You are on page 1of 19

‫بواعـــث التجربة الشعرية عــند آدم عبد هللا اإللوري‬

‫مستخمص‪:‬‬
‫البواعث جمع الباعث‪ ،‬وىي الدواعي التي تدفع الشاعر وتحثّو عمى االنفعاؿ بأي‬
‫موضوع مف الموضوعات‪ .‬يتناوؿ البحث بواعث التجربة الشعرية عند الشاعر آدـ‬
‫التعرؼ عمييا‪ ،‬والوقوؼ عمى دورىا ومدى تأثيرىا في خمؽ‬
‫ّ‬ ‫عبد هللا اإللوري‪ ،‬بغية‬
‫تجربتو؛ معتمدا عمى المنيج الوصفي والتحميمي في إجراء البحث‪.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫الحمد لػمو رب العالميف‪ ،‬باعث الخمؽ يوـ الديف‪ ،‬والصالة والسالـ عمى المبعوث‬
‫رحمة لمعالميف‪ .‬وبعد؛‬

‫ويعدونو مف المعايير التي يميز بيا‬ ‫فني ييتـ بو النقاد‬ ‫فالتجربة الشعرية مصطمح‬
‫ّ‬ ‫ّّ‬
‫جيد الشعر عف زائفو‪ .‬وىذا البحث يعرض في إيجاز كممة عف الشاعر‪ ،‬وعف مفيوـ‬ ‫ّ‬
‫التجربة الشعرية‪ ،‬وبواعثيا‪ ،‬ثـ يدرس تمؾ البواعث عند الشاعر أدـ عبد هللا اإللوري‪.‬‬

‫التعريف بالشاعـــــر‪:‬‬

‫ولد آدـ عبد الباقي بف حبيب هللا بف عبد هللا اإللوري يوـ الجمعة بقرية واسا في‬
‫جميورية بنيف )‪ (Benin‬المعروفة بداىومي سابقا‪ ،‬عاـ ‪1917 – 1340‬ـ‪ .‬نشأ‬
‫ببيت العمـ واألدب‪ ،‬إذ كاف أخوه واخوانو وجده عمماء‪ ،‬ولذلؾ‪ ،‬فقد كاف أبوه معممو‬
‫األوؿ وشيخو ومربيو‪ ،‬الذي غرس في قمبو حب العمـ وروح المثابرة في سبيؿ‬
‫مولعا بتحصيمو‪ .‬وبعد أخذ األساس مف‬
‫ً‬ ‫تحصيمو فترعرع وشب وشاب طالبا لمعمـ‬
‫أبيو‪ ،‬تتممذ لمشيخ صالح ْأي ِس ْننوبَِيوا )‪ (Esin Niyiobiwa‬اإللوري‪ ،‬والشيخ عمر‬
‫الحد بؿ دفعو‬
‫األربجي اإللوري والشيخ آدـ نمعجي الكنوي‪ .‬ولـ ينتو األمر عند ىذا ّ‬
‫شغفو لمعمـ إلى أف يستزيد عند عدد مف عمماء العرب‪ ،‬راحال في سبيؿ تحصيؿ العمـ‬
‫إلى القاىرة والسوداف العربي والمممكة العربية السعودية ‪1942‬ـ‪.1‬‬

‫تيسر لو مف العمـ‪ ،‬ف ّكر في أف ينفع بو قومو‪،‬‬ ‫وبعد أف جمع اإللوري ما ّ‬


‫انطالقا مف فيمو الدقيؽ لقوؿ رسوؿ هللا (ص)‪" :‬مف كتـ عمما ألجمو هللا يوـ القيامة‬
‫‪1‬‬
‫بمجاـ مف نار"‪ .2‬فأسس مركزه‪" :‬التعميـ العربي اإلسالمي" عاـ ‪1952‬ـ‪ ،‬في‬
‫أبيكوتا )‪ (Abeokuta‬في أوؿ األمر‪ ،‬ثـ انتقؿ بو إلى أغيغي الغوس ‪(Agege,‬‬
‫)‪ Lagos‬عاـ ‪1955‬ـ‪ ،‬وقد تخرج فيو آالؼ مف أبناء نيجيريا خاصة وغرب أفريقيا‬
‫‪3‬‬
‫عامة‪.‬‬
‫ألّؼ اإللوري ما يناىز مائة كتاب في فنوف مختمفة‪ ،‬منيا‪ :‬المغة العربية‪،‬‬
‫واألدب العربي‪ ،‬والدعوة‪ ،‬والتصوؼ‪ ،‬والسياسة‪ ،‬والتربية اإلسالمية‪ ،‬وغيرىا‪ .‬وكاف‬
‫الشيخ يوجو الناس ويرشدىـ حوؿ أمور دنياىـ وأخراىـ مف خالؿ خطبو المنبرية في‬
‫مسجد مركزه‪ ،‬ومجالس تفسيره الرمضانية والمناسبات االجتماعية التي كاف يحضرىا‪.‬‬
‫ولـ يفتر اإللوري في الدعوة إلى هللا تعالى إلى انتقالو إلى جوار ربو ‪1992‬ـ‪.4‬‬

‫مفيوم التجربة الشعرية‪ ،‬وبواعثيا‪:‬‬

‫مفيوميا‪:‬‬

‫تعرؼ التجربة الشعرية بأنيا "الصورة الكاممة النفسية أو الكونية التي يصورىا الشاعر‬
‫حيف يفكر في أمر مف األمور تفكي ار ينـ عف عميؽ شعوره واحساسو‪ .‬وفييا يرجع‬
‫الشاعر إلى اقتناع ذاتي‪ ،‬واخالص فني‪ ،‬ال إلى مجرد ميارتو في صياغة القوؿ‬
‫ليعبث بالحقائؽ أو يجاري شعور اآلخريف ليناؿ رضاىـ‪ ،‬بؿ إنو ليغذي شاعريتو‬
‫‪5‬‬
‫بجميع األفكار النبيمة‪ ،‬ودواعي اإليثار التي تشؼ عف جماؿ الطبيعة والنفس"‪.‬‬

‫فصاحب التجربة يفكر في أمر نفسي أو كوني‪ ،‬يممؾ عميو كؿ مشاعره‬


‫وأحاسيسو فيصوغو في صورة شعرية‪ ،‬ترضيو ىو أوال بأف تكوف معيرة عما في‬
‫نقسو‪ ،‬وترضي غيره بعد ذلؾ ألنيا تكشؼ عف حقائؽ النفس والحياة وتبعث عمى‬
‫اإلحساس بالمتعة والجماؿ‪.‬‬

‫بدء‬
‫وبعارة أخرى يمكف تعريؼ التجربة الشعرية بأنيا "عممية اإلبداع في النظـ ً‬
‫مف المثير الذي أثار الشاعر وجعمو ينفعؿ‪ ،‬ثـ ماتال ذلؾ مف عمميات شعورية‬
‫صورت في قصيدة"‪ .6‬فال بد مف مثير يبعث الشاعر‬ ‫والشعورية في حناياه حتى ّ‬
‫لالنفعاؿ واال كانت القصيدة مجتمبة وفاترة العاطفة‪ .‬والشعر الحقيقي المعبر عما في‬

‫‪2‬‬
‫نفس صاحبو ال ينشأ إال بعد تفاعؿ الشاعر مع المؤثرات النفسية مف حولو‪ ،‬والتي‬
‫تدفعو إلنشاء ىذا الشعر مف خالؿ معاناة وجدانية فكرية تتولد منيا القصيدة معبرة‬
‫‪7‬‬
‫عف التجربة الشعورية التى عاشيا‪.‬‬

‫فالتجربة الشعربة إذف معاناة‪ ..‬معاناة عمى مستويات متعددة‪ :‬صراع مع‬
‫المغة‪ ،‬وصراع مع نوازع النفس‪ ،‬وصراع مع جماليات الشعر‪ ،‬وىي صراع عقمي‬
‫‪8‬‬
‫روحي وجداني‪.‬‬

‫فصراعيا مع المغة يكوف في‪ :‬اختيار القوالب الصياغية المناسبة ليا دوف أف تقصر‬
‫عنيا أو تطوؿ‪ ،‬أو بمعنى آخر في "اتساؽ الثوب الشعري مع التجربة‪ ،‬وتفصيمو عمى‬
‫قدرىا‪ ،‬فال يكوف طويال فضفاضا وال قصي ار معريا‪ ،‬وصراع مع نوازع النفس‪ :‬في‬
‫التعرؼ عمى دواخميا وأسرارىا واستبطاف المشاعر واألحاسيس التي تجوؿ بيا‪،‬‬
‫وصراع مع جماليات الشعر‪ :‬في التعبير عف ىذه التجربة عمى أجمؿ صروة ممكنة‬
‫‪9‬‬
‫باالستعانة بوسائؿ الشعر الجمالية كاألسموب المتيف والصور البديعة وغير ذلؾ"‪.‬‬

‫بواعـــثيا‪:‬‬

‫اىتـ النقد القديـ ببواعث الشعر ودواعيو‪ ،‬فعرض ألنواعيا‪ ،‬وساؽ في ذلؾ أخبا ار‬
‫لشعراء عرفوا بباعيـ الطويؿ في الشعر العربي‪ .‬وذلؾ عندما سئؿ أرطأة بف سيبة‪:10‬‬
‫أتقوؿ الشعر اليوـ؟ فقاؿ‪ :‬وهللا ما أطرب‪ ،‬وال أغضب‪ ،‬وال أشرب‪ ،‬وال أرغب‪ ،‬وانما‬
‫يجيء الشعر عند إحداىف "وقد قيؿ لمحطيئة‪ " :‬أي الناس أشعر؟ فأخرج لسانا دقيقا‬
‫‪11‬‬
‫كأنو لساف حية‪ ،‬فقؿ‪ :‬ىذا إذا طمع‪.‬‬

‫وبعض األحكاـ النقدية تصور استحضارىـ لمبواعث الشعرية‪ ،‬فقد سئؿ يونس‬
‫النحوي عف أشعر الشعراء فقؿ‪ " :‬امرؤ الفيس إذا غضب‪ ،‬والنابغة إذا رىب‪ ،‬وزىير‬
‫‪12‬‬
‫إذا رغب‪ ،‬واألعشى إذا طرب‪".‬‬

‫وىـ بذلؾ قد وضعوا أيدييـ عمى قضية نقدية ىامة‪ ،‬ىي العالقة بيف جودة‬
‫الشعر وبواعثو‪ ،‬أو " الصمة بيف األدب ونفسية األديب"‪ .13‬إال أنيـ توسعوا في مفيوـ‬
‫‪14‬‬
‫مثال يقوؿ‪ " :‬ولمشعر دواع تحث البطيء وتبعث المتكمؼ منيا‬ ‫الباعث‪ ،‬فابف قتيبة‬
‫‪3‬‬
‫الطمع‪ ،‬ومنيا الشوؽ‪ ،‬ومنيا الشراب‪ ،‬ومنيا الطرب‪ ،‬ومنيا الغضب"‪ .15‬فالطمع‬
‫والشوؽ والغضب مف البواعث بال شؾ‪ ،‬ألنيا ممتصقة بالنفس وصادرة عنيا‪ ،‬أما‬
‫الشرب والطرب فيما بمثابة اإلغراء والتحفيز ليذه البواعث‪.‬‬

‫ومحفزات البواعث كثيرة‪ ،‬وتختمؼ مف شاعر إلى آخر باختالؼ النفسيات‬


‫وطرائؽ التفكير‪ .‬وقد ورد بعضيا في وصية أبي تماـ لمبحتري حيف قاؿ‪" :‬يا أبا‬
‫تخير األوقات وأنت قميؿ اليموـ‪ ،‬صفر مف الغموـ‪ ،‬واعمـ أف العادة جرت في‬
‫عبادة ّ‬
‫األوقات أف يقصد اإلنساف لتأليؼ شيء أو حفظو في وقت السحر‪ ،‬وذلؾ أف النفس‬
‫قد أخذت حظّيا مف الراحة‪ ،‬وقسطيا مف النوـ‪ ...‬واذا عارضؾ الضجر فأرح نفسؾ‪،‬‬
‫وال تعمؿ شعرؾ إال وأنت فارغ القمب‪ ،‬واجعؿ شيوتؾ لقوؿ الشعر الذريعة إلى حسف‬
‫‪16‬‬
‫نظمو‪ ،‬فإف الشيوة نعـ المعيف"‪.‬‬

‫والبواعت نفسيا تتعدد وتتبايف شأنيا محفزاتيا‪ ،‬وذلؾ لتبايف نفسيات الشعراء‪،‬‬
‫والمؤثرات المحيطة بيـ‪ .‬كما أف "االنفعاالت الحصر ليا‪ ،‬وكؿ موقؼ لو انفعالو‬
‫‪17‬‬
‫الخاص مف حيث القوة والضعؼ‪ ،‬والكثرة والقمة"‪.‬‬

‫ومف جية أخرى نجد أف البواعث ميما تضافرت وتوافرت فإنيا لف تنتج لنا شع ار ما‬
‫لـ تمؽ الموىبة الفطرية لدى الشاعر‪ .‬وقد وصؼ النقد القديـ الشعر بأنو " عمـ مف‬
‫عموـ العرب يشترؾ فيو الطبع والرواية والذكاء‪ ،‬ثـ تكوف الدربة مادة لو‪ ،‬وقوة لكؿ‬
‫واحد مف أسبابو"‪ .18‬فالطبع والذكاء يمثالف الموىبة لدى الشاعر‪ ،‬والتي تنمي بالدربة‬
‫والرواية‪.‬‬

‫وفي النقد الحديث نجد عناية بالغة بالبواعث وتأثيرىا‪" ،‬فميس بشعر يستحؽ‬
‫الحياة ما ليست لو بواعث‪ ،‬والشعر ال يفنى إال إذا فنيت بواعثو‪ ،‬وما بواعثو إال‬
‫محاسف الطبيعة ومخاوفيا‪ ،‬وخوالج النفس وأمانييا‪ ،‬فإذا حكمنا بانقضاء ىذه البواعث‬
‫‪19‬‬
‫فكأنما حكمنا بانقضاء اإلنساف"‪.‬‬

‫بواعــث التجربة الشعرية آدم عبد هللا اإللوري‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫توافرت الموىبة الفطرية لإللوري وكذلؾ روافدىا التي غ َذ ْتيا وصقمتيا؛ كالرحالت‪،‬‬
‫واالطالع عمى األدب العربي القديـ واآلداب المحمية‪ ،‬والتنوع في المعارؼ التاريخية‬
‫‪20‬‬
‫أمد ىذه الموىبة بأسباب القوة والنماء‪.‬‬
‫والمغوية‪ ،‬وغير ذلؾ‪ ،‬مما ّ‬

‫وقد تنوعت بواعث الشعر التي دفعت ىذه الموىبة عند اإللوري‪ ،‬وتتمثؿ فيما‬
‫يمي‪:‬‬

‫‪-1‬حبو لموطن ووالؤه لو‪:‬‬

‫ليذا الباعث مظاىر في شعر اإللوري تتمثؿ فيما يأتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬البعد عف الوطف والحنيف إليو‪:‬‬


‫يتضح ىذا الباعث غاية الوضوح في شعره الذي أنشأه في سفره األوؿ إلى‬
‫بالد العرب (جميورية مصر العربية)‪ ،‬وىو يتشوؽ لوطنو وذويو وأحبابو‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫مف الطويؿ‬ ‫يقوؿ اإللوري في قصيدتو بعنواف " كـ ليمة قد بتيا نابغية"‬
‫سالم ػ ػػي إلى أىػ ػػمي بػيا متػ ػ ػ ارضػ ػ ػ ػػيا‬ ‫أبمغف‬
‫ْ‬ ‫أيا قاصدا أرض النيجػ ػ ػػيريا‬

‫إذا عسعس المػ ػػيؿ تػ ػ ػرى الصبح آتػػيا‬ ‫وقؿ لػيـ إنػ ػ ػػي أعػ ػػود إلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيـ‬

‫تقػ ػػدميا أضحى عػ ػ ػػف الدي ػ ػ ػف نائ ػ ػػيا‬ ‫أيت بالدي بالتػ ػ ػ ػ ػ ػػقاليد أرىػ ػ ػ ػػقت‬
‫ر ُ‬

‫وال عالػ ػ ػ ػ ػػما إال عػ ػػف الػ ػح ػػؽ الى ػ ػيا‬ ‫ولـ تر فييا غير مف كاف حاسدا‬

‫ولست إذا ما ضاؽ صدري بما بو ب ػػتارؾ فعؿ الخػ ػ ػػير ما دمت باقػ ػ ػػيا‬

‫ُي ػ ػ ػ ػرى غير مبم ػ ػ ػ ٍّػو وكاف مػ ػ ػن ػ ػػاديػػا‬ ‫ػالح‬


‫فما مف نبي أو ولي وصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬

‫بدا لػيا‬
‫إلس ػ ػػقاط ري ػ ػ ػ ػػب القمب م ّػما َ‬ ‫أزى ػ ار‬
‫ليذا خرجنا قاص ػ ػ ػ ػ ػ ػػديف ا‬

‫كف قمػبي لمع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػال كاف نػػاويػا‬


‫ول ّ‬ ‫ويوـ تركت البيت يوـ مكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ّػدٌر‬

‫محػ ػ ػ َّػمد سعد وابػػف سم ػ ػ ػػماف ثان ػ ػػيا‬ ‫محػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمد راجي آدـ ذو قصيدة‬

‫ورحمتنا "َب ْس" مػ ػػف لغ ػػوس و ازري ػ ػػا‬ ‫ركبنا قطا ار مثؿ فردوس في الينا‬

‫‪5‬‬
‫أسامر أفالؾ السػ ػ ػػما والض ػ ػواريػ ػػا‬ ‫ليمة قد بتُّ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيا نابغػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ٍ‬
‫َّة‬ ‫وكـ ٍ‬
‫ْ‬
‫انفعؿ الشاعر ىنا بالحنيف والشوؽ إلى األىؿ واألقارب واألحباء‪ ،‬وبظروفو الشخصية‬
‫وتمسؾ الشعب‬
‫ّ‬ ‫الضيقة في الغربة‪ ،‬وما يعانيو مف حقد الحاقديف عميو في وطنو‪،‬‬
‫ّ‬
‫بعادات غير شرعية وتقاليد جاىمية‪ ،‬وجيالة العمماء؛‪ 22‬األمر الذي جعمو ىو وبعض‬
‫أصحابو وأصدقائو مضطريف إلى السفر طمبا لتسمية النفس وتخفيفا مف أعبائيا‪.‬‬

‫وعمى الرغـ مف كوف تجربة الشاعر ىنا تجربة شخصية ذاتية‪ ،‬فإف ما فييا‬
‫ٍ‬
‫صادقة‪ ،‬قد أخرج صدقيا مف نطاؽ الفردية إلى أفؽ‬ ‫ٍ‬
‫وجدانية‬ ‫ٍ‬
‫ومعاناة‬ ‫وي‬
‫مف انفعاؿ ق ٍّ‬
‫كؿ مغترب يشعر بالحنيف إلى وطنو أيف ما كاف‪،‬‬
‫اإلنسانية الرحب الواسع يجعؿ َّ‬
‫ويجعمنا نشارؾ الشاعر في حزنو وشوقو وسخطو عمى أسباب ودوافع خروجو مف‬
‫تمسؾ قومو بالتقاليد الجاىمية وحقد الحاقديف عميو مف عمماء‬
‫وطنو وأكبرىا ّ‬
‫معاصريو‪.‬‬

‫وصؼ تقاليد الشعب السيئة وتصوير حالتو والحث عمى تطويره‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫كاف مف مياـ الشعراء إجالء الحقيقة لشعوبيـ واصالح أحواليـ السمبية كمما‬
‫بدا ليـ‪ ،‬فيـ كالشموس ينيػ ػػروف لغيرىـ بينما يحترقوف مف الداخؿ‪ ،‬فكـ مف‬
‫شاعر أعدـ وسجف ونفي عف الوطف بسبب آرائو ومواقفو تجاه أمور وقضايا‬
‫حساسة في المجتمع‪ ،‬يقوؿ آدـ اإللوري في قصيدتو "ويح قومي" متأث ار‬
‫بأحواؿ قومو تجاه موضوع" التواضع والحياء" المذيف أساء قومو فييما الفيـ‬
‫‪23‬‬
‫(مف الرمؿ)‪:‬‬
‫وأسػ ػ ػػاءوا ف ػيو خت ػ ػ ػ ػ ػما وابت ػ ػ ػ ػػداء‬ ‫ويح قومي جيموا معنى ال ػ ػػحياء‬

‫وبن ػ ػ ػ ػ ػ ػػوه في سػ ػ ػ ػػج ػ ػود وانح ػ ػػناء‬ ‫ىكذا قد ج ػ ػ ػػيموا الت ػ ػ ػ ػواض ػ ػ ػ ػ ػ ػػعا‬

‫لػ ػ ػ ػ ػػيـ قبؿ وص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوؿ لمػ ػ ػفن ػ ػػاء‬ ‫خمع ن ػ ػػعؿ جع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػموه واجػ ػ ػ ػ ػ ػػبا‬

‫وبػ ػ ػػروؾ ليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػـ ع ػ ػند المػ ػ ػ ػ ػ ػػقاء‬ ‫وانب ػ ػ ػػطاح لػ ػ ػػيـ عند الس ػ ػ ػ ػػالـ‬

‫وأباحوا الكذب والقػ ػ ػوؿ اليػ ػ ػ ػ ػ ػراء‬ ‫في مقاـ الحؽ أوجبوا السكوت‬

‫‪6‬‬
‫صػ ػ ػ ّػيروىا مذىػ ػ ػ ػ ػ ػبا لمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعمم ػ ػ ػػاء‬ ‫والغرور والػ ػ ػػدعاوي الك ػ ػ ػ ػػاذبة‬

‫بطع ػ ػ ػ ػ ػػاـ وشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراب وكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػساء‬ ‫عمماء السػ ػ ػػوء مف قد ابتػ ػ ػ ػ ػػموا‬

‫أصبػ ػ ػػحوا ط ػ ػ ػ ػػوع ػ ػ ػ ػا عبيد األمراء‬ ‫قط ػ ػ ػػعت ألسنيـ عند المػ ػ ػ ػػموؾ‬

‫فانب ػ ػ ػػروا يمت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدحوف األغػ ػػنياء‬ ‫كممت أف ػ ػ ػ ػواىيـ بالص ػ ػ ػ ػػدقات‬

‫أفض ػ ػ ػ ػ ػ ػػؿ الخمؽ وريثوا األنبيػ ػ ػ ػ ػػاء‬ ‫مػػع ى ػػذا يزع ػ ػ ػػموف أن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيـ‬

‫وص ػ ػ ػ ػ ػػفوه بال ػ ػ ػ ػ ػػذي منػ ػ ػ ػ ػػو ب ػ ػ ػ ػ ػراء‬ ‫ك ػػؿ مػف خالفيـ في ىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذه‬

‫واس ػ ػ ػتػػعدوا لنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػضاؿ واعتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداء‬ ‫جع ػػموه كػاف ػ ػ ػ ار لػ ػ ػػديػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػن ػ ػ ػػيـ‬

‫وداء يحتاج‬
‫يبدو أف الشاعر اعتبر ىذه العادات والتقاليد التي كاف عمييا قومو عم ًة ً‬
‫‪24‬‬ ‫إلى دواء‪ ،‬ومشكمةً تستدعي ِّ‬
‫حال‪ ،‬ولذلؾ نراه يتابع تمؾ األبيات السابقة بما يمي‪:‬‬

‫ػماء‬
‫مثؿ ما في العقؿ أو شرع الس ػ ػ ػ ػ ْ‬ ‫وال ػ ػتواضػ ػ ػ ػ ػػع الػ ػ ػ ػ ػ ػػذي نعرفػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ػيالء‬
‫واجت ػ ػ ػ ػػناب جػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ّػر ثػ ػ ػ ػوب الخػ ْ‬ ‫ؽ مف ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِّػؿ أح ػ ػػد‬
‫بقبوؿ الحػ ػ ػ ّ‬
‫كالحمقاء‬
‫ْ‬ ‫واحتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقار النػ ػ ػ ػفس ال‬ ‫واحتراـ الغػ ػ ػير في حػ ػد النػ ػ ػ ػ ػػيى‬
‫ػالء‬
‫ما يقي ػ ػ ػػؾ العار عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػند الع ػ ػقػ ػ ػ ْ‬ ‫الحؽ إف تػ ػ ػػسأل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػني‬‫ّ‬ ‫والحياء‬
‫ػياء‬ ‫ِ‬
‫كؿ فح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫غير ىذا ال يسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ّػمى بالح ْ‬ ‫ػش وخػ ػ ػػنا‬ ‫ويقي م ػ ػػف ّ‬
‫تدور القصيدة في نطاؽ قضايا خمقية اجتماعية؛ ألف موضوعيا أصال يعالج ما‬
‫انخرط في نفوس الناس مف اإلفراط واإلسراؼ في رذائؿ األخالؽ ومفاسدىا‪ ،‬ولـ‬
‫يستجب لِنداء الداعي إلى بدائميا مف فضائؿ وقيـ عميا‪.‬‬

‫اؾ واصفا حالة القوـ‪" :‬والواقع أف المجتمع النيجيري في‬ ‫أغ َ‬


‫يقوؿ األستاذ َ‬
‫ػبدعيا‪،‬‬
‫عصر الشاعر (اإللوري) قد اختمت موازينو في المثؿ اإلسالمية‪ ،‬واختمطت بػ ػ ػ ػ َ‬
‫وتصور الناس حقائؽ التوقير واإلجالؿ في أساليب تحايا جاىمية شنيعة ال عالقة ليا‬
‫محؿ‬
‫فحؿ الخجؿ والكسؿ َّ‬
‫جؿ شأنو مف سمطاف‪ّ ،‬‬
‫بالشريعة الحنفية إذ لـ يأذف بيا هللا ّ‬
‫الحياء والتواضع والصراحة‪ ،‬وسطا االعتقاد السطحي الضعيؼ عمى الشخصية‪،‬‬
‫ّ‬

‫‪7‬‬
‫وصرؼ الوىـ النفسي عف ارتياد معالي األمور‪ ،‬فقعدت العزائـ عف العظائـ‪ ،‬وخرست‬
‫‪25‬‬
‫الصراحة عف الحؽ‪ ،‬وفترت الحرية‪ ،‬ومات الضمير‪.‬‬

‫فقاـ اإللوري يعارض ويحارب ىذا المنظر القبيح بسالح شعري واضح إلصالح ىذا‬
‫الوضع أو الحالة الجاىمية التي بنى عميو قومو أسس الحياء واالحتراـ والتواضع‪.‬‬
‫الحب الخالص لموطف‪ ،‬وباعثا عمى‬ ‫ّ‬ ‫تػمثِّؿ القصيدة مظي ار مف مظاىر‬
‫محب لوطنو يكره أف يرى ما يدنسو‪ ،‬أو يحقّر شأف شعبو‪ ،‬فيبذؿ‬‫ّ‬ ‫االنفعاؿ؛ ألف كؿ‬
‫كؿ ما يممكو لينفي ويبعد عنو ذلؾ‪ ،‬كما يسعى وراء كؿ ما يرفع قيمتو ومكانتو في‬
‫العالـ‪.‬‬
‫حبو لمركزه لمتعميم وطالبو‪:‬‬
‫‪ّ -2‬‬
‫أسس اإللوري مرك از لمتعميـ العربي واإلسالمي عاـ ‪1952‬ـ في أبيكوتا )‪(Abeokuta‬‬
‫ّ‬
‫في أوؿ األمر‪ ،‬ثـ انتقؿ بو إلى أغيغي الغوس )‪ (Agege, Lagos‬عاـ ‪1955‬ـ‪،‬‬
‫وقد تخرج فيو آالؼ مف أبناء نيجيريا خاصة وغرب أفريقيا عامة‪ .‬وليذا كاف الشاعر‬
‫جما تشيد عميو بعض قصائده وأراجيزه‪ .‬ومف أشيرىا قصيدتو‬ ‫حبا ّ‬
‫يحب المركز ّ‬
‫‪26‬‬
‫بعنواف "مركزي أفديؾ روحي" مف مجزوء الرمؿ‪:‬‬

‫في حػ ػ ػ ػ ػػياتي وم ػ ػ ػ ػ ػم ػ ػ ػ ػ ػػاتي‬ ‫مركزي أفػ ػ ػػدي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؾ روحي‬


‫منقذي مػ ػ ػ ػ ػػف جػ ػ ػي ػ ػ ػ ػ ػ ػػالتي‬ ‫مركزي أنت ط ػ ػ ػ ػ ػبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيبي‬
‫كعجيب الم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػجزات‬ ‫مػ ػ ػػرك ػ ػ ػ ػ ػػزي جاء ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعمـ‬
‫أدع ػ ػ ػ ػ ػػيو ف ػ ػ ػ ػػي ح ػ ػ ػيػ ػ ػ ػ ػ ػػاتي‬
‫ّ‬ ‫ليس لي في الجيؿ فػ ػ ػ ػ ػػضؿ‬
‫وزمػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ المػ ػ ػ ػ ػ ػ ػي ػ ػ ػ ػمػ ػ ػ ػػكات‬ ‫إنما ال ػ ػ ػ ػػجي ػ ػ ػ ػ ػػؿ ض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالؿ‬
‫بأحػ ػ ػ ػػب ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوات‬ ‫أسػ ػػأؿ هللا ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمـ في كؿ الج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيات‬ ‫لرجاؿ يخدمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوف العػ ػ ػ ػ ػ ػ‬
‫بن ػ ػ ػ ػ ػبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ال ػ ػ ػ ػ ػب ػ ػ ػػر ك ػػات‬ ‫أف ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديـ الن ػ ػػصر في ػ ػ ػػيـ‬

‫فداء لو ليعيش ىذا‬


‫بحب الشاعر العميؽ لمركزه‪ ،‬فقد جعؿ نفسو ً‬
‫تنبض ىذه األبيات ّ‬
‫المركز في ىناء وسعادة وسالمة في حياتو وبعد مماتو‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪27‬‬
‫يعبر عف ذلؾ أيضا قصيدتو بعنواف "مركزي" مف مجزوء المتدارؾ‪:‬‬
‫ومما ّ‬
‫كنت أنت المنى مػ ػركزي‬
‫َ‬ ‫مركزي م ػ ػ ػ ػ ػػركزي مػ ػرك ػػزي‬

‫قومنا مف ع ػ ػ ػػمى‬
‫ػذف َ‬
‫أنق ػ ْ‬ ‫ج ػػئػ ػ ػ ػ ػ ػتنا بال ػػيدى والسػ ػ ػػنا‬

‫واحمػػنا تحت كؿ ِ‬
‫الحمى‬ ‫ػص ْف قومػػنا مػ ػ ػ ػف ردى‬
‫خم ػ َ‬
‫خذ بأيدي الورى لمػ ػ ّس ػػما‬ ‫سر بػػنا ل ػػم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرقي والػػعال‬
‫ّ‬
‫لمسػ ػػما لم ػ ػسمػ ػػا لم ػ ػ ػ ػ ػسما‬ ‫في العموـ والنػ ػ ػ ػظاـ والعمؿ‬

‫التخرج لفوج مف طالب المركز‬


‫ّ‬ ‫ويدخؿ في ىذا الباب قصيدتو التي ألقاىا يوـ حفمة‬
‫أي نوع مف‬
‫يحث طالبو عمى االستعداد التاـ لمواجية ّ‬ ‫ّ‬ ‫"استعدوا"‪ ،‬وفييا‬
‫ّ‬ ‫بعنواف‬
‫ويشجعيـ عمى الثبات والبطولة‪ ،‬وعدـ المباالة بالمصاعب‪ ،‬والعمؿ‬
‫ّ‬ ‫تحديات الحياة‪،‬‬
‫ّ‬
‫‪28‬‬
‫عمى نشر عموـ الديف‪ .‬فيقوؿ مف مجزوء الرمؿ‪:‬‬

‫است ػ ػع ػػدوا لمنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػضػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬ ‫ػاؿ‬


‫است ػ ػع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدوا لمن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػض ػ ػ ػ ْ‬
‫ػ ػ ػ ػػديف قد حاف الن ػ ػ ػ ػػضاؿ‬ ‫ػطاؿ عػ ػ ػ ػ ػ ػمـ الػ ػ ػ ػ‬
‫إي ػػو يا أب ػ ػ َ‬
‫ػ ػ ػػباؿ وامضوا الت ػ ػ ػ ػ ػ ػب ػ ػػالوا‬ ‫اذىبوا في األرض كاألش ػ ػ ػ‬

‫ل ػ ػ ػ ػيس ي ػ ػػدري ػ ػػيا رجػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬ ‫عممػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا النػ ػ ػػاس عػ ػػموم ػ ػػا‬

‫ػ ػعػػمـ أق ػ ػ ػ ػط ػػاب جػ ػ ػ ػ ػب ػػاؿ‬ ‫ع ػمّػ ػ ػ ػ ػم ػػوىـ أن ػكػػـ فػ ػ ػي الػ ػ ػ ػ‬

‫حسو الديني‪:‬‬
‫‪ّ -3‬‬
‫تظير العاطفة الدينية عند اإللوري في كثير مف قصائده‪ .‬وىي عاطفة يبعثيا الحس‬
‫أجؿ الموضوعات التي طرقيا اإللوري‪ ،‬وأحبيا إليو‪ ،‬وأكثرىا‬
‫الديني عنده‪ .‬ولعؿ مف ّ‬
‫ىيمنة عمى شعره‪ ،‬الشعر اإلسالمي؛ مما حدا بعض النقاد والدارسيف إلى اعتباره‬
‫‪29‬‬
‫شاع ار غيريا أو شاع ار إسالميا‪.‬‬
‫ومظاىر ىذا الباعث تتجمّى فيما يأتي‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫أ‪ -‬شعر المدائح اإلليية‪:‬‬

‫عز وجؿ وتمجيده وتحميده‪.‬‬


‫يكثر في شعر اإللوري حديثو عف الثناء عمى هللا ّ‬
‫وعاطفتو في ىذا الباب فياضة‪ ،‬تشارؾ صاحبيا في كؿ حاالتو وتصرفاتو سواء في‬
‫‪30‬‬
‫المسرة أو الحزف‪ .‬ومف ذلؾ قصيدتو " أنت أنت هللا مف مجزوء الرمؿ‪:‬‬

‫ػ ػ ػ ػػرؽ في أفؽ يقيني‬ ‫*‬ ‫أنت أنت المػو مف أشػ‬

‫ػػحؿ بالنور جفوني‬ ‫*‬ ‫أنت أنت الػمو مف كػ‬

‫أنت أنت هللا‬

‫ػ ػ ػ ُنو لو ح ػػر جبيني‬ ‫*‬ ‫أنت أنت الػمو مف يع ػ‬

‫ػ ػػجر بالخير قنػ ػػوني‬ ‫*‬ ‫أنت أنت الػمو مف ف ػ ػ ػ ػ‬

‫وىو في الروع يقيني‬ ‫*‬ ‫ويقيني بؾ ذخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػري‬

‫أنت أنت هللا‬

‫واجعؿ الخير قريني‬ ‫*‬ ‫فاجعؿ الحؽ رفيقػػي‬

‫ػػمى وبالروح األميف‬ ‫*‬ ‫بالذي أرس ػ ػ ػ ػمتو رح ػ ػ‬

‫أنت أنت هللا‬

‫‪31‬‬
‫ومنو كذلؾ قولو في قصيدتو "يا مف يراني" حيث يقوؿ مف مجزوء الرجز‪:‬‬
‫وىو يػجيب الػمضػ ػ ػ ػطػ ػ ػ ػريػ ػػف‬ ‫يا مف يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراني وال أراه ‪#‬‬

‫ػيف‬
‫يا رازؽ الطػ ػ ػير والػجػ ػ ػ ػ ػن ػ ػ ػ ْ‬ ‫يا خالؽ األرض والسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػماء ‪#‬‬

‫وف‬
‫يا قاب ػػض الروح بالػمػ ػ ػ ػ ػ ػن ْ‬ ‫يا واى ػ ػػب الع ػ ػمر بالح ػ ػ ػ ػ ػػياة ‪#‬‬

‫‪10‬‬
‫ػيف‬
‫اخػ ػ ػ ػػتارني في العالػمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ْ‬ ‫يا خالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقي يػ ػ ػا رازق ػ ػ ػػي ‪#‬‬

‫شعر العقيدة وشعائر اإلسالـ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫نابعا عف اعتقاد ديني‪،‬‬
‫ونقصد بيا الشعر الذي يتناوؿ الديف أو إحدى جزئياتو تناوال ً‬
‫مف ذلؾ‪ -‬مثال‪-‬أرجوزتو التي قاليا مشجعا القوـ عمى أداء الزكاة‪ ،‬باعتبارىا مفروضة‬
‫تمثّؿ الركف الثاني مف أركاف اإلسالـ الخمسة‪ ،‬وتحقّؽ اإلخاء في المجتمع‪ ،‬وترضي‬
‫الخالؽ المعطاء‪ ،‬وىي مف مجزوء الرجز‪:32‬‬
‫أسنػ ػػى ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػروض العباده‬ ‫َزُّكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا فَ ػِإ َّف ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزكاةَ‬

‫دمت تػ ػرضػ ػ ػ ػ ػ ػي عب ػػاده‬


‫ما َ‬ ‫اإللو‬
‫ػيت عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػن ػ ػ ػػؾ َ‬
‫أرض ػ َ‬

‫رعايػ ػ ػ ػػة الفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػق ػراء‬ ‫ح ػ ّّ‬


‫ػؽ ع ػ ػ ػ ػ ػ ػمى األغ ػ ػ ػنػػياء‬

‫عمى أس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاس اإلخػ ػػاء‬ ‫ػناء‬


‫حتى ي ػ ػك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوف البػ ػ ػ ػ ػ ُ‬

‫لػمو فػ ػػيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػما ح ػ ػب ػ ػػاكػا‬ ‫واجعؿ زكػات ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػؾ ش ػ ػػك ار‬

‫مثؿ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػذي أعطػاكػا‬ ‫لو شاء أع ػ ػ ػ ػ ػطى الفػ ػ ػػقير‬

‫ولو أيضا في الصياـ حيث يدعو الشعب المسمـ إلى أدائو‪ ،‬ويذكر بعض فوائده‬
‫‪33‬‬
‫تشجيعا ليـ‪ ،‬مف مجزوء المتدارؾ (ركض الخيؿ)‪:‬‬

‫مف ضعؼ ال ػ ػنفػػس البشرية‬ ‫الص ْوُـ دواء اإلن ػ ػ ػ ػسػػانػػية‬


‫َّ‬

‫ويي ػ ػ ػي ػئػ ػػيا لمػ ػػحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرية‬ ‫الص ْوُـ يق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ّوي الحػػيوية‬
‫َّ‬

‫وييػ ػ ػ ّػي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػئػ ػػيا لم ػ ػقػ ػػدسية‬ ‫الص ْوُـ يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزكي النػػفػ ػ ػس‬
‫َّ‬

‫ويي ػ ػ ػي ػئػ ػػيا لمػ ػػخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػي ػ ػرية‬ ‫الص ْوُـ يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب ػ ػػي أنػػفسنا‬
‫َّ‬

‫ك ػ ػرياضاتػ ػػنا الج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػسمية‬ ‫وينشط منا األجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػساما‬

‫‪11‬‬
‫يعطي األسػ ػػباب األن ػ ػ ػس ػػية‬ ‫ويقوي الي ػ ػ ػ ػ ػ ػمة في النفس‬

‫مف ذي الحضرات الروحية‬ ‫ِ‬


‫وينم ػ ػػي العػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػق ػػؿ بأنوار‬
‫ّ‬

‫ج‪ -‬شعر الزىد والوعظ واإلرشاد‪ :‬مف ذلؾ قصيدتو " التوكؿ"؛ إذ يقوؿ (مف بحر‬
‫المتقارب)‪:34‬‬
‫مع هللا كونوا أيا مسمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػموف ‪ #‬لػكي ال تكونوا مع المجرميف‬

‫وشر‬
‫ون ْع َمى ‪ #‬مع هللا في كػ ػ ػ ػ ػ ػ ّػؿ خير ْ‬
‫مع هللا في كؿ بؤسى ُ‬

‫أمر‬
‫مع هللا في نػ ػ ػ ػػبذ ما قػػد نيػى ‪ #‬مػع هللا بالس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمع فيما ْ‬

‫المؤتمر‬
‫ْ‬ ‫مع هللا في بي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعكـ والشراء ‪ #‬مع هللا في الػفػ ػ ػ ػ ػػرد و‬

‫ػجر‬ ‫مع هللا في ِّ‬


‫حب أىؿ الػ ػ ػ ػ ػػتقى ‪ #‬مع هللا في كره مف قد فػ ْ‬

‫ػتر‬
‫مع هللا بالع ػ ػ ػ ػ ػػدؿ في حكمكػـ ‪ #‬مع هللا فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيمػا بػدا واست ْ‬

‫العبر‬
‫مع هللا في عوف كؿ ضعيؼ ‪ #‬مع هللا في نصر أىؿ ْ‬

‫ػتقر‬
‫مع هللا دومػا وال تغػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػفػموا ‪ #‬مع هللا حقػا إلى المس ػ ػ ػ ػ ػ ْ‬

‫القدر‬
‫مع هللا وفػؽ نوام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيسػو ‪ #‬مع هللا رىػ ػ ػ ػػف القضا و ْ‬

‫وزر‬
‫مع هللا ط ػ ػ ػ ػػوعا مع هللا سوقا ‪ #‬فما مف مالذ وال م ػ ػ ػػف ْ‬

‫فال ترجعوا عف سموؾ اليدى ‪ #‬وفي قص ػ ػػص األوليف العبر‬

‫لنحيا بو ثـ نف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنى ونبقى ‪ #‬ونحيا ونح ػ ػ ػ ػػيا ونحيا الدىر‬

‫تندرج األبيات السابقة في الزىديات والمواعظ واإلرشادات‪ ،‬وقد أجمؿ الشاعر‬

‫لممتمقي موعظتو وارشاده في البيت األوؿ‪ ،‬ناديا المسمميف أف يكونوا مع خالقيـ في‬

‫‪12‬‬
‫كؿ شيء ويتذكروه دائما قبؿ القياـ بأي شيء في تحركاتيـ ومعامالتيـ وتصرفاتيـ‬

‫كميا‪ ،‬ثـ شرع يفصؿ ليـ القوؿ فيما يدعوىـ إليو في بقية األبيات‪ ،‬وىو أف يكونوا مع‬

‫هللا ويخشوه عند نزوؿ النعمة أو المصيبة (النقمة)‪ ،‬وعند وقوع الخير أو الشر‪ ،‬فال‬

‫يتجاوزوا حدود ما أنزؿ هللا‪.‬‬

‫التضرع‪:‬‬
‫د‪-‬شعر الدعاء و ّ‬
‫التضرع إليو‪،‬‬
‫تضمف شعر اإللوري‪-‬بشكؿ ظاىر‪-‬الدعاء إلى هللا سبحانو وتعالى و ّ‬ ‫ّ‬
‫فكاف يختتـ أغمب قصائده في المناجاة والرثاء والمدح بالدعاء‪ ،‬كما أنو أحيانا يفتتحيا‬
‫بالدعاء‪ .‬ىذا باإلضافة إلى بعض قصائده وأراجيزه التي يأخذ الدعاء منيا حي از كبي ار‬
‫‪35‬‬
‫أو يكوف غرضيا الدعاء‪ .‬و مف ذلؾ أرجوزتو المشيورة مف مشطور المديد‪:‬‬
‫واىػ ػ ػ ػب العػػطايا‬ ‫خالػ ػ ػػؽ الػ ػ ػبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرايا‬

‫فاستجب دعائي‬ ‫دافػ ػ ػ ػ ػ ػع المصائب‬

‫أن ػ ػت ذو الكماؿ‬ ‫أنت ذو الج ػ ػ ػالؿ‬

‫أنػ ػ ػ ػت ذو النواؿ‬ ‫أنت ذو الفػضائؿ‬

‫تس ػ ػ ػ ػ ػمع كالمي‬ ‫أنت مف تػ ػ ػ ػ ػراني‬

‫ال تن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػساني‬ ‫تع ػ ػػمـ مكاني ثػ ػػـ‬

‫اغػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػفر الذنوب‬ ‫ب‬


‫استػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػر العيو َ‬

‫من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػؾ يا إل ػ ػػيي‬ ‫التؤاخذني فضال‬

‫اج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػبر الكسير‬ ‫ارحـ الف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػقير‬

‫يا مػ ػجيب الداعي‬ ‫أطمؽ األسير لطفا‬

‫‪13‬‬
‫ألىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػؿ السالـ‬ ‫أوصؿ الس ػ ػ ػ ػ ػ ػالـ‬

‫تحية وسػ ػ ػ ػ ػػالم ػػا‬ ‫بدار السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػالـ‬


‫‪ -4‬معايشة معاناة المجتمع وآالمو‪:‬‬
‫سبب احتالؿ اإلنكميز لنيجيريا صدمة عنيفة‪ ،‬وجثمت بو عمى صدور‬
‫ّ‬
‫المسمميف كارثة رىيبة‪.‬ومرد ذلؾ أف المسمميف في نيجيريا كونوا بأنفسيـ صيتا‬
‫قويا‪ ،‬وسمعة عالية‪ ،‬وعاشوا عمى ذري شرؼ مف األمجاد والمآثر الخالدة قبؿ‬
‫‪36‬‬
‫حموؿ االستعمار البريطاني الغاشـ في بالدىـ‪.‬‬

‫وبعد حمولو ( أي االستعمار) جعؿ أعزة أىؿ البالد (أي نيجيريا) أذلة‪ ،‬وشتت‬
‫شمؿ المسمميف‪ ،‬فأصبحوا عناصر متناحرة ال يكاد بعضيـ يتفاىموف مع بعض‪،‬‬
‫محؿ المساجد‪ ،‬والقساوسة مكاف‬
‫ّ‬ ‫وبيذا حاولت عصابة االستعمار إحالؿ الكنائس‬
‫الفقياء‪ ،‬والقانوف الوضعي موضع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬واإلنجميزية موطف العربية‪.‬‬
‫والداىية الكبرى أف مظاىر الحياة الحضارية التي أتى بيا االستعمار لـ تكف حقا إال‬
‫روافد غربية مستوردة لتدمير األرض‪ ،‬والشعب‪ ،‬والتراث‪ .‬وقد ناىض عمماء البالد‬
‫ىذه األوبئة‪ ،‬وحاربوا األوضاع الحزينة المتدىورة‪ ،‬حسب المستويات واألقدار‪ ،‬وما‬
‫اقتضتو الظروؼ والمواقؼ؛ فمنيـ مف قاوموا الطغياف‪ ،‬وحمموا السالح‪ ،‬ولقوا حتفيـ‬
‫‪37‬‬
‫ومنيـ مف مالوا إلى الصمت ولـ يتكمموا‪ ،‬مع ضجرىـ مف المستعمر‬ ‫شيداء‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫وكراىتيـ لمسياسة الخبيثة التي ينتيجيا‪:‬‬

‫أثر وأقوى عارضة لتيي ػػيج المشاعر‬


‫ولجأ آخروف إلى فف القوؿ باعتباره أخمد ا‬
‫واثارة عواطؼ الشعب المنكوب‪ ،‬وفعال انطمؽ األدباء لتسجيؿ ىذه الحقيقة في‬
‫صورىا األليمة؛ تنفيسا لكربيـ واستشفاء ألمراضيـ النفسية‪ ،‬وعمى ىذه الشاكمة نمقي‬
‫اإللوري في قصيدتو الالمية "ىؿ أجبروؾ؟" يصور ما عايشو ىو وما عاناه المجتمع‬
‫اإلسالمي النيجيري‪ -‬إباف فترة االستعمار‪ -‬مف بؤس حياة حاممي الثقافة العربية‬

‫‪14‬‬
‫والدراسات اإلسالمية‪ ،‬وما يعانونو مف ضيؽ العيش ومذلتو‪ ،‬وكراىية النصارى‬
‫أشد الكراىية ‪ .‬يقوؿ الشاعر مناجيا ربو شاكيا إليو ىمومو وىموـ‬
‫والييود ليـ ّ‬
‫‪39‬‬
‫اآلخريف مثمو‪ ،‬وقد بمغ بو السخط أقصى مداه (مف البسيط)‪:‬‬

‫ػوت فضػ ػ ػ ػ ػ ػػمؾ أصالً ثـ لـ ِ‬


‫أزؿ‬ ‫يا رب قد ضقت ذرعا باليموـ وقد ‪ #‬رج ػ ػ ػ ُ‬

‫أرجوؾ والحاؿ ال يخفى عميؾ عمى ‪ #‬ما كاف لي مف حياة البؤس و ِ‬


‫العطؿ‬

‫ػت عمـ الدي ػ ػ ػػف في لغة ‪ #‬أنزلت فيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيا كتاب الذكر و ِ‬
‫المثؿ‬ ‫لقد تعممػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬

‫فت فييا حيات ػ ػ ػػي مف بداي ػ ػ ػ ػ ػ ػػتيا ‪ #‬إلى أواسطيا والنف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػس في شغػ ِػؿ‬
‫صر ُ‬
‫ّ‬

‫ِ‬
‫الفشؿ‬ ‫ضنكا عمى‬
‫ً‬ ‫لكف عمى غير جدوى في الحياة وقد ‪ #‬ظمت معػيش ػ ػ ػ ػػتُنا‬

‫ِ‬
‫الخطؿ‬
‫رت عيش بني اإلسالـ يا صمد ‪ #‬كأنيـ في ض ػ ػ ػ ػ ػ ػػالؿ الػ ػ ػديف و‬
‫كد َ‬
‫ّ‬

‫ِ‬
‫األزؿ‬ ‫وىاؾ قوـ النصارى واليي ػ ػ ػ ػ ػ ػػود لػ ػ ػػقد ‪ #‬نالوا حظػ ػ ػ ػػوظ ٍ‬
‫حياة قس ػ ػ ػ ػ ػ ػػم َة‬

‫آف وحكم ػ ػ ػ ػ ػ ػػتو ‪ #‬ونقؿ كػ ػ ػ ّػؿ حدي ػ ػػث الخاتػ ػ ػػـ الرس ػ ِػؿ‬
‫فما لنا غ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػير قر ٍ‬

‫ومنػ ػ ػ ػ ػ ػ ِػعنا ح ػظّنا ح ػ ػ ػتى مػ ػػف العمؿ؟‬


‫ػيـ ‪ْ #‬‬
‫ىؿ أجبروؾ عمى توفير حظّ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬

‫وأخي ار استغاث الشاعر رّبو عز وجؿ‪ ،‬كاشؼ اليموـ والغموـ والكروب واألحزاف‪،‬‬
‫متوسال ببعض بأسمائو وصفاتو‪ ،‬راجيا منو الفرج واليسر وكشؼ غمومو وىموـ‬
‫‪40‬‬
‫اآلخريف مثمو مف األمة اإلسالمية‪ .‬وعمى ىذه الشاكمة نرى قولو‪:‬‬
‫ِ‬
‫الجمؿ‬ ‫يا خالؽ الخمؽ يا رحػ ػ ػماف قاطػ ػ ػػبةً ‪ #‬يا مف يرى ما خفى يا عالـ‬

‫ِ‬
‫بالوجؿ‬ ‫إني قصدتؾ بالنجوى التي ُكتػ ػ ػ ػبت ‪ #‬عمى الرجاء ال ػذي قد شيب‬

‫إف كنت مف قاؿ‪:‬ادعوا أستجب لكـ ‪ #‬فارحـ ُعبيدؾ ذا النجوى وذا الز ِ‬
‫لؿ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫أصمح لو الحاؿ وارفػ ػػع مسػ ػػتواه إلى ‪ #‬أعمى مكانات مف أعميت في ُز ِ‬
‫حؿ‬

‫‪15‬‬
‫ِ‬
‫يسر لو العيػ ػػش واألرزاؽ مسػ ػ ػػرعة ‪ #‬يا خالؽ الخمؽ أدرؾ صاحب األمػ ِػؿ‬
‫ّ‬
‫‪ -5‬اتّصافو بخمق الوفاء‪:‬‬
‫وقد عبر عنو في شعره‪ ،‬مف ذلؾ قصيدتو " سفير أىؿ الديف" التي أنشدىا لصديقو‬
‫وحبيبو السفير لممغرب العربي عمر بياء الديف األمير شك ار ومدحا واعترافا بالجميؿ‪،‬‬
‫‪41‬‬
‫ومكافئة لما أسدى الممدوح إلى الشاعر مف المعروؼ‪ ،‬قائال (مف البسيط)‪:‬‬
‫عمر األمي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر بػ ػ ػػياء الديف والنػ ػ ػ ِ‬
‫ػسب‬ ‫مف لي بشكر السفير الشاعر الحمبي‬

‫يسػ ػ ػ ػ ػػعى ل ارح ػ ػت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيـ دوما عمى ك ػ ِ‬


‫ػثب‬ ‫ىو السفير ألىؿ الديف ينػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػصرىـ‬
‫ً‬

‫إلى الرب ػػاط وفاس الػم ػ ػ ػ ػغػ ػ ػ ػ ػػرب العربػ ػِ ػػي‬ ‫أحد يػ ػ ػ ػػدري بػمق ػ ػ ػ ػػدمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنا‬
‫لواله ال ٌ‬

‫أىؿ الك ػ ػ ػ ػ ػرامة واإلح ػسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف و ِ‬


‫األدب‬ ‫خيار الػػمؤمن ػ ػ ػ ػػيف بػي ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫بػػو عرفنا َ‬

‫وزاؿ ما ب ػ ػ ػػي مػ ػػف ىػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػـّ ومػ ػ ػ ػ ػ ػػف ِ‬


‫تعب‬ ‫ػيـ فأحاطوني بمطػ ػ ػػفيػ ػ ػ ػ ػ ػ ُػـ‬
‫َ‬ ‫قابمتُػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ْ‬

‫ما كاف يسعى لنجح الغػ ػ ػػير فػي األرب‬ ‫ػر بالػ ػ ػ ػ ػ ػػوفاؽ ع ػ ػػمى‬
‫جزاه ربػ ػ ػ ػػي خيػ ًا‬
‫َ‬
‫ظؿ في أقصى ُدجى الكرب‬
‫الذاتػي ولو َّ‬ ‫يكف ساعيا في نجح مقػ ػ ػ ػ ػصده‬
‫إذ لـ ْ‬

‫ودين ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو حيث ساءت ثػ ػ ػ ػ ػ ػػـ لـ ِ‬


‫تطب‬ ‫كروبو كمُّػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيا في حاؿ أمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػتو‬

‫إال إلي ػ ػم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػانؾ ال ػ ػ ػ ػ ػصافػي بال ريػَػب‬ ‫ىؿ صرت يا عمر الفاروؽ مضطيدا‬

‫النج ِب‬
‫والصالح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيف مف األبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرار و ُ‬ ‫ػداء برسؿ هللا قاطب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػةً‬
‫لؾ اقت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌ‬

‫ِ‬
‫بالسبب‬ ‫لممحػ ػ ػس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنيف فأمػ ػ ػػر الػ ػ ػ ػ ػ ػمو‬ ‫تيأسف مف رحم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػة قربػ ػ ػ ْ‬
‫ػت‬ ‫ْ‬ ‫باهلل ال‬

‫ب ػػنصر رّبِ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػؾ يأتػػي منو كالعػ ػ ػ ِ‬


‫ػجب‬ ‫وردت‬ ‫آيات ٍ‬
‫وعد مف القػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرآف قػ ػػد‬
‫ْ‬

‫يتػ ػػبيف لمقارئ – مف خالؿ ىذه األبيات‪ -‬أف الشاعر مسرور ومادح صديقو‬
‫السفير عمى أخالقو النبيمة‪ ،‬يشكر سعيو ويعترؼ بما قدـ إليو مف إحساف واكراـ‬

‫‪16‬‬
‫واىتماـ ومساعدة عندما ازره في المغرب العربي‪ ،‬فشكره ومدحو ودعا لو بحسف‬
‫الجزاء والنصر والرحمة مف هللا عز وجؿ‪ .‬وقد أعجب الشاعر صنيع صديقو ىذا‬
‫مر بيذه التجربة‪.‬‬
‫فتحركت عاطفتو وتأثر وجدانو حينما ّ‬
‫ّ‬
‫ويموح وفاؤه في مدائحو ألمير إلورف في قصيدة لو بعنواف "أموالي ذا القرنيف"‪.‬‬
‫ودربوه أمثاؿ‪ :‬وزير بدا‪،‬‬
‫درسوه ّ‬‫كما يموح في مرثياتو لمعارفو وأحبائو وأساتذتو الذيف ّ‬
‫والشيخ آدـ نماج الكنوي‪ ،‬فقد رثاىـ اإللوري بقصائده‪" :‬يا عيف ال تبؾ"‪ ،‬و"ىم ػػومي"‪،‬‬
‫‪42‬‬
‫وفاء ليـ‪.‬‬
‫و"بمػ ػػينا"؛ ً‬
‫ُ‬
‫الخاتمة‪.‬‬

‫تبيف لمقارئ مف خالؿ ىذا البحث تمؾ البواعث التي أثارت انفعاالت األديب الشاعر‬
‫ّ‬
‫آدـ عبد هللا اإللوري إلى خمؽ تجاربو الذاتية وغيرىا في صياغة شعرية واضحة‪.‬‬
‫أىميا ما يمي‪:‬‬
‫توصؿ البحث إلى نتائج ّ‬
‫ّ‬
‫حبو‬
‫أىميا‪ّ :‬‬
‫‪ -‬ىناؾ بواعث تدفع الشاعر آدـ عبد الإللوري إلى قوؿ الشعر‪ّ ،‬‬
‫الوطف ووالؤه لو‪ ،‬حبو لمركزه‪ ،‬معايشتو معاناة المجتمع وآالمو‪.‬‬
‫كالحس الديني‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أساسيا في شخصيتو‪،‬‬
‫ً‬ ‫عنصر‬
‫ًا‬ ‫‪ -‬بعض ىذه البواعث يش ّكؿ‬
‫وصفة الوفاء‪.‬‬
‫جميا مف خالؿ‬
‫‪ -‬يبدو تأثر الشاعر بالقرآف الكريـ والحديث النبوي الشريؼ ِّ‬
‫معاني شعره‪.‬‬
‫اليوامش والمراجع‪:‬‬

‫‪-1‬اإللوري‪ ،‬آدـ عبد هللا‪ :‬من ىنا نشأت وىكذا تعممت حتى تخرجت‪ ،‬مطبعة الثقافة اإلسالمية‪ ،‬أغيغي‪ ،‬الغوس‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬ص‪.5 :‬‬

‫‪-2‬النيسابوري‪ ،‬محمد عبد هللا الحاكـ‪ :‬المستدرك عمى الصحيحين‪ ،‬تحقيؽ مصطفى عبد القادر عطاء‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫دت‪ .‬ص‪.86 :‬‬

‫‪ -3‬أغاؾ‪ ،‬عبد الباقي شعيب‪( ،‬أ‪.‬د)‪ :‬األدب اإلسالمي في ديوان اإللوري‪ ،‬مطبعة ألبي جمبا‪ ،‬إلورف‪ ،‬ط‪2003 ،2‬ـ‪ ،‬ص‪.45 :‬‬

‫‪ -4‬أغاؾ‪ ،‬عبد الباقي شعيب‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.48 :‬‬

‫‪ -5‬شبرو‪ ،‬عبد الكريـ‪ :‬التجربة الشعرية عند أبي القاسم سعد هللا‪ ،‬رسالة مقدمة لنبؿ درجة الماجستير في األدب العربي الحديث‪ ،‬قسـ‬
‫المغة العربية وآدابيا بجامعة الحاج الخضر‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪2007/2006 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.27 :‬‬

‫‪ -6‬شبرو‪ ،‬عبد الكريـ‪ :‬التجربة الشعرية عند أبي القاسم سعد هللا‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.28 :‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -7‬الورقي‪ ،‬السعيد‪ :‬لغة الشعر العربي الحديث‪ :‬مقوماتيا الفنية وطاقاتيا اإلبداعية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبناف‪ ،‬طا‪،3‬‬
‫‪ .1984‬ص‪.34 :‬‬
‫‪ -8‬الورقي‪ ،‬السعيد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.38 :‬‬

‫‪ -9‬الورقي‪ ،‬السعيد‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.39 :‬‬

‫‪ -10‬ىو أرطاة بف زفر بف عبد هللا المري‪ ،‬ابف سيية‪-‬وىي أمو‪-‬بنت زامؿ‪ .‬ش اعر مف فرساف الجاىمية‪ ،‬عاش قريبا مف نصؼ عمره‬
‫في اإلسالـ‪ ،‬وأدرؾ خالفة عبد الممؾ وعمره ‪ ،130‬وأنشده مف شعره‪ ،‬مات سنة ‪65‬ىػ‪ .‬انظر‪ :‬الزركمي‪ ،‬خير الديف‪ :‬األعالم‪ ،‬دار العمـ‬
‫لممالييف‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1997 ،12‬ـ‪ .‬ج‪ ،1‬ص‪.288 :‬‬

‫‪ -11‬ابف قتيبة‪ ،‬تحقيؽ أحمد محمد شاكر‪ ،‬الشعر والشعراء‪ :‬دار الحديث‪ ،‬ط‪1418 ،2‬ىػ‪ .‬ج‪ ،1‬ص‪.57 :‬‬

‫‪ -12‬الرحيمي‪ ،‬ماىر بف ميؿ‪ :‬التجربة بين أحمد شوقي وأحمد الغزاوي‪ ،‬مكتبة كنوز المعرفة‪ ،‬المدينة المنورة‪1427 ،‬ىػ‪ ،‬ص‪.42 :‬‬

‫‪ -13‬الرحيمي‪ ،‬ماىر بف ميؿ‪ :‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.44 :‬‬

‫‪ -14‬ىو عبد هللا بف مسمـ بف قتيبة الدينوري‪ ،‬مف أئمة األدب ومف المصنفيف المكثريف‪ .‬ولي قضاء الدينور مدة فنسب إلييا‪ .‬توفي‬
‫ببعداد سنة ‪ 276‬ىػ‪ .‬مف كتبو‪ :‬أدب الكاتب‪ ،‬والمعارؼ‪ ،‬والمعاني‪ ،‬وعيوف األخبار‪ ،‬والشعر والشعراء‪ ،‬وتأويؿ مشكؿ القرآف‪ .‬انظر‪:‬‬
‫الزركمي‪ ،‬خير الديف‪ :‬األعالم‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.127 :‬‬

‫‪ -15‬ابف قتيبة‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.54 :‬‬

‫‪ -16‬الرحيمي‪ ،‬ماىر بف ميؿ‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.47 :‬‬

‫‪ -17‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.48 :‬‬

‫‪ -18‬الورقي‪ ،‬السعيد‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.68 :‬‬

‫‪ -19‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.70:‬‬

‫‪ -20‬أغاؾ عبد الباقي شعيب‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.59:‬‬

‫‪ -21‬عبد هللا‪ ،‬ثوباف آدـ‪ :‬ديوان العالمة اإللوري ‪ ،‬مطبعة مركز العموـ العربية واإلسالمية‪ ،‬أوتوبو‪ ،‬أغيغي‪ ،‬الغوس‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫ىػ‪2012 – 1433‬ـ‪ ،‬ص‪.47:‬‬

‫‪ -22‬وىذا مف أسباب تأليؼ كتابو المسمى‪" :‬اإلسالـ والتقاليد الجاىمية في نيجيريا"‪ ،‬ففيو ذكر ىذه العادات السيئة بالتفصيؿ‪ ،‬ومعاتبة‬
‫أىميا‪ ،‬وذكر موقؼ الشرع منيا‪ .‬راجع اإللوري‪ ،‬آدـ عبد هللا‪ :‬اإلسالـ والتقاليد الجاىمية في نيجيريا‪ ،‬مطبعة المدني بمصر‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪1991‬ـ‪.‬‬

‫‪ -23‬عبد هللا‪ ،‬ثوباف أدـ‪ :‬ديوان العالمة اإللوري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.18:‬‬

‫‪ -24‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.19 – 18:‬‬

‫‪ -25‬أغاؾ‪ ،‬عبد الباقي شعيب‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.89:‬‬

‫‪ -26‬عبد هللا‪ ،‬ثوباف آدـ‪ :‬ديوان العالمة اإللوري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.23:‬‬

‫‪ -27‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.54:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -28‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.33:‬‬

‫‪ -29‬أغاؾ‪ ،‬عبد الباقي شعيب‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.109:‬‬

‫‪ -30‬عبد هللا‪ ،‬ثوباف آدـ‪ :‬ديوان العالمة اإللوري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.26:‬‬

‫‪ -31‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.44:‬‬

‫‪ -32‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.56:‬‬

‫‪ -33‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.57:‬‬

‫‪ -34‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.25:‬‬

‫‪ -35‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.54 – 53:‬‬

‫‪ -36‬أغاؾ‪ ،‬عبد الباقي شعيب‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.209:‬‬

‫‪ -37‬منيـ الخميفة الطاىر األوؿ‪ ،‬والشيخ عيسى في صكتو‪ ،‬وآدـ ك ار وبنوه مف قوات إمارة إلورف‪ ،‬انظر‪ :‬أغاؾ‪ ،‬عبد الباقي شعيب‪،‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.216:‬‬

‫‪ -38‬أغاؾ‪ ،‬عبد الباقي شعيب‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.216:‬‬

‫‪ -39‬أغاؾ‪ ،‬عبد الباقي شعيب‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.218:‬‬

‫‪ -40‬عبد هللا‪ ،‬ثوباف آدـ‪ :‬ديوان العالمة اإللوري‪ ،‬مرجع سابؽ‪ ،‬ص‪.32:‬‬

‫‪ -41‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.32:‬‬

‫‪ -42‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪ ،19:‬و‪ ،34 – 33‬و‪.44 – 43 ،42 – 40‬‬

‫‪19‬‬

You might also like