You are on page 1of 4

‫حكم اللواط‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫كيف حكم اللواط بني البشر والبهيمة؟‬

‫البحث‪:‬‬

‫وعن ابن عباس أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪ :‬من وجدمتوه يعمل عمل قون لوط‬
‫فاقتلوا الفاعل واملفعول به‪ ،‬ومن وجدمتوه وقع على هبيمة فاقتلوه‪ ،‬واقتلوا البهيمة‪.‬‬

‫وعن ابن عباس رضي اهلل عنه أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قال‪ " :‬من وجدمتوه‬
‫يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل واملفعول به‪ ،‬ومن وجدمتوه وقع على هبيمة فاقتلوه‬
‫واقتلوا البهيمة" رواه أمحد واألربعة ورجاله موثقون إال أن فيه اختالفا‪ .‬االختالف يف‬
‫هذا احلديث ال يف كلمة (ومن وجدمتوه) بل هذا احلديث خمتلف يف ثبوت كل واحد‬
‫من األمرين‪.‬‬

‫يف هذا البحث له حكمان‪:‬‬

‫أخ رج ال بيهقي من ح ديث س عيد بن جب ري وجماه د عن ابن عب اس "يف البك ر‬ ‫‪.1‬‬


‫يوجد على اللوط ة قال‪ :‬ي رجم"‪ .‬وأخرج عنه قال‪ :‬ينظر أعلى بن اء يف القرية‬
‫فريمى به منسكا مث يتبع احلجارة‪.‬‬
‫أخرج عن عاص م بن هبدل ة عن أيب ذر عن ابن عباس أنه سئل عن الذي يأيت‬ ‫‪.2‬‬
‫البهيم ة ق ال‪ :‬ال ح د علي ه‪ ،‬فه ذا االختالف عن ه دل على أن ه ليس عن ده س نة‬
‫فيهما عن رسول اهلل وإهنا تكلم باجتهاده‪.‬‬
‫الشرح‪:‬‬

‫في ذلك الحديث فيه مسألتان‪:‬‬

‫من عمل عمل قوم لوط وال ريب أنه ارتكب كبرية ويف حكمها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أ‪ .‬يحد ح د ال زاني قياسا علي ه بج امع إيالج مح رم في ف رج مح رم‪ .‬ه ذا‬
‫قول اهلادوية ومجاعة من السلف واخللف وإليه رجع الشافعي واعتذروا عن‬
‫احلديث ب أن في ه مق اال وينتهض على إباح ة دم املس لم إال أن ه ال خيفى أن‬
‫هذه األوصاف اليت مجعوها علة إلحلاق اللوط بالزاىن ال دليل على علتها‬
‫ب‪ .‬يقت ل الفاع ل والمفع ول ب ه محص نين كان ا أو غ ير محص نين للح ديث‬
‫املذكور وهو للناصر وقدمي قوىل الشافعي‪ .‬وكان طريقة الفقهاء أن يقولوا‬
‫يف القتل فعل ومل ينكر فكان إمجاعا سيما مع تكريره من أيب بكر وعلى‬
‫وغريمها وتعجب يف املن ار من قل ة ال ذاهب إىل ه ذا م ع وض وح دليل ه لفظ ا‬
‫وبلوغه إىل حد يعمل به سندا‪.‬‬
‫أنه يحرق بالنار‪ ،‬ألخرج البيهقي أنه اجتمع رأى أصحاب رسول اهلل على‬ ‫ت‪.‬‬
‫حتريق الفاعل واملفعول به‪ ،‬وفيه قصة‪ .‬قال احلافظ املنذرى‪ :‬حرق اللوطية‬
‫بالنار أربعة من اخللفاء‪ :‬أبو بكر الصديق وعلى بن أىب طالب وعبد اهلل بن‬
‫الزبري وهشام بن عبد امللك‪.‬‬
‫يرمي به أعلى بناء في القرية منسكا ثم يتبع الحجارة‪ .‬رواه البيهقي عن‬ ‫ث‪.‬‬
‫علي وتقدم عن ابن عباس رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫فيمن أتى هبيم ة‪ ،‬دل احلديث على حترمي ذل ك وأن ح د من يأتيه ا قتل ه‪ .‬روي‬ ‫‪.2‬‬
‫عن القاسم وذهب الشافعي يف قوله له أنه جيب حد الزاىن قياسا على الزاين‪،‬‬
‫وذهب أمحد بن محبل واملؤيد والناصر وغريهم إىل أنه يعزر فقط إذ ليس بزىن‪.‬‬
‫احلديث الذي دل على وجوب قتل البهيمة مأكولة كانت أو ال؟‬
‫ق ال على وق ول الش افعي البن عب اس‪ :‬م ا ش أن البهيم ة؟ ق ال‪ :‬م ا مسعت من‬
‫رس ول اهلل يف ذل ك ش يئا ولكن أرى أن ه ك ره أن يؤك ل من حلمه ا أوينتف ع هبا‬
‫بعد العمل‪ .‬يرى أنه قال يف اجلواب؟ إهنا ترى فيقال هذه اليت فعل هبا ما فعل‪،‬‬
‫وذهبت اهلادوية واحلنفية إىل أنه يكره أكلها‪ ،‬فظاهره أنه ال جيب قتلها‪ .‬قال‬
‫امله دى‪ :‬فيحتم ل أن ه أراد عقوبت ه بقتله ا إن ك انت ل ه وهي مأكول ة مجع ا بني‬
‫األدلة‪.‬‬

‫اللواط هو جرمية عظيمة رتب الشارع عليها عقوبة أكرب‪ ،‬فالزاين الذي يطأ‬
‫فرجا حراما إما أن يكون حمصنا أو غري حمصنا وأما أن يكون غري حمصن‪ .‬المحصن‬
‫ه و الب الغ العاق ل ال ذي ت زوج ام رأة ووطنه ا بنك اح ص حيح‪ ،‬ف إذا زين فإن ه ي رجم‬
‫باحلج ارة ح ىت ميوت مث يغس ل ويكفن ويص لى علي ه وي دفن م ع املس لمني إذا ك ان‬
‫مس لما‪ .‬وأم ا غ ري احملص ن ه و من مل ي تزوج على الوص ف ال ذي ذكرن اه فإن ه إذا زين‬
‫جلد مائة جلدة ويسفر عن البلد سنة كاملة‪.‬‬

‫التطبيق‪:‬‬

‫يف اللواط فيه مسألتان‪:‬‬


‫من عمل عمل قوم لوط‪ .‬والعقوبات من هذا العمل‪ :‬حيد حد الزاين قياسا عليه‬ ‫‪.1‬‬
‫جبامع إيالج حمرم يف فرج حمرم‪ ،‬يقتل الفاعل واملفعول به حمصنني كانا أو غري‬
‫حمصنني‪ ،‬أنه حيرق بالنار‪ ،‬يرمي به أعلى بناء يف القرية منسكا مث يتبع احلجارة‪.‬‬
‫فيمن أتى هبيمة‪ ،‬والعقوبات من هذا العمل‪ :‬أن رسول اهلل كره أن يؤكل من‬ ‫‪.2‬‬
‫حلمه ا أوينتف ع هبا بع د العم ل أو ق ال اهلادوي ة واحلنفي ة إىل أن ه يك ره أكله ا‪،‬‬
‫فظاهره أنه ال جيب قتلها‪.‬‬

‫املرجع‪:‬‬

‫سبل السالم‪ ،‬ج‪( 4 .‬دار احلديث) ص‪19 .‬‬

You might also like