You are on page 1of 3

‫‪Mochammad Aditya‬‬

‫‪20181551125‬‬

‫احلكمة من تعدد زوجات الرسول صلى هللا عليه وسلم‬

‫اب لَ ُك ْم ِم َن النِ َس ِاء‬


‫حوا َما طَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لقد أابح اإلسالم تعدد الزوجات كما جاء يف قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬وإِ ْن خ ْفتُ ْم أاََّل تُ ْقسطُوا ِيف الْيَتَ َامى فَانْك ُ‬
‫ِِ ِ‬
‫ْب‬ ‫ِ‬
‫ص ُدقَاِت ان ِْنلَةً فَِإ ْن ط ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ت أ َْْيَانُ ُك ْم َذلِ َ‬
‫ك أ َْد ََن أاََّل تَ ُعولُوا * َوآتُوا الن َساءَ َ‬
‫الث ورابع فَِإ ْن ِخ ْفتُم أاََّل تَع ِدلُوا فَو ِ‬
‫اح َد ًة أ َْو َما َملَ َك ْ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َمثْ ََن َوثُ َ َ ُ َ َ‬
‫لَ ُك ْم َع ْن َش ْي ٍء ِمْنهُ نَ ْفساً فَ ُكلُوهُ َهنِيئاً َم ِريئاً ﴾ [النساء‪.]4-3 :‬‬

‫إن العالقة بني الشرط وجوابه يف صدر اآلية هلا دَّللة دقيقة وعظيمة‪ ،‬فإن بداية اآلية تبني أن من خاف أن َّل يعدل يف حق اليتيمة‬
‫اليت تكون يف حجره وهو ويل أمرها‪ ،‬يرغب يف ماهلا ومجاهلا فرييد اَّلستئثار هبا لنفسه أو لولده‪ .‬ولكنه جيد مشقة يف دفع الصداق‬
‫هلا كامالً ومعاملتها يف قضااي النفقة والسكَن كالنساء األخرايت فيما لو تزوج بغريبة منه‪ ،‬فاآلية الكرْية تبني أن من كان هذا حاله‬
‫مع اليتيمة فلينصرف عنها إىل غريها ولينكح ما طاب له من النساء إن شاء بواحدة أو اثنتني أو ثالث أو أربع بشرط أن يشعر يف‬
‫نفسه العدل والقيا م حبقوقهن‪ ،‬أما إذا خشي على نفسه العجز أو اجلور والظلم فليقتصر على واحدة على أن تكون غري اليتيمة اليت‬
‫انصرف عنها خوف الظلم‪.‬‬

‫احلكمة األوىل‪ :‬حكمة دعوية‪:‬‬


‫إن القائم ابلدعوة إىل هللا ينبغي أن يوجد الثقة بينه وبني أتباعه‪ ،‬ويرعى شؤوهنم فيكون كاألب احلنون ومثل رب األسرة يف رعاية‬
‫الضعفاء واملرضى واحملتاجني فإنه برعايته يورث احملبة يف قلوب األتباع‪ ،‬فالرجل يشعر أبن أسرته لن تضيع من خلفه إن هو قضى‬
‫ِنبه‪ ،‬وتدرك املرأة أهنا لن تتعرض للفتنة إن دخلت دعوة هللا وفارقت األهل واألقرابء املشركني‪.‬‬

‫وهكذا كان واقع حال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مع املؤمنني به‪ .‬فلما توفيت خدجية بنت خويلد رضي هللا عنها وأرضاها بقي‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فرتة أرمالً مث ذكرت له سودة بنت زمعة وكانت قد هاجرت مع زوجها السكران بن عمرو األنصاري‪،‬‬
‫فلما رجعا من احلبشة تويف الزوج‪ ،‬وكان أهلها وأقرابؤها من املشركني املعاندين املعادين هلل ولرسوله‪ ،‬ومل جترؤ سودة إىل العودة إىل‬
‫أقرابئها خوف الفتنة على دينها‪ ،‬وبقاؤها بدون معيل وراع هلا يؤدي إىل ضياعها فتقدم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم للزواج هبا‬
‫إنقاذاً هلا من الفتنة أو الضياع‪ ،‬وكانت تكربه حينها خبمس سنوات حيث كانت يف اخلامسة واخلمسني من عمرها‪.‬‬

‫وكذلك زواجه عليه الصالة والسالم أبم سلمة‪ ،‬وجويرية بنت احلارث‪ ،‬وزينب بنت خزْية‪.‬‬
‫‪ -2‬حكمة قريبة من احلكمة األوىل الدعوية‪:‬‬
‫فاملصاهرة مدعاة لتآلف القلوب وتوثيق الصالت‪ ،‬ويف أحداث التاريخ كم توقفت حروب بني القبائل والشعوب بسبب زواج أحد‬
‫الطرفني من اآلخر‪ ،‬وكم أزيلت إحن من القلوب بسبب الرتابط والتزاوج‪ .‬وكان هذا الدافع ما يرغب برسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫من الزواج بكرْيات بعض زعماء القبائل‪ .‬فزواجه من أم حبيبة رملة بنت أيب سفيان روعي فيه جانب دعوي لتعويضها عن الزوج‬
‫الذ ي فقدته عند هجرِتا إىل احلبشة‪ ،‬وتكرمي هلا لصربها وجهادها يف غربتها مث ليتألف قلب أيب سفيان الذي آلت إليه زعامة قريش‬
‫بعد هالك أيب جهل لذا عندما قيل له إن حممداً تزوج ابنتك من غري مشورتك ‪ -‬وكأهنم يريدون إاثرته وأتليبه على رسول هللا‪ -‬قال‬
‫هذا الفحل َّل يقدع أنف ه‪ ،‬فشعر بنوع من اَّلعتزاز هبذه املصاهرة‪ ،‬وكذلك زواجه جبويرية بنت احلارث من بين املصطلق حيث كان‬
‫هذا الزواج سبباً يف حترير بين قومها من الرق واألسر فدخل بسبب زواجها الربكة والفرحة إىل أكثر من مائة بيت من بين قومها‪،‬‬
‫ألن الصحابة رضوان هللا عليهم عندما مسعوا زواج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من جويرية وكانت ابنة سيد قومها‪ ،‬قالوا أصهار‬
‫رسول هللا كيف نسرتقهم فأعتقوهم مجيعاً‪ .‬وصار بنو املصطلق بعد ذلك من أشد جند هللا حيث أبدلوا احملبة والنصرة ابلعداوة‬
‫والبغضاء‪.‬‬

‫وكذلك زواجه بصفية بنت حيي بن أخطب ليكف شر اليهود من جهة وليدرك الناس أن دعوته للناس مجيعاً وإرادة اخلري جلميع‬
‫الفئات وامللل وليس القصد من دعوة اإلسالم إذَّلل أقوام والتعايل عليهم بدون حق‪.‬‬

‫‪ -3‬حكمة اجتماعية‪:‬‬
‫كما قلنا سابقاً إن املصاهرة توثق العالقات بن األسر والقبائل واألقوام‪ ،‬ويزيد من التآلف بني القلوب‪ ،‬فزواج رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم بعائشة بنت الصديق وحبفصة بنت عمر بن اخلطاب كان فيه تكرمي لوالديهما فهما الصاحبان الوزيران اجملاهدان يف سبيل‬
‫هللا من أقرب الناس إىل قلب رسول هللا ودعوته ونصرته‪.‬‬

‫بل هناك نوع من التكرمي حىت بعد استشهاد الرجال يف معارك اإلسالم َّلنتشال أسر الشهداء من الضياع والعوز‪ ،‬فزواج رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم بزينب بنت خزْية وهي أرملة شهيد اإلسالم (عبيدة بن احلارث ابن عبداملطلب) أحد أبطال املسلمني الذين‬
‫استشهدوا يف بدر‪ ،‬وكانت الزوجة من اجملاهدين تسعف اجلرحى يف املعركة‪ ،‬فكان زواجه هبا مواساة هلا وتكرْياً هلا ولزوجها اجملاهد‬
‫الشهيد بعد وفاته‪.‬‬

‫وكذلك فزواجه أبم سلمة بعد استشهاد زوجها أيب سلمة يف غزوة أحد‪ ،‬وبقيت مع أطفاهلا األربعة َّل معيل هلم‪ ،‬فضمهم رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم إىل عياله‪.‬‬

‫‪ -4‬حكمة تعليمية‪:‬‬
‫لقد كانت أمهات املؤمنني ‪ -‬زوجات رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ -‬مرجعاً لنساء الصحابة رضوان هللا عليهم يف الفتيا والتعليم‬
‫وخاصة ما يتعلق بقضااي النساء وأعذارهن واألسرة ومشاكلها لنقل الصورة املثالية للبيت املسلم‪ ،‬وكيفية التعامل بني أفراد األسرة‬
‫ُس َوةٌ َح َسنَةٌ‬ ‫ول اِ‬ ‫فحياة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بني أفراد أسرته األمنوذج والقدوة لالقتداء والتأسي ﴿ لَ َق ْد َكا َن لَ ُكم ِيف رس ِ‬
‫اَّلل أ ْ‬ ‫ْ َُ‬
‫اَّللَ َكثِرياً ﴾ [األحزاب‪.]21 :‬‬ ‫لِ َم ْن َكا َن يَ ْر ُجو ا‬
‫اَّللَ َوالْيَ ْوَم ْاآل ِخ َر َوذَ َك َر ا‬

‫‪ -5‬حكمة تشريعية‪:‬‬
‫ويتجلى ذلك يف زواج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بزينب بنت جحش‪ ،‬فعندما أراد هللا سبحانه وتعاىل إبطال عادة التبين اليت‬
‫كانت شائعة يف اجلاهلية‪ ،‬أمر هللا رسوله أن يزوج زيد بن حارثة موَّله ومتبناه من زينب بنت جحش‪ ،‬وعندما تردد أهلها ألهنا‬
‫اَّللُ َوَر ُسولُهُ أ َْمراً أَ ْن يَ ُكو َن َهلُُم ا ْخلََِريةُ ِم ْن أ َْم ِرِه ْم‬
‫ضى ا‬ ‫ِ‬
‫احلسيبة النسيبة وهو املوىل احملرر نزل قوله تعاىل ﴿ َوَما َكا َن ل ُم ْؤِم ٍن َوَّل ُم ْؤِمنَ ٍة إِ َذا قَ َ‬
‫ضالَّلً ُمبِيناً ﴾ [األحزاب‪ ،] 36 :‬فخضعت زينب وأهلها لألمر الرابين وقبلت الزواج من زيد‪،‬‬ ‫ضلا َ‬‫اَّللَ َوَر ُسولَهُ فَ َق ْد َ‬
‫ص ا‬ ‫َوَم ْن يَ ْع ِ‬
‫ولكن مل يش عر زيد ابلسكن يف بيت الزوجية للفارق اَّلجتماعي بينهما وجاء يستأذن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يف طالقها املرة‬
‫تلو املرة ورسول هللا أيمره إبمساكها والصرب عليها إىل أن أوحى هللا إليه أهنا ستكون زوجته يف املستقبل إلبطال عادة التبين‪ ،‬فلما‬
‫تردد رسول هللا يف الت نفيذ جاء العتاب اإلهلي فلم يكن أمامه إَّل أن أيذن لزيد بطالقها‪ ،‬فلما انقضت عدِتا تزوجها رسول هللا صلى‬
‫ول لِلا ِذي أَنْ َع َم ا‬
‫اَّللُ عَلَْي ِه‬ ‫هللا عليه وسلم‪ .‬وتقول السيدة عائشة لو كان رسول هللا كامتاً شيئاً مما أوحي إليه لكتم قوله تعاىل‪َ ﴿ :‬وإِ ْذ تَ ُق ُ‬
‫ضى َزيْ ٌد ِمنْ َها‬ ‫ك ما ا ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك وات ِاق ا ِ‬ ‫ت َعلَْي ِه أ َْم ِس ْ‬
‫َح ُّق أَ ْن َُتْ َشاهُ فَلَ اما قَ َ‬
‫اَّللُ أ َ‬
‫ااس َو ا‬‫اَّللُ ُمْبديه َوَُتْ َشى الن َ‬ ‫اَّللَ َوُُتْفي ِيف نَ ْفس َ َ‬ ‫ك َزْو َج َ َ‬ ‫ك َعلَْي َ‬ ‫َوأَنْ َع ْم َ‬
‫اَّللِ َم ْف ُعوَّلً ﴾ [األحزاب‪.]37 :‬‬ ‫ض ْوا ِمْن ُه ان َوطَراً َوَكا َن أ َْم ُر ا‬ ‫ِ‬
‫ج ِيف أ َْزَو ِاج أ َْدعِيَائِ ِه ْم إِذَا قَ َ‬‫ني َح َر ٌ‬
‫ِِ‬
‫َوطَراً َزاو ْجنَا َك َها ل َك ْي َّل يَ ُكو َن َعلَى ال ُْم ْؤمن َ‬

You might also like