Professional Documents
Culture Documents
جامعة القرويين - ويكيبيديا
جامعة القرويين - ويكيبيديا
جامعة في المغرب
جامعة القرويين هي جامعة تقع في مدينة فاس ،بالمغرب ،وتعتبر وفًق ا لليونسكو وبناًء على تصنيفات كتاب غينيس
لألرقام القياسية[ ]3أقدم مؤسسة تعليم عاٍل وأول جامعة تمنح إجازة في الطب في العالم[ ]4وهي ما زالت ُت دَّر س حتى
اآلن دون انقطاٍع ]5[.وُي ِش ير إليها المؤرخون بأنها أقدم جامعة في العالمُ ]6[.ت عد الجامعة مؤسسًة تعليمية تابعة لجامع
القرويين[ ]7الذي قامت ببنائه السيدة فاطمة بنت محمد الفهري القرشي عام 245هجرية الُم وافق 859ميالدية[ ،]8والذي
أصبح فيما بعد واحًد ا من المراكز الروحية والتعليمية الرائدة في العصر الذهبي للعالم اإلسالمي ]9[.وقد بدأت الجامعة
التدريس بعد بناء الجامع مباشرًة على شكل دروس وحلقات علم تعقد فيها ،في مدينة فاس المغربية غير أن بعض
المؤرخين يعتقدون أنها لم ُت صبح جامعة إال في العهد المرابطي أو المرينيُ .ت عّد جامعة القرويين أيًض ا أول مؤسسة علمية
اخترعت الكراسي العلمية المتخصصة ،والدرجات العلمية في العالم .وقد ُأ دمجت في نظام الجامعات الحكومية الحديث
في المغرب في عام 1382هـ 1963/م .كما أن تصميم وطراز المسجد يمثل العمارة المغربية واإلسالمية التاريخية التي
المغربي]10[. تضم زخارف متنوعة عديد لفترات ُم ختلفة من التاريخ
جامعة القرويين
معلومات
1963م]1[. تعليم جامعي شرعي عمومي ( 859إلى )1963جامعة حكومية منذ عام النوع
5 الكليات
الموقع الجغرافي
المغرب البلد
اإلدارة
إحصاءات
349 العاملون
123 األساتذة
متفرقات
ُي رّكز التعليم في جامعة القرويين على العلوم الدينية والفقهية اإلسالمية مع التركيز الشديد على القواعد اللغوية للعربية
الفصحى والفقه المالكي ]11[،كما تقدم أيًض ا للطالب بعض الدروس حول مواضيع أخرى غير إسالمية مثل الفرنسية
واإلنجليزيةُ .ت دِّر س الجامعة بطريقٍة تقليدّي ٍة ،حيث يجلس الطالب في نصف دائرة (حلقة) حول شيخ ،الذي يدفعهم
لقراءة أقسام من نص معين ،ويطرح عليهم أسئلة حول نقاط معينة من القواعد أو الفقه أو التفسير ،ويشرح النقاط
الصعبة ]12[.يحضر جامعة القرويين طالب من جميع أنحاء المغرب وأفريقيا الغربية اإلسالمية ،على الرغم من أن عدًد ا
قليًال منهم قد يأتون من أماكن بعيدة مثل آسيا الوسطى اإلسالمية .وحتى المسلمين اإلسبان الذين اعتنقوا المذهب
المالكي يحضرون إلى المؤسسة في كثير من األحيان ،ويجذبهم إلى حد كبير حقيقة أن شيوخ جامعة القرويين ،والعلم
اإلسالمي في المغرب بشكل عام ،هم ورثة للتراث الديني الغني والعلمي لمسلمي األندلس ]13[.تتراوح أعمار معظم الطالب
في جامعة القرويين ما بين 13و 30سنًة ،ويدرسون إلى شهادة الثانوية والشهادات الجامعية ،كما يمكن للمسلمين الذين
يتمتعون بمستوى عاٍل في الُلغة العرِب ِّي ة أيًض ا حضور حلقات المحاضرات على أساس غير رسمي ،نظًر ا للفئة التقليدية
للزوار الباحثين عن المعرفة الدينية والفقهية (طالب العلم) .باإلضافة إلى كونهم مسلمينُ ،ي طلب من الطالب المرشحين
للدراسة في جامعة القرويين حفظ القرآن كامًال ،فضًال عن العديد من النصوص اإلسالمية األخرى في العصور الوسطى
حول القواعد النحوية والفقه المالكي ،وبصفًة عامًة أن يكونوا متمكنين من اللغة العربية الفصحى .ومن المفاهيم الخاطئة
والشائعة أن الجامعة مفتوحة للرجال فقط؛ ذلك أن الجامعة مفتوحة للرجال والنساء على حٍد سواء ،حيث ُق بلت النساء
[]14
ألول مرة في الجامعة في األربعينيات.
قديًم ا ،تخرج من الجامعة العديد من العلماء بما في ذلك علماء الغرب ،وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحقة به مركًز ا
للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة األلف سنة .درس فيها سلفستر الثاني ،والذي شغل منصب البابا في الفترة 999
– 1003م ،ويقال أنه هو من أدخل بعد رجوعه إلى أوروبا األعداد العربية ]15[.كما أن موسى بن ميمون الطبيب
والفيلسوف اليهودي قضى فيها بضع سنوات قام خاللها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين .كما دّر س فيها الفقيه
المالكي أبو عمران الفاسي وابن البناء المراكشي وأبو بكر بن العربي وابن رشيد السبتي وابن الحاج الفاسي وابن ميمون
الغماري ،زارها الشريف اإلدريسي ومكث فيها مدة كما زارها ابن زهر مرات عديدة وَد َّو َن النحِو ّي ابن آجروم كتابه
المعروف في النحو فيها
.ولقد اشتهر من فاس جماعة من أهل العلم ونسبوا إليها منهم أبو عمران بن موسى الفاسي فقيه
أهل القيروان في وقته .وأبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الشهير بابن البناء وهو أشهر رياضي في عصره ،وأبو بكر
محمد بن يحيى بن الصائغ الشهير بابن باجة وكان ممن نبغوا في علوم كثيرة منها اللغة العربية والطب وكان قد هاجر من
()2
األندلس وُت وفي بفاس .ومن العلماء الذين أقاموا بفاس وَد َّر سوا بجامعاتها ابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم االجتماع،
[]16
ولسان الدين بن الخطيب ،وابن عربي ،وابن مرزوق.
التسمية
[]17
االسم العربي للجامعةَ ،ج اِم َع ُة اْلَق َر ِو ِّي يَن وسيلة "جامعة الشعب من الَق ْي َر َو ان" أصل عائلة فاطمة الفهرية من إفريقية
وذكر المؤرخ المغربي علي الجزنائي أن اسم القرويين يعود إلى عهد إدريس الثاني ( 213 – 177هـ 828 – 793 ،م)
مؤسس ُع ْد وة القرويين التي ُش رع في بنائها في 1ربيع األول 193 الُم وافق فيه 22يناير 809 م بالمنطقة الغربية من
[]18
مدينة فاس ،الستقبال المهاجرين األفارقة من مدينة القيروان.
التاريخ
تأسيس المسجد
منظر لمسجد القرويين على أفق مركز فاس البالي :يمكن رؤية أسطح قاعة الصالة ذات البالط األخضر والمئذنة (البرج األبيض على اليسار).
تأسس جامع القرويين[ ]19على يد السيدة فاطمة الفهرية ]20[)3(،وهي ابنة تاجر ثري اسمه محمد الفهري ،عام 245هـ
الموافق 859م ]21[.هاجرت عائلة الفهري من القيروان بإفريقية ،تونس حالًي ا إلى فاس في أوائل القرن التاسع ،وانضمت
إلى مجتمع من المهاجرين اآلخرين من القيروان الذين استقروا في عدوة القرويين( .)4ورثت فاطمة وشقيقتها مريم،
اللتان كانتا على جانب من العلم والفضل مًع ا ]22[،مبلًغ ا كبيًر ا من المال من والدهما ]23[،وهناك روايات أخرى بأن فاطمة
الفهرية أتت إلى مدينة فاس مع أختها وزوجها ،وليس مع والدها ،وورثت منهما بعد أن توفيا ]24[،فتعهدت فاطمة بإنفاق
كامل ميراثها على بناء مسجد ُم ناسب لمجتمعها ،أي في فاس عاصمة الدولة اإلدريسية .بينما تعهدت أختها ببناء مسجد
األندلسيين ]25[.اشترت فاطمة الفهرية بستاًن ا وحصلت على تصريح األمير اإلدريسي يحيى بن إدريس لبناء النواة األولى
لجامع القرويين ]26[.ولضمان صيانة المسجد وضمان سيرورته ،قامت بوقف جميع ممتلكاتها .في البداية ،كان المسجد
مجرد مكان صغير للخطبة ،حتى أن صالة الجمعة كانت ما تزال ُت قام في جامع الشرفاء.
عند أعمال الترميم في البالط األوسط فوق قوس المحراب القديمُ ،ع ثر على لوحة مدفونة تحت الجبس منقوش عليها
جملة بالخط الكوفي األفريقي العتيقُ« :بني هذا المسجد في شهر ذي القعدة من سنة ثالثة وستين ومائتي سنة مما أمر
الفهرية]27[. به اإلمام أعزه اهلل داود بن إدريس أبقاه اهلل ونصره نصًر ا عزيًز ا»ِ .م َّم ا ُي ضرب في رواية المنسوبة لفاطمة
ويشكك فيها خصوًص ا أنها لم تذكر في ُكتب التاريخ إلى حين القرن 13ميالدي من طرف المؤرخ ابن أبي زرع ،أي أربع
قرون بعد بناء المسجد ،فصارت فاطمة الفهرية محل جدل بين المؤرخين .لكن «التقاليد القديمة ال تلح في ذكر أسماء
النساء على المباني سيما مع ما أثر من أن الشعوب قد تقوم بالمشاريع وترجو إلى الملوك تبنيها تقديًر ا لهم وتكريًم ا
[]28
لمقامهم».
في القرن الرابع هجري الُم وافق للقرن العاشر ميالدي ،سقطت الدولة األدارسة وأصبحت فاس موضع نزاع بين الدولة
الفاطمية والدولة األموية في األندلس وحلفائهم ]25[.خالل هذه الفترة ،زادت مكانة جامعة القرويين تدريجًي ا ،حيث ُن قلت
خطبة الجمعة من جامع الشرفاء إلدريس الثاني( )5إلى مسجد القرويين ،مَّم ا منحه صفة المسجد الجامع ،فصار المسجد
[]26
الرئيسي في تلك العدوة كلها ]29[.وقد حدث هذا النقل إما في سنة 307هـ 920 – 919/م أو في 321هـ 933/م،
وهما تاريخان يتوافقان مع الفترة الوجيزة للسيطرة الفاِط ِم َّي ة على المدينةِ ]30[ ،م َّم ا قد َي ُّد ل على أَّن هذا النقل ُر بما يكون
[]32 حدث بمبادرٍة فاطمية .كما ُص نع للمسجد منبًر ا من خشب الصنوبر ]31[.في عام 307هـ الموافق ل 920 – 919م.
وبشكٍل عام ،استمر المسجد ومؤسسته التعليمية في التمتع باالحترام من النخب السياسية ،وقد وسع المرابطون المسجد
توسًع ا كبيًر ا ،وقامت السالالت الالحقة بتزيينه عدة مرات ]10[.وقد ثبت ُع رًف ا بأن تقوم جميع مساجد فاس األخرى باألذان
القرويين]33[. حسب توقيت
الذروة
حسب المؤرخ المغربي محمد المومني صارت القرويين فعلًي ا تمارس مهام الجامعة باإلضافة إلى مهامه كمسجد وجامع
تحت حكم المرابطين ]34[.بينما آخرون مثل ألفرد بل[ ]35وإفاريست ليفي بروفنسال[ ]36ال يعطون لجامع القرويين لقب
الجامعة إال في العصر المريني ،رغم أن ألفرد ُي ؤكد بأنه كان المركز الديني والفكري للمغرب العربي منذ العصر
اإلدريسي]37[.
صورة تعود ،1978زيارة ستة متدربين رجال من اليونسكو لمكتبة القرويين التي تمتلك مجموعة فريدة من المصاحف الملونة .وشخص يقف أمام
طاولة يحاول إظهار شيء ما.
قام القرويين بتجميع مجموعة كبيرة من المخطوطات التي كانت محفوظة في مكتبٍة أسسها السلطان المريني أبو ِع نان
فارس في عام 750هـ الُم وافق 1349م ]38[.ومن بين أثمن المخطوطات الموجودة حالًي ا في المكتبة ُم جلد الُم َو ّط أ
الشهير لإلمام مالك مكتوبة على رق الغزال ،وسيرة ابن إسحاق ،ونسخة من القرآن الكريم التي قدمها السلطان أحمد
المنصور في 1011هـ الُم وافق 1602م ،والنسخة األصلية من كتاب ابن خلدون العبر وديوان المبتدأ والخبر ]39[.ومن
بين المواد التي ُت درسها ،إلى جانب القرآن والفقه( ،)6النحو والبالغة والمنطق والطب والرياضيات وعلم الفلك.
يقول بعض المؤرخين أن محمد اإلدريسي ،الجغرافي الذي ساعدت خرائطه االستكشاف األوروبي في عصر النهضة ،عاش
في فاس لبعض الوقت في القرن الثاني عشرِ ،م َّم ا ُي شير إلى أَّن ه ربما عمل أو َد َّر س في جامعة القرويينَ .تَخ َّر َج من
المدرسة منذ النصف األول من القرن الثاني عشر .العديد من العلماء الذين أَّث روا على التاريخ الفكري واألكاديمي للعالم
اإلسالمي .ومن بين هؤالء ابن رشيد السبتي (المتوفي 1321م) ومحمد بن الحاج العبدري الفاسي (المتوفي 1336م)
وأبو عمران الفاسي (المتوفي 1015م) ،وهو من كبار منظري الفقه المالكي ،واإلدريسي ( 1166م) ،وأبو بكر بن العربي
( 1240 – 1165م) ،وأبو إسحق البطروجي (ت حوالي 1204م) ،وعلي بن حرزهم (ت 1164م) ،أما في القرن الرابع
عشر وما بعده( )7اتجه أغلب المثقفين المغاربة واألندلسيين إلى فاس للدراسة بجامعة القرويين إما طالًبا أو محاضرين
أو مستمعين ،من أبرزهم ،ليون اإلفريقي( )8مسافر وكاتب مشهور ،ابن خلدون ( 1406 – 1332م)[ ،]40ابن الخطيب
( 1374 – 1313م) .كما زار بعض العلماء المسيحيين جامعة القرويين كالفلمنكي نيكوالس كلينايرتس والهولندي ياكب
[]42
يوليوس[ ]41والبابا سلفستر الثاني.
العصر العلوي
كان موالي الرشيد بن الشريف وهو أول سلطان لساللة العلويين ،يولي أهمية كبيرة للمجال العلمي ،مّم ا كان في صالح
الجامعة .دعا العلماء الُم سلمين ،الذين كانوا ُي سمون أنفسهم "الشراطين" وأسس تقليد "سلطان الطلبة" ]43[،وهي تظاهرة
سنوية ُت جرى كل عطلة ربيعية[ ]44تحت قيادة المخزن أو السلطان نفسه ]45[،التي خاللها يختار الطالب سلطاًن ا ،يحكم
لمدة 15يوًم ا ،وبهذه المناسبة ،تنظم ندوات علمية ومناظرات حول أسئلة حاسمة ،تلقى الخطب وتقرأ القصائد ،تقوم
نخبة من وجهاء المدينة بتكريم هذا الحدث بحضورهم وإخبار سلطان الطالب باهتمامهم ]46[.هذا الحدث ،الذي أدى إلى
ظهور مهرجان شعبي من نوع خاص ،تميز أيًض ا بحدث نادر ،زيارة السلطان العلوي الذي يقدم في بعض األحيان هدايا
للطالب ،ويستمع إلى شكاويهم ويحرص على تنفيذ رغباتهم .كانت هذه الزيارة بمثابة شهادة مؤكدة وأكبر دليل على أن
السلطان مهتم بالعلم ومروجيه الحاليين والمستقبليين .إلتفاتة لم تسجل مثلها في أي مكان آخر في العالم أو على األقل
الشكل]45[. بنفس هذا
سار محمد الثالث بن عبد اهلل على نهج آباءه وأجداده وأثر تدخله بشكل حاسم على جهود الجامعة إلعادة تنظيم تعليمها،
أو حتى تكييفها مع االحتياجات وتوقعات الطالب التي ُر حب بها .وهو بذلك فتح ملًف ا خاًص ا بالجامعة وسن ظهيًر ا ملكًي ا
في عام 1203هجرية الموافق 1789ميالدية أمر فيه شيخ القرويين بتحديد المواد التي تدرس واإلشارة إلى األعمال
المرجعية
.في ذلك الوقت ،بحسب المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي ،فقد كان في فاس على عهد بداية حكم السالطين
العلويين (1076م) مئة كرسي لتدريس العلوم ،أنشئت عشرون منها في جامعة القرويين والبعض اآلخر منتشر في جميع
[]47
أنحاء المدينة في مختلف ملحقاتها .تشير المصادر نفسها إلى عدد كبير من المكتبات العامة والخاصة.
الحماية الفرنسية
المدخل الرئيسي للمكتبة والملحقات الجنوبية األخرى للمسجد الحالي ،بالقرب من ساحة السفارين.
في الفترة التي أصبح فيها المغرب تحت الحماية الفرنسية في عام ،1912شهدت جامعة القرويين تدهوًر ا كمركز ديني
تعليمي مقارنة بذروتها وأوج نشاطها في العصور الوسطى ]48[.بالمقابل ،احتفظت ببعض األهمية كمكان تعليمي إلدارة
السلطانُ ]49[.ق سمت الهيئة الطالبية بشكل صارم على مستوى الطبقات االجتماعية .حيث يحدد العرق( )9والوضع
االجتماعي والثروة الشخصية والخلفية الجغرافية( )10لقبول عضوية المجموعة الطالب الذين كانوا يفصلون في مرفق
التدريس وكذلك في أماكنهم الشخصية ]49[.رغم ذلك إلى أن الجامعة لعبت دوًر ا مهًم ا في مقاومة الحماية االستعمارية
في البالد ،حيث كانت تقع التجمعات وتلقي الخطب في القرويين لالحتجاج على التصرفات األجنبية وأعمالها ،ومن
طلبتها ومتخرجيها كان الدعاة ينتشرون لبث فكرة االستقالل ورفض الحماية وتكوين الحلقات السرية في البوادي
والجبال والصحاري والقرى النائية ،مَّم ا كان يعرضهم للسجن والقمع والضرب والفصل من الجامعة .نفذت اإلدارة الفرنسية
عدًد ا من اإلصالحات الهيكلية بين عامي 1914م و 1947م ،لكنها لم تقم بتحديث محتويات التدريس والتي كانت ال
تزال تهيمن عليها وجهات النظر العلماء المسلمين ]49[.في الوقت نفسه ،تضاءلت أعداد الطالب في الجامعة إلى ما
مجموعه 300طالب في عام 1922م حيث بدأت النخبة المغربية بإرسال أطفالها إلى الكليات والمعاهد الغربية الجديدة
[]49
في البالد.
()11
في عام 1947مُ ،د مجت الجامعة في النظام التعليمي للدولة.
الحقبة المعاصرة
وفي عام 1963مُ ،ح ولت المدرسة أخيًر ا إلى جامعة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم بمرسوم ملكي[ ]50بعد
االستقاللُ ]51[.أ غلقت المدرسة القديمة وُأ نشيء الحرم الجامعي الجديد في ثكنات الجيش الفرنسي السابقة ]49[.بينما
شغل العميد مقعده في فاس ،أنشأت أربع كليات داخل المدينة وخارجها :كلية الشريعة اإلسالمية في فاس ،كلية
الدراسات العربية في مراكش وكلية أصول الدين في تطوان[ ،]52باإلضافة إلى كلية الشريعة بأيت ملول وكلية العلوم
الشرعية بالسمارة بالقرب من أكادير في عام 1979م .قدمت المناهج والكتب الدراسية الحديثة وتحسن التدريب المهني
[]49
للمعلمين ]53[.بعد اإلصالحات ،تغير اسم القرويين رسمًي ا إلى "جامعة القرويين" عام 1965م.
في عام 1975مُ ،ح ولت الدراسات العامة إلى جامعة سيدي محمد بن عبد اهلل التي تأسست حديًث ا في حين حافظت
[]49
جامعة القرويين على مقررات الدراسات اإلسالمية والعقائدية.
في عام 1988م ،بعد توقف دام ما يقرب من ثالثة عقود ،استأنف الملك الحسن الثاني تدريس التربية اإلسالمية
[]49
التقليدية في مدرسة القرويين في ما ُف سر على أنه خطوة لتعزيز الدعم المحافظ للنظام الملكي.
التاريخ المعماري
التاريخ المبكر
فناء المسجد مع مئذنة من القرن العاشرُ ،ت رى من داخل أحد الجناحين السعديين اللذين يعودان إلى القرن السابع عشر .تظهر أيًض ا دار الموقت (القرن
( رن و ر هر ي ر بع رن ين ي و ن إ ى يين ج ين ر رى ن ل ن رن ج ع ء
الرابع عشر) على يسار المئذنة ،والتي تتميز بنافذة فوق رواق األقواس.
أسست فاطمة الفهرية المسجد عام 859ميالدية الُم وافق 244هجرية ،ولكن شكله الحالي هو نتيجة لتطور تاريخي
طويل على مدى أكثر من 1000عام .للمبنى األصلي ،الذي ما زالت هناك بعض من آثاره في تصميم المسجد الحالي،
والذي يمثل حالًي ا المنطقة المركزية لقاعة الصالة الواقعة جنوب الفناء ]54[]10[.بين القرن التاسع والعاشر كان له تصميم
أرضي مستطيل يبلغ طوله 32 × 36متًر ا ،ويغطي مساحة 1520متًر ا مربًع ا ،وكان يتألف من قاعة للصالة مع أربعة
ممرات عرضية (ُ ]55[.)12ي عتقد أنه كان بها أيًض ا فناء صغير الحجم نسبًي ا ،كما ورد أَّن المئذنة األولى ،كانت قليلة االرتفاع
أيًض ا أو متطامنة اإلشراف كما يقول الجزنائي ]57[]56[،وقد كانت تقع حيث العنزة[ ]58الحالية والمدخل المركزي لقاعة
الصالة من الصحن ]59[.كما كان هناك بئر شمالَّي المسجد في منطقة قريبة من الصحن القديم لتوفير المياه ]10[،ومازال
[]60
موقع البئر معروًف ا إلى اآلن لدى قّي مي المسجد ينعتونه بالبئر المغمور.
مع نمو مدينة فاس ومع زيادة حظوة المسجد أيًض ا ،لم يكن المبنى األصلي كافًي ا الحتياجات المدينة الدينية
والمؤسسية ]61[]10[.لذا فخالل القرن العاشر ،تنافست الخالفة األموية في األندلس والخالفة الفاطمية في إفريقية
باستمرار للسيطرة على فاس والمغرب ،التي كانت بمثابة منطقة عازلة بين االثنين ]25[.على الرغم من هذه الفترة غير
المستقرة ،تلقى المسجد رعاية كبيرة وُو ِّس ع بشكل ملحوظ .كتب أمير قبيلة زناتة البربرية األمير أحمد بن أبي سعيد ،أو
أحمد بن أبي بكر الزناتي حسب الجزنائي ]57[،أحد حكام فاس خالل هذه الفترة والذي كان متحالًف ا مع األمويين ،إلى
الخليفة عبد الرحمن الثالث في قرطبة للحصول على إذن وتمويل لتوسيع المسجد ]10[.وافق الخليفة ،فهدم الصومعة
متطامنة اإلشراف وابتدأ العمل على الصومعة الجديدة في 03رجب 344هـ 27/أكتوبر 955م وُأ نهيت األشغال في
الربيع الثاني 345هـ/يوليو 956مَ ]10[]62[.و ّس ع هذا العمل المسجد من ثالث ِج هات ،ليشمل مساحة الفناء الحالي في
الشمال وحتى الحدود الشرقية والغربية الحالية للمبنى ]63[.كما اسُت بدلت المئذنة األصلية بمئذنة جديدة أكبر[ ]64والتي ال
تزال قائمة حتى اليومُ .ي الحظ أيًض ا أن شكلها العام ،بعمود مربع ،كان مؤشًر ا على التطور المآذن المغاربية
واألندلسية ]63[]10[.لإلشارة فقد ُن فذت أعمال مماثلة أيًض ا في عهد عبد الرحمن الثالث وفي نفس الوقت على مسجد
األندلسيين ،وهو مسجد كبير آخر في فاسُ ]63[.ز ّي ن المسجد مرًة أخرى بالزخارف وذلك عندما قاد الحاكم األميري المظفر
ابن المنصور بن أبي عامر حملة عسكرية إلى فاس في 998م388/هـ .وبني منبًر ا جديًد ا( )13وقبة جديدًة مزخرفًة
بطلمسات على شكل فأر وثعبان وعقرب ]66[]65[،ولكن لم تنج أي من هذه األعمال ]10[.وبنى أيًض ا السقاية والبيلة
حسن]66[]67[. المستطيلة التي عن يسار الخارج من باب الحفاة وجلب لهما الماء من وادي
[]10
تفاصيل الزحارف البرونزية مثبتة على أبواب باب الجنائز من عصر المرابطين.
الفترة المرابطية
في القرن الثاني عشر ُن فذت واحدة من أهم التوسعات والتجديدات التي شهدها المسجد بين سنة 529هجرية الُم وافقة
لسنة 1135م و 537هجرية الُم وافقة لسنة 1143م تحت رعاية الحاكم المرابطي علي بن يوسف ،حيث ََي دِي ُن الشكل
الحالي للمسجد بالكثير لهذا العملُ ]10[.و ّس عت قاعة الصالة عن طريق تفكيك الجدار الجنوبي( )14الحالي وإضافة ثالثة
ممرات عرضية أخرى ،وبذلك ارتفع عددها من 7إلى ،10مع نفس شكل األقواس الموجودة في المسجدَ ]68[.ت َّط لب هذا
()15
التوسع شراء وهدم عدد من المنازل والمباني المجاورة ،بما في ذلك بعض المنازل التي كانت جزًء ا من الحي اليهودي
القريب ]10[.لم يشمل التوسع الجديد للمسجد فقط محراًبا جديًد ا فقط( )16في منتصف الجدار الجنوبي الجديد ،ولكن
أيًض ا إعادة بناء وتزيين "الصحن" المركزي لقاعة الصالة( )17المؤدية من الفناء إلى المحراب .لم يقتصر األمر على تجميل
بعض األقواس بأشكال جديدة فحسب ،بل أيًض ا إضافة سلسلة من سقوف القبة المتقنة للغاية والمكونة من منحوتات
المقرنصات( )35وزينت أيًض ا بنقوش معقدة من الزخرفة العربية وحروف الخط الكوفي ]69[.وأخيًر اِ ،إ ْكَت َم َل عام 538
الكتبية]10[. هجرية الموافق 1144ميالدية تركيب المنبر الجديد ،بنمط مشابه ومنشأ فني مماثل للمنبر الشهير( )18لجامع
المنبر مصنوع من خشب الصندل واألبنوس والنارنج والعناب وعظم العاج ]67[،في عمل متقن من الخشب المطعم ،مزين
بمواد مرصعة ونقوش الزخرفة العربية المنحوتة بشكل ُم عقد ،وهو ُي مثل عماًل آخر عالي الدقة بأسلوب تمت محاكاته
للمنابر المغربية الالحقة ،]70[]10[ ،وهو حسب عبد الهادي التازي ،أول تحفة في العالم اإلسالمي ُص نعت في مدينة
فاس]71[.
وفي األماكن األخرىُ ،أ ضيفت للعديد من المداخل الرئيسية للمسجد أبواًبا مصنوعة من الخشب ُم غطاة بتركيبات برونزية
ُم زخرفة ،والتي تعد اليوم من أقدم األعمال الفنية البرونزية المتبقية في العمارة المغربية/األندلسية ]72[.وهناك أيًض ا
عناصر أخرى مثير لالهتمام ُأ ضيفت للمسجد وتتضمن الباب الغربي الكبير الذي بسماط الموثقينُ ،بنًي من مال األحباس
في أيام القاضي محمد بن عيسى السبتي سنة 505هجرية الموافق 1111ميالدية ]73[،وكذلك باب الشماعين أيام
القاضي محمد بن داود سنة 518هجرية الموافقة لسنة 1124ميالدية ]73[.كما بنوا منصة خطابة ثانوية صغيرةُ ،ت عرف
باسم جامع الجنائز ]71[)19(،والتي فصلت عن قاعة الصالة الرئيسية ومخصصة لتقديم صالة الجنازة على الميت قبل
دفنه ]10[.كما زودوا بيت الصالة بمنبر من عود ثمين.
استمرت السالالت الالحقة في تزيين المسجد أو إهدائه مفروشات جديدة ،على الرغم من عدم وجود أعمال جذرية مثل
التوسع المرابطي .دخل الموحدون( )20مدينة فاس بعد حصار دام سنة واحدة 1146 – 1145م ]74[.أفادت مصادر
تاريخية قصة تدعي أن سكان فاس ،خوًف ا من أن يستاء الموحدين "المتشددين" من الزخرفة الفخمة الموضوعة داخل
المسجد ،فسارعوا إلى تغطية بعض المنحوتات والزخارف المنمقة التي تعود إلى توسعة ابن يوسف قرب المحراب ]75[.مع
أن الباحث الفرنسي هنري تراس أشار إلى أن هذه العملية ُر بما أجرتها سلطات الموحدين نفسها بعد بضع سنوات ]10[.ولم
تكشف زخارف المرابطين بالكامل مرة أخرى إال خالل تجديدات أوائل القرن العشرين
]76[.ومع ذلك ،في عهد محمد
الناصر (حكم ،)1213-1199قام الموحدون بإضافة أو تحسين عدد من األشياء في المسجد ،تميز بعضها بزينة زخرفية
قويةُ .ط ورت مرافق الوضوء في الفناء ،وذلك بإضافة غرفة وضوء منفصلة إلى الشمال( ،)22وبنيت غرفة تخزين جديدة
تحت األرض ]10[.كما استبدلوا الثريا الكبرى للمسجد بأخرى جديدة وأكثر زخرفة بالبرونز ،ال تزال الثريا معلقًة في الصحن
المركزي للمسجد إلى اليوم ]68[.والتي وصفها هنري تراس بأنها "أكبر وأجمل ثريا في العالم اإلسالمي".
الفترة المرينية
القبة المرينية المزخرفة فوق دهليز باب الورد ،البوابة الشمالية المركزية للمسجد.
قدم المرينيون ،الذين كانوا مسؤولين عن بناء العديد من المدارس الفخمة حول فاس ،مساهمات مختلفة في المسجد.
في عام ،1286قاموا بترميم وحماية مئذنة القرن العاشر ،التي كانت مصنوعة من حجر رديء الجودة ومتهالك ،من
خالل تغطيته بالجير المطفأ األبيض ]10[.كما قاموا عند سفحه الجنوبي ببناء دار المؤقت ،وهي غرفة لصاحب الوقت في
المسجد والتي كانت مسؤولة عن تحديد أوقات الصالة بدقة .وُج هزت الغرفة باألسطرالب وجميع أنواع المعدات العلمية
في ذلك العصر للمساعدة في هذه المهمة ]10[.كما ُأ عيد بناء األروقة حول الفناء القريب في 1283و ،97-1296وفي عام
ُ ،1289ر كبت شاشة خشبية مزخرفة (ُ )23ت سمى العنزة[ ]77عند مدخل الفناء إلى قاعة الصالة ( ،)24وكانت بمثابة محراب
[]10
رمزي "خارجي" أو "صيفي" للصالة في الفناء.
[]66
وفي عام ُ ،1337ر كبت قبة مزخرفة فوق دهليز باب الورد( )25عند المدخل الخارجي المركزي للفناء من جهة الشمال،
(]10[ )26
. والتي ال تزال مرئية حتى اليوم
يعود تاريخ العديد من الثريات المعدنية المزخرفة المعلقة في قاعة صالة المسجد إلى العصر المرينيُ .ص نعت ثالثة منها
من أجراس الكنيسة التي استخدمها الحرفيون المرينيون كقاعدة وقاموا بتلحيمها بقطع تركيب نحاسية مزخرفة .كان
أكبرها ،التي ُر كبت في المسجد عام ،1337جرًس ا أرجعه ابن السلطان أبو الحسن علي بن عثمان ،أبو مالك ،من جبل
[]10
طارق بعد استعادته من القوات اإلسبانية عام .1333
وأخيًر ا ،قام السلطان أبو عنان فارس بتأسيس مكتبة المسجد عام ،1350مع إضافات من السلطان أبو سالم إبراهيم بن
(]78[ )27
. علي عام ]10[.1361تقع هذه المكتبة المرينية األولى في الزاوية الشمالية الشرقية للمسجد
تفاصيل الخشب المزخرف والجص لواحد من أجنحة السعديين (القرن السابع عشر).
الفترة السعدية
قام السعديون بتزيين المسجد بإضافة جناحين بارزين إلى األطراف الغربية والشرقية من الفناء ،كل منهما يحتوي على
نافورة جديدة .كان السلطان السعدي الشهير أحمد المنصور مسؤواًل عن بناء الجناح األول ناحية الشرق في عام -1587
،1588بينما أضاف ابنه محمد الشيخ المأمون عام 1609الجناح الغربي ]79[.تحاكي األجنحة الموجودة في بهو السباع
بقصر الحمراء ( ]80[.)28كانت هذه آخر إضافة رئيسية لتصميم المسجد .كما بنى السلطان السعدي أحمد المنصور غرفة
جديدة للمكتبة على الجانب الجنوبي من المسجد( ،)29والتي ُأ وصلت بالمسجد عبر باب في جدار القبلة]81[.
الفترة العلوية
استمرت األسرة العلوية ،التي حكمت المغرب منذ القرن السابع عشر إلى اليوم ،في إحداث إضافات بسيطة وصيانة
منتظمة للمسجد ،بما في ذلك إضافة قبة مضلعة أخرى في الصحن المركزي ]10[.يعود اآلن الشكل الرئيسي لمبنى المكتبة
الحالي ،والذي كان يطور باستمرار ،إلى توسع وتعديل رئيسي في القرن العشرين ،خاصًة في أربعينيات القرن
العشرين
]82[]78[.في عام 1333هـ أسس السلطان يوسف بن الحسن مجلًس ا للنظر في شؤون الجامعة ووضع برنامج
للدراسة فيها ،أسفرت إلى تقسيم منهاج الدراسة إلى ثالثة أقسام :ابتدائي وثانوي ونهائي ،وتقرير نظام المراقبة
واالمتحانات]83[.
الوصف المعماري
مخطط أرضي للمسجد وبعض ملحقاته ،بناًء على مسح أوائل القرن العشرين؛ ومنذ ذلك الحين تم تعديل الجزء الجنوبي من المجمع ،المكتبة.
قامت السالالت المتعاقبة بتوسيع مسجد القرويين حتى أصبح األكبر في أفريقيا ،بسعة 22ألف ُم صلي ]84[.ولذلك فإن
المسجد الحالي يغطي مساحًة واسعًة تبلغ حوالي نصف هكتار ]33[.وبصفٍة عامٍة ،فإّن ه َي َت كّو ن من فضاء داخلي كبير
ومعمد للصالة وفناء (صحن) مع نوافير ،ومئذنة في الطرف الغربي من الفناء ،وعدد من المالحق باإلضافة إلى المسجد
الرئيسي نفسه.
من الخارج
الجزء الداخلي من باب الورد (أقصى اليمين) وباب الحفاة (الممر األوسط) ،من الفناء.
بشكٍل عاٍم ،ال يمثل المظهر الخارجّي للقرويين مظهًر ا ضخًم ا ومتكاماًل مع النسيج الحضري الكثيف حوله .بحسب إحصاء
واحد ،هناك 18بوابة ومدخل منفصلة وموزعة حول محيطها ]33[.تختلف البوابات من مداخل صغيرة مستطيلة إلى
أقواس حدوة الحصان هائلة ذات أبواب ضخمة مسبوقة بأسقف خشبية تغطي الشارع أمامها ]10[.جميع األبواب مصنوعة
من الخشب ،إال أن بعض البوابات لها طبقات برونزية واسعة مزخرفة صنعت خالل الفترة المرابطية ]10[.أكثر األمثلة
المزخرفة وأفضلها حفًظ ا تتضمن أبواب المدخل الشمالي الرئيسية ،باب الورد( ،)30البوابة الغربية المسماة باب
السبطريين( ،)31والباب الجنوبي الغربي باب الجنايز الذي يؤدي إلى جامع الجنائز ]70[]10[.تحتوي البوابات األكثر أهمية
شمال غرب المسجد ،باب الشماعين وباب المقصورة ،على زخارف مثبتة برونزية وثقيلة ،بما في ذلك بعض المطارق
[]10
المزخرفة ،التي يعود تاريخها إلى الفترة المرابطية.
يوجد باب آخر مجاور لباب الورد على جانبه الغربي يسمى باب الحفاة ،يرجع إلى العصر الموحدي ،والذي يتميز بانسياب
قناة مائية صغيرة ظاهرًة فقط داخله .سمحت هذه المياه للمصلين الذين يدخلون المسجد بغسل أقدامهم في طريقهم
للمساعدة في الوضوء األولي ]85[.وينتصب على مقربة من صومعة القرويين منفصاًل عن الجامع ،شبه منارة بدون قبة،
برج يعرف باسم برج النفارة "برج عازفي البوق" ،وهو برج مراقبة يظن الزوار غالًب ا أنه مئذنة ولكنه في الواقع جزًء ا من
الموقت(]86[.)32 دار
قاعة الصالة
الرواق المركزي للمسجد المؤدي إلى المحراب .يمكن رؤية بعض الثريات المزخرفة من العصرين الموحدي والمريني.
قاعة الصالة الداخلية المعمدة تستحوذ على معظم مساحة المسجد ،وهي مثل المناطق الداخلية لمعظم المساجد
التقليدية في العمارة المغربية ،مساحة خالية من الزينة نسبًي ا ،مع جدران بسيطة عموًم ا ،وسقوف خشبية ،والصفوف
توازي صفوف األقواس .المنطقة الرئيسية ،جنوب الفناء ،عبارًة عن مساحة شاسعة مقسمة إلى عشرة ممرات عرضية
بواسطة صفوف من األقواس التي توازي الجدار الجنوبي ]10[.كما يشير الجدار الجنوبي لهذه القاعة إلى القبلة( .)33يتميز
المحور المركزي لقاعة الصالة ،المتعامد مع جدار القبلة ،بصحن مركزي يمتد بين خطين إضافيين من األقواس على طول
هذا المحور ،متعامدين مع األقواس األخرى ]10[.يؤدي هذا الصحن إلى المحراب :وهو مكان في جدار القبلة يرمز إلى
اتجاه الصالة ،ويؤدي اإلمام الصالة ويلقي المواعظ أمامه عادًة .هذا التصميم العام ،أي قاعة معمدة مع صحن مركزي ،هو
[]87[]10
تخطيط مألوف للمساجد في شمال أفريقيا بشكل عام.
محراب( )34المسجد.
ُز ينت منطقة المحراب ،التي يعود تاريخها إلى العهد المرابطين في القرن الثاني عشر ،بالجص المنقوش والملون بورق
الذهب والالزورد[ ،]88باإلضافة إلى عدة نوافذ من الزجاج الملون .كوة المحراب نفسها عبارة عن كوة صغيرة مغطاة بقبة
صغيرة من المقرنصات( ]70[.)35يتميز الصحن المركزي الذي يمتد على طول محور المحراب عن بقية المسجد بعدد من
الزخارف المعمارية على سبيل المثال ،األقواس التي تمتد على طولها ذات أشكال مختلفة ،بما في ذلك كل من أقواس
حدوة الحصان واألقواس متعددة الفصوص ]10[.معظم أقسام الرواق مغطاة بسلسلة من أسقف المقرنصات المعقدة والقبة
بدًال من األسقف الخشبية العادية ،كل منها يختلف قليًال عن اآلخر ،باإلضافة إلى قباب مضلعة ،على غرار قباب جامع
قرطبة ومسجد باب المردوم في طليطلة ،يعود تاريخها إلى الفترتين المرابطية والعلويةُ ]10[.ز ينت العديد من تراكيب
[]70[]10
المقرنصات بالمزيد من النقوش المعقدة بالزخرفة العربية والكتابات العربية بالخط الكوفي والحوف المتصلة.
باإلضافة إلى ذلك ،هناك العديد من الثريات البرونزية المنحوتة بشكل متدلي في الصحن والتي تعود إلى العصرين
الموحدي والمريني .ثالثة منها على األقل كانت صنعت من أجراس ،ربما أجراس الكنيسة ،استعيدت من االنتصارات في
[]89[]10
إسبانيا.
إلى يمين المحراب يوجد منبر المسجد ،والذي يمكن تخزينه أيًض ا في غرفة صغيرة خلف باب في جدار القبلة .من
المحتمل أن يكون المنبر من أصول مماثلة مثل المنبر المرابطي الشهير لمسجد الكتبية ،الذي صنعته ورشة في قرطبة ولم
يمض وقت طويل على هذا األخير حتى ُر كب في مسجد القرويين في 1144في نهاية أعمال المرابطين في
المسجد ]10[.إنه عمل استثنائي آخر من الخشب المطعم وحفر الخشب ،وزينت مع التشكيالت الهندسية والمواد المرصعة،
[]70[]10
ونقوش الزخرف العربية.
بصرف النظر عن زخارف الصحن المركزي ،فإن بقية المسجد متناسقة هندسًي ا ،ولكن هناك بعض االختالفات الطفيفة في
مخطط األرضية .على سبيل المثال ،األقواس في النصف الغربي من قاعة الصالة أقصر من تلك الموجودة في النصف
الشرقي ،وبعض الممرات العرضية أوسع قليًال من غيرها .لم يشرح المؤرخون هذه الحاالت الشاذة بشكل كامل ولكن يبدو
أنها كانت موجودة منذ القرون األولى للمسجد .قد تكون بسبب عمليات إعادة البناء أو التعديالت المبكرة التي لم ُت سجل
[]10
في السجالت التاريخية.
الصحن
في الطرفين الغربي والشرقي من الفناء يقف جناحان سعديان مزخرفان كل منهما يؤوي نافورة أخرى .تحتوي األجنحة
على قباب هرمية تحاكي أجنحة تابهو السباع في قصر الحمراء بإسبانيا ]10[.وهي مصممة بالخشب النقوش والجص
والجدران ذات البالط الفسيفسائي واألعمدة الرخامية ]79[.خلف هذه األجنحة يوجد امتدادات لقاعة الصالة الرئيسية
مقسمة إلى أربعة بالطات بصفوف من األقواس ]10[.والرواق والقاعة المقوسة على الجوانب الشمالية الشرقية من الفناء
[]10
عبارة عن مكان للصالة مخصص للنساء.
الّص ومعة
المئذنة من الجنوب.
إعادة بناء الساعة المائية من القرن الرابع عشر من دار المؤقت في مسجد القرويين (المعروضة في متحف إسطنبول لتاريخ العلوم والتكنولوجيا في
اإلسالم)
في القرن العاشرَ ،م َّو ل عبد الرحمن الناصر لدين اهلل الخليفة األموي في قرطبة (891م277/هـ 961-م350/هـ) بناء
المئذنة الحالية ،والتي تطل على الفناء من الغرب ،وقد أشرف على بنائها عامله بفاس أحمد بن أبي بكر الزناتي وهدم
الصومعة األولى ]90[]57[.والتي كانت مبنية بحجر جيري مطلي ذو جودة رديئة نسبًي ا وقد قام المرينيون بطليها بالكلس
األبيض في القرن الثالث عشر من أجل حمايتها من التدهور ]62[.والمئذنة عبارة عن عمود مربع ]90[،تبلغ ِس عة كل وجه
منها واحًد ا وعشرين شبًر ا ،وجعل بابها من جهة القبلة تعلوه قبة ]66[،ووضع في ذروتها تفافيح مموهة من ذهب في زج
من حديد ،وركب في الزج المذكور سيف اإلمام إدريس الذي أسس المدينة .باإلضافة إلى حاجز الشرفة التي يصدر منها
المؤذن األذان .يبلغ ارتفاع الهيكل الكامل 26.75متر ]10[.إحدى السمات الغريبة للمئذنة هي النافذة السفلية على واجهتها
الجنوبية ،والتي تشبه شكل حدوة حصان "ثالثية" ،ممدودة رأسيًا ،وهي فريدة من نوعها لهذا الهيكل ]63[.على الجانب
الجنوبي من المئذنة ،أعلى رواق الفناء ،توجد غرفة ُت عرف باسم دار المؤقت ،وهي مخصصة لتحديد أوقات الصالة
دقيقة]10[. بطريقة
جامع الجنائز
يوجد عدد من المالحق حول المسجد التي تؤدي وظائف مختلفة .تشغل المراحيض الطرف الشمالي الغربي من
المبنى ]10[.خلف جدار القبلة الجنوبي ،إلى الغرب من محور المحراب ،توجد منطقة تعرف باسم جامع الجنايز ( ،)37والتي
تؤدى فيها صالة الجنازة وهي منفصلة عن باقي المسجد .لم يكن هذا النوع من المرافق شائًع ا بشكل خاص في العالم
اإلسالمي ولكن هناك العديد من األمثلة في فاس ،بما في ذلك في مسجد الشرابليين ومسجد باب الكيسةُ .ف صل عن
المسجد الرئيسي من أجل الحفاظ على نقاء هذا األخير كمكان للصالة العادية ،والتي يمكن من حيث المبدأ تلويثها خالل
وجود جثة ]70[]10[.يعود هذا المسجد إلى الفترة المرابطية ،كما يتميز بزخارف مثل قبة المقرنصات وعدد من القناطر
مختلفة]70[]10[. المزخرفة بأشكال
المكتبة
مقالة مفصلة :خزانة القرويين
نظرة داخل غرفة القراءة الحديثة (قاعة المطالعة) بمكتبة القرويين.
تقع المكتبة وراء الجدار الجنوبي للمسجد ،من ناحية الشرق من محور المحراب ،هي المكتبة التاريخية للمسجد
[]91
والجامعة ]10[.وُت عتبر أقدم مكتبة في العالم ،وقد ُص َّنفت ضمن أعظم 100موقع في العالم تجب زيارتها سنة .2018
تأسست في البداية كمكتبة صغيرة إلى جانب جامع القرويين عام 750هجرية الُم وافق 1350ميالدية على يد السلطان
المريني أبو عنان [ ،]92لكنها كانت تقع في الزاوية الشمالية الشرقية للمسجد بدًال من الجنوب .إال أنه يعود المبنى الحالي
جزئًي ا إلى البناء السعدي من إنشاء أحمد المنصور في أواخر القرن السادس عشر ]93[،الذي بنى غرفة تسمى األحمدية
خلف جدار القبلة مباشرًة ،لكن معظم المبنى الحالي يعود إلى توسع كبير في القرن العشرين .وشمل هذا التوسع غرفة
القراءة الكبرى الحالية ،التي يبلغ طولها 23متًر ا ،وتتميز بسقف خشبي مطلي بالزخارف ]78[.ووقد ُر ممت وأعيد فتحها
مؤخًر ا في عام ]95[]94[.2016وحالًي ا تتوفر جامعة القرويين على خمُس مكتباٍت بأكثر من ُ 45.268م جلًد ا.
[]96
أقدم إجازٍة معروفٍة في الطب في العالم من جامعة القرويين
وفًق ا لمنظمة اليونسكو ]5[،وعدٍد من العلماء اآلخرينُ ،ت عتبر القرويين جامعة منذ تأسيسها ،ولذلك هي أقدم جامعة في
العالم ]97[.في بعض المصادرُ ،ت وصف المدرسة في العصور الوسطى بأنها "جامعة" ]98[]19[.وفًق ا ليحيى باالفيسيني ،لم
ينتشر نموذج الجامعات في أوروبا حتى القرن الثاني عشر ،ووجد في جميع أنحاء العالم اإلسالمي منذ تأسيس القرويين
في القرن التاسع حتى االستعمار األوروبي على األقل )38(.وفًق ا لموسوعة بريتانيكا ،كانت الجامعات موجودة في أجزاء
الوسطى]99[. من آسيا وأفريقيا قبل تأسيس أول الجامعات األوروبية في العصور
كما ُت عتبر أول جامعة تمنح إجازة في الطب في العالم ،وذلك عام 1207ميالدية الموافق 603هجرية ،وُت عد هذه اإلجازة
[]96
األقدم من نوعها والتي منحتها جامعة القرويين لعبد اهلل بن صالح الكتامي ِلُم َم ارسة الطب البشري والبيطري.
الجدال واالنتقادات
يعتبُر عدٌد من الباحثين اآلخرين أن الجامعة في العصور الوسطى( )39مؤسسة فريدة من نوعها في أوروبا ،بحجة أن
الجامعات األولى كانت موجودة في أوروبا الغربية ]100[،وكثيًر ا ما ُي شار إلى جامعة باريس وجامعة بولونيا باعتباِرهما
أمثلة أقدم على ذلك ]101[.إال أن عبد اهلل كنون يذكر في كتابه التعاشيب بأن كلية بولونيا تأسست سنة 1119م أي بعد
األزهر بنحو قرن ونصف ،إذ أن ُم قابل تاريخ بنائه من الميالدي يكون حوالي 970وحينئٍذ ترتيب هذه الجامعات حسب
الِق دم يكون كالتالي جامعة القرويين ثم األزهر فجامعة بولونيا ]102[.يقول جاك فيرغر أن مصطلح "الجامعة" استخدمه
العلماء لإلشارة أحياًن ا للمدرسة ألنه أكثر مالءمًة ]103[،فقد شهدت الجامعة األوروبية اضطراًبا كبيًر ا بين المؤسسات
السابقة للتعليم العالي وكانت أقرب جامعة حديثة حقيقية )40(.يعتبر العديد من العلماء أن جامعة القرويين تأسست ولم
تكن تدرس( )41مثل المدرسة إال بعد الحرب العالمية الثانية .وهم يعتبرون مؤسسات مثل القرويين كليات للتعليم العالي
للشريعة اإلسالمية حيث كانت المواد األخرى ذات أهمية ثانوية فقط )42(.ويقرون أن تاريخ تحول مدرسة القرويين إلى
جامعة يرجع إلى إعادة تنظيمها في عام )43(.1963في أعقاب هذه اإلصالحات ،تغير اسم القرويين رسمًي ا إلى "جامعة
القرويين" بعد عامين ]49[.وقد اقترح بعض العلماء ،الذين أشاروا إلى أوجه تشابه بين الجامعة والمدارس األوروبية في
العصور الوسطى )44(،أن هذه األخيرة ربما تأثرت بالمدارس الدينية في األندُلس وإمارة صقلية ]104[.وقد شكك علماء
آخرون في ذلك ،مشيرين إلى عدم وجود أدلة على انتقال فعلي من العالم اإلسالمي إلى أوروبا المسيحية وُس لط الضوء
على االختالفات في بنية واإلجراءات والمناهج والوضع القانوني "للكلية اإلسالمية" مقابل الجامعة األوروبية )45(.كما
يعتقد السياسي المغربي محمد بن الحسن الوزاني بأنها معهد ديني وليست جامعة ولتكون جامعة تحتاج «لعلماء
العصر»]105[. أخصائيين في سائر العلوم والفنون لهذا
في جامعة القرويين ،درس الطالب العقيدة والفقه والفلسفة والرياضيات وعلم التنجيم وِع لم الفلك واللغات .كان للجامعة
بين طالبها منذ العصور الوسطى أشخاص مشهورين من جميع أنحاء البحر األبيض المتوسط مثل الفيلسوف ابن رشد
[]106
والجغرافي محمد اإلدريسي والفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون.
سلفستر الثاني[ 1003 – 946( ]107م) ،واسمه جربير هو بابا فرنسي .وهو البابا الوحيد الذي تعلم العربية وأتقن
العلوم عند العرب.
اإلدريسي[ 1166 – 1100( ]108م) ( 559 – 493هـ) .عالم وكاتب وجغرافي ُم سلم وُي تعبر من أشهر العلماء
المسلمين في مجال علم الخرائط ،وعلم المصريات ،وقد اسُت خدمت مصوراته وخرائطُه في سائر كشوف عصر النهضة
األوربية.
موسى بن ميمون ( 1240 – 1138م) ( 601 – 529هـ) .فيلسوف يهودي ،كان أيًض ا فلكي بارز وطبيًب ا .وواحًد ا من
أكثر علماء التوراة إنتاًج ا وتأثيًر ا في العصور الوسطى .عمل موسى بن ميمون حاخاًم ا وطبيًب ا وفيلسوًف ا في المغرب
ومصر.
ابن خلدون[ 1406 – 1332( ]109م) ( 808 – 732هـ) .عاِل م ُم سلم ومؤرخُ ،م ؤسس علم االجتماع[ ]110وقد ُو صف
بأَّن ه أب للتخصصات الحديثة في التأريخ وعلم االجتماع واالقتصاد والديموغرافيا .وُي عتبر ابن خلدون أحد أعظم
فالسفة العصور الوسطى.
عبد اهلل بن صالح الكتامي عالم نباتي وصيدالني ُم سلم .عاش في دولة الموحدين ،وكان صيدالني في بالط
العالم]96[. الموِّح دين .وُي عد عبد اهلل الكتامي صاحب أقدم إجازٍة معروفٍة في الطب في
محمد بن الحسن البناني ( 1780 – 1727م) ( 1194 – 1130هـ) .فقيه مسلم مغربي برز في القرن الثامن عشر
[]112 األكثر شيوعا ،كما ركز البناني في بحوثه على المالكية والفقه اإلسالمي
المغرب]113[. أحمد بن إدريس الفاسي ( 1837 – 1760م) ،أحد أعالم التصوف في بالد
عبد الكريم الخطابي ( 1963 – 1882م) .زعيم سياسي وعسكري مغربي .قاد الثورة ِض ّد االستعمار اإلسباني
ساحقة]115[. والفرنسي ]114[،ومن أشهر المعارك التي خاضها معركة أنوال والتي انهزمت فيها إسيانية هزيمة
عالل الفاسي ( 1974 – 1910م) ،عالم ومفكر إسالمي وأديب وسياسي مغربيُ ،م ؤسس حزب االستقالل وزعيم
الحركة الوطنية المغربية ]116[ ،شارك في المقاومة االستعمارية ومعارك االستقالل والتحرر في المغرب والعالم العربي
[]117
محمد تقي الدين الهاللي ( 1987 – 1893م) ،محدث ولغوي وأديب وشاعر ورحالة سلفي ظاهري مغربي ،ومن أبرز
اإلنجليزية]118[. أعماله ترجمة صحيح البخاري والمجمع للقرآن الكريم باللغة
المغرب]119[. عبد اهلل بن الصديق الغماري ( 1993 – 1910م) ،فقيه وعالم دين مسلم من
فاطمة القباج (1932م – ) ،واحدة من أوائل الطالبات القالئل اللواتي التحقن بجامعة القرويين .أصبحت فيما بعد
[]120
العضوة الوحيدة في المجلس العلمي األعلى المغربي سنة .2004
الجامعة حالًي ا
في 25يونيو ،2015 صدر بالجريدة الرسمية عدد 6372ظهير شريف رقم 1.72.75الصادر بتاريخ 7رمضان
1436هـ 24/يونيو 2015 يقضي بإعادة تنظيم جامعة القرويين والذي حدد المؤسسات والمعاهد التابعة لها ،حيث
صارت تحت الوصاية المباشرة للملك ،وُأ لحقت بوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بدل وزارة التعليم العالي والبحث
[]121 العلمي وتكوين األطر ،وكلف الظهير الجامعة بمهام التأطير الديني والبحث العلمي وتكوين األئمة والمرشدين.
الكليات األكاديمية
في ُ 2015أ لحقت خمس مؤسسات جامعية التي كانت تابعة لجامعة القرويين بالجامعات التابعة لنفوذها الترابي
[]52
وهي:
كلية الشريعة بفاس أصبحت تابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد اهلل بفاس.
كلية اللغة العربية بمراكش أصبحت تابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش.
كلية أصول الدين تطوان أصبحت تابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان.
كلية الشريعة بأيت ملول وكلية العلوم الشرعية بالسمارة أصبحتا تابعتين لجامعة ابن زهر بأكادير.
احتفظ جامع القرويين فقط بالطور النهائي للتعليم العتيق والذي يضم ثالثة مستويات تتوج بشهادة العالمية في التعليم
[]126[]125
العتيق حسب القانون رقم 13.01في شأن التعليم العتيق (.)2002
مدة التكوين فيه أربع سنوات تتوج بإجازة ،تتبعها سنتان للحصول على الماستر .ومن شروط االلتحاق بالمعهد ،أن يكون
الطالب حاماًل لكتاب اهلل كاماًل وحاصاًل على الباكالوريا ،وأال يزيد مره على ثالثين سنة عند اجتياز المسابقة]127[.
ُع
تعتبر مؤسسة دار الحديث الحسنية مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي ،يعهد إليها بمهمة تكوين العلماء والباحثين في
مجال الدراسات اإلسالمية العليا المتخصصة والمعمقة ]128[.تأسست الدار بموجب المرسوم الملكي في 11جمادى
األولى عام 1388هـ ( 6غشت 1968م ) ]129[.وفي سنة 2015أصبحت المؤسسة منضوية تحت جامعة القرويين
بموجب ظهير شريف رقم 115.71الصادر في 7رمضان 24( 1436يوليوز )2015بإعادة تنظيم جامعة القرويين
]130[.كان النظام القديم ( )1968للمؤسسة التسجيل مفتوًح ا في وجه الطلبة الحاملين لشهادة اإلجازة في العلوم
الشهادة]131[: الشرعية أو في اللغة العربية وآدابها أو في القانون الخاص ،ويمنحهم نوعين من
وبتاريخ 18رجب ( 1426الموافق 24غشت )2005صدر الظهير الشريف 1.05.159بإعادة تنظيم دار الحديث
الحسنية ،وبنا عليه ُأ ضيف ما يلي]131[:
ًء
شهادة إجازة دار الحديث الحسنية في علوم الدين :تتويًج ا للتكوين األساسي المتخصص ويستقبل الطلبة الحائزين
على شهادة الباكلوريا في مختلف التخصصات بميزة مستحسن على األقل ،ويشتمل هذا السلك على ثمانية فصول
موزعة على أربع سنوات (منها فصالن تحضيريان).
شهادة التأهيل في الدراسات اإلسالمية العليا :تتويًج ا لمرحلة التأهيل والتي تضم أربعة فصول موزعة على سنتين،
وُي ستقبل الطلبة الحاملين لشهادة اإلجازة من مؤسسة دار الحديث الحسنية ،أو من إحدى كليات العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،أو ما يعادلها.
شهادة الدكتوراه في الدراسات اإلسالمية العليا :تستغرق على األقل ثالث سنوات.
المنشورات الدورية
مجلة القرويين.
مجلة كلية أصول الدين – تطوان :تهتم بنشر األبحاث العلمية والدينية ،وصدر العدد األول منها في عام 1999وهي
مستمرة حتى اآلن.
[]132
مجلة كلية الشريعة – فاس :تقوم بنشر األبحاث العلمية باللغة العربية منذ عام .1976
أبحاث
يعهد إلى مؤسسة دار الحديث الحسنية التابعة لجامعة القرويين مهمة تنمية البحث العلمي في مجال العلوم اإلسالمية
[]128
والفكر اإلسالمي وعلم مقارنة األديان والفقه المقارن ،ومن مشاريعها البحثية.
ا"]133[.
مؤلف جماعي في موضوع "االختالف في المجال اإلسالمي تأصياًل وتدبيًر
كتاب "التأليف في االختالف الفقهي واألصولي في القرن الثاني الهجري :دراسة في الخصائص والوظائف
[]134
واآلثار".
كتاب "كيف نختلف ؟" بتعاون مع المركز المغربي للدراسات واألبحاث التربوية -تطوان.
كتاب "منطق تدبير االختالف من خالل أعمال طه عبد الرحمن" .باإلضافة إلى ترجمة مجموعة من الكتب المتعلقة
اإلسالمية]135[. بالدراسات
جامعة الزيتونة.
معرض الصور
مدخل مكتبة جامع وجامعة القرويين
صورة مقربة لمنحوتات المقرنصات( )35فوق قوس المدخل المركزي لقاعة الصالة من جهة الصحن والمزين أيًض ا بنقوش
معقدة من الزخرفة العربية
نظرة داخل جامع القرويين (قاعة الصالة).
الجانب الداخلي من باب الورد المدخل الشمالي الرئيسي لمسجد القرويين من الفناء.
صورة مقربة للقبة المرينية الواقعة بباب الورد
انظر أيًض ا
جامع القرويين
خزانة القرويين
التعليم في المغرب
الهوامش
:1أندرو بيترسون عن فاس في قاموس الهندسة المعمارية اإلسالمية« :مسجد القرويين ،الذي تأسس عام ،859هو
[]136 أشهر مسجد في المغرب وجذب التمويل المستمر من قبل الحكام المسلمين».
:2الكتاني متحدًث ا عن ابن خلدون« :فيلسوف التاريخ وُم َؤ ِّلف علم االجتماع عبد الرحمان ابن خلدون ،الذي كان
أعظم من رحل إلى مصر ،والذي مأل الدنيا ،وشغل الناس ،وقد حل بمصر سنة 784هـ ،وتصدر لإلقراء باألزهر برغبة
من طلبتها ،وعلم بمدراس القاهرة كالقمحية ،والصرغمتسية ،التي درس بها الموطأ ذاكرا سنده إليها ،وخاصة سند أبي
البركات عندما درس عليه بالقرويين .وقد تولى ابن خلدون بمصر قضاء المالكية ،ممن أخذ عنه الِع َّز ابن جماعة،
وسواهم]15[». والشمس البساطي ،والدماميني ،وابن حجر،
:3ليالت في تاريخ التعليم العالي األفريقي من العصور القديمة حتى الوقت الحاضر :توليفة نقدية في التعليم العالي
متحدثًة عن القرويين« :أما بالنسبة لطبيعة مناهجها ،فقد كانت نموذجية لمدارس رئيسية أخرى مثل األزهر
المراجع
فهرس المراجع
Lulat 2005، ؛70 صفحةPark & Boum 2006، ؛348 صفحةBelhachmi 2003
؛2017 ؛
الحسيني2019 الشرقاويEncyclopedia Britannica 2015
الكتب
األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس.)1972( أبو الحسن علي,ابن أبي زرع
. دار المنصور للطباعة الورقية: المغرب- الرباط.)1 (الطبعة )https://archive.org/details/rawdolkirtas(
.2020 يونيو20 اطلع عليه بتاريخ.519 - 33 صفحة
قراءة موسعة
https://web.archive.org/web/2020( ماضي القرويين ومستقبلها.)01-01-2006( محمد عبد الحي,الكتاني
. دار الكتب العلمية. )0617031827/https://books.google.dz/books?id=wgFrDwAAQBAJ
. )ISBN 978-2-7451-5172-8. OCLC 84378479 (https://www.worldcat.org/oclc/84378479
.2020 يونيو17 في )https://books.google.dz/books?id=wgFrDwAAQBAJ( مؤرشف من األصل
h( موسوعة التاريخها المعماري والفكري: المسجد والجامعة بمدينة فاس: جامع القرويين.)1972( عبد الهادي,التازي
ttps://web.archive.org/web/20200819204735/https://books.google.dz/books?id=AinWzAE
https://books.google.dz/books?id=AinWzAEA( مؤرشف من األصل.، دار الكتاب اللبناني. )ACAAJ
.2020 أغسطس19 في )CAAJ
وصالت خارجية
بوابة المغرب
بوابة األندلس
بوابة فاس
بوابة الجامعات
بوابة اإلسالم
أيام10 أضافوسام آخر تعديل قبل