‪:‬‬


‫تتم عندما ترغب‬
‫و ىي القروض اليت ال ربمل أيّة مبالغ إضافيّة‪ ،‬و ىذه قليلة اغبصوؿ و ّ‬
‫دولة ما دبساعدة دولة أخرى ألغراض معيّنة(‪.)1‬‬
‫‪ -08‬إصدار القروض و شروطها‪.‬‬
‫لكل‬
‫حُت تعتزـ الدولة إصدار قرض ينبغي عليها أف تراعي اؼبواصفات أو الشروط التالية ّ‬
‫قرض تصدره و ىو‪:‬‬
‫‪ -‬أف رب ّدد مبلغ القرض‪.‬‬
‫‪ -‬أف رب ّدد سعر الفائدة (مع مراعاة غبالة السوؽ اؼباليّة و ظروؼ الطلب و العرض على النقود)‪.‬‬
‫‪ -‬أف رب ّدد سعر اإلصدار (أي القيمة االظبيّة لكل سند من سندات القرض)‪ ،‬نوع السندات‬
‫اؼبصدرة و فئاهتا‪.‬‬
‫‪ -‬أف رب ّدد طريقة االكتتاب‪.‬‬
‫فضالً على أ ّف القرض العاـ يصدر دبوجب قانوف العاـ دبوجب قانوف ال يتّصف بالطابع‬
‫يتم اإلصدار عن طريق االكتتاب العاـ اؼبباشر أو عن طريق غَت مباشر و غَته و‬ ‫اإللزامي‪ ،‬فقد ّ‬
‫نوضح ذلك‪:‬‬ ‫فيما يلي ّ‬

‫(‪)1‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،104‬ص‪.109‬‬

‫‪74‬‬
‫أ‪ -‬االكتتاب المباشر‪:‬‬
‫تتحملو‬
‫و ذلك بعرض سندات القرض على اعبمهور‪ ،‬و تتميّز ىذه الطريقة بتوفَت ما قد ّ‬
‫الدولة من عمولة تستحق للوسطاء الذين تكلّفهم الدولة باإلشراؼ على سبويل القرض‪ ،‬كما‬
‫تكمن الدولة من فرض رقابتها اؼبباشر على صبهور اؼبكتتبُت‪ ،‬حبيث يبكنها توزيع االكتتاب على‬
‫ـبتلف فئات الشعب و اغبيلولة دوف سيطرة بعض كبار اؼبستثمرين على قروض الدولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬االكتتاب غير المباشر‪:‬‬
‫تلجأ الدولة يف حالة الشك يف إمكانيّة تغطية القرض العاـ عن طريق االكتتاب اؼبباشر إذل‬
‫فورا بعد خصم عمولة رب ّدد باالتفاؽ مع الدولة‪ ،‬على أف‬‫البنوؾ و اؼبؤسسات اؼباليّة لسداد قيمة ً‬
‫تكوف ؽبذه البنوؾ و اؼبؤسسات اؼباليّة حريّة إعادة بيع السندات للجمهور مباشرة أو يف البورصة‬
‫وف ًقا ؼبا رب ّدده من أسعار‪.‬‬
‫جـ‪ -‬طرح السندات في البورصة‪:‬‬
‫حيث تلجأ اغبكومة إذل طرح سندات القروض يف البورصة ما إذا كانت قيمة ىذه‬
‫القروض غَت كبَتة‪.‬‬
‫ىـ‪ -‬طرح سندات القرض للبيع‪:‬‬
‫على كل من اعبمهور و البنوؾ و اؼبؤسسات اؼباليّة على أساس سعر أدىن رب ّدده ؽبا‪ ،‬حبيث‬
‫تقل عن ىذا السعر األدىن‬‫تدعوا اؼبكتتبُت إذل تقدًن عروضهم للحصوؿ على السندات بأسعار ال ّ‬
‫(نفس حالة اؼبزاد)(‪.)1‬‬
‫العامة‪:‬‬
‫‪ -09‬اآلثار االقتصادية للقروض ّ‬
‫باذباىُت‪:‬‬
‫يبكن تناوؿ اآلثار االقتصادية للقروض ّ‬
‫أ‪ -‬اآلثار االقتصادية للقروض الداخلية‪:‬‬
‫يؤدي القرض العاـ الداخلي يف حالة االقًتاض من األفراد و اؼبشروعات على ربويل‬
‫حيث ّ‬
‫العامة‪ ،‬حبيث تقل رؤوس األمواؿ اؼبتّجهة إذل‬
‫جانب من االستثمارات اػباصة إذل االستثمارات ّ‬
‫يؤدي إذل رفع سعر الفائدة من ناحية و التأثَت على حجم ىذه‬ ‫االستثمارات اػباصة‪ ،‬فبّا ّ‬
‫االستثمارات من ناحية أخرى دبا ينطوي عليو من اذباه انكماشي وب ّد منو قياـ الدولة بتوجيو‬

‫(‪)1‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،251‬ص‪.252‬‬

‫‪75‬‬
‫يبوؿ عن طريق القرض على النحو الذي يزيد من مع ّدؿ الدخل الوطٍت‪ ،‬جبانب‬ ‫إنفاقها العاـ الذي ّ‬
‫يؤدي إليو حصوؿ اؼبقرضُت على سندات القرض من زيادة يف إنفاقهم االستهالكي‪.‬‬ ‫ما قد ّ‬
‫يؤدي القرض العاـ يف حالة االقًتاض من اعبهاز اؼبصريف إذل قياـ البنك اؼبركزي‬ ‫كذلك ّ‬
‫األورل إذل زيادة االحتياطيات لدى‬
‫سيؤدي حجمو ّ‬ ‫بإصدار نقدي يوازي قيمة ىذا القرض الذي ّ‬
‫البنوؾ التجاريّة اليت سب ّكنها من إحداث زيادات متتالية يف حجم االئتماف‪ ،‬حبيث ال زبتلف اآلثار‬
‫اؼبًتتبة على ىذا القرض عن اآلثار التضخميّة لزيادة كميّة النقود‪.‬‬
‫ب‪ -‬اآلثار االقتصاديّة للقروض الخارجيّة‪:‬‬
‫يؤدي االقًتاض األجنيب إذل زيادة حجم اؼبوارد اؼبتاحة و خاصة من النقد األجنيب الذي‬ ‫ّ‬
‫عموما‬
‫تش ّكل نذرتو عقبة رئيسيّة أماـ الدوؿ اؼبختلفة للنهوض بربامج التنمية االقتصادية فيها‪ ،‬و ً‬
‫فإ ّف آثار القرض العاـ اػبارجي تتوقف على طبيعة استخداـ حصيلة‪ ،‬فإذا ما استخدمت يف‬
‫استَتاد السلع االستهالكيّة ّأدى ذلك إذل إىدار قيمة القرض و زيادة العبء على ميزاف‬
‫اؼبدفوعات نتيجة االلتزاـ الدولة بتحويل قيمة األقساط و العوائد إذل اػبارج‪ّ ،‬أما إذا استخدمت‬
‫يؤدي إذل زيادة اإلنتاج و بالتارل زيادة‬
‫حصيلة القرض يف استَتاد سلع إنتاجيّة فإ ّف ذلك سوؼ ّ‬
‫الدخل الوطٍت‪ ،‬و تزداد مزايا القروض اػبارجيّة إذا ما استخدمت حصيلتها يف سبويل مشروعات‬
‫إلنتاج بعض السلع التصديريّة أو اليت سب ّكن من االستعاضة من استَتاد اإلنتاج األجنيب اؼبماثل و‬
‫يؤدي ىذا االستخداـ غبصيلة القروض األجنبيّة إذل زبفيف العبء على ميزاف اؼبدفوعات و‬ ‫بالتارل ّ‬
‫سبكن الدولة اؼبقًتضة من سهولة سداد أقساطها و فوائدىا‪.‬‬
‫و لذلك باإلضافة إذل الصعوبات السياسيّة اليت تواجو الدولة يف سبيل تدبَت حاجاهتا من‬
‫القروض األجنبيّة‪ ،‬تنشأ ع ّدة صعوبات فنّية و اقتصاديّة تتعلّق بإمكانيات الدولة اؼبقًتضة من‬
‫تزودىا هبا ىذه‬‫االستفادة إذل أقصى ح ّد من الزيادة يف موردىا من العمالت األجنبيّة اليت ّ‬
‫القروض‪ ،‬و ال سيما إ ّهنا سوؼ تش ّكل يف اؼبدى الطويل بعض الصعوبات اؼبتعلّقة بسداد األقساط‬
‫تغَت أسعار‬
‫و الفوائد و ما قد وبدث من تقلبات اقتصادية على الصعيد الوطٍت و الدورل و ّ‬
‫العمالت يف السواؽ العاؼبيّة(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،253‬ص‪.254‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -32‬إيرادات الدولة النقدية‪.‬‬
‫ذبيب الدولة من خالؿ فبارساهتا للسلطة النقدية إير ًادا نقديًا يكوف كأحد أنواع اإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬و قد ازدادت أنبيّة السلطة النقديّة للدولة نتيجة ازدياد أعبائها و وظائفها‪ ،‬فلم يعد عمل‬‫ّ‬
‫مقتصرا على القياـ بدور الصندوؽ اؼبركزي‪ ،‬بل أصبحت تؤثّر يف السوؽ اؼباليّة و‬‫ً‬ ‫اإلدارة النقدية‬
‫تؤمن من التوازف النقدي و االقتصادي‪ ،‬فًتاقب حركة االعتمادات و القروض اػباصة من ناحية‬ ‫ّ‬
‫اىم إيرادات‬‫الكميّة و النوعيّة‪ ،‬و سبارس تأثَتىا على القطاع اؼبصريف و النشاط اؼبارل ‪ ...‬إخل‪ ،‬و ّ‬
‫الدولة النقديّة ىي‪:‬‬
‫‪ -‬سندات اػبزينة اليت تصدرىا الدولة لتأمُت اؼباؿ الالّزـ لنفقاهتا العاجلة ريثما جباية الضرائب و‬
‫الرسوـ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬إصدار النقد‪ ،‬حيث تلجأ الدولة بسلطاهتا النقديّة إذل تغطية الفرؽ بُت النفقات و اإليرادات‬
‫بأف تطلب من اؼبصرؼ إصدار نقد تعادؿ قيمة حجم العجز اغباصل(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،255‬ص‪.256‬‬

‫‪77‬‬
‫العامة للدولة‬
‫الفصل الرابع‪:‬الميزانية ّ‬
‫تبُت إنفاؽ اغبكومة و إيراداهتا‪ ،‬و اؼبوازنة بينها و دبا وب ّقق‬
‫العامة وثيقة ماليّة ّ‬
‫إ ّف اؼبيزانية ّ‬
‫أىداؼ الدولة‪ ،‬و اليت تع ّد من قبل السلطة اؼباليّة سنويًا‪ ،‬و تصادؽ عليها السلطة التشريعيّة‪ .‬و أ ّف‬
‫ىامة و أساسيّة من أدوات السياسة اؼباليّة‪ ،‬و اليت ىي جزء من السياسة‬ ‫العامة تعترب أداة ّ‬ ‫اؼبيزانية ّ‬
‫االقتصاديّة‪ ،‬و من أجل ربقيق األىداؼ االقتصاديّة و االجتماعيّة‪ ،‬و يبكن أف سبثّل خطة تنفيذيّة‬
‫اؼبتوسطة و‬
‫قصَتة األجل رباوؿ أف تًتجم برامج الدولة االقتصاديّة و االجتماعيّة و خططها ّ‬
‫العامة‪ ،‬و‬
‫البعيدة اؼبدى يف حالة وجودىا إذل برامج سنويّة يتم من خالؽبا تنفيذ الربامج و اػبطط ّ‬
‫تنسيق ـبتلف النشاطات و الفعاليات االقتصادية و توفّر الرقابة و اإلشراؼ على نشاط اغبكومة‪،‬‬
‫العامة للدولة و اجملتمع‪.‬‬
‫و بالذات يف جانبو الكارل‪ ،‬من أجل ربقيق األىداؼ ّ‬
‫عامة و إصباليّة إليراداهتا و‬‫العامة ينبغي أف ال تقتصر على تقديرات ّ‬ ‫كما أ ّف اؼبوازنة ّ‬
‫تتضمن تقدير تفصيلي إليرادات الدولة‪ ،‬و لنفقاهتا‪ ،‬و حبيث يتاح من‬ ‫نفقاهتا‪ ،‬بل ّأهنا ينبغي أف ّ‬
‫خالؿ ذلك توفَت إمكانيّة مناقشتها‪ ،‬و اعتمادىا‪ ،‬و من ٍبّ تنفيذىا و كذلك توفَت إمكانية الرقابة‬
‫فعالة يف ربقيق أىداؼ اجملتمع االقتصاديّة و‬ ‫عليها‪ ،‬و تقييمها‪ ،‬و بالشكل الذي هبعلها أداة ّ‬
‫االجتماعيّة‪ ،‬و دبا أ ّف اؼبيزانيّة تعد قبل السنة اؼبعنية اػباصة هبا‪ ،‬لذلك فإ ّهنا تتضمن مقًتحات‬
‫خبصوص اإليرادات اليت يتوقّع اغبصوؿ عليها‪ ،‬و زبصيص ىذه اإليرادات بُت ـبتلف أوجو اإلنفاؽ‬
‫الرئيسيّة اؼبطلوبة و أ ّف ىذه اإليرادات و النفقات اليت يتوقّع ؽبا ابتداءً أف رب ّقق الح ًقا خالؿ السنة‬
‫زبصها اؼبيزانيّة‪.‬‬
‫اليت ّ‬
‫ّ‬
‫ألهنا ذبمع بُت إيرادات‬
‫العامة للدولة‪ ،‬و يف نشاطها اؼبارل‪ّ ،‬‬
‫ربتل اؼبيزانيّة أنبيّة كبَتة يف اؼباليّة ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫الدولة‪ ،‬و نفقاهتا‪ ،‬و يف إطار ؿباولة إحداث التوازف بينهما‪ ،‬و دبا وب ّقق أىدافها‪.‬‬
‫ويبكن تعريفها‬

‫(‪)1‬فليح حسن خلف‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ‪ ،275‬ص‪.277‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -0‬مفهوم الميزانية العامة ‪:‬‬
‫ىامة مصادؽ عليها من طرؼ الربؼباف هتدؼ إذل تقدير النفقات الضروريّة‪ ،‬إلشباع‬ ‫«وثيقة ّ‬
‫العامة‪ ،‬واإليرادات الالّزمة لتغطية ىذه النفقات عن فًتة مقبلة‪ ،‬عادة ما تكوف سنة‪.‬‬ ‫اغباجات ّ‬
‫‪.»1‬‬
‫فاؼبيزانية «تتش ّكل من اإليرادات و النفقات النهائيّة للدولة احمل ّددة سنويًا دبوجب قانوف‬
‫اؼبوزعة وفق األحكاـ التشريعيّة و التنظيمية اؼبعموؿ هبا‪ ».‬واؼبوازنة العامة ىي نظرة توقعيّة‬
‫اؼباليّة و ّ‬
‫لنفقات و إيرادات الدولة عن م ّدة مقبلة زبضع لرخصة من السلطة التشريعيّة و من ىذا التعريف‬
‫تتضمن عنصرين أساسيُت التوقّع و اإلقرار أي الًتخيص‪.‬‬ ‫يتّضح أ ّف اؼبيزانية ّ‬
‫مالحظة‪ :‬االختالف بين الموازنة والميزانية ‪:‬‬
‫اؼبوازنة تعد تقديرا يف بداية السنة و تستخدـ كأداة رقابة على العمل وبالتارل فهي تعتمد على‬
‫التخطيط (تقديرية)‪.‬‬
‫أما اؼبيزانية فهي مرحلة بعدية ؼبعرفة ما ًب ربقيقو خالؿ السنة ( فعلية)‬
‫‪ -0‬الموازنة العامة نظرة توقعيّة مستقبلية‪:‬‬
‫يتضمن توقعات السلطة التنفيذيّة ؼبا ستنفقو أو ما ستحصلو من‬ ‫تعترب اؼبوازنة العامة سجالً ّ‬
‫مبالغ خالؿ م ّدة زمنية ؿب ّددة تق ّدر عاد ًة بسنة واحدة و تعكس اؼبوازنة العامة دبا ربتوي من‬
‫نفقات و إيرادات و اؼببالغ اؼبرصودة لكل منهما‪ ،‬برنامج عمل اغبكومة يف الفًتة اؼبستقبليّة على‬
‫الصعيد السياسي و االقتصادي و االجتماعي‪.‬‬
‫بذلك زبتلف عن اغبساب اػبتامي للميزانية فبينما ربتوي اؼبوازنة العامة على تقديرات‬
‫للنفقات و اإليرادات تتعلق بفًتة مقبلة قد تتح ّقق أو ال تتح ّقق فإ ّف اغبساب اػبتامي للميزانيّة‬
‫حصلت فعال عن فًتة سابقة و بعبارة موجزة‪،‬‬ ‫عبارة عن بياف للنفقات و اإليرادات اليت أنفقت و ّ‬
‫إذا كانت اؼبوازنة العامة نظرة توقعيّة على فًتة قادمة فإ ّف اغبساب اػبتامي للميزانية ىو نظرة‬
‫تسجيليّة عن م ّدة ماضية‪.‬‬

‫ؿبرزي ؿبمد عباس ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.317‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ 0-0‬الميزانية تتطلّب اإلقرار أو الترخيص من السلطة المختصة‪:‬‬
‫زبتص السلطة التشريعيّة باعتماد اؼبيزانية أي باؼبوافقة على توقعات اغبكومة للنفقات و‬
‫اإليرادات عن سنة مقبلة فال تستطيع اغبكومة أف تقوـ بتنفيذ اؼبيزانيّة إالّ إذا ًبّ ترخيصها من قبل‬
‫مر حق السلطة التشريعيّة يف إقرار و الًتخيص‬ ‫السلطة التشريعيّة و يف حدود ىذه الرخصة‪ ،‬و قد ّ‬
‫حىت أصبح من اؼببادئ الدستوريّة األساسيّة يف األنظمة السياسيّة اؼبعاصرة‪.‬‬
‫للميزانيّة دبسَتة طويلة ّ‬
‫و يعترب ىذا اغبق من أقوى اغبقوؽ اليت تتمتّع هبا السلطة التشريعيّة إذ بواسطتو تستطيع‬
‫ىذه اػبَتة مراقبة أعماؿ اغبكومة يف صبيع اجملاالت بل و تستطيع السلطة التشريعيّة يف الدوؿ‬
‫يؤدي يف‬
‫الديبقراطية إسقاط اغبكومات عن طريق رفض اؼبوافقة على اؼبيزانيات اؼبق ّدمة منها‪ ،‬فبّا ّ‬
‫هناية اؼبطاؼ إذل إجبار ىذه األخَتة على االستقالة‪ ،‬أو إذل حل السلطة التشريعيّة ذاهتا‪.‬‬
‫العامة والميزانية الخاصة‪.‬‬
‫‪ -3‬الميزانية ّ‬
‫العامة‪ ،‬أي ميزانيّة الدولة‪ ،‬عن اؼبيزانية‬
‫يفرؽ بُت اؼبيزانية ّ‬
‫يعترب الًتخيص ىو العنصر الذي ّ‬
‫اػباصة‪ ،‬أي ميزانية اؼبؤسسة اػباصة‪ ،‬فبينما يلتقي االثنُت يف أ ّف كليهما وبضر نظرة مستقبليّة‪،‬‬
‫توقعيّة للمبالغ اؼبنتظر إنفاقها و اؼبنتظر ربصيلها خالؿ فًتة زمنية مقبلة‪ ،‬تتح ّدد يف الغالب بسنة‬
‫عامة‪ ،‬بينما الثانية نظرة توقعيّة خاصة‪،‬‬
‫فإهنما يفًتقاف من حيث أ ّف األوذل نظرة توقعيّة ّ‬ ‫واحدة‪ّ ،‬‬
‫العامة‪ ،‬تتضمن عنصر اإلقرار أو ترخيص السلطة التشريعية‪ ،‬بينما اؼبيزانية‬
‫ىذا فضالً عن أ ّف اؼبيزانيّة ّ‬
‫اػباصة مثل ىذه الرخصة‪.‬‬
‫‪ -4‬الميزانية والمحاسبة الوطنية‪.‬‬
‫يفرؽ بُت ميزانية الدولة و اؼبيزانيّة‬
‫إ ّف اجتماع العنصرين‪ ،‬التوقّع و الرخصة‪ ،‬ىو الذي ّ‬
‫يسمى باؼبيزانية الوطنية أو االقتصاديّة‪ ،‬و ىي عبارة عن‬
‫الوطنية حيث هتتم الدوؿ حاليًا بإعداد ما ّ‬
‫التقديرات الكميّة اؼبتوقعة للنشاط االقتصادي يف ؾبموعو‪ ،‬أي يف القطاعُت العاـ و اػباص و يف‬
‫عالقاتو الداخليّة و اػبارجيّة خالؿ فًتة مقبلة‪ ،‬و ذلك من خالؿ التوقعات اػباصة حبجم الدخل‬
‫الوطٍت يف ىذه الفًتة و تكوينو و تداولو‪ ،‬دبعٌت آخر إذا كانت ميزانية الدولة تعكس ـبتلف أوجو‬
‫نشاط الدولة وحدىا كشخص معنوي عن فًتة مقبلة فإ ّف اؼبيزانية الوطنية تعكس ـبتلف ىذه‬
‫بأهنا توقّع فحسب‪ّ ،‬أما ميزانيّة الدولة فهي توقّع و رخصة يف‬
‫األمة كلّها‪ ،‬دبا فيها الدولة ّ‬
‫الزوايا يف ّ‬
‫نفس الوقت‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ؿبل ميزانيّة الدولة‪ ،‬شأهنا يف ذلك شأف‬‫ربل اؼبيزانيّة الوطنيّة ّ‬
‫و على ذلك ال يبكن أف ّ‬
‫ؿبل ميزانيّة أي مشروع خاص‪ ،‬فدور اؼبيزانيّة الوطنيّة يقتصر‪،‬‬ ‫ربل ّ‬
‫ميزانيّة الدولة اليت ال يبكن أف ّ‬
‫إذف على كونو ؾبموعة البيانات األساسيّة اليت يبكن على أساسها إعداد ميزانيّة الدولة‪ ،‬فهي لوحة‬
‫خاصة‪.‬‬
‫عامة و ميزانيّة الدولة بصفة ّ‬‫القيادة للحكومة عند إعدادىا لسياستها االقتصاديّة‪ ،‬بصفة ّ‬
‫حىت تكوف لدى اغبكومة فكرة صحيحة‬ ‫إذ هبب أف تأخذ البيانات اؼبشار إليها باغبسباف ّ‬
‫و واضحة عن النشاط االقتصادي الوطٍت يف ؾبموعو‪ ،‬و مدى التأثَت الذي يبكن ؽبذا القرار أو‬
‫ذاؾ من القرارات اليت تتّخذىا اغبكومة‪ ،‬أف يعكسو على النشاط االقتصادي(‪.)1‬‬
‫‪ -5‬عناصر الميزانية‪.‬‬
‫العامة ّإهنا تقوـ على ؾبموعة من األركاف و العناصر‪ ،‬تتمثّل فيما‬
‫بناءً على مفهوـ اؼبيزانية ّ‬
‫يلي‪:‬‬
‫العامة للسنة اؼبقبلة‪ ،‬حيث أ ّهنا‬
‫العامة تقدير أرقاـ مبالغ كل من النفقات و اإليرادات ّ‬ ‫‪ -‬اؼبيزانية ّ‬
‫العامة دبا يقابلو من إيرادات لتغطيتها‪ ،‬فهي تستند إذل عنصر التوقّع‬ ‫مفصل عن النفقات ّ‬ ‫بياف ّ‬
‫» ‪.« prévision‬‬
‫العامة وثيقة مالية تع ّدىا السلطة التنفيذية و ذبيزىا السلطة التشريعيّة دبوجب قانوف‪.‬‬
‫‪ -‬اؼبيزانية ّ‬
‫‪ -‬تع ّد اؼبيزانية ‪ -‬عاد ًة – لتنفيذىا خالؿ سنة مقبلة‪ ،‬و ىو ما يبيّزىا عن اغبساب اػبتامي‬
‫)‪ ،(compte final‬اؼبتعلّق بالسنة اؼبنصرمة‪.‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -6‬الطبيعة القانونية للميزانية ّ‬
‫يوجد ىناؾ ثالثة آراء حوؿ طبيعة القانونية‪:‬‬
‫األوؿ‪ :‬اؼبيزانية يف قانوف أي عمل تشريعي‪ ،‬كباقي القوانُت الصادرة عن الربؼباف طب ًقا‬
‫الرأي ّ‬
‫ألحكاـ الدستور‪ ،‬و وف ًقا للنظاـ الداخلي جمللسي الربؼباف‪ ،‬فهي قانوف من الناحية الشكليّة و‬
‫اؼبوضوعيّة‪.‬‬
‫ؾبرد زبمينات للنفقات و اإليرادات اؼبستقبليّة إذ ال‬ ‫الرأي الثاين‪ :‬ىي عمل إداري أل ّهنا ّ‬
‫ؾبردة‪ ،‬و ما موافقة الربؼباف إالّ إلعطاء اؼبوظّف اؼبارل صالحية فبارسة‬
‫عامة و ّ‬‫ربتوي على قواعد ّ‬
‫عملو‪.‬‬

‫(‪)1‬ؿبمد عباس ؿبرزي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،384‬ص‪.387‬‬

‫‪80‬‬
‫الرأي الثالث‪ :‬عمل ـبتلط (قانوين و إداري)‪ ،‬حيث يرى ‪ Duguit‬بأ ّف أحكاـ‬
‫العامة (خاصة الضرائب) ىي عمل قانوين تشريعي‪ّ ،‬أما ما تعلّق منها بالنفقات فهو‬
‫اإليرادات ّ‬
‫عمل إداري‪.‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -7‬أىميّة الميزانية ّ‬
‫العامةيف ـبتلف النواحي خاصة‪ ،‬السياسيّة و االقتصادية‪:‬‬
‫تظهر أنبية اؼبيزانية ّ‬
‫أ‪ -‬من الناحية السياسيّة‪:‬‬
‫حساسا من الناحية السياسية‪ ،‬حيث تعترب وسيلة‬
‫ً‬ ‫يش ّكل إعداد اؼبيزانية و اعتمادىا ؾباالً‬
‫حىت‬
‫حىت رفضها ّ‬‫ضغط يستعملها الربؼباف للتأثَت على عمل اغبكومة سواء من حيث تعديلها أو ّ‬
‫تضطر اغبكومة التّباع هنج سياسي معيّة ربقي ًقا لبعض األىداؼ‪ ،‬السياسيّة و االجتماعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ب‪ -‬من الناحية االقتصادية‪:‬‬
‫تعكس اؼبيزانية يف دوؿ كثَتة اغبياة االقتصاديّة و االجتماعية يف ؾبتمعات ىذه الدوؿ‪،‬‬
‫قاما و كميّات كما‬ ‫فهي إدارة تساعد يف أداء و توجيو االقتصاد الوطٍت حيث دل تعد اؼبيزانيّة أر ً‬
‫كل من حجم اإلنتاج الوطٍت و يف مستوى النشاط‬ ‫كانت يف اؼبفهوـ التقليدي‪ ،‬بل ؽبا آثار يف ّ‬
‫االقتصادي بكافة فروعو و قطاعاتو‪.‬‬
‫العامة تؤثّر و تتأثّر هبذه القطاعات االقتصادية‪ ،‬فغالبًا ما تستخدـ الدولة اؼبيزانيّة‬
‫فاؼبيزانية ّ‬
‫العامة اليت يهدؼ االقتصاد إذل‬ ‫العامة و ؿبتوياهتا (النفقات و اإليرادات) إلشباع اغباجات ّ‬
‫ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫ربقيقها ‪.‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -8‬الموازنة ّ‬
‫العامة‬
‫اؼبوازنة ىي األداة اؼبنظمة للوسائل اليت سبكن أجهزة الدولة من ربقيق اإليرادات ّ‬
‫العامة تعترب‬
‫العامة خالؿ فًتة زمنية ؿب ّددة 'سنة مالية مقبلة عادة)‪ .‬فاؼبوازنة ّ‬
‫الالزمة لتمويل النفقات ّ‬
‫العامة‪ ،‬و يضمن‬
‫اػبطة اؼباليّة اليت تعد يف ضوء االختيارات السياسيّة و االقتصادية للسلطة ّ‬
‫زبصيص موارد معيّنة يف استخدامات ؿب ّددة‪ ،‬على كبو يكفل ربقيق أقصى إشباع فبكن للحاجات‬
‫العامة خالؿ فًتة زمنية مقبلة‪.‬‬
‫ّ‬

‫(‪)1‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،88‬ص‪.90‬‬

‫‪80‬‬
‫العامة‪:‬‬
‫‪ -0-8‬المالمح الرئيسيّة للميزانية ّ‬
‫يبكن ربديد إبراز اؼبالمح الرئيسيّة‪:‬‬
‫العامة ىي ؾبموعة من اإلجراءات اؼباليّة و اإلداريّة اليت تتّخذىا الدولة يف بداية فًتة زمنية‬ ‫‪ -‬اؼبوازنة ّ‬
‫سب ّكنها من تنفيذ السياسة اؼباليّة للدولة‪.‬‬
‫العامة خالؿ فًتة زمنية مقبلة‪.‬‬
‫العامة ىي تقديرات حجم النفقات و اإليرادات ّ‬ ‫‪ -‬إ ّف اؼبوازنة ّ‬
‫العامة تشريع قانوين ذبيزه السلطة التشريعيّة للسلطة التنفيذيّة بالقياـ بعمليات اإلنفاؽ‬ ‫‪ -‬إ ّف اؼبوازنة ّ‬
‫اؼبختلفة دبا تتطلّبو من ضرورة تدبَت األمواؿ الالزمة لذلك‪.‬‬
‫العامة ىي تقدير تفصيلي لنفقات و إيرادات الدولة خالؿ سنة‬ ‫يبكن القوؿ بأ ّف اؼبوازنة ّ‬
‫مالية مقبلة‪ ،‬تع ّده أجهزة الدولة و تعتمده السلطة التشريعيّة بإصدار قانوف خاص هبيز تنفيذ اؼبوازنة‬
‫العامة اليت ىي تقدير لسنة‬‫جبانبيها (اإليراد و اإلنفاؽ)‪ ،‬و يف ىذا اجملاؿ ذبدر التّفرؽ بُت اؼبوازنة ّ‬
‫مالية مقبلة‪ ،‬و اغبسابات اػبتامية و الوطنية للدولة و اليت ىي تدقيق لتنفيذ موازنة سنة مالية‬
‫منتهية فعالً‪.‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -9‬مراحل الموازنة ّ‬
‫العامة بأربعة مراحل ىي‪:‬‬
‫سبر اؼبوازنة ّ‬ ‫ّ‬
‫العامة من قبل اؼبؤسسات اغبكوميّة اؼبختصة و ربديد التقديرات‬ ‫‪ -‬مرحلة إعداد مشروع اؼبوازنة ّ‬
‫ىبصها من نفقات و إيرادات السنة اؼباليّة القادمة‪.‬‬ ‫اؼبتعلّقة دبا ّ‬
‫العامة من قبل السلطة التشريعيّة (اجمللس الوطٍت) اؼبتمثّلة عبموع الشعب‪،‬‬ ‫‪ -‬مرحلة اعتماد اؼبوازنة ّ‬
‫العامة‪ ،‬و اليت تناوؿ صبيع قطاعات‬ ‫مهمة و كبَتة ؼبا ينطوي عليو تغَت اؼبوازنة ّ‬ ‫و ىي مسؤوليّة ّ‬
‫اجملتمع و أنشطتو االقتصادية اؼبختلفة‪.‬‬
‫العامة من قبل السلطة التنفيذية بأجهزهتا اؼبختلفة وف ًقا ؼبا اعتمدتو السلطة‬ ‫‪ -‬مرحلة تنفيذ اؼبوازنة ّ‬
‫التشريعيّة و ربت رقابتها‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة الرقابة على تنفيذ اؼبوازنة و إعداد اغبساب اػبتامي أي أ ّف العمل هبري لرقابة سالمة‬
‫العامة(‪.)1‬‬
‫تنفيذ اػبطّة اؼباليّة للدولة إنفاقًا أو إير ًادا وفق ما ّقرره قانوف اؼبوازنة ّ‬

‫(‪)1‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.258‬‬

‫‪83‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫العامة التي تحكم تحضير الميزانية ّ‬
‫‪ -02‬المبادئ ّ‬
‫يتعُت على السلطة التنفيذيّة‪ ،‬و ىي بصدد ربضَت اؼبيزانية‪ ،‬أف تضع يف اعتبارىا عدد من‬‫ّ‬
‫العامة‪ ،‬و تتمثّل ىذه‬
‫العامة اليت ربكم اؼبيزانيّة و اليت صارت من البديهيات يف علم اؼباليّة ّ‬
‫اؼببادئ ّ‬
‫اؼببادئ يف األمور األربعة التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ سنويّة الميزانية‪L’annualité budgétaire :‬‬
‫يقصد هبذا اؼببدأ أف وبدث توقّع و إجازة لنفقات و إيرادات الدولة بصفة دوريّة‪ ،‬منتظمة‬
‫تقرر باعتماد سنويّة من السلطة التشريعيّة‪ ،‬و‬‫أيضا أ ّف اؼبيزانية هبب أف ّ‬
‫كل عاـ‪ ،‬و يعٍت ىذا اؼببدأ ً‬
‫يرجع ىذا اؼببدأ إذل اعتبارات سياسية و مالية معينة‪ّ ،‬أما االعتبارات السياسيّة فتتمثّل يف أ ّف مبدأ‬
‫سنويّة اؼبيزانية يكفل دواـ رقابة السلطة التشريعية على أعماؿ السلطة التنفيذية اليت ذبد نفسها‬
‫الرجوع إليها و اغبصوؿ على موافقتها بصفة دوريّة كل عاـ‪ٍ ،‬بّ إ ّف اؼبناقشة السنويّة‬ ‫مضطرة إذل ّ‬
‫ؼبيزانيّة الدولة ذبعل السلطة التشريعيّة تقف على تفاصيل نشاط السلطة التنفيذيّة و رقابتو و رسم‬
‫الرجوع إذل السلطة التشريعيّة‬ ‫يتعُت بعدىا على اغبكومة ّ‬ ‫حدوده‪ ،‬فكلّما قصرت اؼب ّدة اليت ّ‬
‫للحصوؿ على موافقتها على نفقات و إيرادات الدولة‪ ،‬كلّما ازداد دور السلطة التشريعيّة و رقابتها‬
‫على أعماؿ السلطة التنفيذية بصفة دوريّة و على فًتات متقاربة‪.‬‬
‫ّأما االعتبارات اؼباليّة فتتمثل يف أ ّف فًتة السنة ىي الفًتة اليت سبارس يف نطاقها أغلب‬
‫األنشطة االقتصادية‪ ،‬كما ّأهنا تضمن دقّة التقدير إيرادات الدولة و نفقاهتا‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬على‬
‫أساس ّاذباىاهتا يف اؼباضي القريب (السنة اؼباليّة اؼبنتهية)‪ ،‬و ذلك لصعوبة تقدير ىذه اإليرادات و‬
‫النفقات يف فًتة أطوؿ‪ .‬و ما قد يقًتف بذلك من أخطاء‪ ،‬فتقدير النفقات‪ ،‬عندما تكوف م ّدة‬
‫تغَت األسعار و األجور بصفة ؿبسوسة‬ ‫نظرا الحتماؿ ّ‬ ‫اؼبيزانية أطوؿ‪ ،‬من سنة‪ ،‬سيكوف صعبًا ً‬
‫نظرا‬
‫خالؿ ىذه الفًتة الالزمة لتنفيذ اؼبوازنة‪ ،‬كما أ ّف تقدير اإليرادات لن يكوف بدوره أقل صعوبة ً‬
‫تغَت العوامل االقتصادية اليت تؤثّر على الدخل القومي‪ ،‬و من ٍبّ يف حصيلة الضرائب و اإليرادات‬
‫بتطور ىذه العوامل يف اؼبستقبل القريب الذي يتمثّل يف م ّدة سنة‪ ،‬سيكوف‬ ‫بصورة عامة‪ ،‬فالتنبؤ ّ‬
‫التطور و ّاذباىاتو يف اؼباضي القريب‪،‬‬
‫ميسورا‪ ،‬و ذلك باالستعانة بدراسة ىذا ّ‬ ‫ً‬ ‫يف العادة سهالً و‬
‫عسَتا مىت وضعت اؼبيزانية لتستمر ؼب ّدة أكثر من سنة‪ ،‬كما أ ّف فًتة‬
‫أمرا شاقًا و ً‬ ‫غَت أنّو سيصبح ً‬
‫تتوزع عليها مظاىر النشاط االقتصادي و ما تقتضيو من‬ ‫السنة تضم فصوؿ السنة األربعة اليت ّ‬

‫‪84‬‬
‫سيؤدي إذل بعض االختالؿ يف‬ ‫نفقات و إيرادات‪ ،‬فلو كانت اؼبيزانية ؼب ّدة تقل عن سنة‪ ،‬فإ ّف ذلك ّ‬
‫موارد الدولة و نفقاهتا‪.‬‬
‫و زبتلف بداية السنة اؼباليّة)‪ (L’année financière‬من دولة إذل أخرى فبعض‬
‫الدوؿ ذبعل بداية السنة اؼباليّة للميزانية يف ّأوؿ جانفي‪ ،‬و البعض اآلخر كمصدر هبعلها يف ّأوؿ‬
‫يوليو على أف تنتهي يف آخر يونيو من السنة التالية‪ ،‬اؼبهم أف تراعي كل دولة‪ ،‬عند ربديد بداية‬
‫العامة‪ ،‬أف يأٌب ىذا التحديد متناسبًا مع أحواؽبا اإلدارية و التشريعيّة و‬
‫السنة اؼباليّة ؼبيزانيتها ّ‬
‫تتغَت الظروؼ و‬‫حىت ال ّ‬
‫االقتصادية من جهة أوالً تطوؿ الفًتة بُت ربضَت اؼبيزانية و بدء تنفيذىا ّ‬
‫األحواؿ تغيّػًرا من شأنو عدـ رب ّقق توقعات اؼبيزانيّة‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫تطور الدولة و قيمها بأنشطة اقتصادية كثَتة استتبع يف بعض األحواؿ‪،‬‬ ‫و جدير بالذكر أ ّف ّ‬
‫اػبروج على مبدأ سنوية اؼبيزانية يف صورة االعتمادات اليت تتع ّدى نطاقو سنة واحدة و تلك اليت‬
‫تعترب تنفي ًذا ػبطّة اقتصادية‪.‬‬
‫ربل ؿبلّو ميزانية‬
‫و يالحظ أ ّف بعض الدوؿ قد حاولت أف زبرج على مبدأ سنوية‪ ،‬و أف ّ‬
‫الدورات اليت هتدؼ إذل ربقيق التوازف االقتصادي خالؿ فًتة طويلة على أساس تعاقب فًتات‬
‫الرواج و الكساد‪ ،‬و لكن لصعوبة تقدير النفقات و اإليرادات يف األجل الطويل‪ ،‬دل تنجح ىذه‬
‫احملاوالت و ال تزاؿ الغالبيّة العظمى من الدوؿ تأخذ دببدأ السنوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ وحدة الميزانية‪(L’unité budgétaire) :‬‬
‫يقصد دببدأ وحدة اؼبيزانية أف تدرج صبيع نفقات الدولة و صبيع إيراداهتا يف وثيقة واحدة‬
‫حىت تتم ّكن أجهزة الرقابة اؼبختلفة من مراقبة تصرفات الدولة‬ ‫حىت يسهل معرفة مركزىا اؼبارل‪ ،‬و ّ‬ ‫ّ‬
‫اؼباليّة و مطابقتها لألىداؼ احمل ّددة و االعتمادات الواردة يف اؼبوازنة كما وافقت عليها السلطة‬
‫التشريعيّة‪.‬‬
‫و هبب عدـ اػبلط بُت اؼبيزانية ذات الوثائق اؼبتع ّددة‪ ،‬و بُت اؼبيزانيات اؼبتع ّددة‪ ،‬فقد تكوف‬
‫موحدة ة مع ذلك تق ّدـ يف وثائق متع ّددة و ليست يف وثيقة واحدة‪ ،‬كما ىو اغباؿ يف‬ ‫اؼبيزانية ّ‬
‫العامة للدولة‪ّ ،‬أما اؼبيزانيات اؼبتع ّددة‬
‫خروجا على قاعدة وحدة اؼبيزانية ّ‬ ‫ً‬ ‫إقبلًتا‪ ،‬و ال يعترب ذلك‬
‫حىت سب ّكنها من أف تتمتّع باالستقالؿ اؼبارل يف‬ ‫فيؤخذ هبا بالنسبة لبعض الوحدات االقتصادية ّ‬
‫العامة ألداء وظائفها على أكمل وجو‪ ،‬و أمثلة ذلك اؼبيزانيات اؼبستقلّة لبعض‬ ‫مواجهة اؼبيزانية ّ‬

‫‪85‬‬
‫وحدات القطاع العاـ‪ ،‬و سبيل بعض اغبكومات إذل اػبروج على مبدأ وحدة اؼبيزانية بإناء ميزانيات‬
‫سباما عن ميزانية الدولة لبعض أوجو النشاط االقتصادي هبدؼ تفادي الرقابة التشريعية‪.‬‬ ‫مستقلّة ً‬
‫ىامة تتمثّل يف «قاعدة عدـ ربصيص‬ ‫و يًتتب على تطبيق مبدأ وحدة اؼبيزانية نتيجة ّ‬
‫معُت‪ ،‬بل ذبمع‬ ‫معُت ؼبواجهة مصروؼ ّ‬ ‫اإليرادات»‪ ،‬و تستلزـ ىذه القاعدة عدـ زبصيص إيراد ّ‬
‫كل اإليرادات دوف زبصيص يف قائمة واحدة تقابلها قائمة اؼبصروفات اليت تدرج هبا كل النفقات‪،‬‬
‫دبعٌت آخر ينبغي أف زبصص صبيع موارد الدولة لتمويل صبيع األنشطة اليت تقوـ هبا‪ ،‬و اإلخالؿ‬
‫يؤدي إذل ظهور فائض أو عجز للعمليات اؼبختلفة اليت تنطوي عليها اؼبيزانية‪،‬‬ ‫هبذه القاعدة رّدبا ّ‬
‫تصور اؼبيزانية عن ربقيق‬‫يؤدي إليو ذلك من تبديد يف اؼبوارد أو ّ‬ ‫فبّا يعٍت اؼبساس بوحدهتا و ما ّ‬
‫أىدافها‪.‬‬
‫و يستند مبدأ وحدة اؼبيزانية إذل اعتبارين أساسيُت‪ّ :‬أوؽبما مارل‪ ،‬و ثانيهما سياسي‪ّ ،‬أما‬
‫االعتبار اؼبارل فيتمثّل يف أ ّف مبدأ وحدة اؼبيزانية من شأنو ربقيق الوضوح و النظاـ يف عرض ميزانية‬
‫مهمة الباحث و اؼباليُت يف معرفة ما إذا كانت اؼبيزانية متوازنة من‬‫يؤدي إذل تسهيل ّ‬ ‫الدولة فبّا ّ‬
‫عدمو‪ ،‬و ىذا من جهة و من جهة أخرى‪ ،‬فإنّو يساعد على عرض اؼبركز اؼبارل للدولة دوف أي‬
‫ؿباولة إلخفاء حقيقتو‪.‬‬
‫ّأما عرض اؼبيزانية يف شكل حسابات متع ّددة‪ ،‬أي يف شكل ميزانيات متع ّددة فمن شأنو‬
‫يشجع‬‫العامة‪ ،‬فبّا ّ‬
‫أف هبعل من الصعب أخذ فكرة عامة شاملة عن حالة النفقات و اإليرادات ّ‬
‫العامة‪.‬‬
‫التصرؼ يف األمواؿ ّ‬‫على سوء ّ‬
‫فيتجسد يف أ ّف وحدة اؼبيزانية تساعد السلطة التشريعيّة يف مباشرة‬
‫ّ‬ ‫ّأما االعتبار السياسي‪:‬‬
‫العامة‪ ،‬و ىذا ما ال يتيحو عرض اؼبيزانية يف شكل حسابات‬ ‫رقابتها على النفقات و اإليرادات ّ‬
‫متع ّددة‪.‬‬
‫فلكي تتم ّكن السلطة التشريعية و ىي بصدد فبارسة رقابتها‪ ،‬من اؼبفاضلة بُت أوجو‬
‫يتعُت أف تعرض عليها كافة ىذه األوجو يف وقت واحد‪ ،‬و إالّ فإ ّف‬ ‫العامة اؼبختلفة ّ‬
‫االنفاؽ ّ‬
‫ؾبزئة يف حسابات متع ّددة‪ ،‬يكوف دبقدورىا اغبصوؿ‬ ‫اغبكومة‪ ،‬إذا ما عرضت اؼبيزانية بصورة ّ‬
‫بسهولة على موافقة السلطة التشريعيّة على أوجو اإلنفاؽ غَت الضروريّة‪ّ ،‬أوالً‪ٍ ،‬بّ تعرض عليها بعد‬
‫تضطر السلطة التشريعيّة إذل اؼبوافقة عليها لضرورهتا‪ ،‬و قد ال تكوف‬
‫ّ‬ ‫ذلك األوجو الضرورية و اليت‬

‫‪86‬‬
‫ىناؾ إيرادات كافية متبقيّة ؼبواجهتها‪ ،‬فبّا قد وبمل ىذه السلطة على فرض أعباء مالية جديدة‬
‫ؼبواجهة ىذه النفقات الضروريّة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬مبدأ عمومية الميزانية‪L’universalité budgétaire :‬‬
‫كثَتا من وحدات القطاع‬ ‫العامة القياـ ببعض النفقات‪ ،‬كما أ ّف ً‬ ‫يستلزـ ربصيل اإليرادات ّ‬
‫العامة‪.‬‬
‫العاـ تتمتّع بإيرادات ضخمة و ؽبذا توجد طريقتاف إدراج اإليرادات و النفقات يف اؼبيزانية ّ‬
‫تسمى بطريقة الناتج الصايف‪ ،‬و مؤداىا إجراء مقاصة بُت إيرادات كل‬ ‫الطريقة األوذل‪ :‬و ّ‬
‫وحدة و نفقاهتا حبيث ال يظهر يف اؼبيزانية إالّ نتيجة اؼبقاصة‪ ،‬أي صايف اإليرادات أو صايف‬
‫النفقات‪.‬‬
‫تسمى بطريقة اؼبوازنة الشاملة‪ ،‬و فحواىا أف تدرج يف اؼبيزانية كل نفقة و‬ ‫الطريقة الثانية‪ :‬و ّ‬
‫كل إيراد مهما كاف مقداره و دوف إجراء أي مقاصة بينهما‪ ،‬و الطريقة الثانية ىي اؼبتّبعة كمبدأ‬
‫العمومية و الشموؿ‪ ،‬و ذلك العتبارات معيّنة بعضها سياسي و اآلخر مارل‪.‬‬
‫فتتحصل يف إتاحة الفرصة للسلطة التشريعيّة ؼبراقبة سَت اإلدارة‬ ‫ّ‬ ‫االعتبار السياسي‪:‬‬
‫اغبكومية فيما تتعلّق بنفقاهتا اػباصة الالزمة لتسيَتىا‪ ،‬ذلك أ ّف اتّباع طريقة الناتج الصايف وبجب‬
‫العامة و ال يظهر سوى رصيد ىذه‬ ‫عن السلطة اؼبذكورة كل ما يتعلّق بتفاصيل نفقات اؼبرافق ّ‬
‫اؼبرافق يف اؼبيزانية دائنًا كاف ىذا الرصيد أو مدينًا‪.‬‬
‫االعتبار اؼبارل‪ :‬فتتمثّل يف ؿباربة اإلسراؼ اإلنفاؽ اغبكومي حيث إ ّف اتّباع طريقة الناتج‬
‫الصايف أو اؼبيزانية الصافية من شأهنا أف تتيح للمرفق الذي وبقق إيرادات تربو على نفقاتو أف‬
‫مادا على أنّو لن يظهر يف ميزانيتو إالّ فائض اإليرادات‬
‫يسرؼ يف ىذه النفقات بدوف مقتضى‪ ،‬اعت ً‬
‫على النفقات و على أنّو لن هبد رقابة من السلطة التشريعية على بنود نفقاتو‪.‬‬
‫و عليو فمبدأ عمومية اؼبيزانية يعٍت أف تظهر يف وثيقة اؼبيزانية كافة تقديرات النفقات و‬
‫كافة تقديرات اإليرادات دوف أي مقاصة بُت االثنُت‪ ،‬و ىذا اؼببدأ يكمل مبدأ وحدة اؼبيزانية‪ ،‬فإذا‬
‫كاف مبدأ وحدة اؼبيزانية يهدؼ إذل إعداد وثيقة واحدة ؼبيزانية الدولة و يبثّل اإلطار اػبارجي‬
‫للميزانية‪ ،‬فإ ّف مبدأ العمومية يهدؼ إذل مأل ىذا اإلطار عن طريق التسجيل التفصيلي لكل تقدير‬
‫بنفقة و لكل تقدير بإيراد دوف إجراء مقاصة بُت التقديرين‪ ،‬أي أ ّف مبدأ عمومية اؼبيزانية يبثّل‬
‫اؼبضموف الداخلي ؼببدأ وحدة اؼبيزانية باعتبار أ ّف ىذا األخَت‪ ،‬ىو اإلطار اػبارجي للميزانية‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫د‪ -‬مبدأ عدم التخصيص (مبدأ الشيوع)‪:‬‬
‫ال هبوز أف زبصص بعض اإليرادات بعينها لنفقة عامة بعينها‪ ،‬فمثالً ال هبوز أف زبصص‬
‫العامة‪ ،‬مهما كاف نوعها يف‬
‫ضريبة الدخل لبناء مدرسة فالذي وبصل أف تصب صبيع اإليرادات ّ‬
‫خزينة الدولة‪ ،‬و أف ينفق من خزينة الدولة‪.‬‬
‫يساعد ىذا اؼببدأ على عدالة اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬فال ربصل منطقة أو جهة على إنفاؽ أكثر‬
‫أيضا أنّو يساعد على ربقيق أىداؼ الدولة حسب األولويات‪.‬‬ ‫من األخرى‪ ،‬و ىذا يعٍت ً‬
‫يؤدي إذل‬
‫العامة ؼبرونتها كما قد ّ‬
‫و يف حالة االبتعاد عن ىذا اؼببدأ فهذا يعٍت فقداف اؼبوازنة ّ‬
‫اإلسراؼ يف بعض البنود و التوفَت أي عدـ ربقيق األىداؼ يف البنود األخرى‪ ،‬و اإلسراؼ وبدث‬
‫خصصت لو‪،‬‬ ‫يف اغبالة اليت يكوف فيها إيرادات اؼبورد اؼبعٍت أكرب من مصروفات بند اإلنفاؽ الذي ّ‬
‫و التوفَت يظهر يف اغبالة اليت تكوف فيها إيرادات اؼبورد اؼبعٍت أقل من مصروفات بند اإلنفاؽ الذي‬
‫اؼبرجوة‪.‬‬
‫خصصت لو‪ ،‬فبّا يعٍت عدـ ربقيق األىداؼ ّ‬ ‫ّ‬
‫يف بعض اغباالت قد يكوف استثناء ؽبذا اؼببدأ خاصة وقت اغبروب إذ زبصص صبيع موارد‬
‫زبصص األمواؿ‬
‫الدولة للعمل اغبريب أو يف حاالت الكوارث الطبيعيّة مثل الزالزؿ و الرباكُت إذ ّ‬
‫العامة ؼبعاعبة آثارىا لكن االستثناء ال يؤخذ بو و كبن نتكلّم عن مبدأ هبب أف يطبّق يف اغباالت‬
‫ّ‬
‫الطبيعيّة(‪.)1‬‬
‫ىـ‪ -‬مبدأ توازن الميزانية‪L’équilibre budgétaire :‬‬
‫توازف اؼبيزانية لو مفهوماف‪ :‬مفهوـ تقليدي و مفهوـ حديث‪ ،‬و ذؿ على النحو التارل‪:‬‬
‫‪ -00‬المفهوم التقليدي لمبدأ توازن الميزانية‪:‬‬
‫يعٍت ىذا اؼببدأ تساوي صبلة نفقات الدولة مع إيراداهتا اؼبمت ّدة من اؼبصادر العاديّة دوف‬
‫زيادة أو نقصاف‪ ،‬فاؼببدأ‪ ،‬من ىذا اؼبفهوـ‪ ،‬ينظر إليو إذف نظرة حسابيّة حبثة‪ ،‬و ىذا اؼبفهوـ كاف‬
‫يطبّق على موازنة الدولة نفس اؼببادئ اليت تنطبق على موازنة األفراد و اؼبشروعات اػباصة‪ ،‬و ذلك‬
‫خشية حدوث عجز يتّجو بطبيعة إذل التزايد إذا سبّت تغطية عن طريق االقًتاض‪ ،‬أو إذل حدوث‬

‫(‪)1‬طارؽ اغباج‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.168‬‬

‫‪88‬‬
‫تضخم إذا ما ًبّ تغطية العجز عن طريق االصدار النقدي‪ ،‬أو حدوث فائض يدفع إذل اإلسراؼ و‬ ‫ّ‬
‫التبذير‪.‬‬
‫العامة دبثابة‬
‫و بعبارة أخرى‪ ،‬كاف عجز اؼبيزانية يبدو يف نظر اؼبفهوـ التقليدي يف اؼباليّة ّ‬
‫اػبطر الرئيسي‪ ،‬و يع ّد أخطر بكثَت من فائض اؼبيزانية‪ ،‬ذلك أ ّف وجود عجز يعٍت‪ ،‬يف التحليل‬
‫األخَت‪ ،‬فإ ّف مواجهة ىذا العجز و تغطية ّإما عن طريق االقًتاض أو اإلصدار النقدي‪ ،‬و ؼبا كانت‬
‫العمالة الكاملة ىي الغرض األساسي يف النظريّة االقتصادية التقليدية‪ ،‬فإنّو يًتتب على تغطية‬
‫العجز باإلصدار النقدي حدوث زيادة وسائل الدفع دوف أف تقابلها زيادة يف السلع و اػبدمات‬
‫يؤدي إذل ارتفاع يف األسعار و منو تدىور يف القيمة اغبقيقيّة للنقود و تتآكل‪ ،‬و سبيل ىذه‬ ‫فبّا ّ‬
‫مرة أخرى إذل إصدار أوراؽ نقدية جديدة‬ ‫اغبلقة التضخميّة إذل االتّساع نتيجة اضطرار اغبكومة ّ‬
‫تؤدي بدورىا إذل زيادة األسعار و اهنيار قيمة النقود ‪. ...‬‬
‫ّ‬
‫يؤدي‬
‫و من ناحية أخرى فإ ّف تغطية العجز عن طريق االلتجاء إذل القروض من شأنو أف ّ‬
‫يؤدي‬
‫ستوجو يف الغالب إذل االستثمار‪ ،‬فبّا ّ‬‫إذل تناقص األمواؿ اؼبوجودة يف يد األفراد و اليت كانت ّ‬
‫يعوضو قياـ اغبكومة بإنفاؽ‬ ‫نقصا ال ّ‬‫إذل نقص رؤوس األمواؿ اإلنتاجيّة يف االقتصاد الوطٍت ً‬
‫حصيلة القروض يف س ّد العجز‪ ،‬أي يف إنفاؽ غَت استثماري يف الغالب‪ ،‬و طاؼبا تناقصت اؼبواؿ‬
‫يؤدي‬
‫ستوجو إذل االستثمار‪ ،‬فإ ّف ذلك يعٍت تناقص فرص العمل أماـ أفراد اجملتمع فبّا ّ‬ ‫اليت كانت ّ‬
‫إذل زيادة البطالة‪ ،‬أضف إذل ذلك‪ ،‬أ ّف سد العجز عن طريق االقًتاض من شأنو ربميل األجياؿ‬
‫القادمة بأعباء إضافيّة تتمثّل يف خدمة الدين العاـ و عدـ استفادهتا باألمواؿ اؼبقًتضة‪.‬‬
‫‪ -00‬المفهوم الحديث لمبدأ توازن الميزانية‪:‬‬
‫العامة فلم تعد تنظر إذل العجز يف اؼبيزانية على أنّو كارثة مالية‬
‫ّأما النظريّة اغبديثة يف اؼباليّة ّ‬
‫التطورات اؼباليّة االقتصادية اليت سبيّز القرف اغبارل‪ ،‬و لكن ليس معٌت ذلك‬‫ؿب ّققة و ذلك يف ضوء ّ‬
‫أ ّف الفكر اؼبارل اؼبعاصر يستعيد فكرة التوازف‪ ،‬كل ما ىنالك أنّو يبيل إذل أف يستبدؿ بفكرة التوازف‬
‫حىت و لو ّأدى ىذا‬ ‫اؼبارل البحث (احملاسيب) فكرة أوسع منها ىي فكرة التوازف االقتصادي العاـ ّ‬
‫إذل حدوث عجز مؤقّت يف اؼبوازنة‪.‬‬
‫ىذا االستبداؿ ىو ما يطلق عليو بنظرية العجز اؼبؤقّت و اؼبنظم ‪« déficit‬‬
‫الركود و الكساد تنتشر البطالة‪،‬‬ ‫تتحصل ىذه النظرية يف أنّو يف فًتات ّ‬
‫ّ‬ ‫» ‪ ،systématique‬و‬

‫‪89‬‬
‫يتعرض لو االقتصاد و ليس العجز دبفهومو‬ ‫و ىذه البطالة ىي يف اغبقيقة العجز اغبقيقي الذي ّ‬
‫احملاسيب‪ ،‬كما يقوؿ أصحاب اؼبفهوـ التقليدي‪ ،‬و زبفيض ىذا العجز اغبقيقي يستلزـ زيادة حجم‬
‫الركود القائمة ال يقوـ األفراد أو اؼبشروعات اػباصة هبذه االستثمارات‪،‬‬ ‫نظرا غبالة ّ‬
‫االستثمارات‪ ،‬و ً‬
‫يتعُت على الدولة من ناحية‪ ،‬أف تزيد من استثماراهتا لتنشيط اغبالة االقتصادية‪ ،‬و ذلك عن‬ ‫و ؽبذا ّ‬
‫طريق زيادة الطلب الكلّي دبنح إعانات للمتعطلُت و زيادة االستثمارات الالّزمة ؼبواجهة الزيادة يف‬
‫العامة (زبفيض‬‫يتعُت عليها‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬أف زب ّفض من حجم االستقطاعات ّ‬ ‫الطلب‪ ،‬كما ّ‬
‫حىت تزيد اؼبوارد اؼباليّة يف أيدي األفراد و تقلّل‬
‫سعر الضريبة أو عدـ فرض ضرائب جديدة)‪ّ ،‬‬
‫األعباء اؼبلقاة على عاتق اؼبشروعات اػباصة‪ ،‬ىذه اإلجراءات بشقيها‪ ،‬أي زيادة الطلب الكلّي و‬
‫يؤدي إذل حدوث عجز يف اؼبوازنة‪ ،‬و لكنّو عجز مقصود أو منظّم‬ ‫العامة‪ّ ،‬‬
‫زبفيض االستقطاعات ّ‬
‫سيؤدي بعد فًتة إذل عودة التوازف االقتصادي و بالتارل التوازف اؼبارل‪ ،‬فاإلجراءات سالفة‬ ‫ألنّو ّ‬
‫تؤدي إذل‬ ‫الذكر بشقيها (زيادة الطلب الكلّي و خفض الضرائب)‪ ،‬ستقضي على حالة البطالة و ّ‬
‫تنشيط اغبياة االقتصادية فتزيد حصيلة الضرائب و تتوقّف اإلعانات اليت سبنح للعاطلُت أو‬
‫التوسع يف اإلنفاؽ العاـ هبب أالّ‬‫اؼبشروعات‪ ،‬على أنّو ينبغي لتحقيق ما تق ّدـ أف يالحظ أ ّف ّ‬
‫تضخم‪ ،‬ىذا من ناحية و من ناحية‬ ‫يتع ّدى حجم البطالة اؼبوجودة و إالّ ّأدى ذلك إذل حدوث ّ‬
‫الرغم من ىذا‪ ،‬كما أ ّهنا‬
‫أخرى‪ ،‬تفًتض سياسة العجز اؼبنظّم فرص عمل منتجة و انتشار البطالة ب ّ‬
‫تفًتض وجود رؤوس أمواؿ غَت مستخدمة‪ ،‬فإذا دل تتحقق ىذه الشروط فإ ّف االلتجاء إذل العجز‬
‫التضخم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يؤدي إذل‬
‫اؼبنظم ّ‬
‫و يبكن أف نستخلص من ىذه النظرية النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬نظرية «العجز اؼبنظّم»‪ ،‬و إف كانت تبدو بصورة سطحية ـبالفة ؼببدأ توازف اؼبيزانية‪ ،‬ىي يف‬
‫حقيقة األمور خطوة سابقة للوصوؿ إذل التوازف يف اؼبيزانية‪ ،‬إذ أ ّف التضخميّة بصورة مؤقّتة هبذا‬
‫التوازف يهدؼ إذل إخراج االقتصاد الوطٍت من حالة الكساد اليت يعاين منها على النمو السالف‬
‫الذكر‪.‬‬
‫دبجرد وصوؿ االقتصاد إذل حالة‬ ‫دائما‪ ،‬و ينتهي ّ‬ ‫‪ -‬العجز يف اؼبيزانية ىو عجز مؤقت و ليس ً‬
‫التوازف االقتصادي و ربقيق العمالة الكاملة‪ ،‬إذ أ ّف القوؿ بأ ّف نظرية العجز اؼبنظّم تدعو إذل العجز‬
‫يؤدي يف النهاية إذل ـبالفتها ؼببدأ توازف اؼبيزانية و ىو األمر الذي ىبالف ما هتدؼ إليو‪.‬‬
‫الدائم فبّا ّ‬

‫‪92‬‬
‫‪ -‬إ ّف العجز يف اؼبيزانية‪ ،‬التضخم اؼبقصود‪ ،‬ال هبب أف يتجاوز اغبد الالّزـ لتحقيق العمالة الكاملة‬
‫يؤدي إذل ارتفاع األسعار‪ ،‬من جهة و تدىور قيمة‬ ‫التضخم من نافع إذل ضار إذ أنّو ّ‬
‫ّ‬ ‫ربوؿ‬
‫و إالّ ّ‬
‫النقود من جهة أخرى‪ ،‬فيؤثّر بالسلب على الطاقة اإلنتاجيّة اؼبستغلّة‪.‬‬
‫‪ -‬هبب على الدولة أف تتي ّقظ بشأف الكف عن اإلصدار النقدي‪ ،‬و ىو األداة اليت تستخدمها‬
‫الدولة للوصوؿ إذل مرحلة التوازف‪ ،‬عندما يصل االقتصاد الوطٍت إذل مرحلة العاملة الكاملة‪ ،‬إذ أ ّف‬
‫يؤدي إذل ارتفاع‪ ،‬األسعار و اهنيار قيمة النقود‪ ،‬بدالً من زيادة اإلنتاج‬ ‫االستمرار فيو من شأنو أف ّ‬
‫ؼبواجهة الزيادة يف الطلب على السلع و اػبدمات‪ ،‬و يرجع ذلك إذل أ ّف اعبهاز اإلنتاجي يعمل‬
‫بكل طاقتو دوف وجود أي طاقة معطلة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬إ ّف نظريّة العجز اؼبنظّم و التحليل الكينزي‪ ،‬يف ىذا اػبصوص ال ينطبقاف إالّ على الدوؿ‬
‫مباشرا‬
‫ً‬ ‫تأثَتا‬
‫العامة يف ىذه الدوؿ‪ ،‬و يف أوقات الكساد‪ً ،‬‬ ‫اؼبتق ّدمة اقتصاديًّا‪ ،‬إذ تؤثّر النفقات ّ‬
‫بالزيادة يف الدخل الوطٍت النقدي و كذلك على الدخل الوطٍت اغبقيقي‪ ،‬ذلك أ ّف اعبهاز اإلنتاجي‬
‫يف ىذه الدوؿ يتميّز بعدـ وجود عوائق سبنع من زيادة السلع و اػبدمات إذ توجد بو موارد طبيعيّة‬
‫مع ّدة لالستغالؿ‪ ،‬عمل فٍت‪ ،‬و رؤوس أمواؿ إنتاجيّة عاطلة عن العمل‪ ،‬تعاين من البفاض مستوى‬
‫الطلب الفعلي من اغب ّد الالّزـ لتحقيق العمالة الكاملة‪ ،‬و من ٍبّ يستجيب اعبهاز اإلنتاجي للزيادة‬
‫يف الطلب الكلّي الفعلي‪ ،‬بإنتاج كمية أكرب من السلع و اػبدمات و هبذا يًتتب على زيادة‬
‫الطلب زيادة يف الدخل الوطٍت النقدي باإلضافة إذل الزيادة يف الدخل الوطٍت اغبقيقي‪ ،‬و ال‬
‫بقوهتا الشرائيّة‪ ،‬أي أ ّف نظريّة‬
‫تضخمي يف السعار و ربتفظ النقود بقيمتها‪ ،‬أي ّ‬ ‫وبدث ارتفاع ّ‬
‫العجز اؼبنظّم تكوف ذا فعاليّة يف ميزانيات ىذه الدوؿ من أجل الوصوؿ إذل مرحلة التوازف‪.‬‬
‫ّأما بالنسبة للدوؿ الناميّة فإ ّهنا تعاين من صبلة من مشاكل أنبّها‪:‬‬
‫‪ -‬اعبهاز اإلنتاجي يتميّز بوجود عوائق سبنع من زيادة إنتاج السلع و اػبدمات‪.‬‬
‫حىت االنعداـ كرؤوس األمواؿ اإلنتاجيّة و العمل‬ ‫‪ -‬عناصر اإلنتاج األساسية تعاين من النقص أو ّ‬
‫الفٍت يف كثَت من القطاعات اغبيوية لالقتصاد الوطٍت‪.‬‬
‫‪ -‬معاناة ىذه الدوؿ من عدـ مرونة عناصر اإلنتاج بصورة عامة بسبب عدـ توفرىا أو صعوبة‬
‫وصوؽبا إذل اؼبكانة اؼبطلوبة‪.‬‬
‫بالرغم من‬
‫‪ -‬اعبهاز اإلنتاجي يف ىذه الدوؿ ال يستجيب للزيادة يف الطلب الكلّي الفعلي و ذلك ّ‬
‫ارتفاع اؼبيل اغب ّدي لالستهالؾ و من ٍبّ معامل اؼبضاعف فيها‪ .‬و ال يًتتب على الزيادة يف الطلب‬

‫‪90‬‬
‫على زيادة الدخل الوطٍت النقدي‪ ،‬ال اغبقيقي‪ ،‬و حدوث ارتفاع تضخمي يف األسعار‪ ،‬و تدىور‬
‫يف قيمة النقود‪ ،‬فاؼبضاعف يف ىذه اغبالة ال يضاعف الدخل الوطٍت اغبقيقي بقدر ما يضاعف‬
‫األسعار أو الدخل الوطٍت النقدي‪.‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -03‬إعداد و تنفيذ الميزانية ّ‬
‫نتطرؽ إذل السلطة اؼبختصة‬
‫العامة أف ّ‬
‫تستلزـ دراسة إجراءات إعداد و تنفيذ اؼبيزانية ّ‬
‫بتحضَت اؼبيزانية‪.‬‬
‫‪ -‬السلطة المختصة بتحضير الميزانية‪:‬‬
‫تلعب السلطة التنفيذية الدور األساسي يف ىذه اؼبرحلة‪ ،‬و يرجع ذلك إذل ع ّدة اعتبارات‪.‬‬
‫األول‪:‬‬
‫أ‪ -‬االعتبار ّ‬
‫تعبَت اؼبيزانية عن الربنامج و اػبطط اغبكومية يف اجملاالت اؼبختلفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬االعتبار الثاني‪:‬‬
‫تتوذل إدارة وحدة القطاع العاـ‪ ،‬و من ٍبّ فهي وحدىا اليت تعلم ما‬
‫أ ّف السلطة التنفيذية ّ‬
‫تتطلّبو ىذه اإلدارة من نفقات‪.‬‬
‫جـ‪ -‬االعتبار الثالث‪:‬‬
‫أ ّف ىذه السلطة تع ّد أكثر السلطات معرفة باؼبقدرة اؼباليّة لالقتصاد الوطٍت‪ ،‬و ذلك بفضل‬
‫األجهزة اإلحصائيّة اؼبختلفة اليت تشرؼ عليها و اليت توفّر ؽبا البيانات و التقديرات الضروريّة يف‬
‫ىذا الصدد‪.‬‬
‫د‪ -‬االعتبار الرابع‪:‬‬
‫أ ّف السلطة التنفيذيّة تعترب يف وضع أفضل من السلطة التشريعيّة فيما يتعلّق بتحديد‬
‫العامة واألولويات االجتماعية لعدـ خضوعها لالعتبارات احمللية و االقليمية اليت تؤثّر‬ ‫اغباجات ّ‬
‫على أعضاء اجملالس اؼبمثلة للشعب‪.‬‬
‫تتوذل مهاـ ربضَت اؼبيزانية بينما تًتّكز مهاـ السلطة التشريعيّة يف مرحلة‬
‫فالسلطة التنفيذيّة ّ‬
‫التالية زبص اعتماد اؼبيزانية‪.‬‬
‫فالسلطة التنفيذيّة ىي أقدر من السلطة التشريعيّة على تقدير أوجو اإلنفاؽ اليت وبتاجها‬
‫أيضا بشأف تقدير أوجو اإليرادات اؼبختلفة و اؼببالغ‬‫كل مرفق الدولة بفروعو اؼبختلفة‪ ،‬و كذلك ً‬

‫‪90‬‬
‫يعوؿ‬
‫ربصل من كل مصدر من مصادر اإليرادات العاـ‪ ،‬كما أ ّف السلطة التنفيذية ىي اليت ّ‬ ‫اليت ّ‬
‫عليها يف تنفيذ اؼبيزانية‪.‬‬
‫سبر هبا‬
‫و من ٍبّ فإنّو يتم تكليفها بإعداد اؼبيزانية على كبو مالئم للظروؼ االقتصادية اليت ّ‬
‫تعرب‬
‫خَتا‪ ،‬فإ ّف اؼبيزانية ّ‬
‫بكل دقّة و عناية و أ ً‬
‫اؼبهمة ّ‬ ‫كل دولة‪ ،‬و يكوف من اؼبؤّكد أ ّهنا ستقوـ هبذه ّ‬
‫عن النشاط اؼبارل للدولة خالؿ فًتة مقبلة‪ ،‬و لذا فإنّو هبب أف يطبع االنسجاـ و التوافق بُت‬
‫أجزاء و بنود و تقسيمات اؼبيزانية اؼبختلفة‪.‬‬
‫و ال يبكن أف يتح ّقق ذلك لو ترؾ األمر للسلطة التشريعيّة‪ ،‬فأعضاء الربؼباف‪ ،‬وباولوف‪،‬‬
‫غالبًا بكافة السبل اؼبمكنة كسب رضى ناخبيهم عن طريق إعداد ميزانية ترضي منتخبيهم ال‬
‫يؤدي‬‫تراعي فيها القواعد التقنية من جهة و ال توازف اإليرادات مع النفقات‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬فبّا ّ‬
‫تعرب عن الواقع الفعلي ػبطط و برامج اغبكومة‬ ‫يف األخَت إذل إخراج ميزانية غَت متناسقة‪ ،‬و ال ّ‬
‫بالرغم من ذلك‪ ،‬فإنّو من اؼبتوقّع أف تطالب السلطة التشريعيّة السلطة التنفيذيّة‪،‬‬ ‫اؼبستقبلة‪ ،‬و ّ‬
‫دبراعاة بعض االعتبارات يف عملية إعداد و ربضَت اؼبيزانية‪ ،‬كأف تلزمها باحًتاـ اػبطّة االقتصادية‬
‫العامة للدولة اليت سبق لو االقًتاع عليها باؼبوافقة و ىي يف ىذا الصدد يتوقّف دورىا عند ح ّد‬ ‫ّ‬
‫العامة‪.‬‬
‫التوجهات ّ‬
‫اؼبختصة بتحضَت و إعداد اؼبيزانية‬
‫ّ‬ ‫و إذ كاف من اؼبتّفق عليو بُت الدوؿ اؼبختلفة أ ّف السلطة‬
‫ىي السلطة التنفيذية و حدود سلطاتو‪.‬‬
‫األوؿ عن إعداد اؼبيزانية و يتمتّع‬ ‫على سبيل اؼبثاؿ فإ ّف وزير اؼباليّة الربيطاين يع ّد اؼبسؤوؿ ّ‬
‫العامة دبعرفة كل وزير ٍبّ تبلّغ إذل وزير اؼباليّة الذي‬
‫بسلطات واسعة يف ىذا الصدد‪ ،‬فتق ّدر النفقات ّ‬
‫مرة أخرى إذا أرتأى ضرورة إدخاؿ تعديالت معينة عليها‪ ،‬فإذا‬ ‫يكوف لو سلطة إعادهتا إذل الوزراء ّ‬
‫منفردا إجراء تلك التعديالت‪ ،‬و‬ ‫دل يوافق ىؤالء على إجراء ىذه التعديالت فإنّو يكوف من ح ّقو ً‬
‫على العكس من ذلك فإ ّف وزير اؼباليّة األمريكي ال يكوف لو مثل ىذه السلطات فدوره كدور باقي‬
‫الوزراء‪ ،‬إذ أ ّف رئيس الدولة بنفسو يقوـ باإلشراؼ على عمليّة إعداد و ربضَت اؼبيزانية‪ ،‬و الفصل‬
‫العامة و ىو ما يطلق عليو‬ ‫العامة‪ ،‬على ـبتلف اؼبرافق ّ‬ ‫يف اػبالفات بُت الوزراء حوؿ توزيع اؼبوارد ّ‬
‫«بنظاـ اغبكم الرئاسي»‪ ،‬فرئيس الدولة ىو الذي يع ّد رئيس السلطة التنفيذية و يعترب باقي الوزراء‬
‫مساعدين لو‪ ،‬دوف أف يًتؾ أمر ربضَتىا إذل وزراء اؼباليّة األمريكية‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫و يف اعبزائر فإنّو ًبّ إنشاء سنة ‪ 1958‬منصب وزير للماليّة يف اغبكومة اؼبؤقتة و بعد‬
‫اسًتداد سيادة اعبزائر أحدث منصب وزير اؼباليّة يف نفس التاريخ الذي أنشئت فيو اغبكومة‬
‫تتوذل وزارة اؼباليّة إعداد مشروع اؼبيزانية بعد ورود‬
‫اعبزائرية األوذل يف ‪ 07‬سبتمرب ‪ 1962‬و ّ‬
‫العامة فإ ّف‬
‫العامةو اإليرادات ّ‬
‫تقديرات الوزارات اؼبختلفة و اؼبيزانية عبارة عن تقدير للنفقات ّ‬
‫تقديرا يقًتب من‬‫اؼبشكلة األوذل اليت تثور عند ربضَت اؼبيزانية ىي كيفية تقدير أرقاـ اؼبيزانية ً‬
‫اغبقيقة(‪.)1‬‬
‫اؼبؤرخ يف ‪ 17‬نوفمرب ‪،1984‬‬ ‫و يف مرحلة سابقة‪ ،‬و طب ًقا للمرسوـ رقم ‪ّ 341-84‬‬
‫كانت لوزير اؼبيزانية سلطات واسعة يف ربضَت اؼبيزانية‪ ،‬كما يتجلّى من نص اؼبادة ‪ 03‬من ذلك‬
‫اؼبرسوـ‪.‬‬
‫اؼبؤرخ يف ‪ 15‬فيفري‬ ‫و يف مرحلة الحقة‪ ،‬و دبوجب اؼبرسوـ التنفيذي رقم ‪ّ 54-95‬‬
‫اؼبتضمن صالحيات وزير اؼباليّة‪ ،‬فإ ّف ربضَت اؼبيزانية و إف بقي من مشتمالت وزير اؼباليّة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪1995‬‬
‫إالّ أ ّف ذلك أصبح يتم ربت سلطة رئيس اغبكومة‪ ،‬حيث أصبح لرئيس اغبكومة دور اإلشراؼ‬
‫األعلى على ذلك‪ ،‬من أجل ذبسيد برنامج اغبكومة‪.‬‬
‫يعتمد يف إعداد مشروع اؼبيزانية من طرؼ وزارة اؼباليّة على صبلة من اؼبعطيات و‬
‫التوجيهات تتمثّل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬توجيهات المخطط السنوي‪« plan annuel » :‬‬
‫العامة اؼبراد إقبازىا يف ـبتلف اجملاالت االقتصادية و‬
‫الذي يستند على األىداؼ ّ‬
‫االجتماعية كما ىي واردة يف قانوف كل ـبطط سنوي‪.‬‬
‫‪ -‬توقعات مختلف القطاعات‪:‬‬
‫تقوـ ـبتلف الوزارات و القطاعات باقًتاح توقّعات سواء بالنسبة للنفقات أو اإليرادات‬
‫اػباصة هبا اؼببيّنة على اؼبمارسات خالؿ ميزانية السنة ما قبل األخَتة ‪« Règle de la‬‬
‫» ‪.pénultième‬‬

‫(‪)1‬علي زغدود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.103‬‬

‫‪94‬‬
‫و بالتفسَت اؼبخالف اؼبادة ‪ 120‬من الدستور‪ ،‬فإ ّف اغبكومة ملزمة بإيداع مشروع اؼباليّة‬
‫لدى الربؼباف قبل منتصف شهر أكتوبر من السنة السابقة لتنفيذه(‪.)1‬‬
‫‪ -04‬اعتماد الميزانية‪.‬‬
‫بعد إعداده من طرؼ السلطة التنفيذيّة يتم إيداع مشروع قانوف اؼباليّة لدى السلطة‬
‫التشريعية (اجمللس الشعيب الوطٍت)‪ ،‬بغرض اعتماده تطبي ًقا لقاعدة‪« :‬أسبقية االعتماد على‬
‫التنفيذ»‪ ،‬و ذلك حسب اؼبراحل األساسية التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬المناقشة‪(Discussion) :‬‬
‫بعد إيداع مشروع قانوف اؼباليّة مرف ًقا جبميع الوثائق اؼبرتبطة بو إذل مكتب رئيس اجمللس‬
‫الشعيب الوطٍت‪ ،‬يقوـ ىذا األخَت‪ ،‬طب ًقا للقانوف‪ ،‬و للقوانُت و األنظمة الداخلية للمجلس بإحالتو‬
‫إذل اللّجنة الربؼبانيّة اؼبختصة بقطاع اؼباليّة و اؼبيزانية و التخطيط‪.‬‬
‫تقوـ عبنة اؼباليّة و اؼبيزانية باجمللس الشعيب الوطٍت بدراسة و مناقشة مشروع القانوف مع‬
‫فبثّل اغبكومة (وزير اؼباليّة)‪ ،‬و تنتهي أعماؽبا بوضع تقرير سبهيدي تضمنو مالحظاهتا و اقًتاحاهتا‪،‬‬
‫مع مراعاة أحكاـ اؼبادة ‪ 121‬من الدستور‪.‬‬
‫يتم عرض التقرير على اجمللس الشعيب الوطٍت ؼبناقشة يف جلسة عامة‪ ،‬تكوف مناسبة عبميع‬
‫النواب لطرح القضايا و اؼبشاكل اؼبتعلّقة بالسياسة اؼباليّة و مدى االلتزاـ بتنفيذ قانوف اؼباليّة‬
‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫الساري اؼبفعوؿ من ـبتلف القطاعات و الوزارات ‪.‬‬
‫العامة يف جلسة عامة يًتأسها رئيس اجمللس الشعيب الوطٍت الذي وبيل‬ ‫و تفتتح اؼبناقشة ّ‬
‫فيوضح سياسة اغبكومة اؼباليّة و‬ ‫ؼبقرر عبنة اؼباليّة لقراءة التقرير اؼبعد حوؿ اؼبشروع ّ‬‫الكلمة ّ‬
‫األسباب السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية اليت تبناىا مشروع اؼباليّة أي اؼبيزانية يف‬
‫عامة فيبدوف رأيهم و يناقشوف‬ ‫الشكل اؼبعروض ٍبّ يتلوه النواب يريدوف مناقشة اؼبشروع بصورة ّ‬
‫سياسة اغبكومة االقتصادية و اإلدارية و االجتماعية و السياسية و الثقافية من خالؿ‬
‫االعتمادات‪.‬‬

‫(‪)1‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،100‬ص‪.101‬‬
‫(‪ )2‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.102‬‬

‫‪95‬‬
‫النواب بصفة‬
‫للرد على تساؤالت ّ‬ ‫و بعد أف ينتهوف من ذلك تعطي الكلمة لوزير اؼباليّة ّ‬
‫عامة ٍبّ تعطي الكلمة للوزراء لَتدوف عن األسئلة حوؿ ميزانيات وزرائهم ٍبّ تعرض مواد القانوف‬
‫يصوت على كل مواد قانوف اؼباليّة صبلة و بصفة شاملة‪.‬‬
‫أخَتا ّ‬
‫ىذه مادة دبادة للتصويت و ً‬
‫ب‪ -‬التعديل‪(Amendement) :‬‬
‫يتبُت من ىذا أ ّف حق االقًتاح يف الشؤوف اؼباليّة ؿبصور يف يد السلطة التنفيذية و أ ّف‬ ‫و ّ‬
‫وبق ؽبا اقًتاح نفقات جديدة أو زيادة النفقات أثناء دراسة اؼبيزانية إالّ إذا‬
‫السلطة التشريعية «و ال ّ‬
‫أرفق بتدابَت رفع مداخيل الدولة أو توفَت مبالغ مالية يف فصل آخر من النفقات العمومية تكوف‬
‫مستوية على األقل للمبالغ اؼبقًتح تغيَتىا»‪ ،‬اؼبادة ‪ 121‬من الدستور(‪.)1‬‬
‫للنواب و اغبكومة و أعضاء اللّجنة التق ّدـ باقًتاح تعديالت مكتوبة‬ ‫و يف اعبزائر‪ ،‬يبكن ّ‬
‫أماـ اللّجنة اؼبختصة و مناقشتها مع الوزير اؼبعٍت‪ ،‬شريطة التقيّد بأحكاـ اؼبادة ‪ 121‬من الدستور‬
‫اؼبنصوص عليها ساب ًقا‪.‬‬
‫يؤدي إذل مشاكل‬ ‫و يبكن للحكومة االعًتاض على التعديالت اؼبق ّدمة‪ ،‬األمر الذي قد ّ‬
‫سياسيّة و دستوريّة(‪.)2‬‬
‫جـ‪ -‬التصويت‪Vote :‬‬
‫زبوؿ الفقرة ‪ 12‬من اؼبادة ‪ 122‬من الدستور للمجلس الشعيب الوطٍت حق «التصريت‬ ‫ّ‬
‫على ميزانية الدولة»‪.‬‬
‫األمة‪ ،‬الح ًقا‪ ،‬دبناقشة و اؼبصادقة على قانوف ميزانية الدولة حسب اؼبادة‬ ‫كما يقوـ ؾبلس ّ‬
‫‪ 120‬من الدستور‪.‬‬
‫زبوؿ للربؼباف التصريت على اؼبيزانية بابًا بابًا‪ ،‬فإ ّف اؼبادة ‪ 70‬من‬
‫خالفًا لبعض األنظمة اليت ّ‬
‫العامة بصورة إصبالية‬
‫القانوف رقم ‪ 17-84‬اؼبتعلّق بقوانُت اؼباليّة تشَت إذل التصويت على اؼبيزانية ّ‬
‫يصوت عليها‪ ،‬بابًا بابًا و فصالً فصالً و مادةً‬ ‫‪ ،Globalement‬خالفًا ؼبيزانيات اإلدارة احملليّة اليت ّ‬
‫مادة‪.‬‬

‫(‪)1‬علي زغدود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.148‬‬


‫(‪)2‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،102‬ص‪.103‬‬

‫‪96‬‬
‫يصوت و يصادؽ الربؼباف على ميزانية الدولة قبل بداية السنة اؼبدنية اعبديدة‬ ‫و القاعدة أف ّ‬
‫احًت ًاما ؼببدأ السنويّة ‪ Annualité‬كما أ ّف الدستور قد قيّد الربؼباف من حيث االختصاص الزمٍت يف‬
‫نص يف الفقرتُت السابعة و الثامنة من اؼبادة ‪ 120‬من الدستور‬ ‫اؼبصادقة على قانوف اؼباليّة حينما ّ‬
‫على ما يلي‪:‬‬
‫يوما ‪ 75‬من تاريخ‬ ‫«يصادؽ الربؼباف على قانوف اؼباليّة يف م ّدة أقصاىا طبسة و سبعوف ً‬
‫إيداعو‪ ،‬طب ًقا للفقرات السابقة‪.‬‬
‫يف حالة عدـ اؼبصادقة عليو يف األجل احمل ّدد ساب ًقا‪ ،‬يصدر رئيس اعبمهوريّة مشروع‬
‫اغبكومة بأمر‪.».‬‬
‫كما يشَت القانوف ‪ 17-84‬اؼبتعلّق بقوانُت اؼباليّة إذل حالة عدـ سبكن الربؼباف العتبارات‬
‫نص يف مادتو ‪ 69‬إذل‬ ‫(أوؿ جانفي)‪ ،‬حينما ّ‬ ‫معيّنة من اؼبصادقة على قانوف اؼبيزانية قبل بداية السنة ّ‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫يف حالة ما إذا كاف تاريخ اؼبصادقة على قانوف اؼباليّة للسنة اؼبعينة ال يسمح بتطبيق‬
‫أحكامو عند تاريخ ّأوؿ جانفي من السنة اؼباليّة اؼبعتربة‪.‬‬
‫العامة للدولة حسب الشروط التالية‪:‬‬ ‫يواصل مؤقتًا تنفيذ إيرادات و نفقات اؼبيزانية ّ‬
‫‪ -‬بالنسبة إذل اإليرادات طب ًقا للشروط و النسب و كيفيات التحصيل اؼبعموؿ هبا تطبي ًقا لقانوف‬
‫اؼباليّة السابق‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لنفقات التسيَت يف حدود ‪ 1/12‬من مبلغ االعتمادات اؼبفتوحة بالنسبة إذل السنة اؼباليّة‬
‫للميزانية السابقة و ذلك شهريًّا و ؼب ّدة ثالثة أشهر‪.‬‬
‫مسَت‬
‫لكل ّ‬ ‫اؼبخصصة لكل قطاع و ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬بالنسبة العتمادات االستثمار و يف حدود ربع اغبصة اؼباليّة‬
‫كما تنتج عن توزيع اعتمادات الدفع اؼبتعلّق باؼبخطط السنوي للسنة اؼباليّة السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬يواصل تنفيذ مشاريع اؼبيزانية اؼبلحقة و اغبكاـ ذات الطابع التشريعي و اؼبطبّقة على اغبسابات‬
‫تسَتىا قبل بداية السنة اؼباليّة اعبديدة‬ ‫اػباصة للخزينة طب ًقا لألحكاـ التشريعيّة و التنظيميّة اليت ّ‬
‫للميزانية(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،103‬ص‪.105‬‬

‫‪97‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -05‬تنفيذ الميزانية ّ‬
‫العامة للدولة‪ ،‬أىم اؼبراحل و أكثر خطورة‪ ،‬اؼبرحلة األخَتة من‬ ‫تعترب مرحلة تنفيذ اؼبيزانية ّ‬
‫مراحل اؼبيزانية‪ ،‬و يقصد هبا وضع بنودىا اؼبختلفة موضع التنفيذ‪ ،‬و زبتص هبا السلطة التنفيذية‪ ،‬و‬
‫تشرؼ على ىذا التنفيذ وزارة اؼباليّة اليت تعترب أىم أجزاء اعبهاز اإلداري للدولة‪.‬‬
‫العامة من التطبيق النظري إذل حيز‬ ‫و دبعٌت آخر‪ ،‬فإ ّف ىذه اؼبرحلة سبثّل انتقاؿ اؼبيزانية ّ‬
‫فتتوذل اغبكومة فبثّلة يف وزارة اؼباليّة‪ ،‬ربصيل و جباية اإليرادات الواردة‬
‫التطبيق العملي اؼبلموس‪ّ ،‬‬
‫تتوذل اإلنفاؽ على األوجو اؼبدرجة يف اؼبيزانية‪.‬‬
‫اؼبق ّدرة يف اؼبيزانية‪ ،‬كما ّ‬
‫و لضماف تنفيذ اؼبيزانية يف األوجو احمل ّددة ؽبا‪ ،‬فقد اقتضى األمر إهباد وسائل ـبتلفة ؼبراقبة‬
‫اؼبيزانية للتأ ّكد من مراعاة و احًتاـ اؼبكلّفُت بالتنفيذ كافة القواعد اؼباليّة أثناء فبارستهم لوظائفهم‪.‬‬
‫أ‪ -‬عمليات تحصيل اإليرادات و النفقات‪:‬‬
‫عضوا من أعضاء السلطة التنفيذية مهمة تنفيذ اؼبيزانية‪ ،‬عن‬ ‫تتوذل وزارة اؼباليّة‪ ،‬باعتبارىا ً‬
‫ّ‬
‫طريق ذبميع إيرادات الدولة من ـبتلف مصادرىا و إيداعها يف اػبزينة العمومية أو يف البنك اؼبركزي‬
‫وف ًقا لنظاـ حسابات اغبكومة اؼبعموؿ بو‪ ،‬كما يتم اإلنفاؽ يف اغبدود الواردة يف اعتمادات‬
‫اؼبيزانية‪ ،‬و يتم تسجيل إيرادات الدولة يف خزانة الدولة أو البنك اؼبركزي‪ ،‬و تسحب منها النفقات‬
‫اليت تلتزـ بدفعها‪.‬‬
‫و من ىنا فإ ّف عمليات تنفيذ اؼبيزانية تتمثّل يف أمرين‪ :‬عمليات ربصيل اإليرادات‪ ،‬و‬
‫عمليات النفقات‪.‬‬
‫ب‪ -‬عمليات تحصيل اإليرادات‪:‬‬
‫العامة بواسطة موظفُت ـبتصُت يف وزارة اؼباليّة مباشرة أو تابعُت‬
‫يتم ربصيل اإليرادات ّ‬
‫عبهات حكوميّة تتبع وزارة اؼباليّة‪.‬‬
‫العامةتتمثّل يف‪:‬‬
‫و هبب مراعاة ع ّدة قواعد عامة يف عمليات ربصيل اإليرادات ّ‬
‫‪ -‬أف يتم ربصيل اإليرادات يف مواعيد معينة و طرؽ معينة وف ًقا لنص القانوف‪.‬‬
‫اؼبشرع حق الدولة يف‬
‫‪ -‬هبب ربصيل مستحقات الدولة فور نشوء حقوقها لدى الغَت و قد ضمن ّ‬
‫ربصيل إيراداهتا يف أسرع وقت فبكن‪ ،‬بإعطاء اغبكومة حق امتياز على أمواؿ اؼبدين عن سائر‬
‫الدائنُت‪ ،‬كما أعطاىا اغبق يف إجراء اغبجز اإلداري لتحصيل ديوهنا‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫كما ميّز حق الدولة يف ربصيل دين الضريبة بتقريره أ ّف اؼبنازعة يف دين الضريبة ال يوقف‬
‫دفعها ّأوال ٍبّ التظلّم فيما بعد‪.‬‬
‫اؼبقرر‪ ،‬ووف ًقا للقواعد التنظيمية‪ ،‬الفصل يف عمليات‬
‫‪ -‬لضماف دقة و سالمة التحصيل‪ ،‬فإنّو من ّ‬
‫التحصيل بُت اؼبوظفُت اؼبختصُت بتحديد مقدار الضريبة‪ ،‬و اآلخرين اؼبختصُت جببايتها‪.‬‬
‫جـ‪ -‬عمليات صرف النفقات‪:‬‬
‫إ ّف إجازة السلطة التشريعية العتمادات النفقات ال يعٍت التزاـ الدولة بإنفاؽ كافة مبالغ‬
‫العامة يف حدود ىذه اؼببالغ‬
‫االعتمادات و لكنّو يعٍت اإلجازة و الًتخيص للدولة بأف تقوـ بنفقاهتا ّ‬
‫دوف أف تتع ّداىا بأي حاؿ من األحواؿ‪ ،‬إالّ بعد اغبصوؿ على موافقة صروبة‪ ،‬وف ًقا لإلجراءات‬
‫السلف بياهنا‪ ،‬من السلطة التشريعية اؼبختصة بذلك و دبعٌت آخر فإ ّف الدولة تكوف غَت ملزمة‬
‫دائما عدـ إنفاؽ ىذه اؼببالغ كلّها أو بعضها إذا دل تدع‬
‫بإنفاؽ كافة اؼببالغ اؼبعتمدة بل تستطيع ً‬
‫إذل ذلك اغباجة‪.‬‬
‫و لضماف عدـ إساءة استعماؿ أمواؿ الدولة‪ ،‬و التأ ّكد من إنفاقها على كبو مالئم‪ ،‬فقد‬
‫العامة على أربع خطوات ىي‪:‬‬
‫نظم القانوف عمليات صرؼ األمواؿ ّ‬
‫د‪ -‬االلتزام‪:‬‬
‫ينشأ االلتزاـ نتيجة قياـ السلطة اإلدارية بازباذ قرار لتحقيق عمل معُت يستلزـ انفاقًا من‬
‫العامة‬
‫جانب الدولة مثاؿ ذلك القرار الصادر بتعيُت موظف عاـ أو بالقياـ ببعض أعماؿ اؼبنفعة ّ‬
‫مثل إنشاء طرؽ أو اعبسور ‪ ...‬إخل و مثل ىطا القرار‪ ،‬الذي يًتتب عليو ضرورة حدوث واقعة‬
‫ؾبرد زيادة أعباء الدولة و لكن لتحقيق أىداؼ معيّنة أي أ ّهنا هتدؼ‬
‫إنفاؽ‪ ،‬ال يكوف الغرض منو ّ‬
‫العامة فااللتزاـ ىنا يعترب إرادي‪.‬‬
‫إذل ربقيق اؼبنفعة ّ‬
‫كما قد ينشأ االلتزاـ نتيجة واقعة معينة يًتتب عليها التزاـ الدولة بإنفاؽ مبلغ ما‪ ،‬مثاؿ‬
‫ذلك تتسبّب سيارة حكوميّة يف إصابة مواطن‪ ،‬فبّا يضطر الدولة على دفع مبلغ تعويض‪ ،‬بالواقعة‬
‫ىنا مادية و غَت إراديّة‪.‬‬
‫و يف كلتا اغبالتُت فإ ّف االرتباط بالنفقة يعٍت القياـ بعمل من شأنو أف هبعل الدولة مدنية‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ىـ‪ -‬التصفية‪:‬‬
‫بعد أف يتم االلتزاـ‪ ،‬تأٌب اػبطوة الثانية اؼبتعلّقة بالتصفية أي بتحديد مبلغ النفقة الواجب‬
‫اؼبقرر يف اؼبيزانية مع‬
‫على الدولة دفعها فيتم تقدير اؼببلغ اؼبستحق للدائن و خصمو من االعتماد ّ‬
‫حىت يبكن إجراء اؼبقاصة بُت‬ ‫ضرورة التأ ّكد من أف شخص الدائن غَت مدين للدولة بشيء ّ‬
‫الدينُت‪.‬‬
‫يتعُت على دائن الدولة أف‬
‫اؼبقررة أف يكوف الدفع بعد انتهاء األعماؿ‪ّ ،‬‬
‫و من القواعد اؼباليّة ّ‬
‫ينهي أعمالو أوالً اليت تسبّبت يف دائنيو‪ ،‬قبل أف تدفع لو الدولة اؼببالغ اؼبدينة هبا نتيجة ىذه‬
‫حىت تتم ّكن من ربديد مبلغ الدين على كبو فعلي‪.‬‬ ‫األعماؿ‪ّ ،‬‬
‫و‪ -‬األمر بالدفع‪:‬‬
‫يتضمن‬
‫اؼبختصة ّ‬
‫ّ‬ ‫بعد أف يتم بتحديد مبلغ النفقة أو الدين‪ ،‬يصدر قرار من اعبهة اإلدارية‬
‫أمرا بدفع مبلغ النفقة‪ ،‬و يصدر ىذا القرار عادة من وزير اؼباليّة أو من ينوب عنو‪.‬‬
‫ً‬
‫ز‪ -‬الصرف‪:‬‬
‫يقصد بالصرؼ أف يتم دفع اؼببلغ احمل ّدد يف األمر عن طريق موظّف تابع لوزارة اؼباليّة و من‬
‫اؼبقرر أف يقوـ بعمليّة الصرؼ موظّف غَت الذي يصدر عن أمر الدفع منعا للتالعب و غالبًا ما‬ ‫ّ‬
‫يتم ىذا يف صورة إذف على البنك اؼبركزي الذي ربتفظ فيو الدولة حبساباهتا‪.‬‬
‫و جدير بالذكر أ ّف اػبطوات الثالثة األوذل تتعلّق باالختصاص اإلداري اؼبتعلّق باعبهة‬
‫فإهنا تتعلّق باالختصاص اغبسايب اؼبتعلّق بوزارة اؼباليّة‪ ،‬و ىذا الفصل‬‫اإلدارية‪ّ ،‬أما اػبطوة األخَتة ّ‬
‫بُت االختصاصيُت اإلداري و اغبسايب من شأنو أف وب ّقق الضمانات الكافية ضد ارتكاب أي‬
‫ـبالفة مالية‪.‬‬
‫بعد استعراضنا عمليات ربصيل اإليرادات و عمليات النفقات فالسؤاؿ الذي يطرح نفسو‬
‫ماذا وبدث يف حالة عدـ مطابقة اؼبيزانية للواقع‪ ،‬و بعبارة أخرى كيفية مواجهة االختالؼ بُت‬
‫العامة‪.‬‬
‫األرقاـ التقديرية و األرقاـ الفعلية للنفقات و اإليرادات ّ‬
‫‪ -‬بالنسبة للنفقات‪:‬‬
‫اؼبخصص لنفقة معيّنة ال‬
‫ّ‬ ‫القاعدة اؼبتّبعة قاعدة زبصيص االعتمادات‪ ،‬دبعٌت أ ّف االعتماد‬
‫هبوز استخدامو لنفقة أخرى إالّ بعد إجازة السلطة التشريعيّة لذلك‪ ،‬و من ٍبّ فإنّو يف حالة ـبالفة‬

‫‪022‬‬
‫تقديرات النفقات للواقع‪ ،‬فال يبكن التعديل يف التوزيع اؼبعتمد للنفقات سواء بالزيادة أو النقصاف‬
‫اؼبختصة بذلك‪ ،‬و زبتلف اإلجراءات اؼبتّبعة للحصوؿ على اعتماد‬ ‫ّ‬ ‫إالّ دبوافقة السلطة التشريعيّة‬
‫العامة من دولة إذل أخرى‪ ،‬فقد يسمح للسلطة‬ ‫من السلطة التشريعيّة بتعديل جانب من النفقات ّ‬
‫التنفيذية‪ ،‬كما رأينا‪ ،‬أف تنقل من بند إذل آخر داخل نفس الباب دوف موافقة سابقة من السلطة‬
‫التشريعيّة‪ ،‬كما قد ىبصص يف ميزانية كل وزارة مبلغ من اؼباؿ بصفة احتياطية للسحب منو يف‬
‫حالة نقص النفقات اؼبق ّدرة من اؼبصروفات احمل ّققة‪ ،‬على أف تأخذ الدولة بنظاـ اؼبيزانيات اؼبع ّدلة‪،‬‬
‫و مضمونة إذ ما تبنّت السلطة التنفيذية ضرورة ذباوز األرقاـ الفعلية عن األرقاـ التقديرية‪ ،‬فال‬
‫تتق ّدـ بطلب االعتمادات إضافيّة‪ ،‬و لكن عليها أف تتق ّدـ السلطة التشريعيّة دبيزانية كاملة‬
‫مصححة للميزانيّة األوذل ؼبناقشتها و اعتمادىا‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لإليرادات‪:‬‬
‫فإ ّف ـبالفة تقديرات إيرادات الدولة لألرقاـ الفعليّة ال يثَت العديد من اؼبشاكل فيما إذا‬
‫تعلّق خبطأ يف تقدير حصيلة يف تقدير حصيلة كل نوع من أنواع اإليرادات اؼبختلفة‪ ،‬إذ من‬
‫تعوض األخطاء بالنقص‪،‬‬ ‫اؼبتصور أف تعوض أخطاء التقدير بعضها البعض‪ ،‬فاألخطاء بالزيادة ّ‬ ‫ّ‬
‫العامة و ىي‬
‫العامة وف ًقا للقاعدة اؼبتّبعة بالنسبة لإليرادات ّ‬
‫دوف أف يؤثّر ذلك على تنفيذ اؼبيزانيّة ّ‬
‫التصرؼ يف الزيادة اإلصباليّة‬
‫«قاعدة عدـ زبصيص اإليرادات» ّأما إذا تعلّق اػبطأ بالزيادة فإنّو يتم ّ‬
‫كل دولة على حدة‪.‬‬ ‫وف ًقا للنظم و القوانُت اؼبعموؿ هبا يف ّ‬
‫العامة بالنقصاف‪ ،‬إذ‬‫و تثور اؼبشكلة يف حالة اػبطأ يف تقدير اغبصيلة اإلصباليّة لإليرادات ّ‬
‫تضطر الدولة يف ىذه اغبالة إذل اللّجوء ؼبصادر غَت عاديّة لس ّد العجز يف اإليرادات‪ ،‬مثل االقًتاض‬
‫أو اإلصدار النقدي‪.‬‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -06‬مراقبة الميزانية ّ‬
‫العامة و‬
‫ىبضع تنفيذ اؼبيزانية ألنواع متع ّددة من الرقابة قصد التح ّقق من التزاـ اؽبيئات ّ‬
‫العامة) بأحكاـ و قواعد القانوف اؼبتعلّق باؼبيزانيّة سواء ما تعلّق‬
‫أجهزة السلطة التنفيذيّة (اإلدارة ّ‬
‫العامة و حسن استعماؽبا‪ ،‬و عدـ تبذيرىا و‬ ‫منها باإليرادات أو النفقات‪ ،‬حفاظًا على األمواؿ ّ‬
‫تبديدىا و اختالسها‪.‬‬

‫‪020‬‬
‫العامة يتمثّل يف الرقابة اإلداريّة و رقابة الربؼباف و‬
‫الرقابة على تنفيذ اؼبيزانيّة ّ‬
‫لعل أىم صور ّ‬
‫و ّ‬
‫رقابة ؾبلس احملاسبة‪.‬‬
‫أ‪ -‬الرقابة اإلدارية‪(contrôle administratif) :‬‬
‫العامة على بعضها البعض‪،‬‬
‫الرقابة اإلداريّة ىي تلك الرقابة اليت سبارسها ىيئات اإلدارة ّ‬
‫فهي إذف رقابة تتم داخل السلطة التنفيذيّة‪ ،‬فبّا هبعلها داخليّة و ذاتيّة‪ ،‬كما تكوف سابقة أو‬
‫الحقة‪.‬‬
‫خصوصا يبكن أف‬
‫ً‬ ‫العامة‬
‫عموما و يف ؾباؿ اؼباليّة ّ‬
‫الرقابة اإلداريّة ً‬‫كل‪ ،‬فإ ّف أىم صور ّ‬
‫و على ّ‬
‫تأخذ األشكاؿ التاليّة‪:‬‬
‫الرقابة التلقائيّة (الذاتيّة)‪Autocontrôle :‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫ربسس مواطن اػبلل و‬
‫معُت من أجل ّ‬ ‫حيث تقاـ آليات و قواعد داخل جهاز إداري ّ‬
‫إصالحها يف الوقت اؼبناسب مثل‪ :‬سجل االقًتاحات‪ ،‬التقييم الدوري و االجتماعات اؼبنتظمة‬
‫ؽبيئات اعبهاز اإلداري ‪ ...‬إخل‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرقابة الرئاسيّة‪« contrôle hiérarchique » :‬‬
‫التدخل للتعقيب‬
‫حق ّ‬ ‫زبوؿ القوانُت و األنظمة للرئيس اإلداري )‪ّ (supérieur‬‬
‫حيث ّ‬
‫على أعماؿ مرؤوسيو )‪ (subordonnés‬من أجل اؼبصادقة عليها أو تعديلها أو إلغائها‪ ،‬سواء‬
‫كاف ذلك من تلقاء نفسو أو بناء على تظلّم أو طعن رئاسي ‪(Recours‬‬
‫)‪.hiérarchique‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة الوصائيّة‪contrôl de Tutelle :‬‬
‫بالرغم من االستقالؿ القانوين لبعض اؽبيئات اإلداريّة داخل السلطة التنفيذيّة دبوجب‬ ‫ّ‬
‫اكتساهبا الشخصيّة اؼبعنويّة (بلدية‪ ،‬والية‪ ،‬جامعة ‪ ...‬إخل) إالّ أ ّف ذلك االستقالؿ ليس مطلقا و‬
‫معُت من الرقابة و اإلشراؼ من طرؼ السلطة‬ ‫تاما حيث تبقى تلك األجهزة خاضعة لقدر ّ‬ ‫ال ً‬
‫الوصيّة‪ ،‬مثل وصاية الوارل على أعماؿ البلدية‪ ،‬إذ تنص اؼبادة ‪ 171‬من قانوف البلدية على ما يلي‪:‬‬
‫«يصدر رئيس اجمللس الشعيب البلدي حواالت الصرؼ‪ ،‬و يبكن تفويض ىذا االختصاص‪،‬‬
‫إذا رفض رئيس اجمللس الشعيب البلدي ىذا االختصاص‪ ،‬و إذا رفض‪ ،‬رئيس اجمللس الشعيب البلدي‬
‫إصدار نفقة الزمة يتّخذ الوارل قر ًارا يقوـ مقاـ حوالة الرئيس‪ ،‬طب ًقا للتشريعات السارية اؼبفعوؿ‪.».‬‬

‫‪020‬‬
‫الرقابة اؼباليّة» ‪ « lecontrôlefinancier‬اليت سبارسها‬
‫لعل أىم مظهر للرقابة اإلدارية ىو ّ‬
‫و ّ‬
‫العامة للماليّة‬
‫وزارة اؼباليّة و مصاغبها اؼبختلفة سواء على اؼبستوى اؼبركزي أو احمللي بواسطة اؼبفتشيّة ّ‬
‫أو اؼبراقبُت اؼباليُت )‪.(lescontrôleursfinanciers‬‬

‫د‪ -‬الرقابة التشريعيّة‪(contrôlelégislatif) :‬‬


‫يتمتّع الربؼباف‪ ،‬زيادة على سلطتو يف وضع و سن القوانُت‪ ،‬باختصاص ال يقل أنبية أال و‬
‫العامة (اغبكومة)‪ ،‬من حيث مدى التزامها بتطبيق برنامج اغبكومة الذي قد وافق‬ ‫ىو مراقبة اإلدارة ّ‬
‫عليو من قبل‪.‬‬
‫تدخلها و منها اجملاؿ‬
‫سبس الرقابة الربؼبانية (أو التشريعيّة) ـبتلف أنشطة اغبكومة و ؾباالت ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫اؼبارل‪.‬‬
‫إضافة إذل االختصاص باؼبصادقة على قانوف اؼباليّة و اعتماده (رقابة قبليّة)‪ ،‬كما رئينا يف‬
‫حىت هناية السنة‬
‫أيضا أثناء تنفيذ اؼبيزانية (رقابة آنيّة) بل و ّ‬
‫مرحلة إعداد اؼبيزانية‪ ،‬فإ ّف مراقبتو سبت ّد ً‬
‫اؼباليّة (رقابة بعديّة)‪.‬‬
‫‪ -07‬الرقابة أثناء تنفيذ الميزانية‪.‬‬
‫يبكن الربؼباف (اجمللس الشعيب الوطٍت)‪ ،‬أف يراقب النشاط و األداء اغبكومي (الوزارات) يف‬
‫ـبتلف اجملاالت و منها اجملاؿ اؼبارل‪ ،‬بواسطة اآلليات األساسيّة التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬االستماع و االستجواب‪:‬‬
‫طب ًقا للمادة ‪ 133‬من الدستور يبكن للجاف الربؼباف بغرفتيو أو ؾبلسيو أف تستمع إذل أي‬
‫برمتها‪.‬‬
‫وزير (عضو اغبكومة)‪ ،‬كما يبكن ألعضاء أي ؾبلس استجواب اغبكومة ّ‬
‫ب‪ -‬السؤال‪:‬‬
‫يبكن ألعضاء الربؼباف‪ ،‬وف ًقا للمادة ‪ 134‬من الدستور‪ ،‬أف يسألوا أي وزير كتابيًا أو شفويًا‪،‬‬
‫عن أي موضوع أو قضيّة‪ ،‬و منها القضايا اؼبتعلّقة بتنفيذ اؼبيزانيّة‪ ،‬طب ًقا ألحكاـ النظاـ الداخلي‬
‫لكل من ؾبلسي الربؼباف‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪023‬‬
‫العامة‪:‬‬
‫جـ‪ -‬مناقشة بيان السياسة ّ‬
‫لعامة‪ ،‬تعقبو مناقشة لعمل و أداء‬
‫تلتزـ اغبكومة بأف تق ّدـ كل سنة‪ ،‬بيانًا عن السياسة ا ّ‬
‫اغبكومة‪ ،‬ؼبعرفة مدى تنفيذ برنامج اغبكومة الذي كاف الربؼباف قد وافق عليو لدى تقديبو من طرؼ‬
‫اغبكومة بعد تعيينها‪.‬‬
‫‪commissiond’enquête‬‬ ‫‪ -‬لجنة التحقيق‪:‬‬
‫يبكن كل غرفة من الربؼباف يف إطار اختصاصها‪ ،‬أف تنشئ يف أي وقت عباف ربقيق يف‬
‫عامة‪.‬‬
‫قضايا ذات مصلحة ّ‬
‫العامة (اغبكومة)‪ ،‬وب ّدد القانوف و‬
‫و ضمانًا لفعاليّة ىذه الوسيلة يف مراقبة عمل اإلدارة ّ‬
‫مهمتها يف‬
‫النظاـ الداخلي لغرفيت الربؼباف‪ :‬كيفية تشكيل ىذه اللّجاف و إجراءات و وسائل أداء ّ‬
‫التحقيق و اغبماية اؼببسوطة على أعضائها و اعبزاءات اؼبًتتبة عن نتائج التحقيق ‪ ...‬إخل‪ ،‬كما‬
‫تتجلّى رقابة الربؼباف‪.‬‬
‫يف مرحلة تنفيذ اؼبيزانية‪ ،‬بصورة واضحة لدى مناقشة قانوف اؼباليّة التكميلي الذي تق ّدمو‬
‫اغبكومة للربؼباف أثناء السنة اؼباليّة بغرض تكملة أو تعديل بعض األوضاع اؼبستج ّدة‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة الالّحقة (البعدية)‪ :‬تنص اؼبادة ‪ 160‬من الدستور على ما يلي ‪:‬‬
‫تقدـ اغبكومة لكل غرفة من الربؼباف عرضا على استعماؿ االعتمادات اؼبالية اليت أقرهتا لكل سنة‬
‫مالية‬
‫زبتم السنة مالية يف ما ىبص الربؼباف بالتصويت على قانوف يتضمن تسوية ميزانية السنة اؼبالية من‬
‫قبل كل غرفة من الربؼباف‬
‫يشكل قانوف ضبط اؼبيزانية الوثيقة اليت تثبت دبقتضاىا تنفيد قانوف اؼبالية وعند االقتضاء قوانُت‬
‫اؼبالية التكميلية أو اؼبعدلة خاصة لكل سنة مالية كما يلزـ القانوف اغبكومة بتقدًن البيانات‬
‫والوثائق اليت تسمح للربؼباف بالقياـ باؼبراقبة‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -08‬قانون ضبط الميزانية ّ‬
‫لكل‬
‫أقرهتا ّ‬
‫عرضا عن استعماؿ االعتمادات اؼباليّة اليت ّ‬
‫لكل غرفة من الربؼباف ً‬
‫تق ّدـ اغبكومة ّ‬
‫سنة ماليّة‪.‬‬

‫‪024‬‬
‫يتضمن تسوية ميزانية السنة‬
‫زبتتم السنة اؼباليّة فيما ىبص الربؼباف‪ ،‬بالتصويل على قانوف ّ‬
‫اؼباليّة اؼبعينة من قبل كل غرفة من الربؼباف‪.‬‬
‫يشكل قانوف ضبط اؼبيزانية الوثيقة اليت يثبت دبقتضاىا تنفيذ قانوف اؼباليّة و عند االقتضاء‬‫ّ‬
‫بكل سنة ماليّة‪ ،‬كما يلزـ القانوف اغبكومة بتقدًن البيانات‬
‫قوانُت اؼباليّة التكميليّة أو اؼبع ّدلة اػباصة ّ‬
‫و الوثائق اليت تسمح للربؼباف بالقياـ باؼبراقبة(‪.)1‬‬
‫‪ -0-08‬الرقابة بواسطة ىيئة مستقلّة‪:‬‬
‫العامة‬
‫الرقابة على تنفيذ اؼبيزانيّة ّ‬‫تعترب ىذه الرقابة أكثر أنواع الرقابة فاعليّة‪ ،‬و يقصد هبا ّ‬
‫مهمتها يف رقابة‬
‫للدولة عن طريق ىيئة مستقلّة عن كل من اإلدارة و السلطة التشريعيّة تنحصر ّ‬
‫تنفيذ اؼبيزانيّة و التأ ّكد من أ ّف عمليات النفقات و اإليرادات قد سبّت على النحو الصادرة بو إجازة‬
‫اؼبقررة يف الدولة‪.‬‬
‫التشريعيّة و طب ًقا للقواعد اؼباليّة ّ‬
‫تتوذل ىذه الرقابة ىيئة فنيّة خاصة‪ ،‬تقوـ بفحص تفاصيل تنفيذ اؼبيزانية و‬ ‫و دبعٌت آخر ّ‬
‫مراجعة حسابات اغبكومة و مستندات التحصيل و الصرؼ و ؿباولة كشف ما تتضمنو من‬
‫ـبالفات و وضع تقرير شامل عن ذلك‪ ،‬و بناء عليو تستطيع السلطة التشريعيّة فحص اغبساب‬
‫فحصا ج ّديًا رباسب على أساه اغبكومة من كافة اؼبخالفات اؼباليّة‪.‬‬ ‫اػبتامي ً‬
‫بالرقابة اؼبستقلّة من دولة ألخرى يف اعبزائر ؾبلس احملاسبة‪،‬‬ ‫و زبتلف ىذه اؽبيئة اليت تقوـ ّ‬
‫اؼبشرع اختصاص‬ ‫العامة ما عذا اغبسابات اليت يعطي ّ‬ ‫مهمة اغبكم على كافة اغبسابات ّ‬ ‫يتوذل ّ‬‫ّ‬
‫النظر فيها إذل جهات أخرى‪.‬‬
‫لك منها مستشار‪ ،‬و يعمل هبا عدد من‬ ‫تتكوف ىذه احملكمة من ع ّدة دوائر يرأس ّ‬ ‫و ّ‬
‫احملاسبُت يتولّوف ربضَت التقارير احملاسبيّة و الفنيّة اليت تطلبها منهم احملكمة‪ ،‬و يبثّل اغبكومة هبا‬
‫نائب عاـ و ؿباموف عامُت و يشمل عمل ىذه اؽبيئة يف أمرين‪:‬‬
‫أوالً‪:‬‬
‫بعد قياـ احملاسبُت بتقدًن حسابات الوزارات و اؼبصاحل اؼبختلفة إذل احملكمة‪ ،‬فإ ّهنا تقوـ‬
‫بتوزيع تلك اغبسابات على دوائرىا للقياـ بفحصها و مراجعتها للتأ ّكد من سالمتها و عدـ‬
‫خروجها على إجازة السلطة التشريعيّة للميزانيّة أو ـبالفتها للقواعد اؼباليّة اؼبعموؿ هبا فإذا قضت‬

‫(‪)1‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،113‬ص‪.117‬‬

‫‪025‬‬
‫ذمة احملاسب‪ّ ،‬أما إذا دل تكن اغبسابات‬
‫بسالمة تلك اغبسابات فإ ّهنا تصدر حكمها برباءة ّ‬
‫سليمة فإ ّف ىذا ال ىبرج عن احد أمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬أف تكوف باغبسابات زيادة يف اإليرادات أو نقص يف النفقات السابق تقديرىا‪ ،‬و ىنا‬ ‫ّ‬
‫تصدر احملكمة حكمها بأ ّف اغبسابات يف حالة فائض أي برباءة احملاسب‪.‬‬
‫و الثاني‪ :‬أف تكوف باغبسابات عجز نتيجة قلّة اإليرادات أو زيادة يف النفقات السابقة اعتمادىا‪،‬‬
‫و يف ىذه اغبالة تصدر احملكمة حكمها بأ ّف اغبسابات يف حالة عجز أي بإدانة احملاسب‪ ،‬و يلزـ‬
‫برد مبالغ العجز إذل اػبزينة الدولة‪.‬‬
‫جربا دوف أي إجراء واقف ؽبذا التنفيذ و يكوف للمحاسب حق‬ ‫و يبكن التنفيذ على أموالو ً‬
‫الطعن يف حكم احملكمة عن طريق التماس إعادة النظر أو عن ىذا النقص‪ ،‬إذا أثبت أنّو مسؤوؿ‬
‫عنو فإنّو يتم إخالء مسؤوليتو عن ىذا العجز‪.‬‬
‫و من ىنا جاءت تستم ّد تسميتها دبحكمة اغبسابات‪.‬‬
‫ثانيًّا‪:‬‬
‫يتضمن ماالً اكتشفتو من‬‫ّ‬ ‫أ ّف احملكمة باعتبارىا ىيئة تقنية تقوـ بوضع تقرير سنوي‬
‫ـبالفات صادرة من الوزارات أو اؼبوظفُت التابعُت ؽبم أثناء فبارستها لعملها‪ ،‬و تق ّدمو إذل رئيس‬
‫حىت يتم ّكنوا بناءً عليو من مناقشة‬
‫الدولة الذي يأمر بدوره توزيعها على أعضاء السلطة التشريعيّة ّ‬
‫بكل ما‬
‫أيضا ّ‬‫اغبساب اػبتامي للدولة بصورة فعليّة‪ ،‬باإلضافة على ذلك تقوـ ؿبكمة احملاسب ً‬
‫العامة‪.‬‬
‫ربريات و حبوث متعلّقة دبسائل اإليرادات و النفقات ّ‬ ‫تطلبو منها السلطة التشريعيّة من ّ‬
‫‪ -0-08‬الرقابة الماليّة و المحاسبيّة‪:‬‬
‫يقصد هبا قياـ ؾبلس احملاسبة دبراقبة اإليرادات و النفقات اليت تتضمنها حسابات الدولة‪،‬‬
‫للتأ ّكد من تنفيذىا بصورة سلميّة دوف ارتكاب إذل ـبالفات للقواعد اؼباليّة‪ ،‬و مراجعة حسابات‬
‫اؼبعاشات و التأمينات االجتماعيّة و فحص القرارات اؼبتعلّقة بشؤوف العاملُت و مراجعة حسابات‬
‫السنويّة و السلف و القروض و التسهيالت االئتمانية و الرقابة على اؼبخازف و مراجعة اغبسابات‬
‫اػبتاميّة للشركات و منشآت القطاع العاـ و بفحص سجالّت و دفاتر و مستندات التحصيل و‬
‫الصرؼ و كشف حوادث االختالس و االنباؿ و اؼبخالفات اؼباليّة و حبث أسباهبا و وسائل‬
‫تالقيها مستقبالً‪ ،‬و دبراجعة تقارير مراقيب اغبسابات و الشركات اليت تدخل يف اختصاصو و ىبتص‬

‫‪026‬‬
‫اعبهاز بفحص و مراجعة كل حساب أو عمل آخر يعهد إليو بفحصو أو مراجعتو من رئيس‬
‫اعبمهوريّة أو ؾبلس الشعب أو رئيس الوزراء و يبلغ رئيس اعبهاز مالحظاتو على اعبهة طالبة‬
‫مهمتو أف يفحص السجالت و اغبسابات و‬ ‫البحث‪.‬و يكوف جمللس احملاسبة يف سبيل تأدية ّ‬
‫اؼبستندات اؼبؤيّدة ؽبا و أي مستندات أو سجل أو أوراؽ أخرى يرى لزومها للقياـ باختصاصاتو‬
‫وبق لو معاينة و تفتيش األعماؿ للتأ ّكد من أ ّف اؼبصروفات صرفت يف‬
‫على الوجو األكمل‪ ،‬كما ّ‬
‫اؼبقررة لو من جهة‪ ،‬و لتقييم نتائجها من جهة أخرى(‪.)1‬‬
‫الوجو ّ‬
‫الرقابة التقنيّة‪:‬‬
‫‪ّ -3-08‬‬
‫العامة و شركاهتا فيما يتعلّق‬
‫تصرفات اؼبشرفُت على اؽبيئات ّ‬ ‫يكوف جمللس احملاسبة أف يقيّم ّ‬
‫التصرفات سليمة من الناحية اؼباليّة و‬
‫بأعماؿ اإلدارة و التنظيم‪ ،‬إذ من اؼبمكن أف تكوف ىذه ّ‬
‫احملاسبيّة و لكنّها معينة من الناحية الفنيّة‪ ،‬لكوهنا تراعي تنظيم العمل بأسلوب اقتصادي مقبوؿ فبّا‬
‫يستلزـ مراجعتو غبسابات تكاليف أعماؿ ىذه اعبهات و مراجعة نتائج أعماؽبا و ربديد العائد‬
‫العامة‪ ،‬أي أ ّف‬
‫منها‪ ،‬و تقدًن ىذا العائد اقتصاديًّا يف ضوء ما سبق ربديده يف اػبطّة االقتصاديّة ّ‬
‫العامة من الناحيّة اؼباليّة و اغبسابيّة و كذلك الناحيّة‬
‫من مهاـ ؾبلس احملاسبة متابعة تنفيذ اؼبيزانيّة ّ‬
‫اؼبرجوة لو دوف تبذير أو إسراؼ‪ ،‬و يقوـ‬‫حىت يتأ ّكد من أ ّف نتائج اإلنفاؽ تتّفق مع النتائج ّ‬ ‫التقنيّة‪ّ ،‬‬
‫اعبهاز بوضع تقارير كل ثالثي إذل جانب تقارير سنويّة عن نتائج أعمالو و مسؤوليّاتو‪.‬‬
‫بالرقابة الالّحقة على‬ ‫و يتّضح فبّا سبق أ ّف اختصاصات و أعماؿ ؾبلس احملاسبة تتعلّق ّ‬
‫تنفيذ اؼبيزانيّة و ليست رقابة سابقة عليو‪.‬‬
‫الرقابة السالفة الذكر‪ ،‬اإلداريّة و التشريعيّة و اؼبستقلّة‪ ،‬يبكن‬
‫استنادا إذل كافة أنواع ّ‬
‫ً‬ ‫أخَتا‬
‫و ً‬
‫بالرقابة السابقة على الصرؼ بينما يقوـ ؾبلس احملاسبة‬ ‫القوؿ بأ ّف وزارة اؼباليّة ىي اليت تقوـ‪ ،‬عاد ًة ّ‬
‫بالرقابة الالّحقة على الصرؼ(‪.)2‬‬ ‫ّ‬

‫( ‪)1‬‬
‫العامة‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬الطبعة السابعة‪ ،2016 ،‬ص‪.83‬‬
‫حسُت مصطفى حسُت‪ ،‬اؼباليّة ّ‬
‫(‪)2‬ؿبمد عباس ؿبرزي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،457‬ص‪.461‬‬

‫‪027‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫العامة‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬الطبعة السابعة‪.2016 ،‬‬‫‪ -1‬حسُت مصطفى حسُت‪ ،‬اؼباليّة ّ‬
‫العامة‪ ،‬منشورات اغبليب اغبقوقية‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبناف‪،‬‬‫‪ -2‬سوزي عدرل ناشد‪ ،‬أساسيات اؼباليّة ّ‬
‫‪.2009‬‬
‫العامة‪ ،‬الطبعة األوذل‪ ،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬عماف‪.2009 ،‬‬
‫‪ -3‬طارؽ اغباج‪ ،‬اؼباليّة ّ‬
‫العامة‪ ،‬دار زىراف للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫‪ -4‬عبد الغفور إبراىيم أضبد‪ ،‬مبادئ االقتصاد و اؼباليّة ّ‬
‫عماف‪ ،‬األردف‪.‬‬
‫العامة‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الساحة اؼبركزية‪ ،‬بن‬
‫‪ -5‬علي زغدود‪ ،‬اؼباليّة ّ‬
‫عكنوف‪ ،‬اعبزائر‪.2006 ،‬‬
‫العامة‪ ،‬عادل الكتب اغبديث‪ ،‬إربد‪ ،‬عماف‪ ،‬األردف‪.2008 ،‬‬ ‫‪ -6‬فليح حسن خلف‪ ،‬اؼباليّة ّ‬
‫العامة‪ ،‬دار العلوـ للنشر و التوزيع‪.2003 ،‬‬
‫‪ -7‬ؿبمد الصغَت بعلي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ ،‬اؼباليّة ّ‬
‫العامة ‪ -‬اؼبيزانية‬
‫العامة ‪ -‬اإليرادات ّ‬
‫العامة‪ ،‬النفقات ّ‬
‫‪ -8‬ؿبمد عباس ؿبرزي‪ ،‬اقتصاديات اؼباليّة ّ‬
‫العامة للدولة‪ ،‬ديواف اؼبطبوعات اعبامعية‪ ،‬الساحة مركزية‪ ،‬بن عكنوف ‪ -‬اعبزائر‪.2003 ،‬‬
‫ّ‬

‫‪028‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫مقدمة‬
‫‪1‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬التطور التاريخي للمالية العامة وعالقتها بالتخصصات االخرى‬
‫‪2‬‬ ‫نشأة وتطور اؼبالية العامة‬ ‫‪-1‬‬
‫‪2‬‬ ‫اؼبالية العامة يف العصور القديبة‬ ‫‪-1-1‬‬
‫‪2‬‬ ‫اؼبالية العامة يف العصور الوسطى‬ ‫‪-2-1‬‬
‫‪4‬‬ ‫اؼبالية العامة يف االسالـ‬ ‫‪-3-1‬‬
‫‪5‬‬ ‫اؼبالية العامة يف النظاـ الرأظبارل‬ ‫‪-4-1‬‬
‫‪7‬‬ ‫اؼبالية العامة يف النظاـ االشًتاكي‬ ‫‪-5-1‬‬
‫‪8‬‬ ‫عالقة اؼبالية بالعلوـ األخرى‬ ‫‪-2‬‬
‫‪8‬‬ ‫اؼبالية العامة واالقتصاد‬ ‫‪-1-2‬‬
‫‪9‬‬ ‫اؼبالية العامة واالحصاء‬ ‫‪-2-2‬‬
‫‪9‬‬ ‫اؼبالية العامة والقانوف‬ ‫‪-3-2‬‬
‫‪11‬‬ ‫اؼبالية العامة وعلم االجتماع والسياسة‬ ‫‪-4-2‬‬
‫‪11‬‬ ‫اؼبالية العامة واحملاسبة‬ ‫‪-5-2‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬النفقات العامة‬
‫‪12‬‬ ‫مفهوـ النفقات العامة‬ ‫‪-1‬‬
‫‪13‬‬ ‫مفهوـ النفقات اػباصة‬ ‫‪-2‬‬
‫‪13‬‬ ‫ؿبددات االنفاؽ العاـ‬ ‫‪-3‬‬
‫‪15‬‬ ‫تقسيمات النفقات العامة‬ ‫‪-4‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -1-4‬التقسيم النظري العلمي للنفقات العامة‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -2-4‬التقسيم العملي للنفقات العامة‬
‫‪18‬‬ ‫ظاىرة ازدياد النفقات العامة‬ ‫‪-5‬‬
‫‪23‬‬ ‫اآلثار االقتصادية واالجتماعية للنفقات العامة‬ ‫‪-6‬‬

‫‪029‬‬
‫‪34‬‬ ‫تقسيم النفقات العامة يف اؼبيزانية اعبزائرية‬ ‫‪-7‬‬
‫‪38‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬االيرادات العامة‬
‫‪38‬‬ ‫مفهوـ االيرادات العامة‬ ‫‪-1‬‬
‫‪39‬‬ ‫أنواع االيرادات العامة‬ ‫‪-2‬‬
‫‪39‬‬ ‫معايَت تصنيف االيرادات العامة‬ ‫‪-3‬‬
‫‪41‬‬ ‫تقسيم الدومُت(األمالؾ الوطنية)‬ ‫‪-4‬‬
‫‪42‬‬ ‫الدومُت اػبدماٌب‬ ‫‪-5‬‬
‫‪43‬‬ ‫الدومُت التجاري‬ ‫‪-6‬‬
‫‪43‬‬ ‫االيرادات من الضرائب‬ ‫‪-7‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -1-7‬تعريف الضريبة‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -2-7‬القواعد العامة (اؼببادئ العامة للضريبة)‬
‫‪45‬‬ ‫أىداؼ الضرائب‬ ‫‪-8‬‬
‫‪46‬‬ ‫الوعاء الضرييب‬ ‫‪-9‬‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -10‬الضرائب اؼبباشرة والضرائب غَت اؼبباشرة‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -11‬معيار التمييز‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -12‬تقدير الضرائب اؼبباشرة وغَت اؼبباشرة‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -13‬الضريبة على رأس اؼباؿ والضريبة على الدخل والضريبة على االنفاؽ‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -14‬طرؽ تقدير اؼبادة اػباضعة للضريبة‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -15‬حساب الضريبة‬
‫‪54‬‬ ‫‪ -16‬التهرب واالزدواج الضرييب‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -1-16‬مفهوـ التهرب الضرييب‬
‫‪58‬‬ ‫‪ -17‬االزدواج الضرييب‬
‫‪59‬‬ ‫‪ -1-17‬أنواع االزدواج الضرييب‬
‫‪61‬‬ ‫‪ -18‬أسباب انتشار االزدواج الضرييب‬
‫‪62‬‬ ‫‪ -19‬االزدواج الناشئ عن نفس السلطة‬

‫‪002‬‬
‫‪64‬‬ ‫‪ -20‬اآلثار االقتصادية للضرائب‬
‫‪65‬‬ ‫‪ -21‬االيرادات من الرسوـ‬
‫‪66‬‬ ‫‪ -1-21‬مفهوـ الرسم‬
‫‪67‬‬ ‫‪ -2-21‬أنواع الرسوـ‬
‫‪67‬‬ ‫‪ -22‬طرؽ دفع الرسوـ‬
‫‪67‬‬ ‫‪ -23‬تعريف االتاوة‬
‫‪69‬‬ ‫‪ -24‬الثمن العاـ‬
‫‪69‬‬ ‫‪ -25‬االيرادات من القروض العامة‬
‫‪69‬‬ ‫‪ -1-25‬تعريف القرض‬
‫‪70‬‬ ‫‪ -2-25‬خصائص القرض العاـ‬
‫‪70‬‬ ‫‪ -26‬أسباب اللجوء اذل القروض العامة‬
‫‪71‬‬ ‫‪ -27‬أنواع القروض العامة‬
‫‪74‬‬ ‫‪ -28‬اصدار القروض وشروطها‬
‫‪75‬‬ ‫‪ -29‬اآلثار االقتصادية للقروض العامة‬
‫‪77‬‬ ‫‪ -30‬ايرادات الدولة النقدية‬
‫‪78‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الميزانية العامة للدولة‬
‫‪79‬‬ ‫مفهوـ اؼبيزانية العامة‬ ‫‪-1‬‬
‫‪79‬‬ ‫اؼبوازنة العامة نظرة توقعية مستقبلية‬ ‫‪-2‬‬
‫‪80‬‬ ‫اؼبيزانية العامة واؼبيزانية اػباصة‬ ‫‪-3‬‬
‫‪80‬‬ ‫اؼبيزانية واحملاسبة الوطنية‬ ‫‪-4‬‬
‫‪81‬‬ ‫عناصر اؼبيزانية‬ ‫‪-5‬‬
‫‪81‬‬ ‫الطبيعة القانونية للميزانية العامة‬ ‫‪-6‬‬
‫‪82‬‬ ‫أنبية اؼبيزانية العامة‬ ‫‪-7‬‬
‫‪82‬‬ ‫اؼبوازنة العامة‬ ‫‪-8‬‬
‫‪83‬‬ ‫مراحل اعداد اؼبوازنة العامة‬ ‫‪-9‬‬

‫‪000‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪ -10‬اؼببادئ العامة اليت ربكم ربضَت اؼبيزانية العامة‬
‫‪88‬‬ ‫‪ -11‬اؼبفهوـ التقليدي ؼببدأ توازف اؼبيزانية العامة‬
‫‪89‬‬ ‫‪ -12‬اؼبفهوـ اغبديث ؼببدأ توازف اؼبيزانية العامة‬
‫‪92‬‬ ‫‪ -13‬اعداد وتنفيذ اؼبيزانية العامة‬
‫‪95‬‬ ‫‪ -14‬اعتماد اؼبيزانية العامة‬
‫‪98‬‬ ‫‪ -15‬تنفيذ اؼبيزانية العامة‬
‫‪101‬‬ ‫‪ -16‬مراقبة اؼبيزانية العامة‬
‫‪103‬‬ ‫‪ -17‬الرقابة أثناء تنفيذ اؼبيزانية‬
‫‪104‬‬ ‫‪ -18‬قانوف ضبط اؼبيزانية العامة‬

‫‪000‬‬

You might also like