You are on page 1of 56

‫الفصل الول‬

‫‪ ‬المعلومات ودورها في المجتمع‬


‫ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ﺇﻧﺘﺼﺎﺭ ﻋﺒﺎﺱ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬


‫ﻋﻮﺽ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ‪ ،‬ﻋﺒﺎﺱ ﺍﻟﺸﺎﺫﻟﻴ)ﻤﺸﺮﻑ(‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬
‫‪2008‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬

‫ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ المبحث الول‬


‫‪1 - 287‬‬
‫ﻣﻮﻗﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪ 830282‬المفاهيم والسياسة الستراتيجية‬
‫المعلومات ‪:‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬

‫القتصاد المعلوماتي ومتطلبات‬ ‫ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪:‬التحول إلي‬


‫ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺩﻛﺘﻮﺭﺍﻩ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻦ‬ ‫ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ‪:‬‬
‫النهوض بقطاع المعلومات‬
‫ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ‬ ‫ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ‬ ‫ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ‪:‬‬
‫‪Dissertations‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ‪ ،‬ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺇﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/830282‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫© ‪ 2018‬ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫الفصل الول‬
‫‪ ‬المعلومات ودورها في المجتمع‬
‫‪‬‬

‫المبحث الول‬
‫المعلومات ‪ :‬المفاهيم والسياسة الستراتيجية‬
‫المبحث الثاني‬
‫التحول إلي القتصاد المعلوماتي ومتطلبات‬
‫النهوض بقطاع المعلومات‬
‫المبحث الول‬

‫المعلومات‪ :‬المفاهيم‪،‬والسياسة الستراتيجية‬

‫تقديـم‪:‬‬
‫إن المعلومــات ل غنــي عنهــا الن فــي كــل جــوانب النشــاط‬
‫النســاني‪ ،‬وهــى تلعــب دورا ً مهمــا ً ومتزايــدا ً فــي الحيــاة القتصــادية‬
‫والجتماعية والثقافية والسياسية لبعض البلــدان تشــكل المعلومــات دورا ً‬
‫حيويا ً في حياة الفراد والمجتمعات‪ ،‬فهي عنصر ل غنى عنه في أي نشاط‬
‫نمارسـه‪ ،‬وهـي المـادة الخـام للبحـوث العلميـة ‪ ،‬كمـا أنـه ل يمكـن اتخـاذ‬
‫القرارات الصائبة دون الرجوع للمعلومات الصحيحة والدقيقة وفي الوقت‬
‫المناســب‪ ،‬وبالتــالي فــإن مــن يملــك المعلومــات يملــك عناصــر القــوة‬
‫والسيطرة في عالم يستند على العلم والمعرفة في كــل شــئ‪ ،‬ول يســمح‬
‫بالرتجال والعشوائية ويــذهب البعــض عنــد تقييمــه للمقومــات الساســية‬
‫للنتاج القومي وهي‪ :‬المادة‪ ،‬الطاقة‪ ،‬والمعلومات‪ ،‬إل أن الخيرة أصبحت‬
‫تحتل المكانة الولـى مـن حيــث الهميـة‪ ،‬ويؤكـد البعــض أن معـدلت نمـو‬
‫القتصاد القومي مرتبط ارتباطا ً طرديا ً بكمية المعلومات التي يتم اللمام‬
‫بها وتطبيق ما جاء فيها‪ .‬وإدراكا ً لهمية المعلومــات وتقنياتهــا فــإنه يطلــق‬
‫على الحقبة التاريخية الحالية عصر المعلومات)‪. (19‬‬
‫تعريف المعلومات‪:‬‬
‫المعلومات مصطلح يندرج في طياته عناصر ثلثيــة البعــاد متعــارف‬
‫عليها وهي‪ :‬البيانــات‪ ،‬المعلومــات ‪ ،‬المعــارف )المعرفــة( ويمكــن إضــافة‬
‫عنصر رابع وهو الذكاء بصفته وسيلة لتوليد المعرفة وتوظيفها‬
‫البيانات ‪ :‬هي المادة الولية التي نستخلص منهــا المعلومــات وهــي مــا‬
‫ندركه مباشرة بحواسنا‪.‬‬
‫المعلومات ‪ :‬هــي ناتــج معالجــة البيانــات تحليل ً وتركيبـا ً لســتخلص مــا‬
‫تتضمنه البيانــات لتطــبيق عمليــات حســابية ومعــادلت إحصــائية ورياضــية‬
‫وتعتبر البيانات ركيزة المعلومات وهي المتغير التابع ‪ .‬وفــي توصــيف آخــر‬
‫تعــرف المعلومــات بأنهــا تــؤدي إلــي تغييــر ســلوك وفكــر الفــراد لتخــاذ‬
‫القرارات ‪.‬‬
‫المعرفة ‪ :‬هي حصيلة المتزاج الخفي بين المعلومة والخبرة والمدركات‬
‫الحســية والقــدرة علــى الحكــم‪ ،‬نتلقــى المعلومــات ونخرجهــا بمــا تــدركه‬
‫حواســنا‪ .‬فالمعلومــات وســيط لكتســاب المعرفــة ضــمن وســائل عديــدة‬
‫كالحدث والتخمين والممارسة الفعلية والحكم بالسليقة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪(1) Moore Nick. The information Society: In world Information Report 1997/98 – Paris: Unesco,‬‬
‫‪1997.P.271.‬‬
‫وإذا اقتصرنا المفهوم على البعاد الثلثة للمعلومات وحاولنا تحليل‬
‫وفهم الدور الذى تؤديه المعلومات في الوضع القتصادي على المســتويين‬
‫العربي والعالمي نستطيع أن نؤكد بأنه أصــبح للمعلومــات الــدور الحاســم‬
‫في بنية القتصاد العالمي مع تطور ما يسمى بتقنية المعلومــات الحديثــة‪،‬‬
‫حيث أن لكل تقنية مادتها الخام التي تتعامل معها ‪ ،‬وأداتها الساسية الــتي‬
‫تعالج بها‪ ،‬ثــم تحويــل تلــك المــادة الخــام إلــي منتجــات ثــم توصــيلها إلــي‬
‫المســتفيد مــن خلل وســائل التوزيــع المختلفــة‪ ،‬والــتي لبــد وأن تتلءم‬
‫وطبيعة هذه المنتجات وطرق استخدامها)‪.(20‬‬
‫ل تكمن المشكلة في جهلنا بماهية المعلومات بقــدر مــا تكمــن فــي‬
‫اختلفنا حولها‪ ،‬فلكل منا فكرته)‪.(21‬‬
‫قام بعض العلماء والباحثون بوضع أربعمائة تعريف للمعلومــات فــي‬
‫مختلف التخصصات والثقافات‪ .‬ويــرى البعــض أن المعلومــات شــأنها فــي‬
‫ذلــك شــأن الجاذبيــة الرضــية أو الكهربــاء ‪ ،‬فل يســتطيع أحــد وصــف‬
‫المعلومات وصفا ً دقيقًا‪ ،‬ول يستطيع أن يستدل علــى كنههــا ولكنــه يعــرف‬
‫كيف يستطيع أن يفهم وأن يصف وأن يشرح تأثيراتها‪ .‬ومن العسير كــذلك‬
‫أن نضع تعريفا ً شامل ً ومحددا ً في نفس الوقت لمصطلح المعلومات على‬
‫الرغم من أننا نعلم أنها العناصر والظواهر التي ل يمكن الستغناء عنها في‬
‫مجتمعنــا الحــديث‪ ،‬ويــذهب البعــض إلــي أننــا كائنــات حيــة تعتمــد علــى‬
‫المعلومات في وجوه عديدة‪ ،‬كمــا أننــا ل نســتطيع أن نقــوم بوظائفنــا فــي‬
‫بيئتنــا الخارجيــة بــدون المعلومــات المتصــلة ‪ ،‬فالمدنيــة كمــا نعرفهــا قــد‬
‫أصبحت شيئا ً واقعًا‪ .‬لننا استطعنا أن ننقــل المعلومــات مــن شــخص إلــي‬
‫آخر ومن جيل إلي جيل وكلما ازداد تعقد مجتمعنا كلما زادت الحاجــة إلــي‬
‫ويحتوي النتاج الفكري‬ ‫تسهيل وتنظيم ودعم هذا التدفق للمعلومات‪.‬‬
‫على تعاريف مفهومية )‪ (conceptual definitions‬للمعلومات يمكن أن نورد‬
‫بعضها كما يلي‪:‬‬

‫المعلومات هي الحقائق‪.‬‬ ‫•‬


‫المعلومات هي المحتوى لكل العلوم والنظريات والفروض‪.‬‬ ‫•‬
‫المعلومات هي المحتوى الثابت لرسالة ما‪.‬‬ ‫•‬
‫المعلومات هي المعنى‪.‬‬ ‫•‬
‫المعلومات هي التصال والتواصل‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ (1)20‬حسانه محمد الدين ‪ .‬اقتصاد المعرفة في مجتمع المعلومات )مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية‪،‬‬
‫‪(2004‬‬
‫?‪http://www.alyaseer.net /vb/showthread.php‬‬ ‫متوفرفى ‪.2006 .26.6 :‬‬
‫‪.+=4795page‬‬
‫‪ (2)21‬هيل ‪ ،‬مايكل‪ .‬أثر المعلومات في المجتمع‪ :‬دراسة لطبيعتها وقيمتها واستعمالها ‪ /‬مايكل هيل ‪-.‬‬
‫أبوظبي ‪ :‬مركز المارات للدراسات والبحوث الستراتيجية ‪ -.2004،‬ص ‪.23‬‬
‫• المعلومات هي‪ .‬الدراك والتصور‪.‬‬
‫• المعلومات هي الوعي الكامل‪.‬‬
‫• المعلومات هي البيانات المجهزة‪.‬‬
‫• المعلومات هي المادة الخام لستخلص المعرفة‪.‬‬
‫• المعلومات هي خدمة تساعد في اتخاذ القرار‪.‬‬
‫• المعلومات هي سلعة تجارية‪.‬‬
‫• المعلومات هي سلعة رأسمالية‬
‫• المعلومات هي التي تقلل من عدم اليقين‪.‬‬
‫• المعلومات هي التي نتبادلها مع من يحيطون بنا‪.‬‬
‫• المعلومات هي النطباع العقلي)‪.(22‬‬
‫وواضح أن التعاريف المفهومية السابقة ل تقدم كثيرا ً في الحاطة‬
‫بالظاهرة وإن كان من الممكن أن يقال بأن كل باحث له خلفية ثقافية أو‬
‫علمية معينة يضع التعريف المناسب لتخصصه ‪.‬‬
‫فالمعلومات هي المعلومات وليست مادة وليســت طاقــة"‪ .‬وهــذا‬
‫يدل على مفهوم مجرد للمعلومات على نفس مســتوى الطاقــة والمــادة ‪،‬‬
‫كما أن للمعلومــات صــفات متعــددة البعــاد والوجــه والمســتويات‪ ،‬ولقــد‬
‫أصبحت كلمة المعلومات مــن الكلمــات المتداولــة بكــثرة منــذ خمســينات‬
‫القــرن العشــرين‪ ،‬فهــي مســتخدمة علـى نطـاق واســع فــي حيــاة النــاس‬
‫اليومية‪ ،‬وهي تشير إلي الرسالت )‪ (Messages‬والخبار)‪ (News‬والبيانــات‬
‫)‪ (Data‬والمعرفة )‪ (Knowledge‬والوثائق)‪ (Documents‬والنتاج الفكــري )‬
‫‪ (Literature‬والمخابرات )‪ (Intelligence‬والرمــوز )‪ (Symbols‬والعلمــات )‬
‫)‪(23‬‬
‫‪ (Sings‬والتلميحات )‪ .... (Hints‬الخ‬
‫وترى الباحثة أن المعلومات ضرورية في تطورمختلف المهن‬
‫والعلوم والثقافات ‪ ،‬بل اصبحت مورد حيوى إستراتيجى ليمكن‬
‫الستغناءعنها فى حياة الفراد والجماعات ومختلف النشاطات ومن أجل‬
‫ذلك ترى المعلومات كقوة هامة وفاعلة في كل مجتمع لنها تعتبر كمورد‬
‫أساسي كالمادة والطاقة‬
‫وتخلص الباحثة من المفاهيم سابقة الذكر انه على الرغم من‬
‫محاولة الباحثين للقتراب من نظرية لمعرفة مفهوم مصطلح المعلومات‬
‫لكنة مازال غامض وغير متفق عليه وبرغم هذه الصعوبة ليجاد تعريف‬
‫)(‬
‫أحمد بدر ‪ .‬أساسيات في علم المعلومات والمكتبات ‪ –.‬الرياض‪ :‬دار المريخ للنشر ‪،‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪1996‬م ‪ -.‬ص ‪.88-87‬‬

‫‪ 23‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪.89-88‬‬


‫نق ً‬
‫لعن‪:‬‬
‫‪Weiner,N.Cybernetisc or control and communication in the animal machine .2rd‬‬
‫‪.ed.cambiolge, MA: MIT.Press, 1984‬‬
‫موحد للمصطلح لكن نجد جميع المحاولت تقترب من ظاهرة التعبير عنة‬
‫لوصف جوانبة‪،‬التى يمكن الربط بينها وان هذا الختلف فى المفاهيم‬
‫يرجع الى الختلف فى التخصصات مما جعل لكل فئة مفهوم حسب‬
‫التخصص الموضوعى الخاص بها‪.‬‬
‫والمفهوم العام لدى الباحثة إنها المورد الساسى والحقيقة‬
‫والدرراك الواعى لستخلص المعرفة التى تساعدنا فى إتخاذ القرارات‬
‫‪.‬‬
‫السليمة التى تؤدى الى التنمية والتطور وخلق مجتمع معلوماتى‪.‬‬
‫أهمية المعلومات وطبيعتها‪:‬‬
‫إن حل مشكلة توصيل المعلومات والفادة منها كان أمرا ً‬
‫مستحيل ً قبل ثورة المعلومات التي نعيشها ‪ ،‬أن هذه المعلومات تتضاعف‬
‫في معظم فروع المعرفة ولسيما في العلوم الطبيعية والجتماعية‬
‫والتطبيقية‪ ،‬وأن حل مشكلة إدارة المعلومات واستقللها استغلل ً مثمرا ً‬
‫معقود على الثورة في تقنية المعلومات من حاسبات إلكترونية وهندسة‬
‫التصالت ‪ ،‬ثم تطوير إجراءات معالجة البيانات وقد أثبتت التجارب على‬
‫استخدام هذه المعلومات الممكنة في بناء المشاريع النمائية وتطوير‬
‫النتاج كما ً ونوعا ً كان له أطيب الثر في تطوير هذه المشاريع في‬
‫المجتمعات التي لجأت إلي تبني تقنية المعلومات)‪.(24‬‬
‫إن ما يهمنا من بين هذه الثورات هي ثورة المعلومات التي تركت‬
‫طابعها على مهنة المكتبات التقليدية ‪ ،‬وتركتها بين أمرين ‪ :‬البقاء أو‬
‫الفناء‪ ،‬وأن البقاء معناه مواكبة ثورة المعلومات والعداد لمتطلباتها‪،‬‬
‫وحتى وقت قريب‪ ،‬كانت إدارة المعلومات وخدماتها ثم توصيلها تتم‬
‫بصورة تقليدية أي باللجوء إلي الجراءات اليدوية‪ ،‬وأن هذه الجراءات‬
‫بطيئة ول يمكن أن تساير ثورة المعلومات‪ ،‬ونتيجة لذلك لجأت المكتبات‬
‫المتخصصة تحت ضغط الباحثين إلي خبراء المعلومات ومتخصصيها‪ ،‬بعيدا ً‬
‫عن مهنة المكتبات والمكتبيين ‪ ،‬فأدرك المهنيون بأنهم متخلفون‪ ،‬وتزداد‬
‫عزلتهم بمرور الزمن وسوف يفوتهم الركب إذ لم يتداركوا المر‪ .‬لذا‬
‫شعرت المكتبات بضرورة هجر التقليد والخذ بالتقنية الحديثة وما يواكبها‬
‫من برامج جديدة ‪ ،‬وإجراءات فنية تتماشى واستخدام التقنية في إدارة‬
‫المعلومات‪ ،‬ثم الدخول في تغيرات عديدة تتطلب تأهيل ً حديثًا‪ .‬فأصبحت‬
‫التقنية الحديثة جزء ل يتجزأ من خدمات المعلومات وإدارتها‪ ،‬وتوصيلها‬
‫وحل المنفذ اللكتروني وقاعدة البيانات المميكنة محل الفهرس البطاقي‬
‫التقليدي والفهرسة على الخط المباشر مكان الفهرسة التقليدية ‪،‬‬
‫وأصبحت طريقة البحث عن المعلومات من خلل المنفذ اللكتروني‬
‫وأسلك الهاتف‪ ،‬وقنوات التصال بمراصد المعلومات‪ ،‬حيث المعلومات‬
‫مخزونة إلكترونيا ً متضمنة البيانات الببليوغرافية‪ ،‬وهذه البيانات تمثل نتائج‬
‫‪ (2)24‬طارق محمود عباس ‪ .‬مجتمع المعلومات الرقمي‪ -.‬القاهرة‪ :‬المركزالصيل للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫‪ -. 2004‬ص ‪.49‬‬
‫الجراءات الفنية فهي أداة البحث العلمي الرئيسية‪ ،‬وخدمات المعلومات‬
‫فأصبحت اللة جزءا ً من هذه النشاطات العلمية‪ .‬وتحولت المكتبة‬
‫التقليدية إلي مركز معلومات يستخدم تقنية المعلومات ومصادرها ‪.‬‬
‫)‪(25‬‬

‫البنية الساسية للمعلومات ‪:‬‬


‫يمكن تعريف البني الساسية للمعلومات )‪ (Infrastructure‬في أي‬
‫دولة بأنها المكانيات القومية اللزمة لتيسير تداول المعارف والمعلومــات‬
‫‪ ،‬ومن ثم الفادة من هذه المعارف في المجالت التطبيقيــة وتضــم عــددا ً‬
‫من العناصر هي ‪:‬‬
‫نمط تنظيمي أو مؤسسة قومية رسمية تجمع بين مختلف بنى‬
‫ومكونات قطاع المعلومـات القـومي وتـدفعها للحركـة والتفاعـل يـدعمها‬
‫إطار تشريعي وتنظيمي متكامل‪ ،‬وهذه المؤسسة تمثــل قمــة الهــرم فــي‬
‫قطاع المعلومات وقلبه النابض باعتبارها مركــز تنظيــم وتــوجيه وإشــراف‬
‫ومصدر صناعة القرار على مستوى المعلومات القومي‪.‬‬
‫‪ .1‬العنصر البشري المتخصص في مختلــف مجــالت المعلومــات بحيــث‬
‫تتوزع كفاءتهم على مختلف مستويات ومجالت العمل المعلومــاتي مــن‬
‫الوظائف القيادية إلي المهنيين المــؤهلين فــي مختلــف تخصصــات علــم‬
‫المكتبات والمعلومات بالضافة إلي المساعدين شبه الفنييــن وجميعهــم‬
‫يشكلون العنصــر البشــري المكــون الثــاني للبنــي الساســية فــي قطــاع‬
‫المعلومات)‪.(26‬‬
‫‪ .2‬المؤسسات التي تعني بأوعية المعلومات تمثــل مصادرومســتودعات‬
‫للمعلومات وهي بمثابة الوحدات النتاجية الرئيسية التي تقوم عليها بنية‬
‫قطاع المعلومات وهذه المؤسسات هي)‪: (27‬‬
‫أ‪ .‬المكتبات تشكل أهم المؤسسات الرئيسة التي تجمــع فيهــا معظــم‬
‫المعلومــات الرســمية وغيــر الرســمية‪ ،‬وينــدرج تحــت هــذه الفئــة مــن‬
‫المؤسسات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المكتبات "القومية"‪.‬‬
‫‪ -‬المكتبات الكاديمية‪.‬‬
‫‪ -‬المكتبات العامة والمدرسية‪.‬‬
‫‪ -‬المكتبات المتخصصة‪.‬‬
‫ب‪ .‬الرشيفات القومية المنظمة كمصادر ومستودعات للمعلومات بما‬
‫فيها تلك التابعة للوزارات والمؤسسات الحكومية‪.‬‬
‫ج‪ .‬مؤسسات المعلومات النوعية والمتخصصة وتشمل‪:‬‬
‫‪ (1)25‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪.53-52‬‬

‫‪ (1) 26‬بولين أثرتون‪ .‬مراكز المعلومات تنظميها وإدارتها وخدماتها؛ ترجمة حشمت قاسم‪ -.‬القاهرة ‪:‬‬
‫دار غريب للطباعة والنشر‪ -.1996 ،‬ص ‪.2‬‬
‫)‪ (2‬نفس المرجع ‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬وحدات ومراكز المعلومات المتخصصة )الصناعية‪،‬‬
‫الزراعية(‪.‬‬
‫‪ -‬وحدات ومراكز الدراسات وتحليل البيانات )فنية‬
‫واستشارية(‪.‬‬
‫د‪ .‬مراكز الحصاء القومية والمتخصصة وبنوك المعلومات‪.‬‬
‫ه ‪ .‬وحدات المعلومات القطاعية الرسمية وتشمل‪:‬‬
‫‪ -‬وحدات المعلومات في المؤسسات الحكومية‪.‬‬
‫‪ -‬وحدات المعلومات والرشيفات التابعة للهيئات التشريعية‬
‫والقضائية ‪.‬‬
‫ز‪ .‬مؤسسات النشر والطباعة بمختلف أنواعها )صحف‪ ،‬مجلت‪،‬‬
‫مطبوعات مهنية ‪ ،‬ناشرو الكتب وطابعوها(‪.‬‬
‫اســتراتيجية قوميــة فاعلــة ترعــى التطــور المنهجــي المســتمر‬ ‫‪.3‬‬
‫للبني الساسية للمعلومات وتشجعه‪.‬‬
‫قنوات اتصــال بالمصــادر المختلفــة للمعلومــات رســمية وغيــر‬ ‫‪.4‬‬
‫رســمية وفــي اتجــاهين "المصــادر والمســتفيدين" وتشــمل )الجهــزة‬
‫الحكوميــة والقطاعــات القتصــادية ومؤسســات البحــث والتطــوير‪،‬‬
‫والمصــادر الشخصــية والخاصــة مثــل المستشــارين والبـاحثين ورجــال‬
‫التقنية ومختلف الوحدات الفنية‪ ...‬الخ(‪ .‬ويدخل في إطار هذه القنوات‬
‫الشبكات القطاعية والنوعية التي تعمل وفقها هذه المصادر والشبكات‬
‫المعلوماتية‪.‬‬
‫وبالتالي فإن توافر بني أساسية قوية للمعلومات تمثل الضمان‬
‫الوحيد لتداول المعلومات والخبرات وتنميتها والفادة منها في المجالت‬
‫التطبيقية ‪ .‬كما أن إقامة هذه البني والتخطيط لتطويرها وتحسين فعالية‬
‫أداءها لتصل إلي المستوى المطلوب يستلزم توفير موارد وإمكانيات‬
‫مادية ضخمة‪ ،‬وهي مسئوليات تقع جميعها على عاتق الدولة بشكل‬
‫أساسي‪ ،‬وقد تثقل كاهلها خاصة إذا كانت هذه البني في طور التأسيس‬
‫وتحتاج لمكانيات التأسيس من نقطة الصفر كما هو الحال في الكثير من‬
‫الدول النامية التي ل تتوفر لديها أي مقومات لبني أساسية في قطاع‬
‫المعلومات)‪.(28‬‬
‫الخصائص المتميزة للمعلومات‪:‬‬
‫تعتبر المعلومات المادة الخام الهامة لمجتمع المعلومات‪ ،‬والقوة‬
‫القتصادية المتحكمة في الدول وشعوبها‪ ،‬ولو رجعنا بذاكرتنا إلي قرن من‬
‫الزمان لوجدنا الزراعة والمجتمع الزراعي كان هو المسيطر والمهيمن‬
‫على القتصاد وبعدها توجه العالم إلي الصناعة والمجتمع الصناعي‪،‬‬
‫وأصبحت المعلومات هي القوة القتصادية المتحكمة في الدول وشعوبها‪.‬‬
‫‪ ()28‬لبيب شائف محمد‪ .‬مفهوم البنية الساسية للمعلومات‪ )-.‬مجلة المعلومات‪ ،‬ع ‪.(2001، 2‬‬
‫متوفر في ‪http://www.nic.gov.ye/site%20 containts/about%20nic/activites/info....page2. 11/04/1427 :‬‬
‫أما الن فأصبحت المعلومات هي القتصاد‪ ،‬والمجتمع المعلوماتي هو‬
‫القوة القتصادية القادمة لدول العالم‪ .‬ولو نظرنا للمعلومات بصورة أكثر‬
‫شمولية وموضوعية لدركنا أن اقتصاد الدول يبنى على أساس المعلومات‬
‫والبيانات والحصاءات الدقيقة المحققة للنجاح والتميز بشكل عام‪ ،‬هذا‬
‫ومع دخول وسائل التصالت الحديثة مثل النترنت‪ .‬أدركنا الكم الهائل من‬
‫المعلومات التي يصعب علينا استيعابها ودراستها بشكل سليم‪ .‬لذلك‬
‫أصبح إنتاج المعلومات واستغللها بالشكل الصحيح أحد أهم عوامل‬
‫اقتصاد الدول‪.‬‬
‫إن الدول المهتمة بالمعلومات والبيانات والحصائيات الدقيقة‬
‫تستطيع تحريك عصى اقتصادها وتوفر فرص العمل لشعوبها وجذب‬
‫العديد من رؤوس الموال عالميا ً للستثمار بها‪ .‬وعلى هذا المنوال نجد‬
‫الشركات الكبرى ل تتخذ قرارات عشوائية بل تعتمد على الكمية الهائلة‬
‫المتوفرة لديها عن المعلومات المؤهلة لتخاذ القرارات الصائبة‪ .‬أما من‬
‫الناحية التقنية للمعلومات نجد كثير من الدول أنشأت ما يسمى‬
‫بالحكومات اللكترونية‪ ،‬والجامعات الفتراضية التي تعتمد على‬
‫المعلومات بشكل أساسي وعلى وسائل التصالت الحديثة‪ ،‬إضافة إلي‬
‫مراكز البيع والشراء التجارية والبنوك اللكترونية المعتمدة بشكل‬
‫أساسي على وجود وسائل التصالت المتاحة للشعوب واستيعابها لهذه‬
‫التقنية الحديثة واستعمالها بالشكل الصحيح)‪.(29‬‬
‫وترى الباحثة بان ظاهرة المعلومات ظاهرة متعددة البعاد‬
‫إرتبطت بمجموعة من المصطلحات مثل‪ :‬إقتصاد المعلومات‪ ،‬قطاع‬
‫المعلومات‪،‬وصناعات المعلومات وغيرها‪.‬‬
‫وترى الباحثة ايضًا‪:‬ان تؤخذ المعلومات على اساس انها إحدى‬
‫حقائق الحياة‪،‬وإستغللها بالشكل الصحيح يساعد فى إتخاذ القرارات‬
‫السليمة والتخطيط للتنمية وحل المشكلت‪.‬‬
‫التطور الحضاري المعلوماتي والتغيير الرجتماعي ‪:‬‬
‫لعل الستخدام الفعال للمعرفة في حل المشكلت الجتماعية‬
‫الساسية هو المشكلة المحورية في دراسة موضوع قطاع المعلومات‬
‫والمجتمع‪ .‬كما أن الحصول على المعلومات والمعرفة وحسن اختيارها‬
‫وتنظيمها وتحليلها وتوصيلها والفادة منها هي إحدى المسئوليات‬
‫الساسية للعاملين في مهنة المعلومات وعلماء المعلومات‪ .‬والمقصود‬
‫من اصطلح الفادة منها هو الستعانة بهذه المعلومات في اتخاذ القرارات‬
‫السليمة والتخطيط وحل المشكلت ‪ .‬وإذا استطاعت مهنة المعلومات أن‬

‫‪ ()29‬المنتدي الثاني عشر للحكومة اللكترونية لدول مجلس التعاون "ورقة عمل" متوفر في ‪:‬‬
‫‪http://www‬‬
‫‪datamatixgroun com/gccegov-ar/almima maloomati asp.page.1 , 10-4-2006‬‬
‫‪.‬‬
‫ل‬‫تظهر قدرتها على هذا التحدي وأن تتحمل مسئوليتها على مستوى عا ً‬
‫من الكفاءة ‪ ،‬فإن الطلب على خدماتها سيزداد‪ ،‬ولتطوير مهنة المعلومات‬
‫وطنيا ً ينبغي أن تتخذ الخطوات المبتكرة في إنشاء نظم المعلومات التي‬
‫تسهم بفعالية في حل مشكلت مجتمعاتنا وأن نعبئ جهودنا عن طريق‬
‫التخطيط لتحقيق الهداف بكل ما لدينا من قدرات ‪ ،‬وأن نملها بخبرات‬
‫)‪(30‬‬
‫ومساعدات دولية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لقد كان اختراع الكتابة حدثا ثوريا في انطلق الحضارة النسانية‪،‬‬
‫تلك التي ظهرت فى مصر القديمة‪ .‬وأدى هذا الختراع إلي وجود ناسخين‬
‫ومسجلين لعمال الحكام وغيرهم‪ .‬كما كان اختراع الطباعة نقطة انطلق‬
‫في تشكيل أساس المجتمع الصناعي وصهر تقنية المعلومات مع نظم‬
‫التصال وأدى ذلك لتغييرات جذرية نعيش فيها جميعًا‪ .‬وأصبحنا نرى‬
‫تركيب القوة )‪ (Power Structure‬ل يعتمد على ملكية الرض أو ملكية‬
‫وسائل النتاج ‪ ،‬بل أصبح هذا التركيب يعكس مقدرتنا على اختزان وضبط‬
‫وتوصيل المعلومات والفادة منها‪ ،‬ولعل هذا الوضع هو الذى أدى بالبعض‬
‫إلي أن يرى المعلومات كنوع من العملة ‪ ،‬أو كسلعة )‪ (Commodity‬أو‬
‫كمورد‪ .‬وإذا كانت حياة المجتمعات النسانية تزدهر مع التبادل للسلع‬
‫والخدمات‪ ،‬فإن المعلومات تقع في محور هذا النشاط والنتاج‪ .‬فنجاح‬
‫المشروعات يعتمد في جزء كبير منه على البث السريع للمعلومات‬
‫الدقيقة والمناسبة‪ .‬ويمكن أن نستعرض التطور الحضاري المعلوماتي‬
‫)‪(31‬‬
‫وصلته بالتغير الجتماعي في السطور التالية‪:‬‬
‫أ‪ /‬المجتمع الزراعي‪:‬‬
‫حيث العتماد على المواد الولية والطاقة الطبيعية كالرياح‬
‫والمياه والجهد العضلي النساني أو الحيواني‪ .‬وفي هذا المجتمع يعتمد‬
‫معظم الناس على أنشطة الزراعة والصيد وبعض التعدين‪ .‬وهنا يكون‬
‫التركيب الجتماعي بسيط وما يمثل قاعدة القوي هو امتلك الرض‪ ،‬وفي‬
‫هذا المجتمع أيضا ً يلحظ أن التنافس على المصادر النادرة يؤدي بالمنتصر‬
‫إلي الستيلء والستحواذ على كل هذه المصادر ‪ ،‬ول تلعب المعلومات في‬
‫هذا المجتمع دورا ً أساسيًا‪.‬‬
‫ب‪ /‬المجتمع الصناعي ‪:‬‬
‫ينتظم هذا المجتمع أساسا ً حول الطاقة وإنتاج السلع‪ ،‬وتعمل معظم‬
‫القوي النشطة اقتصاديا ً في الصناعات‪ ،‬والصناعات التحويلية‪ ،‬ويلحظ‬
‫تبعا ً لذلك تغير في تركيب وهيبة الطبقات تبعا ً للتوزيع الجديد للقوة‪ .‬ولعل‬
‫بعض هذا التغيير يعكس نمو طبقة الداريين أو البيروقراطيين‪ .‬كما يتميز‬
‫هذا المجتمع بالتخصص وتقسيم العمالة خصوصا ً في المؤسسات ذات‬

‫‪ (2)30‬أحمد بدر ‪ .‬أساسيات في علم المعلومات والمكتبات ‪) ...‬مرجع سبق ذكره( ‪ - .‬ص ‪.128‬‬
‫‪ ()31‬المرجع السابق نفسه ‪ - .‬ص ‪.128‬‬
‫النتاجية الضخمة ويستتبع هذا الوضع تزايد الهتمام بالمعلومات كوسيلة‬
‫)‪(32‬‬
‫ضرورية للتنافس في النتاج الصناعي‪.‬‬
‫ج‪ /‬المجتمع ما بعد الصناعي أو مجتمع المعلومات‪:‬‬
‫مصطلح المجتمع ما بعد الصناعي )‪ (Post-Society‬الذى صاغه العالم‬
‫دانيال بيل )‪ (*)(Daniel Bell‬لوصف التركيب الجتماعي الجديد‪ ،‬والذي برز‬
‫في النصف الخير من القرن العشرين‪ .‬وقد قدم لنا العالم "بيل" إطارا ً‬
‫اجتماعيا ً يتم بداخله تحليل وفهم التغيرات الكبيرة في المجتمعات‬
‫الصناعية الحديثة ‪ ،‬ويركز بيل على القوي العاملة ذات المستوى‬
‫المعلوماتي والمهني والفني ‪ ،‬باعتبارها فائدة هذا التحول وباعتبارها قلب‬
‫المجتمع ما بعد الصناعي‪ .‬وتشيراكثر الدراسات عمقا ً وهي دراسة الفن‬
‫توفلر )‪ (**)(Alvin Toffler‬الذى صدر له في بداية التسعينيات من القرن‬
‫العشرين كتاب عن تحول القوة )‪ (Power Shift‬فقدرة أقوياء العالم اليوم‬
‫على استثمار العلم والمعلومات وتطويعها لمصلحتهم وراء التنافس‬
‫الدولي المعاصر وهذه نفسها هي التي ستؤدي إلي تركيب اجتماعي جديد‬
‫للدول الغنية بالمعلومات والدول الفقيرة بها‪.‬‬
‫فهذه الحقيقة الجتماعية الجديدة لها جوانب تستحق الشارة‬
‫منها‪:‬‬
‫الصناعات الكثيفة للمعلومات ستكون أقل أذى للبيئة )مثل‬ ‫‪.1‬‬
‫الصناعات اللكترونية الدقيقة(‪.‬‬
‫التغييرات في بنية المصادر ستؤدي إلي تغييرات في بنية‬ ‫‪.2‬‬
‫القوة‪ ،‬وذلك على بروز التقنية‪" .‬أصحاب المعلومات في مقدمتهم"‪.‬‬
‫ج‪ .‬تصبح المعرفة والمعلومات المصدر الساسي لتوليد الثروة فى‬
‫المؤسسات التعليمية والبحوث والتنمية والتصالت وآلت المعلومات‬
‫وخدمات المعلومات‪.‬‬

‫‪ (2)32‬نفس المرجع ‪ -.‬ص ‪ .29‬نقل ً عن‪:‬‬


‫‪Bell, D.,(1973)he coming of post indusustrial society,Aventure in social Forecasting baicbooks‬‬

‫)*( دانيل بيل)‪ (Daniel Bell‬من علماء الجتماع المشاهيرقدم إطارا ً إجتماعيا ً لفهم المتغييرات‬
‫الكبيرة فى المجتمعات الصناعية الحديثة ‪.‬‬
‫)**( الفن توفلر )‪ (Alvin Toffler‬من علماء الجتماع المشاهيراصدر كتابة )صدمة المستقبل( فى‬
‫‪1970‬م نبه فيه الى صعوبة تكييف النسان مع ما يحققه العلم والتقنية من إنجازات سريعة ‪ ،‬ثم‬
‫اصدركتاب الموجه الثالثة بعد ذلك وتحدث فيه عن الثورة العلمية التقنية بانها حضاره العصر فى‬
‫‪ ,1980‬وبعد ذلك اصدر كتابة الثالث ) تحول القوى( الذى ظهر فى اوائل التسعينيات من القرن‬
‫العشرين‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫د‪ .‬تصبح المعلومات موردا ً أساسيا ً جديدا ً مناظر للموارد التقليدية وهي‬
‫العمل ورأس المال والمواد الولية‪ .‬وإدارة الموارد تتحول إلي إدارة‬
‫المعلومات‪.‬‬
‫‪ .26‬موارد المعلومات والمعرفة ل تقل مع زيادة واتساع الستخدام‪.‬‬
‫‪ .27‬ستزيد الهوة بين الذين يملكون "المعلومات" والمحرومون منها‪.‬‬
‫‪ .11‬تعتبر المعرفة النظرية في المجتمع ما بعد الصناعي هي الساس‬
‫وهي التي تشكل الدافع الرئيسي للختراع) (‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫لقد أضحت المعلومات اليوم عصب الحياة ومحور النشاطات‪،‬‬


‫ولم يعد خافيا ً على أحد التطور الحضاري المعلوماتي والتغّير في جميع‬
‫نواحي الحياة حتى أصبح العصر ينعت بها‪ ،‬وما مصطلحات "عصر‬
‫المعلومات" "مجتمع المعلومات" إل دليل على ذلك‪ ،‬فالمعلومات‬
‫بارتباطها بعمليات البحث والتنمية واعتبارها عائد مادي وسلعة أساسية‬
‫في اقتصاديات الدول المتقدمة أصبحت محل عناية واهتمام وقد شهدت‬
‫العشرينات الخيرة )نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادى‬
‫والعشرين( التجاه المتزايد للعمل في قطاع المعلومات‪ ،‬وقد تنامي‬
‫وتزايد بصورة مضطردة خاصة وأنه كان من أكثر المجالت تأثرا ً‬
‫بالتطورات التقنية‪ ،‬فهو مجال خصب ترعرت فيه الحاسبات اللكترونية‬
‫ونظم التصالت والشبكات وتقنية التخزين والسترجاع والبث‪ .‬وقد أثرت‬
‫التطورات التقنية المتلحقة في منظومة المعلومات وخاصة في مجال‬
‫تقديم خدمات المعلومات وأدت إلي ظهور مهن معلومات جديدة تتماشى‬
‫مع البيئة المعلوماتية التقنية الجديدة عوضت المهن التقليدية‪ ،‬وأضافت‬
‫عليها طابع الديناميكية‪ ،‬والفعالية بما يضمن خدمة المستفيدين ذوي‬
‫الحاجات المتنوعة والمعقدة)‪.(34‬‬
‫و ترى الباحثة ان فكرة المعلومات كتركيبة إجتماعية تعتبر اساس‬
‫المجتمع المعلوماتى لنها توجة التفكير نحو تشجيع إقتصاد المعلومات‬
‫ويعنى ذلك ان مجتمع المعلومات مجتمع صناعى موجة معلوماتيا ً وان‬
‫القوي العاملة فيه قد تحولت نحو صناعة وإنتاج المعلومات‪ ،‬فإذا كان‬
‫قطاع المعلومات قد شهد تطورا ً في المواد وطرق وأساليب التعامل مع‬
‫المعلومات من حيث نقلها وإيصالها وبروز مهن معلومات حديثة ‪ ،‬فيا ترى‬
‫‪ :‬ما هي الدواعي التي أدت إلي ظهور هذه المهن الجديدة؟ ‪ .‬وفيما تتمثل‬
‫مهن المعلومات الحديثة؟ وما هي التحديات التي يوجهها هذا القطاع ؟ وما‬
‫دوره في تكوين مجتمع المعلومات الحديث؟‪.‬‬
‫النظام القومي للمعلومات‪:‬‬
‫‪ (1)33‬أحمد بدر‪ .‬اساسيات فى علم المعلومات‪)...‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪.130-129‬‬
‫‪ (2)34‬ذايدي غنية‪ .‬مهن المعلومات الحديثة ‪ -.‬النادي العربي للمكتبات والمعلومات متوفر فى‪:‬‬
‫‪http://www.afli.cybrarians-.Info/abo6.htm.page‬‬ ‫‪19.12.1427 -1‬‬
‫نظام المعلومات كمصطلح ومفهوم أحدث من نظام استرجاع‬
‫ل‪ ،‬ذلك لن نظام المعلومات هو الذى يدل على‬ ‫المعلومات وأكثر منه شمو ً‬
‫القواعد والجراءات والهيئات والقنوات والنشطة والتنظيمات الدارية‬
‫والفنية التي تهيئ تدفق المعلومات المسجلة أو الشفوية في مجتمع أو‬
‫وسط معين‪ .‬وتدفق المعلومات يعني إنتاجها وتسجيلها ونشرها وتجميع‬
‫مصادرها والتعريف بها للفادة منها‪ .‬ويمكن تصور المعلومات كنظام يضم‬
‫مجموعة من النظم الفرعية )‪ (Sub System‬كإنتاج المعلومات ونشرها‬
‫والتعريف بمصادرها بعد تجميعها وتنظيمها كما يمكن أن ينقسم كل نظام‬
‫فرعي بدوره إلي نظم أصغر وهكذا‪ ...‬ويمكن تقسيم نظم المعلومات‬
‫حسب مستوياتها ‪ ،‬أي نظام معلومات المؤسسة ‪ ،‬ونظام معلومات‬
‫الموضوع )كالكيمياء( أو نظام معلومات مجموعة الموضوعات المتجانسة‬
‫المترابطة )كالطاقة( ‪.‬‬
‫أما نظام المعلومات الخاص بالدولة فيسمى بالنظام القومى‬
‫للمعلومات ومجموعة النظم القومية والقليمية هي التي تشكل النظام‬
‫الدولي للمعلومات وهو الذى يحاول أن يجعل المعلومات متاحة لكل من‬
‫يحتاجها متخطيا ً في ذلك الحدود الجغرافية‪ .‬ولكننا نواجه في هذه الحالة‬
‫موقفا ً متناقضا ً للدول المتقدمة والمتنامية ذلك لن المجتمعات الفقيرة‬
‫المتنامية هي أحوج المجتمعات للمعلومات من أجل التنمية بمعناها‬
‫الشامل‪ ،‬ولكن هذه المجتمعات ذاتها غير قادرة على الفادة من‬
‫المعلومات حتى لو اتيحت لها‪ ،‬لسباب عديدة أهمها ضعف البنية‬
‫الساسية )‪ (Infrastructure‬للدولة‪ .‬وعلى ذلك فوجود نظام قومى‬
‫للمعلومات ل يعني بالضرورة تحقيق التوازن في تدفق المعلومات بين‬
‫الدول الغنية والفقيرة‪ ،‬وإنما هو نظام يتيح من خلل قنواته وتنظيماته‬
‫تدفق المعلومات لمن يستطيع أن يفيد منها‪ .‬ومن يستطيع ذلك هي الدول‬
‫الغنية المتقدمة‪ .‬ومن هنا يتضح الموقف المتناقض‪ .‬وهذا في حد ذاته يبرز‬
‫الحاجة الملحة لنظام المعلومات القومى الذى يدفع بالبنية الساسية‬
‫‪(35).‬‬
‫القتصادية والجتماعية والعلمية إلي المام‪.‬‬
‫وخلصة هذا كله أن النظام القومي للمعلومات هو شبكة من‬
‫الجهزة والمؤسسات التي تعمل في تنسيق وتكامل لضمان تدفق‬
‫المعلومات في المجتمع وأن هذا النظام لبد وأن يرتبط ارتباطا ً وثيقا ً‬
‫بالنظام التعليمي والقتصادي والداري للدولة‪ ،‬كما أن النظام القومي‬
‫للمعلومات لبد أن يرتبط أيضا ً بالساليب غير التقليدية في حفظ‬
‫المعلومات واسترجاعها وبثها وتوصيلها إلي طالبيها بلغة المعلومات‬
‫واستخدام نظم التحليل الوجهي والتصنيف واستخدام المكانز وغيرها من‬
‫لغات التكشيف المتطورة في عمليات تحليل المعلومات‪ ،‬فضل ً عن‬
‫‪ ()35‬أحمد بدر‪ .‬التنظيم الوطني للمعلومات‪ :‬دراسة في تخطيط وإدارة مراكز المعلومات العلمية‬
‫والتكنولوجية‪ -.‬الرياض‪ :‬دار المريخ للنشر ‪ -.1988 ،‬ص ‪.26-24‬‬
‫استخدام الحاسبات اللية في حفظ واسترجاع المعلومات وتكاملها مع‬
‫كل من المصغرات الفيلمية والتصالت عن بعد‪ .‬ولبد من أن تتكامل‬
‫جميع أجهزة ومؤسسات المعلومات بالدولة ضمن خطة الدولة لهذا‬
‫المجال ذلك لن عطاء هذه الجهزة الناجح هو الذى يؤدي في النهاية إلي‬
‫‪(36).‬‬
‫مجتمع المعلومات القادر على الفادة منها‬
‫الخطط القومية المعلوماتية‪:‬‬
‫تعريفها وأهميتها‪:‬‬
‫ازدهرت في هذا العصر العديد من التقنيات مثل تقنيات الفضاء‬
‫والهندسة الوراثية وتقنية المعلومات‪...‬الخ‪ .‬ورغم تعدد هذه التقنيات إل أن‬
‫هذا العصر قد أطلق عليه عصر المعلومات لن تقنيات المعلومات هي‬
‫الكثر تأثيرا ً على مجمل النشاط البشري‪ .‬لقد وصل انتشار تقنية‬
‫المعلومات إلي مختلف قطاعات المجتمع العصري‪ .‬فالحاسبات‬
‫الشخصية قد أصبحت الن أداة إنتاج أساسية وحيوية لكل فرد في‬
‫المجتمع يستخدمها لتنظيم جدول أعماله اليومي ولكتابة البحاث‬
‫والتقارير وللتصال بالخرين وتبادل المعلومات أو التصال بشبكات‬
‫الحاسبات وبنوك المعلومات لسترجاع ما يحتاجه من معلومات وبيانات‪.‬‬
‫وتبرز أهمية تقنية المعلومات بصورة خاصة في مجالت التجارة‬
‫والقتصاد والشئون المالية نظرا ً لعتماد المعاملت في هذه المجالت‬
‫على توفر المعلومات وسرعة الحصول عليها ودقتها‪ .‬فالحاسبات وأجهزة‬
‫الصرف اللكترونية والنظم اللكترونية لتحصيل الشبكات أصبحت أدوات‬
‫أساسية في البنوك التي تحاول المنافسة من أجل البقاء بتوفير السهم‬
‫والعملت العالمية سواء في نيويورك أو لندن أو طوكيو أصبحت جميعها‬
‫مرتبطة بشبكة من المعلومات بحيث يستطيع المضاربون في أي مكان‬
‫عن طريق الشاشات المتصلة بهذه الشبكة من الطلع على آخر أسعار‬
‫السهم والعملت وتنفيذ المعاملت بمجرد الضغط على بعض المفاتيح‬
‫)‪(37‬‬
‫أمامهم‪.‬‬
‫ومن أهم نتائج تقنيات المعلوماتية هو ظهور بنوك المعلومات‬
‫العالمية وشبكات خدمات المعلومات‪ .‬فبنوك المعرفة قد جمعت المعرفة‬
‫النسانية‪ ،‬ونتاج الفكر النساني ووضعتهما في متناول العلماء والباحثين‬
‫وطلبة العلم‪ .‬وتتمتع تقنية المعلومات بخصائص إيجابية كثيرة لو أمكن‬
‫الستفادة منها فإن الدول النامية تستطيع أن تضيق من الفجوة العلمية‬
‫والقتصادية بينها وبين الدول الخرى ‪ .‬فهذه التقنية لها تأثير إيجابي كبير‬
‫يزيد من إنتاجية الفرد والمجتمع كذلك فإنها تيسر الستغلل المثل‬

‫‪ () 36‬المرجع السابق نفسه‪ - .‬ص ‪26‬‬


‫‪ (2) 37‬محمد جمال الدين درويش‪ .‬التخطيط للمشروعات المعلوماتية ‪ -.‬القاهرة‪ :‬المكتبة الكاديمية‬
‫‪ -.2002،‬ص ‪.23-22‬‬
‫للموارد والثروات الشحيحة مع تخفيض الهدر منها‪ ،‬كما أن بإمكانها توفير‬
‫مناخ يعطي أفضل مردود لرؤوس الموال العاملة ‪ .‬وأيضا ً فإن هذه‬
‫التقنية تساعد على حسن التخطيط وعلى اتخاذ القرارات الصلح‬
‫والنسب لحاجة المجتمع ‪ ،‬لذا توجهت العديد من الدول نحو دعم وتنفيذ‬
‫مثل هذه الدراسات والخطط وظهرت من خلل ذلك تعبيرات اصطلحية‬
‫جديدة مثل "خطة قومية للحوسبة ‪,‬أو خطة قومية للمعلوماتية" ويقصد‬
‫من ذلك وثيقة أو مجموعة وثائق تلتزم بها الدارة الحكومية مهمتها تطوير‬
‫هذه التقنية بصورة مثلى للمجتمع مع تحديد دورها في العلقة بين‬
‫المجتمع والنشاط القتصادي‪.‬‬
‫ونتيجة للتخطيط الجيد في مجال المعلومات نجد العديد من الدول‬
‫النامية قد تمكنت من إقامة صناعات معلوماتية تنافس بها صناعات الدول‬
‫المتقدمة ‪ ,‬ومن هنا تبرز أهميــة القوميــة المعلوماتيــة ودورهــا الكــبير فــي‬
‫تنميــة تقنيــة المعلومــات واســتخداماتها فـي المجتمــع بصــورة تمكــن مــن‬
‫الستخدام المثل للموارد وتحقيق الرفاهية للمجتمع)‪.(38‬‬
‫وباستقراء هذه المفاهيم توصلت الباحثة إلي أن المحرك الرئيسي‬
‫للقتصاد العالمي الجديد أصبح يعتمد اعتمادا ً كليا ً بل أصبح قائما ً على‬
‫صناعة "النفوميديا" وتعني الوسائط المتعددة ‪ ،‬وهي الحواسيب‬
‫والتصالت واللكترونيات‪ .‬وهذا يعد من أكبر الصناعات العالمية الن‬
‫وأكثرها ديناميكية ونمو‪ ،‬إضافة إلي ما تحققه صناعة المعلوماتية من أرباح‬
‫اقتصادية في مجالت شتى ‪ ،‬لذا يستوجب عند وضع الخطط والسياسات‬
‫والستراتيجيات القومية للمعلومات أن تتضمن الجوانب التقنية مشكلتها‬
‫وحلولها وأن يكون الجانب التقنى من أهم العناصر الساسية في إطار‬
‫خطط التنمية القومية مما يساعد في بناء المجتمع وتسهيل دخوله ضمن‬
‫المجتمعات الرقمية والمعلوماتية‪.‬‬
‫نشوء الخطط القومية للمعلومات ‪:‬‬
‫كانت اليابان أول دولة في العالم تهتم بوضع خطة قومية‬
‫للمعلومات وقد صدرت الخطة عن المعهد الياباني لتطوير استخدام‬
‫الحاسبات عام )‪1972‬م( ‪ ،‬وكانت تحت عنوان "خطة مجتمع المعلوماتية‬
‫التوجه القومى نحو عام )‪2000‬م(‪.‬‬
‫وجاءت هذه الخطة بدعم من وزارة الصناعة والتجارة الدولية‬
‫اليابانية‪ ،‬وتضمنت استثمار حوالي ‪ 65‬بليون دولر في مشاريع معلوماتية‬
‫خلل الفترة ما بين )‪1985-1972‬م( وبعد اليابان توالت الدول في إعداد‬
‫خطة قومية معلوماتية خاصة بها‪.‬ولم تكن جميع هذه الدول من الدول‬
‫المتقدمة التي تسعى إلي المزيد من التفوق كاليابان‪ ،‬كما أنها لم تكن‬
‫جميعها من الدول الطامحة إلي التقدم‪ ،‬وقد شملت قائمة الدول السباقة‬
‫‪ (1) 38‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪.23‬‬
‫إلي وضع خطط قومية للمعلوماتية كل من فرنسا وبريطانيا واستراليا‬
‫وتايوان وسنغافورة وكوريا الجنوبية والبرازيل إضافة إلي "‪ٍ .‬إسرائيل"‪.‬‬
‫وكذلك قامت السوق الوربية المشتركة بإعداد خطة مشتركة بين أعضائها‬
‫لتطوير إمكانياتها في تقنيات المعلوماتية المختلفة)‪.(39‬‬
‫وقد ركزت الخطة القومية لليابان على عدد من الهداف ذات‬
‫التوجيه الجتماعي‪ ،‬وقد كان طبيعيا ً أن تهتم اليابان بالنواحي الجتماعية‬
‫في التخطيط للمعلوماتية‪ ،‬فأحد عوامل نجاحها هو قناعة شعبها بهدف‬
‫التفوق التقنى‪ ،‬ولعله من هذا المنطلق جاء اهتمام اليابان بالنواحي‬
‫الجتماعية في الخطة المعلوماتية وقد شملت خطة اليابان مشروعا ً‬
‫خاصا ً لبناء نموذج حاسوبي يمثل المجتمع ودراسة آراء الناس وتحفظاتهم‬
‫‪ .‬وتضمنت أيضا ً العمل على توعية المجتمع بوسائل المعلوماتية وتتجمع‬
‫حول هذه الهداف القتصادية والجتماعية للخطط القومية المعلوماتية‬
‫عوامل متعددة ‪ ،‬يمكن تحديدها على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬عوامل اجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬الثقافة المعلوماتية‪.‬‬
‫‪ ‬التعليم والبحث العلمى والتدريب‪.‬‬
‫‪ ‬التطبيقات والخدمات المعلوماتية‪.‬‬
‫‪ ‬التعاون الداخلي‪ .‬التعاون الخارجى ‪.‬‬
‫)‪(40‬‬

‫رجهود الدول العربية بشأن التخطيط القومى للمعلومات‪:‬‬


‫عند تناول التخطيط القومى للمعلومات لبد من معرفة أول ً ماذا‬
‫يقصد بمجتمع المعلومات؟ فهذا يعني جميع النشطة والموارد والتدابير‬
‫والممارسات المرتبطة بالمعلومات إنتاجا ً ونشرا ً وتنظيما ً واستثمارا ً ‪.‬‬
‫ويشمل إنتاج المعلومات أنشطة البحث على اختلف مستوياتها‪ .‬كما‬
‫يشمل أيضا ً الجهود البداعية‪ ،‬والتأليف الموجه لخدمة الهداف التعليمية‬
‫والتثقيفية والتطبيقية ‪ ،‬والرتباط الوثيق كما نعلم بين إنتاج المعلومات‬
‫واستثمار المعلومات‪ ،‬إل أن حدود الستثمار تتجاوز فئات النتاج لتشمل‬
‫جميع قطاعات المجتمع بل استثناء‪ .‬والتنظيم الفعال هو القادر فعل ً على‬
‫توفير المعلومات لمن يحتاجون إليها‪.‬‬
‫ربما كان مجال المعلومات في الوطن العربي من أكثر المجالت‬
‫معاناة من اتساع الهوة بين الواقع وما ينبغي أن يكون‪ ،‬فقد شاركت‬
‫معظم الدول العربية بارتباطها الوثيق باليونسكو ‪ ،‬فإن الجهود التمهيدية‬
‫التي أسفرت عن تبلور فكرة النظام القومى للمعلومات منذ بداية‬
‫السبعينات للقرن العشرين ‪ ،‬وشارك بعض الخبراء العرب في تنمية هذه‬
‫الفكرة ‪ ،‬كما حرص البعض على بث المعلومات الساسية حول التخطيط‬
‫القومى للمعلومات باللغة العربية منذ بداية الثمانينات فى القرن نفسه ‪،‬‬
‫‪ ()39‬المرجع السابق نفسه ‪ - .‬ص ‪.23‬‬
‫‪ (2)40‬نفس المرجع‪ - .‬ص ‪27 -25‬‬
‫وأحتل هذا الموضوع مكانة بارزة في قائمة أولويات مركز التوثيق‬
‫والمعلومات في المانة العامة لجامعة الدول العربية‪ ،‬كما نظم هذا‬
‫المركز بالتعاون مع وزارة التخطيط بالمملكة الردنية الهاشمية ومنظمة‬
‫اليونسكو والبرنامج النمائي للمم المتحدة ندوة إقليمية حول السياسات‬
‫القومية لنظم المعلومات وخدماتها في البلدان العربية وذلك في عمان‬
‫من )‪20/1989-17‬م( وأصدر المركز أيضا ً في نفس العام موجزا ً‬
‫إرشاديا ً لعداد السياسات القومية للمعلومات‪ ،‬هذا بالضافة إلي العديد‬
‫من المؤتمرات والندوات واللقاءات التي عقدت على المستوى القومي‬
‫في بعض الدول العربية)‪.(41‬‬
‫وقد كان أبرز مظاهر الستجابة لجوء بعض الدول العربية إلي‬
‫اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية التماسا ً للمشورة أو طلبا ً‬
‫للمساعدة‪ ،‬وربما كانت دولة المارات العربية المتحدة في مقدمة الدول‬
‫التي سلكت هذا الطريق ‪ .‬فبناًء على طلبها بعثت اليونسكو بمستشار إلي‬
‫أبو ظبي في المدة ما بين )‪ 15‬ديسمبر ‪1974‬م( إلي )‪ 2‬يناير ‪1975‬م(‬
‫لتقديم المشورة حول تطوير خدمات التوثيق في المكتبات والمعلومات‬
‫في المارات السبع‪ ،‬وقد اقترح المستشار في تقريره وضع خطة مداها‬
‫عشر سنوات لنشاء شبكة للمكتبات ومراكز التوثيق‪ ،‬ووضع برنامج‬
‫تنفيذي مفصل من جانب الحكومة‪ .‬كما رأي المستشار مراعاة الخطة‬
‫بالولويات القومية ‪ ،‬وتحديد الموارد المالية المتاحة لكل مجال من‬
‫مجالت الولوية‪ ،‬وتحديد الموارد البشرية بكل فئاتها اللزمة للتنفيذ‪،‬‬
‫وتشجيع التعاون على المستويات القليمية والقومية والدولية‪ ،‬وبدء‬
‫برنامج التأهيل والتدريب في مجال المعلومات‪ .‬ولوضع هذه الخطة حيز‬
‫التنفيذ أقترح المستشار تشكيل مجلس يتولى مهمة التنسيق بين الجهزة‬
‫والسلطات المعنية‪.‬‬
‫وكمثال آخر من هذا القبيل طلبت جمهورية مصر العربية من‬
‫اليونسكو المساعدة في وضع سياسة قومية للمعلومات‪ .‬واستجابت‬
‫اليونسكو بإيفاد خبيرين في المدة من أول فبراير حتى الحادي عشر من‬
‫نفس الشهر للعام )‪1987‬م(‪ ،‬تقدما باقتراح يتعلق بوضع سياسة قومية‬
‫للمعلومات واستراتيجية تنفيذها‪ .‬وبناء على توصية خبير اليونسكو بإعداد‬
‫خطة تنفيذية متوسطة المدى لتنفيذ السياسة القومية المقترحة‬
‫للمعلومات طلبت الحكومة المصرية إرسال بعثة متابعة عاجلة لعداد‬
‫خطة قومية للمعلومات في إطار الخطة القتصادية متوسطة المدى‪ ،‬وقد‬
‫استجابت اليونسكو بإرسال مستشار في المدة من ‪ 15‬مارس حتى‬
‫الثاني من إبريل )‪1987‬م(‪ .‬وقد عقد مستشار اليونسكو سلسلة من‬

‫‪ (1)41‬حشمت محمد علي قاسم ‪ .‬المعلومات المبنية على الحاسوب وشبكات المعلومات في الوطن‬
‫العربي في استراتيجية التوثيق وخطط العمل المستقبلي‪ -.‬ص ‪.107 -106‬‬
‫اللقاءات مع عدد من القائمين على مرافق وخدمات المعلومات في‬
‫مصر)‪.(42‬‬
‫إن الجهد اللزم لوضع سياسة قومية للمعلومات يتجاوز بكثير ما‬
‫يمكن أن ينجزه مستشار أو فريق من المستشارين في أسبوعين أو ثلثة‬
‫أسابيع‪ ،‬ذلك لن وضع مثل هذه السياسة على أسس علمية تتفق وظروف‬
‫المجتمع وأولوياته وامكاناته ويتطلب سلسلة من الدراسات المتعمقة‬
‫لمختلف حلقات دورة المعلومات في المجتمع‪ .‬ويقودنا الحديث إلي‬
‫ظاهرة الهتمام الدولي بالبنى الساسية للمعلومات وإرساء أسس‬
‫ودعائم مجتمع المعلومات إلي سرد الفروق بين الدول والمجتمعات‪.‬‬
‫فمنها الغنية بالمعلومات والمنتجة والمصنعة لها‪ .‬ومنها الفقيرة‬
‫للمعلومات والمستهلكة لمنتجات تلك الدول المصنعة‪ ،‬والتي تحاول‬
‫جاهدة النهوض والخذ على عاتقها تبني سياسات واستراتيجيات ورؤى‬
‫مستقبلية لتصبح في مصاف تلك الدول المتقدمة وبالتالي منافستها‪،‬‬
‫ولعله من المفيد أخذ العبر من الدروس والتجارب لتلك المجتمعات‪،‬‬
‫خصوصا ً وأن دوافع السياسة المعلوماتية قد تختلف بين الدول المتقدمة‬
‫والمتنامية‪ ،‬فالولى دافعها الخوف من خشية اضمحلل وانهيار نفوذها‬
‫القتصادي المؤدي إلي تقليل حجمها وتأثيرها عالميًا‪ ،‬بينما يلحظ على‬
‫الثانية دافعها الكامن لبلوغ مجتمع المعلومات والتسريع بالنمو القتصادي‬
‫من خلل الستثمار والتوظيف المني للمعلومات الذى يؤدي لرفع‬
‫مستوى قطاعات المجتمع على وجه التحديد الخدمية والنتاجية ‪.‬‬
‫)‪(43‬‬

‫ولكن بشكل ما يحملنا التسليم والعتراف بأن هناك دول ً نامية‬


‫على وجه التحديد العربية منها قد أخذت بناصية المر للدخول بثبات في‬
‫عصر القرية اللكترونية الكونية‪ .‬حيث يتجلى ذلك بالنخراط السريع في‬
‫تقنيات المعلومات بأكثر من طريقة ‪ .‬ويتجسد ذلك في انتشار خدمات‬
‫شبكة المعلومات الدولية )‪ (Internet‬مع بداية التسعينيات من القرن‬
‫العشرين بمبادرة من القطاع الخاص أو بتخطيط وإشراف حكومي حيث‬
‫انتشر بشكل سريع وتطور التعامل معها ليشمل مجالت مجتمعية عدة‪ ،‬إذ‬
‫أن التعامل لم يقتصر على تقديم الخدمة فقط وإنما تعداه إلي توفير‬
‫محتوى معلوماتي ذو وجوه عالية باللغة العربية ‪ ،‬فقد كانت البداية أول‬
‫دولة عربية إدخلت النترنت في الخدمة العامة هي تونس في )‪1991‬م(‬
‫وجاءت بعد ذلك الكويت كأول دولة خليجية تدخل خدمة النترنت في نهاية‬
‫)‪1992‬م(‪ ،‬بينما في )‪1993‬م( بدأت خدمات النترنت في النتشار في‬
‫كل من سوريا ومصر وأعقبتها كل من لبنان في منطقة الشرق الوسط‬
‫والجزائر والمغرب في عام )‪1994‬م( ‪ ،‬ثم عام )‪1995‬م( كل من الردن‬
‫‪ (1)42‬المرجع السابق نفسه‪ -.‬ص ‪.108‬‬
‫‪ (2)43‬أحمد بدر ‪ .‬السياسة المعلوماتية واستراتيجية التنمية‪ :‬دراسات شاملة لمصر والوطن العربي‬
‫وبعض البلد الوربية والمريكية والسيوية والفريقية‪ -.‬القاهرة‪ :‬دار غريب للنشر ‪ -.2001 ،‬ص ‪.23‬‬
‫وفلسطين والبحرين والمارات والسعودية‪ ،‬وعلى الرغم من أن الغايات‬
‫والهداف تكاد تكون متشابهة بين الدول إل أن أوجه الختلف في‬
‫محركات السياسات وآليات التنفيذ ترجع إلي مساعي التطور المجتمعي‬
‫)‪(44‬‬
‫والحضاري والنظمة الثقافية والفكرية لكل منها‬

‫السياسة القومية للمعلومات ‪:‬‬


‫غدت تقنية المعلومات شعار المرحلة الحالية من مسيرة البشرية‬
‫وأصبح معيار نجاح المؤسسة بما تملكه من معلومات‪ ،‬وإن الذين يملكون‬
‫المعلومات هم الذين يحوزون مفاتيح القوة في العالم‪ ،‬فالمعلومات هي‬
‫الساس في أي نشاط بشري وهي المورد الذى بدونه ل يمكن استثمار‬
‫أي مورد آخر‪ .‬وكأي نشاط فإن تنظيم تدفق المعلومات يمثل أهم‬
‫ضمانات استثماره لصالح المجتمع‪ ،‬وتحتاج لتنظيم على النحو المناسب‬
‫وعلى المستوى القومى ‪ ،‬وإلي اتخاذ التدابير اللزمة‪ ،‬وفي مقدمة هذه‬
‫التدابير السياسة القومية للمعلومات وما يتفرع عنها من استراتيجيات‪.‬‬
‫أدى التطور المذهل في جميع الميادين العلمية والتقنية ‪ ،‬وما صاحبها من‬
‫تطورات تقنية حديثة لزيادة حجم المعلومات المنشورة وكان لذلك‬
‫التضخم انعكاساته المباشرة على التنمية القتصادية والجتماعية وإنشاء‬
‫مؤسسات متخصصة لجمع المعلومات وتوثيقها‪ ،‬تخزينها واسترجاعها‪،‬‬
‫ومن ثم توصيلها للباحثين والدارسين وصانعي القرارات والعلماء وغيرهم‬
‫بالقدر المناسب وفي الوقت المناسب أيضًا‪ .‬ومن هنا ظهرت الحاجة إلي‬
‫وضع برنامج وخطة قومية لوضع سياسة معلومات قومية تخدم مختلف‬
‫الميادين‪ ،‬ذلك أن النقص في المعلومات أو عدم توافرها أو صعوبة‬
‫الوصول إليها يضعف الفائدة ولذلك سلبيات خطيرة على التنمية في‬
‫المجتمع)‪.(45‬‬

‫خطوات إعداد السياسة القومية للمعلومات‪:‬‬


‫يرتبط إعداد السياسة القومية للمعلومات بعنصرين هامين‪:‬‬
‫أو ً‬
‫ل‪ :‬أن إعداد السياسة القومية للمعلومات هى عملية في غاية التعقيد‬
‫لنها متداخلة مع السياسات الخرى‪.‬‬

‫‪ (1) 44‬حنان الصادق بيزان ‪ .‬التخطيط للبنية الساسية لمجتمع المعلومات‪) ...‬مرجع سبق ذكره(‪-.‬‬
‫ص ‪.9-8‬‬
‫‪ (2) 45‬حمد بن عقيل السعدول‪ .‬السياسة الوطنية للمعلومات بين الطموحات والتحديات ‪).‬مجلة‬
‫المعلوماتية‪ ،‬مركز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية( متوفر في‪:‬‬
‫‪Php? Article. Id= /page.15. 18-2-1427‬‬ ‫‪http://www.informatics.gov.sa/Irc/readarticle‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أنها في غاية الهمية لنها ستضع الخطط التي تسعى إلي تطوير‬
‫ذلك القطاع المعلوماتي الهام‪ ،‬ودفع عجلة التنمية والتطور في‬
‫التجاه الصحيح‪.‬‬
‫فمتى ما تم استيعاب هذين العنصرين يمكن تحديد الجراءات‬
‫الضرورية لعداد السياسة القومية للمعلومات ومن أبرزها مع اليجاز‪:‬‬
‫‪ .1‬القيام بمسح للوضع القائم لمرافق المعلومات وخدماتها‪.‬‬
‫‪ .2‬تحديد المتطلبات وضرورة ترجمة هذه المتطلبات إلي أولويات في‬
‫خطط التنميــة وارتباطهــا بالمســتفيدين ممــا يلــزم التشــجيع علــى‬
‫اشتراكهم في عملية العداد‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديد المتطلبات بناء على الوضاع القائمة خطوة ضرورية لتوســيع‬
‫الخدمات أو تعديلها ومن ثم وضع السياسة القومية اللزمة‪ ،‬على سبيل‬
‫المثال‪ :‬إنتاج المعلومات تجميع المعلومات ‪ ،‬الطــار التنظيمــي ‪ ،‬كمــا‬
‫يمكن الخذ بعين العتبار المسح للوضع القادم وتحديد المتطلبات)‪.(46‬‬
‫السياسة المعلوماتية والنظرة المستقبلية‪:‬‬
‫لقد كان بروز عصر المعلومات دافعا ً لخلق قضية جديدة رئيسية‬
‫وهي‪ :‬الصراع حول مصادر المعلومات‪ .‬وتواجه كل ً من الدول المتقدمة‬
‫والنامية هذا التحدي ‪ ،‬حيث تمركزت سياسة المعلومات خلل السبعينات‬
‫من القرن العشرين إلي حد كبير حول قضايا حقوق النسان ‪ ،‬وحاولت‬
‫الحكومات التوازن بين حماية حقوق الخصوصية مع قدرة الحكومة بل‬
‫وحقها في تجميع واختزان وتجهيز ومعالجة البيانات الخاصة بالفراد وذلك‬
‫لخدمة أغراض مشروعه‪ .‬فإذا كانت هذه القضايا هي محور الهتمام خلل‬
‫سبعينات نفس القرن فإن مرحلة الثمانينات وما بعدها قد شهدت تحول ً‬
‫ملحوظا ً في مناقشات السياسة المعلوماتية الدولية‪ ،‬حيث تحولت من‬
‫قضايا الخصوصية والسيادة الثقافية إلي القتصاد‪ .‬واصبح لبروز تقنية‬
‫الحاسبات والتصالت أثرها الواضح في جعل المعلومات كعنصر محوري‬
‫في النمو القتصادي من أجل ذلك تسعى الدول المتقدمة والنامية لبناء‬
‫صناعات قومية للمعلومات وزيادة نصيبها في أسواق العالم المعلوماتية‪.‬‬
‫ولتحقيق هذا الغرض تقوم الحكومات بحماية صناعاتها عن طريق ترشيد‬
‫إقامة الحواجز ضد تدفق البيانات والمعلومات اللكترونية عبر الحدود‬
‫الوطنية أو غير ذلك من الجراءات ونتيجة لهذا كله فإن دور الحكومات‬
‫بالنسبة للمعلومات بدأ بتغييره حيث ترى الحكومات في المعلومات سلعا ً‬
‫تخضع للعرض والطلب)‪.(47‬‬
‫ويرى العديد من الباحثين أن هذه الثورة التقنية المعلوماتية بأبعادها‬
‫السياسية والقتصادية والعلمية والجتماعية والدارية السابقة ما هي في‬
‫‪ (1)46‬المرجع السابق نفسه‪ -.‬ص ‪.3‬‬
‫‪ (1)47‬أحمد بدر ‪ .‬الفلسفة والتنظير في علم المعلومات والمكتبات‪-.‬القاهرة‪ :‬دار غريب للطباعة‬
‫والنشر‪ -.2002 ،‬ص ‪.226‬‬
‫جوهرها إل ثورة تربوية في المقام الول‪ ،‬ذلك لنه مع بروز المعرفة كأهم‬
‫مورد من موارد القوة ‪،‬تصبح عملية تنمية الموارد ‪-‬التي تنتج هذه المعرفة‬
‫وتوظفها‪ -‬هي العامل الحاسم في تحديد وزن الدول والمجتمعات‬
‫المعاصرة والمستقبلية‪ .‬وبالتالي أصبحت التربية هي المشكلة وهي الحل‬
‫المثل‪ ,‬ذلك لن الفشل في إعداد القوي البشرية القادرة على مسايرة‬
‫مقومات التغيير في عصرالمعلومات ‪ ،‬ومواجهة التحديات المتوقعة‪،‬‬
‫سيؤدي إلي فشل في جهود التنمية حتى لو توافرت الموارد الطبيعية‬
‫والمادية)‪.(48‬‬
‫فاليابان إحدى أهم الدول المعلوماتية في العالم تعلن عام )‬
‫‪1967‬م( خطة تجديد شاملة للوصول إلي مجتمع المعلومات عام )‬
‫‪2000‬م( وركيزتها في ذلك النظام التعليمي‪ ،‬حيث بدأت نهضتها التعليمية‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية واشترت واستوعبت براءات اختراع ومعايير‬
‫من الدول الغربية في الخمسينات من القرن العشرين معظمها باللغة‬
‫النجليزية‪.‬وأن قطاع المعلومات في اليابان يحتل حوالي ثلث إجمالي‬
‫قوي العمل النشطة اقتصاديا ً ‪ ،‬ولكن هذا القطاع المعلوماتي يؤدي إلي‬
‫حوالي نصف إجمالي الناتج المحلي واليابان وسنغافورة تتفوقان على‬
‫)‪(49‬‬
‫معظم دول العالم‬
‫وتتفق الباحثة وتوجهات هذه الدول بأن للتعليم وظيفة مهمة وهي‬
‫تنشئة الفراد بدرجة من الوعي والقدرة لتغيير واقع المجتمع والتصدي‬
‫لسلبياته من أجل حياة أفضل‪ ،‬فإن نجاح التعليم وعلقتة بالمجتمع في‬
‫العصر المعلوماتي يقاس بسرعة استجابته وتجاوبه مع المتغيرات‬
‫الجتماعية‪.‬‬

‫البنية الداعمة للسياسة القومية للمعلومات‪:‬‬


‫قد يتساءل البعــض مــن إيجـاد قطـاع معلومــاتي ومــا هــي مقومــاته‬
‫الساســية؟ وأيهمــا أســبق السياســة القوميــة للمعلومــات أم التشــريع‬
‫القــانوني الخــاص بالمعلومــات؟ وللجابــة علــى هــذه الســئلة لبــد مــن‬
‫العتراف بأن السياسة المعلوماتية تؤكد علــى وجــوب تشــريعات وأســس‬
‫قانونية‪ ،‬لكي تكون ذات فعالية ويعتبر أحد أهداف السياسة تفعيل القانون‬
‫وإيجاد مستوى عال مــن التكامــل فيمــا بينهمــا‪ .‬لهــذا فقطــاع المعلومــات‬
‫يستند بالدرجة الولى على وجود إطارتشريعي يتم من خلله إيجاد سياسة‬

‫‪ (2)48‬نبيل علي ‪ .‬العرب وعصر المعلومات‪ -.‬الكويت ‪ :‬المجلس الوطني للثقافة والفنون والداب‪،‬‬
‫‪ -.1994‬ص ‪) . 381‬سلسلة كتب ثقافية ‪ ،‬ع ‪(184‬‬
‫‪ (3)49‬أحمد بدر ‪ .‬نفس المرجع‪ -.‬ص ‪.228‬‬
‫أنظر أيضا ً ‪ :‬ناريمان اسماعيل متولي‪ .‬اقتصاديات المعلومات دراسة للسس النظرية‬
‫وتطبيقاتها العملية على مصر وبعض البلد الخرى‪ -.‬القاهرة‪ :‬المكتبة الكاديمية ‪ -.1999،‬ص ‪.6‬‬
‫تعمل على تفعيلة ونشر الوعي المعلوماتي وخلــق عناصــر بشــرية ونظــم‬
‫)‪(50‬‬
‫مؤسسية وبالتالي تنامي قطاع المعلومات‪.‬‬
‫الشكل )‪ (1‬يوضح تنامي تقطاع المعلومات‬

‫تقطاع‬
‫وعناصر‬ ‫نظم مؤسسية‬
‫المعلومات‬
‫بشريةمعلوماتية‬
‫سياسات‬

‫الطار التشريعي‬
‫المررجع ‪ :‬قحنان الصادق بيزان ‪ .‬التخطيط للبنية الساسية‪)....‬مررجع سبق ذكره(‪ -.‬ص ‪15‬‬
‫وترى الباحثة ان الشكل اعله يوضح إعتماد النظمة والمؤسسات‬
‫والعنصر البشرى العامل بها على دعم السياسات المعلوماتية‬
‫والتشريعات القانونية‪ ،‬باعتبارهم البنية الرئيسة فى البناء الهرمى مما‬
‫يؤدى الى تنامى قطاع المعلومات وصعوده الى قمة الهرم‪ .‬ويجب أن‬
‫يكون واضحا ً بأن السياسة القومية للمعلومات تتضمن إلي جانب تقديم‬
‫الخدمات والتعرف على استخدام المعلومات‪ -‬تهيئة البنية الداعمة التي‬
‫تعتمد على مؤسسات المعلومات في نشاطها‪ ،‬وهذه البنية الداعمة‬
‫تشمل التشريعات القانونية ‪ ،‬وموارد المؤسسة والقوي العاملة‪ .‬ويطلق‬
‫على هذه البنية الداعمة "البنية الساسية" )‪. (Infrastructure‬‬
‫ويؤكد احمد بدران القوي المعلوماتية المهنية تعتبر أهم العناصر‬
‫للسياسة القومية سواء في عددها أو نوعيتها ‪ .‬ذلك لن نقص اليدي‬
‫العاملة سيؤدي بالخدمات إلي الركود‪ .‬كما أن زيادة عددها قد يؤدي إلي‬
‫البطالة ‪ .‬أي لبد من إيجاد توازن بين العرض والطلب ‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لنوعيتها فقد غيرت تقنية المعلومات والتصالت من الجوانب العديدة‬
‫للمهنة‪ .‬وبالتالي يجب على المؤسسات التعليمية أن تستخدمها بشكل‬
‫أكثر اتساعا ً من ذي قبل في المناهج فضل ً عن تدريس السس النظرية‬
‫والتطبيقية للمستحدثات التقنية في مجال المعلومات والتصالت‪،‬‬
‫ومتابعة ذلك بالتدريب والتعليم المستمر بالدورات المكثفة والقصيرة‬
‫والطويلة لكتساب المهارات الجديدة‪.‬‬
‫ويتصل بإعداد القوي العاملة الهتمام بالبحوث والتنمية‪ ،‬وذلك‬
‫لتحسين الخدمات ورفع مستوى التعليم لمواجهة احتياجات محددة‬
‫بالدولة‪ ،‬وتساعد البرامج المعتمدة على الحاسبات )البرامج الجاهزة( في‬
‫عمليات التعليم والتدريب‪ ،‬كما تعتبر الميزانية الكافية أهم عناصر البنية‬
‫الداعمة للسياسة القومية للمعلومات خصوصا ً التنافس الشديد بين‬

‫‪ (1)50‬حنان الصادق بيزان ‪ .‬التخطيط للبنية الساسية لمجتمع المعلومات في الجماهيرية الليبية ‪( ،‬‬
‫‪http:// www. Cybrarians Info/journal‬‬ ‫ديسمبر ‪ ،(2004‬متوفر في ‪:‬‬
‫‪/no3/infosociety.htm .page. (15) 3/11/142‬‬
‫الخدمات المختلفة بالدولة على الميزانيات المحدودة‪ .‬ومن هنا يجب على‬
‫المخططين للسياسة القومية للمعلومات أن يكونوا واقعيين بالنسبة‬
‫للتكاليف والموارد المتاحة‪ ،‬وأن يكونوا قادرين على الدفاع عن مطالبهم‬
‫أمام معارضيهم ‪.‬‬
‫)‪(51‬‬

‫الستراتيجية القومية للمعلومات وأهميتها في عصر‬


‫المعلومات‪:‬‬
‫في ظل التوجيهات الهادفة إلي إقامة بنية أساسية للمعلومات‬
‫وإيجاد قطاع معلوماتي متكامل على المستوى القومي تزايدت الحاجة‬
‫لوضع وامتلك استراتيجية قومية للمعلومات تستجيب لمتطلبات التنمية‬
‫الشاملة لتواكب التطورات العالمية الجارية في حقل المعلومات وتقانتها‪.‬‬
‫إن وضع الستراتيجية القومية للمعلومات والعمل بها ميدانيا ً يوصل‬
‫الوطن إلي المن بجميع أنواعه سواًء كان أمنا ً اقتصاديا ً أو ثقافيا ً أو أمنا ً‬
‫اجتماعيًا‪ ،‬كما أن اتخاذ القرارات بأنواعها والبحث العلمي والنمو القومي‬
‫في جميع الميادين يعتمد بشكل رئيسي وأساسي على المعلومات‪ ،‬ولن‬
‫يكون لي شعب أو أي أمة من المم دور ولو كان هامشيا ً إل بالحصول‬
‫على المعلومات وتصنيعها والتحكم بها‪ .‬ولبد من ربط الستراتيجية‬
‫القومية للمعلومات بالستراتيجية القومية للدولة‪.‬‬
‫إن الستراتيجية في معناها الواسع هــي خــط عــام لرســم المســار‬
‫الشامل لعمل قطاع ما‪ ،‬وذلك عـن طريــق ترجمــة أهــداف وبرامــج ذلــك‬
‫القطاع إلي واقع بتهيئــة الــدليل الداري لتخــاذ القــرارات وتنفيــذها‪ ،‬وأن‬
‫وضع اســتراتيجية واضــحة وثابتــة فـي أي قطــاع مــن قطاعـات المجتمــع‬
‫تساعد في استقرار عمل ذلك القطاع وضبط مساره على خط واحد‪.‬‬
‫وبالنســبة لقطــاع المعلومــات فــإن الســتراتيجية القوميــة تكمــن‬
‫أهميتها في توضــيح مــاهي وظيفــة المعلومــات وتحــدد خــدماتها ودورهــا‪،‬‬
‫والقوي البشرية اللزمة لها والمجالت الــتي تكــون فيهــا هــذه الخــدمات‬
‫وكيفية تفاعلها مع بعضها ومع الخدمات الخرى‪.‬‬
‫‪ .1‬توفر قاعدة زمنية لمراقبة وتقديم مسار العمل وتقدمه وإعادة النظــر‬
‫في الستراتيجيات الفرعية لمجابهة التطورات الجديدة‪.‬‬
‫‪ .2‬تساعد على جعـل قطـاع المعلومـات جـزء مـن قطاعـات المجتمـع‬
‫الخرى وتسهم بإدراجه ضمن الخطط القومية للتنمية الشاملة‪.‬‬
‫‪ .3‬تحــدد أدوار ومواقــع المســئولين عــن خــدمات المعلومــات ونظمهــا‬
‫وتوفر لهم قاعدة أساسية للمبادرات التي يمكن أن يقوموا بهــا دون‬
‫)‪(52‬‬
‫الرجوع إلي الدارات العليا‪.‬‬
‫ومن بين الولويات التي يجب أن تشملها الستراتيجية التي‪:‬‬
‫‪ ()51‬أحمد بدر‪ .‬السياسة المعلوماتية ‪ ) ....‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪.199‬‬
‫‪ ()52‬المركز الوطني للمعلومات ‪.‬الستراتيجية الوطنية للمعلومات‪ :‬أهمية وضعها وصياغتها‬
‫في عصر المعلومات‪) .‬مجلة المعلومات‪ ،‬ع ‪ ، 2‬مارس ‪ -. (2001‬ص ‪ ، 2-1‬متوفر في ‪:‬‬
‫• تأمين القوي البشرية كما ً ونوعا ً التي تضطلع بمسئولية تنفيذ هذه‬
‫الستراتيجية‪.‬‬
‫• المعلومات ثروة قومية وبدونها ل يمكن تنمية الثروات القومية‬
‫الخرى )البشرية والطبيعية(‪.‬‬
‫• بناء المجتمع الواعي للمعلومات ‪ ،‬حيث أن الوعي بالمعلومات‬
‫وأهميتها هو الساس الذى ترتكز عليه الستفادة من المعلومات‬
‫وتطويرها وتنميتها‪.‬‬
‫• عدم الكتفاء بامتلك المعلومات وتخزينها‪ ،‬ولبد من توفير كل‬
‫المكانات والجواء لطرحها للستخدام من قبل كل من يحتاجها على‬
‫أوسع نطاق‪.‬‬
‫• التركيز على القطاعات الكثر إلحاحا ً إلي المعلومات ومنها القطاع‬
‫القتصادي وقطاع العلم والتقنية )‪.(53‬‬
‫ولبد أن تتضمن الستراتيجية قضية إيجاد شبكة اتصالت لضمان‬
‫الوصول للمعلومات وزيادة التواصل المعرفي ضمن إطار قطاعي‬
‫متكامل يشمل البنية التحتية للخدمات التقليدية وإعداد وتصنيع التجهيزات‬
‫والدوات وإنتاج أدبيات فكرية‪ ,‬فهي من أهم مقومات المجتمع‬
‫المعلوماتي الناجح‪ ،‬كذلك الرتفاع بمستوى النتاجية في إطار التنافس‬
‫الصناعي والتجاري بما يحقق مكاسب للمجتمع‪.‬و تعد الستراتيجيات من‬
‫الضرورات التي تتشكل على أساسها رؤية متكاملة لتعميق الوعي بأهمية‬
‫المعلومات ودورها في البناء والتقدم العلمي والحضاري‪ ،‬كذلك إيجاد‬
‫اهتمام لتطوير واقع البني القومية للمعلومات وإرساء دعائم النظام‬
‫القومي للمعلومات الذى يسهم في تكوين مرتكزات المعلومات وتيسير‬
‫انسيابها والفادة منها‪ ،‬كذلك إنتاج المعرفة وتصنيع البرمجيات والجهزة‬
‫مع الخذ في العتبار ضرورة ربط الستراتيجية القومية للمعلومات‬
‫والتصالت بالستراتيجية القومية على مستوى الوطن العربى ليجاد‬
‫نظام عربي موحد للمعلومات)‪.(54‬‬
‫وترى الباحثة أن وجود عدد من المتغيرات السياسية والقتصادية‬
‫والجتماعية تعمل جميعها على دفع المجتمعات لتبني برامج ومشاريع‬
‫معلوماتية لدعم قطاع المعلومات بالخطط النمائية والهتمام بالبنية‬
‫التحتية للمعلومات والهتمام بنظم التصالت والنظمة المعلوماتية إضافة‬
‫إلي استخدام شبكات تراسل المعلومات هي الضمان للتقدم القتصادي‬
‫والجتماعي والدخول لمجتمع المعلومات بثبات ‪.‬‬
‫‪http://www.nic . gov.ye/stity%20 contacints/about%20nic/activites /magazines/info,‬‬
‫‪page. 1-2‬‬ ‫‪11.04.1427‬‬
‫‪ (2)53‬نفس المرجع ‪ -.‬ص ‪.3‬‬
‫‪ (1)54‬أبوبكر الهوش ‪ .‬التقنية الحديثة في المعلومات والمكتبات‪ :‬نحو استراتيجية عربية لمستقبل‬
‫مجتمع المعلومات‪ -.‬ط ‪-.2‬القاهرة‪ :‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ -.2003 ،‬ص ‪.38-37‬‬
‫وتؤكد الباحثة ايضًا‪ :‬أن ارتفاع معدلت النتاج أصبح مبنيا ً على‬
‫استخدام المعلومات كمورد يؤدي بدوره إلي النمو والبتكار والبداع‬
‫الفكري فهو منافس قوي للقتصاد ويؤدي إلي زيادة الدخل القومي وذلك‬
‫ل يتأتى إل بتوفر قوي فكرية ماهرة تدعمة إستراتيجية معلوماتية تتفرع‬
‫منها إستراتيجية ترعى موضوع التعليم والمعلومات ‪.‬‬

‫الملمح الساسية لستراتيجية تقطاع المعلومات في‬


‫الوطن العربي‪:‬‬
‫أدركت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أهمية المعلومات‬
‫كأحد مكونات الستراتيجيات العربية التي قامت بإعدادها ‪ ،‬وكان واضحا ً‬
‫من خلل دراسة الستراتيجيات احتواء كل منها على بعض ما يتصل‬
‫بالمعلومات والمكتبات‪ ،‬كأحد تكامل استراتيجيات التربية والثقافة‬
‫والعلوم مع استراتيجية التوثيق والمعلومات في الوطن العربي الذى‬
‫تطرقت فيه كل استراتيجية من تلك الستراتيجيات لموضوع المعلومات‬
‫والمكتبات فالمنظمة بدأت ترى "المعلومات في إطارها الصحيح"كما‬
‫يلى‪:‬‬
‫ل‪ :‬ارتباط علم المعلومات مع كافة العلوم الخرى وخلق علقة‬ ‫أو ً‬
‫تفاعلية تجعله في موقع المؤثر والمتأثر بكافة النشطة والخدمات‬
‫والتطبيقات والممارسات المختلفة في المجتمع‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬رؤية المعلومات "كقيمة مضافة" تضاعف من قيمة النظمة التي‬
‫ترتبط بها وتزيد من القدرة الستثمارية للقطاعات المتداخلة معها‪ ،‬ليس‬
‫ذلك فحسب بل تقودنا تلك الرؤية إلي التأكيد على دور قطاع المعلومات‬
‫في التنمية القتصادية والجتماعية والسياسة العلمية للمجتمعات‪ .‬ومن‬
‫هنا جاءت القناعة ‪ ،‬وكان المنطلق الساسي الذى دفع بالمنظمة إلي‬
‫اللحاق بركب التطور والتخطيط لستراتيجية معلومات قومية على‬
‫مستوى العالم العربي ليأخذ مكانه المأمول في النظام المعلوماتي‬
‫)‪(55‬‬
‫الدولي‪.‬‬
‫ولتوفير فرص نجاح تطبيق هذه الستراتيجية عند وضعها موضع‬
‫التنفيذ كان لبد من التخطيط العلمي الواعي لخطوات إعدادها ‪ ،‬لذا‬
‫حددت المنظمة عدة منطلقات أساسية للستراتيجيات المزمع طرحها‬
‫وكان من الطبيعي أن تنطلق الستراتيجية من تحليل واقع قطاع‬
‫المعلومات القائم حيث تشير الدلئل على وجود تفاوت كبير في مستوى‬
‫تطوير قطاع المعلومات وليس فقط بين القطار العربية ولكن أيضا ً داخل‬
‫البلد الواحد‪ ،‬ولذا كان يجب أن تسعى الستراتيجية إلي تقديم نظام‬
‫‪55‬‬

‫)‪ (1‬المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪).‬مشروع استراتيجية التوثيق والمعلومات في الوطن‬
‫العربي(‪ -.‬تونس ‪ - .1996 ،‬ص ‪.8‬‬
‫)‪ (2‬نفس المرجع ‪ -.‬ص ‪10 -9‬‬
‫ديناميكي مرن مبنى على توفير بدائل واقتراحات بما يحقق الفعالية‬
‫والقتصاد والحتياجات النية والمستقبلية ‪ ،‬والفادة من مواقع القوي‬
‫الحالية في قطاع المعلومات ومعالجة مواطن الضعف فيه‪ ،‬وأن تتميز‬
‫البدائل الواقعية ‪ ،‬بقابلية التطبيق‪.‬‬
‫وبما أن هذه الستراتيجية ليست هدفا ً بحد ذاتها ‪ ،‬بل هي وسيلة‬
‫للمراجعة المتواصلة ‪ ،‬فإن المنظمة سوف تحدد محورا ً معلوماتيا ً مهما ً‬
‫خلل كل دورة من دوراتها‪ ،‬وفي إطار تلك الرؤية أصدرت المنظمة‬
‫مشروع استراتيجية التوثيق والمعلومات في الوطن العربي في تقرير بلغ‬
‫عدد صفحاته إحدى وثمانين صفحة)‪.(56‬‬
‫وبعمل مسح للبنود التي وردت في مشروع الستراتيجية تم‬
‫استخلص ما يتعلق منها بصورة مباشرة باستراتيجية المعلومات في‬
‫السودان والتي تهدف الباحثة إلي بحثها من خلل هذه الدراسة‪.‬‬

‫المبحث الثانى‬
‫التحول إلي التقتصاد المعلوماتي ومتطلبات‬
‫النهوض بقطاع المعلوما ت‬

‫أو ً‬
‫ل‪ :‬التقتصاد المعلوماتي‪:‬‬
‫شهدت البشرية في نهاية القرن العشرين تحول ً كبيرا ً وعميقا ً في‬
‫مسارها ل يقل في تأثيره ونتائجه عن مرحلتي الزراعة والصناعة‪ ،‬وهو ما‬
‫اصطلح على تسميته بمرحلة المعلوماتية والمعرفة ‪ ،‬جعلت المعرفة‬
‫أساس الموارد والقوة والتقدم كما كانت الزراعة في مرحلة من مراحل‬
‫تاريخ البشرية وكما كانت الصناعة في المرحلة اللحقة فعلى سبيل‬
‫المثال كانت معظم القوي العاملة تقع في مجال الزراعة ثم بدأت تتركز‬
‫في مجال الصناعة ‪ ،‬حاليا ً تتركزالقوي العاملة في المعلوماتية والمعرفة‪،‬‬
‫وكما كانت المجتمعات والدول والقتصاديات توصف بأنها زراعية ثم‬
‫صناعية‪ ،‬فإنها اليوم توصف بمجتمعات واقتصاديات المعرفة‪ .‬وهي مرحلة‬
‫اقتصادية واجتماعية في تاريخ البشرية تجعل المعرفة موردا ً تسعى‬
‫المجتمعات والدول لكتسابه‪ ،‬وتقتضي بالضرورة إعادة صياغة المجتمعات‬
‫والسياسات للتكيف مع هذه المرحلة ‪ ،‬فكما غيرت الزراعة من‬
‫المجتمعات والدول والحضارات بانتقال البشرية من الصيد والرعي‪ ،‬وكما‬
‫غيرت الصناعة في موازين القوي والعلقات الدولية الستراتيجية‬
‫والقتصادية؛ فإن المعرفة تغير معظم إن لم يكن جميع المنظومات‬
‫القتصادية والتنموية والسياسية والستراتيجية)‪.(57‬‬

‫‪56‬‬
‫ملمح التحول إلي التقتصاد المعلوماتي ونوعية القوي‬
‫العاملة‪:‬‬
‫يقسم القتصاديون القطاعات إلي ثلث قطاعات هي الزراعة‬
‫والصناعة والخدمات‪ ،‬ولكن في الستينات من القرن العشرين ظهر قطاع‬
‫رابع هو قطاع المعلومات‪ ،‬والبعض يقسم القتصاد إلي ثلث قطاعات‬
‫فقط هي الزراعة والصناعة والخدمات‪ ،‬باعتبار أن قطاع المعلومات ما هو‬
‫إل امتداد لقطاع الخدمات ‪ .‬ولكن هذا القطاع "قطاع المعلومات" ليس‬
‫امتدادا ً لقطاع الخدمات ولكنه قطاع جديد أخذ من كل القطاعات الخرى‪،‬‬
‫وعلى سبيل المثال يمثل قطاع الزراعة في مصر حوالي ‪ %38‬من القوي‬
‫العاملة النشطة اقتصاديا ً ‪ .‬وفي الوقت نفسه كان قطاع المعلومات يمثل‬
‫في مصر ‪ %24‬فقط‪ ،‬وهذه النسبة توضح أن مصر ل تعيش في عصر‬
‫المعلومات‪ ،‬بينما يمثل قطاع الزراعة في الوليات المتحدة المريكية في‬
‫الوقت نفسه ‪ %3‬من القوي العاملة النشطة ويمثل قطاع المعلومات‬
‫حوالي ‪ %50‬من القوي العاملة النشطة ‪ ،‬ورغم قلة العاملين في قطاع‬
‫الزراعة في الوليات المتحدة إل أن إنتاج الوليات المتحدة زراعيا ً وفير‬
‫جدا ً وذلك لستخدامهم التقانة في المجال الزراعي)‪.(58‬‬
‫أصبح إنتاج المعلومات وتجهيزها وتوزيعها نشاطا ً اقتصاديا ً رئيسا ً‬
‫في العديد من دول العالم‪ ،‬إذ يشهد هذا القطاع نموا ً كبيرا ً فنوع العمل‬
‫الذى يؤدي في القطاع الخدمي يعد مخرجا ً معرفيا ً ‪ ،‬ولم يعد قطاع‬
‫الخدمات يعتمد على وظائف ذات مهارات بسيطة وأجور متدنية ‪ ،‬وذلك‬
‫أن معظم الوظائف الجديدة ستعتمد على المهنيين الذين سيأتون من‬
‫ميادين العلوم والحاسبات‪ ،‬والهندسة ‪ ،‬والدارة والستشارات والتعليم‪.‬‬
‫أما العمال الروتينية البسيطة التي يقوم بها الن العمال ذوي الجور‬
‫والمهارات المتدنية ‪ ،‬وكذلك أكثر الوظائف التقليدية ‪ ،‬سوف تستبدل‬
‫بالتمتة التقنية )اللت المفكرة(‪ .‬وسوف يتحول النوع الجديد من‬
‫الوظائف بشكل سريع من إعداد المنتجات المادية المحسوسة إلي ابتكار‬
‫المعلومات وتحويلها إلي "معرفة" لحل المشكلت التقنية‪ ،‬وأن تقييم‬
‫الفرد في المستقبل سيعتمد على مقدار ما يستطيع أن يتعلم‪ ،‬وليس على‬
‫مقدار ما يعرف‪ ،‬وهذه ستكون السمة المميزة للقوي العاملة‪.(59) .‬‬

‫‪ (1)57‬النادي العربي للمعلومات ‪ .‬تحولت سياسية واقتصادية كبرى قائمة على المعلوماتية متوفر‬
‫في‪:‬‬
‫‪Arabcin.net.page. (1). 19/12/1427‬‬ ‫‪http://www‬‬
‫‪ (1)58‬منتدى القمر ‪ .‬مجتمع المعلومات‪ -.‬متوفر في منتديات رواف العربية ‪.Page3-4 18/02/1427 -.‬‬
‫‪ (2)59‬محمد فتحي عبد الهادي ‪ٍ . .‬أسس مجتمع المعلومات وركائز الستراتيجية العربية في ظل عالم‬
‫متحضر ‪ ).‬دراسات عربية في المكتبات والمعلومات مج ‪ ،4‬ع ‪ ، 3‬سبتمبر ‪1999‬م (‪ -.‬ص ‪.6‬‬
‫)‪ (3‬عصام أحمد فريحات‪ .‬إعداد القوي العاملة لمجتمع المعلومات ‪ :‬مراكز مصادر التعلم ‪،‬متوفر فى‬
‫‪informatiocs.gov.sa/irc/ readarticle page -2-3 . 17.3. 2007.‬‬ ‫‪http://www :‬‬
‫ان التغيير في المجال القتصادي سيكون له انعكاس واضح على‬
‫مجالت عمل الفراد‪ ،‬إذ أصبحت تقنية المعلومات)‪Information‬‬
‫‪ (Technology‬ورأس المال الفكري )‪ (Intellectual Capital‬هما القوة‬
‫المحركة للقتصاد في حين تميز القرن العشرين بالتقدم الهائل في مجال‬
‫التصنيع وخصوصا ً تقنية المعلومات والحاسبات ‪ ،‬ومع القرن الحادي‬
‫والعشرين تبرزالعديد من المؤشرات ومفهوم جديد يدعى القتصاد‬
‫(‬
‫المعرفي ‪Knowledge economic) .(3‬‬
‫الجدول التى يوضح التغيير فى مجال القتصاد وظهور بعض‬
‫الؤشرات الجديدة على المجتمعات وهو ما يعرف بالقتصاد المعرفى )‬
‫‪. (Knowledge economic‬‬

‫الجدول رتقم )‪ (1‬يوضح بعض ملمح التقتصاد‬

‫الزراعة‬ ‫الصناعة‬ ‫المعلومات‬ ‫البيان‬


‫المحراث‬ ‫اللة‬ ‫الحاسب‬ ‫التقنية‬
‫المسيطرة‬
‫الهندسة‬ ‫الهندسة‬ ‫الهندسة الحيوية‬ ‫العلم‬
‫المدنية‬ ‫الميكانيكية‬
‫البقاء‬ ‫الثروة المادية‬ ‫النمو الشخصي‬ ‫الهدف‬
‫طعام‬ ‫بضائع‬ ‫معلومات‬ ‫المخرج‬
‫الرض‬ ‫رأس المال‬ ‫المعرفة‬ ‫المصادر‬
‫الستراتيجية‬
‫العائلة‬ ‫المؤسسة‬ ‫الشبكات‬ ‫شكل المنظمة‬
‫الحيوانات‬ ‫البترول‬ ‫العقل‬ ‫مصدر الطاقة‬
‫مزارع‬ ‫عامل‬ ‫رجل أعمال‬ ‫العمل‬
‫ذاتي‬ ‫جماهيري‬ ‫فـردي‬ ‫طبيعة النتاج‬
‫)خاص بمستفيد‬
‫بعينه(‬
‫المررجع‪ :‬عصام أخمد فريحات‪ .‬إعداد القوي العاملة لمجتمع المعلومات ‪) ...‬مررجع سبق‬
‫ذكر( ‪ - .‬ص ‪.3‬‬

‫وباستقراء البيانات من خلل الجدول اعله ترى الباحثة ظهور‬


‫مؤشـرات جديـدة مـن تقنيـة المعلومـات تعتمـد علـى تفعيـل المعلومـات‬
‫والمعرفة و الشبكات إعتمادا على مبدأ التصال الحاســوبى وتســتند علــى‬
‫القدرة الفكرية والمعرفيـة حيـث بـدأ واضـحا تحـول ملمـح القتصـاد مـن‬
‫زراعى إلى صناعى ثم الــى معلومــاتى‪ .‬وتختلــف البــاحثه فــى الــرأى مــع‬
‫عصام احمد فريحات حول طبيعة النتاج فى قطــاع المعلومــات فقــد ذكــر‬
‫عصام بان مؤاشرات التحول فى طبيعة النتاج فرديه اى خاصــه بمســتفيد‬
‫بعينه ‪.‬‬
‫وتؤكد الباحثه بان اقتصاد المعلومات هو اقتصاد تعاونى ‪ ,‬فمؤشرات‬
‫التحــول فــى مجتمــع المعلومــات تشــيرالى ان المعلومــات هــى الســلعة‬
‫الرئيسـة الـتى تنتـج وتسـتخدم بكثافـة لـدى مسـتخدمى المعلومـات ممـا‬
‫يساعد على قيام مجتمع معلومــات اكــثر تخطيطـا ً وتحــول الوظــائف مــن‬
‫إنتاج الماديات المحسوسة إلى البتكار‪.‬‬
‫عصر التحول إلي التقتصاد المعلوماتي‪:‬‬
‫مع حلول اللفية الثالثة لم يعد هنالك شك في أن الرهاصات‬
‫والتوقعات التي كانت تشير إلي انتشار القتصاد المعلوماتي قد أصبحت‬
‫حقيقة واضحة وأمرا ً واقعا ً يعيشه العالم الن‪ ،‬بل أن هذا الواقع لم يعد‬
‫يمارسه العالم المتقدم فقط بل امتدت آثاره وفرض وجوده ليمتد إلي‬
‫باقي دول العالم النامية والتي تحاول أن تلحق بالركب وتثبت وجودها‬
‫على خريطة العالم القتصادية‪.‬‬
‫أسهمت التحولت التقنية بقسط كبير في تغييرالمواقف الفردية من‬
‫استخدام المعلومات ووظائفها‪ ،‬وإضفاء الصيغة المادية على قيمتها إلي‬
‫درجة أنها جعلت من المجتمع النساني مجتمعا ً قائما ً على مبدأ التصال‬
‫الحاسوبي‪ ،‬ووصول النسان إلي ذروة التطور التقنى في ميدان معالجة‬
‫وتوزيع القدرة الفكرية والمعرفية ‪ ،‬ويعيش العالم عصر التحول الكبير في‬
‫عالم القتصاد‪ ،‬بل اصبح واضحا ً تأثير التقدم التقنى في مجال المعلومات‪،‬‬
‫فالمفاهيم والنظريات القتصادية قد أعادت النظر في خططها المستقبلية‬
‫بناء على واقع عصر القتصادالمعلوماتى‪ .‬ومجتمع المعلومات الذى نعيشه‬
‫اليوم إنما هو نتيجة التحول الى مجتمع ذي اقتصاد معلوماتي تشكل‬
‫المعلومات فيه المورد الساسي )‪.(60‬‬
‫التقتصاد وصناعة المعرفة ‪:‬‬
‫قطاع المعلومات هو القطاع الذى يشمل كل النشطة المعلوماتية‬
‫في القتصاد‪ ،‬فضل ً عن السلع المطلوبة بهذه النشطة‪ .‬وقد أشار‬
‫‪ () 60‬هشام محمد الحراك ‪ .‬العالم وعصر التحول إلي القتصاد المعلوماتي‪ .‬شبكة البناء المعلوماتية‬
‫‪) ...‬مصدر سبق ذكره(‪ – .‬ص ‪275-274‬‬
‫)‪(2‬محمد فتحى عبد الهادى ‪ .‬أسس مجتمع المعلومات وركائز الستراتيجية العربية في ظل عالم‬
‫متغير‪ ).‬دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات ‪ ،‬مج ‪ ،4‬ع ‪1999، 3‬م( ‪ -.‬ص ‪.128‬‬
‫‪Machlup , F.(1962) The Production and distribution of Knowledge in the U.S‬‬ ‫نقل عن‪:‬‬
‫‪.Princeton, N. J. Princeton Unive r sity Press, 1962 .P P.416‬‬
‫‪.‬‬
‫)ماكلوب –‪ (Macalup‬إلي قطاع المعلومات على أنه صناعات المعرفة‬
‫التي تضم القسام الخمسة التالية‪:‬‬
‫التعليم‪ -‬البحوث والتنمية‪ -‬التصالت‪ -‬آلت المعلومات وخدمات‬
‫المعلومات ‪ .‬التي تنتج المحتوى المعلوماتي أو الملكية الفكرية‪ ،‬والتي‬
‫تقدم التسهيلت لتسليم المعلومات للمستهلكين وتلك التي تنتج الجهزة‬
‫‪(2) .‬‬
‫والبرامج التي تمكننا من معالجة المعلومات‬
‫وترى الباحثة ان ماكلوب قد قام بوضع المفاهيم الساسيه لقطاع‬
‫المعلومات فى القتصاد وقسمه الى خمس اقسام رئيسه بينما قام مور‬
‫بتحديث هذه المفاهيم وتفسيمها الى قطاعين عام وخاص مع توزيع‬
‫النشطة والخدمات المعلوماتيه ‪.‬‬
‫وتلحظ الباحثه ايضا ً من الدراستين الهتمام الواضح فى كل منهما‬
‫بالتقنية بصفه عامه وإعتبار المعلومات مورد اساسى لعنصر انتاج‬
‫المعرفه ‪.‬‬
‫اما حسانه محى الدين تقوم بتقسيم صناعة المعلومات إلي ثلثة‬
‫أقسام رئيسة هى‪:‬‬
‫صناعة المحتوى المعلوماتي‪:‬‬
‫تتم عن طريق المؤسسات في القطاعين العام والخاص التي تنتج‬
‫الملكية الفكرية عن طريق الكتاب والمحررين‪ .‬وهؤلء يبيعون عملهم‬
‫للناشرين والموزعين وشركات النتاج التي تأخذ الملكية الفكرية الخام‬
‫وتجهيزها بطرق مختلفة ثم توزيعها وبيعها لمستهلكي المعلومات ‪ ،‬أيضا ً‬
‫يوجد جزء خاص ل علقة له باليداع القانونى وإنما يهتم بجمع المعلومات‪.‬‬
‫صناعة توصيل وبث المعلومات‪:‬‬
‫والقسم الثاني من صناعة المعلومات يهتم بإنشاء وإدارة شركات‬
‫التصال والبث التي يتم من خللها توصيل المعلومات وتشمل شركات‬
‫التصالت بعيدة المدى والشركات التي تدير شبكات التلفزيون‬
‫والمؤسسات التي تتولى القنوات وغيرها لتوزع المحتوى المعلوماتي‪.‬‬
‫صناعة معالجة المعلومات‪:‬‬
‫تقوم هذه الصناعة على منتجي الجهزة ومنتجي البرمجيات ويتولى‬
‫منتجو الجهزة تصميم صناعة وتسويق الحواسيب وتجهيز التصالت بعيدة‬
‫المدى واللكترونيات‪ .‬وهم يتركزون في الوليات المتحدة وشرق آسيا‪ .‬أما‬
‫فئة منتجي البرمجيات فهي تقدم نظم التشغيل ) ‪.(61) (Unix Dos Windows‬‬

‫)‪ (1‬حسانه محي الدين‪ .‬اقتصاد المعرفة فى عصر المعلومات )مجلة الملك فهد الوطنية‪,‬مج ‪, 6‬‬ ‫‪61‬‬

‫ع ‪ ) .2004, 2‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪ 5 -4‬متوفر فى ‪page- 4.. 4795?+ :‬‬
‫‪http://www.alyaseer.net/vb/showthred.php‬‬

‫‪26/6/2006‬‬
‫أصبح إنتاج المعلومات وجمعها وتجهيزها وتجميعها نشاطا ً‬
‫اقتصاديا ً كبيرا ً للعديد من دول العالم‪ .‬ففي الوليات المتحدة ودول أخرى‬
‫تمثل المعلومات سلعة استهلكية كبيرة من مدخلت النتاج في كافة‬
‫والخدمات ‪،‬وإن صناعة المعلومات ستكون المورد الساسي للقتصاد‬
‫العالمي خلل السنوات القادمة‪ .‬وقد أشارت الدراسات الحديثة‬
‫للقتصاديات المتقدمة أن قطاع المعلومات هو المصدر الرئيسي للدخل‬
‫القومي‪ ،‬حيث قدر في الوليات المتحدة أن قطاع المعلومات ينتج حوالي‬
‫نصف الدخل القومي ‪ .‬وتظهر اقتصاديات الدول الوربية المتقدمة أن‬
‫حوالي ‪ %40‬من دخلها القومي انبثق من أنشطة المعلومات)‪.(62‬‬
‫رجدول )‪ (2‬يوضح العمالة في قحقل المعلومات للعام )‪1996‬م(‬
‫لدولة سنغافورة واليابان والوليات المتحدة‬

‫قطاع‬ ‫قطاع‬ ‫قطاع‬ ‫قطاع‬ ‫الدولة‬


‫المعلومات‬ ‫الخدمات‬ ‫الصناعة‬ ‫الزراعة‬
‫‪9,40%‬‬ ‫‪9,29%‬‬ ‫‪7,24%‬‬ ‫‪3,0%‬‬ ‫سنغافورة‬
‫‪8,35%‬‬ ‫‪5,32%‬‬ ‫‪2,4%‬‬ ‫‪2,7%‬‬ ‫اليابـان‬
‫‪8,47%‬‬ ‫‪7,33%‬‬ ‫‪7,15%‬‬ ‫‪8,2%‬‬ ‫الوليات‬
‫المتحدة‬
‫قحسانه محي الدين‪ .‬اتقتصاد المعرفة فى عصر المعلومات‪ ) ....‬مررجع‬
‫سبق ذكره( ‪ - .‬ص ‪5‬‬
‫وترى الباحثة من الجدول اعله بان الرقام توضح التحول إلي‬
‫العمل في حقل المعلومات وإرتفاع نسبة العاملين بقطاع المعلومات من‬
‫بين القطاعات الخرى فى الدول المزكوره‪ .‬وهو ما يؤدي إلي ظهور‬
‫طبقة أو فئة جديدة لها وزنها هي فئة العاملون في قطاع المعلومات ‪.‬‬
‫وترى الباحثة ايضا ً ندرة الدراسات على الصعيد العربى سببا ً رئيسا ً فى‬
‫عدم وجود إحصاءات كافية عن اوضاع صناعة المعلومات بها‪ ,‬وترجح على‬
‫ان ذلك يرجع الى تاخر الدول العربية فى تقديم إنتاج خدمات وبضائع‬
‫معلوماتية ‪.‬‬
‫وتوضح إحدى الدراسات أن القوي العاملة تصل الن في مهن‬
‫المعلومات إلي نحو ‪ ) %50‬مع اختلف في الرقم الدقيق من بلد لخر(‪.‬‬
‫بينما يصل عدد العاملين في القطاع الصناعي إلي حوالي ‪ %20‬بالضافة‬
‫إلي هذا فإن قطاع الخدمات يشغل الن أقل من ‪ %30‬من القوي‬

‫)‪ (2‬نفس المرجع ‪ -.‬ص ‪.5‬‬ ‫‪62‬‬


‫العاملة‪ ،‬وتمثل القوي العاملة في مجال الزراعة نسبة قليلة للغاية في‬
‫معظم الدول الصناعية ‪ .‬وقد صاحب التغيير في حجم القوي العاملة‬
‫تغيرات أخرى منها التغير في أنماط العمل‪ ،‬إذ نجد أن مشاركة العمل )‬
‫‪ (Worksharing‬هي الشائعة في مجتمع المعلومات‪ ،‬وسوف يتم العتماد‬
‫على العمل عن بعد )‪ (Teleworking‬حيث تجرب بعض الشركات فكرة‬
‫العاملين من منازلهم والتصال الكترونيا ً بمكتب رئيسي‪.‬‬
‫ويمكن أن نضيف إلي هذا ظهور فئة مهنية جديدة لها وزنها هي فئة‬
‫العاملون في المعلومات )‪ (Information Workers‬الذين ينقسمون إلي‬
‫أربعة فئات فرعية هي‪ :‬منتجو المعلومات)هم منشئو المعلومات‬
‫وجامعوها(‪ ،‬مجهزو المعلومات)أولئك الذين يستقبلون المعلومات‬
‫ويستخدمونها( موزعو المعلومات )أولئك الذين ينقلون المعلومات من‬
‫المنشئ إلي المتلقي(‪ ،‬العاملون في بيئة المعلومات) التي تقدم تقنية‬
‫النشطة المعلوماتية( ‪ .‬وعموما ً فإن العامل الرئيسي المحدد للقوي‬
‫القتصادية لم يعد هو الرض وامتلكها كما كان الحال في القتصاد‬
‫الزراعي‪ ،‬ول صاحب رأس المال اللزم لنتاج السلع كما هو الحال في‬
‫القتصاد الصناعي‪ ،‬وإنما أصبح العامل المحدد للقوي القتصادية‬
‫والسياسية في القتصاد المعلوماتي هو المعلومات لبتكار المستحدثات‬
‫ولجعل النتاج أكثر فاعلية)‪.(63‬‬
‫إن التغييرات التقنية والتطورات الهائلة في صناعة المعلومات لها‬
‫تأثير ضخم على مهن المعلومات‪ .‬وأن هذه المهن تواجه تحديين كبيرين‬
‫هما‪:‬‬
‫التحدى الول‪ :‬أن تقنيات العمل المعلوماتي توسع من نطاق‬
‫مهن المعلومات ‪ ،‬بل ًأصبح ممكنا ً الن إتاحة الوصول والمعالجة لكميات‬
‫كبيرة من المعلومات عما كان ممكنا ً من قبل‪.‬‬
‫والتحدي الثاني‪ :‬يتعلق بالمستفيدين من المعلومات حيث تتزايد‬
‫احتياجاتهم للمعلومات مما يتطلب خدمات معلومات فعالة إلي أقصى‬
‫درجة ممكنة‪ .‬وتتطلب هذه التحديات مهنيين مؤهلين تأهيل ً عاليًا‪ ،‬ليس‬
‫فقط من زاوية فهم واستيعاب المبادئ التي تحكم العمل المعلوماتي‬
‫ولكن أيضا ً من زاوية امتلك المهارات الفنية المطلوبة لستغلل كافة‬
‫إمكانات التقنية‪ .‬وهنا يأتي دور التعليم الساسي ودور التنمية المهنية أو‬
‫التعليم المستمر‪ .‬فقد لوحظ أنه في الستينيات من القرن العشرين كان‬
‫التعليم المهني يتم في كثير من الحيان أثناء العمل عن طريق الجمعيات‬
‫المهنية‪ ،‬وكان التركيز على تنمية المهارات العملية‪ .‬وفي السبعينات‬

‫‪ (1)63‬محمد فتحي عبد الهادي ‪ .‬أسس مجتمع المعلومات وركائز الستراتيجية العربية في ظل عالم‬
‫متغير في‪ ) :‬دراسات في المكتبات وعلم المعلومات ‪،‬مج ‪ ،4‬ج ‪ ،3‬سبتمبر ‪ - .(1999‬ص ‪131‬ـ‬
‫‪.132‬‬
‫والثمانينات من القرن نفسة تحولت مسئولية التعليم الولى إلي‬
‫المؤسسات الكاديمية وتحول الهتمام إلي الدراك النظري للعمل‬
‫المعلوماتي ‪.‬‬
‫وفي التسعينات من القرن العشرين اصبحت المؤهلت الكاديمية‬
‫لساسية تكتمل بسلسلة عريضة من برامج التدريب ‪ .‬ومعنى ذلك أن‬ ‫ا ‪ٍ .‬‬
‫المهارات الفنية أصبحت مهن مرة أخرى‪ .‬وأصبح التدريب يتم في معظم‬
‫الحيان أثناء العمل وأصبح التركيز على قدرة الدراك عالية المستوى‬
‫كأساس للتزود السريع بمجموعة متغيرة من المهارات)‪.(64‬‬

‫خصائص اتقتصاد المعرفة ‪:‬‬


‫إن القتصاد الجديد‪ -‬اقتصاد المعرفة‪ -‬سيتميز على الغلب‬
‫بخصائص متعددة‪ ،‬وحسب مؤسسة البحث في سوق تقنية المعلومات )‬
‫‪ (MetaGroup‬ستكون المفاتيح المحركة لقتصاد المعرفة على النحو التي‬
‫‪:‬‬
‫العـولمـــة‪:‬‬
‫يزداد وضوحا ً أكثر من أي وقت مضى أن سوق العمل لم يعد‬
‫محصورا ً داخل بلد بعينه فالدول الوربية على سبيل المثال أصبحت قوة‬
‫اقتصادية هائلة عندما تجاوزت حدودها السياسية والجغرافية من خلل‬
‫التحاد القتصادي الوربي ‪ ،‬وأصبحت شريكا ً فاعل ً في التجارة العالمية‪،‬‬
‫ويتوقع أنهم سيتفوقون على بعض القتصاديات التقليدية مثل الوليات‬
‫المتحدة‪ ،‬ونجد كذلك أن معظم المم الصناعية تتسابق للوصول إلي‬
‫أسواق جديدة كالصين مثل ً ‪ ،‬في حين نجد أن الصين من جهتها توسع‬
‫مجال أعمالها بشكل سريع‪ .‬لقد أوجدت النترنت اقتصادا ً بل حدود‪،‬‬
‫وأصبحت الدول الناهضة تتحدى العمالقة الصناعيين في الوصول إلي‬
‫المستهلكين والحصول على حصة من السوق في كل مكان في العالم ‪،‬‬
‫ولم يقتصر التغيير على حدود المكان فقط ‪ ،‬وإنما الزمان أيضا ً ‪ ،‬حيث‬
‫أصبح إيقاع العمل مستمرا ً أربعا ً وعشرين ساعة في اليوم على مدار‬
‫العام‪ ،‬وهذا يعني ضرورة وجود منحنى عمل عالمي لدى الشركات‬
‫والمؤسسات حتى تستطيع المنافسة والبقاء‪.‬‬
‫التكيف الموسع لموافقة رغبات الزبائن ‪:‬‬

‫‪ (2)64‬نفس المرجع ‪ -.‬ص ‪.132‬‬


‫سادت في العصر الصناعي عقلية النتاج الجماهيري) ‪Mass‬‬
‫‪ (Production‬التي استمرت طيلة القرن الماضي تقريبا ً ‪ ،‬ورأينا كميات‬
‫كبيرة من المنتجات ذات المواصفات موحدة المقاييس تمل الرفف‪ ،‬أما‬
‫في عصرنا المعرفي أو المعلوماتي فإن المور في تغيير ‪ ،‬وأن الميزة‬
‫التنافسية في القتصاد القائم على المعرفة لم يعد يعتمد على مفاهيم‬
‫النتاج ‪ ،‬والتسويق والتوزيع المكثف‪ ،‬والسياسات الموحدة‪ ،‬وذلك لن‬
‫مفتاح النجاح في العمال أصبح يكمن في تحديد خصوصية كل مستهلك‪،‬‬
‫وهذا ما يسمى )‪ (Mass Customization‬الذى يبحث عن إنتاج أشياء جديدة‬
‫وخدمات مصممة خصيصا ً لحتياجات ورغبات خاصة لدى المستهلكين‪،‬‬
‫ويعتقد الكثيرون أن هذاالمبدأ سيصبح بشكل متزايد مكونا ً حيويا ً في‬
‫موافقة ورغبات وحاجات المستهلك‪ ،‬وأنه سيكون المبدأ المنظم لقطاع‬
‫العمل في القرن الحادي والعشرين)‪.(65‬‬
‫نقص القوي العاملة والمهارات ‪:‬‬
‫مما يثير الهتمام في ضوء النمو القتصادي الحالي أن العديد من‬
‫الوظائف ل تجد من يملؤها )على القل في الوليات المتحدة( ‪ ،‬ولعل‬
‫قطاع تقنية المعلومات هو القطاع الكبر الذى يصارع ليجاد المواهب‬
‫والطاقات‪ ،‬وبالنظر إلي الطاقات التي يخرجها نظام التعليم في مجالت‬
‫تقنية المعلومات‪ ،‬أن قطاع العمال سيعاني ليجد المجموعة الصحيحة من‬
‫المهارات ‪ ،‬ومن الطبيعي أن العديد من العمال التي ل تستطيع العثور‬
‫على النواع المناسبة من الطاقات محليا ً ستبحث عنها البلد الخرى‪،‬‬
‫وهذه من سمات سوق المستقبل ‪ ،‬فإذا نقصت المهارات في بلد ما‬
‫فيمكن إيجاد الطاقات المناسبة في أي مكان في العالم والستفادة منها‪،‬‬
‫وذلك من خلل الشبكات اللكترونية والتعاون الفتراضي‪.‬‬
‫التركيز على خدمة المستهلك ‪:‬‬
‫إن التنافس العالمي أو النترنت ‪ ،‬وتحرير التجارة‪ ،‬وزيادة إمكانية‬
‫الوصول للمعلومات‪ ،‬وتعدد الموزعين ‪ ،‬عوامل وضعت قوة كبيرة في‬
‫أيدي المستهلكين فأصبح المستهلكون أصحاب القرار والرأي‪ ،‬وأصبح‬
‫قطاع العمال مطالبا ً بابتكار منتجات جديدة ‪ ،‬وهذا سيتطلب معرفة‬
‫دقيقة بكل مستهلك ‪ ،‬وبكل أساليب الحفاظ على قيادة منافسة ‪.‬‬
‫التجارة اللكترونية ‪:‬‬
‫كلما تزايد عدد مستخدمي النترنت أصبحت التجارة اللكترونية أكثر‬
‫رسوخًا‪ ،‬ويشمل ذلك التجارة اللكترونية التي تتم بين الشركات نفسها‪ ،‬أو‬

‫‪ (1 (65‬عصام احمد فريحات‪ .‬إعداد القوي العاملة لمجتمع المعلومات‪ -.‬مراكز مصادر التعلم ‪.‬‬
‫متوفر فى‪:‬‬
‫‪: //www.informatics.gov.sa /irc / readarticle .page 5… 17/3/200 http‬‬
‫بين الشركات والمستهلكين ‪ ،‬والقضية في هذه الحالة أنه إذا بدأت‬
‫الخدمات وعمليات البيع التقليدية تستبدل بالتجارة اللكترونية فإن ذلك‬
‫سيفيد مجالت التوظيف من المواقع التقليدية إلي الوظائف التي تتطلب‬
‫مهارات في تقنية المعلومات‪ ،‬وفي كثير من الحالت إلي المواقع التي‬
‫تتطلب قدرات من مستويات عقلية عليا‪ ،‬ولذلك فإن التجارة اللكترونية‬
‫جزء من توجهات محلية ودولية تتطلب مهارات أكثر من مكان العمل‪.‬‬
‫انتهاء ظاهرة التوظيف مدى الحياة‪:‬‬
‫سيشهد القرن الحادي والعشرين انتهاء عهد استمرار الفرد في‬
‫عمل واحد لدى شركة أو مؤسسة واحدة طيلة حياته العملية‪ ،‬بل سنجد‬
‫أن الكثيرين سيضطرون لتغيير وظائفهم ومهنهم وأماكن عملهم بشكل‬
‫مستمر كل ثلث أو خمس سنوات)‪.(66‬‬

‫وترى الباحثة ان تغيير الموظــف لعملــة يرجــع لعــدد مــن المــبررات‬


‫منها‪:‬‬
‫التجديد وتطــوير الــذات ‪,‬واكتســاب خــبرات ومعــارف جديــدة‬ ‫‪‬‬
‫حمل المسئوليات الملقــاه علــى عــاتقهم بشــكل فعــال‬ ‫والقدرة على ت ٌ‬
‫وفى بيئة دائمة التغيير مليئة بالتحديات‪.‬‬
‫عدم إتاحة الفرصة لستخدام الساليب المتطورة فى المهنة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم وجود حوافز فى العمل )وعدم الرضى الوظيفى(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم وجود إدارة متفهمة تساعد على تحقيق الذات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كما ترى الباحثة ايضا ً ان هناك اسباب اخرى منها ما يتعلــق بالسـرة‬
‫ومنها مــا هــو شخصــى ‪ .‬ومنهــا مــا يتعلــق بالمؤسســة‪ ،‬الــتى تعمــل علــى‬
‫الحتفاظ بمجموعة صغيرة من العاملين الساسين للعمل الدائم علــى ان‬
‫يكونوا على قدره لتحمل المسئوليات الملقاة على عاتقهم بشــكل فعــال ‪.‬‬
‫وتؤكــد الباحثــة ان ذلــك ل يــؤثرفى اختصاصــى المعلومــات ‪ ،‬فاختصاصــى‬
‫المعلومات تتوفر فيــة المرونــة الــتى تجعلــة يســتطيع التــأقلم فــى بيئــات‬
‫وانماط دائمة التغيير‪.‬‬
‫الحارجة للتعلم مدى الحياة ‪:‬‬
‫من المتوقع أن يزداد عدد المتعلمين الكبار أكثر من أي وقت مضى‪،‬‬
‫ففي ظل عصر المعرفة ‪ ،‬ستكون الحاجة للتعليم المستمرمطلب جوهري‬
‫للحفاظ على قدرة الفرد على البقاء في الوظيفة‪ ،‬ول يعني هذا أن التعليم‬
‫في المدارس الثانوية أو الجامعات سينتهي ‪ ،‬ولكنه سيكون متطلبا ً‬
‫أساسيا ً ومستمرا ً أثناء حياة النسان العملية كلها ‪.‬‬
‫المؤسسة في واقحد ‪:‬‬
‫هناك ارتفاع يفوق التصور في المجال التشغيلي لفترات مؤقتة‬
‫وعلى افتراض أن العديد من العمال تأخذ في الحسبان ما يترتب على‬
‫‪ ()66‬المرجع السابق نفسه‪ .-‬ص ‪.6‬‬
‫إيجاد المنظمات الفتراضية )‪ (Virtual Organizations‬فقد تتكون‬
‫المنظمات المستقبلية من عدد قليل من الموظفين والدارات الساسية‪،‬‬
‫وسيترك كل ما عدا ذلك لمزودين خارجيين‪ ،‬وفي بيئة مثل هذه فإن العديد‬
‫من الفراد سيعملون بشكل مستقل ويتعاونون مع العاملين الخرين في‬
‫تخصصات متنوعة)‪.(67‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬القوي العاملة بقطاع المعلومات‪:‬‬
‫مفهوم تقطاع المعلومات‪:‬‬
‫هناك بعض المشكلت الفكرية التي يجب التعرف عليها بالنسبة‬
‫لدراسة القطاع المعلوماتي‪ ،‬ذلك لن النموذج الثلثي للقطاعات‪ ,‬والذي‬
‫يتضمن الزراعة والصناعة والخدمات ل يتناول حجم وارتباطات القطاع‬
‫المعلوماتي الرابع‪ ،‬وقد كان هناك في البداية تحفظ على استخدام‬
‫مصطلح "قطاع" بالنسبة للمعلومات‪ .‬ولكن معظم علماء القتصاد‬
‫والمشتغلين بقضية المعلومات قد أشاروا إلي سلمة هذا الستخدام‬
‫القطاعي للمعلومات‪،‬وإذا كانت العلقات الولى تزايد أهمية النشطة‬
‫المعلوماتية في اقتصاديات دولة معينة بزيادة عدد الذين يعملون في‬
‫وظائف معلوماتية‪ ،‬وفي وظائف تتضمن إنتاج وتجهيز ومعالجة ثم توزيع‬
‫وبث المعلومات فما زال هناك بعض الغموض بالنسبة لتحديد المقصود‬
‫بوظائف ومهن المعلومات ‪ .‬ذلك لن الواقع يشير إلي أن جميع النشطة‬
‫النسانية التى تتضمن الستخدام الذكي للمعلومات بشكل أو بآخر ‪ .‬حتى‬
‫بالنسبة للشخص الذى يقوم بحفر حفرة مثل ً ‪ ،‬فهو يجب أن يعرف كيفية‬
‫وضع "المجرفة" في الرض لخراج التراب من الرض‪ ،‬أي أننا في هذه‬
‫الحالة قد اعتبرنا ‪ %100‬من العاملين يقومون بأنشطة معلوماتية‪ ،‬وهذه‬
‫نتيجة ل جدوى منها من وجهة النظر التحليلية‪ ،‬وبالتالي فل بد من وضع‬
‫تحديد مناسب لمهن المعلومات‪،‬وقد اوضح" ماكلوب" في كتابه عن إنتاج‬
‫وتوزيع المعرفة بالوليات المتحدة المريكية واستخدم مصطلح "العاملون‬
‫بالمعرفة" أن القائمين بهذه المهن هم أولئك الذين يبتكرون أو‬
‫ينتجون"معرفة" جديدة أو يقومون بتوصيل المعرفة الموجودة للخرين‪.‬‬
‫وهؤلء يضمون العلماء والمهندسين والمدرسين والداريين والقائمين‬
‫بالعمال الكتابية ‪ ..‬وغيرهم‪ .‬وأستبعد بذلك أي مهن "ل تتناول" بصفة‬
‫أساسية‪ ،‬ابتكار وإنتاج أو توصيل المعرفة ‪ ،‬وبالتالي فنى السيارات‬
‫المدرب تدريبا ً عاليًاعلى الرغم من ذكائه ل يعتبر عامل "معرفة" وقد‬
‫أثبت "ماكلوب" في دراسته الرائدة أن حوالي ‪ %30‬من إجمال الناتج‬
‫القومي وحوالي ‪ %32‬من العمالة قد تولدت عن صناعة المعرفة في‬
‫)‪(68‬‬
‫الوليات المتحدة عام )‪1958‬م(‬
‫‪ ()67‬المرجع السابق نفسه‪ .-‬ص ‪.6‬‬‫‪68‬‬

‫)( ناريمان إسماعيل متولي‪ .‬اقتصاديات المعلومات‪:‬دراسة للسس النظرية وتطبيقاتها العملية على‬
‫مصر وبعض البلدان الخرى‪ -.‬القاهرة‪ :‬المكتبة الكاديمية‪ -. 1995 ،‬ص ‪ .47 -46‬نقل ً عن ‪:‬‬
‫وترى الباحثه ان ظهور قطاع المعلومات ضمن القطاعات الخرى‬
‫امر لبد منه حيث شكلت كثافة القوي العامله بقطاع المعلومات تزايدا ً‬
‫مما جعلها تشكل القوي العظمى فى بعض الدول ‪ ,‬كما ادى ظهورها‬
‫لزيادة الناتج القومى عن طريق صناعة المعلومات‪.‬‬

‫طبيعة تقطاع المعلومات وتصنيفه‪:‬‬


‫لعل فرتز ماكلوب )‪ * (F.Machlup‬هو أول باحث يطور مفهوم‬
‫قطاع المعلومات ‪ ,‬في دراسته الخاصة بإنتاج وتوزيع المعرفة في‬
‫الوليات المتحدة المريكية ‪ .‬وكانت لدراسات ماكلوب التفصيلية‬
‫المبريقية إسهاما رئيسا ً في زيادة فهمنا لقطاع المعلومات في إطار‬
‫النظام القتصادي الكوني‪ (Global Economic System) ،‬وقد كانت ذات‬
‫آثار عميقة على التنظير القتصادي التقليدي‪ .‬إن الدور الذى قام به‬
‫"ماكلوب" هو إعطاء المفاهيم الساسية لقتصاديات المعلومات ‪،‬كما‬
‫قام" بورات" )‪ (Porat‬في عام )‪1977‬م( بإسهام هام نحو بلورة المفهوم‬
‫وتطوير منهجية شاملة لتحليل حجم القتصاد المعلوماتي وتركزت أهدافه‬
‫في تحديد وقياس أنشطة المعلومات بالوليات المتحدة وفحص هيكل‬
‫أنشطة المعلومات وعلقتها ببقية القتصاد‪ ،‬فضل ً عن فحص الثار‬
‫المترتبة على القتصاد الذى يتحول من التصنيع للمعلومات‪ .‬لقد تناول‬
‫العالمان نفس الموضوعات العامة‪،‬إل أن مدخلهما البحثي كان مختلفا ً‬
‫فعمل "ماكلوب" يعتبر رائدا ً استكشافيا ً لمفهوم اقتصاد المعلومات‪،‬‬
‫وليس هناك شك في اختلف وجهات النظر بالنسبة للتعاريف ونطاقها في‬
‫كل العملين‪ ،‬ولكن هناك اتفاقا ً إلي حد كبير مع الفكار الرئيسة ‪,‬‬
‫فالختلف الساسى بين كل من "ماكلوب" و"بورات" في مدخلهما‬
‫للدراسة ‪ ،‬أما عن تحليل البيانات فقد كانت الغاية الرئيسة لماكلوب هو‬
‫تحديد وتعريف اقتصاد المعلومات‪ ،‬بينما كان هدف "بورات" هو قياس‬
‫حجم هذا القتصاد باستخدام مفاهيم معتمدة على حسابات الدخل‬
‫القومي ‪ .‬ولقد قسم "ماكلوب" صناعة المعلومات إلي خمسة قطاعات‬
‫هي ‪):‬التعليم‪ /‬البحث‪ /‬التصالت‪/‬آلت المعلومات و خدمات المعلومات(‪.‬‬

‫‪Boulding , K.E .(1963) . The Knowledge Industry Review of Fritz Machlup . The Production and‬‬
‫‪Distribution of Knowledge in The U. S , challenge .- Voll ; 11 , No 8 (may 1963) P . P39‬‬

‫)*( دراسة ماكلوب هذة تعتبر باكورة دراساته فى عالم القتصاد والمعلومات بتكليف من الكونقرس‬
‫المريكى وقد اعدت فى )‪1962‬م( كما قام باصدار الطبعة الثانية من عمله فى انتاج وتوزيع المعرفة‬
‫فى بداية السبعينيات من القرن العشرين‪ ،‬وقام باصدار ثمانية مجلدات ‪ ,‬صدر منها المجلد الول )‬
‫‪1980‬م( والثانى )‪1982‬م ( والثالث والرابع) ‪1983‬م( وهو العام الذى توفى فيه ‪ .‬وقام باستكمال‬
‫مشروعه العالم القتصادى وليم بومل ‪.‬‬
‫نقل ً عن‪ :‬ناريمان إسماعيل متولي‪ .‬اقتصاديات المعلومات ‪ )...‬مرجع سبق ذكره( ‪-.‬‬
‫ص ‪48‬‬
‫بينما بدأ "بورات" فكرته عن أنشطة المعلومات وقام بتجميعها في‬
‫قطاعات المعلومات الولية والثانوية اعتمادا ً على وجود معاملت السوق‬
‫)‪(69‬‬
‫بالنسبة لنشاط المعلومات‪.‬‬
‫وترى الباحثة ان اختلف وجهات النظر بين كل من" ماكلوب"‬
‫و"بورات" يرجع الى الفترة الزمنية البحثية التى اجرى فيها البحث ‪,‬‬
‫فدراسة "ماكلوب" كانت سابقة لدراسة "بورات"‪،‬وقد حدثت العديد من‬
‫التطورات فى الفترة التى اجرى فيها "بورات" دراسته مما ادى الى‬
‫إختلف فى وجهات النظر البحثية‪ .‬وتشير الباحثة ايضًا‪ :‬ان فترة الدراسة‬
‫لديها تهتم بالدور الذى يلعبه قطاع المعلومات فى إزالة الفجوة الرقمية‪،‬‬
‫وخلق مجتمع معلوماتى متنامى‪.‬‬
‫قامت منظمة التنمية والتعاون القتصادي عام )‪1980‬م( بإعداد‬
‫دراسات عن قطاع المعلومات وذلك عامي )‪ 1978‬م( )‪1979‬م(‬
‫ونشرت نتائج هذه الدراسات عام )‪1981‬م( ‪ .‬وقد استخدم خبراء منظمة‬
‫التعاون تصنيفا ً مكونا ً من قطاعات فرعية أربعة بالنسبة لقطاع‬
‫المعلومات حيث تم ضم القطاعات ‪ 1،3‬الخاصة" ببورات" في جماعة‬
‫واحدة )‪.(70‬‬
‫الجدول التى يوضح تصنيف كل من بورات ومنظمة التنمية‬
‫والتعاون القتصادى لقطاع المعلومات فى منظومة القتصاد‪.‬‬
‫رجدول رتقم )‪ (3‬يوضح تصنيف بورات ومنظمة التنمية والتعاون‬
‫التقتصادى‬

‫تصنيف منظمة التنمية والتعاون‬ ‫تصنيف بورات‬


‫القتصادي‬
‫‪ ‬منتجو المعلومات‬ ‫‪ /1‬منتجو المعرفة‬
‫‪ ‬موزعو المعلومات‪.‬‬ ‫‪ /2‬موزعو المعرفة‬
‫‪ ‬مجهزو المعلومات‪.‬‬ ‫‪ /3‬المتخصصون في بحوث التسويق‬
‫‪ ‬مهن البنية الساسية‬ ‫والتنسيق‪.‬‬
‫للمعلومات‪.‬‬ ‫‪ /4‬مجهزو المعلومات‪.‬‬
‫‪ /5‬المشتغلون بآلت المعلومات‪.‬‬
‫المررجع‪:‬ناريمان إسماعيل متولى‪.‬إتقتصاديات المعلومات‪)....‬مررجع سبق ذكره(‪ -.‬ص ‪53‬‬
‫وقد إستخدم خبراء منظمة التنمية والتعاون القتصادى عام )‪1980‬م(‬
‫إعداد دراسات عن قطاع المعلومات فى القتصاديات الخرى فاستخدمت‬
‫المنظمة تصنيفا ً مكونا ً من قطاعات فرعيه حيث تم ضم القطاعات ‪3, 2‬‬
‫الخاصه ببورات فى جماعة واحدة ‪.‬‬
‫‪69‬‬

‫)( ناريمان إسماعيل متولي ‪ .‬اقتصاديات المعلومات ‪)....‬مرجع سبق ذكره(‪ -.‬ص ‪.50-48‬‬
‫‪() 70‬‬
‫المرجع السابق نفسه‪ - .‬ص ‪51-50‬‬
‫‪ .1‬منتجو المعلومات والمتخصصون في بحوث التسويق‬
‫والتنسيق‪:‬‬
‫وهؤلء هم الذين يخلقون معلومات جديدة أو يقومون بإعادة تحميل‬
‫المعلومات الموجودة في شكل ملئم لمستقبل معين‪ .‬والمشتغلون‬
‫بالمجالت العلمية والفنية يقومون بالبحوث والتنمية وغيرها من أنشطة‬
‫البتكار والختراع‪ ،‬أما مجمعو المعلومات )‪ (Gatherers‬فتضمهم مهن‬
‫مختلفة تهتم بصفة أساسية بتخليق معلومات جديدة ‪ ،‬اما بالنسبة‬
‫للمتخصصين في بحوث التسويق والتنسيق فهم يقدمون من خلل‬
‫أنشطة البحث معلومات تسويقية للمشترين والبائعين أو لكليهما ‪.‬‬
‫)‪(71‬‬

‫مجهزو المعلومات‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫يهتم مجهزو المعلومات بصفة أساسية باستلم مدخلت المعلومات‬
‫والستجابة لها‪ .‬والستجابة هنا تعني تقرير أو إدارة أو القيام بعملية‬
‫تطبيقية على مدخلت المعلومات‪،‬ويتم معالجتها وتجهزيها في شكل من‬
‫أشكال التصال إلي المرؤوسين فوظيفتهم إذن هي تقرير‬
‫وتنظيم وتخطيط وتفسير السياسية سواء كان بالنسبة للقطاع الخــاص أو‬
‫العــام‪ ،‬أمـا مهــن الشـراف والتحكــم فــي التجهيــز فهــذه تقــوم بالتنســيق‬
‫والضــبط وإن كــان ذلــك يتــم فــي إطــار عمليــة فنيــة معينــة أو بالنســبة‬
‫للمرؤوسين الـذين يقومــون بهــذه العمليــة‪ .‬أمــا المهــن الكتابيــة ومــا فـي‬
‫مستواها فتتسلم مدخلت المعلومات كالمراسلت والبيانــات الشــفوية أو‬
‫المسجلة ثم تقوم بتطويع هذه المدخلت في شكل مناســب للمســتخدم )‬
‫‪. (Employer‬‬
‫ج‪ .‬موزعو المعلومات‪:‬‬
‫وهؤلء يهتمون بصفة أساسية بنقل المعلومات "‪Conveying‬‬
‫‪ "Information‬من منشئها الى مستلميها ‪ .‬فالمعلمون يقومون اساسا‬
‫بنقل المعلومات التى تم إنتاجها)وذلك مثل النشطة البحثية(‬
‫والمشتغلون بالتصال يقومون بالعديد من المهن كما في وسائل العلم‬
‫الخبارية والترفيهية‪ ،‬وهما تضمان عناصر من إنتاج المعلومات والصحافة‬
‫ولكن النشاط الساسي أو الرئيسي يعتبر نشاط توزيع )‪. (Distributive‬‬
‫د‪ .‬مهن البنية الساسية المعلوماتية‪:‬‬
‫وهذه المهــن تقــوم بإنشــاء وتشــغيل وإصــلح اللت والتقانــة‬
‫المستخدمة في دعم النشطة المعلوماتية السابقة‪ ،‬ومــع ذلــك فــالمفهوم‬
‫الخاص لقطاع المعلومات ما زال يترك ظلل ً من الشكوك حول ما يمكــن‬
‫اعتباره )كأنشطة أو سلع أو خدمات( ضمن هذا القطاع أو خارجه ‪ ،‬فقطاع‬
‫المعلومــات فــي بلــدين مثل ً قــد تختلــف بدرجــة كــبيرة بالنســبة للهيكــل‬
‫الداخلي وخصائص كل منهما‪ .‬وعلى سبيل المثال قد يكون للدولتين نفس‬
‫‪ (2) 71‬نفس المرجع‪ -.‬ص ‪.51‬‬
‫نسبة قوة العمل الموظفة في المهن المرتبطــة بالمعلومــات بينمــا يكــون‬
‫لحدى هذه الدول تركيز في موظفي الحكومة ويكون لدى الدولة الخــرى‬
‫)‪(72‬‬
‫قطاع أعمال قوي في القطاع الخاص‬
‫وقد إعتمدت الباحثة فى دراستها علــى تصــنيف منظمــة التنميــة‬
‫والتعــاون القتصــادى بدراســة منتجــو المعلومــات ممثلــة فــى إختصاصــى‬
‫المعلومات المشتغلون بالعمال الفنية والمجالت العلمية الــذين يقومــون‬
‫بـــالبحوث والتنميـــة مـــن الطلب فـــى المجـــالت المختلفـــة‪ ،‬ومجهـــزوا‬
‫المعلومات الذين يقومــون باســتلم مــدخلت المعلومــات والســتجابة لهـا‬
‫بــالمركزالقومى للمعلومــات ‪،‬وموزعــو المعلومــات الــذين يقومــون بنقــل‬
‫المعلومات بالهيئة القومية للتصالت‪ ،‬كما إعتمــدت الباحثــة علــى دراســة‬
‫البنية الساسية المعلوماتيــة بدراســة السياســة التشــريعية واســتراتجيات‬
‫المعلومات وصناعتها بالبلد ‪.‬‬
‫متطلبات النهوض بقطاع المعلومات‪:‬‬
‫مى بعصر المعلومات‪،‬‬ ‫نستطيع القول بأن العصر الذى نعيشه يس ّ‬
‫حيث أن كــل مبــدع وقــرار صــائب يحتــاج إلــي مــا يكفيــه مــن المعلومــات‬
‫لنجاحه وإظهاره بشـكله المطلـوب ‪ ،‬فالمهنــدس يحتـاج إلــي المعلومــات‬
‫الكافية والدقيقة المتخصصة في حقل عمله لنجاح ما يكلــف بــه مــن بنــاء‬
‫جسور أو تشييد بناية أو تأســيس مصــنع‪ ،‬والطــبيب يحتــاج إلــي معلومــات‬
‫وافية بكل أبعاد تخصصه وعمله وإلي تحديث مثــل هــذه المعلومــات لكــي‬
‫ينجح في معالجة مرضاه‪ .‬والكــاتب المبــدع يحتــاج إلــي خلفيــة كافيــة مــن‬
‫المعلومات الكافية لي موضوع بعمله لكي ينجح في إصدار القــرار حــوله‪،‬‬
‫كــذلك رجــل العلم يحتــاج إلــي ذاكــرة رئيســة متمثلــة فــي المعلومــات‬
‫الصــحفية الجيــدة والكافيــة والحديثــة بشــكل مســتمر لينجــح فــي عملــه‬
‫العلمي‪ .‬فمعالجة موضوع أو حديث سواء كان هذا الموضوع سياســيا ً أم‬
‫اجتماعيا ً أم ثقافيا ً يحتاج إلي معرفة كافية بخلفياته وجذوره وأبعاده‪.‬‬
‫لقد انتقل النسان من عصر الشموع إلي عصــر الطاقــة النوويــة‬
‫في ظرف وجيز من الزمن‪ ،‬والسبب في هذا التقدم الهائل هــو الســيطرة‬
‫على العلوم‪ ،‬وبهذا المفهوم نجد أن التقــدم مرتبــط شــديد الرتبــاط بنقــل‬
‫العلم والمعلومات‪ ،‬حيث أن كل باحث يجد في نتائج أبحــاث زملئــه نقطــة‬
‫البداية لبتكاراته‪ .‬إن التجارب التنموية ‪ ،‬شأنها في ذلك شــان الكتشــافات‬
‫العلميــة والتقنيــة تفــترض مجموعــة منســقة مــن التجــارب والنظريــات‬
‫المتراكمة تاريخيـا ً ‪ ،‬ممـا يـؤدي إلـي الفـتراض بتقهقـر النسـانية لـو أنهــا‬

‫‪()72‬‬
‫المرجع السابق نفسه‪ - .‬ص ‪54 -53‬‬
‫أصــيبت فــي مخزوناتهــا الفكريــة المتمثلــة فــي مراكــز البحــوث والتوثيــق‬
‫والمكتبات والمعلومات وغيرها)‪.(73‬‬
‫إن مــا تخــتزنه هــذه المؤسســات يعــد الغــذاء الساســي للبحــث‬
‫العلمي والتقنى لتنــوير المجتمــع وتنميتــه فــي نفــس الــوقت‪ .‬فــإذا كــانت‬
‫المعلومات العلمية والتقنية تكون الغــذاء الساســي للبحــث والتنميــة فــي‬
‫ميادين الصناعة والزراعة والمواصلت فإنهــا فــي الــوقت نفســه أساســية‬
‫بالنسبة للخدمات الجتماعية الخرى كالتربية والثقافة والعلم‪ .‬ففـي كـل‬
‫مراحل التنمية نجد أنفسنا في حاجة ماسة إلي المعلومات النظريــة حــول‬
‫الدارة والتربية والثقافة والقتصاد ‪ ،‬ثم في حاجة إلي المعلومــات الكافيــة‬
‫عن المجتمع الذى نحن بصدد التخطيط لتنميته ‪ ،‬وهذه المعلومات لبــد أن‬
‫تكون نابعة عن المجتمــع ومتعلقــة بــه‪ .‬إن إيجــاد هــذه المعلومــات يطــرح‬
‫مشاكل متعلقة بالبحث في بلداننا النامية‪ ،‬حيث أننا ما زلنــا إلــي حــد كــبير‬
‫مدينين لما استحدث في الدول الصناعية ولهذا السبب يتوقف دورنــا علـى‬
‫كوننا ناقلين للمعلومات التي يحتاج إليها مجتمعنا)‪.(74‬‬
‫وأيــا ً كــان الختلف حــول قطــاع المعلومــات وحــدوده‪ ،‬فكــل‬
‫الدراسات تشير بصفة منتظمة إلي زيادة في الوظائف الــتي تعتمــد علــى‬
‫المعلومــات إل أن إحصــائيات التوظيــف تــدلنا علــى جــانب واحــد مــن‬
‫الموضوع‪ ،‬ذلك لنه يجب النظر إلي إنتاج خــدمات وســلع المعلومــات فــي‬
‫مختلف القتصاديات القومية إذا أردنا فهم ما يمكن أن نطلق عليه اقتصــاد‬
‫معلوماتي على اتساع العالم كله وبشكل متكامل‪.‬‬
‫يشمل قطاع المعلومات صناعات كالحاسبات والنشــر وخــدمات‬
‫وسلع المعلومات كقواعد المعلومات والستشارات والتعليــم والتصــالت‬
‫والمكتبـــات وغيرهـــا ويـــرى العديـــد مـــن علمـــاء القتصـــاد والجتمـــاع‬
‫ل مــن‬ ‫والمســتقبليات )‪ (Futurists‬أن جماعــات مهنيــة علــى مســتوى عــا ‪ٍ .‬‬
‫المعرفة ستسيطر علــى القــوي العاملــة النشــطة اقتصــاديا ً فــي الدولــة ‪،‬‬
‫وســتقوم بتطويــع وتطــبيق المعرفــة المتخصصــة‪ ،‬وهــذه المعرفــة أو‬
‫المعلومات تعتبر موردا ً ل ينضب بالنسبة لموارد المجتمع إلي جوار المادة‬
‫والطاقة ورأس المال كما ستقوم هذه القوي العاملة بأداء معظــم مهامهــا‬
‫وأنشطتها من المنزل وليس المكتــب وذلــك مــن خلل النهايــات الطرفيــة‬

‫‪ (1)73‬عبد الباقي الدالي‪ .‬متطلبات النهوض بقطاع المعلومات ‪) ،‬المجلة العربية للمعلومات ‪ ،‬مج ‪،14‬‬
‫ع ‪1993 ،1‬م (‪ -.‬ص ‪.27-26‬‬
‫‪ (1)74‬المرجع السابق نفسه‪ -.‬ص ‪.27‬‬
‫للحاســبات وغيرهــا مــن وســائل التصــال‪ ،‬والتصــال عــن بعــد كالقمــار‬
‫الصطناعية على وجه الخصوص)‪.(75‬‬
‫ولعل هذه التطورات هي التي جعلت العديــد مــن البــاحثين مثــل‬
‫وليم بيردسال )‪ (William Birdsall‬يتساءل هل هناك دور ومكان للمكتبات‬
‫يمكن أن تؤديه في المجتمع ما بعد الصناعي‪ ،‬أي أن المكتبــة لــم تعــد هــي‬
‫التي تحتكر المعلومات‪ ،‬بل أصــبح وجودهــا نفســه موضــع تســاؤل ‪ ،‬وربمــا‬
‫تتضح هذه الصورة كلما زادت نسبة الذين يتعلمــون كيفيــة اســتخدام هــذه‬
‫التقنية ‪،‬أي أن ذبول المكتبة أو حتى أفولها ســيكون مصــيرا ً محتوم ـا ً لــدى‬
‫بعــض المفكريــن فــي المســتقبل وإن كــان الطلــب ســيزداد علـى المنــاء‬
‫واختصاصي المعلومات كمستشارين )‪.(76‬‬
‫إن كان علم المعلومات قد دخل مقررات مدارس المكتبات منذ‬
‫الستينات من القرن العشرين لتحديث هذه المقــررات بالتقنيــة الحديثــة ‪،‬‬
‫ينبغي التأكيد على أن تطبيقات تقنيــة المعلومــات فــي المكتبــات قــد أدت‬
‫إلي تغييرات جذريــة فــي جميــع أوجــه دراســة وممارســة العمــل المكتــبي‬
‫وحتى في طبيعة المكتبات نفسها‪ ،‬إل أن ذلك التأثير مــن شــأنه أن يضــفي‬
‫على مفهوم المكتـبى والمكتبـات معنـى جديـد يتصـف بأتسـاع الممارسـة‬
‫والتطبيق )‪ . (New intension and Extension‬كما أن علــم المكتبــات قــد‬
‫يختفي مع اختفاء المكتبات كمؤسسات تعيش فترة قصيرة أو طويلــة فــي‬
‫التاريخ النساني الفكري‪ ،‬ولكن علم المعلومات هــو علــم يــدرس ظــاهرة‬
‫المعلومات منذ بداية الحضارة النسانية ‪ ،‬فهناك في الوقت الحاضــر مهــن‬
‫وعلوم للمعلومات ندرسها من جوانب مختلفة عنا‪ ،‬وبالتالي فدعوتنا لتأكيد‬
‫تلزم علم المكتبات مع علم المعلومات واندماجهما معــا ً دعــوة لمســايرة‬
‫عصر المعلومات دون التفريط في نظريات وممارسات المكتبات ً)‪.(2‬‬
‫وترى الباحثة ان المكتبات قد ظهرت منذ بداية التاريخ الحضارى‬
‫النسانى لتدرس ظاهرة المعلومات وادى ذلك الى ظهور مهن علوم‬
‫المكتبات والتوثيق والمعلومات والتى باندماجها معا ً ‪،‬واستخدام تقنيات‬
‫المعلومات اظهر تْاثيرا ً واضحا ً فى المجتمعات متمثل فى إحتواء النفجار‬
‫المعلوماتى وتنظيم المعرفة والدخول فى مجتمعات المعلومات‪.‬‬
‫الجدول التى يوضح تطور علم المكتبات والتوثيق وصول الى مهن‬
‫المعلومات من )‪1994 – 1895‬م(‪.‬‬

‫)(‬
‫‪ 75‬ناريمان إسماعيل متولي ‪ .‬اقتصاديات المعلومات‪ ) .....‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص ‪59‬‬
‫‪ (1) 76‬المرجع السابق نفسه‪ -.‬ص ‪.60-59‬‬
‫)‪ (2‬نفس المرجع‪ -.‬ص ‪ .60‬نقل ً عن ‪:‬‬
‫‪wllilliam Birdsall (1982) librarian ship,professionalism and social change.(library journal, jam/‬‬
‫‪1982).- pp-224-226‬‬
‫الجدول رتقم )‪ (4‬يوضح نموذج تطور المكتبات والتوثيق وصول ً إلي مهن علوم‬

‫المعلومات ‪*.‬‬

‫الفهرس ابن‬ ‫الببليورجرافيا لجستر‬

‫النديم‬

‫‪ 1895‬إنشاء المعهد الدولي للببليوجرافيا )الببليوجرافيا العالمية(‪.‬‬


‫الببليورجرافيا‬

‫المكتبـات‬ ‫‪ 1909‬إنشاء جمعية المكتبات المتخصصة )أمريكا(‬


‫المتخصصة‬ ‫‪ 1925‬إنشاء جمعية المكتبات المتخصصة ومكاتب المعلومات)لندن(‪.‬‬
‫‪ 1937‬معهد التوثيق المريكي )التكنولوجيا‪/‬التصال‪ /‬النشر(‬
‫‪ 1938‬إنشاء التحاد الدولي للتوثيق‪.‬‬
‫التوثيق‬ ‫‪ 1963‬كتاب رانجاناثان عن التوثيق ووجوهه‪.‬‬
‫مقــررات فــي جامعــة كيــس ونســتون ريــزرف عــن التوثيــق والمعلومــات أو‬ ‫‪1950‬‬
‫البحث‪.‬‬
‫التوثيق‬
‫مقررات التوثيق في جامعة كولومبيا للنتاج الفكري‪.‬‬ ‫‪1951‬‬
‫العلمي‬ ‫‪ 1956‬إنشاء مركز بحوث التوثيق والتصال بجامعة كيس وسرت ديزرف‪.‬‬
‫‪ 1963‬رسالة أحمد بدر من التوثيق العالمي من نفس الجامعة وأول مقالة باللغـة العربيـة‬
‫وأول مقرر من التوثيق والمعلومات بالجامعات العربية بجامعة القاهرة ‪64/1965‬م‪.‬‬
‫‪ 1948‬أول مؤتمر عن المعلومات العلمية تعقده الجمعية الملكية بلندن‪.‬‬
‫المعلومات‬ ‫‪ 1958‬المؤتمر العالمي عن المعلومات العلمية يعقد في واشنطن‪.‬‬
‫العلميـة‬
‫‪ 1958‬إنشاء معهد علماء المعلومات في بريطانيا‪.‬‬
‫علوم‬
‫‪ 1965‬أول مؤتمر عن تعليم علم المعلومات‪.‬‬
‫المعلومات‬
‫‪ 1968‬تحول معهد التوثيق إلي الجمعية المريكية لعلم المعلومات‪.‬‬
‫‪ 1978‬رسالة حشمت قاسم في الدراسات الببليومترية وعلم المعلومات )لندن(‪.‬‬
‫‪ 1986‬إنشاء التحاد الدولي للمعلومات والتوثيق‪.‬‬
‫‪ 1987‬رسالة عن تعدد الرتباطات الموضوعية لعلم المعلومات بأمريكا )الصباغ(‬
‫علوم ومهن‬ ‫‪ 1981‬كتاب ديبونز وزملئه عن المهنيين في المعلومات‪.‬‬
‫ـالت‬ ‫ـ‬‫والرس‬
‫المعلومات‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬‫المعلوم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫‪ 1983‬دراســات مــاكلوب ومايســفيليد )محرريــن( عــن‬
‫المتعددة الرتباطات )صدرت ‪ 3‬مجلدات(‪.‬‬
‫‪ 1962‬كتاب ماكلوب عن صناعة المعرفة فى إقتصاديات المعلومات‪.‬‬

‫‪1977‬كتاب بورات عن قطاع المعلومات فى القتصاد‪.‬‬

‫‪1994‬رسالة الدكتورة ناريمان متولى عن قطاع المعلومات فى‬ ‫‪40%‬‬

‫مصر‪.‬‬

‫قطاع المعلومات في الدولة )‪ %50‬من القوي‬


‫العاملةالمريكية(‬
‫خدمات‬ ‫آلت‬ ‫التصال‬ ‫التعلي البحث‬
‫المعلوما المعلومات‬ ‫والتنمية ت‬ ‫م‬
‫ت‬ ‫والعلم‬
‫المررجع ‪:‬اقحمد بدر ‪ .‬اساسيات فى علم المعلومات والمكتبات ‪ ) -.‬مررجع سبق ذ كر ه( ‪ -.‬ص ‪158‬‬

‫* انظر نموزج تطور المكتبات والتوثيق فى السودان ‪ -.‬ص ‪214‬‬

‫وترى الباحثة ان الجدول الذى تناوله احمد بدر عن تطور المكتبات‬


‫والتوثيق وصول ً لمهن المعلومات ليحوى تفاصيل مفصلة إنما يحوى اهم‬
‫الدراسات والحداث العالمية وتطور المعلومات وصول الى مهن‬
‫المعلومات وظهور قطاع المعلومات ‪.‬‬
‫مراكز المعلومات كأقحد مكونات القطاع المعلوماتى‪:‬‬
‫على غــرار جميــع المؤسســات الثقافيــة والعلميــة وضــعت تقنيــة‬
‫المعلومات والتصالت المكتبات على قمــة طريــق مجتمــع المعلومــات‪،‬‬
‫بحيث لم تترك أمامها بديل ً آخر سوى دخول هذا المجتمع‪ .‬وأصبح دخــول‬
‫المكتبات مجتمع المعلومات أكثر وعيا ً وإدراكا ً وأكــثر فهمـا ً لطبيعــة هــذا‬
‫المجتمع وحاجــاته‪ .‬وأصــبحت مشــاركتها فــي اقتصــاد ســوق المعلومــات‬
‫مطلوبة وضرورية مع تأمين التداول الحر للمعلومات بدون عوائق لجميع‬
‫الناس ودخــول عــالم الوعيــة الرقميــة والنشــر اللكــتروني والحواســيب‬
‫وهذه كلها بحاجة إلي إمكانيات ماديــة‪ ،‬ويصــعب عليهــا تحملهــا بمواردهــا‬
‫المألوفة وإمكانياتها البدائية بتكوينها التقليدي وخاصة عندما تجــد نفســها‬
‫مضطرة بشكل أو بآخر إلي دخــول ســوق المنافســة وهــي أحــد أشــكال‬
‫السباق القتصادي‪.‬‬
‫على المكتبات اليوم واجــب إعلن مبــدأ الســتنفار وتســخير‬
‫المكانيات والجهود وبخاصة المكتبــات العلميــة مــع كســب شــركاء جــدد‬
‫ووضع المعايير والمقاييس الموحدة واعتمادها وتبادل الراء حول حقــوق‬
‫التأليف الرقمية مع السعي إلي تطــوير خــدمات معلومــات جديــدة منهــا‪،‬‬
‫وهي في عملها بحاجة إلي المزيد من الدعم السياســي والمــالي لقامــة‬
‫التشبيك القومى والدولي واقتناء التجهيزات الجديدة مــع تحــديث تكــوين‬
‫المكتبيين والمستفيدين لتمكينهم من حسن التعامــل معهــا والفــادة مــن‬
‫معلوماتها بأفضل صورة ممكنة‪ .‬وتجد المكتبات نفسها اليوم أمام قوانين‬
‫جديــدة للعلم والتصــال ونقــل المعلومــات الشــرعية وقواعــد برامــج‬
‫الحاســوب وحقــوق التــأليف والعــارة والطبــع عــن بعــد والــدوريات‬
‫اللكترونية وما إليها‪ .‬وهنا يجب على المكتبات عموما ً والمكتبات العلمية‬
‫بخاصــة الســعي للحفــاظ علــى وظائفهــا العامــة وحقوقهــا المألوفــة‬
‫والمعترف بها في نقل المعلومات العلمية ووضــعها تحــت التصــرف دون‬
‫قيود‪ ،‬حفاظا ً على التقدم العلمي للدارسين والبــاحثين وحمايــة لهــم مــن‬
‫الوقوع تحت رحمة التجار والناشرين ومنتجي المعلومات)‪.(77‬‬

‫‪ (1)77‬أبوبكر محمود الهوش ‪ .‬مجتمع المعلومات العالمي‪:‬الواقع وآفاق المستقبل )التجاهات‬


‫الحديثة في المكتبات والمعلومات ‪ ،‬مج ‪ ،12‬ع ‪ ،23‬يناير ‪2005‬م (‪ -.‬ص ‪..97 -96‬‬
‫ونتيجة للوعي المتنامي لما للمكتبة من دور فعال ومؤثر في التنمية‬
‫وتطور الفراد والجماعات فقد تزايد الهتمام بالتخطيط القومي لخــدمات‬
‫المكتبات والمعلومات وأنشطتها في السنوات القليلة الماضية وذلك لعدة‬
‫أسباب منها‪:‬‬
‫‪ .1‬الهتمام العالمي الكبير بمشكلت المجتمع المعقدة‪ ،‬مثل مشــكلت‬
‫التلوث والطاقة والمشكلت القتصادية‪.‬‬
‫‪ .2‬لحل تلك المشكلت تطلب المر تصــميم برامــج وسياســات قوميــة‬
‫‪.‬‬
‫بهدف حماية وتحسين نوعية الحياة المختلفة بالبلد‪.‬‬
‫‪ .3‬اليمان المتزايد بأهمية التخطيط في صنع القرارات السليمة والذي‬
‫)‪(78‬‬
‫يعتمد في الساس على توفر المعلومات المهمة وذات الصلة‪.‬‬
‫لقد أضــافت التقنيــة الحديثــة عبئـا ً جديــدا ً علــى البيئــة الداخليــة‬
‫للمكتبات حيث أصبح من الضروري أن تقوم هذه المكتبات بتصــميم بيئتهــا‬
‫الداخليــة بمــا يســاهم فــي إمكانيــة اســتيعاب متطلباتهــا ‪,‬وتــوفير الليــات‬
‫الضرورية لمساندتها‪ .‬فعلى سبيل المثال أصبح من الضروري التحكم فــي‬
‫الضوضاء الناتجة عن استخدام الكهرباء ودرجة الحرارة وتوفير المتطلبات‬
‫الكهربائية والتمديــدات الــتي تحتاجهــا الجهــزة‪ ،‬وهــذه متطلبــات صــحيحة‬
‫بالفعل لكي تظل في نطاق بيئة العمل التي أهتم بها المكتبيون منذ القــدم‬
‫ولو شكليا ً ويراد بها الن دخول تقنيــة المعلومــات وأضــرارها المتوقعــة أو‬
‫تأثيرها في ذلك )‪.(79‬‬
‫وتشير الباحثة ناريمان متولي إلي بعض الدراسات القاعدية فــي‬
‫المعلومات وكيفيــة تناولهــا لــدور المكتبــات فــي هــذا القتصــاد‬ ‫اقتصاد‬
‫)‪ (Machlup‬قــد حــدد صــناعات‬ ‫المعلومــاتي‪ .‬فــإذا كــان مــاكلوب‬
‫المعلومات فــي خمســة أقســام رئيســة هــي التعليــم‪ ،‬ووســائل التصــال ‪،‬‬
‫البحوث والتنمية‪ ،‬آلت المعلومات وخدمات المعلومات وقد وضع بورات )‬
‫‪ (Porat‬المكتبات فى جزئين اولهما داخــل التعليــم ســواء الخــاص او العــام‬
‫‪,‬وهــذه هــى المكتبــات العــامه ‪ ,‬ولكنــه وضــع مختلــف انشــطة المكتبــات‬
‫والمعلومات الخرى تحت القسم الخامس وهــو خـدمات المعلومــات‪.‬كمـا‬
‫اهتم بورات بقطاعين فرعيين هما‪:‬‬
‫قطاع المعلومات الولي )ويشمل المشتغلين داخل الشركات‬ ‫‪.1‬‬
‫الذين يقدمون منتجات وخدمات المعلومات للبيع(‪.‬‬
‫‪ .2‬قطاع المعلومات الثانوي يشمل المشتغلين داخل جميع الشركات‬
‫الذين يقدمون خدمات للشركات نفسها وإن منتجات وخدمات‬
‫المعلومات يمكن تقسيمها بصفة عامة إلي ثلثة مكونات تتقاطع مع‬
‫القطاعات الفرعية‪ .‬وهذه المكونات هي ‪:‬‬
‫إنتاج وتوزيع المعلومات‪.‬‬ ‫‪.h‬‬
‫‪ ()78‬أحمد بدر ‪ .‬أساسيات في علم المعلومات‪ )....‬مرجع سبق ذكره ( ‪ -.‬ص ‪.158-157‬‬
‫‪ (2)79‬أبوبكر محمود الهوش‪ .‬مجتمع المعلومات العالمي‪ )....‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص ‪.98‬‬
‫إدارة المعاملت‪.‬‬ ‫‪.i‬‬
‫التكوينات المادية والتنظيمية )‪.(Hard ware and Soft ware‬‬ ‫‪.j‬‬
‫وقد أضاف" بورات" مكونا ً رابعا ً هو ‪:‬‬
‫الخدمات والتسهيلت الداعمة )‪Supporting facilities and‬‬ ‫‪.k‬‬
‫‪. (Services‬‬
‫)‪(80‬‬

‫الجدول التى يوضح مكونات إقتصاد المعلومات كما قسمها‬


‫بورات يظهرفيه قطــاع المعلومــات الولــي ‪ ،‬وقطــاع المعلومــات الثــانوى‬
‫إضافة إلى الربعة الخرى التى تتقاطع مع القطاعات الفرعية‪.‬‬
‫رجدول )‪ (5‬يوضح مكونات اتقتصاد المعلومات‬
‫القطاع الثانوى‬ ‫القطاع الولي‬ ‫المكونات‬
‫البحـــوث والتنميـــة‬ ‫البحوث والتنمية‬ ‫النتاج والتوزيع‬
‫الداخلية‬ ‫النشر‬
‫المطبوعـــــــــــات‬ ‫المكتبات‬
‫التلفزيون والسينما الداخلية‬
‫المكتبـــــــــــــــات‬ ‫التعليم‬
‫المتخصصة‬
‫العــلن‬
‫التدريب‬
‫التصالت عن بعد التصال الداخلي‬ ‫المعاملت‬
‫المحاسبة‬ ‫البنـوك‬
‫الدارة المالية‬ ‫البورصـة‬
‫مراكـــــز تجهيـــــز‬ ‫التكوينـــــات الماديـــــة الحاسبات اللية‬
‫أجهـــزة التصـــالت البيانات‬ ‫والتنظيمية‬
‫موظفــو التصــالت‬ ‫عن بعد‬
‫عن بعد‬ ‫الصيانـة‬
‫موظفـــــو تجهيـــــز‬
‫البيانات‪.‬‬
‫المباني‬ ‫الخــدمات والتســهيلت المباني‬
‫المهمات‬ ‫المهمات‬ ‫الداعمة‬

‫‪ (1)80‬ناريمان إسماعيل متولي ‪ .‬ااقتصاديات المعلومات‪ )......‬مرجع سبق ذكره (‪ -.‬ص ‪.62-60‬‬
‫الصيانه‬ ‫الصيانة‬
‫قحدود غير ومؤكدة ومتغيره‬
‫المررجع‪ :‬ناريمان إسماعيل متولي ‪ .‬اتقتصاديات‬
‫المعلومات‪ ).....‬مررجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪61‬‬
‫وترى الباحثة ان الهميه القتصادية للمعلومات والتى امكن قياسها‬
‫هى إنجاز متميز حيث تعد الدراسات القتصادية مؤشرا ً مهما ً للوصول الى‬
‫مجتمع المعلومات‪.‬‬
‫ً‬
‫كما ترى الباحثة ايضا ‪ :‬ظهور جماعات مهنية على مستوى عال من‬
‫المعرفة تسيطر على اقتصاديات الدول ‪,‬هذه القوي تقوم بتطويع وتطبيق‬
‫المعرفة المتخصصة ‪.‬‬
‫تميز المشتغلين بالمعلومات‪:‬‬
‫أخلى عصر الحاسب اللي في الستينات والسبعينات من‬
‫القرن العشرين الطريق لعصر المعلومات في الثمانينات من نفس‬
‫القرن‪ ،‬ذلك لن التركيز الذى كان على التنظيمات المادية والتكوينية )‬
‫‪ (Hardware and Software‬تحول إلي إدارة المعلومات‪ ،‬وأصبحت بلد‬
‫كالوليات المتحدة واليابان مجتمعات معلومات لن اقتصادها يعتمد على‬
‫البتكاروالبداع والختراع وعلى استخدام وتطويع ونقل المعلومات أكثر‬
‫منه اقتصاد يعتمد على السلع والخدمات‪ .‬وطبقا ً لما يذهب إليه بيتر‬
‫دروكر)‪ (Peter‬فإن ‪ %52‬من إجمالي الدخل القومي المريكي له علقة‬
‫الن بالمعلومات‪ .‬ذلك لن القتصاد المريكي قد تحول تدريجيا ً منذ عام )‬
‫‪1940‬م( بطريقة تكاد تكون فريدة في التاريخ ‪ ،‬ففي منتصف السبعينيات‬
‫من القرن العشرين كان عدد الذين يقومون بتطويع المعلومات ومعالجتها‬
‫وتناولها‪ ،‬اكبر من عدد العاملين في التعدين والزراعة والصناعة والخدمات‬
‫الشخصية‪ .‬هذا ويشير تقرير وزارة العمل المريكية الى أن عدد‬
‫المتخصصين في الحاسبات اللية والمبرمجين ومحللي النظم والعاملين‬
‫في هذا المجال ‪ ،‬قد زاد من ‪ 607,000‬عام )‪1974‬م( إلي ‪1,032,000‬‬
‫عام )‪1979‬م( أي بزيادة قدرها ‪ %70‬وقد وصل هذا العدد عام )‬
‫‪1985‬م( إلي أكثر من ‪ 1,754,000‬ثم إلي ‪ 2,982,000‬في عام )‬
‫‪1990‬م( )‪.(81‬‬
‫الحاسب اللي والتصال عن بعد‪:‬‬
‫وجهات النظر التي تتعلق بالحاسب اللي تتراوح ما بين كونه مجــرد‬
‫آله حاسبة معقدة إلي فكرة العقل المارد الجبار‪ .‬على الرغم من انه ليس‬

‫‪ ()81‬أحمد بدر ‪ .‬أساسيات في علم المعلومات والمكتبات ‪ )....‬مرجع سبق ذكره(‪ - .‬ص ‪ .131‬نقل ً‬
‫عن ‪:‬‬
‫‪Drucker, Peter.Managing in turbulent times. -New Yourk ,Harper and Row ,1981, P.- 48‬‬
‫هناك اتفاق على حقيقة هــذا القــول بيــن المهــونين مــن شــأنه والمهــولين‬
‫لقدراته فل شك أنه يحتل في حياتنا تأثيرا ً متزايدا ًً ‪.‬‬

‫‪ .1‬عملية اتخاذ القرار‪:‬‬


‫فالحاسب اللي يسهم في عملية اتخاذ القــرار عــن طريــق رفــع‬
‫مستوى خبرة متخذ القرار نفسه‪ ،‬وذلك إما بتيسير استخدام نماذج النظــم‬
‫)‪ (Systems Models‬أو استشارة الخبرة المجمعة في بنوك المعلومات عن‬
‫طريق النهايات الطرفية )‪ (Terminals‬ولكن المشكلة هنا والتســاؤل يــأتي‬
‫من درجة دقة واكتمال الحقائق المدخلة في الحاسوب والــتي ســيزود بهــا‬
‫صانع القرار‪ ،‬فالعتماد على الحاسبات إذن يتضمن مخاطرة خصوص ـا ً مــع‬
‫زيادة تعقيد النظم أكثر وأكثر‪ .‬كما ان بث المعلومــات يــزود صــناع القــرار‬
‫بإمكانية التعرف على مختلف العلقــات القائمــة بيــن الحــداث المعاصــرة‬
‫والمستقبلية‪ ،‬ولوضع الهـداف الـتي يمكـن تحقيقهـا للمجتمـع والتخطيـط‬
‫للفادة المثلى من المصادر المحدودة لبلوغ الهــداف الموضــوعة‪ .‬وعلــى‬
‫الرغم من أن هذه الهداف تعكس الهتمام بعملية التحكم في المعلومات‬
‫وبثها‪ ،‬والقوة الكامنة في الجماعة التي تتحكم في المعلومات‪ ،‬إل أن ثورة‬
‫المعلومات الكبيرة هذه وتعقــدها تتطلــب الــتركيز والختيــار الســليم منهــا‬
‫على ضوء وقت النسان المحدود‪ ،‬ومقدرته المحــدودة أيض ـا ً علــى تجهيــز‬
‫المعلومات وفهمها وهضمها واستخدامها ‪.‬‬
‫ب‪.‬استبدال التصال بالطاتقة ‪:‬‬
‫إذا كــانت عمليــة النتقــال والنقــل )‪ (Transportation‬بمختلــف‬
‫الوسائل التي تستخدم الطاقـة الميكانيكيـة أو الكهربائيـة أو حـتى النوويـة‬
‫تميز مرحلة المجتمع الصناعي فإن المجتمع ما بعد الصــناعي قــد اســتغنى‬
‫عن هذا النتقــال إلــي حــد كــبير نظــرا ً لمكانيــة أداء معظــم العمـال دون‬
‫النتقال إلي أماكن تلك العمال‪ ،‬ومعنى ذلك استبدال التصــال بالطاقــة “‬
‫‪ ”Substituting Energy with communication‬فالعامل أو الموظف أو رجل‬
‫العمال أو الباحث مثل ً سيزود في منزله بالنهايات الطرفيــة )‪(Terminals‬‬
‫وعن طريقها يستطيع تسديد فواتير التلفــون والكهربــاء والميــاه والشــراء‬
‫وغيرها‪ ،‬فله حساب بالبنك ويستطيع التصال عن طريق النهايات الطرفية‬
‫بالبنك ثم تسجيل أرقام الفواتير المذكورة ومبالغها مع سحب قيمتهــا مــن‬
‫حسابه ‪ ،‬أي أن ما كان يستغرق ساعات بل وأيام لتحقيقه في التنقــل بيــن‬
‫مختلف هذه الجهزة يمكن تحقيقه في ثــوان معــدودات بالتصــال بقواعــد‬
‫المعلومات العالمية‪ ،‬والقيام بــالبحوث المشــتركة مــع زملئــه دون انتقــال‬
‫إلي أماكنهم البعيدة عن طريق المؤتمرات المحسبة)‪.(82‬‬
‫وترى الباحثة ان هذه الدوار ستضفى على الختصاصى صوره وموقعا ً‬
‫اقرب إلى وظائف التصال ‪,‬فلبد له من تطوير جملة من المهارات‪.‬‬
‫وتؤكد الباحثه ان المكتبى سيمارس فى المستقبل القريب مهارات‬
‫غير متجانسه من شأنه ان يطورها اثناء ممارسته للمهنه‪ .‬ومن المفترض‬
‫طور مهارة تقنيات التواصل الحديثة وان يتقنها إتقانا ُ تقنيا ً مرتبطا‬
‫ان ي ً‬
‫بالشبكات وبروتوكولت التصالت‪ .‬بمعنى ان تكون لديه كفاءه مذدوجه‬
‫تقنيه واخرى مرتبطه بحقل عمله‪ ,‬وذلك لن المعلومات العلميه اصبحت‬
‫متشعبه‪.‬كما انها اصبحت من ضروريات المهنه ‪ ,‬ويمكن تلخيص بعض‬
‫خصائص التحول المهنى لختصاصى المعلومات فى إمكانيته لستخدام‬
‫التقنيات الحديثه وإستخدام المعلومات العالميه عبر الشبكات ‪,‬والتفاعل‬
‫مع وسائل العلم الحديثه لخدمة المستفيد باستخدام تقنيات التصال‬
‫والعلم ‪ ,‬وإمكانيته فى ربط مراكز المعلومات بالشبكات ‪ ,‬وإنتاجه‬
‫للمعلومات على مختلف الوعيه الحديثه ‪ ,‬والهتمام بخدمة المستفيدين‬
‫وتدريبهم للبحث عن المعلومات والوصول اليها بسهولة ويسر‪ ,‬ومن‬
‫المفترض ايضًا‪ ,‬ان يكون لختصاصى المعلومات دور مؤثر فى انتاج‬
‫وتنسيق المعلومات‪ ,‬وان يكون له دور فى بناء قواعد البيانات بمختلف‬
‫أنواعها‪ ,‬وإمكانية فى إنشاء مواقع على الشبكة‪ ,‬وبناء أدوات ووسائل‬
‫البحث والسترجاع للمكتبات الرقمية والفتراضية‪ ,‬ليكون وسيطا ً بشريا ً‬
‫يتميز باخلقيات التعامل مع المعلومات والمحافظة على حقوق الملكية‬
‫الفكرية وحرية تداول المعلومات ‪ ,‬وأن يكون له دور فى إستخدام‬
‫النظمة بل والمساهمة فى بنائها وتصميمها‪.‬‬
‫خصائص القوي العاملة في القرن الحادي والعشرين‪:‬‬
‫تختلف الخصائص الساسية للقوي العاملة في عصر اقتصاد‬
‫المعرفة حسب المجال أو العمل ‪ ،‬ولكن يمكن استنتاج الخصائص‬
‫الساسية التالية في الموظفين‪:‬‬
‫‪ .1‬القدرة على التقاط المعلومات وتحويلها إلي معرفة قابلة‬
‫للستخدام‪.‬‬
‫‪ .2‬القدرة على التكيف والتعلم بسرعة‪ ،‬وامتلك المهارات اللزمة‬
‫لذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬إتقان التعامل مع تقنية المعلومات المعتمدة على الحاسوب‬
‫وتطبيقاتها في مجال العمل‪.‬‬
‫‪ .4‬القدرة على التعاون والعمل ضمن فريق‪ ،‬وإتقان مهارات التصال‬
‫اللفظية والكتابية والفتراضية ‪.‬‬
‫‪ (1)82‬أحمد بدر ‪ .‬أساسيات في علم المعلومات والمكتبات ‪) ....‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪-.132‬‬
‫‪.133‬‬
‫‪ .5‬امتلك مهارات إضافية مميزة تختلف عن المهارات التقليدية في‬
‫العمال الروتينية التي أصبحت أنظمة التمته تقوم بها‪.‬‬
‫‪ .6‬إتقان أكثر من لغة حتى يمكن العمل في بيئة عمل عالمية‪.‬‬
‫‪ .7‬أتقان العمل خارج حدود الزمان والمكان والقدرة على إدارة العمل‬
‫سواء كان ذلك في بيئات عمل تقليدية أو بيئات افتراضية‪.‬‬
‫‪ .8‬القدرة على تحديد الحاجات والرغبات بالمستهلكين الفراد‬
‫أوالهيئات ‪ ،‬فلم تعد المنتجات ذات المواصفات المعيارية الموحدة‬
‫تناسب الجميع‪.‬‬
‫‪ .9‬القدرة على التحرك والتغير بسرعة‪ ،‬والحساس بضرورة الستعمال‬
‫في متابعة التغيرات وتلبية حاجات المستهلكين)‪.(83‬‬
‫تنمية القوي العاملة المعلوماتية ‪:‬‬
‫ان موضوع "تنمية القوي العاملة" إحدى الموضوعات التي‬
‫نستعرضها حيث تضمنت عدد من المفاهيم التي تتعامل بصورة لصيقة مع‬
‫استراتيجية المعلومات التي نود أن نلقى عليها الضوء من خلل هذه‬
‫الدراسة‪ .‬أكدت الستراتيجية على أن الموارد البشرية العاملة في‬
‫مرافق المعلومات تعد من أهم عناصر ومدخلت المعلومات‪ ،‬حيث هدفت‬
‫الستراتيجية في مجال تنمية القوي العاملة في مرافق المعلومات إلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الرفع من قدرات الطاقة البشرية وتطوير نظم المعلومات‪.‬‬
‫‪ -2‬إعداد القوي العاملة من أجل السهام في بناء مجتمع المعلومات‬
‫وتنظيمه‪.‬‬
‫‪ -3‬الرفع من مكانة اختصاصي المعلومات في المجتمع‪.‬‬
‫ولتحقيق هذه الهداف ترى الستراتيجية أنه لبد من اللتزام بعدة‬
‫إجراءات تتعلق بالجوانب القانونية والمهنية ‪ ،‬حيث يلزم استصدار‬
‫تشريعات بالموارد البشرية لتنظيم القوي العاملة في قطاع المعلومات‬
‫واعتراف الدولة بالمهنة والمهنيين ‪ ،‬والتأكيد على إصدار تشريعات‬
‫للتصنيف الموحد للمهنة‪،‬حيث توجد مسميات المهن وأوصافها‪ ،‬ومستوى‬
‫المهارة المطلوبة فيها‪ ،‬كما يمكن اقتراح هيكل مهني موحد يحدد فئات‬
‫العاملين في مرافق المعلومات بمهام كل فئة ومؤهلتها مستعينين في‬
‫ذلك "بالتصنيف المهني الذى أصدرته منظمة العمل العربية عام )‬
‫‪1987‬م( ‪ ،‬كما تطالب الستراتيجية بمراجعة سلم الجور وتعديله ليواكب‬
‫طموحات العاملين في قطاع المعلومات‪.‬‬
‫وأخيرا ً تسعى الستراتيجية إلي إجراء دراسات بإنشاء بنك معلومات‬
‫خاص بالقوي العاملة في قطاع المعلومات‪ ،‬يعمل على إيجاد توازن بين‬
‫العرض والطلب في سوق العمل ويكون تابعا ً للهيئة المشرفة على‬
‫التخطيط والتنفيذ للسياسات القومية للمعلومات)‪.(84‬‬
‫‪ (1)83‬عصام أحمد فريحات‪)......‬مرجع سبق ذكره(‪ -.‬ص ‪.6‬‬ ‫‪84‬‬

‫)‪ (2‬أحمد بدر ‪ .‬السياسة المعلوماتية واستراتيجيات التنمية‪ )....‬مرجع سبق ذكره( ‪ -.‬ص ‪.231-230‬‬
‫مفهوم اختصاصي المعلومات‪:‬‬
‫ليس من الواضــح علـى وجــه التحديـد مــتى بـدأ اســتخدام مصــطلح‬
‫)اختصاصي المعلومات( ولكنه من أصل حديث بالتأكيــد‪ ،‬وقــد بــدا يحظــى‬
‫بــالقبول فــي أواخــر الســتينيات مــن القــرن العشــرين‪ .‬وأصــبح مفهــوم‬
‫اختصاصي المعلومات في متناول الجهود في فترة الســبعينات مــن نفــس‬
‫القرن بواسطة الجمعية المريكية لعلــم المعلومــات‪ ،‬وهــذه فــترة الدراك‬
‫لهمية المعلومات على نطاق المجتمع الدولي‪.‬‬
‫تتضمن مهنة ألختصاصي نشاطا ً يتطلب تعليما ً على مستوى شهادة‬
‫البكالوريوس أو على مســتوى أعلــى منهــا‪ .‬ومثــل هــذا النشـاط يسترشــد‬
‫بمواصـفات معينـة‪ .‬ويلـتزم الختصاصـيون بالمواصـفات الـتي يفرضـها أو‬
‫ينشئها مجتمع من الفراد يشاركون في اهتمامــات نظريــة ومهنيــة عامــة‪،‬‬
‫ويتفقون علــى الخلقيــات الخاصــة بهــم ‪ .‬وعــادة مــا يــرى الختصاصــيون‬
‫أنفسهم على هذا النحو بما فــي ذلــك التعهــد بــالتميز واللــتزام بأخلقيــات‬
‫المهنة‪ .‬ولتحديد هوية اختصاصي المعلومات أجرت جامعة بتسبرج دراسـة‬
‫في عام )‪1972‬م( لحوالي ‪ 3000‬مؤسسة صــناعية وأكاديميــة وحكوميــة‬
‫على نطاق الوليات المتحدة كلهــا كــانت تهــدف إلــي تحديــد عــدد الفــراد‬
‫الــذين ينتمــون إلــي فئــات مهنيــة أربـع حـددها كــل مــن )شــيري‪ ،‬وجوتيــا‪،‬‬
‫وديبونز( على النحو التالي‪:‬‬
‫‪.1‬منظرو‪ /‬علماء المعلومات المعنيون بقوانين علم المعلومات‬
‫ونظرياته وفلسفته واجتماعياته‪.‬‬
‫‪.2‬اختصاصيو نظم المعلومات الذين يقومون بتحليل مشكلت‬
‫المعلومات ويصممون النظم والشبكات لحلها‪.‬‬
‫‪.3‬وسطاء المعلومات الذين يعملون بين متخذى القرار وحسم‬
‫المعرفة‪.‬‬
‫‪ .4‬تقنيو المعلومات الذين يقومون بتشغيل وصيانة وضبط نظم‬
‫المعلومات التي تتكون من الفراد والمقتنيات وتقنية النقل والتجهيز‬
‫وإجراءات العمل المتصلة بها ‪.‬وفي دراسة أجريت بنفس الجامعة‬
‫أضيفت فئتين هما‪:‬‬
‫_ مديرو المعلومات الذين يقومون بالتخطيط والتنمية والتنسيق‬
‫والضبط لبرامج المعلومات والموارد البشرية والمادية اللزمة لتنفيذها‪.‬‬
‫_ معلمو ومدربو المشتغلين بالمعلومات الذين يقدمون تعليما ً أو‬
‫تدريبا ً لكافة فئات اختصاصي المعلومات فضل ً عن أشباه المهنيين وغير‬
‫)‪(85‬‬
‫المهنيين من المشتغلين بالمعلومات‪.‬‬
‫ويمكن التمييز بين اختصاصي المعلومات وغيره من الختصاصين الذين‬
‫قد يشتغلون أيضا ً بالبيانات‪ ،‬من منطلق أنه من المهتمين بنقل المحتوى‬
‫‪ ()85‬محمد فتحي عبد الهادي ‪ .‬اختصاصي المعلومات )المجلة العربية للمعلومات‪ ،‬مج ‪ ،14‬ع ‪،10‬‬
‫‪ -. (1993‬ص ‪124 -123‬‬
‫والعمليات الفكرية والمعرفية المنجزة على البيانات بواسطة المستفيد‬
‫النهائي‪ ،‬ويؤكد هذا الوصف على أن اختصاصي المعلومات هو المنشغل‬
‫أساسا ً بمستفيدى المعلومات ثم بعمليات التداول )القتناء‪،‬‬
‫والختزان‪،‬والسترجاع( للمواد التي يمكن استخدامها لعلم الفراد ‪،‬‬
‫فعلي سبيل المثال‪ ،‬فإنه في العام )‪1980‬م( كان هناك حوالي ‪1,64‬‬
‫مليون اختصاصي معلومات يعملون في تسع فئات محددة في الوليات‬
‫المتحدة‪) .‬أنظر جدول ‪ (7‬وأن ما يربو على نصف القوي العاملة هم‬
‫المشتغلين بالمعلومات‪.‬‬
‫ومن بين الفئات المتعددة تحــت رأس "الوظــائف المنجــزة" فــإن‬
‫العمال الساسية لـ ‪ 1,64‬اختصاصــي معلومــات كــانت‪ :‬تحليــل وتصــميم‬
‫النظـــم‪ ،‬إدارة عمليـــات المعلومـــات أو برامـــج المعلومـــات أو خـــدمات‬
‫المعلومات أو قواعد البيانات ‪ ،‬وغير ذلك من وظائف المعلومات العاملــة‪.‬‬
‫ويصل العدد الكلي في هذه الفئات الثلثة إلي حوالي نصــف العــدد الكلــي‬
‫لختصاصي المعلومات )‪.(86‬‬
‫رجدول رتقم )‪ (6‬يوضح عدد إختصاصى المعلومات إعتمادا على مهن‬
‫ووظائف المعلومات‬

‫النسبة المئوية‬ ‫عـــدد‬ ‫مهن وظائف‬


‫لختصاصي‬ ‫اختصاصي‬ ‫المعلومــــات‬
‫المعلومات‬ ‫المعلومات‬
‫‪17%‬‬ ‫‪273,900‬‬ ‫إدارةعمليــــــــــــــــــــــات‬
‫المعلومات‪..‬الخ‬
‫‪13%‬‬ ‫‪213,500‬‬ ‫إعداد البيانــات ‪ /‬المعلومــات‬
‫للخرين‬
‫‪15%‬‬ ‫‪257,100‬‬ ‫تحليل البيانات ‪ /‬المعلومــات‬
‫للخرين‬
‫‪6%‬‬ ‫‪92,000‬‬ ‫البحث لحساب الخرين‪.‬‬
‫‪17%‬‬ ‫‪272,700‬‬ ‫البقـــــاء علـــــى وظـــــائف‬
‫المعلومات العلمية‬
‫‪16%‬‬ ‫‪265,800‬‬ ‫تحليل نظم المعلومات‬

‫‪ ()86‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪.124‬‬


‫‪6%‬‬ ‫‪103,400‬‬ ‫تصميم نظم المعلومات‬
‫‪1%‬‬ ‫‪20,700‬‬ ‫البحــث والتنميــة فــي قطــاع‬
‫المعلومات‬
‫‪3%‬‬ ‫‪42,800‬‬ ‫تعليــم وتــدريب المشــتغلين‬
‫بالمعلومات‬
‫‪1%‬‬ ‫‪5,700‬‬ ‫وظائف المعلومات الخرى‬
‫‪6%‬‬ ‫‪93,400‬‬ ‫وظيفة غير محددة‬
‫‪100%‬‬ ‫‪1,641,000‬‬ ‫المجموع الكلي‬
‫المررجع ‪ :‬محمد فتحى عبد الهادى‪)....‬مررجع‬
‫سبق ذكره(‪ -.‬ص ‪124‬‬
‫ومن الجدول السابق ترى الباحثه ان معدل النموفى مهن ووظائف‬
‫المعلومات التى تعتمد على نظم وإدارة عمليــات المعلومــات العلميــه قــد‬
‫سجل ارتفاعـا ً فــى النمــو‪ ,‬وان إختصاصــى المعلومــات كمجموعــة مهنيــه‬
‫برغم انهم يعملون فى سياقات متنوعــة إل إنهــم يســتخدمون كافــة انــواع‬
‫التقنيــة ‪،‬كمــا إتضــح لنــا مــن دراســة محمــد فتحــى أن معظــم التــدريب‬
‫للختصاصيين قد تم فى القطــاع الخــاص ‪,‬وعــدد المشــتغلين بالمعلومــات‬
‫والتــدريب أكــبر ســت مــرات فــي الصــناعة والحكومــة منــه فــي الكليــات‬
‫والجامعات‪ ,‬ويمكن أن ينسب عدم التــوازن هــذا إلــي الطبيعــة التنافســية‬
‫للصناعة التي تستلزم الستثمار في موارد المعلومات ‪.‬‬
‫ويعمــل حــوالي نصــف الختصاصــيين فــي الصــناعة والحكومــة‬
‫والتعليم‪ ،‬أمـا البــاقون فهـم موزعــون علــى وظــائف ترتبــط بـدعم الدارة‬
‫والبحث وخدمات المعلومات‪ .‬ووفقا ً للمسح الذى أجرى فإن حوالي ‪%22‬‬
‫من اختصاصي المعلومات في الوليــات المتحــدة يتــم تشــغيلهم بواســطة‬
‫الحكومــات المحليــة‪ ,‬ومــن هــؤلء يعمــل حــوالي ‪ %12‬فقــط فــي مجــال‬
‫الحاسبات‪ ،‬وحوالي ‪ %9‬في التعليم والتدريب و ‪ %19‬فــي دعــم الدارة ‪،‬‬
‫أما الباقون فهم يحملون عناوين متعــددة‪ ،‬ويمكــن القــول بصــفة عامــة أن‬
‫حــوالي الثلــث مــن اختصاصــي المعلومــات فــي الوليــات المتحــدة ‪،‬‬
‫والحكومات المحلية يصنفون على أنهم مديرون‪ ،‬وممــا يــدعو للدهشــة أن‬
‫الجهــزة الفيدراليــة تشــغل حــوالي ‪ %5‬فقــط مــن إجمــالي اختصاصــي‬
‫المعلومات‪ .‬ويلحظ أن حوالي ‪ %50‬يعملون أساسا ً في مجال الحاسبات‬
‫و ‪ %15‬من دعم الدارة و ‪ %18‬خدمات المعلومات )غير المكتبية( و ‪%8‬‬
‫في كل من البحث والعلم المكتبي ‪ .‬كما أن حوالي ‪ %2‬فقــط مــن العينــة‬
‫في الكليات والجامعات وهم من المكتبين والمشتغلين بالتعليم والتــدريب‬
‫والعاملين في مجال الحاسب )واحد من أربعة( ‪ ،‬أمـا البقيــة فهـي موزعـة‬
‫على البحث والمطبوعات الفنية‪ ،‬والتحليل الحصائي‪ ،‬ودعم الدارة ‪ ،‬ويعد‬
‫مجال التعليم هو المجال الوحيد الذى حدث فيه نوع من التكافؤ أو التعادل‬
‫العددي بين المكتبيين واختصاصي مصادر التعلم من ناحية والنواع الخرى‬
‫)‪.(87‬‬
‫من اختصاصي المعلومات من ناحية ثانية‬

‫دور اختصاصـــي المعلومـــات والمكتبـــات فـــي المجتمـــع‬


‫المعلوماتي‪:‬‬
‫إذا كانت صناعة المحتوى مــن أهــم مقومــات مجتمــع المعلومــات‬
‫وأنها التحدي الحقيقي فمن الضروري أن يشــارك اختصاصــيو المعلومــات‬
‫والمكتبات في بناء صناعة المحتوى‪ .‬لقد شاع عن اختصاصــي المعلومــات‬
‫والمكتبات أن دورهم الساسي هو تيســير اســتخدام المعلومــات المنتجــة‬
‫بشكل ما‪ .‬وهذا صحيح ومهم‪ ،‬ولكن الهم أن يقوم اختصاصيو المعلومــات‬
‫والمكتبات بدور مؤثر في إنتاج المعلومــات نفســها وفــي تســويقها أيضـا ً ‪،‬‬
‫ومن المثلة الواضحة على ذلك فـي العـالم الرقمـي بنـاء قواعـد البيانـات‬
‫بمختلف أنواعها وإنشاء المواقع على شبكة الــويب‪ ،‬وبنــاء أدوات ووســائل‬
‫البحث والسترجاع من أوله ومحركات وبوابات‪ ،‬وبناء المكتبـات الرقميـة*‬
‫والفتراضية‪**.‬‬
‫كمــا أن البعــض يتصــور أن المســتفيدين مــن المعلومــات ســوف‬
‫يحصلون بأنفسهم على المعلومات دون الحاجة إلي الذهاب إلــي المكتبــة‬
‫فــي المســتقبل‪ .‬بمعنــى أفــول المكتبــات ولكــن المســألة ليســت بهــذه‬
‫البساطة‪ ،‬فالمر يتطلب مستوى عال من تنظيم المعلومــات حــتى يمكــن‬
‫استرجاعها والفادة منها وهذا هــو دور اختصاصــي المكتبــات والمعلومــات‬
‫الذين يطورون من أدائهم ومن نظمهم من أجـل جعـل المعلومـات متاحـة‬
‫لطالبيها بسرعة ودقة وبطريقة مرضية‪ ،‬والمر يتطلب أيض ـا ً وجــود فعــال‬
‫لختصاصــي المكتبــات والمعلومــات كوســيط بشــرى هــام فهــو المــوجه‬
‫والمرشد والمعلم لمن يحتاج إلي اكتساب مهارة الوصول إلي المعلومات‬
‫في ظل وجود غابة كثيفة ومعقدة غاية التعقيد من المعلومات الوفيرة‪( ) .‬‬
‫‪88‬‬

‫إن أحد الدوار المهمة لختصاصي المكتبات والمعلومات في‬


‫الوقت الحاضر يتعلق باخلقيات التعامل مع المعلومات ‪ .‬فهو مطالب‬
‫بتقديم المعلومات الصحيحة والمفيدة‪ ،‬وهو مطالب أيضا ً بالحفاظ على‬
‫حقوق الملكية الفكرية وعدم المساس بالخصوصية وأمن المعلومة‪.‬‬
‫ومطالب أيضا ً بحرية تداول المعلومات مع الخذ في العتبار بقيم‬
‫‪ (1)87‬المرجع السابق نفسه ‪ -.‬ص ‪125 -124‬‬

‫‪ (*)88‬المكتبات الرقمية ‪ :‬يشيرهذا المصطلح الى المكتبات التى توفر مداخل او نقاط وصول‬
‫الى المعلومات وذلك باستخدام العديدمن الشبكات ومنها شبكة النترنت العالمية‪.‬‬
‫)**( المكتبة الفتراضية‪:‬هى المكتبة التىتتكون مقتنياتها من مصادر المعلومات اللمترونية‬
‫المختزنة على القراص المرنة او من خلل البحث بالتصال المباشر‬
‫)‪ (1‬محمد فتحي عبد الهادي ‪ .‬اختصاصي المكتبات والمعلومات ‪ )......‬مرجع سبق ذكره(‪-.‬‬
‫ص‪7‬‬
‫المجتمع وأعرافه‪ .‬ول يجب أن يترك بناء وتصميم النظم اللية فى‬
‫المكتبات للمهندسين أو المبرمجين وما شابه‪ ،‬بل لبد من المشاركة‬
‫اليجابية والفعالة يدا ً بيد من جانب اخصائي المكتبات والمعلومات مع‬
‫الفئات الخرى منذ البداية في منظومة متكاملة‪ ،‬فلم يعد دور اختصاصي‬
‫المكتبات والمعلومات هو استخدام النظمة فحسب وإنما المساهمة في‬
‫بنائها و تصميمها ) ( ‪.‬‬
‫‪89‬‬

‫فعلى الرغم من أن تقنية المعلومات قد أثرت بشكل واضح على‬


‫إنتاج المعلومات وتنظيمها والوصول إليها وهو ما لم يحدث بالنسبة للمهن‬
‫الخرى‪ ،‬إل أنه من الضروري أن يكون دور الختصاصي محدد وقطعي‬
‫حتى ل تضيع هويته) (‪.‬‬
‫‪90‬‬

‫وترى الباحثة ان مسئولية اختصاصي المعلومات قد إرتفعت بشكل‬


‫لفت يشتمل على تقييم للمعلومات ‪,‬وإنتقاء ‪ ,‬وإنتاج وثائق‪ ,‬وتدريب وبناء‬
‫قواعد المعلومات وإنشاء الشبكات والمواقع‪...‬الخ ‪.‬‬

‫وظائف اختصاصي المعلومات في المجتمع المعلوماتى‪:‬‬


‫تنوعت وظائف أخصائي المعلومات وتشــعبت‪ ،‬ممــا أدى إلــي كــم‬
‫هائل من المهن المختلفة التي اتخذت تسميات مختلفة‪ ،‬يمكن أن تنضــوي‬
‫كلها تحت القسام التالية‪:‬‬
‫‪.1‬الوسيط ‪:‬‬
‫رغم أن المستفيد يستطيع أن يقوم بأبحاثه بشكل مباشر دون‬
‫استعمال اللغــات التوثيقيــة الــتي ل يحــل رموزهــا إل المتخصصــون ‪ ،‬فــإنه‬
‫عنــدما يريــد الوصــول إلــي معلومــات دقيقــة ومرضــية يطلــب خــدمات‬
‫أختصاصــي المعلومــات‪ ،‬فالبــاحث عــن المعلومــة يســتخدم طــرق بحــث‬
‫بسيطة وسريعة ‪ ،‬خاصة إذا تم البحث في النصــوص الكاملــة‪ .‬ويكمــن دور‬
‫أختصاصي المعلومات حاليا ً في التدخل في المراحل الصــعبة فــي البحــث‬
‫ومســاندة المســتخدمين ‪ ،‬فبالضــافة إلــي امتلك منهجيــات البحــث الــتي‬
‫تجعل منه متخصصـا ً فيهــا‪ ،‬فــإن دور الوســاطة يعنــي أيضـا ً انتقــاء أفضــل‬
‫قواعــد المعلومــات وتقييــم محتوياتهــا‪.‬ويقــدم المرجعــي وســاطة عاليــة‬
‫المستوى ‪ .‬فدوره ل يكمن فقط في تسهيل الوصول إلي المعلومات وهــو‬
‫ما يستطيع المستهلك المطلع القيام به‪ ،‬بل يستخدم كل خبرته في مجــال‬
‫مصادر المعلومات لتقديم إجابات منتقاة وملئمة وموثوقة‪.‬‬
‫‪ /2‬معالج المعلومات‪:‬‬
‫يكمن دور معالج المعلومات في رسم أطــر المعلومــات وتقــديمها‬
‫بشكل مناسب وواضح وجــذاب‪ ،‬وهــذا يعنــي اســتحداث قواعــد معلومــات‬
‫‪ (2)89‬نفس المرجع‪ -.‬ص ‪.8-7‬‬
‫‪ (1)90‬المرجع السابق نفسه‪ -.‬ص ‪.8‬‬
‫وبثها على أوعيــة مختلفــة‪ ،‬كمــا يعنــي أيضـا ً تقــديم هــذه القواعــد حســب‬
‫الطرق الحديثة ‪ ،‬حيث تأتي مترافقة مع الوثائق المتعددة الوسائط والنص‬
‫المترابط )‪ . (Hypertext‬وخلصة القول أن ذلك يستدعى الهتمام بتقنيات‬
‫النشر والتصميم‪ ،‬وزيادة على ذلك فعلي اختصاصــي المعلومــات الجديــدة‬
‫استحداث موقع لمركز المعلومات على الشبكة العنكبوتية )‪ (Web‬وتأليف‬
‫صفحة الستقبال وملءمة الفهرس المباشــر المتــاح للجمهــور لمتطلبــات‬
‫الويب‪ .‬كذلك يمكنه إنشاء مواقع متخصصة حيث تنظم المعلومات وتوجيه‬
‫الباحث بشكل يساعده على تحديد أهدافه ‪ .‬والمثال على ذلــك مــا يقــدمه‬
‫قسم المراجـع فـي مكتبـة الكـونغرس مـن انتقـاء لمواقـع حـول مواضـيع‬
‫مختلفة وتقديمها بطريقة سهلة للبحث‪.‬‬
‫‪ /3‬المدرب‪:‬‬
‫أن ُتعّرض المستخدمين أنفسهم لستعمال مختلف أدوات وأوعيــة‬
‫المعلومات يفرض عليهم ‪ ،‬وربما أكثر مــن أي وقــت مضــى ‪ ،‬إتبــاع دورات‬
‫تدريبية في المجال ويرتكز هذا التعليم على استخدام الوعية الحديثة لكل‬
‫من لم تتــاح لــه فرصــة اســتعمال هــذه التقنيــة‪ .‬ولبــد للمســتخدمين مــن‬
‫التدريب دائما ً على طرح السئلة الملئمة ‪ ،‬لذلك لبد من مســاعدتهم فــي‬
‫تحديد استراتيجيات البحث على مختلف قواعــد المعلومــات الــتي تهمهــم‪،‬‬
‫فيكون تعليم المستخدم وسيلة يعبر بها بمسؤوليه إلي حريــة الًتعلــم‪ .‬وأن‬
‫تدريب المستفيدين على الستقللية في البحث‪ ،‬يجعل من المكتبــة مكان ـا ً‬
‫للتعليم بحرية)‪.(91‬‬

‫‪ ()91‬مود السطفان هاشم ‪ .‬أخصائي المعلومات ‪ :‬تحولت المهنة وواقعها في لبنان ‪ -.‬المجلة‬
‫العربية للمعلومات‪ ،‬مج ‪ ،19‬ع ‪1998) ،2‬م(‪ -.‬ص ‪133 -132‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like