You are on page 1of 14

‫الفصل األول‬

‫مقدمة‬
‫تشهد دراسة العالقات الدولية هذه األيام ثورة منهجية تتضح معالمها بعمق وتعدد‬
‫المواض يع المطروح ة في الح وارات بين الم دارس العدي دة في ه ذا المج ال من‬
‫العلوم‪ .‬فالمتابع لتطور دراسة العالقات الدولية خالل العقود الماضية ال بد له من‬
‫أن يالحظ أن علم العالقات الدولية قد حقق تقدما كبيرا إذا ما أخذنا بعين االعتبار‬
‫حداث ة ه ذا العلم‪ .‬فق د تأس س أول قس م لت دريس العالق ات الدولي ة في ويل ز في‬
‫بريطانيا العظمى عام ‪ 1919‬بعد الحرب العالمية األولى‪ .‬ولكن سرعان ما انتشر‬
‫هذا العلم وأصبح يدرس في اغلب الجامعات في العالم‪ .‬نهدف في هذا الكتاب إلى‬
‫تق ديم الط الب ألهم النظري ات والم داخل في مج ال العالق ات الدولي ة ولكن قب ل ذل ك‬
‫البد لنا من توضيح بعض المفاهيم األساسية مثل ما هي العالقات الدولية؟ ما هو‬
‫النظام الدولي وما هي النظرية وهل نحتاج لنظرية لدراسة العالقات الدولية ؟‬
‫?‪Y que es el sistema internacional y que es la teroria‬‬
‫‪Y si nesecitamos una teoria para estudiar la relaciones‬‬
‫‪?internacionales‬‬

‫تعريف العالقات الدولية‬

‫على ال رغم من تع دد اآلراء و التع اريف للعالق ات الدولي ة وص عوبة إيج اد‬
‫تعريف واحد متفق عليه إال أن التبسيط مطلوبا في مجال الدراسة وابسط تعريف‬
‫للعالق ات الدولي ة ه و‪ :‬أن العالق ات الدولي ة تتض من العالق ات و التف اعالت بين‬
‫الوح دات الفاعل ة في النظ ام ال دولي‪ 1.‬ومن ه يع رف علم العالق ات الدولي ة على ان ه‬
‫العلم الذي يدرس العالقات والتف اعالت بين الوحدات و القوى الفاعل ة في السياسة‬
‫‪2‬‬
‫الدولية‪.‬‬

‫ويقسم أساتذة العالقات الدولية القوى الفاعلة في النظام الدولي إلى نوعين‪:‬‬
‫‪Karen Mingst, The Essentials of International Relations, 4ed, London, Norton, 2006, p.2 1‬‬
‫‪Ibid P3- 2‬‬
‫أوال – الدولة‪-‬القومية ‪-Nation-State‬‬

‫وتش مل المنظم ات‬ ‫ثاني ا‪ -‬الق وى الفاعل ة غ ير الدولة ‪Non-State Actors‬‬


‫الدولية‪ -‬المنظمات غير الحكومية‪ -‬الشركات متعددة الجنسيات‪ -‬وغيرها)‬
‫أوال ‪-‬الدولة القومية‪:‬‬
‫ألي وحدة سياسية حتى تدعى دولة يجب أن تستوفي ثالثة شروط ‪:‬‬
‫اإلقليم‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يقصد باإلقليم كامل مساحة األرض التي تتبع للدولة ويقيم عليها‬
‫مواطنيه ا‪ .‬وتتض من اليابس ة وم ا فوقه ا وم ا تحته ا باإلض افة إلى الم اء ولك ل إقليم‬
‫مج ال ج وي وه و الفض اء الج وي ال ذي يعل و ك ل أراض ي وتواب ع الدولة ‪ .‬وتختل ف‬
‫الدول من حيث الحجم فهناك دوال عمالقة من حيث المساحة مثل روسيا االتحادية‬
‫والصين ودول صغيرة الحجم مثل قطر و الكويت و البحرين‪ .‬كذلك تتباين الدول‬
‫من حيث الم وارد فهن اك بعض ال دول الغني ة في الم وارد الطبيعي ة مث ل روس يا و‬
‫دول فق يرة في الم وارد مث ل األردن وه ذا ي ؤثر على ق وة الدول ة ومكانته ا في‬
‫العالقات الدولية‪.‬‬

‫السكان‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يعتبر السكان العنص ر األساس ي للدولة وهم من يحمل ون جنسية‬
‫الدولة‪ .‬فال دولة بدون سكان و هناك جدل حول أهمية حجم السكان في قوة الدول ة‪.‬‬
‫فبينم ا يعتق د بعض األك اديميين أن حجم الس كان الكب ير يش كل مص در ق وة للدول ة‪،‬‬
‫يرى فريق أخر العكس من ذلك فالحجم الكبير للسكان يشكل عبئا عليها‪ .‬والحقيقة‬
‫أن هناك دول كبيرة استفادت من قوتها البشرية لدعم قوتها اإلجمالية و موقعها في‬
‫العالقات الدولية مثل اليابان‪ ،‬وفي المقابل هناك دول لديها حجم كبير من السكان‬
‫وهي فقيرة و عاجزة عن التنمية مثل مصر و بعض الدول اإلفريقية‪.‬‬
‫السلطة والحكومة‬ ‫‪-3‬‬
‫العنصر الرئيس الثالث من عناصر الدولة هو السلطة أو‬
‫الحكوم ة ال تي تبس ط س لطتها على اإلقليم و يخض ع له ا الس كان‪ .‬والحكومة يمكن‬
‫تعريفها بأنها‪ :‬السلطة العليا في المجتمع وتتألف من ثالثة فروع‪ :‬السلطة التشريعية‬
‫والسلطة القضائية و السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬القوى الفاعلة غير الدولة‬

‫باإلض افة إلى الدول ة األم ة‪-‬القومي ة‪ -‬هن اك العدي د من الوح دات‬
‫الفاعل ة في السياس ة الدولي ة مث ل المنظم ات الدولي ة‪ -‬المنظم ات غ ير الحكومي ة‪-‬‬
‫شركات متعددة الجنسيات والجماعات العابرة للحدود‪ .‬على الرغم من الدور الهام‬
‫له ذه الق وى إال أن بعض المفك رين ي رى ب ان ه ذه الوح دات تلعب دورا ثانوي ا كم ا‬
‫سنرى في النظريات‪.‬‬

‫النظام الدولي‬

‫يوجد النظام الدولي عندما يوجد وحدتان أو أكثر بينهما عالقات‬


‫مستمرة تتصف بالديمومة ويؤثر كل منهم باألخر‪.‬‬

‫هل نحتاج إلى نظرية لدراسة العالقات الدولية؟‬

‫يدور جدل كبير بين مجموعة من الكتاب الذين يقولون بعدم جدوى‬
‫النظري ة في العالق ات الدولي ة و يعط ون األولوي ة للت اريخ و الق انون و الفلس فة‬
‫السياسية ومجموعة أخرى ترى بأننا نستطيع دراسة العالقات الدولية دراسة علمية‬
‫واس تخدام النظري ات ك أي علم من العل وم األخ رى‪ .‬و ق د هيمن التي ار الث اني على‬
‫دراس ة العالق ات الدولي ة من ذ منتص ف الق رن العش رين‪ .‬إذ انتش رت الدراس ات‬
‫الوضعية و سيطرت على دراسة العالقات الدولية نظريات متعددة كما سنرى في‬
‫هذا الفصل‪.‬‬

‫نشأة وتطور علم العالقات الدولية‪:‬‬


‫لق د نش أ علم العالق ات الدولي ة نتيج ة الحاج ة‪ ,‬الحاج ة إلى معرف ة أس باب‬
‫الحروب وما هي الطرق للسيطرة على هذه الظاهرة فقد تأسس أول مقعد لدراسة‬
‫العالق ات الدولي ة في بريطاني ا ع ام ‪ 1919‬ثم س رعان م ا انتش رت الكلي ات‬
‫تدرس هذا العلم ‪.‬‬
‫والجامعات التي ّ‬

‫لقد سيطر على دراسة العالقات الدولية اتجاهين اثنين ‪:‬‬


‫األول ه و االتج اه ال ذي س مي بالمث الي ال ذي ينطل ق من الفك ر الل برالي ال ذي يعتق د‬
‫بحتمية التعاون بين الدول وأن الدول تسعى لتحقيق أهدافها وتتعاون لحل المسائل‬
‫المشتركة وإ ن طبيعة الدول ليست كما يدعي البعض بأن الكل ضد الكل وإ ن إيجاد‬
‫ن وع من أن واع التنظيم ال دولي وخل ق مؤسس ات دولي ة وتط وير الق انون ال دولي‬
‫والشرعية الدولية سوف يقود إلى نظام عالمي يسوده االستقرار والسالم ولذلك كان‬
‫هن اك مش روع إقام ة عص بة األمم المتح دة ع ام ‪ 1919‬من قب ل ال رئيس األم ريكي‬
‫ولسون ومؤيديه إال أن هذه األفكار سرعان ما تراجعت وأخذت تحل في المرتبة‬
‫الثانية بعد النظرية الواقعية والتي شكلت االتجاه الثاني في دراسة العالقات الدولية‬
‫وخاص ة بع د الح رب العالمي ة الثاني ة وانهي ار النظ ام أو التنظيم ال دولي المب ني على‬
‫عصبة األمم وبروز الواليات المتحدة واالتحاد السوفييتي كدولتين عظميين‪.‬‬
‫لقد كان الحوار والجدل الفكري بين دارسي العالقات الدولية والعاملين بها أيضا‬
‫يتركز حول الجدل بين المثالية والتي يمكن أن توصف بأنها التيار الذي يقول كيف‬
‫للعالق ات الدولي ة أن تك ون أي وص فية تعطي وص فات كي ف يب ني المجتم ع ال دولي‬
‫مؤسسات يمكن أن تنظم العالقات بين الدول ‪ .‬والتيار الثاني الذي نسميه الواقعية‬
‫والذي يرفض عفوية المثاليين ويقول بأن الدول تتصرف حسب مصالحها الوطنية‬
‫والتي تتمثل بالقوة ويجب علينا أن ندرس العالقات الدولية كما هي ال كما يجب أن‬
‫تكون‪.‬‬
‫دخلت دراسة العالقات الدولية مرحلة جديدة مع نهاية الخمسينات وبداية الستينات‬
‫حيث تمثل الجدل الفكري بالسجال بين الدكتور البريطاني هدلي بول الذي مثّ ل ما‬
‫مي بالمدرس ة التقليدية من جه ة وال دكتور مورت ون ك ابالن وال ذي مثّ ل المدرس ة‬
‫س ّ‬
‫السلوكية ومع تطور هذا الحوار لم تعد تنحسر وجهة نظر هذه المدارس في مسألة‬
‫رجح ط رق الت اريخ _الق انون‬
‫كي ف تك ون العالق ات بين ال دول فالتي ار التقلي دي ّ‬
‫رجح التيار السلوكي ما نسميه الطرق‬
‫_الفلسفة _التاريخ الدبلوماسي ………بينما ّ‬
‫العلمي ة المبني ة على النظري ة الوض عية في المعرف ة وبش كل مختص ر النظري ة‬
‫الوضعية والتي يعتبر أكبر رموزها أوغست كومت حيث كتب ع ام ‪ 1837‬ونتيجة‬
‫التط ور الكب ير والنجاح ات الهائل ة ال تي تحققت في مج ال العل وم الطبيعي ة (علم‬
‫الطبيعة _الفيزياء _الرياضيات _الطب ………)بأن العلوم االجتماعية والسياسية‬
‫يمكن أن تدرس كما تدرس الظاهرة الطبيعية علميا بالمالحظة والتجريب ‪.‬‬
‫النظرية الوضعية تقوم على األسس التالية ‪:‬‬
‫‪ _1‬أن هناك قوانين أو شبه قوانين تحكم الظواهر قيد الدراسة في المجتمع ‪.‬‬
‫‪ _2‬يمكن الكشف عن هذه القوانين والقواعد شبه القوانين باستخدام العقل ‪.‬‬
‫‪ _3‬الطريق الذي يستخدمه العقل الكتشاف هذه القوانين أو شبه القوانين هو العلم‬
‫الذي يقوم على المالحظة والتجريب ‪.‬‬
‫‪ _4‬يمكن لن ا الفص ل بين ال ذات والموض وع أي يمكن لن ا أن نتج رد من عواطفن ا‬
‫وأن نكون موضوعيين في دراسة الظواهر االجتماعية والسياسية ‪.‬‬
‫طبع ا ك ان هن اك انتق ادات عدي دة وخاص ة من قب ل التي ارات الحديث ة مث ل النظري ة‬
‫النقدية وم ا بع د الحداثة حيث يق ول أتب اع ه ذه الم دارس من الص عب الفص ل بين‬
‫الذات والموضوع أي أننا نعيش في المجتمع ونحن جزء منه فكيف نفصل أنفسنا‬
‫عن ه ذا الواق ع ال ذي نت أثر ون ؤثر في ه ‪ .‬أيض ا ي رفض إتب اع النظري ات الحديثة‬
‫الفرض يات الوض عية بوج ود حق ائق وق وانين يمكن اكتش افها ب ل يق ول ه ؤالء بأن ه‬
‫ظروفه ا التاريخي ة وبيئته ا االجتماعي ة ال تي س اهمت بتش كيلها ل ذلك ال يمكن لن ا‬
‫التعميم على جميع الظواهر ‪.‬‬
‫ه ذا ه و المش هد اآلن لدراس ة العالق ات الدولي ة فالج دل ينحس ر اآلن بين أتب اع‬
‫النظري ة الوض عية ونظري ات م ا بع د الوض عية مث ل (م ا بع د الحادث ة – النقدي ة أو‬
‫مدرسة فرانكفورت )‬
‫ولكن دعون ا اآلن أن ننتق ل إلى الترك يز على المح اور الثالث ة األساس ية في دراس ة‬
‫العالقات الدولية‬

‫المحور األول‪ :‬الوحدات الفاعلة‬ ‫‪‬‬


‫كم ا ذك رت س ابقا بأنن ا س نعتبر الدول ة األم ة الوح دة األساس ية الفاعلة في‬
‫العالقات الدولي ة‪ .‬وسوف نعتبر أيضا إن الدول تتصرف بشكل عقالني في سبيل‬
‫خدم ة المص لحة الوطني ة المتمثل ة بالبق اء‪ ,‬وأمن وس المة الدول ة ورف ع المس توى‬
‫المعيشي للمواطنين‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬األهداف‬ ‫‪‬‬


‫ي أتي في مقدم ة أه داف الدول ة المحافظ ة على اس تقاللها وس يادتها وأمنه ا‬
‫الق ومي‪ .‬وه ذا يش مل ه دف البق اء واس تمرارية نظامه ا السياس ي وحماي ة ح دودها‬
‫الجغرافية‪ .‬أيضا من أهداف الدولة زيادة قوتها ويرتبط هذا الهدف بالهدف السابق‬
‫حيث يعت بر األداة األساس ية للحف اظ على س يادة الدول ة وأمنه ا الق ومي‪ .‬إن تط وير‬
‫المستوى االقتصادي للدولة يعتبر أيضا من أهداف الدولة فاستقالل وسالمة الدولة‬
‫يعتمد على وجود قاعدة اقتصادية قوية و متطورة‪.‬‬
‫إن تحدي د ه ذه األه داف يتم من خالل م ا يس مى المص لحة الوطنية‪ .‬فالمص لحة‬
‫الوطني ة هي األس اس في اختي ار الدول ة أله دافها في تعامله ا م ع ال دول األخ رى‪.‬‬
‫ال دول تض ع سياس اتها في القض ايا الدولي ة وفق ا ألولوياته ا‪ ,‬وال تي تعكس أه دافها ‪:‬‬
‫األمن‪ ,‬وحفظ الذات والكفاية االقتصادية والهيبة والقوة‪ .‬وفي أي وقت من األوقات‬
‫تؤك د سياس ة الدول ة على واح د أو أك ثر من ه ذه األه داف على األه داف األخ رى‪.‬‬
‫وتنب ع الحاج ة إلى وض ع أولوي ات من محدودي ة الم وارد ل دى ال دول كاف ة‪ ,‬وح تى‬
‫القوية منها‪ .‬فاألمن هو االعتبار األكثر إلحاحا في رسم السياسات واختيار األهداف‬
‫للدول‪ .‬أيضا طبيعة البيئة الدولية الدائمة التغيير تؤدي وبصورة حتمية إلى إعادة‬
‫ترتيب أولويات الدولة وإ عادة تعريف المصلحة الوطنية‪.‬‬

‫المصلحة الوطنية وتحديد األهداف‬


‫مهم ا يكن ن وع الحكوم ات ف ان ال دول تتص رف طبق ا لمص الحها القومي ة‪.‬‬
‫وبالرغم من صحة هذه المقولة إال أنها ال تخبرنا الكثير إال إذا علمنا كيف تعرف‬
‫الدول مصالحها القومية‪ .‬وذلك بسبب النظام الدولي يجب على الدول تعريف تلك‬
‫المصالح بلغة توازن القوى وإ ال سوف تزول هذه الدول تماما مثل شركة تعمل في‬
‫س وق مثالي ة وتري د أن ت ؤثر مص الح الش ركات األخ رى على تعظيم أرباحه ا فإنه ا‬
‫س تنتهي‪ .‬له ذا ي رى الواقعي ون أن وض ع الدول ة في النظ ام ال دولي يح دد مص الحها‬
‫القومية وينبئ عن سياستها الخارجية‪.‬‬
‫مجرد وضع‬ ‫أما الليبراليون فيقولون إن المصالح القومية تعرف بما هو أكثر من ّ‬
‫الدولة في النظام الدولي ولليبرالية تقدير أكثر ثراء لكيفية تشكيل المصالح القومية‬
‫حيث يعتم د تعري ف المص الح القومي ة بالنس بة لهم إلى ح د بعي د على ن وع المجتم ع‬
‫ال داخلي لتل ك الدولة فعلى س بيل المث ال يع رف المجتم ع ال ذي ي ولي الرخ اء‬
‫االقتص ادي والتج ارة أهمي ة قص وى أو ال ذي ينظ ر إلى الح روب ض ّد ال دول‬
‫الديمقراطي ة األخ رى على أنه ا عم ل غ ير مش روع ‪،‬مث ل ه ذا المجتم ع يع رف‬
‫مصالحه القومية على نحو يختلف كثيرا عن تعريف المجتمع الذي يعيش في دولة‬
‫يحكمه ا طاغي ة وله ا نفس الوض ع في النظ ام ال دولي ‪.‬ويق ول اللي براليون إن ه ذه‬
‫الرؤي ة تك ون س ليمة الس يما حين يتس م النظ ام ال دولي باالعت دال ‪،‬أي م ا لم تكن‬
‫تس وده الفوض ى ‪.‬ف إذا ك انت المؤسس ات وقن وات االتص ال تق ّدم توقع ات مس تقرة‬
‫بالسالم الدائم فإنه يمكن الخروج من معضلة السجين‪.‬‬
‫وبم ا أن ه ذه الح وافز ال تي ال تتص ل ب القوة والنف وذ ق د تس اعد على تحدي د كيفي ة‬
‫تعريف الدول لمصالحها ‪ ،‬فمن المهم ضرب مثال حي لتقريب هذا المفهوم المج ّرد‬
‫للفوضى ‪ .‬فإذا كان الموق ف الدولي فوض ويا على نحو مطل ق ‪ ،‬وإ ذا كان احتمال‬
‫أن تقت ل على ي د ج ارك احتم اال واردا إذن فمج ال ت أثير الديمقراطي ة ‪ ،‬أو تعزي ز‬
‫التع اون التج اري على السياس ة الخارجي ة مج ال مح دود فغري زة البق اء ت أتي في‬
‫المرتب ة األولى ‪.‬ولكن إذا ك ان النظ ام ال دولي يتس م بالفوض وية إلى ح د مح دود‬
‫لوجود مؤسسات وتوقعات مستقرة للسالم فقد تلعب هذه العناصر األخرى المتصلة‬
‫ب المجتمع ال داخلي دورا أك بر ‪.‬واحتم ال دقّ ة توقع ات الواقع يين أك ثر في الش رق‬
‫األوسط مثال في حين تصدق توقعات الليبراليين في أوروبا الغربية ‪.‬‬

‫األدوات ‪:‬‬
‫من خالل الصراع المستمر بين الدول للتأثير على األحداث فإن الق درة على تحقي ق‬
‫األه داف المرج وة تعتم د مباش رة على ت وفر عناص ر الق وة واس تخدامها بش كل‬
‫متعق ل ‪ :‬وهي العناص ر العس كرية والسياس ية واالقتص ادية ‪.‬إن إب راز الق وة لتحقي ق‬
‫األه داف الوطني ة أك ثر تعقي دا من مج ّرد التب اهي ب القوة العس كرية إلره اب ال دول‬
‫الضعيفة ‪ .‬إن العالقات بين الدول ترتكز على العناصر المختلفة للقوة كما أن فهم‬
‫السياسة الدولية يتطلب تقديرا شامال لهذه العوامل ‪.‬‬
‫تس تخدم كلم ة (ق وة) في نص وص مختلف ة عن د قي ام وس ائل اإلعالم بتغطي ة أح داث‬
‫دولية وفي كتب السياسة الدولية ‪.‬إن العامل المشترك في استخدام هذا التعبير هو‬
‫أنه يمثل قدرة دولة‬
‫على الت أثير في أفع ال وسياس ات دول ة أخ رى ‪.‬يص ف هانس مورغنثاو القوة على‬
‫أنه ا ((س يطرة اإلنس ان على تفك ير وأفع ال الن اس اآلخ رين ))أم ا ريمون د آرون‬
‫فيص فها على أنه ا ((الق درة على الفع ل أو الص نع أو الت دمير ))‪ .‬إن الق وة أيض ا‬
‫عبارة عن وسيلة يتم تحقيق النفوذ من خاللها ألنها مزيج من المصادر العسكرية‬
‫والسياس ية واالقتص ادية ال تي تتمكن الدول ة من ا اس تخدامها ض من جهوده ا ال تي‬
‫تستهدف متابعة أهداف سياستها الخارجية‪ .‬والنفوذ (التأثير) هو القدرة على إقناع‬
‫الدول األخرى لتبني سياسات تساعد هذه المتابعة أو على األقل ال تقف عائقا في‬
‫طريقها ‪.‬وحيازة عناصر القوة أمر ضروري ولكنه ليس كافيا بالنسبة لدولة تتمتع‬
‫بإمكانية بارزة في المجتمع الدولي ‪.‬‬
‫مجرد قياس ما قد توحي‬
‫إن عالقات القوة بين الدول أكثر صعوبة للحكم عليها من ّ‬
‫ب ه المتغ يرات الهام ة ‪،‬فمن الس هل ت رتيب ال دول وفق ا إلنتاجه ا االقتص ادي أو‬
‫صناعاتها العسكرية إال أنه من الصعوبة بمكان تقييم الرغبة في استخدام قوتها أو‬
‫طاقاتها الكامنة ‪.‬‬
‫تحم ل التكاليف التي‬
‫كما أن بعض العناصر مثل نوعية القيادة والرغبة الوطنية في ّ‬
‫س تنتج عن األعم ال المقترح ة س تكون أيض ا عرض ة للتق ييم‪ .‬إن أح د األخط اء‬
‫الرئيس ة في اس تراتيجيات الوالي ات المتح دة في الح رب الفيتنامي ة ك ان فش ل ه ذه‬
‫االس تراتيجيات في إعط اء ال وزن الك افي إلمكاني ة وإ ص رار فيتن ام الش مالية على‬
‫المادية من أجل تحقيق هدفها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تقديم أي ثمن من حيث األرواح البشرية والخسائر‬
‫مم ا تق دم نس تنتج إن الج دل األك اديمي ح ول طبيع ة العالق ات الدولي ة وط رق‬
‫دراستها سيطرت عليها جداالت و حوارات متعددة بين مدارس مختلفة وفيما يلي‬
‫نلخص الجداالت في هذا المجال منذ البدايات و حتى الوقت الحاضر وهي‪:‬‬

‫الجدل األول بين المثالية و الواقعية‬


‫الجدل الثاني بين السلوكية و التقليدية‬
‫الجدل الثالث بين الواقعية الجديدة والليبرالية الجديدة‬
‫الجدل الحالي بين الوضعية و ما بعد الوضعية‬

‫الجدل األول بين المثالية و الواقعية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫بع د انته اء الح رب العالمي ة األولى وج د ق ادة الع الم أنفس هم أم ام‬
‫معض لة كب يرة تتجس د بس ؤال مهم و ه و كي ف للع الم إن يتخلص من العن ف و‬
‫الحروب بين الدول؟ و قد جاءت اإلجابات على هذا السؤال متنوعة و للكن يمكن‬
‫لنا إن نجمل االتجاهات األساسية باتجاهين ‪:‬‬
‫المثالي الذي رأى بان المعضلة األمنية في العالقات الدولية يمكن التعامل معها من‬
‫خالل تأس يس منظم ة دولي ة تس اعد ال دول على بن اء نظ ام أمن جم اعي واالل تزام‬
‫بقواع د الق انون ال دولي‪ .‬وص ف ه ذا التي ار بالتي ار المث الي ألن ه ينطل ق من ال دعوى‬
‫تأسيس عالقات دولية مبنية على المثالية‪ .‬و الحقيقة إن هذا التيار سيطر على فترة‬
‫ما بعد الحرب العالمية األولى و حتى اندالع الحر العالمية الثانية‪ .‬و بناء على هذه‬
‫النظري ة أوج دت عص بة األمم لتك ون ن واة نظ ام دولي أساس ه الش رعية الدولي ة و‬
‫األمن الجماعي‪.‬‬
‫أم ا التي ار الث اني في ه ذا الج دل فق د تمث ل ب آراء الواقعية و ال تي ت دعو إلى دراس ة‬
‫العالق ات الدولي ة كم ا هي على ارض الواق ع ال كم ا يجب إن تك ون عليه‪ .‬وينطل ق‬
‫إتب اع ه ذا التي ار من االف تراض الت الي ه و إن ال دول تتص رف حس ب المص لحة‬
‫الوطنية و تحاول آن تزيد قوتها النسبية مقارنة بالدول األخرى‪ .‬وقد هيمنت هذه‬
‫النظري ة على دراس ة العالق ات الدولي ة من ذ نهاي ة الح رب الب اردة و ح تى وقتن ا‬
‫الحاضر‪.‬‬

‫الجدل الثاني بين السلوكية و التقليدية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫ترك ز الج دل الث اني على منهجي ة دراس ة العالق ات الدولية وق د ب رز‬
‫تي اران مختلف ان في ه ذا المج ال‪ .‬فق د ترك زت آراء الفري ق األول ب ان دراس ة‬
‫العالق ات الدولي ة يجب أن تتم من خالل دراس ة الت اريخ الدبلوماس ي و الق انون‬
‫الدولي و الفلسفة السياسية‪ .‬وقد عرف هذا التيار بالتيار التقليدي ومثله بهذا الجدل‬
‫هدلي بول بكتاباته العديدة و التي كان لها اثر كبير في تحديد مسيرة علم العالقات‬
‫الدولية‪.‬‬
‫أما الفريق الثاني فقد اخذ موقفا مغايرا إذ أشار رواده إلى إمكانية دراسة العالقات‬
‫الدولية دراسة علمية كأي موضوع آخر‪ .‬فبالنسبة لعلماء السياسة العاملين في هذا‬
‫المج ال س لوك ال دول يتم وف ق نم اذج و أنم اط تتك رر ض من ش روط معين ة و نحن‬
‫نستطيع الكشف عن هذه األسباب التي تؤدي إلى هذا التكرار في سلوك الوحدات‬
‫الفاعل ة في العالق ات الدولي ة باس تخدام الط رق العلمي ة في البحث ال تي تق وم على‬
‫المالحظ ة و التج ريب‪ .‬و س مي ه ذا التي ار بالتي ار العلمي أو الس لوكي ألن ه اعتم د‬
‫النظري ة الس لوكية مرجعي ة في دراس ة س لوك ال دول‪ .‬والحقيق ة أن ه ذا التي ار ل ه‬
‫ج ذوره في المدرس ة الوض عية ال تي يعي د أس اتذة العل وم االجتماعي ة ب داياتها إلى‬
‫اوغست كونت في القرن التاسع عشر‪ .‬وعلى الرغم من اإلنجازات الكبيرة التي‬
‫حققه ا ه ذا التي ار إال أن ذل ك لم يمن ع ب روز تي ارات جدي دة تنتق د التي ار العلمي أو‬
‫السلوكي و خاصة خالل العقدين الماضيين‪.‬‬
‫الجدل الثالث بين الواقعية الجديدة والليبرالية الجديدة‬ ‫‪-3‬‬
‫خالل العقد السابع من القرن العشرين برز جدل جديد في العالقات‬
‫الدولي ة بين الواقعي ة الجدي دة و الليبرالي ة الجدي دة ج وهره م اذا ن درس وم ا هي‬
‫مستويات التحليل التي يجب التركيز عليها في دراسة العالقات الدولية‪ .‬فبينما يرى‬
‫إتباع النظرية الواقعية الجديدة أن بنية النظام الدولي تحدد سلوك الدول وان الدول‬
‫تتصرف وفقا لقوانين يحددها توزيع القوى بين الدول العظمى و يعتبر مؤسس ه ذه‬
‫النظرية كينيث وولتز أن مستوى التحليل األول هو بنية النظام الدولي الذي يجب‬
‫إن يركز عليه الباحث‪.‬‬
‫أما النظرية الليبرالية الجديدة فتركز على دور المنظمات الدولية و القوى الفاعلة‬
‫غير الدولة في العالقات الدولية‪ .‬باإلضافة إلى التركيز على مفهوم التعاون الدولي‬
‫ولزي ادة المطلق ة ال تي تس عى ال دول لتحقيقها‪ .‬و من أهم رواده ا روبرت كوهي ني و‬
‫ج وزف ن اي ال ذين تع اونوا في كتاب ات ع دة ح ول دور المؤسس ات الدولي ة في‬
‫العالق ات الدولي ة‪( .‬لن نتوس ع في الح ديث عن ه ذه الح وارات ألنن ا سندرس ها‬
‫بالتفصيل في الفصول القادمة)‬

‫الجدل الحالي بين الوضعية و ما بعد الوضعية‬ ‫‪-4‬‬


‫منذ انتهاء الحرب الباردة و الجدل في العالقات الدولية يدور بين التيار الوضعي‬
‫أو النظري ات الوض عية من جه ة و نظري ات م ا بع د الوض عية من جه ة أخ رى‪ .‬إذ‬
‫ي رى أتب اع النظري ات الوض عية كم ا ذكرن ا في بداي ة ه ذا الفص ل ان ه يمكن دراس ة‬
‫العالقات الدولية دراسة علمية الن هناك قوانين أو شبه قوانين تحكم الظاهرة في‬
‫العالقات الدولية و أننا نستطيع إن نفصل بين الذات و الموضوع‬
‫بينما يرفض أتباع االتجاهات الجديدة و المسماة ما بعد الوضعية هذه االفتراضات‬
‫للوض عية و يؤك دون بأن ه من الص عب فص ل ال ذات عن الموض وع وان ه ال يوج د‬
‫تك رار أو نمذج ة ونمطي ة في س لوك ال دول‪ .‬وق د وجهت ه ذه الم داخل الجدي دة‬
‫انتق ادات كب يرة لالفتراض ات األساس ية للنظري ات الوض عية‪ .‬إذ تنتق د النظري ات‬
‫الوض عية بأنه ا نظري ات ش ارحة ونظري ات ه دفها الحف اظ على األم ر الواق ع وغ ير‬
‫قادرة على التغيير بينما يصف إتباع النظريات الحديثة (ما بعد الوضعية) نظرياتهم‬
‫بأنه ا بنائي ة و ق ادرة على التغي ير و تحري ر اإلنس ان‪ .‬واهم النظري ات الوض عية و‬
‫ال تي س يتم الترك يز عليه ا هي‪ :‬الواقعي ة و الواقعي ة الجدي دة‪ -‬الليبرالي ة و الليبرالي ة‬
‫المؤسساتية –و النظريات العالمية‪ .‬بينما تضم التيارات ما بعد الوضعية مجموعة‬
‫من النظريات أهمها ‪ :‬ما بعد الحداثة – النظرية النقدية‪ -‬و النظرية النسوية‪ .‬ومن‬
‫الجدير بالذكر أن هذه النظريات توصف بأنها نقدية ألنها تنتقد التيارات الوضعية‪.‬‬
‫وقبل االنتقال إلى الحديث عن النظريات الوضعية البد لنا من إعطاء فكرة عن ما‬
‫يسمى بمستويات التحليل في العالقات الدولية‪.‬‬

‫مستويات التحليل ‪Levels of Analysis‬‬

‫تعتبر مسألة مستويات التحليل من أهم المسائل في دراسة العالقات الدولية‬


‫وخاص ة ل دى أتب اع النظري ات الوض عية‪ .‬فق د ط ور أس اتذة العل وم السياس ية ه ذه‬
‫الطريق ة خالل الخمس ينات و الس تينات من الق رن العش رين لتس اعدهم في دراس ة‬
‫العالق ات الدولي ة‪ .‬تع ود الب دايات األولى لمس ألة مس تويات التحلي ل إلي ع ام ‪1959‬‬
‫حين كتب كينث وول تز كتاب ه الش هير اإلنس ان‪ -‬الدول ة والح رب (البعض يس مونه‬
‫رجال الدولة و الحرب) إذ أشار وول تز إلى إن أسباب الح رب يمكن أن توجد في‬
‫ثالثة مستويات‪:‬‬

‫بنية النظام الدولي‬ ‫‪-1‬‬


‫الدولة‬ ‫‪-2‬‬
‫الفرد‬ ‫‪-3‬‬

‫أوال ‪ :‬بنية النظام الدولي‬


‫يتضمن هذا المستوى دراسة مجموعة من العوامل أهمها‪:‬‬
‫توزع القوى في النظام الدولي أي كيف تتركز القوى بين الدول العظمى فإذا كان‬
‫لدينا دولة عظمى واحدة كان النظام أحادي القطب وإ ذا توزعت القوى على دول تين‬
‫عظم يين ك ان النظ ام ثن ائي القطب وفي ح ال ك ان هن اك أك ثر من دول تين عظم يين‬
‫يكون النظام متعدد األقطاب‪ .‬وهنا يجب أن نذكر أن بنية التطام الدولي تلعب دورا‬
‫مهما في سلوك الدول و خاصة لدى أتباع الواقعية الجديدة‪.‬‬
‫عدد الوحدات الفاعلة في العالقات الدولية وخاصة القوى التي تتمتع بدور فعال‪ .‬إذ‬
‫ي رى بعض علم اء السياس ة ان ه كلم ا زاد ع دد الوح دات زادت العالق ات الدولي ة‬
‫تعقيدا وأصبحت البيئة الدولية أكثر تأثيرا على سلوك الدول‬
‫دور المنظمات الدولية و القانون الدولي في العالقات الدولية‪.‬‬
‫دور الشركات متعددة الجنسيات‬

‫ثانيا‪ :‬الدولة‬
‫عند دراسة الدولة كمستوى للتحليل يتم التركيز على العوامل التالية‪:‬‬

‫‪-1‬طبيعة النظام السياسي‪:‬‬


‫ت ؤثر طبيع ة النظ ام السياس ي في س لوك ال دول‪ .‬فال دول الديمقراطي ة تختل ف عن‬
‫ال دول ذات النظ ام الش مولي من حيث ص ناعة الق رار و تعري ف المص لحة الوطني ة‬
‫للدولة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تاريخ العالم المعاصر يشير إلى أن الدول الديمقراطية‬
‫ال تحارب بعضها بعض‪.‬‬

‫‪ -2‬األوضاع االقتصادية للدولة‪:‬‬


‫يشير بعض علماء السياسة إلى أن األوضاع االقتصادية للدولة تلعب‬
‫دورا كب يرا في رس م السياس ات و االس تراتيجيات له ذه ال دول‪ .‬إذ يعتق د ه ؤالء‬
‫العلم اء ان ه إذا ك انت األوض اع االقتص ادية في دول ة من ال دول س يئة وتع اني ه ذه‬
‫الدول ة من مش اكل اقتص ادية ق د تلج أ الدول ة لتص دير ه ذه المص اعب للخ ارج و‬
‫محاولة صرف نظر المواطنين إلى عدو خارجي‪.‬‬

‫‪ -3‬دور المؤسسات و البيروقراطيات في صنع القرار‪:‬‬


‫من المع روف ان ه في ك ل دول ة هن اك مؤسس ات و بيروقراطي ات تس اهم في ص نع‬
‫الق رار في السياس ة الخارجي ة مث ل وزارة ال دفاع و الخارجي ة و االس تخبارات‬
‫وجماعات الضغط و مراكز البحث التي تحاول دائما أن تعكس مصالح نخب معينة‬
‫أو حتى مصالحها الذاتية‪ .‬لذلك يجب التركيز على دور هذه المؤسسات في تحليل‬
‫السياسة الخارجية‪.‬‬

‫الرأي العام‪:‬‬ ‫‪-4‬‬


‫يلعب ال رأي الع ام دورا هام ا في تحدي د ش كل السياس ة الخارجي ة و‬
‫خاصة في الدول الديمقراطية‪ .‬من هنا تكمن أهمية تحليل الرأي العام لبيان دوره‬
‫في رسم السياسات العامة للدولة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مستوى الفرد‬


‫في المس توى الث الث و مس توى الف رد نتن اول ع ادة مجموع ة من العوام ل المتعلق ة‬
‫بالفرد أهمها‪:‬‬
‫شخصية صانع الفرار‬ ‫‪.1‬‬
‫األيديولوجية التي يتبناها صانع القرار‬ ‫‪.2‬‬
‫الدين و المعتقدات الدينية‬ ‫‪.3‬‬
‫تصور صاحب القرار عن المسألة المطروحة‬ ‫‪.4‬‬
‫البيئة النفسية لصانع القرار‬ ‫‪.5‬‬
‫و بعد ه ذه المقدمة الس ريعة ألهم المف اهيم في العالق ات الدولية ننتقل أالن للح ديث‬
‫عن النظريات الوضعية في العالقات الدولية و بشكل سريع نظرا لطبيعة المقرر‬
‫فس يتم إعط اء فك رة س ريعة عن ه ذه النظري ات و أهم رواده ا و تقييمه ا من ناحي ة‬
‫قدرتها التفسيرية‪.‬‬

You might also like