‫االساس وتطىره التارخيي‬

‫ِ‬ ‫هفهىم التعلين‬

‫يزداد االىتماـ يوماً بعد آخر بالتربية كوحدة مف أىـ أدوات البناء‬
‫الحضاري واحداث التغيرات االقتصادية واالجتماعية والسياسية المطموبة ‪،‬‬
‫وذلؾ لكونيا وسيمة ميمة مف وسائؿ إعداد العنصر البشري الذي يشكؿ‬
‫األساس في عممية التنمية االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬كما أف ميمتيا‬
‫أصبحت كبيرة جداً بسبب التغير والتطور المستمريف في عالـ تتنامى فيو‬
‫األفكار وتتسع فيو المعارؼ بسرعة مذىمة‪ ،‬ويؤدي التعميـ دو اًر كبي اًر في‬
‫نجاح كافة خطط التنمية بوصفة يمثؿ عنص اًر فاعالً لتحقيؽ ىذا التقدـ ‪،‬‬
‫وىكذا بذلت الجيود وما تزاؿ تبذؿ مف أجؿ التوسع في التعميـ ورفع كفايتو‪.‬‬
‫وتحتؿ مرحمة التعميـ األساسي مكاف الصدارة بالنسبة لمراحؿ التعميـ‬
‫المختمفة‪ ،‬ونظ اًر لسعة حجـ ىذا التعميـ وأىميتو بوصفو مرحمة عامة أساسية‬
‫ينبغي أف يحصؿ عمييا كؿ أبناء الشعب ‪ ،‬ويعد الحد األدنى الذي ال يمكف‬
‫االستغناء عنو ألنو يجسد المضموف المنطقي لمبدأ تكافؤ الفرص التعميمية‬
‫في مرحمة الطفولة ‪ ،‬فيي األساس لنمو الشخصية اإلنسانية وتشكيؿ سماتيا‬
‫وتطويرىا لتنشئة مواطف صالح ونافع ‪ ،‬واعداد جيؿ متعمـ مدرؾ لمسئوليتو‬
‫في مواجية التحديات المستقبمية إضافة إلى أف مرحمة التعميـ األساسي تعد‬
‫مرحمة إلزامية يحصؿ المتعمـ مف خالليا عمى الحد األدنى مف المعارؼ‬
‫والميارات ويطمؽ مصطمح ( التعميـ األساسي ) عمى نظـ تعميمية بديمة‬
‫غير تقميدية تضـ سنوات المرحمتيف االبتدائية واإلعدادية ‪ ،‬ويعرؼ مفيوـ‬
‫التعميـ األساس‪ :‬ىو القدر األساس مف المعارؼ والعموـ التي تمتزـ الدولة‬
‫بنشرىا بيف شعبيا وىي تختمؼ مف عدد السنوات والمراحؿ مف دولة‬
‫ألخرى‪ ،‬تعريؼ المنظمة العالمية لمتربية والعموـ والثقافة( اليونسكو ) ترى‬
‫أف األساس صيغة تعميمية تيدؼ إلى تزويد كؿ طفؿ ميما تفاوتت ظروفو‬
‫االجتماعية والثقافية واالقتصادية بالحد األدنى الضروري مف المعارؼ‬
‫والميارات واالتجاىات والقيـ التي تمكنو مف تمبية حاجاتو وتحقؽ ذاتو‬
‫وتييئيو لإلسياـ في تنمية مجتمعو) وتعريؼ المنظمة العالمية لرعاية‬
‫الطفولة وألمومة ( اليونسيؼ )‪ :‬أف التعميـ األساس وىو التعميـ المطموب‬
‫لممشاركة في األنشطة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬وأف يشممو محو‬
‫األمية الوظيفية التي تجمع بيف القراءة والكتابة والحساب مع المعارؼ‬
‫والميارات الالزمة لمنشاط اإلنتاجي وتخطيط األسرة وتنظيميا والعناية‬
‫بالصحة والنظافة الشخصية ورعاية األطفاؿ والتغذية والخبرات الالزمة‬
‫لإلسياـ في تطور المجتمع‪ .‬ويعرؼ التعميـ األساس بأنو ‪ :‬تعميـ موحد‬
‫توفره الدولة لجميع األطفاؿ ممف ىـ سف المدرسة ‪ ،‬مدتو تسع سنوات يقوـ‬
‫عمى توفير االحتياجات التعميمية األساسية مف المعمومات والمعارؼ‬
‫والميارات ‪ ،‬وتنمية االتجاىات والقيـ التي تمكف المتعمميف مف االستمرار‬
‫في التعميـ والتدريب وفقاً لميوليـ واستعدادىـ وقدراتيـ التي ييدؼ ىذا‬
‫التعميـ إلى تنميتيا لمواجية تحديات وظروؼ الحاضر وتطمعات المستقبؿ ‪،‬‬
‫في إطار التنمية المجتمعية الشاممة‪،‬‬
 ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬
‫‪ -1‬ىو تعميـ موحد لمجميع‪ ،‬عمى أساس أنيـ أعضاء في مجتمع واحد‬
‫تجمعيـ أىداؼ وطموحات مشتركة تتطمب قد اًر مشتركاً مف التعميـ والثقافة‬
‫بما يضمف تماسؾ المجتمع وفؽ ىويتو الثقافية العربية والدينية‪0‬‬
‫‪-2‬ىو تعميـ مدتو تسع سنوات يتواءـ مع التوجيات التربوية الحديثة‬
‫ومتطمبات الحياة المعاصرة واحتياجات التنمية‪ ،‬ساعياً نحو توسيع قاعدة‬
‫التعميـ األساسي وسد منابع األمية وتزويد المتعمميف بالمعارؼ والميارات‬
‫واالتجاىات والقيـ األساسية الضرورية‪ ،‬ومراعاة لخصائصيـ ومطالب‬
‫نموىـ في ىذه المرحمة التعميمية التي تمتد مف السف السادسة حتى السف‬
‫الخامسة‪،،‬عشر‪.‬‬
‫‪ -3‬ىو تعميـ يتصؼ بالشمولية مف حيث تنمية جميع جوانب شخصية‬
‫المتعمـ‪،،‬في‪،،‬إطار‪،،‬متوازف‪،،‬ومتكامؿ‪.‬‬
‫‪-4‬ىو تعميـ ييتـ بالربط بيف النظرية والتطبيؽ والفكر والعمؿ والتعميـ‬
‫والحياة‪،،‬وفؽ‪،،‬مبدأ‪،،‬تكامؿ‪،،‬الخبرة‪.‬‬
‫‪ -5‬ىو تعميـ يسعى نحو إكساب المتعمـ ميارات التعمـ الذاتي في إطار‬
‫مفيوـ التربية المستمرة وغرس القيـ والممارسات الالزمة لتحقيؽ اإلتقاف في‬
‫التعمـ‪،،‬والتعميـ‪.‬‬
‫‪-6‬ىو تعميـ يتصؼ بالمرونة في توجيو مخرجاتو حيث يعد المتعمـ‬
‫لمواصمة التعميـ بالمراحؿ الالحقة أو يييئو لمتدريب مف أجؿ االلتحاؽ‬
‫بسوؽ‪،،‬العمؿ‪،،‬وفؽ‪،،‬استعداداتو‪،،‬وامكاناتو‪،،‬وكفاياتو‪.‬‬
‫‪ -7‬ىو تعميـ يستيدؼ إعداد المتعمميف لإلسياـ في التنمية المجتمعية‬
‫الشاممة‪.‬‬

‫‪ -1‬تنمية مختمؼ جوانب شخصية المتعمـ تنمية شاممة متكاممة في إطار‬

‫مبادئ‪،،‬العقيدة‪،،‬اإلسالمية‪،،‬والثقافة‪.‬‬
‫‪-2‬غرس االنتماء الوطني لدي المتعمـ وتنمية قدرتو عمى التفاعؿ مع العالـ‬
‫المحيط‪،،‬بو‪.‬‬
‫‪ -3‬إكساب المتعمـ الميارات الالزمة لمحياة وذلؾ بتنمية كفايات االتصاؿ‬
‫والتعمـ الذاتي والقدرة عمى استخداـ أسموب التفكير العممي الناقد والتعامؿ‬
‫مع‪،،‬العموـ‪،،‬والتقنيات‪،،‬المعاصرة‪.‬‬

‫‪ -4‬إكساب المتعمـ قيـ العمؿ واإلنتاج واإلتقاف والمشاركة في الحياة العامة‬

‫والقدرة عمى التكيؼ مع مستجدات العصر والتعامؿ مع مشكالتو بوعي‬
‫ودراية والمحافظة عمى البيئة واستثمار مواردىا وحسف استغالؿ وقت‬
‫الفراغ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪-5‬التقميؿ‪،،‬مف‪،،‬نسبة‪،،‬التسرب‪،،‬بيف‪،،‬الطالب‪.‬‬
‫‪ -6‬سد منابع األمية ‪ ،‬ورفع مدارؾ ومعارؼ الطالب‪.‬‬
 ‫‪ .1‬الحاجة إلى تطوير التعميـ ورفع كفاءتو في ضوء متطمبات العصر‬
‫وتطمعات المستقبؿ‪.‬‬

‫‪ .2‬ضرورة الجمع بيف المراحؿ األولى مف التعميـ في مرحمة موحدة لقميؿ‬

‫اليدر والفاقد التربوي‪.‬‬

‫‪ .3‬غمبة الجانب النظري عمى التعميـ العاـ بشكمو الحالي وافتقاره إلى‬
‫الجانب العممي‪.‬‬

‫‪ .4‬استجابة لتوصيات المؤتمرات التربوية التي دعت إلى تبني مفيوـ‬

‫التعميـ األساس خالؿ السنوات األخيرة‪.‬‬

‫‪ .5‬تأكيد استراتيجية تطوير التربية العربية في السعي إلى تعميـ التعميـ‬

‫األساسي وتطويره‪.‬‬

‫‪ .1‬تنمية مختمؼ جوانب شخصية المتعمـ تنمية شاممة متكاممة في إطار‬

‫مبادئ العقيدة اإلسالمية والثقافة العربية‪.‬‬

‫‪ .2‬غرس االنتماء الوطني والعربي واإلسالمي واإلنساني لدى المتعمـ‬

‫وتنمية قدرتو عمى التفاعؿ مع العالـ المحيط بو‪.‬‬
 ‫‪ .3‬اكتساب المتعمـ الميارات الالزمة لمحياة وذلؾ بتنمية كفايات االتصاؿ‬
‫والتعمـ الذاتي والقدرة عمى استخداـ التفكير العممي الناقد والتعامؿ مع العموـ‬
‫والتقنيات المعاصرة‪.‬‬

‫‪ .4‬اكتساب التعمـ قيـ اإلنتاج واإلتقاف والمشاركة في الحياة العامة والقدرة‬

‫عمى التكيؼ مع مستجدات العصر والتعامؿ مع مشكالت بوعي ودراية‬
‫والمحافظة عمى البيئة واستثمارىا وحسف استغالؿ وقت الفراغ‪.‬‬

‫‪ .5‬التقميؿ مف نسبة التسرب بيف الطالب‪.‬‬

‫‪ .6‬سد منابع األمية‪ ،‬ورفع مدارؾ ومعارؼ الطالب‪.‬‬

‫‪ .1‬تعميـ لمجميع‪ ،‬يساوي بيف طبقات المجتمع وفئاتو ويشمؿ الصغار‬

‫والكبار‪.‬‬

‫‪ .2‬تعميـ إلزامي ومجاني‪.‬‬

‫‪ .3‬تعميـ يعنى باإلنتاج والبيئة ويربط بيف العمـ والعمؿ في الحياة‪.‬‬

‫‪ .4‬تعميـ يضمف عدـ االرتداد إلى األمية‪.‬‬

‫‪ .5‬تعميـ يساعد عمى االستمرار في التعميـ ومتابعتو إلى المراحؿ األعمى‪.‬‬

‫‪ .6‬تعميـ يعنى بالتعميـ الذاتي ويعود الدارس التفكير السميـ‪.‬‬

‫قد شغؿ التعميـ األساسي الفكر التربوي في كؿ دوؿ العالـ خالؿ‬
‫مساحة واسعة مف الطرح والبحث في‬ ‫العقود الماضية‪ ،‬وأخذ االىتماـ‬
‫المؤتمرات والمقاءات الدولية واإلقميمية والمحمية‪ ،‬نظ ار لما يمثمو مف أىمية‬
‫سواء باعتباره جذع الشجرة التعميمية بكافة فروعيا وأنماطيا‪ ،‬وكذلؾ‬
‫لطبيعية المرحمة العمرية لمف يمتحقوف بو ولـ يعد التعميـ األساسي ينظر‬
‫إليو عمى أنو مرحمة ضمف مراحؿ التعميـ النظامي‪ ،‬بؿ أصبح صيغة مف‬
‫التعميـ تربط ما بيف التعميـ المدرسي النظامي والتعميـ غير المدرسي‪ ،‬حيث‬
‫تنفتح المدرسة عمى البيئة لالستفادة منيا كمصدر لمتعميـ وكذلؾ تتاح‬
‫فرصة التعميـ لمكبار في رؤية موسعة تسعى لتمبية حاجات التعمـ األساسية‬
‫لمجميع‪ ،‬ظير مصطمح التربية األساسية في بداية عقد الثالثينات مف القرف‬
‫العشريف عمى يد غاندي الزعيـ اليندي كجزء مف دعوتو لحركة قومية‬
‫دفعت ىذه الحركة إلى بعث المجتمع ودعـ استقاللو‬ ‫إصالحية‬
‫االقتصادي‪ ،‬واعتماده عمى نفسو مف خالؿ أساسيات تربوية موحدة تقضي‬
‫بإدخاؿ ممارسة حرفة يدوية منتجة في المناىج الدراسية‪ ،‬كما دعت إلى‬
‫جعؿ العمؿ المنتج المحور الرئيسي الذي تدور حولو ىذه المناىج في‬
‫مرحمة التربية األساسية ‪.‬وأعمف المياتما غاندي ىذا المصطمح أماـ مؤتمر‬
‫التعميـ في واردا ‪ wardha‬باليند في أكتوبر عاـ ‪ 1٣37‬حيث قاؿ" ‪ :‬أنني‬
‫وطدت العزـ منذ مدة طويمة عمى إدخاؿ اتجاه جديد في التعميـ خاصة بعد‬
‫أف كشفت عف مدى فشؿ التعميـ الحديث في عدد كبير مف الطالب ػ الذيف‬
‫وفدوا لرؤيتي بعد حضوري مف جنوب إفريقيا‪ .‬ولذا بدأت العمؿ بالتدريب‬
‫عمى الصناعات الريفية في مدرسة أشراـ‪ ashram .‬وفي الحقيقة‪ ،‬كاف‬
‫ىناؾ اىتماـ أكثر مف أي مدرسة أخرى عمى التدريب اليدوي‪ ،‬وقد نقد‬
‫البعض ىذا االىتماـ الكبير بحجة أف األطفاؿ كثي اًر ما يحسوف بالممؿ مف‬
‫التدريب اليدوي ويفكروف أيضا انيـ حرموا مف التعميـ النظري‪ -‬الشؾ أف‬
‫ىؤالء الذيف تسرعوا في نقدىـ لـ يجانبيـ الصواب‪ ،‬ألف القميؿ مما تزود بو‬
‫التالميذ في ىذه المدرسة كاف أكثر مما تعممو األطفاؿ في المدارس‬
‫التقميدية األخرى‪ ،‬بؿ يجب أف يزود التالميذ بالتعميـ النظري عف طريؽ‬
‫التدريب الميني‪ ،‬وميما كاف األمر فإف التدريب الميني لف يدعو الطفؿ إلى‬
‫الكد والعناء‪ ،‬واف التدريب النظري لف تشمؿ مناىجو إال كؿ جديد مفيد‬
‫وكاف غاندي يقصد بيذا االتجاه الجديد في ذلؾ الوقت اتجاه " التعميـ‬
‫األساسي "وقد أشار إلى أف ىذا التعميـ يمكف أف يعـ جميع المراحؿ وأف‬
‫فكرة العمؿ المنتج الذي يتضمنيا ىذا التعميـ يمكف أف تتحقؽ في السنوات‬
‫األخيرة مف التعميـ االبتدائي ويضع غاندي بعض األسس التي تستند عمييا‬
‫فمسفتو في ىذا التعميـ ومنيا ‪ :‬اعتماد المدرسة عمى نفسيا في توفير نفقات‬
‫التعميـ‪ ،‬وتزويد الطالب بالمثؿ األخالقية العالية وضرورة تنمية الميارات‬
‫اليدوية‪ ،‬ويفسر غاندي في مواضع عديدة مف كتابة " التربية األساسية "‬
‫فمسفتو ومبر ارتيا ومناسبتيا لظروؼ اليند ولبعض االتجاىات التي كانت قد‬
‫بدأت تزحؼ عمى النظـ التعميمية ‪.‬كما يقرر غاندي أىدافاً محددة لتعميمو‬
‫الجديد تكمف في تمكيف الطالب مف تسديد المصروفات المدرسية عف‬
‫طريؽ اإلنتاجية التي يحققونيا في عمميـ أو ما يسمى بتمويؿ التعميـ‬
‫لنفسو‪ ،‬وتنمية الرجولة الكاممة في التمميذ أو األنوثة الكاممة في التمميذة مف‬
‫خالؿ التدريب عمى الميف في المدرسة‪.‬‬