Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
تشهد دراسة العالقات الدولية هذه األيام ثورة منهجية تتضح معالمها بعمق وتعدد
المواض يع المطروح ة في الح وارات بين الم دارس العدي دة في ه ذا المج ال من
العلوم .فالمتابع لتطور دراسة العالقات الدولية خالل العقود الماضية ال بد له من
أن يالحظ أن علم العالقات الدولية قد حقق تقدما كبيرا إذا ما أخذنا بعين االعتبار
حداث ة ه ذا العلم .فق د تأس س أول قس م لت دريس العالق ات الدولي ة في ويل ز في
بريطانيا العظمى عام 1919بعد الحرب العالمية األولى .ولكن سرعان ما انتشر
هذا العلم وأصبح يدرس في اغلب الجامعات في العالم .نهدف في هذا الكتاب إلى
تق ديم الط الب ألهم النظري ات والم داخل في مج ال العالق ات الدولي ة ولكن قب ل ذل ك
البد لنا من توضيح بعض المفاهيم األساسية مثل ما هي العالقات الدولية؟ ما هو
النظام الدولي وما هي النظرية وهل نحتاج لنظرية لدراسة العالقات الدولية ؟
?Y que es el sistema internacional y que es la teroria
Y si nesecitamos una teoria para estudiar la relaciones
?internacionales
على ال رغم من تع دد اآلراء و التع اريف للعالق ات الدولي ة وص عوبة إيج اد
تعريف واحد متفق عليه إال أن التبسيط مطلوبا في مجال الدراسة وابسط تعريف
للعالق ات الدولي ة ه و :أن العالق ات الدولي ة تتض من العالق ات و التف اعالت بين
الوح دات الفاعل ة في النظ ام ال دولي 1.ومن ه يع رف علم العالق ات الدولي ة على ان ه
العلم الذي يدرس العالقات والتف اعالت بين الوحدات و القوى الفاعل ة في السياسة
2
الدولية.
ويقسم أساتذة العالقات الدولية القوى الفاعلة في النظام الدولي إلى نوعين:
Karen Mingst, The Essentials of International Relations, 4ed, London, Norton, 2006, p.2 1
Ibid P3- 2
أوال – الدولة-القومية -Nation-State
السكان: -2
يعتبر السكان العنص ر األساس ي للدولة وهم من يحمل ون جنسية
الدولة .فال دولة بدون سكان و هناك جدل حول أهمية حجم السكان في قوة الدول ة.
فبينم ا يعتق د بعض األك اديميين أن حجم الس كان الكب ير يش كل مص در ق وة للدول ة،
يرى فريق أخر العكس من ذلك فالحجم الكبير للسكان يشكل عبئا عليها .والحقيقة
أن هناك دول كبيرة استفادت من قوتها البشرية لدعم قوتها اإلجمالية و موقعها في
العالقات الدولية مثل اليابان ،وفي المقابل هناك دول لديها حجم كبير من السكان
وهي فقيرة و عاجزة عن التنمية مثل مصر و بعض الدول اإلفريقية.
السلطة والحكومة -3
العنصر الرئيس الثالث من عناصر الدولة هو السلطة أو
الحكوم ة ال تي تبس ط س لطتها على اإلقليم و يخض ع له ا الس كان .والحكومة يمكن
تعريفها بأنها :السلطة العليا في المجتمع وتتألف من ثالثة فروع :السلطة التشريعية
والسلطة القضائية و السلطة التنفيذية.
باإلض افة إلى الدول ة األم ة-القومي ة -هن اك العدي د من الوح دات
الفاعل ة في السياس ة الدولي ة مث ل المنظم ات الدولي ة -المنظم ات غ ير الحكومي ة-
شركات متعددة الجنسيات والجماعات العابرة للحدود .على الرغم من الدور الهام
له ذه الق وى إال أن بعض المفك رين ي رى ب ان ه ذه الوح دات تلعب دورا ثانوي ا كم ا
سنرى في النظريات.
النظام الدولي
يدور جدل كبير بين مجموعة من الكتاب الذين يقولون بعدم جدوى
النظري ة في العالق ات الدولي ة و يعط ون األولوي ة للت اريخ و الق انون و الفلس فة
السياسية ومجموعة أخرى ترى بأننا نستطيع دراسة العالقات الدولية دراسة علمية
واس تخدام النظري ات ك أي علم من العل وم األخ رى .و ق د هيمن التي ار الث اني على
دراس ة العالق ات الدولي ة من ذ منتص ف الق رن العش رين .إذ انتش رت الدراس ات
الوضعية و سيطرت على دراسة العالقات الدولية نظريات متعددة كما سنرى في
هذا الفصل.
األدوات :
من خالل الصراع المستمر بين الدول للتأثير على األحداث فإن الق درة على تحقي ق
األه داف المرج وة تعتم د مباش رة على ت وفر عناص ر الق وة واس تخدامها بش كل
متعق ل :وهي العناص ر العس كرية والسياس ية واالقتص ادية .إن إب راز الق وة لتحقي ق
األه داف الوطني ة أك ثر تعقي دا من مج ّرد التب اهي ب القوة العس كرية إلره اب ال دول
الضعيفة .إن العالقات بين الدول ترتكز على العناصر المختلفة للقوة كما أن فهم
السياسة الدولية يتطلب تقديرا شامال لهذه العوامل .
تس تخدم كلم ة (ق وة) في نص وص مختلف ة عن د قي ام وس ائل اإلعالم بتغطي ة أح داث
دولية وفي كتب السياسة الدولية .إن العامل المشترك في استخدام هذا التعبير هو
أنه يمثل قدرة دولة
على الت أثير في أفع ال وسياس ات دول ة أخ رى .يص ف هانس مورغنثاو القوة على
أنه ا ((س يطرة اإلنس ان على تفك ير وأفع ال الن اس اآلخ رين ))أم ا ريمون د آرون
فيص فها على أنه ا ((الق درة على الفع ل أو الص نع أو الت دمير )) .إن الق وة أيض ا
عبارة عن وسيلة يتم تحقيق النفوذ من خاللها ألنها مزيج من المصادر العسكرية
والسياس ية واالقتص ادية ال تي تتمكن الدول ة من ا اس تخدامها ض من جهوده ا ال تي
تستهدف متابعة أهداف سياستها الخارجية .والنفوذ (التأثير) هو القدرة على إقناع
الدول األخرى لتبني سياسات تساعد هذه المتابعة أو على األقل ال تقف عائقا في
طريقها .وحيازة عناصر القوة أمر ضروري ولكنه ليس كافيا بالنسبة لدولة تتمتع
بإمكانية بارزة في المجتمع الدولي .
مجرد قياس ما قد توحي
إن عالقات القوة بين الدول أكثر صعوبة للحكم عليها من ّ
ب ه المتغ يرات الهام ة ،فمن الس هل ت رتيب ال دول وفق ا إلنتاجه ا االقتص ادي أو
صناعاتها العسكرية إال أنه من الصعوبة بمكان تقييم الرغبة في استخدام قوتها أو
طاقاتها الكامنة .
تحم ل التكاليف التي
كما أن بعض العناصر مثل نوعية القيادة والرغبة الوطنية في ّ
س تنتج عن األعم ال المقترح ة س تكون أيض ا عرض ة للتق ييم .إن أح د األخط اء
الرئيس ة في اس تراتيجيات الوالي ات المتح دة في الح رب الفيتنامي ة ك ان فش ل ه ذه
االس تراتيجيات في إعط اء ال وزن الك افي إلمكاني ة وإ ص رار فيتن ام الش مالية على
المادية من أجل تحقيق هدفها.
ّ تقديم أي ثمن من حيث األرواح البشرية والخسائر
مم ا تق دم نس تنتج إن الج دل األك اديمي ح ول طبيع ة العالق ات الدولي ة وط رق
دراستها سيطرت عليها جداالت و حوارات متعددة بين مدارس مختلفة وفيما يلي
نلخص الجداالت في هذا المجال منذ البدايات و حتى الوقت الحاضر وهي:
ثانيا :الدولة
عند دراسة الدولة كمستوى للتحليل يتم التركيز على العوامل التالية: