You are on page 1of 34

‫جامعة القرويين‬

‫جامعة في المغرب‬

‫جامعة القرويين هي جامعة تقع في مدينة فاس‪ ،‬بالمغرب‪ ،‬وتعتبر وفًق ا لليونسكو وبناًء على تصنيفات كتاب غينيس‬
‫لألرقام القياسية[‪ ]3‬أقدم مؤسسة تعليم عاٍل وأول جامعة تمنح إجازة في الطب في العالم[‪ ]4‬وهي ما زالت ُت دَّر س حتى‬
‫اآلن دون انقطاٍع ‪ ]5[.‬وُي ِش ير إليها المؤرخون بأنها أقدم جامعة في العالم‪ُ ]6[.‬ت عد الجامعة مؤسسًة تعليمية تابعة لجامع‬
‫القرويين[‪ ]7‬الذي قامت ببنائه السيدة فاطمة بنت محمد الفهري القرشي عام ‪ 245‬هجرية الُم وافق ‪ 859‬ميالدية[‪ ،]8‬والذي‬
‫أصبح فيما بعد واحًد ا من المراكز الروحية والتعليمية الرائدة في العصر الذهبي للعالم اإلسالمي‪ ]9[.‬وقد بدأت الجامعة‬
‫التدريس بعد بناء الجامع مباشرًة على شكل دروس وحلقات علم تعقد فيها‪ ،‬في مدينة فاس المغربية غير أن بعض‬
‫المؤرخين يعتقدون أنها لم ُت صبح جامعة إال في العهد المرابطي أو المريني‪ُ .‬ت عّد جامعة القرويين أيًض ا أول مؤسسة علمية‬
‫اخترعت الكراسي العلمية المتخصصة‪ ،‬والدرجات العلمية في العالم‪ .‬وقد ُأ دمجت في نظام الجامعات الحكومية الحديث‬
‫في المغرب في عام ‪ 1382‬هـ‪ 1963/‬م‪ .‬كما أن تصميم وطراز المسجد يمثل العمارة المغربية واإلسالمية التاريخية التي‬
‫المغربي‪]10[.‬‬ ‫تضم زخارف متنوعة عديد لفترات ُم ختلفة من التاريخ‬
‫جامعة القرويين‬

‫تقاطع علوم الدين بعلوم الدنيا‬ ‫الشعار‬

‫معلومات‬

‫فاطمة الفهرية‬ ‫المؤسس‬

‫(‪)1‬‬ ‫‪859‬‬ ‫التأسيس‬

‫‪1963‬م‪]1[.‬‬ ‫تعليم جامعي شرعي عمومي (‪ 859‬إلى ‪ )1963‬جامعة حكومية منذ عام‬ ‫النوع‬

‫العربية‬ ‫لغات التدريس‬

‫رمزية‬ ‫تكاليف الدراسة‬

‫األصول الدينية‬ ‫التوجهات الدراسية‬

‫‪5‬‬ ‫الكليات‬

‫الموقع الجغرافي‬

‫‪https://tools.wmflabs.org/geohack/geohack.( 34°03′52″N 4°58′24″W‬‬ ‫إحداثيات‬


‫‪php?language=ar&pagename=%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%‬‬
‫‪D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%8‬‬
‫‪A%D9%86&params=34.064444444444_N_4.9733333333333_W_glo‬‬
‫‪  )be:earth_type:landmark‬‬
‫شارع الموحدين‪ ،‬ص‪.‬ب ‪2509‬‬ ‫الشارع‬
‫فاس‬ ‫المدينة‬

‫‪ 30.000‬فاس‬ ‫الرمز البريدي‬

‫‪ ‬المغرب‬ ‫البلد‬

‫‪)+212( 5 641006‬‬ ‫رقم الهاتف‬

‫‪)+212( 5 641013‬‬ ‫رقم الفاكس‬

‫اإلدارة‬

‫الجامعة)[‪]2‬‬ ‫الدكتور أمال جالل (رئيس‬ ‫العميد‬

‫إحصاءات‬

‫‪349‬‬ ‫العاملون‬

‫‪123‬‬ ‫األساتذة‬

‫‪226‬‬ ‫عدد العمال العلميون‬

‫‪)1996/97(6,178‬‬ ‫عدد الطالب‬

‫‪% 1,2‬‬ ‫نسبة رعاية



‫األساتذة للطالب‬

‫‪( 912‬سنة ‪)2010‬‬ ‫الخريجون سنويا‬

‫‪% 33,64‬‬ ‫نسبة اإلناث‬

‫متفرقات‬

‫‪)www.uaq.ma (http://www.uaq.ma‬‬ ‫الموقع‬

‫| © خريطة الشارع المفتوحة‬ ‫ويكيميديا‬


‫تعديل مصدري (‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%‬‬
‫‪ -‬تعديل (‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A‬‬ ‫‪)D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%8A%D9%86&action=edit&section=0‬‬
‫‪)C%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%88%D9%8A%D9%8A%D9%86&veaction=edit‬‬
‫‪ ‬‬

‫ُي رّكز التعليم في جامعة القرويين على العلوم الدينية والفقهية اإلسالمية مع التركيز الشديد على القواعد اللغوية للعربية‬
‫الفصحى والفقه المالكي‪ ]11[،‬كما تقدم أيًض ا للطالب بعض الدروس حول مواضيع أخرى غير إسالمية مثل الفرنسية‬
‫واإلنجليزية‪ُ .‬ت دِّر س الجامعة بطريقٍة تقليدّي ٍة ‪ ،‬حيث يجلس الطالب في نصف دائرة (حلقة) حول شيخ‪ ،‬الذي يدفعهم‬
‫لقراءة أقسام من نص معين‪ ،‬ويطرح عليهم أسئلة حول نقاط معينة من القواعد أو الفقه أو التفسير‪ ،‬ويشرح النقاط‬
‫الصعبة‪ ]12[.‬يحضر جامعة القرويين طالب من جميع أنحاء المغرب وأفريقيا الغربية اإلسالمية‪ ،‬على الرغم من أن عدًد ا‬
‫قليًال منهم قد يأتون من أماكن بعيدة مثل آسيا الوسطى اإلسالمية‪ .‬وحتى المسلمين اإلسبان الذين اعتنقوا المذهب‬
‫المالكي يحضرون إلى المؤسسة في كثير من األحيان‪ ،‬ويجذبهم إلى حد كبير حقيقة أن شيوخ جامعة القرويين‪ ،‬والعلم‬
‫اإلسالمي في المغرب بشكل عام‪ ،‬هم ورثة للتراث الديني الغني والعلمي لمسلمي األندلس‪ ]13[.‬تتراوح أعمار معظم الطالب‬
‫في جامعة القرويين ما بين ‪ 13‬و‪ 30‬سنًة ‪ ،‬ويدرسون إلى شهادة الثانوية والشهادات الجامعية‪ ،‬كما يمكن للمسلمين الذين‬
‫يتمتعون بمستوى عاٍل في الُلغة العرِب ِّي ة أيًض ا حضور حلقات المحاضرات على أساس غير رسمي‪ ،‬نظًر ا للفئة التقليدية‬
‫للزوار الباحثين عن المعرفة الدينية والفقهية (طالب العلم)‪ .‬باإلضافة إلى كونهم مسلمين‪ُ ،‬ي طلب من الطالب المرشحين‬
‫للدراسة في جامعة القرويين حفظ القرآن كامًال‪ ،‬فضًال عن العديد من النصوص اإلسالمية األخرى في العصور الوسطى‬
‫حول القواعد النحوية والفقه المالكي‪ ،‬وبصفًة عامًة أن يكونوا متمكنين من اللغة العربية الفصحى‪ .‬ومن المفاهيم الخاطئة‬
‫والشائعة أن الجامعة مفتوحة للرجال فقط؛ ذلك أن الجامعة مفتوحة للرجال والنساء على حٍد سواء‪ ،‬حيث ُق بلت النساء‬
‫[‪]14‬‬
‫ألول مرة في الجامعة في األربعينيات‪.‬‬

‫قديًم ا‪ ،‬تخرج من الجامعة العديد من العلماء بما في ذلك علماء الغرب‪ ،‬وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحقة به مركًز ا‬
‫للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة األلف سنة‪ .‬درس فيها سلفستر الثاني‪ ،‬والذي شغل منصب البابا في الفترة ‪999‬‬
‫– ‪ 1003‬م‪ ،‬ويقال أنه هو من أدخل بعد رجوعه إلى أوروبا األعداد العربية‪ ]15[.‬كما أن موسى بن ميمون الطبيب‬
‫والفيلسوف اليهودي قضى فيها بضع سنوات قام خاللها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين‪ .‬كما دّر س فيها الفقيه‬
‫المالكي أبو عمران الفاسي وابن البناء المراكشي وأبو بكر بن العربي وابن رشيد السبتي وابن الحاج الفاسي وابن ميمون‬
‫الغماري‪ ،‬زارها الشريف اإلدريسي ومكث فيها مدة كما زارها ابن زهر مرات عديدة وَد َّو َن النحِو ّي ابن آجروم كتابه‬
‫المعروف في النحو فيها‪
.‬ولقد اشتهر من فاس جماعة من أهل العلم ونسبوا إليها منهم أبو عمران بن موسى الفاسي فقيه‬
‫أهل القيروان في وقته‪ .‬وأبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الشهير بابن البناء وهو أشهر رياضي في عصره‪ ،‬وأبو بكر‬
‫محمد بن يحيى بن الصائغ الشهير بابن باجة وكان ممن نبغوا في علوم كثيرة منها اللغة العربية والطب وكان قد هاجر من‬
‫(‪)2‬‬
‫األندلس وُت وفي بفاس‪ .‬ومن العلماء الذين أقاموا بفاس وَد َّر سوا بجامعاتها ابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم االجتماع‪،‬‬
‫[‪]16‬‬
‫ولسان الدين بن الخطيب‪ ،‬وابن عربي‪ ،‬وابن مرزوق‪.‬‬

‫التسمية‬
‫[‪]17‬‬
‫االسم العربي للجامعة‪َ ،‬ج اِم َع ُة اْلَق َر ِو ِّي يَن وسيلة "جامعة الشعب من الَق ْي َر َو ان" أصل عائلة فاطمة الفهرية من إفريقية‬
‫وذكر المؤرخ المغربي علي الجزنائي أن اسم القرويين يعود إلى عهد إدريس الثاني (‪ 213 – 177‬هـ‪ 828 – 793 ،‬م)‬
‫مؤسس ُع ْد وة القرويين التي ُش رع في بنائها في ‪ 1‬ربيع األول‪ 193 ‬الُم وافق فيه ‪ 22‬يناير‪ 809 ‬م بالمنطقة الغربية من‬
‫[‪]18‬‬
‫مدينة فاس‪ ،‬الستقبال المهاجرين األفارقة من مدينة القيروان‪.‬‬
‫التاريخ‬

‫تأسيس المسجد‬

‫منظر لمسجد القرويين على أفق مركز فاس البالي‪ :‬يمكن رؤية أسطح قاعة الصالة ذات البالط األخضر والمئذنة (البرج األبيض على اليسار)‪.‬‬

‫تأسس جامع القرويين[‪ ]19‬على يد السيدة فاطمة الفهرية‪ ]20[)3(،‬وهي ابنة تاجر ثري اسمه محمد الفهري‪ ،‬عام ‪ 245‬هـ‬
‫الموافق ‪ 859‬م‪ ]21[.‬هاجرت عائلة الفهري من القيروان بإفريقية‪ ،‬تونس حالًي ا إلى فاس في أوائل القرن التاسع‪ ،‬وانضمت‬
‫إلى مجتمع من المهاجرين اآلخرين من القيروان الذين استقروا في عدوة القرويين(‪ .)4‬ورثت فاطمة وشقيقتها مريم‪،‬‬
‫اللتان كانتا على جانب من العلم والفضل مًع ا‪ ]22[،‬مبلًغ ا كبيًر ا من المال من والدهما‪ ]23[،‬وهناك روايات أخرى بأن فاطمة‬
‫الفهرية أتت إلى مدينة فاس مع أختها وزوجها‪ ،‬وليس مع والدها‪ ،‬وورثت منهما بعد أن توفيا‪ ]24[،‬فتعهدت فاطمة بإنفاق‬
‫كامل ميراثها على بناء مسجد ُم ناسب لمجتمعها‪ ،‬أي في فاس عاصمة الدولة اإلدريسية‪ .‬بينما تعهدت أختها ببناء مسجد‬
‫األندلسيين‪ ]25[.‬اشترت فاطمة الفهرية بستاًن ا وحصلت على تصريح األمير اإلدريسي يحيى بن إدريس لبناء النواة األولى‬
‫لجامع القرويين‪ ]26[.‬ولضمان صيانة المسجد وضمان سيرورته‪ ،‬قامت بوقف جميع ممتلكاتها‪ .‬في البداية‪ ،‬كان المسجد‬
‫مجرد مكان صغير للخطبة‪ ،‬حتى أن صالة الجمعة كانت ما تزال ُت قام في جامع الشرفاء‪.‬‬

‫عند أعمال الترميم في البالط األوسط فوق قوس المحراب القديم‪ُ ،‬ع ثر على لوحة مدفونة تحت الجبس منقوش عليها‬
‫جملة بالخط الكوفي األفريقي العتيق‪ُ« :‬بني هذا المسجد في شهر ذي القعدة من سنة ثالثة وستين ومائتي سنة مما أمر‬
‫الفهرية‪]27[.‬‬ ‫به اإلمام أعزه اهلل داود بن إدريس أبقاه اهلل ونصره نصًر ا عزيًز ا»‪ِ .‬م َّم ا ُي ضرب في رواية المنسوبة لفاطمة‬
‫ويشكك فيها خصوًص ا أنها لم تذكر في ُكتب التاريخ إلى حين القرن ‪ 13‬ميالدي من طرف المؤرخ ابن أبي زرع‪ ،‬أي أربع‬
‫قرون بعد بناء المسجد‪ ،‬فصارت فاطمة الفهرية محل جدل بين المؤرخين‪ .‬لكن «التقاليد القديمة ال تلح في ذكر أسماء‬
‫النساء على المباني سيما مع ما أثر من أن الشعوب قد تقوم بالمشاريع وترجو إلى الملوك تبنيها تقديًر ا لهم وتكريًم ا‬
‫[‪]28‬‬
‫لمقامهم»‪.‬‬

‫في القرن الرابع هجري الُم وافق للقرن العاشر ميالدي‪ ،‬سقطت الدولة األدارسة وأصبحت فاس موضع نزاع بين الدولة‬
‫الفاطمية والدولة األموية في األندلس وحلفائهم‪ ]25[.‬خالل هذه الفترة‪ ،‬زادت مكانة جامعة القرويين تدريجًي ا‪ ،‬حيث ُن قلت‬
‫خطبة الجمعة من جامع الشرفاء إلدريس الثاني(‪ )5‬إلى مسجد القرويين‪ ،‬مَّم ا منحه صفة المسجد الجامع‪ ،‬فصار المسجد‬
‫[‪]26‬‬
‫الرئيسي في تلك العدوة كلها‪ ]29[.‬وقد حدث هذا النقل إما في سنة ‪ 307‬هـ‪ 920 – 919/‬م أو في ‪ 321‬هـ‪ 933/‬م‪،‬‬
‫وهما تاريخان يتوافقان مع الفترة الوجيزة للسيطرة الفاِط ِم َّي ة على المدينة‪ِ ]30[ ،‬م َّم ا قد َي ُّد ل على أَّن هذا النقل ُر بما يكون‬
‫[‪]32‬‬ ‫حدث بمبادرٍة فاطمية‪ .‬كما ُص نع للمسجد منبًر ا من خشب الصنوبر‪ ]31[.‬في عام ‪ 307‬هـ الموافق ل‪ 920 – 919‬م‪.‬‬
‫وبشكٍل عام‪ ،‬استمر المسجد ومؤسسته التعليمية في التمتع باالحترام من النخب السياسية‪ ،‬وقد وسع المرابطون المسجد‬
‫توسًع ا كبيًر ا‪ ،‬وقامت السالالت الالحقة بتزيينه عدة مرات‪ ]10[.‬وقد ثبت ُع رًف ا بأن تقوم جميع مساجد فاس األخرى باألذان‬
‫القرويين‪]33[.‬‬ ‫حسب توقيت‬

‫الذروة‬

‫حسب المؤرخ المغربي محمد المومني صارت القرويين فعلًي ا تمارس مهام الجامعة باإلضافة إلى مهامه كمسجد وجامع‬
‫تحت حكم المرابطين‪ ]34[.‬بينما آخرون مثل ألفرد بل[‪ ]35‬وإفاريست ليفي بروفنسال[‪ ]36‬ال يعطون لجامع القرويين لقب‬
‫الجامعة إال في العصر المريني‪ ،‬رغم أن ألفرد ُي ؤكد بأنه كان المركز الديني والفكري للمغرب العربي منذ العصر‬
‫اإلدريسي‪]37[.‬‬

‫صورة تعود ‪ ،1978‬زيارة ستة متدربين رجال من اليونسكو لمكتبة القرويين التي تمتلك مجموعة فريدة من المصاحف الملونة‪ .‬وشخص يقف أمام‬
‫طاولة يحاول إظهار شيء ما‪.‬‬

‫قام القرويين بتجميع مجموعة كبيرة من المخطوطات التي كانت محفوظة في مكتبٍة أسسها السلطان المريني أبو ِع نان‬
‫فارس في عام ‪ 750‬هـ الُم وافق ‪ 1349‬م‪ ]38[.‬ومن بين أثمن المخطوطات الموجودة حالًي ا في المكتبة ُم جلد الُم َو ّط أ‬
‫الشهير لإلمام مالك مكتوبة على رق الغزال‪ ،‬وسيرة ابن إسحاق‪ ،‬ونسخة من القرآن الكريم التي قدمها السلطان أحمد‬
‫المنصور في ‪ 1011‬هـ الُم وافق ‪ 1602‬م‪ ،‬والنسخة األصلية من كتاب ابن خلدون العبر وديوان المبتدأ والخبر‪ ]39[.‬ومن‬
‫بين المواد التي ُت درسها‪ ،‬إلى جانب القرآن والفقه(‪ ،)6‬النحو والبالغة والمنطق والطب والرياضيات وعلم الفلك‪.‬‬

‫يقول بعض المؤرخين أن محمد اإلدريسي‪ ،‬الجغرافي الذي ساعدت خرائطه االستكشاف األوروبي في عصر النهضة‪ ،‬عاش‬
‫في فاس لبعض الوقت في القرن الثاني عشر‪ِ ،‬م َّم ا ُي شير إلى أَّن ه ربما عمل أو َد َّر س في جامعة القرويين‪َ .‬تَخ َّر َج من‬
‫المدرسة منذ النصف األول من القرن الثاني عشر‪ .‬العديد من العلماء الذين أَّث روا على التاريخ الفكري واألكاديمي للعالم‬
‫اإلسالمي‪ .‬ومن بين هؤالء ابن رشيد السبتي (المتوفي ‪ 1321‬م) ومحمد بن الحاج العبدري الفاسي (المتوفي ‪ 1336‬م)‬
‫وأبو عمران الفاسي (المتوفي ‪ 1015‬م)‪ ،‬وهو من كبار منظري الفقه المالكي‪ ،‬واإلدريسي (‪ 1166‬م)‪ ،‬وأبو بكر بن العربي‬
‫(‪ 1240 – 1165‬م)‪ ،‬وأبو إسحق البطروجي (ت حوالي ‪ 1204‬م)‪ ،‬وعلي بن حرزهم (ت ‪ 1164‬م)‪ ،‬أما في القرن الرابع‬
‫عشر وما بعده(‪ )7‬اتجه أغلب المثقفين المغاربة واألندلسيين إلى فاس للدراسة بجامعة القرويين إما طالًبا أو محاضرين‬
‫أو مستمعين‪ ،‬من أبرزهم‪ ،‬ليون اإلفريقي(‪ )8‬مسافر وكاتب مشهور‪ ،‬ابن خلدون (‪ 1406 – 1332‬م)[‪ ،]40‬ابن الخطيب‬
‫(‪ 1374 – 1313‬م)‪ .‬كما زار بعض العلماء المسيحيين جامعة القرويين كالفلمنكي نيكوالس كلينايرتس والهولندي ياكب‬
‫[‪]42‬‬
‫يوليوس[‪ ]41‬والبابا سلفستر الثاني‪.‬‬

‫العصر العلوي‬

‫كان موالي الرشيد بن الشريف وهو أول سلطان لساللة العلويين‪ ،‬يولي أهمية كبيرة للمجال العلمي‪ ،‬مّم ا كان في صالح‬
‫الجامعة‪ .‬دعا العلماء الُم سلمين‪ ،‬الذين كانوا ُي سمون أنفسهم "الشراطين" وأسس تقليد "سلطان الطلبة"‪ ]43[،‬وهي تظاهرة‬
‫سنوية ُت جرى كل عطلة ربيعية[‪ ]44‬تحت قيادة المخزن أو السلطان نفسه‪ ]45[،‬التي خاللها يختار الطالب سلطاًن ا‪ ،‬يحكم‬
‫لمدة ‪ 15‬يوًم ا‪ ،‬وبهذه المناسبة‪ ،‬تنظم ندوات علمية ومناظرات حول أسئلة حاسمة‪ ،‬تلقى الخطب وتقرأ القصائد‪ ،‬تقوم‬
‫نخبة من وجهاء المدينة بتكريم هذا الحدث بحضورهم وإخبار سلطان الطالب باهتمامهم‪ ]46[.‬هذا الحدث‪ ،‬الذي أدى إلى‬
‫ظهور مهرجان شعبي من نوع خاص‪ ،‬تميز أيًض ا بحدث نادر‪ ،‬زيارة السلطان العلوي الذي يقدم في بعض األحيان هدايا‬
‫للطالب‪ ،‬ويستمع إلى شكاويهم ويحرص على تنفيذ رغباتهم‪ .‬كانت هذه الزيارة بمثابة شهادة مؤكدة وأكبر دليل على أن‬
‫السلطان مهتم بالعلم ومروجيه الحاليين والمستقبليين‪ .‬إلتفاتة لم تسجل مثلها في أي مكان آخر في العالم أو على األقل‬
‫الشكل‪]45[.‬‬ ‫بنفس هذا‬

‫سار محمد الثالث بن عبد اهلل على نهج آباءه وأجداده وأثر تدخله بشكل حاسم على جهود الجامعة إلعادة تنظيم تعليمها‪،‬‬
‫أو حتى تكييفها مع االحتياجات وتوقعات الطالب التي ُر حب بها‪ .‬وهو بذلك فتح ملًف ا خاًص ا بالجامعة وسن ظهيًر ا ملكًي ا‬
‫في عام ‪ 1203‬هجرية الموافق ‪ 1789‬ميالدية أمر فيه شيخ القرويين بتحديد المواد التي تدرس واإلشارة إلى األعمال‬
‫المرجعية‪
.‬في ذلك الوقت‪ ،‬بحسب المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي‪ ،‬فقد كان في فاس على عهد بداية حكم السالطين‬
‫العلويين (‪1076‬م) مئة كرسي لتدريس العلوم‪ ،‬أنشئت عشرون منها في جامعة القرويين والبعض اآلخر منتشر في جميع‬
‫[‪]47‬‬
‫أنحاء المدينة في مختلف ملحقاتها‪ .‬تشير المصادر نفسها إلى عدد كبير من المكتبات العامة والخاصة‪.‬‬

‫الحماية الفرنسية‬
‫المدخل الرئيسي للمكتبة والملحقات الجنوبية األخرى للمسجد الحالي‪ ،‬بالقرب من ساحة السفارين‪.‬‬

‫في الفترة التي أصبح فيها المغرب تحت الحماية الفرنسية في عام ‪ ،1912‬شهدت جامعة القرويين تدهوًر ا كمركز ديني‬
‫تعليمي مقارنة بذروتها وأوج نشاطها في العصور الوسطى‪ ]48[.‬بالمقابل‪ ،‬احتفظت ببعض األهمية كمكان تعليمي إلدارة‬
‫السلطان‪ُ ]49[.‬ق سمت الهيئة الطالبية بشكل صارم على مستوى الطبقات االجتماعية‪ .‬حيث يحدد العرق(‪ )9‬والوضع‬
‫االجتماعي والثروة الشخصية والخلفية الجغرافية(‪ )10‬لقبول عضوية المجموعة الطالب الذين كانوا يفصلون في مرفق‬
‫التدريس وكذلك في أماكنهم الشخصية‪ ]49[.‬رغم ذلك إلى أن الجامعة لعبت دوًر ا مهًم ا في مقاومة الحماية االستعمارية‬
‫في البالد‪ ،‬حيث كانت تقع التجمعات وتلقي الخطب في القرويين لالحتجاج على التصرفات األجنبية وأعمالها‪ ،‬ومن‬
‫طلبتها ومتخرجيها كان الدعاة ينتشرون لبث فكرة االستقالل ورفض الحماية وتكوين الحلقات السرية في البوادي‬
‫والجبال والصحاري والقرى النائية‪ ،‬مَّم ا كان يعرضهم للسجن والقمع والضرب والفصل من الجامعة‪ .‬نفذت اإلدارة الفرنسية‬
‫عدًد ا من اإلصالحات الهيكلية بين عامي ‪ 1914‬م و‪ 1947‬م‪ ،‬لكنها لم تقم بتحديث محتويات التدريس والتي كانت ال‬
‫تزال تهيمن عليها وجهات النظر العلماء المسلمين‪ ]49[.‬في الوقت نفسه‪ ،‬تضاءلت أعداد الطالب في الجامعة إلى ما‬
‫مجموعه ‪ 300‬طالب في عام ‪ 1922‬م حيث بدأت النخبة المغربية بإرسال أطفالها إلى الكليات والمعاهد الغربية الجديدة‬
‫[‪]49‬‬
‫في البالد‪.‬‬

‫(‪)11‬‬
‫في عام ‪ 1947‬م‪ُ ،‬د مجت الجامعة في النظام التعليمي للدولة‪.‬‬

‫الحقبة المعاصرة‬

‫وفي عام ‪ 1963‬م‪ُ ،‬ح ولت المدرسة أخيًر ا إلى جامعة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم بمرسوم ملكي[‪ ]50‬بعد‬
‫االستقالل‪ُ ]51[.‬أ غلقت المدرسة القديمة وُأ نشيء الحرم الجامعي الجديد في ثكنات الجيش الفرنسي السابقة‪ ]49[.‬بينما‬
‫شغل العميد مقعده في فاس‪ ،‬أنشأت أربع كليات داخل المدينة وخارجها‪ :‬كلية الشريعة اإلسالمية في فاس‪ ،‬كلية‬
‫الدراسات العربية في مراكش وكلية أصول الدين في تطوان[‪ ،]52‬باإلضافة إلى كلية الشريعة بأيت ملول وكلية العلوم‬
‫الشرعية بالسمارة بالقرب من أكادير في عام ‪ 1979‬م‪ .‬قدمت المناهج والكتب الدراسية الحديثة وتحسن التدريب المهني‬
‫[‪]49‬‬
‫للمعلمين‪ ]53[.‬بعد اإلصالحات‪ ،‬تغير اسم القرويين رسمًي ا إلى "جامعة القرويين" عام ‪ 1965‬م‪.‬‬
‫في عام ‪ 1975‬م‪ُ ،‬ح ولت الدراسات العامة إلى جامعة سيدي محمد بن عبد اهلل التي تأسست حديًث ا في حين حافظت‬
‫[‪]49‬‬
‫جامعة القرويين على مقررات الدراسات اإلسالمية والعقائدية‪.‬‬

‫في عام ‪ 1988‬م‪ ،‬بعد توقف دام ما يقرب من ثالثة عقود‪ ،‬استأنف الملك الحسن الثاني تدريس التربية اإلسالمية‬
‫[‪]49‬‬
‫التقليدية في مدرسة القرويين في ما ُف سر على أنه خطوة لتعزيز الدعم المحافظ للنظام الملكي‪.‬‬

‫التاريخ المعماري‬

‫التاريخ المبكر‬

‫أقواس حدوة الحصان في قاعة الصالة بالمسجد‪.‬‬

‫فناء المسجد مع مئذنة من القرن العاشر‪ُ ،‬ت رى من داخل أحد الجناحين السعديين اللذين يعودان إلى القرن السابع عشر‪ .‬تظهر أيًض ا دار الموقت (القرن‬
‫( رن‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫هر ي‬ ‫ر‬ ‫بع‬ ‫رن‬ ‫ين ي و ن إ ى‬ ‫يين‬ ‫ج ين‬ ‫ر رى ن ل‬ ‫ن رن‬ ‫ج ع‬ ‫ء‬
‫الرابع عشر) على يسار المئذنة‪ ،‬والتي تتميز بنافذة فوق رواق األقواس‪.‬‬

‫أسست فاطمة الفهرية المسجد عام ‪ 859‬ميالدية الُم وافق ‪ 244‬هجرية‪ ،‬ولكن شكله الحالي هو نتيجة لتطور تاريخي‬
‫طويل على مدى أكثر من ‪ 1000‬عام‪ .‬للمبنى األصلي‪ ،‬الذي ما زالت هناك بعض من آثاره في تصميم المسجد الحالي‪،‬‬
‫والذي يمثل حالًي ا المنطقة المركزية لقاعة الصالة الواقعة جنوب الفناء‪ ]54[]10[.‬بين القرن التاسع والعاشر كان له تصميم‬
‫أرضي مستطيل يبلغ طوله ‪ 32 × 36‬متًر ا‪ ،‬ويغطي مساحة ‪ 1520‬متًر ا مربًع ا‪ ،‬وكان يتألف من قاعة للصالة مع أربعة‬
‫ممرات عرضية (‪ُ ]55[.)12‬ي عتقد أنه كان بها أيًض ا فناء صغير الحجم نسبًي ا‪ ،‬كما ورد أَّن المئذنة األولى‪ ،‬كانت قليلة االرتفاع‬
‫أيًض ا أو متطامنة اإلشراف كما يقول الجزنائي‪ ]57[]56[،‬وقد كانت تقع حيث العنزة[‪ ]58‬الحالية والمدخل المركزي لقاعة‬
‫الصالة من الصحن‪ ]59[.‬كما كان هناك بئر شمالَّي المسجد في منطقة قريبة من الصحن القديم لتوفير المياه‪ ]10[،‬ومازال‬
‫[‪]60‬‬
‫موقع البئر معروًف ا إلى اآلن لدى قّي مي المسجد ينعتونه بالبئر المغمور‪.‬‬

‫مع نمو مدينة فاس ومع زيادة حظوة المسجد أيًض ا‪ ،‬لم يكن المبنى األصلي كافًي ا الحتياجات المدينة الدينية‬
‫والمؤسسية‪ ]61[]10[.‬لذا فخالل القرن العاشر‪ ،‬تنافست الخالفة األموية في األندلس والخالفة الفاطمية في إفريقية‬
‫باستمرار للسيطرة على فاس والمغرب‪ ،‬التي كانت بمثابة منطقة عازلة بين االثنين‪ ]25[.‬على الرغم من هذه الفترة غير‬
‫المستقرة‪ ،‬تلقى المسجد رعاية كبيرة وُو ِّس ع بشكل ملحوظ‪ .‬كتب أمير قبيلة زناتة البربرية األمير أحمد بن أبي سعيد‪ ،‬أو‬
‫أحمد بن أبي بكر الزناتي حسب الجزنائي‪ ]57[،‬أحد حكام فاس خالل هذه الفترة والذي كان متحالًف ا مع األمويين‪ ،‬إلى‬
‫الخليفة عبد الرحمن الثالث في قرطبة للحصول على إذن وتمويل لتوسيع المسجد‪ ]10[.‬وافق الخليفة‪ ،‬فهدم الصومعة‬
‫متطامنة اإلشراف وابتدأ العمل على الصومعة الجديدة في ‪ 03‬رجب ‪344‬هـ‪ 27/‬أكتوبر ‪955‬م وُأ نهيت األشغال في‬
‫الربيع الثاني ‪ 345‬هـ‪/‬يوليو ‪956‬م‪َ ]10[]62[.‬و ّس ع هذا العمل المسجد من ثالث ِج هات‪ ،‬ليشمل مساحة الفناء الحالي في‬
‫الشمال وحتى الحدود الشرقية والغربية الحالية للمبنى‪ ]63[.‬كما اسُت بدلت المئذنة األصلية بمئذنة جديدة أكبر[‪ ]64‬والتي ال‬
‫تزال قائمة حتى اليوم‪ُ .‬ي الحظ أيًض ا أن شكلها العام‪ ،‬بعمود مربع‪ ،‬كان مؤشًر ا على التطور المآذن المغاربية‬
‫واألندلسية‪ ]63[]10[.‬لإلشارة فقد ُن فذت أعمال مماثلة أيًض ا في عهد عبد الرحمن الثالث وفي نفس الوقت على مسجد‬
‫األندلسيين‪ ،‬وهو مسجد كبير آخر في فاس‪ُ ]63[.‬ز ّي ن المسجد مرًة أخرى بالزخارف وذلك عندما قاد الحاكم األميري المظفر‬
‫ابن المنصور بن أبي عامر حملة عسكرية إلى فاس في ‪998‬م‪388/‬هـ‪ .‬وبني منبًر ا جديًد ا(‪ )13‬وقبة جديدًة مزخرفًة‬
‫بطلمسات على شكل فأر وثعبان وعقرب‪ ]66[]65[،‬ولكن لم تنج أي من هذه األعمال‪ ]10[.‬وبنى أيًض ا السقاية والبيلة‬
‫حسن‪]66[]67[.‬‬ ‫المستطيلة التي عن يسار الخارج من باب الحفاة وجلب لهما الماء من وادي‬

‫[‪]10‬‬
‫تفاصيل الزحارف البرونزية مثبتة على أبواب باب الجنائز من عصر المرابطين‪.‬‬
‫الفترة المرابطية‬

‫في القرن الثاني عشر ُن فذت واحدة من أهم التوسعات والتجديدات التي شهدها المسجد بين سنة ‪ 529‬هجرية الُم وافقة‬
‫لسنة ‪1135‬م و‪ 537‬هجرية الُم وافقة لسنة ‪1143‬م تحت رعاية الحاكم المرابطي علي بن يوسف‪ ،‬حيث ََي دِي ُن الشكل‬
‫الحالي للمسجد بالكثير لهذا العمل‪ُ ]10[.‬و ّس عت قاعة الصالة عن طريق تفكيك الجدار الجنوبي(‪ )14‬الحالي وإضافة ثالثة‬
‫ممرات عرضية أخرى‪ ،‬وبذلك ارتفع عددها من ‪ 7‬إلى ‪ ،10‬مع نفس شكل األقواس الموجودة في المسجد‪َ ]68[.‬ت َّط لب هذا‬
‫(‪)15‬‬
‫التوسع شراء وهدم عدد من المنازل والمباني المجاورة‪ ،‬بما في ذلك بعض المنازل التي كانت جزًء ا من الحي اليهودي‬
‫القريب‪ ]10[.‬لم يشمل التوسع الجديد للمسجد فقط محراًبا جديًد ا فقط(‪ )16‬في منتصف الجدار الجنوبي الجديد‪ ،‬ولكن‬
‫أيًض ا إعادة بناء وتزيين "الصحن" المركزي لقاعة الصالة(‪ )17‬المؤدية من الفناء إلى المحراب‪ .‬لم يقتصر األمر على تجميل‬
‫بعض األقواس بأشكال جديدة فحسب‪ ،‬بل أيًض ا إضافة سلسلة من سقوف القبة المتقنة للغاية والمكونة من منحوتات‬
‫المقرنصات(‪ )35‬وزينت أيًض ا بنقوش معقدة من الزخرفة العربية وحروف الخط الكوفي‪ ]69[.‬وأخيًر ا‪ِ ،‬إ ْكَت َم َل عام ‪538‬‬
‫الكتبية‪]10[.‬‬ ‫هجرية الموافق ‪ 1144‬ميالدية تركيب المنبر الجديد‪ ،‬بنمط مشابه ومنشأ فني مماثل للمنبر الشهير(‪ )18‬لجامع‬
‫المنبر مصنوع من خشب الصندل واألبنوس والنارنج والعناب وعظم العاج‪ ]67[،‬في عمل متقن من الخشب المطعم‪ ،‬مزين‬
‫بمواد مرصعة ونقوش الزخرفة العربية المنحوتة بشكل ُم عقد‪ ،‬وهو ُي مثل عماًل آخر عالي الدقة بأسلوب تمت محاكاته‬
‫للمنابر المغربية الالحقة‪ ،]70[]10[ ،‬وهو حسب عبد الهادي التازي‪ ،‬أول تحفة في العالم اإلسالمي ُص نعت في مدينة‬
‫فاس‪]71[.‬‬

‫وفي األماكن األخرى‪ُ ،‬أ ضيفت للعديد من المداخل الرئيسية للمسجد أبواًبا مصنوعة من الخشب ُم غطاة بتركيبات برونزية‬
‫ُم زخرفة‪ ،‬والتي تعد اليوم من أقدم األعمال الفنية البرونزية المتبقية في العمارة المغربية‪/‬األندلسية‪ ]72[.‬وهناك أيًض ا‬
‫عناصر أخرى مثير لالهتمام ُأ ضيفت للمسجد وتتضمن الباب الغربي الكبير الذي بسماط الموثقين‪ُ ،‬بنًي من مال األحباس‬
‫في أيام القاضي محمد بن عيسى السبتي سنة ‪ 505‬هجرية الموافق ‪ 1111‬ميالدية‪ ]73[،‬وكذلك باب الشماعين أيام‬
‫القاضي محمد بن داود سنة ‪ 518‬هجرية الموافقة لسنة ‪ 1124‬ميالدية‪ ]73[.‬كما بنوا منصة خطابة ثانوية صغيرة‪ُ ،‬ت عرف‬
‫باسم جامع الجنائز‪ ]71[)19(،‬والتي فصلت عن قاعة الصالة الرئيسية ومخصصة لتقديم صالة الجنازة على الميت قبل‬
‫دفنه‪ ]10[.‬كما زودوا بيت الصالة بمنبر من عود ثمين‪.‬‬

‫الفترة الموّح دَّي ة‬


‫عنزة أو شاشة خشبية عند مدخل "صحن" مركزي بقاعة الصالة من الفناء‪.‬‬

‫استمرت السالالت الالحقة في تزيين المسجد أو إهدائه مفروشات جديدة‪ ،‬على الرغم من عدم وجود أعمال جذرية مثل‬
‫التوسع المرابطي‪ .‬دخل الموحدون(‪ )20‬مدينة فاس بعد حصار دام سنة واحدة ‪ 1146 – 1145‬م‪ ]74[.‬أفادت مصادر‬
‫تاريخية قصة تدعي أن سكان فاس‪ ،‬خوًف ا من أن يستاء الموحدين "المتشددين" من الزخرفة الفخمة الموضوعة داخل‬
‫المسجد‪ ،‬فسارعوا إلى تغطية بعض المنحوتات والزخارف المنمقة التي تعود إلى توسعة ابن يوسف قرب المحراب‪ ]75[.‬مع‬
‫أن الباحث الفرنسي هنري تراس أشار إلى أن هذه العملية ُر بما أجرتها سلطات الموحدين نفسها بعد بضع سنوات‪ ]10[.‬ولم‬
‫تكشف زخارف المرابطين بالكامل مرة أخرى إال خالل تجديدات أوائل القرن العشرين‪
]76[.‬ومع ذلك‪ ،‬في عهد محمد‬
‫الناصر (حكم ‪ ،)1213-1199‬قام الموحدون بإضافة أو تحسين عدد من األشياء في المسجد‪ ،‬تميز بعضها بزينة زخرفية‬
‫قوية‪ُ .‬ط ورت مرافق الوضوء في الفناء‪ ،‬وذلك بإضافة غرفة وضوء منفصلة إلى الشمال(‪ ،)22‬وبنيت غرفة تخزين جديدة‬
‫تحت األرض‪ ]10[.‬كما استبدلوا الثريا الكبرى للمسجد بأخرى جديدة وأكثر زخرفة بالبرونز‪ ،‬ال تزال الثريا معلقًة في الصحن‬
‫المركزي للمسجد إلى اليوم‪ ]68[.‬والتي وصفها هنري تراس بأنها "أكبر وأجمل ثريا في العالم اإلسالمي"‪.‬‬

‫الفترة المرينية‬

‫القبة المرينية المزخرفة فوق دهليز باب الورد‪ ،‬البوابة الشمالية المركزية للمسجد‪.‬‬
‫قدم المرينيون‪ ،‬الذين كانوا مسؤولين عن بناء العديد من المدارس الفخمة حول فاس‪ ،‬مساهمات مختلفة في المسجد‪.‬‬
‫في عام ‪ ،1286‬قاموا بترميم وحماية مئذنة القرن العاشر‪ ،‬التي كانت مصنوعة من حجر رديء الجودة ومتهالك‪ ،‬من‬
‫خالل تغطيته بالجير المطفأ األبيض‪ ]10[.‬كما قاموا عند سفحه الجنوبي ببناء دار المؤقت‪ ،‬وهي غرفة لصاحب الوقت في‬
‫المسجد والتي كانت مسؤولة عن تحديد أوقات الصالة بدقة‪ .‬وُج هزت الغرفة باألسطرالب وجميع أنواع المعدات العلمية‬
‫في ذلك العصر للمساعدة في هذه المهمة‪ ]10[.‬كما ُأ عيد بناء األروقة حول الفناء القريب في ‪ 1283‬و‪ ،97-1296‬وفي عام‬
‫‪ُ ،1289‬ر كبت شاشة خشبية مزخرفة (‪ُ )23‬ت سمى العنزة[‪ ]77‬عند مدخل الفناء إلى قاعة الصالة (‪ ،)24‬وكانت بمثابة محراب‬
‫[‪]10‬‬
‫رمزي "خارجي" أو "صيفي" للصالة في الفناء‪.‬‬

‫[‪]66‬‬
‫وفي عام ‪ُ ،1337‬ر كبت قبة مزخرفة فوق دهليز باب الورد(‪ )25‬عند المدخل الخارجي المركزي للفناء من جهة الشمال‪،‬‬
‫(‪]10[ )26‬‬
‫‪.‬‬ ‫والتي ال تزال مرئية حتى اليوم‬

‫يعود تاريخ العديد من الثريات المعدنية المزخرفة المعلقة في قاعة صالة المسجد إلى العصر المريني‪ُ .‬ص نعت ثالثة منها‬
‫من أجراس الكنيسة التي استخدمها الحرفيون المرينيون كقاعدة وقاموا بتلحيمها بقطع تركيب نحاسية مزخرفة‪ .‬كان‬
‫أكبرها‪ ،‬التي ُر كبت في المسجد عام ‪ ،1337‬جرًس ا أرجعه ابن السلطان أبو الحسن علي بن عثمان‪ ،‬أبو مالك‪ ،‬من جبل‬
‫[‪]10‬‬
‫طارق بعد استعادته من القوات اإلسبانية عام ‪.1333‬‬

‫وأخيًر ا‪ ،‬قام السلطان أبو عنان فارس بتأسيس مكتبة المسجد عام ‪ ،1350‬مع إضافات من السلطان أبو سالم إبراهيم بن‬
‫(‪]78[ )27‬‬
‫‪.‬‬ ‫علي عام ‪ ]10[.1361‬تقع هذه المكتبة المرينية األولى في الزاوية الشمالية الشرقية للمسجد‬

‫تفاصيل الخشب المزخرف والجص لواحد من أجنحة السعديين (القرن السابع عشر)‪.‬‬

‫الفترة السعدية‬

‫قام السعديون بتزيين المسجد بإضافة جناحين بارزين إلى األطراف الغربية والشرقية من الفناء‪ ،‬كل منهما يحتوي على‬
‫نافورة جديدة‪ .‬كان السلطان السعدي الشهير أحمد المنصور مسؤواًل عن بناء الجناح األول ناحية الشرق في عام ‪-1587‬‬
‫‪ ،1588‬بينما أضاف ابنه محمد الشيخ المأمون عام ‪ 1609‬الجناح الغربي‪ ]79[.‬تحاكي األجنحة الموجودة في بهو السباع‬
‫بقصر الحمراء (‪ ]80[.)28‬كانت هذه آخر إضافة رئيسية لتصميم المسجد‪ .‬كما بنى السلطان السعدي أحمد المنصور غرفة‬
‫جديدة للمكتبة على الجانب الجنوبي من المسجد(‪ ،)29‬والتي ُأ وصلت بالمسجد عبر باب في جدار القبلة‪]81[.‬‬

‫الفترة العلوية‬

‫استمرت األسرة العلوية‪ ،‬التي حكمت المغرب منذ القرن السابع عشر إلى اليوم‪ ،‬في إحداث إضافات بسيطة وصيانة‬
‫منتظمة للمسجد‪ ،‬بما في ذلك إضافة قبة مضلعة أخرى في الصحن المركزي‪ ]10[.‬يعود اآلن الشكل الرئيسي لمبنى المكتبة‬
‫الحالي‪ ،‬والذي كان يطور باستمرار‪ ،‬إلى توسع وتعديل رئيسي في القرن العشرين‪ ،‬خاصًة في أربعينيات القرن‬
‫العشرين‪
]82[]78[.‬في عام ‪ 1333‬هـ أسس السلطان يوسف بن الحسن مجلًس ا للنظر في شؤون الجامعة ووضع برنامج‬
‫للدراسة فيها‪ ،‬أسفرت إلى تقسيم منهاج الدراسة إلى ثالثة أقسام‪ :‬ابتدائي وثانوي ونهائي‪ ،‬وتقرير نظام المراقبة‬
‫واالمتحانات‪]83[.‬‬

‫الوصف المعماري‬

‫مخطط أرضي للمسجد وبعض ملحقاته‪ ،‬بناًء على مسح أوائل القرن العشرين؛ ومنذ ذلك الحين تم تعديل الجزء الجنوبي من المجمع‪ ،‬المكتبة‪.‬‬

‫قامت السالالت المتعاقبة بتوسيع مسجد القرويين حتى أصبح األكبر في أفريقيا‪ ،‬بسعة ‪ 22‬ألف ُم صلي‪ ]84[.‬ولذلك فإن‬
‫المسجد الحالي يغطي مساحًة واسعًة تبلغ حوالي نصف هكتار‪ ]33[.‬وبصفٍة عامٍة ‪ ،‬فإّن ه َي َت كّو ن من فضاء داخلي كبير‬
‫ومعمد للصالة وفناء (صحن) مع نوافير‪ ،‬ومئذنة في الطرف الغربي من الفناء‪ ،‬وعدد من المالحق باإلضافة إلى المسجد‬
‫الرئيسي نفسه‪.‬‬

‫من الخارج‬
‫الجزء الداخلي من باب الورد (أقصى اليمين) وباب الحفاة (الممر األوسط)‪ ،‬من الفناء‪.‬‬

‫بشكٍل عاٍم ‪ ،‬ال يمثل المظهر الخارجّي للقرويين مظهًر ا ضخًم ا ومتكاماًل مع النسيج الحضري الكثيف حوله‪ .‬بحسب إحصاء‬
‫واحد‪ ،‬هناك ‪ 18‬بوابة ومدخل منفصلة وموزعة حول محيطها‪ ]33[.‬تختلف البوابات من مداخل صغيرة مستطيلة إلى‬
‫أقواس حدوة الحصان هائلة ذات أبواب ضخمة مسبوقة بأسقف خشبية تغطي الشارع أمامها‪ ]10[.‬جميع األبواب مصنوعة‬
‫من الخشب‪ ،‬إال أن بعض البوابات لها طبقات برونزية واسعة مزخرفة صنعت خالل الفترة المرابطية‪ ]10[.‬أكثر األمثلة‬
‫المزخرفة وأفضلها حفًظ ا تتضمن أبواب المدخل الشمالي الرئيسية‪ ،‬باب الورد(‪ ،)30‬البوابة الغربية المسماة باب‬
‫السبطريين(‪ ،)31‬والباب الجنوبي الغربي باب الجنايز الذي يؤدي إلى جامع الجنائز‪ ]70[]10[.‬تحتوي البوابات األكثر أهمية‬
‫شمال غرب المسجد‪ ،‬باب الشماعين وباب المقصورة‪ ،‬على زخارف مثبتة برونزية وثقيلة‪ ،‬بما في ذلك بعض المطارق‬
‫[‪]10‬‬
‫المزخرفة‪ ،‬التي يعود تاريخها إلى الفترة المرابطية‪.‬‬

‫يوجد باب آخر مجاور لباب الورد على جانبه الغربي يسمى باب الحفاة‪ ،‬يرجع إلى العصر الموحدي‪ ،‬والذي يتميز بانسياب‬
‫قناة مائية صغيرة ظاهرًة فقط داخله‪ .‬سمحت هذه المياه للمصلين الذين يدخلون المسجد بغسل أقدامهم في طريقهم‬
‫للمساعدة في الوضوء األولي‪ ]85[.‬وينتصب على مقربة من صومعة القرويين منفصاًل عن الجامع‪ ،‬شبه منارة بدون قبة‪،‬‬
‫برج يعرف باسم برج النفارة "برج عازفي البوق"‪ ،‬وهو برج مراقبة يظن الزوار غالًب ا أنه مئذنة ولكنه في الواقع جزًء ا من‬
‫الموقت(‪]86[.)32‬‬ ‫دار‬

‫قاعة الصالة‬
‫الرواق المركزي للمسجد المؤدي إلى المحراب‪ .‬يمكن رؤية بعض الثريات المزخرفة من العصرين الموحدي والمريني‪.‬‬

‫قاعة الصالة الداخلية المعمدة تستحوذ على معظم مساحة المسجد‪ ،‬وهي مثل المناطق الداخلية لمعظم المساجد‬
‫التقليدية في العمارة المغربية‪ ،‬مساحة خالية من الزينة نسبًي ا‪ ،‬مع جدران بسيطة عموًم ا‪ ،‬وسقوف خشبية‪ ،‬والصفوف‬
‫توازي صفوف األقواس‪ .‬المنطقة الرئيسية‪ ،‬جنوب الفناء‪ ،‬عبارًة عن مساحة شاسعة مقسمة إلى عشرة ممرات عرضية‬
‫بواسطة صفوف من األقواس التي توازي الجدار الجنوبي‪ ]10[.‬كما يشير الجدار الجنوبي لهذه القاعة إلى القبلة(‪ .)33‬يتميز‬
‫المحور المركزي لقاعة الصالة‪ ،‬المتعامد مع جدار القبلة‪ ،‬بصحن مركزي يمتد بين خطين إضافيين من األقواس على طول‬
‫هذا المحور‪ ،‬متعامدين مع األقواس األخرى‪ ]10[.‬يؤدي هذا الصحن إلى المحراب‪ :‬وهو مكان في جدار القبلة يرمز إلى‬
‫اتجاه الصالة‪ ،‬ويؤدي اإلمام الصالة ويلقي المواعظ أمامه عادًة ‪ .‬هذا التصميم العام‪ ،‬أي قاعة معمدة مع صحن مركزي‪ ،‬هو‬
‫[‪]87[]10‬‬
‫تخطيط مألوف للمساجد في شمال أفريقيا بشكل عام‪.‬‬
‫محراب(‪ )34‬المسجد‪.‬‬

‫ُز ينت منطقة المحراب‪ ،‬التي يعود تاريخها إلى العهد المرابطين في القرن الثاني عشر‪ ،‬بالجص المنقوش والملون بورق‬
‫الذهب والالزورد[‪ ،]88‬باإلضافة إلى عدة نوافذ من الزجاج الملون‪ .‬كوة المحراب نفسها عبارة عن كوة صغيرة مغطاة بقبة‬
‫صغيرة من المقرنصات(‪ ]70[.)35‬يتميز الصحن المركزي الذي يمتد على طول محور المحراب عن بقية المسجد بعدد من‬
‫الزخارف المعمارية على سبيل المثال‪ ،‬األقواس التي تمتد على طولها ذات أشكال مختلفة‪ ،‬بما في ذلك كل من أقواس‬
‫حدوة الحصان واألقواس متعددة الفصوص‪ ]10[.‬معظم أقسام الرواق مغطاة بسلسلة من أسقف المقرنصات المعقدة والقبة‬
‫بدًال من األسقف الخشبية العادية‪ ،‬كل منها يختلف قليًال عن اآلخر‪ ،‬باإلضافة إلى قباب مضلعة‪ ،‬على غرار قباب جامع‬
‫قرطبة ومسجد باب المردوم في طليطلة‪ ،‬يعود تاريخها إلى الفترتين المرابطية والعلوية‪ُ ]10[.‬ز ينت العديد من تراكيب‬
‫[‪]70[]10‬‬
‫المقرنصات بالمزيد من النقوش المعقدة بالزخرفة العربية والكتابات العربية بالخط الكوفي والحوف المتصلة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك العديد من الثريات البرونزية المنحوتة بشكل متدلي في الصحن والتي تعود إلى العصرين‬
‫الموحدي والمريني‪ .‬ثالثة منها على األقل كانت صنعت من أجراس‪ ،‬ربما أجراس الكنيسة‪ ،‬استعيدت من االنتصارات في‬
‫[‪]89[]10‬‬
‫إسبانيا‪.‬‬

‫إلى يمين المحراب يوجد منبر المسجد‪ ،‬والذي يمكن تخزينه أيًض ا في غرفة صغيرة خلف باب في جدار القبلة‪ .‬من‬
‫المحتمل أن يكون المنبر من أصول مماثلة مثل المنبر المرابطي الشهير لمسجد الكتبية‪ ،‬الذي صنعته ورشة في قرطبة ولم‬
‫يمض وقت طويل على هذا األخير حتى ُر كب في مسجد القرويين في ‪ 1144‬في نهاية أعمال المرابطين في‬
‫المسجد‪ ]10[.‬إنه عمل استثنائي آخر من الخشب المطعم وحفر الخشب‪ ،‬وزينت مع التشكيالت الهندسية والمواد المرصعة‪،‬‬
‫[‪]70[]10‬‬
‫ونقوش الزخرف العربية‪.‬‬

‫بصرف النظر عن زخارف الصحن المركزي‪ ،‬فإن بقية المسجد متناسقة هندسًي ا‪ ،‬ولكن هناك بعض االختالفات الطفيفة في‬
‫مخطط األرضية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬األقواس في النصف الغربي من قاعة الصالة أقصر من تلك الموجودة في النصف‬
‫الشرقي‪ ،‬وبعض الممرات العرضية أوسع قليًال من غيرها‪ .‬لم يشرح المؤرخون هذه الحاالت الشاذة بشكل كامل ولكن يبدو‬
‫أنها كانت موجودة منذ القرون األولى للمسجد‪ .‬قد تكون بسبب عمليات إعادة البناء أو التعديالت المبكرة التي لم ُت سجل‬
‫[‪]10‬‬
‫في السجالت التاريخية‪.‬‬

‫الصحن‬

‫الصحن من مسجد القرويين‪ ،‬بما في ذلك أجنحة من عصر السعديين‪.‬‬


‫الصحن فناء ذو شكل مستطيل‪ ،‬وتحيط به قاعة الصالة من ثالث جهات ورواق إلى الشمال‪ .‬األرضية معبدة ببالط‬
‫الفسيفساء المغربي (زليج) وفي الوسط توجد نافورة‪ ]87[.‬منفذ الفناء من خارج المسجد هو البوابة الشمالية الرئيسية‪،‬‬
‫المسماة باب الورد‪ ،‬التي تغطي دهليزها بقبة بيضاء من العصر المريني مخددة من الخارج ومغطاة بالجص المطلي‬
‫والمنقوش من الداخل‪ ]10[.‬ومقابل هذه البوابة‪ ،‬الواقعة على محور المحراب‪ ،‬يوجد المدخل المركزي لقاعة الصالة‬
‫الداخلية‪ ،‬والتي تحرسها شاشة خشبية منحوتة ومطلية تسمى العنزة‪ ،‬وهي بمثابة محراب رمزي "خارجي" أو "صيفي"‬
‫للصالة في الفناء(‪ ]10[.)36‬يحتوي المدخل إلى قاعة الصالة والبوابة الخارجية المقابلة له على واجهات مزينة بالجص‬
‫[‪]10‬‬
‫المنقوش والمطلي‪.‬‬

‫في الطرفين الغربي والشرقي من الفناء يقف جناحان سعديان مزخرفان كل منهما يؤوي نافورة أخرى‪ .‬تحتوي األجنحة‬
‫على قباب هرمية تحاكي أجنحة تابهو السباع في قصر الحمراء بإسبانيا‪ ]10[.‬وهي مصممة بالخشب النقوش والجص‬
‫والجدران ذات البالط الفسيفسائي واألعمدة الرخامية‪ ]79[.‬خلف هذه األجنحة يوجد امتدادات لقاعة الصالة الرئيسية‬
‫مقسمة إلى أربعة بالطات بصفوف من األقواس‪ ]10[.‬والرواق والقاعة المقوسة على الجوانب الشمالية الشرقية من الفناء‬
‫[‪]10‬‬
‫عبارة عن مكان للصالة مخصص للنساء‪.‬‬

‫الّص ومعة‬

‫المئذنة من الجنوب‪.‬‬
‫إعادة بناء الساعة المائية من القرن الرابع عشر من دار المؤقت في مسجد القرويين (المعروضة في متحف إسطنبول لتاريخ العلوم والتكنولوجيا في‬
‫اإلسالم)‬

‫في القرن العاشر‪َ ،‬م َّو ل عبد الرحمن الناصر لدين اهلل الخليفة األموي في قرطبة (‪891‬م‪277/‬هـ ‪961-‬م‪350/‬هـ) بناء‬
‫المئذنة الحالية‪ ،‬والتي تطل على الفناء من الغرب‪ ،‬وقد أشرف على بنائها عامله بفاس أحمد بن أبي بكر الزناتي وهدم‬
‫الصومعة األولى‪ ]90[]57[.‬والتي كانت مبنية بحجر جيري مطلي ذو جودة رديئة نسبًي ا وقد قام المرينيون بطليها بالكلس‬
‫األبيض في القرن الثالث عشر من أجل حمايتها من التدهور‪ ]62[.‬والمئذنة عبارة عن عمود مربع‪ ]90[،‬تبلغ ِس عة كل وجه‬
‫منها واحًد ا وعشرين شبًر ا‪ ،‬وجعل بابها من جهة القبلة تعلوه قبة‪ ]66[،‬ووضع في ذروتها تفافيح مموهة من ذهب في زج‬
‫من حديد‪ ،‬وركب في الزج المذكور سيف اإلمام إدريس الذي أسس المدينة‪ .‬باإلضافة إلى حاجز الشرفة التي يصدر منها‬
‫المؤذن األذان‪ .‬يبلغ ارتفاع الهيكل الكامل ‪ 26.75‬متر‪ ]10[.‬إحدى السمات الغريبة للمئذنة هي النافذة السفلية على واجهتها‬
‫الجنوبية‪ ،‬والتي تشبه شكل حدوة حصان "ثالثية"‪ ،‬ممدودة رأسيًا‪ ،‬وهي فريدة من نوعها لهذا الهيكل‪ ]63[.‬على الجانب‬
‫الجنوبي من المئذنة‪ ،‬أعلى رواق الفناء‪ ،‬توجد غرفة ُت عرف باسم دار المؤقت‪ ،‬وهي مخصصة لتحديد أوقات الصالة‬
‫دقيقة‪]10[.‬‬ ‫بطريقة‬

‫جامع الجنائز‬

‫يوجد عدد من المالحق حول المسجد التي تؤدي وظائف مختلفة‪ .‬تشغل المراحيض الطرف الشمالي الغربي من‬
‫المبنى‪ ]10[.‬خلف جدار القبلة الجنوبي‪ ،‬إلى الغرب من محور المحراب‪ ،‬توجد منطقة تعرف باسم جامع الجنايز (‪ ،)37‬والتي‬
‫تؤدى فيها صالة الجنازة وهي منفصلة عن باقي المسجد‪ .‬لم يكن هذا النوع من المرافق شائًع ا بشكل خاص في العالم‬
‫اإلسالمي ولكن هناك العديد من األمثلة في فاس‪ ،‬بما في ذلك في مسجد الشرابليين ومسجد باب الكيسة‪ُ .‬ف صل عن‬
‫المسجد الرئيسي من أجل الحفاظ على نقاء هذا األخير كمكان للصالة العادية‪ ،‬والتي يمكن من حيث المبدأ تلويثها خالل‬
‫وجود جثة‪ ]70[]10[.‬يعود هذا المسجد إلى الفترة المرابطية‪ ،‬كما يتميز بزخارف مثل قبة المقرنصات وعدد من القناطر‬
‫مختلفة‪]70[]10[.‬‬ ‫المزخرفة بأشكال‬

‫المكتبة‬
‫ مقالة مفصلة‪ :‬خزانة القرويين‬
‫نظرة داخل غرفة القراءة الحديثة (قاعة المطالعة) بمكتبة القرويين‪.‬‬

‫تقع المكتبة وراء الجدار الجنوبي للمسجد‪ ،‬من ناحية الشرق من محور المحراب‪ ،‬هي المكتبة التاريخية للمسجد‬
‫[‪]91‬‬
‫والجامعة‪ ]10[.‬وُت عتبر أقدم مكتبة في العالم‪ ،‬وقد ُص َّنفت ضمن أعظم ‪ 100‬موقع في العالم تجب زيارتها سنة ‪.2018‬‬
‫تأسست في البداية كمكتبة صغيرة إلى جانب جامع القرويين عام ‪ 750‬هجرية الُم وافق ‪ 1350‬ميالدية على يد السلطان‬
‫المريني أبو عنان [‪ ،]92‬لكنها كانت تقع في الزاوية الشمالية الشرقية للمسجد بدًال من الجنوب‪ .‬إال أنه يعود المبنى الحالي‬
‫جزئًي ا إلى البناء السعدي من إنشاء أحمد المنصور في أواخر القرن السادس عشر‪ ]93[،‬الذي بنى غرفة تسمى األحمدية‬
‫خلف جدار القبلة مباشرًة ‪ ،‬لكن معظم المبنى الحالي يعود إلى توسع كبير في القرن العشرين‪ .‬وشمل هذا التوسع غرفة‬
‫القراءة الكبرى الحالية‪ ،‬التي يبلغ طولها ‪ 23‬متًر ا‪ ،‬وتتميز بسقف خشبي مطلي بالزخارف‪ ]78[.‬ووقد ُر ممت وأعيد فتحها‬
‫مؤخًر ا في عام ‪ ]95[]94[.2016‬وحالًي ا تتوفر جامعة القرويين على خمُس مكتباٍت بأكثر من ‪ُ 45.268‬م جلًد ا‪.‬‬

‫أقدم جامعة في العالم‬

‫[‪]96‬‬
‫أقدم إجازٍة معروفٍة في الطب في العالم من جامعة القرويين‬
‫وفًق ا لمنظمة اليونسكو‪ ]5[،‬وعدٍد من العلماء اآلخرين‪ُ ،‬ت عتبر القرويين جامعة منذ تأسيسها‪ ،‬ولذلك هي أقدم جامعة في‬
‫العالم‪ ]97[.‬في بعض المصادر‪ُ ،‬ت وصف المدرسة في العصور الوسطى بأنها "جامعة"‪ ]98[]19[.‬وفًق ا ليحيى باالفيسيني‪ ،‬لم‬
‫ينتشر نموذج الجامعات في أوروبا حتى القرن الثاني عشر‪ ،‬ووجد في جميع أنحاء العالم اإلسالمي منذ تأسيس القرويين‬
‫في القرن التاسع حتى االستعمار األوروبي على األقل‪ )38(.‬وفًق ا لموسوعة بريتانيكا‪ ،‬كانت الجامعات موجودة في أجزاء‬
‫الوسطى‪]99[.‬‬ ‫من آسيا وأفريقيا قبل تأسيس أول الجامعات األوروبية في العصور‬

‫كما ُت عتبر أول جامعة تمنح إجازة في الطب في العالم‪ ،‬وذلك عام ‪ 1207‬ميالدية الموافق ‪ 603‬هجرية‪ ،‬وُت عد هذه اإلجازة‬
‫[‪]96‬‬
‫األقدم من نوعها والتي منحتها جامعة القرويين لعبد اهلل بن صالح الكتامي ِلُم َم ارسة الطب البشري والبيطري‪.‬‬

‫الجدال واالنتقادات‬

‫يعتبُر عدٌد من الباحثين اآلخرين أن الجامعة في العصور الوسطى(‪ )39‬مؤسسة فريدة من نوعها في أوروبا‪ ،‬بحجة أن‬
‫الجامعات األولى كانت موجودة في أوروبا الغربية‪ ]100[،‬وكثيًر ا ما ُي شار إلى جامعة باريس وجامعة بولونيا باعتباِرهما‬
‫أمثلة أقدم على ذلك ‪ ]101[.‬إال أن عبد اهلل كنون يذكر في كتابه التعاشيب بأن كلية بولونيا تأسست سنة ‪1119‬م أي بعد‬
‫األزهر بنحو قرن ونصف‪ ،‬إذ أن ُم قابل تاريخ بنائه من الميالدي يكون حوالي ‪ 970‬وحينئٍذ ترتيب هذه الجامعات حسب‬
‫الِق دم يكون كالتالي جامعة القرويين ثم األزهر فجامعة بولونيا‪ ]102[.‬يقول جاك فيرغر أن مصطلح "الجامعة" استخدمه‬
‫العلماء لإلشارة أحياًن ا للمدرسة ألنه أكثر مالءمًة ‪ ]103[،‬فقد شهدت الجامعة األوروبية اضطراًبا كبيًر ا بين المؤسسات‬
‫السابقة للتعليم العالي وكانت أقرب جامعة حديثة حقيقية‪ )40(.‬يعتبر العديد من العلماء أن جامعة القرويين تأسست ولم‬
‫تكن تدرس(‪ )41‬مثل المدرسة إال بعد الحرب العالمية الثانية‪ .‬وهم يعتبرون مؤسسات مثل القرويين كليات للتعليم العالي‬
‫للشريعة اإلسالمية حيث كانت المواد األخرى ذات أهمية ثانوية فقط‪ )42(.‬ويقرون أن تاريخ تحول مدرسة القرويين إلى‬
‫جامعة يرجع إلى إعادة تنظيمها في عام ‪ )43(.1963‬في أعقاب هذه اإلصالحات‪ ،‬تغير اسم القرويين رسمًي ا إلى "جامعة‬
‫القرويين" بعد عامين‪ ]49[.‬وقد اقترح بعض العلماء‪ ،‬الذين أشاروا إلى أوجه تشابه بين الجامعة والمدارس األوروبية في‬
‫العصور الوسطى‪ )44(،‬أن هذه األخيرة ربما تأثرت بالمدارس الدينية في األندُلس وإمارة صقلية‪ ]104[.‬وقد شكك علماء‬
‫آخرون في ذلك‪ ،‬مشيرين إلى عدم وجود أدلة على انتقال فعلي من العالم اإلسالمي إلى أوروبا المسيحية وُس لط الضوء‬
‫على االختالفات في بنية واإلجراءات والمناهج والوضع القانوني "للكلية اإلسالمية" مقابل الجامعة األوروبية‪ )45(.‬كما‬
‫يعتقد السياسي المغربي محمد بن الحسن الوزاني بأنها معهد ديني وليست جامعة ولتكون جامعة تحتاج «لعلماء‬
‫العصر»‪]105[.‬‬ ‫أخصائيين في سائر العلوم والفنون لهذا‬

‫أبرز الملتحقين بالجامعة‬


‫تمثال نصفي البن خلدون في مدخل قصبة بجاية بالجزائر‪.‬‬

‫في جامعة القرويين‪ ،‬درس الطالب العقيدة والفقه والفلسفة والرياضيات وعلم التنجيم وِع لم الفلك واللغات‪ .‬كان للجامعة‬
‫بين طالبها منذ العصور الوسطى أشخاص مشهورين من جميع أنحاء البحر األبيض المتوسط مثل الفيلسوف ابن رشد‬
‫[‪]106‬‬
‫والجغرافي محمد اإلدريسي والفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون‪.‬‬

‫سلفستر الثاني[‪ 1003 – 946( ]107‬م)‪ ،‬واسمه جربير هو بابا فرنسي‪ .‬وهو البابا الوحيد الذي تعلم العربية وأتقن‬
‫العلوم عند العرب‪.‬‬

‫اإلدريسي[‪ 1166 – 1100( ]108‬م) (‪ 559 – 493‬هـ)‪ .‬عالم وكاتب وجغرافي ُم سلم وُي تعبر من أشهر العلماء‬
‫المسلمين في مجال علم الخرائط‪ ،‬وعلم المصريات‪ ،‬وقد اسُت خدمت مصوراته وخرائطُه في سائر كشوف عصر النهضة‬
‫األوربية‪.‬‬

‫موسى بن ميمون (‪ 1240 – 1138‬م) (‪ 601 – 529‬هـ)‪ .‬فيلسوف يهودي‪ ،‬كان أيًض ا فلكي بارز وطبيًب ا‪ .‬وواحًد ا من‬
‫أكثر علماء التوراة إنتاًج ا وتأثيًر ا في العصور الوسطى‪ .‬عمل موسى بن ميمون حاخاًم ا وطبيًب ا وفيلسوًف ا في المغرب‬
‫ومصر‪.‬‬

‫ابن خلدون[‪ 1406 – 1332( ]109‬م) (‪ 808 – 732‬هـ)‪ .‬عاِل م ُم سلم ومؤرخ‪ُ ،‬م ؤسس علم االجتماع[‪ ]110‬وقد ُو صف‬
‫بأَّن ه أب للتخصصات الحديثة في التأريخ وعلم االجتماع واالقتصاد والديموغرافيا‪ .‬وُي عتبر ابن خلدون أحد أعظم‬
‫فالسفة العصور الوسطى‪.‬‬

‫عبد اهلل بن صالح الكتامي عالم نباتي وصيدالني ُم سلم‪ .‬عاش في دولة الموحدين‪ ،‬وكان صيدالني في بالط‬
‫العالم‪]96[.‬‬ ‫الموِّح دين‪ .‬وُي عد عبد اهلل الكتامي صاحب أقدم إجازٍة معروفٍة في الطب في‬

‫نيكوالس كلينايرتس (‪ 1542 – 1495‬م)[‪ ]41‬نحوي ورحالة فلمنكي‪.‬‬


‫ليون اإلفريقي[‪ 1554 – 1488( ]111‬م) (‪ 962 – 894‬هـ)‪ .‬دبلوماسي ومستكشف شمال أفريقيا ومؤلف أندلسي‬
‫إشتهر بكتابه وصف أفريقيا الذي ركز فيه على جغرافية المغرب العربي ووادي النيل‪.‬‬

‫محمد بن الحسن البناني (‪ 1780 – 1727‬م) (‪ 1194 – 1130‬هـ)‪ .‬فقيه مسلم مغربي برز في القرن الثامن عشر‬
‫[‪]112‬‬ ‫األكثر شيوعا‪ ،‬كما ركز البناني في بحوثه على المالكية والفقه اإلسالمي‬
‫المغرب‪]113[.‬‬ ‫أحمد بن إدريس الفاسي ( ‪ 1837 – 1760‬م)‪ ،‬أحد أعالم التصوف في بالد‬

‫عبد الكريم الخطابي (‪ 1963 – 1882‬م)‪ .‬زعيم سياسي وعسكري مغربي‪ .‬قاد الثورة ِض ّد االستعمار اإلسباني‬
‫ساحقة‪]115[.‬‬ ‫والفرنسي‪ ]114[،‬ومن أشهر المعارك التي خاضها معركة أنوال والتي انهزمت فيها إسيانية هزيمة‬

‫عالل الفاسي (‪ 1974 – 1910‬م)‪ ،‬عالم ومفكر إسالمي وأديب وسياسي مغربي‪ُ ،‬م ؤسس حزب االستقالل وزعيم‬
‫الحركة الوطنية المغربية‪ ]116[ ،‬شارك في المقاومة االستعمارية ومعارك االستقالل والتحرر في المغرب والعالم العربي‬
‫[‪]117‬‬

‫محمد تقي الدين الهاللي (‪ 1987 – 1893‬م)‪ ،‬محدث ولغوي وأديب وشاعر ورحالة سلفي ظاهري مغربي‪ ،‬ومن أبرز‬
‫اإلنجليزية‪]118[.‬‬ ‫أعماله ترجمة صحيح البخاري والمجمع للقرآن الكريم باللغة‬
‫المغرب‪]119[.‬‬ ‫عبد اهلل بن الصديق الغماري (‪ 1993 – 1910‬م)‪ ،‬فقيه وعالم دين مسلم من‬

‫فاطمة القباج (‪1932‬م – )‪ ،‬واحدة من أوائل الطالبات القالئل اللواتي التحقن بجامعة القرويين‪ .‬أصبحت فيما بعد‬
‫[‪]120‬‬
‫العضوة الوحيدة في المجلس العلمي األعلى المغربي سنة ‪.2004‬‬

‫الجامعة حالًي ا‬

‫في ‪ 25‬يونيو‪ ،2015 ‬صدر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6372‬ظهير شريف رقم ‪ 1.72.75‬الصادر بتاريخ ‪ 7‬رمضان‬
‫‪1436‬هـ‪ 24/‬يونيو‪ 2015 ‬يقضي بإعادة تنظيم جامعة القرويين والذي حدد المؤسسات والمعاهد التابعة لها‪ ،‬حيث‬
‫صارت تحت الوصاية المباشرة للملك‪ ،‬وُأ لحقت بوزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بدل وزارة التعليم العالي والبحث‬
‫[‪]121‬‬ ‫العلمي وتكوين األطر‪ ،‬وكلف الظهير الجامعة بمهام التأطير الديني والبحث العلمي وتكوين األئمة والمرشدين‪.‬‬

‫الكليات األكاديمية‬

‫في ‪ُ 2015‬أ لحقت خمس مؤسسات جامعية التي كانت تابعة لجامعة القرويين بالجامعات التابعة لنفوذها الترابي‬
‫[‪]52‬‬
‫وهي‪: ‬‬

‫كلية الشريعة بفاس أصبحت تابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد اهلل بفاس‪.‬‬

‫كلية اللغة العربية بمراكش أصبحت تابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش‪.‬‬

‫كلية أصول الدين تطوان أصبحت تابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان‪.‬‬

‫كلية الشريعة بأيت ملول وكلية العلوم الشرعية بالسمارة أصبحتا تابعتين لجامعة ابن زهر بأكادير‪.‬‬

‫الهيكلة والدرجات الجامعية‬


‫تضم الجامعة اآلن خمس كليات ومجموعة من المؤسسات التابعة لجامعة القرويين منها جامع القرويين‪ ،‬معهد محمد‬
‫السادس للقراءات‪ ،‬معهد محمد السادس لتكوين األئمة والمرشدين والمرشدات [‪ ،]122‬معهد الفكر والحضارة اإلسالمية‬
‫بالدار البيضاء‪ ]121[ ،‬المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب‪ ]123[،‬المدرسة القرآنية‪ ]124[.‬ولكل معهد تابع للجامعة نظام‬
‫إجازة خاص‪.‬‬

‫جامع القرويين للتعليم النهائي العتيق بفاس‬

‫احتفظ جامع القرويين فقط بالطور النهائي للتعليم العتيق والذي يضم ثالثة مستويات تتوج بشهادة العالمية في التعليم‬
‫[‪]126[]125‬‬
‫العتيق حسب القانون رقم ‪ 13.01‬في شأن التعليم العتيق (‪.)2002‬‬

‫معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية‬

‫مدة التكوين فيه أربع سنوات تتوج بإجازة‪ ،‬تتبعها سنتان للحصول على الماستر‪ .‬ومن شروط االلتحاق بالمعهد‪ ،‬أن يكون‬
‫الطالب حاماًل لكتاب اهلل كاماًل وحاصاًل على الباكالوريا‪ ،‬وأال يزيد مره على ثالثين سنة عند اجتياز المسابقة‪]127[.‬‬
‫ُع‬

‫مؤسسة دار الحديث الحسنية‬

‫تعتبر مؤسسة دار الحديث الحسنية مؤسسة للتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬يعهد إليها بمهمة تكوين العلماء والباحثين في‬
‫مجال الدراسات اإلسالمية العليا المتخصصة والمعمقة ‪ ]128[.‬تأسست الدار بموجب المرسوم الملكي في ‪ 11‬جمادى‬
‫األولى عام ‪1388‬هـ (‪ 6‬غشت ‪1968‬م )‪ ]129[.‬وفي سنة ‪ 2015‬أصبحت المؤسسة منضوية تحت جامعة القرويين‬
‫بموجب ظهير شريف رقم ‪ 115.71‬الصادر في ‪ 7‬رمضان ‪ 24( 1436‬يوليوز ‪ )2015‬بإعادة تنظيم جامعة القرويين‬
‫‪ ]130[.‬كان النظام القديم (‪ )1968‬للمؤسسة التسجيل مفتوًح ا في وجه الطلبة الحاملين لشهادة اإلجازة في العلوم‬
‫الشهادة‪]131[:‬‬ ‫الشرعية أو في اللغة العربية وآدابها أو في القانون الخاص‪ ،‬ويمنحهم نوعين من‬

‫‪ ‬دبلوم الدراسات العليا في العلوم اإلسالمية والحديث‪.‬‬

‫‪ ‬دكتوراه في العلوم اإلسالمية والحديث "دكتوراه دولة"‪.‬‬

‫وبتاريخ ‪ 18‬رجب ‪( 1426‬الموافق ‪ 24‬غشت ‪ )2005‬صدر الظهير الشريف ‪ 1.05.159‬بإعادة تنظيم دار الحديث‬
‫الحسنية‪ ،‬وبنا عليه ُأ ضيف ما يلي‪]131[: ‬‬
‫ًء‬

‫شهادة إجازة دار الحديث الحسنية في علوم الدين‪ :‬تتويًج ا للتكوين األساسي المتخصص ويستقبل الطلبة الحائزين‬
‫على شهادة الباكلوريا في مختلف التخصصات بميزة مستحسن على األقل‪ ،‬ويشتمل هذا السلك على ثمانية فصول‬
‫موزعة على أربع سنوات (منها فصالن تحضيريان)‪.‬‬

‫شهادة التأهيل في الدراسات اإلسالمية العليا‪ :‬تتويًج ا لمرحلة التأهيل والتي تضم أربعة فصول موزعة على سنتين‪،‬‬
‫وُي ستقبل الطلبة الحاملين لشهادة اإلجازة من مؤسسة دار الحديث الحسنية‪ ،‬أو من إحدى كليات العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أو ما يعادلها‪.‬‬

‫شهادة الدكتوراه في الدراسات اإلسالمية العليا‪ :‬تستغرق على األقل ثالث سنوات‪.‬‬

‫المنشورات الدورية‬
‫مجلة القرويين‪.‬‬

‫مجلة كلية اللغة العربية‪-‬مراكش‪.‬‬


‫مجلة منظمة العمل ضد الجوع في كلية الشريعة ‪ -‬فاس‪.‬‬

‫مجلة كلية أصول الدين – تطوان‪ :‬تهتم بنشر األبحاث العلمية والدينية‪ ،‬وصدر العدد األول منها في عام ‪ 1999‬وهي‬
‫مستمرة حتى اآلن‪.‬‬
‫[‪]132‬‬
‫مجلة كلية الشريعة – فاس‪ :‬تقوم بنشر األبحاث العلمية باللغة العربية منذ عام ‪.1976‬‬

‫أبحاث‬

‫يعهد إلى مؤسسة دار الحديث الحسنية التابعة لجامعة القرويين مهمة تنمية البحث العلمي في مجال العلوم اإلسالمية‬
‫[‪]128‬‬
‫والفكر اإلسالمي وعلم مقارنة األديان والفقه المقارن‪ ،‬ومن مشاريعها البحثية‪.‬‬

‫ا"‪]133[.‬‬
‫مؤلف جماعي في موضوع "االختالف في المجال اإلسالمي تأصياًل وتدبيًر‬

‫كتاب "التأليف في االختالف الفقهي واألصولي في القرن الثاني الهجري‪ :‬دراسة في الخصائص والوظائف‬
‫[‪]134‬‬
‫واآلثار"‪.‬‬

‫كتاب "كيف نختلف ؟" بتعاون مع المركز المغربي للدراسات واألبحاث التربوية ‪ -‬تطوان‪.‬‬

‫كتاب "منطق تدبير االختالف من خالل أعمال طه عبد الرحمن"‪ .‬باإلضافة إلى ترجمة مجموعة من الكتب المتعلقة‬
‫اإلسالمية‪]135[.‬‬ ‫بالدراسات‬

‫التعاون بين الجامعات‬


‫جامعة األزهر‪.‬‬

‫المركز العربي للبحوث العلمية والقانونية في الرباط‪.‬‬

‫رابطة الجامعات اإلسالمية‪.‬‬

‫اتحاد الجامعات العربية‪.‬‬

‫رابطة الجامعات األفريقية‪.‬‬

‫جامعة الزيتونة‪.‬‬

‫معرض الصور‬
‫مدخل مكتبة جامع وجامعة القرويين‬

‫نظرة على فناء جامع القرويين‬


‫صورة مقربة لقوس المدخل المركزي لقاعة الصالة من جهة الصحن‬

‫نظرة داخل الصحن‪ ،‬تظهر النافورة والدخل المركزي لقاعة الصالة‬


‫صورة جانبية ومقربة لقوس المدخل المركزي لقاعة الصالة من جهة الصحن‬

‫صورة مقربة لمنحوتات المقرنصات(‪ )35‬فوق قوس المدخل المركزي لقاعة الصالة من جهة الصحن والمزين أيًض ا بنقوش‬
‫معقدة من الزخرفة العربية‬
‫نظرة داخل جامع القرويين (قاعة الصالة)‪.‬‬

‫الجانب الداخلي من باب الورد المدخل الشمالي الرئيسي لمسجد القرويين من الفناء‪.‬‬
‫صورة مقربة للقبة المرينية الواقعة بباب الورد‬

‫انظر أيًض ا‬

‫في كومنز صور وملفات عن‪ :‬جامعة القرويين‬


‫دار المؤقت‬

‫جامع القرويين‬

‫خزانة القرويين‬

‫قائمة الجامعات اإلسالمية‬

‫قائمة الجامعات في المغرب‬

‫التعليم في المغرب‬

‫الهوامش‬

‫‪ :1‬أندرو بيترسون عن فاس في قاموس الهندسة المعمارية اإلسالمية‪« :‬مسجد القرويين‪ ،‬الذي تأسس عام ‪ ،859‬هو‬
‫[‪]136‬‬ ‫أشهر مسجد في المغرب وجذب التمويل المستمر من قبل الحكام المسلمين»‪.‬‬

‫‪ :2‬الكتاني متحدًث ا عن ابن خلدون‪« :‬فيلسوف التاريخ وُم َؤ ِّلف علم االجتماع عبد الرحمان ابن خلدون‪ ،‬الذي كان‬
‫أعظم‪  ‬من رحل إلى مصر‪ ،‬والذي مأل الدنيا‪ ،‬وشغل الناس‪ ،‬وقد حل بمصر سنة ‪784‬هـ‪ ،‬وتصدر لإلقراء باألزهر برغبة‬
‫من طلبتها‪ ،‬وعلم بمدراس القاهرة كالقمحية‪ ،‬والصرغمتسية‪ ،‬التي درس بها الموطأ ذاكرا سنده إليها‪ ،‬وخاصة سند أبي‬
‫البركات عندما درس عليه بالقرويين‪ .‬وقد تولى ابن خلدون بمصر قضاء المالكية‪ ،‬ممن أخذ عنه الِع َّز ابن جماعة‪،‬‬
‫وسواهم‪]15[».‬‬ ‫والشمس البساطي‪ ،‬والدماميني‪ ،‬وابن حجر‪،‬‬

‫‪ :3‬ليالت في تاريخ التعليم العالي األفريقي من العصور القديمة حتى الوقت الحاضر‪ :‬توليفة نقدية في التعليم العالي‬
‫متحدثًة عن القرويين‪« :‬أما بالنسبة لطبيعة مناهجها‪ ،‬فقد كانت نموذجية لمدارس رئيسية أخرى مثل األزهر‬
‫المراجع‬

‫فهرس المراجع‬

Lulat 2005، ‫؛‬70 ‫ صفحة‬Park & Boum 2006، ‫؛‬348 ‫ صفحة‬Belhachmi 2003

2015 ‫جامعة القرويين‬.

Guinness World Records.

‫؛‬2017 ‫؛
الحسيني‬2019 ‫ الشرقاوي‬Encyclopedia Britannica 2015

UNESCO World Heritage Centre 2016.

Verger, de Ridder-Symoens & Rüegg 2003‫ ؛‬Cavendish 2011، 161 ‫صفحة‬

Ferguson 2011‫ ؛‬Molesworth, Scullion & Nixon 2010، 26 ‫صفحة‬

Humphrys & 2010 223


‫المعلومات الكاملة للمراجع‬
‫باللغة الفرنسية‬

‫الكتب‬

Bel Alfred (1923) Zahrat el-Ās‫اإلنكليزية‬


(La‫باللغة‬
‫الكتب‬
Parker, Richard B. (1981). A
practical guide to Islamic Monuments
in Morocco (https://web.archive.org/w
eb/20200818005944/https://www.wor
‫باللغة األلمانية‬
"Universität. Die Anfänge" – Lexikon des Mittelalters (https://web.archive.org/web/202008
18010022/https://www.worldcat.org/title/lexikon-des-mittelalters-1-aachen-bis-bettelorde
nskirchen/oclc/363188007/). Metzler، ‫شتوتغارت‬: Wiss. Buchges. 1999. ‫صفحات‬ Cols 1249–
1250. ISBN 978-3-534-22804-1. OCLC  363188007 (https://www.worldcat.org/oclc/36318
8007). ‫( مؤرشف من األصل‬http://worldcat.org/oclc/363188007) 2020 ‫ أغسطس‬18 ‫في‬.
‫باللغة العربَّي ة‬
‫الكتب‬
https://web.archiv( ‫ الدرر الفاخرة بمأثر الملوك العلويين بفاس الزاهرة‬.)1937( ‫ عبد الرحمن‬,‫ابن زيدان‬
e.org/web/20200629125634/https://archive.org/details/AlDorarerAlFhakhiraFeyMaather
.‫ المطبعة االقتصادية‬:‫ المغرب‬- ‫ الرباط‬.)1 ‫(الطبعة‬ )AlMolokAlAlaweyeen/page/n20/mode/2up
https://archive.org/details/AlDorarerAlFhakhiraFeyMaather( ‫ مؤرشف من األصل‬.362 - 35 ‫صفحة‬
‫ يونيو‬29 ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.2020 ‫ يونيو‬29 ‫في‬ )AlMolokAlAlaweyeen/page/n20/mode/2up
.2020

‫ األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس‬.)1972( ‫ أبو الحسن علي‬,‫ابن أبي زرع‬
.‫ دار المنصور للطباعة الورقية‬:‫ المغرب‬- ‫ الرباط‬.)1 ‫(الطبعة‬ )https://archive.org/details/rawdolkirtas(
.2020 ‫ يونيو‬20 ‫ اطلع عليه بتاريخ‬.519 - 33 ‫صفحة‬
‫قراءة موسعة‬
https://web.archive.org/web/2020( ‫ ماضي القرويين ومستقبلها‬.)01-01-2006( ‫ محمد عبد الحي‬,‫الكتاني‬
.‫ دار الكتب العلمية‬. )0617031827/https://books.google.dz/books?id=wgFrDwAAQBAJ
. )ISBN 978-2-7451-5172-8. OCLC 84378479 (https://www.worldcat.org/oclc/84378479
.2020 ‫ يونيو‬17 ‫في‬ )https://books.google.dz/books?id=wgFrDwAAQBAJ( ‫مؤرشف من األصل‬

h( ‫ موسوعة التاريخها المعماري والفكري‬: ‫ المسجد والجامعة بمدينة فاس‬:‫ جامع القرويين‬.)1972( ‫ عبد الهادي‬,‫التازي‬
ttps://web.archive.org/web/20200819204735/https://books.google.dz/books?id=AinWzAE
https://books.google.dz/books?id=AinWzAEA( ‫ مؤرشف من األصل‬.،‫ دار الكتاب اللبناني‬. )ACAAJ
.2020 ‫ أغسطس‬19 ‫في‬ )CAAJ

https://web.archive.org/web/2( 1914 -1837 ،‫ جامع القرويين والفكر السلفي‬.)1994( ‫ محمد الفالح‬,‫علوي‬


0200617005534/https://www.worldcat.org/title/jami-al-qarawiyin-wa-al-fikr-al-salafi-1873-
.167 ‫ صفحة‬.‫ منشورات مجالت أمل للتاريخ والثقافة والمجتمع‬:‫ الدار البيضاء‬. )/1914/oclc/37696012
‫ مؤرشف‬. )ISBN 9981-9956-0-6. OCLC 37696012 (https://www.worldcat.org/oclc/37696012
.2020 ‫ يونيو‬17 ‫في‬ )http://worldcat.org/oclc/37696012( ‫من األصل‬

‫وصالت خارجية‬

https://web.archive.org/20060308010754/www.isesco.org.m( ‫مناهج التدريس في الجامعة قديما‬


)‫(بالعربية‬ )a/arabic/Culture/Karawiyine/tadriss.htm

https://web.archive.org/20060502041856/www.isesco.org.ma/ar( ‫نظام التعليم في الجامعة قديما‬


)‫(بالعربية‬ )abic/Culture/Karawiyine/nidam.htm
https://web.archive.org/web/2008121( ]1[ 2007 ‫ فاس‬: ‫منظمة العالم اإلسالمي للتربية والعلوم والثقافة‬
1151004/http://www.isesco.org.ma/english/culture/culturalPolicies/2007/fes/contributio
)n_AlQarawiyin.php

https://web.archive.org/web/20120615170018/http://www.enssup.gov.( ‫ فاس‬- ‫جامعة القرويين‬


)‫(الفرنسية‬ )ma/index.php/liens-utiles/98-facultes-de-luniversitequaraouiyine-fes

https://www.youtube.com/watch?v=%D8%AC%D8%A( . ‫ فيها تأسس مفهوم الكرسي العلمي‬..‫القرويين‬


‫على يوتيوب‬ )7%D9%85%D8%B9%D8%A9
‫بوابة عمارة‬

‫بوابة أرقام قياسية‬

‫بوابة المغرب‬

‫بوابة األندلس‬

‫بوابة التاريخ اإلسالمي‬

‫بوابة فاس‬

‫بوابة الجامعات‬

‫بوابة اإلسالم‬

https://ar.wikipedia.org/w/index.php?« ‫مجلوبة من‬


»title=‫&جامعة_القرويين‬oldid=56418676


‫ أيام‬10 ‫أضافوسام آخر تعديل قبل‬

You might also like