You are on page 1of 58

‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬مجتمع المعلومات والتركيبة‬


‫ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫الجديدة للمجتمعات ‪‬‬ ‫ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ‪ ،‬ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻴ)ﻤﺸﺮﻑ(‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬
‫‪2008‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ‬ ‫ﻣﻮﻗﻊ‪:‬‬

‫‪ 1 - 287‬المبحث الول‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬


‫‪830282‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫المعلومات ‪‬المفاهيم – الخصائص –‬
‫ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ‬
‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪ :‬مجتمع‬
‫ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ السمـات‪‬‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪:‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪:‬‬
‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ‪:‬‬
‫المعلومات في بعض الدول المتقدمة‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ‬
‫قطاع‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪:‬‬
‫وتجربة الدخول لمجتمع المعلومات‬
‫والنامية‪Dissertations‬‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ‪ ،‬ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺇﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/830282‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫© ‪ 2018‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫‪ ‬مجتمع المعلومات والتركيبة‬
‫الجديدة للمجتمعات ‪‬‬

‫المبحث الول‬
‫مجتمع المعلومات ‪‬المفاهيم – الخصائص –‬
‫السمـات‪‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫قطاع المعلومات في بعض الدول المتقدمة‬
‫والنامية وتجربة الدخول لمجتمع المعلومات‬
‫المبحث الول‬
‫مجتمع المعلومات‪ :‬المفاهيم ـ الخصائص ـ السما ت‬
‫تقديـم ‪:‬‬
‫يأتي مجتمع المعلومات بعد مراحل متعددة مر بها التاريخ النساني ‪،‬‬
‫وتميزت كل مرحلة بخصائص ومميزات معينة‪ ،‬حيث شهدت النسانية مــن‬
‫قبل‪ ،‬تقنية الصيد والزراعة‪،‬ثــم تقنيــة المعلومــات‪ ،‬الــتي رســمت الملمــح‬
‫الولى لمجتمع المعلومات الذي تميز بالتركيز علـى العمليـات الـتي تعالـج‬
‫فيهـا المعلومـات‪ ،‬والمـادة الخـام الساسـية بــه هــي المعلومــة الــتي يتــم‬
‫اســتثمارها بحيــث تولــد المعرفــة ‪ ،‬وهــذا عكــس المــوارد الساســية فــي‬
‫المجتمعــات الخــرى‪ ،‬حيــث تنضــب بســبب الســتهلك‪ ،‬أمــا فــي مجتمــع‬
‫المعلومــات‪ ،‬فالمعلومــات تولــد معلومــات‪ ،‬ممــا يجعــل مصــادر المجتمــع‬
‫المعلومــاتي متجــددة ول تنضــب‪ ،‬المــر الــذي يفســر أهميــة المعلومــات‪،‬‬
‫ومكانتها كأهم مادة أوليــة علــى الطلق وهــو مــا يجعــل المجتمــع الجديــد‬
‫يعتمد في تطوره بصــورة أساســية علــى هــذا المــورد‪ ،‬وشــبكات التصــال‬
‫والحواسيب‪،‬إلي جانب اعتماده بصفة أساسية على "التقنيــة الفكريـة" أي‬
‫تعظيــم شــأن الفكــر والعقــل النســاني بالحواســيب‪ ،‬والتصــال والــذكاء‬
‫الصطناعي ونظم الخبرة)‪.(92‬‬
‫مفهوم مجتمع المعلومات ‪:‬‬
‫هناك بعض الغموض في الستخدام غير المستقر لمصــطلح مجتمــع‬
‫المعلومات )‪ (Information Society‬وإن كان المفهوم العــام واضــحا ً لــدى‬
‫معظم الذين يتعاملون في هذا الموضــوع‪ ،‬إن مفهــوم مجتمــع المعلومــات‬
‫هو مفهوم أبتكره الباحثون اليابانيون وهو يوجد حيث توجد وفرة في كمية‬
‫المعلومات ونوعيتها‪ ،‬مــع تــوافر كــل التســهيلت اللزمــة لتوزيعهــا ‪ .‬ومــن‬
‫التعريفات التي وردت عن مفهوم مجتمع المعلومات في دراسات العلمــاء‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪ -4‬هو المجتمع الذي يرجع فيــه النمــو القتصــادي إلــي التقــدم التقنــى‬
‫حيث المعرفــة والمهــارة وهمــا مصــدرا ً للقيمــة المضــافة أو الــثروة‪ ،‬وكمــا‬
‫اللت هــي أدوات القتصــاد الصــناعي فــإن تقنيــة المعلومــات والتصــالت‬
‫بعيدة المــدى هــي أدوات اقتصــاد المعلومــات الجديــد‪ ،‬وتشــكل الصــناعات‬
‫المتخصصة في مجال المعلومات بشــكل مباشــر والــتي تضــم إنتــاج تقنيــة‬
‫المعلومات وخدمات المعلومات القطاع الولي لهــذا القتصــاد‪ ، ،‬والتصــنيع‬
‫والنقل والخدمات المرتبطة بهــا مــن خلل تقنيــة المعلومــات فهــي تشــكل‬
‫القطاع الثانوي للقتصاد‪.‬‬

‫‪ (1)92‬ويكيبيديا‪ :‬الموسوعةالحره‪ ،‬مجتمع المعلومات‪ ,‬متــوفر فــى ‪http://www. ar.wikipedia.org, page:‬‬


‫‪.(I,) 19/11/1427‬‬
‫‪ -5‬هو المجتمع الذي تكون فيه التصالت متــوافرة‪ ،‬والمعلومــات تنتــج‬
‫بمعــدل كــبير وتــوزع بشــكل موســع‪ ،‬وتصــبح المعلومــات فيهــا قــوة دافعــة‬
‫ومسيطرة على القتصاد‪.‬‬
‫‪ -6‬هوالمجتمـع الـذي تسـتخدم فيـه المعلومــات بكثافــة كـوجه للحيـاة‬
‫القتصــادية والجتماعيــة والثقافيــة والسياســية‪ ،‬ويعتمــد علــى المعلومــات‬
‫الوفيرة كمورد استثماري وسلعة استراتيجية وخدمة ومصدرللدخل القومي‬
‫ومجال للقوي العاملة‪.‬‬
‫‪ -7‬يقصد به جميع النشطة والموارد والتدابير والممارسـات المرتبطــة‬
‫بالمعلومات إنتاجا ً ونشرا ً وتنظيمـا ً واســتثمارًا‪ .‬ويشــمل إنتــاج المعلومــات‬
‫أنشـطة البحـث علـى اختلف مناهجهـا وتنـوع مجالتهـا‪ ،‬كمـا يشـمل أيضـا ً‬
‫الجهود البداعيــة والتــأليف المــوجه لخدمــة الهــداف التعليميــة والتثقيفيــة‬
‫والتطبيقية‪.‬‬
‫‪ -8‬هو مجتمع رأسمالي‪ ،‬تعد فيه المعلومات سلعة )‪ (Commodity‬أكثر‬
‫منها موردا ً عامًا‪ .‬أي المعلومات التي كانت متاحـة بالمجـان فـي المكتبــات‬
‫العامــة أو الوثــائق الحكوميــة‪ ،‬أصــبحت أكــثر تكلفــة عنــد الحصــول عليهــا‪،‬‬
‫خصوصا ً بعد اختزانها في النظــم المعتمــدة علــى الحاســبات وهــذه النظــم‬
‫مملوكة للقطاع الخاص ويمكن التعامل معها على أساس تجــارة مــن أجــل‬
‫الربح‪.‬‬
‫‪ -9‬هو المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصورة رئيسية على المعلومات‬
‫والحاسبات اللية وشبكات التصال أي أنه يعتمد على التقنية الفكريــة تلــك‬
‫الــتي تضــم ســلع وخــدمات جديــدة مــع التزايــد المســتمر للقــوي العاملــة‬
‫المعلوماتية التي تقوم بإنتاج هــذه الســلع والخــدمات وتجهيزهــا ومعالجتهــا‬
‫ونشرها وتوزيعها وتسويقها‪.‬‬
‫هو مجتمع تستخدم فيـه المعلومـات والتقنيـة المرتبطـة بهمـا‬ ‫‪-10‬‬
‫على نحو يؤثر على إنتاج المجتمع‪ ،‬وطرق تعليمه والعلقات الجتماعية بيــن‬
‫أفراده وسياساته ومختلف أوجه الحياة الخــرى‪ .‬أو أنــه مجتمــع تكــون فيــه‬
‫عمليات النفاذ إلي المعلومات والبحث عنها‪ ،‬واستخدام المعلومات وإنتاجها‬
‫وتبــادل المعلومــات هــي العمليــات الساســية المــؤثرة فــي حيــاة الفــراد‬
‫والمؤسسات كافة)‪.(93‬‬
‫ويمكن القول أن مصطلح "مجتمع المعلومات" قد بــدأ بــالظهور‬
‫في الدراسات النظريــة خلل الثمانينــات مــن القــرن العشــرين‪ ،‬كمفهــوم‬
‫جديد للدللة على وضع المجتمع فــي العصــر الجديــد "عصــر المعلومــات"‬
‫الذي ظهر نتيجة لتأثير التغيرات السريعة والقوية لثورة تقنيــة المعلومــات‬
‫والتصالت)‪.(94‬‬
‫‪ (1)93‬سهير عبد الباسط عيد ‪ .‬التحول المصري‪) ....‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪.111-110‬‬
‫‪ (1)94‬ربحي مصطفى عليان ‪ .‬مجتمع المعلومات والواقع العربــي‪ :‬دراســة للتجربــة الردنيــة للنتقــال‬
‫إلي مجتمــع المعلومــات‪ ,‬النــدوة العلميــة الولــى لقســم المعلومــات‪ ,‬مرحلــة المعلومــات والتنميــة‪،‬‬
‫إن مفهوم مجتمع المعلومات مر بمراحل مــن التطــورات جـاءت‬
‫في العديد من الدراسات والمناقشات لعلماء القتصاد وتقنيـة المعلومـات‬
‫وعلم الجتماع وغيرها من العلوم ‪ ،‬ومن أشهر الذين كتبوا في هذا لمجــال‬
‫منــذ بـدايته "بيــتر دروكــر" عـام )‪1969‬م( ‪ ،‬ودانيــال بيـل عـام )‪1973‬م(‬
‫وفريتز ماكلوب في كتابه "إنتاج وتوزيع المعرفة فــي الوليــات المتحــدة"‪.‬‬
‫ومارك بورات‪ ،‬والفن توفلر عام )‪1977‬م( في كتابه اقتصــاد المعلومــات‪،‬‬
‫وجوزيف بيلتون عام )‪1981‬م( وغيرهم ‪ ،‬وقد تحــدث هــؤلء العلمــاء فــي‬
‫دراساتهم عن المجتمع الذي سيكون القتصاد فيه معتمــدا ً علــى المعرفــة‬
‫أكثر من اعتماده على الموارد الخرى مثل الزراعة والصناعة)‪.(95‬‬
‫ويقول محمد فتحي عبد الهادي "أن مفهوم مجتمع المعلومات ل‬
‫يزال غيــر واضــح المعــالم بشــكل تــام ويــرى بعضــهم أنــه المجتمــع الــذي‬
‫تســتخدم فيــه المعلومــات بكثافــة كــوجه للحيــاة القتصــادية والجتماعيــة‬
‫والسياسية‪ ،‬وعموما ً فهو المجتمع الــذي يعتمــد أساس ـا ً علــى المعلومــات‬
‫الوفيرة كمورد استثماري وكسلعة استراتيجية وكخدمــة وكمصــدر للــدخل‬
‫القومى وكمجـال للقـوي العاملـة‪ ،‬كمـا أن معظـم الثـورات التقنيـة تـترك‬
‫تأثيراتها الحاسمة على الحياة الجتماعية كماإن هــذه المزاوجــة التاريخيــة‬
‫بين تقنية المعلومات والتصالت في "مجتمــع المعلومــات" ســتطبع حيــاة‬
‫الناس وطرق تفكيرهم بأنماط جديدة خاضعة مع انتشــار )الحوســبة( فــي‬
‫حياة المجتمعات على المستويات كلها وبما فيها نشاطات الحيــاة اليوميــة‬
‫للنسان" )‪.(96‬‬
‫وتعرف ناريمان إسماعيل مجتمع المعلومات بأنه ذلــك المجتمــع‬
‫الذي يعتمد في تطوره بصفة أساسية على تقنية المعلومــات والحواســيب‬
‫والتصالت‪ ،‬ويتميز بوجود سلع وخدمات معلوماتية لم تكــن موجــودة مــن‬
‫قبل‪ .‬وأن ألقتصاديين المعاصرين لــم يعــودوا فــي دراســاتهم يــرددون أن‬
‫هذه قطاعات زراعة وصناعة وخدمات بل أصبحت هـذه القطاعـات أربعـة‬
‫هي ‪ :‬الزراعة الصناعة‪ ،‬الخدمات و المعلومات")‪.(97‬‬
‫وترى الباحثة أن التعريفات السابقة تدور جميعها في فلك تقنية‬
‫المعلومات والتصالت ‪ ،‬وما تقدمه من سلع وخدمات معلوماتية جديدة‬
‫‪ -.2003‬ص ‪.43-42‬‬
‫‪ (2)95‬محمد فتحي عبد الهادي ‪ .‬أسس مجتمع المعلومات وركائز الستراتيجية العربية في ظــل عــالم‬
‫متغير"الستراتيجية العربية الموحدة للمعلومات في عصــر المعلومــات" ‪ -.‬تــونس ‪ :‬التحــاد العربــي‬
‫للمكتبات والمعلومات‪ -.1999 ،‬ص ‪.268‬‬
‫أنظر أيضا ً ‪:‬‬
‫*‬

‫‪ . __________________ (3)96‬أســس مجتمــع المعلومــات وركــائز الســتراتيجية العربيــة "دراســات‬


‫عربية في المكتبات وعلم المعلومات‪ ،‬مج ‪ ،4‬ع ‪) ،3‬سبتمبر ‪ (1999‬ص‪128--124 .‬‬
‫‪ (1)97‬أبوبكر محمــد الهــوش‪ .‬مجتمــع المعلومــات العــالمي‪:‬الواقــع والفــاق )التجاهــات الحديثــة فــي‬
‫المكتبات والمعلومات‪ ،‬مج ‪ ،12‬ع ‪ ،93‬يناير ‪ -. (2005‬ص ‪.87‬‬
‫انظر ايضًا‪ :‬ناريمان إسماعيل متولى ‪ .‬إقتصاديات المعلومات‪ ) ...‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص‬
‫‪28‬‬
‫لها تأثير على النمو القتصادي وعلى كل مناحي الحياة الجتماعية‬
‫والسياسة والثقافية والوظيفية ‪ .‬كما يمكن تحديد المقصود بمجتمع‬
‫المعلومات بأنه ذلك المجتمع الذي يتعامل مع المعلومات بأسلوب مستمر‬
‫ومتطور وفّعال وتستخدم فيه تقنية المعلومات والتصالت وما يرتبط بهما‬
‫من تطورات اجتماعية واقتصادية وسياسة وثقافية تزيد من إتاحة سلع‬
‫المعلومات الجديدة وخدماتها وتأثيراتها النتاجية‪ ،‬ويظهر فيه قطاع‬
‫المعلومات قطاعا ً رائدا ً وقائدا ً من قطاعات القتصاد ‪ .‬حيث تشكل‬
‫المعلومات المادة الساسية والرئيسة التي ل يمكن أن تنفذ‪ .‬كما أنه‬
‫المجتمع الذي يعتمد في تطوره بصفة رئيسة على المعلومات والحاسبات‬
‫اللية التي تضم سلعا ً وخدمات جديدة مع التزايد المستمر للقوة العاملة‬
‫في المعلومات التي تقوم بإنتاج وتجهيز ومعالجة ونشر وتوزيع وتسويق‬
‫هذه السلع والخدمات ‪.‬‬
‫تطور مفهوم مجتمع المعلومات‪:‬‬
‫مر مفهوم مجتمع المعلومات بعدة مراحل من التطورات جاءت في‬ ‫َ‬
‫دراسات علماء القتصاد والجتماع والتقنية والمعلومات والحاسبات ‪،‬‬
‫ل حسب تصوره نستعرض منها‬ ‫حيث تناول العلماء هذه التطورات ك ّ‬
‫وجهات نظر "سنيفيلد")‪ "(Senfield‬وسلفاجيو" )‪ (Salvaggio‬حيث قاما‬
‫بتقسيم النتاج الفكري حول مجتمع المعلومات إلي خمس مجموعات‬
‫عريضة ‪ ،‬كل مجموعة تمثل وجهة نظر معينة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬التركيب القتصادي‪.‬‬
‫‪ -2‬استهلك المعلومات‪.‬‬
‫‪ -3‬البنية التحتية التقنية‪.‬‬
‫‪ -4‬مداخل نقدية‪.‬‬
‫‪ -5‬مداخل متعددة البعاد ‪.‬‬
‫)‪(98‬‬

‫‪-1‬التركيب التقتصادي ‪:‬‬


‫يرى المؤلفين أن الخاصية المميزة لمجتمع المعلومات تتمثل في‬
‫طبيعة اقتصاد المعلومات‪ ،‬وقد بدأ العالم" فريتز ماكلوب )‪(F. Machlup‬‬
‫عام )‪ (1962‬هذه الرؤية البحثية بتحليل "قطاع المعرفة" في اقتصاد‬
‫الوليات المتحدة‪ .‬وطبقا ً لتحليل "ماكلوب" فإن الصناعات التي تهتم في‬
‫المقام الول بإنتاج المعرفة وتوزيعها والتي أطلق عليها صناعات المعرفة‬
‫)‪ (Knowledge Industries‬قد أسهمت في الناتج الجمالي القومي )‪Gross‬‬
‫‪ (National Product‬بنسبة تقدر بحوالي ‪ %40‬في بداية الستينات من‬
‫القرن العشرين وتنمو بمعدل أعلى قليل ً من قطاع الصناعة واستنتج‬
‫"ماكلوب" أن صناعة المعرفة هذه سوف تؤدي إلي ظهور مجتمع‬
‫‪ (2)98‬سهير عبد الباسط عيد‪ .‬مجتمع المعلومات ‪ :‬دراسة في المفاهيم والخصائص والقياسات ‪.‬‬
‫)التجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات‪ ،‬مج ‪ ،،11‬ع ‪ -. (2004 ،22‬ص ‪.124‬‬
‫المعرفة أو مجتمع المعلومات‪ ،‬وهناك نتيجة مشابهة تم التوصل إليها في‬
‫نفس التوقيت تقريبا ً في اليابان حيث تنبأ العالم "يوماسو" )‪(Umaseo‬‬
‫عام )‪ (1963‬بظهور الصناعات الروحية أو اللمادية )‪(Spiritual Industries‬‬
‫في القتصاديات المتطورة أكثر من ظهور الصناعات المادية والزراعة‬
‫وأن هذه الصناعات الروحية تتضمن كل النشطة المهتمة بإنتاج‬
‫المعلومات واستهلكها‪.‬‬
‫عرض العالم "مارك بورات" )‪ (Marc Porat‬عام )‪1977‬م( فكرة‬
‫العمل المعلوماتي بدل ً من فكرة صناعات المعرفة التي قدمها‬
‫"ماكلوب"‪ ،‬وأهتم" بورات" بتحديد قطاع المعلومات الولي وقطاع‬
‫المعلومات الثانوي‪ .‬وقدر أن أنشطة المعلومات الكلية أسهمت بحوالي‬
‫‪ %45‬من الناتج الجمالي القومي للوليات المتحدة في عام )‪1967‬م(‪.‬‬
‫وأن نصف القوي العاملة تقريبا ً تعمل في وظائف متعلقة بالمعلومات‬
‫تستخدم هذه الدراسة أكثر من غيرها للدللة على دخول الوليات المتحدة‬
‫في زمرة مجتمعات المعلومات)‪.(99‬‬
‫‪ -2‬استهل ك المعلومات ‪:‬‬
‫وتهتم وجه النظر البحثية هذه باستهلك سلع المعلومات وخدماتها‬
‫أكثر من إنتاج هذه السلع والخدمات‪ .‬وفي هذا الصدد أعد بحث في اليابان‬
‫أصبح معروفا ً فيما بعد باسم )‪ (Jokokka Shakai Research‬أي بحث مجتمع‬
‫المعلوماتية )‪ (Information Society Research‬واعتمادا ً على أعمال كل‬
‫من ماكلوب ويوماسو بدأ اليابانيين سلسلة من الدراسات لمحاولة قياس‬
‫درجة المعلوماتية في المجتمع الياباني ‪ ،‬وهناك دراستان قام بهما معهد‬
‫بحوث التصالت عن بعد والقتصاديات لقياس درجة المعلوماتية اعتمادا ً‬
‫على مؤشرين ‪ ،‬الول معدل إنفاق السرة على أنشطة المعلومات ‪،‬‬
‫والثاني معروف بكشاف المعلوماتية)‪.(100‬‬
‫‪-3‬البنية الساسية التقنية ‪:‬‬
‫أكثر المفاهيم شيوعا ً في مجتمعات المعلومات انتشار الحاسبات‬
‫وتقنية التصالت كخاصية مميزة لهذا المجتمع ويلحظ أن النتاج الفكري‬
‫حول هذه النظرة البحثية متفائل دائما ً بالنسبة لتأثيرات تقنية المعلومات ‪,‬‬
‫وقد قدم العالم مارتين )‪ (Martin‬في العوام )‪) **(1981) *(1977‬‬
‫‪ (1)99‬المرجع السابق نفسه ‪ - .‬ص ‪.124‬‬
‫‪ (1)100‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪.125‬‬
‫* كتب مارتن الثلثة هى‪:‬‬
‫‪(*)Martin, J.(1977), Future Development in telecommunications .-Englewood cliffs ,N ,J.‬‬
‫‪Prentice. Hall‬‬
‫‪(**)Martin .J.(1981)the wired society Englewood cliffs, N. J.-Prenntice .Hall.‬‬
‫)***( ‪Martin .J. (1984)View data and the information society.- Englewood cliffs, J.J.-Prentice‬‬
‫‪Hall‬‬
‫نقل ً عن ‪ :‬سهير عبد الباسط عيد‪ .‬مجتمع المعلومات ‪ :‬دراسة في المفاهيم والخصائص‬
‫والقياسات ‪)...‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪125‬‬
‫‪ ***(1984‬عددا ً من السيناريوهات تشرح الحياة في مجتمع المعلومات‬
‫أو المجتمع اللسلكي‪ ،‬ويرى مارتن أن أنتشار الشبكات الرقمية هو‬
‫السبب الرئيسي في جودة الحياة‪ .‬وأن التقنية سوف تؤدي إلي تقليل‬
‫كمية الوقت المطلوب لنجاز العمل‪ ،‬وزيادة وقت الفراغ‪ ،‬والقضاء على‬
‫شبح البطالة والزمة القتصادية)‪.(101‬‬
‫‪-4‬المداخل النقدية ‪:‬‬
‫تقدم وجهة النظر هذه رؤية نقدية للذين يتنبئون بالفوائد الجتماعية‬
‫الناتجة عن إدخال مجال واسع من تقنية المعلومات ويرى اصحاب هذه‬
‫النظرة ومن بينهم العالم سمايث )‪ (Smythe‬أن تقنية المعلومات سوف‬
‫تستخدم لعادة توزيع الدخل‪ ،‬وإن مجتمع المعلومات سيتميز بعدم‬
‫المساواة القتصادية والمعلوماتية ‪ ،‬وانتشار البطالة ‪ ،‬وسيطرت‬
‫الحكومات بشكل عام‪ ،‬كما سيتميز بظهور مشكلت اجتماعية مثل انتهاك‬
‫الخصوصية وجرائم الحاسبات ‪ ،‬وضبط المعلومات وتساعد هذه الرؤية‬
‫النقدية في تركيز انتباهنا على أن تأثير الطار السياسي والجتماعي‬
‫الموجود مرهون بتحديث أي تأثيرات لتقنية المعلومات الجديدة‪.‬‬
‫‪ .4‬مداخل متعددة البعاد ‪:‬‬
‫ولعل أهم العمال التي تمثل هذه الرؤية البحثية وتضعف طبيعة‬
‫مجتمعات المعلومات هو عمل عالم الجتماع" دانيال بيل" )‪(Danieal Bell‬‬
‫رغم أنه رفض استخدام مصطلح مجتمع المعلومات وفضل عليه مصطلح‬
‫المجتمع ما بعد الصناعي‪ .‬ومفهوم" بيل" متعدد البعاد بشكل واضح لنه‬
‫حدد مجموعة من البعاد المناسبة من بين مراحل مختلفة لتطور‬
‫المجتمعات التي يمكن مقارنتها‪ ،‬حيث حدد تطور المجتمعات عبر مراحل‬
‫ثلثة‪ :‬مجتمع ما قبل الصناعي‪ ،‬مجتمع صناعي‪ ،‬مجتمع ما بعد الصناعي‪.‬‬
‫وطور الباحث "ماسودا" )‪ (Masuda‬إطارا ً مشابها ً متعدد البعاد‬
‫أيضا ً لكي يقارن التقنية والبناء الجتماعي بالقتصادي وقيم مجتمع‬
‫المعلومات بمثيلتها في المجتمع الصناعي‪ ،‬ويرى "ماسودا" أن اقتصاد‬
‫مجتمع المعلومات هو اقتصاد تعاوني )‪ (Synergetic Economy‬حيث أن‬
‫المعلومات هي السلعة الرئيسية التي تنتج وتستخدم بالتعاون مع كل‬
‫مستخدمي المعلومات وهو بهذا تنبأ بمجتمع للمعلومات أكثر‬
‫تخطيطا ً)‪.(102‬‬
‫ومن خلل وجهات النظر تستنتج الباحثة أن مفهوم مجتمع‬
‫المعلومات يحوي عددا ً من المتغيرات الجتماعية والثقافية المرتبطة‬
‫باقتصاد المعلومات يتميذ بما يسمى بالقتصاد التعاونى المعلوماتى وذلك‬
‫لتوحيد السلعة التى يتم إنتاجها وتداولها بين جميع المستخدمين وبالرغم‬
‫من ذلك فان مجتمع المعلومات يتميز بعدم المساواة المعلوماتية‪،‬وأنه من‬
‫‪ (2)101‬نفس المرجع‪ -.‬ص ‪.126-125‬‬
‫‪ (1) 102‬المرجع السابق نفسه‪ -.‬ص ‪.127-126‬‬
‫الصعوبة المقارنة الموضوعية بين مجتمعات مختلفة أو تقدم دولة ما تقنيا ً‬
‫لتتحول إلي مجتمع المعلومات وذلك للفتقار إلي البحوث الميبريقية ‪،‬‬
‫برغم أن تقنية المعلومات تحتل موقعا ً محوريا ً في كل أدبيات مجتمع‬
‫المعلومات وتتفق الباحثة مع الباحث ماسودا فى ان إقتصاد المعلومات‬
‫إقتصاد تعاونى ويعنى ذلك ايضا ً بانة مجتمع اكثر تخطيطا ً ‪.‬‬
‫خصائص وسمات مجتمع المعلومات ‪:‬‬
‫بعد التطورات الهائلة في حجم المعلومات ونوعيتها أصبحت تغطي‬
‫مختلف مجالت الحياة للفادة منها في التحديث وبرامج التنمية وتطور‬
‫المجتمع‪ ,‬يمكن القول أن مجتمع المعلومات أصبح البديل للمجتمع‬
‫الصناعي‪ .‬ومن ثم حصلت القفزة الكبرى في ظهور التقنية المتقدمة‬
‫لمختلف أنواع الحواسيب للتحكم في المعلومات وتجميعها وتخزينها‬
‫ومعالجتها واسترجاعها واستخدامها‪ .‬ودخلت تقنية المعلومات في‬
‫المؤسسات النتاجية والخدمية ومنظمات العمال لستثمارها في إنجاز‬
‫المهام والنشطه وزيادة النتاج‪ ،‬ثم حصل التزاوج بين تقنية الحواسيب‬
‫والتصالت الحديثة وأدى ذلك إلي ظهور مجتمع المعلومات المعاصر الذي‬
‫)‪(103‬‬
‫يمكن إجمال أهم خصائصه وسماتة بالتي‪:‬‬
‫‪ -1‬انفجار المعلومات ‪:‬‬
‫المعلومات المنتجة في الحقبة المعاصرة تعتبر أكثر أهمية مما أنتح‬
‫في كل تاريخ البشرية‪ .‬كما أن المعلومات تتزايد بمعدلت كبيرة نتيجة‬
‫للتطورات الحديثة التي يشهدها العالم وظهور التخصصات الجديدة‬
‫وتداخل المعارف البشرية ونمو القوي المنتجة والمستهلكة والمستفيدة‬
‫من المعلومات‪ .‬كما أن رصيد المعلومات ل يتناقص بل أن المعلومات‬
‫تتراكم معا ً مكونة ظاهرة انفجارها التي توضح معالم الحقبة المعاصرة‪.‬‬
‫‪-2‬زيادة أهمية المعلومات كمورد ٍأساسي‪:‬‬
‫ل يوجد أي نشاط يواجه النسان بدون مدخل معلومات‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت تتخلل في كل النشطة والصناعات‪ .‬فما هو متوفر من إمكانيات‬
‫أو ِأشياء يمكن أن يصبح أكثر فائدة وأهمية عن طريق إضافة المعلومات‬
‫إليه‪.‬‬
‫‪ -3‬تنامي تقنية المعلومات‪:‬‬
‫تتسم المجتمعات المعلوماتية بالستخدام الكثيف لتقنية المعلومات‬
‫التي تشهد تطورا ً متناميا ً كبيرا ً وسريعًا‪ ،‬وترتكز تقنية المعلومات على‬
‫ثلثة ركائز ‪ٍ .‬أساسية هي‪:‬‬
‫تقنية نظم الحاسبات‪.‬‬ ‫‪.l‬‬
‫تقنية البرمجيات‪.‬‬ ‫‪.m‬‬
‫‪ .5‬تقنية شبكات المعلومات‪.‬‬
‫‪ -4‬نمو المجتمعات والمنظمات المعتمدة كلية على المعلومات‪:‬‬
‫‪(2) 103‬‬
‫أبوبكر محمود الهوش ‪ .‬مجتمع المعلومات العالمي ‪) ...‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪89‬‬
‫إن ظهور المنظمات والمجتمعات المعتمدة على المعلومات‪،‬‬
‫أصبحت ظاهرة يتسـم بهـا المجتمـع المعلومـاتي‪ .‬ويلحـظ تضـخم هـذه‬
‫المنظمات قد بدأ في الظهور في نفس الوقت الــذي شــهد فيــه بــدايات‬
‫الثورة المعلوماتية المعاصرة‪ ،‬وقبل إدخال تقنية معالجة المعلومات في‬
‫هذه المنظمات كانت معالجة بياناتها ذات طبيعة يدوية أو عقلية بحتــة إل‬
‫أنه بظهور تقنية المعلومات أصبحت هذه المنظمات تعتمد عليها اعتمادا ً‬
‫كبيرًا‪.‬‬
‫‪ -5‬تقدم نظم معالجة المعلومات‪:‬‬
‫بمراعاة المكانيات اللنهائية للعقل البشري والتطورات في سعة‬
‫وقدرة أجهزة الحاسبات انتشرت نظم معالجـة المعلومــات الـتي تعتمـد‬
‫على النسان واللة باعتبار أن كل منهما يعتبر معالــج للمعلومــات المــر‬
‫الذي أمكن التوصل إلي تكاملها معا ً في إطار نظم معالجــة المعلومــات‬
‫التي أصبحت مخرجاتها معارف وقراراتها مفيدة يمكن تطبيقها مباشرة‪.‬‬

‫‪ -6‬العتماد على كشبكات المعلومات‪:‬‬


‫مع التطور الكبير في تقنية الحاسبات والتصالت‪ ،‬أصبحت شبكات‬
‫المعلومات تلعب دورا ً بارزا ً في صياغة النشطة الرئيسية للنســان فــي‬
‫شتى نواحي الحياة‪ ،‬وتفيد الشبكة العالميـة للمعلومـات )‪ (Internet‬أكـبر‬
‫الشبكات المتاحة حاليا ً وتتميز المجتمعات المعلوماتيــة باعتمادهــا علــى‬
‫استخدام شبكات المعلومات في القيــام بالعمــال والنشــطة المختلفــة‬
‫اللزمة لنمو وتقدم هذه المجتمعات)‪.(104‬‬
‫‪ -7‬تعدد فئات المتعاملين مع المعلومات‪:‬‬
‫يتميز مجتمع المعلومات المعاصر بتواجد فئات كبيرة تتعامل مع‬
‫المعلومات وتشتغل بها وتمثل غالبية القــوي العاملــة الحاليــة‪ .‬ويمكــن‬
‫ذكرمنها ما يلي‪:‬‬
‫ا‪ .‬فئة صغيرة تعمل في خلق معلومات جديدة وتتضمن العلماء والفنانون‬
‫والمصممون وغيرهم‪.‬‬
‫ب‪ .‬فئة كبيرة تعمل في نقل وتوصيل المعلومات والمعارف تتمثل فى‬
‫العـــاملين بالبريـــد والـــبرق والناســـخين علـــى اللت الكاتبـــة والصـــحفيين‬
‫والعلميين والمعلمين وغيرهم‪.‬‬
‫ج‪ .‬الفئة العاملة في تخزين واسترجاع المعلومات كأخصائي المعلومات‬
‫وأمناء المكتبات والمشغلين ومبرمجي الحاسبات وغيرهم ‪.‬‬
‫د‪ .‬فئة المهنيين من محاميين وأطباء ومحاسـبين ومهندسـين الـذين‬
‫يقومون بتقديم خبراتهم وحصيلة المعلومات التي اكتســبوها لعملئهــم نظيــر‬
‫مقابل‪.‬‬

‫‪ (1)104‬محمد جمال الدين درويش ‪ .‬التخطيط للمشروعات المعلوماتية ‪ -.‬القاهرة ‪ :‬المكتبة الكاديمية ‪،‬‬
‫‪ -.2002‬ص ‪.18-16‬‬
‫ه‪ .‬فئة الطلبة التي ل تدخل ضمن القوي العاملة وهم يقضون معظم‬
‫وقتهــم فــي اســتقبال المعلومــات والتزويــد بهــا‪ ،‬أي أنهــم متفرغيــن لتلقــي‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫و‪ .‬فئة المديرين وأصحاب الخبرات التي تشتغل في المــور الماليــة‬
‫والمحاسبية والتخطيطية والتسويقية والدارية ‪ ،‬أي الذين يســعون باســتخدام‬
‫المعلومات إلي إيجاد النظمة المنتجة ذات الكفاءة مع أقل تكلفة ممكنة‪.‬‬
‫ز‪ .‬فئة الموظفين والتي تمثل الجزء الرئيسي للمؤسسات والتي تحتاج‬
‫للقيــام بأعمالهــا وأنشــطتها إلــي اســتخدام المعلومــات بصــورها المختلفــة‬
‫ومعالجتها لتنفيذ العمال المطلوبة‪.‬‬
‫‪ -8‬تزايد كميات المعلومات المعروضة في وسائط الكترونية‪:‬‬
‫تتزايد بصفة مطردة كميات المعلومـات المنتجـة علـى وسـائط‬
‫الكترونيـــة كالشـــرطة والقـــراص الممغنطـــة واســـطوانات الفيـــديو‬
‫‪,‬‬
‫والقراص المرنة والقراص الضوئية وغيرها من الشكال غير التقليدية‬
‫أي إنتــاج المعلومــات بواســطة الحواســيب والتصــالت عــن بعــد مــن‬
‫المؤلف أو الناشر إلــي المســتفيد النهــائي مباشــرة أو مــن خلل شــبكة‬
‫اتصالت‬
‫ساعد النشر اللكتروني علــى تحقيــق فوائــد عديــدة للمكتبــات ومراكــز‬
‫المعلومــات كحفظهــا مــن عوامــل التلــف والفنــاء الــتي تعــاني منهــا‬
‫المطبوعات الورقية وكذلك انخفاض تكلفة الحصـول علـى المعلومـات‪.‬‬
‫)‪(105‬‬

‫‪ -9‬تقليص سلطة المدراء ‪:‬‬


‫نظرا ً لتنامي حجم تقنية المعلومات واستخدامها في المكتبات‬
‫ومراكز المعلومات فإن المسؤوليات وسلطات المدراء والعاملين سوف‬
‫تتقلص ولن يحتفظوا بالسلطات التي يفترض أن تتاح لهم فيما يتعلق‬
‫بتخصيص الموارد وتقرير خدمات جديدة للعاملين وغيرها من المحددات‬
‫والتأثيرات التي تنعكس على إدارة هذه المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -10‬البعاد الجديدة للخصوصية‪:‬‬
‫ً‬
‫أضافت التقنية الجديدة أبعادا جديدة للخصوصية تتعلق باختزان‬
‫واسترجاع المعلومات عند الناس وامكانيات الوصول لهذه المعلومات عن‬
‫طريق شبكات التصال)‪.(106‬‬
‫‪ -11‬تزايد قحجم القوي من تقطاع المعلومات‪:‬‬
‫أصبحت القوي العاملة في قطاع المعلومات في بعض الدول تنمو‬
‫بشكل سريع‪ ،‬فعلى سبيل المثال كان هناك ‪ %17‬ممن يعملون في‬

‫)‪ (1‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪19-18‬‬ ‫‪105‬‬

‫)‪ (2‬أبوبكر محمود الهوش ‪ .‬مجتمع المعلومات العالمي‪ )...‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص‬ ‫‪106‬‬

‫‪.90‬‬
‫المهن المعلوماتية في الوليات المتحدة عام )‪1950‬م( أما الن فأصبحوا‬
‫‪.(107)%60‬‬
‫ففي منتصف السبعينات من القرن العشرين كانت معظم القوي‬
‫العاملة مرتبطة بمعالجة المعلومات وتجهيزها‪ ،‬وعدد الذين يعملون في‬
‫تطويع المعلومات أكثر من العدد الذي يعمل في التعدين والزراعة‬
‫والصناعة والخدمات ‪ ،‬وتمثل اليابان مثال ً جوهريا ً على استثمار‬
‫المعلومات وكثرة تطبيقاتها ونشرها بين أبناء المجتمع حيث أقامت نظام‬
‫معلوماتها المعروف بمجتمع المعلومات‪ ،‬كما تعد اليابان من الدول الرائدة‬
‫بالنسبة لقتصاديات المعلومات ذلك لن قوة العمل المعلوماتية قد نمت‬
‫بمعدل سريع خلل السبعينات والثمانينات من القرن العشرين حيث تمثل‬
‫ثورة الروبورت أو التمتة ‪ ،‬ومنافستها للوليات المتحدة المريكية في‬
‫صناعات معلوماتية كالحواسيب والتصالت إحدى علمات العصر‬
‫المعلوماتي الجديد)‪.(108‬‬
‫ذكر محمد جمال الدين درويش اهم خصائص مجتمع المعلومات ممثلة‬
‫في‪:‬‬
‫تحول المجتمعات من اقتصاد الصناعات إلي اقتصاد‬ ‫‪.12‬‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫التحول عن إنتاج البضائع والسلع المصنعة إلي إنتاج‬ ‫‪.13‬‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫التحول من استخدام القوة الجسمية إلي القوة العقلية‬ ‫‪.14‬‬
‫والذهنية‪.‬‬
‫ظهورالمعلومات كمصدر ومورد رئيسي للقتصاد بعد أن‬ ‫‪.15‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كانت عنصرا ثانويا فيه‪.‬‬
‫ظهور شبكات المعلومات والتصالت بعيدة المدى على‬ ‫‪.16‬‬
‫المستوى العالمي للحصول على المعلومات بسرعة أكبر وتكلفة‬
‫أقل‪ .‬وانتشار تقنية المعلومات المتقدمة ووسائل التصال‬
‫واستخدامها بشكل مكثف لتحقيق أهداف وغايات اجتماعية‬
‫وسياسية وثقافية ومعنوية‪.‬‬
‫التحول من القتصاد القومي إلي العالمي الشامل‬ ‫‪.17‬‬
‫والمتكامل‪.‬‬
‫وأن هذه الخصائص والسمات التي تميز مجتمع المعلومات وترسم‬
‫معالمه والتي تتعلق باستخدام المعلومات بكثافة إنما ترسم ملمح لظهور‬
‫قطاع قوي وفعال "قطاع المعلومات" الذي حول فكرة قوة العمل من‬

‫)‪ (3‬نفس المرجع ‪ -.‬ص ‪.90‬‬ ‫‪107‬‬

‫)‪ (1‬مجيل لزم المالكي‪ .‬خصائص وأبعاد ومجتمع المعلومات‪)...‬مرجع سبق ذكره ( متوفر في‪:‬‬ ‫‪108‬‬

‫‪//page,4-5, 13/.3.2006‬‬ ‫‪www.arabcin.net/arabiaall /2000/13 http‬‬


‫إنتاج السلع المادية وتوزيعها إلي إنتاج سلع المعلومات ومعالجتها وتوزيعها‬
‫‪ ،‬وظهور ثورة تقنية المعلومات والتصالت والتطبيقات المصاحبة مثل‬
‫التجارة اللكترونية ووضع الخطط والسياسات لتطويرها والهتمام‬
‫)‪.(109‬‬
‫بالتعليم والبحث العلمي‬
‫أما ربحي مصطفى عليان فقد حدد خصائص مجتمع المعلومات‬
‫ببعض المعايير والقياسات يمكن من خللها التنبؤ بدخول المجتمع أو‬
‫تحوله إلي مجتمع المعلومات ‪،‬ويمكن النظر إلي تكوين البنية التحتية‬
‫لتقنية المعلومات ومدى استخدامها بعدد الحواسيب‪ ،‬وعدد المشتركين ‪،‬‬
‫ونسبة مساهمة المعلومات في إجمالي الدخل القومي‪ ،‬ونسبة العمالة‬
‫في مجال تقنية المعلومات وغيره)‪.(110‬‬
‫وقد توصلت الباحثة من خلل الطلع على النتاج الفكري المتعلق‬
‫بمجتمع المعلومات أن للنسان في مجتمع المعلومات دورا ً هاما ً وحيويا ً‬
‫له سماتة وخصائصه التي تميزه وتجعله متوافقا ً مع المجتمع الذي يعيش‬
‫فيه ‪.‬‬
‫ً‬
‫وترى الباحثة ايضا أن مجتمع المعلومات هو المجتمع الذي يعتمد‬
‫في تطوره بصفة رئيسة على المعلومات والحاسبات اللية والشبكات أي‬
‫التقنية الفكرية التي تضم سلعا ً وخدمات جديدة مع حوجة هذا المجتمع‬
‫للقوي العاملة في المعلومات‪ ،‬والتي تقوم بإنتاج وتجهيز ومعالجة ونشر‬
‫وتوزيع وتسويق هذه السلع والخدمات‪ ،‬وباختصار يمكننا القول بأن‬
‫المجتمع ل يتلقى الفكار فقط ‪ ،‬بل يشارك في صنعها‪.‬‬
‫تقياسات مجتمع المعلومات‪:‬‬
‫يقصد بالقياسات هنا المؤشرات التي تستخدم في تحديد معلوماتية‬
‫المجتمع‪ ،‬والحكم عليه بأنه يدخل ضمن مجتمعات المعلومات‪ ،‬أو في‬
‫طريقة الى ذلك‪ .‬وباستخدام قياسات ومؤشرات موحدة نستطيع عمل‬
‫مقارنات بين الدول المختلفة‪ ،‬وبين فترات زمنية مختلفة بالنسبة لدولة‬
‫واحدة لتحديد اتجاهات التنمية)‪.(111‬‬
‫وترى الباحثة أن النتائج التي تم التوصل إليها من خلل هذه‬
‫المقارنات تؤكد نظريات موجودة ‪ ،‬و تشير إلي اتجاهات تصلح لدراسة‬
‫مستقبلية جديدة‪.‬‬
‫مقاييس البنية الساسية المعلوماتية‪:‬‬
‫‪ (2) 109‬محمد جمال الدين درويش ‪ .‬التخطيط للمشروعات المعلوماتية‪ )...‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص‬
‫‪.17-16‬‬
‫‪ (3) 110‬ربحي مصطفى عليان ‪ .‬خصائص مجتمع المعلومات‪ )...‬مرجع سبق ذكره(‪ ،‬متوفر في ‪:‬‬
‫‪111‬‬
‫محمد جمال الدين درويش ‪ .‬التخطيط للمشروعات المعلوماتية‪ )...‬مرجع سبق ذكره ( ‪ -.‬ص ‪17‬‬
‫))‪1‬‬
‫)جوهوك ‪*johoka In formalization (Japan Information processing and Development Center‬‬
‫هي الكلمة اليابانية المقابلة لكلمة المعلوماتية وأقترحه مركز معالجة المعلومات والتنمية باليابان‬
‫عام )‪( 1986‬‬
‫من أهم مظاهر الســتخدام الفعّــال للمعلومــات هــو تهيئـة الوصــول‬
‫إليها ‪ ،‬ويتاح هذا الوصول عن طريق البنيــة الساســية المعلوماتيــة ‪ ,‬وتعــد‬
‫خصائص البنية الساسية للدول أسهل المقاييس لســهولة الحصــول عليهــا‬
‫بصورة مباشرة‪ .‬وأهم مقاييس البنية الساسية هو كشــاف المعلوماتيــة ))‬
‫‪*Johoka index‬ـ ‪ ،‬وقــد قــام معهــد البحــث اليابــاني للتصــالت عــن بعــد‬
‫والقتصاديات ) ‪ (institute of Telecommunication and Economics‬بتطوير‬
‫هذا الكشاف لقياس درجة المعلوماتية في المجتمع اليابــاني ويقســم هــذا‬
‫‪:‬‬
‫الكشاف إلي ثلث أقسام بالضافة إلي معدل )نسبة( المعلومات كالتالي‬
‫ا‪ .‬كمية المعلومات المستهلكة‪.‬‬
‫ب‪ .‬توزيع وسائل التصال‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(112‬‬
‫ج‪ .‬نوعية النشطة المعلوماتية‬
‫أما معدل النفاق على المعلومات )‪ (information Ratio‬فهو نسبة‬
‫إنفاق السرة على النشطة المعلوماتية إلي إجمالي نفقاتها‪ .‬ويتشابه‬
‫معدل المعلومات مع معدل "إنجيل" المعروف بقانون إنجيل )‪Engel's‬‬
‫‪ (law‬حيث خلص "إنجيل" إلي أنه إذا زاد الدخل فإن نسبة النفاق على‬
‫الطعام والضروريات الخرى تتناقص‪ ،‬وتختلف هذه النسبة من دولة إلي‬
‫أخرى‪ ،‬ومن ثقافة إلي أخرى‪ .‬ويرى معهد البحث الياباني للتصالت عن‬
‫بعد والقتصاديات‪ ،‬أنه إذا زاد دخل الفرد أو دخل السرة ‪ ،‬يزداد معه‬
‫النفاق على منتجات المعلومات والتصالت وخدماتها وأنشطتها‪ .‬وتختلف‬
‫هذه النسبة أيضا ً من مجتمع إلي آخر‪ ،‬وقد قام المعهد بحساب معدل‬
‫المعلومات عن طريق طرح كل المصروفات غير المعلوماتية التي ل‬
‫ترتبط بالنشطة المعلوماتية‪ ،‬كالمأكل والملبس والمصروفات المنزلية‬
‫الخرى‪ ،‬من أجمالي النفقات وأفترض أن الباقي عبارة عن مصروفات‬
‫تتعلق بالنشطة المعلوماتية والتصالت)‪.(113‬‬
‫ومن مقاييس البنية الساسية المعلوماتية أيضا ً كشاف جيبدك )‬
‫‪Jipdec)* (1986‬م( الذى صمم لربط عملية التحويل إلي المعلوماتية‬
‫بالعوامل القتصادية بصورة مباشرة وهذا الكشاف ثلثي البعاد‪:‬‬
‫‪ -‬البعد الول‪ :‬معدل الجهزة"العتاد" ))‪:Hardware Ratio‬‬
‫ويحدد بقيمــة أجهــزة الحاســب اللــي فــي الصــناعة مقســومة علــى عــدد‬
‫الموظفين‪.‬‬
‫‪ -‬البعد الثاني‪ :‬معدل البرمجيات ))‪:Software Ratio‬‬
‫‪ (1) 112‬المرجع السابق نفسه‪ -.‬ص ‪17‬‬
‫‪() 113‬‬
‫سهير عبد الباسط عيد ‪ .‬مجتمع المعلومات‪)....‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪134‬‬
‫* كشاف جيبدك يعتبر من مقاييس البنية الساسية للمعلومات الملئمة لقياس البعاد والتغييرات‬
‫الجتماعية والسياسية والقتصادية التي تحدث خلل مسيرة الدول نحو مجتمع المعلومات وذلك‬
‫لسهولة مراقبة صناعة المعلومات بالعتماد عليه إضافة إلى التوسع فى إستخدام تقنية المعلومات‬
‫فى الصناعة‪.‬‬
‫ويحدد بقيمة استخدام البرمجيات لفترة خمــس ســنوات مقســومة علــى‬
‫عدد الموظفين‬
‫البعد الثالث‪ :‬معدل التصالت ) ‪:(Communication Ratio‬‬ ‫‪o‬‬
‫ويحدد بكثافة نقل المعلومات مقسومة على عدد الموظفين في هذه‬
‫الصناعة‪.‬‬
‫وقد مكن هذا الكشاف ثلثي البعاد الحكومة اليابانية من مراقبة‬
‫التقدم في صناعة المعلومات ‪ ،‬وكذلك التوسع في استخدام تقنية‬
‫المعلومات في الصناعة بصفة عامة‪.‬‬
‫ً‬
‫وفي مجال مقاييس البنية الساسية المعلوماتية أيضا قامت منظمة‬
‫التعاون القتصادي والتنمية بالوليات المتحده المريكيه في بداية‬
‫الثمانينات من القرن العشرين بعمل استقصاء حول مدى تطابق البنية‬
‫الساسية المعلوماتية في الدول العضاء بالمنظمة‪.‬‬
‫واستكمال ً للجهود اليابانية قامت وزارة البريد والتصالت وهي الوزارة‬
‫الحكومية التي تمول معهد بحوث التصالت عن بعد والقتصاديات‪ ،‬بعمل‬
‫سلسلة من الدراسات السنوية لقياس إجمالي كمية تدفق المعلومات‬
‫باليابان ‪ ،‬والتي عرفت باسم إحصاء المعلومات السنوي وقد قامت هذه‬
‫الدراسات بقياس كمية المعلومات التي يستخدمها اليابانيون كل عام‪ ،‬كما‬
‫استخدمت لتوضيح النمو في استخدام الوسائط اللكترونية‪ ،‬وأثبتت أن‬
‫هناك ثباتا ً في استهلك الوسائل اللكترونية كالذاعة‪ ،‬وتناقصا ً في‬
‫استهلك الوسائل غير اللكترونية‪ .‬والكثر من هذا أثبتت تضاؤل كمية‬
‫المعلومات المستهلكة بالنسبة للكمية الجمالية المتاحة‪ .‬مما أدى إلي‬
‫شعور البعض بأن اليابانيين يحملون معلومات أكثر مما يستطيعون )‬
‫‪ (Overload‬وقد استخدمت هذه النتائج لتبرير تطور سياسات المعلومات‬
‫في اليابان التي ركزت على شبكات التصالت والحاسبات التفاعلية أكثر‬
‫من النشر التقليدي ونظم التصال غير اللكترونية)‪.(114‬‬
‫كما قام الباحثان سيريا )‪ (M.Suriya‬وثايكودي )‪(A.Thaikkodi‬‬
‫بقياس مستوى المعلوماتية في إحدى وعشرين دولة تم تصنيفها حسب‬
‫الدخل إلي دول مرتفعة الدخل ودول متوسطة الدخل ودول منخفضة‬
‫الدخل‪ .‬وقام الباحثان بتقييم البنية الساسية المعلوماتية للدول المختارة‬
‫إلي خمس فئات هي ‪:‬‬
‫أ‪ .‬قطاع اتصالت الذاعة‪.‬‬
‫ب‪ .‬قطاع التصالت عن بعد ‪.‬‬
‫ج‪ .‬قطاع البنية الساسية لتقنية المعلومات‪.‬‬
‫د‪ .‬قطاع توزيع المعلومات‪.‬‬
‫ه‪ .‬قطاع إنتاج المعرفة‪.‬‬
‫‪ (1) 114‬سهير عبد الباسط عيد ‪ .‬مجتمع المعلومات ‪ :‬دراسة في المفاهيم‪ )...‬مرجع سبق ذكره (‪-.‬‬
‫ص ‪.145 -144‬‬
‫ويشمل القطاعين )ب( و )ج( توزيع الصحف وإنتاج براءات‬
‫الختراع)‪.(115‬‬
‫)*(‬
‫المقاييس التقتصادية‪:‬‬
‫هناك ثلثة مراحل يمكن توظيفها لقياس البعد القتصادي‬
‫لمجتمع المعلومات قام بتقسيمها الباحث سيمون كوزنتز )‪Simon‬‬
‫‪ ** (Kusnetz‬قسم قوي العمل إلي ‪:‬‬
‫قطاع أولي )‪ (Primary Sector‬ويضم الزراعة والتعدين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قطاع ثانوي )‪ (Secondary Sector‬ويضم التصنيع الولي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قطاع ثالث )‪ (Tertiary Sector‬ويضم الخدمات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويتكون من العاملين في التمويل والتجارة‪ ،‬والنقل والمواصلت‪،‬‬
‫وأعمال الخدمات الشخصية‪ ،‬والخدمات المنزلية‪ ،‬والحكومية‪ ،‬والعاملين‬
‫المهتمين بإنتاج المعرفة وتوزيعها‪ ،‬بالضافة إلي المهتمين بالقرارات‬
‫السياسية والجتماعية المهمة في الدولة‪.‬‬
‫المقاييس الرجتماعية‪:‬‬
‫معدل محو المية ‪ :‬تعد المعلومات منتجا ً عالي القيمة ليس فقط‬
‫للسباب القتصادية ‪ .‬ولكن أيضا ً لنها تحقق جودة الحياة الجتماعية‬
‫والثقافية والسياسية التي بدورها تحقق رفاهية المجتمعات‪ ،‬ول يتوقع أن‬
‫تتنافس دولة ما في القتصاد العالمي الجديد والذي تصبح فيه المعلومات‬
‫منتجا ً هامًا‪ .‬بدون قوي عاملة ماهرة وشعب يعرف القراءة والكتابة‪.‬‬
‫ورغم أن محو المية )‪ (Literacy‬التقليدية‪ .‬ونعني بها معرفة القراءة‬
‫والكتابة ربما ل تكون ضرورية للحصول على المعلومات المتاحة ‪ ،‬إل أنها‬
‫بالتأكيد ضرورية للحصول على المعلومات في أشكال أخرى مثل الكتب‬
‫المطبوعة والصحف وغيرها‪ .‬ففي عصر المعلومات لم تعد محو المية‬
‫وحدها كافية للوصول إلي قوي عاملة عالية الجودة‪ ،‬ولكن تحتاج إلي‬
‫التعليم )‪ (Education‬أيضا ً ‪ .‬ويعني هذا المقياس نسبة الطلب في التعليم‬
‫إلي الفئة العمرية التي ينتمون إليها‪ ،‬وتحتاج الى ‪ %15‬في الدول ذات‬
‫الدخل المتوسط وإلي ‪ %1,5‬في الدول ذات الدخول المنخفضة‪ .‬وقد‬
‫أكدت مجموعة العمل التابعة للتحاد الدولي لمعالجة المعلومات على‬
‫أهمية استخدام الحاسبات اللية في العملية التعليمية)‪.(116‬‬

‫‪ (2) 115‬نفس المرجع‪ -.‬ص ‪ .149‬نقل ً عن‪:‬‬


‫‪Suriya ,M. and Thannikkodi (1997) The Impact of‬‬
‫‪.Information of Economic and Human Development across Country Analysis -.3ed‬‬
‫‪.IFLA General Conference, (Booklet)Aug 31 –Sept 5 ,1997) , Copenhagen , Denmark p.70‬‬
‫‪ (*) 116‬المقاييس القتصادية‪ :‬وتعنى حجم قوة العمل المعلوماتية كنسبة من اجمالى قوة العمل‪.‬‬
‫)**( الباحث سيمون كوزنتز يعتبر اول من قام بالتحليل المبيريقى لقوة العمل‪.‬‬
‫)‪ (1‬سهير عبد الباسط عيد ‪ .‬مجتمع المعلومات‪ )...‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص ‪.150-149‬‬
‫التعليم في ظل مجتمع المعلومات‪:‬‬
‫أدى النفجار والتطور السريع للعلوم والمعارف والستعمال‬
‫المكثف للتقنية وفي مقدمتها شبكة النترنت إلي حدوث ثورة في البرامج‬
‫التكوينية في مجال التعليم‪ ,‬وهى أهم ملمح مجتمع المعلومات ‪،‬وقد أدى‬
‫التطور السريع في تقنية المعلومات إلي إيجاد طرق حديثة ووسائل‬
‫متطورة يمكن استثمارها لتوفير مصادر معلوماتية أكثر وبتكلفة أقل مع‬
‫تحسين الجودة النوعية للتعليم ودراسة تلك الطرق والوسائل لتحديد آلية‬
‫استثمارها في العملية التعليمية ومتابعة الجديد منها‪ .‬ففي مجتمع‬
‫المعلومات أو مجتمع ما بعد الصناعي سيكون هناك تركيز قوي على‬
‫العملية التعليمية والمدرسية كنظام تعليمي له دوره الحيوي والمهم في‬
‫تطوير المعرفة والمهارات اللزمة للفرد من أجل النخراط في المجتمع‬
‫الجديد‪ .‬ففي القتصاد الذي تكون فيه المعرفة أو المعلومات هي المواد‬
‫الخام‪ ،‬خصوصا ً في مجالت العلوم والتقنية فإن التعليم والتدريب يلعبان‬
‫دورا ً له قيمتة ‪ ،‬فقد شعرت بعض المجتمعات المتقدمة تقنيا ً بأن هناك‬
‫حاجة ملحة لصلح النظام التعليمي السائد ‪ ،‬حيث أن المسئولين في هذه‬
‫المجتمعات شعروا بأن النظام التعليمي السائد قد فشل في تحقيق بعض‬
‫أهدافه‪ ,‬وأن المستوى التعليمي للفراد في المدارس والجامعات أصبح‬
‫متدهور‪ ،‬ففي الوليات المتحدة المريكية ظهر عام )‪1983‬م( تقرير‬
‫اعتبره الكثير من الخبراء في مجال التعليم بأن له قدرا ً كبيرا ً من الهمية‬
‫‪ ،‬أعد لصالح اللجنة القومية للمتياز في التعليم وحمل عنوان )أمة في‬
‫خطر( في هذا التقرير انتقادا ً قاسيا ً لنقص العلوم التقنية في مناهج‬
‫المدارس العامة ‪ .‬فأهمية رفع الفرص التعليمية ليس هو عبارة عن قضية‬
‫تغيير طفيفة ولكنها بشكل آخر ضرورة لتدريب القوي العاملة التي‬
‫ستكون متنافسة في مهن عصر المعلومات ‪ ،‬فالتعليم هو أداة التغيير ‪ ،‬فل‬
‫يستطيع نظريا ً أوعمليا ً أي مجتمع أن يكون تنافسيا ً في عصر المعلومات‬
‫بدون قوي عاملة متعلمة ومتدربة‪ ،‬ففي عصر المعلومات يعتبر )إنتاج‬
‫المعرفة( نشاطا ً مركزيا ً وأساسيا ً وهذا جنبا ً إلي جنب مع تدريب الباحثين‬
‫)‪.(117‬‬
‫إن المجتمعات المتقدمة في مجال تقنية المعلومات والتصالت‬
‫بدأت في منتصف الثمانينات من القرن العشرين في إعادة النظر في‬
‫البنيات الساسية لنظم التعليم فيها ومحاولة وضع خطط إصلح شاملة‬
‫لبرنامج التعليم بما يتمشى والتحولت التي تشهدها ويتطلبها النتقال إلي‬
‫لعن مجتمع الصناعة الذي بدأت بوادر‬ ‫مجتمع المعلومات المختلف بد ً‬

‫‪ (1)117‬أبوبكر محمود الهوش ‪ .‬مجتمع المعلومات العالمي‪ ) ...‬مرجع سبق ذكره(‪ -.‬ص ‪.96-94‬‬
‫انهياره‪ .‬فالتعليم يعتبر استثمارا ً استراتيجيا ً لعصر المعلومات‪ ،‬وهذا ل‬
‫يضم فقط تدريب فئات أو طوائف المهنيين والداريين‪ ،‬والتعليم المهني‬
‫في العديد من المهن الموجهة نسبيا ً ولكن يدخل تحت دائرته أيضا ً التعليم‬
‫العالي كمجال استثمار في البحث العلمي)‪.(118‬‬
‫التعليم في الدول المتقدمة‪:‬‬
‫لم يدرك أحد أهمية التعليم في العبور إلي مجتمع المعلومات قدر‬
‫الحكومتين المريكية واليابانية‪ ،‬فالحكومة المريكية أعادت النظر منذ‬
‫نهاية الستينات من القرن العشرين في إستراتيجيتها التعليمية‪ .‬أما‬
‫اليابانيون فقد تابعوا تقليدهم القومي في منح التعليم المنزلة الولى في‬
‫حياتهم العملية والجتماعية والقتصادية‪ ،‬وهو تقليد قديم يعود إلي القرن‬
‫التاسع عشر‪ ،‬عندما قرر المبراطور الياباني إرسال أولى البعثات‬
‫التعليمية إلي أوروبا)‪.(119‬‬
‫طبقت اليابان نظام التعليم الجباري للمرحلة البتدائية منذ العام )‬
‫‪1872‬م( وبحلول العام )‪1910‬م( وصلت نسبة التعليم البتدائي إلي‬
‫‪ ، %100‬أما فيما يتعلق بالتعليم القانوني فقد تبنت الحكومة بعد الحرب‬
‫العالمية الثانية‪ ،‬النظام المريكي للتعليم فوصلت النسبة إلي ‪ %94‬في )‬
‫‪1999‬م( وتفيد الحصاءات أن ‪ %35‬من خريجي الثانويات يلتحقون‬
‫بالجامعات‪ ،‬وأن ‪ %90‬منهم يتخرجون ‪,‬إن انتشار التعليم البتدائي في‬
‫اليابان قد سبق ثورتها الصناعية ولعب دورا ً بارزا ً في بناء اليابان الحديث‬
‫كما أثر التعليم الثانوي في تحول اليابان إلي دولة متقدمة)‪.(120‬‬
‫وخلل الستينات من القرن العشرين أخذ القتصاد الياباني في النمو‬
‫مستندا ً إلي الساليب المريكية في الدارة والتقنية حتى استعاد عافيته‬
‫وأصبح يحقق نسبة نمو تصل إلي ‪ %10‬خلل الستينات من القرن‬
‫العشرين‪ .‬فقد كانت اليابان معتمدة على الزراعة حتى بداية عهد‬
‫المبراطورية )‪1868‬م( وبعد امتصاصها للتقنية من الغرب وخصوصا ً‬
‫الوليات المتحدة‪ ،‬أخذت تتحول إلي دولة تقنية حتى وصلت إلي ما هي‬
‫عليه الن من تقدم ‪.‬‬
‫إن التقنية اليابانية قامت بشكل رئيسي على التقليد إذ أنها تعني‬
‫الخبرة وامتلك الخبرة يعني البدء بالتقليد حتى نتمكن من امتلكها وهو‬
‫الشئ الذي قامت عليه التجربة اليابانية‪ .‬وعن المجتمع المعلوماتي‬
‫الياباني أدلت بعض الحصاءات بنتائجها في منتصف الثمانينات من القرن‬
‫العشرين أن ‪:‬‬

‫‪ (1)118‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪.96‬‬


‫‪ (2)119‬بشار عباس‪ .‬ثورة المعرفة والتكنولوجيا‪ :‬التعليم بداية مجتمع المعلومات‪ -.‬دمشق ‪ :‬دار‬
‫الفكر‪ -.2001،‬ص ‪.12-11‬‬
‫‪ (3)120‬ربيع عبد الكريم ‪ .‬خفايا المعجزة اليابانية )مجلة التصنيع ‪ ،‬ع ‪ ،4‬سبتمبر ‪2006‬م( ‪ -.‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -‬عدد الصحف التي تصدر )‪ (125‬صحيفة‪.‬‬
‫‪ -‬عدد النسخ ‪ 66,780,000‬نسخة بمعدل نسخة واحدة لكل ‪1,78‬‬
‫فردا ً ‪.‬‬
‫‪ 96,4% -‬ممن تزيد أعمارهم عن الثامنة عشر يقرأون جريدة‬
‫بشكل يومي تقريبا ً وبمعدل ‪ 46‬دقيقة في اليوم‪.‬‬
‫‪ 97,2% -‬من اليابانيين يشاهدون التلفزيون بمعدل ‪ 2,5‬ساعة يوميا ً‬
‫‪.‬‬
‫‪ 48,6 -‬يقرءون الكتب بمعدل ‪ 52‬دقيقة يوميًا‪.‬‬
‫‪ -‬تتوفر في أي منطقة باليابان بين أربعة إلي ثمانية محطات إذاعية‬
‫ويوجد نفس العدد من القنوات التلفزيونية‪.‬‬
‫‪ -‬تم طبع ‪ 310,297‬كتابا ً في ‪ 1,2‬مليار نسخة‪.‬‬
‫‪ -‬نقل المعلومات اليابانية والتصويرية )‪(Data Communication Fax‬‬
‫تضاعف ‪ 1,330‬مرة من حجمها في العام )‪1970‬م(‪.‬‬
‫وإذا جمعت كل المعدلت المشار إليها يتضح أن اليابانيين ينفقون‬
‫‪ %80‬من وقتهم المخصص في العمل على امتصاص المعلومات)‪.(121‬‬
‫التعليم في الدول النامية ‪:‬‬
‫يعاني نظام التعليم في الدول النامية من مشكلت بنيوية على‬
‫الرغم من النجاحات التي حققها في نصف القرن العشرين‪ .‬وتدل‬
‫المؤشرات علي تدهور التعليم العربي منذ العام )‪1985‬م( بسبب‬
‫تضاعف عدد الطلب وانخفاض الموارد المخصصة للتعليم ويكفي أن‬
‫نذكر المعطيات التالية لتوصيف الواقع الحالي‪:‬‬
‫‪ -‬نسبة الميين البالغين ‪ %48‬وعددهم )‪ (70‬مليــون ومعظمهــم مــن‬
‫النساء ‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة الستيعاب في التعليم مثل المستوى الول قليلة‪.‬‬
‫‪ -‬نصيب الفرد في سن التعليم في الــدول الناميــة مــن النفــاق علــى‬
‫التعليم ل يتجاوز ‪ 34‬دولرا ً في حين أن النفاق في البلدان المصنعة يصل‬
‫إلي ‪ 6500‬دولر‪ ,‬وتدهور نوعية التعليم خلل السنوات العشرين الخيــرة‬
‫)‪2005-1985‬م(‪ .‬ضعف القدرات التحليلية وضــعف القــدرات البتكاريــة‬
‫في جميع مراحل التعليم‪.‬‬
‫‪ -‬تفشي البطالة بين المتعلمين وتدهور الجور الحقيقية للغالبية‬
‫العظمى ‪.‬‬
‫‪ -‬ثمة خلل أساسي بين سوق العمل ومستوى التنمية من ناحية وبين‬
‫ناتج التعليم من ناحية أخرى ينعكس على ضعف إنتاجية العمالة ووهن‬
‫العائد القتصادي والجتماعي على التعليم في البلدان النامية‪.‬‬

‫‪ (1) 121‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪.69‬‬


‫‪ -‬يوازي النفاق في الدول النامية على البحث والتطوير )‪ (%0,2‬من‬
‫الناتج الجمالي في حين أن هذه النسبة في البلدان المتقدمة تصل إلي )‬
‫‪ (%3,2‬من الناتج الجمالي العالمي‪.‬‬
‫‪ -‬بلغت نسبة العاملين في مجال البحث والتطوير في البلدان النامية‬
‫)‪ (%0,35‬مقابل )‪ (%3,8‬من السكان في إسرائيل ‪( ) .‬‬
‫‪122‬‬

‫التعليم والتنمية التقتصادية‪:‬‬


‫من المعروف أن القتصاديين اليوم يعملــون علــى إدخــال عامــل‬
‫المعرفة بشكل مباشر وواضح في نظريات التنمية‪ ،‬فالعلقــة بيــن التنميــة‬
‫وبين توليد المعلومات واستخدامها أصبحت واضحة وتدل الحصاءات على‬
‫أن أكثر من ‪ %50‬من الناتج الجمــالي فــي الــدول المتقدمــة مبنــي علــى‬
‫المعرفة وهكذا أصبح الستثمار في مجال المعلومات والتقنية أحد عوامــل‬
‫النتاج ‪ ،‬فهو يزيد في النتاجية ‪ ،‬كما يزيد في فرص العمل‪ ،‬وتدل على ذلك‬
‫وثيقة بعنوان )فرنسا في مجتمع المعلومات( منشوره على موقــع رئاســة‬
‫الوزراء في فرنسا) (‪.‬‬
‫‪123‬‬

‫كمـا تقـرر الدراسـات الـتي أجرتهـا وزارة التجـارة المريكيـة أن‬


‫مساهمة التقنية والتقدم المعرفي يشكل ‪ %80‬مــن العامــل الكلــي لنمــو‬
‫النتاجية ذلك أن تقنية المعلومات أصبحت أهم عوامل النتاج فــي اقتصــاد‬
‫المعرفة‪ .‬وصارت السرعة في خلق المعرفــة والقــدرة علــى وضــعها فــي‬
‫العمل واســتثمارها فــي النتــاج مــن أهــم العوامــل الــتي تحــدد المســتوى‬
‫القتصادي للبلد الــذي ينتجهــا‪ .‬وأصــبح قطــاع المعلومــات قــاطرة التنميــة‬
‫والتطور القتصادي في مختلف أنحاء العالم وتحولت المعلومات إلي أهــم‬
‫سلعة في مجتمع المعلومات)‪.(124‬‬
‫لقـــد أدى تزايـــد الـــوعي لـــدى علمـــاء القتصـــاد والمعلومـــات‬
‫المشــتغلين بقضــية القتصــاد المبنــى علــى المعرفــة أو المعلومــات إلــي‬
‫العتقاد بأن نمو القطاع المعلوماتي يمكن أن يرى كجزء من عملية التغيير‬
‫الهيكلــي للقتصــاد وذلــك علــى المــدى الطويــل للنمــو القتصــادي ‪ .‬وان‬
‫النشطة المتعلقة بالمعلومات ستسبق النتاج الصــناعي كعنصــر أساســي‬
‫في القتصاد‪ ،‬ولعل أبحاث العلماء في علمي القتصاد والمعلومــات تــدعم‬
‫هذه الظاهرة)‪.(125‬‬
‫تحديات إدخال تقنية المعلومات في التعليم ‪:‬‬

‫‪ (1) 122‬بشار عباس ‪ .‬التعليم العربي أمام تحديات مجتمع المعلومات ‪ ،‬النادي العربي للمعلومات‬
‫متوفر في ‪:‬‬
‫‪Http //www. Information technology arabcin.net/arabiaall./2000/13 page,4-5 ,19/.17.2006‬‬
‫‪ :‬فرنسا في مجتمع المعلومات‪.‬متوفر فى موقع رئاسة الوزراء الفرنسى تحت عنوان )‪(2‬‬
‫‪policy and planning committee its policy for comment‬‬ ‫‪27/2/2001‬‬ ‫‪123‬‬

‫‪ (3) 124‬بشار عباس ‪ )...‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪.4‬‬


‫‪ (1) 125‬ربيع عبد الكريم ‪) ...‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪.69‬‬
‫إن عملية إدخال تقنية المعلومات والتصالت إلي التعليم ليســت‬
‫عملية ميكانيكية أو سحرية‪ ،‬وقد فشلت تجــارب عديــدة فــي هــذا المجــال‬
‫لنها لم تأخذ بعين العتبار العتبارات المتبادلة المعقدة التي تحملهــا معهــا‬
‫التطبيقــات العلميــة لتقنيــة المعلومــات والتصــالت فــي التعليــم‪ .‬حيــث‬
‫يستطيع الطلب في ظل اســتخدام ناجــح لهــذه التطبيقــات أن ينمــوا فــي‬
‫أنفسهم خبرات علمية ومعرفية وثقافية ومهارات غيــر مباشــرة تتيــح لهــم‬
‫الندماج بنجاح في بيئة العمل في مجتمع المعلومات‪ ،‬كمــا لــم تأخــذ بعيــن‬
‫العتبار التفاعل المتبادل بين هذه التطبيقات والبيئة الحضارية‪.‬‬
‫إن التحــدي المطــروح اليــوم هــو أن ننجــح فــي الوصــول إلــي‬
‫الستثمار المثل للتقنية بهدف الرتفاع بنوعيــة التعليــم‪ ،‬وتوســيع انتشــاره‬
‫وتحقيــق تعميــم المعرفــة وديمقراطيــة التعليــم دون أن يكــون ذلــك علــى‬
‫حساب النوعية المعمقة للتعليم‪ ،‬أو على حساب دعم مجموعــات تعليميــة‬
‫خاصة ذات أهداف جديدة ‪ ،‬فالتعليم فـي مجتمـع المعلومـات يعـدنا بكلفـة‬
‫أقل من كلفة الساليب ا لتقليدية ‪ ،‬ويستلزم ذلــك استكشــاف واســتخدام‬
‫وتطوير طرق جديدة للتعليم‪ ،‬تستثمر الميزات الفريدة للدوات والوســائل‬
‫التقنية المختلفة‪ ،‬بهدف الستجابة لجهات متنوعــة وواســعة جــدا ً ولنــواع‬
‫مختلفة من المتعلمين )‪.(126‬‬
‫التحديات التي توارجه التعليم في مجتمع المعلومات‪:‬‬
‫إن من أهم التحديات التي تواجه التعليم في مجتمــع المعلومــات‬
‫ضرورة استكشاف الطرق الجديدة للتعليــم لســتنباط حلــول تســتند إلــي‬
‫معرفة ممتازة للوسائل التقنية والوساط والوسائل الحديثة المســتخدمة‬
‫في التعليم ‪ ،‬وكيفية تصـميم بيئــة التعليــم التفــاعلي وفهــم نقــاط الضــعف‬
‫والقوة في التطبيقات التقنية الحديثة‪ ،‬وإدراك مدى قوتهــا وحــدود نهايــات‬
‫قدرتها)‪.(127‬‬
‫وترى الباحثة أن قيمة استخدام التقنيــة فــي التعليــم تكمــن فــي‬
‫قابليتها وقدرتها على الوصــول إلــي المتعلميــن الــذين حرمتهــم ظروفهــم‬
‫المختلفة من متابعة تعليمهم في مؤسسات التعليــم التقليديــة‪ ،‬فهــي إذن‬
‫ترفع من مستوي ونوعية التعليم لتستجيب لحتياجات مجتمــع المعلومــات‬
‫ومتطلباتة‪.‬‬
‫ً‬
‫كما ترى الباحثة ايضا‪ :‬العمـل الفـوري لتحـديث وتطـوير التعليـم‬
‫في جميع البلدان العربيــة الناميــة‪ ،‬وأن تخصــص الميزانيــات اللزمــة لهــذا‬
‫المشروع الكبير‪ ،‬وأن تستنهض قوي المجتمـع الحيـة الفاعلـة فـي برنامـج‬
‫قومي متكامل لنهضة وتنمية البلد‪.‬‬
‫الفجوة الرتقمية وتأثيرها على مجتمع المعلومات‪:‬‬

‫‪ (2) 126‬بشار عباس ‪ .‬التعليم العربي‪) ...‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص ‪.9-8‬‬
‫‪ (3) 127‬نفس المرجع ‪ -.‬ص ‪.9‬‬
‫تعتبر التقنية المتطورة والمتجددة محرك ـا ً أساســيا ً لــدفع مســار‬
‫التنميــة الشــاملة ومقياسـا ً جوهريـا ً لتقــدم المــم الــذي يميــز التطــورات‬
‫والتحولت التقنية التي يشــهدها هــذا القطــاع الحيــوي الواعــد‪ ،‬باعتبــار أن‬
‫ثــورة تقنيــة المعلومــات والتصــالت أضــحت تؤســس لشــكل جديــد مــن‬
‫العلقــات بيــن المجتمعــات والثقافــات والتكتلت القتصــادية والسياســية‬
‫وتمهــد لمســتقبل جديـد ومغــاير للحضــارة النســانية فـي إطــار مــا أصــبح‬
‫يصطلح علــى تســميته )بالقريــة الكونيــة( الســتراتيجيات الملئمــة بقصــد‬
‫النهوض بميدان تقنية المعلومات والتصالت واستثمار الفاق الرحبة التي‬
‫يوفرها على الوجه المثل)‪.(128‬‬
‫ويمكن القول أن الثورة التقنية في مجال المعلومــات والتصــال‬
‫تحمل تصورات ومتغيرات ستؤثر حتما ً فى المجتمع وخصوصا ً في الجيال‬
‫الجديدة مما سيؤدي إلي بروز إنسان جديد سيكون مجال تقاســمه لفكــار‬
‫الخرين واشتراكه معهم في أنماط سلوكية وثقافيــة واحــدة تكــون أوســع‬
‫وأكــبر ممــا هــو متعــارف عليــه‪ ،‬أيضــا ً فــأن المجتمــع التصــالي الجديــد‬
‫سيؤثرعلى جميع أنحاء العالم ويختلف من مكــان إلـي آخـر تبعـا ً لمسـتوى‬
‫التنمية والتصورات الخاصة للمستقبل)‪.(129‬‬
‫وقــد خلفــت ثــورة المعلومــات والتصــالت مــا يعــرف )بــالفجوة‬
‫الرقمية( بين الدول المتقدمة والنامية‪ ،‬حيث تقــاس بدرجــة تــوافر أســس‬
‫المعرفة بمكونات القتصـاد الرقمـي الـذي يسـتند إلـي تقنيـة المعلومـات‬
‫والتصالت ودرجة الرتباط بشبكة المعلومات العالميـة )‪ (Internet‬وتـوافر‬
‫طرق المعلومـات السـريعة والهواتـف النقالـة وخـدمات التبـادل الرقمـي‬
‫للمعلومــات ‪ ،‬وهــي الســس الــتي أصــبحت تحكــم كافــة منــاحي الحيــاة‬
‫وأسلوب أداء العمال وقد أنعكس ذلك في تطور التجارة اللكترونيـة عـبر‬
‫النــترنت )‪ (Ecommerce‬وزيــادة الشــركات الجديــدة الــتي تؤســس يوميـا ً‬
‫لممارســة أعمالهــا عــبر الشــبكة العالميــة وإطلق المبــادلت التجاريــة‬
‫إلكترونيا ً عــبر الهواتــف النقالــة ‪ ،‬وإقامــة الحكومــات اللكترونيــة وإنشــاء‬
‫الشــبكات التعليميــة والبحثيــة والصــحية والســياحية وغيرهــا وتقنيــن هــذه‬
‫العمليات عبر تطوير التشريعات اللزمــة‪.‬وليكفــي لتحديــد عمــق الفجــوة‬
‫الرقمية مجرد النظر إلي مدى توافر البنية الساسية للمعلومات وشبكات‬
‫التصالت بل يضاهيه أهمية النظــر إلــي نوعيــة العنصــر البشــري المتعلــم‬
‫والمؤهل للتعامل مع التقنيــات الحديثــة ‪ .‬وهــذا بــدوره يرتبــط بمســتويات‬
‫الدخل والتعليم والثقافة‪ ،‬وقد أثــر ذلــك فــي خلــق تعــاون داخــل المجتمــع‬
‫الواحد الذي يشهد تباينا ً في الوصول إلي استخدام النترنت بيــن أصــحاب‬

‫‪ (1)128‬طارق محمود عباس ‪ .‬مجتمع المعلومات الرقمي‪ -.‬القاهرة‪ :‬مركز الصيل للطباعة والنشر‪,‬‬
‫‪ -.2004‬ص ‪.110-109‬‬
‫‪ (2)129‬نفس المرجع‪ -.‬ص ‪.112‬‬
‫الــدخول المرتفعــة والمنخفضــة والمجموعــات العرقيــة والمجموعــات‬
‫العمرية وسكان المدن والريف)‪.(130‬‬
‫ومن هنا نجد أن الفجوة الرقمية في مجتمع المعلومات ل يمكــن‬
‫أن تخرج عن دائرة الصراع بين الدول المتقدمــة والناميــة حيــث إن تطــور‬
‫منظومة المعلومات في أي مجتمع يعكس مدى تطور وُرقي هذا المجتمــع‬
‫خاصة في مجالت الصناعة والقتصاد والتقنية بشكل عام‪ ،‬وما يهمنــا فــي‬
‫هذا المر هو موضع الدول العربيــة وعالمنــا العربــي مــن هــذا‪ .‬فـإذا كــانت‬
‫جميع الدول العربية تؤكد ضرورة التنسيق حتى تستطيع التعامل مع الدول‬
‫المتقدمة وحتى ل يفوتنا القطار مرة أخـرى ففـي المرحلـة الولـى للقمـة‬
‫التي عقدت في صيف )‪2003‬م( كان هناك تنســيق عربــي علــى مســتوى‬
‫الحكومات‪ ،‬وكانت هنــاك مواقــف مشــتركة مــن خلل اللجــان الفنيــة فــي‬
‫نطاق بلورة موقف عربي موحد وتقديم رؤيــة فــي قمــة تــونس )‪2005‬م(‬
‫ومحاولة العمل علــى إرســاء تصــور انطلقـا ً مــن دراســة وضــع سياســات‬
‫المعلومــات فــي الــوطن العربــي واسترشــادا ً بمــا قــدمه النــادي العربــي‬
‫للمعلومات من دراسة لواقع المعلومات وسياســاتها التقنيــة فــي القطــار‬
‫العربية والتي تؤكد تدني وضعف الطلب على المعلومات خاصة في مجال‬
‫العلوم والتقنية ‪،‬فضـل ً عـن بنيـة تحتيـة ضـعيفة ذات مؤشـرات أدنـى مـن‬
‫المتوسط العالمي‪ ،‬بل في بعض الحيان أدنى من متوسط البلدان النامية‪،‬‬
‫وضعف واضح في حركة البحث العلمي وضعف واضح أيض ـا ً فــي التمويــل‬
‫اللزم لهذا البحــث‪.‬وقــد أكــد التقريــر الــذي قــدمه التحــاد العربــي لتقنيــة‬
‫المعلومات في سبتمبر )‪2003‬م( أن هناك مليــون أســرة اســتفادت مــن‬
‫النــترنت المجــاني ثلثهــم مــن النســاء ‪ .‬وقــد كشــف التقريــر أن عــدد‬
‫مستخدمي النترنت على مستوى العــالم بلــغ عــام )‪2001‬م( أكــثر مــن )‬
‫‪ (700‬مليون شخص ‪ ،‬منهم )‪ (%80‬من الدول الصناعية التي يقطن بهــا )‬
‫‪ (%15‬من سكان العالم‪ ،‬وتشير الدراسة إلي أن الوليات المتحدة تتصدر‬
‫قائمة البلدان الكثر استخداما ً للحاسبات الشخصــية فـي العــالم بمعــدل )‬
‫‪ (459‬حاسبا ً اليا لكل ألف شخص‪ ،‬مقابــل )‪ (35‬حاســبا ً فــي أوروبــا لكــل‬
‫ألف شخص ول تزيد على )‪ (10‬حاسوب لكل ألف شــخص فــي بقيــة دول‬
‫العالم)‪.(131‬‬
‫أما عــن اســتخدام الكمــبيوتر والنــترنت فــي المنطقــة العربيــة‪،‬‬
‫فطبقا ً لحدث الحصائيات فهناك )‪ (1,4‬جهاز كمبيوتر لكــل مائــة مــواطن‬
‫‪ (1)130‬سمير الليل‪ .‬الدول العربية تسابق اللحاق بركب المعلوماتية‪ ،‬منتدى جوال اليمن ‪ .‬متوفر ‪:‬‬
‫‪http: // www. Gsm4 yemen.com/forums/viewtopic.ph p? 1=1074 and Sid= 3506009675d82 page.‬‬
‫‪I.‬‬ ‫‪19/12/1427.‬‬
‫‪ (1) 131‬وسام أبو العطا ‪ .‬الفجوة الرقمية في مجتمع المعلومات العربي ‪ -.‬الهرام المصرية )‬
‫‪ -.(25/2/2007‬ص ‪.3-2‬‬
‫في المنطقة العربية كمعدل عام أي نحو خمس المعــدل العــالمي البــالغ )‬
‫‪ .(7,7‬أما شبكة النــترنت فمعــدل الســتخدام رهــن بعــدد أجهــزة الهــاتف‬
‫والكمبيوتر علما ً بأن هناك )‪ (7‬خطوط هاتف ثابت لكل مائــة شــخص فــي‬
‫المنطقة العربية بالمقارنة بالمعدل العــالمي الــذي يبلــغ )‪ . (15,2‬وهنــاك‬
‫تفاوت بين الدول العربية في استخدام النترنت ففــي بعــض البلد ل تــزال‬
‫خدمة النترنت في بدايتها ‪ ،‬لكنها في المنطقــة العربيــة ككــل )‪ (7,5‬لكــل‬
‫ألف شخص وفي الدول الخليجية )‪ ، (32‬بينما المعدل العالمي )‪ (55‬لكل‬
‫ألــف شــخص‪ .‬ونظــرا ً لتــدابير عــدد متصــفحي النــترنت يوم ـا ً بعــد يــوم‬
‫فالحصائيات لعام )‪2004‬م( تشير إلــي أن الــذين يــدخلون إلــي النــترنت‬
‫أكــثر مــن مــرة يوميـا ً )‪ (%93‬وأكــثر مــن ‪ 4‬مــرات يوميـا ً )‪ (%56‬ومــن‬
‫يدخلون إلي النترنت من )‪ (1‬إلي )‪ (4‬مرات يوميا ً )‪ (%36‬ومــرة واحــدة‬
‫في اليوم )‪ (%7‬وعن اســتعمال النــترنت للمعلومــات الشخصــية )‪(%75‬‬
‫وللعمل )‪ (%65‬وللدراسة )‪ (%60‬وللتسوق )‪ . (%50‬ول يمثل النــترنت‬
‫في العالم العربي سوى جزء يسير من الحيـاة اليوميـة للسـكان ‪ ,‬وهنالـك‬
‫تقريرعن الفجوة الرقميـة فـي العــالم العربـي صـدر عـن التحـاد العربــي‬
‫لتقنية المعلومات في ســبتمبر )‪2003‬م( يشــير إلــى أن الفجــوة الرقميــة‬
‫العربية قد وصــلت إلــي )‪ (4,5‬مليــار دولر‪ .‬وأن نســبة صــادرات منتجــات‬
‫التقنية البسيطة فـي الـدول العربيـة ل تتجـاوز )‪ (%80‬وصـادرات التقنيـة‬
‫العالية ل تتعدى نسبة )‪ (%1‬فقط ويشير التقرير إلي أن تقنية المعلومــات‬
‫لها تأثير واضح على القتصاديات الكــبرى مثــل اقتصــاد الوليــات المتحــدة‬
‫ل‪ ،‬ففي خلل الخمس سنوات الخيرة اى قبل صــدور التقريــر‬ ‫المريكية مث ً‬
‫تضاعف بفضل تقنية المعلومات من )‪ (%1,4‬إلي )‪ (%2,8‬كما أن تأثيرها‬
‫كان واضحا ً على الناتج القومي الجمالي لبعض الدول شديدة الشــبه فــي‬
‫أوضاعها القتصادية بالدول العربية مثل سنغافورة وماليزيــا كمــا أســهمت‬
‫كذلك في تحقيق طفرة في التجارة العالمية سواء فى السلع أو الخــدمات‬
‫في هذه الدول‪ .‬وإذا نظرنا إلي أرض الواقع سنكشف مدى التساع الكــبير‬
‫للفجوة الرقمية بين عالمنا العربي وبين بقية بلدان العالم وذلك مــن خلل‬
‫رصد استخدام الشبكة الدولية للمعلومات حيث نلحظ التزايد الرهيب في‬
‫إعداد مستخدمي الشبكة الدوليــة للمعلومــات فــى الــدول المتقدمــة عــن‬
‫الدول العربية )‪.(132‬‬
‫الحكومة اللكترونية في مجتمع المعلومات ‪:‬‬
‫إن أهم التعريفات المتعلقة بمفهوم الحكومة اللكترونية تعريــف‬
‫البنــك الــدولي الــذي يكــاد يقــدم مفهوم ـا ً شــامل ً للحكومــة اللكترونيــة )‬
‫‪ (E.Government‬وهــي عمليــة اســتخدام المؤسســات الحكوميــة لتقنيــة‬
‫المعلومــات )مثــل شــبكات المعلومــات العريضــة‪ ،‬وشــبكة النــترنت ‪،‬‬

‫‪ (1)132‬المرجع السابق نفسه ‪ – .‬ص ‪. 4 -3‬‬


‫وأساليب التصال عبر الهاتف المحمول(‪ .‬والتي لديها القــدرة علــى تغييــر‬
‫العلقات مع المواطنين ورجال العمال ومختلف المؤسســات الحكوميــة‪.‬‬
‫وهذه التقنيــة يمكنهــا أن تخــدم عــددا ً كــبيرا ً مــن الهــداف ‪ ،‬مثــل‪ :‬تقــديم‬
‫خدمات أفضل للمواطنين وتحسين التعامل والتفاعــل مــع رجــال العمــال‬
‫ومجتمع الصناعة‪ ،‬كما أن نتائج هذه التطبيقات يمكن أن تــؤدي إلــي زيــادة‬
‫الشفافية والعائد و تخفيــض النفقــات وقناعــة المــواطن بــدور المؤسســة‬
‫الحكومية في حياته)‪. (133‬‬
‫وقــد أســتتبع التحــولت التقنيــة مبــادرات علــى المســتوى العــالمي‬
‫والقليمـي بهـدف بنـاء نمـاذج للحكومـات اللكترونيـة ‪ .‬وتـرك ذلـك آثـارا ً‬
‫واسعة المدى علـى مفهـوم وأشـكال تقـديم الخدمــة و تبسـيط إجراءاتهـا‬
‫والقوانين التي تحكم تقديمها وسرعتها وعن التوفير في العمالــة والــوقت‬
‫اللزمين لدائها ‪،‬وهذه النمــاذج فــي الحكومــة وهــذا التطــور فــي مســتوى‬
‫تقديم الخدمات الكترونيا ً من أهم النشطة التي يمكن أن تقوم بها الــدول‬
‫على شبكة النترنت ‪ ،‬وسواء كنا نتحدث عن بيئــة العــالم الــواقعي أم بيئــة‬
‫النترنت الفتراضية ‪ ،‬فإن أية حكومة تسعى لن تحقق فعاليــة عاليــة فــي‬
‫تقديم خدماتها للجمهور وتحقــق فعاليــة فــي تبــادل النشــاط بيــن دوائرهــا‬
‫ومؤسساتها‪ ،‬وقد وصف القطاع الحكومي دوما ً بالبيروقراطية إشارة إلــي‬
‫)‪(134‬‬
‫بطء النجاز‪ .‬وتقوم فكرة الحكومة اللكترونية على ركائز أربعة‪:‬‬
‫‪ -‬تجميـــع كافـــة النشـــطة والخـــدمات المعلوماتيـــة والتفاعليـــة‬
‫والتبادلية في موضوع واحد فى موقــع الحكومــة الرســمي علــى‬
‫شبكة النترنت‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق حالة اتصال دائم بالجمهور‪،‬مع القدرة علــى تــامين كافــة‬
‫الحتياجات الستعلمية والخدمية للمواطن‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيــق ســرعة وفعاليــة الربــط والتنســيق والداء والنجــاز بيــن‬
‫دوائر الحكومة ذاتها وكل منها على حده‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق وفرة في النفاق في كافة العناصر بما فيها تحقيق عوائد‬
‫أفضل من النترنت الحكومية ذات المحتوي التجاري)‪.(135‬‬
‫تمثل الحكومة اللكترونية تحول ً شامل ً في المفاهيم والنظريات‬
‫والساليب والممارسات والهياكــل والتشــريعات الــتي تقــوم عليهــا الدارة‬
‫العامة‪ ،‬وهي ليست مجرد شعار يرفع أو طمــوح يمكــن تحقيقــه مــن خلل‬

‫‪ (2)133‬زين عبد الهادي ‪ .‬خطوات عملية لتركيز الحكومة اللكترونية في العالم العربي‪ ) -.‬موقع مجلة‬
‫أفكار اللكتروني(‪www.afkar on line org/archives/in ill. Aout 2004/abdelhadi .html page 1, :‬‬
‫‪12/9/142‬‬
‫‪ (3)134‬يونس عرب ‪ .‬الحكومة اللكترونية ‪ :‬مفهومها ونطاقها وعناصرها )‪ (E.Government‬مجموعة‬
‫عرب للقانون ‪.‬‬
‫‪http:// www. Arab law org / E. Government htm .page 1-2,‬‬ ‫متوفر في ‪12/9/1427 :‬‬

‫‪ (1)135‬المرجع السابق نفسه‪ - .‬ص ‪2‬‬


‫وصفة جاهزة أو خبره مستوردة بل أنها عملية معقدة ونظام متكامــل مــن‬
‫المكونــات البشــرية والتقنيــة والمعلوماتيــة والماليــة والتشــريعية والبيئيــة‬
‫وغيرها ‪ ،‬وبالتالي لبد من توفير متطلبات عديدة ومتكاملة لخراج مفهــوم‬
‫الحكومة اللكترونية إلي حيــز الواقــع العملــي فــي أجهــزة الدارة العامــة‪.‬‬
‫ومن أهم متطلبات الحكومة اللكترونية ما يلي ‪:‬‬
‫‪ /1‬التوعية الرجتماعية بثقافة الحكومة اللكترونية ومتطلباتها‪:‬‬
‫نظرا ً لن التحــول عنــد الحكومــة اللكترونيــة فلســفة متكاملــة مــن‬
‫القيم والهداف والوســائل والنظــم المتكاملــة فــإن ترجمتهــا إلــي الواقــع‬
‫العملي تحتاج إلي جهود ومتطلبات عديدة يأتي في مقدمتها وعي الجمهور‬
‫بطبيعة هذا التحول والستعداد النفســي والســلوك التقنــي والمــالي وغيــر‬
‫ذلك من متطلبات التكيف معه‪.‬‬
‫‪ /2‬تطوير نظم التعليم والتدريب بما يتلءم والتحول الجديد‪:‬‬
‫تتطلب الحكومــة اللكترونيــة تغييــرات جذريــة فــي نوعيــة العناصــر‬
‫البشــرية الملئمــة لهـا‪ ،‬و ضــرورة إعـادة النظــر بنظــم التعليــم والتــدريب‬
‫لمواكبة متطلبات التحول الجديد بما في ذلك الخطط والبرامج والساليب‬
‫والمصادر التعليمية والتدريبية على كل المستويات‪.‬‬
‫‪ /3‬توفير التقنية الملئمة ومواكبة مستجداتها‪:‬‬
‫أي توفير الجهزة والمعدات والبرامــج وأســاليب ومصــادر المعرفــة‬
‫الملئمة في كافة المؤسسات وإتاحتهــا للســتخدام الفــردي والمؤسســي‬
‫على أوسع نطاق ممكن‪.‬‬
‫‪ /4‬توفير العناصر البشرية المؤهلة ومواصلة تدريبها باستمرار ‪:‬‬
‫الهتمــام بــالتخطيط للقــوي العاملــة وتوظيــف العناصــر المؤهلــة‬
‫ومواصلة تدريبها وتنميتها لمواكبة التطور التقنى بكافة أبعاده‬
‫‪ /5‬وضع الطر التشريعية وتحديثها وفقا ً للمستجدات‪:‬‬
‫و تعنى إصدار القوانين والنظمـة والجـراءات الـتي تســهل التحـول‬
‫نحو الحكومة اللكترونية وتلبي متطلبات التكيف معه‪.‬‬
‫‪ /6‬التخطيط المالي الركشيد ورصد المخصصات الكافية ‪:‬‬
‫وهذا يعني إعادة النظــر بنظــام الولويــات وتــوفير المــوال الكافيــة‬
‫لجــراء التحــول المطلــوب وفق ـا ً لطــار زمنــي ملئــم للظــروف العامــة‬
‫وخصوصيات الدولة‪.‬‬
‫‪ /7‬بناء نظام معلومات متطور وتحديثه وفقا ً للمتغيرات‪:‬‬
‫وتعتبر المعلومات أساسا ً للحكومــة اللكترونيــة وبالتــالي فــإن بنــاء‬
‫النظــم المعلوماتيــة المتطــورة هــو بمثابــة مطلــب ســابق ‪ ,‬وأن نظــام‬
‫المعلومات يجب أن يتصف بالشمول لكافة أنواع البيانات والمعلومات في‬
‫الحداثة والسرعة وســهولة التخزيــن والســترجاع والســتعمال والجاهزيــة‬
‫لخدمة الغراض العامــة‪ ،‬كمــا يجــب وضــع الطــر التشـريعية والمؤسســية‬
‫الملئمة للربط الفعال لنظمة المعلومات على مختلف الصــعدة القوميــة‬
‫والعالمية)‪.(136‬‬
‫وترى الباحثة أن الحكومة اللكترونية وفقـا ً للتصــور الشــامل يتعيــن‬
‫أن تكون وسيلة بناء اقتصـاد قـوي وتسـاهم فـي حـل مشـكلت اقتصـادية‬
‫وتكون وسيلة خدمة اجتماعية تساهم في بناء مجتمع قوي‪ ،‬ووسيلة تفاعل‬
‫بأداء أعلى وكلفة أقل وهي أيضا ً وســيلة أداء باجتيــاز كــل مظــاهر التــأخير‬
‫والترهل في الجهاز الحكومي ‪ .‬بل وأنها خير وسيلة للرقابـة لمـا تتمتـع بـه‬
‫النظــم التقنيــة مــن إمكانيــات التحليــل والمراجعــة آليـا ً وبشــكل مــؤتمت‬
‫للنشطة التي تتم على الموقــع‪ .‬فهــي تقــوم بتحقيــق عــدد مــن الغــراض‬
‫كتقديم موضع واحد للمعلومات الحكومية ونقــل التــدابير الحكوميــة علــى‬
‫الخط‪ ،‬وتطبيق النماذج الرقمية وإتاحــة تعبئتهــا علــى الخــط ‪ ،‬تطــوير بنــي‬
‫تحتية عامة فـي حقـل التقنيـة وبيئـتي المعلومـات والتصـالت والحوسـبة‬
‫وتقديم الخدمة الحكومية على الخــط‪ ،‬لتســهيل نظــام الــدفع اللكــتروني‪،‬‬
‫وتحقيــق فوائــد الداء الحكــومي‪ .‬كمــا تــرى الباحثــة ايض ـا ً ضــرورة وضــع‬
‫إستراتيجية واضحة وحكيمة لبناء الحكومة اللكترونيـة‪ ،‬هـذه الســتراتيجية‬
‫لبد أن تنطلق من دراسة للواقع القائم ومشكلته قبل المباشرة في نقــل‬
‫العمل الواقعي إلي العمل الرقمي‪ ،‬إذ سيؤدي ذلك حتما ً إلي انتقال الواقع‬
‫إلي البيئة اللكترونية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫تقطاع المعلومات في بعض الدول المتقدمة‬


‫والنامية‬
‫وتجربة الدخول لمجتمع المعلومات‬

‫تقديـم‪:‬‬
‫تمر المجتمعات البشرية وهي تدخل رحاب ألفيــة جديــدة فــي عــالم‬
‫مثير ومغاير طارحا ً قيمـا ً ومبــادئ وأخلقيــات لــم نألفهــا مــن قبــل‪ ،‬حيــث‬
‫رفعت الحواجز واقتربت المســافات إلــي حــد جعــل العــالم قريــة صــغيرة‬
‫مرتبطـة بشـبكة معقــدة قـاربت بيــن الشــعوب والمــم إلــي حـد التفاعــل‬
‫الشديد‪ ،‬وخلقت حالة تــداخل شــديدة بيــن الفكــار والثقافــات ونتــج عنهــا‬
‫صــراعات واصــطدامات‪ ،‬ذوبــان وانصــهار ولــم يكــن هنــاك مجــال ً لقامــة‬
‫الحماية‪ ،‬بل أصبح الندماج الحضاري والثقافي والتداخل النساني إلي حــد‬
‫لم يكن يتصور‪.‬‬

‫‪ (1)136‬نائل عبد الحافظ العوامله ‪ .‬الحكومة اللكترونية ومستقبل الدارة العامة دراسة استطلعية‬
‫للقطاع العام في دولة قطر )دراسات العلوم الدارية‪ ،‬مج ‪ ،29‬ع ‪ -.(2002 ،1‬ص ‪.152- 151‬‬
‫ومن المعلوم أن تطور المجتمعات كنتيجة طبيعية للنتشــار الواســع‬
‫لتقنية المعلومات والتصالت وما أحدثته من تأثيرات في إعادة التشكيل ‪،‬‬
‫المر الذي أدى بطبيعة الحال إلي تزايد انسياب وتدفق كميات المعلومات‬
‫عبر مختلف الوسائل المجتمعية‪ ،‬وكان ذلك متغيــرا ً محفــزا ً علــى الصــعود‬
‫والرتقاء مــن المجتمــع الصــناعي إلــي المعلومــاتي ممــا أدى إلــي ارتفــاع‬
‫معدلت الناتج القومي للمعلومات والمعرفة‪.‬‬
‫إن المعلوماتية لم تعد تعني نقل المعلومات لوسع عدد مـن الفـراد‬
‫والمؤسســات فحســب وإنمــا هــي ذلــك الفــرز المتواصــل بيــن مــن يولــد‬
‫المعلومات )البتكار( ويملك القدرة على استغللها وتوظيفها )المهــارات(‬
‫وبين المستهلك لها بمهارات محدودة‪ ،‬المر الذي يستوجب علينا اكتســاب‬
‫مهارات التفاوض والحوار للتــواؤم مــع المســتجدات المتلحقــة فــي عــالم‬
‫المعلومات والمعرفــة‪ ،‬فل عاصــم اليــوم مــن العصــار المعلومــاتي حيــث‬
‫أصبح الرهان أما أن نكون أو ل نكون خيارين ل ثالث بينهما‪.‬‬
‫ولنتفق منذ البداية على أن الواقع يفرض علينا التســليم والعــتراف‬
‫بضرورة التخطيط ‪ ،‬فنحن أمام تخليق نموذج مجتمعي جديد ستهيمن فيــه‬
‫المعرفة بكل صورها وتتحول بثبات إلي ما يطلق عليــه باقتصــاد المعرفــة‪،‬‬
‫خالقة بذلك فئة جديدة تعرف بعمال المعرفة‪ ،‬لهذا لبد أن نطور من حياتنا‬
‫وأن نمتلك الوسائل التي تمكننا من اللتحاق بمجتمع المعلومات العالمى ‪،‬‬
‫فهل ننجح في كسب الرهان؟‪ .‬ونتمكن من إيجــاد مكانـا ً متميــزا ً فــي هــذا‬
‫العالم الجديد الذي فيه تتســاقط الحــدود وتتوحــد الســواق وتتســع دائــرة‬
‫المنافسة وتتوالد فيه المتغيرات والمعايير‪.‬‬
‫إن ذلك لن يتأتى إل بواسطة التخطيط الجيد إذ أن قضــية التخطيــط‬
‫والســتعداد للتــوجه الســتراتيجي لمجتمــع المعلومــات يعتــبر مــدخل ً‬
‫للمعلوماتية وأداة من أدواته‪ ،‬خاصة بالنسبة للدول النامية وذلك مــن خلل‬
‫التخطيط على المستوى المحلي ومن ثــم التكتلت والتضــامن لبنــاء نظــم‬
‫قومية للمعلومات‪ ،‬فعالمنــا المعاصــر لــم يعــد يعــترف إل بلغــة التجمعــات‬
‫والفضاءات الكبرى حيث أصبحت فرض أنماط ثقافية وقوالب فكرية أهــم‬
‫القضايا الفكرية التي تحتـم التخطيــط ووضـع اســتراتيجية قوميــة لمجتمـع‬
‫المعلومات‪ ،‬فلبد من اللحاق بالمجتمعات المتقدمة بل ومنافســتها ‪ ،‬وهنــا‬
‫تبرز أهمية التخطيط كمرتكزا ً أساسيا ً لبنــاء المجتمــع المعلومــاتي القــادر‬
‫على المنافسة في عصر المعلومات)‪.(137‬‬
‫وتقودنا التصورات إلــي أن هنــاك جملــة مــن المتغيــرات المجتمعيــة‬
‫)السياسية والقتصادية والجتماعية( التي تعمل بشكل أو بآخر علــى دفــع‬
‫المجتمعات لتبني برامج ومشاريع معلوماتية لــدعم ذلــك القطــاع الحيــوي‬

‫‪ (1)137‬حنان الصادق بيذان ‪ .‬التخطيط للبنية الساسية لمجتمع المعلومات بالجماهيرية الليبية رؤية‬
‫تحليلية )‪ -.(Cyprarians journal‬ع ‪ 3‬ديسمبر متوفرفى‪:‬‬
‫‪cybrarians .info /journal /no3/infosociety.htm ,page .2-3,‬‬ ‫‪3/11/1427‬‬ ‫‪.http://www‬‬
‫مــن خلل الهتمــام بــالخطط النمائيــة الــتى تتضــمن فــى جوهرهــا البنيــة‬
‫التحتية القومية للمعلومات) ‪ ، (National Information infrastructure‬ونظرا ً‬
‫لهميتها فإنها اعتبرت بمثابة الشــعار القتصــادي السياســي إذ تمثــل ُبعــدا ً‬
‫استراتيجيا ً متميزا ً وعامــل مــن عوامــل التقــدم القتصــادي المســلم بــه ‪.‬‬
‫ويضــاف إلــي ذلــك نمــو نظــم مؤسســية معتمــدة كلي ـا ً علــى التصــالت‬
‫والمعلومات‪ ،‬إذ أصبحت ظاهرة يتسم بها المجتمع المعاصر حيــث يتعمــم‬
‫فيها إرساء نظم معلوماتية واقتنــاء تجهيــزات واســتخدام شــبكات تراســل‬
‫المعلومات بكــثرة‪ ،‬بصــورة أصــبحت لهــا مكانــة مهيمنــة علــى غيرهــا مــن‬
‫القطاعــات الخــرى بــالمجتمع فعلــي الرغــم مــن التشــابه نجــد اختلفــات‬
‫جوهرية في غايات وأهداف السياسات المعلوماتية بين الدول‪ ،‬إل أن هناك‬
‫اختلفــات فــي العوامــل وراء هــذه السياســات وفــي آليــة تطبيقهــا وان‬
‫الختلف عائد بطبيعة الحال إلــي تبــاين مســتويات التطــور والتقــدم لتلــك‬
‫الدول واختلف أنظمتها السياسية وتركيبتها المجتمعية‪.(138) .‬‬
‫ولعلنا نقف جميعا ً على حقيقة واحدة وهي قد يكون إجحافا ً في حقنا‬
‫نحن البلدان القل تقدما ً أن نعيد تجارب الدول الكثر تقــدما ً بحــذافيرها إذ‬
‫ان لكل دولة أو مجتمع طبيعة خصوصية‪ ،‬وتركيبته ونسقه الجتماعي الــتي‬
‫تعمـل علــى نســج جملــة مــن المتغيــرات الدافعــة لضــرورة إيجــاد قطــاع‬
‫معلوماتي متنامي‪.‬‬
‫تقطاع المعلومات في بعض الدول المتقدمة‬
‫رؤية تقطاع المعلومات والتجربة المريكية‪:‬‬
‫إن القتصاديات الحديثة تتميز بالتوسع في قطاع المعلومات‪ ،‬وتؤكد‬
‫أن إنتاج المعرفة )‪ (Knowledge production‬تسهم في زيادة نســبة الناتــج‬
‫الجمالي القومي‪ .‬وتؤكد أيضا ً أن العاملين في المجتمعــات المتقدمــة لــم‬
‫يعودون يعملون في الشياء )‪ (Things‬كما يحدث من قبل في المجتمعــات‬
‫الصناعية‪ ،‬وإنما أصبح العــاملون يتعــاملون مــع المعلومــات )‪(Information‬‬
‫بشكل أو آخر‪ .‬وتعــد دراســة "مــاكلوب" عــن إنتــاج وتوزيــع المعرفــة فــي‬
‫الوليات المتحدة المريكيــة )‪The Production and Distribution of known‬‬
‫‪ (Ledge in the united states‬أول دراسة قدمت عبارة اقتصاد المعرفة )‬
‫‪ (Knowledge Economy‬بناء على تحليلها لسهم النشطة المعلوماتية في‬
‫الناتج الجمالي القومي المريكي‪ ،‬كما قدم العالم "مارك بورات" إسهاما ً‬
‫مهما ً أيضا ً يوضح فيه أن عدد العمال المعلوماتيين فــي الوليــات المتحــدة‬
‫المريكية يفوق عدد العمال غير المعلومــاتيين‪ .‬وقــدم "بــورات" مصــطلح‬
‫اقتصــاد المعلومــات )‪ (Information Economy‬بــدل ً مــن مصــطلح إنتــاج‬
‫المعرفة )‪ (Knowledge Production‬الذي قدمه ماكلوب‪.‬‬

‫‪ (2)138‬نفس المرجع‪ -.‬ص ‪.5‬‬


‫أما عالم الجتماع" دانيال بيــل" )‪ (Daniel Bell‬قــد ركــز فــي كتابــة‬
‫قدوم المجتمع ما بعد الصناعي على قطاع المعلومات ‪ ،‬وعلى تزايد نســبة‬
‫عمــال المعلومــات فــي القــوي العاملــة‪ ،‬وعلــى ظهــور التقنيــة الفكريــة )‬
‫‪ (Intellectual Technology‬ويقصد بها تطوير قواعـد حـل المشـكلت والـتي‬
‫تتجسد في برامج الحاسوب في مجموعة مــن التعليمــات المعتمــدة علــى‬
‫معادلت إحصائية أو رياضية ‪ .‬ويرى "بيل" أنه ســوف تنشــأ طبقــة جديــدة‬
‫ذات تدريب عال وستكون هي الطبقة الحاكمــة أو المســيطرة وهــي الــتي‬
‫ستقود نحو التنمية الجتماعية)‪.(139‬‬

‫خطة البيئة القوميــة الساســية للمعلومــات فــي الوليــات‬


‫المتحدة‪:‬‬
‫تهدف هذه الخطة إلي إعــداد المجتمــع المريكــي لــدخول مجتمــع‬
‫المعلومــات المبنــى أساس ـًاعلى المعرفــة واعتمــدت الخطــة علــى مبــدأ‬
‫المعلومــات كمــورد اســتراتيجي نظــرا ً لعتمــاد المجــالت والقطاعــات‬
‫المختلفة عليها بشكل كبير‪ ،‬وقد وضعت الخطة العتبارات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إمكانية التنفيذ واستفادة جميع شرائح المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬الهتمام بوصول الخدمات للمستفيد النهائي بشكل مباشر‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد أدوار كل من الحكومة والقطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على المزايا الجتماعية في المجالت‪.‬‬
‫‪ -‬التعامل مع البنية الساسية الكوكبية أو العالمية للمعلومات‪.‬‬
‫وتقد ركزت هذه السياسة على خمس محاور وهي ‪:‬‬
‫‪/1‬إتاحت التصال العالمى والوصول الى الخدما ت‬
‫‪ /2‬الخصوصية والمن‪.‬‬
‫‪ /3‬الملكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ /4‬التعليم والتعلم مدى الحياة‪.‬‬
‫‪ /5‬التجارة اللكترونية‪.‬‬

‫نمو تقطاع المعلومات في الوليات المتحدة المريكية‪:‬‬


‫لقد نمــا قطــاع المعلومــات فــي الوليــات المتحــدة المريكيــة نمــوا ً‬
‫سريعا ً ‪ ،‬وصاحب ذلك زيادة مطردة في نسبة العــاملين بالمعلومــات فــي‬
‫‪ (1)139‬سهير عبد الباسط ‪ .‬مجتمع المعلومات ‪ :‬دراسة في المفاهيم والخصائص والقياسات‬
‫)التجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات‪ ،‬مج ‪ ،1‬مج ‪2004 ،22‬م( ‪ -.‬ص ‪.132‬‬
‫القوي الوظيفية القومية‪ ،‬وثمة نموذج مماثل فــي العديــد مــن دول أوروبــا‬
‫الغربية‪ ،‬وقد بدا ظهوره في الدول النامية حيث تميل وظــائف المعلومــات‬
‫أيضا ً إلي الرتفاع ‪ .‬وقد كان العالم "مــاكلوب" هــو أول مــن درس القــوي‬
‫العاملة بالمعلومات في الوليات المتحدة المريكية لبيان حجمها وأهميتها‪،‬‬
‫وذلك في كتابه عن إنتاج وتوزيع المعرفة في الوليات المتحدة المريكيــة‪،‬‬
‫ذكر بأن المهن الخاصــة بإنتــاج المعرفــة قــد نمــت بمعــدل أســرع مــن أي‬
‫جماعــة أخــرى مــن المهــن خلل العقــود الســتة مــن )‪1900‬م( وحــتى )‬
‫‪1958‬م( أي أن هذه المهن قد نمت من ‪ %10,7‬مــن قــوة العمــل عــام )‬
‫‪1900‬م( إلي ‪ %31,6‬عام )‪1959‬م()‪. (140‬‬
‫كما نما الدخل الذي تولد من التوظيف في المهن المنتجة للمعرفة‬
‫بمعدل مقابل‪ ،‬وخلل هــذه الفــترة نفســها لــوحظ انخفــاض ملمــوس فــي‬
‫العاملين بالزراعة‪ ،‬ففي عام )‪1900‬م( كان أكــثر مــن ‪ %37‬مــن العمــال‬
‫في النشطة الزراعية‪ ،‬أما في )‪1959‬م( فهناك أقل من ‪ .%10‬وقد بينت‬
‫البحوث الجديدة التي قام بها كل مــن "مــاكلوب" "وروبــن" تحــديث هــذه‬
‫التجاهــات ومراجعتهــا وذلــك فــي المؤلــف الصــادر تحــت نفــس العنــوان‬
‫السابق وهو إنتاج وتوزيع للمعرفة في الوليات المتحــدة المريكيــة عــام )‬
‫‪1981‬م( ‪ .‬حيــث قــاموا بفحــص اتجاهـات التوظيــف فـي المهــن المنتجــة‬
‫للمعرفة للسنوات )‪1960‬م(‪1970) ،‬م( ‪1980) ،‬م( ‪ ،‬كما قــام البــاحثون‬
‫بقيــاس حجــم مكونــات صــناعة المعرفــة ومقارنتهــا بالقتصــاد القــومي‬
‫للسنوات )‪1958‬م(‪1963) ،‬م(‪1967) ،‬م(‪1972) ،‬م( ثم )‪1980‬م( ‪.‬‬
‫وتعتبر الوليــات المتحــدة المريكيــة القــوة القتصــادية الولــى فــي‬
‫العالم إذ يبلغ إجمالي عدد سكانها عــام )‪ 243,249,000)(1987‬نســمة(‬
‫بينمـــا تبلـــغ القـــوي العاملـــة النشـــطة اقتصـــاديا ً عـــام )‪1990‬م( )‬
‫‪ 117,913,000‬نسمة( وتعتمد الدولة فــي معظــم الســلع علــى الكتفــاء‬
‫الــذاتي وبالتــالي هنــاك تنــوع كــبير للغايــة بالنســبة لقتصــادها وإنتاجهــا‪.‬‬
‫والصناعات الرائدة كصناعات الصــلب والســيارات‪ ،‬وصــناعات التصــالت‬
‫والفضاء والكيماويات واللكترونيات وجميع أنواع السلع الستهلكية)‪.(141‬‬
‫ويــذهب "روبــرت هــامرين" )‪ (*)(Robert Hamrin‬إلـي أن القتصــاد‬
‫المريكي قد تحول تدريجيا ً منذ عام )‪1940‬م( بطريقة فريدة ‪ ،‬ذلــك لنــه‬
‫مع منتصف السبعينات من القــرن العشــرين كــان معظــم القــوي العاملــة‬
‫المريكيــة مرتبطــة بمعالجــة المعلومــات وتجهيزهــا فعــدد الــذين يعملــون‬

‫‪ (1)140‬أبويكر محمود الهوش ‪ .‬مجتمع المعلومات العالمي‪ ).....‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص ‪.103‬‬
‫نقل ُ عن‪:‬‬
‫‪Machup,F.(1962)the production and distribution of Knowledge in the U.S‬‬
‫‪Princeton, N.J.Princeton Universty Press, 1962‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪ (1)141‬ناريمان إسماعيل متولي ‪ .‬اقتصاديات المعلومات ‪ ) ...‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص ‪.208‬‬
‫)*( يعتبر روبرت ها مرين كبير القتصاديين بالوكالة المريكية لحماية البيئة‪ .‬قام بدراسة تحول‬
‫القتصاد المريكى من الصناعة إلي المعلومات والتصالت ‪.‬‬
‫بتطويع المعلومات أكــبر مــن هــذا العــدد الــذي يعمــل بالتعــدين والزراعــة‬
‫والصناعة والخدمات‪ .‬وعن رواج وانتعاش أسواق المعلومــات يتحــدث لنــا‬
‫"هامرين" مرة أخــرى لمــا كــانت قاعــدة القتصــاد المريكــي تتحــول مــن‬
‫التصنيع والصناعة إلي المعلومات والتصالت فإن معدلت النمو لصناعات‬
‫تقنية المعلومات تستحق التوقف والنظــر فالعمــال المتصــلة بالحاســبات‬
‫المتوسطة")‪(Minicomputer‬على سبيل المثال تحتل أولوية النمو الصــناعي‬
‫‪ ،‬فقد نمــت عائــداتها عــامي )‪1978‬م( ‪1979) ،‬م( بمعــدل ســنوي ‪%35‬‬
‫حيث كانت العائدات الصناعية ‪ 3,7‬بليون دولر عام )‪1978‬م( أما بالنسبة‬
‫لصناعة الحاسبات الصغيرة )‪ (Microcomputer‬فقد إرتفعت المبيعات عــام‬
‫)‪1979‬م( إلى ‪ %36‬لتســجيل ‪6,5‬بليــون دول‪ ,‬وتشــير أرقــام النمــو إلــي‬
‫زيادة قطاع التصالت في الهمية كبنية أساسية محورية للقتصاد ‪ ،‬لتحــل‬
‫قطاعات أخرى رئيسية كالنقل والطاقة‪ ،‬وجانب هام من هذه العمليــة هــو‬
‫اتحاد صناعات التصالت عن بعد والحاسبات في وحدة واحــدة ويمكــن أن‬
‫نطلق عليهــا صــناعة التجهيــزات المعلوماتيــة‪ .‬وقــد وصــلت فــي منتصــف‬
‫الثمانينات من القرن العشرين في الوليات المتحدة المريكية إلي حوالي‬
‫ستين بليون دولر)‪.(142‬‬
‫وقد كان التطور الهائل فــي مجــال العلــوم والتقانــة والــذي أحرزتــه‬
‫الوليات المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانيــة دافعـا ً قويـا ً نحــو التخطيــط‬
‫والتنسيق القومي‪ .‬و ساعد على ذلك فهم أهمية المعرفة والتقنية العلمية‬
‫لدى المسئولين عن صناعة القرار في أمريكا‪ .‬وعندما أنشئ مكتب‬
‫العلوم والتقنيــة عــام )‪1962‬م( فــي المكتــب التنفيــذى لرئيــس الوليــات‬
‫المتحــدة تحــت إشــراف مستشــار للعلــوم ‪ ،‬تتــابعت التقــارير الخاصــة‬
‫ل‪ .‬ومــن بيــن‬‫بالمعلومات والــتي قـام بإعــدادها خــبراء علـى مســتوى عـا ‪ٍ .‬‬
‫الدراسات التي قدمت و يمكن الشارة اليها تقريرفريــق )‪ (PSAC‬والــذي‬
‫يعرف أيضا ً باسم تقرير واينبرج )‪ (Weinberg Report‬وقد قدم هذا التقرير‬
‫عددا ً من التوصيات ولم يعرض التقرير خطــة‪ ،‬وإنمــا قــدم بعــض النصــائح‬
‫للعلماء بضرورة السهام بــدور أكــثر فاعليــة للتصــال العلمــي‪ ،‬كمــا دعــى‬
‫التقرير إلي ضـرورة وجـود إدارة حازمـة لتجنـب أنشـطة العلـوم والتقانـة‬
‫)‪(143‬‬
‫المجزأة وغير الفاعلة‬

‫)(‬
‫‪142‬‬
‫‪:‬لمرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪ 209‬نقل ً عن‬
‫‪Harming, Robert D. (1981) The Information Economy Exploiting On Infinite Resource.- the futurist.-‬‬
‫( ‪1981.- PP. 25-39‬‬

‫)‪ (2‬أحمد بدر ‪ .‬التنظيم الوطني للمعلومات‪ :‬دراسة في تخطيط وإدارة مراكز المعلومات العلمية‬
‫والتكنولوجية ‪ -.‬الرياض‪ :‬دار المريخ للنشر ‪ -.1987 ،‬ص ‪.120-118‬‬
‫‪143‬‬
‫أما تقرير كراوفودو فقد دعا إلي إنشاء هيئة مركزية لتحديد الهداف‬
‫والقيــام بــالتخطيط والتطــوير والرشــاد بالنســبة لنشــطة المعلومــات‬
‫بالهيئات الحكومية‪ ،‬فضل ً عن قيامها بوضع معايير يتم بواسطتها مراجعــة‬
‫وتقييم برامج المعلومات للهيئات الفيدرالية‪ ،‬وكذلك القيام ببحــوث تحليــل‬
‫النظم‪ .‬كما دعى التقرير كذلك إلي أن تقوم كل هيئة مــن هيئــات البحــوث‬
‫والتنمية بالحكومة الفيدرالية بإنشاء مكتب يمارس التــوجيه والتحكــم فــي‬
‫أنشــطة المعلومــات الموجــودة بهــذه الهيئــة ‪.‬هــذا وقــد أنشــئت لجنــة‬
‫المعلومات العلمية والفنية )‪ (Cosati‬التي كانت تسمى منذ عام )‪1962‬م(‬
‫باللجنة الفيدرالية للعلوم والتقنية أسهمت هذه اللجنة في تنســيق وإعــداد‬
‫المعايير التي أوصى بها تقرير كراوفودو‪ .‬وهناك دراسات وتوصيات عديدة‬
‫منها دارسة شبكة المعرفة ومناقشــات الكــونغرس المريكــي والــتي أدت‬
‫إلــي وضــع التقريــر الخــاص "بملخــص عــن نحــو أنشــطة التنســيق بيــن‬
‫الهيئات" ‪ ،‬وإقامة برامج قومية للمعلومات العلمية والفنيـة ‪،‬كـذلك أعـدت‬
‫مؤسسة تطوير النظم دراسة عن التكشــيف والســتخلص طلبتهــا لجنــة )‬
‫‪ ،(Cosati‬أما خارج الحكومة فإن أكثر السهامات أهميــة قــد تــم بواســطة‬
‫فريق قامت بتشكيله الهيئات الثلثة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الكاديمية الوطنية للعلوم‪.‬‬
‫‪ ‬الكاديمية الوطنية للهندسة‪.‬‬
‫‪ ‬لجنة التصالت العلمية والفنية‪.‬‬
‫وأعد الفريق تقريــرا ً بعنــوان التصــال العلمــي والفنــي‪ ،‬مشــكلة‬
‫قومية ملحة )‪Scientific and Technical Communication- A pressing National‬‬
‫‪ .(Problem and Recommendations for its Solutions‬يحتــوي علــى عــدد مــن‬
‫التوصيات المتعلقة بالتخطيط والتنسيق والقيادة على المستوى القومي‪.‬‬
‫وعلى الرغم من هذه الدراسات والتقــارير‪ ،‬فــإن المنــاخ الملئــم‬
‫للتخطيط القومي ظل غائبًا‪ ،‬وفشلت التقارير في تقديم السباب المقنعــة‬
‫للتغيير‪ ،‬كما يعطي المســئولون داخــل الحكومــة وخارجهــا أولويــة ضــعيفة‬
‫لتخطيط المعلومات العلمية والفنيــة علــى المســتوى القــومي‪ ،‬ومــع ذلــك‬
‫فهنالك ظروف محيطة بالوليات المتحــدة تــدفع إلــي مزيــد مــن الهتمــام‬
‫والرغبــة لتخطيــط القــومي ‪ ،‬ومــن بيــن هــذه الســباب والظــروف زيــادة‬
‫التكاليف وزيادة الــوعي بالــدور الرئيســي للمعلومــات فــي إحــراز التقــدم‬
‫القومي‪ ،‬والهتمــام بزيـادة النتاجيــة علـى المســتوى القـومي‪ ،‬والتنـافس‬
‫والتعاون الدوليين وزيادة إحساس المواطنين بحريــة المعلومــات وحمايــة‬
‫الخصوصية والستخدام الفضل للبيانات والمعلومات‪.‬‬
‫تكــونت فــي يوليــو )‪1970‬م( اللجنــة القوميــة الخاصــة بعلــم‬
‫المعلومات والمكتبات وذلــك حــتى تكــون مســئولة عــن تقــديم المشــورة‬
‫للرئيس والكونغرس بشأن تطبيق السياسة القومية لحتياجــات المكتبــات‬
‫والمعلومات‪ .‬وأعدت اللجنة تقريرها المعنون "البرنامج القــومي لخــدمات‬
‫)‪(144‬‬
‫المكتبات والمعلومات‬
‫الخطط القومية المعلوماتية لتقتصاديات المعلومات‬
‫بسنغافورة*‪:‬‬
‫على عكــس التــوجه الساســي لدولــة ماليزيــا فــي حصــر السياســة‬
‫المعلوماتية داخل إطار المكتبات والمعلومات‪ ،‬اتبعت سنغافورة رؤية أكثر‬
‫اتساعا ً في المفاهيم إذ ربطت هذه السياسة المعلوماتية بعناصــر اقتصــاد‬
‫المعلومات بما يتضمنه مــن التعليــم والقــوي البشــرية والبحــوث والتنميــة‬
‫وتقنية المعلومات والتصالت والحاسوب وخدمات المعلومات‪.‬‬
‫وعلى الرغم من صغر الحجم المكــاني والســكاني لســنغافورة وهــو‬
‫حــوالي ثلثــة ملييــن ونصــف مليــون نســمة عــام )‪1996‬م( فقــد ركــزت‬
‫السياسة القتصادية الحكومية على رفع مسـتوى مهـارات القـوي العاملـة‬
‫ورفع مستوى البحوث والتنميــة واســتخدام نظــم الحاســوب فــي مختلــف‬
‫الصناعات والمكاتب‪ ،‬وبالتالي فهناك علمات واضحة على أن المعلومــات‬
‫والمعرفــة تلعــب دورا ً حاســما ً فــي المجتمــع الســنغافوري‪ ,‬أن معهــد‬
‫المهندسين‪ ,‬وليس جمعيات المكتبات والمعلومات هو الــذي أصــدر وثيقــة‬
‫اسـتراتيجية تثـوير القتصـاد عـن طريـق اسـتغلل تقنيـة المعلومـات إلـي‬
‫أقصى مدى ممكن)‪.(145‬‬
‫وقد استندت السياسة المعلوماتيــة بســنغافورا علــى ســبعة محــاور‬
‫رئيسة هي ‪:‬‬
‫‪ /1‬القوي العاملة في تقنية المعلومات‪:‬‬
‫قــامت ســنغافورة بإعــادة النظــر فــي مناهــج التعليــم بحيــث يكــون‬
‫المهنيون في تقنية المعلومات بالمســتقبل مدرســين بكفــاءة فــي جــوانب‬
‫تقنية المعلومات التنظيمية واللية‪ .‬فضل ً عن إعادة تــدريب المهنييــن مــن‬
‫العاملين بالحاسبات اللية ويظهر ذلك فيما يلي ‪:‬‬
‫إجراءات الدراسات لتحديد عدد المهنيين وتخصصاتهم لتغطية‬ ‫‪.28‬‬
‫ســوق العمــل للعشــر ســنوات مــن )‪2006–1996‬م( فــي قطــاع تقنيــة‬
‫المعلومات ‪.‬‬

‫‪ (1) 144‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪121 - 120‬‬

‫‪ *145‬تعتبر سنغافورة من الدول التي قفزت كالنمور في عالم الدول القل تقدما ً إلي الدول الصناعية‬
‫الجديدة ويعرفها قاموس التجارة والقتصاد عام )‪ (1984‬بأنها أحدى الدول التي لم تعد فقيرة‬
‫ولكنها ليست غنية بعد‪ ،‬وحسب دراسة ناريمان ‪ 1990‬توصلت إلي أن أجمالي الناتج القومي للفرد‬
‫قد تجاوز الحاجز الخاص بالدول التقدمة عالية الدخل ‪ ،‬لذا تم رصدها تبعا ً للدول المتقدمة‪.‬‬
‫)‪ (1‬أحمد بدر وآخرون‪ .‬السياسة المعلوماتية واستراتيجية التنمية‪ .‬أحمد بدر ‪ ،‬جلل الغندور‪ ،‬ناريمان‬
‫إسماعيل متولي ‪ -.‬القاهرة ‪ :‬دار غريب ‪ -.2001،‬ص ‪.352‬‬
‫التخطيط للدور ألتأهيلي والمهني )بجامعات ومعاهــد( تــدريب‬ ‫‪.29‬‬
‫المهندســين لتخريــج مهندســين جــدد قــادرين علــى تصــميم البرمجيــات‬
‫المختلفة الغراض والتعامل معها‪.‬‬
‫التخطيــط لعــادة تــدريب المهنييــن الحــاليين علــى التقنيــة‬ ‫‪.30‬‬
‫الجديدة لرفع كفاءة العاملين في هــذا القطــاع والســتفادة مــن خــبراتهم‬
‫لوضع البنية الساسية لهذا القطاع‪.‬‬

‫‪ /2‬ثقافة تقنية المعلومات‪:‬‬


‫تبني برنامج شامل لتشجيع ثقافة تقنية المعلومات الداعمة‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫إعــداد الفــراد لتقبــل المعطيــات الجديــدة لمجتمــع اقتصــاد‬ ‫‪.32‬‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫تهيئة البيئة النفسية علــى عــدم خشــية الفــراد ورهبتهــم مــن‬ ‫‪.33‬‬
‫التقنية الجديدة‪.‬‬
‫نشـــر الـــوعي بتطبيقـــات تقنيـــة المعلومـــات ومحـــو أميـــة‬ ‫‪.34‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(146‬‬
‫المعلومات في المجتمع‬
‫‪ /3‬البنية الساسية التصالية المعلوماتية‪:‬‬
‫تهدف سنغافورة إلي أن يكون لديها التسهيلت التصالية عــن بعــد ‪,‬‬
‫وزيادة تفوقها عن غيرها من البلد في عصر المعلومات)‪.(147‬‬
‫وهي تعمل على تكليف هيئة التصالت والهاتف بالتخطيط لخــدمات‬
‫جديدة وتطوير البنية الساســية لشــبكة التصــالت فــي البلد‪،‬مثل‪ :‬إنشــاء‬
‫شــبكات القيمــة المضــافة الذكيــة‪ ,‬وهــذه ســتتيح للصــناعة رفــع إنتاجهــا‬
‫وتنافسها مع السلع الجنبية‪ .‬كما سيتم إنشــاء نظــام فيــديوتكس تفــاعلى‪،‬‬
‫يعــرف باســم "‪ "Teleview‬يقــدم الرســومات بــالحروف الصــينية‪ ،‬وغيــر‬
‫الرومانية‪ ،‬وتطــبيق الخدمــة المتكاملــة "‪ "ISDN‬كخدمــة تجاريــة وتيســير‬
‫التصال بين الفراد واللت عن طريق الصوت والنص والبيانات والصــورة‬
‫‪.‬‬
‫‪ /4‬تطبيقات تقنية المعلومات‪:‬‬
‫من أجــل إعــادة الحيويــة للقتصــاد الســنغافوري يجــب علــى جميــع‬
‫القطاعـات القتصــادية أن تحــاول اسـتغلل تقنيــة المعلومــات‪ ،‬ويجـب أن‬
‫تقدم المساعدة للمستخدمين الجدد فــي كيفيــة الســتخدام للتغلــب علــى‬
‫الخوف من التقنية)‪.(148‬‬
‫حث جميــع القطاعــات القتصــادية فــي الدولــة علــى محاولــة‬ ‫‪.35‬‬
‫استغلل تقنية المعلومات وتطبيقاتها‪.‬‬

‫‪ (1)146‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪.312‬‬


‫‪ (2)147‬ناريمان إسماعيل متولي ‪ .‬إقتصاديات المعلومات‪ )....‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص ‪.312‬‬
‫‪ (3)148‬نفس المرجع ‪ -.‬ص ‪.313‬‬
‫استمرار القطاع العام في تولي مركز القيــادة فــي اســتخدام‬ ‫‪.36‬‬
‫تقنية المعلومات ‪.‬‬
‫إعداد خطة طويلــة المــدى لتحديــد التجاهــات خلل المرحلــة‬ ‫‪.37‬‬
‫القادمة لبرنامج تحسين الخدمة المدنية يتولي تنفيذها القطاع العام‬
‫كمرحلة أولى‪.‬‬
‫أتــاحت الفرصــة للقطــاع الخــاص)الشــركة القوميــة لتصــنيع‬ ‫‪.38‬‬
‫البرمجيات( بالمساهمة في تطوير نظم التطبيقات كمرحلة ثانية‪.‬‬
‫التخطيط لقيام القطاع الخاص بتصدير النتاج التقني القــومي‬ ‫‪.39‬‬
‫كمرحلة ثالثة‪.‬‬
‫‪ /5‬صناعة تقنية المعلومات‪:‬‬
‫صناعة تقنية المعلومات ستكون القوة المحركــة الرئيســة فــي دفــع‬
‫القتصاد نحو مستوى أعلى في الداء ‪ ،‬وبالتــالي تقــديم اكــبر دعــم ممكــن‬
‫لتشجيع تنمية صناعة قوية لتقنية المعلومات ‪ ،‬على أن ترتكز هذه الصناعة‬
‫على ثلثة محاورهى‪:‬‬
‫‪ .40‬صناعة خدمات التصال عن ُبعد‪.‬‬
‫‪ .41‬صناعة خدمات الحاسبات‪.‬‬
‫‪ .42‬تصنيع التجهيزات المادية‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(149‬‬
‫وذلك لتحقيق التوازن السليم بين الخبرة المحلية والجنبية‬
‫وترى الباحثة أن هذا البند يعد من أهم بنــود الســتراتيجيات الناجحــة‬
‫فــي العــالم الثــالث‪ ،‬مــن خلل اســتمرارية الســتعانة بالشــركات التقنيــة‬
‫المتعددة الجنسيات كعامــل رئيســي فــي نقــل التقنيــة العالميــة الجديــدة‬
‫واستغللها في تطوير الخبرة المحلية وتوطينها‪.‬‬
‫‪ /6‬المناخ الملئم للبداع ‪:‬‬
‫قيام بيئة مشجعة للبتكــار والبــداع وإنشــاء المشــروعات الجديــدة‬
‫واستغلل تقنيــة المعلومــات بطريقــة مبتكــرة وناجحــة‪ ،‬ويتــأتى ذلــك عــن‬
‫طرق‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .43‬إنشاء قاعدة قوية من الخبرة الفنية المؤهلة تأهيل عاليا ‪.‬‬
‫‪ .44‬توطيد التعاون بين المؤسسات التعليمية‪ ،‬والقطاع الخــاص ونمــاذج‬
‫التقنيات المطورة‪.‬‬
‫‪ .45‬منح المهنيين في مجال تقنية المعلومــات الحــوافز التشــجيعية عــن‬
‫طريق التمويل الرأسمالي‪ ،‬الخدمات الخاصة‪ ،‬والمناخ الجتمــاعي‪ ،‬بغــرض‬
‫تطوير البيئة الداعمة للبتكار‪.‬‬
‫‪ .46‬تشــجيع القطــاع الخــاص علــى أداء دوره فــي قطــاع المعلومــات‪،‬‬
‫بإعطائه التسهيلت والحوافز التشجيعية غيرها لدفع مزيد من الســتثمارات‬
‫في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ (1)149‬أحمد بدر وآخرون ‪ .‬السياسة المعلوماتية‪ )...‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص ‪.355 -354‬‬
‫‪ .47‬التخطيــط الســليم للــدور التعليمــي عــن طريــق دفــع المؤسســات‬
‫التعليمية لتلعب دورها في تشجيع هذه الروح الجديدة التي يتطلبهــا العصــر‬
‫الجديد للمعلومات‪.‬‬
‫‪ .48‬تحديد إطار عام مناسب لحفــظ الملكيــة الفكريــة عــن طريــق ســن‬
‫التشريعات ووضع القوانين التي تعمل على حماية الحقوق الدبية والماديــة‬
‫للمؤلفين وحقوق النشر والستنساخ وبذل الجهود التنفيذيــة للحفــاظ علــى‬
‫حقوق مطوري البرمجيات اللية والوسائط التقنية المستخدمة)‪.(150‬‬
‫‪ /7‬التنسيق والتعاون‪:‬‬
‫تحتاج سنغافورة من أجل تحقيق القدرة الكاملة لتقنيــة المعلومــات‬
‫إلي‪:‬‬
‫توحيد الجهود الفردية لمختلف المنظمــات تحــت قيــادة لجنــة‬ ‫‪.49‬‬
‫قوميــة جديــدة لتقنيــة المعلومــات‪ .‬وتعمــل اللجنــة الحاليــة بغــرض‬
‫التنسيق الكامل في مجال تطوير تقنية المعلومات داخل البلد‪.‬‬
‫إنشاء كيان جديد على ضوء البند السابق لتنســيق العمــل فــي‬ ‫‪.50‬‬
‫قطاع المعلومات لرسم السياســة العامــة المتعلقــة بتطــوير قطــاع‬
‫تقنية المعلومات القومي‪.‬‬
‫كانت اللجنة القومية للحاسبات مسئولة عن دفــع قــوة الــدفع فــي‬
‫جهود التحسيب بسنغافورة بالتعاون مع مجلـس التحسـيب القـومي الـذي‬
‫كان بمثابة الزراع التنفيذية)‪.(151‬‬
‫وتــرى الباحثــة أن ســنغافورة تمثــل رؤيــة مختلفــة ومتطــورة عــن‬
‫الــدول الــتي تــم اتخاذهــا كنمــوذج فــي التحــول نحــو مجتمــع المعلومــات‪،‬‬
‫فنلحظ ارتباط اقتصاد المعلومات في ســنغافورة بالسياســة المعلوماتيــة‬
‫القومية حيث بــدا واضــحا ً تكامــل سياســتها المعلوماتيــة وشــمولها لتقنيــة‬
‫المعلومات والتصالت والهتمام بالقوي البشرية عالية التأهيل والتدريب‪.‬‬
‫وتوفير فرص البداع والخلق بتهيئة المناخ الملئم‪.‬‬
‫التجربة اليابانية المعلوماتية ‪:‬‬
‫تعتبر اليابان واحدة من الدول القائدة لقتصــاديات المعلومــات فــي‬
‫العالم‪ ،‬لن قوة العمل المعلوماتية قد نمت بمعدل سريع خلل السبعينات‬
‫والثمانينــات مــن القــرن العشــرين‪ .‬وليســت ثــورة "الربــوت" ومنافســة‬
‫الوليـــات المتحـــدة المريكيـــة والـــدول الوربيـــة لصـــناعات معلوماتيـــة‬
‫كالحاسبات والتصالت إحدى علمات دخولها فى هذا العصــر المعلومــاتي‬
‫الجديد‪ .‬وقد نما الناتج القومي بمتوسط معدل سنوي ‪ %10,3‬بيــن عـامي‬
‫)‪1972- 1962‬م( وفــي عـام )‪1971‬م( أصــبح إجمــالي الناتــج القــومي‬
‫الياباني ثاني أكــبر إجمــالي فــي العــالم بعــد الوليــات المتحــدة المريكيــة‬
‫مباشرة‪ ،‬وتميز القتصاد الياباني بفائض ضخم بالنسبة للتجــارة الخارجيــة‪،‬‬
‫‪ (2)150‬نفس المرجع ‪ -.‬ص ‪.355‬‬
‫‪ (1)151‬المرجع السابق نفسه‪ -.‬ص ‪.355‬‬
‫فقــد وصــل عــام )‪1986‬م( إلــي ‪ 72,743,4‬مليــون دولر‪ ،‬حيــث زادت‬
‫الصادرات بنسبة ‪ %19,1‬وانخفضت الواردات بنسبة ‪ %2,4‬واستمر هذا‬
‫الفائض في الرتفاع مما دفع الوليات المتحــدة المريكيــة عــام )‪1987‬م(‬
‫إلي فرض )‪ 300‬مليون دولر( ضريبة عقابية جمركية على عدد من السلع‬
‫اللكترونية اليابانية‪ .‬كما أن هناك نزاعا ً بين اليابان ودول منطقــة التعــاون‬
‫الوربي من زيادة الصــادرات اليابانيــة‪ ،‬ويعــد هــذا النــزاع مــن وجهــة نظــر‬
‫الباحثة ناريمان متولي في دراستها اقتصاديات المعلومــات هــو نوع ـا ً مــن‬
‫الحــرب القتصــادية وصــراع وتنــافس فــي القطــاع المعلومــاتي والتقنيــة‬
‫الفكرية وإن صح ذلك التعبير لن الصناعات اللكترونية اليابانيــة قــد نمــت‬
‫وتطورت بسرعة هائلة وأصبحت المنافس الساســي فــي ســوق التجــارة‬
‫الدولية)‪.(152‬‬
‫وقد نما المشتغلون بالمعرفة في اليابان بمعدل ســنوي ‪ %4,5‬بيــن‬
‫عــامى )‪1960‬م( )‪1975‬م( وكــانت القيمــة المضــافة اليابانيــة لجمــالي‬
‫الناتج القـومي ‪ %35‬ومـن هـذه الدراسـات وغيرهـا يظهـر الغـرض الـذي‬
‫يذهب إلي أن التحول نحو اقتصاد المعلومات هو تحول ل رجعة فيه‪ ،‬بل أن‬
‫السياســـة الســـليمة للنمـــو القتصـــادي تكمـــن فـــي ســـلوك اقتصـــاد‬
‫المعلومات)‪.(153‬‬
‫خصائص التقنية اليابانية‪:‬‬
‫كانت اليابان معتمدة على الزراعة حتى بدايــة عهــد المبراطوريــة )‬
‫‪1868‬م( وبعد امتصاصها للتقنية من الغرب وخصوصـا ً الوليــات المتحــدة‬
‫أخذت تتحول إلي دولة تقنية حتى وصلت إلي ما هي عليه الن من تقــدم ‪.‬‬
‫والملحظ أنها لم تقم بأي اكتشاف أو مساهمة أساسية فــي تطورهــا كمــا‬
‫حدث في بلد أخرى مثل إنجلترا وأمريكا وألمانيا‪.‬‬
‫إن التقنية اليابانية قامت بشكل رئيســي علــى التقليــد إذ أنهــا تعنــي‬
‫الخبرة‪ ،‬وامتلك الخبرة يعني البدء بالتقليد حتى نتمكن من امتلكهــا‪،‬إل أن‬
‫اليابان لم تظل مقلدة حتى النهاية‪ ،‬بل أخـذت تضـع بصـماتها ومســاهماتها‬
‫عليها)‪.(154‬‬
‫وقد بدأت اليابان تثبت وجودهــا فــي الحقــل المعلومــاتي بقــوة‪ ،‬بــل‬
‫أصبحت منافسا ً قويا ً للوليات المتحدة المريكية في كــثير مــن الجــوانب‪.‬‬
‫وتعمل هذه الدولة حاليا ً عل تنفيذ منهج الصلح والتطوير ‪ ،‬ووضع سياســة‬
‫لتطوير تدفق المعلومــات داخليـًا‪ .‬وممـا سـاعدها علـى المنافســة توسـيع‬
‫استخدام وتعليم تقنية المعلومات‪ ،‬وتحسين إنتاجية المعلومات والخدمات‬
‫وتطوير القوي العاملة وتشجيع البرامج التدريبية للمتخصصــين فــي نظــام‬
‫المعلومات وتنمية العتماد على شــبكات المعلومــات فــي الحيــاة اليوميــة‬
‫‪ (1)152‬ناريمان إسماعيل متولي‪ .‬اقتصاديات المعلومات‪) ...‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص ‪.217‬‬
‫‪ (2)153‬نفس المرجع‪ -.‬ص ‪.58‬‬
‫‪ (3)154‬ربيع عبد الكريم ‪ .‬خفايا المعجزة اليابانية )مجلة التصنيع ‪ ،‬ع ‪ ، 4‬سبتمبر ‪2006‬م(‪ -.‬ص ‪.69‬‬
‫خاصــة شــبكة النــترنت ‪ ،‬فاليابــان تقــوم بإنفــاق الملييــن علــى صــناعة‬
‫المعلومات بما في ذلك تخزينها واسترجاعها وبثها وتجهيزها وتشكيلها في‬
‫مختلف الوسائط‪ ،‬وإتاحتهـا للمهتميـن مـن البـاحثين والدارسـين ومتخـذي‬
‫القرارات‪ .‬وأصـبحت صـناعة المعلومـات تسـهم بمـا يزيـد علـى ‪ %8‬مـن‬
‫الناتج العـالمي‪ ،‬ومـن المتوقـع أن ينمـو هـذا السـهام بشـكل متزايـد فـي‬
‫السنوات القادمة )‪.(155‬‬
‫وعن استخدام مصطلح )مجتمع المعلومات( وهــو "المجتمــع مابعــد‬
‫الصناعي" قد صاغه العالم دانيال بيل )‪1923‬م( عام )‪1973‬م( ‪ ،‬فتوصــل‬
‫إلي أن قطاع الخدمات قد تجاوز قطاع الصناعة والمصنفات كشكل جديــد‬
‫للعمالة‪ ،‬أمـا فـي مجتمـع المعلومـات فيسـيطر العمـل المعلومـاتي علـى‬
‫وظائف المجتمع‪ ،‬كما تعتبر المعلومــات أهــم المصــادر وأكثرهــا قيمــة )أي‬
‫القيمة المضافة( ‪،‬بحيث أصبحت تحتل مكان رأس المال‪ ،‬وبالتالي فيصف‬
‫بعض الباحثين مجتمع المعلومات بأنه المجتمع الذي يعتمــد علــى شــبكات‬
‫معقــدة مــن المعلومــات والتصــالت اللكترونيــة والــتي تخصــص جــزءا ً‬
‫أساســيا ً مــن مصــادرها لنشــطة المعلومــات والتصــالت ومــا يميــز هــذه‬
‫المجتمعات ‪ ،‬الزيادة التضاعفية )الســية ‪ (Exponential‬فــي إنتــاج وتــدفق‬
‫المعلومات بأشكالها المختلفة)‪.(156‬‬
‫أن قطاع المعلومات في اليابــان يحتــل حــوالي ثلــث إجمــالي قــوي‬
‫العمل النشطة اقتصاديًا‪ ،‬ولكن هذا القطاع المعلوماتي يؤدي إلــي حــوالي‬
‫نصف إجمالي الناتج المحلـي واليابـان وسـنغافورة تتقـدمان علـى معظـم‬
‫الــدول الخــرى مــن هــذه الناحيــة‪ .‬وتعتــبر اليابــان إحــدى أهــم الــدول‬
‫المعلوماتية في العالم تعلن عام )‪1967‬م( خطة تجديــد شــاملة للوصــول‬
‫إلــي مجتمــع المعلومــات عــام )‪2000‬م(وركيزتهــا فــي ذلــك النظــام‬
‫التعليمي)‪.(157‬‬
‫وقد أصدرت الحكومة قرارا ً فى أغسطس)‪1968‬م( أدى إلي وضع‬
‫خطة لستخدام الحاسوب في الحكومة )‪Plan on Usage of the Electronic‬‬
‫‪ (computer in Government‬وفي عام )‪1972‬م( صدر تقرير معهد اليابان‬
‫لتطوير استخدام الحاسوب والذي يحمل العنوان التالي "خطة من أجل‬
‫مجتمع المعلومات – الهدف القومى عام )‪2000‬م( وقد لقيت هذه‬
‫الخطة التي وضعها معهد اليابان لتطويراستخدام الحاسب اللي‬

‫‪ (1)155‬سالم محمد السالم‪ .‬صناعة المعلومات ‪ :‬دراسة في المفهوم والنشأة والتطور )مجلة مكتبة‬
‫الملك فهد الوطنية‪ ,‬مج ‪ ،11‬ع ‪ ،1‬فبراير – يوليو ‪2005‬م( ‪ -.‬ص ‪15 -14‬‬
‫‪ (2)156‬أحمد بدر ‪ .‬الفلسفة والتنظير في علم المعلومات والمكتبات ‪ -.‬القاهرة ‪ :‬دار غريب للطباعة‬
‫‪Bell,D.the social framework of‬‬ ‫والنشر والتوزيع‪ -. 2002 ،‬ص ‪ . 220‬نقل عن‪:‬‬
‫‪information society‬‬
‫‪In: T.Forester (Ed) =the microelectronic revolution cam bride: MIT‬‬
‫‪ (3)157‬نفس المرجع‪ -.‬ص ‪22‬‬
‫)وهومعهد خاص وليس حكومي( اهتماما ً عاليا ً بالغا ً وذلك بعد نشرها ‪،‬‬
‫ذلك لنها تعتبر وثيقة مزيدة تمثل مجتمع المعلومات الياباني المخطط‬
‫والذي أصبح حقيقة واقعة في الجزء الخير من الثمانينات فى القرن‬
‫العشرين‪.‬‬
‫والمعروف أن مجتمــع المعلومــات هــو المجتمــع مــا بعــد الصــناعي‪،‬‬
‫حيث تعتبر فيه المعلومات مورد استراتيجي‪ ،‬ويكون اهتمام المجتمــع فيــه‬
‫منصــبا ً علــى المعلومــات كمحــور لنهــاء معــاملته واتخــاذ قراراتــه وحــل‬
‫مشكلته الجتماعية‪ ،‬هذا وتغطي خطة التحول إلــي مجتمــع المعلومــات ‪،‬‬
‫مشروعات تتطلب لتحقيقها حــوالي ‪ 3,5‬بليــون دولر‪,‬أمــا تحقيــق الخطــة‬
‫الساسية طويلة المدى للتحـول لمجتمـع المعلومـات فتطلـب حـوالي ‪65‬‬
‫بليون دولر)‪.(158‬‬
‫واتضح للباحثة أن هذه الخطة ل مثيل لها في العـالم أجمـع وأن‬
‫اليابانيون قد أحرزوا نجاحات واضحة في مجال التخطيط القومي للدخول‬
‫في المجتمع المعلوماتي على الرغم من التقدم البطئ نسبيًا‪.‬‬
‫تقطاع المعلومات في بعض الدول النامية وتجربــة الــدخول‬
‫لمجتمع المعلومات‪:‬‬
‫يعكس النتاج الفكري الجنبي قوة التحول الواضـح فـي اقتصـاديات‬
‫الدول المتقدمة والــتي تتميــز بزيــادة تأكيــدها علــى إنتــاج وتجهيــز وتوزيــع‬
‫المعلومات كمورد إنتــاجي أساســي جديــد وعلــى اعتبــار المعلومــات أحــد‬
‫الموارد الستراتيجية في عملية التحول نحو المجتمع مــا بعــد الصــناعي أو‬
‫مجتمع المعلومات‪.‬‬
‫أمــا النتــاج الفكــري العربــي والــذي قــام بــه علمــاء القتصــاد أو‬
‫المعلومات في الدول العربيــة‪ .‬فلــم يتنــاول هــذه الظــاهرة وهــذا التحــول‬
‫بصورة عامة‪ ،‬فقد ركز علماء المعلومات والمكتبات الذين اقتربوا من هذه‬
‫الظاهرة بالـدول العربيـة‪ -‬علـى أهميـة وضـع سياسـة قوميـة للمعلومـات‬
‫باعتبار النشاط المعلوماتي ‪ ،‬وتخطيطه جــزءا ً ل يتجــزأ مــن خطــة التنميــة‬
‫بالدولــة‪ ،‬فض ـل ً عــن التأكيــد علــى أهميــة المعلومــات والمكتبــات وتقنيــة‬
‫المعلومات الملئمة)‪.(159‬‬
‫اختارت الباحثة عمديا ً كل من )مصر– ماليزيا‪ -‬ليبيا‪ -‬دولة المارات ‪-‬‬
‫تونس ‪-‬اليمن – السعودية( لتوفر البيانات الكافية عنها للدراسة ‪.‬‬
‫تقطـــاع المعلومـــات المصـــري والتحـــول نحـــو مجتمـــع‬
‫المعلومات‪:‬‬
‫يعد نمو قطاع المعلومات المصري من بيــن القطاعــات القتصــادية‬
‫)الزراعة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬الخدمات( دليل ً على النمو القتصادي ‪ ،‬ويعنــي قطــاع‬

‫‪ (1)158‬أحمد بدر ‪.‬التنظيم الوطني للمعلومات‪ ) ...‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص ‪.113-112‬‬
‫‪ (2)159‬ناريمان إسماعيل متولي ‪ .‬اقتصاديات المعلومات‪ ) ...‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪.147‬‬
‫معلومات كبيرا ً ناتجا إجماليا ً محلي ـا ً كــبيرا ً للفــرد‪ .‬ويشــير البــاحث كــاتز )‬
‫‪ (Katz‬حول التغيرات في القوي العاملة لعــدد مــن الــدول الناميــة إلــي أن‬
‫قطاع المعلومات المصري يتطـور بصـورة كـبيرة حـتى بلغـت نسـبته ‪%8‬‬
‫عام )‪1960‬م( ‪ ،‬ثم وصلت هذه النسبة إلــي ‪ %12,4‬عــام )‪1970‬م(‪ ،‬ثــم‬
‫إلي ‪ %18,6‬عام )‪1980‬م(‪.‬‬
‫وتشير الباحثــة ناريمـان إلــي أن الدراسـة الوحيـدة الـتي تمــت عـن‬
‫قطاع المعلومات فى القتصاد القومي مع صورة لبعض مؤشــراته بمصــر‪،‬‬
‫هي دراسة محرم الحداد الستاذ بمعهد التخطيط القومي ‪ ،‬وتشير الباحثــة‬
‫ناريمان إلي الجهد الرائد الذي بذله هذا العالم المصــري ‪ ،‬وقــد أشــار فــي‬
‫ختام دراسته إلي أن الكثير مــن بيانــات هــذا البحــث تعتــبر بيانــات مبدئيــة‬
‫يمكن أن يتم تدقيقها وتحســينها فــي عمليــة تطــوير البحــوث المســتقبلية‪.‬‬
‫وتوصلت الباحثة ناريمان متولي في محاولة منها لقياس قطاع المعلومات‬
‫المصري خلل ربع قرن‪ .‬وقد اعتمدت على بيانات الجهاز المركزي للتعبئة‬
‫العامة‪ ،‬والحصاء المرسلة لمنظمة العمــل الدوليــة الصــادرة فــي الكتــاب‬
‫السنوي لحصاءات العمل لمنظمة العمل الدوليــة‪ ،‬قــامت بحســاب حجــم‬
‫العاملين في القطاعات القتصادية المختلفة في مصر وتوصلت إلي‪:‬‬
‫ازدياد حجم العاملين في قطاع المعلومات‪.‬‬ ‫‪.f‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(160‬‬ ‫ً‬
‫تناقص حجم العاملين في قطاع الزراعة عاما بعد آخر‬ ‫‪.g‬‬
‫كما قامت الباحثة سهير عبد الباسط عيد بتتبــع دراســة تطــور قطــاع‬
‫المعلومات المصرى بين القطاعات القتصــادية الخــرى بجــدول مصــفوفة‬
‫المهن والصـناعات الموجـوده فـى اصـدارات الكتـاب السـنوى لحصـاءات‬
‫العمل الذى يصدر عن منظمة العمل الدوليه والتى تستقى بياناتها بالنســبة‬
‫لمصر من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والحصــاء ‪ ,‬واعتمــادا ً علــى هــذه‬
‫البيانات تم إعداد مصفوفة المهن والصــناعات للعــوم الموضــحة بالجــدول‬
‫)ملحق رقم ‪.(161) (8,7,6‬‬

‫الجدول رتقم )‪ (7‬يوضح القوي العاملة في القطاعات التقتصادية‬


‫المختلفة‬
‫في العوام ‪ 1992 -1990-1989‬في مصر*‬
‫‪ (1) 160‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪ :148 - 147‬نقل ً عن‪:‬‬
‫‪Katz, R.L. (1988) the information society: An international Perspective. New York, NY: Praeger‬‬
‫)‪ (2‬سهير عبد الباسط عيد‪ .‬التحول المصري نحو مجتمع المعلومات )التجاهات الحديثة في‬
‫المكتبات والمعلومات‪ ،‬مج ‪،12‬ع ‪،23‬يناير ‪2005‬م (‪ -.‬ص ‪ : .114‬نقل ً عن‪:‬‬
‫ناريمان إسماعيل متولي‪ .‬اقتصاديات المعلومات‪ ) ...‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪1992‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫السنة‬
‫القطاع‬
‫‪24,6%‬‬ ‫‪23,3%‬‬ ‫‪21,3%‬‬ ‫المعلومات‬
‫‪16,1%‬‬ ‫‪15,8%‬‬ ‫‪16,2%‬‬ ‫الصناعـة‬
‫‪37,1%‬‬ ‫‪38%‬‬ ‫‪41,5%‬‬ ‫الزراعـة‬
‫‪21,7%‬‬ ‫‪22,7%‬‬ ‫‪21%‬‬ ‫الخدمـات‬
‫‪0,1%‬‬ ‫‪0,2%‬‬ ‫‪0,05%‬‬ ‫غير مصنف‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪100,05‬‬ ‫المجموع‬
‫‪%‬‬
‫المررجع‪ :‬سهير عبد الباسط عيد ‪ .‬التحول المصري نحو ‪ )....‬مررجع سبق‬
‫ذكره( ‪ -.‬ص ‪.120‬‬
‫من خلل الجدول اعله لقياس القوي العاملة النشــطة فــي‬
‫القطاعات القتصادية المختلفة فــي مصــر تأكــد لــدينا تزايــد حجــم القــوي‬
‫العاملــة فــي قطــاع المعلومــات حــتى وصــلت ‪ %24.6‬عــام )‪1992‬م( ‪،‬‬
‫وبرغم تناقص حجم القوي العاملة في قطاع الزراعة إل أن قطاع الزراعة‬
‫ما زال يحتل المرتبة الولى بين القطاعات الخرى من حيث حجــم القــوي‬
‫العاملة النشطة اقتصاديا ً)‪.(162‬‬
‫وترى الباحثة برغم مـا يبـدو علـى قطـاع المعلومـات المصـري مـن‬
‫تزايد نوعا ً ما فهذا ل يمنع أنه في حاجة إلي دفعة كبيرة ليصل إلي مستوى‬
‫الدول المتقدمة معلوماتيا ً والتي قطعت شوطا ً طويل ً في هذا التجاه من‬
‫أجل تضييق الفجوة التي تتسع بين الدول المتقدمة والقل تقدمًا‪.‬‬
‫صناعة تقنية المعلومات في مصر ‪:‬‬
‫تتضمن صناعة تقنية المعلومات بصفة عامة القسام التالية ‪:‬‬
‫‪ .4‬صناعة تقنية الجهزة )العتاد( )‪.(Hardware‬‬
‫‪ .5‬صناعة تقنية البرمجيات )‪.(Software‬‬
‫‪ .6‬صناعة تقنية التصالت‪.‬‬
‫صناعات اللكترونيات في مصر‪:‬‬
‫وقد بدأ التوسع في صناعة اللكترونيات في مصر ولكنها تعد صناعة‬
‫محدودة المدى‪ ،‬وتشتمل على أجهــزة الرسـال والســتقبال والســنترالت‬
‫المحلية وماكينــات الفــاكس‪ ،‬وأجهــزة الراديــو والتلفزيــون‪ .‬وتوجــد بعــض‬
‫المشاكل التي تواجه الصناعات اللكترونية في مصر أســوة ببعــض الــدول‬
‫العربية ‪ ،‬يمكن تلخيصها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪162‬‬

‫)‪ (1‬سهير عبد الباسط عيد‪ .‬التحول المصري نحو مجتمع المعلومات )التجاهات الحديثة في‬
‫المكتبات والمعلومات ‪ ،‬مج ‪،12‬ع ‪ ،23‬يناير ‪2005‬م (‪ -.‬ص ‪.120‬‬
‫* انظر مصفوفة المهن والصناعات ‪،‬ملحق رقم )‪ -. (8، 7، 6‬ص ‪281 -279‬‬
‫‪ ‬نقص الخبراء في اللكترونات‪ .‬نقص النظم المصنعة محليا ً‬
‫‪ ‬العتمــاد علــى المصــادر الخارجيــة للمكونــات اللكترونيــة والمــواد‬
‫الخرى‪.‬‬
‫‪ ‬النتاج بكميات صغيرة مما يضيف أعبـاء ماليـة مـع تكــاليف التجميــع‬
‫والتصنيع ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم جدوى التصنيع المحلي للمنافسة فى السواق العالمية ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم الستفادة من الطرق الخاصة في التصنيع‪.‬‬
‫‪ ‬نقص أنشطة البحوث والتطوير ‪.‬‬
‫‪ ‬نقص الستثمارات)‪.(163‬‬
‫وترى الباحثــة ان هــذه المجهــودات الــتي تبــذل فــي التصــنيع غيــر‬
‫مناسبة من الناحية القتصادية والفنية‪ ,‬ذلك للنقص الحــاد فــى المقومــات‬
‫الساسية‪ ,‬والخبرات وعدم توفر الــدعم الكــافى وبــالرغم مــن ذلــك تــرى‬
‫الباحثة ايضا ً فى مصر نموذجا ً يمكن إقتفاء اثره ‪.‬‬
‫صناعة البرمجيات في مصر ‪:‬‬
‫بدأت صناعة البرمجيات في مصر منذ ســتينات القــرن العشــرين‪،‬‬
‫حيث كانت الحاسبات ذات أحجام كبيرة وأعداد وقــدرات محــدودة‪ ،‬وكــان‬
‫المبرمجون يقومون ببرمجة هذه الحاسبات من خلل كتابة بعــض البرامــج‬
‫بلغات الحاسب المختلفة المتاحة في ذلك الوقت ‪ ،‬وبما يتلءم مــع طبيعــة‬
‫التطبيق الذي كتب من أجله ‪،‬وقد استمرت هذه التجربــة فــى مصــر علــى‬
‫هذا النحو لسنوات طويلة وارتبطت البرمجيات وشركات إنتــاج الحاســبات‬
‫اللية ذاتها‪ ،‬واستخدمها منتجو الحاسبات وسيلة فعالة لــدعم إنتــاجهم مــن‬
‫الجهزة ولكن مع ظهور الحاسبات الشخصية وانتشارها في مصــر بأعــداد‬
‫كبيرة وأسعار رخيصة ومع ظهور أساليب جديدة وحديثة للبرمجة‪ ،‬ظهــرت‬
‫مجموعة مــن النشــطة لتغطيــة هــذه المجــالت فتــم إنشــاء معهــد لنظــم‬
‫المعلومات تابعا ً لمركز المعلومــات ودعــم اتخــاذ القــرار برئاســة مجلــس‬
‫الوزراء من أجــل تــدريب الخريجيــن المتميزيــن علــى هندســة البرمجيــات‬
‫وتطوير النظمة والتطبيقات المختلفة‪.‬‬
‫وقد حظيت صناعة البرمجيات باهتمام كبير في الونة الخيرة مــن‬
‫جانب بعض المنظمات الدولية والقليمية‪ ،‬فتم أنشأ برنامج المم المتحــدة‬
‫للتنميــة بالتعــاون مــع الصــندوق العربــي للتنميــة القتصــادية والجتماعيــة‬
‫والمركز القليمي لتقنية المعلومــات وهندســة البرامــج )‪Regional Information‬‬
‫‪(”Technology Engineering Center “RITSEC‬‬
‫وتشير البيانات المتاحة عن صــناعة البرمجيــات المصــرية إلــي أن‬
‫قيمة إيــرادات صــناعة البرمجيــات بلغــت ‪ 49‬مليــون دولر عــام)‪1997‬م(‬
‫وارتفعت إلي ‪ 148‬مليون دولر عام )‪2002‬م( و ‪ 174‬مليون دولر عام )‬
‫‪2003‬م( بمعــدل نمــو ‪ %35‬فــي المتوســط خلل )‪2001‬م(‪2002) -‬م(‬
‫‪ (1)163‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪.123-120‬‬
‫ويبلغ عدد الشركات العاملة في صناعة البرمجيات)‪ (296‬شركة يعمل بها‬
‫حــوالي ‪ 7000‬فــرد مــن الفنييــن‪ ،‬وتقــدر نســبة الشــركات الــتي قــامت‬
‫بالتصدير للعام )‪2003‬م( بـ ‪ %10‬من الحجم الكلي للشركات)‪.(164‬‬
‫المعوتقات التي توارجه نمو صناعة البرمجيات في مصر‪:‬‬
‫إن المشاكل التي تواجه قطاع إنتاج البرامج فــي مصــر وتــؤثر ســلبا ً‬
‫على صادراتها تتضمن مشكلت تشريعية وفنية وإنتاجية وماليـة ومصـرفية‬
‫وتسويقية‪ .‬بالضافة للمشكلت التقليديــة الــتي يعــاني منهــا القطــاع‪ ،‬مــن‬
‫عــدم تــوافر العتمــادات والتمويــل اللزم لتنفيــذ المشــروعات وضــعف‬
‫مســتوى الســوق الخــارجي‪ ،‬وارتفــاع قيمــة الضــرائب والجمــارك علــى‬
‫مستلزمات النتاج ‪ ،‬وزيادة معدلت القرصنة على البرمجيات‪ .‬إضافة إلــي‬
‫عدم توفر مصادر تمويلية قصيرة الجل لتمويل العقول العاملة‪.‬‬
‫كــذلك عــدم إدراك كــثير مــن المــديرين فــي كــل القطــاعين العــام‬
‫والخاص لهمية استخدام تقنيـة المعلومـات فـي تحسـين الداء والنتاجيـة‬
‫في العديد من القطاعات القتصادية‪ .‬كما أن انخفاض مستوى دخل الفرد‬
‫يؤثر سلبا ً على حركة شراء البرمجيات المستخدمة منزلي ـًا‪ ،‬وعلــى الرغــم‬
‫من محدودية الطلب على البرمجيات فــي الســوق المصــري إل أن معــدل‬
‫نمو الطلب في تزايد مستمر حيث يقدر معدل النمو السنوي بـ ‪ %35‬ممــا‬
‫يـؤدي إلـي تراكـم الخــبرات لـدى الشــركات القوميــة المــر الـذي يؤهلهـا‬
‫للمنافسة دوليا ً)‪.(165‬‬

‫صناعة تقنية التصالت في مصر وتطورها‪:‬‬


‫شهدت نظم التصالت عبر مراحل التاريــخ المختلفــة تطــورا ً هــائل ً‬
‫انتقلت فيه من تقدم إلي تقدم في طفرات هائلة سميت ثــورة التصــالت‬
‫وقد دخلت التصالت مصرفي عهد النفوذ الجنبي عام )‪1845‬م( حيث تم‬
‫إنشاء أول خط تلغراف بين القاهرة والسكندرية كان الهدف مــن إنشــاؤه‬
‫خدمة أعمال السكة حديد‪.‬‬
‫ويمكن من خلل العرض التاريخي التالي وضع خريطة زمنية توضح‬
‫)‪(166‬‬
‫في إشارة سريعة للنجازات التي توالت في مجال التصالت‪.‬‬

‫رجدول رتقم )‪ (8‬النجازات في مجال التصالت السلكية‬


‫واللسلكية بجمهورية مصر العربية *‬
‫‪ (1)164‬عمر جوهر ‪ .‬تصدير البرمجيات ‪ ،‬الخليج القتصادي ‪،‬متوفر في‪:‬‬
‫‪http: //www. Arabita. Org/current Awarenes/ ca 67 asp: page I‬‬ ‫‪.24-12-1427 .‬‬
‫‪ (2)165‬معوقات ومشاكل خطيرة تواجه نمو البرمجيات في مصر متوفر في ‪:‬‬
‫‪.http://www. Arabita. Org/current Awarenes/ ca 67 asp: page I, 24-12-1427‬‬
‫‪ (1) 166‬سهير عبد الباسط عيد‪ .‬التحول المصرى‪)...‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪125‬‬
‫* انظر جدول النجازات في مجال التصالت في السودان ‪ -.‬ص‬
‫للفترة)‪(2002 -1854‬‬
‫النجازات في مجال التصالت‬ ‫السنة‬
‫إدخال أول خط تلغراف بين القاهرة والسكندرية‬ ‫‪1854‬‬
‫إنشاء مصلحة التلغرافات والتليفونات للحكومة المصرية‪.‬‬ ‫‪1918‬‬
‫إنشاء أول سنترال آلي طراز سترجو‬ ‫‪1926‬‬
‫أقامت شركة ماركوني محطتي إرسال واستقبال لسلكي للتصالت الدولية‬ ‫‪1928‬‬
‫تشغيل أول سنترال آلي طراز الروتاري بالقاهرة‬ ‫‪1930‬‬
‫إنشاء هيئة المواصلت السلكية واللسلكية‬ ‫‪1957‬‬
‫تشغيل أول سنترال في طراز كروسبار‬ ‫‪1963‬‬
‫تشغيل اول كابل بحري دولي بين مصر وإيطاليا‬ ‫‪1972‬‬
‫إنشاء محطة أرضية متنقلة للتصالت عبر القمار الصناعية بالقاهرة‪.‬‬ ‫‪1974‬‬
‫تشغيل التليفون المتنقل )لسلكي السيارات( بالقاهرة‬ ‫‪1975‬‬
‫إنشاء المحطة الرضية للتصالت عبر القمر الصناعي فوق المحيط الطلنطي‬ ‫‪1978‬‬
‫تشغيل أول سنترال دولي آلي بالقاهرة‬ ‫‪1979‬‬
‫إدخال المحطــة الرضــية الثانيــة للتصــالت عــبر القمــر الصــناعي فــوق المحيــط‬ ‫‪1984‬‬
‫الهندي‬
‫تشغيل أول سنترال رقمي محلي‬ ‫‪1985‬‬
‫تشغيل أول كابل لللياف الضوئية المربط بين السنترالت بالقاهرة‪.‬‬ ‫‪1985‬‬
‫إدخال المحطة الرضية الثالثة للتصالت البحرية‬ ‫‪1987‬‬
‫تشغيل نظام التليفون الخلوي المتنقل التماثلي‬ ‫‪1988‬‬
‫إدخال الشبكة القومية للمعلومات بالتعاون مع بنوك وقواعد المعلومات العالمية‬ ‫‪1989‬‬
‫إدخال خدمة الستدعاء باللسلكي بالقاهرة الكبرى‪.‬‬ ‫‪1990‬‬
‫تنفيذ شبكة لسلكية للمناطق النائية‬ ‫‪1990‬‬
‫إدخال المحطة الرضية الرابعة للعمل مع القمر الصناعي العربي )عربسات(‬ ‫‪1990‬‬
‫تشغيل كابل اللياف الضوئية البحري الدولي الذي يربط بين قارات آسيا وأفريقيا‬ ‫‪1994‬‬
‫وأوربا‬
‫إدخال خدمة الستعلم عن الفواتير تليفونيا ً‬ ‫‪1995‬‬
‫إدخال خدمة ‪ VSAT‬للتصال عن طريق القمار الصناعية‬ ‫‪1995‬‬

‫إدخال خدمة التليفون المحمول ‪ GSM‬بالقاهرة‪.‬‬ ‫‪1996‬‬


‫إدخال كابل بحري دولي باللياف الضوئية بين مصر وسوريا‬ ‫‪1997‬‬
‫تحول الهيئـة القوميــة للتصـالت إلـي شــركة مسـاهمة مصــرية تسـمى الشـركة‬ ‫‪1998‬‬
‫المصرية للتصالت‪.‬‬
‫إنشاء جهاز تنظيم مرفق التصالت بمصر‪.‬‬ ‫‪1998‬‬
‫إنشاء شركتي )مينا تل‪ -‬النيل للتصالت( لتوفير وتشــغيل كبــائن الخدمــة العامــة‬ ‫‪1998‬‬
‫على مستوى الجمهورية‪.‬‬
‫خصخصة خدمة المحمول وإسنادها إلي )موبيتــل – مصــرفون( لتشــغيل شــبكتين‬ ‫‪1998‬‬
‫على مستوى الجمهورية‪.‬‬
‫الشتراك في نظام التصالت عبر القمار الصناعية )اريديوم(‪.‬‬ ‫‪1998‬‬
‫إدخال خدمات الشبكة الذكية بالقاهرة‪.‬‬ ‫‪1998‬‬
‫إدخال خدمة الشبكة الرقمية متكاملة الخدمات بالقاهرة‪.‬‬ ‫‪1998‬‬
‫إطلق القمر الصناعي للتصالت نايل سات ‪.101‬‬ ‫‪1998‬‬
‫تطوير وتحديث الشبكة القومية لنقل المعلومات بترددات عالية مع تغطيــة جميــع‬ ‫‪1999‬‬
‫المحافظات‪.‬‬
‫إدخال خدمة شبكة النقل الـ ‪ SDH3‬دوائر‬ ‫‪1999‬‬
‫إطلق القمر الصناعي الثاني للتصالت نايل سات ‪102‬‬ ‫‪2000‬‬
‫إدخال النترنت المجاني‪.‬‬ ‫‪2002‬‬
‫ا لمررجع ‪ :‬سهير عبد الباسط عيد‪ )-...‬مررجع سبق ذكره(‪ -.‬ص ‪127‬‬

‫تقطاع المعلومات الماليزي ومجتمع المعلومات‪:‬‬


‫يبلغ عدد سكان ماليزيا عام )‪1996‬م( حوالي ‪ 21,000,000‬نسمة‬
‫‪ ،‬وقد اهتمت حكومة ماليزيا منذ الثمانينات مــن القــرن العشــرين بتطــوير‬
‫وتحديث ونقل التقنية الحديثة وخلق عمليات إنتاجيــة جديــدة بــل وتشــجيع‬
‫مصادر جديدة للموارد الصناعية ونتيجة هــذا كلــه مهــارة ومعرفــة جديــدة‪.‬‬
‫بدل ً من المواد الخام كعامل أساسي في العملية النتاجية‪.‬‬
‫تتمتــع ماليزيــا بوجــود بنيــة تحتيــة أساســية لخــدمات المكتبــات‬
‫والمعلومات مع توافر مراكز متميزة للخدمة‪ .‬وخدمات تقديم المعلومــات‬
‫هي نتيجة مباشرة للسياسة المكتوبة أو غير المكتوبــة والــتي تكــون عــادة‬
‫ضمن التشريعات)‪.(167‬‬
‫وإضافة إلي ذلك فهناك توصيات المــؤتمر الخــامس لمنــاء مكتبــات‬
‫جنــوب شــرق آســيا الــذي أعطــى أولويــة قصــوي لتحســين الوصــول إلــي‬
‫المعلومات لجميع قطاعات المجتمع ووضع آليات إدارية ضــرورية للتحقــق‬
‫مــن تطــبيق هــذه السياســة ومتابعتهــا‪ .‬ومــن ضــمن توصــيات اختصاصــي‬
‫المعلومات وأمناء المكتبات الماليزيين التي تشــكلت فــي عــام )‪1984‬م(‬
‫لعداد مسودة للسياسة القومية للمكتبات وخدمات المعلومات اشترطت‬
‫على كل وزارة أن تخصـص ‪ %2‬مــن ميزانيتهـا لتطـوير تقنيــة المعلومــات‬
‫وتطبيقها في أنشــطتها ‪ .‬فقــد ســعت الحكومــة الماليزيــة لتحريــر صــناعة‬
‫التصالت بخصخصة التصالت الحكومية في )‪1987‬م( وشــكلت سياســة‬
‫اتصــالت قوميــة )‪1994‬م( وعلــى أثــر ذلــك تحــرر الســوق بالكامــل مــن‬
‫الحتكــار الحكــومي وتطــورت شــبكات التصــالت فــي )‪1995‬م( بشــكل‬
‫ملحــوظ‪ .‬وهنــا يــبرز دور القيــادة الماليزيــة فــي إدراكهــا لضــرورة تعــاون‬
‫وتضامن كافــة مؤسســات وقطاعــات الدولــة لــدخول ماليزيــا فــي العــالم‬
‫الرقمي‪ ،‬حيث قامت بصياغة خطة ورؤية طموحة "الرؤيا الماليزية لعــام )‬
‫‪2020‬م(" وعملــت علـى صــياغة جــدول أعمـال بـدأ تنفيــذه فــي أواخــر )‬
‫‪1996‬م(‪.‬‬
‫ولتحقيق الرؤيا انطلقت إستراتيجية ماليزيا منذ )‪1996‬م( متضمنة‬
‫برنامج الرؤية )‪2020‬م( التي تستهدف مجتمع مــاليزي قــائم علــى وفــرة‬
‫المعلومات والثراء المعرفي مع زيادة التنافس العــالمي ليجــاد بيئــة أكــثر‬
‫جــودة للتقنيــة‪,‬وبنــي تحتيــة يمكــن أن تجــذب المســتثمرين الــوطنيين‬
‫والعالميين وتخلف تأثير إيجابي في بــاقي قطاعــات القتصــاد وعلــى وجــه‬
‫التحديد التعليــم والصــحة‪ ،‬التجــارة والتصــنيع الحكومــة وجعلهــا إلكترونيــة‬
‫والوصول لمجتمع مبنى أساسا ً على المعرفة وإتاحة الوصول للمعلومــات‬
‫والمعرفة بحلول )‪2020‬م( ونظرا ً لمتطلبــات النمــو القتصــادي المتزايــد‬
‫‪ (1)167‬أحمد بدر وآخرون‪ .‬السياسة المعلوماتية‪ ) .....‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪.35‬‬
‫على عمال المعرفة وذوي المهارات والكفاءات العالية فإنها عملــت علــى‬
‫توظيف أنظمة تعليمية عالية الجودة من أجل تلبية احتياجات سوق العمــل‬
‫وذلك بدمج منهجية التعليم والتدريب مع زيادة الهتمام بمحو المية التقنية‬
‫وإدخال الحواسيب في العملية التعليمية‪ ،‬وقد نظمــت الحكومــة الماليزيــة‬
‫دورات تدريب المعلميــن ‪ ،‬بلــغ عــدد المعلميــن حــوالي ‪ 1230‬معلــم عــن‬
‫كيفية استخدام الحواسيب وتدريب المعلوماتية في المرحلة الثانوية كذلك‬
‫إنشاء معامل حواسيب في ‪ 90‬مدرسة ثانوية و ‪ 20‬مدرسة ابتدائية بيــن )‬
‫‪1998 -1996‬م( وكــل ذلــك بهــدف انتقــال ماليزيــا للعــالم اللكــتروني‬
‫وتحقيق رؤيتها لسنة )‪2020‬م( )‪.(168‬‬
‫كشكل رتقم )‪ (2‬رجوهرة الرؤية الماليزية‬
‫تنمية الدراك البشري‬

‫تحول نوعي‬
‫عــدالة‬

‫وإتاقحة‬
‫مجتمع المعرفة‬

‫مبني أساسا ً على‬

‫قحلول تطبيقية من أرجلالقيمة‬


‫الحياة في عصرالمعلومات‬
‫عصر المعلومات‬
‫خلق القيمة‬
‫المررجع‪ :‬قحنان الصادق بيذان‪ .‬التخطيط للبني الساسية ‪ )...‬مررجع سبق ذكره(‪ - .‬ص ‪.14‬‬

‫وترى الباحثة إن نجاح ماليزيا بدأ واضحا ً فى إنتقالها من مرحلة‬


‫الزراعة الى التصنيع ثـم إلـى مرحلـة إقتصـاد المعرفـة ‪،‬وقـد تمكنـت مـن‬
‫تكــوين بنيــة تحتيــة للخــدمات المعلوماتيــة وشــبكات التصــالت بافضــل‬
‫المستويات العالمية ‪.‬والهتمام بالبحث والتطوير‪ ،‬حيث كان إنعكــاس هــذا‬
‫التطور المعلوماتى على المكتبات والمعلومات وتاهيل القوي البشرية بهــا‬
‫وتشجيع إستخدام تقنية المعلومات وتطويعها لصالح الحتياجات المحليــة ‪،‬‬
‫مما ساعد على خلق بيئة مشجعة لدخول ماليزيا فى مجتمع المعلومات‪.‬‬

‫تقطاع المعلومات والتجربة الليبية‪:‬‬


‫إن الطار التشريعي للمعلومات في ليبيا يتمثــل فــي سلســلة مكونــة مــن‬
‫مجموعـة حلقـات وأول تلــك الحلقـات التشـريع رقــم )‪ (27‬بشـأن إنشـاء‬
‫المركز القومي للمعلومات والتوثيق الصـادر عـن اللجنــة الشـعبية العامـة‬
‫)‪(169‬‬
‫بتاريخ ‪ 15‬يناير )‪1985‬م(‬
‫صياغة سياسة استراتيجية متكاملة أو نموذج قومي تكاملي يتم‬
‫علي ضوئه التطبيق المستقبلي من ناحية التشريعات الدولية ورسم هيكل‬
‫‪ (1)168‬حنان الصادق بيذان ‪ .‬التخطيط للبني الساسية لمجتمع المعلومــات‪)...‬مرجــع ســبق ذكــره( ‪-.‬‬
‫ص ‪15-13‬‬
‫‪ (1)169‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪.16‬‬
‫للمؤسســات وإدارتهــا مــن أجــل أن يتــم مــن خللهــا التطــبيق‪ ،‬فــإن بنــاء‬
‫المجتمعات اللكترونية يعني الخذ بالحسبان كــل مــا يمــارس فــي العــالم‬
‫الحقيقي‪ ،‬سواء في علقتها بالبلد أو علقة مؤسساتها بعضــها ببعــض فهــو‬
‫عبارة عن إعادة هندسة لكل ما هو قائم ووضعه في نطاق البيئــة الرقميــة‬
‫التفاعلية‪.‬‬
‫ولتحقيق تلك المقومات لبد من توفير ثلثة أنواع من المعطيات‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ .2‬المحتـــوى المعلومـــاتي‪ :‬ويغطـــي كافـــة الســـتعلمات بالدولـــة‬
‫والمؤسسات الدارية‪.‬‬
‫‪ .3‬المحتوي الخدمي‪ :‬ويتيـح تقـديم كافـة الخـدمات الحياتيـة وخـدمات‬
‫العمال‪.‬‬
‫‪ .4‬المحتــوى التصــالي‪ :‬ويتيــح ربــط المــواطن بــالمجتمع والجهــزة‬
‫والمؤسسات معا ً على مدار الساعة بوســيلة تفاعليــة يســيرة‪ .‬ولبــد مــن‬
‫أولوية للقطاعات الخدمية المتضمنة لجوانب الدارة والتعــاملت الورقيــة‬
‫وتحويلها لنمــاذج إلكترونيــة مــع عــدم إغفــال النتاجيــة بطبيعــة الحــال‪ ،‬إذ‬
‫يستوجب الربط بشبكة معلومات لكي يسهل الســتفادة مــن المعلومــات‬
‫المتوفرة وعدم ازدواجيتها من خلل إنشاء قواعد بيانات‪ ،‬ثم إيجاد روابــط‬
‫لهذه القواعد على المســتوى القــومي‪ .‬مــع ضــرورة العتمــاد علـى جهـاز‬
‫مركزي للمعلومات يرتبط بشبكة تضم كافــة الجهــزة الداريــة والشــعبية‬
‫ومرافق المعلومات في شكل متكامل‪ ،‬وترتبط هــذه الشــبكة بالجامعــات‬
‫والدارات الحكومية ومراكز المعلوماتية والبحثية بالدولة)‪.(170‬‬
‫وبالمكان وضع محاولة لرقمنــة المعــاملت وجعلهــا تتــم بصــورة‬
‫إلكترونيــة داخلي ـا ً وخارجي ـًا‪ ،‬وأن يكــون النطلق مــن المكانيــات التقنيــة‬
‫البسيطة المتيسرة‪ .‬التي ل تتطلب إيجاد بنيــة تحتيــة‪ ،‬كتوظيــف اســتخدام‬
‫أجهزة الفاكس وخطوط الهاتف الثابت والنقال للبــدء بتطبيقــات المجتمــع‬
‫اللكتروني وذلك نظرا ً لنتشارها وسهولة استخدامها نســبيا ً وقلــة كلفتهــا‬
‫اقتصاديا ً لدى المناطق التي تفتقر إلي بنية اتصــالت تكفــي لســتخدامات‬
‫النـترنت الكثيفـة أوعـدم المعرفـة بالسـتخدام الفنـي للنـترنت بالشـكل‬
‫المناسب أو لصعوبة حصولهم على أجهزة حواســيب‪ ،‬فهــذه التقنيــة تمثــل‬
‫فرصة لبدء استخدام تطبيقات وتعاملت المجتمــع اللكــتروني‪ .‬ريثمــا يتــم‬
‫توفير شبكة حكومية آمنة لتوصيل المؤسسات الدارية والجهــزة الخاصــة‬
‫بالدولة فيما بينها وتوفير أجهزة حاسوب لتقديم هذه الخدمات للمــواطنين‬
‫عامة‪ .‬كما يجب أن يتم نشر الــوعي المعلومــاتي مســبقا ً بيــن المــواطنين‬
‫وتقــديم التــدريب المناســب لهــم وتــدريب المــوظفين بكافــة مؤسســات‬

‫‪ (1)170‬حنان الصادق بيذان ‪ .‬نحو استراتيجية وطنية لتطبيق الدولة اللكترونية بالجماهيرية )التجاهات‬
‫الحديثة في المكتبات والمعلومات ‪ ،‬مج ‪ ،13‬ع ‪ ،25‬يوليو ‪ -.(2006‬ص ‪.85‬‬
‫وأجهـــزة الدولـــة وإعـــادة تصـــميم الجـــراءات والمعـــاملت والنظمـــة‬
‫المســتخدمة والعمــل علــى تطــوير معــايير اســتخدام وتبــادل البيانــات‬
‫والمعلومات‪ ،‬وبالتالي فإن مثل هذا السلوب يعد نقطة البدايــة النموذجيــة‬
‫للمجتمع الذي على وشك البدء في بناء كيان إلكتروني‪ ,‬يسمح بالبــدء فــي‬
‫المشروع مستخدما ً ما هو متوفر مــن التقنيــة الــتي تعتمــد علــى الفــاكس‬
‫والهاتف لكي تكسب الخبرة اللزمة وتعمــل علــى تأســيس مجموعــة مــن‬
‫المواطنين دائمي الستخدام للتقنية)‪.(171‬‬
‫الشـكل رقــم )‪ (3‬يوضــح محاولـة رســم نمزجــه توضـيحية علـى‬
‫المستوى الوطنى يبين المكونات الساسية للبنية التحتية اللزمــة لتطــبيق‬
‫مشروع المجتمع اللكتروني بالجماهيرية والخطوط العريضة لذلك كما هو‬
‫موضح بالشــكل )‪ (3‬والــتي يأمــل إتباعهــا لتحقيــق الرؤيــة ووصــول الكــل‬
‫للنــترنت والنفــاذ الســريع للمعلومــات وذلــك عــن طريــق ابتكــار بوابــة‬
‫افتراضية للجماهيرية تتميز بجودة المحتوى الرقمي والخدمات اللكترونية‬
‫بحيث تستقبل الطلبات مــن المســتخدمين بكافــة أنحــاء الجماهيريــة عــبر‬
‫قنــوات اتصــالية مختلفــة ومــن ثــم إلــي النظمــة الخلفيــة ‪ ,‬ويتطلــب هــذا‬
‫المشروع توفير برامــج تــدريب علــى مســتوى الجماهيريــة ونشــر الــوعي‬
‫المعلوماتى وأرشفة الدوائر والمعاملت بكافة مؤسسات وأجهــزة الدولــة‬
‫لتسهيل تبادل المعلومات عن طريق مايتوفر من التقنيات)‪. (172‬‬

‫الشكل رقم )‪(3‬‬

‫‪ (1) 171‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪. 86‬‬


‫‪ (2) 172‬نفس المرجع ‪ -.‬ص ‪. 87 -86‬‬
‫المكونات الساسية اللزمة لتطبيق مشروع المجتمع اللكتروني بالجماهيرية‬
‫الليبية‬
‫‪.‬‬
‫مقاهي‬ ‫قحواسيب‬ ‫قحواسيب‬
‫نقاط اتصال‬ ‫أرجهزة‬
‫النترنت‬ ‫كشخصية في‬ ‫كشخصية في‬
‫أخـرى‬ ‫الهاتف‬
‫والكشا ك‬ ‫المنازل‬ ‫المؤسسات‬
‫الخلوي‬
‫اللكترونية‬

‫النــــتـرنــــ‬
‫ت‬

‫بوابة‬
‫الجماهيرية‬
‫الرتقمية‬
‫للخدمات‬
‫والمحتويات‬
‫اللكترونية‬
‫تحويلت البيانات والمعلوماتالتعرف على اكتشاف‬
‫الجهات‬ ‫المستخدمين والفيروساتوظـــــائف‬
‫الشعبية‬ ‫التوثيق والدارة تبادل رسائل البريد اللكترونية تتبع‬
‫الرتقابة‬ ‫آلية‬
‫والمتابعة‬ ‫سير العمل أنظمــــة الدفع‬
‫الماليـة نحو إستراتيجية وطنية ‪) ...‬مرجع سبق ذكره(‪ -.‬ص ‪ 87‬انظر مدينة السودان‬ ‫والمعاملت‬
‫الصادق بيذان ‪.‬‬ ‫المرجع ‪ :‬حنان‬
‫)الدارة‬
‫المالية(‬ ‫الرسمية‬ ‫الشبكة‬
‫رقم )(‬ ‫انظر ايضا ً ملحق‬ ‫اللكترونية ‪-.‬ص‬
‫المنة رقم )‪ (3‬المكونــات الساســية للبنيــة‬ ‫ويتضح للباحثة من الشكل‬
‫التحتيــة اللزمــة لتطــبيق مشــروع المجتمــع اللكــتروني بالجماهيريــة‬
‫والخطوط العريضة لذلك والتي يؤمل أن تحقق الوصول للنــترنت والنفــاذ‬
‫إدارةـة افتراضــية للجماهيريــة‬
‫إدارةطريــق خلــق بوابـ‬
‫للمعلومات وذلــك عــن‬
‫إدارة‬ ‫السريع‬
‫للخدمات اللكترونية ‪.‬‬
‫المؤسسات‬ ‫المحتوى الرقمي‬
‫المراكز‬ ‫تتميز بجودةالرجهزة‬
‫التربوية‬ ‫البحثية‬ ‫الشعبية‬
‫ـدخول فــي مجتمــع‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـارات‬
‫التعليمية‬
‫ـ‬ ‫الم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وتجرب‬
‫ومرافق‬
‫ـات‬
‫ـ‬ ‫تقطاع المعلوم‬
‫والرسمية‬
‫والكاديمية‬ ‫المعلومات‬ ‫المعلومات‪:‬‬
‫هنــاك العديــد مــن الملمــح البــارزة حــول تقنيــة المعلومــات‬
‫والتصالت بدولة المــارات العربيــة المتحــدة‪ ،‬حيــث أطلقــت العديــد مــن‬
‫المبادرات الرائــدة فــي القطــاعين الحكــومي والخــاص‪ ،‬بــل تضــع نفســها‬
‫كبوابة إقليمية في القتصاد العــالمي‪ .‬ومــن نمــاذج تلــك المبــادرات مركــز‬
‫أبوظبي للبتكار ‪ ،‬ومدينة دبي للنترنت ‪ ،‬ويعد مشروع مدينة دبي للنترنت‬
‫جزءا ً مكمل ً لمنظومة مجتمع القتصاد المعلوماتي في هذه الدولة‪ ،‬وذلــك‬
‫بهــدف إيجــاد مركــز مناســب لمختلــف النشــاطات والشــركات المرتبطــة‬
‫بصناعة القتصاد الجديد القائم على تقنية المعلومات والتصالت ووسائط‬
‫العلم المتعددة‪ .‬ويساند هذا المشروع مشروعات أخرى مكملة لــه مثــل‬
‫الحكومــة اللكترونيــة‪ ،‬وســوق دبــي لللكترونيــات‪ ،‬ومدينــة دبــي للعلم‪،‬‬
‫وواحة دبي للمشاريع ومدينة محمد بن راشد للتقنية‪.‬‬
‫ومن بين العوامل التي تساعد على تطور قطاع المعلومــات فــي‬
‫دولة المارات صغر مساحة البلد وكونه يستثمر في أحدث التقنيات للبنيــة‬
‫التحتية‪ ،‬والتوسع في تعليم تقنية المعلومــات ووجــود بنيــة تحتيــة متطــورة‬
‫في مجال التصــال عــن بعــد‪ ،‬ونمــو ســوق برمجيــات الحاســوب‪ ،‬والــدعم‬
‫الحكومي لصناعة المعلومات‪ ،‬وفتح المجال للمستثمرين الجانب واعتبــار‬
‫التطوير القيادي المعلوماتي أحد أهم الهداف الستراتيجية للدولــة‪ ،‬حيــث‬
‫يشرف على التطوير المعلوماتي القيادة العليا للدولة بشكل مباشر‪ .‬وقــد‬
‫سبقت الشارة إلــي ان صــناعة المعلومــات ل تــزال فــي بــدايتها‪ ،‬وتــتركز‬
‫الصناعة الحالية فــي نــوعين همــا ‪ :‬صــناعة البرامــج ‪ ،‬والتصــال بشــبكات‬
‫المعلومات‪ .‬أما فيما يتعلق بصناعة اللكترونات الدقيقة وأجهزة الحاسوب‬
‫فهــي قائمــة علــى الســتيراد أو علــى عمليــة تجميــع فرديــة بعــد اســتيراد‬
‫المكونات من السواق العالمية)‪.(173‬‬

‫التجربة التونسية للدخول في مجتمع المعلومات‪:‬‬


‫لقــد وجهــت تــونس عنايــة بالغــة بالهتمــام بقضــية المعلومــات‬
‫والتبــادل اللكــتروني مــن خلل الهتمــام بالتنميــة الجتماعيــة والتقــدم‬
‫القتصــادي ‪ ،‬ابتــداء مــن نوفمــبر )‪1997‬م( وذلــك مــن خلل اهتمامــات‬
‫وزارتي التصــالت والتجــارة‪ ،‬حيــث بــادرت تــونس مــن أجــل ذلــك بوضــع‬
‫استراتيجية للتبادلت التجارية اللكترونية وذلــك عــن طريــق تكــوين لجنــة‬
‫سنة )‪1997‬م( وتم تقييــم هــذه التجربــة عـام )‪1998‬م( وذلــك مــن خلل‬
‫مجموعة خــبراء دولييــن مــن بلــدان متقدمــة عــدة‪ ،‬وفــي ســنة )‪1999‬م(‬
‫قامت تونس بإصدار سلسلة من القــرارات لتأســيس إســتراتيجية قانونيــة‬
‫‪ (1)173‬سالم محمد السالم ‪ .‬صناعة المعلومات ‪ :‬دراسة في المفهوم والنشأة والتطور ‪) .‬مجلة مكتبة‬
‫الملك فهد الوطنية ‪ ،‬مج ‪ ،11‬ع ‪ ،1‬فبراير‪/‬يوليو ‪ -.(2005‬ص ‪.21-20‬‬
‫تنظيمية تقنية‪ ،‬ومن أجل تطبيق الستراتيجية عمدت تونس لخلــق الــوعي‬
‫ل‪ .‬ثم تطوير شركات التصالت القومية ثانيًا‪ ،‬وأخيرا ً تهيئة بيئــة مناســبة‬
‫أو ً‬
‫للتبــادلت اللكترونيــة والرســال الســريع للمعلومــات مــع تطــوير النقــل‬
‫والمواصلت وخدمات البريد‪.‬‬
‫الواقــع أن حملــة الــوعي مــن أجــل خلــق بنيــة واعيــة بأهميــة‬
‫المعلوماتية والنترنت وخدماته بالمجتمع كانت عن طريــق تنظيــم قوافــل‬
‫النترنت على شكل مجموعة حافلت مزودة بحواســيب للدعايــة والعلن‬
‫عن المشروع ‪ ,‬وتقوم تلك الحــافلت بتطويــق كافــة المــدن والقــرى فــي‬
‫جميع أنحاء البلد‪ ،‬إضافة إلي تنظيــم حلقــات دروس وورش عمــل وتنظيــم‬
‫أسبوع النترنت الذي يتضمن مــؤتمر علــى مســتوى عــالي حــول التقنيــة ‪،‬‬
‫ولقد كانت من ضمن نواتج هــذه الســتراتيجية نمــوا ً ملحوظ ـا ً فــي قطــاع‬
‫التصالت التونسية‪ ،‬إذ يلحظ بلوغ ‪ %10‬في عام )‪1997‬م( بينما ازدادت‬
‫النســبة إلــي ‪ %17‬فــي عـام )‪2000‬م( وقــد تـم تصـميم ونشــر الرتبـاط‬
‫بالنترنت في المجتمع التونسي بعد أن تم إيصــال الخــدمات الهاتفيــة إلــي‬
‫كافة المناطق التونسية وشملت كافة الطبقات الجتماعية‪.‬‬
‫لقد سعت الحكومة التونسية لرفع عدد المشتركين في النترنت‬
‫إلي حوالي ‪ 30,000‬في عام )‪1999‬م( من عدد السكان حوالي ‪ 9‬مليون‬
‫إلي أن وصل ‪ 100,000‬مع نهاية عام )‪2001‬م( إضافة إلي ذلك أن نسبة‬
‫ارتباط المؤسسات التعليمية التربوية بالنترنت تصل إلــي حــوالي ‪%100‬‬
‫بالجامعات والمدارس الثانويــة بينمــا تصــل فــي المــدارس العداديــة إلــي‬
‫‪ %40‬والبتدائية ‪ ،%10‬ويصل عدد المستعملين حسب تقديرات الوكالــة‬
‫التونسية للنترنت ‪ 534,900‬وعدد المراكز العمومية ‪281‬مركزا ً )‪.(174‬‬

‫القمة العالمية بتونس) ‪ 18-15‬نوفمبر ‪2005‬م(‪:‬‬


‫مثلت القمة العالمية لمجتمع المعلومات بتونس)‪ 18-15‬نوفمبر‬
‫‪2005‬م( حدثا ً بالغ الهمية ‪ ،‬تداعت له دول العالم بحكوماتهــا ومنظماتهــا‬
‫الطوعية والحكومية والقطاع الخــاص فــي تظــاهرة ضــخمة لوضــع معــالم‬
‫الطريق لمجتمع يربط بين أطرافه المختلفة رابــط العلــم والتقنيــة ويقــدم‬
‫النمــوذج الفضــل فــي التعامــل والتواصــل ورعايــة القيــم والمعتقــدات‪.‬‬
‫وبمبادرة من تونس‪ ،‬أتخــذ مــؤتمر المنــدوبين المفوضــين للتحــاد الــدولي‬
‫للتصــالت المنعقــد بمينيــابوليس )الوليــات المتحــدة المريكيــة( قــرارا ً‬
‫بدراسة إمكانية تنظيم قمة عالمية حول مجتمع المعلومات‪ .‬يرتكز تنظيــم‬
‫هذه القمــة علــى المفــاهيم والسياســات والقــوانين والشــبكات وخــدمات‬
‫التصالت للنهـوض بمفهـوم مجتمـع المعلومـات والتصـالت يعتمـد علـى‬

‫‪ (1)174‬حنان الصادق بيدان ‪ .‬التخطيط للبنية الساسية لمجتمع‪)...‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪.10-9‬‬
‫مشاركة مختلف الطراف المعنية من حكومات ومنظمات دولية ومجتمــع‬
‫مدني وقطاع خاص‪.‬‬
‫وقد قررمجلس التحاد الــدولي للتصــالت عقــد القمــة العالميــة‬
‫لمجتمع المعلومات علــى مرحلــتين‪ :‬مرحلــة أولــى بجنيــف فــي )ديســمبر‬
‫‪2003‬م( ومرحلة ثانية بتونس )‪2005‬م(‪ ،‬وقد اعتمدت الجمعية العمومية‬
‫للمم المتحدة قــرارا ً بتنظيــم القمــة العالميــة لمجتمــع المعلومــات تحــت‬
‫رعاية منظمة المم المتحدة وتكليــف التحــاد الــدولي للتصــالت وتســيير‬
‫العداد للقمة‪ ،‬وكان من النتائج التي توصلت إليها هذه القمة في المرحلــة‬
‫الولى تبنيهــا لوثيقــتين همــا‪" :‬إعلن مبــادئ" و"خطــة عمــل" اللتــان مــن‬
‫شأنهما بناء مجتمع المعلومات العالمي وتقليص الفجــوة الرقميــة مــا بيــن‬
‫الدول النامية والدول الصناعية ورغم ما تم طرحه من مواضيع ذات صــلة‬
‫ببناء مجتمع المعلومات ومتطلباته وما أمكن تحقيقه‪ ،‬فإن بعــض المســائل‬
‫بقيت عالقة للمرحلة الثانية من القمـة وأهمهـا ‪" :‬موضــوع إدارة النـترنت‬
‫وسد الفجوة الرقمية"‪ .‬تميزت مرحلة تــونس بتنظيــم ممتــاز مــن الجــانب‬
‫التونسي أشادت به كافة الوفود المشاركة‪.‬‬
‫وقد تم تقديم وثيقة بخصوص التمويل وآلياته إلى المؤتمر وكانت‬
‫تهدف إلى تسخير تقانة المعلومات والتصــالت لغــراض التنميــة وقــدمت‬
‫خللها الليات المالية القائمة ومدى ملءمتها لمواجهة التحديات في مجال‬
‫تقانة المعلومـات والتصـالت ‪ ,‬والـتي بينــت آليــات التمويـل القائمـة فـي‬
‫القطاعين العام والخاص خاصة في الـدول الناميــة ‪ ,‬واقــتراح قيـام آليـات‬
‫مبتكرة لسد الفجوة الرقمية بمــا فيهــا إنشــاء صــندوق التضــامن الرقمــي‬
‫المضمن في إعلن المبادئ الصادر في قمة جنيف للمعلومات وكانت أهم‬
‫محاور الحوار ‪:‬‬

‫نقل التقانة بشروط تمويلية ميسرة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫اعتماد سياسات وبرامج لمساعدة البلدان النامية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الستفادة من تقانة المعلومات والتصالت في التنمية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اللتزام بالهداف والغايات الصادرة في إعلن اللفية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن يتوافق العلن مع توافق أراء مونترى )مــارس ‪2002‬م( بشــان‬ ‫‪-‬‬
‫التمويل وان يكون هو الساس الذى ترتكز عليه )‪.(175‬‬
‫توصيات التمويل المضمنة في وثائق المؤتمر‪:‬‬
‫أكــدت الوثيقــة الحتياجــات التمويليــة الخاصــة والمحــددة للعــالم‬ ‫‪-‬‬
‫النامي‪.‬‬
‫‪-‬لبد من جذب الستثمارات إلى تقانة المعلومات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ (1)175‬وزارة رئاسة مجلس الــوزراء ‪.‬المركــز القــومي للمعلومــات ‪-.‬وثــائق القمــة العالميــة لمجتمــع‬
‫المعلومات ‪ -.‬تونس ‪ 18 – 16‬نوفمبر ‪2005‬م سبتمبر ‪ -. 2006‬ص ‪18‬‬
‫‪ -‬اعترفت الوثيقة بدور القطاع الخاص واستثماراته في المجال ولبـد‬
‫من دعمه حتى تغطى جميع المناطق الريفية والسكان المحروميــن‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬لبد من تطويع آليات التمويل الحالية فــي المصــارف والمؤسســات‬
‫النمائية متعددة الطراف لمقابلة التطور القومي في مجــال تنميــة‬
‫المعلومات والتصالت‪.‬‬
‫‪ -‬إنفاذ سياسات تحضيرية لجلب استثمارات القطاع الخـاص وتطـوير‬
‫القــدرة المؤسســية والتنفيذيــة لــدعم اســتغلل صــناديق الخدمــة‬
‫الشاملة وتقوية آلياتها‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬إدخال تحسينات وابتكارات علــى الصــناديق القائمــة حاليـا لتحقيــق‬
‫أهداف التنمية ‪.‬‬
‫‪ -‬حث جميع الدول على اليفاء بالتزاماتها الدولية بموجب توافــق آراء‬
‫مونترى ‪.‬‬
‫‪ -‬الترحيب بإنشاء صندوق التضامن الرقمي بوصفة إلية مالية مبتكرة‬
‫ذات طبيعة طوعية تستهدف تحويــل الفجــوة الرقميــة إلــي فرصــة‬
‫رقمية للعالم النامي‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(176‬‬
‫‪ -‬السعي للحصول على موارد طوعية جديدة للتمويل التضامني‬
‫وقد اعتمدت القمة في نهاية مرحلتها الثانيــة ثلث وثـائق رئيســة‬
‫بالضافة إلي وثائق المرحلة الولى وهى ‪:‬‬
‫‪ -‬التزام تونس‪.‬‬
‫‪ -‬برنامج عمل تونس ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(177‬‬
‫‪ -‬تقرير مرحلة تونس‬
‫وترى الباحثة أن تونس تعتبر من الدول التي حققــت نجاحـا ً بــاهرا ً‬
‫بمجال التقنية والتصــالت علــى وجــه التحديــد النــترنت اللســلكي الــذي‬
‫يعكــس تطــور البنيــة التقنيــة القوميــة للمعلومــات‪ ،‬وأن وراء هــذا الجهــد‬
‫المتميــز إدارة قويــة تــدفع هــذا القطــاع مــن أجــل دخــول تــونس لمجمــع‬
‫المعلومات بثبات‪.‬‬
‫تقطاع المعلومات في الجمهورية اليمنية‪:‬‬
‫يعــد قطــاع المعلومــات فــي الجمهوريــة اليمنيــة مــن القطاعــات‬
‫الحديثة التكوين وما زالت بنيته الساسية متواضعة كما أن بعــض مكونــاته‬
‫ما زال تحت طور التأسيس ويحتاج لمكانيات كبيرة حتى يتم تأسيسه ‪ ،‬إل‬
‫أن التوجهات الحالية للدولة تسير نحو دعم وتطوير بنية قطاع المعلومــات‬
‫من خلل تطوير المؤسسات القومية المعنية بالمعلومات برعاية )المركــز‬
‫‪ (2)176‬نفس المرجع ‪ -.‬ص ‪19‬‬

‫‪ (1)177‬سؤدد محمود حسنين ‪ .‬وثائق القمة العالمية لمجتمع المعلومات‪ -.‬الخرطوم ‪ :‬المركز القــومي‬
‫للمعلومات‪2006 ،‬م ‪-.‬ص ‪.8-7‬‬
‫القومي للمعلومات( ‪ ،‬فقد مثل إنشاء المركز أولى الخطوات الهامــة نحــو‬
‫تأسيس قطاع المعلومــات القــومي كمــا أن تفعيــل الســتراتيجية القوميــة‬
‫للمعلومات وتنفيذها يمثل إنجــاز آخــر فــي مجــال إقامــة البنــي الساســية‬
‫للمعلومات‪ ،‬بالضافة إلي النشطة والبرامج المختلفة التي يتبناها المركــز‬
‫ويسعى إلي تنفيذها ‪ ،‬ومن هذه النشطة ‪:‬‬
‫‪ .3‬تأهيل القوي العاملة في مختلف وحدات الدولة بمجال المعلومــات‬
‫من خلل الدورات التي ينظمها المركز‪.‬‬
‫‪ .4‬التنفيذ والشراف على مشــاريع بنيــة قطــاع المعلومــات مــن خلل‬
‫إقامة أنظمة المعلومات مثل مشروعي معلومــات الصــناعة والمغــتربين ‪،‬‬
‫ويعتبرأولى الخطوات نحو بناء النظام القومي للمعلومات وبالتالي تــدعيم‬
‫البنيــة القطاعيــة للمعلومــات حيــث قــام المركــز مــع وزارتــي الصــناعة‬
‫والمغتربين بتنفيذ نظام المعلومات القطــاعي الخــاص بكــل منهمــا عــام )‬
‫‪2002‬م(‪.‬‬
‫‪ .5‬تقديم الخدمات الستشارية والشرافية لمختلف قطاعــات الدولــة‬
‫في مجال تقنية المعلومات بما يتوافق مع السياسات والتوجيهات القومية‬
‫في مجال العمـل المعلومـاتي الـتي يتـولى المركـز تعميمهـا مـن منظـور‬
‫قومي موحد وشامل‪ ،‬كما تمثل النشطة والفعاليات التي يقوم بها المركز‬
‫منطلقــات أساســية وهامــة نحــو اســتكمال وإقامــة البنــي الساســية‬
‫للمعلومات وبناء قطاع معلومات قومي ليتناسب ومتطلبات التنمية الــتي‬
‫تحتاجها الجمهورية في الوقت الراهن)‪.(178‬‬

‫تقطاع المعلومات في السعودية ‪:‬‬


‫عمــدت الحكومــة الســعودية جاهــدة مــن أجــل الــدخول لمجتمــع‬
‫المعلومات بثبات بإعداد خطــة قوميــة لتقنيــة المعلومــات ‪ ،‬وكــان للقيــادة‬
‫السياسية العليا بالدولة دورا ً بارزا ً فـي تـوجيه وإرشــاد جمعيــة الحاسـبات‬
‫السعودية التي قامت بإعداد الخطة القومية لتقنية المعلومــات وذلــك فـي‬
‫إطار تعاوني من الجهات الحكوميــة ومؤسســات القطــاع العــام والخــاص‪،‬‬
‫بالضافة إلي الستفادة من الخبرات العلمية الكاديميــة والعمليــة المهنيــة‬
‫في المجال مع الطلع على تجارب عدة والفادة مــن مقترحــات كفــاءات‬
‫وخبرات محلية في موضوع الخطط القومية لتقنية المعلومات‪ ،‬وكل ذلــك‬
‫بغرض إعداد قوي عاملة والعتمــاد عليهــا وتهيئــة بنيــة مناســبة لســتخدام‬
‫التقنية في التعليم ومحو الميــة التقنيــة بمعنــى نشــر الــوعي المعلومــاتي‬
‫واستثمار تقنية التعليم عن بعــد والنشــر اللكــتروني مــع المحافظــة علــى‬
‫الثقافــة العربيــة الســلمية ونقلهــا للعــالم‪ ،‬وتنميــة صــناعة التقنيــة لرفــع‬
‫‪ (1)178‬لبيب شائف محمد ‪ .‬قطاع المعلومات ‪ :‬مفاهيم عامة )مجلة المعلومات ‪ ،‬ع ‪ ،2‬مارس ‪-.(2001‬‬
‫ص ‪ 3-2‬متوفر في ‪:‬‬
‫‪http://www.nic.gov /site%20 contbints/ ate out%20 nic/ activites/ magazines/ info. Page.2-3,‬‬ ‫‪11/4/1427‬‬
‫معــدلت القتصــاد القــومي والعتمــاد علــى التجــارة اللكترونيــة وإعلن‬
‫تشريعات المعلوماتيــة ونقــل التقنيــة وتوطينهــا وبالتــالي يتحقــق الرتقــاء‬
‫بالبنية التحتية بفعالية كبيرة‪.‬‬
‫وقد وضعت استراتيجية مرنة حسب المعطيات والظــروف للنتقــال‬
‫إلـي المجتمـع المعلومـاتي خلل العشـرين سـنة القادمـة تـم فيهـا تحديـد‬
‫المكونـــات الساســـية والمراحـــل المســـتقبلية وطبيعتهـــا )مـــدخلت‬
‫ومخرجات(‪ ,‬وتتكون من الخطة الخمسية الولى ويقترح فيها إعداد خطــة‬
‫عاجلة لمعالجة المتطلبات الملحــة والواضــحة الــتي ل تنتظــر التأجيــل مــع‬
‫إعداد أنظمة وتشــريعات تتعلــق بالمعلوماتيــة فــي البلد‪ ،‬وتتكــون الخطــة‬
‫الخمسية من مراحل رئيسة وهي ‪:‬‬
‫إعداد الخطة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫آلية تنفيذ الخطة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البدء في التنفيذ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫متابعة التنفيذ من أجل إزالة الصعوبات التي تواجه التنفيذ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تحديد النتائج‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وتلي الخطة الخمسية الولى ثلثــة خطــط خمســية أخــرى وتركــز‬
‫الخطـط جميعهـا علـى واقـع المعلومـات فـي السـعودية والسـتفادة مـن‬
‫الخبرات والطلع على أحدث ما توصلت إليه الشــركات العالميــة الرائــدة‬
‫في المجال وتحديد أوجه الستفادة منها)‪.(179‬‬
‫أدركــت المملكــة العربيــة الســعودية أهميــة المعلومــات لــدعم‬
‫المشروعات في مختلـف القطاعـات ‪ ،‬وسـارعت إلـي إنشـاء العديـد مـن‬
‫مرافق المعلومات التي قامت بالتعامل مع المعلومــات مــن حيــث جمعهــا‬
‫وتنظيمها وإتاحتها للفراد والمؤسسات بغرض الســهام فــي تنفيــذ برامــج‬
‫التنميــة الطموحــة‪ ،‬لــذا وجــدت مراكــز المعلومــات والمكتبــات بمختلــف‬
‫أنواعهــا ‪ ،‬وبــدا الهتمــام بصــناعة المعلومــات يظهــر جليــا ً عنــدما بــدأت‬
‫مؤسسات المعلومات تهتم بتقديم الخدمات التي تســتند علــى الحاســوب‬
‫في إعدادها وتجهيزها )‪ (Computer Assisted Services‬وبدأ القطاع الخاص‬
‫يسهم في دعم الصناعات الثقافية‪ ،‬مثل شركة النظم العربية المتطــورة ‪،‬‬
‫التي عملت على تطوير خدمات المعلومات والمكتبات السعودية‪.‬‬
‫وتعود بداية التمته في مكتبات المملكة إلي نهاية الســبعينات مــن‬
‫القرن العشرين‪ ،‬حيث كانت البدايــة مــع خــدمات الســترجاع علــى الخــط‬
‫المباشر‪ ،‬واستطاعت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنيــة فــي عــام )‬
‫‪1984‬م( إنتاج وتوزيع مجموعة متنوعة من قواعد المعلومات ذات الصــلة‬
‫بالمملكة‪ ،‬مما أضاف بعــدا ً جديــدا ً إلــي صــناعة المعلومــات ‪ ،‬وقــد كلفــت‬
‫مدينــة الملــك عبــد العزيــز للعلــوم والتقنيــة فريــق عمــل مــن البــاحثين‬
‫والمتخصصين لدراسة الوضع الراهن لصناعة المعلومات العلمية والتقنيــة‬
‫‪ (1)179‬حنان الصادق بيدان‪ .‬التخطيط للبنية الساسية‪ )....‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪.11-10‬‬
‫في المملكة‪ ،‬وقام هذا الفريق بوضع خطوات إجرائيــة تتمثــل فــي دراســة‬
‫الســمات الساســية المتمثلــة فــي البنــي التحتيــة‪ ،‬والتشــريعات والقــوي‬
‫العاملــة‪ ،‬وخــدمات المعلومــات‪ ،‬والتعريــب والترجمــة‪ ،‬والتعــاون والبــداع‬
‫والبتكار‪ ،‬وصناعة المعلومات)‪.(180‬‬
‫من الملحظ وجود تشجيع لستخدام تقنية الحاســوب والتصــالت‬
‫بمرافق المعلومات السعودية‪ ،‬وأحرزت المرافق تقدما ً ملحوظا ً فــي هــذا‬
‫المجال يضعها في الطليعة على المستوى العربي مما جعلها تمتــاز بنقــاط‬
‫قوة عديدة وهي‪:‬‬
‫• استحداث تطبيقات تقنية المعلومات تتمثل في التصــالت وتقنيــة‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫• تبني خطة قومية لتقنية المعلومات تــتزامن مــع الخطــة الــتي يتــم‬
‫إعدادها ‪.‬‬
‫• توفير دعم على مستوى عال للمعلوماتية ‪.‬‬
‫• تشجيع التوجيه نحو الحكومة اللكترونية‪.‬‬
‫وترى الباحثة أن الوضع الراهن لتقنيــة المعلومــات فــي المكتبــات‬
‫السعودية يعد مقبول إلي حد كبير‪ ،‬بالرغم مما يعترضه من صعوبات جمــة‬
‫تتمثل في قلة الموارد المالية المخصصــة للمكتبــات ‪ ،‬وقلــة المتخصصــين‬
‫المؤهلين لستخدام التقنية بالشكل المثل‪ ،‬وعــدم اكتمــال البنيــة التحتيــة‬
‫اللزمــة لنشــر تطبيقــات الحكومــة اللكترونيــة‪ ،‬وارتفــاع تكلفــة خدمــة‬
‫الوصول بالنترنت وبطء التصال بها‪.‬‬

‫صناعة المعلومات بالمملكة العربية السعودية‪:‬‬


‫من الملحظ وجود جهود مكثفة لرساء دعائم صــناعة المعلومــات‬
‫في المملكة وبخاصة فيما يتعلق منها بالنتــاج والنشــر‪ ،‬فلــو ألقيــت نظــرة‬
‫فاحصة على صناعة البرمجيــات لوجــدنا هنــاك الكــثير مــن العوامــل الــتي‬
‫تساعد على إقامة هذه الصناعة بما في ذلك توافر البنية التحتية المناسبة‪.‬‬
‫وتوافر الخبرة المحلية في تطوير التطبيقات العربية أو تعريب التطبيقــات‬
‫الجنبية وتوافر رؤوس أموال قادرة علــى دعــم هــذه الصــناعة إل أنــه فــي‬
‫الوقت نفسه توجد بعض العقبات التي تؤثر على تقدم المسيرة مثل عــدم‬
‫توافر دراسات جدوى كافية للصناعات المعلوماتية‪ ،‬كما أن القطاع الخاص‬
‫يحجــم عــن المخــاطرة فــي مشــروعات غيــر مضــمونة الربــح‪ ،‬وتعتمــد‬
‫الصناعات المعلوماتية بشكل رئيسي على الخبرات الجنبية في حين توجد‬
‫نسبة قليلة من القوي العاملة المؤهلة لصناعة التجهيــزات والنظــم‪ ،‬علوة‬

‫‪ (2)180‬سالم محمد السالم‪ .‬صناعة المعلومات‪ ) ...‬مرجع سبق ذكره(‪ -.‬ص ‪.22-21‬‬
‫علــى ضــعف الــدعم للبحــوث والدراســات فــي مختلــف مجــالت صــناعة‬
‫المعلومات)‪.(181‬‬
‫هذا عن وضع المجتمع المعلوماتي في المملكة العربية الســعودية‬
‫‪ ،‬أمـا فيمــا يتعلــق بالــدول العربيــة الخــرى فــإن ضــعف الصــناعة العربيــة‬
‫للمعلومات والتصالت خاصــة المنتجــات ذات المســتوى العــالي‪ ،‬حيــث ل‬
‫يزال العتماد على الستيراد من الدول الغربيــة‪ ،‬وهــو فــي أغلبــه اســتيراد‬
‫عشوائي ل يقــوم علــى الختيــار الســليم ‪ ،‬وعلــى خطــة مدروســة للتقانــة‬
‫الملئمة وتطويعهـا لصـالح البيئـة المحليــة ممــا يجعـل الـدول المســتوردة‬
‫خاضعة لسيطرة الدول المتقدمة وتابعة لها‪.‬‬

‫وبناء على ما تقدم ‪ ،‬ترى الباحثة أنه من المهم أن نطلع على تجارب‬
‫الشعوب التي تقدمت تقدما ً عظيما ً في مجال التقنيــة لنهــا الطريــق إلــي‬
‫دخول مجتمع المعلومات‪ ،‬ومن المهم أن نسأل أنفسنا لماذا تقدموا ولماذا‬
‫تأخرنا؟ ومن الهم أن نجلس لننتقد تجاربنا !! وهــل نحــن راغبــون حقيقــة‬
‫في التغيير؟ ومن هنا يمكننا أن نقــف علــى حقيقــة هامــة وهــي قــد يكــون‬
‫إجحافا ً في حقنا نحن البلدان القل تقــدما ً أن نعيــد تجــارب الــدول الكــثر‬
‫تقدما ً بحذافيرها ‪ ،‬إذ أن لكل دولة أو مجتمع طبيعته وخصوصــيته وتركيبتــه‬
‫ونسقه الجتماعي التي تعمــل علــى نســج جملــة مــن المتغيــرات الدافعــة‬
‫لضرورة إيجاد قطاع معلوماتي متنــامي‪ ،‬فمــن المهــم التفكيــر بــالتخطيط‬
‫الجاد للطرق السريعة للمعلومات والستناد على جملة من الدوات لتعبيد‬
‫الطريق‪ ،‬ومن أولويات الخطط توفير نظم مؤسسية بأيدي إداريــة مــاهرة‬
‫للقيام بمقاولت وصناعات معلوماتية متطورة من أجل تــوفير نــوعين مــن‬
‫الهياكل والبنيات الساسية للدخول في مجتمع المعلومــات إذ أن الموقــف‬
‫الراهن يتطلب منا التسرع بخطوات واسعة نحــو مجتمــع رقمــي نمــوذجي‬
‫ولـن يتـوفر لنـا ذلـك دون الهتمـام بكافـة أنـواع التطبيقـات اللكترونيـة ‪،‬‬
‫والتعليم والفادة من تجارب ودروس الخرين التي تعرضنا لها‪ ،‬علم ـا ً بأننــا‬
‫قد بدأنا نتلمس طريقنا لعداد البنية التحتية لمجتمع المعلومات‪ ،‬وأن كــثير‬
‫من الدول وعلى وجه التحديد النامية قد سبقتنا في هــذا المجــال وصــارت‬
‫الفجوة بيننا في اتساع مستمر مما يجعلنا نخشى مـن تـأثير التخلــف علـى‬
‫وجودنــا وكياننــا وقــدرتنا علــى اللحــاق بالعصــر الــذي نحيــاه "عصــر‬
‫المعلومات"‪.‬‬

‫‪ (1)181‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪.30‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like