You are on page 1of 37

‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم جمتمع املعرفة وتنميته‪:‬‬

‫دراسة حتليلية‬
‫ﺩﻋﻢ‪)‬ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺗﻨﻤﻴﺘﻪ ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ‬
‫(‬ ‫ﺩﻭﺭ ﻣؤﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻓﻲ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫حنان أمحد فرج‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻬﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ‪-‬ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﻓﺮﺝ‪ ،‬ﺣﻨﺎﻥ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫ﻣﺞ‪ ,22‬ﻉ‪2‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬

‫رية لوصف التحوالت اهلائلة اليت يعيشها عصران اليوم والكياانت اليت تتجه اجملتمعات‬
‫ﻧﻌﻢ‬‫شاعت مصطلحات كث‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2016‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺳﺒﺘﻤﺒﺮحلادي والعشرين‪ ،‬ومن أهم هذه املصطلحات " جمتمع الشبكات"‪،‬‬
‫ﺍﻟﺤﺠﺔإ‪/‬ىل القرن ا‬
‫ﺫﻭ ولوجا‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪ :‬منذ هناية القرن العشرين‪،‬‬
‫حنوها‪،‬‬
‫‪103 - 138‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫هذه املصطلحات ميكن استعماهلا تبادليا‪ ،‬وإن كان كل مصطلح فيها يهدف إىل‬ ‫‪:MD‬املعرفة"‪ .‬ويرى الباحثون أن‬
‫‪763646‬‬
‫"جمتمع‬
‫ﺭﻗﻢ‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫أتكيد بعض اجلوانب دون سواها يف ظاهرة التحول الذي نعيشه يف هذا العصر (‪.)slaue, 2007‬‬
‫‪ACI, HumanIndex‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪،‬اليت‬
‫ﺍﻟﻤؤﺳﺴﺎﺕابمتياز‪،‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ‪ ،‬الثورة الرقمية‬
‫ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊوهو جمتمع‬
‫‪ 1969‬م ‪،‬‬ ‫ألول مرة عام‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪،‬‬ ‫ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫استخدمه‬
‫ﺍﻹﺗﺼﺎﻻﺕ‪،‬‬
‫‪Drucker‬‬ ‫ومصطلح جمتمع املعرفةﻭﺳﺎﺋﻞ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﻣﺴﺘﺨﻠﺼﺎﺕ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ‬

‫‪http://search.mandumah.com/Record/763646‬إىل جمتمع املعرفة بصفات أمهها أن‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬


‫أسهمت يف تغيري العالقات يف اجملتمعات املتطورة ورؤيتها للعاملني ‪ .‬ويتصف التحول‬

‫املعرفة شكل أساسي من أشكال رأس املال املادي والبشري ‪ ،‬وأن النمو االقتصادي واالجتماعي يبىن على تراكم املعرفة ‪.‬‬

‫وقد تنبأ ماركس يف القرن التاسع عشر حبلول رأس املال الفكري (قوة املعرفة) لتحل حمل قوة العمل ‪ ،‬حيث أصبحت‬

‫املعلومة واملعرفة مسة ومقياسا ملعىن القوة والتفوق يف صياغة أمناط احلياة وتشكيل الذوق الفين والقيم وضاعفت من سرعة‬

‫الفتوحات العلمية واإلبداعية والرتاكم املعريف (‪.)Drucker, 1993‬‬

‫وملا كان من أهم مقومات بناء مؤسسات املعلومات الرتكيز على دور املعرفة كعنصر هام يف استغالل موارد‬

‫املؤسسة ‪ ،‬واعتبار املعرفة جزء رئيسا ومهما يف جمال االبتكار والتكيف مع متغريات البيئة املختلفة كي تشارك مشاركة‬

‫فعالة يف بناء جمتمع املعرفة‪ ،‬فإن تلك املشاركة لن تتحقق قبل الوفاء بتحقيق عدد من االسرتاتيجيات لتمكني مؤسسات‬

‫املعلومات تؤدي دورا أكثر حيوية يف تطور جمتمع املعرفة‪.‬‬


‫© ‪ 2018‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫(‪ )‬قسم‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬املكتبات واملعلومات – كلية اآلدا – جامعة الدمام‪.‬‬
‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم جمتمع املعرفة وتنميته‪:‬‬

‫دراسة حتليلية‬
‫(‪)‬‬
‫حنان أمحد فرج‬

‫املقدمة‪:‬‬

‫شاعت مصطلحات كثرية لوصف التحوالت اهلائلة اليت يعيشها عصران اليوم والكياانت اليت تتجه اجملتمعات‬

‫حنوها‪ ،‬منذ هناية القرن العشرين‪ ،‬ولوجا إىل القرن احلادي والعشرين‪ ،‬ومن أهم هذه املصطلحات " جمتمع الشبكات"‪،‬‬

‫"جمتمع املعرفة"‪ .‬ويرى الباحثون أن هذه املصطلحات ميكن استعماهلا تبادليا‪ ،‬وإن كان كل مصطلح فيها يهدف إىل‬

‫أتكيد بعض اجلوانب دون سواها يف ظاهرة التحول الذي نعيشه يف هذا العصر (‪.)slaue, 2007‬‬

‫ومصطلح جمتمع املعرفة استخدمه ‪ Drucker‬ألول مرة عام ‪ 1969‬م ‪ ،‬وهو جمتمع الثورة الرقمية ابمتياز‪ ،‬اليت‬

‫أسهمت يف تغيري العالقات يف اجملتمعات املتطورة ورؤيتها للعاملني ‪ .‬ويتصف التحول إىل جمتمع املعرفة بصفات أمهها أن‬

‫املعرفة شكل أساسي من أشكال رأس املال املادي والبشري ‪ ،‬وأن النمو االقتصادي واالجتماعي يبىن على تراكم املعرفة ‪.‬‬

‫وقد تنبأ ماركس يف القرن التاسع عشر حبلول رأس املال الفكري (قوة املعرفة) لتحل حمل قوة العمل ‪ ،‬حيث أصبحت‬

‫املعلومة واملعرفة مسة ومقياسا ملعىن القوة والتفوق يف صياغة أمناط احلياة وتشكيل الذوق الفين والقيم وضاعفت من سرعة‬

‫الفتوحات العلمية واإلبداعية والرتاكم املعريف (‪.)Drucker, 1993‬‬

‫وملا كان من أهم مقومات بناء مؤسسات املعلومات الرتكيز على دور املعرفة كعنصر هام يف استغالل موارد‬

‫املؤسسة ‪ ،‬واعتبار املعرفة جزء رئيسا ومهما يف جمال االبتكار والتكيف مع متغريات البيئة املختلفة كي تشارك مشاركة‬

‫فعالة يف بناء جمتمع املعرفة‪ ،‬فإن تلك املشاركة لن تتحقق قبل الوفاء بتحقيق عدد من االسرتاتيجيات لتمكني مؤسسات‬

‫املعلومات تؤدي دورا أكثر حيوية يف تطور جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫(‪ )‬قسم املكتبات واملعلومات – كلية اآلدا – جامعة الدمام‪.‬‬


‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪401‬‬

‫لذا فقد سعت معظم املؤسسات وعلى رأسها مؤسسات املعلومات إىل حتقيق التميز يف األداء ‪ ،‬وذلك من‬

‫خالل تبنيها التحول إىل جمتمع املعرفة ‪ ،‬الذي يع ّد من أهم مسات العصر الراهن ‪ ،‬فالتحول إىل جمتمع املعرفة‪ ،‬وتنمية‬

‫اإلبداع التنظيمي ‪ ،‬وإحداث بعض التجديدات التقنية ‪ ،‬واالستخدام األفضل لإلمكانيات املادية والبشرية ‪ ،‬ومتكني‬

‫املستفيد بكفاايت ومهارات حياتية متطورة تستجيب حلاجات العصر‪ ،‬أمر ضروري ملواكبة طبيعة جمتمع املعرفة (املتحدة‪،‬‬

‫‪.)0211/0212‬‬

‫أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تعد املعرفة دعامة رئيسة من دعائم تقدم األمم ‪ ،‬والنهوض هبا ‪ ،‬فضال عن أهنا مصدر من مصادر القوة يف‬

‫اجملتمع ‪ ،‬بل إهنا هي املصدر احلقيقي للقوة ‪ ،‬والباعث على احلراك الفكري واالجتماعي ‪ .‬ومن مث فإن امتالك انصيتها‬

‫يؤهل أصحاهبا لبسط نفوذهم وقوهتم وسيطرهتم السياسية واالجتماعية والثقافية على غريهم ‪ .‬ويطلق على العصر احلاضر‬

‫اقتصاداي مه اما ‪ ،‬ومصدرا للدخل الوطين‪ ،‬ودعامة للتقدم يف خمتلف جماالت‬


‫ا‬ ‫(عصر املعرفة ) ‪ ،‬حيث أصبحت موردا‬

‫احلياة (املسلم ‪ 0222 ،‬م)‪.‬‬

‫كما أتصلت يف اآلونة األخرية العالقة بني االقتصاد واملعرفة ‪ ،‬فلم يعد اعتماده مقتصرا على املعلومات وحدها ‪،‬‬

‫بل أصبح يعتمد بشكل أكثر على اخلربة واالبتكار والعقالنية ‪ ،‬أي أنه بعبارة أخرى يعتمد على املعرفة ( ‪Swanstrom,‬‬

‫‪ )2002‬وإذا كان لكل عصر ثروته ‪ ،‬فإن املعرفة هي ثروة هذا العصر‪.‬‬

‫وهناك رغبة جادة لدى كثري من الدول ابلتحول حنو جمتمع املعرفة مبا يف ذلك الدول النامية ‪ ،‬حيث يعد التقدم‬

‫املعريف أكثر دقة يف احلكم على تطور اجملتمع ‪ ،‬واليت تعتمد كفاءته على النشاطات املعرفية ‪ ،‬اليت تقوم هبا خمتلف‬

‫املؤسسات املعنية ابملعرفة ‪.‬وهلذا فإن الدول النامية جيب أن تدرك أن التحول إىل جمتمع املعرفة قد أصبح ضرورة متليها‬

‫متطلبات النمو والظروف واملتطلبات الدولية‪ ،‬واليت تغري فيها مفهوم املنافسة العاملية لتصبح املعرفة أساسا املزااي التنافسية‬

‫بني الدول‪.‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪401‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫وميكن أن تسهم مؤسسات املعلومات مبختلف أمناطها يف تكوين املعرفة وتشكيلها وذلك من خالل ما تقدمه‬

‫من أجهزة وتقنيات متطورة ‪ ،‬وكفاءات بشرية متدربة ‪ .‬وهي بذلك تصبح ذات رسالة علمية وإنسانية حضارية وثقافية ‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل تلك اخلدمات ملؤسسات املعلومات فإن هلا وظيفة جديدة وهي بناء جمتمع املعرفة من خالل توليد املعرفة‬

‫واملعلومات والتعامل معها بسهولة وبثها عرب تقنيات املعلومات ‪ ،‬وبذلك نرى أن مؤسسات املعلومات مبختلف أمناطها‬

‫هي املكان احلقيقي واملناسب يف تنمية جمتمع املعرفة وبنائه‪.‬‬

‫مشكلة الدراسة‪:‬‬

‫ابلرغم من التطور املعريف اهلائل يف الدول املتقدمة فإن الدول العربية‪ ،‬ال تزال تتقدم ببطء حنو استيعا املعرفة‬

‫وتوليدها بشكل ميكنها من اللحاق بركب الدول املعرفية‪ .‬كما أهنا ال تزال تعاين مشكلة التنمية املتأخرة‪ ،‬إذ يرى ‪Dore‬‬

‫(أن جمتمع املعرفة هو وليد تطور اترخيي وتكنولوجي طويل للمجتمعات الرأمسالية الصناعية املتطورة مل متر به الدول النامية‬

‫بعد )‪.(Dore, 2010‬‬

‫وإدراكا ألمهية مؤسسات املعلومات مبختلف أمناطها ودورها الفعال يف بناء املعرفة‪ ،‬ومكاهنا املرموق يف الثورة‬

‫الثقافية ألي جمتمع من اجملتمعات ‪ ،‬وأدائها الدور األهم يف التقدم العلمي التقين ‪ ،‬وتشجيع اإلبداع الكامن داخل أفراد‬

‫اجملتمع ‪ ،‬والذي يدفع ابجتاه تطوير الوضع االقتصادي والبنية االجتماعية ‪ ،‬وتعزيز التأثري السياسي ‪ ،‬والتوافق والفهم‬

‫الديين ‪ ،‬مما يؤدي يف كثري من الدول إىل إعادة تشكيل الوعي‪ ،‬ميكننا القول أبن مؤسسات املعلومات هلا الدور الفعال يف‬

‫بناء معرفة اجملتمعات ويف غرس العادات والتقاليد االجتماعية واالقتصادية والدينية والسياسية وغريها ‪ ،‬من خالل أتسيس‬

‫الوعي الثقايف العام ‪ ،‬وضرورة الولوج إىل جمتمع املعرفة ‪ ،‬الذي هو السبيل األمثل للتقدم يف كل جمال (خفاجي ‪0220 ،‬‬

‫م)‪.‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪401‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫وهتدف الدراسة إىل رصد وحتليل لواقع املعرفة يف مؤسسات املعلومات ومدى جاهزيتها ملتطلبات جمتمع املعرفة ‪،‬‬

‫وبيان الدور الذي ميكن أن تقوم به مؤسسات املعلومات يف التحول إىل جمتمع املعرفة لضمان حتقيق رسالتها يف قيادة‬

‫حركة التغري االجتماعي املنشود‪.‬‬

‫ومن خالل هذا املفهوم قسم هذا اهلدف الرئيس إىل عدة أهداف فرعية ‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪ -1‬التعرف إىل مفهوم جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫‪ -0‬السمات الرئيسة جملتمع املعرفة‪.‬‬

‫‪ -2‬الدور الذي تقوم به مؤسسات املعلومات يف تطوير جمتمعات املعرفة‪.‬‬

‫‪ -4‬العوائق أو احملددات اليت ميكن أن حتكم أو حتد من جهود مؤسسات املعلومات ومقدرهتا على التوجه حنو جمتمع‬

‫املعرفة‪.‬‬

‫‪ -5‬أهم املتطلبات الالزم توفريها لتنشيط دور مؤسسات املعلومات يف تنمية جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫‪ -6‬نظرة مستقبلية ملؤسسات املعلومات يف ظل جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬

‫لطبيعة الدراسة واألهداف اليت تسعى إىل حتقيقها ‪ ،‬فإن الدراسة سوف تعتمد على املنهج الوصفي التحليلي ‪،‬‬

‫واملراجعة النظرية لإلنتاج الفكري يف املوضوع ‪ ،‬وكذا الدراسات ‪ ،‬لبيان أمهية الدور الذي ميكن أن تقوم به مؤسسات‬

‫املعلومات يف التوجه حنو جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪401‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫على الرغم من اهتمام اجملتمعات املتقدمة والنامية على حد سواء‪ ،‬ابملعرفة وتطبيقاهتا يف عامل يتجه حنو جمتمع‬

‫املعرفة فإن هذا املوضوع ال يزال يف مراحله األوىل ومل ينضج البحث فيه أويف تطبيقاته يف اجملتمعات العربية‪ .‬وهلذا السبب‬

‫توافر عدد قليل من الدراسات اليت تبحث يف هذا اإلطار على حد علم الباحثة‪.‬‬

‫ويف ظل قلة الدراسات اليت تناولت جمتمع املعرفة وأمهية دور مؤسسات املعلومات يف تنميتها ‪ ،‬وخاصة يف الثقافة‬

‫العربية فقد جاءت فكرة هذه الدراسة الستجالء الدور الذي ميكن أن تؤديه مؤسسات املعلومات يف دعم التوجه إىل حنو‬

‫جمتمع املعرفة ‪ .‬وفيما يلي نذكر أكثر الدراسات قراب من موضع البحث‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الدراسات العربية‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة (مسراء كحالت عموري ‪ ،‬شابونية عمر‪ 0212 ،‬م) ‪ ،‬وقد هدفت إىل كشف األدوار اجلديدة اليت تؤديها‬

‫املكتبة اجلامعية يف أتسيس جمتمع املعرفة ‪ ،‬من خالل تنفيذ سياسات متكاملة من الوظائف واخلدمات اليت تعكس مدى‬

‫كفاءهتا يف التجاو مع متغريات البيئة األكادميية‪ ،‬خاصة فيما يتعلق ابحتياجات املستفيدين اليت ازدادت تعقيدا ‪،‬مما‬

‫يدفع ابختصاصي املكتبة اجلامعية إىل تغيري منهجه ابجتاه شكل جديد للمكتبة مع خدمات معرفية أكثر رقياا مما جيعلها‬

‫تندمج كلياا يف املنظومة التعليمية والبحثية ‪.‬وقد خلصت الدراسة إىل التأكيد على أن املكتبة اجلامعية أتخذ على عاتقها‬

‫تطوير التعليم العايل حنو جمتمع املعرفة من خالل تطبيق مقاييسه على أدائها فيما يتعلق ابلدور احلاسم يف العملية التعليمية‬

‫واستحداث خدمات متطورة مرتكزة على التقنية‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة (سعد حممود الكواز – حممد انيف حممود ‪ ،)0222 ،‬اليت هدفت إىل التعرف إىل اجتاهات تطور املعرفة يف‬

‫الدول العربية ودورها يف النمو االقتصادي معتمدة األسلو التحليلي يف دراسة هذه االجتاهات ‪ .‬وتتضمن الدراسة‬

‫حمورين ‪ :‬األول يتناول اإلطار النظري للمعرفة واستعراض مفاهيمها ومدى مسامهتها يف االقتصاد املعريف ‪ .‬ويركز الثاين‬

‫على اجتاهات تطور املعرفة يف الدول العربية ‪.‬وتوصلت الدراسة إىل بعض النتائج منها العمل على إنشاء أنظمة معلوماتية‬

‫شاملة وموحدة للدول العربية ترتبط ابلشبكات العاملية‪.‬‬


‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪401‬‬

‫كما انقشت بعض الدراسات األجنبية ضرورة تطوير خدمات املكتبات العامة استجابة لالحتياجات املعلوماتية‬

‫املتغرية والسريعة جملتمع املعرفة ‪ ،‬منها دراسة )‪ )Cavanagh, 2009‬وهي دراسة جتريبية تناولت ضرورة تطوير اخلدمة‬

‫املرجعية من خالل صياغة إطار عام للخدمة املرجعية ‪ ،‬وتطوير املمارسة اإلبداعية للعمل املرجعي ‪ ،‬والتقدم والتكيف مع‬

‫جمتمع املعرفة ‪. ،‬حيث أوردت الدراسة أنه يف ظل زايدة االعتماد على تكنولوجيا املعلومات ‪ ،‬وزايدة استخدام اخلدمة‬

‫املرجعية االفرتاضية ‪ ،‬من شأنه أن يشكك يف الدور الذي ميكن أن يقوم به اإلنسان يف تقدمي اخلدمة املرجعية‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة (‪ )Gorman, 2001‬اليت هدفت إىل فهم لطبيعة تقاسم املعرفة والتعلم القائمة على التواصل بني‬

‫موظفي املكتبة وعمالئها وجها لوجه ‪ ،‬من خالل اخلدمة املرجعية ‪ ،‬وانقشت الدراسة أيضا كيف ميكن تعلم اكتسا‬

‫املعرفة من خالل هذه التبادالت مع موظفي املكتبة‪.‬‬

‫وتناولت دراسة (‪ )Whetten, 2006‬دور املكتبات العامة كمؤسسة جملتمع قائم على املعرفة ‪ ،‬ودورها يف‬

‫تشكيل الوعي والقيم الثقافية واملعتقدات للمجتمعات ‪ ،‬عن طريق حتليل لرسالتها املركزية ‪ ،‬وأهدافها‪ ،‬وضرورة توجه‬

‫املكتبات العامة إىل أن تغيري أو تتكيف مع أحدث تقنيات املعلومات واالتصاالت ومشاركة املواطنني يف جمتمع املعرفة‬

‫الناشئ‪.‬‬

‫اثنيا ‪ :‬تناولت بعض الدراسات األجنبية مدى استخدام مؤسسات املعلومات للمصطلحات واملفاهيم املعربة عن‬

‫جمتمع املعرفة ‪ ،‬وخاصة يف ظل التطورات اليت حلقت بتلك املصطلحات واختالفها عن تلك اليت كانت تستخدم يف ظل‬

‫اجملتمع الصناعي ‪ ،‬أو ما يطلق عليه جمتمع ما قبل جمتمع املعرفة ‪ ،‬وأيضا تناولت دور املكتبات العامة اإللكرتونية يف دعم‬

‫جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫وتوضح دراسة ( ‪ )Agnes, 2013‬الدور الذي تقوم به املكتبات العامة الرقمية ‪ ،‬وما اخلدمات األساسية اليت‬

‫تقدمها تلك املكتبات ‪ -‬ابعتبارها جزءا من البىن التحتية املعرفية (الرقمية)‪ -‬دعما جملتمع املعرفة ‪ .‬وحددت الدراسة عددا‬

‫من املدن العاملية ‪ ،‬وأطلقت عليها مسمى " املدن املعلوماتية " ‪ ،‬اليت تعترب من وجهة نظر الدراسة حاضنة جملتمعات‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪401‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫املعرفة ‪ ،‬من خالل توافر عدد من املؤشرات يف تلك الدولة منها على سبيل املثال هيكل سوق العمل ‪ ،‬والبىن التحتية‬

‫التكنولوجية ‪ ...‬إخل ‪ ،‬واليت تقيس هبا املعلوماتية لتلك املدن ‪.‬‬

‫ومت التوصل إىل إحدى وثالثني مدينة معلوماتية على مستوى العامل ‪ ،‬اعتمادا على تلك املؤشرات ‪ ،‬ودرست‬

‫املكتبات الرقمية العامة يف تلك املدن وحتليل اخلدمات األساسية اليت تقدمها تلك املكتبات من خالل حتليل حمتوى‬

‫صفحات الويب لتلك املكتبات ‪ ،‬ابإلضافة إىل دراسة أنشطة تلك املكتبات ‪ ،‬واملواقع االجتماعية املشرتكة فيها ‪ ،‬مثل‬

‫الفيسبوك وتويرت‪ ،‬وتقييم ما تقوم به تلك املكتبات دعما جملتمع املعرفة‪.‬‬

‫الشكل التايل يوضح املدن املعلوماتية العاملية اليت حددت الدراسة‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪440‬‬

‫وهدفت دراسة (‪ )Minati, 2012‬إىل تقدمي صورة جلية ملدى اعتماد مؤسسات املعلومات على استخدام‬

‫التمثيالت اللغوية واملفاهيم اجلديدة واملعربة فعال عن املمارسات املعرفية يف ظل جمتمع املعرفة ‪ ،‬وتوصلت الدراسة إىل أن‬

‫عددا من املفاهيم والتمثيالت الغوية املستخدمة على أساس املعرفة الصناعية (اجملتمع الصناعي ) ال زالت مستخدمة يف‬

‫املمارسات احلالية من قبل املديرين للتعامل مع املشاكل اليت تعانيها اجملتمعات ما بعد الصناعية (جمتمع املعرفة )‪ .‬وأوصت‬

‫الدراسة ابستخدام لغة أكثر مالءمة مع املشكالت والتعقيدات يف جمتمع ما بعد الصناعي‪ .‬وأوصت كذلك بعدد من‬

‫اإلجراءات منها‪ :‬توجيه جهود املؤسسات املعلوماتية لوضع اخلطوط العريضة لنظرية املمارسة ‪ ،‬التأكيد على احلاجة امللحة‬

‫إىل تعليم جيد لإلدارة العامة ‪ ،‬وإعادة التفكري يف حتديث العملية التعليمية احلالية للمديرين‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬تناولت دراسة (‪ )Vicky Guin, 2008‬العالقة بني األداء ملؤسسات التعليم العايل وتغيري القيم‬

‫واملعتقدات يف اجملتمع املعريف‪ .‬وحددت الدراسة أن اإلجراءات واألداء املؤسسي خيتلف تبعا الختالف اجملتمع الثقايف‬

‫احمليط ابملؤسسة‪ .‬وأوردت الدراسة بعض اإلجراءات لتطوير األداء‪ ،‬منها‪ :‬ينبغي للقيادة االقتناع أبمهية التغيري‪ ،‬تغيري‬

‫وتطوير بيئة احلرم اجلامعي من خالل مساعدة أعضاء هيئة التدريس واملوظفني يف االخنراط اجتماعيا‪ .‬رمبا األهم من ذلك‬

‫هو كيفية قيادة الثقافة املؤسسية اليت تؤثر يف عملية التغيري وقد أظهرت األحباث أن السبب الرئيس لفشل جهود التغيري يف‬

‫التعليم العايل كانت عدم االهتمام بتغيري ثقافة املؤسسة‪.‬‬

‫‪ -4‬مفهوم "جمتمع املعرفة "‪:‬‬

‫كثر احلديث يف الفرتة األخرية عن مفهوم "جمتمع املعرفة " على نطاق واسع ‪ ،‬واملقصود هبذا املفهوم حييطه بعض‬

‫الغموض ‪ ،‬حيث تعددت اآلراء واألقاويل بشأنه ‪ ،‬إال أن معظم املفكرين والباحثني يتفقون على أن مفهوم "جمتمع املعرفة‬

‫" يقصد به توافر وتشجيع مستوايت متقدمة من البحث العلمي والتنمية التكنولوجية اليت توفر املادة املعرفية جلميع أفراد‬

‫هذا اجملتمع بال استثناء وبدون متييز‪ ،‬حبيث ميكن حث هؤالء األفراد على تعلم كيفية حتقيق االستفادة املتكاملة والشاملة‬

‫من املواد املعرفية املتوافرة وتوظيفها واستثمارها وإدارهتا بشكل مناسب ‪ ،‬ومن مث فإن املعرفة هي اليت متيز اجملتمع وحتدد‬

‫قدرته على االستمرار والصمود والتقدم والتفوق يف املنافسة (‪.)Rajan, 2003‬‬


‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪444‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫وقد ظهر مفهوم جمتمع املعرفة ألول مرة يف منتصف عقد الستينات من القرن املاضي ‪ ،‬فقد قدم عدد من‬

‫الباحثني نظرايت متنوعة حول جمتمع املعرفة وخصائصه وأبعاده ومكوانته‪ ،‬ومن أبرز هذه اجلهود النظرية اليت قدمها‬

‫الباحث ‪ ،)Tuomi, 2011( Tuomi‬وهي نظرية خاصة ابلسمات العامة جملتمع املعرفة وتركز على الوظائف واألدوار‬

‫املعرفية على أساس أن املعرفة متثل منتجا جديدا ميكن أن حيل حمل رأس املال ‪ ،‬حيث إهنا تعرب عن عناصر اإلنتاج غري‬

‫التقليدية ‪ ،‬ويرى الباحث ‪ )bratz, 2006( Bratz‬أن جمتمع املعرفة ميثل برانجما متكامال يتضمن التعليم والعلوم والثقافة‬

‫والتكنولوجيا واالتصال اليت متثل كلها معا وحدة متكاملة ومتماسكة وقد أصبح جمتمع املعرفة يف ضوء التطورات‬

‫االقتصادية والتكنولوجية واالجتماعية والطفرات التكنولوجية والثورة املعلوماتية اليت حدثت يف العقود األخرية من املؤثرات‬

‫القوية اليت متارس أتثريا كبريا وواسعا يف خمتلف جوانب احلياة املعاصرة ‪.‬‬

‫وبرانمج األمم املتحدة ‪ 0229 ،‬م‪ ،‬سلط الضوء على أن جمتمع املعرفة يعترب نقلة متقدمة عن جمتمع املعلوماتية‬

‫‪ ،‬وهذا يتفق عليه كثري من املفكرين الذين ينظرون إىل أن تقنية املعلومات واالتصاالت قد أدت إىل إدراك أن املعرفة‬

‫أصبحت هي املبدأ والقوة الدافعة لكل أبعاد التغريات االقتصادية واالجتماعية والسياسية والثقافية اليت حتدث من حولنا‬

‫يف عامل اليوم (األمم املتحدة ‪ .‬جامعة الدول العربية ‪ 0229 ،‬م)‪.‬‬

‫وتستند فكرة جمتمع املعلومات على االخرتاقات التكنولوجية ‪ ،‬ولكن مفهوم جمتمع املعرفة يشمل عددا من‬

‫األبعاد االجتماعية واألخالقية والسياسية ‪ ،‬ولذلك فهو أكثر مشوال من مفهوم جمتمع املعلومات‪ .‬واالنتشار احلايل‬

‫لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت أوجد فرصا جديدة يف إنتاج املعلومات ونشرها ‪ ،‬وحتقيق فرص متساوية يف الوصول ‪،‬‬

‫وتقاسم حقيقي للمعارف ‪ ،‬وهذا هو حجر الزاوية يف جمتمعات املعرفة‪.‬‬

‫ويذكر (‪ ) William, 2008‬أنه جيب بناء جمتمعات املعرفة على أربعة أركان (حرية تعبري‪ ،‬وصول اجلميع إىل‬

‫املعلومات واملعرفة‪ ،‬احرتام التنوع الثقايف واللغوي ‪ ،‬التعلم اجليد للجميع )‪.‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪441‬‬

‫‪ -‬السمات األساسية جملتمع املعرفة‪:‬‬

‫إن التطور املتسارع يف تقنية املعلومات واالتصاالت (‪ )I C T‬والتطور اهلائل يف وسائل التنقل أدى إىل إضعاف‬

‫‪ ،‬بل نكاد نقول فناء البعد املكاين وتعاظم البعد الزماين ‪ .‬إذ أصبح الناس اليوم ال يتحدثون عن جمتمع املعلوماتية أو‬

‫احلوسبة فحسب ‪ ،‬كما كان يف السابق‪ ،‬بل يتحدثون اليوم عن ما يعرف مبجتمع املعرفة‪.‬‬

‫إن املعرفة أمشل وأوسع من املعلوماتية نوعا وك اما‪ .‬فاملعرفة هي استخدام املعلوماتية من أجل منفعة أو فائدة ومبا‬

‫أن املنفعة شيء نسيب فال بد إذن لكل معرفة من فلسفة تضع هلا حمددات املنفعة والفائدة ‪ .‬هذا التعريف يف الواقع‬

‫يتماشى مع تعريف اليونسكو (اليونسكو‪ 0225 ،‬م) جملتمع املعرفة أبنه اجملتمع الذي تقوم فيه عمليات النمو والتطور‬

‫واالبتكار على االستعمال األمثل للمعلومات وتكنولوجيا املعلومات واالتصال ‪ ،‬حيث يولّد هذا اجملتمع املعرفة ‪ ،‬وينشرها‬

‫لتحسني مستوى املعيشة وتوعية احلياة للمواطنني بشكل مستدام ‪.‬‬

‫إن النمو والتطور واالبتكار ال يتم إال بناء على فلسفة تضع احملددات واألولوايت والقيم‪ .‬هبذه اخللفية ميكننا‬

‫القول إن جمتمع املعرفة هو جمتمع الذين يعرفون ‪ .‬والذي يعرف هو ذلكم الراشد الذي يعرف ماذا يريد ويعرف كيف‬

‫يصل إىل ما يريد أو حيقق ما يريد ويعرف كيف يؤمن بعد ذلك ما حقق مما يريد (اليونسكو‪.)0226 ،‬‬

‫إن هذه التحوالت والتغريات اهلائلة اليت يشهدها العامل يف الوقت احلاضر أدت إىل ما يسمى مبجتمع املعرفة‬

‫الذي تربز مساته الرئيسة فيما يلي (احلسيين ‪ 0229 ،‬م)‪:‬‬

‫‪ -1‬املعرفة هي املصدر الرئيسي املؤثر والفاعل يف احلياة اليومية لألفراد واجملتمع ‪ ،‬والسياسة العامة‪.‬‬

‫‪ -0‬تشتمل املعرفة على العلوم ‪ ،‬واإلنسانيات ‪ ،‬والتكنولوجيا ‪ ،‬والبحث العلمي‪ ،‬والتنمية البشرية ‪ ،‬واإلبداع ‪ ،‬والرتبية‪،‬‬

‫واللغات ‪ ،‬واألد ‪ ،‬والفنون ‪ ،‬والثقافة التقليدية واملسترتة ‪.‬‬

‫‪ -2‬ختتلف املعرفة عن املصادر املادية األخرى ليس يف أهنا غري قابلة للنضو وحسب ‪ ،‬بل إهنا تتزايد وتنمو ابلشراكة‬

‫وتعدد املستخدمني‪.‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪441‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫‪ -4‬يعمل جمتمع املعرفة على حتديد املعلومات واملعرفة وإنتاجها‪ ،‬وحتويلها ‪ ،‬ونشرها ‪ ،‬واستخدامها من أجل التنمية‬

‫البشرية‪.‬‬

‫‪ -5‬يعمل جمتمع املعرفة على هتيئة الطرق الضرورية جلعل العوملة ختدم البشرية وتساعد يف رخائها‪.‬‬

‫‪ -6‬إن جمتمع املعرفة دائب التطور والتغري حنو األفضل ‪ ،‬ولديه من أجل حتقيق ذلك رؤية عاملية طويلة األمد‪.‬‬

‫‪ -2‬املعرفة هي املصدر الرئيس للقوة السياسية جملتمع املعرفة‪.‬‬

‫‪ -8‬للطاقة البشرية قيمة مميزة لدى جمتمع املعرفة ؛ جبعل البشر هم املصدر الرئيس لإلنتاج واإلبداع ‪.‬‬

‫‪ -9‬جمتمع املعرفة متواصل ومرتابط بشكل جيد ومتني عرب وسائل االتصال والتواصل احلديث ‪ ،‬وميكنه أن يصل إىل‬

‫مصادر املعلومات بسهولة ويسر‪.‬‬

‫‪ -12‬يعمل جمتمع املعرفة حتت مظلة اقتصاد املعلومات )‪. (Economics of Information‬‬

‫‪ -11‬لدى جمتمع املعرفة البنية التحتية املادية املتينة اليت يقوم عليها أساسه االقتصادي املتني ‪ ،‬واليت توفر الدعم املادي‬

‫لنقل املعلومات والعلوم وتوصيلها‪.‬‬

‫ويضيف (‪ )Greco, 2007‬بعض اخلصائص اإلضافية جملتمع املعرفة على النحو التايل‪:‬‬

‫‪ -1‬هو جمتمع قائم على خلق ‪ ،‬ونشر‪ ،‬واالستفادة من املعلومات واملعرفة اليت أصبحت أهم عامل من عوامل اإلنتاج يف‬

‫مثل تلك اجملتمعات ‪.‬‬

‫‪ -0‬يف جمتمع املعرفة ‪ ،‬أصول املعرفة هي (رأس املال الفكري ) وهو منتج أقوى من الثروة ‪ ،‬وحجم العمل ‪ ،‬ورأس املال‬

‫املادي أو املايل‪.‬‬

‫‪ -2‬يتميز جمتمع املعرفة ابلالمركزية يف إنتاج املعلومات ونشرها‪.‬‬

‫‪ -4‬ححتدد أسعار معظم السلع من قبل املعرفة الالزمة لتنميتها ‪ ،‬بدال من املواد اخلام والعمل البدين الالزم إلنتاجها‪.‬‬

‫‪ -5‬لدى الغالبية العظمى من جمتمع املستفيدين مهارة وإمكانية الوصول إىل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت وشبكة‬

‫اإلنرتنت‪.‬‬
‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪441‬‬

‫‪ -6‬جزء كبري من قوة العمل والعاملني يف جمال املعرفة حيتاجون إىل درجة عالية من التعليم واخلربة ألداء عملهم بشكل‬

‫جيد‪.‬‬

‫‪ -2‬الدولة تستثمر بكثافة يف كل األفراد والعاملني يف التعليم والبحث والتطوير‪.‬‬

‫‪ -8‬االبتكار داخل املنظمات واملؤسسات عملية ضرورية ومستمرة‪.‬‬

‫‪ -9‬ازدايد الطلب على الوظائف اليت تتطلب مهارات معرفية متقدمة‪.‬‬

‫وقد أضاف‪ Boyd Rayward :‬أن جمتمع املعرفة قائم على دعامتني أساسيتني مها‪(boyed, 1999) :‬‬

‫أ‪ -‬نفاذ للجميع إىل املعلومات وحرية التعبري‪.‬‬

‫‪ -‬تقاسم املعلومات واملعرفة‬

‫دور مؤسسات املعلومات يف بناء جمتمع املعرفة‪:‬‬

‫تؤدي مؤسسات املعلومات دورا حمورااي يف بناء جمتمع املعرفة ‪ ،‬حيث تقوم بدور مهم يف وضع املعارف بتصرف‬

‫اجلمهور منذ القرن التاسع عشر‪ ،‬حني اعرتف بوظيفتها االجتماعية املهمة ‪ ،‬املرتبطة بقوة ابلتعليم‪ ،‬واجلامعة ‪ ،‬والبحث ‪،‬‬

‫وبتطوير القدرات اإلنسانية‪.‬‬

‫وتقوم مؤسسات املعلومات بتلك املهمة ليس فقط ضمن اجملتمعات نفسها‪ ،‬بل أيضا بني بلدان الكرة األرضية‬

‫ومناطقها‪ ،‬وخصوصا عرب إقامة الشبكات‪ ،‬اليت تستطيع أيضا أن تضم إليها أمناطا أخرى من املؤسسات كاجلامعات‪،‬‬

‫ومراكز البحوث‪ ،‬واملتاحف‪ .‬ودخول املؤسسات الثقافية يف مفهوم شبكة يضعها يف قلب رهاانت اقتصادية مرتبطة‬

‫ابلنموذج اجلديد للمعلومات ‪ .‬ومؤسسات املعلومات ليست مسؤولة فقط عن حتديد مكان املعلومات ‪ ،‬ولكن أيضا‬

‫لضمان أن تستخدم هذه املعلومات بطريقة مثمرة ‪ ،‬وحتليل املعلومات لتوليد املعرفة اجلديدة ‪ .‬وهي مسؤولة يف املقام‬

‫األول بتعزيز األمة ابملعرفة املعاصرة ‪،‬واليت تعمل على تقدم التنمية‪ ،‬واليت تعتمد إىل حد كبري على كفاءة األمة يف‬

‫املعرفة وفائدهتا )‪(Eduardom, 1995‬‬ ‫استيعا‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪441‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫وملؤسسات املعلومات وعلى رأسها املكتبات دور مهم يف تقليل الفجوة الرقمية ‪ ،‬فاملؤسسات املعلوماتية مكان‬

‫التقاء ومركز نشاطات ثقافية وكمركز طبيعي ومبادل للمعارف ‪ ،‬ونقطة التمفصل بني احمللي والعاملي ‪ ،‬وأداء دور عام‬

‫للوساطة الثقافية واالجتماعية ولتشكيل ونقل املعارف على تنوعها‪.‬‬

‫وتعترب مؤسسات املعلومات أداة لتشجيع التنوع اللغوي والثقايف ‪ ،‬ال ابالقتصار على وظيفتها الرتاثية ولكن‬

‫ابلسماح إبدخال هذا التنوع إىل املمارسات احلية ‪ .‬وهي مكان حملو األمية املعلوماتية ‪ ،‬وانتشار املعارف يف إطار الطلب‬

‫املتزايد على التدريب يف كل مناطق العامل من خالل مسارات تدريب فردية ومجاعية ‪ .‬فمحو األمية تعين أكثر من معرفة‬

‫كيفية القراءة والكتابة ‪ ،‬ولكن على الفهم الصحيح والقدرة على استخدام املعلومات الالزمة ألداء مهامها بفاعلية يف‬

‫اجملتمعات القائمة على املعرفة (‪.)Eduardom, 1995‬‬

‫وتسهل مؤسسات املعلومات النفاذ إىل املعلومات ‪ ،‬ونقل املعارف ونشرها ‪ ،‬وتشجيع ثقافة التجديد واألفكار‬
‫ّ‬
‫اجلديدة يف اجملتمع‪ .‬وتنوع أمناط الوصول إىل املعرفة والذي يشكل إحدى املواصفات الكبرية للمجتمعات املعرفية‪.‬‬

‫وتؤدي مؤسسات املعلومات دورا حامسا يف التطور ‪ ،‬مبسامهتها يف نشر املعارف ‪ ،‬هبدف إنقاص االستقطا‬

‫الشديد لعاملنا فيما يتعلق ابلنفاذ إىل املمتلكات الثقافية واملعلوماتية‪ .‬فاملؤسسات الثقافية ليست مكاان فقط للحفاظ على‬

‫املعرفة ‪ ،‬بل تسهيل حيازة واستيعا املعارف وتشجيع احلوار القائم على املساءلة ‪ ،‬ويصبح بذلك دورها هو اإلجابة عن‬

‫التحدايت املستقبلية للثقافة العلمية ؛ فال ابتكار بدون احملافظة وإعادة إنتاج املعارف السابقة (‪.)William, 2008‬‬

‫إن مؤسسات املعلومات مدعوة للقيام بدور أساسي يف جمتمعات املعرفة ‪ ،‬اليت تقام على خلخلة كبرية‬

‫للمخططات التقليدية إلنتاج املعارف ونشرها وتطبيقها‪ .‬فاحلفاظ على املعارف احمللية والتنوع اللغوي واالرتقاء به يف‬

‫الفضاء الرقمي يقتضي األخذ بعني االعتبار تعدد مستوايت العمل يف ظل جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫ويشغلنا التنوع الثقايف واللغوي ‪ ،‬ووسائل احلفاظ عليه يف مواجهة خماطر التنمية والتعميم وتقاسم املعارف اليت‬

‫حترص عليه الثورة املعلوماتية ‪ ،‬وسيتوجب على مؤسسات املعلومات خلق فضاءات مشرتكة حتافظ على التنوع ‪ ،‬وتثري‬

‫هذا النوع ‪ .‬والشكل التايل يوضح نسبة اللغات املستخدمة على اإلنرتنت يف العامل العريب (حي‪،‬ى‪ 0210 ،‬م)‪.‬‬
‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪441‬‬

‫استخداما من جانب الشباب العريب عل ببكة انإننرن‬


‫ً‬ ‫اللغات األكثر‬

‫تسهم مؤسسات املعلومات فيما يطلق عليه التعليم املستمر أو التعلم مدى احلياة ‪ ،‬حيث ميكن أن تساهم هذه‬

‫الديناميكية يف حتقيق جمتمع املعرفة ‪ ،‬ففكرة تعليم الكبار اليت تظهر يف بلدان مل ُّ‬
‫تسد فيها حاجات التعليم األساسي ‪،‬‬

‫أخذت تكتسب أمهية حامسة‪ ،‬السيما أهنا تشكل شرطا للتنمية ‪ ،‬وميكن للتعلم مدى احلياة أن ميثل جوااب على عدم‬

‫استقرار فرص العمل واملهن املتزايد‪.‬‬

‫وتقوم مؤسسات املعلومات ابملسامهة بتفعيل التعلم مدى احلياة ‪ .‬فمنذ أعمال روبرت هتشنسن ‪،1968‬‬

‫وهوسني ‪ 1924‬واليت تشري إىل مصطلح (جمتمع متعلم ‪ )learning society‬وهو منط جديد من اجملتمعات ‪ ،‬حيث‬

‫املعارف عملية مستمرة طوال حياة الفرد‪ .‬فممارسة عدة مهن خالل حياة الفرد جيعل االستمرار يف‬ ‫عملية اكتسا‬

‫التعليم مدى احلياة أمرا ضروراي‪ .‬ويف الفرتة الزمنية نفسها وضع بيرت دروكر ( ‪ )1961‬مصطلح جمتمع املعرفة ‪ ،‬حيث‬

‫بسن معينة‬
‫ذكر‪ :‬أن من املهم يف ذلك اجملتمع وقبل كل شيء تعلم التعلم ‪ ،‬حيث مل يعد التعلم ميزة للنخبة ‪ ،‬وال مرتبط ّ‬
‫بل ميتد إىل كل اجملتمعات طوال حياة الفرد )‪. (Agnes, 2013‬‬

‫ورغم أننا نشهد جمتمعا عامليا للمعلومات ‪،‬حيث ازدادت تكنولوجيا املعلومات بشكل يفوق كل التوقعات يف‬

‫كمية املعلومات املتوافرة وسرعة نقلها ‪ ،‬فإن الطريق ال زال طويال ‪ ،‬فإن املعلومات ال ضرورة هلا حىت تقوم مؤسسات‬

‫املعلومات بتقار املعلومات املتوافرة ببصرية وفكر نقدي ‪ ،‬لتحليلها وفرزها وضم العناصر اليت يروهنا األكثر أمهية إىل‬

‫قاعدة املعارف ‪ .‬ففرط املعلومات ليس ابلضرورة مصدرا للمزيد من املعرفة ‪ ،‬بل ينبغي أن تكون األدوات اليت تسمح بـ‬

‫"معاجلة هذه املعلومات " يف مستوى املهنة‪.‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪441‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫ومن أهم صفات جمتمعات املعرفة "تقاسم املعارف " ‪ ،‬ولكن نالحظ أنه رغم أننا يف عصر املعلومات ‪ ،‬وحني‬

‫نوعد بنشوء جمتمعات املعرفة نرى مفارقة تزايد الشروخ واإلقصاءات بني الدول النامية واملتقدمة ‪ .‬صحيح أن مجاهري‬

‫اإلنرتنت تتزايد بسرعة حيث زاد عددهم إىل ما يقر من ‪ %2‬من سكان العامل يف ‪ 1995‬م ‪ ،‬وإىل ‪ %6.2‬عام‬

‫‪ 2014‬م ‪ ،‬منهم يف العريب ‪ 125‬مليون شخص يستخدم اإلنرتنت بنسبة ‪ % 2.5‬ومن عدد مستخدمني وهذه نسبة‬

‫ضئيلة جداا (‪.)Agnes, 2013‬‬

‫الشكل رقم (‪ )4‬يوضح نسبة استخدام انإننرن عل مستوى العامل موزعة حسب املناطق‬

‫ويشري التقرير العاملي لتقنية املعلومات إىل أن ‪ %02 :‬من سكان العامل يف أيديهم ‪ %82‬من الدخل العاملي ‪،‬‬

‫وتشكل الفجوة الرقمية مشكلة مثرية للقلق ومن املرجح أن التقدم احلايل الكبري يف عدد مستخدمي اإلنرتنت سيتباطأ‪.‬‬

‫إن هذه الفجوة الرقمية تسهم يف إحداث فجوة أخرى أكثر إاثرة للقلق وهي الفجوة املعرفية والذي جتمع‬

‫التأثريات املختلفة للفروق املالحظة يف احلقول الرئيسة املكونة للمعرفة ‪ ،‬وهلذا على مؤسسات املعلومات تطوير القدرات‬

‫واجلهود بـ (النفاذ إىل املعلومات ) ودعم التعليم والبحث العلمي‪ ،‬وتعزيز التنوع اللغوي والثقايف ‪ ،‬والذي يشكل التحدي‬

‫احلقيقي أمام بناء جمتمعات املعرفة )‪. (Raward, 2014‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪441‬‬

‫وينبغي إجياد توازن بني محاية امللكية الفكرية والنهوض ابمليدان العام للمعرفة ‪ ،‬إذ جيب أن يظل النفاذ الشامل‬

‫للمعرفة الدعامة اليت ستسند املرحلة االنتقالية حنو جمتمع املعرفة ‪ .‬والعمل على زايدة القدرة على حتديد وإنتاج ومعاجلة‬

‫وحتويل ونشر واستعمال املعلومات من أجل خلق وتطبيق املعارف الضرورية للتنمية اإلنسانية‪.‬‬

‫وما ميكن أن تسهم به جمتمعات املعرفة جبعل عامل الغد أكثر خطورة من خالل االنتقال احلر للمعلومات ‪،‬‬

‫ولتوافر قدر كبري من املعارف ‪ ،‬ومن التحدايت اليت تواجهها مؤسسات املعلومات خلق أشكال مستدامة للبحث ‪.‬‬

‫وتلك مهمة ال ميكن أن تتم بفاعلية دون إسهام مؤسسات املعلومات يف هتيئة املواطنني ضد التهديدات ‪ ،‬وهلذا تعد‬

‫حجر األساس يف سياسات األمن البشري والوسيلة األساسية اليت ميكن أن تشجع نشوء جمتمعات املعرفة‪.‬‬

‫‪ -1‬العوائق أو احملددات اليت ميكن أن حتكم أو حتذ ‪ ،‬من جهود مؤسسات املعلومات ومقدرهتا عل التوجه حنو‬

‫جمتمع املعرفة‪:‬‬

‫هناك بعض املعوقات اليت ينبغي الوقوف عندها عند التفكري يف بناء النهضة والتوجه إىل جمتمع املعرفة ‪ ،‬وتنقسم‬

‫إىل نوعني‪ .‬معوقات خارجية ‪ ،‬وهي اليت تتعلق ابلبيئة اخلارجية ملؤسسات املعلومات ونقصد هبا اجملتمع اخلارجي ‪ ،‬وهناك‬

‫بعض معوقات الداخلية اليت خنص مؤسسات املعلومات ذاهتا‪ .‬وانطالقا من هذا املفهوم نعرض لبعض املعوقات املهمة‬

‫اليت ينبغي الوقوف عندها عند التفكري يف بناء النهضة والتحول إىل جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬املعوقات اخلارجية اليت ترتبط ابجملتمع اخلارجي مبؤسسات املعلومات‪:‬‬

‫‪ -4‬إبكالية التنمية الثقافية يف اجملتمعات العربية‪:‬‬

‫الثقافة متثل مجلة اخلربات واملهارات ‪،‬ومنظومة القيم واالجتاهات اليت تراكمت وأتصلت جملتمع يستخدمها على‬

‫حيواي لتشكيل عامله وإشباع حاجاته‪.‬‬


‫حنو خاص استخداما ا‬

‫لذلك البد أن تكون الثقافة يف موضوع القلب من جهود التنمية والتغيري‪ ،‬ولكن نتيجة ملرياث ثقايف طويل من‬

‫القهر‪ ،‬واالستعمار‪ ،‬والتقاليد البالية املوروثة واأليديولوجيات اليت تكرس التخلف والغيبية ‪ .‬هنا تكمن مشكلة التغيري يف‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪441‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫القدرة على تنمية مناذج معرفية وإدراكية جديدة ‪ ،‬وقيم وأخالق ووعي مجاهريي جديد‪ .‬تدفع جهود التنمية وتتالءم مع‬

‫متطلبات اجملتمع املعريف وأهدافه (تقرير املعرفة العريب للعام ‪.)0210-0211 ،‬‬

‫‪ -1‬إِبكالية التناقض الكامن يف جمتمع املعرفة واقتصاد املعرفة‪:‬‬

‫التناقض بني مبدأ احلق يف امللكية واستقالليتها للجميع ‪ ،‬ومبدأ املساواة والرفاهية االجتماعية للجميع ‪ .‬أو ما‬

‫ميكن التعبري عنه ابلتناقض الكامن بني احلرية االقتصادية والعدالة االجتماعية يف النظام الرأمسايل ‪ ،‬هو يف احلقيقة التناقض‬

‫املرجو منها حىت اآلن ‪.‬‬


‫احملرك للتغيري يف النظام الرأمسايل ‪ ،‬من خالل سياسات اجتماعية مل حتقق ّ‬
‫فهذا االنقسام احلاد الذي حيدث يف اجملتمعات الساعية إىل اقتصاد املعرفة ‪ ،‬ما بني خنبة تسيطر على اقتصاد‬

‫املعلومات حوايل ‪ ، %02‬وبني غالبية حنو ‪ %82‬فقرية يف اقتصاد املعلومات يؤدي إىل ازدايد البطالة ‪ ،‬وتفاقم الفقر‪،‬‬

‫واحنسار دولة الرعاية االجتماعية (اجمليدل ‪ 0226 ،‬م) كل تلك عوامل كاحبة للتنمية والوصول إىل جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫‪ -1‬إِبكالية التغيري يف نظام التعليم‪:‬‬

‫لعل إشكالية التغيري يف نظام التعليم من أكثر اإلشكاليات عالقة بعملية هتيئة اجملتمع إىل ما يسمى جمتمع املعرفة‬

‫‪ .‬فاملدرسة هي املكان الذي يتم فيه تنمية رأس املال البشري ‪ ،‬ضمن اإلطار العام جملتمع املعرفة‪ .‬بناء رأس املال البشري‬

‫يتطلب تبين سياسات متكاملة يف اإلصالح الرتبوي والتنمية االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬وأن تصبح خطط اإلصالح‬

‫الرتبوي جزءا من خطط التنمية الشاملة ‪ ،‬ابعتبار أن رأس املال البشري يعد الركيزة األساسية للمضي قدما إلقامة اجملتمع‬

‫املعرفة (تقرير املعرفة العريب للعام ‪)0210-0211 ،‬‬

‫‪ -1‬سرعة تدفق املعرفة‪:‬‬

‫اجملتمعات العربية اليت تتدفق عليها ثورة املعرفة بسرعة هائلة‪ ،‬مل تتغري بعد‪ ،‬الزالت تعيش قطاعات كثرية منها يف‬

‫غياهب مراحل اترخيية ماضية جيتازها العامل املتقدم وتركها خلفه مبراحل زمنية كبرية‪.‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪410‬‬

‫فمجتمع املعرفة الغريب قد ارتكز على ثورات معرفية ‪ ،‬يف مراحل اترخيية متالحقة للوصول إىل جمتمع املعرفة ‪،‬‬

‫فهل مثة إمكانية أمام اجملتمعات العربية لتجاوز هذه املراحل‪ ،‬والعمل بصورة متزامنة ومكثفة وشاملة لتحقيق متطلبات هذا‬

‫اإلجناز التارخيي واملشاركة يف جمتمع املعرفة (تقرير املعرفة العريب للعام ‪ 0210 - 0211 ،‬م)‪.‬‬

‫‪ -1‬ارتفاع معدالت األمية‪:‬‬

‫تعد مشكلة األمية إحدى أبرز العقبات اليت هتدد اجملتمعات العربية يف سبيل االخنراط يف جمتمع املعرفة ‪ ،‬والقضاء‬

‫على األمية هي أحد املقاييس املهمة ألية برامج تستهدف النهوض ابجملتمعات العربية وإعدادها للولوج إىل جمتمع املعرفة ‪.‬‬

‫وحسب أحدث إحصائيات اليونسكو ‪ ،‬تقدر نسبة األمية بني السكان يف سن ‪ 15‬سنة ابملنطقة العربية ‪%09‬‬

‫(اليونسكو ‪ 0212‬م)‪.‬‬

‫معدالت معرفة القراءة والكتابة عل مستوى العامل‬

‫الصورة السابقة توضح لنا أننا إذن ‪ ،‬إزاء أعداد كبرية من األميني ‪ ،‬ال متتلك املعرفة الالزمة الستخدامها يف‬

‫حياهتا العامة والوظيفية ‪ ،‬ويف مهارات احلياة األساسية اليت يتم تعلمها مع القراءة والكتابة‪.‬‬

‫‪ -4‬النربية يف مرحلة الطفولة املبكرة ‪:‬‬

‫التعليم اجليد يف مرحلة الطفولة ميهد للتعليم يف مراحل كافة ‪ ،‬وهو تعليم كلي متكامل ينمي القدرات ‪ ،‬وينسق‬

‫بني املعارف واملهارات ‪ .‬وتتفاوت معدالت التحاق األطفال بربامج التعلم االبتدائي وقبل االبتدائي من بلد عريي آلخر‪،‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪414‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫وقد أحرزت الدول العيية تقدما ملموسا منذ عام ‪ 1999‬م يف خفض أعداد األطفال غري امللتحقني ابملدارس إىل ‪%08‬‬

‫(تقرير املعرفة العريب للعام ‪.)0210-0211 ،‬‬

‫ويؤكد تقرير اليونسكو ‪ 0212‬م ‪ ،‬أن املؤشر الضروري واملفيد يف تقييم مدى التقدم يف حتقيق التعليم االبتدائي‬

‫الشامل وإاتحة فرص البدء يف تكوين رأس املال املعريف البشري املطلو جملتمع املعرفة (اليونسكو‪ 0212 ،‬م)‪.‬‬

‫‪ -1‬التعليم الثانوي للشباب ‪:‬‬

‫تعكس املؤشرات تدنيا شديدا يف فرص التعليم الثانوي املتاحة أمام الشبا ‪ ،‬إذ يعجز عن احلصول على هذه‬

‫الفرصة ‪( %25‬أو رمبا أكثر) من التالميذ يف هذه املرحلة (تقرير املعرفة العريب للعام ‪.)0210-0211 ،‬‬

‫وليس من املعقول متكني الشبا ‪ ،‬وتزويدهم ابملعرفة واملهارات والقيم الالزمة لتحمل أعباء املستقبل يف جمتمع‬

‫املعرفة بتعليم ينتهي لفريق كبري منهم عند املرحلة االبتدائية أو املتوسطة (اإلعدادية) ابعتبارها هناية التعليم األساسي )‬

‫وهلذا فإن التوسع يف التعليم الثانوي من شأنه أن يوسع قاعدة االستفادة للشرائح الفقرية من اجملتمع‪.‬‬

‫‪ -1‬مؤبرات التحصيل يف نظم التعليم‪:‬‬

‫تعترب دراسة تيميس ‪ Timiss‬من أهم املؤشرات اليت تعتمد عليها املنظمات الدولية يف رصد مدى التطور أو‬

‫الرتاجع يف مستوى التحصيل ‪ .‬وتظهر الدراسة إىل تراجع املهارات عند التالميذ العر ‪ ،‬ليس فقط يف جمال االستدالل ‪،‬‬

‫وهو اجملال األكثر تعقيدا وصعوبة‪ ،‬بل يف جمال املعرفة ‪ ،‬وهو اجملال الذي يقيس القدرات البسيطة كالتذكر ( ‪Timss,‬‬

‫‪.)2010‬‬

‫ويذكر البنك الدويل أننا إذا كنا نعترب التفكري العلمي أساس امتالك املعرفة وإنتاجها فإننا ندرك مدى ما يتهدد‬

‫النشء العريب من خماطر التخلف والعجز عن فهم القدرة على استثمار احلقائق العلمية حلل مشكالت الواقع وحتسينه‬

‫)‪. (Raward, 2014‬‬

‫وتكشف نتائج بيزا تدين مستوى الطالب العريب يف املهارات القرائية والثقافية العلمية والرايضية ‪ .‬إن حتسني‬

‫نوعية التعليم ميثل حتداي أساسيا أمام الدول العربية ‪ ،‬اليت تسعى إىل أتسيس النهضة ودخول جمتمع املعرفة (األمم املتحدة‬
‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪411‬‬

‫املهارات‬ ‫‪ ،‬جامعة الدول العربية ‪ 0229 ،‬م) ‪ ،‬وسيظل التعلم القاعدة األساسية اليت هتيئ لألجيال فرص اكتسا‬

‫والقيم اليت تؤهلها للتعامل مع املعرفة توظيفا وتوطينا وإنتاجا‪.‬‬

‫‪ -1‬التنشئة االجتماعية‪:‬‬

‫التنشئة االجتماعية عملية متواصلة‪ ،‬يكسب الفرد فيها حيمل العناصر الثقافية اليت تشكل هويته ‪ ،‬وحتافظ على‬

‫دميومته من معارف ‪ ،‬واجتاهات وقيم ومعايري‪ ،‬تؤثر يف سلوكهم يف مجيع جماالت احلياة (احلسيين‪ .)0229 ،‬وتتضمن‬

‫تلك التنشئة تنمية صورة الذات لدى الفرد ‪ ،‬وإكسابه عناصر اهلوية االجتماعية ‪ ،‬وتوعيته هبا‪.‬‬

‫إدماجه يف حميط الثقافة االجتماعي‪ ،‬كعضو فعال ومواطن كامل املواطنة يف اجملتمع الذي ينتمي إليه ‪ .‬والتنشئة‬

‫االجتماعية ركيزة أساسية يف عملية حتليل متطلبات البيئة التمكينية احلاضنة إلعداد األجيال العربية القادمة للولوج إىل‬

‫جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من التمايزات أو االختالفات يف التنشئة االجتماعية بني الدول العربية ‪ ،‬أو يف داخل كل دولة على‬

‫حدة يف عمليات توجهات وأساليب التنشئة االجتماعية ‪ ،‬فإن مثة قامسا مشرتكا ‪ ،‬ويتمثل يف‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬أهنا تعاين اهلشاشة والضعف أو ما يطلق عليه (دور كهامي) األنومي وهي احلالة اليت يفتقد فيها اجملتمع امتالك القيم‬

‫واملعايري اليت توجه سلوكيات وتفاعالت البشر يف خمتلف جماالت الواقع االجتماعي‪.‬‬

‫اثنيًا‪ :‬غيا أو ضعف مؤسسات التنشئة االجتماعية األسرة والتعليم واإلعالم ‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬ضعف اجملتمع املدين ‪ ،‬وتراجع واحنسار دور النشاط األهلي وتعاظم دور السلطة‪.‬‬

‫‪ -1‬اللغة العربية والوصول إِىل جمتمع املعرفة‪:‬‬

‫اللغة العربية أداة الفكر وحصته ‪ ،‬وهي ليست أداة تفاهم وتواصل فحسب ‪ ،‬وإمنا هي أيضا أداة تفكري وأتمل‪.‬‬

‫وتعاين اللغة العربية أزمة وتواجه حتدايت تتعلق بتعلمها وإكساهبا واستخدامها ‪ ،‬ويالحظ اخنفاض عدد املواقع املكتوبة‬

‫ابللغة العربية ‪ ،‬وهي تقدر حبوايل ‪ 5222‬موقعا‪.‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪411‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫وهناك دعوات للتوسع يف ترمجة العلوم ومعطياهتا احلديثة إىل اللغة العربية وتدريسها ابللغة العربية ‪ ،‬مما يساعد‬

‫اللغة العربية أن تصبح لغة علمية شائعة االستخدام بني كل فئات اجملتمع ‪ ،‬ويكون عامال مه اما يف نشر الثقافة العلمية ‪،‬‬

‫والتفكري العلمي (تقرير املعرفة العريب للعام ‪ 0211-0212 ،‬م) ‪ ،‬ومن الضروري بذل اجلهود اإلضافية من أجل‬

‫االهتمام مبكانة اللغة العربية وإصالحها وتطويرها وتدريسها والنظر إليها كأداة للمسامهة يف اإلنتاج ‪ ،‬وليس يف عزلة جمتمع‬

‫املعرفة وتطوره ‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ )1‬النفاذ إىل انإننرن حسب اللغات‬

‫املصدر ‪http://meta.wikimedia.org/wiki/List_of_ Wikipedias:‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪411‬‬

‫‪ -4‬إِدماج املرأة يف التنمية‪:‬‬

‫يتصل متكني املرأة بتكامل احلرايت وتوفري احلقوق اإلنسانية للمجتمع كحق احلرية واحلياة الكرمية ‪ ،‬وإنصاف فئة‬

‫مهمشة يف جمتمعاتنا العربية‪ .‬واملرأة إىل جانب الرجل عصب أساسي يف عملية تنشئة األجيال ‪ ،‬فإذا حتسن وضع املرأة‬

‫قواي يف تشكيل شخصية وعقول النشء بل وثقافة اجملتمع كله‪.‬‬


‫كانت عامال ا‬

‫‪ -1‬إِخفاق سياسات انإصالح االقتصادي ‪:‬‬

‫أثرت األزمة املالية الكربى اليت طالت النظام املايل العاملي يف أواخر عام ‪ 0228‬على التنمية االقتصادية‬

‫واالجتماعية يف املنطقة العربية ‪ ،‬وأدت إىل ارتفاع مستوايت البطالة ‪ ،‬واخنفاض األجور‪ ،‬وأثرت سلبياا على متويل برامج‬

‫التنمية ‪ ،‬ومن مث يف بناء جمتمع املعرفة ‪ ،‬خاصة يف الطبقات الوسطى والشعبية ‪ .‬وتشري البياانت إىل أن بعض الدول‬

‫العربية تتعاىف من آاثر األزمة املالية العاملية‪ .‬ويف هذا اجملال ‪ ،‬يعترب التكامل االقتصادي اإلقليمي مطلبا مه اما (تقرير املعرفة‬

‫العريب للعام ‪.)0210-0211 ،‬‬

‫‪ -1‬البطالة‪:‬‬

‫حتداي خطريا للتنمية وإلعداد األجيال لالخنراط يف جمتمع املعرفة‪ ،‬ألهنا حت ّد من القدرة اإلنسانية‬
‫تشكل البطالة ا‬

‫وتعوقها عن العمل واالنطالق ‪ ،‬وتقلل اإلبداع وتعوق التفاعل واملسامهة يف بناء النهضة ‪ .‬كما أن سوق العمل الذي‬

‫يعتمد على التقنية بشكل متزايد يتطلب مهارات ال ميلكها كثري من الشبا ‪،‬وتوضح إحصاءات منظمة العمل العربية‬

‫أن نسبة البطالة يف العامل العريب ترتاوح بني ‪ % 02- 15‬مقابل ‪ %6‬عامليا (تقرير املعرفة العريب للعام ‪-0211 ،‬‬

‫‪.)0210‬‬

‫‪ -1‬ضعف البيئات التمكينية العربية‪:‬‬

‫إن ضعف البيئات التمكينية االجتماعية واالقتصادية واملعرفية يف معظم دول املنطقة العربية يرجع إىل عدة عوامل‬

‫‪ ،‬لعل أمهها أن املنطقة العربية تفتقر إىل نظرة مؤسسية للمعرفة ‪ ،‬وإىل متطلباهتا كالتشريعات اخلاصة هبا‪ .‬وميكن القول إن‬

‫القوانني والتشريعات العربية ما تزال يف أغلبها غري مؤهلة للتصدي للقضااي اليت يطرحها جمتمع املعرفة‪.‬‬
‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪411‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫واجلدول التايل يوضح ترتيب الدول األعضاء يف اإلسكوا (األمم املتحدة ‪ ،‬اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغر‬

‫آسيا) وفق مستوى النضج يف البيئة التمكينية ‪ 0210 ،0211 ،‬م‪.‬‬

‫املستوى الثاين املستوى الثالث املستوى الرابع‬ ‫املستوى األول‬


‫البلد‬
‫‪0229 0222 0229 0222 0229 0222 0229 0222‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫األردن‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫البحرين‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫اجلمهورية العربية السورية‬
‫‪‬‬ ‫السودان (*)‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫العراق‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫سلطنة عمان‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫فلسطني‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫قطر‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الكويت‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫لبنان‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫مصر‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫اليمن‬
‫املصدر ‪:‬بياانت مجعتها اإلسكوا‪.‬‬

‫(*) مل يقدم تقييم للسودان قبل عام ‪ 0229‬نظرا ألنه مل ينضم إىل اإلسكوا إال يف عام ‪0228.‬‬

‫‪ -41‬نقص االستثمار يف رأس املال البشري ‪ :‬وليس نقص االستثمار يف رأس املال املادي الذي مينع الدول الفقرية من‬

‫اللحاق بركب البلدان الغنية‪.‬‬

‫‪ -1‬الفجوة الرقمية بني البلدان النامية املتقدمة املنتجة للتكنولوجيا ‪ ،‬وابلنظر إىل املؤشرات املستخدمة لتقييم وتطوير‬

‫جمتمع املعرفة (مثل التحصيل العلمي ‪ ،‬االستثمار يف البحث والتطوير ‪ ،‬الوصول إىل اإلنرتنت ‪ )...‬يف الدول النامية‬

‫واملتقدمة يبدو أن الفجوة الرقمية قد تتسع ‪ ،‬ألن املعرفة تنتج املزيد من املعرفة ‪ ،‬وهذا بدوره يزيد اإلنتاجية ‪ .‬وهذا ينطوي‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪411‬‬

‫على خطورة ألي بلد أو مؤسسة ال تسعى إىل املعرفة‪ .‬فالدول اليت ال تستثمر مبا فيه الكفاية يف التعليم والتقنيات احلديثة‬

‫املعرفة جتد صعوبة متزايدة يف اللحاق أبولئك الذين حلقوا بركب جمتمع املعرفة (‪.)Andreas, 2012‬‬ ‫الكتسا‬

‫مستخدمو االننرن يف العامل‪:‬‬

‫أكد التقرير العاملي الثاين عشر لتكنولوجيا املعلومات ‪ ،‬أبن الفجوة الرقمية اجلديدة فيما يتعلق بطريقة تسخري‬

‫الدول لتكنولوجيا االتصاالت واملعلومات يف سبيل تقدمي التنافسية واحلياة الكرمية ‪ ،‬ال تزال قائمة ‪ ،‬وأوضح التقرير ‪-‬‬

‫الذي جاء بعنوان "النمو والوظائف يف عامل فائق االتصال " – أن السياسات القومية يف بعض االقتصادات النامية ال‬

‫تعمل على حتويل االستثمار يف قطاع تكنولوجيا االتصاالت واملعلومات إىل فوائد ملموسة من حيث التنافسية والتنمية‬

‫والتوظيف ‪ ،‬فضال عن الفجوة الرقمية العميقة القائمة ابلفعل بني االقتصادات املتقدمة والنامية اليت تعوق الوصول إىل‬

‫البنية التحتية الرقمية واحملتوى (‪.)Raward, 2014‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪411‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫اثنيا‪ :‬املعوقات الداخلية املرتبطة مبؤسسات املعلومات‪:‬‬

‫‪ ‬ضعف البيئة املعلوماتية ‪ :‬جيب االهتمام بتوفري بيئة معلوماتية حتتية قوية ‪ ،‬تساعد على االخنراط يف جمتمع املعرفة‪،‬‬

‫والقدرة على بناء بيئات متكينية يف إنتاج املعرفة وإدارهتا ‪ ،‬ونشرها ‪ ،‬وتوظيفها‪ ،‬وتكريس ثقافة اإلبداع‪.‬‬

‫‪ ‬عدم جاهزية مؤسسات املعلومات إلدارة التجديد واالبتكار‪ ،‬ونقل التقنية‪ ،‬وإدارة البحوث والتطوير‪ ،‬ووضع خطط‬

‫إسرتاتيجية طويلة وقصرية املدى (إبراهيم ‪ 0229 ،‬م)‪.‬‬

‫‪ ‬عدم توافر نظم تشريعات واضحة من شاهنا أن تضبط وتنظم مسامهات اجلهات املختلفة ذات العالقة مبا فيها‬

‫حقوق امللكية الفكرية‪.‬‬

‫‪ ‬عدم وجود كوادر عالية التأهيل إلحداث نقلة نوعية تدعم جهود إقامة جمتمع املعرفة ‪.‬وعدم تشجيع تبادل اخلربات ‪.‬‬

‫‪ ‬عدم االهتمام بتطوير سبل النشر والتوزيع ‪ ،‬والتوعية بنتائج البحوث العلمية ‪ ،‬وتوطينها يف الثقافة العامة من خالل‬

‫تشابكات مؤسسية مثل مؤسسات التعليم واإلعالم (املسلم ‪ 0222 ،‬م)‪.‬‬

‫‪ ‬عدم توثيق اخلربات وحفظها يف قاعدة بياانت جتعلها متاحة لالستخدام إلعداد أي دراسة أبقل جبهد وتكلفة ‪ ،‬مع‬

‫عدم وضع إجراءات وطريقة عمل تضمن االتصال املباشر والتواصل بني أصحا اخلربة واملعرفة واآلخرين بشكل‬

‫منظم ومستمر‪.‬‬

‫‪ ‬الصعوابت املادية اليت تعانيها معظم مؤسسات املعلومات بسبب عدم التوازن بني ارتفاع الكلفة من جهة وعدم‬

‫الزايدة يف ميزانية املؤسسة من جهة أخرى ‪ .‬وهلذا ندعو إىل اقتناص فرص االستثمارات األجنبية يف دعم جماالت‬

‫القدرة العلمية‪ ،‬ومسامهة القطاع اخلاص يف عملية الدعم والتمويل (خفاجي ‪ 0220 ،‬م)‪.‬‬

‫‪ ‬عدم توافر خدمات تليب احتياجات املتعلم بطرق جديدة ‪.‬‬


‫‪ ‬ضعف البين التحتية ملؤسسات املعلومات من مرافق وجتهيزات ٍ‬
‫ومبان ‪.‬‬

‫‪ ‬عدم وجود إدارة متفهمة للتغيريات وللدور الذي ميكن أن تقوم به تلك املؤسسات يف دعم اجملتمع احمليط هبم‪.‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪411‬‬

‫‪ -1‬أهم املتطلبات الالزم توفريها لتنشيط دور مؤسسات املعلومات يف تنمية جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫عددا من املتطلبات جيب توافرها يف مؤسسات املعلومات للوفاء بدورها جتاه جمتمع املعرفة‬
‫ويذكر ‪ً Agnes‬‬

‫‪:) Agnes, 2013( :‬‬

‫‪ ‬توافر البىن التحتية املعلوماتية املهمة لتكنولوجيا االتصاالت (‪ ، )ICT‬وتعزيز رأس املال البشري لتسهيل الوصول إىل‬

‫املعلومات اليت هي مصدر حيوي للمعرفة‪.‬‬

‫‪ ‬بناء شبكة لإلنرتنت كخطوة إسرتاتيجية ‪ ،‬واملشاركة يف وسائل اإلعالم االجتماعية مثل الفيسبوك وتويرت‪.‬‬

‫‪ ‬املرافق والتجهيزات‪ :‬املبىن هو حجر األساس يف جناح املؤسسات الثقافية يف تقدمي كافة األنشطة واخلدمات جلمهور‬

‫املستفيدين منها‪ .‬وشرط جاذبية املكان واملبىن ‪ ،‬وختصيص مساحات كافية لألنشطة ‪ .‬واملساحات ينبغي أن تكون‬

‫كافية وتقسم وظيفياا وتعمل بشكل جيد ‪ .‬وتوفري أماكن للعمل واجتماع األفراد وتلبية احتياجات املواطنني‪.‬‬

‫‪ ‬تنوع مصادر املعلومات واخلدمات ‪ :‬ينبغي توفري عدد من املصادر اإللكرتونية والتقليدية جماان‪ ،‬فضال عن تنوع يف‬

‫اخلدمات املقدمة وخاصة اخلدمات القائمة على استخدام الشبكات ‪.‬وتكوين جمموعة كاملة من املقتنيات يف‬

‫مؤسسات املعلومات ‪ ،‬وأن يتم فهرستها وتنظيمها جنبا إىل جنب بطرق جديدة وإاتحتها للجمهور‪.‬‬

‫‪ ‬دعم املواطنني والشركات واإلدارات يف اجملتمع احمليط ابملؤسسة والتنوع يف طرق تسويق اخلدمات هلم‪.‬‬

‫‪ ‬تسهيل الوصول إىل املعرفة أبي وقت‪ ،‬وأبي مكان ‪ ،‬وأبي شكل‪.‬‬

‫‪ ‬عمل شراكات إسرتاتيجية بني املؤسسة املعلوماتية والشركات األخرى ‪،‬ومساعدهتم يف تقدمي معلومات هلم عن سوق‬

‫العمل ‪ ،‬والتقنيات احلديثة وتقدمي بعض املعلومات اهلامة اإلسرتاتيجية‪.‬‬

‫‪ ‬توافر اإلرادة السياسية‪ :‬إلنشاء مدينة معلوماتية ‪ ،‬مبا يف ذلك احلكومة اإللكرتونية‪.‬‬

‫‪ ‬وجود مناذج قيادية جيدة ‪ :‬متفهمة للتغريات التكنولوجية ‪ ،‬وللدور املهم الذي ميكن أن تقوم به تلك املؤسسات‬

‫يف دعم اجملتمع احمليط هبم‪.‬‬

‫‪ ‬تبين مفهوم الالمركزية يف اإلدارة ‪،‬وتنبين إدارة املعرفة كطريقة لتداول املعلومات ‪.‬‬
‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪411‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫‪ ‬تقييم احتياجات املتعلم بطرق جديدة ‪،‬وتقدمي خدمات بطرق خمتلفة ‪ ،‬ولذلك فمؤسسات املعلومات حباجة إىل‬

‫هيكلة أنواع خمتلفة من اخلدمات ألنواع خمتلفة من املتعلمني‪.‬‬

‫‪ ‬ينبغي أن يتوافر يف العاملني مبجتمع املعرفة املهارات الالزمة لتحديد واستخدام املعلومات يف أشكال خمتلفة يف بيئة‬

‫معقدة تتطلب عددا من املهارات لتقييم واسرتجاع املعلومات الواردة يف املصادر‪ .‬ويرى بيرت دراكر ‪ ...‬أن العاملني‬

‫يف جمال املعرفة ‪ -‬وهي الفئة احلديثة‪ -‬ستكون هي الفئة املهيمنة واملسيطرة من خالل امتالكها للمعرفة ومهارات‬

‫التعامل معها‪.‬‬

‫‪ ‬ويذكر التقرير العاملي لليونسكو عددا من االسرتاتيجيات لتمكني املؤسسات املعلوماتية ‪ ،‬لكي أن تؤدي دورا أكثر‬

‫أمهية يف تطوير جمتمع املعرفة ‪ ،‬وهي‪( :‬اليونسكو‪.)0225 ،‬‬

‫‪ ‬احلفاظ على الرتاث القومي‪.‬‬

‫‪ ‬إاتحة الوصول العادل واملنصف إىل كل مصادر املعلومات املتاحة لديها‪.‬‬

‫‪ ‬إنشاء وتسهيل سبل حتويل املعلومات إىل معرفة‪.‬‬

‫‪ ‬اإلسهام بشكل متسارع يف نشر التكنولوجيا اجلديدة ‪.‬‬

‫‪ ‬مؤسسات املعلومات حتتاج إىل أن تكون قادرة على االستجابة بشكل مناسب وسريع ألي تغيريات تكنولوجية‬

‫جديدة ‪.‬‬

‫‪ ‬تقدم التقنية احلديثة بشىت أشكاهلا قاعدة انطالق متقدمة للتطوير املعريف تتضمن أساليب ووسائل جديدة ‪ ،‬مل تكن‬

‫معروفة من قبل ‪ ،‬لتوليد املعرفة ونشرها وتوظيفها‪ .‬ومن خالل ذلك تحقدم املؤسسات وسائل جديدة ‪ ،‬ميكن من‬

‫خالل توظيفها ابلشكل املناسب املسامهة يف دعم البحث العلمي وتوليد املعارف ‪ ،‬وتعزيز التعليم والتدريب ونشر‬

‫املعارف ‪ ،‬وتوسيع دائرة اإلعالم وتوصيل املعلومات ‪ ،‬وزايدة الكفاءة اإلدارية ملختلف املؤسسات واألعمال يف شىت‬

‫اجملاالت (‪. )Grant, 1996‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪410‬‬

‫‪ ‬تدبري املوارد املالية ‪ :‬تؤسس نظم على املستوايت اإلقليمية وعلى مستوى البلد الواحد تعمل على تعبئة املوارد الالزمة‬

‫لتنفيذ خطط التغيري‪ ،‬وميكن هلذه النظم أن تستند على ختصيصات إلزامية حكومية وضريبية ‪ ،‬وعلى تشجيع القطاع‬

‫اخلاص على االستثمار األوسع يف املعرفة ‪ ،‬إضافة إىل الشراكة بني القطاعني العام واخلاص اليت تؤول يف النهاية إىل‬

‫أتمني الفرص احلاضنة واحملفزة للوصول إىل جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫‪ ‬حتتاج مؤسسات املعلومات إىل اسرتاتيجيات موحدة تقوم على أساس هنضة شاملة لإلعداد األجيال ملتطلبات جمتمع‬

‫املعرفة ‪ .‬تتبىن استخدام تقنية املعلومات احلديثة ‪ ،‬تعمل على توفري البيئة املناسب لتقنية املعلومات ‪ ،‬واستعمال‬

‫وسائل تضمن أمن املعلومات ‪ ،‬واملشاركة اجلماعية وحتقيق االستغالل األمثل هلذه التقنية (‪.)Daft, 2003‬‬

‫‪ ‬االهتمام ببناء نظم واضحة من التشريعات والرتخيصات واعتماد براءات االخرتاع وحقوق امللكية‪ ،‬كما أن هذه‬

‫التشريعات من شاهنا أن تؤمن القاعدة القانونية املوجهة وامللزمة جلميع اجلهات املعنية ابلعمل على إعداد اجملتمع‬

‫للولوج إىل جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫نظرة مستقبلية ملؤسسات املعلومات يف ظل جمتمع املعرفة‪:‬‬

‫العامل يتحرك بسرعة حنو جمتمع معلومات قائم على املعرفة ‪ ،‬وحتول للنظام الرأمسايل إىل نظام معريف ‪ .‬وهلذا فإن‬

‫مؤسسات املعلومات حتتاج إىل أن تكون قادرة على االستجابة لتلك التغريات بشكل سريع ومناسب ‪ ،‬وتتوافر لديها‬

‫قدرة عالية على استخدام املعلومات من أجل حتسني هذا اجملتمع وهو جمتمع املعرفة‪ .‬وهذه التغيريات أيضا متلي ‪ ،‬على‬

‫مجيع مؤسسات املعلومات إجراء تعديل كبري لتسخري املعلومات ألغراض التنمية الثقافية واالجتماعية واالقتصادية ‪ .‬وهذا‬

‫يتطلب سياسات جديدة ‪ ،‬وإصالحات تنظيمية عاجلة‪ ،‬والنمو يف ظل تدفق املعلومات ‪.‬‬

‫وتكشف بعض التقارير الدولية (البنك الدويل ‪ ،‬األمم املتحدة ‪ 0225 ،‬م) أن بعض البلدان وخاصة الدول‬

‫(األوروبية واالسكندانفية والغربية ‪ ،‬وكذلك الياابن والوالايت املتحدة وكندا واسرتاليا) حيركها االنتقال إىل جمتمع املعرفة ‪،‬‬

‫وال تزال بعض الدول يف العصر الصناعي وبعضها اآلخر يف العصر الزراعي ‪ .‬وإذا اعتربت املعرفة األكثر إنتاجا ملاذا مل يتم‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪414‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫حتول كل اجملتمعات إىل املعرفة؟ أو على األقل تتجه يف هذا االجتاه ‪ ،‬وكيف ميكن حتويل تلك اجملتمعات الصناعية‬

‫والزراعية إىل جمتمعات معرفية (اليونسكو‪ 0225 ،‬م)‪.‬‬

‫والسبيل إىل ذلك هو تطبيق املعرفة من خالل نظام متكامل من املؤسسات البحثية والثقافية ذات التوجه حنو‬

‫االبتكار‪ ،‬وإنشاء وتطبيق فعال للمعارف يعتمد على أوسع نطاق على الثقافة واملؤسسات وعلى اإلرادة السياسية يف تلك‬

‫البالد‪.‬‬

‫فالتوزيع غري العادل للمعرفة عرب البلدان ‪،‬وما ينتج عنه ما يعرف ابلفجوة املعرفية هو أكرب معوق النتشار املعرفة‬

‫يف البلدان النامية ‪ ،‬ويذكر التقرير السابق أن الفجوة املعرفية ترجع إىل ما يلي ‪( :‬اليونسكو‪ 0225 ،‬م)‪.‬‬

‫‪ -1‬املعرفة الصرحية ميكن نقلها بسهولة عرب الزمان واملكان ‪ ،‬أما أجزاء كبرية من املعرفة الضمنية تقيم يف أذهان الناس ‪،‬‬

‫وتستغرق وقتا طويال يف الوصول إليها ووقتا طويال لتطوير تلك املعرفة‪.‬‬

‫‪ -0‬سعت الدول الغنية إىل محاية حقوق امللكية الفكرية (وخصوصا براءات االخرتاع ) ‪ ،‬وابلتايل زادت كمية املعرفة اليت‬

‫يتم أتمينها واحتكارها‪.‬‬

‫وسامهت تلك العوامل يف زايدة الفجوة املعرفية بني البلدان النامية واملتقدمة وهذا ما ميثل خطورة للبالد اليت‬

‫تسعى إىل الوصول إىل جمتمع املعرفة ‪ ،‬واليت ستجد صعوبة متزايدة يف املستقبل يف اللحاق بركب الدول اليت جنحت‬

‫ابلفعل يف الولوج إىل جمتمع املعرفة‪ .‬فاالستثمار يف التعليم والتكنولوجيا اجلديدة وحده ليس كافيا ‪ ،‬فمن الضروري خلق‬

‫الظروف املالئمة لتشجيع االبتكار واإلبداع والتعاون ‪ .‬وما خالف ذلك له عواقب سلبية مثل هجرة العلماء إىل البلدان‬

‫األخرى اليت تقدم مل فرص اقتصادية واجتماعية أفضل‪.‬‬

‫ويرى روبرت رايخ (‪ 1991‬م) أن البنية الطبقية جملتمع املعرفة سوف تصبح أكثر ثراء ‪ ،‬من خالل الزايدة اإلنتاج‬

‫والطلب على املعرفة املنتجة لديهم ‪ .‬وترى بعض التحليالت أن االقتصادايت املتقدمة سوف تعتمد على مهارات معرفية‬

‫للعاملني يف جمال املعرفة متقدمة جدا ‪ ،‬وأن مستقبل العمالة غري املهارية يف استخدام املعرفة آخذة يف االخنفاض ‪.‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪411‬‬

‫فاجملتمعات اليت ستملك املعرفة هي اجملتمعات اليت ستملك القوة من خالل امتالكها للمعرفة واملعلومات ( ‪Wijetum,‬‬

‫‪. )2002‬‬

‫ومع الدور املتغري ملؤسسات املعلومات يواجه العاملون يف قطاع مؤسسات املعلومات حتدايت يف ظل قلة املوارد‬

‫مع زايدة يف حجم ونوع متطلبات املستفيدين ‪ ،‬يف ظل جمتمع املعرفة ال يقتصر دورهم فقط يف البحث عن املعلومات‬

‫ولكن تدريب املستفيدين على البحث وتقييم واسرتجاع املعلومات ‪ .‬وأيضا يف ظل استخدام تكنولوجيا املعلومات أصبح‬

‫دوره احلصول على املعلومات خارج حدود املؤسسة الثقافية (‪.)Wijetum, 2002‬‬

‫ويف ظل استخدام املوارد املتاحة على شبكة اإلنرتنت على حنو متزايد ‪ ،‬ينبغي أن يكون لديه مسؤولية تعريف املستفيدين‬

‫بقوانني حقوق امللكية الفكرية ‪ .‬وأيضا يقع على العاملني يف تلك املؤسسات الدور األكرب ليس فقط يف احلصول على‬

‫املعلومات ‪ ،‬ولكن أيضا ضمان أن تستخدم هذه املعلومات بطريقة مثمرة ‪ ،‬فأولئك جيب أن يكونوا ابرعني يف توفري‬

‫مصادر املعلومات املتاحة واستغالل أمثل لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪.)Wijetum, 2002‬‬

‫ويف هذا اجملال تربز ضرورة الدعوة إىل وضع خطة إسرتاتيجية إلقامة جمتمع املعرفة العلمية والتقنية الذي يهتم‬

‫بدورة هذه املعرفة‪ ،‬ويوفر البيئة املناسبة لتفعيلها وتنشيطها وزايدة عطائها‪ ،‬مبا يف ذلك أتمني البيئة التقنية احلديثة بشكلها‬

‫العام ‪ ،‬وبيئة تقنيات املعلومات على وجه اخلصوص ‪.‬ففي ذلك تطوير إلمكاانت اإلنسان ‪ ،‬وبناء القتصاد املعرفة ‪،‬‬

‫وتعزيز للتنمية ‪ ،‬وتطوير للمجتمع ‪ .‬وال شك أن ذلك ليس ابألمر السهل ‪ ،‬بل هو أمر صعب ‪ ،‬ورمبا شاق أيضا ‪ ،‬لكنه‬

‫ممكن ‪ ،‬بل وضروري أيضا‪.‬‬

‫املسألة املطروحة هي تفعيل دورة إنتاج ونشر واستخدام املعرفة العلمية والتقنية من خالل بيئة مناسبة ‪ .‬وال شك‬

‫أن حمور هذه الدورة هو اإلنسان كمصدر للعطاء من جهة‪ ،‬وكمقصد لالستفادة من جهة أخرى‪.‬‬

‫ويف هذا اإلطار علينا أن نفهم أوال الوضع الراهن الذي حييط بنا‪ .‬مث علينا أن حندد غاايتنا اإلسرتاتيجية‪ ،‬وعلينا‬

‫حنول هذه الغاايت إىل أهداف تفصيلية متدرجة قابلة للتنفيذ‪ .‬وعلينا أن نضع املشروعات الالزمة لتحقيق‬
‫بعد ذلك أن ّ‬
‫هذه األهداف ‪ ،‬وأن حندد املهمات وأساليب التنفيذ‪ .‬والبد أن يتم ذلك بعقلية مرنة وتعاونية تستجيب للمتغريات من‬
‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪411‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫انحية ‪ ،‬ومبناهج وأساليب إدارية سليمة ‪ ،‬وخطوات حمددة وجمدولة زمنيا من انحية أخرى ‪ .‬ولنا يف جتار الدول ‪ ،‬وما‬

‫خطته من خطوات سابقة ‪ ،‬أمثلة نفهم منها نقاط القوة ومصادر الضعف يف مسريهتا ‪ ،‬كي تتمتع مسريتنا ابلكفاءة‬

‫والنجاح املنشود‪.‬‬

‫اخلالصة والتوصيات‪:‬‬

‫ويف ضوء ما سبق " حنو جمتمعات املعرفة " ميكن استخالص ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا كانت املعلومات وسيلة للمعرفة‪ ،‬فليست هي املعرفة ؛ إذ إن املعلومات قد ولدت من الرغبة يف تبادل املعرفة‪.‬‬

‫فتحول املعلومة إىل معرفة ‪ ،‬يف جمتمعات متعلمة تقوم على التدريب‬
‫ومؤسسات املعلومات مكان يتعلم فيه املرء ّ‬
‫مدى احلياة ‪ ،‬وستبقي تلك املؤسسات دعامة انتقال مجاعي للمعارف ‪ ،‬بوظيفتها املعرفية والتطويرية ومنوذج‬

‫املنظمة املتعلمة‪.‬‬

‫‪ -0‬إن عوامل التكامل والتعاون مكفولة على أرض الواقع العريب كحقائق ينبغي استثمارها يف رؤى وسياسات وخطط‬

‫ومشروعات تشكل بيئات ممكنة للتوجه إىل جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫‪ -2‬احلد من الفجوة الرقمية أمر مهم ‪ ،‬لكنه غري كاف ‪ ،‬إذ إن الفجوة الرقمية غالبا ما تقرتن بفجوة معرفية أكثر عمقا‬

‫وقدما‪.‬‬

‫‪ -4‬ستؤدي املعرفة دورا متزايدا يف النمو االقتصادي ‪ .‬كما أهنا تشكل أحد أسس التنمية البشرية املستدامة‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫إن مؤسسات املعلومات مدعوة للقيام بدور أساسي يف تطوير جمتمع املعرفة ‪ ،‬ولكي تقوم تلك املؤسسات‬

‫ابلدور املنوط هبا يتطلب ذلك جتنيد عدد كبري من العناصر‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -1‬إن العامل يتوجه بسرعة حنو جمتمع قائم على املعرفة ‪ ،‬فيه كثري من املتغريات ‪ ،‬وملواجهة مؤسسات املعلومات هذه‬

‫التغيريات يتطلب وضوح الرؤى ‪ ،‬وإعادة النظر يف األهداف األساسية لديها‪.‬‬

‫‪ -0‬توفري مناذج جديدة للقيادة متفهمني للتغريات التكنولوجية واالجتماعية ‪ ...‬إخل‪.‬‬


‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪411‬‬

‫‪ -2‬مضاعفة تسهيل النفاذ إىل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ‪ ،‬واليت تشجع نشر املعرفة وتقامسها ‪ ،‬وجتعل من‬

‫تكنولوجيا املعلومات أداة أساسية للمعرفة يف ظل جمتمع املعرفة‪.‬‬

‫‪ -4‬املشاركة يف حمو األمية املعلوماتية عن طريق إمداد جمتمع املستفيدين ابملهارات الالزمة لتحديد واستخدام املعلومات‬

‫يف أي أشكال خمتلفة ‪ ،‬وتقييم واسرتجاع املعلومات الواردة يف املصادر‪.‬‬

‫‪ -5‬احلث على نشر وتعزيز األدوات الرقمية والربجميات احلرة والتعامل معها‪ ،‬وتشجيع مصممي الربامج على إنتاج‬

‫مضامني مالئمة من الوجهة الثقافية‪ ،‬تسهم يف ترقية حرية التعبري‪.‬‬

‫‪ -6‬النهوض ابمليزان العام للمعرفة من خالل تسهل نفاذ املعرفة ألكرب عدد من املستفيدين‪.‬‬

‫‪ -2‬ينبغي على مؤسسات املعلومات أن تقوم بدور متزايد يف إنتاج املعارف ‪ ،‬ونشرها‪.‬‬

‫‪ -8‬إنشاء شبكات وبىن حتتية جديدة ختتص ابلتقنيات احلديثة ‪ ،‬مع إصدار سياسات وتشريعات خمتصة‪.‬‬

‫‪ -9‬تشجيع جهود البحث يف اجلودة التقنية وخاصة فيما يتصل ابلعوملة ‪ ،‬وجيب دراسة كل املقرتحات اهلادفة إىل‬

‫تشجيع لتضامن الرقمي‪.‬‬

‫‪ -12‬تشجيع إقامة معايري ومقاييس موضوعية تسمح بتعيني املواقع اليت تتصف معلوماهتا ابملصداقية وتتميز جبودهتا؛‬

‫عمل كهذا جيمع جهود املؤسسات العامة واخلاصة قد يفضي إىل إدخال عالمات اجلودة‪.‬‬

‫‪ -11‬تكثيف إنشاء الشراكات من أجل التضامن الرقمي ‪ ،‬وزايدة إمكانيات العمل والتعاوين التباديل لتبادل وتقاسم‬

‫املعرفة ونشرها (الدويل ‪ 0210 ،‬م)‪.‬‬

‫‪ -10‬متكني مؤسسات املعلومات من املشاركة يف دراسات اجلدوى اليت تقوم هبا احلكومات ‪ ،‬واليت متكن من استنباط‬

‫مؤشرات جملتمع املعرفة من شأهنا املساعدة يف حتديد أفضل لألولوايت استهدافا لتقليص الفجوة الرقمية على‬

‫الصعيد احمللي والدويل‪.‬‬

‫‪ -12‬تقييم اخلدمات اليت تقدمها مؤسسات املعلومات لبيان مدى تلبيتها الحتياجات اجلمهور‪ ،‬من حيث التنوير‬

‫والتعليم والنشاط الثقايف ‪ ،‬وحماولة إقامة مفاهيم جديدة لتتماشى مع متطلبات جمتمع املعرفة‪.‬‬
‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
411 ‫ دراسة حتليلية‬:‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‬

‫املراجع‬

1- Retrieved from wkimedia: http://metawikimedia.org/wiki


2- Greco, P. (2007). The knowledge society. Journal of science communication.
3- Agnes, M... (2013). Public libraries in the knowledge world cities:core services.
libraries in information world cities, 63(4), 295- 319.
4- Andreas, M. (2012). E Democracy & e government. london: springer.
5- Bindé, J. (2006). Towards knowledge societies: UNESCO world report. paris.
6- boyed, r... (1999). Idea of a world brain: Acritical re-assessment. journal of the
American for information, 50(7).
7- Cavanagh, M. F. (2009). Making the invisible visible Public library reference
service as epistemic practice. Toronto: University of Toronto.
8- COOPER, j. l. (2004). Cooperative Learning and critical thinking Teacher.
Psychology, 22(1), 7 - 9.
9- Daft, R. L. (2003). Organization Theory and Design. Vanderbilt University.
10- Drucker, P. (1993). Post -capitalist sociaty. Now York.
11- Eduardom, T... (1995). harnessing information for development: proposal for a
world bank group visition and strategy. 6(3-4), 145-188.
12- Felt, U. W. (2007). Taking European Knowledge society seriously.. European
Commission: European Communities(EUR 22700).
13- Gorman, M. (2001). Values for human-to-human reference. Library Trends,
50(2), 168-182.
14- Grant, R. M. (1996). Toward a knowledge-based theory of the firm. Strategic
Managemen Journal, 17, 109-122.
15- M, A... (2013). Public libraries in the knowledge society: core services. libraries
in information world cities, 63(4), 295- 319.
16- McGary, D. e. (2006). Sold Out” Toward a Knowledge ociety: USJapan
Perspectives). Business Report. New York: The New York Times.
17- Minati, G. (2012). Knowledge to manage the knowledge society. the learning
Organizatuion, 19(4), 352-370.
‫ م‬2172 ‫ أبريل – سبتمرب‬/‫ ه‬7341 ‫ رجب – ذو احلجة‬،2 ‫ ع‬،22 ‫مج‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ 411

18- Rajan, Y. S. (2003, August). Towards a knowledge society in India: issues for
management. International journal of information technology and management,
15.
19- Raward, r... (2014). The global informaion technology report. World Economic
Forum.
20- Sachs, J. (2008). the Knowledge Society as Trigger for Contemporary change in
Education Policy and Practice. The Future of Education(7), 23-43.
21- Scardamalia, M. &. (2003). Knowledge Building. In Encyclopedia of Education.
New York: Macmillan Reference.
22- slaus, L. (2007). building a knowledge-based society: the case of south East
Europe.. futures, pp. 986-996.
23- Swanstrom, E. ,. (2002). "Economic – based knowledge Management".
knowledge management, ,www. gkec. org/knowledheeconomics/
econkmframework/kmeconomics1.7 pdf.
‫ املشاركة يف الدراسة الدولية لتوجهات مستوايت األداء يف‬Timss .‫م‬.‫) ا‬0212( .‫ نتائج الدول العربية‬-04

.‫ لدراسة‬,Timss .‫نيويورك‬: ‫الرايضيات والعلوم منشورات املكتب العريب‬

25- Vicky Guin, M. (2008). INSTITUTIONAL CULTURE, PERFORMANCE,


AND LEARNING IN A TWO-YEAR TECHNICAL. COMMUNITY
COLLEGE.
26- Whetten, D. (2006). Albert and Whetten revisited: strengthening the concept of
organizational identity.. Journal of Management Inquiry, 15(3), 219-234.
27- Wijetum, P. (2002). developing a knowledge society through teacher libraries:a
conceptual modl for srilanka international association of school librarianship:
annual conference.
28- William, A. D. (2008). Knowledge society. USA: Detroit: Macmillan Reference.
.‫ عامل الكتب احلديث‬:‫ األردن‬.‫) إدارة املعرفة‬0229( ‫ ن‬.‫ ا‬، ‫ إبراهيم‬-09

. ‫ القاهرة‬.‫) حتدايت التنمية يف الدول العربية‬0229( ‫ جامعة الدول العربية‬.‫ األمم املتحدة‬-22

‫ م‬2172 ‫ أبريل – سبتمرب‬/‫ ه‬7341 ‫ رجب – ذو احلجة‬،2 ‫ ع‬،22 ‫مج‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫‪411‬‬ ‫دور مؤسسات املعلومات يف دعم وتنمية جمتمع املعرفة‪ :‬دراسة حتليلية‬

‫(‪ )0229‬الثوابت واملتغريات يف جمتمع املعرفة ‪ .‬ندوة اإلسالم وجمتمع املعرفة‪ .‬مسقط ‪،‬‬ ‫‪ -21‬احلسيين ‪ ،‬س ‪.‬‬

‫عمان‪ :‬مركز السلطان قابوس للثقافة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -20‬صندوق النقد الدويل (‪ )0210‬بياانت وطنية‪.‬‬

‫‪ -22‬األمم املتحدة (‪ )0211/0212‬تقرير التنمية البشرية العريب للعام‪ :‬الثروة احلقيقية لألمم ‪ :‬مسارات إىل التنمية‬

‫البشرية ‪.‬عدد خاص يف الذكرى العشرين‪ ،‬بريوت‪.‬‬

‫‪ -24‬اجمليدل ‪ ،‬ع‪ .‬أ‪ )0226( .‬دراسة مقارنة‪ :‬ملعوقات البحث العلمي يف مؤسسات التعليم العايل احلكومية واخلاصة‪.‬‬

‫جملة دراسات اخلليج واجلزيرة العربية (‪.)102‬‬

‫‪ -25‬املسلم ‪ ،‬ل‪ .)0222( . .‬أمهية احلفاظ على املعرفة واخلربات املكتسبة‪.‬‬

‫‪ -26‬منظمة األمم املتحدة للرتبية والثقافة والعلوم اليونسكو (‪. )0225‬التقرير العاملي لليونسكو‪ :‬من جمتمع املعلومات‬

‫إىل جمتمعات املعرفة‪.‬‬

‫‪ -22‬تقرير املعرفة العريب للعام (‪.)0210-0211‬‬

‫‪ -28‬خفاجي ‪.‬ع‪ 2)0220( .‬اجلودة الشاملة‪ .‬األردن‪ .‬عمان‪ :‬جامعة اإلسراء‪.‬‬

‫‪ -29‬سعد حممود الكواز ‪ -‬حممد انيف حممود (‪ .)0222‬اجتاهات تطور املعرفة يف الدول العربية ومدى مسامهتها يف‬

‫االقتصاد املعريف ‪ .‬املوصل‪ :‬كلية االقتصاد واإلدارة ‪.‬جامعة املوصل‪.‬‬

‫‪ -42‬مسراء كحالت عموري ‪ ،‬شابونية عمر ‪ .)0212(.‬توجهات املكتبة اجلامعية العربية حنو جمتمع املعرفة يف ظل‬

‫تغريات البيئة األكادميية ‪ .‬مهنة ودراسات املكتبات واملعلومات ‪:‬الواقع والتوجهات املستقبلية (ص ‪.)419-429‬‬

‫املدينة املنورة ‪.‬السعودية ‪ :‬االحتاد العريب للمكتبات واملعلومات‪.‬‬

‫‪ -41‬صابر‪ ،‬ج‪ .)0229( .‬األبعاد الرتبوية جلدل الثابت واملتحول يف فلسفة الرتبية‪ :‬دراسة حتليلية مقارنة يف اإلنساق‬

‫الفكرية للرتبية العربية‪ .‬جملة دمشق للعلوم الرتبوية يف ‪0). ،2.05(1‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬
‫حنان أمحد فرج‬ ‫‪411‬‬

‫‪ -40‬عشيبة ‪ ،‬ف ‪ .‬د‪ .)0229( .‬دراسات يف تطوير التعليم اجلامعي يف ضوء التحدايت املعاصرة‪ .‬القاهرة‪ :‬األكادميية‬

‫احلديثة للكتا اجلامعي‪.‬‬

‫‪ -42‬حممد ‪ ،‬س‪ .‬م‪ .)0221( .‬وظائف اجلامعة املصرية على ضوء االجتاهات التقليدية واملعاصرة ‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار‬

‫الثقافة للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -44‬وطفة ‪ ،‬ع‪ .)0211( .‬يف االغرتا الثقايف املعاصر‪ ،‬جملة املعرفة السورية (‪.)521‬‬

‫‪ -45‬حي‪،‬ى ‪ ،‬ع‪ .)0210( . .‬مشهد تكنولوجيا االتصاالت وشبكات التواصل االجتماعي يف العامل العريب‪.‬‬

‫مج ‪ ،22‬ع ‪ ،2‬رجب – ذو احلجة ‪ 7341‬ه‪ /‬أبريل – سبتمرب ‪ 2172‬م‬ ‫جملة مكتبة امللك فهد الوطنية‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like