Professional Documents
Culture Documents
السؤال :األخت المستمعة (م .ع .س) من األحساء بعثت برسالة تقول في
كثيرا ما أشك في صالتي ،فمثالً :إذا
أحد أسئلتها في تلك الرسالة :أنا ً
أردت القيام للركعة الثانية أو الثالثة أشك هل سجدت وجلست بين
السجدتين أو أني سجدت سجدة واحدة فقط ،وهذا كثيرا ً ما ينتابني ،فهل
صالتي والحال ما ذكر صحيحة ،أما أن علي إعادة؟ وجهوني إلى
خيرا
.الطريق السليم جزاكم هللا ً
الجواب :هذا من الشيطان ،هذه الوسوسة من الشيطان ،والواجب عليك مخالفته والحذر من
طاعته ،ويشرع لك أن تعوذي باهلل من الشيطان الرجيم عند هذه الوسوسة ،تقولي :أعوذ
باهلل من الشيطان الرجيم ،وأنت في الصالة وتنفثي ثالث مرات عن يسارك ثالث مرات
تقولي :أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ،إذا غلب الوسواس ،وإذا كان ذلك غالبًا عليك
فارفضيه واعملي بظنك ،إذا كان ظنك أنك سجدت ال تعيدي السجود ،وإذا كان ظنك أنك
سجدت سجدتين كذلك ال تعيدي السجود ،اعملي بالظن في هذا إرغا ًما للشيطان وعدم طاعة
له ،واستمري في صالتك وليس عليك شيء ،أما إذا كانت الوسوسة قليلة وشكيت هل
سجدت أم ما سجدت اسجدي وكملي الصالة ،وإذا كان في آخرها اسجدي للسهو سجدتين
قبل السالم ،فإذا نهضت من السجدة وشككت هل هذه السجدة األولى أو الثانية اجعليها
األولى واجلسي بين السجدتين وقولي :رب اغفر لي رب اغفر لي ثم اسجدي الثانية ثم
قومي للثانية من صالتك أو الثالثة أو الرابعة؛ ألن الواجب أن تعملي باليقين ،والنبي ﷺ
إذا شك أحدكم في صالته فلم يدر كم صلى ثالثًا أم أربعًا فليطرح الشك وليبن على ما :قال
استيقن ،فأنت مأمورة بطرح الشك والبناء على اليقين إذا كانت الوسوسة قليلة ،وإذا شكيت
هل صليت واحدة أو ثنتين اجعليها واحدة ،وإذا شككت هل هي ثنتين أو ثالث اجعليها ثنتين
وهكذا ،تعملين باليقين وتكملي الصالة ،وإذا كملتيها تسجدين للسهو سجدتين قبل السالم كما
أمر النبي ﷺ ،وهكذا في القيام إذا شكيت هل ركعت أو ما ركعت اعتبري نفسك ما ركعت
واركعي ثم ارفعي ،وإذا كان في آخرها اسجدي للسهو سجدتين قبل السالم عن هذا السهو.
أما إذا غلبت الوسوسة وكثرت مثلما تقدم اطرحيها وال تلتفتي إليها واعملي بظنك واستمري
في صالتك ،وليس عليك سجود سهو؛ ألن هذا من لعب الشيطان فالواجب مخالفته والتعوذ
..باهلل منه .نعم
.المقدم :جزاكم هللا خيرا ً
الوساوس من الشيطان ،والواجب عليك العناية بصالتك واإلقبال عليها ،والطمأنينة :ج
قَ ْد أ َ ْفلَ َح ْال ُمؤْ ِمنُونَ الَّذِينَ ُه ْم فِي :فيها حتى تُؤديها على بصيرةٍ ،وقد قال هللا سبحانه
ً
رجال ال يُتم صالته وال ص َالتِ ِه ْم خَا ِشعُونَ [المؤمنون ،]2-1 :ولما رأى النبي ﷺ َ
قمت إلى الصالة فأسبغ الوضوء ،ثم استقبل القبلة :يطمئن فيها أمره باإلعادة ،وقال له َ إذا
فكبر ،ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ،ثم اركع حتى تطمئن راكعًا ،ثم ارفع حتى تعتدل ِ
سا ،ثم اسجد حتى تطمئن قائ ًما ،ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ،ثم ارفع حتى تطمئن جال ً
.متفق عليه ][1ساجدًا ،ثم افعل ذلك في صالتك كلها
وإذا تذكرت أنك في الصالة قائمة بين يدي هللا تُناجينه سبحانه ،فإن ذلك يدعو إلى خشوعك
في الصالة ،وإقبالك عليها ،وبُعد الشيطان عنك ،وسالمتك من وساوسه ،وإذا كثر عليك
وتعوذي باهلل من الشيطان الرجيم َّ الوسواس في الصالة فانفثي عن يسارك ثالث مراتٍ،
.ثالث مراتٍ ،فإنه يزول عنك إن شاء هللا
يوقد أمر النبي ﷺ بعض أصحابه بذلك لما قال له :يا رسول هللا ،إن الشيطان لبَّس عل َّ
.صالتي
وليس عليك أن تُعيدي الصالة بسبب الوسواس ،بل عليك أن تسجدي للسهو إذا فعلت ما
سهوا ،ومثل :ترك التسبيح في الركوع والسجود يُوجب ذلك ،مثل :ترك التشهد األول ً
مثال؟ فاجعليها ثالثًا ،وأكملي
ت ثالثًا أم أربعًا في الظهر ً
سهوا ،وإذا شككتِ :هل صلي ِ ً
الصالة ،واسجدي للسهو سجدتين قبل السالم ،وإذا شككت في المغرب :هل صليت اثنتين أم
ثالثًا؟ فاجعليها اثنتين ،وأكملي الصالة ،ثم اسجدي للسهو سجدتين قبل السالم؛ ألن النبي ﷺ
[2].أمر بذلك .وهللا ولي التوفيق
رواه البخاري في (كتاب االستئذان) باب ( ،)18ومسلم في (كتاب الصالة) ح 1.
( )45باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة وإن لم يحسنها وال أمكنه تعلمها قرأ
.ما تيسر من غيرها
نشرت في المجلة العربية في جمادى األولى 1414هـ( .مجموع فتاوى ومقاالت 2.
.الشيخ ابن باز )260 /11
الجواب :هذا من الشيطان ،والحل لهذا أن يعرض عن هذا الشيء وأال يلتفت إليه
بل هو من الوساوس ،فيتوضأ الوضوء الشرعي وهو التمسح يبدأ بالمضمضة
واالستنشاق ويكفي وال يلتفت إلى هذا الذي يظنه خرج من دبره من الريح بعدما
شرع في الوضوء ،بل يستمر في وضوئه وال يلتفت إلى هذه الوساوس حتى
يجزم مثل الشمس أنه خرج منه شيء ،فإذا جزم وتيقن أنه خرج منه شيء يعيد
الوضوء ،يعني يعيد التمسح الذي هو غسل الوجه واليدين ومسح الرأس وغسل
الرجلين هذا يسمى الوضوء الشرعي ،أما غسل الدبر والقبل فيسمى االستنجاء،
فينبغي أن نتنبه للفرق ،بعض العامة قد يشتبه عليه هذا ،فغسل الدبر والقبل يسمى
استنجاء عن الغائط والبول وإن كان بالحجارة يسمى استجمار ،أما الوضوء
الشرعي فالمراد به غسل الوجه مع المضمضة واالستنشاق ،غسل اليدين مع
المرفقين ،مسح الرأس مع األذنين ،غسل الرجلين ،هذا يسمى الوضوء الشرعي،
..ويسميه بعض الناس التمسح .نعم
- 4عالج الوسوسة في الطهارة والصالة
السؤال :السؤال األخير لألخوين في هذه الحلقة يقول :عندما أقوم
للصالة أشعر أحيانا ً بالوسوسة فهل علي إثم في هذه الوساوس التي
تنتابني رغما ً عني وهل من عالج شافٍ لها ،نرجو التوجيه جزاكم
هللا خيراً؟
الجواب :نعم عليك التعوذ باهلل من الشيطان عليك الحرص على محاربة عدو هللا
اس َم ِل ِك :الشيطان فإن الوسواس من الشيطان ،كما قال هللا ب النَّ ِ قُل أ َ ُ
عوذ ُ ِب َر ِ
اس [الناس ،]4-1:فالمسلم يستعيذاس ال َخنَّ ِ اس إِلَ ِه النَّ ِ
اس ِمن ش َِر ال َوس َو ِ النَّ ِ
باهلل من شره ومن نزغاته في الصالة وغيرها فإذا كنت مبتلى بالوساوس فعليك
باالستعاذة باهلل من الشيطان والحرص على اإلقبال على هللا في صالتك وحضور
قلبك بين يدي هللا التدبر لكتاب هللا ولما أنت فيه من الصالة حتى تشغل بهذا عن
وساوس الشيطان ،وإذا دعت الحاجة إلى أن تستعيذ به وأنت في الصالة تستعيذ به
وأنت في الصالة فاستعذ باهلل ،تتفل عن يسارك ثالث مرات وتقول :أعوذ باهلل من
الشيطان أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم تستعيذ باهلل من شره تنفث عن يسارك،
النبي ﷺ لما اشتكى إليه عثمان بن أبي العاص الثقفي شكا إليه كثرة الوسواس وأن
الشيطان لبس عليه صالته أمره أن ينفث عن يساره ثالث مرات وهو في الصالة
ففعلت فذهب عني ذلك ،فينبغي للمؤمن أن يستعيذ :ويتعوذ باهلل من الشيطان ،قال
باهلل من الشيطان في الصالة وخارجها ،إذا ابتلي بذلك يكون عنده قوة وعنده عناية
بإقباله على هللا .......بين يدي هللا حتى يسلم من عدو هللا وإذا شك هل توضأ أو ما
توضأ؟ وهو يشوف إنه توضأ ال يعيد الوضوء ،صلى وهو يعلم إنه صلى ال يعيد
الصالة ،غسل وجهه وهو يعلم أنه غسل وجهه ال يعيد غسل وجهه يغسل يديه
وهكذا ال يطاوع الشيطان في الوساوس التي تؤذيه وتضره وتحاربه بقوة ويتعوذ
.باهلل من مكائده ونزغاته بقوه حتى يسلم من شره ومكائده ،وهللا المستعان .نعم
.المقدم :هللا المستعان ،جزاكم هللا خيرا ً
الجواب :الواجب عليك أن تتقي هللا سبحانه وتعالى ،وأن تحذري طاعة عدو هللا
عد ٌُّو فَات َّ ِخذُوهُ َعد ًُّوا :الشيطان؛ ألنه عدو مبين ،كما قال هللا سبحانه طانَ لَ ُكم َ شي َإِ َّن ال َّ
ير
س ِع ِ عوا ِحزبَهُ ِليَ ُكونُوا ِمن أَص َحا ِ
ب ال َّ [فاطر ،]6:ونزل هللا فيها سورة إِنَّ َما يَد ُ
اس :مستقلة وهي قوله سبحانه اس ِإلَ ِه النَّ ِ اس َم ِل ِك النَّ ِ عوذُ ِب َر ِ
ب النَّ ِ قُل أ َ ُ
اس [الناس ]4-1:وهو الشيطان اس ال َخنَّ ِ
. ِمن ش َِر ال َوس َو ِ
فالواجب عليك أن تحاربيه وأن تحذري مكائده ووساوسه ،وأال تليني له ،فإن
اإلنسان متى الن لعدو هللا طمع فيه ،وأشغله في وضوئه وصالته وسائر أحواله،
ولكن عليك بالرفض لوساوسه ،إذا توضأت فانتهي وال تعيدي الوضوء ،وال
تقولي :أخاف كذا أخاف كذا ،ال؛ متى انتهيت وغسلت قدميك فانتهي واذهبي إلى
.الصالة
ومتى صليت فال تعيدي الصالة ،تقولين :أخاف قصرت في كذا أخاف كذا ،دعي
هذه الوساوس ،ومتى كبرت ال تعيدي التكبير ،يكفي التكبير الذي جرى وال تقولي:
.أخشى أخشى ،كل هذا من عدو هللا
فالمقصود من هذا أن الواجب عليك أن تحاربي عدو هللا محاربة قوية شديدة حتى
تخلصي منه ،وحتى ال يطمع فيك بعد ذلك ،أما إذا أعطيتيه الليان والسهوة معه
فإنه سوف يطمع فيك ،وسوف يضرك ضررا ً عظيما ً وربما صيرك كسائر
.المجانين في تصرفاتك؛ ألنه غلب عليك بالوساوس ،فاتقي هللا واحذري عدو هللا
وقولي أيضاً :نعوذ باهلل من الشيطان الرجيم ،تعوذي باهلل من الشيطان الرجيم،
واسألي هللا أن يقيك شر عدو هللا ،وأن يعينك على محاربته ،واستحضري عظمة
ووجوب طاعة أمره في التعوذ باهلل من الشيطان وعدم الخضوع لوساوسه ،هللا
.وهذا مما يعينك على طاعة هللا وعلى ترك الوساوس
.المقدم :بارك هللا فيكم
يدعو اإلنسان بما يسر هللا له من الدعوات ،مثل أن يقول( :اللهم أعذني من :ج
الشيطان ،اللهم أجرني من الشيطان ،اللهم احفظني من الشيطان ،اللهم أعني على
ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ،اللهم احفظني من مكايد الشيطان) ،ويكثر من ذكر
.هللا ،وقراءة القرآن ،ويتعوذ باهلل من وسوسة الشيطان الرجيم ولو في الصالة
وإذا غلب عليه الوسواس في الصالة شرع له أن ينفث عن يساره (ثالث مرات)،
ويتعوذ باهلل من الشيطان ثالثا؛ ألنه قد صح عن رسول هللا عليه الصالة والسالم
ما يجده من الوساوس في الصالة أنه شكا إليه عثمان بن أبي العاص الثقفي
فأمره أن ينفث عن يساره (ثالث مرات) ويستعيذ باهلل من الشيطان الرجيم وهو
.في الصالة ،ففعل ذلك فذهب عنه ما يجده
والحاصل :أن المؤمن والمؤمنة إذا ابتليا بهذا الشيء فعليهما :أن يجتهدا في سؤال
هللا العافية من ذلك ،وأن يتعوذا باهلل من الشيطان كثيرا ،ويحرصا على مكافحته
في الصالة وفي غيرها ،وإذا توضأ فليجزم أنه توضأ وال يعيد الوضوء ،وإذا
صلى يجزم أنه صلى وال يعيد الصالة ،وكذلك إذا كبر ال يعيد التكبير؛ مخالفة
لعدو هللا ،وإرغاما له ،وال ينبغي أن يخضع لوساوسه ،بل يجتهد في التعوذ باهلل
[1].منها ،وأن يكون قويا في حرب عدو هللا حتى ال يغلب عليه