Professional Documents
Culture Documents
Slaue, 2007 Drucker
Slaue, 2007 Drucker
دراسة حتليلية
ﺩﻋﻢ)ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻪ :ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ
( ﺩﻭﺭ ﻣؤﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
حنان أمحد فرج
ﻣﺠﻠﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻬﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ -ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ:
ﻓﺮﺝ ،ﺣﻨﺎﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:
املقدمة:
ﻣﺞ ,22ﻉ2 ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ/ﺍﻟﻌﺪﺩ:
رية لوصف التحوالت اهلائلة اليت يعيشها عصران اليوم والكياانت اليت تتجه اجملتمعات
ﻧﻌﻢشاعت مصطلحات كث ﻣﺤﻜﻤﺔ:
2016 ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:
ﺳﺒﺘﻤﺒﺮحلادي والعشرين ،ومن أهم هذه املصطلحات " جمتمع الشبكات"،
ﺍﻟﺤﺠﺔإ/ىل القرن ا
ﺫﻭ ولوجا
ﺍﻟﺸﻬﺮ :منذ هناية القرن العشرين،
حنوها،
103 - 138 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
هذه املصطلحات ميكن استعماهلا تبادليا ،وإن كان كل مصطلح فيها يهدف إىل :MDاملعرفة" .ويرى الباحثون أن
763646
"جمتمع
ﺭﻗﻢ
ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
أتكيد بعض اجلوانب دون سواها يف ظاهرة التحول الذي نعيشه يف هذا العصر (.)slaue, 2007
ACI, HumanIndex ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ،اليت
ﺍﻟﻤؤﺳﺴﺎﺕابمتياز،
ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ،الثورة الرقمية
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊوهو جمتمع
1969م ، ألول مرة عام
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ، ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ استخدمه
ﺍﻹﺗﺼﺎﻻﺕ،
Drucker ومصطلح جمتمع املعرفةﻭﺳﺎﺋﻞ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
ﻣﺴﺘﺨﻠﺼﺎﺕ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ،ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ
املعرفة شكل أساسي من أشكال رأس املال املادي والبشري ،وأن النمو االقتصادي واالجتماعي يبىن على تراكم املعرفة .
وقد تنبأ ماركس يف القرن التاسع عشر حبلول رأس املال الفكري (قوة املعرفة) لتحل حمل قوة العمل ،حيث أصبحت
املعلومة واملعرفة مسة ومقياسا ملعىن القوة والتفوق يف صياغة أمناط احلياة وتشكيل الذوق الفين والقيم وضاعفت من سرعة
وملا كان من أهم مقومات بناء مؤسسات املعلومات الرتكيز على دور املعرفة كعنصر هام يف استغالل موارد
املؤسسة ،واعتبار املعرفة جزء رئيسا ومهما يف جمال االبتكار والتكيف مع متغريات البيئة املختلفة كي تشارك مشاركة
فعالة يف بناء جمتمع املعرفة ،فإن تلك املشاركة لن تتحقق قبل الوفاء بتحقيق عدد من االسرتاتيجيات لتمكني مؤسسات
دراسة حتليلية
()
حنان أمحد فرج
املقدمة:
شاعت مصطلحات كثرية لوصف التحوالت اهلائلة اليت يعيشها عصران اليوم والكياانت اليت تتجه اجملتمعات
حنوها ،منذ هناية القرن العشرين ،ولوجا إىل القرن احلادي والعشرين ،ومن أهم هذه املصطلحات " جمتمع الشبكات"،
"جمتمع املعرفة" .ويرى الباحثون أن هذه املصطلحات ميكن استعماهلا تبادليا ،وإن كان كل مصطلح فيها يهدف إىل
أتكيد بعض اجلوانب دون سواها يف ظاهرة التحول الذي نعيشه يف هذا العصر (.)slaue, 2007
ومصطلح جمتمع املعرفة استخدمه Druckerألول مرة عام 1969م ،وهو جمتمع الثورة الرقمية ابمتياز ،اليت
أسهمت يف تغيري العالقات يف اجملتمعات املتطورة ورؤيتها للعاملني .ويتصف التحول إىل جمتمع املعرفة بصفات أمهها أن
املعرفة شكل أساسي من أشكال رأس املال املادي والبشري ،وأن النمو االقتصادي واالجتماعي يبىن على تراكم املعرفة .
وقد تنبأ ماركس يف القرن التاسع عشر حبلول رأس املال الفكري (قوة املعرفة) لتحل حمل قوة العمل ،حيث أصبحت
املعلومة واملعرفة مسة ومقياسا ملعىن القوة والتفوق يف صياغة أمناط احلياة وتشكيل الذوق الفين والقيم وضاعفت من سرعة
وملا كان من أهم مقومات بناء مؤسسات املعلومات الرتكيز على دور املعرفة كعنصر هام يف استغالل موارد
املؤسسة ،واعتبار املعرفة جزء رئيسا ومهما يف جمال االبتكار والتكيف مع متغريات البيئة املختلفة كي تشارك مشاركة
فعالة يف بناء جمتمع املعرفة ،فإن تلك املشاركة لن تتحقق قبل الوفاء بتحقيق عدد من االسرتاتيجيات لتمكني مؤسسات
لذا فقد سعت معظم املؤسسات وعلى رأسها مؤسسات املعلومات إىل حتقيق التميز يف األداء ،وذلك من
خالل تبنيها التحول إىل جمتمع املعرفة ،الذي يع ّد من أهم مسات العصر الراهن ،فالتحول إىل جمتمع املعرفة ،وتنمية
اإلبداع التنظيمي ،وإحداث بعض التجديدات التقنية ،واالستخدام األفضل لإلمكانيات املادية والبشرية ،ومتكني
املستفيد بكفاايت ومهارات حياتية متطورة تستجيب حلاجات العصر ،أمر ضروري ملواكبة طبيعة جمتمع املعرفة (املتحدة،
.)0211/0212
أهمية الدراسة:
تعد املعرفة دعامة رئيسة من دعائم تقدم األمم ،والنهوض هبا ،فضال عن أهنا مصدر من مصادر القوة يف
اجملتمع ،بل إهنا هي املصدر احلقيقي للقوة ،والباعث على احلراك الفكري واالجتماعي .ومن مث فإن امتالك انصيتها
يؤهل أصحاهبا لبسط نفوذهم وقوهتم وسيطرهتم السياسية واالجتماعية والثقافية على غريهم .ويطلق على العصر احلاضر
كما أتصلت يف اآلونة األخرية العالقة بني االقتصاد واملعرفة ،فلم يعد اعتماده مقتصرا على املعلومات وحدها ،
بل أصبح يعتمد بشكل أكثر على اخلربة واالبتكار والعقالنية ،أي أنه بعبارة أخرى يعتمد على املعرفة ( Swanstrom,
)2002وإذا كان لكل عصر ثروته ،فإن املعرفة هي ثروة هذا العصر.
وهناك رغبة جادة لدى كثري من الدول ابلتحول حنو جمتمع املعرفة مبا يف ذلك الدول النامية ،حيث يعد التقدم
املعريف أكثر دقة يف احلكم على تطور اجملتمع ،واليت تعتمد كفاءته على النشاطات املعرفية ،اليت تقوم هبا خمتلف
املؤسسات املعنية ابملعرفة .وهلذا فإن الدول النامية جيب أن تدرك أن التحول إىل جمتمع املعرفة قد أصبح ضرورة متليها
متطلبات النمو والظروف واملتطلبات الدولية ،واليت تغري فيها مفهوم املنافسة العاملية لتصبح املعرفة أساسا املزااي التنافسية
بني الدول.
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
401 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
وميكن أن تسهم مؤسسات املعلومات مبختلف أمناطها يف تكوين املعرفة وتشكيلها وذلك من خالل ما تقدمه
من أجهزة وتقنيات متطورة ،وكفاءات بشرية متدربة .وهي بذلك تصبح ذات رسالة علمية وإنسانية حضارية وثقافية .
ابإلضافة إىل تلك اخلدمات ملؤسسات املعلومات فإن هلا وظيفة جديدة وهي بناء جمتمع املعرفة من خالل توليد املعرفة
واملعلومات والتعامل معها بسهولة وبثها عرب تقنيات املعلومات ،وبذلك نرى أن مؤسسات املعلومات مبختلف أمناطها
مشكلة الدراسة:
ابلرغم من التطور املعريف اهلائل يف الدول املتقدمة فإن الدول العربية ،ال تزال تتقدم ببطء حنو استيعا املعرفة
وتوليدها بشكل ميكنها من اللحاق بركب الدول املعرفية .كما أهنا ال تزال تعاين مشكلة التنمية املتأخرة ،إذ يرى Dore
(أن جمتمع املعرفة هو وليد تطور اترخيي وتكنولوجي طويل للمجتمعات الرأمسالية الصناعية املتطورة مل متر به الدول النامية
وإدراكا ألمهية مؤسسات املعلومات مبختلف أمناطها ودورها الفعال يف بناء املعرفة ،ومكاهنا املرموق يف الثورة
الثقافية ألي جمتمع من اجملتمعات ،وأدائها الدور األهم يف التقدم العلمي التقين ،وتشجيع اإلبداع الكامن داخل أفراد
اجملتمع ،والذي يدفع ابجتاه تطوير الوضع االقتصادي والبنية االجتماعية ،وتعزيز التأثري السياسي ،والتوافق والفهم
الديين ،مما يؤدي يف كثري من الدول إىل إعادة تشكيل الوعي ،ميكننا القول أبن مؤسسات املعلومات هلا الدور الفعال يف
بناء معرفة اجملتمعات ويف غرس العادات والتقاليد االجتماعية واالقتصادية والدينية والسياسية وغريها ،من خالل أتسيس
الوعي الثقايف العام ،وضرورة الولوج إىل جمتمع املعرفة ،الذي هو السبيل األمثل للتقدم يف كل جمال (خفاجي 0220 ،
م).
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 401
أهداف الدراسة:
وهتدف الدراسة إىل رصد وحتليل لواقع املعرفة يف مؤسسات املعلومات ومدى جاهزيتها ملتطلبات جمتمع املعرفة ،
وبيان الدور الذي ميكن أن تقوم به مؤسسات املعلومات يف التحول إىل جمتمع املعرفة لضمان حتقيق رسالتها يف قيادة
ومن خالل هذا املفهوم قسم هذا اهلدف الرئيس إىل عدة أهداف فرعية ،هي:
-4العوائق أو احملددات اليت ميكن أن حتكم أو حتد من جهود مؤسسات املعلومات ومقدرهتا على التوجه حنو جمتمع
املعرفة.
-5أهم املتطلبات الالزم توفريها لتنشيط دور مؤسسات املعلومات يف تنمية جمتمع املعرفة.
منهج الدراسة:
لطبيعة الدراسة واألهداف اليت تسعى إىل حتقيقها ،فإن الدراسة سوف تعتمد على املنهج الوصفي التحليلي ،
واملراجعة النظرية لإلنتاج الفكري يف املوضوع ،وكذا الدراسات ،لبيان أمهية الدور الذي ميكن أن تقوم به مؤسسات
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
401 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
الدراسات السابقة:
على الرغم من اهتمام اجملتمعات املتقدمة والنامية على حد سواء ،ابملعرفة وتطبيقاهتا يف عامل يتجه حنو جمتمع
املعرفة فإن هذا املوضوع ال يزال يف مراحله األوىل ومل ينضج البحث فيه أويف تطبيقاته يف اجملتمعات العربية .وهلذا السبب
توافر عدد قليل من الدراسات اليت تبحث يف هذا اإلطار على حد علم الباحثة.
ويف ظل قلة الدراسات اليت تناولت جمتمع املعرفة وأمهية دور مؤسسات املعلومات يف تنميتها ،وخاصة يف الثقافة
العربية فقد جاءت فكرة هذه الدراسة الستجالء الدور الذي ميكن أن تؤديه مؤسسات املعلومات يف دعم التوجه إىل حنو
جمتمع املعرفة .وفيما يلي نذكر أكثر الدراسات قراب من موضع البحث.
-دراسة (مسراء كحالت عموري ،شابونية عمر 0212 ،م) ،وقد هدفت إىل كشف األدوار اجلديدة اليت تؤديها
املكتبة اجلامعية يف أتسيس جمتمع املعرفة ،من خالل تنفيذ سياسات متكاملة من الوظائف واخلدمات اليت تعكس مدى
كفاءهتا يف التجاو مع متغريات البيئة األكادميية ،خاصة فيما يتعلق ابحتياجات املستفيدين اليت ازدادت تعقيدا ،مما
يدفع ابختصاصي املكتبة اجلامعية إىل تغيري منهجه ابجتاه شكل جديد للمكتبة مع خدمات معرفية أكثر رقياا مما جيعلها
تندمج كلياا يف املنظومة التعليمية والبحثية .وقد خلصت الدراسة إىل التأكيد على أن املكتبة اجلامعية أتخذ على عاتقها
تطوير التعليم العايل حنو جمتمع املعرفة من خالل تطبيق مقاييسه على أدائها فيما يتعلق ابلدور احلاسم يف العملية التعليمية
-دراسة (سعد حممود الكواز – حممد انيف حممود ،)0222 ،اليت هدفت إىل التعرف إىل اجتاهات تطور املعرفة يف
الدول العربية ودورها يف النمو االقتصادي معتمدة األسلو التحليلي يف دراسة هذه االجتاهات .وتتضمن الدراسة
حمورين :األول يتناول اإلطار النظري للمعرفة واستعراض مفاهيمها ومدى مسامهتها يف االقتصاد املعريف .ويركز الثاين
على اجتاهات تطور املعرفة يف الدول العربية .وتوصلت الدراسة إىل بعض النتائج منها العمل على إنشاء أنظمة معلوماتية
كما انقشت بعض الدراسات األجنبية ضرورة تطوير خدمات املكتبات العامة استجابة لالحتياجات املعلوماتية
املتغرية والسريعة جملتمع املعرفة ،منها دراسة ) )Cavanagh, 2009وهي دراسة جتريبية تناولت ضرورة تطوير اخلدمة
املرجعية من خالل صياغة إطار عام للخدمة املرجعية ،وتطوير املمارسة اإلبداعية للعمل املرجعي ،والتقدم والتكيف مع
جمتمع املعرفة . ،حيث أوردت الدراسة أنه يف ظل زايدة االعتماد على تكنولوجيا املعلومات ،وزايدة استخدام اخلدمة
املرجعية االفرتاضية ،من شأنه أن يشكك يف الدور الذي ميكن أن يقوم به اإلنسان يف تقدمي اخلدمة املرجعية.
-دراسة ( )Gorman, 2001اليت هدفت إىل فهم لطبيعة تقاسم املعرفة والتعلم القائمة على التواصل بني
موظفي املكتبة وعمالئها وجها لوجه ،من خالل اخلدمة املرجعية ،وانقشت الدراسة أيضا كيف ميكن تعلم اكتسا
وتناولت دراسة ( )Whetten, 2006دور املكتبات العامة كمؤسسة جملتمع قائم على املعرفة ،ودورها يف
تشكيل الوعي والقيم الثقافية واملعتقدات للمجتمعات ،عن طريق حتليل لرسالتها املركزية ،وأهدافها ،وضرورة توجه
املكتبات العامة إىل أن تغيري أو تتكيف مع أحدث تقنيات املعلومات واالتصاالت ومشاركة املواطنني يف جمتمع املعرفة
الناشئ.
اثنيا :تناولت بعض الدراسات األجنبية مدى استخدام مؤسسات املعلومات للمصطلحات واملفاهيم املعربة عن
جمتمع املعرفة ،وخاصة يف ظل التطورات اليت حلقت بتلك املصطلحات واختالفها عن تلك اليت كانت تستخدم يف ظل
اجملتمع الصناعي ،أو ما يطلق عليه جمتمع ما قبل جمتمع املعرفة ،وأيضا تناولت دور املكتبات العامة اإللكرتونية يف دعم
جمتمع املعرفة.
وتوضح دراسة ( )Agnes, 2013الدور الذي تقوم به املكتبات العامة الرقمية ،وما اخلدمات األساسية اليت
تقدمها تلك املكتبات -ابعتبارها جزءا من البىن التحتية املعرفية (الرقمية) -دعما جملتمع املعرفة .وحددت الدراسة عددا
من املدن العاملية ،وأطلقت عليها مسمى " املدن املعلوماتية " ،اليت تعترب من وجهة نظر الدراسة حاضنة جملتمعات
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
401 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
املعرفة ،من خالل توافر عدد من املؤشرات يف تلك الدولة منها على سبيل املثال هيكل سوق العمل ،والبىن التحتية
ومت التوصل إىل إحدى وثالثني مدينة معلوماتية على مستوى العامل ،اعتمادا على تلك املؤشرات ،ودرست
املكتبات الرقمية العامة يف تلك املدن وحتليل اخلدمات األساسية اليت تقدمها تلك املكتبات من خالل حتليل حمتوى
صفحات الويب لتلك املكتبات ،ابإلضافة إىل دراسة أنشطة تلك املكتبات ،واملواقع االجتماعية املشرتكة فيها ،مثل
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 440
وهدفت دراسة ( )Minati, 2012إىل تقدمي صورة جلية ملدى اعتماد مؤسسات املعلومات على استخدام
التمثيالت اللغوية واملفاهيم اجلديدة واملعربة فعال عن املمارسات املعرفية يف ظل جمتمع املعرفة ،وتوصلت الدراسة إىل أن
عددا من املفاهيم والتمثيالت الغوية املستخدمة على أساس املعرفة الصناعية (اجملتمع الصناعي ) ال زالت مستخدمة يف
املمارسات احلالية من قبل املديرين للتعامل مع املشاكل اليت تعانيها اجملتمعات ما بعد الصناعية (جمتمع املعرفة ) .وأوصت
الدراسة ابستخدام لغة أكثر مالءمة مع املشكالت والتعقيدات يف جمتمع ما بعد الصناعي .وأوصت كذلك بعدد من
اإلجراءات منها :توجيه جهود املؤسسات املعلوماتية لوضع اخلطوط العريضة لنظرية املمارسة ،التأكيد على احلاجة امللحة
إىل تعليم جيد لإلدارة العامة ،وإعادة التفكري يف حتديث العملية التعليمية احلالية للمديرين.
اثلثا :تناولت دراسة ( )Vicky Guin, 2008العالقة بني األداء ملؤسسات التعليم العايل وتغيري القيم
واملعتقدات يف اجملتمع املعريف .وحددت الدراسة أن اإلجراءات واألداء املؤسسي خيتلف تبعا الختالف اجملتمع الثقايف
احمليط ابملؤسسة .وأوردت الدراسة بعض اإلجراءات لتطوير األداء ،منها :ينبغي للقيادة االقتناع أبمهية التغيري ،تغيري
وتطوير بيئة احلرم اجلامعي من خالل مساعدة أعضاء هيئة التدريس واملوظفني يف االخنراط اجتماعيا .رمبا األهم من ذلك
هو كيفية قيادة الثقافة املؤسسية اليت تؤثر يف عملية التغيري وقد أظهرت األحباث أن السبب الرئيس لفشل جهود التغيري يف
كثر احلديث يف الفرتة األخرية عن مفهوم "جمتمع املعرفة " على نطاق واسع ،واملقصود هبذا املفهوم حييطه بعض
الغموض ،حيث تعددت اآلراء واألقاويل بشأنه ،إال أن معظم املفكرين والباحثني يتفقون على أن مفهوم "جمتمع املعرفة
" يقصد به توافر وتشجيع مستوايت متقدمة من البحث العلمي والتنمية التكنولوجية اليت توفر املادة املعرفية جلميع أفراد
هذا اجملتمع بال استثناء وبدون متييز ،حبيث ميكن حث هؤالء األفراد على تعلم كيفية حتقيق االستفادة املتكاملة والشاملة
من املواد املعرفية املتوافرة وتوظيفها واستثمارها وإدارهتا بشكل مناسب ،ومن مث فإن املعرفة هي اليت متيز اجملتمع وحتدد
وقد ظهر مفهوم جمتمع املعرفة ألول مرة يف منتصف عقد الستينات من القرن املاضي ،فقد قدم عدد من
الباحثني نظرايت متنوعة حول جمتمع املعرفة وخصائصه وأبعاده ومكوانته ،ومن أبرز هذه اجلهود النظرية اليت قدمها
الباحث ،)Tuomi, 2011( Tuomiوهي نظرية خاصة ابلسمات العامة جملتمع املعرفة وتركز على الوظائف واألدوار
املعرفية على أساس أن املعرفة متثل منتجا جديدا ميكن أن حيل حمل رأس املال ،حيث إهنا تعرب عن عناصر اإلنتاج غري
التقليدية ،ويرى الباحث )bratz, 2006( Bratzأن جمتمع املعرفة ميثل برانجما متكامال يتضمن التعليم والعلوم والثقافة
والتكنولوجيا واالتصال اليت متثل كلها معا وحدة متكاملة ومتماسكة وقد أصبح جمتمع املعرفة يف ضوء التطورات
االقتصادية والتكنولوجية واالجتماعية والطفرات التكنولوجية والثورة املعلوماتية اليت حدثت يف العقود األخرية من املؤثرات
القوية اليت متارس أتثريا كبريا وواسعا يف خمتلف جوانب احلياة املعاصرة .
وبرانمج األمم املتحدة 0229 ،م ،سلط الضوء على أن جمتمع املعرفة يعترب نقلة متقدمة عن جمتمع املعلوماتية
،وهذا يتفق عليه كثري من املفكرين الذين ينظرون إىل أن تقنية املعلومات واالتصاالت قد أدت إىل إدراك أن املعرفة
أصبحت هي املبدأ والقوة الدافعة لكل أبعاد التغريات االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية اليت حتدث من حولنا
يف عامل اليوم (األمم املتحدة .جامعة الدول العربية 0229 ،م).
وتستند فكرة جمتمع املعلومات على االخرتاقات التكنولوجية ،ولكن مفهوم جمتمع املعرفة يشمل عددا من
األبعاد االجتماعية واألخالقية والسياسية ،ولذلك فهو أكثر مشوال من مفهوم جمتمع املعلومات .واالنتشار احلايل
لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت أوجد فرصا جديدة يف إنتاج املعلومات ونشرها ،وحتقيق فرص متساوية يف الوصول ،
ويذكر ( ) William, 2008أنه جيب بناء جمتمعات املعرفة على أربعة أركان (حرية تعبري ،وصول اجلميع إىل
املعلومات واملعرفة ،احرتام التنوع الثقايف واللغوي ،التعلم اجليد للجميع ).
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 441
إن التطور املتسارع يف تقنية املعلومات واالتصاالت ( )I C Tوالتطور اهلائل يف وسائل التنقل أدى إىل إضعاف
،بل نكاد نقول فناء البعد املكاين وتعاظم البعد الزماين .إذ أصبح الناس اليوم ال يتحدثون عن جمتمع املعلوماتية أو
احلوسبة فحسب ،كما كان يف السابق ،بل يتحدثون اليوم عن ما يعرف مبجتمع املعرفة.
إن املعرفة أمشل وأوسع من املعلوماتية نوعا وك اما .فاملعرفة هي استخدام املعلوماتية من أجل منفعة أو فائدة ومبا
أن املنفعة شيء نسيب فال بد إذن لكل معرفة من فلسفة تضع هلا حمددات املنفعة والفائدة .هذا التعريف يف الواقع
يتماشى مع تعريف اليونسكو (اليونسكو 0225 ،م) جملتمع املعرفة أبنه اجملتمع الذي تقوم فيه عمليات النمو والتطور
واالبتكار على االستعمال األمثل للمعلومات وتكنولوجيا املعلومات واالتصال ،حيث يولّد هذا اجملتمع املعرفة ،وينشرها
إن النمو والتطور واالبتكار ال يتم إال بناء على فلسفة تضع احملددات واألولوايت والقيم .هبذه اخللفية ميكننا
القول إن جمتمع املعرفة هو جمتمع الذين يعرفون .والذي يعرف هو ذلكم الراشد الذي يعرف ماذا يريد ويعرف كيف
يصل إىل ما يريد أو حيقق ما يريد ويعرف كيف يؤمن بعد ذلك ما حقق مما يريد (اليونسكو.)0226 ،
إن هذه التحوالت والتغريات اهلائلة اليت يشهدها العامل يف الوقت احلاضر أدت إىل ما يسمى مبجتمع املعرفة
-1املعرفة هي املصدر الرئيسي املؤثر والفاعل يف احلياة اليومية لألفراد واجملتمع ،والسياسة العامة.
-0تشتمل املعرفة على العلوم ،واإلنسانيات ،والتكنولوجيا ،والبحث العلمي ،والتنمية البشرية ،واإلبداع ،والرتبية،
-2ختتلف املعرفة عن املصادر املادية األخرى ليس يف أهنا غري قابلة للنضو وحسب ،بل إهنا تتزايد وتنمو ابلشراكة
وتعدد املستخدمني.
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
441 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
-4يعمل جمتمع املعرفة على حتديد املعلومات واملعرفة وإنتاجها ،وحتويلها ،ونشرها ،واستخدامها من أجل التنمية
البشرية.
-5يعمل جمتمع املعرفة على هتيئة الطرق الضرورية جلعل العوملة ختدم البشرية وتساعد يف رخائها.
-6إن جمتمع املعرفة دائب التطور والتغري حنو األفضل ،ولديه من أجل حتقيق ذلك رؤية عاملية طويلة األمد.
-8للطاقة البشرية قيمة مميزة لدى جمتمع املعرفة ؛ جبعل البشر هم املصدر الرئيس لإلنتاج واإلبداع .
-9جمتمع املعرفة متواصل ومرتابط بشكل جيد ومتني عرب وسائل االتصال والتواصل احلديث ،وميكنه أن يصل إىل
-12يعمل جمتمع املعرفة حتت مظلة اقتصاد املعلومات ). (Economics of Information
-11لدى جمتمع املعرفة البنية التحتية املادية املتينة اليت يقوم عليها أساسه االقتصادي املتني ،واليت توفر الدعم املادي
ويضيف ( )Greco, 2007بعض اخلصائص اإلضافية جملتمع املعرفة على النحو التايل:
-1هو جمتمع قائم على خلق ،ونشر ،واالستفادة من املعلومات واملعرفة اليت أصبحت أهم عامل من عوامل اإلنتاج يف
-0يف جمتمع املعرفة ،أصول املعرفة هي (رأس املال الفكري ) وهو منتج أقوى من الثروة ،وحجم العمل ،ورأس املال
املادي أو املايل.
-4ححتدد أسعار معظم السلع من قبل املعرفة الالزمة لتنميتها ،بدال من املواد اخلام والعمل البدين الالزم إلنتاجها.
-5لدى الغالبية العظمى من جمتمع املستفيدين مهارة وإمكانية الوصول إىل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت وشبكة
اإلنرتنت.
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 441
-6جزء كبري من قوة العمل والعاملني يف جمال املعرفة حيتاجون إىل درجة عالية من التعليم واخلربة ألداء عملهم بشكل
جيد.
وقد أضاف Boyd Rayward :أن جمتمع املعرفة قائم على دعامتني أساسيتني مها(boyed, 1999) :
تؤدي مؤسسات املعلومات دورا حمورااي يف بناء جمتمع املعرفة ،حيث تقوم بدور مهم يف وضع املعارف بتصرف
اجلمهور منذ القرن التاسع عشر ،حني اعرتف بوظيفتها االجتماعية املهمة ،املرتبطة بقوة ابلتعليم ،واجلامعة ،والبحث ،
وتقوم مؤسسات املعلومات بتلك املهمة ليس فقط ضمن اجملتمعات نفسها ،بل أيضا بني بلدان الكرة األرضية
ومناطقها ،وخصوصا عرب إقامة الشبكات ،اليت تستطيع أيضا أن تضم إليها أمناطا أخرى من املؤسسات كاجلامعات،
ومراكز البحوث ،واملتاحف .ودخول املؤسسات الثقافية يف مفهوم شبكة يضعها يف قلب رهاانت اقتصادية مرتبطة
ابلنموذج اجلديد للمعلومات .ومؤسسات املعلومات ليست مسؤولة فقط عن حتديد مكان املعلومات ،ولكن أيضا
لضمان أن تستخدم هذه املعلومات بطريقة مثمرة ،وحتليل املعلومات لتوليد املعرفة اجلديدة .وهي مسؤولة يف املقام
األول بتعزيز األمة ابملعرفة املعاصرة ،واليت تعمل على تقدم التنمية ،واليت تعتمد إىل حد كبري على كفاءة األمة يف
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
441 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
وملؤسسات املعلومات وعلى رأسها املكتبات دور مهم يف تقليل الفجوة الرقمية ،فاملؤسسات املعلوماتية مكان
التقاء ومركز نشاطات ثقافية وكمركز طبيعي ومبادل للمعارف ،ونقطة التمفصل بني احمللي والعاملي ،وأداء دور عام
وتعترب مؤسسات املعلومات أداة لتشجيع التنوع اللغوي والثقايف ،ال ابالقتصار على وظيفتها الرتاثية ولكن
ابلسماح إبدخال هذا التنوع إىل املمارسات احلية .وهي مكان حملو األمية املعلوماتية ،وانتشار املعارف يف إطار الطلب
املتزايد على التدريب يف كل مناطق العامل من خالل مسارات تدريب فردية ومجاعية .فمحو األمية تعين أكثر من معرفة
كيفية القراءة والكتابة ،ولكن على الفهم الصحيح والقدرة على استخدام املعلومات الالزمة ألداء مهامها بفاعلية يف
وتسهل مؤسسات املعلومات النفاذ إىل املعلومات ،ونقل املعارف ونشرها ،وتشجيع ثقافة التجديد واألفكار
ّ
اجلديدة يف اجملتمع .وتنوع أمناط الوصول إىل املعرفة والذي يشكل إحدى املواصفات الكبرية للمجتمعات املعرفية.
وتؤدي مؤسسات املعلومات دورا حامسا يف التطور ،مبسامهتها يف نشر املعارف ،هبدف إنقاص االستقطا
الشديد لعاملنا فيما يتعلق ابلنفاذ إىل املمتلكات الثقافية واملعلوماتية .فاملؤسسات الثقافية ليست مكاان فقط للحفاظ على
املعرفة ،بل تسهيل حيازة واستيعا املعارف وتشجيع احلوار القائم على املساءلة ،ويصبح بذلك دورها هو اإلجابة عن
التحدايت املستقبلية للثقافة العلمية ؛ فال ابتكار بدون احملافظة وإعادة إنتاج املعارف السابقة (.)William, 2008
إن مؤسسات املعلومات مدعوة للقيام بدور أساسي يف جمتمعات املعرفة ،اليت تقام على خلخلة كبرية
للمخططات التقليدية إلنتاج املعارف ونشرها وتطبيقها .فاحلفاظ على املعارف احمللية والتنوع اللغوي واالرتقاء به يف
الفضاء الرقمي يقتضي األخذ بعني االعتبار تعدد مستوايت العمل يف ظل جمتمع املعرفة.
ويشغلنا التنوع الثقايف واللغوي ،ووسائل احلفاظ عليه يف مواجهة خماطر التنمية والتعميم وتقاسم املعارف اليت
حترص عليه الثورة املعلوماتية ،وسيتوجب على مؤسسات املعلومات خلق فضاءات مشرتكة حتافظ على التنوع ،وتثري
هذا النوع .والشكل التايل يوضح نسبة اللغات املستخدمة على اإلنرتنت يف العامل العريب (حي،ى 0210 ،م).
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 441
تسهم مؤسسات املعلومات فيما يطلق عليه التعليم املستمر أو التعلم مدى احلياة ،حيث ميكن أن تساهم هذه
الديناميكية يف حتقيق جمتمع املعرفة ،ففكرة تعليم الكبار اليت تظهر يف بلدان مل ُّ
تسد فيها حاجات التعليم األساسي ،
أخذت تكتسب أمهية حامسة ،السيما أهنا تشكل شرطا للتنمية ،وميكن للتعلم مدى احلياة أن ميثل جوااب على عدم
وتقوم مؤسسات املعلومات ابملسامهة بتفعيل التعلم مدى احلياة .فمنذ أعمال روبرت هتشنسن ،1968
وهوسني 1924واليت تشري إىل مصطلح (جمتمع متعلم )learning societyوهو منط جديد من اجملتمعات ،حيث
املعارف عملية مستمرة طوال حياة الفرد .فممارسة عدة مهن خالل حياة الفرد جيعل االستمرار يف عملية اكتسا
التعليم مدى احلياة أمرا ضروراي .ويف الفرتة الزمنية نفسها وضع بيرت دروكر ( )1961مصطلح جمتمع املعرفة ،حيث
بسن معينة
ذكر :أن من املهم يف ذلك اجملتمع وقبل كل شيء تعلم التعلم ،حيث مل يعد التعلم ميزة للنخبة ،وال مرتبط ّ
بل ميتد إىل كل اجملتمعات طوال حياة الفرد ). (Agnes, 2013
ورغم أننا نشهد جمتمعا عامليا للمعلومات ،حيث ازدادت تكنولوجيا املعلومات بشكل يفوق كل التوقعات يف
كمية املعلومات املتوافرة وسرعة نقلها ،فإن الطريق ال زال طويال ،فإن املعلومات ال ضرورة هلا حىت تقوم مؤسسات
املعلومات بتقار املعلومات املتوافرة ببصرية وفكر نقدي ،لتحليلها وفرزها وضم العناصر اليت يروهنا األكثر أمهية إىل
قاعدة املعارف .ففرط املعلومات ليس ابلضرورة مصدرا للمزيد من املعرفة ،بل ينبغي أن تكون األدوات اليت تسمح بـ
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
441 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
ومن أهم صفات جمتمعات املعرفة "تقاسم املعارف " ،ولكن نالحظ أنه رغم أننا يف عصر املعلومات ،وحني
نوعد بنشوء جمتمعات املعرفة نرى مفارقة تزايد الشروخ واإلقصاءات بني الدول النامية واملتقدمة .صحيح أن مجاهري
اإلنرتنت تتزايد بسرعة حيث زاد عددهم إىل ما يقر من %2من سكان العامل يف 1995م ،وإىل %6.2عام
2014م ،منهم يف العريب 125مليون شخص يستخدم اإلنرتنت بنسبة % 2.5ومن عدد مستخدمني وهذه نسبة
الشكل رقم ( )4يوضح نسبة استخدام انإننرن عل مستوى العامل موزعة حسب املناطق
ويشري التقرير العاملي لتقنية املعلومات إىل أن %02 :من سكان العامل يف أيديهم %82من الدخل العاملي ،
وتشكل الفجوة الرقمية مشكلة مثرية للقلق ومن املرجح أن التقدم احلايل الكبري يف عدد مستخدمي اإلنرتنت سيتباطأ.
إن هذه الفجوة الرقمية تسهم يف إحداث فجوة أخرى أكثر إاثرة للقلق وهي الفجوة املعرفية والذي جتمع
التأثريات املختلفة للفروق املالحظة يف احلقول الرئيسة املكونة للمعرفة ،وهلذا على مؤسسات املعلومات تطوير القدرات
واجلهود بـ (النفاذ إىل املعلومات ) ودعم التعليم والبحث العلمي ،وتعزيز التنوع اللغوي والثقايف ،والذي يشكل التحدي
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 441
وينبغي إجياد توازن بني محاية امللكية الفكرية والنهوض ابمليدان العام للمعرفة ،إذ جيب أن يظل النفاذ الشامل
للمعرفة الدعامة اليت ستسند املرحلة االنتقالية حنو جمتمع املعرفة .والعمل على زايدة القدرة على حتديد وإنتاج ومعاجلة
وحتويل ونشر واستعمال املعلومات من أجل خلق وتطبيق املعارف الضرورية للتنمية اإلنسانية.
وما ميكن أن تسهم به جمتمعات املعرفة جبعل عامل الغد أكثر خطورة من خالل االنتقال احلر للمعلومات ،
ولتوافر قدر كبري من املعارف ،ومن التحدايت اليت تواجهها مؤسسات املعلومات خلق أشكال مستدامة للبحث .
وتلك مهمة ال ميكن أن تتم بفاعلية دون إسهام مؤسسات املعلومات يف هتيئة املواطنني ضد التهديدات ،وهلذا تعد
حجر األساس يف سياسات األمن البشري والوسيلة األساسية اليت ميكن أن تشجع نشوء جمتمعات املعرفة.
-1العوائق أو احملددات اليت ميكن أن حتكم أو حتذ ،من جهود مؤسسات املعلومات ومقدرهتا عل التوجه حنو
جمتمع املعرفة:
هناك بعض املعوقات اليت ينبغي الوقوف عندها عند التفكري يف بناء النهضة والتوجه إىل جمتمع املعرفة ،وتنقسم
إىل نوعني .معوقات خارجية ،وهي اليت تتعلق ابلبيئة اخلارجية ملؤسسات املعلومات ونقصد هبا اجملتمع اخلارجي ،وهناك
بعض معوقات الداخلية اليت خنص مؤسسات املعلومات ذاهتا .وانطالقا من هذا املفهوم نعرض لبعض املعوقات املهمة
اليت ينبغي الوقوف عندها عند التفكري يف بناء النهضة والتحول إىل جمتمع املعرفة.
الثقافة متثل مجلة اخلربات واملهارات ،ومنظومة القيم واالجتاهات اليت تراكمت وأتصلت جملتمع يستخدمها على
لذلك البد أن تكون الثقافة يف موضوع القلب من جهود التنمية والتغيري ،ولكن نتيجة ملرياث ثقايف طويل من
القهر ،واالستعمار ،والتقاليد البالية املوروثة واأليديولوجيات اليت تكرس التخلف والغيبية .هنا تكمن مشكلة التغيري يف
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
441 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
القدرة على تنمية مناذج معرفية وإدراكية جديدة ،وقيم وأخالق ووعي مجاهريي جديد .تدفع جهود التنمية وتتالءم مع
متطلبات اجملتمع املعريف وأهدافه (تقرير املعرفة العريب للعام .)0210-0211 ،
التناقض بني مبدأ احلق يف امللكية واستقالليتها للجميع ،ومبدأ املساواة والرفاهية االجتماعية للجميع .أو ما
ميكن التعبري عنه ابلتناقض الكامن بني احلرية االقتصادية والعدالة االجتماعية يف النظام الرأمسايل ،هو يف احلقيقة التناقض
املعلومات حوايل ، %02وبني غالبية حنو %82فقرية يف اقتصاد املعلومات يؤدي إىل ازدايد البطالة ،وتفاقم الفقر،
واحنسار دولة الرعاية االجتماعية (اجمليدل 0226 ،م) كل تلك عوامل كاحبة للتنمية والوصول إىل جمتمع املعرفة.
لعل إشكالية التغيري يف نظام التعليم من أكثر اإلشكاليات عالقة بعملية هتيئة اجملتمع إىل ما يسمى جمتمع املعرفة
.فاملدرسة هي املكان الذي يتم فيه تنمية رأس املال البشري ،ضمن اإلطار العام جملتمع املعرفة .بناء رأس املال البشري
يتطلب تبين سياسات متكاملة يف اإلصالح الرتبوي والتنمية االقتصادية واالجتماعية ،وأن تصبح خطط اإلصالح
الرتبوي جزءا من خطط التنمية الشاملة ،ابعتبار أن رأس املال البشري يعد الركيزة األساسية للمضي قدما إلقامة اجملتمع
اجملتمعات العربية اليت تتدفق عليها ثورة املعرفة بسرعة هائلة ،مل تتغري بعد ،الزالت تعيش قطاعات كثرية منها يف
غياهب مراحل اترخيية ماضية جيتازها العامل املتقدم وتركها خلفه مبراحل زمنية كبرية.
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 410
فمجتمع املعرفة الغريب قد ارتكز على ثورات معرفية ،يف مراحل اترخيية متالحقة للوصول إىل جمتمع املعرفة ،
فهل مثة إمكانية أمام اجملتمعات العربية لتجاوز هذه املراحل ،والعمل بصورة متزامنة ومكثفة وشاملة لتحقيق متطلبات هذا
اإلجناز التارخيي واملشاركة يف جمتمع املعرفة (تقرير املعرفة العريب للعام 0210 - 0211 ،م).
تعد مشكلة األمية إحدى أبرز العقبات اليت هتدد اجملتمعات العربية يف سبيل االخنراط يف جمتمع املعرفة ،والقضاء
على األمية هي أحد املقاييس املهمة ألية برامج تستهدف النهوض ابجملتمعات العربية وإعدادها للولوج إىل جمتمع املعرفة .
وحسب أحدث إحصائيات اليونسكو ،تقدر نسبة األمية بني السكان يف سن 15سنة ابملنطقة العربية %09
(اليونسكو 0212م).
الصورة السابقة توضح لنا أننا إذن ،إزاء أعداد كبرية من األميني ،ال متتلك املعرفة الالزمة الستخدامها يف
حياهتا العامة والوظيفية ،ويف مهارات احلياة األساسية اليت يتم تعلمها مع القراءة والكتابة.
التعليم اجليد يف مرحلة الطفولة ميهد للتعليم يف مراحل كافة ،وهو تعليم كلي متكامل ينمي القدرات ،وينسق
بني املعارف واملهارات .وتتفاوت معدالت التحاق األطفال بربامج التعلم االبتدائي وقبل االبتدائي من بلد عريي آلخر،
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
414 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
وقد أحرزت الدول العيية تقدما ملموسا منذ عام 1999م يف خفض أعداد األطفال غري امللتحقني ابملدارس إىل %08
ويؤكد تقرير اليونسكو 0212م ،أن املؤشر الضروري واملفيد يف تقييم مدى التقدم يف حتقيق التعليم االبتدائي
الشامل وإاتحة فرص البدء يف تكوين رأس املال املعريف البشري املطلو جملتمع املعرفة (اليونسكو 0212 ،م).
تعكس املؤشرات تدنيا شديدا يف فرص التعليم الثانوي املتاحة أمام الشبا ،إذ يعجز عن احلصول على هذه
الفرصة ( %25أو رمبا أكثر) من التالميذ يف هذه املرحلة (تقرير املعرفة العريب للعام .)0210-0211 ،
وليس من املعقول متكني الشبا ،وتزويدهم ابملعرفة واملهارات والقيم الالزمة لتحمل أعباء املستقبل يف جمتمع
املعرفة بتعليم ينتهي لفريق كبري منهم عند املرحلة االبتدائية أو املتوسطة (اإلعدادية) ابعتبارها هناية التعليم األساسي )
وهلذا فإن التوسع يف التعليم الثانوي من شأنه أن يوسع قاعدة االستفادة للشرائح الفقرية من اجملتمع.
تعترب دراسة تيميس Timissمن أهم املؤشرات اليت تعتمد عليها املنظمات الدولية يف رصد مدى التطور أو
الرتاجع يف مستوى التحصيل .وتظهر الدراسة إىل تراجع املهارات عند التالميذ العر ،ليس فقط يف جمال االستدالل ،
وهو اجملال األكثر تعقيدا وصعوبة ،بل يف جمال املعرفة ،وهو اجملال الذي يقيس القدرات البسيطة كالتذكر ( Timss,
.)2010
ويذكر البنك الدويل أننا إذا كنا نعترب التفكري العلمي أساس امتالك املعرفة وإنتاجها فإننا ندرك مدى ما يتهدد
النشء العريب من خماطر التخلف والعجز عن فهم القدرة على استثمار احلقائق العلمية حلل مشكالت الواقع وحتسينه
وتكشف نتائج بيزا تدين مستوى الطالب العريب يف املهارات القرائية والثقافية العلمية والرايضية .إن حتسني
نوعية التعليم ميثل حتداي أساسيا أمام الدول العربية ،اليت تسعى إىل أتسيس النهضة ودخول جمتمع املعرفة (األمم املتحدة
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 411
املهارات ،جامعة الدول العربية 0229 ،م) ،وسيظل التعلم القاعدة األساسية اليت هتيئ لألجيال فرص اكتسا
-1التنشئة االجتماعية:
التنشئة االجتماعية عملية متواصلة ،يكسب الفرد فيها حيمل العناصر الثقافية اليت تشكل هويته ،وحتافظ على
دميومته من معارف ،واجتاهات وقيم ومعايري ،تؤثر يف سلوكهم يف مجيع جماالت احلياة (احلسيين .)0229 ،وتتضمن
تلك التنشئة تنمية صورة الذات لدى الفرد ،وإكسابه عناصر اهلوية االجتماعية ،وتوعيته هبا.
إدماجه يف حميط الثقافة االجتماعي ،كعضو فعال ومواطن كامل املواطنة يف اجملتمع الذي ينتمي إليه .والتنشئة
االجتماعية ركيزة أساسية يف عملية حتليل متطلبات البيئة التمكينية احلاضنة إلعداد األجيال العربية القادمة للولوج إىل
جمتمع املعرفة.
وعلى الرغم من التمايزات أو االختالفات يف التنشئة االجتماعية بني الدول العربية ،أو يف داخل كل دولة على
حدة يف عمليات توجهات وأساليب التنشئة االجتماعية ،فإن مثة قامسا مشرتكا ،ويتمثل يف:
أوالً :أهنا تعاين اهلشاشة والضعف أو ما يطلق عليه (دور كهامي) األنومي وهي احلالة اليت يفتقد فيها اجملتمع امتالك القيم
واملعايري اليت توجه سلوكيات وتفاعالت البشر يف خمتلف جماالت الواقع االجتماعي.
اثنيًا :غيا أو ضعف مؤسسات التنشئة االجتماعية األسرة والتعليم واإلعالم .
اثلثا :ضعف اجملتمع املدين ،وتراجع واحنسار دور النشاط األهلي وتعاظم دور السلطة.
اللغة العربية أداة الفكر وحصته ،وهي ليست أداة تفاهم وتواصل فحسب ،وإمنا هي أيضا أداة تفكري وأتمل.
وتعاين اللغة العربية أزمة وتواجه حتدايت تتعلق بتعلمها وإكساهبا واستخدامها ،ويالحظ اخنفاض عدد املواقع املكتوبة
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
411 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
وهناك دعوات للتوسع يف ترمجة العلوم ومعطياهتا احلديثة إىل اللغة العربية وتدريسها ابللغة العربية ،مما يساعد
اللغة العربية أن تصبح لغة علمية شائعة االستخدام بني كل فئات اجملتمع ،ويكون عامال مه اما يف نشر الثقافة العلمية ،
والتفكري العلمي (تقرير املعرفة العريب للعام 0211-0212 ،م) ،ومن الضروري بذل اجلهود اإلضافية من أجل
االهتمام مبكانة اللغة العربية وإصالحها وتطويرها وتدريسها والنظر إليها كأداة للمسامهة يف اإلنتاج ،وليس يف عزلة جمتمع
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 411
يتصل متكني املرأة بتكامل احلرايت وتوفري احلقوق اإلنسانية للمجتمع كحق احلرية واحلياة الكرمية ،وإنصاف فئة
مهمشة يف جمتمعاتنا العربية .واملرأة إىل جانب الرجل عصب أساسي يف عملية تنشئة األجيال ،فإذا حتسن وضع املرأة
أثرت األزمة املالية الكربى اليت طالت النظام املايل العاملي يف أواخر عام 0228على التنمية االقتصادية
واالجتماعية يف املنطقة العربية ،وأدت إىل ارتفاع مستوايت البطالة ،واخنفاض األجور ،وأثرت سلبياا على متويل برامج
التنمية ،ومن مث يف بناء جمتمع املعرفة ،خاصة يف الطبقات الوسطى والشعبية .وتشري البياانت إىل أن بعض الدول
العربية تتعاىف من آاثر األزمة املالية العاملية .ويف هذا اجملال ،يعترب التكامل االقتصادي اإلقليمي مطلبا مه اما (تقرير املعرفة
-1البطالة:
حتداي خطريا للتنمية وإلعداد األجيال لالخنراط يف جمتمع املعرفة ،ألهنا حت ّد من القدرة اإلنسانية
تشكل البطالة ا
وتعوقها عن العمل واالنطالق ،وتقلل اإلبداع وتعوق التفاعل واملسامهة يف بناء النهضة .كما أن سوق العمل الذي
يعتمد على التقنية بشكل متزايد يتطلب مهارات ال ميلكها كثري من الشبا ،وتوضح إحصاءات منظمة العمل العربية
أن نسبة البطالة يف العامل العريب ترتاوح بني % 02- 15مقابل %6عامليا (تقرير املعرفة العريب للعام -0211 ،
.)0210
إن ضعف البيئات التمكينية االجتماعية واالقتصادية واملعرفية يف معظم دول املنطقة العربية يرجع إىل عدة عوامل
،لعل أمهها أن املنطقة العربية تفتقر إىل نظرة مؤسسية للمعرفة ،وإىل متطلباهتا كالتشريعات اخلاصة هبا .وميكن القول إن
القوانني والتشريعات العربية ما تزال يف أغلبها غري مؤهلة للتصدي للقضااي اليت يطرحها جمتمع املعرفة.
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
411 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
واجلدول التايل يوضح ترتيب الدول األعضاء يف اإلسكوا (األمم املتحدة ،اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغر
(*) مل يقدم تقييم للسودان قبل عام 0229نظرا ألنه مل ينضم إىل اإلسكوا إال يف عام 0228.
-41نقص االستثمار يف رأس املال البشري :وليس نقص االستثمار يف رأس املال املادي الذي مينع الدول الفقرية من
-1الفجوة الرقمية بني البلدان النامية املتقدمة املنتجة للتكنولوجيا ،وابلنظر إىل املؤشرات املستخدمة لتقييم وتطوير
جمتمع املعرفة (مثل التحصيل العلمي ،االستثمار يف البحث والتطوير ،الوصول إىل اإلنرتنت )...يف الدول النامية
واملتقدمة يبدو أن الفجوة الرقمية قد تتسع ،ألن املعرفة تنتج املزيد من املعرفة ،وهذا بدوره يزيد اإلنتاجية .وهذا ينطوي
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 411
على خطورة ألي بلد أو مؤسسة ال تسعى إىل املعرفة .فالدول اليت ال تستثمر مبا فيه الكفاية يف التعليم والتقنيات احلديثة
املعرفة جتد صعوبة متزايدة يف اللحاق أبولئك الذين حلقوا بركب جمتمع املعرفة (.)Andreas, 2012 الكتسا
أكد التقرير العاملي الثاين عشر لتكنولوجيا املعلومات ،أبن الفجوة الرقمية اجلديدة فيما يتعلق بطريقة تسخري
الدول لتكنولوجيا االتصاالت واملعلومات يف سبيل تقدمي التنافسية واحلياة الكرمية ،ال تزال قائمة ،وأوضح التقرير -
الذي جاء بعنوان "النمو والوظائف يف عامل فائق االتصال " – أن السياسات القومية يف بعض االقتصادات النامية ال
تعمل على حتويل االستثمار يف قطاع تكنولوجيا االتصاالت واملعلومات إىل فوائد ملموسة من حيث التنافسية والتنمية
والتوظيف ،فضال عن الفجوة الرقمية العميقة القائمة ابلفعل بني االقتصادات املتقدمة والنامية اليت تعوق الوصول إىل
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
411 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
ضعف البيئة املعلوماتية :جيب االهتمام بتوفري بيئة معلوماتية حتتية قوية ،تساعد على االخنراط يف جمتمع املعرفة،
والقدرة على بناء بيئات متكينية يف إنتاج املعرفة وإدارهتا ،ونشرها ،وتوظيفها ،وتكريس ثقافة اإلبداع.
عدم جاهزية مؤسسات املعلومات إلدارة التجديد واالبتكار ،ونقل التقنية ،وإدارة البحوث والتطوير ،ووضع خطط
عدم توافر نظم تشريعات واضحة من شاهنا أن تضبط وتنظم مسامهات اجلهات املختلفة ذات العالقة مبا فيها
عدم وجود كوادر عالية التأهيل إلحداث نقلة نوعية تدعم جهود إقامة جمتمع املعرفة .وعدم تشجيع تبادل اخلربات .
عدم االهتمام بتطوير سبل النشر والتوزيع ،والتوعية بنتائج البحوث العلمية ،وتوطينها يف الثقافة العامة من خالل
عدم توثيق اخلربات وحفظها يف قاعدة بياانت جتعلها متاحة لالستخدام إلعداد أي دراسة أبقل جبهد وتكلفة ،مع
عدم وضع إجراءات وطريقة عمل تضمن االتصال املباشر والتواصل بني أصحا اخلربة واملعرفة واآلخرين بشكل
منظم ومستمر.
الصعوابت املادية اليت تعانيها معظم مؤسسات املعلومات بسبب عدم التوازن بني ارتفاع الكلفة من جهة وعدم
الزايدة يف ميزانية املؤسسة من جهة أخرى .وهلذا ندعو إىل اقتناص فرص االستثمارات األجنبية يف دعم جماالت
القدرة العلمية ،ومسامهة القطاع اخلاص يف عملية الدعم والتمويل (خفاجي 0220 ،م).
عدم وجود إدارة متفهمة للتغيريات وللدور الذي ميكن أن تقوم به تلك املؤسسات يف دعم اجملتمع احمليط هبم.
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 411
-1أهم املتطلبات الالزم توفريها لتنشيط دور مؤسسات املعلومات يف تنمية جمتمع املعرفة.
عددا من املتطلبات جيب توافرها يف مؤسسات املعلومات للوفاء بدورها جتاه جمتمع املعرفة
ويذكر ً Agnes
توافر البىن التحتية املعلوماتية املهمة لتكنولوجيا االتصاالت ( ، )ICTوتعزيز رأس املال البشري لتسهيل الوصول إىل
بناء شبكة لإلنرتنت كخطوة إسرتاتيجية ،واملشاركة يف وسائل اإلعالم االجتماعية مثل الفيسبوك وتويرت.
املرافق والتجهيزات :املبىن هو حجر األساس يف جناح املؤسسات الثقافية يف تقدمي كافة األنشطة واخلدمات جلمهور
املستفيدين منها .وشرط جاذبية املكان واملبىن ،وختصيص مساحات كافية لألنشطة .واملساحات ينبغي أن تكون
كافية وتقسم وظيفياا وتعمل بشكل جيد .وتوفري أماكن للعمل واجتماع األفراد وتلبية احتياجات املواطنني.
تنوع مصادر املعلومات واخلدمات :ينبغي توفري عدد من املصادر اإللكرتونية والتقليدية جماان ،فضال عن تنوع يف
اخلدمات املقدمة وخاصة اخلدمات القائمة على استخدام الشبكات .وتكوين جمموعة كاملة من املقتنيات يف
مؤسسات املعلومات ،وأن يتم فهرستها وتنظيمها جنبا إىل جنب بطرق جديدة وإاتحتها للجمهور.
دعم املواطنني والشركات واإلدارات يف اجملتمع احمليط ابملؤسسة والتنوع يف طرق تسويق اخلدمات هلم.
تسهيل الوصول إىل املعرفة أبي وقت ،وأبي مكان ،وأبي شكل.
عمل شراكات إسرتاتيجية بني املؤسسة املعلوماتية والشركات األخرى ،ومساعدهتم يف تقدمي معلومات هلم عن سوق
توافر اإلرادة السياسية :إلنشاء مدينة معلوماتية ،مبا يف ذلك احلكومة اإللكرتونية.
وجود مناذج قيادية جيدة :متفهمة للتغريات التكنولوجية ،وللدور املهم الذي ميكن أن تقوم به تلك املؤسسات
تبين مفهوم الالمركزية يف اإلدارة ،وتنبين إدارة املعرفة كطريقة لتداول املعلومات .
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
411 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
تقييم احتياجات املتعلم بطرق جديدة ،وتقدمي خدمات بطرق خمتلفة ،ولذلك فمؤسسات املعلومات حباجة إىل
ينبغي أن يتوافر يف العاملني مبجتمع املعرفة املهارات الالزمة لتحديد واستخدام املعلومات يف أشكال خمتلفة يف بيئة
معقدة تتطلب عددا من املهارات لتقييم واسرتجاع املعلومات الواردة يف املصادر .ويرى بيرت دراكر ...أن العاملني
يف جمال املعرفة -وهي الفئة احلديثة -ستكون هي الفئة املهيمنة واملسيطرة من خالل امتالكها للمعرفة ومهارات
التعامل معها.
ويذكر التقرير العاملي لليونسكو عددا من االسرتاتيجيات لتمكني املؤسسات املعلوماتية ،لكي أن تؤدي دورا أكثر
مؤسسات املعلومات حتتاج إىل أن تكون قادرة على االستجابة بشكل مناسب وسريع ألي تغيريات تكنولوجية
جديدة .
تقدم التقنية احلديثة بشىت أشكاهلا قاعدة انطالق متقدمة للتطوير املعريف تتضمن أساليب ووسائل جديدة ،مل تكن
معروفة من قبل ،لتوليد املعرفة ونشرها وتوظيفها .ومن خالل ذلك تحقدم املؤسسات وسائل جديدة ،ميكن من
خالل توظيفها ابلشكل املناسب املسامهة يف دعم البحث العلمي وتوليد املعارف ،وتعزيز التعليم والتدريب ونشر
املعارف ،وتوسيع دائرة اإلعالم وتوصيل املعلومات ،وزايدة الكفاءة اإلدارية ملختلف املؤسسات واألعمال يف شىت
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 410
تدبري املوارد املالية :تؤسس نظم على املستوايت اإلقليمية وعلى مستوى البلد الواحد تعمل على تعبئة املوارد الالزمة
لتنفيذ خطط التغيري ،وميكن هلذه النظم أن تستند على ختصيصات إلزامية حكومية وضريبية ،وعلى تشجيع القطاع
اخلاص على االستثمار األوسع يف املعرفة ،إضافة إىل الشراكة بني القطاعني العام واخلاص اليت تؤول يف النهاية إىل
حتتاج مؤسسات املعلومات إىل اسرتاتيجيات موحدة تقوم على أساس هنضة شاملة لإلعداد األجيال ملتطلبات جمتمع
املعرفة .تتبىن استخدام تقنية املعلومات احلديثة ،تعمل على توفري البيئة املناسب لتقنية املعلومات ،واستعمال
وسائل تضمن أمن املعلومات ،واملشاركة اجلماعية وحتقيق االستغالل األمثل هلذه التقنية (.)Daft, 2003
االهتمام ببناء نظم واضحة من التشريعات والرتخيصات واعتماد براءات االخرتاع وحقوق امللكية ،كما أن هذه
التشريعات من شاهنا أن تؤمن القاعدة القانونية املوجهة وامللزمة جلميع اجلهات املعنية ابلعمل على إعداد اجملتمع
العامل يتحرك بسرعة حنو جمتمع معلومات قائم على املعرفة ،وحتول للنظام الرأمسايل إىل نظام معريف .وهلذا فإن
مؤسسات املعلومات حتتاج إىل أن تكون قادرة على االستجابة لتلك التغريات بشكل سريع ومناسب ،وتتوافر لديها
قدرة عالية على استخدام املعلومات من أجل حتسني هذا اجملتمع وهو جمتمع املعرفة .وهذه التغيريات أيضا متلي ،على
مجيع مؤسسات املعلومات إجراء تعديل كبري لتسخري املعلومات ألغراض التنمية الثقافية واالجتماعية واالقتصادية .وهذا
يتطلب سياسات جديدة ،وإصالحات تنظيمية عاجلة ،والنمو يف ظل تدفق املعلومات .
وتكشف بعض التقارير الدولية (البنك الدويل ،األمم املتحدة 0225 ،م) أن بعض البلدان وخاصة الدول
(األوروبية واالسكندانفية والغربية ،وكذلك الياابن والوالايت املتحدة وكندا واسرتاليا) حيركها االنتقال إىل جمتمع املعرفة ،
وال تزال بعض الدول يف العصر الصناعي وبعضها اآلخر يف العصر الزراعي .وإذا اعتربت املعرفة األكثر إنتاجا ملاذا مل يتم
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
414 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
حتول كل اجملتمعات إىل املعرفة؟ أو على األقل تتجه يف هذا االجتاه ،وكيف ميكن حتويل تلك اجملتمعات الصناعية
والسبيل إىل ذلك هو تطبيق املعرفة من خالل نظام متكامل من املؤسسات البحثية والثقافية ذات التوجه حنو
االبتكار ،وإنشاء وتطبيق فعال للمعارف يعتمد على أوسع نطاق على الثقافة واملؤسسات وعلى اإلرادة السياسية يف تلك
البالد.
فالتوزيع غري العادل للمعرفة عرب البلدان ،وما ينتج عنه ما يعرف ابلفجوة املعرفية هو أكرب معوق النتشار املعرفة
يف البلدان النامية ،ويذكر التقرير السابق أن الفجوة املعرفية ترجع إىل ما يلي ( :اليونسكو 0225 ،م).
-1املعرفة الصرحية ميكن نقلها بسهولة عرب الزمان واملكان ،أما أجزاء كبرية من املعرفة الضمنية تقيم يف أذهان الناس ،
وتستغرق وقتا طويال يف الوصول إليها ووقتا طويال لتطوير تلك املعرفة.
-0سعت الدول الغنية إىل محاية حقوق امللكية الفكرية (وخصوصا براءات االخرتاع ) ،وابلتايل زادت كمية املعرفة اليت
وسامهت تلك العوامل يف زايدة الفجوة املعرفية بني البلدان النامية واملتقدمة وهذا ما ميثل خطورة للبالد اليت
تسعى إىل الوصول إىل جمتمع املعرفة ،واليت ستجد صعوبة متزايدة يف املستقبل يف اللحاق بركب الدول اليت جنحت
ابلفعل يف الولوج إىل جمتمع املعرفة .فاالستثمار يف التعليم والتكنولوجيا اجلديدة وحده ليس كافيا ،فمن الضروري خلق
الظروف املالئمة لتشجيع االبتكار واإلبداع والتعاون .وما خالف ذلك له عواقب سلبية مثل هجرة العلماء إىل البلدان
ويرى روبرت رايخ ( 1991م) أن البنية الطبقية جملتمع املعرفة سوف تصبح أكثر ثراء ،من خالل الزايدة اإلنتاج
والطلب على املعرفة املنتجة لديهم .وترى بعض التحليالت أن االقتصادايت املتقدمة سوف تعتمد على مهارات معرفية
للعاملني يف جمال املعرفة متقدمة جدا ،وأن مستقبل العمالة غري املهارية يف استخدام املعرفة آخذة يف االخنفاض .
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 411
فاجملتمعات اليت ستملك املعرفة هي اجملتمعات اليت ستملك القوة من خالل امتالكها للمعرفة واملعلومات ( Wijetum,
. )2002
ومع الدور املتغري ملؤسسات املعلومات يواجه العاملون يف قطاع مؤسسات املعلومات حتدايت يف ظل قلة املوارد
مع زايدة يف حجم ونوع متطلبات املستفيدين ،يف ظل جمتمع املعرفة ال يقتصر دورهم فقط يف البحث عن املعلومات
ولكن تدريب املستفيدين على البحث وتقييم واسرتجاع املعلومات .وأيضا يف ظل استخدام تكنولوجيا املعلومات أصبح
دوره احلصول على املعلومات خارج حدود املؤسسة الثقافية (.)Wijetum, 2002
ويف ظل استخدام املوارد املتاحة على شبكة اإلنرتنت على حنو متزايد ،ينبغي أن يكون لديه مسؤولية تعريف املستفيدين
بقوانني حقوق امللكية الفكرية .وأيضا يقع على العاملني يف تلك املؤسسات الدور األكرب ليس فقط يف احلصول على
املعلومات ،ولكن أيضا ضمان أن تستخدم هذه املعلومات بطريقة مثمرة ،فأولئك جيب أن يكونوا ابرعني يف توفري
مصادر املعلومات املتاحة واستغالل أمثل لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (.)Wijetum, 2002
ويف هذا اجملال تربز ضرورة الدعوة إىل وضع خطة إسرتاتيجية إلقامة جمتمع املعرفة العلمية والتقنية الذي يهتم
بدورة هذه املعرفة ،ويوفر البيئة املناسبة لتفعيلها وتنشيطها وزايدة عطائها ،مبا يف ذلك أتمني البيئة التقنية احلديثة بشكلها
العام ،وبيئة تقنيات املعلومات على وجه اخلصوص .ففي ذلك تطوير إلمكاانت اإلنسان ،وبناء القتصاد املعرفة ،
وتعزيز للتنمية ،وتطوير للمجتمع .وال شك أن ذلك ليس ابألمر السهل ،بل هو أمر صعب ،ورمبا شاق أيضا ،لكنه
املسألة املطروحة هي تفعيل دورة إنتاج ونشر واستخدام املعرفة العلمية والتقنية من خالل بيئة مناسبة .وال شك
أن حمور هذه الدورة هو اإلنسان كمصدر للعطاء من جهة ،وكمقصد لالستفادة من جهة أخرى.
ويف هذا اإلطار علينا أن نفهم أوال الوضع الراهن الذي حييط بنا .مث علينا أن حندد غاايتنا اإلسرتاتيجية ،وعلينا
حنول هذه الغاايت إىل أهداف تفصيلية متدرجة قابلة للتنفيذ .وعلينا أن نضع املشروعات الالزمة لتحقيق
بعد ذلك أن ّ
هذه األهداف ،وأن حندد املهمات وأساليب التنفيذ .والبد أن يتم ذلك بعقلية مرنة وتعاونية تستجيب للمتغريات من
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
411 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
انحية ،ومبناهج وأساليب إدارية سليمة ،وخطوات حمددة وجمدولة زمنيا من انحية أخرى .ولنا يف جتار الدول ،وما
خطته من خطوات سابقة ،أمثلة نفهم منها نقاط القوة ومصادر الضعف يف مسريهتا ،كي تتمتع مسريتنا ابلكفاءة
والنجاح املنشود.
اخلالصة والتوصيات:
ويف ضوء ما سبق " حنو جمتمعات املعرفة " ميكن استخالص ما يلي:
-1إذا كانت املعلومات وسيلة للمعرفة ،فليست هي املعرفة ؛ إذ إن املعلومات قد ولدت من الرغبة يف تبادل املعرفة.
فتحول املعلومة إىل معرفة ،يف جمتمعات متعلمة تقوم على التدريب
ومؤسسات املعلومات مكان يتعلم فيه املرء ّ
مدى احلياة ،وستبقي تلك املؤسسات دعامة انتقال مجاعي للمعارف ،بوظيفتها املعرفية والتطويرية ومنوذج
املنظمة املتعلمة.
-0إن عوامل التكامل والتعاون مكفولة على أرض الواقع العريب كحقائق ينبغي استثمارها يف رؤى وسياسات وخطط
-2احلد من الفجوة الرقمية أمر مهم ،لكنه غري كاف ،إذ إن الفجوة الرقمية غالبا ما تقرتن بفجوة معرفية أكثر عمقا
وقدما.
-4ستؤدي املعرفة دورا متزايدا يف النمو االقتصادي .كما أهنا تشكل أحد أسس التنمية البشرية املستدامة.
التوصيات:
إن مؤسسات املعلومات مدعوة للقيام بدور أساسي يف تطوير جمتمع املعرفة ،ولكي تقوم تلك املؤسسات
ابلدور املنوط هبا يتطلب ذلك جتنيد عدد كبري من العناصر ،منها:
-1إن العامل يتوجه بسرعة حنو جمتمع قائم على املعرفة ،فيه كثري من املتغريات ،وملواجهة مؤسسات املعلومات هذه
-2مضاعفة تسهيل النفاذ إىل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ،واليت تشجع نشر املعرفة وتقامسها ،وجتعل من
-4املشاركة يف حمو األمية املعلوماتية عن طريق إمداد جمتمع املستفيدين ابملهارات الالزمة لتحديد واستخدام املعلومات
-5احلث على نشر وتعزيز األدوات الرقمية والربجميات احلرة والتعامل معها ،وتشجيع مصممي الربامج على إنتاج
-6النهوض ابمليزان العام للمعرفة من خالل تسهل نفاذ املعرفة ألكرب عدد من املستفيدين.
-2ينبغي على مؤسسات املعلومات أن تقوم بدور متزايد يف إنتاج املعارف ،ونشرها.
-8إنشاء شبكات وبىن حتتية جديدة ختتص ابلتقنيات احلديثة ،مع إصدار سياسات وتشريعات خمتصة.
-9تشجيع جهود البحث يف اجلودة التقنية وخاصة فيما يتصل ابلعوملة ،وجيب دراسة كل املقرتحات اهلادفة إىل
-12تشجيع إقامة معايري ومقاييس موضوعية تسمح بتعيني املواقع اليت تتصف معلوماهتا ابملصداقية وتتميز جبودهتا؛
عمل كهذا جيمع جهود املؤسسات العامة واخلاصة قد يفضي إىل إدخال عالمات اجلودة.
-11تكثيف إنشاء الشراكات من أجل التضامن الرقمي ،وزايدة إمكانيات العمل والتعاوين التباديل لتبادل وتقاسم
-10متكني مؤسسات املعلومات من املشاركة يف دراسات اجلدوى اليت تقوم هبا احلكومات ،واليت متكن من استنباط
مؤشرات جملتمع املعرفة من شأهنا املساعدة يف حتديد أفضل لألولوايت استهدافا لتقليص الفجوة الرقمية على
-12تقييم اخلدمات اليت تقدمها مؤسسات املعلومات لبيان مدى تلبيتها الحتياجات اجلمهور ،من حيث التنوير
والتعليم والنشاط الثقايف ،وحماولة إقامة مفاهيم جديدة لتتماشى مع متطلبات جمتمع املعرفة.
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
411 دراسة حتليلية:دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة
املراجع
18- Rajan, Y. S. (2003, August). Towards a knowledge society in India: issues for
management. International journal of information technology and management,
15.
19- Raward, r... (2014). The global informaion technology report. World Economic
Forum.
20- Sachs, J. (2008). the Knowledge Society as Trigger for Contemporary change in
Education Policy and Practice. The Future of Education(7), 23-43.
21- Scardamalia, M. &. (2003). Knowledge Building. In Encyclopedia of Education.
New York: Macmillan Reference.
22- slaus, L. (2007). building a knowledge-based society: the case of south East
Europe.. futures, pp. 986-996.
23- Swanstrom, E. ,. (2002). "Economic – based knowledge Management".
knowledge management, ,www. gkec. org/knowledheeconomics/
econkmframework/kmeconomics1.7 pdf.
املشاركة يف الدراسة الدولية لتوجهات مستوايت األداء يفTimss .م.) ا0212( . نتائج الدول العربية-04
. القاهرة.) حتدايت التنمية يف الدول العربية0229( جامعة الدول العربية. األمم املتحدة-22
م2172 أبريل – سبتمرب/ ه7341 رجب – ذو احلجة،2 ع،22 مج جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
411 دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة :دراسة حتليلية
( )0229الثوابت واملتغريات يف جمتمع املعرفة .ندوة اإلسالم وجمتمع املعرفة .مسقط ، -21احلسيين ،س .
-22األمم املتحدة ( )0211/0212تقرير التنمية البشرية العريب للعام :الثروة احلقيقية لألمم :مسارات إىل التنمية
-24اجمليدل ،ع .أ )0226( .دراسة مقارنة :ملعوقات البحث العلمي يف مؤسسات التعليم العايل احلكومية واخلاصة.
-26منظمة األمم املتحدة للرتبية والثقافة والعلوم اليونسكو (. )0225التقرير العاملي لليونسكو :من جمتمع املعلومات
-29سعد حممود الكواز -حممد انيف حممود ( .)0222اجتاهات تطور املعرفة يف الدول العربية ومدى مسامهتها يف
-42مسراء كحالت عموري ،شابونية عمر .)0212(.توجهات املكتبة اجلامعية العربية حنو جمتمع املعرفة يف ظل
تغريات البيئة األكادميية .مهنة ودراسات املكتبات واملعلومات :الواقع والتوجهات املستقبلية (ص .)419-429
-41صابر ،ج .)0229( .األبعاد الرتبوية جلدل الثابت واملتحول يف فلسفة الرتبية :دراسة حتليلية مقارنة يف اإلنساق
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية
حنان أمحد فرج 411
-40عشيبة ،ف .د .)0229( .دراسات يف تطوير التعليم اجلامعي يف ضوء التحدايت املعاصرة .القاهرة :األكادميية
-42حممد ،س .م .)0221( .وظائف اجلامعة املصرية على ضوء االجتاهات التقليدية واملعاصرة ،القاهرة :دار
-44وطفة ،ع .)0211( .يف االغرتا الثقايف املعاصر ،جملة املعرفة السورية (.)521
-45حي،ى ،ع .)0210( . .مشهد تكنولوجيا االتصاالت وشبكات التواصل االجتماعي يف العامل العريب.
مج ،22ع ،2رجب – ذو احلجة 7341ه /أبريل – سبتمرب 2172م جملة مكتبة امللك فهد الوطنية