You are on page 1of 476

‫جػػػامعػػػػػػػػػػػػػة قػػػػاصػػػػػػػػػػػػدي مػربػػػػػػػػػػػػػػػػػاح ورقمػػػػػػػػػػػػػػػػػة‬

‫كميػػػة الحقػػػػػػػػػػوؽ والعمػػػػػػػػوـ السياسيػػػػػػػة‬


‫قسػػػػػػػػػػػػػػػػـ الػحػقػػػػػػػػػوؽ‬

‫أطروحة مقدمة الستكماؿ متطمبات شيادة الدكتوراه‪ ،‬الطور الثالث‬


‫الميداف‪ :‬الحقوؽ والعموـ السياسية‬
‫الشعبة‪ :‬الحقوؽ‬
‫التخصص‪ :‬تحوالت الدولة‬
‫بعنواف‪:‬‬

‫الصفقات العمومية‬
‫بيف الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬

‫إشراؼ األستاذ الدكتور‪ :‬نصر الديف األخضري‬ ‫إعداد الطالب‪ :‬مرواف الدىمة‬

‫لجنػػػػػػػػػػػػة المناقشػػػػػػػػػػػػػة‬

‫الصفة‬ ‫المؤسسة‬ ‫الدرجة العممية‬ ‫االسـ والمقب‬


‫رئيساً‬ ‫جامعة ورقمة‬ ‫أستاذ التعميـ العالي‬ ‫أ‪.‬د ىميسي رضا‬
‫مشرفاً ومقر ارً‬ ‫جامعة ورقمة‬ ‫أستاذ التعميـ العالي‬ ‫أ‪.‬د االخضري نصر الديف‬
‫مناقشاً‬ ‫جامعة ورقمة‬ ‫أستاذ محاضر " أ "‬ ‫د‪ .‬سويقات احمد‬
‫مناقشاً‬ ‫جامعة ورقمة‬ ‫أستاذ محاضر " أ "‬ ‫د‪ .‬بوطيب بف الناصر‬
‫مناقشاً‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أستاذ محاضر " أ "‬ ‫د‪ .‬عبد العالي حاحة‬
‫مناقشاً‬ ‫جامعة الوادي‬ ‫أستاذ التعميـ العالي‬ ‫أ‪.‬د خمؼ فاروؽ‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019 :‬‬


‫بسم هللا امرحامن امرحمي‬

‫" اَي َأُّيه اا ذ ِاَّل اين أ امنُوا َأ ْوفُوا ِِبمْ ُؾ ُلود "‬
‫الية (‪ )1‬من سورة املائدة‪.‬‬

‫ا‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ذ‬


‫اَّلل ادل اار الخ ار اة اوَل ث اانس‬ ‫ف‬‫ِ‬
‫ا"وابْ اتؿ ِ مياا أَتا اك ذ ُ‬
‫ه ِاطي اب ام ِم ان هادلهْ ايا او َأ ْح ِسن ا امَك َأ ْح اس ان ذ ُ‬
‫اَّلل‬
‫اما ْي ام او اَل ثا ْبؿ ِ امْ اف اسا اد ِِف ْ َال ْر ِض ا ذن ذ ا‬
‫اَّلل اَل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُِي هب امْ ُم ْف ِس ِد اين"‬
‫الية (‪ )77‬من سورة املطص‪.‬‬

‫ضدق هللا امؾغمي‬


‫اَلإىـــــــــداء‬

‫اإىل من بلؿ امرساةل و أأدى ا ألماهة س يد اخللق وخليل احلق‬


‫س يدان محمد ضىل هللا ؽليو وسمل‬
‫اإىل من لكهل هللا ِبمييبة واموكار‪...‬اإىل من ؽلمين امؾطاء بدون اهتغار‬
‫أأيب امؾزيز حفغو هللا و أأمده بوافر امطحة وامؾطاء‬
‫اإىل س ندي وبسمة احلياة أأيم امغامية أأمدىا هللا بوافر امطحة وامؾطاء‬
‫فللد اكهت جامؾة حلنان ا ألىل وَلإخالص احلبيب‬
‫اإىل روح أأيخ اإبراىمي رمحو هللا اَّلي اكن امس ند ملا وضلت اإميو اميوم‬
‫سائ ًال املوىل أأن جيؾل ما كدمو يل ِف مزيان حس ناثو‬
‫اإىل أأخوايت وإاخويت ولك أأفراد ؽائليت بدون اس تثناء‬
‫لك ِبمسو وملامو وؽىل ر أأسيم امؾم محمد‬
‫اإىل زماليئ ِف ادلفؾة وِبيق ادلفؾات‬
‫اإىل لك ا ألحبة وا ألضدكاء‬
‫اإىل لك ما ثلامس مؾي حالوة اإجناز ىذا امؾمل‬
‫وشد بيدي و أأزري ِف لك ا ألوكات‬
‫اإىل لك ىؤَلء أأىدي مثرة هجدي‬

‫مـروان ادلمهة‬
‫شكر وؼرفان‬
‫اذلد وامشكر هلل اَّلي ىداان نلحق وس بل امرشاد‬
‫اذلد هلل اَّلي وفلين َلإمتام ىذا امؾمل و أأانر يل سبيل امؾمل واملؾرفة‬
‫اإىل مجيػ مؾلمي و أأساثذيت أأيامن اكهوا وحيامث وجدوا فليم مين جزيل امشكر وامؾرفان‬
‫و أأثلدم خبامص امشكر وامؾرفان ِبدليل والاحرتام وامتلدير‬
‫ملن اختطين ِبمنطح وامتوجيو أأس تاذي امفاضل اَّلي حامفين منو حظ ا إَلرشاف‬
‫ؽىل ىذه ا ألطروحة ‪:‬‬
‫ا ألس تاذ ادلنتور‪ :‬ا ألخرضي هرص ادلين‬
‫فللد اكن أأرىق مرشد و أأفضل موجو و أأضدق مؾني‪ ...‬أأمده هللا بوافر امطحة وامؾافية‬
‫نام أأثوجو ِبمشكر اجلزيل اإىل ا ألساثذة أأؼضاء جلنة املناكشة‬
‫و أأمثن ثؾهبم وحرضيم ؽىل مناكشة ىذا امؾمل‬
‫امشكر موضول نلس يد معيد لكية احللوق وامؾلوم امس ياس ية ا ألس تاذ ادلنتور‬
‫"بوحنية كوي" اَّلي وفر منا رفلة طامق املكية مناخ امبحث وامتكوين‬
‫نام أأثلدم ِبمشكر نلس يد معيد لكية احللوق وامؾلوم امس ياس ية جبامؾة ـرداية‬
‫ادلنتور "شول بن شيرة" ؽىل دمعو املتواضل‬
‫و أأثلدم ِبمشكر وامؾرفان ملك أأساثذة وموعفي جامؾة وركةل‬
‫وملك أأساثذة وموعفي جامؾة ـرداية‬
‫فللجميػ ممك مين جزيل امشكر وامؾرفان‬
‫مـروان ادلمهة‬
‫المختصرات‪:‬‬
‫‪ABREVIATIONS‬‬

‫بالمغة العربية‪:‬‬
‫‪ ‬ك ازرة المالية ‪ ،‬قسـ الصفقات العمكمية‪ ،‬مصمحة متابعة قسـ الصفقات العمكمية‪ ،‬مصمحة الفحص‬
‫(ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت)‬ ‫كالتدقيؽ‪:‬‬
‫‪ ‬ك ازرة المالية‪ ،‬المديرية العامة لمضرائب‪ ،‬مديرية التشريع كالتنظيـ الجبائييف‪ ،‬المديرية الفرعية‪( :‬كـ‪/‬ـ‬
‫ع ض‪/‬ـ ت ت ج‪/‬ـ ؼ)‬
‫‪ ‬ك ازرة المالية‪( :‬ك ـ)‬
‫‪ ‬دينار جزائرم‪ ( :‬دج)‬
‫‪ ‬الصفحة‪( :‬ص)‬
‫‪ ‬قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ( :‬ؽ إ ـ إ)‬
‫‪ ‬قانكف العقكبات الجزائرم‪ ( :‬ؽ ع ج)‬
‫‪ ‬قانكف العقكبات الفرنسي‪ ( :‬ؽ ع ؼ)‬
‫‪ ‬قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم‪ ( :‬ؽ إ ج ج)‬
‫‪ ‬قانكف اإلجراءات الجزائية الفرنسي‪ ( :‬ؽ إ ج ؼ)‬
‫‪ ‬قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ( :‬ؽ ك ؼ ـ)‬

‫باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫)‪Journal officiel de la République française: (J O R F‬‬
‫‪‬‬ ‫)‪Libraire Générale de Droit et de Jurisprudence (L.G.D.J‬‬
‫‪‬‬ ‫(‪l’actualité juridique de droit administratif:)A.J.D.A‬‬
‫‪‬‬ ‫(‪Revue de droit public et de la science politique en France et à l’étranger: )R.D.P‬‬
‫‪‬‬ ‫(‪Etude Juridique de Droit Administratif: )E.J.A‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Revue Algérienne des Sciences Juridiques, Economiques et Politiques. )rasjep(.‬‬
‫‪‬‬ ‫(‪Office des Publications Universitaires: )OPU‬‬
‫‪‬‬ ‫) ‪Ouvrage Précédemment cité: (Op.cit‬‬
‫‪‬‬ ‫)‪page: (P‬‬
‫‪‬‬ ‫)‪Article: (Art‬‬
‫‪‬‬ ‫)‪Numéro: (N°‬‬
‫‪‬‬ ‫(‪Volume: )Vol‬‬
‫مقــــدمـــة‬
‫الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫مقذمة‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يقتضي مبدأ حسف سير المرافؽ العامة بانتظاـ كاطراد‪ ،‬أف تباشر اإلدارة مياميا عف طريؽ كسائؿ‬
‫الضبط في مجاؿ التسيير اإلدارم كالمالي لجميع نشاطاتيا كمياميا‪ ،‬حيث تعتمد في تحقيؽ أىدافيا‪،‬‬
‫المتمثمة أساسان في إشباع الحاجات العامة لممكاطنيف‪ ،‬عمى عدة كسائؿ تتيحيا ليا القكانيف كالتنظيمات‪،‬‬
‫لذلؾ فيي تباشر كظائفيا عف طريؽ أساليب مختمفة في طبيعتيا ككصفيا القانكني‪ ،‬فقد تككف ىذه األخيرة‬
‫أعماالن مادية‪ ،‬أك قانكنية التي تستأثر بيا في تحقيؽ النفع العاـ بامتيازات ككسائؿ ال مثيؿ ليا في نطاؽ‬
‫القانكف الخاص‪.‬‬

‫كاألعماؿ القانكنية التي تصدر عف اإلدارة‪ ،‬إما أف تككف بحد ذاتيا في شكؿ أعماؿ انفرادية مثؿ‬
‫الق اررات اإلدارية‪ ،‬أك في صكرة أعماؿ تعاقدية‪ ،‬حيث أف ىذه األخيرة ال تخضع لنظاـ قانكني كاحد‪ ،‬فيناؾ‬
‫عقكد خاضعة لنظاـ القانكف الخاص الذم يحكـ عقكد األفراد‪ ،‬استنادا عمى مبدأ العقد شريعة المتعاقديف‪،‬‬
‫كتمجأ اإلدارة إلى إبراـ ىذا النكع مف العقكد عندما تقرر أف إتباعيا أسمكب القانكف الخاص يكفي لتحقيؽ‬
‫أىدافيا‪ ،‬كتظير بمظير الشخص العادم في التعاقد مع األفراد‪ ،‬مجردةن مف امتيازات السمطة العامة‪،‬‬
‫كأحيانا أخرل؛ تدخؿ في ركابط عقدية مع الغير تظير فييا اإلدارة بمظير النفكذ كتمتعيا بامتيازات‬
‫السمطة العامة‪ ،‬مف بينيا الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫تعتبر الصفقات العمكمية مف بيف أىـ اآلليات القانكنية المجسدة لمنظاـ المالي العمكمي‪ ،‬الذم مف‬
‫خبللو تسعى الحككمة لترجمة الميزانية العامة لمدكلة في استيداؼ مختمؼ المجاالت االقتصادية‬
‫كاالجتماعية‪ ،‬كىي األداة اإلستراتيجية كالمفضمة لدييا في تنفيذ كبمكرة السياسة التنمكية كالتجسيد الميداني‬
‫لبلستثمارات كالمشاريع العمكمية‪ ،‬كالنيكض باالقتصاد الكطني كتنكيعو‪ ،‬كأثرىا الجمي عمى مناخ األعماؿ‬
‫لبناء اقتصاد تنافسي يضمف تكازف الكضعية االقتصادية في ظؿ الحفاظ عمى المقدرات المالية لمدكلة‪ ،‬مف‬
‫خبلؿ الرشادة في سيرىا كنجاعة تكظيفيا في ظؿ األكضاع السائدة‪.‬‬

‫كادراكا منو ليذه المتطمبات؛ باشر المشرع الجزائرم سمسمة مف اإلصبلحات استيدفت تحقيؽ‬
‫اإلصبلح اإلدارم‪ ،‬الذم كاف باعثان قكيان لمتفكير في إصبلح اإلطار الناظـ لمصفقات العمكمية خاصة في‬
‫ظؿ قصكر كمحدكدية التنظيـ السابؽ‪ ،‬كالذم أظير عمى ضكء تجارب الممارسيف بعض العقبات‬
‫كاالختبلالت التي أثرت سمبا عمى صرؼ األمكاؿ العمكمية كتسييرىا‪ ،‬األمر الذم جعؿ المشرع يضطرب‬
‫كيتردد في معالجة ىذه النقائص‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ الكـ اليائؿ لمتعديبلت‪ ،‬كفي فترة كجيزة كبنصكص‬
‫قانكنية مختمفة تفاكتت في قكتيا القانكنية‪ ،‬متكجان بذلؾ ىذه اإلصبلحات باستحداث اإلطار الجديد الناظـ‬
‫لمجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬ضمف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‬
‫كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬الذم يتكخى مف خبللو العمؿ عمى إرساء قكاعد كمبادئ تضمف نجاعة‬
‫الصفقات العمكمية ترتكز عمى ترسيخ المزيد مف الشفافية كالمنافسة كتحسيف مناخ األعماؿ‪ ،‬بغية تمكيف‬

‫~ ~‬
‫الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫مقذمة‪:‬‬

‫المصمحة المتعاقدة مف تمبية احتياجاتيا بشفافية كفعالية في إطار احتراـ النجاعة المتعمقة بالتنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬كذلؾ بإخضاعيا لضكابط كآليات كفيمة بضمانيا في مراحؿ إعداد كابراـ كتنفيذ الصفقات‬
‫العمكمية‪.‬‬

‫كال تبمغ ىذه القيكد كالضكابط ىدفيا كمبتغاىا‪ ،‬إال بكجكد رقابة فعالة عمى جميع المستكيات‪ ،‬كمراحؿ‬
‫إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬بداء مف تحضيرىا كابراميا كتنفيذىا‪ ،‬كاستكماالن ليذا اإلطار الرقابي تخضع‬
‫الصفقات العمكمية لرقابة قضائية تباشرىا الجيات القضائية عمى اختبلؼ أنكاعيا كمستكياتيا‪ ،‬تحقيقا‬
‫لمبدأ مشركعية التصرفات‪ ،‬كضماف المكازنة بيف المراكز القانكنية ألطراؼ العبلقة التعاقدية‪ ،‬ناىيؾ عف‬
‫دكرىا في حماية الماؿ العاـ‪.‬‬

‫إف االرتباط الكثيؽ لمصفقات العمكمية بالخزينة العمكمية باعتبارىا أىـ القنكات التي تصرؼ فييا‬
‫االعتمادات المالية‪ ،‬جعؿ منيا محؿ أطماع الكثير لمتكسب كالتربح كميدانا خصبا لمفساد كغيرىا في‬
‫السمككات التي تيدـ قيـ الشفافية كالنزاىة كتمس بأىـ المتغيرات في العبلقة التعاقدية كىي الحفاظ عمى‬
‫الماؿ العاـ‪ ،‬األمر الذم أدل الزدياد أىمية مكافحة الفساد المصاحب لمصفقات العمكمية‪ ،‬ذلؾ أف كجكد‬
‫إستراتيجية لمكاجية الفساد أصبحت ضركرة حتمية كمطمبان دكليان‪ ،‬تحتاج إلرفاقيا بإجراءات قانكنية‬
‫تحصنيا كتقطع الطريؽ أماـ كؿ أشكاؿ الفساد الذم قد يعترييا‪ ،‬خاصة في ظؿ الفضائح المالية لمعديد‬
‫مف القطاعات مف خبلؿ التبلعب بالصفقات التي أخذت أبعادىا الكطنية كالدكلية بتكاطؤ العديد مف‬
‫المسؤكليف كالمؤسسات األجنبية مست بأىـ المجاالت الحيكية كانعكست سمبا عمى نظاـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كىك ما جعؿ الجزائر حسب التقارير الصادرة عف منظمة الشفافية الدكلية مف بيف الدكؿ أكثر‬
‫فسادان‪ ،‬فقد احتمت تبعا لذلؾ الرتب ‪ 112 ،108 ،88‬عمى التكالي لسنكات ‪ ،2017 ،2016 ،2015‬كىك‬
‫ما جعمو ىاجسا كطنيا كدكليا تنعكس آثاره عمى عرقمة مجيكدات التنمية كتقميص جاذبية االستثمار‬
‫كتقكيض التنافس االقتصادم‪.‬‬

‫كأماـ تداعيات حجـ الفساد الذم أخذ منحى تصاعديان مستم انر السيما أماـ التحكالت التي ال يزاؿ‬
‫يعرفيا االقتصاد الكطني‪ ،‬كبالمكازاة مع ذلؾ كتماشيا مع االلتزامات الدكلية عمؿ المشرع الجزائرم عمى‬
‫استحداث القانكف رقـ ‪ 01/06‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو كالذم ييدؼ إلى دعـ التدابير الرامية‬
‫ل مكقاية مف الفساد كتعزيز الشفافية كالنزاىة في تسيير القطاعيف العاـ كالخاص‪ ،‬كىك ما يعكس مدل رغبة‬
‫المشرع في تطكير المنظكمة القانكنية كمكاكبتيا لمستكل التطمعات التي تفرضيا االلتزامات الدكلية في‬
‫مجاؿ مكافحة الفساد كازالة كؿ عكارض ترشيد الصفقات العمكمية كالزج بيا في منافذ الفساد‪ ،‬كذلؾ خبلؿ‬
‫تبني ىذا اإلصبلح القانكني لآلليات الكقائية لتفادم الكقكع في جرائـ الصفقات العمكمية سكاء ما تعمؽ‬
‫منيا بالمكمفيف بإبراـ الصفقات العمكمية أك بترشيد الماؿ العاـ كحسف تدبيره‪ ،‬ىذا المنظكر بمفرده‪،‬‬

‫~ ~‬
‫الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫مقذمة‪:‬‬

‫يستطيع أف يغطي مجاؿ الصفقات العمكمية بيف الطابع اإلدارم كالطابع الجزائي – مكضكع ىذه الدراسة‪-‬‬
‫بالنظر إلى خصكبة مسالؾ البحث التي يكفرىا‪.‬‬

‫‪ ‬أىداؼ الدراسة‪:‬‬

‫تيدؼ الدراسة باألساس إلى الكقكؼ عمى مضاميف اإلطار الناظـ لمصفقات العمكمية مف خبلؿ‬
‫البحث في قكاعده اإلجرائية التي تأمف سير العممية التعاقدية كأىـ ما استحدث في ىذا المجاؿ كمدل‬
‫نجاعتيا في حفظ الماؿ العاـ كالعمؿ عمى تقييميا‪.‬‬

‫عمى الرغـ مف اإلصبلحات المتعددة كالمتزامنة ليذا اإلطار إال أنو ال يزاؿ يطرح العديد مف‬
‫التساؤالت أثناء التطبيؽ العممي الذم يصادؼ باستمرار ظيكر العديد مف النقائص كالمشاكؿ التي تكاجو‬
‫رجؿ اإلدارة في فيـ محتكم ىذه النصكص كىك ما يؤكده كاقع الحاؿ مف خبلؿ الكـ اليائؿ لمتكضيحات‬
‫الصادرة عف قسـ الصفقات العمكمية بك ازرة المالية لمعديد مف الجيات اإلدارية كىك ما يعكس الغمكض‬
‫الذم يكتنؼ مضاميف بعض النصكص التي جاء بيا ىذا اإلصبلح‪.‬‬

‫كما تيدؼ ىذه الدراسة إلى التطرؽ إلى مكاطف التكفيؽ كالقصكر كاإلخفاؽ التي كقع فيو المشرع‬
‫مقارنة بالتنظيمات السابقة‪ ،‬كالتي يمكف استغبلليا مف قبؿ أحد مكظفي المصالح المتعاقدة بالتكاطؤ مع‬
‫أحد المتنافسيف مما يجعؿ الصفقة تحيد عف الغرض المشركع‪ ،‬إلى جانب الكقكؼ عمى البيئة القانكنية‬
‫كالعممية المحيطة بيذا المجاؿ مف خبلؿ فحص بعض القكانيف ذات الصمة باإلطار الناظـ لمصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كالتعرض كتقييـ السياسة الجنائية المنتيجة مف قبؿ المشرع لمكافحة أشكاؿ الفساد الذم يعترم‬
‫مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ ‬أىمية الدراسة‪:‬‬

‫يحظى مكضكع الدراسة بأىمية عممية كعممية تتجمى‪:‬‬

‫‪ -‬مف الناحية العممية‪ :‬يقدـ المكضكع دراسة قانكنية لئلصبلح الحالي لمصفقات العمكمية (المرسكـ‬
‫الرئاسي ‪ ،)247/15‬مف خبلؿ البحث في مضاميف القكاعد اإلجرائية التي تضبط العبلقة التعاقدية‪ ،‬كمدل‬
‫انعكاسيا في تحقيؽ المكازنة بيف تكريس مبادئ النزاىة كالشفافية كاإلنصاؼ كتحقيؽ الفعالية في إبراـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬كبياف اإلستراتيجية المنتيجة في مكاجية أشكاؿ الفساد الذم يعترم ىذا المجاؿ‪ .‬إلى‬
‫جانب ذلؾ فإف مكضكع ىذا الدراسة باعتباره مف المجاالت الحيكية التي خضعت لمعديد مف التعديبلت‬
‫جعمت منو مجاال يشكؿ مكضكعا يتميز بالطابع البحثي كمجاال يعنى بالنقاش كاإلثراء‪.‬‬

‫‪ -‬أما مف الناحية العممية‪ :‬فإف مكضكع الصفقات العمكمية يكتسي أىميتو مف الرىاف المالي الكبير‪،‬‬
‫الذم يربط بيف اإلنفاؽ العاـ كانجاز المشاريع العامة كخمؽ التنافسية بيف مختمؼ األطراؼ الفاعمة في ىذا‬
‫المجاؿ‪ ،‬كىك ما يجعؿ اإلطار الناظـ لمجاؿ الصفقات العمكمية مف بيف أىـ التحديات التي ينبغي عمى‬

‫~ ~‬
‫الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫مقذمة‪:‬‬

‫كؿ متعامؿ كعمى رأسيـ رجؿ اإلدارة أف يعرفيا كأف يبحث في مضامينيا مسمحا في ذلؾ بإدراؾ كاؼ‬
‫لممقتضيات القانكنية التي تنظـ ىذا المجاؿ‪ ،‬كاإلشكاليات العممية التي تطرحيا عف التطبيؽ العممي‪ ،‬مف‬
‫أجؿ ضماف تطبيؽ فعاؿ ليذه النصكص بالشكؿ الذم يضمف تحقيؽ الغاية مف المشرع ككبح التجاكزات‬
‫كالتقيد بكاجب النزاىة‪.‬‬

‫‪ ‬دوافع اختيار موضوع الدراسة‪:‬‬

‫كغيرىا مف مكاضيع الدراسات األكاديمية تتأرجح دكافع اختيار مكضكع الدراسة بيف الدكافع‬
‫المكضكعية منيا كالذاتية كفؽ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬الدوافع الموضوعية‪ :‬تتجمى ىذه الدكافع المكضكعية مف خبلؿ الدكر الذم تمعبو الصفقات العمكمية‬
‫باعتبارىا إحدل أىـ أكجو اإلنفاؽ العاـ الذم بات في تزايد مستمر نظ ار لتعدد مجاالت تدخؿ الدكلة‬
‫باعتبارىا الفاعؿ األساسي في تحريؾ العجمة التنمكية كتحسيف بيئة االستثمارات‪ ،‬كىك ما دفع بالمشرع بأف‬
‫يكلي االىتماـ بتنظيـ مجاؿ الصفقات العمكمية مف أجؿ ضماف جكدة الخدمات كحسف تدبير صرؼ الماؿ‬
‫العاـ ‪ ،‬كتحقيؽ أكجو التنمية المستدامة كتكفير كترقية االحتياجات المجتمعية‪ ،‬كمنع حدكث االتفاقات الغير‬
‫مشركعية التي تؤدم إلى تبديد كىدر الماؿ العاـ‪ ،‬ىذا كأف حداثة اإلصبلح الجديد لمصفقات العمكمية‬
‫كتميز مضمكنو كقمة األبحاث المستفيضة فيو جعؿ منو مجاال يعنى بالدراسة بالبحث كاالستقصاء‪.‬‬

‫‪ -‬الدوافع الذاتية‪ :‬فضبل عف تمؾ الدكافع ذات الصمة بدراسة إحدل أىـ القكانيف الناظمة لمنشاط اإلدارم‬
‫الذم يشيد تحكالت جذرية مختمفة‪ ،‬كالذم يعد مناط كجكىر اختصاصنا األكاديمي المرتبط بتحكالت‬
‫الدكلة‪ ،‬تتمثؿ دكافعنا الذاتية األخرل في االىتماـ الشخصي كالرغبة في البحث مجاؿ الصفقات العمكمية‬
‫الذم يعد حديث الساحة االقتصادية في تجسيد المشاريع‪ ،‬كمدل انعكاس ىذا التفاعؿ في تجسيد الحكامة‬
‫ف ي تدبير الماؿ العاـ كالحد مف أشكاؿ اليدر كالتبديد لممكارد المالية‪ ،‬فضبل عف دافعنا لممساىمة في إثراء‬
‫مجاؿ البحث العممي بيذه الدراسة خاصة أماـ شح الدراسات المتعمقة باإلصبلح الجديد لمصفقات‬
‫العمكمية كأحد أىـ مجاؿ القانكف اإلدارم‪.‬‬

‫‪ ‬الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫إف مكضكع الصفقات العمكمية بيف الطابع اإلدارم كالطابع الجزائي‪ ،‬يطرح في المعالجة مسألة‬
‫شاممة في مسار الصفقات العمكمية‪ ،‬كبالتالي فإف ىذا المكضكع غير شائع بصفة انفرادية ضمف البحوث‬
‫األكاديمية والمؤلفات السابقة‪ ،‬بينما تشيع دراستو في إحدل شقيو إما اإلدارم أك الجزائي‪ ،‬كاف كجدت فيو‬
‫بعض الدراسات ضمف المؤلفات كالبحكث األكاديمية‪ ،‬إال أنيا لـ تكف بالصفة التي تمت فييا ىذه الدراسة‪،‬‬
‫حيث تظير ضمف ذلؾ دراسة مقدمة مف قبؿ‪:‬‬

‫~ ~‬
‫الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫مقذمة‪:‬‬

‫‪ -‬الباحثة حميمي مناؿ المكسكمة بعنكاف " تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في‬
‫الجزائر"‪ ،‬أطركحة مقدمة الستكماؿ متطمبات شيادة دكتكراه‪ ،‬الطكر الثالث‪ ،‬تخصص تحكالت الدكلة‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪.2016/2015 ،‬‬

‫‪ -‬مؤلؼ مف جزئيف لؤلستاذ عمار بكضياؼ تحت عنكاف " شرح تنظيـ الصفقات العمكمية طبقا لممرسكـ‬
‫الرئاسي رقـ ‪ ،" 247/15‬دار الجسكر لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪ -‬مؤلؼ لؤلستاذ خرشي النكم‪ " ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظمة الصفقات‬
‫العمكمية) "‪ ،‬دار اليدل‪.2018 ،‬‬

‫كىذه الدراسات في مجمميا كاف تناكلت البحث في مضاميف اإلصبلح الحالي لتنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية إال أف إطارىا الدراسي قد اقتصر عمى تكضيح جكانب الطابع اإلدارم لمصفقات العمكمية‪ ،‬كاف‬
‫ىي أشارت لشقيا الجزائي فإف ذلؾ قد كاف بشكؿ مقتضب‪ ،‬خبلفا ليذه الدراسة التي تناكلت تحديد‬
‫الصفقات العمكمية بشقييا اإلدارم كالجزائي‪ ،‬مف خبلؿ البحث في مضاميف اإلصبلح الجديد بالبحث‬
‫كالتحميؿ كالنقاش‪ ،‬كما يكجد إلى جانب ذلؾ بعض الدراسات األخرل لبعض الباحثيف مف بينيا‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة مقدمة مف الباحث عبد الكريـ تبكف‪ ،‬المكسكمة بعنكاف" الحماية الجنائية لمماؿ العاـ في مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة) "‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه عمكـ‪ ،‬تخصص قانكف عاـ‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،‬الجزائر‪.2018/2017 ،‬‬

‫‪ -‬دراسة مقدمة مف الباحث حمزة خضرم‪ ،‬المكسكمة بعنكاف" آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات‬
‫العمكمية "‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه العمكـ في الحقكؽ‪ ،‬تخصص قانكف عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر (‪.2015/2014 ،)1‬‬

‫ىذه الدراسات‪ ،‬كاف كاف لمصفقات في إطار الدراسة نصيبا إال أنيا كانت دراسة قد اقتصرت ىيا‬
‫األخرل عمى بياف إطارىا اإلدارم دكف الجزائي أك العكس‪ ،‬مما يجعؿ دراستنا تختمؼ عنيا نسبيا إلتباعنا‬
‫لممقارنة في بعض جكانب الدراسة بداية‪ ،‬كمف خبلؿ حداثة النصكص القانكنية ذات الصمة بمكضكع‬
‫الدراسة مف جية أخرل‪ ،‬كىذا ما منح ليذا البحث أصالتو‪.‬‬

‫‪ ‬نطاؽ الدراسة‪:‬‬

‫مف أجؿ إضفاء الدقة في معالجة مكضكع الدراسة لمكصكؿ إلى طرح يعطي قيمة إضافية في مجاؿ‬
‫البحث العممي يتعيف تحديد حدودىا الموضوعية والزمانية‪ ،‬فترتبط الحدود الموضوعية ليذه الدراسة في‬
‫استجبلء مضاميف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬الناظـ لمجاؿ الصفقات العمكمية الذم يعد ثمرة‬
‫اإلصبلحات التي باشرىا المشرع في ىذا المجاؿ الحيكم‪ ،‬كالعمؿ عمى تحميميا كتقييميا قصد الكقكؼ‬

‫~ ~‬
‫الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫مقذمة‪:‬‬

‫عمى فعاليتيا في ضماف نجاعة الصفقات العمكمية كتجسيد مبادئ الشفافية كالنزاىة كحرية الكلكج لمطمبات‬
‫العمكمية التي تعد ركح كجكىر ىذا القانكف‪.‬‬

‫كنظ ار لكثرة كتعدد األفعاؿ المجرمة التي تمس بمبادئ الصفقات العمكمية التي تضمنتيا أحكاـ قانكف‬
‫الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬فإف الدراسة ارتكزت عمى بياف جريمتي الرشكة كالمحاباة لككنيا أكثر الجرائـ‬
‫شيكعا‪ ،‬ناىيؾ عف حجـ الممفات المتعمقة بيذا النكع مف الجرائـ المطركحة أماـ الجيات القضائية‬
‫المختصة‪.‬‬

‫أما بالنسبة لمحدود الزمانية‪ ،‬فالتحكالت كاإلصبلحات التي باشرىا المشرع الجزائرم في إطار مكاجية‬
‫التحديات التي تطرحيا الكضعية االقتصادية جعمت الدراسة ترتكز عمى تنظيـ الصفقات العمكمية الذم‬
‫يشكؿ أساس كمحكر ىذه الدراسة في إطار ىذه اإلصبلحات‪ ،‬مع إمكانية الرجكع لمتنظيمات السابقة‬
‫الناظمة ليذا المجاؿ مع تكظيؼ جكانب المقارنة ببعض التشريعات المقارنة ذات الصمة بمجاؿ الصفقات‬
‫العمكمية كقكانيف مكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ ‬إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫يسعى المشرع الجزائرم إلى تأميف مشركعية كفعالية النفقة العمكمية خبلؿ مرحمة إبراـ كتنفيذ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬باإلضافة إلى تجريمو لمختمؼ األفعاؿ التي تمس بمبادئ الصفقة العمكمية بغية‬
‫تجسيد الحياد المطمكب كحماية االقتصاد الكطني مف الفساد‪ ،‬كتأسيسا عمى ذلؾ فإف إشكالية الدراسة‬
‫تتمحكر في مدى فعالية اآلليات المقررة مف قبؿ المشرع وكفالتيا في ضماف موازنة بيف تحقيؽ النجاعة‬
‫في الصفقات العمومية وبيف الحد مف الفساد ؟‬

‫كيمكف أف تندرج تحت ىذه اإلشكالية الرئيسية األسئمة الفرعية التي نكجزىا فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ ‬إلى أم مدل كفؽ المشرع في كضع نظاـ قانكني متميز يتجاكز إختبلالت النظاـ السابؽ‪ ،‬كيؤمف‬
‫تحقيؽ النجاعة في إبراـ الصفقات العمكمية ؟‬

‫‪ ‬ما ىي أىـ الضكابط اإلجرائية التي تبناىا اإلصبلح الحالي لمصفقات نحك تأميف مسار الصفقات‬
‫العمكمية ؟‬

‫‪ ‬ما مدل فعالية سمطات القاضي اإلدارم في تأميف مشركعية الصفقات العمكمية ؟‬

‫‪ ‬ما مدل نجاعة السياسية الجنائية المنتيجة مف قبؿ المشرع في الحد مف أشكاؿ الفساد في مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية ؟ كما ىي أىـ اآلليات الكفيمة لتحقيؽ الردع في ارتكاب جرائـ الصفقات‬
‫العمكمية ؟‬

‫~ ~‬
‫الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫مقذمة‪:‬‬

‫‪ ‬منيج الدراسة‪:‬‬

‫اقتضى اإللماـ بكؿ ىذه األىمية كالسعي إلى تحقيقيا‪ ،‬مف خبلؿ اإلجابة عف اإلشكالية‪ ،‬االستعانة‬
‫بمناىج البحث العممي‪ ،‬حيث تـ االعتماد عمى المنيج التحميمي قصد إجراء دراسة تحميمية لمضاميف‬
‫اإلطار الناظـ لمصفقات العمكمية‪ ،‬كاإلطار القانكني المتعمؽ بقانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو كالربط‬
‫ف يما بينيا‪ ،‬ألف فيـ عمؽ اإلصبلحات التي جاء بيا التنظيـ الحالي ال يتـ إال مف خبلؿ تفسير كتحميؿ‬
‫نصكص ىذا القانكف‪ ،‬كالعمؿ تقييميا لمكقكؼ عمى مدل استدراؾ النقائص التي شابت التنظيـ السابؽ‪،‬‬
‫كمكاطف التمكف كاإلخفاؽ لئلصبلح الحالي لمصفقات العمكمية‪.‬‬

‫كما تـ االعتماد في بعض األحياف مف ىذه الدراسة عمى المنيج التاريخي‪ ،‬باعتبار التعديبلت‬
‫المتعاقبة التي عرفتيا المنظكمة القانكنية لمصفقات العمكمية‪ ،‬إلجراء المقارنة بيف مضاميف النصكص‬
‫الحالية كالسابقة قصد الكقكؼ عمى األسباب التي دعت لمتعديؿ كمدل نجاعتيا‪ ،‬مستعينا في ذلؾ بالمنيج‬
‫المقارف عرضان في بعض جكانب الدراسة كفؽ ما تتبناه بعض التشريعات المقارنة لمكقكؼ عمى مدل‬
‫مسايرة المشرع لمتطكرات الحاصمة في المجاؿ المتعمؽ بيذه الدراسة كالسعي نحك إصبلح المنظكمة التي‬
‫تحكـ مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ ‬خطة الدراسة‪:‬‬

‫إليبلء مكضكع الدراسة حقو مف البحث كاف مف الضركرم إتباع خطة تتماشى كمكضكع الصفقات‬
‫العمكمية بيف الطابع اإلدارم كالطابع الجزائي‪ ،‬حيث نستيؿ ىذا البحث بدراسة الضكابط التي تأمف‬
‫النجاعة في الصفقات العمكمية في الباب األكؿ‪ ،‬الذم تـ التطرؽ ضمف الفصؿ األكؿ منو إلى تحديد‬
‫مفيكـ الصفقة العمكمية مقارنة ببعض التشريعات‪ ،‬إلى جانب القكاعد التي تقكـ عمييا العبلقة التعاقدية‪،‬‬
‫بتحديد المراحؿ األكلى التي تضبط ميبلد الصفقة العمكمية باعتبارىا ضابطان أساسيا يضمف نجاعتيا كفؽ‬
‫آليات قانكنية تكفؿ تأميف شفافية إبراميا‪ ،‬في حيف خصص الفصؿ الثاني لدراسة الضكابط التي تحكـ‬
‫مسار الصفقة العمكمية كفؽ كعاء إجرائي محكـ‪ ،‬بتحديد القكاعد اإلجرائية التي تمر بيا العممية التعاقدية‪،‬‬
‫كاإلطار الرقابي المتعدد الذم يأمف سبلمة سيرىا‪.‬‬

‫أماـ الباب الثاني لمدراسة فقد خصص لدراسة نقاط التقاطع بيف القانكف اإلدارم كالجنائي‪ ،‬الذم‬
‫يعكس الطبيعة المختمطة ل مصفقات العمكمية القائمة عمى مزيج مف القكانيف كىك ما ارتبط بالباب األكؿ‪،‬‬
‫حيث تناكؿ الفصؿ األكؿ دراسة الصفقات العمكمية في مجاؿ القانكف اإلدارم مبرزيف في ذلؾ الدكر الذم‬
‫يمعبو القضاء اإلدارم في تأميف تصرفات اإلدارة مف خبلؿ مجمؿ آليات تدخمو (استعجاال أك إلغاءا أك‬
‫تعكيضا)‪ ،‬بينما خصص الفصؿ الثاني لدراسة الصفقة العمكمية في شقيا الجزائي‪ ،‬بإبراز أىـ الجرائـ التي‬
‫تمس مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كأىـ األطراؼ الفاعمة في العبلقة اإلجرامية‪ ،‬كبياف اآلليات التي تكفؿ‬
‫الحد منيا مف خبلؿ آليات البحث كالردع‪.‬‬
‫~ ~‬
‫الباب األوؿ‪:‬‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة‬
‫في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫الفصؿ األوؿ‪ :‬القواعد التي تحكـ عممية إبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬النظاـ اإلجرائي والرقابي عمى الصفقات العمومية‪.‬‬


‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الباب األوؿ‪:‬‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‪.‬‬
‫يكتسي مكضكع نظاـ الصفقات العمكمية أىمية بالغة القتصاديات الدكلة‪ ،‬كالتي تنبع مف ككف‬
‫الصفقة العمكمية تعد أىـ القنكات التي تتحرؾ فييا األمكاؿ العامة‪ ،‬كىي الطريقة المفضمة لدل الدكلة في‬
‫تفعيؿ السياسة التنمكية كلمتجسيد الميداني لمختمؼ المشاريع التنمكية عمى المستكييف المركزم كالمحمي‪،‬‬
‫كلف يتأتى ذلؾ إال مف إخضاع ىذه اآللية لضكابط قانكنية محكمة داخؿ قالب قانكني يضمف ذلؾ‪ ،‬ثـ إف‬
‫فعالية األداء الحككمي في تجسيد ىذه البرامج‪ 1‬أمر متكقؼ عمى مدل فعالية تسييرىا ليذه المشاريع في‬
‫إطار الصفقات العمكمية كمدل استجابتو لممتطمبات العامة‪.‬‬

‫كلما كاف لمصفقات العمكمية تمؾ العبلقة الكطيدة بالخزينة العمكمية‪ ،‬كاف البد مف التعامؿ مع ىذا‬
‫اإلنفاؽ بنكع مف الحزـ مف خبلؿ إخضاع ىذه اآللية (الصفقات العمكمية) لنظاـ قانكني مستقؿ كضكابط‬
‫محددة تؤمف مردكديتيا كنجاعتيا‪ ،‬في إطار نظاـ رقابي محكـ بيدؼ ترشيد النفقات العامة‪ ،‬كتفاديا في‬
‫ذلؾ ألم خركقات أك تجاكزات مف شأنيا أف تمس بالماؿ العاـ كتنعكس سمبا عمى الكاقع االجتماعي‬
‫كاالقتصادم لمدكلة‪.‬‬

‫لذلؾ ككعيا بالرىاف االقتصادم كالمالي لمصفقات العمكمية كدكرىا في إشباع الحاجات العامة‬
‫لممجتمع‪ ،‬باشر المشرع جممة مف اإلصبلحات لتنظيـ الصفقات العمكمية كاف آخرىا اإلصبلح الجديد‬
‫الناظـ لمصفقات العمكمية تحت رقـ ‪ 247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ‬
‫العاـ‪ ،‬الذم يمثؿ ثمرة جيد سعى كرائيا المشرع عمى تثميف دكر الصفقات العمكمية كتأميف شفافيتيا‪،‬‬
‫كتدارؾ مختمؼ النقائص التي عرفتيا التنظيمات السابقة‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ ضبط مسارىا كفؽ ضكابط‬
‫تأمف مراحؿ إبراميا بالشكؿ الذم يحقؽ األىداؼ المبتغاة مف كرائيا‪.‬‬

‫بناءا عمى ما سبؽ ستبيف ىذه الدراسة القكاعد العامة إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬حيث سيبرز مف‬
‫خبلؿ الفصؿ األكؿ الكقكؼ عمى المرحمة التمييدية إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كأىـ الضكابط التي تأمف‬
‫شفافيتيا كحمايتيا باعتبارىا الحجر الزاكية نحك تأميف مشركعيتيا‪ ،‬إلى جانب تحديد اآلليات المتبعة في‬
‫إبراميا كفؽ المستجدات التي تبناىا اإلصبلح الجديد لمصفقات العمكمية‪ ،2‬كالكقكؼ عمى أىـ الضكابط‬
‫كالقكاعد اإلجرائية التي تحكـ مسارىا كتنفيذىا (الفصؿ الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحكيـ حطاطاش‪ ،‬ىند زيتكني‪ ،‬مدل مبلئمة نظاـ الصفقات العمكمية في الجزائر لتجسيد برامج االستثمارات العامة لمفترة ‪،2014 -2001‬‬
‫أبحاث المؤتمر الدكلي حكؿ تقييـ آثار برامج االستثمارات العامة كانعكاساتيا عمى التشغيؿ كاالستثمار كالنمك االقتصادم خبلؿ الفترة ‪– 2001‬‬
‫‪ ،2014‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيؼ‪ ،2013 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -2‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المؤرخ في ‪ ، 2015/09/16‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ )50‬الصادرة بتاريخ ‪.2015/09/20‬‬
‫~ ~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬
‫القواعد التي تحكـ عممية إبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫تعتبر الصفقات العمكمية مف المكضكعات الميمة بالنسبة لمختمؼ الجيات اإلدارية أك المؤسسات‬
‫العمكمية التي تحكميا العديد مف الشركط المحددة مف طرؼ الدكلة‪ ،‬مف أجؿ إعطائيا الشفافية الكاممة‬
‫كاإلطار القانكني المناسب ليا‪ ،1‬لذلؾ فقد أكالىا المشرع الجزائرم أىمية خاصة‪ ،‬كيبدك ذلؾ جميا مف‬
‫خبلؿ التعديبلت التي عرفتيا مختمؼ المراسيـ المنظمة لمجاؿ الصفقات العمكمية خبلؿ حقب زمنية‬
‫مختمفة كمتقاربة‪ ،‬كىذا ما يعكس السعي الحثيث مف قبؿ السمطات العمكمية إلى إحداث التغيرات البلزمة‬
‫لممنظكمة التشريعية في ميداف الصفقات بشكؿ يستجيب لتحقيؽ األىداؼ المرجكة‪ ،‬ضمف المحيط العاـ‬
‫الذم يتميز بتقمبات اقتصادية غير متكقعة أحيانا‪ ،‬تستدعي المراجعة لمثؿ ىذه القكانيف‪ ،2‬فمنذ االستقبلؿ‬
‫كالى يكمنا ىذا عرؼ مجاؿ الصفقات‪ ،‬ستة (‪ )06‬نصكص قانكنية دكف احتساب التعديبلت الطارئة عمييا‬
‫خبلؼ فترة سريانيا‪ ،‬تفاكتت في طبيعتيا القانكنية مف أمر إلى مرسكـ ثـ إلى مرسكـ تنفيذم إلى أف‬
‫استقر تنظيميا بمكجب مراسيـ رئاسية‪ ،‬كاألمر الذم ال شؾ فيو أف المشرع كمما استحدث تنظيمان في ىذا‬
‫المجاؿ إال كضمنو جممة مف المفاىيـ كاألحكاـ‪ ،‬كىي كضعية ال تصعب ميمة المسير في ىذا المجاؿ‬
‫فقط كال المتعامميف فيو فحسب‪ ،‬كانما لكؿ مف لو عبلقة بمجاؿ إبراـ كتنفيذ الصفقات مف ىيئات رقابية‬
‫قبمية كبعدية كبؿ كحتى الجيات القضائية‪ ،‬لذلؾ يمكف فيـ ىذا اإلطار القانكني إال مف خبلؿ فيـ كادراؾ‬
‫لمجمؿ األحكاـ التي تضمنيا تنظيـ الصفقات العمكمية مف خبلؿ الكقكؼ عمى المعنى الدقيؽ ليذا‬
‫المصطمح بكؿ ما يحممو مف معاني كالكقكؼ عمى أىـ مرحمة التي تعد النقطة األساسية نحك تأميف‬
‫نجاعتيا (المبحث األكؿ)‪.‬‬

‫كطالما أف الصفقات العمكمية تعد أىـ قناة تصرؼ مف خبلليا األمكاؿ العامة‪ ،‬كنظ ار لعبلقتيا‬
‫المباشرة بالميزانية العامة لمدكلة‪ ،‬فإنو لمف المنطقي أف يخضع المشرع إبراـ ىذا النكع مف العقكد لجممة‬
‫مف الضكابط كاآلليات إلبراميا يستيدؼ مف خبلليا كضع المصمحة المتعاقدة أماـ إطار قانكني محدد‬
‫لمتعاقد عمى النحك الذم يكفؿ أكبر قدر مف الشفافية كالفعالية في إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كذلؾ بجعمو‬
‫طمب العركض القاعدة العامة في اإلبراـ كاعتماده ألسمكب التراضي كفؽ ضكابط كحاالت جاء تحديدىا‬
‫كتنظيميا مسبقا مف طرؼ المشرع‪ ،‬كىك ما يتـ تكضيحو تبعا ضمف (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬فيصؿ نسيغة‪ ،‬النظاـ القانكني لمصف قات العمكمية كآليات حمايتيا‪ ،‬مجمة االجتياد القضائي‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2009‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -2‬العياشي لكنيسي‪ ،‬الفركقات الجكىرية الكاردة بيف القانكف السابؽ كالقانكف الجديد لمصفقات العمكمية‪ ،‬يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات‬
‫العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬في ‪ ،2015/12/17‬ص ‪.07‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المبحث األوؿ‪:‬‬
‫ضبط المرحمة التمييدية إلبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تمر عممية إبراـ الصفقات العمكمية بمراحؿ عدة قبؿ أف تتخذ صيغتيا النيائية‪ ،‬إذ كثي ار ما تنطمؽ‬
‫مف فكرة لتصبح فيما بعد مشركعا يتطمب كضعو في يد مختصيف في المجاؿ ليتحدد لنا فيما بعد نكع‬
‫الصفقة المزمع إبراميا‪ ،‬كبحكـ أف الصفقات العمكمية تكتسي أىمية بالغة في االقتصاد الكطني‪ ،‬تعيف‬
‫عمينا بداية بياف مفيكميا كتشخيصيا كفقا لمستجدات المرسكـ الرئاسي ‪( 247/15‬المطمب األكؿ)‪ ،‬إلى‬
‫جانب بياف أىـ مرحمة كالتي تشكؿ منطمقا نحك تأميف نجاعة كمشركعية الصفقات العمكمية كالمتمثمة في‬
‫ضبط المرحمة التي تسبؽ عممية إبراـ الصفقات (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‪:‬‬
‫اإلطار المفاىيمي لمصفقات العمومية‪.‬‬

‫خضع نظاـ الصفقات العمكمية في الجزائر في الفترة ما بعد االستقبلؿ لعدة تشريعات كتنظيمات‬
‫مختمفة‪ ،‬بؿ أكثر مف ذلؾ فقد اختمفت ىذه األخيرة مف حيث مضمكنيا كتفاكتت مف حيث درجتيا‬
‫القانكنية‪ ،‬كىذا نظ ار لمظركؼ كالمعطيات االقتصادية كالسياسية التي ميزت كؿ مرحمة‪ ،‬كىك يدفعنا بالبحث‬
‫كالكقكؼ عف مدلكؿ ىذا النكع مف العقكد (الفرع األكؿ)‪ ،‬كبياف أىـ المعايير األساسية التي ترتكز عمييا‬
‫عممية تحديد طبيعة الصفقة (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫دراسة في مفيوـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫جاء مفيكـ الصفقات العمكمة متباينا في ظؿ التنظيمات المتعاقبة التي نظمت ىذا المجاؿ‪ ،‬آخرىا‬
‫المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬كالذم يمثؿ عصارة جيد اقتضتو الضركرة‪ ،‬لسد مختمؼ النقائص التي‬
‫عرفيا التطبيؽ السابؽ لتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كبناءا عمى ىذا سيتـ الكقكؼ ضمف ىذا الفرع حكؿ‬
‫تحديد مدلكؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كأىـ ما جاء بو المشرع في ىذا الصدد‪ ،‬مع عرض لبعض التشريعات‬
‫المقارنة في تحديدىا لمفيكـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المدلوؿ المغوي لمصفقة العمومية‪.‬‬

‫الصفقات ىي‪ :‬جمع صفقة كيقاؿ صفؽ رأسو يصفقو صفقا‪ :‬ضربو‪ ،‬كصفؽ عينو كذلؾ‪ ،‬أم ردىا‬
‫كغمضيا‪ ،‬كصفقو بالسيؼ إذا ضربو‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬ربحت صفقتؾ‪ ،‬لمشراء‪ ،‬كصفقة رابحة أك خاسرة‪ ،1‬كيقاؿ‬
‫أيضا‪ :‬صفؽ‪ :‬الصفؽ‪ :‬كىك الضرب الذم يسمع لو صكت‪ ،‬ككذلؾ التصفيؽ‪ :‬كيقاؿ‪ :‬صفؽ بيديو كصفح‬
‫سكاء‪.‬‬

‫‪ -1‬جماؿ الديف أبي الفضؿ محمد بف مكرـ ابف منظكر‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ج‪ ،10‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪ ،2‬لبناف‪ ،2009 ،‬ص ‪.240‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ضرب اليد عند البيع عبلمة ِإنفاذه كقيؿ َّ‬


‫الص ْفقةُ ىي‬ ‫ُ‬ ‫الص ْفقةُ ‪:‬‬
‫كص ْفقَات‪َّ ،‬‬
‫صفَقات َ‬ ‫كفي الجمع يقاؿ َ‬
‫رجع بصفقة المغبكف‪ :‬خسر كرجع فارغ‬ ‫عيده‪َ ،‬‬
‫َعطاه صفقة يده أم أعطاه َ‬ ‫العقد كقيؿ كذلؾ ىي اْل َب ْي َعةُ كأ ْ‬
‫خائبا‪ ،1‬ك َّ‬
‫الص ْفقةُ بالفتح كسككف الفاء في المغة ضرب اليد عمى اليد عند البيع أك البيعة كىي‬ ‫اليديف‪ ،‬عاد ن‬
‫عبلمة إجرائو كاتمامو ألف العرب كانكا إذا أرادكا إنفاذ البيع ضرب أحدىما يده عمى يد صاحبو‪ ،‬فيتـ البيع‬
‫بيف البائع كالمشترم‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المدلوؿ االصطالحي لمصفقة العمومية‬

‫ُّ‬
‫البات البلزـ ال خيار فيو‪ ،3‬كيقاؿ تصافؽ القكـ أم‬ ‫ىي العقد نفسو‪ ،‬أك ىي البيع ذاتو‪ ،‬كىي العقد‬
‫تبايعكا‪ ،‬كيقصد بيا نقؿ السمع أك الخدمات مف شخص آلخر‪ ،‬كما يتضمف المفيكـ أيضا صيغة تجارية‬
‫بحثو احتكرتيا المغة االقتصادية كتداكلتيا كمصطمح خاص بعالـ الماؿ كاألعماؿ‪ ،‬ذلؾ أنيا عندما تتعمؽ‬
‫بالدفع تسمى صفقة نقدية‪ ،‬بينما أذا تأجؿ الدفع تسمى صفقة إئتمانية‪.4‬‬

‫أوال ‪ :‬مدلوؿ الصفقة في الفقو اإلسالمي‪.‬‬

‫تداكلت مصطمح " الصفقة " العديد مف كتب المذاىب الفقيية‪ ،‬حيث جاء ىذا المفظ في المذىب‬
‫المالكي في قكلو " أال يككف الفساد في اإلقالة إال بإضافتيا في الصفقة األكلى "‪ ،‬بينما في المذىب‬
‫الشافعي قاؿ صاحب كتاب منيج الطبلب "كتتعدد الشفعة بتعدد الصفقة "‪ ،‬فقد جاءت عبارة الصفقة في‬
‫كتب الفقو اإلسبلمي متداكلة عمى كجو اإلطبلؽ العاـ لمفظ (الصفقة) كالمراد عندىـ مف كرائيا كؿ عقد‪،‬‬
‫كال شؾ أف ىذا المعنى غير مراد ىنا‪ ،‬كانما يراد لكنا خاصا مف العقكد ينطبؽ عميو كصؼ الصفقة‪.5‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تحديد الصفقة العمومية في الفقو القانوني‪.‬‬

‫أجمع الفقو اإلدارم عمى أف نظرية العقد اإلدارم‪ ،‬ىي نظرية قضائية المنشأ أرسى مبادئيا كأحكاميا‬
‫القضاء اإلدارم الفرنسي عمى غرار باقي أغمب نظريات القانكف اإلدارم‪ ،‬كلـ يتدخؿ المشرع بداية في‬
‫ضبط النظاـ القانكني ليذه العقكد‪ ،6‬كرغـ الطابع القضائي لنظرية العقد اإلدارم‪ ،‬إال أف دكر الفقو يظؿ‬
‫بار از في كؿ الدكؿ‪ ،‬كاذا كاف العقد اإلدارم يمتقي مع العقد المدني باعتبار أف كؿ منيما يعبر عف تكافؽ‬

‫‪ -1‬قامكس كمعجـ المعاني‪ ،‬عربي عربي‪ ،‬المكقع اإللكتركني ‪ ،http://www.almaany.com‬تاريخ اإلطبلع‪ ،2016/05/12 :‬عمى الساعة‬
‫‪.18:02‬‬
‫‪ -2‬أحمد مختار عمر‪ ،‬معجـ المغة العربية المعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬المجمد األكؿ‪ ،‬عبل لمكتب كالنشر كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،2008 ،‬ص ‪.1305‬‬
‫‪ -3‬نزيو حماد‪ ،‬معجـ المصطمحات المالية كاالقتصادية في لغة الفقياء‪ ،‬ط‪ ،1‬دار القمـ‪ ،‬دمشؽ‪ ،2008 ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ -4‬فاركؽ حجي مصطفي‪ ،‬مفيكـ الصفقة في لغة الشرع كالسياسة‪ ،‬مكقع األكاف ‪ ، http://www.alawan.org/article3226.html :‬تاريخ‬
‫اإلطبلع يكـ االثنيف ‪ 2016/05/12‬عمى الساعة ‪. 18:02‬‬
‫‪ -5‬محمد شريط‪ ،‬عقكد الصفقات العامة في ضكء أحكاـ الشريعة اإلسبلمية كالتشريعات الجزائرية‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬تخصص شريعة كقانكف‪ ،‬كمية العمكـ اإلسبلمية‪ ،‬جامعة الجزائر (‪ ،2017/2016 ،)1‬ص ‪.10‬‬
‫‪-6‬‬
‫عبلء الديف عشي‪ ،‬مدخؿ القانكف اإلدارم‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪ ،‬ص ‪.293‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إرادتيف أك أكثر بقصد إحداث أثر قانكني مترتب عف العقد‪ ،‬إال أف تمييز العقد اإلدارم عف العقد المدني‬
‫يظؿ كاضحا في كثير مف الجكانب كاألجزاء‪ ،‬كىك ما تكلى الفقو اإلدارم تكضيحو كتحميمو‪ ،‬فقد اعتبر‬
‫األستاذ سميماف الطماكم العقد اإلدارم عمى أنو "ذلؾ العقد الذم يبرمو شخص معنكم عاـ‪ ،‬بقصد تسيير‬
‫مرفؽ عاـ أك تنظيمو‪ ،‬كتظير فيو نية اإلدارة في األخذ بأحكاـ القانكف العاـ‪ ،‬كآية ذلؾ أف يتضمف العقد‬
‫شركطا استثنائية كغير مألكفة في القانكف الخاص‪ ،‬كأف يخكؿ المتعاقد مع اإلدارة االشتراؾ مباشرة في‬
‫تسيير المرفؽ العاـ"‪ ،1‬كبذلؾ يرتبط العقد اإلدارم ارتباطا كثيقا بفكرة المرفؽ العاـ نظ ار لتضمينو شركطا‬
‫استثنائية غير مألكفة‪ ،‬أما الفقيو الفرنسي ديمكبادر ‪ L’aubader‬فقد عرف الصفقات العمكمية بأنيا " تمؾ‬
‫العقكد التي بمقتضاىا يمتزـ المتعاقد القياـ بأعماؿ لفائدة اإلدارة العمكمية مقابؿ ثمف محدد "‪ ،2‬إال أف ما‬
‫يأخذ عمى ىذا التعريؼ أنو أغفؿ تحديد مجاالت الصفقة العمكمية المتمثمة في األشغاؿ كالتكريدات‬
‫كالخدمات‪ ،‬الدراسات‪ ،‬بينما عرفيا البعض اآلخر عمى أنيا "ذلؾ العقد المكتكب المبرـ عمى سبيؿ‬
‫المعاكضة‪ ،‬مف طرؼ سمطة متعاقدة مف أجؿ االستجابة إلى احتياجاتيا في مجاؿ األشغاؿ كالمكازـ أك‬
‫الخدمات "‪.3‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تحديد الصفقة في التشريع الوضعي‪.‬‬
‫غالبا ما نجد أف المشرع ال يعنى بكضع التعاريؼ‪ ،‬غير أف جانب مف الفقو يرجع حرص المشرع‬
‫عمى تعريؼ الصفقة العمكمية ألسباب عديدة‪ ،‬مف بينيا خضكع عقكد الصفقات العمكمية إلطار رقابي‬
‫خاص كضكابط إجرائية في غاية مف التعقيد‪ ،‬فضبل عمى أنيا تخكؿ لجية اإلدارة ممارسة جممة مف‬
‫االمتيازات كالسمطات االستثنائية غير المألكفة في عقكد القانكف الخاص‪ ،‬لذا كجب إعطاء تعريؼ ليا‬
‫لتمييزىا عف باقي العقكد األخرل‪ ،‬كالتي ال يشمميا غطاء مالي يماثؿ ما ىك معمكؿ بو في مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية‪.4‬‬

‫لذلؾ سيتـ عرض مدلكؿ الصفقات العمكمية كفقا لمزاكية القانكنية‪ ،‬إلى جانب عرض كؿ مف مدلكليا‬
‫الفقيي كالقضائي‪ ،‬فضبل عف تحديد مقصكدىا في ظؿ القانكف المقارف‪.‬‬

‫‪-1‬‬
‫مفتاح خميفة عبد الحميد‪ ،‬حمد محمد حمد الشمماني‪ ،‬العقكد اإلدارية كأحكاـ إبراميا‪ ،‬دار المطبكعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‬
‫‪.15‬‬
‫‪ -2‬جميمة حميدة‪ ،‬مفيكـ الصفقات العمكمية بيف الطبيعة التعاقدية كالقيكد التشريعية‪ ،‬الممتقى الكطني حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية‬
‫الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪ ،2013/05/20‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -3‬عبد الكريـ تبكف‪ ،‬الحماية الجنائية لمماؿ العاـ في مجاؿ الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه عمكـ‪ ،‬تخصص قانكف‬
‫عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،‬الجزائر‪ ،2018/2017 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪-4‬‬
‫عبلء الديف عشي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.293‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -/1‬تحديد مفيوـ الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪.‬‬

‫لقد مر قانكف الصفقات العمكمية في الجزائر بعدة تغييرات‪ ،‬تجاذبتيا إديكلكجيات كتكجيات سياسية‬
‫كاجتماعية كقانكنية‪ ،‬فضبل عف ذلؾ االرتباط القائـ بيف الصفقات العمكمية كالمجاؿ االقتصادم كالمحددة‬
‫أساسا باالتفاؽ العاـ‪ ،‬كصكال لما أقره المشرع الجزائرم مف إصبلحات في ىذا المجاؿ باستحداثو لئلطار‬
‫القانكني الناظـ لمجاؿ الصفقات العمكمية كالمكسكـ بالمرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬المؤرخ في‬
‫‪ 2015/09/16‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ الذم يمثؿ عصارة مراحؿ‬
‫زمنية مختمفة مر بيا تنظيـ الصفقات العمكمية في الجزائر‪ ،‬كالذم حددت المادة ‪ 02‬منو المقصكد‬
‫بالصفقات العمكمية بأنيا "عقكد مكتكبة في مفيكـ التشريع المعمكؿ بو‪ ،‬تبرـ بمقابؿ مع متعامميف‬
‫اقتصادييف كفؽ الشركط المنصكص عمييا في ىذا المرسكـ‪ ،‬لتمبية حاجات المصمحة المتعاقدة في مجاؿ‬
‫األشغاؿ كالمكازـ كالخدمات كالدراسات"‪ ،1‬كبالتالي فالصفقة العمكمية‪ ،‬ىي كأم عقد آخر تنشأ مف تبلقي‬
‫إرادتيف‪ ،‬اإلدارة التي تتصرؼ باعتبارىا سمطة متعاقدة‪ ،‬كالمتعامؿ االقتصادم الذم قد يككف مقاكال أك‬
‫مكرد أك مزكدا بخدمات معينة استجابة لشركط كحاجيات الييئة الراعية لمصفقة‪.2‬‬

‫خبلفان لما كاف عميو الحاؿ فقد احتكل ىذا التعريؼ عمى بعض المصطمحات المغايرة‪ ،‬كالتي لـ ترد‬
‫في التنظيمات السابقة لصدكر المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬كقكؿ المشرع "تبرـ بمقابؿ" كىي عبارة جاء‬
‫بيا المشرع في ظؿ المرسكـ الجديد‪ ،‬كيقصد بيذه العبارة المقابؿ المالي الذم تدفعو المصمحة المتعاقدة‬
‫لممتعامؿ المتعاقد معيا كفؽ آليات خاصة حددىا القانكف‪ ،‬كما عمؿ المشرع الجزائرم عمى تغيير مصطمح‬
‫المتعامؿ المتعاقد بالمتعامؿ االقتصادم‪.3‬‬

‫كلقد أضاؼ المشرع كألكؿ مرة في المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عبارة "الحاجات"‪ ،‬كىي ذات العبارة‬
‫التي أكردىا المشرع الفرنسي في تحديده لمفيكـ الصفقة العمكمية مف خبلؿ أحكاـ المادة ‪ 04‬مف تقنيف‬
‫الصفقات العمكمية رقـ ‪ 899/2015‬المؤرخ في ‪ ،2015/07/23‬كالتي ترل األستاذة‪Marian UBAUB-‬‬
‫‪ BERGERON‬بشأن يا‪ ،‬بأف تضميف ىذه العبارة في التعريؼ ييدؼ إلى تمييز الصفقة العمكمية عف عقد‬
‫االمتياز الذم ييدؼ إلى تحقيؽ حاجيات المنتفعيف‪ ،‬في حيف تيدؼ الصفقة العمكمية إلى تحقيؽ حاجات‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كاف االختبلؼ في محؿ العقديف ىك االختبلؼ الرئيسي‪ ،‬كىك ما ينتج عنو االختبلؼ‬
‫في كيفية دفع المقابؿ المالي‪.4‬‬

‫‪-1‬‬
‫المادة ‪ 02‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Stéphane BRACONNIER, Précis du droit des marchés publics, 3éme édition, le Moniteur, Paris, 2010, p 61.‬‬
‫‪-3‬‬
‫بدرة لعكر‪ ،‬اإلطار المفاىيمي لمصفقات العم كمية في التشريع الجزائرم‪ ،‬يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ‬
‫العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2015 ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Marian UBAUB-BERGERON, Droit des contrats administratifs, Lexis Nexis, France , 2015, p 135.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كتشمؿ فكرة الحاجة كؿ حالة تككف فييا المصمحة المتعاقدة ىي المبادرة بإبراـ عقد الصفقة‪ ،‬كالتي‬
‫تكمؼ متعامبل بانجازه بمقابؿ مالي‪ ،‬ما ينتج عنو إخراج مف دائرة الصفقات العمكمية كؿ العقكد التي ال‬
‫تستجيب لعنصر إشباع الحاجات‪.1‬‬

‫بتفحص مجمؿ التنظيمات السابقة لمصفقات‪ ،‬نبلحظ ذلؾ االختبلؼ بيف األطر القانكنية الناظمة‬
‫لمجاؿ الصفقات العمكمية التي تميزت بكثرت تعديبلتيا‪ ،‬كتغييراتيا استحداثا كالغاءا أك تعديبل‪ ،‬مترابطة‬
‫ببعضيا البعض األمر الذم يدفعنا لمبحث عف مدل دستكرية ىذه التعديبلت‪ ،‬حيث نجد اإلطار الناظـ‬
‫لمجاؿ الصفقات العمكمية ينتمي تارة لمتشريع كتارة أخرل إلى التنظيـ‪ ،‬فمف أمر إلى مرسكـ فإلى مرسكـ‬
‫رئاسي طبقا لما ىك معمكؿ بو حاليا‪.‬‬

‫بالرجكع إلى أحكاـ المرسكـ رقـ ‪ 145/82‬المتعمؽ بالصفقات التي يبرميا المتعامؿ العمكمي‪ 2‬يبلحظ‬
‫أف المادة ‪ 162‬منو جاءت معمنة عف إلغاء العديد مف األحكاـ التي نظمتيا أحكاـ األمر رقـ ‪90/67‬‬
‫المتضمف قانكف الصفقات العمكمية‪ ،3‬كىي ذات المبلحظة التي تسجؿ عف أحكاـ المادة ‪ 155‬مف‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 4434/91‬التي جاءت أحكاميا ىي األخرل معمنة عف إعداـ العديد مف أحكاـ‬
‫األمر‪ ،90/67‬مما يدفعنا إلى التساؤؿ عف تعديؿ أحكاـ األمر‪ 90/67‬بمكجب مرسكـ تنفيذم‪ ،‬إذ كيؼ‬
‫يمكف لمرسكـ كىك يحتؿ درجة أقؿ في ىرـ النصكص القانكنية مف األمر أف يعمؿ عمى إلغاء بعض‬
‫األحكاـ مف األمر‪ 90/67‬كالذم ال يماثمو مف حيث الدرجة القانكنية‪ ،‬كىك ما يمثؿ اعتداء عمى قاعدة‬
‫تكازم األشكاؿ‪.‬‬

‫فمف المسمـ بو في القكاعد العامة أف تعديؿ أك إلغاء أم قانكف ال يتـ إال بمكجب نص قانكني يماثمو‬
‫مف حيث الدرجة القانكنية طبقا لقاعدة تكازم األشكاؿ‪ ،‬كىك ما يفرض حتمية اإلقرار بعدـ دستكرية ىذه‬

‫التنظيمات‪.5‬‬

‫‪ -1‬أكركـ ميرياـ‪ ،‬المفيكـ الجديد لمصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ 2015‬المتضمف قانكف الصفقات‬
‫العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪247/15‬‬
‫كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19-18‬أكتكبر ‪ ،2016‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -2‬المرسكـ رقـ ‪ ،145/82‬المؤرخ في ‪ ، 1982/04/10‬المنظـ لمصفقات التي يبرميا المتعامؿ العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)15‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪( 1982/04/13‬الممغى)‬
‫‪ -3‬األمر رقـ ‪ 90/67‬المؤرخ في ‪ ،1967/06/17‬المتعمؽ بقانكف الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)52‬الصادرة بتاريخ ‪1967/06/27‬‬
‫(الممغى)‪.‬‬
‫‪ -4‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،434/91‬المؤرخ في ‪ ،1991/11/09‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)57‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪( 1991/11/13‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ -5‬رياض لكز‪ ،‬دراسة التعديبلت المتعمقة بالصفقات العمكمية (المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 250/02‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية)‪ ،‬مذكرة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير في القانكف‪ ،‬فرع الدكلة كالمؤسسات العمكمية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر يكسؼ بف خدة‪ ،2007/2003 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية كفؽ المرسكـ الرئاسي ‪ ،236/10‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتكبر ‪ 2010‬المعدؿ المتمـ كالنصكص‬
‫التطبيقية لو‪ ،‬ط‪ ،4‬جسكر لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.20‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ثـ إف ىذا التغيير في األطر القانكنية الناظمة لمصفقات العمكمية‪ ،‬يحمؿ مدلكالت عميقة متعمقة‬
‫بالصراعات المرتبطة بالتحكـ في ىذا المجاؿ‪ ،‬حيث برر البعض المجكء إلى التشريع لتنظيـ ىذا المجاؿ‬
‫كالحمكؿ دكف تعريض النص إلى عبث السمطة التنفيذية التي تتدخؿ في حالة ما إذا أككمت الصفقات‬
‫العمكمية إلى التنظيـ‪ ،‬األمر الذم يسمح ليا بتغيير قكاعد المعبة خدمة لمصالح دفينة حتى كاف تحججت‬
‫في ذلؾ بخدمة الصالح العاـ‪ ،‬كىك ما يجعؿ التشريع دعامة أساسية لمثبات كخمؽ الثقة لدل المتعامميف‬
‫عمى المستكييف الكطني كالدكلي‪ ،‬ألنو ال يمكف أف ننتظر مف المؤسسات األجنبية أف تطمئف إلى نظاـ‬
‫يقع تحت رحمة التنظ يـ‪ ،‬بينما قد يبرر المجكء إلى التنظيـ نظ ار لمركنتو كتفاعمو مع المتغيرات المستجدات‬
‫التي قد تط أر سكاء عمى المستكل الداخمي أك الخارجي‪ ،‬كىي الصفة التي ال يمتمكيا التشريع نظ ار لثقمو‬
‫كارتباطو الشديد بالجكانب الشكمية‪ ،1‬إال أف إسناد مجاؿ الصفقات العمكمية لمتنظيمات أمر ال يعقؿ فكيؼ‬
‫لئلدارة أف تقكـ بالتشريع لنفسيا خاصة في مجاؿ كمجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬فمماذا ال يعيد تنظيـ ىذا‬
‫المجاؿ لمسمطة التشريعية بينما تتكلى السمطة التنفيذية بياف المسائؿ التفصيمية كالتقنية ليذا المجاؿ‪.‬‬

‫‪ -/2‬تحديد مفيوـ الصفقات العمومية في التشريع المقارف‪:‬‬

‫تناكلت التشريعات المقارنة ىي األخرل تحديد مفيكـ الصفقة العمكمية في ظؿ التشريعات الناظمة‬
‫لمجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬فإلى جانب المشرع الجزائرم الذم عمؿ عمى تحديد مفيكـ الصفقات العمكمية‬
‫في مختمؼ التنظيمات المتعاقبة التي تحكـ مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬فقد تناكؿ كؿ مف المشرع‬
‫الفرنسي‪ ،‬التكنسي كالمغربي تحديد مفيكميا كمعاييرىا طبقا لمتشريعات التي تحكـ مجاؿ تسيير الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كالتي نبرزىا كفؽ ما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحديد مفيوـ الصفقات العمومية في التشريع الفرنسي‪:‬‬

‫حددت أحكاـ المادة األكلى مف المرسكـ رقـ ‪ 210/2001‬المؤرخ في ‪ 2001/03/07‬المتعمؽ‬


‫بتقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي المعدؿ كالمتمـ كالممغى المقصكد بالصفقات العمكمية بقكليا " أف‬
‫الصفقات العمكمية عقكد مبرمة عمى سبيؿ المعاكضة بيف السمطات المتعاقدة المذككرة في نص المادة ‪02‬‬
‫كالمتعامميف االقتصادييف العمكمييف أك الخكاص مف أجؿ االستجابة الحتياجاتيا في مجاؿ األشغاؿ‬
‫كالتكريدات كالخدمات "‪ ،2‬بينما نصت الفقرة ‪ 02‬مف المادة ‪ 04‬مف األمر رقـ ‪ 899/2015‬المؤرخ في‬
‫‪ 2015/07/23‬المتعمؽ بتقنيف الصفقات العمكمية عمى أف الصفقات " عقكد تبرـ عمى سبيؿ المعاكضة‬
‫بيف أحد أك عدة مشتريف خاضعيف ألحكاـ ىذا األمر كأحد أك عدة متعامميف اقتصادييف مف أجؿ تمبية‬

‫‪ -1‬عبد العزيز شرابي‪ ،‬فريد خبلطك‪ ،‬الكقاية مف الفساد في الصفقات العمكمية مساىمة مف أجؿ تجاكز بعض العقبات العالقة‪ ،‬مجمة العمكـ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬مجمة دكرية تصدر عف جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الرابع كالثبلثكف‪ ،‬مارس ‪ ،2014‬ص ‪.118‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art 1er du Décret n° 2001-210 du 7 mars 2001 portant code des marchés publics, JORF n°57 du 8 mars 2001,‬‬
‫‪publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫حاجيات المشتريف في مجاؿ األشغاؿ كالمكازـ كالخدمات "‪ ،1‬كىك االتجاه الذم تبناه المشرع الجزائرم‬
‫بتأكيده عمى فكرة المعاكضة ضمف أحكاـ المادة ‪ 02‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬بقكليا "الصفقات‬
‫العمكمية عقكد مكتكبة في مفيكـ التشريع المعمكؿ بو‪ ،‬تبرـ بمقابؿ مع متعامميف اقتصادييف كفؽ الشركط‬
‫المنصكص عمييا في ىذا المرسكـ‪ ،‬لتمبية حاجات المصمحة المتعاقدة في مجاؿ األشغاؿ كالمكازـ‬
‫كالخدمات كالدراسات"‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحديد مفيوـ الصفقات العمومية في التشريع التونسي‪:‬‬

‫تضمف الباب الثاني مف األمر ‪ 1039‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪ 2‬تعريفا لمصفقات العمكمية‬
‫تحت عنكاف مجاؿ التطبيؽ كالمبادئ العامة بقكلو بأنيا " عقكد كتابية تبرـ مف قبؿ المشتريف العمكمييف‬
‫بمقابؿ قصد إنجاز طمبات عمكمية‪ ،‬تعتبر طمبات عمكمية إنجاز أشغاؿ أك التزكد بمكاد أك إسداء خدمات‬
‫أك إعداد دراسات‪ ،‬كيعتبر مشتريا عمكميا في معنى ىذا األمر الدكلة كالجماعات المحمية كالمؤسسات‬
‫العمكمية كالمؤسسات العمكمية التي ال تكتسي صبغة إدارية كالمنشآت العمكمية "‪.‬‬

‫يتضح بناء عمى النص أف المشرع التكنسي قد عمؿ عمى تحديد الصفقة العمكمية بناء المعايير‬
‫المعركفة‪ ،‬كالمرتكز عمييا في تحديد الصفقة العمكمية‪ ،‬كالمتمثمة في المعيار العضكم مف خبلؿ تحديد‬
‫أطراؼ الصفقة ( صاحب الصفقة سكاء كاف عمكمي أك خاص ك المشترم العمكمي)‪ ،‬المعيار‬
‫المكضكعي المتمثؿ في إنجاز أشغاؿ أك التزكد بمكاد أك إسداء خدمات أك إعداد دراسات‪ ،‬إلى جانب‬
‫التأكيد عمى الشكمية مف خبلؿ النص عمى أنيا عقكد مكتكبة‪.‬‬

‫ج‪ -/‬تحديد مفيوـ الصفقة العمومية في التشريع المغربي‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 04‬مف التشريع المغربي المتعمؽ بالصفقات العمكمية بأف الصفقة العمكمية ىي " عقكد‬
‫بعكض تبرـ بيف صاحب مشركع مف جية‪ ،‬كشخص ذاتي أك اعتبارم مف جية أخرل‪ ،‬يدعى مقاكال أك‬
‫مكردا أك خدماتيان‪ ،‬كتيدؼ إلى تنفيذ أشغاؿ أك تسميـ تكريدات أك القياـ بخدمات‪ ،3"...‬بينما أكدت المادة‬
‫‪ 13‬الفقرة (أ) عمى طابع الكتابة في عقكد الصفقات العمكمية بقكليا " الصفقات عقكد مكتكبة تتضمف‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art‬‬ ‫‪de Ordonnance n° 2015-899 du 23 juillet 2015 relative aux marchés publics, JORF n°0169 du 24 juillet‬‬
‫‪publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫‪- " Les marchés sont les contrats conclus à titre onéreux par un ou plusieurs acheteurs soumis à la présente‬‬
‫‪ordonnance avec un ou plusieurs opérateurs économiques, pour répondre à leurs besoins en matière de‬‬
‫‪travaux, de fournitures ou de services".‬‬
‫‪ -2‬أمر عدد ‪ ،1039‬المؤرخ في ‪ ،2014/03/13‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية التكنسي‪ ،‬الرائد الرسمي‪ ،‬عدد (‪ ،)22‬الصادر بتاريخ‬
‫‪.2014/03/18‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 04‬مف مرسكـ رقـ ‪ ،2/12/349‬صادر في ‪ ،2013/03/20‬المتعمؽ بالصفقات العمكمية في المغرب‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد (‪،)6140‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2013/04/04‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫دفاتر تحمبلت تحدد شركط إبراميا كتنفيذىا‪ ،‬تتألؼ دفاتر التحمبلت مف دفاتر الشركط اإلدارية العامة‬
‫كدفاتر الشركط المشتركة كدفاتر الشركط الخاصة‪.1"...‬‬

‫عمى غرار المشرع الجزائرم كالتكنسي‪ ،‬فإف المشرع المغربي ىك اآلخر استند عمى ذات المعايير‬
‫التقميدية لتحديد مفيكـ الصفقة العمكمية (المعيار الشكمي كالمكضكعي كالعضكم)‪ ،‬مف خبلؿ النص عمى‬
‫أنيا عقد‪ ،‬إلى جانب التأكيد عمى الشكمية بككنيا عقدا مكتكب‪ ،‬فضبل إلى ككنيا تبرـ بعكض‪ ،‬كالتركيز‬
‫عمى الغاية مف كراء إبراميا كالمتمثمة في تنفيذ أشغاؿ أك تسميـ تكريدات أك القياـ بخدمات‪ ،‬إلى جانب‬
‫ذلؾ فقد كاف المشرع المغربي أكثر كضكحا في تحديده لممعيار العضكم مف خبلؿ بني قائمة مف‬
‫المؤسسات الخاضعة ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪.2‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬التحديد القضائي لمصفقات العمومية‪.‬‬

‫إف القضاء اإلدارم كىك يفصؿ في بعض المنازعات‪ ،‬كاف كاف ممزـ بالتعريؼ الكارد في التشريع‬
‫كالمتعمؽ بالصفقات العمكمية كأف ال يخرج عنو‪ ،‬إال أف الكظيفة الطبيعية لمقضاء تفرض عميو إعطاء‬
‫تفسير كتحميؿ ليذا التعريؼ إف كاف ينطكم عمى مصطمحات كمفاىيـ غامضة كمحاكلة ربطو بالكاقع‬
‫محؿ الدعكل‪ ،‬كمف ىنا كجب عمينا تتبع اجتيادات القضاء كاضافاتو في ىذا المجاؿ‪ ،‬كقد ذىب مجمس‬
‫الدكلة الجزائرم في تحديده لمصفقات العمكمية بقكلو "‪..‬كحيث أنو تعرؼ الصفقة العمكمية‪ ،‬بأنيا عقد‬
‫يربط الدكلة بالخكاص حكؿ مقاكلة أك إنجاز مشركع أك أداء خدمات‪ ،3"..‬كمف خبلؿ ىذا التعريؼ يمكننا‬
‫أف نسجؿ بعض المبلحظات نكجزىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬يبدكا أف مجمس الدكلة قد حصر مفيكـ الصفقة العمكمية‪ ،‬عمى أنيا رباط عقدم يجمع الدكلة بأحد‬
‫الخكاص‪ ،‬في حيف أف العقد اإلدارم أك الصفقة العمكمية يمكف أف تجمع طرفا آخر غير الدكلة ممثبل في‬
‫الكالية أك البمدية أك المؤسسة اإلدارية‪ ،4‬خاصة كأف القكانيف الجارم بيا العمؿ تعترؼ ليذه الييئات بحؽ‬
‫التقاضي كعمى رأسيا القانكف المدني‪ ،‬كقانكف البمدية‪ ،‬ك قانكف الكالية لسنة ‪ ،52012‬إلى جانب تنظيمات‬
‫أخرل كثيرة‪ ،‬إلى جانب ذلؾ فقد اعتبر الصفقة العمكمية عمى أنيا عقد يجمع بيف الدكلة كأحد الخكاص‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 13‬مف مرسكـ رقـ ‪ ،2/12/349‬المتعمؽ بالصفقات العمكمية في المغرب‪.‬‬


‫‪ -2‬قرار كزير االقتصاد كالمالية المغربي رقـ ‪ ،3535/13‬الصادر في ‪ ،2013/11/28‬يحدد قائمة المؤسسات العمكمية التي يتعيف عمييا تطبيؽ‬
‫النصكص السارية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد (‪ ،)6212‬الصادرة بتاريخ ‪.2013/12/12‬‬
‫‪ -3‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ ‪ ،6215‬الفيرس رقـ ‪ ،873‬المؤرخ في ‪ ،2002/12/17‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد السابع‪.2002 ،‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 50‬مف األمر‪ ،58/75‬المؤرخ في ‪ ،1975/09/26‬المتضمف القانكف المدني‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)78‬الصادرة بتاريخ ‪،1975/09/30‬‬
‫كالمعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف ‪ ،05/07‬المؤرخ في ‪ ،2007/05/13‬ج‪.‬ر ج ج عدد (‪ ،)31‬الصادرة بتاريخ ‪ .2007/05/13‬كالمادة ‪82‬‬
‫مف القانكف رقـ ‪ ،10/11‬المؤرخ في ‪ ،2011/06/22‬المتعمؽ بالبمدية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)37‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2011/07/03‬كالمادة ‪106‬‬
‫مف القانكف رقـ ‪ ،07/12‬المؤرخ في ‪ ،2012/02/21‬المتعمؽ بالكالية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)12‬الصادرة بتاريخ ‪.2012/02/29‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في حيف أف الصفقة العمكمية قد تبرـ بيف ىيئتيف عمكميتيف كمع ذلؾ تظؿ تحتفظ بطابعيا المميز ككنيا‬
‫صفقة عمكمية‪.1‬‬

‫‪ ‬لـ يكؿ التعريؼ القضائي أم أىمية لعنصر الشكؿ كأف يشير مثبل بأف الصفقة العمكمية تبرـ كفقا‬
‫لؤلشكاؿ ك اإلجراءات المحددة قانكنا رغـ تأكيد المشرع عمى ىذا الجانب‪.2‬‬

‫‪ ‬استعمؿ التعريؼ مصطمح "المقاكلة" بقكلو "‪...‬حكؿ مقاكلة أك إنجاز مشركع‪ "..‬ككاف حريا بمجمس‬
‫الدكلة عمى أف ال يستعمؿ ىذا المصطمح ذك المفيكـ المدني‪ ،‬كيستعمؿ عكضا عنو مصطمح "األشغاؿ‬
‫العامة" تماشيا مع تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كأف يقتصر عمى ذكر عبارة إنجاز أك تنفيذ أشغاؿ لينصرؼ‬
‫المفيكـ لعقد األشغاؿ العامة‪ ،‬كالذم ىك عقد إدارم كال ينصرؼ لعقد المقاكلة‪ ،‬كىك عقد مدني لما لمعقديف‬
‫مف اختبلؼ كبير كجكىرم سكاء عمى مستكل طرؽ كاجراءات اإلبراـ أك عمى مستكل سمطات اإلدارة‬
‫كامتيازاتيا أك رقابة تنفيذ العقد كطرؽ إنيائو‪..‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫تحديد المعايير التنظيمية في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫لما كانت الصفقات العمكمية أحد أىـ العقكد اإلدارية‪ ،‬كنظ ار ألىميتيا كالدكر الذم تمعبو في إنعاش‬
‫االقتصاد الكطني‪ ،‬كالتأثير عمى النفقات العامة كالنيكض بالتنمية الشاممة لمدكلة‪ ،‬فقد خصيا المشرع‬
‫بتقنية عمؿ مميزة تجسدت في النشاط التعاقدم لئلدارة‪ ،‬محددا ليا في ذلؾ كؿ العناصر كالمعالـ التي‬
‫أكدت عمييا أحكاـ التنظيمات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،3‬ىذا ك مف خبلؿ التعاريؼ السابقة لمصفقات‬
‫العمكمية ف قد درج المشرع عمى تحديد معايير تمييزىا كخاصية ينفرد بيا عقد الصفقة العمكمية كالتي تمكف‬
‫مف تحديد طبيعتو‪ ،‬كالتي نعمؿ في البحث فييا مع الكقكؼ مع أىـ المستجدات التي حمميا اإلصبلح‬
‫الجديد الناظـ لمصفقات العمكمية في ىذا الشأف كىك ما يتـ تكضيحو تبعا لما يمي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المعيار العضوي في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫عمؿ المشرع مف خبلؿ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية عمى بيناف األشخاص المعنكية العامة التي‬
‫تككف طرفا في الصفقة العمكمية‪ ،‬كالتي تعد رابطة قانكنية تجمع بيف شخص معنكم عاـ" المصمحة‬
‫المتعاقدة "‪ ،‬كشخص أك عدة أشخاص كفقا لما اصطمح عميو تنظيـ الصفقات العمكمية "بالمتعامؿ‬
‫االقتصادم" كطرؼ في العبلقة التعاقدية كالذم غالبا ما يككف شخصا مف أشخاص القانكف الخاص‪ ،‬كقد‬
‫يككف ىذا األخير طبيعيا أك معنكيا‪ ،‬كطنيا أك أجنبيا يتفقاف عمى تنفيذ عممية محددة‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 02‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تحديد المعيار العضوي‪.‬‬

‫بينت أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬األشخاص المعنكية العامة التي تككف طرفا في عقد‬
‫الصفقة العمكمية‪ ،‬كتشمؿ طبقا ألحكاـ المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬كؿ مف " الدكلة‪،‬‬
‫الجماعات اإلقميمية‪ ،‬المؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم‪ ،‬المؤسسات العمكمية الخاضعة لمتشريع‬
‫الذم يحكـ النشاط التجارم عندما تكمؼ بإنجاز عممية ممكلة كميا أك جزئيا‪ ،‬بمساىمة مؤقتة أك نيائية مف‬
‫الدكلة أك الجماعات اإلقميمية"‪ ،‬بينما نجد أف المشرع الفرنسي كمف خبلؿ أحكاـ المادة ‪ 10‬مف تقنيف‬
‫الصفقات العمكمية الفرنسي رقـ ‪ 899/2015‬قد عمؿ عمى استبعاد المؤسسات العمكمية ذات الطابع‬
‫الصناعي كالتجارم مف الخضكع ألحكاـ تقنيف الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ -/1‬الدولة‪:‬‬

‫تشمؿ اإلدارات المركزية كالمحمية غير أنيا تأخذ مفيكـ الدكلة بمعناىا الضيؽ في الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كىك ما يتمثؿ أساسا في أجيزتيا كاداراتيا العمكمية كمصالح رئاسة الجميكرية‪ ،‬كالك ازرة األكلى‬
‫كالك ازرات المختمفة كالمصالح الخارجية لمك ازرات المتمثمة في المديريات التنفيذية عمى مستكل الكالية‪ ،‬خبلفا‬
‫لمتنظيـ السابؽ الذم أكرد مصطمح "اإلدارات العمكمية"‪ ،‬التي يتسـ باإلطبلؽ كالشمكلية لكؿ أشخاص‬
‫القانكف اإلدارم المركزية كالبلمركزية‪.‬‬

‫يعتبر الكزير رئيسا إلدارة الك ازرة كىك بيذه الصفة يمارس نشاطا إداريا كاسعا‪ ،‬كىك الممثؿ القانكني‬
‫لمدكلة التي يبرـ باسميا العقكد طبقا لممادة ‪ 04‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬التي أفادت بقكليا " ال‬
‫تصح الصفقات كال تككف نيائية إال إذا كافقت عمييا السمطة المختصة المذككرة أدناه‪..‬الكزير ‪."..‬‬

‫‪ -/2‬الجماعات اإلقميمية‪:‬‬

‫يقصد بيا كحدات اإلدارة المحمية كالتي تسمى بالبلمركزية اإلقميمية أك اإلدارة المحمية أك المجمكعات‬
‫المحمية‪ ،‬كالمتمثمة أساسا طبقا لممادة ‪ 16‬مف الدستكر في كؿ مف الكالية كالبمدية‪ 1‬ككجكدىا يعد مف‬
‫بديييات قياـ ىذه الجماعات‪:‬‬

‫أ‪ -/‬الوالية‪:‬‬

‫تعد الكالية حمقة كصؿ بيف المصالح المحمية كالمصالح العامة لمدكلة‪ ،‬كتضطمع بالمياـ االقتصادية‬
‫كاالجتماعية كالثقافية كتعميـ التنمية في إطار تنفيذ البرامج كالمخططات عمى المستكل الكالئي‪ ،‬كىك األمر‬
‫الذم يفرض عمييا الدخكؿ في عبلقات عقدية كإبراـ الصفقات العمكمية مف أجؿ تنفيذ مشاريعيا التنمكية‪،‬‬
‫كعمى ىذا األساس فقد خص قانكف الكالية فرعا خاصا تحت مسمى المزايدات كالمناقصات كالصفقات‪،‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 16‬مف القانكف رقـ ‪ ،01/16‬المؤرخ في ‪ ،2016/03/06‬المتضمف التعديؿ الدستكرم‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)14‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2016/03/07‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كقد أفادت المادة ‪ 135‬مف القانكف رقـ ‪ 07/12‬المتضمف قانكف الكالية بقكليا " تبرـ الصفقات الخاصة‬
‫باألشغاؿ أك الخدمات أك التكريدات لمكالية كمؤسساتيا العمكمية ذات الطابع اإلدارم طبقا لمقكانيف‬
‫كالتنظيمات المعمكؿ بيا كالمطبقة عمى الصفقات العمكمية "‪ ،‬كىي إحالة صريحة إلى أحكاـ تنظيـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬كطبقا لممادة ‪ 105‬مف نفس القانكف فإف الكالي ىك ممثؿ الكالية في جميع أعماؿ‬
‫الحياة المدنية كاإلدارية‪ ،‬كما ال تصح الصفقات كال تككف نيائية إال بمكافقة ىذا األخير طبقا لنص المادة‬
‫‪ 04‬مف المرسكـ ‪ 247/15‬فيما يخص صفقات الكالية‪ ،‬كما يرأس ىذا األخير طبقا لممادة ‪ 173‬مف نفس‬
‫المرسكـ المجنة الكالئية لمصفقات‪ ،‬كىذا أمر بدييي باعتباره ممثبل لمدكلة كمندكب الحككمة عمى مستكل‬
‫الكالية‪.‬‬

‫ب‪ -/‬البمدية‪:‬‬

‫تعتبر البمدية الكحدة القاعدية األساسية كاألدنى في التنظيـ الجزائرم فيي نقطة المشاركة األكلى‬
‫لممكاطف المحمي‪ ،‬كىي حجر الزاكية في بناء الدكلة كنظاميا السياسي‪ ،‬تطبيقا لمبدأ بناء الدكلة مف القاعدة‬
‫إلى القمة‪ ،1‬كىك ما أكدتو المادة األكلى مف القانكف ‪ 10/11‬المتعمؽ بالبمدية "البمدية ىي الجماعة‬
‫اإلقميمية القاعدية لمدكلة‪ ،‬كتتمتع بالشخصية المعنكية كالذمة المالية المستقمة كتحدث بمكجب قانكف"‪.‬‬

‫كلما كانت البمدية تتمتع بالشخصية المعنكية كبأىمية التعاقد‪ ،‬فإف كظيفتيا ضمف إطار التنظيـ‬
‫اإلدارم لمدكلة كمياميا المختمفة كالمتنكعة تفرض عمييا ىي األخرل الدخكؿ في عبلقات عقدية مف‬
‫القانكف العاـ بيدؼ النيكض بأعباء التنمية المحمية كخدمة الجميكر‪ ،2‬كلقد أكد المشرع خضكع البمدية‬
‫ىي األخرل لتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك ما نصت عميو المادة ‪ 189‬مف القانكف ‪ 10/11‬المتعمؽ‬
‫بالبمدية بقكليا "يتـ إبراـ صفقات المكازـ كاألشغاؿ أك تقديـ الخدمات التي تقكـ بيا البمدية كالمؤسسات‬
‫العمكمية البمدية ذات الطابع اإلدارم طبقا لمتنظيـ السارم المفعكؿ المطبؽ عمى الصفقات العمكمية "‪،‬‬
‫كطبقا لممادة ‪ 62‬مف ذات فإف رئيس المجمس الشعبي يتمتع باالزدكاجية في ممارسة الصبلحيات فمف‬
‫جية فإنو يمثؿ البمدية كمف ناحية أخرل فيك ممثؿ لمدكلة‪ ،‬كما ال تصح الصفقات كال تككف نيائية إال‬
‫بمكافقة ىذا األخير طبقا لنص المادة ‪ 04‬مف المرسكـ ‪ 247/15‬فيما يخص صفقات البمدية‪ ،‬ىذا كيتكلى‬
‫رئاسة المجنة البمدية لمصفقات التي تتكلى دراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات كالمبلحؽ الخاصة‬
‫بالبمدية‪.3‬‬

‫‪ -1‬غزيز محمد الطاىر‪ ،‬آليات تفعيؿ دكر البمدية في إدارة التنمية المحمية بالجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،2010/2009 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -‬عمار بكضياؼ‪ ،‬معايير تحديد الصفقة العمكمية في التشريع الجزائرم كمكقؼ القضاء اإلدارم منيا‪ ،‬مجمة الفقو كالقانكف الدكلية‪ ،‬مجمة تصدر‬
‫‪2‬‬

‫إلكتركنيا (‪ ،)www.majalah.new.ma‬العدد الثاني كالعشركف‪ ،‬غشت ‪ ،2014‬ص ‪.46-45‬‬


‫‪ -3‬المادة ‪ 174‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -/3‬المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪:‬‬


‫تقكـ ىذه المؤسسات بإدارة مرفؽ عاـ يمارس نشاط إدارم‪ ،‬كتخضع مف ناحية تككينيا كادارتيا‬
‫ألحكاـ القانكف العاـ‪ ،‬كقد خكليا القانكف جممة مف امتيازات السمطة العامة أىميا اتخاذ الق اررات اإلدارية‪،1‬‬
‫كتعتبر أمكاليا أمكاال عمكمية‪ ،‬كعماليا مكظفيف عمكمييف‪ ،2‬كتخضع طبقا لممادة ‪ 2/43‬مف القانكف رقـ‬
‫‪ 01/88‬المتضمف القانكف التكجييي لممؤسسات العمكمية االقتصادية‪ ،‬لمقكاعد المطبقة عمى اإلدارة كلمبدأ‬
‫التخصص‪ ،‬كتتمتع بنفس النظاـ المالي كالحسابي المطبؽ عمى اإلدارة ما لـ تكجد قاعدة خاصة مرتبطة‬
‫باستقبللية سيرىا كتسييرىا‪ ،3‬كقد درج المشرع عمى إخضاع ىذا النكع مف المؤسسات لتنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كىك ما أكدتو المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بقكليا " ال تطبؽ أحكاـ ىذا الباب إال‬
‫عمى الصفقات العمكمية محؿ نفقات‪... :‬المؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم‪."..‬‬

‫‪ -/4‬المؤسسات العمومية المتخصصة‪:‬‬

‫يتقدـ البياف أف أحكاـ التنظيـ السابؽ كانت أكثر إفصاحا في تحديد الجيات الخاضعة ألحكاـ تنظيـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬ففي إطار تحديده لمجيات الخاضعة ألحكاـ ىذا األخير جاءت أحكاـ التنظيـ السابؽ‬
‫مفصمة بشأف المؤسسات العمكمية المعنية بالخضكع لتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي اشتممت عمى‬
‫مراكز البحث كالتنمية‪ ،‬كالمؤسسات العمكمية الخصكصية ذات الطابع العممي كالتكنكلكجي كالمؤسسات‬
‫العمكمية ذات الطابع العممي كالثقافي كالميني‪ ،‬المؤسسات العمكمية ذات طابع العممي كالتقني‪ ،4‬أما ما‬
‫حممتو أحكاـ التنظيـ الحالي فقد جاء مغاي ار لما كاف عميو األمر في السابؽ‪ ،‬فعمى الرغـ مف خضكع ىذه‬
‫المؤسسات (المؤسسا ت العمكمية المتخصصة) ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية إال أنيا لـ ترد بصريح‬
‫العبارة ضمف أحكاـ المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬كانما كردت تحت غطاء الكصؼ العاـ‬
‫في تحديدىا (إدارات عمكمية) مفتقرة في ذلؾ لمكصؼ الدقيؽ المكرس سابقا‪ ،‬كالى جانب ذلؾ يبلحظ‬
‫كذلؾ غيا ب النص الصريح عف الييئات العمكمية رغـ خضكعيا ىي األخرل ألحكاـ تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية كالتي اكتفى التنظيـ بشأنيا بالكصؼ العاـ ال الدقيؽ بقكلو (المؤسسات العمكمية ذات الطابع‬
‫اإلدارم)‪ ،‬كقد كاف مف األجدر عمى المشرع في إطار تحديده لنطاؽ تطبيؽ أحكاـ تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية أف يمتزـ بنفس التكجو السابؽ كالقكؿ بصريح النص (الييئات الكطنية العمكمية) تفاديا ألم‬
‫تأكيبلت في ىذا الشأف‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار عكابدم‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية‪ ،‬بيف عمـ اإلدارة العامة كالقانكف اإلدارم‪ ،‬ط‪ ،5‬دار ىكمة ‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 02‬مف األمر رقـ ‪ ،03/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/07/15‬المتضمف القانكف األساسي العاـ لمكظيفة العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد(‪،)46‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2006/07/16‬‬
‫‪ -3‬القانكف رقـ ‪ ،01/88‬المؤرخ في ‪ ، 1988/01/12‬المتعمؽ بالقانكف التكجييي لممؤسسات العمكمية اإلقتصادية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)02‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.1988/01/13‬‬
‫‪ -4‬أكدت عمى ىذا التفصيؿ الدقيؽ أحكاـ المادة ‪ 02‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ )58‬الصادرة بتاريخ ‪( 2010/10/07‬المعدؿ كالمتمـ كالممغى)‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كالجدير بالتنكيو أف فحكل نص المادة ‪ 04‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬كىي تعدد الجيات‬
‫المخكلة بالمكافقة عمى الصفقات قد ذكرت إلى جانب كؿ مف الكزير كالكالي كرئيس المجمس الشعبي‬
‫البمدم كمدير المؤسسة " مسؤكؿ الييئة العمكمية "‪ ،‬ثـ إننا نتساءؿ ىؿ مف األصح تسمية البرلماف‬
‫بغرفتيف بالمؤسسة العمكمية ذات الطابع اإلدارم‪ ،‬عمما أف التسمية األصح ىي الييئة الكطنية العمكمية‬
‫التي تشمؿ كؿ مف البرلماف كالمجمس الدستكرم كالمحكمة العميا كمجمس الدكلة‪ ،‬مجمس المحاسبة‪ ،‬إضافة‬
‫لمييئات االستشارية الكطنية كالمجمس االقتصادم كاالجتماعي‪ ،‬كالتي يتعيف إدراجيا ضمف ما يسمى‬
‫بالييئات العمكمية الكطنية‪.1‬‬

‫‪ -/5‬األشخاص المعنوية الخاضعة لمتشريع الذي يحكـ النشاط التجاري‪.‬‬

‫نصت المطة األخيرة مف المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬عمى أشخاص معنكية تتمثؿ‬
‫في المؤسسات العمكمية الخاضعة لمتشريع الذم يحكـ النشاط التجارم‪ ،‬كالتي تخضع بدكرىا كجكبا‬
‫ألحكاـ ىذا المرسكـ في تصرفاتيا التعاقدية في إطار الصفقات العمكمية شريطة أف تككف العممية ممكلة‬
‫كميا أك جزئيا بمساىمة مؤقتة أك نيائية مف الدكلة أك الجماعات اإلقميمية‪ ،‬كبذلؾ يككف النص قد تكسع‬
‫كألكؿ مرة عمى الجماعات اإلقميمية بكصفيا جية مساىمة في العممية محؿ إلنجاز‪.‬‬

‫أ‪ -/‬المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪:‬‬

‫تعتبر المؤسسات العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم أكثر األشكاؿ شيكعا لتدخؿ الدكلة في‬
‫الميداف االقتصادم‪ ،‬كتسمى أحيانا بالمصالح المستقمة ذات الطابع االستثمارم‪ ،‬أك بالمصالح االستثمارية‬
‫كىي شبيية بالمؤسسات العامة اإلدارية مف حيث تككينيا‪ ،‬كلكنيا تختمؼ عنيا مف حيث القانكف الذم‬
‫يرعاىا أك يطبؽ عمييا‪ ،‬كىذه المؤسسات عمى خبلؼ المؤسسات ذات الطابع اإلدارم فإنيا تيدؼ لتحقيؽ‬
‫الربح‪ ،2‬كاألصؿ أنيا مستثناة مف مجاؿ تطبيؽ قانكف الصفقات العمكمية ككف أف قكاعده تعرقؿ مسار‬
‫تطكرىا كتعد كابحة لممبادرة كاإلبداع لما تتضمنو مف تعقيدات إجرائية‪ ،‬كما يرل جانب مف الفقو بأف‬
‫إخضاع ىذا النكع مف المرافؽ في جميع عبلقاتيا لقكاعد القانكف العاـ يجعميا غير قادرة عمى منافسة‬
‫المؤسسات الصناعية كالتجارية ذات الطابع الخاص‪ ،‬األمر الذم يؤدم إلى زكاؿ ىذه المرافؽ"‪ ،‬إال أف‬
‫أحكاـ المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬قد سطرت جممة مف شركط كالضكابط لخضكع ىذه‬
‫األخير ألحكامو كالمتمثمة في‪:‬‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،)2015‬القسـ األكؿ‪ ،‬الجسكر‬
‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ،2017 ،5‬ص ‪.122 ،121‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 45‬مف القانكف رقـ ‪ ،01/88‬المتعمؽ بالقانكف التكجييي لممؤسسات العمكمية االقتصادية‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ ‬أف تكمؼ المؤسسة العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم مف قبؿ السمطات العمكمية كعبر‬
‫الييئات المسيرة في المؤسسة بإنجاز عممية‪.‬‬
‫‪ ‬أف يقع تمكيؿ المشركع محؿ التكميؼ كميا أك جزئيا‪ ،‬كبمساىمة مؤقتة أك نيائية مف الدكلة أك‬
‫الكالية أك البمدية‪ ،‬لذلؾ بات لزاما أف تخضع ىذه المؤسسات لما تخضع لو المؤسسات العمكمية ذات‬
‫الطابع اإلدارم طالما أف مصدر التمكيؿ كاحد كىك الخزينة العمكمية‪ ،‬فكمما تعمؽ األمر بتمكيؿ تتحممو‬
‫الخزينة كجب ضبط النشاط العقدم كاخضاعو ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪.1‬‬

‫كقد ألزمت أحكاـ تنظيـ الصفقات المؤسسات الكارد ذكرىا في المادة ‪ 06‬باتخاذ أحكاـ ىذا األخير‬
‫كنص مرجعي حتى في إطار خارج االستثناء المكرس‪ ،‬كىك ما أفادت بو أحكاـ المادة ‪ 08‬مف المرسكـ‬
‫الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬بقكليا " يتعيف عمى المؤسسات المنصكص عمييا في المطة األخيرة مف المادة ‪06‬‬
‫عندم ا تنجز عممية غير ممكلة كميا أك جزئيا بمساىمة مؤقتة أك نيائية مف الدكلة أك الجماعات اإلقميمية‬
‫أف تكيؼ إجراءاتيا الخاصة مع تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالعمؿ عمى اعتمادىا مف ىيئاتيا المؤىمة‪،‬‬
‫كيتعيف عمى سمطة الكصاية ليذه المؤسسات العمكمية أف تضع جياز لمراقبة صفقاتيا كتكافؽ عميو طبقا‬
‫ألحكاـ المادة ‪ 159‬مف ىذا المرسكـ"‪.‬‬

‫يعكس النص مدل حرص المشرع عمى غمؽ كؿ منابع كمسالؾ التي مف شأنيا أف تمس بالماؿ‬
‫العاـ‪ ،‬مف خبلؿ إلزامو ليذه المؤسسات حتى في حالة تعاقدىا خارج االستثناء المقرر باتخاذ أحكاـ تنظيـ‬
‫الصفقات كنص مرجعي كتكجييي كسند تعاقدم‪ ،‬كىك ما مف شأنو أف يبعث شفافية أكثر عمى عقكد ىذه‬
‫األخيرة إلى جانب الحرص كالحفاظ عمى ترشيد نفقات الدكلة‪.‬‬

‫غير أف ىذه الشمكلية مف شأنيا أف تطرح إشكاال عمميا عمى المستكل القضائي في غاية مف التعقيد‪،‬‬
‫إذا ما كانت المؤسسة العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم طرفا في صفقة عمكمية‪ ،‬كتعمؽ األمر‬
‫بمشركع ممكؿ مف طرؼ الدكلة أك الجماعات اإلقميمية فطبقا لممادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ 247/15‬فإف ىذا العقد يخضع ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية سكاء مف حيث اإلبراـ أك التنفيذ‪ ،‬فإذا‬
‫ما حدث نزاع بشأف ىذه الصفقة طرحت مسألة تجديد االختصاص القضائي‪ ،‬فيؿ يؤكؿ األمر في الفصؿ‬
‫فييا لمقاضي العادم أـ القاضي اإلدارم؟ كىك ما نفصؿ فيو الحقا بشأف تدخؿ القاضي اإلدارم في مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أما عف المشرع الفرنسي فقد أخرج في السابؽ ىذا النكع مف المؤسسات العمكمية التي تككف تابعة‬
‫ل مدكلة مف نطاؽ األشخاص المعنكية التي يتكجب عمييا الخضكع ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية في‬
‫تصرفاتيا التعاقدية‪ ،‬بينما أخضع نفس المؤسسات العمكمية التابعة لمجماعات المحمية ألحكاـ تنظيـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،1‬إال أف المشرع الفرنسي كفي إطار تكحيد النظرة عمؿ عمى إخراج جميع المؤسسات‬
‫العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم مف نطاؽ الخضكع ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىذا طبقا‬
‫لممادة ‪ 10‬مف األمر ‪ 899/2015‬المتعمؽ بتقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي‪.‬‬

‫ب‪ -/‬المؤسسات العمومية االقتصادية‪:‬‬

‫اعتبر المشرع الجزائرم المؤسسة العمكمية االقتصادية شركات تجارية تحكز فييا الدكلة أك أم‬
‫شخص معنكم آخر خاضع لمقانكف العاـ‪ ،‬أغمبية رأسماليا االجتماعي بصفة مباشرة أك غير مباشرة‪ ،‬كىي‬
‫تخضع لمقانكف العاـ‪ ،‬كبذلؾ يككف المشرع قد عدؿ عف فكرة الممكية التامة لمدكلة أك لؤلشخاص المعنكية‬
‫لرأسماؿ الشركة‪ ،‬حيث اكتفى بالنص عمى امتبلكيا ألغمبية رأسماليا االجتماعي‪ ،2‬كأما عف خضكع ىذه‬
‫المؤسسات لتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬فقد استقر المشرع الجزائرم طبقا لممادة ‪ 09‬مف المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬عمى عدـ خضكعيا ألحكاـ ىذا القانكف‪ ،‬إال أف ذلؾ ال يعني تحررىا التاـ في إبراـ صفقاتيا‬
‫كانما يتعيف عمييا إعداد إجراءات إبراـ صفقاتيا العمكمية حسب خصكصيتيا عمى أساس مبدأ حرية‬
‫االستفادة مف الطمب كالمساكاة في التعامؿ مع المترشحيف كشفافية اإلجراءات‪ ،‬كالعمؿ عمى اعتمادىا مف‬
‫طرؼ ىيئاتيا االجتماعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستثناءات الواردة عمى المعيار العضوي‪.‬‬

‫لقد أقرت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية استثناءا عف القاعدة العامة‪ ،‬المتمثمة في أف يككف أطراؼ‬
‫الصفقة العمكمية أحد األشخاص المعنكية التي حددتيا المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪،247/15‬‬
‫كذلؾ بإخراج جممة مف العقكد مف الخضكع ألحكامو حددىا نص المادة ‪ 07‬منو كالتي سيتـ تكضيحيا‬
‫مف خبلؿ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -/1‬العقود المبرمة مف طرؼ الييئات واإلدارات العمومية والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‬
‫فيما بينيا ‪ :‬أعفى المشرع الجزائرم خضكع العقكد المبرمة فيما بيف ىذه الييئات ألحكاـ تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كالتي نتج عنيا بعض االختبلفات‪ ،‬حيث أف ىناؾ مف يرل بأف ىذا اإلعفاء يعد تميي از ال يخدـ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art 2 du Décret n° 2001-210 du 7 mars 2001 portant code des marchés publics:‬‬
‫‪I - Les dispositions du présent code s'appliquent :‬‬
‫‪1- Aux marchés conclus par l'Etat, ses établissements publics autres que ceux ayant un caractère industriel‬‬
‫"…‪et commercial, les collectivités territoriales et leurs établissements publics‬‬
‫‪ -2‬األمر رقـ ‪ 04/01‬المؤرخ في ‪ ، 2001/08/20‬المتعمؽ بتنظيـ المؤسسات العمكمية االقتصادية كتسييرىا كخكصصتيا‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪)47‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ ،2001/08/22‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب األمر ‪ ،01/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/02/28‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)11‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2008/03/02‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مبادئ المنافسة الشريفة‪ ،‬حيث يعطي ىذا االستثناء سبقا لئلدارة عمى حساب منافسييا‪ ،1‬بينما ذىب جانب‬
‫آخر إلى القكؿ بأف ىذا االستبعاد ال يثير إشكالية الفساد كشبية المعاممة اعتبا ار بأف الصفقة قد جمعت‬
‫بيف جيتيف إداريتيف‪ ،2‬كىك ما نؤيده فيذا النكع بخبلؼ المؤسسات ذات الطابع الصناعي كالتجارم ال‬
‫تتكخى مف كراء نشاطاتيا تحقيؽ الربح‪ ،‬كبذلؾ يككف المشرع قد أضفى مركنة أكبر عمى النشاط التعاقدم‬
‫فيما بيف أشخاص القانكف العاـ‪ ،‬ثـ إف مثؿ ىذا التعاقد ال يثير أم شبية اعتبا ار أف الماؿ يخرج مف ذمة‬
‫إحدل ىذه الييئات لينتقؿ إلى ذمة ىيئة أخرل مف نفس النكع‪.3‬‬
‫‪ -/2‬العقود المبرمة مع المؤسسات العمومية الخاضعة لمتشريع التجاري‪ ،‬عندما تزاوؿ نشاطاً ال يكوف‬
‫خاضعا لممنافسة‪ :‬إضافة لخصكصية المؤسسات العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم‪ ،‬فقد كاف‬
‫المشرع الجزائرم مضطربا بخصكص إخضاع المؤسسات العمكمية ذات الطابع االقتصادم ألحكاـ تنظيـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬فتارة يخضعيا العتبارات تتعمؽ بالكقاية مف الفساد كتارة أخرل يبعدىا‪ ،‬لتستقر أحكاـ‬
‫المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬عمى إعفاء ىذه األخيرة مف الخضكع ألحكامو‪ ،‬كىذا ال يعني تحررىا التاـ‬
‫في إبراـ صفقاتيا‪ ،‬كانما يتعيف عمييا إعداد إجراءات إبراميا لصفقاتيا حسب خصكصيتيا كفقا لممبادئ‬
‫التي كرستيا المادة ‪ 05‬مف ذات المرسكـ كالعمؿ عمى اعتمادىا مف طرؼ ىيئاتيا االجتماعية‪.4‬‬
‫كلقد اعتبر بعض الباحثيف أف إبعاد صفقات المؤسسات العمكمية االقتصادية يمثؿ أحد جكانب المركنة‬
‫التي حمميا المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 5247/15‬كىك ما نؤيده‪ ،‬إذ ال يعقؿ إخضاع عقكد ىذه األخيرة ألحكاـ‬
‫ىذا التنظيـ‪ ،‬في حيف أف ىذه المؤسسات مطالبة بتفعيؿ الحركية التنمكية كتحقيؽ األرباح كغيرىا كلقد‬
‫أصاب المشرع عندما ألزميا بالتقيد بالمبادئ األساسية إلبراـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ -/3‬العقود المتعمقة باإلشراؼ المنتدب عمى المشروع‪ :‬كيقصد بصاحب المشركع المنتدب طبقا لممادة‬
‫‪ 03‬مف المرسكـ التنفيذم ‪ " 320/14‬المؤسسة أك الييئة العمكمية التي يفكض ليا المشركع أك البرنامج‬
‫مف قبؿ صاحب المشركع عف طريؽ اتفاقية اإلشراؼ المنتدب عمى المشركع‪ ،‬بحيث تكمؼ بتنفيذ ك ‪/‬أك‬
‫بإنجاز كؿ أك جزء مف المشركع أك البرنامج‪ ،‬كذلؾ باسـ كلحساب صاحب المشركع "‪ ،6‬عمى أف يككف‬

‫‪ -1‬النكم خرشي‪ ،‬تسيير ا لمشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬دار الخمدكنية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪ -2‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -3‬محمد ىاممي‪ ،‬إبراـ الصفقات العمكمية عمى ضكء المرسكـ الرئاسي رقـ ‪( 247/15‬إضفاء لممركنة أـ تعزيز لمرقابة)‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ‬
‫الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19 -18‬أكتكبر ‪ ،2016‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 09‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬محمد ىاممي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -6‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،320/14‬المؤرخ في ‪ ،2014/11/20‬المتعمؽ باإلشراؼ عمى المشركع كاإلشراؼ المنتدب عمى المشركع‪ ،‬ج ر ج ج‬
‫عدد (‪ )68‬الصادرة بتاريخ ‪.2014/11/23‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫صاحب المشركع إما المؤسسة العمكمية ذات طابع صناعي كتجارم‪ ،‬أك المؤسسة العمكمية ذات طابع‬
‫اقتصادم‪ ،‬المؤسسة العمكمية ذات طابع العممي كالتكنكلكجي‪ ،‬مراكز البحث كالتنمية‪.1‬‬
‫‪ -/4‬اقتناء أو تأجير أراض أو عقارات‪ :‬كالتي أراد مف خبلليا المشرع بعث قدر مف الحرية لممؤسسة‬
‫العمكمية لممارسة نشاطيا‪.‬‬
‫‪ -/5‬اتفاقيات المبرمة مع بنؾ الجزائر‪ :‬يعد البنؾ مؤسسة كطنية تتمتع بالشخصية المعنكية كاالستقبلؿ‬
‫المالي‪ ،‬كيعد تاج ار في عبلقاتو مع الغير كيحكمو القانكف التجارم‪ ،‬كما ال يخضع ألحكاـ المحاسبة‬
‫العمكمية كال لمقيد في السجؿ التجارم‪ ،‬كال لرقابة مجمس المحاسبة‪ ،‬يتكلى اإلشراؼ عمى السياسة النقدية‬
‫في الدكلة‪ ،‬لذلؾ كنظ ار لطبيعة كحساسية المياـ المنكطة بو أف ال تخضع معامبلت اإلدارات العمكمية‬
‫معو لتنظيـ الصفقات العمكمية‪.2‬‬
‫‪ -/6‬عقود المنظمات والييئات واالتفاقات الدولية‪ :‬العقكد الممكلة مف طرؼ الييئات كالمنظمات‬
‫الخارجية‪ ،‬أك بمكجب إجراءاتيا‪ ،‬كالعقكد بمكجب المعاىدات كاالتفاقات المصادؽ عمييا كالمنفذة مف طرؼ‬
‫الجزائر‪ ،‬مع الييئات الدكلية‪ ،‬الجيكية كمع الدكؿ األجنبية‪ ،‬عندما يككف ذاؾ مطمكبا (التمكيؿ) تخضع‬
‫لئلجراءات كالقكاعد التي تتضمنيا صراحة ىذه االتفاقيات كالمعاىدات‪ ،3‬أم أف ىذه االتفاقات كالمعاىدات‬
‫قد تتضمف أحكاما تتعمؽ بإبراـ العقكد تدخؿ في نطاؽ تطبيقيا‪ ،‬لذلؾ كجب عدـ إخضاعيا ألحكاـ تنظيـ‬
‫ال صفقات العمكمية‪ ،‬كعمى الرغـ مف ذلؾ إال أف الجيات الكصية تعمؿ عمى إخضاع العبلقة التعاقدية‬
‫لتنظيـ الصفقات العمكمية إذا لـ يكف ذلؾ يتعارض كأحكاـ المعاىدة أك االتفاقية كىك ما أكدتو المذكرة‬
‫الصادرة عف ك ازرة المالية تحت رقـ ‪ 42‬المؤرخة في ‪.42006/01/03‬‬
‫‪ -/7‬خدمات الصمح والتحكيـ‪ :‬كىي مف آليات فض النزاعات خارج نطاؽ القضاء بطريقة يغمب عمييا‬
‫طابع بساطة اإلجراءات ربحا لمكقت‪ ،‬لذلؾ فبل يعقؿ كنحف نسعى لحسـ النزاع في أقرب كقت ممكف أف‬
‫نخضع مثؿ ىذه الخدمات ألحكاـ تنظيـ الصفقات التي يغمب عميو طابع التعقيد اإلجرائي‪.5‬‬
‫‪ -/8‬العقود المبرمة مع المحاميف بالنسبة لخدمات المساعدة والتمثيؿ‪ :‬اعترفت أحكاـ المادة ‪ 05‬مف‬
‫القانكف ‪ 07/13‬المتعمؽ بتنظيـ مينة المحاماة‪ 6‬لممحامي بتمثيؿ األطراؼ كمساعدتيـ كالدفاع عنيـ‬
‫كتزكيدىـ بالنصائح كتقديـ مختمؼ االستشارات القانكنية‪ ،‬في حيف أف المادة ‪ 12‬مف القانكف قد قيدت‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ األكؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 09‬مف القانكف رقـ ‪ ،10/90‬المؤرخ في ‪ ،1990/04/14‬المتعمؽ بالنقد كالقرض‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )16‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ ،1990/04/18‬المعدؿ كالمتمـ بالقانكف رقـ ‪ ،10/17‬المؤرخ في ‪ ،2017/10/11‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)57‬الصادرة بتاريخ ‪.2017/10/12‬‬
‫‪ -3‬مختار بف عابد‪ ،‬كريـ ساطكطاح‪ ،‬اإلجراءات المكيفة لتنفيذ الطمبات العمكمية‪ :‬مقاربة بيف التكضيح مف طرؼ السمطات المختصة كالغمكض‬
‫المتزايد أماـ أعكاف التنفيذ‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات‬
‫المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19 -18‬أكتكبر ‪ ،2016‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -4‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ األكؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ -5‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ -6‬القانكف رقـ ‪ ،07/13‬المؤرخ في ‪ ،2013/10/29‬المتضمف تنظيـ مينة المحاماة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )55‬الصادرة بتاريخ ‪.2013/10/30‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المحامي بعدـ السعي لجمب الزبائف أك القياـ بعممية اإلشيار لنفسو أك اإليعاز عمى ذلؾ‪ ،1‬كفي مقابؿ ىذا‬
‫نجد أف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية أجازت لممصالح المتعاقدة حيف رغبتيا في التعاقد مع المحاميف‬
‫إتباع اإلجراءات المكيفة‪ ،‬عبر انتياج طريقة االستشارة كاإلشيار المبلئـ ميما كاف مبمغ التقدير األكلي‬
‫طبقا ألحكاـ المادة ‪ 24‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬األمر الذم قد يكفؿ حسب رأم أحد الباحثيف‬
‫عدـ مخالفة أحكاـ المادة ‪ 12‬سالفة الذكر‪ ،‬كالتي أقرت منع سعي المحاميف مف جمب زبائنيـ عبر‬
‫المشاركة في طمبات العركض‪ ،‬فمنظكمة الصفقات جعمت مف المصالح المتعاقدة كزبائف بإمكانيا استشارة‬
‫عدد مف المحاميف األكفاء مع اإلشيار المبلئـ (اإلجراءات المكيفة)‪ ،‬بالشكؿ الذم يجعؿ نقطة الطمب‬
‫لمخدمة جاءت مف المصالح المتعاقدة ال المحاميف‪.2‬‬
‫‪ -/9‬العقود المبرمة مع ىيئة مركزية لمشراء‪ :‬يكفي أف نضرب مثاال ىنا عف الككالة الكطنية لتسير‬
‫اإلنجازات كتجييز مؤسسات الصحة‪ ،‬ففي إطار قياـ ىذه األخيرة بمياـ التجييز تتكلى ىذه األخيرة قياـ‬
‫بعممية اقتناء تجييزات الصحة لحساب الك ازرة المكمفة بالصحة أك لحساب المؤسسات لمصحة‪ ،‬إذ تبرـ في‬
‫ىذا الصدد عقكدا بيف المصمحة المعنية كالككالة‪ ،‬كبالتالي فإف ىذه العقكد ال تخضع ألحكاـ تنظيـ‬
‫الصفقات العمكمية باعتبار أف الككالة تعد تاجرة في عبلقتيا سكاء مع اإلدارة أك الغير‪.3‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المعيار الموضوعي في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يقصد بالمعيار أك العنصر المادم أك المكضكعي الرجكع إلى محؿ أك مكضكع العقد‪ ،‬كيقصد بمحؿ‬
‫الصفقة العمكمية‪ ،‬مكضكع الخدمة التي يقدميا المتعاقد لئلدارة المتعاقدة‪ ،4‬كتتعدد ىذه الخدمات بتعدد‬
‫األغراض التي تيدؼ اإلدارة لتحقيقيا مف عممية التعاقد‪ ،5‬كلقد حدد نص المادة ‪ 29‬مف المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬بأف المقصكد بمكضكع الصفقة ىك إنجاز األشغاؿ العامة‪ ،‬أك اقتناء المكازـ‪ ،‬أك إنجاز‬
‫الدراسات‪ ،‬أك تقديـ الخدمات‪.6‬‬

‫أوال‪ :‬صفقة إنجاز األشغاؿ العامة‪.‬‬

‫تعد صفقات إنجاز األشغاؿ مف أكثر عقكد الصفقات شيكعا‪ ،‬كتعرؼ بأنيا " اتفاؽ بيف اإلدارة كأحد‬

‫‪ -1‬أكدت التنسيقية الكطنية في مداكلتيا الصادرة في ‪ 2017/01/24‬بأنو يمنع عمى المحاميف المشاركة في طمبات العركض أك االستشارات بحكـ‬
‫أف ذلؾ مخالؼ لقكاعد مينة المحاميف كأصكليا كقكانينيا‪ ،‬كلقد انتقد ىذا األمر بعض الباحثيف باعتبار أف المصمحة المتعاقدة شأنيا شأف أم‬
‫شخص مف القطاع الخاص يياتؼ أك يراسؿ محاميا أك أكثر يرل فيو التأىيؿ كالكفاءة البلزمة‪.‬‬
‫‪ -2‬مختار بف عابد‪ ،‬كريـ ساطكطاح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -3‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ األكؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ -4‬فيصؿ نسيغة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫‪ -5‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬أعماؿ السمطة اإلدارية (القرار اإلدارم‪ ،‬العقد اإلدارم)‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1989 ،‬ص ‪.491‬‬
‫‪ -6‬نصت المادة ‪ 29‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬عمى أنو " تشمؿ الصفقات العمكمية إحدل العمميات اآلتية أك أكثر " إنجاز األشغاؿ‪،‬‬
‫اقتناء المكازـ‪ ،‬إنجاز الدراسات‪ ،‬تقديـ الخدمات‪."...‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األفراد أك الشركات أك المؤسسات لمقياـ ببناء أك ترميـ أك صيانة عقار لحساب شخص معنكم عاـ‪،‬‬
‫نظير مقابؿ يتفؽ عميو في العقد بقصد تحقيؽ مصمحة عامة "‪ ،1‬بينما عرفيا المشرع طبقا ألحكاـ‬
‫المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬بحسب اليدؼ الذم ترمي لتحقيقو‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ نص المادة ‪3/29‬‬
‫بقكليا " تيدؼ الصفقة العمكمية لؤلشغاؿ إلى إنجاز منشأة أك أشغاؿ بناء أك ىندسة مدنية مف طرؼ‬
‫مقاكؿ‪ ،‬في ظؿ احتراـ الحاجات التي تحددىا المصمحة المتعاقدة صاحبة المشركع‪ ،‬كتعتبر المنشأة‬
‫مجمكعة مف أشغاؿ البناء أك اليندسة المدنية التي تستكفي نتيجتيا كظيفة اقتصادية أك تقنية‪ ،‬تشمؿ‬
‫الصفقة العمكمية لؤلشغاؿ بناء أك تجديد أك صيانة أك تأىيؿ أك تييئة أك ترميـ أك إصبلح أك تدعيـ أك‬
‫ىدـ منشأة أك جزء منيا‪ ،‬بما في ذلؾ التجييزات المرتبطة بيا الضركرية الستغبلليا "‪ ،‬ما يبلحظ أف‬
‫النص قد استعمؿ مصطمح "مقاكؿ"‪ ،‬بينما كاف حرم بالمشرع أف يستعمؿ مصطمح "متعامؿ متعاقد" لمدقة‬
‫خاصة كأف مصطمح المقاكؿ يبعث عمى التصكر أف األمر يتعمؽ بشخص مف أشخاص القانكف الخاص‪،‬‬
‫فضبل عف ذلؾ فإف المنجز ىك المقاكؿ في كؿ األحكاؿ حتى كلك كاف متعامبل مف الباطف‪.‬‬

‫يرتكز تحديد مفيكـ ىذا النكع مف الصفقات عمى تكفر بعض الشركط الكاجب تكافرىا‪ ،‬كىي أف‬
‫ينصب العقد عمى منشأة‪ ،‬كأف يتـ العمؿ لحساب شخص معنكم تحقيقا لممنفعة العامة‪ ،2‬كلكف ليس‬
‫بالضركرة أف يككف العقار محؿ الشغؿ مممككا لشخص معنكم عاـ‪ ،3‬فقد ال يككف العقار مممككا لئلدارة‬
‫أثناء التعاقد إال أف العقد أبرـ لحساب اإلدارة‪ ،‬ككاف تحت سمطتيا في اإلشراؼ كالرقابة أك كاف مصير‬
‫العقار سيؤكؿ إلييا في نياية مدة معينة‪.4‬‬

‫باإلضافة إلى ىذه الشركط‪ ،‬فقد ألزمت المادة األكلى مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 139/14‬المؤسسات‬
‫كمجمكعات المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ في إطار إنجاز الصفقات العمكمية في ميداف‬
‫البناء كاألشغاؿ العمكمية كالمكارد المائية كاألشغاؿ الغابية كأشغاؿ المنشآت الكامنة لممكاصبلت السمكية‬
‫كالبلسمكية‪ ،‬بأف تككف ليا شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ المينييف إلبراـ صفقاتيا مع الدكلة كالكاليات كالبمديات‬
‫كاإلدارات كالمؤسسات كالييئات العمكمية‪.5‬‬

‫كلقد تكسع مجمس الدكلة الفرنسي في طبيعة األشغاؿ التي تعد مف قبيؿ األشغاؿ العامة‪ ،‬فمـ تقتصر‬
‫ىذه األخيرة عمى أعماؿ البناء أك اليدـ‪ ،‬بؿ أدخؿ فييا كافة األعماؿ المتعمقة بصيانة العقار كتنظيؼ‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- RICHER Laurent, Droit des contrats administratifs, 5émé édition, L.G.D.J, France, 2006, p 395.‬‬
‫‪ -3‬سميماف محمد الطماكم‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪ ،2005 ،‬ص ‪.124‬‬
‫‪ -4‬محمد خمؼ الجبكرم‪ ،‬العقكد اإلدارية‪ ،‬مكتبة دار الثقافة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ،2‬عماف‪ ،‬األردف‪ ،1998 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -5‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،139/14‬المؤرخ في ‪ ، 2014/04/20‬يكجب عمى المؤسسات كمجمكعات المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ‬
‫في إطار إنجاز الصفقات العمكمية لبعض قطاعات النشاطات أف تككف ليا شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ المينييف‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪،)26‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2014/05/07‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المنشآت كالطرؽ العامة‪ ،‬كالتييئة كالترميـ‪ ،‬كيعتبر كذلؾ العقد إداريا إذا تعمؽ بنقؿ المكاد البلزمة لتنفيذ‬
‫العمؿ‪.1‬‬

‫كلعؿ أىـ ما جاءت بو أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬أنيا قدمت تكييفا لبعض العقكد التي‬
‫قد يتداخؿ مكضكعيا أحيانا‪ ،‬فتجمع بيف مكضكعيا كمكضكع صفقة أخرل‪ ،‬حيث تجتمع مكاضيعيما في‬
‫صفقة كاحدة‪ ،‬فقد جاء في المادة ‪ 5/29‬بأنو "إذا تـ النص في صفقة عمكمية عمى تقديـ خدمات ككاف‬
‫المكضكع األساسي لمصفقة يتعمؽ بإنجاز أشغاؿ‪ ،‬فإف الصفقة تككف صفقة أشغاؿ"‪ ،‬كيتضح مف النص أف‬
‫المشرع قد غمب النشاط الرئيسي كالغالب في مكضكع الصفقة‪ ،‬كقد أحسف المشرع في ذلؾ فكثي ار ما ترتبط‬
‫صفقة األشغاؿ بغيرىا‪ ،‬كيككف مف األفضؿ جمع النشاطات كالخدمات في إطار عقدم كاحد كعدـ تجزئتيا‬
‫حفاظا عمى كحدة الصفقة كتحديد المسؤكليات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صفقة اقتناء الموازـ (عقود التوريد)‪.‬‬

‫تجد صفقة اقتناء المكازـ أساسيا في نص ‪ 6/29‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬كالتي عرفيا‬
‫المشرع الجزائرم ىي األخرل مف حيث اليدؼ الذم ترمي إليو بقكلو‪ " :‬تيدؼ الصفقة العمكمية لمكازـ إلى‬
‫اقتن اء أك إيجار أك بيع باإليجار‪ ،‬بخيار أك بدكف خيار الشراء‪ ،‬مف طرؼ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬لعتاد أك‬
‫مكاد‪ ،‬ميما كاف شكميا‪ ،‬مكجية لتمبية الحاجات المتصمة بنشاطيا لدل مكرد"‪ ،‬بينما اعتبرىا الفقو اإلدارم‬
‫بأنيا " اتفاؽ بيف اإلدارة كأحد األشخاص (المكرد) بقصد تمكينيا كتزكيدىا باحتياجاتيا مف المنقكالت‪ ،‬كىذا‬
‫لقاء مقابؿ تمزـ بدفعو كبقصد تحقيؽ مصمحة عامة "‪ ،2‬كبالتالي فإف عقد التكريد يرد عمى أشياء منقكلة‪،3‬‬
‫فبل يمكف أف يككف محمو عقا ار كاال أصبح عقد أشغاؿ عامة‪ ،‬كاألشياء المنقكلة التي يتعمؽ بيا محؿ ىذا‬
‫العقد ال يمكف حصرىا بطبيعة الحاؿ‪ ،‬كما يجب أف تككف ىذه األشياء المنقكلة في خدمة المرفؽ العاـ‪.4‬‬

‫استمرت أحكاـ تنظيـ الصفقات في معالجة حالة اقتراف نشاطيف في صفقة كاحدة‪ ،‬فالمادة ‪ 29‬في‬
‫فقرتيا السابعة قد كضحت حالة اقتراف صفقة اقتناء المكازـ بالقياـ بأشغاؿ عمكمية مف أجؿ تنصيبيا‬
‫كتثبيتيا‪ ،‬كىذا ما يحدث في أغمب األحكاؿ‪ ،‬كبناء عمى ذلؾ فقد كيفت أحكاـ الفقرة السابعة أف الصفقة‬
‫تعد صفقة لكازـ في حالة عدـ تجاكز قيمة األشغاؿ قيمة المكازـ بقكليا "إذا كانت أشغاؿ كضع كتنصيب‬
‫المكا زـ مدرجة ضمف الصفقة العمكمية كال تتجاكز مبالغيا قيمة ىذه المكازـ‪ ،‬فإف الصفقة العمكمية تككف‬
‫صفقة لكازـ"‪ ،‬كقد اعتمد النص عمى تغميب النشاط الغالب كاألساسي‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية (اإلبراـ‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬المنازعات)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -2‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, Guide de gestion des marchés publics, Edition‬‬
‫‪du sahel, Alger, 2000, p 33.‬‬
‫‪ -4‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬أعماؿ السمطة اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.533‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كفي ذات السياؽ عالجت أحكاـ المادة اقتراف صفقة المكازـ بالقياـ بعقد خدمات‪ ،‬كقد كيفت أحكاـ‬
‫الفقرة السابعة مف المادة ‪ 29‬عمى أف الصفقة تعد صفقة لكازـ متى لـ تتجاكز قيمة الخدمات قيمة المكازـ‬
‫ذاتيا "إذا كاف مكضكع الصفقة العمكمية خدمات كلكازـ ككانت قيمة المكازـ تفكؽ قيمة الخدمات‪ ،‬فإف‬
‫الصفقة العمكمية تككف صفقة لكازـ"‪ ،‬فقد اعتمدت أحكاـ ىده الفقرة في تكييفيا عمى تغميب النشاط‬
‫األساسي كالغالب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬صفقة إنجاز الدراسات‪.‬‬

‫مف بيف أىـ ميزات ىذا النكع مف الصفقات تعدد المصطمحات الشبيية كالدالة عنيا بتعدد مجاالتيا‪،‬‬
‫كعرؼ القانكف الجزائرم اختبلفا في ذلؾ مف مرحمة إلى أخرل بحسب طبيعة المشاريع كاألىداؼ‬
‫المسطرة‪ ،‬السيما المنجزة بميكانيزمات قانكف الصفقات العمكمية ككسيمة لمحصكؿ عمى أحسف الخدمات‪،1‬‬
‫كلقد حددت الفقرة ‪ 10‬مف المادة ‪ 29‬مف المرسكـ ‪ 247/15‬أف الغرض مف ىذا النكع مف الصفقات‪ ،‬ىك‬
‫إنجاز خدمات ذات نمط فكرم بقكليا " تيدؼ الصفقة العمكمية لمدراسات إلى إنجاز خدمات فكرية"‪ ،‬كىك‬
‫ما يؤكد شمكلية صفقات الدراسات لمعديد مف الخدمات التي تطمبيا المصالح المتعاقدة‪ ،‬كقد نصت أحكاـ‬
‫المادة ‪ 29‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عمى أف صفقة الدراسات تشمؿ عند إبراـ صفقة أشغاؿ السيما‬
‫ميمات المراقبة التقنية أك الجيكتقنية كاإلشراؼ عمى إنجاز األشغاؿ كمساعدة صاحب المشركع‪ ،‬كما‬
‫تحتكم في إطار اإلشراؼ عمى إنجاز منشأة أك مشركع حضرم أك مناظر طبيعية‪ ،‬تنفيذ بعض المياـ مف‬
‫بينيا إنجاز الدراسات األكلية أك التشخيص أك الرسـ المبدئي‪ ،‬الدراسات لمشاريع تمييدية مكجزة كمفصمة‪،‬‬
‫دراسات المشركع‪ ،‬دراسات التنفيذ أك عندما يقكـ بيا المقاكؿ‪ ،‬تأشيرتيا‪ ،‬مساعدة صاحب المشركع في إبراـ‬
‫كادارة تنفيذ صفقة األشغاؿ كتنظيـ كتنسيؽ كتكجيو الكرشة كاستبلـ األشغاؿ"‪ ،‬كبذلؾ فقد أراد المشرع أف‬
‫يجعؿ مف صفقات الدراسات بمثابة أفضؿ مرافؽ في إنجاز صفقات األشغاؿ العامة‪ ،‬التي تنصب عمى‬
‫العقار بما لو مف خصكصيات‪ ،‬كىك ما يؤكد عمى ضركرة تدخؿ ذكم االختصاص لتنكير مختمؼ‬
‫المصالح المتعاقدة بالمعمكمات البلزمة‪ ،‬كذلؾ في إطار إبراـ بما يسمى بصفقات الدراسات‪ ،‬كىك ما يدؿ‬
‫عمى الصمة التي تربط ىذا النكع مف الصفقات كصفقة األشغاؿ العمكمية‪.‬‬

‫كلعؿ أىـ ما يزيد مف أىمية صفقة الدراسات‪ ،‬ىك تطكر أنظمة البناء ككسائميا الحديثة كمتطمباتيا‬
‫كىك ما يدفع جية اإلدارة إلبراـ مثؿ ىذه الصفقات‪ ،‬كمرحمة أكلية تشخيصية‪ ،‬اليدؼ مف كرائيا كضع‬
‫المتعامؿ المتعاقد تحت يدىا جممة مف المعطيات الفنية كالعممية المتعمؽ بإنجاز المشركع‪ ،‬لذلؾ فإف ما‬
‫يميزىا أنيا تنصب عمى جانب فني كتقني ذك طابع عممي بمقتضاىا يتـ تكظيؼ مساحات كأرقاـ‪ ،‬تصاميـ‬

‫‪ -1‬إسبلـ عز الديف شكقارة‪ ،‬صفقات الدراسات في القانكف الجزائرم لمصفقات العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقكؽ‪ ،‬فرع قانكف‬
‫األعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر(‪ ،2010/2009 ،)1‬ص ‪.05‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ىندسية‪ ،‬بحكث كاحصاءات‪ ،‬ككضعيا تحت تصرؼ اإلدارة المعنية قصد تمكينيا مف تجسيد المشركع‬
‫كفؽ معطيات كمعايير تضمف سبلمة اإلنجاز‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬الصفقة العمومية لمخدمات‪.‬‬

‫نظ ار لؤلىمية البالغة التي يحتميا ىذا النكع مف أنكاع الصفقات العمكمية عمى غرار باقي أنكاع‬
‫الصفقات األخرل التي سبقت اإلشارة ليا‪ ،‬جاءت أحكاـ الفقرة األخيرة مف المادة ‪ 29‬بقكليا " تيدؼ‬
‫الصفقة العمكمية لمخدمات المبرمة مع متعيد خدمات إلى إنجاز تقديـ خدمات‪ ،‬كىي صفقة عمكمية‬
‫تختمؼ عف صفقات األشغاؿ أك المكازـ أك الدراسات "‪.‬‬

‫المبلحظ أف المشرع الجزائرم قد عرؼ عقد تقديـ الخدمات بمعيار سمبي‪ ،‬باعتبارىا بأنيا كؿ صفقة‬
‫تختمؼ عف صفقات األشغاؿ أك المكازـ أك الدراسات‪ ،‬كىذا راجع لتنكع كاتساع مفيكـ الخدمة‪ ،‬في حيف‬
‫ذىب الفقو إلى تعريؼ صفقة تقديـ الخدمات بأنيا "اتفاؽ بيف اإلدارة المتعاقدة كشخص آخر(طبيعي‪ ،‬أك‬
‫معنكم) قصد تكفير خدمة معينة لئلدارة المتعاقدة‪ ،‬تتعمؽ بتسيير المرفؽ نظير مقابؿ مالي"‪.‬‬

‫كبالتالي فإف صفقة الخدمات تتضمف تكريد السمع كالخدمات الضركرية‪ ،‬كالبضائع كالمنقكالت‬
‫كمختمؼ المكاد كالتجييزات مقابؿ ثمف تحدده اإلدارة المتعاقدة مسبقا‪ ،2‬كعادة ما يككف مكضكع الخدمة‬
‫محؿ صفقة تقديـ الخدمات بسيطا كال يتطمب اعتمادات مالية ضخمة‪ 3‬عمى عكس ما ىك الحاؿ عميو‬
‫بالنسبة لعقد األشغاؿ العامة كعقد اقتناء المكازـ‪ ،‬أم أف صفقة تقديـ الخدمات عادة ما تتعمؽ بخدمات ال‬
‫تستدعي معرفة تقنية كفنية معمقة‪ ،‬كأف يتعمؽ باألمر بخدمات النقؿ كالتطيير كأعماؿ الصيانة‪ ،‬لذلؾ فإف‬
‫جكىر ىذا النكع مف العقكد ىك تأدية المتعامؿ المتعاقد لعمؿ أك نشاط مؤداه تقديـ خدمة لممصمحة‬
‫المتعاقدة‪.4‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬المعيار الشكمي لمصفقات العمومية‪.‬‬

‫قيد المشرع الجزائرم المصمحة المتعاقدة االلتزاـ بمبدأ الكتابة الشكمية لمصفقات العمكمية‪ ،‬أم كجكب‬
‫إفراغ عقكد الصفقات العمكمية في شكؿ مستندات مكتكبة تحدد حقكؽ كالتزامات األطراؼ المتعاقدة كفقا‬
‫لشكميات محددة‪ ،‬كىك ذات الطابع الشكمي الذم أكد عمى المشرع المصرم بقكلو " يجب أف يحرر عقد‬
‫متى بمغ مجمكع قيمة ما رسا تكريده أك تنفيذه خمسيف ألؼ جنيو‪ ،‬أما فيما يقؿ عف ذلؾ فيجب أخذ إقرار‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ األكؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.186 ،185‬‬
‫‪ -2‬جميمة حميدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ -‬قد تككف خدمات مادية ‪ :‬كتركيب األثاث المكتبي كتجييزات اإلعبلـ اآللي أك التجييزات الطبية‪ ،‬كقد تككف غير مادية كخدمات النقؿ مثبل‪.‬‬
‫‪ -3‬حيث حدد الحد المالي ليا بأكثر مف أربعة مبلييف دينار(‪ 4000.000‬دج)‪ ،‬لتقدر بعد ذلؾ بأكثر مف ستة مبلييف دينار( ‪ 6000.000‬دج) في‬
‫ظؿ المرسكـ ‪.247/15‬‬
‫‪ -4‬عبد الكريـ تبكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مكتكب مف المتعاقد مع الجية اإلدارية شامبل كافة الضمانات البلزمة لتنفيذ التعاقد "‪ ،1‬كىك المبدأ الذم‬
‫استقر عميو المشرع الجزائرم في مختمؼ التنظيمات المتعاقبة لمصفقات العمكمية كلعؿ ذلؾ راجع إلى‪:‬‬

‫‪ ‬أف الصفقات العمكمية أداة لتنفيذ مخططات التنمية الكطنية كالمحمية‪ ،‬كأداة لتنفيذ مختمؼ البرامج‬
‫االستثمارية لذا كجب كبالنظر ليذه الزاكية أف تككف مكتكبة‪.‬‬

‫‪ ‬أف الصفقات العمكمية تتحمؿ أعبائيا المالية الخزينة العامة‪ ،‬فالمبالغ الضخمة التي تصرؼ بعنكاف‬
‫الصفقات العمكمية لجياز مركزم أك محمي أك مرفقي أك ىيئة كطنية مستقمة تتحمؿ أعبائيا الخزينة‬
‫العامة‪ ،‬لذلؾ كجب أف تككف مكتكبة‪ ،2‬كىذا ما يؤكده نص المادة ‪ 03‬مف المرسكـ ‪ 247/15‬بقكليا "تبرـ‬
‫الصفقات العمكمية قبؿ أم شركع في تنفيذ الخدمات"‪ ،‬فاألصؿ أنو يجب أف تككف الصفقة مكتكبة‪ ،‬حيث‬
‫تعد الكتابة ركف شكمي‪ ،‬يترتب عف تخمفو بطبلف اإلجراء‪ ،‬كأف تبرـ ىذه األخيرة قبؿ شركع في تنفيذ أم‬
‫خدمة‪ ،‬كما أف أغمب نصكص ىذا المرسكـ تقتضي إلزامية تقديـ العركض مكتكبة كارفاقيا بالكثائؽ‬
‫كالمستندات التي تثبت المكاصفات التقنية كالتصاميـ كالرسكـ‪ ،‬مما يؤكد الطابع الشكمي لمصفقة العمكمية‪.‬‬

‫كفي ىذه الحالة يثكر التساؤؿ حكؿ ىذا الحكـ‪ ،‬فيؿ يعد حكمان مطمقان‪ ،‬أـ ترد عميو بعض‬
‫االستثناءات؟ كالجكاب أف المشرع كانطبلقا مف خصائص المرافؽ العامة الديمكمة كاالستم اررية‪ ،‬فإف‬
‫المصمحة العامة تقتضي أحيانا الشركع في تنفيذ صفقة دكف إتباع اإلجراءات التي اشترطتيا النصكص‬
‫المنظمة لمصفقات العمكمية‪ ،‬فرغـ تشديد المشرع الجزائرم عمى عنصر الكتابة في مختمؼ قكانيف‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬إال أنو أكرد استثناء عمى القاعدة العامة‪ ،‬كذلؾ بمكجب القسـ الثاني تحت عنكاف‬
‫"اإلجراءات الخاصة" كالتي حممت في مضمكنيا اإلجراءات في حالة االستعجاؿ الممح‪ ،‬كالتي يسبؽ‬
‫بمكجبيا التنفيذ عمى اإلبراـ كلكف بتكفر جممة مف الشركط حددتيا المادة ‪ 12‬مف المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ ،247/15‬كىي "‪ ..‬كجكد خطر داىـ يتعرض لو الممؾ أك استثمار قد تجسد في الميداف أك كجكد خطر‬
‫ييدد استثمار أك ممكا لممصمحة المتعاقدة أك األمف العمكمي‪ ،"..‬كىي حاالت مكضكعية تبرر االستثناء‬
‫كالخركج عف القاعدة بمباشرة الخدمة مكضكع الصفقة قبؿ إتماـ عممية اإلبراـ‪ ،‬عمى أف يككف ىذا اإلجراء‬
‫تحت طائمة تكفر الشركط التي تقتضي ذلؾ‪ ،‬كالمتمثمة في عدـ إمكانية تكقع المصمحة ليذا الخطر كأف ال‬
‫يككف ذلؾ نتيجة مناكرات لممماطمة مف طرفيا‪ .‬بذلؾ يمكف لكؿ مف مسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير أك‬
‫الكالي أك رئيس المجمس الشعبي البمدم حسب الحالة أف يرخص بمكجب مقرر معمؿ بالشركع في بداية‬
‫تنفيذ الخدمات قبؿ إبراـ الصفقة‪ ،‬عمى أف يقتصر ذلؾ عمى ما ىك ضركرم فقط لمكاجية الظركؼ‪ ،‬كأف‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1/32‬مف البلئحة التنفيذية لقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم‪ ،‬الصادر بالقانكف رقـ ‪ 89‬لسنة ‪ ،1998‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‬
‫(‪ ،)201‬الصادرة بتاريخ ‪.1998/09/06‬‬
‫‪ -2‬بدرة لعكر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ترسؿ نسخة مف ىذا الترخيص لكؿ مف مجمس المحاسبة ك كزير المالية (سمطة ضبط الصفقات العمكمية‬
‫كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬المفتشية العامة لممالية)‪.‬‬

‫الجدير بالتنكيو أف المرسكـ الحالي‪ ،‬قد خكؿ رئيس المجمس الشعبي البمدم بمنح الترخيص لمشركع‬
‫في تنفيذ الخدمات قبؿ إبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬كىك األمر الذم لـ يكف معمكالن بو في ظؿ أحكاـ المرسكـ‬
‫السابؽ‪ ،‬كىك ما يمثؿ إضافة نكعية جاءت بيا أحكاـ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬مف أجؿ تفعيؿ حركية‬
‫إبراـ الصفقات العمكمية عمى المستكل المحمي‪.1‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬المعيار المالي في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫نظ ار لما لمصفقات العمكمية مف صمة كثيقة بالخزينة العمكمية‪ ،‬فقد كجب حينئذ تحديد كضبط حد‬
‫مالي أدني العتبار العقد صفقة عمكمية‪ ،‬ذلؾ ألنو مف غير المعقكؿ إلزاـ جية اإلدارة عمى التعاقد‬
‫بمكجب أحكاـ قانكف الصفقات العمكمية في كؿ الحاالت كأيان كانت قيمة كمبمغ الصفقة‪ ،‬لما ينطكم عميو‬
‫إبراـ الصفقة مف إجراءات كمراحؿ طكيمة‪ ،‬ليذا فقد حدد تنظيـ الصفقات العمكمية العتبة المالية الدنيا‬
‫حتى يعتبر العقد صفقة عمكمية يخضع لقانكف الصفقات العمكمية‪ ،‬كيعكد لممشرع صبلحية تحديد الحد‬
‫األدنى المالي المطمكب إلعداد صفقة عمكمية مع إمكانية تغيير ىذا الحد بيف الفترة كاألخرل حسب ما‬
‫يستجد مف نسب التضخـ لمكاكبة الكضع المالي‪.‬‬

‫كما يؤكد أف الحد األدنى لمصفقة قد يختمؼ مف مرحمة إلى أخرل‪ ،‬بؿ كيختمؼ مف صفقة ألخرل‪،‬‬
‫أف المادة ‪ 06‬مف المرسكـ التنفيذم ‪ 2434/91‬قد حددت حد مالي أدنى يفكؽ مميكنيف دينار بقكليا " كؿ‬
‫عقد أك طمب يقؿ مبمغو أك يساكم مميكنا دينار جزائرم ‪ 2.000.000‬دج ال يتطمب حتما إبراـ صفقة‬
‫بمفيكـ ىدا المرسكـ "‪ ،‬كذلؾ دكف التمييز بيف أنكاع الصفقات‪ ،‬غير أف ىذا الكضع لـ يستمر طكيبل‪ ،‬فقد‬
‫تدخؿ المشرع ليرتفع الحد األدنى المطمكب إلبراـ صفقة‪ ،‬إلى أكثر مف ثبلثة مبلييف دينار‪ ،‬بمكجب‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 178/94‬المؤرخ في ‪ 26‬جكاف ‪ 31994‬كتـ تعديؿ ىذا الحد مرة أخرل بمكجب‬
‫المرسكـ ‪ 87/98‬المؤرخ في ‪ 9‬نكفمبر ‪ 41998‬ليقدر بأكثر مف أربعة مبلييف دينار جزائرم كىك األمر‬
‫ذاتو الذم نصت عمية المادة ‪ 5‬مف المرسكـ الرئاسي ‪.5250/02‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 12‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،434/91‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى)‪.‬‬
‫‪ -3‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،178/94‬المؤرخ في ‪ ،1994/06/26‬المعدؿ كالمتمـ لممرسكـ التنفيذم ‪ ،434/91‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ ،)42‬الصادرة بتاريخ ‪( 1994/06/29‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ -4‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،87/98‬المؤرخ في ‪ ،1998/03/07‬كالمعدؿ كالمتمـ لممرسكـ التنفيذم ‪ ،434/91‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ )13‬الصادرة بتاريخ ‪( 1998/03/11‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 05‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،250/02‬المؤرخ في ‪ ،2002/07/24‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )52‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪( 2002/07/28‬الممغى)‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫غير أنو كبصدكر المرسكـ الرئاسي ‪ 301/03‬كالمعدؿ كالمتمـ لممرسكـ الرئاسي ‪ 250/02‬تـ تبني‬
‫أفكار جديدة في ما يخص تحديد الحد المالي األدنى النعقاد الصفقة العمكمية‪ ،‬حيث تـ خبلؿ ىذا‬
‫المرسكـ التمييز بيف أنكاع الصفقات العمكمية مف جية‪ ،‬كمنح كزير المالية أحقية تحييف المبالغ مف جية‬
‫أخرل‪ ،‬فحددت قيمة الحد األدنى فيما يخص عقكد األشغاؿ كعقكد التكريد بما يساكم ستة مبلييف دينار‬
‫جزائرم‪ ،‬كقيمة الحد األدنى فيما يتعمؽ بعقكد الخدمات كعقكد الدراسات بأكثر مف أربعة مبلييف دينار‬
‫جزائرم‪.‬‬

‫كألف قانكف الصفقات العمكمية في تطكر مستمر فقد صدر المرسكـ الرئاسي ‪ 338/08‬ليرفع مف‬
‫الحد األدنى لعقكد األشغاؿ كالتكريد بأكثر مف ثمانية مبلييف دينار جزائرم‪ ،‬كيبقى عمى الحد المالي‬
‫األدنى المطمكب بالنسبة لمخدمات كالدراسات كىك أكثر مف أربعة مبلييف دينار جزائرم‪.1‬‬

‫ثـ جاء المرسكـ الرئاسي ‪ ،236/10‬ليعمف كبكؿ كضكح أف " كؿ عقد أك طمب يساكم مبمغو ثمانية‬
‫مبلييف دينار ‪ 8.000.000‬دج أك يقؿ عنو لخدمات األشغاؿ أك المكازـ كأربعة مبلييف ‪ 4.000.000‬دج‬
‫لخدمات الدراسات أك الخدمات ال يقتضي كجكبا إبراـ صفقة في مفيكـ ىذا المرسكـ "‪.2‬‬

‫لـ تعمر العتبة المالية المطمكبة إلبراـ الصفقات العمكمية طبقا لئلجراءات الشكمية طكيبل‪ ،‬نظ انر‬
‫ألسباب مكضكعية تتعمؽ بنسب التضخـ‪ ،‬حيث أعمف اإلصبلح الجديد لمصفقات العمكمية بكؿ كضكح في‬
‫نص المادة ‪ 13‬بأف " كؿ صفقة عمكمية يساكم فييا المبمغ التقديرم لحاجات المصمحة المتعاقدة اثني‬
‫عشر مميكف دينار ‪ 12.000.000‬دج أك يقؿ عنو لؤلشغاؿ أك المكازـ‪ ،‬ك ستة مبلييف ‪ 6.000.00‬دج‬
‫لمدراسات أك الخدمات ال تقتضي كجكبا إبراـ صفقة عمكمية كفؽ اإلجراءات الشكمية المنصكص عمييا في‬
‫ىدا الباب "‪ ،‬كال شؾ إف تحرؾ المشرع كرفعو لمحد األدنى المالي المطمكب لـ يكف مف فراغ بؿ كاف نتيجة‬
‫لعكامؿ كدكافع اقتصادية أدت إلى ذلؾ َمبعثُّيا ارتفاع أسعار المكاد كتدىكر قيمة الدينار كتغير نسبة‬
‫التضخـ كغيرىا مف األسباب‪.‬‬

‫كبناءا عمى أحكاـ النص فإننا ال نككف أماـ صفقة عمكمية خاضعة لئلجراءات الشكمية التي قررتيا‬
‫أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬إذا كانت القيمة المالية لمعتبة دكف الحدكد المبينة في النص أعبله‪،‬‬
‫كبخبلؼ ذلؾ فإذا كانت القيمة محددة بأكثر مف ىذه الحدكد خضعت الصفقة لئلجراءات الشكمية في‬
‫إبراميا‪ ،‬أم أف إبراـ الصفقات العمكمية حسب ما حدده المشرع يككف بتجاكز السقؼ المحدد في كؿ أنكاع‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك بأكثر مف اثني عشر مميكف دينار جزائرم فيما يتعمؽ باألشغاؿ أك اقتناء المكازـ‪،‬‬
‫كأكثر مف ستة مبلييف دينار جزائرم لخدمات الدراسات أك الخدمات كيمكف تحييف المبالغ المذككرة بصفة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 05‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،338/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/10/26‬المعدؿ كالمتمـ لممرسكـ الرئاسي ‪ ،250/02‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2002/07/24‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )62‬الصادرة بتاريخ ‪( 2008/11/09‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى)‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫دكرية بمكجب قرار مف كزير المالية‪ ،‬الذم اعترفت لو أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية مرة أخرل بسمطة‬
‫تحييف المبالغ بيف الفترة كاألخرل‪ ،‬حيث أفادت المادة ‪ 22‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬بقكليا "‬
‫تحسب المبالغ المذككرة في المادتيف ‪ 13‬ك‪ 21‬باحتساب كؿ الرسكـ‪ ،‬كيمكف تحيينيا بصفة دكرية بمكجب‬
‫قرار مف الكزير المكمؼ بالمالية كفؽ معدؿ التضخـ المسجؿ رسميا"‪.‬‬

‫كبذلؾ فإف المشرع قد خكؿ كزير المالية بسمطة تحييف الحد األدنى الكاجب إلبراـ الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫ذلؾ أف غياب ىذا اإلجراء‪ ،‬يعني أف تعديؿ القيمة المالية كالحد المالي ال يككف إال بمكجب مرسكـ رئاسي‬
‫أم نص مماثؿ‪ ،‬األمر الذم قد يستغرؽ مدة أطكؿ مقارنة بالقرار الكزارم‪ ،‬كعمى الرغـ مف إقرار المشرع‬
‫ليذه السمطة لمكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬إال أننا ال نخفي ذلؾ اإلشكاؿ الذم يطرح نتيجة ممارسة كزير‬
‫المالية ليذه الرخصة‪ ،‬ذلؾ أننا نككف أماـ قرار كزارم صادر عف الكزير المكمؼ بالمالية يعمؿ عمى تعديؿ‬
‫مرسكـ رئاسي أعمى منو درجة مما يؤدم إلى المساس بقاعدة تكازم األشكاؿ‪ ،‬كباعتبار أف ك ازرة المالية‬
‫ىي الجية الكصية عمى الشأف المالي لمختمؼ قطاعات الدكلة فكاف مف المعقكؿ االعتراؼ بكصايتيا‬
‫عمى الصفقات العمكمية كال غرابة في ذلؾ‪ ،1‬كبحسب قكؿ األستاذ عمار بكضياؼ أف كزير المالية لـ‬
‫يضع عتبة مالية جديدة فكؿ ما في األمر أنو قاـ بمعادلة األرقاـ بيف كضع قديـ تضمنو المرسكـ الرئاسي‬
‫ككضع جديد فرضتو نسب جديدة لمتضخـ كالمسجمة لدل ك ازرة المالية‪.‬‬

‫إف ما يبلحظ أف كؿ تعديؿ يمس تنظيـ الصفقات العمكمية إال كعدؿ مف العتبة المالية برفعيا إلى ما‬
‫يصؿ اثني عشر مميكف دينار جزائرم بالنسبة لصفقات األشغاؿ كالمكازـ‪ ،‬كعف ستة مبلييف بالنسبة‬
‫لصفقات الدراسات كالخدمات‪ ،‬كىك أمر غير منطقي يقتضي تقييده بإطار رقابي محكـ‪ ،‬ذلؾ أف ما يقؿ‬
‫عف ىذا الحد سيتـ تنفيذه كفؽ طرؽ تعاقد عمى درجة عالية مف المركنة تعفى مف خبلليا المصمحة‬
‫المتعاقدة مف الخضكع لئلجراءات الشكمية‪ ،‬كبالتالي لرقابة لجاف الصفقات المختصة‪ ،‬كىك ما يؤدم إلى‬
‫المساس بالماؿ العاـ كيفتح الباب أماـ أشكاؿ التبديد كالفساد‪ ،‬ذلؾ أف الماؿ المتعامؿ بو قؿ أك كثر يعد‬
‫مف قبيؿ الماؿ العاـ مما يستدعي ضركرة إحاطة ذلؾ بمزيد مف الضمانات التي تؤمف استغبلؿ الماؿ‬
‫العاـ‪.‬‬

‫إلى جانب المعايير السابقة ىناؾ معيار آخر يتمثؿ في معيار الشركط االستثنائية أك البند غير‬
‫المألكؼ‪ ،‬كالذم يقصد مف كرائو تكفر تمؾ الشركط الغريبة عف تمؾ التي يمكف أف نجدىا في العقد‬
‫الخاص ‪ ،‬كالتي تمكف اإلدارة مف ممارسة جممة مف السمطات كاالمتيازات التي ال كجكد ليا عمى صعيد‬
‫القانكف الخاص‪ ،‬كىك يعد معيا ار يميز بدكره مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬التي خكؿ المشرع في مجاليا‬
‫لممصمحة المتعاقدة ممارسة جممة مف سمطات تجاه المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬حيث اعترؼ ليا بسمطتيا في فسخ‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا ألحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ األكؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الصفقة مف جانب كاحد بعد تكجيو إعذار لمطرؼ المتعاقد بيدؼ الكفاء بالتزاماتو‪ ،1‬كىك األمر الذم لـ‬
‫يقره المشرع في القانكف المدني‪ ،‬كليا الحؽ في تعديؿ الصفقة مف خبلؿ تقنية الممحؽ إلى جانب أحقيتيا‬
‫بممارسة جممة مف سمطات‪ ،‬كسمطة التكجيو كاإلشراؼ كالرقابة عمى مختمؼ مراحؿ الصفقة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫ضبط المرحمة السابقة عمى إبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫لـ يكتفي المشرع بتحديد طرؽ كآليات إبراـ الصفقات العمكمية التي يجب عمى المصمحة المتعاقدة‬
‫األخذ بيا في عممية إبراميا لصفقاتيا العمكمية‪ ،‬كانما عمؿ المشرع عمى تأسيس نظاـ دقيؽ يرتكز عمى‬
‫قكاعد إجرائية دقيقة سابقة ألم إجراء تعاقدم‪ ،2‬تحدد مكضكع الصفقة كمكاصفاتيا التقنية‪ ،‬كمما ال شؾ‬
‫فيو أف نجاح أم صفقة عمكمية مرىكف بمدل التحديد الجيد كالدقيؽ لحاجاتيا‪ ،‬لذلؾ فقد عمدت مختمؼ‬
‫التشريعات بما فييا الجزائرم إلى إدراج ىذه المرحمة ضمف نصكصيا القانكنية بما يحقؽ حاجات‬
‫المصمحة المتعاقدة مف جية‪ ،‬كيضمف حسف تدبير كانفاؽ الماؿ العاـ مف جية أخرل‪.‬‬

‫كنظ ار لما لتحديد الحاجات مف أىمية نتيجة ارتباطيا بأمكاؿ الخزينة العمكمية الكاجب المحافظة‬
‫عميو‪ ،‬فقد ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة بإتباع إجراءات في غاية مف الدقة مف أجؿ تحقيؽ النجاعة‬
‫في الطمبات العمكمية‪ ،‬كتحقيؽ التكفؿ األمثؿ إلنجاز المشاريع الكبرل خاصة تمؾ التي تحظى منيا‬
‫باالىتماـ الكاسع مف الدكلة‪ ،3‬كذلؾ مف خبلؿ التحديد المكضكعي الحتياجاتيا العامة‪ ،‬إلى جانب القياـ‬
‫بدراسات سابقة‪ ،‬السيما تمؾ التي تثبت الجدكل االقتصادية لممشركع مكضكع الصفقة مع تخصيص‬
‫الغبلؼ المالي كالضركرم إلنجاز ىذا المشركع‪ ،‬باإلضافة تحديدىا المسبؽ لشركط المشاركة كاالنتقاء مف‬
‫خبلؿ إعداد دفاتر الشركط‪.‬‬

‫كعمى العمكـ فإف مرحمة اإلعداد كالتحضير تشكؿ أىـ مرحمة في حياة المشاريع المزمع إنجازىا‪ ،‬فيي‬
‫منطمؽ كؿ الق اررات التي ستؤمف اإلبراـ كالتنفيذ السميـ لمصفقة‪ ،‬كىك ما سيتـ تكضيحو في ىذا المطمب‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 150 ،149‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- François Maréchal, La procédure de passation des marchés publics " contrat à prix fixe renégociable par des‬‬
‫‪avenants ou contrat incitatif ", Revue économie et prévision , N° 156 (05), 2002 , p 86.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Ibrahim Réfaat Mohamed El-béhérry , Théorie des contrats administratifs et marchés publics internationaux ,‬‬
‫‪Thèse pour le doctorat en droit, Institut du droit de la paix et du développement ( I.D.P.D) , Université de‬‬
‫‪Nice Sophia-Antipolis , Mars 2004, page 104.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫تحديد الحاجات العامة‪.‬‬

‫تشكؿ مرحمة اإلعداد كالتحضير أىـ مرحمة في حياة المشاريع المزمع إنجازىا‪ ،‬باعتبارىا منطمؽ كؿ‬
‫الق اررات التي ستؤمف اإلبراـ كالتنفيذ السميـ لمصفقة‪ ،1‬لذلؾ فقد أكجب المشرع الفرنسي مف خبلؿ المادة‬
‫‪ 30‬مف تقنيف الصفقات العمكمية رقـ ‪ 899/2015‬عمى المصمحة المتعاقدة تحديد طبيعة كمدل‬
‫االحتياجات التي ينبغي الكفاء بيا بقدر كبير مف الدقة‪ ،‬كذلؾ قبؿ فتح باب التنافس مع األخذ بعيف‬
‫االعتبار أىداؼ التنمية المستدامة في أبعادىا االقتصادية كاالجتماعية كحتى البيئية‪ ،2‬أما المشرع‬
‫الجزائرم فقد ألزـ ىك اآلخر المصمحة المتعاقدة في مجاؿ تككيف الصفقات العمكمية بجممة مف اإلجراءات‬
‫كالضكابط‪ ،‬تسبؽ عممية إعبلنيا عف الصفقات العمكمية كالتي تيدؼ لترشيد نفقاتيا العامة كالمحافظة‬
‫عمى الماؿ العاـ‪ ،3‬حيث نصت المادة ‪ 27‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عمى أف " تحدد حاجات‬
‫المصالح المتعاقدة الكاجب تمبيتيا‪ ،‬مسبقا قبؿ الشركع في أم إجراء إلبراـ صفقة عمكمية‪ ،‬يحدد مبمغ‬
‫حاجات المصالح المتعاقدة استنادا إلى تقدير إدارم صادؽ كعقبلني‪.4"...‬‬

‫عمى أف يتـ تحديد الحاجات مف حيث طبيعتيا كمداىا بدقة‪ ،‬استنادا إلى مكاصفات تقنية مفصمة تعد‬
‫عمى أساس مقاييس أك نجاعة يتعيف بمكغيا أك متطمبات كظيفية‪ ،‬كيجب أف ال تككف ىذه المكاصفات‬
‫التقني ة مكجية نحك منتكج أك متعامؿ اقتصادم محدد‪ ،‬أم أف ال يترتب عمى ىذا التحديد عكائؽ غير‬
‫مبررة أماـ فتح التنافس لمظفر بالصفقة العمكمية أك لتحقيؽ المساكاة فيما بينيـ‪.5‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ضوابط تحديد الحاجات العامة‪.‬‬

‫تتحقؽ الدقة في تحديد الحاجات العامة مف خبلؿ قياـ المصمحة المتعاقد بالتقدير اإلدارم العقبلني‬
‫لممشركع كقيمتو التقديرية‪ ،‬عمى أف تككف عممية تحديد الحاجة مضبكطة مف حيث طبيعتيا ككميتيا‪ 6‬كلكي‬
‫تتمكف المصمحة المتعاقدة مف ذلؾ ال بد ليا مف إتباع المراحؿ التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Guide de gestion des marché publics, Edition du Sahel, Alger, 2000, p 12.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art 30 de Ordonnance n° 2015-899 du 23 juillet 2015 relative aux marchés publics " La nature et l'étendue‬‬
‫‪des besoins à satisfaire sont déterminées avec précision avant le lancement de la consultation en prenant en‬‬
‫‪compte des objectifs de développement durable dans leurs dimensions économique, sociale et‬‬
‫"‪environnementale.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mohamed Tayeb MEDJAHED , Contrat Type Des Marchés publics, Editions houma, Alger, 2009, p 11.‬‬
‫‪-4‬‬
‫يشار ىنا بأنو ال يكجد أم حكـ في المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬المنظـ لمجاؿ الصفقات العمكمية يمنع المصمحة المتعاقدة مف االستعانة‬
‫بمكتب دراسات مف أجؿ إعدادىا لمتقدير اإلدارم‪ ،‬إال أنو يجب عمى المصمحة المتعاقدة األخذ بعيف االعتبار أحكاـ المادة ‪ 94‬مف نفس‬
‫المرسكـ‪ ،‬كىك ما تأكده اإلرسالية رقـ ‪ 126‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2017/‬بتاريخ ‪ ،2017/02/12‬المتعمقة‬
‫بإمكانية االستعانة بمكاتب الدراسات إلعداد التقدير اإلدارم‪.‬‬
‫‪ -5‬حمزة خضرم‪ ،‬اإلجراءات السابقة عمى التعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة االجتياد لمدراسات القانكنية كالقتصادية‪ ،‬المركز الجامعي‪،‬‬
‫تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2015‬ص ‪.55‬‬
‫‪6‬‬
‫‪- Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), vol 1, Editions Berti, Alger, 2013 , p 54.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الدقة في تحديد المواصفات‪.‬‬

‫تعمؿ المصمحة المتعاقدة خبلؿ ىذه المرحمة عمى تحديد مكاصفات األعماؿ كاألصناؼ المراد تمبيتيا‪،‬‬
‫كذلؾ مف خبلؿ كضع الشركط كالمكاصفات التفصيمية لمعممية التعاقدية مف قبؿ لجنة فنية مختصة‪ ،‬تتكلى‬
‫إلى جانب ذلؾ تحديد القيمة التقديرية لمعممية مكضكع الصفقة التي يجب أف تككف مماثمة لسعر السكؽ‪،‬‬
‫مع األخذ بعيف االعتبار جميع العناصر المؤثرة في العممية كفؽ ظركؼ كطبيعة تنفيذ الصفقة‪ 1،‬كىذا‬
‫طبقا لممادة ‪ 2/27‬التي أفادت بقكليا " يحدد مبمغ حاجات المصالح المتعاقدة استنادا إلى تقدير إدارم‬
‫صادؽ كعقبلني حسب الشركط المحددة في ىذه المادة‪."..‬‬

‫كفي ذات السياؽ يجب أف ال يتضمف التقدير اإلدارم كؿ ما مف شأنو التمييز بيف المتنافسيف كاعاقة‬
‫سير المنافسة العادلة‪ ،2‬كىك ما نصت عميو المادة ‪ 4/27‬بقكليا " كيجب إعداد الحاجات مف حيث‬
‫طبيعتيا كمداىا بدقة‪ ،‬استنادا إلى مكاصفات تقنية مفصمة تعد عمى أساس مقاييس أك نجاعة يتعيف بمكغيا‬
‫أك متط مبات كظيفية‪ ،‬كيجب أف ال تككف ىذه المكاصفات التقنية مكجية نحك منتكج أك متعامؿ اقتصادم‬
‫محدد‪ ،"..‬كىك ما حرص المشرع الفرنسي عمى تأكيده مف خبلؿ ما جاء في المادة ‪ 08‬مف تقنيف‬
‫الصفقات العمكمية الفرنسي رقـ ‪ 360/2016‬المعدؿ لتقنيف الصفقات العمكمية الصادر في ‪ 2015‬كالتي‬
‫أفادت بقكليا " ال يمكف أف تشير المكاصفات الفنية إلى طريقة معينة أك عممية تصنيع أك مصدر معيف‪،‬‬
‫أك أف تشير إلى عبلمة أك براءة‪ ،‬حيث يجب أف ال تككف ىذه المكاصفات مكجية لصالح أك الستبعاد‬
‫بعض المتعامميف أك منتجات معينة‪.3..‬‬

‫لقد ربط مف المشرع الجزائرم خبلؿ النص السابؽ إعداد المكاصفات التقنية عمى أساس مقاييس ك‪/‬أك‬
‫نجاعػػة يتعػػيف بمكغيػػا أك متطمبػػات كظيفيػػة‪ ،‬مػػع العمػػـ أف المكاصػػفات التقنيػػة ىػػي مكاصػػفات عامػػة مثػػؿ‬
‫التصػػكر العػػاـ لمسػػمعة مػػف حيػػث أدائيػػا الػػكظيفي‪ ،‬كاالشػػتراطات األساسػػية ليػػا مػػف الرىانػػات عمػػى المسػػتكل‬
‫التكنكلػػكجي كأثرىػػا عمػػى البيئػػة‪ ،‬كبالتػػالي فػػإف ىػػذا الػػنص يخػػرج عنصػػر النكعيػػة كدرجػػة الجػػكدة عػػف مفيػػكـ‬
‫المعايير المذككرة ضمف ىذه الفقرة‪ ،‬كىػك مػا يػؤدم إلػى إىمػاؿ عنصػر النكعيػة كالجػكدة فػي عمميػة االقتنػاء‬
‫مما يجعؿ المقارنات تتـ بشكؿ غير عادؿ بيف سمع مختمفػة مػف حيػث النكعيػة‪ ،‬ممػا يقتضػي حتميػة الػنص‬
‫عمى عنصر الجكدة ضمف أحكاـ ىذه الفقرة‪ ،4‬ثـ إف استناد عمى معيار المكاصفات التقنية كمعيار أساسي‬
‫أساسي في تحديد الحاجات العمكمية دكف أف يحػدد معنػى كطبيعػة ىػذه المكاصػفات‪ ،‬ممػا يفػتح البػاب أمػاـ‬
‫السػمطة التقديريػػة لػئلدارة لتحديػػدىا ليػذه المكاصػػفات‪ ،‬كىػك األمػػر الػذم ييػػدد فعاليػة عمميػػة تحديػد الحاجػػات‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه عمكـ‪ ،‬تخصص قانكف عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2018/2017 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art 08 de Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics, JORF N° 0074 du 27 mars 2016,‬‬
‫‪publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫‪ -4‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪.89 ،88‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫العمكميػػة‪ ،‬إذ قػػد تعمػػد بعػػض المصػػالح إلػػى تحديػػد المكاصػػفات تتفػػؽ كامكانيػػات أحػػد المتعػػامميف لتسػػييؿ‬
‫عممية إرساء الصفقة عميو‪ ،‬كىك ما يفتح الباب الكاسع أماـ أشكاؿ الفساد كالمحاباة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحمة اإلحصاء والتحميؿ‪.‬‬

‫تعػد ىػذه المرحمػة حجػر الزاكيػة فػي تحديػد الحاجػات المطمكبػة‪ ،‬كتقػكـ عمػى جممػة مػف العناصػر تتمثػػؿ‬
‫فػػي إجمػػاؿ الحاجيػػات المعبػػر عنيػػا خػػبلؿ السػػنكات الماضػػية‪ ،‬كتقيػػيـ األىػػداؼ المحققػػة كالنقػػائص المسػػجمة‬
‫عػػف كػػؿ عمميػػة مػػف تمػػؾ العمميػػات مػػع م ارعػػاة تطػػكر المجتمػػع االقتصػػادم كاالجتمػػاعي مػػف حيػػث أسػػعار‬
‫الم ػكاد كالسػػمع‪ ،‬كتكػػكف حاجػػة المجتمػػع لمثػػؿ ىػػذه الخػػدمات ممػػا يسػػمح ليػػا بانجػػاز مشػػاريع تػػؤمف تمبيتيػػا‬
‫لممتطمبات العامة‪.1‬‬

‫ىػػذا كبنػػاءا عمػػى ذلػػؾ فػػإف المصػػمحة المتعاقػػدة تعمػػؿ مػػف خػػبلؿ ىػػذه المرحمػػة‪ ،‬عمػػى تحميػػؿ مختمػػؼ‬
‫الخيػارات آخػػذة بعػػيف االعتبػػار النتػائج المسػػطرة كالعكائػػؽ المحتممػػة‪ ،‬كنكعيػة األشػػغاؿ أك الخػػدمات‪ ،‬كتحديػػد‬
‫ىكية كافة األطراؼ المتدخمة في التجسيد الميداني لممشركع‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحمة ضبط الحاجة‪.‬‬

‫ف ػػي ى ػػذه المرحم ػػة تك ػػكف اإلدارة ق ػػد عمم ػػت عم ػػى تحدي ػػد برنامجي ػػا بدق ػػة ككض ػػكح‪ ،‬إل ػػى جان ػػب تحدي ػػد‬
‫األىداؼ كالصبلحيات كالجدكؿ الزمني لؤلشغاؿ مع كضع آليات التنفيذ‪ ،3‬باإلضافة إلى كضع تقدير مالي‬
‫لمحاجات كالذم يجب أف يككف جدم كحقيقػي‪ ،‬كأف يؤسػس عمػى األسػعار المطبقػة فػي القطػاع االقتصػادم‬
‫المعني بالخدمة المزمع القياـ بيا‪ ،‬كبذلؾ فيك ليس ضركرة اقتصادية فحسب كانما ىك التزاـ قانكني أيضا‪،‬‬
‫غيػػر أف مػػا يأخػػذ عمػػى المشػػرع الج ازئػػرم ىػػك عػػدـ تحديػػده لمجيػػة المختصػػة بكضػػع ىػػذه القيمػػة التقديريػػة‪،‬‬
‫خبلفػػا لممشػػرع المصػػرم الػػذم أنػػاط تحديػػدىا لجيػػة فنيػػة ذات خب ػرة باألصػػناؼ كاألعمػػاؿ المطمكبػػة‪ ،‬كالتػػي‬
‫تكػػكف مماثمػػة لؤلسػػعار السػػكؽ عنػػد الطػػرح مػػع األخػػذ بعػػيف االعتبػػار جميػػع العناصػػر المػػؤثرة كفقػػا لظػػركؼ‬
‫كطبيعة تنفيذ التعاقد‪ ،4‬لذلؾ فقد كاف مف األجدر أف يحذك المشرع الجزائرم حذك المشرع المصرم في ىػذا‬
‫الشػػأف كأف ال يكتفػػي بربطيػػا بتخصػػص لجػػاف الصػػفقات العمكميػػة‪ ،‬حيػػث حػػرص المشػػرع مػػف خػػبلؿ نػػص‬
‫المادة ‪ 27‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عمى تقييد المصمحة المتعاقدة بضركرة مراعاة حدكد اختصاص‬

‫‪ -1‬عبد الغني بكلككر‪ ،‬سناء منيغر‪ ،‬ضبط كتحديد الحاجات بمناسبة إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة أبحاث قانكنية كسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسي ة‪ ،‬جامعة محمد الصديؽ بف يحي‪ ،‬جيجؿ‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جكاف ‪ ،2017‬ص ‪.172‬‬
‫‪ -2‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬أطركحة مقدمة الستكماؿ متطمبات شيادة الدكتكراه‪ ،‬الطكر‬
‫الثالث‪ ،‬تخصص تحكالت الدكلة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،2016/2015 ،‬ص ‪.21،22‬‬
‫‪ -3‬فتيحة حابي‪ ،‬النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية (في ظؿ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 236/10‬المعدؿ كالمتـ)‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬فرع قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪.70‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 04‬مف البلئحة التنفيذية لمقانكف رقـ ‪ 89‬لسنة ‪ ،1998‬المتعمؽ بقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم (المعدؿ كالمتمـ)‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لجاف الصفقات العمكمية في تحديدىا لمحاجات العمكمية‪ ،1‬حيث تضبط المصمحة المتعاقدة‪ ،‬لتحديد حػدكد‬
‫اختصاص لجاف الصفقات العمكمية‪ ،‬المبمغ اإلجمالي لمحاجات آخذة بعيف االعتبار ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬القيمة اإلجمالية لمحاجات المتعمقة بنفس عممية األشغاؿ‪ ،‬فيما يخص صفقات األشغاؿ‪ ،‬كتتميز عممية‬
‫األشغاؿ التي تخص منشأة كاحدة أك عدة منشآت بكحدتيا الكظيفية أك التقنية أك االقتصادية‪ ،‬كتقابؿ‬
‫عممية األشغاؿ مجمكعة أشغاؿ مرتبطة بمكضكعيا‪ ،‬كتنفذ في إقميـ محدد كبنفس الطرؽ التقنية كتقيد في‬
‫تمكيؿ يرصد ليذا الغرض‪ ،‬كالتي قررت المصمحة المتعاقدة إنجازىا في آف كاحد أك في تكاريخ متقاربة‪.‬‬

‫في الكاقع ال يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تضبط بدقة المبمغ اإلجمالي لمحاجات‪ ،‬فالعممية في حد‬
‫ذاتيا ال تنبي سكل عمى أعماؿ تقديرية ليست قابمة لمضبط‪ ،‬بمعنى كممة الضبط التي تفيد التحديد‪ ،‬كانما‬
‫يمكنيا أف تقدر بالتقريب قبؿ كؿ طمب عركض أك تراضي بعد استشارة تكمفة األعماؿ المراد إنجازىا بناء‬
‫عمى مكضكع الصفقة‪ ،‬كما تتطمبو مف أعماؿ كأسعار معمكؿ بيا في السكؽ‪ ،‬ثـ إف أىمية تحديد الحاجة‬
‫تتعدل المسائؿ المتعمقة بتحديد اختصاص لجاف الصفقات إلى ما يتعمؽ باختيار الصيغ كاألساليب‬
‫المناسبة إلبراـ الصفقة‪.2‬‬

‫‪ ‬تجانس الحاجات فيما يخص صفقات المكازـ كالدراسات كالخدمات‪ ،‬كتحدد إما بتجانس الحاجات‬
‫المتعمقة بالدراسات أك الخدمات أك المكازـ لخصكصياتيا الذاتية كاما بالرجكع لكحدة كظيفية‪.3‬‬

‫نصت المادة ‪ 5/27‬بأنو في حالة ترخيص المصمحة المتعاقدة فيما يخص الخدمات المعقدة تقنيا‬
‫كفؽ الشركط المحددة كالمضبكطة في دفتر الشركط‪ ،‬يمكف المتعيديف تقديـ بديؿ أك عدة بدائؿ‬
‫لممكاصفات التقنية ‪ ،‬إال أف فتح إمكانية تقديـ بدائؿ دكف حصر أمر مف شأنو أف يباعد بيف العركض‬
‫المقترحة كيزيد مف صعكبة تقييميا‪ ،‬دكف أف يؤدم ذلؾ بالضركرة لنجاعة العممية بؿ إلى تشتيت اختيارات‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،‬لذلؾ فقد كاف مف األجدر تحديد ىكامش دنيا كعميا لمخصائص التقنية‪.4‬‬

‫ثـ إف النص لـ يمزـ المتعيدكف الذيف يقترحكف بدائؿ لممكاصفات التقنية بتقديـ عرض أصمي استنادان‬
‫إلى المكاصفات التقنية المنصكص عمييا في دفتر الشركط‪ ،‬كبالتالي فقد أعفى النص مقدـ البدائؿ التقنية‬
‫مف تقديـ عرض أصم ى‪ ،‬كلئف كاف اليدؼ مف ذلؾ تكسع دائرة المنافسة‪ ،‬بحيث تقبؿ العركض التي يتقدـ‬
‫أصحابيا بعركض بديمة دكف تقديـ عركض أصمية مطابقة لدفتر التعميمات الخاصة‪ ،‬إال أف ىذا اإلعفاء‬
‫مف شأنو أف يشكؿ تغرة تستغميا المصمحة المتعاقدة خدمة ألغراض بعيدة عف المصمحة العامة‪ ،‬خاصة‬
‫كأ ف النص لـ يضبط حجـ االختبلؼ بيف العرض األصمي كالعرض البديؿ‪ ،‬لذلؾ فقد كاف مف األحسف لك‬

‫‪1‬‬
‫‪- Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), op.cit , p 37.‬‬
‫‪ -2‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 27‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تـ االشتراط إما بتقديـ عرض أصمي مطابؽ مع إمكانية تقديـ عركض بديمة‪ ،‬أك اشتراط أف ال تختمؼ‬
‫العركض البديمة بشكؿ جكىرم عف المكاصفات التقنية المشركطة‪ ،1‬كفي حالة الحاجات الجديدة طبقا‬
‫لمفقرة ‪ 12‬مف المادة ‪ " ،27‬يمكف لممصمحة المتعاقدة إما إبراـ ممحؽ طبقا ألحكاـ المكاد مف ‪ 135‬إلى‬
‫‪ 139‬مف ىذا المرسكـ أك إطبلؽ إجراء جديد "‪.‬‬

‫إف ظيػػكر ىػػذه الحاجػػات يعػػكد ألسػػباب مختمفػػة‪ ،‬فإمػػا أف تكػػكف ناتجػػة عػػف سػػكء تقػػدير أثنػػاء عمميػػة‬
‫حصر الحاجات‪ ،‬أك عف عدـ تكفر المبالغ المالية الكافية إلطبلؽ اإلجراء بما يغطي مجمػؿ الحاجػات‪ ،‬أك‬
‫عػػف عػػدـ القػػدرة عمػػى التنبػػؤ بيػػا‪ ،‬أك بفعػػؿ ح ػكادث فجائيػػة كقػػكة قػػاىرة‪ ،‬كمػػا قػػد ينػػتج عػػف نيػػة فػػي تجزئػػة‬
‫العممية‪ ،‬كبالتالي فإف جمع كؿ ىػذه األسػباب كمنحيػا نفػس الحمػكؿ لمتكفػؿ بيػا عػف طريػؽ إبػراـ ممحػؽ مػف‬
‫ش ػػأنو أف يم ػػس بالمب ػػادئ األساس ػػية الت ػػي ترتك ػػز عميي ػػا الطمب ػػات العمكمي ػػة كالمح ػػددة ف ػػي الم ػػادة ‪ 05‬م ػػف‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬لذلؾ يتعيف التمييز بيف الحاجات الجديدة الناتجػة عػف ظػركؼ ال تػتحكـ فييػا‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كالتي يمكف المجكء لمتكفؿ بيا إلى إبراـ ممحؽ‪ ،‬كالحاجػات التػي تػـ التماطػؿ بشػأنيا أك‬
‫أخػػرت بقصػػد المنػػاكرة كالتحايػػؿ كالتػػي يفػػرض فييػػا عمػػى المصػػمحة إطػػبلؽ إج ػراء جديػػد لمتكفػػؿ بيػػا‪ ،‬مػػا لػػـ‬
‫يعترض ذلؾ صعكبات تقنية تجعؿ مف الصعب التكفؿ بيذه الخدمات خارج إجػراء إبػراـ الممحػؽ‪ ،‬كفػي كػؿ‬
‫الحاالت فإف المجكء إلى إجراء جديد يجب أف يػتـ كفػؽ مػا يسػمح بػو مبمػغ الحاجػات الجديػدة كطبيعتيػا فػي‬
‫ظؿ احتراـ المبادئ العامة لمصفقات العمكمية‪.‬‬

‫ىذا؛ كيجب أف ال تخؿ الحاجات الجديدة بالتكازف االقتصادم لمصػفقة أك تػؤثر فيػو‪ ،‬كأف ال تغيػر مػف‬
‫المكضػػكع األصػػمي لمصػػفقة‪ ،‬كقػػد قضػػى فػػي ىػػذا الشػػأف مجمػػس الدكلػػة الفرنسػػي فػػي حكمػػو رقػػـ ‪312354‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 2008/07/11‬ضػد شػركة ‪ Clear Channel France‬بقكلػو عمػى أنػو " ال يكفػي االحتجػاج‬
‫ببػػذؿ الجيػػد مسػػبقا فػػي حصػػر حاجػػات صػػفقة بصػػكرة عقبلنيػػة كصػػادقة‪ ،‬لمسػػماح بالتكفػػؿ بيػػذه الحاجػػات‬
‫الجديػػدة ضػػمف ممحػػؽ‪ ،‬إال إذا كانػػت ىػػذه الحاجػػات قابمػػة لمتضػػميف ضػػمف ىػػذا الممحػػؽ‪ ،‬كاال فإنػػو ال يمكػػف‬
‫التكفؿ بيذه الحاجات حتى ضمف صفقة جديدة‪ ،‬إال بعد التأكد مف أف ىذه الحاجػات الجديػدة لػـ تكػف قابمػة‬
‫لمتنبؤ حتى ال تعتبر ىذه الصفقة تجزئة غير شرعية لمعممية"‪.2‬‬

‫كبالتالي فإف صيغة العمكمية التي كردت بيا أحكاـ الفقرة ‪ 12‬مف المادة ‪ 27‬قد تفتح المجاؿ أماـ‬
‫المصمحة المتعاقدة لتبرير سكء تقديرىا الدقيؽ لمحاجات تحت غطاء ظيكر حاجات جديدة‪ ،‬األمر الذم‬
‫كاف مف األجدر تقييده بضكابط معينة كاشتراط تكافر حالة القكة القاىرة التي حالت دكف تمكينيا مف الدقة‬
‫في تحديد حاجياتيا المطمكب تمبيتيا‪ ،3‬فضبل عمى أف مف بيف ما يؤخذ عمى المشرع أيضا ىك تنظيمو‬

‫‪ -1‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -3‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ليذه المرحمة األساسية مف حياة الصفقة كالتي تعد حجر الزاكية إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬بمكجب نص‬
‫كحيد‪ ،‬كىك أمر غير كافي نظ ار ألىمية ىذه المرحمة كمحكر أساسي إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كقد كاف‬
‫مف األجدر عمى المشرع تكفير عدة ضكابط تضمف مشركعية كفعالية ىذه المرحمة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االلتزاـ بمشروعية تحصيص الحاجات‪.‬‬

‫خكؿ المشرع لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬إمكانية تمبية حاجاتيا المطمكبة في شكؿ حصة كحيدة أك في‬
‫شكؿ حصص منفصمة بحيث تخصص الحصة الكحيدة لمتعامؿ متعاقد‪ ،‬كالحصص المنفصمة إلى‬
‫متعامؿ متعاقد أك أكثر‪ ،‬كفي ىذه الحالة يجب تقييـ العركض حسب كؿ حصة‪ ،‬كما يمكف لممصمحة‬
‫المتعاقدة عندما يككف ذلؾ مبررا‪ ،‬تحديد الحصص الممكف منحيا لمتعيد كاحد‪ ،1‬حيث تعد ىذه اآللية‬
‫كسيمة لحصكؿ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة عمى صفقات كفقا لمؤىبلتيا التقنية كالفنية في مكاجية‬
‫المنافسة الكبيرة التي تتمقاىا مف قبؿ كبريات المؤسسات سكاء الكطنية منيا أك األجنبية‪.2‬‬

‫كفي حالة تحصيص الحاجات يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تؤخذ في الحسباف المبمغ اإلجمالي‬
‫لجميع الحصص المنفصمة لتحديد حدكد اختصاص لجاف الصفقات العمكمية كاإلجراءات الكاجب إتباعيا‪،‬‬
‫بغض النظر عف إمكانية إطبلؽ المصمحة المتعاقدة إجراء كاحد لكؿ الحصص أك إجراء لكؿ حصة‪.‬‬

‫ىذا؛ كتقكـ عممية تحصيص عمى شرط جكىرم يمزـ المصمحة المتعاقدة عمى عدـ المجكء إلى تجزئة‬
‫المشركع‪ ،‬إال بناء عمى دفتر شركط الصفقة كىيكمة رخصة البرنامج في حصص بمكجب مقرر التسجيؿ‬
‫الذم يعده اآلمر بالصرؼ المعني‪ ،‬ذلؾ أف المشرع قد منع المجكء إلى التحصيص المفرط لمحاجات الذم‬
‫يراد بو اإلنقاص مف التزامات الكضع في المنافسة كتفادم حدكد اختصاص لجاف الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫إضافة إلى أف التحديد السيئ لمحاجات بغرض اليركب عف أسقؼ االختصاص المحددة في إجراءات‬
‫تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬يشكؿ جرما يمكف أف يؤدم إلى قياـ جنحة المحاباة‪ ،‬كعمى خبلؼ ذلؾ فإف‬
‫التحديد الدقيؽ لمحاجات يمكف أف يعفي اإلدارة مف العكدة إلى الطمبات اإلضافية عف طريؽ المبلحؽ‪.‬‬

‫إف تقدير المصالح المتعاقدة تحصيص الخدمات المراد تمبيتيا يرجع إلى طبيعة كأىمية المشركع‬
‫كتخصص المتعامميف االقتصادييف مف جية‪ ،‬كمراعاة المزايا االقتصادية كالمالية كالتقنية التي تكفرىا ىذه‬
‫العممية مف جية أخرل‪ ،‬كمف ثـ فإف قرار التحصيص مف عدمو يتحدد عمى ضكء السمطة التقديرية‬
‫لممصالح المتعاقدة‪ ،‬التي يتعيف عمييا دراسة أىمية التحصيص بالرجكع إلى طبيعة مكضكع الصفقة‪،‬‬
‫كالمزايا التي يعكد بيا ىذا التحصيص عمى الصفقة مف الجكانب االقتصادية كالمالية التقنية‪ ،‬لذلؾ ألزـ‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1/31‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Cherif BENNADJI L’évaluation de la réglementation des marché publics en Algérie tome‬‬ ‫‪thése de‬‬
‫‪doctorat d’etat faculté de droit université d’Alger 991, p 410.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المشرع المصمحة المتعاقدة بتعميؿ اختيارىا عند كؿ رقابة تمارسيا أم سمطة مختصة‪ ،1‬السيما تمؾ التي‬
‫تشرؼ عمى الرقابة اإلدارية عمى مشركعية الصفقة‪.‬‬

‫لقد أخد المشرع الج ازئرم بفكرة تجزئة الحاجات‪ ،‬مع تقييده ليذا األسمكب بإتباع إجراءات كضكابط‬
‫محددة تسمح بتحقيؽ أفضمية تقنية كمالية عند إبراـ الصفقات‪ ،‬إال أنو كاف مف األجدر بالمشرع ضبط‬
‫إجراء التجزئة بحاالت محددة ال تحتمؿ أم تأكيؿ خاطئ مف المصالح المتعاقدة‪ ،‬ألف المجكء ألسمكب‬
‫التجزئة يكسع لممصمحة المتعاقدة مف حريتيا كيبعدىا عف التقيد بإجراءات إبراـ صفقاتيا كفؽ أسمكب‬
‫طمب العركض الذم تتقيد بمكجبو المصمحة المتعاقدة بجممة مف الشركط‪ ،‬خاصة كأف الكاقع يؤكد لنا‬
‫المجكء إلى تجزئة الصفقة أصبح كسيمة تعتمدىا أغمب المصالح المتعاقدة لتفادم الكصكؿ لمحد المالي‬
‫المطمكب إلبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬كىك ما يسمح ليا بتجنب التعقيدات اإلجرائية في إبراميا لمصفقات‬
‫العمكمية كاإلفبلت مف الرقابة لذلؾ البد مف تحديد ضكابط المجكء لعممية تجزئة الصفقات العمكمية كالزاـ‬
‫المصمحة المتعاقدة بضركرة احتراميا‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬عممية تنسيؽ الطمبات العمومية‪.‬‬

‫مكف تنظيـ الصفقات العمكمية المصالح المتعاقدة بتنسيؽ إبراـ صفقاتيا عبر تشكيؿ مجمكعة طمبات‬
‫فيما بينيا‪ ،‬كذلؾ كفقا لما جاء في أحكاـ المادة ‪ 36‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتي جاء فييا "يمكف‬
‫لممصالح المتعاقدة أف تنسؽ إبراـ صفقاتيا عبر تشكيؿ مجمكعات طمبات فيما بينيا…"‪.2‬‬

‫تشكؿ عممية تنسيؽ الطمبات نظاما بسيطا يسمح لممصمحة المتعاقدة بإنجاز أشغاؿ أك اقتناء المكازـ‬
‫أك تقديـ خدمات أك إنجاز دراسات ذات النمط العادم أك الطابع التكرارم‪ ،‬تصدر مراعاة مع احتياجاتيا‬
‫في ظؿ الحدكد الدنيا كالقصكل المحددة في الصفقة‪ ،‬كيمكف أف تككف ىذه الطمبات كمية أك جزئية‪.3‬‬

‫كييػػدؼ تنسػػيؽ إب ػراـ الصػػفقات عبػػر تشػػكيؿ مجمكعػػات طمبػػات بػػيف المصػػالح المتعاقػػدة‪ ،‬إلػػى تػػكفير‬
‫أحسػػف الظػػركؼ لتمبيػػة حاجػػات المصػػالح المتعاقػػدة عػػف طريػػؽ تجميػػع الكميػػات‪ ،‬مػػا يمكنيػػا مػػف الحصػػكؿ‬
‫عمى أسعار مخفضة ضمف إجراءات مكحدة‪ ،‬كبالتالي جيد أقؿ كتكاليؼ أحسف مع تعميؽ الخبرات الناتجة‬
‫عف تكاتؼ القدرات بيف مجمكعة المشػتركيف‪ ،‬الػذيف يتفقػكف عمػى القيػاـ بػإجراء مكحػد يػؤدم إلػى إبػراـ عػدد‬
‫مف الصفقات يساكم عدد أصحاب المشاريع المندمجة ضمف تكتؿ المشتريات‪ ،‬كبالتالي فمكؿ شريؾ ضمف‬
‫التجمع صفقة خاصة بو‪ ،‬كأف ما يجمع ىذا التجمع ىك اإلجراءات التي تتفرع عنيا ىذه الصفقات‪.4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 31 ،27‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ، 247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬العقد اإلدارم ( المقكمات‪ ،‬اإلجراءات‪ ،‬اآلثار )‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬القاىرة‪ ،2006 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -2‬القرار الكزارم المؤرخ في ‪ ،2011/03/28‬الذم يحدد كيفيات تشكيؿ كسير مجمكعات الطمبات‪ ،‬ج ر ج ج العدد (‪ )24‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2011/04/20‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), op.cit , p 27.‬‬
‫‪ -4‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (د ارسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يمكف المصالح المتعاقدة التي تنسؽ إبراـ صفقاتيا عمى أف تكمؼ كاحدة منيا‪ ،‬بصفتيا مصمحة‬
‫متعاقدة منسقة‪ ،‬بالتكقيع عمى الصفقة كتبميغيا‪ ،‬كتككف كؿ مصمحة متعاقدة مسؤكلة عف حسف تنفيذ الجزء‬
‫مف ا لصفقة الذم يعنييا‪ ،‬كىذا يؤكد أف فكرة االشتراؾ تتعمؽ فقط بإجراءات اإلبراـ دكف إجراءات التنفيذ‪،‬‬
‫إال أف الفصؿ بيف اإلبراـ كالتنفيذ قد تكتنفو جممة مف العيكب‪ ،‬خاصة إذا تعمؽ األمر بمشتريات معقدة‬
‫تقتضي خبرة في مسائؿ االستبلـ السيما النكعي منيا‪ ،‬فإذا تـ االستبلـ النكعي حسب كؿ مصمحة عمى‬
‫حدة‪ ،‬فإف االشتراؾ سيفقد أحد أىـ األىداؼ المتكخاة منو‪ ،‬كىي تكاتؼ الخبرات كتقميص التكمفة‪ ،‬كيصبح‬
‫عندىا ىذا االشتراؾ مجرد تجميع لبلحتياجات لتقميؿ السعر الكحدكم ال غير كىك ما يقتضي أف يتـ‬
‫إدخاؿ االستبلـ النكعي ضمف أعماؿ التنسيؽ‪.1‬‬

‫إف ما يبلحظ مف خبلؿ المادة ‪ 36‬سالفة الذكر أف المشرع لـ يحدد المصالح المتعاقدة التي يمكنيا‬
‫تنسيؽ طمباتيا العمكمية‪ ،‬كىك ما يفيـ مف عبارة " المصالح المتعاقدة " دكف العمؿ عمى تحديدىا فقد جاء‬
‫النص بصيغة عامة‪ ،‬كىذا خبلفا لما أخد بو المشرع الفرنسي مف خبلؿ تحديد نطاؽ تطبيؽ عممية تنسيؽ‬
‫الطمبات بدقة طبقا لممادة ‪ 28‬مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي‪.‬‬

‫بالرجكع إلى أحكاـ المادة ‪ 36‬يبلحظ أف المشرع الجزائرم قد ألزـ المصالح المتعاقدة األعضاء في‬
‫مجمكعة الطمبات بإبراـ اتفاقية تشكيؿ المجمكعة التي تتكلى تحديد كيفيات سيرىا‪ ،‬كقد أخضعيا لجممة‬
‫مف الضكابط المتمثمة في‪:‬‬

‫‪ ‬أف تتعمػػؽ الطمبػػات محػػؿ التنسػػيؽ بػػيف المصػػالح المتعاقػػدة‪ ،‬بإنجػػاز األشػػغاؿ أك اقتنػػاء الم ػكازـ أك تقػػديـ‬
‫الخدمات أك إنجاز الدراسات ذات النمط العادم كالطػابع المتكػرر‪ ،‬كفػي ىػذا يبلحػظ أف التنظػيـ السػابؽ‬
‫قد خػص مػف خػبلؿ المػادة ‪ 20‬صػفقات اقتنػاء المػكازـ‪ ،‬أك تقػديـ الخػدمات ذات الػنمط العػادم كالمتكػرر‬
‫بيذا األسمكب فقط‪ ،‬بينما كسع النص الحالي مف دائرتيا لتشمؿ كؿ مجػاالت الصػفقة كأبقػى عمػى شػرط‬
‫النمط العادم كالطابع المتكرر‪.‬‬
‫‪ ‬تككف مدة صفقة الطمبات سنة كاحدة قابمة لمتجديد‪ ،‬كيمكف أف تتداخؿ في سنتيف ماليتيف أك أكثر عمى‬
‫أف ال تتجاكز خمس سنكات‪.‬‬
‫‪ ‬تحدد الصفقة إما بالسعر كاما آلياتو كاما كيفيات تحديده المطبؽ عمى عمميات التسميـ المتعاقبة‪.‬‬

‫ىذا؛ كقد حدد المشرع بدقة المصمحة المتعاقدة المختصة بالتكقيع عمى الصفقة كتبميغيا‪ ،‬في حيف‬
‫نجد أنو قد أغفؿ الجية المكمفة باستبلـ العركض كدراستيا كارساء الصفقة‪ ،‬األمر الذم مف شأنو أف يخمؽ‬
‫بعض العراقيؿ عمى مستكل التطبيؽ الميداني لعممية تنسيؽ الطمبات‪ ،‬كما أف المجكء المتكرر لمتنسيؽ‬
‫بإتباع ىذه الطريقة قد تنجر عنو آثار تحد مف حرية المنافسة‪ ،‬ألف إبراـ ىذا النكع مف الصفقات يعمؿ‬
‫عمى جذب المؤسسات االقتصادية الكبرل مما ينعكس سمبا عمى المؤسسات الصغيرة‪ ،‬ألف تجميع صفقات‬

‫‪ -1‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المصالح المتعاقدة يتطمب مستكل عالي مف التأىيؿ إلنجازىا‪ ،‬كىك ما ال تتكفر عميو ىذه الفئة مف‬
‫المؤسسات‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫آليات إشباع الحاجات العامة‪.‬‬

‫مف أجؿ بمكغ كتحقيؽ نجاعة في تنفيذ الطمبات العمكمية فإف األمر ال يتكقؼ عمى تحديد كحصر‬
‫المصمحة المتعاقدة لمحاجات المراد تمبيتيا‪ ،‬كانما يمتد أمر ذلؾ إلى لتحديد آليات إشباع ىذه الحاجات‪،‬‬
‫كالتي يجب أف تككف مجسدة في شكؿ دراسات دقيقة كمعمقة تفضي إلى اتخاذ القرار النيائي لتنفيذ‬
‫مشركع الصفقة‪ ،‬كالتي غالبا ما تأتي في شكؿ صفقة دراسات تبرـ بيف المصمحة المتعاقدة كأحد مكاتب‬
‫الدراسات المتخصصة كالمؤىمة لمقياـ بمثؿ ىذه الدراسات‪ ،‬كذلؾ حسب طبيعة كؿ مشركع‪ ،‬كأف يتعمؽ‬
‫األمر بعقد يبرـ بيف مديرية السكف كمكتب دراسات ىندسية بغرض انجاز تصاميـ ىندسية لمجمكعات‬
‫سكنية تسعى اإلدارة إلى تشييدىا‪.2‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬القياـ بالدراسات السابقة‪.‬‬

‫تسمح الدراسات السابقة التي تقكـ بيا اإلدارة بالتحديد الدقيؽ لمختمؼ الحاجات المطمكبة‪ ،‬كما تسػاعد‬
‫عمى اتخاذ القرار النيائي لتنفيذ المشاريع‪ ،‬باإلضافة إلى سبلمة التنفيذ مف األخطػاء المحتمػؿ الكقػكع فييػا‪،‬‬
‫كعميػػو فػػإف الد ارسػػات األكليػػة تعػػد ضػػركرية لكػػؿ مشػػركع صػػفقة عمكميػػة‪ ،‬كذلػػؾ عػػف طريػػؽ المجػػكء لمكاتػػب‬
‫الد ارسػػات المتخصصػػة كالمؤىمػػة لمقيػػاـ بمثػػؿ ىػػذه الد ارسػػات كىػػذا حسػػب طبيعػػة كػػؿ مشػػركع‪ ،3‬كعمكمػػا فػػإف‬
‫ىذه الدراسات تنصب عمى ما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دراسة الجدوى االقتصادية وقابمية المشروع لإلنجاز‪.‬‬

‫تقكـ ىذه الدراسة عمى جممة مف الدراسات‪ ،‬تسعى إلى تحديد مدل صبلحية المشركع في شكؿ‬
‫أساليب عممية لتقدير احتماالت نجاح أك فشؿ ىذا المشركع قبؿ التنفيذ الفعمي لو‪ ،4‬فيذه الدراسة تبحث‬
‫عف ذلؾ النسؽ الذم يككف فيو المشركع قاببل لمتنفيذ‪.5‬‬

‫إف مفيكـ ىذه الدراسات في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬يعني ضركرة القياـ بدراسات سابقة قبؿ إنجاز‬
‫أم مشركع مف خبلؿ االعتماد عمى مختمؼ العمكـ التي تساعد عمى القياـ بيا‪ ،‬كالتي تثبت الجدكل‬

‫‪ -1‬دالؿ عياد‪ ،‬المؤسسة الصغيرة الخاصة في قانكف الصفقات العمكمية الجدي د‪ ،‬مذكرة مف أجؿ الحصكؿ عمى شيادة الماجستير في الحقكؽ‪ ،‬فرع‬
‫قانكف األعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪ ،)01‬يف عكنكف‪ ،2013/2012 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -2‬حكرية ب ف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -3‬حمزة خضرم‪ ،‬اإلجراءات السابقة عمى التعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -4‬صبلح الديف السيسي‪ ،‬دراسات الجدكل كالتقييـ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -5‬فتيحة حابي‪ ،‬النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.72‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االقتصادية مف ىذا المشركع مف خبلؿ المزايا التي يحققيا كمدل تبلؤميا مع النفقات التي تصرؼ عمى‬
‫إنجازه‪ ،1‬كمدل قابمية العممية لئلنجاز في شركط مالية كتقنية كاقتصادية‪.2‬‬

‫كلقد جاء في نص المادة ‪ 29‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عمى أنو " تحتكم الصفقة العمكمية‬
‫لئلشراؼ عمى اإلنجاز‪ ،‬في إطار انجاز منشأة أك مشركع حضرم أك مناظر طبيعية تنفيذ المياـ اآلتية‬
‫عمى الخصكص‪ " :‬دراسات أكلية أك التشخيص أك الرسـ المبدئي‪ ،‬دراسات مشاريع تمييدية مكجزة‬
‫كمفصمة‪ ،‬دراسات المشركع‪ ،‬دراسات التنفيذ أك عندما يقكـ بيا المقاكؿ‪ ،‬تأشيرتيا‪ ،‬كمساعدة صاحب‬
‫المشركع في إبراـ كادارة تنفيذ صفقة األشغاؿ كتنظيـ كتنسيؽ كتكجيو الكرشة كاستبلـ األشغاؿ"‪ ،‬كما خكؿ‬
‫المشرع لممصمحة المتعاقدة المجكء بصفة استثنائية إلجراء دراسة كانجاز‪ ،‬عندما تقتضي ذلؾ أسباب ذات‬
‫طابع تقني ضركرة إشراؾ المقاكؿ في دراسات التصميـ الخاصة بالمنشأة‪ ،‬عمى أف ينص دفتر الشركط‬
‫في إطار التقييـ التقني‪ ،‬عمى تأىيؿ أكلي يتعمؽ بمرحمة الدراسات‪ ،3‬كمف تـ فإف ىذه الدراسات تسمح‬
‫بمناقشة كؿ االختيارات المطركحة إلنجاز المشركع كاختيار البدائؿ المناسبة كالضركرية لتنفيذه‪ ،‬كفضبل‬
‫عف ذلؾ يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة القياـ بدراسات مسبقة لمكقكؼ عمى مدل قابمية المشركع لئلنجاز‬
‫كالتي تنقسـ بدكرىا إلى‪:‬‬

‫‪ ‬الجانب التقني في دراسة القابمية لئلنجاز‪ :‬أم مدل إمكانية إنجاز المشركع تقنيا‪ ،‬كاختيار األساليب‬
‫كالتقنيات المبلئمة لذلؾ‪ ،‬كما ييتـ ىذا الجانب مف الدراسة بحاالت األخطار التي يمكف أف يتعرض‬
‫ليا كمدل مقاكمتو ليا‪.‬‬
‫‪ ‬الجانب المالي في دراسة قابمية اإلنجاز‪ :‬أم التكمفة المالية لممشركع‪ ،‬كمعقكلية مصاريؼ إنجازه‬
‫كمصادر كامكانيات تمكيمو‪ ،‬ككذا مصادر تمكيؿ المصاريؼ المرتبطة بتشغيمو كاستغبللو كصيانتو‬
‫الحقا‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬دراسة المالئمة‪.‬‬

‫تسمح ىذه الدراسة بإبراز أىمية كمردكدية المشركع المراد إنجازه‪ ،‬خاصة عمى المستكل االقتصادم‬
‫كاالجتماعي‪ ،‬كعميو يمكف تحديد إيجابيات كسمبيات ىذا المشركع‪ ،‬مما يتيح فرصة مناقشة كؿ البدائؿ التي‬
‫يمكف أف تحقؽ األىداؼ المرجكة مف كراء إنجاز ىذا المشركع‪ ،‬ليتسنى مف ذلؾ اختيار البديؿ األفضؿ‬
‫الذم يحقؽ متطمبات التنمية‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 19.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Brahim BOULIFA, Marchés Publics – Dictionnaire thématique -, vol 02, Ed BERTI, Alger, 2013, p 303.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 35‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬سمية سبلم ي‪ ،‬اإلجراءات السابقة لمتعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬مجمة الحقكؽ كالعمكـ اإلنسانية‪،‬‬
‫جامعة زياف عاشكر‪ ،‬الجمفة‪ ،‬المجمد العاشر‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -5‬النكم خرشي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬الدراسات المتعمقة بتأثير المشروع عمى البيئة‪.‬‬

‫يقصد بيا معرفة أثر المشركع المراد إنجازه عمى البيئة‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ أخذ كافة التدابير الضركرية‬
‫كالتي مف شأنيا أف تعمؿ عمى القضاء أك التقميؿ مف اآلثار الناجمة عف ىذا المشركع‪ ،‬أك المكاد المراد‬
‫اقتناؤىا عمى المحيط البيئي‪ 1،‬كنظ ار لؤلىمية البالغة لمثؿ ىذا النكع مف الدراسات كمدل تعمؽ إنجاز‬
‫مختمؼ المشاريع كآثارىا عمى البيئة‪ ،‬فإف المشرع الجزائرم قد أخضع ىذا النكع مف الدراسات لجممة مف‬
‫الضكابط القانكنية كالتنظيمية‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 15‬مف القانكف رقـ ‪ ،10/03‬المتعمؽ بحماية البيئة في‬
‫إطار التنمية المستدامة‪ 2‬عمى أف " تخضع مسبقا كحسب الحالة‪ ،‬لدراسة التأثير أك لمكجز التأثير عمى‬
‫البيئة‪ ،‬مشاريع التنمية كاليياكؿ كالمنشآت الثابتة كالمصانع كاألعماؿ كبرامج البناء كالتييئة‪ ،‬التي تؤثر‬
‫بصفة مباشرة أك غير مباشرة فك ار أك الحقا‪ ،‬عمى البيئة السيما عمى األنكاع كالمكارد كاألكساط كالفضاءات‬
‫الطبيعية كالتكازنات اإليككلكجية ككذلؾ عمى إطار كنكعية المعيشة "‪.‬‬

‫كتطبيقا ليذا النص فقد صدر المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،145/07‬الذم يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل‬
‫ككيفيات المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى البيئة‪ ،‬كالذم حدد مف خبلؿ نص المادة ‪ 02‬منو‬
‫اليدؼ مف دراسة أك مكجز التأثير عمى البيئة كالمتمثؿ في تحديد مدل مبلئمة إدخاؿ المشركع في بيئتو‬
‫مع تحديد كتقييـ اآلثار المباشرة ك‪/‬أك غير المباشرة لممشركع‪ ،‬كالتحقؽ مف التكفؿ بالتعميمات المتعمقة‬
‫بحماية البيئة في إطار المشركع المعني‪.3‬‬

‫كعميو فإف دراسة تأثير المشركع عمى البيئة تشمؿ تحميؿ حالة المكاف الذم سينجز عميو المشركع‬
‫كمحي طو مع التركيز عمى انعكاسات ذلؾ المشركع عمى المحيط البيئي‪ ،‬كمدل تأثير ذلؾ عمى السكاف‬
‫كالثركات الطبيعية كالمساحات الفبلحية كغيرىا مف المساحات‪ ،‬كاألماكف التي قد تمسيا أشغاؿ إنجاز‬
‫المشركع‪ ،‬زيادة عمى ذلؾ يجب تضميف ىذه الدراسات عرضا دقيقا لؤلسباب التي جعمت مف ىذا المشركع‬
‫اقتراحا مقبكال‪ ،4‬إلى جانب التدابير المزمع اتخاذىا مف طرؼ صاحب المشركع لمقضاء عمى األضرار‬
‫المترتبة عمى إنجاز مختمؼ مراحؿ المشركع أك تقميصيا أك تعكيضيا‪.5‬‬

‫‪ -1‬حكرية جاكم‪ ،‬حماية البيئة في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة البحكث العممية في التشريعات البيئية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة ابف‬
‫خمدكف‪ ،‬تيارت‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جكاف ‪ ،2015‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -2‬القانكف رقـ ‪ ،10/03‬المؤرخ في ‪ ،2003 /07/19‬المتعمؽ بحماي ة البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )43‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2003/07/20‬‬
‫‪ -3‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،145/07‬المؤرخ في ‪ ، 2007/05/19‬يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل ككيفيات المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى‬
‫البيئة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)34‬الصادرة بتاريخ ‪.2007/05/22‬‬
‫‪ -4‬النكم خرشي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 06‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،145/07‬يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل ككيفيات المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى البيئة‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كبالتالي إف احتراـ المجاؿ البيئي قاعدة جكىرية في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬فزيادة عمى قكاعد‬
‫كاجراءات إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كما يتضمنو دفتر الشركط مف التزامات‪ ،‬كالتي بيف بينيا أف يمتزـ‬
‫المتعيد بضركرة احتراـ الشركط المتعمقة بحماية البيئة في إطار إنجازه لممشركع‪ ،‬كتكريسا لذلؾ حبذا لك‬
‫عمؿ المشرع عمى إدراج معيار البعد البيئي ضمف المعايير األخرل المعتمدة في عممية تقييـ العركض‬
‫بالشكؿ الذم يسمح بإنجاز مشاريع بطريقة صديقة لمبيئة‪ ،‬خاصة كأف الكاقع الممارستي يبيف لنا افتقار‬
‫احتراـ االعتبارات البيئية خاصة ما تعمؽ بمجاؿ صفقات األشغاؿ كما يترتب عنيا مف مخمفات مف شأنيا‬
‫اإلضرار بالمحيط البيئي‪ ،‬ثـ إف احتراـ االعتبارات البيئية لف يتأتى إال مف خبلؿ فرض احتراـ المعايير‬
‫البيئية‪ ،‬كمرافقة ذلؾ كمراعاة احترامو عمى كافة مستكيات تنفيذ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫إضافة لما يأخذ عمى المشرع الجزائرم مف خبلؿ المبلحؽ المرفقة بالمرسكـ التنفيذم رقـ ‪145/07‬‬
‫سالؼ الذكر‪ ،‬كالتي تحدد قائمة المشاريع التي تخضع لدراسة التأثير (الممحؽ األكؿ)‪ ،‬كقائمة المشاريع‬
‫التي تخضع لمكجز التأثير (الممحؽ الثاني)‪ ،‬حيث أنيا ركزت عمى الدراسات البيئية في مجاؿ األشغاؿ‬
‫كالتي قد يككف ليا تأثير سمبي عمى البيئة‪ ،‬مغفبل بذلؾ عممية اقتناء المكازـ كالسمع كالمنقكالت في إطار‬
‫صفقات التكريد مف طرؼ المتعامميف المتعاقديف كالمستكردة في أغمب األحياف مف الخارج‪ ،‬كالتي قد يككف‬
‫ليا تأثير ىي األخرل عمى المحيط البيئي‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬الدراسات الجيوتقنية‪.‬‬

‫يتعمؽ ىذا الصنؼ مف الدراسات بصفقات األشغاؿ‪ ،‬خاصة ما تعمؽ منيا بمجاؿ بناء المشاريع‪،‬‬
‫حيث جاء في نص المادة ‪ 29‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عمى أنو " تشمؿ الصفقة العمكمية‬
‫لمدراسات‪ ،‬عند إبراـ صفقة أشغاؿ‪ ،‬السيما ميمات المراقبة التقنية أك الجيكتقنية كاإلشراؼ عمى إنجاز‬
‫األشغاؿ كمساعدة صاحب المشركع "‪.‬‬

‫يسمح ىذا النكع مف الدراسة باستكشاؼ مكقع المشركع‪ ،‬كالقياـ بدراسة نكعية التربة كتحميؿ‬
‫المعمكمات المتعمقة بيا‪ ،‬كالتي تمكف مف معرفة قدرة تحمؿ البنايات التي ستنجز عمييا‪ ،2‬فعممية البناء‬
‫تقتضي األخذ بعيف االعتبار الخصكصيات التقنية لممشركع‪ ،‬كىذا مف خبلؿ دراسة جادة تسمح بتفادم‬

‫‪ -1‬الممحؽ األكؿ‪ :‬يحدد قائمة المشاريع التي تخضع لدراسة التأثير‪ ،‬المرفؽ بالمرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،145/07‬يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل ككيفيات‬
‫المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬الممحؽ الثاني‪ :‬يحدد قائمة المشاريع التي تخضع لمكجز التأثير‪ ،‬المرفؽ بالمرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،145/07‬يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل‬
‫ككيفيات المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى البيئة‪.‬‬
‫‪ -2‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه العمكـ في الحقكؽ‪ ،‬تخصص قانكف عاـ‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪ ،2015/2014 ،)1‬ص ‪.49‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اإلنجاز كفؽ أسس غير سممية‪ ،‬أك ظيكر نقائص في مرحمة متقدمة مف العممية‪ ،‬كالتي قد يتطمب‬
‫إصبلحيا أساليب تقنية أكثر كمفة كأطكؿ مدل‪ ،‬ىذا كاف لـ ينتج عف ذلؾ عرقمة نيائية لممشركع‪.1‬‬

‫ىذا‪ ،‬كباإلضافة فإنو يتكجب القياـ بدراسات قبمية‪ ،‬كىي دراسة ترتكز عمى قياـ اإلدارة بإعداد نكعيف‬
‫مف الدراسات‪ ،‬كيتمثؿ ذلؾ في المشركع التمييدم المؤقت (‪ ،)A.P.S‬كالذم ييدؼ إلى تحديد الترتيبات‬
‫كالمراحؿ التي يمر بيا إنجاز المشركع‪ ،‬كبالتالي اقتراح صكرة شاممة عف لمشركع‪ ،‬بينما تتمثؿ الدراسة‬
‫األخرل في المشركع التمييدم المنفصؿ (‪ ،)A.P.D‬كالذم ينصب عمى تعميؽ الدراسة لمحمكؿ كالنتائج‬
‫المتكصؿ إلييا‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد األىداؼ المرجكة مف كراء المشركع كالمدة الزمنية إلنجازه‪.2‬‬

‫كمف أجؿ القياـ بيذه الدراسات ينبغي أف تتكفر لممصمحة المتعاقدة كافة المعمكمات الضركرية عف‬
‫المشركع‪ ،‬السيما تحديد األىداؼ المرجكة مف كراء إنجاز المشركع كالمدة الزمنية لتنفيذه‪ ،‬إلى جانب تحديد‬
‫الميزانية المطمكبة لذلؾ كتكزيعيا عمى األعباء البلزمة لتنفيذ المشركع‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القياـ بعممية تسجيؿ المشاريع‪.‬‬

‫بعد القياـ بالدراسات األكلية لممشركع تعمؿ المصالح المتعاقدة عمى تسجيؿ ىذا المشركع لدل‬
‫المصالح المختصة‪ ،‬ليصبح فيما بعد محؿ دعكة لمتعاقد في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬كتتبع المصالح‬
‫المتعاقدة في ىذا جممة مف اإلجراءات القانكنية‪ ،‬لتتكجو بعد ذلؾ ىذه العممية بمنح رخصة تنفيذ المشركع‬
‫كىذا بعد التأكد مف جدية المشركع كتحقيقو لمنفع العاـ مما يشكؿ مبر ار لتمكيؿ إنجازه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عممية تسجيؿ المشاريع الممركزة‪.‬‬

‫تتعمؽ ىذه المشاريع بتجييزات اإلدارات المركزية كالمؤسسات العمكمية اإلدارية كالمؤسسات التي‬
‫تتمتع باالستقبلؿ المالي كاإلدارات المتخصصة‪ ،3‬كالتي تتكلى تسجيؿ ىذه المشاريع طبقا لجممة مف‬
‫اإلجراءات القانكنية‪.‬‬

‫حيث يتـ تسجيؿ مشركع أك برنامج تجييز عمكمي ممركز أك غير ممركز في مدكنة نفقات التجييز‬
‫العمكمي لمدكلة‪ ،‬مف طرؼ الكزير المكمؼ بالميزانية بناءا عمى طمب الكزير المكمؼ بالقطاع المعني‪ ،‬كاف‬
‫ىذا التسجيؿ مرىكف مف جية بالنتائج اإليجابية لدراسات تحضير إنجاز المشركع أك البرنامج‪ ،‬كبالتسجيؿ‬
‫المسبؽ لممشركع في البرنامج المتعدد السنكات لمتجييز العمكمي المصادؽ عميو مف طرؼ مجمس الكزراء‬

‫‪ -1‬النكم خرشي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪ -2‬فتيحة حابي‪ ،‬النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 05‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المؤرخ في ‪ ،1998/07/13‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)51‬المعدؿ‬
‫كالمتمـ بمكجب المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،148/09‬المؤرخ في ‪ ،2009/05/02‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)26‬الصادرة بتاريخ ‪.2009/05/03‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مف جية أخرل‪ ،‬غير أ نو يمكف أف يككف البرنامج السنكم لمتجييز العمكمية محؿ تعديؿ خبلؿ السنة‬
‫المالية مف طرؼ مجمس الكزراء‪.1‬‬

‫كال يمكف أف تككف مكضكع تسجيؿ لئلنجاز بعنكاف ميزانية الدكلة لمتجييز‪ ،‬إال برامج كمشاريع‬
‫التجييز الممركزة التي بمغت النضج الكافي الذم يسمح باالنطبلؽ في إنجازىا خبلؿ السنة‪ ،‬كيقصد‬
‫بدراسات النضج لمشركع أك برنامج تجييز عمكمي‪ ،‬مجمكعة الدراسات التي تسمح بالتأكد مف مساىمة‬
‫المشركع في التطكر االقتصادم كاالجتماعي عمى المستكل الكطني أك الجيكم أك المحمي‪ ،‬كبأف أشغاؿ‬
‫إنجاز المشركع مييأة لبلنطبلؽ في الظركؼ المثمى لمكمفة كاآلجاؿ‪ ،‬كباإلضافة إلى ذلؾ فقد قيد المشرع‬
‫الجزائرم تسجيؿ ىذه المشاريع بضركرة استكماؿ دراسات تنفيذ ىذا المشركع كاستبلميا كالمكافقة عمييا‪ ،‬إال‬
‫في الحاالت االستثنائية كالمرتبطة بكضيعات طارئة‪ ،‬المقررة مف طرؼ مجمس الكزراء‪.2‬‬

‫بعد ذلؾ يعمؿ الكزير المكمؼ بالمالية عمى إصدار مقرر تكزيع البرامج القطاعية‪ ،‬بعد اعتماده مف‬
‫طرؼ الحككمة‪ ،‬عمى أف تباشر مصالحو عممية تبميغو لمكزراء المختصيف كمسؤكلي المؤسسات التي‬
‫تتمتع باالستقبلؿ المالي كاإلدارات المتخصصة‪ ،‬كيبيف ىذا المقرر رخص البرامج المكزعة حسب كؿ‬
‫قطاع فرعي مف القائمة التي تغطي البرامج المقترحة لمسنة الجديدة كتصحيحات كمفة البرامج الجارم‬
‫إنجازىا‪ ،‬كما يبرز ىذا المقرر في ممحقو رخص البرنامج حسب كؿ مشركع كالمضمكف المادم ك‪/‬أك‬
‫المقاييس األخرل كالمؤشرات الخاصة بالبرنامج الجديد‪ ،‬كيككف تعديؿ ىذا المضمكف ك‪/‬أك المقاييس‬
‫كالمؤشرات األخرل بمناسبة أشغاؿ التحكيـ بشأف قكانيف المالية‪ ،‬عمى أف تعرض االقتراحات المتعمقة‬
‫بالحاالت الخاصة بإعادة ىيكمة برامج السنة لتحكيـ الحككمة‪.3‬‬

‫كيتكلى بعد ذلؾ الكزراء المختصكف بتبميغ األعماؿ كالمشاريع محؿ البرامج‪ ،‬لآلمريف بالصرؼ‬
‫المكضكعيف تحت كصايتيـ‪ ،‬كذلؾ في حدكد المحتكل المادم الممحؽ بمقررات البرامج‪ ،‬عمى أف يباشر‬
‫اآلمركف بالصرؼ عممية إعداد الممؼ التقني لممشركع المراد تسجيمو كالذم يجب أف يحتكم عمى ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬عرض األسباب أك تقرير تقديـ المشركع أك البرنامج‪.‬‬


‫‪ -‬االلتزاـ الضركرم بالتنسيؽ ما بيف القطاعات‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار إستراتيجية التنفيذ بتشجيع المجكء إلى الكسائؿ كالمكاد المحمية في ظؿ احتراـ أىداؼ التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬بطاقة تقنية تتضمف‪ ،‬السيما المحتكل المادم كالكمفة بالدينار‪/‬العممة الصعبة كآجاؿ اإلنجاز كالدفع‪.‬‬
‫‪ -‬نتائج المناقصات (طمبات العركض) طبقا لمتنظيـ المتعمؽ بالصفقات العمكمية‪.4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 04‬مكرر مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 06‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 07‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 09‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عمى أف يصدر الكزراء المختصكف أك المسؤكليف عف المؤسسات كاإلدارات المتخصصة مقرر التفريد‬
‫الذم يتضمف إفراد المشركع باسـ اآلمر بالصرؼ المكمؼ باإلنجاز‪ ،‬مع مراعاة المحتكل المادم كرخصة‬
‫البرنامج المتصم يف بذلؾ كالممحقيف بمقرر البرنامج‪ ،‬كذلؾ بعد دراسة الممؼ بناءا عمى عناصر المعمكمات‬
‫المشترط تكافرىا لمحصكؿ عمى مقرر اإلفراد المحددة في المادة ‪ 09‬مف المرسكـ التنفيذم ‪ ،227/98‬ليتـ‬
‫بعد ذلؾ رصد اعتمادات الدفع المتعمقة بالتجييزات العمكمية لمدكلة التابعة لمبرنامج القطاعي الممركز‬
‫لصالح الكزراء المختصيف كمسؤكلي المؤسسات التي تتمتع باالستقبلؿ المالي كاإلدارات المتخصصة‪،‬‬
‫بمكجب مقرر مف الكزير المكمؼ بالمالية حسب كؿ قطاع فرعي لتصنيؼ االستثمارات العمكمية‪ ،‬كيككف‬
‫ذلؾ في شكؿ رأسماؿ ميزانية الدكلة لمتجييز طبقا لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬عممية تسجيؿ المشاريع غير الممركزة‪.‬‬

‫يتـ تسجيؿ ىذا النكع مف المشاريع ىي األخرل ضمف مدكنة نفقات التجييز العمكمي لمدكلة‪ ،‬مف‬
‫طرؼ الكزير المكمؼ بالمالية بناءا عمى طمب الكزير المكمؼ بالقطاع المعني‪ ،‬باإلضافة إلى أف تسجيؿ‬
‫ىذه المشاريع مرىكف مف جية بالنتائج اإليجابية لدراسات تحضير إنجاز المشركع أك البرنامج‪ ،‬كبالتسجيؿ‬
‫المسبؽ لممشركع في البرنامج المتعدد السنكات لمتجييز العمكمي المصادؽ عميو مف طرؼ مجمس الكزراء‬
‫مف جية أخرل‪.2‬‬

‫كتعد ىذه المشاريع بمثابة برامج تجييز مسجمة باسـ الكالي ضمف البرنامج السنكم لمتجييز الذم‬
‫تعتمده الحككمة‪ ،‬كيتـ تسميـ رخص ىذا النكع مف البرامج بمكجب مقرر مف الكزير المكمؼ بالمالية حسب‬
‫كؿ قطاع فرعي‪ ،‬كذلؾ بعد إصدار الكالي لقرار اإلفراد لممشاريع التي بمغت االكتماؿ الكافي الذم يسمح‬
‫باالنطبلؽ في إنجازىا خبلؿ السنة‪ ،3‬كىذا طبقا لمشركط التي حددتيا أحكاـ المادة ‪ 17‬مف المرسكـ‬
‫التنفيذم ‪ 227/98‬كالمتمثمة في‪:‬‬

‫الدراسات كالعناصر التي تثبت جدكل المشركع‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫األرض التي يقاـ عمييا البناء‪ ،‬كآجاؿ اإلنجاز كالدفع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقكيـ المشركع حسب نتائج الدراسات المسبقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نتائج المناقصات كاالستشارات المتصمة بالعممية المعنية طبقا ألحكاـ قانكف الصفقات‬ ‫‪-‬‬
‫العمكمية‪.‬‬

‫كيتـ تنفيذ ىذه المقررات بتخصيص الكزير المكمؼ بالمالية إعتمادات الدفع لمكالة حسب كؿ قطاع‬
‫فرعي‪ ،‬ليتكلى بعد ذلؾ الكالي بتكزيع ىذه االعتمادات حسب كؿ فصؿ بمكجب مقرر‪ ،‬كفي ذات الكقت‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 11‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 4‬مكرر مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 17 ،16‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يتكلى إنجاز ىذه العمميات عمى مستكل الميزانية كاإلدارة حسب اإلجراءات القانكنية كالتنظيمية المعمكؿ‬
‫بيا‪ ،‬كذلؾ في حدكد االعتمادات المالية المخصصة لكؿ قطاع فرعي‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬تسجيؿ المشاريع المتعمقة بالبمدية‪.‬‬

‫يتعمؽ ىذا النكع مف المشاريع أك البرامج بمخططات التنمية البمدية التي تمتاز بطابع األكلكية في‬
‫مجاؿ التنمية‪ ،‬السيما مشاريع التزكيد بماء الشرب كالتطيير كالطرؽ كالشبكات كالقياـ بعمميات فؾ العزلة‪،‬‬
‫كيتـ إعداد ىذا البرنامج مف طرؼ المصالح الكالئية المختصة بعد استشارة المصالح التقنية المحمية‬
‫المعنية‪ ،‬ثـ يكزع حسب كؿ باب كبمدية متكاجدة بالكالية مع منح األفضمية في ذلؾ لمبمديات المحركمة‬
‫السيما تمؾ البمديات المتكاجدة في المناطؽ الكاجب ترقيتيا‪.2‬‬

‫كيخضع ىذا النكع مف البرامج لرخصة شاممة حسب الكالية يبمغيا الكزير المكمؼ بالمالية بعد استشارة‬
‫الكزير المكمؼ بالجماعات اإلقميمية‪ ،‬ليبمغ بعد ذلؾ الكالي عمميات تجييز برامج التنمية البمدية لممجمس‬
‫الشعبي البمدم مف أجؿ تنفيذىا‪ .‬كتبمغ اعتمادات ىذا النكع مف البرامج بمكجب مقرر مف طرؼ الكزير‬
‫المكمؼ بالمالية‪ ،‬الذم يكمؼ الكالي بتكزيعيا بعد استشارة المصالح الكالئية المختصة حسب األبكاب‬
‫كالبمديات مع مراعاة في ىذا الشأف تكجييات التنمية كأكلكياتيا‪.3‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬التأكد مف توافر االعتمادات المالية‪.‬‬

‫نظ ار لما تمقيو العممية التعاقدية عمى عاتؽ اإلدارة مف أعباء مالية‪ ،‬كالتي تمتزـ ىذه األخيرة بالكفاء‬
‫بيا تجاه المتعاقد معيا فإف ىذا األمر يستكجب تكافر اعتماد مالي تنفؽ بمكجبو اإلدارة عمى التزاماتيا‬
‫التعاقدية‪ ،4‬حيث ال يمكف لئلدارة أف تتعاقد مع الغير دكف تكفر ىذا االعتماد لذلؾ البد مف تخصيص‬
‫مبمغ معمكـ كمحدد في الميزانية لتنفيذ العقد‪ ،5‬كال تقتصر ىذه القاعدة عمى العقكد اإلدارية فحسب بؿ‬
‫تشمؿ النشاط اإلدارم عمكما كالذم يترتب عميو التزاـ بدفع الماؿ‪.6‬‬

‫إف التأكد مف تكافر االعتماد المالي الكافي لتغطية العقد يعد مسألة ضركرية‪ ،‬كىذا تطبيقا لمقاعدة‬
‫العامة التي تقضي بأنو ال يمكف القياـ بأم إنفاؽ إال إذا تكفر اعتماد مالي صكتت عميو السمطة التشريعية‬
‫كأكدعتو في الميزانية أك اعتمدتو السمطة المحمية‪ ،‬كذلؾ لككنيا السمطة المختصة بترخيص االعتمادات‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 19‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 12‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 22‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -5‬عائشة خمدكف‪ ،‬أساليب التعاقد اإلدارم في مجاؿ الصفقات العمكمية ( دراسة مقارنة )‪ ،‬أطركحة لنيؿ دكتكراه العمكـ في القانكف العاـ‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر(‪ ،2016/2015 ،)1‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -6‬سميماف محمد الطماكم‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الضركرية لتغطية النفقات الناتجة عف العمميات التعاقدية‪.1‬‬

‫كبالتالي إف تكفر االعتماد المالي يخكؿ كؿ جية مف الجيات اإلدارية صبلحية الصرؼ‪ ،‬كذلؾ‬
‫بغض النظر عف الطريقة التي سيتـ تنفيذ المشركع أك تقديـ الخدمة بمكجبيا‪ ،‬كلقد ألزـ المشرع المصمحة‬
‫المتعاقدة في ىذا الشأف بضركرة الحصكؿ عمى تأشيرة المراقب المالي قبؿ الشركع في تنفيذ المشاريع‬
‫كالعمميات الممكلة كميا أك جزئيا بميزانية الدكلة‪ ،‬بما في ذلؾ الصفقات العمكمية‪ ،2‬أما المشرع المصرم‬
‫فقد نص مف خبلؿ المادة ‪ 36‬مف قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات عمى أف يككف "‪..‬التعاقد بالنسبة‬
‫لممشركعات االستثمارية المدرجة بالخطة في حدكد التكاليؼ الكمية المعتمدة‪ ،‬عمى أف يتـ الصرؼ في‬
‫حدكد االعتمادات المالية المقررة‪ ،3"..‬بينما نصت المادة األكلى مف البلئحة التنفيذية ليذا القانكف عمى أنو‬
‫"‪ ..‬يجب قبؿ طرح مقاكالت األعماؿ الحصكؿ عمى إقرار مف المسؤكؿ المالي بالجية بكجكد االعتمادات‬
‫المخصصة‪ ،‬كضماف إتاحة التمكيؿ البلزـ لصرؼ قيمة مستخمصات األعماؿ في مكاعيدىا المقررة قانكنا‬
‫كذلؾ بعد مراجعة جيات التمكيؿ المختصة في ىذا الشأف"‪ ،4‬في حيف أف المادة ‪ 133‬حظرت التعاقد‬
‫بغرض استنفاد اال عتمادات المالية‪ ،‬كما حظرت التعاقد في الشير األخير مف السنة المالية إال في‬
‫الحاالت االستثنائية التي تقتضييا ضركرة العمؿ كبمكافقة السمطة المختصة‪ ،‬كقد كاف ىذا النص أكثر دقة‬
‫خاصة في شطره األكؿ أيف منع المشرع المصرم التعاقد بغرض استنفاد االعتمادات المالية‪ ،‬كالذم يعد‬
‫نمط يقكد المصمحة المتعاقدة إلى التعاقد بعشكائية بعيد عف المصمحة العامة‪ ،‬ككفؽ كيفيات كأسس ال‬
‫تيدؼ لجكدة المنتكج بقدر ما تيدؼ إلى تسريع التعاقد لصرؼ ما تبقى مف االعتمادات المالية خبلؿ‬
‫السنة المالية‪.5‬‬

‫أما فيما يخص مسألة مخالفة اإلدارة لقكاعد االعتماد المالي‪ ،‬فإف العقد المبرـ مف طرؼ اإلدارة يعد‬
‫سميما كمنتجا آلثاره القانكنية رغـ مخالفتو لقيد االعتماد المالي‪ ،6‬كىك ما أكده مجمس الدكلة في ق ارره‬
‫المؤرخ في ‪ ،2005/07 /12‬الذم رفض مف خبللو تمسؾ رئيس المجمس الشعبي البمدم لبمدية ثنية الحد‬
‫بعد تسديد مبمغ األشغاؿ نتيجة لمعجز المالي‪ ،‬كمف ثـ فقد قضى بأنو ال يمكف لمبمدية االلتزاـ باألشغاؿ‬

‫‪ -1‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 05‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،414/92‬المؤرخ في ‪ ،1992/11/14‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ )82‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1992/11/15‬كالمعدؿ كالمتمـ بمكجب المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،374/09‬المؤرخ في ‪ ،2009/11/16‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ )67‬الصادرة بتاريخ ‪.2009/11/19‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 3/36‬مف قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم الصادر بالقانكف رقـ ‪ 89‬لسنة ‪(1998‬المعدؿ كالمتمـ)‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‬
‫(‪ )19‬مكرر‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪.1998/05/08‬‬
‫‪ -4‬المادة األكلى مف البلئحة التنفيذية لمقانكف رقـ ‪ 89‬لسنة ‪ ،1998‬المتعمؽ بقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم (المعدؿ كالمتمـ)‪.‬‬
‫‪ -5‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -6‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.140‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫دكف تكفر االعتمادات كالنفقات الضركرية كذلؾ كفقا لما ينص عميو القانكف‪.1‬‬

‫لذلؾ ألزـ المشرع المصالح المتعاقدة بالحصكؿ عمى تأشيرة المراقب المالي قبؿ الشركع في تنفيذ‬
‫المشاريع‪ ،‬كالعمميات المم كلة كميا أك جزئيا بميزانية الدكلة بما في ذلؾ الصفقات العمكمية‪ ،‬كقد نصت في‬
‫ذات السياؽ المادة ‪ 58‬مف القانكف ‪ 90/21‬المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية‪ ،‬عمى أف مف بيف أىداؼ الرقابة‬
‫السابقة عمى النفقات العامة السيما في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬ىك التأكد مف تكافر االعتمادات‬
‫المخصصة إلنجاز العمميات الممكلة بميزانية الدكلة‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫اإلعداد المسبؽ لشروط المشاركة واالنتقاء ( دفاتر الشروط )‪.‬‬

‫تعد دفاتر الشركط عبارة عف كثيقة رسمية تعدىا اإلدارة المتعاقدة بإرادتيا المنفردة‪ ،‬تحدد بمكجبيا‬
‫كافة الشركط المتعمقة بقكاعد المنافسة‪ ،‬كشركط المشاركة كاألسس التي تعتمد عمييا في اختيار المتعامؿ‪،‬‬
‫كتبرز مف خبلليا حقكؽ كالتزامات كؿ طرؼ بالصفقة مع تحديدىا لمخدمات الكاجب تنفيذىا‪ ،‬ككؿ‬
‫التفاصيؿ المرتبطة بالصفقة المزمع إبراميا‪ ،‬كذلؾ درءا ألم احتجاج الحؽ‪ .3‬كليذا فإف دفاتر الشركط‬
‫تحتؿ أىمية بالغة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬ككنيا تحدد اإلطار الذم يحدد ضكابط إبراـ الصفقة بيف‬
‫المصمحة المتعاقدة كالمتعامؿ المتعاقد الفائز بالصفقة‪ ،‬كىك ما جعؿ األستاذ شريؼ بف ناجي يعتبرىا‬
‫معيا ار مف معايير تعريؼ الصفقة العمكمية كعامبل منشئا ليا‪.4‬‬

‫نصت المادة ‪ 26‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عمى أنو " تكضح دفاتر الشركط المحينة دكريا‪،‬‬
‫الشركط التي تبرـ كتنفذ كفقيا الصفقات العمكمية‪ ،‬كىي تشمؿ عمى الخصكص ما يمي‪ :‬دفاتر البنكد‬
‫اإلدارية العامة المطبقة عمى الصفقات العمكمية لؤلشغاؿ كالمكازـ كالدراسات ك الخدمات كالمكافؽ عمييا‬
‫بمكجب مرسكـ تنفيذم‪ ،‬دفاتر التعميمات التقنية المشتركة التي تحدد الترتيبات التقنية المطبقة عمى كؿ‬
‫الصفقات العمكمية المتعمقة بنكع كاحد مف األشغاؿ أك المكزاـ أك الدراسات أك الخدمات‪ ،‬المكافؽ عمييا‬
‫بقرار مف الكزير المعني‪ ،‬دفاتر التعميمات الخاصة التي تحدد الشركط الخاصة بكؿ صفقة عمكمية "‪.‬‬

‫كبذلؾ يتضح بأف المشرع الجزائرم لـ يعرؼ دفاتر الشركط تعريفان مباش انر كدقيقان‪ ،‬كانما اكتفى باإلشارة‬
‫إلى محتكل كدكر ىذه الدفاتر في الصفقات العمكمية إلى جانب اإلشارة إلى أنكاعيا الثبلثة كىي‪:‬‬

‫‪ -1‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،020289‬المؤرخ في ‪ ،2005/07 /12‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد السابع‪ ،2005 ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -2‬القانكف رقـ ‪ ،21/90‬المؤرخ في ‪ ،1990/08/15‬المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )35‬الصادرة بتاريخ ‪.1990/08/15‬‬
‫‪ -3‬سياـ بف دعاس‪ ،‬مدل فعالية قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في‬
‫حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪ ،2013/05/20‬ص ‪.03‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Cherif BENNADJI L’évaluation de la réglementation des marché publics en Algérie, op.cit, p 517.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ ‬دفاتر البنود اإلدارية العامة‪:‬‬

‫يتضمف ىذا النكع مف الدفاتر بنكدا تطبؽ عمى كافة عقكد اإلدارات العامة‪ ،‬كتحدد األحكاـ ذات‬
‫الطبيعة اإلدارية‪ 1‬المتعمقة بكؿ نكع مف أنكاع الصفقات العمكمية‪ ،‬باإلضافة إلى أنيا تبيف األحكاـ الممزمة‬
‫لكؿ طرؼ كطريقة اختيار المتعامؿ المتعاقد كأسمكب إبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬فقد أكد المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬مف خبلؿ نص المادة ‪ 26‬عمى كجكد دفاتر الشركط اإلدارية العامة بنصيا "‪...‬دفاتر البنكد‬
‫اإلدارية العامة المطبقة عمى الصفقات العمكمية لؤلشغاؿ كالمكازـ كالدراسات كالخدمات المكافؽ عمييا‬
‫بمكجب مرسكـ تنفيذم‪."...‬‬

‫كلقد صدر قرار يتضمف المصادقة عمى دفتر الشركط اإلدارية العامة المطبقة عمى صفقات األشغاؿ‬
‫الخاصة بك ازرة تجديد البناء كاألشغاؿ العمكمية كالنقؿ‪ ،‬كالذم حمؿ عدة أحكاـ مختمفة تتعمؽ بالصفقات‬
‫العمكمية‪ ،2‬كمثؿ ما نصت مجمؿ التنظيمات المتعمقة بالصفقات العمكمية فقد نصت المادة ‪ 26‬عمى‬
‫كجكب تحييف ىذه الدفاتر لتتماشى كالشركط التي يجب أف تتـ كفقيا الصفقات العمكمية‪ ،‬إال أف ىذا‬
‫التحييف لـ يتـ كالدليؿ عمى ذلؾ بقاء ىذه الشركط بنفس الصيغة المقررة في سنة ‪ ،1964‬مما جعؿ ذلؾ‬
‫يحمؿ جممة مف التناقضات مع أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية المتعاقبة‪ ،‬كأما عف قكة النص فقد اشترط‬
‫نص المادة ‪ 26‬صياغة دفتر البنكد اإلدارية العامة في شكؿ مرسكـ تنفيذم‪ ،‬بينما نجد أف صياغة ىذا‬
‫األخير قد تمت بمكجب قرار مما يستدعي ضركرة تدارؾ ذلؾ‪.‬‬

‫‪ ‬دفاتر التعميمات التقنية المشتركة‪:‬‬


‫ىي الدفاتر التي تشتمؿ عمى الشركط اإلدارية المشتركة المتضمنة لمشركط الخاصة بنكع معيف مف‬
‫العقكد اإلدارية‪ ،‬لك ازرة مف الك ازرات أك مصمحة مف المصالح‪ ،‬كعقد األشغاؿ العامة أك التكريدات أك النقؿ‬
‫مثبل‪ ،3‬كقد بينت ىذا النكع مف دفاتر الشركط اإلدارية أحكاـ المادة ‪ 26‬مف المرسكـ الرئاسي ‪247/15‬‬
‫بقكليا "‪...‬دفاتر التعميمات التقنية المشتركة تحدد الترتيبات التقنية المطبقة عمى كؿ الصفقات العمكمية‬
‫المتعمقة بنكع كاحد مف األشغاؿ أك المكازـ أك الدراسات أك الخدمات‪ ،‬المكافؽ عمييا بقرار مف الكزير‬
‫المعني‪ ،"...‬كيقصد بالترتيبات التقنية كؿ ما تعمؽ بطبيعة السمع المستعممة كاألساليب التكنكلكجية‬
‫المنتيجة كاإلجراءات التأمينية‪ ،‬كاألمنية الكاجب اتخاذىا كالخاصة بقطاع معيف ينطكم ضمف أحد‬
‫مجاالت الصفقات العمكمية‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, " Le droit des marchés publics en algérie: réalité et perspectives ", revue du conseil d’Etat‬‬
‫‪n°7, 2005, p 09.‬‬
‫‪ -2‬القرار المؤرخ في ‪ ،1964/11/21‬المتضمف المصادقة عمى دفتر الشركط اإلدارية العامة المطبقة عمى صفقات األشغاؿ الخاصة بك ازرة تجديد‬
‫البناء كاألشغاؿ العمكمية كالنقؿ‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)06‬الصادرة بتاريخ ‪.1965/01/19‬‬
‫‪ -3‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ -4‬النكم خرشي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ ‬دفاتر التعميمات الخاصة‪:‬‬


‫تحدد ىذه الدفاتر عمى كجو الخصكص الشركط الخاصة بكؿ صفقة‪ ،‬حيث تشمؿ عمى الشركط‬
‫كالمكاصفات اإلدارية الخاصة بكؿ صفقة‪ ،1‬كميمة ىذا النكع مف الدفاتر استكماؿ ما نقص مف شركط في‬
‫النكعيف السابقيف مف دفاتر الشركط‪ ،‬إلى جانب إمكانية أف تعدؿ ىذه األخيرة األحكاـ الكاردة بيما بما‬
‫يكيؼ شركطيا كفقا لمكضكع التعاقد المحدد‪ ،‬كذلؾ ضمف الحدكد المسمكح بيا‪.2‬‬

‫كتختمؼ ىذه الشركط التقنية الخاصة مف صفقة ألخرل رغـ أف اإلدارة المتعاقدة نفسيا‪ ،‬فمكؿ صفقة‬
‫أحكاميا كضكابطيا الخاصة‪ ،‬كىك ما أكدتو المادة ‪ 26‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بقكليا "‪...‬دفاتر‬
‫التعميمات الخاصة تحدد الشركط الخاصة بكؿ صفقة عمكمية "‪ ،‬كبالتالي فإف ىذه الشركط الخاصة‬
‫تحتكم عمى معمكمات تخص الصفقة العمكمية مف حيث المكضكع كاألىمية كاآلجاؿ كصيغ اإلبراـ‪،‬‬
‫ككيفيات كاجراءات المنافسة كمكاف سحب كايداع العركض‪ ،‬كتنقيط العركض كتقييميا كغيرىا مف األمكر‬
‫التي تيـ المنافسة الخاصة بالصفقة بعينيا‪.‬‬

‫كبناءا عمى ما سبؽ فإف المصمحة المتعاقدة ممزمة عند إعدادىا لدفاتر الشركط بجممة مف القكاعد‪،‬‬
‫حيث يجب أف تحتكم ىذه الدفاتر عمى شركط كأحكاـ ال تؤدم بأم شكؿ كاف إلى التمييز بيف مختمؼ‬
‫المتعيديف‪ ،‬كأف يشير دفتر الشركط إلى منتكج معيف أك متعامؿ اقتصادم محدد‪ ،‬كالتي مف شأنيا أف‬
‫تمس بنزاىة العممية التعاقدية‪ ،‬كيفتح باب المحاباة كالرشاكل في التعامؿ كغيرىا مف أشكاؿ الفساد‪.‬‬

‫لذ لؾ يجب أف يككف التحديد المسبؽ لمحاجات العامة بشكؿ دقيؽ كعقبلني في حدكد االحتياجات‬
‫الفعمية كالبلزمة لسير العمؿ كالنشاط العمكمي‪ ،‬كذلؾ بالتقيد بالقكاعد اإلجرائية السابقة التي تضمف عقمنة‬
‫ىذا التحديد الذم يعد حجر الزاكية التي يمكف أف تتحكـ في الطمب العمكمي‪ ،‬كالتعبير عمى ىذا األخير‬
‫بدقة كبعناية يمثؿ أىـ الضمانات التي كضعيا المشرع لحماية الماؿ العاـ عمى أساس أف إشباع ىذه‬
‫الحاجات سيككف مف الخزينة العمكمية مف جية‪ ،‬كمف جية أخرل يساىـ في التقدير الحسف لمختمؼ‬
‫الصفقات المتعمقة بإشباعيا تقدي انر كاقعيان بعيدان عف مختمؼ أشكاؿ التبديد التي أصبحت تطبع مختمؼ‬
‫تعاقدات الييئات كالمصالح العامة في الدكلة‪.3‬‬

‫‪ -1‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.192‬‬


‫‪ -2‬سميماف محمد الطماكم‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.363‬‬
‫‪ -3‬عبد الغاني بكالككر‪ ،‬سناء منيغر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫آليات تكريس المنافسة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تتعدد األساليب التي بكاسطتيا تقكـ اإلدارة باختيار المتعامؿ المتعاقد معيا في ظؿ القكانيف المقارنة‬
‫بيف األصؿ كاالستثناء‪ ،‬حيث جعؿ المشرع مف أسمكب طمب العركض القاعدة العامة إلبراـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كاعتمد عميو ككسيمة مثمى لتحقيؽ فعالية الطمبات العمكمية تتيح لو ضبط التدابير كاإلجراءات‬
‫الكفيمة بترجمة مبادئ الشفافية عمى أرض الكاقع‪ ،‬نظ ار لتكافقو كمفيكـ الميبرالية االقتصادية القائمة عمى‬
‫مبدأ المنافسة الحرة‪ ،1‬كفي مقابؿ ذلؾ فقد اعتبر التراضي أسمكبا استثنائيا إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬يأتي‬
‫اختياره مف طرؼ المصمحة المتعاقدة كضركرة تفرضيا االستجابة لبعض الحاالت االستثنائية ذات‬
‫الخصكصية المميزة قانكنيا ككاقعيا‪ ،‬كقد رسـ المشرع لكؿ منيما إجراءات كحدكد كحاالت خاصة يجب‬
‫عمى اإلدارة احتراميا كالتقيد بيا‪ ،‬كذلؾ بغرض حماية الماؿ العاـ كضماف المساكاة كتمكيف المصمحة‬
‫المتعاقدة باختيار أفضؿ العركض‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‪:‬‬
‫طمب العروض قاعدة عامة إلبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يقصػػد بػػذلؾ فػػتح بػػاب الت ػزاحـ الش ػريؼ أمػػاـ كػػؿ مػػف يػػكد االشػػتراؾ فػػي المنافسػػة‪ ،‬س ػكاء األشػػخاص‬
‫الطبيعية أك المعنكية‪ ،‬كالذيف تتحقؽ فييـ الشركط المطمكبة لمتقدـ بعركضػيـ‪ ،2‬فالمصػمحة المتعاقػدة ليسػت‬
‫حرة في اسػتخداـ سػمطتيا التقديريػة بتقػدير فئػات المرشػحيف التػي تػدعكىا كتمػؾ التػي تبعػدىا‪ ،‬أك تػرجح كفػة‬
‫أحد المتنافسيف عمى حساب باقي المتنافسيف‪ ،‬فيككف بذلؾ المعيار الكحيد في اختيار المتنافسيف ىػك تػكافر‬
‫المػػؤىبلت البلزمػػة لتنفيػػذ المشػػركع مكضػػكع الصػػفقة‪ ،‬كىػػذا ىػػك القصػػد األساسػػي مػػف جعػػؿ أسػػمكب طمػػب‬
‫العركض األصؿ العاـ في إبراـ المصمحة المتعاقدة لمصفقات العمكمية حتى يتسع أماـ ىػذه األخيػرة فػرص‬
‫اختي ػػار أحس ػػف الع ػػركض م ػػف حي ػػث الم ازي ػػا االقتص ػػادية م ػػف جي ػػة‪ ،‬كت ػػكفير أكب ػػر ق ػػدر م ػػف التنافس ػػية ب ػػيف‬
‫المترشحيف مف جية أخرل‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- MENOUAR Mustapha la liberté de commerce et d’industrie en France et en Algérie, revue de conseil d’Etat‬‬
‫‪n° 08, 2006, p‬‬
‫‪ -2‬محمد بككماش‪ ،‬عبد الكريـ تافركنت‪ ،‬أسس نجاعة الصفقات العمكمية مف خبلؿ المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات‬
‫العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19-18‬أكتكبر ‪ ،2016‬ص ‪.02‬‬
‫‪ -3‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬العقد اإلدارم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫تحديد مفيوـ طمب العروض‪.‬‬

‫لـ يثبت المشرع الجزائرم في ظؿ مختمؼ التنظيمات الناظمة لمجاؿ الصفقات العمكمية عمى‬
‫استعماؿ مصطمح كاحد في التعبير عف القاعدة العامة لمتعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬حيث تارة ما‬
‫يتناكليا تحت تسمية "المناقصة" كأحيانا تحت مصطمح "طمب العركض" الذم يعد التعبير األدؽ كاألصح‬
‫بعدما كانت التنظيمات السابقة تترجـ عبارة "‪ "l’appel d’offres‬مناقصة كىي ترجمة ال تستقيـ كالمنطؽ‬
‫القانكني فاألصح ىك طمب العركض‪ ،‬كالذم يعد حسب نص المادة ‪ 40‬مف المرسكـ الرئاسي ‪" 247/15‬‬
‫إجراء يستيدؼ الحصكؿ عمى عركض مف عدة متعيديف متنافسيف مع تخصيص الصفقة دكف مفاكضات‬
‫لممتعيد الذم يقدـ أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية استنادا إلى معايير اختيار مكضكعية‪ ،‬تعد‬
‫قبؿ إطبلؽ اإلجراء‪ ،"...‬إلى جانب المشرع الجزائرم قدـ المشرع الفرنسي ىك اآلخر تعريؼ ليذا اإلجراء‬
‫مف خبلؿ المادة ‪ 66‬مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي رقـ ‪ 360/2016‬عمى أنو " إجراء تتمكف‬
‫بمكجبو لمسمطة المتعاقدة مف اختيار العرض األكثر فائدة مف االقتصادية‪ ،‬دكف تفاكض كعمى أساس‬
‫معايير مكضكعية سبؽ إببلغيا لممرشحيف "‪ ،‬كما يستفاد مف ىذا أف الدعكة لممنافسة تيدؼ إلى اختيار‬
‫العرض األفضؿ مف مختمؼ الجكانب السيما مف حيث القيمة التقنية لمخدمات كآجاؿ تنفيذىا كذلؾ بناء‬
‫عمى معايير مكضكعية محددة قانكنا‪.1‬‬

‫بالرجكع لممادة ‪ 40‬نجد بأف المشرع قد أكرد ضمنيا مصطمح " تخصيص الصفقة "‪ ،‬الذم يقصد بو "‬
‫منح الصفقة"‪ ،‬كىك المصطمح المستعمؿ بكثافة مقارنة بمصطمح تخصيص الصفقة‪ ،‬لذلؾ كتكحيدا‬
‫لممصطمحات‪ ،‬حبذا لك استعمؿ المشرع مصطمح " المنح" بدؿ " التخصيص"‪ ،‬كمف جانب آخر فقد نصت‬
‫نفس المادة عمى تخصيص الصفقة الناتجة عف طمب العركض دكف مفاكضات‪ ،‬إال أف ىذا التعميـ مف‬
‫شأنو أف يشكؿ تناقضا مع بعض مكاد النص‪ ،‬حيث نجد أف المسابقة كالتي تعد أحد أشكاؿ طمب‬
‫العركض يتـ منحيا بعد مفاكضات لمفائز الذم قدـ أحسف عرض‪ ،‬كحتى بالنسبة لطمب العركض ككؿ‬
‫فإف منع التفاكض ىك منع مؤقت ال غير‪ ،‬إذ يفتح النص إمكانية التفاكض بعد اإلعبلف عف المنح المؤقت‬
‫لمصفقة‪ ،‬بمعنى أف التفاكض ال يمنع إال قبؿ ىذه المرحمة‪.2‬‬

‫كبذلؾ فقد استقر المشرع الجزائرم عمى كثيرة تثبيت القاعدة العامة إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىي‬
‫كجكب فتح باب المنافسة أماـ مختمؼ العارضيف لتقديـ عركضيـ في ظؿ تكريس الشفافية كالكضكح‪،‬‬
‫كىذا لف يتأتى إال مف خبلؿ أسمكب طمب العركض الذم يأخذ عدة أشكاؿ مف أجؿ خمؽ نكع مف المركنة‬
‫كالفعالية لممصمحة المتعاقدة ضمف حدكد تسمح ليا بتحقيؽ األىداؼ المرجكة بقدر مف الحرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- ROUAULT Marie Christine L’essentiel du droit administratif général 6ème édition Gualino éditeur paris‬‬
‫‪2007, p 60.‬‬
‫‪ -2‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.150 ،149‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫أشكاؿ طمب العروض (الدعوة لممنافسة)‪.‬‬

‫نظ انر لبلرتباط الكثيؽ بيف الصفقات العمكمية كالخزينة العمكمية مف جية‪ ،‬كبمخططات التنمية كتسيير‬
‫طرؽ إنفاؽ الماؿ العاـ مف جية أخرل‪ ،‬عمد المشرع الجزائرم عمى تحديد طرؽ خاصة إلبراـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬إلى جانب كضع أشكاؿ متعددة لؤلسمكب الكاحد‪ ،‬الختيار المتعامؿ المتعاقد بالشكؿ الذم‬
‫يعطي مركنة أكبر في إتباع النمط كاألسمكب األنسب الختيار المتعاقد بما يتكافؽ كمتطمبات الصفقة‬
‫المزمع إبراميا مف جية‪ ،‬كبيدؼ الحصكؿ عمى أفضؿ العركض مف جميع النكاحي التقنية كالمالية كالفنية‬
‫مف ناحية أخرل‪ ،1‬لذلؾ فقد جاءت أحكاـ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬مانحة لممصمحة المتعاقدة أساليب‬
‫مختمفة الختيار أنسب الطرؽ حسب ظركؼ العممية التعاقدية مع تحميميا مسؤكلية تبرير اختيارىا‬
‫كالمتمثمة في‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬طمب العروض المفتوح‪.‬‬

‫يقصد بو طبقا لممادة ‪ 2/66‬مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي ‪ ،360/2016‬كالمادة ‪ 43‬مف‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ " 247/15‬إجراء يمكف مف خبللو أم مترشح مؤىؿ أف يقدـ تعيدا "‪ ،‬بسبب عدـ‬
‫محدكديتو يعتبر طمب العركض المفتكح األكثر تنافسية مف جممة الصيغ المتاحة‪ ،‬فيك إجراء يكجو إلى‬
‫كؿ المتنافسيف دكف أم حصر أك تخصيص أك استثناء‪ ،‬بحيث يفسح المجاؿ ضمف ىذا األسمكب أماـ‬
‫الجميع لتقديـ عركضيـ لممشاركة في اإلجراء‪ ،‬كعمى أساس ذلؾ فيك يضمف أكسع ما يمكف تكفيره مف‬
‫مشاركة‪ ،‬كاحتراـ لممبادئ العامة المتعمقة بالشفافية كحرية المنافسة ِ‬
‫كسعتيا كسيكلة المشاركة لمكصكؿ‬
‫لمصفقات المعمف عنيا‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬طمب العروض المفتوح مع اشتراط قدرات دنيا‪.‬‬

‫يعد ىذا األسمكب مف أكجو طمب العركض تعرضت لو المادة ‪ 44‬مف المرسكـ الرئاسي ‪247/15‬‬
‫بقكليا " طمب العركض المفتكح مع اشتراط قدرات دنيا‪ ،‬ىك إجراء يسمح فيو لكؿ المرشحيف الذيف تتكفر‬
‫فييـ بعض الشركط الدنيا المؤىمة التي تحددىا المصمحة المتعاقدة مسبقا قبؿ إطبلؽ اإلجراء بتقديـ تعيد‬
‫كال يتـ انتقاء قبمي لممرشحيف مف طرؼ المصمحة المتعاقدة "‪.‬‬

‫كبمقارنة مضمكف ىذه المادة مع مضمكف المادة ‪ 30‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 236/10‬السابؽ نجد أف‬
‫المشرع الجزائرم أبقى عمى عبارة الشركط الدنيا المؤىمة كاستبدؿ عبارة المناقصة المحدكدة بعبارة طمب‬
‫العركض المفتكح مع اشتراط قدرات دنيا‪ ،‬كذلؾ حرصا منو عمى تكافر عنصر التأىيؿ مع تكافر شركط‬

‫‪ -1‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.223‬‬


‫‪ -2‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫دنيا‪ ،‬كىي القدرات التقنية كالمالية كالمينية الضركرية لتنفيذ الصفقة‪ ،‬كالتي تسمح بتأىيميـ لتقديـ تعيداتيـ‬
‫عمى أف تككف ىذه الشركط متناسبة مع طبيعة كتعقيد كأىمية المشركع‪ ،‬كما يبلحظ أف المشرع الجزائرم‬
‫قد أعطى الحرية لممصمحة المتعاقدة في كضع كتحديد شركط المنافسة باعتبارىا صاحبة المصمحة‪ ،‬كالييا‬
‫تعكد سمطة كضع معايير خاصة بيدؼ تحقيؽ الغرض مف العممية التعاقدية‪ ،‬كبالتالي إمكانية حصر‬
‫المصمحة المتعاقدة لممنافسة بيف فئة محدكدة مف المتنافسيف‪ ،‬الذيف تتكفر فييـ المؤىبلت المطمكبة كالتي‬
‫تككف متناسقة كطبيعة الصفقة‪ ،‬شريطة أف تككف تمؾ الشركط المطمكبة مكضكعية كمحددة ضمف دفتر‬
‫الشركط‪ ،‬فإبراـ الصفقات عف طريؽ ىذا األسمكب دليؿ عمى أف العممية محؿ الصفقة تتميز بتعقيد‬
‫العمميات المبرمج إنجازىا عف طريقيا‪ ،‬كىك ما جعميا مشركطة بتكفر القدرات التقنية كالمالية كالمينية‪.1‬‬

‫إف ما يبلحظ عمى المشرع مقارنة عما أقره في السابؽ‪ ،‬أيف أكجب التنظيـ السابؽ تناسب الشركط‬
‫المطمكبة بصدد المناقصة المحدكدة مع طبيعة كتعقيد كأىمية المشركع‪ ،‬بكيفية تسمح لممؤسسات الخاضعة‬
‫لمقانكف الجزائرم بالمشاركة في المناقصات مع ضركرة احتراـ القكاعد المتعمقة بالجكدة كالكمفة كآجاؿ‬
‫اإلنجاز‪ ،‬كالتي أىمؿ التنظيـ الحالي االىتماـ بيا‪ ،‬مكتفيا في ذلؾ ربما بيامش األفضمية عمما بأف ىامش‬
‫األفضمية قد تضمنتو أحكاـ كبل التنظيميف‪ ،‬كىذا خبلفا لمتنظيمات المقارنة التي لـ تكتفي بإدراج جممة أك‬
‫نص في سبيؿ تشجيع مؤسساتيا الكطنية كانما عمدت عمى إدراج فصكؿ كأقساـ ليذه الغاية‪ ،2‬لذلؾ يتعيف‬
‫عمى المشرع إدراج ما حممتو أحكاـ المرسكـ الرئاسي ‪ 236/10‬الممغى‪ ،‬الذم أكفت بو الفقرة ‪ 02‬مف‬
‫المادة ‪ ، 30‬حيث " يجب أف تككف الشركط الدنيا المطمكبة‪ ،‬في مجاؿ التأىيؿ كالتصنيؼ كالمراجع‬
‫المينية متناسبة مع طبيعة كتعقيد كأىمية المشركع‪ ،‬بكيفية تسمح لممؤسسات الخاضعة لمقانكف الجزائرم‬
‫بالمشاركة في طمبات العركض في ظؿ احتراـ الشركط المثمى المتعمقة بالجكدة كالكمفة كآجاؿ اإلنجاز "‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬طمب العروض المحدود‪.‬‬

‫تكفؿ ىذه الطريقة لممصمحة المتعاقدة قد ار مف الحرية تتمثؿ في االعتراؼ ليا بسمطة انتقاء‬
‫المترشحيف مسبقان‪ ،‬حيث يككف ىؤالء المرشحيف الذيف تـ انتقاؤىـ األكلي مدعكيف لكحدىـ لتقديـ تعيداتيـ‬
‫بحكـ ما تممكو المصمحة المتعاقدة مف معمكمات عف ىؤالء العارضيف‪ ،‬كبحكـ طبيعة الخدمة مكضكع‬
‫الصفقة‪ ،3‬كقد جاء بياف ىذا األسمكب ضمف أحكاـ المادة ‪ 45‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬التي نصت‬

‫‪ -1‬سامي جماؿ الديف‪ ،‬نظرية العمؿ اإلدارم (التعريؼ بالعمؿ اإلدارم‪ ،‬مكضكع العمؿ اإلدارم‪ ،‬أساليب العمؿ اإلدارم)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2011 ،‬ص ‪ ، 265‬يقصد بيذه القدرات الشركط الدنيا الكاجب تكافرىا في المرشحيف كالتي تسمح بتأىيميـ لتقييـ تعيدىـ‪ ،‬كصنؼ‬
‫أدنى في شيادة التصنيؼ كالتأىيؿ المينييف بالنسبة لصفقات األشغاؿ‪ ،‬كحد أدنى لممراجع المينية‪ ،‬كحد أدنى لرقـ األعماؿ‪...‬إلخ‪ ،‬اإلرسالية رقـ‬
‫‪ 234‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2016/‬بتاريخ ‪ ،2016/03/20‬المتعمقة بالمؤىبلت التقنية كالمالية كالمينية‪.‬‬
‫‪ -2‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ -3‬عمار بكضياؼ‪ ،‬الصفقات العمكمية في الجزائر (دراسة تشريعية كقضائية كفقيية )‪ ،‬ط‪ ،2‬الجسكر لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪- Cherif BENNADJI, "Marchés publics et corruption en Algérie" Revue d’etudes et de critique social N°‬‬
‫‪25,Alger, 2008, p 144.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بأف " طمب العركض المحدكد ىك إجراء الستشارة انتقائية‪ ،‬يككف المرشحكف الذيف تـ انتقاؤىـ األكلي مف‬
‫قبؿ مدعكيف كحدىـ لتقديـ تعيد‪."...‬‬

‫تمجأ المصمحة المتعاقدة ليذا األسمكب حسب مقتضيات المادة ‪ 3/45‬عندما يتعمؽ األمر بالدراسات‬
‫أك العمميات المعقدة أك ذات األىمية الخاصة‪ ،‬كيمكف لممصمحة المتعاقدة أف تحدد ضمف دفتر الشركط‬
‫العدد األقصى لممرشحيف الذيف تتـ دعكتيـ لتقديـ تعيداتيـ بعد االنتقاء األكلي لخمسة منيـ‪ ،‬كعميو فإف‬
‫الطابع الخاص لمصفقة كمكضكعيا ىك مف يسمح لممصمحة بالمجكء إلى االنتقاء األكلي لممرشحيف‪.‬‬

‫كبذلؾ فقد حددت الفقرة الثانية مف المادة ‪ 45‬العدد األقصى لممرشحيف الذيف تتـ دعكتيـ لتقديـ‬
‫تعيداتيـ بعد انتقاؤىـ األكلي بناء عمى معطيات مسجمة لدل المصمحة المتعاقدة مف قبؿ بخمسة (‪)05‬‬
‫مرشحيف كحد أقصى‪ ،‬كىذا خبلفا لما كاف معمكؿ بو مف قبؿ‪ ،‬حيث كانت المصمحة المتعاقدة ممزمة‬
‫بتكجيو االستشارة لثبلثة مرشحيف عمى األقؿ‪ ،1‬كتنفذ المصمحة المتعاقدة االنتقاء األكلي الختيار المرشحيف‬
‫إلجراء المنافسة عندما يتعمؽ األمر بالدراسات أك بالعمميات المعقدة أك ذات األىمية الخاصة‪ ،‬كيجرل‬
‫طمب العركض المحدكد إما عمى مرحمة أك مرحمتيف‪:‬‬

‫أوال‪ :‬طمب العروض المحدود والمنافسة في مرحمة واحدة‪.‬‬

‫حيث نصت المادة ‪ 5/45‬بقكليا " عندما يطمؽ اإلجراء عمى أساس مكاصفات تقنية مفصمة معدة‬
‫بالرجكع لمقاييس أك نجاعة يتعيف بمكغيا أك متطمبات كظيفية "‪ ،‬كيتضح مف ذلؾ أف المشرع قد ترؾ قد ار‬
‫مف الحرية لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬حيث ليا أف تقدر عندما تتكفر لدييا مختمؼ العناصر الجزئية‬
‫كالمكاصفات التقنية الدقيقة المتعمقة بالعمميات التي يمزـ المتعيد القياـ بأدائيا‪ ،‬أف تعتمد في ذلؾ إج ارء‬
‫المنافسة عمى مرحمة كاحدة بالنظر لما يتكفر ليا مف معطيات مكضكعية كتقنية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬طمب العروض المحدود والمنافسة عمى مرحمتيف‪.‬‬

‫جاء في نص المادة ‪ 6/45‬بقكليا " استثناءا عندما يطمؽ اإلجراء عمى أساس برنامج كظيفي‪ ،‬إذا لـ‬
‫تكف المصمحة المتعاقدة قادرة عمى تحديد الكسائؿ التقنية لتمبية حاجاتيا‪ ،‬حتى بصفقة دراسات "‪.‬‬

‫المرحمة األولى‪ :‬توجيو الدعوة لممترشحيف‪.‬‬


‫نصت عمى ىذه المرحمة المادة ‪ 46‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بحيث تتـ دعكة المرشحيف الذيف‬
‫جرل انتقائيـ األكلي طبقا ألحكاـ المادة ‪ 45‬مف ىذا المرسكـ في مرحمة أكلى برسائؿ استشارة إلى تقديـ‬
‫عرض تقني أكلي دكف عرض مالي‪ ،‬كيشار ىنا إلى أف ىناؾ عرض تقني أكلي غير نيائي كعرض تقني‬
‫نيائي يسمـ في مرحمة الحقة‪ ،‬كيقصد بالتأىيؿ األكلي التقني التدقيؽ الذم تقكـ بو المصمحة المتعاقدة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 31‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى)‪.‬‬
‫‪ -2‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ األكؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عمى أكراؽ كشيادات المرشحيف‪ ،‬كباألخص منيا الذيف سبؽ ليا التعاقد معيـ في نفس النكع مف األشغاؿ‬
‫كالذم يمكف أف يمتد حتى إلى الشريؾ األجنبي في حاؿ كجكد شراكة‪ ،1‬ىذا كيمكف لممصمحة المتعاقدة‬
‫القياـ باستشارة مباشرة لممتعامميف االقتصادييف المؤىميف كالمسجميف في قائمة مفتكحة تعدىا المصمحة‬
‫المتعاقدة عمى أساس انتقاء أكلي‪ ،‬بمناسبة إنجاز عمميات دراسات أك ىندسة مركبة أك ذات أىمية خاصة‬
‫أك عمميات اقتناء لكازـ خاصة ذات طابع تكرارم‪ ،‬كفي ىذه الحالة يجب تجديد االنتقاء األكلي كؿ ثبلث‬
‫(‪ )3‬سنكات‪.2‬‬

‫يمكف لمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،‬أف تطمب كتابيا بكاسطة المصمحة المتعاقدة‪ ،‬مف‬
‫المرشحيف تقديـ تكضيحات بشأف عركضيـ‪ ،‬بؿ كأكثر مف ذلؾ فيمكف لممصمحة المتعاقدة تنظيـ‬
‫اجتماعات لتكضيح الجكانب التقنية لمعركض عند الضركرة‪ ،‬بحضكر خبراء يتـ تعيينيـ خصيصا ليذا‬
‫الغرض عمى أف تتكج العممية بتحرير محضر ليذا االجتماع يكقعو جميع األعضاء الحاضريف‪ ،‬كقد‬
‫أحسف المشرع عندما أقر االستعانة بالخبراء لتقديـ التكضيحات البلزمة حكؿ الغمكض الذم يكتنؼ بعض‬
‫العركض‪ ،‬كالذم يقتصر دكره في إبداء الرأم دكف المشاركة في عممية التقييـ باعتباره عنص ار خارجيا عف‬
‫لجنة التقييـ‪ ،‬كلعؿ إقرار المشرع االستعانة بالخبير أمر يعكد لمطابع الدقيؽ كالمميز لممشركع بالشكؿ الذم‬
‫يستدعي تكسع نطاؽ االستشارة كمداىا لمخبراء‪.3‬‬

‫المرحمة الثانية‪ :‬دراسة العروض‪.‬‬

‫تتكلى لجنة الفتح األظرفة كتقييـ العركض في مرحمة أكلى تقييـ العركض طبقا لمحتكل دفتر‬
‫الشركط‪ ،‬كتممؾ ىذه األخيرة صبلحية تقديـ مقترح بإقصاء العركض التي ال تستكفي متطمبات برنامج‬
‫اإلدارة الكظيفي أك المكاصفات التقنية المطمكبة أك النجاعة التي يتعيف بمكغيا الكاردة في دفتر الشركط‪،‬‬
‫عمى أف تتكلى ىذه األخيرة في مرحمة ثانية دعكة العارضيف الذيف استكفكا الشركط الكاردة في دفتر‬
‫الشركط‪ ،‬كالذيف تـ تأىيؿ عركضيـ مف قبؿ لجنة الفتح األظرفة كتقييـ العركض لتقديـ عرضكىـ التقنية‬
‫النيائية كعركضيـ المالية‪ ،‬فالعرض التقني يقدـ عمى مرحمتيف أكلي كنيائي بينما يقدـ العرض المالي مرة‬
‫كاحدة‪.‬‬

‫ىذا؛ كقد حدد المشرع طبقا لممادة ‪ 45‬قائمة المشاريع التي يمكف أف تككف مكضكع طمب العركض‬
‫المحدكد‪ ،‬كالتي تحدد بمكجب مقرر م ف مسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير المعني بعد أخذ رأم لجنة‬
‫الصفقات لمييئة العمكمية أك المجنة القطاعية لمصفقات حسب الحالة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ali MATALLAH, Recueil sur la réglementation des marches publics et des Délégation de service public,‬‬
‫‪édition Houma, Alger, 2016, p - 6‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 45‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ األكؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ما يعاب عمى المشرع الجزائرم ىك محافظتو عمى بعض المصطمحات الغامضة كالتي تمتاز بمركنة‬
‫بشكؿ يصعب مف عممية تحديد المقصكد مف كرائيا مف بينيا " اليندسة المركبة "‪ " ،‬العمميات ذات‬
‫األىمية الخاصة "‪ ،‬كىك ما قد يفتح مجاؿ االنجراؼ في استعماؿ القانكف مف طرؼ المصمحة المتعاقدة‬
‫خاصة ما تعمؽ بالمصطمحات التي تمتاز بمركنة عالية كمصطمح العمميات ذات األىمية الخاصة‪ ،‬كالتي‬
‫يرجع أمر تحديدىا لمسمطة التقديرية لئلدارة‪ ،‬إضافة إلى أنو يعاب عمى ىذا األسمكب حرماف بعض‬
‫المترشحيف مف المشاركة فيو‪ ،‬مما يرتب حصر الدعكة لممنافسة عمى فئة معينة تحتكر ىذا الشكؿ مف‬
‫المنافسة مما يؤدم إلى محاباة البعض عمى حساب البعض اآلخر‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬المسابقة‪.1‬‬

‫ما يعرؼ عف نظاـ المسابقة في األنظمة القانكنية المقارنة كمف الناحية النظرية أنو شكؿ مف أشكاؿ‬
‫طمب العركض‪ ،‬يتـ المجكء إليو لكضع دراسات أك المخططات البلزمة لمشركع معيف أك لتنفيذ مشركع‬
‫سبؽ كاف أعدت لو الدراسات أك المخططات البلزمة كذلؾ عندما تككف ىناؾ أسباب مبررة لذلؾ‪.2‬‬

‫كقد جاء بياف أسمكب المسابقة ضمف أحكاـ المادة ‪ 47‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بقكليا " ىي‬
‫إجراء يضع رجاؿ الفف في منافسة الختيار‪ ،‬بعد رأم لجنة التحكيـ المذككرة في المادة ‪ 48‬أدناه‪ ،‬مخطط‬
‫أك مشركع مصمـ استجابة لبرنامج أعده صاحب المشركع قصد انجاز عممية تشتمؿ عمى جكانب تقنية أك‬
‫اقتصادية أ ك جمالية أك فنية خاصة قبؿ منح الصفقة ألحد الفائزيف بالمسابقة "‪ ،‬كقد بيف المشرع الفرنسي‬
‫ىك اآلخر المقصكد بالمسابقة‪ ،‬حيث جاء في المادة ‪ 08‬مف تقنيف الصفقات العمكمية رقـ ‪899/2015‬‬
‫بقكليا " المسابقة ىي إجراء يخكؿ السمطة المتعاقدة أف تختار عركض تنافسية مف أجؿ إنجاز خطة أك‬
‫مشركع السيما في مجاؿ التخطيط المكاني كالتخطيط الحضرم كاليندسة المعمارية كمعالجة البيانات "‪.3‬‬

‫كعميو فإف المصمحة المتعاقد تمجأ إلى ىذا الشكؿ مف أشكاؿ طمب العركض‪ ،‬متى قامت لدييا‬
‫اعتبارات فنية أك جمالية أك حتى تقنية أك اقتصادية تستكجب دراسة مسبقة قبؿ التعاقد‪ ،‬باإلضافة إلى أف‬
‫المصمحة المتعاقد قد تمجأ ليذا األسمكب السيما في مجاؿ تييئة اإلقميـ كالتعمير كاليندسة المعمارية‬
‫كمعالجة المعمكمات‪ ،‬كىذا مف أجؿ حصكليا عمى أفضؿ العركض المقدمة مف طرؼ متنافسيف ذكم‬
‫ميارات خاصة كرجاؿ الفف كاإلبداع في المجاؿ الذم ترغب في تحقيقو‪ ،‬حيث أف المنافسة في ىذا‬

‫‪ -1‬لقد كرد أسمكب المسابقة في ظؿ األمر رقـ ‪ 90/67‬المتضمف قانكف الصفقات العمكمية (الممغى) تحت تسمية " المباراة "كىك ما نصت عميو‬
‫المادة ‪ 54‬بتحديدىا لحاالت المجكء ليذا األسمكب بقكليا " إذا كانت ىناؾ أسباب تقنية أك فنية أك مالية تبرر إجراء بحكث خصكصية‪ ،‬فيمكف‬
‫إجراء المباراة عمى أساس برنامج تعده اإلدارة يتضمف الحاجات التي ينبغي أف تمبييا الخدمات كيحدد عند االقتضاء الحد األقصى لمنفقات‬
‫المتكقعة لتنفيذ المشركع"‪.‬‬
‫‪ -2‬قدكج حمامة‪ ،‬عممية إبراـ الصفقات العمكمية في القانكف الجزائرم‪ ،‬ط‪ ،3‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art 08 de Ordonnance n° 2015-899 du 23 juillet 2015 relative aux marchés publics.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األسمكب تقتصر عمى ذكم الخبرة في فنكف معينة تتكفر فييـ الشركط المطمكبة‪.1‬‬

‫قد تككف المسابقة محدكدة أك مفتكحة مع اشتراط قدرات دنيا‪ ،‬كتككف مسابقة اإلشراؼ عمى اإلنجاز‬
‫محدكدة كجكبا‪ ،‬أما عف المراحؿ اإلجرائية المتبعة في تنظيـ المسابقة‪ ،‬تمر عبر مراحؿ حددتيا الفقرة‬
‫الرابعة مف المادة ‪ 70‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتي جاء فييا " في حالة إجراء المسابقة يتـ فتح‬
‫األظرفة المتعمقة بالعركض التقنية كالخدمات كالعركض المالية عمى ثبلث (‪ )3‬مراحؿ‪ ،‬كال يتـ فتح أظرفة‬
‫الخدمات في جمسة عمنية‪ ،‬كال يتـ فتح األظرفة المالية لممسابقة إال بعد نتيجة تقييـ مف قبؿ لجنة التحكيـ‬
‫كما ىك منصكص عميو في المادة ‪ 48‬مف ىذا المرسكـ "‪ ،‬كعميو فإف عممية فتح األظرفة الخاصة‬
‫بالمسابقة تتـ عبر المراحؿ التالية‪:‬‬

‫‪ ‬المرحمة األولى‪ :‬كيتـ خبلليا طبقا لنص المادة ‪ 48‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬دعكة المرشحكف‬
‫في مرحمة أكلى إلى تقديـ أظرفة ممفات الترشيحات فقط‪ ،‬كبعد فتح األظرفة كتقييميا‪ ،‬ال يدعى لتقديـ‬
‫العرض التقني كالخدمات كالعرض المالي‪ ،‬إال المرشحكف الذيف جرل انتقائيـ أكليا‪ ،‬كالذيف ال يمكف أف‬
‫يتجاكز عددىـ خمس (‪ )05‬متعامميف‪ ،‬كىذا خبلفا لما كاف عميو األمر سابقا أيف كانت المصمحة‬
‫المتعاقدة ممزمة بدعكة المرشحيف الذيف تـ انتقاؤىـ األكلي كالذم يجب أف ال يككف عددىـ أدنى مف ثبلثة‬
‫(‪ )03‬مرشحيف‪.‬‬
‫‪ ‬المرحمة الثانية‪ :‬حيث ال تتـ في ىذه المرحمة دعكة إال المرشحيف الذيف جرل انتقاؤىـ األكلي‪ ،‬لتقديـ‬
‫أظرفة العرض التق ني كالمالي كالخدمات الذم يحاؿ إلى لجنة التحكيـ مف قبؿ المصمحة المتعاقدة بعد‬
‫ضماف إغفالو‪ ،‬أم حذؼ كؿ ما يدؿ عمى خصكصية العارض إلى غاية التكقيع عمى محضر لجنة‬
‫التحكيـ‪.2‬‬
‫‪ ‬المرحمة الثالثة‪ :‬طبقا لنص المادة ‪ 48‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬فإنو يتـ تقييـ خدمات‬
‫الم سابقة مف قبؿ لجنة التحكيـ التي تتككف مف أعضاء مؤىميف في الميداف المعني كمستقميف عف‬
‫المرشحيف‪ ،‬كيعمف عف تشكيمة ىذه المجنة بمكجب مقرر مف طرؼ مسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير أك‬
‫الكالي أك رئيس المجمس الشعبي البمدم المعني‪.‬‬

‫كبعد الدراسة التي يقكـ بيا أعضاء لجنة التحكيـ‪ ،‬يقكـ رئيس لجنة التحكيـ بإرساؿ محضر جمسة‬
‫مرفقا برأم معمؿ يبرز عند احتماؿ ضركرة تكضيح بعض الجكانب المرتبطة بالخدمات إلى المصمحة‬
‫المتعاقدة‪ ،‬كأما في حالة ما إذا أبرزت لجنة التحكيـ ضركرة تكضيح بعض جكانب الخدمات‪ ،‬فإنو يتعيف‬
‫عمى المصمحة المتعاقدة أف تخطر الفائز أك الفائزيف المعنييف‪ ،‬كتابيا لتقديـ التكضيحات المطمكبة‪ ،‬كتككف‬

‫‪ -1‬ياقكتة عميكات‪ ،‬تطبيقات النظرية العامة لمعقد اإلدارم‪ :‬الصفقات العمكمية في الجزائر‪ ،‬رسالة مقدمة لنيؿ درجة دكتكراه الدكلة في القانكف العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة منثكرم‪ ،‬قسنطينة‪ ،2009/2008 ،‬ص ‪.96 ،95‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 48‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األجكبة المكتكبة جزء ال يتج أز مف عركضيـ‪ ،1‬كبعد إتماـ تقييـ العركض كترشيح الفائز بالمسابقة‪ ،‬تقكـ‬
‫المصمحة المتعاقدة بالتفاكض مع معو إلقرار اختيارىا لو‪ ،‬حيث "تمنح الصفقة بعد المفاكضات‪ ،‬لمفائز‬
‫الذم قدـ أحسف عرض مف الناحية االقتصادية‪.2‬‬

‫تجدر اإلشارة أف المادة ‪ 48‬قد نصت عمى أف تككف المسابقة محدكدة أك مفتكحة مع اشتراط قدرات‬
‫دنيا‪ ،‬في حيف أف الفقرة الخامسة مف ذات النص قد بينت القكاعد اإلجرائية لممسابقة المحدكدة‪ ،‬بينما أننا‬
‫ال نجد في النص ما يبيف القكاعد اإلجرائية لممسابقة المفتكحة مع اشتراط قدرات دنيا‪ ،‬فيؿ يقع عمى‬
‫الممارس تطبيؽ القكاعد اإلجرائية الخاصة بطمب العركض المفتكح مع اشتراط قدرات دنيا ؟ كبذلؾ تككف‬
‫اإلجراءات المتبعة في ىذا اإلجراء ىي ذات اإلجراءات التي تتبع في المسابقة المفتكحة مع اشتراط قد ارت‬
‫دنيا‪.3‬‬

‫ما يعاب عمى المشرع أنو حافظ عمى مصطمح "رجاؿ الفف"‪ ،‬الذم يفيـ منو أف المسابقة أسمكب‬
‫يقتصر عمى األشخاص الطبيعية دكف األشخاص المعنكية سكاء الخاصة أك العامة‪ ،‬كىك ما يتعارض‬
‫كمقتضيات العديد مف مكاد المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬خاصة تمؾ التي تؤكد بأف طمب العركض‬
‫إجراء يستيدؼ الحصكؿ عمى عركض مف عدة متعيديف متنافسيف سكاء كانكا طبيعييف أك معنكييف‪،‬‬
‫كطنييف أك أجانب‪ ،‬كبالتالي كيؼ يمكف تبرير إبعاد األشخاص المعنكية مف مجاؿ المنافسة كحرمانيـ مف‬
‫المشاركة بحجة أف المادة ‪ 37‬قد نصت عمى األشخاص الطبيعييف دكف غيرىـ‪ ،‬كىك ما يمس بمبدأ‬
‫المساكاة بيف العارضيف لذلؾ فقد كاف حريا بالمشرع صياغة نص المادة ‪ 37‬بالشكؿ الذم يضمف المساكاة‬
‫بيف األشخاص الطبيعية كالمعنكية في المشاركة بصياغة النص كفؽ ما يمي "المسابقة ىي إجراء يضع‬
‫أصحاب الفف مف أشخاص طبيعييف أك معنكييف في منافسة‪.4"..‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫القيود الواردة عمى مبدأ حرية الوصوؿ لمطمبات العمومية‪.‬‬

‫إذا كاف مبدأ حرية المنافسة مف المبادئ األساسية التي كرستيا مختمؼ تنظيمات الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫إال أنو مف حؽ المصمحة المتعاقدة أف تفرض بعض الشركط التي يتعيف تكافرىا في المتقدميف بعركضيـ‬
‫كىك ما يكضح مف خبلؿ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 48‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 2/47‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪ -4‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.146‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إلزامية تقديـ شيادة التأىيؿ والتصنيؼ المينييف‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 55‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عمى أنو " يمكف أف يكتسي التأىيؿ طابع شيادة‬
‫تأىيؿ أك اعتماد إلزامي إذا كرد في نصكص تنظيمية "‪ ،‬كبذلؾ فقد قيد المشرع المؤسسات كمجمكعات‬
‫المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ في إطار إنجاز الصفقات العمكمية في ميداف البناء كاألشغاؿ‬
‫العمكمية كالمكارد المائية كاألشغاؿ الغابية كأشغاؿ المنشآت الكامنة لممكاصبلت السمكية كالبلسمكية‪ ،‬بأف‬
‫تككف ليا شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ المينييف إلبراـ صفقاتيا مع الدكلة كالكاليات كالبمديات كاإلدارات‬
‫كالمؤسسات كالييئات العمكمية‪ ،‬كتعد ىذه الشيادة كثيقة تنظيمية يجب تقديميا تدعيما لكؿ عرض تتقدـ‬
‫بو ىذه المؤسسات‪.1‬‬

‫يعد التأىيؿ كالتصنيؼ إجراء مؤسس عمى عدة معايير لتقييـ ىذا النكع مف المؤسسات كمدل قدرتيا‬
‫عمى إنجاز أشغاؿ في نشاط ما كتخصصات محددة‪ ،2‬كيمكف أف يكتسي التأىيؿ طابع اإلعتماد اإللزامي‬
‫طبقا لممادة ‪ ،55‬كالذم يسمح بكجكد مؤسسة خاصة كيخكليا ممارسة نشاطاتيا‪ ،‬كالتي قد تككف محؿ‬
‫صفقات عمكمية‪ ،3‬إذ تشترط بعض المصالح المتعاقدة ضركرة الحصكؿ عمى ترخيص مسبؽ فيما يخص‬
‫الميندسيف أك الخبراء أك مكاتب الدراسات مف طرؼ الكزير المعني إلبراـ صفقات الدراسات مع إحدل‬
‫المصالح التابعة لمك ازرات المكمفة بالسكف كالعمراف كاألشغاؿ العمكمية كالمكارد المائية‪ ،4‬كىذا يعد استثناء‬
‫عمى مبدأ حرية االستثمار لكنو يبقى كسيمة لرقابة الدكلة عمى نشاطات تمؾ المؤسسات الخاصة‪.5‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تخصيص نسبة مف الصفقات لممؤسسات الوطنية‪.‬‬

‫أكدت مختمؼ التنظيمات المتعاقبة لمصفقات العمكمية عمى مبدأ المساكاة‪ ،‬كالذم يتنافى معو أم‬
‫تمييز مف جية المصمحة المتعاقدة بيف المتنافسيف‪ ،‬غير أنو في كاقع الحاؿ قد تممي الظركؼ االقتصادية‬
‫لمدكلة كالحالة االجتماعية لممجتمع تكسيع حظكظ بعض أصناؼ المؤسسات‪ ،‬كتمكينيا مف الحصكؿ عمى‬
‫حصتيا ضمف مختمؼ البرامج االستثمارية العمكمية‪ ،‬كذلؾ بكضع جممة مف التدابير كاآلليات الخاصة‬
‫التي تحكـ كيفية التعامؿ مع المؤسسات الكطنية كتمكينيا مف حصتيا في عركض الصفقات العمكمية‪،‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 04‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،139/14‬الذم يكجب ع مى المؤسسات كمجمكعات المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ في إطار‬
‫إنجاز الصفقات العمكمية لبعض قطاعات النشاطات أف تككف ليا شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ المينييف‪.‬‬
‫‪ -2‬القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في ‪ ،2016/04/17‬يحدد كيفيات تصنيؼ المؤسسات كمجمكعات المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ‬
‫في إطار إنجاز الصفقات العمكمية في ميداف البناء كاألشغاؿ العمكمية كالمكارد المائية كاألشغاؿ الغابية كأشغاؿ المنشآت الكامنة لممكاصبلت‬
‫السمكية كالبلسمكية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)07‬الصادرة بتاريخ ‪.2017/02/07‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- LAGGOUNE Walid le contrôle de l’Eetat sur les entreprises privées industrielle en Algérie – genése et‬‬
‫‪nutation -, Les Edition internationales, Alger, 1996, p 236.‬‬
‫‪ -4‬المادة األكلى ك‪ 07‬مف المرسكـ رقـ ‪ ،652/68‬المؤرخ في ‪ ، 1968/12/26‬المتضمف تحديد الشركط التي يمكف لؤلفراد أف يبرمكا ضمنيا مع‬
‫مصال ح ك ازرة األشغاؿ العمكمية كالبناء عقكدا أك صفقات تتعمؽ بالدراسات‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )02‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1969/01/07‬المعدؿ‬
‫كالمتمـ بالمرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،167/02‬المؤرخ في ‪ ،2002/05/20‬ج ر ج ج عدد (‪ )37‬الصادرة بتاريخ ‪.2002/05/26‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- LAGGOUNE Walid, op.cit, p 233.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫حيث لـ يعد األمر يقتصر عمى منح ىذه األخيرة أفضمية عمى حساب المؤسسات األجنبية‪ ،‬كانما تعدل‬
‫األمر ذلؾ بحرماف ىذه األخيرة مف تقديـ تعيدات في صفقات عمكمية عدت مف قبيؿ الصفقات‬
‫المحجكزة‪ ،1‬كىك ما سعى المشرع الجزائرم إلى تكريسو مف خبلؿ تضميف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‬
‫جممة مف التدابير التي تكفؿ ذلؾ دكف أف يشكؿ ىذا األمر خرقا لمبدأ المساكاة كحرية التنافس‪ ،‬كانما يجد‬
‫ذلؾ تبريره في ضركرة تشجيع كدعـ ىذه المؤسسات لبلندماج ضمف االقتصاد الكطني كالمساىمة في‬
‫الحركية التنمكية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تخصيص صفقات لممؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫في إطار إستراتيجية دعـ المؤسسات الكطنية كتعزيز مكانتيا لبلندماج في االقتصاد الكطني‪ ،‬تبنى‬
‫المشرع الجزائرم مف خبلؿ اإلصبلح الجديد لتنظيـ الصفقات العمكمية جممة مف التدابير التنظيمية الرامية‬
‫إلى تشجيع بركز مؤسسات مصغرة في مختمؼ القطاعات كاألنشطة‪ ،‬السيما مؤسسات البناء كاألشغاؿ‬
‫العمكمية‪ ،‬حيث تـ إنشاء العديد مف ىذه المؤسسات في إطار أجيزة الككالة الكطنية لدعـ تشغيؿ الشباب‬
‫كالصندكؽ الكطني لمتأميف عف البطالة‪ ،‬كالتي يبقى استمرارىا مرىكنا باإلمكانات المسخرة ليا مف حيث‬
‫مخططات األعباء التي يمكف لممؤسسات الحصكؿ عمييا خاصة مف خبلؿ الطمبات العمكمية‪.2‬‬

‫كتنفيذا ليذا المسعى فقد تمت مرافقة ىذه األجيزة بجممة مف التدابير نصت عمييا المادة ‪ 87‬مف‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬كالتي ترمي إلى تحسيف الظركؼ التي تسمح لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‬
‫بإبراـ صفقات عمكمية‪ ،‬بيدؼ تكفير حمكؿ لمكضعية غير المبلئمة الناجمة عف حجميا كقدراتيا المالية‬
‫التي تجعؿ مف ضعفيا المالي غير قادرة عمى منافسة مختمؼ المؤسسات األخرل‪ ،‬كذلؾ بتبسيط‬
‫اإلجراءات المطمكبة في مجاؿ القدرات المالية كالمراجع المينية التي يجب أف تتكافر لدل ىذه األخيرة‪،‬‬
‫إلى جانب إلزاـ المصالح المتعاقدة بحجز صفقات خصيصا ليذا النكع مف المؤسسات بشكؿ حصرم في‬
‫الخدمات التي بإمكانيا القياـ بيا‪ ،‬مما يسمح ليا بالتمكقع داخؿ سكؽ الصفقات العمكمية كحيازتيا‬
‫لمصفقات التي تتناسب كتخصصيا‪ ،‬إال في الحاالت االستثنائية المبررة قانكنا كالتي يجب عمييا تبريرىا‬
‫ضمف التقرير التقديمي لمشركع الصفقة أك االستشارة‪ ،3‬كىذا مف أجؿ النيكض بسياستيا في إنعاش البيئة‬
‫الكطنية كالمحمية بمنتجات كخدمات كطنية كانجاح سياسة االندماج في الحياة االقتصادية‪ ،‬كىذا ما يؤكده‬
‫نص المادة ‪ 87‬بقكلو " عندما يمكف تمبية حاجات المصالح المتعاقدة مف قبؿ المؤسسات المصغرة‪ ،‬كما‬

‫‪ -1‬صالح زماؿ‪ ،‬امتداد قانكف المنافسة إلى الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪ ،2013/05/20‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -2‬عبد الغني بكلككر‪ ،‬عف أكلكية المنتج ذك المنشأ الكطني كالمؤسسات الكطنية في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة أبحاث قانكنية كسياسية‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد الصديؽ بف يحي‪ ،‬جيجؿ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ‪.188‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 02‬مف القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في ‪ ،2014/04/29‬يحدد كيفيات تطبيؽ المنح التفضيمي لمطمب العمكمي لممؤسسات المصغرة‪،‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ ،)30‬الصادرة بتاريخ ‪.2014/05/21‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ىي معرف ة في التشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما‪ ،‬فإنو يجب عمى المصالح المتعاقدة إال في الحاالت‬
‫االستثنائية المبررة قانكنا كما ينبغي‪ ،‬تخصص ىذه الخدمات ليا حصريا مع مراعاة أحكاـ ىذا المرسكـ "‪،‬‬
‫كبالتالي يتعيف عمى المصالح المتعاقدة في حالة تكفر شرط القدرة عمى تمبية الحاجات تخصيص بعض‬
‫ىذه الحاجات لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‪ ،‬كذلؾ في حدكد ‪ %20‬عمى األكثر مف الطمب العاـ‪.‬‬

‫إلى جانب ذلؾ فقد ألزمت الفقرة األخيرة مف المادة ‪ 87‬المصالح المتعاقدة بعدـ االشتراط عمى‬
‫المؤسسات المصغرة كالمنشأة حديثا‪ ،‬كالتي ال يمكنيا أف تقدـ حصيمة السنة األكلى مف كجكدىا عمى‬
‫األقؿ‪ ،‬إال كثيقة مف البنؾ أك الييئة المالية المعنية لتبرير كضعيتيا المالية‪ ،‬إلى جانب عدـ إلزاميا بتقديـ‬
‫المؤىبلت المينية المماثمة لمصفقة المعنية كاالكتفاء باألخذ بعيف االعتبار تمؾ المثبتة بمكجب شيادات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تخصيص صفقات لمحرفييف‪.‬‬

‫أقرت أحكاـ ‪ 86‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬معاممة خاصة لطائفة أخرل مف المتعامميف‬
‫الكطنييف‪ ،‬كذلؾ عندما يتعمؽ األمر بالخدمات المرتبطة بالنشاطات الحرفية الفنية المخصصة لفئة‬
‫الحرفييف دكف غيرىـ‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 86‬بقكليا " تخصص الخدمات المرتبطة بالنشاطات الحرفية‬
‫الفنية لمحرفييف‪ ،‬كما ىـ معرفيف في التشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما‪ ،‬ماعدا في حالة االستحالة المبررة‬
‫قانكنا مف المصمحة المتعاقدة‪ ،‬باستثناء الخدمات المسيرة بقكاعد خاصة "‪ ،1‬بمعنى أف ىذا النكع مف‬
‫الصفقات محجكز بصفة مسبقة لطائفة الحرفييف الكطنييف الذيف تتكفر فييـ صفة الحرفي دكف سكاىـ‪ ،‬إال‬
‫في حالة ما تعمؽ األمر بالخدمات المسيرة بقكاعد خاصة أك حالة االستحالة أيف مكف التنظيـ المصالح‬
‫المتعاقدة مف المجكء إلى المتعامؿ األجنبي لتمبية ىذه الحاجات‪.‬‬

‫عمى الرغـ مف التدابير التحفيزية الػتي أقرىا المشرع الجزائرم لصالح المؤسسات الكطنية عمى حساب‬
‫المؤسسات األجنبية‪ ،‬إال أف ىذه المؤسسات ال تزاؿ تحتكر جزء ىاـ مف الصفقات العمكمية المطركحة‪،‬‬
‫خاصة في ظؿ الصفقات التي تمنح كفؽ إجراء التراضي‪ ،‬كىذا نتيجة لكضعيتيا االحتكارية لمعديد مف‬
‫المجاالت كامتبلكيا لمطرؽ كالكسائؿ التكنكلكجية التي تسمح ليا بالتفكؽ عمى مختمؼ المؤسسات‪ ،2‬إلى‬
‫جانب أف نسبة الصفقات المخصصة لممؤسسات المصغرة‪ ،‬ال ترقى إلى األىداؼ المرجكة ككف أف عدد‬
‫قميؿ مف أصحاب المشاريع كالمصالح المتعاقدة ممف طبقت عممية التخصيص الحصرم ليذه المشاريع‬
‫لفائدة ىذه المؤسسات‪ ،‬كىك ما جعؿ الدائرة الك ازرية لك ازرة السكف كالعمراف تكمؼ أصحاب المشاريع‬
‫كاإلدارات باتخاذ كافة التدابير إلعادة تفعيؿ العممية‪ ،‬كالسماح مستقببل بمنح صفقات عمكمية ألكبر عدد‬
‫ممكف مف المؤسسات‪ ،‬مع إرساؿ جدكؿ شيرم يتضمف عدد المؤسسات المصغرة المككمة بتنفيذ ىذه‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 86‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬صالح زماؿ‪ ،‬المؤسسات األجنبية كتنظيـ الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقكؽ‪ ،‬فرع قانكف‬
‫األعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪ ،2012/2011 ،)01‬ص ‪.78‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المشاريع مف أجؿ ضماف بقاء تنافسية ىذه المؤسسات‪ ،1‬فضبل عف ذلؾ فإننا نممس ذلؾ الغمكض الذم‬
‫يكتنؼ فحكل كؿ مف نص المادة ‪ 86‬ك‪ 87‬فكبل المادتيف تنص عمى تمبية الحاجيات مف طرؼ ىذه‬
‫المؤسسات إذا لـ يكف ىناؾ استثناء مبرر مف طرؼ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬حيث لـ يكضح النص ىذه‬
‫االستثناءات التي يمكف أف تمنع ىذه المؤسسات مف المشاركة في تمبية الحاجيات‪ ،‬كىك ما قد يؤدم إلى‬
‫األخذ بمنحى آخر لمصفقات العمكمية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬إخضاع المتعيديف األجانب بااللتزاـ باالستثمار في إطار شراكة‪.‬‬

‫قيد المشرع الجزائرم تدخؿ المتعيد األجنبي في إطار المنافسات الدكلية في إطار شراكة مع‬
‫المتعامؿ الكطني مف أجؿ تنفيذ المخططات التنمكية في مختمؼ القطاعات‪ ،‬كىك األمر الذم جسدتو‬
‫المادة ‪ 84‬مف أحكاـ المرسكـ ‪ ،247/15‬كالذم يمثؿ استثناء عمى القاعدة العامة في معايير اختيار‬
‫المتعامؿ المتعاقد كالمحددة بمكجب نص المادة ‪ 78‬مف ذات المرسكـ‪.‬‬

‫إذ أف المتعارؼ عميو ىك أف المصمحة المتعاقدة تضع تحت تصرؼ المترشحيف دفتر شركط كالذم‬
‫يسمح ليـ بإعداد عركضيـ كفؽ ما نص عميو مف شركط كالتزامات‪ ،‬إال أف المشرع كمف خبلؿ نص‬
‫المادة ‪ 84‬أكرد استثناء يمزـ المصمحة المتعاقدة بأف تضمف دفاتر الشركط المتعمؽ بدعكات المنافسة‬
‫الدكلية شرطا يمزـ مف خبللو المتعيديف األجانب باالستثمار في إطار شراكة مع متعامميف كطنييف‪ ،‬كىك‬
‫ما أفادت بو المادة ‪ 84‬بقكليا "يجب أف تنص دفاتر شركط الدعكات لممنافسة الدكلية‪ ،‬في إطار‬
‫السياسات العمكمية لمتنمية‪ ،‬بالنسبة لممتعيديف األجانب‪ ،‬عمى االلتزاـ باالستثمار في شراكة‪ ،‬عندما يتعمؽ‬
‫األمر با لمشاريع التي تحدد قائمتيا بمكجب مقرر مف سمطة الييئة العمكمية أك الكزير المعني‪ ،‬بالنسبة‬
‫لمشاريعيا كبالنسبة لمشاريع المؤسسات العمكمية التابعة ليا "‪.‬‬

‫إف ىذا االلتزاـ يعتبر إجراء إلزامي لممتعامؿ األجنبي لقبكؿ عرضو كىك ما يستفاد مف عبارة "يجب"‬
‫الكاردة في النص‪ ،‬كما يفيـ كذلؾ مف ىذا النص أف المشرع يقيد مف حرية المستثمريف األجانب بتحديده‬
‫لقائمة المشاريع كبالتالي تحديد مجاؿ االستثمار مف خبلؿ تحديد قائمة المشاريع بمكجب مقرر مف طرؼ‬
‫سمطة الييئة العمكمية أك الكزير المعني بالنسبة لمشاريعيا كمشاريع المؤسسات العمكمية التابعة ليا‪ ،2‬ىذا‬
‫كتسير المصمحة المتعاقدة عمى متابعة حسف سير العممية كفقا لمشركط كاآلجاؿ المحددة في دفتر‬
‫الشركط‪ ،‬كاف أم إخبلؿ مف طرؼ المتعامؿ األجنبي ليذا االلتزاـ نتيجة عدـ التقيد بالرزنامة الزمنية‬
‫كالمنيجية المحددة في دفتر الشركط لتجسيد االستثمار نتيجة خطأ صادر عنو‪ ،‬فإف المصمحة المتعاقدة‬

‫‪ -1‬التعميمة رقـ ‪ ،883‬المؤرخة في ‪ ،2017/09/19‬الصادرة عف كزير السكف كالعمراف كالمدينة‪ ،‬المتعمقة بتخصيص صفقات عمكمية لممؤسسات‬
‫الصغيرة كالمتكسطة‪.‬‬
‫‪ -‬عبد الغني بكلككر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid, " le régime de investissements étrangéres a l’épreuve de la résurgence de l’état dirigiste‬‬
‫‪en algérie ", rasjep, N°2, alger, 2011,p 13.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تعمؿ عمى إعذاره كفؽ اإلجراءات كالشركط المبينة في المادة ‪ 149‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬كفي‬
‫حالة عدـ امتثالو تعمؿ المصمحة المتعاقدة عمى تكقيع عقكبات مالية عميو‪ ،‬إلى جانب تسجيمو ضمف‬
‫قائمة المتعامميف االقتصادييف المقصييف مف المشاركة في الصفقات العمكمية‪ ،‬فضبل فسخ الصفقة تحت‬
‫مسؤكليتو بعد مكافقة سمطة الييئة العمكمية أك الكزير المعني‪.1‬‬

‫ىذا كقد أجازت الفقرة ‪ 5‬مف المادة ‪ 84‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬إمكانية إعفاء الصفقات‬
‫المبرمة كفؽ إجراء التراضي بعد االستشارة الخاصة بالمؤسسات السيادية في الدكلة‪ ،‬ككذا الصفقات‬
‫المبرمة كفؽ إجراء التراضي البسيط مف شرط التزاـ باالستثمار بشراكة‪ ،‬كىك ما يدفعنا لمتساؤؿ عف سبب‬
‫استثناء ىذه الصفقات مف التزاـ االستثمار بشراكة‪ ،‬كلماذا اقتصر ىذا االستثناء عمى صفقات التراضي‬
‫كعمى المؤسسات السيادية فقط ؟‬

‫إف ضبط المشرع الجزائرم لمجاؿ مشاركة المتعامميف األجانب في الصفقات الدكلية يعزز مسعاه نحك‬
‫ترقية اإلنتاج الكطني كاألداة الكطنية لئلنتاج‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ االستفادة مف كفاءات المستثمر األجنبي في‬
‫تطكير اإلنتاج الكطني كتفعيؿ الحركية التنمكية‪ ،‬كحبذا لك يقر المشرع الشمكلية ليذا االلتزاـ لكؿ الصفقات‬
‫ميما كانت طريقة إبراميا بذال مف تمكيف السمطة مف بمنحيا صبلحية تقرير إعفاء المستثمريف األجانب‬
‫منو في صفقات المبرمة كفؽ التراضي بنكعيو‪.2‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬ىامش األفضمية لممنتوج الوطني الجزائري‪.‬‬

‫إف فتح باب المنافسة أماـ المرشحيف األجانب مف خبلؿ دعكات المنافسة الدكلية‪ ،‬مف شأنو أف يخمؽ‬
‫حالة عدـ تكافؤ الفرص بيف المتعامميف الكطنييف كاألجانب في ظؿ التفاكت المتبايف بينيما‪ ،‬كىك ما دفع‬
‫بالمشرع الجزائرم لمنح األفضمية لممنتكج الكطني كاقرار معاممة تفضيمية لممستثمريف الكطنييف‪ ،‬كالتي‬
‫عرفت تبايف في تكريسيا عبر مختمؼ التنظيمات المتعاقبة لمصفقات العمكمية‪ ،3‬حيث تراكحت ىذه‬
‫المعاممة بيف التشديد كاالعتداؿ في منح ىامش مف األفضمية لممنتج ذك األصؿ الجزائرم أك لممؤسسات‬
‫الخاضعة لمقانكف الجزائرم‪ ،‬كالتي يحكز أغمبية رأسماليا جزائريكف مقيمكف بالنسبة لجميع أنكاع الصفقات‬
‫مف إ نجاز األشغاؿ أك اقتناء المكازـ أك إنجاز الدراسات كتقديـ الخدمات‪ ،‬كىك ما تؤكده أحكاـ المادة ‪83‬‬
‫مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بقكليا " يمنح ىامش لؤلفضمية بنسبة خمسة كعشريف (‪ ،)%25‬لممنتجات‬
‫ذات المنشأ الجزائرم ك‪/‬أك المؤسسات الخاضعة لمقانكف الجزائرم‪ ،‬التي يحكز أغمبية رأسماليا جزائريكف‬
‫مقيمكف‪ ،‬فيما يخص جميع أنكاع الصفقات المذككرة في المادة ‪ 29‬أعبله‪ ،"..‬كىذا دكف أف يشكؿ خرقا‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 149‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -3‬القرار الكزارم المؤرخ في ‪ ،2011/03/28‬المتعمؽ بكيفيات تطبيؽ ىامش األفضمية بالنسبة لممنتجات ذات المنشأ الجزائرم ك‪/‬أك المؤسسات‬
‫الخاضعة لمقانكف الجزائرم‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)24‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/04/20‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لمبدأ المساكاة كحرية المنافسة‪ ،‬كانما يجد ذلؾ تبريره في ضركرة حماية المنتكج الكطني في مكاجية المنتكج‬
‫األجنبي‪ ،‬كتشجيعا كتدعيما لممتعامؿ الكطني الذم طالما اشتكى نكعية التعامؿ مع اإلدارات العمكمية‬
‫كتفضيميا لممتعامؿ األجنبي في الكثير مف العناصر التي يرتكز عمييا في منح الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫كمف أجؿ التجسيد الفعمي ليذه المعاممة التفضيمية‪ ،‬كجيت الك ازرة األكلى ممثمة في شخص الكزير أحمد‬
‫أكيحي تعميمة ك ازرية في أكتكبر ‪ 2017‬مكجية لمكالة كالمدراء جاء فييا " كؿ صفقة عمكمية النجاز‬
‫أشغاؿ في القطاع المدني يجب أف تمنح لمؤسسات محمية جزائرية‪ ،‬كما أف المجكء عند الضركرة القصكل‬
‫إلى أم مؤسسة أجنبية بما في ذلؾ الخاضعة لمقانكف الجزائرم يجب أف يحظى بالمكافقة المسبقة لمسيد‬
‫الكزير األكؿ "‪.1‬‬

‫يمتد ىامش األفضمية ليشمؿ إلزاـ المصمحة المتعاقدة بضركرة طرح مختمؼ مشاريعيا في إطار‬
‫منافسة كطنية‪ ،‬متى كاف اإلنتاج كاألداة الكطنية قادرة عمى االستجابة لحاجياتيا‪ ،‬كىك ما يؤكده نص‬
‫المادة ‪ 85‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بقكلو " عندما يككف اإلنتاج الكطني أك أداة اإلنتاج الكطني‬
‫قادريف عمى االستجابة لمحاجات الكاجب تمبيتيا لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬فإف عمى ىذه األخيرة أف تصدر دعكة‬
‫لممنافسة كطنية‪ ،‬مع مراعاة حاالت االستثناء المنصكص عمييا في أحكاـ ىذا المرسكـ‪ ،" ...‬كىذا ما يدؿ‬
‫عمى االستبعاد المباشر كالصريح لممستثمر األجنبي‪ ،‬كتجسيدا لذلؾ فقد كجيت تعميمة مف طرؼ السيد‬
‫كزير األشغاؿ العمكمية كالنقؿ عبد الغني زعبلف جاء فييا بأنو " ال يسمح بالمجكء إلى المؤسسات األجنبية‬
‫إال في حالة العمميات المعقدة كعندما يككف اإلنتاج الكطني كاألداة الكطنية لئلنتاج غير قادريف عمى‬
‫االستجابة لمحاجات الكاجب تمبيتيا لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬كفي حالة ما تـ المجكء إلى المؤسسات األجنبية‬
‫فإف ذلؾ يجب أف يحظى بالمكافقة المسبقة لمجية الكصية "‪.2‬‬

‫لـ تتكقؼ المعاممة التفضيمية لممتعامميف الكطنييف عند ىذا الحد‪ ،‬كانما تجاكز األمر ذلؾ حتى في‬
‫إطار المناكلة‪ ،‬حيث قيدت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية المصالح المتعاقدة عند لجكئيا لممناكلة‬
‫بتخصيص عقكدىا لممتعامميف الكطنييف كمما كاف ذلؾ ممكنا شريطة أف تككف ىذه األخيرة قادرة عمى‬
‫تكفير ىذه الحاجات كتمبيتيا بالصكرة المطمكبة‪ ،‬كبالتالي ال تخصص ىذه العقكد لممقاكالت األجنبية إال إذا‬
‫لـ يكف باستطاعة المؤسسات الكطنية الخاضعة لمقانكف الجزائرم تمبية ىذه الحاجات‪.‬‬

‫أقر المشرع إلى جانب ذلؾ ضمف أحكاـ نص المادة ‪ 85‬تدابير أكثر فعالية لحماية كترقية اإلنتاج‬
‫كأداة اإلنتاج الكطنييف‪ ،‬كتشجيع المؤسسات المصغرة‪ ،‬حيث أكد بأنو في حالة ما إذا كاف اإلنتاج أك أداة‬
‫اإلنتاج الكطني قادرة عمى االستجابة لمحاجات الكاجب تمبيتيا لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬فيتكجب عمى ىذه‬

‫‪ -1‬التعميمة رقـ ‪ ،1726‬الصادرة عف الكزير األكؿ‪ ،‬المتعمقة بمنح الصفقات العمكمية‪ ،‬تحت اإلرساؿ رقـ ‪ 27‬المؤرخ في ‪.2017/10/19‬‬
‫‪ -2‬التعميمة رقـ ‪ ،463‬المؤرخة في ‪ ،2017/07/01‬الصادرة عف السيد كزير األشغاؿ العمكمية كالنقؿ‪ ،‬المتضمنة تسيير الصفقات العمكمية التابعة‬
‫لقطاع األشغاؿ العمكمية كالنقؿ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األخيرة أف تعطي األفضمية لبلندماج في االقتصاد الكطني كأىمية الحصص أك المنتكجات التي تككف‬
‫محؿ مناكلة أك اقتناء في السكؽ الجزائرية‪ ،‬كبيذا يتكجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تدخؿ ضمف أحكاـ‬
‫دفتر الشركط التدابير التي ال تسمح بالمجكء لممنتكج المستكرد‪ ،‬إال إذا كاف المنتكج المحمي الذم يعادلو‬
‫غير متكفر أك كانت نكعيتو غير مطابقة لممعايير التقنية المطمكبة‪ ،‬باإلضافة إلى إدراج ضمف دفتر‬
‫الشركط مختمؼ األحكاـ التي تسمح بضماف التككيف كنقؿ المعرفة مف أجؿ رفع مستكل المؤسسات‬
‫الجزائرية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫االستثناءات الواردة عمى مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يعد مبدأ المنافسة الحرة جكىر ىذا القانكف التي سعى المشرع عمى تكريسو استجابة لتداعيات العكلمة‬
‫االقتصادية التي ركبت الجزائر مكجتيا‪ ،‬كالذم ينـ عف ميزة خاصة انعكست مف خبلؿ االستثناءات التي‬
‫أكردىا عميو المشرع ليككف في ذلؾ مستجيبا لمسياؽ الذم كضع فيو كمحققا لمغاية التي كجو لبمكغيا‪.1‬‬
‫كباعتبار طمب العركض القاعدة األساسية التي تتيح ِ‬
‫ىامشان مف الحرية في التنافس‪ ،‬فإنو كفي مقابؿ‬
‫ذلؾ قد تحد مف ذلؾ بعض اآلليات التي تعد بمثابة حاالت استثنائية مكف مف خبلليا المشرع المصالح‬
‫المتعاقدة مف إبراـ صفقاتيا‪ ،‬كذلؾ بمجكئيا إلى التراضي الذم يمنحيا أكبر قدر مف الحرية في التعاقد‬
‫مقارنة بطمب العركض‪ ،‬أك تمؾ الحاالت التي ال تبرـ فييا عقكدىا بطريقة الصفقة العمكمية كذلؾ كفؽ‬
‫ضكابط قانكنية محددة‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫التراضي أسموب استثنائي في إبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تمجأ اإلدارة إلى أسمكب التراضي الذم يعد أحد طرؽ التعاقد اإلدارم االستثنائي في تعاقدىا لمكاجية‬
‫الحاالت العاجمة‪ ،‬كالتي ال تحتمؿ التأخير الذم قد يؤثر سمبا عمى أداء اإلدارة لمياميا خاصة في ظؿ‬
‫الظركؼ المستجدة كالطارئة‪ ،‬فيك أسمكب مرف تتمتع اإلدارة مف خبللو بقدر أكبر مف الحرية في تعاقدىا‬
‫مع الغير‪.2‬‬

‫جعؿ المشرع الجزائرم مف أسمكب طمب العركض القاعدة العامة إلبراـ الصفقات العمكمية نظ ار لما‬
‫ينطكم عميو مف حؽ المشاركة لجميع العارضيف‪ ،‬كالذم قيد مف خبللو اإلدارة بضركرة إتباع جممة مف‬
‫اإلجراءات‪ ،‬تؤدم في مجمميا لتقييد حرية اإلدارة في اختيار المتعاقد معيا ألسباب مكضكعية يأتي عمى‬
‫رأسيا ترشيد النفقات العمكمية‪ ،‬كابعادىا مف دائرة المعامبلت المشبكىة كالمفاضمة بيف مختمؼ العارضيف‬

‫‪ -1‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -2‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.293‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫باإلضافة إلى تكريس المبادئ األساسية التي تقكـ عمييا عممية إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،1‬كالتي في‬
‫مقابميا كألسباب مكضكعية تـ االعتراؼ لجية اإلدارة بحرية اختيار المتعاقد في ظركؼ كحاالت محددة‬
‫قانكنا‪ ،‬دكف الحاجة إلى الدعكة الشكمية كىك ما أطمؽ عميو "بالتراضي" في إبراـ الصفقات العمكمية‪.2‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التراضي أسموب استثنائي ذو طابع متميز‪.‬‬

‫يعرؼ التراضي بأنو ذلؾ األسمكب االستثنائي في التعاقد الذم تقكـ بو السمطة المختصة دكف الحاجة‬
‫لمدعكة الشكمية‪ ،‬كذلؾ في إطار مف المناقشة المفتكحة مع المترشحيف‪ ،‬مع االحتفاظ بالحرية الكاممة في‬
‫اختيار المتعاقد المناسب بشرط االلتزاـ بالقكاعد المنظمة ليذا األسمكب‪ ،3‬كيقصد بيذا األسمكب طبقا لممادة‬
‫‪ 41‬مف أحكاـ المرسكـ الرئاسي ‪ " 247/15‬إجراء تخصيص صفقة لمتعامؿ متعاقد كاحد دكف الدعكة‬
‫الشكمية إلى المنافسة"‪ ،‬بينما جاء نص المادة ‪ 39‬ليؤكد الطابع االستثنائي ألسمكب التراضي بقكلو "تبرـ‬
‫الصفقات العمكمية كفقا إلجراء طمب العركض الذم يشكؿ القاعدة العامة‪ ،‬أك كفؽ إجراء التراضي "‪،‬‬
‫كبمكجب ىذا اإلجراء‪ ،‬يمكف لممصمحة المتعاقدة اختيار المتعامؿ متحررة في ذلؾ مف القيكد الشكمية‬
‫كاإلجرائية المفركضة عمى أسمكب طمب العركض‪ ،4‬فكؿ شيء في ظؿ ىذا أسمكب قابؿ لمتفاكض مع‬
‫المشاركيف‪ ،‬إذ تتصرؼ المصمحة المتعاقدة مف خبللو كاألفراد كتحدد بحرية الشخص الذم تراه قاد ار‬
‫كمؤىبل لمقياـ بالعممية التي ترغب في انجازىا‪ ،5‬كيعد ىذا األسمكب األكثر استعماال في الكقت الراىف‪،‬‬
‫بخبلؼ ما ينص عميو تقنيف الصفقات بإعماؿ طمب العركض كقاعدة عامة لمتعاقد‪.6‬‬

‫كنظ ار ليامش الحرية الذم تتمتع بو المصمحة المتعاقدة في اختيار المتعاقد كفؽ ىذا اإلجراء‪ ،‬كالذم‬
‫مف المحتمؿ أف يتـ استغبللو مف قبؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كفتح المجاؿ الكاسع أماميا لتجاكز القانكف فقد‬
‫حرص المشرع عمى ضبط حاالت المجكء ليذا األسمكب كتقرير قكاعد كشركط إعمالو‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت المجوء إلبراـ الصفقات العمومية عف طريؽ التراضي‪.‬‬

‫يعرؼ التراضي بأنو إجراء تخصيص الصفقة لمتعامؿ متعاقد دكف الدعكة الشكمية لممنافسة‪ ،‬كيمكف‬
‫أف يكتسي ىذا األسمكب طبقا لممادة ‪ 41‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬شكؿ التراضي البسيط‪ ،‬كما قد‬
‫يككف بعد االستشارة‪ ،‬كلكي ال تمجأ إليو اإلدارة كسبيؿ لمتخمص مف القيكد المفركضة عمييا في اختيار‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬الصفقات العمكمية في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.112‬‬


‫‪ -2‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -3‬محمد أحمد عبد النعيـ‪ ،‬مرحمة المفاكضات في العقكد اإلدارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid, Marie Christine ROUAULT, Droit administratif, Edition Berti, Alger, 2009, p 178.‬‬
‫‪ -5‬مناؿ حميمي‪ ،‬صفقات التراضي في الجزائر‪ :‬أسمكب إبراـ خاص بضكابط قانكنية غامضة‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،‬جكاف‪ ،2015‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -6‬شريفي الشريؼ‪ ،‬الصفقة العمكمية بناء عمى إجراء التراضي (قراءة في تقنيف الصفقات العمكمية)‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية‬
‫كتفكيض المرافؽ العامة في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪،‬‬
‫المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19 -18‬أكتكبر ‪ ،2016‬ص ‪.02‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المتعاقد عف طريؽ طمب العركض فقد عمؿ المشرع عمى ضبط حاالت المجكء ليذا األسمكب بصكرتيو‬
‫بجممة مف الضكابط سيتـ تكضيحيا فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مبررات المجوء إلى التراضي البسيط‪.‬‬

‫التراضي البسيط أحد أشكاؿ أسمكب التراضي‪ ،‬يجعؿ المصمحة المتعاقدة تستبعد مبدأ التنافس الذم‬
‫يفسح المجاؿ أماـ جميع األشخاص كاتاحة الفرصة ليـ متى تكافرت فييـ الشركط لتقديـ عركضيـ‪،‬‬
‫كيككف مف حؽ أم شخص استكفى الشركط أف ترسكا عميو الصفقة‪ ،‬فالمصمحة المتعاقدة كفقا ليذا‬
‫األسمكب تقكـ بإبراـ الصفقة العمكمية مع متعامؿ كحيد بمجرد تطابؽ إرادتييما كفقا لدفتر شركط معد‬
‫مسبقا دكف المجكء إلى أم نكع مف أنكاع اإلشيار أك الدعكة إلى المنافسة‪ ،1‬إال أف إطبلؽ يد اإلدارة في‬
‫اختيار المتعاقد معيا كتمكينيا مف حؽ االختيار يفرض عمييا المجكء ليذا األسمكب كفؽ حاالت محددة‬
‫حص ار‪ 2‬تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -/1‬الوضعية االحتكارية لممتعامؿ المتعاقد‪:‬‬

‫تتمثؿ ىذه الحالة في احتكار المتعامؿ االقتصادم لمكضكع الصفقة‪ ،‬كإنفراده بامتبلؾ طريقة‬
‫تكنكلكجية اختارتيا المصمحة المتعاقدة أك استئثاره بأداء الخدمات ذات المكاصفات التقنية أك الفينة أك‬
‫الثقافية التي ترغب فييا المصمحة المتعاقدة‪ ،3‬أك كاف كفقا لما أقره المشرع الفرنسي لممكرد حقكؽ خالصة‬
‫في تكريد المكازـ كالسمع‪ ،‬كىك ما يجعؿ المصمحة المتعاقدة أماـ متعامؿ يحتؿ كضعية احتكارية تدفعيا‬
‫لمتعاقد معو طالما أف ىذا األخير يستجيب لشركط التعاقد التي تمكنو مف تمبية حاجياتيا‪ ،‬كىي ذات‬
‫الكضعية التي أقرتيا الفقرة الثالثة مف المادة ‪ 30‬مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي ‪ 2015-899‬كىك‬
‫ما جعؿ مجمس الدكلة الفرنسي يفرض رقابتو عمى اإلسناد المتكرر كألزـ المصمحة المتعاقدة عمى إثبات‬
‫عدـ تكفر ىذه التقنيات عند مترشحيف آخريف‪.4‬‬

‫لقد أشار النص لبلعتبارات التقنية ضمف المبررات التي تسمح بالمجكء إلى التراضي البسيط‪ ،‬إال أف‬
‫ىذا اإلطبلؽ يمكف أف يفتح المجاؿ الكاسع لمجكء إلى التراضي البسيط دكف كجو حؽ‪ ،‬لذلؾ يتعيف التأكيد‬
‫عمى أف االعتبارات التقنية المعنية‪ ،‬ىي التي تككف عمى درجة مف التعقيد كما تقتضيو مف تقنيات دقيقة ال‬
‫يمكف أف يعيد بيا إال لصاحب اختصاص معيف أثبت قدرتو في تنفيذ مثيميا‪ ،‬كىك ذات القكؿ الذم ينطبؽ‬
‫عمى االعتبارات الثقافية كالفنية‪ ،‬إذ ليس كؿ اعتبار فني أك ثقافي قابؿ بأف يككف مبر ار لمحياد عف كاجب‬

‫‪ -1‬عبد الحفيظ مانع‪ ،‬طرؽ إبراـ الصفقات العمكمية ككيفية الرقابة عمييا في ظؿ القانكف الجزائرم‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تمسماف‪ ،2008/2007 ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -2‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬الضمانات في مجاؿ الصفقات العمكمية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مف أجؿ الحصكؿ عمى شيادة الماجستير في الحقكؽ‪ ،‬فرع قانكف‬
‫الدكلة كالمؤسسات العمكمية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬بف يكسؼ بف خدة‪ ،2009/2008 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -3‬مناؿ حميمي‪ ،‬صفقات التراضي في الجزائر‪ :‬أسمكب إبراـ خاص بضكابط قانكنية غامضة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- RICHER Laurent, op.cit, p 442.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ا لمنافسة كالشفافية‪ ،‬فضبل عمى أنو مف الصعب إثبات عدـ تعمد المصمحة المتعاقدة بضبط المقاييس‬
‫كالمكاصفات المكجية إلى تبجيؿ أحد المتعامميف االقتصادييف عمى النحك الذم يجعمو المؤىؿ الكحيد‬
‫لمتنفيذ الصفقة‪.‬‬

‫‪ -/2‬حالة االستعجاؿ الممح‪:‬‬

‫تتمثؿ في حالة االستعجاؿ الممح المعمؿ بكجكد خطر ييدد استثما ار أك ممكا لممصمحة المتعاقدة أك‬
‫األمف العمكمي أك بخطر داىـ يتعرض لو ممؾ أك استثمار قد تجسد في الميداف‪ ،‬كال يسعو التكيؼ مع‬
‫آجاؿ إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬بشرط أنو لـ يكف في كسع المصمحة المتعاقدة تكقع الظركؼ‬
‫المسببة لحالة االستعجاؿ‪ ،‬كأف ال تككف نتيجة مناكرات لممماطمة مف طرفيا‪.‬‬

‫ما يبلحظ مف خبلؿ ىذه الفقرة ىك تقييد المشرع ليذه الحالة بجممة مف الشركط‪ ،‬إال أف الكاقع العممي‬
‫ليا يطرح عدة إشكاالت‪ ،‬نظ ار لصعكبة تحديد حالة االستعجاؿ الممح التي كردت بصيغة العمكـ مما يفتح‬
‫المجاؿ أماـ المصمحة المتعاقدة لمتحايؿ مف أجؿ تحقيؽ أغراض شخصية تحت غطاء الطابع االستعجالي‬
‫لمخدمة‪ ،‬إلى جانب ما قد تطرحو فكرة "األمف العمكمي" التي تتصؼ بمركنة أكبر كالتي يمكننا مف خبلليا‬
‫تصكر ىامش الحركة الذم أصبحت تتمتع بو المصمحة المتعاقدة لمجكء ألسمكب التراضي البسيط‪،‬‬
‫باإلضافة إلى صعكبة إثبات قياـ المصمحة بمناكرات‪ ،‬كأف حالة االستعجاؿ فرضتيا ظركؼ خارجة عف‬
‫نطاقيا‪ ،‬مما ي فسح المجاؿ أماـ استغبلليا مبر ار لمجكء إلييا في حاالت ال تتكفر عمى االستعجاؿ‪ ،‬منتيكة‬
‫بذلؾ ضكابط المجكء ليذا األسمكب بمبرر االستعجاؿ الممح‪ ،‬كىك ما يقتضي إخضاع ىذه الحالة لضكابط‬
‫محددة تحد مف سكء استغبلؿ ىذه التقنية في إبراـ الصفقات‪.‬‬

‫‪ -/3‬حالة تمويف مستعجؿ مخصص لضماف توفير حاجات السكاف األساسية‪:‬‬

‫ىذه الحالة ليست مستقمة عف الحالة السابقة لتعمقيا ىي األخرل بحالة االستعجاؿ‪ ،‬كتتميز بأنيا‬
‫تستكجب شركطا خاصة تطبؽ في مجاؿ محدد كدقيؽ‪ ،‬حيث أنيا تخص مجاال في غاية مف الحساسية‬
‫ىك مجاؿ التمكيف‪ ،‬كىي الكضعية التي تككف فييا المصمحة المتعاقدة في حاجة ماسة كسريعة لخدمة‬
‫يتكقؼ عمييا نشاطيا‪ ،1‬حيث تجد المصمحة المتعاقدة نفسيا أماـ حالة ميدانية تجعميا مضطرة لبلبتعاد‬
‫عف اإلجراءات المعقدة في إبراـ الصفقات العمكمية مف أجؿ تكفير مثبل مادة أساسية استيبلكية لمسكاف‬
‫نتيجة حدكث ظركؼ مستعجمة‪ ،‬كأف يتعمؽ األمر بحدكث زلزاؿ أك فيضاف أصاب منطقة معينة مف‬
‫الدكلة األمر الذم يتطمب السرعة مف إيصاؿ ىذه المادة لمسكاف‪ ،2‬كعميو يسمح لممصمحة المتعاقدة بإبراـ‬
‫الصفقة ع ف طريؽ التراضي البسيط شريطة عدـ تكقعيا لمظركؼ المسببة لحالة االستعجاؿ كعدـ تسببيا‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬الصفقات العمكمية في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.117‬‬


‫‪ -2‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في تحقيؽ حالة االستعجاؿ بمناكرات لممماطمة مف طرفيا‪ ،‬كفي مقابؿ ذلؾ يتعيف عمى المشرع ضبط ىذا‬
‫اليامش مف الحرية بما يفيد أف الحاجات المقصكدة ىي ما يمبي الحاجات بمقدار حاالت االستعجاؿ فقط‪.‬‬

‫‪ -/4‬حالة المشروع ذي أىمية وطنية تكتسي طابعاً استعجالياً‪:‬‬

‫الشؾ أف الطابع الخاص ليذا المشركع يمتد أثره لكؿ إقميـ الدكلة‪ ،‬كأف األعباء المالية الناتجة عف‬
‫إبراـ ىذا النكع مف العقكد ستككف ضخمة جدا‪ ،1‬لذا يخضع المجكء ليذا النكع االستثنائي إلبراـ الصفقات‬
‫العمكمية لممكافقة المسبقة لمجمس الكزراء إذا كاف مبمغ الصفقة يساكم أك يفكؽ عشرة مبليير دينار كالى‬
‫المكافقة المسبقة أثناء اجتماع الحككمة إذا كاف مبمغ الصفقة يقؿ عف ىذا المبمغ‪ .2‬كخبلفا لما كاف عميو‬
‫األمر في السابؽ فبل يكفي أف يككف ىناؾ مشركع ذك أكلكية أك أىمية كطنية حتى يككف بإمكاف‬
‫المصمحة المتعاقدة أف تمجأ إلى أسمكب التراضي البسيط بؿ يجب عبلكة عمى ذلؾ‪ ،‬أف تتكفر حالة‬
‫االستعجاؿ التي ينبغي أف تككف مستقمة عف إرادة المصمحة المتعاقدة كغير متكقعة مف قبميا‪.‬‬

‫تتعيف اإلشارة بأنو كاف منحت صبلحية اإلذف لمجمس الحككمة‪ ،‬فإف إمكانية التعسؼ في استعماؿ‬
‫ىذا الكصؼ تبقى قائمة‪ ،‬حيث أف ربط ما يمكف أف يمجأ بصدده إلى التراضي البسيط بمكافقة مجمس‬
‫الكزراء أك مجمس الحككمة كتحديد مبالغ لذلؾ‪ ،‬سيساعد عمى التعسؼ ليذه الصيغة كمما تكافرت شركطيا‬
‫أيا ما كاف حجـ ما يقتضيو درء الخطر‪ ،‬كبالتالي يتعيف تحديد حجـ ما يمكف أف يمجأ بشأنو لمتراضي‬
‫البسيط كفؽ ىذه المطة نسبة إلى حجـ الخدمات الكفيمة باالستجابة لحالة االستعجاؿ‪.‬‬

‫ىذا؛ كاف مجرد عرض الصفقة عمى المجمسيف‪ ،‬قد يجعؿ مف لجنة الصفقات المختصة تتكانى عف‬
‫دراسة مشاريع الصفقات المتعمقة بيا بصكرة جدية‪ ،‬طالما أف الجيات العميا في الدكلة ىي مف رخصت‬
‫بيذه الصفقة‪ ،‬كبالتالي يككف مف األحسف أف ال يتـ عرض الصفقات عمى مجمس الكزراء أك أثناء جمسات‬
‫الحككمة‪ ،‬إال بعد حيازتيا عمى تأشيرة لجنة الصفقات المختصة عندما يتعمؽ األمر بيذا المبرر‪ ،‬تمنح‬
‫تأشيرتيا شريطة الحصكؿ عمى مكافقة المجمس المختص الذم يبقى مف صبلحيتو المكافقة عمى صيغة‬
‫التراضي البسيط بناء عمى المبرر الذم أقرتو ىذه الفقرة‪ ،3‬فضبل عف تساؤلنا عف الضكابط التي مف شأنيا‬
‫أف تعمؿ عمى إدراج المشركع ضمف المشاريع ذات األىمية الكطنية‪ ،‬كعمى أم أساس يحكـ بأىميتيا في‬
‫ظؿ غياب المعايير التي يرتكز عمييا في تحديد ىذه األىمية‪.4‬‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ األكؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪ -2‬المطة (‪ )04‬مف المادة ‪ 49‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪ -4‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -/5‬عندما يتعمؽ األمر بترقية اإلنتاج أو األداة الوطنية لإلنتاج‪:‬‬

‫تـ إدراج ىذه الحالة مف أجؿ تمكيف اإلدارة المعنية مف إبراـ صفقاتيا في زمف يسير قصد ترقية‬
‫اإلنتاج ك‪/‬أك األداة الكطنية لئلنتاج‪ ،1‬كنظ ار ألىميتيا فإف المجكء ليذه الطريقة االستثنائية تخضع ىي‬
‫األخرل لممكافقة المسبقة لمجمس الكزراء إذا كاف مبمغ الصفقة يساكم أك يفكؽ عشرة مبليير دينار‪،‬‬
‫كلممكافقة المسبقة أثناء اجتماع الحككمة إذا كاف مبمغ الصفقة يقؿ عف ىذا المبمغ‪.2‬‬

‫‪ -/6‬عندما يمنح نص تشريعي أو تنظيمي لمؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري حقا حصريا‬
‫لمقياـ بميمة الخدمة العمومية‪ ،‬أو عندما تنجز ىذه المؤسسة كؿ نشاطيا مع الييئات واإلدارات‬
‫العمومية والمؤسسات ذات الطابع اإلداري‪:‬‬

‫يتضح مف خبلؿ ىذه الفقرة أف المشرع قمص مف قائمة المؤسسات التي يمكنيا الحصكؿ عمى‬
‫الصفقة بصيغة التراضي البسيط كفقا ليذه الحالة بعدما كاف بإمكاف أم مؤسسة عمكمية الحصكؿ عمييا‬
‫طبقا ألحكاـ المرسكـ السابؽ‪ ،‬الذم جاءت أحكامو عامة بخصكص تحديد طبيعة المؤسسة العمكمية التي‬
‫يمنحيا القانكف حقا حصريا لمقياـ بميمة الخدمة العمكمية‪ ،‬حيث أصبح األمر قاص ار عمى فئة معينة‬
‫حددىا المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬في المؤسسة العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم‪.‬‬

‫إلى جانب ىذه الحالة فقد أضاؼ المرسكـ الجديد حالة أخرل تمثمت في حالة إنجاز المؤسسة كؿ‬
‫نشاطيا مع الييئات كاإلدارات كالمؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم‪ ،‬كبالتالي فإف المشرع مف خبلؿ‬
‫ىذا ال نص قد عمؿ عمى تقييد ىامش المجكء إلى التراضي البسيط بناءا عمى ىذه الحالة مكضحا بذلؾ‬
‫الغمكض الذم كاف يعترم ىذه الحالة في السابؽ‪.‬‬

‫إال أف أحد الباحثيف يرل بأف منح األكلكية لبعض المؤسسات العمكمية كالترخيص ليا بالتعاقد طبقا‬
‫ألسمكب التراضي حتى كلك كاف مصدره نص تنظيمي أك تشريعي‪ ،‬فإنو سيخؿ بمبدأ المساكاة الذم كرسو‬
‫تنظيـ الصفقات العمكمية في العديد مف النصكص‪ ،‬كما أننا نتساءؿ كيؼ كأف األمر يتعمؽ‬

‫بحرية الصناعة كالتجارة كالتي تعد مبدأ دستكريا ثابتا‪ ،3‬أف يتـ االعتراؼ بمنح مؤسسة عمكمية ذات‬
‫طابع صناعي كتجارم حقا حصريا لمقياـ بميمة خدمة عمكمية‪ ،‬فقد كاف مف األجدر عمى المشرع أف ال‬
‫يعترؼ بالطابع المميز الذم يشبو الطابع اإلمتيازم أك بما أسماه بالحؽ الحصرم‪ ،‬كأف يترؾ المؤسسات‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫‪ -2‬المطة (‪ )05‬مف المادة ‪ 49‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬تنص المادة ‪ 43‬مف القانكف رقـ ‪ ،01/16‬المتضمف التعديؿ الدستكرم لسنة ‪ 2016‬عمى أف " حرية االستثمار كالتجارة معترؼ بيا كتمارس في‬
‫إطار القانكف‪."...‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم تثبت كجكدىا كسط عالـ تسكده التنافسية ال أف تحظى فيو‬
‫مؤسسة بعينيا بامتياز كأكلكية أك حؽ حصرم‪.1‬‬

‫تمؾ ىي الحاالت التي بتكافر إحدل صكرىا يمكف المجكء إلى صيغة التراضي البسيط‪ ،‬غير أننا‬
‫نسجؿ بعض االختبلفات في إق ارره ىذه الحاالت مقارنة بالتشريعات المقارنة كالمشرع الفرنسي الذم أشار‬
‫لبعض الحاالت التي تمكف المصمحة المتعاقدة المجكء إلعماؿ ىذه الصيغة في إبراـ صفقاتيا حددتيا‬
‫أحكاـ المادة ‪ 30‬مف تقنيف الصفقات العمكمية رقـ ‪ ،2015-899‬بينما اكتفى المشرع المصرم في‬
‫تحديده لمحاالت التي تبرر المجكء ليذا األسمكب طبقا لممادتيف ‪ 07‬ك‪ 08‬مف قانكف تنظيـ المناقصات‬
‫كالمزايدات بتكافر حالة االستعجاؿ أك حالة الضركرة أك الضركرة القصكل‪ ،‬كالتي كانت محؿ انتقاد شديد‬
‫مف قبؿ الفقو نتيجة لتمكيف رئيس مجمس الكزراء صبلحية تقديرىا المبنية عمى عبارات فضفاضة تسمح‬
‫باالنحراؼ عف المراد بيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبررات المجوء إلى التراضي بعد االستشارة‪.‬‬

‫يعتبر التراضي بعد االستشارة النمط الثاني ألسمكب التراضي نصت عميو أحكاـ المادة ‪ 41‬مف‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كآلية لمتعاقد‪ ،‬يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تمجأ إليو في حاالت معينة‪ ،‬كذلؾ‬
‫بإقامة المنافسة بيف عدة مترشحيف تدعكىـ خصيصا لمتنافس باستعماؿ كؿ الكسائؿ المكتكبة التي تراىا‬
‫مبلئمة في ذلؾ دكف المجكء لئلجراءات الشكمية لممنافسة‪ ،2‬كيمكف إجماؿ حاالت المجكء ليذا النمط كفقا‬
‫لممادة ‪ 51‬في‪:‬‬

‫‪ -/1‬حالة اإلعالف عف عدـ جدوى طمب العروض لممرة الثانية‪:‬‬

‫مكف تنظيـ الصفقات العمكمية الجديد لممصمحة المتعاقدة المجكء إلى التراضي بعد االستشارة في‬
‫حالة تحقؽ عدـ جدكل طمب العركض لممرة الثانية‪ ،3‬كالتي تتقرر حسب المرسكـ ‪ 247/15‬عندما ال يتـ‬
‫استبلـ أم عرض‪ ،‬أك عندما ال يتـ اإلعبلف بعد تقييـ العركض عف مطابقة أم عرض لمكضكع الصفقة‬
‫كلمحتكل دفتر الشركط‪ ،‬أك عندما ال يمكف ضماف تمكيؿ الحاجات‪ ،‬كتبعا الستحداث ىذا الحكـ فبل يمكف‬
‫المجكء إلى صيغة التراضي بعد االستشارة عند اإلعبلف عف عدـ جدكل المنافسة إال بعد إعادة اإلجراء‬
‫لممرة الثانية‪ ،‬الذم عبر عنو المشرع الفرنسي بالتعاقد غير المجدم‪ ،‬كالذم أقر ىك اآلخر طبقا لممادة ‪25‬‬
‫مف تقنيف الصفقات العمكمي المجكء إلى التعاقد بناء المفاكضة في حالة الصفقة التي كانت مكضكع‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ األكؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫‪ -2‬مناؿ حميمي‪ ،‬صفقات التراضي في الجزائر‪ :‬أسمكب إبراـ خاص بضكابط قانكنية غامضة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪ -3‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عرض غير نظامي‪ ،‬أم تمؾ التي لـ تتقيد بالشركط كالمتطمبات المطمكبة‪ ،‬أك تمؾ التي كانت محؿ عرض‬
‫غير مقبكؿ‪ ،‬أك أف المبالغ المالية المخصصة ليا بعد تقييـ االحتياجات ال تسمح بتمكيميا ماليا‪.1‬‬

‫‪ -/2‬حالة صفقات الدراسات والموازـ والخدمات الخاصة التي ال تستمزـ طبيعتيا المجوء إلى طمب‬
‫العروض‪:‬‬

‫إف الطبيعة الخاصة ليذا النكع مف الصفقات العمكمية ىي التي تدفع بالمصمحة المتعاقدة بالمجكء‬
‫إلى إعماؿ أسمكب التراضي بعد االستشارة‪ ،‬كقد اكتنؼ ىذه الحالة نكع مف الغمكض خاصة كأف المشرع‬
‫في ظؿ أحكاـ المرسكـ السابؽ لـ يحدد كلـ يبيف طبيعة ىذه الدراسات كالمكازـ كالخدمات الخاصة التي‬
‫تدفع المصمحة المتعاقدة بالمجكء إلبراـ صفقاتيا كفقا ليذا األسمكب‪ ،2‬كىك ما استدركو المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬مف خبلؿ تكضيحو لمطابع الخاص ليذا النكع مف الصفقات مف خبلؿ ربطيا بمكضكعيا أك‬
‫بضعؼ مستكل المنافسة أك بالطابع السرم لمخدمات التي تتضمنيا‪ ،‬كيتعيف عمى المصمحة المتعاقدة في‬
‫ىذه الحالة تبرير االبتعاد عف أسمكب طمب العركض كابراز خصكصية صفقة الدراسات كالمكازـ‬
‫كالخدمات‪ ،‬كتجدر اإلشارة بأف ىذه الحالة ال تخص صفقات األشغاؿ نظ ار ألف فحكل النص قد حصرت‬
‫المجاؿ في صفقات الد ارسات كالمكازـ كالخدمات‪.‬‬

‫تتعيف اإلشارة بأف ىذه الحالة قد حممت نكعا مف الغمكض خاصة بتضمينيا لعبارة "أك ضعؼ‬
‫المنافسة"‪ ،‬إذ يتبادر لدل كؿ قارئ لفحكل ىذا النص أف المصمحة المتعاقدة قد سمكت أسمكب طمب‬
‫العركض‪ ،‬كبعد تقييميا لمعركض مف طرؼ لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض تكصمت لنتيجة ضعؼ‬
‫المستكل‪ ،‬ثـ إننا نتساءؿ ما الفرؽ بيف ىذه الحالة كحالة عدـ الجدكل‪.‬‬

‫‪ -/3‬حالة صفقات األشغاؿ التابعة مباشرة لممؤسسات العمومية السيادية في الدولة‪:‬‬

‫اقتصرت ىذه الحالة عمى الصفقات الخاصة بتنفيذ األشغاؿ التابعة لممؤسسات ذات البعد السيادم‬
‫في الدكلة‪ ،‬كىي حالة كردت بصفة مطمقة دكف تحديد أك ضبط‪ ،‬فيؿ قصد بيا المشرع إعفاء مؤسسة‬
‫الدفاع مثبل أك المؤسسة التابعة لقطاع العدؿ مف إبراـ الصفقات عف طريؽ طمب العركض كاالكتفاء‬
‫بطريؽ التراضي بعد االستشارة ؟ ىذا كقد أشارت الفقرة الرابعة مف المادة ‪ 52‬عمى أف قائمة ىذه األشغاؿ‬
‫المعنية في ىذه الحالة‪ ،‬تحدد بمكجب بمقرر مف سمطة الييئة العمكمية السيادية لمدكلة أك مسؤكؿ الييئة‬
‫العمكمية أك الكزير المعني‪ ،‬كذلؾ بعد أخذ رأم لجنة الصفقات لمييئة العمكمية أك المجنة القطاعية‬

‫‪ -1‬عبد الكريـ تبكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.79‬‬


‫‪ -2‬نصت المادة ‪ 5/44‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ، 236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى) بقكليا " تمجأ المصمحة المتعاقدة إلى‬
‫الدرسات كالمكازـ كالخدمات الخاصة التي ال تستمزـ بطبيعتيا المجكء إلى‬
‫التراضي بعد االستشارة في الحاالت اآلتية "‪...‬في حالة صفقات ا‬
‫مناقصة "‪ ،‬فالنص لـ يبف طبيعة الخصكصية التي تضطر بسببيا المصمحة المتعاقدة إلبراـ صفقاتيا طبقا ليذا األسمكب‪ ،‬كىك ما استدركتو‬
‫أحكاـ المادة ‪ 2/51‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪.247/15‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لمصفقات حسب الحالة‪ ،‬كمف تـ فإف ىذا النص قيد سمطة اإلدارة بالعكدة ليذه القائمة المعدة مسبقا‪ ،‬إذ ال‬
‫يمكنيا التعاقد في صفقات خارج نطاؽ ما رسمتو ىذه القائمة‪ ،1‬كىك ما يتفؽ كما أقرتو المادة ‪ 08‬مف‬
‫قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم بشأف إعفاء ك ازرتي الدفاع كاإلنتاج الحربي كأجيزتيما كالتي‬
‫قيدت المجكء االتفاؽ المباشر بتكافر حالة الضركرة‪ ،‬كىك ما قد يتيح غطاء أكبر الستغبلؿ ىذا األسمكب‬
‫مف خبلؿ تمييع مصطمح الضركرة الذم يتيح ليا المجكء ليذا األسمكب‪.‬‬

‫‪ -/4‬حالة الصفقات الممنوحة التي كانت محؿ فسخ‪ ،‬وكانت طبيعتيا ال تتالءـ مع آجاؿ طمب عروض‬
‫جديد‪:‬‬

‫خكؿ تنظيـ الصفقات العمكمية في ىذه الحالة لممصمحة المتعاقدة إبراـ الصفقات العمكمية بأسمكب‬
‫التراضي بعد االستشارة لككف الصفقات الممنكحة محؿ فسخ‪ ،‬كالتي ال تتبلءـ بحكـ طبيعتيا الخاصة مع‬
‫آجاؿ طمب عركض جديدػ فربحا لمكقت فقد تقرر ليا المجكء إلبراـ الصفقة كفؽ أسمكب التراضي بعد‬
‫االستشارة نظ ار لمركنتو كتميزه مقارنة باإلجراءات التي يتطمبيا طمب العركض‪.‬‬

‫‪ -/5‬العمميات المنجزة في إطار إستراتيجية التعاوف الحكومي أو في إطار االتفاقات الثنائية المتعمقة‬
‫بالتمويالت االمتيازية وتحويؿ الديوف إلى مشاريع تنموية أو ىبات‪:‬‬

‫حسب ىذه الحالة تمجأ المصمحة المتعاقدة الختيار المتعاقد معيا بكاسطة التراضي بعد االستشارة‬
‫نظ ار لخصكصية ىذه الحالة‪ ،‬كقد أجاز المشرع حصر االستشارة في البمد المعني عندما يتعمؽ األمر‬
‫بالعمميات المنجزة في إطار إستراتيجية التعاكف الحككمي‪ ،‬أك البمد المقدـ لؤلمكاؿ في االتفاقات الثنائية‬
‫المتعمقة بالتمكيبلت االمتيازية كتحكيؿ الديكف إلى مشاريع تنمكية‪.2‬‬

‫كما يسجؿ عمى ىذه الحالة أنيا تميزت بالغمكض‪ ،‬فالمشرع لـ يحدد المقصكد بالتمكيبلت االمتيازية‬
‫كلـ يكضح الكيفية التي تتـ بمكجبيا تحكيؿ الديكف إلى مشاريع عمكمية أك ىبات‪ ،‬كىك ما قد يفتح الباب‬
‫أما استغبلؿ ىذه الحالة لخدمة أغراض شخصية كابراـ صفقات عمكمية بأمكاؿ أجنبية ضخمة كىك ما مف‬
‫شأنو أف يؤدم إلى تبديد كىدر الماؿ العاـ‪.‬‬

‫تمؾ ىي الحاالت التي في مجمميا يمكف لممصمحة المتعاقدة المجكء ليذا األسمكب في حالة تحقؽ‬
‫إحدل صكرىا‪ ،‬كالتي تمكنيا مف االنتقاؿ مف القاعدة العامة (طمب العركض) إلى االستثناء (التراضي)‪،‬‬
‫كالتي حممت شكبل مغاي ار كفقا ألحكاـ المادة ‪ 25‬مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي الذم ربطيا بتكافر‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 52‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬تجسيدا لذلؾ فقد تـ في ىذا الصدد اتفاؽ بيف حككمة الجميكرية الجزائرية كحككمة الجميكرية اإليطالية كالذم تمت المصادقة عميو بمكجب‬
‫المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،427/11‬المؤرخ في ‪ ، 2011/12/11‬المتضمف التصديؽ عمى االتفاؽ بيف حككمة الجميكرية الجزائرية الديمقراطية‬
‫الشعبية كحككمة الجميكرية اإليطالية المتعمؽ بكيفيات تجسيد تحكيؿ الديف إلى مشاريع تنمية‪ ،‬المكقع في الجزائر بتاريخ ‪ ،2011/07/12‬ج ر‬
‫ج ج عدد (‪ )68‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/12/14‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الحالة التي تستدعي المجكء إلى الحمكؿ المبتكرة‪ ،‬أك حالة تضميف العقد لخدمات التصاميـ‪ ،‬أك في حالة‬
‫عدـ التمكف مف منح العقد بدكف مفاكضات مسبقة بسبب ظركؼ خاصة تتعمؽ بطبيعتو أك تعقيده‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬إجراءات إبراـ الصفقات العمومية عف طريؽ التراضي‪.‬‬

‫سبقت اإلشارة إلى أف اإلدارة تستطيع المجكء إلى التعاقد عف طريؽ إجراء التراضي مباشرة في‬
‫اختيارىا لممتعاقد معيا‪ ،‬شأنيا في ذلؾ شأف األفراد العادييف في اختيارىـ لمف يتعاقدكف معيـ‪ ،‬كيككف ليا‬
‫كامؿ الحرية في التفاكض كالمساكمة دكف قيد أك شرط‪ ،‬كذلؾ ضمف حاالت محددة قانكنا‪ ،1‬إال أف ىذا‬
‫األمر ال يأخذ عمى إطبلقو كال يعفييا مف كؿ القيكد كانما يمقي عمى عاتقيا إتباع بعض اإلجراءات‬
‫الشكمية البسيطة في تعاقدىا كفقا ليذا اإلجراء‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شرط إعداد دفتر الشروط‪.‬‬

‫مف المعمكـ أف دفتر الشركط قد سبؽ كتـ إعداده بمناسبة طمب العركض‪ ،‬فإذا سمكت المصمحة‬
‫المتعاقدة ىذا األسمكب ثـ ثبت عدـ جدكاه طبقا لما ىك مقرر قانكنا‪ ،‬يمكنيا حينئذ كطبقا ألحكاـ المادة‬
‫‪ 52‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬أف تمجأ إلى أسمكب التراضي بعد االستشارة كأف تحتفظ بنفس‬
‫دفتر الشركط باستثناء األحكاـ الخاصة بطمب العركض‪.2‬‬

‫كاذا ما رأت المصمحة المتعاقدة ضركرة لتعديؿ بنكد ىذا الدفتر عمى نحك يمس شركط المنافسة‪،‬‬
‫كجب عمييا حينيا تقديمو لمجنة الصفقات المختصة لدراستو‪ ،‬مع إلزاميا بالمجكء إلى طمب عركض جديد‬
‫طبقا لمفقرة الثالثة مف المادة ‪ ،52‬كىك ما يعني المجكء لممرة الثالثة إلى أسمكب طمب العركض‪ ،‬كلف يككف‬
‫بإمكاف المصمحة المتعاقدة أف تمجأ إلى التراضي بعد االستشارة إال في حاؿ عدـ جدكل الطمب الثاني‬
‫لممرة الثانية‪ ،‬أم فعميا بعد عدـ جدكل طمب العركض لممرة الرابعة‪ ،‬كىك ما مف شأنو أف يؤدم إلى إىدار‬
‫الكثير مف الكقت كالماؿ‪.3‬‬

‫كفي مقابؿ ذلؾ تخضع باقي الصفقات التي يتـ فييا المجكء إلى أسمكب التراضي بعد االستشارة إلى‬
‫إعداد دفتر شركط‪ ،‬كىذا ما يستنتج مف نص الفقرة ‪ 5‬مف المادة ‪ 52‬مف المرسكـ الرئاسي ‪،247/15‬‬
‫فصفقات الخدمات كالدراسات التي ال تحتاج بطبيعتيا المجكء إلى إجراء طمب العركض‪ ،‬كصفقات‬
‫األشغاؿ الخاصة بالمؤسسات العمكمية السيادية‪ ،‬ككذا العمميات المنجزة في إطار إستراتيجية التعاكف‬
‫الحككمي أك في إطار ِاتفاقات ثنائية تتعمؽ بالتمكيبلت االمتيازية كتحكيؿ الديكف إلى استثمارات‪ ،‬كميا‬
‫يككف فييا المجكء إلى إجراء التراضي بعد االستشارة ابتدائيان لـ يسبقو إجراء آخر‪ ،‬كال يككف ىنالؾ طمب‬

‫‪ -1‬عائشة بعيط‪ ،‬ضمانات مبدأ المنافسة في الصفقات العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في إطار مدرسة الدكتكراه دكلة كمؤسسات‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪ ،)1‬بف عكنكف‪ ،2014/2013 ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 1/52‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد ىاممي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عركض قد سبؽ العممية حيث يجب عمى المصمحة المتعاقدة إعداد دفتر شركط كعرضو طبقا لمقتضيات‬
‫تنظيـ الصفقات العمكمية عمى لجنة الصفقات العمكمية المعنية‪.‬‬

‫أما فيما يخص الحالة التي يككف فييا المجكء إلى التراضي بعد االستشارة بسبب فسخ صفقة ال‬
‫تتناسب مع آجاؿ طمب عركض جديد‪ ،‬حيث كفي ىذه الحالة سيككف ىنالؾ حتمان دفتر شركط جرل‬
‫إعداده سمفان قبؿ منح الصفقة لممتعاقد الذم جرل فسخ عقده‪ ،‬كباشتراط المشرع لضركرة إعداد المصمحة‬
‫المتعاقدة لدفتر شركط جديد عند تحقؽ ىذه الحالة‪ ،‬يككف قد اعتبر دفتر الشركط المعد سمفا في حكـ‬
‫الممغى ضمنيان‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدعوة إلى التعاقد‪.‬‬

‫رغـ أف تنظيـ الصفقات العمكمية لـ يحدد كيضبط إجراءات محددة ألسمكب التراضي بشكميو‪ ،‬إال أنو‬
‫كقبؿ أف تشرع المصمحة المتعاقدة في مباشرة الدعكة لمتعاقد‪ ،‬فقد ألزميا بتكفير مجمكعة مف الضكابط‬
‫كالشركط كإلزاـ المصمحة المتعاقدة في بعض الحاالت بضركرة الحصكؿ عمى رخص مسبقة كاحتراـ قيـ‬
‫مالية معينة حتى يتسنى ليا إتباع ىذا األسمكب المباشر في التعاقد‪.2‬‬

‫بناء عمى ذلؾ فإف دعكة المتعامميف لمتعاقد تعد أكؿ مرحمة يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة مباشرتيا‪،‬‬
‫حيث تقكـ بتكجيو الدعكة لمف تراه قاد ار عمى انجاز العممية التي ترغب في تنفيذىا‪ ،‬كىك ما يقابؿ اإلعبلف‬
‫في مختمؼ أشكاؿ طمب العركض‪ ،‬لمحصكؿ عمى عدد مف العارضيف مما يسمح بتعدد فرص االنتقاء‬
‫لدل المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كما أف حريتيا في اختيار مف تتعاقد معو تختمؼ حسب شكؿ التراضي‪ ،‬فيي‬
‫أكثر حرية في حاالت التراضي البسيط إذ ال تمتزـ بشكميات كاجراءات معينة‪ ،‬بخبلؼ التراضي بعد‬
‫االستشارة كالذم تتقيد مف خبللو بإجراء االستشارة‪ 3،‬فتكجو خطابيا الرسمي الذم يشمؿ العناصر‬
‫األساسية لمتعاقد لمجمكعة مف المتعامميف متخصصيف في مجاؿ التعاقد مف أجؿ مشاركتيـ في المنافسة‬
‫كالمقارنة بيف عركضيـ‪ ،4‬كلممصمحة المتعاقدة كامؿ الحرية في اعتماد أم كسيمة تراىا مناسبة لدعكة‬
‫المتعامميف كجمب العركض لمنح الصفقة ألفضؿ المتعامميف مف الناحية المالية كالفنية كالتحقؽ مف‬
‫مطابقتيا لممكاصفات المطمكبة‪ ،‬كىك ما يعكس المركنة الكبيرة التي يمتاز بيا ىذا اإلجراء‪ ،‬في حيف‬
‫كخبلفا لما أقره المشرع الجزائرم نجد أف كؿ مف المشرع الفرنسي كالمصرم قد كاف أكثر صرامة مف‬
‫المشرع الجزائرم في فرض قيكد كضكابط لمجكء لمثؿ ىذا اإلجراء في التعاقد‪ ،‬مؤكدا في ذلؾ عمى ضركرة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 5/52‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 49‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 41‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.204‬‬
‫‪ -‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.314‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫صدكر قرار مسبب مف السمطة المختصة بإمكانية التعاقد عف طريؽ االتفاؽ المباشر‪ 1‬مقيدة في ىذا‬
‫الشأف بحدكد مالية معينة حددتيا أحكاـ المادة ‪ 07‬مف قانكف المزايدات كالمناقصات‪ ،‬كالتي كاف مف‬
‫الحرم بالمشرع الجزائرم التقيد بيا ىك اآلخر‪ ،‬خاصة في ظؿ ما يعكسو كاقع الحاؿ مف استغبلؿ المفرط‬
‫ليذه اآللية كفتح باب الغش كالتحايؿ عمى القانكف الذم طرح العديد مف التجاكزات راح ضحيتيا الماؿ‬
‫العاـ‪.‬‬

‫فضبل عف كؿ ذلؾ فقد انتيج المشرع المصرم في ذلؾ مسمكا مغاي ار‪ ،‬بمنعو تكرار التعاقد بطريؽ‬
‫االتفاؽ المباشر أكثر مف مرة كاحدة خبلؿ السنة المالية الكاحدة بالنسبة لذات العممية‪ ،‬مستثنيا مف ذلؾ كؿ‬
‫ما يتـ تك ارره مف تعاقدات طالما أنيا ال تتجاكز الحد األقصى المقرر قانكنا مف العممية ذاتيا‪ ،2‬كذلؾ‬
‫خبلفا لممشرع الجزائرم الذم أبقى المجاؿ مفتكحا أماـ المصمحة المتعاقدة لمتحايؿ في تقسيـ محؿ العقد‬
‫عمى عدة مرات مف أجؿ اإلفبلت مف العتبة المالية المحددة قانكنا‪ ،‬مكتفيا في ذلؾ بالتأكيد عمى حالة ما‬
‫تجاكزت المبالغ المحددة في المادة ‪ 13‬مف المرسكـ ‪ 247/15‬خبلؿ السنة المالية الكاحدة في إطار‬
‫ميزانية سنكية‪ ،‬أك خبلؿ سنة مالية أك أكثر‪ ،‬في إطار ميزانية متعددة السنكات‪ ،‬فتبرـ حينئذ صفقة تدرج‬
‫فييا الطمبات المنفذة سابقا كتعرض عمى الييئة المختصة بالرقابة الخارجية لمصفقات العمكمية‪ ،‬كأما في‬
‫حالة لـ تتمكف المصمحة المتعاقدة مف ىذا اإلبراـ لمصفقة‪ ،‬فتبرـ بمقابؿ ذلؾ صفقة تسكية بصفة استثنائية‬
‫خبلؿ السنة المكالية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحمة التفاوض‪.‬‬

‫تعد المفاكضات مرحمة ميمة في عممية إبراـ الصفقة بطريؽ التراضي كالتي تحقؽ لممصمحة‬
‫المتعاقدة عدة أىداؼ مف بينيا إزالة الغمكض عف بعض المسائؿ‪ ،‬كالكقكؼ عمى إمكانيات المتعاقد‬
‫معيا‪ ،3‬لذلؾ فقد خكليا المشرع طبقا لممادة ‪ 6/52‬القياـ بعممية التفاكض التي أفادت بقكليا "‪...‬يمكف‬
‫المصمحة المتعاقدة أف تتفاكض حكؿ شركط تنفيذ الصفقة‪ ،‬كتجرل المفاكضات مف طرؼ لجنة تعينيا‬
‫كترأسيا المصمحة المتعاقدة‪ ،‬في ظؿ احتراـ األحكاـ المنصكص عمييا في المادة ‪ 5‬مف ىذا المرسكـ‪،‬‬
‫كيجب عمى المصمحة المتعاقدة السير عمى ضماف إمكانية تتبع أطكار المفاكضات في محضر"‪ ،‬كىك ما‬
‫أكد عميو الفقو الفرنسي خاصة في العقكد المتميزة بطابع السرية‪ ،‬كعقكد األشغاؿ العامة كالتكريدات‬
‫الخاصة بشؤكف الدفاع كالتي تستكجب مفاكضات مباشرة نظ ار لما تكفره مف سرية كسرعة في آف كاحد‪.4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 50‬مف قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم الصادر بالقانكف رقـ ‪ 89‬لسنة ‪( 1998‬المعدؿ كالمتمـ)‪.‬‬
‫‪ -2‬أفادت المادة ‪ 51‬مف البلئحة التنفيذية لقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم بقكليا " ال يجكز تكرار التعاقد بطريؽ االتفاؽ المباشر أكثر‬
‫مف مرة كاحدة في ذات السنة المالية بالنسبة لذات العممية مكضكع التعاقد إال في الحاالت التي ال يجاكز فييا مجمكع قيمة ما يتـ تك ارره مف‬
‫تعاقدات عف ذات العممية الحد األقصى المقرر قانكنا "‪.‬‬
‫‪ -3‬مناؿ حميمي‪ ،‬صفقات التراضي في الجزائر‪ :‬أسمكب إبراـ خاص بضكابط قانكنية غامضة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ -4‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫فالتفاكض؛ إجراء تقكـ بو المصمحة المتعاقدة مع المتعامؿ الراغب في التعاقد مف أجؿ اإلعداد إلبراـ‬
‫العقد أك تسكية نقطة خبلفية بينيما تتعمؽ بإحدل بنكد العقد أك تنفيذه‪ ،1‬كىي مقيدة في ذلؾ ببعض القيكد‬
‫كىذا راجع ألىمية العقد‪ ،‬كطبيعة األمكاؿ التي تتعامؿ بيا‪ ،‬كىك ما يستمزـ اتخاذ احتياطات لكي ال يتـ‬
‫التبلعب بيا‪ ،‬بينما يستفيد المتعاقد مف ىذه العممية بالحصكؿ عمى أكبر قدر مف التسييبلت‪ ،‬إلى جانب‬
‫التفاكض بشأف ثمف العقد الذم يعتبر الحؽ األساسي لممتعامؿ المتعاقد كالذم يعبر عف قيمة شي ما أك‬
‫خدمة ىي مكضكع العقد الذم يتـ التفاكض بشأنو‪.2‬‬

‫كعمى المصمحة المتعاقدة مفاكضة المتعاقد معيا‪ ،‬سكاء في حالة التراضي البسيط الذم يتطمب‬
‫مناقشة المتعيد في كؿ تفاصيؿ الصفقة حتى كلك كاف متعامبل كاحدا‪ ،‬أك في حالة التراضي بعد االستشارة‬
‫الذم تدخؿ خبللو المصمحة المتعاقدة في مرحمة مفاكضات مع أكثر مف عارض‪ ،3‬حيث أف المصمحة‬
‫المتعاقدة مف خبلؿ ىذا األسمكب ممزمة باستشارة كافة المؤسسات التي شاركت في طمب العركض الذم‬
‫تقرر عدـ جدكاه لممرة الثانية كذلؾ عف طريؽ رسالة استشارة‪.‬‬

‫كاذا ما قررت المصمحة المتعاقدة استشارة مؤسسات أخرل لـ تشارؾ في طمب العركض‪ ،‬فإنو يتكجب‬
‫عمييا نشر اإلعبلف عف االستشارة حسب األشكاؿ المنصكص عمييا في المادة ‪ 65‬مف تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كالمتعمقة في الكاقع بأحكاـ اإلعبلف عف طمب العركض‪ ،‬كحينيا سيككف عمى المصمحة‬
‫المتعاقدة أف تستشير كؿ متعيد يقدـ إلييا عرضا في اآلجاؿ المحددة ضمف اإلعبلف‪ ،‬إال أننا نتساءؿ فيما‬
‫لك تـ تمقي عرض كاحد بعد االستشارة؟ كعميو فإف ىذه الحالة ال تمثؿ عدـ الجدكل إذ يجب عمى‬
‫المصمحة المتعاقدة فتح ىذا العرض كتقييمو‪ ،‬كبالتالي تعاقدىا مع ىذا المتعيد في حالة ما إذا كاف عرضو‬
‫مطابقا لمكضكع الصفقة كدفتر الشركط‪ ،‬السيما أف الفقرة ‪ 7‬مف المادة ‪ 52‬مف المرسكـ سالؼ الذكر ال‬
‫تقرر عدـ جدكل التراضي بعد االستشارة إال في حالة عدـ استبلـ أم عرض‪ ،‬أك في حاؿ عدـ اختيار أم‬
‫عرض بعد تقييـ العركض‪ ،‬كىك ما أفادت بو كذلؾ االرسالية الصادرة عف ك ازرة المالية تحت رقـ ‪43‬‬
‫كالذم يمزـ المصمحة المتعاقدة عند تمقي عرض كاحد بفتح ىذا العرض كبالتالي تقييمو‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد أحمد عبد النعيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.36‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- VINCENT Jiménez, Leprix dans les contrats internationaux, Thése pour le doctorat en droit international,‬‬
‫‪université de Nice Sophia Antipolis,‬‬ ‫‪p13-‬‬
‫‪ -3‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.316‬‬
‫‪ -4‬اإلرسالية رقـ ‪ 43‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2016/‬بتاريخ ‪ ،2016/01/18‬المتعمقة بحاالت عدـ الجدكل‪ .‬كىذا‬
‫خبلفا لما كاف عميو الحاؿ في السابؽ أيف كاف يعمف عف عدـ جدكل االستشارة في أسمكب التراضي بعد استشارة عند استبلـ عرض كاحد‪ ،‬أك لـ‬
‫يتـ استبلـ أم عرض‪ ،‬أك إذا تـ التأىيؿ األكلي التقني لعرض كاحد فقط‪ ،‬أك لـ يتـ تأىيؿ أم عرض بعد تقييـ العركض المستممة‪ ،‬المادة ‪44‬‬
‫مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،23/12‬المؤرخ في ‪ ،2012/01/18‬المعدؿ كالمتمـ لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)04‬الصادرة بتاريخ ‪( 2012/01/26‬الممغى)‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كمف الميـ بمكاف أف تعيد عممية التفاكض لجية مستقمة تؤسسيا اإلدارة ليذا العرض بعيدا عف لجنة‬
‫فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،‬باعتبارىا عممية ميمة تستكجب نكعا مف الحيدة التي تضمف المساكاة بيف‬
‫المتنافسيف المتقدميف إلجراء التراضي كباألخص إجراء التراضي بعد االستشارة‪ ،‬كىك ما كرسو المشرع‬
‫الجزائرم مف خبلؿ منح المصمحة المتعاقدة إمكانية استحداث لجنة تتكلى عممية التفاكض‪ ،‬إال أننا كعمى‬
‫الرغـ مف ذلؾ فإننا نجد ذلؾ الغمكض الذم يكتنؼ ىذه المجنة‪ ،‬خاصة في ظؿ غياب تحديد المياـ‬
‫المككمة ليذه المجنة (لجنة التفاكض) كصبلحيتيا‪ ،‬كطبيعة المحضر الذم تعده كتقدمو لممصمحة المتعاقدة‬
‫كىك ما يستدعي مف المشرع اإلسراع في تدارؾ ىذه النقائص بمزيد مف التفصيؿ إلضفاء أكبر قدر مف‬
‫الشفافية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مرحمة التعاقد‪.‬‬

‫بعدما تقكـ المصمحة المتعاقدة بتجميع العركض عف طريؽ دعكة المتعامميف لمتعاقد‪ ،‬كانتقاء أفضميا‬
‫كأنسبيا في مرحمة االستشارات كالمفاكضات‪ ،‬تعمؿ عمى إسناد الصفقة كبطريقة مباشرة لممتعامؿ الذم‬
‫اختارتو كتفاكضت معو عمى جميع شركط العقد‪ ،‬فاإلدارة في أغمب صفقاتيا المبرمة كفؽ أسمكب التراضي‬
‫تتعاقد مع متعامميف متعاقديف ليـ قدرات كامكانيات مالية كفنية عالية تعرفت عمييا مف خبلؿ تعامميا‬
‫السابؽ معيـ‪ ،‬أك مف خبلؿ معرفتيا لمكاصفاتيـ المرجعية ليككف اختيارىا ليـ سديدنا‪ 1‬مستعممة في ذلؾ‬
‫أية كسيمة قانكنية السيما االستعبلـ لدل مصالح متعاقدة أخرل‪ ،‬كادارات كىيئات مكمفة بميمة المرفؽ‬
‫العمكمي‪ ،‬كلدل البنكؾ كالممثميات الجزائرية في الخارج‪.‬‬

‫كتكريسا لمبدأ الشفافية كالمكضكعية في إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬فقد ألزـ تنظيـ الصفقات العمكمية‬
‫المصمحة المتعاقدة بضركرة اإلعبلف عف المنح المؤقت لمصفقة المبرمة كفؽ أسمكب التراضي بعد‬
‫االستشارة مثمما أكجبو في طمب العركض‪ ،‬كىذا ألف المصمحة المتعاقدة أماـ متعيديف في حالة تنافس‬
‫محدكد كمف حؽ كؿ كاحد منيـ ممارسة حؽ الطعف حسب الشركط المحددة في المادة ‪ 82‬مف المرسكـ‬
‫الرئاسي رقـ ‪.247/15‬‬

‫كطبقا لممادة ‪ 3/80‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬يمكف لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬كبعد مكافقة المتعامؿ‬
‫الحائز عمى الصفقة القياـ بضبط الصفقة كتحسيف عرضة دكف المساس بشركط المنافسة كمبادئيا‪،‬‬
‫كبالتالي يمكنيا أف تطمب منو تحسيف عرضو بالرجكع لمتطمبات دفتر الشركط كاألسعار المطبقة في‬
‫السكؽ‪ ،‬كيمكف أف يمس ىذا التحسيف عمى سبيؿ المثاؿ السعر‪ ،‬أك آجاؿ اإلنجاز‪ ،‬آجاؿ الضماف‪ ،‬أك‬
‫طريقة كجدكؿ التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -1‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.317‬‬


‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يشار إلى أنو في حالة الصفقات التي تنفذ في الخارج أك تمؾ التي تكتسي طابعا سريا‪ ،‬فإف اإلعبلف‬
‫عف المنح المؤقت يعكض بمراسمة المتعامميف االقتصادييف الذيف تمت استشارتيـ‪ ،1‬كىذا ليتمكف كؿ‬
‫متعيد منيـ يعارض اختيار المصمحة المتعاقدة مف رفع طعف حسب شركط المادة ‪ 82‬مف المرسكـ‬
‫الرئاسي رقـ ‪.247/15‬‬

‫أما فيما يخص التراضي البسيط فإف المصمحة المتعاقدة غير ممزمو فيو باإلعبلف عف المنح المؤقت‬
‫لمصفقة‪ ،‬ألف المادة ‪ 49‬كىي تحدد حاالت المجكء إليو لـ تشر لذلؾ؛ لككنو إجراء بسيط أسندت مف خبللو‬
‫الصفقة ألقدر متعامؿ متعاقد فنيا كماليا‪ ،‬باإلضافة إلى أف المصمحة المتعاقدة كفؽ ىذا األسمكب‬
‫(التراضي البسيط) تتمتع بسمطة تقديرية إلبراـ صفقاتيا‪ ،‬طالما أف النص القانكني لـ يكضح نظاما إجرائيا‬
‫يحكـ إبراـ الصفقات كفؽ ىذا األسمكب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫اإلجراءات الخاصة‪.‬‬

‫مكف المشرع المصالح المتعاقدة المجكء إلى اإلجراءات الخاصة معتمدا في ذلؾ عمى المعيار المالي‬
‫لمتمييز بيف الطمبات التي تستكجب إخضاعيا لئلجراءات الشكمية‪ ،‬كبيف تمؾ التي تقتضي المجكء‬
‫لئلجراءات المكيفة بشأنيا‪ ،‬أم عدـ إخضاعيا لئلجراءات الشكمية التي يقررىا تنظيـ الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫(الفقرة األكلى) كلقد نص المشرع عمى ىذه اإلجراءات ضمف القانكف السابؽ غير أنيا لـ ترد بيذا المفيكـ‬
‫إال مف خبلؿ اإلصبلح الجديد لتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬الذم خصيا ببياف أحكاميا كحاالتيا (الفقرة‬
‫الثانية) ضمف القسـ الثاني مف الباب األكؿ مف المرسكـ الرئاسي ‪.247/15‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تمكيف المصمحة المتعاقدة في المجوء لإلجراءات الخاصة‪.‬‬

‫أقر المشرع الجزائرم جممة مف األحكاـ تصب في مجمميا عمى تكفير أكبر قدر مف المركنة في‬
‫عممية إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كذلؾ بتمكيف المصمحة المتعاقدة في المجكء إلى اإلجراءات الخاصة‬
‫لمتعاقد في الحاالت التي ال تبرـ فييا عقكدىا بطريقة الصفقة العمكمية‪ ،‬كالتي قد يككف إتباعيا غير مبلئـ‬
‫كفقا لما تتطمبو الظركؼ كالمستجدات‪ ،‬لذلؾ خكؿ المشرع الجزائرم لممصمحة المتعاقدة إمكانية المجكء إلى‬
‫اإلجراءات الخاصة‪ ،‬دكف الدعكة الشكمية إلى المنافسة في بعض الحاالت‪ ،2‬ىذه اإلجراءات الجديدة تتعمؽ‬
‫بحاالت خاصة تختمؼ باختبلؼ السبب الذم تأسست عمى أساسو‪ ،‬كالمحددة مف قبؿ المشرع في حاالت‬
‫معينة‪ ،‬كالتي كاف أعفيت فييا مف اإلجراءات الشكمية إال أنيا ممزمة في ذلؾ باحتراـ المبادئ العامة التي‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 9/52‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬لخضر رابحي‪ ،‬فتحي عككش‪ ،‬السمطة التقديرية لممصمحة ال متعاقدة في المجكء إلى اإلجراءات الخاصة في الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ‬
‫الرئاسي ‪ ، 247/15‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19 -18‬أكتكبر ‪ ،2016‬ص ‪.04‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ترتكز عمييا عممية اإلبراـ‪ ،‬كاليادفة إلضفاء الشفافية عمى اإلجراءات كالعدالة بيف المتنافسيف كحرية‬
‫الكصكؿ لمطمب العمكمية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬ضبط حاالت المجوء لإلجراءات الخاصة‪.‬‬

‫أقرت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية بعض الحاالت التي تمجأ مف خبلليا المصمحة المتعاقدة إلى‬
‫إجراءات خاصة في اإلبراـ‪ ،‬إذ يمكف لممصمحة المتعاقدة في الحاالت المنصكص عمييا عدـ إتباع‬
‫اإلجراءات العامة المتعمقة بإبراـ الصفقات‪ ،‬كذلؾ بمجكئيا إلى اإلجراءات الخاصة في الحاالت التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬حالة االستعجاؿ الممح‪.‬‬

‫مكف المشرع الجزائرم مف خبلؿ أحكاـ المادة ‪ 12‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬المصمحة‬
‫المتعاقدة في الشركع في تنفيذ الخدمات قبؿ إبراـ الصفقة في حالة كجكد خطر داىـ يتعرض لو ممؾ أك‬
‫استثمار قد تجسد في الميداف‪ ،‬أك كجكد خطر ييدد ممؾ أك استثمار أك ممكا لممصمحة المتعاقدة أك األمف‬
‫العمكمي‪ ،‬كال يسعو التكيؼ مع آجاؿ إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية‪ .‬كأماـ اليامش الكاسع الذم تتيحو‬
‫مثؿ ىذه الحاالت التي مف شأنيا أف تفتح باب سكء استغبلليا فقد ألزميا المشرع بضركرة التقيد بجممة مف‬
‫الضكابط محاكالن مف خبلليا ضبط لجكئيا لمثؿ ىذه الحاالت كىي‪:‬‬

‫‪ -‬كجكد خطر داىـ يتعرض لو ممؾ أك استثمار قد تجسد في الميداف‪ ،‬أك ييدد ممكا أك استثما ار أك ممكا‬
‫لممصمحة المتعاقدة أك األمف العمكمي‪ ،‬كال يسعو التكيؼ مع آجاؿ إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫شريطة أف لـ يكف متكقعا مف قبؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كأف ال تككف نتيجة مناكرات لممماطمة مف‬
‫طرفيا‪.‬‬

‫‪ -‬ضركرة الحصكؿ عمى مقرر معمؿ مف قبؿ الكزير أك الكالي أك رئيس المجمس الشعبي البمدم المعني‬
‫يرخص بمكجبو لممصمحة المتعاقدة الشركع في تنفيذ الخدمات قبؿ إبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬مع كجكب‬
‫إرساؿ نسخة مف ىذا المقرر إلى كؿ مف مجمس المحاسبة الذم يمارس رقابتو البعدية عمى صرؼ‬
‫األمكاؿ العمكمية‪ ،‬كالى الكزير المكمؼ بالمالية الذم يمارس ميامو عف طريؽ سمطة ضبط الصفقات‬
‫العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ككذا المفتشية العامة لممالية‪.‬‬

‫‪ -‬يجب أف تقتصر الخدمات كاألشغاؿ عمى ما ىك ضركرم لمتكفؿ بمكاجية الخطر‪ ،‬كىك ما يستفاد مف‬
‫عبارة "كيجب أف تقتصر ىذه الخدمات عمى ما ىك ضركرم"‪.‬‬

‫ىذه الحالة تفرضيا استحالة التكفؿ بما يقتضيو درء الخطر بالطرؽ العادية‪ ،‬كلك في الصيغ األقؿ‬
‫تنافس يو أك عديمة المنافسة‪ ،‬إذا كانت ىذه الصيغ ال تتبلءـ كسرعة تفاقـ الخطر كما يقتضيو مف تكفؿ‬
‫بو‪ ،‬فإف كاف الكضع متفاقـ بالسرعة التي ال يمكف فييا حتى عقد صفقة بالتراضي البسيط أمكف المجكء‬

‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إلى ىذه الطريقة االستثنائية‪ ،1‬كىك ما يستفاد مف العبارة الكاردة بالنص بتعبير "‪..‬كال يسعو التكيؼ‬
‫مع آجاؿ إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،"..‬كال تقتصر ىذه الطريقة االستثنائية عمى اإلعفاء مف‬
‫إجراءات المنافسة فحسب‪ ،‬كانما يتعمؽ اإلعفاء بكؿ إجراءات الصفقات العمكمية بما في ذلؾ تحرير‬
‫الصفقة كابراميا‪ ،‬بحيث يكتفى بتبادؿ رسائؿ بيف الطرفيف كالتي يعقبيا كفي حدكد ‪ 06‬أشير مف تاريخ‬
‫التكقيع عمى المقرر الترخيص‪ ،‬إبراـ صفقة تسكية في حالة ما إذا كانت العممية تفكؽ المبالغ المحددة في‬
‫الفقرة األكلى مف المادة ‪ 13‬التي تكجب إبراـ صفقة عمكمية كعرضيا عمى الييئات المختصة بالرقابة‬
‫الخارجية‪ ،‬عمى أف ترسؿ نسخة مف المقرر إلى كؿ مف مجمس المحاسبة‪ ،‬كالى الكزير المكمؼ بالمالية‬
‫الذم يمارس ميامو عف طريؽ سمطة ضبط الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ كالمفتشية العامة‬
‫لممالية‪ ،‬كما يجب أف تقتصر الخدمات كاألشغاؿ عمى ما ىك ضركرم لمتكفؿ بمكاجية الخطر‪.‬‬

‫في الحقيقة إف المشرع قد حدد المعالـ األساسية لمجكء لحالة االستعجاؿ الممح‪ ،‬كىك ما يضفي نكع‬
‫مف الشفافية في ىذه الحالة الخاصة‪ ،‬حيث يظير مف األحكاـ التي تضبط ىذه الحالة حرص المشرع‬
‫عمى كضع ضمانات إجرائية كشكمية تؤمف االستغبلؿ المشركع لبلستثناءات التي أفردت بيا عمى مستكل‬
‫إجراءات اإلبراـ‪ ،‬كلكف كعمى الرغـ مف ذلؾ فإف اإلشكاؿ الذم يطرح ىك غمكض القرائف التي تثبت عدـ‬
‫تعمد المصمحة المتعاقدة في الكقكع في حالة االستعجاؿ‪ ،‬كما أف عبارة "االستعجاؿ الممح" قد كردت‬
‫بصيغة العمكـ‪ ،‬كىك ما قد يتيح فرص االستغبلؿ الغير المشركع لمثؿ ىذه الحاالت عمى المستكل العممي‬
‫تحت غطاء الطابع االستعجالي لمخدمة‪.‬‬

‫ىذا؛ كتكريسا لمبادئ الشفافية كالعدالة بيف المتنافسيف‪ ،‬فقد كاف مف األجدر أف ال يترؾ تقدير ىذه‬
‫الحالة لشخص كاحد حتى كلك كاف مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كانما كاف مف األجدر أف يعيد بذلؾ إلى‬
‫لجنة تقنية تتشكؿ لمعاينة حجـ كمدل إحداؽ الخطر كداىميتو‪ ،‬كالضرر الذم يمكف أف يترتب عنو‬
‫كطبيعة الخدمات لمتكفؿ بالخطر‪ ،‬ثـ بناء عمى التقرير التقني الذم تعده ىذه المجنة يحؽ لمسؤكؿ‬
‫المصمحة المتعاقدة اتخاذ القرار الذم يراه مناسبا لمتكفؿ بحالة االستعجاؿ‪ ،2‬إلى جانب إلزاـ المصمحة‬
‫المتعاقدة بتبميغ األمر باألشغاؿ كدكف أم مماطمة في الساعات األكلى التي تمي اإلذف بذلؾ‪ ،‬كاال فقد‬
‫اإلجراء طابعو االستعجالي المبرر بالخطر الداىـ‪ ،‬كالزاميا بضركرة الرجكع لئلجراءات العادية بمجرد درء‬
‫أك زكاؿ أسباب ىذا الخطر‪ ،‬كأف ال تتمادل ال زمنان كال في حجـ كال في طبيعة الخدمات بعنكاف ىذا‬
‫االستثناء‪.‬‬

‫ىذا؛ كاننا نتساءؿ عف الفائدة مف إجراء صفقة تسكية عمى المستكل العممي كالتي تعتبر مجرد إجراء‬
‫شكمي اليدؼ منو تسكية ما سبؽ التعاقد عميو فقط‪ ،‬كىك نفس الحكـ الذم ينطبؽ عمى الجدكل مف‬

‫‪ -1‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إخضاع ىذه الصفقة لييئات الرقابة الخارجية التي يعد دكرىا في ضماف مشركعيتيا يبقى ىك اآلخر شكميا‬
‫باعتبارىا ال تجد خيا انر غير التأشير عمى تـ االتفاؽ عميو طالما أف الصفقة قد أبرمت كشرع في تنفيذىا‪،‬‬
‫مما يفسح المجاؿ أماـ السمطة التقديرية لممصمحة المتعاقدة الستغبلؿ سمطاتيا الرتكاب ممارسات قد‬
‫تنعكس سمبا عمى شفافية الصفقة العمكمية كعمى مستكل تحقيؽ المشركع لغاية حفظ الماؿ العاـ‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات المكيفة‪.‬‬

‫أقرت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية أدكات كاجراءات خاصة إلبراـ بعض العقكد كالطمبات العمكمية‬
‫تختمؼ عف تمؾ المقررة إلبراـ الصفقة العمكمية معتمدا في ذلؾ عمى المعيار المالي في تحديدىا‪ ،‬كىك ما‬
‫يظير مف خبلؿ أحكاـ المادة ‪ 13‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬التي يصطمح عمييا المشرع الفرنسي بػ‬
‫‪ marché publics a Procédures adaptées‬كىي ترجمة لمصفقات ذات اإلجراءات المكيفة‪ ،‬نصت عمييا‬
‫المادة ‪ 27‬مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي رقـ ‪ 360/2016‬بقكليا " عندما تككف القيمة التقديرية‬
‫لممتطمبات أقؿ مف عتبات اإلجراءات الشكمية‪ ،‬يجكز لممشترم إبراـ ىذه العقكد كفقا لئلجراءات المكيفة‪،‬‬
‫كتحدد طريقة إبراميا كفقا لطبيعة كخصائص الحاجات المراد تمبيتيا كعدد كمكقع المتعامميف االقتصادييف‬
‫الذيف يحتمؿ أف يستجيبكا ليا كظركؼ الشراء‪ ،2"...‬بينما اصطمح عمييا المشرع التكنسي ىك اآلخر‬
‫بالصفقات ذات اإلجراءات المبسطة‪ ،3‬أما المشرع الجزائرم فقد اصطمح عمييا باإلجراءات المكيفة‪ ،4‬كالتي‬
‫تجد سندىا ضمف أحكاـ المادة ‪ 13‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 47/15‬التي أفادت بقكليا بأف " كؿ صفقة‬
‫عمكمية يساكم فييا المبمغ التقديرم لحاجات المصمحة المتعاقدة اثني عشر مميكف دينار (‪12.000.000‬‬
‫دج) أك يقؿ عنو لؤلشغاؿ أك المكازـ‪ ،‬كستة مبلييف (‪ 6.000.000‬دج) لمدراسات أك الخدمات‪ ،‬ال تقتضي‬
‫كجكبا إبراـ صفقة عمكمية كفؽ اإلجراءات الشكمية المنصكص عمييا في الباب األكؿ مف تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬عمى أف تحسب ىذه المبالغ طبقا لممادة ‪ 22‬باحتساب كؿ الرسكـ مع األخذ بعيف االعتبار‬
‫المتعامميف المعفييف منيا‪.5‬‬

‫‪ -1‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art 27 du Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.‬‬
‫‪ -3‬الفصؿ ‪ 02‬المطة ‪ 15‬مف األمر رقـ ‪ 1039‬لسنة ‪ ،2014‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية التكنسي‪ ،‬ىذا كقد حدد المشرع التكنسي مف‬
‫خبلؿ الفصؿ ‪ 50‬األحكاـ كالعتبات المالية التي بيا نككف بصدد إبراـ صفقات عمكمية كفقا لئلجراءات المسبطة‪.‬‬
‫‪ -4‬نظمت األحكاـ المتعمقة باإلجراءات المكيفة ضمف القسـ الفرعي الثاني مف القسـ الثاني لمباب األكؿ مف المادة ‪ 13‬إلى ‪ 22‬مف المرسكـ‬
‫الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلرسالية رقـ ‪ 185‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2016/‬بتاريخ ‪ ،2016/03/02‬المتعمقة باعتماد مبمغ العرض المالي‪.‬‬
‫كقد أخضع المشرع الصفقات العمكمية لمعدالت جديد‪ ،‬كذلؾ بالمعدؿ العادم المقدر بػ ‪ %19‬عكض ‪ ،%17‬كالمعدؿ المنخفض المقدر بػ ‪%9‬‬
‫عكض ‪ %7‬عمى أف‪ .‬تطبؽ ىذه المعدالت إبتداءا مف ‪.2017/01/01‬‬
‫‪ -‬التعميمة رقـ ‪ 46‬الصادرة عف ك ـ‪/‬ـ ع ض‪/‬ـ ت ت ج‪/‬ـ ؼ‪ ،2017/1.‬المؤرخة في ‪ ،2017/01/02‬المتعمقة بكيفيات تنفيذ المعدالت‬
‫الجديدة لمرسـ عمى القيمة المضافة‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كبيذه الصفة تعد المصمحة المتعاقدة إجراءات داخمية إلبراـ ىذه الطمبات‪ ،‬كعندما تختار المصمحة‬
‫المتعاقدة أحد اإلجراءات الشكمية المنصكص عمييا في ىذا المرسكـ‪ ،‬يتعيف عمييا مكاصمة إبراـ الطمب‬
‫بنفس ىذا اإلجراء"‪.1‬‬

‫كبناء عمى ذلؾ فإف ىذا النص يفرض عمى المصمحة المتعاقدة تحديد أك إعداد إجراءاتيا الداخمية‬
‫المعتمدة مف طرفيا في شكؿ أشبو ما يككف بنظاـ داخمي عمييا إتباعو بشأف اإلجراءات المكيفة‪ ،2‬في‬
‫الحاالت التي ال يتحقؽ فييا الحد المالي األدنى إلبراـ الصفقة العمكمية‪ ،3‬تحدد فييا محتكل العركض‪،‬‬
‫ككيفية تقديميا ككيفية فتح األظرفة كتقييـ العركض كغيرىا مف مجريات العممية‪ ،4‬ىذا كاف تحرر اإلدارة‬
‫مف إتباع اإلجراءات الشكمية إلبراـ عقكدىا ال يعني إتاحة الفرصة ليا إلبراـ عقكدىا كفقا لؤلسمكب الذم‬
‫تراه مناسبا ليا‪ ،‬ذلؾ أف المشرع قد حدد ليا أساليب إبراـ مثؿ ىذه العقكد مقيدة في ذلؾ باحتراـ اإلجراءات‬
‫الخاصة بيذه األساليب كالمتمثمة في‪:‬‬

‫‪ -/1‬االستشارة‪:‬‬

‫أسس ليذا النكع مف أساليب التعاقد المادة ‪ 14‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬التي أفادت بقكليا‬
‫"يجب أف تككف الحاجات المذككرة أعبله محؿ إشيار مبلئـ كاستشارة متعامميف اقتصادييف مؤىميف كتابيا‪،‬‬
‫النتقاء أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية "‪ ،‬الذيف يتـ تحديدىـ حسب طبيعة الحاجات المراد‬
‫تمبيتيا باإلضافة إلى المعمكمات المتكفرة لدل المصمحة المتعاقدة بشأف ىذه الحاجات‪ ،‬إال أننا نتساءؿ عف‬
‫المقصكد باإلشيار المبلئـ؟ كمف ىنا يمكف القكؿ بأنو يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة استنفاذ كؿ طرؽ‬
‫اإلشيار إلتاحة الفرصة ألكبر عدد مف المتعامميف‪ ،‬كقد كاف النص السابؽ أكثر كضكحا حينما نص عمى‬
‫كجكب "أف تككف الطمبات المذككرة في الفقرة أعبله‪ ،‬المفصمة كما ينبغي‪ ،‬محؿ استشارة بيف ثبلثة (‪)3‬‬
‫متعيديف مؤىميف عمى األقؿ النتقاء أحسف عرض مف حيث الجكدة كالسعر"‪ ،5‬كفي حالة ما إذا استحاؿ‬
‫عمييا ذلؾ كجب عمييا تبرير ذلؾ ضمف التقرير التقديمي‪ ،6‬خبلفا لما تبناه المشرع ضمف أحكاـ التنظيـ‬
‫الحالي‪ ،‬الذم كاف نص عمى ضركرة لجكء المصمحة المتعاقدة إلى إجراء االستشارة كقيدىا بضركرة احتراـ‬
‫المبادئ التي تحكـ الصفقات العمكمية‪ ،‬إال أنو لـ يقيدىا بعدد معيف مف المتعيديف الذيف ينبغي‬
‫استشارتيـ‪ ،‬كما لـ يحدد الحاالت التي ينبغي فييا إعادة االستشارة‪ ،‬عمى أف تككف ممزمة في ذلؾ بإرفاؽ‬

‫‪ -1‬اإلرسالية رقـ ‪ 43‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2016/01/18‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬مختار بف عابد‪ ،‬كريـ ساطكطاح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ -3‬المنشكر الكزارم الصادر عف ك ازرة المالية رقـ ‪ ،2015/003‬المؤرخ في ‪ ،2015/11/22‬المتعمؽ بتنفيذ أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪247/15‬‬
‫المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلرسالية رقـ ‪ 232‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2016/‬بتاريخ ‪ ،2016/03/20‬المتعمقة باإلجراءات المكيفة‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 2/06‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى)‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 5/06‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى)‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االلتزاـ بالنفقة بتقرير تقديمي تبرر فيو االستشارة ككيفية اختيار المتعيد الذم رست عميو االستشارة كالتي‬
‫تبقى مسؤكلة عف تحريره كفؽ اإلجراءات المحدد في المكاد ‪ 13‬إلى ‪ 22‬مف المرسكـ الرئاسي ‪.247/15‬‬

‫ىذا؛ كال ينحصر مجاؿ تطبيؽ االستشارة في العقكد التي ال تبمغ الحد المالي األدنى لمصفقة‬
‫العمكمية‪ ،‬كانما إلى جانب ذلؾ تجد تطبيقيا في العقكد التي يككف محميا الخدمات المتميزة بنمطيا العادم‬
‫كالمتكرر طبقا لمفقرة األكلى مف المادة ‪ 16‬مف نفس المرسكـ‪ ،‬إضافة لطمبات األشغاؿ التي ال تتطمب‬
‫شيادة تصنيؼ كتأىيؿ‪ ،‬التي يمكف لممصمحة المتعاقدة تكجيو االستشارة لمحرفييف قصد تمبيتيا‪.‬‬

‫لكف ما يدفعنا لمتساؤؿ ىك مبرر السماح بالمجكء لبلستشارة في حالة الخدمات ذات النمط العادم‬
‫كالمتكرر‪ ،‬حيث أف الطابع التكرارم كالعادم ال يكفي لتبرير ىذا اإلجراء‪ ،‬السيما كأف ىذه الخدمات أتاح‬
‫التنظيـ لممصمحة المتعاقدة بصددىا المجكء إلى إجراءات صفقة الطمبية‪ ،1‬كبعنكاف ىذا اإلجراء يصبح‬
‫بمقدكر المصمحة أف تفتح المنافسة بشأف ىذه الخدمات كتستفيد مف تمديد العمؿ بالصفقة لمدة تصؿ‬
‫لخمس سنكات تتفادل مف خبلليا إعادة اإلجراءات التنافسية‪ ،‬بؿ كحتى مف مجرد االستشارة‪ ،‬حيث يمكف‬
‫تجديد صفقة الطمبية بمكجب مقرر مف المصمحة المتعاقدة يبمغ لممتعامؿ المتعاقد‪.2‬‬

‫ىذا؛ كاف ما يبلحظ أف المادة ‪ 1/16‬قد تجاكزت األخذ بعيف االعتبار مسألة كحدانية المتعامؿ المتعاقد‬
‫المعمكؿ بيا سابقا‪ ،‬كاكتفت بالتركيز عمى طبيعة الحاجة كتجانسيا‪ ،‬مما يستدعي األخذ بعيف االعتبار‬
‫فضبل عف تراكـ المبالغ بالنسبة لؤلشغاؿ المسجمة عمى نفس العممية‪ ،‬تراكـ المبالغ الممتزـ بيا مف طرؼ‬
‫نفس المصمحة تجاه نفس المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬إذا تعمقت بأشغاؿ مف نفس الطبيعة خبلؿ نفس السنة‪.3‬‬

‫كما يدعـ إعادة االعتبار لكحدانية المتعامؿ في اإللزاـ بالمجكء إلى التنظيـ‪ ،‬ما أفادت بو المادة ‪18‬‬
‫التي أشارت إلبراـ ممحؽ لمصفقة كالذم يسمح بتجاكز المبالغ المكجبة لتطبيؽ التنظيـ‪ ،‬ما يعني أف تراكـ‬
‫الطمبات التي نصت عمييا ىذه المادة ىي طمبات لدل نفس المتعامؿ‪ ،‬فمماذا لـ تشر ىذه الفقرة كال الفقرة‬
‫األكلى مف المادة ‪ 18‬صراحة لمعيار كحدانية المتعامؿ مثمما أشارت لذلؾ صراحة الفقرة ‪ 13‬مف المادة‬
‫‪ 06‬مف المرسكـ السابؽ‪.4‬‬

‫كأما إذا تجاكزت الصفقات المبرمة كفقا لئلجراءات المكيفة المبالغ المالية المحددة مف خبلؿ نص‬
‫المادة ‪ 13‬خبلؿ السنة المالية الكاحدة في إطار ميزانية سنكية‪ ،‬أك خبلؿ سنة مالية أك أكثر في إطار‬

‫‪ -1‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 34‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -4‬أفادت الفقرة ‪ 13‬مف المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى) بقكليا "إذا تحتـ عمى المصمحة‬
‫المصمحة المتعاقدة أف تقكـ بعدة طمبات لخدمات مماثمة لدل نفس المتع امؿ خبلؿ السنة المالية الكاحدة‪ ،‬ككانت مبالغيا تفكؽ المبالغ المذككرة‬
‫أعبله‪ ،‬تبرـ حينئذ صفقة تدرج فييا الطمبات المنفذة سابقا كتعرض عمى الييئة المختصة بالرقابة الخارجية لمصفقات‪." ..‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ميزانية متعددة السنكات‪ ،‬تبرـ حينئذ صفقة تدرج فييا الطمبات المنفذة سابقا كتعرض عمى الييئة المختصة‬
‫بالرقابة الخارجية لمصفقات العمكمية‪.‬‬

‫كاذا لـ تتمكف المصمحة المتعاقدة مف إبراـ صفقة عمكمية طبقا لمفقرة السابقة‪ ،‬كعرضيا عمى ىيئة‬
‫الرقابة الخارجية المسبقة خبلؿ السنة المالية المعنية بالنسبة لمعمميات المقيدة في ميزانية سنكية‪ ،‬تبرـ‬
‫صفقة تسكية بصفة استثنائية خبلؿ السنة المكالية كتقيد ىذه النفقات في االعتمادات المتعمقة بيا طبقا‬
‫لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما‪.‬‬

‫إف ىذا اإلجراء يعتبر استثناء لمبدأ سنكية الميزانية‪ ،‬كما كاف ىذا اإلجراء يقتصر في السابؽ عمى‬
‫عمميات اقتناء المكازـ كالخدمات ذات النمط العادم كالطابع المتكرر فقط‪ ،‬مع اشتراط أف تككف ىذه‬
‫العمميات مكضكع قرار مشترؾ بيف مسؤكؿ الييئة الكطنية المستقمة أك الكزير المعني كالكزير المكمؼ‬
‫بالمالية يحدد قائمتيما‪ ،1‬ف ي حيف أف أحكاـ ىذه الفقرة قد جاءت لتعمـ استعماؿ التخفيؼ عمى كؿ‬
‫العمميات المقيدة في ميزانية سنكية‪ ،‬غير أف ما يأخذ في ىذا الشأف أف تقييد المصمحة المتعاقدة في‬
‫الكضعيتيف بإبراـ صفقة تسكية يعد مجرد إجراء شكمي يفتقد لمجدكل التي تجعؿ منو ضمانة تؤمف‬
‫مشركعية التعاقد‪ ،‬حيث نتساءؿ عف جدكل مف إبراـ الصفقة كعرضيا عمى ىيئات الرقابة الخارجية‬
‫المختصة إف كانت الطمبات قد أبرمت كنفذت كليس ىناؾ أم مجاؿ لتدارؾ أم إجراء أك خمؿ قد انتابيا‪،‬‬
‫كمف ثمة فإف دكر الييئة المكمفة بالرقابة يكاد يككف دكرىا شكميا ليس لو أم أثر‪.‬‬

‫‪ -/2‬سند الطمب‪:‬‬

‫ترد عمى قاعدة االستشارة في إبراـ الصفقات العمكمية كفقا لئلجراءات المكيفة‪ ،‬استثناء نصت عميو‬
‫المادة ‪ 21‬مف نفس المرسكـ كالتي أفادت بقكليا " ال تككف محؿ استشارة كجكبا الطمبات التي تقؿ مجمكع‬
‫مبالغيا حسب طبيعتيا‪ ،‬أشغاال أك لكازـ أك دراسات أك خدمات خبلؿ نفس السنة المالية‪ ،‬عف مميكف دينار‬
‫(‪ 1.000.000‬دج) فيما يخص األشغاؿ أك المكازـ‪ ،‬كعف خمسمائة ألؼ دينار (‪ 500.000‬دج) فيما‬
‫يخص الدراسات أك الخدمات كتحسب ىذه الطمبات بالرجكع لكؿ ميزانية عمى حدة"‪.‬‬

‫تبعا لذلؾ فإننا نتساءؿ عف الطريقة التي ستنفذ بيا ىذه الطمبات التي ال تككف ممزمة بتمبيتيا كفقا‬
‫لطريقة االستشارة لعدـ تحقؽ المعيار المالي الذم يفرض عمييا إتباع أسمكب االستشارة كسبيؿ لئلبراـ‪،‬‬
‫كىك ما أجابت عميو المادة ‪ 20‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬التي أفادت بقكليا " يجب أف تككف‬
‫الطمبات المبرمة طبقا لئلجراءات المكيفة محؿ سندات طمب أك في حالة الضركرة‪ ،‬عقكد تحدد حقكؽ‬
‫األطراؼ ككاجباتيـ "‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 14/6‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى)‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫باستقراء ىذا النص يتضح بأف اإلجراء القانكني الذم يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة االلتزاـ بو في‬
‫حالة الطمبات التي لـ تبمغ مجمكع مبالغيا خبلؿ نفس السنة المالية ‪ 1.000.000‬دج فيما يخص‬
‫األشغاؿ أك المكازـ‪ ،‬ك ‪ 500.000‬دج بالنسبة لمدراسات أك الخدمات ىك سندات طمب‪ ،‬كما أكضحت‬
‫الفقرة الثانية مف المادة ‪ 21‬بأف اختيار المتعامميف المتعاقديف في ىذا اإلطار يتـ عمى أساس اختيار‬
‫أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية‪ ،‬إال أنيا كفي مقابؿ ذلؾ أغفمت تكضيح اإلجراء الذم يتعيف‬
‫عمى المصمحة المتعاقدة إتباعو في حالة ما تجاكزت قيمة المالية لمطمبات محؿ سند الطمب أثناء سنة‬
‫مالية الحد المالي المنصكص عميو في نص المادة ‪ ،21‬أك تجاكزت الحد المالي األدنى لبلستشارة ففي‬
‫ىذه الحالة ىؿ تككف ممزمة بتحقيؽ الكضعيتيف بإبراـ استشارة بالنسبة لمكضعية األكلى أك صفقة بالنسبة‬
‫لمكضعية الثانية عمى سبيؿ التسكية قياسا عمى األحكاـ التي نظـ بيا الطمبات التي تنفذ بطريؽ االستشارة‬
‫‪1‬‬
‫أك ما ىك اإلجراء الذم يتـ اعتماده في ىذه الحالة ؟‬

‫ىذا؛ كلـ تبيف أحكاـ التنظيـ الضكابط التي يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة التقيد بيا مف الناحية‬
‫اإلجرائية كالشكمية لتضمف مشركعية تعاقدىا كفقا لطريقة سندات الطمب‪ ،‬كانما اكتفى النص في ذلؾ عمى‬
‫منع المجكء إلى نفس المتعامؿ عندما يككف تمبية تمؾ الخدمات مف طرؼ متعامميف اقتصادييف آخريف‪ ،‬إال‬
‫في الحاالت االستثنائية المبررة‪ ،‬إذ أنو مف الناحية العممية يمكنيا أف تمجأ لدل كؿ احتياج أف إلى سندات‬
‫طمب أك العقكد بمبالغ تدخؿ ضمف ىذا االستثناء‪ ،‬بدكف استشارة م ار ار كتك اررا‪ ،‬كلك بالعدد الذم يتـ بو‬
‫استيبلؾ كؿ االعتمادات المسجمة في الميزانية المعنية‪ ،‬طالما تـ احتراـ مبدأ عدـ تركيز ىذه الطمبات‬
‫لدل نفس المتعامؿ مثمما اشترط ىذه النص‪ ،‬كىك ما يتنافى كما نصت عميو الفقرة ‪ 13‬مف المادة ‪27‬‬
‫التي منعت " تجزئة الحاجات بيدؼ تفادم اإلجراءات الكاجب إتباعيا كحدكد اختصاص لجاف الصفقات"‪،‬‬
‫كبالتالي يجب أف ال يؤدم المجكء إلى ىذه الطمبات إلى تحصيص يأخذ شكؿ تجزئة ىدفيا التيرب مف‬
‫إجراءات المنافسة أك الرقابة التي تقتضييا الصفقات العمكمية‪ ،2‬كبالتالي فإف ىذا القدر الكاسع لمسمطة‬
‫التقديرية التي تتمتع بيا المصمحة المتعاقدة عمى مستكل إجراءات التعاقد لمطمبات التي تنفذىا بمكجب‬
‫سندات الطمب مف شأنو أف تفسح المجاؿ أماميا الستغبلؿ مثؿ ىذه الفراغات الرتكاب ممارسات تنعكس‬
‫سمبا عمى الحفاظ عمى الماؿ العاـ كصكف تسييره‪.‬‬

‫ىذا؛ كاننا نجد أف المشرع قد ألزـ المصمحة المتعاقدة بعدـ المجكء إلجراء االستشارة ليذه الطمبات‪،‬‬
‫كفي مقابؿ ذلؾ نجد بأنو يشترط عمييا التقيد باختيار أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية‪ ،‬كىذا لف‬
‫يتأتى حسب رأينا مف دكف القياـ باستشارة المتعيديف المؤىميف أك تمقي عركض منيـ بعد استيفاء إجراءات‬
‫اإلشيار‪.‬‬

‫‪ -1‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -2‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬الصفقات التي تتطمب السرعة في اتخاذ القرار‪.‬‬

‫طبقان لممادة ‪ 23‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪247/15‬؛ تعفى المصمحة المتعاقدة مف المجكء إلى‬
‫إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية بغض النظر عف قيمتيا كمكضكعيا؛ في حاؿ تعمؽ األمر باستيراد‬
‫منتجات كخدمات تتطمب مف المصمحة المتعاقدة السرعة في اتخاذ القرار بحكـ طبيعتيا كالتقمبات السريعة‬
‫في أسعارىا‪ ،‬كمدل تكافرىا ككذا الممارسات التجارية المطبقة عمييا؛ كالتي ال تتكيؼ مع اآلجاؿ‬
‫كاإلجراءات التي يفرضيا تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬إذ قد يككف المجكء إلى اإلجراءات التي يفرضيا‬
‫القانكف ىنا ضا انر بالماؿ العاـ كبالمصمحة العامة‪ ،‬السيما في الحاالت التي تككف ىنالؾ تقمبات سريعة في‬
‫األسعار نزكالن‪ ،‬بحيث تحرـ المصمحة المتعاقدة مف االستفادة مف ىبكط األسعار فيما لك اضطرت إلى‬
‫إتباع إجراءات منح الصفقة طبقا لئلجراءات الشكمية التي أقرتيا أحكاـ الباب األكؿ مف القانكف‪.1‬‬

‫كقد خكلت أحكاـ المادة الحؽ لمكزير المعني عند كؿ عممية استيراد تأسيس لجنة ك ازرية مشتركة‬
‫خاصة‪ ،‬تتشكؿ مف أعضاء مؤىميف في الميداف المعني‪ ،‬برئاسة ممثؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كتكمؼ بإجراء‬
‫المفاكضات كاختيار الشريؾ المتعاقد‪ ،‬كىي إجراءات قي تستكجب مدة زمنية ال تقؿ بكثير عف اإلجراءات‬
‫العادية‪ ،‬األمر الذم يجعميا ال تستجيب لممتطمبات التي أعمنت عمييا المادة كبررت بيا المجكء إلى ىذه‬
‫الطريقة التي اعتبرتيا استثنائية مما يفرض حتمية البحث عف آليات كطرؽ أخرل أقؿ ثقبلن‪.2‬‬

‫ىذا؛ كتحدد قائمة المنتجات كالخدمات المذككرة أعبله‪ ،‬بمكجب قرار مشترؾ بيف الكزير المكمؼ‬
‫بالمالية كالكزير المكمؼ بالتجارة كالكزير المعني‪ ،‬كميما يكف مف أمر تمزـ المصمحة المتعاقدة بتحرير‬
‫صفقة تسكية خبلؿ أجؿ ثبلثة (‪ )3‬أشير ابتداء مف الشركع في تنفيذ الخدمات‪ ،‬كعرضيا عمى الييئة‬
‫المختصة بالرقابة الخارجية‪.‬‬

‫ما يمكف أف يطرح في ىذا المجاؿ ىك عدـ تحديد المشرع لمجاالت الرقابة التي تقكـ بيا ىذه المجنة‬

‫مف جية‪ ،‬كمدل فعميتيا إف كانت ال تتزامف كىذا الطابع اإلجرائي الذم يتطمب السرعة في اتخاذ القرار‬
‫النيائي الخاص بالصفقة مف جية أخرل‪.3‬‬

‫رابعا‪ :‬اإلجراءات المتعمقة بتقديـ الخدمات الخاصة‪.‬‬

‫يمكف المصمحة المتعاقدة المجكء إلى اإلجراءات المكيفة عندما يتعمؽ األمر بػالخدمات المتعمقة بالنقؿ‬
‫كالفندقة كاإلطعاـ كالخدمات القانكنية ميما كانت مبالغيا‪ ،‬كأما في حالة ما تجاكز مبمغ الطمب مبمغ تقديـ‬
‫الخدمات المتعمقة بالعتبة اإلجبارية إلبراـ الصفقات الخاضعة لئلجراءات الشكمية‪ ،‬كاف لزاما عمى‬

‫‪ -1‬محمد ىاممي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.07‬‬


‫‪ -2‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المصمحة المتعاقدة أف تعرض ىذه الصفقات لرقابة المجاف الخارجية لمصفقات المختصة‪ ،‬التي تتكلى قبؿ‬
‫ذلؾ دراسة الطعكف المحتممة مبدئيا مف طرؼ المتعامميف االقتصادييف الذيف تمت استشارتيـ عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬كىك ما أغفمو المشرع في الحالة السابقة التي لـ تحدد مجاالت اختصاص لجاف الرقابة‬
‫الخارجية المختصة‪.1‬‬

‫ىذا؛ كاننا نسجؿ تحفظا بخصكص فحكل المادة ‪ 24‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬الذم أقر‬
‫بضركرة تقديـ المصم حة المتعاقدة "صفقة" إلى لجنة الصفقات المختصة‪ ،‬عمى أف اإلجراء األصح ىك أف‬
‫تقدـ ليا "مشركع صفقة"‪ ،‬ذلؾ أف اختصاص لجنة الصفقات ىك دراسة مشاريع الصفقات في ىذا الجانب‪،‬‬
‫ثـ إف أنماط الرقابة التي تكفرىا منظكمة الصفقات العمكمية ال تستثني تطبيؽ أنماط أخرل لمرقابة مف‬
‫بينيا الرقابة المالية لمنفقات الممتزـ بيا‪ ،‬كعميو ليس منطقيا أف تقدـ المصمحة المتعاقدة لمجنة الصفقات‬
‫المختصة "صفقة" ثـ تقدـ بعد ذلؾ لممراقب المالي المختص "مشركع صفقة" كما تمميو أحكاـ المرسكـ‬
‫التنفيذم رقـ ‪ 414/92‬المتعمؽ بالرقابة المالية لمنفقات الممتزـ بيا‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ كمنو فقد كاف مف‬
‫األقؿ أف يتـ النص عمى اصطبلح "صفقة تسكية" بدؿ "صفقة"‪.2‬‬

‫فضبلن عف ذلؾ فإننا ال نجد مبر ار لتمكيف المصمحة المتعاقدة مف تجاكز اإلجراءات الشكمية في‬
‫خدمات يمكف تمبيتيا عف طريؽ أسمكب الطمبية الممتد صبلحيتو إلى خمس سنكات‪ ،‬مما يعفي المصمحة‬
‫المتعاقدة طيمة كؿ ىذه المدة الزمنية مف تكرار اإلجراءات بالنسبة لمسنكات المكالية لمسنة األكلى مف تنفيذ‬
‫الصفقة‪ ،‬بؿ بالعكس فإف ىذه الخدمات بالنظر لممنافسة المتكفرة بشأنيا‪ ،‬كالتفاكت الممكف ككنو في نكعية‬
‫أدائيا كالشركط المرافقة التي يمكف أف تحصؿ عمييا المصمحة المتعاقدة نتيجة سعة المنافسة‪ ،‬يجب أف‬
‫تككف عمى األقؿ مكضكع استشارة تجمع ثبلث مؤسسات متنافسة يختار مف بينيا الخدمة األكثر‬
‫اقتصادية‪.3‬‬

‫خامساً‪ :‬اإلجراءات المتعمقة بتكاليؼ الماء والغاز والكيرباء والياتؼ واالنترنت‪.‬‬

‫تبرـ الصفقات العمكمية ليذه التكاليؼ كفؽ أسمكب صفقة الطمبية المحددة بمكجب المادة ‪ 34‬مف‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬كبالتالي فإف المشرع قد أخضع ىذه العمميات لصفقة الطمبات التي تككف‬
‫محؿ صفقة األشغاؿ أك اقتناء المكازـ أك الخدمات أك الدراسات ذات الطابع العادم كالمتكرر‪ ،‬كالتي تككف‬
‫مدتيا سنة كاحدة قابمة لمتجديد كالتي يمكف أف تتداخؿ في سنتيف ماليتيف أك أكثر‪.‬‬

‫كما يمكف أف يككف ىذا النكع مف الصفقات محؿ تسكية استثنائيا فكر تبميغ االعتمادات بغض النظر‬
‫عف األحكاـ المخالفة لممادة ‪ 27‬مف المرسكـ الرئاسي سالؼ الذكر‪ ،‬كالتي تحدد حاجات المصالح‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -2‬مختار بف عابد‪ ،‬كريـ ساطكطاح‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -3‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المتعاقدة الكاجب تمبيتيا مسبقا قبؿ الشركع في أم إجراء إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك ما يمس بالتقدير‬
‫اإلدارم الذم قامت بو المصمحة المتعاقدة كفؽ المعايير األساسية كالمتعمقة أساسان بمعيار النجاعة‬
‫كالمبلءمة‪.1‬‬

‫بناء عمى ما سبؽ فإف إقرار المشرع المجكء لئلجراءات الخاصة التي تخضع لقكاعد إجرائية تختمؼ‬
‫عف القكاعد الشكمية التي أقرتيا أحكاـ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬راجع‬
‫لسببيف‪ ،‬إما أف مبالغيا التقديرية تساكم أك تقؿ عف العتبة المالية المقررة إلبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬كاما أف‬
‫ذلؾ راجع لطبيعة الخدمات التي ال تتبلءـ كاإلجراءات الشكمية المقررة‪ ،‬كىك ما يشكؿ إلى جانب أسمكب‬
‫التراضي استثناء عمى طمب العركض الذم يعد القاعدة العامة في إبراـ الطمبات العمكمية‪.‬‬

‫كفي مقابؿ ذلؾ كطالما أنيا تتعمؽ بتنفيذ نفقات عمكمية‪ ،‬كمف أجؿ ضماف نجاعة ىذه الطمبات‬
‫كحسف استعماؿ الماؿ العاـ‪ ،‬فإف المصمحة المتعاقدة ممزمة في ذلؾ بحد أدنى مف اإلجراءات الشكمية‬
‫إلبراـ ىذا النمط مف الطمبات‪ ،‬مع مراعاة المبادئ العامة المتعمقة بحرية الكصكؿ لمطمبات العمكمية‬
‫كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفصؿ الثاني‪:‬‬
‫النظاـ اإلجرائي والرقابي عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يستمزـ لحماية الماؿ العاـ إقرار ضكابط كقيكد تستيدؼ عدـ اإلنفاؽ إال إذا كاف ضركريا‪ ،‬لذلؾ‬
‫تقتضي مشركعية عممية إبراـ الصفقات العمكمية استفاء العديد مف اإلجراءات الشكمية‪ ،‬ذلؾ أف جية‬
‫اإلدارة المتعاقدة ال تممؾ الحرية الكاممة في مباشرة العممية التعاقدية كانما ترد عمييا بعض القيكد تحد مف‬
‫حريتيا في عممية إبراـ كتككيف الصفقات العمكمية كذلؾ بخضكعيا لنظاـ إجرائي يأمف مسار اإلبراـ‬
‫كالقائـ عمى كجكب احتراـ القكاعد األساسية التي تحكـ الصفقة العمكمية‪ ،‬كالمعبر عنيا بكضكح ضمف‬
‫أحكاـ المادة ‪ 05‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪.247/15‬‬

‫لذلؾ كرس تنظيـ الصفقات العمكمية ىذه القكاعد التي تعد مف قبيؿ النظاـ العاـ‪ ،‬كالتي ال يمكف‬
‫مخالفتيا أك الخركج عنيا‪ ،‬كىذا كضماف لتحقيؽ المنافسة العامة بيف المرشحيف دكف أم إقصاء أك تعسؼ‬
‫مف جانب اإلدارة‪ ،1‬كىذا ما حرص المشرع الجزائرم عمى مراعاتو إذ خص عممية إبراـ الصفقات العمكمية‬
‫بإجراءات محددة رسميا القانكف مسبقا‪ ،‬ينبغي عمى كؿ المتدخميف في مجاؿ اإلبراـ خاصة مكظفي‬
‫المصالح المتعاقدة احتراميا كالتقيد بيا باعتبارىـ مكمفيف بتسيير العممية التعاقدية بكافة مراحميا‪ ،‬بالشكؿ‬
‫الذم يضمف الحصكؿ عمى المتعاقد الكؼء ضمانا لحسف كترشيد إنفاؽ الماؿ العاـ‪ ،2‬كما أف المشرع لـ‬
‫يكتفي بتأميف شفافية مرحمة اإلبراـ فحسب كانما سعى في مقابميا عمى تأميف مسار تنفيذىا بكضع عمى‬
‫عاتؽ طريؼ الصفقة جممة مف الضكابط كااللتزاـ التي ينبغي التقيد بيا تأمينا لمشركعيتيا كتحقيؽ اآلثار‬
‫المادية لممشركع محؿ الصفقة العمكمية‪( 3‬المبحث األكؿ)‪.‬‬

‫إف ضبط المراحؿ اإلجرائية لعممية اإلبراـ كالزاـ المصمحة المتعاقدة بضركرة التقيد بيذا المسار‬
‫اإلجرائي في اختيارىا لممتعامؿ المتعاقد‪ ،‬لـ يكف كافيا حسب المشرع لضماف مشركعية ىذه العممية‪ ،‬لذلؾ‬
‫كاف البد مف إخضاعيا إلطار رقابي متعدد كمتنكع األجيزة كالييئات مجسد في الرقابة القبمية كالبعدية‬
‫إبرميا كتنفيذىا يسعى مف خبللو عمى رصد التجاكزات كاألخطاء المحتممة ككضع التدابير‬
‫عمى عممية ا‬
‫البلزمة لدرئ آثارىا‪ ،‬إطا ار يضمف شفافية إبراميا كاختيارىا لممتعامؿ المتعاقد مف جية كحماية لمماؿ العاـ‬
‫مف أشكاؿ اليدر كالتبديد (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬إسماعيؿ بجرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪ -2‬سياـ بف دعاس‪ ،‬مدل فعالية قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -3‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المبحث األوؿ‪:‬‬
‫المراحؿ اإلجرائية إلبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫لـ يكتفي تنظيـ الصفقات العمكمية برسـ طرؽ كآليات إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كانما عمد عمى‬
‫ترجمتيا بضركرة إتباع جممة مف الضكابط اإلجرائية‪ ،‬كىذه األخيرة كاف اختمفت في تفاصيميا فإنيا ال‬
‫تخرج ع ف إجراءات معينة لكؿ مرحمة مف مراحؿ التعاقد المتمثمة في إجراءات اإلعبلف عف الصفقة كتقديـ‬
‫العركض‪ ،‬كفتح األظرفة كتحديد محتكاىا كتقييميا كالبث فييا كارسائيا‪ ،‬طبقا لمضكابط القانكنية التي‬
‫كرسيا تنظيـ الصفقات العمكمية‪.1‬‬

‫لذلؾ كضع المشرع في يد السمطة العامة قانكف يرسـ معالـ الصفقة كيضبطيا‪ ،‬كذلؾ بتقييد المصمحة‬
‫المتعاقدة بتمؾ الضكابط اإلجرائية دكف أم تمييز بيف المتقدميف لمصفقة‪ ،‬بيدؼ إرساء معالـ الشفافية‬
‫كتفعيؿ سياسة الكقاية مف الفساد مف ناحية أخرل‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‪:‬‬
‫الضوابط اإلجرائية لتكريس الشفافية في إبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تمر الصفقة العمكمية قبؿ دخكليا حيز التنفيذ بجممة مف اإلجراءات التي تضبط سير العممية‬
‫التعاقدية‪ ،‬خاصة إذا تعمؽ األمر بأسمكب طمب العركض‪ ،‬الذم أحاطو المشرع بجممة مف الضكابط التي‬
‫تكفؿ ضماف مبادئ الشفافية كالمساكاة كالمنافسة بيف مختمؼ المتعامميف‪ ،‬بدءان مف مرحمة اإلعبلف عف‬
‫طمب العركض إلى غاية تحرير مضمكف االتفاؽ في شكمو القانكني‪.‬‬

‫كقد حرص المشرع الجزائرم مف خبلؿ أحكاـ التي جاء بيا المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬بدفع‬
‫المصمحة المتعاقدة إلى تجسيد نجاعة الطمبات العمكمية‪ ،‬كضماف االستعماؿ الحسف لمماؿ العاـ كتكريس‬
‫مبدأ حرية الكصكؿ لمطمبات العمكمية‪ ،‬كتحقيؽ المساكاة بيف المتعامميف كشفافية المعاممة العقدية‪ ،2‬كىك ما‬
‫يكفر أكبر قدر مف الشفافية التي تنعكس إيجابا عمى كؿ المتنافسيف‪ ،‬كما يبعد اإلدارة مف دائرة الشؾ‬
‫تقيد اإلدارة بإتباع تمؾ‬
‫كالشبيات التي قد تكاكب إجراءات تعاقدىا مع الغير‪ ،‬كلف يتسنى ذلؾ إال مف خبلؿ ُ‬
‫الضكابط المقررة كالتي يمكف إجماليا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.325‬‬


‫‪ -2‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫مرحمة الدعوة لمتعاقد‪.‬‬

‫يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة أف تضبط الخاصيات الفنية لمحاجات المراد تنفيذىا قبؿ الدعكة إلى‬
‫المنافسة عمى نحك يضمف جكدة الطمبات مكضكع الصفقة‪ ،1‬كذلؾ باختيار المشركع كفقا لمحاجيات‬
‫االجتماعية كاالقتصادية‪ ،‬كامكانية تنفيذ المشركع مف الناحية الفنية كدراسة تكاليفو‪ ،‬كمقارنتو بالمردكد‬
‫االقتصادم‪.2‬‬

‫بعد الحصكؿ عمى الغبلؼ المالي يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة إعداد دفتر شركط يتضمف الشركط‬
‫الكاجب تكافرىا كالمكاصفات المرغكب الكصكؿ إلييا كاحالتو عمى المجنة المختصة لممصادقة عميو‪ ،‬حيث‬
‫تتكلى ىذه المجاف دراسة مشاريع دفاتر شركط طمبات العركض كذلؾ قبؿ اإلعبلف عنيا كتؤشر عمييا في‬
‫أجؿ ‪ 45‬يكما بالنسبة لمجنة القطاعية لمصفقات العمكمية‪ ،‬كعشركف (‪ )20‬يكما بالنسبة لمجاف المصالح‬
‫المتعاقدة مف تاريخ إيداع الممؼ كامبل لدل كتابات المجاف التي تسمـ لممصالح المتعاقدة‪ ،‬عمى أف تعمؿ‬
‫المصمحة المتعاقدة عمى إيداع نسخة مف مقرر التأشيرة في غضكف الخمسة عشر (‪ )15‬يكما المكالية‬
‫إلصدارىا لدل المصالح المختصة إقميميا في اإلدارة الجبائية كالضماف االجتماعي التي تتبعيا المصمحة‬
‫المتعاقدة‪ ،‬كبعد مصادقة ىذه المجاف تدخؿ الصفقة أكلى مراحميا األساسية المتمثمة في اإلعبلف عف‬
‫المنافسة‪.‬‬

‫كيقصد باإلعبلف إيصاؿ العمـ إلى جميع الراغبيف بالتعاقد‪ ،‬كاببلغيـ عف كيفية الحصكؿ عمى شركط‬
‫التعاقد كنكعية المكاصفات المطمكبة كمكاف كزماف إجراء أم شكؿ مف أشكاؿ طمب العركض‪ ،3‬مما يسمح‬
‫ليـ بتككيف فكرة عامة حكؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كذلؾ حرصا عمى إضفاء الشفافية المطمكبة عمى العمؿ‬
‫اإلدارم‪ ،‬لذلؾ يعتبر اإلعبلف المرحمة األكلى كاألساسية في عممية إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك بمثابة‬
‫الخط الرئيسي المميز ليا عمى اعتبار أف المصمحة المتعاقدة تتطمع إلى إيجاد قاعدة لمتنافس بيف مختمؼ‬
‫المتنافسيف‪ ،4‬كىك دليؿ عمى أف ىذه المنافسة ستتـ تبعا لمشركط المعمف عنيا مما يخمؽ تمؾ الثقة المتبادلة‬
‫بيف اإلدارة ك مختمؼ المتعامميف‪.‬‬

‫لزـ المصمحة المتعاقدة بتزكيد المترشحيف بكؿ‬


‫لذلؾ فقد حرص المشرع في مجاؿ اإلعبلـ بإ ا‬
‫المعمكمات الدقيقة‪ ،‬خاصة فيما تعمؽ بالكصؼ الدقيؽ لمكضكع الخدمة كالمكاصفات التقنية المطمكبة‪،‬‬
‫كالمقاييس التي يجب تكافرىا في المنتجات‪ ،‬أك الخدمات أك التصاميـ أك الرسكـ كالضمانات المالية‬
‫كالكثائؽ المطمكبة‪ ،‬كالمغة الكاجب استعماليا في تقديـ التعيدات ككيفيات التسديد‪ ،‬كاألجؿ المحدد لتحضير‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 27‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬فيصؿ نسيغة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- RICHER Laurent, op.cit, p 370.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Christophe LAJOYE, Droit des marchés publics, Editions Berti, alger, 2007, p 61.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫العركض كتاريخ إيداع العركض‪ ،‬كشكمية الحجية المعتمدة فيو كالعنكاف الدقيؽ كآخر أجؿ إليداع‬
‫العركض‪ ،1‬التي كفؿ تجسيدىا كفؽ آليتيف قانكنيتيف تجسيدا لمعالـ الشفافية في التعامؿ يتـ تكضيحيا تبعا‬
‫لما يمي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬آليات الدعوة لمتعاقد‪.‬‬

‫إف اإلشيار (العبلنية) يضع المنافسة الحرة مكضع التطبيؽ الفعمي‪ ،‬كيؤدم إلى إثارة المنافسة ضمف‬
‫مناخ المساكاة كالشفافية‪ ،‬كباعتبار العبلنية المعادؿ المكضكعي األساسي لمبدأ المنافسة الحرة‪ ،‬فقد تبنى‬
‫المشرع الجزائرم عمى غرار باقي التشريعات آليتيف يسعى مف خبلليا عمى تكريس مبدأ الشفافية كالمساكاة‬
‫في التعامبلت مع اإلدارة في مجاؿ إبراـ الصفقات تتمثؿ ىذه اآلليتيف في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النشر الصحفي لإلعالف عف المنافسة‪.‬‬

‫ماثؿ المشرع الجزائرم المشرع الفرنسي الذم نص عمى مف خبلؿ أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ 247/15‬عمى إلزامية اإلشيار الصحفي ككعاء مادم لئلعبلف عف المنافسة‪ ،‬كذلؾ في حالة كؿ مف‬
‫طمب العركض المفتكح‪ ،‬طمب العركض المفتكح مع اشتراؾ قدرات دنيا‪ ،‬طمب العركض المحدكد‪،‬‬
‫المسابقة‪ ،‬التراضي بعد االستشارة عند االقتضاء‪.‬‬

‫نظ ار الرتباط فكرة المعمكمة في مجاؿ الصفقات العمكمية بنظاـ اإلشيار‪ ،‬فقد أكدت أحكاـ المادة ‪65‬‬
‫عمى ضركرة تحرير طمب العركض بمغة كطنية كأخرل أجنبية كاحدة عمى األقؿ‪ ،‬مع ضركرة نشر ىذا‬
‫اإلعبلف ضمف جريدتيف يكميتيف كطنيتيف مكزعتيف عمى المستكل الكطني‪ ،‬إضافة إلى نشر ىذا اإلعبلف‬
‫في النشرة الرسمية لصفقات المتعامؿ العمكمي كجكبا‪ ،‬كىذا حرصا مف المشرع عمى تكسيع دائرة الشفافية‬
‫كالمنافسة‪ ،2‬كلكف حبذا لك نص المشرع عمى إلزامية نشر إعبلف الصفقات ضمف جريدتيف كطنيتيف األكثر‬
‫مقركئية بالشكؿ الذم يضمف لممنافسة نزاىتيا كشفافيتيا‪.‬‬

‫قد يككف طمب العركض محؿ إشيار محمي إذا تعمؽ مكضكعيا بعركض األشخاص اإلقميمية‬
‫كالمؤسسات ذات الطابع اإلدارم المكضكعة تحت كصايتيا‪ ،‬كالتي تتضمف صفقات أشغاؿ أك لكازـ‬
‫كدراسات أك خدمات يساكم مبمغيا تبعا لتقدير إدارم مائة مميكف (‪ 100.000.000‬دج) أك يقؿ عنيا‪،‬‬
‫كخمسيف مميكف (‪ 50.000.000‬دج) أك يقؿ عنيا‪ ،‬كيتـ اإلشيار المحمي بنشر إعبلف طمب العركض‬
‫في يكميتيف محميتيف جيكيتيف‪ ،‬كالصاقو بمقر الكالية كالبمديات التابعة ليا كغرفة التجارة كالصناعة‪،‬‬
‫كالصناعة التقميدية كالحرؼ‪ ،‬كالفبلحة لمكالية‪ ،‬فضبل عف نشره بالمديرية التقنية المعنية في الكالية‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد المطيؼ قطيش‪ ،‬الصفقات العمكمية (تشريعا كفقيا كاجتيادا)‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ف‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬المرسكـ رقـ ‪ ،116/84‬المؤرخ في ‪ ،1984/05/12‬المتضمف إحداث نشرة رسمية خاصة بالصفقات التي تبرميا المتعامؿ العمكمي‪ ،‬ج ر ج‬
‫ج عدد (‪ ،)20‬الصادرة بتاريخ ‪.1984/05/15‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 3/65‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كتتعيف اإلشارة بأنو قد تستجد بعض الظركؼ تحكؿ دكف تمكف المصمحة المتعاقدة مف إشيار‬
‫حاجياتيا‪ ،‬إذ أف آجاؿ إجراءات إبراـ الصفقات كتعقيدىا قد ال تتناسب كطبيعة بعض المشاريع أك‬
‫الطمبات المستعجمة التي تستمزـ السرعة في تمبيتيا‪ ،‬فتككف اإلدارة معفاة مف التقيد باإلجراءات العادية‬
‫لمكاجية ىذه المستجدات الطارئة مع ضركرة مراعاتيا لمضكابط المقررة قانكنا في ذلؾ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬النشر اإللكتروني لإلعالف عف المنافسة‪.‬‬

‫تعزي از لمبادئ الشفافية في التعامؿ عزز المشرع تنظيـ الصفقات العمكمية عمى غرار باقي قطاعات‬
‫الدكلة‪ ،‬بإنشاء بكابة إلكتركنية لمصفقات العمكمية تحت الفصؿ السادس المعنكف باالتصاؿ كتبادؿ‬
‫المعمكمات بالطريقة اإللكتركنية‪ ،‬مؤكدا بذلؾ نزع الصفة المادية في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ 2‬بقكلو "‬
‫تؤسس بكابة إلكتركنية لمصفقات العمكمية تسير مف طرؼ الك ازرة المكمفة بالمالية كالك ازرة المكمفة‬
‫بتكنكلكجيا اإلعبلـ كاالتصاؿ‪ ،‬كيحدد محتكل ىذه البكابة ككيفية تسييرىا بمكجب قرار مف الكزير المكمؼ‬
‫بالمالية‪ ،3‬كذلؾ مف أجؿ رفع جكدة تقديـ الخدمات كترشيد كعقمنة اإلنفاؽ العاـ كسد الثغرات التي تساعد‬
‫عمى انتشار الفساد‪.‬‬

‫أما عف تبادؿ المعمكمات بيذه الطريقة‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 204‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪247/15‬‬
‫عمى تضع المصمحة المتعاقدة كثائؽ الدعكة إلى المنافسة تحت تصرؼ المتعيديف أك المرشحيف لمصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬بالطريقة اإللكتركنية حسب جدكؿ زمني يحدد بمكجب قرار مف الكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬عمى أف‬
‫يرد المتعيدكف أك المرشحكف عمى الدعكة إلى المنافسة بنفس الطريقة طبقا لمجدكؿ الزمني المذككر سابقا‪.‬‬

‫بناء عمى ذلؾ فإف استعماؿ الكسائط االلكتركنية في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬قد أضحى إلزاميا ىػك‬
‫اآلخر عمى غرار النشر في الجريدتيف الػكطنيتيف كالنشػرة الرسػمية لصػفقات المتعامػؿ العمػكمي‪ ،‬ممػا يسػيـ‬
‫فعػػبل فػػي تػػكفير شػػركط المنافسػػة‪ ،‬كيؤسػػس لشػػفافية الصػػفقات العمكميػػة‪ ،‬بػػؿ كيكػػكف ذلػػؾ داعمػػا لئلحصػػاء‬
‫االقتصػادم اإللكتركنػػي لممتعػػامميف االقتصػػادييف كتػػأميف شػػفافية إنفػػاؽ المػػاؿ العػػاـ‪ ،4‬غيػػر أنػػو كعمػػى الػػرغـ‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 23 ،12‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬مكنية جميؿ‪ ،‬رىانات ترشيد النفقات كمكافحة الفساد مف خبلؿ تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض‬
‫المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي‬
‫‪ 19 -18‬أكتكبر ‪ ،2016‬ص ‪.08‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 203‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬كقد تـ تحديد محتكل البكابة‬
‫اإللكتركنية لمصفقات العمكمية ككيفية تسييرىا كطريقة تبادؿ المعمكمات إلكتركنيا بيف المتعامميف االقتصادييف كالمصالح المتعاقدة بمكجب القرار‬
‫الكزارم المؤرخ في ‪ ، 2013/11/17‬الذم يحدد محتكل البكابة اإللكتركنية لمصفقات العمكمية ككيفيات تسييرىا ككيفيات تبادؿ المعمكمات‬
‫بالطريقة اإللكتركنية‪ ،‬ج رج ج عدد (‪ ،)21‬الصادرة بتاريخ ‪.2014/04/09‬‬
‫‪ -4‬العياشي عجبلف‪ ،‬النكارم حمريط‪ ،‬مقاربات الترشيد كالحككمة إلنفاؽ الماؿ العاـ كالمحافظة عميو مف مدخؿ قانكف الصفقات العمكمية كتفكيض‬
‫المرافؽ العامة (دراسة تحميمية)‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات‬
‫المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19-18‬أكتكبر ‪ ،2016‬ص ‪.12‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مػػف محاكلػػة المشػػرع الج ازئػػرم مػػف مسػػايرة التطػػكر التش ػريعي فػػي مجػػاؿ التعػػامبلت اإللكتركنيػػة فػػي مجػػاؿ‬
‫الصػػفقات العمكميػػة‪ ،‬إال أنػػو بقػػي بعيػػدا عػػف التطمعػػات المطمكبػػة فػػي ىػػذا الشػػأف مقارنػػة ببقيػػة الػػدكؿ التػػي‬
‫خطػػت خط ػكات كبي ػرة فػػي ىػػذا المجػػاؿ كفرنسػػا كمصػػر كتػػكنس‪ ،1‬فػػرغـ صػػدكر الػػنص القػػانكني المتضػػمف‬
‫إنشػػاء البكاب ػػة اإللكتركني ػػة كاقػ ػ ارره من ػػذ ص ػػدكر المرس ػػكـ الرئاس ػػي رق ػػـ ‪ ،236/10‬ف ػػبل كج ػػكد لح ػػد اآلف أم‬
‫تطبيؽ عممي ليذا النص‪ ،‬باإلضافة إلى أف طريقة تسػيير الصػفقات العمكميػة ال تػزاؿ تػتـ بطريقػة تقميديػة‪،‬‬
‫يميزىا نكع مف الضبابية في المعمكمات كصعكبة الكصكؿ إلييا‪ ،‬كىػذا خبلفػا لمػا تعرفػو مختمػؼ القطاعػات‬
‫مف رقمنة كعصرنة تحسينا منيػا لخػدماتيا المقدمػة لؤلفػراد‪ ،‬كىػك مػا يسػتدعي ضػركرة إدراج ىػذه اآلليػة فػي‬
‫إطار تكاصؿ بناء منظكمة الدكلة كفكاعؿ التنمية ضمف المنظكمة المؤسسية كالقانكنية كالمالية كالييكمية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عممية إيداع العروض‪.‬‬

‫قد يجد اإلعبلف عف المنافسة استجابة مف العديد مف المتنافسيف بشؤكف الصفقة العمكمية‪ ،‬لذلؾ‬
‫يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة أف تضع تحت تصرؼ كافة المتعامميف دفتر الشركط الخاص بيا دكف أم‬
‫تمييز بينيـ‪ ،‬كذلؾ بتمكينيـ بسحبو مف عنكاف اإلدارة المذككر في اإلعبلف عنيا سكاء بصكرة شخصية‬
‫مف طرؼ المرشح أك المتعيد أك مف طرؼ ممثمييما المعينيف لذلؾ‪ ،‬أك مف طرؼ الككيؿ أك ممثمو في‬
‫حالة تجمع مؤقت لمؤسسات ما لـ يتـ االتفاؽ عمى خبلؼ ذلؾ‪ ،‬باإلضافة إلى تمكيف المتنافسيف بكؿ‬
‫الكثائؽ التي تحتكم عمى جميع المعمكمات الضركرية التي تمكنيـ مف تقديـ تعيدات مقبكلة السيما‪:‬‬

‫‪ ‬الكصؼ الدقيؽ لمكضكع الخدمات المطمكبة أك كؿ المتطمبات بما في ذلؾ المكاصفات التقنية كاثبات‬
‫المطابقة‪ ،‬كالمقاييس التي يجب أف تتكفر في المنتجات أك الخدمات‪ ،2‬كالتصاميـ كالرسكـ كالتعميمات‬
‫الضركرية إف اقتضى األمر ذلؾ‪ ،‬حيث أقر مجمس الدكلة الفرنسي بأف التعقيد في كضع ىذه المكاصفات‬
‫مف شأنو أف يحصر المنافسة في فئة معينة كىك ما يشكؿ إىدا ار اللتزاـ اإلدارة بحماية شفافية المنافسة‪.3‬‬
‫‪ ‬الشركط ذات الطابع االقتصادم كالتقني‪ ،‬كالضمانات المالية حسب الحالة‪ ،‬المعمكمات أك الكثائؽ‬
‫التكميمية المطمكبة مف المتعيديف‪ ،‬المغة أك المغات الكاجب استعماليا في تقديـ التعيدات كالكثائؽ التي‬
‫تصاحبيا‪ ،‬كيفيات التسديد كعممة العرض إذا اقتضى األمر‪ ،‬كؿ الكيفيات األخرل كالشركط التي تحددىا‬
‫المصمحة المتعاقدة كالتي يجب أف تخضع ليا الصفقة‪ ،‬األجؿ الممنكح لتحضير العركض‪ ،‬أجؿ صبلحية‬

‫‪ -1‬قطعت كؿ مف فرنسا كتكنس كالمغرب شكطا كبي ار في مجاؿ استغبلؿ الكسائط االلكتركنية في مجاؿ الصفقات العمكمية‪:‬‬
‫‪ -‬مكقع البكابة اإللكتركنية لمصفقات العمكمية التكنسية ‪.http://www.marchespublics.gov.tn :‬‬
‫‪ -‬البكابة اإللكتركنية لمصفقات العمكمية المغربية ‪.https://www.marchespublics.gov.ma :‬‬
‫‪ -‬البكابة اإللكتركنية لمصفقات العمكمية الفرنسية ‪.http://www.marche-public.fr :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Ibrahim Réfaat Mohamed El-béhérry, op.cit, p 509, 510.‬‬
‫‪ -3‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫العركض أك األسعار‪ ،‬تاريخ كآخر ساعة إليداع العركض كالشكمية الحجية المعتمدة فيو‪ ،‬تاريخ كساعة‬
‫فتح األظرفة‪ ،‬العنكاف الدقيؽ حيث يجب أف تكدع التعيدات‪.‬‬

‫كحرصان مف المشرع عمى فتح باب التنافس‪ ،‬فقد ألزـ المصالح المتعاقدة كضع ىذه الكثائؽ تحت‬
‫تصرؼ أم مؤسسة يسمح ليا بتقديـ تعيد‪ ،‬كما يمكف أف ترسؿ ىذه الكثائؽ لكؿ مرشح يطمبيا‪ ،1‬حيث‬
‫تتضمف ىذه الكثائؽ شرحا مفصبل لمكضكع الصفقة‪ ،‬كىذا ما يعكس رغبة المشرع في إضفاء العبلنية‬
‫كالشفافية عمى الصفقات المراد إبراميا‪.2‬‬

‫أوال‪ :‬مضموف العرض‪.‬‬

‫لقد رسـ المشرع الجزائرم عمى غرار التشريعات المقارنة لمعطاءات شكبل قانكنيا تقدـ مف خبللو ىذه‬
‫العركض‪ ،‬حيث أكجب إيداعيا ضمف مظاريؼ مغمقة يجيؿ العمـ بمكضكعيا إلى غاية القياـ بعممية الفتح‬
‫مف طرؼ المجنة المختصة‪ ،‬كذلؾ درءان منو ألم تجاكزات قد تيدر مبدأ المنافسة كالمساكاة بيف أصحاب‬
‫العركض‪.3‬‬

‫كطبقان ألحكاـ المادة ‪ 67‬مف المرسكـ ‪ ،247/15‬يتـ إيداع العركض في أظرفة منفصمة كمقفمة‬
‫بإحكاـ‪ ،‬يبف كؿ منيا تسمية المؤسسة كمرجع طمب العركض كمكضكعو‪ ،‬كتتضمف عبارة " ممؼ الترشح "‬
‫أك " عرض تقني " أك " عرض مالي "‪ ،‬حسب الحالة كتكضع ىذه األظرفة في ظرؼ آخر مقفؿ بإحكاـ‬
‫كمغفؿ كيحمؿ عبارة " ال يفتح إال مف طرؼ لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،‬طمب العركض رقـ‪،...‬‬
‫مكضكع طمب العركض "‪ ،‬دكف أف يحمؿ اسـ صاحبو أك أم إشارة تميزه عف غيره مف العركض كاال‬
‫اعتبر الغيا كذلؾ ضمانا لمشفافية كالمساكاة بيف المتعيديف‪ ،4‬كفي حالة تقديـ المتعيد لظرؼ كاحد أك‬
‫ظرفيف (تقني كمالي) عكض ثبلثة أظرفة (ممؼ الترشح كالعرض التقني كالعرض المالي)‪ ،‬أك قاـ بخمط‬
‫الكثائؽ فإف ذلؾ ال يعتبر سببا كافيا إلقصاء عرض المعني‪.5‬‬

‫‪ -/1‬مشتمالت ممؼ الترشح‪:‬‬

‫يحتكم عمى تصريح بالترشح‪ ،6‬كيشيد مف خبللو المرشح أك المتعيد بأنو غير مقصى أك ممنكع مف‬
‫المشاركة في الصفقات العمكمية طبقا ألحكاـ المادتيف ‪ 75‬ك‪ 89‬مف ىذا المرسكـ‪ ،‬كليس في حالة تسكية‬
‫قضائية كأف صحيفة سكابقو القضائية الصادرة منذ أقؿ مف ثبلثة (‪ )3‬أشير تحتكم عمى اإلشارة "الشيء"‪،‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 63‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬نادية تياب‪ ،‬تكريس مبدأ حرية المنافسة في مجاؿ الصفقات العمكمية حماية لمماؿ العاـ‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات‬
‫العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪ ،2013/05/20‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -3‬محمد بككماش‪ ،‬عبد الكريـ تافركنت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.08‬‬
‫‪ -4‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.328‬‬
‫‪ -5‬اإلرسالية رقـ ‪ 275‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2016/‬بتاريخ ‪ ،2016/03/17‬المتعمقة بتحديد مضمكف العرض‪.‬‬
‫‪ -6‬قرار كزير المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد نمكذج التصريح بالترشح‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)17‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كفي خبلؼ ذلؾ‪ ،‬فإنو يجب أف يرفؽ العرض بنسخة مف الحكـ القضائي كصحيفة السكابؽ القضائية‪،‬‬
‫كتتعمؽ صحيفة السكابؽ القضائية بالمرشح أك المتعيد عندما يتعمؽ األمر بشخص طبيعي أك المسير أك‬
‫المدير العاـ لممؤسسة عندما يتعمؽ األمر بشركة‪ ،‬إضافة الستيفائو لكاجباتو الجبائية كشبو الجبائية‪ ،‬كأنو‬
‫مسجؿ في السجؿ التجارم أك سجؿ الصناعة التقميدية كالحرؼ فيما يخص الحرفييف إلى جانب استفاء‬
‫اإليداع القانكني لحساب شركتو‪ ،‬فيما يخص الشركات الخاضعة لمقانكف الجزائرم‪ ،‬ك حاصؿ عمى رقـ‬
‫التعريؼ الجبائي‪ ،‬بالنسبة لممؤسسات الجزائرية كالمؤسسات األجنبية التي سبؽ ليا العمؿ بالجزائر‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التصريح بالنزاىة‪ ،1‬القانكف األساسي لمشركات‪ ،‬الكثائؽ التي تتعمؽ بالتفكيضات التي تسمح‬
‫لؤلشخاص بإلزاـ المؤسسة‪ ،‬ككؿ كثيقة تسمح بتقييـ قدرات المرشحيف أك المتعيديف أك عند االقتضاء‪،‬‬
‫المناكليف كالسيما قدراتو المينية (شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ‪ ،‬اعتماد كشيادة الجكدة)‪ ،‬كقدراتو المالية‬
‫(كسائؿ مالية مبررة بالحصائؿ المالية كالمراجع المصرفية)‪ ،‬كقدراتو التقنية (الكسائؿ البشرية كالمادية‬
‫كالمراجع المينية)‪.‬‬

‫كمف أجؿ إضفاء مركنة كفعالية أكثر في عممية اإلبراـ‪ ،‬فقد ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة بعدـ‬
‫طمب الكثائؽ التي تبرر المعمكمات التي يحتكييا التصريح بالترشح إال مف الحائز عمى الصفقة العمكمية‬
‫الذم يجب عميو تقديميا في أجؿ أقصاه عشرة (‪ )10‬أياـ ابتداء مف تاريخ إخطاره‪ ،‬كعمى أم حاؿ قبؿ‬
‫نشر إعبلف المنح المؤقت لمصفقة‪.‬‬

‫كاذا لـ تقدـ الكثائؽ المطمكبة خبلؿ اآلجاؿ المحددة أك تبيف بعد تقديميا أنيا تتضمف معمكمات غير‬
‫مطابقة لتمؾ المذككرة في التصريح بالترشح‪ ،‬يرفض العرض المعني كتستأنؼ المصمحة المتعاقدة إجراء‬
‫منح الصفقة‪ ،‬أما إذا اكتشفت المصمحة المتعاقدة‪ ،‬بعد إبراـ الصفقة أف المعمكمات التي قدميا صاحب‬
‫الصفقة زائفة‪ ،‬فإنيا تأمر بفسخ الصفقة تحت مسؤكلية المتعامؿ المتعاقد دكف سكاه‪.2‬‬

‫‪ -/2‬مشتمالت العرض التقني‪:‬‬

‫يكتسي العرض التقني أىمية خاصة في مجاؿ الصفقات‪ ،‬نظ ار لما يتضمنو مف مكاصفات كبيانات‬
‫مف شأنيا أف تحدد القدرات الفنية التي يتمتع بيا المتعامؿ كمدل قدرة عمى تنفيذ مكضكع الصفقة‪،‬‬

‫كيحتكم ىذا األخير عمى‪:‬‬

‫‪ ‬تصريح باالكتتاب‪ ،3‬إلى جانب كؿ كثيقة تسمح بتقييـ العرض التقني السيما المذكرة التقنية التبريرية‬
‫التي يترتب عف تخمفيا إقصاء العرض‪ ،‬طبقا لما أفاد بو التكضيح القانكني الصادرة عف قسـ الصفقات‬
‫بك ازرة المالية الذم جاء فيو " بأف تخمؼ أك عدـ إرفاؽ العرض بالمذكرة التقنية التبريرية أمر يترتب عميو‬

‫‪ -1‬ق ارر كزير المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد نمكذج التصريح بالنزاىة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)17‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 69‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬قرار كزير المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد نمكذج التصريح باالكتتاب‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)17‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إقصاء لمعرض "‪ ،1‬ككؿ كثيقة مطمكبة في دفتر الشركط الخاص بالدعكة إلى المنافسة‪ ،‬كالسيما تمؾ‬
‫المتعمقة بالمعايير التي تستند عمييا المصمحة المتعاقدة الختيار أحسف عرض مف حيث المزايا‬
‫االقتصادية‪ ،‬كفقا لما نصت عميو أحكاـ المادة ‪ 78‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪.247/15‬‬
‫‪ ‬كفالة تعيد‪ :‬كتسمى أيضا ضماف التعيد‪ ،‬كىي مبمغ مالي يدفعو المتعيد الذم قدـ عرضو في إطار‬
‫المنافسة مف أجؿ الظفر بالصفقة المطركحة‪ ،‬كىذا ضمانا لجدية كحسف نيتو في تنفيذ العقد فيما لك رست‬
‫عميو الصفقة‪ ،‬كمف ثمة يبقى عرض المتعيد قائما لحيف إتماـ ترتيبات كاجراءات إبراـ الصفقة‪ ،‬كبالتالي‬
‫تعد ىذه الكفالة إحدل معايير اختيار المتعامؿ المتعاقد‪.2‬‬

‫كقد جاءت أحكاـ المرسكـ الرئاسي الحالي مميزة لصفقات المكازـ كاألشغاؿ العمكمية عف غيرىا فيما‬
‫يخص ىذه الكفالة‪ ،‬حيث فرضت عمى المتعامؿ المتعاقد عندما يتقدـ بالعرض‪ ،‬أف يقدـ كفالة تعيد تفكؽ‬
‫قيمتيا ‪ %1‬مف مبمغ العرض فيما يخص صفقات المكازـ كاألشغاؿ التي تفكؽ مبالغيا الحدكد المنصكص‬
‫عمييا ضمف الفقرة األكلى كالثانية مف المادة ‪ ،184‬كبذلؾ يككف قد أخرج صفقات الخدمات كالدراسات مف‬
‫نطاؽ تطبيؽ كفالة تعيد رغـ أىميتيا في تقدير قدرات المتعيد كجديتو في التقدـ لممنافسة‪ ،‬كقد كاف مف‬
‫األجدر بالمشرع إخضاع جميع أصناؼ الصفقات العمكمية ليذا النكع مف الكفاالت ضمانا منو لجدية تقدـ‬
‫العارض لممنافسة كتكفر نيتو في تنفيذ العقد فيما لك رست عميو الصفقة‪ ،‬إلى جانب ذلؾ تعد نسبة ىذه‬
‫الكفالة مرتفعة بالنسبة لخزينة المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‪ ،‬مما يعطي األفضمية لكبريات المؤسسات‬
‫كىك ما ينعكس سمبا عمى مستكل المنافسة المطمكبة‪ ،‬كيؤدم إلى عزكؼ صغار المقاكليف مف الدخكؿ في‬
‫المنافسات المعمف عنيا‪.‬‬

‫كترد كفالة المتعيد في اليكـ المكالي لتاريخ انقضاء أجؿ الطعف المحدد بػ ‪ 10‬أياـ‪ ،‬بالنسبة‬
‫لممتنافسيف غير المقبكليف كالذيف لـ يقدمكا أم طعف‪ ،‬أما بالنسبة لممتعيديف غير المقبكليف كالذيف قدمكا‬
‫طعكنا‪ ،‬فترد كفالة تعيدىـ عند تبميغ قرار رفض الطعف مف طرؼ لجنة الصفقات المختصة‪ ،‬أما فيما‬
‫يخص المتعيد الحائز عمى الصفقة فإنو يستمر في االحتفاظ بكفالة عرضو إلى غاية كضع كفالة حسف‬
‫التنفيذ‪.‬‬

‫‪ ‬دفتر الشركط يحتكم في آخر صفحتو عمى العبارة " قرئ كقبؿ " مكتكبة بخط اليد‪.‬‬

‫‪ -/3‬مشتمالت العرض المالي‪:‬‬

‫يحتكم عمى رسالة تعيد‪ 3‬كتككف كفؽ نمكذج إدارم تسممو المصمحة المتعاقدة‪ ،‬باإلضافة إلى جدكؿ‬

‫‪ -1‬اإلرسالية رقـ ‪ 190‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2016/‬بتاريخ ‪ ،2016/09/06‬المتعمقة بالمذكرة التقنية التبريرية‪.‬‬


‫‪ -2‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -3‬قرار كزير المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد نمكذج رسالة التعيد‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)17‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األسعار بالكحدة كىك عبارة عف جدكؿ تفصيمي لممبمغ المقترح إلنجاز مكضكع الصفقة‪ ،‬إلى جانب‬
‫تفصيؿ كمي كتقديرم‪ ،‬تحميؿ السعر اإلجمالي كالجزافي‪.1‬‬

‫مف أجؿ تكريس مركنة أكثر في العممية التعاقدية كتطبيقا ألحكاـ المرسكـ التنفيذم رقـ ‪363/14‬‬
‫المتعمؽ بإلغاء األحكاـ التنظيمية المتعمقة بالتصديؽ طبؽ األصؿ عمى نسخ الكثائؽ المسممة مف طرؼ‬
‫اإلدارات العمكمية‪ ،2‬فقد ألزـ تنظيـ الصفقات العمكمية المصالح المتعاقدة بأف ال تطمب مف المتعيديف أك‬
‫المرشحيف كثائؽ مصادؽ عمييا طبؽ األصؿ‪ ،‬إال استثناءا في حاؿ نص عمى ذلؾ نص تشريعي أك‬
‫مرسكـ رئاسي‪ ،‬كاذا تحتـ عمى المصمحة المتعاقدة أف تطمب كثائؽ أصمية‪ ،‬فيجب أف يقتصر ذلؾ عمى‬
‫المتعيد الحائز عمى الصفقة‪ ،‬كىك ما يمثؿ قفزة نكعية جاء بيا المرسكـ الحالي‪ ،‬لمحد مف بيركقراطية‬
‫اإلجراءات التي تمر بيا عممية إبراـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلؾ‪ ،‬فقد خكؿ القانكف الحؽ لممصمحة المتعاقدة في االستعبلـ عف قدرات المترشحيف‬
‫ليككف اختيارىا ليـ سديدا‪ ،‬مستعممة في ذلؾ كؿ كسيمة قانكنية تراىا مناسبة في ذلؾ‪ ،‬السيما لدل‬
‫المصالح المتعاقدة األخرل‪ ،‬كاإلدارات كالييئات المكمفة بميمة المرفؽ العمكمي‪ ،‬كلدل الممثميات الجزائرية‬
‫في الخارج‪ ،‬لذا تمسؾ بطاقية كطنية لممتعامميف االقتصادييف كالبطاقيات القطاعية‪ ،‬إضافة إلى البطاقية‬
‫عمى مستكل كؿ مصمحة متعاقدة كالتي تحيف بانتظاـ مف خبلؿ جمع المعمكمات المستجدة‪ ،‬إلى جانب‬
‫كؿ المعمكمات المتعمقة بالمتعامميف االقتصادييف الحقيقييف كالمحتمميف‪ ،‬كتكتسي ىذه المعمكمات طابعا‬
‫عاما كتقنيا‪ ،‬تجاريا كماليا كالتي تسمح بإعطاء أدؽ تعريؼ ممكف لممتعامؿ االقتصادم‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقديـ العروض في إطار تجمع مؤقت لمؤسسات‪.‬‬

‫لقد أسس تنظيـ الصفقات العمكمية إطا ار قانكنيا بديبل ىك " التجمع " يسمح بالتدخؿ المتزامف لعدد‬
‫مف المتعامميف المتعاقديف يبرمكف فيما بينيـ اتفاقية تنظـ عبلقاتيـ الداخمية‪ ،4‬كىك ما نصت عميو المادة‬
‫‪ 81‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتي جاء فييا " يمكف المرشحيف كالمتعيديف أف يقدمكا ترشيحاتيـ‬
‫كعركضيـ في إطار تجمع مؤقت لمؤسسات شريطة احتراـ القكاعد المتعمقة بالمنافسة "‪ ،‬كيتعيف عمى‬
‫المتعامميف المتعاقديف الراغبيف في التعاقد في إطار تجمع مؤقت لمؤسسات‪ ،‬أف يتقدمكا في شكؿ تجمع‬

‫‪ -1‬يقصد بو تفصيؿ مختمؼ الخدمات المت عمقة بالمشركع ككذا األسعار الكحدكية المرتبطة بيا‪ ،‬كتستعمؿ ىذه الكثيقة لممقارنة بيف العركض‪ ،‬كما‬
‫تستعمؿ ككثيقة مرجعية أثناء تنفيذ الصفقة (حالة مراجعة األسعار‪ ،‬األشغاؿ اإلضافية‪ ،‬النزاعات)‪.‬‬
‫‪ -‬اإلرسالية رقـ ‪ 11‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2016/‬بتاريخ ‪ ،2016/01/15‬المتعمقة بالسعر اإلجمالي كالجزافي‪.‬‬
‫‪ -2‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،363/14‬المؤرخ في ‪ ، 2014/12/15‬المتعمؽ بإلغاء األحكاـ التنظيمية المتعمقة بالتصديؽ طبؽ األصؿ عمى نسخ‬
‫الكثائؽ المسممة مف طرؼ اإلدارات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)72‬الصادرة بتاريخ ‪.2014/12/16‬‬
‫‪ -3‬القرار المؤرخ في ‪ ، 2011/03/28‬الذم يحدد محتكل بطاقيات المتعامميف االقتصادييف كشركط تحيينيا‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )24‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2011/04/20‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Le droit des marchés publics en algérie, op.cit, p 28.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Ahmed KADI, Techniques et procédures appliquées à la réglementation des marchés publics, Edition‬‬
‫‪DAHLAB, Alger, 2005, p 03.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مؤقت لمؤسسات متضامنة أك تجمع مؤقت لمؤسسات متشاركة‪ ،‬كيمكف لممصمحة المتعاقدة أف تمزـ‬
‫المرشحيف كالمتعيديف في دفتر الشركط بأف يتأسسكا في تجمعات مؤقتة لمؤسسات متضامنة كمما اقتضت‬
‫طبيعة الصفقة العمكمية ذلؾ‪ ،1‬كفي ىذه الحالة يجب عمى المتعامميف المتعاقديف الذيف يقدمكف تعيداتيـ‬
‫مجتمعيف تحديد طبيعة التجمع المؤسس بينيـ بإدراج بنكد تبيف ذلؾ في الصفقة‪.2‬‬
‫كيعيف أحد أعضاء التجمع‪ ،‬صاحب األغمبية إال في حالة االستثناء في التصريح باالكتتاب كككيؿ‪ ،‬كالذم‬
‫يككف عمى العمكـ المؤسسة صاحبة أكبر جزء مف الصفقة يمثؿ جميع األعضاء تجاه المصمحة المتعاقدة‬
‫كينسؽ إنجاز خدمات األعضاء‪.3‬‬

‫‪ -/1‬التجمع المؤقت لمؤسسات متضامنة‪:‬‬

‫يحدث عندما يمتزـ كؿ عضك مف أعضاء التجمع بتنفيذ كافة الخدمات مكضكع الصفقة‪ 4‬ال عف ما‬
‫يحدد لو مف طرؼ التجمع‪ ،‬إذ ال تسرم االتفاقات الكاردة بيف أعضاء التجمع لتقسيـ الخدمات عمى‬
‫المصمحة المتعاقدة التي يمكنيا مسائمة أم عضك عف سكء أك تأخر في إنجاز الصفقة حتى كاف لـ يكف‬
‫ىك المتسبب فيو‪ ،‬حيث تمتزـ المؤسسة بتعكيض الضرر الناجـ عف مؤسسة أخرل عضك في التجمع‪.5‬‬

‫كال يمكف تكييؼ تجمع المؤسسات عمى أنو تجمع مؤقت لمؤسسات متضامنة إال بكجكد بند في‬
‫الصفقة ينص عمى التضامف الجماعي بيف األعضاء في تنفيذىا‪ ،‬كىذا ما يكرس المبدأ السائد في القانكف‬
‫المدني بأف التضامف ال يفترض كانما يككف بناءا عمى اتفاؽ أك نص في القانكف‪.6‬‬

‫‪ -/2‬التجمع المؤقت لمؤسسات متشاركة‪:‬‬

‫كيككف عندما يمتزـ كؿ عضك مف أعضاء التجمع بتنفيذ الخدمات التي كضعت عمى عاتقو‪ ،7‬في حيف‬

‫يبقى ككيؿ التجمع الذم يعيف كيحكز األغمبية متضامنا كجكبا لتنفيذ الصفقة مع كؿ عضك مف أعضاء‬
‫التجمع بشأف التزاماتو التعاقدية تجاه المصمحة المتعاقدة‪ ،8‬كباعتباره ككيبل فيك يمثؿ أعضاء التجمع إزاء‬
‫المصمحة المتعاقدة كينسؽ إنجاز خدمات أعضاء التجمع‪.9‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2/81‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 3/81‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 7/81‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬فتيحة حابي‪ ،‬النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 4/81‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬صالح زماؿ‪ ،‬المؤسسات األجنبية كتنظيـ الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 217‬مف األمر رقـ ‪ ،58/75‬المتعمؽ بالقانكف المدني‪.‬‬
‫‪ -7‬المادة ‪ 5/81‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -8‬المادة ‪ 6/81‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -9‬المادة ‪ 7/81‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إف مسألة المؤىبلت مسألة جكىرية في مثؿ ىذا النكع مف المتعامميف المتعاقديف‪ ،‬إذ أننا نعمـ أف‬
‫التجمع يقكـ مف مجمكعة أشخاص سكاء طبيعييف أك معنكييف يقكمكف بتقديـ عرض كحيد في إطار تجمع‬
‫كليس عدة عركض‪ ،‬فبل يمكف متعيدا أك مرشحا كحده أك في إطار تجمع أف يقدـ أكثر مف عرض كاحد‬
‫في كؿ إجراء إلبراـ صفقة عمكمية‪ ،‬كال يمكف نفس الشخص أف يمثؿ أكثر مف متعيد أك مرشح في نفس‬
‫الصفقة العمكمية‪ ،1‬لذلؾ ال بد مف التأكد مف القدرات التي يتمتع بيا ىذا النكع مف المتعامميف‪.‬‬

‫تأخذ المصمحة المتعاقدة في إطار تجمع مؤقت لمؤسسات في الحسباف قدرات التجمع إجماال‪ ،‬كبيذه‬
‫الصفة ال يطمب مف أعضاء التجمع إثبات كؿ القدرات المطمكبة مف التجمع في دفتر الشركط‪ ،2‬كمف بيف‬
‫بيف األمكر اإليجابية التي جاءت بيا أحكاـ المرسكـ الحالي‪ ،‬ىك إمكانية أف يعتد كؿ متعيد أك مرشح‬
‫يتقدـ بمفرده أك في تجمع بقدرات مؤسسات أخرل بعدما كاف ال يجكز لو استظيار إال مؤىبلتو الخاصة‬
‫كمراجعو المينية‪ ،‬كالتي كانت تشكؿ عائقا أماـ العديد مف المؤسسات التي تأمؿ في المشاركة في تنفيذ‬
‫الصفقة‪ ،‬خاصة تمؾ التي ال تممؾ المكارد المالية كالتقنية البلزمة لتغطية كؿ المتطمبات المحددة في‬
‫الصفقة‪ ،3‬شريطة كجكد عبلقة قانكنية بينيما تتمثؿ في المناكلة أك التعاقد المشترؾ أك في إطار قانكف‬
‫أساسي‪ ،‬كبإلزامية مشاركتيا في إجراءات إبراـ الصفقة العمكمية‪ ،4‬بينما أقر المشرع الفرنسي مف خبلؿ‬
‫المادة ‪ 48‬مف تقنيف الصفقات العمكمية ‪ 360/2016‬إمكانية اعتداد المتعيد بقدرات مؤسسات أخرل‬
‫بغض النظر عف العبلقة التي تربطيـ كىك ما يفكر أكبر قدر مف المنافسة خبلفا لمقيكد التي كاف المشرع‬
‫الجزائرم قد أقرىا كالتي سمفت اإلشارة ليا‪.‬‬

‫أما بالنسبة لدفع المبالغ المستحقة فيتـ الدفع في إطار التجمع المؤقت لمؤسسات متضامنة في‬
‫حساب مشترؾ مفتكح باسـ التجمع كتعد الكفاالت باسـ الككيؿ‪ ،‬كاذا كاف التجمع مختمطا متككنا مف‬
‫شركات خاضعة لمقانكف الجزائرم كشركات أجنبية فإنو يمكف استثناءا دكف المساس بطبيعة التجمع‪ ،‬أف‬
‫تعد الكفاالت باسـ كؿ عضك‪ ،‬في حيف يتـ الدفع في إطار التجمع المؤقت لمؤسسات متشاركة في‬
‫حسابات كؿ عضك مف أعضاء التجمع كما تعد الكفاالت باسـ كؿ عضك مف التجمع ما لـ يتـ االتفاؽ‬
‫عمى خبلؼ ذلؾ في اتفاقية التجمع‪.5‬‬

‫ثالثا‪ :‬ميعاد تقديـ العروض‪.‬‬

‫في فرنسا لـ يأخذ المشرع الفرنسي في تقنيف الصفقات العمكمية بمدة مكحدة لتقديـ العركض‪ ،‬كانما‬
‫تختمؼ ىذه المدة حسب كسيمة التعاقد المعمف عنيا‪ ،‬كالتي حدد ليا المشرع الفرنسي مدد مختمفة يمكف‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 77‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 3/57‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬دالؿ عياد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 2/57‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 8/81‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫خفضيا في ظركؼ كحاالت محددة‪ ،1‬بينما المشرع الجزائرم فقد جاء بحكـ عاـ تناكلتو أحكاـ المادة ‪66‬‬
‫مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬التي أكدت عمى أف تحدد المصمحة المتعاقدة بما ليا مف سمطة‬
‫تقديرية كتبعا لطبيعة الصفقة كتعقيدىا كالمدة التقديرية البلزمة لتحضير العركض‪ ،‬أجبل لتقديـ العركض‬
‫بداية مف تاريخ أكؿ صدكر لئلعبلف عف المنافسة في النشرة الرسمية لصفقات المتعامؿ العمكمي أك في‬
‫الصحافة أك في بكابة الصفقات العمكمية‪ ،‬عمى أف يسرم األجؿ في اليكـ المكالي لنشر اإلعبلف كفقا‬
‫لمقكاعد العامة‪ ،‬أما في مصر فقد حدد المادة ‪ 14‬مف البلئحة التنفيذية لقانكف المناقصات كالمزايدات‬
‫المصرم مدة تقديـ العركض بعشرة أياـ ابتداء مف تاريخ أك إعبلف في الصحؼ اليكمية مع إمكانية خفض‬
‫ىذه المدة بمكافقة السمطة المختصة عمى أف ال تقؿ عف خمسة أياـ‪ ،‬غير أنو لـ يبيف الحاالت التي يجكز‬
‫فييا أف تخفض بمكجبيا ىذه المدة كقد جعميا خاضعة لتقدير اإلدارة كىك ما يمس بمبدأ الشفافية‪.‬‬

‫كحسنا فعؿ المشرع عندما أجاز لممصمحة المتعاقدة إمكانية تمديد الميمة إلى كقت إضافي متى‬
‫اقتضت الظركؼ ذلؾ‪ ،‬عمى أف تمتزـ المصمحة المتعاقدة بإشعار كؿ المتنافسيف بكؿ الكسائؿ التي تكفؿ‬
‫ذلؾ‪ ،‬كميما يكف مف أمر فبل بد أف يفتح ىذا األجؿ مجاؿ المنافسة ألكبر عدد ممكف مف المتنافسيف‪،‬‬
‫كتجنب كؿ ما مف شأنو أف يؤدم إلى إسقاط بعض العارضيف مف المشاركة‪.‬‬

‫تنص المادة ‪ 66‬مف المرسكـ ‪ 247/15‬عمى أنو " يكافؽ تاريخ كآخر ساعة إليداع العركض كتاريخ‬
‫كساعة فتح أظرفة العركض التقنية كالمالية‪ ،‬آخر يكـ مف أجؿ تحضير العركض‪ ،‬كاذا صادؼ ىذا اليكـ‬
‫يكـ ع طمة أك يكـ راحة قانكنية‪ ،‬فإف مدة تحضير العركض تمدد إلى غاية يكـ العمؿ المكالي‪ ،"...‬كبيذا‬
‫يككف المشرع قد ربط آجاؿ إيداع العركض بأجؿ فتحيا محاكال بذلؾ تفادم أم فتح مسبؽ لمعركض أك‬
‫اإلطبلع البلشرعي عمى محتكياتيا‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيؽ أكبر قدر مف الشفافية في إج ارءات فتح األظرفة‬
‫مف خبلؿ تضميف أكعية النشر عف آخر يكـ مف أياـ إيداع العركض ككذا ساعة فتح األظرفة‪ ،‬كذلؾ‬
‫لتمكيف المشاركيف مف الحضكر لجمسات فتح أظرفة العركض‪ ،‬إال أف ما يؤخذ عمى المشرع الجزائرم ىك‬
‫عدـ تحديده لمصير العركض المتأخرة عف المكعد المحدد لتقديميا خبلفا لمسمؾ المشرع المصرم الذم‬
‫أكد عمى كجكب تقديميا لرئيس المجنة لمتأشير عمييا بتاريخ كساعة كركدىا‪ ،‬كادراجيا ضمف كشؼ‬
‫العطاءات المتأخرة دكف فتحيا‪ ،‬عمى أف يتـ ردىا ألصحابيا فكر تقرير لجنة البث باستبعادىا‪.2‬‬

‫كطالما أف القانكف لـ يشترط مدة محددة إليداع العركض‪ ،‬فإنو كتفاديا ألم خركقات قد تحدث‬
‫كتحديد اإلدارة لمدة إيداع قصيرة األجؿ كالتي قد تحرـ الكثير مف المشاركة رغـ كفاءاتيـ‪ ،‬لذلؾ كاف مف‬
‫األجدر أف يحدد النص أجبل أدنى ينبغي مراعاتو كعدـ النزكؿ عنو‪ ،‬كأف يحدد مثبل أجؿ ‪ 20‬يكـ ابتداء‬
‫مف اليكـ المكالي لتاريخ أكؿ نشر لئلعبلف عف المنافسة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art 67, 69,72,74,76 de Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 18‬مف البلئحة التنفيذية لمقانكف رقـ ‪ 89‬لسنة ‪ ،1998‬المتعمؽ بقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم (المعدؿ كالمتمـ)‪.‬‬
‫‪ -3‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬اإلقصاء مف المنافسة‪.‬‬

‫ماثؿ المشرع الجزائرم كؿ مف نظيره الفرنسي‪ 1‬كالمصرم في فرض بعض االلتزامات عمى المتعامؿ‬
‫المتعاقد‪ ،‬كالتي تعد بمثابة قيكد يترتب عمى إعماليا منع أك إقصاء المعنييف بيا مف التقدـ لممشاركة في‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬كقد يككف ىذا اإلقصاء إما بصفة مؤقتة أك نيائية‪ ،‬كما قد يككف تمقائيا أك بمكجب‬
‫مقرر‪ ،‬كقد يككف اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية بصفة نيائية كذلؾ حسب الحالة‪ ،‬كمف‬
‫أجؿ انتقاء المصمحة المتعاقدة ألفضؿ المتعامميف‪ ،‬فقد جاء في القسـ الرابع مف المرسكـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ ،247/15‬منو تحت عنكاف " حاالت اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية "‪ ،‬حيث نصت المادة‬
‫‪ 75‬منو عمى أنو " يقصى بشكؿ مؤقت أك نيائي مف المشاركة في الصفقات العمكمية‪ ،‬المتعاممكف‬
‫االقتصاديكف‪:‬‬

‫‪ -‬الذيف رفضكا استكماؿ عركضيـ أك تنازلكا عف تنفيذ صفقة عمكمية قبؿ نفاذ آجاؿ صبلحية العركض‪،‬‬
‫حسب الشركط المنصكص عمييا في المادتيف ‪ 71‬ك ‪ 74‬مف المرسكـ الرئاسي ‪.247/15‬‬

‫كبالرجكع لممادة ‪ 71‬فنجدىا قد خكلت لمجنة الفتح كتقييـ العركض دعكة المرشحيف أك المتعيديف عند‬
‫االقتضاء كتابيا عف طريؽ المصمحة المتعاقدة مف أجؿ استكماؿ عركضيـ‪ ،‬بالكثائؽ الناقصة أك غير‬
‫الكاممة المطمكبة باستثناء المذكرة التقنية التبريرية‪ ،‬في أجؿ أقصاه عشرة (‪ )10‬أياـ ابتدءا مف تاريخ فتح‬
‫األظرفة‪ ،‬كميما يكف مف أمر تستثنى مف طمب االستكماؿ كؿ الكثائؽ الصادرة عف المتعيد كالمتعمقة‬
‫بتقييـ العركض‪ ،‬في حيف أف المادة ‪ 74‬نصت عمى أنو إذا تنازؿ حائز الصفقة العمكمية قبؿ تبميغو‬
‫الصفقة أك رفض استبلـ اإلشعار بتبميغ الصفقة‪ ،‬فإنو يمكف لممصمحة المتعاقدة مكاصمة تقييـ العركض‬
‫الباقية‪ ،‬بعد إلغاء المنح المؤقت لمصفقة‪ ،‬مراعاة لمبدأ حرية المنافسة كمتطمبات اختيار أحسف عرض مف‬
‫حيث المزايا االقتصادية‪ ،‬كأحكاـ المادة ‪ 99‬مف ىذا المرسكـ‪ ،‬كفي ىذه الحالة يقصى‪ ،‬ىؤالء مف المشاركة‬
‫في الصفقات العمكمية بصفة مؤقتة لمدة ستة (‪ )06‬أشير‪ ،‬كيمكف لمسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير أك‬
‫الكالي أك رئيس المجمس الشعبي البمدم حسب الحالة أف يمدد ىذا اإلقصاء‪ ،‬إلى كؿ المصالح المتعاقدة‬
‫التي تتبع سمطتو بمكجب مقرر يبمغ لممتعامؿ االقتصادم المعني كلممصالح المتعاقدة المعنية كينشر في‬
‫مكاقعيـ اإللكتركنية كفي البكابة اإللكتركنية لمصفقات العمكمية‪.2‬‬

‫‪ -‬الذيف ىـ في حالة اإلفبلس أك التصفية أك التكقؼ عف النشاط أك التسكية القضائية أك الصمح‪.‬‬


‫‪ -‬الذيف ىـ محؿ إجراء عممية اإلفبلس أك التصفية أك التكقؼ عف النشاط أك التسكية القضائية أك‬
‫الصمح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art 48 de Ordonnance n° 2015-899 du 23 juillet 2015 relative aux marchés publics.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 08‬مف القرار المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد كيفيات اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)17‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -‬الذيف كانكا محؿ حكـ قضائي حاز عمى قكة الشيء المقضي فيو بسبب مخالفة تمس بنزاىتيـ المينية‪.‬‬
‫‪ -‬الذيف ال يستكفكف كاجباتيـ الجبائية كشبو الجبائية‪ ،‬ككذا اإليداع القانكني لحسابات شركاتيـ‪.‬‬
‫‪ -‬الذيف قامكا بتصريح كاذب‪.‬‬
‫‪ -‬المسجمكف في قائمة المؤسسات المخمة بالتزاماتيا بعدما كانكا محؿ مقررات الفسخ تحت مسؤكليتيـ‪،‬‬
‫مف أصحاب المشاريع‪.‬‬
‫‪ -‬المسجمكف في قائمة المتعامميف االقتصادييف الممنكعيف مف المشاركة في الصفقات‪.1‬‬
‫‪ -‬المسجمكف في البطاقية الكطنية لمرتكبي الغش كمرتكبي المخالفات الخطيرة لمتشريع كالتنظيـ في مجاؿ‬
‫الجباية كالجمارؾ كالتجارة‪.‬‬
‫‪ -‬الذيف كانكا محؿ إدانة بسبب مخالفة خطيرة لتشريع العمؿ كالضماف االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬الذيف أخمكا بالتزاماتيـ المحددة في المادة ‪ 84‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالمتعمقة بالمتعيديف‬
‫األجانب في إطار الدعكات لممنافسة الدكلية الذيف يتعيف عمييـ االستثمار في إطار شراكة مع‬
‫متعامميف كطنييف‪ ،‬فأم إخبلؿ بيذا الشرط يترتب عميو جزاءات كمف بينيا تسجيؿ المتعامؿ المتعاقد‬
‫األجنبي في قائمة المتعامميف االقتصادييف المقصييف مف المشاركة في الصفقات العمكمية‪.2‬‬

‫تعد ىذه األسباب منطقية في فحكاىا‪ ،‬فكميا التزامات يتعيف عمى أصحابيا القياـ كااللتزاـ بيا كأعكاف‬
‫اقتصادييف‪ ،‬كأم تياكف أك إخبلؿ بيذه االلتزامات يجعميـ غير جديريف لمدخكؿ كالمشاركة في الصفقات‬
‫المعمف عنيا مف طرؼ المصالح المتعاقدة‪ ،‬كباإلضافة ليذه الحالة التي حددتيا أحكاـ تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية فقد أكرد بعض القكانيف أف أم إخبلؿ بإحكاميا يترتب عنو عقكبات مف بينيا اإلقصاء كالمنع‬
‫مف المشاركة في الصفقات العمكمية‪.3‬‬

‫كبذلؾ ال يجكز ألم متعامؿ أف يحتج أك يتذرع بمبدأ المساكاة‪ ،‬ألف ىذا المبدأ ال يعني االعتراؼ بالحؽ‬
‫المطمؽ لممتعامؿ بالمشاركة في المنافسة‪ ،‬كانما يتكقؼ ذلؾ عمى استجابتو لجممة مف النصكص القانكنية‬
‫ذات الصمة بمنظكمة الصفقات العمكمية‪ ،‬ثـ إف أم متعامؿ يقصى مف المشاركة فإف ىذا األثر يمتد إلى‬
‫باقي الصفقات‪ ،‬فبل يتصكر حرمانو مف المنافسة لتكفر حالة مف الحاالت المشار إلييا‪ ،‬ليسفح لو مجاؿ‬
‫المشاركة في أخرل‪ ،‬كحسنا فعؿ المشرع مف أجؿ دفع المتعامميف االقتصادييف الحتراـ قكانيف الجميكرية‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة بأنو إلى جانب ذلؾ قد يتـ إقصاء بعض المترشحيف لشركط تفرضيا المصمحة المتعاقدة‬
‫كالتي تتمتع بقدر مف الحرية كالسمطة التقديرية في بعض أنماط طمب العركض مف بينيا طمب العركض‬

‫‪ -1‬القرار المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحد د كيفيات التسجيؿ كالسحب مف قائمة المتعامميف االقتصادييف الممنكعيف مف المشاركة في الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)17‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 07‬مف القرار المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد كيفيات اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -3‬األمر رقـ ‪ ،31/96‬المؤرخ في ‪ ،1996/12/30‬المتضمف قانكف المالية لسنة ‪ ،1997‬ج ر ج ج عدد (‪ )85‬الصادرة بتاريخ ‪.1996/12/31‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المفتكح مع اشتراط قدرات دنيا‪ ،‬كطمب العركض المحدكد‪ ،‬حيث تعكد إلييا سمطة كضع بعض المعايير‪،‬‬
‫أك تحديد العدد األقصى لممترشحيف كذلؾ بغرض تحقيؽ الغرض مف العممية التعاقدية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫مرحمة فتح األظرفة وتقييـ العروض‪.‬‬

‫إف تمكيف المصمحة المتعاقدة في إطار سمطتيا التقديرية باختيار المتعاقد معيا‪ ،‬قد يتسبب في‬
‫االنحراؼ بقاعدة التعاقد إلى اتجاىات غير قانكنية‪ ،‬سكاء تيربا مف قكاعد معقدة أك لحرماف المتعامميف مف‬
‫ضمانات مقررة في القانكف كالتي تجاىمتيا اإلدارة‪ ،1‬لذلؾ أسند المشرع عممية فتح أظرفة المتعيديف لمجية‬
‫اإلدارية التي تحدثيا المصمحة المتعاقدة في إطار الرقابة اإلدارية الداخمية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬طبقا‬
‫لممادة ‪ 160‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬التي جاء فييا "تحدث المصمحة المتعاقدة‪ ،‬في إطار الرقابة‬
‫الداخمية‪ ،‬لجنة دائمة كاحدة أك أكثر مكمفة بفتح األظرفة كتحميؿ العركض كالبدائؿ كاألسعار االختيارية‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬تدعى في صمب النص "لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض"‪ ،‬كتتشكؿ ىذه المجنة مف‬
‫مكظفيف مؤىميف تابعيف لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬يختاركف لكفاءتيـ‪ ،‬ىذا كيمكف لممصمحة المتعاقدة تحت‬
‫مسؤكليتيا أف تنشئ لجنة تقنية مكمفة بإعداد تقرير تحميؿ العركض لحاجات لجنة فتح األظرفة كتقييـ‬
‫العركض" ‪ ،‬كاضح أف اإلصبلح الجديد لتنظيـ الصفقات العمكمية قد جمع بيف لجنة فتح األظرفة كلجنة‬
‫تقييـ العركض خبلفا لما كاف عميو الحاؿ في السابؽ‪ ،‬أيف كانت كؿ لجنة مستقمة عف األخرل كبتشكيمة‬
‫مغايرة‪.‬‬

‫إف إحداث ىذه المجنة يعد أم ار إلزاميا‪ ،‬حيث يحدد مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة بمكجب مقرر تشكيمة‬
‫ىذه المجنة كقكاعد تنظيميا كسيرىا كنصابيا في إطار اإلجراءات القانكنية كالتنظيمية المعمكؿ بيا‪ ،‬كىك‬
‫ما سيتـ التفصيؿ فيو الحقا فيما يخص الرقابة الداخمية عمى الصفقات العمكمية طبقا ألحكاـ المرسكـ‬
‫‪ ، 247/15‬في حيف أننا نقتصر في ىذا الصدد عمى المياـ المنكطة ليذه المجنة في إطار عممية فتح‬
‫كتقييـ عركض المتعيديف المتقدميف لممشاركة في طمب العركض‪.‬‬

‫= األمر رقـ ‪ ،22/96‬المؤرخ في ‪ ،1996/07/09‬المتعمؽ بقمع مخالفة التشريع كالتنظيـ الخاصيف بالصرؼ كحركة رؤكس األمكاؿ مف كالى‬
‫الخارج‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)43‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1996/07/10‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب األمر ‪ ،03/10‬المؤرخ في ‪ ،2010/08/26‬ج ر ج‬
‫ج عدد (‪ )50‬الصادرة بتاريخ ‪.2010/09/01‬‬
‫‪ -‬األمر رقـ ‪ ،06/05‬المؤرخ في ‪ ،2005/08/23‬المتعمؽ بمكافحة التيريب‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )59‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2005/08/28‬كالمعدؿ‬
‫كالمتمـ بمكجب األمر رقـ ‪ ،09/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/07/15‬المتعمؽ بمكافحة التيريب‪ ،‬ج رج ج عدد (‪ )47‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2006/07/19‬‬
‫‪ -‬القانكف رقـ ‪ ،12/08‬مؤرخ في ‪ ،2008/06/25‬يعدؿ كيتمـ األمر ‪ ،03/03‬المؤرخ في ‪ ،2003/07/19‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ )36‬الصادرة بتاريخ ‪.2008/07/02‬‬
‫‪ -1‬صميحة بف عكدة‪ ،‬الجرائـ الماسة بالصفقات العمكمية بيف الكقاية كالرقابة في التشريع الجزائرم‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في الحقكؽ نظاـ‬
‫ؿ ـ د‪ ،‬تخصص قانكف جنائي لؤلعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2017/2016 ،‬ص ‪.117‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مرحمة إرساء الصفقة واعتمادىا‪.‬‬

‫تمعب لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض دك ار محكريا في عممية إرساء الصفقة عمى المتنافس الذم‬
‫تكافرت لديو الشركط المطمكبة كالمعمف عنيا‪ ،‬لذلؾ فإف المشرع لـ يترؾ لئلدارة كحدىا صبلحية اختيار‬
‫المتعاقد الذم تسند لو الصفقة‪ ،‬كانما تعتبر لجنة فتح كتقييـ األظرفة المحكر األساسي لعممية إرساء‬
‫الصفقة طبقا لمشركط التي تكافر عمييا العرض‪ ،‬كبناء عمى ذلؾ فإف ىذه األخيرة تتمتع بجممة مف‬
‫الصبلحيات تتمثؿ في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الدور اإلعدادي لمجنة فتح األظرقة وتقييـ العروض‪.‬‬

‫تتكلى ميمة فتح األظرفة لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،‬كىي لجنة مستحدثة في إطار الرقابة‬
‫الداخمية لدل كؿ مصمحة متعاقدة‪ ،1‬كىي مكمفة قانكنا في مرحمة أكلى بفتح أظرفة العركض المكدعة مف‬
‫قبؿ في إطار اإلعبلف عف المنافسة‪ ،‬حيث أنو كبعد انتياء آجاؿ تقديـ العركض تجتمع لجنة فتح األظرفة‬
‫كتقييـ العركض طبقا لممادة ‪ 70‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬في جمسة عمنية في آخر يكـ مف األجؿ‬
‫المحدد إليداع العركض‪ ،‬كبحضكر كافة المرشحيف كالمتعيديف الذيف يتـ إببلغيـ مسبقا حسب الحالة في‬
‫اإلعبلف عف المنافسة أك عف طريؽ رسائؿ تكجو ليـ‪ ،2‬كتتكلى تبعا لذلؾ جممة مف المياـ حددتيا أحكاـ‬
‫المادة ‪ 71‬كالتي يمكف إجماليا في‪:‬‬

‫‪ -‬تثبت صحة تسجيؿ العركض في سجؿ خاص‪ ،‬حيث أشار المشرع إلى تسجيؿ المجنة لؤلشغاؿ‬
‫المتعمقة بكؿ عممية في سجميف خاصيف يرقميما اآلمر بالصرؼ كيؤشر عمييما بالحركؼ األكلى‪.3‬‬
‫‪ -‬تعد قائمة المرشحيف أك المتعيديف حسب ترتيب تاريخ كصكؿ أظرفة ممفات ترشحيـ أك عركضيـ مع‬
‫تكضيح محتكل كمبالغ المقترحات كالتخفيضات المحتممة‪.‬‬
‫‪ -‬تعد قائمة الكثائؽ التي يتككف منيا كؿ عرض‪.‬‬
‫‪ -‬تكقع باألحرؼ األكلى عمى كثائؽ األظرفة المفتكحة التي ال تككف محؿ طمب استكماؿ‪.‬‬
‫‪ -‬تحرر محضر أثناء انعقاد الجمسة الذم يكقعو جميع أعضاء المجنة الحاضريف‪ ،‬كالذم يجب أف‬
‫يتضمف التحفظات المحتممة المقدمة مف قبؿ أعضاء المجنة‪.‬‬

‫‪ -‬تدعك المرشحيف أك المتعيديف عند االقتضاء‪ ،‬كتابيا عف طريؽ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬إلى استكماؿ‬
‫عركضيـ التقنية‪ ،‬تحت طائمة رفض عركضيـ‪ ،‬بالكثائؽ الناقصة أك غير الكاممة المطمكبة باستثناء‬
‫المذكرة التقنية التبريرية في أجؿ أقصاه ‪ 10‬أياـ ابتداء مف تاريخ فتح األظرفة‪ ،‬حيث تستقبؿ المصمحة‬
‫المتعاقدة الكثائؽ المقدمة مف قبؿ المتعيد الستكماؿ عرضو في أجؿ ‪ 10‬أياـ‪ ،‬كذلؾ قبؿ حصة تقييـ‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 160‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 70‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 3/162‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫العركض‪ ،‬ككؿ استبلـ ليذه الكثائؽ خارج ىذه اآلجاؿ المقننة ال يمكف أف يتـ إال تحت مسؤكلية المصمحة‬
‫المتعاقدة‪ ،1‬كميما يكف مف أمر‪ ،‬تستثنى مف طمب االستكماؿ كؿ الكثائؽ الصادرة عف المتعيد كالمتعمقة‬
‫بتقييـ العركض‪.‬‬

‫‪ -‬تقترح عمى المصمحة المتعاقدة عند االقتضاء في محضر إعبلف عدـ جدكل اإلجراء‪ ،‬كيعمف عف ىذه‬
‫الحالة طبقا لنص المادة ‪ 40‬في حالة عدـ استبلـ أم عرض‪ ،‬أك عندما ال يتـ اإلعبلف بعد تقييـ‬
‫العركض عف مطابقة أم عرض لمكضكع الصفقة أك لمحتكل دفتر الشركط‪ ،‬باإلضافة إلى حالة عدـ‬
‫إمكانية ضماف تمكيؿ الحاجات‪ ،‬كىذا بخبلؼ الحاالت التي نص عمييا القانكف السابؽ‪ ،‬كالذم كاف يعمف‬
‫عف عدـ جدكل اإلجراء عند استبلـ عرض كاحد أكفي حالة عدـ استبلـ أم عرض‪ ،‬فالمشرع مف خبلؿ‬
‫نص المادة ‪ 40‬نص عمى أف ال يجب التصريح بعدـ جدكل الصفقة في حالة استبلـ عرض كاحد كذلؾ‬
‫تفاديا مف تكرار عدـ جدكل اإلجراءات‪.‬‬

‫ما يمكف إثارتو في ىذا الشأف ىك أننا نتساءؿ عف عدـ تمقى أم عرض‪ ،‬فيؿ يعكد سبب ذلؾ إلى‬
‫عزكؼ المتعاقديف كعدـ رغبتيـ في التعاقد مع المصمحة المتعاقدة أـ أف ذلؾ يتعمؽ بطيعة كتعقيد‬
‫مكضكع الصفقة ا لمعمف عنيا‪ ،‬أـ يعكد سبب ذلؾ ألسباب أخرل ؟ كلتجنب حدكث مثؿ ىذه الحاالت‬
‫يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة التقيد باختيار أنسب الطرؽ لمتعاقد كالتقميؿ مف فرض القيكد عمى‬
‫المتعامميف لتجنب نفكرىـ مف التعاقد‪.‬‬

‫‪ -‬ترجع عف طريؽ المصمحة المتعاقدة األظرفة غير المفتكحة إلى أصحابيا مف المتعامميف االقتصادييف‬
‫عند االقتضاء حسب الشركط المنصكص عمييا في ىذا المرسكـ‪.‬‬

‫جاء تنظيـ الصفقات العمكمية أكثر دقة عندما أعمف مف خبلؿ المادة ‪ 161‬مف المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬عمى أف ىذه المجنة تمارس عمبل إداريا كتقنيا تقدمو لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬التي تبقى ليا‬
‫الصبلحية الكاممة في منح الصفقة كاختيار الشريؾ‪ ،2‬أك اإلعبلف عف عدـ الجدكل أك إلغاء الصفقة‬
‫العمكمية‪ ،‬أك إلغاء المنح المؤقت‪ ،‬كبذلؾ فيي لجنة معاينة كرصد ميداني لممفات العارضيف‪ ،‬كضبط حجـ‬
‫المنافسة مف خبلؿ الفصؿ في القائمة المتنافسيف كتحديد ىكيتيـ ككثائقيـ كاثباتيا ضمف سجؿ خاص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدور التقييمي لمجنة فتح األظرقة وتقييـ العروض‪.‬‬

‫أناط المشرع الجزائرم عممية تحميؿ العركض كتقييميا لمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،‬التي تأخذ‬
‫عمى عاتقيا عممية فحص كتحميؿ عركض المتعيديف كالمقترحات التي يعرضكنيا في إطار التنافس لمظفر‬
‫بالصفقة‪ ،‬كذلؾ كفؽ منيجية تحدد أحكاـ دفتر الشركط ضكابطيا‪ ،‬فباإلضافة إلى الدكر اإلعدادم لمجنة‬

‫‪ -1‬اإلرسالية رقـ ‪ 155‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2017/‬بتاريخ ‪ ،2017/03/06‬المتعمقة باستكماؿ الكثائؽ‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 113.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،‬فإف ىذه األخيرة تتكلى عممية تقييـ عركض المتعامميف الذيف تقدمكا‬
‫بتعيداتيـ‪ ،‬عمى أف يككف نظاـ تقييـ ىذه العركض متبلئما مع طبيعة كؿ مشركع كتعقيده كأىميتو ميما‬
‫كاف إجراء اإلبراـ المتبع‪ ،1‬كقد بينت المادة ‪ 72‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬دكر المجنة في مرحمة‬
‫تقييميا لمعركض كالتي تكضح معالميا كفؽ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -/1‬قواعد تقييـ العروض‪:‬‬

‫ىناؾ عدة ضكابط تقيد لجنة الفتح كتقييـ العركض عند قياميا بتقييـ كتحميؿ العركض التقنية‪ ،‬خاصة‬
‫عندما يككف معيار الطابع التقني لمعركض معيا ار أساسيا في تحديد العرض المناسب‪ ،‬فقد فسح التنظيـ‬
‫المجاؿ أماـ المصمحة المتعاقدة لبلستعبلـ عف قدرات كالمؤىبلت التقنية ألصحاب العركض مستعممة في‬
‫ذلؾ كؿ كسيمة قانكنية تراىا مناسبة لذلؾ‪ ،2‬كتبعا لذلؾ تتكلى ىذه المجنة القياـ بعدة مياـ تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -‬إقصاء العركض غير المطابقة لمحتكل دفتر الشركط المعد مسبقا مف طرؼ الجية المختصة‬
‫كلمكضكع الصفقة أك كبلىما معا‪ ،3‬كقد جرل العمؿ عمى إمكانية تجاكز بعض األخطاء ذات الطابع‬
‫المادم البحت‪ ،‬كعدـ تضميف دفتر الشركط لعبارة قرئ كقبؿ أك عدـ مؿء بعض خانات التصريح‬
‫بالنزاىة‪ ،4‬كانما تعمؿ المجنة عمى استبعاد تمؾ العركض المشكبة بمخالفات جكىرية كعدـ تضميف العرض‬
‫لممذكرة التبريرية‪ ،5‬ثـ إف قبكؿ أك إقصاء العركض أمر مرتبط بمدل قدرة مقدمييا عمى تحقيؽ الشركط‬
‫كالمكاصفات المحددة كاألكثر تحقيقا لمحاجات المعمف عنيا‪ ،6‬كبذلؾ فقد ماثؿ نظيره الفرنسي في استبعاد‬
‫تمؾ العركض غير النظامية‪ ،‬غير البلئقة كغير المقبكلة طبقا لممادة ‪ 59‬مف تقنيف الصفقات العمكمية‬
‫الفرنسي ‪.236/2016‬‬
‫‪ -‬تعمؿ عمى تحميؿ العركض الباقية في مرحمتيف عمى أساس المعايير كالمنيجية المنصكص عمييا‬
‫ص ارحة في دفتر شركط الصفقة‪ ،‬إذ تعتمد في التحميؿ عمى عممية التنقيط الذم يككف في الغالب عمى‬
‫‪ 100‬نقطة كفؽ ما يكضحو دفتر الشركط النمكذجي‪:‬‬

‫أ‪ -/‬مرحمة التقييـ التقني (‪ 60‬نقطة)‪:‬‬

‫يتـ خبلؿ ىذه المرحمة القياـ بالترتيب التقني لمعركض‪ ،‬كذلؾ باالعتماد عمى عدة أسس كشيادة‬
‫التأ ىيؿ‪ ،‬التصنيؼ الميني‪ ،‬الخبرة‪ ،‬اليد العاممة‪ ،‬كجكد مكتب دراسات‪ ،‬مخطط تنفيذ المشركع (مخطط‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 79‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 56‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), op.cit, p 81.‬‬
‫‪ -4‬اإلرسالية رقـ ‪ 275‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2016/03/17‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلرسالية رقـ ‪ 190‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2016/09/06‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫‪ -‬عباس صادقي‪ ،‬الرقابة القبمية عمى صفقات الجماعات المحمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص القانكف اإلدارم المعمؽ‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫‪6‬‬

‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبكبكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2017/2016 ،‬ص ‪.53‬‬


‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تنفيذ األشغاؿ‪ ،‬مدة اإلنجاز)‪ ،‬التقنيات الحديثة‪ ،‬األشغاؿ المشابية باإلضافة إلى العمؿ عمى التأكد مف أف‬
‫العركض قد كردت مشتممة عمى كؿ المتطمبات‪ ،‬كأنيا ال تشكؿ خرقا لما جاء في دفتر الشركط‪ ،‬مما‬
‫يمكف المجنة مف ترتيب العركض المقبكلة مف الناحية التقنية كاقصاء العركض التي لـ تتحصؿ عمى‬
‫العبلمة الدنيا البلزمة‪ ،‬المنصكص عمييا في دفتر الشركط‪ ،‬مع ضركرة مراعاة أف يككف نظاـ تقييـ‬
‫العركض التقنية‪ ،‬ميما يكف إجراء اإلبراـ متبلئما مع طبيعة كؿ مشركع كتعقيده كأىميتو‪.‬‬

‫ب‪ -/‬مرحمة التقييـ المالي (‪ 40‬نقطة)‪:‬‬

‫تقكـ في ىذه المرحمة بدراسة العركض المالية لممتعيديف الذيف تـ تأىيميـ األكلي تقنيا‪ ،‬مع مراعاة‬
‫التخفيضات المحتممة في عركضيـ‪ ،‬حيث تستأنؼ المجنة خبلؿ ىذه المرحمة رقابتيا عمى جميع الكثائؽ‪،‬‬
‫كذلؾ بمراجعة كؿ مف الكشؼ الكمي كالتَّقييمي كجدكؿ األسعار الكحدكية‪ ،‬كيتـ تبعا لذلؾ تصحيح‬
‫األخطاء المحتممة خبلؿ ىذه المرحمة‪.1‬‬

‫ىذا؛ كيمكف لمجنة أف تسترشد بأسعار السكؽ المتعمقة بالمكاد محؿ الطمب سكاء تعمؽ األمر بعمميات‬
‫األشغاؿ أك التكريدات أك حتى الخدمات قصد تقديـ االقتراحات المناسبة لممصمحة المتعاقد المعنية‪ ،‬كتقكـ‬
‫المجنة عند االقتضاء بدراسة تغيرات العركض كبدائميا كاألسعار االختيارية المنصكص عمييا في المادة‬
‫‪ 27‬مف نفس المرسكـ‪ ،2‬كىذا ما يفسر اشتراط المشرع تعييف أعضاء مؤىميف يختاركف نظ ار لكفاءتيـ مف‬
‫أجؿ إبراز االقتراحات المناسبة التي ينبغي تقديميا لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬لمقياـ طبقا لدفتر الشركط بانتقاء‬
‫إما العرض‪:‬‬

‫‪ -/1‬األقؿ ثمنا مف بيف العركض المالية لممرشحيف المختاريف‪ ،‬عندما يسمح مكضكع الصفقة بذلؾ كفي‬
‫ىذه الحالة يستند تقييـ العركض إلى معيار السعر فقط‪.‬‬
‫‪ -/2‬األقؿ ثمنا مف بيف العركض المؤىمة تقنيا‪ ،‬إذا تعمؽ األمر بالخدمات العادية‪ ،‬كفي ىذه الحالة يستند‬
‫تقييـ العركض إلى عدة معايير مف بينيا معيار السعر‪.‬‬
‫‪ -/3‬الذم تحصؿ عمى أعمى نقطة استنادا إلى ترجيح عدة معايير مف بينيا معيار السعر‪ ،‬إذا كاف‬
‫االختيار قائما أساسا عمى الجانب التقني لمخدمات‪.‬‬

‫يمكف لمجنة خبلؿ ىذه المرحمة أف تقترح عمى المصمحة المتعاقدة‪ ،‬رفض العرض المقبكؿ إذا ثبت أف‬
‫بعض ممارسات المتعيد المعني تشكؿ تعسفا في كضعية ىيمنة عمى السكؽ أك تتسبب في اختبلؿ‬
‫المنافسة في القطاع المعني بأم طريقة كانت‪ ،‬عمى أف يشير دفتر شركط الصفقة ليذا الحكـ‪ ،‬كىك ما‬
‫يترتب عنو مساس بمبدأم الشفافية كالمساكاة بيف المترشحيف‪ ،3‬كعمى رغـ مف نص دفتر الشركط عمى‬

‫‪ -1‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬رقـ ‪ ،078520+078275‬المؤرخ في ‪ ،2013/12/05‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الحادم عشر‪ ،2013 ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 160 ،27‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), op.cit, p 105, 106.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ىذه الحالة إال أنيا مف أخطر الق اررات التي قد تكاجو المتعامميف‪ ،‬لذلؾ يتعيف عمى لجنة فتح األظرفة‬
‫كتقييـ العركض أف تستند في ذلؾ دقة المعمكمات كالكثائؽ التي تنبث صحة اقت ارحيا مما ال يكبد‬
‫المصمحة المتعاقدة تبعات ذلؾ‪.‬‬

‫يمكف أف تطمب المجنة مف المتعامؿ االقتصادم المختار مؤقتا تقديـ تبريرات كتكضيحات عف طريؽ‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،‬في حالة ما إذا كاف العرض المالي اإلجمالي ليذا المتعامؿ أك كاف سعر كاحد أك‬
‫أكثر مف عرضو المالي يبدكا منخفضا بشكؿ غير عادم بالنسبة لمرجع األسعار‪ ،‬كعمى إثر ذلؾ تقرر‬
‫المجنة كفقا لمدل اقتناعيا بالتبريرات كالتكضيحات المقدمة قبكؿ أك رفض العرض المعني إذا أقرت أف‬
‫جكاب المتعامؿ االقتصادم غير مبرر مف الناحية االقتصادية‪ ،‬كىذا دكف ذكر الحد األدنى الذم عمى‬
‫أساسو يتـ ىذا الرفض‪ ،‬كىك ما قد يفتح المجاؿ أماـ إقصاء بعض المتنافسيف عمى أساس أف عركضيـ‬
‫منخفضة إلى حد غير معقكؿ دكف عمميـ بالحد األدنى الذم يتعيف عمييـ عدـ تجاكزه عند تحضير‬
‫العركض‪ ،1‬عمى أف تعمؿ المصمحة المتعاقدة عمى تبرير ذلؾ‪.‬‬

‫كفي مقابؿ ىذه الحالة؛ يمكف كذلؾ لمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض أف تقترح عمى المصمحة‬
‫المتعاقدة رفض العرض المقبكؿ بمكجب مقرر معمؿ‪ ،‬إذا تبيف أف العرض المالي لممتعامؿ المختار مؤقتا‬
‫مبالغا فيو بالنسبة لمرجع األسعار‪ ،2‬كحسنا فعؿ المشرع عند فرضو التعميؿ لقرار اإلبعاد بالشكؿ الذم‬
‫يضمف عدـ تعسؼ المصمحة المتعاقدة‪.‬‬

‫أشار المشرع إلى إمكانية قياـ لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،‬برد األظرفة المالية المتعمقة‬
‫بالعركض التقنية عف طريؽ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كالتي لـ تتحصؿ عمى النقطة الدنيا المحددة في دفتر‬
‫الشركط إلى أصحابيا دكف فتحيا‪ ،‬كمف ذلؾ يتضح لنا أف لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض تتمتع في‬
‫مرحمة تقييـ العركض‪ ،‬بصبلحيات فنية كتقنية تمكنيا مف دراسة كتحميؿ عركض المتعيديف‪ ،‬كتقديـ‬
‫االقتراحات المبررة لممصمحة المتعاقدة لتمكنييا مف اتخاذ ما تراه مناسبا‪.‬‬

‫كقد ماثؿ المشرع الجزائرم كؿ مف نظيره الفرنسي‪ 3‬كالمصرم في عدـ السماح لممصمحة المتعاقدة‬
‫بالقياـ بأم عممية تفاكضية مع المتعيديف بشأف عركضيـ‪ ،‬غير أنو يمكنيا لمقياـ بمقارنة العركض بأف‬
‫تطمب مف المتعيديف تقديـ تكضيح كتفصيؿ فحكل عركضيـ‪ ،‬عمى أف ال يمكف بأم حاؿ مف األحكاؿ أف‬
‫يسمح جكاب المتعيد بتعديؿ عرضو أك التأثير في المنافسة‪.‬‬

‫‪ -1‬صميحة بف عكدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.128‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 72‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art 67/ de Décret n° 2016- 6 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -/2‬االستعانة بمجنة تقنية‪:‬‬

‫إدراكان لصعكبة العمميات التي تقكـ بيا لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض في الكثير مف الحاالت‪،‬‬
‫كتسميما لتعقيد بعض الحاجات التي تطمبيا المصمحة المتعاقدة في حاالت أخرل‪ ،‬فسح تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية أماـ المصمحة المتعاقدة كتحت مسؤكليتيا المجاؿ بإنشاء لجنة تقنية ميمتيا إعداد تقرير تحميؿ‬
‫العركض لحاجات لجنة الفتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،‬كىك ما أفادت بو المادة ‪ 160‬في فقرتيا األخيرة‬
‫بقكليا " يمكف المصمحة المتعاقدة‪ ،‬تحت مسؤكليتيا أف تنشئ لجنة تقنية تكمؼ بإعداد تقرير تحميؿ‬
‫العركض لحاجات لجنة فتح األظرفة كت قييـ العركض "‪ ،‬إال أف ىذا النص يكتنفو نكع مف الغمكض إذ لـ‬
‫تفصح فحكل النص عف الحاالت التي يمكف فييا إنشاء ىذه المجنة التقنية كال عف تكقيت إنشائيا‪ ،‬فيؿ‬
‫تنشأ قبؿ أك بعد إتماـ لجنة الفتح كتقييـ العركض ألعماليا ؟ كبصفة عامة فإف نص المادة ‪ 160‬لـ يحدد‬
‫طبيعة العبل قة بيف لجنة الفتح كتقييـ العركض كالمجنة التقنية‪ ،‬كما أننا نتساءؿ عف المكقؼ التي تتخذه‬
‫المصمحة المتعاقدة في حالة ما تعارض التقرير المعد مف قبؿ المجنة التقنية مع ما تراه لجنة فتح األظرفة‬
‫كتقييـ العركض كؿ ىذا لـ يفصح عنو المشرع ما يؤدم إلى انعكاسات سمبية عمى مرحمة تقييـ العركض‪.‬‬

‫يظير الدكر التقييمي لمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض ذلؾ المجاؿ الكاسع لتدخميا في عممية‬
‫التقييـ‪ ،‬فيي ال تقتصر عمى تحميؿ كدراسة كتقييـ العركض فحسب‪ ،‬كانما يمتد اختصاصيا لمبث فييا‬
‫بانتقاء العرض المناسب‪ ،‬بمعنى أف المجنة تقترح عمى المصمحة المتعاقدة منح الصفقة لممتعيد المؤىؿ‬
‫حيث تقدـ المجنة اقتراح أك أكثر لممصمحة المتعاقدة كالتي تبقى ليا صبلحية ذلؾ باعتبارىا صاحبة القرار‬
‫في اختيار المتعاقد معيا طبقا لنص المادة ‪ 76‬مف المرسكـ الرئاسي ‪.247/15‬‬

‫ما يمكف تسجيمو في ىذا الصدد أف ميمة لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض في مرحمة تقييميا‬
‫لمعركض استشارية محضة كغير ممزمة‪ ،‬كما يؤكد ذلؾ ىك كركد عبارة " تقترح " في مجمؿ فقرات نص‬
‫ىذه المادة‪ ،‬م ما يجعمنا نتساءؿ عف أىمية كجكد ىذه المجنة إذا كانت أعماليا غير ممزمة بالنسبة‬
‫لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬إال أف جانب مف الفقو يرل بأنو طالما أف ىذه المجنة تتككف مف أعضاء مؤىمة كذات‬
‫كفاءة فميا دكر ىاـ في تنكير الجيات اإلدارية باقتراحاتيا كفقا لما تراىا مناسبا‪ ،1‬كىك ما أكد عميو مجمس‬
‫الدكلة في ق ارره بشأف قضية بمدية العممة‪ ،‬التي أعمنت عف مناقصة كطنية مفتكحة قصد إنجاز دراسة‬
‫معمارية لمجمع مدرسي كمسكف كظيفي‪ ،‬كقد تـ إسنادىا لمقاكؿ تـ رفض عرضو مف طرؼ لجنة تقييـ‬
‫العركض‪ ،‬فاعتبر مجمس الدكلة أف منح الصفقة لمكتب دراسات تـ رفضو مف قبؿ لجنة تقييـ العركض‬
‫يعد خرقا لمقانكف مستكجبا لمتعكيض‪.2‬‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫‪ -2‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،14637‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2004/06/15‬مجمة مجمس الدكلة العدد الخامس‪ ،2004 ،‬ص ‪.132‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -/3‬المعايير المعتمدة في تقييـ العروض‪:‬‬

‫اعتمد المشرع الفرنسي في تقييمو لمعركض التي يمكف أف تستند إما عمى معيار السعر لكحده‪ ،‬أك‬
‫عمى أساس عدة معايير مف بينيا معيار السعر كالجكدة كالجدارة الفنية كالخصائص الجمالية كالكظيفية‬
‫كالطابع اإلبتكارم‪ ،‬كأدائيا المميز في مجاؿ حماية البيئة كتعزيز‪ ،‬كالتكمفة اإلجمالية لمكضكع العقد‪،‬‬
‫كالمساعد ات التقنية المقدمة مع العرض خبلؿ فترة ما بعد اإلبراـ كتاريخ ككقت التسميـ كالتنفيذ‪ ،‬كاألبعاد‬
‫االقتصادية كاالجتماعية كاإلدماج الميني‪ ،‬الحماية البيئية‪ ،‬مع إمكانية تكافر معايير أخرل إذا كاف ىناؾ‬
‫ما يبررىا في التعاقد‪ ،1‬كبذلؾ ماثؿ المشرع الجزائرم المشرع الفرنسي في تمكيف المصمحة المتعاقدة‬
‫باختيارىا لمعرض كفؽ معايير متعددة‪ ،‬عمى أف تككف ىذه المعايير ككزف كؿ منيا مرتبطة بمكضكع‬
‫الصفقة كغير تمييزية منصكص عمييا في دفتر الشركط الخاص بالدعكة لممنافسة‪ ،‬كىك ما أكدت عميو‬
‫أحكاـ الباب الخامس مف ىذا المرسكـ تحت عنكاف اختيار المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬حيث حددت المكاد مف ‪78‬‬
‫إلى ‪ 80‬ف ي ىذا الصدد جممة مف المعايير تمزـ المصمحة المتعاقدة بمراعاتيا كالتقيد بيا كتطبيقيا كفؽ‬
‫ضكابط حددتيا أحكاـ ىذا المرسكـ‪ ،‬كالتي يتـ تكضيحا تبعا لما يمي ‪:‬‬

‫أ‪ -/‬التقييـ عمى أساس عدة معايير‪:‬‬

‫يعكس ىذا التقييـ تقؿ المياـ التي الممقاة عمى عاتؽ لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض التي تعمؿ‬
‫عمى ترتيب العركض كفؽ معايير متعددة تضمنتيا المادة ‪ 78‬مف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية عمى‬
‫سبيؿ المثاؿ ال الحصر‪ ،‬كتشمؿ ىذه األخيرة ما يمي‪:‬‬

‫‪ ‬النكعية كآجاؿ التنفيذ كالتسميـ (معيار المدة)‪.‬‬


‫‪ ‬السعر كالكمفة اإلجمالية لبلقتناء كاالستعماؿ‪.‬‬
‫‪ ‬كالطابع الجمالي كالكظيفي‪ ،‬باإلضافة إلى النجاعة المتعمقة بالجانب االجتماعي لترقية اإلدماج‬
‫الميني لؤلشخاص المحركميف مف سكؽ الشغؿ كالمعكقيف ككذا النجاعة المتعمقة بالتنمية‬
‫المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬القيمة التقنية كالخدمات ما بعد البيع كالمساعدة التقنية‪ ،‬دكف أف يغفؿ شركط التمكيؿ عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬كتقميص الحصة القابمة لمتحكيؿ التي تمنحيا المؤسسات األجنبية‪ ،‬فضبل عف إمكانية‬
‫إدراج المصمحة المتعاقدة لكؿ ما تراه مناسبا مف المعايير عمى أف تككف مدرجة ضمف دفتر‬
‫الشركط الخاص بالدعكة لممنافسة‪.‬‬

‫أما المشرع الفرنسي فقد أخذ بالعرض األفضؿ مف الناحية االقتصادية المبني عمى عدة معايير تقنية‪،‬‬
‫فإلى جانب المعايير السابقة أضاؼ تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي جممة مف العناصر تتمثؿ في‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art 62/ de Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫التمييف كشركط اإلنتاج كالتكزيع‪ ،‬إلى جانب إق ارره لعنصر جديد تمثؿ في الرفؽ بالحيكاف‪ ،‬كالتأكيد عمى‬
‫عنصر التنكع بما في ذلؾ التنكع البيئي‪.1‬‬

‫ب‪ -/‬التقييـ عمى أساس معيار السعر‪:‬‬

‫أشارت أحكاـ المرسكـ بأنو يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تستند في اختيارىا عمى معيار السعر كحده‪،‬‬
‫كذلؾ عندما يسمح مكضكع الصفقة بذلؾ‪ ،2‬كيتـ المجكء إليو مف قبؿ المصمحة المتعاقدة في األحكاؿ التي‬
‫ال تتعقد فييا المكاصفات الفنية كالتي يككف فييا السعر األقؿ أكثر جدكل‪ ،‬كذلؾ عمى خبلؼ الحاالت‬
‫التي تككف فييا نكعية كمستكل الخدمات المطمكبة كدقتيا محؿ االعتبار كاألكلكية‪ ،‬فيككف معيار السعر‬
‫األقؿ معيا ار كاحدا مف بيف عدة معايير أخرل‪ ،‬كىك المعيار الذم استند عميو المشرع الفرنسي بالنظر‬
‫لمكضكع الصفقة‪ ،‬كيككف ذلؾ في الحالة التي ال يمكف فييا إال األخذ بعنصر كاحد كىك السعر األقؿ‪ ،‬أم‬
‫أف ذلؾ ال يككف إال في مكضكع كاحد يتمثؿ في المناقصات المتعمقة باقتناء المكازـ ذات الطابع التكرارم‬
‫في إطار تمبية االحتياجات العادية‪.3‬‬

‫كبناءا عمى ذلؾ فإف معايير اختيار المتعامؿ المتعاقد تشمؿ‪ ،‬أىـ المؤشرات كالدالئؿ التي تتضمنيا‬
‫العركض‪ ،‬كالتي يستخمص منيا معرفة كتحديد مدل قدرة المتعامؿ المتعاقد عمى تكفير الخدمة المطمكبة‬
‫مف المصمحة المتعاقدة مف مختمؼ الجكانب‪ ،‬كمف ىذا المنطمؽ تسعى لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض‬
‫إلى قياس العركض ككزنيا بناء عمى المعايير المحددة سمفا‪ ،‬كبيذا التحديد يككف المشرع الجزائرم قد بيف‬
‫لممصمحة المتعاقدة خط السير ككضع بيف يدييا جممة مف المعايير كجب العمؿ بيا إذا ما كردت ضمف‬
‫دفتر الشركط الخاص بالدعكة لممنافسة‪.4‬‬

‫بالرجكع ألحكاـ المادة ‪ 72‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬يبلحظ أف المشرع قد عمؿ عمى‬
‫تحديد المقصكد مف كراء أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية كأكضح لممصمحة المتعاقدة المعايير‬
‫التي عمى أساسيا يتـ إرساء الصفقات العمكمية‪ ،‬لكف في حقيقة األمر يبدكا أف األمر غامض كمغيب‬
‫ميدانيا خاصة ما تعمؽ بالعركض المتعمقة بالخدمات العادية‪ ،‬كالعركض المتعمقة بالخدمات ذات الجكانب‬
‫التقنية‪ ،‬فقد أشار في النقطة األكلى أف االنتقاء سيككف بناءا عمى العرض األقؿ ثمنا مف بيف العركض‬
‫المؤىمة تقنيا مع تكضيح معيار كاحد يقكـ عميو التقييـ كالمتمثؿ في معيار السعر‪ ،‬دكف تكضيح باقي‬
‫المعايير األخرل التي يستند عمييا في عممية التقييـ‪ ،‬كأشار في نقطة أخرل أف االنتقاء سيككف عمى‬
‫أساس العرض الذم تحصؿ عمى أعمى نقطة استنادا إلى ترجيح عدة معايير مف بينيا السعر‪ ،‬كبالتالي‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art 62/ de Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 78‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد الكريـ تبكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.63 ،62‬‬
‫‪- Art 62/ de Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.‬‬
‫‪ -4‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫فالمشرع لـ يكضح معالـ المزايا االقتصادية عمى مستكل عركض المتنافسيف‪ ،‬األمر الذم يدفع بالمصمحة‬
‫المتعاقدة منح الصفقة لصاحب العرض األقؿ ثمنا كتجنب نفسيا عناء تبرير اختيارىا لمجيات الرقابية‬
‫كابعاد نفسيا مف مكضع الشبية في تبديد كسكء استغبلؿ االعتمادات المالية‪.1‬‬

‫ما يعاب عمى المشرع ىك استعمالو لبعض المصطمحات المرنة كالفضفاضة في تكريسو لمعايير‬
‫االنتقاء‪ ،‬مما قد يفسح المجاؿ أماـ سكء استغبلليا كالتبلعب بمصير الصفقات العمكمية كتغميب المصمحة‬
‫الخاصة عمى العامة‪ ،‬كالحمكؿ دكف أداء المجاف لمياميا الرقابية حيث تجد نفسيا أماـ صفقات متعددة‬
‫ترسى بمعايير مختمفة عمى الرغـ مف أنيا أبرمت مف طرؼ مصالح تخضع لنفس الجية الرقابية‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اآلثار المترتبة عف إرساء الصفقة‪.‬‬

‫مف المعمكـ أف لجنة الفتح األظرفة كتقييـ العركض ال تتمتع بصبلحية اتخاذ القرار النيائي المتعمؽ‬
‫بالصفقة‪ ،‬باعتبار أف المجنة ىيئة تمارس عمبل إداريا كتقنيا تقدمو لممصمحة المتعاقدة التي تبقى ليا‬
‫الصبلحية الكاممة في اتخاذ قرار اإلرساء المؤقت لمصفقة عمى أحد المتعيديف المقبكليف مف طرؼ‬
‫المجنة‪ ،3‬أك اإلعبلف عف عدـ جدكل اإلجراء أك إلغائو أك إلغاء المنح المؤقت لمصفقة مع تبريرىا في حالة‬
‫المجكء لذلؾ‪ ،‬كيعد قرار اإلرساء آخر اإلج ارءات المميدة لمتعاقد يتـ مف خبللو إرساء الصفقة عمى العرض‬
‫التي يتكافؽ كالشركط المنصكص عمييا في دفتر الشركط‪.‬‬

‫كتعزي از لمبادئ الشفافية؛ ألزـ المشرع في ىذه المرحمة المصمحة المتعاقدة بضركرة اإلعبلف عف كافة‬
‫البيانات‪ ،‬كالمعطيات األساسية التي ارتكزت عمييا في عممية إسنادىا لمصفقة‪ ،‬كفؽ ضكابط معينة كمحددة‬
‫قانكنا‪ ،‬كذلؾ لتمكيف المعنييف مف ممارسة حقيـ في الطعف‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلعالف عف المنح المؤقت لمصفقة‪.‬‬

‫تكريسا لقيـ الشفافية كتعزيز آليات المنافسة ألزـ تنظيـ الصفقات العمكمية المصمحة المتعاقدة بإعبلف‬
‫المنح المؤقت لمصفقة ضمف نفس األكعية التي نشر فييا طمب العركض‪ ،4‬طبقا لممادة ‪ 65‬مف المرسكـ‬
‫الرئاسي ‪ 247/15‬التي جاء فييا بأنو " يدرج إعبلف المنح المؤقت لمصفقة في الجرائد التي نشر فييا‬
‫إعبلف طمب العركض عندما يككف ذلؾ ممكنا‪ ،‬مع تحديد السعر كآجاؿ اإلنجاز ككؿ العناصر التي‬
‫سمحت باختيار حائز الصفقة العمكمية "‪ ،‬كتعزي از لطرؽ الطعف يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تبمغ‬
‫في إعبلف المنح المؤقت لمصفقة نتائج تقييـ العركض التقنية كالمالية لحائز الصفقة مؤقتا‪ ،‬كرقـ تعريفو‬
‫الجبائي عند االقتضاء‪ ،‬كأف تشير إلى لجنة الصفقات المختصة بدراسة الطعف كرقـ التعريؼ الجبائي‬

‫‪ -1‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.157 ،156‬‬
‫‪ -2‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.162‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 76‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Marie Christine ROUAULT, Droit administratif, Gualino éditeur, E.J.A, Paris, 2005, p 327.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬كذلؾ لتمكيف المتنافسيف لمتأكد مف صحة المقارنة التي تمت بيف العركض‪ ،‬كالتي‬
‫أسفرت عمى إرساء الصفقة بصفة مؤقتة‪ ،‬ليتسنى ليـ تقديـ طعكنيـ أماـ لجاف الصفقات المختصة‪ ،1‬كىك‬
‫ذات االلتزاـ الذم رتبو المشرع الفرنسي عمى عاتؽ المصمحة المتعاقدة الذم أكجب عمييا بأف يحتكم‬
‫إعبلنيا عف المنح المؤقت الحد األدنى مف البيانات السيما اسـ العارض الذم تـ عميو اإلرساء‪ ،‬كاألسباب‬
‫التي أدت إلى اختيار عطاءه‪ ،‬كما ألزميا في مقابؿ ذلؾ بضركرة إببلغ باقي المتنافسيف الذيف رفضت‬
‫عركضيـ مشيرة في ذلؾ لؤلسباب التي أدت لذلؾ‪.2‬‬

‫غير أف ما يؤخذ عمى المشرع الجزائرم‪ ،‬ىك النص عف إمكانية نشر إعبلف المنح المؤقت في نفس‬
‫الجرائد التي نشر فييا اإلعبلف عف طمب العركض كذلؾ باستعمالو لعبارة " عندما يككف ذلؾ ممكنا " مما‬
‫ما ال يضمف لعممية اإلبراـ الشفافية البلزمة كينتج عنو تحريؼ لمسار حرية الكصكؿ لمطمبات العمكمية‪،3‬‬
‫لذلؾ فقد كاف مف األجدر النص عمى إلزامية نشر اإلعبلف عف المنح المؤقت ضمف نفس األكعية مف‬
‫أجؿ تمكيف المتنافسيف مف اإلطبلع عف نتائج المنافسة‪.‬‬

‫أما بخصكص باقي المتعيديف‪ ،‬فيتعيف عمى المصمحة المتعاقدة دعكة أكلئؾ المرشحيف كالمتعيديف‬
‫الراغبيف في اإلطبلع عف النتائج المفصمة لتقييـ ترشيحاتيـ كعركضيـ التقنية كالمالية‪ ،‬االتصاؿ‬
‫بمصالحيا في أجؿ أقصاه ثبلثة (‪ )03‬أياـ ابتداء مف اليكـ األكؿ لنشر إعبلف المنح المؤقت لمصفقة‬
‫كتبميغيـ ىذه النتائج كتابيا‪ ،4‬كيترتب عف نشر المصمحة المتعاقدة إلعبلف المنح المؤقت لمصفقة احتماليف‬
‫اثنيف ىما‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ تقدـ المتعامميف االقتصادييف المتنافسيف برفع طعف ضد إعبلف المنح المؤقت لمصفقة‪ ،‬األمر‬
‫الذم يمكف المصمحة المتعاقدة مف اتخاذ قرار المنح النيائي‪ ،‬بعد انقضاء اآلجاؿ القانكنية لمطعف‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية تقديـ أحد المتعامميف االقتصادييف المتنافسيف أك أكثر بالطعف ضد إعبلف المنح المؤقت‬
‫لمصفقة لدل لجنة الصفقة العمكمية المختصة‪ ،‬التي يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تشير إلييا في‬
‫إعبلف المنح المؤقت لمصفقة‪.5‬‬

‫‪ -1‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.403‬‬


‫‪- ZOUAIMIA Rachid, Marie Christine ROUAULT, op.cit, p 182.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art 99 de Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.‬‬
‫‪ -3‬مكنية جميؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 4/82‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 2/82‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬حالة الطعف في إعالف المنح المؤقت لمصفقة‪.‬‬

‫يسمح تنظيـ الصفقات العمكمية لباقي المتعامميف المتنافسيف في حالة إعبلف المصمحة المتعاقدة عف‬
‫المنح المؤقت لمصفقة‪ ،‬اإلطبلع عمى النتائج المفصمة لتقييـ عركضيـ التقنية كالمالية‪ ،‬مف خبلؿ االتصاؿ‬
‫بمصالحيا في أجؿ أقصاه ثبلثة (‪ )03‬أياـ ابتداء مف اليكـ األكؿ لنشر اإلعبلف عف المنح المؤقت‪ ،‬بغية‬
‫تمكينيـ مف ممارسة حقيـ في الطعف طبقا لنص المادة ‪ 82‬مف المرسكـ ‪ ،247/15‬كذلؾ في أجؿ عشرة‬
‫(‪ ) 10‬أياـ ابتداء مف تاريخ أكؿ نشر إلعبلف المنح المؤقت لصفقة في النشرة الرسمية لصفقات المتعامؿ‬
‫العمكمي أك في الصحافة أك في بكابة الصفقات العمكمية‪ ،‬كاذا تزامف اليكـ العاشر مع يكـ عطمة أك يكـ‬
‫راحة قانكنية‪ ،‬يمدد األجؿ التاريخ المحدد لرفع الطعف إلى يكـ العمؿ المكالي‪.‬‬

‫كفي ىذه الحالة تصدر لجنة الصفقات العمكمية المختصة ق ار ار في أجؿ خمسة عشر (‪ )15‬يكما‪،‬‬
‫ابتداء مف تاريخ انقضاء أجؿ العشرة أياـ‪ ،‬كيبمغ القرار لممصمحة المتعاقدة كلصاحب الطعف‪ ،‬كال يمكف‬
‫عرض مشركع الصفقة عمى لجنة الصفقات المختصة لدراسة إال بعد انقضاء أجؿ ثبلثيف (‪ )30‬يكما‪،‬‬
‫ابتداء مف تاريخ نشر إعبلف المنح المؤقت لمصفقة المكافؽ لآلجاؿ المحددة لتقديـ الطعف كدراستو مف‬
‫طرؼ لجنة الصفقات المختصة التي يمتقي أعضاؤىا في اجتماع يحضره ممثؿ المصمحة المتعاقدة‬
‫بصكت استشارم كالذم ينتيي بإحدل النتيجتيف ‪:‬‬

‫‪ -/1‬قبوؿ طعف المتعامؿ االقتصادي‪:‬‬

‫في ىذه الحالة يتـ تبميغ كؿ مف الطاعف كالمصمحة المتعاقدة‪ ،‬التي يتعيف عمييا اتخاذ قرار إلغاء‬
‫المنح المؤقت كاصدار إعبلف منح مؤقت لمصفقة لممتعيد الذم يستحقيا‪ ،‬كينبغي اإلشارة بأف تنظيـ‬
‫الصفقات العمكمية لـ يشر ليذه النقطة كلـ يبيف مدل إعادة نشر اإلعبلف المصحح‪ ،‬إال أنو كعمبل بقاعدة‬
‫تكازم األشكاؿ أف يتـ اإلعبلف عف المنح المؤقت المراجع بنفس طرؽ اإلعبلف األكؿ عف المنح المؤقت‬
‫أك عمى األقؿ إعبلـ المؤسسة التي أسندت ليا الصفقة خطأن كالمؤسسة الطاعنة‪.1‬‬

‫‪ -/2‬رفض طعف المتعامؿ االقتصادي‪:‬‬

‫في ىذه الحالة يمكف لممصمحة المتعاقدة اإلعبلف عف المنح النيائي لمصفقة لممتعامؿ االقتصادم‬
‫المتعيد الذم منحت لو الصفقة مؤقتا‪ ،‬حيث يعد عنصر الزمف مف القيكد الجكىرية التي يتعيف االلتزاـ بيا‬
‫كعدـ إخبلؿ بيا عند رغبة المصمحة المتعاقدة في إسناد الصفقة لممتعامؿ المقبكؿ‪ ،‬كلك تطمب منيا ذلؾ‬
‫تمديد آجاؿ صبلحية العركض بعد مكافقة المعنييف (المقبكليف) الذيف سيختار منيـ طبقا لنتائج التقييـ‬
‫الحائز المؤقت لمصفقة‪ ،‬كقد أجاز التنظيـ إضافة لذلؾ تمديد األجؿ بشير إضافي في حالة المؤسسة‬
‫الحائزة عمى الصفقة‪.‬‬

‫‪ -1‬النكم خرشي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يمتزـ الحائز عمى الصفقة بعرضو طيمة الشير اإلضافي‪ ،‬كفي حالة تنازؿ الحائز عمى الصفقة قبؿ‬
‫تبميغو الصفقة أك رفض استبلـ اإلشعار بتبميغ الصفقة‪ ،‬يمكف لممصمحة المتعاقدة مكاصمة تقييـ العركض‬
‫الباقية‪ ،‬بعد إلغاء المنح المؤقت لمصفقة مع مراعاة مبدأ حرية المنافسة كمتطمبات اختيار أحسف عرض‬
‫مف حيث المزايا االقتصادية‪ ،‬عمى أف يبقى عرض المتعيد المتنازؿ في ترتيب العركض الذم يتحمؿ‬
‫تبعات ذلؾ‪.1‬‬

‫كيمكف لممصمحة المتعاقدة بعد منح الصفقة كبعد مكافقة حائز الصفقة العمكمية أف تقكـ بضبط‬
‫كتحسيف العرض‪ ،‬كذلؾ بالرجكع إلى متطمبات دفتر الشركط كاألسعار المطبقة في السكؽ‪ ،‬كيمكف أف‬
‫يمس ىذا التحسيف عمى سبيؿ المثاؿ السعر‪ ،‬آجاؿ اإلنجاز‪ ،‬آجاؿ الضماف‪ ،‬الكسائؿ البشرية كالمادية‪،‬‬
‫طريقة كجدكؿ التنفيذ دكف أف يؤدم ذلؾ بأم حاؿ مف األحكاؿ إلى إعادة النظر في شركط المنافسة‪.2‬‬

‫كما يمكف لممصمحة المتعاقد أف تعمف عف إلغاء المنح المؤقت لمصفقة طبقا لنص المادة ‪ ،82‬كفي‬
‫ىذه الحالة يجب عمييا إعبلـ كافة المرشحيف كالمتعيديف بمكجب رسالة مكصى عمييا مع كصؿ استبلـ‬
‫بالق اررات التي اتخذتيا‪ ،‬كتمكيف الراغبيف منيـ في اإلطبلع عمى مبررات ذلؾ مف خبلؿ اتصاليـ‬
‫بمصالحيا في أجؿ أقصاه ثبلثة (‪ )03‬أياـ ابتداء مف تاريخ استبلـ الرسالة‪ ،‬كتبميغيـ بيذه النتائج كتابيا‪،‬‬
‫كتمكينيـ مف ممارسة حقيـ في الطعف أماـ لجنة الصفقات العمكمية المختصة‪ ،‬كذلؾ في أجؿ عشرة‬
‫(‪ )10‬أياـ ابتداء مف تاريخ استبلميـ لرسالة اإلعبلـ‪ ،‬كفي حالة إطبلؽ المصمحة المتعاقدة لئلجراء مف‬
‫جديد فيجب عمييا أف تكضيح في إعبلف المنافسة أك في رسالة االستشارة حسب الحالة ما إذا كاف األمر‬
‫يتعمؽ بإطبلؽ اإلجراء‪ ،‬بعد إلغاء اإلجراء أك بعد اإلعبلف عف عدـ جدكاه‪.‬‬

‫ىذا؛ كقد كفمت أحكاـ الفقرة السادسة مف المادة ‪ 82‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬تكجيو‬
‫الطعف في حالة رفعو مف قبؿ المتعامؿ االقتصادم أماـ جية غير مختصة‪ ،‬بقكليا " إذا تـ إرساؿ طعف‬
‫إلى لجنة صفقات عف طريؽ الخطأ‪ ،‬يجب عمى رئيس ىذه المجنة أف يعيد تكجييو إلى لجنة الصفقات‬
‫المختصة‪ ،‬كيخبر المتعيد المعني بذلؾ‪ ،‬كيؤخذ بعيف االعتبار عند دراسة الطعف‪ ،‬تاريخ استبلمو األكؿ"‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 74‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 05 ،04‬مف القرار الكزارم المحدد لكيفيات اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 3/80‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحمة االعتماد والمنح النيائي لمصفقة‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫اءا تمييديا‬
‫عمى الرغـ مف الطابع الحاسـ لمرحمة المنح المؤقت السابؽ بيانيا‪ ،‬إال أنيا ليست إال إجر ن‬
‫يقتضي مكافقة السمطة المختصة عمى ذلؾ‪ ،‬حيث ال تصح الصفقات كال تككف نيائية طبقا لممادة ‪ 04‬مف‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬إال إذا كافقت عمييا السمطة المختصة الممثمة في كؿ مف مسؤكؿ الييئة‬
‫العمكمية‪ ،‬الكزير‪ ،‬الكالي‪ ،‬رئيس المجمس الشعبي البمدم‪ ،‬المدير العاـ أك مدير المؤسسة العمكمية‪ ،‬كالتي‬
‫يعد قرارىا بالمكافقة في ىذا الشأف بمثابة القبكؿ النيائي‪ 2‬كاإلعبلف عف إتماـ إجراءات اإلبراـ‪ ،‬إذ أنو‬
‫بمصادقة ىذه األخيرة عمى الصفقة كالتكقيع عمييا تدخؿ الصفقة حيز التنفيذ‪ ،‬باعتبار أف المكافقة عمؿ‬
‫قانكني يرتب آثار ممزمة لكبل الطرفيف كشرطا ضركريا لمتنفيذ‪ ،‬كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره‬
‫المؤرخ في‪ 2014/02/06‬الذم جاء فيو"‪..‬ألف العبلقة التعاقدية تنشأ بالمنح النيائي كابراـ الصفقة‬
‫كاإلمضاء عمييا مف الطرفيف كأف المنح المؤقت ىك إجراء أكلي‪.3"..‬‬

‫بدكره ألزـ تنظيـ الصفقات العمكمية صاحب العرض المقبكؿ‪ ،‬بتقديـ ما يسمى بكفالة حسف التنفيذ‬
‫لضماف تنفيذ الصفقة في جميع أنكاع الصفقات‪ ،‬باستثناء بعض أنكاع صفقات الدراسات كالخدمات‬
‫باعتبارىا ضماف يغطي المرحمة الممتدة مف تاريخ تكجيو األمر ببدء التنفيذ إلى غاية االستبلـ المؤقت‬
‫لمصفقة‪.‬‬

‫غير أنو كنظ ار ألىميتيا فقد سكت المشرع عف جزاء تقاعس أك امتناع المتعامؿ المتعاقد عف أدائيا‪،‬‬
‫كقد كاف حريا بالمشرع الجزائرم أف يسمؾ مسمؾ المشرع المصرم الذم حدد جزاء تخمؼ أدائيا مف قبؿ‬
‫صاحب العطاء بإلغاء العقد أك تنفيذه بكاسطة مقدمي العطاءات التالية لعطائو‪ ،‬عمى أف يصبح التأميف‬
‫المؤقت في جميع األحكاؿ مف حؽ اإلدارة‪ ،‬كما ليا أف تخصـ قيمة كؿ خسارة تمحؽ بيا مف أية مبالغ‬
‫مستحقة أك تستحؽ لدييا لصاحب العطاء المذككر‪ ،‬كفي حالة عدـ كفايتيا تمجأ إلى خصميا مستحقاتو‬
‫لدل أية جية إدارية أخرل أيا كاف سبب االستحقاؽ‪ ،‬كىذا كمو مع عدـ اإلخبلؿ بحقيا في الرجكع عميو‬
‫قضائيا إذا لـ تتمكف مف استيفاء مف حقكقيا بالطريؽ اإلدارم‪.4‬‬

‫يمكف لمجية التي أناط بيا المشرع صبلحية المصادقة عمى الصفقة أف تعدؿ عف ذلؾ‪ ،‬كىك ما يفيـ‬
‫مف نص المادة ‪ 73‬الذم جاء فيو بأنو "عندما يتعمؽ األمر بالصالح العاـ‪ ،‬يمكف المصمحة المتعاقدة أثناء‬
‫كؿ مراحؿ إبراـ الصفقة العمكمية إعبلف إلغاء اإلجراء أك المنح المؤقت لمصفقة‪ ،‬كال يمكف المتعيديف أف‬

‫‪ -1‬مفتاح خميفة عبد الحميد‪ ،‬المعيار المميز لمعقد اإلدارم‪ ،‬دار المطبكعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪ ،169‬كىك ما أكدتو المحكمة‬
‫اإلدارية العميا بمصر بقكليا "‪..‬كقرار لجنة البت بإرساء المناقصة عمى أحد المتقدميف ليس الخطكة األخيرة في التعاقد‪ ،‬كانما يعد إجراءا تمييديا‬
‫في عممية العقد اإلدارم المركبة‪ ،"..‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.420‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mohamed KOBTAN, le régime juridique des contrats du secteur public, Alger, OPU, 1984, p 42.‬‬
‫‪ -3‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ ‪ ،078670‬المؤرخ في ‪ ،2014/02/06‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،2015 ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 21‬مف قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم الصادر بالقانكف رقـ ‪ 89‬لسنة ‪( 1998‬المعدؿ كالمتمـ)‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يطمبكا أم تعكيض في حاؿ عدـ اختيار عركضيـ أك في حاؿ إلغاء اإلجراء أك المنح المؤقت لمصفقة‬
‫العمكمية"‪.‬‬

‫فعمى سبيؿ المثاؿ إف كاف مف شأف تعاقد المصمحة المتعاقدة أف ينتج عنو تأثير عمى اإلعتمادات‬
‫المالية المخصصة ليا جاز ليا إلغاء اإلجراء كالعدكؿ عنو لمحفاظ عمى مكازنتيا المالية‪ ،‬كبالتالي تحقيؽ‬
‫المصمحة العامة‪ ،1‬إال أف ذلؾ يعكس خطكرة كبيرة كمساسا بمبدأ نزاىة العممية كشفافيتيا‪ ،‬لذلؾ البد مف‬
‫تكافر األسباب الجدية لذلؾ تحت طائمة تحمؿ المصمحة المتعاقدة لتبعات ما قد ينجـ عف سكء استغبلؿ‬
‫لسمطاتيا في ىذا الشأف‪.‬‬

‫كما يمكف طبقا لمفقرة الثانية مف المادة ‪ 04‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬لكؿ سمطة مف السمطات‬
‫التي خكليا المشرع صبلحية المكافقة عمى الصفقة تفكيض ىذه الصبلحية إلى المسؤكليف المكمفيف‪ ،‬بأم‬
‫حاؿ بإبراـ كتنفيذ الصفقات العمكمية طبقا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا‪.‬‬

‫كتجدر اإلشارة إلى أف التفكيض في مجاؿ الصفقات العمكمية ينصب عمى األعماؿ المتعمقة بمتابعة‬
‫الصفقة مف خبلؿ إجراءات تحضيرىا ككضعيا مكضع التطبيؽ‪ ،‬كال ينصرؼ ذلؾ إلى المكافقة عمى إبراـ‬
‫الصفقات‪ ،‬ذلؾ أف ما كرد في أحكاـ ىذه الفقرة يتفؽ كالمبادئ التي تحكـ عممية التفكيض اإلدارم التي‬
‫تنصرؼ لمباشرة األعماؿ اليكمية كالركتينية لئلدارة‪ ،‬دكف أف يشمؿ ذلؾ الق اررات األساسية التي تقتصر‬
‫صبلحية اتخاذىا عمى ممثؿ السمطة دكف غيره‪ ،‬كالتي ال يمكف تفكيض أمر اتخاذىا‪ ،‬نظ ار لآلثار التي قد‬
‫تنجـ عنيا كالتي مف شأنيا أف تؤثر عمى اإلدارة العامة كمستقبميا سكاء اإلدارم أك المالي‪ ،‬لذلؾ ال يمكف‬
‫تفكيض ىذا االختصاص لممرؤكسيف كالمساعديف‪.2‬‬

‫‪ -1‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.424‬‬


‫‪ -2‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫ضمانات تنفيذ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يمثؿ دخكؿ الصفقات العمكمية حيز التنفيذ ترجمة كاقعية لمحقكؽ كااللتزامات التي يتعيف عمى‬
‫األطراؼ احتراميا كالتقيد بضكابطيا‪ ،‬ففي مقابؿ ما يتمتع بو المتعامؿ المتعاقد مف حقكؽ‪ ،‬تتمتع المصمحة‬
‫المتعاقدة بسمطات كبمركز قانكني ال مثيؿ لو عقكد القانكف الخاص‪ ،‬حيث تتمتع ىذه األخيرة فيما تبرمو‬
‫مف صفقات بمركز متميز في مكاجية المتعاقد معيا‪ ،1‬فبل تتساكل مصمحة اإلدارة المتعاقدة مع مصمحة‬
‫المتعاقد معيا‪ ،‬إذ يجب أف يعمك الصالح العاـ عمى المصمحة الفردية الخاصة‪ ،‬كمف ىنا يبدكا جميا أف‬
‫الصفقات العمكمية تتميز بطابع خاص مناط احتياجات المرفؽ العاـ الذم تستيدؼ الصفقة تسييره‪،‬‬
‫كتغميب كجو المصمحة العامة عمى المصمحة الخاصة لممتعامؿ المتعاقد‪ ،2‬كمف الطبيعي أف يككف تنفيذ‬
‫الصفقة العمكمية المجاؿ الذم تظير فيو سمطات كامتيازات المصمحة المتعاقدة‪ ،‬مجسدة بالتطبيقات‬
‫العممية (الفرع األكؿ)‪ ،‬ضمانا لحسف تنفيذ الصفقة طبقا لممقاييس كمعايير الجكدة المتفؽ عمييا‪ ،‬كذلؾ في‬
‫مقابؿ ما يتمتع بو المتعاقد مف حقكؽ تجسد تحقيؽ منفعتو الخاصة‪ ،‬كالتي تعد بمثابة التزامات عمى عاتؽ‬
‫المصمحة المتعاقدة نتيجة الكفاء بالتزاماتو (الفرع الثاني)‪ ،‬كالتي تسعى دائما إلى فرض منطقيا الخاص‬
‫كىك تحقيؽ المصمحة العامة‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫سمطات المصمحة المتعاقدة في متابعة تنفيذ الصفقة‪.‬‬

‫تستأثر المصمحة المتعاقدة بمركز تعاقدم متميز يسمح ليا تبعا لذلؾ بممارسة جممة مف السمطات‬
‫كاالمتيازات تجاه المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬قصد الضغط عميو بالشكؿ الذم يضمف حسف سير مجريات التنفيذ‪،‬‬
‫كالتي تمثؿ االلتزاـ األساسي الممقى عمى عاتؽ اإلدارة القائمة عمى تنظيـ المرفؽ العاـ كفقا ألفضؿ‬
‫األكضاع خدمة في ذلؾ لمصالح العاـ‪.‬‬

‫حيث يعطي تنظيـ الصفقات العمكمية جية اإلدارة سمطتي الرقابة كاإلشراؼ عمى تنفيذ التزامات العقد‬
‫كتكجيو مجريات تنفيذىا‪ ،‬إلى جانب فرض مختمؼ الجزاءات المخكلة ليا في حالة الخركج عف مقتضيات‬
‫ىذه االلتزامات‪ ،‬مع إمكانية تعديؿ ىذه االلتزامات بالشكؿ الذم يمكنيا مكاجية المستجدات التي قد تط أر‬
‫أثناء تنفيذ المتعاقد لممشركع كضركرة يفرضيا ضماف استمرار التنفيذ‪ ،‬بؿ كقد ذىب التنظيـ إلى أبعد مف‬
‫ذلؾ عندما أقر لممصمحة المتعاقدة سمطة إنياء العقد بإرادتيا المنفردة كمما رأت أف المصمحة العامة‬

‫‪ -1‬ربيحة سبكي ‪ ،‬سمطات المصمحة المتعاقدة تجاه المتعامؿ المتعاقد معيا في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف‪،‬‬
‫فرع قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،2013 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬جماؿ عباس عثماف‪ ،‬النظرية العامة كتطبيقاتيا في مجاؿ إلغاء العقكد اإلدارية في الفقو كقضاء مجمس الدكلة‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.363‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تقتضي ذلؾ‪ ،‬كىي امتيازات تتمتع بيا حتى في ظؿ غياب النص لتعمقيا بالنظاـ العاـ‪ ،‬دكف أف يحتج‬
‫عمييا بالقاعدة القكة الممزمة لمعقد أك بقاعدة العقد شريعة المتعاقديف بالمعنى المفيكـ مف ذلؾ في القانكف‬
‫المدني‪ ،1‬كتتمثؿ ىذه االمتيازات في ‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬امتياز حؽ الرقابة عمى تنفيذ الصفقة العمومية‪.‬‬

‫تمارس المصمحة المتعاقدة ىذا االمتياز بالشكؿ الذم يضمف تصحيح مسار التنفيذ عف طريؽ‬
‫معالجة القصكر كتدارؾ األخطاء كالمخاطر المحتممة قبؿ كقكعيا‪ ،‬ضمانا لحسف سير تنفيذ المشركع محؿ‬
‫الصفقة العمكمية‪ ،2‬كتنحصر ممارسة المصمحة المتعاقدة ليذه السمطة بمعناىا الضيؽ في التحقؽ مف‬
‫التزاـ ال متعاقد بمباشرة التنفيذ طبقا لما تـ االتفاؽ عميو‪ ،‬ككفقا ليذا المعنى يككف حؽ الرقابة مرادفا لمعنى‬
‫اإلشراؼ (أكال)‪ ،‬كلكف قد يحدث كأف يتجاكز حؽ الرقابة مدلكلو الضيؽ فبل يقتصر األمر عمى مجرد‬
‫الرقابة فقط كانما يتعدل ذلؾ إلى غاية تكجيو أعماؿ التنفيذ (ثانيا)‪ ،3‬كذلؾ كفؽ ضكابط قانكنية محددة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تمكيف المصمحة المتعاقدة مف حؽ اإلشراؼ عمى التنفيذ‪.‬‬

‫يمثؿ استعماؿ المصمحة المتعاقدة ليذا االمتياز المدلكؿ الضيؽ لسمطة رقابتيا عمى مجريات تنفيذ‬
‫الصفقة العمكمية‪ ،‬كالذم يقكـ عمى سمطتيا في التحقؽ مف مباشرة المتعامؿ المتعاقد لمتنفيذ طبقا لمشركط‬
‫كالمكاصفات المتفؽ عمييا‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ القياـ بأعماؿ مادية كإجراء الخرجات الميدانية التي تقكـ بيا‬
‫فرؽ متخصصة مف أجؿ معاينة التنفيذ‪ ،4‬كالتحقؽ مف سبلمة األدكات كالمكاد المستعممة كجكدتيا مف‬
‫خبلؿ الفحص كاالختبار‪ ،‬كمراقبة نكعية المستخدميف مف حيث الخبرة كالمؤىبلت التي يتمتعكف بيا في‬
‫إنجاز بعض األشغاؿ التي تتطمب ضركرة تكفر خبرات معينة تتطمبيا طبيعة األعماؿ مكضكع الصفقة‪،5‬‬
‫أك قياميا بأعماؿ قانكنية مف خبلؿ إصدار التعميمات كاألكامر التنفيذية كاإلنذارات لممتعاقد لتدارؾ‬
‫األخطاء كالنقائص التي تمت معاينتيا‪ ،‬كذلؾ لتحسيف كرفع مستكل أداء إنجاز المشركع محؿ التعاقد عمى‬
‫أفضؿ كجو‪ ،6‬كبيذا تظير المصمحة المتعاقدة كمدير تنفيذم لممشركع يسير عمى ضماف تنفيذ الصفقة‬
‫كفقا لمشركط المتفؽ عمييا‪.7‬‬

‫‪ -1‬سميماف محمد الطماكل‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.431‬‬
‫‪ -2‬ربيحة سبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -3‬سميماف محمد الطماكل‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.433‬‬
‫‪ -4‬يكسؼ حكرم‪ ،‬سمطات اإلدارة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ‬
‫العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪ ،2013/05/20‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -5‬ربيحة سبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -6‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪ -7‬سميماف محمد الطماكم‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.433‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمكيف المصمحة المتعاقدة مف سمطة توجيو أعماؿ التنفيذ‪.‬‬

‫يمثؿ ىذا الحؽ الكجو اآلخر لسمطة رقابة المصمحة المتعاقدة عمى مجريات تنفيذ الصفقة‪ ،‬بالشكؿ‬
‫الذم يسمح ليا بالتدخؿ في أكضاع تنفيذ المشركع كتكجيو األعماؿ‪ ،‬كاختيار أنسب الطرؽ الفنية كأفضؿ‬
‫األدكات كاآلالت التي تؤدم إلى تنفيذ الصفقة كفؽ أفضؿ المكاصفات كالشركط الفنية‪ ،1‬كىك يمثؿ امتيا از‬
‫ى اما كضركريا لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬كعمى ذلؾ فإف الفائدة الحقيقية لسمطة الرقابة تبدكا حينما يتـ االعتراؼ‬
‫لئلدارة بتجاكز ىذا النظاـ الضيؽ باإلشراؼ عمى التنفيذ‪ ،‬كتمكينيا مف تكجيو مختمؼ أعماؿ التنفيذ‬
‫بالشكؿ الذم يخدـ تحقيؽ الصالح العاـ‪.‬‬

‫تتـ مباشرة حؽ التكجيو عمى المستكل الميداني مف خبلؿ ما تتمتع بو مف سمطة في إصدار األكامر‬
‫كالتعميمات التي تعد كسيمة أساسية في بسط رقابتيا عمى التنفيذ‪ ،‬تبدم مف خبلليا مبلحظاتيا حكؿ كؿ ما‬
‫يتعمؽ بمكضكع الصفقة‪ ،‬مما يجعؿ المتعاقد متمقيا لتمؾ التعميمات كمستجيبا لتدخميا المستمر في تحديد‬
‫أكضاع التنفيذ‪ ،2‬لذلؾ تعتبر سمطة اإلشراؼ كالرقابة مف النظاـ العاـ‪ ،‬فبل يمكف التنازؿ عنيا أك تجاكز‬
‫مقتضياتيا أك االتفاؽ عمى ما يخالفيا ضمانا لحسف سير المرافؽ العامة‪ ،3‬كفي مقابؿ ذلؾ ال ينبغي‬
‫االعتقاد بأف مصمحة الطرؼ المتعاقد قد تـ التضحية بيا في ظؿ االعتراؼ لممصمحة المتعاقدة بممارسة‬
‫ىذه السمطات‪ ،‬كانما بإمكانو االعتراض عف كؿ ما يشكب تصرفاتيا التي تخرج عف نطاؽ المشركعية‪،‬‬
‫ذلؾ أنيا مقيدة في ذلؾ بضكابط محددة تتمثؿ في‪:‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ بالباعث األساسي لمرقابة‪ ،‬كىك تحقيؽ المصمحة العامة مما يجعميا ممزمة باالبتعاد عف أم‬
‫سمكؾ مف شأ نو أف يؤدم إلى عزكؼ المتعاقد عف أداء التزاماتو المتعيد بيا‪ ،4‬مما يفتح باب النزاع‬
‫النزاع بيف الطرفيف كتحكؿ المتعاقد مف مساعد كمشارؾ لئلدارة إلى خصـ تجمعو بيا ساحات‬
‫القضاء‪ ،5‬كىك ما ال يخدـ المصمحة المرجكة مف إبراـ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزاـ بحدكد المشركعية في إصدار الق اررات المتعمقة بالرقابة عمى التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ المساس بطبيعة كمضمكف الصفقة‪ ،‬حيث ال يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تتخذ مف سمطتيا‬
‫في الرقابة كالتكجيو ستا ار لممساس بجكىر كطبيعة عقد الصفقة‪ ،‬بالشكؿ الذم يؤدم إلى تغيير‬
‫مضمكنو أك قمب القتصادياتو‪.6‬‬

‫‪ -1‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Christophe LAJOYE, op.cit, p 172.‬‬
‫‪ -3‬فضيمة عاقمي‪ ،‬النظاـ القانكني لمصفقات العمكمية كدكره في تسيير الماؿ العاـ‪ ،‬مجمة االجتياد لمدراسات القانكنية كاالقتصادية‪ ،‬المركز الجامعي‪،‬‬
‫الجامعي‪ ،‬تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2015‬ص ‪.47‬‬
‫‪ -4‬ربيحة سبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬تنفيذ العقد اإلدارم كتسكية منازعاتو قضاء كتحكيما‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2009 ،‬ص ‪.36 ،35‬‬
‫‪ -6‬سميماف محمد الطماكم‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.478‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬امتياز حؽ تعديؿ شروط الصفقة العمومية‪.‬‬

‫تعد سمطة التعديؿ أحد أىـ السمات التي تميز الصفقات العمكمية عف عقكد القانكف الخاص‪ ،‬فيي‬
‫تتقرر لممصمحة المتعاقدة دكف الحاجة إلى النص عمييا‪ ،‬كبمقتضى ىذه السمطة تممؾ المصمحة المتعاقدة‬
‫مف جانبيا كحدىا كبإرادتيا المنفردة عمى خبلؼ المألكؼ في معامبلت األفراد فيما بينيـ طبقا لممادة ‪136‬‬
‫حؽ تعديؿ الصفقة أثناء تنفيذىا‪ ،‬بما يتضمف زيادة أك إنقاص التزامات المتعاقد معيا‪ ،1‬كبصكرة لـ تكف‬
‫معركفة كقت إبراـ الصفقة‪ ،‬مما يسمح ليا باحتكاء مختمؼ المستجدات دكف أف يحتج عمييا بقاعدة الحؽ‬
‫المكتسب أك بقاعدة أف العقد شريعة المتعاقديف‪ ،‬ذلؾ أف طبيعة الصفقات العمكمية كأىدافيا كقياميا عمى‬
‫فكرة استم اررية المرافؽ العامة‪ ،‬تفترض مقدما حدكث تغيير في ظركؼ العقد كمبلبساتو كطرؽ تنفيذه تبعا‬
‫لمقتضيات سير ىذه المرافؽ‪ ،2‬شريطة أف ال يؤدم ىذا التعديؿ إلى تغيير محتكل العقد فيحكلو إلى عقد‬
‫جديد‪.3‬‬

‫لكي ال تنحرؼ المصمحة المتعاقدة في ممارسة ىذه السمطة‪ ،‬التي مكنت بيا مف أجؿ تدارؾ‬
‫المستجدات التي قد تط أر أثناء عممية التنفيذ‪ ،‬عمؿ المشرع عمى تنظيـ تفاصيؿ ىذه العممية كايراد مبادئيا‬
‫كأحكاميا العامة‪ ،‬ككذا ضكابط ممارستيا بالشكؿ الذم يضمف عدـ انحراؼ المصمحة المتعاقدة في‬
‫ممارسة ىذه السمطة مف جية‪ ،‬كضماف حقكؽ الطرؼ اآلخر في الصفقة مف جية أخرل‪.4‬‬

‫أوال‪ :‬آليات ممارسة المصمحة المتعاقدة لسمطة التعديؿ‪.‬‬

‫تممؾ المصمحة المتعاقدة سمطة القياـ بتعديبلت انفرادية عمى االلتزامات التعاقدية بالشكؿ الذم يتكافؽ‬
‫مع ما قد يط أر مف متغيرات كمستجدات أثناء عممية التنفيذ‪ ،‬محاكلة منيا لمتأقمـ مع تمؾ المتغيرات‬
‫كالتحكالت التي تعرفيا الظركؼ االقتصادية المحيطة بيا‪ ،‬كذلؾ كفقا لآلليات القانكنية المتاحة ليا‪.5‬‬

‫‪ -1‬التعديؿ عف طريؽ تقنية الممحؽ‪:‬‬

‫مكف تنظيـ الصفقات العمكمية المصمحة المتعاقدة بمكجب المادة ‪ 135‬بإبراـ ممحؽ بقكليا " يمكف‬
‫لممصمحة المتعاقدة أف تمجأ إلى إبراـ مبلحؽ لمصفقة في إطار أحكاـ ىذا المرسكـ "‪ ،‬كيعد ىذا األخير‬
‫اتفاؽ إضافي لمصفقة ىدفو تعديؿ بند أك عدة بنكد تعاقدية تضمنتيا الصفقة األصمية يحتمؿ زيادة‬

‫‪ -1‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬أعماؿ السمطة اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.403‬‬
‫‪ -2‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -‬محمكد خمؼ الجبكرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪- Mohamed KOBTAN, op.cit, p 75.‬‬
‫‪ -3‬سمير عبد العالي‪ ،‬الصفقات العمكمية كالتنمية‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة المعارؼ الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،2010 ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -4‬ربيحة سبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -5‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الخدمات أك اآلجاؿ أك اإلنقاص منيا‪ ،1‬كىذا طبقا لممادة ‪ 136‬التي أفادت بقكليا "يشكؿ الممحؽ كثيقة‬
‫تعاقدية تابعة لمصفقة كيبرـ في جميع الحاالت إذا كاف ىدفو زيادة الخدمات أك تقميميا ك‪/‬أك تعديؿ بند أك‬
‫عدة بنكد تعاقدية في الصفقة‪."..‬‬
‫‪ -/1-1‬شروط إبراـ الممحؽ‪:‬‬

‫كتشمؿ ىذه األخيرة جممة مف الشركط أىميا‪:‬‬

‫‪ ‬أف يصدر الممحؽ في شكؿ كتابي‪ ،‬كيككف مرقما كمؤرخا‪ ،2‬كمصادؽ عميو مف قبؿ السمطات‬
‫المختصة‪.‬‬
‫‪ ‬أف يخضع الممحؽ لنفس الشركط االقتصادية األساسية لمصفقة األصمية‪ :‬إذ يطبؽ في الممحؽ األسعار‬
‫التعاقدية المكضكعة مسبقا‪ ،3‬مع إمكانية اتفاؽ طرفي الصفقة عمى تحديد أسعار جديدة في حالة تعذر‬
‫عمييما تطبيؽ األسعار التعاقدية المحددة سمفا في الصفقة‪.4‬‬
‫‪ ‬أف تحترـ المصمحة المتعاقدة عند لجكئيا لمممحؽ قكاعد المنافسة‪ ،‬حيث أف لمممحؽ آثار عمى الصفقة‬
‫األصمية سكاء بالزيادة أك بالنقصاف‪ ،‬لذلؾ يجب أف ال يمس ىذا بالمنافسة التي يجب الحفاظ عمييا‬
‫كمنع أم ممحؽ قد يسيء إلييا‪.5‬‬
‫‪ ‬أف يخضع الممحؽ كأصؿ عاـ لمرقابة التي تخضع ليا الصفقة األصمية‪ ،‬إال في الحاالت االستثنائية‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كاف مكضكع الممحؽ ال يعدؿ تسمية األطراؼ المتعاقدة كالضمانات التقنية كالمالية كأجؿ‬
‫التعاقد‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لـ يكف لو أثر مالي عمى الصفقة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لـ يتجاكز مبمغو أك المبمغ اإلجمالي لمختمؼ المبلحؽ نسبة عشرة في المائة (‪)%10‬‬
‫زيادة أك نقصانا‪.‬‬
‫‪ ‬أف ال يؤدم الممحؽ إلى إخبلؿ التكازف االقتصادم لمصفقة أك تغيير ممحيا‪ ،‬إذ يجب أف ال يؤثر عمى‬
‫الصفقة بصفة جكىرية تعمؿ عمى قمب اقتصادياتيا رأسا عمى عقب‪ ،6‬ذلؾ أف كؿ تعديؿ يمس بشركط‬
‫بشركط الصفقة األصمية أثناء مدة سريانيا بصفة جكىرية‪ ،‬سيؤدم حتما إلى إنشاء صفقة جديدة‪ ،‬لذلؾ‬

‫‪1‬‬
‫‪- HOEPFFNER Hélène, la modification du contrat administratif, thèse de doctorat en droit public, université‬‬
‫‪Panthéon –Assas (Paris2), 2008, édition L.G.D.J , Paris, 2009, p 276, 277.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 160.‬‬
‫‪ -3‬سياـ شقطمي‪ ،‬النظاـ ال قانكني لمممحؽ في الصفقة العمكمية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف‪ ،‬جامعة برج باجي‬
‫مختار‪ ،‬عنابة‪ ،2011/2010 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 137‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬ربيحة سبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -6‬محفكظ عبد القادر‪ ،‬سمطة اإلدارة في التعديؿ االنفرادم لمعقد اإلدارم (دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬كمية‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2014/2013 ،‬ص ‪.55‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ألزمت المادة ‪ 9/136‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬المصمحة المتعاقدة في حالة تجاكز مبمغ الممحؽ‬
‫أك المبمغ اإلجمالي لمختمؼ المبلحؽ بالزيادة أك النقصاف خمسة عشر مف المائة (‪ )%15‬مف المبمغ‬
‫األصمي لمصفقة بالنسبة لمدراسات‪ ،‬الخدمات‪ ،‬كالمكازـ كعشريف مف المائة (‪ )%20‬لصفقات األشغاؿ‬
‫بتقديـ تبرير لدل لجن ة الصفقات المختصة بأنو لـ يتـ المساس بالشركط األصمية لممنافسة‪ ،‬كأنو لـ يتـ‬
‫التراجع فييا‪ ،‬كأف إعبلف إجراء جديد بعنكاف الخدمات بالزيادة ال يسمح بإنجاز المشركع حسب الشركط‬
‫المثمى لآلجاؿ كاألسعار‪.1‬‬
‫يبلحظ أف تنظيـ الصفقات العمكمية أعفى المصمحة المتعاقدة مف تبرير لجكئيا في إبراـ المبلحؽ‬
‫لدل لجنة الصفقات المختصة إذا لـ تبمغ قيمة الممحؽ أك القيمة اإلجمالية لمعديد مف المبلحؽ ‪ %15‬مف‬
‫المبمغ األصمي لمصفقة بالنسبة لمدراسات‪ ،‬الخدمات‪ ،‬كالمكازـ كعشريف مف المائة (‪ )%20‬لصفقات‬
‫األشغاؿ العمكمية‪ ،‬كىك األمر الذم يؤدم إلى إفبلتيا مف الرقابة عمى أساس أف قيمتيا اإلجمالية لـ تبمغ‬
‫النسب المحددة‪ ،‬لذلؾ فمف األجدر أف تخضع جميع المبلحؽ لمرقابة حتى كلك لـ تبمغ ىذه النسب‬
‫المحددة‪ ،‬ثـ إننا نتساءؿ أال يعتبر الماؿ المتعاقد بو سكاء قؿ أك كثر ماال عاما يتعيف تكفير كافة‬
‫الضمانات التي تؤمف حمايتو مف أشكاؿ الفساد كالتبديد ؟‬

‫يمكف طبقا لممادة ‪ 8/136‬إبراـ ممحؽ لصفقة تـ تنفيذ مكضكعيا‪ ،‬عندما تبرر الظركؼ ذلؾ ألداء‬
‫خدمات أك اقتناء لكازـ لمتكفؿ بالنفقات الضركرية لضماف مكاصمة المرفؽ العاـ الذم أنشئ مف قبؿ‪ ،‬كذلؾ‬
‫قبؿ االستبلـ النيائي لمصفقة كبعد أف يقرر مسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير أك الكالي المعني بذلؾ‬
‫حسب الحالة‪ ،‬شريطة أف ال تككف في كسع المصمحة المتعاقدة تكقع الظركؼ التي استدعت ىذا التمديد‪،‬‬
‫كأف ال تككف نتيجة ممارسات مماطمة مف طرفيا‪ ،‬كأف ال تتجاكز مدة الممحؽ ثبلثة (‪ )03‬أشير كالكميات‬
‫بالزيادة نسبة ‪ %10‬مف مبمغ األصمي لمصفقة‪ ،‬كميما يكف مف أمر يجب أف ال يؤدم الممحؽ إلى قمب‬
‫اقتصاديات الصفقة كتغيير مكضكعيا إال في حالة ما طرأت عمى ذلؾ تبعات تقنية غير متكقعة كخارجة‬
‫عف إرادة الطرفيف‪.‬‬

‫‪ -/2-1‬أنواع المالحؽ‪ :‬يمكف أف يأخذ الممحؽ إحدل األشكاؿ التالية‪:‬‬

‫أ‪ -/‬ممحؽ األشغاؿ المضافة أو المنقصة‪:‬‬

‫ييدؼ ىذا النكع مف المبلحؽ إلى األخذ في الحسباف زيادة حجـ األشغاؿ أك تقميميا‪ ،2‬إما تعديبلت‬
‫في الكمية كطبيعة األشغاؿ‪ ،‬كاما تعديبلت في مدة التنفيذ أك تعديبلت تتعمؽ بسعر الصفقة إذا لـ تكف‬
‫ىذه األخيرة مبرمة بناء عمى سعر ثابت غير قابؿ لممراجعة‪ ،‬كيشمميا الممحؽ بالزيادة أك النقصاف‪.3‬‬

‫‪ -1‬اإلرسالية رقـ ‪ ،43‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2016/01/18‬المرجع السابؽ‪.‬‬


‫‪ -2‬سياـ شقطمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬ربيحة سبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ب‪ -/‬ممحؽ إدخاؿ أشغاؿ جديدة غير متضمنة في الصفقة األصمية‪:‬‬

‫يعد ىذا النكع مف األشغاؿ تابع كمكمؿ إلنجاز مكضكع الصفقة‪ ،‬كتككف مراجعة األسعار في ىذا‬
‫الممحؽ بناء عمى الصيغة المتضمنة في الصفقة األصمية‪ ،‬كتككف األسعار المقترحة محؿ مفاكضات بيف‬
‫األطراؼ المتعاقدة‪.1‬‬

‫ج‪ -/‬ممحؽ التغيير‪:‬‬

‫يتـ المجكء إلى ىذا النكع مف المبلحؽ في حالة تغيير أحد طرفي الصفقة سكاء تعمؽ األمر‬
‫بالمصمحة المتعاقدة أك المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬فإذا انصب التغيير عمى المصمحة المتعاقدة فإف ذلؾ ال يتطمب‬
‫دائما إبراـ ممحؽ لكف مف الضركرم أف يصدر في شكؿ أمر مصمحة يبمغ لممتعامؿ المتعاقد‪ ،‬أما إذا‬
‫انصب ىذا التغيير عمى ىذا األخير كحالة كفاتو أك عدـ أىميتو‪ ،‬فعندىا يجب إبراـ ممحؽ تغيير‪ ،2‬إذا‬
‫قبمت المصمحة المتعاقدة العركض التي يتقدـ بيا إلييا كرثتو الستكماؿ األشغاؿ‪ ،‬كفي خبلؼ ذلؾ يتـ‬
‫فسخ الصفقة بحكـ القانكف دكف أم تعكيض‪ ،‬كنفس األمر يطبؽ عمى حالة التسكية أك اإلفبلس‪ ،3‬إلى‬
‫جانب ذلؾ يجب أف يراعي ىذا النكع مف المبلحؽ المسائؿ المتعمقة بالرىف الحيازم كالكفالة‪ ،‬إعداد قفؿ‬
‫الحسابات كمحاضر التسميـ مع المتعامؿ المتعاقد السابؽ‪ ،‬أىمية المتعاقد الجديد إلبراـ الصفقات العمكمية‬
‫خصكصا فيما يتعمؽ بالتصنيؼ الميني كااللتزامات الضريبية كاالجتماعية‪ ،‬تحمؿ المسؤكليات فيما يتعمؽ‬
‫باألشغاؿ المنجزة‪.4‬‬

‫د‪ -/‬ممحؽ اإلقفاؿ النيائي لمصفقة (ممحؽ ضبط الكميات النيائية)‪:‬‬

‫يخكؿ ىذا النكع مف المبلحؽ لممصمحة المتعاقدة إيقاؼ كقفؿ الخدمات المنفذة فعبل بصفة نيائية‪،‬‬
‫كالتي يتـ المجكء إلييا بشكؿ استثنائي ينبغي تبريره في حالة المجكء إليو كتبريره بحالة التخمي عف المشركع‬
‫بقرار مف المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كحالة القكة القاىرة أك التسكية الكدية لمنزاع‪.5‬‬

‫ما يبلحظ أف الضكابط التي نظـ بيا المشرع ىذه التقنية قد جاءت قاصرة نكعا ما‪ ،‬فقد اكتفي ىذا‬
‫األخير بتحديد حاالت المجكء إليو‪ ،‬كتبرير إبرامو لدل لجاف الصفقات المختصة إلى جانب استثناءات عدـ‬
‫خضكعو لييئات الرقابة القبمية دكف أم ضابط يؤمف مشركعية المجكء إليو‪ ،‬فقد جاء في نص المادة‬
‫‪ 4/136‬عمى أنو " عندما ال يمكف الكميات المحددة في الصفقة تحقيؽ مكضكعيا‪ ،‬السيما في حالة‬

‫‪ -1‬ككثر بف ممككة‪ ،‬النظاـ القانكني لمممحؽ في الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة بيف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالمرسكـ الرئاسي ‪236/10‬‬
‫(الممغى)‪ ،‬مجمة مجاميع المعرفة‪ ،‬معيد العمكـ االقتصادية‪ ،‬التجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬المركز الجامعي‪ ،‬تندكؼ‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬أكتكبر ‪،2017‬‬
‫ص ‪.228‬‬
‫‪ -2‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 37‬مف القرار المؤرخ في ‪ ،1964/11/21‬المتضمف المصادقة عمى دفتر الشركط اإلدارية العامة‪.‬‬
‫‪ -4‬ربيحة سبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 164.165.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫صفقات األشغاؿ‪ ،‬باستثناء الحاالت التي ترجع لمسؤكلية المؤسسة‪ ،‬فإنو يمكف المصمحة المتعاقدة‪ ،‬في‬
‫انتظار إنياء الممحؽ إصدار أكامر بالخدمة تسمح باألمر بخدمات إضافية ك‪/‬أك تكميمية‪ ،‬كفي حالة‬
‫الخدمات التكميمية بأسعار جديدة‪ ،‬يمكف المصمحة المتعاقدة إصدار أكامر بالخدمة بأسعار مؤقتة"‪.‬‬

‫مكنت فحكل ىذا النص المصمحة المتعاقدة بمركنة كاسعة في تكجيو أكامر بالخدمة لممتعاقد في‬
‫صكرة أعماؿ إضافية أك تكميمية حتى كلك كانت بأسعار جديدة‪ ،‬كىك ما يدفعنا بالتساؤؿ حكؿ تحقؽ ىذه‬
‫الكضعية في ظؿ التحضيرات كالدراسات المسبقة التي ترتكز عمى تحديد الكمية إلنجاز المشركع‪ ،‬ثـ أف‬
‫المجكء المصمحة المتعاقدة إلبراـ الممحؽ في ىذه الحالة يعكس مدل تقصير المصمحة المتعاقدة في عممية‬
‫تحضيرىا لمصفقة‪ ،‬فإذا كاف الغرض مف إضفاء ىذه المركنة ىك تمكيف المصالح المتعاقد بدفع حركية‬
‫تسيير المشاريع محؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬إال أف األمر يتطمب إخضاع ىذه المركنة لضكابط معينة تعمؿ‬
‫عمى عقمنة المجكء ليذه التقنية‪ ،‬كتبريرىا بتكافر حالة طارئة تمزـ المصمحة المتعاقدة بإعماؿ سمطتيا في‬
‫التعديؿ باعتبارىا أماـ حالة تمزميا بإدخاؿ التعديبلت المناسبة بما يضمف مجريات تنفيذ الصفقة‪.‬‬

‫‪ -2‬التعديؿ خارج إطار الصفقة العمومية‪:‬‬

‫يمكف إدخاؿ تعديبلت عمى شركط الصفقة أثناء تنفيذىا كذلؾ خارج اإلطار التعاقدم أك اتفاؽ‬
‫األطراؼ المتعاقدة عمى ىذا التعديؿ‪ ،‬كذلؾ نتيجة لتدابير تتخذىا المصالح المتعاقدة أك لمستجدات طارئة‬
‫مف شأنيا أف تؤدم إلى تغيير شركط تنفيذ الصفقة‪ ،‬دكف أف يككف اليدؼ مف كرائيا إحداث تعديبلت‬
‫عمى الصفقة التي أبرمتيا‪ ،1‬كيرتبط ىذا التعديؿ بػ‪:‬‬

‫‪ -/1-2‬حالة التعديالت المرتبطة بتطبيؽ نظرية فعؿ األمير‪:‬‬

‫يقصد بيا كؿ األعماؿ كاإلجراءات اإلدارية المشركعة التي تتخذىا كتصدرىا السمطة اإلدارية‬
‫المتعاقدة‪ ،‬دكف أف يككف اليدؼ منيا إحداث تعديبلت عمى العقد الذم أبرمتو‪ ،‬كلكف مف شأنيا زيادة‬
‫األعباء المالية بالنسبة لمطرؼ المتعاقد معيا أك زيادة االمتيازات المنصكص عمييا في العقد الذم يشكؿ‬
‫مخاطر إدارية استثنائية كغير مألكفة‪ ،‬كالتي بسببيا يتحمؿ ىذا األخير أعباء إضافية‪ ،2‬تبرر أحقيتو في‬
‫التعكيض مف أجؿ إصبلح الضرر كاعادة التكازف القتصاديات العقد‪.‬‬

‫‪ -/2-2‬التعديالت الناتجة عف الظروؼ الطارئة‪:‬‬

‫تتمخص ىذه النظرية في أف تط أر أثناء تنفيذ الصفقة ظركؼ اقتصادية لـ تكف في الكسع تكقعيا مف‬
‫قبؿ طرفي الصفقة مف شأنيا أف تضع عمى عاتؽ المتعامؿ المتعاقد بعض األعباء‪ 3‬تؤدم إلى اختبلؿ‬

‫‪ -1‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -2‬نعيـ مغبغب‪ ،‬عقكد مقاكالت البناء كاألشغاؿ العامة كالخاصة (دراسة في القانكف المقارف)‪ ،‬ط‪ ،3‬د‪.‬د‪.‬ف‪ ،‬لبناف‪ ،2001 ،‬ص ‪.385‬‬
‫‪ -3‬ربيحة سبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اقتصاديات العقد كشركط تنفيذه‪ ،‬مما يدفع بالمصمحة المتعاقدة إلى إبراـ ممحؽ بيدؼ إعادة التكازف المالي‬
‫لمصفقة كتعكيضو عف الخسائر التي تحمميا نتيجة الظرؼ الطارئ‪ ،‬مجسدة بذلؾ مشاركتيا لممتعامؿ في‬
‫تحمؿ نصيب مف تمؾ األعباء اإلضافية لتمكينو مف تنفيذ التزاماتو التعاقدية‪ ،‬كتجد ىذه النظرية تطبيقيا‬
‫الكاسع ضمف صفقات األشغاؿ العامة نظ ار لطكؿ مدة اإلنجاز‪ ،‬مما قد يعرؼ حدكث بعض الظركؼ‬
‫االستثنائية التي تؤدم إلى تأجيؿ تنفيذىا‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضوابط سمطة تعديؿ شروط الصفقة العمومية‪.‬‬

‫مف المعمكـ أف ممارسة المصمحة المتعاقدة لسمطتيا في تعديؿ الصفقات العمكمية بإرادتيا المنفردة‬
‫ليست مطمقة‪ ،‬كانما ىي مقيدة في ذلؾ بجممة مف الضكابط المتمثمة في‪:‬‬

‫‪ -1‬بروز مستجدات بعد إبراـ الصفقة‪:‬‬


‫إف مبرر صحة التعديؿ؛ ىك تغير الظركؼ التي أبرمت الصفقة في كنفيا كالتي كانت كافية لتحقيؽ‬
‫المصمحة العامة في ظؿ بقائيا عف تمؾ الظركؼ التي استجدت‪ ،‬بحيث يككف تنفيذىا في ظميا غير‬
‫محقؽ لممصمحة العامة أك أقؿ تحقيقا ليا أك متعارضا معيا‪ ،2‬األمر الذم يجعؿ مف قرار تعديميا أم ار‬
‫تحتمو مصمحة المرفؽ محؿ التعاقد‪ ،‬كمف ثمة فإف حؽ المصمحة المتعاقدة في التعديؿ مقيد بأف تط أر‬
‫مستجدات كظركؼ بعد إبراـ الصفقة تسكغ ىذا التعديؿ‪ ،3‬شريطة أف ال يككف في كسع المصمحة المتعاقدة‬
‫تكقع الظركؼ كأف ال تككف نتيجة ممارسات مماطمة مف طرفيا‪ ،‬مما يدؿ عمى أف المشرع قد ألقى عمى‬
‫عاتؽ المصمحة المتعاقدة التزاـ يسمى التزاـ التكقع‪ ،‬كبذلؾ لـ يترؾ المشرع مبر ار لمتعديؿ سكل ما كاف‬
‫نتيجة لعدـ التكقع‪.‬‬
‫‪ -2‬صدور قرار التعديؿ في حدود المبدأ العاـ لممشروعية اإلدارية‪:‬‬
‫يجب أف تمتزـ المصمحة المتعاقدة بحدكد المشركعية القانكنية في تعديؿ شركط الصفقة‪ ،‬فبل يصدر‬
‫قرار التعديؿ إال مف الجية المختصة قانكنا بإصدار ىذا التصرؼ‪ ،‬كطبقا لمشكؿ كاإلجراءات المقررة‪ ،‬كفي‬
‫إطار القكاعد القانكنية كالبلئحية التي تحكـ مكضكع التعديؿ‪ ،4‬كما يتعيف أف يككف اليدؼ مف قرار التعديؿ‬
‫تحقيؽ المصمحة العامة‪ ،‬كعميو فإف قرار التعديؿ يجب أف يصدر في حدكد المشركعية التي ىي اإلطار‬
‫العاـ الذم يحكـ جميع األعماؿ اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -1‬سحر جابر يعقكب‪ ،‬فسخ العقد اإلدارم الستحالة التنفيذ بسبب الظركؼ الطارئة‪ ،‬مجمة الككفة لمعمكـ القانكنية كالسياسية‪ ،‬كمية القانكف‪ ،‬جامعة‬
‫الككفة‪ ،‬العراؽ‪ ،‬العدد السابع‪ ،2008 ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ -2‬ابراىيـ الشارؼ الطاىر تفكقو‪ ،‬الصعكبات التي تكاجو تنفيذ العقد اإلدارم (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار المطبكعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2010 ،‬ص‬
‫‪.80‬‬
‫‪ -3‬سياـ شقطمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -4‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -3‬تزامف قرار التعديؿ مع سرياف الصفقة العمومية‪:‬‬


‫يجب أف تمارس سمطة التعديؿ أثناء مدة تنفيذ الصفقة‪ ،‬كيقصد بفترة سرياف الصفقة التي يتعيف أف‬
‫يصدر قرار التعديؿ خبلليا‪ ،‬المدة الفعمية كليس المدة الزمنية المحددة في الصفقة فقد يحدث كأف يتأخر‬
‫المتعامؿ المتعاقد عف تنفيذ التزاماتو خبلؿ المدة المحددة لتنفيذ الصفقة‪ ،1‬كبالتالي تممؾ المصمحة‬
‫المتعاقدة حؽ ال تعديؿ طالما أف التزامات متعاقد ال تزاؿ قائمة عمى عاتقو‪ ،‬كبناءا عمى ذلؾ فإف انتياء‬
‫ىذه االلتزامات سيؤدم حتما إلى انتياء كافة حقكؽ المصمحة المتعاقدة تجاه المتعاقد معيا بما في ذلؾ‬
‫سمطتيا في تعديؿ الصفقة‪.2‬‬
‫‪ -4‬عدـ اإلخالؿ بالتوازف المالي لمصفقة‪:‬‬

‫إذا كاف مف حؽ المصمحة المتعاقدة تعديؿ الصفقة بإرادتيا المنفردة‪ ،‬فإف استئثارىا بيذه السمطة يجب‬
‫أف ال يتعارض مع كاجبيا في ضماف التكازف المالي لمصفقة‪ ،‬بمعنى أف ال يحدث ىذا التعديؿ خمبلن بيذا‬
‫التكازف‪ ،‬بأف يجعؿ التزامات المتعامؿ المتعاقد ال تتناسب بتاتا مع حقكقو‪ ،3‬كأف ال يمس بالمزايا المالية‬
‫لممتعاقد معيا كالمتفؽ عمييا في الصفقة‪ 4‬أك أف يمحؽ بو خسائر لـ يكف يتكقعيا كقت إقدامو عمى‬
‫التعاقد‪ ،5‬كأما في حالة ما نتج عف ممارسة المصمحة المتعاقدة ليذه السمطة إخبلال بالتكازف المالي بما‬
‫يرىؽ المتعاقد معيا‪ ،‬جاز ليذا األخير المطالبة بالتعكيض بالقدر الذم يعيد القتصاديات العقد تكازنيا‪،‬‬
‫كالذم يشمؿ ما فات مف كسب كما لحقو مف خسارة‪.6‬‬

‫‪ -5‬أف ال يؤدي التعديؿ إلى تغيير طبيعة الصفقة‪:‬‬

‫ينبغي أف ال يؤدم التعديؿ إلى تغيير جكىر كطبيعة الصفقة‪ ،‬أك تجديد محميا بما يختمؼ عف المحؿ‬
‫الذم انصرفت إليو إرادة أطراؼ الصفقة سابقا‪ ،‬كىذا يعني أنو يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تراعي‬
‫في إصدار قرار التعديؿ الدقة في مضمكنو بما ال يؤدم إلى انصرافو إلى مكضكع جديد يختمؼ كمية عف‬
‫مكضكع الصفقة األصمي‪ ،‬بحيث ال تربطيا بو صمة‪ ،‬أك التي يحتاج تنفيذىا أكضاع جديدة تختمؼ تماما‬
‫عف تمؾ المتفؽ عمبيا‪ ،7‬لذلؾ يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة في ممارستيا لسمطة التعديؿ األخذ بعيف‬
‫االعتبار إمكانيات المتعامؿ المتعاقد الفنية كالمالية التي ركعيت عند اإلبراـ‪ ،‬كالتي تـ عمى أساسيا التعاقد‬
‫معو‪ ،‬كأال تذىب إلى الحد الذم يؤدم إلى قمب اقتصاديات الصفقة أك تغيير في طبيعتيا كجكىرىا‪.‬‬

‫‪ -1‬ربيحة سبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬تنفيذ العقد اإلدارم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.272‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Christophe LAJOYE, op.cit, p 187.‬‬
‫‪ -5‬محمكد خمؼ الجبكرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ -6‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬أعماؿ السمطة اإلدارية‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪.406‬‬
‫‪ -7‬محفكظ عبد القادر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إف القكؿ بممارسة المصمحة المتعاقدة ليذه السمطة لتدارؾ المستجدات أثناء عممية تنفيذ الصفقة‪،‬‬
‫يرتب عمى عاتقيا ضماف التكازف المالي لمصفقة‪ ،‬كمراعاة إمكانيات المتعاقد المالية كالفنية‪ ،‬بحيث أف ال‬
‫يؤدم التعديؿ إلى تحميمو أعباء جديدة تتجاكز قدراتو عمى النحك الذم يدفعو بالمطالبة بفسخ الصفقة كىذا‬
‫بطبيعة الحاؿ ما ال يخدـ المصمحة العامة كيزرع الثقة بيف اإلدارة كمختمؼ المتعامميف‪.1‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬سمطة المصمحة المتعاقدة في توقيع الجزاءات‪.‬‬

‫يمكف لئلدارة تكقيع جزاءات متعددة نتيجة إخبلؿ المتعاقد اللتزاماتو‪ ،‬سكاء تمثؿ ىذا اإلخبلؿ في‬
‫االمتناع عف التنفيذ‪ ،‬أك في التأخير فيو أك القياـ بتنفيذه في صكرة مخالفة لمشركط كالمكاصفات المتفؽ‬
‫عمييا ضمف العقد‪ ،2‬ثـ إف ىذه المخالفات مف جانب المتعاقد ال تخؿ بااللتزاـ التعاقدم فحسب‪ ،‬كانما‬
‫تنطكم عمى مساس بالمرفؽ العاـ الذم يتصؿ بالعقد مما يضر بالمصمحة العامة‪ ،3‬لذلؾ ينبغي عمى‬
‫طرفي العقد (الصفقة) التقيد ببنكده كتنفيذه تنفيذا عينيا كدقيقا‪ ،‬كتفادم كؿ ما مف شأنو المساس بيذا‬
‫التنفيذ‪ ،‬كمف أجؿ ذلؾ كضمانا لحسف تنفيذ الصفقة أقر المشرع جممة مف الضكابط القانكنية البلزمة‪،‬‬
‫كالجزاءات لمكاجية الطرؼ المتعاقد المخؿ بالتزاماتو التعاقدية‪ ،‬كالتي انقسمت ىي األخرل بيف جزاءات‬
‫ضاغطة كأخرل مالية قصد إرغامو عمى الكفاء بالتزاماتو التعاقدية كفقا لما تـ االتفاؽ عميو‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الجزاءات الضاغطة‪.‬‬

‫تتمتع المصمحة المتعاقدة أثناء تنفيذ الصفقة العمكمية بسمطة تكقيع جممة مف الكسائؿ الضاغطة‪،‬‬
‫كاإلجراءات القسرية التي تمكنيا مف إرغاـ المتعاقد المقصر عمى الكفاء بالتزاماتو‪ ،‬كذلؾ بأف تحؿ محمو‬
‫في التنفيذ أك تكمؼ أحد المتعامميف االقتصادييف اآلخريف بتنفيذىا عمى حسابو كتحت مسؤكليتو ضمانا‬
‫الستم اررية التنفيذ‪.4‬‬

‫كمف بيف كسائؿ الضغط التي يمكف أف تمارسيا المصمحة المتعاقدة تجاه المتعاقد‪ ،‬سحب المشركع‬
‫مف المقاكؿ في صفقات األشغاؿ كاسناده لشخص كتحت مسؤكليتو‪ ،5‬بينما تأخذ في صفقة المكازـ‬
‫(التكريد) صكرة الشراء عمى حساب كمسؤكلية المكرد مع اإلبقاء عمى العبلقة التعاقدية قائمة معو كمنتجة‬
‫آلثارىا‪ ،‬ذلؾ أف ىذه الجزاءات بمثابة جزاءات مؤقتة ال يترتب عنيا إنياء العقد‪ ،‬كانما ىي كسيمة في يد‬

‫‪ -1‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -2‬ماجد راغب الحمك‪ ،‬العقكد اإلدارية كالتحكيـ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -3‬فكزية سكراف‪ ،‬سمطة اإلدارة في تكقيع الجزاءات اإلدارية عمى المتعاقديف معيا في العقكد اإلدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،2017،‬‬
‫ص‪.57‬‬
‫‪ -4‬سعيد عبد الرزاؽ باخبيرة‪ ،‬سمطة اإلدارة ا لجزائية في أثناء تنفيذ العقد اإلدارم (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في القانكف العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ‪ ،‬بف عكنكف‪ ،‬جامعة الجزائر يكسؼ بف خدة‪ ،2008/2007 ،‬ص ‪.235‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Christophe LAJOYE, op.cit, p 175.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المصمحة المتعاقدة إلرغاـ المتعاقد عمى تنفيذ العقد بالكفاء بالتزاماتو ضمانا لحسف سير المرفؽ العاـ‪،1‬‬
‫كىك ما استقرت عميو المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في ‪ 1998/03/11‬بقكليا " مف المقرر قانكنا أنو‬
‫في االلتزاـ بعمؿ‪ ،‬إذا لـ يقـ المديف بتنفيذ االلتزاـ جاز لمدائف أف يطمب ترخيصا مف القاضي في تنفيذ‬
‫االلتزاـ عمى نفقة المديف إذا كاف ىذا التنفيذ ممكنا‪ ،‬كلما كاف في قضية الحاؿ أف الطاعنة لجأت إلى‬
‫مقاكؿ آخر الذم قاـ بتنفيذ ما التزـ بو المطعكف ضدىما المتمثؿ في تشييد مجمكعة مف المساكف المتعاقد‬
‫عمييا دكف أف تمجأ الطاعنة إلى القضاء لتطمب ترخيصا لتنفيذ االلتزاـ حسب ما يقتضيو القانكف‪ ،‬كمف ثـ‬
‫فإف النعي عمى القرار المطعكف فيو تجاكز السمطة كمخالفة القانكف غير سديد يستكجب الرفض"‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجزاءات المالية‪.‬‬

‫تعد ىذه الجزاءات مف الجزاءات اإلدارية الغرض منيا التأثير عمى الذمة المالية لممتعاقد المخؿ‪ ،‬جب ار‬
‫في ذلؾ لمضرر الذم لحؽ المصمحة المتعاقدة جراء اإلخبلؿ بالتزاماتو التعاقدية‪ ،‬كتتخذ ىذه الجزاءات‬
‫إحدل الصكر التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬الغرامات المالية‪:‬‬
‫كالتي عادة ما تقترف بصفة (الغرامة التأخيرية) ألنيا تكقع عف تأخر المتعاقد أك إىمالو أك تقصيره‬
‫في تنفيذ التزاماتو‪ ،‬كىي مبالغ إجمالية تقدرىا اإلدارة مقدما كتنص عمى تكقيعيا متى أخؿ المتعاقد بالتزاـ‬
‫معيف‪ ،‬السيما فيما يتعمؽ بالتأخير في التنفيذ‪ 3‬حفاظا عمى سير المرافؽ العامة‪ ،‬كبالتالي فيي تعكيضات‬
‫جزافية متفؽ عمييا ضمف العقد‪ ،‬كىي ال تمثؿ األضرار التي لحقت اإلدارة فقط‪ ،‬كانما تستيدؼ إلى جانب‬
‫ذلؾ التنفيذ الفعمي طبقا لمقتضيات المصمحة العامة‪ ،‬كتجد ىذه األخيرة أساسيا القانكني في المادة ‪147‬‬
‫مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتي جاء فييا " يمكف أف ينجر عف عدـ تنفيذ االلتزامات التعاقدية مف‬
‫قبؿ المتعاقد في اآلجاؿ المقررة أك تنفيذىا غير المطابؽ‪ ،‬فرض عقكبات مالية دكف اإلخبلؿ بتطبيؽ‬
‫العقكبات المنصكص عمييا في التشريع المعمكؿ بو "‪ ،‬كطبقا ألحكاـ ىذا النص فإف تكقيع ىذا النكع مف‬
‫الجزاءات مرىكف بحالتيف‪:‬‬

‫أ‪ -/‬حالة عدـ تنفيذ االلتزامات محؿ التعاقد في األجؿ المتفؽ عميو‪:‬‬

‫يعتبر عنصر الزمف مف العناصر الجكىرية في التعاقد نظ ار لمعديد مف االعتبارات‪ ،‬مف بينيا تمكيف‬
‫المصمحة المتعاقدة مف الدخكؿ في عبلقات تعاقدية أخرل أك االنتقاؿ إلى تنفيذ جزء آخر مف المشركع أك‬
‫البرنامج المسطر‪ ،‬لذلؾ فإف أم إخبلؿ مف طرؼ المتعاقد بالعنصر الزمني المتفؽ عميو سيؤدم إلى‬

‫‪ -1‬فكزية سكراف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.105‬‬


‫‪ -2‬قرار المحكمة العميا رقـ ‪ ،152934‬المؤرخ في ‪ ،1998/03/11‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ ‪ ،1998‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -3‬نصر الديف محمد بشير‪ ،‬غرامة التأخير في العقد اإلدارم كأثرىا في تسيير المرفؽ العاـ (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.12‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تعرضو إلى جزاء مالي في شكؿ غرامة تأخيرية‪ ،1‬كىك ما قضت بو الغرفة اإلدارية بالمحكمة العميا في‬
‫قرارىا رقـ ‪ 65145‬الصادر بتاريخ ‪ 1989/12/16‬الذم جاء فيو " مف المقرر قانكنا أف غرامات التأخير‬
‫تطبؽ عند عدـ تكممة األشغاؿ في اآلجاؿ عمى أساس مكاجية بسيطة بيف تاريخ انقضاء األجؿ المتعاقد‬
‫عميو كتاريخ االستبلـ‪.2"..‬‬
‫ب‪ -/‬حالة التنفيذ غير المطابؽ لموضوع الصفقة‪:‬‬

‫يفترض ىنا إخبلؿ المتعاقد مع اإلدارة بالشركط كالمكاصفات المتفؽ عمييا ككيفيات التنفيذ التي‬
‫ألزمتو المصمحة المتعاقدة بالتقيد بيا أثناء التنفيذ‪ ،‬مما يعرضو لجزاء مالي‪ ،‬ىذا كيككف لممصمحة المتعاقدة‬
‫الحؽ في تكقيع مثؿ ىذه الجزاءات حتى كلك لـ يترتب عف ذلؾ ضرر‪ ،‬إذ أف الضرر مفترض بمجرد‬
‫تحقيؽ سبب استحقاؽ الغرامة‪ ،‬أما عف اقتطاع ىذه الغرامات فقد أشارت الفقرة الثالثة مف المادة ‪ 147‬مف‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بأف " تقتطع العقكبات المالية التعاقدية المطبقة عمى المتعامميف المتعاقديف‬
‫بمكجب بنكد الصفقة‪ ،‬مف الدفعات التي تتـ حسب الشركط كالكيفيات المنصكص عمييا في الصفقة "‪،‬‬
‫كفي جميع األحكاؿ تسرم غرامة التأخير مف بداية المدة المحددة لتنفيذ االلتزاـ أك مف بداية المدة‬
‫اإلضافية التي رأت المصمحة المتعاقدة منحيا لممتعاقد في ضكء مقتضيات الصالح العاـ‪.‬‬

‫أما عف حاالت اإلعفاء مف الغرامة التأخيرية‪ ،‬فقد أفادت المادة ‪ 4/147‬بقكليا "‪ ...‬يعكد القرار‬
‫باإلعفاء مف دفع العقكبات المالية بسبب التأخير إلى مسؤكلية المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كيطبؽ ىذا اإلعفاء‬
‫عندما ال يككف التأخير قد تسبب فيو المتعامؿ المتعاقد الذم تسمـ لو في ىذه الحالة أكامر بتكقيؼ‬
‫األشغاؿ أك باستئنافيا‪ ،‬كفي حالة القكة القاىرة تعمؽ اآلجاؿ كال يترتب عمى التأخير فرض العقكبات المالية‬
‫بسبب التأخير‪ ،‬ضمف الحدكد المسطرة في أكامر تكقيؼ كاستئناؼ الخدمة التي تتخذىا نتيجة ذلؾ‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،"..‬كبذلؾ فقد غؿ المشرع يد اإلدارة في تكقيع الغرامة التأخيرية‪ 3‬في حاؿ ما تكافرت‬
‫ىذه الحاالت‪ ،‬كىك ما استقرت عميو الغرفة اإلدارية بالمحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في ‪1989/12/16‬‬
‫الذم جاء فيو " مف المقرر قانكنا أف غرامات التأخير تطبؽ عند عدـ تكممة األشغاؿ في اآلجاؿ‪..‬كلما‬
‫كاف ثابتا في قضية الحاؿ أف المدة المتنازع عمييا كائنة بالضبط خارج مدة تنفيذ األشغاؿ‪ ،‬كالتي ال يمكف‬
‫كضعيا عمى عاتؽ المقاكؿ‪..‬مما استكجب تأييد القرار المطعكف فيو"‪ ،4‬كفي كمتا الحالتيف يترتب عمى‬
‫اإلعفاء مف العقكبات المالية بسبب التأخر تحرير شيادة إدارية‪ ،‬بينما إذا كاف عدـ تنفيذ الصفقة ناتج عف‬
‫خطأ المصمحة المتعاقدة أك عف تعديؿ أدل إلى قمب اقتصاديات الصفقة ذاتيا‪ ،‬فإف ذلؾ ال يترتب عنو‬

‫‪ -1‬محمد حسف مرعى الجبكرم‪ ،‬س مطة اإلدارة في فرض الجزاءات الجنائية كالمالية في العقكد اإلدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪،2014 ،‬‬
‫ص ‪.131‬‬
‫‪ -2‬قرار الغرفة اإلدارية بالحكمة العميا رقـ ‪ ،65145‬المؤرخ في ‪ ،1989/12/16‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،‬الجزائر‪ ،1991 ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -3‬أحمد محمد ئكميد‪ ،‬التنظيـ القانكني لمجزاءات المالية في العقكد اإلدارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2017 ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -4‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬رقـ ‪ ،65145‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،1991 ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إعفاء المتعامؿ المتعاقد مف غرامة التأخير فحسب‪ ،‬كانما يككف لو زيادة عمى ذلؾ المطالبة بحقو في‬
‫التعكيض‪.‬‬

‫‪ -/2‬مصادرة مبمغ الضماف‪:‬‬

‫يعتبر مبمغ الضماف أك ما يطمؽ عميو بالتأمينات مبالغ مالية تدفع مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد كضماف‬
‫لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬تتكقى بيا آثار األخطاء التي قد يرتكبيا أثناء مباشرة تنفيذ الصفقة العمكمية‪ ،‬كيضمف‬
‫ليا قدرتو عمى تحمؿ المسؤكليات الناتجة عف تقصيره مف جراء إخبللو بالتنفيذ‪.1‬‬

‫كفي ىذا السياؽ فقد ألزـ المشرع المصالح المتعاقدة أف تحرص عمى إيجاد الضمانات التي تضمف‬
‫كجكدىا في كضعية مالية حسنة بما يكفؿ ليا حسف تنفيذ الصفقات‪ ،2‬كلف يتأتى ذلؾ إال بفرض ضمانات‬
‫مالية تكضع تحت تصرؼ المصمحة المتعاقدة قبؿ بدء تنفيذ الصفقة‪ ،‬كالتي تحدد ىذه الضمانات ككيفية‬
‫تحصيميا ضمف دفتر الشركط الخاص بالمنافسة أك ضمف األحكاـ التعاقدية لمصفقة‪ ،‬كالتي تتمثؿ في‬
‫كفالة حسف التنفيذ‪ ،‬كالتي تحدد بيف ‪ % 5‬ك ‪ % 10‬مف مبمغ الصفقة حسب طبيعة كأىمية الخدمات‬
‫الكاجب تنفيذىا بالنسبة لمصفقات التي تككف مف اختصاص المجاف القطاعية لمصفقات‪ ،‬أما ما دكف ذلؾ‬
‫فتحدد بنسب تتراكح بيف ‪ % 1‬ك ‪ %5‬مف مبمغ الصفقة‪.3‬‬

‫إف مصادرة مبمغ الضماف يعد بمثابة جزاء يحمؿ في طياتو اتفاقا سابقا عمى التعكيض‪ ،‬يتمثؿ في‬
‫حجز كاستحكاذ المصمحة المتعاقدة عمى ىذه التأمينات جراء إخبلؿ المتعاقد كالخركج عف التزاماتو‬
‫التعاقدية‪ ،4‬كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في ‪ 2013/11/21‬الذم جاء فيو " حيث‬
‫أف عدـ تنفيذ األشغاؿ كتسميميا يؤدم حتما إلى عدـ رفع اليد عف الكفالة كيعد ذلؾ تعكيضا لصاحب‬
‫المشركع عف الضرر الناتج عف فسخ الصفقة عمى مسؤكلية المقاكؿ‪ ،5"..‬كتبعا لذلؾ تعد مصادرة مبمغ‬
‫الكفالة حقا لممصمحة المتعاقدة نتيجة التقصير في التنفيذ حتى كلك لـ تنص عميو بنكد الصفقة‪ ،‬كدكف‬
‫اتخاذ أم إجراءات قضائية أك إلزاميا بإثبات العبلقة بيف إخبلؿ المتعاقد كالضرر‪ ،‬ذلؾ أف الضرر‬
‫مفترض‪ ،‬إذ يكفي في ذلؾ أف ال يمتزـ المتعاقد بالكفاء بالتزامات خبلؿ اآلجاؿ المتفؽ عمييا‪ ،‬كىك ما‬
‫يعرض ىذا األخير ليذا الجزاء‪.6‬‬

‫‪ -1‬محمد حسف مرعى الجبكرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.118‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Mohamed KOBTAN, op.cit, p 44.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 133‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬فتيحة حابي‪ ،‬النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪ -5‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،077626‬المؤرخ في ‪ ،2013/11/21‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الحادم عشر ‪ ،2013‬ص ‪.87‬‬
‫‪ -6‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -/3‬التعويض‪:‬‬

‫يفرض ىذا الجزاء عمى المتعامؿ المتعاقد عند إخبللو بالتزاماتو التعاقدية‪ ،‬قصد إصبلح الضرر الذم‬
‫أصاب المصمحة المتعاقدة صاحبة الصفقة مف جراء ىذا اإلخبلؿ‪ ،‬لذلؾ فإف التعكيض ىك جزاء‬
‫المسؤكلية العقدية التي يتحمميا المتعامؿ المتعاقد‪ ،1‬كىك الجزاء األساسي لعدـ كفاء المديف في القانكف‬
‫المدني‪ ،2‬كال يككف التعكيض محدد المقدار ال في الصفقة كال في دفتر شركطيا‪ ،‬فالنصكص القانكنية‬
‫المنظمة لمصفقات العمكمية كدفاتر شركطيا لـ تشر صراحة إلى الكيفية أك الطريقة التي تحصؿ بيا‬
‫اإلدارة مبمغ التعكيض‪ ،‬فقد اكتفت بالحث عمى كجكب تعكيض لممصمحة المتعاقدة عف األضرار التي‬
‫لحقتيا جراء األخطاء التي ارتكبيا المتعامؿ المتعاقد معيا لجبر ىذه األضرار‪ ،‬كىك ما يفيـ مف نص‬
‫المادة ‪ 152‬كالتي جاء فييا " ال يمكف االعتراض عمى قرار المصمحة المتعاقدة بفسخ الصفقة العمكمية‬
‫عند تطبيقيا البنكد التعاقدية لمضماف‪ ،‬كالمتابعات الرامية إلى إصبلح الضرر الذم لحقيا بسبب خطأ‬
‫المتعاقد معيا‪ ،"..‬كمما ال شؾ فيو أف ىذا النص قد تضمف إشارة كاضحة لمتعكيض المستحؽ لممصمحة‬
‫المتعاقدة نتيجة لمضرر الذم قد يصيبيا‪ ،‬كىذا بخبلؼ المشرع المصرم الذم كاف أكثر كضكحا‬
‫بخصكص ىذه المسألة‪ ،‬كىك ما عبر عنو بصريح العبارة مف خبلؿ ما أفادت بو المادة ‪ 26‬مف قانكف‬
‫المناقصات كالمزايدات بقكليا "‪...‬كيككف ليا أف تخصـ ما تستحقو مف غرامات كقيمة كؿ خسارة تمحؽ‬
‫بيا‪...‬مف أية مبالغ مستحقة أك تستحؽ لممتعاقد لدييا كفي حالة عدـ كفايتيا تمجأ إلى خصميا مف‬
‫مستحقاتو لدل أية جية إدارية أخرل أيا كاف سبب االستحقاؽ دكف الحاجة إلى اتخاذ أية إجراءات‬
‫قضائية"‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجزاءات الفاسخة‪.‬‬

‫يخ كؿ ىذا االمتياز لممصمحة المتعاقدة إنياء الرابطة التعاقدية كقطع العبلقة بينيا كبيف المتعامؿ‬
‫المتعاقد‪ ،‬كىك مف أشد الجزاءات التي قد تفرض عمى المتعاقد بعد اتخاذ جميع اإلجراءات االحت ارزية‬
‫كاإلعذارات‪ ،4‬لذا يؤكد الفقياء عمى أىمية تجنب تكقيعو‪ ،‬ماعدا في بعض الحاالت التي تتخذ كصؼ‬
‫المخالفات الجسيمة لبللتزامات التعاقدية بما يعرقؿ حسف سير المرفؽ العاـ‪ ،‬مما يجعؿ المصمحة المتعاقدة‬
‫تفقد األمؿ كالثقة مف استم اررية المتعاقد في تنفيذ التزاماتو مستقببل‪ ،‬أك باألحرل لـ يعد قاد ار عمى تأميف‬

‫‪ -1‬فكزية سكراف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.94‬‬


‫‪ -2‬نصت المادة ‪ 124‬مف القانكف المدني بأف " كؿ فعؿ أيا كاف يرتكب و الشخص بخطئو‪ ،‬كيسبب ضر ار لمغير يمزـ مف كاف سببا في حدكثو‬
‫بالتعكيض "‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 26‬مف قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم الصادر بالقانكف رقـ ‪ 89‬لسنة ‪( 1998‬المعدؿ كالمتمـ)‪.‬‬
‫‪ -4‬قرار المحكمة العميا رقـ ‪ ،206796‬المؤرخ في ‪ ،2000/01/12‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،2001 ،‬ص ‪.111 ،110‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫التنفيذ مما يدفع باإلدارة المتعاقدة إلى االستغناء نيائيا عف مشاركة ىذا المتعاقد‪ ،‬بإنياء الصفقة قبؿ‬
‫انتياء المدة المقررة ليا‪ ،1‬كطبقا ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية فإف الفسخ يؤخذ إحدل الصكرتيف‪:‬‬

‫‪ -/1‬الفسخ باإلرادة المنفردة لممصمحة المتعاقدة‪:‬‬

‫تعتبر ىذه السمطة الممنكحة لئلدارة مف الخصكصيات التي تتميز بيا الصفقات العمكمية عف عقكد‬
‫القانكف الخاص‪ ،‬نظ ار لما تستيدفو مف مصمحة عامة كحسف سير المرافؽ العامة‪ ،‬لذا كانت ىذه السمطة‬
‫ثابتة لمجية اإلدارية المتعاقدة طبقا لممادة ‪ 149‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬التي أفادت بقكليا "إذا‬
‫لـ ينفذ المتعاقد التزاماتو‪ ،‬تكجو لو المصمحة المتعاقدة إعذا ار ليفي بالتزاماتو التعاقدية في أجؿ محدد‪ ،‬كاذا‬
‫لـ يتدارؾ المتعاقدة تقصيره في األجؿ الذم حدده اإلعذار المنصكص عميو أعبله‪ ،‬فإف المصمحة‬
‫المتعاقدة يمكنيا أف تقكـ بفسخ الصفقة العمكمية مف جانب كاحد‪ ،‬كيمكنيا كذلؾ القياـ بفسخ جزئي‬
‫لمصفقة"‪ ،‬كيفيـ مف ذلؾ أف المشرع قد مكف المصمحة المتعاقدة مف ممارسة سمطتيا في فسخ الصفقة‬
‫العمكمية بإرادتيا المنفردة‪ ،‬كذلؾ بعد عدـ استجابة المتعاقد لئلعذارات المكجية إليو كالتي تدعكه فييا إلى‬
‫كجكب االلتزاـ بما تـ االتفاؽ عميو ضمف بنكد الصفقة‪ ،2‬ىذا كيكفؿ القانكف لممصمحة المتعاقدة القياـ‬
‫بفسخ الصفقة مع حقيا في تكقيع غرامات التأخير‪ 3‬أك المطالبة بالتعكيضات التي تصيبيا نتيجة ليذا‬
‫الفسخ لخطأ المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬كىك ما يفيـ مف نص المادة ‪ 152‬مف نفس المرسكـ سالؼ الذكر كالتي‬
‫جاء فييا بأنو " ال يمكف االعتراض عمى قرار المصمحة المتعاقدة بفسخ الصفقة العمكمية عند تطبيقيا‬
‫البنكد التعاقدية لمضماف‪ ،‬كالمتابعات الرامية إلى إصبلح الضرر الذم لحقيا بسبب خطأ المتعاقد معيا‪."..‬‬

‫لـ يميز المشرع بيف الفسخ عمى أساس الخطأ مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬كالفسخ باإلرادة المنفردة‬
‫بدكف خطأ القائـ عمى المصمحة العامة طبقا لممادة ‪ 150‬التي أفادت بقكليا " يمكف المصمحة المتعاقدة‬
‫القياـ بفسخ الصفقة العمكمية مف جانب كاحد‪ ،‬عندما يككف مبر ار بسبب المصمحة العامة‪ ،‬حتى بدكف‬
‫خطأ مف المتعامؿ المتعاقد "‪ ،‬كبذلؾ فإف فكرة المصمحة العامة تبدكا فكرة فضفاضة كغير محددة المعالـ‪،‬‬
‫مما يجعؿ المتعامميف المتعاقديف الكطنييف أك األجانب في حالة عدـ استقرار قانكني‪ ،‬لذلؾ فقد كاف عمى‬
‫المشرع تحديد المعالـ األساسية لفكرة المصمحة العامة لمحمكؿ دكف تعسؼ المصمحة المتعاقدة‪.‬‬

‫زيادة عمى ذلؾ يمكف لممصمحة المتعاقدة فسخ الصفقة تحت مسؤكلية المتعاقد األجنبي‪ ،‬في حالة‬
‫عدـ امتثالو لئلعذارات المكجية إليو نتيجة عدـ تجسيده لبلستثمار طبقا لمرزنامة الزمنية كالمنيجية المتفؽ‬
‫عمييا ضمف دفتر الشركط‪ ،‬كذلؾ بعد مكافقة سمطة الييئة العمكمية أك الكزير المعني حسب الحالة‪.4‬‬

‫‪ -1‬جمكؿ بف سديرة‪ ،‬الجزاءات في مجاؿ تنفيذ العقكد اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ المعمؽ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2015/2014 ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Mohamed Tayeb MEDJAHED, op.cit, p 54.‬‬
‫‪ -3‬ربيحة سبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 3/84‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يشار إلى أف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية قد تضمنت بعض الممارسات‪ ،‬التي يؤدم ارتكابيا مف‬
‫قبؿ المتعاقد إلى حؽ المصمحة المتعاقدة في تكقيع الجزاءات الفاسخة‪ ،‬كىك ما أفادت بو المادة ‪ 69‬بقكليا‬
‫بأنو "‪...‬إذا اكتشفت المصمحة المتعاقدة‪ ،‬بعد إمضاء الصفقة‪ ،‬أف المعمكمات التي قدميا صاحب الصفقة‬
‫العم كمية زائفة‪ ،‬فإنيا تأمر بفسخ الصفقة تحت مسؤكلية المتعامؿ المتعاقد دكف سكاه "‪ ،‬في حيف أكدت‬
‫المادة ‪ 89‬بأف القياـ بأم عمؿ أك مناكرة ترمي لتقديـ مكافأة لعكف عمكمي‪ ،‬بمناسبة تحضير صفقة‬
‫عمكمية أك ممحؽ أك إبرامو أك مراقبتو أك التفاكض بشأف ذلؾ‪ ،‬أك تنفيذه مف شأنو أف يشكؿ سببا كافيا‬
‫التخاذ أم تدبير ردعي السيما فسخ الصفقة‪ ،‬زيادة عمى ذلؾ يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تمجأ إلى تفعيؿ‬
‫الضمانات المنصكص عمييا في الصفقة إلصبلح الضرر الذم لحقيا جراء عدـ إمتثاؿ كتقيد المتعامؿ‬
‫المتعاقد بالتزامات المتفؽ عمييا ضمف ببنكد الصفقة‪ ،‬دكف أف يككف لو حؽ االعتراض كاالحتجاج‪ ،‬زيادة‬
‫عمى تحممو التكاليؼ اإلضافية التي تنجـ عف الصفقة الجديدة‪ ،1‬كقد كاف المشرع أكثر تشددا عندما حمؿ‬
‫كألكؿ مرة المتعامؿ المتعاقد المقصر تبعة التكاليؼ اإلضافية التي تنجـ عف الصفقة العمكمية الجديدة‬
‫التي تبرميا المصمحة المتعاقدة مع متعامؿ اقتصادم آخر‪ ،2‬عمى أف تبقى المصمحة المتعاقدة مقيدة في‬
‫ظؿ ممارسة ىذه السمطة بجممة مف الضكابط كالمتمثمة في‪:‬‬

‫‪ ‬عدـ تنفيذ المتعامؿ المتعاقد اللتزاماتو (الخطأ الجسيـ) ‪ ،‬كذلؾ بأف يككف الخطأ المنسكب لممتعاقد عمى‬
‫درجة كبيرة مف الجسامة كالخطكرة‪ ،3‬نتيجة إلخبللو بالتزاـ تعاقدم أك قانكني جكىرم يككف مبر ار كافيا‬
‫لفسخ الصفقة‪ ،‬كإىماؿ األعماؿ محؿ التعاقد أك عدـ االمتثاؿ لتعميمات اإلدارة‪ ،‬أك المجكء لممناكلة دكف‬
‫مكا فقتيا كغيرىا مف األخطاء التي يعكد تقدير مدل جسامتيا لممصمحة المتعاقدة مع خضكعيا في ذلؾ‬
‫لرقابة القضاء‪.4‬‬

‫‪ ‬كجكب إعذار المتعامؿ المتعاقد المقصر مسبقا بالفسخ االنفرادم‪ ،‬عمى أف يحدد ىذا اإلعذار المدة‬
‫الزمنية التي يتعيف عمى المتعاقد أف يتدارؾ خبلليا تقصيره‪ ،‬كبالشكؿ الذم يمسح لو بأداء التزاماتو‪،‬‬
‫كيتـ تكجيو ىذا اإلعذار في شكؿ إعبلنات قانكنية يتـ تحديد بياناتيا‪ ،‬ككذا آجاؿ نشرىا بمكجب قرار‬
‫صادر عف الكزير المكمؼ بالمالية‪ ،5‬كفي حالة عدـ تداركو لما نسب إليو خبلؿ ىذا األجؿ‪ ،‬فإف ذلؾ‬
‫يصكغ لممصمحة المتعاقدة أحقيتيا في فسخ الصفقة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 152‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬العياشي لكنيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid, Marie Christine ROUAULT, op.cit, p 191.‬‬
‫‪ -4‬فتيحة حابي‪ ،‬فسخ صفقات انجاز األشغاؿ العمكمية‪ ،‬مجمة االجتياد لمدراسات القانكنية كاالقتصادية‪ ،‬معيد الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬المركز‬
‫الجامعي‪ ،‬تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2015‬ص ‪.100‬‬
‫‪ -5‬كقد كضحت الشركط الشكمية لئلعذار كطريقة تبميغو بمكجب قرار الكزير المكمؼ بالمالية المؤرخ في ‪ ،2011/03/28‬الذم يحدد البيانات التي‬
‫يجب أف يتضمنيا اإلعذار كآجاؿ نشره‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)24‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/04/20‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫اكتفى المشرع الجزائرم مف خبلؿ نص المادة ‪ 149‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬باإلشارة إلى‬
‫عدـ تنفيذ المتعاقد اللتزاماتو يعد مبر ار كافيا لفسخ الصفقة مف جانب كاحد كىذا دكف تعداد لصكر اإلخبلؿ‬
‫أك أسباب الفسخ‪ ،‬كما لـ يشترط درجة معينة مف الجسامة لمخطأ المرتكب مف المتعامؿ المتعاقد لمعاقبتو‬
‫بالفسخ‪ ،‬كىذا مف شأنو أف يسمح لممصمحة المتعاقدة باعتبار أم خطأ أك إخبلؿ يرتكبو المتعاقد مبر ار‬
‫لفسخ الصفقة المبرمة بينيما‪ ،‬فقد جاء النص بصيغة العمكمية مما قد يفتح باب التعسؼ مف جانب‬
‫المصمحة المتعاقدة في تكقيع الجزاء‪ ،‬كفي ىذا تيديد لمركز المستثمر المتعاقد لذلؾ فقد كاف مف‬
‫المفركض أف ال يترتب الفسخ إال عف خطأ صارخ كجسيـ‪ ،‬كبالتالي كاف حريا بالمشرع تحديد حاالت‬
‫الفسخ اإلدارم االنفرادم تحديدا دقيقا نافيا لمجيالة‪ ،1‬باعتبار أف منح السمطة التقديرية الكاسعة لممصمحة‬
‫المتعاقدة في ذلؾ قد يؤدم إلى تعسفيا في حؽ المتعامؿ المتعاقد‪.‬‬

‫‪ -/2‬الفسخ اإلتفاقي لمصفقة العمومية‪:‬‬

‫تعد الصفقة العمكمية مف العقكد الرضائية‪ ،‬التي يمكف فسخيا رضائيا أك مف جانب كاحد متى رغب‬
‫أحد األطراؼ في ذلؾ‪ ،2‬حيث أنو كزيادة عمى الفسخ االنفرادم الذم يتـ مف جانب كاحد‪ ،‬فقد أقر المشرع‬
‫إمكانية لجكء طرفي الصفقة إلى الفسخ اإلتفاقي‪ ،3‬عندما يككف مبر ار بظركؼ خارجة عف إرادة المتعامؿ‬
‫المتعاقد‪ ،‬كقد ألزـ المشرع في ىذا الشأف الطرفاف بالتكقيع عمى كثيقة الفسخ‪ ،‬التي يجب أف تتضمف‬
‫الحسابات المعدة تبعا لؤلشغاؿ المنجزة كاألشغاؿ الباقي تنفيذىا‪ ،‬إلى جانب تطبيؽ مجمكع بنكد الصفقة‬
‫بصفة عامة‪ ،‬كفي ىذا اإلجراء حفاظ عمى حقكؽ المتعاقد السيما أنو لـ يثبت الخطأ مف جانبو‪ ،‬كاال كانت‬
‫اإلدارة قد لجأت إلى الفسخ اإلدارم بناء عمى إرادتيا المنفردة‪ ،‬كىك ما استقرت عميو المحكمة العميا مف‬
‫قرارىا المؤرخ في ‪ 2002/02/20‬الذم جاء فيو " حيث أف الطاعف ىك المدعي األصمي كقد طالب بتنفيذ‬
‫العقد‪ ،‬أم إتماـ بناء المسكف حسب الشركط المتفؽ عمييا ضمف العقد المنجز بينيما‪..‬لكف حيث أف قضاة‬
‫المجمس قرركا فسخ العقد مع منح التعكيض لمطاعف عف ىذا الفسخ‪ ،‬كىك ما يجعؿ قضاؤىـ عمى ىذا‬
‫النحك يتضمف خطأ في تطبيؽ القانكف"‪.4‬‬

‫‪ -1‬تجدر اإلشارة بأف بعض مكاد دفتر الشركط اإلدارية العامة المطبقة عمى صفقات األشغاؿ المتعمقة بك ازرة تجديد البناء كاألشغاؿ العمكمية كالنقؿ‬
‫قد حددت بعض الحاالت المبررة لمفسخ مف جانب كاحد السيما المكاد ‪ 11‬ك ‪ 12‬ك ‪ 35‬منو‪.‬‬
‫‪ -2‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ ‪ ،080407‬المؤرخ في ‪ ،2014/02/06‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،2015 ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mohamed LALLEM, op.cit, p 168.‬‬
‫‪ -4‬قرار المحكمة العميا رقـ ‪ ،225843‬المؤرخ في ‪ ،2002/02/20‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،2002‬ص ‪.372‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫حقوؽ والتزامات المتعامؿ المتعاقد‪.‬‬

‫يتمتع المتعامؿ المتعاقد بمركز قانكني تجاه المصمحة المتعاقدة يخكلو اكتساب جممة مف الحقكؽ تقع‬
‫عمى عاتؽ ىذه األخيرة‪ ،‬التي تفرض منطقيا الخاص المتمثؿ في تحقيؽ المصمحة العامة‪ ،‬خبلفا لمسعى‬
‫المتعاقد الذم يصب في تحقيؽ الكسب كالعائد المادم مف كراء تقيده بالكفاء بالتزاماتو تجاه المصمحة‬
‫المتعاقدة‪ ،‬كىك ما يشكؿ أرضية تكافقية بيف الطرفيف مف شأنيا تأميف مسار تنفيذ الصفقات ضمانا‬
‫لجكدتيا‪(1‬الفقرة األكلى)‪ ،‬بينما كفي مقابؿ ىذه الحقكؽ يقع عمى عاتؽ المتعامؿ المتعاقد جممة مف‬
‫االلتزامات التعاقدية‪ ،‬كالتي تفرض بمجرد التكقيع عمى الصفقة‪ ،‬كىي االلتزاـ بدفع الضماف‪ ،‬االلتزاـ بالتنفيذ‬
‫الشخصي لمخدمة مكضكع الصفقة‪ ،‬كااللتزاـ بأدائيا حسب الكيفيات المتفؽ عمييا كااللتزاـ بضماف سبلمة‬
‫تنفيذىا طبقا لآلجاؿ المتفؽ عمييا (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬حقوؽ المتعامؿ المتعاقد‪.‬‬

‫يتمتع المتعامؿ المتعاقد بجممة مف الحقكؽ نتيجة تقيده بتنفيذ التزاماتو التعاقدية يسعى مف كرائيا إلى‬
‫تحقيؽ منفعتو الخاصة‪ ،‬كالتي تعد بمثابة التزامات عمى عاتؽ المصمحة المتعاقدة التي تمزـ نتيجة لذلؾ‬
‫بدفع مقابؿ مالي يعد ىك األساس‪ ،‬بعد تأكدىا مف حسف تنفيذ الصفقة بما يتكافؽ كالمعايير كالمقاييس‬
‫المتفؽ عمييا‪(2‬أكال)‪ ،‬كفي مقابؿ ذلؾ قد يحدث كأف تط أر أثناء مباشرة مجريات التنفيذ بعض الصعكبات‬
‫كالعكائؽ المرىقة‪ ،‬كالتي ال يمكف معيا االستمرار في بالتنفيذ‪ ،‬كىك ما يخكؿ لممتعاقد حؽ المطالبة بالتكازف‬
‫المالي لمعقد (ثانيا)‪ ،‬كأما في حالة تعرض ىذا األخير ألضرار جراء تنفيذ الصفقة جاز لو في مقابؿ ذلؾ‬
‫المطالبة بالحصكؿ عمى التعكيضات (ثالثا)‪ ،‬كبناء عمى ذلؾ يمكف تصنيؼ حقكؽ ىذا األخير في الحؽ‬
‫في المقابؿ المالي‪ ،‬كضماف إعادة التكازف المالي لمصفقة‪ ،‬إلى جانب المطالبة بالتعكيض‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الحؽ في اقتضاء المقابؿ المالي‪.‬‬

‫إف الحؽ األكؿ كاألساسي لممتعاقد مع المصمحة المتعاقدة‪ ،‬ىك الحصكؿ عمى المقابؿ المتفؽ عميو‬
‫في الصفقة بعد كفائو بكامؿ التزاماتو التعاقدية‪ ،‬كالذم يغطي كافة نفقات تكاليؼ العممية كاألرباح‬
‫المشركعة المحققة مف كرائيا‪ ،3‬كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في ‪2012/01/12‬‬
‫الذم جاء فيو " حيث أف كجكد األمر بالخدمة‪ ،‬كاقرار الكالية بإنجاز األشغاؿ يثبتاف قياـ العبلقة التعاقدية‬

‫‪ -1‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -2‬مبطكش الحاج‪ ،‬تنفيذ الصفقات كاجراءات التعديؿ كالرقابة عمييا في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية‬
‫كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪،‬‬
‫المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19-18‬أكتكبر ‪ ،2016‬ص ‪.05‬‬
‫‪ -3‬ماجد راغب الحمك‪ ،‬العقكد اإلدارية كالتحكيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كاكماؿ األشغاؿ كاستبلميا يعطي الحؽ لممقاكؿ في قيمة تمؾ األشغاؿ‪ ،1"..‬كقد ألزمت في ىذا الصدد‬
‫التعميمة الصادرة عف الكزير األكؿ كؿ مف الكزراء كالكالة بالقياـ في أقرب كقت بتطيير الديكف المستحقة‬
‫لممتعامميف االقتصادييف العمكمييف كالخكاص الناتجة عف عدـ دفع مستحقات الخدمات المقدمة لمدكلة‬
‫كفركعيا‪ ،‬سكاء تعمؽ األمر باإلنجازات أك بالطمبات العمكمية لمسمع كالخدمات‪ ،2‬كنظ ار ألىمية ىذا‬
‫الضماف لكبل طرفي الصفقة فإف المشرع لـ يغفؿ عف تنظيمو مكضحا بذلؾ آليات تحديده ككيفيات‬
‫استيفائو مف قبؿ المصمحة المتعاقدة كىك ما سيتـ تكضيحو مف خبلؿ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -/1‬تحديد طبيعة السعر‪:‬‬

‫بالنظر ألىمية السعر فإنو يدخؿ في نطاؽ البنكد لتعاقدية التي ال تقبؿ المراجعة أك التحييف إال برضا‬
‫المتعامؿ المتعاقد كالمصمحة المتعاقدة عمى السكاء‪ ،‬كبالتالي ال يمكف ليذه األخيرة تغييره بإرادتيا المنفردة‪،‬‬
‫كانما يتعيف عمييا التفاكض مع المتعاقد معيا إف أرادت ذلؾ‪ ،‬كما ال يحؽ لممتعاقد التمسؾ بأية حجة‬
‫لمرجكع في أسعار الصفقة التي اتفؽ بذاتو عمييا‪ ،‬غير أف ىذه القاعدة ليست مطمقة‪ ،‬إذ يمكف تحييف‬
‫الثمف أك مراجعتو بناء عمى تحييف األسعار أك مراجعتيا‪ ،‬كىك ما أفادت بو المادة ‪ 97‬مف المرسكـ‬
‫الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬إذ يمكف أف يككف السعر ثابتا أك قاببل لممراجعة كالتحييف‪.‬‬

‫أ‪ -/‬السعر الثابت‪:‬‬

‫يعني مبدأ ثبكت السعر األكلي أف الشركط المتعمقة بالسعر ال يمكف أف تككف محؿ تعديؿ‪ ،‬فميس‬
‫بمقدكر أم طرؼ أف يفرض تعديبل أك تغيي ار لمسعر المتفؽ عميو عمى الطرؼ اآلخر‪ ،3‬كمف ثـ فإنو ال‬
‫يعد السعر ثابتا إذا كاف قاببل لذلؾ‪ ،‬ألف األسعار الثابتة ىي تمؾ األسعار التي ال تتغير خبلؿ فترة العقد‪،‬‬
‫ال عمى مستكل الطكارئ كال عمى صعيد الشركط االقتصادية‪ ،4‬فالصفقات التي ال يمكف أف تتضمف صيغا‬
‫لمراجعة األسعار ىي الصفقات المبرمة بأسعار ثابتة كغير قابمة لممراجعة‪.5‬‬

‫ب‪ -/‬السعر القابؿ لممراجعة‪:‬‬

‫ىك االتفاؽ عمى تعديؿ أسعار الصفقة في حاؿ حدكث تغيرات اقتصادية مف شأنيا أف تخؿ بالتكازف‬
‫المالي لمصفقة كجعميا متناسبة كالمستجدات الجديدة‪ ،‬كبيذا فإف كضع شرط عدـ قابمية األسعار لممراجعة‪،‬‬
‫يؤدم إلى ثبات األسعار طكاؿ مدة العقد‪ ،‬لذلؾ يمكف أف تتضمف الصفقة بندا يقضي بمراجعة أسعارىا‬

‫‪ -1‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ ‪ ،064983‬المؤرخ في ‪ ،2012/01/12‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،2014 ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -2‬التعميمة رقـ ‪ 14463‬الصادرة عف الكزير األكؿ‪ ،‬المؤرخة في ‪ ،2017/09/07‬المتعمقة بتطيير الديكف المستحقة لممتعامميف االقتصادييف‬
‫العمكمية كالخكاص كغيرىـ‪ ،‬عمى مصالح الدكلة كفركعيا‪.‬‬
‫‪ -3‬صكفية عباد‪ ،‬المركز القانكني لممتعامؿ المتعاقد في تنظيـ ال صفقات العمكمية الجزائرم‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬قسـ‬
‫القانكف العاـ‪ ،‬جامعة برج باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،2011 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -4‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.138‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 2/101‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫قصد الحماية مف االرتفاع الممكف لؤلسعار خبلؿ فترة تنفيذىا‪ ،‬لذلؾ فإف اليدؼ مف اشتراط المراجعة ىك‬
‫جعؿ السعر المحدد في العقد مت ناسبا كالظركؼ الجديدة كتمؾ التي كانت محددة في العقد فيتكيؼ السعر‬
‫كفقا لتطكر ىذه الظركؼ‪ ،1‬كىك ما يجعميا آلية لضماف التكازف االقتصادم لمصفقة‪.2‬‬

‫ب‪ -/1‬صيغة المراجعة‪:‬‬

‫ال يمكف أف يككف السعر قاببل لممراجعة‪ ،‬إال إذا كاف ىناؾ اتفاؽ يقضي بمراجعة السعر‪ ،‬ذلؾ أف‬
‫الصفقات التي ال تتضمف صيغا لمراجعة األسعار طبقا لممادة ‪ 101‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬ىي‬
‫صفقات مبرمة بأسعار ثابتة كغير قابمة لممراجعة‪ ،‬لذلؾ يجب النص عمى المراجعة ضمف بنكد الصفقة‪،‬‬
‫كاال عد السعر نيائيا كغير قابؿ لممراجعة‪ ،3‬كىك استقرت عميو المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في‬
‫‪ 1997/01/07‬الذم جاء فيو " يعيب عمى القرار المنتقد ككنو قضى بالمراجعة في السعر المتفؽ عميو‬
‫في العقد‪..،‬مع أف شرط عدـ المراجعة في السعر أصبح نيائيا بعد تكريسو مف طرؼ الييئات‬
‫الرسمية‪..‬أف قضاة اإلستنئناؼ صادقكا عمى تقرير الخبير الذم إقترح مراجعة األسعار المتفؽ عمييا في‬
‫العقد‪..‬دكف أف يعطكا لذلؾ أسباب مكضكعية كانت أك قانكنية‪..‬مما يؤدم إلى نقض القرار المطعكف‬
‫فيو"‪ ،4‬لذلؾ يجب أف يتـ االتفاؽ عمى صيغة رقمية جبرية لممراجعة تأخذ بعيف االعتبار مختمؼ العناصر‬
‫المككنة لمسعر‪ ،‬ألف ىذه العناصر ال تخضع لسمطاف اإلرادة كال لرغبة طرفي الصفقة‪ 5،‬فالمرسكـ الرئاسي‬
‫الرئاسي ‪ 247/15‬يفرض ىكامش ثابتة ال يمكف أف تككف محؿ مراجعة‪ ،‬إذ يجب أف تراعى في صيغ‬
‫مراجعة األسعار األىمية المتعمقة بطبيعة كؿ خدمة في الصفقة‪ ،‬كىذا مف خبلؿ تطبيؽ معامبلت‪ 6‬كأرقاـ‬
‫استداللية‪ 7‬تخص المكاد كاألجكر كالعتاد‪ ،‬كتتمثؿ ىذه المعامبلت التي يجب مراعاتيا في صيغ المراجعة‬
‫في المعامبلت المحددة مسبقا كالكاردة في الكثائؽ المتعمقة باستشارة المؤسسات‪ ،‬باستثناء الحاالت المبررة‬
‫كما ينبغي‪ ،‬المعامبلت المحددة باتفاؽ مشترؾ بيف األطراؼ المتعاقدة عندما يتعمؽ األمر بصفقة عمكمية‬
‫مبرمة حسب إجراء التراضي البسيط‪ ،‬ىذا كيجب أف تشتمؿ صػيػغ مراجعة األسعار عمى‪:‬‬

‫‪ -1‬عمار معاشك‪ ،‬النظاـ القانكني لعقكد المفتاح في اليد بالجزائر‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1989 ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -2‬حميدة سيتالي‪ ،‬السعر في الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ ،236-10‬المعدؿ كالمتمـ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف‪،‬‬
‫فرع‪ :‬قانكف العقكد‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أكمي محند أكلحاج‪ ،‬البكيرة‪ ،2015 ،‬ص ‪.127‬‬
‫‪ -3‬صكفية عباد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -4‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬رقـ ‪ ،147422‬المؤرخ في ‪ ،1997/01/07‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،2000‬ص ‪.125‬‬
‫‪ -5‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ -6‬المعا مبلت‪ :‬ىي معدالت أك نسب االرتفاع أك االنخفاض في األسعار حسب المتكقع مف استقراء األكضاع كعبلقة األسعار بالزمف‪ ،‬إذ يكافؽ‬
‫كبل الطرفيف عمى ىذه المعامبلت‪ ،‬إذ يحددىا المتعامؿ المتعاقد في العرض كيتـ التعاقد عمى أساسيا بعد أف تقبميا المصمحة المتعاقدة‪ ،‬ماجد‬
‫راغب الحمك‪ ،‬العقكد اإلدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -7‬الرقـ االستداللي‪ :‬ىك الرقـ الذم يسمح بالربط بيف مرحمة تـ فييا إبراـ الصفقة كمرحمة أخرل تختمؼ عنيا مف حيث التغيرات في أسعار المكاد‬
‫كيظير الرقـ االستداللي لمربط عند الحاجة في النشرات الرسمية لمصفقات العمكمية‪ ،‬حميدة سيتالي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ ‬جزء ثابت ال يمكف أف يقؿ عف النسبة المنصكص عمييا في العقد فيما يخص التسبيؽ الجﺰافي‪ ،‬كميما‬
‫‪ ،)%‬أم لقبكؿ مراجعة‬ ‫يكف مف أمر‪ ،‬ال يمكف أف يقؿ ىذا الجزء عف خمسة عشﺮ في المائة‬
‫األسعار ال بد أف يككف المبمغ الذم ط أر عميو التغيير بسبب الظركؼ االقتصادية مثبل يفكؽ ‪ %15‬مف‬
‫المبمغ الكمي لمصفقة‪ ،‬كاال فبل مجاؿ لمراجعة سعر الصفقة‪.1‬‬

‫‪ ،)%‬بمعنى أف ارتفاع أجكر العماؿ أثناء‬ ‫‪ ‬حد استقرار التغيير في األجكر قدره خمسة في المائة‬
‫تنفيذ الصفقة يحمؿ المتعامؿ المتعاقد أعباء إضافية لـ تكف في الحسباف‪ ،‬مما يؤثر عمى مبمغ الصفقة‬
‫بانخفاض نسبة األرباح التي كاف في المفركض أف يتحصؿ عمييا‪ ،‬كىك ما يتيح مراجعة األسعار مف قبؿ‬
‫المصمحة المتعاقدة في حدكد ‪ %5‬أما ما زاد عف ىذا الحد فاف المصمحة المتعاقدة معفية مف تعكيض‬
‫المتعاقد عف تمؾ الزيادة التي تجاكزت ىذه النسبة‪ ،‬ألف المصمحة المتعاقدة ال تتحمؿ كؿ التغيرات‬
‫الحاصمة في األجكر‪.2‬‬

‫‪ ‬األرقاـ االستداللية " األجكر " ك"المكاد" المﻄبقة كمعامؿ التكاليؼ االجتماعية‪.‬‬

‫تنشر األرقاـ االستداللية المعمكؿ بيا في صيغ مراجعة األسعار في الجريدة الرسمية كفي النشرة‬
‫الرسمية لصفقات المتعامؿ العمكمية‪ ،‬كفي كؿ نشرية أخرل مؤىمة الستقباؿ اإلعبلنات القانكنية كالرسمية‪،‬‬
‫كتطبؽ المصالح المتعاقدة ىذه األرقاـ االستداللية ابتداء مف تاريخ التصديؽ كالمكافقة عمييا بقرار مف‬
‫الكزير المكمؼ بالسكف‪ ،‬بالنسبة لقطاع البناء كاألشغاؿ العمكمية كالرم‪ ،‬أما بالنسبة لؤلرقاـ االستداللية‬
‫األخرل‪ ،‬فتطبؽ المصالح المتعاقدة األرقاـ االستداللية التي تعدىا الييئات المخكلة‪ ،‬كفي ىذه الحالة تطبؽ‬
‫ىذه األرقاـ االستداللية ابتداء مف تاريخ التصديؽ كالمكافقة عمييا بقرار مف الكزير الذم تتبعو الييئة‬
‫المعنية‪ ،‬كأما فيما يخص المتعامميف األجانب فيناؾ مركنة مف جانب التنظيـ باستعماؿ األرقاـ االستداللية‬
‫الرسمية لبمد المتعاقد األجنبي أك أرقاـ استداللية أخرل في حالة مراجعة األسعار كتدفع مبالغيا بالعممة‬
‫الصعبة‪.3‬‬

‫كفي إطار صفقات األشغاؿ يمكف استعماؿ مؤشرات تجمع عددا معينا مف األرقاـ االستداللية حسب‬
‫مكضكع الصفقة‪ ،‬ىذا كيمكف لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬إذا لـ يتـ نشر األرقاـ االستداللية أك المؤشرات عند‬
‫تاريخ إعداد الحساب العاـ النيائي‪ ،‬استثناء مراجعة األسعار المعنية عندما يتـ نشر ىذه األرقاـ‬
‫االستداللية أك المؤشرات‪.‬‬

‫‪ -1‬إسماعيؿ ىبة‪ ،‬تنفيذ الصفقات العمكمية كالرقابة الخارجية عمييا‪ ،‬مذكرة لمحصكؿ عمى شيادة الماجستير في القانكف العاـ االقتصادم‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة كىراف (‪ ،2017/2016 ،)2‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -2‬فتيحة حابي‪ ،‬النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 198.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ب‪ -/2‬تاريخ قبوؿ المراجعة‪:‬‬

‫يطبؽ بند المراجعة كمما كانت ىناؾ تغيرات في الظركؼ االقتصادية طكؿ فترة تنفيذ الصفقة‪ ،‬عمى‬
‫أف يككف ذلؾ طبقا لممادة ‪ 104‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬مرة كاحدة كؿ ثبلثة أشير ما لـ يتفؽ‬
‫األطراؼ عمى تحديد فترة أطكؿ‪ ،‬كىك ما كيعد بمثابة رقابة دكرية لمتكازف المالي لمعقد‪ ،‬أما عف فترة‬
‫الشركع في تطبيؽ بند المراجعة فقد حددت المادة ‪ 101‬الفترة التي ال تشمميا صيغة المراجعة بقكليا "‬
‫عندما يككف السعر قاببل لممراجعة‪ ،‬فإنو ال يمكف العمؿ ببند مراجعة األسعار‪ ،‬في الحاالت اآلتية‪ :‬في‬
‫الفترة التي تغطييا صبلحية العركض‪ ،‬في الفترة التي يغطييا بند تحييف األسعار عند االقتضاء‪ ،‬أك أكثر‬
‫مف مرة كاحدة كؿ ثبلثة (‪ )3‬أشير"‪ ،‬كبمفيكـ المخالفة فإف الفترة التي يمكف فييا الشركع بتطبيؽ بند‬
‫المراجعة تككف خبلؿ تاريخ انتياء مدة صبلحية العركض في حالة عدـ كجكد تحييف األسعار أك ابتداء‬
‫مف تاريخ نياية الفترة التي يشمميا بند التحييف‪ ،1‬كبذلؾ ال يمكف طمب مراجعة األسعار خبلؿ الفترة التي‬
‫تغطييا صبلحية العركض‪ ،‬كفترة التحييف إال بعد انطبلؽ األشغاؿ‪ ،2‬كالتي ال تنصب طبقا لممادة ‪2/101‬‬
‫إال عمى الجزء المنفذ فعبل‪ ،‬في ظركؼ جديدة نتيجة لطكارئ كتغيرات اقتصادية‪ ،‬ىذا كال يمكف أف تككف‬
‫محؿ مراجعة تمؾ الصفقات التي تقؿ مبالغيا عف الحدكد المنصكص عمييا في الفقرة األكلى مف المادة‬
‫‪ ،13‬كتمؾ التي يقؿ أجميا عف ثبلثة (‪ )3‬أشير‪.3‬‬

‫تجدر اإلشارة بأنو إذا تسبب المتعامؿ المتعاقد في التأخر في تنفيذ الصفقة فإنو ال يستفيد طبقا لممادة‬
‫‪ 105‬مف مراجعة السعر‪ ،‬كانما يدفع لو مقابؿ الخدمات المنجزة فقط عمى أساس األسعار المطبقة التي‬
‫يحتمؿ أف تككف قد تـ تحيينيا أك مراجعتيا‪ ،‬كبمفيكـ المخالفة يمكف ليذا األخير أف يستفيد مف مراجعة‬
‫السعر في حاؿ ما كاف التأخير في التنفيذ يعكد لممصمحة المتعاقدة‪.‬‬

‫يجب أف يراعي تطبيؽ بند المراجعة السعر الذم دفع لممتعامؿ المتعاقد‪ ،‬حيث يخصـ المبمغ بعد‬
‫تطبيؽ مراجعة األسعار‪ ،‬مف مبمغ الدفع عمى الحساب أك التسكية عمى رصيد الحساب‪ ،‬عندما تسدد‬
‫حصة مف تسبيؽ عمى التمكيف مف دفع عمى حساب أك تسكية عمى رصيد حساب‪ ،‬كتخصـ قبؿ تطبيؽ‬
‫مراجعة األسعار مف مبمغ الدفع عمى الحساب أك التسكية عمى رصيد الحساب عندما تسدد حصة مف‬
‫تسبيؽ جزافي مف دفع عمى حساب أك تسكية عمى رصيد حساب‪.4‬‬

‫‪ -1‬أكركـ ميرياـ‪ ،‬األجر في الصفقة العمكمية لؤلشغاؿ‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،01‬‬
‫‪ ،2015/2014‬ص ‪.118‬‬
‫‪ -2‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ ‪ ،045359‬الفيرس رقـ ‪ ،137‬المؤرخ في ‪( ،2009/02/11‬قضية بطيكة ضد مؤسسة األشغاؿ‬
‫العمكمية بكىراف)‪( ،‬غير منشكر)‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 97‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 104‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ج ‪ -/‬تحييف سعر‪:‬‬

‫يعد التحييف الطريقة القانكنية لمقياـ بتغيير السعر المتفؽ عميو في إنجاز الصفقة‪ ،‬حيث يسمح‬
‫بتحكيؿ السعر األكلي الثابت في العرض‪ ،‬نظ ار لمتقمبات االقتصادية غير المتكقعة بيف تاريخ تثبيت سعره‬
‫كتاريخ الشركع في تنفيذ الخدمات لمحصكؿ عمى سعر جديد لمصفقة‪ ،1‬فيذا األسمكب يجعؿ قيمة العقد‬
‫المتفؽ عمييا أثناء إبرامو تتناسب مع القيمة المستكجبة عند تنفيذه‪ ،‬نظ ار لتأثر قيمة العقد بالظركؼ‬
‫كالمتغيرات الخارجية‪.2‬‬

‫يم كف تحديد مبمغ التحييف بتطبيؽ صيغة مراجعة األسعار دكف الجزء الثابت‪ ،‬التي ينبغي أف تستعمؿ‬
‫كمرجع‪ ،‬باستثناء الحاالت المبررة كما ينبغي‪ ،‬حتى كاف كانت األسعار غير قابمة لممراجعة‪ ،‬أما األرقاـ‬
‫االستداللية التي ينبغي مراعاتيا في ذلؾ فيي أرقاـ شير نياية صبلحية العرض‪ ،‬لذلؾ ال يمكف تطبيؽ‬
‫تحييف األسعار إال عمى الفترة التي تتراكح بيف تاريخ آخر أجؿ لصبلحية العرض كتاريخ تبميغ األمر‬
‫بالشركع في الخدمات التعاقدية‪ ،3‬كنظ ار ألىمية ىذه العممية فقد أخضعيا المشرع لضكابط محددة تسمح‬
‫بإعادة النظر في األسعار‪ ،‬بحيث ال يككف ذلؾ ممكنا إال بتكفر الشركط القانكنية التي تستمزـ ذلؾ‪.‬‬

‫ج‪ -/1‬ضوابط المجوء إلى تحييف األسعار‪:‬‬

‫‪ -‬إلزامية النص عمى بند التحييف في الصفقة‪ ،‬بحيث يمكف لممتعامؿ المتعاقد المطالبة بتحييف األسعار‬
‫طبقا لممادة ‪ 100‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬متى نص عمى ذلؾ دفتر الشركط عمى ىذا الحؽ‪،‬‬
‫لي تمقى بعد ذلؾ ىذا األخير السعر بناءا عمى السعر المحيف كليس عمى السعر األكلي‪ ،‬كىك ما استقر‬
‫عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في ‪ 2013/12/05‬الذم جاء فيو " حيث يظير مف ىذا أف مبدأ‬
‫تحييف األسعار كمراجعتيا تـ إعادة النظر فيو بمكجب ىذه الكثيقة‪ ..‬كرد فييا بكؿ كضكح أنو مف بيف ما‬
‫تيدؼ إليو ىك تحييف األسعار‪..‬كبالتالي يككف الدفع المثار مف طرؼ البمدية الرامي إلى أف األسعار غير‬
‫قابمة لمتحييف‪..‬دفع غير مؤسس ألف ىذه المادة تـ إعادة النظر فييا كأصبحت األسعار قابمة لمتحييف‬
‫بمكجب العقد الجديد بيف الطرفيف‪.4"..‬‬
‫‪ -‬حدكث تغيرات في الظركؼ االقتصادية مف شأنيا التأثير عمى قيمة الصفقة‪ ،‬كالتي تؤدم إلى ارتفاع‬
‫أك انخفاض في األسعار المككنة لمصفقة‪ ،‬حيث يصبح المبمغ المقترح لمعرض تبعا لذلؾ غير كافي‬
‫لتغطية التكاليؼ اإلجمالية لتنفيذ الخدمة خبلؿ ىذه الفترة بفعؿ التغيرات الطارئة غمى الظركؼ‬

‫‪ -1‬أكركـ ميرياـ‪ ،‬األجر في الصفقة العمكمية لؤلشغاؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 194, 195.‬‬
‫‪ -2‬حميدة سيتالي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 100‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،077702‬المؤرخ في ‪ ،2013/12/05‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الحادم عشر‪ ،2013 ،‬ص ‪.90‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االقتصادية‪ ،1‬كىك ما يدفع المصمحة المتعاقدة بأف تتدارؾ ىذا األمر بتحييف سعر الصفقة‪.‬‬

‫ج‪ -/2‬تاريخ قبوؿ التحييف‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 98‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بقكليا عمى أنو " يمكف قبكؿ تحييف األسعار التي‬
‫يحدد مبمغيا طبقا لممادة ‪ 100‬مف ىذا المرسكـ‪ ،‬إذا كاف يفصؿ بيف التاريخ المحدد إليداع العركض‬
‫كتاريخ األمر بالشركع في تنفيذ الخدمة‪ ،‬أجؿ يفكؽ مدة تحضير العرض زائد ثبلثة (‪ )3‬أشير‪."..‬‬

‫‪ -‬تجاوز مدة صالحية العروض‪ :‬أفادت المادة ‪ 66‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بقكليا "يحدد أجؿ‬
‫تحضير العركض تبعا لعناصر معينة مثؿ تعقيد مكضكع الصفقة المعتزـ طرحيا كالمدة التقديرية البلزمة‬
‫لتحضير العركض كايصاليا‪ ،"..‬كبذلؾ لـ يحدد المشرع مدة صبلحية العرض‪ ،‬كانما ترؾ تحديدىا لتقدير‬
‫المصمحة المتعاقدة مقيدة في ذلؾ باالعتبارات السابقة‪ ،‬في حيف نصت المادة ‪ 62‬بقكليا " يجب أف‬
‫يحتكم إعبلف طمب العركض عمى البيانات اإللزامية اآلتية‪ :‬مدة تحضير العركض كمكاف إيداع‬
‫العركض‪ ،‬مدة صبلحية العركض "‪ ،‬كالفرؽ بينيما ىك أف مدة تحضير العركض ىي المدة الفاصمة بيف‬
‫النشر األكؿ لمصفقة كآخر أجؿ إليداع العركض‪ ،‬بينما مدة صبلحية العركض ىي الفترة التي يبقى فييا‬
‫المتعاممكف ممتزمكف بعركضيـ‪ ،‬كبذلؾ يبدأ حساب فترة التحييف مف بداية مدة صبلحية العركض المحددة‬
‫مف قبؿ المصمحة المتعاقدة‪.2‬‬

‫‪ -‬التأخر في تقديـ األمر بالشروع في الخدمة‪ :‬الذم يشكؿ العنصر األساسي الذم يسمح بالمجكء إلى‬
‫تحييف السعر األكلي المحدد في العرض‪ ،‬حيث ال يمكف تطبيؽ بند تحييف األسعار إال عمى الفترة التي‬
‫تفصؿ بيف التاريخ المحدد إليداع العركض كتاريخ األمر بالشركع في تنفيذ الخدمات التعاقدية في أجؿ‬
‫يفكؽ مدة تحضير العركض زائد ثبلثة (‪ )3‬أشير‪ ،‬كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في‬
‫‪ 2003/04/15‬الذم جاء فيو "‪..‬تحييف األسعار يمكف قبكلو إذا كاف األجؿ يفكؽ مدة صبلحية العرض‬
‫التي تفصؿ بيف التاريخ المحدد إليداع العرض كتاريخ األمر بالشركع في تنفيذ الخدمة أم الشركع في‬
‫بداية األشغاؿ‪.3"..‬‬

‫تتعيف اإلشارة بأنو ال يمكف أف تككف محؿ تحييف الصفقات المبرمة عف طريؽ التراضي البسيط‪،‬‬
‫كتمؾ التي تقؿ مبالغيا عف الحدكد المنصكص عمييا في الفقرة األكلى مف المادة ‪ 13‬مف المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ ،247/15‬كتمؾ التي يقؿ أجميا عف ثبلثة (‪ )3‬أشير‪ ،4‬كبذلؾ لـ يعد مبدأ نيائية تحديد األسعار في‬

‫‪ -1‬حميدة سيتالي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫‪ -2‬فتيحة حابي‪ ،‬النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -3‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،006052‬المؤرخ في ‪ ،2003/04/15‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.72 ،71‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 5/95‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 2/98‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫لحظة اإلبراـ أم انر مطمقا‪ ،‬كلـ تعد نظريات التكازف المالي المبلذ األخير لتدارؾ آثار تقمبات األسعار‪ ،‬كانما‬
‫تكسط ىذا األمر كؿ مف مرحمة تحييف كمراجعة األسعار‪.1‬‬

‫‪ -/2‬آليات تحديد سعر الصفقة‪:‬‬

‫يدفع أجر المتعامؿ المتعاقد طبقا لممادة ‪ 96‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كفؽ الكيفيات اآلتية‪:‬‬
‫بالسعر اإلجمالي كالجزافي‪ ،‬بناء عمى قائمة سعر الكحدة‪ ،‬بناء عمى النفقات المراقبة‪ ،‬أك بسعر مختمط "‪،‬‬
‫كبذلؾ يفيـ ب أف المشرع قد منح لممصمحة المتعاقدة عدة خيارات في تحديد الكيفية المناسبة لدفع المقابؿ‬
‫المالي‪ ،‬آخذا بعيف االعتبار نكع كطبيعة مكضكع كؿ صفقة عمكمية‪:‬‬

‫أ‪ -/‬الدفع بالسعر اإلجمالي والجزافي‪:2‬‬

‫يمثؿ السعر اإلجمالي كالجزافي السعر المحدد جممة كمسبقا لمجمكع الخدمات التي يؤدييا المتعامؿ‬
‫االقتصادم‪ ،‬حيث يتحدد السعر في الصفقة برقـ محدد لمعممية كميا التي تتضمف الحجـ اإلجمالي‬
‫لؤلعماؿ بكامؿ تفاصيميا‪ ،‬كاجمالي السعر المستحؽ ليا كالتي تتـ بصفة مسبقة‪ ،3‬كىك ما استقر عميو‬
‫مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في ‪ 2004/04/15‬كالذم جاء فيو "‪..‬حيث أف الحساب العاـ كالنيائي ىك‬
‫الحساب األخير لتحديد المبمغ اإلجمالي لمصفقة‪..‬كأف ىذا األخير ثابت كغير قابؿ لممساس بو‪..‬كأف قبكؿ‬
‫المقاكلة لمحسابات يمزـ ىذا األخير نيائيا فيما يخص طبيعة كعدد المنشآت المنجزة ككذا السعر المطبؽ‬
‫عمييا"‪ ،4‬كقد أخص المشرع بطابع التأكيد عمى تفضيؿ ىذا األسمكب في تحديد السعر الذم يتمقاه‬
‫المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬كىك ما أفادت بو المادة ‪ 2/96‬بقكليا "يمكف المصمحة المتعاقدة‪ ،‬مراعاة الحتراـ‬
‫األسعار‪ ،‬تفضيؿ دفع مستحقات الصفقة كفؽ صيغة السعر اإلجمالي كالجزافي "‪ ،‬مما يؤدم إلى استبعاد‬
‫إمكانية مطالبة المتعامؿ المتعاقدة المصمحة المتعاقدة بأم أجرة إضافية ذلؾ أف أسعار الصفقة المحددة‬
‫بسعر إجمالي جزافي تككف نيائية غير قابمة ألم زيادة‪ ،‬كىك ما استقر عميو قرار المحكمة العميا المؤرخ‬
‫في ‪ 1997/06/18‬الذم جاء فيو " مف المقرر قانكنا إذا أبرـ عقد بأجر جزافي عمى أساس تصميـ أتفؽ‬
‫عميو مع رب العمؿ‪ ،‬فميس لممقاكؿ أف يطمب بأم زيادة في األجر‪ ،5"..‬غير أف ىذا األمر ال يأخذ عمى‬
‫إطبلقو‪ ،‬حيث أننا نجد أف المادة ‪ 05‬مف دفتر الشركط اإلدارية العامة قد نصت عمى غير ذلؾ‪ ،‬فعندما‬
‫تككف العركض المقدمة عمى مجمكع السعر اإلجمالي‪ ،‬يمزـ المتعامؿ بتقديـ تفصيؿ ذلؾ السعر إلعداد‬

‫‪ -1‬حميدة سيتالي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.136‬‬


‫‪ -2‬نصت الفقرة (ب) مف المادة األكلى مف القرار المؤرخ في ‪ ،1964/11/21‬المتضمف المصادقة عمى دفتر الشركط اإلدارية العامة المطبقة عمى‬
‫صفقات األشغاؿ لسنة ‪ 1964‬بأف " صفقة السعر اإلجمالي الشامؿ ىي الصفقة التي حدد فييا عمى التماـ الشغؿ المطمكب مف المقاكؿ كالذم‬
‫يجرل تحديد سعره جممة كمسبقا‪."...‬‬
‫‪ -3‬حميدة سيتالي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -4‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ ‪ 008072‬المؤرخ في ‪ ،2003/04/15‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،2003 ،‬ص ‪.82 ،81‬‬
‫‪ -5‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬رقـ ‪ ،144112‬المؤرخ في ‪ ،1997/06/18‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،1977 ،‬ص ‪.21‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الحسابات التفصيمية المؤقتة التي تككف قابمة لمزيادة أك النقصاف ما عدا في حالة كجكد نص يخالؼ ذلؾ‬
‫ضمف أحكاـ دفتر شركط الخصكصية‪ ،‬زيادة عمى ذلؾ يمكف لممتعامؿ المتعاقد أف يبرر ذلؾ بزيادة أك‬
‫تعديؿ أذنت بو المصمحة المتعاقدة ككاف مكضكع اتفاؽ سابؽ عمى سعره أك نتج عف سكء تقدير منيا‪،‬‬
‫فضبل عف مطالبتو بزيادة السعر أك بفسخ الصفقة في حالة ما طرأت ظركؼ استثنائية لـ تكف متكقعة‬
‫كقت إمضاء الصفقة ككاف مف شأنيا اإلخبلؿ بالتكازف االقتصادم لبللتزامات المتبادلة‪.1‬‬

‫ب‪ -/‬الدفع بناء عمى قائمة سعر الوحدة‪:‬‬

‫يمثؿ السعر بناء عمى قائمة الكحدة‪ ،‬السعر الذم يحسب بتطبيؽ األسعار األحادية عمى عدد‬
‫الكحدات المنفذة فعميا‪ ،2‬كيمكف أف تككف األسعار األحادية إما محددة خصيصا لصفقة معينة (القائمة)‪،‬‬
‫كاما أف تككف عمى أساس مجمع (المجمكعة) مكجكدة مسبقا تسمى السمسمة‪.3‬‬

‫كيع رؼ السعر في ىذا األسمكب مف حاصؿ ضرب ثمف الكحدة في عدد الكحدات المنفذة فعبل أك‬
‫المحققة‪ ،‬كاف تضمنت الصفقة أكثر مف صنؼ لمكحدات‪ ،‬تحدد المصمحة المتعاقدة ثمف كؿ صنؼ مف‬
‫الكحدات المماثمة أك المتشابية‪ ،‬ثـ تعمؿ عمى جمع أسعار كحدات ىذه األصناؼ المتشابية لمحصكؿ‬
‫عمى السعر النيائي لمصفقة‪ ،4‬مما يعني أنو ال يمكف معرفة الثمف النيائي لمصفقة مسبقا أثناء التعاقد في‬
‫ىذا النكع مف األسعار‪ ،‬إال أف سعر الكحدة يبقى محددا كثابتا عند اإلبراـ‪ ،‬كأما ما ىك متغير فيك الثمف‬
‫اإلجمالي الرتباطو بالقيمة المنجزة فعبل‪ ،5‬كبالتالي فإف ىذا األسمكب يمس بمبدأ جكىرم في العبلقات‬
‫التعاقدية‪ ،‬كىك االلتزاـ بتحديد الثمف أك السعر بدقة عند إبراـ العقد‪ ،‬ذلؾ أنو في صفقة سعر الكحدة ال‬
‫يكتسب السعر الطابع النيائي أثناء اإلبراـ‪ ،‬فيك يتساير مع المقادير كاألشغاؿ المنفذة‪ ،‬لذلؾ فيك ال يعرؼ‬
‫إال عند نياية اإلنجاز‪.6‬‬

‫ج‪ -/‬الدفع بناء عمى النفقات المراقبة‪:‬‬

‫يحدد المقابؿ المالي كفقا ليذا األسمكب بعد التنفيذ الفعمي لمصفقة‪ ،‬كذلؾ بناء عمى الكثائؽ كالكشكؼ‬
‫التي يقدميا المتعامؿ المتعاقد لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬كالمتعمقة باألعباء المالية التي تحمميا لقاء تنفيذ‬

‫‪ -1‬النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.294‬‬
‫‪ -2‬فتيحة حابي‪ ،‬النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪ -3‬تطرقت الفقرة (ب) مف المادة األكلى مف دفتر الشركط اإلدارية العامة بقكليا " إف صفقات أسعار الكحدات ىي الصفقات التي يجرم تسديدىا‬
‫عمى أسعار الكحدات كفقا لممقادير المنفذة فعميا‪ ،‬كيجكز بصكرة خاصة إعداد أسعار الكحدات عمى الصفقة المعتبرة (الجدكؿ) أك إعدادىا عمى‬
‫أسعار النشرة المتداكلة (المتسمسمة) "‪.‬‬
‫‪ -4‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -5‬فكزية ىاشمي‪ ،‬الطبيعة القانكنية لمسعر في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة البحكث القانكنية كالسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫د‪.‬الطاىر مكالم‪ ،‬سعيدة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،2014 ،‬ص ‪.257‬‬
‫‪ -6‬فتيحة حابي‪ ،‬النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مكضكع الصفقة إلى جانب ىامش األرباح المحققة‪.1‬‬

‫كاذا كاف السعر الذم يدفع لممتعامؿ المتعاقد بناءا عمى نفقات المراقبة ال يعرؼ عند إبراـ الصفقة‪،‬‬
‫فإف ذلؾ ال ينفي ضركرة كجكد معايير المراقبة مسبقا‪ ،‬ككذا كيفيات حساب نفقات المراقبة‪ ،‬لذا يجب طبقا‬
‫لممادة ‪ 106‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬أف تبيف الصفقة التي تؤخذ خدماتيا في شكؿ نفقات مراقبة‪،‬‬
‫طبيعة مختمؼ العناصر التي تساعد عمى تحديد السعر الكاجب دفعو‪ ،‬ككيفية حسابيا كقيمتيا لتحديد‬
‫السعر الكاجب الدفع‪.2‬‬

‫د‪ -/‬الدفع بسعر مختمط‪:‬‬

‫لـ يتطرؽ قانكف الصفقات العمكمية كال دفتر الشركط اإلدارية العامة لتحديد المقصكد بيذا األسمكب‪،‬‬
‫إال أنو يفيـ مف عبارة مختمط أنو يمكف لممصمحة المتعاقدة المزج بيف أسمكبيف أك أكثر مف األساليب‬
‫السابقة‪ ،‬في سبيؿ تحديد المقابؿ المالي المستحؽ لممتعامؿ المتعاقد‪ ،3‬كعمى أية حاؿ يجكز لممصمحة‬
‫المتعاقدة المجكء إلى ىذا األسمكب متى قدرت أىميتو بشأف الصفقة العمكمية محؿ التنفيذ‪.‬‬

‫كيجد ىذا النكع مف األسعار تطبيقا لو في صفقات األشغاؿ‪ ،‬بحيث يتـ الحساب بناءا عمى قائمة الكحدة‬
‫بالنسبة لمبنية القاعدية لمكميات المنجزة فعميا‪ ،‬أما بالنسبة لمبنية الفكقية لبلنجاز فيتـ تقييميا عمى أساس‬
‫سعر إجمالي‪.4‬‬

‫‪ -/3‬آليات دفع المقابؿ المالي لممتعامؿ المتعاقد‪:‬‬

‫األصؿ أف حصكؿ المتعامؿ المتعاقد تحكمو قاعدة أساسية مفادىا أف المتعاقد ال يمكنو الحصكؿ‬
‫عمى ىذا المقابؿ إال بعد التنفيذ الفعمي‪ 5‬كالتاـ لمكضكع الصفقة‪ ،‬كذلؾ لطبيعة النفقة التي تحكميا القكاعد‬
‫المحاسبية‪ ،‬إال أنو كتخفيفا مف صرامة ىذا المبدأ‪ ،‬كألف تنفيذ االلتزامات يحتاج في الكثير مف األحياف‬
‫تمكيبل معينا كعبئا ماليا‪ ،‬قد ال يمكف لمتعاقد تحممو لكحده حتى اكتماؿ التنفيذ‪ ،‬عمد تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية عمى ضبط طرؽ كترتيبات تتناسب كطريقة تنفيذ الصفقة‪ ،6‬كذلؾ بتمكيف المتعاقد مف أقساط‬
‫مالية تحت حساب المقابؿ المالي كفؽ آليات تتميز كؿ كاحدة منيا بخصكصيتيا كالممثمة في‪:‬‬

‫‪ -1‬حميدة سيتالي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.107‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 69.‬‬
‫‪ -3‬حميدة سيتالي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪- Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), op.cit, p 522.‬‬
‫‪ -4‬فكزية ىاشمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Le droit des marchés publics en algérie, op.cit, p 25, 26.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Ali BISSAAD, Droit de la comptabilité publique, édition houma, Alger, 2004, p 85.‬‬
‫‪ -6‬عبد الرحمف عزاكم‪ ،‬النظاـ القانكني لدفع المقابؿ المالي في العقد اإلدارم طبقا لقانكف الصفقات العمكمية الحزائرم لسنة ‪ 1991‬المعدؿ‪ ،‬مجمة‬
‫الشريعة كالقانكف‪ ،‬كمية الشريعة كالقانكف‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،2000 ،‬ص ‪.219‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أ‪ -/‬التسبيؽ‪:‬‬

‫ىك عبارة عف مبالغ مالية تدفع قبؿ تنفيذ الخدمات مكضكع العقد‪ ،‬كبدكف مقابؿ لمتنفيذ المادم‬
‫لمخدمة‪ ،1‬فالتسبيؽ إذا ىك كسيمة إليجاد نكع مف السيكلة المالية لضماف البدء الفعمي في تنفيذ مكضكع‬
‫الصفقة‪ ،2‬كبالتالي فيي ال تمثؿ تسديدا نيائيا لممبالغ‪ ،‬ثـ إف دفع ىذه التسبيقات ليس لو أم أثر مف شأنو‬
‫أف يخفؼ مسؤكلية المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬كالذم يبقى ممزما بالتنفيذ الكامؿ كالمطابؽ كالكافي لمخدمات طبقا‬
‫لما تـ االتفاؽ عميو‪ ،3‬ىذا كيأخذ الدفع عف طريؽ التسبيؽ إحدل الصكرتيف‪:‬‬

‫أ‪ -/1-‬تسبيقات جزافية‪:‬‬

‫ىي مبالغ تدفعيا المصمحة المتعاقدة لممتعامؿ االقتصادم المتعاقد قبؿ البدء في تنفيذ الصفقة‪ ،‬عمى‬
‫أال تتجاكز قيمتيا ‪ %15‬مف السعر األكلي لمصفقة‪ ،‬كقد يتـ دفعيا مرة كاحدة أك في شكؿ أقساط تنص‬
‫الصفقة عمى فتراتيا الزمنية‪ ،4‬ىذا كقد رخص المشرع لممصمحة المتعاقدة أف تقدـ استثنائيا تسبيقا جزافيا‬
‫يفكؽ ىذه النسبة‪ ،‬إذا كاف يترتب عمى رفضيا قكاعد الدفع ك‪/‬أك التمكيؿ المقررة عمى الصعيد الدكلي‬
‫ضرر أكيد بيذه المصمحة بمناسبة التفاكض عمى الصفقة‪ ،‬شريطة المكافقة الصريحة مف الكزير الكصي‬
‫أك م سؤكؿ الييئة العمكمية أك الكالي‪ ،‬عمى أف تمنح ىذه المكافقة بعد استشارة لجنة الصفقات العمكمية‬
‫المختصة‪.5‬‬

‫أ‪ -/2-‬التسبيؽ عمى التمويف‪:‬‬

‫عبلكة عف التسبيقات الجزافية يمكف ألصحاب صفقات األشغاؿ العمكمية كالمكازـ الحصكؿ عمى‬
‫تسبيقات عمى التمكيف‪ ،‬متى أثبتكا حيازتيـ عقكدا أك طمبات مؤكدة لممكاد أك المنتجات الضركرية لتنفيذ‬
‫الصفقة‪ ،6‬عمى أف ال يتجاكز مجمكع قيمة التسبيؽ الجزافي كالتسبيؽ عمى التمكيف نسبة ‪ %50‬مف المبمغ‬
‫اإلجمالي لمصفقة‪ ،7‬ىذا كيمكف لممصمحة المتعاقدة أف تطمب مف المتعامؿ المتعاقد معيا التزاما صريحا‬
‫بإيداع المكاد كالمنتجات المعنية في الكرشة أك في مكاف التسميـ خبلؿ أجؿ يبلءـ الرزنامة التعاقدية تحت‬
‫طائمة إرجاع التسبيؽ‪ ،8‬ىذا كقد أضافت المادة ‪ 114‬بأنو ال يحكز لممتعامؿ المتعاقد كالمناكليف كمتمقي‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 109‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد الرحمف عزاكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 108‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 112‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 111‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 113‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -7‬المادة ‪ 115‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -8‬المادة ‪ 2/113‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الطمبات الثانكييف‪ ،‬أف يتصرفكا في التمكينات التي حظيت بتسبيقات أك دفع عمى الحساب بالنسبة‬
‫لؤلشغاؿ أك المكازـ غير تمؾ المنصكص عمييا في الصفقة‪.1‬‬

‫كفي جميع األحكاؿ يتـ استرداد التسبيقات الجزافية كالتسبيقات عمى التمكيف التي منحت لممتعاقد عف‬
‫طريؽ اقتطاعات مف المبالغ المدفكعة في شكؿ دفع عمى الحساب أك تسكية عمى رصيد الحساب‪ ،‬كيبدأ‬
‫استرداد ىذه التسبيقات عمى أبعد تقدير عندما يبمغ مجمكع المبالغ المدفكعة نسبة (‪ )%35‬مف مبمغ‬
‫الصفقة األصمي‪ ،‬كيجب أف ينتيي استرداد التسبيقات عندما يبمغ مجمكع المبالغ المدفكعة نسبة (‪)%80‬‬
‫مف المبمغ األصمي لمصفقة‪.2‬‬

‫ب‪ -/‬الدفع عمى الحساب‪:‬‬

‫ىك كؿ دفع تقكـ بو المصمحة المتعاقدة مقابؿ تنفيذ جزئي لمكضكع الصفقة‪ ،3‬كمنو فيك تسكية جزئية‬
‫جزئية لمبمغ الصفقة تدفعو المصمحة المتعاقدة لممتعامؿ المتعاقد بناءا عمى قاعدة األعماؿ المنجزة بعد‬
‫معاينتيا كتقييميا‪ ،‬كذلؾ قبؿ التنفيذ الكامؿ ليا شريطة أف يقكـ بإثبات القياـ بعمميات جكىرية في تنفيذ‬
‫مكضكع الصفقة‪ ،4‬كىك بذلؾ دفع مكازم لعممية التنفيذ‪ ،‬يدفع شيريا أك لمدة أطكؿ مف ذلؾ مقابؿ تقديـ‬
‫الكثائؽ المنصكص عمييا ضمف دفتر الشركط حسب كؿ حالة‪ ،5‬كذلؾ كفؽ إحدل الصكرتيف‪:‬‬

‫ب‪ -/1-‬الدفع عمى الحساب عند التمويف بالمنتوجات‪:‬‬

‫يتـ دفع ىذا النكع بمجرد التمكيف بالمنتجات المسممة في الكرشة‪ ،‬كالتي لـ تكف محؿ دفع عف طريؽ‬
‫التسبيقات عمى التمكيف حتى نسبة ‪ %80‬مف مبمغيا المحسكب بتطبيؽ أسعار كحدات التمكيف المعدة‬
‫لمصفقة عمى أساس الكميات المعاينة‪ ،‬كال يستفيد المتعامؿ المتعاقد بأم حاؿ مف األحكاؿ مف ىذا الدفع‬
‫عمى الحساب إال فيما يخص التمكينات المقتناة مف الجزائر‪ ،6‬كبيذا فقد أقر المشرع ضمانة تحمي‬
‫المنتجات المحمية لتشجيع االقتصاد الكطني‪.‬‬

‫ب‪ -/2-‬الدفع عمى الحساب الشيري‪:‬‬

‫يتـ ىذا الدفع شيريا ما لـ ينص أحد بنكد الصفقة عمى أجؿ أطكؿ حسب طبيعة الخدمة‪ ،‬كىك ما‬
‫أفادت بو المادة ‪ 118‬بقكليا " يككف الدفع عمى الحساب شيريا‪ ،‬غير أنو يمكف أف تنص الصفقة عمى‬
‫فترة أطكؿ تتبلءـ مع طبيعة الخدمات‪ ،‬كيتكقؼ ىذا الدفع عمى تقديـ الكثائؽ المنصكص عمييـ في دفتر‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1/114‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 116‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 109‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 117‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 118‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 2/117‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الشركط‪ ،‬حسب الحالة "‪ ،‬كنظ ار لتعمقو بنسبة تقدـ األشغاؿ أك الخدمة فقد عمؽ المشرع منحو عمى تقديـ‬
‫الكثائؽ الكاردة في دفتر الشركط حسب الحالة‪.1‬‬

‫ج‪ -/‬التسوية عمى رصيد الحساب‪:‬‬

‫ىك الدفع المؤقت أك النيائي لمسعر المنصكص عميو في الصفقة بعد التنفيذ الكامؿ كالمرضي‬
‫لمكضكعيا‪ ،2‬كيؤخذ ىك اآلخر إحدل الصكر التالية‪:‬‬

‫ج‪ -/1-‬التسوية عمى رصيد الحساب المؤقت‪:‬‬

‫ال يمكف تطبيؽ ىذه التسكية إال إذا نصت عمييا الصفقة‪ ،‬كىي ترمي لدفع المبالغ المستحقة لممتعامؿ‬
‫المتعاقد بعد تسميـ المشركع أك أداء الخدمة‪ ،3‬عمى أف تبادر المصمحة المتعاقدة إلى اقتطاع الضماف‬
‫المحتمؿ كالغرامات المالية التي تبقى عمى عاتؽ المتعامؿ عند االقتضاء‪ ،‬كالدفعات بعنكاف التسبيقات‬
‫كالدفع عمى الحساب عمى اختبلؼ أنكاعيا‪ ،‬التي لـ تسترجعيا المصمحة المتعاقدة بعد‪.4‬‬

‫ج ‪ -/2-‬التسوية عمى رصيد الحساب النيائي‪:‬‬

‫ىك التسديد النيائي لقيمة الصفقة مع مراعاة رد اقتطاعات الضماف كرفع اليد عف الكفاالت بمختمؼ‬
‫أنكاعيا‪ ،5‬كذلؾ بعد التأكد مف حسف التنفيذ المرضي لمكضكع الصفقة‪ ،‬كتقديـ الكثائؽ القانكنية المثبتة‬
‫لذلؾ‪ ،6‬كخبلفا لذلؾ فقد استقر مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في ‪ 2012/12/13‬الذم جاء فيو "حيث أف‬
‫أف كفالة الضماف ال ترد إال عند التسميـ النيائي لؤلشغاؿ كماداـ أف األشغاؿ لـ تقـ المستأنؼ عمييا‬
‫بإنجازىا‪..‬مما يعني أنيا أخمت بالتزاماتيا كبالتالي ال يمكف ليا أف تتعرض عف عدـ رفع اليد عف كفالة‬
‫الضماف"‪.7‬‬

‫كلقد ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة المعنية بالقياـ بالتسكية النيائية في أجؿ ال يتجاكز ثبلثيف (‪)30‬‬
‫يكما ابتداء مف استبلـ الكشؼ أك الفاتكرة‪ ،‬غير أف ذلؾ ال يحكؿ دكف تمديد ىذه المدة لبعض الصفقات‬
‫إلى أجؿ ال يزيد عف الشيريف آخذا بعيف االعتبار األجؿ األكؿ بقرار صادر عف الكزير الكمؼ بالمالية‪،‬‬
‫إال أف ما يأخذ عمى المشرع أنو لـ يحدد نكع ىذه الصفقات‪ ،‬كيتعيف عمى المصمحة المتعاقدة إعبلـ‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،)2015‬القسـ الثاني‪ ،‬الجسكر‬
‫لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ،2017 ،5‬ص ‪.46‬‬
‫‪ -2‬مبطكش الحاج‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ -3‬إسماعيؿ ىبة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 119‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 120‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -6‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ -7‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ ‪ ،072357‬المؤرخ في ‪ ،2012/12/13‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،2014 ،‬ص ‪.115‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المتعامؿ المتعاقد كتابيا بتاريخ الدفع‪ ،‬كيكـ إصدار الحكالة‪ ،‬كفي حالة عدـ تقيدىا بيذا األجؿ يككف مف‬
‫حؽ المتعاقد مطالبتيا بفكائد التأخير‪. 1‬‬

‫يمكف القكؿ بأف المشرع كاف حريصا عمى تحديد التزامات المصمحة المتعاقدة‪ ،‬خصكصا ما تعمؽ‬
‫بمسألة احتراـ آجاؿ الدفع‪ ،‬إال أف الكاقع العممي يكشؼ لنا أف ىناؾ تأخر ىاـ في ىذه العممية الحساسة‪،‬‬
‫كىك ما ال يشجع المتعامميف االقتصادييف الذيف ال تسمح ليـ إمكانياتيـ المالية المحدكدة بتحمؿ تأخر‬
‫الدفع لمدة أطكؿ‪ ،‬مما يجعميـ أماـ كضعية مالية صعبة‪ ،‬إلى جانب عدـ القدرة لممشاركة في منافسات‬
‫أخرل مما يؤدم إلى إضعاؼ المنافسة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي تمثؿ إحدل االلتزامات‬
‫الكطنية كالدكلية ‪ ،‬فضبل عف الثقؿ المالي الذم يترتب عمى عاتؽ المصمحة المتعاقدة نتيجة ليذا التأخر‬
‫مف خبلؿ زيادة التكاليؼ التي ليا األثر المباشر عمى ميزانية المصمحة المتعاقدة بصفة خاصة كالميزانية‬
‫العامة كاألمكاؿ العمكمية بصفة عامة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحؽ في ضماف التوازف المالي لمصفقة‪.‬‬

‫قد ينجـ عف تنفيذ الصفقة أحداث ككقائع مف شأنيا إرىاؽ المتعاقد كالتأثير البالغ عمى مركزه المالي‪،‬‬
‫مما يؤدم إلى عدـ التكازف بيف التزاماتو كحقكقو‪ ،‬بما يعطي لو حؽ المطالبة بإعادة التكازف المالي‪ ،‬فإذا‬
‫كانت مراكز األط ارؼ في عقكد القانكف الخاص متكافئة‪ ،‬فإنو كخبلؼ ذلؾ في الصفقة قد يتحمؿ المتعامؿ‬
‫المتعاقد عبئا ماليا لـ يكف في الحسباف عف التعاقد‪ ،‬بما يفرض مراعاة ىذا الطارئ كاالعتراؼ لو بحقكقو‬
‫المالية‪ ،‬بتمكينو مف تعكيضات كاممة أك جزئية لقاء استم ارره في تنفيذ مكضكع الصفقة‪ ،2‬كغالبا ما يككف‬
‫المتعامؿ المتعاقد أماـ ىذه الكضعية نتيجة إجراءات اتخذتيا المصمحة المتعاقدة كأثرت مباشرة عمى‬
‫التكازف المالي لمصفقة‪ ،‬أك نتيجة ظركؼ ال دخؿ لئلدارة فييا كلكنيا تنعكس عمى التكازف المالي لمعقد‪،‬‬
‫كتعرؼ ىذه األخيرة لدل الفقو كالقضاء اإلدارم بنظريات التكازف المالي كالمتمثمة في‪:‬‬

‫‪ -1‬نظرية فعؿ األمير‪:‬‬

‫يقصد بفعؿ األمير (المخاطر اإلدارية) كؿ األعماؿ كاإلجراءات المشركعة التي تتخذىا كتصدرىا‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كيككف مف شأنيا زيادة األعباء المالية بالنسبة لمطرؼ المتعاقد مع اإلدارة أك زيادة‬
‫االمتيازات المنصكص عمييا في العقد الذم يشكؿ مخاطر إدارية استثنائية كغير مألكفة‪ ،3‬مما يستكجب‬
‫تعكيضو الذم يخضع كفقا ليذه النظرية لضكابط محددة تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬رقـ ‪ ،124356‬المؤرخ في ‪ ،1977/07/06‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،1998 ،‬ص ‪.178 -177‬‬
‫‪ -2‬عمار بكضياؼ‪ ،‬الصفقات العمكمية في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪-3‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬المؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،)2015‬القسـ الثاني‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -‬أف يتعمؽ فعؿ األمير بتنفيذ عقد إدارم‪ ،1‬أف يككف اإلجراء أك العمؿ الذم تسبب في الخمؿ المالي‬
‫لممتعامؿ المتعاقد صاد ار مف قبؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬بحيث لك صدر ىذا العمؿ مف جية إدارية غير‬
‫الجية المتعاقدة فبل مجاؿ لتطبيؽ ىذه النظرية‪ ،2‬كأف يككف غير متكقع مف طرؼ المتعامؿ المتعاقد كقت‬
‫التعاقد‪ ،‬كأف يككف بعد إبراـ الصفقة كأثناء تنفيذىا كقبؿ االنتياء مف تنفيذىا‪.‬‬

‫‪ -‬أف يؤدم ىذا اإلجراء أك العمؿ إلى اختبلؿ التكازف المالي لمصفقة اختبلال جسيما‪ ،‬ال يدخؿ في دائرة‬
‫األمكر العادية كالمألكفة‪ ،3‬كيستكم األمر إف تسبب فعميا في زيادة األعباء المالية أك إنقاص األرباح‬
‫بطريقة مباشرة أك غير مباشرة‪ ،‬كأف يككف مشركعا كغير مخالؼ لمنظاـ العاـ‪ ،‬أما إذا كاف ىذا العمؿ غير‬
‫مشركع جاز لممتعاقد معيا المجكء إلى القضاء لمبث في مدل مشركعية العمؿ المادم أك القانكني الصادر‬
‫عنيا‪.4‬‬

‫كيترتب عف تكافر ىذه الشركط إعادة التكازف المالي لمصفقة عف طريؽ تعكيض األضرار التي لحقت‬
‫المتعاقد تعكيضا كامبل‪ ،‬يشمؿ ما فاتو مف كسب كما لحقو مف خسارة‪ ،5‬إلى جانب إقرار جانب مف الفقو‬
‫بأحقية المتعامؿ المتعاقد في المطالبة بفسخ الصفقة‪ ،‬في حالة ما إذا كاف مف شأف اإلجراء أك العمؿ‬
‫الصادر عف المصمحة المتعاقدة أف يجعؿ تنفيذه لمخدمات الممتزـ بأدائيا مرىقا لو كليس بإمكانو تحمؿ‬
‫األعباء المالية اإلضافية المترتبة عنيا‪.‬‬

‫‪ -2‬نظرية الظروؼ الطارئة‪:‬‬

‫يتمخص مضمكف ىذه النظرية في أف تط أر أثناء تنفيذ الصفقة ظركؼ استثنائية خارجية لـ يكف في‬
‫الكسع تكقعيا كقت إبراـ العقد‪ ،‬تؤدم إلى قمب اقتصاديات العقد‪ ،6‬بحيث يصبح تنفيذ االلتزاـ أشد إرىاقا‬
‫كأكثر كمفة عمى كجو يتجاكز الحد المألكؼ الذم تكقعو األطراؼ‪ ،7‬مما يعني أف تنفيذ االلتزاـ ال يصؿ‬
‫إلى درجة االستحالة التي تعفي المتعامؿ المتعاقد كتؤدم إلى فسخ الصفقة‪ ،‬كانما يظؿ التنفيذ ممكنا كاف‬
‫أصبح شاقا لممتعاقد مع اإلدارة‪ ،‬إال أف ىذه المشقة تكازف بحؽ المتعاقد في التعكيض كليس بانقضاء‬
‫االلتزاـ‪ ،‬بناء عمى تكافر الشركط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬سمير عثماف اليكسؼ‪ ،‬نظرية الظركؼ الطارئة كأثرىا عمى التكازف المالي لمعقد اإلدارم‪ ،‬ط‪ ،1‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬بيركت‪ ،2009 ،‬ص‬
‫‪.70‬‬
‫‪ -2‬محمد عبد اهلل شريؼ النعيمي‪ ،‬االلتزامات كالحقكؽ التي يرتبيا العد اإلدارم تجاه الغير‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2014 ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬العقكد اإلدارية‪ ،‬دار العمكـ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -4‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪ -5‬محمكد خمؼ الجبكرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪ -6‬حساف عبد السميح ىاشـ أبك العبل‪ ،‬الظركؼ الطارئة كأثرىا عمى العقد اإلدارم في المممكة العربية السعكدية (دراسة مقارنة)‪ ،‬مجمة البحكث‬
‫القانكنية كاالقتصادية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة المنصكرة‪ ،‬مصر‪ ،2013 ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -7‬عبد الرؤكؼ جابر‪ ،‬الكجيز في عقكد التنمية التقنية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬بيركت‪ ،2005 ،‬ص ‪.233‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -‬حصكؿ حكا دث استثنائية غير متكقعة كمف غير الممكف دفعيا‪ ،‬بعد إبراـ العقد كقبؿ انتياء المتعامؿ‬
‫المتعاقد مف تنفيذ مكضكع الصفقة‪ ،‬كمف أمثمتيا االرتفاع الفاحش ألسعار المكاد األكلية‪ ،‬الككارث الطبيعية‬
‫كغيرىا‪ ،1‬كىك ما أكدت عميو الغرفة اإلدارية بالمحكمة العميا في قرارىا رقـ ‪ 99694‬المؤرخ في‬
‫‪ 1993/10/10‬الذم جاء فيو "‪..‬مف المقرر قانكنا أنو إذا طرأت حكادث استثنائية عامة لـ يكف في‬
‫الكسع تكقعيا كترتب عمى حدكثيا‪ ،‬أف تنفيذ االلتزاـ التعاقدم كاف لـ يصبح مستحيبل صار مرىقا‪ ،‬بحيث‬
‫ييدد بخسارة فادحة‪ ،‬جاز لمقاضي تبعا لظركؼ‪ ،‬كبعد مراعاة مصمحة الطرفيف أف يرد االلتزاـ المرىؽ إلى‬
‫الحد المعقكؿ‪..‬يعد حادثا استثنائيا غير متكقعا يجب األخذ بو‪.2"..‬‬

‫‪ -‬أف يككف الحادث الطارئ خارجا عف إرادة المتعاقديف كغير متكقع‪ ،3‬كأف يؤدم إلى قمب اقتصاديات‬
‫الصفقة العمكمية دكف استحالة تنفيذىا‪ ،‬فبل يمكف لممتعامؿ المتعاقد المطالبة بالتعكيض إذا لـ تتسبب ىذه‬
‫الظركؼ في خسائر غير مألكفة‪ ،‬أك نقص فادح في األرباح المشركعة المحتممة لممتعامؿ المتعاقد‪.‬‬

‫كينتج عف تكافر ىذه الشركط استم اررية المتعامؿ المتعاقد في تنفيذ التزاماتو التعاقدية رغـ حدكث‬
‫االختبلؿ المالي‪ ،‬كذلؾ تحت طائمة التعرض لمعقكبات المقررة في حالة انقطاعو عف تنفيذ تمؾ االلتزامات‪،‬‬
‫عمى أف تمتزـ المصمحة المتعاقدة بمشاركة المتعاقد معيا في احتماؿ نصيب مف الخسارة في صكرة‬
‫تعكيض جزئي‪ ،‬بقصد إعادة التكازف المالي لمصفقة في الحدكد التي تسمح بإعادة التكازف القتصاديات‬
‫الصفقة‪ ،4‬كبذلؾ ال يككف التعكيض كامبل‪ ،‬كانما تتقاسـ المصمحة المتعاقدة مع المتعامؿ المتعاقد الخسائر‬
‫الخسائر التي مست اقتصاديات الصفقة بالقدر الذم يسمح ليذا األخير باالستمرار في تنفيذ الخدمات‬
‫التي التزـ بيا‪ ،‬تكريسا لمبدأ دكاـ سير المكافؽ العامة باستمرار كاطراد‪.5‬‬

‫يككف ىذا التعكيض مؤقت كال يمكف أف يستمر بصفة دائمة أم يرتبط بالظرؼ الطارئ كجكدا كعدما‪،‬‬
‫كبالتالي تمتنع المصمحة المتعاقدة مف تقديـ مساىمتيا في الخسائر بزكاؿ ىذا الظرؼ‪ ،‬كما أنو ال مجاؿ‬
‫لتطبيؽ الظرؼ الطارئ إذا ترتب عنو خسائر عادية متكقعة‪ ،‬ال تتجاكز الحد األقصى لؤلسعار‪ ،‬أك الحد‬
‫األدنى النخفاض اإليرادات الخاصة بالمتعاقد أم إذا لـ تصؿ إلى ما يطمؽ عميو قمب اقتصاديات العقد‪.6‬‬

‫العقد‪.6‬‬
‫‪ -3‬نظرية الصعوبات المادية غير المتوقعة‪:‬‬

‫‪ -1‬سمير عثماف اليكسؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬


‫‪ -2‬قرار الغرفة اإلدارية بالمحكمة العميا رقـ ‪ ،99694‬المؤرخ في ‪ ،1993/10/10‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،1994 ،‬ص ‪.218 ،217‬‬
‫‪ -3‬أحمد محمكد جمعة‪ ،‬العقكد اإلدارية طبقا ألحكاـ قانكف المناقصات كالمزايدات الجديد‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2006 ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪ -4‬سعيد السيد عمي‪ ،‬نظرية الظركؼ الطارئة في العقكد اإلدارية كالشريعة اإلسبلمية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاىرة‪ ،2006 ،‬ص‬
‫‪.17‬‬
‫‪ -5‬ياقكتة عميكات‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪ -6‬سعيد السيد عمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يقصد بالصعكبات المادية غير المتكقعة كافة العكائؽ المادية التي تظير أثناء التنفيذ كالتي ال يمكف‬

‫لكبل الطرفيف تكقعيا كقت إبراـ الصفقة‪ 1‬يترتب عمييا زيادة في أعبائيا المالية التي يتحمميا المتعامؿ‬
‫المتعاقد‪ ،‬مما يستكجب تعكيضو الكامؿ عما لحقو مف أضرار بناء عمى تكافر الشركط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أف تككف الصعكبات ذات طبيعة مادية‪ ،‬كالتي ترتبط غالبا بظكاىر طبيعية كأف يكاجو المتعاقد طبقة‬
‫غزيرة مف المياه أثناء تنفيذ مكضكع الصفقة األمر الذم يتطمب تقنيات خاصة كمكمفة لسحبيا‪.‬‬

‫‪ -‬أف ال تككف الصعكبات المادية بسبب أحد األطراؼ كال يد ألييما في إحداثيا أك زيادة آثارىا‪.2‬‬

‫‪ -‬أف تككف ذات طابع استثنائي غير عادم‪ ،‬بحيث ال يمكف أف تنتمي إلى طائفة المخاطر العادية التي‬
‫يتعرض ليا المتعاقد بصكرة طبيعية عند التنفيذ‪ ،‬كيعكد لمقاضي اإلدارم تقدير ما إذا كاف ما صادفو‬
‫المتعاقد مما يمكف اعتباره مف قبيؿ المخاطر العادية أك االستثنائية‪.‬‬

‫‪ -‬أف تؤدم الصعكبات المادية إلى ضرر ليس في كسع المتعاقد تحممو‪ ،‬كذلؾ بزيادة األعباء المالية‬
‫لتنفيذ مكضكع الصفقة بشكؿ يجعؿ استم ارره في تنفيذ التزاماتو التعاقدية مف األمكر المرىقة كالمكمفة‬
‫لو‪.3‬‬

‫تتجسد اآلثار المترتبة عف تكافر ىذه الشركط في استم اررية المتعاقد في تنفيذ التزاماتو التعاقدية رغـ‬
‫حدكث االختبلؿ المالي‪ ،‬ذلؾ أف تكقؼ المتعاقد عف تنفيذ التزاماتو التعاقدية يعطي لجية اإلدارة الحؽ في‬
‫تكقيع الجزاء المناسب‪ ،‬كفي المقابؿ يترتب عف ذلؾ استحقاؽ المتعامؿ المتعاقد تعكيضا كامبل تقدمو‬
‫المصمحة المتعاقدة مف أجؿ إعادة التكازف المالي لمصفقة‪ ،4‬بمعنى أنو ينبغي عمى المصمحة المتعاقدة‬
‫تغطية كافة النفقات اإلضافية التي تحمميا المتعاقد معيا في سبيؿ مكاجية الصعكبات التي اعترضت‬
‫تنفيذ الصفقة بصكرة طبيعية‪ ،‬كليس مجرد مساىمة جزئية تنحصر في تحمؿ جزء مف تمؾ األعباء‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الحؽ في إقتضاء التعويض‪.‬‬

‫يمكف لممتعامؿ المتعاقد مطالبة المصمحة المتعاقدة بتعكيضو ماليا عما لحقو مف أضرار نتيجة‬
‫األخطاء الصادرة عنيا أك اإلخبلؿ بإحدل االلتزامات التعاقدية أك التأخر في الكفاء بيا‪ ،‬كمف أمثمة ذلؾ‬
‫عدـ منح المصمحة المتعاقدة المقابؿ المالي لممتعاقد ضمف اآلجاؿ المحددة قانكنا‪ ،‬كىك ما استقرت عميو‬
‫المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في ‪ 1997/07/06‬الذم جاء فيو " لما كاف ثابتا في قضية الحاؿ أف‬
‫األمر يتعمؽ بديف نقدم مستحؽ األداء‪ ،‬كالذم يمثؿ إنجاز مشركع مف طرؼ صاحب األشغاؿ‪ ،‬فاالمتناع‬

‫‪ -1‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬أعماؿ السمطة اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.480‬‬
‫‪ -2‬إبراىيـ الشارؼ الطاىر تفكقو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.244‬‬
‫‪ -4‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عف الدفع تعسفا يجعؿ طمب التعكيض مؤسسا‪...‬مما يستكجب تأييد القرار"‪ ،1‬كبناء عمى ذلؾ فإف أم‬
‫إخبلؿ مف طرؼ المصمحة المتعاقدة بالتزاماتيا التعاقدية يخكؿ لممتعاقد معيا الحؽ في مطالبتيا‬
‫بالتعكيض عف الضرر الذم قد ينجـ مف جراء ذلؾ‪ ،2‬فضبل عف إمكانية قياـ المصمحة المتعاقدة ببعض‬
‫التعديبلت األمر الذم يفرض عمى المتعامؿ المتعاقد القياـ بأعماؿ إضافية‪ ،‬كىك يستكجب تعكيضو بما‬
‫يكازم قيمة األعباء اإلضافية الناجمة عف ىذا التعديؿ‪ ،‬كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ‬
‫في ‪ 2013/11/21‬الذم جاء فيو " حيث يتضمف الممحؽ رقـ (‪ )2‬اإلشارة إلى تقييـ األشغاؿ المنجزة‬
‫اإلضافية داخؿ كخارج الصفقة‪..‬كىذا يعني ثبكت التعاقد كثبكت اإلنجاز‪..‬كبالتالي دفع المستأنؼ دفع غير‬
‫مؤسس‪..‬كمف ثـ يتعيف تأييد الحكـ الذم قضى بقيمة األشغاؿ المتفؽ عمييا‪.3"...‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االلتزامات المفروضة عمى المتعامؿ المتعاقد‪.‬‬

‫تمثؿ مرحمة التنفيذ المرحمة اليامة في مسار الصفقة العمكمية‪ ،‬مما يستدعي إحاطتيا بجممة مف‬
‫الضكابط كاألدكات القانكنية البلزمة لضماف سيرىا تحقيقا لمبادئ إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي تمثؿ‬
‫السبيؿ األنجع لتأدية كؿ طرؼ اللتزاماتو‪ ،4‬ذلؾ أف عممية إبراـ الصفقات يترتب عنيا التزامات تقع عمى‬
‫عاتؽ كؿ طرؼ ضمف العبلقة التعاقدية‪ ،‬كالمتمثمة فيما ينشأ مف حقكؽ كالتزامات في ذمة اإلدارة مف جية‬
‫كما يقابميا مف التزامات مالية كتقنية في ذمة المتعاقد معيا الذم يمتزـ بالكفاء بالتزاماتو طبقا لمشركط‬
‫كالمكاصفات المتفؽ عمييا‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬ضمانات التنفيذ المالي لمصفقة‪.‬‬

‫تسعى المصمحة المتعاقدة منذ البداية عمى إرساء صفقاتيا عمى المتعامؿ المتعاقد األقدر ماليا‪ ،‬أم‬
‫صاحب الكفاية المالية‪ ،‬لذلؾ ألزـ تنظيـ الصفقات العمكمية المتعاقديف بضركرة تقديـ ضمانات مالية‬
‫تحمي المصمحة المتعاقدة مف األخطار المالية التي قد تكاجييا نتيجة إخبلليـ بالتزاماتيـ التعاقدية‪ ،5‬ليذا‬
‫ال بد أف تسعى المصمحة المتعاقدة عمى إيجاد الضمانات الضركرية التي تتيح أحسف الشركط الختيار‬
‫المتعامميف معيا ك‪/‬أك أحسف الشركط لتنفيذ الصفقة‪ ،‬كتبعا لذلؾ سيتـ الكقكؼ عمى مختمؼ ىذه الضمانات‬
‫نظ ار ألىميتيا في حسف انجاز مكضكع الصفقة كفؽ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬رقـ ‪ ،124356‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ ‪ ،1998‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ -2‬صكفية عباد‪ ،‬المرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -3‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،079325+078206‬المؤرخ في ‪ ،2013/11/21‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الحادم عشر‪ ،2013 ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -4‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ -5‬دغبار نكرة بف بكزيد‪ ،‬التنظيـ القانكني لمكفالة كتطبيقات و في قانكف الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة البحكث كالدراسات القانكنية كالسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة لكنيسي عمي‪ ،‬البميدة ‪ ،2‬العدد الثامف‪ ،‬جكيمية ‪ ،2016‬ص ‪.51‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -/1‬الطابع اإللزامي لتقديـ الكفالة‪:‬‬

‫تعرؼ طبقا لممادة ‪ 644‬مف القانكف المدني عمى أنيا " عقد يكفؿ بمقتضاه شخص تنفيذ التزاـ بأف‬
‫يتعيد لمدائف بأف يفي بيذا االلتزاـ إذا لـ يؼ بو المديف نفسو"‪ ،‬كيتضح مف خبلؿ النص أف لمكفالة‬
‫عنصراف‪ ،‬أحدىما مادم يتـ بكاسطة ضماف الديف مف خبلؿ مبمغ مالي أك أية قيمة أخرل‪ ،‬كاآلخر‬
‫عنصر الشخص الكفيؿ الذم يمثؿ بحد ذاتو الضماف بتنفيذ االلتزاـ مف طرؼ شخص آخر كىك ما يعرؼ‬
‫بالكفالة الشخصية كالتضامنية‪ ،1‬كقد نص التنظيـ الحالي لمصفقات عمى عدة أشكاؿ لمكفالة تتمثؿ في‪:‬‬

‫أ‪ -/‬كفالة رد التسبيقات‪:‬‬

‫تعتبر كفالة رد التسبيقات التزامات بنكية‪ ،‬تضمف لممصمحة المتعاقدة استرجاع التسبيقات التي منحتيا‬
‫لممتعامؿ المتعاقد قبؿ أك أثناء تنفيذ الصفقة‪ ،‬قصد تمكينو مف أداء التزاماتو التعاقدية‪ ،2‬كالتي غالبا ما‬
‫تككف بقيمة معادلة بإرجاع التسبيقات‪ ،‬يتـ إصدارىا مف طرؼ بنؾ جزائرم أك صندكؽ ضماف الصفقات‬
‫العمكمية أك بنؾ جزائرم يشمميا ضماف مقابؿ صادر عف بنؾ أجنبي بالنسبة لممتعيديف األجانب‪ ،‬كتحرر‬
‫طبقا لمنمكذج المحدد مف طرؼ الكزير المكمؼ بالمالية‪ ،3‬غير أف ما يأخذ عف شرط كضع ىذه الكفالة‬
‫لمحصكؿ عمى تسبيقات‪ ،‬أنو يحكؿ دكف حصكؿ المتعامميف المتعاقديف عمى ىذه التسبيقات اليادفة إلى‬
‫مساعدتيـ ماليا لتخطي عقبات ضعؼ اإلمكانيات المالية‪ ،‬ذلؾ أف مبمغ ىذه الكفالة يعادؿ مبمغ التسبيؽ‬
‫مما جعؿ سمبيات ىذا الشرط تقضي عمى ايجابيات ىذه العممية‪.‬‬

‫ب‪ -/‬كفالة حسف التنفيذ‪:‬‬

‫تشكؿ كفالة حسف التنفيذ ضمانا نقديا لممصمحة المتعاقدة مف أجؿ ضماف حسف تنفيذ الصفقة تغطي‬
‫المرحمة بيف إعطاء األمر بالتنفيذ إلى غاية االستبلـ المؤقت لمصفقة (ضماف العيكب الظاىرة)‪ ،4‬كتحرر‬
‫ىذه األخيرة طبقا لمنمكذج المقرر مف طرؼ الكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬عمى أف يتـ إيداعيا عند تاريخ أكؿ‬
‫طمب دفع عمى الحساب مف المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬بقدر يتراكح بيف ‪ %5‬ك‪ %10‬مف مبمغ الصفقة حسب‬
‫طبيعة كأىمية الخدمات الكاجب تنفيذىا‪ ،‬كبنسبة تتراكح بيف ‪ %1‬ك ‪ %5‬بالنسبة لمصفقات األخرل‬

‫‪ -1‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ -2‬محم د أحميداتك‪ ،‬الضمانات البنكية المقدمة في الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19/18‬أكتكبر‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 110‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬رقية جبار‪ ،‬الكفالة البنكية كضماف في الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪ ،2013/05/20‬ص ‪.08‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الخارجة عف اختصاص المجنة القطاعية كذلؾ دائما حسب طبيعة كأىمية الخدمات‪ ،1‬كتسترجع ىذه‬
‫األخيرة في أجؿ شير كاحد ابتداء مف تاريخ التسميـ النيائي لمصفقة‪ ،‬عمما أف لممصمحة المتعاقدة إمكانية‬
‫إعفاء بعض الصفقات مف ىذا التأميف إذا لـ يتعدل أجؿ تنفيذ الصفقة ثبلثة (‪ )03‬أشير‪ ،‬أك تمؾ‬
‫الصفقات المتعمقة بالدراسات كالخدمات‪ ،‬كالتي يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تتأكد مف حسف تنفيذ خدماتيا‬
‫قبؿ دفع مستحقاتيا‪ ،‬مع إمكانية إعفاء الصفقات المبرمة طبقا إلجراء التراضي البسيط‪ ،‬كتمؾ الصفقات‬
‫المبرمة مع المؤسسات العمكمية‪ 2،‬ىذا كيعفى الحرفيكف الفنيكف كالمؤسسات المصغرة مف ىذا التأميف في‬
‫حالة تدخميـ في عمميات إعادة التأىيؿ كالترميـ لمممتمكات الثقافية‪.3‬‬

‫يمكف تعكيض كفالة حسف التنفيذ باقتطاعات حسف التنفيذ فيما يخص بعض أنكاع صفقات الدراسات‬
‫كالخدمات المعفاة مف تقديـ ىذا النكع مف الكفاالت‪ ،‬كذلؾ في حالة ما إذا نص دفتر الشركط عمى ذلؾ‪،4‬‬
‫كتشمؿ ىذه األنكاع مف الصفقات تمؾ المكجكدة بالقائمة المحددة بمكجب القرار الكزارم المشترؾ‪ ،5‬أما‬
‫باقي صفقات الدراسات كالخدمات الغير مكجكدة بيذه القائمة فيمكف لدفتر شركطيا استبداؿ كفالة حسف‬
‫التنفيذ باقتطاع حسف التنفيذ‪.‬‬

‫ج‪ -/‬كفالة الضماف‪:‬‬

‫تتعمؽ بالصفقات التي تنص عمى أجؿ ضماف‪ ،‬حيث تتحكؿ كفالة حسف التنفيذ عند التسميـ المؤقت‬
‫إلى كفالة ضماف‪ ،6‬لذا فيي تغطي الفترة الممتدة ما بيف االستبلـ المؤقت كالنيائي لمكضكع الصفقة‬
‫ضمانا لمعيكب الخفية‪ ،7‬ىذا كيحكؿ الرصيد المككف مف مجمكع االقتطاعات عند االستبلـ المؤقت إلى‬
‫اقتطاع ضماف عندما يككف أجؿ الضماف منصكصا عميو في صفقات الدراسات أك الخدمات‪ ،8‬يعتبر‬
‫اقتطاع الضماف إجراء يتضمف قياـ المصمحة المتعاقدة بمناسبة كؿ عممية تسكية عمى رصيد الحساب‬
‫المؤقت لممتعامؿ المتعاقد باقتطاعات محتممة مف المبالغ المستحقة ليذا األخير مف أجؿ ضماف الديكف‬
‫التي يمكف أف تترتب عميو لفائدة المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كأما بخصكص استرجاع ىذه الكفالة أك اقتطاع‬
‫الضماف فإف ذلؾ يتـ خبلؿ أجؿ شير كاحد ابتداء مف تاريخ التسميـ النيائي لمصفقة‪ ،9‬كىك ما استقر عميو‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 133‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 130‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 4/130‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 1/132‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في ‪ ،2014/11/29‬يحدد قائمة صفقات الدراسات كالخدمات المعفاة مف كفالة حسف التنفيذ‪ ،‬ج ر ج ج العدد‬
‫(‪ )05‬الصادرة بتاريخ ‪.2015/02/08‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 131‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -7‬عائشة بعيط‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -8‬المادة ‪ 2/132‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -9‬المادة ‪ 134 ،119‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في ‪ 2003/11/21‬كالذم جاء فيو "‪..‬فيما يخص طمب استرجاع‬
‫كفالة الضماف أف المستأنؼ عمييا لـ تقدـ محضر االستبلـ النيائي الذم عمى أساسو يتـ استرجاع ىذا‬
‫المبمغ‪ ،‬كما أنيا لـ تثبت أنيا قامت باإلجراءات القانكنية لمحصكؿ عمى ىذا المحضر كعميو يتعيف تأييد‬
‫القرار المستأنؼ لما رفض ىذا الطمب‪ ،1"..‬كفي جميع األحكاؿ تتخذ ىذه الكفاالت صكرة مبالغ مالية‬
‫يضعيا المتعاقد تحت يد المصمحة المتعاقدة بكاسطة بنؾ مختص‪ ،‬بغرض تمكينيا مف حقكقيا المحتممة‬
‫اتجاه المتعاقد نتيجة أم عيب أك نقص قد يشكب مكضكع الصفقة أك غير المبلئـ لبنكد الصفقة‪.‬‬

‫ىذا؛ كقد سعى المشرع عمى إيجاد ضمانات ذات صبغة حككمية بخصكص المتعامميف األجانب في‬
‫إطار المنافسات الدكلية‪ ،‬كالتي يمكف أف تندرج في إطار استعماؿ القرض الناتج عف عقكد حككمية‬
‫مشتركة أك ضمف مساىمة الييئات المصرفية أك ىيئات التأميف ذات الصبغة العمكمية أك شبو العمكمية‪،‬‬
‫كتظير ىذه الضمانات في شكؿ ضمانات نقدية تغطييا كفالة مصرفية صادرة عف بنؾ أجنبي بالدرجة‬
‫األكلى يعتمده البنؾ الجزائرم المختص‪ ،‬كيحظى باألسبقية في اختيار المتعامميف المتعاقديف األجانب مف‬
‫يقدـ أكسع ىذه الضمانات مع مراعاة الحصص ك استعماؿ المكاد كالخدمات المنتجة محميا‪ ،2‬كالتي تسمح‬
‫تسمح بتكفير الحماية البلزمة ألم طارئ قد يؤدم إلى عدـ تنفيذ االلتزامات التعاقدية مف جانب المتعامؿ‬
‫األجنبي‪ ،‬مف خبلؿ التزاـ الييئات العمكمية بدفع المتعامؿ األجنبي لمكفاء بالتزاماتو‪ ،‬مع تعكيض الضرر‬
‫الحاصؿ بفعؿ سكء التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -/2‬أدوات تنفيذ نظاـ الكفالة‪:‬‬

‫نتيجة ألىمية كحجـ المشاريع محؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬فإف المتعامميف كثي ار ما يجدكف أنفسيـ‬
‫بحاجة إلى أغمفة مالية ضخمة قصد تغطية التزاماتيـ تجاه المصالح المتعاقدة‪ ،‬لذلؾ فإنيـ يضطركف إلى‬
‫المجكء إلى المؤسسات المصرفية‪ ،‬كالمتمثمة في البنكؾ كصندكؽ ضماف الصفقات العمكمية الذم أنشئ‬
‫خصيصا لتكممة النظاـ المصرفي لئلسياـ في ضماف تمكيؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي تعتبر المكرد‬
‫األساسي في منح الضمانات بمختمؼ أنكاعيا‪.3‬‬

‫أ‪ -/‬البنوؾ‪:‬‬

‫بصدكر قانكف المتعمؽ بالنقد كالقرض‪ 4‬بادرت الجزائر بإدخاؿ عدة إصبلحات بغرض إنعاش النظاـ‬
‫البنكي الجزائرم‪ ،‬نتيجة تراكـ الديكف عمى المؤسسات إزاء البنكؾ التي عرفت ىي األخرل مشاكؿ ضعؼ‬

‫‪ -1‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،077577‬المؤرخ في ‪ ،2013/11/21‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الحادم عشر ‪ ،2013‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 129‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ -4‬القانكف رقـ ‪ ،10/90‬المتعمؽ بالنقد كالقرض‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫التمكيف‪ ،‬لذا كاف لزاما إعادة الدكر الحقيقي لمبنكؾ ككسيط مالي فعاؿ‪ ،1‬لضماف تمكيؿ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬حيث تكفؿ ىذه األخيرة بضماف تمكيبلت لممؤسسات المتعاقدة في شكؿ كفاالت (كفالة حسف‬
‫التنفيذ‪ ،‬كفالة الدخكؿ لممناقصات‪ ،‬كفالة اقتطاع الضماف) إلى جانب منح التسبيقات‪ ،‬بغرض تمكينيا مف‬
‫تغطية التزاماتيا تجاه المصمحة المتعاقدة‪ ،‬إال أنو كعمى الرغـ مف إقرار العديد مف اإلصبلحات التي جاء‬
‫بيا القانكف‪ ،‬إال أف تعقيد اإلجراءات التي تتطمبيا عممية التمكيؿ تشكؿ عائقا أماـ مختمؼ المتعامميف قصد‬
‫الحصكؿ عمى التمكيبلت البلزمة إلنجاز مشاريع اإلدارة العمكمية‪ ،2‬مما أدل إلى التفكير في إنشاء ىيئة‬
‫متخصصة مكمفة بضماف الصفقات العمكمية تمثمت في صندكؽ ضماف الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫ب‪ -/‬صندوؽ ضماف الصفقات العمومية‪:‬‬

‫يندرج ضمف مياـ الصندكؽ السماح لممؤسسات في الحصكؿ عمى جميع الكفاالت كالضمانات التي‬
‫تسيؿ عممية إنجاز الصفقات العمكمية كتنفيذىا ماليا‪ ،‬إلى جانب منح كؿ الضمانات المطمكبة مف قبؿ‬
‫المصالح المتعاقدة لبلستفادة مف التسبيقات التعاقدية المخصصة لتغطية النفقات المقررة في إطار إنجاز‬
‫الصفقات كالطمبيات العمكمية‪ ،3‬حيث أحاؿ تنظيـ الصفقات العمكمية ميمة تمكيؿ كضماف الصفقات‬
‫العمكمية إلى ىذه الييئة‪ 4‬قصد تمكيف المتعامميف المتعاقديف مف تنفيذ التزاماتيـ‪ ،‬السيما منيا تسديد‬
‫الكشكؼ أك فكاتير‪ ،‬في إطار رصد ديكف أصحاب الصفقات العمكمية ككذلؾ في‪:‬‬

‫‪ -‬في إطار التمكيؿ المسبؽ لتحسيف خزينة صاحب الصفقة قبؿ أف تعترؼ لو المصمحة المتعاقدة‬
‫بحقكقو في التسديد‪.‬‬
‫‪ -‬في إطار القرض مقابؿ الحقكؽ المكتسبة‪.‬‬
‫‪ -‬في إطار الضماف عمى التسبيقات االستثنائية الممنكحة مقابؿ الرىكف الحيازية لمختمؼ الصفقات‬
‫المبرمة مف قبؿ المصالح المتعاقدة‪.‬‬

‫لكي يتمكف الصندكؽ مف القياـ بمنح مختمؼ الكفاالت المكجية لتغطية النفقات المقررة في إطار‬
‫إنجاز الصفقات كالطمبات‪ ،‬يمجأ إلى ربط عبلقاتو سكاء مع تمؾ البنكؾ المانحة لمتمكيؿ أك اآلمريف‬
‫بالصرؼ ككذا المتعامميف المتعاقديف‪ ،‬حيث تبرز عبلقة ىذا األخير بالبنكؾ فيما يتعمؽ بالضماف‬
‫االحتياطي‪ ،5‬كأما عف عبلقة صندكؽ ضماف الصفقات العمكمية باآلمريف بالصرؼ في مجاؿ الكفالة‬

‫‪ -1‬عائشة بعيط‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫‪ -2‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.164‬‬
‫‪ -3‬إيماف تكابتي‪ ،‬ريمة سركر‪ ،‬الضكابط القانكنية لمرىف الحيازم لمصفقة العمكمية بيف عمكمية النص كاشكاالت التمكيؿ المصرفي في الجزائر‪،‬‬
‫مجمة الحقكؽ كالعمكـ اإلنسانية‪ ،‬جامعة زياف عاشكر‪ ،‬الجمفة‪ ،‬المجمد العاشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬ج‪ ،1‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ‪.206‬‬
‫‪ -4‬أنشئ صندكؽ ضماف الصفقات العمكمية (‪ ،)CGMP‬بمكجب المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،67/98‬المؤرخ في ‪ ،1998/02/21‬المتضمف إنشاء‬
‫صندكؽ ضماف الصفقات العمكمية كت نظيمو كتسييره‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )11‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1998/03/01‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب المرسكـ‬
‫التنفيذم رقـ ‪ ،06/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/01/19‬ج ر ج ج عدد (‪ )05‬الصادرة بتاريخ ‪.2008/01/30‬‬
‫‪ -5‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.168‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫فإنو يتدخؿ مف زاكية مراقبة طبيعة كمبمغ الصفقة التي سيضمنيا‪ ،‬كىذا مف خبلؿ نظاـ إعبلـ دائـ مع‬
‫اآلمريف بالصرؼ‪.1‬‬

‫كفيما يخص رفع اليد عمى الكفاالت التي يقدميا الصندكؽ لممؤسسات السيما كفالة الضماف‪ ،‬يمكف‬
‫لممصمحة المتعاقدة عف طريؽ اآلمر بالصرؼ‪ ،‬أف تشعر الصندكؽ برسالة مكصى عمييا بعدـ تحرير‬
‫الكفالة لممتعامؿ الحائز عمى الصفقة كتمديد األجؿ ألكثر مف شير‪ ،‬ألف ىذه الكفالة يتـ رفع اليد عنيا‬
‫آليا بمضي شير كاحد ابتداء مف تاريخ االستبلـ النيائي لمصفقة‪ ،‬إال في حالة عدـ التزاـ المتعاقد بجميع‬
‫بنكد الصفقة‪ ،‬مما يدفع باآلمر بالصرؼ بتحرير كفالة ضماف برفع اليد كيكجييا لمصندكؽ‪.2‬‬

‫أما عف آليات ضماف التمكيؿ‪ ،‬فيي عف طريؽ الرىكف الحيازية التي تعد أحد أشكاؿ تمكيؿ الصفقات‬
‫العمكمية يمتجأ بمقتضاىا المتعامؿ المتعاقد إلى مؤسسة أك مجمكع مؤسسات مصرفية أك إلى صندكؽ‬
‫ضماف الصفقات العمكمية مف أجؿ تغطية نقص في خزينتو لمحصكؿ عمى قرض مقابؿ رىف الصفقة‬
‫حيازيا كضماف ليذا القرض‪ ،3‬كذلؾ لتمكينو مف أداء التزاماتو بعناية كدقة تحقيقا لمجكدة المطمكبة‪ ،‬حيث‬
‫تككف كؿ الصفقات العمكمية بمختمؼ أنكاعيا طبقا لممادة ‪ 145‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬قابمة ألف‬
‫تككف محبل لمرىف الحيازم لضماف الديكف المقررة في ذمة المتعامؿ المتعاقد لفائدة المؤسسة المالية‬
‫الدائنة‪ ،‬كما يجكز طبقا ليذا النص لكؿ مف المناكليف كالمكصيف الثانكييف أف يرىنكا حيازيا جميع ديكنيـ‪،‬‬
‫أك جزء منيا كذلؾ في حدكد قيمة الخدمات التي ينفذكنيا‪.‬‬

‫كبذلؾ؛ يعد الرىف الحيازم لمصفقة العمكمية آلية ذات طبيعة مزدكجة‪ ،‬ففي الكقت الذم يعد فيو أداة‬
‫لمتمكيؿ المصرفي فيك أداة لمضماف كالتأميف‪ ،‬حيث أنو باإلضافة إلى ككنو عمبلن يتيح لممتعامؿ المتعاقد‬
‫الحائز عمى الصفقة االستفادة مف تمكيؿ مؤسسة مصرفية‪ ،‬بالشكؿ الذم يمكنو مف تنفيذ التزاماتو القائمة‬
‫تجاه المصمحة المتعاقدة صاحبة المشركع‪ ،‬فإنو يمثؿ في ذات الكقت كسيمة لضماف كفاء المتعامؿ‬
‫المتعاقد صاحب الصفقة بالتزاماتو تجاه المؤسسة المصرفية الممكلة لممشركع عمى النحك الذم يمنحيا حؽ‬
‫المقرضة باألفضمية كالتقدـ عف بقية الدائنيف‪ ،4‬إال أننا في ىذا المقاـ نتساءؿ عف‬
‫استرداد المبالغ المالية ُ‬
‫إمكانية رىف الصفقات العمكمية ذات البعد الدكلي كالتمكيؿ الخارجي كاف كانت الصيغة العمكمية الكاردة‬
‫في نص المادة ‪ 145‬تفيد بإمكانية ذلؾ‪ ،‬إال أنو ال يمكف الجزـ بذلؾ في ظؿ غياب النص الصريح الذم‬
‫يؤسس لذلؾ‪ ،‬فضبل عف سككت المشرع عف تحديد اإلجراءات القانكنية التي تتخذ في حالة فسخ الصفقة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 03‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،67/98‬المتضمف إنشاء صندكؽ ضماف الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -2‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.166‬‬
‫‪ -3‬منير أقضاض ‪ ،‬مآؿ رىف الصفقة العمكمية في مرحمة الكقاية الخارجية مف مساطر صعكبات المقاكلة‪ ،‬مجمة األبحاث في االقتصادية كالتسيير‪،‬‬
‫كمية العمكـ القانكنية كاالقتصادية كاالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األكؿ‪ ،‬كجدة‪ ،‬المغرب‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ج‪ ،2‬سبتمبر ‪ ،2015‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -4‬إيماف تكابتي‪ ،‬ريمة سركر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كانعكاس ذلؾ عمى عقد الرىف الحيازم‪ ،‬مما يستدعي ضركرة تدارؾ ىذه األكضاع تجنبا ألم غمكض أك‬
‫لبس في ىذا الشأف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضمانات التنفيذ التقني لمصفقة العمومية‪.‬‬

‫إف الصمة الكثيقة التي تربط الصفقة العمكمية بالمرفؽ العاـ تفرض عمى المصمحة المتعاقدة مراعاة العديد‬
‫مف االعتبارات اليامة‪ ،‬مف بينيا االعتبار الشخصي في التنفيذ الذم يقع عمى عاتؽ المتعامؿ المتعاقد في‬
‫تنفيذ التزاماتو التي تعد أث ار عاما كأساسيا يعكس القكة اإللزامية لمتنفيذ‪ ،‬كىك ما يدفعو لمتقيد في مجاؿ‬
‫التنفيذ التقني لمصفقة بػ‪:‬‬

‫‪ -/1‬األداء الشخصي لمخدمة موضوع الصفقة‪:‬‬

‫يتعيف عمى المتعامؿ المتعاقد االلتزاـ بالتنفيذ الشخصي لمخدمة مكضكع الصفقة‪ ،‬طبقا لمشركط‬
‫كالمكاصفات كبما يتفؽ كمبدأ حسف النية‪ ،1‬كال يعفى مف تمؾ المسؤكلية بإسناده لجزء مف األعماؿ محؿ‬
‫التعاقد لمناكليف‪ ،‬فالمتعاقد األصمي يعد المسؤكؿ األكؿ عما التزـ بو مف أعماؿ تجاه المصمحة المتعاقدة‪،‬‬
‫سكاء ما تعمؽ بأعمالو الشخصية أك تمؾ المككؿ بيا لمناكليف كذلؾ عمى أساس تحمؿ التبعة‪ ،2‬كبالتالي ال‬
‫يقصد باألداء الشخصي التزاـ المتعاقد بأداء الخدمة لكحده دكف اعتماده عمى الغير أك االستعانة بيـ‬
‫لتنفيذ التزاماتو‪ ،‬إذ ال يمكف تصكر ذلؾ خاصة ما تعمؽ بمجاؿ األشغاؿ التي تتنكع فييا األعماؿ التي‬
‫تحتاج لخبرات كتقنيات عالية تفرضيا الرغبة في الكصكؿ ألعمى مستكيات الجكدة في األداء‪ ،‬كالتي قد ال‬
‫تتكافر لدل المتعامؿ األصمي‪ ،‬األمر الذم قد يعجزه عف الكفاء بالتزاماتو أك تنفيذىا عمى نحك ما ال‬
‫ينبغي‪ ،3‬كانما يقصد بذلؾ عدـ تحمؿ المتعامؿ مف كامؿ التزاماتو التي تعيد بالكفاء بيا تجاه المصمحة‬
‫المتعاقدة كاإللقاء بيا عمى عاتؽ الغير‪ ،4‬إذ يبقى المسؤكؿ األكؿ عف التنفيذ الكامؿ كالنيائي لممشركع‬
‫حتى كلك عيد إلى الغير بمكافقة المصمحة المتعاقدة لمقياـ بجزء مف العمؿ في إطار ما يعرؼ بالمناكلة‪،5‬‬
‫التي حددت المادة ‪ 140‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬المقصكد بيا بقكليا "يمكف المتعامؿ المتعاقد‬
‫لممصمحة المتعاقدة منح تنفيذ جزء مف الصفقة لمناكؿ بكاسطة عقد مناكلة‪ ،6"..‬كذلؾ بإبراـ عقديف أحدىما‬
‫أحدىما أصمي يتمثؿ في عقد الصفقة الذم يجمع المصمحة المتعاقدة بالمتعامؿ المتعاقد‪ ،‬كآخر تبعي‬

‫‪ -1‬ياقكتة عميكات‪ ،‬المرجع السابؽ‪.195 ،‬‬


‫‪ -2‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.180‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز عبد المعنـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ -4‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ الثاني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 141‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -6‬تعتبر المناكلة طبقا المادة ‪ 30‬مف القانكف رقـ ‪ ،02/17‬المؤرخ في ‪ ،2017/01/10‬المتضمف القانكف التكجييي لتطكير المؤسسات الصغيرة‬
‫كالمتكسطة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)02‬الصادرة بتاريخ ‪.." ، 2017/01/11‬األداة المفضمة لتكثيؼ نسيج المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‪ ،‬تحظى‬
‫المناكلة‪ ،‬بسياسة ترقية كتطكير بيدؼ تعزيز تنافسية االقتصاد الكطني "‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ممثبل في عقد المناكلة الذم يجمع بيف المتعامؿ المتعاقد كالمناكؿ‪ ،1‬كقد أخضع المشرع المجكء إلى‬
‫المناكلة طبقا ليذا النص لجممة مف الضكابط تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -‬كجكب المكافقة المسبقة لممصمحة المتعاقدة عمى المجكء إلى المناكلة‪ ،‬مف خبلؿ طمب يقدـ مسبقا‬
‫كمكتكبا مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد بعد تأكدىا مف قدرات المناكؿ المينية كالتقنية كالمالية‪ ،2‬كما يتعيف‬
‫عمى المناكؿ أف يعمف تكاجده لممصمحة المتعاقدة‪ ،‬كفي حالة تكاجد مناكؿ غير مصرح بو في مكاف‬
‫تنفيذ الصفقة‪ ،‬فإف المصمحة المتعاقدة تعمؿ عمى إعذار المتعامؿ المتعاقد لتدارؾ ىذا الكضع في أجؿ‬
‫ثمانية (‪ )08‬أياـ تحت طائمة تعرضو لعقكبات كتدابير‪ ،3‬حيث لـ تتسامح في ىذا الشأف التعميمة‬
‫الصادرة عف الكزير األكؿ مع المؤسسات المخالفة ليذا الشرط‪ ،‬كالتي جاء في نصيا "‪..‬زيادة عمى ذلؾ‬
‫فإف الصفقات التي كانت مكضكع مناكلة‪ ،‬لـ تكف في أغمب الحاالت محؿ مكافقة مسبقة مف قبؿ‬
‫أصحاب المشاريع أك المشرفيف عمى المشاريع المنتدبيف‪..‬فإف ىذه الكضعية تشبو عقكد الكساطة كالتي‬
‫ال يمكف التسامح معيا ميما كاف المبرر‪ ،‬ليذا الغرض فإنكـ مكمفكف باتخاذ كافة تدابير التقكيـ‬
‫الضركرية ضد المؤسسات المخالفة‪ ،4"..‬ىذا كيمكف أف يككف التصريح بالمناكؿ مرفقا بالعرض أك‬
‫أثناء تنفيذ الصفقة عند بركز مستجدات تستدعي ذلؾ‪.5‬‬

‫‪ -‬مسؤكلية المتعامؿ المتعاقد األصمي تجاه المصمحة المتعاقدة عف حسف تنفيذ األعماؿ محؿ المناكلة‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد المجاؿ الرئيسي لتدخؿ المناكلة‪ ،‬كالذم يحدد طبقا لممادة ‪ 1/143‬بالرجكع إلى بعض المياـ‬
‫األساسية التي يجب أف تنفذ مف طرؼ المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬في دفتر الشركط إف أمكف ذلؾ كفي‬
‫الصفقة‪ ،‬عمى أف ال تتجاكز ال يمكف أف تتجاكز المناكلة ‪ %40‬مف المبمغ اإلجمالي لمصفقة‪ ،‬كال يمكف‬
‫أف تككف طبقا لممادة ‪ 140‬صفقات المكازـ العادية محؿ مناكلة‪ ،‬كالتي يقصد بيا المكازـ المكجكدة في‬
‫السكؽ كالتي ىي غير مصنعة استنادا لمكاصفات تقنية خصكصية أعدتيا المصمحة المتعاقدة‪.‬‬

‫‪ -‬تسميـ نسخة مف عقد المناكلة لممصمحة المتعاقدة مف قبؿ المتعاقد‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد المبالغ المالية التي يستحقيا المناكؿ ككيفية تحكيميا لو‪.6‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1/140‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 2/143‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 142‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬التعميمة رقـ ‪1574‬الصادرة عف الكزير األكؿ‪ ،‬المؤرخة في ‪ ،2017/07/02‬بخصكص المناكلة في إطار تنفيذ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -5‬قرار كزير المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد نمكذج التصريح بالمناكؿ‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)17‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫‪ -6‬نظمت كيفيو الدفع المباشر لمستحقات المتعامؿ الثانكم أحكاـ القرار المؤرخ في ‪ ،2011/03/28‬المتعمؽ بكيفيات الدفع المباشر لممتعامؿ‬
‫الثانكم‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)24‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/04/20‬‬
‫‪ -‬دالؿ عياد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كتدعيما لدكر المناكلة كتشجيع اندماجيا في االقتصاد الكطني‪ ،‬فقد ألزـ المشرع المصالح المتعاقدة‬
‫بتضميف دفاتر شركطيا في حالة المجكء إلى المؤسسات األجنبية التي تتعيد لكحدىا إال إذا استحاؿ ذلؾ‬
‫ككاف مبر ار كما ينبغي بكجكب مناكلة ثبلثيف في المائة (‪ )%30‬عمى األقؿ مف مبمغ الصفقة األصمي‬
‫لممؤسسات الخاضعة لمقانكف الجزائرم‪ 1،‬بؿ كأكثر مف ذلؾ فقد حظر المشرع المجكء لممناكلة األجنبية إال‬
‫إذا لـ يكف في استطاعة المؤسسات الخاضعة لمقانكف الجزائرم تمبية احتياجاتيا‪ ،‬كىك ما مف شأنو أف‬
‫يدفع بالقطاع الخاص بالنيكض كالمشاركة في عممية البناء االقتصادم كتعزيز تنافسية االقتصاد الكطني‪.‬‬

‫‪ -/2‬أداء الخدمة طبقا لمكيفيات والمواصفات المتفؽ عمييا‪:‬‬

‫يمتزـ الم تعامؿ المتعاقد بتنفيذ التزاماتو طبقا المكاصفات المتفؽ عمييا ضمف بنكذ الصفقة‪ ،‬كبما تمميو‬
‫عميو الشركط العامة في تنفيذ األعماؿ‪ ،2‬بحيث تحتكم بنكد دفتر شركط الصفقات عمى كؿ ما يتعمؽ‬
‫بشأف تنفيذ الصفقة‪ ،‬كالتي يتعيف عمى المتعاقد التقيد بيا طيمة التزامو بالتنفيذ‪ ،‬مع ضركرة االمتثاؿ بما‬
‫يكجو إليو مف تعميمات كأكامر مف المصمحة المتعاقدة في إطار ممارستيا لسمطتيا في الرقابة عمى التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -/3‬االلتزاـ بسالمة تنفيذ موضوع الصفقة‪:‬‬

‫يطمب ىذا الكاجب مف المتعامؿ المتعاقد دراية كافية لئلحاطة بكؿ الشؤكف التقنية كالفنية المتعمقة‬
‫بجكانب الصفقة‪ ،‬مع أخد االحتياطات البلزمة كتكفير الجك المبلئـ لضماف حسف تنفيذىا طبقا لممعايير‬
‫كاألسس المتفؽ عمييا‪ ،‬كالتي تقتضي تكافر النزاىة كالحرص عمى تحقيؽ المصمحة العامة المرجكة مف‬
‫كراء إبراـ الصفقة‪.‬‬

‫‪ -/4‬االلتزاـ بآجاؿ المقررة لمتنفيذ‪:‬‬

‫يتعيف عمى المتعاقد االلتزاـ بأداء التزاماتو طبقا لممكاعيد كاآلجاؿ المحددة‪ ،‬كذلؾ لبلستفادة بالشيء‬
‫مكضكع التعاقد في الميعاد الذم تراه المصمحة المتعاقدة مناسبا لتمؾ االستفادة‪ 3،‬لذلؾ غالبا مع يعمؿ‬
‫المتعامؿ المتعاقد عمى كضع رزنامة أك مخطط بالشكؿ الذم يمكف مف التحكـ في تنفيذ االلت ازمات طبقا‬
‫لممكاعيد المحددة الذم يعد مف بيف أىـ المعايير المعتمدة في اختيار المتعامميف المتعاقديف‪ ،‬كأم إخبلؿ‬
‫بيذه اآلجاؿ يعرضو لمعقكبات المالية فضبل عف كسائؿ الضغط التي قد تصؿ إلى فسخ الصفقة‪ ،‬ككف‬
‫ذلؾ يعد مدخبل رئيسيا لمفساد المالي بدايتو ارتفاع التكاليؼ كعدـ تحقيؽ المشاريع في أكقاتيا المحددة‪،‬‬
‫مما يؤدم إلى ضخ المزيد مف األمكاؿ العمكمية مع تضييع فرص حقيقية لتمبية الحاجيات المجتمعية مف‬
‫ىذه المشاريع‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2/85‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬محمكد خمؼ الجبكرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -3‬مفتاح خميفة عبد الحميد‪ ،‬حمد محمد حمد الشمماني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.209‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أما عف إجراءات استبلـ األعماؿ محؿ التعاقد‪ ،‬فتعتبر معاينة حضكرية لؤلشغاؿ مكضكع اإلنجاز‬
‫تسمح لممصمحة المتعاقدة بالتأكد مف مدل تقيد المتعاقد بالتزاماتو تجاىيا كفقا لممعايير كالمكاصفات‬
‫المطمكبة‪ ،‬كذلؾ بعد إببلغيا كتابيا مف قبؿ المتعاقد بانتياء الخدمات مكضكع الصفقة‪ ،‬كالتي عمى بنائيا‬
‫يتـ تحرير محضر استبلـ الصفقة أك عدـ استبلميا‪ ،1‬كتبعا لذلؾ تتـ ىذه العممية كفؽ مرحمتيف‪:‬‬

‫‪ ‬مرحمة االستالـ المؤقت‪:‬‬

‫كيككف عندما تقدر المصمحة المتعاقدة بأف الخدمات مكضكع الصفقة‪ ،‬يمكف أف تقدـ لمخدمة رغـ ما‬
‫يعترييا مف نقائص يمكف استدراكيا‪ ،‬كتحرر ىذه األخيرة محضر استبلـ يتضمف جميع التحفظات مرفقا‬
‫بأجؿ رفعيا كيبمغ لممتعامؿ المتعاقد قصد اتخاذ اإلجراءات التصحيحية البلزمة‪ ،‬كبعد تأكدىا مف رفع‬
‫التحفظات المشار إلييا ضمف المحضر‪ ،‬تحرر المصمحة المتعاقدة مقرر رفع التحفظات يبمغ لممتعامؿ‬
‫المتعاقد‪ ،2‬كاذا أقرت المصمحة المتعاقدة عدـ استبلـ الصفقة تحرر قرار عدـ استبلميا كيبمغ لممتعاقد‪ ،‬ىذا‬
‫كيبقى المتعامؿ المتعاقد مسؤكال عف األشغاؿ في الفترة التي تتكاجد بيف التسميـ المؤقت كالتسميـ النيائي‬
‫رغـ تسميمو لممشركع‪ ،‬كىك ما استقرت عميو أحكاـ مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في ‪2002/04/22‬‬
‫بقكلو "‪..‬حيث يتبيف أف المشركع قد تعرض لتخريب جزئي بعد التسميـ المؤقت‪..‬كالثابت أف المحضر‬
‫النيائي لؤلشغاؿ لـ ينجز ألسباب التخريب عمما أف المقاكؿ يبقى مسؤكال حتى يتـ التسميـ النيائي‪.3‬‬

‫يمكف المصمحة المتعاقدة القياـ باستبلـ جزئي لمخدمات في حالة ما نصت الصفقة عمى أجؿ جزئي‬
‫منفصؿ عف األجؿ الكمي‪ ،‬كفي ىذه الحالة يككف استبلـ مؤقت جزئي لمخدمات محؿ الصفقة مكافقا ليذا‬
‫ا ألجؿ‪ ،‬كيبدأ سرياف أجؿ الضماف مف تاريخ أكؿ استبلـ جزئي كال ترد الكفالة أك اقتطاع الضماف إال بعد‬
‫نياية أجؿ ضماف جميع الخدمات محؿ الصفقة‪.4‬‬

‫‪ ‬مرحمة االستالـ النيائي‪:‬‬

‫يككف بعد معاينة المصمحة المتعاقدة لئلنجاز‪ ،‬كالتأكد مف سبلمتو طبقا لممكاصفات كالشركط المتفؽ‬
‫عميي ا كعدـ إبدائيا ألم تحفظات‪ ،‬كتحرر ىذه األخيرة في ىذا الشأف محضر استبلـ الصفقة تبمغ فيو‬
‫المتعاقد بتاريخ استبلميا كتنتقؿ بمكجبو الخدمات محؿ الصفقة إلى المصمحة المتعاقدة‪ ،5‬كىك ما استقر‬
‫عميو قرار المحكمة العميا المؤرخ في ‪ 1990/05/05‬الذم جاء فيو " مف المستقر عميو قانكنا أنو إذا لـ‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 148‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 4/148‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،4546‬المؤرخ في ‪ ،2002/04/22‬نشرة القضاة العدد السابع كالخمسكف‪ ،2006 ،‬ص ‪.293‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 7/148‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 148‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،45161‬الفيرس رقـ ‪ ،110‬المؤرخ في ‪( ،2009/02/11‬قضية (م أ) ضد بمدية غريس كمف معيا)‪( ،‬غير منشكر)‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يبدم صاحب المشركع أم تحفظ عند االستبلـ النيائي فإف الديف المطالب بو يمغى‪ ،‬ألنو يعني في الكاقع‬
‫اعتراؼ مف صاحب المشركع بمطابقة األشغاؿ لمصفقة‪..‬كمتى كاف األمر كذلؾ استكجب رفض الطعف"‪.1‬‬

‫يترتب عمى المتعامؿ المتعاقد بعد التسميـ النيائي لممشركع مسؤكلية مدنية‪ ،‬اصطمح عمييا المشرع‬
‫بالضماف العشرم‪ 2‬عف تبعات اآلثار السمبية التي قد تنجـ عف تنفيذ صفقات األشغاؿ‪ ،‬حيث يككف كؿ‬
‫مف المقاكؿ كالميندس مسؤكالف تضامنيا كلمدة عشر(‪ )10‬سنكات تسرم مف تاريخ التسميـ النيائي‬
‫لممشركع محؿ الصفقة العمكمية‪ 3‬عف التيدـ الكمي أك الجزئي فيما شيداه مف مباني أك منشآت ثابتة أخرل‬
‫كلك كاف التيدـ ناشئا عف عيب في األرض‪ ،‬فالضماف العشرم يعتبر بمثابة ضماف قائـ عمى أساس‬
‫مسؤكلية مفترضة عمى احتماؿ تحقؽ خطأ أك عيب مستقببل مف شأنو تيديد المنشأة المبنية‪ ،4‬كما يغطي‬
‫ىذا الضماف األضرار المخمة بصبلبة العناصر الخاصة بتجييز بناية ما‪ ،‬عندما تككف ىذه العناصر جزءا‬
‫ال يتج أز مف منجزات التييئة ككضع األساس كالييكؿ كاإلحاطة كالتغطية‪ ،‬كيعتبر جزءا ال يتج أز مف‬
‫اإلنجاز كؿ عنصر خاص بالتجييز ال يمكف القياـ بنزعو أك تفكيكو أك استبدالو دكف إتبلؼ أك حذؼ‬
‫مادة مف مكاد ىذا االنجاز‪.5‬‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬الغرفة اإلدارية ‪ ،‬رقـ ‪ ،66148‬المؤرخ في ‪ ،1990/05/05‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،1993 ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 178‬مف األمر رقـ ‪ ،07/95‬المؤرخ في ‪ ،1995/01/25‬المتعمؽ بالتأمينات‪ ،‬ج ر عدد (‪ )13‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1995/03/08‬المعدؿ‬
‫كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ‪ ،04/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/02/20‬ج ر عدد (‪ )15‬الصادرة بتاريخ ‪.2006/03/12‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 554‬مف األمر ‪ ،58/75‬المتعمؽ بالقانكف المدني‪ ،‬أما عف مدة الضماف فقد حددىا المشرع بعشر سنكات‪ ،‬بينما حدد مدة رفع دعكل‬
‫الضماف بثبلث سنكات ابتداء مف يكـ حصكؿ التيدـ أك اكتشاؼ العيب‪.‬‬
‫‪ -4‬عايدة مصطفاكم‪ ،‬الضماف العشرم كالضمانات الخاصة لمشيدم البناء في التشريع الجزائرم كالتشريع المقارف‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد السادس‪ ،2012 ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 181‬مف األمر رقـ ‪ ،07/95‬المتعمؽ بالتأمينات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫نظاـ الثنائية في الرقابة عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعد الصفقات العمكمية أىـ قناة تتحرؾ فييا األمكاؿ العامة‪ ،‬كىي الطريقة المفضمة لدل الدكلة‬
‫لمتجسيد الميداني لمختمؼ المشاريع كالبرامج التنمكية‪ ،‬لذلؾ فقد كاف مف الكاجب إحاطت ىذا المجاؿ‬
‫بجممة مف الضكابط كاآلليات التي تكفؿ إبراميا داخؿ قالب قانكني تحفظ مف خبللو األمكاؿ العامة‪ ،1‬كلكف‬
‫لف تبمغ ىذه القيكد جكىرىا كمبتغاىا (حماية الماؿ العاـ) في ظؿ غياب آليات الرقابة الفعالة التي تؤمف‬
‫مسار سيرىا بما يمكنيا مف ترصد األخطاء ككضع التدابير البلزمة قبؿ تحقؽ آثارىا‪ ،‬لذلؾ فيي تخضع‬
‫لمرقابة قبؿ دخكليا حيز التنفيذ كأثناء التنفيذ كبعده‪ ،‬كبالتالي فيي تخضع لنظاـ رقابي متنكع مف حيث‬
‫األجيزة كالييئات المكمفة بإعماليا كىك ما سيعنى بالدراسة مف خبلؿ ما يمي‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪:‬‬

‫الرقابة القبمية عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫امتدادان لسمسمة القيكد التي تضبط عمؿ المصالح المتعاقدة في إبراميا لمصفقات العمكمية‪ ،‬كضمانا‬
‫لتحقيؽ شفافية أكبر عمى أعماليا‪ ،‬حرص المشرع عمى فرض ضكابط كجب التصرؼ في حدكدىا‪ ،‬تحقيقا‬
‫لممصمحة العامة التي تسعى المصمحة المتعاقدة إلى تحقيقيا مف كراء إبراـ صفقاتيا‪.‬‬

‫تجسيدا لذلؾ فقد أخضع المشرع الصفقات العمكمية إلطار رقابي متنكع في شكؿ رقابة داخمية‬
‫كخارجية‪ ،‬حيث تضطمع بيذه الميمة لجنة يتـ استحداثيا لدل كؿ مصمحة متعاقدة‪ ،‬كبالتالي فيي نكع مف‬
‫الرقابة الذاتية تتـ عمى مستكل المصمحة المتعاقدة لفحص مدل صحة اإلجراءات التي تمت في كنفيا‬
‫الصفقة العمكمية‪ ،‬بينما يتمثؿ الكجو اآلخر لمرقابة في تكميؼ لجاف الصفقات العمكمية الخارجية بالتأكد‬
‫مف مدل نظامية الصفقات كمطبقتيا لمقكانيف كالتنظيمات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪.2‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬

‫الرقابة الداخمية عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعرؼ الرقابة الداخمية بأنيا الرقابة الذاتية لئلدارة عمى نفسيا‪ ،‬لذلؾ تعد أكثر تعمقا كتغمغبل في‬
‫صميـ النشاط اإلدارم مف أجؿ تبلفي االنحرافات كالتحقؽ مف احتراـ المصمحة المتعاقدة لمضكابط الشكمية‬

‫‪ -1‬عبد القادر غيتاكم‪ ،‬دكر قانكف الصفقات العمكمية في ترشيد اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في‬
‫ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالت شريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19 -18‬أكتكبر‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬خصص المشرع الجزائرم لئلطار الرقابي عمى الصفقات العمكمية المكاد مف ‪ 156‬إلى ‪ 202‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬حيث نظـ‬
‫الرقابة الداخمية بمكجب المكاد مف ‪ 156‬إلى ‪ 162‬في حيف خصص المكاد مف ‪ 162‬إلى ‪ 190‬لمرقابة الخارجية‪ ،‬ككضع أحكاـ مشتركة‬
‫لعمميات الرقابة بصرؼ النظر عف طبيعتيا في المكاد مف ‪ 191‬إلى ‪ 202‬مف المرسكـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كاإلجرائية المفركضة عمييا في إبراميا لصفقاتيا‪ ،‬امتدادا ألصميا ككظيفة إدارية ترتكز عمى التأكد مف‬
‫جكدة األداء كمتابعة النشاطات لمتحقؽ مف مطابقتيا لمخطط المرسكمة‪ ،‬مف خبلؿ التنبيو لبلنحرافات‬
‫المتكقعة كمنع حدكثيا لضماف سبلمة التنفيذ كفقا لمرزنامة كالمقاييس المسطرة‪.1‬‬

‫مف المسمـ بو أف الرقابة اإلدارية الداخمية ىي أكؿ آلية رقابية تخضع ليا الصفقات العمكمية قبؿ‬
‫دخكليا حيز التنفيذ‪ ،‬تمارس مف قبؿ لجنة داخمية تحدث لدل كؿ مصمحة متعاقدة لجنة تدعى لجنة فتح‬
‫األظرفة كتقييـ العركض طبقا لممادة ‪ 160‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬التي أفادت بقكليا " تحدث‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،‬في إطار الرقابة الداخمية‪ ،‬لجنة دائمة كاحدة أك أكثر مكمفة بفتح األظرفة كتحميؿ‬
‫العركض كالبدائؿ كاألسعار االختيارية عند االقتضاء تدعى في صمب النص لجنة فتح األظرفة كتقييـ‬
‫العركض"‪ ،‬كذلؾ كفؽ ضكابط قانكنية محددة لمتحقؽ مف التجسيد العممي لممبادئ األساسية لمصفقات‬
‫العمكمية ككشؼ مكاطف القصكر كاالنحراؼ كالعمؿ عمى منع حدكث آثارىا‪.2‬‬

‫كسيتـ التركيز في ىذا الجانب عمى تشكيمة كنظاـ سير ىذه المجنة‪ ،‬أما عف المياـ المنكطة بيا فقد‬
‫سبؽ كأف تمت اإلشارة إلييا ضمف المبحث األكؿ مف ىذا الفصؿ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إنشاء المجنة الدائمة لفتح األظرفة وتقييـ العروض‪.‬‬

‫اختمفت التشريعات المقارنة بشأف تنظيـ ىذا النكع مف المجاف المختصة بعممية فتح األظرفة كتقييـ‬
‫العركض‪ ،‬حيث أخذ المشرع المصرم بنظاـ المجنتيف (لجنة فتح المظاريؼ‪ ،‬لجنة البث)‪ ،3‬كىك ذات‬
‫المسمؾ الذم اختاره المشرع التكنسي الذم أقر ىك اآلخر باألخذ بنظاـ المجنتيف لكبل الميمتيف‪.4‬‬

‫كبعد األخذ بنظاـ ازدكاجية لجاف فتح األظرفة كتقييـ العركض السابؽ‪ ،‬كتخصيص لجنة لمفتح كأخرل‬
‫لمتقييـ‪ ،‬ماثؿ المشرع الجزائرم مف خبلؿ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية نظيره الفرنسي باألخذ بنظاـ‬
‫المجنة الكاحدة لفتح أظرفة المتنافسيف كتقييميا‪ ،‬تستمد صبلحياتيا مف تسميتيا لذلؾ فاستحداثيا يعد أم ار‬
‫إلزاميا عمى كؿ الييئات التي ليا صبلحية إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬تعزي از كضمانا لمبدأ شفافية الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كبذلؾ فقد عمد المشرع الجزائر مف خبلؿ اإلصبلح الحالي لمصفقات العمكمية عمى دمج نظاـ‬
‫المجنتيف السابؽ ضمف لجنة كاحدة تتصؼ بطابع الديمكمة‪ ،‬فيي ليست بالعابرة أك المؤقتة‪ ،‬إنما ىي لجنة‬

‫دائمة كثابتة‪.‬‬

‫‪ -1‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 111.‬‬
‫‪ -2‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 11‬مف قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم الصادر بالقانكف رقـ ‪ 89‬لسنة ‪( 1998‬المعدؿ كالمتمـ)‪.‬‬
‫‪ -4‬الفصؿ ‪ 68 ،58‬مف األمر رقـ ‪ ،1039‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية التكنسي‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مف أجؿ إضفاء مركنة أكثر؛ مكف تنظيـ الصفقات العمكمية المصالح المتعاقدة باستحداث أكثر مف‬
‫لجنة كاحد تكمؼ بعممية فتح األظرفة كتحميؿ العركض كالبدائؿ كاألسعار االختيارية عند االقتضاء‪ ،‬كذلؾ‬
‫مف أجؿ معالجة ظاىرة تراكـ الممفات التي عرفتيا بعض المصالح المتعاقدة أثناء سرياف المرسكـ السابؽ‪،‬‬
‫مما قد يحقؽ السرعة كالفعالية في معالجة ممفات الصفقات العمكمية‪ ،1‬غير أف ما يأخذ عف المشرع أنو لـ‬
‫يحدد عدد المجاف التي يمكف إنشاؤىا‪ ،‬كما لـ يقيد عممية إنشائيا بمعايير محددة كمضبطة‪ ،‬فمـ ينص مثبل‬
‫عمى إنشائيا كفقا لتخصص حاجات مصمحة المتعاقدة‪ ،‬أك كفقا لمستكيات تقنية أك اقتصادية أك مالية‬
‫محددة‪ ،‬إذ يحتمؿ أف تنشأ لجنة خاصة لكؿ صفقة أك لكؿ مجمكعة صفقات طالما ال يكجد نص يمنع مف‬
‫ذلؾ‪ ،‬كبدال مف ىذا اإلطبلؽ فقد كاف حرم بالمشرع كضع معايير محددة إلنشاء ىذه المجاف‪ ،‬كتحديد عدد‬
‫أعضائيا‪ ،‬كأف يرتبط عددىا بما يتناسب كعدد الصفقات المبرمجة أك تكزع ىذه المجاف كفؽ أىمية الصفقة‬
‫كحجـ الغبلؼ المالي المقدر ليا‪ ،‬كنفس ىذه المبلحظات المسجمة تنطبؽ أيضا عمى المجنة التقنية المنشأة‬
‫لحاجات لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬غموض تشكيمة لجنة فتح األظرفة وتقيـ العروض‪.‬‬

‫نصت الفقرة األكلى مف المادة ‪ 162‬بأنو " يحدد مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة بمكجب مقرر‪ ،‬تشكيمة‬
‫لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض كقكاعد تنظيميا كسيرىا كنصابيا‪ ،‬في إطار اإلجراءات القانكنية‬
‫كالتنظيمات الم عمكؿ بيا "‪ ،‬كىذا يدؿ عمى أف لمسؤكؿ المصمحة المتعاقدة سمطة تقديرية كاسعة في تحديد‬
‫عدد أعضاء المجنة‪ ،‬خبلفا لما أقرتو بعض التشريعات المقارنة مف بينيا المشرع الفرنسي الذم عمؿ عمى‬
‫تحديد عددىـ برئيس كخمسة أعضاء طبقا لممادة ‪ 22‬مف تقنيف الصفقات العمكمية رقـ ‪ ،2975/2006‬ك‬
‫المشرع التكنسي الذم أكد عمى ضركرة تكفر ثبلثة أعضاء باعتبار رئيسيا ضمف تشكيمة لجنة الفتح يتـ‬
‫تعيينيـ مف قبؿ المشترم العمكمي‪ ،3‬كىناؾ مف يرل بأف المشرع الجزائرم قد أصاب في ىذا المسمؾ‬
‫نتيجة الختبلؼ طبيعة المصالح المتعاقدة ككذا طبيعة عقكدىا‪ ،‬فالتشكيمة التي تصمح لمصمحة ما قد ال‬
‫تصمح ألخرل‪ ،‬لذا كجب أف تختمؼ مف مصمحة ألخرل‪ ،‬كذلؾ بفسح المجاؿ أماـ المسؤكؿ األكؿ لمجية‬
‫المتعاقدة باختيار مف يرل في عضكيتيـ فائدة لمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،4‬غير أف فتح المجاؿ‬
‫أماـ مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة بيذا الشكؿ‪ ،‬قد يؤدم إلى منحى آخر خدمة في ذلؾ ألغراض شخصية‬
‫ال تمت بصمة بالمصمحة العامة‪ ،‬فقد يحدث كأف يستغؿ في ذلؾ ىذا األخير سمطتو في استبعاد أم عضك‬

‫‪ -1‬حمزة خضرم‪ ،‬الرقابة عمى الصفقات العمكمية عمى ضكء القانكف الجديد‪ ،‬يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ‬
‫العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2015 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Décret n° 2006-975 du 01 aout 2006 portant code des marchés publics, JORF n°179 du 04 aout 2006, publié‬‬
‫‪sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫‪ -3‬نص الفصؿ ‪ 58‬مف األمر رقـ ‪ 1039‬لسنة ‪ ،2014‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية التكنسي عمى أف " تحدث لدل كؿ مشترم عمكمي‬
‫لجنة قارة لفتح العركض تضـ ثبلثة أعضاء باعتبار رئيسيا يتـ تعيينيـ مف قبؿ المشترم العمكمي‪."...‬‬
‫‪ -4‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ الثاني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ألسباب غير قانكنية كحرمانو مف حؽ العضكية طالما انفرد ىذا األخير باالختيار مستندا عمى مفيكمو‬
‫الخاص في اختيار األعضاء‪ ،‬فضبل عف ككف اجتماعاتيا ستصح ميما كاف عدد الحاضريف‪ ،‬لذلؾ فقد‬
‫كاف حرم بالمشرع الجزائرم أف يحذك في ذلؾ حذك المشرع الفرنسي كالتكنسي بالنص عمى عدد معيف‬
‫يمثؿ تشكيمة ىذه المجنة‪.‬‬

‫تتشكؿ المجنة مف مكظفيف مؤىميف تابعيف لممصمحة المتعاقدة يختاركف لكفاءتيـ بمقرر مف مسؤكؿ‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،1‬كىك ما يعكس مدل األىمية لمدكر الممنكح ليذه المجنة‪ ،‬خبلفا لمجمؿ التنظيمات‬
‫السابقة التي لـ تكف تشترط أم مؤىؿ في تشكيمة لجنة فتح األظرفة التي كانت مستقمة عف لجنة التقييـ‪،‬‬
‫التي فرض فييا المشرع ضركرة تكفر عنصر المؤىؿ كالكفاءة‪ ،‬كمف تـ فإف المشرع أ ارد مف خبلؿ ذلؾ‬
‫منح مصداقية أكثر عمى عمؿ المجنة‪ ،‬باإلضافة إلى معالجة بعض الحاالت التي تبث فييا تعييف أعكاف‬
‫غير مؤىميف لمقياـ بالصبلحيات المرتبطة بمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،2‬غير أنو كاف مف األجدر‬
‫بالمشرع الجزائرم أف يعمؿ عمى ضبط كتحديد المؤىبلت كالشركط التي ينبغي تكافرىا لدل القائميف‬
‫بالرقابة‪ ،‬مف خبلؿ ضماف تمثيؿ يعكس الجكانب القانكنية كالمالية كالتقنية‪ ،‬مما يعزز فعالية رقابة ىذه‬
‫المجنة‪ ،‬كأف يحذك في ذلؾ حذك المشرع المصرم الذم أكد عمى ضركرة تشكيؿ المجنة بقرار مف السمطة‬
‫المختصة برئاسة مكظؼ تتناسب كظيفتو كدرجتو كأىمية المناقصة‪ ،‬إضافة إلى عضكية بعض األعضاء‬
‫الذيف يتمتعكف بمؤىبلت فنية كقانكنية كمالية‪ ،‬بؿ كأف يشترؾ في عضكية ىذه المجاف مندكب عف ك ازرة‬
‫المالية‪ ،‬كعضك إدارة الفتكل بمجمس الدكلة‪ 3‬الذم اعتبر القضاء حضكره يعد ضمانة أساسية أكلى بالرعاية‬
‫ال سبيؿ إلىدارىا‪ ،4‬مما يعكس العضكية المتكاممة لمجاف فتح األظرفة كتقييـ العركض بالشكؿ الذم‬
‫يضمف الفعالية في أدائيا‪ ،‬كىذا خبلفا لممسمؾ الذم تبناه المشرع الجزائرم في بناء الييكؿ الرقابي لمجنة‬
‫فتح األظرفة كتقييـ العركض‪.‬‬

‫لـ تحظى المجنة بالقدر الكافي مف العناية مقارنة بحجـ األعماؿ الممقاة عمى عاتقيا‪ ،‬حيث اكتفى في‬
‫ذلؾ المشرع الجزائرم بتخصيص مادة كاحدة لتكضيح معالميا‪ ،‬عمى رغـ مف ارتباط مياميا بأىـ مرحمة‬

‫‪ -1‬اإلرسالية رقـ ‪ 143‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2013/‬بتاريخ ‪ ،2013/03/21‬المتعمقة بأعضاء المجاف الدائمة لفتح‬
‫األظرفة كتقييـ العركض‪.‬‬
‫‪ -2‬حمزة خضرم‪ ،‬الرقابة عمى الصفقات العمكمية عمى ضكء القانكف الجديد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -3‬تنص المادة ‪ 12‬مف القانكف رقـ ‪ 89‬لسنة ‪ ،1998‬المتعمؽ بالمناقصات كالمزايدات المصرم عمى أف " يصدر بتشكيؿ لجاف فتح المظاريؼ‬
‫كلجاف البث قرار مف السمطة المختصة‪ ،‬كتظـ ىذه المجاف عناصر فنية كمالية كقانكنية كفؽ أىمية كطبيعة التعاقد‪ ،‬كيجب أف يشترؾ في‬
‫عضكية لجاف البث ممثؿ لك ازرة المالية إذا تجاكزت القيمة مائتيف كخمسيف ألؼ جنيو‪ ،‬ككذا عضك إدارة الفتكل‪ ،‬المختصة بمجمس الدكلة‪ ،‬إذا‬
‫تجاكزت القيمة خمسمائة ألؼ جنيو "‪ ،‬بينما نصت المادة ‪ 15‬مف البلئحة التنفذية لقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم عمى " يككف‬
‫تشكيؿ لجنة فت ح المظاريؼ بقرار مف السمطة المختصة برئاسة مكظؼ تتناسب كظيفيتو كدرجتو مع أىمية المناقصة كعضكية ممثؿ عف الجية‬
‫الطالبة كعضك قانكني كعضك فني كعضك مالي كمدير إدارة المشتريات أك مف ينيبو‪ ،‬كيحضر المجنة مندكب إدارة الحسابات ليتسمـ التأمينات‬
‫كيجكز أف ينص القرار عمى ضـ عضك آخر أك أكثر إلى المجنة "‪.‬‬
‫‪ -4‬عائشة خمدكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.379‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إلبراـ الصفقات العمكمية كدكرىا في اإلسياـ في إرساء الصفقات العمكمية‪ ،‬كىذا خبلفا لممشرع المصرم‬
‫الذم أكلى عناية كبيرة ليا‪ ،‬حيث خصيا بجممة مف التفصيؿ تتناسب كالدكر الذم تمعبو ىذه األخيرة في‬
‫مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫تتعيف اإلشارة بأف تنظيـ الصفقات العمكمية قد استبعد بعض المكظفيف مف عضكية ىذه المجاف‪،‬‬
‫حيث حظر المشرع عمى المكظفيف المعينيف كأعضاء أك مقرريف في لجاف التحكيـ‪ ،‬كلجاف الصفقات‬
‫العمكمية عضكية لجاف الفتح األظرفة كتقييـ العركض طبقا لممادة ‪ 91‬مف المرسكـ الرئاسي ‪247/15‬‬
‫التي نصت عمى أنو "تتنافى العضكية في لجنة التحكيـ كالعضكية أك صفة مقرر في لجنة الصفقات‬
‫العمكمية مع عضكية في لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،‬عندما يتعمؽ بنفس الممؼ "‪ ،‬كيفيـ مف ىذا‬
‫النص أنو ال يمكف الجمع بيف العضكية في لجنة الصفقات لممصمحة المتعاقدة كالعضكية في أم لجنة‬
‫تشكؿ لفتح األظرفة كتقييـ العركض ‪ ،‬بينما ال ينطبؽ ىذا الحكـ عمى لجنة التحكيـ إال إذا تعمؽ األمر‬
‫بنفس الممؼ كىذا راجع لمترابط المكجكد بينيما‪.1‬‬

‫إضافة لذلؾ فقد نصت المادة ‪ 90‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عمى أنو " عندما تتعارض‬
‫المصمحة الخاصة لمكظؼ عمكمي يشارؾ في إبراـ أك مراقبة أك تنفيذ صفقة عمكمية مع المصمحة‬
‫العامة‪ ،‬كيككف مف شأف ذاؾ التأثير في ممارستو لميامو بشكؿ عاد‪ ،‬فإنو يتعيف عميو أف يخبر السمطة‬
‫السممية لذلؾ كيتنحى عف ىذه الميمة "‪ ،‬لكننا نتساءؿ في ىذا الشأف عف الذم يقدر ىذا التعارض بيف‬
‫المصمحتيف ثـ ما مصير األعماؿ التي يشارؾ فييا المكظؼ كالتي تتعارض كأحكاـ ىذا النص كالتي ال‬
‫يمكف التفطف ليا في حينيا؟‪.2‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬إشكالية ميعاد اجتماع المجنة‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 2/162‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بقكليا "‪..‬غير أف اجتماعات لجنة فتح‬
‫األظرفة كتقييـ العركض في حصة فتح األظرفة‪ ،‬تصح ميما يكف عدد أعضائيا الحاضريف‪ ،‬كيجب أف‬
‫تسير المصمحة المتعاقدة عمى أف يسمح عدد الحاضريف بضماف شفافية اإلجراء‪ ،"..‬يبلحظ أف المشرع لـ‬

‫‪ -1‬نصت المادة ‪ 70‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬بقكليا "‪..‬كفي حالة إجراء المسابقة‪ ،‬يتـ فتح األظرفة المتعمقة بالعركض التقنية كالخدمات‬
‫كالعركض المالية في ثبلث مراحؿ‪ ،‬كال يتـ فتح أظرفة ال خدمات في جمسة عمنية‪ ،‬كال يتـ فتح األظرفة المالية لممسابقة إال بعد نتيجة تقييـ‬
‫الخدمات مف قبؿ لجنة التحكيـ كما ىك منصكص عمييا في المادة ‪."...48‬‬
‫‪ -2‬عباس صادقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،23‬كقد أكدت اإلرسالية رقـ ‪ 930‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2016/‬بتاريخ‬
‫‪ ،2016/12/01‬المتعمقة بحاالت المنع عمى أف " ال يمكف لممتعامؿ االقتصادم المتعيد في صفقة عمكمية أف يككف في كضعية نزاع مصالح‬
‫ذم عبلقة بالصفقة المعنية‪ ،‬فبل يمكف عمى سبيؿ المثاؿ لعضك في المجمس الشعبي البمدم أف يشارؾ بصفتو مقاكؿ في الصفقات كاالستشارات‬
‫المعدة مف قبؿ البمدية التي ينتمي إلييا"‪ ،‬بينما أفادت التعميمة بأنو " في حالة مشاركة إبف عضك بالمجمس الشعبي البمدم‪ ،‬يجب أف ال يككف‬
‫ىذا العضك ضمف تشكيمة لجنة الصفقات العمكمية البمدية (عضكا أك مقررا)‪ ،‬لدراسة ممؼ إبنو‪ ،‬ماعدا ذلؾ يمكف لو المشاركة في صفقات‬
‫كاستشارات البمدية مع احتراـ المبادئ العامة المنصكص عمييا في المادة ‪ 05‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ ،" 247/15‬اإلرسالية رقـ ‪ 744‬الصادرة‬
‫عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2018/‬بتاريخ ‪ ،2018/07/25‬المتعمقة بحاالت المنع‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يحدد نصاب معيف لصحة اجتماع المجنة‪ ،‬كانما جعميا صحيحة كقانكنية ميما كاف عدد األعضاء‬
‫الحاضريف خبلفا لممشرع المغربي الذم أكد عمى الحضكر اإلجبارم لكؿ أعضاء المجنة‪ ،1‬مما يدفعنا إلى‬
‫تصكر ىذه المجنة بعضك أك عضكيف‪ ،‬مما يجعمنا نتساءؿ عف إمكانية قياـ ىذا العضك مف التحقؽ مف‬
‫جميع البيانات كالمياـ المككمة ليذه المجنة طبقا لممادة ‪ 71‬مف ذات المرسكـ‪ ،‬كىك ما يتنافى تماما كمبدأ‬
‫الشفافية‪ ،‬خاصة كأف ىذه الرقابة ىي أكؿ إطار رقابي ييدؼ إلى التحقؽ مف نظامية الصفقة العمكمية‬
‫كمطابقتيا لمقكانيف كالتنظيمات‪ ،‬حتى كاف كاف البعض يرل بأف عدـ إخضاع اجتماع لجنة فتح األظرفة‬
‫لنصاب معيف قد حقؽ مركنة في العمؿ اإلدارم بما يضمف السير الحسف لممصمحة العامة‪ ،‬إال أنو كفي‬
‫إطار تحقيؽ مبدأ الشفافية كمصداقية عممية فتح األظرفة فقد كاف مف األجدر بالمشرع تحديد نصاب‬
‫معيف لتشكيؿ ىذه المجنة‪ ،‬كأف يحذك بذلؾ حذك التشريعات المقارنة كالتشريع الفرنسي كالتكنسي‪ ،‬التي‬
‫أقرت بأف ال تنعقد جمسات الفتح إال بحضكر أغمبية أعضائيا مف بينيـ كجكبا رئيس المجنة‪ ،2‬كىك ما مف‬
‫شأنو أف يضع حدا لمتجاكزات كالممارسات التي ال تحمي الماؿ العاـ كال المصمحة العامة‪.‬‬

‫كاذا كاف المشرع قد تناكؿ مسألة صحة اجتماعات فتح األظرفة رغـ غمكضيا‪ ،‬إال أنو قد سكت‬
‫تماما عف صحة اجتماعات تقييـ العركض‪ ،‬مما يطرح التساؤؿ عف عدد األعضاء الحاضريف الذيف تصح‬
‫بيـ اجتماعات لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض أثناء قياميا بعممية التقييـ‪ ،‬كىك النصاب الذم غالبا ما‬
‫يحدده مقرر إنشائيا‪ ،‬كالذم ال يمكف لممتعيد معرفة محتكاه ما لـ تقـ المصمحة المتعاقدة باطبلعو عميو‪،‬‬
‫إال أنو كاف كاف المشرع يعمد عمى تحديد نصاب ىذه األخيرة ضمف ىذا المقرر فقد كاف مف الباب األكلى‬
‫أف يتـ تحديده ضمف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كأف يحذك في ذلؾ حذك المشرع الفرنسي الذم قيد‬
‫ضمف أحكاـ تقنيف الص فقات العمكمية صحة اجتماعيا بضركرة حضكر أغمبية أعضائيا الذيف ليـ‬
‫أصكات تقريرية‪ ،‬كىي األغمبية البسيطة‪ ،‬كفي حالة عدـ تحقؽ ىذا النصاب فبل تنعقد المجنة‪ ،‬كتجتمع مرة‬
‫أخرل كيصح اجتماعيا ميما كاف عدد أعضائيا الحاضريف‪.3‬‬

‫يعد تاريخ ككيفية اجتماع المجنة مف المسائؿ الضركرية التي يتعيف الكقكؼ عندىا‪ ،‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 70‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عف إجراءات استدعاء أعضاء ىذه المجنة لحضكر االجتماع‬
‫المتعمؽ بالصفقة العمكمية بقكليا " يتـ فتح األظرفة المتعمقة بممؼ الترشح كالعركض التقنية كالمالية في‬
‫جمسة عمنية‪ ،‬خبلؿ نفس الجمسة‪ ،‬في تاريخ كساعة فتح األظرفة المنصكص عمييما في المادة ‪ 66‬مف‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 36‬مف المرسكـ رقـ ‪ ،2/12/349‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية المغربي‪.‬‬


‫‪ -2‬نص الفصؿ ‪ 58‬مف األمر رقـ ‪ 1039‬لسنة ‪ ،2014‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية التكنسي‪ ،‬عمى أف " يرأس أعماؿ لجنة فتح العركض‬
‫ممثؿ المشترم العمكمي كيتكلى ىذا األخير استدعاء األعضاء قبؿ ثبلثة (‪ )03‬أياـ عمى األقؿ مف التاريخ المحدد لفتح العركض‪ ،‬كال تنعقد‬
‫جمسات المجنة إال بحضكر أغمبية أعضائيا كمف بينيـ كجكبا رئيس المجنة "‪.‬‬
‫‪- Art 25 du Décret n° 2006-975 du 01 aout 2006 portant code des marchés publics.‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ىذا المرسكـ‪ ،‬كتدعك المصمحة المتعاقدة كؿ المرشحيف أك المتعيديف لحضكر جمسة فتح األظرفة حسب‬
‫الحالة في إعبلف المنافسة أك عف طريؽ رسالة مكجية لممرشحيف أك المتعيديف المعنييف"‪.‬‬

‫لقد جاء النص أكثر كضكحا مف خبلؿ تحديد العمؿ الذم تقكـ بو ىذه المجنة كالمتمثؿ في فتح بممؼ‬
‫الترشح كالعركض التقنية كالمالية‪ ،‬إضافة إلى تكريسو لمبدأ عمنية الجمسات التي تقكـ بيا ىذه األخيرة‬
‫كذلؾ باشتراط حضكر جميع المرشحيف أك المتعيديف في يكـ كساعة فتح األظرفة‪ ،‬غير أف ما يأخذ عميو‬
‫أف المشرع قد سكت عف كيفية استدعاء أعضاء المجنة‪ ،‬كعف تاريخ إرساؿ ىذا االستدعاء‪ ،‬خبلفا لممشرع‬
‫التكنسي الني نص عمى أف يتـ استدعاء لجنة الفتح في أجؿ ثبلثة أياـ قبؿ انعقاد الجمسة‪ ،‬كبخمسة أياـ‬
‫قبؿ انعقاد الجمسة بالنسبة لممشرع الفرنسي‪ ،1‬كما أف ىذا النص قد أحالنا لممادة ‪ 66‬مف ذات المرسكـ‬
‫كالتي تشير بصريح العبارة بأف لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض تجتمع في "آخر يكـ مف أجؿ تحضير‬
‫العركض"‪ ،‬مما يعني أف أجؿ العرض قد تـ إنيائو قبؿ أكانو‪ ،2‬فاليكـ األخير إليداع العركض ىك يكـ‬
‫قانكني بإمكاف كؿ عارض طبقا لمبدأ المساكاة تقديـ عرضو طيمة ىذا اليكـ‪ ،‬كبالتالي فإف المبلحظ أف‬
‫ىناؾ ىدر لآلجاؿ القانكنية إليداع العركض‪ ،‬مما يستدعي ضركرة تعديؿ مقتضيات المادة ‪ 66‬بما‬
‫كيتكافؽ كتكريس مبدأ المنافسة كالمساكاة‪.‬‬

‫إف تمكيف مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة مف تحديد تاريخ اجتماع لجنة الفتح كتقييـ العركض‪ ،‬كتحديد‬
‫أعضائيا كاستدعائيـ أمر قد يحد مف فعالية دكرىا الرقابي‪ ،‬فيي تفتقر ألدنى مظاىر االستقبلؿ الكظيفي‬
‫في أداء مياميا‪ ،‬كال شؾ أف ىذا التكجو في تنظيـ الييئة األكلى المكمفة بتحقيؽ المشركعية عمى إبراـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬يجعؿ منيا حمقة ضعيفة كتابعة لسمطة مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة بكؿ أبعادىا‬
‫كآثارىا‪.‬‬

‫إضافة إلى الدكر الرقابي يتعيف عمى أعضاء المجنة التفرغ ألداء مياميـ اإلدارية تحت سمطة مسؤكؿ‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،‬الذم قد يمكنيـ مف أداء مياميـ الرقابية بكؿ حرية أك يتخمؼ عف ذلؾ كيضيؽ‬
‫عمييـ مف خبلؿ تكميفيـ بمياـ أخرل‪ ،‬مما يؤدم إلى تقميص اجتماعات ىذه المجاف كعدـ منحيا القدر‬
‫الكافي لمدراسة كالتقييـ‪ ،‬فكؿ ىذه المسائؿ كرغـ أىميتيا قد ترؾ أمر تحديدىا لممصمحة المتعاقدة لكحدىا‬
‫عمى الرغـ مف اتصاليا بالرقابة عمى مجاؿ الصفقات العمكمية‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Art 25 du Décret n° 2006-975 du 01 aout 2006 portant code des marchés publics: " Les convocations aux‬‬
‫‪réunions de la commission mentionnée aux articles 8, 22 et 23 du jury sont adressées à leurs membres au‬‬
‫‪moins cinq jours avant la date prévue pour la réunion".‬‬
‫‪ -2‬نصت المادة ‪ 108‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،434/91‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى) عمى أف "تجتمع لجنة فتح الظركؼ بناء‬
‫عمى استدعاء مف المصمحة المتعاقدة في يكـ العمؿ الذم يمي آخر أجؿ إليداع العركض‪."...‬‬
‫‪ -3‬عباس صادقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫الرقابة الخارجية عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يعد ىذا ا لنكع كجيا آخر لمرقابة عمى الصفقات العمكمية يجسد إطا ار رقابيا تضطمع بو جيات‬
‫متخصصة قبؿ دخكليا حيز التنفيذ‪ ،‬لمتأكد مف مطابقة التزاـ المصمحة المتعاقدة لمعمؿ المبرمج بكيفية‬
‫نظامية لضماف صحة كسبلمة ما تمت برمجتو في إطار العمؿ الحككمي‪ ،‬كتجسيدا لذلؾ تـ تأسيس لجاف‬
‫الصفقات العمكمية عمى عدة مستكيات كالمتمثمة في لجاف الصفقات لممصالح المتعاقدة‪ ،‬كالمجاف القطاعية‬
‫لمصفقات لمتأكد مف مدل مطابقة الصفقات المعركضة عمييا لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬لجاف الصفقات العمومية لممصالح المتعاقدة‪.‬‬

‫تختص لجاف الصفقات العمكمية لممصالح المتعاقدة بالرقابة الخارجية القبمية لمصفقات التي تبرميا‬
‫بعض المصالح المتعاقدة‪ ،‬كذلؾ بيدؼ تقديـ مساعدتيا في مجاؿ تحضير الصفقات كاتماـ تراتيبيا‪،‬‬
‫كدراسة دفاتر الشركط قبؿ قياـ المصمحة المتعاقدة بأم إجراء لئلعبلف عف المنافسة‪ ،‬حيث تعرض ىذه‬
‫األخيرة عمى رقابة لجاف الصفقات المختصة لدراستيا كالتدقيؽ في محتكاىا‪ ،‬كالتأكد مف مدل احتراميا‬
‫لممبادئ األساسية إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كمدل قدرتيا عمى تمبية حاجات المصمحة‪ ،‬إلى جانب رقابتيا‬
‫عمى مشاريع الصفقات كالمبلحؽ كمعاجمة الطعكف المرفكعة إلييا طبقا لآلجاؿ كالشركط المقررة قانكنا‪،‬‬
‫بينما يعيف أعضاء ىذه المجاف كمستخمفكىـ‪ ،‬باستثناء مف عيف بحكـ كظيفتو‪ ،‬مف قبؿ إدارتيـ بأسمائيـ‬
‫بيذه الصفة لمدة ثبلث (‪ )03‬سنكات قابمة لمتجديد‪ ،1‬كقد تكفمت أحكاـ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بياف‬
‫أنكاع ىذه المجاف كبنائيا القانكني كفؽ ما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رقابة لجاف الصفقات العمومية لممصالح المتعاقدة‪.‬‬

‫أسس المشرع الجزائرم ليذا النكع مف الرقابة إطا ار تقييميا رقابيا تضطمع بو جيات متخصصة قبؿ‬
‫دخكؿ الصفقة العمكمية حيز التنفيذ‪ ،‬بالشكؿ الذم يأمف سيرىا بما يمنع حدكث أم تجاكزات قد تمس‬
‫بمشركعيتيا كشفافيتيا‪ ،2‬لذلؾ فقد ألزـ المشرع بأف تحدث لدل كؿ مصمحة متعاقدة لجنة تكمؼ بالرقابة‬
‫القبمية الخارجية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬التي خصيا مف خبلؿ اإلصبلح الحالي لمصفقات العمكمية‬
‫بجممة مف التعديبلت مست اإلطار الييكمي ليذا النكع مف الرقابة‪ ،‬مف خبلؿ إلغاء نظاـ المجاف الكطنية‬
‫كاالكتفاء في ذلؾ باستحداث المجاف القطاعية‪ ،‬كالمجاف الجيكية‪ ،‬باإلضافة إلى التعديبلت التي مست تمؾ‬
‫المعايير التي عمى أساسيا يحدد اختصاص كؿ لجنة كىك ما سيتـ تكضيحو تبعا لما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 176‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -/1‬رقابة المجنة الجيوية لمصفقات العمومية‪:‬‬

‫تعد ىذه المجنة نكع مستحدث بمكجب أحكاـ المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬لكف ما يطرح ىك ما كراء‬
‫سر تسمية ىذه المجنة بالجيكية‪ ،‬فيؿ أف ذلؾ يرتكز عمى أساس الجية أـ ىناؾ سر آخر في ىذا األمر‪،‬‬
‫تبدكا اإلجابة عف ىذا التساؤؿ غير كاضحة خاصة كأف المادة ‪ 171‬مف المرسكـ قد أحالت لصدكر قرار‬
‫عف الكزير المكمؼ بالمالية يبيف قائمة اليياكؿ التي يسمح ليا بإنشاء ىذا النكع مف المجاف‪.1‬‬

‫أ‪ -/‬تشكيؿ المجنة‪:‬‬

‫تتشكؿ ىذه المجنة طبقا لنص المادة ‪ 171‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬مف‪ :‬الكزير المعني أك‬
‫ممثمو رئيسا‪ ،‬ممثؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬ممثميف اثنيف (‪ )2‬عف الكزير المكمؼ بالمالية (مصمحة الميزانية‬
‫كمصمحة المحاسبة)‪ ،‬ممثؿ عف الكزير المعني بالخدمة‪ ،‬حسب مكضكع الصفقة عند االقتضاء‪ ،‬ممثؿ عف‬
‫الكزير المكمؼ بالتجارة‪ ،‬لقد خمت ىذه المجنة مف العنصر المنتخب عمى النحك الذم رأيناه في المجنة‬
‫الكالئية كالبمدية لمصفقات العمكمية‪ ،‬فيي بذلؾ تعد لجنة تقنية محضة‪.‬‬

‫ب‪ -/‬اختصاصات المجنة‪:‬‬

‫تختص ىذه المجنة حسب المادة ‪ 171‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بد ارسة مشاريع دفاتر الشركط‬
‫كالصفقات الخاصة بالمصالح الخارجية الجيكية لئلدارات المركزية‪ ،‬عندما يفكؽ مبمغ التقدير اإلدارم‬
‫لمحاجات مميار دينار (‪ 1.000.000.000‬دج ) في حالة صفقات األشغاؿ‪ ،‬وثبلثمائة مميكف دينار‬
‫(‪ 300.000.000‬دج ) في حالة صفقات المكازـ‪ ،‬كمائتي مميكف دينار (‪ 200.000.000‬دج ) في‬
‫حالة صفقات الخدمات‪ ،‬كمائة مميكف دينار (‪ 100.000.000‬دج ) في حالة صفقات الدراسات‪ ،‬ككذا‬
‫كؿ مشركع ممحؽ بيذه الصفقات‪ ،‬في حدكد المستكل المبيف في المادة ‪ 139‬مف ىذا المرسكـ‪.‬‬

‫‪ -/2‬لجنة الصفقات لممؤسسة العمومية الوطنية والييكؿ غير الممركز لممؤسسة العمومية الوطنية‬
‫ذات الطابع اإلداري‪:‬‬

‫أ‪ -/‬تشكيؿ المجنة‪:‬‬

‫تتشكؿ مف ممثؿ عف السمطة الكصية رئيسا‪ ،‬المدير العاـ أك مدير المؤسسة أك ممثمو‪ ،‬ممثميف اثنيف‬
‫(‪ )2‬عف الكزير المكمؼ بالمالية (المديرية العامة لمميزانية‪ ،‬المديرية العامة لممحاسبة)‪ ،‬ممثؿ عف الكزير‬
‫المعني بالخدمة‪ ،‬حسب مكضكع الصفقة عند االقتضاء‪ ،‬ممثؿ عف الكزير المكمؼ بالتجارة‪.‬‬

‫‪ -1‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ الثاني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يغمب عمى تشكيمة ىذه المجنة طابع التمثيؿ‪ ،‬إذ ال كجكد ألم عضك منتخب بمدم كاف أك كالئي أك حتى‬
‫كطني‪ ،‬فبل يتصكر كاألمر يتعمؽ بمؤسسة عمكمية كطنية أف تتضمف قائمة المجنة عضكية منتخب بمدم‬
‫أك كالئي نظ ار الستقبلليتيا عف الكالية كالبمدية التي ليس ليا سمطة إال عمى المؤسسات التابعة ليا‪.‬‬

‫ب‪ -/‬اختصاصات المجنة‪:‬‬

‫تختص ىذه المجنة بدراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات الخاصة بيذه المؤسسات‪ ،‬عندما يفكؽ‬
‫مبمغ التقدير اإلدارم لمحاجات مميار دينار (‪ 1000.000.000‬دج) في حالة صفقات األشغاؿ‪،‬‬
‫كثبلثمائة مميكف دينار (‪ 300.000.000‬دج) في حالة صفقات المكازـ‪ ،‬كمائتي مميكف دينار جزائرم‬
‫(‪ 200.000.000‬دج) في حالة صفقات الخدمات‪ ،‬كمائة مميكف دينار جزائرم (‪ 100.000.000‬دج)‬
‫في حالة صفقات الدراسات‪ ،‬ككذا كؿ ممحؽ بيذه الصفقات تبرمو ىذه المؤسسات في حدكد ما نصت‬
‫عميو المادة ‪ 139‬مف المرسكـ الرئاسي ‪.247/15‬‬

‫‪ -/3‬رقابة المجنة الوالئية لمصفقات العمومية‪:‬‬

‫خكؿ المشرع لمجنة الكالئية رقابة الصفقات العمكمية عمى المستكل الكالئي‪ ،‬فعيد إلييا بدراسة مشاريع‬
‫دفاتر الشركط‪ ،‬كمشاريع الصفقات العمكمية كالمبلحؽ التي تدخؿ ضمف نطاؽ اختصاصيا ضمف الحدكد‬
‫المطمكبة‪ ،‬ككذا دراسة الطعكف المكجية ضد اختيار المصمحة المتعاقدة الناتجة عف المنح المؤقت لمصفقة‬
‫في أجؿ عشرة (‪ )10‬أياـ ابتداء مف تاريخ أكؿ نشر إلعبلف المنح المؤقت لمصفقة‪.1‬‬

‫أ‪ -/‬تشكيؿ المجنة‪:‬‬

‫تتشكؿ ىذه األخيرة طبقا لنص المادة ‪ 173‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬مف‪ :‬الكالي أك ممثمو‬
‫رئيسا‪ ،‬ممثؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬ثبلثة (‪ )03‬ممثميف عف المجمس الشعبي الكالئي‪ ،‬كالذيف لـ يشر المشرع‬
‫عما إذا كاف ىؤالء منتخبيف مف المجمس ككؿ‪ ،‬أك مختاريف مف قبؿ رئيس المجمس الشعبي الكالئي‪ ،‬كقد‬
‫كاف حرم بالمشرع أف يبث في ىذا خاصة كأف مجالسنا تشيد تعددية حزبية كمنتخبيف أحرار‪ ،‬فكاف ينبغي‬
‫الحسـ في ىذا األمر سكاء باالعتراؼ لرئيس المجمس باالختيار أك إسناد الميمة لممجمس ككؿ‪ ،2‬كممثميف‬
‫اثنيف (‪ )02‬عف الكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬مدير المصمحة التقنية المعنية بالخدمة بالكالية حسب مكضكع‬
‫الصفقة عند االقتضاء‪ ،‬مدير التجارة بالكالية نظ ار لصمتيا بنشاط رؤكس األمكاؿ كحركتيا‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 82‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ الثاني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪ -3‬كانت تشكيمة المجنة في ظؿ أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 236/10‬الممغى تتشكؿ مف ‪" :‬الكالي أك ممثمو رئيسا‪ ،‬ثبلثة (‪ )3‬ممثميف عف المجمس‬
‫الشعبي الكالئي‪ ،‬ممثميف (‪ ) 2‬اثنيف عف الكزير المكمؼ بالمالية (مصمحة الميزانية كمصمحة المحاسبة)‪ ،‬مدير التخطيط كتييئة اإلقميـ لمكالية‪،‬‬
‫مدير ال رم لمكالية‪ ،‬مدير األشغاؿ العمكمية لمكالية‪ ،‬مدير التجارة لمكالية‪ ،‬مدير السكف كالتجييزات العمكمية لمكالية‪ ،‬مدير المصمحة التقنية‬
‫المعنية بالخدمة لمكالية"‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ب‪ -/‬اختصاص المجنة‪:‬‬

‫تختص المجنة الكالئية لمصفقات حسب المادة ‪ 173‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬بالرقابة‬
‫عمى مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات كالمبلحؽ التي تبرميا الكالية كالمصالح غير الممركزة لمدكلة‬
‫كالمصالح الخارجية لئلدارات المركزية غير تمؾ المذككرة في المادة ‪ ،172‬كالتي تفكؽ قيمتيا المالية مميار‬
‫دينار جزائرم (‪ 1000.000.000‬دج) في حالة صفقات األشغاؿ‪ ،‬كثبلثمائة مميكف دينار جزائرم‬
‫(‪ 300.000.000‬دج) في حالة صفقات المكازـ‪ ،‬كمائتي مميكف دينار جزائرم (‪ 200.000.000‬دج) في‬
‫حالة صفقات الخدمات‪ ،‬كمائة مميكف دينار جزائرم (‪ 100.000.000‬دج) في حالة صفقات الدراسات‪.‬‬

‫زيادة عمى ذلؾ تختص المجنة الكالئية لمصفقات العمكمية بدراسة الصفقات التي تبرميا البمدية‬
‫كالمؤسسات العمكمية المحمية التي يساكم مبمغيا أك يفكؽ مائتي مميكف دينار(‪ 200.000.000‬دج) بالنسبة‬
‫لصفقات األشغاؿ أك المكازـ‪ ،‬كخمسيف مميكف دينار جزائرم (‪ 50.000.000‬دج) بالنسبة لصفقات‬
‫الخدمات‪ ،‬كعشركف مميكف دينار جزائرم (‪ 20.000.000‬دج) بالنسبة لصفقات الدراسات‪ ،‬فضبل عف‬
‫دراستيا لمشاريع المبلحؽ التي تبرميا البمدية كالمؤسسات العمكمية المحمية‪ ،‬ضمف حدكد المستكيات‬
‫المالية المحددة في المادة ‪ 139‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ .247/15‬كبالتالي امتد اختصاص المجنة ليشمؿ‬
‫الكالية كالمصالح غير الممركزة لمدكلة عمى مستكل الكالية‪ ،‬البمدية فيما بمغ الحد المبيف ضمف المادة‬
‫‪ ،2/173‬كالمؤسسات العمكمية المحمية سكاء التابعة لمكالية أك البمدية ضمف الحدكد المالية المبينة أعبله‪.‬‬

‫ما يبلحظ عمى المجنة الكالئية لمصفقات العمكمية أنيا قد ضمت مختمؼ أقطاب التنمية عمى‬
‫المستكل المحمي‪ ،1‬كذلؾ في محاكلة مف المشرع لخمؽ تجانس عمى مستكل ىذه المجنة‪ ،‬بغرض مساعدتيا‬
‫في أداء ما أنيط بيا مف مياـ‪ ،‬إال أننا كبتفحص أحكاـ قانكف رقـ ‪ 07/12‬المتعمؽ بالكالية نجد أنو قد‬
‫أكرد بعض األحكاـ تتمثؿ في اشتراط مساعدة ثبلثة منتخبيف مف تشكيبلت سياسية مختمفة لممكظؼ القائـ‬
‫عمى إعداد المناقصات‪ ،‬ككذا إلزامية حضكر المحاسب المعيف أك ممثمو بصفة استشارية‪ ،‬عمى أف تتكج‬
‫العممية بإعداد محضر لممناقصة‪ ،2‬كىي نفس األحكاـ التي تسرم عمى مناقصات المؤسسات العمكمية‬
‫الكالئية ذات الطابع اإلدارم‪ ،3‬كىك ما يتعارض كاألحكاـ الكاردة في تنظيـ الصفقات العمكمية الذم نظـ‬
‫ىذه العممية كأسندىا لمجاف مختمفة تحت مسؤكلية اآلمر بالصرؼ‪ ،‬األمر الذم ينجـ عنو بعض‬
‫اإلشكاالت مف حيث التطبيؽ السيما ما تعمؽ بالييئات الرقابية التي تمزـ المصالح المتعاقدة بالتقيد‬
‫بالنصكص التشريعية كالتنظيمية ذات الصمة‪ ،‬مما يجعؿ اإلدارة بيف االلتزاـ بتطبيؽ أحكاـ تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬أك أحكاـ قانكف الكالية‪ ،‬كيفتح المجاؿ أماـ االجتياد الذم يؤدم إلى تطبيقات مختمفة لمقانكف‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 136‬مف القانكف رقـ ‪ ،07/12‬المتعمؽ بالكالية‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 137‬مف القانكف رقـ ‪ ،07/12‬المتعمؽ بالكالية‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بيف مختمؼ الكاليات‪.‬‬

‫ثـ إف إشراؾ المحاسب العمكمية كلك بصفة استشارية في عممية إبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬تتنافى كمبدأ‬
‫الفصؿ بيف اآلمر بالصرؼ كالمحاسب العمكمي‪ 1‬المكرس في قانكف المحاسبة العمكمية‪ ،‬طبقا لممادة ‪55‬‬
‫مف قانكف المحاسبة كالتي جاء فييا بأنو "تتنافى كظيفة اآلمر بالصرؼ مع كظيفة المحاسب العمكمي"‪،‬‬
‫كذلؾ مف أجؿ إعطاء الكظيفتيف أصالة خاصة كأنيما يتعمقاف بمرحمتيف مختمفتيف‪.2‬‬

‫‪ -/4‬رقابة لجنة البمدية لمصفقات العمومية‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 189‬قانكف البمدية ‪ 10/11‬عمى أف إبراـ صفقات األشغاؿ أك اقتناء المكازـ أك الخدمات‬
‫أك الدراسات يخضع لمتنظيـ الجارم العمؿ بو‪ ،3‬أم أف الخضكع ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كقد‬
‫تناكؿ كؿ مف المرسكـ ‪ 247/15‬كقانكف البمدية تحديد الجية المكمفة بالرقابة عمى الصفقات العمكمية‬
‫عمى المستكل البمدم‪ ،‬كالمتمثمة في رئيس المجمس الشعبي البمدم كالمجنة البمدية لمصفقات العمكمية‪،4‬‬
‫حيث يتكلى رئيس المجمس الشعبي البمدم طبقا لممادة ‪ 82‬مف القانكف ‪ 10/11‬المتعمؽ بالبمدية القياـ‬
‫بجميع األعماؿ الخاصة بالمحافظة عمى األمكاؿ كالحقكؽ التي تتككف منيا ثركة البمدية‪ ،‬السيما القياـ‬
‫بمناقصات أشغاؿ البمدية كمراقبة حسف تنفيذىا‪ ،‬أما عف المجنة البمدية لمصفقات فنتكلى دراستيا تبعا لي‪:‬‬

‫أ‪ -/‬تشكيؿ المجنة‪:‬‬

‫تتشكؿ حسب نص المادة ‪ 174‬مف المرسكـ ‪ 247/15‬مف‪ :‬رئيس المجمس الشعبي البمدم أك ممثمو‬
‫رئيسا‪ ،‬ممثؿ عف المصمحة المتعاقدة‪ ،‬منتخبيف اثنيف (‪ )2‬يمثبلف المجمس الشعبي البمدم‪ ،5‬ممثميف اثنيف‬
‫(‪ )2‬عف الكزير المكمؼ بالمالية (مصمحة الميزانية‪ ،‬مصمحة المحاسبة)‪ ،‬ممثؿ عف المصمحة التقنية‬
‫المعنية بالخدمة لمكالية‪ ،‬حسب مكضكع الصفقة عند االقتضاء‪.6‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ali BISSAD, op.cit, p 16.‬‬
‫‪ -‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.194 ،193‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -3‬نصت المادة ‪ 189‬مف القانكف رقـ ‪ ،10/11‬ال متعمؽ بالبمدية‪ ،‬بأنو "يتـ إبراـ صفقات المكازـ كاألشغاؿ أك تقديـ الخدمات التي تقكـ بيا البمدية‬
‫كالمؤسسات العمكمية البمدية ذات الطابع اإلدارم طبقا لمتنظيـ السارم المفعكؿ المطبؽ عمى الصفقات العمكمية"‪.‬‬
‫‪ -4‬عبر المشرع مف خبلؿ أحكاـ المادة ‪ 191‬مف قانكف البمدية عف المجنة بمصطمح "لجنة البمدية لممناقصة"‪.‬‬
‫‪ -5‬يشار إلى أف العديد مف اإلرساليات الصادرة عف قسـ الصفقات العمكمية بك ازرة المالية قد حظرت عمى العضك المنتخب في المجمس الشعبي‬
‫البمدم اكتساب صفة العضكية في لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،‬حيث جاء في إحدل ىذه التعميمات بقكليا " يشرفني أف أكافيكـ بنسخة‬
‫مف رد مصالح ك ازرة المالية كالمتضمنة فحكاىا عدـ إمكانية نكاب رؤساء المجالس الشعبية البمدية اكتساب صفة العضكية في لجنة فتح األظرفة‬
‫كتقييـ العركض‪ ،‬اإلرسالية رقـ ‪ 158‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2017/‬بتاريخ ‪ ،2017/03/06‬المتعمقة بحاالت‬
‫التنافي‪.‬‬
‫‪ -6‬تتشكؿ المجنة البمدية لممناقصة طبقا ألحكاـ المادة ‪ 191‬مف قانكف البمدية مف‪" :‬رئيس المجمس الشعبي البمدم رئيسا‪ ،‬منتخباف (‪ )2‬يعنييما‬
‫المجمس الشعبي البمدم‪ ،‬عضكيف‪ ،‬األميف العاـ لمبمدية عضكا‪ ،‬ممثؿ مصالح أمبلؾ الدكلة "‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ب‪ -/‬اختصاص المجنة‪:‬‬

‫تختص لجنة صفقات البمدية بدراسة مشاريع دفاتر الشركط قبؿ نشر إعبلف طمب العركض‪ ،‬ككذا‬
‫دراسة المبلحؽ ضمف الحد المطمكب‪ ،‬كبذلؾ فيي تمارس رقابة سابقة قبؿ اإلعبلف عف طمب العركض‬
‫لمتأكد مف جدية الطمبات‪ ،‬فحصا دقيقا كمعمقا كىذا ما يجسد الطابع الكقائي ليذه الرقابة‪ .‬في حيف تنصب‬
‫رقابتيا في شقيا المالي طبقا لممادة ‪ 174‬بدراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات التي تبرميا البمدية‬
‫كالتي تقؿ قيمتيا المالية عف مائتي مميكف دينار جزائرم (‪ 200.000.000‬دج) في حالة صفقات‬
‫األشغاؿ أك المكازـ‪ ،‬كخمسيف مميكف دينار جزائرم (‪50.000.000‬دج) في حالة صفقات الخدمات‪،‬‬
‫كعشركف مميكف دينار جزائرم (‪ )20.000.000‬في حالة صفقات الدراسات‪ ،‬فضبل عف دراستيا لمطعكف‬
‫الناتجة عف المنح المؤقت في أجؿ عشرة (‪ )10‬أياـ ابتداء مف تاريخ أكؿ نشر إلعبلف المنح المؤقت‬
‫لمصفقة طبقا لممادة ‪ 82‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪.247/15‬‬

‫رغـ التجانس بيف نص المادة ‪ 82‬مف قانكف البمدية‪ ،‬كتنظيـ الصفقات العمكمية الذم خكؿ لرئيس‬
‫المجمس الشعبي البمدم االختصاص بالمكافقة عمى صفقات البمدية كمراقبتيا‪ ،‬فإننا نسجؿ ذلؾ التعارض‬
‫بيف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ك بعض النقاط التي حمميا القانكف رقـ ‪ 10/11‬المتعمؽ بالبمدية‬
‫كالتي نكجزىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬ال تزاؿ أحكاـ قانكف البمدية ترتكز عمى آلية المناقصة في إبراـ صفقات البمدية‪ ،‬التي عمؿ المشرع‬
‫عمى االستغناء عنيا مف خبلؿ اإلصبلح الحالي لتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك ما يستدعي ضركرة‬
‫تدارؾ ذلؾ لرفع التناقض كخمؽ االنسجاـ بيف النصكص القانكنية‪.‬‬

‫‪ -‬أقر قانكف البمدية مف خبلؿ المادة ‪ 84‬بأنو " في حالة تعارض مصالح رئيس المجمس الشعبي البمدم‬
‫مع مصالح البمدية سكاء باسمو الشخصي أك باسـ زكجو أك أصكلو أك فركعو إلى الدرجة الرابعة أك‬
‫بصفتو ككيبل‪ ،‬يعيف المجمس الشعبي البمدم الذم يجتمع تحت رئاسة منتخب آخر غير رئيس المجمس‬
‫الشعبي البمدم‪ ،‬أحد أعضائو لتمثيؿ البمدية سكاء أماـ القضاء أك عند إبراـ العقكد"‪ ،1‬كىك ما يتعارض كما‬
‫حممتو فحكل المادة ‪ 04‬تنظيـ الصفقات العمكمية التي أفادت بقكليا "ال تصح الصفقات كال تككف نيائية‬
‫إال إذا كاف قت عمييا السمطة المختصة المذككرة أدناه ‪...:‬رئيس المجمس الشعبي البمدم"‪ ،‬فمف جية قد‬
‫أقرت أحكاـ قانكف البمدية إمكانية سحب سمطة إبراـ العقكد مف رئيس المجمس الشعبي البمدم كتعييف‬
‫عضك آخر لتكلي ىذه السمطة‪ ،‬كمف ناحية أخرل فإننا نجد أف تنظيـ الصفقات العمكمية يقر بأنو ال تصح‬
‫الصفقات كال تككف نيائية إال إذا كافؽ عمييا رئيس المجمس الشعبي البمدم‪ ،‬رغـ ما حممتو ىذه األخيرة‬
‫مف إمكانية تفكيض ىذه السمطات لصبلحياتيا في ىذا المجاؿ لممسؤكليف المكمفيف بإبراـ كتنفيذ الصفقات‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 84‬مف القانكف رقـ ‪ ،10/11‬المتعمؽ بالبمدية‪.‬‬


‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫العمكمية طبقا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا‪ ،‬إال أف ىذا التفكيض ال ينصب إال عمى‬
‫األعماؿ المتعمقة بمتابعة الصفقة مف خبلؿ إجراءات تحضيرىا ككضعيا مكضع التنفيذ دكف أف ينصرؼ‬
‫ذلؾ إلى اختصاصيا في المكافقة‪ ،‬بينما نجد أف مفيكـ السحب مف رئيس المجمس الشعبي البمدم ينصرؼ‬
‫بأف يصبح النائب ىك األصؿ في إبراـ كتنفيذ الصفقة‪ ،‬كىك ما يعكس عدـ تجانس بيف النصيف مما قد‬
‫يفرع فحكل المادة ‪ 84‬مف القانكف رقـ ‪ 10/11‬المتعمؽ بالبمدية مف محتكاىا‪.‬‬

‫‪ -/5‬لجنة الصفقات لممؤسسة العمومية المحمية والييكؿ غير الممركز لممؤسسة العمومية الوطنية‬
‫ذات الطابع اإلداي غير المذكورة في القائمة المنصوص عمييا في المادة ‪:172‬‬

‫أ‪ -/‬تشكيؿ المجنة‪:‬‬

‫تتشكؿ ىذه المجنة طبقا لممادة ‪ 175‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬مف‪ :‬ممثؿ السمطة الكصية‪،‬‬
‫رئيسا‪ ،‬المدير العاـ أك مدير المؤسسة أك ممثمو‪ ،‬ممثؿ منتخب عف مجمس المجمكعة اإلقميمية المعنية‪،‬‬
‫ممثميف اثنيف (‪ )02‬عف الكزير المكمؼ بالمالية (مصمحة الميزانية كمصمحة المحاسبة)‪ ،‬ممثؿ عف‬
‫المصمحة التقنية المعنية بالخدمة لمكالية‪ ،‬حسب مكضكع الصفقة (بناء‪ ،‬أشغاؿ عمكمية‪ ،‬رم)‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬

‫كعندما يككف عدد المؤسسات العمكمية المحمية التابعة لقطاع كاحد كبيرا‪ ،‬يمكف لمكالي أك رئيس المجمس‬
‫الشعبي البمدم المعني حسب الحالة تجميعيا في لجنة كاحدة أك أكثر لمصفقات العمكمية‪ ،‬كيككف المدير‬
‫أك المدير العاـ لممؤسسة العمكمية عضكا فييا حسب الممؼ المبرمج‪.1‬‬

‫ب‪ -/‬اختصاصات المجنة‪:‬‬

‫تختص ىذه المجنة بدراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات كالمبلحؽ التي تبرميا المؤسسات‬
‫العمكمية المحمية‪ ،‬كالتي يقؿ مبمغيا عف مائتي مميكف دينار (‪ 200.000.000‬دج) بالنسبة لصفقات‬
‫األشغاؿ أك المكازـ‪ ،‬كخمسيف مميكف دينار (‪ 50.000.000‬دج) بالنسبة لصفقات الخدمات‪ ،‬كعشريف‬
‫مميكف دينار (‪ 20.000.000‬دج) بالنسبة لصفقات الدراسات‪.‬‬

‫يبلحظ عمى تشكيمة المجاف المحمية لمصفقات ذلؾ التنكع كالتعدد في الجيات كالمصالح اإلدارية‬
‫الممثمة فييا‪ ،‬كىك ما يشكؿ ضمانة ىامة مف ضمانات تسيير الحسف لمماؿ العاـ‪ ،‬كيكحد الجيكد‬
‫كالكفاءات كاإلطارات المعينة كالمنتخبة التي تشرؼ عمى إدارة كتسيير الجماعات المحمية كالمؤسسات‬
‫التابعة ليا‪.2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2/175‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬عباس صادقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬رقابة المجاف القطاعية لمصفقات العمومية‪.‬‬

‫في إطار اإلصبلحات التي جاء بيا تنظيـ الصفقات العمكمية عمؿ المشرع عمى إلغاء العمؿ بنظاـ‬
‫المجاف الكطنية‪ ،‬كتدعيـ المنظكمة الرقابية عمى الصفقات العمكمية باستحداث لجاف قطاعية لمصفقات‬
‫العمكمية تحدث لدل كؿ دائرة ك ازرية‪ ،1‬كالتي أفرد ليا المشرع القسـ الفرعي الثاني المعنكف بػ"اختصاص‬
‫المجنة القطاعية لمصفقات العمكمية كتشكيميا" نظ ار ألىمية االختصاصات المككمة ليا كضخامة الصفقات‬
‫التي تختص بمراقبتيا كفقا ضكابط محددة‪ ،‬كىك ما سيتـ الكقكؼ عميو تبعا لما يمي‪:‬‬

‫‪ -/1‬تشكيمة المجنة القطاعية لمصفقات العمومية‪:‬‬

‫تتشكؿ حسب نص المادة ‪ 185‬مف‪ :‬الكزير المعني أك ممثمو رئيسا‪ ،‬ممثؿ الكزير المعني‪ ،‬نائب‬
‫رئيس‪ ،‬ممثؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬ممثبلف (‪ )02‬عف القطاع المعني‪ ،‬ممثبلف (‪ )02‬عف كزير المالية (‬
‫المديرية العامة لمميزانية كالمديرية العامة لممحاسبة)‪ ،‬ممثؿ عف الكزير المكمؼ بالتجارة‪.‬‬

‫يبلحظ مف خبلؿ ىذه التشكيمة أف المشرع قد حرص عمى تمثيؿ ك ازرة المالية بممثميف كجعميا رئاستيا‬
‫لمكزير المعني بالصفقة العمكمية‪ ،‬كقد خكؿ المشرع لنائب الرئيس الحمكؿ محؿ ىذا األخير في حالة غيابو‬
‫أك حدكث أم مانع قانكني لو‪ ،‬ىذا كيقكـ الكزير بمكجب قرار تعييف أعضاء المجنة القطاعية لمصفقات‬
‫كمستخمفييـ بأسمائيـ بناء عمى اقتراح الكزير الذم يخضعكف لسمطتو لمدة ثبلث (‪ )03‬سنكات قابمة‬
‫لمتجديد‪.‬‬

‫لـ تتضمف تشكيمة المجنة أم عنصر منتخب مثمما ىك عميو الحاؿ بالنسبة لمجاف المحمية‪ ،‬حيث لـ‬
‫يقحـ المشرع أم عضك مف أعضاء المجمس الشعبي الكطني‪ ،‬كانما اقتصر التمثيؿ الشعبي عمى لجاف‬
‫الكحدات البلمركزية دكف أف يشمؿ ذلؾ لجاف الكحدات المركزية‪ ،‬كالتي كاف إقحاميا يشكؿ ضمانة رقابية‬
‫عمى صرؼ الماؿ العاـ‪.2‬‬

‫‪ -/2‬اختصاصات المجنة القطاعية لمصفقات العمومية‪:‬‬

‫تتميز المجنة القطاعية لمصفقات العمكمية التي تحدث لدل كؿ دائرة ك ازرية في مجاؿ الرقابة عف‬
‫باقي لجاف الصفقات األخرل‪ ،‬فباإلضافة إلى دراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات كالمبلحؽ كالطعكف‬
‫التي تتشابو فييا مع بقية لجاف الرقابة مع اختبلؼ السقؼ المالي فيي تقكـ بػ‪:‬‬

‫‪ -‬مراقبة صحة إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية‪.‬‬


‫‪ -‬مساعدة المصالح المتعاقدة التابعة ليا في مجاؿ تحضير الصفقات كاتماـ تراتيبيا‪.‬‬
‫‪ -‬تساىـ كتقترح أم تدبير مف شأنو تحسيف ظركؼ مراقبة صحة إبراـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 179‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -‬تقترح النظاـ الداخمي النمكذجي الذم يحكـ عمؿ لجاف الصفقات‪ ،‬كتصادؽ عميو‪.‬‬

‫أما عف مجاؿ رقابتيا فقد نصت المادة ‪ 182‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عمى أف تختص المجنة‬
‫القطاعية لمصفقات بدراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات كالمبلحؽ كالطعكف المتعمقة بكؿ المصالح‬
‫التابعة ليا‪ ،‬كبعد استقراء أحكاـ المكاد ‪ 179‬إلى ‪ 190‬يتضح بأف رقابتيا تشمؿ الك ازرة المعنية عندما‬
‫يتعمؽ األمر بمختمؼ صفقاتيا‪ ،‬المصالح الخارجية الجيكية لئلدارات المركزية‪ ،‬المؤسسات العمكمية‬
‫الكطنية كالييكؿ غير الممركز لممؤسسة العمكمية الكطنية ذات الطابع اإلدارم‪ ،‬الكالية كالمصالح غير‬
‫الممركزة لمدكلة ككؿ ذلؾ كفؽ الحدكد المالية التي حددتيا المادة ‪ ،184‬كقد أضفت المجنة القطاعية‬
‫مركنة أكبر في دراسة الصفقات كالمبلحؽ لدل كؿ ك ازرة عمى حدل‪ ،‬فضبل عف اختصاصيا بدراسة‬
‫الصفقات التابعة لقطاع آخر عندما تتصرؼ الدائرة الك ازرية المعنية في إطار صبلحياتيا لحساب دائرة‬
‫ك ازرية أخرل كىك ما يمثؿ إضافة نكعية تعمؿ عمى إضفاء المركنة كالسرعة في تسيير المرافؽ العمكمية‪،‬‬
‫كالتي تعتبر مف المبادئ األساسية التي يعتمد عمييا سير المرافؽ العامة‪.1‬‬

‫في حيف تنصب رقابتيا عمى الصفقات في شقيا المالي عمى مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات التي‬
‫يفكؽ مبمغيا مميار دينار (‪ 1000.000.000‬دج)‪ ،‬بالنسبة لصفقات األشغاؿ كثبلثمائة مميكف دينار‬
‫(‪ 300.000.000‬دج) بالنسبة لصفقات المكازـ‪ ،‬كمائتي مميكف دينار (‪ 200.000.000‬دج) بالنسبة‬
‫لصفقات الخدمات كمائة مميكف دينار(‪ 100.000.000‬دج) بالنسبة لصفقات الدراسات‪ ،‬زيادة عمى‬
‫مشاريع دفاتر الشركط كصفقات األشغاؿ أك المكازـ التي تبرميا اإلدارة المركزية كالتي يفكؽ مبمغيا‬
‫(‪ 12.000.000‬دج)‪ ،‬كدفاتر الشركط كصفقات الدراسات كالخدمات التي تبرميا اإلدارة المركزية التي‬
‫يفكؽ مبمغيا (‪ 6.000.000‬دج)‪ ،‬باإلضافة إلى رقابتيا عمى كؿ ممحؽ متعمؽ بيذه الصفقات في الحدكد‬
‫المرسكمة في المادة ‪ 139‬مف المرسكـ الرئاسي ‪.247/15‬‬

‫باإلضافة إلى رقابتيا عمى كؿ صفقة تحتكم عمى ممحؽ يمكف أف يرفع تطبيقو المبمغ األصمي إلى‬
‫مقدار المبمغ المحدد في الحاالت أعبله‪ ،‬أك أكثر مف ذلؾ ككذا كؿ ممحؽ يرفع المبمغ األصمي لمصفقة‬
‫إلى المستكيات المحددة أعبله‪ ،‬أك أكثر مف ذلؾ إذا كاف المبمغ اإلجمالي لمختمؼ المبلحؽ يتجاكز زيادة‬
‫أك نقصانا نسبة ‪ %10‬مف المبمغ األصمي لمصفقة‪ ،‬أك إذا تضمف خدمات تكميمية تتجاكز ىذه النسبة‪،‬‬
‫فضبل عف دراستيا لمطعكف المرفكعة كالمتعمقة بكؿ المصالح المتعاقدة التابعة ليا‪.‬‬

‫تمارس لجاف الصفقات العمكمية المختصة رقابتيا عمى المبلحؽ شأنيا في ذلؾ شأف الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬باع تبارىا كثيقة تعاقدية ممحقة بالصفقة األصمية‪ ،‬حيث تخضع ىذه األخيرة لمرقابة في حدكد‬
‫اآلجاؿ التعاقدية لتنفيذ الصفقة كأصؿ عاـ‪ .‬كلكف كبالرجكع إلى أحكاـ المادة ‪ 139‬يبلحظ بأنيا قد أقرت‬
‫بأف ال تخضع لرقابة لجاف الصفقات العمكمية المختصة إال المبلحؽ التي تتضمف زيادة أك نقصانا نسبة‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تفكؽ ‪ %10‬مف المبمغ اإلجمالي لمصفقة‪ ،‬أك تمؾ التي تعمؿ عمى تعديؿ تسمية أطراؼ الصفقة أك‬
‫الضمانات التقنية كالمالية أك آجاؿ التعاقد ميما كاف مبمغيا‪ ،‬إضافة لتمؾ المبلحؽ التي تتجاكز نسبتيا‬
‫‪ %15‬لصفقات الخدمات كالمكازـ كالدراسات‪ ،‬ك‪ % 20‬بالنسبة لصفقات األشغاؿ‪ ،‬كفي ىذه الحالة يتعيف‬
‫عمى المصمحة المتعاقدة أف تبرر لدل لجنة الصفقات المختصة أنو لـ يتـ المساس األصمية لممنافسة‪،‬‬
‫كلـ يتـ التراجع فييا‪ ،‬كأف إعبلف إجراء جديد بعنكاف الخدمات بالزيادة ال يسمح بإنجاز المشركع حسب‬
‫الشركط المثمى لآلجاؿ كاألسعار‪.1‬‬

‫بناء عمى ذلؾ فإف المبلحؽ التي تتجاكز ىذه النسب قد تتجاكز المستكيات المالية الكاجب معيا إبراـ‬
‫صفقة عمكمية‪ ،‬كعمى ىذا األساس تمتزـ لجاف الصفقات العمكمية باعتبارىا جيات رقابية بممارسة دكر‬
‫رقابي مشدد عمى المصالح المتعاقدة‪ ،‬يتعدل التأكد مف صحة اإلطار العاـ الذم يحكـ عممية إبراـ‬
‫المبلحؽ‪ ،‬إلى طمب التبرير الكافي كالمؤسس إلبراـ المبلحؽ التي تتجاكز قيمتيا تمؾ النسب‪ ،‬لتشمؿ‬
‫العممية الرقابية التأكد مف جدكل الممحؽ كمدل قدرتو عمى تحقيؽ غايات المصمحة المتعاقدة عمى نحك‬
‫أفضؿ عكض إبراـ صفقة جديدة تتناكؿ مكضكع الممحؽ المعني‪.2‬‬

‫قد أصاب المشرع الجزائرم في تكحيده لمنسبة المئكية بػ (‪ ،)%10‬كىذا خبلفا لمنسب التي كاف‬
‫معمكال بيا في ظؿ التنظيـ السابؽ‪ ،‬كيعتبر ىذا التكحيد في النسب خطكة جيدة نحك ترشيد الماؿ العاـ‬
‫خاصة في ظؿ األزمة المالية التي عرفتيا الجزائر مؤخ ار في نسبب انخفاض أسعار النفط‪ ،‬غير أنو حرم‬
‫بالمشرع بأف يخضع جميع المبلحؽ لمرقابة ميما كانت نسبتيا‪ ،‬ذلؾ أف الماؿ المتعاقد بو في إطار ممحؽ‬
‫لـ يتجاكز النسب المقررة مف الماؿ العاـ‪ ،‬فضبل عمى خركجيا مف نطاؽ الرقابة قد يجعميا مجاال خصبا‬
‫لمثراء غير المشركع‪ ،‬لذلؾ فقد كاف مف األجدر كحماية لمماؿ أف يعمؿ المشرع عمى إخضاع كافة‬
‫المبلحؽ لرقابة سمطة المختصة ميما كانت نسبتيا‪.‬‬

‫فضبل عف ذلؾ تختص لجاف الصفقات العمكمية بالنظر في الطعكف المرفكعة إلييا‪ ،‬سكاء تعمؽ‬
‫األمر بالطعكف المرفكعة ضد ق اررات اإلسناد الصفقات أك إلغائو أك إلغاء اإلجراء أك اإلعبلف عف عدـ‬
‫جدكاه‪ ،‬كىذا خبلفا لما كاف عميو الحاؿ في المادة ‪ 114‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 236/10‬الممغى التي‬
‫أفادت بقكليا "زيادة عمى حقكؽ الطعف المنصكص عمييا في التشريع المعمكؿ بو‪ ،‬يمكف المتعيد الذم‬
‫يحتج عمى االختيار الذم قامت بو المصمحة المتعاقدة‪ ،‬في إطار مناقصة أك إجراء بالتراضي أك بعد‬
‫االستشارة أف يرفع طعنا في أجؿ عشر (‪ )10‬أياـ‪ ،"...‬حيث أف المبلحظ مف المادة ‪ 82‬مف المرسكـ‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 136‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬عباس صادقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الرئاسي ‪ 247/15‬أف المشرع قد أقر تعدد الق اررات التي يمكف الطعف فييا‪ ،1‬حيث تتكلى لجنة الصفقات‬
‫العمكمية دراسة ىذه الطعكف ( سكاء الجانب الشكمي أك المكضكعي) لتتكج رقابتيا بقرار في أجؿ ‪ 15‬يكما‬
‫مف تاريخ انقضاء أجؿ عشرة (‪ )10‬أياـ المقررة لرفع الطعف‪ ،‬كيبمغ ىذا القرار لكؿ مف المصمحة المتعاقدة‬
‫كصاحب الطعف عمى أف يتضمف ىذا األخير‪ ،‬إما إلغاء المنح المؤقت لمصفقة أك إلغاء القرار القاضي‬
‫بإلغاء منحيا‪ ،‬أك إلغاء اإلعبلف عف عدـ جدكل اإلجراء أك إلغاء القرار القاضي بإلغاء اإلجراء المتخذ مف‬
‫طرؼ المصمحة المتعاقدة‪.2‬‬

‫إف اإلشكاؿ الذم يمكف إثارتو في ىذه الصدد‪ ،‬ىك أف المادة ‪ 82‬قد فسحت مجاؿ أماـ العارضيف‬
‫لرفع طعكنيـ ضد ق اررات المصمحة المتعاقدة المتعمقة بإلغاء اإلجراء‪ ،‬أك اإلعبلف عف عدـ جدكاه أك إلغاء‬
‫منح المؤقت لمصفقة‪ ،‬إذا ما كانت ليـ شككؾ حكؿ عدـ مشركعية اإلجراء الذم قامت بو المصمحة‬
‫المتعاقدة‪ ،‬في حيف أتاحت المادة ‪ 72‬إمكانية قياميا بإلغاء المنح المؤقت‪ ،‬أك إلغاء الق اررات المميدة إلبراـ‬
‫الصفقات إذا ما استندت في ذلؾ لدكاعي المصمحة العامة‪ ،‬كىك ما يجعمنا نتساءؿ عف مصير الطعكف‬
‫المرفكعة بناءا عمى ىذه الحالة‪ ،‬ثـ ىؿ يمكف لمجاف الصفقات الخكض في تقدير مدل تكافر دكاعي‬
‫تحقيؽ المصمحة العامة ؟‬

‫باإلضافة إلى ذلؾ؛ فإف ىذه المجاف تفتقد ألىـ الضمانات التي تأمف استقبلليتيا في أداء مياميا‬
‫الرقابية عمى مشركعية الصفقات‪ ،‬نظ ار لتبعية أعضاء ىذه المجاف لممصمحة المتعاقدة التي تخضع‬
‫صفقاتيا لرقابتيـ مما قد يؤثر عمى نكعية القرار المتخذة بشأف مشركعية الصفقة‪ ،‬خاصة ما تعمؽ‬
‫بأعضاء المجنة القطاعية الذيف يتـ تعيينيـ مف قبؿ كزير المالية بناء عمى اقتراح الكزير الذم يخضعكف‬
‫لسمطتو‪ ،‬كىك ما يفرض منطؽ الخضكع لمتعميمات كالتكجييات‪ ،‬ذلؾ أف مف يممؾ سمطة التعييف يممؾ‬
‫بمقابميا سمطة العقاب‪ ،‬مما يشكؿ ىاجسا أماـ األعضاء يحد مف فعالية األداء الرقابي ليذه المجاف‪ ،‬الذم‬
‫يقتضي ممارستو مف قبؿ جيات تتمتع باستقبللية عف أم جية خاصة السمطة التنفيذية بكافة أجيزتيا‬
‫كمصالحيا‪ ،‬بالشكؿ الذم يؤمف الشفافية كالحياد في أداء مياميا الرقابية‪ ،3‬كىك ما يدفعنا إلى القكؿ أف ما‬
‫حممتو أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬عمى مستكل الرقابة كاف منصبا عمى ىيكمة المجاف فقط ال‬

‫‪ -1‬نصت المادة ‪ 1/82‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬عمى أنو " زيادة عمى حقكؽ الطعف المنصكص عمييا في التشريع المعمكؿ بو‪ ،‬يمكف‬
‫المتعيد الذم يحتج عمى المنح المؤقت لمصفقة أك إلغائو أ ك إعبلف عف عدـ جدكل أك إلغاء اإلجراء‪ ،‬في إطار طمب العركض أك إجراء‬
‫التراضي بعد االستشارة‪ ،‬أف يرفع طعنا لدل لجنة الصفقات المختصة "‪.‬‬
‫‪ -2‬تجدر اإلشارة بأ ف دراسة الطعكف مف قبؿ لجاف الصفقات العمكمية المختصة تحظى باألكلكية في الدراسة‪ ،‬كىك ما أفادت بو أحكاـ المادة ‪16‬‬
‫مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المؤرخ في ‪ ، 2011/03/16‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ )16‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2011/03/13‬بقكليا " تعطى األكلكية لدراسة الطعكف كفي أجؿ أقصاه خمسة عشر يكما مف تاريخ رد‬
‫المصمحة ا لمتعاقدة عمى استفسار رئيس المجنة‪ ،‬كيتعيف عمى المصمحة المتعاقدة الرد عمى رئيس المجنة في أجؿ أقصاه عشرة أياـ مف تاريخ‬
‫تبميغو"‪.‬‬
‫‪ -3‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عمى صبلحيتيا كتفعيؿ دكرىا كآلية رقابية‪ ،‬فكؿ ما حممتو مضاميف اإلصبلح الجديد في ىذا الشأف ىك‬
‫استحداث المجاف الجيكية إلى جانب االكتفاء بالمجاف القطاعية كمجاف مركزية حمت مكاف المجاف الكطنية‪،‬‬
‫مع قيامو بدمج لجنتي الرقابة الداخمية في لجنة كاحدة دكف تكضيح معالـ كأبعاد ىذا التغيير‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقنيات رقابة لجاف الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تتكلى لجاف الصفقات العمكمية أداء مياميا طبقا لنظاـ قانكني محدد المعالـ‪ ،‬مف خبلؿ عقد‬
‫اجتماعاتيا كفؽ ما ىك مقرر ضمف جدكؿ أعماليا المعد سمفا‪ ،‬كلقد نظمت أحكاـ تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية طريقة سير ىذه المجاف‪ ،‬إضافة لمنظاـ الداخمي لمجاف الصفقات الذم يعد مرجعا أساسيا لبلستناد‬
‫عميو في معالجة المسائؿ التي لـ تكضحيا أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬األمر الذم مف شأنو أف‬
‫يعمؿ عمى تسييؿ الميمة الرقابية لمجاف‪ ،‬التي تتـ طبقا لمقكاعد كاألحكاـ التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تحديد جدوؿ أعماؿ الجمسة‪.‬‬

‫يتعيف عمى رئيس المجنة باعتباره الشخص األىـ في أم لجنة‪ ،‬ترتيب جدكؿ أعماليا بالشكؿ الذم‬
‫يتكافؽ كالمشاريع المراد دراستيا كتقييميا‪ ،‬كيعد في ذلؾ جدكؿ أعماؿ لكؿ اجتماع يحدد فيو بدقة مختمؼ‬
‫المسائؿ المراد دراستيا في ىذا االجتماع ‪ ،‬كذلؾ كفقا لتاريخ كصكليا مع مراعاة جانب األكلكية في ذلؾ‪،1‬‬
‫ىذا كيمكف لرئيس المجنة كبصفة استثنائية تغيير ترتيب البرمجة لمسماح بالتكفؿ بالممفات ذات الطابع‬
‫االستعجالي‪ ،‬إال أف ما يخشى عميو في ىذه الحالة ىك االستناد غير المبرر عمى حاالت االستعجاؿ‪،‬‬
‫لمفاجئة أعضاء المجنة بممفات لـ تتح ليـ الفرصة لدراستيا كمراقبتيا‪ ،‬مما يفرض عمييـ المصادقة عمييا‬
‫عمى كجو السرعة في ظؿ غياب رقابتيـ الفعمية عمييا‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الكتابة الدائمة لمجاف الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تحدث كتابة دائمة لدل كؿ لجاف الصفقات العمكمية تكضع تحت سمطة رئيس المجنة‪ ،‬كتتكلى ىذه‬
‫األخيرة بعد فحص المككنات المادية لمممفات المكدعة لدييا‪ ،‬بمنح إشعار باالستبلـ لممصمحة المتعاقدة‬
‫صاحبة الممؼ‪ ،‬بعد تسجيمو في دفاتر خاصة‪ ،3‬كابتداء مف ىذا التاريخ يبدأ حساب أجؿ منح التأشيرة أك‬
‫رفضيا كالمحددة بػ ‪ 20‬يكما ابتداء مف تاريخ إيداع الممؼ الكامؿ لدل كتابة المجنة‪ ،‬أما في حالة أم‬
‫نقص في الممؼ تحرر الكتابة الدائمة لمجنة إشعار بإعادة الممؼ لممصمحة المتعاقدة تحدد فيو قائمة‬
‫الكثائؽ الناقصة‪ ،4‬كيتكقؼ عندىا حساب اآلجاؿ إلى غاية استكماؿ الكثائؽ كالمعمكمات الناقصة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 16‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -2‬عباس صادقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 199‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 34‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تتكلى الكتابة الدائمة بعد تسمـ ممفات الصفقات مف مختمؼ المصالح المتعاقدة كجدكلتيا‪ ،‬تكجيو‬
‫استدعاء لحضكر أشغاؿ الجمسة لكؿ أعضاء المجنة يعمـ فيو بمكاف كتاريخ كتكقيت كجدكؿ أعماؿ المجنة‪،‬‬
‫فضبل عف إرساليا لممذكرة التحميمية كتقري ار تقديميا لجميع األعضاء عف كؿ مشركع صفقة أك ممحؽ‪،‬‬
‫كالذم تعده المصمحة المتعاقدة طبقا لمنمكذج الذم يحدده النظاـ الداخمي لمجنة‪ ،1‬كيتضمف ىذا األخير‬
‫كافة النتائج المتكخاة مف إبراـ الصفقة‪ ،‬ككذا كؿ التكضيحات المتعمقة بيذا الشأف‪ ،‬بينما تشتمؿ المذكرة‬
‫التحميمية عمى كافة العناصر المككنة لمممؼ الخاضع لمتأشيرة‪ ،‬كاإلجراءات كالمعايير المعتمدة في االختيار‬
‫إلى جانب مبمغ الصفقة كقيدىا الميزاني باإلضافة إلى كافة المعمكمات المتعمقة باإلعبلف عف المنافسة‪،‬‬
‫إلى جانب تضميف الممؼ لدفاتر الشركط المؤشر عمييا كالطعكف المرفكعة إف كجدت‪ ،‬كمقررات تعييف‬
‫أعضاء لجنة الفتح كتقييـ العركض‪ ،2‬لتعمؿ فيما بعد عمى إرساؿ الممؼ كامبل لممقرر المعيف مف قبؿ‬
‫الرئيس كذلؾ قبؿ ثمانية أياـ مف انعقاد الجمسة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تعييف مقرر الجمسة‪.‬‬

‫يتكلى رئيس المجنة تعييف مقرر الجمسة لكؿ ممؼ معركض عمى المجنة طبقا لما أفادت بو أحكاـ‬
‫المادة ‪ 193‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بقكليا " يتكلى رئيس كؿ لجنة تعييف مقرر خصيصا لكؿ‬
‫ممؼ‪ ،‬كيجب أف يرسؿ الممؼ إلى كامبل إلى المقرر قبؿ ثمانية (‪ )08‬أياـ عمى األقؿ مف انعقاد اجتماع‬
‫المخصص لدراسة ىذا الممؼ‪ ،‬كال يمكف تعييف رئيس كنائب رئيس المجنة بصفة مقرر"‪.‬‬

‫كيكمؼ المقرر بدراسة الممؼ الذم يككف متعمقا إما بدراسة مشركع دفتر شركط أك مشركع صفقة أك‬
‫مشركع ممحؽ‪ ،‬كينيي ىذا األخير دراستو لمممؼ بتقديـ تقرير تحميميي يحتكم عمى حكصمة رقابتو لمممؼ‬
‫المعني‪ ،‬يبيف مف خبللو كافة المبلحظات كالتحفظات كالنقائص كالثغرات التي قد يبلحظيا‪.3‬‬

‫كنظ ار لمدكر الذم يمعبو المقرر في سير لجاف فقد نصت المادة ‪ 10‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ‬
‫‪ 118/11‬عمى أنو " في حالة غياب المقرر أك حصكؿ مانع لو لمدة تفكؽ ثمانية (‪ )08‬أياـ‪ ،‬يتـ‬
‫استخبلفو بالنسبة لمممفات المعنية‪ ،‬كعمبل عمى تفادم إرجاء دراسة ممؼ مسجؿ في جدكؿ األعماؿ في‬
‫حالة غياب المقرر أك حصكؿ مانع لو‪ ،‬فإنو يجب عمى المقرر أف يعمـ رئيس المجنة بذلؾ ضمف آجاؿ‬
‫كافية‪ ،‬لمكينة مف استخبلفو في الكقت المناسب "‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 197‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬تعد المذكرة التحميمية لػ (مشركع صفقة) أك (مشركع ممحؽ) كفؽ النمكذج المرفؽ بالمرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ‬
‫الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -3‬بشيرة بجاكم‪ ،‬الدكر الرقابي لمجاف الصفقات العمكمية عمى المستكل المحمي‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬فرع إدارة كمالية‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أمحمد بكقرة‪ ،‬بكمرداس‪ ،‬الجزائر‪ ،2012/2011 ،‬ص ‪.72‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬انعقاد اجتماعات المجاف وسيرىا‪.‬‬

‫تخضع رقابة لجاف الصفقات لقكاعد عامة كمشتركة فيما يتعمؽ بتسييرىا‪ ،1‬حيث ينعقد اجتماعيا بناء‬
‫عمى مبادرة مف رئيسيا في جمسات مغمقة‪ ،2‬عمى مستكل المصمحة المتعاقدة كمما كاف ذلؾ ممكنا‪ ،3‬كال‬
‫تصح اجتماعاتيا إال بحضكر األغمبية المطمقة ألعضائيا‪ ،‬كفي حاؿ عدـ اكتماؿ النصاب بالنسبة لجدكؿ‬
‫معيف كالمتمثؿ في األغمبية المطمقة يعمف عف عدـ عقد الجمسة بعد نصؼ ساعة مف التكقيت المحدد في‬
‫االستدعاء‪ ،4‬عمى أف تجتمع المجنة مف جديد في غضكف ثمانية (‪ )08‬أياـ المكالية حكؿ نفس الجدكؿ‬
‫كتككف المداكالت بعد ىذا االستدعاء صحيحة ميما كاف عدد الحاضريف‪.5‬‬

‫بعد التأكد مف تكافر النصاب القانكني‪ ،‬تنعقد المجنة التي يسير رئيسيا عمى تطبيؽ األحكاـ‬
‫التنظيمية التي تخضع ليا مداكالت المجنة‪ ،‬كعمى تطبيؽ النظاـ الداخمي كالسير عمى مشاركة أعضاء‬
‫المجنة شخصيا في اجتماعاتيا‪ ،‬كأف ال يمثميـ عند االقتضاء إال المستخمفكف المعينكف لذلؾ قانكنا‪ ،‬كيتكفؿ‬
‫بتمكيف كؿ أعضاء المجنة مف التعبير كعمى تكزيع الكقت بصفة عادلة كمتساكية‪.6‬‬

‫تتخذ المداكالت في لجاف الصفقات شكؿ مناقشات بيف األعضاء‪ ،‬كتتـ ىذه المناقشات بناءا عمى‬
‫طمب يكجو إلى رئيس المجنة أثناء الجمسة‪ ،‬حيث يعطي ىذا األخيرة الكممة لكؿ متدخؿ‪ 7،‬كبعد انتياء‬
‫المناقشات يقكـ الرئيس بصياغة االقتراحات التي يتـ تداكليا عند االقتضاء لتتـ المصادقة بعد ذلؾ عمى‬
‫الرأم المتعمؽ بكؿ ممؼ بعد عممية التصكيت التي تجرم عف طريؽ رفع اليد‪.8‬‬

‫تعتمد نتيجة عممية التصكيت في المجنة باألغمبية البسيطة لؤلعضاء الحاضريف‪ ،‬كفي حالة تعادؿ‬
‫األصكات يككف صكت الرئيس مرجحا‪ ،9‬كيتـ في األخير تسجيؿ المداكالت حسب الترتيب الزمني في‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬العقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.62‬‬


‫‪ -2‬نصت المادة ‪ 191‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬عمى أف " تجتمع المجنة القطاعية لمصفقات كلجنة‬
‫صفقات المصمحة المتعاقدة‪ ،‬التي تدعى كؿ منيما في صمب النص "المجنة" بمبادرة مف رئيس كؿ منيما"‪.‬‬
‫‪ -3‬يككف مكاف انعقاد جمسة لجنة الصفقات العمكمية عمى مستكل المصمحة المتعاقدة التي أنشأت لدييا المجنة‪ ،‬غير أنو إذا تعذر ذلؾ‪ ،‬يمكف‬
‫لرئيس المجنة تحديد مكانا مناسبا النعقاد الجمسة "‪ ،‬اإلسالية رقـ ‪ 954‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2015/‬بتاريخ‬
‫‪ ،2015/12/21‬المتعمقة بمكاف انعقاد لجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 14‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 3/191‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 07‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 4/191‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -7‬المادة ‪ 20‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -8‬المادة ‪ 21‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -9‬المادة ‪ 4/21‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫سجؿ مرقـ كمؤشر عميو مف الرئيس تكضح فيو تفاصيؿ عمميات التصكيت‪ ،‬كما يكقع عمى المداكلة مف‬
‫قبؿ جميع األعضاء في الجمسة كفي غياب ذلؾ يذكر السبب الذم منعيـ مف اإلمضاء‪.1‬‬

‫تؤدم المجاف رقابتيا عمى مشاريع الصفقات في أجؿ عشريف(‪ )20‬يكما ابتداء مف تاريخ إيداع الممؼ‬
‫الكامؿ لدل كتابة المجنة‪ ،‬كيشار ىنا إلى أف التنظيـ الصفقات العمكمية خص قد المجاف القطاعية بأجؿ‬
‫خمس كأربعيف (‪ )45‬يكما مقارنة بباقي المجاف لدراسة الممفات المعركضة عمييا ابتداء مف تاريخ إيداع‬
‫الممؼ لدل كتابة المجنة نظ ار لمعبء الممقى عمى عاتقيا‪.2‬‬

‫يعرض المقرر الممؼ بعد دراستو كاعداده لمتقرير عمى المجنة لتقكـ بدراستو‪ ،‬كتتكج في األخير كؿ‬
‫جمسة بمحضر اجتماع يعتبر ىك األصؿ يسجؿ في سجؿ المداكالت‪ ،‬كيحتكم ىذا األخير عمى نتائج‬
‫التصكيت كالتحفظات المعبر عنيا عمى أف يذكر في المحضر ما إذا كانت ىذه التحفظات المعمنة مكقفة‬
‫أك غير مكقفة‪ ،‬باإلضافة إلى أسماء األعضاء الحاضريف كالغائبيف سكاء بعذر أك بدكف عذر‪ ،3‬كيكقع‬
‫رئيس المجنة عمى مستخرج محضر االجتماع كالذم تتكلى الكتابة الدائمة بتبميغو لممصمحة المتعاقدة في‬
‫أجؿ أقصاه ثماف كأربعكف (‪ )48‬ساعة مف تاريخ انعقاد االجتماع‪ ،‬لتتجسد في األخير أشغاؿ المجنة‬
‫باعتبارىا مركز اتخاذ القرار بمنح التأشيرة أك رفضيا‪.‬‬

‫‪ -/1‬رفض منح التأشيرة‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 195‬في فقرتيا الثانية مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بأنو " يمكف المجنة أف تمنح‬
‫التأشيرة أك ترفضيا‪ ،‬كفي حالة الرفض‪ ،‬يجب أف يككف ىذا الرفض معمبل‪ ،‬كميما يككف مف أمر فإف كؿ‬
‫مخالفة لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما تعاينيا المجنة تككف سببا لرفض التأشيرة‪ ،‬إذا كاف ذلؾ مبر ار‬
‫بمخالفة المبادئ التي تحكـ الصفقات العمكمية المنصكص عمييا في المادة ‪ 5‬مف ىذا المرسكـ"‪ ،‬كبناءا‬
‫عمى أحكاـ ىذا النص يعكد سبب رفض التأشيرة إلى قياـ حالة قانكنية تعاينيا المجنة المختصة نتيجة‬
‫مخالفة أحكاـ التشريع أك التنظيـ المعمكؿ في مجاؿ الصفقات العمكمية ميما كاف مصدرىا‪ ،‬أم خرؽ‬
‫مبدأ المشركعية‪ ،4‬كعدـ احتراـ المصمحة المتعاقدة لقكاعد اإلعبلف عف المنافسة‪.‬‬

‫يشار إلى أف المشرع قد خكؿ طبقا لممادة ‪ 200‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬لمسؤكؿ‬
‫المصمحة المتعاقدة ممارسة سمطة استثنائية في غاية مف الخطكرة‪ ،‬كذلؾ بتمكينو بتجاكز بمكجب مقرر‬
‫معمؿ قرار رفض منح التأشيرة‪ ،‬حيث أف تمكينو بذلؾ معناه تجاكز لمرقابة التي تقكـ بيا‪ ،‬عمى أف ترسؿ‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 6/21‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 189 ،178‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬نصت المادة ‪ 30‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 118/11‬بقكليا "يجب أف تبرر غيابات األعضاء برسالة تكجو إلى رئيس المجنة‪ ،‬كيبمغ بكؿ غياب‬
‫غير مبرر إلى عمـ السمطة التي عينت العضك"‪ ،‬بينما أفادت المادة ‪ 31‬مف نفس المرسكـ بقكليا " يمكف الرئيس أف يطمب استبداؿ العضك‬
‫الغائب بعد ثبلثة (‪ )03‬غيابات متتالية كغير مبررة "‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬العقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫في كؿ األحكاؿ نسخة مف ىذا المقرر لكؿ مف مجمس المحاسبة‪ ،‬كالى الكزير المكمؼ بالمالية ممثبل في‬
‫سمطة ضبط الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ كالمفتشية العامة لممالية‪ ،‬كالى لجنة الصفقات‬
‫المختصة‪.1‬‬

‫قيد المشرع ممارسة سمطة اتخاذ مقرر التجاكز بالحالة التي يككف فييا قرار الرفض معمبل بمخالفتو‬
‫لؤلحكاـ التنظيمية فقط‪ ،‬كلـ يسمح بتجاكز ىذا القرار إذا ما كاف مسببا بمخالفتو لؤلحكاـ التشريعية‪ ،‬كالذم‬
‫يحدث أث ار بذاتو‪ ،‬حيث ال يمكف تجاكزه مف طرؼ السمطة المختصة‪ ،‬مما يؤدم إلى عدـ تنفيذ الصفقة‪،‬‬
‫بؿ كسحب مشركعيا مف المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كىك ما أفادت بو المادة ‪ 202‬بقكليا "ال يمكف اتخاذ مقرر‬
‫التجاكز في حالة رفض التأشيرة المعمؿ لعدـ مطابقة األحكاـ التشريعية‪ ،‬كفي حالة رفض التأشيرة المعمؿ‬
‫لعدـ مطابقة األحكاـ التنظيمية فإف مقرر التجاكز يفرض عمى المراقب المالي كالمحاسب العمكمية‬
‫المكمؼ‪ ،‬كميما يكف مف أمر فإنو ال يمكف اتخاذ مقرر التجاكز بعد أجؿ تسعيف (‪ )90‬يكما‪ ،‬ابتداء مف‬
‫تاريخ تبميغ رفض التأشيرة "‪ ،‬مما يدفعنا إلى التساؤؿ عف التمييز بيف األحكاـ التشريعية كالتنظيمية التي‬
‫يمكف تجاكزىا‪ ،‬ثـ إف اإلقرار بذلؾ ُيمكف المسؤكليف المكمفيف بإبراـ الصفقات العمكمية بتجاكز قرار رفض‬
‫منح التأشيرة حتى كاف كاف قرار الرفض معمبل بمخالفتو ألحكاـ قانكف الصفقات العمكمية باعتباره مف‬
‫األعماؿ التنظيمية‪ ،‬حيث أف المشرع خكليـ بتجاكز التنظيـ دكف أف يسمح ليـ بتجاكز التشريع‪ ،‬كبالتالي‬
‫فكيؼ يعقؿ أف يسمح بتجاكز تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك ما يعني إفراغ ليذا القانكف مف مضامينو‬
‫كاجراءاتو الرامية لحماية الماؿ العاـ‪ ،‬ثـ ما الفائدة بكؿ ما قامت بو لجاف الرقابة القبمية الخارجية إذا كاف‬
‫مف الممكف تجاكز أعماليا كق ارراتيا‪ ،‬فرفض لجنة الصفقات منح التأشيرة يعني بكضكح أف ىناؾ مخالفة‬
‫لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما‪ ،‬لذلؾ فقد أشارت المادة ‪ 195‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬كالمادة‬
‫‪ 24‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 118/11‬بكضكح أف أم مخالفة لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بو تعاينو المجنة‬
‫يككف سببا كافيا لرفض التأشيرة‪.‬‬

‫كال شؾ أف سمطة التجاكز المعترؼ بيا لئلدارة‪ ،‬ممثمة في الرئيس اإلدارم لمجية المعنية بالصفقة‬
‫تنطكم عمى الطابع االنفرادم‪ ،‬رغـ مبدأ التسيير الجماعي الذم كرستو أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‬
‫في اتخاذ القرار المتعمؽ باختيار اإلدارة لممتعاقد معيا في كؿ مراحؿ إبراـ الصفقة العمكمية‪ ،2‬كتأسيسا‬
‫لذلؾ فقد كاف حرم بالمشرع أف ينص عمى إمكانية رفع طعف ضد قرار المجنة المعنية أماـ جية محايدة‬
‫عمى أف تككف ق ارراتيا نافدة في ىذا الشأف ميما كاف مكضكعيا أك أماـ لجنة الصفقات ذاتيا في شكؿ‬
‫التماس إعادة النظر‪ ،‬ذلؾ أف التمييز بيف مخالفة التشريع أك التنظيـ أمر ال يستقيـ كمبدأ سيادة القانكف‬
‫الذم يتعيف عمى جميع الييئات كفي كؿ المستكيات احترامو كتطبيقو ال تجاكزه‪ ،‬ذلؾ أف اتخاذ مسؤكؿ‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 200‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬بشيرة بجاكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المصمحة المتعاقدة لمقرر تجاكز تأشيرة لجاف الصفقات العمكمية مف شأنو أف يضعؼ دكر ىذه األخيرة‪،‬‬
‫كيفتح باب االحتماؿ إلفبلت الصفقات كالمبلحؽ التي تبرـ مخالفة لؤلحكاـ التنظيمية مف رقابتيا‪ ،‬كاف‬
‫كانت احتماالت الممارسة العممية لمقرر التجاكز مف قبؿ مسؤكلي المصالح المتعاقدة تقؿ قصد تجنب أم‬
‫إجراء قد يعرضيـ لممساءلة أماـ المصالح المكمفة بالمالية كالمحاسبة‪.1‬‬

‫‪ -/2‬منح التأشيرة‪:‬‬

‫بعد عرض المقرر لممؼ الصفقة كدراستو كمناقشتو عمى مستكل المجنة‪ ،‬كبعد التأكد مف مطابقة ممؼ‬
‫الصفقة لمنصكص القانكنية كالتنظيمية‪ ،‬تقرر المجنة منح التأشيرة باعتبارىا مركز اتخاذ القرار فيما يخص‬
‫الرقابة الخارجية القبمية عمى الصفقات ضمف حدكد اختصاصيا‪ ،‬غير أف منح ىذه األخيرة قد تككف تارة‬
‫شاممة‪ ،‬أك قد تككف مصحكبة بتحفظات في بعض األحياف األخرل‪ ،‬مما قد يؤثر عمى حسف سير مجريات‬
‫تنفيذ الصفقة‪ ،‬كىذا طبقا لما أفادت بو المادة ‪ 195‬بقكليا "يمكف أف تككف التأشيرة مرفقة بتحفظات مكقفة‬
‫أك غير مكقفة‪."...‬‬

‫أ‪ -/‬منح التأشيرة الشاممة‪:‬‬

‫تعد التأشيرة التي تمنحيا لجاف الصفقات العمكمية أىـ خطكة في عممية الرقابة القبمية عمى الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬حيث تممؾ ىذه األخيرة الصبلحية الكاممة في منح التأشيرة أك رفضيا طبقا لممادة ‪ 2/195‬التي‬
‫أفادت بقكليا "‪..‬كبيذه الصفة يمكف لمجنة أف تمنح التأشيرة أك ترفضيا‪ ،‬كفي حالة الرفض يجب أف يككف‬
‫ىذا الرفض معمبل‪ ،"..‬كلمحصكؿ عمى تأشيرة ىذه األخيرة فقد ألزمت المادة ‪ 196‬المصمحة المتعاقدة‬
‫بضركرة تقديـ طمب لمجنة الصفقات التابعة ليا مصحكبا بالممؼ الكامؿ لمشركع الصفقة أك الممحؽ‪،‬‬
‫كمطابقا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا‪.‬‬

‫كيتعيف في جميع األحكاؿ تبميغ المصمحة المتعاقدة المعنية كالسمطة الكصية عمييا بكؿ الق اررات‬
‫الصادرة عف المجنة في حدكد ثمانية (‪ )8‬أياـ عمى األكثر مف انعقاد الجمسة‪ ،2‬كأما في حالة عدـ صدكر‬
‫التأشيرة خبلؿ اآلجاؿ المحددة قانكنا‪ ،‬تعمؿ المصمحة المتعاقدة عمى إخطار الرئيس الذم يجمع لجنة‬
‫الصفقات المختصة في غضكف ثمانية أياـ ابتداء مف تاريخ إخطارىا‪ ،‬كالتي تفصؿ في األمر حاؿ انعقاد‬
‫الجمسة باألغمبية البسيطة لؤلعضاء الحاضريف‪ ،3‬كما يعاب عمى المشرع في ىذه الحالة أنو لـ يرتب أم‬
‫جزاء بسبب التأخر في الرد كالذم ال يخدـ سير العممية التعاقدية‪.‬‬

‫‪ -1‬عباس صادقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.116‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 6/195‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ، 247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬كقد حددت مدة التبميغ بػ ‪48‬‬
‫ساعة عمى األكثر بعد انعقاد الجمسة في ظؿ أحكاـ المادة ‪ 151‬مف المرسكـ ‪ ،145/82‬المتضمف صفقات المتعامؿ العمكمي (الممغى)‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 24‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 198‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫باإلضافة إلى ذلؾ كحرصا مف المشرع عمى الكفاء بااللتزامات الضريبية‪ ،‬فقد ألزـ المصمحة المتعاقدة‬
‫بأف تكدع نسخة مف مقرر التأشيرة عمى الصفقة أك الممحؽ كجكبا مقابؿ كصؿ استبلـ في غضكف خمسة‬
‫عشر (‪ )15‬يكما المكالية إلصدارىا لدل المصالح المختصة إقميميا في اإلدارة الجبائية كالضماف‬
‫االجتماعي التي تتبعيا المصمحة المتعاقدة‪ ،‬التي بدكرىا تعمؿ عمى إرساؿ ىذه المقررات إلى الك ازرة‬
‫المكمفة بالمالية ممثمة في المديرية العامة لمضرائب كالك ازرة المكمؼ بالضماف االجتماعي ممثمة في‬
‫المديرية العامة لمضماف االجتماعي كؿ ثبلث أشير عمى التكالي لجمعيا كاستغبلليا‪.1‬‬

‫كبناء عمى ذلؾ يتـ البدء في تنفيذ الصفقة أك ممحقيا المؤشريف مف قبؿ المجنة المختصة‪ ،‬إذ أف‬
‫التأشيرة الشاممة التي تمنحيا المجنة تفرض عمى المصمحة المتعاقدة كعمى المراقب المالي كالمحاسب‬
‫المكمؼ‪ ،‬إال في حالة معاينة عدـ مطابقة ذلؾ لؤلحكاـ التشريعية‪ ،‬غير أننا بتفحص أحكاـ تنظيـ‬
‫الصفقات العمكمية نجد بأنو لـ ينص عمى أجؿ محدد خبلفا لما كاف عميو الحالي في التنظيـ السابؽ‬
‫الذم حددىا كفقا لممادة ‪ 165‬بأجؿ ثبلثة (‪ )03‬أشير عمى األكثر المكالية لتاريخ تسميـ مقرر التأشيرة‪،‬‬
‫كىك ما يدفعنا لمتساؤؿ عف الغاية المقصكدة مف كراء إلغاء ىذه المدة؟ خاصة كأف المشكؿ في ىذا‬
‫الجانب يتعمؽ بإلغاء تأشيرة الصفقات بمجرد نفاد مدة ثبلثة (‪ )03‬أشير مع كجكب عرض الصفقة أك‬
‫الممحؽ عمى المجنة مف جديد‪.‬‬

‫ب‪ -/‬منح التأشيرة بتحفظات‪:‬‬

‫مكنت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية لجنة الصفقات العمكمية في حالة ما شاب ممؼ الصفقة أم‬
‫خطأ أك نقص‪ ،‬منح تأشيرتيا مرفقة في ذلؾ بتحفظات‪ ،‬كالتي قد تككف مكقفة‪ ،‬أك غير مكقفة‪ ،‬فضبل عف‬
‫تمكينيا مف تأجيؿ مشركع الصفقة الستكماؿ المعمكمات الضركرية‪.‬‬

‫‪ ‬منح التأشيرة مرفقة بتحفظات موقفة لمتنفيذ‪ :‬كذلؾ عندما يتصؿ الخمؿ المبلحظ بمكضكع الصفقة‬
‫العمكمية (العناصر الجكىرية لمصفقة)‪ ،2‬كفي ىذه الحالة يتعيف عمى األمانة الدائمة لمجنة الصفقات‬
‫متابعة رفع ىذه التحفظات باالتصاؿ بالمقرر المكمؼ بدراسة الممؼ‪ ،3‬كال يمكف في ىذه الحالة لمصفقة أك‬
‫الممحؽ أك دفتر الشركط أف تدخؿ حيز التنفيذ‪ ،‬إال بعد رفع التحفظات كتصحيح األخطاء كتدارؾ النقائص‬
‫‪ ،‬كبالتالي فإف منح التأشيرة يككف معمقا عمى شرط كاقؼ‪ ،‬كىك إزالة التحفظات المكقفة‪ ،‬كيشار في ىذا‬
‫السياؽ إلى أف ىذه التحفظات المكقفة ال تكقؼ سرياف آجاؿ صبلحية التأشيرة‪.‬‬
‫‪ ‬منح التأشيرة مرفقة بتحفظات غير موقفة‪ :‬كتككف عندما ترتبط العيكب بشكؿ الصفقة‪ ،‬كبخبلؼ‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 196‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 24‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 195‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 199‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫التحفظات المكقفة‪ ،‬يمكف لمصفقة في ىذه الحالة أف تدخؿ الصفقة حيز التنفيذ مع كجكب رفع التحفظات‬
‫الشكمية المكجكدة في الصفقة بالتنسيؽ بيف كؿ مف مسؤكؿ المكمؼ باألمانة الدائمة لمجنة كالمقرر(عضك‬
‫المجنة) المكمؼ بممؼ الصفقة ذاتيا‪ ،‬كلكف التساؤؿ الذم يطرح بيذا الصدد ىك ما المقصكد مف كراء‬
‫"شكؿ الصفقة"‪ ،‬فيؿ يقصد بذلؾ طريقة اإلبراـ‪ ،‬أك إجراء سير الصفقة ؟ كالتي يتعيف عمى المشرع‬
‫تحديدىا تجنبان ألم غمكض في ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫ما يعاب عمى المشرع في ىذا الشأف ىك منح السمطة التقديرية ألعضاء المجنة في تحديد المسائؿ‬
‫المرتبطة بالمكضكع كتمؾ التي تتعمؽ بشكؿ الصفقة‪ ،‬كىك ما يفتح باب االستغبلؿ مف قبؿ المصمحة‬
‫المتعاقدة في جعؿ التحفظات غير مكقفة لمتنفيذ بالرغـ مف أنيا تتعمؽ بالمكضكع أك جعميا مكقفة بالرغـ‬
‫مف تعمقيا بالشكؿ خاصة في ظؿ غياب الضكابط التي تحكـ ذلؾ‪.‬‬

‫‪ -/3‬تأجيؿ مشروع الصفقة الستكماؿ المعمومات‪:‬‬

‫باإلضافة إلى إمكانية المجنة في عدـ منح التأشيرة الشاممة بسبب كجكد تحفظات‪ ،‬ىناؾ حالة أخرل‬
‫تقرر بشأنيا المجنة تأجيؿ مشركع الصفقة الستكماؿ المعمكمات‪ ،‬كيحدث ىذا في حالة كجكد نقص في‬
‫بعض الكثائؽ الضركرية في ممؼ الصفقة‪ ،‬كالتي تقع حائبل دكف تمكف المجنة مف دراسة الممؼ بشكؿ‬
‫كامؿ‪ ،1‬كفي ىذه الحالة تكقؼ اآلجاؿ كال تعكد لمسرياف إال ابتداء مف يكـ تقديـ المعمكمات المطمكبة‪.2‬‬

‫سبقت اإلشارة إلى أف مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة أك ممثمو ىك ما يتكلى رئاسة لجاف الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬حيث تخكلو ىذه الصفة ممارسة صبلحيات كاسعة في مكاجية بقية األعضاء‪ ،‬غير أف انفراد‬
‫ىذا األخير بتحديد جدكؿ األعماؿ كتعييف مقرر الجمسة كتحديد تاريخ كساعة االنعقاد‪ ،‬كالتحكـ في إدارة‬
‫مناقشات الجمسة كالممفات المعركضة مف شأنو أف يؤثر في أداء أعضاء المجنة كبسط رقابتيـ في مختمؼ‬
‫عناصر الصفقة بشكؿ دقيؽ ككافي‪ ،‬حيث أنو كباستثناء المقرر‪ ،‬قد ال يضطمع باقي األعضاء إال عمى‬
‫التقرير التقديمي كالمذكرة التحميمية المعداف مف قبؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬فمف المحتمؿ أف ال يضطمع‬
‫ىؤالء األعضاء عمى محاضر لجنة الفتح األظرفة كتقييـ العركض المرفقة بمقرر إنشائيا‪ ،‬كال عمى دفاتر‬
‫الشركط كجداكؿ األسعار كالبنكد المتفؽ عمييا مع المتعامؿ االقتصادم‪ ،‬كىذا ما قد يحد مف فاعميو العمؿ‬
‫الرقابي المنكط بيذه المجاف‪.3‬‬

‫باإلضافة إلى ذلؾ فإف ما يمكف تسجيمو أف ق اررات ىذه المجاف تتمتع بطابعيا المزدكج‪ ،‬حيث يظير‬
‫لنا طابعيا اإللزامي‪ ،‬كىي بصدد معالجتيا لمختمؼ الطعكف المرفكعة إلييا كالتي تصدر بشأنيا "ق اررا"‪،‬‬
‫األمر الذم يضفي عميو الطابع التنفيذم لترتيب آثاره القانكنية‪ ،‬كىذا خبلفا لما كاف عمييا الحاؿ في ظؿ‬

‫‪ -1‬بشيرة بجاكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.83‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 6/195‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬عباس صادقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المرسكـ الرئاسي ‪ 236/10‬الممغى أيف كانت المجنة كىي بصدد دراستيا لمطعكف تصدر "رأيا" مما‬
‫يعكس عدـ إلزامية قرارىا في ىذا الشأف‪ ،‬بينما نممس ذلؾ الطابع االستشارم مف خبلؿ إمكانية تجاكز‬
‫ق ارراتيا في منح تأشيرتيا بمكجب مقرر التجاكز‪ ،‬ما يجعمنا نتساءؿ عف مدل إلزامية ق ارراتيا ىذه األخيرة‪،‬‬
‫كىك ما يفرض منطؽ القكؿ بأف الرقابة الممارسة مف قبؿ لجاف الصفقات العمكمية ذات فعالية نسبية‬
‫ترتكز أساسا عمى مدل التقيد بتطبيؽ القكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا‪ ،‬فيي بذلؾ رقابة إجرائية مستندية‬
‫تعمؿ عمى تقميص المخالفات التي تتخذ خرقا لؤلحكاـ القانكنية كالتنظيمية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫الرقابة الوصائية كأسموب تكميمي لمرقابة عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫استكماال ألنظمة الرقابة عمى الصفقات العمكمية أخضع المشرع الجزائرم ىذه األخيرة لرقابة الكصاية‬
‫فإذا كانت الغاية مف كراء رقابة لجاف الصفقات العمكمية ىي التأكد مف احتراـ قكاعد كاجراءات إبراـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬فإف الغاية مف إخضاع الصفقات لرقابة الكصاية ىك التأكد مف مبلئمة ىذه األخيرة‬
‫ألىداؼ الفعالية‪ 1‬كاالقتصاد كدخكليا ضمف البرامج كاألسبقيات المرسكمة لمقطاع‪ ،‬كىي رقابة تشمؿ‬
‫مرحمة ما قبؿ التنفيذ طبقا لما أفادت بو المادة ‪ 164‬بقكليا " تتمثؿ غاية رقابة الكصاية التي تمارسيا‬
‫السمطة الكصية في مفيكـ ىذا المرسكـ‪ ،‬في التحقؽ مف مطابقة الصفقات التي تبرميا المصمحة المتعاقدة‬
‫ألىداؼ الفعالية كاالقتصاد‪ ،‬كالتأكد مف ككف أف العممية التي ىي مكضكع الصفقة تدخؿ فعبل في إطار‬
‫البرامج كاألسبقيات المرسكمة لمقطاع‪."..‬‬

‫أبرز مثاؿ عف ىذا النكع مف الرقابة ىك إخضاع تمؾ الصفقات التي تبرميا البمدية لرقابة الكالي‬
‫كالذم يمعب دك ار كبي ار في الرقابة عمى أعماؿ الييئات المحمية‪ ،‬كلتمكيف ىذا األخير مف أداء دكره الرقابي‬
‫يتعيف عمى رئيس المجمس الشعبي البمدم إرساؿ ممؼ الصفقة كامبل مصحكبا بالمداكالت الخاصة بيذه‬
‫الصفقة‪ ،‬التي تتضمف كافة المراحؿ التي مرت بيا عممية اإلبراـ‪ ،2‬طبقا لممادة ‪ 195‬مف المرسكـ الرئاسي‬
‫رقـ ‪ 247/15‬التي نصت بأنو "‪..‬كفي حالة البمديات يخضع مشركع الصفقة كالممحؽ لمراقبة المجمس‬
‫الشعبي البمدم كمراقبة الشرعية لمدكلة طبقا ألحكاـ القانكف رقـ ‪ 10/11‬المتعمؽ بالبمدية‪ ،‬قبؿ إرساليما‬

‫إلى لجنة الصفقات المختصة "‪ ،‬كبناءا عمى فحكل ىذا النص يتضح بأنو يجب أف تعرض مشاريع‬
‫الصفقات كالمبلحؽ التي تبرميا البمدية عمى المجمس الشعبي البمدم لمتصكيت عمييا بمكجب مداكلة كذلؾ‬

‫‪1‬‬
‫‪- DAUPHIN Lourent Collectivités territoriales et expérimentation théses pour l’obtention du garde de docteur‬‬
‫‪en droit publics, faculté de droit et des sciences économique, université de limoges,2008, p 503. Publié sur le‬‬
‫‪site : https://www.theses.fr.‬‬
‫‪ -2‬نصت المادة ‪ 194‬مف القانكف رقـ ‪ ،10/11‬المتعمؽ بالبمدية عمى أنو " يصادؽ عمى محضر المناقصة كالصفقة العمكمية عف طريؽ مداكلة‬
‫المجمس الشعبي البمدم‪ ،‬يرسؿ محضر المناقصة كالصفقة العمكمية إلى الكالي مرفقاف بالمداكلة المتعمقة بيما"‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫قبؿ عرضيا عمى لجنة الصفقات المختصة‪ ،1‬لترسؿ فيما بعد إلى الكالي الذم تنصب رقابتو عمى مختمؼ‬
‫المراحؿ التي مرت بيا الصفقة‪ ،‬طبقا لما أفادت بو المادة ‪ 194‬مف قانكف البمدية بقكليا " يصادؽ عمى‬
‫محضر المناقصة كالصفقة العمكمية عف طريؽ مداكلة المجمس الشعبي البمدم‪ ،‬يرسؿ محضر المناقصة‬
‫كالصفقة العمكمية إلى الكالي مرفقاف بالمداكلة المتعمقة بيما "‪ ،‬لكف نحف نتساءؿ في ىذا الصدد عف‬
‫المحضر المشار إليو في ىذا النص‪ ،‬فما يفيـ مف نص المادة ‪ 195‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬أف‬
‫مشركع الصفقة بكؿ ما يتضمنو مف كثائؽ يخضع لرقابة مجمس الشعبي البمدم قبؿ عرضو عمى لجنة‬
‫الصفقات المختصة‪ ،‬فالمفترض أف ىذا األخير يصكت عمى مشركع الصفقة بكافة محتكياتو‪ ،‬كليس عمى‬
‫محضر المناقصة أك الصفقة العمكمية‪ ،‬ليرسؿ بعد ذلؾ إلى الكالي‪ ،‬كبعد تأكد ىذا األخير مف تكافر النفقة‬
‫المتعمقة بيذه الصفقة كمدل سبلمة كمشركعية منحيا طبقا لممعايير المسطرة ضمف دفتر الشركط تترجـ‬
‫رقابتو في أجؿ ثبلثيف (‪ )30‬يكما إما‪:‬‬

‫‪ -‬بالمصادقة عمى الصفقة‪ :‬كفي ىذه الحالة ترجع المداكلة إلى البمدية مصادؽ عمييا مف قبؿ الكالي‬
‫كيتـ تعميقيا في مقر البمدية‪ ،‬كلممصمحة المتعاقدة في ىذه الحالة أف تبمغ المتعامؿ الحائز عمى الصفقة‬
‫بأمر االنطبلؽ في انجاز األشغاؿ محؿ الصفقة‪ ،‬كيبدأ سرياف حساب آجاؿ االنجاز مف ىذا التاريخ‪.2‬‬

‫‪ -‬تصحيح األخطاء‪ :‬فقد تعترم مداكالت أك ممؼ الصفقة بعض األخطاء (كاألخطاء المادية) التي يمكف‬
‫تداركيا ككنيا ال تؤثر عمى مضمكف الصفقة‪ ،‬كفي حالة الحالة يطمب الكالي مف مجمس الشعبي البمدم‬
‫تدارؾ ىذه األخطاء كاعادة إرساليا مف جديد لممصادقة بعد تدارؾ ىذه األخطاء‪.‬‬

‫‪ -‬إبطاؿ المداولة‪ :3‬كذلؾ في حالة كجكد مخالفة في المداكلة سكاء تعمؽ األمر بالكثائؽ التعاقدية أك في‬
‫إجراءات اإلبراـ‪ ،‬كالتي عمى إثرىا يقرر الكالي إبطاؿ المداكلة بمكجب قرار معمؿ‪ ،4‬كفي كؿ األحكاؿ فإف‬
‫الكالي ممزـ بإصدار ق ارره بخصكص المداكلة في أجؿ ثبلثيف يكما كاال أصبحت نافذة بحكـ القانكف‪.‬‬

‫فضبل عف ذلؾ؛ تعد المصمحة المتعاقدة عند االستبلـ النيائي لممشركع تقري ار تقييميان عف ظركؼ‬
‫المتمزـ بيا إلى مسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير‬
‫إنجازه ككمفتو اإلجمالية‪ ،‬يرسؿ ىذا التقرير حسب النفقة ُ‬
‫أك الكالي أك رئيس المجمس الشعبي البمدم‪ ،‬ككذا إلى ىيئة الرقابة الخارجية المختصة‪ ،‬عبلكة عمى كجكب‬

‫‪ -1‬اإلرسالية رقـ ‪ 137‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2017/‬بتاريخ ‪ ،2017/02/12‬المتعمقة برقابة المجمس الشعبي البمدم‬
‫عمى الصفقات‪.‬‬
‫‪ -2‬فتيحة حابي‪ ،‬النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.139‬‬
‫‪ -3‬قد يككف بطبلنا مطمقا لممداكالت كذلؾ في حالة المداكالت المتخذة خرقا لمدستكر أك مخالؼ لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا أك غير محررة‬
‫بالمغة العربية‪ ،‬كاما أف يككف ال بطبلف نسبيا كذلؾ في حالة ما إذا كانت تتعارض مصالح البمدية مع مصالح احد األعضاء بأسمائيـ الشخصية‬
‫أك أزكاجيـ أك أصكليـ أك فركعيـ إلى الدرجة الرابعة أك ككبلء حضركا المداكلة التي تعالج المكضكع‪ ،‬كفي كؿ األحكاؿ يثبت بطبلف المداكلة‬
‫بقرار مف الكالي (المادة ‪ 60 ،59‬مف القانكف رقـ ‪ 10/11‬المتعمؽ بقانكف البمدية)‪.‬‬
‫‪ -4‬خميدة طبلش‪ ،‬إصبلح النظاـ القانكني لمصفقات العمكمية في الجزائر‪ :‬نظاـ الرقابة‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬فرع الدكلة كالمؤسسات‬
‫العمكمية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪ ،2013/2012 ،)01‬ص ‪.77‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫إرساؿ نسخة مف ىذه التقرير لجية أخرل تـ استحداثيا مؤخ ار تمثمت في سمطة ضبط الصفقات العمكمية‬
‫كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،1‬كيعد ىذا التقرير أداة فعالة لتحضير كتحديد نطاقية الطمبات في المستقبؿ‬
‫كلتقييـ قدرات المتعامميف المتعاقديف األجانب أك الكطنييف إلى جانب مساىمتو في كشؼ العكائؽ‬
‫كالنقائص التي حالت دكف التنفيذ األمثؿ لمصفقة‪.2‬‬

‫غير أف تخصيص مادة كاحدة ليذا النكع مف الرقابة (المادة ‪ )164‬جعميا رقابة غامضة المعالـ في‬
‫مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬خاصة كأف المشرع لـ يفصؿ في مضمكف ىذا النكع مف الرقابة كال عف الكيفية‬
‫التي تتـ بيا‪ ،‬كىك ما يجعميا مفرغة مف محتكاىا‪ ،‬مما يستكجب الرجكع إلى القكاعد العامة لمرقابة‬
‫الكصائية لفيـ ىذا النكع مف الرقابة‪ ،‬كبالتالي فإف غياب إستراتيجية كاضحة المعالـ ليذا النكع مف الرقابة‬
‫ظؿ التنظيمات المتعاقبة كالمتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬مف شأنو أف يحد مف فعاليتيا ألف عدـ تكريس‬
‫آلية محددة تتعامؿ مع ىذا النكع مف العقكد‪ ،‬كعدـ كجكد غطاء قانكني كاضح لتنظيـ ىذه المسألة‪ ،‬يؤدم‬
‫ال محالة إلى الكقكع في التجاكزات كاالنحرافات‪ ،3‬لذلؾ يتعيف عمى المشرع أف يكلي عناية أكبر ليذا النكع‬
‫مف الرقابة مف خبلؿ إيجاد النصكص القانكنية التفسيرية كالتطبيقية ليذا النكع مف الرقابة‪ ،‬ذلؾ أف الرقابة‬
‫الفعالة ىي التي تتـ عبر جميع المستكيات كعمى جميع الصفقات كمراحؿ إبراميا‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪:‬‬
‫الرقابة عمى االلتزامات المالية لمصفقة العمومية‪.‬‬

‫بعد الرقابة المستندية كالثبكتية التي تمارسيا لجاف الصفقات العمكمية بمختمؼ مستكياتيا‪ ،‬تأتي‬
‫مرحمة مياـ ىيئات أخرل لفرض رقابتيا عمى ىذا النكع مف العقكد‪ ،‬كلعؿ أىميما تمؾ الرقابة التي تمارس‬
‫قبؿ االلتزاـ بتسديد نفقة الصفقة عمكمية‪ ،‬كتكمف أىمية الرقابة المالية أك ما يسمى بمراقبة االلتزاـ بالنفقات‬
‫في ككنيا تمارس عمى ق اررات االلتزاـ بالنفقات لآلمريف بالصرؼ قبؿ إنتاج ىذه األخيرة آلثارىا القانكنية‪،‬‬
‫كىي بذلؾ بمثابة إجراء كقائي سابؽ يسمح بالتصدم لمختمؼ التجاكزات كالمخالفات المالية منذ بدايتيا‬
‫كمنع حدكث آثارىا‪ ،‬كتما رس ىذه الرقابة مف قبؿ بعض مكظفي الدكلة الذيف خكؿ ليـ القانكف التدخؿ في‬
‫مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،4‬كالتي تمتزـ مف خبلليا الييئات اإلدارية محؿ الرقابة بعدـ صرؼ أم نفقة إال‬
‫بعد التأكد مف مطابقتيا لمقكاعد المالية المعمكؿ بيا‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2/164‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬خميدة طبلش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.140‬‬
‫‪ -4‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪.195 ،‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬رقابة المراقب المالي عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعد التأشيرة بمثابة السمطة التي تمكف المراقب المالي مف التدخؿ كايقاؼ صرؼ أم نفقة يعتبرىا غير‬
‫شرعية لمخالفتيا القكاعد الخاصة بصرؼ النفقات العمكمية‪ ،‬بما في ذلؾ صرؼ النفقات في مجاؿ‬
‫في ىذا الشأف‬ ‫‪/‬‬ ‫الصفقات العمكمية‪ ،1‬لذلؾ فقد قضت أحكاـ المادة ‪ 05‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ‬
‫عمى أف "تخضع مشاريع الق اررات المبينة أدناه كالمتضمنة التزاما بالنفقات إلى تأشيرة المراقب المالي قبؿ‬
‫التكقيع عمييا‪...:‬مشاريع الصفقات العمكمية كالمبلحؽ"‪.2‬‬

‫فضبل عف ذلؾ فقد أخضع المشرع بمكجب أحكاـ المادة ‪ 06‬مف نفس المرسكـ لتأشيرة المراقب‬
‫المالي " كؿ التزاـ مدعـ بسندات الطمب كالفاتكرات الشكمية كالكشكؼ أك مشاريع العقكد‪ ،‬عندما ال يتعدل‬
‫المبمغ المستكل المحدد مف قبؿ التنظيـ المتعمؽ بالصفقات العمكمية‪ ،"..‬كقد أحسف المشرع عندما أخضع‬
‫لرقابة المراقب المالي جميع الصفقات ميما كاف سقفيا المالي‪ ،‬كىك ما يعطي دك ار فعاال لمرقابة تصديا‬
‫لكؿ التجاكزات التي يمكف أف تؤدم إلى سكء استغبلؿ الماؿ العاـ بصفة عامة كالنفقات محؿ الصفقات‬
‫العمكمية بصفة خاصة‪.‬‬

‫أما عف مجاؿ الرقابة التي يمارسيا المراقب المالي عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬فتنصب عمى مراقبة كؿ‬
‫ما يتعمؽ بإجراءات إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كمدل احتراـ شركط اختيار المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬كذلؾ مف‬
‫خبلؿ التأكد مف عدـ كجكد تجاكزات كمخالفات لؤلنظمة كالقكانيف التي تحكـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك ما‬
‫يجعميا كسيمة لمتابعة استعماؿ األمكاؿ العامة كالحفاظ عمييا مف أشكاؿ االستغبلؿ كالتبديد‪ ،3‬كبالتالي‬
‫تحدد الرقابة التي يمارسيا ىذا األخير برقابة مشركعية النفقة فقط دكف أف يتعداىا لبحث مدل مبلءمتيا‪،‬‬
‫حيث ال يمكف لممراقب المالي تقييـ مدل مساىمة الصفقة في التنمية المستدامة‪ ،‬أك تقرير مدل تكافر‬
‫عنصرم الفعالية كالنجاعة فييا‪ ،‬كانما ىي أىداؼ مرتبطة بالمصالح المتعاقدة دكف غيرىا‪ ،4‬أما في إطار‬
‫ممارسة ىذا األخير لصبلحياتو الرقابية يضطمع مف خبلؿ فحصو لق اررات اآلمريف بالصرؼ المتضمنة‬
‫االلتزاـ بالنفقات محؿ الصفقات العمكمية بالتأكد مف‪:‬‬

‫‪ -‬الصفة القانكنية لآلمر بالصرؼ الممتزـ بالنفقة‪ ،‬كىك كؿ شخص مؤىؿ قانكنا لمقياـ بتنفيذ عمميات‬

‫‪ -1‬محمد أميف يزيد‪ ،‬الرقابة السابقة عمى النفقات الممتزـ بيا في الجزائر (المراقب المالي نمكذجا)‪ ،‬دار بمقيس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ف‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪ -‬يتكلى الرقابة المسبقة لمنفقات التي يمتزـ بيا‪ ،‬المراقبكف الماليكف بمساعدة مراقبيف مالييف مساعديف‪ ،‬كقد تـ تحديد مياـ المراقبيف المالييف‬
‫المساعديف بمكجب أحكاـ المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،381/11‬المؤرخ في ‪ ،2011/11/21‬المتعمؽ بمصالح المراقبة المالية‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ )64‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/11/27‬‬
‫‪ -2‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،414/92‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬ىدل زكزك‪ ،‬زكليخة زكزك‪ ،‬الرقابة كآلية لمكقاية مف جرائـ الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم‪ ،‬الممتقى الدكلي الخامس عشر حكؿ الفساد‬
‫كآليات مكافحتو في الدكؿ المغاربية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يكمي ‪ ،2015/04/14-13‬ص ‪.380‬‬
‫‪ -4‬عباس صادقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫االلتزاـ بالنفقة أك تكجيو أمر بالدفع‪ ،‬كقد يككف ىذا األخير منتخبا أك معينا‪.1‬‬

‫‪ -‬المطابقة التامة لبطاقة االلتزاـ بالنفقة مع القكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا كرفض جميع النفقات الغير‬
‫مبررة أك الغير القانكنية‪ ،‬التحقؽ مف تكفر االعتمادات المالية‪ ،‬التخصيص القانكني لمنفقة المخصصة‬
‫لممشركع الذم منح المبمغ ألجمو‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ الكثائؽ الثبكتية التي تقدميا المصالح المتعاقدة كالمرفقة‬
‫بالممؼ المقدـ لمرقابة‪ ،‬إلى جانب التأكد مف كجكد تأشيرة لجاف الصفقات العمكمية المختصة‪ ،‬أك اآلراء‬
‫المسبقة التي سممتيا السمطة اإلدارية المؤىمة إذا ما نص القانكف عمى إلزاميتيا‪.2‬‬

‫ىذا كيتـ دراسة كفحص ممفات االلتزاـ التي يقدميا اآلمر بالصرؼ مف قبؿ المراقب المالي في‬
‫غضكف عشرة أياـ مف استبلـ مصالح المراقبة المالية الستمارة االلتزاـ لمتتكج في األخير ىذه الدراسة بعد‬
‫التأكد مف تكفر العناصر الجكىرية لمممؼ بمنح تأشيرة المراقب المالي أك رفضيا‪.3‬‬

‫أوال‪ :‬منح التأشيرة‪.‬‬

‫تعد ىذه األخيرة دليؿ عمى صحة الصفقة العمكمية كشرعيتيا مف الناحية المالية كالقانكنية‪ ،‬كالتي‬
‫تصبح بعد كضعيا عمى بطاقة االلتزاـ كعمى الكثائؽ الثبكتية أك فكؽ سند الطمب أك الصفقة أك الممحؽ‬
‫حسب الحالة قابمة لمتنفيذ كالتحكيؿ لممحاسب المكمؼ لصرفيا‪ ،‬طبقا لممادة ‪ 196‬مف المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬التي جاء فييا بأنو "‪...‬تفرض التأشيرة الشاممة التي تسمميا لجنة الصفقات العمكمية عمى‬
‫المصمحة المتعاقدة كالمراقب المالي كالمحاسب المكمؼ‪ ،‬إال في حالة معاينة عدـ مطابقة ذلؾ ألحكاـ‬
‫تشريعية‪.‬‬

‫كفي حالة معاينة عدـ المطابقة ألحكاـ تشريعية تتعمؽ بالصفقات العمكمية‪ ،‬فإنو يجب عمى المراقب‬
‫المالي كالمحاسب المكمؼ فقط أف يعمما كتابيا لجنة الصفقات العمكمية المختصة‪ ،‬كيمكف ىذه األخير بعد‬
‫إخطارىا مف المراقب المالي أك المحاسب سحب تأشيرتيا‪ ،‬ميما يكف مف أمر قبؿ تبميغ الصفقة لممتعيد‬
‫المختار"‪ ،‬كبناءا عمى ما كرد في ىذا النص فإف التأشيرة التي تمنحيا لجاف الصفقات تعد إلزامية كليا أثر‬
‫مباشر عمى رقابة المراقب المالي لمصفقات العمكمية‪ ،‬كال مجاؿ لرفض تأشيرتو عمييا إال في حالة كجكد‬
‫مخالفة لؤلحكاـ التشريعية‪ ،‬كأف دكره فيما عدل ذلؾ ال يتعدل إمكانية إشعار الجيات المعنية بالمبلحظات‬
‫أك النقائص التي قد يبلحظيا‪ ،‬مما يدؿ عمى أف المراقب المالي ال يقكل عمى مخالفة تأشيرة لجاف‬
‫الصفقات العمكمية مما قد يفرغ رقابتو في أكلى مراحميا مف محتكاىا القانكني كالعممي‪ ،‬كما يبدكا أيضا أف‬
‫التنظيـ قد قيد اإلرساؿ الكتابي بتكجييو لرئيس لجنة الصفقات المختصة فقط‪ ،‬خبلفا لما حممتو أحكاـ‬

‫‪1‬‬
‫‪- Bachir Yelles Chaouche Le budget de l’ Etate et des collectivites locales OPU Alger 99 p 67‬‬
‫‪ -‬قد يككف اآلمريف بالصرؼ أساسييف (المادة ‪ )26‬أك ثانكييف (المادة ‪ ،)27‬مف القانكف رقـ ‪ ،21/90‬المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 09‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،414/92‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 14‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،414/92‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،414/92‬الذم نص عمى كجكب تكجيو اإلشعار بكجكد النقائص لكؿ مف الكزير‬
‫المكمؼ بالمالية كاآلمر بالصرؼ المعني بالصفقة‪ .‬إضافة لذلؾ فقد أجاز نص المادة ‪ 196‬مف المرسكـ‬
‫الرئاسي ‪ 247/15‬لمجنة الصفقات المعنية سحب تأشيرتيا بعد إشعارىا مف المراقب المالي بكجكد مخالفة‬
‫لؤلحكاـ التشريعية كلـ يمزميا بذلؾ طبقا لما تقتضيو قكاعد المشركعية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرفض المؤقت لمتأشيرة‪.‬‬

‫يمكف لممراقب المالي بعد فحص ممؼ الصفقة أف يرفض منح تأشيرتو بصفة مؤقتة كيككف ذلؾ في‬
‫حالة ما إذا عايف ىذا األخير مخالفات أك أخطاء قابمة لمتصحيح أك انعداـ أك نقصاف بعض الكثائؽ‬
‫الثبكتية‪ ،‬أك إغفاؿ الكثائؽ المرفقة بالممؼ لمبيانات اليامة‪ ،‬كفي ىذه الحالة يقكـ المراقب المالي بإببلغ‬
‫اآلمر بالصرؼ بمكجب مذكرة رفض مؤقت تتضمف كافة المبلحظات التي عاينيا ككذا مراجع النصكص‬
‫المتعمقة بالممؼ المدركس‪ ،‬كالتي أدل عدـ احتراميا إلى رفض التأشيرة‪.1‬‬

‫كبعد تصحيح األخطاء مف طرؼ اآلمر بالصرؼ تعاد بطاقة االلتزاـ كالكثائؽ الثبكتية مرة أخرل‬
‫لمصالح المراقبة المالية لمتأشيرة‪ ،‬كبعد دراستيا كالتأكد مف مطابقتيا لمقكانيف كالتنظيمات تتكج ىذه العممية‬
‫في األخير بمنح التأشيرة‪ ،2‬كفي حالة عدـ احترامو لممبلحظات المدكنة في رفض المؤقت‪ ،‬يحرر المراقب‬
‫المالي إشعار الرفض النيائي لبللتزاـ بدفع النفقة محددا فيو كؿ أسباب الرفض القانكنية‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرفض النيائي لمتأشيرة‪.‬‬

‫عادة ما يككف رفض االلتزاـ بالنفقة نيائيا‪ ،‬نتيجة عدـ مطابقة اقتراح االلتزاـ لمقكانيف كالتنظيمات‬
‫المعمكؿ بيا‪ ،‬عدـ تكفر االعتمادات المالية الكافية إلبراـ الصفقة‪ ،‬أك نتيجة عدـ التقيد بما أبداه المراقب‬
‫المالي مف مبلحظات كالمدكنة في مذكرة الرفض المؤقت‪ ،4‬كيتعيف عمى المراقب المالي في ىذه الحالة‬
‫إببلغ اآلمر بالصرؼ بالرفض مبينا في ذلؾ النصكص القانكنية كالتنظيمية التي عمى أساسيا تـ رفض‬
‫االلتزاـ بالنفقة‪ ،‬مع كجكب إرساؿ نسخة مف الممؼ مرفقا بتقرير مفصؿ إلى الكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬كليذا‬
‫األخير سمطة إ عادة النظر في الرفض النيائي الصادر عف المراقب المالي عندما يعتبر أف العناصر‬
‫المبني عمييا الرفض غير مؤسسة قانكنا‪.5‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 13‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،414/92‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬ىدل زكزك‪ ،‬زكليخة زكزك‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.384‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 10‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،414/92‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -4‬أمينة ركاب‪ ،‬رقابة المراقب المالي عمى تنفيذ النفقات العمكمية‪ ،‬مجمة جيؿ األبحاث القانكنية المعمقة‪ ،‬تصدر عف مركز جيؿ البحث العممي‪،‬‬
‫‪ ،/http://jilrc-magazines.com‬العدد األكؿ‪ ،2016 ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 4/13‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،414/92‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عمى الرغـ مف الدكر الذم يمعبو المراقب المالي في مجاؿ الرقابة عمى النفقات الممتزـ بيا في إطار‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬إال أف ىناؾ بعض القيكد مف شأنيا أف تحد مف دكره الرقابي‪ ،‬كلعؿ أىميا سمطة‬
‫التغاضي المخكلة لآلمر بالصرؼ‪ ،‬كالتي يمكف مف خبلليا ليذا األخير أف يتجاكز قرار الرفض النيائي‬

‫لمتأشيرة الصادر عف المراقب المالي‪ ،1‬كذلؾ بمكجب بمقرر معمؿ يعمـ بو كزير المالية‪ ،‬كيرسؿ الممؼ‬
‫الذم يككف مكضكع التغاضي مباشرة حسب كؿ حالة إلى الكزير أك الكالي أك رئيس المجمس الشعبي‬
‫البمدم المعني‪ ،‬كىذا ما يؤدم إلى إضعاؼ الرقابة عمى الصفقات كىدـ كافة المساعي كالجيكد الرامية‬
‫لمكافحة كافة أشكاؿ الفساد‪.‬‬

‫كفي حالة التغاضي يرسؿ ممؼ االلتزاـ مرفقا بمقرر التغاضي‪ ،‬إلى المراقب المالي قصد كضع‬
‫تأشيرة األخذ بالحسباف‪ ،‬التي يبرئ بمكجبيا نفسو مف أم مسؤكلية يمكف أف تترتب عف إجراء التغاضي‬
‫الذم اتخذه اآلمر بالصرؼ‪ ،‬مع إرساؿ نسخة مف ممؼ االلتزاـ الذم كاف مكضكع التغاضي مرفقا بتقرير‬
‫مفصؿ إلى الكزير المكمؼ بالمالية عمى أف يرسؿ ىذا األخير نسخة مف ىذا ممؼ إلى المؤسسات‬
‫المتخصصة بالرقابة عمى النفقات العمكمية‪.2‬‬

‫يبلحظ أف التنظيـ قد أخضع المجكء إلى التغاضي إلى جممة مف اإلجراءات كالضكابط الدقيقة التي‬
‫تكفؿ عدـ التعسؼ في استغبلؿ ىذه اآللية‪ ،‬ما جعؿ اآلمريف بالصرؼ يتحفظكف مف ىذا اإلجراء‬
‫كيفضمكف في ذات الكقت بااللتزاـ بما أقره المراقب المالي مف تحفظات كمبلحظات حكؿ ممؼ الصفقة‪،‬‬
‫كبناءا عمى ذلؾ فإف التقيد بضكابط كشركط االلتزاـ بالنفقة كصحتيا‪ ،‬تمكف مف الحصكؿ عمى تأشيرة‬
‫المراقب المالي كالتي تسمح لآلمر بالصرؼ بمتابعة باقي اإلجراءات لتنفيذ النفقة محؿ الصفقة العمكمية‪،‬‬
‫لتنتقؿ بعدىا الصفقة في تدرج مسار رقابتيا إلى ىيئة أخرل ىي رقابة المحاسب العمكمي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬رقابة المحاسب العمومي عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعد رقابة المحاسب العمكمي مجمكعة مف التحقيقات كالفحكصات‪ ،‬التي يقكـ بيا أثناء تنفيذه لمنفقة‬
‫(دفع مبمغ الصفقة)‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ التأكد مف شرعيتيا كمدل مطابقتيا لمقكاعد المحاسبية المعمكؿ بيا‬
‫طبقا لما نصت عميو أحكاـ القانكف ‪ 21/90‬المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية‪ .‬كتنصب رقابة ىذا األخير قبؿ‬
‫القياـ بالدفع ألم نفقة عمى التحقؽ مف مدل مطابقة عممية األمر بالدفع لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا‪،‬‬
‫فضبل عف تأكده مف مدل تكافر صفة اآلمر بالصرؼ أك المفكض لو‪ ،‬مف خبلؿ التأكد مف صحة تكقيع‬
‫اآلمر بالصرؼ المعتمد لديو‪ ،‬كمراقبة شرعية عمميات التصفية النفقات كتكافر االعتمادات المالية‪ ،‬كالطابع‬
‫اإلبرائي لمدفع‪ ،‬زيادة عمى البحث عف عدـ كجكد معارضة ليذا الدفع نتيجة ديكف مستحقة في ذمة‬
‫المستفيد‪ ،‬كأم كثيقة تككف المصمحة المتعاقدة قد قدمتيا في إطار االلتزاـ بالنفقة بما في ذلؾ التقرير‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 14‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،414/92‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫التقديمي‪ ،1‬مع ضركرة مراقبة كجكد تأشيرة عمميات المراقبة كتأشيرة لجاف الصفقات المختصة كالمراقب‬
‫المالي‪ ،2‬كىك ما أكده مجمس الدكلة في ق ارره الصادر بتاريخ ‪ 2004/01/20‬بقكلو "‪..‬حيث أف الطمبية ال‬
‫تكفي إلثبات استبلـ الدائرة لؤلشغاؿ‪....،‬إذ ينبغي عمى المحاسب ممارسة رقابة قانكنية ليتحقؽ مف أف‬
‫الدفع المطمب بو يكافؽ النفقة المكظفة كالممتزـ بيا‪ ،‬كالمأمكر بصرفيا قانكنا‪ ،3"...‬فضبل عمى أنيـ‬
‫ممزمكف بتنبيو اإلدارة المركزية بكؿ كضعية تظير مؤشرات كافية لمفساد كاختبلس األمكاؿ العمكمية‪.4‬‬

‫تتكج رقابة المحاسب العمكمي بعد التأكد مف تكافر العناصر الجكىرية السابقة إما بالتأشير عمى‬
‫الصفقة كبالتالي صرؼ النفقة كأدائيا أك الرفض‪ ،‬كيتعيف عمى ىذا األخير في حالة الرفض تبرير ىذا‬
‫الرفض مصحكبا بكافة األسباب كالمبلحظات التي أدت لذلؾ‪ ،‬كالذم غالبا ما يككف نتيجة عدـ تكافر‬
‫االعتمادات كفؽ السقؼ البلزـ‪ ،‬أك غياب التأشيرات البلزمة‪.5‬‬

‫كفي ىذه الحالة يتعيف عمى اآلمر بالصرؼ إما التقيد بتحفظات كمبلحظات التي أبداىا المحاسب‬
‫العمكمي كاستدراكيا كبالتالي صرؼ النفقة‪ ،‬أك تجاكز ذلؾ بمكجب أمر بالتسخير‪ 6‬يطمب مف خبللو اآلمر‬
‫بالصرؼ مف الحاسب العمكمية التنازؿ عف قرار الرفض‪ ،‬تنتقؿ بمكجبو مسؤكلية المحاسب العمكمي‬
‫لآلمر بالصرؼ عف تنفيذ الصفقة‪ ،‬ليب أر ذمتو مف أم مسؤكلية شخصية كانت أك مالية‪ ،7‬مع تمسؾ‬
‫المحاسب العمكمي برفض االمتثاؿ لمتسخير فيما إذا تعمؽ األمر بعدـ تكفر االعتمادت المالية‪ ،‬أك انعداـ‬
‫اإلثبات القياـ بتنفيذ جزء مف الصفقة أك غياب التأشيرات القانكنية الخاصة بالمراقب المالي أك لجنة‬
‫الصفقات المختصة‪.8‬‬

‫بناء عمى ما سبؽ؛ يبلحظ أف الرقابة عمى االلتزامات المالية ال تكاد أف تغدك عف ككنيا رقابة شكمية‬
‫تنصب عف فحص مدل مشركعية النفقات المقرر االلتزاـ بيا مف الناحية الميزانية‪ ،‬كمدل مطابقتيا‬
‫لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا‪ ،‬دكف أم فحص لمدل مبلئمة تمؾ النفقات‪ ،‬التي تبقى مف صبلحية‬
‫اآلمريف بالصرؼ لكحدىـ‪ ،‬فقد كاف مف األجدر تمكيف المراقب المالي مف مراقبة مدل مبلئمة النفقات‬

‫‪ -1‬اإلرسالية رقـ ‪ 938‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2016/‬بتاريخ ‪ ،2016/12/05‬المتعمقة برقابة المحاسب العمكمي‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 36‬مف القانكف رقـ ‪ ،21/90‬المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية‪.‬‬
‫‪ -3‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،13401‬الصادر بتاريخ ‪ ،2004/01/20‬مجمة مجمس الدكلة العدد السابع‪ ،2005 ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -4‬المنشكر رقـ ‪ 01‬الصادر عف الكزير المكمؼ بالمالية ‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2010/03/08‬المتعمؽ بتنفيذ التعميمة الرئاسية رقـ ‪ 03‬المتعمقة بتفعيؿ‬
‫مكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ -5‬النكم خرشي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.408‬‬
‫‪ -6‬يعد اإلجراء الذم يتخذ عندما يقكـ المحاسبكف العمكميكف بإيقاؼ عممية دفع النفقة‪ ،‬يطمب مف خبللو اآلمريف بالصرؼ دفعيا تحت مسؤكليتيـ‬
‫‪ -‬المادة األكلى مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،314/91‬المؤرخ في ‪ ،1991/09/07‬المتعمؽ بإجراء تسخير اآلمريف بالصرؼ لممحاسبيف العمكمييف‪،‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ )43‬الصادرة بتاريخ ‪.1991/09/08‬‬
‫‪ -7‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،312/91‬المؤرخ في ‪،1991/09/07‬المحدد لشركط األخذ بمسكؤلية المحاسبيف العمكمييف كاجراءات مراجعة باقي‬
‫الحسابات ككيفيات اكتتاب تأميف يغطي مسؤكلية المحاسبيف العمكمييف‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )43‬الصادرة بتاريخ ‪.1991/09/08‬‬
‫‪ -8‬المادة ‪ 48‬مف القانكف رقـ ‪ ،21/90‬المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الممتزـ بيا مع ضماف رقابتو عمى مسار تنفيذ النفقات محؿ الصفقات العمكمي لمحمكؿ دكف أم تجاكز أك‬
‫انحراؼ عف المسار المخصص ليا‪ ،‬فقد يحدث كأف ال تكظؼ النفقات الممتزـ بيا إطار الصفقات‬
‫العمكمية عمى النحك الذم كاف مف المفركض أف تكظؼ عميو‪ ،‬ما يفتح الباب أماـ العديد مف التجاكزات‬
‫التي تمحؽ الصفقات العمكمية بعد الحصكؿ عمى تأشيرة الرقابة المالية‪ ،‬كىك ما يفقد نجاعة الرقابة‬
‫الممارسة عمى االلتزامات المالية محؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫فضبل عف ذلؾ فإف تمكيف المشرع لآلمريف بالصرؼ مف استعماؿ متخمؼ التقنيات القانكنية التي‬
‫تسمح بتجاكز حاالت الرفض بااللتزاـ بمنح التأشيرة مف طرؼ الجيات الرقابية‪ ،‬كاف كاف قد أخضعيا‬
‫لجممة مف الضكابط‪ ،‬إال أنيا ذلؾ يفرغ الرقابة النفقات الممتزـ بيا مف محتكاىا كييدـ مساعي كجيكد‬
‫المشرع الرامية لمحفاظ عمى الماؿ العاـ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫الرقابة البعدية عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ضمانا لحسف التسيير األمثؿ كالفعاؿ لبلعتمادات المالية‪ ،‬كمف أجؿ تكريس االستغبلؿ العقبلني ليا‬
‫يتعيف عمى مختمؼ المرافؽ العامة داخؿ الدكلة التقيد بضكابط صرؼ ىذه االعتمادات كاألغمفة المالية‬
‫المرصكدة ليا في إطار تسيير مشاريع الصفقات العمكمية‪ ،‬بما يحقؽ المصمحة العامة كتغطية كافة‬
‫االحتياجات الكطنية كالمحمية‪ ،‬كباعتبار الصفقات العمكمية مجاال كاسعا كمتداخبل يتطمب اختصاصات‬
‫متداخمة تنتمي إلى أركقة مختمفة باختبلؼ جكانب الصفقة‪.1‬‬

‫فقد كاف مف ضركرة إخضاعيا لمرقابة بمختمؼ أشكاليا كمضامينيا‪ ،‬كىك ما أكدتو تعميمة السيد‬
‫الكزير األكؿ التي جاء فييا " مف الميـ أف يتـ تعزيز أدكات رقابة الدكلة‪ ،‬السيما في المجاؿ المالي‬
‫كالضريبي‪..‬كيكمؼ السيد كزير المالية شخصيا كتحت سمطتي بالسير عمى التنفيذ الصارـ لؤلحكاـ‬
‫الميزانية كالمالية "‪.2‬‬

‫لذلؾ كبعد أف أخضع المشرع الصفقات لرقابة كقائية قبمية حرصا منيـ عمى كبح مختمؼ لتجاكزات‬
‫كاألخطاء التي قد تعترم مسار تنفيذىا في مراحميا األكلى‪ ،‬فقد عمؿ عمى إخضاعيا إلطار قانكني محكـ‬
‫قائـ عمى أعكاف كأجيزة كىيئات رقابية في إطار ما يسمى بالرقابة البعدية عمى الصفقات العمكمية بما‬
‫يمكف الكقكؼ عمى مدل مشركعية تنفيذىا كالتقيد بالضكابط القانكنية لصرؼ الماؿ العاـ‪.‬‬

‫‪ -1‬النكم خرشي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.411‬‬
‫‪ -2‬التعميمة رقـ ‪ 442‬الصادرة عف الكزير األكؿ‪ ،‬المؤرخة في ‪ ،2014/12/25‬بخصكص تدابير تعزيز التكازنات الداخمية كالخارجية لمببلد‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫رقابة المفتشية العامة لممالية عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعرؼ المفتشية العامة لممالية؛ بأنيا ىيئة دائمة لمرقابة تسير عمى فحص كمراجعة التسيير المالي‬
‫كالمحاسبي لكؿ الييئات كالمؤسسات التابعة لمدكلة‪ ،‬تخضع لمسمطة المباشر لمكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬كقد‬
‫أنشأت ىذه األخيرة بمكجب المرسكـ ‪ 53/80‬كالمتضمف سير المفتشية كتنظيميا‪ ،1‬كالتي شيدت ترسانة‬
‫قانكنية إلعادة تنظيميا كىيكمتيا‪ 2‬بما يتكافؽ كفعالية أدائيا الرقابي عمى المجاؿ المالي كالمحاسبي بما في‬
‫ذلؾ الصفقات العمكمية‪ ،‬كذلؾ طبقا لممادة ‪ 05‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 272/08‬المحدد لصبلحيات‬
‫المفتشية العامة لممالية‪ 3‬صراحة التي نصت بأنو "‪...‬تتمثؿ تدخبلت المفتشية العامة لممالية في مياـ‬
‫الرقابة أك التدقيؽ أك التقييـ أك التحقيؽ أك الخبرة‪ ،‬كالتي تقكـ حسب الحالة عمى ما يمي‪...‬إبراـ الصفقات‬
‫كالطمبات العمكمية كتنفيذىا‪ ،"..‬كعمى إثر ذلؾ تعمؿ المفتشية العامة لممالية عمى ضماف السير العقبلني‬
‫لمنفقات محؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتدقيؽ كالتحقيؽ مف نظامية إبراـ الصفقات كالطمبات العمكمية‬
‫كتنفيذىا‪ ،‬ككذا كؿ العمميات المتعمقة بيا‪ ،‬كالمتمثمة في رقابة نظامية تطبيؽ التشريع المالي كالمحاسبي‬
‫كمدل دقة المحاسبات كصدقيا‪ ،‬كذلؾ درءا ألم قصكر أك تجاكز قد يشكب مسار تنفيذ الصفقات‬
‫العمكمية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تدخؿ المفتشية العامة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تجسيدا لمرقابة الفعالة تسير المفتشية العامة لممالية‪ ،‬عمى تقييـ مدل االلتزاـ بتطبيؽ التشريع المالي‬
‫كالمحاسبي كاألحكاـ القانكنية أك التنظيمية التي ليا تأثير مالي مباشر عف طريؽ إجراء الفحكصات‬
‫كالتحقيقات الفجائية عمى الكثائؽ‪ ،4‬كفي عيف المكاف بالشكؿ الذم ال يسمح لممصالح المتعاقدة القياـ ما‬
‫مف ش أنو إخفاء أم أثر لممخالفات كالتجاكزات كتظميؿ المفتشيف القائميف بيذه العممية‪ ،‬كترتكز ىذه الرقابة‬
‫عمى الصفقات العمكمية عمى ناحيتيف‪:‬‬

‫‪ -1‬المرسكـ رقـ ‪ ،53/80‬المؤرخ في ‪ ،1980/03/01‬المتضمف إحداث المفتشية العامة لممالية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)10‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.1980/03/04‬‬
‫‪ -2‬مف بيف المراسيـ التي تضمنت ىيكمة جياز المفتشية العامة لممالية ‪ :‬المرسكـ رقـ ‪ ،502/83‬المؤرخ في ‪ ،1983/08/20‬المتضمف التنظيـ‬
‫الداخمي لممفتشية العامة لممالية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )35‬الصادرة بتاريخ ‪.1983/08/23‬‬
‫‪ -‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،273/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/09/06‬الممغي لممرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،32/92‬المؤرخ في ‪ ،1992/01/20‬المتضمف‬
‫تنظيـ اليياكؿ المركزية لممفتشية العامة لممالية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )50‬الصادرة بتاريخ ‪.2008/09/07‬‬
‫‪ -‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،33/92‬المؤرخ في ‪ ،1992/01/20‬المتعمؽ بتنظيـ المصالح الخارجية لممفتشية العامة لممالية كتنظيـ اختصاصيا‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج عدد (‪ )06‬الصادرة بتاريخ ‪.1992/01/26‬‬
‫‪ -3‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،272/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/09/06‬يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )50‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2008/09/07‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،96/09‬المؤرخ في ‪ ،2009/02/22‬يحدد شركط ككيفيات رقابة كتدقيؽ المفتشية العامة لممالية لتسيير المؤسسات‬
‫العمكمية االقتصادية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )14‬الصادرة بتاريخ ‪.2009/03/04‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أوال‪ :‬فحص الصفقة مف الناحية الشكمية‪.‬‬

‫تصب رقابتيا عمى الصفقة مف ىذه الناحية عمى البحث كاالستفسار عف الطريقة التي حددت‬
‫بمكجبيا المصمحة المتعاقدة الحتياجاتيا‪ ،‬كعف األسباب الجدية التي دفعتيا الختيار أسمكب اإلبراـ‪،‬‬
‫خاصة ما تعمؽ بإبرميا لصفقات التراضي‪ ،‬كذلؾ بالبحث عف األسباب التي دفعتيا لمجكء إليو‪ ،‬كاإلطبلع‬
‫عمى دفتر الشركط كمدل مطابقتو مع الشركط المكضكعة مف قبؿ المؤسسات مف أجؿ قبكؿ عركض‬
‫المتنافسيف‪.1‬‬

‫تعمؿ فحص سجؿ العركض كالتأكد مف أنو مرقـ كمؤشر عميو‪ ،‬كفقا لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ‬
‫بيا‪ ،‬إلى جانب تأكدىا مف تسجيؿ األظرفة حسب تاريخ كصكليا‪ ،‬كاإلطبلع عمى مختمؼ الشركط التي‬
‫رسمتيا المصمحة المتعاقدة الختيار المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬كالتأكد مف سرية أسمكب طمب العركض‪ ،‬كسبلمتو‬
‫مف التفاكض خارج اإلطار القانكني الذم نظمتو أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬طبقا لمبادئ الشفافية‬
‫كالعبلنية‪ ،‬المساكاة‪ ،‬فضبل عف كقكفيا عمى تاريخ اإلبراـ‪ ،‬مما يمكنيا مف تحديد المبمغ المالي المرصكد‬
‫ككذا المبمغ المتبقي‪ ،‬كبالتالي تحديد طري قة دفع المستحقات كالتسبيقات‪ ،‬كمدل المجكء لتحييف األسعار بما‬
‫يتكافؽ كالظركؼ االقتصادية كالتجارية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬فحص الصفقة مف الناحية الموضوعية‪.‬‬

‫يتـ ذلؾ مف خبلؿ فحص مدل نظامية مرحمة إبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬ابتداء مف باجتماع لجنة فتح‬
‫األظرفة كتقييـ العركض إلى غاية إرساء الصفقة‪ ،‬إلى جانب العمؿ عمى فحص محضر المجنة كالتحقؽ‬
‫مف تكفر قرار تعييف ىذه المجنة كصبلحياتيا كمف مقرر تشكيؿ المجنة‪ ،‬فضبل عف تأكدىا مف األسباب‬
‫الجدية التي دفعت بالمصمحة المتعاقدة بتمديد عقد الصفقة كمف شرعية اختيارىا لممتعاقد‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫رقابتيا عمى م جريات تنفيذ الصفقة كالتأكد مف قيمة التسبيقات المدفكعة كمطابقتيا لما تمت إق ارره ضمف‬
‫بنكد الصفقة العمكمية‪ ،‬كالكقكؼ عمى مدل التقدـ في تنفيذ بنكد الصفقة‪ ،‬بالمقارنة مع فترات الرقابة‬
‫كالمبالغ المرصكدة لمصفقة‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬القواعد اإلجرائية لمتفتيش‪.‬‬

‫يمكف لممفتشيف في إطار القياـ بمياميـ طمب أم كثيقة متعمقة بالصفقة تككف الزمة لمراجعتيا‪ ،‬كما‬
‫يمكنيـ أف يطمبكا كتابيا أك شفكيا أم معمكمات حكؿ الصفقة أك أم تكضيح يتعمؽ بيا‪ ،‬بغية مراقبة‬
‫األعماؿ أك المعطيات المبنية في المحاسبة كالتأكد مف محاسبة الصفقة كفؽ المعايير كاألسس المعمكؿ‬
‫بيا‪.‬‬

‫‪ -1‬صميحة بف عكدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.216‬‬


‫‪ -2‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.175‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫يتعيف عمى مسؤكلي المصالح المتعاقدة كالييئات المراقبة تمكيف كحدات العممية لممفتشية مف اإلطبلع‬
‫عمى كؿ ما تراه ضركرم لمقياـ بعممية الفحص كالمراقبة مف كثائؽ ك تبريرات كمستندات مف شأنيا أف‬
‫تسيـ في العمؿ الرقابي‪ ،1‬كقد ألزميا القانكف في ىذا السياؽ باإلجابة عف كؿ طمبات المعمكمات المطمكبة‬
‫منيـ في ىذا الشأف‪ ،‬ككؿ امتناع أك رفض ليذه الطمبات يمكف أف يككف محؿ إعذار يعمـ بو الرئيس‬
‫السممي لمعكف المعنى‪ ،‬كفي حالة عدـ الرد في غضكف ثمانية أياـ يحرر مسؤكؿ المختص لمكحدة العممية‬
‫لممفتشية العامة لممالية محضر قصكر ضد العكف المعني أك رئيسو السممي‪ ،‬كيرسؿ ىذا األخير لمسمطة‬
‫السممية الكصية التي عمييا متابعة ذلؾ قبؿ تدكينيا في تقرير الميمة‪.2‬‬

‫كانطبلقا مف ذلؾ فإنو ال يمكف لمسؤكلي المصالح كالييئات المراقبة الخاضعة لرقابة المفتشية العامة‬
‫لممالية‪ ،‬ككذا األعكاف المكضكعيف تحت سمطتيـ التممص مف أداء ما قد يطمب منيـ مف طرؼ الكحدة‬
‫العممية لممفتشية‪ ،‬محتجيف في ذلؾ باحتراـ الطريؽ السممي أك السر الميني أك الطابع السرم لممستندات‬
‫الكاجب فحصيا أك العمميات البلزـ رقابتيا‪.3‬‬

‫كفي حالة معاينة لثغرات أك تأخيرات ىامة في محاسبة الييئات العمكمية محؿ الرقابة‪ ،‬يطمب مسؤكؿ‬
‫الكحدات العممية لممفتشية مف المسير المعني القياـ كبدكف تأخير بتحييف ىذه المحاسبة‪ ،‬كاعادة ترتيبيا في‬
‫أقرب اآلجاؿ‪ ،‬كفي حالة عدـ كجكد المحاسبة أك ككنيا تعرؼ اختبلال يجعؿ فحصيا العادم مستحيبل‪،‬‬
‫يحرر مسؤكؿ الكحدات العممية لممفتشية محضر قصكر‪ ،‬يرسؿ لمسمطة السممية أك الكصية المختصة‬
‫كالتي بدكرىا عمييا إعادة المحاسبة المقصكدة أك تحيينيا كالمجكء إلى الخبرة إذا اقتضى األمر ذلؾ‪ ،‬مع‬
‫إعبلـ المفتشية العامة لممالية بالتدابير كاإلجراءات التي تـ اتخاذىا في ىذا الشأف‪.4‬‬

‫يحرر المفتشكف بعد نياية رقابتيـ تقري ار يبرز مبلحظاتيـ كالمعاينات التي تـ الكقكؼ عمييا‪ ،‬ككذا‬
‫التقديرات حكؿ التسيير المالي كالمحاسبي لمييئة المراقبة أك المصمحة المتعاقدة‪ ،‬فضبل عف تضميف أف‬
‫ىذا التقرير كؿ ما مف شأنو العمؿ عمى رفع جكدة أداء التسيير كتحسيف األحكاـ التشريعية التنظيمية التي‬
‫تحكـ سيرىا‪.‬‬

‫يبمغ التقرير األساسي لممسير أك مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة حسب الحالة‪ ،‬كالتي يتعيف عمييا‬
‫اإلجابة عمى مختمؼ المبلحظات كالمعاينات التي احتكل عمييا ىذا التقرير في أجؿ أقصاه شيريف‪ ،‬عمى‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 18‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،272/08‬يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 19‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،272/08‬يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 17‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،272/08‬يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية‪ ،‬أحمد سكيقات‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ اإلدارة العمكمية في‬
‫الجزائر‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه العمكـ في العمكـ القانكنية‪ ،‬فرع القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫‪ ،2015/2014‬ص ‪.229‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 07‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،272/08‬يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫أف يمكف أف يتـ تمديد ىذا األجؿ استثنائيا لشيريف مف طرؼ المفتشية العامة لممالية بعد مكافقة الكزير‬
‫المكمؼ بالمالية‪ ،‬زيادة عمى إعبلـ المفتشية بكؿ التدابير المتخذة كالمرتقبة المتعمقة بالكقائع المدكنة فيو‪.1‬‬

‫يترتب عمى جكاب المسير عمى التقرير األساسي إعداد تقرير تمخيصي‪ ،‬يتضمف المقاربة بيف‬
‫المعاينات التي احتكل عمييا التقرير األساسي كجكاب مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬عمى أف يبمغ ىذا‬
‫التقرير التمخيصي مرفقا بجكاب المسير لمسمطة السممية لممصمحة المتعاقدة‪.‬‬

‫كعمى إثر ىذه التقارير تعد المفتشية العامة لممالية تقري ار سنكيا يتضمف حصيمة نشاطاىا‪ ،‬كممخص‬
‫معاينتيا كاألجكبة المتعمقة بيا‪ ،‬إلى جانب تضميف ىذا األخير جممة مف االقتراحات اليامة كالضركرية‬
‫التي استخمصتيا مف تدخبلت فرقيا المختمفة‪ ،‬التي تيدؼ إما لتكييؼ األكضاع أك تعديؿ التشريع كالتنظيـ‬
‫الذم يحكـ مختمؼ النشاطات التي كانت محؿ رقابتيا‪ ،‬كيسمـ ىذا التقرير إلى الكزير المكمؼ بالمالية‬
‫خبلؿ الثبلثي األكؿ مف السنة المكالية التي أعد بخصكصيا‪.2‬‬

‫تمتمؾ ىذه التقارير قيمة قانكنية كبيرة فيما يتعمؽ برقابة النفقات محؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬فيي بمثابة‬
‫عامؿ مساعد عمى كشؼ مدل التزاـ المصالح المتعاقدة بالعمؿ المبرمج كلؤلىداؼ الرامية إلى تحقيؽ‬
‫الفعالية كالمردكدية في اإلنجاز‪ ،‬كمدل التزاميا بتكريس مبادئ الشفافية كالمنافسة مف خبلؿ إجراءات إبراـ‬
‫الصفقات‪ ،‬كذلؾ عمى إثر االطبلع عمى كؿ المستندات كالكثائؽ كمطابقتيا لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ‬
‫بيا‪ ،‬إلى جانب أف ىذه التقارير تعمؿ عمى تنكير مختمؼ المصالح المتعاقدة في ترشيد تسييرىا المالي‪،‬‬
‫ككضع مختمؼ الرؤل اإلستشرافية كالمستقبمية في انجاز مختمؼ المشاريع طبقا لممعايير الدكلية المعمكؿ‬
‫بيا‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييـ رقابة المفتشية العامة لممالية‪.‬‬

‫رغـ المكانة اليامة التي تتمتع بيا المفتشية العامة لممالية في ظؿ المنظكمة الرقابية التي تسير عمى‬
‫حماية الماؿ العاـ‪ ،‬بالشكؿ الذم يسيـ في القضاء عمى مختمؼ التجاكزات كالتبلعبات التي قد تعترم‬
‫مجاؿ التسيير المالي‪ ،‬إال أف الدكر الذم يقع عمى عاتقيا جعؿ برنامجيا الطمكح بعيد المناؿ نتيجة عدة‬
‫اعتبارات مف شأنيا الحد مف فعالية دكرىا الرقابي منيا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مف حيث مجاؿ التدخؿ‪.‬‬

‫يبلحظ مف خبلؿ الرجكع إلى نص المادة ‪ 02‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 272/08‬المحدد‬
‫لصبلحيات المفتشية العامة لممالية‪ ،‬اتساع نطاؽ رقابتيا بالشكؿ الذم يكسبيا مظير التدخؿ الشمكلي‬
‫الذم يغطي كافة مكاطف تكاجد الماؿ العاـ‪ ،‬إال أف الكاقع يفرز لنا عكس ىذا التصكر‪ ،‬إذ يكشؼ لنا‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 23‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،272/08‬يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية‪.‬‬
‫‪ -2‬المكاد ‪ 26 ،25 ،24‬مف المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،272/08‬يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الميداف العمم ي خركج العديد مف الييئات مف دائرة األجيزة المعنية بالخضكع لرقابة المفتشية العامة‬
‫لممالية‪ ،‬مف بينيا رئاسة الجميكرية كك ازرة الدفاع الكطني‪ ،‬كبعض المؤسسات االقتصادية كمؤسسة‬
‫سكناطراؾ‪ ،‬كبالتالي فأم شمكلية لرقابة المفتشية العامة لممالية كىي تفتقد لمكنة مراقبة أكثر الييئات‬
‫تكظيفا لمماؿ العاـ‪ ،‬مما يؤدم إلى تقييد دكرىا في مكافحة الفساد كترشيد اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬خاصة في ظؿ‬
‫المسعى الذم تكليو الدكلة لحماية الماؿ العاـ الذم جسدتو العديد مف التعميمات الصادرة عف مختمؼ‬
‫الك ازرات كالتي تؤكد عمى ضركرة التصرؼ العقبلني كالقانكني في األمكاؿ العمكمية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬مف حيث اإلمكانيات المتاحة‪.‬‬

‫لـ تتح ليذا الجياز اإلمكانيات المادية كالبشرية‪ ،‬التي تتناسب كحجـ النطاؽ الرقابي المكمفة بتغطيتو‪،‬‬
‫حيث تظير المفتشية العامة لممالية مثقمة بتأميف العديد مف الكظائؼ في ظؿ اإلمكانيات البشرية كالمادية‬
‫المحدكدة‪ ،‬التي تؤىميا لتغطية ما أنيط بيا مف مياـ‪ ،‬مما ينعكس سمبا عمى أدائيا الرقابي‪ ،‬ألنو حتى كاف‬
‫تـ تدعيميا بإنشاء مفتشيات جيكية‪ ،2‬إال أف تكاجدىا يبقى مقتص ار عمى المستكل المركزم كالجيكم الذم‬
‫يشمؿ تسعة ىياكؿ مركزية بتعداد ال يتجاكز ستيف مكمفا بالتفتيش‪ ،‬كىك تكزيع قاصر مقارنة بحجـ المياـ‬
‫المسندة إلييا‪ ،‬خاصة في ظؿ كثافة كتكزع اإلدارات كالمؤسسات المتبايف عمى مستكل إقميـ الدكلة‪ ،‬كىك ما‬
‫يستدعي إعادة النظر في ىيكمتيا كدعميا بفركع عمى المستكل المحمي لتخفيؼ عبء المياـ المككمة إلييا‬

‫كضماف خضكع جميع الييئات داخؿ الدكلة لرقابتيا بصفة دكرية كمستمرة‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬مف حيث نتائج الرقابة‪.‬‬

‫تتكج العممية الرقابية لممفتشية العامة لممالية بتقرير تدكف فيو كافة التقديرات كالمعاينات التي تـ‬
‫الكقكؼ عمييا‪ ،‬إلى جانب التدابير التي مف شأنيا أف تسيـ في تحسيف آليات التسيير المالي‪ ،‬لكف ما‬
‫يبلحظ ىك افتقار ىذا األخير آلليات متابعتو بعد رفعو لمجيات الكصية‪ ،‬األمر الذم ال يسمح بالمتابعة‬
‫كاإلطبلع عمى اإلجراءات القانكنية المتخذة ضد التجاكزات السيما تمؾ المتعمقة بمخالفة أحكاـ تنظيـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬زيادة عمى أف مآؿ ىذه التقارير إلى سمطة الكزير المكمؼ بالمالية الذم يستأثر‬
‫بسمطة اتخاذ القرار في شأنيا بعيدا عف منطؽ الشفافية الذم يفرض نشر ىذه التقارير‪ ،‬مما يجعمنا‬
‫نتساءؿ عف مصيرىا ككيفية التعامؿ معيا‪ ،‬فضبل عف غياب أم تنسيؽ بينيا كبيف باقي الييئات الرقابية‬
‫كمجمس المحاسبة‪ ،‬كىك ما ينقص مف فعاليتيا الرقابية ميدانيا‪ ،‬إلى جاب غياب الكسائؿ الردعية التي‬

‫‪ -1‬التعممية رقـ ‪ 2143‬الصادرة عف كزير الداخمية كالجماعات المحمية‪ ،‬المؤرخة في ‪ ،2015/09/13‬المتعمقة بترشيد النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،274/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/09/06‬يحدد تنظيـ المفتشيات الجيكية لممفتشية العامة لممالية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪)50‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ ،2008/09/07‬كتقع ىذه المفتشيات عمى مستكل كؿ كالية بتعداد ‪ 60‬مكمفا بالتفتيش مكزعيف عمى كؿ مف كالية األغكاظ‪،‬‬
‫تيزم كزك‪ ،‬سيدم بمعباس‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬كرقمة‪ ،‬تممساف‪ ،‬سطيؼ‪ ،‬عنابة‪ ،‬مستغانـ‪ ،‬كىراف‪.‬‬
‫‪ -3‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫تمكنيا مف الضغط كالتأثير كإحالة الممؼ عمى العدالة في حالة اكتشاؼ كقائع ذات كصؼ جزائي‪ ،‬كإبراـ‬
‫صفقات عمكمية مشبكىة أك عمى األقؿ تمكينيا بإخطار كزير العدؿ بذلؾ‪ ،1‬فضبل عف محدكدية الرقابة‬
‫الممارسة مف طرؼ المفتشيف‪ ،‬الذم ال يممؾ أم سمطة في منع أك تكقيؼ تنفيذ أم عممية رغـ عدـ‬
‫شرعيتيا كتطابقيا كالمقاييس القانكنية‪ ،‬مكتفيا في ذلؾ بتبميغ ما تمت معاينتو مف مخالفات لمسمطة السممية‬
‫أك الكصية عمى الييئات محؿ عممية الرقابة‪ ،‬كىك ما يعكس مدل افتقارىا ألم سمطة ردعية يمكف‬
‫اتخاذىا في ىذا الشأف‪ ،‬كافتقارىا ألم مقكمات يمكف أف تضمف استقبلليتيا في ممارسيا مياميا‪ ،‬نتيجة‬
‫التبعية المفرطة لمكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬كىك ما يفرض منطؽ الخضكع كالكالء لمسمطة الكصية‪ ،‬فكؿ ىذه‬
‫النقائص كالغمكض الذم يكتنؼ مجاؿ رقابتيا مف شأنيا الحد مف فعالية دكرىا كجياز رقابي يتعيف إعادة‬
‫تأىيمو كتمكينو مف صبلحيات أكسع بما يتبلئـ كحجـ المياـ المسندة إلييا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬

‫رقابة مجمس المحاسبة عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تـ التنصيص الدستكرم عمى إنشائو كييئة دستكرية عميا لممارسة الرقابة البعدية عمى التسيير المالي‬
‫منذ صدكر دستكر ‪ ،1976‬الذم اعتبره بمثابة ىيئة عميا تسعى إلى تحقيؽ الرشادة كاالستغبلؿ األمثؿ في‬
‫تسيير األمكاؿ العامة‪ ،‬كتجسيدا لذلؾ فقد صدر القانكف رقـ ‪ 05/80‬المتعمؽ بممارسة كظيفة المراقبة مف‬
‫طرؼ مجمس المحاسبة‪ 2‬الذم خكلو ممارسة اختصاصات رقابية كاسعة ذات طابع قضائي كادارم عمى‬
‫الدكلة كالييئات التا بعة ليا في تسيير األمكاؿ العمكمية ميما كاف كضعيا القانكني‪ ،‬ليعرؼ ىذا األخيرة‬
‫انتكاسة حقيقة نتيجة تعديؿ اإلطار الناظـ ليذه الييئة بمكجب القانكف ‪ 32/90‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة‬
‫كسيره‪ ،3‬أيف تـ تجريده مف اختصاصاتو ذات البعد القضائي‪ ،‬كجعمو مجرد ىيئة إدارية مستقمة لمرقابة‬
‫البلحقة‪ ،‬كالذم استمر عمى ىذه الحالة إلى غاية صدكر األمر ‪ 420/95‬الذم أعاد األمكر لنصابيا مف‬
‫خبلؿ تمكينو مف ممارسة صبلحياتو القضائية كاإلدارية‪ ،‬فضبل عف تكسيع مجاؿ اختصاصو‪ ،‬ليشمؿ كؿ‬
‫األمكاؿ العمكمية ميما كاف كضعيا القانكني بما في األمكاؿ التي تصرؼ في مجاؿ الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫كذلؾ لمتأكد مف االستعماؿ المنتظـ كالفعاؿ لؤلمكاؿ العمكمية ككذا الشفافية في تسيير مالية الدكلة‪.5‬‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ -2‬القانكف رقـ ‪ ،05/80‬المؤرخ في ‪ ،1980/03/01‬المتعمؽ بممارسة كظيفة المراقبة مف طرؼ مجمس المحاسبة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)10‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.1980/03/04‬‬
‫‪ -3‬القانكف رقـ ‪ ،32/90‬المؤرخ في ‪ ،1990/12/04‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة كسيره‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )53‬الصادرة بتاريخ ‪.1990/12/05‬‬
‫‪ -4‬األمر رقـ ‪ ،20/95‬المؤرخ في ‪ ،1995/07/17‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )39‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1995/07/23‬المعدؿ‬
‫كالمتمـ بمكجب األمر رقـ ‪ ،02/10‬المؤرخ في ‪ ،2010/08/26‬ج ر ج ج عدد (‪ )50‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2010/09/01‬أما عف تشكيمتو فقد‬
‫حددتيا أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 377/95‬المؤرخ في ‪ ،1995/11/20‬المحدد لمنظاـ الداخمي لمجمس المحاسبة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪)72‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.1995/11/26‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 123.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫مف أجؿ إعطاء دفع جديد لتأدية مجمس المحاسبة لميامو الرقابية عمى األمكاؿ مف جية كتدقيؽ‬
‫كتقييـ استعماليا مف طرؼ الجيات كاألشخاص مف جية أخرل‪ ،‬عمؿ المؤسس الدستكرم مف التعديؿ‬
‫الدستكرم لسنة ‪ 2016‬عمى تعزيز االختصاص المخكؿ لمجمس المحاسبة مف خبلؿ تمديده ليشمؿ رؤكس‬
‫األمكاؿ التجارية التابعة لمدكلة إلى جانب تعزيز إسياـ ىذه الييئة في تطكير الحكـ الراشد كتكريس‬
‫الشفافية في تسيير األمكاؿ العمكمية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬جوانب تدخؿ مجمس المحاسبة في الرقابة عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يضطمع مجمس المحاسبة في إطار ممارسة صبلحياتو بسمطات إدارية كاسعة تتجسد مف خبلؿ‬
‫تمتعو بسمطة التحرم كاإلطبلع‪ ،‬مراجعة حسابات المحاسبيف العمكمييف‪ ،‬باإلضافة إلى تقييـ نكعية تسيير‬
‫األمكاؿ العمكمية مف طرؼ الييئات الخاضعة لمرقابة‪ ،‬ككذا رقابة االنضباط في مجاؿ تسيير الميزانية‬
‫كالمالية‪ ،‬كبمقابؿ ذلؾ يتمتع بصبلحيات أخرل ذات بعد قضائي في حالة معاينتو ألخطاء كتجاكزات تمس‬
‫بسبلمة تسيير النفقات العمكمية بصفة عامة‪.1‬‬

‫كباعتبار الصفقات العمكمية أحد أىـ النفقات العمكمية‪ ،‬فقد تـ التأكيد عمى إخضاعيا لرقابة مجمس‬
‫المحاسبة كذلؾ تعزي از لمرقابة كمكافحة مختمؼ أشكاؿ الغش كالممارسات غير الشرعية التي تشكؿ تقصي ار‬

‫في األخبلقيات ككاجب النزاىة كالضارة باألمكاؿ العامة التي تصرؼ في ىذا الجانب‪ ،2‬كبناء عمى‬
‫ذلؾ تنصب رقابة مجمس المحاسبة في إطار الصفقات العمكمية عمى‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رقابة مطابقة الصفقات العمومية لألنظمة القانونية‪.‬‬

‫يختص مجمس المحاسبة في ىذا اإلطار بمراقبة مطابقة العمميات المالية كالمحاسبية التي تقكـ بيا‬
‫الييئات كالمصالح الخاضعة لرقابتو لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا‪ ،‬كمف ثـ فيك يختص بمراقبة مدل‬
‫التزاـ المصالح المتعاقدة بأحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية مف الناحية المالية كالمحاسبية عند إبراميا‬
‫لمصفقات كتنفيذىا‪ ،‬كلو في ىذا اإلطار كامؿ الصبلحيات في أف يطمب مف المصالح المتعاقدة تزكيده‬
‫بكافة المعمكمات كتمكينو مف اإلطبلع عمى مختمؼ الكثائؽ كالمستندات التي مف شأنيا تسييؿ رقابة‬
‫العمميات المالية كالمحاسبية‪ ،3‬كالتي يجب أف تتضمف تاريخ كطبيعة االقتناء أك األشغاؿ المنفذة‪ ،‬كاألسعار‬
‫الكحدكية كالمصادؽ عمييا مف قبؿ جيات الرقابة كالمراقب المالي‪ ،‬كذلؾ لتمكينو مف الكقكؼ عمى مدل‬
‫مطابقتيا لمنصكص القانكنية كالتنظيمية التي تحكـ عممية إبراـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد سكيقات‪ ،‬مجمس المحاسبة كآلية أساسية دستكرية لمرقابة المالية في الجزائر‪ ،‬مجمة العمكـ القانكنية السياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة حمو لخضر‪ ،‬الكادم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الرابع عشر‪ ،‬أكتكبر ‪ ،2016‬ص ‪.169‬‬
‫‪ -2‬عبد الحميـ بكقريف‪ ،‬عمي غريبي‪ ،‬الرقابة البعدية عمى األمكاؿ العمكمية‪ ،‬مجمة الدراسات القانكنية كالسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪،‬‬
‫جامعة عمار ثميجي‪ ،‬األغكاط‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،‬جانفي‪ ،2015‬ص ‪.337‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 14‬مف األمر رقـ ‪ ،20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫كفي ىذا السياؽ تسير غرفة االنضباط‪ 1‬في مجاؿ تسيير النفقات محؿ الصفقات العمكمية عمى‬
‫معانية كافة أعماؿ التسيير التي تعد خرقا لقكاعد إبراـ الصفقات العمكمية كتنفيذ العقكد‪ ،‬كليذا الغرض‬
‫فيي تعايف عمى سبيؿ المثاؿ الممارسات غير الشرعية كالمتعمقة بػ‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ تضميف إعبلنات المنافسة لمبيانات الضركرية كالبلزمة‪.‬‬


‫‪ -‬سكء اختيار صيغة اإلبراـ المبلئمة‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ تمكيف المرشحيف مف األجؿ الكافي الذم يسمح ليـ بتقديـ عركضيـ‪.‬‬
‫‪ -‬المجكء التعسفي في إبراـ المبلحؽ‪ ،‬كالمجكء غير المبرر لمتحصيص‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ نظامية التدكيف في السجبلت الخاصة بالصفقات كمسكيا‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ احتراـ الشركط كآجاؿ التنفيذ‪ ،‬فضبل عمى أف تنصب رقابتو عمى التأكد مف تكريس المصمحة‬
‫المتعاقدة لمبادئ الشفافية كالنزاىة‪ ،‬كمدل احتراميا لمشركط كالمعايير الختيار أفضؿ عرض‪،‬‬
‫كالعمؿ عمى التحقؽ مف كجكد لجاف فتح األظرفة كتقييـ العركض كمف مقرر تشكيميا‪ ،‬إلى جانب‬
‫التأكد مف اشتماؿ العقد عمى الكفاالت كالتسبيقات‪ ،‬كشركط التسكية المالية في مراجعة األسعار‬
‫كضمانات الفسخ كتسكية النزاعات‪.2‬‬

‫أما عف مجاؿ رقابتو عمى منح التأشيرات‪ ،‬فيك يتحقؽ مف مدل قانكنية منح ىذه التأشيرات مف قبؿ‬
‫ىيئات الرقابة القمبية طبقا لممادة ‪ 88‬مف األمر ‪ ،20/95‬حيث يعمؿ عمى معاينة مدل تكافر الشركط‬
‫القانكنية التي أدت إلى رفض منح التأشيرة مف طرؼ المراقب المالي في إطار تنفيذ النفقات‪ ،‬كمدل خركج‬
‫المصمحة المتعاقدة عف األحكاـ التشريعية كالتنظيمية في نطاؽ إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالذم أدل إلى‬
‫رفض منح التأشيرة مف طرؼ لجاف الصفقات المختصة‪.‬‬

‫كفي نفس السياؽ يمكف لممجمس‪ ،‬أف يطمب مف السمطات السممية ألجيزة الرقابة الخارجية المؤىمة‬
‫لرقابة الييئات الخاضعة لرقابتو ميما يكف كضعيا القانكني‪ ،‬اإلطبلع عمى كؿ المعمكمات أك الكثائؽ أك‬
‫التقارير التي تمتمكيا أك تعدىا عف حسابات ىذه الييئات كتسييرىا‪ ،3‬فضبل عف قيامو بالتنقبلت الفجائية‬
‫لممصالح المتعاقدة لمكقكؼ عمى كافة الكقائع‪ ،‬كلو في ذلؾ القياـ بالتحرم كاالستماع إلى أم عكف أك‬
‫مستخدـ لدل الييئة محؿ الرقابة‪ ،‬أك الدخكؿ لكؿ المحبلت التي تشمميا أمبلؾ الييئات الخاضعة لرقابتو‬

‫‪ -1‬غرفة االنضباط في مجاؿ تسيير الميزانية كالمالية‪ :‬ىي تشكيمة متخصصة في مجمس المحاسبة مكمفة بالتحقيؽ كالحكـ في الممفات التابعة‬
‫لمجاؿ اختصاصو‪ ،‬كتبث ىذه األخيرة طبقا لممادتيف ‪ 88‬ك‪ 91‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المعدؿ كالمتمـ كالمتعمؽ بمجمس المحاسبة‪ ،‬في مسؤكلية‬
‫األعكاف في حالة ارتكاب مخالفات لقكاعد االنضباط السيما األخطاء أك المخالفات التي تشكؿ خرقا صريحا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية التي‬
‫تسرم عمى استعماؿ كتسيير األمكاؿ العمكمية أك الكسائؿ المادية كتمحؽ ضر ار بالخزينة العمكمية أك بييئة عمكمية‪ ،‬كأما عف تشكيمتيا كسيرىا‬
‫فقد حددت بمكجب المادة ‪ 51‬مف نفس األمر‪.‬‬
‫‪ -2‬صميحة بف عكدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪ -3‬خميدة طبلش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫عندما تتطمب التحريات ذلؾ‪ ،1‬كيعفى في ىذا اإلطار المسئكلكف أك األعكاف التابعيف لممصالح كالييئات‬
‫الخاضعة لمرقابة‪ ،‬أك األعكاف التابعكف ألجيزة الرقابة الخارجية مف كؿ التزاـ باحتراـ الطريؽ السممي أك‬
‫السر الميني اتجاه مجمس المحاسبة‪ ،‬إال أف عمى ىذا األخير اتخاذ كافة االحتياطات الضركرية مف أجؿ‬
‫ضماف الطابع السرم المرتبط بيذه الكثائؽ أك المعمكمات كبنتائج التدقيقات كالتحقيقات التي قاـ بيا‪.2‬‬

‫كفي حالة معاينتو أثناء ممارسة التحقيؽ لحاالت أك كقائع أك مخالفات تحمؽ ضر ار بالخزينة‬
‫العمكمية‪ ،‬أك بأمكاؿ الييئات كالمؤسسات الخاضعة لرقابتو‪ ،‬يطمع فك ار مسؤكلي المصالح المعنية كسمطاتيا‬
‫السممية أك الكصية ككؿ سمطة أخرل مؤىمة‪ ،‬بمعايناتو كمبلحظاتو مصحكبة بالتكصيات البلزمة قصد‬
‫اتخاذ اإلجراءات التي يقتضييا التسيير السميـ لؤلمكاؿ العمكمية‪.3‬‬

‫يتمتع مجمس المحاسبة في حالة عدـ ثبكت مطابقة الصفقة لمنصكص التشريعية كالتنظيمية ذات‬
‫الصمة بالصفقات العمكمية بتسميط عقكبات‪ ،4‬عمى كؿ مسؤكؿ عف ىذه المخالفات‪ ،‬حيث يعاقب المجمس‬
‫بغرامة مالية يصدرىا في حؽ كؿ مسؤكؿ أك عكف أك ممثؿ أك قائـ باإلدارة في ىيئة عمكمية خاضعة‬
‫لرقابة المجمس‪ ،‬الذم خرؽ حكما مف األحكاـ التشريعية أك التنظيمية أك تجاىؿ التزاماتو لكسب امتياز‬
‫مالي‪ ،‬أك عيني غير مبرر لصالحو أك لغيره عمى حساب الدكلة أك ىيئة عمكمية‪ ،‬عمى أف يحدد المبمغ‬
‫األقصى لمغرامة بضعؼ المرتب السنكم اإلجمالي الذم يتقاضاه المسؤكؿ أك العكف عند تاريخ ارتكاب‬
‫المخالفة‪ ،5‬كقد أحسف المشرع في تشديده ليذه العقكبات كذلؾ ضمانا لبلستعماؿ المنتظـ كالصارـ لؤلمكاؿ‬
‫العمكمية كترشيد عممية اإلنفاؽ بغية تحقيؽ تسيير فعاؿ لممكارد المالية لمدكلة‪ ،‬غير أنو يعفى مرتكبك ىذه‬
‫المخالفات في حالة ما إذا أثبتكا بمكجب أمر كتابي أك أثبت مجمس المحاسبة أنيـ قامكا بذلؾ تنفيذا‬
‫ألكامر صدرت ليـ مف مسؤكليـ السممي أك أم شخص مؤىؿ لذلؾ‪ ،‬كفي ىذه الحالة تحؿ مسؤكلية‬
‫صاحب األمر محؿ مسؤكليتيـ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬رقابة نوعية تسيير النفقات محؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫مكنت أحكاـ المادة ‪ 69‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬مجمس المحاسبة ممارسة ىذا النكع مف الرقابة عمى‬
‫األمكاؿ العمكمية بصفة عامة كالصفقات العمكمية بكجو خاص‪ ،‬كالتي تعرؼ عمى أنيا رقابة االقتصاد‬
‫كالنجاعة كالفعالية في استخداـ المكارد كتسيير األمكاؿ العمكمية‪ ،‬حيث يشمؿ نطاؽ ىذه الرقابة كافة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 56 ،55‬مف األمر رقـ ‪ ،20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 59‬مف األمر رقـ ‪ ،20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 24‬مف األمر رقـ ‪ ،20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -4‬نكار أمجكج‪ ،‬مجمس المحاسبة‪ :‬نظامو كدكره في الرقابة عمى المؤسسات اإلدارية‪ ،‬بحث مقدـ لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬فرع‬
‫المؤسسات السياسية كاإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة منتكرم‪ ،‬قسنطينة‪ ،2007/2006 ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 91 ،89‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الييئات كالمصالح الخاضعة لرقابة مجمس المحاسبة بما في ذلؾ المصالح كالييئات التي تخضع في إبراـ‬
‫عقكدىا ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫في ىذا إطار يكمؼ مجمس المحاسبة بمراقبة مدل شرعية النشاط المالي لمييئات كالمصالح العمكمية‬
‫التي تدخؿ في مجاؿ تدخمو‪ ،‬عف طريؽ تقييـ شركط استعماليا لممكارد كالكسائؿ العمكمية المتاحة ليا مف‬
‫حيث الفعالية كاألداء كاالقتصاد‪ ،‬كما يتأكد مف كجكد كفعالية األجيزة المكمفة بالتدقيؽ كالرقابة الداخميتيف‬
‫كمدل فعالية اإلجراءات كاألنظمة المعتمدة في التسيير‪ ،1‬كالعمؿ عمى تحسيف مستكل أدائيا كمردكديتيا‬
‫بتقديـ التكصيات كالمبلحظات التي يراىا مناسبة لمتسيير األمثؿ لمماؿ العاـ‪.‬‬

‫كينصب ىذا النكع مف الرقابة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬عمى مراقبة مجمس المحاسبة لممصالح‬
‫المتعاقدة في مدل تحقيؽ الصفقات العمكمية ألىداؼ الفعالية كاالقتصاد كالنجاعة‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ‬
‫التحقؽ مف مدل تقيد المصالح المتعاقدة بمعايير الجكدة كمدل قدرتيا عمى التعاقد بأقؿ سقؼ مالي‬
‫لمصفقة لمحصكؿ عمى مخرجاتيا (أشغاؿ‪ ،‬لكازـ‪ )..‬بالكميات المطمكبة كالمحددة قبؿ الدعكة لمتعاقد‪ ،‬كذلؾ‬
‫بغية الكصكؿ إلى االستغبلؿ العقبلني كاألمثؿ لممكارد العمكمية‪ ، ،‬حيث سجؿ ىذا األخير حكالي ‪103‬‬
‫عممية رقابية خبلؿ ‪ 2015‬تعمقت بتقييـ شركط تنفيذ الطمبات العمكمية كالتدقيؽ في الصفقات المبرمة في‬
‫إطار مشاريع التجييز الخاصة بالجماعات المحمية‪ ،‬بينما سجمت ‪ 191‬عممية حكؿ عممية تقييـ نكعية‬

‫التسيير‪.2‬‬

‫ىذا؛ كيحرص مجمس المحاسبة عمى رقابة مدل التزاـ المصالح المتعاقدة بتحقيؽ األىداؼ المرجكة‬
‫مف كراء تعاقدىا‪ ،‬بشكؿ فعاؿ كاقتصادم كبكفاءة عالية كفقا لمقدرات كالسياسيات المرسكمة‪ ،‬كذلؾ مف‬
‫خبلؿ فحص تمبيتيا لمحاجات العمكمية المبتغاة مف كراء إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك ما يعبر عنو‬
‫بالعبلقة بيف النتائج المحققة كاألىداؼ المسطرة‪ ،3‬كبيذه الصفة يقدـ مجمس المحاسبة كؿ التكصيات‬
‫البلزمة التي يراىا مبلئمة مف أجؿ تفادم النقائص المسجمة‪ ،‬كتصحيح األخطاء المرتكبة مف أجؿ تحقيؽ‬
‫فعالية أكثر في إنجاز مختمؼ المشاريع محؿ الصفقات العمكمية كصكال لؤلىداؼ المنشكدة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 69‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬


‫‪ -2‬سجؿ مجمس المحاسبة حكالي ‪ 1111‬عممية رقابية خبلؿ سنة ‪ 2016‬أم بزيادة قدرىا ‪ % 9‬مقارنة بػ ‪ 1018‬المسجمة في السنة الماضية‬
‫إرتكزت حكؿ تقييـ نظامية كنكعية التسيير‪ ،‬بينما سجمت ‪ 1033‬عممية رقابية خبلؿ سنة ‪ 2017‬أم بإنخفاض قدره ‪ 78‬عممية مقارنة بالسنة‬
‫الماضية‪ ،‬أما خبلؿ ‪ 2018‬فقد سجمت ‪ 891‬عممية أم بإنخفاض ‪ 142‬عممية مقارنة بما سجؿ خبلؿ السنة الماضية‪ ،‬إحصائية تتعمؽ ببرنامج‬
‫نشاط رقابة مجمس المحاسبة‪ ،‬منشكرة عمى المكقع‪ ,https://www.ccomptes.dz/ar :‬تاريخ اإلطبلع‪ ،2017/11/22 :‬الساعة‪.22:38 :‬‬
‫‪-3‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.230‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬نتائج رقابة مجمس المحاسبة‪.‬‬

‫تتكج الجيكد المبذكلة مف طرؼ مجمس المحاسبة في إطار الرقابة بنكعيف مف النتائج‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النتائج اإلدارية‪.‬‬

‫يحرص مجمس المحاسبة في إطار مباشرتو لسمطاتو اإلدارية بإصدار جممة مف التكجييات لمختمؼ‬
‫الجيات المعنية برقابتو‪ ،‬أك رفع تكصيات لمسمطة السممية أك الكصية لمجية المراقبة مف أجؿ تقكيـ‬
‫أعماليا‪ ،‬كا ستدراؾ مختمؼ النقائص كالعمؿ عمى إدخاؿ التحسينات البلزمة عمى طرؽ التسيير‪ ،‬كتتخذ‬
‫ىذه التكجييات كالتكصيات األشكاؿ التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬مذكرة التقييـ‪:‬‬

‫يتكج مجمس المحاسبة عممية مراقبة نكعية التسيير بتقييـ نيائي‪ ،‬يتضمف مختمؼ التكجييات‬
‫كالتكصيات بغرض تحسيف فعالية كمردكدية تسيير المصالح كالييئات المعنية‪ ،1‬عمى أف يرسؿ ىذا التقييـ‬
‫في شكمو النيائي إلى كؿ مف مسؤكلي الييئات كالسمطات السممية أك الكصية‪ ،‬كالى الكزراء المعنييف مف‬
‫أجؿ اإلعبلـ كاتخذ التدابير البلزمة‪ ،‬كيتعيف عمى ىذه المصالح إعبلـ مجمس المحاسبة بكؿ ما تـ اتخاذه‬
‫في ىذا الشأف‪.2‬‬

‫‪ -2‬المذكرة المبدئية‪:3‬‬

‫بمكجبيا يعمؿ مجمس المحاسبة عمى إطبلع كافة الييئات كالمصالح التي تدخؿ في نطاؽ رقابتو‬
‫بمختمؼ النقائص المسجمة في النصكص التي تسرم عمى شركط استعماؿ كتسيير‪ ،‬تنفيذ كمراقبة أمكاليا‪،‬‬
‫مصحكبة بمجمؿ التكصيات كاالقتراحات التي تعمؿ عمى تنكيرىا في اتخاذ اإلجراءات البلزمة التي تعمؿ‬
‫عمى ضماف التسيير األمثؿ لؤلمكاؿ العمكمية‪.4‬‬

‫‪ -3‬اإلجراء المستعجؿ‪:‬‬

‫بمقتضاه يعمـ مجمس المحاسبة المصالح المعنية كسمطاتيا السممية أك الكصية فكرا‪ ،‬بالمخالفات‬
‫كالكقائع التي عاينيا أثناء رقابتو بغرض تمكينيـ مف التدخؿ كاتخاذ التدابير التي مف شأنيا أف تكفؿ‬
‫حماية الماؿ العاـ‪.5‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 73‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 17 ،16‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬نصت عمييا المادة ‪ 48‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 377/95‬المحدد لمنظاـ الداخمي لمجمس المحاسبة‪ ،‬بقكليا " يعمـ رئيس مجمس المحاسبة‬
‫السمطات المعنية‪ ،‬عبر مذكرات مبدئية بالنقائص المذككرة في المادة ‪ 26‬مف األمر ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة‪ ،‬مشفكعة بكؿ التكصيات‬
‫التي يراىا مفيدة‪ ،‬كيتعيف عمى ىذه السمطات إفادة المجمس بالنتائج التي تخصصيا لمذكراتو المبدئية "‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 26 ،24‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 24‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -4‬التقرير المفصؿ‪:‬‬

‫تسجؿ فيو كافة الكقائع كالمخالفات التي عانييا مجمس المحاسبة أثناء عممية الرقابة كالتحرم كالتي‬
‫تكتسي كصفا جزائيا‪ ،‬حيث يبمغ الناظر العاـ ىذا التقرير لككيؿ الجميكرية المختص إقميميا مصحكبا‬
‫بمجمؿ الممؼ‪ ،‬كذلؾ طبقا لما تضمنتو أحكاـ المادة ‪ 57‬مكرر مف األمر ‪ 02/10‬المتعمؽ بمجمس‬
‫المحاسبة‪ ،‬كأما إذا كشفت نتائج تدقيقات مجمس المحاسبة عف مخالفات لقكاعد االنضباط في مجاؿ تسيير‬
‫الميزانية كالمالية‪ ،‬السيما خرؽ األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المتعمقة بالنفقات أك االلتزاـ بالنفقات دكف‬
‫تكفر الصفة أك السمطة أك خرؽ قكاعد الرقابة القبمية أك االلتزاـ بالنفقات دكف تكفر االعتمادات‪ ،1‬يحرر‬
‫ىذا األخير تقري ار مفصبل قصد تبميغو لمناظر العاـ‪ ،‬كالذم بدكره يحيؿ الممؼ كامبل مصحكبا باستنتاجاتو‬
‫المكتكبة كالمعممة إلى غرفة االنضباط في مجاؿ تسيير الميزانية كالمالية كيعدا ىذا اإلرساؿ إخطا ار ليا‪.2‬‬

‫‪ -5‬التقرير السنوي‪:‬‬

‫يمثؿ ىذا التقرير حصيمة نتائج رقابة مجمس المحاسبة‪ ،‬يتضمف جميع المعاينات كالمبلحظات‬
‫كالتقييمات الناجمة عف أشغاؿ تحريات ىذا األخير‪ ،‬مرفقا بالتكصيات كاالقتراحات الضركرية‪ ،‬إلى جانب‬
‫ردكد المسؤكليف كالممثميف القانكنييف كالسمطات الكصية المعنييف بذلؾ‪ ،‬عمى أف يرسؿ ىذا التقرير سنكيا‬
‫لكؿ مف رئيس الجميكرية كالى غرفتي البرلماف‪ ،‬مما يكفر لممثمي الشعب القياـ بدراسة تحميمية مكضكعية‬
‫حكؿ األداء االقتصادم كالمالي لمتسيير الحككمي‪ ،3‬إضافة إلى أف يككف ىذا التقرير السنكم محؿ نشر‬
‫كمي أك جزئي ضمف الجريدة الرسمية لمجميكرية الجزائرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النتائج ذات الطابع القضائي‪.‬‬

‫تنتيي رقابة مجمس المحاسبة في إطار ممارسة صبلحياتو القضائية بالنتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬إحالة الممؼ إلى النيابة العامة‪:‬‬

‫في إطار تجسيد اآلليات الردعية مكف نص المادة ‪ 27‬مف القانكف ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس‬
‫المحاسبة‪ ،‬ىذا األخير في حالة معاينتو لكقائع يمكف أف تأخذ كصفا جزائيا‪ ،‬بإرساؿ الممؼ إلى النائب‬
‫العاـ المختص إقميميا بغرض مباشرة المتابعات القضائية‪ ،‬عمى أف يطمع كزير العدؿ بذلؾ مع إشعار‬
‫األشخاص المعنييف كالسمطة التي يتبعكنيا بيذا اإلجراء‪.‬‬

‫‪ -1‬التعميمة رقـ ‪ 001‬الصادرة عف الكزير المكمؼ بالمالية المؤرخة في ‪ ،2009/01/17‬المتعمقة بضبط مجاؿ تنفيذ النفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 97‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Michel- Pierre Prat Cyril Janvier La cour des comptes auxiliaire de la démocratie Revue française d’études‬‬
‫‪constitutionnelles et politiques, N° 134, 2010, p 102. Publié sur le site: http://www.revue-pouvoirs.fr/.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ -2‬تحريؾ الدعوى التأديبية‪:‬‬

‫يمكف لمجمس المحاسبة تحريؾ الدعكل التأديبية ضد المسؤكؿ أك العكف التابع ألحدل الييئات‬
‫الخاضعة لرقابتو‪ ،‬إذا عايف ىذا األخير أثناء ممارسة رقابتو كقائع مف شأنيا أف تبرر قياـ الدعكل‬
‫التأديبية كتحريكيا‪ ،‬حيث يبمغ الييئة ذات السمطة التأديبية بكؿ الكقائع كالمخالفات المرتكبة مف قبؿ‬
‫المسؤكؿ أك العكف‪ ،‬كالتي يتعيف عمييا إعبلـ مجمس المحاسبة بكؿ ما تـ اتخاذه مف إجراءات في ىذا‬
‫الشأف‪ ،1‬ىذا كقد يحمؿ الفعؿ كصفا مزدكجا األمر الذم يسمح بإقامة المسؤكلية التأديبية كالجزائية في‬
‫نفس الكقت كما ىك الحاؿ في الجرائـ المتعمقة بالفساد‪.‬‬

‫‪ -3‬سمطة توقيع الغرامات‪:‬‬

‫في حالة تأخر المحاسب العمكمي عف إيداع حسابات التسيير أك عدـ إرساؿ الكثائؽ كالمستندات‬
‫الثبكتية أك عدـ تقديميا‪ ،‬يقكـ مجمس المحاسبة بناء عمى ىذه المخالفة بإصدار غرامة مالية تتراكح بيف‬
‫‪ 5.000‬ك ‪ 50.000‬دج‪ ،‬حيث منح المشرع إمكانية إرساؿ مجمس المحاسبة أم ار إلى المحاسب العمكمي‬
‫لتقديـ حساباتو في اآلجاؿ التي يحددىا لو‪ ،‬كفي حالة عدـ تقديـ ىذا األخير لمحسابات ضمف اآلجاؿ‬
‫المحددة‪ ،‬يطبؽ مجمس المحاسبة إكراىا ماليا عمى المحاسب قدره ‪ 500‬دج عف كؿ يكـ تأخير لمدة ال‬
‫تتجاكز ستيف (‪ )60‬يكما‪ ،2‬كبتجاكز ىذه المدة يمكف أف يكيؼ مكقؼ ىذا المحاسب عمى أنو عرقمة لسير‬
‫العدالة كتطبؽ عمييا األحكاـ التي يقررىا قانكف العقكبات‪ ،3‬كيطمب مجمس المحاسبة مف الجية المعنية‬
‫تعييف محاسب جديد يكمؼ بتقديـ الحسابات بدال عنو ضمف اآلجاؿ المحددة‪ ،4‬ىذا كيشار إلى أنو يمكف‬
‫لممتقاضي المعني أك السمطة السممية أك الكصية الطعف في ق اررات مجمس المحاسبة سكاء بالمراجعة أك‬
‫باالستئناؼ أك بالنقض‪.5‬‬

‫كعمى العمكـ فإف الصبلحيات اإلدارية أك القضائية التي خكليا المشرع لمجمس المحاسبة سيككف ليا‬
‫األثر المباشر عمى التزاـ مختمؼ الييئات المعنية كالخاضعة لمرقابة‪ ،‬بما فييا المصالح المتعاقدة بالتسيير‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 27‬مكرر مف األمر رقـ ‪ ،20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬


‫‪ -2‬كانت تتراكح ىذه الغرامات في حالة تأخير محاسب عمكمي في تقديـ حسابات التسيير أك عدـ إرساليا أك تقديميا قبؿ تعديؿ األمر ‪،20/95‬‬
‫بيف (‪ 10.000 ،1000‬دج)‪ ،‬كأما في حالة عدـ تقديميا ضمف اآلجاؿ المحددة لو مف طرؼ مجمس لمحاسبة فقد كانت محدد بمبمغ قدره‬
‫(‪100‬دج)‪ ،‬المكاد ‪ 93 ،92 ،91 ،68 ،61‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 68‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 62‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪ ،‬كقد سجؿ مجمس المحاسبة فيما يتعمؽ بالنشاطات المتعمقة بتقديـ‬
‫الحسابات (‪ 41902‬عممية خبلؿ ‪ 2016‬تتعمؽ بتقديـ الحسابات اإلدارية كأخرل لمتسيير)‪ 36326( ،‬عممية خبلؿ ‪24186( ،)2017‬عممية‬
‫خبلؿ ‪ ،)2018‬إحصائية تتعمؽ ببرنامج نشاط رقابة مجمس المحاسبة‪ ،‬منشكرة عمى المكقع‪ ,https://www.ccomptes.dz/ar :‬تاريخ‬
‫اإلطبلع‪ ،2017/11/22 :‬الساعة‪.22:38 :‬‬
‫‪ -5‬نظـ المشرع أحكاـ الطعف في ق اررات مجمس المحاسبة ضمف أحكاـ الفصؿ الخامس مف الباب الثالث (المكاد مف ‪ 102‬إلى ‪ )110‬مف األمر‬
‫رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫األمثؿ كالعقبلني لمنفقات محؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالى جانب ذلؾ فإف التقارير المرفكعة إلى الجيات‬
‫المعنية في ىذا الصدد‪ ،‬ستككف عامبل أساسيا في تنكير ىذه الجيات في اتخاذ مختمؼ اإلجراءات‬
‫كالسياسات البلزمة التي تكفؿ حماية الماؿ العاـ مف مختمؼ أشكاؿ الفساد‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تقييـ رقابة مجمس المحاسبة‪.‬‬

‫عمى الرغـ مف الدكر الفعاؿ الذم تمعبو ىذه المؤسسة الرقابية ضمف المنظكمة الرقابية في الجزائر‪،‬‬
‫فإف ذلؾ ال يجعميا في منأل عف الصعكبات كالعقبات التي تحد مف فعالية أدائيا الرقابي كالتي يمكف‬
‫إيجازىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -/1‬مف حيث مجاؿ التدخؿ‪:‬‬

‫رغـ النطاؽ الرقابي الكاسع ليذا الجياز كالذم يكسبو مظير الشمكلية الذم يغطي كؿ تصرؼ أك‬
‫استغبلؿ لمماؿ العاـ‪ ،‬إال أننا نجد المادة ‪ 08‬في فقرتيا األخيرة مف األمر ‪ 20/95‬المعدؿ كالمتمـ قد‬
‫أخ رجت بنؾ الجزائر مف دائرة األجيزة التي تخضع لرقابة مجمس المحاسبة‪ ،‬حيث نصت بقكليا "بغض‬
‫النظر عف أحكاـ الفقرة األكلى أعبله ال يخضع بنؾ الجزائر لرقابة مجمس المحاسبة "‪ ،‬كىك ما يدفعنا‬
‫لمتساؤؿ حكؿ إعفاء مؤسسة مثؿ بنؾ الجزائر مف رقابة مجمس المحاسبة كالذم يعد مف بيف الييئات‬
‫األساسية في تسيير الماؿ العاـ‪ ،‬فضبل عمى أف خاصية الرقابة البعدية في أداء مجمس المحاسبة لميامو‬
‫أمر ال يخدـ كال يضمف تحقيؽ الفعالية المطمكبة في الرقابة عمى أمكاؿ الدكلة‪.‬‬

‫‪ -/2‬مف حيث اإلمكانيات المتاحة‪:‬‬

‫مف خبلؿ دراسة ىذا الجياز كالمياـ المككمة إليو يبلحظ‪ ،‬عدـ التكازف بيف اإلمكانيات المتاحة‬
‫لمجمس المحاسبة كالمياـ الممقاة عمى عاتقو‪ ،‬إذ يبلحظ مف خبلؿ األمر ‪ 20/95‬المعدؿ كالمتمـ اتساع‬
‫نطاؽ األعباء بمقابؿ ضعؼ اإلمكانيات المادية كالبشرية‪ ،‬ألنو حتى كاف تـ تعزيز ىذه الييئة بغرؼ‬
‫كطنية كأخرل إقميمية فإف عدد ىذه األخيرة غير كافي أماـ اتساع نطاقو الرقابي‪ ،‬مما يتطمب تدعيميا‬
‫بالكسائؿ المادية كالبشرية بالشكؿ الذم تضمف فعالية األداء الرقابي لممجمس‪.‬‬

‫‪ -/3‬مف حيث نتائج الرقابة‪:‬‬

‫تتكج العممية الرقابية لمجمس المحاسبة مثمما سبؽ اإلشارة بتقرير‪ ،‬يشمؿ كافة المبلحظات كالمعاينات‬
‫كالتقييمات كالتكصيات الضركرية‪ ،‬التي يرل بأنيا ضركرية لمرفع مف مردكدية التسيير عمى أف يرسؿ بعد‬
‫ذلؾ لكؿ مف رئيس الجميكرية كالييئة التشريعية‪ ،‬فضبل عمى أف يككف ىذا التقرير محؿ نشر كمي أك‬
‫جزئي ضمف الجريدة الرسمية لمجميكرية الجزائرية‪ ،‬إال أف الكاقع العممي يثبت لنا عدـ التزاـ مجمس‬
‫المحاسبة بنشر التقرير السنكم طبقا لما ىك مقرر قانكنا‪ ،‬كبناءا عمى ىذا فإف مجمس المحاسبة كمنذ‬
‫نشأتو سنة ‪ 1980‬لـ ينشر سكل تقريريف‪ ،‬التقرير األكؿ كاف سنة ‪ 1997‬كىك التقرير الخاص بسنة‬

‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫‪ ،11995‬كأما التقرير الثاني فقد نشر سنة ‪ 1999‬كىك التقرير الخاص بسنة ‪ ،21997/1996‬كبعد‬
‫اإلطبلع عمى فحكاىما يبلحظ أف عدد الجيات التي مستيا الرقابة ضئيمة نكعا ما‪ ،‬إلى جانب الردكد التي‬
‫تضمنتيا تميزت بالعمكمية كالمفردات الفضفاضة ما يفتح باب التيرب مف تحمؿ المسؤكلية‪ ،‬مع العمـ أف‬
‫لعممية نشر ىذه التقارير أثر بالغة في ردع المخالفيف كالمقصريف‪ ،‬مف بينيـ القائميف عمى تسيير ممفات‬
‫الصفقات العمكمية نتيجة كشفيا مستكر مختمؼ المصالح أماـ الرأم العاـ‪ ،‬مما يجعميـ حرصيف عمى‬
‫تفادم النقائص التي قد تمس التسيير‪ ،‬لذلؾ فقد كاف مف األحرل التنصيص عمى إلزامية نشر ىذا التقرير‬
‫ضمف الجريدة الرسمية لمجميكرية الجزائرية‪ ،‬خاصة كأنيا أصبحت مع مركر الكقت مجرد حصيمة سنكية‬
‫لمنشاطات يقدميا مجمس المحاسبة مما يجعميا تفتقر لآللية الردعية‪.‬‬

‫فضبل عف افتقار مجمس المحاسبة لآلليات الردعية‪ ،‬إذ أف أقصى ما يممكو تكقيع غرامات مالية‪ ،‬أك‬
‫إحالة الممؼ لمنيابة العامة إذا كاف لو كصؼ جزائي أك إلى الييئة التأديبية إذا كاف لو كصؼ تأديبي‪،‬‬
‫كافتقاره لمضمانات التي تؤمف استقبلليتو نتيجة التبعية لرئيس الجميكرية مما يشكؿ عائقا أماـ أداء المياـ‬
‫الرقابية بنزاىة كشفافية كحياد‪ ،‬األمر الذم يحد مف فعالية رقابتو عمى الصفقات التي قد تبرميا ىيئات‬
‫السمطة التنفيذية ‪ ،‬إلى جانب غياب التنسيؽ بيف ىيئات الرقابة المتمثمة في لجاف الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫كمجمس المحاسبة مما يؤدم إلى انقساـ اإلطار الرقابي عمى الصفقات العمكمية كضعؼ نتائجو‪.‬‬

‫كىذا مف شأنو أف يحكؿ دكف بمكغ ىذا الجياز لممستكل لممأمكؿ في تكريس الشفافية كترسيخيا في‬
‫سبيؿ ترشيد النفقات العمكمية‪ ،‬إال أنو كرغـ النقائص التي تعترم ىذه المؤسسة إال أف مجمس المحاسبة‬
‫كييئة عميا لمرقابة‪ ،‬يبقى المؤسسة الفعالة كالحقيقية التي تراقب النشاط كاألداء الحككمي بصفة عامة‬
‫كالمصالح المتعاقدة التي تسير عمى تسيير النفقات محؿ الصفقات العمكمية بصفة خاصة‪ ،‬إلى جانب‬
‫إسياـ ىذه المؤسسة في تنكير مختمؼ الجيات المعنية مف خبلؿ التقارير المكجية إلييا‪ ،‬بغرض تمكينيا‬
‫مف اتخاذ اإلجراءات كالتدابير البلزمة مف أجؿ استدراؾ النقائص المسجمة‪ ،‬كالعمؿ عمى تقكيـ أعماليا بما‬
‫يتماشى كحسف سيرىا‪ ،‬غير أنو كفي إطار دفع الحركية كتجسيدا لمرقابة الصارمة عمى تسيير الشؤكف‬
‫المتعمقة بالماؿ العاـ‪ ،‬كتحقيؽ التسيير العقبلني كالنجاعة في صرؼ األمكاؿ البد مف إعادة النظر ليذه‬
‫المؤسسة بما يسمح ليا مف تفعيؿ أدكارىا بيدؼ تأميف دكرىا الرئيسي في رقابة استعماؿ كتسيير الماؿ‬
‫العاـ كفؽ رؤية شاممة تأخذ بعيف االعتبار مختمؼ العقبات كالصعكبات التي قد تحد مف فعالية أداء‬
‫ميامو الرقابية‪.‬‬

‫‪ -1‬التقرير السنكم لمجمس المحاسبة لسنة ‪ ،1995‬ج ر ج ج عدد (‪ )76‬الصادرة بتاريخ ‪.1997/11/19‬‬
‫‪ -2‬التقرير السنكم لمجمس المحاسبة لسنة ‪ ،1997/1996‬ج ر ج ج عدد (‪ )12‬الصادرة بتاريخ ‪.1999/02/28‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫سمطة ضبط الصفقات العمومية كآلية رقابية عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يعتبر نمكذج سمطات الضبط المستقمة نمكذجا حديثا في اإلدارة العمكمية‪ ،‬الذم يكرس حياد اإلدارة‬
‫تجاه المحيط االجتماعي كاالقتصادم كيسمح بإيجاد التكازف بيف عدة متناقضات كحماية الحريات‪ ،‬تنافسية‬
‫السكؽ‪ ،‬ضركرة المرفؽ العاـ‪ ،1‬كتكريسا لذلؾ فقد استحدث المشرع سمطة ضبط الصفقات العمكمية في‬
‫مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي تمثؿ ترجمة حقيقية لمركئ التي تبنتيا الجزائر في ظؿ اإلصبلح الجديد‬
‫لمصفقات العمكمية‪ ،‬كالعمؿ عمى محاربة الغش كمختمؼ أشكاؿ الفساد كترجمة عزميا عمى إدراج عممية‬
‫إبراـ الصفقات العمكمية كاسنادىا لجياز محايد يعمؿ عمى السير عمى حسف تطبيؽ تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية كالتدقيؽ في مجريات إبراميا‪ ،‬كىك ما تبناه المشرع الجزائرم في إطار مكاكبة كمسايرة التطكرات‬
‫الحديثة كتكممة لمنيج الذم تبناه المشرع الجزائرم في المجاؿ االقتصادم‪ ،2‬مف خبلؿ استحداث سمطة‬
‫ضبط الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ تدعيما لؤلطر كاآلليات الرقابية الممارسة مف طرؼ‬
‫السمطات التقميدية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬بحيث تسعى ىذه السمطة إلى ضبط مجاؿ الصفقات العمكمية‬
‫كايجاد التكازف بيف تنافسية السكؽ كضركرات المرفؽ العاـ‪ ،3‬كتتمتع سمطة ضبط الصفقات العمكمية التي‬
‫تشمؿ مرصدا لمطمب العمكمي كىيئة كطنية لتسكية النزاعات بجممة مف االختصاصات الرقابية التي يمكف‬
‫الكقكؼ عمييا تبعا لما يمي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اختصاصات سمطة ضبط الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تتمتع سمطة ضبط الصفقات العمكمية بجممة مف االختصاصات التي نستشفيا مف النصكص‬
‫الناظمة ليا سكاء ما تعمؽ بمجاؿ التنظيـ كالرقابة‪ ،‬أك ما تعمؽ بجانب التككيف كاإلعبلـ‪ ،‬كىي كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاص التنظيمي والرقابي‪.‬‬

‫إعداد تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ كمتابعة تنفيذه‪ ،‬كتصدر بيذه الصفة رأيا‬ ‫‪-‬‬
‫مكجيا لممصالح المتعاقدة كىيئات الرقابة كلجاف الصفقات العمكمية‪ ،‬كلجاف التسكية الكدية لمنزاعات‬
‫كالمتعامميف االقتصادييف‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء إحصاء اقتصادم لمطمب العمكمي سنكيا‪ ،‬كقد أسند المشرع في ىذا الشأف لممصالح المتعاقدة‬
‫ضركرة إعداد بطاقات إحصائية كارساليا ليذه السمطة‪ ،‬كيحدد نمكذجيا ككيفية إجراء ىذا اإلحصاء‬

‫‪1‬‬
‫‪-AISSAOUI Azedine, " Un nouveau contexte, un nouveau text ! ", acte de journée d’étude sur la‬‬
‫‪réglementations des marchés publique et des obligation de service public, Faculté de droit et des sciences‬‬
‫‪politique, Université Abderrahmane Mira – Bejaia, 18/01/2016 , p 08.‬‬
‫‪ -2‬نادية ضريفي‪ ،‬تكسيع مجاؿ قانكف الصفقات العمكمية كاعادة ىيكمة كتنظيـ إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد‬
‫لمصفقات العمكمية ك تفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكـ ‪ ،2016/02/23‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 213‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫بمكجب قرار مف الكزير المكمؼ بالمالية‪.‬‬


‫تحميؿ المعطيات المتعمقة بالجانيف االقتصادم كالتقني لمطمب العمكمي كتقديـ تكصيات لمحككمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تشكيؿ مكاف لمتشاكر‪ ،‬في إطار مرصد الطمب العمكمي‪.‬‬
‫‪ -‬التدقيؽ أك تكميؼ مف يقكـ بالتدقيؽ في إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪،‬‬
‫كتنفيذىا بناء عمى طمب كؿ سمطة مختصة‪.‬‬
‫‪ -‬البث في النزاعات الناتجة عف تنفيذ الصفقات العمكمية المبرمة مع المتعامميف المتعاقديف األجانب‪.‬‬
‫إعداد مدكنة أخبلقيات المينة لؤلعكاف االقتصادية المتدخميف في مراقبة إبراـ كتنفيذ الصفقات‬ ‫‪-‬‬
‫العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬كالتي تعرض عمى الكزير المكمؼ بالمالية لممكافقة عمييا‪ ،‬كىك ما‬
‫يجعؿ دكرىا الرقابي قاص ار نظ ار لتقييد ممارستيا ليذه الصبلحية بمكافقة كزير المالية عمى محتكل ىذه‬
‫المدكنة التي يتعيف عمى ىؤالء األعكاف اإلطبلع عمييا كالتعيد باحتراميا بمكجب تصريح‪ ،‬فضبل عف‬
‫إمضائيـ عمى تصريح بعدـ كجكد تضارب المصالح‪ ،‬كيرفؽ نمكذجا ىذيف التصريحيف بالمدكنة‪.1‬‬
‫أما عف مخالفة ىؤالء المتدخميف في مراقبة كابراـ كتنفيذ الصفقات لمتصريح المتضمف التعيد باحتراـ مدكنة‬
‫أدبيات كأخبلقيات المينة‪ ،‬ككذا التصريح بعدـ كجكد تضارب المصالح فإف ذلؾ يعرضيـ لممتابعات‬
‫التأديبية بؿ كحتى الجزائية‪.‬‬
‫‪ -‬تمسؾ سمطة ضبط الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬قائمة منع بعض األعكاف‬
‫االقتصادييف في حالة مشاركتيـ في بعض األفعاؿ التي تمس بإجراءات إبراـ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ -‬تستمـ نسخة مف التقرير المعد مف قبؿ المصالح المتعاقدة‪ ،‬حكؿ ظركؼ إنجاز المشركع ككمفتو‬
‫اإلجمالية مقارنة باألىداؼ المسطر لو‪.‬‬
‫‪ -‬تستمـ نسخة مف مقرر تجاكز قرار رفض التأشيرة‪ ،‬سكاء الصادر عف لجاف الصفقات لممصمحة‬
‫المتعاقدة أك عف المجاف القطاعية‪ ،‬أك لجنة الييئة العمكمية‪.‬‬
‫‪ -‬تستمـ نسخة مف مقرر معمؿ الصادر عف إحدل الييئات (مسؤكؿ الييئة العمكمية‪ ،‬الكزير‪ ،‬الكالي‪،‬‬
‫رئيس المجمس الشعبي البمدم)‪ ،‬الصادر في حالة الشركع في تنفيذ الخدمات قبؿ إبراـ الصفقات‬
‫العمكمية كىذا في حالة االستعجاؿ الممح‪.‬‬
‫‪ -‬مف أجؿ االستفادة مف الخبرات األجنبية‪ ،‬تقكـ بعبلقات تعاكف مع الييئات األجنبية كالدكلية المتدخمة‬
‫في مجاؿ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختصاص التكويني واإلعالمي‪.‬‬

‫في إطار إضفاء الشفافية كجمب أكبر عدد ممكف مف المتعيديف‪ ،‬تقكـ سمطة ضبط الصفقات‬
‫العمكمية بإعبلـ كنشر كتعميـ كؿ الكثائؽ كالمعمكمات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬سكاء باإلعبلف في‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 88‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫الصحؼ كالجرائد اليكمية كالنشرات الرسمية لممتعامؿ المتعاقد كفقا لممادة ‪ 65‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ ،247/15‬أك مف خبلؿ استغبلؿ الكسائط اإللكتركنية‪ ،‬مف خبلؿ تبادؿ المعمكمات بالطريقة اإللكتركنية‬
‫حسب الكيفيات المحددة ضمف المادة ‪ ،204‬فضبل عف تكلييا المبادرة ببرامج التككيف كترقيتو في مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ 1‬باالتصاؿ مع بعض الييئات المختصة لممكظفيف العمكمييف‪،‬‬
‫أيف يستفيدكف مف دكرات تككينية في إطار تحسيف مستكاىـ كتجديد معارفيـ كتطكير مؤىبلتيـ ككفاءتيـ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييـ رقابة سمطة ضبط الصفقات العمومية‪.‬‬

‫رغـ إقرار المشرع باستقبللية ىذه األخيرة في التسيير‪ ،‬إال أف تنظيـ الصفقات العمكمية لـ يحمؿ في‬
‫طياتو ما يمكف أف يؤدم لمحكـ عمى فعاليتيا كدعامة رقابية في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬نظ ار لحصر‬
‫دكرىا في الجانب الكقائي كالتبعية المفرطة لمكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬مما يحد مف استقبلليتيا في أداء‬
‫مياميا‪ ،‬كما قد أحاؿ المشرع تشكيمتيا كتنظيميا لممرسكـ التنفيذم‪ ،‬كالذم لـ يرل النكر إلى غاية اليكـ‪،‬‬
‫كىك ما ينعكس سمبا عف اإلرادة الحقيقية لممشرع في خمؽ ديناميكية في مجاؿ الصفقات العمكمية تتكافؽ‬
‫بيف تفعيؿ الحركية كضماف حماية الماؿ العاـ مف جية أخرل‪ ،‬مما يضفي الغمكض في تككينيا‪ ،‬كىك‬
‫نفس الشيء بالنسبة لؤلجيزة المككنة ليا (مرصد الطمب العمكمي‪ ،2‬الييئة الكطنية لتسكية النزاعات) كالتي‬
‫لـ يحدد المشرع ال تشكيمتيا كال اختصاصاتيا مما جعميا ىيكبل بدكف ركح‪ ،‬خبلفا لسمطات الضبط‬
‫اإلقتصادية‪ ،‬أيف نظميا المشرع بتحديد مختمؼ الجكانب المتعمقة بتشكيمتيا التي تعد مف أىـ المعايير‬
‫المحددة الستقبلليتيا‪.3‬‬

‫فضبل عف ذلؾ؛ فقد ربط المشرع الصبلحية الرقابية التي مكنت بيا ىذه السمطة المتمثمة في التدقيؽ‬
‫في إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية بناء عمى طمب مف السمطة المختصة‪ ،‬األمر الذم يدفعنا لمتساؤؿ‬
‫عف الدكر الذم تمعبو ىذه السمطة عمى مستكل الصفقات العمكمية‪ ،‬كعف اإلضافة التي تقدميا في ىذا‬
‫المجاؿ سكاء عمى مستكل الرقابي أك الردعي‪ ،‬كبالتالي فإف منح ىذه السمطة االستقبللية التي تخكليا مف‬
‫أداء مياميا‪ ،‬كتمكينيا مف مختمؼ اآلليات التي تساعدىا في ذلؾ أمر مف شأنو أف يضمف المنافسة‬
‫الشريفة كالمساكاة بيف المتعامميف مف جية‪ ،‬كتأميف مردكدية األمكاؿ العمكمية كحسف تسييرىا مف جية‬
‫أخرل‪ ،‬لذلؾ فإننا ندعك بالتعجيؿ في إصدار التنظيـ الذم ينظـ سير ىذه السمطة خاصة كأف مجاؿ‬
‫الصفقات ال يزاؿ يعرؼ العديد مف السمككات كالخركقات السمبية التي ينبغي التصدم ليا‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 213‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬حددت أحكاـ المادة ‪ 175‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى) االختصاصات المخكلة لمرصد‬
‫الطمب العمكمي‪ ،‬حيث يتكلى القياـ بإحصاء اقتصادم لمطمب العمكمي‪ ،‬إلى جانب تحميؿ الصفقات المتعمقة بالجكانب االقتصادية كالتقنية‬
‫لمطمب العمكمي كتقديـ التكصيات لمحككمة‪.‬‬
‫‪ -3‬نذيرة ديب‪ ،‬استقبل لية سمطات الضبط المستقمة في القانكف الجزائرم‪ ،‬مذكرة لنيؿ درجة الماجستير في القانكف‪ ،‬فرع القانكف العاـ‪ ،‬تخصص‬
‫تحكالت الدكلة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،‬الجزائر‪ ،2012/2011 ،‬ص ‪.07‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‬ ‫الباب األول‪:‬‬

‫خالصة الباب األوؿ‪:‬‬

‫شكؿ إصبلح مجاؿ الصفقات العمكمية إحدل أىـ البرامج اإلصبلحية تجاكبا مع إف ارزات المعطيات‬
‫االقتصادية التي قد تنعكس سمبا عمى البيئة التنمكية‪ ،‬كترشيد اإلنفاؽ العاـ كالذم حمؿ مف خبللو المشرع‬
‫فمسفة مغايرة لما عيد سابقا‪ ،‬حاكؿ مف خبلليا المشرع عمى تدارؾ نقائص اإلطار السابؽ كالذم يسعى‬
‫مف كرائو إلى تعزيز مبادئ المنافسة كالمساكاة كشفافية األداء‪ ،‬بما يمكف مف إدخاؿ تحكالت في مسار‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬لذلؾ فقد عني ىذا الشؽ مف الدراسة بالبحث في مضاميف ىذا اإلصبلح لمكقكؼ‬
‫عمى أىـ الدعائـ األساسية الرامية لتحسيف سير الصفقات العمكمية عبر مسار تحضيرىا كابراميا‬
‫كتنفيذىا‪.‬‬
‫سعى المشرع في تأميف ىذا المسار بضبط أكلى مراحميا بتحديد ضكابط تحضيرىا‪ ،‬كفؽ متطمبات‬
‫الدقة في التحديد بقياس حجـ االحتياجات‪ ،‬كفؽ مكاصفات كاعتبارات الجكدة لرفع مستكل التحكـ في‬
‫الحاجيات المستيدفة بما يضمف مشركعية اختيارىا كنجاعة تنفيذىا‪.‬‬

‫أما عمى مستكل اإلطار اإلجرائي فقد عمؿ المشرع عمى ضبط أطر التنافس قصد تأميف مسار‬
‫تنفيذىا‪ ،‬بأف جعؿ مف طمب العركض القاعدة العامة مستغنيا في ذلؾ عف أسمكب المناقصة باعتباره‬
‫كسيمة تتيح كاسع النطاؽ لمبادئ المنافسة كشفافية اإلبراـ‪ ،‬مؤكدا عمى ذات الكقت عمى الطابع االستثنائي‬
‫ألسمكب التراضي في اإلبراـ‪ ،‬كالذم ال يمكف المجكء إليو إال كفؽ ضكابط محددة‪ ،‬كآليات ربطيا المشرع‬
‫بضكابط كقكاعد إجرائية حممت طابعا مغاي ار لمسابؽ أضفى أكبر قدر مف المركنة في اختيار المتعاقد‪.‬‬

‫بالمقابؿ فقد عزز اإلطار الرقابي بييكمة جديدة‪ ،‬فعمى مستكل الرقابة الداخمية فقد عمؿ المشرع عمى‬
‫دمج نظاـ المجنتيف السابؽ في نظاـ كاحد تحت مسمى " لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض"‪ ،‬مق انر في ذلؾ‬
‫لمبدأ تعدد اإلنشاء ليذا النكع مف المجاف بغرض إضفاء مركنة أكبر عمى النشاط اإلدارم كتكفير السرعة‬
‫في معالجة ظاىرة تراكـ ممفات الصفقات‪ ،‬في حيف عرفت الرقابة الخارجية ىيكمة لجانيا كالغاء نظاـ‬
‫المجاف الكطنية المعكؿ بو سابقا‪ ،‬إلى جانب استحدثو لسمطة ضبط الصفقات العمكمية كآلية يتكخى مف‬
‫كرائيا تأميف مشركعية الصفقات كتطيير مجاليا مف أشكاؿ التجاكزات‪ ،‬كؿ ذلؾ ال يمكف ترجمتو إال مف‬
‫خبلؿ إقرار جممة مف الضكابط في شكؿ التزامات إجرائية كمكضكعية يتعيف عمى أطراؼ الصفقات‬
‫احتراميا كالتقيد بيا ضمانا لحسف سير الصفقة مف جية‪ ،‬كحرصا عمى تأميف نجاعتيا كمركدكىا‬
‫االقتصادم‪.‬‬
‫كىكذا يمكف القكؿ بأف أحكاـ ىذا التنظيـ قد حممت جممة مف التجديدات‪ ،‬كبتفحص نطاقيا كأثرىا‬
‫نجد بأنيا إما تتعمؽ بإعف اء المصمحة المتعاقدة مف تطبيؽ أحكاـ ىذا التنظيـ لبعض العقكد أك بتخفيؼ‬
‫اإلجراءات اإلبراـ لمحد مف بيركقراطية تسيير مجاؿ الصفقات كتكريس شفافية التعامؿ‪ ،‬بينما بعض اآلخر‬
‫منيا قد كانت مكجكدة كلـ يقـ المشرع سكل بإعادة تنظيميا كتبكيبيا دكف أف يضيؼ ليا جديدا‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الباب الثاني‪:‬‬
‫الطبيعة القانونية المختمطة لمصفقات العمومية‪.‬‬

‫الفصؿ األوؿ‪ :‬الصفقات العمومية في القانوف اإلداري‪.‬‬


‫الفصؿ الثاني‪ :‬الصفقات العمومية في القانوف الجنائي‪.‬‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الباب الثاني‪:‬‬
‫الطبيعة القانونية المختمطة لمصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعتبر الصفقات العمكمية مف بيف المكاضيع األكثر تعقيدا في مجاؿ القانكف اإلدارم‪ ،‬بالنظر إلى‬
‫طابعيا التقني الذم لـ يرتكز فقط عمى عممية اإلبراـ كالتنفيذ فحسب‪ ،‬كانما امتد األمر إلى إجراءات‬
‫التقاضي فيو‪ ،‬نظ ار لمخصكصية التي تميزىا عف غيرىا مف المنازعات مف الناحية الشكمية كاإلجرائية‪،‬‬
‫التي يمكف أف ت نجر عنيا العديد مف اإلشكاالت المتعمقة بأحكاـ إبراميا كتنفيذىا‪ ،‬مما يثير بعض‬
‫اإلشكاالت كالنزاعات بيف طرفي العبلقة التعاقدية‪ ،‬األمر الذم يستكجب تدخؿ القضاء ممثبل في القاضي‬
‫اإلدارم مف أجؿ ضماف التكازف كضماف حقكؽ أطراؼ الصفقة العمكمية التي استكجبت إفرادىا بمعاممة‬
‫تشريعية خاصة مف خبلؿ جممة مف النصكص القانكنية لمنع أم إخبلؿ أك تجاكز بقكاعد إبراميا‪ ،‬كتبعا‬
‫لذلؾ يعنى (الفصؿ األكؿ) مف ىذا الباب لدراسة تدخؿ القضاء اإلدارم في مجاؿ الصفقات العمكمية إلى‬
‫جانب أىـ الضمانات المقررة لضماف تنفيذ ما يصدر مف أحكاـ عف الجية القضائية‪.‬‬

‫مف جية أخرل لـ يتكاف المشرع عف تكريس المزيد مف اآلليات اإلدارية كالقضائية لضماف مشركعية‬
‫كنزاىة التعامؿ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬كتبلفي كؿ محاكالت المساس بالماؿ العاـ الذم يعد ضحية‬
‫التعامبلت كالصفقات المشبكىة المبرمة مع بعض األطراؼ التي استطاعت بحكـ خبرتيا أك بتكاطئيا مع‬
‫المكمفيف بتسييرىا بالمساس بنزاىتيا كاجراءاتيا‪ ،‬كىك دفع بالمشرع لتجريـ كؿ األفعاؿ التي تحمؿ طابعا‬
‫جزائيا يمثؿ إحدل صكر جرائـ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كرجح كفة تدخؿ القضاء في شقو‬
‫الجزائي لقمعيا كالذم ال يرتبط بالصفقات العمكمية إال بخصكص ىذا النكع مف الجرائـ كىك مجاؿ لمدراسة‬
‫في مجاؿ القانكف الجنائي كالعمكـ الجنائية‪.1‬‬

‫كؿ تمؾ الضكابط كاآلليات يسعى مف كرائيا المشرع عمى تنبني ركائز المعاممة في إطار الصفقات‬
‫العمكمية عمى أسس النزاىة كالمشركعية في إطار المنافسة الشريفة كفؽ أطر قانكنية كتنظيمية لكي ال‬
‫تككف الصفقات العمكمية كسيمة لخدمة المصالح الشخصية كمصدر مف مصادر التربح كالثراء عمى‬
‫حساب المصمحة العامة كاالقتصاد الكطني‪ ،‬كتبعا لذلؾ يتـ الكقكؼ عمى بعض العينات لمجرائـ التي‬
‫يمكف أف تعترم مجاؿ الصفقات كأىـ اآلليات اإلجرائية كالمؤسساتية لقمعيا إلى جانب الجزاءات المقررة‬
‫ليا (الفصؿ الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬دغبار نكرة بف بكزيد‪ ،‬منازعات الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪،‬‬
‫كرقمة‪ ،‬العدد الخامس عشر‪ ،‬جكاف ‪ ،2016‬ص ‪.441‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬

‫الصفقات العمومية في القانوف اإلداري‪.‬‬

‫يثير الكاقع العممي لمجاؿ الصفقات العمكمية التي تبرميا اإلدارة العديد مف صكر المنازعات السيما‬
‫في حالة تعسفيا في استعماؿ امتيازاتيا أك تخمفيا عف تنفيذ التزاماتيا‪ ،‬ممحقة بذلؾ أضرار لمطرؼ المتعاقد‬
‫معيا‪ ،‬مما يستكجب تدخؿ الجية القضائية المختصة بناء عمى طمب ىذا األخير إلنصافو‪ ،‬سكاء بطمب‬
‫إلغاء تصرفيا غير المشركع أك مطالبتيا بالتعكيض عف األضرار التي لحقت بو جراء ذلؾ التصرؼ‪.‬‬

‫مف الكاضح أف اختصاص الفصؿ في ىذه المنازعات يؤكؿ لمقضاء اإلدارم الذم يعد الضمانة‬
‫الفعالة في ضماف التكازف بيف المصالح المتبادلة‪ ،‬بيف المتعامؿ المتعاقد كالمصمحة المتعاقدة مف جية‬
‫أخرل‪ ،‬إذ أف مجريات سير العممية التعاقدية تعد المجاؿ الكاسع الذم ترتكب فيو مختمؼ التجاكزات التي‬
‫تمس الدعائـ األساسية‪ ،‬المرتكز عمييا في عممية إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬فكؿ إخبلؿ لؤلحكاـ التشريعية‬
‫كالتنظيمية الناظمة لمصفقات العمكمية يؤدم إلخراج الصفقة عف طابعيا القانكني‪ ،‬كيجعؿ منيا صفقة‬
‫مشبكىة‪ ،‬لذلؾ ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة بتعميؿ اختيارىا لممتعامؿ المتعاقد عند كؿ رقابة تمارس‬
‫عمييا مف قبؿ الجيات المختصة‪ ،‬طبقا لممادة ‪ 160‬مف تنظيـ الصفقات العمكمية التي نصت بأنو " يجب‬
‫عمى المصمحة المتعاقدة أف تعمؿ اختيارىا عند كؿ رقابة تمارسيا أم سمطة مختصة"‪ ،‬فعمكمية ىذا النص‬
‫تفيد بأف تبرير المصمحة المتعاقدة الختيارىا ال يقتصر أماـ جيات الرقابة المختصة بمختمؼ مستكياتيا‬
‫فحسب‪ ،‬كانما يتعداه لمجيات القضائية مجسدة في القضاء اإلدارم سكاء أماـ قضاء اإللغاء أك‬
‫االستعجاؿ‪ ،‬القضاء الكامؿ‪( ،‬المبحث األكؿ) مع تكريس القضاء لآلليات التي تكفؿ احتراـ كتنفيذ األحكاـ‬
‫الصادرة في ىذا المجاؿ (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المبحث األوؿ‪:‬‬
‫تحديد مجاؿ تدخؿ القاضي اإلداري في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫إف الضماف الحقيقي كالفعاؿ لمبدأ المشركعية‪ ،‬ىك إخضاع تصرفات اإلدارة لمرقابة القضائية بما‬
‫يشكؿ في ذلؾ إيقاؼ اإلدارة العامة عند الحدكد القانكنية التي رسميا القانكف‪ ،‬لذا يحؽ لكؿ متعامؿ متعاقد‬
‫المجكء إلى القضاء لعرض مختمؼ إدعاءاتو تجاه المصمحة المتعاقدة نتيجة خركجيا‪ ،‬عما قررتو أحكاـ‬
‫مبدأ مشركعية تصرفاتيا في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كيبرز دكر القاضي اإلدارم في ىذا المجاؿ عندما‬
‫تعرض عميو مثؿ ىذه المنازعات كالمتعمقة بالصفقات العمكمية مف أجؿ الفصؿ فييا بما يتبلءـ كالكاقع‬
‫العممي ليذا النكع مف العقكد الذم يمتاز بتعقيد قكاعده اإلجرائية‪ ،‬التي تحمؿ في طياتيا العديد مف‬
‫اإلشكاالت التي قد تحكؿ دكف التطبيؽ الفعمي لممبادئ األساسية التي تحكـ عممية إبراـ الصفقات‬
‫العمكمية‪.‬‬

‫كمف أجؿ إبراز دكر قاضي اإلدارم في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬يتعيف عمينا تحديد الجية‬
‫القضائية المختصة في الفصؿ في مثؿ ىذا النكع مف المنازعات‪ ،‬خاصة كأف تفسير مبدأ سيادة القانكف‬
‫يحمؿ تفسي ار مغاي ار في الدكؿ التي تنتيج نظاـ ازدكاجية القضاء‪ ،‬كالتي أفردت قضاء متخصصا لنظر‬
‫المنازعات اإلدارية بما فييا منازعات الصفقات العمكمية‪ ،‬إضافة إلى تحديد مجاالت تدخمو مف منظكر‬
‫مختمؼ الدعاكل اإلدارية المشمكلة في ىذا المجاؿ‪ ،‬كالتي يمكف أف تنصب عمى مختمؼ الق اررات المتعمقة‬
‫بتسيير المراحؿ اإلجرائية إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬أك تمؾ التي تنصب عمى عقد الصفقة العمكمية بحد‬
‫ذاتو‪ ،‬إلى جانب ما تقتضيو مف شركط الكاجب تكافرىا لرفع مثؿ ىذه المنازعات مف أجؿ ضماف حقكؽ‬
‫أطراؼ العبلقة التعاقدية‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‪:‬‬

‫التدخؿ عف طريؽ القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدي‪.‬‬

‫يشكؿ القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم جزءا ميما في منازعات الصفقات العمكمية‪ ،‬كقد ساىـ‬
‫المشرع الجزائرم في تعزيز ىذا األسمكب كتكسيع طرؽ الطعف الممنكحة لممترشحيف المتضرريف‪ ،‬كبذلؾ‬
‫فيك يجسد دك ار ىاما في الرقابة عمى إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كتكريس الشفافية عمى العممية‬
‫التعاقدية نظ ار لما يحيطيا مف تجاكزات يصعب كشفيا أك تداركيا في الكثير مف األحياف‪ ،‬ككذا لمساسيا‬
‫المباشر بالماؿ العاـ كالمصمحة العامة‪ ،‬كقد تبنى المشرع ضمف أحكاـ القانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‬
‫بابا مستقبل في إطار الفصؿ الخامس‪ ،‬بعنكاف "االستعجاؿ في مادة إبراـ العقكد كالصفقات"‪ ،‬مف الباب‬
‫ن‬
‫‪1‬‬
‫الثالث بعنكاف "االستعجاؿ" حيث كرست أحكاـ المادتيف ‪ 946‬ك‪ 947‬مف (ؽ إ ـ إ) لتنظيمو كبياف‬

‫‪ -1‬القانكف رقـ ‪ ،09/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/02/25‬المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )21‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2008/04/23‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أحكامو‪ ،‬كرغـ أف ىذه الخطكة قد جاءت متأخرة مقارنة بنظيره الفرنسي الذم كرس االستعجاؿ ما قبؿ‬
‫التعاقد منذ سنة ‪ 1992‬بمكجب القانكف ‪ 10/92‬الصادر في ‪ 1992/01/04‬كالقانكف ‪1416/93‬‬
‫الصادر في ‪ ،11993/12/29‬إلى جانب تكريس ىذا النكع مف الدعاكل ضمف أحكاـ المادتيف ‪ L22‬ك‬
‫‪ L23‬مف قانكف المحاكـ اإلدارية كمحاكـ االستئناؼ اإلدارية‪ ،2‬ثـ المكاد ‪ L551-‬ك ‪ L551-‬في‬
‫تعديؿ قانكف العدالة اإلدارية‪ 3‬كفؽ أحكاـ األمر ‪ 4،2009/515‬إال أنو كعمى الرغـ مف تأخر المشرع في‬
‫محمكدا يعكس إرادة المشرع في تطكير المنظكمة القانكنية كمكاكبة‬
‫ن‬ ‫إقرار ذلؾ إال أف ذلؾ يعد اتجاىا‬
‫التطكرات الحاصمة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫لـ يقدـ المشرع الجزائرم تعريفا جامعا لبلستعجاؿ ما قبؿ التعاقدم مكتفيا في ذلؾ بما جاءت بو‬
‫المادة ‪ 918‬بقكليا " يأمر قاضي االستعجاؿ بالتدابير المؤقتة‪ ،‬ال ينظر في أصؿ الحؽ‪ ،‬كيفصؿ في‬
‫أقرب اآلجاؿ"‪ ،‬كقد عرفو بعض الفقو بأنو "ضركرة الحصكؿ عمى الحماية القانكنية العاجمة التي ال تتحقؽ‬
‫مف خبلؿ إتباع اإلجراءات العادية لمتقاضي‪ ،‬نتيجة تكافر ظركؼ تمثؿ خط ار عمى حقكؽ الخصـ أك‬
‫تتضمف ضر ار قد يتعذر تداركو كاصبلحو"‪ ،5‬كبذلؾ يعد القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية " إجراء قضائي تحفظي مستعجؿ خاص‪ ،‬اليدؼ منو حماية قكاعد العبلنية كالمنافسة‬
‫بشكؿ فعاؿ قبؿ إتماـ إبراـ الصفقة العمكمية كذلؾ عف طريؽ إعطاء القاضي سمطات كاسعة غير مألكفة‬
‫في اإلجراءات القضائية االستعجالية العامة "‪ ،6‬تجنبا في ذلؾ لؤلكضاع التي يصعب تداركيا إذا ما تـ‬
‫إبراـ الصفقة‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫ضوابط رفع الدعوى اإلستعجالية قبؿ التعاقدية‪.‬‬

‫تندرج منازعات الصفقات العمكمية في نطاؽ االستعجاؿ‪ ،‬بناء عمى تكفر جممة مف الشركط الخاصة‬
‫تشكؿ خركجا عف القكاعد العامة‪ ،‬رغبة مف المشرع في تفعيؿ اإلطار الرقابي عمى الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫ففضبل عف الشركط العامة الكاجب تكافرىا في الدعكل االستعجالية في مجاؿ الصفقات العمكمية المتمثمة‬

‫‪ -1‬محمد فقير‪ ،‬رقابة القضاء اإلدارم االستعجالي عمى الصفقات العمكمية قبؿ إبراميا في التشريع الجزائرم كالتشريع المقارف (آلية كقائية لحماية‬
‫الماؿ العاـ)‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ‬
‫‪ ،2013/05/20‬ص ‪.02‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art L22, L23, Code des tribunaux administratifs et des cours administratives d'appel, publié sur le site:‬‬
‫‪https://www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Code de justice administrative, publié sur le site: www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Ordonnance n° 2009-515, du 07 mai 2009, relative aux procédures de recours applicables aux contrats de la‬‬
‫‪commande publique, JORF n° 0107 du 08 mai 2009.‬‬
‫‪ -5‬بشير بالعيد‪ ،‬القضاء المستعجؿ في األمكر اإلدارية‪ ،‬مطابع عمار قرفي‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪ ،1993 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -6‬عبد الكىاب كساؿ‪ ،‬سمطة القاضي اإلدارم في تكجيو األكامر لئلدارة‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه عمكـ في القانكف‪ ،‬تخصص القانكف العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة قسنطينة (‪ ،)1‬الجزائر‪ ،2015/2014 ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪- Julien Piasecki L’office du juge administratif des référes Thése pour le Doctorat de Droit public Université‬‬
‫‪du sud-Toulon Var, Faculté de Droit de Toulon, 2009, p 137.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أساسا في االستعجاؿ كعدـ المساس بأصؿ الحؽ كالنظاـ العاـ‪ ،‬ككذا شرط الجدية الذم يقتضي بأنو لنشأة‬
‫الدعكل االستعجالية يجب أف يككف ىناؾ احتماؿ لكجكد حؽ‪ ،‬كىك ما يثبت جدية طمب المدعي‪ ،1‬ال بد‬
‫مف تكافر جممة مف الشركط ذات الخصكصية بيذا النكع مف المنازعات‪ ،‬كالتي تظير مف خبلؿ فحص‬
‫أحكاـ المادة ‪( 946‬ؽ إ ـ إ) سكاء مف حيث صفة المدعي ك آجاؿ رفع الدعكل (الفقرة األكلى)‪ ،‬أك‬
‫الجانب الذم ينصب عميو ىذا النكع مف الدعاكل اإلدارية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الضوابط الشكمية لمدعوى االستعجالية قبؿ التعاقدية‪.‬‬

‫تخضع الدعكل االستعجالية قبؿ التعاقدية فضبل عف الشركط الكاجب تكافرىا في كؿ دعكل‬
‫االستعجالية‪ ،‬أك أم منازعة مف منازعات القضاء اإلدارم بصفة عامة‪ ،‬إلى ضكابط شكمية خاصة‬
‫ضبطتيا أحكاـ المادة ‪ 946‬مف (ؽ إ ـ إ)‪ ،‬كالكاقع أف تخصيص الصفقات بيذا النكع مف الدعاكل كاف‬
‫نتيجة اجتيادات القضاء اإلدارم الفرنسي‪ ،‬الذم تشدد بشأف حماية قكاعد العمنية كالمنافسة في مجاؿ إبراـ‬
‫عقكد الشراء العامة‪ ،‬كتتمثؿ ىذه الضكابط التي تتميز بيا ىذه الدعكل فيما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ -/‬تحديد صفة المدعي في دعوى االستعجاؿ ما قبؿ التعاقدي‪.‬‬

‫تأخذ صفة المدعي في ىذه الدعكل مفيكما أكسع كأشمؿ مف شرط الصفة المعركؼ في القكاعد‬
‫العامة‪ ،‬فيي تكتسب بحكـ المصمحة أك بحكـ القانكف‪.2‬‬

‫‪ -/1‬اكتساب صفة المدعي بحكـ المصمحة‪:‬‬

‫ترفع ىذه الدعكل مف قبؿ كؿ صاحب مصمحة في إبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬كالذم قد يتضرر مف‬
‫جراء خرؽ قكاعد اإلشيار كالمنافسة التي تخضع ليا عممية إبراـ العقكد اإلدارية كالصفقات العمكمية‪ ،‬كىذا‬
‫طبقا لما نصت عميو المادة ‪ L22‬ك‪ L23‬مف تقنيف المحاكـ اإلدارية كمحاكـ االستئناؼ الفرنسي‪ ،3‬كالمادة‬
‫‪ 946‬مف (ؽ إ ـ إ) التي جاء فييا بأنو "يجكز إخطار المحكمة اإلدارية بعريضة‪ ،‬كذلؾ في حالة اإلخبلؿ‬
‫بالتزامات اإلشيار أك المنافسة التي تخضع ليا عمميات إبراـ العقكد اإلدارية كالصفقات العمكمية‪ ،‬يتـ ىذا‬
‫اإلخطار مف قبؿ كؿ مف لو مصمحة في إبراـ العقد كالذم قد يتضرر مف ىذا اإلخبلؿ‪ ،4"...‬حيث فسرت‬
‫فسرت عبارة " كؿ مف لو مصمحة " بأنيـ المترشحكف الذيف تـ إقصاؤىـ أك استبعادىـ أك لـ يتـ اختيارىـ‪،‬‬

‫‪ -1‬إسماعيؿ ىبة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.209‬‬


‫‪ -2‬سمكل بكمقكرة‪ ،‬رقابة القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر‬
‫قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪ ،2013/05/20‬ص ‪.10‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art L22, L23, Code des tribunaux administratifs et des cours administratives d'appel:‬‬
‫‪- Art L22 «Les personnes habilitées à agir sont celles qui ont un intérêt à conclure le contrat et qui sont‬‬
‫‪susceptibles d'être lésées par ce manquement…».‬‬
‫‪- Art L23 «Les personnes habilitées à agir sont celles qui ont un intérêt à conclure le contrat et qui sont‬‬
‫‪susceptibles d'être lésées par ce manquement ».‬‬
‫‪ -4‬القانكف رقـ ‪ ،09/08‬المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كبالتالي فإف صيغة العمكمية التي كردت بيا ىذه العبارة قد تفتح المجاؿ بإدراج عدة طكائؼ دكف أف تككف‬
‫ليـ مصمحة مباشرة‪ ،‬كيككف الغرض مف رفع الدعكل تعطيؿ مجريات العممية التعاقدية مما يسبب ضر ار‬
‫لكؿ مف المصمحة المتعاقدة كالمتعاقد معيا‪ ،1‬ىذا كال يستمزـ مفيكـ القابمية لمضرر الكارد ضمف أحكاـ‬
‫المادة ‪ 946‬كجكب إثبات الضرر الناتج عف اإلخبلؿ بقكاعد اإلشيار أك المنافسة‪ ،‬كانما يكفي أف يممؾ‬
‫المدعي فرصة لمفكز بالصفقة فيما لك لـ يرتكب ىذا الخرؽ‪ ،2‬كمف بيف التطبيقات القضائية األمر‬
‫االستعجالي الصادر عف المحكمة اإلدارية ببسكرة بتاريخ ‪ 2015/12/02‬كالذم جاء فيو "‪..‬أف منح‬
‫الصفقة عمى ىذا النحك مف شأنو اإلضرار بيا‪..‬كأف المدعية تستند في دعكاىا عمى أحكاـ المادة ‪946‬‬
‫مف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪.3"..‬‬

‫‪ -/2‬اكتساب الصفة بحكـ القانوف‪:‬‬

‫ال يككف المدعي في ىذه الحالة أحد المتنافسيف الذيف قدمكا عركضيـ‪ ،‬كالذم يمكف أف يتضرر مف‬
‫جراء خرؽ قكاعد اإلشيار كالمنافسة‪ ،‬كانما جيات رسمية خكليا القانكف ممارسة ىذه الصبلحية ألسباب‬
‫تتعمؽ بالمصمحة العامة‪ ،4‬إذ يعد مكتسبا ليذه الصفة كؿ جية رسمية خكليا القانكف صراحة الحؽ في‬
‫تحريؾ الدعكل االستعجالية قبؿ التعاقدية في حاؿ خرؽ قكاعد المنافسة كالشفافية‪ ،5‬حيث أعطيت ىذه‬
‫الصبلحية بفرنسا لممحافظ طبقا لمفقرة الثانية مف المادة ‪ L22‬مف تقنيف المحاكـ اإلدارية كمحاكـ‬
‫االستئناؼ الفرنسي‪ ،‬بينما خكؿ المشرع الجزائرم إمكانية إثارة ىذه الدعكل مف قبؿ الكالي باعتباره ممثبل‬
‫لمدكلة عمى المستكل الكالية طبقا المادة ‪ 2/946‬مف (ؽ إ ـ إ)‪ ،‬كالتي جاء فييا بأنو "‪..‬يتـ ىذا‬
‫اإلخطار‪..‬ككذلؾ لممثؿ الدكلة عمى مستكل الكالية إذا أبرـ العقد أك سيبرـ مف طرؼ جماعة إقميمية أك‬
‫مؤسسة عمكمية محمية‪."..‬‬

‫إال أف ىذا النص يطرح بعض اإلشكاالت القانكنية‪ ،‬حيث أننا في ىذا الصدد نتساءؿ بأنو إذا كاف الكالي‬
‫حارسا لشفافية الصفقات العمكمية عمى المستكل المحمي‪ ،‬فمف ىي الجية التي خكليا القانكف حراسة‬
‫شفافية الصفقات التي تبرميا الييئات المركزية المحددة حص ار في المادة ‪ 06‬مف تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية؟ عمما أف الصفقات التي تبرميا ىذه األخيرة تخضع لنفس قكاعد الشفافية كالنزاىة كتسرم عمييا‬

‫‪ -1‬نادية تيا ب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة دكتكراه في العمكـ‪ ،‬تخصص قانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- RICHER laurent, op.cit, p 145.‬‬
‫‪ -3‬المحكمة اإلدارية (بسكرة)‪ ،‬القسـ االستعجالي‪ ،‬القضية رقـ ‪ ،15/00980‬الفيرس رقـ ‪ ،15/01140‬بتاريخ ‪( ،2015/12/14‬شركة ذات‬
‫مسؤكلية محدكدة "أبناء العمكرم" لمنقؿ ضذ مديرية الخدمات الجامعية لكالية بسكرة)‪.‬‬
‫‪ -4‬عبد اهلل كنتاكم‪ ،‬أطراؼ دعكل االستعجاؿ قبؿ التعاقد في مادة العقكد كالصفقات العمكمية (دراسة مقارنة)‪ ،‬مجمة العمكـ القانكنية كالسياسية‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة حمة لخضر‪ ،‬الكادم‪ ،‬العدد السابع عشر‪ ،‬جانفي ‪ ،2018‬ص ‪.290‬‬
‫‪ -5‬محمد ميدم لعبلـ‪ ،‬القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المجمة المصرية لمدراسات القانكنية كاالقتصادية‪ ،‬مجمة‬
‫عممية إلكتركنية محكمة ‪ ،http://www.ejles.com‬العدد الخامس‪ ،‬جكاف ‪ ،2015‬ص ‪.22‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫نفس المبادئ المكرسة ضمف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية كقانكف مكافحة الفساد‪ ،1‬لذلؾ فقد كاف مف‬
‫األكلى كنظ ار لضخامة سقفيا المالي تحديد الجيات اإلدارية المككؿ ليا حؽ إخطار المحكمة اإلدارية عف‬
‫أم خرؽ لقكاعد الشفافية كالمنافسة مثؿ ما ىك معمكؿ بو في التشريع الفرنسي‪ ،2‬إال أنو بالرجكع لممادة‬
‫‪ 828‬مف (ؽ إ ـ إ) فإف الدكلة تمثؿ مف طرؼ الكزير المعني سكاء مدعية أك مدعى عمييا‪ ،‬كبالتالي‬
‫كقياسا عمى منح الكالي باعتباره ممثبل لمدكلة عمى مستكل الكالية صفة المدعي في الصفقات التي تبرميا‬
‫الجماعات اإلقميمية كالمؤسسات العمكمية المحمية‪ ،‬كبالنظر لتشكيؿ المجاف الجيكية لمصفقات‪ ،‬كلجنة‬
‫الصفقات لممؤسسة العمكمية الكطنية كالييكؿ غير الممركز لممؤسسة العمكمية الكطنية ذات الطابع‬
‫اإلدارم‪ ،‬كالمجنة القطاعية لمصفقات المكمفة بالرقابة القبمية الخارجية لمصفقات‪ ،‬كالتي تتكفر تشكيميا عمى‬
‫أعضاء ممثميف عف الكزير المكمؼ بالمالية (مصمحة الميزانية كمصمحة المحاسبة) فقد كاف مف األجدر‬
‫عمى المشرع أف يمنح بصريح نص المادة ‪ 946‬مف (ؽ إ ـ إ) صفة المدعي في دعكل االستعجاؿ قبؿ‬
‫التعاقدم لمكزير المكمؼ بالمالية في حالة الصفقات المبرمة مف طرؼ اإلدارة المركزية كالمؤسسات‬
‫العمكمية الكطنية نظ ار لمصبلحيات الممنكحة لمكزير المكمؼ بالمالية في مجاؿ الصفقات العمكمية كالذم‬
‫يتمتع بسمطة تحييف المبالغ المالية لمصفقات‪ ،‬فضبل عف كصاية ك ازرة المالية عمى الشأف المالي لمختمؼ‬
‫قطاعات الدكلة كمساىمتيا في إثراء أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى أف ما يأخذ في ىذا الصدد عف كؿ مف المشرع الجزائرم كالفرنسي ىك غياب األطر‬
‫القانكنية التي تحدد كيفيات تبميغو كاعبلمو بيذه التجاكزات التي قد تحصؿ في ىذا الشأف نظ ار لصعكبة‬
‫عممو بالتجاكزات المرتكبة في المرحمة قبؿ التعاقدية‪ ،‬إذ ال تتكفر لديو المعمكمات الكافية عف المرحمة‬
‫السابقة لمتعاقد كال يعمـ بالصفقة إال بعد اإلطبلع عمى المداكلة التي تضمنتيا‪ ،‬مما يعني أنو ال يمكف‬
‫اكتشاؼ مخالفات المشركعية المتعمقة بالمنافسة كالعبلنية إال مف خبلؿ المرشحيف المستبعديف‪ ،‬أك‬
‫مداكالت المجالس المحمية المتعمقة بإبراـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫أما المدعى عميو في ىذه الدعاكل ىك الجية المتسببة في اإلخبلؿ بالتزامات اإلشيار كالمنافسة‪،‬‬
‫كالمتمثمة في الجية صاحبة الصفقة العمكمية كالتي ال تخرج عف إحدل الييئات المنصكص عمييا في‬
‫المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي ‪.247/15‬‬

‫ثانيا‪ :‬شرط الميعاد في دعوى االستعجاؿ ما قبؿ التعاقدي‪.‬‬

‫لـ يحدد المشرع الجزائرم شأنو شأف المشرع الفرنسي أجبل أك مدة زمنية معينة لرفع دعكل‬
‫االستعجاؿ ما قبؿ التعاقدم‪ ،‬في حالة اإلخبلؿ بقكاعد المنافسة كاإلشيار المتعمقة بعممية إبراـ الصفقات‬

‫‪ -1‬سمكل بكمقكرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- Art n° L551-10 de loi n° 2000-597, du 20 juin 2000, relative au référé devant les juridiction administratives,‬‬
‫‪JORF n° 151 du juillet 2000, publie sur le site : https://www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العمكمية‪ ،1‬كانما اكتفى في ذلؾ باإلشارة لكقت رفعيا في معرض نص المادة ‪ 3/946‬بقكليا " يجكز‬
‫إخطار المحكمة اإلدارية قبؿ إبراـ العقد "‪ ،‬غير أننا نتساءؿ مف كراء القصد بعبارة " يجكز " فيؿ يككف‬
‫بذلؾ قد خكؿ المشرع إمكانية رفع الدعكل قبؿ كبعد إبراـ الصفقة ؟ كبعبارة أخرل فيؿ يمكف القكؿ بأف‬
‫المشرع قد جمع االستعجاؿ التعاقدم كقبؿ التعاقدم ؟‬

‫كلئلجابة عف ذلؾ يقتضي األمر الرجكع ألحكاـ المادة ‪ 82‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬التي‬
‫أشارت لمطعف اإلدارم الذم يممكو المرشحيف المقصييف مف المنح المؤقت‪ ،‬كبذلؾ يككف المشرع قد قصد‬
‫حرية االختيار بيف الطريؽ اإلدارم أك الطريؽ القضائي‪ ،‬كبالتالي فإف المقصكد بما جاء في معرض‬
‫المادة ‪ 3/946‬ىك إجبارية إخطار المحكمة اإلدارية قبؿ إبراـ العقد‪ ،2‬مما يكرس الطابع الكقائي لمدعكل‬
‫االستعجالية قبؿ التعاقدية التي تسعى لتصحيح المخالفات قبؿ إبراـ العقد‪ ،‬كىك المنطؽ الكقائي الذم دفع‬
‫بمجمس الدكلة الفرنسي إلى تقرير أف أحكاـ المادتيف ‪ L23 ،L22‬مف تقنيف المحاكـ اإلدارية كمحاكـ‬
‫االستئناؼ تقضي بأف ترفع الدعكل قبؿ إبراـ العقد‪ ،‬كما أف عبارة "قبؿ إبراـ العقد" الكاردة في النص تحدد‬
‫المجاؿ الزمني الذم يمكف مف خبللو لمقاضي المختص بالفصؿ في الدعكل بممارسة سمطاتو بكؿ فعالية‪،‬‬
‫كىك ما كرسو مجمس الدكلة الجزائرم في ق ارره المؤرخ بتاريخ ‪ 2012/06/21‬كالذم جاء فيو "‪..‬حيث أف‬
‫النزاع الحالي يتعمؽ بإلزاـ المدعى عمييا باحتراـ بنكد الصفقة‪..‬كأف قاضي االستعجاؿ يككف مختصا في‬
‫مرحمة اإلخبلؿ بالتزامات اإلشيار أك المنافسة كقبؿ إبراـ العقد‪ ،‬كطالما أف الصفقة قد أبرمت كاألشغاؿ قد‬
‫نفدت فالقرار المستأنؼ بفعمو ىذا قد تعدل ألصؿ الحؽ مما يتعيف إلغاءه‪ ..‬كالتصريح مف جديد بعد‬
‫اختصاص قاضي االستعجاؿ"‪.3‬‬

‫كبالتالي فإف الطابع الكقائي ليذا النكع مف الدعاكل جعؿ منيا دعكل متميزة تتماشى كطبيعتيا‬
‫الكقائية‪ ،‬مف أجؿ تدارؾ كتصحيح المخالفات التي تمس بمبدأم اإلشيار كالمنافسة في مرحمة متقدمة درنان‬
‫لمضرر غير قابؿ لئلصبلح قبؿ فكات األكاف‪ ،‬إلى جانب تمكيف القاضي االستعجالي بممارسة سمطتو في‬
‫تكجيو األكامر لممتسبب لبلمتثاؿ بالتزاماتو‪ ،‬أك األمر بتأجيؿ إمضاء العقد طبقا ألحكاـ الفقرة ‪ 4‬ك‪ 6‬مف‬
‫المادة ‪ ،946‬كفي كؿ األحكاؿ فإف الحكـ الصادر لفائدة المدعي كالقاضي بتأجيؿ إمضاء العقد‪ ،‬ال يمكنو‬
‫أف يؤجؿ ذلؾ إال لفترة أقصاىا ‪ 20‬يكما إبتداءا مف تاريخ اإلخطار لمنع اإلدارة مف تكقيعو كمنعيا مف‬
‫التيرب مف التزاماتيا‪ ،‬كإجراء تحفظي في انتظار صدكر القرار النيائي في المكضكع‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد فقير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ -3‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،074854‬المؤرخ في ‪ ،2012/06/21‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،2014 ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪ -4‬فكزية ىبيكب‪ ،‬رقابة القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم عمى منازعات الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم‪ ،‬مجمة األبحاث القانكنية‪ ،‬مجمة‬
‫عممية دكلية محكمة تصدر عف مركز جيؿ البحث العممي ‪ ,http://jilrc-magazines.com‬العدد الرابع‪ ،‬جكاف ‪ ،2016‬ص ‪.61‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الضوابط الموضوعية لمدعوى اإلستعجالية قبؿ التعاقدية‪.‬‬

‫يشمؿ مجاؿ االستعجاؿ السابؽ لمتعاقد الرقابة عمى احتراـ كافة القكاعد التشريعية كالتنظيمية التي‬
‫تتناكؿ التزامات اإلشيار أك الكضع لممنافسة في إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬لذلؾ عمؿ المشرع الجزائرم‬
‫عمى إخضاع صنؼ مف المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية الختصاص القضاء االستعجالي بنص‬
‫القانكف‪ ،‬طبقا لما أفادت بو أحكاـ المادة ‪ 946‬مف (ؽ إ ـ إ) بقكليا بأنو " يجكز إخطار المحكمة اإلدارية‬
‫بعريضة‪ ،‬كذلؾ في حالة اإلخبلؿ بالتزامات اإلشيار أك المنافسة التي تخضع ليا عمميات إبراـ العقكد‬
‫اإلدارية كالصفقات العمكمية‪ ،"..‬كبذلؾ فقد حددت أحكاـ ىذا النص صنؼ مف منازعات الصفقات‬
‫العمكمية التي يؤكؿ الفصؿ فييا الختصاص قضاء االستعجاؿ‪ ،‬كالمتمثمة في المنازعات التي قد تط أر‬
‫أثناء مرحمة اإلبراـ نتيجة اإلخبلؿ بمبدأم اإلشيار كالمنافسة‪ ،‬كعمى ىذا األساس فإف كؿ اإلجراءات التي‬
‫تتخذ خبلؿ ىذه المرحمة سكاء تعمقت باإلعبلف عف الصفقة أك إبراميا أك إلغائيا أك تأىيؿ المرشحيف أك‬
‫اإلقصاء مف المشاركة أك اختيار المتعامؿ المتعاقد ليا عبلقة باإلشيار كالمنافسة‪.‬‬

‫كبناء عمى ذلؾ يتـ الطعف في إحدل الق اررات الصادرة عف المصمحة المتعاقدة أثناء مباشرة إجراءات‬
‫اإلبراـ‪ ،‬كىي ق اررات تـ االعتراؼ باستقبللية منازعاتيا بتطبيؽ نظرية الق اررات اإلدارية المنفصمة‪ ،‬كالتي يتـ‬
‫الطعف فييا استقبلال أماـ قضاء االستعجاؿ القانكني‪ ،‬عمى أف يتـ الفصؿ فييا في أقرب اآلجاؿ كذلؾ‬
‫العتبارات أىميا المحافظة عمى الماؿ العاـ كضماف سير المرفؽ العاـ كتحقيؽ النفع العاـ كالفائدة المرجكة‬
‫مف كراء الصفقة المزمع إبراميا‪.‬‬

‫كعميو فإذا كانت األغراض األساسية ليذه الدعكل ىي حماية قكاعد العبلنية كالمنافسة‪ ،‬فإف جكىر‬
‫المجكء إلى قضاء االستعجاؿ في مجاؿ الصفقات العمكمية يرتبط أساسا باإلخبلؿ بيذه القكاعد األساسية‬
‫كالذم ينصب عمى ما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬خرؽ قواعد اإلعالف عف المنافسة‪.‬‬

‫يعد اإلعبلف عف المنافسة طبقا ألحكاـ المادة ‪ 61‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬آلية جكىرية‬
‫في تكريس الشفافية كالمنافسة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كيعد انتياكا لقكاعد اإلعبلف عدـ قياـ‬
‫المصمحة المتعاقدة باإلعبلف عف الصفقة‪ ،‬أك اإلعبلف عنيا بشكؿ معيب نتيجة عدـ تضميف اإلعبلف‬
‫لمبيانات اإللزامية التي حددتيا أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،1‬أك احتكاء اإلعبلف عمى معمكمات‬
‫غامضة‪ ،‬أك المبالغة في معايير التقنية المعمف عنيا بغرض إقصاء بعض المرشحيف كعدـ تبريرىا‬

‫‪ -1‬حناف عطكم‪ ،‬حؽ الغير في حماية عممية إبراـ الصفقة العامة في التشريع الجزائرم‪ ،‬مجمة االجتياد لمدراسات القانكنية كاالقتصادية‪ ،‬معيد‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬المركز الجامعي لتامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،‬جكاف ‪ ،2017‬ص ‪.145‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بضركرة الخدمة العامة‪ ،1‬كما اعتبر القضاء اإلدارم أف كؿ خرؽ لمقكاعد المتعمقة بمدة استبلـ العركض‬
‫مخالفة لقكاعد العبلنية‪ .2‬كمف بيف التطبيقات القضائية األمر االستعجالي الذم سبقت اإلشارة لو كالصادر‬
‫عف المحكمة اإلدارية ببسكرة بتاريخ ‪ 2015/12/02‬كالذم جاء فيو "‪..‬حيث أف دعكل الحاؿ تخص‬
‫الطعف السابؽ لمتعاقد كتتعمؽ باإلشيار كالمنافسة في مجاؿ الصفقات العمكمية كأف كؿ إخبلؿ يخضع‬
‫لرقابة القاضي اإلدارم االستعجالي طبقا لنص المادة ‪ 946‬مف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪."..‬‬

‫ثانيا‪ :‬المجوء إلى أسموب إبراـ غير مناسب‪.‬‬

‫حددت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية اآلليات القانكنية إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬مف المادة ‪39‬‬
‫إلى ‪ 52‬كفؽ ضكابط قانكنية ممزمة ال يمكف الخركج عنيا‪ ،‬لذلؾ فإف لجكء المصمحة المتعاقدة إلى إحدل‬
‫ىذه التقنيات في غير مكضعيا يؤدم إلى خرؽ قكاعد نزاىة المنافسة التي تقكـ عمييا عممية إبراـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬كأف تمجأ المصمحة المتعاقدة إلى أسمكب التراضي في غير الحاالت المبررة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مخالفة المواصفات والخاصيات التقنية‪.‬‬

‫يقصد بيا قياـ المصمحة المتعاقدة بكضع مكاصفات تنطكم عمى عناصر تفضيمية ألحد المرشحيف‬
‫عمى حساب البقية انتياكا لنزاىة المنافسة‪ ،3‬كعمى ىذا األساس فقد اعتبر مجمس الدكلة الفرنسي بأف‬
‫كضع مكاصفات معقدة قصد حصر المنافسة بيف فئة معينة مف المتنافسيف سمككا ينطكم عمى المساس‬
‫بقكاعد المنافسة الشريفة‪.4‬‬

‫رابعا‪ :‬االستبعاد مف الصفقة دوف وجو حؽ‪.‬‬

‫يعد مبدأ حرية المشاركة في المنافسات المعمف عنيا مف المبادئ األساسية التي كرستيا تنظيمات‬
‫الصفقات العمكمية المتعاقبة‪ ،‬فبل يكجد ما يمنع أم متنافس مف المشاركة في إطار احتراـ الشركط‬
‫القانكنية العامة كاإلجراءات الشكمية الكاجب إتباعيا لمدخكؿ في المنافسة‪ ،‬كبناء عمى ال يجكز لممصمحة‬
‫المتعاقدة أف تبعد أم مرشح متى تكافرت فيو الشركط القانكنية المطمكبة‪.‬‬

‫كبمفيكـ المخالفة فإف الحرماف مف المشاركة في الصفقات المعمف عنيا‪ ،‬يقصد بو الحظر القانكني‬
‫مف المشاركة (اإلقصاء) ألسباب يحددىا القانكف كالمصمحة العامة‪ ،‬أك اإلفبلس أك عدـ الكفاء بالكاجبات‬
‫الجبائية أك االستبعاد بناء عمى مخالفات في إطار تعامؿ سابؽ كغيرىا‪ ،‬كبالتالي فإذا لجأت المصمحة‬
‫المتعاقدة لتطبيؽ ىذا اإلجراء دكف مبررات قانكنية‪ ،‬كاف لو حؽ المجكء لقضاء االستعجاؿ ما قبؿ‬

‫‪ -1‬حميمة بركؾ‪ ،‬دكر الطعف االستعجالي السابؽ لمتعاقد في مكافحة الفساد في العقكد كالصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الحادم عشر‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2014‬ص ‪.300‬‬
‫‪ -2‬فكزية ىبيكب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- florian Linditch délit d’actroit d’avantage injustifié contrats et marchés publics vol juris classeur paris‬‬
‫‪2009, p 08.‬‬
‫‪ -4‬سمكل بكمقكرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫التعاقدم‪ ،‬أما االستبعاد فيقصد بو إخراج العطاء بعينو مف دائرة المنافسة بعد استبلمو لعدـ احترامو‬
‫لممكاصفات التقنية‪ ،‬أك إذا تبيف أف العرض المقبكؿ يمكف أف يؤدم إلى ىيمنة عمى السكؽ أك اختبلؿ‬
‫المنافسة‪ ،‬كغيرىا مف األسباب القانكنية التي تخكؿ المصمحة إعماؿ سمطاتيا في ذلؾ‪ ،‬كعميو فإف تعسؼ‬
‫المصمحة المتعاقدة في استعماؿ ىذا الحؽ يخكؿ لممتضرر المجكء إلى القضاء االستعجالي ما قبؿ‬
‫التعاقدم‪.1‬‬

‫خامسا‪ :‬اإلخالؿ بقواعد اختيار المتعامؿ المتعاقد‪.‬‬

‫عمؿ المشرع الجزائرم مف خبلؿ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية عمى ضبط معايير اختيار‬
‫المتعامميف الراغبيف في التعاقد مع اإلدارة بمكجب المكاد مف ‪ 53‬إلى ‪ 58‬ليؤكد مف خبلليا عمى إلزامية‬
‫تقيد المصمحة المتعاقدة بيذه المعايير‪ ،‬كالتأكد مف مؤىبلت المترشحيف‪ ،‬كما حظرت المادة ‪ 80‬عمى‬
‫المصمحة المتعاقدة القياـ بأم عممية تفاكضية مع مختمؼ المتعيديف‪ ،‬في إجراء طمب العركض الختيار‬
‫الشريؾ المتعاقد‪ ،‬فإذا ثبت عدـ التزاـ المصمحة المتعاقدة بمعايير االختيار كاف ذلؾ دليبل عمى خرؽ‬
‫صارخ لمبدأ المنافسة‪.2‬‬

‫تمؾ ىي الحاالت التي يتقرر عمى أساسيا اختصاص القاضي االستعجالي ما قبؿ التعاقدم بالنظر‬
‫في الدعكل في أجؿ ‪ 20‬يكما مف تاريخ إخطاره بالعريضة االفتتاحية‪ ،‬طبقا لممادة ‪ 947‬التي جاء فييا‬
‫بأنو "تفصؿ المحكمة اإلدارية في أجؿ عشريف (‪ )20‬يكما تسرم مف تاريخ إخطارىا بالطمبات المقدمة ليا‬
‫طبقا لممادة ‪ 946‬مف (ؽ إ ـ إ)‪.‬‬

‫إف ىذا األجؿ يعد مسألة ميمة لصالح المصمحة المتعاقدة كمشركع الصفقة‪ ،‬ككذا كؿ مف المتعامؿ‬
‫المتعاقد كالغير حتى ال تتعطؿ مصالح كؿ كاحد منيـ‪ ،‬إال أف ما يؤخذ عمى المشرع الجزائرم ىك عدـ‬
‫ترتيب أم جزاء إجرائي نتيجة تجاكز ىذه المدة‪ ،‬كطبقا لبلجتياد القضائي فإف تجاكز ىذه المدة ليس لو‬
‫أثر إال أف يكقؼ تعميؽ إبراـ العقد كال يؤثر عمى صحة الحكـ‪ ،‬لكف يمكف أف يشكؿ سببا لمتعكيض في‬
‫حالة ما إذا نتجت عنو أضرار‪ ،3‬كما أف جانب مف الفقو الفرنسي يرل بأف ىذه المدة قصيرة مقارنة‬
‫بالمسائؿ المعقدة التي قد تثيرىا بعض الصفقات العمكمية‪.4‬‬

‫كبذلؾ فقد شكؿ القضاء االستعجالي ما قبؿ التعاقدم قفزة نكعية كرستيا أحكاـ قانكف اإلجراءات‬
‫المدنية كاإلدارية‪ ،‬شكمت قكاعد متميزة تتعمؽ بمكاجية مختمؼ اإلختبلالت التي قد تط أر أثناء سير مجريات‬

‫‪ -1‬فكزية ىبيكب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.58‬‬


‫‪ -2‬محمد ميدم لعبلـ‪ ،‬القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -3‬حميمة بركؾ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.303‬‬
‫‪ -4‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص القانكف العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2011/2010 ،‬ص ‪.64‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العممية التعاقدية‪ ،‬التي تدخؿ ضمف نشاط اإلدارة كدكرىا في عممية بناء كتطكير كتمبية الحاجيات العامة‪،‬‬
‫مما يجعؿ االستعجاؿ فييا ضركرة حتمية‪ ،‬تكريسا لآلليات الكقائية التي تعمؿ عمى الحد مف التجاكزات‬
‫التي تمس بنزاىة كشفافية العممية التعاقدية‪ ،‬لكف ما يبلحظ مف خبلؿ أحكاـ المادتيف ‪ 946‬ك‪ 947‬التي‬
‫تعد اإلطار المنظـ لمجاؿ االستعجاؿ قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬ىك حصر االختصاص‬
‫القضائي في المحكمة اإلدارية دكف اإلشارة إلى اختصاص مجمس الدكلة بنظر ىذه الدعكل باعتباره جية‬
‫استئناؼ‪ ،‬ىذا في حاؿ ما لـ نتصكر ككنو جية ابتدائية نيائية في الدعاكم االستعجالية المتعمقة بإخبلؿ‬
‫بقكاعد المنافسة كالعبلنية في الصفقات المبرمة مف طرؼ الييئات المركزية‪ ،‬ألف األمر ىنا مرتبط بق اررات‬
‫إدارية مركزية منفصمة عف الصفقة العمكمية‪.‬‬

‫أما عف حجية الحكـ الصادر في ىذه الدعكل فيك حكـ قطعي حائز لقكة الشيء المقضي فيو‪ 1‬طبقا‬
‫لما أفادت بو المادة ‪ 300‬مف (ؽ إ ـ إ) بقكليا " يككف قاضي االستعجاؿ مختصا أيضا في المكاد التي‬
‫ينص القانكف صراحة عمى أنيا مف اختصاصو‪ ،‬كفي حالة الفصؿ في المكضكع يحكز األمر الصادر فيو‬
‫حجية الشيء المقضي فيو"‪.‬‬

‫كبناء عمى ذلؾ فإذا تضمف الحكـ القضائي االستعجالي القانكني إلغاء قرار إدارم صادر عف‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،‬فإف ىذا الحكـ يأخذ حجية الحكـ باإللغاء الذم لو الحجية العامة في مكاجية‬
‫السمطات العامة‪ ،‬كما أف ىذا الحكـ يحمؿ نفس خصائص الحكـ االستعجالي‪ ،‬فيك مشمكؿ بالنفاذ المعجؿ‬
‫كغير قابؿ لممعارضة كال االعتراض عمى النفاذ المعجؿ‪ 2،‬أما عف طرؽ الطعف فإف المشرع الجزائرم لـ‬
‫يفرد الحكـ الصادر عف القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم بإجراءات خاصة كمف ثـ فإنو يخضع لمقكاعد‬
‫العامة المقررة لؤلحكاـ االستعجالية ضمف أحكاـ ( ؽ إ ـ إ)‪ ،3‬كىذا خبلفا لممشرع الفرنسي الذم حدد‬
‫الطبيعة القانكنية لؤلحكاـ الصادرة عف القضاء االستعجالي اإلدارم لمنازعات الصفقات العمكمية في ىذا‬
‫النطاؽ بككنيا أحكاما تصدر ابتدائيا كنيائيا‪ ،4‬ىذا كقد أصبح القضاء اإلدارم في فرنسا يتريث قبؿ‬
‫إصدار أحكاـ قد تؤثر عمى حسف سير المرفؽ العاـ مكضكع الصفقة‪ ،‬كاعتبر اإلخبلؿ بااللتزامات‬
‫اإلشيار كالمنافسة ال يعد سببا كافيا إللغاء العقد‪ ،‬كما ال يعد سببا إللغاء الق اررات السابقة التي لـ يسميا‬
‫اإلخبلؿ احتراما لمبدأ استقرار المراكز القانكنية‪ ،‬ذلؾ أف الحكـ بإلغاء الصفقة يدخؿ ضمف اختصاص‬
‫قاضي العقد دكف غيره‪.5‬‬

‫‪ -1‬حناف عطكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.152‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 303‬مف القانكف رقـ ‪ ،09/08‬المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪.‬‬
‫‪ -3‬مسعكد شييكب‪ ،‬المبادئ العامة لممنازعات اإلدارية‪،‬ج‪(،2‬نظرية اإلختصاص)‪،‬ط‪ ،5‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ -4‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫‪ -5‬حناف عطكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫سمطات القاضي اإلداري في الدعوى االستعجالية قبؿ التعاقدية‪.‬‬

‫إف السمطات الممنكحة لمقاضي االستعجالي في مجاؿ الصفقات العمكمية تعد تجاك از عمى بعض‬
‫المحظكرات التقميدية في نظاـ القضاء اإلدارم الفرنسي‪ ،‬فيك يعطي مساحة كاسعة غير مألكفة مف‬
‫السمطات تصؿ إلى حد تكجيو األكامر لئلدارة‪ ،1‬طبقا لممادة ‪ 946‬مف (ؽ إ ـ إ) التي نصت بأنو " يمكف‬
‫لممحكمة اإلدارية أف تأمر المتسبب في اإلخبلؿ باالمتثاؿ اللتزاماتو‪ ،‬كتحدد األجؿ الذم يجب أف يمتثؿ‬
‫فيو"‪ ،‬كىك النص الذم تقابمو المادة ‪ L551-‬ك ‪ L551-‬مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي‪ ،‬كبناء‬
‫عمى ذلؾ يمكف تقسيـ ىذه السمطات إلى قسميف تتمثؿ في اإلجراءات التحفظية (الفقرة األكلى)‪،‬‬
‫كاإلجراءات القطعية (الفقرة الثانية)‪ ،‬يتـ دراستيا تبعا لما يمي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اإلجراءات التحفظية‪.‬‬

‫يممؾ القاضي اإلدارم طبقا لممكاد ‪ L23 ،L22‬مف تقنيف المحاكـ اإلدارية كمحاكـ االستئناؼ‬
‫الفرنسي‪ ،‬كالمادة ‪ L551-‬مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي‪ ،‬كالمادة ‪ 946‬مف (ؽ إ ـ إ) الجزائرم‬
‫سمطة األمر كفرض الغرامة التيديدية‪ ،‬ككقؼ كؿ الق اررات كاإلجراءات المتصمة بعممية اإلبراـ‪ ،‬كىي‬
‫إجراءات يتحفظ بمكجبيا عمى العمميات المعيبة نتيجة اإلخبلؿ بقكاعد اإلشيار كالمنافسة‪ ،‬كالتي نكردىا‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬سمطة توجيو األوامر‪.‬‬

‫يعد األمر في الدعكل االستعجالية قبؿ التعاقدية إجراء قضائي مستعجؿ خاص ذك أصؿ تشريعي‬
‫أكربي‪ ،‬الغرض منو حماية قكاعد العبلنية كالمنافسة بشكؿ فعاؿ قبؿ إتماـ إبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬كذلؾ‬
‫بمنح القاضي اإلدارم سمطات كاسعة غير مألكفة في اإلجراءات القضائية االستعجالية العامة‪.2‬‬

‫كتندرج ىذه األكامر في إطار اإلجراءات التحفظية التي يمكف لمقاضي أف يقرنيا بغرامات تيديدية‬
‫ككقؼ إبراـ الصفقة‪ ،‬ككقؼ كؿ اإلجراءات كالق اررات المتصمة كالمرتبطة بعممية اإلبراـ‪ ،‬لذلؾ يمكف‬
‫لممحكمة اإلدارية الفاصمة في الدعكل االستعجالية تكجيو أكامر لئلدارة‪ ،‬متى ثبت ليا كجكد إخبلؿ‬
‫بااللتزامات التي يفرضيا القانكف‪ ،‬في مجالي اإلشيار كالمنافسة كالزاـ المتسبب باإلخبلؿ االمتثاؿ‬
‫اللتزاماتو‪ ،‬كىذا طبقا لممادة ‪ 2/946‬مف القانكف رقـ ‪ 09/08‬كالتي نصت عمى أنو "‪...‬يمكف لممحكمة‬
‫اإلدارية أف تأمر المتسبب في اإلخبلؿ باالمتثاؿ اللتزاماتو‪ ،‬كتحدد األجؿ الذم يجب أف يمتثؿ فيو "‪ ،‬كىك‬
‫نفس ما أخذ بو المشرع الفرنسي مف خبلؿ نص المادة ‪ L551-‬مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي التي‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -2‬عبد الكىاب كساؿ‪ ،‬سمطة القاضي اإلدارم في تكجيو األكامر لئلدارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫نصت عمى أنو " يجكز لمقاضي اإلدارم أف يأمر صاحب اإلخبلؿ بالكفاء بالتزاماتو كأف يكقؼ تنفيذ أم‬
‫قرار يتعمؽ بمنح العقد‪ ،"..‬كلو في ىذا اإلطار إبطاؿ الشركط كالتعميمات المدرجة في العقد كالتي تتجاىؿ‬
‫قكاعد الشفافية كالمنافسة‪ ،‬كأف يأمر اإلدارة بنشر اإلعبلف عف المنافسة أك إعادة نشره مستكفيا لبياناتو‬
‫اإللزامية‪ ،‬كأف يأمر اإلدارة بكضع الكثائؽ التي اشترط المشرع بأف تككف في متناكؿ الجميع كذلؾ بعد عدـ‬
‫تمكيف بعض المرشحيف منيا‪.‬‬

‫كمف ذلؾ يتبيف أف أحكاـ القانكف رقـ ‪ 09/08‬قد أجازت لمقاضي االستعجالي العمؿ عمى تكجيو‬
‫أكامر لئلدارة‪ ،‬قصد إلزاميا باالمتثاؿ اللتزاماتيا المفركضة عمييا‪ ،‬كالتقيد بيا في مجالي العبلنية كالمنافسة‬
‫في إب ارـ العقكد اإلدارية كالصفقات العمكمية بشكؿ خاص‪ ،‬كىك ما يجعؿ القاضي اإلدارم االستعجالي‬
‫قبؿ التعاقدم يتدخؿ في أصؿ الحؽ‪ ،‬كينظر في جكىر الدعكل ما يشكؿ خبلفا لمقكاعد العامة المعركفة‬
‫في القضاء االستعجالي‪ ،1‬بعدما كاف يشكبيا قصكر في ظؿ القانكف السابؽ كالذم ال يعبر عف أىمية ىذا‬
‫القضاء كال يتماشى كالتطكرات الحديثة عمى مستكل المنظكمة القانكنية في التشريع المقارف السيما التشريع‬
‫الفرنسي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سمطة فرض الغرامة التيديدية‪.‬‬

‫ضمانا لمصداقية قكة الشيء المقضي كاحتراما لحقكؽ األفراد‪ ،‬يتجو فقو القانكف اإلدارم في مختمؼ‬
‫دكؿ القضاء المزدكج كفرنسا كمصر كالجزائر إلى ضركرة األخذ بنظاـ الغرامة التيديدية‪ ،‬التي تعد إجراء‬
‫اليدؼ منو ضماف تنفيذ األحكاـ كاألكامر القضائية‪ ،2‬حيث يمكف لمقاضي اإلدارم طبقا لممادة ‪5/946‬‬
‫مف (ؽ إ ـ إ)‪ ،‬أف يحكـ في حالة امتناع أك تأخر المصمحة المتعاقدة في تنفيذ األكامر المكجو إلييا طبقا‬
‫لمفقرة الرابعة مف ذات النص بغرامة تيديدية تسرم مف تاريخ انقضاء األجؿ المحدد لمخضكع كاالمتثاؿ‬
‫لبللتزامات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬سمطة التأجيؿ أو الوقؼ‪.‬‬

‫يمكف لمقاضي االستعجالي بمجرد إخطار المحكمة بالدعكل في حالة اإلخبلؿ بالتزامات اإلشيار‬
‫كالمنافسة‪ ،‬أف يأمر بتأجيؿ إمضاء العقد ككقؼ أم إجراء أك قرار ييدؼ إلى إبراـ العقد مما يؤدم إلى‬
‫كقؼ العممية التعاقدية‪ ،‬كىذا طبقا لما نصت عميو المادة ‪ L551-‬مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي‪،‬‬
‫كالمادة ‪ 6/946‬مف (ؽ إ ـ إ) الجزائرم‪ ،‬كذلؾ كإجراء تحفظي في انتظار صدكر القرار النيائي في‬
‫المكضكع‪ ،3‬كبالتالي فمممحكمة السمطة التقديرية في ذلؾ متى تبيف ليا أف اختيار المتعاقد قد تـ دكف‬

‫‪ -1‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ -2‬محمد ميدم لعبلـ‪ ،‬القضاء اإلستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -3‬فكزية ىبيكب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.61‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫احتراـ إجراءات المنافسة كاإلشيار‪ ،‬كىك ما أفادت بو المادة ‪ 6/946‬بقكليا " كيمكف ليا كذلؾ كبمجرد‬
‫إخطارىا‪ ،‬أف تأمر بتأجيؿ إمضاء العقد إلى نياية اإلجراءات كلمدة ال تتجاكز عشريف (‪ )20‬يكما "‪.‬‬

‫ذلؾ أنو إذا لـ يأمر القاضي بتأجيؿ إمضاء العقد‪ ،‬فسينجـ عف ذلؾ نتائج يصعب تداركيا نتيجة‬
‫شركع المصمحة المتعاقدة في مباشرة كاتماـ إجراءات إبراـ الصفقة‪ ،‬في الكقت الذم تككف فيو الدعكل‬
‫معركضة أماـ القضاء‪ ،‬مما يحكؿ دكف إعماؿ المحكمة اإلدارية لسمطاتيا في ىذا الشأف‪ ،‬كعدـ جدكل مف‬
‫تكجيو القاضي لؤلمر االستعجالي بااللتزاـ لممصمحة المتعاقدة إلى جانب استحالة إمكانية تنفيذه‪ ،1‬غير أف‬
‫التساؤؿ الذم يطرح ىك ما مدل إلزاـ ىذا األجؿ لمقاضي؟ كما جزاء الذم يترتب عف مخالفتو ؟‬

‫إف سككت المشرع عف الجزاء المترتب عف تجاكز القاضي ألجؿ ‪ 20‬يكما عند الفصؿ في الدعكل‪،‬‬
‫يجعؿ منو إرشاديا مجردا مف كؿ أثر سكاء في مكاجية الحكـ أك في مكاجية القاضي‪ ،‬إال أنو في مقابؿ‬
‫ذلؾ فإف مخالفة ىذا األجؿ يرتب أث ار ىاما في مكاجية المصمحة المتعاقدة‪ ،‬حيث يجكز ليا إمضاء‬
‫الصفقة بعد انقضاء ‪ 20‬يكما المقررة لمقاضي لمفصؿ في الدعكل‪ ،‬كىك أمر في غاية الخطكرة لذلؾ يتعيف‬
‫عمى القاضي ضركرة التقيد بيذا الميعاد كعدـ الخركج عنو كمخالفتو‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلجراءات القطعية‪.‬‬

‫تتضمف اإلجراءات القطعية التي يتخذىا القاضي اإلدارم االستعجالي بعد النظر في مكضكع الدعكل‬
‫كأصؿ الحؽ‪ ،‬إزاحة جميع العمميات المعيبة نتيجة اإلخبلؿ بقكاعد المنافسة كاإلشيار‪ ،‬كتظير ىذه‬
‫السمطات بكضكح في المادة ‪ L551-‬مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي كالمتمثمة في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إلغاء الق اررات المتعمقة بتكويف العقد‪.‬‬

‫تعمؿ المصمحة المتعاقدة عمى إصدار جممة مف الق اررات اإلدارية‪ ،‬تمثؿ عممية مركبة قابمة لئلنفصاؿ‬
‫عف العقد اإلدارم‪ ،‬كالتي تعبر مف خبلليا المصمحة المتعاقدة عف إرادتيا المكضكعية في معرض إبراميا‬
‫لمصفقات العمكمية‪ ،2‬كتسمح تمؾ العممية لمقاضي اإلدارم كىك يبث في الدعكل بمياجمة تمؾ الق اررات‬
‫كالغائيا‪ ،‬إذا ما كانت منطكية عمى مخالفات اللتزامات العبلنية كالمنافسة‪ ،‬كما ىك الحاؿ غالبا في ق اررات‬
‫استبعاد بعض المتعامميف دكف كجو حؽ‪ ،3‬كىي صبلحية ىامة كخطيرة في نفس الكقت‪ ،‬ألنيا تؤدم إلى‬
‫الكقؼ التاـ لمعممية التعاقدية خاصة قبؿ التكقيع عمى الصفقة مف قبؿ السمطات المختصة‪ ،‬أما بعد التكقع‬
‫فإف العقد يصبح مبرما‪ ،‬كمع خركج العقد إلى حيز الكجكد القانكني حتى كاف كاف معيبا فإف قاضي‬
‫الدعكل اإلستعجالية قبؿ التعاقدية يستنفذ سمطاتو‪ ،4‬كتجد ىذه السمطة تطبيقيا في التشريع الفرنسي مف‬

‫‪.294 ،‬‬ ‫‪ -1‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‬
‫‪ -2‬محمد ميدم لعبلـ‪ ،‬القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -4‬محمد ميدم لعبلـ‪ ،‬القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫خبلؿ المادة ‪ L551-‬مف قانكف العدالة اإلدارية التي خكلت لمقاضي اإلدارم إلغاء الق اررات المتعمقة‬
‫بمنح العقد‪ ،‬إلى جانب حذؼ البنكد كالمتطمبات التي ال تمثؿ اللتزامات المنافسة كاإلشيار‪ ،‬خبلفا لممشرع‬
‫الجزائرم الذم لـ ينص عف ىذا اإلجراء الذم يعتبر تحفظيا يعطي القيمة الحقيقية لرقابة القاضي‬
‫االستعجالي في مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إبطاؿ بعض الشروط التعاقدية‪.‬‬

‫يمكف لمقاضي اإلدارم أف يبطؿ بعض الشركط التعاقدية الخاصة بالصفقات العمكمية‪ ،‬إذا كانت‬
‫تنطكم عمى عنصر تفضيمي لمتعامؿ عمى حساب باقي المتعامميف‪ ،1‬كيبلحظ أف ىذه السمطة قد خكلت‬
‫لمقاضي االستعجالي التحرر مف أىـ القيكد المفركضة عميو في الدعكل االستعجالية العادية‪ ،‬كقيد عدـ‬
‫المساس بأصؿ الحؽ‪ ،‬كعدـ عرقمة تنفيذ القرار اإلدارم‪ ،‬حيث إف اليدؼ مف ابتداع ىذا النكع مف الدعاكل‬
‫ىك كضع نظاـ مميز لمتقاضي يمكف مف مسايرة خصكصية عممية إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،2‬كقد كاف‬
‫المشرع الفرنسي أكثر دقة ككضكح في تحديد صبلحيات القاضي االستعجالي‪ ،‬خبلفا لممشرع الجزائرم‬
‫الذم اكتفى بتمكيف القاضي في الدعكل اإلستعجالية قبؿ التعاقدية بصبلحية تكجيو األكامر لممتسبب في‬
‫اإلخبلؿ بقكاعد المنافسة كاإلشيار لبلمتثاؿ اللتزاماتو‪ ،‬عمى عكس المشرع الفرنسي الذم مكف القاضي‬
‫بممارسة صبلحية إلغاء الق اررات المتعمقة بتككيف العقد‪ ،‬إلى جانب تمكينو بالتدخؿ في البنكد التعاقدية‬
‫كالغاء كؿ ما ينطكم عمى عنصر المحاباة كالتفضيؿ أك أم شكؿ مف أشكاؿ اإلخبلؿ بقكاعد المنافسة‪.‬‬

‫نخمص في األخير؛ أف القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم ليس قضاء استعجاليا بالمفيكـ القانكني‬
‫لممصطمح‪ ،‬كانما ىك أسمكب خاص أبتدع في سبيؿ معالجة بعض المشاكؿ التي قد تط أر في معرض إبراـ‬
‫المصمحة المتعاقدة لصفقاتيا‪ ،‬كما أف اليدؼ مف كراء استحداث المشرع ليذه السمطات‪ ،‬فضبل عف حماية‬
‫مبادئ العبلنية كالمنافسة التي تخضع ليا عممية إبراـ الصفقات العمكمية ىك الحد أشكاؿ التبلعبات التي‬
‫تفتح باب الفساد‪ ،‬إال أف ىذه السمطات تبقى محدكدة الفعالية ككنيا ال تتجاكز مرحمة لما بعد إبراـ العقد‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد ميدم لعبلـ‪ ،‬الدعكل اإلستعجالية السابقة لمتعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المجمة المتكسطية لمقانكف كاالقتصاد‪ ،‬مجمة سداسية‬
‫أكاديمية محكمة‪ ،‬تصدر عف المخبر المتكسطي لمدراسات القانكنية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقاد‪ ،‬تممساف‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2016 ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪ -2‬سمية شريؼ‪ ،‬رقابة القاضي ا إلدارم عمى منازعات الصفقات العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف ‪ ،‬فرع قانكف المنازعات‬
‫اإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،2016 ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫نطاؽ تدخؿ القاضي اإلداري في دعوى الموضوع‪.‬‬

‫تتعدد منازعات الصفقات العمكمية التي تنشأ بيف المصمحة المتعاقدة كالمتعامؿ المتعاقد‪ ،‬أك تمؾ التي‬
‫تنشأ مع الغير إلى عدة صكر‪ ،‬إال أنو كباستقراء أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية نجد بأف ىذه األخيرة‬
‫كرغـ كثرة تعدادىا يمكف تصنيفيا إلى صنفيف حسب المراحؿ التي تمر بيا الصفقة العمكمية‪ ،‬يتمثؿ أكليا‬
‫في المنازعات التي تنشأ أثناء مرحمة إعداد الصفقة العمكمية كابراميا‪ ،‬بينما يتمثؿ الصنؼ الثاني منيا في‬
‫المنازعات التي تط أر أثناء مرحمة تنفيذىا‪ ،‬كىك ما يستفاد مف نص المادتيف ‪ 82‬مف المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬التي نصت عمى االحتجاج كالطعف بخصكص إبراـ الصفقة‪ ،‬كىي بذلؾ تشير لممناعات الناشئة‬
‫أثناء مرحمة اإلبراـ‪ ،‬كالمادة ‪ 153‬التي أشارت بدكرىا لممنازعات التي قد تط أر أثناء مرحمة التنفيذ‪.‬‬

‫عمى الرغـ مف تعداد صكر المنازعات في مجاؿ الصفقات كعدـ إمكانية حصرىا إال أف جميعيا يدرج‬
‫ضمف أحد الصنفيف‪ ،‬فإما أف تككف منازعات في مرحمة إبراـ الصفقة كاعدادىا (دعكل اإللغاء) كالتي‬
‫تنصب عمى األعماؿ التي تسبؽ إبراـ الصفقة‪ ،‬كىي ق اررات إدارية منفصمة قابمة لمطعف فييا باإللغاء‪،‬‬
‫كاما أف تككف أثناء مرحمة تنفيذىا‪ ،‬كبذلؾ تككف الق اررات الصادرة في ىذه المرحمة جزء ال يتج أز عف‬
‫العممية اإلدارية المركبة يتـ الطعف فييا أماـ القضاء بكالية القضاء الكامؿ‪ ،‬كبناء عمى ذلؾ تتـ دراسة‬
‫نكعي ىذه الدعاكل التي تنصب عمى ىذه المراحؿ كفؽ ما يمي‪:‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫دعوى اإللغاء في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫إف الصفقة العمكمية بكصفيا عمؿ إدارم تعاقدم يربط بيف المصمحة المتعاقدة كالمتعامؿ‬
‫االقتصادم‪ ،‬يجعميا مف ىذه الزاكية في منأل عف رقابة قضاء اإللغاء نظ ار الرتباط ىذه األخير بالفصؿ‬
‫في دعاكل إلغاء األعماؿ اإلدارية االنفرادية المتمثمة في الق اررات اإلدارية‪ ،1‬مما يعني عدـ إمكانية تكجيو‬
‫الطعكف ضد العمميات المركبة‪ ،‬مف بينيا الصفقات العمكمية‪ ،‬كقد تبنى القضاء الفرنسي في ىذا االتجاه‬
‫نظرية االندماج التي رفض بمقتضى أحكاميا فصؿ تمؾ الق اررات التي تساىـ في تككيف العقد متمسكا في‬
‫ذلؾ بكحدة العممية التعاقدية‪ ،‬كقد اعتبر بأنو كبمجرد االنعقاد النيائي لمعقد تصبح كافة الق اررات مساىمة‬
‫في تككينو‪ ،‬كتشكؿ تبعا لذلؾ كتمة كاحدة ال تقبؿ عناصرىا االنفصاؿ أك التجزئة كيختص بنظر كافة‬
‫المنازعات الناشئة عنيا قاضي العقد‪ ،‬غير أف مجمس الدكلة الفرنسي قد تراجع عف ىذا المبدأ مف خبلؿ‬
‫تبني نظرية الق اررات اإلدارية القابمة لبلنفصاؿ عف العقد‪ ،‬التي أقر مف خبلليا إمكانية إلغاء بعض‬

‫‪ -1‬شكقي يعيش تماـ‪ ،‬سمطات القاضي اإلدارم في مجاؿ الرقابة عمى إبراـ كتنفيذ الصفقة العمكمية في النظاـ القانكني الجزائرم‪ ،‬مجمة الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬مجمة دكلية دكرية تصدر عف جامعة عباس لغركر‪ ،‬خنشمة‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬جانفي ‪ ،2018‬ص ‪.343‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الق اررات اإلدارية المتعمقة بتككيف الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي يمكف الطعف فييا باإللغاء استقبلال‪ ،1‬ككفؽ‬
‫قضاء مجمس الدكلة الفرنسي يعد عمبل قاببل لبلنفصاؿ كؿ قرار سابؽ عمى اإلبراـ النيائي لمعقد بما في‬
‫ذلؾ القرار الذم بمقتضاه تقرر الجية اإلدارية إبراـ العقد أك إق ارره أك رفض ذلؾ‪.2‬‬

‫كمفاد ىذه النظرية أف كؿ الق اررات التي تساىـ في تككيف الصفقة تحتفظ بذاتييا المستقمة حتى لحظة‬
‫إبراـ الصفقة‪ ،‬فإذا تـ ىذا اإلبراـ فإف ىذه األخير تفقد ذاتييا المستقمة كتدخؿ ضمف العممية المركبة لمعقد‬
‫الذم تـ إبرامو‪ ،‬كبذلؾ فتح القضاء الفرنسي المجاؿ أماـ القضاء اإلدارم إللغاء ىذا النكع مف الق اررات‪،‬‬
‫باعتبار أف الصفقات العمكمية تمر بعدة مراحؿ قائمة عمى العديد مف الق اررات‪ ،‬بداية مف قرار اإلعبلف‬
‫عف المنافسة إلى غاية صدكر قرار إرساء الصفقة‪ ،‬كمف ثـ إمكانية الطعف فييا في حاؿ خركجيا عف‬
‫مقتضى مبدأ المشركعية‪.3‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الضوابط الشكمية لرفع دعوى اإللغاء في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫الدعكل اإلدارية باعتبارىا دعكل قضائية‪ ،‬تخضع في تحريكيا كالفصؿ فييا لجممة مف الشركط‬
‫كاإلجراءات المقررة قانكنا لقبكليا كالنظر فييا‪ ،‬كدكف ىذه الشركط فبل يمكف عرض النزاع الناجـ عف‬
‫مخاصمة اإلدارة أماـ جية القضاء اإلدارم‪ ،‬كبالتالي ال تبحث في مكضكع الدعكل كال تصدر في حقيا‬
‫حكما سكاء بالرفض أك اإليجاب كانما تحكـ في ذلؾ بعدـ قبكليا‪ ،4‬كباعتبار أف أحكاـ تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية لـ يتضمف أم إجراءات ذات طابع خاص فإنيا تخضع في منازعاتيا إلى القكاعد المقررة ضمف‬
‫أحكاـ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬توافر شرطي الصفة والمصمحة‪.‬‬

‫يقصد بالصفة في التقاضي أف يككف المدعي في كضعية مبلئمة لمباشرة الدعكل‪ ،5‬كىي شرط لقبكؿ‬
‫الدعكل كتتعمؽ بالنظاـ العاـ طبقا لما أفادت بو أحكاـ المادة ‪ 13‬مف (ؽ إ ـ إ) بقكليا " ال يجكز ألم‬
‫شخص التقاضي‪ ،‬ما لـ تكف لو صفة‪ ،‬كلو مصمحة قائمة أك محتممة يقرىا القانكف‪ ،‬يثير القاضي تمقائيا‬
‫انعداـ الصفة في المدعي أك في المدعى عميو"‪.6‬‬

‫‪ -1‬كىيبة بكغازم‪ ،‬تطكر الطعف باإللغاء في العقكد اإلدارية‪ ،‬بحث مقدـ لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬فرع القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ اإلدارية‪،‬‬
‫جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيؼ‪ ،2010/2009 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -2‬فكزية سكراف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.258‬‬
‫‪ -3‬شكقي يعيش تماـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.343‬‬
‫‪ -4‬نادية بكنع اس‪ ،‬خصكصية اإلجراءات القضائية اإلدارية في الجزائر‪ ،‬تكنس ‪ ،‬مصر‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ‪ ،‬تخصص‬
‫قانكف عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة لحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2015/2014 ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪ -5‬عمار بكضياؼ‪ ،‬دعكل اإللغاء في قانكف اإلجراءات المدنية كاإل دارية (دراسة تشريعية‪ ،‬قضائية‪ ،‬فقيية)‪ ،‬ط‪ ،1‬الجسكر لمنشر كالتكزيع‪،2009 ،‬‬
‫ص ‪.85‬‬
‫‪-6‬القانكف رقـ ‪ ،09/08‬المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أما المصمحة؛ فيي مف المبادئ األساسية المستقر عمييا في مجاؿ التقاضي‪ ،‬حيث أف ال دعكل‬
‫بغير مصمحة‪ ،‬كتعد ىذه األخيرة مبرر كجكد الدعكل بالنسبة لممتقاضي الذم يجب أف تككف لو مصمحة‬
‫في إثارة النزاع‪ ،‬كذلؾ لمنع التعسؼ في إستعماؿ حؽ التقاضي‪ 1‬كالبحث عف جدية الدعكل كعدـ خركجيا‬
‫عف الغاية التي رسميا ليا القانكف ككنيا كسيمة لحماية الحؽ أك المركز القانكني‪ ،‬كبالتالي فإف انعداـ ىذا‬
‫الشرط يعد كفيبل بعدـ قبكليا‪ ،2‬ىذا كال يشترط أف يككف المدعي صاحب حؽ مسو القرار المطعكف فيو‪،‬‬
‫كانما يكفي حسب ما استقرت عميو أحكاـ القضاء الفرنسي أف يككف المدعي في مركز قانكني خاص يتأثر‬
‫بالقرار المطعكف فيو‪ ،‬كىك ما يعكس مدل تكافر الصفة لكؿ مف المتعامؿ المتعاقد أك الغير الذم أجاز لو‬
‫القضاء المجكء إلى القضاء عندما تككف لو مصمحة جادة كمشركعة إللغاء القرار اإلدارم المنفصؿ عف‬
‫العممية التعاقدية‪ ،‬خاصة كأف الغير ال يمكنو بأم حاؿ مف األحكاؿ المجكء إلى قاضي العقد أك القضاء‬
‫الكامؿ باعتباره ال يعد طرفا في العقد‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬قاعدة اإلختصاص في منازعات الصفقات العمومية‪.‬‬

‫إف الكالية العامة لمنظر في المنازعات اإلدارية تؤكؿ أساسا لجيات القضاء اإلدارم بالنسبة لتمؾ‬
‫الدكؿ التي تتبنى نظاـ االزدكاجية القضائية‪ ،‬كيعرؼ االختصاص عمى أنو صبلحية الجية القضائية في‬
‫النظر في نزاع ما ضمف الحدكد التي رسميا ليا القانكف في ذلؾ‪ ،‬كىك شرط جكىرم لقبكؿ الدعكل‬
‫اإلدارية‪ ،‬بحيث ال يتطرؽ القاضي اإلدارم إلى البحث عف احتراـ الشركط األخرل إال بعد التأكد مف أنو‬
‫مختص نكعيا كاقميميا‪ ،‬كقد بيف المشرع الجزائرم قكاعد االختصاص كفؽ أحكاـ (ؽ إ ـ إ) كفؽ اآلتي‪:‬‬

‫‪ -/1‬تحديد االختصاص النوعي في منازعات الصفقات العمومية‪:‬‬

‫تعد المحاكـ اإلدارية صاحبة االختصاص األصيؿ بنظر المنازعات اإلدارية طبقا لممادة ‪ 800‬مف‬
‫(ؽ إ ـ إ) التي نصت عمى أف المحكمة اإلدارية "تختص بالفصؿ في أكؿ درجة بحكـ قابؿ لبلستئناؼ في‬
‫جميع القضايا التي تككف الدكلة أك الكالية أك البمدية أك إحدل المؤسسات العمكمية ذات الصبغة اإلدارية‬
‫طرفا فييا"‪ ،‬كىي بذلؾ إنما تبنت بصكرة قطعية المعيار العضكم أساسا لتحديد اختصاص القاضي‬
‫اإلدارم‪ ،‬كىك ما يثبت قانكنا خضكع منازعات الصفقات العمكمية التي يككف أحد أطرافيا الدكلة أك الكالية‬
‫أك البمدية أك مؤسسة عمكمية ذات الطابع اإلدارم لمقضاء اإلدارم‪ ،‬كبالتالي ال يمكف لممحاكـ اإلدارية أف‬
‫تنظر أك تفصؿ في أم نزاع ال يككف أحد أطرافو أحد ىذه األشخاص العامة‪.‬‬

‫كمقارنة بأحكاـ المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬فإف الصفقات العمكمية التي يككف‬
‫أحد أطرفيا مؤسسة عمكمية خاضعة ألحكاـ القانكف التجارم حتى كلك كمفت بإنجاز عممية ممكلة كميا أك‬

‫‪ -1‬نادية بكنعاس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.137‬‬


‫‪ -2‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -3‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.231‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫جزئيا بمساىمة مؤقتة أك نيائية مف الدكلة أك مف الجماعات اإلقميمية‪ ،‬ال تدخؿ ضمف نطاؽ أحكاـ المادة‬
‫‪ 800‬سالفة الذكر‪ ،‬كبالتالي ال يختص القضاء اإلدارم بالنظر فييا تمسكا بالمعنى الحرفي ليذا النص‪،‬‬
‫الذم يؤكد عمى تكريس المشرع لممعيار العضكم لمنظر في المنازعات اإلدارية‪ ،‬كذلؾ طبقا لما أقره مجمس‬
‫الدكلة الجزائرم في ق ارره الصادر بتاريخ ‪ 2002/11/05‬بشأف قضية (ز‪.‬ش) ضد المدير العاـ لمؤسسة‬
‫التسيير السياحي كالذم جاء ضمف حيثياتو " ال تخضع المؤسسات العمكمية ذات الطابع الصناعي‬
‫كالتجارم لقانكف الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمس الدكلة غير مختص لمبث في النزاع القائـ بخصكص إبراـ‬
‫مؤسسة عمكمية ذات الطابع صناعي كتجارم صفقات عمكمية‪.1"..‬‬

‫إف ىذه الشمكلية التي تبنتيا أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ستطرح العديد مف اإلشكاالت العممية‬
‫في غاية مف التعقيد عمى المستكل القضائي‪ ،‬خاصة إذا كانت المؤسسة العمكمية ذات الطابع الصناعي‬
‫كالتجارم طرفا في العقد‪ ،‬كىك ما يدفعنا لمتساؤؿ عف الجية التي يؤكؿ ليا اختصاص الفصؿ في حالة ما‬
‫طرح نزاع يتعمؽ بصفقة عمكمية أحد أطرافيا ىذا النكع مف المؤسسات‪ ،‬فيؿ يؤكؿ إلى االختصاص في‬
‫ذلؾ إلى القاضي العادم أـ إلى القاضي اإلدارم ؟‬

‫إف اإلجابة عمى ىذا التساؤؿ في غاية مف الصعكبة بالنظر ألثاره مف الناحية القانكنية‪ ،‬فإذا سممنا‬
‫بأف االختصاص لمفصؿ في مثؿ ىذا النزاع يؤكؿ إلى القاضي العادم عمى أساس أننا ال نجد ضمف‬
‫العبلقة التعاقدية أحد أشخاص القانكف العاـ المحدديف حص ار ضمف أحكاـ المادة ‪ ،800‬فإف ىذا الحؿ‬
‫كاف كاف يكرس المعيار العضكم‪ ،‬إال أنو في مقابؿ ذلؾ يطرح إشكالية أف الصفقات العمكمية عقكد‬
‫تنطكم عمى أحكاـ مقننة كثابتة في أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،2‬كىي في مجمميا قكاعد تنطكم عمى‬
‫الطابع اإلدارم المحض األمر الذم يجعميا تختمؼ كؿ االختبلؼ عف العقكد المدنية كالتجارية‪ ،‬ثـ إف‬
‫إقرار خضكعيا لمقضاء العادم فيو استبعاد لمغاية التي مف أجميا تـ تقييد ىذه المؤسسات بتطبيؽ أحكاـ‬
‫تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كعدـ االكتراث لتمكيؿ الخزينة العمكمية لممشركع‪ ،‬كىك ما يضعؼ درجة‬
‫االعتراؼ بأيمكلة االختصاص لمقاضي العادم‪.3‬‬

‫كمف ناحية ثانية كاف سممنا بأيمكلة االختصاص لمفصؿ في ىذا النزاع لمقاضي اإلدارم باعتبار أف‬
‫النزاع يتعمؽ بصفقة عمكمية‪ ،‬كىي عقد إدارم يستدعى النظر مف طرؼ القاضي اإلدارم فإف ىذا الحؿ‬
‫ىك اآلخر مف شأنو أف ييز بالمعيار العضكم المكرس في المادة ‪ 800‬مف (ؽ إ ـ إ)‪ ،‬كالمعتمد في‬
‫تكزيع االختصاص بيف جيات القضاء اإلدارم كجيات القضاء العادم‪ ،‬حيث أننا نككف أماـ اختصاص‬
‫لمقاضي اإلدارم رغـ أف أحد أطراؼ النزاع مؤسسة عمكمية تخضع ألحكاـ القانكف التجارم‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،3889‬المؤرخ في ‪ ،2002/11/05‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،2003 ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -2‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬القسـ األكؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -3‬عز الديف كمكفي‪ ،‬نظاـ المنازعات في مجاؿ الصفقات العمكمية عمى ضكء قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬دار النشر جيطمي‪ ،‬برج‬
‫بكعريريج‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د س ف‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عمى الرغـ مف ىذا التضارب في تحديد االختصاص‪ ،‬يبقى اختصاص القضاء اإلدارم ىك االحتماؿ‬
‫الكارد‪ ،‬كذلؾ عمى أساس "معيار الككالة" حسب رأم بعض الباحثيف باعتبار أف الدكلة أك الجماعات‬
‫اإلقميمية ىي الممكؿ األساسي لممشركع‪ ،‬كأف ىذه المؤسسات ما ىي إال مفكض عنيا‪ ،1‬كما أف عبارة‬
‫كمؼ‬
‫"تكمؼ" الكاردة ضمف أحكاـ نص المادة ‪ 06‬مف تنظيـ الصفقات العمكمية تفيد بكجكد مككؿ (الدكلة) ّ‬
‫ككيبلن كىي ىذه المؤسسات لمقياـ بعمؿ لحساب الدكلة أك لمصمحتيا‪.‬‬

‫كما يؤكد العمؿ بمعيار الككالة ما ذىب إليو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في ‪ 2001/05/14‬بشأف‬
‫القضية التي جمعت بيف ديكاف الترقية كالتسيير العقارم لكىراف كمؤسسة األشغاؿ لعيف تيمكشنت‪ ،‬كالتي‬
‫تتمحكر كقائعيا حكؿ منازعة مكضكعيا صفقة عمكمية إلنجاز ‪ 1180‬مسكف بكىراف‪ ،‬حيث اعتمد في‬
‫منح االختصاص لمقضاء اإلدارم عمى أساس الككالة‪ ،‬كيظير ذلؾ مف خبلؿ استعمالو لعبارة "نيابة‬
‫عف"‪ ،‬كىك ما جاءت بو حيثيات القرار بقكليا "‪..‬حيث أنو كبعد اإلطبلع عمى الممؼ كعمى رد المستأنؼ‬
‫عميو يتضح بأف الصفقة مكضكع النزاع المتضمنة انجاز ‪ 1180‬مسكف بكىراف ىي صفقة عمكمية أبرمت‬
‫بيف كالية كىراف الممثمة مف طرؼ الكالي كصاحب المشركع مف جية كمؤسسة البناء لعيف تيمكشنت‬
‫مكمفة باإلنجاز أما ديكاف الترقية فيك مكمؼ بتسيير المشركع "نيابة عف" صاحبو كاف مكضكع الصفقة‬
‫يتمثؿ في انجاز سكنات ذات طابع اجتماعي ترجع ممكيتيا لمدكلة كليس لمديكاف‪ ،‬كأف تمكيف المشركع مف‬
‫طرؼ الخزينة العامة‪...‬كبالتالي ذلؾ يفتح االختصاص لمقضاء اإلدارم"‪.2‬‬

‫ىذا؛ كقد استقرت بعض التطبيقات القضائية عمى إعماؿ المعيار المادم الذم كرسو المشرع مف‬
‫خبلؿ المادة ‪ 06‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬فيما يخص منازعات الصفقات التي تبرميا المؤسسات‬
‫العمكمية غير المؤسسات العمكمية اإلدارية‪ ،‬كذلؾ عندما تكمؼ بإنجاز عممية ممكلة كميا أك جزئيا‪،‬‬
‫بمساىمة مؤقتة أك نيائية مف الدكلة أك مف الجماعات اإلقميمية‪ ،‬كيظير لنا ذلؾ بصكرة صريحة في‬
‫اجتياد لمحكمة التنازع في قرارىا المؤرخ في ‪ 2012/06/12‬كالذم جاء فيو "‪..‬حيث أف النزاع الحالي‬
‫يتعمؽ بأشغاؿ إنجاز جسر‪ ،‬أم استثمار عمكمي ممكؿ بمساىمة نيائية لميزانية الدكلة‪..‬كبالتالي فإف العقد‬
‫المبرـ بيف الطرفيف يخضع لقانكف الصفقات كالنزاعات الناجمة عنو ىي مف اختصاص الجيات القضائية‬
‫الخاضعة لمنظاـ القضائي اإلدارم‪.3"..‬‬

‫‪ -1‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ -2‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬الغرفة الرابعة‪ ،‬ممؼ رقـ ‪ ،332‬المؤرخ في ‪ ( ،2001/05/14‬قضية بيف ديكاف الترقية كالتسيير العقارم لكىراف ضد مؤسسة‬
‫األشغاؿ لعيف تيمكشنت (قرار غير منشكر)‪.‬‬
‫‪ -3‬قرار محكمة التنازع رقـ ‪ ،000132‬المؤرخ في ‪ ،2012/06/12‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2013 ،‬ص ‪ ،460‬كىناؾ العديد مف‬
‫التطبيقات القضائية في ىذا الشأف مف بينيا‪:‬‬
‫‪ -‬قرار المحكمة العميا رقـ ‪ ،200572‬المؤرخ في ‪ ،1999/10/12‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،2001 ،‬ص ‪.205‬‬
‫‪ -‬قرار المحكمة العميا رقـ ‪ ،284953‬المؤرخ في ‪ ،2002/06/25‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2002 ،‬ص ‪.323‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بناءا عمى ذلؾ فإف شمكلية تطبيؽ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية عمى ىذا النحك‪ ،‬تعكس مدل‬
‫رغبة المشركع في تكسيع نطاؽ الرقابة عمى صرؼ النفقات العمكمية حماية لمماؿ العاـ‪ ،‬خاصة في ظؿ‬
‫صرامة القكاعد اإلجرائية التي تمر بيا عممية إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬إلى جانب ذلؾ التنكع الرقابي الذم‬
‫يشمؿ كؿ مرحمة مف مراحؿ اإلبراـ‪ ،‬األمر الذم مف شأنو أف يقمؿ كؿ ما مف شأنو أف يمس بنزاىة‬
‫كشفافية إبراـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ -/2‬تحديد االختصاص اإلقميمي في منازعات الصفقات العمومية‪:‬‬

‫يقصد باالختصاص اإلقميمي لممحاكـ اإلدارية أىميتيا في النظر في القضايا اإلدارية القائمة في دائرة‬
‫إقميميا‪ ،‬كقد استند المشرع في تحديده لبلختصاص اإلقميمي لممحاكـ اإلدارية عمى المعيار المادم المتمثؿ‬
‫في فكرة "المكطف"‪ ،‬حيث أحالت المادة ‪ 803‬مف (ؽ إ ـ إ) مسألة تحديد االختصاص اإلقميمي إلى أحكاـ‬
‫المادتيف ‪ 37‬ك‪ 38‬مف نفس القانكف المتاف تضمنتا القاعدة العامة‪ ،‬المتمثمة في اختصاص الجية القضائية‬
‫لمكطف المدعى عميو‪ ،‬بينما نجد المشرع قد خص تنظيـ االختصاص اإلقميمي في مجاؿ العقكد اإلدارية‬
‫بأحكاـ خاصة تضمنتيا أحكاـ المادة ‪ 804‬تبعا لما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬يعقد االختصاص في مجاؿ األشغاؿ العمكمية لممحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف تنفيذ‬
‫األشغاؿ‪ ،‬كىك ما تضمنتو أحكاـ الفقرة الثانية مف المادة ‪ 804‬بقكليا " في مادة األشغاؿ العمكمية‪،‬‬
‫أماـ المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف تنفيذ األشغاؿ"‪.‬‬

‫‪ -‬يعقد االختصاص في مادة العقكد اإلدارية ميما كانت طبيعتيا أماـ المحكمة التي يقع في دائر‬
‫اختصاصيا مكاف إبراـ العقد أك تنفيذه‪ ،‬كقد جاءت ىذه الصياغة أكثر دقة مما كاف عميو الحاؿ سابقا‪،‬‬
‫كذلؾ بذكر عبارة "العقكد اإلدارية ميما كانت طبيعتيا"‪ ،‬مما يدؿ تبعا لذلؾ دخكؿ الصفقات العمكمية‬
‫باعتبارىا أىـ العقكد اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬يعقد االختصاص في مادة التكريدات أك األشغاؿ‪ ،‬أك تأجير خدمات فنية أك صناعية أماـ المحكمة‬
‫التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف إبراـ االتفاؽ أك مكاف تنفيذه إذا كاف أحد األطراؼ مقيما بو‪،‬‬
‫كبناءا عمى ىذا فإف المحكمة المختصة إقميميا في الفصؿ في المنازعة التي يككف مكضكعيا صفقة‬
‫تكريد (المكازـ) أك صفقة أشغاؿ عمكمية‪ ،‬ىي المحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف‬
‫اإلبراـ أك مكاف التنفيذ شريطة أف يككف أحد أطرافيا مقيما بيذا المكاف‪ ،‬كاال تطبؽ أحكاـ القاعدة‬
‫العامة المتمثمة في أيمكلة االختصاص لممحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مكطف المدعى عميو‬
‫(المصمحة المتعاقدة)‪ ،‬كأما فيما يتعمؽ بأنكاع الصفقات األخرل (إنجاز الدراسات‪ ،‬تقديـ الخدمات)‪،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫فإف االختصاص يعقد إقميميا لممحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف إبراميا أك‬
‫تنفيذىا‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬شرط التظمـ اإلداري المسبؽ في منازعات الصفقات العمومية‪.‬‬

‫التظمـ اإلدارم؛ ىك الشككل التي يقدميا أصحاب الصفة كالمصمحة إلى السمطات اإلدارية طاعنيف‬
‫في ق اررات كأعماؿ إدارية‪ ،‬كمطالبيف إلغاء أك سحب أك تعديؿ ىذه األعماؿ غير المشركعة بما يجعميا‬
‫أكثر اتفاقنا كمبدأ الشرعية كالمبلئمة كالفاعمية كالعدالة‪ ،2‬كتعكس ىذه اآللية رغبة المشرع في إعطاء‬
‫األكلكية لمحؿ الكدم لمنزاعات قبؿ المجكء إلى مخاصمة اإلدارة أماـ القضاء المختص‪ ،‬كقد ألزـ المشرع‬
‫المصالح المتعاقدة بضركرة إيجاد الحؿ الكدم لمنزاع‪ ،‬كفي حالة عدـ تمكنيا مف ذلؾ لممتعاقد أف يختار‬
‫إما المجكء إلى القضاء أك عرض النزاع عمى لجاف التسكية الكدية المحدثة بمكجب المادة ‪ 154‬مف‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬كذلؾ تبعا لما يمي‪:‬‬

‫‪ -/1‬إجبارية بحث المصمحة المتعاقدة عف الحؿ الودي لمنزاع‪:‬‬

‫تعرؼ التسكية الكدية لمنازعات الصفقات العمكمية بأنيا مجمكع الكسائؿ كاإلمكانيات كالتدابير التي‬
‫يسمح القانكف كالتنظيـ باتخاذىا‪ ،3‬كيتيحيا لؤلطراؼ المتنازعة في مرحمة إبراـ الصفقة العمكمية أك تنفيذىا‬
‫لتسكية النزاعات التي تنشأ بينيـ دكف الحاجة إلى المجكء إلى القضاء‪ ،‬كالتظمـ كالطعف اإلدارم‪ ،‬طمب‬
‫رأم لجنة صفقات مختصة كمحددة مسبقا‪ ،‬عقد تسكية‪ ،‬أك أم كسيمة رضائية أخرل يحددىا القانكف‬
‫كيضبط إجراءاتيا قصد كضع حد نيائي لمنزاع‪.4‬‬

‫مف ىنا يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تتخذ جميع اإلجراءات البلزمة التي تفضي إلى الحؿ‬
‫الكدم لمنزاع‪ ،‬حيث ألزمت المادة ‪ 5/153‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬المصمحة المتعاقدة بكجكب‬
‫إدراج شرط التسكية الكدية في دفتر الشركط بقكليا " ‪..‬يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تدرج في دفتر‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 3/804‬مف القانكف رقـ ‪ ،09/08‬المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪.‬‬


‫‪ -2‬اعتبر رفع التظمـ اإلدارم بمثابة إجراء جكىرم كالزامي في قبكؿ الدعاكل اإلدارية أماـ القضاء‪ ،‬كذلؾ قبؿ اإلصبلح الذم حممتو أحكاـ القانكف‬
‫‪ 09/08‬المتعمؽ بػ (ؽ إ ـ إ)‪ ،‬الذم ترؾ الحرية في ذلؾ لممخاصـ دكف إلزامو بذلؾ‪ ،‬كىك ما كرسو مجمس الدكلة في ق ارره الذم جاء فيو "‪..‬أف‬
‫قضاة الدرجة األكلى لـ يأخذكا بعيف االعتبار ككف أف المستأنؼ لـ يرفع الطعف المسبؽ اإللزامي‪..،‬حيث أف ىذه األحكاـ تـ تعديميا بمكجب‬
‫المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 250/02‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية ‪...‬تقديـ طعف أماـ المجنة الكطنية لمصفقات‪..‬كلكنو مجرد اختيار كليس‬
‫إلزاما"‪ ،‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬رقـ ‪ ،21173‬المؤرخ في ‪ ،2005/06/07‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد السابع‪ ،2005 ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -‬أما عف التطبيقات القضائية التي أقرت إلزامية رفع التظمـ قبؿ مخاصمة المصمحة المتعاقدة فيي عديدة مف بينيا‪ :‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬رقـ‬
‫‪ ،16348‬المؤرخ في ‪ ،2004/12/21‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد السابع‪ ،2005 ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -3‬سياـ بف دعاس‪ ،‬نظاـ التسكية الكدية لمنازعات الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة الدراسات القانكنية‪ ،‬تصدر عف جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،‬جكاف ‪ ،2017‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -4‬ىناء العممي‪ ،‬أميف ككثر‪ ،‬منازعات الصفقات العمكمية عمى ضكء النص القانكني ككقائع االجتياد القضائي المغربي‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الرشاد‪،‬‬
‫المغرب‪ ،2010 ،‬ص ‪.09‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الشركط‪ ،‬المجكء إلجراء التسكية الكدية لمنزاعات ىذا قبؿ كؿ مقاضاة أماـ العدالة‪ ،"..‬إضافة لذلؾ فقد‬
‫أفادت المادة ‪ 153‬مف نفس المرسكـ بقكليا " تسكل النزاعات التي تط أر عند تنفيذ الصفقة في إطار‬
‫األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا‪ ،‬كيجب عمى المصمحة المتعاقدة دكف المساس بتطبيؽ أحكاـ‬
‫الفقرة أعبله‪ ،‬أف تبحث عف حؿ كدم لمنزاعات التي تط أر عند تنفيذ صفقاتيا كمما سمح ىذا بما يأتي‪:‬‬

‫أ‪ -/‬إيجاد التوازف لمتكاليؼ المترتبة عمى طرفي الصفقة العمومية‪ :‬فقد تظير أثناء عممية التنفيذ ظركؼ‬
‫تفرض عمى المتعامؿ المتعاقد تحمؿ نفقات أكثر‪ ،‬مما يفرض عمى المصمحة المتعاقدة ضركرة أخذ ذلؾ‬
‫بعيف االعتبار كالعمؿ عمى إنصاؼ المتعامؿ كحسـ األمر كديا‪ ،‬دكف إرىاقو بالمجكء إلى القضاء لممطالبة‬
‫بإعادة التكازف المالي مثبلن‪ ،‬خاصة في ظؿ كضكح النص الذم يسمح لممصمحة المتعاقدة بإعادة النظر‬
‫في أسعار الصفقة كفقا لمظركؼ المستجدة‪ ،‬تحت عنكاف إيجاد التكازف المالي لمتكاليؼ المترتبة في ذمة‬
‫أطراؼ العبلقة التعاقدية‪.1‬‬

‫ب‪ -/‬التوصؿ إلى أسرع إنجاز لموضوع الصفقة‪ :‬كذلؾ بحسـ األمر باإلسراع في إيجاد الحؿ الكدم‪،‬‬
‫كىك ما يصب في صالح تنفيذ الصفقة العمكمية‪.‬‬

‫ج‪ -/‬الحصوؿ عمى تسوية نيائية أسرع وبأقؿ تكمفة‪ :‬يعد عامؿ الزمف عامبلن أساسيا في استم اررية تنفيذ‬
‫المشاريع محؿ الصفقات‪ ،‬كىك ما جعؿ المشرع يؤكد عمى ضركرة إيجاد حؿ كدم في أقؿ كقت ممكف‪،‬‬
‫كبأقؿ تكمفة‪.‬‬

‫يبلحظ مف ذلؾ أف المشرع قد كرس التسكية الكدية لمنزاع الناتج عف تنفيذ الصفقات العمكمية‪ ،‬كجعؿ‬
‫مسألة المجكء إلييا أمر كجكبي يستمزـ إصدار مقرر مف المصمحة المتعاقدة مف أجؿ إثبات االتفاؽ‬
‫كطبيعة االلتزامات الجديدة‪ ،‬كذلؾ تفاديا لمنزاع القضائي أماـ الجيات المختصة التي يمتاز بطكؿ إجراءات‬
‫الفصؿ‪ ،‬مما ينعكس سمبا عمى عممية تنفيذ االلتزامات محؿ الصفقة‪ ،‬كضماف التسميـ النيائي لممشركع بما‬
‫يتماشى كاألىداؼ المرسكمة‪ ،‬غير أننا نممس ذلؾ التناقض بيف أحكاـ المنظمة لمتسكية الكدية لمنزاع فيما‬
‫يخص كجكبية المجكء إلييا قبؿ طرح النزاع أماـ القضاء مف عدمو‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 4/153‬عمى كجكب‬
‫إدراج المصمحة المتعاقدة لشرط المجكء لمتسكية الكدية قبؿ كؿ مقاضاة أماـ القضاء‪ ،‬في حيف جعمت‬
‫المادة ‪ 155‬لجكء المتعامؿ المتعاقدة كالمصمحة المتعاقدة لمجنة التسكية الكدية لمنزاع مسألة اختيارية مما‬
‫يدفعنا لمتساؤؿ حكؿ مدل كجكبية أك اختيارية المجكء لمتسكية الكدية؟‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.253‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -/2‬اختيارية عرض النزاع عمى لجاف التسوية الودية لمصفقات العمومية‪:‬‬

‫في حالة عدـ اتفاؽ الطرفيف يعرض النزاع أماـ لجنة التسكية الكدية لمنزاعات المختصة طبقا لممادة‬
‫‪ 3/153‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬كالتي تنقسـ بدكرىا إلى لجنتيف‪ ،‬تختص األكلى بمنازعات‬
‫الصفقات العمكمية لئلدارة المركزية‪ ،‬كأما الثانية فتختص بالفصؿ في المنازعات المتعمقة بالصفقات‬
‫المحمية طبقا لممادة ‪ 154‬التي أفادت بقكليا " تنشأ لدل كؿ كزير كمسؤكؿ ىيئة عمكمية ككؿ كالمجنة‬
‫لمتسكية الكدية لمنزاعات الناجمة عف تنفيذ الصفقات العمكمية المبرمة مع المتعامميف االقتصادييف‬
‫الجزائرييف "‪.‬‬

‫أما الصفقات المبرمة مع المتعامميف األجانب تككف محبلن لمتسكية أماـ ىيئة تحكيـ دكلية بناء عمى‬
‫اقتراح مف الكزير المعني كلممكافقة المسبقة أثناء اجتماع الحككمة طبقا لممادة ‪ ،7/153‬إال أف المبلحظ‬
‫أف المشرع قد أغفؿ تحديد اإلجراءات المتبعة في ذلؾ‪ ،‬كما أف ذلؾ يطرح تناقضا بيف فحكل ىذا النص‪،‬‬
‫كما أقرتو المادة ‪ 213‬مف اختصاص لسمطة ضبط الصفقات العمكمية التي خكلتيا البث في النزاعات‬
‫الناتجة عف تنفيذ الصفقات المبرمة مع المتعامميف األجانب‪ ،‬مما ما يدفعنا لمتساؤؿ حكؿ الجية المختصة‬
‫في الفصؿ في النزاعات التي تط أر بيف المصمحة المتعاقدة كالمتعامميف األجانب‪ ،‬فيؿ يعكد ذلؾ‬
‫الختصاص سمطة ضبط الصفقات العمكمية أـ لييئة تحكيـ دكلية ؟ ىذا كيجب عمى ىذه المجاف البحث‬
‫عمى العناصر المتعمقة بالقانكف أك الكقائع إليجاد حؿ كدم كمنصؼ لمنزاعات الناجمة عف تنفيذ الصفقات‬
‫كالمطركحة أماميا‪.‬‬

‫أ‪ -/‬لجنة التسوية الودية لمنزاعات في الوزارة والييئة العمومية‪:‬‬

‫تختص ىذه المجنة طبقا لممادة ‪ 2/154‬تختص بدراسة نزاعات اإلدارة المركزية كمصالحيا الخارجية‬
‫أ ك الييئة العمكمية كالمؤسسات العمكمية الكطنية التابعة ليا‪ ،‬كتتشكؿ مف‪ :‬ممثؿ عف الكزير أك مسؤكؿ‬
‫الييئة العمكمية رئيسا‪ ،‬ممثؿ عف المصمحة المتعاقدة‪ ،‬ممثؿ عف الك ازرة المعنية بمكضكع النزاع‪ ،‬ممثؿ عف‬
‫المديرية العامة لممحاسبة‪.‬‬

‫ب‪ -/‬لجنة التسوية الودية لمنزاعات عمى مستوى الوالية‪:‬‬

‫تختص ىذه المجنة طبقا لممادة ‪ 3/154‬بدراسة المنازعات المتعمقة بصفقات الكالية كالبمديات‬
‫كالمؤسسات العمكمية المحمية التابعة ليا كالمصالح غير الممركزة لمدكلة‪ ،‬كتتشكؿ مف‪ :‬ممثؿ عف الكالي‬
‫رئيسا‪ ،‬ممثؿ عف المصمحة المتعاقدة‪ ،‬ممثؿ عف المديرية التقنية لمكالية المعنية بمكضكع النزاع‪ ،‬ممثؿ عف‬
‫المحاسب العمكمي المكمؼ‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يتـ تعييف أعضاء ىذه المجاف لكفاءتيـ في الميداف المعني بمكجب مقرر مف مسؤكؿ الييئة العمكمية‬
‫أك الكزير أك الكالي المعني‪ ،‬مع إمكانية استعانة رئيس المجنة بكؿ كفاءة مف شأنيا تكضيح أشغاؿ المجنة‬
‫عمى سبيؿ االستشارة‪ ،‬باإلضافة إلى تعييف رئيس المجنة لمقرر الجمسة مف بيف أعضائيا‪.‬‬

‫يمكف المتعامؿ المتعاقد كالمصمحة المتعاقدة عرض النزاع عمى المجنة بإتباع جممة مف اإلجراءات‬
‫القانكنية‪ ،‬حيث يكجو الشاكي إلى أمانة المجنة تقري ار مفصبل مرفقا بكؿ كثيقة ثبكتية برسالة مكصى عمييا‬
‫مع كصؿ استبلـ‪ ،‬كتدعى الجية الشاكية مف قبؿ رئيس المجنة برسالة مكصى عمييا مع كصؿ استبلـ‪،‬‬
‫إلعطاء رأييا في النزاع الذم يجب عمييا تبميغو لرئيس المجنة برسالة مكصى عمييا مع كصؿ استبلـ في‬
‫أجؿ أقصاه ‪ 10‬أياـ مف تاريخ مراسمتيا‪.1‬‬

‫ىذا؛ كتتـ دراسة النزاع في أجؿ أقصاه ‪ 30‬يكما ابتداء مف تاريخ جكاب الطرؼ الخصـ لرأم مبرر‬
‫مع إمكانية استماع المجنة لطرفي النزاع‪ ،2‬كما ليا أف تطمب منيما إببلغيا بكؿ معمكمة أك كثيقة مف‬
‫شأنيا تكضيح أعماليا‪ ،‬كالتي تأخذ آرائيا بأغمبية أصكات أعضائيا كعند تعادؿ األصكات يككف صكت‬
‫الرئيس مرجحا‪ ،‬كىذا طبقا لممادة ‪ 5/155‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬كيتـ تبميغ الرأم لكبل‬
‫طرفي النزاع‪ ،‬بإرساؿ مكصى عميو‪ ،‬مع كصؿ استبلـ‪ ،‬إلى جانب قياـ المجنة بإرساؿ ىذا الرأم لسمطة‬
‫ضبط الصفقات العمكمية‪ ،‬لتتكلى بعد ذلؾ المصمحة المتعاقدة تبميغ قرارىا في رأم المجنة لممتعامؿ‬
‫المتعاقد في أجؿ أقصاه ثمانية (‪ )8‬أياـ ابتداء مف تاريخ تبميغيا برسالة مكصى عمييا مع كصؿ‬
‫االستبلـ‪.3‬‬

‫مما سبؽ يمكننا تسجيؿ بعض النقاط حكؿ ىذه المجاف كفعاليتيا في إيجاد الحؿ الكدم لمنزاع كالتي‬
‫نكجزىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬إف ىذه المجاف تصدر رأيا ال قرار‪ ،‬خبلفا لما كاف معمكؿ بو في سابقا ظؿ المرسكـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ 236/10‬الممغى‪ ،‬أيف كانت المجنة الكطنية لمصفقات العمكمية تفصؿ في المنازعات المتعمقة بتنفيذ‬
‫الصفقات العمكمية بمكجب قرار يككف ممزما لكبل الطرفيف‪ ،‬كبالتالي يبقى عمؿ المجنتيف مجرد إجراء‬
‫شكمي‪ ،‬ألنو في نياية األمر يعد رأيان غير ممزـ‪.‬‬
‫‪ -‬يتضح مف عبارة "يمكف" التي أستيؿ بيا نص المادة ‪ 155‬أف المشرع قد كرس اختيارية عرض‬
‫النزاع عمى ىذه المجاف مما يبعدىا عف دائرة الطرؽ البديمة‪ ،‬كيقترب مف تكييفيا عمى أنيا طريؽ كقائي‬
‫طالما أف المجكء إلييا مرىكف باإلرادة الحرة لمطرفيف‪ ،‬كقد كاف جدي ار بالمشرع تكريس الطابع اإللزامي‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 3/155‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 4/155‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 7/155‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لمجكء إلييا مما يكسع دائرة الفصؿ في النزاعات قبؿ المجكء إلى القضاء‪ ،‬كىك ما يعزز خاصية الطابع‬
‫البديؿ ليذه المجاف كيضمف فعاليتيا في فض النزاعات كبالتالي تخفيؼ مف حجـ القضايا الممقاة عمى‬
‫كاىؿ القضاء‪.‬‬

‫‪ -‬ال يمكف لممتعامؿ أف يجد ضالتو في ىذه التسكية نظ ار لطابع تشكيمتيا‪ ،‬التي تغمب عمييا التشكيمة‬
‫اإلدارية البحثة مما يفقدىا المكضكعية كالحياد بشكؿ أك بآخر‪ ،‬إضافة لعدـ تمتع ق ارراتيا بالقكة اإللزامية‪،‬‬
‫كىك ما يضعؼ فعاليتيا في إيجاد الحؿ الكدم لمنزاع‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬ميعاد رفع دعوى اإللغاء في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يقصد بالميعاد الفترة الزمنية المحددة قانكنا لرفع دعكل اإللغاء‪ ،‬كالتي يتعيف احتراميا كشرط جكىرم‬
‫لقبكؿ الدعكل‪ ،‬فبل تقبؿ تمؾ الدعاكل المرفكعة قبؿ أك بعد اآلجاؿ التي حددىا القانكف‪ ،‬كالحكمة مف كراء‬
‫تحديد ىذا الميعاد ىك ضماف استقرار األكضاع القانكنية كعدـ بقائيا أمدا طكيؿ معرضة لمطعف باإللغاء‪،‬‬
‫إلى جانب تأميف الحماية الكافية لمحقكؽ المكتسبة مف ىذه الق اررات‪ ،‬كمف ثـ التكفيؽ بيف مصالح األفراد‬
‫المضاريف مف الق اررات اإلدارية‪ ،‬كالتي تقضي بأف تتاح ليـ المدة الكافية لمطعف ضد ىذه الق اررات‪ ،‬كبيف‬
‫المصمحة العامة التي تقتضي أال تشيع الفكضى كاالضطراب في المجاؿ اإلدارم‪ ،‬لذلؾ فبل تقبؿ الدعكل‬
‫في حالة انقضاء اآلجاؿ المحددة لرفعيا‪ ،1‬كالتي تختمؼ باختبلؼ الجية التي يرفع أماميا النزاع‪.‬‬

‫‪ -/1‬ميعاد رفع دعوى اإللغاء أماـ المحكمة اإلدارية‪:‬‬

‫حددت أحكاـ المادة ‪ 829‬مف (ؽ إ ـ إ) آجاؿ رفع دعكل اإللغاء أماـ المحكمة اإلدارية بأربعة أشير‬
‫بقكليا " يحدد أجؿ الطعف أماـ المحكمة اإلدارية بأربعة أشير تسرم مف تاريخ التبميغ الشخصي بنسخة‬
‫مف القرار اإلدارم الفردم‪ ،‬أك مف تاريخ نشر القرار اإلدارم الجماعي أك التنظيمي"‪.‬‬

‫بناء عمى ذلؾ فإف رفع دعكل اإللغاء ضد الق اررات اإلدارية المنفصمة عف الصفقة العمكمية يككف‬
‫خبلؿ أجؿ أربعة أشير التابعة لتبميغ قرار االستبعاد أك الحرماف مف المنافسة‪ ،‬أك قرار اإلبراـ أك رفض‬
‫اإلبراـ‪ ،‬ألف ىذا النكع مف الق اررات يتـ تبميغيا بطبيعتيا‪ ،‬كخبلؿ أربعة أشير التابعة لنشر القرار عندما‬
‫ي تعمؽ الطعف بقرار اإلعبلف عف المنح المؤقت أك قرار إلغاء الصفقة‪ ،‬ألف ىذه الق اررات بطبيعتيا يتـ‬
‫نشرىا ال تبمغيا‪.‬‬

‫‪ -/2‬ميعاد رفع دعوى اإللغاء أماـ مجمس الدولة‪:‬‬

‫يختص مجمس الدكلة طبقا لممادة ‪ 901‬مف (ؽ إ ـ إ) كدرجة أكلى كأخيرة بالفصؿ في دعاكل اإللغاء‬
‫كالتفسير كتقدير المشركعية في الق اررات اإلدارية الصادرة عف السمطات اإلدارية المركزية‪ ،‬كما يختص‬

‫‪ -1‬نادية بكنعاس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.162‬‬


‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بالفصؿ في استئناؼ األحكاـ كاألكامر الصادرة عف المحاكـ اإلدارية‪ ،‬أما عف اآلجاؿ المحددة لمفصؿ في‬
‫الدعكل فقد أفادت المادة ‪ 907‬بقكليا "عندما يفصؿ مجمس الدكلة كدرجة أكلى كأخيرة تطبؽ األحكاـ‬
‫المتعمقة باآلجاؿ المنصكص عمييا في المكاد ‪ 829‬إلى ‪ 832‬أعبله "‪ ،‬كالتي يتضح منيا أف المشرع قد‬
‫أحاؿ األحكاـ المتعمقة بمكاعيد الطعف أماـ مجمس الدكلة إلى األحكاـ المتعمقة بالمكاعيد أماـ المحكمة‬
‫تكحيد المكاعيد سكاء تمعؽ األمر برفع دعكل إلغاء قرار إدارم‬
‫اإلدارية‪ ،‬بمعنى أف المشرع قد عمؿ عمى ّ‬
‫صادر عف السمطات المحمية أك قرار صادر عف السمطات المركزية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬وجود قرار إداري منفصؿ‪.‬‬

‫يعد القرار اإلدارم مف التصرفات القانكنية التي تصدر عف اإلدارة بإرادتيا المنفردة بما ليا مف سمطة‬
‫ممزمة كفقا لمقكانيف كالمكائح‪ ،‬قصد إحداث أك تعديؿ أك إلغاء أثر قانكني معيف تحقيقا في ذلؾ لممصمحة‬
‫العامة‪ ،‬كتنقسـ ىذه األخيرة بدكرىا إلى ق اررات بسيطة ال تستند في صدكرىا إلجراءات قانكنية أخرل‪،‬‬
‫كق اررات إدارية مركبة تستند في صدكرىا إلى العديد مف األعماؿ القانكنية‪ ،‬مف بينيا الق اررات اإلدارية‬
‫ال قابمة لبلنفصاؿ‪ ،‬التي تعد جزءا مككنا لمصفقة العمكمية‪ ،‬كالتي غالبا ما تصدر أثناء المراحؿ السابقة‬
‫لمتعاقد أك المعاصر‪ ،‬أك البلحقة إلبراـ الصفقة العمكمية‪.‬‬

‫‪ -/1‬تحديد مفيوـ الق اررات اإلدارية القابمة لإلنفصاؿ‪:‬‬

‫تسيـ الق اررات اإلدارية المنفصمة ق اررات في تككيف العقد اإلدارم كتستيدؼ إجراء إتمامو‪ ،‬إال أنيا‬
‫تنفصؿ عف ىذا العقد كتختمؼ عنو في طبيعتو‪ ،‬فيي ق اررات تسبؽ عممية اإلبراـ‪ ،‬مما يمكف الطعف فييا‬
‫باإللغاء استقبلال عف العقد‪ ،1‬كقد عرفيا األستاذ عمار عكابدم بأنيا " الق اررات اإلدارية التي ال تصدر‬
‫قائمة بذاتيا كمستقمة ع ف عمؿ قانكني آخر‪ ،‬بؿ تصدر مرتبطة كمصاحبة ألعماؿ إدارية أخرل فقد تأتي‬
‫ىذه الق اررات سابقة أك معاصرة أك الحقة لعمؿ إدارم قانكني آخر مرتبطة بو"‪ ،2‬كبالتالي فيي تصرفات‬
‫قانكنية تصدر مف جانب اإلدارة بمفردىا أك السمطات العامة بصكر عامة في إطار عممية مركبة مع‬
‫إمكاف تجنيب ىذه التصرفات لتمثؿ ق اررات قائمة بذاتيا كصالحة لترتيب أثر قانكني معيف‪ ،‬كتصرؼ‬
‫قانكني فردم مكتمؿ كنيائي في حد ذاتو‪ ،‬دكف أف يخؿ ذلؾ بباقي المككنات األخرل لمعممية أك يؤثر عمى‬
‫كيانيا أك يحكؿ دكف ترتيب أثارىا القانكنية المرجكة مف كرائيا‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.232‬‬
‫‪ -2‬عمار عكابدم‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ -3‬محمد سمير محمد جمعة‪ ،‬إلغاء الق اررات اإلدارية القابمة لئلنفصاؿ (دراسة تحميمية تطبيقية مقارنة في القانكنيف الفرنسي كالمصرم)‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2013 ،‬ص ‪.66‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أ‪ -/‬المعيار الذاتي لتحديد الق اررات اإلدارية المنفصمة‪ :‬كيقكـ ىذا المعيار عمى أساس االعتبار الشخصي‬
‫(الصفة الشخصية) لرافع دعكل اإللغاء ضد الق اررات اإلدارية المنفصمة غير المشركعة لمخاصمتيا أماـ‬
‫‪1‬‬
‫الجية القضائية المختصة بنظر دعكل اإللغاء في النظاـ القضائي لمدكلة‪.‬‬

‫يشتمؿ المعي ار الذاتي في مجاؿ الق اررات اإلدارية المنفصمة عمى عدة عناصر منيا صفة كمركز‬
‫الغير بالنسبة لمعقد‪ ،‬إذ أنو كعمى الرغـ مف ككف ىذا األخير طرفا أجنبيا عمى العممية اإلدارية المركبة إال‬
‫أنو يمكنو الطعف في جممة مف الق اررات اإلدارية القابمة لبلنفصاؿ عف ىذه العممية‪ ،‬عدـ إمكانية الدفاع‬
‫عف الحقكؽ كالمراكز القانكنية أماـ القضاء اإلدارم إال مف خبلؿ الطعف بإلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة‬
‫غير المشركعة‪ ،‬حيث أنو كنظ ار لشخص صفة الغير كطرؼ أجنبي عف العممية اإلدارية المركبة فإنو ال‬
‫يُّمكف مف الطعف ضد ىذه الرابطة ألنو ال يممؾ الصفة القانكنية لذلؾ باعتباره ليس طرفا في العقد‪ ،‬لذا‬
‫فميس أمامو إال سمكؾ الطعف باإللغاء أماـ القضاء المختص‪ ،2‬الذم يعد اإلجراء األصمح لرافعو مف‬
‫المجكء إلى القضاء الكامؿ في منازعات العمميات اإلدارية المركبة المتصمة بيا ىذه الق اررات القابمة‬
‫لئلنفصاؿ‪.3‬‬

‫ب‪ -/‬المعيار الموضوعي لتحديد الق اررات اإلدارية المنفصمة‪:‬‬

‫يعتمد المعيار المكضكعي في تحديد الق اررات اإلدارية المنفصمة عمى عدة عناصر مكضكعية تتعمؽ‬
‫أساسا بالقرار اإلدارم ما إذا كاف جكىريا في تككيف العممية اإلدارية كيتكقؼ عمييا كجكدىا مف عدميا‪،‬‬
‫بحيث تصبح ىذه الق اررات جزء ال يتج أز مف العممية اإلدارية المركبة‪ ،‬كبناءا عمى ذلؾ فإف تحديد الق اررات‬
‫اإلدارية المنفصمة طبقا ليذا المعيار يرتكز عمى المعايير التالية‪:‬‬

‫‪ -‬مدل جكىرية القرار اإلدارم في تككيف العقد‪ ،‬فإذا كاف القرار اإلدارم جزءا أساسيا كجكىريا في تككيف‬
‫كجكد العممية اإلدارية ال مركبة‪ ،‬بحيث ال يتج أز عف العقد اإلدارم فإف ذلؾ ينفي إمكانية الطعف فيو‬
‫باإللغاء‪ ،‬كأما إذا كاف القرار اإلدارم يعد عنص ار غير جكىرم في تككيف كبناء العممية اإلدارية المركبة‪،‬‬
‫فإف ىذا األخير يككف قاببل لبلنفصاؿ‪ ،‬كيمكف الطعف فيو بعدـ المشركعية مف خبلؿ دعكل اإللغاء بصكرة‬
‫مستقمة عف دعكل العممية اإلدارية المركبة األصمية‪.4‬‬

‫‪ -1‬كريمة خمؼ اهلل‪ ،‬منا زعات الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬فرع‬
‫التنظيـ االقتصادم‪ ،‬جامعة قسنطينة (‪ ،2013/2012 ،)1‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -2‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -3‬عمار عكابدم‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظاـ القضائي الجزائرم‪ ،‬ج‪( ،2‬نظرية الدعكل)‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬ط‪،5‬‬
‫الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.442‬‬
‫‪ -4‬إسماعيؿ قريمس‪ ،‬محؿ دعكل اإللغاء (دراسة في التشريع كالقضاء الجزائرييف)‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص قانكف إدارم‬
‫كادارة عامة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2013 ،‬ص ‪.117 ،116‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬مدل مبلئمة كأفضمية دعكل اإللغاء لرافعيا مقارنة بدعكل القضاء الكامؿ مف حيث الفعالية في تحقيؽ‬
‫حماية جدية الحقكؽ كمصالح رافع دعكل اإللغاء‪ ،‬كمف حيث يُّسر كسيكلة إجراءات التقاضي‪.1‬‬

‫‪ -/2‬صور الق اررات اإلدارية القابمة لإلنفصاؿ‪:‬‬

‫تتعدد صكر الق اررات القابمة لئلنفصاؿ بحسب المرحمة التي تصدر فييا‪ ،‬حيث أف ىناؾ ق اررات‬
‫تصدر أثناء مراحؿ إبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬كىي ق اررات تمييدية لمعممية التعاقدية تقبؿ االنفصاؿ‪ ،‬كالتي‬
‫يمكف الطعف فييا باإللغاء أماـ الجية القضائية المختصة‪ ،‬بينما ىناؾ صنؼ مف الق اررات تصدر أثناء‬
‫مباشرة مرحمة التنفيذ كالتي ال تقبؿ الطعف فييا باإللغاء ألنيا تدخؿ ضمف العممية المركبة لمعقد‪ ،‬كيتـ‬
‫تكضيح صكر ىذه الق اررات تبعا لما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -/‬الق اررات القابمة لإلنفصاؿ أثناء مرحمة إبراـ الصفقات العمومية‪:‬‬

‫تعمؿ المصمحة الم تعاقدة عمى إصدار ىذا النكع مف الق اررات خبلؿ المراحؿ التمييدية لمتعاقد‪،‬‬
‫كتسمى بالق اررات اإلدارية المنفصمة أك المستقمة‪ ،‬كىي ق اررات نيائية تخضع لما تخضع لو الق اررات‬
‫النيائية األخرل مف أحكاـ مف شأف طمب كقؼ تنفيذىا أك إلغائيا‪ ،2‬كمف بيف أنكاع ىذه الق اررات ما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -/1-‬الطعف باإللغاء ضد قرار اإلعالف عف المنافسة‪:‬‬

‫يعد اإلعبلف عف المنافسة مف المرتكزات األساسية لتكريس الشفافية في مجاؿ الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫الذم يقتضي تكفر العمـ بالصفقة المراد إبراميا لكافة مف تتكافر فييـ الشركط كالمتطمبات الضركرية‬
‫كالبلزمة لتنفيذ مكضكع الصفقة تحقيقا في ذلؾ لمبدأ الشفافية عمى العمؿ اإلدارم‪ ،3‬كيعتبر مجمس الدكلة‬
‫قانكنيا قائـ بذاتو‪ ،‬يترتب عنو‬
‫ن‬ ‫الفرنسي قرار اإلعبلف عف المنافسة ق ار ار إداريا منفصبل طالما أف لو أث انر‬
‫بطبلف الق اررات المتعمقة باإلعبلف في حالة مخالفتيا لمشركط كالشكميات الجكىرية المقررة قانكنا‪ ،‬لذلؾ‬
‫يسمح لكؿ ذم حؽ تأثرت مصالحو جراء عدـ مشركعيتو الطعف فيو استقبلالن‪.4‬‬

‫أ‪ -/2-‬الطعف باإللغاء ضد قرار رفض العرض‪:‬‬

‫يعد قرار المصمحة المتعاقدة برفض عرض متعيد ما‪ ،‬ق ار انر مكضكعيا ينصب عمى العرض نفسو لعدـ‬
‫إستفائو لمشركط التي تتطمبيا أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية لصحة العرض‪ ،‬ذلؾ أف المشرع قد خكؿ‬
‫لممصمحة المتعاقدة رفض العرض المقدـ مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد العتبارات المصمحة العامة‪ ،‬إذا ما‬
‫تبث ليا أف بعض ممارسات المتعيد المعني تشكؿ تعسفا في كضعية ىيمنة عمى السكؽ‪ ،‬أك قد تتسبب‬

‫‪ -1‬كريمة خمؼ اهلل‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.176‬‬


‫‪ -2‬طالب بف دياب إكراـ‪ ،‬الق اررات اإلدارية المنفصمة كتطبيقاتيا عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ المعمؽ‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2017/2016 ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -3‬محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬العقد اإلدارم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ -4‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫في اختبلؿ المنافسة في القطاع المعني بأم طريقة كانت‪ ،‬إلى جانب رفضيا لمعرض في حاؿ عدـ التقيد‬
‫بالشركط كالمكاصفات المعمف عنيا ضمف الصفقة‪.‬‬

‫و بشكؿ عاـ فإف الق اررات التي تقضي باستبعاد عرض أحد الراغبيف في التعاقد‪ ،‬يعد قرار إدارم‬
‫منفصؿ نظ ار لتكافر عمى مقكمات القرار اإلدارم‪ ،‬مما يمكف الطعف فيو باإللغاء باعتبار أف اآلثار المترتبة‬
‫عنو تؤثر عمى المركز القانكني لصاحب العرض المستبعد‪ ،1‬كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره‬
‫المؤرخ في ‪ 2007/11/14‬بقكلو "‪ ...‬بالرجكع إلى القرار المستأنؼ فإنو رفض دعكل المستأنؼ بذكره أف‬
‫المناقصة المنشكرة في جريدة الجميكرية في ‪ 2003/10/01‬كالتي جاء فييا بأف تكدع العركض بمديرية‬
‫التعمير كالبناء بالبيض في ظرؼ مغمؽ كأف الظرؼ الخارجي ال يحمؿ اسـ المتعيد‪ ،‬كمف ىنا لما قاـ‬
‫بإرساؿ الظرؼ عف طريؽ البريد يككف قد خالؼ صراحة ما جاء في اإلعبلف عف المناقصة كأف اإلدارة‬
‫لـ تقـ بإقصائو تعسفا‪.2"...‬‬

‫أ‪ -/3-‬الطعف باإللغاء ضد قرار االستبعاد مف المشاركة في الصفقات‪:‬‬

‫يقع عمى عاتؽ المصمحة لمتعاقدة في إطار تحضير العممية التعاقدية عدة التزامات‪ ،‬مف بينيا تكفير‬
‫الجك المبلئـ إلجراء منافسة حقيقية تكتسي طابع النزاىة كالشفافية‪ ،‬لذلؾ فقد خكليا ىذا االلتزاـ اتخاذ‬
‫ق اررات اإلقصاء أك االستبعاد لممتنافسيف الذيف تثبت عدـ قدرتيـ الفنية كالمالية ألداء األعماؿ محؿ‬
‫الصفقة‪ ،‬كبناءا عمى ذلؾ يعد قرار إقصاء أك استبعاد المتنافس مف أبرز الق اررات المنفصمة عف الصفقة‬
‫العمكمية‪ ،‬كالتي يمكف الطعف فييا باإللغاء إذا ما صدر معيبا بأحد عيكب البلمشركعية‪ ،3‬كىك ما أكدتو‬
‫محكمة القضاء اإلدارم المصرم في حكميا الصادر بتاريخ ‪ ،1957/04/21‬الذم جاء فيو " كق اررات‬
‫الحرماف كاالستبعاد تخضع لرقابة القضاء اإلدارم‪ ،‬كيجكز الطعف فييا باإللغاء إلساءة استعماؿ السمطة‪..‬‬
‫كلعدـ قياـ األسباب المبررة لبلستبعاد كالحرماف أك عدـ صحة ىذه األسباب"‪.4‬‬

‫أ‪ -/4-‬الطعف باإللغاء ضد قرار المنح المؤقت لمصفقة‪:‬‬

‫يعتبر قرار المنح المؤقت لمصفقة بمثابة إجراء إعبلمي تخطر بو المصمحة المتعاقدة المتعيديف‬
‫باختيارىا المؤقت كغير النيائي لمتعاقد ما‪ ،5‬كقد كيؼ القضاء اإلدارم قرار المنح عمى أنو قرار إدارم‬
‫منفصؿ يتكفر عمى كافة مقكمات القرار اإلدارم‪ ،‬كبالتالي يمكف لذكم الشأف الطعف فيو باإللغاء استقبلال‪،‬‬
‫كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في ‪ ،2004/06/15‬كالذم جاء فيو "‪ ...‬أنو كابتداء‬

‫‪ -1‬كريمة خمؼ اهلل‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.182‬‬


‫‪ -2‬قرار مجمس الدكلة الجزائرم رقـ ‪ ،38061‬المؤرخ في ‪( ،2007/11/14‬قضية السيد (ح ـ) ضد كالي كالية البيض)‪( ،‬قرار غير منشكر)‪.‬‬
‫‪ -3‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.277‬‬
‫‪ -4‬فتحي عككش‪ ،‬قكاعد منازعات العقكد اإلدارية في القضاء اإلدارم الجزائرم‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬فرع الدكلة كالمؤسسات‬
‫العمكمية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪ ،2015/2014 ،)1‬ص ‪.84‬‬
‫‪ -5‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ‪ ،)236/10‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.180‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مف تاريخ ‪ ،2001/06/26‬أم التاريخ الذم قبمت فيو لجنة التقييـ عرضو إلى غاية يكـ ‪2001/10/30‬‬
‫كأف المستأنؼ لـ يشارؾ في صفقات أخرل أمبل في الحصكؿ عمى صفقة إنجاز ىذا المشركع‪..‬كانو‬
‫كباتخاذ البمدية قرار منح الصفقة لمسيد (ع‪.‬ؼ) الذم رفضت لجنة تقييـ العركض عرضو‪..،‬فؽ قامت‬
‫بارتكاب مخالفة لقانكف الصفقات العمكمية كألحقت ضر ار أكيدا بالمستأنؼ‪...‬مما يتعيف تأييد القرار في‬
‫كافة مقتضياتو"‪.1‬‬

‫أ‪ -/5-‬الطعف باإللغاء ضد قرار إلغاء إجراء طمب العروض‪:‬‬

‫قد تعمؿ المصمحة المتعاقدة بعد اإلعبلف عف الصفقة كاستفاء كافة القكاعد اإلجرائية المقررة في ذلؾ‬
‫إلى إصدار قرار العدكؿ عف اإلجراء ميما كاف شكؿ أك طريقة اإلبراـ‪ ،‬كتمجأ المصمحة المتعاقدة إلى‬
‫إصدار ىذا النكع مف الق اررات طبقا ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ضمف حالتيف‪:‬‬

‫‪ -‬إلغاء اإلجراء طبقا لمقتضيات المصمحة العامة‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 73‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬عمى أنو " عندما يتعمؽ األمر بالصالح العاـ‪،‬‬
‫يمكف لممصمحة المتعاقدة أثناء كؿ مراحؿ إبراـ الصفقة العمكمية إعبلف إلغاء اإلجراء أك المنح المؤقت‬
‫لمصفقة‪ ،"..‬كعميو فإذا قدرت المصمحة المتعاقدة أف الصفقة المزمع إبراميا ال تحقؽ مصمحة عامة كذلؾ‬
‫لخطأ في تقدير أىمية المشركع أك نظ ار لظركؼ طارئة خارجة عف إرادتيا أك كاف التعاقد مف شأنو أف‬
‫يؤثر عمى االعتمادات المالية المخصصة ليا‪ ،‬جاز ليا إلغاء اإلجراء كالعدكؿ عنو لمحفاظ عمى مكازنتيا‬
‫المالية‪ ،‬كبالتالي تحقيؽ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كيتعيف عمييا في ىذه الحالة إصدار قرار معمنة في ذلؾ عف‬
‫إلغائيا لئلجراء‪.‬‬

‫‪ -‬عدـ جدوى طمب العروض‪:‬‬

‫تتحقؽ ىذه الحالة طبقا لممادة ‪ 40‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عندما ال يتـ استبلـ أم عرض أك‬
‫عندما ال يتـ اإلعبلف بعد تقييـ العركض‪ ،‬عف مطابقة أم عرض لمكضكع الصفقة كلمحتكل دفتر‬
‫الشركط‪ ،‬أك عندما ال يمكف ضماف تمكيؿ الحاجات‪ ،‬كقد استقر القضاء اإلدارم في كؿ مف فرنسا كمصر‬
‫عمى أف الق اررات المتعمقة برفض إبراـ العقد‪ ،‬تعد مف قبيؿ الق اررات القابمة لبلنفصاؿ عف العقد يمكف‬
‫الطعف فييا باإللغاء استقبلال‪ ،‬حيث أنيا تمثؿ إفصاح اإلدارة عف إرادتيا الممزمة أثناء قياميا بأداء‬
‫كظائفيا المقررة ليا قانكنا‪ ،‬قصد إحداث أثر قانكني معيف‪.‬‬

‫أ‪ -/6-‬الطعف باإللغاء ضد قرار إبراـ الصفقة العمومية‪:‬‬

‫مف المسمـ بو أف عممية اإلبراـ تتكج بصدكر قرار يقضي بالمكافقة عمى قرار المجنة القاضي بإرساء‬

‫‪ -1‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،14637‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،2004 ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الصفقة‪ ،1‬مف إحدل السمطات المختصة التي حددت أحكاـ المادة ‪ 04‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ ،247/15‬كيعد ىذا النكع مف قبيؿ الق اررات القابمة لبلنفصاؿ عف الصفقة يمكف الطعف باإللغاء استقبلال‬
‫عنيا متى تكافرت الشركط المقررة في ذلؾ‪ ،‬كىك ما قضت بو محكمة القضاء اإلدارم المصرية بقكليا‬
‫"‪..‬يككف الطعف في القرار الصادر بإبراـ العقد أم ار جائ از قانكنا ألف قرار اإلبراـ يعد مف الق اررات اإلدارية‬
‫التي تستند إلى السمطة العامة لجية اإلدارة‪.2"..‬‬

‫بناءا عمى ما سبؽ فإف الطعف باإللغاء في القرار المنفصؿ عف الصفقة العمكمية‪ ،‬ال يخرج عف ككنو‬
‫تطبيقا لمبدأ رقابة القضاء عمى مشركعية كافة الق اررات بما في ذلؾ الق اررات اإلدارية القابمة لبلنفصاؿ‪،‬‬
‫كيشترط لقبكؿ ىذا الطع ف أف يتسـ القرار المنفصؿ مكضكع الطعف بالسمات التي يتسـ بيا القرار اإلدارم‬
‫بالمفيكـ الفني لمقانكف اإلدارم‪ ،‬كالمتمثمة في ككنو قرار إدارم نيائي صادر عف سمطة مختصة‪ ،‬كأف‬
‫ينبني ىذا الطعف عمى مخالفة كجو مف أكجو عدـ المشركعية‪.‬‬

‫ب‪ -/‬الق اررات القابمة لإلنفصاؿ أثناء مرحمة التنفيذ‪:‬‬

‫تقتضي القاعدة العامة أف الق اررات الصادرة عف المصمحة المتعاقدة تنفيذا لمصفقة العمكمية تدخؿ‬
‫ضمف العممية العقدية المركبة كال تقبؿ الطعف فييا باإللغاء استقبلال‪ ،‬بحكـ أنيا ليست مستقمة عف الصفقة‬
‫العمكمية‪ ،‬كىي ق اررات تنفيذية تتخذ استنادا إلى تنظيـ الصفقات العمكمية كالق اررات المتعمقة بفسخ الصفقة‬
‫أك تمؾ المتعمقة بالجزاءات عند اإلخبلؿ بالشركط التعاقدية‪ ،‬كالق اررات المتعمقة بمستحقات المتعاقديف‪،‬‬
‫كبصفة عامة جميع الق اررات التي تصدرىا اإلدارة كالمرتبطة بحقكؽ المتعاقد‪ ،‬كالتي يؤكؿ اختصاص‬
‫الفصؿ في المنازعات المتعمقة بيا إلى القضاء الكامؿ العتبارىا ق اررات إدارية تدخؿ ضمف العممية‬
‫المركبة التي تنظر لمعقد اإلدارم ككحدة كاحدة‪ ،3‬كترتبط بو ارتباط الجزء بالكؿ‪ ،‬األمر الذم يجعميا في‬
‫منأل عف دعكل الطعف باإللغاء‪ 4،‬غير أف استمرار تطكر نظرية الق اررات اإلدارية المنفصمة عف العقد‬
‫أجاز لكؿ مف مجمس الدكلة الفرنسي كالمصرم استثناءا عمى ىذه القاعدة تمكيف كؿ مف المتعاقد مع‬
‫اإلدارة كالغير بالطعف باإللغاء في بعض الق اررات الصادرة عف اإلدارة في مرحمة تنفيذ العقد كالمتعمقة‬
‫بتنفيذه‪.‬‬

‫ب‪ -/1-‬صفة الطاعف باإللغاء‪:‬‬

‫عمبلن بالقاعدة العامة التي تقضي بعدـ قابمية الق اررات المتخذة تنفيذا لمصفقة العمكمية لبلنفصاؿ‪ ،‬لـ‬

‫‪ -1‬أشرؼ محمد خميؿ حماد‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية القابمة لبلنفصاؿ في مجاؿ العقكد اإلدارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.102‬‬
‫‪ -2‬طالب بف دياب إكراـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ -4‬حناف عككش‪ ،‬معالجة شرط إختصاص قاضي المحكمة اإلدارية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬فرع دكلة كمؤسسات عمكمية‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪ ،2016/2015 ،)01‬ص ‪.177‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يكف مجمس الدكلة الفرنسي يقبؿ أم طعف بشأف ىذا النكع مف الق اررات‪ ،‬سكاء أكانت مقدمة مف قبؿ‬
‫المتعاقديف أك مف قبؿ الغير‪ ،‬إال أف ىذا األخير قد تراجع عف ىذا المكقؼ بداية مف ق ارره الصادر في‬
‫‪ 1964/04/24‬الذم قبؿ فيو الطعف باإللغاء ضد القرار الصادر أثناء تنفيذ العقد‪ ،‬كالمقدـ مف قبؿ‬
‫الغير‪ ،1‬خاصة كأف ىذا األخير ال يممؾ سكل دعكل اإللغاء التي تعد الكسيمة الكحيدة لمدفاع عف مصالحو‬
‫نظ ار لككنو غير طرؼ في العقد‪ ،2‬كالذم جاء فيو " إف الغير يمكنيـ رفع دعكل اإللغاء لتجاكز السمطة‬
‫كذلؾ نظ ار لعدـ مشركعية الق اررات سكاء تمؾ المتعمقة بإبراـ العقد أك تنفيذه عمى اعتبار أنيا ق اررات قابمة‬
‫لئلنفصاؿ عف ىذا العقد"‪ ،3‬كما قضى في حكـ آخر " بأف الشركة المدعية لـ تكف طرفا في العقد كبالتالي‬
‫ال يمكنيا أف تطمب مف قاضي العقد أف يفصؿ في الصعكبات التي تقع أثناء التنفيذ إال أنيا بصفتيا مف‬
‫الغير بالنسبة لمعقد يقبؿ طعنيا أماـ قاضي تجاكز السمطة‪..‬إذ أف كافة الق اررات رغـ تعمقيا بإبراـ العقد أك‬
‫تنفيذه يمكف مع ذلؾ اعتبارىا ق اررات قابمة لئلنفصاؿ عف العقد"‪.4‬‬

‫ب‪ -/2-‬نوعية الق اررات الصادرة أثناء تنفيذ الصفقة العمومية‪:‬‬

‫دائمان كعمبلن بالقاعدة العامة التي تقضي بعدـ قابمية الق اررات المتخذة تنفيذا لمصفقة العمكمية‪ ،‬فإف‬
‫ىذه القاعدة ال تسرم عمى كؿ الق اررات اإلدارية التي قد تتخذىا اإلدارة‪ ،‬كانما تجد ىذه القاعدة تطبيقيا‬
‫عمى الق اررات الصادرة عف اإلدارة بصفتيا مصمحة متعاقدة فقط‪ ،5‬أما بالنسبة لمق اررات المتخذة مف قبؿ‬
‫اإلدارة باعتبارىا سمطة عامة أم لـ تستند في إصدارىا بصفتيا كمتعاقدة يمكف أف تنفصؿ عف الصفقة‬
‫كإصدارىا لق اررات الضبط اإلدارم‪ ،‬فيمكف لكؿ مف المتعاقد أك الغير الطعف فييا باإللغاء إذا ما استكفى‬
‫شرط المصمحة‪ ،‬ككاف القرار المطمكب إلغائو غير مشركع‪ ،6‬كفي ذلؾ ترل محكمة القضاء اإلدارم في‬
‫مصر " بأف اإلدارة قد استخدمت سمطات الضبط اإلدارم لضماف تنفيذ العقد‪ ،‬كأف ىذا القرار ال يخرج عف‬
‫ككنو إجراء صدر مف الجية القائمة عمى شؤكف التمكيف باعتبارىا سمطة عامة كاستنادا إلى أحكاـ‬
‫القانكف‪..‬فبل يعتبر ىذا االستيبلء استعماال مف جانب جية اإلدارة المتعاقدة لحقيا المستمد مف العقد‪.7"..‬‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ -2‬طالب بف دياب إكراـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -3‬كسيمة بف بشير‪ ،‬ظاىرة الفساد اإلدارم كالمالي في مجاؿ الصفقات العمكمية في القانكف الجزائرم‪ ،‬مذكرة لنيؿ درجة الماجستير في القانكف العاـ‪،‬‬
‫فرع قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،2013 ،‬ص ‪.209‬‬
‫‪ -4‬محمد سمير محمد جمعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪ -5‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ -6‬محفكظ عبد القادر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ -7‬محمد سمير محمد جمعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الضوابط الموضوعية لرفع دعوى اإللغاء في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫قيدا عمى تصرفات المصمحة المتعاقدة لما يصدر عنيا مف ق ار ارت إدارية‬ ‫يشكؿ مبدأ المشركعية ن‬
‫تتعمؽ بتككيف الصفقة العمكمية‪ ،‬تعد أساس تسيير اإلدارة لمجريات العممية التعاقدية‪ ،‬بؿ إف ىذه الق اررات‬
‫أكلى باحتراـ مبدأ المشركعية فاألصؿ أف ىذه الق اررات تتمتع بقرينة الصحة كالمشركعية طبقا لقكاعد‬
‫القانكف‪ ،‬غير أف ىذه القرينة قابمة إلثبات العكس كال يككف في ىذه الحالة عمى المدعي سكل إثبات عدـ‬
‫مشركعية ىذه الق اررات بأحد عيكب عدـ المشركعية المتمثمة في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عدـ المشروعية الخارجية‪.‬‬

‫تتجسد حالة عدـ مشركعية الخارجية إذا ما تـ الطعف في القرار اإلدارم انطبلقا مف ركف‬
‫االختصاص أك ركف الشكؿ كاإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -/1‬عيب عدـ االختصاص‪:‬‬

‫يعرؼ االختصاص في مجاؿ الق اررات اإلدارية؛ بأنو الصفة القانكنية أك القدرة القانكنية التي تعطييا‬
‫القكاعد القانكنية المنظمة لبلختصاص في الدكلة لشخص معيف‪ ،‬ليتصرؼ كيتخذ ق اررات إدارية باسـ‬
‫كلحساب الكظيفية اإلدارية في الدكلة عمى نحك يعتد بو قانكنا‪.‬‬

‫بينما يعرؼ بعض الفقياء االختصاص بأنو " القدرة أك المكنة أك الصبلحية المخكلة لشخص أك جية‬
‫إدارية عمى القياـ بعمؿ معيف عمى الكجو القانكني "‪ ،1‬لذا يمكف القكؿ أف عيب عدـ االختصاص ىك عدـ‬
‫القدرة عمى مباشرة عمؿ قانكني معيف ألف المشرع جعمو مف اختصاص سمطة أخرل طبقا لمقكاعد المنظمة‬
‫لبلختصاص‪ ،2‬كمف ثمة يككف القرار مشكبا بعيب عدـ االختصاص نتيجة عدـ قدرة مكظؼ أك سمطة مف‬
‫السمطات اإلدارية قانكنا عمى اتخاذه ألنو ال يدخؿ في نطاؽ ما تممكو مف صبلحيات مقررة ليا قانكنا‪،3‬‬
‫كينقسـ عيب عدـ االختصاص إلى ثبلث صكر كىي‪:‬‬

‫أ‪ -/‬عيب عدـ االختصاص الموضوعي‪:‬‬

‫يقصد بو تحديد مكضكعات االختصاصات كاألعماؿ التي يمكف لمسمطة اإلدارية اإلتياف بيا‪،‬‬
‫كاصدار ق اررات بشأنيا‪ ،4‬كيعد ىذا التحديد مف اختصاص المشرع‪ ،‬فيك المكمؼ بضبط المعالـ كرسـ‬
‫الحدكد لرجؿ اإلدارة عمى جميع المستكيات تفاديا في ذلؾ لظاىرة تنازع االختصاص‪ ،‬كيتحقؽ ىذا النكع‬

‫‪ -1‬عمر بكجادم‪ ،‬اختصاص القضاء اإلدارم في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيؿ درجة دكتكراه دكلة في القانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم‬
‫كزك‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -2‬مازف ليمك راضي‪ ،‬القضاء اإلدارم (دراسة األسس كمبادئ القانكف القضاء اإلدارم في األردف)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار قنديؿ‪ ،‬عماف‪ ،2005 ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪ -3‬كريمة خمؼ اهلل‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪ -4‬فضيؿ ككسة‪ ،‬القرار اإلدارم في ضكء قضاء مجمس الدكلة‪ ،‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.134‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مف العيكب عدـ عندما تقكـ ىيئة أك مكظؼ ما بإصدار قرار إدارم ال يدخؿ ضمف الصبلحيات المخكلة‬
‫لو قانكنا بما يشكؿ مخالفة لقكاعد تكزيع االختصاص كتشمؿ ىذه الحالة ما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -/1-‬اعتداء سمطة إدارية عمى اختصاص سمطة إدارية موازية ليا‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫ال تربطيا بي ا صمة تبعية أك إشراؼ‪ ،‬كقد سمى الفقو ىذه الصكرة باالعتداء الجانبي عمى السمطة‬
‫كمف أكضح األمثمة قياـ كزير الصناعة مثبل بإصدار قرار تعديؿ صفقة عمكمية مبرمة مف طرؼ كزير‬
‫التجارة‪ ،‬كفي ىذه الحالة يمثؿ قرار المتعمؽ بإصدار قرار تعديؿ الصفقة اعتداء عمى اختصاص كزير‬
‫التجارة كبالتالي يعد ق ار ار معيبا يترتب عنو البطبلف نظ ار لصدكره خارج نطاؽ االختصاص‪.‬‬

‫أ‪ -/2-‬اعتداء سمطة إدارية أدنى عمى اختصاصات سمطة إدارية أعمى‪:‬‬

‫إذ ال يجكز لجية إدارية دنيا أف تمارس اختصاص جية عميا‪ ،‬إال إذا كانت مفكضة في ذلؾ تفكيضا‬
‫صحيحا‪ ،‬كتتمثؿ ىذه الحالة مثبل في قياـ مكظؼ بالبمدية بإبراـ صفقة عمكمية بدال مف رئيس المجمس‬
‫الشعبي البمدم دكف أم تفكيض‪.‬‬

‫أ‪ -/3-‬اعتداء سمطة إدارية أعمى عمى اختصاصات سمطة إدارية أدنى‪:‬‬

‫يحمي القانكف ميداف اختصاص ىذه األخيرة‪ ،‬كال يمكف لمسمطة الرئاسية أك الكصائية التدخؿ إال في‬
‫حدكد ما رسمو القانكف‪ ،‬كيمنح القانكف ليذه الييئات جممة مف اختصاصات قصد تسير شؤكنيا‪ ،‬كبناءا‬
‫عمى ذلؾ فبل يمكف لسمطة إدارية مركزية عميا االعتداء عمى اختصاص ىذه الييئات كاف ىي فعمت كاف‬
‫قرارىا مشكبا بعيب عدـ االختصاص‪.2‬‬

‫أ‪ -/4-‬صدور قرار بناء عمى تفويض مخالؼ لمقانوف‪:‬‬

‫في ذلؾ نجد أف تنظيـ الصفقات العمكمية قد خكؿ السمطات التي تتمتع بسمطة إبراـ الصفقات حؽ‬
‫تفكيض صبلحياتيا في ىذا الشأف‪ ،‬طبقا لما أفادت المادة ‪ 04‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬بقكليا‬
‫"‪..‬كيمكف كؿ سمطة مف ىذه السمطات أف تفكض صبلحياتيا في ىذا المجاؿ إلى المسؤكليف المكمفيف‪،‬‬
‫بأم حاؿ بإبراـ كتنفيذ الصفقات العمكمية طبقا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا"‪ ،‬كبيذا فإف‬
‫التفكيض يقتضي تكافر شرطيف أساسييف كىما كجكد نص قانكني أك تنظيمي يجيز التفكيض‪ ،‬أما الشرط‬
‫الثاني ىك صدكر التفكيض في شكمو القانكني (قرار التفكيض) كاال كاف القرار الصادر في ىذه الحالة‬
‫مشكبا بعيب عدـ االختصاص المكضكعي‪.‬‬

‫‪ -1‬نكاؼ طبلؿ فييد العازمي‪ ،‬ركف االختصاص في القرار اإلدارم كآثاره القانكنية عمى العمؿ اإلدارم (دراسة مقارنة ما بيف القانكنيف اإلدارييف‬
‫األردني كالككيتي‪ ،‬رسالة مقدمة لنيؿ درجة الماجستير في القانكف العا ـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الشرؽ األكسط‪ ،‬األردف‪ ،2012 ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪ -2‬مصطفى أبك زيد فيمي‪ ،‬القضاء اإلدارم كمجمس الدكلة (قضاء اإللغاء)‪ ،‬دار المطبكعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1999 ،‬ص ‪.665‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ب‪ -/‬عدـ االختصاص المكاني‪:‬‬

‫عمبلن بمبدأ تنظيـ السمطات اإلدارية إقميميا‪ ،‬فقد قيد المشرع الجزائرم كؿ سمطة إدارية بإصدار‬
‫ق اررات في حدكد اختصاصيا الجغرافي‪ 1‬مثؿ ما ىك الحاؿ بالنسبة لمكالي الذم يمارس اختصاصاتو ضمف‬
‫الحدكد الجغرافية لمكالية‪ ،‬كرئيس المجمس الشعبي البمدم ضمف حدكد إقميـ البمدية‪ ،‬فإذا ما قاـ أم منيما‬
‫باتخاذ قرار إدارم يمتد إلى إقميـ خارج عف إطار اإلقميـ الذم يمارس فيو اختصاصاتو‪ ،‬شابو عدـ‬
‫االختصاص المكاني كأصبح قاببل بذلؾ لئلبطاؿ‪ ،2‬كيككف القرار اإلدارم معيبا بعيب عدـ االختصاص‬
‫المكاني في مجاؿ الصفقات العمكمية مثبل إذا قاـ كالي كالية غرداية بإبراـ صفقة عمكمية تخص كالية‬
‫أخرل‪ ،‬ككف ذلؾ ال يدخؿ ضمف اختصاصو كبالتالي يككف القرار معيبا بعدـ االختصاص المكاني يترتب‬
‫عنو البطبلف إال أف ىذا العيب نادر الحدكث‪.‬‬

‫ج‪ -/‬عيب عدـ االختصاص الزماني‪:‬‬

‫يقصد بو تحديد البعد الزمني أك المدة الزمنية المحددة لسمطة إدارية مختصة لمممارسة اختصاصاتيا‪،‬‬
‫كالتي يجكز ليا خبلليا إصدار ق اررات إدارية‪ ،‬فيعتبر مشكبا بعيب عدـ االختصاص الزماني‪ ،‬قرار أصدره‬
‫مكظؼ ال يممؾ الصفة لمقياـ بذلؾ سكاء قبؿ تقمد المنصب أك بعد انتياء الرابطة الكظيفية‪ ،‬كقياـ رئيس‬
‫المجمس الشعبي البمدم بإبراـ صفقة عمكمية قبؿ تقمد منصبو‪ ،‬كما يككف القرار مشكبا بيذا العيب في‬
‫حالة ما إذا حدد القانكف مدة زمنية معينة لمممارسة اختصاص معيف‪ ،‬كبالتالي فإف اتخاذ أم قرار خارج‬
‫المدة المحددة يعد مشكبا بعيب عدـ االختصاص الزماني‪.3‬‬

‫‪ -/2‬عيب الشكؿ واإلجراءات‪:‬‬

‫يقصد بعيب الشكؿ كاإلجراءات؛ عدـ التزاـ اإلدارة بالشركط الشكمية كاإلجراءات الكاجب إتباعيا في‬
‫إصدار الق اررات اإلدارية‪ ،‬كما لك اشترط القانكف أك التنظيـ تسبيب القرار أك استشارة جية معينة قبؿ‬
‫إصداره‪ ،‬كبالتالي فإف عدـ التقيد بما فرضو القانكف أمر يترتب عنو البطبلف‪ ،4‬كلقد درج القضاء اإلدارم‬
‫عمى التمييز بيف ما إذا كانت المخالفة في الشكؿ كاإلجراءات قد تعمقت بالشركط الجكىرية التي تمس‬
‫مصالح األفراد‪ ،‬كبيف ما إذا كانت المخالفة متعمقة بشركط غير جكىرية ال يترتب عمى إىدارىا مساسا‬
‫بمصالحيـ‪ ،‬كفي ىذه الحالة يترتب البطبلف عف النكع األكؿ دكف الثاني‪.5‬‬

‫كمف أمثمة الشكميات الجكىرية في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬اشتراط تنظيـ الصفقات العمكمية‬

‫‪ -1‬فضيؿ ككسة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫‪ -2‬عمي خطار الشنطاكم‪ ،‬القضاء اإلدارم‪ ،‬دار كائؿ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪ ،1995 ،‬ص ‪.450‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬الكسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العمكـ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ف‪ ،‬عنابة‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪ -4‬بكحميدة عطااهلل‪ ،‬الكجيز في القضاء اإلدارم‪ ،‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.239‬‬
‫‪ -5‬مصطفى أبك زيد فيمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.692‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ضركرة صدكر اإلعبلف عف الصفقة مشتمبل لكؿ البيانات اإللزامية التي حددتيا أحكاـ المادة ‪ 62‬مف‬
‫المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬كأم تخمؼ إلحدل ىذه البيانات مف شأنو أف يجعؿ قرار اإلعبلف عف‬
‫الصفقة مشكبا بعيب الشكؿ‪ ،‬ثـ إف نشر ىذا اإلعبلف ضمف جريدة كاحد يعد أم ار مخالفا إلجراء جكىرم‬
‫طبقا لما أفادت بو المادة ‪ 65‬مف نفس المرسكـ‪ ،‬كالتي تشترط إجبارية نشر اإلعبلف عف الصفقة زيادة‬
‫عمى نشره ضمف النشرة الرسمية لصفقات المتعامؿ العمكمية‪ ،‬ضمف جريدتيف يكميتيف كطنيتيف مكزعتيف‬
‫عمى المستكل الكطني عمى األقؿ‪ ،‬كبالتالي فإف أم مخالفة لقكاعد اإلشيار كالدعكة إلى المنافسة ستؤدم‬
‫حتما إلى إلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدـ المشروعية الداخمية‪.‬‬

‫يعد القرار اإلدارم المنفصؿ مشكبا بعيب المشركعية الداخمية‪ ،‬إذا ما أثيرت أماـ القاضي عيكب‬
‫تتعمؽ بجكىر القرار اإلدارم المطعكف فيو‪ ،‬مف حيث المحؿ كالسبب أك ركف اليدؼ‪.‬‬

‫‪ -/1‬عيب مخالفة القانوف‪:‬‬

‫يعد ىذا العيب مف أىـ العيكب التي تتعرض ليا الق اررات اإلدارية في المكضكع‪ ،‬كأكثرىا شيكعا‬
‫كممارسة لمقضاء اإلدارم في رقابتو عمى أعماؿ اإلدارة العامة بما يتعمؽ بخركجيا عف القكاعد القانكنية‪،2‬‬
‫كىك العيب الذم يمحؽ بعنصر المحؿ في القرار اإلدارم‪ 3‬كيشكؿ بذلؾ حالة مف حاالت الحكـ باإللغاء‪،‬‬
‫إذ يشترط لصحة كمشركعية القرار أف يككف مضمكف األثر الذم يحممو القرار‪ ،‬ممكنا مف الناحية القانكنية‬
‫كالكاقعية كجائزا‪ ،‬بمعنى أف ال يككف مخالفا لمقانكف‪ ،‬كال تعد رقابة القضاء اإلدارم عمى محؿ القرار رقابة‬
‫خارجية كما ىك الشأف في رقابتو عمى االختصاص كالشكؿ‪ ،‬كانما ىي رقابة داخمية تنصب عمى جكىر‬
‫القرار كمكضكعو لمكشؼ عف مطابقتو أك مخالفتو لمقانكف‪ ،4‬كلما كاف سبب اإللغاء ىك مخالفة القانكف فإف‬
‫ىذه المخالفة تتخذ إحدل الصكر التالية‪:‬‬

‫أ‪ -/‬المخالفة المباشرة لمقاعدة القانونية‪:‬‬

‫تتحقؽ ىذه الحالة عند مخالفة اإلدارة في قرارىا لمقانكف بصفة صريحة كمباشرة‪ ،‬بحيث تتصرؼ‬
‫اإلدارة بخبلؼ مقتضيات القانكف التي يتعيف عمييا احتراميا كااللتزاـ بيا‪ ،5‬كيتعيف في ىذه الحالة عمى‬
‫طالب اإللغاء أف يثبت قياـ القاعدة القانكنية كتجاىؿ اإلدارة ألحكاميا‪ ،‬سكاء بقياميا بعمؿ إدارم تمنعو‬

‫‪ -1‬كريمة خمؼ اهلل‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.194‬‬


‫‪ -2‬عمر بكجادم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.130‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬القضاء اإلدارم (دعكل اإللغاء)‪ ،‬دار العمكـ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ف‪ ،‬عنابة‪ ،‬ص ‪.358‬‬
‫‪ -4‬عبد اهلل نكاؼ العنزم‪ ،‬النظاـ القانكني لمجزاءات في العقكد اإلدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2010 ،‬ص ‪.268‬‬
‫‪ -5‬لحسيف بف شيخ آث ممكيا‪ ،‬دركس في المنازعات اإلدارية (كسائؿ المشركعية)‪ ،‬ط‪ ،3‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.213‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫القاعدة القانكنية أك االمتناع عف القياـ بعمؿ تجيزه القاعدة القانكنية‪ ،1‬كتتحقؽ ىذه المخالفة في مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية عندما ال تمتزـ المصمحة المتعاقدة بحدكد العتبة المالية العتبار العقد صفقة عمكمية‪،‬‬
‫كعميو فإف أم مخالفة ليذا الحد عند التعاقد يجعؿ مف القرار اإلدارم المنفصؿ المتعمؽ بمنح الصفقة أك‬
‫إبراميا مخالفا لمقانكف‪.‬‬

‫ب‪ -/‬الخطأ في تفسير القانوف‪:‬‬

‫تتحقؽ ىذه الحالة عندما تخطأ اإلدارة في تفسير القاعدة القانكنية‪ ،‬كذلؾ بإعطائيا تفسي ار غير‬
‫التفسير الذم قصده المشرع مف كرائيا‪ ،‬كيككف ىذا الخطأ ضمف حالتيف‪:‬‬

‫‪ -‬الخطأ العمدي في تفسير القانوف‪ :‬كتتحقؽ عندما تككف القاعدة القانكنية المدعى بمخالفتيا مف‬
‫الكضكح‪ ،‬بحيث ال تحتمؿ الخطأ في التفسير كلكف اإلدارة تمجأ إلى سبؿ التحايؿ كتتعمد في‬
‫ذلؾ عمى التفسير الخاطئ لمقاعدة القانكنية‪ ،2‬كنظ ار لما لمقضاء اإلدارم مف دكر في مراقبة‬
‫مشركعية أعماؿ اإلدارة عف طريؽ دعكل اإللغاء فإف ذلؾ يترتب عنو التزاـ اإلدارة بالتفسير‬
‫الذم يقره القضاء اإلدارم‪.3‬‬

‫‪ -‬الخطأ الغير العمدي في تفسير القانوف‪ :‬كتقع اإلدارة في ىذه الحالة نتيجة غمكض القاعدة‬
‫القانكنية كعدـ كضكحيا‪ ،‬مما يجعؿ رجؿ اإلدارة يعمؿ عمى تفسيرىا عمى غير المقصكد قانكنا‪.‬‬

‫ج‪ -/‬الخطأ في تطبيؽ القانوف‪:‬‬

‫يترتب ذلؾ في حالة مباشرة اإلدارة لمسمطة التي منحيا القانكف إياىا بالنسبة لغير الحاالت التي نص‬
‫عمييا أك دكف أف تتكافر الشركط التي حددىا القانكف لمباشرتيا‪ ،‬فإذا صدر القرار في ىذه الحالة دكف‬
‫االستناد إلى الكقائع المبررة التخاذه أك لـ يستكفي الشركط التي يتطمبيا القانكف فإف ق ارراىا ىذا يعد مشكبا‬
‫بعيب مخالفة القانكف‪.4‬‬

‫‪ -/2‬عيب السبب‪:‬‬

‫السبب في القرار اإلدارم؛ ىك الحالة القانكنية أك الكاقعية التي تدفع إلى إصداره‪ ،‬كبيذا المعنى فإف‬
‫عيب السبب يتحقؽ في حالة انعداـ كجكد سبب يبرر إصدار القرار فيككف جدي ار بالطعف فيو باإللغاء‪،5‬‬
‫فبل ي مكف مثبل لممتعاقد المجكء إلى المناكلة‪ ،‬إال بمكافقة المصمحة المتعاقدة التي ليا أف ترفض ذلؾ‬

‫‪ -1‬سميماف محمد الطماكم‪ ،‬القضاء اإلدارم (قضاء اإللغاء)‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص ‪.719‬‬
‫‪ -2‬مازف ليمك راضي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪ -3‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.247‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر عدك‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ -5‬آماؿ يعيش تماـ‪ ،‬عيب ا لسبب ككجو مف أكجو دعكل اإللغاء‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬فرع القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2005/2004 ،‬ص ‪.07‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫شريطة أف تستند في ذلؾ إلى أسباب معقكلة كضعؼ الكفاية المالية كالفنية‪ ،‬فإذا كانت األسباب غير‬
‫مبررة جاز لممتعاقد مخاصمتيا عف ىذا الرفض كالحصكؿ عمى حكـ بإلغاء القرار الصادر برفض‬
‫المكافقة‪ ،‬كىك ما أكده مجمس الدكلة الفرنسي في ‪ 1908/11/13‬في قضية ‪ GUILLAUME‬بقكلو‬
‫"‪...‬إذا كانت األسباب التي تذرعت بيا اإلدارة غير كجيية فإف المتعاقد يستطيع أف يحصؿ‪ ...‬عمى حكـ‬
‫بإلغاء القرار الصادر برفض المكافقة‪.1"..‬‬

‫كىك ما أكدت عميو المحكمة اإلدارية المغربية بقكليا "‪...‬حيث أف المدعية تقدمت بطمب المشاركة‬
‫في المنافسة عف الصفقة التي أعمنت عنيا الجماعة الحضرية لمقنيطرة بناء عمى طمب عرض مفتكح ‪،‬‬
‫كأنو بتاريخ ‪ 2011/06/14‬عممت المجنة المتعيد ليا بفحص العينات مف طرؼ صاحبة المشركع‬
‫بإقصائيا مف المنافسة بعمة عدـ مطابقتيا لمجكدة ‪ ...‬كحيث لتحقيؽ الدعكل أمرت المحكمة بإجراء خبرة‬
‫بقصد فحص العينات المقدمة مف طرؼ المدعية ككصفيا ك إبراز نكعيا‪ ،‬كتحديد مدل مطابقتيا لمشركط‬
‫الكاردة في دفتر الشركط‪..‬حيث خمص تقرير الخبرة إلى ككف صنفي المصابيح ليما نفس المكاصفات‬
‫حسب جدكؿ المقارنة‪...‬بذلؾ يككف قرار اإلقصاء مف الصفقة بني عمى سبب خاطئ كغير مشركع‬
‫مستمد مف كقائع غير ثابتة مما يستدعي إلغائو"‪ ،2‬ىذا كتقكـ رقابة القاضي اإلدارم لعيب السبب ضمف‬
‫ثبلث درجات‪:‬‬

‫أ‪ -/‬رقابة القاضي اإلداري لموجود المادي لموقائع‪:‬‬

‫حيث تنصب رقابة القاضي اإلدارم بصدد رقابتو عمى السبب عمى التأكد مف صحة الكجكد الفعمي‬
‫لمحالة القانكنية أك الكاقعية التي بني عمييا القرار اإلدارم‪ ،3‬كحالة تأكد القاضي اإلدارم بأف السبب الذم‬
‫أدل إلى منح الصفقة كاف نتيجة تكافر جميع معايير االنتقاء‪ ،‬أم أف المتعامؿ المتعاقد يتمتع بكامؿ‬
‫المؤىبلت التي تؤكد قدرتو عمى تنفيذ مكضكع الصفقة‪ ،‬كاذا تبيف لمقاضي اإلدارم خبلؼ ذلؾ فإنو يقضي‬
‫باإللغاء المنح لعيب في تسبيب قرار منح الصفقة‪.‬‬

‫ب‪ -/‬رقابة القاضي اإلداري عمى التكييؼ القانوني لموقائع‪:‬‬

‫فبل تتكقؼ رقابة القاضي اإلدارم عند التأكد مف الكجكد الفعمي لمكاقعة أك الحالة المادية أك القانكنية‬
‫التي يقكـ عمييا القرار المطعكف فيو‪ ،‬كانما يتعدل األمر إلى رقابة مدل صحة الكصؼ كالتكييؼ القانكني‬
‫ليا‪ ،‬فقد تقكـ اإلدارة بتكييؼ الكقائع تكييفا خاطئا تنبني عميو عممية إصدار القرار اإلدارم‪.4‬‬

‫‪ -1‬محفكظ عبد القادر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫‪ -2‬حكـ المحكمة اإلدارية بالرباط (قسـ القضاء الشامؿ)‪ ،‬رقـ الممؼ ‪ ،2012/31/43‬الصادر بتاريخ ‪ ،2012/04/04‬قضية شركة ذات المسؤكلية‬
‫المحدكدة ضد رئيس الجماعة الحضرية‪.‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬القضاء اإلدارم (دعكل اإللغاء)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.352‬‬
‫‪ -4‬نكاؼ كنعاف‪ ،‬القضاء اإلدارم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪ ،1993 ،‬ص ‪.342‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -/3‬عيب االنحراؼ في استعماؿ السمطة‪:‬‬

‫يككف الق ارر اإلدارم مشمكال بعيب إساءة إستعماؿ السمطة عندما تستعمؿ السمطة اإلدارية امتيازات‬
‫كمظاىر السمطة العامة لتحقيؽ أىداؼ غير تمؾ التي منحت مف أجميا االختصاص كمظاىر السمطة‬
‫العامة‪ ،1‬بمعنى أف السمطة اإلدارية العامة قد تتخذ قرار يدخؿ ضمف صبلحياتيا مراعية فيو كافة‬
‫األ شكاؿ كاإلجراءات المقررة قانكنا‪ ،‬كدكف أف ترتكب أم مخالفة لمقانكف باستخداـ سمطاتيا لتحقيؽ أىداؼ‬
‫غير تمؾ التي عيد بيا إلييا‪ ،2‬يتجسد ىذا النكع مف العيكب في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬عندما يمتزـ‬
‫المكظؼ المختص بتطبيؽ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية بكؿ ما يقتضيو مف قكاعد إجرائية ليعمؿ في‬
‫األخير عمى إسناد الصفقة ألحد أقاربو أك معارفو‪ ،‬كيأخذ عيب إساءة استعماؿ السمطة إحدل الصكر‬
‫التالية‪:‬‬

‫أ‪ -/‬مجانبة المصمحة العامة‪:‬‬

‫لـ يخكؿ القانكف لئلدارة امتيازات السمطة العامة إال لتحقيؽ المصمحة العامة‪ ،‬كالتي يتعيف أف يككف‬
‫بمكغيا ىك ىدف يا األسمى مف كراء إصدارىا لمق اررات اإلدارية‪ ،‬فإذا ما حادت عف ىذا اليدؼ لتحقيؽ‬
‫أغراض شخصية ال تمت بصمة بالمصمحة العامة أك محاباة لمغير فإف ق ارراتيا في ىذا الشأف تككف‬
‫مشكبة بعيب االنحراؼ في استعماؿ السمطة‪.‬‬

‫ب‪ -/‬مخالفة قاعدة تخصيص األىداؼ‪:‬‬

‫تتحقؽ ىذه الحالة كم ما كاف الباعث مف كراء اتخاذ القرار‪ ،‬ىك تحقيؽ ىدؼ غير الذم أراده المشرع‬
‫عند منح اإلدارة سمطة اتخاذه‪ ،‬حتى كلك تذرعت اإلدارة بعد ذلؾ بأنيا كانت تسعى مف كراء ذلؾ تحقيؽ‬
‫المصمحة العامة‪.3‬‬

‫ج‪ -/‬االنحراؼ في استعماؿ اإلجراءات‪:‬‬

‫تتمثؿ ىذه الصكرة في لجكء اإلدارة مف أجؿ تحقيؽ أىدافيا إلى استعماؿ إجراء قانكني بدؿ اإلجراء‬
‫القانكني المبلئـ كالمحدد قانكنا‪ ،‬كذلؾ لتجنب بعض الشكميات أك التعقيدات‪ ،‬كأيا كانت تبريرات لجكئيا‬
‫ليذا اإلجراء فإنيا بذلؾ قد خالفت قكاعد إجرائية محددة قانكنا‪ ،‬كتبعا لذلؾ فإف تصرفيا ىذا يعد مشكبا‬
‫بعيب إساءة استعماؿ السمطة في صكرة االنحراؼ باإلجراءات‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬أكجو الطعف بإلغاء القرار اإلدارم‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪ -2‬سعد صميمع‪ ،‬االنحراؼ بالسمطة ككجو إللغاء القرار اإلدارم في النشاط اإلدارم الجزائرم‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير فرع قانكف عاـ‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2005/2004 ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -3‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬القضاء اإلدارم (دعكل اإللغاء)‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.369‬‬
‫‪ -4‬مازف ليمك راضي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مما الشؾ فيو أف عيكب المشركعية ىذه تؤثر عمى مبادئ إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬لذلؾ يجب أف‬
‫تؤسس دعكل اإللغاء في مجاؿ منازعات الصفقات العمكمية عمى إحدل ىذه األكجو كاال حكـ القاضي‬
‫اإلدارم برفض الدعكل لعدـ التأسيس‪ ،‬كفي مقابؿ ذلؾ فإننا نتساءؿ عف األثر المترتب عف إلغاء الق اررات‬
‫اإلدارية المنفصمة عمى الصفقة العمكمية‪ ،‬كبتعبير آخر ما مدل حجية الحكـ القاضي بإلغاء الق اررات‬
‫اإلدارية المنفصمة عمى الصفقة‪ ،‬فيؿ الحكـ بإلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة يؤدم إلى بطبلف الصفقة ؟‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬آثار إلغاء القرار اإلداري المنفصؿ عمى الصفقة العمومية‪.‬‬

‫يعد صدكر الحكـ بإلغاء قرار إدارم النتيجة الحتمية إلعداـ آثاره‪ ،‬فبعد استفاء حكـ اإللغاء لطرؽ‬
‫الطعف‪ ،‬فإنو يكتسب حجية مطمقة في مكاجية الكؿ كيككف اإللغاء فييا كمبدأ عاـ ذك أثر رجعي فيما‬
‫ترتب عنيا مف آثار قانكنية‪ ،1‬كاذا كاف مف السيؿ تطبيؽ ىذه النتيجة في حالة القرار اإلدارم البسيط إال‬
‫أف المسألة التي تطرح تكمف في أثر الحكـ الصادر بإلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة عمى الصفقة‬
‫العمكمية ككؿ‪ ،‬فيؿ يترتب عمى إلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ الذم ساىـ في تككيف الصفقة بطبلف ىذه‬
‫األخيرة ؟ أـ أف العقد يبقى قائما إلى أف يطمب أحد طرفيو بطبلف أماـ قاضي العقد (القضاء الكامؿ) ؟‬

‫تختمؼ آثار إلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ عمى الكجكد القانكني لمصفقة كفقا لممرحمة التي بمغتيا‪،‬‬
‫فإف لـ تصؿ الصفقة إلى مرحمة اإلبراـ فإف أثر اإللغاء يككف مطمقا‪ ،‬ألف الحكـ القضائي يكتسي حجية‬
‫الشيء المقضي بو‪ ،‬لكف ىذا األمر يكاد أف يككف مجرد إفتراض ألف بطء إجراءات التقاضي يحكؿ دكف‬
‫صدكر قرار اإللغاء قبؿ التكقيع الصفقة‪ ،‬كىك ما دفع بالمشرع بتدارؾ ىذا األمر مف خبلؿ المادتيف ‪946‬‬
‫ك‪ 947‬مف (ؽ إ ـ إ)‪ ،‬لكف أقرف الفصؿ في النزاع ارتباطو بمخالفة قكاعد اإلشيار كالمنافسة كما دكف‬
‫ذلؾ فإنو يممؾ دعكل اإللغاء‪.2‬‬

‫لقد استقر االجتياد القضائي في فرنسا عمى بقاء الصفقة حيز الكجكد القانكني عمى الرغـ مف إلغاء‬
‫القرار اإلدارم المنفصؿ‪ ،‬ما لـ يتمسؾ أحد الطرفيف بالمطالبة بإبطالو بناءا عمى إلغاء القرار اإلدارم‬
‫المنفصؿ‪ ،3‬ألف اإللغاء في ىذه الحالة ال ينصب إال عمى القرار اإلدارم دكف أف يمتد أثر ذلؾ إلى‬
‫الصفقة العمكمية‪ ،‬كأساس ذلؾ أف الق اررات اإلدارية المنفصمة كاف كانت تدخؿ في تككيف الصفقة إال أنيا‬
‫عمؿ مستقؿ عف العممية التعاقدية التي ال تخضع الختصاص قاضي اإللغاء‪ ،4‬كذلؾ بتبرير القضاء ليذه‬
‫القاعدة بفكرة الحفاظ عمى استقرار األكضاع التعاقدية‪.5‬‬

‫‪ -1‬سمية شريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬


‫‪ -2‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪ -3‬محمد ماىر أبك العينيف‪ ،‬العقكد اإلدارية كقكانيف المزايدات كالمناقصات‪( ،‬الكتاب األكؿ)‪ ،‬إبراـ العقكد اإلدارية‪ ،‬دار الكتاب المصرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪ -5‬سمية شريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كقد أكضح مفكض الحككمة الفرنسي في تقرير لو بشأف الحكـ الصادر عف مجمس الدكلة الفرنسي‬
‫بتاريخ ‪ ،1905/08/04‬المتعمؽ بقضية )‪ (MARTIN‬بعدـ تأثر العقد بإلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ كانما‬
‫يظؿ العقد ساريا إلى أف يطمب أحد طرفيو إبطالو أماـ قاضي العقد‪ ،1‬كىك نفس االتجاه الذم سارت عميو‬
‫المحكمة اإلدارية المصرية بتاريخ ‪ 1947/11/25‬بقكليا" إف إلغاء القرار اإلدارم الصادر بإرساء‬
‫المناقصة ال يؤدم إلى إىدار العبلقة التعاقدية التي نشأت عنو‪ ،2"..‬كأكد عميو مجمس الدكلة المصرم في‬
‫ق ارره المؤرخ في ‪ 1998/11/25‬بقكلو " كحيث أنو مما يجب التنبيو إليو مف أف العمميات التي تباشرىا‬
‫اإلدارة ما قد يككف مركبا‪..‬فتصدر بيذا الخصكص ق اررات مف جانب كاحد‪ ،‬تتكافر فييا جميع خصائص‬
‫الق اررات اإلدارية تتصؿ بالعقد مف ناحية اإلذف بو أك إبرامو أك اعتماده‪ ،‬فتختص محكمة القضاء اإلدارم‬
‫بإلغاء ىذه الق اررات إذا كقعت مخالفة لمقكانيف أك المكائح‪ ،‬كذلؾ دكف أف يككف إللغائيا مساسا بذات العقد‬
‫الذم يظؿ قائما بحالتو "‪.3‬‬

‫إف اآلثار المترتبة عف إلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة في مجاؿ الصفقات العمكمية تختمؼ بيف إذا‬
‫ما كانت مف زاكية أطراؼ الصفقة أك مف زاكية الغير‪:‬‬

‫‪ -‬يمكف لطرفي الصفقة العمكمية إما تعديؿ األكضاع القانكنية كفقا لما تضمنو قرار اإللغاء‪ ،‬كاما فسخ‬
‫الصفقة العمكمية كابراـ صفقة جديدة مستكفية لكافة شركطيا التي افتقدت سابقا‪.4‬‬

‫‪ -‬أما بالنسبة لمغير كتبعا لقضاء مجمس الدكلة الفرنسي ال يمكنو أف يحتج بإلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ‬
‫إلبطاؿ الصفقة طالما تمسؾ طرفا الصفقة باالحتفاظ بيا‪ ،‬فإذا حصؿ الغير عمى إلغاء القرار اإلدارم‬
‫المنفصؿ عف الصفقة العمكمية فإف ىذا اإللغاء معرض بأف يككف دكف أثر‪ ،‬ذلؾ أف سحب نتائج‬
‫اإللغاء عمى الكجكد القانكني لمصفقة يستمزـ المجكء إلى قاضي العقد‪ ،‬كىذا األخير ال يمكف المجكء إليو‬
‫إال مف قبؿ طرفي العقد عمبل بقاعدة نسبية آثار العقد عمى طرفيو‪ ،5‬مما يعني أف الغير ذك المصمحة‬
‫في إلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ سيتكقؼ مصيره عمى ما قد يبديو طرفي العقد تجاه حكـ اإللغاء‪ ،‬فإذا‬
‫امتنع األطراؼ عف إثارة دعكل البطبلف أماـ قاضي العقد فإف الصفقة تبعا لذلؾ تبقى قائمة ألف‬
‫مشركعيتيا لـ تطرح أماـ القاضي المختص لتقرير بطبلنيا‪.6‬‬

‫‪ -1‬كىيبة بكغازم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.53‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -3‬فتحي عككش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -4‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.260‬‬
‫‪ -5‬سحر جابر يعقكب ‪ ،‬القرار اإلدارم المنفصؿ كأثره عمى الغير‪ ،‬مجمة الغرم لمعمكـ االقتصادية كاإلدارية‪ ،‬كمية اإلدارة كاالقتصاد‪ ،‬جامعة الككفة‪،‬‬
‫العراؽ‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،2009 ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ -6‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إال أف ىذه القاعدة ال تؤدم إلى إىدار كؿ فائدة لحكـ اإللغاء‪ ،‬ألف غير أطراؼ الصفقة ال يممككف‬
‫أم كسيمة لمدفاع عف مصالحيـ إال المجكء إلى قاضي اإللغاء‪ ،‬كبناءا عمى ذلؾ يمكف لمغير في حاؿ‬
‫حصكؿ عمى حكـ بإلغاء قرار إدارم منفصؿ أف يثير مسؤكلية المصمحة المتعاقدة غير العقدية عف‬
‫قرارىا الغير المشركع‪ ،‬باعتبار أف ىذا الخطأ يشكؿ ركف الخطأ في جانب اإلدارة‪ ،‬مما قد يرتب لو‬
‫الحؽ في التعكيض في حالة ما تكافرت باقي أركاف المسؤكلية اإلدارية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫الصفقات العمومية في نطاؽ القضاء الكامؿ‪.‬‬

‫يعد القضاء الكامؿ صاحب االختصاص األصيؿ في منازعات الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك اختصاص‬
‫‪2‬‬
‫أصيؿ كشامؿ كمطمؽ لكؿ المنازعات المتعمقة بالحقكؽ كااللتزامات التي تنشأ عف الصفقة العمكمية‪،‬‬
‫كأساس ىذا الحكـ فإف كافة المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية تندرج ضمف كالية القضاء الكامؿ‪،‬‬
‫كعمى ذلؾ متى تكافرت في المنازعة حقيقة الصفقة العمكمية‪ ،‬فإف تدخؿ في نطاؽ القضاء الكامؿ سكاء‬
‫كانت المنازعة خاصة بانعقادىا أك صحتيا أك تنفيذىا أك انقضائيا‪.‬‬

‫كال يخرج عف ىذه القاعدة سكل الطعف باإللغاء في الق اررات اإلدارية المنفصمة عف العممية التعاقدية‬
‫التي يؤكؿ اختصاص الفصؿ فييا لكالية قضاء اإللغاء‪ ،3‬كىك ما أكدتو محكمة القضاء اإلدارم المصرية‬
‫في حكميا الصادر بتاريخ ‪ 1956/11/18‬بقكليا "‪...‬أما ما يصدر مف ق اررات تنفيذا لمعقد كالق اررات‬
‫الخاصة بجزاء مف الجزاءات التعاقدية أك بفسخ العقد أك إنيائو أك إلغائو‪ ،‬فيذه كميا تدخؿ في منطقة العقد‬
‫كتنشأ عنو‪ ،‬فيي منازعات حقكقية‪ ،‬كتككف محبل لمطعف عمى أساس استعداد كالية القضاء الكامؿ‪ ،"..‬كىك‬
‫نفس ما قضى بو مجمس الدكلة الجزائرم في ق ارره المؤرخ في ‪ 2012/01/12‬بقكلو "‪..‬حيث أنو مف‬
‫المستقر عميو فقيا كقضاء كقانكنا أف النزاعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬ىي نزاعات القضاء‬
‫الكامؿ‪.4"...‬‬

‫كعميو يؤكؿ االختصاص لكالية القضاء الكامؿ الدعاكل المتعمقة بالطمبات الناشئة عف الصفقة‪،‬‬
‫كالدعاكل المتعمقة بإبطاؿ الصفقة أك فسخيا أك الحكـ بالتعكيض‪ ،‬كغيرىا مف الدعاكل التي تككف منطمقيا‬
‫حقيقة الصفقة العمكمية كبنكدىا‪ ،‬كىك ما يعكس االختصاص الكاسع لمقضاء اإلدارم بالنظر كالفصؿ في‬
‫دعاكل القضاء الكامؿ‪.‬‬

‫‪ -1‬سمية شريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.53‬‬


‫‪ -2‬حمزة خضرم‪ ،‬الرقابة القضائية عمى الصفقات العمكمية في الجزائر‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،‬فيفرم ‪ ،2016‬ص ‪.202‬‬
‫‪ -3‬كريمة خمؼ اهلل‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫‪ -4‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ ‪ ،063683‬المؤرخ في‪ ،2012/01/12‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،2014 ،‬ص ‪.109‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬سمطة القاضي في إنياء الصفقة العمومية‪.‬‬

‫يترتب عمى تنفيذ الصفقة العمكمية جممة مف الحقكؽ كااللتزامات تقع عمى عاتؽ طرفي الصفقة‬
‫العمكمية‪ ،‬إال أف ىذه العممية قد تتعثر نتيجة الحكـ ببطبلف الصفقة بمكجب دعكل يقيميا أحد أطراؼ‬
‫الصفقة أماـ قاضي العقد إذا كاف سندىا عيب في إجراءات تككينيا أك شركط صحتيا أك أركاف انعقادىا‬
‫أك عدـ مشركعيتيا (أكال)‪ ،‬أك المطالبة بفسخيا في حالة عدـ التزاـ المصمحة المتعاقدة بالتزاماتيا تجاه‬
‫المتعاقد (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬سمطة القاضي في إبطاؿ الصفقة العمومية‪.‬‬

‫تبرـ الصفقات العمكمية مف أجؿ إشباع الحاجيات العامة مف أشغاؿ كخدمات كتكريدات‪ ،‬كلتحقيؽ‬
‫ىذه الغاية كاف لزاما عمى اإلدارة أف تبرميا كفقا لممبادئ كالقكانيف التي تقيدىا بشركط كضكابط إجرائية‬
‫يجب مراعاتيا‪ ،1‬إذ تعد الصفقات العمكمية مف أىـ العقكد اإلدارية التي تقكـ عمى أساس ذاتيتيا المتميزة‬
‫كمعاييرىا المختمفة إلى حد التناقض مع العقكد المدنية‪ ،‬ما جعميا تتمتع بكياف مستقؿ يخضع لقكاعد‬
‫كأحكاـ مميزة عف عقكد القانكف الخاص‪ ،‬إال أنو كعمى الرغـ مف طابعيا المميز إال أنو ال يمكف الحديث‬
‫عف االستقبللية التامة لمعقكد اإلدارية مف بينيا الصفقات العمكمية عف العقكد الخاصة‪.2‬‬

‫فكثي ار ما تمتقي مع ىذا النكع مف العقكد بضركرة تكافر األركاف األساسية لمعقد كالمتمثمة أساسا في‬
‫الرضا كالمحؿ كالسبب‪ ،3‬إلى جانب تحقؽ شركط الصحة كسبلمة انعقاده‪ ،‬فضبل عف خضكعيا لمضكابط‬
‫اإلجرائية كالمكضكعية التي ضبطيا المشرع ليذا النكع مف العقكد‪ ،4‬كبالتالي فإف تخمؼ إحدل ىذه‬
‫األركاف أك كركد أم عيب يؤثر عمى سبلمتو جاز لممتعامؿ المتعاقد مع اإلدارة مطالبة القاضي بالحكـ‬
‫ببطبلنو(‪ )1‬كالذم تترتب عميو جممة مف اآلثار(‪.)2‬‬

‫‪ -/‬حدود إبطاؿ الصفقة العمومية‪:‬‬

‫فضبل عف بطبلف الصفقة العمكمية ألم عيب مف عيكب المشركعية‪ ،‬كالتي سبؽ كأف قمنا بمعالجتيا‬
‫في إطار دراسة دعكل اإللغاء في مجاؿ الصفقات العمكمية في الفرع األكؿ مف ىذا المطمب‪ ،‬تبطؿ‬
‫الصفقة العمكمية لعدـ صحة أركانيا‪ ،‬ذلؾ أف ىذه األخيرة كعمى غرار باقي العقكد تقكـ عمى ركف الرضا‬
‫كالسبب كالمحؿ‪ ،‬كيعد تخمؼ إحدل ىذه األركاف سببا في الحكـ ببطبلف الصفقة العمكمية‪ ،‬الذم يثار أماـ‬
‫قاضي العقد بطريؽ دعكل القضاء الكامؿ نتيجة ارتباط النزاع بالعقد‪ ،‬كىك ما أكدتو الغرفة اإلدارية‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -2‬سمية شريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -3‬مفتاح خميفة عبد الحميد‪ ،‬حمد محمد حمد الشمماني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.348‬‬
‫‪ -4‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بالمحكمة العميا بقكليا " إف الطمبات الرامية إلى إبطاؿ العقد ىي مف اختصاص الجية القضائية ذات‬
‫االختصاص الشامؿ‪..‬ألنو غير مكجو ضد قرار إدارم كانما ضد العقد‪.1"..‬‬

‫أ‪ -/‬بطالف الصفقة العمومية لعيب في الرضا‪:‬‬

‫يعرؼ الرضا عمى أنو تكافؽ إرادتيف تتجياف إلى إحداث أثر قانكني بإنشاء االلتزاـ أك تعديمو‪ ،2‬كالصفقات‬
‫العمكمية مثؿ أم عقد إدارم آخر تعد عمؿ رضائي غائي ييدؼ إلى إحداث أثر قانكني يتمثؿ في إنشاء‬
‫التزامات متبادلة بي ف طرفي العقد‪ ،‬كمف ثـ تقكـ الصفقة العمكمية عمى ركف الرضا الذم يظير في تعبير‬
‫الطرفيف عف إرادتييما المتطابقتيف‪ ،‬كالتي تتمثبلف في اإليجاب المتمثؿ في العرض المقدـ مف قبؿ اإلدارة‪،‬‬
‫كالقبكؿ الذم يظير في قبكؿ المتعامؿ المتعاقد العرض المقدـ مف قبؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كالذيف يشترط‬
‫فييما أف يككنا صحيحيف خالييف مف جميع العيكب التي قد تشكبيا‪ ،‬فضبل عف كجكب تكافر المحؿ‬
‫كالسبب‪.‬‬

‫كبالتالي يتـ العقد بمجرد تبادؿ طرفي العقد التعبير عف إرادتييما المتطابقتيف‪ ،‬مع مراعاة ما يقرره‬
‫القانكف مف شركط كشكميات معينة النعقاد العقد‪ ،‬الذم يقكـ عمى ركف الرضا الذم يشمؿ اإليجاب كالقبكؿ‬
‫كتبلقي اإليجاب مع القبكؿ‪ ،‬كفي حالة تخمؼ أم عنصر مف ىذه العناصر أك شابو أم عيب مف عيكب‬
‫اإلرادة كالغمط كالتدليس كاإلكراه ترتب عف ذلؾ بطبلف الصفقة العمكمية إما بطبلنا طمقا أك نسبيا‪.3‬‬

‫أ‪ -/1-‬األىمية الالزمة ألطراؼ الصفقة العمومية‪:‬‬

‫يعتبر إبراـ الصفقة العمكمية تصرفا قانكنيا يترتب عنو التزامات قانكنية متبادلة تقع عمى عاتؽ‬
‫أطراؼ العقد‪ ،‬لذلؾ ال يمكف أف يتعاقد إال مف تتكفر فيو األىمية البلزمة لمتعاقد‪ ،‬كذلؾ لكبل طرفي العبلقة‬
‫التعاقدية‪ ،4‬حيث يرتبط مفيكـ األىمية بفكرة االختصاص بإصدار العمؿ القانكني‪ ،‬كذلؾ بتحديد األفراد‬
‫الذيف يممككف صبلحية إبراـ الصفقة مف جية كتحديد الشركط الكاجب تكافرىا في المتعامؿ المتعاقد‪،‬‬
‫كيتعمؽ أساسا بفكرة األىمية بالنسبة لمشخص الطبيعي‪ ،‬كبتكافر الصفة إذا كاف المتعاقد شخصا معنكيا‬
‫كالتي تتعمؽ بمدل صحة تمثيؿ الشخص الذم قاـ بالتكقيع عمى الصفقة العمكمية باسـ كلحساب الشخص‬
‫المعنكم‪ ،‬مف ثـ فالقاضي المدني ىك الذم يختص بالنظر في ىذه المسائؿ ألف الفصؿ في صحة العقد‬
‫اإلدارم متكقؼ عمى الدفع الجدم لمسألة أكلية تتعمؽ بأىمية الشخص الخاص‪.‬‬

‫‪ -1‬عز الديف كمكفي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫‪ -2‬سمية شريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -4‬سمية شريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كعميو يقكـ القاضي اإلدارم بكقؼ الدعكل اإلدارية‪ ،‬كيحيؿ المسألة األكلية عمى القاضي العادم‬
‫ليفصؿ فييا‪ ،‬كيعتبر الحكـ الصادر عف ىذا األخير مقيدا لمقاضي اإلدارم‪ ،1‬كيجد ذلؾ سنده في المادة‬
‫‪ 04‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬التي خكلت االختصاص الذم يعد حجر الزاكية في إبراـ‬
‫الصفقات العمكمية لمسمطات المتمثمة في مسؤكؿ الييئة العمكمية‪ ،‬الكزير‪ ،‬الكالي‪ ،‬رئيس المجمس الشعبي‬
‫البمدم‪ ،‬المدير العاـ أك مدير المؤسسة العمكمية‪ ،‬إلى جانب إمكانية تفكيض صبلحياتيا في ىذا المجاؿ‬
‫إلى المسؤكليف المكمفيف بأم حاؿ بإبراـ كتنفيذ الصفقة العمكمية طبقا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية‬
‫المعمكؿ بيا‪.‬‬

‫أ‪ -/2-‬سالمة اإلرادة مف العيوب‪ :‬ال يكفي لصحة الصفقات العمكمية تكافر ركف الرضا‪ ،‬كانما يجب أف‬
‫يككف التراضي صحيحا خاليا مف عيكب اإلرادة المتمثمة في الغمط كالتدليس كاإلكراه‪ ،‬فكحدىا اإلرادة‬
‫الحقيقية تنشأ االلتزاـ كذلؾ بخمكىا مف ىذه العيكب‪ ،‬كاذا ما شابت إرادة المتعاقد أيا مف تمؾ العيكب جاز‬
‫لو إبطاؿ الصفقة العمكمية أماـ الجية القضائية المختصة‪ ،‬كتتمثؿ ىذه العيكب التي قد تشكب اإلرادة في‪:‬‬

‫‪ -‬عيب الغمط‪:‬‬

‫ىك فيـ األشياء عمى غير حقيقتيا أك تكىـ غير الكاقع‪ ،‬حيث يككف ىذا األخير إما كاقعة صحيحة‬
‫يتكىـ اإلنساف عدـ صحتيا‪ ،‬أك كاقعة غير صحيحة يتكىـ اإلنساف صحتيا‪ ،2‬كيشترط في الغمط الذم‬
‫يعتد بو إلبطاؿ العقد أف يككف جكىريا طبقا لممادة ‪ 82‬مف ( ؽ ـ) التي أفادت بقكليا " يككف الغمط‬
‫جكىريا إذا بمغ حدا مف الجسامة بحيث يمتنع معو المتعاقد عف إبراـ العقد لك لـ يقع في ىذا الغمط"‪،‬‬
‫كيككف الغمط جكىريا في حالتيف‪:‬‬

‫‪ ‬إذا كقع في صفة الشيء يراىا المتعاقداف جكىرية أك يجب اعتبارىا كذلؾ لما يبلبس‬
‫ظركؼ العقد‪ ،‬كلما ينبغي في التعامؿ مف حسف نية‪.‬‬

‫‪ ‬إذا كقع في ذات المتعاقد أك في صفة مف صفاتو‪ ،‬ككانت تمؾ الذات أك الصفة السبب‬
‫الرئيسي في التعاقد‪.3‬‬

‫كبالتالي يككف الغمط جكىريا إذا بمغ حدا مف الجسامة‪ ،‬بحيث يمتنع معو المتعاقد مف إبراـ الصفقة لك‬
‫لـ يقع ىذا الغمط‪ ،‬كىك ما أشارت إليو المحكمة اإلدارية العميا بمصر بقكليا "‪ ..‬كيعتبر الغمط جكىريا إذا‬
‫كقع في صفة الشيء تككف جكىرية في نظر المتعاقديف‪ ،‬أك يجب اعتبارىا كذلؾ لما يبلبس العقد مف‬
‫ظركؼ أك لما ينبغي تكافره في التعاقد مف حسف نية‪ ،‬فإذا لـ يكف ثمة غمط في الصفة الجكىرية التي‬
‫كانت محؿ اعتبار المتعاقديف في الشيء‪ ،‬ككانت ذاتية ىذا الشيء معركفة لممتعاقديف عند التعاقد عمى‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.330‬‬
‫‪ -3‬ماجد راغب الحمك‪ ،‬العقكد اإلدارية كالتحكيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كجو محقؽ‪ ،‬كتكافقت إرادة الطرفيف عمى قبكلو‪ ،‬كىي عمى بينة مف حقيقتو فإنو ال يجكز إبطاؿ العقد لمغمط‬
‫"‪ ،1‬كأما إذا كاف الخطأ في الكتابة أك الحساب فإف ذلؾ ال يعدك أف يككف غمطا ماديا يتـ استدراكو‬
‫كتصحيحو دكف أف يككف لو تأثير عمى صحة الصفقة العمكمية‪.‬‬

‫كتطبيقا لمقكاعد العامة في اإلثبات‪ ،‬فإف عبء إثبات الكقكع في الغمط يقع عمى عاتؽ الطرؼ الذم‬
‫يدعيو‪ ،‬كيجب عميو إثبات الغمط الجكىرم الذم دفعو لمتعاقد‪ ،‬كأف ىذا الغمط اتصؿ بعمـ الطرؼ اآلخر‪،‬‬
‫أك كاف يسيؿ عميو العمـ بو‪ ،‬كنظ ار ألف ىذه الكقائع مادية فيجكز إثباتيا بكافة طرؽ اإلثبات‪.2‬‬

‫‪ -‬عيب التدليس‪:‬‬

‫يعتبر التدليس مف العيكب التي تشكب اإلرادة في العقكد المدنية بصفة عامة كالصفقات العمكمية‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬حيث تبطؿ الصفقة العمكمية إذا ما شاب إرادة أحد طرفييا غمط أكقعو فيو الطرؼ اآلخر‬
‫مستعمبل في ذلؾ طرقا احتيالية‪ ،3‬إال أنو مف الصعب التأكيد عمى ذلؾ بخصكص المصمحة المتعاقدة‬
‫التي ال يتصكر أف تمجأ لمطرؽ االحتيالية مف أجؿ حمؿ المتعاقد عمى التعاقد معيا‪ ،‬خبلفا لما يمكف‬
‫تصكره مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد الذم يقكـ بالتدليس عمييا لدفعيا لمتعاقد معيا‪ ،‬األمر الذم مف شأنو أف‬
‫يمحؽ بيا أض ار ار يترتب عنيا تبعا لذلؾ حقا في إبطاؿ الصفقة‪.‬‬

‫بناء عمى ذلؾ يقبؿ القاضي اإلدارم إبطاؿ الصفقة إذا ما تأكد مف تكافر عنصريف أساسييف‪ ،‬يتمثؿ‬
‫األكؿ في العنصر المادم الذم يظير في استعماؿ الطرؽ االحتيالية مف قبؿ أحد المتعاقديف أك نائبييما‬
‫بحيث تدفع بالطرؼ اآلخر إلبراـ الصفقة‪ ،‬بينما يتمثؿ العنصر اآلخر في العنصر المعنكم الذم يتحقؽ‬
‫بتكافر نية التضميؿ لدل أحد المتعاقديف‪.4‬‬

‫كقد تطرقت المحكمة اإلدارية العميا بمصر في إحدل أحكاميا إلى تحديد مفيكـ التدليس المعتد بو‬
‫إلبطاؿ الصفقة كالذم جاء فيو "‪..‬مف حيث إدعاء الطاعف بأف جية اإلدارة دلست عميو بإييامو أف السعر‬
‫الذم يتعاقد بو ىك سعر مجز يحقؽ لو ربحا‪..‬كبافت ارض أف اإلدارة أكىمتو بأف السعر الذم تتعاقد بو معو‬
‫ىك سعر مجز‪ ،‬فإف ذلؾ ال يعتبر تدليسا في حكـ المادة ‪ 12‬مف القانكف المدني يجيز المطالبة بإبطاؿ‬
‫العقد‪ ،‬ذلؾ ألف الفقرة األكلى مف ىذه المادة تتطمب التدليس الذم يجكز إبطاؿ العقد بسببو أف يككف ثمة‬
‫طرؽ احتيالية لجأ إلييا أحد المتعاقديف تبمغ مف الجسامة بحيث لكالىا لما أبرـ العقد‪.5"..‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.331‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.332‬‬
‫‪ -3‬عبد الحفيظ مانع‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ -4‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.334‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كيمكف تصكر التدليس في الصفقات العمكمية‪ ،‬عند قياـ المتعامؿ المتعاقد باستظيار مؤىبلتو أك‬
‫مراجعو المينية بعد استعانتو بقدرات مؤسسات أخرل كفؽ الضكابط القانكنية التي حددتيا المادة ‪ 57‬مف‬
‫المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬لتتأكد فيما بعد المصمحة المتعاقدة بأف تمؾ االستعانة لـ تكف كفؽ‬
‫الضكابط المقررة قانكنا‪ ،‬كىك ما يخكليا الحؽ في إبطاؿ الصفقة لمتدليس‪ ،‬أما فيما يتعمؽ بالحالة العكسية‬
‫أم صدكر التدليس مف قبؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬فيك احتماؿ صعب التصكر لسببيف أكليما أف تنظيـ‬
‫الصفقات يمزـ المصمحة المتعاقدة بأف تكضح كافة الشركط المتعمقة بالتعاقد‪ ،‬كأما السبب الثاني فيتمثؿ في‬
‫غياب الدافع لدل المصمحة المتعاقدة لمتدليس ألف ىدفيا األساسي مف إبراـ الصفقة ىك ضماف سير‬
‫المرافؽ العامة‪.‬‬

‫‪ -‬عيب اإلكراه‪:‬‬

‫ىك الضغط الذم تتأثر بو إرادة الشخص فيندفع لمتعاقد‪ ،‬إذ يفسد الرضا عمى أساس الرىبة النفسية‬
‫التي تكجدىا الكسائؿ المادية التي تستعمؿ في اإلكراه‪ ،‬كالذم يترتب عنو بطبلف الصفقة العمكمية إذا ما‬
‫تعاقد الشخص تحت سمطاف رىبة بينة‪ ،‬بعثيا المتعاقد اآلخر في نفسو دكف كجو حؽ‪ ،‬كيشترط أف يصدر‬
‫ىذا ا إلكراه مف قبؿ أحد المتعاقديف‪ ،‬أما في غير ىذه الحالة‪ ،‬فبل يمكف ألحد المتعاقديف المطالبة بإبطاؿ‬
‫الصفقة العمكمية‪ ،‬ما لـ يثبت أف المتعاقد اآلخر كاف يعمـ أك كاف مف المفركض أف يعمـ بيذا اإلكراه‪.1‬‬

‫كتطبيقا بقكاعد اإلثبات فإف عبء إثبات إبراـ التعاقد تحت تأثير اإلكراه يقع عمى عاتؽ مف يدعيو‪،‬‬
‫كىك ما تأكده األحكاـ الصادرة عف القضاء اإلدارم كالمتعمقة بطمبات إبطاؿ الصفقة بسبب اإلكراه‪ ،‬مف‬
‫بينيا قرار مجمس الدكلة الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 1945/01/19‬في قضية (‪ )Sté Voisin‬التي تتمخص‬
‫كقائعيا في احتجاج الشركة المتعاقدة بأنيا أكرىت عمى قبكؿ العقد نتيجة لمكقؼ عماليا منيا "‪...‬إف‬
‫التيديد الذم أثارتو الشركة ال يتخذ مظي ار لئلكراه مف شأنو يعيب رضاىا "‪ ،2‬كالمحكمة اإلدارية العميا في‬
‫مصر في حكميا الصادر بتاريخ ‪ 1984/01/31‬بقكليا "‪..‬بأنو ال كجو لما يدعيو الطاعف مف أنو كقع‬
‫تحت سمطاف الرىبة كالخكؼ مف بطش المسئكليف في مجمس المدينة إف لـ يذعف لمتعاقد ذلؾ أنو لـ يقدـ‬
‫دليبل عمى أف أحدا مف المسئكليف بمجمس المدينة قد لكح لمطاعف بأية كسيمة إلكراىو عمى التعاقد‬
‫باألسعار المشار إلييا‪.3"..‬‬

‫ب‪ -/‬بطالف الصفقة لعيب في المحؿ‪:‬‬

‫يعرؼ المحؿ بأنو العممية القانكنية التي قصد الطرفاف تحقيقيا مف كراء إبراـ العقد‪ ،‬فإذا كاف أثر‬
‫العقد ىك إنشاء التزامات‪ ،‬فإف ىذه األخيرة ترمي في مجمكعيا إلى تحقيؽ العممية القانكنية المقصكدة مف‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.75‬‬
‫‪ -2‬سمية شريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -3‬ماجد راغب الحمك‪ ،‬العقكد اإلدارية كالتحكيـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العقد‪ ،1‬كيشترط في محؿ العقد اإلدارم أف يككف مكجكدا كممكنا‪ ،‬أما إذا كاف مستحيبل ترتب عنو بطبلف‬
‫الصفقة‪ ،‬إ ال إذا كانت ىذه االستحالة نسبية‪ ،‬يمتزـ مف خبلليا الممتزـ بأداء العمؿ كيككف مسؤكال عف عدـ‬
‫تنفيذه اللتزاماتو‪ ،‬سكاء كانت ىذه االستحالة سابقة عمى إبراـ الصفقة أك الحقة ليا‪ ،2‬فضبل عف ككنو قاببل‬
‫لمتعيف بنكعو كمقداره‪ ،‬كأف يككف مشركعا‪ ،‬كىك ما قضت بو المحكمة اإلدارية العميا بمصر بقكليا‬
‫"‪..‬يشترط في محؿ العقد أف يككف قاببل لمتعامؿ فيو‪ ،‬فبل يصح محبل لبللتزاـ إذا كاف التعامؿ فيو محظك ار‬
‫أك غير مشركع لمخالفتو لمنظاـ العاـ‪ ،‬كينبني عمى ذلؾ أف العقد يقع باطبل فبل ينعقد العقد قانكنا‪..‬كقد‬
‫كاف مكضكع النزاع ينصب عمى اتفاؽ بيف اإلدارة كأحد المكرديف لتكريد شكؾ كسكاكيف كمبلعؽ طبقا‬
‫لعينة تحتكم عمى نسب عالية جدا مف المكاد الضارة تعرض مستعممييا لخطر التسمـ‪ ،‬كتبطؿ تبعا لذلؾ‬
‫الصفقة لعدـ مشركعية محميا "‪.3‬‬

‫ج‪ -/‬بطالف الصفقة لعيب في السبب‪:‬‬

‫يعرؼ السبب عمى أنو الدافع أك الباعث الذم حذا باإلدارة إلبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬كالذم يشترط فيو‬
‫أف يككف مكجكدا كمشركعا بمعني أف ال يككف مخالفا لنظاـ العاـ كاآلداب العامة‪ ،‬كفي حالة ما تخمؼ‬
‫السبب أك أحد شركط المشركعية فإف ذلؾ يككف سببا كافيا لبطبلف الصفقة‪ ،‬كالذم يترتب عميو زكاؿ‬
‫الصفقة كالغاء ما ترتب عنيا مف آثار كاعادة الحاؿ إلى ما كاف عميو قبؿ التعاقد‪ ،4‬كلما كاف مف غير‬
‫المتصكر أف تتعاقد المصمحة المتعاقدة دكف سبب أك لسبب غير مشركع فإف أحكاـ القضاء اإلدارم فيما‬
‫يخص بطبلف الصفقة لعيب السبب نادرة‪.‬‬

‫كمف بيف تطبيقات القضاء اإلدارم الفرنسي في ىذا المجاؿ قضية (‪ ,)Roussy‬كالتي تتمخص كقائعيا‬
‫في عقد اتفاؽ سرم بيف عمدة إحدل البمديات كمقاكؿ بيدؼ استبعاد المنافسيف مف الدخكؿ في المناقصة‬
‫المتعمقة بإنشاء قناة مائية‪ ،‬كقد كاف عرض السيد (‪ )Roussy‬كافيا العتباره صاحب أفضؿ العطاءات‪ ،‬كما‬
‫تضمف االستبلـ النيائي أعماال كىمية لـ يقـ المقاكؿ بتنفيذىا‪ ،‬كبعد انتياء كالية العمدة اكتشؼ العمدة‬
‫الجديد ىذه المناكرة كطمب مف السيد (‪ )Roussy‬إعادة المبمغ الذم دفع لو دكف كجو حؽ لقاء أعماؿ‬
‫كىمية‪ ،‬غير أف ىذا األخير تمسؾ بالعقد المبرـ مع سمفو‪ ،‬كرغـ أف مفكض الحككمة قد دفع باالحتياؿ‬
‫كالتدليس إلبطاؿ ىذا العقد‪ ،‬إال أف الحكـ لـ يؤسس عمى أحد ىذيف األساسيف‪ ،‬كانما اقتصر عمى تأسيس‬
‫البطبلف عمى فكرة الباعث الذم ىدؼ إليو المتعاقديف‪ ،‬كىك دفع مبالغ مالية أعمى مف المستحؽ لك‬
‫أجريت مناقصة سميمة‪ ،‬كمف ثـ فإف الصفقة باطمة لعد مشركعية سببيا "‪.5‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.338‬‬
‫‪ -2‬عبد الحفيظ مانع‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪ -3‬سميماف محمد الطماكم‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.341‬‬
‫‪ -5‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -/‬الجزاءات المترتبة عف بطالف الصفقة العمومية‪:‬‬

‫عمى غرار العقكد المدنية يرتب عمى عدـ استفاء الصفقة العمكمية ألركاف العقد بطبلنيا‪ ،‬غير أف‬
‫ىذا البطبلف قد يككف مطمقا أك نسبيا كفؽ تكافر حاالت كؿ منيا كذلؾ كفؽ ما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -/‬أحكاـ البطالف‪:‬‬

‫يأخذ البطبلف في مجاؿ الصفقات العمكمية إحدل الصكر التالية‪:‬‬

‫أ‪ -/1-‬البطالف المطمؽ‪:‬‬

‫تككف الصفقة العمكمية باطمة بطبلنا مطمقا في حالة تخمؼ أركانيا كشركط صحتيا‪ ،‬كيعد مجاؿ‬
‫البطبلف المطمؽ في مجاؿ القانكف اإلدارم أكسع بالنسبة لمجالو في عقكد القانكف الخاص‪ ،1‬كذلؾ ألف‬
‫القكاعد المنظمة لمعقكد اإلدارية كالصفقات العمكمية بصفة خاصة كالتي تحكـ عممية إبراميا تتعمؽ‬
‫بالمصمحة العامة‪ ،‬كبالتالي فإنيا مف األىمية بمكاف ما يجعميا قكاعد مف النظاـ العاـ يترتب عف مخالفتيا‬
‫بطبلف الصفقة العمكمية بطبلنا مطمؽ‪ ،2‬بحيث يحؽ لكبل طرفي العقد طمب الحكـ بالبطبلف‪ ،‬ذلؾ أف ىذه‬
‫القكاعد لـ تشرع إال لحماية المصمحة العامة‪ ،‬كبالتالي فإف الجزاء المترتب عف تخمفيا ىك البطبلف المطمؽ‬
‫مما يخكؿ لطرفي العقد التمسؾ بو لعدـ إتباع المصمحة المتعاقدة لمضكابط كاإلجراءات المقررة قانكنا‬
‫إلبراـ الصفقات العمكمية‪.3‬‬

‫أ‪ -/2-‬البطالف النسبي‪:‬‬

‫إف أساس التفرقة بيف نكعي البطبلف ىك النظر إلى المصمحة المراد حمايتيا‪ ،‬فإذا كانت الحماية‬
‫مقررة لممصمحة العامة فإف البطبلف الذم يمحؽ الصفقة العمكمية ىك البطبلف المطمؽ‪ ،‬بينما إذا تعمقت‬
‫المصمحة المراد حمايتيا بأحد المتعاقديف فإف البطبلف يككف نسبيا‪ ،‬كفي ىذه الحالة يمكف لمطرؼ الذم‬
‫تقررت لو الحماية أف يطمب الحكـ ببطبلف الصفقة عمى خبلؼ الحالة األكلى التي يحؽ فييا لكبل‬
‫الطرفيف طمب الحكـ ببطبلف الصفقة‪.4‬‬

‫ب‪ -/‬آثار البطالف عمى الصفقات العمومية‪:‬‬

‫يترتب عمى بطبلف الصفقات العمكمية انعداـ آثارىا‪ ،‬كال يقتصر ذلؾ عمى زكاؿ أثر الصفقة بالنسبة‬
‫لممستقبؿ‪ ،‬كانما تزكؿ كافة اآلثار القانكنية بالنسبة لمماضي‪ ،‬كىك ما يعرؼ بالصفة الرجعية لمبطبلف‪،‬‬
‫كبالتالي ال يترتب أم التزاـ عمى عاتؽ الطرفيف‪ ،‬حيث متى كانت الصفقة باطمة تعيف إعادة الطرفيف إلى‬

‫‪ -1‬سميماف محمد الطماكم‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.382‬‬
‫‪ -2‬سمية شريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -4‬محمد ماىر أبك العينيف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.930‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الحالة التي كانا عمييا قبؿ التعاقد‪ ،1‬ذلؾ أف زكاؿ الصفقة بأثر رجعي ال يثير أم صعكبة إذا لـ تكف‬
‫االلتزامات الناشئة عنيا قد نفذت‪ ،‬ألف البطبلف في ىذه الحالة يحكؿ دكف تحقيؽ آثار الصفقة بحيث ال‬
‫يمكف المطالبة بتنفيذىا‪ ،‬بينما إذا كانت الصفقة العمكمية الباطمة قد نفذت كميا أك جزئيا‪ ،‬فإف لكؿ مف‬
‫الطرفيف استرداد ما تـ ت نفيذه‪ ،‬كيككف ذلؾ عمى أساس دفع غير مستحؽ‪ ،‬كااللتزاـ بالرد ىنا نتيجة لعدـ‬
‫ترتيب الصفقة آلثارىا‪ ،‬كفي حالة ما إذا كاف ما تسممو أحد المتعاقديف منفعة ال يمكف ردىا فإنو يمتزـ برد‬
‫التعكيض المعادؿ ليا‪.2‬‬

‫إف اعتبار الصفقة العمكمية كأف لـ تكف ليس ىك األثر الرئيسي المترتب عمى البطبلف‪ ،‬كانما قد‬
‫يككف مف حؽ المتعاقد في إطار حماية الحقكؽ المشركعة لمطرفيف مطالبة المصمحة المتعاقدة بالتعكيض‪،‬‬
‫عمى أف يؤسس ذلؾ عمى أساس المسؤكلية التقصيرية في حالة ما تبيف أف إبطاؿ الصفقة يرجع لخطأ‬
‫المصمحة المتعاقدة‪ ،3‬أك عمى أساس اإلثراء ببل سبب في حالة ما تحمؿ أحد المتعاقديف لنفقات عادة عمى‬
‫الطرؼ اآلخر بفائدة كالتي يمتزـ بردىا‪ ،‬كغالبا ما تككف المصمحة المتعاقدة الطرؼ المستفيد عمى اعتبار‬
‫أف المتعاقد يشرع بداية في تنفيذ التزاماتو مف بينيا قياـ ىذا األخير بصرؼ مبالغ كبيرة في سبيؿ إعداد‬
‫الدراسات المتعم قة بالمشركع‪ ،‬كىك ما يخكلو مطالبة المصمحة المتعاقدة بالتعكيض‪ ،‬كفي مقابؿ ذلؾ فقد‬
‫يستفيد المتعامؿ المتعاقد مف تسبيقات مالية‪ ،‬كىك ما يجعؿ منو الطرؼ المستفيد‪ ،‬كالتي يمزـ بردىا في‬
‫حالة الحكـ ببطبلف الصفقة العمكمية ألم سبب مف األسباب‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬سمطة القاضي في فسخ الصفقة العمومية‪.‬‬

‫يممؾ المتعامؿ المتعاقد في مقابؿ االمتيازات التي تتمتع بيا اإلدارة في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬حؽ‬
‫المطالبة بفسخ الصفقة لحاالت معينة‪ ،‬سكاء إلخبلؿ المصمحة المتعاقدة اللتزاماتيا التعاقدية أك لتعسفيا‬
‫في ممارسة سمطاتيا تجاه المتعاقد معيا دكف تقيدىا بالضكابط التي أقرتيا أحكاـ تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬أك حالة القكة القاىرة التي تجعؿ مف الكفاء بااللتزامات أم ار مستحيبل‪ ،‬كنظ ار لخطكرة بعض‬
‫السمطات التي تتمتع بيا ىذه األخيرة مف بينيا سمطتيا في الفسخ االنفرادم لمصفقة‪ ،‬يتعيف في البداية‬
‫البحث في رقابة القاضي اإلدارية عمى ىذا النكع مف الق اررات (‪ ،)1‬ثـ البحث عف في الحاالت التي تخكؿ‬
‫المتعامؿ المتعاقد مف المجكء لمقضاء طالبا فسخ الصفقة كمكازنة لحؽ اإلدارة في ممارسة سمطاتيا تجاه‬
‫المتعاقد (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -2‬عبد الحفيظ مانع‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪ -4‬سمية شريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.127‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -/‬الرقابة عمى الفسخ اإلنفرادي لمصفقة العمومية‪:‬‬

‫تنتيي الصفقة العمكمية بنيا ية طبيعية بعد تنفيذ االلتزامات التعاقدية المتقابمة لكبل الطرفيف أك بانتياء‬
‫المدة المحددة لذلؾ‪ ،‬إال أنو قد يحدث كأف تنيي بنياية غير طبيعية كقبؿ أكانيا نتيجة ممارسة المصمحة‬
‫المتعاقدة المتياز الفسخ الجزائي لمصفقة‪ ،‬كالذم يجد سنده في المادة ‪ 149‬مف المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬التي أفادت بقكليا "إذا لـ ينفذ المتعاقد التزاماتو تكجو لو المصمحة المتعاقدة‪ ،‬إعذا ار ليفي‬
‫بالتزاماتو التعاقدية في أجؿ محدد‪ ،‬كاذا لـ يتدارؾ المتعاقد تقصيره في األجؿ الذم حدده اإلعذار‬
‫المنصكص عميو أعبله فإف المصمحة المتعاقدة يمكنيا أف تقكـ بفسخ الصفقة العمكمية مف جانب‬
‫كاحد‪ ،"..‬إال أنو كعمى الرغـ مف تمكينيا مف ىذا االمتياز إال أف ممارستيا ليذه السمطة تخضع لرقابة‬
‫القاضي اإلدارم‪ ،‬كالتي تعد ضمانة أساسية لممتعاقد في مكاجية اإلدارة في حالة تعسفيا في ممارستيا‬
‫ليذه السمطة‪ ،1‬كتبعا لذلؾ يتعيف بداية تحديد نطاؽ رقابة القاضي عمى قرار الفسخ االنفرادية لمصفقة‪ ،‬إلى‬
‫جانب بياف سمطاتو في ىذا الشأف‪.‬‬

‫أ‪ -/‬نطاؽ رقابة قاضي العقد عمى قرار الفسخ االنفرادي لمصفقة‪:‬‬

‫يعد امتياز الفسخ االنفرادم لمصفقة العمكمية مف أىـ االمتيازات التي تتمتع بيا المصمحة المتعاقدة‬
‫تجاه المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬كالذم يختمؼ عف سمطتيا في إنياء الصفقة لدكاعي المصمحة العامة‪ ،‬فسمطة‬
‫الفسخ كجزاء تقررىا المصمحة المتعاقدة نتيجة عدـ التزاـ المتعاقد بتنفيذ التزاماتو‪ ،‬فيككف الفسخ جزائيا‪ ،‬أك‬
‫بإنيائيا لدكاعي المصمحة العامة‪ ،‬كىك ما أطمؽ عميو الفقو بالفسخ التقديرم‪ ،2‬كتنصب تبعا لذلؾ رقابة‬
‫القاضي عمى مدل تقيد المصمحة المتعاقدة بقكاعد المشركعية‪ ،‬حيث يراقب مدل احتراـ المصمحة‬
‫المتعاقدة لمبدأ المشركعية كمدل تكافر أسباب المصمحة العامة‪ ،‬كبالتالي يعد قرار فسخ الصفقة تعسفيا‬
‫كمما كانت األسباب غريبة عف المصمحة العامة أك لغاية غريبة عف الغاية التي أرادىا القانكف‪ ،3‬كبالتالي‬
‫تشكؿ رقابة القاضي الحد األدنى مف الرقابة القضائية‪ ،‬فيك مقيد بمراقبة سبلمة قرار الفسخ مف زاكية‬
‫المشركعية دكف المبلئمة التي تعكد لممصمحة المتعاقدة باعتبارىا المسؤكلة عف تنظيـ كتسيير المرافؽ‬
‫العامة‪.4‬‬

‫ب‪ -/‬سمطات قاضي العقد في مواجية قرار الفسخ االنفرادي‪:‬‬

‫تقتضي القاعدة أف قاضي العقد في إطار دعكل القضاء الكامؿ يممؾ سمطات كاسعة في مكاجية‬
‫قرار الفسخ‪ ،‬إذ يمكنو الحكـ بتعديؿ أك إلغاء العمؿ اإلدارم غير المشركع إلى جانب الحكـ بالتعكيض أك‬

‫‪ -1‬محفكظ عبد القادر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫‪ -2‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬العقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫‪ -3‬سمية شريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -4‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫االكتفاء في ذلؾ بالحكـ بالتعكيض عف األضرار التي قد تمحؽ المتعاقد‪ ،‬غير أف القضاء اإلدارم قد‬
‫استقر عمى اجتياد قضائي مفاده أف قاضي العقد في مجاؿ الصفقات العمكمية ال يمكنو إلغاء قرار فسخ‬
‫الصفقة الصادر عف المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كانما تنحصر سمطتو في ذلؾ بالحكـ بالتعكيض لصالح‬
‫المتعاقد‪ ،1‬كىك ما أكده مجمس الدكلة في العديد مف ق ارراتو مف بينيا ق ارره المؤرخ في ‪2012/01/12‬‬
‫الذم جاء فيو "‪..‬حيث أنو مف المستقر عميو فقيا كقضاء كقانكنا أف النزاعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‬
‫ىي نزاعات القضاء الكامؿ كأف اإلدارة كنظ ار لما ليا مف سمطة تقديرية ليا فسخ أم صفقة عمكمية‬
‫بإرادتيا المنفردة كال يبقى لممتعامؿ إال حؽ المطالبة بالتعكيض في الحاالت التي يثبت فييا أنو ال مسؤكلية‬
‫لو في فسخ الصفقة‪ ،2"..‬كق ارره المؤرخ في ‪ 2014/02/06‬الذم جاء فيو "‪..‬حيث أف النزاعات المترتبة‬
‫عف الصفقات العمكمية ىي دعكل القضاء الكامؿ‪..‬ألف ذلؾ يدخؿ في حرية التعاقد لئلدارة‪ ،‬كبالتالي ليا‬
‫حؽ الفسخ بسبب كبدكف سبب كأف الق اررات التي تصدرىا في ىذا الشأف تجسد فييا فقط نيتيا في الفسخ‬
‫كيبقى لممتعامؿ مع اإلدارة فقط طمب التعكيض في الحالة التي يرل فييا أف الفسخ لـ يكف عمى مسؤكليتو‬
‫كىذا المبدأ قد استقر عميو اجتياد مجمس الدكلة‪.3"..‬‬

‫ىذا كبالرجكع إلى أحكاـ الفقرة األكلى مف المادة ‪ 152‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬التي أفادت‬
‫بقكليا عمى أنو " ال يمكف االعتراض عمى قرار المصمحة المتعاقدة بفسخ الصفقة العمكمية عند تطبيقيا‬
‫البنكد التعاقدية لمضماف‪ ،‬كالمتابعات الرامية إلى إصبلح الضرر الذم لحقيا بسبب خطأ المتعاقد معيا‪،‬‬
‫زيادة عمى ذلؾ يتحمؿ ىذا األخير التكاليؼ اإلضافية التي تنجـ عف الصفقة الجديدة "‪ ،‬كخبلؿ القراءة‬
‫المتأنية ليذا النص يبلحظ مف أف المشرع قد قطع الطريؽ القضائي عمى المتعامؿ المتعاقدة بحيث تضمف‬
‫النص عبارة "ال يمكف االعتراض"‪ ،‬كىك ما يجعؿ ىذا النص حجر عثرة أماـ الرقابة القضائية عمى قرار‬
‫الفسخ االنفرادم لمصفقة العمكمية‪.4‬‬

‫‪ -/2‬الفسخ القضائي لمصفقة العمومية‪.‬‬

‫مف منطمؽ أف حؽ التقاضي مكفكؿ لمجميع‪ ،‬يجكز ألم مف طرفي العبلقة التعاقدية المجكء لمقضاء‬
‫اإلدارم المختص ممثبل في المحكمة اإلدارية طالبا فسخ الصفقة أماـ قاضي العقد‪ ،5‬كبما أف المصمحة‬
‫المتعاقدة تممؾ امتياز فسخ الصفقة دكنما الحاجة مف المجكء لمجية القضائية‪ ،‬فمف الطبيعي كفي مقابؿ‬
‫ذلؾ أف يككف لممتعاقد الحؽ في المطالبة بفسخ الصفقة مستندا في ذلؾ عمى سبب جدم كخطأ عمى‬

‫‪ -1‬سمية شريؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.114‬‬


‫‪ -2‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ ‪ ،063683‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،2014 ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -3‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ ‪ ،078670‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،2015 ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ -4‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪ -5‬عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي ‪ ،)247/15‬القسـ الثاني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫درجة مف الجسامة يكجب عمى القاضي االستجابة ليذا الطمب‪ ،1‬كمف بيف األخطاء التي تكفؿ حؽ لجكئو‬
‫إخبلليا بالتزاماتيا التعاقدية‪ ،‬أك تكافر حالة القكة القاىرة‪ ،‬أك تعسفيا في استعماؿ سمطاتيا‪ ،‬كالتي تحكؿ‬
‫دكف االستمرار في تنفيذ مضمكف الصفقة العمكمية‪ ،‬كالتي يتـ تكضيحيا تبعا لما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -/‬الفسخ لإلخالؿ بااللتزامات التعاقدية‪:‬‬

‫يمكف لممتعامؿ المتعاقد في مقابؿ ما تتمتع بو المصمحة المتعاقدة مف امتيازات المطالبة بإنياء‬
‫الصفقة العمكمية نتيجة إلخبلليا بالتزاماتيا‪ ،‬كعدـ الكفاء بالمقابؿ المادم أك في حالة ما بمغت الجزاءات‬
‫حدا مف الجسامة‪ ،‬أك عدـ تمكينو مف البدء في التنفيذ‪ ،‬كىك ما يخكلو المطالبة بفسخ الصفقة إلى جانب‬
‫التعكيض عما لحقو مف خسارة كما فاتو مف كسب‪ ،2‬كىك ما أكدتو المحكمة اإلدارية العميا بمصر في‬
‫حكميا المؤرخ في ‪ 1967/06/03‬كالذم جاء فيو " متى كاف الثابت أنو قد حاؿ بيف المتعاقد كالبدء في‬
‫تنفيذ العممية‪..‬األمر الذم ترتب عمية كقؼ تنفيذ ىذه العممية لمدة جاكزت السنة بعد صدكر أمر التشغيؿ‬
‫دكف أف تقكـ الييئة المتعاقدة بتنفيذ التزاماتيا بتسميـ الطاعف مكاقع العمؿ كتمكنو مف البدء في‬
‫التنفيذ‪ ....‬فإف عدـ قياـ الييئة المذككرة بتسميـ مكاقع العمؿ إلى الطاعف طيمة عاـ ىك ما يحؽ معو القكؿ‬
‫بأنيا أ خمت إخبلال جسيما بكاجبيا نحك الطاعف بعدـ تمكنو مف العمؿ‪ ،‬كأنيا تأخرت في تنفيذ التزاميا ىذا‬
‫مدة كبيرة تجاكزت القدر المعقكؿ مما يقكـ سببا مبر ار لفسخ العقد المبرـ بينيما كتعكيض الطاعف عما‬
‫أصابو مف ضرر بسبب ذلؾ "‪.3‬‬

‫كبالتالي فعمى الرغـ مف أف الصفقة العمكمية تجعؿ المصمحة المتعاقدة في مركز فريد كمتميز مرده‬
‫مسؤكليتيا عف تنظيـ كتسيير المرافؽ العامة‪ ،‬فإنيا عقد يجب أف تحترـ فيو اإلدارة ما اتفقت عميو مف‬
‫التزامات كال تتجاكزه إال لمضركرة كتحقيؽ المصمحة العامة‪ ،‬كبالتالي يككف لممتعاقد معيا في ىذه الحالة أف‬
‫يمجأ لمقاضي اإلدارم طالبا منو فسخ الصفقة كجزاء لتجاكز المصمحة المتعاقدة لسمطاتيا‪.4‬‬

‫ب‪ -/‬الفسخ بسبب القوة القاىرة‪:‬‬

‫تعتبر نظرية القكة القاىرة مف النظريات القضائية القائمة عمى أساس مف المنطؽ كالعدالة كرعاية‬
‫مصالح المتعاقديف مع اإلدارة‪ ،‬دكف إخبلؿ بالصالح العاـ‪ ،5‬كتعرؼ القكة القاىرة بأنيا الحادث الخارج عف‬
‫عف إرادة المتعاقديف بحيث ال يمكف تكقعو أك دفعو كتؤدم إلى االستحالة المطمقة لتنفيذ االلتزامات‬
‫التعاقدية‪ ،6‬كيتعيف في ىذه الحالة أف نميز بيف القكة القاىرة التي تؤدم إلى استحالة التنفيذ‪ ،‬كتمؾ التي‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫‪ -2‬ربيحة سبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ -3‬ياقكتة عميكات‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪ -4‬محفكظ عبد القادر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ -5‬ماجد راغب الحمك‪ ،‬العقكد اإلدارية‪ ،‬المرجع السبؽ‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -6‬مفتاح خميفة عبد الحميد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يمكف تجاكزىا‪ ،‬كالتي تؤثر عمى التكازف المالي لمصفقة‪ ،‬كالتي تجعؿ القاضي ال يتسرع في الحكـ بفسخ‬
‫الصفقة كالعمؿ عمى التكفيؽ بيف طرفييا إلعادة التكازف المالي ليا‪.1‬‬

‫ج‪ -/‬الفسخ في مقابؿ التعسؼ في ممارسة سمطة التعديؿ‪:‬‬

‫يعد امتياز تعديؿ الصفقة العمكمية مف أىـ المظاىر التي تميز العقد اإلدارم عف غيره مف عقكد‬
‫القانكف الخاص‪ ،‬فإذا كاف أطراؼ العقد المدني ال يتمتع أيا منيا بسمطة انفرادية اتجاه الطرؼ اآلخر‪ ،‬فإف‬
‫العقد اإلدارم كعمى كخبلفا لمقكاعد المعمكؿ بيا في مجاؿ القانكف الخاص يمكف لممصمحة المتعاقدة‬
‫تعديمو بإرادتيا المنفردة‪ ،‬كالذم يمس ما تـ االتفاؽ عميو ضمف الصفقة سكاء تعمؽ األمر بكمية األعماؿ‬
‫أك كسائؿ التنفيذ كالطرؽ كالمدة المتفؽ عمييا لمتنفيذ‪ ،‬كما عمى المتعاقد إال االلتزاـ بما كرد في التعديؿ‬
‫كليس لو إال االعتراض في حالة ما تجاكزت المصمحة المتعاقدة في ذلؾ الضكابط كالحدكد التي أقرتيا‬
‫أحكاـ المادة ‪ 136‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬فإذا حدث كأف تجاكزت المصمحة المتعاقدة في ذلؾ‬
‫ليذه الحدكد بقمب اقتصاديات العقد أك تغيير جكىر كمكضكع الصفقة‪ ،‬بحيث يصبح المتعاقد ككأنو أماـ‬
‫عقد جديد ما كاف ليقبمو لك عرض عميو أثناء التعاقد‪ ،2‬ما يجعؿ ىذه الحالة خاضعة لرقابة القاضي‬
‫اإلدارم الذم يسعى إلى التأكد مف مدل تناسب مكضكع التعديؿ كمقتضيات حسف سير المرفؽ العاـ‪،‬‬
‫كمدل عبلقتو بالصفقة األصمية كبالحدكد المنصكص عمييا‪ ،‬كاذا ما ثبت لمقاضي ذلؾ جاز لو الحكـ‬
‫بفسخ الصفقة بناء عمى تجاكز المصمحة المتعاقدة لسمطاتيا في تعديؿ الصفقة العمكمية كمخالفة‬
‫النصكص التنظيمية كالقانكنية كمبدأ المشركعية بشكؿ عاـ‪ ،3‬كىك ما يمكف المتعاقد مف المطالبة بفسخ‬
‫الصفقة كالتعكيض عما لحقو مف خسارة كما فاتو مف كسب نتيجة تعسؼ اإلدارة في ممارسة سمطتيا في‬
‫التعديؿ اإلنفرادم لمصفقة‪.4‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬سمطة القاضي اإلداري في إلزاـ اإلدارة بالتعويض‪.‬‬

‫يمكف لممتعامؿ المتعاقدة مطالبة القاضي اإلدارم بالتعكيض عف تمؾ األضرار التي تككف نتيجة‬
‫إخبلؿ المصمحة المتعاقدة بالتزاماتيا‪ ،‬كبالتالي فإف سمطة قاضي العقد ال تتكقؼ عند حد إلغاء الجزاء‬
‫غير المشركع أك كقؼ تنفيذه‪ ،‬كانما يتجاكز ذلؾ إلى القضاء بالتعكيض إذا ما كاف لو مقتضى قانكني‪.5‬‬
‫كيتأسس القضاء بالتعكيض إما عمى أساس الخطأ نتيجة خطأ اإلدارة أك إخبلليا كتقصيرىا بتنفيذ‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫‪ -2‬ياقكتة عميكات‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.284‬‬
‫‪ -4‬محفكظ عبد القادر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪ -5‬بف عبد المالؾ بكفمجة‪ ،‬النظاـ القانكني لمتعكيض في العقكد اإلدارية (قراءة في تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ رقـ‬
‫‪ ،) 247/15‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد السابع عشر‪ ،‬جكاف ‪،2017‬‬
‫ص ‪.124‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫التزاماتيا تجاه المتعاقد‪ ،‬أك قياميا ببعض اإلجراءات أك الحكادث التي مف شأنيا أف تعترض مسار تنفيذ‬
‫الصفقة شريطة أف ال يككف المتسبب فييا‪ ،‬كذلؾ عمى أساس ما لحقو مف خسارة كما فاتو مف كسب‪ ،‬أك‬
‫بدكف خطأ مف اإلدارة‪ ،‬حيث تككف ىذه األخيرة مسؤكلة عف تعكيض المتعاقد معيا عما أصابو مف ضرر‬
‫رغـ عدـ كجكد أم خطأ‪ ،‬كيككف أساس التزاـ اإلدارة بالتعكيض إما عمى أساس نظرية اإلثراء ببل سبب‬
‫كاما العتبارات العدالة كرغبة اإلدارة في الحفاظ عمى التكازف المالي لمصفقة‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬قياـ المسؤولية عمى أساس الخطأ‪.‬‬

‫طبقا لمقاعدة العامة أف مف تسبب في الضرر ممزـ بالتعكيض‪ ،‬كفي حالة ما تسببت اإلدارة في‬
‫إحداث ضرر جاز لممتعامؿ المتعاقد مطالبتيا بالتعكيض‪ ،‬حيث تقكـ مسؤكليتيا العقدية عمى أساس الخطأ‬
‫في حالة إخبلليا بالتزاماتيا الكاردة ضمف الصفقة أك في النصكص القانكنية المنظمة ليا‪ ،‬كالتي غالبا ما‬
‫تكتسي الطابع المالي أك تعسفيا في استعماؿ سمطاتيا‪ ،‬مما يرتب مجمكعة مف األضرار لممتعاقد كالتي‬
‫تككف محبل لطمب التعكيض‪ ،‬كفي جميع األحكاؿ يتعيف عمى المتعامؿ المتعاقد المتضرر المجكء إلى‬
‫القضاء اإلدارم المختص مف أجؿ تقرير التعكيض المناسب عف األضرار التي لحقت بو‪.‬‬

‫بمجرد إبراـ الصفقة يمتزـ طرفي العقد بتنفيذ التزاماتيما المتبادلة‪ ،‬كاخبلؿ المصمحة المتعاقدة بيذه‬
‫االلتزامات يكلد مسؤكليتيا المرتبة لحؽ المتعاقد في الحصكؿ عمى تعكيض عما أصابو مف ضرر كما‬
‫فاتو مف كسب‪ ،‬كتقكـ المسؤكلية العقدية لممصمحة المتعاقدة عمى أساس الخطأ الناتج عف عدـ قياـ المديف‬
‫بتنفيذ التزاماتو‪ ،‬فإذا انتفى الخطأ انتفت المسؤكلية العقدية‪ ،2‬كالتزامات المصمحة المتعاقدة عديدة أىميا‬
‫الكفاء بالمقابؿ المالي‪ ،‬كاخبلليا بالكفاء بيذا المقابؿ يكاد يطغى عمى جميع الدعاكل المتعمقة بالصفقات‪،‬‬
‫أك تماطميا في تسميـ مكقع التنفيذ المتفؽ عميو كىك ما تؤكده تطبيقات القضاء اإلدارم الجزائرم‪.‬‬

‫‪ -/1‬دعوى المطالبة بالحصوؿ عمى المقابؿ المالي‪:‬‬

‫يندرج ىذا النكع مف المنازعات ضمف دائرة تنفيذ الصفقة العمكمية سكاء كانت في صكرة ثمف أك أجر‬
‫متفؽ عميو أك تعكيض عف أضرار تسبب فييا الطرؼ المتعاقد‪ ،‬أك إللزاـ اإلدارة بدفع قيمة االلتزاـ المتفؽ‬
‫عميو ضمف مكضكع الصفقة‪ ،‬أك ألم سبب آخر مف األسباب التي تؤدم لمحكـ بالتعكيض‪ ،3‬فيي‬
‫منازعات عمى الحؽ كمدل االلتزاـ بشركط الصفقة‪ ،‬كمف ثـ فبل جداؿ في أف مثؿ ىذه المنازعات ىي‬
‫منازعات حقكقية يختص بيا القضاء الكامؿ‪.‬‬

‫كمف بيف تطبيقات القضاء الجزائرم بشأف ىذا النكع مف المنازعات‪ ،‬قضت المحكمة اإلدارية بتممساف‬
‫بتاريخ ‪ 2012/12/31‬في قضية الشركة الصناعية لمنجارة كاإلنجازات الخشبية ضد كالي كالية تممساف‬

‫‪ -1‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪ -3‬محفكظ عبد القادر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كمديرية السكف كالتجييزات العمكمية بتممساف بقكليا "‪..‬حيث الثابت أف أحقية المدعية في مستحقاتيا‬
‫المالية الباقية دكف تسديد مقابؿ ما أنجزتو بالثانكية مؤسسة لثبكت انجازىا بطريقة جيدة كمطابقة لمشركط‬
‫الفنية‪ ..‬كعميو يتعيف االستجابة لطمب المدعية بإلزاـ كالي كالية تممساف بتسديد مستحقات المدعية‪.1"...‬‬

‫إضافة لذلؾ فقد قضت المحكمة اإلدارية بغرداية بتاريخ ‪ 2014/06/23‬في قضية شركة ىيدركتراؼ‬
‫حبيب كشركائو ضد كالي كالية غرداية بقكليا "‪...‬حيث أف المدعية أقامت دعكل إعادة السير في القضية‬
‫بعد إنجاز الخبرة ضد المرجع ضده كالي كالية غرداية ممثبل بمدير المكارد المائية جاء فييا بأنيا أبرمت‬
‫مع المرجع ضده ‪ 05‬صفقات عمكمية كقامت بإنجاز المشركع بدكف تحفظات كفقا لما ىك كارد في‬
‫محضر االستبلـ المؤقت‪..‬كصدر حكـ في ‪ 2012/05/28‬قضى بتعييف خبير الذم تكصؿ إلى أف‬
‫المبمغ المستحؽ الكاجب الدفع ىك ‪ 86.302.546.97‬دج ‪...‬كعميو قضت المحكمة بإلزاـ المرجع ضده‬
‫كالي كالية غرداية ممثبل بمدير المكارد المائية لممرجعة شركة ىيدركتراؼ حبيب كشركائو الممثمة بكاسطة‬
‫ممثميا بدفع قيمة الديف الباقي في ذمتو كرفض ما زاد عف ذلؾ مف طمبات"‪.2‬‬

‫كفي قرار آخر قضى مجمس قضاء تممساف (الغرفة اإلدارية) بتاريخ ‪ 2007/11/10‬بقكلو "‪...‬حيث‬
‫كليذه االعتبارات يتعيف القكؿ مستحقات المدعي مف األشغاؿ التي أنجزىا في إطار الصفقة المبرمة مع‬
‫بمدية صبرة في ‪ 2002/11/16‬ثابتة كأف دفكع المدعى عميو صاحب المشركع رئيس بمدية صبرة ال‬
‫أساس ليا كأف البمدية بقيت مدينة بالمبمغ المطالب بو مف قبؿ المدعي مما يتعيف االستجابة لطمب‬
‫المدعي‪ ،3"...‬كقد قضى ذات المجمس في قرار آخر لو بقكلو "‪...‬حيث كبما أف المدعى عميو لـ يقدـ ما‬
‫يثبت عكس مزاعـ المدعي كما أنو لـ يناقش مبمغ الصفقة المطالب بو فإنو يتعيف القكؿ بأف طمبات‬
‫المدعي جاءت مؤسسة قانكنا كينبغي االستجابة ليا كمف تـ إلزاـ المدعى عميو مدير القطاع الصحي‬
‫بسبدك بدفع لممدعي مبمغ األشغاؿ المنجزة‪.4"..‬‬

‫‪ -/2‬إخالؿ المصمحة المتعاقدة بعدـ تمكيف المتعاقد بالشروع في التنفيذ‪:‬‬

‫تمتزـ المصمحة المتعاقدة بتمكيف المتعاقد معيا مف تنفيذ التزاماتو‪ ،‬كذلؾ بتسميمو مكقع التنفيذ المتفؽ‬
‫عميو‪ ،‬إذ ال يكفي إلعفاء المصمحة المتعاقدة مف التزاماتيا بتسميـ مكقع العمؿ بمجرد القياـ بذلؾ‪ ،‬كانما‬
‫يجب أف يككف ىذا المكقع خاليا مف المكانع التي تحكؿ دكف قياـ المتعاقد مف البدء في التنفيذ‪ ،‬سكاء‬
‫كانت تمؾ المكانع قانكنية أك مادية‪ ،‬كيتعيف عمى اإلدارة تسميـ مكقع العمؿ خبلؿ المكعد المحدد لكي ال‬

‫‪ -1‬حكـ المحكمة اإلدارية بتممساف‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ القضية ‪ ،12/00624‬الفيرس رقـ ‪ ، 12/00939‬الصادر بتاريخ ‪.2012/12/31‬‬
‫‪ -‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،16150‬المؤرخ في ‪ ،2004/09/21‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد السابع‪ ،2005 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ -2‬حكـ المحكمة اإلدارية بغرداية‪ ،‬قضية رقـ ‪ ،14/00020‬المؤرخ في ‪( ،2014/06/23‬قضية بيف شركة ىيدركتراؼ حبيب كشركائو ضد كالي‬
‫كالية غرداية)‪( ،‬حكـ غير منشكر)‪.‬‬
‫‪ -3‬قرار مجمس قضاء تممساف‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قضية رقـ ‪ ،07/00687‬الفيرس رقـ ‪ ،07/00670‬الصادر بتاريخ ‪.2007/11/10‬‬
‫‪ -4‬قرار مجمس قضاء تممساف (الغرفة اإلدارية)‪ ،‬قضية رقـ ‪ ،07/00767‬الفيرس رقـ ‪ ،07/00574‬الصادر بتاريخ ‪.2007/10/20‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يؤثر عمى زمف تنفيذىا‪ ،‬كترجع السمطة التقديرية في ذلؾ لمقاضي اإلدارم الذم يعرض عميو النزاع‪ ،‬كقد‬
‫ذىبت المحكمة اإلدارية العميا بمصر في ىذا الشأف بقكليا إلى أف "‪..‬العقد اإلدارم يكلد في مكاجية‬
‫اإلدارة التزامات عقدية أىميا أف تمكف المتعاقد معيا مف البدء في العمؿ فإذا لـ تقـ بيذا االلتزاـ‪ ،‬فإف ىذا‬
‫يشكؿ خطأ عقدم في جانبيا يخكؿ لممتعاقد معيا الحؽ في طمب فسخ العقد فضبل عف استحقاقو‬
‫لمتعكيض الجابر مما أصابو مف أضرار"‪ ،‬كىك نفس ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في‬
‫‪ 2004/09/21‬بقكلو " حيث كفي قضية الحاؿ تمقت المؤسسة المستأنؼ عمييا األمر بخدمة القاضي‬
‫بمباشرة األشغاؿ بتاريخ ‪ ،2000/08/26‬كأنيا لـ تستطع الشركع في إنجاز األشغاؿ بفعؿ أف مخططات‬
‫الدراسات الخاصة بجدار التحكيط لـ تكف جاىزة‪...‬كأنو بتاريخ ‪ 2001/06/06‬كجيت البمدية المستأنفة‬
‫لممؤسسة المستأنؼ عمييا أم ار بخدمة قضى بكقؼ األشغاؿ بأثر رجعي‪ ...،‬كيستخمص مف عناصر‬
‫الممؼ بأف المؤسسة المستأنؼ عمييا قد لحؽ بيا ضر ار فعبل مف حيث أنو عندما تمقت األمر بخدمة لـ‬
‫تكف مخططات اإلنجاز جاىزة كأف قضاة الدرجة األكلى بتقريرىـ منحو مبمغ ‪ 150.000‬دج كتعكيض‬
‫عف الضرر البلحؽ فقد قدركا كقائع القضية تقدي ار سميما‪.1"..‬‬

‫‪ -/‬تعسؼ المصمحة المتعاقدة في استعماؿ سمطاتيا‪:‬‬

‫تتمتع المصمحة المتعاقدة بسمطات كاسعة تجاه المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬ناتجة عف مبدأ الشركط االستثنائية‬
‫التي تنطكم عمييا كافة العق كد اإلدارية‪ ،‬كالتي تعتبر عنص ار ممي از لتمؾ العقكد عما تبرمو اإلدارة مف عقكد‬
‫مدنية تقكـ عمى مبدأ المساكاة كالتكازف بيف التزامات المتعاقديف‪ ،‬كخركج المصمحة المتعاقدة عف كاجب‬
‫المشركعية في استعماؿ سمطاتيا يرتب مسؤكليتيا العقدية كيجعؿ عمميا غير مشركع‪ ،‬كيككف محبل‬
‫لممطالبة بالتعكيض عمى أساس الخطأ‪.2‬‬

‫يمكف لممتعاقد مع اإلدارة المطالبة بالتعكيض عف األضرار المادية‪ ،‬التي قد تصيبو جراء خطأ‬
‫المصمحة المتعاقدة كىك بصدد تنفيذه ما التزـ بو تجاىيا‪ ،‬كػأف تتخذ المصمحة المتعاقدة إجراءات مف‬
‫شأنيا أف تمس مركز المتعاقد‪ ،‬كىك ما يسمى بنظرية فعؿ األمير‪ ،‬كفي ىذه الحالة يمكف ليذا األخير‬
‫المجكء إلى القضاء قصد الحصكؿ عمى تعكيض عما لحقو مف أضرار نتيجة المساس بالتكازف المالي‬
‫لمصفقة‪ ،‬كيشمؿ ىذا التعكيض جميع ما أصاب المتعاقد مف أضرار‪ ،‬أم ما لحقو مف خسارة كما فاتو مف‬
‫كسب كىك ما أكده مجمس الدكلة الجزائرم في إحدل ق ارراتو كالذم جاء فيو "‪...‬كبما أف المستأنؼ لـ يتمؽ‬
‫أم رد باإليجاب قاـ برفع دعكل‪ ...‬ممتمسا تعكيضا عما لحقو مف ضرر مادم كمعنكم خاصة كما فاتو‬
‫مف كسب‪...‬إذ كابتداء مف تاريخ‪...‬أم التاريخ الذم قبمت فيو لجنة التقييـ عرضو‪...‬كأف المستأنؼ لـ‬
‫يشارؾ في صف قات أخرل أمبل في الحصكؿ عمى صفقة إنجاز ىذا المشركع‪..‬أنو كباتخاذ البمدية قرار منح‬

‫‪ -1‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،15885‬المؤرخ في ‪ ،2004/09/21‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد السابع‪ ،2005 ،‬ص ‪.77‬‬
‫‪ -2‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الصفقة لمسيد‪...‬الذم رفضت لجنة تقييـ العركض عرضو إضافة إلى ‪ 9‬مرشحيف آخريف‪...‬فإف البمدية‬
‫المستأنفة لـ تأخذ بعيف االعتبار أحكاـ المرسكـ رقـ ‪ 434/91‬كما قامت بارتكاب مخالفة لقانكف‬
‫الصفقات العمكمية كألحقت ضر ار أكيدا بالمستأنؼ‪.1"...‬‬

‫ىذا؛ كال يككف المتعاقد مسؤكالن عف األخطاء التي ترتكبيا المصمحة المتعاقدة نتيجة عدـ حرصيا‬
‫عمى التطبيؽ السميـ لمتنظيـ المعمكؿ بو‪ ،‬كىك يؤكده قرار مجمس الدكلة بقكلو "حيث يستفاد مف عناصر‬
‫الممؼ أف الكالية المستأنفة تقر بأف المستأنؼ قاـ بإنجاز أشغاؿ الترميـ‪..‬كأنو أنجز األشغاؿ كسمميا لآلمرة‬
‫كفؽ محضر استبلـ مؤقت بدكف تحفظات‪..‬حيث أف كجكد األمر بالخدمة كاقرار الكالية بإنجاز األشغاؿ‬
‫يثبتاف قياـ العبلقة التعاقدية كاكماؿ األشغاؿ كاستبلميا بالمحضر المذككر أعبله يعطي الحؽ لممقاكؿ في‬
‫قيمة تمؾ األشغاؿ‪..‬حيث أنو كفيما يتعمؽ بالدفكع األخرل المتعمقة بعدـ تحرير اتفاقية كتحديد األسعار‬
‫لممشركع‪ ،‬فالمقاكؿ غير مسؤكؿ عمى عدـ حرص اإلدارة عمى التطبيؽ السميـ لمتنظيـ‪.2"..‬‬

‫تتعيف اإلشارة بأف عدـ كجكد أم مخالفة لبللتزامات التعاقدية‪ ،‬أمر يترتب عنو رفض أم طمب أماـ‬
‫القضاء اإلدارم السترداد المتعاقد لحقكقو المترتبة في ذمة اإلدارة‪ ،‬لعدـ تكفر األساس الذم يمكف مف‬
‫خبللو المطالبة بيا‪ ،‬كما ال يمكف لممتعاقد المطالبة أماـ القضاء اإلدارم بالحصكؿ عمى تعكيض أك دفع‬
‫المستحقات المترتبة في ذمتيا أك استرداد مبمغ الكفالة‪ ،‬دكف أف يثبت كفائو بالتنفيذ بمكجب محضر استبلـ‬
‫نيائي‪ ،‬كىك ما قضى بو مجمس الدكلة الجزائرم في ق ارره الصادرة بتاريخ ‪ 2002/07/15‬كالذم جاء فيو‬
‫"‪...‬فمف المقرر قانكنا كفي إطار استرداد مبمغ الكفالة مقابؿ لؤلشغاؿ‪ ،‬أنيا ال تككف قابمة لمتسديد إال بعد‬
‫تحرير المحضر النيائي لمتسميـ كرفع جميع التحفظات الكاردة في محضر االستبلـ المؤقت‪..‬كالثابت في‬
‫القضية بأف المحضر النيائي لبلستبلـ لـ يحرر مما يجعؿ طمب العارض في استرداد مبمغ الكفالة غير‬
‫مبرر‪ ،3"..‬كبالتالي فإف ما قضى بو مجمس الدكلة يمكف اعتباره بمثابة قضاء تقريرم حيث ال يمكف‬
‫استرداد مبمغ الكفالة إال بعد رفع جميع التحفظات‪ ،‬كالطمبات المقدمة‪ ،‬خبلفا لذلؾ ال تستند إلى حؽ مقرر‬
‫بمكجب القانكف لممتعاقد‪ ،‬كىك ما أكده مجمس الدكلة بقضائو ىذا كالذم استند فيو إلى النصكص الكاردة‬
‫في تنظيـ الصفقات العمكمية‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬قياـ المسؤولية بدوف خطأ‪.‬‬

‫يقع عمى عاتؽ المصمحة المتعاقدة تعكيض المتعامؿ المتعاقد معيا عف جميع األعماؿ التي يقكـ بيا‬
‫كأعماؿ إضافية زيادة عمى ما تـ االتفاؽ عميو في مضمكف الصفقة العمكمية (‪ ،)1‬أك تعكيضو عف‬

‫‪ -1‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،14637‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،2004 ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -2‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،064983‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،2014 ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -3‬جماؿ سايس‪ ،‬االجتياد الجزائرم في القضاء اإلدارم‪ ،‬ج‪ ،3‬منشكرات كميؾ‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.1479‬‬
‫‪ -4‬فتحي عككش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫األعماؿ غير المطابقة التي في األصؿ أنيا غير ممزمة بتسديد مقابميا طالما أف المتعاقد لـ يمتزـ بالقكاعد‬
‫كالمكاصفات الفنية المتفؽ عمييا‪ ،‬إال انو كاستثناء يمكنو الحصكؿ عف تعكيض عمى أساس قاعدة اإلثراء‬
‫ببل سبب عف ىذه األعماؿ شريطة تكافر شركط كضابط معينة (‪.)2‬‬

‫‪ -/1‬التعويض عمى أساس اإلثراء بال سبب عف األعماؿ اإلضافية‪:‬‬

‫األعماؿ اإلضافية ىي تمؾ األعماؿ التي لـ يرد ذكرىا في الصفقة‪ ،‬إال أنيا ترتبط بالعمؿ األصمي‬
‫مكضكع الصفقة‪ ،‬حيث ينبغي أف تككف ىذه األعماؿ مف ذات النكع كجنس األعماؿ األصمية‪ 1‬أم أف‬
‫يتحقؽ االرتباط بيف العمؿ اإلضافي كالعمؿ األصمي‪ ،‬كىك ما أكدتو المحكمة اإلدارية العميا بمصر بقكليا‬
‫" األعماؿ اإلضافية يتعيف أف تككف مف ذات نكع كجنس األعماؿ األصمية‪ ،‬بحيث تككف الزيادة في الكمية‬
‫أك حجـ العقد قابمة لمتنفيذ أك المحاسبة المالية مع المتعاقد األصمي عف ذات الفئات كاألسعار الخاصة‬
‫بكؿ نكع مف األعماؿ اإلضافية المماثمة لؤلعماؿ األصمية‪ ،‬حيث ال يثكر اإلشكاؿ في حالة الطمب الكتابي‬
‫أك الشفكم بالنسبة لتعكيض المتعاقد مع اإلدارة‪ ،‬حيث يككف في صكرة مقابؿ مادم"‪.2‬‬

‫ىذا؛ كغالبا ما يتـ إدخاؿ األعماؿ اإلضافية بأمر المصمحة المتعاقدة كالتي يتعيف عمييا الكفاء‬
‫بمقابميا‪ ،‬كاف أم إخبلؿ بذلؾ يرتب مسؤكليتيا عف ذلؾ‪ ،‬كىك ما قضت بو العديد مف األحكاـ القضائية‬
‫مف بينيا ما قضى بو مجمس الدكلة الجزائرم في ق ارره الصادر في ‪ 2013/12/05‬بقكلو " حيث أنو ثابت‬
‫مف كثيقة الحسـ العاـ النيائي كالغير مؤرخة كالمقدمة مف طرؼ المستأنفة كالمبرمة بيف البمدية كالمستأنفة‬
‫كالتي تخص نفس الصفقة المشار إلييا أعبله أنو جاء في مادتو األكلى أف ىذا الحسـ العاـ كالنيائي أنو‬
‫يتضمف إدخاؿ أشغاؿ إضافية في ىذا الممحؽ‪..‬كأف البمدية اكتفت بالقكؿ بأف ىذه الطمبات غير مؤسسة‬
‫كلـ تناقش القيمة المطالب بيا كىي قيمة األشغاؿ اإلضافية‪ ..‬يتعيف إلغاء الحكـ كالحكـ لممستأنفة بالقيمة‬
‫المطالب بيا‪ ،3"..‬لكف قد يحدث كأف يعمؿ المتعاقد عمى إدخاؿ بعض التعديبلت عمى األشغاؿ دكف‬
‫ترخيص مف المصمحة المتعاقدة متى اقتضاىا حسف تنفيذ الصفقة مف الناحية الفنية‪ ،‬كىك ما قد يثير‬
‫النزاع حكؿ تسديد ثمف ىذه األشغاؿ اإلضافية مف طرؼ المصمحة المتعاقدة كالتي يراىا المتعامؿ المتعاقد‬
‫ضركرية لممشركع بحجة أنيا لـ تأمره بإنجازىا‪ ،‬كفي ذلؾ أقر مجمس الدكلة بأف األشغاؿ اإلضافية عندما‬
‫تككف ضركرية لممشركع‪ ،‬كمنجزة كفؽ القكاعد المقررة‪ ،‬فإف صاحب المشركع ممزـ بتسديدىا حتى كاف لـ‬
‫يتمقى المتعاقد أم أمر بانجاز ىذه األشغاؿ مف طرؼ صاحب المشركع كىك ما أكده في ق ارره المؤرخ في‬
‫‪ 2005/07/12‬كالذم جاء فيو " حيث أف األشغاؿ اإلضافية كانت ضركرية إلنياء المشركع‪..‬كبما أنيا‬
‫كانت ضركرية لئلنجاز حسب قكاعد األشغاؿ المطالب بإنجازىا فإف صاحب الشركع ممزـ بتسديدىا حتى‬

‫‪ -1‬حميدة سيتالي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.150‬‬


‫‪ -2‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ -3‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،077702‬مجمة مجمس الدكلة العدد الحادم عشر‪ ،2013 ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كاف لـ يتمقى أم أمر بإنجاز ىذه األشغاؿ مف طرؼ صاحب المشركع كال صاحب المبنى‪.1"..‬‬

‫كفي ذات الشأف قضت المحكمة اإلدارية بأدرار بتاريخ ‪ 2015/01/21‬بقكليا "‪..‬كأجابت المرجع‬
‫ضدىا بمدية تيميمكف أنيا ال تنكر أنيا أبرمت صفقة مع المرجع مف أجؿ ترميـ الممعب البمدم‪ ،‬كأف‬
‫المرجع كمف تمقاء نفسو قاـ بتنفيذ أشغاؿ إضافية عمى الممعب دكف أمر أك عمـ مف المصمحة‬
‫المتعاقدة‪..‬حيث كبالرجكع إلى الخبرة المنجزة مف طرؼ الخبير الذم خمص في تقريره أنو كبناء عمى‬
‫المعطيات كالبيانات ككضعيات األشغاؿ‪ ،‬فقد أنجزت بكؿ المكاصفات التقنية المتفؽ عمييا في دفتر‬
‫الشركط كبدكف تحفظ‪ ،‬كأف األشغاؿ الزائدة أنجزت تماما حسب محضر معاينة ميدانية مكضحا‬
‫ذلؾ‪..‬كبالنتيجة إلزاـ بمدية تيميمكف بأدائيا لممدعي مبمغ مميكف كثمانمائة كاثناف كخمسكف ألؼ كمائة‬
‫كعشرة دينار (‪ ،)1.852.110.00‬ككذا تعكيض (‪ 100.000.00‬دج)‪.2‬‬

‫‪ -/2‬التعويض عمى أساس اإلثراء بال سبب عف األعماؿ غير المطابقة‪:‬‬

‫األعماؿ غير المطابقة في مجاؿ العقكد اإلدارية‪ ،‬ىي تمؾ األعماؿ التي ال تتفؽ كالشركط المتفؽ‬
‫عمييا ضمف العقد‪ ،‬سكاء مف ناحية المكاصفات الفنية أك الكمية‪ ،‬كاألصؿ أف اإلدارة غير ممزمة بأداء‬
‫المقابؿ المادم ليذه األعماؿ‪ ،‬إال أنو كاستثناء يمكف ليا تعكيض المتعامؿ المتعاقد عمى أساس قاعدة‬
‫اإلثراء ببل سبب‪ ،‬شريطة تكافر شرطيف أساسييف‪ ،‬كىما‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ اعتراض المصمحة المتعاقدة عف أداء المتعاقد ليذه األعماؿ‪.‬‬

‫‪ -‬استفادة المصمحة المتعاقدة مف ىذه األعماؿ‪.3‬‬

‫‪ -1‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،22350‬المؤرخ في ‪ ،2005/07/12‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد السابع‪ ،2005 ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -2‬حكـ المحكمة اإلدارية بأدرار‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬القضية رقـ ‪ ،14/00084‬الفيرس رقـ ‪ ،15/00009‬الصادر بتاريخ ‪.2015/01/21‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫ضمانات تنفيذ األحكاـ الفاصمة في منازعات الصفقات العمومية‪.‬‬

‫طالما ساد االعتقاد أف دكر القاضي اإلدارم ينتيي بمجرد التصريح بالحكـ الفاصؿ في النزاع‬
‫المعركض عميو‪ ،‬كأف تنفيذ األحكاـ القضائية أمر مكككؿ لجية اإلدارة دكف سكاىا‪ ،‬غير أف انتشار مفيكـ‬
‫دكلة القانكف كتكريس مبدأ استقبللية القضاء‪ ،‬نتج عنو اعتبار أف ميمة القاضي اإلدارم ال تنتيي بمجرد‬
‫التصريح الفاصؿ في مكضكع الدعكل‪ ،‬بؿ أدل إلى إلزاـ اإلدارة عمى تنفيذ أحكاـ القضاء باعتبارىا‬
‫شخص مف أشخاص القانكف العاـ‪ ،1‬خاصة كأف المتعامؿ المتعاقد يكاجو العديد مف العقبات كالصعكبات‬
‫في تنفيذ أحكاـ القضاء ضد اإلدارة السيما في ظؿ تمتع ىذه األخير بامتيازات السمطة العامة كتذرعيا‬
‫بتحقيؽ المصمحة العامة‪ ،‬كىك ما فرض حتمية تزكيد القاضي اإلدارم بسمطات تكفؿ ضماف تنفيذ ما قد‬
‫يصدر عنو مف أحكاـ في حؽ اإلدارة‪.2‬‬

‫كمف أجؿ بعث ميابة ألحكاـ القضاء فقد عمد المؤسس الدستكرم الجزائرم عمى تكريس إلزامية تنفيذ‬
‫األحكاـ الصادرة عف القضاء‪ ،‬كىك ما أعمنت المادة ‪ 163‬مف التعديؿ الدستكرم لسنة ‪ 2016‬كالتي‬
‫جاءت ممزمة لكافة أجيزة الدكلة بقكليا " عمى كؿ أجيزة الدكلة المختصة أف تقكـ في كؿ كقت كفي كؿ‬
‫مكاف كفي جميع الظركؼ تنفيذ أحكاـ القضاء‪ ،‬يعاقب القانكف كؿ مف يعرقؿ تنفيذ حكـ قضائي"‪ ،‬فيذا‬
‫النص لـ يتكقؼ عند كفالة إلزامية تنفيذ األحكاـ القضائية في المادة اإلدارية أك العادية عمى حد سكاء‪،‬‬
‫كانما أقر إلى جانب ذلؾ معاقبة كؿ مف يعترض أك يعرقؿ أك يحاكؿ تحت أم ظرؼ عدـ تنفيذىا مادامت‬
‫صدرت باسـ الشعب‪.3‬‬

‫كعمى الرغـ مف تكريس ىذا االلتزاـ عمى عاتؽ كافة األجيزة في الدكلة كمبدأ دستكرم في صمب‬
‫الدستكر كالنصكص المطبقة لو‪ ،‬إال أف الكاقع كثي ار ما يتبث لنا امتناع اإلدارة كاحجاميا عف تنفيذ ما أقره‬
‫القضاء مف أحكاـ في حقيا‪ ،‬كىك ما يتعارض كمبدأ حجية الشيء المقضي بو‪ ،‬كاىدا ار لقكة األحكاـ‬
‫القضائية كلييبة السمطة القضائية‪ ،‬ليذا كضمانا لتنفيذ الحكـ القضائي الصادر في الدعكل اإلدارية منحت‬
‫لمقاضي اإلدارم مجمكعة مف السمطات مف شأنيا أف تحمؿ اإلدارة عمى الرضكخ لتنفيذ األحكاـ الصادرة‬
‫عنو‪ ،‬تمثمت في سمطتي تكجيو األكامر لئلدارة أك الحكـ عمييا بالغرامة التيديدية مف أجؿ إجبارىا عمى‬
‫التنفيذ (المطمب األكؿ)‪ ،‬أك بتجريـ فعؿ االمتناع عف تنفيذ أحكاـ القضاء (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬عائشة غنادرة‪ ،‬التكجيات الحديثة لسمطات القاضي اإلدارم في مجاؿ تنفيذ األحكاـ الصادرة ضد اإلدارة‪ ،‬مجمة العمكـ القانكنية كالسياسية‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة حمة لخضر‪ ،‬الكادم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،‬جانفي ‪ ،2016‬ص ‪.227‬‬
‫‪ -2‬عادؿ زياد ‪ ،‬فعالية اآلليات القضائية لمكافحة الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ‬
‫العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪-18‬‬
‫‪ 19‬أكتكبر ‪ ،2016‬ص ‪.05‬‬
‫‪ -3‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المطمب األوؿ‪:‬‬
‫وسائؿ تنفيذ األحكاـ الصادرة عف القضاء اإلداري‪.‬‬

‫لما كاف الحكـ القضائي النيائي ىك عنكاف الحقيقة‪ ،‬فإف تنفيذه يعد تجسيدا لعمؿ القاضي عمى أرض‬
‫الكاقع‪ ،‬كما أف الفائدة الحقيقية مف كراء المجكء إلى القضاء كرفع الدعاكل القضائية بصفة عامة كصدكر‬
‫األحكاـ بشأنيا‪ ،‬تتكقؼ في النياية عمى اآلثار القانكنية الناتجة عف تنفيذ الحكـ كمدل تجسيدىا عمى‬
‫الصعيد العممي‪.1‬‬

‫كاذا كانت دكلة القانكف تقكـ عمى أساس إعبلء مبدأ خضكع الدكلة لمقانكف كسيادة مبدأ الشرعية‪ ،‬فإف‬
‫ىذا القكؿ يفقد أية قيمة لو ما لـ تحترـ الدكلة األحكاـ كالق اررات القضائية كتعمؿ عمى تنفيذىا‪ ،‬باعتبارىا‬
‫خاصية لصيقة باألحكاـ القضائية الحائزة لقكة الشيء المقضي فيو‪ ،2‬فمبدأ الشرعية يمقى احتراما كتطبيقا‬
‫كمما بادرت اإلدارة المدعى عمييا إلى تنفيذ أحكاـ القضاء كالتزمت بمضمكف ىذه األحكاـ كتنفيذىا‪ ،‬إال أف‬
‫الكاقع العممي قد أفرز كاقعا غير ذلؾ فقد تككف ىذه األخيرة عرضة لنية سيئة مف طرؼ اإلدارة تتجمى في‬
‫صكرة مبدأ المساس بمبدأ إلزامية التنفيذ‪ ،3‬كأماـ ىذا الكضع فقد عمدت التشريعات المقارنة بما فييا‬
‫المشرع الجزائرم‪ ،‬عمى االعتماد عمى العديد مف الكسائؿ بغية الحد مف إعاقة القاضي اإلدارم في‬
‫مكاجية معضمة تنفيذ األحكاـ الصادرة ضد اإلدارة‪ 4‬كالتي تجمت في تمكينو بسمطة تكجيو األكامر لئلدارة‬
‫(الفرع األكؿ) أك إميار الحكـ الصادر في حقيا بغرامة تيديدية قصد إجبارىا عمى التنفيذ (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫تمكيف القاضي اإلداري بتوجيو األوامر لإلدارة‪.‬‬

‫لقد استقر االجتياد القضائي اإلدارم؛ سكاء في فرنسا أك في الجزائر عمى أف ال يدخؿ ضمف‬
‫اختصاص القاضي اإلدارم أك صبلحياتو تكجيو األكامر لئلدارة أك الحمكؿ محميا‪ ،‬باعتبار أف اإلدارة‬
‫سمطة مستقمة عف القضاء كألنيا تشكؿ متقاضيا مف طابع خاص‪ ،‬كأف دكره يقتصر عمى إلغاء القرار أك‬
‫الحكـ برفض الدعكل‪ ،5‬كقد تكاترت األحكاـ الصادرة عف القضاء اإلدارم عمى تبني ىذا النيج مستندا في‬
‫ذلؾ عمى عدة أسانيد‪ ،‬مف بينيا مبدأ الفصؿ بيف السمطات التي برر بيا الحظر المفركض في تكجيو‬
‫أكامر لئلدارة‪.‬‬

‫‪ -1‬بساـ محمد أبك أرميمة‪ ،‬الدكر اإليجابي لئلدارة في تنفيذ حكـ اإللغاء‪ ،‬مجمة دراسات عمكـ الشريعة كالقانكف‪ ،‬تصدر عف عمادة البحث العممي‬
‫كضماف الجكدة‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجمد (‪ ،)42‬العدد الثالث‪ ،2015 ،‬ص ‪.1103‬‬
‫‪ -2‬حسيف فريجة‪ ،‬تنفيذ ق اررات القضاء اإلدارم بيف الكاقع ك القانكف‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫العدد الثاني‪ ،2007 ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -3‬زيف العابديف بمماحي‪ ،‬الكسائؿ القانكنية لضماف تنفيذ القرارات القضائية اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪،‬‬
‫جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2008/2007 ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -4‬عادؿ زياد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪5‬‬
‫‪- Charle Débbach et Jean Claud Ricci, Contentieux administratif, 7eme,édition, DALLOZ , Paris, 1999, p 707.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كقد كاف مما استقر عميو االجتياد القضاء اإلدارم في الجزائر‪ ،‬سكاء في مرحمة الغرفة اإلدارية‬
‫بالمحكمة العميا أك مجمس الدكلة حاليا ىك عدـ جكاز إجبار اإلدارة عمى التنفيذ‪ ،‬كبذلؾ فقد انحصر دكر‬
‫ىذا األخير في إلغاء ال قرار اإلدارم كتفسيره‪ ،‬كبياف مدل مشركعيتو ككقؼ تنفيذه كالتعكيض عف القرار‬
‫المعيب‪ ،1‬دكف أف يتعدل ذلؾ بالتدخؿ في أعماؿ اإلدارة بتكجيو األكامر ليا إللزاميا بالقياـ بعمؿ أك‬
‫االمتناع عنو‪ ،‬كىذا بالرغـ مف عدـ كجكد أم نص قانكني يمنعو مف ذلؾ‪ ،‬كبذلؾ فإف دكر القاضي‬
‫اإل دارم يتمثؿ في تحديد الحؽ الذم كاف محؿ النزاع‪ ،‬كحؽ المتعاقد مع اإلدارة كالحكـ لو بالتعكيض‪،‬‬
‫دكف أف يتعدل ذلؾ أمرىا بأداء حؽ المتعاقد أك بدفع التعكيض‪ ،‬كما ال يممؾ القاضي أف يأمر بإلغاء أك‬
‫تنفيذ األشغاؿ أك أمرىا بإحبلؿ متعاقد محؿ آخر‪.2‬‬

‫كىك ما أكدتو العديد مف الق اررات الصادرة عف مجمس الدكلة مف بينيا ق ارره المؤرخ في‬
‫‪ 2002/07/15‬كالذم جاء فيو بأنو " ليس بإمكاف القضاء أف يصدر أكامر أك تعميمات لئلدارة‪ ،‬فيك ال‬
‫يستطيع أف يمزميا بالقياـ بعمؿ ك أف سمطتو تقتصر فقط عمى إلغاء الق اررات المعيبة أك الحكـ‬
‫بالتعكيض‪ ،3"...‬كقد كا ف ىذا المكقؼ نتيجة لرؤيا ارتبطت بسياسة مجمس الدكلة الفرنسي الذم عبر عنيا‬
‫بقكلو "‪..‬ال يممؾ‬ ‫‪/‬‬ ‫‪/‬‬ ‫ىك اآلخر في العديد مف ق ارراتو‪ ،‬مف بينيا ق ارره المؤرخ في بتاريخ‬
‫القاضي اإلدارم صبلحية تكجيو أكامر لئلدارة أك لييئة خاصة مكمفة بتنفيذ مرفؽ أك بتسييره‪ ،‬كىذا‬
‫بمناسبة نزاع يتعمؽ بقرار اتخذتو تمؾ الييئة أثناء ممارستيا لتمؾ الميمة الخاصة بالسمطة العامة‪.4"..‬‬

‫إف ىذا المكقؼ كاف كاف مبر ار لدل بعض الفقو‪ ،‬إال أنو لـ يبلقي تأييدان مف قبؿ البعض اآلخر الذيف‬
‫أنكركا عمى القضاء اإلدارم إلزاـ نفسو بيذا الحظر‪ ،‬كىك ما جعؿ المشرع الفرنسي سباقا لبلعتراؼ‬
‫لمقضاء اإلدارم بتكجيو أكامر لئلدارة بعد فترة طكيمة مف الحظر الذم أبداه مجمس الدكلة إزاء ىذه‬
‫السمطة‪ ،5‬كىك ما يستفاد مف أحكاـ المادتيف ‪ L911-‬ك ‪ L911-‬مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي‪،‬‬
‫كفي ذات السياؽ مكف المشرع الفرنسي القاضي االستعجالي ىك اآلخر بممارسة ىذه السمطة بإدخاؿ‬
‫بعض التعديبلت في قانكف القضاء اإلدارم بمكجب القانكف رقـ ‪ 597-2000‬كذلؾ بتكسيع سمطات‬
‫القاضي االستعجالي كتمكينو مف سمطة تكجيو األكامر لئلدارة‪ ،6‬مما أدل إلى تأثر النظاـ القانكني‬
‫كالقضائي الجزائرم مما دفع بالمشرع الجزائرم إلى العمؿ عمى تعزيز سمطات القاضي اإلدارم كتمكينو‬

‫‪ -1‬بكبشير محند أمقراف‪ ،‬السمطة القضائية في الجزائر‪ ،‬دار األمؿ لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬تيزم كزك‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -2‬آماؿ يعيش تماـ‪ ،‬سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه عمكـ في الحقكؽ‪ ،‬تخصص قانكف عاـ‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2012/2011 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،5638‬المؤرخ في ‪ ،2002/07/15‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.163 ،161‬‬
‫‪ -4‬زيف العابديف بمماحي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.76 ،75‬‬
‫‪ -5‬عبد القادر عدك‪ ،‬ضمانات تنفيذ األحكاـ اإلدارية ضد اإلدارة العامة‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -6‬حسيف كمكف‪ ،‬المركز الممتاز لئلدارة في المنازعة اإلدارية‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه في العمكـ‪ ،‬تخصص قانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،2018 ،‬ص ‪.251‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مف سمطة تكجيو األكامر‪ ،‬كالزاـ اإلدارة بتنفيذىا إسكة في ذلؾ بالمشرع الفرنسي‪ ،‬كالتي قد تككف مقترنة‬
‫بمنطكؽ حكمو (الفقرة األكلى) أك الحقة لصدكر الحكـ بناء عمى طمب صاحب الشأف في حالة رفض‬
‫اإلدارة تنفيذ الحكـ الصادر في حقيا(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األوامر المقترنة بمنطوؽ الحكـ‪.‬‬

‫لقد اعترؼ القانكف رقـ ‪ 09/08‬المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية لمقاضي اإلدارم بسمطة‬
‫تكجيو أكامر سابقة عمى تنفيذ الحكـ األصمي‪ ،‬إلى كؿ شخص معنكم عاـ أك ىيئة تخضع منازعاتيا‬
‫الختصاص الجية القضائية اإلدارية باتخاذ التدابير المطمكبة إذا تطمب األمر أك إلزاـ ىذه الييئات بتدابير‬
‫تنفيذية معينة‪ ،‬كىك ما قضت بو أحكاـ المادة ‪ 978‬التي أفادت بقكليا " عندما يتطمب األمر أك الحكـ أك‬
‫القرار‪ ،‬إلزاـ أحد األشخاص المعنكية العامة أك ىيئة تخضع منازعاتيا الختصاص الجيات القضائية‬
‫اإلدارية باتخاذ تدابير تنفيذ معينة‪ ،‬تأمر الجية القضائية اإلدارية المطمكب منيا ذلؾ‪ ،‬في نفس الحكـ‬
‫القضائي بالتدبير المطمكب مع تحديد أجؿ لمتنفيذ عند االقتضاء "‪.‬‬

‫مكف ىذا النص كبشكؿ صريح جميع جيات القضاء اإلدارم سكاء المحاكـ اإلدارية أك مجمس‬
‫الدكلة‪ ،‬عند إصدارىا ألحكاميا ضد أم شخص مف أشخاص القانكف العاـ أك أم ىيئة تخضع منازعاتيا‬
‫لمقضاء اإلدارم‪ ،‬بالحكـ عمييا في نفس منطكؽ الحكـ بالقياـ بتدابير معينة بشكؿ كاضح مع تحديد أجؿ‬
‫لذلؾ كالتي تتبايف بيف أكامر بإلزاـ اإلدارة بعمؿ أك االمتناع عف عمؿ‪.1‬‬

‫فيذه األكامر تقترف بمنطكؽ الحكـ‪ ،‬كفي ىذه الحالة تككف ليا نفس الحجية‪ ،‬كذلؾ إعماالن لمبدأ‬
‫المشركعية ككف الغرض منيا يكمف في تدارؾ سكء التنفيذ لمشيء المقضي بو‪ ،‬فيحدد لئلدارة في الحكـ‬
‫األصمي بناء عمى طمب صاحب الشأف ما يجب أف تتخذه مف إجراءات بشكؿ كاضح خبلؿ مدة محددة‬
‫عند االقتضاء‪ ،2‬كبالتالي فيي طمبات تتضمف تكجيو أكامر احت ارزية سابقة يكجييا القاضي لئلدارة‪.3‬‬

‫كيفيـ مف المادة ‪ 978‬مف (ؽ إ ـ إ) أف القاضي اإلدارم ال يمكنو إعماؿ تمؾ التدابير إال إذا طمبيا‬
‫صاحب الشأف‪ ،‬فبل يمكف لمجية القضائية الحكـ بيذه التدابير مف تمقاء نفسيا حتى كلك رأت أف تنفيذ‬
‫الحكـ اإلدارم يستمزـ تكجيو تمؾ األكامر‪ ،‬ذلؾ أف أحكاـ ىذا النص قد ربطتيا بتقديـ صاحب الشأف طمب‬
‫لمقاضي بإصدار أكامر لئلدارة مرتبطة بالطمب األصمي في الدعكل‪ ،‬كذلؾ بتقديمو مع عريضة الدعكل‬

‫‪ -1‬سائح سنقكقة‪ ،‬شرخ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (نصا‪ ،‬شرحا‪ ،‬تعميقا‪ ،‬تطبيقا)‪ ،‬ج‪ ،2‬دار اليدل لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬عيف مميمة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.1169‬‬
‫‪ -2‬آماؿ يعيش تماـ‪ ،‬سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪ -3‬عبد الكىاب كساؿ‪ ،‬اإلطار القانكني لؤلكامر المكجية مف القاضي اإلدارم ضذ اإلدارة في ظؿ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (‪،)09/08‬‬
‫المجمة األكاديمية لمبحث القانكني‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬المجمد (‪ ،)7‬العدد األكؿ‪ ،2013 ،‬ص‬
‫‪.165‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫األصمية أك مف خبلؿ طمب مستقؿ أثناء سير الدعكل‪ ،‬كلمقاضي في ذلؾ كامؿ السمطة في تضميف الحكـ‬
‫األصمي باألمر مف عدمو‪.1‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األوامر الالحقة لمحكـ األصمي‪.‬‬

‫لقد اعترفت أحكاـ القانكف رقـ ‪ 09/08‬المتعمؽ بقانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية أيضا لمقاضي‬
‫اإلدارم بسمطة تكجيو أكامر الحقة لمحكـ األصمي‪ ،‬في حالة رفض اإلدارة تنفيذ حكـ أك قرار قضائي‪ ،‬كلـ‬
‫يكف ىذا األخير يتضمف أم ار قضائيا بإلزاـ اإلدارة بإتخاذ تدابير تنفيذية بسبب عدـ طمب المحككـ لو ذلؾ‬
‫في الخصكمة السابقة‪ ،‬كالذم يككف لو أف يتدارؾ الكضع بالتكجو مرة أخرل لمجية القضائية اإلدارية التي‬
‫أصدرت الحكـ بمكجب دعكل جديدة يطمب منيا تكجيو أكامر لئلدارة الممتنعة عف تنفيذ الحكـ باتخاذ‬
‫تدابير تنفيذية‪ ،‬كتجد ىذه السمطة أساسيا في المادة ‪ 979‬مف (ؽ إ ـ إ) التي نصت بأنو " عندما يتطمب‬
‫األمر أك الحكـ أك القرار‪ ،‬إلزاـ أحد األشخاص المعنكية العامة أك ىيئة تخضع منازعاتيا الختصاص‬
‫الجيات القضائية اإلدارية باتخاذ تدابير تنفيذ معينة‪ ،‬لـ يسبؽ أف أمرت بيا بسبب عدـ طمبيا في‬
‫الخصكمة السابقة‪ ،‬تأمر الجية القضائية اإلدارية المطمكب منيا ذلؾ‪ ،‬بإصدار قرار إدارم جديد في أجؿ‬
‫محدد "‪.‬‬

‫بناء عمى ذلؾ فإذا استمزـ تنفيذ الحكـ قياـ الشخص المعنكم العاـ أك الخاص المكمؼ بإدارة مرفؽ‬
‫عاـ باتخاذ قرار آخر بعد إجراء تحقيؽ جديد لمطمب‪ ،‬فمممحكمة التي أصدرت الحكـ كبناء عمى طمب‬
‫صاحب الشأف أف تأمر بإجراء التحقيؽ البلزـ كاصدار القرار المطمكب إصداره خبلؿ مدة معينة‪ ،‬تتدارؾ‬
‫مف خبللو كجو البلمشركعية الذم لحؽ القرار محؿ الخصكمة‪ ،‬كدكف شؾ فإف إقراف األمر في ىذه الحالة‬
‫بإطار زمني محدد مف قبؿ القاضي مف شأنو أف يحكؿ دكف لجكء اإلدارة لممماطمة الزمنية في إطار القرار‬
‫الجديد‪.‬‬

‫كبالتالي فإف الغرض مف تمكيف القاضي اإلدارم بتكجيو أكامر الحقة لتنفيذ الحكـ‪ ،‬ىك منح اإلدارة‬
‫فرصة تدارؾ األمر في حالة امتناعيا عف ذلؾ قبؿ استخداـ األسمكب اإلكراىي في حقيا‪ ،‬خصكصا أماـ‬
‫إمكانيتيا في تنفيذ الحكـ‪ ،‬فضبل عف تمكيف صاحب الشأف بتدارؾ ما فاتو مف طمبات أماـ القضاء في‬
‫الخصكمة السابقة كالتي صدر الحكـ فييا‪.‬‬

‫كالجدير بالذكر أف أحكاـ المادتيف ‪ 978‬ك‪ 979‬لـ تحدد طبيعة األمر الذم يتخذه القاضي اإلدارم‪،‬‬
‫تاركة ذلؾ حسب طبيعة كمبلبسات كؿ قضية مف القضايا التي تعرض عمى الجيات القضائية اإلدارية‬
‫كقد أحسف المشرع الجزائرم في ذلؾ‪ ،‬فكؿ أمر يعمؿ عمى حمؿ اإلدارة عمى التنفيذ تشممو أحكاـ‬
‫النصكص السابقة‪ ،2‬إضافة إلى أف ما يبلحظ مف ىذه األخيرة (المادة ‪ 978‬ك‪ )979‬أف المشرع قد قيد‬

‫‪ -1‬حسيف كمكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.254‬‬


‫‪ -2‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.283‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫القاضي اإلدارم لممارسة سمطتو في تكجيو األكامر التنفيذية ضد اإلدارة حاؿ امتناعيا عف ذلؾ‪ ،‬بضركرة‬
‫تقديـ طمب مف المحككـ لو يحدد فيو اإلجراءات التي يريدىا صراحة‪ ،‬مما يعني أف القاضي اإلدارم ال‬
‫يمكنو ممارسة ىذه السمطة تمقائيا‪ ،‬طبقا لمقاعدة اإلجرائية التي تقضي بأف "ال يحكـ القاضي بأكثر ما‬
‫يطمبو الخصكـ"‪ ،1‬بمعنى أنو ال يجكز لو الفصؿ إال في حدكد الطمبات المعركضة عميو مف قبميـ‪ ،‬كنتيجة‬
‫لذلؾ فقد رفض مجمس الدكلة الفرنسي الطمب العاـ‪ ،‬الذم لـ يحدد فيو صاحب الشأف اإلجراء الذم يريده‬
‫تاركا تمؾ الميمة لمقاضي‪ ،‬لذلؾ يجب أف يقكـ المدعي بالطمب مف المحكمة أف تدرج في منطكؽ حكميا‬
‫أم انر إلى اإلدارة بالتزاميا بإجراء محدد‪ ،‬كيجب أف يككف ىذا الطمب كاضحا كمحددا‪ ،‬بحيث إذا جاء ىذا‬
‫اء محددان فإنو يككف جدي ار بالرفض‪.2‬‬
‫الطمب بصيغة العمكـ دكف أف يتضمف إجر ن‬
‫ىذا؛ كقد أفصحت المادة ‪ 987‬ىي األخرل بقكليا بأنو " ال يجكز تقديـ طمب إلى المحكمة اإلدارية‬
‫مف أجؿ األمر باتخاذ التدابير الضركرية لتنفيذ حكميا النيائي كطمب الغرامة التيديدية لتنفيذه عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬إال بعد رفض التنفيذ مف المحككـ عميو‪ ،‬كانقضاء أجؿ ثبلثة (‪ )3‬أشير يبدأ مف تاريخ التبميغ‬
‫الرسمي لمحكـ"‪ ،‬إال أنو فيما يتعمؽ باألكامر االستعجالية لممدعي المطالبة بذلؾ دكف التقيد بأجؿ معيف‬
‫كىذا طبقا لممادة‪ 2/987‬التي أفادت بقكليا " غير أنو فيما يتعمؽ باألكامر االستعجالية يجكز تقديـ الطمب‬
‫بشأنيا بدكف أجؿ "‪ ،‬كيصدر القاضي اإلدارم األكامر االستعجالية بناء عمى طمب المدعي‪ ،‬كأف يأمر‬
‫المصمحة المتعاقدة بضركرة االمتثاؿ لقكاعد العبلنية كالمنافسة قبؿ إبراـ العقد‪ ،‬كيرجع مبرر ىذا االستثناء‬
‫إلى أف طبيعة ىذه الطمبات تقتضي االستعجاؿ‪ ،‬كاف أم تأخير في تكجيييا يؤدم إلى ضياع حؽ كتحقؽ‬
‫ما ال يمكف تداركو‪.‬‬

‫كأما إذا حددت المحكمة اإلدارية لممحككـ عميو أجبل لمتنفيذ التخاذ تدابير معينة‪ ،‬فبل يجكز تقديـ‬
‫الطمب إال بعد انقضاء ىذا األجؿ كذلؾ طبقا لمفقرة ‪ 03‬مف المادة ‪ 987‬التي أفادت بقكليا بأنو " في‬
‫الحالة التي تحدد المحكمة اإلدارية في حكميا محؿ التنفيذ أجبل لممحككـ عميو‪ ،‬التخاذ تدابير تنفيذ معينة‪،‬‬
‫ال يجكز تقديـ الطمب إال بعد انقضاء ىذا األجؿ "‪ ،‬في حيف قد عمقت المادة ‪ R921-‬قد عمقت طمب‬
‫تكجيو ىذا األمر عمى شرط صدكر قرار صريح عف اإلدارة برفض التنفيذ‪ ،‬خبلفا لما أقره المشرع مف‬
‫خبلؿ المادة ‪ 987‬التي لـ تشترط بأف يككف قرار رفض التنفيذ صريحا مف أجؿ تقديـ طمب األمر باتخاذ‬
‫التدابير الضركرية لمتنفيذ‪ ،‬كىك ما يغمؽ باب تعسؼ اإلدارة بتعمدىا عدـ التصريح بالرفض‪ ،‬كبالتالي عدـ‬
‫تحقيؽ شرط تكجيو األمر ليا‪.‬‬

‫‪ -1‬إلياـ فاضؿ‪ ،‬سمطات قاضي اإللغاء لضماف تنفيذ أحكامو (في التشريعيف الفرنسي كالجزائرم)‪ ،‬الممتقى الكطني حكؿ سمطات القاضي اإلدارم‬
‫في المنازعات اإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬مام ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي ‪ ،2011/04/27-26‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -2‬ميند مختار نكح‪ ،‬القاضي اإلدارم كاألمر القضائي‪ ،‬مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ االقتصادية كالقانكنية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة دمشؽ‪ ،‬العدد‬
‫الثاني‪ ،2004 ،‬ص ‪.225‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ختاما لذلؾ يتضح لنا أنو بصدكر القانكف ‪ 09/08‬المتعمؽ بػ (ؽ إ ـ إ) عمؿ المشرع الجزائرم عمى‬
‫تعزيز سمطات القاضي اإلدارم في أمر اإلدارة‪ ،‬كبالتالي لـ يعد لمقاضي اإلدارم أم حجة في االمتناع‬
‫عف تكجيو األكامر لئلدارة مف أجؿ إلزاميا كحمميا عمى احتراـ ق ارراتو‪ ،‬ىذا كلـ تتكقؼ اإلصبلحات التي‬
‫باشرىا المشرع الجزائرم في تعزيز مكانة القضاء مف خبلؿ أحكاـ القانكف ‪ 09/08‬المتعمؽ بػ (ؽ إ ـ إ)‬
‫عند ىذا الحد‪ ،‬كانما عمؿ المشرع عمى تمكيف القاضي اإلدارم بمختمؼ درجاتو بممارسة سمطة إصدار‬
‫أكامر لئلدارة متعمقة بالغرامة التيديدية‪ ،‬لتجريد اإلدارة مف بعض االمتيازات التي تتمتع بيا إزاء األفراد في‬
‫المنازعة اإلدارية‪ ،‬كمكاجية إشكالية إحجاميا عف تنفيذ ما يصدر بحقيا مف أحكاـ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫تمكيف القاضي بإميار األحكاـ بغرامة تيديدية‪.‬‬

‫يعتبر التيديد المالي كسيمة إلجبار المديف عمى تنفيذ التزامو‪ ،1‬حيث ابتدعت األنظمة القانكنية‬
‫مجمكعة مف الكسائؿ تدخؿ في نطاؽ ما يسمى بإمكانية تكجيو القاضي ألكامر لئلدارة قصد إجبارىا عمى‬
‫تنفيذ ما صدر ضدىا مف أحكاـ كق اررات قضائية إدارية‪ ،‬كىك ما دفع بالمشرع الجزائرم إلى إيجاد آليات‬
‫ذات طابع مالي تمس الذمة المالية لئلدارة‪ ،‬األمر الذم يشكؿ ضغطان كبي انر عمييا قصد إرغاميا عمى تنفيذ‬
‫أحكاـ القضاء الصادرة بحقيا‪.2‬‬

‫كعمى الرغـ لمدكر الذم تمعبو الغرامة التيديدية في حمؿ اإلدارة عمى تنفيذ األحكاـ الصادرة في‬
‫لحد عدـ االعتراؼ بيا(الفقرة‬
‫حقيا‪ ،‬فقد عرفت ىيا األخرل تدبدبا في تطبيقيا ضمف المادة اإلدارية كصؿ ّ‬
‫األكلى) كنظ ار لمسمبيات الناتجة عف امتناع اإلدارة عف تنفيذ األحكاـ الصادرة بحقيا كمسايرة مف المشرع‬
‫الجزائرم لمتطكر الذم عرفتو المنظمة القانكنية في فرنسا بيذا الشأف‪ ،‬أقر المشرع الجزائرم بأحقية‬
‫القاضي اإلدارم بإميار األحكاـ بغرامة تيديدية قصد إجبار اإلدارة عمى تنفيذ األحكاـ القضائية‪ ،‬كىك ما‬
‫جسدتو أحكاـ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مرحمة االمتناع التمقائي عف إميار األحكاـ بغرامة تيديدية‪.‬‬

‫تعرؼ الغرامة التيديدية بأنيا " عقكبة مالية تبعية كمحتممة تحدد بصفة عامة‪ ،‬بمبمغ معيف مف الماؿ‬
‫عف كؿ يكـ تأخير بيدؼ تجنب عدـ تنفيذ أحكاـ القضاء اإلدارم أك التأخير في تنفيذىا‪ ،‬الصادرة ضد‬
‫أم شخص مف أشخاص القانكف العاـ أك أم شخص مف أشخاص القانكف الخاص المكمفة بإدارة مرفؽ‬

‫‪ -1‬حسيف كمكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.206‬‬


‫‪ -2‬سييمة مزياني‪ ،‬الغرامة التيديدية في المادة اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في العمكـ القانكنية‪ ،‬تخصص قانكف إدارم كادارة عامة‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2012/2011 ،‬ص ‪.07‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عاـ"‪ ،1‬كتجد ىذه األخيرة أساسيا القانكني في أحكاـ المادتيف ‪ 340‬ك ‪ 471‬مف األمر رقـ ‪154/66‬‬
‫المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية الممغى‪ ،2‬كالتي عبر عنيا بمصطمح التيديدات المالية‪ ،‬حيث نصت‬
‫المادة ‪ 340‬عمى أنو " إذا رفض المديف تنفيذ التزاـ بعمؿ أك خالؼ التزاما باالمتناع عف عمؿ‪ ،‬يثبت‬
‫القائـ بالتنفيذ ذلؾ في محضر كيحيؿ صاحب المصمحة إلى المحكمة لممطالبة بالتعكيضات أك التيديدات‬
‫المالية‪ ،‬ما لـ يكف قد قضى بالتيديدات المالية مف قبؿ "‪ ،‬بينما نصت المادة ‪ 471‬مف نفس القانكف‬
‫بقكليا عمى أنو " يجكز لمجيات القضائية بناء عمى طمب الخصكـ أف تصدر أحكاما بتيديدات مالية في‬
‫حدكد اختصاصيا‪ ،‬كعمييا بعد ذلؾ مراجعتيا كتصفية قيمتيا‪."...‬‬

‫يبلحظ مف خبلؿ أحكاـ المادتيف أف المشرع الجزائرم قد أخذ بنظاـ الغرامة التيديدية‪ ،‬إال أف نطاؽ‬
‫تطبيقيا لـ يتجمى بصفة كاممة‪ ،‬ذلؾ أنو إذا كانت مسألة تطبيقيا عمى األشخاص الطبيعية ال تطرح أم‬
‫إشكاؿ‪ ،‬فإف األمر يختمؼ عندما يتعمؽ األمر بتكقيعيا عمى األشخاص المعنكية العامة‪ ،3‬خاصة في ظؿ‬
‫ما استقرت عميو أحكاـ القضاء مف عدـ إمكانية تيديد اإلدارة ماليا‪ ،‬كىك المبدأ الذم استقر عميو القضاء‬
‫اإلدارم الجزائرم‪ ،‬مف بينيا قرار الغرفة اإلدارية بالمحكمة العميا المؤرخ في ‪ 1997/04/13‬كالذم جاء‬
‫فيو "‪..‬حيث أنو ال سمطة لمقاضي اإلدارم عمى ضكء التشريع كاالجتياد القضائي لمغرفة اإلدارية الحالييف‬
‫في الحكـ عمى اإلدارة بغرامات تيديدية إلجبارىا عمى تنفيذ الق اررات القضائية المنطكؽ بيا ضدىا‪.4" ...‬‬
‫كاألكثر مف ذلؾ فقد ذىب مجمس الدكلة في ق ارره الصادر بتاريخ ‪ 2003/04/08‬بتقريره " أف الغرامة‬
‫التيديدية التزاـ ينطؽ القاضي بو كعقكبة‪ ،‬فينبغي أف يطبؽ عمييا مبدأ قانكنية الجرائـ كالعقكبات كبالتالي‬
‫يجب سنيا بقانكف كأنو ال يجكز لمقاضي في المسائؿ اإلدارية النطؽ بالغرامة التيديدية ماداـ ال يكجد أم‬
‫قانكف يرخص صراحة بيا "‪.5‬‬

‫ما يفيـ مف ىذا القرار أف جميع النصكص المنظمة لمغرامة التيديدية تعتبر غير قابمة لمتطبيؽ‪ ،‬كأنو‬
‫يجب سف قانكف خاص يخكؿ لمقضاء إصدار أحكاـ مشمكلة بالغرامة التيديدية ضد اإلدارة‪ ،‬كىك ما ال‬
‫يمكف قبكلو باعتبار أف قانكف اإلجراءات المدنية يعد الشريعة العامة لمتقاضي في المنازعات اإلدارية لعدـ‬
‫كجكد تقنيف إجرائي خاص في المادة اإلدارية‪ ،6‬بؿ كاألكثر مف ذلؾ فقد أكدت المادة ‪ 40‬مف القانكف‬

‫‪ -1‬منصكر محمد أحمد‪ ،‬الغرامة التيديدية كجزاء لعدـ تنفيذ أحكاـ القضاء اإلدارم الصادرة ضد اإلدارة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.16‬‬
‫‪ -2‬األمر رقـ ‪ ،154/66‬المؤرخ في ‪ ،1966/06/08‬المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية‪ ،‬ج ر ج ج العدد (‪ ،)47‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ ،1966/06/09‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب قانكف ‪ ،23/90‬المؤرخ في ‪ ،1990/08/18‬ج ر عدد (‪ ،)36‬الصادرة بتاريخ ‪1990/08/22‬‬
‫(الممغى)‪.‬‬
‫‪ -3‬حسيف كمكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.261‬‬
‫‪ -4‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬رقـ ‪ ،115284‬المؤرخ في ‪ ،1997/04/13‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،1998 ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪ -5‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،014989‬المؤرخ في ‪ ،2003/04/08‬مجمة الدكلة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،2003 ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.178-177‬‬
‫‪ -6‬آماؿ يعيش تماـ‪ ،‬سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العضكم رقـ ‪ 01/98‬المتعمؽ باختصاصات مجمس الدكلة‪ ،1‬كالمادة ‪ 02‬مف القانكف رقـ ‪ 02/98‬المتعمؽ‬
‫بالمحاكـ اإلدارية عمى خضكع اإلجراءات المطبقة أماـ الجيات القضائية اإلدارية ألحكاـ قانكف‬
‫اإلجراءات المدنية‪.2‬‬

‫باإلضافة إلى أف ىذا التبرير غير مؤسس نظ ار لكركد نص المادة ‪ 340‬مف قانكف اإلجراءات المدنية‬
‫تحت الكتاب السادس تحت عنكاف " تنفيذ أحكاـ القضاء "‪ ،‬كالذم يطبؽ في جميع القضايا سكاء تمؾ‬
‫المتعمقة باختصاص جيات القضاء العادم أك اختصاص جيات القضاء اإلدارم‪ ،‬فضبل عمى أف مجمس‬
‫الدكلة قد سبؽ لو كأف طبؽ أحكاـ المادة ‪( 340‬ؽ إ ـ) التي تسمح بالتعكيض في حالة رفض تنفيذ التزاـ‬
‫بعمؿ أك مخالفة التزاـ باالمتناع عف عمؿ‪ ،‬كمف غير المنطقي أف يطبؽ القضاء أحكاـ ىذا النص بشأف‬
‫طمب التعكيض بينما يمتنع عف ذلؾ بخصكص طمب الغرامة التيديدية‪.3‬‬

‫ثـ إف اعتبار الغرامة التيديدية عقكبة يطبؽ عمييا مبدأ الشرعية أمر يتعارض كفعالية رقابة القضاء‬
‫عمى أعماؿ اإلدارة‪ ،‬فضبل عمى أف الغرامة التيديدية تعتبر ذات طابع مدني تتـ تصفيتيا طبقا لقكاعد‬
‫التعكيض عف األعماؿ الضارة‪ ،‬كىي بالتالي ال تمت بأية صمة لقانكف العقكبات‪ ،4‬كاف كاف ىذا المقصكد‬
‫مف كصؼ مجمس الدكلة لمغ ارمة التيديدية‪ ،‬فإف ىذا الكصؼ بدكره مستبعد مف منطمؽ أف الغرامة‬
‫التيديدية ال تعد بمثابة عقكبة كال بمثابة جزاء‪ ،‬كانما ىي كسيمة مف كسائؿ دفع اإلدارة كحمميا عمى تنفيذ‬
‫أحكاـ القضاء‪.5‬‬

‫كبالتالي فقد أعطى مجمس الدكلة الغرامة التيديدية مفيكما غير مألكؼ‪ ،‬عندما اعتبرىا بمثابة عقكبة‬
‫تخضع لمبدأ قانكنية الجرائـ كالعقكبات‪ ،‬كما أف استبعاد مجمس الدكلة لسمطة القاضي في تقريرىا بدعكل‬
‫غياب النص القانكني الذم يسمح بيا‪ ،‬يخالؼ ما جاءت بو أحكاـ المادتيف ‪ 340‬ك ‪ 471‬مف قانكف‬
‫اإلجراءات المدنية‪ ،‬كالتي خكلت لمقاضي اإلدارم حؽ الحكـ بالغرامة التيديدية دكف أم تمييز بيف‬
‫القاضي اإلدارم كالعادم‪ ،6‬كالتي كانتا صالحتاف لؤلخذ بيا كأساس لتسميط الغرامة التيديدية ضد اإلدارة‪،‬‬
‫كبالتالي فقد كاف امتناع القاضي عف الحكـ بيا امتناع تمقائي‪ ،‬فبدال مف أف يقرر جكاز تكقيعيا ضد‬

‫‪ -1‬تـ تعديؿ نص المادة ‪ 40‬مف القانكف العضكم رقـ ‪ ،01/98‬المؤرخ في ‪ ،1998/05/30‬المتعمؽ باختصاصات مجمس الدكلة كتنظيمو كعممو‪،‬‬
‫المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف العضكم رقـ ‪ ،02/18‬المؤرخ في ‪ ،2018/03/04‬ج ر ج ج العدد (‪ )15‬الصادرة بتاريخ ‪،2018/03/07‬‬
‫كالتي أصبحت فحكاىا تنص عمى أف " تخضع اإلجراءات ذات الطابع القضائي أماـ مجمس الدكلة ألحكاـ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية"‪.‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 02‬مف القانكف رقـ ‪ ،02/98‬المؤرخ في ‪ ،1998/05/30‬المتعمؽ بالمحاكـ اإلدارية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )37‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 1998/06/01‬بقكليا " تخضع اإلجراءات المطبقة أماـ المحاكـ اإلدارية ألحكاـ قانكف اإلجراءات المدنية "‪.‬‬
‫‪ -3‬بكبشير محند أمقراف‪ ،‬حدكد الصبلحيات المستحدثة لمقضاء اإلدارم في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬الممتقى الكطني حكؿ سمطات‬
‫القاضي اإلدارم في المنازعات اإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬مام ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬يكمي ‪ ،2011/04/27-26‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -4‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.287‬‬
‫‪ -5‬غنام رمضاف‪ ،‬عف مكقؼ مجمس الدكلة مف الغرامة التيديدية‪ ،‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،2003 ،‬ص ‪.147 ،146‬‬
‫‪ -6‬نادية بكنعاس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اإلدارة استنادا لعدـ كجكد أم نص يمنع مف ذلؾ‪ ،‬راح يقرر خبلفا لذلؾ بعدـ جكاز النطؽ بيا في حؽ‬
‫اإلدارة‪.1‬‬

‫لذلؾ فقد تعرض ىذا المكقؼ لمعديد مف االنتقادات‪ ،‬باعتبار أف الغرامة التيديدية تعد بمثابة كسيمة‬
‫مف كسائؿ تنفيذ األحكاـ نظ ار لما تتسـ بو مف ضغط عمى اإلدارة بدفعيا إلى التنفيذ‪ ،2‬كما أف األخذ بيذا‬
‫المسمؾ مف طرؼ مجمس الدكلة كالغرفة اإلدارية سابقا يصطدـ بنصكص صريحة ككاضحة‪.‬‬

‫كتأسيسا عمى ذلؾ فإف امتناع القضاء اإلدارم عف تسميط غرامات تيديدية ضد األشخاص المعنكية‪،‬‬
‫مف شأنو أف يقمؿ مف شأف األحكاـ القضائية كمساسا بمعالـ دكلة القانكف‪ ،‬فاإلدارة ممزمة بتنفيذ أحكاـ‬
‫القضاء‪ ،‬كاف ىي امتنعت عف ذلؾ‪ ،‬كمنع القاضي مف صبلحية جبرىا عمى التنفيذ بتسميط غرامة تيديدية‬
‫فإف ذلؾ انتياكا لمبدأ المشركعية‪ ،‬كىك ما سيؤدم إلى استم اررية نفاذ قرار إدارم غير مشركع‪ ،‬فضبل عمى‬
‫أف ذلؾ يعد انتياكا كاضحا ألحكاـ الدستكر التي تمزـ كافة أجيزة الدكلة بتنفيذ أحكاـ القضاء‪ ،‬لذلؾ كفي‬
‫سبيؿ حث اإلدارة عمى تنفيذ ما يصدر في مكاجيتيا مف أحكاـ كق اررات قضائية‪ ،‬كبشأف تخفيؼ مف‬
‫مشكؿ عدـ تنفيذ ق اررات كأحكاـ القضاء اإلدارم‪ ،‬كحماية لحقكؽ المتقاضيف أجاز المشرع الجزائرم في‬
‫إطار تعزيز سمطات القاضي اإلدارم كبشكؿ صريح جكاز تسميط الغرامة التيديدية لجبر اإلدارة عمى‬
‫احتراـ حجية األحكاـ كالق اررات القضائية اإلدارية الصادرة في مكاجيتيا‪ ،‬كذلؾ بمكجب المكاد مف ‪980‬‬
‫إلى ‪ 988‬مف القانكف رقـ ‪ 09/08‬المتعمؽ بقانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مرحمة اإلقرار الصريح بإميار األحكاـ بغرامة تيديدية‪.‬‬

‫تدارؾ المشرع ضمف أحكاـ القانكف ‪ 09/08‬المتعمؽ بػ (ؽ إ ـ إ) الكضع الذم كاف سائدا مف قبؿ‬
‫كالقائـ‪ ،‬عمى مبدأ حظر القاضي اإلدارم بالنطؽ بالغرامة التيديدية في حؽ اإلدارة‪ ،‬في حاؿ امتناعيا عف‬
‫التنفيذ‪ ،‬كذلؾ بتجسيد األساس كالسند القانكني لمغرامة التيديدية في صمب القانكف‪ ،‬حيث كفؿ لممتقاضي‬
‫حؽ المطالبة بتكقيع الغرامة التيديدية ضد اإلدارة حاؿ امتناعيا عف تنفيذ حكـ قضائي مميكر بالصيغة‬
‫التنفيذية‪ ،‬كىك ما يعتبر نكعا مف التكازف فيما بيف المتقاضي كاإلدارة‪.‬‬

‫كيعكد سبب تقنيف الغرامة التيديدية إلى ذلؾ االنتشار الكاسع كالخطير لظاىرة رفض اإلدارة تنفيذ‬
‫أحكاـ القضاء المميكرة بالطابع التنفيذم‪ ،‬حتى كصؿ األمر في بعض الحاالت إلى رفض اإلدارة تنفيذ‬
‫ق اررات قضائية صادرة عف مجمس الدكلة‪ ،‬رغـ أف ىذا األخير يشغؿ قمة اليرـ القضائي في المادة‬
‫اعتداء عمى السمطة القضائية كضماف ىيبتيا‬
‫ن‬ ‫اإلدارية‪ ،‬كىك ما يؤدم إلى إىدار قكة األحكاـ القضائية ك‬
‫باعتبارىا القطب الذم تدكر حكلو رحى الديمقراطية كتكريس دكلة المؤسسات القائمة عمى سيادة القانكف‬

‫‪ -1‬بكبشير محند أمقراف‪ ،‬حدكد الصبلحيات المستحدثة لمقضاء اإلدارم في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.07‬‬
‫‪ -2‬شفيقة بف صاكلة‪ ،‬إشكالية تنفيذ اإلدارة لمق اررات القضائية اإلدارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.325‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مما أدل إلى االنتقاد الشديد ليذا المسمؾ مف طرؼ الباحثيف كالميتميف بالدراسات القانكنية‪ ،1‬األمر الذم‬
‫دفع ب المشرع الجزائرم إلى العمؿ عمى تعزيز سمطات القاضي اإلدارم بإعبلنو عف مكلد مرحمة جديدة‬
‫بصدكر القانكف رقـ ‪ 09/08‬المتضمف (ؽ إ ـ إ)‪ ،‬الذم أسس بنياف نظاـ الغرامة التيديدية مخكال بذلؾ‬
‫لمقاضي اإلدارم عمى مختمؼ درجاتو سمطة إصدار أكامر تتعمؽ بالغرامة التيديدية ضد اإلدارة في حاؿ‬
‫إحجاميا عف تنفيذ أحكاـ القضاء‪.‬‬

‫كبذلؾ فقد ساىـ ىذا القانكف بنقؿ عدالة القاضي اإلدارم مف نطاقيا النظرم إلى التطبيؽ الفعمي‪،2‬‬
‫كىك ما يظير بصكرة كاضحة مف خبلؿ المادة ‪ 980‬مف القانكف رقـ ‪ 09/08‬التي نصت عمى أنو" يجكز‬
‫لمجية القضائية اإلدارية‪ ،‬المطمكب منيا اتخاذ أمر بالتنفيذ كفقا لممادتيف ‪ 978‬ك ‪ 979‬أعبله‪ ،‬أف تأمر‬
‫بغرامة تيديدية مع تحديد تاريخ سرياف مفعكليا "‪ ،‬كالمادة ‪ 981‬مف نفس القانكف التي نصت بأنو " في‬
‫حالة عدـ تنفيذ أمر أك حكـ أك قرار قضائي‪ ،‬كلـ تحدد تدابير التنفيذ‪ ،‬تقكـ الجية القضائية المطمكب منيا‬
‫ذل ؾ بتحديدىا‪ ،‬كيجكز ليا تحديد أجؿ لمتنفيذ كاألمر بغرامة تيديدية "‪ ،‬كىك نفس ما أكد عميو المشرع‬
‫الفرنسي مف خبلؿ المادتيف ‪ L911-‬ك ‪ L911-‬مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي‪.3‬‬

‫أما عف مكقؼ القضاء مف األمر بالغرامة التيديدية‪ ،‬فقد قضى مجمس الدكلة الجزائرم في ق ارره‬
‫المؤرخ في ‪ 2014/12/18‬بقكلو "‪..‬حيث ثبت أف الك ازرة المذككرة قد امتنعت عف تنفيذ قرار مجمس‬
‫الدكلة‪..‬كأف الك ازرة المذككرة ممزمة بتسكية كضعية المدعية‪ ..،‬كأماـ ىذا الكضع تككف المدعية محقة في‬
‫طمب تكقيع غرامة تيديدية يكمية ضد الك ازرة المدعى عمييا إلى غاية تنفيذ قرار مجمس الدكلة‪ ،‬كىذا‬
‫تطبيقا ألحكاـ المادة ‪ 978‬كما يمييا مف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪.4"..‬‬

‫كتدعيما لسمطات القاضي اإلدارم االستعجالي في مادة الصفقات العمكمية‪ ،‬جاءت أحكاـ الفقرة‬
‫الخامسة مف المادة ‪ 946‬ىي األخرل مانحة إياه سمطة الحكـ بالغرامة التيديدية في مكاجية المخالؼ‬
‫اللتزامات اإلشيار كالمنافسة بقكليا " ‪..‬كيمكف ليا أيضا الحكـ بغرامة تيديدية تسرم مف تاريخ انقضاء‬
‫األجؿ المحدد‪ ،"..‬غير أف ىذا النص لـ يكضح حالة امتناع المخالؼ عف االلتزاـ رغـ تكقيع الغرامة‪ ،‬كىك‬
‫ما يدفعنا لمتساؤؿ عف الكسائؿ كاآلليات المخكلة لمقاضي االستعجالي إلجباره عمى االلتزاـ كىك ما‬
‫يستدعي ضركرة تدارؾ ذلؾ كاعادة النظر في ىذه السمطات كدعميا حتى تؤدم الغرض مف تقريرىا‪.‬‬

‫‪ -1‬فيصؿ الشنطاكم‪ ،‬األحكاـ القضائية اإلدارية الصادرة ضد اإلدارة كاشكاليات التنفيذ‪ ،‬مجمة دراسات عمكـ الشريعة كالقانكف‪ ،‬تصدر عف عمادة‬
‫البحث العممي كضماف الجكدة‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجمد (‪ ،)43‬الممحؽ األكؿ‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،2016 ،‬ص ‪.520‬‬
‫‪ -2‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art L911- " Saisie de conclusions en ce sens, la juridiction peut assortir, dans la même décision, l'injonction‬‬
‫‪prescrite en application des articles L 911-1 et L 911- d'une astreinte qu'elle prononce dans les conditions‬‬
‫‪prévues au présent livre et dont elle fixe la date d'effet".‬‬
‫‪- Art L911- ".. Si le jugement ou l'arrêt dont l'exécution est demandée n'a pas défini les mesures d'exécution, la‬‬
‫‪juridiction saisie procède à cette définition. Elle peut fixer un délai d'exécution et prononcer une astreinte".‬‬
‫‪ -4‬قرار مجمس الدكلة رقـ ‪ ،096081‬المؤرخ في ‪ ،2014/12/18‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،2015 ،‬ص ‪.129‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ىذا؛ كقد كاف المشرع الجزائرم كاضحا بخصكص مسألة الحكـ بالغرامة التيديدية مف خبلؿ المادة‬
‫‪ 987‬مف القانكف ‪ 09/08‬التي نصت عمى أنو " ال يجكز تقديـ طمب إلى المحكمة اإلدارية مف أجؿ‬
‫األمر باتخاذ التدابير الضركرية لتنفيذ حكميا النيائي‪ ،‬كطمب الغرامة التيديدية لتنفيذه عند االقتضاء‪ ،‬إال‬
‫بعد رفض التنفيذ مف طرؼ المحككـ عميو‪ ،‬كانقضاء أجؿ ثبلثة (‪ )3‬أشير يبدأ مف تاريخ التبميغ الرسمي‬
‫لمحكـ‪ ،‬غير أن و فيما يخص األكامر االستعجالية‪ ،‬يجكز تقديـ الطمب بشأنيا بدكف أجؿ‪ ،‬في الحالة التي‬
‫تحدد المحكمة اإلدارية في حكميا محؿ التنفيذ أجبل لممحككـ عميو‪ ،‬التخاذ تدابير تنفيذ معينة‪ ،‬ال يجكز‬
‫تقديـ الطمب إال بعد انقضاء ىذا األجؿ"‪ ،‬كىي نفس الضكابط التي قيد بيا المشرع الفرنسي القاضي‬
‫اإلدارم مف خبلؿ المادة ‪ R921-‬مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي‪.‬‬

‫كأما عف الجية المختصة بتصفية الغرامة التيديدية؛ فيي ذات الجية التي أمرت بيا كىذا طبقا لما‬
‫أفادت بو المادة ‪ L911-‬مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي كالمادة ‪ 983‬مف (ؽ إ ـ إ) بقكليا " في‬
‫حالة عدـ التنفيذ الكمي أك الجزئي‪ ،‬أك في حالة التأخير في التنفيذ‪ ،‬تقكـ الجية القضائية اإلدارية بتصفية‬
‫الغرامة التيديدية التي أمرت بيا "‪ ،‬كأما بخصكص القاضي اإلدارم االستعجالي فبل يكجد ما يمنعو ىك‬
‫اآلخر مف القياـ بتصفيتيا‪ ،‬ذلؾ أف استعماؿ المشرع لمصطمح الجية القضائية بمفيكمو الكاسع يفيد‬
‫بإمكانية القاضي اإلدارم االستعجالي بتصفيتيا‪.‬‬

‫تعد التصفية المرحمة التي يظير مف خبلليا األثر القانكني لمحكـ بالغرامة التيديدية‪ ،‬إذ يقكـ القاضي‬
‫في ىذه المرحمة بمراجعة كتصفية المبالغ المتراكمة كالناجمة عف الحكـ بيا‪ ،‬كىي حصيمة ضرب عدد‬
‫األياـ التي تمتنع فييا اإلدارة عف التنفيذ بداية مف اليكـ التالي لمميمة القضائية كحتى يتـ تنفيذ الحكـ في‬
‫معدؿ الغرامة اليكمي المحككـ بو مف طرؼ القاضي‪.1‬‬

‫كقد حدد المشرع الجزائرم عمى غرار نظيره الفرنسي (المادة ‪ )L911-‬الحاالت التي عمى أساسيا‬
‫يمكف قبكؿ طمب التصفية‪ ،‬كىي طبقا لنص المادة ‪ 983‬سالؼ الذكر " حالة عدـ التنفيذ الكمي لمحكـ أك‬
‫الجزئي أك حالة التأخر في التنفيذ "‪ ،‬مع اإلشارة إلى أنو إذا كاف لمقاضي السمطة التقديرية في الحكـ بيا‬
‫فإف سمطتو في تصفيتيا مقيدة بطمب الطاعف متى تكافر إحدل ىذه الحاالت‪.‬‬

‫ىذا؛ كال تؤكؿ حصيمة قيمة التصفية إلى المدعي كاممة‪ ،‬كانما يستفيد بجزء منيا إذا تجاكزت الغرامة‬
‫قيمة الضرر‪ ،‬كىذا طبقا لما أقرتو أحكاـ المادة ‪ 985‬بقكليا " يجكز لمجية القضائية أف تقرر عدـ دفع‬
‫جزء مف الغرامة التيديدية إلى المدعي‪ ،‬إذا تجاكزت قيمة الضرر‪ ،‬كتأمر بدفعو إلى الخزينة العمكمية"‪،‬‬
‫كمف أىـ أسباب عدـ استفادة الطاعف مف الغرامة التيديدية كاممة عند تصفيتيا‪ ،‬ىك أف دفعيا بصكرة كمية‬
‫لممحككـ لو تككف سبيبل إلثرائو بدكف سبب‪ ،‬لذلؾ فمـ يرغب المشرع الجزائرم جعؿ الغرامة التيديدية سببا‬

‫‪ -1‬عز الديف مرداسي‪ ،‬الغرامة التيديدية في القانكف الجزائرم‪ ،‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.41‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مف أسباب الثراء‪ ،‬فضبل عف عدـ جعميا تعكيضا عما لحؽ المدعي مف أضرار نتيجة عدـ التنفيذ‪ ،‬كانما‬
‫اعتبرىا كسيمة إلجبار اإلدارة عف تنفيذ ما صدر في حقيا‪.1‬‬

‫ما يبلحظ كذلؾ عمى ىذا النص أف المشرع قد ربط عدـ دفع جزء مف الغرامة بالضرر‪ ،‬بينما نجد‬
‫المشرع الفرنسي مف خبلؿ نص المادة ‪ L911-‬بأنو لـ يحدد سبب عدـ دفع جزء مف الغرامة‪ ،‬مما يفتح‬
‫المجاؿ لتعدد األسباب كاختبلفيا باختبلؼ القضايا كالحاالت المعركضة عميو‪ ،‬كما لمقاضي أف يعدؿ أك‬
‫يمغي الغرامة بشكؿ نيائي طبقا لممادة ‪ L911-‬مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي‪ ،‬كىك ما قضت بو‬
‫المادة ‪ 984‬مف (ؽ إ ـ إ) بقكليا " يجكز لمجية القضائية تخفيض الغرامة التيديدية أك إلغائيا عند‬
‫الضركرة "‪ ،‬كمف بيف الحاالت التي تستدعي تخفيض مبمغ الغرامة حسف نية اإلدارة في تنفيذ ما صدر في‬
‫حقيا مف طرؼ القضاء اإلدارم‪ ،‬كبيذا فقد أعطى المشرع الجزائرم لمقاضي اإلدارم سمطة تقديرية كاسعة‬
‫في ىذا المجاؿ تتمثؿ في تقدير مقتضيات إعفاء اإلدارة كميا أك جزئيا مف الغرامة التيديدية تبعا لمدل‬
‫استجابتيا كمراعاة في ذلؾ لمختمؼ الظركؼ المحيطة بيا‪ ،2‬إال أف المشرع الجزائرم لـ يكف دقيقا بما فيو‬
‫الكفاية في ىذه الحالة‪ ،‬إذ أننا نتساءؿ عما يقصده مف كراء حالة الضركرة‪ ،‬كقد يككف ذلؾ في الحالة التي‬
‫يثبت فييا أف عدـ التنفيذ ال يعكد إلى سكء نية اإلدارة كانما إلى عكارض أخرل جعمت تنفيذ الحكـ يتميز‬
‫بالصعكبة كاالستحالة‪ ،3‬كقد كاف عمى المشرع الجزائرم أف يككف أكثر دقة ككضكح إسكة في ذلؾ بالمشرع‬
‫الفرنسي كالذم كاف أكثر دقة في تحديد ىذه الحالة‪ ،‬حيث تعفى اإلدارة مف ذلؾ في حالة إثبات القكة‬
‫القاىرة أك الحادث الفجائي كىذا طبقا لنص المادة ‪ L911-‬مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي‪.‬‬

‫كمما ال شؾ فيو أف إقرار سمطة استخداـ الغرامة التيديدية ضد اإلدارة‪ ،‬مف شأنيا أف تفعؿ دكر‬
‫القاضي اإلدارم‪ ،‬كأف تقمؿ مف ظاىرة عدـ تنفيذ اإلدارة لؤلحكاـ مما ينعكس إيجابا عمى حقكؽ المتقاضيف‬
‫كترسيخ معالـ دكلة القانكف‪ ،‬فبل قيمة ألحكاـ القضاء بدكف تنفيذىا كال قيمة لمبدأ الشرعية في الدكلة ما لـ‬
‫يقترف بمبدأ آخر مضمكنو احتراـ أحكاـ القضاء كضماف تنفيذىا‪.‬‬

‫غير أف الحكـ بالغرامة التيديدية في التشريع الجزائرم يصطدـ بعدة إشكاالت تحكؿ دكف التنفيذ‬
‫الفعالة ليذه الكسيمة‪ ،‬كالتي مف بينيا أف المشرع الجزائرم لـ يمزـ القاضي اإلدارم الحكـ بالغرامة التيديدية‬
‫كانما استيؿ أغمب النصكص التي تنظميا بعبارة "يجوز"‪ ،‬مما يعني الحكـ بيا يعكد لمسمطة التقديرية‬
‫لمقاضي‪ ،‬كىك ما قد يترتب عف تطبيؽ ىذا المبدأ تباينا في األحكاـ كالق اررات في ىذا المكضكع بيف‬
‫مختمؼ الجيات القضائية‪ ،‬كمف ثـ فقد أعاد المشرع الكضع الذم كاف سائدا قبؿ صدكر القانكف ‪09/08‬‬

‫‪ -1‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.292‬‬
‫‪ -2‬نادية بكنعاس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.176‬‬
‫‪ -3‬شفيقة بف صاكلة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.334‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المتعمؽ بقانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪ ،‬الذم عرؼ تدبدبا كتناقضا في الق اررات الصادرة عف الجيات‬
‫القضائية بيف مؤيد لمحكـ بالغرامة التيديدية كمعارض ليا‪.1‬‬

‫كمف جية أخرل فقد ربط المشرع الجزائرم الحكـ بالغرامة التيديدية بطمب المدعي‪ ،‬كىك ما يستفاد‬
‫مف عبارة "المطمكب منيا ذلؾ"‪ ،‬كقد كاف مف األجدر بالمشرع تمكيف القاضي اإلدارم بتحديد الغرامة‬
‫التيدي دية بصكرة تمقائية دكف أف يتكقؼ األمر عمى طمبيا مف طرؼ المدعي‪ ،‬كىك ما يضمف ليذه الكسيمة‬
‫فعالية أكثر في كاجية امتناع اإلدارة عف التنفيذ‪ ،‬كىذا خبلفا لما أقره المشرع الفرنسي مف خبلؿ أحكاـ‬
‫المادة ‪ R921-‬التي خكؿ بمكجبيا لمقاضي اإلدارم الحكـ بالغرامة التيديدية بناء عمى طمب الخصكـ‬
‫أك مف تمقاء نفسو إذا ما رأل أنو مف الضركرم ذلؾ‪.‬‬

‫لـ يحدد المشرع الجزائرم العناصر كالمعايير التي يمكف لمقاضي اإلدارم إعماليا كاالعتماد عمييا في‬
‫تقدير قيمة الغرامة التيديدية‪ ،‬كانما ترؾ المجاؿ مفتكحا أماـ القاضي إلعماؿ سمطتو التقديرية في تحديد‬
‫المقدار المالي الذم يراه مناسبا لمضغط عمى اإلدارة‪ ،‬فبل يتقيد القاضي بطمبات ذكم الشأف كال بالضرر‬
‫الذم لحؽ المحككـ لو مف جراء عدـ التنفيذ‪ ،‬كىك ما قد يفتح باب التعسؼ في استعماليا‪ ،2‬كما أف‬
‫المشرع لـ يميز عمى خبلؼ المشرع الفرنسي بيف الغرامة المؤقتة كالغرامة النيائية طبقا لممادة ‪L911-‬‬
‫مف قانكف العدالة اإلدارية كما يترتب عف ىذا التمييز مف آثار مختمفة بالنسبة لكؿ منيما‪ ،‬كالغالب طبقا‬
‫لمتشريع الفرنسي أف الغرامة تككف مؤقتة كال تككف نيائية إال إذا أقر القاضي ذلؾ صراحة‪ ،3‬كىي مستقمة‬
‫عف التعكيض‪ ،‬كىك نفس ما أخذ بو المشرع الجزائرم في منطكؽ المادة ‪ 982‬مف (ؽ إ ـ إ) كالتي جاء‬
‫فييا " تككف الغرامة التيديدية مستقمة عف تعكيض الضرر "‪ ،4‬إال أف ىذا النص لـ يبيف المقصكد بالضرر‬
‫الذم يككف مستقبل عف الغرامة التيديدية خاصة أف نص المادة ‪ 985‬مف نفس القانكف قد ربطت تصفية‬
‫الغرامة بالتعكيض عف الضرر مما يدؿ عمى تناقض بيف فحكل المادتيف‪ ،‬ناىيؾ عف تبرير اإلدارة‬
‫امتناعيا عف التنفيذ بداعي الحفاظ عمى النظاـ العاـ أك تحقيؽ المصمحة العامة‪ ،‬كالتي تستغميا في بعض‬
‫األحياف كذريعة ليا لكي تمتنع عف تنفيذ األحكاـ الصادرة ضدىا‪ ،‬كالتي يتعيف عمى القاضي اإلدارم بأف‬
‫يككف حريصا كفطنا في التعامؿ معيا كأف يبسط رقابة حقيقية عمييا‪.5‬‬

‫‪ -1‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.307‬‬
‫‪ -2‬حسيف كمكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Art L911-6 " L'astreinte est provisoire ou définitive. Elle doit être considérée comme provisoire à moins que la‬‬
‫‪juridiction n'ait précisé son caractère définitif, Elle est indépendante des dommages et intérêts " .‬‬
‫‪ -4‬سياـ براىيمي‪ ،‬فائزة براىيمي‪ ،‬االعتراؼ القانكني لمقاضي اإلدارم بمكاجية اإلدارة في تنفيذ األحكاـ القضائية‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬جانفي ‪ ،2014‬ص ‪.217‬‬
‫‪ -5‬صفاء بف عاشكر‪ ،‬تدخؿ القاضي اإلدارم في تنفيذ ق ارراتو ضد الشخص المعنكم العاـ‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬فرع تنفيذ األحكاـ‬
‫القضائية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪ ،2014/2013 ،)1‬ص ‪.174‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عمى الرغـ مما تـ تسجيمو مف نقائص بشأف ىذه الكسيمة (الغرامة التيديدية)‪ ،‬إال أف قانكف اإلجراءات‬
‫المدنية كاإلدارية يعد نقطة تحكؿ ىامة في القضاء اإلدارم الجزائرم تماشيا بما أخذ بو المشرع الفرنسي‬
‫في ىذا الشأف‪ ،‬كالذم أصبح بمكجبو لمقاضي اإلدارم سمطات كاسعة في تكجيو األكامر لئلدارة بغض‬
‫النظر عف فحكاىا‪ ،‬كالتي كانت سابقا تعد مف المحظكرات التي ال يمكف تجاكزىا‪ ،‬ثـ إف إقرار المشرع‬
‫لمقاضي بسمطة الحكـ بالغرامة التيديدية في حؽ اإلدارة مف شأنو إعطاء دفع لسمطات ىذا األخير في‬
‫مكاجية تعنت اإلدارة كامتناعيا عف التنفيذ‪.‬‬

‫إلى جانب ذلؾ فقد أقر المشرع الجزائر عمى غرار التشريعات المقارنة‪ ،‬العديد مف الضمانات التي‬
‫تصب في مجمميا إلى ضماف تنفيذ أحكاـ القضاء‪ ،‬مف بينيا تجريـ سمكؾ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ‬
‫كالذم غالب ما يككف مسؤكال عف عدـ تنفيذ أحكاـ القضاء‪ ،‬ذلؾ أف االمتناع عف تنفيذ حكـ قضائي حائز‬
‫لقكة الشيء المقضي بو ككاجب النفاد يشكؿ مخالفة قانكنية صارخة يترتب عمييا إشاعة الفكضى كفقداف‬
‫الثقة في سيادة القانكف مما يتكجب فرض مسؤكلية الممتنع عف التنفيذ قصد إجباره عمى اتخاذ كافة‬
‫الخطكات االيجابية التي تستمزميا تنفيذ أحكاـ القضاء‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫المسؤولية عف عدـ تنفيذ أحكاـ القضاء‪.‬‬

‫ترتبط القيمة العممية ألم التزاـ قانكني بالجزاء المترتب عف مخالفتو‪ ،‬لذلؾ كاف مف الضركرم بأف‬
‫يككف الجزاء المكقع عمى اإلدارة حاؿ تخمفيا عف تنفيذ التزاماتيا السيما تنفيذ األحكاـ القضائية فعاال‪،‬‬
‫كىذا ما يكاجو مف الناحية العممية صعكبة استخداـ كسائؿ اإلكراه كالجبر ضد اإلدارة‪.‬‬

‫مف أجؿ ذلؾ عمد المشرع الجزائرم عمى إيجاد الكسائؿ الفعالة التي تضمف ذلؾ‪ ،‬كىذا تماشيا مع‬
‫سياسة إلزاـ اإلدارة لمخضكع لمبدأ المشركعية‪ ،‬كتفادم إشكاالت التنفيذ التي تكاجو األفراد عند تجسيد‬
‫األحكاـ القضائية الصادرة لصالحيـ ضد تعنت اإلدارة في تنفيذىا‪ ،1‬كىك ما يمثؿ مخالفة اللتزاـ قانكني‬
‫نتيجة عدـ احتراميا لحجية الق اررات القضائية اإلدارية‪ ،‬لذلؾ فقد أكجد القانكف نظاـ المسؤكلية التي تختمؼ‬
‫أنماطيا بدرجة نكع الخطأ المرتكب مف طرؼ المكظؼ العاـ القائـ بمياـ التنفيذ الذم قد يعترض أك ييمؿ‬
‫تنفيذ األحكاـ القضائية اإلدارية باعتبار ذلؾ خطأ شخصي جسيـ يرتب مسؤكليتو الجزائية (الفرع األكؿ)‪،‬‬
‫كىك ما يشكؿ نكعا مف الضغط عمى المكظؼ كجبره عمى االمتثاؿ لؤلحكاـ القضائية ميما كانت الجية‬
‫اإلدارية التي ينتمي إلييا‪ ،‬ذلؾ أف امتناع المكظؼ عف تنفيذ ال يعد مساسا بحؽ المحككـ لو فحسب‪ ،‬كانما‬
‫يعد ذلؾ خركجا صارخا عف قكاعد المشركعية الدستكرية كاىدا ار لحجية األحكاـ القضائية‪ ،‬مما دفع‬
‫بالمشرع عمى تكفير كسائؿ قانكنية مدنية كأخرل جزائية تتمثؿ في تجريـ سمكؾ المكظؼ الممتنع عف تنفيذ‬

‫‪ -1‬آماؿ يعيش تماـ‪ ،‬سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.239‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أحكاـ القضاء‪ ،1‬دكف أف ينفي ذلؾ مسؤكليتو التأديبية كالمالية نتيجة الخركج عف مقتضى الكاجب الكظيفي‬
‫(الفرع الثاني)‪ ،‬كذلؾ حماية لمبدأ المشركعية باعتباره عمكد دكلة القانكف‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫المسؤولية الجزائية عف عدـ تنفيذ األحكاـ القضائية‪.‬‬

‫عمؿ المشرع الجزائرم عمى تدعيـ اآلليات القانكنية التي تعمؿ عمى إخضاع اإلدارة لحكـ القانكف‪،‬‬
‫كذلؾ قصد الحد مف ظاىرة امتناعيا عف تنفيذ أحكاـ القضاء في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬السيما في‬
‫الحاالت التي يستغؿ فييا الشخص اإلدارم نفكذه في عرقمة مسار تطبيؽ العدالة مف خبلؿ امتناعو‬
‫كاتخاذه لمكسائؿ التي تحكؿ دكف تنفيذ األحكاـ القضائية‪ ،2‬كىك ما يمثؿ إىدا ار لقكة األحكاـ القضائية‬
‫كحجيتيا‪ ،‬كاعتداء عمى السمطة القضائية كاستقبلليتيا‪ ،‬مما دفع بالمشرع الجزائرم إلى تجريـ االمتناع عف‬
‫تنفيذ األحكاـ القضائية كاقامة المسؤكلية الجزائية بمكجب المادة ‪ 138‬مكرر مف األمر ‪ ،156/66‬المتعمؽ‬
‫بقانكف العقكبات‪ ،‬كالتي جاء فييا عمى أف " كؿ مكظؼ عمكمي استعمؿ سمطة كظيفتو لكقؼ تنفيذ حكـ‬
‫قضائي أك امتنع أك اعترض أك عرقؿ عمدا تنفيذه يعاقب بالحبس مف ستة (‪ )6‬أشير إلى ثبلث (‪)3‬‬
‫سنكات كبغرامة مف ‪ 5.000‬دج إلى ‪ 50.000‬دج "‪ ،3‬كبذلؾ فقد اتجو المشرع الجزائرم إلى تجسيد‬
‫المسؤكلية الجزائية تجاه المكظؼ الذم امتنع أك عرقؿ تنفيذ أم حكـ مف أحكاـ القضاء اإلدارم كاعتبر‬
‫تصرفو السمبي ىذا مساسا بالنظاـ العاـ‪.‬‬

‫كقد أحسف المشرع الجزائرم في ذلؾ نظ ار لما في ذلؾ مف مساس بمبدأ حجية الشيء المقضي بو‪،‬‬
‫الذم ىك أصؿ مف األصكؿ القانكنية الكاجب احتراميا‪ ،‬كبالتالي فإف أم مخالفة ليذا المبدأ ىي مخالفة‬
‫لمقانكف‪ ،4‬لذلؾ فإف المسؤكلية الجزائية تعد مف أقكل الكسائؿ في مجاؿ العمؿ عمى احتراـ تنفيذ األحكاـ‬
‫القضائية لممكظؼ الممتنع عف التنفيذ‪ ،‬مما يشكؿ كبدكف شؾ نكعا مف الضغط عمى المكظؼ كجبره عمى‬
‫االمتثاؿ لؤلحكاـ القضائية كالعمؿ عمى تنفيذىا‪.‬‬

‫فبعد أف يقكـ مف صدر لصالحو الحكـ بمتابعة إجراءات التنفيذ بكاسطة محضر قضائي كتمتنع‬
‫اإلدارة عف التنفيذ‪ ،‬كبعد تحرير المحضر القضائي لمحضر االمتناع عف التنفيذ بعد التبميغ كاإللزاـ بالدفع‪،‬‬
‫يمكف لطالب التنفيذ تحريؾ الدعكل العمكمية ضد المكظؼ الذم أكقؼ أك اعترض أك امتنع أك عرقمة‬

‫‪ -1‬حسيف كمكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.287‬‬


‫‪ -2‬عادؿ زياد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ -3‬األمر رقـ ‪ ،156/66‬المؤرخ في ‪ ،1966/06/08‬المتضمف قانكف العقكبات‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ‪ ،02/16‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2016/06/19‬ج ر ج ج عدد (‪ )37‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/06/22‬‬
‫‪ -4‬فيصؿ الشنطاكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.514‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تنفيذ الحكـ‪ ،1‬كبذلؾ يككف المشرع قد عمؿ عمى تجسيد مقتضيات المادة ‪ 163‬مف التعديؿ الدستكرم لسنة‬
‫‪ 2016‬التي تمزـ كؿ مكظؼ في أم جياز مف أجيزة الدكلة أف يبادر إلى تنفيذ أحكاـ القضاء‪ ،‬كالتي‬
‫اعتبرتيا مف المبادئ الدستكرية كذلؾ بقكليا " عمى كؿ أجيزة الدكلة المختصة أف تقكـ في كؿ كقت كفي‬
‫كؿ مكاف‪ ،‬كفي جميع الظركؼ بتنفيذ أحكاـ القضاء‪ ،‬يعاقب القانكف كؿ مف يعرقؿ تنفيذ حكـ قضائي "‪.‬‬

‫إف ىذا التنصيص الدستكرم يعكس مدل االىتماـ الكبير الذم يحظى بو مكضكع تنفيذ األحكاـ‬
‫القضائية الصادرة في حؽ اإلدارة‪ ،‬كىك ما يجعمو ضمانة أخرل لحماية المتقاضي مف تعسؼ اإلدارة‬
‫كتجاكزىا لسمطاتيا‪ ،‬كضماف اإلحتراـ البلزـ لتنفيذ أحكاـ القضاء التي تعمؿ اإلدارة عمى عرقمة تنفيذىا أك‬
‫االمتناع عف ذلؾ بإصدار ق اررات عمى خبلفيا‪ ،2‬مما يجعؿ المتابعة الجزائية أقكل كسائؿ لضماف تنفيذ‬
‫أحكاـ القضاء في مكاجية اإلدارة‪ ،‬نظ ار لما يترتب عنيا مف جزاءات تصؿ إلى الحد مف حرية المكظؼ‬
‫(الفقرة األكلى)‪ ،‬إال أنو كرغـ الجيكد المبذكلة في إيجاد الحمكؿ الكفيمة بالحد مف مشكمة عدـ تنفيذ اإلدارة‬
‫ألحكاـ القضاء اإلدارم‪ ،‬إال أف إعماؿ ىذه الكسيمة يصطدـ بالعديد مف العقبات التي تجد مف فعاليتيا‬
‫كآلية لضماف تنفيذ أحكاـ القضاء (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اإلطار القانوني لجريمة االمتناع عف تنفيذ أحكاـ القضاء‪.‬‬

‫مف البدييي أف تقكـ جريمة امتناع المكظؼ عف تنفيذ األحكاـ القضائية عمى جممة مف األركاف‬
‫األساسية مف بينيا الركف المفترض‪ ،‬المتمثؿ في المكظؼ المختص بالتنفيذ (أكال) الذم قد يرتكب إحدل‬
‫السمككات المجرمة كالمحددة في المادة ‪ 138‬مكرر مف قانكف العقكبات‪ ،‬كالتي ينجـ عنيا عدـ تنفيذ ما‬
‫يصدر عف القضاء مف أحك اـ كق اررات في حؽ اإلدارة‪ ،‬كىك ما يمثؿ ركنيا المادم (ثانيا)‪ ،‬كباعتبار‬
‫جريمة االمتناع عف التنفيذ مف الجرائـ العمدية فإف ركنيا المعنكم المتمثؿ في القصد الجنائي يعد ركنا‬
‫الزما ينبغي تكافره لدل المكظؼ العمكمية لقياـ مسؤكليتو عف عدـ التنفيذ (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الركف المفترض في جريمة االمتناع عف التنفيذ‪.‬‬

‫يقصد بالركف المفترض صفة المكظؼ العاـ الذم جاء مدلكلو بشكؿ مكسع ضمف المادة ‪ 02‬الفقرة‬
‫(ب) مف القانكف رقـ ‪ 01/06‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،3‬مقارنة بالمفيكـ المتعارؼ عميو في‬
‫مجاؿ القانكف اإلدارم‪ ،‬حيث تشمؿ صفة المكظؼ العاـ طبقا لممادة ‪ 02‬الفقرة (ب) " كؿ شخص يشغؿ‬

‫‪ -1‬سعاد ميمكنة‪ ،‬مدل إلتزاـ اإلدارة بتنفيذ الق اررات القضائية اإلدارية الصادرة ضدىا‪ ،‬مجمة الفقو كالقانكف الدكلية‪ ،‬مجمة تصدر إلكتركنيا‬
‫(‪ ،)www.majalah.new.ma‬العدد الخامس كالعشركف‪ ،‬نكفمبر ‪ ،2014‬ص ‪.129‬‬
‫‪ -2‬حسيف كمكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.296‬‬
‫‪ -3‬القانكف رقـ ‪ ،01/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/02/20‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)14‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ ،2006/03/08‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ‪ ،15/11‬المؤرخ في ‪ ،2011/08/02‬ج ر عدد (‪ )44‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/08/10‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫منصبا تشريعيا أك تنفيذيا أك إداريا أك قضائيا أك في احد المجالس الشعبية المحمية المنتخبة‪ ،‬سكاء أكاف‬
‫معينا أك منتخبا‪ ،‬دائما أك مؤقتا‪ ،‬مدفكع األجر أك غير مدفكع األجر‪ ،‬بصرؼ النظر عف رتبتو أك أقدميتو‪.‬‬

‫‪ -‬كؿ شخص آخر يتكلى كلك مؤقتا‪ ،‬كظيفية أك ككالة بأجر أك بدكف أجر‪ ،‬كيساىـ بيذه الصفة في‬
‫خدمة ىيئة عمكمية أك مؤسسة عمكمية أك أية مؤسسة أخرل تممؾ الدكلة كؿ أك بعض رأسماليا‪ ،‬أك أية‬
‫مؤسسة أخرل تقدـ خدمة عمكمية‪.‬‬

‫‪ -‬كؿ شخص آخر معرؼ بأنو مكظؼ عمكمي أك مف في حكمو طبقا لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ‬
‫بيما‪."...‬‬

‫كعميو فإف المقصكد بالمكظؼ العاـ في مجاؿ تنفيذ الق اررات القضائية اإلدارية‪ ،‬ىك كؿ مكظؼ‬
‫تربطو عبلقة بالدكلة أك بأحد أشخاص القانكف العاـ بعبلقة كظيفية تخكلو سمطة تمكنو مف عدـ تنفيذ‬
‫القرار القضائي اإلدارم‪ ،1‬كيشترط في ىذا األخير أف يككف مختصا بالتنفيذ باعتباره شرطا تقتضيو شرعية‬
‫تنفيذ أم عمؿ‪ ،‬فبل يمكف أف تترتب المسؤكلية عمى مكظؼ غير مختص أساسا بالتنفيذ‪ ،‬ذلؾ أنو إذا لـ‬
‫يكف مختصا بالتنفيذ فإف عممو ال يترتب عنو أم أثر‪ ،‬ىذا كال يشترط أف يككف المكظؼ مختصا بكؿ‬
‫إجراءات التنفيذ‪ ،‬كانما يكفي أف يدخؿ ضمف اختصاصو إجراء مف إجراءات التنفيذ كأف يككف مف شأف‬
‫امتناعو ىذا تعطيؿ باقي إجراءات التنفيذ‪ ،‬كيتحقؽ ىذا األمر عندما يككف التنفيذ مرتبطا بتدخؿ عدة‬
‫مكظفيف إلتمامو فيسأؿ كؿ مكظؼ في حدكد اختصاصو‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركف المادي لجريمة االمتناع عف التنفيذ‪.‬‬

‫تقتضي جريمة االمتناع عف التنفيذ أف يتخذ المكظؼ العاـ سمككا ماديا ُمعينا بناءا عمى سمطتو‬
‫الكظيفية مف شأنو أف يحكؿ دكف تنفيذ الحكـ القضائي‪ ،‬سكاء كاف ىذا التصرؼ سمككا إيجابيا‪ ،‬كذلؾ‬
‫بإصداره لقرار إدارم يختص بإصداره قانكنا يحكؿ دكف تنفيذ الحكـ‪ ،‬أك سمككا سمبيا بامتناعو عف القياـ‬
‫بعمؿ يندرج ضمف صبلحياتو الكظيفية مف شأنو أف يؤدم إلى عرقمة عممية تنفيذ الحكـ القضائي‪.‬‬

‫كما يتحقؽ السمكؾ اإلجرامي لجريمة االمتناع عف التنفيذ في حالة التنفيذ الجزئي أك الناقص لمحكـ‬
‫القضائي‪ ،‬كالذم يختمؼ عف االمتناع الكمي لمتنفيذ‪ ،‬حيث أف المكظؼ في ىذه الحالة ال يمتنع عف التنفيذ‬
‫كانما يتكلى اتخاذ كافة إجراءات كضع الحكـ مكضع التنفيذ كلكف بالصكرة غير المطمكبة‪ ،‬كما قد يمجأ‬
‫ىذا األخير كبسكء نية إلى التعمد في تأخير تنفيذ الحكـ القضائي اإلدارم دكف أم مبرر قانكني‪ ،‬محاكلة‬

‫‪ -1‬زيف العابديف بمماحي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.120‬‬


‫‪ -2‬شفيقة بف صاكلة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫منو إلىدار أم فائدة يعكد بيا الحكـ عمى مف صدر لصالحو خاصة إذا كانت مدة التنفيذ عنص ار جكىريا‬
‫في التنفيذ‪ ،‬كىك ما قد يؤدم إلى إفراغ الحكـ القضائي مف محتكاه‪.1‬‬

‫كاذا كاف المشرع الجزائرم لـ يشر مف خبلؿ أحكاـ المادة ‪ 138‬مكرر مف (ؽ ع) لحالة التنفيذ‬
‫الجزئي أك الناقص فإف المسؤكلية الجزائية عف ذلؾ تترتب في حؽ المكظؼ في ىذه الحالة‪ ،‬إذ ال ييـ أف‬
‫تككف إعاقة التنفيذ كمية أك جزئية كما ال ييـ أف يككف التأخير في التنفيذ قصي ار أك طكيبل‪ ،2‬بالتالي يكفي‬
‫بأف يقكـ المكظؼ المختص بالتنفيذ بإحدل ىذه الحاالت التي ينجر عنيا عرقمة تنفيذ األحكاـ القضائية‬
‫اإلدارية كالتي تعد كفيمة لترتيب مسؤكليتو الجزائية عف ذلؾ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركف المعنوي لجريمة االمتناع عف التنفيذ‪.‬‬

‫تعد جريمة االمتناع عف التنفيذ مف الجرائـ العمدية مما يعني أف الركف المعنكم ليا يأخذ صكرة‬
‫القصد الجنائي‪ ،‬كىك " اتجاه نية المكظؼ إلى ارتكاب الفعؿ مع عممو بأنو معاقب عميو قانكنا "‪ ،3‬لذا‬
‫يستمزـ لتكافر القصد الجنائي تكافر عنصريف أساسييف كىما إرادة الفعؿ المككف لمجريمة عف عمـ بحقيقتو‪،‬‬
‫كأما الثاني فيك العمـ بتجريـ الفعؿ كالمعاقبة عميو قانكنا‪ ،‬كبمعنى آخر أف يككف المكظؼ عالما كقت‬
‫ارتكابو العمؿ المعاقب عميو أنو يستعمؿ سمطتو لكقؼ تنفيذ حكـ قضائي أك االمتناع أك االعتراض أك‬
‫عرقمة تنفيذه كأف تتجو إرادتو إلى إتياف السمكؾ اإلجرامي كتحقيؽ النتيجة‪ ،4‬شريطة أف ال تتكافر أسباب‬
‫كصعكبات خارج عف إرادتو كالتي مف شأنيا أف تحكؿ دكف تنفيذ الحكـ القضائي كبالتالي انتفاء القصد‬
‫الجنائي كالمتمثمة في‪:‬‬

‫‪ -‬ضعؼ االعتمادات المالية التي يتطمبيا التنفيذ‪ ،‬كذلؾ في أحكاـ التي تقضي بالتعكيض‪.5‬‬

‫‪ -‬استحالة تنفيذ الحكـ مف الناحية المادية‪.6‬‬

‫‪ -‬االمتناع عف التنفيذ لغمكض منطكؽ الحكـ المراد تنفيذه‪.‬‬

‫‪ -‬االمتناع عف التنفيذ بداعي الحفاظ عمى األمف كالنظاـ العاـ‪.7‬‬

‫‪ -1‬حسيف كمكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.300‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫‪ -3‬زيف العابديف بمماحي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -4‬آماؿ يعيش تماـ‪ ،‬سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -5‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.266‬‬
‫‪ -6‬شفيقة بف صاكلة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ -7‬مسعكد ختير‪ ،‬النظرية العامة لجرائـ االمتناع‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في القانكف الخاص‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر‬
‫بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2014/2013 ،‬ص ‪.221‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كالجدير بالذكر أنو كعمى الرغـ مف المساعي المبذكلة كالتي انتيجيا المشرع الجزائرم مف خبلؿ‬
‫تجريمو لفعؿ المكظؼ الممتنع عف تنفيذ أحكاـ القضاء‪ ،‬كفرض عقكبات جزائية عف ذلؾ تصؿ إلى حد‬
‫المساس بحريتو‪ ،‬إال أف ىذه الكسيمة الفعالة لضماف تنفيذ األحكاـ الصادر عف القضاء تصطدـ بعدة‬
‫عكائؽ تحكؿ دكف تحقيقيا لفعاليتيا في ضماف تنفيذ أحكاـ القضاء‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬صعوبات تكريس المسؤولية الجزائية لمموظؼ‪.‬‬

‫لقد سعى المشرع الجزائرم عمى العمؿ بإعادة االعتبار لؤلحكاـ القضائية كضماف تنفيذ أحكاـ‬
‫القضاء‪ ،‬بتدعيـ أدكات التنفيذ بكسائؿ مدنية مف شأنيا أف تمس بالذمة المالية لئلدارة كإميار األحكاـ‬
‫بغرامة تيديدية‪ ،‬كأخرل جزائية بتجريمو لسمكؾ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ كذلؾ ليككف تدخمو في ىذا‬
‫المجاؿ أكثر فعالية كنجاعة‪ ،‬كىك ما أقرتو أحكاـ المادة ‪ 138‬مكرر مف ( ؽ ع) التي تعد خطكة إيجابية‬
‫نحك إلزاـ اإلدارة عمى تنفيذ ما صدر في حقيا مف أحكاـ ككجيا لمحماية الدستكرية لؤلحكاـ القضائية‪.‬‬

‫إال أف ىذه الكسيمة كثير ما تصطدـ بعكائؽ تحد مف فعاليتيا‪ ،‬مف بينيا تبرير المكظؼ مكقفو السمبي‬
‫إزاء تنفيذ أحكاـ القضاء بأسباب أجنبية خارجة عف نطاؽ إرادتو‪ ،1‬فغالبا ما تصطدـ المسؤكلية الجزائية‬
‫لممكظؼ بعقبة طاعة أكامر الرؤساء التي تممييا طبيعة الكظيفة كتفرضيا القكانيف‪ ،‬ىك ما أقرتو المادة ‪40‬‬
‫التي أفادت بقكليا بأنو " يجب عمى المكظؼ في إطار تأدية ميامو‪ ،‬احتراـ سمطة الدكلة كفرض‬
‫احتراميا‪ ،"..‬فممرئيس سمطة تكجيو األكامر كالتعميمات كلممرؤكس كاجب الطاعة كااللتزاـ‪ ،‬كىك ما يعفيو‬
‫مف الم ساءلة الجزائية بداعي طاعة أكامر رئيسو‪ ،‬كىك ما يكلد صعكبة تحديد المسؤكؿ عف فعؿ االمتناع‬
‫عف التنفيذ‪.2‬‬

‫فضبل عما يمكف تسجيمو عف عدـ شمكلية نص المادة ‪ 138‬مكرر مف (ؽ ع ج)‪ ،‬فبل يدخؿ ضمف‬
‫أحكاـ ىذا النص‪ ،‬تمؾ الفئات التابعة ألشخاص القانكف الخاص كالمختصة بإبراـ الصفقات العمكمية‬
‫كالمنصكص عمييا ضمف أحكاـ المادة ‪ 06‬مف تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬فبل يعد مرتكبا لجريمة االمتناع‬
‫‪3‬‬
‫عف التنفيذ أحد مكظفي ىذه الييئات استنادا لمبدأ " ال جريمة كال عقكبة أك تدابير أمف بغير قانكف "‬
‫ككأف الجريمة في ىذه الحالة تقتصر عمى تمؾ الفئات التي تحمؿ كصؼ المكظؼ العاـ دكف غيرىا‪ ،‬كىك‬
‫ما قد ييدـ الجيكد الرامية إلى كضع سياسية محكمة لمكاجية أشكاؿ الفساد المستشرم في مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية‪.4‬‬

‫‪ -1‬عادؿ زياد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪07‬‬


‫‪ -2‬حسيف كمكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪ -3‬المادة األكلى مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -4‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.299‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كقد يككف امتناع المكظؼ عف تنفيذ الحكـ ناتج عف تكافر بعض اإلشكاالت التي تعيؽ تنفيذه‪ ،‬كالتي‬
‫تأخذ صك ار مختمفة‪ ،‬منيا ما يعكد إلى غمكض مضمكف الحكـ المراد تنفيذه‪ ،‬أك استحالة إعادة الحاؿ إلى‬
‫ما كاف عميو مف قبؿ أك بتكافر إحدل حاالت اإلعفاء مف المسؤكلية كالقكة القاىرة أك ما تعمؽ بضركرة‬
‫الحفاظ عمى النظاـ العاـ‪ ،‬كىك ما يؤكده نص المادة ‪ 48‬مف ( ؽ ع ج) التي أفادت بقكليا بأنو " ال‬
‫عقكبة عمى مف اضطرتو إلى ارتكاب الجريمة قكة ال قبؿ لو بدفعيا"‪ ،‬بمقتضى ذلؾ يتضح أف حالة‬
‫الضركرة المنصكص عمييا في ىذا النص تنفي الركف المعنكم ليذه الجريمة‪ ،‬كىك ما يشكؿ سببا مف‬
‫أسباب انتفاء المسؤكلية بحؽ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ‪.1‬‬

‫أما عف التطبيقات القضائية ليذه الكسيمة استنادا لنص المادة ‪ 138‬مكرر مف (ؽ ع) تكاد تككف‬
‫منعدمة‪ ،‬فقد قررت النيابة العامة لمجمس قضاء تيزم كزك الحفظ في شككل مقدمة بناء عمى نص المادة‬
‫‪ 138‬مكرر‪ ،‬كالتي رفعت ضد رئيس بمدية مشطراس التابعة لكالية تيزم كزك‪ ،‬الذم رفض تنفيذ القرار‬
‫القضائي القاضي بإرجاع القطعة األرض لمطاعف مع التعكيض‪.2‬‬

‫ىذا؛ إلى جانب أف تحريؾ الدعكل الجزائية ضد المكظؼ الممتنع عف تنفيذ حكـ القضاء كاف كانت‬
‫أقكل كسائؿ دفع رجؿ اإلدارة لتنفيذ األحكاـ القضائية اإلدارية‪ ،‬إال أف ما يحد مف فاعميتيا بصكرة كبيرة‬
‫ىك ثقؿ إجراءات التقاضي‪ ،‬حيث يستغرؽ الفصؿ في الدعكل كقتان طكيبلن يككف بكسع اإلدارة المماطمة في‬
‫التنفيذ مف خبللو‪ ،‬مما يكقع مزيدان مف األضرار لممحككـ لصالحو‪ ،‬بؿ كقد تفكت عميو الغاية التي ألجميا‬
‫استصدر الحكـ القضائي في الكقت الذم لف يضيرىا في ذلؾ شيء‪ ،3‬فضبل عف إجراءات المتابعة التي‬
‫خصيا القانكف لبعض الفئات بالنظر إلى المناصب التي يباشركنيا كالكالة مثبل‪ ،‬كىك ما يعيؽ سير‬
‫المتابعة الجزائية كاطالة أمد الفصؿ في النزاع مما يجعؿ الدعكل الجزائية كآلية لتنفيذ األحكاـ عديمة‬
‫القيمة‪.‬‬

‫أما عف أىـ إشكاالت التنفيذ في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬ىك ارتباطو بمدة زمنية معينة ففي حالة‬
‫عدـ تنفيذ الحكـ خبلؿ ىذه الفترة المحددة زالت أىمية التنفيذ‪ ،‬كبناء عمى ذلؾ فإذا صدر حكـ عف‬
‫القاضي اإلدارم االستعجالي يقضي مف خبللو بأمر المصمحة المتعاقدة بضركرة احتراـ قكاعد اإلشيار‬
‫كالمنافسة‪ ،‬أك أف يصدر حكـ بإلغاء المنح المؤقت كال يتـ التنفيذ إال بعد أف تككف الصفقة قد انتقمت إلى‬

‫‪ -1‬عبد الكىاب كساؿ‪ ،‬اإلطار القانكني لؤلكامر المكجية مف القاضي اإلدارم ضد اإلدارة في ظؿ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (‪،)09/08‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ -2‬شفيقة بف صاكلة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.346‬‬
‫‪ -3‬كفاء بكالشعكر‪ ،‬سمطات القاضي اإلدارم في دعكل اإللغاء في الج ازئ ر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬شعبة القانكف اإلدارم‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ‪ ،‬جامعة برج باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،2011/2010 ،‬ص ‪.139‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مرحمة التنفيذ‪ ،‬كىك ما يترتب عنو آثار يصعب تداركيا ألف إعادة األمكر إلى حاليا يعد أم انر مستحيبل‬
‫كمف ثـ فبل جدكل مف معاقبة المكظؼ الممتنع عف التنفيذ في ىذه الحالة‪.1‬‬

‫عمى الرغـ مف النقائص التي تعترم اإلصبلحات التي قاـ بيا المشرع الجزائرم‪ ،‬إال أننا ال ننكر تمؾ‬
‫المساعي المبذكلة مف قبؿ ىذا األخير في تكريس كتكسيع سمطات القاضي اإلدارم كمحكر فاعؿ في‬
‫ضماف مشركعية األعماؿ اإلدارية‪ ،‬بما فييا إلزاـ اإلدارة عمى تنفيذ أحكاـ القضاء‪ ،‬كتكريسا لذلؾ عمؿ‬
‫المشرع الجزائرم عمى تجريـ سمكؾ االمتناع عف التنفيذ‪ ،‬كىك ما مف شأنو أف يضمف لؤلحكاـ القضائية‬
‫مكانتيا كحجيتيا في مكاجية اإلدارة كالمكظؼ الممتنع عف التنفيذ‪ ،‬كتعزي از لذلؾ فرض المشرع مسؤكلية‬
‫تأديبية كمالية بحؽ المكظؼ حاؿ االمتناع عف التنفيذ‪ ،‬ذلؾ أف ترتيب مسؤكليتو الجزائية عف فعؿ‬
‫االمتناع ال ينفي مسؤكليتو التأديبية باعتباره خطأ شخصيا نتيجة خركجو عف مقتضيات الكاجب الكظيفي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫المسؤولية التأديبية والمالية لمموظؼ الممتنع عف تنفيذ أحكاـ القضاء‪.‬‬

‫إف إقامة المسؤكلية الجزائية ضد المكظؼ الممتنع عف التنفيذ ال تنفي قياـ مسؤكليتو التأديبية‪ ،‬ألنو‬
‫متى ثبت امتناع المكظؼ عف التنفيذ‪ ،‬فإف ذلؾ يشكؿ جريمة جزائية‪ ،‬كىي في ذات الكقت تعد خطأ‬
‫تأديبيا يستكجب متابعتو تأديبيا نتيجة خركجو عف مقتضى الكاجب الكظيفي استنادا ألحكاـ النظاـ‬
‫األساسي الذم يحكـ الكظيفة العامة‪.‬‬
‫تقكـ ىذه المسؤكلية عمى أساس الخطأ الذم يرتكبو المكظؼ كالذم يمثؿ إخبلال بكاجباتو الكظيفية‬
‫كمخالفة لمقكانيف كاألنظمة كالتعميمات التي يجب مراعاتيا كمكظؼ عاـ‪ ،‬فالجزاء التأديبي قائـ عمى فكرة‬
‫الخطأ التأديبي كتقكـ مسؤكلية المكظؼ التأديبية متى اقترؼ ىذا الخطأ‪ ،‬حتى كلك لـ يؤدم ذلؾ إلى‬
‫حدكث أم ضرر‪ ،2‬لذلؾ فإف امت ناع المكظؼ عف تنفيذ األحكاـ القضائية أك تدخمو لعرقمة تنفيذىا يعد‬
‫خطأ تأديبيا يرتب مسؤكليتو التأديبية‪ ،‬كىذا بناء عمى ما يفرضو عميو كاجب الطاعة كااللتزاـ بأداء المياـ‬
‫طبقا لممادة ‪ 47‬مف األمر ‪ 03/06‬المتضمف القانكف األساسي العاـ لمكظيفة العامة كالتي أفادت بقكليا‬
‫بأف " كؿ مكظؼ ميما كانت رتبتو في السمـ اإلدارم مسؤكؿ عف تنفيذ المياـ المككمة إليو"‪.‬‬

‫كباستقراء أحكاـ األمر ‪ 03/06‬يتضح لنا بأنيا ال تتضمف أم إشارة عمى تأديب المكظؼ الممتنع‬
‫عف تنفيذ الق اررات القضائية اإلدارية‪ ،‬إال أنو يمكف لئلدارة أف تستند عمى ىذه المخالفة لتطبيؽ العقكبة‬
‫التأديبية كالتي تدخؿ في إطار تنفيذ التعميمات السممية‪ ،‬كذلؾ لما ليا مف سمطة تقديرية في تقدير األخطاء‬
‫التي يرتكبيا المكظؼ أثناء تأدية كظيفتو‪ ،‬إال أف الشيء الذم يقيدىا في ذلؾ ىك عدـ الخركج عف‬

‫‪ -1‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪ -2‬فصيؿ شنطاكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.521‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العقكبات المنصكص عمييا في المادة ‪ 163‬مف نفس األمر تطبيقا لمبدأ شرعية العقكبة‪ ،‬كذلؾ حسب‬
‫جسامة الخطأ المرتكب مف تأخير في التنفيذ أك التنفيذ الجزئي أك عدـ االمتثاؿ لمتنفيذ صراحة‪.1‬‬

‫دائما كفي إطار تعزيز مبدأ احتراـ األحكاـ الصادرة عف القضاء‪ ،‬كتدعيما لباقي الكسائؿ القانكنية‬
‫التي مف شأنيا حمؿ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ‪ ،‬يمكف ترتيب المسؤكلية الشخصية ليذا األخير في مالو‬
‫الخاص عف تمؾ التصرفات التي تسبب مف خبلليا في الحكـ عمى أحد األشخاص العامة بغرامة تيديدية‪،‬‬
‫أك تمؾ التي تيدؼ إلى تعطيؿ األحكاـ عف طريؽ امتناع المكظؼ المختص بإصدار األمر بدفع المبمغ‬
‫الذم قضى بو الحكـ ال قضائي‪ ،‬ذلؾ أف المكظؼ قد يسعى لتحقيؽ أغراض تتنافى كأىداؼ الكظيفة التي‬
‫رسميا القانكف‪.2‬‬

‫كلقد نادل العديد مف الفقياء بترتيب المسؤكلية الشخصية في حؽ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ‬
‫باعتبارىا الكسيمة الناجعة لضماف تنفيذ الشيء المقضي بو‪ ،‬مف بينيـ الفقيو )‪ (Duguit‬الذم نادل بيذا‬
‫النكع مف المسؤكلية بقكلو " بأنو مف المفترض أف كؿ حكـ مطبؽ لمقانكف‪ ،‬ككؿ قانكف يجد أساسو في‬
‫المرفؽ العاـ نفسو كمف ثمة فإف المكظؼ بتجاىمو حكـ القاضي يتجاىؿ قانكف المرفؽ نفسو‪ ،‬كيرتكب‬
‫لذلؾ خطأ شخصيا "‪ ،3‬كىك ما تبناه المشرع الجزائرم بمكجب المادة ‪ 88‬مف األمر رقـ ‪ 20/95‬المتعمؽ‬
‫بمجمس المحاسبة‪ ،‬التي عددت جممة مف األفعاؿ التي يمكف أف تشكؿ مخالفات لقكاعد االنضباط في‬
‫مجاؿ تسيير الميزانية كالمالية‪ ،‬مف بينيا " التسبب في إلزاـ الدكلة أك الجماعات اإلقميمية أك الييئات‬
‫العمكمية بدفع غرامة تيديدية أك تعكيضات مالية نتيجة عدـ التنفيذ الكمي أك الجزئي أك بصفة متأخرة‬
‫ألحكاـ القضاء "‪.‬‬
‫كتظير فعالية ىذا النكع مف الجزاءات فيما يحممو مف طابع عقابي كتيديدم‪ ،‬مف شأنو دفع رجؿ‬
‫اإلدارة لبللتزاـ بتنفيذ أحكاـ القضاء تحت طائمة مسؤكليتو الشخصية‪ ،‬ألنو كبحسب المادة ‪ 89‬مف األمر‬
‫رقـ ‪ 20/95‬فإف مجمس المحاسبة يفرض غرامة في حؽ مرتكبي ىذه المخالفات‪ ،‬كالتي ال يمكف أف‬
‫يتعدل مقدارىا المرتب السنكم اإلجمالي الذم يتقاضاه المعني عند تاريخ ارتكاب المخالفة‪ ،‬إلى تحممو‬
‫لمتبعات الجزائية طبقا لممادة ‪ 92‬التي نصت بقكليا بأنو "ال تتعارض المتابعات كالغرامات التي يصدرىا‬
‫مجمس المحاسبة مع تطبيؽ العقكبات الجزائية كالتعكيضات المدنية عند االقتضاء "‪ ،‬بينما يعفى المكظؼ‬
‫مف ىذه المسؤكلية متى ثبت ارتكابو ليذه المخالفات كاف تنفيذا ألمر كتابي صادر عف مسؤكلو السممي‪،‬‬
‫أك ممف خكؿ ليـ القانكف صبلحية إعطاء ىذه األكامر لتحؿ مسؤكليتيـ الشخصية محؿ مسؤكلية‬
‫المكظؼ كىذا طبقا ألحكاـ المادة ‪ 93‬مف نفس األمر‪.‬‬

‫‪ -1‬زيف العابديف بمماحي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،117‬كقد صنفت المكاد مف ‪ 177‬إلى ‪ 185‬مف األمر ‪ ،03/06‬المتضمف القانكف األساسي العاـ‬
‫لمكظ يفة العمكمية‪ ،‬األخطاء المينية إلى أربع درجات‪ ،‬تقابميا حسب جسامة الخطأ أربع درجات مف العقكبات التأديبية طبقا لممادة ‪.163‬‬
‫‪ -2‬آماؿ يعيش تماـ‪ ،‬سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.250‬‬
‫‪ -3‬عبد الكىاب كساؿ‪ ،‬سمطة القاضي اإلدارم في تكجيو األكامر لئلدارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كبالتالي فإف إقرار مثؿ ىذه المسؤكلية بحؽ المكظؼ‪ ،‬تعد الضماف المباشر لتنفيذ األحكاـ اإلدارية‬
‫الصادرة ضد اإلدارة‪ ،‬ذلؾ أنيا تجعؿ المكظؼ تحت طائمة تيديد دائـ كفعاؿ نتيجة تعمقيا بذمتو المالية‪،‬‬
‫باعتباره الشخص الذم يتحمؿ حصيمة ما فقدتو الخزينة العمكمية جراء امتناعو عف التنفيذ‪.‬‬

‫ختاما لذلؾ؛ كعمى الرغـ مما يعترم مساعي اإلصبلحات التي باشرىا المشرع الجزائرم مف نقائص‪،‬‬
‫إال أنو عمؿ عمى تدعيـ سمطات القاضي اإلدارم في مكاجية امتناع اإلدارة كالزاميا عمى احتراـ حجية‬
‫األحكاـ القضائية‪ ،‬كىك ما شكؿ قفزة نكعية طالت سمطات القاضي اإلدارم في سياؽ إصبلح القضاء‬
‫اإلدارم‪ ،‬كتمكيف القاضي بممارسة سمطات إجرائية مف شأنيا دفع اإلدارة عمى تنفيذ أحكاـ القضاء‬
‫الصادرة في حقيا‪ ،‬فضبل عف تجريـ المشرع لفعؿ االمتناع عف التنفيذ كتقرير جممة مف الجزاءات المتعددة‬
‫في حؽ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ‪ ،‬كىك ما مف شأنو أف يعيد لؤلحكاـ القضائية ىيبتيا في إطار تجسيد‬
‫معالـ دكلة القانكف كالحؽ‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفصؿ الثاني‪:‬‬
‫الصفقات العمومية في القانوف الجنائي‪.‬‬

‫تعد الصفقات العمكمية الكسيمة المثمى في يد اإلدارة العمكمية‪ ،‬كذلؾ بالنظر إلى مكانتيا في تنفيذ‬
‫مختمؼ العمميات المالية المتعمقة بإنجاز كتسيير كتجييز المرافؽ العمكمية‪ ،‬إذ تمثؿ الشرياف الذم يحكـ‬
‫عممية تنشيط العممية التنمكية التي تعتمد أساسا عمى األمكاؿ العامة‪ ،‬كذلؾ بزيادة حجـ النفقات العمكمية‬
‫كالتي تعد الصفقات إحدل آليات التي تضمف تسييره‪ ،‬مما جعميا مجاال خصبا لتنامي كتفشي مختمؼ‬
‫أشكاؿ الفساد كالذم يعتبر اليكـ كرافد لمعممية التنمكية‪ ،1‬خاصة في قطاعات األشغاؿ العمكمية كالطاقة‬
‫كالرم كمختمؼ القطاعات الحيكية األخرل‪ ،‬التي شيدت فضائح مالية كبرل أك ما يسمى بفضيحة القرف‬
‫ىدار لمماؿ العاـ‪.2‬‬
‫نتيجة إبراـ العديد مف الصفقات المشبكىة‪ ،‬شكمت مجاال لتفشي الفساد في الجزائر كا ا‬

‫كأماـ ىذه التداعيات السمبية‪ ،‬فقد اقتضى األمر طرح ضركرة تبني إستراتيجية بعيدة المدل قصد‬
‫محاصرة ظاىرة الفساد‪ ،‬كالحد مف تداعياتيا السمبية عمى الماؿ العاـ‪ ،‬كالتي كممت بالمصادقة عمى العديد‬
‫مف االتفاقيات أبرزىا اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،3‬كالتي ترجميا المشرع بتبني نظاـ قانكني‬
‫مستقؿ يتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو تحت رقـ ‪ 01/06‬الذم تكلى مف خبللو إعادة تنظيـ السياسة‬
‫العقابية المقررة لجرائـ الفساد عمكما بما يتبلءـ كالسياسة الجنائية لمكافحة الفساد‪ ،‬نظ ار لما تنطكم عميو‬
‫ىذه األخيرة مف مساس كمتاجرة بالكظيفة‪ ،‬إلى جانب ما تبناه مف خبلؿ أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ 247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬الذم أقر مف خبللو جممة مف التدابير كاآلليات المتعمقة‬
‫بمكافحة الفساد في الصفقات العمكمية مف خبلؿ أحكاـ القسـ الثامف مف الفصؿ الثالث ضمف المكاد مف‬
‫‪ 88‬إلى ‪ 94‬منو‪ ،‬كىك ما يعكس حجـ الدكر الممقى عمى عاتؽ القاضي الجنائي في التصدم لمثؿ ىذه‬
‫السمككيات التي مف تؤدم إلى تبديد كىدر الماؿ العاـ‪.‬‬

‫لذلؾ يعنى ىذا الفصؿ مف الدراسة بتحديد صفة الجاني في ىذا النكع مف الجرائـ مع دراسة بعض‬
‫العينات منيا ضمف (المبحث األكؿ)‪ ،‬مع تحديد الجزاءات كأىـ اآلليات اإلجرائية كالمؤسساتية المكرسة‬
‫لمحد منيا مع البحث في العكائؽ أك العقبات التي تحد مف فعالية المتابعة ضمف (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬كتكش عاشكر‪ ،‬قكريف حاج قكيدر‪ ،‬الفساد المالي كاإلدارم في القطاع المالي المصرفي كأساليب مكافحتو‪ ،‬بحث مقدـ لممؤتمر العممي الدكلي‬
‫الثاني حكؿ إصبلح النظاـ المصرفي الجزائرم‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬يكمي ‪ ،2008/03/12-11‬ص ‪.247‬‬
‫‪ -2‬فضيحة سكنطراؾ‪..‬القصة الكاممة‪ ،‬منشكرة عمى المكقع‪ ،https://www.djazairess.com :‬تاريخ اإلطبلع ‪.2018/01/15‬‬
‫‪ -‬فضيجة الطريؽ السيار شرؽ غرب‪ ،‬كقائع القضية منشكرة عمى المكقع‪ ،http://elmihwar.com :‬تاريخ اإلطبلع ‪.2018/01/15‬‬
‫‪ -‬كقد أكضح مؤشر مدركات الفساد الذم يصدر عف منظمة الشفافية الدكلية ضخامة حجـ الفساد الذم تعرفو العديد مف دكؿ العالـ‪ ،‬كقد سجمت‬
‫الجزائر عمى مقياس الشفافية الذم يتركاح بيف ( ‪ 0‬نقطة‪ :‬التي تعد معدالت الفساد عالية لمغاية) ك(‪ 100‬نقطة‪ :‬التي تعد مؤش ار عمى خمك‬
‫الدكلة مف الفساد) بػالرتب ‪ 112 ،108 ،88‬عمى التكالي لسنكات ‪ ،2017 ،2016 ،2015‬منشكرة عمى المكقع‪:‬‬
‫‪.https://www.transparency.org‬‬
‫‪ -3‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،128/04‬المؤرخ في ‪ ،2004/04/19‬المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،‬المعتمدة‬
‫مف قبؿ الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة بنيكيكرؾ يكـ ‪ 31‬أكتكبر ‪ ،2003‬ج ر ج ج عدد (‪ )26‬الصادرة بتاريخ ‪.2004/04/25‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المبحث األوؿ‪:‬‬
‫إختصاص القضاء الجزائي في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫إف المستيدؼ الكحيد مف تكريس اآلليات الكقائية في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬ىك تأميف الحماية‬
‫الكافية لمماؿ العاـ مف مختمؼ أشكاؿ الفساد بمظيريو المالي كاإلدارم التي تعترم مجاؿ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬نتيجة النحرافات بعيدة كؿ البعد عف مقتضيات المشركعية‪ ،1‬كىك ما استدعى ضركرة تدخؿ‬
‫القضاء في شقو الجزائي كآلية لردع مختمؼ الممارسات السمبية تعزي از لمجيكد كالمساعي المبذكلة مف‬
‫طرؼ المشرع‪ ،‬كالرامية لمحد مف استفحاؿ ظاىرة الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي يعد المكظؼ‬
‫العمكمي فاعبل كحمقة أساسية في العبلقة اإلجرامية نتيجة خركجو عف مقتضى الكاجب الكظيفي‪.‬‬

‫تبعا لذلؾ سنقتصر في دراستنا في ىذا الجانب عمى تحديد صفة الجاني في جرائـ الصفقات‬
‫العمكمية (المطمب األكؿ)‪ ،‬مع الكقكؼ عمى بعض العينات مف الجرائـ التي تعترم مجاؿ الصفقات‬
‫العمكمية كتكضيح معالميا كفؽ لما أقره المشرع في بياف أحكاميا (المطمب الثاني)‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‪:‬‬
‫تحديد صفة الجاني في جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعد جرائـ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية مف جرائـ ذكم الصفة‪ ،‬التي يشترط فييا القانكف أف‬
‫تتكافر فييا صفة معينة‪ ،‬فيي بالدرجة األكلى جريمة المكظؼ العمكمي‪ ،‬كبالتالي قياميا مرتبط بصفة‬
‫مقترفيا‪ ،‬كالتي تشكؿ شرطا أساسيا ككنيا مشتركة في معظـ جرائـ الفساد‪ ،2‬أم أف يككف الجاني مكظفا‬
‫عمكميا أك مف في حكمو كمف المخكليف قانكنا بإبراـ الصفقات العمكمية يعمؿ عمى استغبلؿ الكظيفة‬
‫اإلدارية بغرض الحصكؿ عمى امتيازات أك مقابؿ دكف كجو حؽ‪.3‬‬

‫كيختمؼ مدلكؿ المكظؼ العاـ في نطاؽ القانكف اإلدارم عنو في القكانيف األخرل‪ ،‬إذ تقكـ فكرة‬
‫المكظؼ في القانكف اإلدارم عمى اعتبارات أساسيا الصمة القانكنية التي تربط بيف المكظؼ كالدكلة‪ ،‬كىي‬
‫عبلقة تنظيمية تحكميا القكانيف كاألنظمة التي تحدد بمكجبيا القكاعد التي تحكـ شؤكف الكظائؼ‬
‫كالمكظفيف‪ .4‬كىك ما دفعنا لمكقكؼ عف تحديد مدلكلو في مجاؿ القانكف اإلدارم في مجالي الفقو كالقضاء‬
‫(الفرع األكؿ)‪ ،‬إلى جانب بياف مدلكلو في مجاؿ القانكف الجنائي كركف مفترض في معظـ جرائـ الصفقات‬

‫‪ -1‬مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ -2‬كريمة عمة‪ ،‬جرائـ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬رسالة لنيؿ درجة دكتكراه عمكـ في القانكف العاـ‪ ،‬فرع القانكف الجنائي كالعمكـ الجنائية‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪ ،2013/2012 ،)1‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -3‬زكليخة زكزك‪ ،‬جرائـ الصفقات العمكمية كآليا ت مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد‪ ،‬مذكر مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقكؽ‪،‬‬
‫تخصص قانكف جنائي‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،2012/2011 ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ -4‬عمر حماس‪ ،‬جرائـ الفساد المالي كآليات مكافحتيا في التشريع الجزائرم‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه في القانكف الجنائي لؤلعماؿ‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2017/2016 ،‬ص ‪.27‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العمكمية الذم حممو المشرع في صياغتو لمنص التجريمي المكسكـ بالقانكف رقـ ‪ 01/06‬المتعمؽ بالكقاية‬
‫مف الفساد كمكافحتو‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫تحديد مدلوؿ الموظؼ العاـ في القانوف اإلداري‪.‬‬

‫إف اختبلؼ األنظمة السياسية كاإلدارية لمدكلة جعؿ مف الصعكبة بمكاف التسميـ بتعريؼ جامع كمانع‬
‫لممكظؼ العاـ ينطب ؽ عمى جميع فئات مكظفي ىذه الدكؿ‪ ،‬بؿ حتى داخؿ الدكلة الكاحدة فإف مدلكلو‬
‫يختمؼ مف تشريع آلخر تبعا ألسس كأىداؼ كؿ تشريع كنطاؽ سريانو‪ ،‬ثـ إف الطبيعة التي يمتاز بيا‬
‫القانكف اإلدارم قد أضافت صعكبة جديدة‪ ،‬بحيث أصبح التسميـ بتعريؼ جامع كمانع ال يستجيب لتمؾ‬
‫الطبيعة إف لـ نقكؿ معيقا ليا‪ ،‬مما يترتب عف ذلؾ عدـ إمكاف التسميـ بتعريؼ محدد لمدة طكيمة داخؿ‬
‫الدكلة الكاحد نظ ار لما قد يستجد مف تطكرات مستقببل‪.1‬‬

‫كرغـ ذلؾ فقد تباينت المحاكالت بيف الفقو كالقضاء كحتى التشريع في كضع مدلكؿ لممكظؼ‬
‫العمكمي كؿ مف زاكية نظره ليذه الطائفة‪ ،‬مما يدفعنا عمى أف ال نقتصر عمى تكضيح مدلكلو الجنائي‪،‬‬
‫كانما يتعيف عمينا أيضا الكقكؼ عمى تحديد المدلكؿ اإلدارم لممكظؼ العاـ كىك ما يتـ بيانو كفؽ اآلتي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المدلوؿ الفقيي لمموظؼ العاـ‪.‬‬

‫إف الغمكض الذم يكتنؼ مفيكـ المكظؼ العاـ‪ ،‬كعدـ كجكد معايير متجانسة ككاضحة لتحديد صفة‬
‫المكظؼ دفع بالفقو إلى إبراز العديد مف المحاكالت لمكقكؼ عمى مدلكلو كالمرتبطة أساسا بمساىمتو في‬
‫نشاط المرفؽ العاـ‪ ،‬حيث اعتبر الفقيو ديجي المكظؼ العاـ بأنو " كؿ شخص يشغؿ كظيفة داخمة في‬
‫الكادرات الدائمة لمرفؽ عاـ يدار بمعرفة الدكلة‪ ،‬أك اإلدارات العامة التابعة‪ ،‬كيتـ يعيينو بمعرفة السمطة‬
‫العامة "‪ ،‬كعمى نفس االتجاه سار الفقيو فاليف الذم عرفو بأنو " كؿ مف يتكلى كظيفة دائمة مدرجة في‬
‫كادرات اإلدارة العامة‪ ،‬كيساىـ في إدارة مرفؽ عاـ إدارة مباشرة "‪.2‬‬

‫أما عف الفقو الجزائرم؛ فقد اعتبر األستاذ أحمد بكضياؼ المكظؼ العاـ بأنو " كؿ شخص يساىـ‬
‫في خدمة مرفؽ عاـ‪ ،‬مدار بطريؽ االستغبلؿ المباشر كيشغؿ بصفة دائمة كظيفة داخمة في نطاؽ كادر‬
‫اإلدارة العامة "‪ ،‬بينما عرؼ األستاذ أحمد محيك المكظفيف العمكمييف بأنيـ " مف يكجدكف في كضع‬
‫قانكني تنظيمي يتميز بأنو قابؿ لمتبد يؿ بقانكف جديد يطبؽ عمييـ آليا دكف أف يخكؿ ليـ التمسؾ بالحقكؽ‬
‫المكتسبة "‪.3‬‬

‫‪ -1‬صباح مصباح محمكد سميماف‪ ،‬الحماية الجنائية لممكظؼ العاـ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار حامد لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪ ،2004 ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ -2‬عمي جمعة محارب‪ ،‬التأديب اإلدارم في الكظيفة العامة ( دراسة مقارنة )‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المطبكعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2004 ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -3‬أحمد بكضياؼ‪ ،‬الجريمة التأديبية لممكظؼ العاـ في الجزائر‪ ،‬ط‪ ،3‬المؤسسة الكطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،1986 ،‬ص ‪.48‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫استنادا لمجمؿ ىذه التعريفات‪ ،‬يعتبر مكظفا عمكميا كؿ شخص تكافرت لديو شركط التعييف مف طرؼ‬
‫السمطة العامة المختصة‪ ،‬كشغؿ كظيفة دائمة‪ ،‬باإلضافة إلى خدمة مرفؽ عاـ تديره الدكلة أك أم سمطة‬
‫إدارية مباشرة أخرل‪ ،‬كبالتالي فيك " كؿ شخص يمحؽ بالكظيفة بكاسطة أداة قانكنية قد تككف مرسكما أك‬
‫ق ار ار ك ازريا أك ق ار ار كالئيا‪ ،‬كيشغؿ كظيفتو عمى كجو االستمرار كيساىـ بعممو في خدمة مرفؽ تديره الدكلة‬
‫أك أحد األشخاص التابعيف لمقانكف العاـ "‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المدلوؿ القضائي لمموظؼ العاـ‪.‬‬

‫تعددت كاختمفت أحكاـ القضاء في إبراز مدلكؿ المكظؼ العاـ‪ ،‬كاف اتفقت في كجكد عناصر أساسية‬
‫العتبار الشخص مكظفا عاما‪ ،‬يخضع ألحكاـ الكظيفة العامة كحد أدنى يجب مراعاتو في تحديد صفة‬
‫المكظؼ العاـ‪ ،‬ففي فرنسا قضى مجمس الدكلة الفرنسي بأف المكظؼ العاـ ىك" كؿ شخص يعيد إليو‬
‫بكظيفة دائمة داخمة ضمف كادر الكظائؼ‪ ،‬كتككف في خدمة مرفؽ عاـ "‪ ،‬كبذلؾ فقد تبني مجمس الدكلة‬
‫الفرنسي ذات العناصر التي اعتمدىا معظـ فقياء القانكف اإلدارم الفرنسي في تحديد مدلكؿ المكظؼ‬
‫العاـ‪ ،‬باإلضافة إلى أنو يتطمب فكؽ ذلؾ العتبار الشخص مكظفا عاما يجب أف يككف عامبل في مرفؽ‬
‫عاـ إدارم‪ ،‬أما المرافؽ العامة سكاء كانت صناعية أك تجارية فقد فرؽ بيف عماليا كعد مف يشغؿ منيـ‬
‫كظائؼ التكجيو كالرئاسة كالمحاسبة مكظفيف عاميف‪ ،‬أما ما عداىـ فقد عدىـ أجراء يخضعكف لمقانكف‬
‫الخاص كال تنطبؽ عمييـ صفة المكظؼ العاـ‪ ،1‬بينما اتجيت المحكمة اإلدارية العميا بمصر بقكليا "‬
‫العتبار الشخص مكظفا عاما يجب أف يقكـ بعمؿ دائـ في خدمة مرفؽ عاـ‪ ،‬يدار بطريؽ االستغبلؿ‬
‫المباشر‪ ،‬كعف طريؽ شغمو منصبا يدخؿ في التنظيـ اإلدارم لذلؾ المرفؽ "‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫تحديد مدلوؿ الموظؼ العاـ في القانوف الجنائي‪.‬‬

‫لـ يكف مكقؼ تشريعات دكؿ العالـ مكحدا مف ناحية تحديدىا لمدلكؿ المكظؼ العاـ‪ ،‬إذ اكتفى‬
‫بعضيا بتكضيح معنى المكظؼ العاـ في مجاؿ تطبيؽ أحكاميا فقط‪ ،‬في حيف جاء بعضيا خاليا تماما‬
‫مف أم تحديد لمدلكؿ المكظؼ العاـ تاركة أمر ذلؾ لمفقو كالقضاء‪ ،‬كالتشريع الجزائرم ىك اآلخر لـ يتبنى‬
‫تعريفا محددا كثابتا لممكظؼ العمكمي كانما اكتفى بتحديد بعض فئات المكظفيف كيظير ذلؾ سكاء عمى‬
‫مستكل االتفاقيات التي صادقت عمييا الجزائر أك عمى مستكل التشريع الداخمي الذم تباينت صكر تحديده‬
‫بيف المفيكـ الضيؽ كالمكسع الذم حممتو أحكاـ القانكف ‪ 01/06‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو‪.‬‬

‫‪ -1‬صباح مصباح محمكد سميماف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.42‬‬


‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تحديد االتفاقيات الدولية لمدلوؿ الموظؼ العاـ‪.‬‬

‫تبنت االتفاقيات الدكلية التي صادقت عمييا الجزائر في مجاؿ مكافحة الفساد بياف بعض‬
‫المصطمحات التي تضمنتيا أحكاميا مف بينيا تحديدىا لمدلكؿ المكظؼ العمكمي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تحديد اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد لمدلوؿ الموظؼ العاـ‪.‬‬

‫يقصد بو طبقا لمفقرة (أ) مف المادة ‪ 02‬ليذه االتفاقية ‪:‬‬

‫‪ -‬أم شخص يشغؿ منصبا تشريعيا أك تنفيذيا أك إداريا أك قضائيا لدل دكلة طرؼ‪ ،‬سكاء أكاف معينا أـ‬
‫منتخبا‪ ،‬دائما أـ مؤقتا‪ ،‬مدفكع األجر أك عير مدفكع األجر بصرؼ النظر عف أقديمة ذلؾ الشخص‪.‬‬
‫‪ -‬أم شخص آخر يؤدم كظيفة عمكمية‪ ،‬بما في ذلؾ لصالح جياز عمكمية أك منشأة عمكمية‪ ،‬أك يقدـ‬
‫خدمة عمكمية‪ ،‬حسب التعريؼ الكارد في القانكف الداخمي لمدكلة الطرؼ كحسب ما ىك مطبؽ في‬
‫المجاؿ القانكني ذم الصمة لدل تمؾ الدكلة الطرؼ‪.‬‬
‫‪ -‬أم شخص آخر معرؼ بأنو "مكظؼ عمكمي" في القانكف الداخمي لمدكلة الطرؼ‪ ،‬بيد أنو ألغراض‬
‫بعض التدابير المعينة الكاردة في الفصؿ الثاني مف ىذه االتفاقية‪ ،‬يجكز أف يقصد بتعبير "مكظؼ‬
‫العمكمي" أم شخص يؤدم كظيفة عمكمية أك يقدـ خدمة عمكمية حسب التعريؼ الكارد في القانكف‬
‫الداخمي لمدكلة الطرؼ كحسب ما ىك مطبؽ في المجاؿ المعني في قانكف تمؾ الدكلة الطرؼ‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحتو لمموظؼ العاـ‪.‬‬

‫يقصد بو طبقا لممادة األكلى مف ىذه االتفاقية "‪..‬أم مكظؼ أك مكظؼ دكلة أك الككاالت التابعة ليا‬
‫بما في ذلؾ مف يقع عميو االختيار أك يتـ تعيينو‪ ،‬أك انتخابو لمقياـ بأنشطة أك مياـ باسـ الدكلة أك‬
‫لخدمتيا عمى أم مستكل مف مستكيات التسمسؿ اليرمي لمسمطة "‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحديد االتفاقية العربية لمكافحة الفساد لمموظؼ العاـ‪.‬‬

‫يقصد بو طبقا لمفقرة الثانية مف المادة األكلى "‪..‬أم شخص يشغؿ كظيفة عمكمية‪ ،‬أك مف يعتبر في‬
‫حكـ المكظؼ العمكمي كفقا لقانكف الدكلة الطرؼ في المجاالت التنفيذية أك التشريعية أك القضائية أك‬
‫اإلدارية‪ ،‬سكاء أكاف معينا أك منتخبا‪ ،‬دائما أك مؤقتا‪ ،‬أك كاف مكمفا بخدمة عمكمية لدل الدكلة الطرؼ‪،‬‬
‫بأجر أـ بدكف أجر"‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 02‬الفقرة (أ) مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،128/04‬المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ -2‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،137/06‬المؤرخ في ‪ ، 2006/04/10‬المتضمف التصديؽ عمى اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد كمكافحتو‪ ،‬المعتمدة‬
‫بمابكتك في ‪ 11‬يكليك ‪ ،2003‬ج ر ج ج عدد (‪ )24‬الصادرة بتاريخ ‪.2006/04/16‬‬
‫‪ -3‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،249/14‬المؤرخ في ‪ ، 2014/09/08‬المتضمف التصديؽ عمى االتفاقية العربية لمكافحة الفساد المحررة بالقاىرة‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ 21‬ديسمبر ‪ ،2010‬ج ر ج ج عدد (‪ )54‬الصادرة بتاريخ ‪.2014/09/21‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تحديد القانوف الداخمي لمدلوؿ الموظؼ العاـ‪.‬‬

‫بالرجكع لمقانكف الداخمي في التشريع الجزائرم نجد أف أحكاـ بعض القانكنيف قد تناكلت تحديد مدلكؿ‬
‫المكظؼ العمكمي‪ ،‬كلكف تبايف تحديد مدلكلو مف تشريع آلخر تبعا ألىداؼ كنطاؽ سرياف كؿ قانكف‪،‬‬
‫حيث تضمف ا لتشريع الناظـ لمجاؿ الكظيفة العمكمية تحديد مدلكؿ المكظؼ العمكمي مف خبلؿ أحكاـ‬
‫المادة ‪ 04‬مف األمر رقـ ‪ 03/06‬التي أفادت بقكليا " يعتبر مكظفا كؿ عكف عيف في كظيفة عمكمية‬
‫دائمة كرسـ في رتبة في السمـ اإلدارم "‪.1‬‬

‫لكف بالرجكع ألحكاـ القانكف رقـ ‪ 01/06‬المتعمؽ بػ (ؽ كؼ ـ)‪ ،‬نجد بأف المشرع قد كرس أحكاـ‬
‫اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد مف خبلؿ تبني المفيكـ المكسع لممقصكد بالمكظؼ العمكمي خبلفا‬
‫لما استقر عميو القانكف اإلدارم‪ ،‬كالذم عمؿ مف خبللو عمى سد كؿ الثغرات التي كانت تعترم مجاؿ‬
‫تحديد صفة الجاني في جرائـ المتعمقة بالفساد اإلدارم في قانكف العقكبات‪ ،‬كالتي أدت إلى إفبلت العديد‬
‫مف الفئات مف المسؤكلية الجزائية عف جرائـ الفساد‪ ،‬كتأسيسا عمى ذلؾ فقد شمؿ مصطمح المكظؼ‬
‫العمكمي بمدلكلو المكسع الذم حممتو أحكاـ ىذا القانكف العديد مف الفئات تمثمت في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬فئة ذوي المناصب التنفيذية واإلدارية والقضائية‪.‬‬

‫تشمؿ ىذه الفئة األشخاص ذكم المناصب التنفيذية أك اإلدارية أك القضائية سكاء كانكا معينيف أك‬
‫منتخبيف‪ ،‬دائميف أك مؤقتيف‪ ،‬يعممكف بأجر أك بدكنو‪ ،‬بصرؼ النظر عف رتبيـ أك أقدميتيـ‪.‬‬

‫‪ -/1‬شاغموا المناصب التنفيذية‪:‬‬

‫لقد خكلت أحكاـ الدستكر لرئس الجميكرية قسطا كافيا مف السمطة التقديرية التي تخكؿ لو جعؿ‬
‫السمطة التنفيذية في يده‪ ،‬بينما يعيد بباقي المناصب التنفيذم األخرل لعدة أشخاص تمارسيا كفقا لمدستكر‬
‫كالتشريع المعمكؿ بو‪،‬كالتي تشكؿ في مجمميا الجياز التنفيذم لمدكلة‪ ،‬كيقصد بذكم المناصب التنفيذية‪:‬‬

‫أ‪ -/‬رئيس الجميورية‪:‬‬

‫يجسد رئيس الدكلة ككحدة األمة داخؿ الدكلة كخارجيا‪ ،‬يتـ انتخابو عف طريؽ االقتراع العاـ المباشر‬
‫كالسرم‪ .2‬كاألصؿ أف ال يسأؿ رئيس الجميكرية عف الجرائـ التي يرتكبيا بمناسبة تأدية ميامو ما لـ تشكؿ‬
‫خيانة عظمى‪ ،‬كيحاؿ في ذلؾ لممحكمة العميا لمدكلة المختصة بمحاكمة رئيس الجميكرية طبقا لممادة‬
‫‪ 177‬مف الدستكر كالتي جاء فييا بأنو " تؤسس محكمة عميا لمدكلة‪ ،‬تختص بمحاكمة رئيس الجميكرية‬
‫عف األفعاؿ التي يمكف كصفيا بالخيانة العظمى‪ ،‬كالكزير األكؿ عف الجنايات كالجنح التي يرتكبانيا‬
‫بمناسبة تأديتيما مياميما "‪ ،‬كالتي أحاؿ نص المادة ‪ 177‬عمى إنشائيا بمكجب قانكف عضكم يحدد‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 04‬مف األمر‪ ،03/06‬المتضمف القانكف األساسي العاـ لمكظيفة العمكمية‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 85 ،84‬مف القانكف رقـ ‪ ،01/16‬المتضمف التعديؿ الدستكرم‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تشكيمتيا كتنظيميا كسيرىا ككذا اإلجراءات المطبقة‪ ،‬كىك النص الذم لـ يرل النكر رغـ إقرار المادة ‪158‬‬
‫مف دستكر ‪ 1996‬لو سابقا‪.‬‬

‫ب‪ -/‬الوزير األوؿ (رئيس الحكومة سابقا)‪:‬‬

‫تـ استبداؿ منصب رئيس الحككمة‪ ،‬كتعكيضو بمنصب الكزير األكؿ بمكجب القانكف رقـ ‪19/08‬‬
‫المتضمف تعديؿ دستكر ‪ ،1996‬الذم يعينو رئيس الجميكرية بعد استشارة األغمبية البرلمانية عمبل بأحكاـ‬
‫المادة‪ 5/91‬مف أحكاـ الدستكر كالتي أفادت بقكليا " يضطمع رئيس الجميكرية باإلضافة إلى السمطات‬
‫التي تخكليا إياه صراحة أحكا ـ أخرل في الدستكر‪ ،‬بالسمطات كالصبلحيات اآلتية‪...‬يعيف الكزير األكؿ‬
‫بعد استشارة األغمبية البرلمانية‪ ،‬كينيي ميامو‪."..‬‬

‫أما فيما يخص المساءلة الجزائية لمكزير األكؿ‪ ،‬فإذا كاف مف الجائز مساءلتو عف الجنايات كالجنح‬
‫التي يرتكبيا أثناء تأدية ميامو بما فييا جرائـ الفساد فإف محاكمتو عف ذلؾ تظؿ معمقة عمى تنصيب‬
‫المحكمة العميا لمدكلة كالتي لـ ترل النكر بعد‪.1‬‬

‫ج‪ -/‬أعضاء الحكومة (الوزراء والوزراء المنتدبوف)‪:‬‬

‫يعيف أعضاء الحككمة مف قبؿ رئيس الجميكرية بعد استشارة الكزير األكؿ‪ ،‬كىذا عمبل بأحكاـ المادة‬
‫‪ 93‬مف الدستكر التي أفادت " يعيف رئيس الجميكرية أعضاء الحككمة بعد استشارة الكزير األكؿ "‪.‬‬

‫أما فيما يخص المساءلة الجزائية ليـ‪ ،‬فيـ يعتبركف في حكـ المكظفيف كتنطبؽ عمييـ أحكاـ قانكف‬
‫العقكبات في حالة ارتكابيـ أم مخالفة تمس بالماؿ العاـ‪ ،2‬حيث أجاز المشرع مساءلة أعضاء الحككمة‬
‫عف جرائـ الفساد كفقا إلجراءات خاصة نصت عمييا أحكاـ المادة ‪ 573‬مف (ؽ إ ج ج)‪.3‬‬

‫د‪ -/‬الوالة‪:‬‬

‫يمكف مساءلة الكالي عف جرائـ الفساد عمكما بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي قد يرتكبيا‬
‫أثناء مباشرتو لممياـ المككمة إليو أك بمناسبتيا‪ ،‬كقد خص المشرع متابعة ىذه الفئة بإج ارءات خاصة مثؿ‬
‫تمؾ اإلجراءات التي قررىا ألعضاء الحككمة‪ ،‬كىذا طبقا لما أكدتو المادة ‪ 573‬كما يمييا مف قانكف‬
‫اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫‪ -1‬حميد زقاكم‪ ،‬الركف المفترض في جرائـ الفساد‪ ،‬المجمة الجزائرية لمحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬مجمة سداسية دكلية تصدر عف معيد العمكـ القانكنية‬
‫كاإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي أحمد بف يحي الكنشريسي‪ ،‬تسمسيمت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جكاف ‪ ،2017‬ص ‪.159‬‬
‫‪ -2‬عبد المطيؼ أحمد‪ ،‬جرائـ األمكاؿ العامة (دراسة تحميمية تأصيمية تطبيقية)‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص ‪.277‬‬
‫‪ -3‬األمر رقـ ‪ ،155/66‬المؤرخ في ‪ ،1966/06/08‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )48‬الصادرة بتاريخ ‪،1966/06/11‬‬
‫المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ‪ ،06/18‬المؤرخ في ‪ ،2018/06/10‬ج ر ج ج عدد (‪ )34‬الصادرة بتاريخ ‪.2018/06/10‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كبيذا يككف المشرع أراد التأكيد عمى شمكلية النص عمى كافة المكظفيف العمكمييف ميما كانت مراكزىـ‬
‫القانكنية كالكظيفية‪ ،‬كبناء عمى ذلؾ يقع تحت طائمة قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو كؿ أعضاء‬
‫الحككمة بصفة عامة‪.1‬‬

‫‪ -/2‬شاغموا المناصب اإلدارية‪:‬‬

‫يقصد بيـ كؿ مف يعمؿ في إدارة مف اإلدارات العمكمية سكاء بصفة دائمة أك مؤقتة بأجر أك بدكف‬
‫أجر كبغض النظر عف رتبتو أك أقدميتو كتنقسـ ىذه الفئة إلى قسميف‪:‬‬

‫أ‪ -/‬شاغموا المناصب اإلدارية الدائمة‪:‬‬

‫يقصد بيذه الطائفة األشخاص الذيف يشغمكف مناصبيـ بصفة دائمة في إحدل اإلدارات كالمؤسسات‬
‫العمكمية التي حددتيا أحكاـ المادة ‪ 02‬مف األمر ‪ 03/06‬المتعمؽ بالقانكف األساسي العاـ لمكظيفة‬
‫العمكمية‪.‬‬

‫ب‪ -/‬شاغموا المناصب اإلدارية المؤقتة‪:‬‬

‫يقصد بيذه الفئة العماؿ الذيف يشغمكف مناصبيـ بصفة مؤقتة كالذيف ال تتكافر فييـ صفة المكظؼ‬
‫بمفيكـ القانكف اإلدارم‪ ،2‬كالعماؿ المتعاقديف كالمؤقتيف الذيف يمارسكف نشاطاتيـ في اإلدارات كالمؤسسات‬
‫العمكمية‪.‬‬

‫‪ -‬العوف المتعاقد‪ :‬ىك الشخص الذم يرتبط باإلدارة بعبلقة عقدية ال تنظيمية‪ ،‬كقد نظـ المشرع أحكاـ‬
‫ىذه العبلقة ضمف أحكاـ الفصؿ الرابع مف الباب األكؿ مف قانكف الكظيفة العمكمية (األمر ‪)03/06‬‬
‫تحت عنكاف "األنظمة القانكنية األخرل لمعمؿ"‪ ،‬كيتـ تكظيؼ ىذه الفئة مف األعكاف حسب حاجات‬
‫المؤسسات كاإلدارات العمكمية عف طريؽ عقكد محددة المدة أك غير محددة المدة‪ ،‬بالتكقيت الكامؿ أك‬
‫التكقيت الجزئي‪ ،‬كما أف شغؿ ىذه المناصب ال يخكؿ ليذه الفئة اكتساب صفة المكظؼ أك اإلدماج‬
‫في رتبة مف رتب الكظيفة العمكمية‪.‬‬

‫‪ -‬العوف المؤقت‪ :‬خكلت أحكاـ قانكف الكظيفة العمكمية المجكء إلى تكظيؼ أعكاف بصفة مؤقتة‪ ،‬أم لمدة‬
‫محددة لمقياـ بعمؿ ذك طابع مؤقت‪ ،‬كىك ما أفادت بو المادة ‪ 21‬بقكليا " يمكف بصفة استثنائية‪،‬‬
‫تكظيؼ أعكاف متعاقديف غير أكلئؾ المنصكص عمييـ في المادتيف ‪ 19‬ك‪ 20‬أعبله في إطار التكفؿ‬
‫بأعماؿ تكتسي طابعا مؤقتا "‪.‬‬

‫‪ -1‬زكليخة زكزك‪ ،‬جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -2‬مميكة ىناف‪ ،‬جرائـ الفساد الرشكة‪ ،‬اإلختبلس‪ ،‬تكسب المكظؼ العاـ مف كراء كظيفتو في الفقو اإلسبلمي‪ ،‬قانكف مكافحة الفساد الجزائرم‪ ،‬مقارنة‬
‫ببعض التشريعات العربية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬القاىرة‪ ،2010 ،‬ص ‪.48‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -/3‬شاغموا المناصب القضائية‪:‬‬

‫يقصد بيـ القضاة بالمعنى الكارد في أحكاـ القانكف العضكم رقـ ‪ 11/04‬المتضمف القانكف األساسي‬
‫لمقضاء‪ ،1‬كتشمؿ ىذه الطائفة عمى فئتيف ىما‪:‬‬

‫أ‪ -/‬القضاة التابعيف لنظاـ القضاء العادي‪:‬‬

‫تشمؿ ىذه الفئة طبقا لممادة ‪ 02‬مف القانكف رقـ ‪ 11/04‬قضاة الحكـ كالنيابة العامة لممحكمة العميا‬
‫كالمجالس القضائية كالمحاكـ التابعة لمنظاـ القضائي العادم‪ ،‬القضاة العامميف في اإلدارة المركزية لك ازرة‬
‫العدؿ‪ ،‬كالعامميف في أمانة المجمس األعمى لمقضاء كمؤسسات التككيف كالبحث التابعة لك ازرة العدؿ‪.‬‬

‫ب‪ -/‬القضاة التابعيف لنظاـ القضاء اإلداري‪:‬‬

‫تشمؿ ىذه الفئة قضاة الحكـ كمحافظي الدكلة لمجمس الدكلة كالمحاكـ اإلدارية‪ ،‬كالقضاة العامميف في‬
‫المصالح اإلدارية لممحكمة العميا كمجمس الدكلة‪ ،‬كالقضاة التابعيف لمحكمة التنازع‪ ،‬كما تشمؿ فئة شاغمكا‬
‫المناصب القضائية عمى المحمفكف المساعدكف في محكمة الجنايات‪ ،‬كالمساعدكف في قسـ األحداث كفي‬
‫القس ـ االجتماعي بحكـ مشاركتيـ في األحكاـ التي تصدر عف الجيات القضائية العادية‪ ،‬بينما يستثنى‬
‫مف ذلؾ قضاة مجمس المحاسبة‪ ،‬قضاة المجمس الدستكرم كقضاة مجمس المنافسة‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬فئة ذوي الوكالة النيابية‪.‬‬

‫تشمؿ ىذه الفئة كؿ شخص يشغؿ منصبا تشريعيا أك منتخبا في أحد المجالس الشعبية المحمية‪ ،‬فبل‬
‫تقتصر صفة الجاني في جرائـ الصفقات العمكمية عمى المكظؼ بالمفيكـ اإلدارم فقط‪ ،‬كانما تشمؿ حتى‬
‫أعضاء السمطة التشريعية ( البرلماف بغرفتيو) كأعضاء المجالس المنتخبة المحمية (المجمس الشعبي‬
‫الكالئي كالبمدم)‪.‬‬

‫‪ -/1‬شاغموا المناصب التشريعية‪:‬‬

‫يقصد بيـ كؿ عضك معيف أك منتخب في البرلماف بغرفتيو (المجمس الشعبي الكطني كمجمس‬
‫األمة)‪.‬‬

‫‪ -/2‬المنتخبوف في المجالس الشعبية المحمية‪:‬‬

‫يقصد بيـ أعضاء المجالس الشعبية الكالئية كالبمدية‪.‬‬

‫‪ -1‬القانكف العضكم رقـ ‪ ،11/04‬المؤرخ في ‪ ، 2004/09/06‬المتضمف القانكف األساسي لمقضاء‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )57‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2004/09/08‬‬
‫‪ -2‬أحسف بكسقيعة‪ ،‬الكجيز في القانكف الجزائي الخاص (جرائـ الفساد‪ ،‬جرائـ الماؿ كاألعماؿ‪ ،‬جرائـ التزكير)‪ ،‬ج‪ ،2‬دار ىكمة‪ ،‬الج ازئر‪،2014 ،‬‬
‫ص ‪.18‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬الشخص الذي يتولى وظيفة أو وكالة في مرفؽ عاـ أو مؤسسة عمومية أو ذات رأسماؿ مختمط‬

‫تنص الفقرة (ب) مف المادة ‪ 02‬مف القانكف رقـ ‪ 01/06‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو عمى‬
‫أنو " كؿ شخص آخر يتكلى كلك مؤقتا‪ ،‬كظيفة أك ككالة بأجر أك بدكف أجر‪ ،‬كيساىـ بيذه الصفة في‬
‫خدمة ىيئة عمكمية أك مؤسسة عمكمية أك أية مؤسسة أخرل تممؾ الدكلة كؿ أك بعض رأسماليا أك أية‬
‫مؤسسة أخرل تقدـ خدمة عمكمية"‪ ،‬يتبيف مف النص أف المشرع قد أضاؼ إلى قائمة األشخاص الذيف‬
‫يكتسبكف صفة المكظؼ العاـ كالذيف يمكف متابعتيـ عف جرائـ الصفقات التي يرتكبكنيا فئة أخرل‪ ،‬كيتعمؽ‬
‫األمر بالعامميف في الييئات العمكمية أك المؤسسات العمكمية أك في المؤسسات ذات رأسماؿ مختمط أك‬
‫في المؤسسات الخاصة التي تقدـ خدمة عمكمية كالذيف يتمتعكف بقسط مف المسؤكلية‪ ،1‬كىك ما يفيـ مف‬
‫عبارة " كؿ شخص آخر يتكلى كظيفة أك ككالة " كالتي تفيد معنى اإلشراؼ كتحمؿ المسؤكلية‪.‬‬

‫‪ -/1‬الييئات العمومية‪:‬‬

‫ىي ىيئات تقكـ إلى جانب الدكلة كالجماعات المحمية تتكلى تسيير مرفؽ عمكمي‪ ،‬كيتعمؽ األمر‬
‫أساسا بالمؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم التي سبؽ بيانيا‪ ،‬كالمؤسسات العمكمية ذات الطابع‬
‫الصناعي كالتجارم‪ ،‬مثؿ الشركة الكطنية لمنقؿ بالسكؾ الحديدية‪ ،‬كدكاكيف الترقية كالتسيير العقارم‪،‬‬
‫كىيئات الضماف االجتماعي‪ ،‬كما يدخؿ ضمف مجمكع الييئات العمكمية السمطات اإلدارية المستقمة‬
‫كالمنشاة بمكجب قكانيف خاصة‪ ،‬كسمطة ضبط البريد كالمكاصبلت‪ ،‬كمجمس المنافسة‪.‬‬

‫‪ -/2‬المؤسسات العمومية‪:‬‬

‫ىي طبقا لممادة ‪ 02‬مف األمر ‪ " 04/01‬شركات تجارية تحكز فييا الدكلة أك أم شخص معنكم‬
‫آخر خاضع لمقانكف العاـ‪ ،‬أغمبية رأس الماؿ االجتماعي مباشرة أك غير مباشرة‪ ،‬كىي تخضع لمقانكف‬
‫العاـ "‪ ،2‬كمف بينيا مؤسسة سكنطراؾ‪ ،‬سكنمغاز‪ ،‬كشركة الخطكط الجكية الجزائرية‪.‬‬

‫‪ -/3‬المؤسسات ذات رأسماؿ المختمط‪:‬‬

‫يتعمؽ األمر بالمؤسسات العمكمية االقتصادية التي فتحت رأسماليا االجتماعي أماـ الخكاص‪ ،‬سكاء‬
‫كانكا أفرادا أك شركات عف طريؽ بيع بعض األسيـ‪ ،‬كمف قبيؿ ىذه المؤسسات مجمع صيداؿ كفندؽ‬
‫األكراسي‪.3‬‬

‫‪ -1‬عمر حماس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 02‬مف األمر رقـ ‪ ،04/01‬المتعمؽ بتنظيـ المؤسسات العمكمية اإلقتصادية كتسييرىا كخكصصتيا المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬نكرة ىاركف ‪ ،‬جريمة الرشكة في التشريع الجزائرم (دراسة عمى ضكء اتفاقية األمـ المتحدة لمكا فحة الفساد)‪ ،‬أطركحة لنيؿ درجة الدكتكراه في‬
‫العمكـ‪ ،‬تخصص قانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعك مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،2017 ،‬ص ‪.113‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -/4‬المؤسسات األخرى التي تقدـ خدمة عمومية‪:‬‬

‫ىي تمؾ المؤسسات التابعة لمقانكف الخاص‪ ،‬كالتي تتكلى تسيير مرفؽ عاـ عف طريؽ ما يسمى بعقد‬
‫االمتياز‪ ،1‬بحيث تكمؼ اإلدارة المانحة سكاء كانت الدكلة أك الكالية أك البمدية بمكجبة شخصا طبيعيا أك‬
‫معنكيا مف القانكف الخاص أك القانكف العاـ‪ ،‬بتسيير كاستغبلؿ مرفؽ عمكمي لمدة محددة مع تحمؿ أية‬
‫مسؤكلية قد تنجـ عف إدارتو لممكفؽ‪ ،‬كبالتالي تقديـ خدمة عمكمية في قطاع مف القطاعات العامة في‬
‫الدكلة‪ 2،‬كنجد مف بينيا شركة أكراسككـ‪.3‬‬

‫كيقصد بكؿ مف يتكلى كظيفة‪ ،‬كؿ شخص أسندت لو مسؤكلية أداء خدمة معينة في إحدل‬
‫المؤسسات كالييئات العمكمية السالؼ بيانيا‪ ،‬ميما كانت صفتو سكاء كاف رئيس أك رئيس مصمحة أك‬
‫مسؤكؿ مؤسسة خاصة تقدـ خدمة عمكمية‪ ،‬بينما يقصد بمف يتكلى ككالة‪ ،‬كؿ شخص أنتخب أك كمؼ‬
‫بالنيابة في إحدل المؤسسات كالييئات السالؼ بيانيا بأداء خدمة معينة‪ ،‬كعضك مجمس إدارة في إحدل‬
‫المؤسسات االقتصادية‪ ،‬كيستكم في ذلؾ أف تحكز الدكلة كؿ رأسماليا االجتماعي أك جزء منيا‪.4‬‬

‫رابعاً‪ :‬مف في حكـ الموظؼ‪.‬‬

‫لـ يحدد المشرع صراحة المقصكد بالمكظؼ الحكمي في ظؿ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪،‬‬
‫حيث اعتبره كؿ شخص آخر معرؼ بأنو مكظؼ عمكمي أك مف في حكمو‪ ،‬كبذلؾ فقد لجأ المشرع‬
‫الجزائرم إلى االحتياط لما قد يككف قد نسيو أك قد يستجد مف كظائؼ كأشخاص‪ ،5‬كذلؾ بالتعميـ ككضع‬
‫قاعدة عامة بمقتضاه يعد مكظفا عمكميا " كؿ شخص آخر معرؼ بأنو مكظؼ عمكمي أك مف في حكمو‬
‫طبقا لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بو "‪ ،‬كينطبؽ ىذا المفيكـ عمى فئة المستخدمكف العسكريكف كالمدنيكف‬
‫لمدفاع الكطني كالضباط العمكميكف كىي الفئات التي استثناىا المشرع مف الخضكع ألحكاـ قانكف الكظيفة‬
‫العمكمية‪.‬‬

‫‪ -/1‬المستخدموف العسكريوف والمدنيوف لمدفاع الوطني‪:‬‬

‫استثنى المشرع الجزائرم ىذه الفئة مف الخضكع ألحكاـ قانكف الكظيفة العمكمية‪ ،‬كالتي يحكميا األمر‬
‫رقـ ‪ 02/06‬المتعمؽ بالقانكف األساسي العاـ لممستخدميف العسكرييف‪ ،‬الذم تسرم أحكامو طبقا لممادة‬
‫األكلى منو عمى فئة العسكرييف العامميف‪ ،‬العسكرييف المؤديف لمخدمة بمكجب عقد‪ ،‬العسكرييف المؤديف‬

‫‪ -1‬سماعيف بكغازم‪ ،‬جريمة تعارض المصالح في مجاؿ الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،1‬مركز الدراسات العربية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص ‪.95‬‬
‫‪ -2‬عائشة بعيط‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ -3‬أحسف بكسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -4‬زكليخة زكزك‪ ،‬جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -5‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه عمكـ في الحقكؽ‪ ،‬تخصص قانكف‬
‫عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2013/2012 ،‬ص ‪.68‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لمخدمة الكطنية الذيف يدعكف في صمب النص "عسكريي الخدمة الكطنية"‪ ،‬العسكرييف االحتياطييف في‬
‫كضعية النشاط‪.1‬‬

‫كبذلؾ فإف أفراد الجيش الشعبي الكطني شأنيـ شأف المكظفيف العادييف يخضعكف ألحكاـ القانكف‬
‫المتعمؽ بالكقاية مف الفساد في حاؿ ارتكابيـ لجرائـ الفساد‪ ،‬ىذا كقد أخضع القضاء الجزائي ىذه الفئة‬
‫ألحكاـ جرائـ الفساد كاالختبلس‪ ،‬حتى قبؿ صدكر ىذا القانكف‪ ،‬كىك ما قضت بو المحكمة العميا في‬
‫ق ارراىا الصادر بتاريخ ‪ 2004/03/03‬كالذم جاء فيو "‪..‬يجب في جريمة اختبلس شيء مخصص‬
‫لمجيش أف يشمؿ السؤاؿ أركاف الجريمة مف حيث تحديد صفة الجاني كىك عسكرم‪ ،‬كمف حيث إف‬
‫األشياء المختمسة مخصصة لمجيش‪ ،‬كعيد بيا إليو بيذه الصفة ألجؿ الخدمة"‪.2‬‬

‫‪ -/2‬الضباط العموميوف‪:‬‬

‫لـ يشر المشرع ليذه الفئة ضمف أحكاـ المادة ‪ 02‬مف القانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬كال‬
‫ينطبؽ عمييا تعريؼ المكظؼ العمكمي الكارد في المادة ‪ 02‬مف قانكف الكظيفة العمكمية رغـ أنيـ يتكلكف‬
‫كظائؼ بتفكيض مف السمطات العمكمية كيحصمكف عمى الحقكؽ كالرسكـ لحساب الخزينة العمكمية‪ ،‬كىك‬
‫ما يؤىميـ إلدراجيـ ضمف مف في حكـ المكظؼ كتشمؿ ىذه الفئة‪:‬‬

‫أ‪ -/‬الموثقيف‪:‬‬

‫يقصد بالمكثؽ طبقا لممادة ‪ 03‬مف القانكف رقـ ‪ 02/06‬المتضمف تنظيـ مينة المكثؽ " ضابط‬
‫عمكمي‪ ،‬مفكض مف قبؿ السمطة العمكمية‪ ،‬يتكلى تحرير العقكد التي يشترط فييا القانكف الصبغة‬
‫الرسمية‪ ،‬ككذا العقكد التي يرغب األشخاص إعطاءىا ىذه الصبغة "‪.3‬‬
‫ب‪ -/‬المحضريف القضائييف‪:‬‬

‫يقصد بالمحضر القضائي طبقا ‪ 04‬مف القانكف رقـ ‪ 03/06‬المتضمف تنظيـ مينة المحضر‬
‫القضائي‪ "،‬ضابط عمكمي مفكض مف قبؿ السمطة العمكمية‪ ،‬يتكلى تسيير مكتب عمكمي لحسابو‬
‫الخاص‪ ،‬كتحت مسؤكليتو‪ ،‬عمى أف يككف المكتب خاضعا لشركط كمقاييس خاصة تحدد عف طريؽ‬
‫التنظيـ "‪.4‬‬

‫‪ -1‬األمر رقـ ‪ ،02/06‬المؤرخ في ‪ ، 2006/02/28‬المتضمف القانكف األساسي العاـ لممستخدميف العسكرييف‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )12‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ ،2006/03/01‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ‪ ،06/16‬المؤرخ في ‪ ،2016/08/03‬ج ر ج ج عدد (‪ )46‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2016/08/03‬‬
‫‪ -2‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬رقـ ‪ ،330989‬الصادر بتاريخ ‪ ،2004/03/03‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.399‬‬
‫‪ -3‬القانكف رقـ ‪ ،02/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/02/20‬المتضمف تنظيـ مينة المكثؽ‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )14‬الصادرة بتاريخ ‪.2006/03/08‬‬
‫‪ -4‬القانكف رقـ ‪ ،03/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/02/20‬المتضمف تنظيـ مينة المحضر القضائي‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )14‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2006/03/08‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ج‪ -/‬محافظي البيع بالمزاد العمني‪:‬‬

‫يحكـ ىذه الفئة األمر رقـ ‪ 07/16‬المتعمؽ بتنظيـ مينة محافظ البيع بالمزايدة‪ ،‬كيعد محافظ البيع‬
‫بالمزايدة طبقا لممادة ‪ 04‬مف ىذا األمر" ضابط عمكمي مفكض مف قبؿ السمطة العمكمية‪ ،‬يتكلى تسيير‬
‫مكتب عمكمي لحسابو الخاص كتحت مسؤكليتو‪ ،‬كيخضع مكتب محافظ البيع بالمزايدة إلى شركط‬
‫كمقاييس خاصة تحدد عف طريؽ التنظيـ "‪.1‬‬

‫د‪ -/‬المترجميف الرسمييف‪:‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 04‬مف األمر ‪ 13/95‬المتضمف تنظيـ مينة المترجـ‪ ،‬فإف المترجـ أك الترجماف الرسمي‬
‫يتمتع بصفة ضابط عمكمي‪ ،‬يتـ تعيينو بمكجب قرار مف كزير العدؿ‪.2‬‬

‫‪ -/3‬الموظؼ الفعمي‪:‬‬

‫يقصد بالمكظؼ الفعمي الشخص الذم يباشر عمبل كظيفيا دكف أف تككف لو صفة المكظؼ الحقيقي‬
‫إما ألف قرار تعيينو لـ يصدر بعد‪ ،‬أك أف قرار تعيينو صدر باطبل‪.3‬‬

‫لـ يشر المشرع الجزائرم إلى إمكانية متابعة المكظؼ الفعمي عف جرائـ الفساد‪ ،‬فالفقرة (ب) مف‬
‫المادة ‪ 02‬مف (ؽ كؼ ـ) كىي تعدد قائمة الفئات الذيف ليـ صفة المكظؼ‪ ،‬كالتي يمكف عمى أساسيا‬
‫مساءلتيـ عف جرائـ الفساد التي يرتكبكنيا لـ تشر إلى المكظؼ الفعمي‪ .‬غير أف عمكمية نص المادة ‪02‬‬
‫التي أفادت بقكليا "‪..‬كؿ شخص آخر معرؼ بأنو مكظؼ عمكمي‪ "..‬تفيد بأف المشرع قد احتاط لكؿ ما‬
‫قد يستجد مستقببل في ىذا المجاؿ‪ ،‬فضبل عمى أف المشرع قد استيؿ الفقرة (ب) مف المادة ‪ 02‬بعبارة‬
‫"يشغؿ"‪ ،‬كىك ما يفيد بأف المكظؼ الفعمي يندرج ضمف المفيكـ المكسع لممكظؼ العاـ‪ ،‬كىي النظرية التي‬
‫تبناىا الفقو بخصكص جرائـ الفساد اإلدارم‪ ،‬حيث ال يعقؿ أف يفمت أم شخص مف العقاب بحجة صدكر‬
‫قرار تعيينو باطبل طالما أنو قد باشر مياـ الكظيفة التي عيف فييا‪ ،‬كالقكؿ بخبلؼ ذلؾ يمقي عمى عاتؽ‬
‫المتعامميف التحقؽ في تعامميـ مع المكظفيف مف صحة الق اررات الصادرة بتعيينيـ كىك ما يستحيؿ تطبيقو‪.‬‬

‫لذلؾ فإف المكظؼ الفعمي يعد ظاىريا مكظؼ عاـ في نظر المتعامميف معو‪ ،‬كىك معيف طبقا لمقانكف كىك‬
‫المنكط فعبل بيذه الكظيفة‪ ،4‬كتبعا لذلؾ يمكف التسميـ بخضكعو ألحكاـ قانكف الفساد في حالة ارتكابو أم‬
‫فعؿ إجرامي يمس بنزاىة تعاممو مف الجميكر‪ ،‬كمتى ارتكب أم جريمة مف جرائـ الصفقات العمكمية فإنو‬

‫‪ -1‬األمر رقـ ‪ ،07/16‬المؤرخ في ‪ ، 2016/08/03‬المتضمف تنظيـ مينة محافظ البيع بالمزايدة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )46‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2016/08/03‬‬
‫‪ -2‬األمر رقـ ‪ ،13/95‬المؤرخ في ‪ ،1995/03/11‬المتضمف تنظيـ مينة المترجـ‪ -‬الترجماف الرسمي‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )17‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.1995/03/29‬‬
‫‪ -3‬نكاؼ كنعاف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -4‬حميد زقاكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يخضع لمعقكبات المقررة قانكنا‪ ،‬غير أف األخذ بيذا الرأم عمى إطبلقو يؤدم بنا إلى ضركرة التفرقة بيف‬
‫ما إذا كاف تعييف الشخص مشكبا بعيب ظاىر‪ ،‬كبيف ما إذا كاف خفيا يصعب الكقكؼ عميو مف قبؿ‬
‫المتعامميف معو‪.1‬‬

‫‪ -‬أف يككف العيب ظاىرا‪ ،‬أم أف ىناؾ نقص جكىرم في إجراءات تعيينو‪ ،‬الذم تنتفي بسببو مشركعية‬
‫ما يقكـ بو الشخص مف أعماؿ‪ ،‬كيعد في ىذه الحالة مغتصبا لمسمطة‪ ،‬كبناء عمى ذلؾ ال يعتبر مكظفا‬
‫فعميا كال يترتب عف أعماؿ أم أثر كبالتالي ال يمكف إخضاعو لؤلحكاـ التي تحكـ جرائـ الفساد‪.‬‬
‫‪ -‬أف يككف العيب خفيا‪ ،‬كأف يككف العيب الذم شاب تعيينو بسيطا‪ ،‬كخفيا عمى المتعامميف معو مما‬
‫يصعب عمييـ اكتشافو‪ ،‬كيعد في نظرىـ ممثبل لسمطة الدكلة مما يحيؿ إلى االعتقاد بأنو معيف مف قبؿ‬
‫السمطة المختصة لمقياـ بيذا العمؿ‪ ،‬كمف ثـ فإف تصرفاتو ىذه تخؿ بالنزاىة كثقتيـ في الدكلة كىك ما‬
‫يستمزـ مساءلتو عف جرائـ الفساد تطبيقا لنظرية المكظؼ الفعمي‪.2‬‬
‫مف خبلؿ ما تقدـ فقد كفؽ المشرع الجزائرم إلى حد كبير في تحديد صفة المكظؼ العاـ (الركف‬
‫المفترض) باعتباره الركف المشترؾ بيف مختمؼ أشكاؿ جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىذا خبلفا لممفيكـ‬
‫اإلدارم الضيؽ‪ ،‬حيث ت بنى المشرع مف خبلؿ أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحة المفيكـ المكسع‬
‫لممكظؼ العمكمي حرصا منو عمى شمكلية النص عمى كافة الفئات تجنبا لمتأكيؿ كالتفسير كحتى القياس‪،‬‬
‫مما يحكؿ دكف إفبلت أم فئة مف الخضكع ألحكاـ ىذا القانكف‪ ،‬كىك بذلؾ قد ساير األحكاـ التي أقرتيا‬
‫الجيكد الدكلية في ىذا الشأف السيما ما أقرتو أحكاـ اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،‬كىك ما يكفر‬
‫فعالية الحماية الجنائية لمصفقات العمكمية كالحمكؿ دكف السمككيات السمبية التي قد تعترم ىذا المجاؿ‪.‬‬

‫‪ -1‬سماعيف بكغازم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫‪ -2‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫الجرائـ الرئيسية في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعد الصفقات العمكمية القناة األساسية التي تتحرؾ فييا األمكاؿ العامة‪ ،‬كالسبيؿ األمثؿ لمدكلة في‬
‫تسيير اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬كىك ما جعميا مجاال خصبا لمختمؼ أشكاؿ الفساد التي تؤدم إلى إىدار قيـ الشفافية‬
‫كالنزاىة التي تعد جكىر كركح قانكف الصفقات العمكمية‪ ،‬كنظ ار لما ليذه السمككيات مف تداعيات عمى‬
‫سير اإلنفاؽ العاـ كاالقتصاد الكطني‪ ،‬فقد سعى المشرع عمى التكسع في مجاؿ التجريـ بغية حصر‬
‫مختمؼ صكر الفساد المستشرم في مجاؿ الصفقات العمكمية كادراجيا ضمف أحكاـ قانكف الكقاية مف‬
‫الفساد كمكافحتو‪ ،‬كبذلؾ فقد تبنى المشرع سياسة تشريعية لمحد مف ظاىرة الفساد في مجاؿ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كنظ ار لتعدد أشكاؿ كصكر الفساد في ىذا المجاؿ فإننا نقتصر في ىذا الصدد بتسميط الضكء‬
‫عمى بعض جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كنخص بذلؾ جريمتي الرشكة أك قبض العمكالت (الفرع األكؿ)‪،‬‬
‫كجريمة منح االمتيازات غير المبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية أك المحاباة (الفرع الثاني)‪ ،‬كذلؾ ببياف‬
‫أحكاميا كأركانيا كفقا لما أقرتو أحكاـ القانكف‪ ،‬كقد تـ التركيز عمى دراسة ىذا النكع مف الجرائـ نظ ار‬
‫لمحجـ المتفشي لمثؿ ىذه الجرائـ كتعدد القضايا المتعمقة بصددىا أماـ الجيات القضائية‪ ،‬خاصة بعد‬
‫تكالي فضائح الفساد التي كشفت ظمكع عدد كبير مف رمكز كمسؤكلي الدكلة في قضايا تتعمؽ باستغبلؿ‬
‫الماؿ العاـ‪ ،‬كمنح االمتيازات في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىي قضايا الجارم التحقيؽ فييا مف قبؿ‬
‫الجيات األمنية كالقضائية‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫الرشوة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعد الرشكة الجريمة األكثر ركاجان كشيكعا في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىي تمثؿ انحرافا عف‬
‫السمكؾ القكيـ لممكظؼ العمكمي كخرقا لبلتفاؽ المبرـ بينو كبيف الدكلة‪ ،‬كذلؾ بغية تحقيؽ مصمحة‬
‫شخصية بحثة كاثراء غير مشركع دكف كجو حؽ عمى حساب المصمحة العامة‪ ،1‬فيي تمس بحسف سير‬
‫األدا ة الحككمية كتؤدم إلى فقداف الثقة في عدالة كنزاىة الدكلة‪ ،‬كىك ما دفع بالمشرع إلى تجريـ مختمؼ‬
‫صكرىا نزاىة لمكظيفة العمكمية كصيانة لؤلداة الحككمية مف أشكاؿ االتجار بيا‪ ،‬خاصة في ظؿ ما‬
‫يعكسو كاقع الحاؿ مف انتشار لمختمؼ أشكاؿ الفساد في مختمؼ المجاالت‪ ،‬بما فييا مجاؿ إبراـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬الذم يعد المجاؿ الخصب كالحيكم الذم تستشرم فيو مختمؼ أشكاؿ الفساد المالي‪ ،‬كىك ما‬
‫دفعو إلى تجريـ مختمؼ السمككات السمبية التي مف شأنيا أف تمس بالماؿ العاـ كىدره كتبديده‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Mohammed HACHEMAOUI , La corruption politique en Algérie )l'envers de l'autoritarisme( , Revue Esprit,‬‬
‫‪France , Juin 2011, p112.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تعرؼ الرشكة بكجو عاـ عمى أنيا " االتجار بأعماؿ الكظيفة أك الخدمة العامة أك استغبلليا بأف‬
‫يطمب الجاني‪ ،‬أك يقبؿ أك يحصؿ عمى أجر أك كعد أك أم منفعة أخرل ألداء عمؿ مف أعماؿ كظيفتو أك‬
‫االمتناع عنيا "‪ ،1‬كفيما يمي سنعرض بياف مدلكليا كفؽ ما جاءت بو االتفاقيات الدكلية ذات الشأف (الفقرة‬
‫األكلى)‪ ،‬إلى جانب الكقكؼ عمى بياف المقصكد التشريعي لمرشكة ضمف ما أقرتو أحكاـ القانكف الداخمي‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرشوة في االتفاقيات الدولية‪.‬‬

‫لقد أصبح لجريمة الرشكة بعد دكلي‪ ،‬فيي لـ تعد ظاىرة كطنية محمية فحسب فقد أصبحت محؿ‬
‫اىتماـ العديد مف االتفاقيات الدكلية كاألبحاث كالدراسات‪ ،‬كىك ما عكس الدكر البالغ لمختمؼ التشريعات‬
‫لمحد مف اتساع رقعة ىذا النكع مف الجرائـ‪،‬‬
‫المقارنة بما فييا التشريع الجزائرم التي تكلي األىمية البالغة ّ‬
‫كقد تبنت ىذه االتفاقيات بياف المقصكد مف الرشكة ضمف ما جاءت بو مف أحكاـ‪ ،‬كالتي أكلت أىمية‬
‫بالغة لمكافحة مختمؼ أشكاؿ الفساد بتنكع صكره بما فييا جريمة الرشكة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الرشوة في ظؿ اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫تبنت أحكاـ ىذه االتفاقية بياف الرشكة مف خبلؿ أحكاـ الفقرتيف األكلى كالثانية مف المادة ‪ 15‬التي‬
‫جاء فييا بأنو " تعتمد كؿ دكلة طرؼ ما قد يمزـ مف تدابير تشريعية كتدابير أخرل لتجريـ األفعاؿ التالية‪،‬‬
‫عندما ترتكب عمدا‪:‬‬

‫‪ -‬كعد مكظؼ عمكمي بمزية غير مستحقة أك عرضيا عميو أك منحيا إياه‪ ،‬بشكؿ مباشر أك غير‬
‫مباشر‪ ،‬سكاء لصالح المكظؼ نفسو أك لصالح شخص أك كياف آخر‪ ،‬لكي يقكـ ذلؾ المكظؼ بفعؿ ما‬
‫أك يمتنع عف القياـ بفعؿ ما لدل أداء كاجباتو الرسمية‪.‬‬
‫‪ -‬التماس مكظؼ عمكمي أك قبكلو‪ ،‬بشكؿ مباشر أك غير مباشر‪ ،‬مزية غير مستحقة‪ ،‬سكاء لصالح‬
‫المكظؼ نفسو أك لصالح شخص أك كياف آخر‪ ،‬لكي يقكـ ذلؾ المكظؼ بفعؿ ما أك يمتنع عف القياـ‬
‫بفعؿ ما لدل أداء كاجباتو الرسمية "‪.‬‬

‫‪ -1‬عمي عبد القادر القيكجي‪ ،‬قانكف العقكبات (جرائـ االعتداء عمى المصمحة العامة كعمى اإلنساف كعمى الماؿ العاـ)‪ ،‬ط‪ ،2‬منشكرات الحمبي‬
‫الحقكقية‪ ،‬لبناف‪ ،2002 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -‬تعرؼ الرشكة إدا ريا عمى أنيا‪ " :‬تمقي المسؤكؿ ثمف ممارسة حرية التصرؼ الممنكحة لو لصالح مف يدفع "‪ ،‬كيشار ليا اقتصاديا بالفساد‬
‫القيسرم ‪ Coercitive Corruption‬حيث يجبر المستيمؾ عمى دفعيا أك االنتظار لمحصكؿ عمى الخدمة أك السمعة العامة‪ ،‬كيشار ليا كذلؾ‬
‫بالفساد التآمرم ‪ Collusive Corruption‬حيث يتفؽ المكظفكف العامكف كالمستيمككف عمى تجنب الدفع لمحككمة‪ ،‬كدفع مبمغ أقؿ لمخدمة أك‬
‫السمعة لممكظؼ العاـ‪ ،‬مكسى بكدىاف‪ ،‬النظاـ القانكني لمكافحة الرشكة‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.20‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرشوة في ظؿ اتفاقية االتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحتو‪.‬‬

‫نصت أحكاـ المادة ‪ 04‬منيا بأنو " تنطبؽ ىذه االتفاقية عمى أعماؿ الفساد كالجرائـ ذات الصمة‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التماس مكظؼ عمكمي أك أم شخص آخر‪ ،‬أك قبكلو بصكرة مباشرة أك غير مباشرة ألم سمع ذات‬
‫قيمة نقدية أك منفعة أخرل‪ ،‬مثؿ ىدية أك خدمة أك كعد‪ ،‬أك ميزة لنفسو أك لشخص أك كياف آخر مقابؿ‬
‫القياـ أك االمتناع عف القياـ بأم عمؿ أثناء أداء المياـ العامة المنكطة بو‪.‬‬
‫‪ -‬عرض أم سمعة ذات قيمة نقدية بصكرة مباشرة أك غير مباشرة عمى مكظؼ عمكمي أك أم شخص‬
‫آخر‪ ،‬أك منحو إياىا أك أم منفعة أخرل‪ ،‬مثؿ ىدية أك خدمة أك كعد أك مزية لنفسو أك لشخص أك‬
‫كياف آخر مقابؿ القياـ أك االمتناع عف القياـ بأم عمؿ أثناء أداء المياـ العامة المنكطة بو "‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرشوة في ظؿ أحكاـ االتفاقية العربية لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫اكتفت أحكاـ ىذه األخيرة بالنص عمى تجريـ أفعاؿ الفساد بما فييا الرشكة‪ ،‬تاركة بذلؾ مسألة تحديد‬
‫مدلكؿ ىذا النكع مف الجرائـ لمقانكف الداخمي لمدكؿ األطراؼ‪ ،‬كىك ما يتضح مف خبلؿ أحكاـ المادة ‪04‬‬
‫منيا كالتي أفادت بقكليا " مع مراعاة أف كصؼ أفعاؿ الفساد المجرمة كفقا ليذه االتفاقية يخضع لقانكف‬
‫الدكلة الطرؼ‪ ،‬تعتمد كؿ دكلة كفقا لنظاميا القانكني ما قد يمزـ مف تدابير تشريعية كتدابير أخرل لتجريـ‬
‫األفعاؿ التالية عندما ترتكب قصدا أك عمدا‪ :‬الرشكة في الكظائؼ العمكمية‪.1"...‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الرشوة في القانوف الداخمي‪.‬‬

‫تعد جريمة الرشكة مف قبيؿ المتاجرة غير المشركعة مف قبؿ المكظؼ العمكمي أك مف في حكمو‬
‫بأعماؿ الكظيفة كأمانتيا‪ ،‬كالتي حظيت باىتماـ مف طرؼ المشرع الجزائرم شأنيا شأف مختمؼ أشكاؿ‬
‫الفساد‪ ،‬كالتي تصدل ليا قانكف العقكبات في أكؿ صدكر لو قبؿ أف يخصيا المشرع الجزائرم بأحكاـ‬
‫حددتيا المادة ‪ 27‬مف قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف عشر‬
‫(‪ )10‬سنكات إلى عشريف (‪ )20‬سنة كبغرامة مف ‪ 1.000.000‬دج إلى ‪ 2.000.000‬دج‪ ،‬كؿ مكظؼ‬
‫عمكمي يقبض أك يحاكؿ أف يقبض لنفسو أك لغيره‪ ،‬بصفة مباشرة أك غير مباشرة‪ ،‬أجرة أك منفعة ميما‬
‫يكف نكعيا بمناسبة تحضير أك إجراء مفاكضات قصد إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد أك ممحؽ باسـ الدكلة‬
‫أك الجماعات المحمية أك المؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم‪ ،‬أك المؤسسات ذات الطابع الصناعي‬
‫كالتجارم أك المؤسسات العمكمية االقتصادية"‪ ،‬بينما جاء في الفقرة الثالثة مف المادة ‪ 11‬مف اتفاقية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جرمت أحكاـ المادة ‪ 04‬مف االتفاقية العربية لمكافحة الفساد إلى جانب ذلؾ‪ :‬الرشكة في شركات القطاع العاـ كشركات المساىمة كالجمعيات‬
‫كالمؤسسات المعتبرة قانكنا ذات النفع العاـ‪ ،‬الرشكة في القطاع الخاص‪ ،‬رشكة المكظفيف العمكمية األجانب كمكظفي المؤسسات الدكلية العمكمية‬
‫فيما يتعمؽ بتصريؼ األعماؿ التجارية الدكلية داخؿ الدكلة الطرؼ "‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫االتحاد اإلفريقي لمنع الفساد كمكافحتو " تمتزـ الدكؿ األطراؼ بما يأتي‪...‬اتخاذ أم إجراءات أخرل قد‬
‫تككف الزمة لمنع الشركات مف دفع الرشاكل لمفكز بمنح الصفقات"‪.‬‬

‫أما المشرع الفرنسي فقد تناكؿ أحكاـ المتعمقة بالرشكة في المادة ‪ 11-432‬مف (ؽ ع ؼ)‪ ،‬التي‬
‫عمى أنو " يعاقب بالسجف عشر (‪ )10‬سنكات كبغرامة قدرىا ‪ 1.000.000‬يكرك قياـ شخص أميف‬
‫السمطة العامة‪ ،‬مكمؼ بخدمة المصمحة العامة‪ ،‬أك ذا كالية نيابية عامة‪ ،‬بطمب أك بقبكؿ دكف حؽ في أم‬
‫كقت‪ ،‬مباشرة أك غير مباشرة‪ ،‬العطايا‪ ،‬الكعكد‪ ،‬اليبات‪ ،‬اليدايا‪ ،‬المزايا أيا كانت لنفسو أك لغيره‪ :‬إما ألداء‬
‫أك االمتناع عف أداء عمؿ مف كظيفتو‪ ،‬ميمتو أك نيابتو‪ ،‬أك تيسيره بسبب كظيفتو أك ميمتو أك نيابتو‪.1"..‬‬

‫مف التعريفات السابقة يتضح؛ بأف جريمة الرشكة تعد مف الجرائـ المتعددة األطراؼ تفترض عمكما‬
‫مساىمة شخصيف‪ ،‬أحدىما (المكظؼ العمكمي) يطمب أك يقبؿ عطايا أك ىبات ككعكد‪ ،‬كيتاجر بكظيفتو‬
‫كيسمى المرتشي‪ ،‬كالثاني ييدؼ بيباتو ككعكده إلى تحكيؿ المكظؼ عف كاجباتو كيسمى الراشي‪ ،‬كأحيانا‬
‫قد يتكسط بينيما طرؼ ثالث كيسمى الرائش أك الكسيط‪ ،‬يككف بمثابة ممثؿ ألحد الطرفيف أك كمييما أك‬
‫يقبؿ مف أحدىما القياـ بيذه الكساطة‪.2‬‬

‫كقد أصبح لمرشكة معنى كاسع‪ ،‬بحيث لـ تعد تقتصر عمى ذلؾ المقابؿ عمى ما لو مف قيمة مالية‬
‫كحسب‪ ،‬كانما كؿ ما يتفؽ عميو بيف المكظؼ كصاحب المصمحة الذم يطمب تمرير معاممة بطريقة غير‬
‫نظامية‪ ،‬سكاء كاف ىذا المقابؿ ماديا أك غيره‪ ،‬لذلؾ تعرؼ بأنيا " دفع شخص أك مؤسسة ماال أك خدمة‬
‫مف أجؿ االستفادة مف حؽ ليس لو‪ ،‬أك أف يعفي نفسو مف كاجب عميو "‪.3‬‬

‫تأسيسا عمى ذلؾ فقد تباينت التشريعات الجنائية في نظرتيا لمتكييؼ القانكني لجريمة الرشكة‪ ،‬بيف مف‬
‫يكيفيا عمى أساس أنيا جريمة كاحدة‪ ،‬كبيف مف يكيفيا عمى أنيا جريمتيف‪ ،‬كىك ما دفعنا بنا بالبحث عف‬
‫مكقؼ المشرع الجزائرم تجاه ىذا التبايف في األنظمة كالتي تتمثؿ في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نظاـ وحدة جريمة الرشوة‪.‬‬

‫يعتبر ىذا النظاـ أف الرشكة تشكؿ جريمة كاحدة يرتكبيا المكظؼ العاـ كمف في حكمو‪ ،‬حيث يتاجر‬
‫بكظيفتو كيعد فاعبل أصميا‪ ،‬سكاء ساىـ مباشرة في تنفيذ الجريمة أك حرض عمى ارتكابيا باليبة أك الكعد‬
‫أك التيديد أك بإساءة استعماؿ السمطة‪ ،‬أك التحايؿ أك التدليس اإلجرامي‪ ،4‬بينما صاحب المصمحة سكاء‬
‫كاف راشيا أك كسيطا فيك مجرد شريؾ فييا‪ ،5‬كطبقا ليذا االتجاه فبل كجكد ألم فرؽ بيف جريمة الرشكة‬

‫‪1‬‬
‫‪- Code pénal français, publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.‬‬
‫‪ -2‬عمي عبد القادر القيكجي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3‬حناف براىيمي‪ ،‬قراءة في أحكاـ المادة ‪ 25‬مف القانكف ‪ 01/06‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬مجمة االجتياد القضائي‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2009‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -4‬مكسى بكدىاف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪ -5‬منتصر النكايسة‪ ،‬جريمة الرشكة في قانكف العقكبات األردني‪ ،‬ط‪ ،،1‬دار الحامد لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪ ،2012 ،‬ص ‪.20‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫السمبية أك اإليجابية طالما أف الجريمة المرتكبة يستمزـ قياميا كجكد طرفيف عمى األقؿ‪ ،‬كىما الراشي‬
‫كالمرتشي‪ ،‬فيي تجمع بيف سمكؾ ىذيف الطرفيف الذم يفرز جريمة كاحدة‪ ،‬كيؤدم األخذ بيذا النظاـ إلى‬
‫تحقيؽ جممة مف النتائج أىميا‪:‬‬

‫‪ ‬إمكانية إفبلت الراشي مف المتابعة إذا اقتصر نشاطو عمى عرض الرشكة التي رفضيا المكظؼ‬
‫(العرض الخائب)‪ ،‬ذلؾ أف مسألة متابعة الراشي باعتباره شريكا حسب مقتضيات ىذا النظاـ‪ ،‬تتكقؼ‬
‫عمى مصير الدعكل العمكمية المرفكعة ضد المرتشي باعتباره فاعبل أصميا‪ ،‬فإذا انقضت ىذه الدعكل‬
‫بأم سبب مف األسباب فبل يمكف تبعا لذلؾ مساءلة الراشي‪.1‬‬

‫‪ ‬يمكف إفبلت المرتشي مف العقاب في حالة ما إذا طمب الرشكة كالتي لـ يستجب ليا صاحب المصمحة‪،‬‬
‫ففي ىذه الحالة ال يعد مرتكبا لجريمة الرشكة طبقا ليذا النظاـ‪ ،2‬فضبل عمى أف انعداـ القصد الجنائي‬
‫لممرتشي مف شأنو أف يمكف الراشي في اإلفبلت مف العقاب‪.3‬‬

‫‪ ‬يعتبر الراشي كفقا ليذا النظاـ مجرد شريؾ في الجريمة الرشكة‪ ،‬كالذم يعتبر مساعدا في ارتكابيا دكف‬
‫أف يككف الطرؼ الذم أنشأىا‪ ،‬كىك ما يؤدم إلى مسؤكلية المرتشي بصفتو فاعبل أصميا‪ ،‬في حيف‬
‫مسؤكلية الراشي تتحقؽ بصفتو شريكا فييا‪ ،‬كىذا بخبلؼ الحقيقة التي تقتضي بأف كؿ مف المرتشي‬
‫كالراشي يمعباف دك ار أساسيا في ارتكاب الجريمة فبل يمكف تصكر قياـ الجريمة دكف تدخؿ صاحب‬
‫المصمحة أك الراشي‪.4‬‬

‫نتيجة لبلنتقادات التي تعرض ليا ىذا االتجاه عممت التشريعات التي أخذت بيذا االتجاه مف بينيا‬
‫المشرع المصرم عمى تجريـ بعض األفعاؿ‪ ،‬كجعمت منيا جرائـ ذات صمة بجريمة الرشكة كاعتبار‬
‫سمكؾ صاحب المصمحة الذم يعرض الرشكة عمى المكظؼ الذم يرفضيا في المقابؿ فعبل مجرما‬
‫يقتضي العقاب‪ ،‬كىك أفادت بو المادة ‪ 129‬مكرر مف قانكف العقكبات المصرم بقكليا " مف عرض‬
‫رشكة كلـ تقبؿ منو يعاقب بالسجف كبغرامة ال تقؿ عف خمسمائة جنيو كال تزيد عمى ألؼ جنيو‪.5"...‬‬

‫‪ -1‬نكرة ىاركف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.30 ،28‬‬


‫‪ -2‬عمر حماس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3‬عبد الكريـ تبكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -4‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ -5‬القانكف رقـ ‪ 58‬لسنة ‪ ،1937‬المتعمؽ بقانكف العقكبات المصرم‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ‪ ،‬منشكر عمى المكقع ‪.http://www.jp.gov.eg :‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظاـ ازدواجية الرشوة‪.‬‬

‫يقكـ ىذا النظاـ عمى اعتبار الرشكة جريمة مزدكجة تنطكم عمى كجكد جريمتيف منفصمتيف ىما‬
‫جريمة المرتشي كجريمة الراشي‪ ،1‬بمعنى أف ىذا االتجاه بيف جريمتيف‪ ،‬األكلى سمبية مف جانب المكظؼ‬
‫العمكمي (جريمة الرشكة السمبية)‪ ،‬كأما الثانية إيجابية كتككف مف جانب صاحب المصمحة(جريمة الرشكة‬
‫االيجابية)‪.‬‬

‫‪ ‬جريمة الرشوة السمبية‪:‬‬

‫تمثؿ الجانب السمبي في فعؿ الرشكة‪ ،‬كتقكـ في حؽ المكظؼ الذم يطمب أك يقبؿ المزية أك الكعد‬
‫بيا مقابؿ االنحراؼ بكظيفتو لتحقيؽ ما يطمبو صاحب المصمحة‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ أداء عمؿ أك االمتناع‬
‫أك التأخير عف العمؿ‪ ،‬كطبقا لذلؾ تقكـ جريمة الرشكة في حؽ المكظؼ حتى كاف رفض صاحب‬
‫المصمحة طمب المرتشي‪.‬‬

‫‪ ‬جريمة الرشوة االيجابية‪:‬‬

‫تمثؿ الجانب االيجابي في فعؿ الرشكة‪ ،‬التي تقع مف صاحب المصمحة‪ ،‬بمنح المقابؿ لممكظؼ أك‬
‫العرض عميو أك الكعد بيذا المقابؿ كجعمو يقبؿ بيذا العرض مقابؿ أداء خدمة تتعمؽ بكظيفتو سكاء يتقدـ‬
‫بنفسو أك بكاسطة طرؼ ثالث‪ ،‬كيسمى ىذا األخير بالكسيط أك الرائش‪.2‬‬

‫ككفؽ ىذا االتجاه تستقؿ كؿ مف الجريمتيف عف األخرل في التجريـ كالعقاب‪ ،‬حيث ال يعتبر سمكؾ‬
‫الراشي اشتراكا في جريمة المرتشي‪ ،‬كانما سمكؾ كؿ منيما مستقؿ في جريمتو‪ ،‬لذلؾ يتصكر أف تكجد‬
‫إحدل الجريمتيف دكف األخرل‪ ،‬كما يتصكر أف يككف لكؿ مف الراشي كالمرتشي شركاء في جريمتو غير‬
‫شركاء اآلخر‪ ،3‬كيترتب عمى األخذ بيذا االتجاه آثار قانكنية مختمفة أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬يسأؿ المكظؼ العمكمي عف جريمة الرشكة إذا طمبيا‪ ،‬سكاء كانت منفعة أك ىدية أك مزية حتى كلك تـ‬
‫رفض طمبو مف قبؿ صاحب المصمحة‪ ،‬كىك نفس الحكـ الذم ينطبؽ بالنسبة لصاحب المصمحة الراشي‬
‫حتى كاف لـ يستجيب المكظؼ لطمبو‪ ،4‬كما أف عدـ إمكانية مبلحقة المرتشي ألم سبب كاف ال يمنع مف‬
‫مبلحقة الراشي كالعكس صحيح‪ ،‬كىذا باعتبار أف كؿ فعؿ يشكؿ جريمة مستقمة بأركانيا الخاصة بيا‪.5‬‬

‫‪ -1‬مكسى بكدىاف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫‪ -2‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.141‬‬
‫‪- VERON Michel Corruption trafic d’influence prise illégale d’intérêts favoritisme Revue de jurisprudence‬‬
‫‪commerciale , numéro spécial, colloque de la Baule, Paris, France, n° (11), 2001, p 38.‬‬
‫‪ -3‬سعدم حيدرة‪ ،‬كيؼ عالج المشرع الجزائرم جريمة الرشكة في القانكف رقـ ‪ 01/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/02/20‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد‬
‫كمكافحتو‪ ،‬المجمة األكاديمية لمبحث القانكني‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،2010 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -4‬مكسى بكدىاف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ -5‬زكليخة زكزك‪ ،‬جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.97‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تمكف ىذه االستقبللية مف إمكانية مساءلة الشركاء كؿ كاحد باعتباره فاعؿ أصمي لجريمة مستقمة‪ ،‬خبلقا‬
‫لما أخذ بو نظاـ كحدة جريمة الرشكة‪ ،‬الذم يعتبر الراشي مجرد شريؾ لممرتشي‪ ،1‬كما أف انقضاء الدعكل‬
‫في مكاجية أحد الفاعميف ألم سبب ال يمنع مف متابعة الطرؼ اآلخر‪.2‬‬

‫كقد تبنى ىذا االتجاه المشرع الفرنسي‪ ،‬الذم انتقد بشدة مف طرؼ فقياء القانكف الفرنسي عمى أساس‬
‫‪3‬‬
‫أف ىذا التقسيـ ال يتفؽ كالمنطؽ القانكني‪ ،‬ككنو عمؿ عمى تقسيـ الكاقعة الكاحدة إلى جريمتيف مستقمتيف‬
‫كيككف حسب نظرىـ نظاـ كحدة الرشكة ىك ما يتفؽ كالمنطؽ القانكني‪ ،‬كىك نفس المسمؾ الذم تبناه‬
‫المشرع الجزائرم‪ ،‬حيث نظـ أحكاـ جريمة الرشكة اإليجابية التي تقع مف طرؼ الراشي بمكجب نص المادة‬
‫‪ 1/25‬مف (ؽ ك ؼ ـ) التي حددت صكر النشاط اإلجرامي بقكليا " كؿ مف كعد مكظفا عمكميا بمزية‬
‫غير مستحقة أك عرضيا عميو أك منحو إياىا‪ ،‬بشكؿ مباشر أك غير مباشر‪ ،‬سكاء كاف ذلؾ لصالح‬
‫المكظؼ نفسو أك لصالح شخص أك كياف آخر لكي يقكـ بأداء عمؿ أك االمتناع عف أداء عمؿ مف‬
‫كاجباتو"‪ ،‬بينما حدد صكر النشاط اإلجرامي لجريمة الرشكة السمبية التي ترتكب مف طرؼ المكظؼ‬
‫العمكمي مف خبلؿ أحكاـ المادة ‪ 2/25‬مف (ؽ ك ؼ ـ) بقكليا " كؿ مكظؼ عمكمي طمب أك قبؿ‪،‬‬
‫بشكؿ مباشر أك غير مباشر‪ ،‬مزية غير مستحقة‪ ،‬سكاء لنفسو أك لصالح شخص أك كياف آخر‪ ،‬ألداء‬
‫عمؿ أك االمتناع عف أداء عمؿ مف كاجباتو "‪ ،‬كقد برر المشرع الجزائرم مكقفو مف تبني نظاـ ازدكاجية‬
‫الرشكة عمى أساس أف التمييز بيف الجريمتيف يسمح بالمعاقبة عمى بعض الحاالت التي ال يمكف المعاقبة‬
‫عمييا فيما لك تـ اعتبار الرشكة جريمة كاحدة‪ ،‬كأف يعرض الراشي الرشكة دكف أف يبلقي ىذا العرض قبكال‬
‫مف قبؿ المكظؼ العمكمي‪ ،‬كىك ما يعكس الرغبة الحقيقة في متابعة أحد طرفي الجريمة كردعا ليذا النكع‬
‫مف جرائـ الفساد‪.4‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬أركاف جريمة الرشوة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫نظـ المشرع الجزائرم أحكاـ جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كعاقب عمييا بمكجب‬
‫أحكاـ المادة ‪ 27‬مف (ؽ ك ؼ ـ) التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف عشر (‪ )10‬سنكات إلى‬
‫عشريف (‪ )20‬سنة كبغرامة مف ‪ 1.000.000‬دج إلى ‪ 2.000.000‬دج‪ ،‬كؿ مكظؼ عمكمي يقبض أك‬
‫يحاكؿ أف يقبض لنفسو أك لغيره‪ ،‬بصفة مباشرة أك غير مباشرة‪ ،‬أجرة أك منفعة ميما يكف نكعيا بمناسبة‬
‫تحضير أك إجراء مفاكضات قصد إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد أك ممحؽ باسـ الدكلة أك الجماعات‬

‫‪ -1‬نكرة ىاركف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.33‬‬


‫‪ -2‬عبد الكريـ تبكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ -3‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪ -‬منتصر النكايسة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -4‬عبد الكريـ تبكف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المحمية أك المؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم أك المؤسسات ذات الطابع الصناعي كالتجارم أك‬
‫المؤسسات العمكمية االقتصادية"‪.‬‬

‫تعتبر ىذه الجريمة صكرة مف صكر الرشكة التي تـ النص عمييا ضمف أحكاـ المادة ‪ 128‬مكرر‪1‬‬
‫مف قانكف العقكبات الممغاة‪ ،‬مع كجكد اختبلؼ مف حيث تجنيح النص الجديد لمفعؿ بعدما كاف يعتبر‬
‫جناية‪ ،‬كتشديد العقكبة المقررة عف ىذا الفعؿ مف السجف ما بيف خمس (‪ )05‬سنكات كعشريف (‪ )20‬سنة‬
‫إلى الحبس ما بيف عشر (‪ )10‬سنكات ك عشريف (‪ )20‬سنة‪ ،‬كبغرامة مف بيف ‪ 100.000‬دج إلى‬
‫‪ 5.000.000‬دج‪ ،‬إلى الغرامة ما بيف ‪ 1.000.000‬دج ك ‪ 2.000.000‬دج‪.‬‬

‫كبذلؾ فإف جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية أك كما يسمييا الفقو بجريمة قبض العمكالت‬
‫مف الصفقات العمكمية‪ ،‬تعد إحدل صكر رشكة المكظفيف العمكمييف تقتضي طبقا لنص المادة ‪ 27‬مف (‬
‫ؽ كؼ ـ) تكافر ثبلث أركاف أساسية يتـ بيانيا تبعا لما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الركف المفترض لمرشوة في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يشترط نص المادة ‪ 27‬صراحة ضركرة تكافر صفة خاصة في مرتكب جريمة الرشكة في مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬كىي أف يككف الجاني مكظفا عمكميا بالمفيكـ الكاسع الكارد في أحكاـ المادة الفقرة‬
‫(ب) مف المادة ‪ 02‬مف (ؽ ك ؼ ـ)‪ ،‬كذلؾ عمى النحك الذم سبؽ بيانو في تحديد صفة الجاني في جرائـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬إال أننا بتفحص نص المادة ‪ 27‬نجد بأنيا قد حصرت المكظؼ العمكمي الذم يعمؿ‬
‫لصالح الدكلة أك الجماعات المحمية أك المؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم‪ ،‬أك المؤسسات العمكمية‬
‫ذات الطابع الصناعي كالتجارم أك المؤسسات العمكمية االقتصادية مستبعدة في ذلؾ لمطكائؼ األخرل‬
‫مف المكظفيف‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة أف نص المادة ‪ 128‬مكرر ‪ 1‬مف قانكف العقكبات لـ تكف تشترط أم صفة معينة في‬
‫الجاني خبلفا لما حممتو أحكاـ المادة ‪ ،27‬حيث تبنى المشرع مف خبلؿ ىذا النص مسمكا مغاي ار يقكـ‬
‫عمى تحديد صفة الجاني في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية‪ ،‬كىذا راجع لؤلخذ بالمفيكـ الكاسع‬
‫لممكظؼ العمكمي الذم تبنتو أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬كالذم يشمؿ كؿ الفئات‬
‫كاألشخاص المخكؿ ليـ قانكنا إبراـ العقكد كالصفقات العمكمية باسـ كلحساب الدكلة كالييئات كالمؤسسات‬
‫العمكمية بمختمؼ أنكاعيا‪.1‬‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركف المادي لجريمة الرشوة في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يتحقؽ الركف المادم لجريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية بعدة أكجو تعبر عف اتجار‬
‫المكظؼ بكظيفتو كاستغبلليا‪ ،‬كذلؾ بقياـ ىذا األخير بالقبض أك محاكلة القبض أجرة أك منفعة سكاء‬
‫لنفسو أك لغيره‪ ،1‬بصفة مباشرة أك غير مباشرة بمناسبة تحضير‪ ،‬أك إجراء مفاكضات قصد إبراـ أك تنفيذ‬
‫صفقة أك عقد أك ممحؽ باسـ الدكلة أك الجماعات المحمية أك المؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم‪،‬‬
‫أك المؤسسات العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم أك المؤسسات العمكمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -/1‬السموؾ اإلجرمي‪:‬‬

‫يتمثؿ النشاط اإلجرامي المككف لجريمة الرشكة في الصفقات العمكمية طبقا لممادة ‪ 27‬مف (ؽ ك ؼ‬
‫ـ) في قياـ المكظؼ المختص بإبراـ الصفقات العمكمية ب ػػ‪:‬‬

‫أ‪ -/‬القبض‪:‬‬

‫ىك تسمـ المكظؼ المرتشي األجرة أك الحصكؿ عمى المنفعة‪ ،‬كقد يككف مقابؿ الرشكة ذا طبيعة مادية‬
‫(األجرة) تنتقؿ إلى حيازتو‪ ،‬كما قد يككف القبض رمزيا أك معنكيا‪ 2‬إذا تحرر المقابؿ مف الطبيعة المادية‬
‫في صكرة منفعة‪ ،‬كأف يعرض صاحب المصمحة عمى المكظؼ ترقيتو في مساره الميني لرتبة أعمى مف‬
‫الرتبة التي ىك فييا‪ ،‬حيث تعتبر جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية قائمة بمجرد قبض الجاني‬
‫لمعمكالت‪ ،‬سكاء في شكميا المادم أك في غيرىا مف المنافع المادية أك المعنكية التي تشبع حاجتو ميما‬
‫كاف نكعيا أك اسميا‪ ،‬ىذا كتقكـ الجريمة في حالة أخذ المكظؼ العمكمي بنسبة مف قيمة الصفقة نظير‬
‫تسييؿ إجراءاتيا لممتعامؿ المتعاقد في كافة المراحؿ التي تمر بيا قصد الظفر بيا‪ ،3‬كيستكم في ذلؾ بأف‬
‫يقبض المكظؼ المقابؿ بنفسو أك عف طريؽ الكسيط أك باستعماؿ أم كسيمة أخرل تمكنو مف ذلؾ‪.4‬‬

‫بذلؾ تعتبر الصفقات الفرصة الثمينة التي يغتنميا المكظؼ غير النزيو لجمب الثراء غير المشركع‪،‬‬
‫نتيجة اتجاره بكظيفتو بطمب ثمف عما يقكـ بو مف تسييبلت لممتعامؿ المتعاقد‪ ،‬الذم يدفع بسخاء قصد‬
‫حصكلو عمى فرصة التعاقد مع اإلدارة‪ ،‬كبذلؾ تتحكؿ الصفقات العمكمية لمظير مف مظاىر الفساد حيف‬
‫يقبؿ المكظؼ الرشكة أك يطمبيا التي تعد ثمنا لمخيانة كالتكاطؤ كاعطاء اآلخريف ماال يستحقكنو‪ ،5‬كىك ما‬
‫أكدتو المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في ‪ 1991/05/12‬بقكليا "‪..‬لما تبث أف المتيـ كاف يطمب مف‬

‫‪ -1‬ببلؿ أميف زيف الديف‪ ،‬ظاىرة الفساد اإلدارم في الدكؿ العربية كالتشريع المقارف مقارنة بالشريعة اإلسبلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪.224‬‬
‫‪ -2‬عمي محمد جعفر‪ ،‬قانكف العقكبات (جرائـ الرشكة‪ ،‬اإلختبلس‪ ،‬اإلخبلؿ بالثقة العامة‪ ،‬االعتداء عمى األشخاص كاألمكاؿ)‪ ،‬ط‪ ،2‬مجد المؤسسة‬
‫الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع‪ ،‬لبناف‪ ،2004 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -3‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.412‬‬
‫‪ -4‬عبد العزيز سعد‪ ،‬جرائـ االعتداء عمى األمكاؿ العامة كالخاصة‪ ،‬دار ىكمة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -5‬زكليخة زكزك‪ ،‬جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بعض الزبائف بصفتو كمكظؼ مبالغ مف الماؿ‪ ،‬كقد تمقاىا بصفتو كأجير في مؤسسة تابعة لمدكلة‪ ،‬مف‬
‫أجؿ القياـ بأعماؿ تدخؿ ضمف صميـ كظيفتو فإنو يعد مرتكبا لجريمة الرشكة‪.1"..‬‬

‫ب‪ -/‬محاولة القبض‪:‬‬

‫تعني محاكلة القبض‪ ،‬أف ىناؾ عرض مف صاحب المصمحة (الراشي) بدفع أجرة أك منح منفعة‬
‫لممكظؼ المرتشي‪ ،‬كقبكؿ ىذا األخير لمعرض المقدـ‪ ،‬كيستكم في ذلؾ أف يتـ االتفاؽ عمى تسميـ األجرة‬
‫أك الحصكؿ عمى المنفعة سكاء لنفسو أك لغيرة‪ ،‬بطريقة مباشرة أك غير مباشرة عف طريؽ الكسيط أك أم‬
‫إجراء آخر يمكف مف خبللو دفع األجرة أك المنفعة‪ ،‬كبذلؾ فإف مجرد محاكلة القبض ألجرة أك منفعة يؤدم‬
‫إلى قياـ الجريمة التامة‪ ،‬كحسنا فعؿ المشرع الجزائرم بذلؾ مما يضع حبلن ألشكاؿ المتاجرة بالكظيفة‬
‫خدمة ألغراض شخصية‪.2‬‬

‫كبذلؾ تقكـ جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية بمجرد قبض أك محاكلة قبض المكظؼ‬
‫لعمكالت مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد‪ ،‬قصد تمكينو مف الظفر كالفكز بالصفقة‪ ،‬كىكذا تصبح ىذه العمكالت‬
‫ثمنا لمخيانة كالتكاطؤ‪ ،‬كىك ما يؤدم إلى اإلخبلؿ بمبادئ الصفقات كزعزعة استقرار المعامبلت التعاقدية‬
‫في مجاؿ الصفقات العمكمية‪.3‬‬

‫‪ -/2‬محؿ النشاط اإلجرامي‪:‬‬

‫عبر المشرع الجزائرم عف محؿ النشاط اإلجرامي باألجرة أك المنفعة ميما كاف نكعيا‪ ،‬خبلفا لما كاف‬
‫قد كرد بشأف جريمة الرشكة في صكرتيا العامة‪ ،‬كالذم عبر عنو "بالمزية غير المستحقة"‪ ،‬كحبذا لك عبر‬
‫المشرع عمى المقابؿ في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية بذات المصطمح باعتباره مصطمح جامع‬
‫كمانع كأنسب لكؿ صكر الرشكة‪ ،‬بدال مف تعبيره عنيا " باألجرة أك المنفعة"‪.‬‬

‫ثـ إف المشرع لـ يحدد طبيعة األجرة أك المنفعة‪ ،‬كىي بذلؾ تشمؿ كؿ ما يشبع حاجة المكظؼ‬
‫(المرتشي) أيا كاف اسميا أك نكعيا‪ ،‬سكاء مادية (كالنقكد كالمجكىرات) أك معنكية (ترقية المكظؼ)‪ ،‬كما‬
‫قد تككف صريحة أك ضمنية‪ ،‬ظاىرة أك مستترة‪ ،4‬كيستكم في ذلؾ بأف تككف مشركعة أك غير مشركعة‬
‫(كتقديـ المخدرات مثبل)‪.5‬‬

‫ىذا؛ كقد يككف الشخص المتمقي لؤلجرة أك المنفعة في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫المكظؼ العمكمي بذاتو أك لغيره‪ ،‬سكاء شخص طبيعي أك معنكم كىك ما يستفاد مف المادة ‪ 27‬مف (ؽ‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العميا رقـ ‪ ،69673‬المؤرخ في ‪ ،1991/05/12‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،1995 ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ -2‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ -3‬عمر حماس‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -4‬منصكر رحماني‪ ،‬القانكف الجنائي لمماؿ كاألعماؿ‪ ،‬ج‪ ،1‬دار العمكـ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ -5‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كؼ ـ) التي جاء فييا بأف " كؿ مكظؼ عمكمي يقبض أك يحاكؿ أف يقبض لنفسو أك لغيره‪ ،‬بصفة‬
‫مباشرة أك غير مباشرة‪ ،"..‬إذ يمكف أف يككف المستفيد مف األجرة أك المنفعة شخص آخر غير المكظؼ‬
‫العمكمي كأف يككف أحد أصكلو أك فركعو أك زكجو أك أم شخص آخر يعنيو‪ ،‬سكاء أكاف شخص طبيعيا‬
‫أك معنكيا عاما أك خاصا‪.1‬‬

‫‪ -/3‬الغرض مف األجرة أو المنفعة‪:‬‬

‫ال يكفي لقياـ الركف المادم لجريمة الرشكة في الصفقات العمكمية اتخاذ المكظؼ العمكمي أحد‬
‫المكقفيف‪ ،‬سكاء بالقبض أك محاكلة القبض‪ ،‬كانما يجب تكافر الغرض مف دفع ذلؾ المقابؿ بمعنى قياـ‬
‫صمة مقايضة بيف المكظؼ كصاحب الحاجة محميا العمؿ الكظيفي‪ ،‬كالتي حصرىا المشرع كفقا لممادة‬
‫‪ 27‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) في األعماؿ المتعمقة بإبراـ الصفقات العمكمية كتنفيذىا ضمف ثبلث حاالت كىي‪:‬‬

‫‪ ‬الحالة األولى‪ :‬تحضير أو إجراء مفاوضات قصد إبراـ أو تنفيذ صفقة‪.‬‬

‫فقد يسعى الراشي إلى العمؿ عمى إقناع المكظؼ بإعداد دفتر شركط بالشكؿ الذم يناسبو‪ ،‬أك إقناعو‬
‫بإرساء الصفقة عميو إذا بمغت الصفقة مرحمة اإلبراـ‪ ،‬أك استمالة المكظؼ المسؤكؿ عف متابعة مجريات‬
‫تنفيذ العممية التعاقدية قصد إعفائو مف بعض االلتزامات أك التساىؿ معو رغـ عدـ احترامو لممكاصفات‬
‫كالمقاييس المتفؽ عمييا ضمف الصفقة العمكمية‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثانية‪ :‬تحضير أو إجراء مفاوضات قصد إبراـ أو تنفيذ عقد‪.‬‬

‫ىي تمؾ العقكد التي يمكف أف تبرميا إحدل الييئات الكاردة في المادة ‪ 27‬مف ( ؽ ك ؼ ـ)‪ ،‬كالتي‬
‫تقؿ مبالغيا عف العتبة المالية المقررة إلبراـ الصفقة العمكمية‪ ،‬كالتي أكالىا المشرع بعناية خاصة كنظـ‬
‫أحكاميا بمكجب تنظيـ الصفقات العمكمية نظ ار لممركنة التي تتمتع بيا المصمحة المتعاقدة في إبراميا‪،‬‬
‫كىك ما يجعميا مجاال خصبا لمفساد كالمتاجرة فييا‪ ،‬لذلؾ فقد خصيا المشرع بحماية جزائية بفرض عقكبات‬
‫عمى أم قبض أك محاكلة قبض المكظؼ العمكمي‪ ،‬ألجرة أك منفعة بمناسبة تحضير أك إجراء مفاكضات‬
‫قصد إبراـ أك تنفيذ عقد لصالح المصمحة المتعاقدة بالعقكبة المقررة لجريمة الرشكة في الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة الثالثة‪ :‬تحضير أو إجراء مفاوضات قصد إبراـ أو تنفيذ ممحؽ‪.‬‬

‫يعد المحمؽ عبارة عف كثيقة تعاقدية تكميمية لمصفقة العمكمية‪ ،2‬تتحرر مف خبللو المصمحة المتعاقدة‬
‫مف القكاعد الشكمية المقررة إلبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالذم عادة ما يتخذ كستار الرتكاب مختمؼ أشكاؿ‬
‫الفساد بما فييا جريمة قبض العمكالت بصكرة غير مباشرة يصعب كشفيا كمراقبتيا‪ ،‬لذلؾ خصيا المشرع‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬الصفقات العمكمية كالجرائـ المتعمقة بيا‪ ،‬يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬في ‪ ،2015/12/17‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 136‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ىيا األ خرل بحماية جزائية بفرض عقكبات عف أم قبض أك محاكلة قبض المكظؼ العمكمي‪ ،‬ألجرة أك‬
‫منفعة بمناسبة تحضير أك إجراء مفاكضات‪ ،‬قصد إبراـ أك تنفيذ ممحؽ لصالح المصمحة المتعاقدة بالعقكبة‬
‫المقررة لجريمة الرشكة في الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫ت تعيف اإلشارة بأف إجراء المفاكضات بشأف إبراـ الصفقات أك العقكد أك المبلحؽ‪ ،‬يجد أساسو بشكؿ‬
‫كاسع في أسمكب التراضي‪ ،‬الذم يعد استثناء عمى القاعدة العامة في إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬لذلؾ فقد‬
‫اعتبر المشرع أف إتياف إحدل ىذه األفعاؿ السمبية سببا كافيا إللغاء أك فسخ الصفقة أك العقد أك الممحؽ‬
‫المعني‪ ،‬إلى جانب اتخاذ أم تدبير ردعي آخر السيما تسجيؿ المتعامؿ في قائمة المتعامميف االقتصادييف‬
‫الممنكعيف مف المشاركة في الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك ما يعكس حرص المشرع عمى تجريـ كؿ اعتداء‬
‫عمى الماؿ العاـ عند إبراـ أك تنفيذ الصفقات العمكمية بمختمؼ أشكاليا‪ ،‬إال أننا ينبغي أف نشير لذلؾ‬
‫االختبلؼ بيف النص العربي كالفرنسي في صياغة نص المادة ‪ 27‬مف (ؽ ك ؼ ـ)‪ ،‬إذ حدد ىذا األخير‬
‫أربع مراحؿ يمكف أف تقع فييا الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية كىي "بمناسبة تحضير أك إجراء‬
‫مفاكضات أك إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد أك ممحؽ"‪ ،1‬خبلفا لمنص في صياغتو بالمغة العربية الذم‬
‫قصرىا "بمناسبة تحضير أك إجراء مفاكضات قصد إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد أك محمؽ"‪ ،‬كبذلؾ فإف ىذا‬
‫األخير لـ يتضمف إال مرحمتي التحضير ك إجراء المفاكضات‪ ،‬أما اإلبراـ كالتنفيذ فقد جعميا كقصد‬
‫لمتحضير أك إجراء المفاكضات‪ ،‬كبذلؾ تعد صياغة النص في نسختو الفرنسية أصح كأشمؿ مف الصيغة‬
‫الثانية كأكثر انسجاما مع السياؽ العاـ ألحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركف المعنوي لجريمة الرشوة في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعد جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية مف الجرائـ القصدية‪ ،‬التي يشترط فييا تكافر القصد‬
‫الجنائي العاـ لدل الجاني بعنصريو العمـ كاإلرادة‪ ،3‬كيعد عنص ار أساسيا لمبنياف القانكني لمجريمة كالبلزـ‬
‫لقياـ المسؤكلية الجنائية‪.‬‬

‫‪ -/1‬توافر عنصر العمـ‪:‬‬

‫تقتضي جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬أف يككف المرتشي عالما بأنو مكظؼ عاـ أك‬
‫ممف ىـ في حكـ المكظؼ‪ ،‬كأنو مختص بالعمؿ الكظيفي المتمثؿ في تحضير أك إجراء مفاكضات قصد‬
‫إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد‪ ،‬أك ممحؽ لو ارتباط بإبراـ الصفقة أك تنفيذىا‪ ،‬كما يتعيف عممو بأركاف‬
‫الجريمة كأف ما يقكـ بو يعد متاجرة بالكظيفة كاستغبلليا‪ ،‬كأف تمؾ األجرة أك المنفعة المتحصؿ عمييا‬

‫‪1‬‬
‫"…‪- "a l'occasion de la préparation, de la négociation, de la conclusion ou de l’exécution d'un marché‬‬
‫‪ -2‬أحسف بكسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪ -3‬محمد أحمد المشيداني‪ ،‬شرح قانكف العقكبات (القسـ الخاص في القانكف الكضعي كالشريعة اإلسبلمية)‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الثقافة لمنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫األردف‪ ،2001 ،‬ص ‪.363‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫منحت لو بغرض قياـ بعمؿ أك االمتناع عف عمؿ يدخؿ ضمف كاجباتو الكظيفية‪ ،1‬فقد يعمـ بكجكد األجرة‬
‫أك المنفعة لكنو ال يعمـ بقياـ ارتباط بينيما كبيف العمؿ الكظيفي‪ ،‬كمف المحظة التي يتكافر فييا العمـ‬
‫تتحقؽ جريمة الرشكة‪.‬‬

‫كبيذا المعنى؛ ينتفى القصد الجنائي كال تقكـ جريمة الرشكة إذا انتفى عمـ الجاني بأركاف الجريمة‪ ،2‬أك‬
‫طمب المكظؼ مف صاحب الحاجة قرضا ماديا يعيده لو بعيدا عف العمؿ الذم يؤديو لصاحب الحاجة‪ ،‬أك‬
‫أنو كاف يعتقد مثبل أنو يستكفي دينا مستحقا لو في ذمة صاحب الحاجة‪ ،‬كأف ما يقدـ إليو ال يعدك أف‬
‫يككف ىدية بريئة مف صديؽ‪ ،‬كال صمة ليا بأعماؿ الكظيفة‪.3‬‬

‫‪ -/2‬اتجاه إرادة الجاني لقبض أو محاولة قبض العموالت‪:‬‬

‫تعد اإلرادة العنصر الثاني لتكافر القصد الجنائي‪ ،‬حيث يجب أف تتجو إرادة المكظؼ الكاعية كالحرة‪،‬‬
‫دكف أم إكراه مادم أك معنكم إلى إتياف السمكؾ اإلجرامي الذم يشكؿ ماديات الجريمة‪ ،‬أما إذا تظاىر‬
‫المكظؼ بقبكؿ الرشكة قصد اإليقاع بالراشي كضبطو متمبسا بالجريمة‪ ،‬أك إذا قاـ الراشي بكضع المبمغ في‬
‫مكتب الراشي بغرض الحصكؿ عمى صفقة أك مشركع معيف دكف اتجاه إرادتو إلى أخذه فإف ذلؾ يؤدم‬
‫إلى انعداـ القصد الجنائي‪.4‬‬

‫لذلؾ يقكـ القصد الجنائي في جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬بمجرد عمـ الجاني بأف‬
‫فعمو يشكؿ جريمة‪ ،‬ككذا اتجاه إرادتو إلى اإلخبلؿ بمبادئ سير الصفقات العمكمية‪ ،‬كقبضو األجرة أك‬
‫الفائدة مع عممو بأنيا غير مبررة كغير مشركعة‪ .‬إلى جانب ذلؾ تقتضي جريمة الرشكة إلى جانب القصد‬
‫الجنائي العاـ تكافر القصد الجنائي الخاص المتمثؿ في نية المكظؼ باالتجار بأعماؿ الكظيفة‪ ،5‬أم تكافر‬
‫النية لدل الجاني في مخالفة األحكاـ المتعمقة بالصفقات العمكمية‪.‬‬

‫ما يمكف تسجيمو أف المشرع الجزائرم لـ يكف أكثر دقة بخصكص تحديد الغرض مف الحصكؿ‬
‫األجرة أك المنفعة‪ ،‬مثمما فعؿ بالنسبة لجريمة الرشكة السمبية المنصكص عمييا في المادة ‪ 2/25‬مف (ؽ ك‬
‫ؼ ـ)‪ ،‬كىك "‪..‬ألداء عمؿ أك االمتناع عف أداء عمؿ مف كاجباتو"‪ ،‬كانما جاء النص بخصكص الرشكة‬
‫في الصفقات العمكمية بقكلو " قبض أك محاكلة القبض األجرة أك المنفعة بمناسبة تحضير‪ ،"..‬حيث أف‬
‫مصطمح المناسبة كاسع المدلكؿ‪ ،‬كىك أمر غير مناسب في التشريع الجنائي الذم يقتضي أف تتميز‬
‫نصكصو بدقة التعبير كالداللة‪ ،6‬ذلؾ أف النصكص كاألحكاـ المتعمقة بالتجريـ كالعقاب تخضع لمتفسير‬

‫‪ -1‬مميكة ىناف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫‪ -2‬نادية بيضكف‪ ،‬الرشكة كتبييض األمكاؿ مف جرائـ أصحاب الياقات البيضات‪ ،‬ط‪ ،1‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬لبناف‪ ،2008 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -3‬سعدم حيدرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ -4‬منصكر رحماني‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -5‬زكليخة زكزك‪ ،‬جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -6‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.167‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الضيؽ‪ ،1‬كبالتالي فقد خالؼ المشرع مقتضيات الدقة كالكضكح المبلزمة لمبدأ الشرعية‪ ،‬كفسح المجاؿ في‬
‫ذلؾ أماـ القاضي الجنائي لتكسع في تفسير النص‪ ،‬ىك ما يقر ضركرة تدارؾ ذلؾ مف خبلؿ إعادة ضبط‬
‫النص بالشكؿ الذم يضمف الدقة في ذلؾ كتجنب أم لبس في تطبيؽ النص‪.‬‬

‫عبر عف المقابؿ باألجرة أك المنفعة‪ ،‬كىك مصطمح قاصر ال يمكنو‬


‫ىذا؛ كيعاب عمى المشرع أنو ّ‬
‫إستعاب كافة صكر الرشكة التي يمكف أف يتمقاىا المكظؼ‪ ،‬لذلؾ فقد كاف مف األحسف أف يعبر المشرع‬
‫عف المقابؿ " بالمزية غير المستحقة "‪ ،‬كالذم يعد مصطمح أنسب كأشمؿ لكافة صكر الرشكة كذلؾ تماشيا‬
‫مع ما كرد بخصكص الرشكة السمبية‪ ،‬خاصة كأف الرشكة في مجاؿ الصفقات تعد إحدل صكر الرشكة‬
‫السمبية كفرعا مف فركعيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫منح االمتيازات غير المبررة في مجاؿ الصفقات العمومية (المحاباة)‪.‬‬

‫تعرؼ جنحة منح االمتيازات غير مبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية أك كما يسمييا الدكتكر أحسف‬
‫بكسقعية "المحاباة"‪ 2‬بأنيا " المخالفة لمتشريع كالتنظيـ الذم يحكـ الصفقات العمكمية مف طرؼ المكظؼ‬
‫العمكمي المكمؼ بإبراـ الصفقة أك تنفيذىا أك مراجعتيا مف أجؿ منح أحد المتعامميف مع الدكلة أك إحدل‬
‫ىيئاتيا العمكمية امتيازات غير مبررة "‪.3‬‬

‫كىي جريمة تقميدية تناكلتيا أحكاـ قانكف العقكبات بمكجب المادة ‪ 128‬مكرر‪ 1/‬الممغاة بمكجب‬
‫المادة ‪ 1/26‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف سنتيف (‪ )2‬إلى عشر (‪)10‬‬
‫سنكات كبغرامة مف ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 1.000.000‬دج‪ ،‬كؿ مكظؼ عمكمي يمنح عمدا لمغير امتيا از‬
‫غير مبرر عند إبراـ أك تأشير عقد أك اتفاقية أك صفقة أك ممحؽ‪ ،‬مخالفة لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية‬
‫المتعمقة بحرية الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات"‪ ،‬كيبدكا أف ىذه الصياغة الجديدة‬
‫لمنص كردت مستميمة مف المادة ‪ 14-432‬مف قانكف العقكبات الفرنسي‪ ،‬التي تعاقب كؿ المكمفيف بمياـ‬
‫المرفؽ العاـ‪ ،‬أك الذيف يضطمعكف بمياـ انتخابية أك الممارسيف لكظائؼ إدارية أك أعكاف الدكلة‬
‫كالمؤسسات‪ ،‬أك مؤسسات االقتصاد المختمط‪ ،‬أك أم شخص يتصرؼ قانكنا لصالح ىذه األشخاص‪ ،‬عمى‬
‫منح امتيازات لمغير بما يخالؼ األحكاـ التشريعية كالتنظيمية التي تضمف حرية الكصكؿ لمطمبات‬
‫العمكمية‪ ،‬كالمساكاة بيف المترشحيف في عقكد الشراء العاـ‪.‬‬

‫‪ -1‬فايزة ميمكني‪ ،‬مكراد خميفة‪ ،‬السياسة الجنائية لممشرع الجزائرم في مكاجية ظاىرة الفساد‪ ،‬مجمة االجتياد القضائي‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سبتمبر‪ ،2009‬ص ‪.238‬‬
‫‪ -2‬أحسف بكسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪ -3‬كسيمة بف بشير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬الغرفة الجنائية‪ ،‬رقـ ‪ ،599423‬المؤرخ في ‪ ،2009/12/17‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،2011 ،‬ص ‪.347‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كلئلشارة فإف السمكؾ اإلجرامي ليذه الجريمة يتخذ طبقا لممادة ‪ 26‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) صكرتيف‪ ،‬إال‬
‫أف ما ييمنا في ىذا المقاـ دراسة الصكرة األكلى المتعمقة بمخالفة األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ‬
‫بيا في مجاؿ الصفقات العمكمية (المحاباة) مف قبؿ المكظؼ العمكمي‪ .‬كاف الغاية مف تجريـ ىذا الفعؿ‬
‫كاف كاف قد تـ تضييؽ مجاؿ تطبيؽ ىذا النص‪ ،‬ىك ضماف المساكاة بيف المرشحيف لمصفقات العمكمية‬
‫كمكافحة التمييز بيف المتعامميف االقتصادييف‪ ،‬كالذم لف يتأتي إال مف خبلؿ تكريس شفافية اإلجراءات‬
‫لمتعمقة بسير العممية التعاقدية‪ ،1‬كىك ما يعتبر تكريسا لمحماية الجنائية لمبادئ المنافسة في الصفقات‬
‫العمكمية كبتفحص نص المادة ‪ 26‬مف (ؽ ك ؼ ـ) يتضح أف ىذه الجريمة تقتضي تكافر ثبلثة أركاف‬
‫ىي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الركف المفترض لجريمة المحاباة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تشترط المادة ‪ 26‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) بأف يككف مرتكب جريمة منح االمتيازات غير المبررة مكظفا‬
‫عمكميا‪ ،‬كىي الصفة التي تمثؿ الركف المفترض في مختمؼ جرائـ الصفقات العمكمية المرتكبة مف قبؿ‬
‫المكظؼ العمكمي مثمما سبؽ بيانو‪ ،‬كىذا كيشترط نص المادة إلى جانب تكافر صفة المكظؼ أف يككف‬
‫ىذا األخيرة مختصا بالعمؿ الكظيفي‪ ،‬المتمثؿ في عممية اإلبراـ أك تأشير عقد أك اتفاقية أك صفقة أك‬
‫ممحؽ لقياـ الجريمة‪ ،‬كفي حالة انتفاء عنصر االختصاص تنتفى تبعا لذلؾ الجريمة لعدـ تكافر عنصر‬
‫االختصاص الكظيفي‪ ،‬ذلؾ أف الغرض مف ىذه الجريمة ال يمكف تحققو إال إذا كاف المكظؼ العمكمي‬
‫المعني مخكؿ لو قانكنا بإبراـ العقكد أك اتفاقيات ك الصفقات كالمبلحؽ كالتأشير عمييا‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الركف المادي لجريمة المحاباة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يتحقؽ الركف المادم لجريمة المحاباة في مجاؿ الصفقات العمكمية بقياـ الجاني عمدا بإبراـ عقد أك‬
‫التأشير عمى عقد أك اتفاقية أك صفقة أك ممحؽ دكف مراعاة األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا‪،‬‬
‫كيقتضي بذلؾ الركف المادم بيذا المعنى سمككا إجراميا كالغاية أك الغرض مف كراء ىذا السمكؾ‪ ،3‬كىك ما‬
‫أكدتو المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في ‪ 2003/04/29‬بقكليا "‪..‬بدعكل أف السؤاؿ الذم طرحتو‬
‫محكمة الجنايات حكؿ جنحة إبراـ اتفاقيات مخالفة لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية بغرض إعطاء امتيازات‬
‫غير مبررة لفائدة الغير‪..‬كحيث أف حاصؿ ما ينعاه الطاعف في ىذا الكجو غير سديد باعتبار الخطأ في‬
‫ذكر المادة الكاجبة التطبيؽ ال تشكؿ سببا لمنقض ماداـ أف السؤاؿ تضمف الكاقعة بعناصرىا مما تعيف‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬الصفقات العمكمية كالجرائـ المتعمقة بيا‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪ -2‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -3‬لكيزة نجار‪ ،‬التصدم المؤس ساتي كالجزائي لظاىرة الفساد في التشريع الجزائرم (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه عمكـ في القانكف‬
‫الجنائي كالعمكـ الجنائية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬قسـ القانكف الخاص‪ ،‬جامعة اإلخكة منتكرم‪ ،‬قسنطينة‪ ،2014/2013 ،‬ص ‪.392‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫اعتبار الكجو غير مؤسس كرفضو"‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬السموؾ اإلجرامي‪.‬‬

‫يتحقؽ السمكؾ اإلجرامي لجريمة المحاباة في الصفقات العمكمية بقياـ المكظؼ العمكمي بإبراـ أك‬
‫تأشير عقد أك اتفاقية أك صفقة أك ممحؽ مخالفا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المتعمقة بحرية الترشح‬
‫كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات‪ ،‬كتتجمى بعض صكر المحاباة في‪:‬‬

‫‪ -/1‬المفاضمة قبؿ اإلعالف عف المنافسة‪.‬‬

‫قد تجد جريمة المحاباة بكادرىا األكلى في مرحمة أكلى مف مراحؿ إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬نتيجة‬
‫عدـ التقيد باإلجراءات كالضكابط السابقة‪ ،‬التي يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة احتراميا كالتقيد بيا في‬
‫معامبلتيا التعاقدية‪ ،‬كذلؾ بغية تخصيص كمنح أفضمية لمؤسسة معينة دكف غيرىا عمى أساس دفتر‬
‫شركط يتضمف شركطا ال تتكافر إال لدل ىذه المؤسسة‪.‬‬

‫أ‪ -/‬المفاضمة أثناء تحديد الحاجات‪:‬‬

‫سبقت اإلشارة إلى أف المصمحة المتعاقدة ممزمة قبؿ إعبلنيا عف أم منافسة بجممة مف الضكابط‬
‫كاإلجراءات‪ ،‬في مقدمتيا القياـ بتحديد احتياجاتيا بكؿ دقة كمكضكعية‪ ،‬لذلؾ فقد خصص المشرع ليذه‬
‫العممية قسما خاصا تضمنتو أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية حيث أفادت المادة ‪ 27‬مف المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬بقكلو " تحدد حاجات المصالح المتعاقدة الكاجب تمبيتيا مسبقا قبؿ الشركع في أم إجراء إلبراـ‬
‫صفقة عمكمية‪...‬كيجب إعداد الحاجات مف حيث طبيعتيا كمداىا بدقة‪ ،‬استنادا إلى مكاصفات تقنية‬
‫مفصمة تعد عمى أساس مقاييس أك نجاعة يتعيف بمكغيا أك متطمبات كظيفية‪ ،‬كيجب أف ال تككف ىذه‬
‫المكاصفات التقنية مكجية نحك منتكج أك متعامؿ محدد "‪.‬‬

‫عمى الرغـ مف أف ىذه المرحمة مبكرة في إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬إال أف جريمة المحاباة قد تجد‬
‫بكادرىا مف خبلؿ ىذه المرحمة‪ ،‬كما يفسر ذلؾ ىك تأكيد المشرع عمى عدـ تحديد الحاجات بغية تكجيو‬
‫العممية التعاقدية نحك منتكج أك متعامؿ محدد‪ ،‬فقد يحدث كأف تخرج المصمحة المتعاقدة عف مقتضيات‬
‫الدقة المطمكبة في تحديد حاجاتيا بغرض تبجيؿ كتفضيؿ إحدل المؤسسات عمى حساب باقي المترشحيف‪،‬‬
‫كذلؾ مف خبلؿ تكجيو الدعكل نحك ىذه المؤسسة أك نحك منتكج معيف ال يتكافر إال لدل متعامؿ معيف‬
‫لمظفر كالفكز بالصفقة أك تزكيد المتعامؿ بمعمكمات مسبقة عف العممية‪ ،‬كىك ما يجعؿ جنحة المحاباة‬
‫قائمة نتيجة الخركج عف مقتضى كاجب الدقة المطمكبة في تحديد الحاجات الضركرية‪ ،‬كقد جاء في إحدل‬
‫الق اررات الصادرة عف القضاء الفرنسي " أف التحديد الكمي كالنكعي لؤلعماؿ محؿ الصفقة ميـ جدا السيما‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬الغرفة الجنائية‪ ،‬رقـ ‪ ،306431‬المؤرخ في ‪ ،2003/04/29‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،2003 ،‬ص ‪.395‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كأف المؤسسة التي سبؽ كأف أنجزت أعماؿ سابقة تككف حائزة لمعمكمات تفضيمية بالنسبة لباقي‬
‫المترشحيف‪ ،‬كىذه المعمكمات ضركرية لباقي المترشحيف ليتقدمكا بعركض جدية "‪.1‬‬

‫ب‪ -/‬المفاضمة في خالؿ دفتر الشروط‪:‬‬

‫ألزـ المشرع المصالح المتعاقدة بضركرة اإلعداد المسبؽ لدفاتر الشركط طبقا لممادة ‪ 09‬مف ( ؽ كؼ‬
‫ـ)‪ ،‬التي تتضمف شركط المشاركة كمعايير االنتقاء‪ ،‬كىذا حرصا عمى الشفافية ك كقاية مف كقكع في جرائـ‬
‫الماؿ العاـ عمكما كجريمة الرشكة كالمحاباة عمى كجو الخصكص‪ ،2‬غير أف المصمحة المتعاقدة قد تعمؿ‬
‫في إعدادىا ليذه الدفاتر عمى تضمينيا شركط قد ال تتكافر إال لدل مؤسسة معينة قصد تمكينيا مف‬
‫الظفر بالصفقة‪ ،‬كىك ما يسمح بمنحيا امتياز غير مبرر عمى حساب باقي المترشحيف كتفكيت الفرصة‬
‫عمييـ في الظفر كالفكز بالصفقة‪ ،‬إال أف ىذا التخصيص قد يجد مبرره إذا كاف مف الضركرم لضماف‬
‫حسف تنفيذ الصفقة‪.3‬‬

‫ج‪ -/‬المحاباة مف خالؿ تجزئة الصفقات العمومية‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 13‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬بقكليا " كؿ صفقة عمكمية يساكم فييا المبمغ‬
‫التقديرم لحاجات المصمحة المتعاقدة اثني عشر مميكف دينار (‪ 12.000.000‬دج) أك يقؿ عنو لؤلشغاؿ‬
‫أك المكازـ‪ ،‬كستة مبلييف دينار (‪ 6.000.000‬دج) لمدراسات أك الخدمات‪ ،‬ال تقتضي كجكبا إبراـ صفقة‬
‫عمكمية كفؽ اإلجراءات المنصكص عمييا‪."..‬‬

‫كتفيد المادة ‪ 31‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بإمكانية تمبية حاجات المصمحة المتعاقدة في شكؿ‬
‫حصص بقكليا " يمكف تمبية الحاجات المذككرة في المادة ‪ 27‬أعبله‪ ،‬في شكؿ حصة كحيدة أك في شكؿ‬
‫حصص منفصمة‪ ،‬كتخصص الحصة الكحيدة لمتعامؿ متعاقد‪ ،‬كما ىك محدد في المادة ‪ 37‬مف ىذا‬
‫المرسكـ‪ ،‬كتخصص الحصص المنفصمة إلى متعامؿ متعاقد أك أكثر‪ ،‬كفي ىذه الحالة يجب تقييـ‬
‫العركض حسب كؿ حصة‪."...‬‬

‫عمى الرغـ مف أف المشرع الجزائرم قد منع تجزئة الصفقة بيدؼ تفادم اإلجراءات الكاجب إتباعيا‪،‬‬
‫إال أنو قد يحدث كأف تمجأ المصمحة المتعاقدة إلى تجزئة الصفقة‪ ،‬بغية مجانبة القكاعد اإلجرائية التي‬
‫تقتضييا عممية إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬محاباة في ذلؾ إلحدل المؤسسات بغرض منحيا امتياز غير‬
‫مبرر‪.‬‬

‫‪ -1‬كريمة عمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.241‬‬


‫‪ -2‬حمزة خضرم‪ ،‬الكقاية مف الفساد كمكافحتو في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جكاف ‪ ،2012‬ص ‪.176‬‬
‫‪ -3‬كريمة عمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.244‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كقد ترتبط عممية تجزئة الصفقات في أغمب الحاالت بتحرير فكاتير مزكرة تحتكم عمى بيانات مزكرة مف‬
‫حيث المبمغ كفي أداء الخدمة‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ إظيار أف الحد األقصى الذم يقتضي إبراـ الصفقة كفؽ‬
‫القكاعد الشكمية لـ يتـ بمكغو في حيف تككف الخدمة المنجزة قد فاقت ذلؾ‪.1‬‬

‫كمف بيف القضايا التي فصؿ فييا القضاء الجزائرم بخصكص عممية تجزئة الصفقات العمكمية‬
‫لتفادم القكاعد الشكمية ما قضت بو محكمة جيجؿ بتاريخ ‪ " 2010/10/03‬بقياـ أحد رؤساء بمديات كالية‬
‫جيجؿ عندما قاـ بتجزئة مشركع تكسعت مقر البمدية إلى سبع مشاريع‪ ،‬كمنح كؿ مشركع إلى مقاكؿ‬
‫بمكجب سند ألمر لكي ال يجد نفسو ممزما باإلعبلف عف المشركع كطرحو لممنافسة كما تفرضو مف قكاعد‬
‫إجرائية‪ ،‬لذا قاـ بمنح الصفقة لمقاكليف مف اختياره كىك ما يشكؿ منح امتيازات غير مبررة لمغير كمخالفة‬
‫لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المتعمقة بحرية الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات‪ ،‬كالتي‬
‫إثرىا تمت متابعتو جزائيا "‪.2‬‬

‫د‪ -/‬مخالفة أطر إبراـ الصفقات العمومية‪:‬‬

‫حددت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية أسمكب إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬حيث تبرـ طبقا لممادة ‪39‬‬
‫مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كفقا إلجراء طمب العركض الذم يشكؿ القاعدة العامة أك كفؽ إجراء‬
‫التراضي الذم يعد استثناءا ليذه القاعدة‪ ،‬غير أنو قد يتـ المجكء ليذه األخيرة (التراضي) قصد حصر‬
‫المنافسة بيف بعض المتعامميف‪ ،‬كتفضيميـ دكف غيرىـ ممف تتكافر فييـ اإلمكانيات كالشركط التي تمكنيـ‬
‫بالظفر بالصفقة‪ ،‬بغية تفضيؿ أحدىـ بدع كل أف الخدمات محؿ الصفقة مثبل ال يمكف تنفيذىا إال عمى يد‬
‫ىذا المتعامؿ الذم يحتؿ كضعية احتكارية‪ ،‬كىك ما يجعؿ ىذه اآللية ستار لممحاباة كمنح الغير امتيازات‬
‫غير مبررة‪.‬‬

‫ىذا؛ كقد تمجأ المصمحة المتعاقدة إلبراـ صفقاتيا عف طريؽ طمب العركض المحدكد دكف أف‬
‫تستدعي طبيعة أك تعقيد أك أىمية العمميات ذلؾ‪ ،‬كانما يككف الغرض مف لجكئيا ليذا األسمكب بغرض‬
‫منح أفضمية لمؤسسة معينة دكف غيرىا‪ ،‬كىك ما يجعميا لجكئيا ليذا األسمكب ستا ار لمحاباة الغير‪.‬‬

‫‪ -/2‬المفاضمة عند اإلعالف عف المنافسة‪:‬‬

‫تفيد المادة ‪ 65‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬عمى كجكب " تحرير إعبلف طمب العركض بالمغة‬
‫العربية كبمغة أجنبية كاحدة عمى األقؿ‪ ،‬كما ينشر إجباريا في النشرة الرسمية لصفقات المتعامؿ العمكمي‬
‫كعمى األقؿ في جريدتيف يكميتيف كطنيتيف مكزعتيف عمى المستكل الكطني‪ ،"..‬فإذا خالفت المصمحة‬
‫المتعاقدة التنصيص القانكني إلعبلنيا عف صفقاتيا العمكمية يظير احتماؿ قياـ جريمة المحاباة‪ ،‬فقد‬

‫‪ -1‬كسيمة بف بشير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.32‬‬


‫‪ -2‬حكـ محكمة جيجؿ‪( ،‬قسـ الجنح)‪ ،‬رقـ ‪ ،3225‬المؤرخ في ‪( ،2008/05/18‬قضية النيابة العامة ضد السيد (ص ع)‪ ،‬حكـ غير منشكر‪ ،‬نقبل‬
‫عف نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫تعمد المصمحة المتعاقدة المجكء إلى النشر المحمي بينما كاف مف الضركرم قياميا بنشر كطني لمصفقة‪،‬‬
‫كذلؾ لتضييؽ دائرة عمـ المتعامميف بالدعكة لممنافسة‪ ،‬كذلؾ بغية إبعاد أكبر عدد مف المترشحيف محاباتيا‬
‫في ذلؾ ألحد المتعامميف كتمكينو بالفكز كالظفر بالصفقة المعمف عنيا‪.‬‬

‫ىذا؛ كقد ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة بتحديد اآلجاؿ الكافية لتمكيف المترشحيف بتحضير‬
‫عركضيـ تبعان لعناصر معينة كتعقيد مكضكع الصفقة المزمع إبراميا‪ ،‬فإذا عمدت المصمحة المتعاقدة‬
‫عمى تحديد آجاؿ ال تتناسب كعناصر الصفقة بتحديدىا لمدة أقصر لتقديـ العركض‪ ،‬أك تمديدىا محاباة‬
‫في ذلؾ ألحد المتعامميف قصد تمكينو مف تحضير العرض كتفضيمو عمى حساب باقي المترشحيف فإف‬
‫ذلؾ يعد إخبلال بمبدأ المساكاة بيف المترشحيف كىك ما يشكؿ أحد عناصر الركف المادم لجريمة المحاباة‪.‬‬

‫‪ -/3‬المفاضمة أثناء فحص العروض‪:‬‬

‫تقتضي القاعدة العامة بأف ال يسمح بأم تفاكض مع المترشحيف في إجراء طمب العركض بعد فتح‬
‫األظرفة كأثناء تقييـ العركض الختيار الشريؾ المتعاقد‪ ،1‬كيعد سمككا مجرما قياـ المكظؼ العمكمي‬
‫بالتفاكض مع أحد المتعامميف قصد تعديؿ عرضو بما يتناسب كالعرض المطمكب‪ ،‬مما يمكنو بالحصكؿ‬
‫عمى الصفقة‪ ،‬كىك ما يتعارض مع مبدأ المساكاة في التعامؿ مع المتعامميف المتعاقديف‪ ،‬كخرقا لؤلحكاـ‬
‫التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا‪ ،‬غير أف المشرع قد أجاز لممصمحة المتعاقدة طبقا لمفقرة الثانية مف‬
‫المادة ‪ 80‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬لمسماح بمقارنة العركض أف تطمب مف المتعيديف كتابيا‬
‫تكضيح كتفصيؿ فحكل عركضيـ‪ ،‬عمى أف ال يمكف بأم حاؿ مف األحكاؿ أف يسمح جكاب المتعيد‬
‫بتعديؿ عرضو أك التأثير في المنافسة‪.‬‬

‫ىذا؛ كقد ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة بضركرة إسناد الصفقة لممتعامؿ الذم تتكافر لديو الشركط‬
‫المطمكبة كالمعمف عنيا مسبقا كفؽ معايير مضبكطة حددتيا أحكاـ دفتر الشركط‪ ،‬كبالتالي فإف أم مخالفة‬
‫لمعايير إسناد الصفقات أك مخالفة قكاعد المتبعة في ذلؾ قصد تعزيز مكقؼ أحد المتعامميف يشكؿ ركنا‬
‫ماديا لجريمة المحاباة في منح الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك ما يؤكده كاقع الحاؿ في إحدل القضايا التي‬
‫فصؿ فييا القضاء الجزائرم‪ ،‬كالتي تتمخص كقائعيا في قياـ السيدة (ب ح) مديرة اإلقامة الجامعية بكالية‬
‫بجاية بإصدار قرار الحرماف في حؽ المتعامؿ المتعاقد الفائز بالصفقة مؤقتا كمنحيا لممدعكة (ر ش)‬
‫مخالفة في ذلؾ لقكاعد التنظيـ الخاص بالصفقات العمكمية‪ ،‬كىك ما أدل لمتابعة المتيمة بارتكاب جنحة‬
‫المحاباة بمنح امتيازات غير مبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪.2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 80‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬مجمس قضاء بجاية‪( ،‬الغرفة الجزائية)‪ ،‬الممؼ رقـ ‪ ،09/02213‬فيرس رقـ ‪ ،09/05433‬المؤرخ في ‪( ،2009/10/12‬قضية النيابة العامة‬
‫ضد السيد ( ؿ ق)‪ ،‬قرار غير منشكر‪ ،‬نقبل عف نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -/4‬مخالفة أحكاـ التأشيرة‪:‬‬

‫ألزـ المشرع المصالح المتعاقدة بضركرة الحصكؿ عمى التأشيرة مف طرؼ لجاف الصفقات العمكمية‬
‫المختصة‪ ،‬فبل يمكف إبراـ أم عقد أك صفقة دكف الحصكؿ عمى التأشيرة التي يجب عمى المصمحة‬
‫المتعاقدة أف تطمبيا إجباريا طبقا لما أفادت بو المادة ‪ 196‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بقكليا " يجب‬
‫عمى المصمحة المتعاقدة أف تطمب إجباريا التأشيرة‪ ،"..‬في حيف نصت المادة ‪ 178‬مف نفس المرسكـ عمى‬
‫أف " تتكج الرقابة التي تمارسيا لجنة صفقات المصمحة المتعاقدة بمقرر منح التأشيرة أك رفضيا خبلؿ‬
‫أجؿ أقصاه عشركف (‪ )20‬يكما‪ ،‬ابتداء مف يكـ إيداع الممؼ كامبل لدل كتابة ىذه المجنة‪."..‬‬

‫فالتأشيرة ىي تتكيج لمرقابة التي تمارسيا لجنة الصفقات المختصة عمى صفقات المصمحة‬
‫المتعاقدة‪ ،1‬كاف أم مخالفة لؤلحكاـ المتعمقة بإلزامية التأشيرة سكاء بمنحيا أك برفضيا أك بتجاكزىا بصفة‬
‫غير قانكنية قصد التكاطئ مع أحد المتعامميف كمنحو امتيا از غير مبرر يعد سمككا ماديا لجريمة المحاباة‬
‫يقتضي المتابعة الجزائية عف ىذا الفعؿ‪.2‬‬

‫‪ -/5‬المفاضمة بعد تخصيص الصفقة‪:‬‬

‫مثمما تظير مفاضمة أحد المتعامميف في المراحؿ األكلى إلبراـ الصفقات العمكمية قد تجد طريقيا‬
‫حتى مرحمة ما بعد تخصيص الصفقة كتنفيذىا‪ ،‬كذلؾ باتخاذ المصمحة المتعاقدة بعض اإلجراءات قد‬
‫يككف الغرض منيا تغطية نكاقص اشتممت عمييا الصفقة األصمية‪ ،‬كذلؾ باستخداـ إحدل ىذه الكسائؿ‬
‫كالتي قد تككف بمثابة إجراء يؤدم لمحاباة أحد المتعامميف‪.‬‬

‫أ‪ -/‬المفاضمة عف طريؽ إبراـ صفقات التسوية‪:‬‬

‫طبقا لمقاعدة العامة ال يشرع في تنفيذ أم صفقة إال بعد إتماـ إجراءات إبراميا‪ ،‬كىك ما أفادت بو‬
‫المادة ‪ 03‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬بقكليا " تبرـ الصفقات العمكمية قبؿ شركع في تنفيذ‬
‫الخدمات"‪.‬‬

‫يقصد بالتسكية كفقا ليذا المرسكـ؛ الصفقة التي تبرميا المصمحة المتعاقدة بعد تنفيذ الخدمات محؿ‬
‫الصفقة‪ ،3‬كقد نص المشرع عمى المجكء إلييا عند تكافر حاالت معينة كتكافر تمؾ الحاالت المتعمقة بظرؼ‬
‫االستعجاؿ الممح‪ ،‬أك عند الخركج عف اإلجراءات األصمية المتعمقة بإبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كذلؾ قصد‬
‫إضفاء طابع المشركعية عمى التعامؿ الذم تـ خارج القكاعد المقررة في تنظيـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.114‬‬
‫‪ -2‬أحسف بكسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.158‬‬
‫‪ -3‬المكاد ‪ ،25 ،23 ،18 ،12‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كعميو فإف التحديد الحصرم ألم شركط يعني إلزامية التقيد بيا كعدـ الخركج عنيا‪ ،‬كبالتالي فإف كجكد‬
‫صف قة تسكية في غير الحاالت المرخص بيا يدؿ عمى كجكد مناكرات أدت إلى إنجاز الطمب العمكمي‬
‫خارج قكاعد إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،1‬فغالبا ما يتـ المجكء إلى بعض الطمبات دكف مراعاة المبادئ‬
‫األساسية التي تحكـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كيتـ تسكيتيا فيما بعد كاضفاء صفة الشرعية عمييا‪ ،‬كذلؾ‬
‫بكضع إجراءات كىمية رغـ أف األشغاؿ تككف قد أنجزت فإذا ما تـ كشؼ المخالفة تركف المصمحة‬
‫المتعاقدة في ذلؾ بأف األمر يتعمؽ بصفقة تسكية‪ ،‬كتخفي مف كرائيا محاباتيا لمغير‪.2‬‬

‫ب‪ -/‬المحاباة مف خالؿ آلية الممحؽ‪:‬‬

‫يشكؿ المحمؽ كثيقة تعاقدية تابعة لمصفقة تمجأ المصمحة المتعاقدة إلى إبراميا في جميع الحاالت إذا‬
‫كاف ىدفو زيادة الخدمات أك تقميميا أك تعديؿ بند أك عدة بنكد تعاقدية في الصفقة‪ ،‬قصد التكفؿ بالنفقات‬
‫الضركرية لمكاصمة تقديـ الخدمة العمكمية كيجد ىذا المبدأ أساسو في المبدأ القائـ عمى ضماف سير‬
‫المرفؽ العاـ بانتظاـ كاطراد‪.3‬‬

‫فقد يحدث كأف تط أر مستجدات أثناء تنفيذ الصفقة‪ ،‬تؤدم إلى تعديؿ بند أك أكثر مف بنكد الصفقة‬
‫باستعماؿ آلية الممحؽ‪ ،‬شريطة أف ال يؤدم إبراـ ىذا الممحؽ إلى تغيير مكضكع الصفقة أك مداىا‪ ،4‬إال‬
‫أف الكاقع العممي كفي ظؿ المركنة التي تكتسييا ىذه اآللية يدؿ عمى سكء استغبلليا‪ ،‬كذلؾ بالمجكء غير‬
‫المبرر إلبراـ المبلحؽ مف أجؿ إسناد عممية إنجاز الخدمات لمتعامؿ أك مؤسسة مفضمة لدييا مف خبلؿ‬
‫تخصيص األشغاؿ اإلضافية ليا كتمكينيا مف إنجاز كؿ العمميات التي تقكـ بيا المصمحة المتعاقدة‪.5‬‬

‫كما قد يتـ المجكء إلى إبراـ المبلحؽ تتضمف التزامات كىمية‪ ،‬قصد زيادة الحقكؽ المالية لممتعامؿ‬
‫المتعاقد‪ ،‬كىك ما يجعؿ آلية الممحؽ أداة في يد المكظؼ العمكمي المختص كستا ار لمحاباة الغير‪ ،‬مما‬
‫يؤدم بنا إلى القكؿ بأف المحمؽ إجراء شرعي أريد بو باطؿ‪ ،‬كىك ما أكدتو المحكمة العميا في قرارىا‬
‫المؤرخ في ‪ 2014/05/22‬بقكليا "‪..‬أف السؤاؿ الخاص بإعطاء امتيازات غير مبررة لمغير مف طرؼ (ب‬
‫أ) بصفتو عضكا بمجنة انتقاء العركض أشار إلى ىذه االمتيازات بالضبط كىي إضافة ممحؽ أسعار‬
‫المعدات دكف استشارة باقي األعضاء كعمى افتراض أف ىذا السؤاؿ معيب فإف المعني قد تمت إدانتو‬
‫بالتبديد العمدم لمماؿ العاـ كعقكبتو مساكية لمجريمة األكلى مما يجعؿ العقكبة المقضى بيا مبررة بصحة‬

‫‪ -1‬كريمة عمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.263‬‬


‫‪ -2‬طاىير العيد‪ ،‬المحاباة عف طريؽ المجكء إلى صفقات التسكية‪ ،‬مجمة البحكث القانكنية كالسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫د‪.‬الطاىر مكالم‪ ،‬سعيدة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،2015 ،‬ص ‪.408‬‬
‫‪ -3‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.355‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 136‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -5‬كسيمة بف بشير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫السؤاؿ حكؿ الجريمة الثانية‪.1"..‬‬

‫كعميو فإف مسائؿ التجريـ كالعقاب كالمتابعة تطاؿ كؿ أشكاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬سكاء تمؾ المبرمة‬
‫في إطار إجراءات كقكاعد تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬أك غيرىا مف الصفقات كالعقكد كالمبلحؽ أك‬
‫التصرفات القانكنية األخرل‪ ،‬إذا ما تمت مقترنة بعدـ احتراـ القكاعد القانكنية كاإلجراءات التي تكفؿ احتراـ‬
‫مبدأ حرية الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات‪ .‬ىذا كيشار إلى أف ىذه الجريمة قد تقترف‬
‫مع جرائـ أخرل‪ ،‬كىك ما قضت بو محكمة جيجؿ في قضية تعكد كقائعيا بتاريخ ‪ 2005/12/01‬في‬
‫إعبلف مديرية الخدمات الجامعية بتممساف عف مناقصة كطنية مفتكحة قصد تزكيد مطاعـ الجامعة بالمكاد‬
‫الغدائية لمسنة المالية ‪ 2006‬تحت رقـ ‪ /001‬ـ خ ج ت‪ ،2005/‬المكزعة إلى عدة حصص‪.‬‬

‫حيث سجمت مصمحة المالية كالصفقات العمكمية إيداع ‪ 73‬عرض‪ ،‬كبتاريخ ‪ 2005/12/26‬تـ تقييـ‬
‫العركض التقنية دكف العركض المالية مخالفيف بذلؾ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كعند إحالة‬
‫المتيميف في القضية أماـ محكمة الجنح تـ متابعتيـ بارتكاب عدة جرائـ كىي تبديد الماؿ العاـ‪ ،‬إساءة‬
‫استغبلؿ الكظيفة‪ ،‬تزكير كاستعماؿ المزكر‪ ،‬إبراـ صفقات مخالفة لمتشريع كاالستفادة غير الشرعية مف‬
‫الصفقات العمكمية "‪ ،2‬كىك نفس ما قضت بو المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في ‪ 2014/01/23‬بقكليا‬
‫"‪..‬إف الجرائـ المتابع بيا المتيـ (ؿ س) ىي اختبلس أمكاؿ عمكمية كتبديدىا كالتسبب باإلىماؿ الكاضح‬
‫في ضياع أمكاؿ عمكمية كاستعماؿ أمكاؿ عمكمية ألغراض شخصية كاستغبلؿ النفكذ كابراـ عقكد مخالفة‬
‫لمتشريعات كاألنظمة بغرض إعطاء امتيازات غير مبررة لمغير كالتزكير كاستعماؿ المزكر‪..‬كأف ىذه الجرائـ‬
‫كاألفعاؿ قد ارتكبيا أثناء مباشرة ميامو"‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬الغرض مف ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫ال يكفي لتحقيؽ الركف المادم في جريمة منح امتيازات غير المبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫قياـ المكظؼ بإبراـ أك تأشير عقد أك اتفاقية أك صفقة أك ممحؽ مخالفة لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية‬
‫المتعمقة بحرية الترشح‪ ،‬كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات‪ ،‬كانما يجب أف تقترف ىذه المخالفة‬
‫بسعي المكظؼ إلى منح الغير امتيا از غير مبرر‪ ،‬كالذم يشترط أف يككف المستفيد مف ىذه االمتيازات فإذا‬
‫استفاد الجاني منو فإف ىذا الفعؿ يعد رشكة في الصفقات العمكمية كفقا لممادة ‪ 27‬مف ( ؽ ك ؼ ـ)‪،4‬‬
‫كبذلؾ فقد نقضت المحكمة العميا في العديد مف المناسبات أحكاما قضائية قضت بإدانة المتيميف بجريمة‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬الغرفة الجنائية‪ ،‬رقـ ‪ ،0944140‬المؤرخ في ‪ ،2014/05/22‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2014 ،‬ص ‪.408‬‬
‫‪ -2‬حكـ محكمة تممساف‪( ،‬غرفة التحقيؽ األكلي)‪ ،‬رقـ التحقيؽ ‪ ،07/37‬المؤرخ في ‪( ،2007/11/30‬قضية النيابة العامة ضد كؿ مف (ر ـ)‪( ،‬ب‬
‫خ)‪ ( ،‬ح ب )‪ ( ،‬ب ش)‪( ،‬ب ـ)‪( ،‬خ ع )‪( ،‬ب س)‪( ،‬ع أ)‪ ،‬نقبل عف نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -3‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬الغرفة الجنائية‪ ،‬رقـ ‪ ،0781163‬المؤرخ في ‪ ،2014/01/23‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،2014 ،‬ص ‪.431‬‬
‫‪ -4‬أحسف بكسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫منح امتيازات غير مبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬بسبب أف ىذه األحكاـ لـ تبيف الغرض مف‬
‫مخالفة الجاني لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا‪ ،‬مف بينيا قرارىا المؤرخ في ‪1991/12/03‬‬
‫كالذم جاء فيو "‪..‬حيث أنو فيما يخص الركف األكؿ كىك مخالفة التشريع الجارم العمؿ بو‪ ،‬فالقرار‬
‫المطعكف فيو لـ يكضح ما ىك التشريع الجارم العمؿ بو الذم انتيؾ بسبب إبراـ الصفقة‪ ،‬فكاف عمى‬
‫القرار المطعكف فيو أف يكضح ما ىي اإلجراءات القانكنية التشريعية كالتنظيمية التي خالفيا المتيـ بإبراـ‬
‫ىذه الصفقة‪..‬كمتى كاف كذلؾ فيتعيف نقض القرار المطعكف فيو"‪.1‬‬

‫فبل تقكـ الجريمة بمجرد مخالفة المكظؼ لؤلحكاـ التشريعية أك التنظيمية المتعمقة بمبادئ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كانما يشترط أف يككف اليدؼ مف مخالفة ىذه النصكص‪ ،‬ىك تبجيؿ كمحاباة أحد المتنافسيف‬
‫عمى حساب غيره مف المتنافسيف‪ ،2‬كقياـ المكظؼ المختص بتسريب معمكمات امتيازية قصد تمكينو مف‬
‫تقديـ عرضو كفقا لما ىك مطمكب مما يؤدم إلى إقصاء باقي المتنافسيف كتفكيت فرصة الفكز بالصفقة‪.3‬‬

‫تبعا لذلؾ؛ تنتفى الجريمة بانعداـ الغرض المتمثؿ في إفادة الغير بامتيازات غير مبررة‪ ،‬أك إذا كاف‬
‫ىناؾ ما يبرر قانكنا منح بعض االمتيازات ألحد المتنافسيف في الصفقات العمكمية‪ ،‬كمف بيف ما يبرر‬
‫منح ىذه االمتيازات ما أفادت بو المادة ‪ 83‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬بقكليا " يمنح ىامش‬
‫لؤلفضمية بنسبة خمسة كعشريف في المائة (‪ ،)%25‬لممنتجات ذات المنشأ الجزائرم أك لممؤسسات‬
‫الخاضعة لمقانكف الجزائرم التي يحكز أغمبية رأسماليا جزائريكف مقيمكف‪ ،‬فيما يخص جميع أنكاع‬
‫الصفقات المذككرة في المادة ‪ 29‬أعبله‪ ،"..‬كبذلؾ يبدكا كاضحا أف الغرض مف كراء تجريـ المشرع ليذا‬
‫الفعؿ ىك ضماف مبدأ المساكاة كقكاعد المنافسة الشريفة بيف مختمؼ المتنافسيف لمظفر بالصفقات‬
‫العمكمية‪.4‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬الركف المعنوي لجريمة المحاباة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫إف النشاط اإلجرامي سكاء كاف فعبل أك تركا غير كافي لقياـ المسؤكلية الجزائية لمجاني‪ ،‬كانما يجب‬
‫أف نجد لدل الفاعؿ ركنا غير مادم‪ ،‬أم الدافع أك الباعث النفسي الذم أدل إلى ارتكاب الجريمة الذم‬
‫يعبر عنو بالركف المعنكم‪ 5‬كالذم يعد انعكاسا لماديات الجريمة في نفسية الجاني‪ ،‬فميس مف العدالة في‬
‫شيء أف يسأؿ إنساف عف كقائع لـ تكف لو بيا صمة نفسية‪ ،‬كانما يتحقؽ ذلؾ إال لمف تكافرت لديو إرادة‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬الغرفة الجنائية‪ ،‬رقـ ‪ ،94149‬المؤرخ في ‪ ،1991/12/03‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،1993 ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬غرفة الجنح كالمخالفات‪ ،‬رقـ ‪ ،624033‬الفيرس رقـ ‪ ،11/23447‬المؤرخ في ‪.2011/09/29‬‬
‫‪ -2‬عائشة بعيط‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪ -3‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪- Florian Linditch, op cit, p 08.‬‬
‫‪ -4‬عبد العالي حاحا‪ ،‬الصفقات العمكمية كالجرائـ المتعمقة بيا‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪ -5‬زكليخة زكزك‪ ،‬جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫انتياؾ القانكف‪ ،1‬كتبعا لذلؾ تعد جنحة منح االمتيازات غير المبررة في الصفقات العمكمية مف الجرائـ‬
‫العمدية التي تقتضي تكافر القصد الجنائي بعنصريو العمـ كاإلرادة‪ ،‬إلى جانب اتجاه اإلرادة إلتياف السمكؾ‬
‫اإلجرامي‪ ،‬كىك ما يستفاد مف نص المادة ‪ 1/26‬مف ( ؽ ك ؼ ـ)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬توافر عنصر العمـ‪.‬‬

‫حيث يتعيف أف يعمـ الجاني بأنو مكظؼ عمكمي‪ ،‬كأف ما يقكـ بو يدخؿ ضمف اختصاصو الكظيفي‬
‫الذم ىك أساس السمكؾ اإلجرامي‪ ،‬كالمتمثؿ في إبراـ أك تأشير عقد أك اتفاقية أك صفقة أك ممحؽ‪،‬‬
‫كبالتالي فعمى القضاة أف يبرزكا كيكضحكا بأف ىذه الصفقة أبرمت مف قبؿ شخص عمكمي‪ ،‬كأنو قاصد‬
‫مف كراء ذلؾ المساس بمصالح الدكلة أك الجماعات المحمية أك الييئة التي يمثميا‪ ،‬كأف يبرزكا في تطبيقيـ‬
‫ليذه الجريمة العنصر المعنكم كىك الشعكر مف طرؼ المتيـ‪ ،‬كىك عالـ بأنو يمس مصالح الدكلة‪،2‬‬
‫كبالتالي فإف انتفاء أم عنصر مف ىذه العناصر يؤدم إلى انتفاء القصد الجنائي العاـ‪ ،3‬كىك ما يعرض‬
‫قرارىـ لمنقض كىذا ما يظير مف قرار المحكمة العميا المؤرخ في ‪ 2006/02/15‬بقكليا "‪..‬يعد سؤاال غير‬
‫قانكني بخصكص جريمة إبراـ صفقة مخالفة لمتشريع‪ ،‬الخالي مف أركانيا المتمثمة في أف يككف الفاعؿ‬
‫مكظفا أك شبييا بو‪ ،‬أف يبرـ العقد أك الصفقة بإسـ الييئة التي يعمؿ لصالحيا‪ ،‬أف يخالؼ األحكاـ‬
‫التشريعية أك التنظيمية المعمكؿ بيا‪ ،‬مع ضركرة ذكر التشريع أك التنظيـ الذم تمت مخالفتو‪ ،‬أف يككف‬
‫الغرض مف العقد أك الصفقة إعطاء امتيازات غير مبررة لمغير‪..‬حيث أف السؤاؿ تضمف العنصر الثاني‬
‫كأغفؿ باقي العناصر المككنة ليا مما جعمو ناقصا‪ ،‬األمر الذم يؤدم إلى النقض"‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬توافر عنصر اإلدارة‪.‬‬

‫يقصد بذلؾ اتجاه إرادة الجاني الكاعية كالحرة نحك ارتكاب الجريمة مف خبلؿ اإلدراؾ الشامؿ كالكعي‬
‫التاـ إلتياف السمكؾ اإلجرامي‪ ،‬في إحدل صكره مخالفا في ذلؾ األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المتعمقة‬
‫بحرية الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات‪ ،5‬ىذا كيشترط إلى جانب القصد الجنائي العاـ‬
‫العاـ تكافر القصد الجنائي الخاص‪ ،6‬كالمتمثؿ في منح الغير امتيازات غير مبررة مع العمـ بأنيا غير‬
‫مبررة‪ ،‬كأف ذلؾ يشكؿ جريمة في مفيكـ القانكف‪ .‬ىذا كال يؤخذ في الحسباف الدافع إلى مخالفة األحكاـ‬
‫التشريعية‬

‫‪ -1‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.359‬‬
‫‪ -2‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬الغرفة الجنائية‪ ،‬رقـ ‪ ،94149‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،1993 ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪ -3‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪ -4‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬الغرفة الجنائية‪ ،‬رقـ ‪ ،354438‬المؤرخ في ‪ ،2006/12/15‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،2006 ،‬ص ‪.509‬‬
‫‪ -5‬أحمد دغيش‪ ،‬الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية في إطار قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف‬
‫الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪ ،2013/05/20‬ص ‪.09‬‬
‫‪ -6‬محمد بكرارشكش‪ ،‬متابعة الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية عمى ضكء قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬ج‪( ،2‬جرائـ الصفقات كالدعكة‬
‫الجزائية)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صبحي لمطباعة كالنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.69‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كالتنظيمية‪ ،‬حيث تقكـ الجريمة حتى لك كاف مف أعطى امتيازات غير مبررة ال يسعى مف كرائيا الحصكؿ‬
‫عمى فائدة خاصة كانما عف فائدة مؤسسة عمكمية‪ ،1‬كما تقكـ الجريمة حتى كاف لـ يترتب عنيا زيادة في‬
‫التكمفة التي تتحمميا المصمحة المتعاقدة صاحبة الصفقة‪.2‬‬

‫ىذا؛ كيبقى عمى قضاة النيابة كحتى الحكـ إبراز كاثبات تكافر القصد الجنائي لدل الجاني مف خبلؿ‬
‫إبراز العبلقة بيف األفعاؿ المرتكبة بنية المتيـ في ارتكاب الفعؿ عف عمـ كارادة كذلؾ بمختمؼ طرؽ‬
‫اإلثبات مف قرائف كشيادة الشيكد‪ ،‬كحتى المبلبسات التي صاحبت ارتكاب الفعؿ المجرـ‪.3‬‬

‫ختاما لذلؾ فإف ما يمكف تسجيمو أف المشرع الجزائرم قد كفؽ في مسايرة الجيكد كالمساعي الرامية‬
‫لمكافحة جرائـ الفساد بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كخير دليؿ عمى ذلؾ أف المشرع قد عمؿ‬
‫عمى تجريـ بعض األفعاؿ مف بينيا تجريـ منح امتيازات غير مبررة في الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي ال نجد‬
‫ليا أم أثر في اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد كال اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،‬كانما ىي‬
‫جريمة استحدثيا المشرع بمكجب قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪.‬‬

‫غير أف ما يؤخذ ع مى المشرع الجزائرم في تنظيمو لؤلحكاـ المتعمقة بيذا النكع مف الجرائـ‪ ،‬أنو عمؿ‬
‫مف خبلؿ المادة ‪ 26‬مف (ؽ كؼ ـ) بعد تعديميا بمكجب القانكف ‪ 05/11‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد‬
‫كمكافحتو عمى تضييؽ نطاؽ التجريـ‪ ،‬كحصره في مخالفة األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المتعمقة بحرية‬
‫الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات‪ ،‬خبلفا لما كانت عميو الصياغة السابقة لمنص‬
‫‪،‬كالذم كاف يتسـ بنكع مف االتساع ليشمؿ أم مخالفة لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا في مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬مما ال يضع مجاال لمتيرب كالتنصؿ مف المسؤكلية الجزائية‪ ،‬كىك ما يعد شكبل مف‬
‫أشكاؿ رفع التجريـ عف ما قد يرتكب مف سمككات سمبية في ىذا المجاؿ‪ ،‬حتى كاف كاف المشرع قد برر‬
‫تعديمو لمنص قصد إزالة العقبات أماـ المسيريف كالمتدخميف في تسيير مجريات التعاقد‪ ،‬إال أف ذلؾ ال‬
‫يبرر رفعو لمتجريـ‪ ،4‬في ظؿ ارتفاع مؤشرات الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية التي تقتضي تكسيع‬
‫نطاؽ التجريـ ليشمؿ حتى ما ىك محتمؿ الكقكع بالشكؿ الذم يعكس اإلرادة الحقيقية لمحد مف مختمؼ‬
‫مظاىر الفساد التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫كما يبلحظ كذلؾ أف المشرع مف خبلؿ نص المادة ‪ 26‬مف ( ؽ كؼ ـ) بعد تعديمو أنو لـ يكتفي‬
‫بتضييؽ نطاؽ التجريـ فحسب‪ ،‬كانما عمؿ باإلضافة إلى ذلؾ عمى استبعاد المراجعة مف قائمة العمميات‬
‫التي يمكف أف تشكؿ منفذا لمسمكؾ اإلجرامي‪ ،‬كىك ما ال نجد لو أم تبرير مف كراء قيامو بذلؾ‪ ،‬كالتي كاف‬

‫‪ -1‬عائشة بعيط‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.149‬‬


‫‪ -2‬عبد العالي حاحا‪ ،‬الصفقات العمكمية كالجرائـ المتعمقة بيا‪ ،‬المرجع لسابؽ‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ -3‬كسيمة بف بشير‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ -4‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.110‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مف األحسف أف يشمميا المشرع بالتجريـ مثمما كاف عميو الحاؿ سابقان قصد الحمكؿ أماـ أم سمكؾ قد يمس‬
‫بنزاىة العممية مف جية‪ ،‬كالحد استنزاؼ الماؿ العاـ مف جية أخرل‪ ،‬فالثغرات التي تضمنتيا فحكل ىذا‬
‫النص قد تشكؿ منفذا الرتكاب مختمؼ السمككات السمبية‪ ،‬مما يؤدم إلى ىدـ المساعي المبذكلة مف‬
‫المشرع في مكاجية الفساد المسترتشي في مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫تفعيؿ آليات قمع جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعزي از لآلليات التي مكف مف خبلليا المشرع الجزائرم القضاء بنكعيو بالتدخؿ في مجاؿ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كنظ ار لمخطكرة الناجمة عف جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كآثارىا عمى الماؿ العاـ كحس تسييره‬
‫كاستنزاؼ المقدرات المالية لمدكلة‪ ،‬لـ يكتؼ المشرع بيذه اآلليات كالتدابير كانما الزميا المشرع بتدابير‬
‫كأحكاـ تساىـ في تفعيميا‪ ،‬خاصة بالنظر إلى الصعكبات التي غالبا ما تتعمؽ بكيفية الكصكؿ بمرتكبي‬
‫ىذه الجرائـ التي أصبح يتصؼ مرتكبكىا بصفة المجرـ المعمكماتي‪ ،‬نتيجة اكتسابيـ لمميارات الفنية‬
‫‪1‬‬
‫المتعمقة باألصكؿ كالقكاعد المالية كالقانكنية‪ ،‬كحسف استغبلليـ لمكسائط التكنكلكجية في ارتكاب الجرائـ‬
‫بما في ذلؾ جرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬األمر الذم استدعى ضركرة تدخؿ المشرع بتبني سياسة‬
‫خاصة لمبلحقة كتتبع مرتكبي ىذه الجرائـ‪ ،‬خاصة كأنيا كضعت مختمؼ الجيات التي خكليا القانكف قمع‬
‫جرائـ الفساد أماـ تحديات كبرل دفعت بالمشرع إلى مسايرتيا مف خبلؿ تبني إصبلحات كآليات في مجاؿ‬
‫البحث كالتحرم عف جرائـ الفساد التي قد تطاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫المطمب األوؿ‪:‬‬
‫البحث والتحري عف جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعد الضبطية القضائية صاحبة االختصاص األصيؿ في مباشرة مياـ البحث كالتقصي عف الجرائـ‪،‬‬
‫بما في ذلؾ الجرائـ التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي عرفت انتشا ار كاسعا نتيجة استغبلؿ‬
‫الكسائط التكنكلكجية الحديثة‪ ،‬ما جعؿ التدابير كاآلليات التقميدية عاجزة أماميا كالتي أثبت الكاقع قصكرىا‪،‬‬
‫األمر الذم جعؿ السمطات المختصة أماـ رىاف مكاجية اإلجراـ الحديث الذم دفع بالمشرع إلى تعزيز‬
‫سمطات الضبطية القضائية بآليات كتقنيات حديثة‪ ،‬بما يمكنيا مف مكاجية الصعكبات التي تعترض‬
‫عمميات البحث كالتحرم‪ ،‬اعتبا ار لخطكرة األفعاؿ كلطبيعتيا الخاصة كاستعماؿ مرتكبييا لكسائؿ حديثة‬
‫لمتكاصؿ فيما بينيـ‪ ،‬كذلؾ بما يتناسب كمتطمبات ضبط الكجو الحديث لئلجراـ كبالشكؿ الذم يمكنيا مف‬
‫التكيؼ مع المتغيرات الراىنة‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- PICOTTI Lorenzo L’élargissement des formes de préparation et de participation, rapport général, Revue‬‬
‫‪Internationale de Droit Pénal, Paris, N°(78), 2007, p 408.‬‬
‫‪ -2‬سامية بكالفة‪ ،‬األساليب المستحدثة في التحريات الجزائية‪ ،‬مجمة الباحث لمدراسات األكاديمية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة باتنة (‪،)1‬‬
‫العدد التاسع‪ ،‬جكاف ‪ ،2016‬ص ‪.391‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫مواجية األفعاؿ المرتكبة أثناء البحث والتقصي‪.‬‬

‫تعد أفع اؿ عرقمة حسف سير العدالة إحدل العقبات التي تحد مف متابعة جرائـ الفساد عمكما‬
‫كالصفقات العمكمية عمى كجو الخصكص‪ ،‬كيزداد األمر سكءا عندما يعمد مرتكبي ىذه الجرائـ بممارسة‬
‫مختمؼ أشكاؿ التأثير عمى الشيكد‪ ،‬كالمكظفيف الذيف أناط بيـ المشرع عممية البحث كالتقصي سكاء‬
‫ب التيديد أك الترىيب أك الترغيب‪ ،‬كىك ما دفع بالمشرع إلى تكسيع دائرة التجريـ لتشمؿ كؿ ما قد يمس‬
‫بحسف سير العدالة كالتي جسدىا في تجريـ إعاقة السير الحسف لمعدالة‪ ،‬كعدـ اإلببلغ عف جرائـ الفساد‬
‫ككذا الببلغ الكيدم كالتي تشكؿ عقبة أماـ متابعة جرائـ التي قد تطاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إعاقة السير الحسف لمعدالة‪.‬‬

‫يقصد بيا كؿ فعؿ مف كرائو تضميؿ العدالة كحمميا عمى تككيف القناعة كاالعتقاد بشرعية تصرؼ أك‬
‫قانكنية رأم‪ ،‬أك سبلمة إجراء عمى خبلؼ الحقيقة‪ ،‬مما يترتب عنو عرقمة عمؿ الجيات المعنية كانحراؼ‬
‫جيكدىا في استجبلء الحقيقة نتيجة ليذه السمككات‪ ،‬التي يقصد مف كرائيا الحمكؿ دكف السير الحسف‬
‫لمقتضيات تحقيؽ العدالة‪ ،‬لذلؾ عمد المشرع الجزائر عمى تجريـ كؿ سمكؾ قد يمس بحسف سير العدالة‬
‫مف خبلؿ أحكاـ المادة ‪ 44‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف ستة (‪ )6‬أشير إلى‬
‫خمس (‪ )5‬سنكات كبغرامة مف ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج ‪:‬‬

‫‪ -‬كؿ مف استخدـ القكة البدنية أك التيديد أك الترىيب‪ ،‬أك الكعد بمزية غير مستحقة أك عرضيا أك منحيا‬
‫لمتحريض عمى اإلدالء بشيادة زكر أك منع اإلدالء بالشيادة أك تقديـ األدلة في إجراء يتعمؽ بارتكاب‬
‫أفعاؿ مجرمة كفقا ليذا القانكف‪.‬‬
‫‪ -‬كؿ مف استخدـ القكة البدنية أك التيديد أك الترىيب لعرقمة سير التحريات الجارية بشأف األفعاؿ المجرمة‬
‫كفقا ليذا القانكف‪.‬‬
‫‪ -‬كؿ مف رفض عمدا كدكف تبرير تزكيد الييئة بالكثائؽ كالمعمكمات المطمكبة "‪.‬‬

‫كفقا ألحكاـ ىذا النص تقتضي جريمة عرقمة السير الحسف لمعدالة ضركرة تكافر ثبلثة أركاف جكىرية‬
‫ىي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الركف المفترض‪.‬‬

‫ذلؾ بأف تنصب أفعاؿ العنؼ كالتيديد أك الترىيب أك الترغيب ضد شاىد‪ ،‬أك مكظؼ عمكمي أنيط‬
‫بو القياـ بإجراءات البحث كالتحرم بخصكص إحدل الجرائـ التي نصت عمييا أحكاـ قانكف الكقاية مف‬
‫الفساد كمكافحتو‪ ،‬بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركف المادي‪.‬‬

‫يقكـ الركف المادم لجريمة إعاقة حسف سير العدالة باستخداـ مظاىر التأثير‪ ،‬كىي إما ترىيبية‬
‫باستخداـ القكة الجسدية أك التيديد أك الترىيب‪ ،‬كالتيديد بالقتؿ أك الطرد مف العمؿ أك النقؿ مف مكاف‬
‫آلخر‪ ،‬أك ترغيبية كذلؾ بالكعد بمزية غير مستحقة‪ ،‬أك عرضيا أك منحيا قصد حمؿ الشاىد عمى اإلدالء‬
‫بشيادة زكر أك عدـ اإلدالء بالشيادة‪ ،‬أك تقديـ األدلة في إجراء يتعمؽ بارتكاب إحدل جرائـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬أك تيديد أك ترىيب المكظؼ العمكمي قصد عرقمة سير التحريات الجارية لتقصي الحقائؽ‬
‫المتعمقة بالجريمة‪ ،‬كالمبلحظ في ىذا الشأف أف المشرع لـ يشترط أف تنصب أفعاؿ التأثير عمى الشاىد أك‬
‫المكظؼ بشكؿ مباشر‪ ،‬كانما يمكف أف تنصب تمؾ األفعاؿ عمى زكجو أك أبنائو أك أحد أقاربو‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركف المعنوي‪.‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 44‬مف (ؽ ك ؼ ـ) تعد جريمة إعاقة سير العدالة مف الجرائـ القصدية ( العمدية)‬
‫تتطمب إرادة السمكؾ المادم‪ ،‬سكاء بالتيديد كالترىيب أك الترغيب‪ ،‬قصد التحريض عمى اإلدالء شيادة‬
‫زكر أك عدـ اإلدالء بيا أك تقديـ األدلة أك رفض تزكيد الييئة بالكثائؽ كالمعمكمات الضركرية مع العمـ‬
‫بتكافر مختمؼ عناصر الجريمة‪.‬‬

‫بذلؾ يككف المشرع الجزائرم قد جسد النمكذج القانكني لمتجريـ‪ ،‬بغرض حماية كؿ المتدخميف في‬
‫متابعة جرائـ الصفقات العمكمية مف مختمؼ الضغكطات كالتيديدات التي قد تطاليـ‪ ،‬قصد منعيـ مف‬
‫اإلدالء بالشيادة أك التحريض عمى اإلدالء شيادة زكر‪ ،‬ككؿ ما مف شأنو أف يؤدم لعرقمة سير العدالة‪،‬‬
‫كىك ما يعكس اإلرادة الحقيقية التي ينتيجيا المشرع قصد اإلحاطة بحقائؽ الجرائـ كالحد مف أشكاؿ الفساد‬
‫التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عدـ اإلبالغ عف جرائـ الفساد‪.‬‬

‫دائما كفي إطار تعزيز آليات الردع الرامية لمتابعة كتشجيع الكشؼ عف جرائـ الفساد بما فييا جرائـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬ألزـ المشرع الجزائرم كؿ شخص يصؿ إلى عممو يحكـ كظيفتو أك مينتو ارتكاب أك‬
‫محاكلة ارتكاب إحدل جرائـ الفساد بضركرة اإلببلغ عنيا‪ ،‬كيعاقب طبقا لممادة ‪ 47‬مف (ؽ كؼ ـ) في‬
‫حالة عدـ االلتزاـ بيذا الكاجب " بالحبس مف ستة (‪ )6‬أشير إلى خمس (‪ )5‬سنكات كبغرامة مف‬
‫‪ 50.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‪ ،‬كؿ شخص يعمـ بحكـ مينتو أك كظيفتو الدائمة أك المؤقتة بكقكع‬
‫جريمة أك أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف كلـ يبمغ عنيا السمطات العمكمية المختصة‬
‫في الكقت المبلئـ "‪ ،‬كىي جريمة تتفؽ جريمة عدـ اإلببلغ عف جناية المنصكص عمييا في المادة ‪181‬‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مف قانكف العقكبات الجزائرم‪ ،1‬كىذا ترجمة لما أفادت بو المادة ‪ 08‬مف اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة‬
‫الفساد التي أقرت بضركرة كجكب قياـ كؿ دكلة طرؼ في االتفاقية‪ ،‬ككفقا لممبادئ األساسية لقانكنيا‬
‫الداخمي‪ ،‬بإرساء تدابير كنظـ تس يير قياـ المكظفيف العمكمييف بإببلغ السمطات المعنية عف أفعاؿ الفساد‬
‫عندما ينتبيكف لمثؿ ىذه األفعاؿ أثناء مباشرتيـ لكظائفيـ‪ ،‬إلى جانب اتخاذىا لتدابير تأديبية ضد‬
‫المكظفيف في حاؿ مخالفتيـ لممدكنات كالمعايير المكضكعية كفقا ليذا النص‪.‬‬

‫يدعـ ىذا النص ما أفادت بو المادة ‪ 32‬مف (ؽ إ ج ج) بقكليا " يتعيف عمى كؿ سمطة نظامية ككؿ‬
‫ضابط أك مكظؼ عمكمي يصؿ إلى عممو أثناء مباشرتو ميما كظيفتو خبر جناية أك جنحة إببلغ النيابة‬
‫العامة بغير ثكاف‪ ،‬كأف يكافييا بكافة المعمكمات كيرسؿ إلييا المحاضر كالمستندات المتعمقة بيا "‪.‬‬

‫بناء عمى ما سبؽ فإف ىذه الصكرة مف جرائـ إعاقة حسف سير العدالة تقتضي تكافر عناصر جكىرية‬
‫تتمثؿ في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬صفة الجاني‪.‬‬

‫لـ يفصح المشرع الجزائرم صراحة عمى تتكافر في الجاني صفة المكظؼ العمكمي‪ ،‬فقد اكتفى مف‬
‫خبلؿ المادة ‪ 47‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) بقكلو "‪..‬كؿ شخص يعمـ بحكـ مينتو أك كظيفتو‪ " ..‬غير أف ما‬
‫يستفاد مف كراء ىذه العبارة كالراجح أف يككف مكظفا عمكميا ينتيي إلى عممو بحكـ كظيفتو أك مينتو كقكع‬
‫إحدل جرائـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫كيثار في ىذا الصدد ذات اإلشكاؿ الذم أثير بخصكص االمتناع عف تزكيد الييئة بالكثائؽ‬
‫كالمعمكمات التي قد تطمبيا‪ ،‬اعتدادا في ذلؾ بالسر الميني الذم يمزـ المكظؼ العمكمي بضركرة عدـ‬
‫إفشائو‪ ،‬إال أننا نتفؽ مع ما خمص إليو الدكتكر أحسف بكسقيعة الذم يرل بعدـ االعتداد بالسر الميني‬
‫كالتقيد بكاجب التبميغ رغـ غياب أم حكـ في أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو يفيد بعدـ األخذ‬
‫بالسر الميني الذم قد يككف مبر ار لعدـ التبميغ عف جرائـ الفساد بمختمؼ صكرىا‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬العمـ بوقوع إحدى جرائـ الفساد‪.‬‬

‫ال يمكف التبميغ إال إذا ارتكبت إحدل جرائـ الفساد بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية التي نصت‬
‫عمييا أحكاـ القانكف المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬كالرشكة أك منح الغير امتيازات غير المبررة‬
‫كغيرىا مف جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كمف ىنا تختمؼ أحكاـ المادة ‪ 47‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) عف أحكاـ‬
‫المادة ‪ 181‬مف قانكف العقكبات التي تفيد بأف يككف اإلببلغ عف الجرائـ التي تحمؿ كصؼ جناية فقط‪،‬‬

‫‪ -1‬أفادت المادة ‪ 181‬مف األمر رقـ ‪ ،156/66‬المتعمؽ بقانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ بقكليا " فيما عدا الحالة المنصكص عمييا في الفقرة‬
‫األكلى مف المادة ‪ 91‬يعاقب بالحبس مف سنة إلى خمس سنكات كبغرامة مف ‪ 1.000‬إلى ‪ 10.000‬دج أك بإحدل ىاتيف العقكبتيف كؿ مف‬
‫يعمـ بالشركع في جناية أك بكقكعيا فعبل كلـ يخبر السمطات فك ار "‪.‬‬
‫‪ -2‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫خبلفا لسياسة التجنيح التي انتيجيا المشرع مف خبلؿ أحكـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬حيث لـ‬
‫تشترط أحكاـ المادة ‪ 47‬منو كصفا معيف كانما جاءت بحكـ عاـ يشمؿ مختمؼ الجرائـ التي نصت عمييا‬
‫أحكاـ ىذا القانكف بغض النظر عف كصفيا القانكني‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬االمتناع عف إبالغ السمطات المختصة‪.‬‬

‫تقكـ ىذه الجريمة حاؿ امتناع الممتزميف بتبميغ السمطات المختصة بكقكع إحدل جرائـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كالتي كصمت إلى عمميـ أثناء مباشرتيـ لمياميـ أك كظائفيـ المنكطة بيـ كذلؾ أثناء تسييرىـ‬
‫لمجريات العممية التعاقدية‪ ،2‬غير أف المشرع مف خبلؿ أحكاـ المادة ‪ 47‬لـ يحدد عمى كجو الدقة‬
‫السمطات المعنية بتمقي الببلغات كانما اكتفت بقكليا "‪..‬كلـ يبمغ السمطات المعنية المختصة‪ ،"..‬إال أف‬
‫المقصكد ىنا ىي السمطات التي أناط بيا المشرع صبلحية القياـ بالتحرم كالتقصي في جرائـ الفساد‬
‫كالمتمثمة في السمطات القضائية‪ ،‬كاإلدارية التي يشتغؿ بيا كمصالح الشرطة القضائية كالييئة الكطنية‬
‫لمكقاية مف الفساد كمكافحتو‪.3‬‬

‫رابعا‪ :‬ميعاد عدـ اإلبالغ‪.‬‬

‫لـ تحدد أحكاـ المادة ‪ 47‬الميعاد الذم يتـ فيو إببلغ عف كقكع إحدل جرائـ الصفقات العمكمية كانما‬
‫عبر عنيا المشرع بقكلو "‪...‬في الكقت المبلئـ‪ "..‬دكف تحديد مدة ىذا الكقت المبلئـ خبلفا لممادة ‪ 181‬مف‬
‫قانكف العقكبات التي اشترط التبميغ عف الجناية فكرا‪ ،‬كىك ما يفسح المجاؿ أماـ السمطة القضائية لتقديره‬
‫حسب طبيعة كؿ جريمة كظركؼ كمبلبسات ارتكابيا‪.4‬‬

‫بذلؾ فإف فرض جزاءات عمى الممتنعيف أك المكظفيف المختصيف بإبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬عف عدـ‬
‫اإلببلغ ع ف مثؿ ىذه الجرائـ مف شأنو أف يحقؽ الردع ليذه الفئة في حاؿ امتناعيـ عف ذلؾ‪ ،‬كيزرع‬
‫الخكؼ لدل باقي المكظفيف الذيف بصدد ارتكابيـ إلحدل ىذه الجرائـ تحت احتماؿ أف أمر عدـ اإلببلغ‬
‫عنيـ يتزايد داخؿ المحيط الذم يشتغمكف بو‪ ،‬كىك ما يشكؿ آلية لردع مختمؼ السمككات السمبية التي تمس‬
‫بالصفقات العمكمية كالماؿ العاـ بصفة عامة‪.5‬‬

‫‪ -1‬لكيزة نجار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.416‬‬


‫‪-2‬‬
‫عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪ -3‬الحاج عمي بدر الديف‪ ،‬جرائـ الفساد كآليات مكافحتيا في التشريع الجزائرم‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه في العمكـ‪ ،‬تخصص قانكف‬
‫خاص‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2016/2015 ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪ -4‬أجسف بكسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.198‬‬
‫‪ -5‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬البالغ الكيدي‪.‬‬

‫يعد الببلغ الكيدم مف األساليب السمبية التي تمس بنزاىة مكظفي الدكلة‪ ،‬كتحط مف سمعتيـ إلى‬
‫جانب إزعاج الجيات القضائية‪ ،‬كمصالح الشرطة القضائية عف طريؽ ببلغات كاذبة التي تربكيا أحيانا‬
‫كتعرقؿ حسف سير العدالة كتضمميا أحيانا أخرل‪ ،‬فإذا كاف المشرع قد عمؿ عمى تشجيع اإلببلغ عف‬
‫جرائـ الفساد كتكفير الحماية لممبمغيف عنيا‪ ،‬إال أنو كفي مقابؿ ذلؾ ال يتساىؿ مع كؿ مف تسكؿ لو نفسو‬
‫الكيد بالغير لممساس بشرؼ الكظيفة كنزاىة رجاؿ الدكلة‪ ،‬لذلؾ يعاقب المشرع كؿ مف بمغ عمدا السمطات‬
‫المختصة بببلغ كيدم يتعمؽ بإحدل جرائـ الفساد بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية‪ 1‬كىك ما أكدتو‬
‫المادة ‪ 46‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف ستة (‪ )6‬أشير إلى خمس (‪)5‬‬
‫سنكات كبغرامة مف ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‪ ،‬كؿ مف أبمغ عمدا كبأية طريقة كانت السمطات‬
‫المختصة بببلغ كيدم يتعمؽ بالجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف ضد شخص أك أكثر"‪ ،‬بينما‬
‫حددت المادة ‪ 145‬مف قانكف العقكبات المقصكد بالببلغ الكيدم بقكليا "‪...‬تبميغ أحد األشخاص السمطات‬
‫العمكمية بجريمة يعمـ بعدـ كقكعيا‪ ،"..‬ىذا كتتفؽ جريمة الببلغ الكيدم في بعض جكانبيا مع جريمة‬
‫الكشاية الكاذبة المنصكص عمييا في المادة ‪ 300‬مف قانكف العقكبات‪ ،‬كالتي تقتضي ضركرة تكافر‬
‫عناصر جكىرية تتمثؿ في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬البالغ الكاذب‪.‬‬

‫ىك اإلخبار عف كاقعة غير صحيحة‪ 2‬يراد مف كرائيا تكريط المبمغ عنو في إحدل جرائـ الصفقات‬
‫العمكمية كالرشكة‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ اصطناع أدلة كىمية كغير حقيقية يتقدـ بيا لمجيات المختصة‬
‫بالبحث كالتقصي‪ ،3‬سكاء كانت سمطات إدارية أك مصالح الشرطة القضائية أك أم سمطة أخرل أناط بيا‬
‫المشرع صبلحية التحقيؽ ضد المبمغ ضده‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬موضوع البالغ الكيدي‪.‬‬

‫بمعنى أف يككف مكضكع الجريمة المبمغ عنيا إحدل جرائـ الفساد المنصكص عمييا ضمف أحكاـ‬
‫قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬مع نية إلحاؽ الضرر بالمبمغ ضده أك اإليقاع بو‪ ،5‬ذلؾ أف جريمة‬
‫الببلغ الكيدم تعد مف قبيؿ الجرائـ العمدية‪ ،‬التي تقتضي اتجاه إرادة المبمغ إلى تقديـ معمكمات صكرية‬
‫ضد شخص أك أكثر‪ ،‬مع العمـ بأف تمؾ المعمكمات كيدية كغير حقيقية‪ ،‬كىك ما أكدتو محكمة النقض‬

‫‪ -1‬الحاج عمي بدر الديف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.270‬‬


‫‪ -2‬عمي عكض حسف‪ ،‬جريمة الببلغ الكاذب‪ ،‬دار الكتب القانكنية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -3‬لكيزة نجار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.415‬‬
‫‪ -4‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫‪ -5‬لكيزة نجار‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.415‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المصرية في حكميا المؤرخ في ‪ 2004/10/25‬بقكليا " مف المقرر أف القصد الجنائي في جريمة الببلغ‬
‫الكاذب يتكافر بعمـ المبمغ بكذب الكقائع التي أبمغ عنيا كانتكائو السكء كاإلضرار بالمبمغ ضده‪.1"...‬‬

‫إف ما تجدر اإلشارة إليو؛ أف الصياغة التي كردت بيا ‪ 46‬مف (ؽ ك ؼ ـ) في إقرارىا ليذا النكع مف‬
‫الجرائـ‪ ،‬أنيا ال تشجع عمى اإلببلغ عف جرائـ الفساد عمكما بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ذلؾ‬
‫أف الصياغة التي كرد بيا ىذا النص تضع المبمغيف بيف مطرقة عدـ اإلببلغ كتحمؿ المسؤكلية عف ذلؾ‬
‫كسنداف الببلغ الكيدم في حالة عدـ تكفر األدلة الكافية أك العجز عف إثباتيا‪.2‬‬

‫كفي مقابؿ ذلؾ؛ فقد أقر المشرع الجزائرم في إطار تدعيـ النظاـ اإلجرائي لمكافحة جرائـ الفساد بما‬
‫فييا جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬معاممة متميزة لممتيميف المتعاكنيف في الكشؼ عف جرائـ الفساد كالتي‬
‫تتراكح طبقا لممادة ‪( 49‬ؽ ك ـ ؼ) بيف اإلعفاء مف العقاب أك تخفيض العقكبة‪ ،‬حيث يعفى مف العقكبة‬
‫كؿ مف ارتكب أك شارؾ في جريمة أك أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف‪ ،‬كقاـ قبؿ‬
‫مباشرة إجراء ات المتابعة بإببلغ السمطة اإلدارية أك القضائية أك الجيات المعنية كساعد عمى معرفة‬
‫مرتكبيا‪ ،‬بينما تخفض العقكبة إلى النصؼ‪ ،‬بالنسبة لكؿ شخص ارتكب أك شارؾ في إحدل الجرائـ‬
‫المنصكص عمييا في ىذا القانكف‪ ،‬كالذم بعد مباشرة إجراءات المتابعة ساعد في القبض عمى شخص أك‬
‫أكثر مف األشخاص الضالعيف في ارتكابيا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫آليات الكشؼ والتحري الخاصة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫لقد أخذت الجرائـ اليكـ أبعاد متعددة لـ تكف معركفة مف قبؿ مستفيدة بذلؾ مف ثمار العكلمة‪ ،‬نتيجة‬
‫مكاكبة شخصية المجرـ الحديث لمتطكر التكنكلكجي التي عجزت األساليب التقميدية عف مكاجيتو‪ ،‬مما أكد‬
‫عمى ضركرة مكاكبة التشريعات العقابية ليذا التطكر بإيجاد آليات تتماشى كخصكصية اإلجراـ الحديث‪،3‬‬
‫كىك ما دفع بالمشرع إلى تكسيع صبلحيات المخكلة لمجياز القضائي‪ ،‬كتعزيز صبلحيات الضبطية‬
‫القضائية‪ ،‬مف خبلؿ تطكير أساليب البحث كالتحرم عف الجرائـ بما في ذلؾ جرائـ التي تعترم مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬كادخاؿ أساليب حديثة لـ تكف معركفة مف قبؿ في التشريع الجزائرم إلى جانب‬
‫األساليب التقميدية كالكبلسيكية‪ ،‬التي لـ تعد قادرة عمى الكشؼ عف ىذه الجرائـ‪ ،4‬كالتي حددتيا أحكاـ‬

‫‪ -1‬حكـ محكمة النقض المصرية‪ ،‬الطعف رقـ ‪ ،9941‬السنة القضائية رقـ ‪ ،65‬جمسة ‪ ،2004/10/25‬منشكر عمى مكقع محكمة النقض‪:‬‬
‫‪.http://www.cc.gov.eg‬‬
‫‪ -2‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.251‬‬
‫‪ -3‬أمينة معزيز‪ ،‬التسرب في قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مجمة القانكف كالمجتمع‪ ،‬تصدر عف مخبر القانكف كالمجتمع‪ ،‬جامعة أحمد د اررية‪ ،‬أدرار‪،‬‬
‫العدد الخامس‪ ،‬جكاف ‪ ،2015‬ص ‪.243‬‬
‫‪ -4‬عز الديف كداعي‪ ،‬التسرب كأسمكب مف أساليب البحث كالتحرم الخاصة عمى ضكء قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم كالمقارف‪ ،‬المجمة‬
‫األكاديمية لمبحث القانكني‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2017 ،‬ص ‪.201‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المادة ‪ 56‬مف (ؽ ك ـ ؼ) بقكليا " مف أجؿ تسييؿ جمع األدلة المتعمقة بالجرائـ المنصكص عمييا في‬
‫ىذا القانكف‪ ،‬يمكف المجكء إلى التسميـ المراقب أك إتباع أساليب تحرم خاصة كالترصد اإللكتركني‬
‫كاالختراؽ‪ ،‬عمى النحك المناسب كبإذف السمطات القضائية المختصة "‪ ،‬بينما حددت أحكاـ قانكف‬
‫اإلجراءات الجزائ ية ضكابط إعماؿ ىذه اآلليات بالشكؿ الذم يكفؿ حرمة الحياة الخاصة لؤلفراد‪ ،‬كذلؾ‬
‫بتخصيص فصميف كامميف مف الباب الثاني‪ ،‬حيث خصص الفصؿ الرابع العتراض المراسبلت كتسجيؿ‬
‫األصكات كالتقاط الصكر‪ ،‬بينما خصص الفصؿ الخامس ألسمكب التسرب‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أسموب التسرب أو االختراؽ‪.‬‬

‫تعد ىذه التقنية مف بيف آليات البحث كالتحرم التي استحدثيا المشرع الجزائرم بمكجب تعديؿ قانكف‬
‫اإلجراءات الجزائية لسنة ‪ ،2006‬كالتي عبرت عنيا أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو "باالختراؽ"‪،‬‬
‫كىي آلية تسمح لضابط أك عكف الشرطة القضائية بالتكغؿ داخؿ جماعة إجرامية‪ ،‬تحت مسؤكلية ضابط‬
‫الشرطة القضائية المكمؼ بتنسيؽ عممية التسرب‪ ،‬بيدؼ مراقبة األشخاص المشبو فييـ في ارتكاب جرائـ‬
‫الفساد بما في ذلؾ إبراـ صفقات مشبكىة‪ ،‬ككشؼ الضالعيف في ارتكابيا كالكقكؼ عمى حقيقة فساد‬
‫المكظؼ القائـ عمى تسيير مجريات العممية التعاقدية‪ ،‬كضبطو متمبسا بقبض عمكالت أك مزايا غير‬
‫مستحقة ككشؼ أنشطتو اإلجرامية‪ ،‬كذلؾ بعد إخفاء اليكية الحقيقية كايياـ الفاعميف األصمييف أك الشركاء‬
‫عمى أنو فاعؿ أك شريؾ في العممية اإلجرامية‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬تعريؼ التسرب (االختراؽ)‪.‬‬

‫يعد التسرب أسمكب مف أساليب التحرم الخاصة التي عزز بيا المشرع اختصاصات الشرطة‬
‫القضائية‪ ،‬إلى جانب أساليب التحرم الخاصة األخرل مف إعتراض المراسبلت كتسجيؿ األصكات كالتقاط‬
‫الصكر‪ .‬كيقصد بيذه التقنية طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 12‬مف (ؽ إ ج ج) كالتي أفادت بقكليا " قياـ ضابط‬
‫أك عكف الشرطة القضائية‪ ،‬تحت مسؤكلية ضابط الشرطة القضائية المكمؼ بتنسيؽ العممية‪ ،‬بمراقبة‬
‫ٍ‬
‫خاؼ‪ ،" ..‬كىك‬ ‫األشخاص المشتبو في ارتكابيـ جناية أك جنحة بإيياميـ أنو فاعؿ معيـ أك شريؾ ليـ أك‬
‫ما يتطابؽ كالتعريؼ الذم قدمو المشرع الفرنسي لمتسرب بمكجب الفقرة الثانية مف المادة ‪ 81-706‬مف‬
‫قانكف اإلجراءات الجزائية الفرنسي‪ ،2‬كالذم يعد أسمكب استثنائي طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر ‪ 11‬مف ( ؽ إ ج‬
‫ج) ال يتـ المجكء إليو إال إذا اقتضت ضركرات التحرم أك التحقيؽ في إحدل الجرائـ المذككرة حص ار في‬

‫‪ -1‬ىدل زكزك‪ ،‬التسرب كأسمكب مف أساليب التحرم في قانكف اإلجراءات ا لجزائية‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪،‬‬
‫جامعة قاصدم مرياح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد الحادم عشر‪ ،‬جكاف ‪ ،2014‬ص ‪.117‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- code de procédure pénale français, dernière modification le 03/12/2017, publié sur le site:‬‬
‫‪www.legifrance.gouv.fr, Art 706-8 " L'infiltration consiste, pour un officier ou un agent de police judiciaire‬‬
‫‪spécialement habilité dans des conditions fixées par décret et agissant sous la responsabilité d'un officier de‬‬
‫‪police judiciaire chargé de coordonner l'opération, à surveiller des personnes suspectées de commettre un‬‬
‫‪crime ou un délit en se faisant passer, auprès de ces personnes, comme un de leurs coauteurs, complices ou‬‬
‫‪receleurs".‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 5‬مف نفس القانكف‪ ،‬مف بينيا جرائـ الفساد كالتي تعد جرائـ الصفقات العمكمية أحد‬
‫أبرزىا ليتـ الكقكؼ عمى أدؽ تفاصيميا كتحركيا مف الناحية البشرية كالمادية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضوابط عممية التسرب‪.‬‬

‫نظ ار لمخطكرة التي يتسـ بيا ىذا اإلجراء كاآلثار الناجمة عنو‪ ،‬كالتي تمس بحقكؽ كحريات األفراد‬
‫كضمانا لنجاح العممية لمكشؼ عف جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالكقكؼ عمى مختمؼ األطراؼ الضالعيف‬
‫في ارتكاب مثؿ ىذه الجرائـ‪ ،‬فقد أحاطيا المشرع الجزائرم بجممة مف الضكابط القانكنية يترتب عف تخمفيا‬
‫بطبلف ىذا اإلجراء كعدـ مشركعيتو‪ ،‬كتتجمى أىـ ىذه الضكابط في‪:‬‬

‫‪ -/1‬الضوابط الشكمية‪:‬‬

‫سعيان مف المشرع عمى ضماف السير العادم كالحسف لمباشرة ىذه العممية‪ ،‬كنظ ار لمخطكرة كالسرية‬
‫التي ينبغي أف تتسـ بيا ىذه العممية‪ ،‬فقد أخضعيا لجممة مف الضكابط الشكمية‪ ،‬كالتي يعد تكافرىا بمثابة‬
‫ضماف يحكؿ دكف التعسؼ كاالنحراؼ في استغبلليا‪ 2‬كالمتمثمة في‪:‬‬

‫أ‪ -/‬تحرير التقرير المسبؽ‪:‬‬

‫يمزـ ضابط الشرطة القضائية المكمؼ بعممية تنسيؽ عممية التسرب بتحرير تقرير كتابي يتضمف بياف‬
‫مفصؿ عف جميع العناصر المتعمقة بالعممية‪ ،‬استنادا لنص المادة ‪ 65‬مكرر‪ 13‬مف ( ؽ إ ج ج)‪ ،‬عمى‬
‫أف يراعي في إعداد ىذا التقرير ككفقا لمترتيب الزمني جميع المعمكمات ذات الصمة كاألفعاؿ التي‬
‫استدعت لمقياـ بعممية التسرب‪ ،‬كتحديد ىكية األشخاص المشتبو تكرطيـ في الجريمة (أسمائيـ كألقابيـ)‪،‬‬
‫كتحديد األماكف المراد التسرب فييا‪ ،‬إلى جانب تضميف ىذا التقرير كافة العمميات المتعمقة بالتسرب إلى‬
‫غاية االنتياء مف ىذه العممية‪ ،3‬عمى أف ال يتضمف ىذا التقرير كؿ ما مف شأنو أف يعرض الضابط أك‬
‫العكف المتسرب ككذا األعكاف المسخريف لذلؾ لمخطر الذم ييدد أمنيـ كسبلمتيـ‪.4‬‬

‫ب‪ -/‬الحصوؿ عمى اإلذف بالتسرب‪:‬‬

‫مف قبؿ ككيؿ الجميكرية المختص‪ ،‬أك قاضي التحقيؽ بعد إخطار ككيؿ الجميكرية عمبل بمبدأ‬
‫الشرعية‪ ،‬كالذم يشترط فيو بأف يككف مكتكبا كمسببا تحت طائمة البطبلف‪ ،‬كمحددا ليكية العكف المتسرب‬
‫كضباط الشرطة القضائية المسؤكؿ عف العممية كتنسيؽ مجريات سيرىا‪ ،‬كالجريمة المبرر ليا المجكء ليذا‬
‫اإلجراء كالتي ال يمكف أف تخرج عف قائمة الجرائـ التي حددتيا أحكاـ المادة ‪ 65‬مكرر‪ 5‬مف (ؽ إ ج ج‬

‫‪ -1‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع سابؽ‪ ،‬ص ‪.344‬‬
‫‪ -2‬أمينة ركاب‪ ،‬أساليب التحرم الخاصة في جرائـ الفساد في القانكف الجزائرم‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص قانكف عاـ معمؽ‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،2015/2014 ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ -3‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 65‬مكرر‪ 13‬مف األمر رقـ ‪ ،155/66‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫) حص ار بما في ذلؾ جرائـ الفساد كالصفقات العمكمية عمى كجو الخصكص‪ ،‬كىك ما يتطابؽ كما جاء في‬
‫الفقرة األكلى مف المادة ‪ 81-706‬مف (ؽ إ ج ؼ) التي قيدت مباشرة ىذه العممية بكجكب الحصكؿ عمى‬
‫اإلذف‪ ،‬كالمادة ‪ 83-706‬التي اشترطت بأف يككف ىذا اإلذف مكتكبا كمسببا‪ ،‬يبيف فيو طبيعة الجريمة‬
‫كىكية ضابط الشرطة القضائية كالمدة الزمنية لمتسرب‪.‬‬

‫ىذا؛ كال يتكقؼ دكر السمطة القضائية المختصة بمجرد منح اإلذف‪ ،‬كانما يتعدل ذلؾ لرقابة العممية‬
‫إلى غاية نيايتيا تحت رقابة كاشراؼ الجية التي أمرت بيا‪ ،‬كذلؾ لمتابعة مختمؼ التطكرات كالمستجدات‬
‫التي قد تط أر أثناء سير عممية التسرب قصد معالجتيا‪ ،‬كالحد مف مختمؼ التجاكزات التي قد ترتكب أثناء‬
‫مباشرة ىذه العممية إذا تطمبت خطكرة الكضع ذلؾ‪.1‬‬

‫ج‪ -/‬التقيد بالمدة الزمنية لمتسرب‪:‬‬

‫التي ال يمكف أف تتجاكز أربعة (‪ )04‬أشير‪ ،‬كىي نفس المدة التي أقرىا المشرع الفرنسي ضمف‬
‫أحكاـ المادة ‪ 83-706‬مف (ؽ إ ج ؼ) عمى أف يمكف تجديدىا حسب مقتضيات التحرم أك التحقيؽ‬
‫ضمف نفس الشركط الشكمية كالزمنية‪ ،‬كذلؾ إذا لـ يتمكف المتسرب مف تكقيؼ نشاطاتو في ظركؼ تضمف‬
‫أمنو كسبلمتو مف جية‪ ،‬كانياء المياـ المككمة إليو مف جية أخرل‪.2‬‬

‫ىذا؛ كيجكز لمقاضي الذم رخص بإجراء العممية أف يأمر كفي أم كقت بكقفيا‪ ،3‬كفي حالة ما إذا‬
‫تقرر كقؼ العممية أك عند انقضاء الميمة المحددة في اإلذف بالتسرب‪ ،‬كفي حالة عدـ تمديدىا يمكف‬
‫لمعكف المتسرب مكاصمة نشاطاتو عمى أف ال يتجاكز ذلؾ مدة أربعة (‪ )04‬أشير‪ ،‬شريطة إخطار القاضي‬
‫المرخص بإجراء ىذه العممية بضركرة المكاصمة لتأميف سبلمة كأمف المتسرب‪ ،‬كذلؾ في أقرب كقت‬
‫ممكف‪ ،4‬كفي حالة انقضاء ىذا األجؿ دكف أف يتمكف المتسرب مف تكقيؼ نشاطو في ظركؼ تضمف أمنو‬
‫كسبلمتو‪ ،‬يمكف ىذا القاضي أف يرخص بتمديدىا لمدة أربعة أشير أخرل عمى األكثر‪ ،5‬مع إيداع‬
‫الرخصة في ممؼ اإلجراءات بعد االنتياء مف العممية ككنيا تتسـ بطابع السرية‪ ،‬كالتي يجب أف ال يعمـ‬
‫بيا إال الجية التي رخصت بمباشرة العممية كالضابط المنسؽ ليا‪ ،‬ككذا الضابط القائـ بعممية التسرب‪.6‬‬

‫‪ -/2‬الضوابط الموضوعية‪:‬‬

‫زيادة عمى إخضاع مباشرة ىذه اآللية لمضكابط التي سبؽ بيانيا‪ ،‬فقد قيد مباشرىا مف قبؿ فئة معينة‬

‫‪ -1‬جماؿ نجيمي‪ ،‬إثبات الجريمة عمى ضكء اإلجتياد القضائي (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.452‬‬
‫‪ -2‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.271‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 15‬مف األمر رقـ ‪ ،155/66‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -4‬عبد المجيد جبارم‪ ،‬دراسات قانكنية في المادة الجزائية عمى ضكء أىـ التعديبلت الجديدة‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 17‬مف األمر رقـ ‪ ،155/66‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -6‬أمينة معزيز‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.254‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫حددتيا أحكاـ (ؽ إ ج ج)‪ ،‬إلى جانب ربطيا بتحقؽ حالة الضركرة نتيجة عدـ كفاية كنجاعة‬
‫األساليب التقميدية في الكشؼ عف خيكط الجريمة‪ ،‬كااللتزاـ بكاجب السرية ضمانا لنجاح العممية مف جية‪،‬‬
‫كحماية في ذلؾ لمفرد القائـ بالعممية مف ناحية أخرل‪.‬‬

‫أ‪ -/‬الجية المختصة لمقياـ بعممية التسرب‪:‬‬

‫لقد حددت المادة ‪ 65‬مكرر‪ 12‬مف ( ؽ إ ج ج) طائفة األشخاص المخكؿ ليـ القياـ بعممية‬
‫التسرب‪ ،‬كالتي حصرتيا في كؿ مف ضابط أك عكف الشرطة القضائية‪ ،‬عمى أف تتـ مباشرة ىذه العممية‬
‫تحت مسؤكلية كاشراؼ ضابط الشرطة القضائية المكمؼ بتنسيؽ ىذه العممية‪ ،‬كالذم يعد بمثابة ىمزة‬
‫كصؿ بيف المتسرب الذم كمؼ بالقياـ بالعممية‪ ،‬كالسمطة القضائية المختصة التي تبقى ليا صبلحية‬
‫متابعة مراقبة مختمؼ أطكار كمستجدات عممية التسرب‪ ،‬غير أف حصر عممية تنسيؽ ىذه العممية في‬
‫ضابط الشرطة القضائية المنسؽ لمعممية قد يطرح بعض اإلشكاالت خاصة في حالة حدكث أم مانع ليذا‬
‫األخير‪ ،‬كالذم قد يحكؿ دكف إيصاؿ المعمكمات باعتباره المنسؽ الكحيد لمعممية بيف المتسرب كالجية‬
‫المرخصة لذلؾ‪ ،‬مما قد يعرض العممية بحد ذاتيا لمفشؿ‪ ،‬مما يجعمنا نقر بضركرة تكسيع دائرة المعنييف‬
‫باإلشراؼ عف عممية التسرب بالشكؿ الذم يضمف نجاح العممية كنجاعتيا‪ ،‬كتجنب ما قد يط أر مف‬
‫مستجدات قد تعيؽ سير العممية أك فشميا‪.‬‬

‫ىذا؛ كقد أجاز المشرع لضباط كأعكاف الشرطة القضائية تسخير بعض األشخاص‪ ،‬إلجراء عممية‬
‫التسرب مف تقنييف أك فنييف أك مخبريف‪ ،‬يستعاف بيـ أثناء عممية البحث كالتحرم عف جرائـ الفساد بما في‬
‫ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬الذيف يبقى تقدير اختيارىـ لضابط الشرطة المنسؽ لمعممية تحت رقابة‬
‫القضاء‪.1‬‬

‫كالمبلحظ أف المشرع قد سكت عف حالة اكتشاؼ القائـ بعممية التسرب ارتكاب جرائـ أخرل غير تمؾ‬
‫الجرائـ المحددة في اإلذف بالتسرب‪ ،‬كما إذا كاف ذلؾ يعد سببا في بطبلف اإلجراءات أـ ال مثمما فعؿ‬
‫بخصكص إجراء الترصد اإللكتركني‪ ،‬كالتي أقر بأنيا ال تككف سببا في بطبلف اإلجراءات العارضة طبقا‬
‫لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 6‬مف ( ؽ إ ج ج)‪.‬‬

‫ب‪ -/‬حالة الضرورة‪:‬‬

‫نظ ار لآلثار التي قد تنجـ عف مباشرة عممية التسرب‪ ،‬كمساميا بقدسية الحقكؽ كالحريات الخاصة‬
‫لمفرد‪ ،‬فقد ألزـ القانكف بعدـ المجكء ليذه التقنية‪ ،‬إال إذا اقتضت ضركرات البحث كالتحرم ذلؾ طبقا المادة‬
‫‪ 65‬مكرر ‪ 11‬مف ( ؽ إ ج ج)‪ ،‬كالمادة المادة ‪ 81-706‬في فقرتيا األكلى مف ( ؽ إ ج ؼ)‪ ، 2‬مما‬

‫‪ -1‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.348‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art 706-8 - " .. Lorsque les nécessités de l'enquête ou de l'instruction..".‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يجعمنا نقر بأف التسرب قد أجيز لعمة كلغرض خاص‪ ،‬يتمثؿ في ضبط كؿ ما يفيد في كشؼ الحقيقة عف‬
‫الجريمة محؿ البحث كالتحقيؽ بشأنيا في حالة عدـ نجاعة الكسائؿ التقميدية في ذلؾ‪ ،‬كاف تخمؼ ىذه‬
‫العمة يمنع الجية المختصة مف اإلذف بمباشرة ىذه العممية كاال عد ذلؾ تعسفا‪.1‬‬

‫ج‪ -/‬االلتزاـ بطابع السرية‪:‬‬

‫نظ ار لمخطكرة التي قد يتعرض ليا ضابط أك عكف الشرطة القضائية القائـ بعممية التسرب‪ ،‬أجاز‬
‫المشرع الجزائرم لممتسرب إخفاء ىكيتو كصفتو الحقيقية أثناء مباشرة ىذه الميمة طبقا لممادة ‪65‬‬
‫مكرر‪ 16‬مف ( ؽ إ ج ج)‪ ،‬المادة ‪ 84-706‬مف ( ؽ إ ج ؼ)‪ ،2‬كالتي تبقى سريتيا محصكرة بيف الجية‬
‫المانحة لئلذف بالتسرب كضابط الشرطة القضائية المسؤكؿ كالمنسؽ لمعممية‪ ،‬كالعنصر المتسرب الذم‬
‫يتكلى تنفيذىا‪ ،‬كفي سبيؿ ذلؾ فقد أجاز المشرع استعماؿ ىكية مستعارة‪ ،‬كالتي تقتضي تزكيد العكف‬
‫المتسرب بكثائؽ إدارية كرسمية تساعد عمى إخفاء اليكية الحقيقية‪ ،3‬كذلؾ ضمانا ألمنو كسبلمتو كتمكينو‬
‫مف التكغؿ داخؿ الجماعة اإلجرامية‪ ،‬مما يساعد كشؼ الخيكط الحقيقية لمجريمة كمختمؼ األطراؼ‬
‫الضالعيف في ارتكابيا‪ ،‬مف خبلؿ استغبلؿ ىذه التقنية كالتي تبررىا ضركرة الكشؼ عف الجرائـ كالحفاظ‬
‫عمى المقدرات المالية لمدكلة كالحد مف طرؽ استنزافيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الضمانات المقررة لممتسرب‪.‬‬

‫نتيج ة لخطكرة عممية التسرب عمى منفذييا سكاء أثناء مباشرة العممية أك بعد انتيائيا‪ ،‬كالتي قد تكدم‬
‫بحياتو كحياة عائمتو فقد كفمت مجمؿ التشريعات العقابية التي أخذت بيذه التقنية الحماية القانكنية لمقائميف‬
‫بيا‪ ،‬مف خبلؿ تكفير جممة مف الضمانات‪ ،‬كالمتمثمة في اإلعفاء مف المسؤكلية الجزائية نتيجة الرتكابو‬
‫بعض األفعاؿ التي تدخؿ في دائرة التجريـ‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ كشؼ المكظؼ أك المكظفيف الضالعيف في‬
‫ارتكاب إحدل جرائـ الصفقات العمكمة (‪ ،)1‬كتجريـ كشؼ ىكية العنصر المتسرب (‪ ،)2‬كىك ما يكفر‬
‫الحماية البلزمة لمفرد المتسرب‪:‬‬

‫‪ -/1‬اإلعفاء مف المسؤولية الجزائية‪:‬‬

‫مف أجؿ الكصكؿ لمغاية المنشكدة مف كراء عممية التسرب‪ ،‬عمد المشرع الجزائرم عمى إعفاء ضباط‬
‫كأعكاف الشرطة القضائية المأذكف ليـ بتنفيذ العممية‪ ،‬كالمسخريف ليا مف المسؤكلية الجزائية عف كؿ‬
‫األفعاؿ المرتبطة بيذه العممية‪ ،‬كذلؾ بغض النظر عف المركز اإلجرامي لممتسرب سكاء كاف فاعبل أصميا‬

‫‪ -1‬أمينة ركاب‪ ،‬أساليب التحرم الخاصة في جرائـ الفساد في القانكف الجزائرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Art 706-8 " l'identité réelle des officiers ou agents de police judiciaire ayant effectué l'infiltration sous une‬‬
‫‪identité d'emprunt ne doit apparaître à aucun stade de la procédure ".‬‬
‫‪ -3‬أمينة معزيز‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.268‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أك شريكا‪ ،‬أك مساىما مساىمة مباشرة في تنفيذ الجريمة‪ ،1‬كالمتمثمة كفقا لما أفادت بو المادة ‪ 65‬مكرر‪14‬‬
‫مف ( ؽ إ ج ج) في‪:‬‬

‫‪ -‬اقتناء أك حيازة أك نقؿ أك تسميـ أك إعطاء مكاد أك أمكاؿ أك منتكجات أك كثائؽ أك معمكمات متحصؿ‬
‫عمييا مف ارتكاب الجرائـ أك المستعممة في ارتكابيا‪.‬‬

‫‪ -‬استعماؿ أك كضع تحت تصرؼ مرتكبي ىذه الجرائـ الكسائؿ ذات الطابع القانكني أك المالي‪ ،‬ككذا‬
‫كسائؿ النقؿ أك التخزيف أك اإليكاء أك الحفظ أك اإلتصاؿ‪ ،‬كذلؾ دكف أف يشكؿ ارتكاب ىذه األفعاؿ‬
‫منو تحريضا عمى ارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫األ صؿ أف ىذه األفعاؿ تشكؿ جرائـ يعاقب عمييا القانكف‪ ،‬إال أف مقتضيات ممارسة عممية التسرب‬
‫قد بررتيا‪ ،‬بؿ كأكثر مف ذلؾ فيي تشكؿ إحدل أىـ أسباب نجاح العممية‪ ،‬كبذلؾ فقد أخرجيا مف دائرة‬
‫التجريـ إلى دائرة األفعاؿ المبررة الغير معاقب عمييا عمبل بنص المادة ‪ 39‬مف (ؽ ع ج) التي نصت‬
‫عمى أف ال تشكؿ الجريمة إذا كاف الفعؿ قد أمر أك أذف بو القانكف‪.‬‬

‫إف ما يبلحظ أف المشرع قد سكت عف ترتيب المسؤكلية التأديبية لممتسرب في حاؿ إخبللو بكاجباتو‬
‫المينية أثناء مباشرة العممية أك بمناسبتيا‪ ،‬فيؿ يسأؿ أك يعفى المتسرب عف ذلؾ؟ فضبل عف سككتو عف‬
‫ترتيب المسؤكلية المدنية في حاؿ صدكر بعض األفعاؿ مف التسرب كالتي قد تحدث أضرار لمغير؟ ناىيؾ‬
‫عما قد تتطمبو ىذه العممية مف قياـ المتسرب ببعض التصرفات المدنية أك التجارية كإبراـ العقكد كعقد‬
‫التكريد أك البيع إذا ما اقتضت العممية ضركرة ذلؾ‪ ،‬مما يجعمنا نتساءؿ عف المكقؼ القانكني لممتسرب‬
‫بعد انتياء العممية حياؿ ىذه المسألة كما ىك مصير تمؾ العقكد ؟ فيؿ تعد ىذه األخيرة كقتية تبعا لعممية‬
‫التسرب؟ كىؿ يجكز لممتسرب التنصؿ مف التزاماتو المترتبة عنيا كعمى أم أساس؟‪ 2‬كعميو فمف الضركرم‬
‫أف يحدد المشرع مكقفو تجاه ىذه المسألة مف خبلؿ النص عمى إباحة األفعاؿ التي تدخؿ ضمف قياـ‬
‫المسؤكلية التأديبية أك المدنية‪ ،‬كحمكؿ الدكلة ممثمة في أجيزتيا كضامف لما قد ينجر عف سير ىذه‬
‫العممية‪.3‬‬

‫‪ -/2‬تجريـ الكشؼ عف ىوية المتسرب‪:‬‬

‫فضبل عف إلزاـ القانكف المتسرب عف عدـ الكشؼ عف ىكيتو الحقيقة في أم مرحمة مف مراحؿ‬
‫العممية‪ ،‬رتب المشرع الجزائرم جممة مف العقكبات عمى كؿ شخص تسبب في الكشؼ عف اليكية الحقيقة‬
‫لضابط أك عكف الشرطة القضائية المنفذ لعممية التسرب‪ ،‬نظ ار لما قد يترتب عف ذلؾ مف فشؿ كاعاقة‬
‫ليذه العممية‪ ،‬كالرامية لتقصي الحقائؽ ككشؼ المكظفيف الضالعيف في ارتكاب إحدل جرائـ الصفقات‬

‫‪ -1‬صميحة بف عكدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.285‬‬


‫‪ -2‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫‪ -3‬أمينة ركاب‪ ،‬أساليب التحرم الخاصة في جرائـ الفساد في القانكف الجزائرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.142‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العمكمية‪ ،‬لذلؾ كطبقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 16‬مف ( ؽ إ ج ج) يعاقب كؿ مف يكشؼ ىكية ضابط أك أعكاف‬
‫الشرطة القضائية بالحبس مف سنتيف (‪ )2‬إلى خمس (‪ )5‬سنكات كبغرامة مف ‪ 50.000‬دج إلى‬
‫‪ 200.000‬دج‪ ،‬كتشدد العقكبة إذا تسبب الكشؼ عف اليكية في أعماؿ عنؼ أك ضرب كجرح عمى أحد‬
‫ىؤالء األشخاص أك أزكاجيـ أك أبنائيـ أك أصكليـ المباشريف فتككف العقكبة بالحبس مف خمسة (‪ )5‬إلى‬
‫عشر (‪ )10‬سنكات كبغرامة مف ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‪ ،‬كاذا تسبب ىذا الكشؼ في كفاة‬
‫أحد ىؤالء األشخاص تككف العقكبة بالحبس مف عشر (‪ )10‬سنكات إلى عشريف (‪ )20‬سنة كبغرامة مف‬
‫‪ 500.000‬دج إلى ‪ 1.000.000‬دج "‪.‬‬

‫ما يبلحظ في ىذا الشأف أف المشرع الجزائرم‪ ،‬كعمى غرار المشرع الفرنسي قد عمد إلى تشديد‬
‫العقكبة المقررة لمشخص الذم يكشؼ عف ىكية منفذم عممية التسرب‪ ،‬كذلؾ حسب جسامة الضرر‬
‫المترتب عف ذلؾ‪ ،‬غير أف ما يؤخذ عمى المشرع الجزائرم أنو لـ يكسع مجاؿ الحماية لؤلشخاص‬
‫المسخريف مف قبؿ ضابط أك عكف الشرطة القضائية لمقياـ بعممية التسرب‪ ،‬بالرغـ مف أف المشرع قد أفاد‬
‫ىذه الفئة باإلعفاء مف المتابعة الجزائية طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 14‬مف ( ؽ إ ج ج) شأنيـ في ذلؾ شأف‬
‫الضابط أك العكف المتسرب‪ ،‬كىك ما يدفعنا لمتساؤؿ عف عدـ إفادتيـ بالحماية فيؿ يعد ذلؾ إسقاط ليا أـ‬
‫أف ذلؾ مجرد سيك مف قبؿ المشرع؟ كىك ما يستدعي ضركرة تدارؾ ذلؾ نظ ار لمدكر الذم قد تمعبو ىذه‬
‫الفئة في ضماف نجاح مجريات العممية‪ ،‬إلى جانب إمكانية تعرضيـ لؤلخطار التي تيدد سبلمتيـ مثميـ‬
‫مثؿ الضابط أك العكف المتسرب‪.‬‬

‫ىذا؛ كقد أقر المشرع عدـ جكاز سماع المتسرب كشاىد‪ ،‬كانما أجاز سماع ضابط الشرطة القضائية‬
‫الذم تجرل العممية تحت مسؤكليتو دكف سكاه‪ ،‬بصفتو شاىدا عف العممية طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر ‪ 18‬مف (‬
‫ؽ إ ج ج)‪ ،‬عمى الرغـ مما قد يتكفر لدل العكف المتسرب مف معمكمات تفيد عممية التحقيؽ كجمع األدلة‬
‫خبلفا لمضابط المسؤكؿ عف عممية التنسيؽ‪ ،‬كالذم لـ يعايف أم فعؿ ما عدا ما تمقاه في التقرير المعد مف‬
‫طرؼ المتسرب‪.‬‬

‫كاألكثر مف ذلؾ أف المشرع لـ يعطي أم قيمة ثبكتية لؤلدلة الناتجة عف عممية التسرب‪ ،‬التي تبقى‬
‫مجرد استدالالت كق رائف ال يمكف التأسيس عمييا لكحدىا في تككيف اقتناع القاضي رغـ خطكرة ىذه‬
‫العممية بالنسبة لممتسرب مما يجعميا تخضع لممبادئ العامة في اإلثبات الجنائي‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬اعتراض المراسالت وتسجيؿ األصوات والتقاط الصور(الترصد اإللكتروني)‪.‬‬

‫مسايرة لمتقنيات المتطكرة التي أضحت المتنفس األمثؿ لمختمؼ مرتكبي جرائـ الفساد‪ ،‬بما في ذلؾ‬
‫الجرائـ التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية لتنفيذ أغراضيـ اإلجرامية كاخفاء أدلتيا‪ ،‬كالتي جعمت مف‬
‫الكسائؿ التقميدية في البحث كالتحرم‪ ،‬كسيمة غير كافية أماـ التحديات الراىنة لئلجراـ الحديث مف خبلؿ‬
‫اس تغبلؿ الكسائط التكنكلكجية‪ ،‬كىك األمر الذم دفع إلى ضركرة العمؿ عمى دمج ىذه التقنيات ضمف‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كسائؿ اإلثبات الجنائي كاعتمادىا مف طرؼ التشريع كالقضاء‪ ،1‬كىك ما تبناه المشرع الجزائرم بمكجب‬
‫المادة ‪ 65‬مكرر‪ 5‬مف (ؽ إ ج ج)‪ ،‬كالمشرع الفرنسي مف خبلؿ المادة ‪ 95-706‬كالمادة ‪ 96-706‬مف‬
‫(ؽ إ ج ؼ)‪ ،‬مف خبلؿ تمكيف ضابط الشرطة القضائية في سبيؿ إظيار الحقيقة بالتعدم عمى قدسية‬
‫الحياة الخاصة‪ ،‬كذلؾ باعتراض المراسبلت كتسجيؿ األصكات كالتقاط الصكر‪ ،‬كالتي عبرتيا عنيا المادة‬
‫‪ 56‬مف (ؽ ك ؼ ـ) بالترصد االلكتركني‪ ،2‬كىي إجراءات تحقيؽ قضائي ال تخرج عف مفيكـ المراقبة‪،‬‬
‫فالحؽ في الخصكصية كاف نادت الدساتير كالمكاثيؽ الدكلية عمى قدسيتيا إال أنيا تجد حدكدىا متى تعمؽ‬
‫األمر بمصمحة التحقيؽ ككشؼ الجريمة كاظيار الحقيقة‪ ،3‬السيما إذا تعمؽ األمر باالعتداء عمى الماؿ‬
‫العاـ مما جعؿ تكريس ىذه التقنيات حتمية فرضتيا حماية الماؿ العاـ مف أشكاؿ النيب كالتبذير‪،‬‬
‫كمكاجية في ذلؾ لمكسائؿ كالتقنيات التكنكلكجية الحديثة المعتمدة في ذلؾ‪ ،‬كالتي أخضعيا المشرع لجممة‬
‫مف الضكابط قصد المكازنة بيف حرمة الحياة كخصكصيتيا‪ ،‬كبيف مصمحة المجتمع في كشؼ غمكض‬
‫الجريمة كضبط الجناة‪.4‬‬

‫أوال‪ :‬مفيوـ اعتراض المراسالت وتسجيؿ األصوات والتقاط الصور(الترصد اإللكتروني)‪.‬‬

‫االعتراض كالتسجيؿ كااللتقاط؛ ىي عدة تسميات يمكف اختصارىا بمصطمح المراقبة أك الترصد‬
‫االلكتركني‪ ،5‬كالتي ال تخرج عف ككنيا رقابة مشركعة لشخص أك مكاف أك أحاديث أك مراسبلت مكتكبة‬
‫أك مسمكعة أك مرئية‪ ،‬نتيجة االشتباه في تصرفات غير قانكنية لمكظؼ ما بإبرامو لصفقات مشبكىة‬
‫مخالفة في ذلؾ ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية كالقكانيف السارية المفعكؿ‪ ،‬كذلؾ بالشكؿ الذم ال يحس‬
‫بمباشرتيا في حقو نظ ار لطابع السرية الذم يكتنفيا عمى أف تككف ىذه األخيرة مؤقتة مع اقتصارىا عمى‬
‫بعض الجرائـ‪ ،6‬كمف أجؿ الحصكؿ عمى حقائؽ بعض الجرائـ فقد أصبح باإلمكاف القياـ ب ػػ‪:‬‬

‫‪ -/1‬اعتراض المراسالت‪:‬‬

‫ىي تقنية أجازىا المشرع بمكجب المادة ‪ 65‬مكرر‪ 5‬مف ( ؽ إ ج ج)‪ ،‬دكف تحديد مقصكدىا مكتفيا‬

‫‪ -1‬جميمة محمؽ‪ ،‬اعتراض المراسبلت‪ ،‬تسجيؿ األصكات كالتقاط الصكر في قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم‪ ،‬مجمة التكاصؿ في االقتصاد‬
‫كاإلدارة كالقانكف‪ ،‬تصدر عف جامعة برج باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جكاف ‪ ،2015‬ص ‪.175‬‬
‫‪ -2‬أفادت المادة ‪ 56‬مف القانكف ‪ ،01/06‬المتعمؽ بقانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو المعدؿ كالمتمـ بقكليا "‪..‬مف أجؿ تسييؿ جمع األدلة المتعمقة‬
‫بالجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف‪...‬أك إتباع أساليب تحر خاصة كالترصد االلكتركني‪."..‬‬
‫‪ -3‬جماؿ نجيمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.442‬‬
‫‪ -4‬عبد الرشيد معمرم‪ ،‬ضكابط مشركعية أساليب التحرم الخاصة‪ ،‬المجمة األكاديمية لمبحث القانكني‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد‬
‫الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،2015 ،‬ص ‪.468‬‬
‫‪ -5‬نصت المادة ‪ 50‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،128/04‬المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد بقكليا "‪..‬مف أجؿ‬
‫مكافحة الفساد مكافحة فعالة‪..‬اتباع أساليب تحر خاصة كالترصد االلكتركني كغيره مف أشكاؿ الترصد كالعمميات السرية‪."..‬‬
‫‪ -6‬فكزم عمارة‪ ،‬اع تراض المراسبلت كتسجيؿ األصكات كالتقاط الصكر كالتسرب كإجراءات تحقيؽ قضائي في المكاد الجزائية‪ ،‬مجمة العمكـ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬تصدر عف جامعة منثكرم‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬العدد الثالث كالثبلثكف‪ ،‬جكاف ‪ ،2010‬ص ‪.236‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بذلؾ بتحديد مجريات سير العممية كفؽ ضكابط قانكنية معينة‪ ،‬كالتي يمكف تعريفيا بأنيا " مراقبة سرية‬
‫لممراسبلت السمكية كالبلسمكية في إطار البحث كالتحرم عف الجرائـ الكاقعة في مجاؿ الصفقات العمكمية‬
‫كجمع األدلة كالمعمكمات حكؿ األشخاص المشتبو فييـ كالضالعيف أك المشاركيف في ارتكابيا "‪ ،1‬كتتـ‬
‫ىذه المراقبة عف طريؽ االعتراض أك التسجيؿ أك النسخ لممراسبلت التي تتـ عف طريؽ كسائؿ االتصاؿ‬
‫السمكية كالبلسمكية‪ ،‬كالتي ىي عبارة عف بيانات قابمة لئلنتاح أك التكزيع أك التخزيف أك االستقباؿ أك‬
‫العرض‪ ،2‬كىي ذات التقنية التي نصت عمييا المادة ‪ 95-706‬مف (ؽ إ ج ؼ)‪.‬‬

‫ىذا؛ كيقصد بالمراسبلت كؿ مراسمة ميما كاف نكعيا مكتكبة أك مسمكعة بغض النظر عف كسيمة‬
‫إرساليا كتمقييا‪ ،‬سمكية أك السمكية‪ ،‬كممة أك إشارة مف طرؼ مرسميا أك غيره أك المكجية إليو كتثبيتيا‬
‫كتسجيميا عمى دعامة مغناطيسية الكتركنية أك كرقية‪ ،‬بينما بالرجكع ألحكاـ المادة ‪ 65‬مكرر‪ 5‬مف ( ؽ إ‬
‫ج ج) نجد بأف المشرع قد قصر مفيكـ المراسبلت في تمؾ المراسبلت التي تتـ بكاسطة الكسائؿ السمكية‬
‫كالبلسمكية ( المراسبلت اإللكتركنية) مستبعدا في ذلؾ المراسبلت العادية المكتكبة‪ ،‬أم الخطابات الخطية‬
‫التي تتـ عبر البريد‪( 3‬الرسائؿ كالبرقيات) فيؿ يعني ذلؾ أنيا غير معنية باالعتراض؟‬

‫‪ -/2‬تسجيؿ األصوات‪:4‬‬

‫يقصد بيا كضع الترتيبات التقنية التي يتـ بكاسطتيا مراقبة كتسجيؿ المحادثات الشفكية المتفكه بيا‬
‫في قبؿ شخص أك عدة أشخاص‪ ،‬بصفة سرية في مكاف عاـ أك خاص‪ ،5‬كذلؾ مف خبلؿ النقؿ المباشر‬
‫كاآللي لممكجات الصكتية مف مصادرىا بنبراتيا‪ ،‬كمميزاتيا الفردية كخكاصيا الذاتية بما تحممو مف عيكب‬
‫في النطؽ إلى شريط تسجيؿ يحفظ اإلشارات الكيربائية عمى ىيئة مخطط مغناطيسي‪ ،‬بالشكؿ الذم ُيمكف‬
‫مف إعادة سماع الصكت كالتعرؼ عمى مضمكنو‪ ،6‬كالذم يعكؿ عميو كدليؿ لئلدانة بعد التأكد مف صحة‬
‫األقكاؿ كنسبتيا لقائميا كعدـ إدخاؿ أم تغيير أك تعديؿ عمييا‪ ،‬كذلؾ بالحذؼ أك باإلضافة لمضمكنيا‪.7‬‬

‫‪ -1‬زكليخة زكزك‪ ،‬مشركعية أساليب التحرم الحديثة‪ ،‬مجمة الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة عباس لغركر‪ ،‬خنشمة‪،‬‬
‫العدد الثامف‪ ،‬ج‪ ،2‬جكاف ‪ ،2017‬ص ‪.763‬‬
‫‪ -2‬عبد الرحماف خميفي‪ ،‬محاضرات في قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬دار اليدل لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪ -3‬صميحة بف عكدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪ -4‬يجب التفرقة بيف اعتراض المكالمات الياتفية ككضع الخط الياتفي تحت الرقابة‪ ،‬بحيث أف اإلجراء األكؿ يتـ دكف عمـ المعني بينما يتـ الثاني‬
‫بطمب منو أك رضاه عمى أف يخضع ذلؾ لتقدير الييئة القضائية بعد تسخير التدابير البلزمة بما في ذلؾ تسخير مصالح البريد كالمكاصبلت‬
‫ليذا الغرض‪ ،‬الحاج عمي بدر الديف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 65‬مكرر‪ 5‬مف األمر رقـ ‪ ،155/66‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.337‬‬
‫‪ -6‬عبد القاد ر ركيس‪ ،‬أساليب البحث كالتحرم الخاصة كحجيتيا في اإلثبات الجنائي‪ ،‬المجمة الجزائرية لمحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬معيد العمكـ‬
‫القانكنية كاإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي أحمد بف يحي الكنشريسي‪ ،‬تيسمسيمت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جكاف‪ ،2017‬ص ‪.40‬‬
‫‪ -7‬أمينة ركاب‪ ،‬أساليب التحرم الخاصة في جرائـ الفساد في القانكف الجزائرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -/3‬التقاط الصور‪:‬‬

‫تتمثؿ في كضع ترتيبات تقنية دكف مكافقة المعنييف‪ ،‬مف أجؿ التقاط الصكر لشخص أك عدة‬
‫أشخاص يتكاجدكف في مكاف خاص يشتبو فييـ بالضمكع في ارتكاب إحدل جرائـ الفساد‪ ،‬كالتي تفيد في‬
‫استجبلء الحقيقة كتسجيميا‪ ،‬حيث أصبحت عدسة الكامي ار مف أفضؿ األساليب إلثبات الحالة بما تنقمو مف‬
‫صكر حية ككاممة لمكاف معيف أك لحدث معيف أك كاقعة معينة‪ ،‬رأل المشرع تكظيفيا كعيف مف العيكف‬
‫التي ال تغفؿ في خدمة القضاء ككشؼ الحقيقة‪.1‬‬

‫نظ ار لما يشكمو المجكء ليذه التقنيات مف انتياكات صارخة لخصكصية الحياة الخاصة لؤلفراد‪ ،‬كالتي تبدكا‬
‫متناقضة كالنصكص العقابية المقررة لحماية الحؽ في الخصكصية بررتيا ضركرة الحفاظ عمى المصمحة‬
‫العامة كحمايتيا‪ ،‬كالتي أباحت المساس بيذه الخصكصية كفؽ ضكابط قانكنية‪ ،‬تعد بمثابة ضمانات‬
‫سطرىا المشرع لممتيـ لمحمكؿ دكف التعسؼ في استغبلؿ ىذه التقنيات تنفيذا لما تقتضيو ضركرات التحرم‬
‫كالتحقيؽ عف جرائـ الصفقات العمكمية كغيرىا مف جرائـ الفساد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضوابط الترصد االلكتروني‪.‬‬

‫يعد احتراـ الحياة الخاصة لمفرد مف المقكمات األساسية لكؿ مجتمع‪ ،‬متمتعا في ذات الكقت بأسرارىا‬
‫كخصكصياتيا التي كفمتيا أحكاـ الدستكر الذم جاء ضمف أحكامو بأنو " ال يجكز انتياؾ حرمة حياة‬
‫المكاطف الخاصة كحرمة شرفو كيحمييا القانكف‪ ،‬كسرية المراسبلت كاالتصاالت الخاصة بكؿ أشكاليا‬
‫مضمكنة "‪ ،‬كالتي قد تككف عرضة مف خبلؿ استغبلؿ بعض التقنيات الحديثة التي تعمد عمى تقييد ىذه‬
‫الخصكصية مف أجؿ الحفاظ عمى المصمحة العامة لممجتمع‪ ،‬كأمنو كسبلمتو‪ ،‬كنظ ار لطبيعة ىذه التقنيات‬
‫كإجراءات غير عادية فإف المشرع كانطبلقا مف أكلكية رعاية المصمحة العامة عمى الحفاظ عمى أسرار‬
‫الحياة الخاصة لؤلشخاص‪ ،‬فقد أجاز العمؿ بيذه التقنيات كفؽ ضكابط مكضكعية كشكمية دقيقة مما يحكؿ‬
‫معيا دكف التعسؼ في استغبلليا بالشكؿ الذم يضمف تحقيؽ التكازف بيف حقكؽ األفراد كحرياتيـ‬
‫كمتطمبات الحفاظ عمى المصمحة العامة لممجتمع‪.2‬‬

‫‪ -/1‬الضوابط الشكمية‪ :‬كتشمؿ ىذه الضكابط ما يمي ‪:‬‬

‫أ‪ -/‬الحصوؿ عمى اإلذف‪:‬‬

‫طبقا لمقتضيات الشرعية اإلجرائية ألزمت المادة ‪ 65‬مكرر‪ 5‬مف ( ؽ إ ج ج) ضابط الشرطة‬
‫القضائية‪ ،‬بضركرة الحصكؿ عمى إذف مسبؽ مف ككيؿ الجميكرية المختص إقميميا‪ ،‬أك قاضي التحقيؽ‬
‫المختص في حالة فتح تحقيؽ قضائي قبؿ مباشرة أم تقنية مف تقنيات الترصد االلكتركني‪ ،‬كذلؾ تحت‬

‫‪ -1‬عبد الرشيد معمرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.472‬‬


‫‪ -2‬فكزم عمارة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫رقابتيما باعتبارىما الجية التي يعكد ليا تقدير مدل مبلئمة كجدية التقنية لمسير في الدعكل‪ ،‬بعد االطبلع‬
‫عمى التحريات التي أجريت مف قبؿ الشرطة القضائية في إطار التمبس أك التحقيؽ االبتدائي‪ ،1‬عمى أف‬
‫يشتمؿ ىذا اإلذف عمى جممة مف البيانات الجكىرية المتمثمة في‪:‬‬

‫‪ -‬أف يككف اإلذف مكتكبا ليككف أساسا صالحا لما بني عميو مف نتائج طبقا لمفقرة الثانية مف المادة ‪65‬‬
‫مكرر‪ 7‬مف ( ؽ إ ج ج) التي تعد شرطا لكجكده القانكني‪.‬‬
‫‪ -‬أف يحدد اإلذف العناصر التي تسمح بالتعرؼ عمى االتصاالت المطمكبة التقاطيا‪ ،‬أم تحديد طبيعة‬
‫كنكع المراسمة محؿ االعتراض كالتصنت كاألحاديث المراد تسجيميا كالصكر المطمكب التقاطيا كالمدة‬
‫الزمنية المقررة لذلؾ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد األماكف المقصكدة كالتي ستككف محبل لمترصد االلكتركني‪.‬‬
‫‪ -‬أف يحدد اإلذف نكع الجريمة‪ ،‬كالتي ال يمكف أف تخرج عف تمؾ الجرائـ المحددة حص ار في المادة ‪65‬‬
‫مكرر‪ 5‬مف ( ؽ إ ج ج) بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية التي تعد أحد أبرز جرائـ الفساد‪ ،‬كالتي‬
‫تعرؼ العديد مف الصكر لذلؾ كجب ذكر نكع الجريمة المراد التحرم فييا‪.‬‬
‫ىذا؛ كقد أجاز المشرع طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 6‬التحرم عف كؿ جريمة تكتشؼ الحقا حتى كاف لـ‬
‫تكف ىذه الجريمة معنية باإلذف‪ ،‬حيث يمكف لضابط الشرطة القضائية تحرير محضر ليذه الجريمة دكف‬
‫أف يككف ذلؾ سببا لبطبلف إجراءات البحث كالتحرم‪.2‬‬
‫‪ -‬أف يككف اإلذف محددا بمدة زمنية كالذم قيدتو أحكاـ المادة ‪ 65‬مكرر‪ 7‬مف ( ؽ إ ج ج) بأربعة أشير‬
‫قابمة لمتجديد‪ ،‬حسب مقتضيات التحرم أك التحقيؽ ضمف نفس الشركط الشكمية كالزمنية‪ ،‬خبلفا‬
‫لممشرع الفرنسي الذم حددىا طبقا لممادة ‪ 98-706‬مف (ؽ إ ج ؼ) بشير كاحد قابؿ لمتجديد مرة‬
‫كاحدة تحت نفس الشركط كالمدة‪ ،‬غير أف المبلحظ أف المشرع لـ يحدد عدد مرات قابمية اإلذف‬
‫لمتجديد‪ ،‬كما لـ ينص صراحة عمى إذا ما كاف يجكز لقاضي التحقيؽ الذم أذف بمباشرة ىذه العمميات‬
‫تكقيفيا قبؿ انقضاء المدة المحددة في اإلذف‪ ،‬مثمما فعؿ بخصكص أسمكب التسرب طبقا لممادة ‪65‬‬
‫مكرر‪ 15‬مف (ؽ إ ج ج)‪.‬‬

‫ب‪ -/‬تحرير محضر عف عمميات الترصد‪:‬‬

‫نظ ار لؤلىمية القانكنية كالعممية التي تتمتع بيا المحاضر في مجاؿ اإلثبات الجنائي ألزـ المشرع طبقا‬
‫لممادة ‪ 65‬مكرر ‪ 9‬مف ( ؽ إ ج ج)‪ ،‬كالمشرع الفرنسي طبقا لممادة ‪ ،9-95-706‬كالمادة ‪100-706‬‬
‫مف (ؽ إ ج ؼ) ضابط الشرطة القضائية المأذكف لو أك المناب مف طرؼ القاضي المختص بتحرير‬
‫محضر عف كؿ عممية اعتراض كتسجيؿ لممراسبلت‪ ،‬كالذم يشمؿ كافة المعمكمات كاألدلة المتكصؿ إلييا‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -2‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.341‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كاإلجراءات المتبعة مف طرؼ محرر المحضر‪ ،1‬عمى أف يتضمف ىذا المحضر تاريخ كساعة بداية‬
‫العمميات كاالنتياء منيا‪ ،‬ىذا كيقكـ ضابط الشرطة القضائية المأذكف لو أك المناب بكصؼ كنسخ‬
‫المراسبلت كالمحادثات كالصكر المفيدة في إظيار الحقيقة في محضر يكدع بالممؼ‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫المراسبلت كاالتص االت بمغة أجنبية فيتـ االستعانة بمترجـ يسخر ليذا الغرض طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر ‪10‬‬
‫مف (ؽ إ ج ج)‪.‬‬

‫لـ ينص المشرع مف خبلؿ المكاد التي نظمت عممية الترصد االلكتركني عمى حفظ النتائج المتكصؿ‬
‫إلييا مف كراء ىذه العممية في أحراز مختتمة‪ ،‬كالتي تضمف حمايتيا كعدـ التبلعب بما جاء في محتكياتيا‬
‫رغـ أىميتيا ككسيمة مف كسائؿ اإلثبات المادية‪ ،‬كالتي كاف مف الضركرم إخضاعيا لذات اإلجراءات‬
‫المنصكص عمييا في المادة ‪ 45‬مف (ؽ إ ج ج) التي أفادت بقكليا " تغمؽ األشياء أك المستندات‬
‫المحجكزة كيختـ عمييا إذا أمكف ذلؾ‪ ،‬فإذا تعذرت الكتابة عمييا فإنيا تكضع في كعاء أك كيس يضع عميو‬
‫ضابط الشرطة القضائية شريطا مف الكرؽ كيختـ عميو بختمو‪ ،‬كيحرر جرد األشياء كالمستندات‬
‫المحجكزة"‪.‬‬

‫‪ -/2‬الضوابط الموضوعية‪:‬‬

‫تتعمؽ ىذه الضكابط بنشكء الحؽ في المجكء لمترصد اإللكتركني‪ ،‬الذم يعد مبرر لمشركعية مباشرة‬
‫ىذه التقنيات لمكشؼ كالتحرم عف جرائـ الفساد كالتي تتمثؿ في‪:‬‬

‫أ‪ -/‬أف تتعمؽ عممية الترصد االلكتروني بإحدى جرائـ الفساد‪:‬‬

‫حيث قيد المشرع طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 5‬مف (ؽ إ ج ج) مباشرة ىذه اإلجراءات عمى بعض الجرائـ‬
‫كالمحددة عمى سبيؿ الحصر بما في ذلؾ جرائـ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬لذلؾ فبل يمكف‬
‫إعماؿ ىذه اآلليات‪ ،‬إال إذا كجدت أفعاؿ بدل منيا أنيا تشكؿ عناصر إجرامية‪ 2‬إلحدل جرائـ الفساد‬
‫كالرشكة كالمحاباة كغيرىا مف السمككات السمبية المجرمة طبقا ألحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪.‬‬

‫ب‪ -/‬تحديد صفة القائـ بعممية الترصد االلكتروني‪:‬‬

‫كفقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 8‬كالمادة ‪ 65‬مكرر‪ 9‬ككذا المادة ‪ 65‬مكرر‪ 10‬مف (ؽ إ ج ج) فقد أككؿ‬
‫المشرع الجزائرم مباشرة ىذه التقنيات لضابط الشرطة القضائية‪ ،‬بعد الحصكؿ عمى اإلذف مف قبؿ ككيؿ‬
‫الجميكرية أك قاضي التحقيؽ دكف غيرىـ مف أعكاف الشرطة القضائية‪ ،‬كالتي تككف تحت الرقابة المباشرة‬
‫لككيؿ الجميكرية أك قاضي التحقيؽ باعتبارىما الجية المانحة لئلذف بممارستيا‪.‬‬

‫‪ -1‬نصر الديف مركؾ‪ ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬ج‪ ،2‬دار ىكمة‪ ،‬ط‪ ،5‬الجزائر‪ ،‬د س ف‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ -2‬أمينة ركاب‪ ،‬أساليب التحرم الخاصة في جرائـ الفساد في القانكف الجزائرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كيجكز لككيؿ الجميكرية أك ضابط الشرطة القضائية الذم أذف لو‪ ،‬كلقاضي التحقيؽ أك ضابط‬
‫كحدة أك ٍ‬
‫ىيئة عمكمية أك خاصة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مصمحة أك‬ ‫الشرطة القضائية الذم ينيبو‪ ،‬أف يسخر كؿ عكف مؤىؿ لدل‬
‫مكمفة بالمكاصبلت السمكية كالبلسمكية لمتكفؿ بالجكانب التقنية التي تتطمبيا عممية اعتراض المراسبلت أك‬
‫تسجيؿ األصكات أك التقاط الصكر‪ ،1‬مع ضركرة التقيد باألحكاـ المتعمقة بالسر الميني سكاء تعمؽ األمر‬
‫بالجكانب التقنية‪ ،‬أك ما تعمؽ منيا بما اكتشفو أك عاينو أثناء مباشرة العممية كذلؾ تحت طائمة الجزاءات‬
‫المقررة في قانكف العقكبات في حالة عدـ االلتزاـ بذلؾ‪.‬‬

‫ج‪ -/‬حالة الضرورة‪:‬‬

‫تفرض ىذه اآلليات نفسيا في مجاؿ البحث كالتحرم عف جرائـ الفساد بما فييا جرائـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬خاصة في حالة عدـ التمكف مف الكصكؿ إلى األدلة كالحقائؽ باستعماؿ كسائؿ البحث كالتحرم‬
‫التقميدية‪.2‬‬

‫يتضح مما سبؽ أف المشرع قد عمؿ عمى استحداث آليات لمبحث كالتحرم تتماشى كتطكر اإلجراـ‬
‫الحديث قصد مكاجية أشكاؿ الفساد‪ ،‬إال أف ما يعترييا مف نقائص قد يحد مف فعاليتيا نتيجة لعدـ تكضيح‬

‫المشرع لبعض الجكانب الجكىرية التي يمكف إجماليا في‪:‬‬

‫‪ -‬إمكانية إطبلع المتيـ عمى األدلة المكجية في حقو‪ ،‬كالمتحصؿ عمييا مف مباشرة عممية الترصد‬
‫اإللكتركني‪.‬‬

‫‪ -‬سككت المشرع عف حالة اعتراؼ المتيـ بارتكاب جريمة مف جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالفساد عمكما‬
‫في األحاديث التي تـ اعتراضيا‪ ،‬مما يدفعنا لمتساؤؿ عف طبيعة ىذا اإلقرار‪ ،‬كىؿ يمكف اعتباره دليبل‬
‫لئلدانة؟‬

‫كما قد يعترم استخداـ ىذه التقنيات جممة مف العقبات كالصعكبات‪ ،‬مف بينيا لجكء المجرميف‬
‫الستخداـ ليجات مختمفة حماية ألنفسيـ مما قد يثير صعكبة ترصدىا خاصة في ظؿ غياب المترجميف‬
‫الفكرييف لترجمة مثؿ ىذه األحاديث‪ ،3‬ىذا كمف اليسير أف يتـ تقميد صكت األشخاص كامكانية تحريؼ‬
‫الصكت كالصكرة بما يخالؼ الحقيقة بكاسطة تقنيات التركيب كالمكنتاج مما يجعميا دليبل ناقصا‪.4‬‬

‫‪ -‬لـ يحدد المشرع القيمة القانكنية لؤلدلة الناتجة عف ىذه العممية حيث لـ يعطييا أم قيمة ثبكتية‪ ،‬فبل‬
‫ي مكف أف تتعدل أنيا مجرد قرائف كاستدالالت ال يمكف التأسيس عمييا لكحدىا ما لـ تقترف بأدلة مادية‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 65‬مكرر‪ 8‬مف األمر رقـ ‪ ،155/66‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.324‬‬
‫‪ -3‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.342‬‬
‫‪ -4‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أخرل تساندىا كتتفؽ معيا تخضع لممبدأ العاـ في اإلثبات الجنائي‪ ،‬كالمتمثؿ في حرية القاضي الجنائي‬
‫في االقتناع طبقا لممادة ‪ 212‬مف (ؽ إ ج ج)‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫اآلليات المؤسساتية لمبحث والتحري عف جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعزي از لمجيكد الرامية لمكافحة الفساد كتطبيقا لممادة ‪ 06‬مف اتفاقية األمـ المتحدة عمؿ المشرع‬
‫الجزائرم عمى تعزيز آليات البحث كالتحرم‪ ،‬بأجيزة عممياتية في غاية مف األىمية تختص بالبحث‬
‫كالتقصي عف جرائـ الفساد بمختمؼ صكرىا بما في ذلؾ الجرائـ التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫كذلؾ بمكجب المادة ‪ 17‬مف (ؽ ك ؼ ـ) التي أقر مف خبلليا بإنشاء ىيئة كطنية مكمفة بالكقاية مف‬
‫الفساد كمكافحتو‪( 1‬أكال)‪ ،‬كالمادة ‪ 24‬مكرر التي جسدت تدعيما لمييئة بإنشاء ديكاف الكطني لقمع الفساد‪،2‬‬
‫مف أجؿ تعزيز النزاىة كالمسؤكلية كالشفافية في تسيير القطاعيف العاـ كالخاص‪ ،‬كتبعا لذلؾ نعمؿ عمى‬
‫البحث في مدل فعالية ىذه األجيزة في الحد مف جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كذلؾ تبعا لما يمي ‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الييئة الوطنية لموقاية مف الفساد ومكافحتو‪.‬‬

‫تتمتع الييئة الكطنية لمكافحة الفساد بجممة مف المياـ حددتيا المادة ‪ 22‬مف (ؽ ك ؼ ـ) مف بينيا‬
‫إمكانية استعانتيا بالنيابة العامة لجمع األدلة‪ ،‬كالتقصي عف جرائـ الفساد بما فييا جرائـ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كقد أكدت المادة ‪ 22‬مف ذات القانكف عمى أنو في حالة تكصؿ الييئة لكقائع ذات كصؼ‬
‫جزائي‪ ،‬يتـ تحكيؿ الممؼ إلى كزير العدؿ حافظ األختاـ الذم بدكره يعمؿ عمى إخطار النائب العاـ‬
‫المختص بتحريؾ الدعكل العمكمية‪ ،‬كنظ ار ألىمية أدكارىا في مجاؿ مكافحة الفساد خكليا المشرع ممارسة‬
‫جممة مف السمطات أثناء ممارسة أدائيا الرقابي كىك ما يكضح تبعا لما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬صالحيات الييئة الرقابية عمى الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تتمتع الييئة في إطار ممارستيا ألدائيا الرقابي عمى مختمؼ اإلدارات كالمؤسسات بجممة مف‬
‫السمطات التي تخكليا الكشؼ عف حقائؽ التصرفات‪ ،‬خاصة ما تعمؽ األمر بإبراـ صفقات مشبكىة‪ ،‬كليا‬
‫في ذلؾ فحص كؿ الممفات المتعمقة بالعممية التعاقدية‪ ،‬كمف أجؿ تمكينيا مف ممارسة ىذه السمطات فقد‬
‫خكليا المشرع بعض الصبلحيات المتمثمة في‪:‬‬

‫‪ -1‬تـ استحداث ىذه الييئة بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،413/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/11/22‬يحدد تشكيمة الييئة الكطنية لمكقاية مف الفساد‬
‫كمكافحتو كتنظيميا ككيفيات سيرىا‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )74‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2006/10/22‬كالمعدؿ كالمتمـ بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ ،64/12‬المؤرخ في ‪ ،2012/02/07‬ج ر عدد (‪ )08‬الصادرة بتاريخ ‪.2012/02/15‬‬
‫‪ -2‬استحدث ىذا الجياز بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،426/11‬المؤرخ في ‪ ،2011/12/08‬يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو‬
‫ككيفيات سيره‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )68‬الصاد ة بتاريخ ‪ ،2011/12/14‬كالمعدؿ بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،209/14‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2014/07/23‬ج ر عدد (‪ )46‬الصادرة بتاريخ ‪.2014/07/31‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أ‪ -/‬حؽ الييئة في طمب المعمومات والوثائؽ‪:‬‬

‫تممؾ الييئة طبقا لممادة ‪ 21‬مف (ؽ ك ؼ ـ) الحؽ في تكجيو طمب لئلدارات كالييئات التابعة لمقطاع‬
‫العاـ أك الخاص أك مف كؿ شخص طبيعي أك معنكم‪ ،‬كذلؾ قصد اإلطبلع عمى كافة الكثائؽ‬
‫كالمعمكمات التي تراىا مفيدة في تحرياتيا لمكشؼ عف جرائـ الفساد‪ ،‬دكف أف يحتج عمييا بطابع السرية‬
‫ليذه الكثائؽ أك المعمكمات كىذا طبقا لممادة ‪ 19‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) التي نصت عمى أف " تضمف‬
‫استقبللية الييئة بكجو خاص عف طريؽ اتخاذ التدابير اآلتية‪ :‬قياـ األعضاء كالمكظفيف التابعيف لمييئة‪،‬‬
‫المؤىميف لبلطبلع عمى معمكمات شخصية كعمكما عمى أية معمكمات ذات طابع سرم‪ ،"..‬كفي ىذا‬
‫المجاؿ تقكـ الييئة عمى جمع كمركزة كاستغبلؿ كؿ المعمكمات التي يمكف أف تساىـ في الكشؼ عف‬
‫الجرائـ كالكقاية منيا‪ ،‬إال أف المشرع لـ يكف كاضحا تماما بشأف تمقي ىذه األخيرة لمشكاكل كالببلغات‪،‬‬
‫كالتي تعد االختصاص األصيؿ لمضبطية القضائية أك النيابة العامة‪ ،‬مقارنة بالمشرع األردني الذم كاف‬
‫أكثر إفصاحا عف ذلؾ‪ ،‬كالذم خكليا طبقا لممادة ‪ 07‬مف قانكف ىيئة مكافحة الفساد‪ ،1‬البدء في مباشرة‬
‫إجراءات التحرم البلزمة لمتابعة أم مف قضايا الفساد مف تمقاء نفسيا أك بناء عمى إخبار يرد مف أم‬
‫جية كانت‪.‬‬

‫كمف جية أخرل خكؿ المشرع اليمني ىك اآلخر الييئة بتمقي التقارير كالببلغات كالشكاكم بخصكص‬
‫جرائـ الفساد المقدمة إلييا‪ ،‬كدراستيا كالتحرم حكليا كالتصرؼ فييا كفقان لمتشريعات النافذة‪ ،‬مع إمكانية‬
‫تحقيقيا مع مرتكبي جرائـ الفساد كاحالتيـ إلى القضاء‪ ،2‬كبذلؾ فقد كاف المشرع الجزائرم غامضا مقارنة‬
‫بما أخذ بو كؿ مف المشرع األردني كاليمني في ىذا الشأف باستثناء ما جاء في المادة ‪ 20‬مف (ؽ كؼ ـ)‬
‫التي جاءت بقكليا "‪..‬جم ع كمركزة كاستغبلؿ كؿ المعمكمات التي يمكف أف تساىـ في الكشؼ عف أعماؿ‬
‫الفساد كالكقاية منيا"‪ ،‬إال أف المشرع كمف خبلؿ ىذا يكف صريحا بتمقييا لمببلغات كالشكاكل‪.‬‬

‫غير أنو كبالرجكع ألحكاـ المادة ‪ 11‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) كالتي ألزمت جميع اإلدارات كالمؤسسات في‬
‫إطار إضفاء الش فافية عمى تسيير الشؤكف العمكمية الرد عمى ببلغات كشكاكل المكاطنيف‪ ،‬كباعتبار الييئة‬
‫مف قبيؿ الييئات العمكمية فميا في ذلؾ صبلحية تمقي الببلغات كالشكاكل المتعمقة بجرائـ الفساد بما في‬
‫ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية‪ 3‬إال أف ىذا التفسير يبقى تفسي ار ضمنيا في انتظار إقرار المشرع لذلؾ‬
‫صراحة كتمكينيا مف تمقي الببلغات كالشكاكل مف مختمؼ الجيات‪.‬‬

‫ب‪ -/‬تجريـ الرفض المعتمد لتقديـ الوثائؽ والمعمومات‪:‬‬

‫يكتسي طمب الييئة لممعمكمات كالكثائؽ طابع اإللزاـ‪ ،‬ككؿ رفض معتمد كغير مبرر لتزكيد الييئة‬

‫‪ -1‬قانكف ىيئة مكافحة مكافحة الفساد (األردنية) كتعديبلتو رقـ ‪ 62‬لسنة ‪ ،2006‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد (‪ )4794‬الصادرة في ‪.2006/11/30‬‬
‫‪ -2‬قانكف رقـ (‪ )39‬لسنة ‪ ،2006‬الصادر بتاريخ ‪ ،2006/12/25‬بشأف مكافحة الفساد‪ ،‬منشكر عمى المكقع‪www.yem.gov. Jo :‬‬
‫‪ -3‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.304‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بالمعمكمات كالكثائؽ المطمكبة تحت أم ذريعة كانت أك تضميميا بتزكيدىا بكثائؽ مزكرة غير الكثائؽ‬
‫التعاقدية الحقيقية‪ ،‬يشكؿ جريمة إعاقة السير الحسف لمعدالة طبقا لممادة ‪ 2/21‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) كالتي‬
‫أفادت بقكليا " ‪..‬كؿ رفض معتمد كغير مبرر لتزكيد الييئة بالمعمكمات ك‪ /‬أك الكثائؽ المطمكبة يشكؿ‬
‫جريمة إعاقة السير الحسف لمعدالة في مفيكـ ىذا القانكف "‪ ،‬كتبعا ألحكاـ ىذا النص فإف الرفض يقتضي‬
‫تقديـ طمب مسبؽ مف قبؿ الييئة‪ ،‬كالذم يقابؿ بالرد السمبي مف طرؼ الييئة الخاضعة لرقابتيا‪ ،‬لذلؾ فبل‬
‫تقكـ الجريمة إذا كاف الرد إيجابيا سكاء بالتأخر في الرد أك االمتناع عف ذلؾ‪ ،‬كىك ما يدفعنا لمتساؤؿ‬
‫حكؿ الحاالت التي يككف فييا الرفض مبررا‪ ،‬كبالتالي فيؿ يمكف التذرع بالسر الميني لتبرير رفض تزكيد‬
‫الييئة بالمعمكمات التي قد تسيـ في الكشؼ عف الجريمة ؟‬

‫إف الجكاب عف ذلؾ يككف باإليجاب لسببيف ىما ‪ :‬يكمف السبب األكؿ في ككف المادة ‪ 301‬مف ( ؽ‬
‫ع ج) تمزـ جميع األشخاص المؤتمنيف بحكـ المينة أك الكظيفة الدائمة أك المؤقتة بكتماف السر الميني ما‬
‫لـ يرخص ليـ القانكف بذلؾ‪.‬‬

‫أما السبب الثاني؛ فيكمف في ككف أف أحكاـ ( ؽ ك ؼ ـ) لـ تتضمف أم حكـ يفيد باالعتداد بالسر‬
‫الميني في مكاجية الييئة الكطنية لمكافحة الفساد‪ ،1‬كبالتالي كطبقا لممادة ‪ 21‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) فإف‬
‫رفض تزكيد الييئة بالكثائؽ كالممفات المتعمقة بالعممية التعاقدية‪ ،‬كالتي تسيـ في الكشؼ عف جرائـ‬
‫الصفقات أك إبراـ صفقات مشبكىة يظؿ كاردا‪ ،‬كىك ما مف شأف أف يحد مف فعالية ىذه األخيرة في‬
‫الكشؼ عف جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬لذلؾ كطبقا لممادة ‪ 3/44‬مف (ؽ ك ؼ ـ) " يعاقب بالحبس مف‬
‫ستة (‪ )6‬أشير إلى خمس (‪ )5‬سنكات كبغرامة مف ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج ‪..‬كؿ مف رفض‬
‫عمدا كدكف تبرير تزكيد الييئة بالكثائؽ كالمعمكمات المطمكبة"‪،‬‬

‫ىذا؛ كتفعيبل لمدكر المنكط بالييئة كقصد تمكينيا مف جمع المعمكمات ذات الصمة بجرائـ الفساد‬
‫خاصة ما تعمؽ بجرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬فقد مكنيا المشرع مف طمب المساعدة مف أم إدارة أك مؤسسة‬
‫أك ىيئة عمكمية في مجاؿ الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬أك االستعانة بأم خبير أك مستشار أك ىيئة‬
‫دراسات يمكف أف تفيدىا في أعماليا طبقا لمتنظيـ المعمكؿ بو‪ ،‬إلى جانب تمكينيا طبقا لممادة ‪9/20‬‬
‫ب التنسيؽ ما بيف القطاعات كالتعاكف الدكلي مع ىيئات مكافحة الفساد عمى الصعيديف الكطني كالدكلي‪،‬‬
‫كذلؾ مف خبلؿ تبادؿ المعمكمات سكاء مع تمؾ الجيات القضائية أك أم جية رقابية أخرل‪ ،‬أك فيما بينيا‬
‫كبيف الجيات القضائية كالرقابية لمدكؿ األجنبية‪ ،‬كذلؾ تفعيبل لمقتضيات االتفاقيات المبرمة في ىذا‬
‫الشأف‪.2‬‬

‫‪ -1‬أحسف بكسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪ ،192‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪ -2‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.306 ،305‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬إجراءات الييئة في تحريؾ الدعوى العمومية‪.‬‬

‫تتمتع الييئة الكطنية لمكافحة الفساد طبقا لممادة ‪ 22‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) بسمطات تشابو سمطات‬
‫الضبطية القضائية‪ ،‬فيي بذلؾ كتتكيجا لعمميات البحث كالتحرم التي تجرييا تتكج رقابتيا بإحدل‬
‫الفرضيف‪:‬‬

‫‪ -/1‬حالة عدـ وجود دالئؿ عف ارتكاب جرائـ الفساد‪:‬‬

‫في ىذه الحالة لـ يبيف لنا المشرع مآؿ التحريات التي قامت بيا الييئة‪ ،‬كما ىي اإلجراءات التي‬
‫تتخذىا في ىذه الحالة‪.‬‬

‫‪ -/2‬حالة وجود دالئؿ عمى قياـ إحدى جرائـ الفساد‪:‬‬

‫في ىذه الحالة يتعيف عمى الييئة تحكيؿ الممؼ مباشرة لكزير العدؿ حافظ األختاـ كالذم يجب أف‬
‫يحتكم عمى كافة المعمكمات كالكقائع المتعمقة بظركؼ ارتكاب الجريمة‪ ،‬عمى أف يتكلى ىذا األخير طبقا‬
‫لممادة ‪ 22‬مف (ؽ ك ؼ ـ) إخطار النائب المختص لتحريؾ الدعكل العمكمية تطبيقا لمبدأ المبلئمة طبقا‬
‫لممادة ‪ 30‬مف ( ؽ إ ج ج)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تقييـ دور الييئة الوطنية لموقاية مف الفساد ومكافحتو‪.‬‬

‫بالرغـ مف المعالجة القانكنية لمييئة الكطنية لمكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬السيما بعد دسترىا في ظؿ‬
‫التعديؿ الدستكرم األخير لسنة ‪ ،2016‬األمر الذم أكسبيا مكانة ىامة في اليرـ المؤسساتي لمدكلة‪ ،‬فقد‬
‫كاجيت ىذا الييئة جممة مف االنتقادات بسبب القصكر كالعجز في تحقيؽ األىداؼ المسطرة ليا‪ ،‬كيعكد‬
‫ىذا القصكر لجممة مف النقائص التي يمكف إيجازىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -/1‬تقييد المشرع يد الييئة في تحريؾ الدعوى العمومية‪:‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 22‬مف ( ؽ كؼ ـ)‪ ،‬كالمادة ‪ 09‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 413/06‬فإف الييئة غير مؤىمة‬
‫قانكنا لتحكيؿ الممؼ مباشرة لمنائب العاـ المختص إقميميا‪ ،‬كانما ألزميا المشركع بضركرة تحكيؿ الممؼ‬
‫إلى كزير العدؿ حافظ األختاـ الذم تبقى لو صبلحية إخطار النائب العاـ المختص بتحريؾ الدعكل‬
‫العمكمية عند االقتضاء‪ ،1‬كىك أمر ال يعقؿ فكيؼ لممشرع أف يمنح ليذه األخيرة التحقيؽ في قضية‬
‫ما كاالستعانة بالنيابة العامة لجمع األدلة كالتحرم عف الكقائع‪ ،‬كفي مقابؿ ذلؾ يقيد تحريكيا لمدعكل‬
‫العمكمية‪ ،‬ثـ إف نظاـ اإلحالة لكزير العدؿ في حالة اكتشافيا لكقائع ذات كصؼ جزائي يعد مسعى غير‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 09‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،413/06‬يحدد تشكيمة الييئة الكطنية لمكقاية مف الفساد كمكافحتو كتنظيميا ككيفيات سيرىا المعدؿ‬
‫كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مبلئـ إلقامة نظاـ فعاؿ في مكاجية أشكاؿ الفساد‪ ،‬كما أف ذلؾ يجعؿ مف المتابعة القضائية خاضعة‬
‫لمسمطة التقديرية لمسمطة التنفيذية كمتكقفة عمى إرادتيا‪.‬‬

‫إلى جانب أف ما يمكف مبلحظتو كذلؾ أف لكزير العدؿ سمطة تقديرية في إخطار النائب العاـ لتحريؾ‬
‫الدعكل العمكمية مف عدميا‪ ،‬ذلؾ ألف المشرع قد استعمؿ لفظ " عند االقتضاء "‪ ،‬الذم تكرر في كبل‬
‫المادتيف‪ ،‬مما يدؿ عمى اتجاه إرادة المشرع نحك منح الحرية التقديرية لكزير العدؿ‪ ،‬كىك ما يتنافى كسياسة‬
‫مكافحة الفساد التي تقتضي مباشرة المتابعة بمجرد تكافر كقائع تشكؿ مخالفة جزائية كعدـ التستر عمى أم‬
‫ممؼ مف ممفات الفساد اإلدارم أك المالي‪ ،‬كؿ ذلؾ جعؿ مف دكرىا الرقابي يغمب عميو الطابع‬
‫االستشارم‪ ،1‬خبلفا لما أقره المشرع اليمني الذم خكؿ بدكره الييئة بالتحقيؽ مع مرتكبي جرائـ الفساد‬
‫كاحالتيـ إلى القضاء مباشرة‪.‬‬

‫ىذا؛ كاننا نتساءؿ عف الجية المختصة بتحكيؿ الممؼ لكزير العدؿ ذلؾ أف المشرع قد جعؿ ذلؾ مف‬
‫اختصاص رئيس الييئة‪ ،‬كمف جية أخرل فقد أناط صبلحية ذلؾ لمجمس اليقظة كالتقييـ طبقا لممادة ‪11‬‬
‫مف المرسكـ الرئاسي ‪ ،413/06‬كىك ما يطرح التضارب حكؿ الجية المخكلة لتقديـ التحريات لكزير‬
‫العدؿ بيف ما إذا كاف القرار يرجع إلى رأم المجمس أك لرئيس الييئة منفردا‪.‬‬

‫‪ -/2‬غمبة الطابع االستشاري عمى مياـ الييئة‪:2‬‬

‫يظير الطابع االستشارم لمييئة مف فحكل المادة ‪ 18‬مف (ؽ ك ؼ ـ) كالتي أقرت قياميا بإصدار‬
‫التقارير كابداء اآلراء كالتكصيات‪ ،‬كاقتراح سياسة شاممة لمكقاية مف الفساد تجسد مبادئ دكلة القانكف‬
‫كتعكس النزاىة كالشفافية كالمسؤكلية في تسيير الشؤكف كاألمكاؿ العمكمية‪ ،‬كتقديـ التكجييات التي المتعمقة‬
‫بالكقاية مف الفساد كاقتراح التدابير ذات الطابع التشريعي كالتنظيمي لمكقاية مف الفساد‪ ،3‬إلى جانب قياميا‬
‫برفع تق ريرىا السنكم لرئيس الجميكرية الذم يتضمف حصيمة نشاطيا كاالقتراحات كالتكصيات ذات العبلقة‬
‫بمياميا‪ ،‬كالمبلحظ أف المشرع كطبقا لممادة ‪ 24‬مف (ؽ ك ؼ ـ) لـ ينص عمى نشر ىذه التقارير كما‬
‫فعؿ المشرع الفرنسي لتخضع لمرقابة الشعبية‪ ،‬كىك ما يضفي نكعا مف الغمكض كعدـ الشفافية في سياسة‬
‫مكافحة الفساد‪ ،‬كال يتماشى كأىداؼ الييئة المتعمقة أساسا بتعزيز قيـ الشفافية كالنزاىة في تسيير األمكاؿ‬
‫العمكمية‪ .4‬فالكثير مف فضائح الفساد المتعمقة بالصفقات كفضيحة سكنطراؾ‪ ،‬كفضيحة الطريؽ السيار‬
‫شرؽ غرب كاف أحد أسبابيا عدـ الشفافية كالتقييـ كالتستر عمى ممارسات الفساد بحجة السرية‪ ،‬كميا‬
‫عكامؿ أدت ساىمت في كقكع فضائح مالية بممفات ضخمة تكرطت فييا أغمب قطاعات الدكلة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.500‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid, Les autorités administratives indépendantes et la régulation économique en Algérie,‬‬
‫‪Edition Houma, Alger, 2005, p 21.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 18‬مف قانكف رقـ ‪ ،01/06‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -4‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.497‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كؿ ذلؾ جعؿ مف صبلحياتيا ذات طابع استشارم كقائي ال قمعي عقابي عمى عكس ما تدؿ عميو‬
‫تسميتيا‪ ،‬فيي مجردة مف كؿ سمطة لمقمع كالعقاب كال يمكنيا اتخاذ إجراءات ردعية أك أم ق اررات صارمة‬
‫بخصكص قضايا الفساد‪ ،‬مما يجعؿ منيا ىيئة ذات صبغة كقائية ال ىيئة لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ -/3‬محدودية استقالؿ الييئة‪:‬‬

‫نتيجة لتمركز سمطة تعييف أعضائيا في يد رئيس الجميكرية‪ ،‬كىك ما يفرض منطؽ تبعية األعضاء‬
‫لجية التعييف‪ ،‬التي تممؾ في مقابميا العزؿ‪ ،‬خاصة في ظؿ سككت المشرع عف أسباب كظركؼ إنياء‬
‫العيدة قبؿ انقضاء المدة المحددة بخمس سنكات‪ ،‬فضبل عف عدـ استقبلليتيا في كضع نظاميا الداخمي‬
‫الذم يحدد طبقا لممادة ‪ 08‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 413/06‬بمكجب قرار مشترؾ بيف السمطة المكمفة‬
‫بالكظيفة العمكمية كالكزير المكمؼ بالمالية كرئيس الييئة‪ ،‬كؿ ذلؾ مف شأنو أف يؤدم إلى المساس‬
‫باستقبللية األعضاء في أداء المياـ الرقابي كالحكـ بعدـ استقبلليتيا كتبعيتيا لمجياز التنفيذم‪ ،‬في ظؿ‬
‫غياب التمثيؿ الشعبي في التعييف مف طرؼ نكاب المجمس الشعبي الكطني كمجمس األمة في اختيار‬
‫أعضاء الييئة‪ ،‬خبلفا لما ىك معمكؿ بو في بعض األنظمة كالمشرع اليمني الذم أقر ضركرة إشراؾ كؿ‬
‫مف مجمس النكاب كتمثيؿ منظمات المجتمع المدني‪ ،‬ككؿ مف القطاع الخاص كقطاع المرأة‪ ،‬كىك ما مف‬
‫شأنو أف يأمف استقبلليتيا في مباشرة مياميا الرقابية كالحد مف أشكاؿ الفساد‪ ،‬مما يجعمنا نقر بأف‬
‫استقبللية ىذه الييئة ىي استقبللية صكرية ذلؾ أف ىذه األخيرة خاضعة لمجياز التنفيذم بشكؿ تاـ‪.‬‬

‫فكؿ تمؾ النقائص التي تعترم الييئة في دكرىا الرقابي‪ ،‬قد أدت إلى إضعاؼ دكرىا الرقابي لقمع‬
‫مختمؼ أشكاؿ الفساد بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬خاصة عندما عمؿ المشرع عمى تقييد‬
‫سمطتيا في تحريؾ الدعكل العمكمية‪ ،‬مما أدل لتجريدىا مف سمطة العقاب كالقمع‪ ،‬مما جعميا مؤسسة‬
‫شكمية غير فاعمة في مجاؿ محاربة أشكاؿ الفساد‪.‬‬

‫كؿ ذلؾ يدعكا إلى إعادة االعتبار ليذه الييئة بتكريس حقيقي آلليات كمتطمبات فعاليتيا كاستقبلليتيا‬
‫في أداء مياميا‪ ،‬سكاء العضكية كالكظيفية في مكاجية السمطة التنفيذية‪ ،‬إلى جانب تمكينيا بكافة‬
‫الصبلحيات كالكسائؿ الكفيمة بردع كمتابعة جرائـ الفساد كالمفسديف كمعاقبتيـ‪ ،‬كلعؿ ىذه النقائص كانت‬
‫الدافع األساسي باستحداث ىيئة أخرل‪ ،‬تتمتع بسمطتي الردع كالقمع مف أجؿ خمؽ نظاـ رقابي متكامؿ‬
‫تتمثؿ في ديكاف المركزم لقمع الفساد‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الديواف المركزي لقمع الفساد‪.‬‬

‫تـ إنشاء ىذا الجياز في إطار تعزيز المساعي الرامية نحك مضاعفة الجيكد لمحد مف أشكاؿ الفساد‪،‬‬
‫خاصة ما تعمؽ بمجاؿ إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كقد استحدث ىذا األخير بمكجب المادة ‪ 24‬مكرر مف‬

‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫(ؽ كؼ ـ) كآلية لدعـ الدكر الرقابي لمييئة الكطنية لمكافحة الفساد‪ ،‬يتمتع بسمطات قمعية كردعية مف‬
‫شأنيا أف تحد مف أشكاؿ الفساد الذم قد يعترم مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صالحيات الديواف في مجاؿ قمع جرائـ الصفقات‪.‬‬

‫يعد الديكاف المركزم لقمع الفساد طبقا لممادة ‪ 02‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 426/11‬مصمحة مركزية‬
‫عممياتية لمشرطة القضائية‪ ،1‬تختص بالبحث كالتحرم عف جرائـ الفساد كمعاينتيا‪ ،‬كبذلؾ فيك ليس سمطة‬
‫إدارية كانما جياز يمارس صبلحياتو تحت إشراؼ القضاء‪ ،‬ميمتو األساسية البحث كالتحرم عف جرائـ‬
‫الفساد كاحالة مرتكبييا عمى العدالة‪ ،‬كيتمتع ىذا األخير في ىذا اإلطار بجممة مف الصبلحيات حددتيا‬
‫أحكاـ المادة ‪ 05‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،426/11‬كالتي يمكف إجماليا في‪:‬‬

‫‪ -‬جمع كؿ المعمكمات التي تسمح بالكشؼ عف أفعاؿ الفساد كمكافحتيا كمركزة ذلؾ كاستغبللو‪.‬‬

‫‪ -‬جمع األدلة كالقياـ بالتحقيقات في كقائع الفساد كاحالة مرتكبييا لممثكؿ أماـ الجيات القضائية‬
‫المختصة‪.‬‬

‫‪ -‬تطكير التعاكف كالتساند مع ىيئات مكافحة الفساد كتبادؿ المعمكمات بشأف التحقيقات الجارية‪.‬‬

‫‪ -‬اقتراح كؿ إجراء مف شأنو المحافظة عمى حسف سير التحريات التي يتكالىا عمى السمطات المختصة‪.‬‬

‫م ا يبلحظ عمى الصبلحيات المخكؿ لمديكاف أنيا تكتسي طابع التنكع‪ ،‬فيي تجمع بيف جانب الرقابة‬
‫كالردع كاالقتراح في بعض األحياف‪ ،2‬كىك ما يشكؿ اختبلفا جكىريا مقارنة باالختصاصات المككمة لمييئة‬
‫الكطنية لمكافحة الفساد‪ ،‬كالتي تنحصر في جانبيا الكقائي‪ ،‬إذ أف ىذه األخيرة ككما سمفت اإلشارة ال‬
‫تتمتع بصبلحية تحريؾ الدعكل العمكمية في حاؿ تكصميا لكقائع قد تشكؿ إحدل جرائـ الفساد‪ ،‬لذلؾ فإف‬
‫سمطات الديكاف ال تنحصر في البحث كالتحرم كجمع األدلة‪ ،‬كانما إلى جانب ذلؾ فيك يتمتع بصبلحيات‬
‫ذات طابع قمعي تتمثؿ في إحالة مرتكبي جرائـ الفساد أماـ الجيات المختصة كبالتالي إمكانية تحريؾ‬
‫الدعكل العمكمية‪.‬‬

‫كقد أحسف المشرع في ذلؾ‪ ،‬كىك األمر الذم مف شأنو أف يشكؿ ضمانة فعالة في قمع جرائـ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬ىذا كاف عمؿ الديكاف عمى التعاكف كالتساند مع ىيئات مكافحة الفساد كتبادؿ‬
‫المعمكمات بمناسبة التحقيقات الجارية مف شأنو أف يشكؿ الطابع التكاممي لمرقابة الممارسة بيف الييئة‬
‫الكطنية لمكافحة الفساد كالديكاف المركزم لقمع الفساد‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 02‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،426/11‬يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو ككيفيات سيره المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحاج عمي بدر الديف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬القواعد التي تحكـ سير الديواف المركزي لقمع الفساد‪.‬‬

‫قد حددت قكاعد سير ىذا األخير بمكجب المكاد مف ‪ 19‬إلى ‪ 22‬مف المرسكـ الرئاسي ‪،426/11‬‬
‫كطبقا لممادة ‪ 19‬مف ىذا المرسكـ‪ ،‬يجب عمى أعكاف كضباط الشرطة القضائية التابعكف لمديكاف التقيد‬
‫أثناء ممارسة مياميـ باألحكاـ المقررة في كؿ مف قانكف إجراءات الجزائية كقانكف الكقاية مف الفساد‬
‫كمكافحتو‪ ،‬كليـ في ذلؾ كطبقا لممادة ‪ 20‬استعماؿ كؿ الكسائؿ المنصكص عمييا في التشريع كالسارم‬
‫المفعكؿ مف أجؿ جمع المعمكمات المتعمقة بمياميـ‪ ،‬كما يمكف لمضباط التابعكف لمديكاف عف الضركرة‬
‫االستعانة بمساىمة ضباط كأعكاف الشرطة القضائية التابعيف لمصالح الشرطة القضائية األخرل‪،1‬‬
‫كيتبادلكف الكسائؿ المشتركة المكضكعة تحت تصرفيـ عمى أف يشيركا في مباشرة إجراءاتيـ إلى المساىمة‬
‫التي تمقاىا كؿ منيـ في سير التحقيؽ‪.2‬‬

‫يتعيف عمى ضباط الشرطة القضائية في كؿ الحاالت إعبلـ ككيؿ الجميكرية لدل المحكمة الكائف‬
‫بيا مكاف الجريمة‪ ،‬كأف يقدمكا لو أصؿ الممؼ مرفؽ بنسختيف مف إجراءات التحقيؽ‪ ،‬كالذم يرسمو بدكره‬
‫النسخة الثانية إلى النائب العاـ لدل المجمس القضائي التابعة لو المحكمة المختصة‪ ،3‬كيتـ تبميغ ككيؿ‬
‫الجميكرية المختص إقميميا بالجريمة الذم يكصي بدكره السمطة السممية باتخاذ كافة اإلجراءات التحفظية‬
‫الضركرية عندما يككف عكف عمكمي مكضع شبية في كقائع تتعمؽ بالفساد‪.4‬‬

‫ثالثا‪ :‬تقييـ الدور الرقابي لمديواف المركزي لقمع الفساد‪.‬‬

‫عمى الرغـ مف اآلليات المخكلة ليذا األخير قصد تمكينو مف قمع مختمؼ أشكاؿ الفساد‪ ،‬إال أف‬
‫ىناؾ بعض األمكر مف شأنيا أف تعمؿ عمى الحد مف استقبلليتو في أداء ميامو الرقابية كتتمثؿ أىـ‬
‫المظاىر التي تحد مف استقبلليتو في‪:‬‬

‫‪ -/1‬عدـ تمتع الديواف بالشخصية المعنوية واالستقالؿ المالي‪:‬‬

‫كىك ما ينجـ عنو العديد مف اآلثار مف بينيا عدـ أىميتو في التعاقد‪ ،‬كىك ما يتعارض حسب رأينا مع‬
‫دكره في العمؿ عمى تطكير التعاكف كالتساند مع ىيئات مكافحة الفساد كتبادؿ المعمكمات بمناسبة‬
‫التحقيقات الجارية ‪ ،‬إلى جانب تقييده في مجاؿ إعداد الميزانية‪ ،‬حيث يعد المدير العاـ الديكاف الميزانية‬
‫كيعرضيا عمى كزير العدؿ حافظ األختاـ‪ ،‬مما يمس باستقبلليتو في تسيير شؤكنو المالية كاإلدارية كالتي‬
‫مف شأنيا أف تنعكس سمبا عمى دكره الحقيقي في الكشؼ عف جرائـ الفساد‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2/20‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،426/11‬يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو ككيفيات سيره المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 21‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،426/11‬يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو ككيفيات سيره المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 40‬مكرر‪ 1‬مف األمر رقـ ‪ ،155/66‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 22‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،426/11‬يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو ككيفيات سيره المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -/2‬ىيمنة السمطة التنفيذية عمى الديواف‪:‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 08‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 426/11‬فإف عدد مف ضابط كأعكاف الشرطة القضائييف‬
‫كالمكظفيف المكضكعيف تحت تصرؼ الديكاف‪ ،‬يتـ تعيينيـ بمكجب قرار مشترؾ بيف كزير العدؿ حافظ‬
‫األختاـ كالكزير المعني‪ ،‬أم كزير الدفاع أك كزير الداخمية حسب الحالة‪ ،‬فضبل عف ذلؾ تتمتع السمطة‬
‫التنفيذية بصبلحية تعييف المدير العاـ لمديكاف بمكجب مرسكـ رئاسي بناء عمى اقتراح كزير المالية‪ ،1‬كىك‬
‫ما يفرض منطؽ الكالء كالخضكع لسمطة التعييف‪ ،‬كىك ما يشكؾ مف استقبللية ىذا الجياز‪ ،‬إلى جانب‬
‫ذلؾ لـ يحدد المشرع مدة العيدة التي يمكف مف خبلليا لؤلعضاء ممارسة مياميـ‪ ،‬مما يسح لمسمطة‬
‫التنفيذية بالتأثير عمى األعضاء مف خبلؿ القياـ بعزليـ في أم كقت في حالة عدـ االستجابة لرغباتيا‪،‬‬
‫ذلؾ أف تحديد المدة كقابميتيا لمتجديد تعد ضمانة لحماية أعضاء الديكاف مف أشكاؿ التكقيؼ التعسفي‪.2‬‬

‫إلى جانب ذلؾ فإننا نبلحظ؛ تناقض المشرع مف خبلؿ النص عمى أف الديكاف يعد مصمحة مركزية‬
‫عممياتية لمشرطة القضائية كيتمتع باالستقبلؿ في عممو كتسييره‪ ،‬كمف جية أخرل أقر تبعية ىذا األخير‬
‫لسمطة كزير العدؿ حافظ األختاـ‪ ،3‬مما يجعمو في عبلقة تبعية ليذا األخير مما يؤثر عمى استقبلليتو في‬
‫أداء ميامو الرقابية كالتي تتجسد بكضكح مف خبلؿ رفع ىذا األخير لمتقرير السنكم لكزير العدؿ‪ ،‬كىك ما‬
‫يشكؿ مظير مف مظاىر الرقابة عمى أعماؿ الديكاف‪.‬‬

‫كؿ ىذه النقائص مف شأنيا أف تحد مف فعالية الجياز في متابعة جرائـ الفساد كالصفقات العمكمية‬
‫خصكصا‪ ،‬كتضعؼ مف مساىمتو في بناء نظاـ رقابي متكامؿ‪ ،‬لذلؾ فإف أىـ التحديات التي تكاجو ىذه‬
‫الييئات‪ ،‬ىك كيؼ يمكف ليذه األخير ممارسة مياميا بكؿ حيادية طالما أنيا تخضع لييمنة السمطة‬
‫التنفيذية مثمما أشرنا‪ ،‬لتمعب دكرىا األساسي في محاربة أشكاؿ الفساد‪.‬‬

‫فمنذ مصادقة الجزائر عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد عرفت العديد مف اليياكؿ الرقابية‪،‬‬
‫إال أف سيطرت الجياز التنفيذم عمى استقبلليتيا خاصة في ظؿ تكرط كبار المسؤكليف كأقاربيـ في بعض‬
‫القضايا‪ ،‬كمحدكدية اآلليات المخكلة ليا جعؿ منيا مؤسسات كىياكؿ شكمية غير فاعمة في مكاجية أشكاؿ‬
‫الفساد‪ ،‬كخير دليؿ عمى ذلؾ أف الجزائر لـ تسجؿ أم تحسف في ترتيبيا في المؤشرات الدكلية لمفساد‪،‬‬
‫كانما عرفت استفحاال أكثر لفضائح الفساد كتكغمو في أكثر القطاعات الحساسة كاإلستراتيجية في‬
‫االقتصاد الكطني‪ ،‬مما يدؿ عمى اإلرادة السياسية الضعيفة التي تتعايش مع الفساد كالسيطرة عمى الييئات‬
‫الرقابية كاضعاؼ دكرىا الرقابي‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 10‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،426/11‬يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو ككيفيات سيره المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬نكرة ىاركف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.320‬‬
‫‪ -3‬نصت المادة مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 426/11‬بقكليا " يكضع الديكاف لدل الكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬كيتمتع باالستقبلؿ في عممو كتسييره "‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪:‬‬
‫ضمانات متابعة جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تقتضي عممية تفعيؿ القكاعد اإلجرائية التي رصدىا المشرع لمتابعة مختمؼ أشكاؿ الفساد‪ ،‬تضافر‬
‫العديد مف الجيكد كتكامميا‪ ،‬نظ ار لطابع السرية كالخصكصية التي أضحت تمتاز بيا مختمؼ جرائـ الفساد‬
‫التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬مما يستدعي تدخؿ بعض الفئات تمكينان كتدليبلن لمعقبات التي‬
‫تعترض مجاؿ البحث كالتحرم‪ ،‬كالتي تعمب محك ار أساسيا في البحث كالتقصي عف الحقائؽ‪ ،‬مف شيكد‬
‫كخبراء كمبمغيف كضحايا‪ ،‬مما يبرر الحث عف اإلببلغ عف الجرائـ كايجاد صمة لتشجيع التعاكف‪ ،‬كنظ ار‬
‫لمدكر الذم تمعبو ىذه الفئات في الكشؼ عف حقائؽ كخبايا جرائـ الصفقات كالفساد عمكما جعميا عرضة‬
‫لمختمؼ أشكاؿ الضغكطات‪ ،‬التي قد تؤدم إلى إحجاميـ عف أداء الشيادة أك التبميغ مما يؤدم إلى‬
‫طمس معالـ الجريمة كعرقمة سير مرفؽ العدالة‪.1‬‬

‫األمر الذم يقتضي إحاطة ىذه الفئات كافادتيا بحماية قانكنية تكفؿ أمنيا كسبلمتيا (الفرع األكؿ)‪،‬‬
‫ىذه المتابعة كاف عكست جديتيا في قمع أشكاؿ الفساد قد تعترييا بعض الصعكبات كالعقبات التي تعد‬
‫بمثابة قيكد قد تعطؿ كتحد مف فعالية ىذه اآلليات (الفرع الثاني)‪ ،‬التي عمؿ المشرع عمى مكاجيتيا‬
‫بتكسيع مجاؿ المتابعة ليشمؿ مختمؼ الفئات‪ ،‬كمف مف أجؿ ذلؾ فقد اشتممت أحكاـ قانكف الكقاية مف‬
‫الفساد كمكافحتو عمى جممة مف الجزاءات تنكعت تبعا لتنكع الجرائـ كاألشخاص‪ ،‬كالتي مف شأنيا أف‬
‫تضع حدا ألشكاؿ االنحراؼ التي تمس بالماؿ العاـ (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األوؿ‪:‬‬
‫حماية األشخاص الفاعميف في متابعة جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تقتضي عممية تشجيع اإلببلغ عف جرائـ الصفقات العمكمية كالفساد عمكما‪ ،‬تكفير قدر مف الحماية‬
‫القانكنية لمختمؼ الفاعميف في مجاؿ الكشؼ عف ىذا النكع الجرائـ‪ ،‬مف شيكد كخبراء كمبمغيف كضحايا‪،‬‬
‫ذلؾ أف مقدرة أم مف ىذه الفئات عمى اإلدالء بشيادتو في محيط قضائي‪ ،‬أك التعاكف مع السمطات‬
‫المختصة عمى إنفاذ القانكف في التحقيقات كالمتابعة الرامية لمكصكؿ إلى الحقائؽ‪ ،‬ككشؼ الضالعيف في‬
‫ارتكاب مثؿ ىذه الجرائـ التي اكتست طابع السرية‪ ،‬يعد عامؿ أساسي في صكف حكـ القانكف‪ ،2‬كىك ما‬
‫دفع المشرع إلى إحاطة ىذه الفئات بجممة مف التدابير القانكنية المتميزة التي تؤمف سبلمتيـ مف مختمؼ‬

‫‪ -1‬أميف مصطفى محمد‪ ،‬حماية الشيكد في قانكف اإلجراءات الجنائية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار المطبكعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2010 ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ -2‬جيبللي ماينك‪ ،‬الحماية القانكنية ألمف الشيكد في التشريعات المغاربية (دراسة في التشريع الجزائرم كالمغربي كالتكنسي)‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة‬
‫كالقانكف‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد الرابع عشر‪ ،‬جانفي ‪ ،2016‬ص ‪.260‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أشكاؿ التيديد كاالنتقاـ‪ ،‬كالتي قد تؤدم إلى إحجاميـ عف اإلدالء بالشيادة كالتبميغ عف الجرائـ‪ ،1‬كتتمثؿ‬
‫ىذه التدابير في‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تدابير الحماية الموضوعية‪.‬‬

‫أفرد المشرع جممة مف التدابير لحماية الشيكد كالخبراء كالمبمغيف التي تضمف سبلمتيـ كسبلمة‬
‫أقاربيـ كمصالحيـ األساسية مف مختمؼ أشكاؿ الضغكطات‪ ،‬التي قد يتعرضكف ليا نتيجة تعامميـ في‬
‫الكشؼ عف خيكط الجريمة‪ ،‬كذلؾ بمعاقبة كؿ مف ييدد أمف كسبلمة الشيكد كالخبراء كالمبمغيف كالضحايا‬
‫كأفراد أسرىـ كسائر األشخاص كثيقي الصمة بيـ طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 19‬مف (ؽ إ ج ج )‪ ،‬كالمادة ‪45‬‬
‫مف (ؽ ك ـ ؼ) التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف ستة (‪ )6‬أشير إلى خمس (‪ )5‬سنكات كبغرامة‬
‫مف ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج كؿ شخص يمجأ إلى االنتقاـ أك الترىيب أك التيديد بأية طريقة‬
‫كانت أك بأم شكؿ مف األشكاؿ ضد الشيكد أك الخبراء أك الضحايا أك المبمغيف أك أفراد عائبلتيـ كسائر‬
‫األشخاص كثيقي الصمة بيـ "‪ ،‬مما يشكؿ عامبل مف عكامؿ تشجيع اإلببلغ عف جرائـ الفساد بما فييا‬
‫جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كتتمثؿ ىذه التدابير طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 20‬مف (ؽ إ ج ج) في‪:‬‬

‫‪ -‬إخفاء المعمكمات المتعمقة باليكية‪.‬‬


‫‪ -‬كضع رقـ ىاتفي خاص تحت تصرفو بيدؼ تمكينو مف الكصكؿ بسرعة إلى الضابط المكمؼ في حاؿ‬
‫حدكث أم طارئ‪.2‬‬
‫‪ -‬تمكينو مف نقطة اتصاؿ لدل مصالح األمف‪ :‬كذلؾ بتعييف مكظؼ اتصاؿ بيف الفئة التي تقرر إفادتيا‬
‫بتدابير الحماية كمصالح األمف‪ ،‬مف أجؿ تكفير سيكلة االتصاؿ كالتدخؿ إف اقتضى األمر كقت‬
‫الحاجة‪.3‬‬
‫‪ -‬ضماف حماية جسدية مقربة لو مع إمكانية تكسيعيا ألفراد عائمتو كأقاربو كالمحتمؿ تعرضيـ لمخطر‬
‫مما يفرض تحقيؽ أمنيـ كسبلمتيـ مف خبلؿ تخصيص فريؽ أمني مف رجاؿ الشرطة لمتدخؿ متى‬
‫اقتضى األمر ذلؾ‪ ،‬إلى جانب كضع أجيزة تقنية كقائية بمسكنو ( مثؿ كاميرات المراقبة)‪.‬‬
‫‪ -‬تسجيؿ المكالمات الياتفية التي يتمقاىا أك يجرييا بشرط مكافقتو الصريحة‪ ،‬كذلؾ إلثبات أم مكالمة‬
‫تحمؿ طابع التيديد‪.‬‬
‫‪ -‬تغيير مكاف إقامتو كالت ي تعد مف أىـ التدابير المعتادة لحمايتيـ مف أشكاؿ التيديد‪ ،‬كذلؾ بتغيير‬
‫مكاف إقامتيـ كتأمينيا ليـ كألفراد أسرىـ كأقاربيـ لفترة زمنية معينة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪ -2‬مريـ لككاؿ‪ ،‬اآلليات القانكنية المستحدثة لحماية الشيكد كالخبراء كالضحايا بمكجب األمر ‪ 02/15‬المعدؿ لقانكف اإلجراءات الجزائية (دراسة‬
‫مقارنة)‪ ،‬حكليات جامعة الجزائر‪ ،‬العدد الكاحد كالثبلثكف‪ ،2017 ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ -3‬أميف مصطفى محمد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬منحو مساعدة اجتماعية أك مالية‪ ،‬فقد تؤدم تدابير الحماية إلى تكقؼ أحد عناصر ىذه الفئات عف‬
‫ممارسة نشاطو الكظيفي أك الميني أك التجارم‪ ،‬كما قد تقتضي ضركرات الحماية عدـ التنقؿ إلى أم‬
‫مكاف مما قد يمنعيـ مف الكسب مما يمكنيـ كفقا ليذا التدبير الحصكؿ عمى مساعدات اجتماعية‬
‫كمالية لتأميف حاجياتيـ‪ ،‬إال أف المشرع لـ يبيف آليات كشركط كشكؿ صرؼ ىذه المنح‪ ،‬كىك ما يعد‬
‫ضركرم لتفعيؿ ىذا اإلج ارء‪.‬‬

‫يمكف اتخاذ ىذه التدابير قبؿ مباشرة المتابعات الجزائية‪ ،‬كفي أم مرحمة مف مراحؿ المتابعة‪ ،‬كيجكز‬
‫لمسمطة القضائية المختصة أف تتخذ ىذه التدابير مف تمقاء نفسيا أك بناء عمى طمب ضابط الشرطة‬
‫القضائية أك طمب الشخص المعني بالحماية‪ ،‬كىذا طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 21‬مف (ؽ إ ج ج)‪.‬‬

‫كتعكد السمطة في اتخاذ قرار بإفادة الشاىد أك الخبير بتدابير مناسبة لضماف حماية فعالة لككيؿ‬
‫الجميكرية‪ ،‬بالتشاكر مع الجيات المختصة‪ ،‬كبمجرد فتح التحقيؽ فإف سمطة اتخاذ ىذه التدابير تؤكؿ إلى‬
‫قاضي التحقيؽ المخطر‪ ،‬عمى أف تؤكؿ في كؿ األحكاؿ متابعة تدابير الحماية كتنفيذىا لككيؿ‬
‫الجميكرية‪ ،1‬كتبقى ىذه التدابير المتخذة سارية مادامت األسباب التي بررتيا قائمة‪ ،‬عمى أف يمكف تعديميا‬
‫بتخفيضيا أك تشديدىا تبعا لخطكرة التيديد‪ ،‬إذا ما تبث أنيا غير كافية لتكفير الحماية المتطمبة‪ ،‬أك أف‬
‫تطكر إجراءات المتابعة تقتضي ذلؾ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تدابير الحماية اإلجرائية‪.‬‬

‫أقر المشرع إلى جانب تمؾ التدابير الغير اإلجرائية‪ ،‬تدابير إجرائية أخرل تتمثؿ في‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ الكشؼ عف ىكية الشيكد كالخبراء كمنحيـ ىكية مستعارة كتضمنييا ضمف أكراؽ اإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -‬اإلشارة بدال مف عنكانيـ الحقيقي لعنكاف مقر الشرطة القضائية أيف تـ سماعو‪ ،‬أك إلى الجية القضائية‬
‫التي سيؤكؿ إلييا النظر في القضية‪.‬‬

‫كاذا رأل قاضي التحقيؽ أف شاىدا أك خبي ار معرض لخطر جدم‪ ،‬كقرر عدـ ذكر ىكيتو‪ ،‬ككذا‬
‫بياناتو الشخصية النصكص عمييا في المادة ‪ 93‬مف (ؽ إ ج ج)‪ ،‬فيجب عميو أف يشير في محضر‬
‫السماع إلى األسباب التي بررت ذلؾ‪ ،‬كىك ما يحكؿ دكف التعسؼ في استعماؿ السرية دكنما أسباب جدية‬
‫تستدعي ذلؾ‪ ،‬كيككف عمى قاضي التحقيؽ حفظ المعمكمات السرية المتعمقة بالشاىد أك الخبير في ممؼ‬
‫خاص يككف تحت تصرفو‪ ،2‬مع اتخاذ كافة التدابير البلزمة لمحفاظ عمى سرية ىكية الشاىد بما في ذلؾ‬
‫منعو مف اإلجابة عف األسئمة التي يمكف أف تؤدم لمكشؼ عف ىكيتو‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 22‬مف األمر رقـ ‪ ،155/66‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 24‬مف األمر رقـ ‪ ،155/66‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 65‬مكرر ‪ 25‬مف األمر رقـ ‪ ،155/66‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كأما إذا أحيمت القضية إلى جية الحكـ‪ ،‬فيتعيف عمى ىذه األخيرة أف تقرر إذا ما كانت معرفة ىكية‬
‫الشخص ضركرية لممارسة حقكؽ الدفاع‪ ،‬كذلؾ بالنظر لمعطيات القضية طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 26‬مف‬
‫(ؽ إ ج ج)‪ ،‬ذلؾ أنو مف ضمانات المحاكمة العادلة مبدأ الكجاىية‪ ،‬أم ضركرة مكاجية المتيـ كالشيكد‪،‬‬
‫كالمتيميف كالشيكد فيما بينيـ‪ ،1‬كال يمكف إغفاؿ ىذا المبدأ العاـ إال إذا كاف اإلدالء بالشيادة مف شأنو‬
‫المساس بحياة الشيكد كسبلمتيـ كحياة األشخاص كثيقي الصمة بيـ‪.‬‬

‫كىك ما دفع بالعديد مف الدكؿ باألخذ بالشيادة المجيمة (تجييؿ الشيادة) ‪ ،‬أك ما يسمى باإلغفاؿ أك‬
‫اإلخفاء‪ 2‬مف خبلؿ حجب بيانات الشاىد أك الخبير أك المبمغ أك الضحية‪ ،‬كالتي تبناىا المشرع كاستثناء‬
‫في بعض الجرائـ‪ ،‬كاذا ما أقرت المحكمة عدـ الكشؼ عف ىكية أك عنكاف الشاىد أك الخبير‪ ،‬فإف أم‬
‫مخالفة ليذا اإلجراء يعاقب صاحبو طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 28‬مف (ؽ إ ج ج) بالحبس مف ستة (‪)6‬‬
‫أشير إلى خمس (‪ )5‬سنكات كبغرامة مف ‪ 50.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‪.‬‬

‫مسايرة مف المشرع لؤلحداث كالتطكرات التقنية في مجاؿ المتابعة كالكشؼ عف الحقائؽ‪ ،‬كترجمة‬
‫لمقتضيات اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد أجاز طبقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 27‬مف ( ؽ إ ج ج) لقاضي‬
‫الحكـ إما تمقائيا أك بطمب مف األطراؼ‪ ،‬سماع الشاىد مخفي اليكية عف طريؽ كضع كسائؿ تقنية تسمح‬
‫بإخفاء ىكيتو مف خبلؿ استغبلؿ تقنيات االتصاؿ الحديثة‪ ،‬بما في ذلؾ السماع عف طريؽ المحادثة‬
‫المرئية عف بعد كاستعماؿ األساليب التي ال تسمح بالكشؼ عف ىكيتيـ بتغيير نبرات الصكت‪ ،3‬كىك ما‬
‫يعد تكريسا ألحكاـ المادة ‪ 2/15‬مف القانكف ‪ 03/15‬المتعمؽ بعصرنة العدالة كالتي أفادت بقكليا " يمكف‬
‫جية الحكـ أيضا أف تستعمؿ المحادثة المرئية عف بعد لسماع الشيكد كاألطراؼ المدنية كالخبراء "‪ ،4‬كتتـ‬
‫عممية االستماع أك المكاجية باستعماؿ ىذه التقنية بمقر المحكمة األقرب مف مكاف إقامة الشخص‬
‫المطمكب تمقي تصريحاتو كذلؾ بحضكر ككيؿ الجميكرية المختص إقميميا كأميف الضبط‪ ،‬بعد تحقؽ ككيؿ‬
‫الجميكرية مف ىكية الشخص المراد سماعو كتحرير محضر لذلؾ‪.‬‬

‫قيد المشرع الجزائرم طبقا لممادة ‪ 14‬مف القانكف ‪ 03/15‬المتعمؽ بعصرنة العدالة ىذه العممية بجممة‬
‫مف الضكابط بقكليا " أف يقتضي بعد المسافة كضركرات حسف سير العدالة ذلؾ مع احتراـ الحقكؽ‬
‫كالقكاعد المنصكص عمييا في قانكف إجراءات الجزائية‪ ،‬مع ضماف سرية اإلرساؿ كأمانتو‪ ،‬كأف يتـ تسجيؿ‬
‫التصريحات عمى دعامة تضمف سبلمتيا كترفؽ بممؼ اإلجراءات‪ ،‬مع تدكيف ىذه التصريحات كاممة‬
‫كحرفيا عمى محضر يكقع مف قبؿ القاضي المكمؼ بالممؼ كأميف الضبط "‪.‬‬

‫‪ -1‬مريـ لككاؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ -2‬عبد المجيد لخذارم‪ ،‬حماية الشيكد في ظؿ االتفاقية العربية لمكافحة الفساد‪ ،‬الممتقى الدكلي الخامس عشر حكؿ "الفساد كآليات مكافحتو في‬
‫الدكؿ المغاربية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد حيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يكمي ‪ ،2015/04/14-13‬ص ‪.148‬‬
‫‪ -3‬خالد مكسى تكني‪ ،‬الحماية الجنائية اإلجرائية لمشيكد (دراسة مقارنة)‪،‬ط‪ ،1‬دار النيضة العربية‪ ،‬القاىرة‪ ،2010 ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -4‬القانكف رقـ ‪ ،03/15‬المؤرخ في ‪ ،2015/02/01‬المتعمؽ بعصرنة العدالة‪ ،‬ج ر ج ج العدد (‪ )06‬الصادرة بتاريخ ‪.2015/02/10‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ما يبلحظ أف المشرع الجزائرم قد أغفؿ إمكانية االستعانة بمترجـ أثناء استخداـ ىذه التقنية التي قد‬
‫تقتضي ذلؾ في بعض الحاالت‪ ،‬خبلفا لممشرع الفرنسي الذم أقر إمكانية االستعانة بيذا األخير سكاء‬
‫عند الشيادة أك االستجكاب أك المكاجية طبقا لممادة ‪ 71-706‬مف (ؽ إ ج ؼ)‪ ،‬فضبل عف عدـ قيامو‬
‫بتحديد مدة االحتفاظ بيذه التسجيبلت تبعا لممشرع الفرنسي الذم حددىا بمدة سرياف الدعكل العمكمية‬
‫طبقا لممادة ‪ 102-706‬مف (ؽ إ ج ؼ)‪.‬‬

‫كتطبيقا لممادة ‪ 65‬مكرر‪ 27‬مف (ؽ إ ج ج) فإف المعمكمات التي يكشؼ عنيا الشاىد مخفي اليكية‬
‫تعد مجرد استدالالت‪ ،‬ال يمكف أف تشكؿ لكحدىا دليبل يستند عميو كأساس لئلدانة ما لـ تدعـ بأدلة أخرل‬
‫مدينة لممتيـ‪ ،‬لذلؾ يجكز لممحكمة استثناء السماح بالكشؼ عف ىكية الشاىد بعد مكافقتو‪ ،‬كاتخاذ كافة‬
‫التدابير البلزمة التي تؤمف حياتو كحياة عائمتو كأقاربو ككؿ األشخاص كثيقي الصمة بو‪ ،‬كذلؾ متى كانت‬
‫تصريحات الشاىد مخفي اليكية تعد الدليؿ الكحيد‪ ،‬كبذلؾ يككف المشرع قد تشدد في اإلفصاح عف ىكية‬
‫الشاىد كاضعا سبلمتو فكؽ كؿ اعتبار‪.‬‬

‫كتبعا لما سبؽ كعمى الرغـ مف إيجابيات التعديبلت التي استحدثيا المشرع الجزائرم في تأميف‬
‫الحماية لمشيكد كالخبراء كالضحايا‪ ،‬إال أننا نتساءؿ عف سبب إسقاط المشرع لفئة المبمغيف مف تدابير‬
‫الحماية التي أقرتيا أحكاـ قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬كىي الفئة التي خصيا المشرع بالحماية مبك ار‬
‫بمكجب أحكاـ المادة ‪ 45‬مف (ؽ ك ؼ ـ)‪ ،‬فيؿ يعد ذلؾ سيك تشريعيا؟ أـ أف المشرع قد كضع المبمغ‬
‫مكضع الشاىد؟ أـ أف المشرع ينكم إحاطة ىذه الفئة بقانكف خاص تبعا لما أخذت بو بعض الدكؿ‬
‫كالمشرع التكنسي مثبل‪1‬؟‬

‫ىذا؛ كباإلضافة إلى ذلؾ فقد جاء النص القانكني لممادة ‪ 45‬مف (ؽ كؼ ـ) قاص ار بحيث أف المشرع‬
‫لـ يبيف مف خبللو صراحة كضع ىذه الفئات في القضية‪ ،‬كال المخاطر المحدقة بيـ‪ ،‬كال يكفر أم ضمانة‬
‫لحمايتيـ سكل معاقبة كؿ مف يمجأ إلى االنتقاـ أك الترىيب أك التيديد بأم شكؿ مف األشكاؿ ضد ىذه‬
‫الفئات‪ ،‬كحبذا لك خص المشرع الجزائرم ىذه الفئات بقانكف خاص تبعا لما أخذت بو بعض الدكؿ‬
‫كالمشرع التكنسي كاألردني الذم أقر نظاـ لحماية المبمغيف كالشيكد كالمخبريف كالخبراء في قضايا الفساد‬
‫كأقاربيـ كاألشخاص كثيقي الصمة بيـ‪ ،‬كالذم كفر مف خبللو جممة مف التدابير لحماية المكظؼ الشاىد‬
‫أك المبمغ عف جرائـ الفساد مف أشكاؿ المضايقات‪ ،‬كاإلجراءات التعسفية التي قد يتعرض ليا مف قبؿ‬
‫مسؤكلي اإلدارة‪ ،‬كالتي قد تتسبب في حرمانو مف الترقية أك الخصكمات المالية أك النقؿ كغيرىا مف‬
‫اإلجراءات التي تعد في حقيقتيا شكؿ مف أشكاؿ العقاب مع إمكانية أف تسبغيا اإلدارة طابع المشركعية‬

‫‪ -1‬تقر بعض الدكؿ كضع قكانيف خاصة قصد تكفير الحماية لممبمغيف عف جرائـ الفساد مف بينيا المشرع التكنسي الذم أقر ذلؾ بمكجب القانكف‬
‫األساسي العدد ‪ 10‬لسنة ‪ ،2017‬المؤرخ في ‪ ،2017/03/07‬المتعمؽ باإلببلغ عف جرائـ الفساد كحماية المبمغيف‪ ،‬الرائد الرسمي‪ ،‬عدد (‪)20‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪.2017/03/10‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إخفاء لمغرض األساسي منيا‪ ،‬كىك معاقبة المكظؼ حاؿ قيامو باإلببلغ أك الشيادة‪ ،1‬كذلؾ بمنع اتخاذ أم‬
‫قرار يغير مف المركز القانكني أك اإلدارم ليـ أك ينتقص مف حقكقيـ أك يحرميـ منيا‪ ،‬أك أم إجراء آخر‬
‫يؤدم إلى إساءة معاممتيـ أك اإلساءة لمكانتيـ أك لسمعتيـ‪.2‬‬

‫كىك ما تداركو المشرع في مشركع تعديمو لمقانكف رقـ ‪ 01/06‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو‬
‫لسنة ‪ ،2019‬الذم كفر مف خبلؿ أحكاـ المادة ‪ 45‬مكرر منو حماية أكثر لممكظؼ المبمغ عف جرائـ‬
‫الفساد بقكلو " دكف اإلخبلؿ بأحكاـ المادة ‪ 45‬مف ىذا القانكف‪ ،‬ال يجكز اتخاذ أم إجراء يمس بكظيفة أك‬
‫بظركؼ عمؿ الشخص الذم يقكـ باإلببلغ عف أفعاؿ الفساد أك بكشفيا لمسمطات" بؿ كأكثر مف ذلؾ فقد‬
‫أجاز لممعني أف يطمب مف قاضي االستعجاؿ كقؼ اإلجراءات التي اتخذت ضده‪ ،‬دكف اإلخبلؿ بحقو في‬
‫طمب التعكيض"‪ ،‬كىذا ما مف شأنو أف يشجع اإلببلغ عف مختمؼ جرائـ الفساد التي يتـ كشفيا مف قبؿ‬
‫المكظفيف أثناء مباشرة مياميـ‪ ،‬كيشكؿ في نفس الكقت ضمانة لحمايتيـ مف أشكاؿ الضغكطات‬
‫كاإلجراءات التعسفية التي قد تتخذ في حقيـ مف قبؿ مسؤكلييـ عند قياميـ باإلببلغ سكاء كانت في شكؿ‬
‫عقا ب إدارم أك مضايقات‪ ،‬ذلؾ أف غياب ىذا النكع الحماية سيؤدم حتما إلى إحجاـ المكظفيف عف‬
‫التبميغ‪ ،‬كبيذا يككف المشرع الجزائرم كمف خبلؿ ىذا التعديؿ قد سد النقص التشريعي في ىذا الجانب‬
‫كساير في ذلؾ مختمؼ التشريعات المقارنة التي كفرت مثؿ ىذه الحماية لممكظفيف تشجيعا لمكشؼ عف‬
‫جرائـ الفساد بمختمؼ صكرىا‪ ،‬كاقامة منظكمة فعالة لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫كمف أجؿ تحقيؽ فعالية أكثر‪ ،‬فحبذا لك يعمؿ المشرع إلى جانب تكفير الحماية تقديـ مكافأة مالية‬
‫تبعا في ذلؾ لما أقرتو أحكاـ المادة ‪ 231‬مف (ؽ إ ج ج) التي أفادت بقكليا " تقبؿ سماع شيادة مف يقرر‬
‫لو القانكف مكافأة مالية إلببلغو بالحادث‪ ،‬كذلؾ ما لـ تعارض النيابة العامة في سماع شيادتو "‪ ،‬فعمى‬
‫الرغـ مف عمكمية ىذا النص‪ ،‬كالتي تفيد شمكليتو لجميع الجرائـ بما فييا جرائـ الفساد التي تعترم مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬إال أنو كنظ ار لطابع السرية الذم يميز ىذا النكع مف الجرائـ فقد كاف مف األحسف لك‬
‫أقرىا المشرع بصريح النص ضمف أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو مثمما أقرىا بصريح النص‬
‫ضمف أحكاـ المادة ‪ 05‬مف قانكف المتعمؽ بمكافحة التيريب‪ 3‬التي أفادت بقكليا " يمكف تقديـ تحفيزات‬
‫مالية أك غيرىا لؤلشخاص الذيف يقدمكف لمسمطات المختصة معمكمات مف شأنيا أف تفضي إلى القبض‬

‫‪ -1‬كماؿ محمكد العساؼ‪ ،‬اإلطار القانكني لحماية المبمغيف كالشيكد كالمخبريف كالخبراء في قضايا الفساد‪ ،‬رسالة مقدمة الستكماؿ متطمبات‬
‫الحصكؿ عمى درجة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬قسـ القانكف العاـ‪ ،‬جامعة الشرؽ األكسط‪ ،‬األردف‪ ،2015 ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 09‬مف نظاـ رقـ (‪ )62‬لسنة ‪ ، 2014‬المتعمؽ بنظاـ حماية المبمغيف كالشيكد كالمخبريف كالخبراء في قضايا الفساد كأقاربيـ كاألشخاص‬
‫كثيقي الصمة بيـ (األردني)‪ ،‬الصادر بمقتضي الفقرة (ج) مف المادة (‪ )23‬كالمادة (‪ )30‬مف قانكف ىيئة مكافحة الفساد رقـ (‪ )62‬لسنة‬
‫‪ ،2006‬الجريدة الرسمية‪ ،‬رقـ (‪ )5286‬الصادرة بتاريخ ‪.2014/05/15‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 05‬مف األمر رقـ ‪ ،06/05‬المتعمؽ بمكافحة التيريب المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عمى الميربيف "‪ ،‬كتبعا في ذلؾ لما أقره المشرع العراقي مف خبلؿ سف قانكف يتعمؽ بمكافأة المخبريف‪،1‬‬
‫كىك ما يشكؿ قفزة نكعية في مجاؿ المتابعة‪ ،‬كضمانة مف شأنيا أف تشجع اإلببلغ عف جرائـ الفساد بما‬
‫في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫القيود التي تمنع متابعة مرتكبي جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫يقتضي مجاؿ المتابعة تكفير نظاـ إجرائي متكامؿ الحمقات يعمؿ عمى تدليؿ العقبات التي تعترم‬
‫مجاؿ المتابعة‪ ،‬كالتي تعد قيدا أماـ الجيات المختصة يحد مف فعالية آليات المتابعة المقررة لذلؾ‪ ،‬ىذه‬
‫األخيرة تمثمت في قكاعد إجرائية أقرىا المشرع لمتابعة بعض الفئات مف المكظفيف‪ ،‬كالتي شكمت حائبل‬
‫أماـ ممارسة سمطات المتابعة بحؽ ىذه الطائفة حاؿ ارتكابيـ لجريمة مف جرائـ فساد بما في ذلؾ جرائـ‬
‫الصفقات العمكمية أثناء أك بمناسبة تأديتيـ لكظائفيـ‪ ،‬إال بعد استفاء بعض اإلجراءات القانكنية مف بينيا‬
‫الحصكؿ عمى شككل (الفقرة األكلى)‪ ،‬أك إذف مسبؽ (الفقرة الثانية)‪ ،‬أك بعد القياـ بتحقيؽ مسبؽ (الفقرة‬
‫الثالثة) كالتي يتـ تكضيحا تبعا لما يمي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قيد الحصوؿ عمى الشكوى‪.‬‬

‫أكلى المشرع الجزائرم جرائـ الفساد عناية خاصة بمكجب أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‬
‫كالتي لـ يقيد بمكجبيا متابعة كمبلحقة جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ككذا الضالعيف في ارتكابيا بضركرة‬
‫تقديـ شككل‪ ،‬كانما تككف متابعة ىذه الجرائـ بصفة تمقائية‪ ،2‬غير أف المادة ‪ 6‬مكرر مف (ؽ إ ج ج)‬
‫أكردت استثناء عمى ذلؾ‪ ،‬كالتي قيد بمكجبيا المشرع متابعة مسيرم المؤسسات العمكمية االقتصادية التي‬
‫تممؾ الدكلة كؿ رأسماليا أك ذات الرأسماؿ المختمط بضركرة تقديـ شككل مف قبؿ الييئات االجتماعية ليذه‬
‫المؤسسات‪ ،‬حيث أفادت بقكليا " ال تحرؾ الدعكل العمكمية ضد مسيرم المؤسسات العمكمية االقتصادية‪،‬‬
‫التي تممؾ الدكلة كؿ رأسماليا أك ذات الرأسماؿ المختمط‪ ،‬عف أعماؿ التسيير التي تؤدم إلى سرقة أك‬
‫اختبلس أك تمؼ أك ضياع أمكاؿ عمكمية أك خاصة‪ ،‬إال بناء عمى شككل مسبقة مف الييئات االجتماعية‬
‫لممؤسسة المنصكص عمييا في القانكف التجارم كفي التشريع السارم المفعكؿ "‪.‬‬

‫كىك ما أكده قرار المحكمة العميا المؤرخ في‪ 2008/12/31‬بقكليا "‪..‬إضافة لما سبؽ فإف الجرائـ‬
‫المرتكبة إض ار ار بالمؤسسات العمكمية االقتصادية التي تممؾ الدكلة كؿ رأسماليا أك ذات رأس ماؿ مختمط‬

‫‪ -1‬قانكف رقـ (‪ ،)33‬المؤرخ في ‪ ،2008/08/26‬المتعمؽ بمكافأة المخبريف (العراقي)‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد (‪ )4085‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ ،2008/09/01‬منشكر عمى المكقع‪.http://www.iraqld.iq :‬‬
‫‪ -2‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.237‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ال تحريؾ لمدعكل العمكمية إال بناء عمى شككل مف أجيزة الشركة المعنية المنصكص عمييا في القانكف‬
‫التجارم كفي القانكف المتعمؽ بتسيير رؤكس األمكاؿ التجارية لمدكلة‪.1"..‬‬

‫كبناء عمى ذلؾ فإف سمطة النيابة العامة في تحريؾ الدعكل لمتابعة مسيرم ىذه المؤسسات‪ ،‬في حالة‬
‫ارتكاب أم جريمة مف جرائـ المنصكص عمييا ضمف ىذا النص‪ ،‬مقيدة بضركرة الحصكؿ عمى شككل‬
‫مف قبؿ الييئات االجتماعية ليذه المؤسسات‪ ،‬أم أف نص المادة ‪ 06‬مكرر قيد تحريؾ الدعكل العمكمية‬
‫كرفع يد النيابة تماما عف أم متابعة تمقائية‪ ،‬كمنح كؿ سمطة المتابعة لمييئات االجتماعية التابعة‬
‫لممؤسسات المعنية‪ ،‬فيذا النص أصبح عائقا حقيقيا يستكجب إعادة النظر فيو مف طرؼ المشرع لفتح باب‬
‫كحؽ التبميغ عف الفساد أماـ كؿ مف كصمت إلى عممو جرائـ تمس الماؿ العاـ‪ ،‬خاصة كأف‬
‫حؽ المتابعة‪ّ ،‬‬‫ّ‬
‫يحدد المرحمة التي‬
‫النص المتعمؽ بالتسيير الذم يؤدم إلى السرقة‪ ،‬االختبلس‪ ،‬التمؼ أك ضياع أمكاؿ لـ ّ‬
‫يجرـ بخصكصيا التسيير‪ ،‬أم خبلؿ عمؿ التسيير أـ بعد التسيير‪ ،‬مما يطرح غمكض حكؿ النص قد‬
‫يمنح فرص حماية كافبلت بعض األشخاص مف المتابعات القضائية‪ ،‬كىك ما يشكؿ عقبة حقيقة أماـ‬
‫متابعة جرائـ الفساد‪.‬‬

‫ىذا كاف تقييد حرية النيابة العامة في تحريؾ الدعكل العمكمية ال يقتصر عمى تمؾ الجرائـ المرتكبة‬
‫داخؿ الكطف‪ ،‬كانما يتعدل األمر ذلؾ إلى الجرائـ المرتكبة في الخارج‪ ،‬كالتي تدخؿ ضمف اختصاص‬
‫القضاء الجزائي الجزائرم طبقا لممادة ‪ 03‬مف قانكف العقكبات التي أفادت بقكليا " يطبؽ قانكف العقكبات‬
‫عمى الجرائـ التي ترتكب في الخارج إذا كانت تدخؿ في اختصاص المحاكـ الجزائية الجزائرية طبقا‬
‫ألحكاـ قانكف اإلجراءات الجزائية "‪.‬‬

‫كتبعا لذلؾ نصت الفقرة األكلى مف المادة ‪ 583‬مف (ؽ إ ج ج) بقكليا " كؿ كاقعة مكصكفة بأنيا‬
‫جنحة سكاء في نظر القانكف الجزائرم أك في نظر تشريع القطر الذم ارتكبت فيو يجكز المتابعة مف أجميا‬
‫كالحكـ فييا في الجزائر إذا كاف مرتكبيا جزائريا "‪.‬‬

‫كتطبيقا ليذا النص فإذا ارتكب أم جزائرم جريمة مف جرائـ الفساد بما في ذلؾ جرائـ الصفقات‬
‫العمكمية كغيرىا مف الجرائـ في إقميـ دكلة أجنبية‪ ،‬يجكز لمسمطات الجزائرية متابعتو عف ذلؾ بعد تكافر‬
‫جممة مف الشركط حددتيا أحكـ المادة ‪ 582‬مف نفس القانكف كىي‪:‬‬

‫‪ -‬أف يككف الجاني جزائرم الجنسية‪.‬‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬غرفة الجنح كالمخالفات‪ ،‬رقـ ‪ ،450220‬المؤرخ في ‪ ،2008/12/31‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد الثاني‪ ،2008 ،‬ص‬
‫‪ ،409‬جاء أيضا في إحدل ق ارراتيا بقكليا "مف المقرر قانكنا أف يعاقب بالسجف بيف ‪ 05‬ك‪ 10‬سنكات كبالغرامة المالية‪ ،‬كؿ متعيد لتمكيؿ‬
‫الجيش‪ ،‬الذم يرتكب جريمة الغش في نكع كصفة ككمية األعماؿ كاألشياء المكردة‪ ،‬كيتـ تحريؾ الدعكل العمكمية بناء عمى شككل السيد كزير‬
‫الدفاع الكطني كمتى تبث أف إجراءات تحريؾ الدعكل العمكمية تمت بدكف شككل فإف التحقيؽ الذم أجرم يعد باطبل‪ ،"..‬الممؼ رقـ‬
‫‪ ،103770‬المؤرخ في ‪ ،1992/06/02‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪ ،1996 ،‬ص ‪.194‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -‬أف تككف الجريمة جنحة ( كجرائـ الصفقات العمكمية)‪ ،‬في نظر التشريع الكطني كفي نظر البمد‬
‫الذم ارتكبت فيو‪.‬‬

‫‪ -‬أف تقع الجريمة خارج اإلقميـ الجزائرم‪.‬‬

‫‪ -‬أف يعكد الجاني إلى الجزائر بعد ارتكابو الجريمة‪.‬‬

‫‪ -‬أف ال يككف قد كقع عمييا الحكـ نيائيا مف الجية القضائية األجنبية‪ ،‬أك قضى العقكبة المحككـ‬
‫بيا عميو‪ ،‬أك أنيا سقطت بالتقادـ أك حصؿ عمى العفك عنيا‪.‬‬

‫فإذا ما تكافرت ىذه الشركط يمكف متابعة الجاني أماـ القضاء الكطني‪ ،‬غير أف المشرع قيد سمطة‬
‫النيابة العامة بتحريؾ الدعكة بضركرة كجكد شككل مسبقة مف قبؿ الشخص المضركر أك استنادا عمى‬
‫ببلغ رسمي مف سمطات القطر الذم ارتكبت فيو كاال كانت إجراءات المتابعة باطمة‪.1‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬قيد اإلذف المسبؽ‪.‬‬

‫يحظى أعضاء البرلماف في الجزائر كعمى غرار باقي الدكؿ بحصانة كظيفية طيمة مدة نيابتيـ أك‬
‫ميمتيـ البرلمانية‪ ،2‬التي تعد ضمانة دستكرية تتيح ليـ ممارسو مياميـ بكؿ حرية لتحقيؽ الغرض الذم‬
‫كجدت ألجمو‪ ،‬كالتي شكمت في ذات الكقت استثناء عمى القاعدة‪ ،‬بإخضاع المتابعات الجزائية إلجراءات‬
‫غير مألكفة في القانكف العاـ جسدتيا أحكاـ المادة ‪ 127‬مف التعديؿ الدستكرم لسنة ‪ 2016‬التي أفادت‬
‫بقكليا " ال يجكز الشركع في متابعة أم نائب أك عضك مجمس األمة بسبب جناية أك جنحة إال بتنازؿ‬
‫صريح منو‪ ،‬أك بإذف‪ ،‬حسب الحالة مف المجمس الشعبي الكطني أك مجمس األمة الذم يقرر رفع الحصانة‬
‫عنو بأغمبية أعضائو "‪.‬‬

‫كبذلؾ فقد قيد المشرع النيابة العامة في تحريؾ الدعكل العمكمية‪ ،‬بعدـ جكاز اتخاذ أم إجراء لممتابعة‬
‫ضد أم مف أعضاء البرلماف في غير حالة التمبس بالجريمة‪ ،‬إال بتنازؿ صريح مف المتيـ أك إذف بتحريؾ‬
‫الدعكل مف قبؿ الييئة النيابية التي ينتمي إلييا‪ ،3‬كبالتالي تبطؿ كؿ اإلجراءات المتخذة قبؿ الحصكؿ‬
‫عمى اإلذف‪ ،‬كال يعني أف الغرض مف ىذا اإلذف أف يقكـ المجمس بالتحقيؽ في التيمة المكجية إلى العضك‬
‫مف الناحية القانكنية‪ ،‬إذ ال تتعمؽ الحصانة بمسؤكلية عضك المجمس النيابي‪ ،‬كما ال تعني الحصانة عدـ‬

‫‪ -1‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.366‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 126‬مف القانكف رقـ ‪ ،01/16‬المتضمف التعديؿ الدستكرم لسنة ‪ 2016‬بقكليا " الحصانة البرلمانية معترؼ بيا لمنكاب كألعضاء‬
‫مجمس األمة مدة نيابتيـ كميمتيـ البرلمانية‪"..‬‬
‫‪ -3‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.363‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫مسؤكلية العضك عف الجرائـ التي يرتكبيا فميس لمحصانة مف أثر إال إيقاؼ اتخاذ إجراءات التحقيؽ أك‬
‫المحاكمة‪ ،‬إال بعد إذف الييئة النيابية أك بتنازؿ صريح مف قبؿ النائب أك العضك‪.1‬‬

‫ىذا؛ كباإلضافة إلى أف أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو لـ تتضمف أم حكـ يفيد تقييد‬
‫الحصانة التي يتمتع بيا أعضاء البرلماف كالتي مف شأنيا عرقمة سير العدالة‪ ،‬كاف كانت اتفاقية األمـ‬
‫المتحدة لمكافحة الفساد قد دعت لمحد مف ىذه االمتيازات بإيجاد نكع مف التكازف بيف ضركرة الحصانة‬
‫الكظيفية كمقتضيات فاعمية مبلحقة مرتكبي جرائـ الفساد بما فييا جرائـ الصفقات العمكمية التي قد‬
‫يرتكبيا ىؤالء‪ ،2‬كىك ما نصت عميو المادة ‪ 2/30‬منيا بقكليا " تتخذ كؿ دكلة طرؼ‪ ،‬كفقا لنظاميا‬
‫القانكني كمبادئيا الدستكرية‪ ،‬ما قد يمزـ مف تدابير إلرساء أك إبقاء تكازف مناسب بيف أم حصانات أك‬
‫امتيازات قضائية ممنكحة لمكظفييا العمكمييف مف أجؿ أداء كظائفيـ‪ ،‬كامكانية القياـ عند الضركرة‬
‫بعمميات تحقيؽ كمبلحقة كمقاضاة فعالة في األفعاؿ المجرمة كفقا ليذه االتفاقية "‪.‬‬

‫ككاضح مف أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد قد جاء تطبيقيا ليشمؿ كؿ مف يشغؿ منصبا تشريعيا‪،‬‬
‫الذم يشمؿ البرلماف بغرفتيو سكاء أعضاء المجمس الشعبي الكطني أك مجمس األمة‪ ،‬سكاء منتخبيف أك‬
‫معينيف‪ ،‬لذلؾ يتعيف عمى المشرع إيجاد ذلؾ النكع مف التكازف الذم دعت إليو اتفاقية األمـ المتحدة بيف‬
‫مقتضيات الحصانة الكظيفية ليذه الفئات‪ ،‬كامكانية متابعتيـ عف جرائـ الفساد التي يرتكبكنيا بسبب أك‬
‫بمناسبة أداء كظائفيـ كمياميـ النيابية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬قيد التحقيؽ المسبؽ‪.‬‬

‫قيد المشرع الجزائرم النيابة العامة في تحريؾ الدعكل العمكمية قصد متابعة أعضاء الحككمة‪،‬‬
‫كبعض الفئات األخرل مف المكظفيف عف جرائـ كالجنح المرتكبة مف قبميـ أثناء ممارستيـ لمياميـ‬
‫الكظيفية‪ ،‬مف بينيا جرائـ الصفقات كالفساد‪ ،‬كالتي أخضع المشرع مبلحقتيـ بشأنيا إلجراءات خاصة‬
‫حددتيا أحكاـ الفصؿ الثامف مف قانكف اإلجراءات الجزائية بمكجب المكاد مف (‪ 573‬إلى ‪.)581‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 573‬مف (ؽ إ ج ج) إذا كاف أحد أعضاء الحككمة أك أحد قضاة المحكمة العميا أك أحد‬
‫الكالة أك رئيس أحد المجالس القضائية أك النائب العاـ‪ ،‬قاببل لبلتياـ بارتكاب جناية أك جنحة أثناء مباشرة‬
‫ميامو أك بمناسبتيا يحيؿ ككيؿ الجميكرية الذم يخطر بالقضية الممؼ عندئذ بالطريؽ السممي عمى‬
‫النائب العاـ لدل المحكمة العميا‪ ،‬التي ترفعو بدكرىا إلى الرئيس األكؿ ليذه المحكمة إذا ارتأت أف ىناؾ‬
‫ما يقتضي المتابعة‪ ،‬كتعيف ىذه األخيرة أحد أعضاء المحكمة العميا إلجراء التحقيؽ‪.‬‬

‫‪ -1‬حسينة شركف‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬مارس ‪،2010‬‬
‫ص ‪.154‬‬
‫‪ -2‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.241‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫يتكلى القاضي المعيف لمتحقيؽ في جميع الحاالت المشار إلييا في ىذه المادة مباشرة إجراءات‬
‫التحقيؽ‪ ،‬ضمف األشكاؿ كاألكضاع المنصكص عمييا في قانكف اإلجراءات الجزائية المتعمقة بالتحقيؽ‬
‫االبتدائي في الجرائـ مع مراعاة في ذلؾ أحكاـ المادة ‪ 475‬مف (ؽ إ ج ج)‪ ،‬كالتي نصت عمى أنو كفي‬
‫"جميع الحاالت المشار إلييا في المادة ‪ 573‬تؤكؿ اختصاصات غرفة االتياـ إلى تشكيمة مف المحكمة‬
‫العميا محددة طبقا لممادة ‪ 176‬مف ىذا القانكف‪ ،‬كيمارس النائب العاـ لدل المحكمة العميا اختصاصات‬
‫النيابة العامة"‪.‬‬

‫أمر بعدـ المتابعة أك يرسؿ‬


‫كبانتياء التحقيؽ يصدر القاضي المكمؼ بالتحقيؽ حسبما يقتضيو الحاؿ‪ ،‬نا‬
‫الممؼ إذا تعمؽ األمر بجنحة كيحكؿ المتيـ أماـ الجية القضائية المختصة‪ ،‬باستثناء تمؾ التي كاف‬
‫يمارس المتيـ ميامو في دائرة اختصاصيا‪ ،1‬كبالتالي نطرح التساؤؿ بخصكص أحد الكزراء الذم يتمتع‬
‫باختصاص كطني‪ ،‬كبالتالي فمف ىك الشخص المختص الذم يحدد الجية المختصة التي يحاكـ بيا‬
‫الكزير‪.‬‬

‫بناء عمى ذلؾ يتضح بأف حرية ممثؿ النيابة العامة في تحريؾ الدعكل المتعمقة بارتكاب إحدل جرائـ‬
‫الصفقات العمكمية مف قبؿ ىذه الفئات ليست حرية مطمقة‪ ،‬كانما ىي مقيدة بكجكب إحالة الممؼ‬
‫المتضمف الكقائع الجرمية إلى النائب العاـ بالمحكمة‪ ،2‬فضبل عمى عف تساؤلنا عف العبارة التي حممتيا‬
‫المادة ‪ 573‬بقكليا " إذا إرتأت أف ىناؾ ما يقضي المتابعة "‪ ،‬كىك ما يدؿ عمى أف لرئيس المحكمة‬
‫الحرية في المتابعة التي قد يمتنع عنيا‪ ،‬كبالتالي لو إذا رأل أف ال كجكد لممتابعة أف يمتنع عف تحريؾ‬
‫الدعكل العمكمية‪ ،‬كىك ما قد يمكف مف إفبلت العديد مف الجناة كالمسؤكليف خاصة في ظؿ ىيمنة الجياز‬
‫التنفيذم عمى مجاؿ التعييف‪ ،‬إذ أف الشخص المعيف لرئيس المحكمة ىك رئيس الجميكرية كىك ما يفرض‬
‫منطؽ الخضكع لجية التعييف بكؿ ما تمميو مف أكامر كتكجييات‪.‬‬

‫أما عف مساءلة رئيس الجميكرية فإننا نجد أف ىذا األخير يتمتع بحصانة تمنع مف متابعتو عف جرائـ‬
‫الفساد بشكؿ عاـ كالتي قد يرتكبيا بمناسبة أداء ميامو‪ ،‬حيث ال يمكف مساءلة رئيس الجميكرية إال عمى‬
‫جرائـ الخيانة العظمى أماـ المحكمة العميا لمدكلة تؤسس ليذا الغرض‪ ،‬كالتي لـ ترل النكر بعد كىذا طبقا‬
‫لممادة ‪ 177‬مف التعديؿ الدستكرم لسنة ‪ ،2016‬بينما بخصكص الكزير األكؿ فإذا كاف مف الجائز‬
‫مساءلتو عف الجنايات كالجنح التي يرتكبيا أثناء تأدية ميامو بما فييا الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية‬
‫فإف محاكمتو ىك اآلخر تظؿ معمقة عمى تنصيب المحكمة العميا لمدكلة إسكة في ذلؾ برئيس الجميكرية‪.‬‬

‫المبلحظ مف ذلؾ أف حرية النيابة العامة مقيدة في تحريؾ الدعكل العمكمية بطابع الخصكصية‬
‫اإلجرائية في المتابعة التي خصيا المشرع ليذه الطائفة مف المكظفيف‪ ،‬كالتي تعد عقبة أماـ سير مجريات‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2/574‬مف األمر رقـ ‪ ،155/66‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.364‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المتابعة كالكصكؿ إلى الحقائؽ‪ ،‬مما يتيح فرصة طمس معالـ الجريمة كاإلفبلت مف العقاب‪ ،‬كبناء عمى‬
‫ذلؾ فإف الحصانة الكظيفية التي خكليا المشرع ليذه الطائفة مف المكظفيف تعد عقبة أماـ السياسة‬
‫المنتيجة مف قبؿ المشرع لمكافحة أشكاؿ الفساد‪ ،‬خاصة كأف بؤر الفساد تنتشر بالدرجة األكلى في‬
‫القطاعات كالكظائؼ العامة التي يتمتع أصحابيا بحصانات كامتيازات خكليا ليـ القانكف‪ ،‬كىك األمر الذم‬
‫يدفعنا إلى التأكيد عمى ضركرة العمؿ عمى إيجاد منظكر متطكر لمحصانة الكظيفية كلبلمتيازات القضائية‬
‫يستجيب لمتطمبات سيادة القانكف كتحقيؽ العدالة كمساكاة الجميع أماـ القانكف‪.‬‬

‫بغض النظر عف طابع خصكصية إجراءات المتابعة التي أقرىا المشرع لمتابعة ىذه الفئات عف جرائـ‬
‫الفساد عمكما بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬فقد أقر جممة مف الجزاءات يمكف تكقيعيا عمى‬
‫مرتكبي ىذه الجرائـ كالتي تنكعت كتعددت بتعدد الجرائـ كاألشخاص الضالعيف في ارتكابيا‪ ،‬كذلؾ كفؽ ما‬
‫أقرتو أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو كالقكانيف المكممة لو‪ ،‬كىك ما يتطمب منا الكقكؼ عمى‬
‫مضاميف ما جاءت بو أحكاـ ىذا القانكف في ىذا الشأف‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬‬
‫تنوع الجزاءات المقررة لجرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تعد المساءلة الجزائية المرحمة المكالية لمرحمتي التحرم كالمحاكمة في الجرائـ بمختمؼ صكرىا بما‬
‫في ذلؾ جرائـ الفساد التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي تقتضي تكقيع الجزاء المناسب في حؽ‬
‫كؿ مف نسبت إليو التيمة‪ ،1‬كالذم تعددت صكره بتعدد األشخاص كالجرائـ التي تميزت بإدخاؿ تعديبلت‬
‫جكىرية بإعادة ت نظيـ السياسية العقابية الناظمة لجرائـ الفساد عمكما كالصفقات العمكمية خصكصا‪ ،‬كلعؿ‬
‫ما ميزىا ىك إضفاء المشرع لطابع مغاير لما كاف عميو الحاؿ في أحكاـ قانكف العقكبات‪ ،‬كذلؾ بتبني‬
‫طابع التجنيح لجرائـ الصفقات العمكمية بعدما كانت تتراكح بيف الجناية كالجنحة‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ إقرار‬
‫لكؿ جريمة عقكبات أصمية كأخرل تكميمية سكاء لمشخص الطبيعي أك المعنكم‪ ،‬كباقتصارنا عمى دراسة‬
‫جريمتي الرشكة كمنح االمتيازات غير المبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية ضمف دراستنا فإننا نقتصر‬
‫دراستنا عمى السياسة العقابية المنتيجة مف قبؿ المشرع في ىذا الشأف تبعا لما يمي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الجزاءات المقررة لجريمة الرشوة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫باستقراء األحكاـ الناظمة لجريمة قبض العمكالت في مجاؿ الصفقات العمكمية نجد بأف المشرع‬
‫الجزائرم كاف أكثر تشددا في التعامؿ مع ىذا النكع مف الجرائـ‪ ،‬الذم أقر لو معاممة خاصة كذلؾ بإق ارره‬
‫عدـ تقادـ جريمة الرشكة مقارنة بباقي جرائـ الفساد األخرل التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية كاعتبارىا‬
‫جنحة مغمظة نتيجة لآلثار الناتجة عنيا‪ ،‬كالتي تمس أساسا بالماؿ العاـ كتحط مف ىيبة الدكلة كاإلدارة‬

‫‪ -1‬نكرة ىاركف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.323‬‬


‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العامة‪ ،‬كعرقمة انجاز مختمؼ المشاريع المسطرة كتفعيؿ الحركية التنمكية‪ ،1‬تقتضي تكقيع جممة مف‬
‫الجزاءات التي تتراكح بيف عقكبات أصمية كأخرل تكميمية بالنسبة لمشخص الطبيعي أك المعنكم عمى‬
‫السكاء كىك ما يتـ الكقكؼ عميو تبعا لما يمي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصمية‪.‬‬

‫ميز المشرع بيف تمؾ العقكبات األصمية المقررة لمشخص الطبيعي كتمؾ المقررة لمشخص المعنكم‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -/1‬العقوبات األصمية المقررة لمشخص الطبيعي‪:‬‬

‫يعاقب طبقا لممادة ‪ 27‬مف (ؽ كؼ ـ) الشخص الطبيعي (المكظؼ العمكمي) عف جريمة قبض‬
‫العمكالت في مجاؿ الصفقات العمكمية بالحبس مف عشر (‪ )10‬سنكات إلى عشريف (‪ )20‬سنة‪ ،‬كبغرامة‬
‫تتراكح بيف ‪ 1.000.000‬دج إلى ‪ 2.000.000‬دج‪.‬‬

‫تمثؿ عقكبة الحبس في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية الحد األقصى لمعقكبات التي يمكف أف‬
‫تفرض عمى مرتكبي جرائـ الفساد عمكما‪ ،‬كجرائـ الصفقات خصكصا في حالة تطبيؽ الظركؼ المشددة‬
‫المنصكص عمييا في المادة ‪ 48‬مف نفس القانكف‪ ،‬إلى جانب قياـ المشرع برفع قيمة الغرامة لتصؿ إلى‬
‫الضعؼ مقارنة بباقي جرائـ الفساد األخرل‪.‬‬

‫بالرجكع ألحكاـ المادة ‪ 128‬مكرر‪ 1‬مف ( ؽ ع ج)‪ 2‬الممغاة يبلحظ أف المادة قد كيفت الرشكة في‬
‫الصفقات العمكمية عمى أنيا جناية يعاقب عمييا بالسجف المؤقت مف خمس (‪ )05‬سنكات إلى عشريف‬
‫(‪ )20‬سنة‪ ،‬كبغرامة مف ‪ 100.000‬دج إلى ‪ 5.000.000‬دج‪.‬‬

‫كبذلؾ فإف نص المادة ‪ 27‬مف ( ؽ كؼ ـ) يعد األصمح لممتيـ نظ ار لخفضو الحد األقصى لمغرامة‪،‬‬
‫خبلفا لما أقرتو أحكاـ المادة ‪ 128‬مكرر مف (ؽ ع)‪ ،‬كبذلؾ فقد خالؼ المشرع الجزائرم التقسيـ‬
‫الكبلسيكي لمجرائـ كالعقكبات المقررة ليا بعدما قاـ بتجنيح جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية‪ ،‬غير أف‬
‫العقكبات التي رصدت ليا تتجاكز تمؾ العقكبات المقرر لمجنحة لتصؿ إلى حد العقكبات المقررة في‬
‫الجنايات‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬الصفقات العمكمية كالجرائـ المتعمقة بيا‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -2‬تنص المادة ‪ 128‬مكرر (الممغاة) مف األمر ‪ ، 156/66‬المتضمف قانكف العقكبات كالمعدؿ كالمتمـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ " ،‬يعاقب بالسجف المؤقت‬
‫مف خمس (‪ )5‬سنكات إلى عشريف (‪ )20‬سنة‪ ،‬كبغرامة مف ‪ 100.000‬دج إلى ‪ 5.000.000‬دج كؿ مف يقبض أك يحاكؿ القبض لنفسو أك‬
‫لغيره بصفة مباشرة أك غير مباشرة أجرة أك فائدة ميما كاف نكعيا‪ ،‬بمناسبة تحضير أك إجراء مفاكضات قصد إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد أك‬
‫ممحؽ باسـ الدكلة أك إحدل الييئات المشار إلييا في المادة ‪ 119‬مف ىذا القانكف "‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.319‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫‪ -/2‬العقوبات األصمية المقررة لمشخص المعنوي‪:‬‬

‫كفؽ مضمكف نص المادة ‪ 51‬مف (ؽ ع ج) استثنى المشرع األشخاص المعنكية العامة مف المساءلة‬
‫الجزائية‪ ،1‬بينما أقرىا لؤلشخاص المعنكية الخاصة طبقا ألحكاـ المادة ‪ 53‬مف (ؽ كؼ ـ) بقكليا " يككف‬
‫الشخص االعتبارم مسؤكال جزائيا عف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف كفقا لمقكاعد المقررة في‬
‫قانكف العقكبات "‪ ،‬كالذم رصد لو المشرع عقكبة أصمية كحيدة في الجنايات كالجنح تصيب ذمتو المالية‬
‫كالمتمثمة طبقا لممادة ‪ 18‬مكرر مف ( ؽ ع ج) في " الغرامة التي تساكم مف مرة (‪ )1‬إلى خمس (‪)5‬‬
‫مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة لمشخص الطبيعي في القانكف الذم يعاقب عمى الجريمة‪ ،"..‬كبتكييؼ‬
‫المشرع لجرائـ الصفقات عمى أنيا جنح‪ ،‬فإف ذلؾ يمكف مف االستناد عمى ىذا النص في تقرير العقكبة‬
‫لمشخص المعنكم حاؿ ارتكاب إحدل جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىي ذات العقكبة التي رصدىا المشرع‬
‫الفرنسي في حؽ الشخص المعنكم طبقا لممادة ‪ 131-38‬مف (ؽ ع ؼ) التي أفادت بقكليا " يككف الحد‬
‫األقصى لمعدؿ الغرامة المطبقة عمى األشخاص االعتبارييف خمسة (‪ )5‬مرات الحد األقصى لمغرامة‬
‫المقررة لمشخص الطبيعي في القانكف الذم يعاقب عمى الجريمة‪ ،"..‬كبذلؾ فإف المشرع الفرنسي قد حدد‬
‫الحد األقصى دكف األدنى‪ ،‬كىك ما يؤدم إلى فتح المجاؿ أماـ القاضي إلمكانية النزكؿ بيا إلى مبمغ‬
‫بسيط مما يضعؼ فعالية الردع‪.2‬‬

‫كيعكد سبب التشديد في الغرامة إلى عزـ المشرع عمى إحداث نكع مف التكازف بيف العقكبة المقررة‬
‫لشخص الطبيعي في ىذا المجاؿ‪ ،‬كالتي تتراكح بيف العقكبة السالبة لمحرية‪ ،‬كتمؾ المتعمقة بذمتو المالية‪،‬‬
‫أماـ عدـ إمكانية تطبيؽ العقكبة األكلى في حؽ الشخص المعنكم الستحالة ذلؾ‪ ،‬لذلؾ كجد المشرع أف‬
‫المساكاة تقتضي مضاعفة مبمغ الغرامة التي يحكـ بيا في حؽ الشخص المعنكم لخمؽ نكع مف التكازف في‬
‫العقاب‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميمية‪.‬‬

‫أجاز المشرع الحكـ عمى الجاني إلى جانب العقكبات األصمية التي سبؽ بيانيا بعقكبات تكميمية‪،‬‬
‫حيث أفادت المادة ‪ 50‬مف ( ؽ كؼ ـ) بقكليا "في حالة اإلدانة بجريمة أك أكثر مف الجرائـ المنصكص‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 51‬مكرر مف األمر ‪ ، 156/66‬المتضمف قانكف العقكبات كالمعدؿ كالمتمـ بقكليا " باستثناء الدكلة كالجماعات المحمية كاألشخاص‬
‫المعنكية الخاضعة لمقانكف العاـ‪ ،‬يككف الشخص المعنكم مسؤكال جزائيا عف الجرائـ التي ترتكب لحسابو مف طرؼ أجيزتو أك ممثميو الشرعييف‬
‫عندما ينص القانكف عمى ذلؾ‪."...‬‬
‫‪- Saleh LARBAOUI et Mohamed MEZAOULI , La Responsabilité Pénale Des Personnes Morales , CAHIERS‬‬
‫‪POLITIQUE ET DROIT , Faculté de Droit et de Sciences Politiques, Université Kasdi Merbah Ouargla,‬‬
‫‪Algerie , Janvier n° (8), 2013, p 02 .‬‬
‫‪ -2‬كيزة بمعسمي‪ ،‬المسؤكلية الجزائية لمشخص المعنكم عف الجريمة االقتصادية‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة دكتكراه في العمكـ‪ ،‬تخصص القانكف‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،2014 ،‬ص ‪.265‬‬
‫‪ -3‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.329‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عمييا في ىذا القانكف‪ ،‬يمكف الجية القضائية أف تعاقب الجاني بعقكبة أك أكثر مف العقكبات التكميمية‬
‫المنصكص عمييا في قانكف العقكبات"‪ ،‬كىي طبقا لنص المادة ‪ 3/04‬مف (ؽ ع ج) " تمؾ العقكبات التي‬
‫ال يجكز الحكـ بيا مستقمة عف عقكبة أصمية‪ ،‬فيما عدا الحاالت التي ينص عمييا القانكف صراحة‪ ،‬كىي‬
‫إما إجبارية أك اختيارية "‪ ،‬كتجدر اإلشارة بأف العقكبات التكميمية منيا ما يخضع ألحكاـ قانكف العقكبات‪،‬‬
‫بينما بعضيا اآلخر مستحدث بمكجب أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪.‬‬

‫‪ -/1‬العقوبات التكميمية المقررة بموجب قانوف العقوبات‪:‬‬

‫تنقسـ بيف تمؾ العقكبات المقررة في حؽ الشخص الطبيعي كتمؾ المقررة في حؽ الشخص المعنكم‪.‬‬

‫‪ -/1-1‬العقوبات التكميمية المقررة لمشخص الطبيعي‪:‬‬

‫يجكز الحكـ عمى الجاني بعقكبة أك أكثر مف العقكبات التكميمية المنصكص عمييا في قانكف‬
‫العقكبات كالتي تتجمي في‪:‬‬

‫‪ ‬الحرماف مف ممارسة الحقوؽ الوطنية والمدنية والعائمية‪:‬‬

‫تتمثؿ ىذه الحقكؽ طبقا لممادة ‪ 09‬مكرر‪ 1‬مف ( ؽ ع ج)‪ ،‬التي تقابميا أحكاـ المادة ‪ 26-131‬مف‬
‫( ؽ ع ؼ) في‪ " :‬العزؿ أك اإلقصاء مف جميع الكظائؼ كالمناصب العمكمية التي ليا عبلقة بالجريمة‪،‬‬
‫كالحرماف مف حؽ االنتخاب أك الترشح كمف حمؿ أم كساـ‪ ،‬إلى جانب عدـ أىميتو بأف يككف مساعدا‬
‫محمفا‪ ،‬أك خبيرا‪ ،‬أك شاىدا عمى أم عقد‪ ،‬أك شاىدا أماـ القضاء إال عمى سبيؿ االستدالؿ‪ ،‬كحرمانو مف‬
‫الحؽ في حمؿ األسمحة‪ ،‬كفي التدريس‪ ،‬كفي إدارة مدرسة أك الخدمة في مؤسسة لمتعميـ بكصفو أستاذا أك‬
‫قيما‪ ،‬كسقكط حقكؽ الكالية كميا أك بعضيا "‪.‬‬
‫مدرسا أك مراقبا‪ ،‬فضبل عف عدـ أىميتو ألف يككف كصيا أك ّ‬
‫يمكف المحكمة عف قضائيا في جنحة طبقا لممادة ‪( 14‬ؽ ع ج) أف تحظر عمى المحككـ عميو‬
‫ممارسة حؽ أك أكثر مف ىذه الحقكؽ‪ ،‬كذلؾ لمدة ال تزيد عف خمس (‪ )5‬سنكات‪ ،‬كتسرم ىذه العقكبة مف‬
‫يكـ انقضاء العقكبة السالبة لمحرية أك اإلفراج عف المحككـ عميو‪ ،1‬كبالتالي فإف ىذا النص قد ربط سرياف‬
‫ىذه العقكبة بالعقكبة السالبة لمحرية مما يدفعنا إلى التساؤؿ عف الحالة التي تككف فييا العقكبة ىي‬
‫الغرامة‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد اإلقامة‪:‬‬

‫تتمثؿ طبقا لممادة ‪ 11‬مف ( ؽ ع ج) في " إلزاـ المحككـ عميو بأف يقيـ في نطاؽ إقميمي يعينو‬
‫الحكـ لمدة ال تتجاكز خمس (‪ )05‬سنكات‪ ،‬تبدأ مف يكـ انقضاء العقكبة األصمية أك اإلفراج عف المحككـ‬
‫عميو‪ ،‬كيبمغ الحكـ إلى ك ازرة الداخمية‪ ،‬التي يمكنيا أف تصدر رخصا مؤقتة لمتنقؿ خارج المنطقة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 14‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬


‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المنصكص عمييا في الفقرة السابقة‪ ،‬كيعاقب الشخص الذم يخالؼ أحد تدابير تحديد اإلقامة بالحبس مف‬
‫ثبلثة أشير إلى ثبلث سنكات‪ ،‬كبغرامة مف ‪ 25.000‬دج إلى ‪ 300.000‬دج "‪.‬‬

‫‪ ‬المنع مف اإلقامة‪:‬‬

‫يقصد بذلؾ طبقا لممادة ‪ 12‬مف (ؽ ع ج) " حظر تكاجد المحككـ عميو في بعض األماكف لمدة ال‬
‫يجكز أف تفكؽ خمس (‪ )5‬سنكات في مكاد الجنح ما لـ ينص القانكف عمى خبلؼ ذلؾ‪ ،‬كالتي تقابميا‬
‫أحكاـ المادة ‪ 31-131‬التي أحالت إلييا المادة ‪ 47-222‬مف ( ؽ ع ؼ)‪ ،‬كاذا كاف المنع مف اإلقامة‬
‫مقترنا بعقكبة سالبة لمحرية كما ىك غالب في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية‪ ،‬فإف إجراء المنع‬
‫يطبؽ مف يكـ انقضاء العقكبة األصمية أك اإلفراج عف المحككـ عميو‪ ،‬كيعاقب الشخص الممنكع مف‬
‫اإلقامة بالحبس مف ثبلثة (‪ )3‬أشير إلى ثبلث (‪ )3‬سنكات‪ ،‬كبغرامة مف ‪ 25.000‬دج إلى ‪300.000‬‬
‫دج في حالة مخالفة أحد تدابير المنع مف اإلقامة‪.1‬‬

‫‪ ‬المصادرة الجزئية لألمواؿ‪:‬‬

‫ىي طبقا لممادة ‪ 15‬مف (ؽ ع ج) " األيمكلة النيائية إلى الدكلة لماؿ أك مجمكعة أمكاؿ معينة‪ ،‬أك ما‬
‫يعادؿ قيمتيا عند االقتضاء "‪ ،‬كنظ ار لنجاعة ىذه اآللية في مكافحة الفساد سنخصيا بالتفصيؿ الحقا‪.‬‬

‫‪ ‬المنع المؤقت مف ممارسة مينة أو نشاط‪:‬‬

‫يجكز طبقا لممادة ‪ 16‬مكرر مف ( ؽ ع ج) الحكـ عمى الشخص المداف الرتكابو جناية أك جنحة‬
‫مف بينيا جرائـ الفساد‪ ،‬كالرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية بالمنع مف ممارسة مينة أك نشاط‪ ،‬إذا ثبت‬
‫لمجية القضائية أف لمجريمة التي ارتكبيا صمة مباشرة بمزاكلتيما‪ ،‬كأف ثمة خطر في استمرار ممارستو‬
‫ألم منيما‪ ،2‬كذلؾ لمدة ال تتجاكز خمس (‪ )5‬سنكات كيجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ بالنسبة ليذا‬
‫اإلجراء‪ ،3‬كىك ذات اإلجراء الذم نصت عميو أحكاـ المادة ‪ ( 27-131‬ؽ ع ؼ)‪.‬‬

‫‪ ‬إغالؽ المؤسسة‪:‬‬

‫يترتب عف ىذه العقكبة طبقا لممادة ‪ 16‬مكرر‪ 1‬مف (ؽ ع ج) منع المحككـ عميو مف أف يمارس فييا‬
‫النشاط الذم ارتكبت الجريمة بمناسبتو‪ .4‬كيتـ الحكـ بيذه العقكبة إما بصفة نيائية أك لمدة ال تزيد عف‬
‫خمس (‪ )5‬سنكات في حالة اإلدانة الرتكاب إحدل جنح الفساد‪ ،‬بما فييا جريمة الرشكة في الصفقات‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 3/12‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 16‬مكرر‪ 1‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 16‬مكرر‪ 3‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -4‬الفقرة األكلى مف المادة ‪ 16‬مكر‪ 1‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫العمكمية‪ ،1‬كيجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ بالنسبة ليذا اإلجراء‪ ،2‬كىك نفس ما قضت بو المادة ‪-131‬‬
‫‪ 33‬مف (ؽ ع ؼ)‪.‬‬

‫‪ ‬اإلقصاء مف الصفقات العمومية‪:‬‬

‫يقصد بو حرماف كؿ مف يصدر في حقو حكـ قضائي باإلدانة‪ ،‬نتيجة الرتكابو جريمة مف جرائـ‬
‫الصفقات العمكمية مف الدخكؿ كالمشاركة في الصفقات المعمف عنيا مف قبؿ المصمحة المتعاقدة‪ ،‬كذلؾ‬
‫ألخطاء ارتكبيا الشخص الطبيعي أك المعنكم في تعاقدات سابقة مف المصمحة المتعاقدة كما لك أخؿ‬
‫بالتزاماتو التعاقدية أك باستخدامو لمحيؿ كالغش أك تقديمو لرشكة في تعامبلتو معيا‪.3‬‬

‫كيترتب عمى عقكبة اإلقصاء مف الصفقات العمكمية طبقا لممادة ‪ 16‬مكرر ‪( 02‬ؽ ع ج) منع‬
‫المحككـ عميو مف المشاركة بصفة مباشرة أك غير مباشرة في أية صفقة عمكمية‪ ،‬إما نيائيا أك لمدة ال‬
‫تتجاكز خمس (‪ )5‬سنكات في حالة اإلدانة بارتكاب جنحة‪ ،‬كيجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ بالنسبة ليذا‬
‫اإلجراء‪.‬‬

‫أما المشرع الفرنسي فقد أقر ىذا النكع مف الجزاءات بمكجب أحكاـ المادة ‪ 34-131‬مف ( ؽ ع ؼ)‬
‫التي أفادت بقكليا " تنطكم عقكبة اإلقصاء مف المشتريات العامة‪ ،‬عمى حظر المشاركة بصفة مباشرة أك‬
‫غير مباشرة في أية صفقة تككف طرفيا الدكلة أك مؤسساتيا العامة أك الجماعات اإلقميمية أك تجمعاتيا‪،‬‬
‫أك مف طرؼ المؤسسات المحتكرة أك المراقبة بكاسطة الدكلة أك السمطات المحمية أك تجمعاتيا "‪.4‬‬

‫تأكيدا لمجيكد المبذكلة مف قبؿ المشرع في مكافحة الفساد المستشرم في مجاؿ الصفقات العمكمية‬
‫فقد أفادت المادة ‪ 89‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬بقكليا " دكف اإلخبلؿ بالمتابعات الجزائية‪ ،‬كؿ‬
‫مف يقكـ بأفعاؿ أك مناكرات ترمي إلى تقديـ كعد لعكف عمكمية بمنح أك تخصيص‪ ،‬بصفة مباشرة أك غير‬
‫مباشرة‪ ،‬إما لنسفو أك لكياف آخر‪ ،‬مكافأة أك امتياز ميما كانت طبيعتو‪ ،‬بمناسبة تحضير صفقة عمكمية‬
‫أك ممحؽ أك إبرامو أك مراقبتو أك التفاكض بشأف ذلؾ أك تنفيذه‪ ،‬مف شأنو أف يشكؿ سببا كافيا التخاذ أم‬
‫تدبير ردعي‪ ،‬السيما فسخ أك إلغاء الصفقة العمكمية أك الممحؽ المعني كتسجيؿ المؤسسة المعنية في‬
‫قائمة المتعامميف االقتصادييف الممنكعيف مف المشاركة في الصفقات العمكمية"‪ ،5‬كىك ما يعكس حرص‬

‫‪ -1‬الفقرة الثانية مف المادة ‪ 16‬مكرر‪ 1‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -2‬الفقرة الثالثة مف المادة ‪ 16‬مكرر‪ 1‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.342‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Art 131-‬‬ ‫‪" La peine d'exclusion des marchés publics emporte l'interdiction de participer, directement ou‬‬
‫‪indirectement, à tout marché conclu par l'Etat et ses établissements publics, les collectivités territoriales, leurs‬‬
‫‪groupements et leurs établissements publics, ainsi que par les entreprises concédées ou contrôlées par l'Etat‬‬
‫‪ou par les collectivités territoriales ou leurs groupements.‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 89‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫المشرع عمى مكاجية مختمؼ أشكاؿ الفساد الذم يعترم مجاؿ الصفقات‪ ،‬ىك إدراج قسـ خاص تحت‬
‫عنكاف " مكافحة الفساد "بمكجب اإلصبلح الجديد لتنظيـ الصفقات العمكمية‪.1‬‬

‫‪ ‬الحظر مف إصدار الشيكات أو استعماؿ بطاقات الدفع‪:‬‬

‫يترتب عف ىذا الحظر طبقا لممادة ‪ 16‬مكرر‪ 3‬مف (ؽ ع ج) إلزاـ المحككـ عميو بإرجاع الدفاتر‬
‫كالبطاقات التي بحكزتو‪ ،‬أك التي عند ككبلئو إلى المؤسسة المصرفية المصدرة ليا‪ ،‬غير أنو ال يطبؽ ىذا‬
‫الحظر عمى الشيكات التي تسمح بسحب األمكاؿ مف طرؼ الساحب لدل المحسكب عميو أك تمؾ‬
‫المضمنة‪ ،‬كىك نفس ما قضت بو الفقرة التاسعة مف المادة ‪ 6-131‬مف (ؽ ع ؼ)‪ ،‬كذلؾ لمدة ال تتجاكز‬
‫خمس (‪ ) 5‬سنكات في حالة اإلدانة الرتكاب جنحة مف الجنح الفساد بما فييا الرشكة في الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬عمى أف يجكز أف يؤمر بالنفاذ لمعجؿ ليذا اإلجراء‪.2‬‬

‫كيعاقب بالحبس مف سنة (‪ )1‬إلى خمس (‪ )5‬سنكات‪ ،‬كبغرامة مف ‪ 100.000‬دج إلى ‪500.000‬‬
‫دج كؿ مف أصدر شيكا أك أكثر أك استعمؿ بطاقة الدفع رغـ منعو مف ذلؾ‪ ،‬دكف اإلخبلؿ بتطبيؽ‬
‫العقكبات المنصكص عمييا في المادة ‪ 374‬مف ىذا القانكف‪.3‬‬
‫‪ ‬تعميؽ أو سحب رخصة السياقة أو إلغاؤىا مع المنع مف استصدار رخصة جديدة‪:‬‬

‫يجكز لمجة القضائية طبقا لممادة ‪ 16‬مكرر‪ 4‬كدكف اإلخبلؿ بالتدابير المنصكص عمييا في قانكف‬
‫المركر الحكـ بتعميؽ أك سحب رخصة السياقة‪ ،‬أك إلغائيا مع المنع مف استصدار رخصة جديدة‪ ،‬كال‬
‫يمكف أف تزيد مدة التعميؽ أك السحب عف خمس (‪ )5‬سنكات مف تاريخ صدكر الحكـ باإلدانة‪ ،‬كيجكز أف‬
‫يؤمر بالنفاذ المعجؿ ليذا اإلجراء‪ ،‬ىذا كيبمغ الحكـ إلى السمطة اإلدارية المختصة‪ ،‬في حيف أف المشرع‬
‫الفرنسي فقد نص عمى ىذا اإلجراء ضمف أحكاـ الفقرتيف الثالثة كالرابعة مف المادة ‪ 44-222‬مف ( ؽ ع‬
‫ؼ)‪.‬‬

‫‪ ‬سحب جواز السفر‪:‬‬

‫يجكز لمجية القضائية طبقا لممادة ‪ 16‬مكرر‪ 5‬أف تحكـ بسحب جكاز السفر لمدة ال تزيد عف خمس‬
‫(‪ )5‬سنكات في حالة ا إلدانة بجنحة‪ ،‬كذلؾ مف تاريخ النطؽ بالحكـ‪ ،‬كيجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ ليذا‬
‫اإلجراء‪ ،‬عمى أف يبمغ ىذا الحكـ لك ازرة الداخمية‪.‬‬

‫كيعاقب بالحبس مف ثبلثة (‪ )3‬أشير إلى ثبلث (‪ )3‬سنكات‪ ،‬كبغرامة مف ‪ 25.000‬دج إلى‬
‫‪ 300.000‬دج كؿ محككـ عميو خرؽ االلتزامات المفركضة عميو بمكجب العقكبات التكميمية المنصكص‬

‫‪ -1‬المكاد مف ‪ 88‬إلى ‪ 94‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬الفقرة الثالثة مف المادة ‪ 16‬مكرر‪ 3‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬الفقرة الخامسة مف المادة ‪ 16‬مكرر‪ 3‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫عمييا في المكاد‪...‬ك‪ 16‬مكرر‪ 5‬مف ىذا القانكف‪.‬‬


‫‪ ‬تعميؽ الحكـ أو قرار اإلدانة‪:‬‬

‫لممحكمة طبقا لممادة ‪ 18‬مف (ؽ ع ج)‪ ،‬كالمادة ‪ 35-131‬التي أحالت إلييا المادة ‪( 46-222‬ؽ‬
‫ع ؼ) عند الحكـ باإلدانة أف تأمر في الحاالت التي يحددىا القانكف بنشر الحكـ بأكممو أك مستخرج منو‬
‫في جريدة أك أكثر يعينيا‪ ،‬أك بتعميقو في األماكف التي يبينيا‪ ،‬كذلؾ كمو عمى نفقة المحككـ عميو‪ ،‬عمى أال‬
‫تتجاكز مصاريؼ النشر المبمغ الذم يحدده الحكـ باإلدانة ليذا الغرض‪ ،‬كأال تتجاكز مدة التعميؽ شي ار‬
‫كاحدا‪ ،‬خبلفا لممشرع الفرنسي الذم حددىا بأجؿ شيريف طبقا لممادة ‪ 35-131‬مف (ؽ ع ؼ)‪.‬‬

‫كيعاقب بالحبس مف ثبلثة (‪ )3‬أشير إلى سنتيف (‪ ،)2‬كبغرامة مف ‪ 25.000‬دج إلى ‪200.000‬‬
‫دج كؿ مف قاـ بإتبلؼ أك إخفاء أك تمزيؽ المعمقات المكضكعة تطبيقا لمفقرة السابقة كميا أك جزئيا‪ ،‬كيأمر‬
‫الحكـ مف جديد بتنفيذ التعميؽ عمى نفقة الفاعؿ‪.1‬‬

‫يعد ىذا اإلجراء العقابي مف بيف أىـ الكسائؿ التي تعمؿ عمى الحد مف ارتكاب الجرائـ‪ ،‬نظ ار لؤلثر‬
‫الذم يصيب نفسية الجاني كيحط مف قيمتو داخؿ المجتمع‪ ،‬كما يفقد ثقة الرأم العاـ إف كاف مرتكب‬
‫الجريمة شخص معنكم‪ ،‬فنشر حكـ اإلدانة لو كقع كبير عمى مرتكب الجريمة مما قد يؤدم إلى كبح‬
‫جماح نفسيتو السيئة نتيجة التشيير بو‪.‬‬

‫‪ -/2-1‬العقوبات التكميمية المقررة لمشخص المعنوي‪:‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 53‬مف (ؽ ك ؼ ـ) يككف الشخص االعتبارم مسؤكال جزائيا عف الجرائـ المنصكص‬
‫عمييا في ىذا القانكف كفقا لمقكاعد المقررة في قانكف العقكبات‪ ،‬حيث رصدت لو طبقا لممادة ‪ 18‬مكرر مف‬
‫(ؽ ع ج) باإلضافة لمعقكبات األصمية عقكبات تكميمية أخرل‪ ،‬كالجدير باإلشارة أف بعض ىذه العقكبات‬
‫ال تختمؼ كثي ار عف تمؾ المقررة لمشخص الطبيعي التي سبؽ بيانيا‪ ،‬ذلؾ سنكتفي بذكر المستجد منيا‬
‫كىي‪:‬‬

‫‪ ‬حؿ الشخص المعنوي‪:‬‬

‫يقصد بذلؾ منع الشخص مف االستمرار في ممارسة نشاطو كانياء كجكده القانكني كالكاقعي‪،‬‬
‫كيقتضي ذلؾ أف ال يستمر ىذا النشاط حتى كلك كاف تحت اسـ آخر أك مع مديريف أك أعضاء مجمس‬
‫إدارة أك مسيريف آخريف‪ ،‬كيترتب عمى ذلؾ تصفية أمكالو مع المحافظة عمى حقكؽ الغير حسف النية‪.2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2/18‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 17‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كتعد ىذه العقكبة مف أشد أنكاع العقكبات المقررة في حؽ األشخاص المعنكية‪ ،‬كىي تقابؿ عقكبة‬
‫اإلعداـ بالنسبة لمشخص الطبيعي ألنيا تمس بكيانو كجكدا كعدما‪ ،1‬كقد نصت المادة ‪ 39-131‬مف (ؽ‬
‫ع ؼ) عمى ىذا النكع مف العقكبات‪ ،‬إال أف المشرع الفرنسي قيد سمطة القاضي في النطؽ بيا‪ ،‬إذ يشترط‬
‫في ذلؾ بأف تككف الجريمة التي ارتكبيا الشخص المعنكم جناية أك جنحة يعاقب فييا الشخص الطبيعي‬
‫بعقكبة الحبس لمدة تساكم أك تزيد عف ثبلث سنكات‪ ،‬كأف يككف قد انحرؼ عف ىدفو المشركع قصد‬
‫ارتكاب الجريمة‪ ،‬خبلفا لممشرع الجزائرم الذم لـ يتطرؽ ال إلى مضمكنيا كال لقكاعد تطبيقيا‪.‬‬
‫‪ ‬غمؽ المؤسسة أو فرع مف فروعيا‪:‬‬

‫يقصد بذلؾ منعيا مف ممارسة النشاط الذم كانت تمارسو قبؿ صدكر الحكـ بغمؽ المؤسسة أك فرع‬
‫مف فركعيا‪ ،‬كىك ذات الجزاء الذم نصت عميو أحكاـ الفقرة الرابعة مف المادة ‪ 39-131‬مف (ؽ ع ؼ)‪،‬‬
‫عمى أف ال يتجاكز ذلؾ خمس (‪ )5‬سنكات‪.2‬‬

‫‪ ‬الوضع تحت الحراسة‪:‬‬

‫يعتبر كضع الشخص المعنكم تحت الحراسة القضائية تدبي ار احت ارزيا‪ ،‬تتقيد بمقتضاه حرية ىذا‬
‫الشخص كلمدة ال تتجاكز خمس (‪ )5‬سنكات‪ ،‬كتنصب الحراسة عمى ممارسة النشاط الذم أدل إلى‬
‫الجريمة أك الذم ارتكبت الجريمة بمناسبتو‪ ،3‬كىي ذات العقكبة التي أقرىا المشرع الفرنسي في حؽ‬
‫الشخص المعنكم بمكجب الفقرة الثالثة مف المادة ‪ 39-131‬مف ( ؽ ع ؼ)‪ ،4‬كبالتالي فإف ىذا اإلجراء‬
‫يحقؽ المفيكـ المزدكج لمعقاب كالكقاية‪ ،‬فيك ييدؼ إلى مراقبة تصرفات الشخص المعنكم مف جية‬
‫كالكقاية مف العكدة الرتكاب الجرائـ كتكرارىا مف ناحية أخرل‪.5‬‬

‫كقد تناكلت أحكاـ ىذه العقكبة المادة ‪ 46-131‬مف ( ؽ ع ؼ) التي يترتب عمييا تعييف ككيؿ‬
‫قضائي‪ ،‬الذم يتكلى رقابة نشاط الشخص المعنكم الذم ارتكب الجريمة أثناء مزاكلتو ليذا النشاط أك‬
‫بمناسبتو‪ ،‬كما يقكـ ىذا الككيؿ بتقديـ تقرير كؿ ستة أشير عمى األقؿ إلى قاضي تطبيؽ العقكبات عف‬
‫سير الميمة المسندة إليو‪ ،‬كيمكف بناءا عمى ىذا التقرير لقاضي تطبيؽ العقكبات أف يعرض األمر عمى‬
‫الجية القضائية التي أمرت بكضع الشخص المعنكم تحت الحراسة القضائية‪ ،‬التي يبقى ليا أف تصرح إما‬
‫بعقكبة جديدة في حالة مخالفة االلتزامات أك تنيي الحراسة القضائية لمشخص المعنكم‪ .‬كىذا خبلفا‬
‫لممشرع الجزائرم الذم لـ يحدد القكاعد اإلجرائية لتطبيؽ ىذه العقكبة‪ ،‬مما يجعمنا نتساءؿ عف جدكل‬

‫‪ -1‬كيزة بمعسمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.289‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 18‬مكرر مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 18‬مكرر مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- Art 131- 9‬‬ ‫"‪" Le placement, pour une durée de cinq ans au plus, sous surveillance judiciaire..‬‬
‫‪ -5‬كيزة بمعسمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.320‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كجكدىا دكف ضبط إجراءات تنفيذىا كىك ما يستدعي ضركرة التدارؾ احتراما في ذلؾ لمبدأ الشرعية‬
‫اإلجرائية‪.‬‬

‫كيشار إلى أنو عندما يعاقب الشخص المعنكم بكاحدة أك أكثر مف العقكبات التكميمية المنصكص‬
‫عمييا في المادة ‪ 18‬مكرر مف ( ؽ ع)‪ ،‬فإف أم خرؽ لبللتزامات المترتبة عف ىذا الحكـ مف طرؼ‬
‫شخص طبيعي يعاقب عميو بالحبس مف سنة (‪ )1‬إلى خمس (‪ )5‬سنكات‪ ،‬كبغرامة مف ‪ 100.000‬دج‬
‫إلى ‪ 500.000‬دج‪ ،‬ىذا كيمكف التصريح بقياـ المسؤكلية الجزائية لمشخص المعنكم عف الجريمة‬
‫المذككرة أعبله‪ ،‬كيعاقب في ىذه الحالة بغرامة تساكم مف مرة (‪ )1‬إلى خمس (‪ )5‬مرات الحد األقصى‬
‫لمغرامة المقررة لمشخص الطبيعي‪.1‬‬

‫‪ ‬المنع مف مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مينية أو اجتماعية بشكؿ مباشر أو غير مباشر‪:‬‬

‫يعد المنع مف ممارسة النشاط مف الجزاءات السالبة لمحقكؽ‪ ،‬فقد يحدث كأف يرتكب الشخص المعنكم‬
‫جنحة مف جنح الفساد كقياـ بتقديـ عمكالت لمظفر بالصفقة العمكمية‪ ،‬كىك ما يترتب عنو إلى جانب‬
‫الحكـ عميو بالغرامة فرض عقكبات تكميمية أخرل‪ ،‬تتمثؿ في منعو مف ممارسة نشاط أك عدة أنشطة‬
‫مينية أك اجتماعية بشكؿ مباشر أك غير مباشر‪ ،‬كقد يككف بشكؿ نيائي أك مؤقت كلمدة ال تتجاكز خمس‬
‫(‪ )5‬سنكات‪.‬‬

‫أما المشرع الفرنسي فقد أقر مف خبلؿ المادة ‪ 48-131‬التي تحيؿ لممادة ‪ 28-131‬حظر النشاط‬
‫الذم ارتكبت الجريمة أثناء ممارستو أك بمناسبتو كالذم تكسع في تحديده بقكلو"‪..‬أك أم نشاط ميني أك‬
‫اجتماعي آخر يعرفو القانكف الذم يعاقب عمى الجريمة "‪.‬‬

‫‪ -/2‬العقوبات التكميمية المقررة بموجب قانوف الوقاية مف الفساد ومكافحتو‪:‬‬

‫تعزي از لمعقكبات التي أقرتيا أحكاـ قانكف العقكبات عمؿ المشرع إلى جانب ذلؾ تقرير كاستحداث‬
‫جزاءات تكميمية ت بنتيا أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬بغية محاصر ظاىرة الفساد بشكؿ عاـ‬
‫كالحمكؿ دكف استفادة مرتكبي ىذه الجرائـ مف عائداتيا كتتجمى ىذه الجزاءات في‪:‬‬

‫أ‪ -/‬التجميد والحجز‪:‬‬

‫يقصد بو طبقا لمفقرة (ح) مف المادة ‪ 02‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) " فرض حظر مؤقت عمى تحكيؿ‬
‫المم تمكات أك استبداليا أك التصرؼ فييا أك نقميا‪ ،‬أك تكلي عيدة الممتمكات أك السيطرة عمييا مؤقتا‪ ،‬بناء‬
‫عمى أمر صادر عف محكمة أك سمطة مختصة أخرل"‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 18‬مكرر ‪ 3‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬


‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫إف حرماف مرتكبي جرائـ الفساد مف ثمرة مشركعيـ اإلجرامي التي تحصمكا عمييا يعد الجزاء األكثر‬
‫ردعا مقارنة بباقي العقكبات التقميدية األخرل‪ ،‬لذلؾ فقد أكلى المشرع أىمية كبيرة ليذه المسألة مف خبلؿ‬
‫النص عمى اتخاذ بعض اإلجراءات التحفظية بشأف عائدات ىذه الجرائـ‪ ،‬كىذا قبؿ القياـ بمصادرتيا بشكؿ‬
‫نيائي‪ 1‬كتتمثؿ ىذه اإلجراءات التحفظية في التجميد كالحجز كفقا لما أفادت بو المادة ‪ 1/51‬مف ( ؽ ك‬
‫ؼ ـ) بقكليا " يمكف تجميد أك حجز العائدات كاألمكاؿ غير المشركعة الناتجة عف ارتكاب جريمة أك‬
‫أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف بقرار قضائي أك بأمر مف سمطة مختصة "‪.‬‬

‫تعد ىذه اإلجراءات آلية قمعية السترداد األمكاؿ غير المشركعة‪ ،‬كىي آلية أكلية ىدفيا في النياية‬
‫مصادرة ىذه األمكاؿ‪ ،‬مع المراعاة في ذلؾ حاالت استرجاع األرصدة أك حقكؽ الغير حسف النية‬
‫المنصكص عمييا قانكنا‪ ،‬غير أننا نساءؿ في ىذا المقاـ عف المقصكد بالسمطة المختصة التي خكليا‬
‫المشرع صبلحية القياـ بتجميد كحجز عائدات جرائـ الفساد بمكجب أمر‪ ،‬كىك ما لـ يتـ تكضيحو‪ ،‬كىذا‬
‫راجع لتأثير آليات القانكف الدكلي مف بينيا اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد التي تبنت العديد مف‬
‫المصطمحات الكاسعة كالفضفاضة كالتي يستميـ منيا المشرع قكاعد التشريع الداخمي‪ ،2‬إال أف الدكتكر‬
‫أحسف بكسقيعة يرل بأف المقصكد بيا مصالح الشرطة القضائية‪ ،‬كخمية معالجة االستعبلـ المالي في‬
‫بعض الحاالت‪ ،‬كارتباط إحدل جرائـ الفساد بجريمة تبييض األمكاؿ‪.3‬‬

‫ىذا كيبلحظ أف المشرع قد استيؿ نص المادة ‪ 51‬مف( ؽ ك ؼ ـ) بعبارة "يمكف"‪ ،‬كىك ما يدؿ عمى‬
‫جكازية ىذا اإلجراء الذم يقرره القاضي متى أرل فائدة في ذلؾ‪ ،‬كالذم كاف مف الضركرم النص عمى‬
‫إلزاميتو نظ ار لآلثار المترتبة عنو في حرماف مرتكبي جرائـ الفساد مف ثمرة مشركعيـ اإلجرامي‪.‬‬

‫ب‪ -/‬مصادرة العائدات واألمواؿ غير المشروعة‪:‬‬

‫قد أقر المشرع فرض ىذه العقكبة سكاء في حؽ الشخص الطبيعي أك المعنكم‪ ،4‬كيقصد بالمصادرة‬
‫طبقا لممادة ‪ 15‬مف (ؽ ع ج) " األيمكلة النيائية إلى الدكلة لما أك مجمكعة أمكاؿ معينة أك ما يعادليا‬
‫عند االقتضاء "‪ ،‬بينما يقصد بيا طبقا لمفقرة (ط) مف المادة ‪ 02‬مف (ؽ ك ؼ ـ) " التجريد الدائـ مف‬
‫الممتمكات بأمر صادر عف ىيئة قضائية"‪ ،‬كىي طبقا لممادة ‪ 2/51‬مف نفس القانكف عقكبة مالية تكميمية‬
‫إلزامية تفرض إلى جانب العقكبات األصمية‪ ،‬كىك ما يستفاد مف ىذا النص بقكلو " في حالة اإلدانة‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪ -2‬صميحة بف عكدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.248‬‬
‫‪ -‬أحسف بكسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ -4‬المادة ‪ 18 ،09‬مكرر مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬


‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بالجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف تأمر الجية القضائية بمصادرة العائدات كاألمكاؿ غير‬
‫المشركعة‪.1"..‬‬

‫ب‪ -/‬محؿ المصادرة‪:‬‬

‫يتضح مف المادة ‪ 51‬مف (ؽ كؼ ـ) أف األشياء التي تككف محؿ مصادرة‪ ،‬تتمثؿ في العائدات‬
‫كاألمكاؿ غير المشركعة‪ ،‬كالعائدات اإلجرامية طبقا لمفقرة (ز) مف المادة ‪ 02‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) ىي " كؿ‬
‫الممتمكات المتأتية أك المتحصؿ عمييا‪ ،‬بشكؿ مباشر أك غير مباشر مف ارتكاب الجريمة"‪ ،‬كما يفيـ مف‬
‫ذلؾ أف محؿ المص ادرة ال يقتصر عمى األمكاؿ المتأتية مف إحدل جرائـ الفساد كمبالغ الرشاكل التي‬
‫تحصؿ عمييا المكظؼ العمكمي في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬كانما تشمؿ األمكاؿ كغيرىا مف الممتمكات‬
‫التي حققت معنى المقابؿ في جريمة الرشكة‪ ،‬سكاء كانت مادية أك غير مادية‪ ،‬منقكلة أك غير منقكلة‪،‬‬
‫مممكسة أك غير مممكسة‪ ،‬كالمستندات أك السندات القانكنية التي تثبت ممكية تمؾ المكجكدات أك كجكد‬
‫الحقكؽ المتصمة بيا‪.2‬‬

‫إال أنو كبالرجكع إلى أحكاـ المادة ‪ 2/51‬مف ( ؽ كؼ ـ)‪ ،‬نجد أف المشرع قد قصر محؿ المصادرة‬
‫عمى العائدات كاألمكاؿ غير المشركع المتأتية مف الجريمة دكف تمؾ المستعممة فييا رغـ إقرار معظـ‬
‫القكانيف كاالتفاقيات الدكلية بذلؾ‪ ،‬حيث أف صياغة ىذا النص لـ تعبر عف إرادة المشرع بشكؿ صريح في‬
‫ىذا الشأف‪ ،‬غير أنو كتعزي از لذلؾ فقد أقر المشرع مف خبلؿ أحكاـ المادة ‪ 15‬مكرر‪ 1‬مف (ؽ ع ج)‬
‫مصادرة كؿ األشياء التي استعممت أك كانت ستستعمؿ في تنفيذ الجريمة أك التي تحصمت منيا في حالة‬
‫اإلدانة بجنحة كجكبا إذا كاف القانكف ينص صراحة عمى ىذه العقكبة مثمما ىك عميو الحاؿ في قانكف‬
‫الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪.3‬‬

‫ما تجدر اإلشارة إليو ىك إغفاؿ المشرع مف خبلؿ أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو لمسألة‬
‫خمط العائدات اإلجرامية بممتمكات متحصؿ عمييا بطريقة شرعية‪ ،‬كىك ما يطرح التساؤؿ حكؿ إذا ما‬
‫كانت عممية المصادرة تشمؿ كؿ األمكاؿ أـ أف األمر يقتصر عمى القيمة المقدرة لمعائدات اإلجرامية ؟‬
‫لذلؾ ينبغي عمى المشرع الفصؿ في ىذه المسألة ضمف أحكاـ ىذا القانكف طبقا لما أقرتو أحكاـ اتفاقية‬
‫األمـ المتحدة لمكافحة الفساد بمكجب المادة ‪ ،5/31‬كالتي أقرت بضركرة مصادرة الممتمكات في حدكد‬
‫القيمة المقدرة لمعائدات غير المشركع دكف غيرىا مف الممتمكات المكتسبة بطريقة مشركعة‪ ،‬كأسكة في ذلؾ‬

‫‪ -1‬نصت المادة ‪ 31‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،128/04‬المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد بقكليا " تتخذ كؿ‬
‫دكلة طرؼ‪ ،‬إلى أقصى مدل ممكف ضمف نطاؽ نظاميا القانكني الداخمي ما قد يمزـ مف تدابير لمتمكيف مف مصادرة‪:‬‬
‫‪ -‬العائدات اإلجرامية المتأتية مف أفعاؿ مجرمة كفقا ليذه االتفاقية‪ ،‬أك ممتمكات تعادؿ قيمتيا قيمة تمؾ العائدات‪.‬‬
‫‪ -‬الممتمكات أك المعدات أك األدكات األ خرل التي استخدمت أك كانت معدة لبلستخداـ في ارتكاب أفعاؿ مجرمة كفقا ليذه االتفاقية‪"...‬‬
‫‪ -2‬الفقرة (ك) مف المادة ‪ 02‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،128/04‬المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ -3‬الفقرة الثانية مف المادة ‪ 51‬مكرر‪ 1‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫بما كاف قد أقره ضمف أحكاـ المادة ‪ 389‬مكرر ‪ 4‬مف (ؽ ع ج) التي نصت عمى أنو " إذا اندمجت‬
‫عائدات جناية أك جنحة مع األمكاؿ المتحصؿ عمييا بطريقة شرعية‪ ،‬فإف مصادرة األمكاؿ ال يمكف أف‬
‫تككف إال بمقدار ىذه العائدات "‪.‬‬

‫ب‪ -/2-‬الجية المختصة بإصدار أمر المصادرة‪:‬‬

‫لقد أسند المشرع طبقا لممادة ‪ 2/51‬مف (ؽ كؼ ـ) سمطة إصدار أمر بمصادرة األمكاؿ كالعائدات‬
‫غير المشركعة لمجية القضائية بناء عمى منطكؽ حكـ قضائي‪ ،‬عمى أف تمتزـ ىذه األخيرة بمراعاة حاالت‬
‫استرجاع األرصدة أك حقكؽ الغير حسف النية‪ ،‬كىك ما أكدتو المادة ‪ 2/51‬مف ( ؽ كؼ ـ) كالمادة ‪15‬‬
‫مكرر‪ 1‬مف ( ؽ ع ج)‪ ،‬كيقصد بالغير حسف النية طبقا لممادة ‪ 15‬مكرر‪ 2‬مف ( ؽ ع ج) " األشخاص‬
‫الذيف لـ يككنكا شخصيا محؿ متابعة أك إدانة مف أجؿ الكقائع التي أدت إلى المصادرة‪ ،‬كلدييـ سند ممكية‬
‫أك حيازة صحيح كمشركع عمى األشياء القابمة لممصادرة "‪.‬‬

‫كفي إطار تعزيز عممية مصادرة العائدات اإلجرامية‪ ،‬كقصد تحسيف فعالية القطب الجزائي المالي‬
‫المزمع استحداثو في مجاؿ مكافحة الفساد‪ ،‬كتمكيف مف الدكلة مف استرجاع األمكاؿ المرتبة عف جرائـ‬
‫الفساد كالتكفؿ بتسييرىا‪ ،‬تقترح المادة ‪ 51‬مكرر مف مشركع تعديؿ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪،‬‬
‫إنشاء ككالة كطنية لتسيير العائدات كاألمكاؿ غير المشركعة‪ ،‬المحجكزة أك المجمدة‪ ،‬الناتجة عف الجرائـ‬
‫المنصكص عمييا في ىذا القانكف‪.‬‬

‫‪ -/3‬إبطاؿ العقود والصفقات والبراءات وامتيازات‪:‬‬

‫أجاز المشرع بمكجب المادة ‪ 55‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) التصريح ببطبلف كؿ عقد أك صفقة أك براءة أك‬
‫امتياز‪ ،‬أك ترخيص متحصؿ عميو مف ارتكاب إحدل جرائـ الفساد بما فييا جريمة الرشكة في الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬كىك ما يتفؽ كما نصت عميو المادة ‪ 89‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬عمى يتعيف في‬
‫ىذه الحالة عمى الجية القضائية مراعاة حقكؽ الغير حسف النية‪.‬‬

‫يفيـ مف ذلؾ أف لمجية القضائية التي تفصؿ في القضايا المتعمقة بإحدل جرائـ الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫السمطة التقديرية في تقرير إبطاؿ الصفقات كالعقكد كالبراءات كاالمتيازات‪ ،‬رغـ أف ذلؾ يعد اختصاص‬
‫أصيبل لمجيات القضائية الفاصمة في المسائؿ المدنية كاإلدارية‪ ،1‬كىك ما يعد ترجمة ألحكاـ المادة ‪34‬‬
‫مف اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة‪ ،‬إال أف ىذه المادة كىي تعدد صكر التصرفات التي يمكف الحكـ‬
‫بإلغائيا أك فسخيا قد أردفت بقكليا " أك أم إجراء انتصافي آخر"‪ ،‬كىك ما يدؿ عمى عدـ حصرىا‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.351‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫لمتصرفات التي يمكف الحكـ بإلغائيا أك فسخيا‪ ،‬خبلفا لممشرع الذم حصرىا في العقكد كالصفقات‬
‫كالبراءات كاالمتيازات‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬الظروؼ المحيطة بالجاني‪.‬‬

‫لـ تتكقؼ جيكد المشرع عند فرض الجزاءات فحسب‪ ،‬كانما ذىب إلى أبعد مف ذلؾ بإق ارره ألحكاـ‬
‫أخرل تتعمؽ بالشركع كاالشتراؾ كالتقادـ إلى جانب ظركؼ تشديد العقكبات كاألعذار المخففة كالمعفية‬
‫لمعقاب كىك ما يتـ تكضيحو تبعا لما يمي‪:‬‬

‫‪ -/1‬األحكاـ المتعمقة بالشروع والمشاركة في جريمة الرشوة‪:‬‬

‫يعاقب المشرع الجزائرم عمى الشركع كالمشاركة في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية‪ ،‬طبقا لما‬
‫أفادت بو المادة ‪ 52‬مف ( ؽ كؼ ـ) بقكليا "تطبؽ األحكاـ المتعمقة بالمشاركة المنصكص عمييا في‬
‫قانكف العقكبات عمى الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف‪ ،‬يعاقب عمى الشركع في الجرائـ‬
‫المنصكص عمييا في ىذا القانكف بمثؿ الجريمة نفسيا"‪.‬‬

‫أ‪ -/‬االشتراؾ في الجريمة‪:‬‬

‫أحالت المادة ‪ 52‬إلى تطبيؽ القكاعد العامة المعمكؿ بيا في قانكف العقكبات‪ ،‬كيعتبر شريكا في‬
‫الجريمة طبقا لممادة ‪ 42‬مف (ؽ ع ج) " مف لـ يشترؾ اشتراكا مباشرا‪ ،‬لكنو ساعد بكؿ الطرؽ أك عاكف‬
‫الفاعؿ أك الفاعميف عمى ارتكاب األفعاؿ التحضيرية أك المسيمة أك المنفذة ليا مع عممو بذلؾ"‪ ،‬ىذا كيأخذ‬
‫حكـ الشريؾ طبقا لممادة ‪ 43‬مف (ؽ ع) "مف اعتاد أف يقدـ مسكنا أك ممجأ أك مكانا لبلجتماع لكاحد أك‬
‫أكثر مف األشرار الذيف يمارسكف المصكصية أك العنؼ ضد أمف الدكلة أك األمف العاـ أك ضد األشخاص‬
‫أك األمكاؿ مع عممو بسمككيـ اإلجرامي "‪ ،‬أما عف العقكبة المقررة عف ذلؾ‪ ،‬فإف المشرع يعاقب عمى‬
‫االشتراؾ في الجنحة بنفس العقكبة المقررة لمجريمة طبقا لممادة ‪ 44‬مف ( ؽ ع ج)‪ ،2‬كبالتالي فإف الشريؾ‬
‫يخضع لنفس العقكبة المقررة لمرشكة في الصفقات العمكمية كالتي يرتكبيا الفاعؿ‪.‬‬

‫ب‪ -/‬الشروع في الجريمة‪:‬‬

‫ىي المرحمة التي تنصرؼ فييا إرادة الجاني إلى تنفيذ الجريمة‪ ،‬كيقصد بالشركع طبقا لممادة ‪ 30‬مف‬
‫(ؽ ع ج) " كؿ محاكالت الرتكاب جناية تبتدئ بالشركع في التنفيذ أك بأفعاؿ ال لبس فييا تؤدم مباشرة‬
‫إلى ارتكابيا تعتبر كالجناية نفسيا إذا لـ تكقؼ أك يخب أثرىا إال نتيجة لظركؼ مستقمة عف إرادة مرتكبيا‬

‫‪ -1‬نصت المادة ‪ 34‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،128/04‬المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد بقكليا " مع إيبلء‬
‫االعتبار الكاجب لما اكتسبو األطراؼ‪ ..‬يجكز لمدكؿ األطراؼ أف تعتبر الفساد عامبل ذا أىمية في اتخاذ إجراءات قانكنية إللغاء أك فسخ عقد أك‬
‫سحب امتياز أك غير ذلؾ مف الصككؾ المماثمة أك اتخاذ أم إجراء انتصافي آخر"‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 44‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫حتى كلك لـ يمكف بمكغ اليدؼ المقصكد بسبب ظرؼ مادم يجيمو مرتكبيا"‪ ،‬أما بالنسبة لمعقكبة فإنو‬
‫كطبقا لممادة ‪ 31‬مف ( ؽ ع) ال يعاقب عمى الشركع في الجنح إال بناء عمى نص صريح‪ ،‬كىك ما أقره‬
‫المشرع ضمف أحكاـ المادة ‪ 52‬مف ( ؽ كؼ ـ) التي تعاقب عمى الشركع في ارتكاب جرائـ الفساد بقكليا‬
‫" يعاقب عمى الشركع في الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف بمثؿ الجريمة نفسيا"‪ ،‬كمفاد ىذا‬
‫النص أنو يعاقب عمى الجرائـ المدرجة في ىذا القانكف بمثؿ عقكبة الجريمة التامةػ كباعتبار جريمة الرشكة‬
‫في الصفقات العمكمية مف الجرائـ المدرجة في ىذا القانكف فإنو يعاقب طبقا ليذا النص عمى الشركع فييا‬
‫باعتبارىا جنحة بذات العقكبة المقررة لمجريمة التامة‪.‬‬

‫‪ -/2‬ظروؼ تشديد العقوبة في جريمة الرشوة‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 48‬مف (ؽ ك ؼ ـ) عمى الظركؼ المؤدية إلى تشديد العقكبة التي عمقيا المشرع عمى‬
‫صفة الجاني بقكليا " إذا كاف مرتكب جريمة أك أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف قاضيا‬
‫أك مكظفا يمارس كظيفة عميا في الدكلة‪ ،‬أك ضابطا عمكميا‪ ،‬أك عضك في الييئة‪ ،‬أك ضابطا أك عكف‬
‫شرطة قضائية‪ ،‬أك ممف يمارس بعض صبلحيات الشرطة القضائية‪ ،‬أك مكظؼ أمانة ضبط‪ ،‬يعاقب‬
‫بالحبس مف عشر (‪ )10‬سنكات إلى عشريف (‪ )20‬سنة كبنفس الغرامة المقررة لمجريمة المرتكبة "‪ ،‬كىي‬
‫ذات الفئات التي خصيا المشرع الفرنسي بظركؼ التشديد طبقا لممادة ‪ 9-434‬مف ( ؽ ع ؼ)‪.‬‬

‫يتضح مف النص أف المشرع قد شدد عقكبة الحبس في جنح الفساد بما في ذلؾ الجرائـ ذات الصمة‬
‫بالصفقات العمكمية لتصبح مف عشر سنكات إلى عشريف سنة‪ ،‬بينما أبقى عقكبة الغرامة مثؿ ما ىي‬
‫عميو‪ ،‬غير أف ىذا التشديد ال يشمؿ صكرة الرشكة في الصفقات العمكمية‪ ،‬ذلؾ أف العقكبة األصمية‬
‫المقررة ليذه الجريمة ىي الحبس مف عشر (‪ )10‬سنكات إلى عشريف (‪ )20‬سنة كىي نفس العقكبة عند‬
‫التشديد‪.‬‬

‫‪ -/3‬األعذار المخففة والمعفية في جريمة الرشوة‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 49‬مف ( ؽ ك ؼ ـ) عمى معاممة عقابية خاصة لمرتكبي جرائـ الفساد بما فييا‬
‫جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية‪ ،‬كذلؾ بإقرار المشرع لنكعيف مف األعذار القانكنية سكاء باإلعفاء مف‬
‫العقكبة أك تخفضييا بقكلو " يستفيد مف األعذار المعفية مف العقكبة المنصكص عمييا في قانكف‬
‫العقكبات‪ ،‬كؿ مف ارتكب أك شارؾ في جريمة أك أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف‪ ،‬كقاـ‬
‫قبؿ مباشرة إجراءات المتابعة بإببلغ السمطة اإلدارية أك القضائية أك الجيات المعنية كساعد عمى معرفة‬
‫مرتكبيا "‪ ،‬كعدا ىذه الحالة تخفض العقكبة إلى النصؼ بالنسبة لكؿ شخص ارتكب أك شارؾ في إحدل‬
‫الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف كالذم بعد مباشرة إجراءات المتابعة ساعد في القبض عمى‬
‫شخص أك أكثر مف األشخاص الضالعيف في ارتكابيا‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أ‪ -/‬العذر المعفي مف العقاب‪:‬‬

‫يستفيد طبقا لممادة ‪ 1/49‬مف (ؽ كؼ ـ) مف العذر المعفي الفاعؿ أك الشريؾ في إحدل جرائـ‬
‫الفساد بما فييا الرشكة في الصفقات العمكمية‪ ،‬الذم بمغ السمطات اإلدارية أك القضائية أك الجيات المعنية‬
‫كساعد عمى كشؼ المتكرطيف فييا‪ ،‬عمى أف يتـ ىذا التبميغ قبؿ مباشرة إجراءات المتابعة أم قبؿ تحريؾ‬
‫النيابة العامة لمدعكل العمكمية‪.1‬‬

‫لكف حبذا لك أخد المشرع بعيف االعتبار التبميغ عف الجرائـ قبؿ البدء في تنفيذىا أك الشركع فييا‬
‫كظرؼ معفي مف العقاب‪ ،‬أسكة في ذلؾ بالقكاعد العامة المقررة في قانكف العقكبات‪ ،‬التي تشترط‬
‫لبلستفادة مف العذر المعفي مف العقاب أف يتـ التبميغ عف الجرائـ قبؿ البدء في تنفيذ الجريمة أك الشركع‬
‫فييا‪ ،2‬كباإلضافة لذلؾ فقد استمزـ المشرع إلى جانب ذلؾ تكافر شرطيف لبلستفادة مف العذر المعفي كىما‪،‬‬
‫اإلببلغ عف الجريمة‪ ،‬كالمساعدة عمى كشؼ الضالعيف في ارتكابيا‪ ،‬إال أنو كتفعيبل لنظاـ التبميغ عف‬
‫جرائـ الفساد‪ ،‬كاف مف األحسف لك اكتفى المشرع بتكافر شرط كاحد لبلستفادة مف العذر المعفي‪ ،‬كىك إما‬
‫اإلببلغ عف الجريمة كاما عف مرتكبييا‪.‬‬

‫ب‪ -/‬العذر المخفض لمعقاب‪:‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 2/49‬مف (ؽ كؼ ـ) يستفيد مف تخفيض العقكبة إلى النصؼ‪ ،‬الفاعؿ أك الشريؾ الذم‬
‫ساعد بعد مباشرة إجراءات المتابعة في القبض عمى شخص أك أكثر مف األشخاص الضالعيف في ارتكاب‬
‫الجريمة‪ ،‬كتظؿ مرحمة ما بعد مباشرة إجراءات المتابعة مفتكحة إلى غاية استنفاذ طرؽ الطعف‪.3‬‬

‫‪ -/‬أحكاـ التقادـ في جريمة الرشوة‪:‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 54‬مف ( ؽ كؼ ـ) ال تتقادـ الدعكل العمكمية كال العقكبة في جرائـ الفساد في حالة ما‬
‫إذا تـ تحكيؿ عائدات الجريمة إلى خارج الكطف‪ ،‬كأما في غير ذلؾ مف الحاالت تطبؽ األحكاـ‬
‫المنصكص عمييا في قانكف اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫كبالرجكع ألحكاـ المادة ‪ 08‬مكرر مف (ؽ إ ج ج) نجد بأنيا قد جاءت بحكـ متميز بخصكص ىذا‬
‫النكع مف الجرائـ بقكليا بأف " ال تنقضي الدعكل بالتقادـ في الجنايات كالجنح‪ ..‬كتمؾ المتعمقة بالرشكة‪،4"..‬‬
‫بذلؾ تعد جريمة الرشكة غير قابمة لمتقادـ‪ ،‬ىذا كال تختمؼ أحكاـ تقادـ الدعكل في جريمة الرشكة عف‬

‫‪ -1‬زكليخة زكزك‪ ،‬جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 92‬مف األمر ‪ ،156/66‬المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ‪.‬‬
‫‪ -3‬أحسف بكسقيعة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ -4‬تفيد المادة ‪ 29‬مف المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،128/04‬المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد بقكليا " تحدد كؿ دكلة‬
‫طرؼ في إطار قانكنيا الداخمي‪ ،‬عند االقتضاء فترة تقادـ طكيمة تبدأ فييا اإلجراءات القضائية بشأف أم فعؿ مجرـ كفقا ليذه االتفاقية‪ ،‬كتحدد‬
‫فترة تقادـ أطكؿ أك تعمؽ العمؿ بالتقادـ في حاؿ إفبلت الجاني المزعكـ مف يد العدالة "‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أحكاـ تقادـ العقكبة بيا‪ ،‬فقد جاءت المادة ‪ 612‬مكرر نفس القانكف ىي األخرل بحكـ متميز فيما يخص‬
‫جريمة الرشكة بما في ذلؾ جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية يتمثؿ في عدـ تقادـ العقكبات المحككـ‬
‫بيا في الجنح المتعمؽ بالرشكة بقكليا بأف " ال تتقادـ العقكبات المحككـ بيا في الجنايات كالجنح‪...‬تمؾ‬
‫المتعمقة بالرشكة "‪ ،‬كبذلؾ تعد العقكبة المحككـ بيا في جريمة الرشكة غير قابمة لمتقادـ‪.‬‬

‫أما فيما تبقى مف جرائـ الفساد فإنيا تخضع في ذلؾ ألحكاـ المادة ‪ 614‬مف (ؽ إ ج ج) كالتي‬
‫نصت عمى أنو " تتقادـ العقكبات الصادرة بقرار أك حكـ يتعمؽ بمكضكع الجنح بعد مضي خمس سنكات‬
‫كاممة ابتداء مف التاريخ الذم يصبح فيو ىذا القرار أك الحكـ نيائيا‪ ،‬غير أنو إذا كانت عقكبة الحبس‬
‫المقضى بيا تزيد عمى خمس سنكات فإف مدة التقادـ تككف مساكية ليذه المدة"‪.‬‬

‫كباعتبار أف جريمة قبض العمكالت في مجاؿ الصفقات العمكمية تعد صكرة مف صكر الرشكة فإنيا‬
‫تخضع ألحكاـ المادتيف ‪ 08‬مكرر كالمادة ‪ 612‬مكرر مف ( ؽ إ ج)‪ ،‬كقد أصاب المشرع في األخذ بيذا‬
‫االتجاه‪ ،‬كالذم يعد مف أفضؿ السبؿ لمتابعة مرتكبي جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية في أم‬
‫كقت تبث تكرطيـ في ىذا النكع مف الجرائـ‪ ،‬خاصة في ظؿ االنتشار الكاسع الذم تعرفو ىذه الجريمة‬
‫كالتي أضحت مف أخطر الجرائـ التي تمس بنزاىة المعامبلت بما فييا العبلقات التعاقدية في إطار‬
‫الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الجزاءات المقررة لجريمة منح امتيازات غير مبررة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫لقد أقرت أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو الجزاءات المتعمقة بقمع جريمة منح االمتيازات‬
‫غير المبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كالتي تتراكح بيف عقكبات أصمية كأخرل تكميمية سكاء تمؾ‬
‫المقررة في حؽ الشخص الطبيعي أك المعنكم‪.‬‬

‫كتتعيف اإلشارة بأف العقكبات المقررة لقمع ىذا النكع مف الجرائـ ال تختمؼ كثي ار عف تمؾ التي أقرىا‬
‫المشرع لقمع جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية‪ ،‬فيي تمتقي معيا في العديد مف األحكاـ الخاصة‬
‫بتكقيع العقكبات لذلؾ سنقتصر بعرض أحكاـ بعض العقكبات كالتي تمثؿ كجو اختبلؼ بينيا كبيف جريمة‬
‫الرشكة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصمية‪.‬‬

‫ميز المشرع بيف تمؾ العقكبات األصمية المقررة لمشخص الطبيعي كتمؾ المقررة لمشخص المعنكم‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -/1‬العقوبات األصمية المقررة لمشخص الطبيعي‪:‬‬

‫يعاقب طبقا لممادة ‪ 1/26‬مف (ؽ كؼ ـ) الشخص الطبيعي عف ارتكاب جنحة المحاباة بالحبس مف‬
‫سنتيف (‪ )2‬إلى عشر (‪ )10‬سنكات‪ ،‬كبغرامة مف ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 1.000.000‬دج‪ ،‬في حيف نجد‬

‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫أف المادة ‪ 128‬مكرر مف ( ؽ ع) الممغاة قد أقرت نفس العقكبة‪ ،‬إال أف المشرع كمف خبلؿ نص المادة‬
‫‪ 1/26‬مف ( ؽ كؼ ـ) قد عمؿ عمى خفض قيمة الغرامة التي كانت تتراكح بيف ‪ 500.000‬دج إلى‬
‫‪ 5000.000‬دج‪ ،‬كىك مسعى غير مبلئـ في مجاؿ مكافحة جرائـ الفساد‪ ،‬فقد كاف حريا بالمشرع إما‬
‫التشديد في فرض الغرامة أك الحفاظ عمى أقؿ بقيمتيا التي كانت مقررة طبقا لممادة ‪ 128‬مكرر الممغاة‪.‬‬

‫‪ -/2‬العقوبات األصمية المقررة لمشخص المعنوي‪:‬‬

‫طبقا لممادة ‪ 53‬مف ( ؽ كؼ ـ) " يككف الشخص المعنكم مسؤكال جزائيا عف الجرائـ المنصكص‬
‫عمييا في ىذا القانكف كفقا لمقكاعد المقررة في قانكف العقكبات "‪ ،‬كىي طبقا لممادة ‪ 18‬مكرر مف (ؽ ع)‬
‫الغرامة المالية التي تقدر نسبتيا مف مرة (‪ )1‬إلى خمس (‪ )5‬مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة لمشخص‬
‫الطبيعي في القانكف الذم يعاقب عمى الجريمة‪ ،‬كذلؾ مثمما سبقت اإلشارة إلييا في جريمة الرشكة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميمية‪.‬‬

‫كقد ميز المشرع بيف العقكبات التكميمية‪ ،‬سكاء تمؾ المقررة في أحكاـ قانكف العقكبات‪ ،‬أك تمؾ التي‬
‫أقرتيا أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو في حؽ الشخص الطبيعي أك المعنكم المداف بارتكاب‬
‫جنحة منح امتيازات غير مبررة (المحاباة) في مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ -/1‬العقوبات المقررة لمشخص الطبيعي‪:‬‬

‫يمكف لمجية القضائية طبقا لممادة ‪ ( 50‬ؽ كؼ ـ) في حالة اإلدانة بجريمة أك أكثر مف الجرائـ‬
‫المنصكص عمييا في ىذا القانكف‪ ،‬أف تعاقب الجاني بعقكبة أك أكثر مف العقكبات التكميمية المنصكص‬
‫عمييا في قانكف العقكبات‪ ،‬كىي نفس العقكبات التكميمية التي سبؽ كأف أشرنا إلييا في جريمة الرشكة في‬
‫الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫‪ -/2‬العقوبات المقررة لمشخص المعنوي‪:‬‬

‫يجكز الحكـ عمى الشخص المعنكم طبقا لممادة ‪ 18‬مكرر مف ( ؽ ع) بكاحدة أك أكثر مف العقكبات‬
‫التكميمية التالية‪ :‬حؿ الشخص المعنكم‪ ،‬غمؽ المؤسسة أك فرع مف فركعيا لمدة ال تتجاكز خمس (‪)5‬‬
‫سنكات‪ ،‬اإلقصاء مف الصفقات العمكمية لمدة ال تتجاكز خمس (‪ )5‬سنكات‪ ،‬المنع مف مزاكلة نشاط أك‬
‫عدة أنشطة مينية أك اجتماعية بشكؿ مباشر أك غير مباشر نيائيا أك لمدة ال تتجاكز خمس (‪ )5‬سنكات‪،‬‬
‫مصادرة الشيء الذم استعمؿ في ارتكاب الجريمة أك نتج عنيا‪ ،‬نشر كتعميؽ حكـ اإلدانة‪ ،‬الكضع تحت‬
‫الحراسة القضائية لمدة ال تتجاكز خمس (‪ )5‬سنكات‪ ،‬كتنصب الحراسة عمى ممارسة النشاط الذم أدل‬
‫إل ى الجريمة أك الذم ارتكبت الجريمة بمناسبتو "‪ ،‬كىي عقكبات سبؽ كأف أشرنا ليا بالتفصيؿ في جريمة‬
‫الرشكة في الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬الظروؼ المحيطة بالجاني‪.‬‬

‫أقر المشرع إلى جانب العقكبات األصمية كالتكميمية لجريمة المحاباة في الصفقات العمكمية أحكاما‬
‫أخرل تتعمؽ بالتقادـ كالشركع كاالشتراؾ في الجريمة‪ ،‬إضافة لؤلحكاـ المتعمقة بظركؼ تشديد العقكبة‬
‫كاألعذار المخففة كالمعفية لمعقاب‪.‬‬

‫‪ -/1‬أحكاـ التقادـ في جريمة المحاباة‪:‬‬

‫أحاؿ المشرع بالنسبة لتقادـ الدعكل العمكمية كتقادـ العقكبة في جنحة المحاباة إلى القكاعد المقررة‬
‫في قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ماعدا جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية أك تحكيؿ العائدات اإلجرامية‬
‫إلى خارج الكطف حيث خصيا المشرع بحكـ خاص‪ ،‬كذلؾ بأف ال تتقادـ فييا الدعكل كال العقكبة‪ ،‬كأما في‬
‫غير ىذه الحاالت تطبؽ األحكاـ المنصكص عمييا في قانكف اإلجراءات الجزائية‪.‬‬

‫كبالرجكع ألحكاـ ىذا القانكف نجد أف المادة ‪ 08‬قد أفادت بقكليا " تتقادـ الدعكل العمكمية في مكاد‬
‫الجنح بمركر ثبلث (‪ )3‬سنكات كاممة‪ ،"...‬بينما تتقادـ العقكبة الصادرة بقرار أك حكـ طبقا لممادة ‪614‬‬
‫مف (ؽ إ ج ج) بمضي خمس (‪ )5‬سنكات كاممة ابتداء مف التاريخ الذم يصبح فيو ىذا القرار أك الحكـ‬
‫نيائيا‪ ،‬غير أنو إذا كانت عقكبة الحبس تزيد عمى الخمس سنكات فإف مدة التقادـ تككف مساكية ليذه‬
‫المدة‪.‬‬

‫كبتطبيؽ قكاعد تقادـ العقكبة في الجنح عمى جنحة المحاباة في الصفقات العمكمية‪ ،‬فيمكف القكؿ بأف‬
‫العقكبة في ىذه الجنحة تتقادـ حسب المدة المحككـ بيا عمى الجاني كالتي تتراكح بيف سنتيف (‪ )2‬إلى‬
‫عشر (‪ ) 10‬سنكات‪ ،‬فمك حكـ القاضي مثبل بمدة عشر سنكات فإف تقادـ العقكبة سيككف بعد انقضاء‬
‫عشر سنكات تحتسب مف التاريخ الذم يصبح فيو الحكـ نيائيا‪.1‬‬

‫‪ -/2‬تشديد العقوبة في جريمة المحاباة‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 48‬مف (ؽ ك ؼ ـ) عمى ظركؼ تشديد العقكبة بقكليا " إذا كاف مرتكب جريمة أك‬
‫أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف قاضيا أك مكظفا يمارس كظيفة عميا في الدكلة‪ ،‬أك‬
‫ضابطا عمكميا‪ ،‬أك عضك في الييئة‪ ،‬أك ضابطا أك عكف شرطة قضائية‪ ،‬أك ممف يمارس بعض‬
‫صبلحيات الشرطة القضائية‪ ،‬أك مكظؼ أمانة ضبط‪ ،‬يعاقب بالحبس مف عشر (‪ )10‬سنكات إلى عشريف‬
‫(‪ )20‬سنة كبنفس الغرامة المقررة لمجريمة المرتكبة "‪.‬‬

‫يتضح مف النص أف المشرع قد عمؿ عمى تشديد عقكبة المحاباة‪ ،‬في حالة ما كاف مرتكب ىذه‬
‫الجريمة أحد األشخاص التي حددتيا أحكاـ ىذا النص‪ ،‬كالتي تتراكح في حالة الظركؼ العادية ما بيف‬

‫‪ -1‬أحمد دغيش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫سنتيف (‪ )2‬إلى عشر (‪ )10‬سنكات‪ ،‬لتصبح عند التغميظ مف عشر (‪ )10‬سنكات إلى عشريف (‪ )20‬سنة‬
‫كبنفس قيمة الغرامة المقررة لمجريمة‪.‬‬

‫أما بخصكص أحكاـ الشركع كاالشتراؾ ككذا األحكاـ المتعمقة باألعذار المخففة كالمعفية كالمتعمقة‬
‫بجريمة المحاباة في الصفقات العمكمية فيي تخضع لنفس األحكاـ المقررة لجريمة الرشكة في الصفقات‬
‫العمكمية كالتي سبؽ كأف أشرنا ليا‪.‬‬

‫ختاما لذلؾ كعمى الرغـ مف تكسيع دائرة الجرائـ كتعدد الجزاءات التي أقرىا المشرع‪ ،‬إال أف ما ييدـ‬
‫المساعي الرامية لتبني سياسة جنائية فعالة تكفؿ مكاجية أشكاؿ الفساد المستشرم في مجاؿ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬ىك تبني المشرع لمسمؾ مغاير لما كاف عميو الحاؿ سابقا‪ ،‬كذلؾ بقيامو بتجنيح جرائـ الصفقات‬
‫العمكمية بعدما كانت تتراكح في ظؿ أحكاـ قانكف العقكبات بيف الجنحة كالجناية‪ ،‬فضبل عمى أف أغمب‬
‫ىذه العقكبات التي أقرتيا أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو تعد أصمح لممتيـ نظ ار لخفضيا الحد‬
‫األدنى كاألقصى لمغرامة في مختمؼ صكر جرائـ الصفقات العمكمية‪ ،1‬كاف كاف مبرر انتياج سياسة‬
‫التجنيح أمر مف شأنو أف يسمح بعرض جرائـ الصفقات عمى محكمة الجنح بدال مف محكمة الجنايات مما‬
‫يكفر اختصا ار لمكقت كاإلجراءات‪ ،‬كأف مف شأف ذلؾ أف يكفر أكبر فرصة لممتقاضي لممارسة حؽ‬
‫االستئناؼ‪ ،‬إال أنيا لـ تحقؽ الردع الكافي نظ ار لمفضائح المالية المتتالية التي تشيدىا العديد مف‬
‫القطاعات عمى رأسيا قطاع األشغاؿ العمكمية (طريؽ شرؽ غرب) أك بما يسمى بفضيحة القرف‪ ،‬إلى‬
‫جانب قضية سكنطراؾ‪ ،‬كبنؾ الخميفة كغيرىا مف قضايا الفساد التي ضربت أطناب قطاعات الدكلة‪ ،‬فمـ‬
‫يخمك أم قطاع مف ىذا الداء الذم ىدـ االقتصاد الكطني كانعكس سمبا عمى المناخ االستثمارم‪ ،‬كالذم‬
‫أسفر كشؼ ظمكع عدد كبير مف رمكز الدكلة في قضايا كبرل قدرت بالمميارات الدكالرات نتيجة إلبراـ‬
‫صفقات مشبكىة كمخالفة ألحكاـ التشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما‪.‬‬

‫ىذا؛ كاف السياسة المنتيجة مف قبؿ المشرع قد حممت طابعا مغاي ار لما كاف معمكال بو سابقا في ظؿ‬
‫قانكف العقكبات‪ ،‬مما يؤدم إلى القكؿ بأف ىذا القانكف قد حمؿ في بعض طياتو تشجيعا لمفساد‪ ،‬كالدليؿ‬
‫عمى ذلؾ التزايد المستمر لقضايا الفساد التي شيدتيا مختمؼ القطاعات‪ ،‬خبلفا لممادة ‪ 119‬مف (ؽ ع‬
‫ج) التي حممت طابعا مشددا لمعقكبات‪ ،‬كالتي كصمت لحد السجف المؤبد لمسجف المؤبد إذا كانت القيمة‬
‫تعادؿ أك تفكؽ ‪ 10.000.000‬دج‪ ،‬أم أف ىناؾ تراجع كاضح في نكعية العقكبات مف حيث الجانب‬
‫الردعي‪ ،‬ذلؾ أنو بعد أف كانت عقكبات صارمة تصؿ لحد السجف المؤبد‪ ،‬كتكيؼ عمى أنيا جنايات‬
‫أصبحت عبارة عف جنح لـ تراعي حجـ المبالغ المالية‪ ،‬كالتي قد تراجعت عما كاف مكرس في ظؿ المادة‬
‫‪ 119‬التي كانت مرجعتيا قيمة المبالغ المالية‪ ،‬كمرجعية لتحديد سقؼ العقكبة‪ ،‬حيث كمما كاف المبمغ‬

‫‪ -1‬عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬المرجع السابؽ‪.319 ،‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫كبي ار كانت العقكبة أشد‪ ،‬كىك ما أدل إلى التفرقة بيف كبار ناىبي األمكاؿ بالمميارات الدكالرات كصغارىـ‪،‬‬
‫كىك ما يدفع لمقكؿ بأف قانكف الفساد قد حمؿ في بعض طياتو تشجيعا عمى الفساد‪.‬‬

‫ثـ إف االكتفاء بتجريـ السمككات أمر ال يكفي لمكاجية ظاىر انتشار الفساد في الصفقات العمكمية‪،‬‬
‫فمف تأتي البرامج التنمكية نتائجيا في ظؿ منظكمة إدارية تتميز بانتشار مختمؼ أشكاؿ الفساد كتبديد‬
‫لمماؿ العاـ‪ ،‬كالمصالح الضيقة لذكم النفكذ كاألمكاؿ التي تسعى لتكجيو الق اررات كالرؤل‪ ،‬تحقيقا لمكاسبيا‬
‫الخاصة مف خبلؿ استئثارىا بمشاريع الصفقات العمكمية‪ ،1‬كىك ما يجعؿ ارتكاب ىذه السمككيات عقبة‬
‫أماـ تفعيؿ حركة التنمية كتحديا أماـ مؤسسات األمكاؿ كاألعماؿ كامتحاف لقدرة القكاعد القانكنية عمى‬
‫تحقيؽ الردع‪.2‬‬

‫كىك ما يقتضي إعادة تفعيؿ السياسة الجنائية المنتيجة لمحد مف ظاىرة الفساد كاستنزاؼ الماؿ العاـ‪،‬‬
‫اعتمادا عمى الشفافية كالمساءلة كالرقابة مف خبلؿ تفعيؿ دكر الييئات الرقابية كتأميف ميكانيزمات‬
‫استقبلليتيا في أداء مياميا الرقابية‪ ،‬كفي مقدمتيا القضاء‪ ،‬الذم لعب في اآلكنة األخيرة دك ار كبي ار كىاما‬
‫في مكافحة أشكاؿ الفساد نتيجة لتكفر ضمانة نظرية كانت منبعيا اإلرادة الشعبية‪ ،‬مما يستدعي ضركرة‬
‫تكريس اإلستقبللية الحقيقة كالمكضكعية لمقضاء لتمكينو مف لعب الدكر الرئيسي كالمحكرم في تتبع بؤر‬
‫الفساد كالقضاء عمى مختمؼ أشكالو‪.‬‬

‫‪ -1‬عادؿ إنزارف‪ ،‬الفساد في الصفقات العمكمي ة كتأثيره عمى حماية الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬الممتقى الكطني حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في‬
‫حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪ ،2013/05/20‬ص ‪.08‬‬
‫‪ -2‬زكليخة زكزك‪ ،‬جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية‬ ‫الباب الثاني‪:‬‬

‫خالصة الباب الثاني‪:‬‬

‫تعبر الصفقات العمكمية عف الصمة الكثيقة بالماؿ العاـ الذم يعد محركا أساسية لتفعيؿ النشاط‬
‫اإلدارم الذم يمكف اإلدارة مف الدخكؿ في عبلقات تعاقدية كأساس لمتحكـ في سير اإلنفاؽ‪ ،‬مما جعؿ‬
‫ىذه الرابطة قائمة عمى مزيج مف القكاعد القانكنية نتيجة لمتعقيد التي يطبع مجاؿ الصفقات العمكمية‬
‫كارتباطيا بالعديد مف األطر القانكنية التي تقتضي اإللماـ بيا‪ ،‬لذلؾ عمد المشرع عمى تخصيص نظاـ‬
‫رقابي متكامؿ الحمقات ضمانا لمشركعية تصرفات تجاه المتعامميف المتعاقديف كحماية لمماؿ العاـ‪.‬‬

‫كنظ ار ألىمية تدخؿ القضاء في مجاؿ الصفقات العمكمية كدكره في تقكيـ تصرفات اإلدارة فقد مكف‬
‫المشرع المتعامؿ المتعاقد مف المجكء إلى الطعف القضائي باعتباره أىـ الكسائؿ الرقابية لضماف المشركعية‬
‫كتجسيد مبادئ العدالة كاإلنصاؼ ضد المصمحة المتعاقدة في حاؿ حيدىا عف مقتضيات المشركعية‪ ،‬كىك‬
‫ما يجعؿ مف تدخؿ القضاء في مجاؿ الصفقات العمكمية ضمانا لتكازف العبلقة بيف األطراؼ كحماية‬
‫لح قكؽ أطرافيا‪ ،‬كسعيا مف المشرع في ضماف استقرار العبلقة فقد حرص عمى البحث عف حؿ كدم بيف‬
‫األطراؼ قبؿ كؿ مقاضاة أك المجكء لمجاف التسكية الكدية لمنزاع كآلية إليجاد الحمكؿ كالحفاظ عمى‬
‫استم اررية تنفيذ الصفقة كعدـ تعطيؿ مجريات اإلنجاز كبالتالي تحقيؽ األىداؼ المرجكة مف كراء إبراـ‬
‫الصفقة‪ ،‬إال دكر ىذا األخير بقي قاص ار عمى فحص مشركعية الصفقة بإلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة‬
‫أك إلزاـ المصمحة المتعاقدة بالتعكيض دكف أف يرقى دكره إلى محاسبة اإلدارة عف ىذه التصرفات‪ ،‬كىك ما‬
‫يفقد فعالية دكره طالما ال يمكف محاسبة المسؤكؿ عف سكء تسييره لمعبلقة التعاقدية كالخركج عف مقتضى‬
‫مبدأ المشركعية‪ ،‬كىك ما جعؿ دكر القضاء الجنائي مكمبل لرقابة القاضي اإلدارم في كذلؾ بتجريـ‬
‫المشرع لكؿ أبعاد االستغبلؿ لممنصب الكظيفي كالتربح مف الكظيفة كاستغبلليا مف خبلؿ محاباة الغير في‬
‫منح صفقات كعقكد اإلدارة أك الحصكؿ عمى فكائد كامتيازات نظير ىذه األعماؿ مخالفة في ذلؾ لئلطار‬
‫الناظـ لمصفقات العمكمية‪.‬‬

‫لذلؾ فقد سعى المشرع مف خبلؿ أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو تعزيز سبؿ الكقاية مف‬
‫ظاىر الفساد المستشرم في مجاؿ الصفقات العمكمية بإقرار جممة مف آليات المبلحقة لمرتكبي ىذه‬
‫الجرائـ كالتشجيع عف اإلببلغ عنيا كذلؾ قصد تكفير بيئة ممارساتية تكفؿ نجاعة الصفقات العمكمية‬
‫كتحافظ عمى رشادة إنفاؽ الماؿ العاـ‪ ،‬إال أف سعي المشرع في تفعيؿ المتابعة القضائية لجرائـ الصفقات‬
‫العمكمية مف خبلؿ تدعيـ ىذه اآلليات بأحكاـ تتبلءـ كخصكصية متابعة ىذا النكع مف الجرائـ قد تحدىا‬
‫جممة مف العقبات نتيجة لقصكر تنظيـ ىذه اآلليات كامتيازات المتابعة التي تنفرد بيا بعض الفئات‪ ،‬فضبل‬
‫عف قصكر ضمانات تشجيع اإلببلغ عف الجرائـ كؿ ذلؾ يسيـ في الحد مف فعالية المتابعات كضماف‬
‫بيئة ممارساتية خالية مف أشكاؿ الفساد‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الخػػاتػمػة‬
‫الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫إطار‬
‫ا‬ ‫تبيف مف دراسة مكضكع الصفقات العمكمية في شقييا اإلدارم كالجزائي الذم شكؿ في الحقيقة‬
‫قانكنيا ىاما يعنى بالدراسة اتخذ منطمقو مف مضاميف اإلصبلح الحالي لئلطار الناظـ لمصفقات العمكمية‬
‫الذم حاكؿ مف خبللو المشرع رسـ معالـ تأميف الشفافية كالنجاعة كالمردكدية االقتصادية‪ ،‬كالتي ال يمكف‬
‫بمكغيا إال كفؽ قكاعد كأبعاد قانكنية تتجاكب كالمعطيات االقتصادية المطركحة‪ ،‬كىك ما يعكس االرتباط‬
‫الكثيؽ بيف أسس كقكاعد ترشيد الصفقات العمكمية كبيف الحماية القانكنية لمماؿ العاـ انطبلقا مف مقاربة‬
‫المنظكمة القانكنية كالمؤسساتية إلنفاؽ الماؿ العاـ لمكصكؿ إلى تجكيد مخرجات المرفؽ العاـ‪.‬‬
‫حيث أف التعمؽ في مضاميف ىذا اإلصبلح كالبحث عف مظاىر انعكاس ىذا المسعى عمى أحكاـ‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬تبيف أف المشرع قد سعى إلى تأميف نجاعة الصفقات العمكمية كفؽ ضكابط‬
‫حاكؿ م ف خبلليا تأميف مسار الصفقات العمكمية‪ ،‬بدءا مف مرحمة تحضيرىا‪ ،‬إبراميا كتنفيذىا بالشكؿ‬
‫الذم يكفؿ مخرجاتيا كالحد مف المظاىر السمبية التي تمس بالماؿ العاـ‪ ،‬ذلؾ أف التغيرات التي حممتيا‬
‫أحكاـ ىذا األخير حممت بمكرة حقيقية ليذا المسعى تجمت مف خبلؿ مختمؼ القكاعد اإلجرائية كالرقابية‬
‫لتأميف مجريات العممية التعاقدية‪ ،‬كالذم أقرت أحكاـ ىذا اإلصبلح ليا بناء ىيكمي مغاير لما كاف معمكؿ‬
‫بو سابقا بالشكؿ الذم يضفي نكعا مف المركنة عمى عممية إبراـ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫كامتدادا لمقيكد اإلجرائية التي تضبط عمؿ المصالح المتعاقدة في إبراميا لمصفقات‪ ،‬أخضع المشرع‬
‫عممية التعاقد إلطار رقابي متكامؿ الحمقات لضماف مشركعية إبراـ الصفقات‪ ،‬كلتعزيز ذلؾ عمؿ عمى‬
‫إعادة ىيكمة المجاف المكمفة بالرقابة اإلدارية عف طريؽ استحداث لجاف جديدة كاالستغناء عف بعضيا‬
‫اآلخر‪ ،‬إضافة لدمج نظاـ المجنتيف السابؽ ضمف لجنة كاحدة بما يكفؿ الفعالية كالحد مف بيركقراطية‬
‫إجراءات الرقابة‪ ،‬كفي سبيؿ ترشيد اإلنفاؽ كالتصدم لممخالفات المالية بما يستيدؼ تحقيؽ الغايات‬
‫المحاسبية لئلدارة كالمحافظة عمى مكاردىا أخضع المشرع االلتزامات المالية لمصفقة لمرقابة المالية قبؿ‬
‫االلتزاـ بتسديد أم نفقة محؿ الصفقة العمكمية كىي رقابة مسبقة تأخذ طابعا كقائيا‪ ،‬مجسدة في رقابة كؿ‬
‫مف المراقب كالمحاسب العمكمي‪ ،‬فضبل عف خضكعيا لمرقابة كالتي عززت كألكؿ مرة بإنشاء سمطة ضبط‬
‫الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬التي أككميا ممارسة العديد مف المياـ الرامية إلى تحسيف‬
‫الجكدة كالفعالية كتقكيـ مجريات عممية التعاقد‪.‬‬
‫إف تصرفات اإلدارة في مباشرتيا لسمطاتيا قد تترتب عنيا بعض اإلشكاالت التي قد تنعكس عف‬
‫سير عممية تنفيذ الصفقة‪ ،‬مما يفقد أىميتيا االقتصادية كزيادة تكاليفيا المالية‪ ،‬األمر الذم دفع بالمشرع‬
‫إلرساء قكاعد الحؿ الكدم لمنزاع قبؿ أم مخاصمة أماـ القضاء‪ ،‬لخمؽ مناخ جديد مف الثقة المتبادلة بيف‬
‫أطراؼ العبلقة التعاقدية كالبحث عف سبؿ التنفيذ األمثؿ لمصفقة‪ ،‬كفي حالة عدـ االتفاؽ يمكف المجكء إلى‬
‫لجاف المختصة لمتسكية الكدية كإجراء اختيارم‪ ،‬أك المجكء إلى القضاء المختص كضمانة أساسية لتقكيـ‬

‫~‬ ‫~‬
‫الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫الخاتمة‬
‫أعماؿ المصمحة المتعاقدة؛ عف طريؽ القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم لمنع كؿ المخالفات المتعمقة‬
‫بخرؽ قكاعد الشفافية كالمنافسة؛ أك أماـ قاضي المكضكع إللغاء الق اررات القابمة لبلنفصاؿ عف الصفقة‬
‫كالمخالفة لمبدأ المشركعية‪ ،‬أك المجكء إلى قاضي العقد لممطالبة بإبطاؿ الصفقة أك فسخيا أك لمحصكؿ‬
‫عمى التعكيض لصالح الطرؼ المتضرر‪ ،‬كؿ ذلؾ شكؿ نظاما رقابيا فعاال يضمف مشركعية عممية التعاقد‬
‫بالشكؿ الذم يأمف النجاعة‪ ،‬ناىيؾ عف الحد مف مختمؼ التجاكزات التي تمس بالماؿ العاـ‪ ،‬كتجريـ كؿ‬
‫أبعاد كأشكاؿ التربح مف الكظيفة كاستغبلؿ المنصب‪ ،‬كىك المسعى الذم جسده المشرع بإيجاد أطر قانكنية‬
‫كاف قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو أىميا يسعى مف خبللو المشرع بأف يككف إطا ار مرجعيا لمكافحة‬
‫أشكاؿ الفساد‪ ،‬كالذم لـ تقتصر أحكامو عمى التجريـ كالعقاب كانما حرصت أحكامو عمى تبني قكاعد‬
‫كفيمة لمكقاية مف الفساد الذم يعترم مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫إف ىذه الرؤية تعكس مدل اإلرادة الحقيقية لممشرع في قمع أشكاؿ الفساد‪ ،‬كالتي تجمت بتبني تنظيـ‬
‫مؤسساتي يعمؿ كفؽ آليات خاصة شكمت نظاما إجرائيا فعاال‪ ،‬حددت أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد‬
‫معالميا كضبطت بعض أحكاميا قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬تضمنت في طياتيا ميكانيزمات كتدابير مف‬
‫شأنيا الحد مف أشكاؿ الفساد‪ ،‬إال أف مكاطف القصكر التي اعترت تطبيقاتيا عمى المستكل الميداني مف‬
‫شأنيا أف تحكؿ دكف تحقيقيا لؤلغراض المرجكة مف كرائيا‪.‬‬
‫لقد تمكف المشرع‪ ،‬مف خبلؿ النصكص ذات الصمة بالصفقات العمكمية مف الكصكؿ إلى مرحمة‬
‫معتبرة كمتقدمة في ىذا المجاؿ كما سبؽ تبيانو‪ ،‬بيد أف ثمة جكانب نصية كعممية ال تخمك مف بعض‬
‫المبلحظات السيما في الشؽ الشكمي كاإلجرائي‪ ،‬كرغـ ذلؾ فيي ال تناؿ مف قيمة السعي الحثيث لممشرع‬
‫لضماف المكازنة بيف النجاعة في الصفقات العمكمية كترشيد اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬كيمكف تعداد ما أمكنة الدراسة‬
‫مف نتائج في اآلتي‪:‬‬
‫عدـ ضبط المشرع لمرحمة تحديد الحاجات بالصكرة الكافية باعتبارىا أكلى المراحؿ نحك تأميف‬
‫مسار الصفقة العمكمية مكتفيا بتحديدىا كمرحمة تسبؽ مرحمة اإلبراـ ما جعميا تفتقر لمدقة في التحديد‪،‬‬
‫ذلؾ أف التعبير عف تحديدىا استنادا لمكاصفات تقنية كالتي كردت كفؽ تصكر عاـ دكف أم تحديد لمعناىا‬
‫كطبيعتيا قد يفتح الباب أماـ اإلدارة لتقديرىا كاالنحراؼ بذلؾ بما يتفؽ كامكانيات أحد المتعامميف‪.‬‬
‫فضبل عمى أف عدـ عقمنة ىذه المرحمة مف شأنيا تمكيف اإلدارة مف تجزئة الحاجات لئلفبلت مف‬
‫رقابة لجاف الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫افتقار اإلطار اإلجرائي لمصفقات العمكمية لضمانات اإللزاـ باحتراـ األبعاد البيئية في كافة مراحؿ‬
‫إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬السيما ما تعمؽ بعممية اقتناء المكازـ (السمع‪ )..‬كانعكاساتيا عمى البعد البيئي‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫الخاتمة‬
‫عدـ تحييف دفتر الشركط اإلدارية العامة بدليؿ بقائو بنفس الصيغة المقررة منذ ‪ 1964‬بالرغـ مف‬
‫المستجدات الحاصمة في المجالي اإلدارم كاالقتصادم األمر الذم نجـ عنو العديد مف التناقضات كأحكاـ‬
‫تنظيـ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫يعكز بعض النصكص الدقة كالكضكح في األلفاظ‪ ،‬السيما ما تعمؽ بمبررات المجكء لمتراضي‬
‫بنكعيو مما يمس بمشركعية كشفافية الصفقة المبرمة كفقا ليذا األسمكب‪ ،‬كىك ما يفتح الباب أماـ مسؤكلي‬
‫المصالح المتعاقدة الستغبلليا خدمة ألغراض شخصية ال تمت بصمة بالمصمحة العامة‪.‬‬
‫مركنة المجكء لئلجراءات الخاصة التي كاف مكنت المصالح المتعاقدة بالتجاكب مع المعطيات‬
‫كالمستجدات‪ ،‬إال أف طابع الغمكض كالمركنة الذم يكتنفيا قد يجعميا منفذا لمممارسات التي تخؿ بمبادئ‬
‫الشفافية‪ ،‬فعمى الرغـ مف إقرار الضكابط التي تعمؿ عمى عقمنة المجكء ليذه اإلجراءات إال أنيا لـ ترقى‬
‫لضماف مشركعيتيا كسكء استغبلليا فإخضاع المجكء إلييا بإبراـ صفقات تسكية يكاد يككف مجرد إجراء‬
‫شكمي تفتقد لمفائدة التي تجعميا إحدل ضمانات التعاقد‪.‬‬
‫نظاـ إشيار الصفقات ال يزاؿ بدائيا يعتمد عمى النشر الصحفي الكرقي الذم يتميز بمحدكديتو في‬
‫ظؿ غياب استغبلؿ تكنكلكجيا اإلعبلـ كاالتصاؿ الحديثة‪ ،‬كعدـ تفعيؿ العمؿ بالبكابة االلكتركنية لمصفقات‬
‫كما تعكسو مف شفافية في إيصاؿ المعمكمة رغـ إقرار العمؿ بذلؾ منذ سرياف تنظيـ السابؽ‪.‬‬
‫أحسف المشرع عندما أقر إمكانية االستعانة بمجنة تقنية لحاجات لجنة الفتح األظرفة كتقييـ‬
‫العركض‪ ،‬إال أنو لـ يفصح عف قكاعد إنشائيا كال تشكيمة أعضائيا كبالتالي غياب معالميا كآلية مساعدة‬
‫لمجنة‪.‬‬
‫إسراؼ المشرع في المركنة لمجكء لممبلحؽ باعتبارىا إطا ار قانكنيا لصرؼ النفقات مما يجعميا‬
‫غطاء لنيب كاستنزاؼ المقدرات المالية كتبديدىا تحت غطاء مشركعية إبراميا‪.‬‬
‫افتقار النظاـ القانكني لمرقابة عمى الصفقات لممقكمات التي تضمف فعالية األداء الرقابي لمجنة‬
‫فتح األظرفة كتقييـ العركض‪ ،‬ذلؾ أف أحكاـ تنظيـ الصفقات قد أغفمت تحديد النصاب الذم تصح بو‬
‫اجتماعاتيا سكاء أثناء عممية الفتح أك التقييـ‪ ،‬إلى جانب إغفاؿ لممؤىبلت كالكفاءة المطمكب تكافرىا في‬
‫المكظفيف المنتقيف لعضكيتيا ككذا تحديد مدة العضكية فييا‪ ،‬خبلفا لما أخذت بو التشريعات المقارنة؛ فكؿ‬
‫ىذه النقائص تحد مف فعالية الدكر الرقابي المنكط بيا‪.‬‬
‫مكف تنظيـ الصفقات العمكمية المصالح المتعاقدة باستحداث أكثر مف لجنة كاحد تكمؼ بعممية‬
‫فتح األظرفة‪ ،‬كىك ما يحقؽ السرعة كالفعالية في معالجة العركض‪ ،‬غير أف ما يأخذ عف المشرع في ذلؾ‬
‫أنو لـ يحدد عدد المجاف التي يمكف إنشاؤىا‪ ،‬كما لـ يقيد عممية إنشائيا بمعايير محددة كمضبطة‪ ،‬إذ‬
‫يحتمؿ أف تنشأ لجنة خاصة لكؿ صفقة أك لكؿ مجمكعة صفقات طالما ال يكجد نص يمنع مف ذلؾ‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫الخاتمة‬
‫التعارض كعدـ االنسجاـ بيف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية كقكانيف الجماعات اإلقميمية‪ ،‬إذ ال‬
‫تزاؿ ىذه األخيرة تحتفظ ببعض األحكاـ التي ال تتماشى كاإلصبلح الحالي لمصفقات العمكمية‪.‬‬
‫تكسع المشرع في منح مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة صبلحيات اإلشراؼ كالتسيير ألعماؿ لجاف‬
‫الصفقات‪ ،‬فضبل عف انفراده في تحديد جدكؿ األعماؿ كامكانية تعديمو بالشكؿ الذم يمكنو مف إدراج‬
‫ممفات لـ تكف مبرمجة مسبقا‪ ،‬كحريتو الكاممة في تعييف المقرر المكمؼ بدراسة مشركع الصفقة كادارة‬
‫المناقشات كالسماح بتدخؿ األعضاء‪ ،‬كاختيار مكعد الجمسات الذم قد يككف في الكقت غير المناسب‬
‫كتراكـ الممفات الذم يكلد ضغط عمى أعضائيا‪ ،‬كىك ما ينعكس سمبا عمى مياميا الرقابية كاىدا ار لمبدأ‬
‫جماعية رقابة لجاف الصفقات العمكمية نتيجة لبيركقراطية االنعقاد كالتسيير المحتكرة بيد المسؤكؿ‪.‬‬
‫ىذا‪ ،‬كاف تمكيف مسؤكلي المصالح المتعاقدة بتجاكز مقرر رفض التأشيرة يعكس محدكدية الدكر‬
‫الرقابي لمجاف مما يمس بمصداقيتيا كيجعؿ مف أدائيا الرقابي مجرد رقابة مستندية تعمؿ عمى تقميص‬
‫االنحرافات التي تتخذ خرقا لمقكاعد القانكنية كالتنظيمية‪.‬‬
‫اقتصار رقابة المراقب المالي كالمحاسب العمكمي عمى رقابة مشركعية الصفقة أثر عمى نجاعتيا‬
‫كرقابة يرجى منيا ضماف مبلئمة النفقات الممتزـ بيا‪ ،‬األمر الذم جعؿ منيا رقابة شكمية تفتقر لمفعالية‪،‬‬
‫فضبل عف تمكيف المشرع اآلمر بالصرؼ بتجاكز الرفض النيائي لمتأشيرة بمقرر التغاضي أك األمر‬
‫بالتسخير مما يضع رقابتيما عمى المحؾ‪.‬‬
‫افتقار الييئات الرقابية (المفتشية العامة لممالية‪ ،‬مجمس المحاسبة‪ ،‬الييئة الكطنية لمكافحة الفساد‪،‬‬
‫ديكاف المركزم لقمع الفساد) لمميكانيزمات التي تؤمف استقبلليتيا إلى جانب ضعؼ اإلمكانيات المتاحة ليا‬
‫مقارنة بمجاؿ تدخميا‪ ،‬ناىيؾ عف التبعية المفرطة لمجياز التنفيذم ممثبل في رئيس الجميكرية تارة‪،‬‬
‫كالكزير المكمؼ بالمالية تارة أخرل‪ ،‬إلى جانب غياب التنسيؽ فيما بينيا كبيف لجاف الصفقات العمكمية‬
‫مما يؤدم النقساـ اإلطار الرقابي كضعؼ نتائجو‪.‬‬
‫استحداث المشرع لسمطة ضبط الصفقات العمكمية لـ يحمؿ في طياتو ما يؤمف استقبلليتيا‬
‫كدعامة رقابية نظ ار لحصر دكرىا في جانب الكقائي كالتبعية المفرطة لمكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬كغياب‬
‫اإلطار التنظيمي الذم يحكـ تنظيميا كسيرىا رغـ إقرار ذلؾ منذ ما يقارب أربع سنكات‪.‬‬
‫محدكدية سمطات قاضي االستعجالي قبؿ التعاقدم‪ ،‬إذ أف أقصى ما يمكف أف يقضي بو ىك‬
‫تكجييو ألكامر االمتثاؿ أك تأجيؿ اإلبراـ أك الحكـ بالغرامة التيديدية‪ ،‬فضبل عف خضكع ىذا النكع مف‬
‫الدعاكل لمقكاعد العامة مقارنة بالمشرع الفرنسي التي خصيا بقكاعد إجرائية محددة إلى جانب تدعيمو‬
‫لسمطات القاضي في ذلؾ التي قد تصؿ إلى إلغاء الشركط أك الق اررات المنطكية عمى مخالفة قكاعد‬
‫الشفافية كالمنافسة‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫الخاتمة‬
‫محدكدية دكر لجاف التسكية الكدية لمنزاعات نظ ار لمطابع اإلدارم البحث الذم يغمب عمى‬
‫تشكيمتيا مما يفقدىا المكضكعية كالحياد كيضعؼ مف فعاليتيا في إيجاد الحؿ الكدم‪.‬‬
‫اقتصار دكر قاضي اإللغاء عمى بحث مشركعية الق اررات اإلدارية المنفصمة عف الصفقة دكف أف‬
‫يرقى أدائو الرقابي لمبحث عف مدل مبلئمة الصفقة كعقمنة تسيير المصالح المتعاقدة لصفقاتيا‪ ،‬إلى جانب‬
‫ضعؼ ضمانات تنفيذ أحكاـ القضاء الصادرة في حؽ اإلدارة التي تفتقر لمتمقائية نتيجة لربطيا بطمب‬
‫المدعي‪.‬‬
‫تضييؽ نطاؽ التجريـ في جريمة المحاباة كحصره في مخالفة األحكاـ التشريعية كالتنظيمية‬
‫المتعمقة بحرية الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات‪ ،‬خبلفا لما كانت عميو الصياغة‬
‫السابقة لمنص كالذم كاف يتسـ بنكع مف االتساع ليشمؿ أم مخالفة لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ‬
‫بيا في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬كىك ما يعد شكبل مف أشكاؿ رفع التجريـ كال يتماشى كالسياسة‬
‫المنتيجة لمكافحة أشكاؿ الفساد‪.‬‬
‫افتقار آليات البحث كالتحرم الخاصة لممقكمات التي تكفؿ نجاعتيا كآليات لقمع جرائـ الفساد‬
‫التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬فضبل عف غياب نظاـ التحفيز الفعاؿ الذم يحث عمى التشجيع‬
‫في اإلببلغ عف جرائـ الفساد عمكما‪.‬‬
‫ىذا‪ ،‬كتكجد بعض العقبات مف شأنيا أف تحد مف فعالية آليات البحث كالتحرم كتمتع بعض‬
‫المكظفيف بطابع الخصكصية في المتابعة‪ ،‬فضبل عف الحصانات الكظيفية التي تتمتع بيا بعض الفئات‬
‫األخرل كالتي لـ يتضمف قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو أم حكـ يفيد تقييدىا‪ ،‬كىك ما ينعكس عف‬
‫الجيكد الرامية لمكافحة الفساد‪.‬‬
‫البطء في إصدار النصكص التطبيقية الخاصة بيذا اإلصبلح الجديد لمصفقات العمكمية كاصدار‬
‫الق اررات المحددة لبعض أحكاـ ىذا التنظيـ‪ ،‬كىك ما طرح نكعا مف الغمكض في فيـ فحكل كأبعاد‬
‫مضاميف بعض النصكص‪ ،‬كما أتبث ذلؾ الكـ اليائؿ لمتكضيحات القانكنية الصادر عف قسـ الصفقات‬
‫بكزرة المالية ردا عمى االستفسارات المتعددة لمسؤكلي المصالح المتعاقدة حكؿ مضاميف ىذا‬
‫العمكمية ا‬
‫القانكف‪ ،‬كىك ما يؤدم إلى ىشاشة األمف القانكني‪.‬‬
‫إف إخضاع أم مكضكع لمدراسة العممية‪ ،‬كابراز المثالب التي ترتبط بتطبيقو‪ ،‬ال يمكف أف يتكقؼ عند‬
‫صد العكامؿ التي‬
‫بمكغ مقصد النقد فقط‪ ،‬بؿ يجب أف تمتد الدراسة إلى ىدؼ أبعد مف ذلؾ‪ ،‬أال كىك َر ُ‬
‫تعرقؿ أداء الصفقات العمكمية لمغاية المنشكدة منيا‪ ،‬أال كىي ضماف مكازنة حقيقية بيف نجاعة الصفقات‬
‫العمكمية كترشيد اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬كذلؾ بمضاعفة التركيز عمى نقاط قدر الباحث أىميتيا إلدراجيا‬
‫كتكصيات ليذه الدراسة‪:‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي‬ ‫الخاتمة‬
‫‪ ‬االرتقاء بالنص القانكني الناظـ لمجاؿ الصفقات العمكمية لقانكف صادر عف السمطة التشريعية عمى أف‬
‫يترؾ المجاؿ لمسمطة التنظيمية فيما يخص األمكر التفصيمية كالتقنية‪.‬‬
‫‪ ‬تكريس احتراـ البعد البيئي في جميع مراحؿ إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬كجعميا كإحدل المعايير التي يترتب‬
‫عف عدـ احتراميا إقصاء العرض‪.‬‬
‫‪ ‬ضركرة االستفادة مف مزايا تكنكلكجيا اإلعبلـ كاالتصاؿ الحديثة بتفعيؿ دكر البكابة االلكتركنية في مجاؿ‬
‫الصفقات العمكمية لتعزيز مبادئ الشفافية عمى مجريات عممية اإلبراـ‪ ،‬كالرفع مف مستكل التككيف في‬
‫مجاؿ التعامؿ االلكتركني‪.‬‬
‫‪ ‬كضع نظاـ نمكذجي مكحد يحكـ سير أعماؿ لجاف فتح األظرفة كتقييـ العركض تجنبا في ذلؾ الختبلؼ‬
‫األنماط الرقابية بيف المصالح المتعاقدة كتكحيد عمؿ ىذه المجاف عمى كافة المستكيات‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة النظر في االستقبللية الكظيفية كالعضكية لمجاف الصفقات العمكمية لضماف شفافية الدكر الرقابي‬
‫المنكط بيا‪.‬‬
‫‪ ‬يجب تقييـ أداء المصالح المتعاقدة بشكؿ دكرم مف خبلؿ ىيئات الرقابة مع تكفير مقكمات تمؾ الرقابة‬
‫إلضفاء الشفافية عمى أعماؿ كتصرفات اآلمريف بالصرؼ‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيؿ دكر سمطة ضبط الصفقات العمكمية كارساء ضمانات التي تؤمف استقبلليتيا‪ ،‬كتمكينيا باآلليات‬
‫الردعية التي تسيـ في الحد مف تنامي أشكاؿ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية كتقميؿ األعباء الممقاة‬
‫عمى عاتؽ األجيزة الرقابية األخرل‪ ،‬كالعمؿ إصدار اإلطار التنظيمي الذم يحكـ تنظيميا كسيرىا الذم‬
‫عرؼ تأخ ار في صدكره منذ إقرار ذلؾ بما يقارب أربع سنكات‪.‬‬
‫‪ ‬التنسيؽ بيف األجيزة الرقابية كلجاف الصفقات بمختمؼ مستكياتيا‪ ،‬مع اإلعبلـ بممفات الفساد كمآؿ‬
‫اإلجراءات المتخذة بشأنيا لتجنب إىدار نتائج الرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬تفعيؿ دكر القضاء في ضماف مشركعية الصفقات العمكمية كعقمنة تسيير المصالح المتعاقدة لصفقاتيا‬
‫كارساء ضمانات حقيقية لضماف تنفيذ األحكاـ التي كثي ار ما تصطدـ بعقبات عدـ التنفيذ‪ ،‬إلى جانب‬
‫جمع األحكاـ الصادرة في مجاؿ الصفقات كنشرىا كالتعميؽ عمييا بما يسيـ في الدراسات المتعمقة‬
‫بالمجاؿ كاليادفة إلصبلح تنظيـ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫إف ضماف نجاعة الصفقات العمكمية‪ ،‬تقتضي الحرص عمى تبني إستراتيجية طكيمة األمد لمكقكؼ‬
‫عمى مدل صبلحية تنظيـ الصفقات العمكمية في تحقيؽ نجاعتيا كضماف مردكديتيا بالشكؿ الذم يمكنيا‬
‫مف ضماف المكازنة بيف رشادة اإلنفاؽ‪ ،‬كالكقكؼ عمى ضكابط كقكاعد سيرىا لمحد مف أشكاؿ التجاكزات‬
‫مما يمكف مف إدخاؿ التعديبلت المناسبة كتجنب التعديبلت المتكررة كالمتزامنة إلرساء قكاعد االستقرار‬
‫كاألمف القانكني لئلطار الناظـ لمصفقات العمكمية القائـ عمى ركح المنافسة كالشفافية كالمساكاة‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة‬
‫المصادر والمراجع‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫‪ ‬المصادر والمراجع بالمغة العربية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪.I‬الدستور‪:‬‬
‫‪ -‬القانكف رقـ ‪ ،01/16‬المؤرخ في ‪ ،2016/03/06‬المتضمف التعديؿ الدستكرم‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ ،)14‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/07‬‬
‫‪ .II‬االتفاقيات‪:‬‬
‫‪ .1‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،128/04‬المؤرخ في ‪ ،2004/04/19‬المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية‬
‫األمـ المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،‬المعتمدة مف قبؿ الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة بنيكيكرؾ يكـ ‪31‬‬
‫أكتكبر ‪ ،2003‬ج ر ج ج عدد (‪ )26‬الصادرة بتاريخ ‪.2004/04/25‬‬
‫‪ .2‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،137/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/04/10‬المتضمف التصديؽ عمى اتفاقية اإلتحاد‬
‫اإلفريقي لمنع الفساد كمكافحتو‪ ،‬المعتمدة بمابكتك في ‪ 11‬يكليك ‪ ،2003‬ج ر ج ج عدد (‪)24‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2006/04/16‬‬
‫‪ .3‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،427/11‬المؤرخ في ‪ ،2011/12/11‬المتضمف التصديؽ عمى االتفاؽ بيف‬
‫حككمة الجميكرية الجزائرية الديمقراطية الشعبية كحككمة الجميكرية اإليطالية المتعمؽ بكيفيات تجسيد‬
‫تحكيؿ الديف إلى مشاريع تنمية‪ ،‬المكقع في الجزائر بتاريخ ‪ ،2011/07/12‬ج ر ج ج عدد (‪)68‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2011/12/14‬‬
‫‪ .4‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،249/14‬المؤرخ في ‪ ،2014/09/08‬المتضمف التصديؽ عمى االتفاقية‬
‫العربية لمكافحة الفساد المحررة بالقاىرة‪ ،‬بتاريخ ‪ 21‬ديسمبر ‪ ،2010‬ج ر ج ج عدد (‪ )54‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.2014/09/21‬‬
‫‪.III‬القوانيف العضوية‪:‬‬

‫‪ .1‬القانكف العضكم رقـ ‪ ،01/98‬المؤرخ في ‪ ،1998/05/30‬المتعمؽ باختصاصات مجمس الدكلة‬


‫كتنظيمو كعممو‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف العضكم رقـ ‪ ،02/18‬المؤرخ في ‪،2018/03/04‬‬
‫ج ر ج ج العدد (‪ )15‬الصادرة بتاريخ ‪.2018/03/07‬‬
‫‪ .2‬القانكف العضكم رقـ ‪ ،11/04‬المؤرخ في ‪ ،2004/09/06‬المتضمف القانكف األساسي لمقضاء‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج عدد (‪ )57‬الصادرة بتاريخ ‪.2004/09/08‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .IV‬القوانيف‪:‬‬

‫‪ .1‬القانكف رقـ ‪ ،05/80‬المؤرخ في ‪ ،1980/03/01‬المتعمؽ بممارسة كظيفة المراقبة مف طرؼ مجمس‬


‫المحاسبة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)10‬الصادرة بتاريخ ‪( 1980/03/04‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ .2‬القانكف رقـ ‪ ،01/88‬المؤرخ في ‪ ،1988/01/12‬المتعمؽ بالقانكف التكجييي لممؤسسات العمكمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)02‬الصادرة بتاريخ ‪.1988/01/13‬‬
‫‪ .3‬القانكف رقـ ‪ ،10/90‬المؤرخ في ‪ ،1990/04/14‬المتعمؽ بالنقد كالقرض‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪)16‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ ،1990/04/18‬المعدؿ كالمتمـ بالقانكف رقـ ‪ ،10/17‬المؤرخ في ‪،2017/10/11‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ ،)57‬الصادرة بتاريخ ‪.2017/10/12‬‬
‫‪ .4‬القانكف رقـ ‪ ،21/90‬المؤرخ في ‪ ،1990/08/15‬المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪)35‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.1990/08/15‬‬
‫‪ .5‬القانكف رقـ ‪ ،32/90‬المؤرخ في ‪ ،1990/12/04‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة كسيره‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ )53‬الصادرة بتاريخ ‪.1990/12/05‬‬
‫‪ .6‬القانكف رقـ ‪ ،02/98‬المؤرخ في ‪ ،1998/05/30‬المتعمؽ بالمحاكـ اإلدارية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪)37‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.1998/06/01‬‬
‫‪ .7‬القانكف رقـ ‪ ،10/03‬المؤرخ في ‪ ،2003 /07/19‬المتعمؽ بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪،‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ )43‬الصادرة بتاريخ ‪.2003/07/20‬‬
‫‪ .8‬القانكف رقـ ‪ ،01/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/02/20‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬ج ر ج ج‬
‫عدد (‪ ،)14‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2006/03/08‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ‪ ،15/11‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2011/08/02‬ج ر عدد (‪ )44‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/08/10‬‬
‫‪ .9‬القانكف رقـ ‪ ،02/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/02/20‬المتضمف تنظيـ مينة المكثؽ‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ )14‬الصادرة بتاريخ ‪.2006/03/08‬‬
‫القانكف رقـ ‪ ،03/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/02/20‬المتضمف تنظيـ مينة المحضر القضائي‪ ،‬ج‬ ‫‪.10‬‬
‫ر ج ج عدد (‪ )14‬الصادرة بتاريخ ‪.2006/03/08‬‬
‫القانكف رقـ ‪ ،09/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/02/25‬المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ )21‬الصادرة بتاريخ ‪.2008/04/23‬‬
‫القانكف رقـ ‪ ،12/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/06/25‬يعدؿ كيتمـ األمر ‪ ،03/03‬المؤرخ في‬ ‫‪.12‬‬
‫‪ ،2003/07/19‬المتعمؽ بالمنافسة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)36‬الصادرة بتاريخ ‪.2008/07/02‬‬
‫القانكف رقـ ‪ ،10/11‬المؤرخ في ‪ ،2011/06/22‬المتعمؽ بالبمدية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪،)37‬‬ ‫‪.13‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2011/07/03‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫القانكف رقـ ‪ ،07/12‬المؤرخ في ‪ ،2012/02/21‬المتعمؽ بالكالية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪،)12‬‬ ‫‪.14‬‬


‫الصادرة بتاريخ ‪.2012/02/29‬‬
‫القانكف رقـ ‪ ،07/13‬المؤرخ في ‪ ،2013/10/29‬المتضمف تنظيـ مينة المحاماة‪ ،‬ج ر ج ج‬ ‫‪.15‬‬
‫عدد (‪ )55‬الصادرة بتاريخ ‪.2013/10/30‬‬
‫القانكف رقـ ‪ ،03/15‬المؤرخ في ‪ ،2015/02/01‬المتعمؽ بعصرنة العدالة‪ ،‬ج ر ج ج العدد‬ ‫‪.16‬‬
‫(‪ )06‬الصادرة بتاريخ ‪.2015/02/10‬‬
‫القانكف رقـ ‪ ،02/17‬المؤرخ في ‪ ،2017/01/10‬المتضمف القانكف التكجييي لتطكير المؤسسات‬ ‫‪.17‬‬
‫الصغيرة كالمتكسطة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)02‬الصادرة بتاريخ ‪.2017/01/11‬‬
‫‪.V‬األوامر‪:‬‬

‫‪ .1‬األمر رقـ ‪ ،154/66‬المؤرخ في ‪ ،1966/06/08‬المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية‪ ،‬ج ر ج ج‬


‫العدد (‪ )47‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1966/06/09‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب قانكف ‪ ،23/90‬المؤرخ في‬
‫‪ ،1990/08/18‬ج ر عدد (‪ ،)36‬الصادرة بتاريخ ‪( 1990/08/22‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ .2‬األمر رقـ ‪ ،155/66‬المؤرخ في ‪ ،1966/06/08‬المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ج ر ج ج‬
‫عدد (‪ )48‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1966/06/11‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ‪ ،06/18‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2018/06/10‬ج ر ج ج عدد (‪ )34‬الصادرة بتاريخ ‪.2018/06/10‬‬
‫‪ .3‬األمر رقـ ‪ ،156/66‬المؤرخ في ‪ ،1966/06/08‬المتضمف قانكف العقكبات‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب‬
‫القانكف رقـ ‪ ،02/16‬المؤرخ في ‪ ،2016/06/19‬ج ر ج ج عدد (‪ )37‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2016/06/22‬‬
‫‪ .4‬األمر رقـ ‪ 90/67‬المؤرخ في ‪ ،1967/06/17‬المتعمؽ بقانكف الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ ،)52‬الصادرة بتاريخ ‪( 1967/06/27‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ .5‬األمر‪ ،58/75‬المؤرخ في ‪ ،1975/09/26‬المتضمف القانكف المدني‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)78‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪ ،1975/09/30‬كالمعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف ‪ ،05/07‬المؤرخ في ‪ ،2007/05/13‬ج‪.‬ر‬
‫ج ج عدد (‪ ،)31‬الصادرة بتاريخ ‪.2007/05/13‬‬
‫‪ .6‬األمر رقـ ‪ ،07/95‬المؤرخ في ‪ ،1995/01/25‬المتعمؽ بالتأمينات‪ ،‬ج ر عدد (‪ )13‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ ،1995/03/08‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ‪ ،04/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/02/20‬ج ر عدد‬
‫(‪ )15‬الصادرة بتاريخ ‪.2006/03/12‬‬
‫‪ .7‬األمر رقـ ‪ ،13/95‬المؤرخ في ‪ ،1995/03/11‬المتضمف تنظيـ مينة المترجـ‪ -‬الترجماف الرسمي‪،‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ )17‬الصادرة بتاريخ ‪.1995/03/29‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .8‬األمر رقـ ‪ ،20/95‬المؤرخ في ‪ ،1995/07/17‬المتعمؽ بمجمس المحاسبة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪)39‬‬


‫الصادرة بتاريخ ‪ ،1995/07/23‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب األمر رقـ ‪ ،02/10‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2010/08/26‬ج ر ج ج عدد (‪ )50‬الصادرة بتاريخ ‪.2010/09/01‬‬
‫‪ .9‬األمر رقـ ‪ ،22/96‬المؤرخ في ‪ ،1996/07/09‬المتعمؽ بقمع مخالفة التشريع كالتنظيـ الخاصيف‬
‫بالصرؼ كحركة رؤكس األمكاؿ مف كالى الخارج‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)43‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ ،1996/07/10‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب األمر ‪ ،03/10‬المؤرخ في ‪ ،2010/08/26‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ ،)50‬الصادرة بتاريخ ‪.2010/09/01‬‬
‫األمر رقـ ‪ ،31/96‬المؤرخ في ‪ ،1996/12/30‬المتضمف قانكف المالية لسنة ‪ ،1997‬ج ر ج‬ ‫‪.10‬‬
‫ج عدد (‪ ،)85‬الصادرة بتاريخ ‪.1996/12/31‬‬
‫األمر رقـ ‪ 04/01‬المؤرخ في ‪ ،2001/08/20‬المتعمؽ بتنظيـ المؤسسات العمكمية االقتصادية‬ ‫‪.11‬‬
‫كتسييرىا كخكصصتيا‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )47‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2001/08/22‬المعدؿ كالمتمـ‬
‫بمكجب األمر ‪ ،01/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/02/28‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)11‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2008/03/02‬‬
‫األمر رقـ ‪ ،06/05‬المؤرخ في ‪ ،2005/08/23‬المتعمؽ بمكافحة التيريب‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬ ‫‪.12‬‬
‫(‪ ،)59‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2005/08/28‬كالمعدؿ كالمتمـ بمكجب األمر رقـ ‪ ،09/06‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2006/07/15‬المتعمؽ بمكافحة التيريب‪ ،‬ج رج ج عدد (‪ ،)47‬الصادرة بتاريخ ‪.2006/07/19‬‬
‫األمر رقـ ‪ ،02/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/02/28‬المتضمف القانكف األساسي العاـ لممستخدميف‬ ‫‪.13‬‬
‫العسكرييف‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )12‬الصادرة بتاريخ ‪ ،2006/03/01‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف‬
‫رقـ ‪ ،06/16‬المؤرخ في ‪ ،2016/08/03‬ج ر ج ج عدد (‪ )46‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/08/03‬‬
‫األمر ‪ ،03/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/07/15‬المتضمف القانكف األساسي العاـ لمكظيفة العمكمية‪،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫ج ر ج ج عدد(‪ ،)46‬الصادرة بتاريخ ‪.2006/07/16‬‬
‫األمر ‪ ،07/16‬المؤرخ في ‪ ،2016/08/03‬المتضمف تنظيـ مينة محافظ البيع بالمزايدة‪ ،‬ج ر‬ ‫‪.15‬‬
‫ج ج عدد (‪ )46‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/08/03‬‬
‫‪ .VI‬المراسيـ‪:‬‬

‫أ‪ -/‬المراسيـ الرئاسية‪:‬‬

‫‪ .1‬المرسكـ رقـ ‪ ،652/68‬المؤرخ في ‪ ،1968/12/26‬المتضمف تحديد الشركط التي يمكف لؤلفراد أف‬
‫يبرمكا ضمنيا مع مصالح ك ازرة األشغاؿ العمكمية كالبناء عقكدا أك صفقات تتعمؽ بالدراسات‪ ،‬ج ر ج‬
‫ج عدد (‪ ،)02‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1969/01/07‬المعدؿ كالمتمـ بالمرسكـ التنفيذم رقـ ‪،167/02‬‬
‫المؤرخ في ‪ ،2002/05/20‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)37‬الصادرة بتاريخ ‪.2002/05/26‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .2‬المرسكـ رقـ ‪ ،53/80‬المؤرخ في ‪ ،1980/03/01‬المتضمف إحداث المفتشية العامة لممالية‪ ،‬ج ر ج‬


‫ج عدد (‪ ،)10‬الصادرة بتاريخ ‪.1980/03/04‬‬
‫‪ .3‬المرسكـ رقـ ‪ ،145/82‬المؤرخ في ‪ ،1982/04/10‬المنظـ لمصفقات التي يبرميا المتعامؿ العمكمية‪،‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ ،)15‬الصادرة بتاريخ ‪.1982/04/13‬‬
‫‪ .4‬المرسكـ رقـ ‪ ،116/84‬المؤرخ في ‪ ،1984/05/12‬المتضمف إحداث نشرة رسمية خاصة بالصفقات‬
‫التي تبرميا المتعامؿ العمكمي‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)20‬الصادرة بتاريخ ‪.1984/05/15‬‬
‫‪ .5‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 377/95‬المؤرخ في ‪ ،1995/11/20‬المحدد لمنظاـ الداخمي لمجمس المحاسبة‪،‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ )72‬الصادرة بتاريخ ‪.1995/11/26‬‬
‫‪ .6‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،250/02‬المؤرخ في ‪ ،2002/07/24‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ج‬
‫ر ج ج عدد (‪ )52‬الصادرة بتاريخ ‪( 2002/07/28‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ .7‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،413/06‬المؤرخ في ‪ ،2006/11/22‬يحدد تشكيمة الييئة الكطنية لمكقاية مف‬
‫الفساد كمكافحتو كتنظيميا ككيفيات سيرىا‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )74‬الصادرة بتاريخ ‪،2006/10/22‬‬
‫كالمعدؿ كالمتمـ بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،64/12‬المؤرخ في ‪ ،2012/02/07‬ج ر عدد (‪)08‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2012/02/15‬‬
‫‪ .8‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،338/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/10/26‬المعدؿ كالمتمـ لممرسكـ الرئاسي‬
‫‪ ،250/02‬المؤرخ في ‪ ،2002/07/24‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪)62‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪( 2008/11/09‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ .9‬المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )58‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪( 2010/10/07‬المعدؿ كالمتمـ كالممغى)‪.‬‬
‫المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،426/11‬المؤرخ في ‪ ،2011/12/08‬يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع‬ ‫‪.10‬‬
‫الفساد كتنظيمو ككيفيات سيره‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )68‬الصاد ة بتاريخ ‪ ،2011/12/14‬كالمعدؿ‬
‫بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،209/14‬المؤرخ في ‪ ،2014/07/23‬ج ر عدد (‪ )46‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2014/07/31‬‬

‫المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،23/12‬المؤرخ في ‪ ،2012/01/18‬المعدؿ كالمتمـ لممرسكـ الرئاسي رقـ‬ ‫‪.11‬‬
‫‪ ،236/10‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)04‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪( 2012/01/26‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ ،2015/09/16‬المتضمف تنظيـ الصفقات‬ ‫المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،247/15‬المؤرخ في‬ ‫‪.12‬‬
‫العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )50‬الصادرة بتاريخ ‪.2015/09/20‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ب‪ -/‬المراسيـ التنفيذية‪:‬‬

‫‪ .1‬المرسكـ رقـ ‪ ،502/83‬المؤرخ في ‪ ،1983/08/20‬المتضمف التنظيـ الداخمي لممفتشية العامة‬


‫لممالية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )35‬الصادرة بتاريخ ‪.1983/08/23‬‬
‫‪ .2‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،312/91‬المؤرخ في ‪،1991/09/07‬المحدد لشركط األخذ بمسكؤلية‬
‫المحاسبيف العمكمييف كاجراءات مراجعة باقي الحسابات ككيفيات اكتتاب تأميف يغطي مسؤكلية‬
‫المحاسبيف العمكمييف‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )43‬الصادرة بتاريخ ‪.1991/09/08‬‬
‫‪ .3‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،314/91‬المؤرخ في ‪ ،1991/09/07‬المتعمؽ بإجراء تسخير اآلمريف‬
‫بالصرؼ لممحاسبيف العمكمييف‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )43‬الصادرة بتاريخ ‪.1991/09/08‬‬
‫‪ .4‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،434/91‬المؤرخ في ‪ ،1991/11/09‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ج‬
‫ر ج ج عدد (‪ ،)57‬الصادرة بتاريخ ‪( 1991/11/13‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ .5‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،33/92‬المؤرخ في ‪ ،1992/01/20‬المتعمؽ بتنظيـ المصالح الخارجية‬
‫لممفتشية العامة لممالية كتنظيـ اختصاصيا‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )06‬الصادرة بتاريخ ‪.1992/01/26‬‬
‫‪ .6‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،414/92‬المؤرخ في ‪ ،1992/11/14‬المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي‬
‫يمتزـ بيا‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)82‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1992/11/15‬كالمعدؿ كالمتمـ بمكجب المرسكـ‬
‫‪ ،2009/11/16‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)67‬الصادرة بتاريخ‬ ‫التنفيذم رقـ ‪ ،374/09‬المؤرخ في‬
‫‪.2009/11/19‬‬
‫‪ .7‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،178/94‬المؤرخ في ‪ ،1994/06/26‬المعدؿ كالمتمـ لممرسكـ التنفيذم‬
‫‪ ،434/91‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)42‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪( ،1994/06/29‬الممغى)‪.‬‬
‫‪ .8‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،67/98‬المؤرخ في ‪ ،1998/02/21‬المتضمف إنشاء صندكؽ ضماف‬
‫الصفقات العمكمية كتنظيمو كتسييره‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)11‬الصادرة بتاريخ ‪ ،1998/03/01‬المعدؿ‬
‫كالمتمـ بمكجب المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،06/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/01/19‬ج ر ج ج عدد (‪،)05‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2008/01/30‬‬
‫‪ .9‬المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،87/98‬المؤرخ في ‪ ،1998/03/07‬كالمعدؿ كالمتمـ لممرسكـ التنفيذم‬
‫‪ ،434/91‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)13‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪( 1998/03/11‬الممغى)‪.‬‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،227/98‬المؤرخ في ‪ ،1998/07/13‬المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز‪ ،‬ج‬ ‫‪.10‬‬
‫ر ج ج عدد (‪ ،)51‬المعدؿ كالمتمـ بمكجب المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،148/09‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2009/05/02‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)26‬الصادرة بتاريخ ‪.2009/05/03‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ ،2007/05/19‬يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل‬ ‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،145/07‬المؤرخ في‬ ‫‪.11‬‬
‫ككيفيات المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى البيئة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)34‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2007/05/22‬‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،272/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/09/06‬المحدد لصبلحيات المفتشية العامة‬ ‫‪.12‬‬
‫لممالية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )50‬الصادرة بتاريخ ‪.2008/09/07‬‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،273/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/09/06‬الممغي لممرسكـ التنفيذم رقـ‬ ‫‪.13‬‬
‫‪ ،32/92‬المؤرخ في ‪ ،1992/01/20‬المتضمف تنظيـ اليياكؿ المركزية لممفتشية العامة لممالية‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج عدد (‪ )50‬الصادرة بتاريخ ‪.2008/09/07‬‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،274/08‬المؤرخ في ‪ ،2008/09/06‬يحدد تنظيـ المفتشيات الجيكية‬ ‫‪.14‬‬
‫لممفتشية العامة لممالية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )50‬الصادرة بتاريخ ‪.2008/09/07‬‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،96/09‬المؤرخ في ‪ ،2009/02/22‬يحدد شركط ككيفيات رقابة كتدقيؽ‬ ‫‪.15‬‬
‫المفتشية العامة لممالية لتسيير المؤسسات العمكمية االقتصادية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )14‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2009/03/04‬‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،118/11‬المؤرخ في ‪ ،2011/03/16‬المتضمف المكافقة عمى النظاـ‬ ‫‪.16‬‬
‫الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )16‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/03/13‬‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،381/11‬المؤرخ في ‪ ،2011/11/21‬المتعمؽ بمصالح المراقبة المالية‪،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫ج ر ج ج عدد (‪ )64‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/11/27‬‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،139/14‬المؤرخ في ‪ ،2014/04/20‬يكجب عمى المؤسسات كمجمكعات‬ ‫‪.18‬‬
‫المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ في إطار إنجاز الصفقات العمكمية لبعض قطاعات‬
‫النشاطات أف تككف ليا شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ المينييف‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)26‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2014/05/07‬‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،320/14‬المؤرخ في ‪ ،2014/11/20‬المتعمؽ باإلشراؼ عمى المشركع‬ ‫‪.19‬‬
‫كاإلشراؼ المنتدب عمى المشركع‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )68‬الصادرة بتاريخ ‪.2014/11/23‬‬
‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ ،363/14‬المؤرخ في ‪ ،2014/12/15‬المتعمؽ بإلغاء األحكاـ التنظيمية‬ ‫‪.20‬‬
‫المتعمقة بالتصديؽ طبؽ األصؿ عمى نسخ الكثائؽ المسممة مف طرؼ اإلدارات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج‬
‫عدد (‪ ،)72‬الصادرة بتاريخ ‪.2014/12/16‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪.VII‬الق اررات والتعميمات والمناشير واإلرساليات الوزارية‪:‬‬

‫أ‪ -/‬الق اررات الوزارية‪:‬‬


‫‪ .1‬القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في ‪ ،2014/04/29‬يحدد كيفيات تطبيؽ المنح التفضيمي لمطمب‬
‫العمكمي لممؤسسات المصغرة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)30‬الصادرة بتاريخ ‪.2014/05/21‬‬
‫‪ .2‬القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في ‪ ،2014/11/29‬يحدد قائمة صفقات الدراسات كالخدمات المعفاة‬
‫مف كفالة حسف التنفيذ‪ ،‬ج ر ج ج العدد (‪ ،)05‬الصادرة بتاريخ ‪.2015/02/08‬‬
‫‪ .3‬القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في ‪ ،2016/04/17‬يحدد كيفيات تصنيؼ المؤسسات كمجمكعات‬
‫المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ في إطار إنجاز الصفقات العمكمية في ميداف البناء‬
‫كاألشغاؿ العمكمية كالمكارد المائية كاألشغاؿ الغابية كأشغاؿ المنشآت الكامنة لممكاصبلت السمكية‬
‫كالبلسمكية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)07‬الصادرة بتاريخ ‪.2017/02/07‬‬
‫‪ .4‬القرار المؤرخ في ‪ ،1964/11/21‬المتضمف المصادقة عمى دفتر الشركط اإلدارية العامة المطبقة‬
‫عمى صفقات األشغ اؿ الخاصة بك ازرة تجديد البناء كاألشغاؿ العمكمية كالنقؿ‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪،)06‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.1965/01/19‬‬
‫‪ .5‬القرار الكزارم المؤرخ في ‪ ،2011/03/28‬الذم يحدد كيفيات تشكيؿ كسير مجمكعات الطمبات‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج العدد (‪ )24‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/04/20‬‬
‫‪ .6‬القرار الكزارم المؤرخ في ‪ ،2011/03/28‬المتعمؽ بكيفيات تطبيؽ ىامش األفضمية بالنسبة لممنتجات‬
‫ذات المنشأ الجزائرم ك‪/‬أك المؤسسات الخاضعة لمقانكف الجزائرم‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)24‬الصادرة‬
‫بتاريخ ‪.2011/04/20‬‬
‫‪ .7‬القرار المؤرخ في ‪ ،2011/03/28‬المتعمؽ بكيفيات الدفع المباشر لممتعامؿ الثانكم‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ ،)24‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/04/20‬‬
‫‪ .8‬القرار المؤرخ في ‪ ،2011/03/28‬الذم يحدد محتكل بطاقيات المتعامميف االقتصادييف كشركط‬
‫تحيينيا‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ )24‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/04/20‬‬
‫‪ .9‬قرار الكزير المكمؼ بالمالية المؤرخ في ‪ ،2011/03/28‬الذم يحدد البيانات التي يجب أف يتضمنيا‬
‫اإلعذار كآجاؿ نشره‪ ،‬ج ر عدد (‪ ،)24‬الصادرة بتاريخ ‪.2011/04/20‬‬
‫‪ .10‬القرار الكزارم المؤرخ في ‪ ،2013/11/17‬الذم يحدد محتكل البكابة اإللكتركنية لمصفقات العمكمية‬
‫ككيفيات تسييرىا ككيفيات تبادؿ المعمكمات بالطريقة اإللكتركنية‪ ،‬ج رج ج عدد (‪ ،)21‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2014/04/09‬‬
‫‪ .11‬قرار كزير المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد نمكذج التصريح بالترشح‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ ،)17‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .12‬قرار كزير المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد نمكذج التصريح بالنزاىة‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪،)17‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫‪ .13‬قرار كزير المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد نمكذج التصريح باالكتتاب‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ ،)17‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫‪ .14‬قرار كزير المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد نمكذج رسالة التعيد‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪،)17‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫‪ .15‬القرار المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد كيفيات اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر‬
‫ج ج عدد (‪ ،)17‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫‪ .16‬القرار المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد كيفيات التسجيؿ كالسحب مف قائمة المتعامميف االقتصادييف‬
‫الممنكعيف مف المشاركة في الصفقات العمكمية‪ ،‬ج ر ج ج عدد (‪ ،)17‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.2016/03/16‬‬
‫‪ .17‬قرار كزير المالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2015/12/19‬يحدد نمكذج التصريح بالمناكؿ‪ ،‬ج ر ج ج عدد‬
‫(‪ ،)17‬الصادرة بتاريخ ‪.2016/03/16‬‬
‫ب‪ -/‬التعميمات الوزارية‪:‬‬

‫‪ .1‬التعميمة رقـ ‪ 001‬الصادرة عف الكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬المؤرخة في ‪ ،2009/01/17‬المتعمقة بضبط‬


‫مجاؿ تنفيذ النفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ .2‬التعميمة رقـ ‪ 442‬الصادرة عف الكزير األكؿ‪ ،‬المؤرخة في ‪ ،2014/12/25‬بخصكص تدابير تعزيز‬
‫التكازنات الداخمية كالخارجية لمببلد‪.‬‬
‫‪ .3‬التعميمة رقـ ‪ 2143‬الصادرة عف كزير الداخمية كالجماعات المحمية‪ ،‬المؤرخة في ‪،2015/09/13‬‬
‫المتعمقة بترشيد النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ .4‬التعميمة رقـ ‪ 46‬الصادرة عف الكزير المكمؼ المالية ك ـ‪/‬ـ ع ض‪/‬ـ ت ت ج‪/‬ـ ؼ‪،2017/1.‬‬
‫المؤرخة في ‪ ،2017/01/02‬المتعمقة بكيفيات تنفيذ المعدالت الجديدة لمرسـ عمى القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪ .5‬التعميمة رقـ ‪ ،463‬المؤرخة في ‪ ،2017/07/01‬الصادرة عف السيد كزير األشغاؿ العمكمية كالنقؿ ‪،‬‬
‫المتضمنة تسيير الصفقات العمكمية التابعة لقطاع األشغاؿ العمكمية كالنقؿ‪.‬‬
‫‪ .6‬التعميمة رقـ ‪ 1574‬الصادرة عف الكزير األكؿ‪ ،‬المؤرخة في ‪ ،2017/07/02‬بخصكص المناكلة في‬
‫إطار تنفيذ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪ .7‬التعميمة رقـ ‪ 14463‬الصادرة الكزير األكؿ‪ ،‬المؤرخة في ‪ ،2017/09/07‬المتعمقة بتطيير الديكف‬
‫المستحقة لممتعامميف االقتصادييف العمكمية كالخكاص كغيرىـ‪ ،‬عمى مصالح الدكلة كفركعيا‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .8‬التعميمة رقـ ‪ ،883‬المؤرخة في ‪ ،2017/09/19‬الصادرة عف كزير السكف كالعمراف كالمدينة‪ ،‬المتعمقة‬


‫بتخصيص صفقات عمكمية لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة‪.‬‬
‫‪ .9‬التعميمة رقـ ‪ 1726‬الصادرة عف الكزير األكؿ‪ ،‬المتعمقة بمنح الصفقات العمكمية‪ ،‬تحت اإلرساؿ رقـ‬
‫‪ 27‬المؤرخ في ‪.2017/10/19‬‬
‫ج‪ -/‬المناشير الوزارية‪:‬‬

‫‪ .1‬المنشكر رقـ ‪ 01‬الصادرة عف الكزير المكمؼ بالمالية‪ ،‬المؤرخ في ‪ ،2010/03/08‬المتعمؽ بتنفيذ‬


‫التعميمة الرئاسية رقـ ‪ 03‬المتعمقة بتفعيؿ مكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪ .2‬المنشكر الكزارم الصادر عف ك ازرة المالية رقـ ‪ ،2015/003‬المؤرخ في ‪ ،2015/11/22‬المتعمؽ‬
‫بتنفيذ أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ‬
‫العاـ‪.‬‬
‫د‪ -/‬اإلرساليات الصادرة عف وزارة المالية‪:‬‬

‫بتاريخ‬ ‫ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪،2013/‬‬ ‫عف‬ ‫الصادرة‬ ‫‪143‬‬ ‫رقـ‬ ‫‪ .1‬اإلرسالية‬


‫‪ ،2013/03/21‬المتعمقة بأعضاء المجاف الدائمة لفتح األظرفة كتقييـ العركض‪.‬‬
‫بتاريخ‬ ‫ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪،2015/‬‬ ‫عف‬ ‫الصادرة‬ ‫‪954‬‬ ‫رقـ‬ ‫‪ .2‬اإلرسالية‬
‫‪ ،2015/12/21‬المتعمقة بمكاف انعقاد لجنة الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫بتاريخ‬ ‫ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪،2016/‬‬ ‫عف‬ ‫الصادرة‬ ‫‪11‬‬ ‫رقـ‬ ‫‪ .3‬اإلرسالية‬
‫‪ ،2016/01/15‬المتعمقة بالسعر اإلجمالي كالجزافي‪.‬‬
‫بتاريخ‬ ‫ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪،2016/‬‬ ‫عف‬ ‫الصادرة‬ ‫‪43‬‬ ‫رقـ‬ ‫‪ .4‬اإلرسالية‬
‫‪ ،2016/01/18‬المتعمقة بحاالت عدـ الجدكل‪.‬‬
‫بتاريخ‬ ‫ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪،2016/‬‬ ‫عف‬ ‫الصادرة‬ ‫‪185‬‬ ‫رقـ‬ ‫‪ .5‬اإلرسالية‬
‫‪ ،2016/03/02‬المتعمقة باعتماد مبمغ العرض المالي‪.‬‬
‫بتاريخ‬ ‫ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪،2016/‬‬ ‫عف‬ ‫الصادرة‬ ‫‪275‬‬ ‫رقـ‬ ‫‪ .6‬اإلرسالية‬
‫‪ ،2016/03/17‬المتعمقة بتحديد مضمكف العرض‪.‬‬
‫بتاريخ‬ ‫ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪،2016/‬‬ ‫عف‬ ‫الصادرة‬ ‫‪232‬‬ ‫رقـ‬ ‫‪ .7‬اإلرسالية‬
‫‪ ،2016/03/20‬المتعمقة باإلجراءات المكيفة‪.‬‬
‫بتاريخ‬ ‫ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪،2016/‬‬ ‫عف‬ ‫الصادرة‬ ‫‪234‬‬ ‫رقـ‬ ‫‪ .8‬اإلرسالية‬
‫‪ ،2016/03/20‬المتعمقة بالمؤىبلت التقنية كالمالية كالمينية‪.‬‬
‫بتاريخ‬ ‫ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪،2016/‬‬ ‫عف‬ ‫الصادرة‬ ‫‪190‬‬ ‫رقـ‬ ‫‪ .9‬اإلرسالية‬
‫‪ ،2016/09/06‬المتعمقة بالمذكرة التقنية التبريرية‪.‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫اإلرسالية رقـ ‪ 930‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2016/‬بتاريخ‬ ‫‪.10‬‬


‫‪ ،2016/12/01‬المتعمقة بحاالت المنع‪.‬‬
‫اإلرسالية رقـ ‪ 938‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2016/‬بتاريخ‬ ‫‪.11‬‬
‫‪ ،2016/12/05‬المتعمقة برقابة المحاسب العمكمي‪.‬‬
‫اإلرسالية رقـ ‪ 126‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2017/‬بتاريخ‬ ‫‪.12‬‬
‫‪ ،2017/02/12‬المتعمقة بإمكانية االستعانة بمكاتب الدراسات إلعداد التقدير اإلدارم‪.‬‬
‫اإلرسالية رقـ ‪ 137‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2017/‬بتاريخ‬ ‫‪.13‬‬
‫‪ ،2017/02/12‬المتعمقة برقابة المجمس الشعبي البمدم عمى الصفقات‪.‬‬
‫اإلرسالية رقـ ‪ 155‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2017/‬بتاريخ‬ ‫‪.14‬‬
‫‪ ،2017/03/06‬المتعمقة باستكماؿ الكثائؽ‪.‬‬
‫اإلرسالية رقـ ‪ 158‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2017/‬بتاريخ‬ ‫‪.15‬‬
‫‪ ،2017/03/06‬المتعمقة بحاالت التنافي‪.‬‬
‫اإلرسالية رقـ ‪ 744‬الصادرة عف ك‪.‬ـ‪/‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ـ‪.‬ؽ‪.‬ص‪.‬ع‪/‬ـ‪.‬ؼ‪.‬ت‪ ،2018/‬بتاريخ‬ ‫‪.16‬‬
‫‪ ،2018/07/25‬المتعمقة بحاالت المنع‪.‬‬
‫‪ .VIII‬المصادر القانونية األخرى‪:‬‬

‫‪ .1‬أمر عدد ‪ ،1039‬المؤرخ في ‪ ،2014/03/13‬المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (التكنسي)‪ ،‬الرائد‬


‫الرسمي‪ ،‬عدد (‪ ،)22‬الصادر بتاريخ ‪.2014/03/18‬‬
‫‪ .2‬القانكف األساسي العدد ‪ 10‬لسنة ‪ ،2017‬المؤرخ في ‪ ،2017/03/07‬المتعمؽ باإلببلغ عف جرائـ‬
‫الفساد كحماية المبمغيف (التكنسي)‪ ،‬الرائد الرسمي‪ ،‬عدد (‪ )20‬الصادر بتاريخ ‪.2017/03/10‬‬
‫‪ .3‬القانكف رقـ ‪ 58‬لسنة ‪ ،1937‬المتعمؽ بقانكف العقكبات المصرم‪ ،‬المعدؿ كالمتمـ‪ ،‬منشكر عمى المكقع‬
‫‪.http://www.jp.gov.eg :‬‬
‫‪ .4‬قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم الصادر بالقانكف رقـ ‪ 89‬لسنة ‪(1998‬المعدؿ كالمتمـ)‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد (‪ )19‬مكرر‪ ،‬الصادرة بتاريخ ‪.1998/05/08‬‬
‫‪ .5‬قانكف ىيئة مكافحة مكافحة الفساد (األردنية) كتعديبلتو رقـ ‪ 62‬لسنة ‪ ،2006‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‬
‫(‪ )4794‬الصادرة في ‪.2006/11/30‬‬
‫‪ .6‬قانكف رقـ (‪ )39‬لسنة ‪ ،2006‬الصادر بتاريخ ‪ ،2006/12/25‬بشأف مكافحة الفساد اليمني‪ ،‬منشكر‬
‫عمى المكقع‪www.yem.gov. Jo :‬‬
‫‪ .7‬قانكف رقـ (‪ ،)33‬المؤرخ في ‪ ،2008/08/26‬المتعمؽ بمكافأة المخبريف (العراقي)‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫عدد (‪ )4085‬الصادرة بتاريخ ‪.2008/09/01‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .8‬مرسكـ رقـ ‪ ،2/12/349‬صادر في ‪ ،2013/03/20‬المتعمؽ بالصفقات العمكمية في المغرب‪،‬‬


‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد (‪ ،)6140‬الصادرة بتاريخ ‪.2013/04/04‬‬
‫‪ .9‬نظاـ رقـ (‪ )62‬لسنة ‪ ،2014‬المتعمؽ بنظاـ حماية المبمغيف كالشيكد كالمخبريف كالخبراء في قضايا‬
‫الفساد كأقاربيـ كاألشخاص كثيقي الصمة بيـ (األردني)‪ ،‬الصادر بمقتضي الفقرة (ج) مف المادة (‪)23‬‬
‫كالمادة (‪ )30‬مف قانكف ىيئة مكافحة الفساد رقـ (‪ )62‬لسنة ‪ ،2006‬الجريدة الرسمية‪ ،‬رقـ (‪)5286‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪.2014/05/15‬‬
‫البلئحة التنفيذية لقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم‪ ،‬الصادر بالقانكف رقـ ‪ 89‬لسنة‬ ‫‪.10‬‬
‫‪ ،1998‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد (‪ ،)201‬الصادرة بتاريخ ‪.1998/09/06‬‬
‫قرار كزير االقتصاد كالمالية المغربي رقـ ‪ ،3535/13‬الصادر في ‪ ،2013/11/28‬يحدد قائمة‬ ‫‪.11‬‬
‫المؤسسات العمكمية التي يتعيف عمييا تطبيؽ النصكص السارية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد (‪ ،)6212‬الصادرة بتاريخ ‪.2013/12/12‬‬
‫ثانيا‪ :‬المؤلفات والكتب‪:‬‬

‫‪ .1‬ابراىيـ الشارؼ الطاىر تفكقو‪ ،‬الصعكبات التي تكاجو تنفيذ العقد اإلدارم (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار‬
‫المطبكعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2010 ،‬‬
‫‪ .2‬أحسف بكسقيعة‪ ،‬الكجيز في القانكف الجزائي الخاص (جرائـ الفساد‪ ،‬جرائـ الماؿ كاألعماؿ‪ ،‬جرائـ‬
‫التزكير)‪ ،‬ج‪ ،2‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .3‬أحمد بكضياؼ‪ ،‬الجريمة التأديبية لممكظؼ العاـ في الجزائر‪ ،‬ط‪ ،3‬المؤسسة الكطنية لمكتاب‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1986‬‬
‫‪ .4‬أحمد محمد ئكميد‪ ،‬التنظيـ القانكني لمجزاءات المالية في العقكد اإلدارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2017 ،‬‬
‫‪ .5‬أحمد محمكد جمعة‪ ،‬العقكد اإلدارية طبقا ألحكاـ قانكف المناقصات كالمزايدات الجديد‪ ،‬منشأة‬
‫المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬
‫‪ .6‬أحمد مختار عمر‪ ،‬معجـ المغة العربية المعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬المجمد األكؿ‪ ،‬عبل لمكتب كالنشر كالتكزيع‪،‬‬
‫القاىرة‪.2008 ،‬‬
‫‪ .7‬أشرؼ محمد خميؿ حماد‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية القابمة لبلنفصاؿ في مجاؿ العقكد اإلدارية (دراسة‬
‫مقارنة)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2010 ،‬‬
‫‪ .8‬أميف مصطفى محمد‪ ،‬حماية الشيكد في قانكف اإلجراءات الجنائية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار المطبكعات‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2010 ،‬‬
‫‪ .9‬بشير بالعيد‪ ،‬القضاء المستعجؿ في األمكر اإلدارية‪ ،‬مطابع عمار قرفي‪ ،‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪.1993 ،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ببلؿ أميف زيف الديف‪ ،‬ظاىرة الفساد اإلدارم في الدكؿ العربية كالتشريع المقارف مقارنة بالشريعة‬ ‫‪.10‬‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫بكبشير محند أمقراف‪ ،‬السمطة القضائية في الجزائر‪ ،‬دار األمؿ لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬تيزم‬ ‫‪.11‬‬
‫كزك‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫بكحميدة عطااهلل‪ ،‬الكجيز في القضاء اإلدارم‪ ،‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫‪.2011‬‬
‫جماؿ الديف أبي الفضؿ محمد بف مكرـ ابف منظكر‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬ج‪ ،10‬دار الكتب العممية‪،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫ط‪ ،2‬لبناف‪.2009 ،‬‬
‫جماؿ سايس‪ ،‬االجتياد الجزائرم في القضاء اإلدارم‪ ،‬ج‪ ،3‬منشكرات كميؾ‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫‪.2013‬‬
‫جماؿ عباس عثماف‪ ،‬النظرية العامة كتطبيقاتيا في مجاؿ إلغاء العقكد اإلدارية في الفقو كقضاء‬ ‫‪.15‬‬
‫مجمس الدكلة‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫جماؿ نجيمي‪ ،‬إثبات الجريمة عمى ضكء اإلجتياد القضائي (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪.16‬‬
‫‪.2012‬‬
‫خالد مكسى تكني‪ ،‬الحماية الجنائية اإلجرائية لمشيكد (دراسة مقارنة)‪،‬ط‪ ،1‬دار النيضة العربية‪،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫القاىرة‪.2010 ،‬‬
‫سامي بف فرحات‪ ،‬الكجيز في قضاء األمكر المستعجمة‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫‪.2005‬‬
‫سامي جماؿ الديف‪ ،‬نظرية العمؿ اإلدارم ( التعريؼ بالعمؿ اإلدارم‪ ،‬مكضكع العمؿ اإلدارم‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫أساليب العمؿ اإلدارم )‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2011 ،‬‬
‫سائح سنقكقة‪ ،‬شرخ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (نصا‪ ،‬شرحا‪ ،‬تعميقا‪ ،‬تطبيقا)‪ ،‬ج‪ ،2‬دار‬ ‫‪.20‬‬
‫اليدل لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫سعيد السيد عمي‪ ،‬نظرية الظركؼ الطارئة في العقكد اإلدارية كالشريعة اإلسبلمية (دراسة مقارنة)‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاىرة‪.2006 ،‬‬
‫سميماف محمد الطماكم‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬القاىرة‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫‪.2005‬‬
‫سميماف محمد الطماكم‪ ،‬القضاء اإلدارم (قضاء اإللغاء)‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪.1996 ،‬‬ ‫‪.23‬‬
‫سماعيف بكغازم‪ ،‬جريمة تعارض المصالح في مجاؿ الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪.24‬‬
‫مركز الدراسات العربية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬مصر‪.2016 ،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫سمير عبد العالي‪ ،‬الصفقات العمكمية كالتنمية‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة المعارؼ الجديدة‪ ،‬الرباط‪.2010 ،‬‬ ‫‪.25‬‬
‫سمير عثماف اليكسؼ‪ ،‬نظرية الظركؼ الطارئة كأثرىا عمى التكازف المالي لمعقد اإلدارم‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪.26‬‬
‫منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬بيركت‪.2009 ،‬‬
‫شفيقة بف صاكلة‪ ،‬إشكالية تنفيذ اإلدارة لمق اررات القضائية اإلدارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬دار ىكمة‪،‬‬ ‫‪.27‬‬
‫الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫صباح مصباح محمكد سميماف‪ ،‬الحماية الجنائية لممكظؼ العاـ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار حامد لمنشر كالتكزيع‪،‬‬ ‫‪.28‬‬
‫األردف‪.2004 ،‬‬
‫صبلح الديف السيسي‪ ،‬دراسات الجدكل كالتقييـ‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬ ‫‪.29‬‬
‫عبد الرحماف خميفي‪ ،‬محاضرات في قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬دار اليدل لمطباعة كالنشر‬ ‫‪.30‬‬
‫كالتكزيع‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬
‫عبد الرؤكؼ جابر‪ ،‬الكجيز في عقكد التنمية التقنية‪ ،‬ط‪ ،1‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬بيركت‪،‬‬ ‫‪.31‬‬
‫‪.2005‬‬
‫عبد العزيز سعد‪ ،‬جرائـ االعتداء عمى األمكاؿ العامة كالخاصة‪ ،‬دار ىكمة لمنشر كالتكزيع‪،‬‬ ‫‪.32‬‬
‫الجزائر‪.2006 ،‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬األسس العامة لمعقكد اإلدارية (اإلبراـ‪ ،‬التنفيذ‪ ،‬المنازعات)‪ ،‬دار‬ ‫‪.33‬‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬أكجو الطعف بإلغاء القرار اإلدارم‪ ،‬منشأة المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪.34‬‬
‫‪.2003‬‬
‫عبد العزيز عبد المنعـ خميفة‪ ،‬تنفيذ العقد اإلدارم كتسكية منازعاتو قضاء كتحكيما‪ ،‬منشأة‬ ‫‪.35‬‬
‫المعارؼ‪ ،‬اإلسكندرية‪.2009 ،‬‬
‫عبد القادر عدك‪ ،‬المنازعات اإلدارية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬ ‫‪.36‬‬
‫عبد القادر عدك‪ ،‬ضمانات تنفيذ األحكاـ اإلدارية ضد اإلدارة العامة‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪.37‬‬
‫‪.2010‬‬
‫عبد المطيؼ أحمد‪ ،‬جرائـ األمكاؿ العامة (دراسة تحميمية تأصيمية تطبيقية)‪ ،‬دار النيضة العربية‪،‬‬ ‫‪.38‬‬
‫مصر‪.2002 ،‬‬
‫عبد المطيؼ قطيش‪ ،‬الصفقات العمكمية (تشريعا كفقيا كاجتيادا)‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬منشكرات الحمبي‬ ‫‪.39‬‬
‫الحقكقية‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ف‪.‬‬
‫عبد اهلل نكاؼ العنزم‪ ،‬النظاـ القانكني لمجزاءات في العقكد اإلدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬ ‫‪.40‬‬
‫اإلسكندرية‪.2010 ،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫عبد المجيد جبارم‪ ،‬دراسات قانكنية في المادة الجزائية عمى ضكء أىـ التعديبلت الجديدة‪ ،‬دار‬ ‫‪.41‬‬
‫ىكمة‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫عز الديف كمكفي‪ ،‬نظاـ المنازعات في مجاؿ الصفقات العمكمية عمى ضكء قانكف اإلجراءات‬ ‫‪.42‬‬
‫المدنية كاإلدارية‪ ،‬دار النشر جيطمي‪ ،‬برج بكعريريج‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د س ف‪.‬‬
‫عز الديف مرداسي‪ ،‬الغرامة التيديدية في القانكف الجزائرم‪ ،‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪،‬‬ ‫‪.43‬‬
‫الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫عبلء الديف عشي‪ ،‬مدخؿ القانكف اإلدارم‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬ ‫‪.44‬‬
‫عمي جمعة محارب‪ ،‬التأديب اإلدارم في الكظيفة العامة ( دراسة مقارنة )‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المطبكعات‬ ‫‪.45‬‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬
‫عمي خطار الشنطاكم‪ ،‬القضاء اإلدارم‪ ،‬دار كائؿ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪.1995 ،‬‬ ‫‪.46‬‬
‫عمي عبد القادر القيكجي‪ ،‬قانكف العقكبات (جرائـ االعتداء عمى المصمحة العامة كعمى اإلنساف‬ ‫‪.47‬‬
‫كعمى الماؿ العاـ)‪ ،‬ط‪ ،2‬منشكرات الحمبي الحقكقية‪ ،‬لبناف‪.2002 ،‬‬
‫عمي عكض حسف‪ ،‬جريمة الببلغ الكاذب‪ ،‬دار الكتب القانكنية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬ ‫‪.48‬‬
‫عمي محمد جعفر‪ ،‬قانكف العقكبات (جرائـ الرشكة‪ ،‬اإلختبلس‪ ،‬اإلخبلؿ بالثقة العامة‪ ،‬االعتداء‬ ‫‪.49‬‬
‫عمى األشخاص كاألمكاؿ)‪ ،‬ط‪ ،2‬مجد المؤسسة الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع‪ ،‬لبناف‪.2004 ،‬‬
‫عمار بكضياؼ‪ ،‬الصفقات العمكمية في الجزائر (دراسة تشريعية كقضائية كفقيية )‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪.50‬‬
‫الجسكر لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫عمار بكضياؼ‪ ،‬دعكل اإللغاء في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (دراسة تشريعية‪ ،‬قضائية‪،‬‬ ‫‪.51‬‬
‫فقيية)‪ ،‬ط‪ ،1‬الجسكر لمنشر كالتكزيع‪.2009 ،‬‬
‫عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ ،)247/15‬المؤرخ‬ ‫‪.52‬‬
‫في ‪ 16‬سبتمبر ‪ ،2015‬القسـ األكؿ‪ ،‬الجسكر لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪.2017 ،5‬‬
‫عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ‪ 247/15‬المؤرخ في‬ ‫‪.53‬‬
‫‪ 16‬سبتمبر ‪ ،)2015‬القسـ الثاني‪ ،‬الجسكر لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪.2017 ،5‬‬
‫عمار بكضياؼ‪ ،‬شرح تنظيـ الصفقات العمكمية كفؽ المرسكـ الرئاسي ‪ ،236/10‬المؤرخ في ‪07‬‬ ‫‪.54‬‬
‫أكتكبر ‪ 2010‬المعدؿ المتمـ كالنصكص التطبيقية لو‪ ،‬ط‪ ،4‬جسكر لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫عمار عكابدم‪ ،‬النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظاـ القضائي الجزائرم‪ ،‬ج‪( ،2‬نظرية‬ ‫‪.55‬‬
‫الدعكل)‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،5‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫عمار عكابدم‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية‪ ،‬بيف عمـ اإلدارة العامة كالقانكف اإلدارم‪ ،‬ط‪ ،5‬دار ىكمة‬ ‫‪.56‬‬
‫‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫عمار معاشك‪ ،‬النظاـ القانكني لعقكد المفتاح في اليد بالجزائر‪ ،‬ديكاف المطبكعات الجامعية‪،‬‬ ‫‪.57‬‬
‫الجزائر‪.1989 ،‬‬
‫فضيؿ ككسة‪ ،‬القرار اإلدارم في ضكء قضاء مجمس الدكلة‪ ،‬دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪،‬‬ ‫‪.58‬‬
‫الجزائر‪.2013 ،‬‬
‫فكزية سكراف‪ ،‬سمطة اإلدارة في تكقيع الجزاءات اإلدارية عمى المتعاقديف معيا في العقكد اإلدارية‪،‬‬ ‫‪.59‬‬
‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2017،‬‬
‫قدكج حمامة‪ ،‬عممية إبراـ الصفقات العمكمية في القانكف الجزائرم‪ ،‬ط‪ ،3‬ديكاف المطبكعات‬ ‫‪.60‬‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫لحسيف بف شيخ آث ممكيا‪ ،‬دركس في المنازعات اإلدارية (كسائؿ المشركعية)‪ ،‬ط‪ ،3‬دار ىكمة‪،‬‬ ‫‪.61‬‬
‫الجزائر‪.2007 ،‬‬
‫ماجد راغب الحمك‪ ،‬العقكد اإلدارية كالتحكيـ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2004 ،‬‬ ‫‪.62‬‬
‫ماجد راغب الحمك‪ ،‬العقكد اإلدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬األ ازريطة‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬ ‫‪.63‬‬
‫مازف ليمك راضي‪ ،‬القضاء اإلدارم (دراسة األسس كمبادئ القانكف القضاء اإلدارم في األردف)‪،‬‬ ‫‪.64‬‬
‫ط‪ ،1‬دار قنديؿ‪ ،‬عماف‪.2005 ،‬‬
‫محمد أحمد المشيداني‪ ،‬شرح قانكف العقكبات (القسـ الخاص في القانكف الكضعي كالشريعة‬ ‫‪.65‬‬
‫اإلسبلمية)‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الثقافة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪.2001 ،‬‬
‫محمد أحمد عبد النعيـ‪ ،‬مرحمة المفاكضات في العقكد اإلدارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النيضة‬ ‫‪.66‬‬
‫العربية‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫محمد الصغير بعمي‪ ،‬العقكد اإلدارية‪ ،‬دار العمكـ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪.‬‬ ‫‪.67‬‬
‫محمد الصغير بعمي‪ ،‬القضاء اإلدارم (دعكل اإللغاء)‪ ،‬دار العمكـ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‬ ‫‪.68‬‬
‫محمد الصغير بعمي‪ ،‬الكسيط في المنازعات اإلدارية‪ ،‬دار العمكـ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬عنابة‪ ،‬د س ف‪.‬‬ ‫‪.69‬‬
‫مح مد أميف يزيد‪ ،‬الرقابة السابقة عمى النفقات الممتزـ بيا في الجزائر (المراقب المالي نمكذجا)‪،‬‬ ‫‪.70‬‬
‫دار بمقيس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ف‪.‬‬
‫محمد بكرارشكش‪ ،‬متابعة الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية عمى ضكء قانكف الكقاية مف الفساد‬ ‫‪.71‬‬
‫كمكافحتو‪ ،‬ج‪( ،2‬جرائـ الصفقات كالدعكة الجزائية)‪ ،‬ط‪ ،1‬دار صبحي لمطباعة كالنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫محمد حسف مرعى الجبكرم‪ ،‬سمطة اإلدارة في فرض الجزاءات الجنائية كالمالية في العقكد‬ ‫‪.72‬‬
‫اإلدارية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2014 ،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫محمد خمؼ الجبكرم‪ ،‬العقكد اإلدارية‪ ،‬مكتبة دار الثقافة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬ط‪ ،2‬عماف‪ ،‬األردف‪،‬‬ ‫‪.73‬‬
‫‪.1998‬‬
‫محمد سمير محمد جمعة‪ ،‬إلغاء الق اررات اإلدارية القابمة لئلنفصاؿ (دراسة تحميمية تطبيقية مقارنة‬ ‫‪.74‬‬
‫في القانكنيف الفرنسي كالمصرم)‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2013 ،‬‬
‫محمد عبد اهلل شريؼ النعيمي‪ ،‬االلتزامات كالحقكؽ التي يرتبيا العد اإلدارم تجاه الغير‪ ،‬دار‬ ‫‪.75‬‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2014 ،‬‬
‫محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬أعماؿ السمطة اإلدارية (القرار اإلدارم‪ ،‬العقد اإلدارم)‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬ ‫‪.76‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1989 ،‬‬
‫محمد فؤاد عبد الباسط‪ ،‬العقد اإلدارم ( المقكمات‪ ،‬اإلجراءات‪ ،‬اآلثار )‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬ ‫‪.77‬‬
‫لمنشر‪ ،‬القاىرة‪.2006 ،‬‬
‫محمد ماىر أبك العينيف‪ ،‬العقكد اإلدارية كقكانيف المزايدات كالمناقصات‪( ،‬الكتاب األكؿ)‪ ،‬إبراـ‬ ‫‪.78‬‬
‫العقكد اإلدارية‪ ،‬دار الكتاب المصرية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫مسعكد شييكب‪ ،‬المبادئ العامة لممنازعات اإلدارية‪،‬ج‪(،2‬نظرية اإلختصاص)‪،‬ط‪ ،5‬ديكاف‬ ‫‪.79‬‬
‫المطبكعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫مصطفى أبك زيد فيمي‪ ،‬القضاء اإلدارم كمجمس الدكلة (قضاء اإللغاء)‪ ،‬دار المطبكعات‬ ‫‪.80‬‬
‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1999 ،‬‬
‫مفتاح خميفة عبد الحميد‪ ،‬المعيار المميز لمعقد اإلدارم‪ ،‬دار المطبكعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬ ‫‪.81‬‬
‫‪.2007‬‬
‫مفتاح خميفة عبد الحميد‪ ،‬حمد محمد حمد الشمماني‪ ،‬العقكد اإلدارية كأحكاـ إبراميا‪ ،‬دار‬ ‫‪.82‬‬
‫المطبكعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫مميكة ىناف‪ ،‬جرائـ الفساد الرشكة‪ ،‬اإلختبلس‪ ،‬تكسب المكظؼ العاـ مف كراء كظيفتو في الفقو‬ ‫‪.83‬‬
‫اإلسبلمي‪ ،‬قانكف مكافحة الفساد الجزائرم‪،‬مقارنة ببعض التشريعات العربية‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫القاىرة‪.2010 ،‬‬
‫منتصر النكايسة‪ ،‬جريمة الرشكة في قانكف العقكبات األردني‪ ،‬ط‪ ،،1‬دار الحامد لمنشر كالتكزيع‪،‬‬ ‫‪.84‬‬
‫األردف‪.2012 ،‬‬
‫منصكر رحماني‪ ،‬القانكف الجنائي لمماؿ كاألعماؿ‪ ،‬ج‪ ،1‬دار العمكـ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪.85‬‬
‫‪.2012‬‬
‫منصكر محمد أحمد‪ ،‬الغرامة التيديدية كجزاء لعدـ تنفيذ أحكاـ القضاء اإلدارم الصادرة ضد‬ ‫‪.86‬‬
‫اإلدارة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2002 ،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫مكسى بكدىاف‪ ،‬النظاـ القانكني لمكافحة الرشكة‪ ،‬دار اليدل‪ ،‬عيف مميمة‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬ ‫‪.87‬‬
‫نادية بيضكف‪ ،‬الرشكة كتبييض األمكاؿ مف جرائـ أصحاب الياقات البيضات‪ ،‬ط‪ ،1‬منشكرات‬ ‫‪.88‬‬
‫الحمبي الحقكقية‪ ،‬لبناف‪.2008 ،‬‬
‫نزيو حماد‪ ،‬معجـ المصطمحات المالية كاالقتصادية في لغة الفقياء‪ ،‬ط‪ ،1‬دار القمـ‪ ،‬دمشؽ‪،‬‬ ‫‪.89‬‬
‫‪.2008‬‬
‫نصر الديف محمد بشير‪ ،‬غرامة التأخير في العقد اإلدارم كأثرىا في تسيير المرفؽ العاـ (دراسة‬ ‫‪.90‬‬
‫مقارنة)‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫نصر الديف مركؾ‪ ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬ج‪ ،2‬دار ىكمة‪ ،‬ط‪ ،5‬الجزائر‪ ،‬د س ف‪.‬‬ ‫‪.91‬‬
‫نعيـ مغبغب‪ ،‬عقكد مقاكالت البناء كاألشغاؿ العامة كالخاصة (دراسة في القانكف المقارف)‪ ،‬ط‪،3‬‬ ‫‪.92‬‬
‫د‪.‬د‪.‬ف‪ ،‬لبناف‪.2001 ،‬‬
‫نكاؼ كنعاف‪ ،‬القضاء اإلدارم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الثقافة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪.1993 ،‬‬ ‫‪.93‬‬
‫النكم خرشي‪ ،‬الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)‪،‬‬ ‫‪.94‬‬
‫دار اليدل‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫النكم خرشي‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬دار الخمدكنية لمنشر كالتكزيع‪،‬‬ ‫‪.95‬‬
‫الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫ىناء العممي‪ ،‬أميف ككثر‪ ،‬منازعات الصفقات العمكمية عمى ضكء النص القانكني ككقائع‬ ‫‪.96‬‬
‫االجتياد القضائي المغربي‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة الرشاد‪ ،‬المغرب‪.2010 ،‬‬
‫ثالثا‪ :‬األطروحات والمذكرات‪:‬‬

‫أ‪ -/‬أطروحات الدكتوراه‪:‬‬

‫‪ .1‬أحمد سكيقات‪ ،‬الرقابة عمى أعماؿ اإلدارة العمكمية في الجزائر‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه العمكـ في‬
‫العمكـ القانكنية‪ ،‬فرع القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫‪.2015/2014‬‬
‫‪ .2‬أكركـ ميرياـ‪ ،‬األجر في الصفقة العمكمية لؤلشغاؿ‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في القانكف العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2015/2014 ،01‬‬
‫‪ .3‬آماؿ يعيش تماـ‪ ،‬سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه‬
‫عمكـ في الحقكؽ‪ ،‬تخصص قانكف عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫‪.2012/2011‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .4‬الحاج عمي بدر الديف‪ ،‬جرائـ الفساد كآليات مكافحتيا في التشريع الجزائرم‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ‬
‫شيادة دكتكراه في العمكـ‪ ،‬تخصص قانكف خاص‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر‬
‫بمقايد‪ ،‬تممساف‪.2016/2015 ،‬‬
‫‪ .5‬حسيف كمكف‪ ،‬المركز الممتاز لئلدارة في المنازعة اإلدارية‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه في العمكـ‪،‬‬
‫تخصص قانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزيكزك‪.2018 ،‬‬
‫‪ .6‬حمزة خضرم‪ ،‬آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه‬
‫العمكـ في الحقكؽ‪ ،‬تخصص قانكف عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪.2015/2014 ،)1‬‬
‫‪ .7‬حكرية بف أحمد‪ ،‬الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة دكتك اره‬
‫عمكـ‪ ،‬تخصص قانكف عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪،‬‬
‫‪.2018/2017‬‬
‫‪ .8‬سعيد عبد الرزاؽ باخبيرة‪ ،‬سمطة اإلدارة الجزائية في أثناء تنفيذ العقد اإلدارم (دراسة مقارنة)‪ ،‬أطركحة‬
‫لنيؿ شيادة الدكتكراه في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬بف عكنكف‪ ،‬جامعة الجزائر يكسؼ بف خدة‪،‬‬
‫‪.2008/2007‬‬
‫‪ .9‬صميحة بف عكدة‪ ،‬الجرائـ الماسة بالصفقات العمكمية بيف الكقاية كالرقابة في التشريع الجزائرم‪،‬‬
‫أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في الحقكؽ نظاـ ؿ ـ د‪ ،‬تخصص قانكف جنائي لؤلعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪.2017/2016 ،‬‬
‫عائشة خمدكف‪ ،‬أساليب التعاقد اإلدارم في مجاؿ الصفقات العمكمية ( دراسة مقارنة )‪ ،‬أطركحة‬ ‫‪.10‬‬
‫لنيؿ دكتكراه العمكـ في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر(‪.2016/2015 ،)1‬‬
‫عبد العالي حاحا‪ ،‬اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ‬ ‫‪.11‬‬
‫شيادة دكتكراه عمكـ في الحقكؽ‪ ،‬تخصص قانكف عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2013/2012 ،‬‬
‫عبد الكريـ تبكف‪ ،‬الحماية الجنائية لمماؿ العاـ في مجاؿ الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة)‪،‬‬ ‫‪.12‬‬
‫أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه عمكـ‪ ،‬تخصص قانكف عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪ ،‬الجزائر‪.2018/2017 ،‬‬
‫عبد الكىاب كساؿ‪ ،‬سمطة القاضي اإلدارم في تكجيو األكامر لئلدارة‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة‬ ‫‪.13‬‬
‫الدكتكراه عمكـ في القانكف‪ ،‬تخصص القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة قسنطينة (‪ ،)1‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2015/2014‬‬
‫عمر بكجادم‪ ،‬اختصاص القضاء اإلدارم في الجزائر‪ ،‬رسالة لنيؿ درجة دكتكراه دكلة في‬ ‫‪.14‬‬
‫القانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫عمر حماس‪ ،‬جرائـ الفساد المالي كآليات مكافحتيا في التشريع الجزائرم‪ ،‬أطركحة مقدمة لنيؿ‬ ‫‪.15‬‬
‫شيادة دكتكراه في القانكف الجنائي لؤلعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪،‬‬
‫تممساف‪.2017/2016 ،‬‬
‫كريمة عمة‪ ،‬جرائـ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬رسالة لنيؿ درجة دكتكراه عمكـ في القانكف‬ ‫‪.16‬‬
‫العاـ‪ ،‬فرع القانكف الجنائي كالعمكـ الجنائية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪.2013/2012 ،)1‬‬
‫لكيزة نجار‪ ،‬التصدم المؤسساتي كالجزائي لظاىرة الفساد في التشريع الجزائرم (دراسة مقارنة)‪،‬‬ ‫‪.17‬‬
‫رسالة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه عمكـ في القانكف الجنائي كالعمكـ الجنائية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬قسـ القانكف‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة اإلخكة منتكرم‪ ،‬قسنطينة‪.2014/2013 ،‬‬
‫محمد شريط‪ ،‬عقكد الصفقات العامة في ضكء أحكاـ الشريعة اإلسبلمية كالتشريعات الجزائرية‪،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ اإلسبلمية‪ ،‬تخصص شريعة كقانكف‪ ،‬كمية العمكـ‬
‫اإلسبلمية‪ ،‬جامعة الجزائر (‪.2017/2016 ،)1‬‬
‫مسعكد ختير‪ ،‬النظرية العامة لجرائـ االمتناع‪ ،‬أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في القانكف الخاص‪،‬‬ ‫‪.19‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪.2014/2013 ،‬‬
‫مناؿ حميمي‪ ،‬تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬أطركحة مقدمة‬ ‫‪.20‬‬
‫الستكماؿ متطمبات شيادة الدكتكراه‪ ،‬الطكر الثالث‪ ،‬تخصص تحكالت الدكلة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪.2016/2015 ،‬‬
‫نادية بكنعاس‪ ،‬خصكصية اإلجراءات القضائية اإلدارية في الجزائر‪ ،‬تكنس ‪ ،‬مصر‪ ،‬أطركحة‬ ‫‪.21‬‬
‫مقدمة لنيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ‪ ،‬تخصص قانكف عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫لحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2015/2014 ،‬‬
‫نادية تياب‪ ،‬آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة دكتكراه في‬ ‫‪.22‬‬
‫العمكـ‪ ،‬تخصص قانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫نكرة ىاركف‪ ،‬جريمة الرشكة في التشريع الجزائرم (دراسة عمى ضكء اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة‬ ‫‪.23‬‬
‫الفساد)‪ ،‬أطركحة لنيؿ درجة الدكتكراه في العمكـ‪ ،‬تخصص قانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪،‬‬
‫جامعك مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪.2017 ،‬‬
‫كيزة بمعسمي‪ ،‬المسؤكلية الجزائية لمشخص المعنكم عف الجريمة االقتصادية‪ ،‬رسالة لنيؿ شيادة‬ ‫‪.24‬‬
‫دكتكراه في العمكـ‪ ،‬تخصص القانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪،‬‬
‫‪.2014‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ياقكتة عميكات‪ ،‬تطبيقات النظرية العامة لمعقد اإلدارم‪ :‬الصفقات العمكمية في الجزائر‪ ،‬رسالة‬ ‫‪.25‬‬
‫مقدمة لنيؿ درجة دكتكراه الدكلة في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة منثكرم‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬
‫‪.2009/2008‬‬
‫ب‪ -/‬مذكرات الماجستير‪:‬‬

‫‪ .1‬إسبلـ عز الديف شكقارة‪ ،‬صفقات الدراسات في القانكف الجزائرم لمصفقات العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في الحقكؽ‪ ،‬فرع قانكف األعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر(‪.2010/2009 ،)1‬‬
‫‪ .2‬إسماعيؿ بحرم‪ ،‬الضمانات في مجاؿ الصفقات العمكمية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مف أجؿ الحصكؿ عمى‬
‫شيادة الماجستير في الحقكؽ‪ ،‬فرع قانكف الدكلة كالمؤسسات العمكمية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫بف يكسؼ بف خدة‪.2009/2008 ،‬‬
‫‪ .3‬إسماعيؿ قريمس‪ ،‬محؿ دعكل اإللغاء (دراسة في التشريع كالقضاء الجزائرييف)‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص قانكف إدارم كادارة عامة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة الحاج‬
‫لخضر‪ ،‬باتنة‪.2013 ،‬‬
‫‪ .4‬إسماعيؿ ىبة‪ ،‬تنفيذ الصفقات العمكمية كالرقابة الخارجية عمييا‪ ،‬مذكرة لمحصكؿ عمى شيادة‬
‫الماجستير في القانكف العاـ اإلقتصادم‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة كىراف (‪،)2‬‬
‫‪.2017/2016‬‬
‫‪ .5‬آماؿ يعيش تماـ‪ ،‬عيب السبب ككجو مف أكجو دعكل اإللغاء‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير‪،‬‬
‫فرع القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2005/2004 ،‬‬
‫‪ .6‬أمينة ركاب‪ ،‬أساليب التحرم الخاصة في جرائـ الفساد في القانكف الجزائرم‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬تخصص قانكف عاـ معمؽ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد‪،‬‬
‫تممساف‪.2015/2014 ،‬‬
‫‪ .7‬بشيرة بجاكم‪ ،‬الدكر الرقابي لمجاف الصفقات العمكمية عمى المستكل المحمي‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬فرع إدارة كمالية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أمحمد بكقرة‪ ،‬بكمرداس‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2012/2011‬‬
‫‪ .8‬جمكؿ بف سديرة‪ ،‬الجزاءات في مجاؿ تنفيذ العقكد اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف‬
‫العاـ المعمؽ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪.2015/2014 ،‬‬
‫‪ .9‬حميدة سيتالي‪ ،‬السعر في الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ ،236-10‬المعدؿ كالمتمـ‪،‬‬
‫مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف‪ ،‬فرع‪ :‬قانكف العقكد‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫أكمي محند أكلحاج‪ ،‬البكيرة‪.2015 ،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .10‬حناف عككش‪ ،‬معالجة شرط إختصاص قاضي المحكمة اإلدارية في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬فرع دكلة كمؤسسات عمكمية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪.2016/2015 ،)01‬‬
‫‪ .11‬حكرية بف أحمد‪ ،‬دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير‪ ،‬تخصص القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪،‬‬
‫‪.2011/2010‬‬
‫‪ .12‬خميدة طبلش‪ ،‬إصبلح النظاـ القانكني لمصفقات العمكمية في الجزائر‪ :‬نظاـ الرقابة‪ ،‬مذكرة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير‪ ،‬فرع الدكلة كالمؤسسات العمكمية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪،)01‬‬
‫‪.2013/2012‬‬
‫‪ .13‬دالؿ عياد‪ ،‬المؤسسة الصغيرة الخاصة في قانكف الصفقات العمكمية الجديد‪ ،‬مذكرة مف أجؿ‬
‫الحصكؿ عمى شيادة الماجستير في الحقكؽ‪ ،‬فرع قانكف األعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر‬
‫(‪ ،)01‬يف عكنكف‪.2013/2012 ،‬‬
‫‪ .14‬ربيحة سبكي‪ ،‬سمطات المصمحة المتعاقدة تجاه المتعامؿ المتعاقد معيا في مجاؿ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف‪ ،‬فرع قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬جامعة مكلكد‬
‫معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪.2013 ،‬‬
‫‪ .15‬رياض لكز‪ ،‬دراسة التعديبلت المتعمقة بالصفقات العمكمية (المرسكـ الرئاسي رقـ ‪250/02‬‬
‫المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية)‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف‪ ،‬فرع الدكلة كالمؤسسات‬
‫العمكمية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر يكسؼ بف خدة‪.2007/2003 ،‬‬
‫‪ .16‬زكليخة زكزك‪ ،‬جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد‪ ،‬مذكر‬
‫مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقكؽ‪ ،‬تخصص قانكف جنائي‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪،‬‬
‫جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪.2012/2011 ،‬‬
‫‪ .17‬زيف العابديف بمماحي‪ ،‬الكسائؿ القانكنية لضماف تنفيذ الق اررات القضائية اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪.2008/2007 ،‬‬
‫‪ .18‬سعد صميمع‪ ،‬االنحراؼ بالسمطة ككجو إللغاء القرار اإلدارم في النشاط اإلدارم الجزائرم‪ ،‬مذكرة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير فرع قانكف عاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫‪.2005/2004‬‬
‫‪ .19‬سمية شريؼ‪ ،‬رقابة القاضي اإلدارم عمى منازعات الصفقات العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‬
‫في القانكف ‪ ،‬فرع قانكف المنازعات اإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪،‬‬
‫تيزم كزك‪.2016 ،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .20‬سياـ شقطمي‪ ،‬النظاـ القانكني لمممحؽ في الصفقة العمكمية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في القانكف‪ ،‬جامعة برج باجي مختار‪ ،‬عنابة‪.2011/2010 ،‬‬
‫‪ .21‬سييمة مزياني‪ ،‬الغرامة التيديدية في المادة اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في العمكـ القانكنية‪،‬‬
‫تخصص قانكف إدارم كادارة عامة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪،‬‬
‫‪.2012/2011‬‬
‫‪ .22‬صالح زماؿ‪ ،‬المؤسسات األجنبية كتنظيـ الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير في الحقكؽ‪ ،‬فرع ‪ :‬قانكف األعماؿ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪،)01‬‬
‫‪.2012/2011‬‬
‫‪ .23‬صفاء بف عاشكر‪ ،‬تدخؿ القاضي اإلدارم في تنفيذ ق ارراتو ضد الشخص المعنكم العاـ‪ ،‬مذكرة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير‪ ،‬فرع تنفيذ األحكاـ القضائية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪.2014/2013 ،)1‬‬
‫‪ .24‬صكفية عباد‪ ،‬المركز القانكني لممتعامؿ المتعاقد في تنظيـ الصفقات العمكمية الجزائرم‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬قسـ القانكف العاـ‪ ،‬جامعة برج باجي مختار‪ ،‬عنابة‪.2011 ،‬‬
‫‪ .25‬طالب بف دياب إكراـ‪ ،‬الق اررات اإلدارية المنفصمة كتطبيقاتيا عمى الصفقات العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير في القانكف العاـ المعمؽ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقايد‪،‬‬
‫تممساف‪.2017/2016 ،‬‬
‫‪ .26‬عائشة بعيط‪ ،‬ضمانات مبدأ المنافسة في الصفقات العمكمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في إطار‬
‫مدرسة الدكتكراه دكلة كمؤسسات‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪ ،)1‬بف عكنكف‪.2014/2013 ،‬‬
‫‪ .27‬عباس صادقي‪ ،‬الرقابة القبمية عمى صفقات الجماعات المحمية‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير‪،‬‬
‫تخصص القانكف اإلدارم المعمؽ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبكبكر بمقايد‪ ،‬تممساف‪،‬‬
‫‪.2017/2016‬‬
‫‪ .28‬عبد الحفيظ مانع‪ ،‬طرؽ إبراـ الصفقات العمكمية ككيفية الرقابة عمييا في ظؿ القانكف الجزائرم‪،‬‬
‫مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪ ،‬تمسماف‪،‬‬
‫‪.2008/2007‬‬
‫‪ .29‬غزيز محمد الطاىر‪ ،‬آليات تفعيؿ دكر البمدية في إدارة التنمية المحمية بالجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪.2010/2009 ،‬‬
‫‪ .30‬فتحي عككش‪ ،‬قكاعد منازعات العقكد اإلدارية في القضاء اإلدارم الجزائرم‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬فرع الدكلة كالمؤسسات العمكمية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الجزائر (‪.2015/2014 ،)01‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .31‬فتيحة حابي‪ ،‬النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية ( في ظؿ المرسكـ الرئاسي رقـ‬
‫‪ 236/10‬المعدؿ كالمتمـ )‪ ،‬مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬فرع قانكف اإلجراءات‬
‫اإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪.2013 ،‬‬
‫‪ .32‬كريمة خمؼ اهلل‪ ،‬منازعات الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬فرع التنظيـ االقتصادم‪ ،‬جامعة قسنطينة (‪،)1‬‬
‫‪.2013/2012‬‬
‫‪ .33‬كماؿ محمكد العساؼ‪ ،‬اإلطار القانكني لحماية المبمغيف كالشيكد كالمخبريف كالخبراء في قضايا‬
‫الفساد‪ ،‬رسالة مقدمة الستكماؿ متطمبات الحصكؿ عمى درجة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ‪ ،‬قسـ القانكف العاـ‪ ،‬جامعة الشرؽ األكسط‪ ،‬األردف‪.2015 ،‬‬
‫‪ .34‬محفكظ عبد القادر‪ ،‬سمطة اإلدارة في التعديؿ اإلنفرادم لمعقد اإلدارم (دراسة مقارنة)‪ ،‬مذكرة تخرج‬
‫لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بمقايد‪،‬‬
‫تممساف‪.2014/2013 ،‬‬
‫‪ .35‬نذيرة ديب‪ ،‬استقبللية سمطات الضبط المستقمة في القانكف الجزائرم‪ ،‬مذكرة لنيؿ درجة الماجستير في‬
‫القانكف‪ ،‬فرع القانكف العاـ‪ ،‬تخصص تحكالت الدكلة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد‬
‫معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪ ،‬الجزائر‪.2012/2011 ،‬‬
‫‪ .36‬نكار أمجكج‪ ،‬مجمس المحاسبة‪ :‬نظامو كدكره في الرقابة عمى المؤسسات اإلدارية‪ ،‬بحث مقدـ لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬فرع المؤسسات السياسية كاإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة منتكرم‪،‬‬
‫قسنطينة‪.2007/2006 ،‬‬
‫‪ .37‬نكاؼ طبلؿ فييد العازمي‪ ،‬ركف االختصاص في القرار اإلدارم كآثاره القانكنية عمى العمؿ اإلدارم‬
‫(دراسة مقارنة ما بيف القانكنيف اإلدارييف األردني كالككيتي‪ ،‬رسالة مقدمة لنيؿ درجة الماجستير في‬
‫القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة الشرؽ األكسط‪ ،‬األردف‪.2012 ،‬‬
‫‪ .38‬كسيمة بف بشير‪ ،‬ظاىرة الفساد اإلدارم كالمالي في مجاؿ الصفقات العمكمية في القانكف الجزائرم‪،‬‬
‫مذكرة لنيؿ درجة الماجستير في القانكف العاـ‪ ،‬فرع قانكف اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة مكلكد معمرم‪ ،‬تيزم كزك‪.2013 ،‬‬
‫‪ .39‬كفاء بكالشعكر‪ ،‬سمطات القاضي اإلدارم في دعكل اإللغاء في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة‬
‫الماجستير‪ ،‬شعبة القانكف اإلدارم‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة برج باجي مختار‪ ،‬عنابة‪.2011/2010 ،‬‬
‫‪ .40‬كىيبة بكغازم‪ ،‬تطكر الطعف باإللغاء في العقكد اإلدارية‪ ،‬بحث مقدـ لنيؿ شيادة الماجستير‪ ،‬فرع‬
‫القانكف العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ اإلدارية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيؼ‪.2010/2009 ،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫رابعا‪ :‬المقاالت‪.‬‬

‫‪ .1‬أحمد سكيقات‪ ،‬مجمس المحاسبة كآلية أساسية دستكرية لمرقابة المالية في الجزائر‪ ،‬مجمة العمكـ‬
‫القانكنية السياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة حمو لخضر‪ ،‬الكادم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الرابع‬
‫عشر‪ ،‬أكتكبر ‪.2016‬‬
‫‪ .2‬أمينة ركاب‪ ،‬رقابة المراقب المالي عمى تنفيذ النفقات العمكمية‪ ،‬مجمة جيؿ األبحاث القانكنية المعمقة‪،‬‬
‫تصدر عف مركز جيؿ البحث العممي‪ ,/http://jilrc-magazines.com ،‬العدد األكؿ‪.2016 ،‬‬
‫‪ .3‬أمينة معزيز‪ ،‬التسرب في قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مجمة القانكف كالمجتمع‪ ،‬تصدر عف مخبر القانكف‬
‫كالمجتمع‪ ،‬جامعة أحمد د اررية‪ ،‬أدرار‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جكاف ‪.2015‬‬
‫‪ .4‬إيماف تكابتي‪ ،‬ريمة سركر‪ ،‬الضكابط القانكنية لمرىف الحيازم لمصفقة العمكمية بيف عمكمية النص‬
‫كاشكاالت التمكيؿ المصرفي في الجزائر‪ ،‬مجمة الحقكؽ كالعمكـ اإلنسانية‪ ،‬جامعة زياف عاشكر‪،‬‬
‫الجمفة‪ ،‬المجمد العاشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬ج‪ ،1‬ديسمبر ‪.2017‬‬
‫‪ .5‬بساـ محمد أبك أرميمة‪ ،‬الدكر اإليجابي لئلدارة في تنفيذ حكـ اإللغاء‪ ،‬مجمة دراسات عمكـ الشريعة‬
‫كالقانكف‪ ،‬تصدر عف عمادة البحث العممي كضماف الجكدة‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجمد (‪ ،)42‬العدد‬
‫الثالث‪.2015 ،‬‬
‫‪ .6‬بف عبد المالؾ بكفمجة‪ ،‬النظاـ القانكني لمتعكيض في العقكد اإلدارية (قراءة في تنظيـ الصفقات‬
‫العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ رقـ ‪ ،)247/15‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد السابع عشر‪ ،‬جكاف ‪.2017‬‬
‫‪ .7‬جميمة محمؽ‪ ،‬اعتراض المراسبلت‪ ،‬تسجيؿ األصكات كالتقاط الصكر في قانكف اإلجراءات الجزائية‬
‫الجزائرم‪ ،‬مجمة التكاصؿ في االقتصاد كاإلدارة كالقانكف‪ ،‬تصدر عف جامعة برج باجي مختار‪،‬‬
‫عنابة‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جكاف ‪.2015‬‬
‫‪ .8‬جيبللي ماينك‪ ،‬الحماية القانكنية ألمف الشيكد في التشريعات المغاربية (دراسة في التشريع الجزائرم‬
‫كالمغربي كالتكنسي)‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد الرابع عشر‪،‬‬
‫جانفي ‪.2016‬‬
‫‪ .9‬حساف عبد السميح ىاشـ أبك العبل‪ ،‬الظركؼ الطارئة كأثرىا عمى العقد اإلدارم في المممكة العربية‬
‫السعكدية (دراسة مقارنة)‪ ،‬مجمة البحكث القانكنية كاالقتصادية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة المنصكرة‪،‬‬
‫مصر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .10‬حسيف فريجة‪ ،‬تنفيذ ق اررات القضاء اإلدارم بيف الكاقع ك القانكف‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الثاني‪.2007 ،‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .11‬حسينة شركف‪ ،‬الحصانة البرلمانية‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬مارس ‪.2010‬‬
‫‪ .12‬حميمة بركؾ‪ ،‬دكر الطعف االستعجالي السابؽ لمتعاقد في مكافحة الفساد في العقكد كالصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الحادم‬
‫عشر‪ ،‬سبتمبر ‪.2014‬‬
‫‪ .13‬حمزة خضرم‪ ،‬اإلجراءات السابقة عمى التعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة االجتياد‬
‫لمدراسات القانكنية كالقتصادية‪ ،‬المركز الجامعي‪ ،‬تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ .14‬حمزة خضرم‪ ،‬الرقابة القضائية عمى الصفقات العمكمية في الجزائر‪ ،‬مجمة المفكر‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الثالث عشر‪ ،‬فيفرم ‪.2016‬‬
‫‪ .15‬حمزة خضرم‪ ،‬الكقاية مف الفساد كمكافحتو في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة‬
‫كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬جكاف ‪.2012‬‬
‫‪ .16‬حميد زقاكم‪ ،‬الركف المفترض في جرائـ الفساد‪ ،‬المجمة الجزائرية لمحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬مجمة‬
‫سداسية دكلية تصدر عف معيد العمكـ القانكنية كاإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي أحمد بف يحي‬
‫الكنشريسي‪ ،‬تسمسيمت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جكاف ‪.2017‬‬
‫‪ .17‬حناف براىيمي‪ ،‬قراءة في أحكاـ المادة ‪ 25‬مف القانكف ‪ 01/06‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد‬
‫كمكافحتو‪ ،‬مجمة االجتياد القضائي‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫العدد الخامس‪ ،‬سبتمبر ‪.2009‬‬
‫‪ .18‬حناف عطكم‪ ،‬حؽ الغير في حماية عممية إبراـ الصفقة العامة في التشريع الجزائرم‪ ،‬مجمة‬
‫االجتياد لمدراسات القانكنية كاالقتصادية‪ ،‬معيد الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬المركز الجامعي‬
‫لتامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،‬جكاف ‪.2017‬‬
‫‪ .19‬حكرية جاكم‪ ،‬حماية البيئة في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة البحكث العممية في التشريعات‬
‫البيئية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة ابف خمدكف‪ ،‬تيارت‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جكاف ‪.2015‬‬
‫‪ .20‬دغبار نكرة بف بكزيد‪ ،‬التنظيـ القانكني لمكفالة كتطبيقاتو في قانكف الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة‬
‫البحكث كالدراسات القانكنية كالسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة لكنيسي عمي‪ ،‬البميدة‬
‫‪ ،2‬العدد الثامف‪ ،‬جكيمية ‪.2016‬‬
‫‪ .21‬دغبار نكرة بف بكزيد‪ ،‬منازعات الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد الخامس عشر‪ ،‬جكاف ‪.2016‬‬
‫‪ .22‬زكليخة زكزك‪ ،‬مشركعية أساليب التحرم الحديثة‪ ،‬مجمة الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة عباس لغركر‪ ،‬خنشمة‪ ،‬العدد الثامف‪ ،‬ج‪ ،2‬جكاف ‪.2017‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .23‬سامية بكالفة‪ ،‬األساليب المستحدثة في التحريات الجزائية‪ ،‬مجمة الباحث لمدراسات األكاديمية‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة باتنة (‪ ،)1‬العدد التاسع‪ ،‬جكاف ‪.2016‬‬
‫‪ .24‬سحر جابر يعقكب‪ ،‬فسخ العقد اإلدارم الستحالة التنفيذ بسبب الظركؼ الطارئة‪ ،‬مجمة الككفة‬
‫لمعمكـ القانكنية كالسياسية‪ ،‬كمية القانكف‪ ،‬جامعة الككفة‪ ،‬العراؽ‪ ،‬العدد السابع‪.2008 ،‬‬
‫‪ .25‬سحر جابر يعقكب‪ ،‬القرار اإلدارم المنفصؿ كأثره عمى الغير‪ ،‬مجمة الغرم لمعمكـ االقتصادية‬
‫كاإلدارية‪ ،‬كمية اإلدارة كاالقتصاد‪ ،‬جامعة الككفة‪ ،‬العراؽ‪ ،‬العدد الثاني عشر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .26‬سعاد ميمكنة‪ ،‬مدل إلتزاـ اإلدارة بتنفيذ الق اررات القضائية اإلدارية الصادرة ضدىا‪ ،‬مجمة الفقو‬
‫كالقانكف الدكلية‪ ،‬مجمة تصدر إلكتركنيا (‪ ،)www.majalah.new.ma‬العدد الخامس كالعشركف‪،‬‬
‫نكفمبر ‪.2014‬‬
‫‪ .27‬سعدم حيدرة‪ ،‬كيؼ عالج المشرع الجزائرم جريمة الرشكة في القانكف رقـ ‪ 01/06‬المؤرخ في‬
‫‪ ،2006/02/20‬المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬المجمة األكاديمية لمبحث القانكني‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬العدد األكؿ‪.2010 ،‬‬
‫‪ .28‬سمية سبلمي‪ ،‬اإلجراءات السابقة لمتعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ ،247/15‬مجمة الحقكؽ كالعمكـ اإلنسانية‪ ،‬جامعة زياف عاشكر‪ ،‬الجمفة‪ ،‬المجمد العاشر‪ ،‬العدد‬
‫الرابع‪ ،‬ديسمبر ‪.2017‬‬
‫‪ .29‬سياـ براىيمي‪ ،‬فائزة براىيمي‪ ،‬االعتراؼ القانكني لمقاضي اإلدارم بمكاجية اإلدارة في تنفيذ األحكاـ‬
‫القضائية‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪،‬‬
‫كرقمة‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬جانفي ‪.2014‬‬
‫‪ .30‬سياـ بف دعاس‪ ،‬نظاـ التسكية الكدية لمنازعات الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة الدراسات القانكنية‪،‬‬
‫تصدر عف جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جكاف ‪.2017‬‬
‫‪ .31‬شكقي يعيش تماـ‪ ،‬سمطات القاضي اإلدارم في مجاؿ الرقابة عمى إبراـ كتنفيذ الصفقة العمكمية‬
‫في النظ اـ القانكني الجزائرم‪ ،‬مجمة الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬مجمة دكلية دكرية تصدر عف جامعة‬
‫عباس لغركر‪ ،‬خنشمة‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬جانفي ‪.2018‬‬
‫‪ .32‬طاىير العيد‪ ،‬المحاباة عف طريؽ المجكء إلى صفقات التسكية‪ ،‬مجمة البحكث القانكنية كالسياسية‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة د‪.‬الطاىر مكالم‪ ،‬سعيدة‪ ،‬العدد الرابع‪.2015 ،‬‬
‫‪ .33‬عادؿ مستارم‪ ،‬مكسى قركؼ‪ ،‬جريمة الرشكة السمبية (المكظؼ العاـ) في ظؿ قانكف ‪01/06‬‬
‫المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو‪ ،‬مجمة االجتياد القضائي‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪،‬‬
‫جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سبتمبر ‪.2009‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .34‬عايدة مصطفاكم‪ ،‬الضماف العشرم كالضمانات الخاصة لمشيدم البناء في التشريع الجزائرم‬
‫كالتشريع المقارف‪ ،‬مجمة دفاتر السياسة كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم‬
‫مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد السادس‪.2012 ،‬‬
‫‪ .35‬عائشة غنادرة‪ ،‬التكجيات الحديثة لسمطات القاضي اإلدارم في مجاؿ تنفيذ األحكاـ الصادرة ضد‬
‫اإلدارة‪ ،‬مجمة العمكـ القانكنية كالسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة حمة لخضر‪ ،‬الكادم‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،‬جانفي ‪.2016‬‬
‫‪ .36‬عبد الحميـ بكقريف‪ ،‬عمي غريبي‪ ،‬الرقابة البعدية عمى األمكاؿ العمكمية‪ ،‬مجمة الدراسات القانكنية‬
‫كالسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة عمار ثميجي‪ ،‬األغكاط‪ ،‬العدد األكؿ‪،‬‬
‫جانفي‪.2015‬‬
‫‪ .37‬عبد الرحمف عزاكم‪ ،‬النظاـ القانكني لدفع المقابؿ المالي في العقد اإلدارم طبقا لقانكف الصفقات‬
‫العمكمية الحزائرم لسنة ‪ 1991‬المعدؿ‪ ،‬مجمة الشريعة كالقانكف‪ ،‬كمية الشريعة كالقانكف‪ ،‬جامعة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬العدد الثالث عشر‪.2000 ،‬‬
‫‪ .38‬عبد الرشيد معمرم‪ ،‬ضكابط مشركعية أساليب التحرم الخاصة‪ ،‬المجمة األكاديمية لمبحث القانكني‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬العدد األكؿ‪.2015 ،‬‬
‫‪ .39‬عبد العزيز شرابي‪ ،‬فريد خبلطك‪ ،‬الكقاية مف الفساد في الصفقات العمكمية مساىمة مف أجؿ تجاكز‬
‫بعض العقبات العالقة‪ ،‬مجمة العمكـ اإلنسانية‪ ،‬مجمة دكرية تصدر عف جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫العدد الرابع كالثبلثكف‪ ،‬مارس ‪.2014‬‬
‫‪ .40‬عبد الغني بكلككر‪ ،‬سناء منيغر‪ ،‬ضبط كتحديد الحاجات بمناسبة إبراـ الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة‬
‫أبحاث قانكنية كسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد الصديؽ بف يحي‪ ،‬جيجؿ‪،‬‬
‫العدد الثالث‪ ،‬جكاف ‪.2017‬‬
‫‪ .41‬عبد الغني بكلككر‪ ،‬عف أكلكية المنتج ذك المنشأ الكطني كالمؤسسات الكطنية في مجاؿ الصفقات‬
‫العمكمية‪ ،‬مجمة أبحاث قانكنية كسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد الصديؽ بف‬
‫يحي‪ ،‬جيجؿ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬ديسمبر ‪.2017‬‬
‫‪ .42‬عبد القادر ركيس‪ ،‬أساليب البحث كالتحرم الخاصة كحجيتيا في اإلثبات الجنائي‪ ،‬المجمة الجزائرية‬
‫لمحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬معيد العمكـ القانكنية كاإلدارية‪ ،‬المركز الجامعي أحمد بف يحي‬
‫الكنشريسي‪ ،‬تيسمسيمت‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬جكاف‪.2017‬‬
‫‪ .43‬عبد اهلل كنتاكم‪ ،‬أطراؼ دعكل االستعجاؿ قبؿ التعاقد في مادة العقكد كالصفقات العمكمية (دراسة‬
‫مقارنة)‪ ،‬مجمة العمكـ القانكنية كالسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة حمة لخضر‪،‬‬
‫الكادم‪ ،‬العدد السابع عشر‪ ،‬جانفي ‪.2018‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .44‬عبد الكىاب كساؿ‪ ،‬اإلطار القانكني لؤلكامر المكجية مف القاضي اإلدارم ضذ اإلدارة في ظؿ‬
‫قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (‪ ،)09/08‬المجمة األكاديمية لمبحث القانكني‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬المجمد (‪ ،)7‬العدد األكؿ‪.2013 ،‬‬
‫‪ .45‬عز الديف كداعي‪ ،‬التسرب كأسمكب مف أساليب البحث كالتحرم الخاصة عمى ضكء قانكف‬
‫اإلجراءات الجزائية الجزائرم كالمقارف‪ ،‬المجمة األكاديمية لمبحث القانكني‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحماف ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬العدد الثاني‪.2017 ،‬‬
‫‪ .46‬عمار بكضياؼ‪ ،‬معايير تحديد الصفقة العمكمية في التشريع الجزائرم كمكقؼ القضاء اإلدارم‬
‫منيا‪ ،‬مجمة الفقو كالقانكف الدكلية‪ ،‬مجمة تصدر إلكتركنيا (‪ ،)www.majalah.new.ma‬العدد‬
‫الثاني كالعشركف‪ ،‬غشت ‪.2014‬‬
‫‪ .47‬غنام رمضاف‪ ،‬عف مكقؼ مجمس الدكلة مف الغرامة التيديدية‪ ،‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الرابع‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ .48‬فايزة ميمكني‪ ،‬مكراد خميفة‪ ،‬السياسة الجنائية لممشرع الجزائرم في مكاجية ظاىرة الفساد‪ ،‬مجمة‬
‫االجتياد القضائي‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪،‬‬
‫سبتمبر‪.2009‬‬
‫‪ .49‬فتيحة حابي‪ ،‬فسخ صفقات انجاز األشغاؿ العمكمية‪ ،‬مجمة االجتياد لمدراسات القانكنية‬
‫كاالقتصادية‪ ،‬معيد الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬المركز الجامعي‪ ،‬تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع‪،‬‬
‫سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ .50‬فضيمة عاقمي‪ ،‬النظاـ القانكني لمصفقات العمكمية كدكره في تسيير الماؿ العاـ‪ ،‬مجمة االجتياد‬
‫لمدراسات القانكنية كاالقتصادية‪ ،‬المركز الجامعي‪ ،‬تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ .51‬فكزم عمارة‪ ،‬اعتراض المراسبلت كتسجيؿ األصكات كالتقاط الصكر كالتسرب كإجراءات تحقيؽ‬
‫قضائي في المكاد الجزائية‪ ،‬مجمة العمكـ اإلنسانية‪ ،‬تصدر عف جامعة منثكرم‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬العدد‬
‫الثالث كالثبلثكف‪ ،‬جكاف ‪.2010‬‬
‫‪ .52‬فكزية ىاشمي‪ ،‬الطبيعة القانكنية لمسعر في إطار الصفقات العمكمية‪ ،‬مجمة البحكث القانكنية‬
‫كالسياسية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة د‪.‬الطاىر مكالم‪ ،‬سعيدة‪ ،‬العدد الثالث‪.2014 ،‬‬
‫‪ .53‬فكزية ىبيكب‪ ،‬رقابة القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم عمى منازعات الصفقات العمكمية في‬
‫التشريع الجزائرم‪ ،‬مجمة األبحاث القانكنية‪ ،‬مجمة عممية دكلية محكمة تصدر عف مركز جيؿ البحث‬
‫العممي ‪ ،http://jilrc-magazines.com‬العدد الرابع‪ ،‬جكاف ‪.2016‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .54‬فيصؿ الشنطاكم‪ ،‬األحكاـ القضائية اإلدارية الصادرة ضد اإلدارة كاشكاليات التنفيذ‪ ،‬مجمة دراسات‬
‫عمكـ الشريعة كالقانكف‪ ،‬تصدر عف عمادة البحث العممي كضماف الجكدة‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجمد‬
‫(‪ ،)43‬الممحؽ األكؿ‪ ،‬العدد األكؿ‪.2016 ،‬‬
‫‪ .55‬فيصؿ نسيغة‪ ،‬النظاـ القانكني لمصفقات العمكمية كآليات حمايتيا‪ ،‬مجمة االجتياد القضائي‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬سبتمبر ‪.2009‬‬
‫‪ .56‬ككثر بف ممككة‪ ،‬النظاـ القانكني لمممحؽ في الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة بيف المرسكـ‬
‫الرئاسي ‪ 247/15‬كالمرسكـ الرئاسي ‪( 236/10‬الممغى)‪ ،‬مجمة مجاميع المعرفة‪ ،‬معيد العمكـ‬
‫االقتصادية‪ ،‬التجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬المركز الجامعي‪ ،‬تندكؼ‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬أكتكبر ‪.2017‬‬
‫‪ .57‬محمد ميدم لعبلـ‪ ،‬الدعكل اإلستعجالية السابقة لمتعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المجمة‬
‫المتكسطية لمقانكف كاالقتصاد‪ ،‬مجمة سداسية أكاديمية محكمة‪ ،‬تصدر عف المخبر المتكسطي‬
‫لمدراسات القانكنية‪ ،‬جامعة أبك بكر بمقاد‪ ،‬تممساف‪ ،‬العدد الثاني‪.2016 ،‬‬
‫‪ .58‬محمد ميدم لعبلـ‪ ،‬القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬المجمة‬
‫المصرية لمدراسات القانكنية كاالقتصادية‪ ،‬مجمة عممية إلكتركنية محكمة ‪,http://www.ejles.com‬‬
‫العدد الخامس‪ ،‬جكاف ‪.2015‬‬
‫‪ .59‬مريـ لككاؿ‪ ،‬اآلليات القانكنية المستحدثة لحماية الشيكد كالخبراء كالضحايا بمكجب األمر ‪02/15‬‬
‫المعدؿ لقانكف اإلجراءات الجزائية (دراسة مقارنة)‪ ،‬حكليات جامعة الجزائر‪،‬العدد الكاحد كالثبلثكف‪،‬‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ .60‬مناؿ حميمي‪ ،‬صفقات التراضي في الجزائر‪ :‬أسمكب إبراـ خاص بضكابط قانكنية غامضة‪ ،‬مجمة‬
‫دفاتر السياسة كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد الثالث‬
‫عشر‪ ،‬جكاف‪.2015‬‬
‫‪ .61‬منير أقضاض‪ ،‬مآؿ رىف الصفقة العمكمية في مرحمة الكقاية الخارجية مف مساطر صعكبات‬
‫المقاكلة‪ ،‬مجمة األبحاث في االقتصادية كالتسيير‪ ،‬كمية العمكـ القانكنية كاالقتصادية كاالجتماعية‪،‬‬
‫جامعة محمد األكؿ‪ ،‬كجدة‪ ،‬المغرب‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬ج‪ ،2‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫‪ .62‬ميند مختار نكح‪ ،‬القاضي اإلدارم كاألمر القضائي‪ ،‬مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ االقتصادية‬
‫كالقانكنية‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة دمشؽ‪ ،‬العدد الثاني‪.2004 ،‬‬
‫‪ .63‬ىدل زكزك‪ ،‬التسرب كأسمكب مف أساليب التحرم في قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مجمة دفاتر‬
‫السياسة كالقانكف‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة قاصدم مرياح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬العدد الحادم عشر‪،‬‬
‫جكاف ‪.2014‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫خامسا‪ :‬الممتقيات واألياـ الدراسية‪.‬‬

‫‪ .1‬أحمد دغيش‪ ،‬الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية في إطار قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو‪،‬‬
‫الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪،‬‬
‫جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪.2013/05/20‬‬
‫‪ .2‬أكركـ ميرياـ‪ ،‬المفيكـ الجديد لمصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬المؤرخ في ‪16‬‬
‫سبتمبر ‪ 2015‬المتضمف قانكف الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ‬
‫الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19-18‬أكتكبر ‪.2016‬‬
‫‪ .3‬إلياـ فاضؿ‪ ،‬سمطات قاضي اإللغاء لضماف تنفيذ أحكامو (في التشريعيف الفرنسي كالجزائرم)‪ ،‬الممتقى‬
‫الكطني حكؿ سمطات القاضي اإلدارم في المنازعات اإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫‪ 08‬مام ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬يكمي ‪.2011/04/27-26‬‬
‫‪ .4‬بدرة لعكر‪ ،‬اإلطار المفاىيمي لمصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم‪ ،‬يكـ دراسي حكؿ التنظيـ‬
‫الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2015 ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ .5‬بكبشير محند أمقراف‪ ،‬حدكد الصبلحيات المستحدثة لمقضاء اإلدارم في قانكف اإلجراءات المدنية‬
‫كاإلدارية‪ ،‬الممتقى الكطني حكؿ سمطات القاضي اإلدارم في المنازعات اإلدارية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬مام ‪ ،1945‬قالمة‪ ،‬يكمي ‪.2011/04/27-26‬‬
‫‪ .6‬جميمة حميدة‪ ،‬مفيكـ الصفقات العمكمية بيف الطبيعة التعاقدية كالقيكد التشريعية‪ ،‬الممتقى الكطني حكؿ‬
‫دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ‬
‫‪.2013/05/20‬‬
‫‪ .7‬حمزة خضرم‪ ،‬الرقابة عمى الصفقات العمكمية عمى ضكء القانكف الجديد‪ ،‬يكـ دراسي حكؿ التنظيـ‬
‫الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2015 ،‬‬
‫‪ .8‬رقية جبار‪ ،‬الكفالة البنكية كضماف في الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف‬
‫الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ‬
‫‪.2013/05/20‬‬
‫‪ .9‬سمكل بكمقكرة‪ ،‬رقابة القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية في التشريع‬
‫الجزائرم‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪.2013/05/20‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫سياـ بف دعاس‪ ،‬مدل فعالية قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬الممتقى الكطني‬ ‫‪.10‬‬
‫السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪،‬‬
‫المدية‪ ،‬يكـ ‪.2013/05/20‬‬
‫شريفي الشريؼ‪ ،‬الصفقة العمكمية بناء عمى إجراء التراضي (ق ارءة في تقنيف الصفقات العمكمية)‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪247/15‬‬
‫كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪19 -18‬‬
‫أكتكبر ‪.2016‬‬
‫صالح زماؿ‪ ،‬امتداد قانكف المنافسة إلى الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر‬ ‫‪.12‬‬
‫قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ‬
‫‪.2013/05/20‬‬
‫عادؿ إنزارف‪ ،‬الفساد في الصفقات العمكمية كتأثيره عمى حماية الماؿ العاـ في الجزائر‪ ،‬الممتقى‬ ‫‪.13‬‬
‫الكطني حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪،‬‬
‫المدية‪ ،‬يكـ ‪.2013/05/20‬‬
‫عادؿ زياد‪ ،‬فعالية اآلليات القضائية لمكافحة الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى الدكلي‬ ‫‪.14‬‬
‫حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات‬
‫المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19 -18‬أكتكبر‬
‫‪.2016‬‬
‫عبد الحكيـ حطاطاش‪ ،‬ىند زيتكني‪ ،‬مدل مبلئمة نظاـ الصفقات العمكمية في الجزائر لتجسيد‬ ‫‪.15‬‬
‫برامج االستثمارات العامة لمفترة ‪ ،2014 -2001‬أبحاث المؤتمر الدكلي حكؿ تقييـ آثار برامج‬
‫االستثمارات العامة كانعكاساتيا عمى التشغيؿ كاالستثمار كالنمك االقتصادم خبلؿ الفترة ‪– 2001‬‬
‫‪ ،2014‬كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيؼ‪.2013 ،‬‬
‫عبد العالي حاحا‪ ،‬الصفقات العمكمية كالجرائـ المتعمقة بيا‪ ،‬يكـ د ارسي حكؿ التنظيـ الجديد‬ ‫‪.16‬‬
‫لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪ ،‬في ‪.2015/12/17‬‬
‫عبد القادر غيتاكم‪ ،‬دكر قانكف الصفقات العمكمية في ترشيد اإلنفاؽ العاـ‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ‬ ‫‪.17‬‬
‫الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19 -18‬أكتكبر ‪.2016‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫عبد المجيد لخذارم‪ ،‬حماية الشيكد في ظؿ االتفاقية العربية لمكافحة الفساد‪ ،‬الممتقى الدكلي‬ ‫‪.18‬‬
‫الخامس عشر حكؿ "الفساد كآليات مكافحتو في الدكؿ المغاربية‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪،‬‬
‫جامعة محمد حيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يكمي ‪.2015/04/14-13‬‬
‫العياشي عجبلف‪ ،‬النكارم حمريط‪ ،‬مقاربات الترشيد كالحككمة إلنفاؽ الماؿ العاـ كالمحافظة عميو‬ ‫‪.19‬‬
‫مف مدخؿ قانكف الصفقات العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة (دراسة تحميمية)‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ‬
‫الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19-18‬أكتكبر ‪.2016‬‬
‫العياشي لكنيسي‪ ،‬الفركقات الجكىرية الكاردة بيف القانكف السابؽ كالقانكف الجديد لمصفقات‬ ‫‪.20‬‬
‫العمكمية‪ ،‬يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬في ‪.2015/12/17‬‬
‫كتكش عاشكر‪ ،‬قكريف حاج قكيدر‪ ،‬الفساد المالي كاإلدارم في القطاع المالي المصرفي كأساليب‬ ‫‪.21‬‬
‫مكافحتو‪ ،‬بحث مقدـ لممؤتمر العممي الدكلي الثاني حكؿ إصبلح النظاـ المصرفي الجزائرم‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدم مرباح‪ ،‬كرقمة‪ ،‬يكمي ‪.2008/03/12-11‬‬
‫لخضر رابحي‪ ،‬فتحي عككش‪ ،‬السمطة التقديرية لممصمحة المتعاقدة في المجكء إلى اإلجراءات‬ ‫‪.22‬‬
‫الخاصة في الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ ،247/15‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات‬
‫العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية‬
‫الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19 -18‬أكتكبر ‪.2016‬‬
‫مبطكش الحاج‪ ،‬تنفيذ الصفقات كاجراءات التعديؿ كالرقابة عمييا في ظؿ المرسكـ الرئاسي‬ ‫‪.23‬‬
‫‪ ،247/15‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي‬
‫‪ 19-18‬أكتكبر ‪.2016‬‬
‫محمد أحميداتك‪ ،‬الضمانات البنكية المقدمة في الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات‬ ‫‪.24‬‬
‫العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪19/18‬أكتكبر ‪.2016‬‬
‫محمد بككماش‪ ،‬عبد الكريـ تافركنت‪ ،‬أسس نجاعة الصفقات العمكمية مف خبلؿ المرسكـ الرئاسي‬ ‫‪.25‬‬
‫‪ ،247/15‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة في ظؿ المرسكـ الرئاسي‬
‫‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي‬
‫‪ 19-18‬أكتكبر ‪.2016‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫محمد فقير‪ ،‬رقابة القضاء اإلدارم االستعجالي عمى الصفقات العمكمية قبؿ إبراميا في التشريع‬ ‫‪.26‬‬
‫الجزائرم كالتشريع المقارف (آلية كقائية لحماية الماؿ العاـ)‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف‬
‫الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ‬
‫‪.2013/05/20‬‬
‫محمد ىاممي‪ ،‬إبراـ الصفقات العمكمية عمى ضكء المرسكـ الرئاسي رقـ ‪( 247/15‬إضفاء‬ ‫‪.27‬‬
‫لممركنة أـ تعزيز لمرقابة)‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19 -18‬أكتكبر ‪.2016‬‬
‫مختار بف عابد‪ ،‬كريـ ساطكطاح‪ ،‬اإلجراءات المكيفة لتنفيذ الطمبات العمكمية‪ :‬مقاربة بيف‬ ‫‪.28‬‬
‫التكضيح مف طرؼ السمطات المختصة كالغمكض المتزايد أماـ أعكاف التنفيذ‪ ،‬الممتقى الدكلي حكؿ‬
‫الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات المقارنة‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19 -18‬أكتكبر ‪.2016‬‬
‫مكنية جميؿ‪ ،‬رىانات ترشيد النفقات كمكافحة الفساد مف خبلؿ تنظيـ الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى‬ ‫‪.29‬‬
‫الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي ‪ 247/15‬كالتشريعات‬
‫المقارنة‪ ،‬كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكمي ‪ 19 -18‬أكتكبر‬
‫‪.2016‬‬
‫نادية تياب‪ ،‬تكريس مبدأ حرية المنافسة في مجاؿ الصفقات العمكمية حماية لمماؿ العاـ‪ ،‬الممتقى‬ ‫‪.30‬‬
‫الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي‬
‫فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ ‪.2013/05/20‬‬
‫نادية ضريفي‪ ،‬تكسيع مجاؿ قانكف الصفقات العمكمية كاعادة ىيكمة كتنظيـ إجراءات إبراـ‬ ‫‪.31‬‬
‫الصفقات العمكمية‪ ،‬يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات العمكمية ك تفكيضات المرفؽ العاـ‪،‬‬
‫كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد بكضياؼ‪ ،‬المسيمة‪ ،‬يكـ ‪.2016/02/23‬‬
‫ىدل زكزك‪ ،‬زكليخة زكزك‪ ،‬الرقابة كآلية لمكقاية مف جرائـ الصفقات العمكمية في التشريع‬ ‫‪.32‬‬
‫الجزائرم‪ ،‬الممتقى الدكلي الخامس عشر حكؿ الفساد كآليات مكافحتو في الدكؿ المغاربية‪ ،‬كمية الحقكؽ‬
‫كالعمكـ السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يكمي ‪.2015/04/14-13‬‬
‫يكسؼ حكرم‪ ،‬سمطات اإلدارة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪ ،‬الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر‬ ‫‪.33‬‬
‫قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ‪ ،‬كمية الحقكؽ‪ ،‬جامعة يحي فارس‪ ،‬المدية‪ ،‬يكـ‬
‫‪.2013/05/20‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫سادسا‪ :‬المجالت واألحكاـ القضائية‪.‬‬

‫أ‪ -/‬مجمة مجمس الدولة‪:‬‬

‫‪ .1‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد السابع‪.2002 ،‬‬


‫‪ .2‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثالث‪.2003 ،‬‬
‫‪ .3‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الرابع‪.2003 ،‬‬
‫‪ .4‬مجمة مجمس الدكلة العدد الخامس‪.2004 ،‬‬
‫‪ .5‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد السابع‪.2005 ،‬‬
‫‪ .6‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الحادم عشر‪.2013 ،‬‬
‫‪ .7‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثاني عشر‪.2014 ،‬‬
‫‪ .8‬مجمة مجمس الدكلة‪ ،‬العدد الثالث عشر‪.2015 ،‬‬
‫ب‪ -/‬مجمة المحكمة العميا‬

‫‪ .1‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪.1977 ،‬‬


‫‪ .2‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪.1991 ،‬‬
‫‪ .3‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪.1993 ،‬‬
‫‪ .4‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد الثالث‪.1993 ،‬‬
‫‪ .5‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪.1994 ،‬‬
‫‪ .6‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد الثاني‪.1995 ،‬‬
‫‪ .7‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪.1996 ،‬‬
‫‪ .8‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ ‪.1998‬‬
‫‪ .9‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد الثاني ‪.2000‬‬
‫‪ .10‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪.2001 ،‬‬
‫‪ .11‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد الثاني ‪.2002‬‬
‫‪ .12‬المجمة القضائية‪ ،‬العدد األكؿ‪.2003 ،‬‬
‫‪ .13‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد الثاني‪.2004 ،‬‬
‫‪ .14‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد األكؿ‪.2006 ،‬‬
‫‪ .15‬نشرة القضاة‪ ،‬العدد السابع كالخمسكف‪.2006 ،‬‬
‫‪ .16‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد الثاني‪.2008 ،‬‬
‫‪ .17‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد األكؿ‪.2011 ،‬‬
‫‪ .18‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد الثاني‪.2013 ،‬‬
‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .19‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد األكؿ‪.2014 ،‬‬


‫‪ .20‬مجمة المحكمة العميا‪ ،‬العدد الثاني‪.2014 ،‬‬
‫ج‪ -/‬الق اررات واألحكاـ القضائية غير المنشورة‪:‬‬

‫‪ .1‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬رقـ ‪ ،332‬المؤرخ في ‪( ،2001/05/14‬غير منشكر)‪.‬‬


‫‪ .2‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬رقـ ‪ ،38061‬المؤرخ في ‪( ،2007/11/14‬غير منشكر)‪.‬‬
‫‪ .3‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬رقـ ‪ ،45161‬المؤرخ في ‪( ،2009/02/11‬غير منشكر)‪.‬‬
‫‪ .4‬قرار مجمس الدكلة‪ ،‬رقـ ‪ ،045359‬المؤرخ في ‪( ،2009/02/11‬غير منشكر)‪.‬‬
‫‪ .5‬قرار مجمس قضاء تممساف‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قضية رقـ ‪ ،07/00767‬الفيرس رقـ ‪،07/00574‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪.2007/10/20‬‬
‫‪ .6‬قرار مجمس قضاء تممساف‪ ،‬الغرفة اإلدارية‪ ،‬قضية رقـ ‪ ،07/00687‬الفيرس رقـ ‪،07/00670‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪.2007/11/10‬‬
‫‪ .7‬حكـ محكمة تممساف‪( ،‬غرفة التحقيؽ األكلي)‪ ،‬رقـ ‪ ،07/37‬المؤرخ في ‪( ،2007/11/30‬غير‬
‫منشكر)‪.‬‬
‫‪ .8‬حكـ محكمة جيجؿ‪( ،‬قسـ الجنح)‪ ،‬رقـ ‪ ،3225‬المؤرخ في ‪( ،2008/05/18‬غير منشكر)‪.‬‬
‫‪ .9‬مجمس قضاء بجاية‪( ،‬الغرفة الجزائية)‪ ،‬رقـ ‪ ،09/02213‬فيرس رقـ ‪ ،09/05433‬المؤرخ في‬
‫‪( ،2009/10/12‬غير منشكر)‪.‬‬
‫‪ .10‬قرار المحكمة العميا‪( ،‬غرفة الجنح كالمخالفات)‪ ،‬رقـ ‪ ،624033‬الفيرس رقـ ‪ ،11/23447‬المؤرخ‬
‫في ‪.2011/09/29‬‬
‫‪ .11‬حكـ المحكمة اإلدارية بتممساف‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬رقـ القضية ‪ ،12/00624‬الفيرس رقـ‬
‫‪ ، 12/00939‬الصادر بتاريخ ‪.2012/12/31‬‬
‫‪ .12‬حكـ المحكمة اإلدارية بغرداية‪ ،‬القضية رقـ ‪ ،14/00020‬المؤرخ في ‪( ،2014/06/23‬غير‬
‫منشكر)‪.‬‬
‫‪ .13‬حكـ المحكمة اإلدارية بأدرار‪ ،‬الغرفة األكلى‪ ،‬القضية رقـ ‪ ،14/00084‬الفيرس رقـ‬
‫‪ ،15/00009‬الصادر بتاريخ ‪.2015/01/21‬‬
‫‪ .14‬المحكمة اإلدارية ببسكرة‪ ،‬القسـ االستعجالي‪ ،‬القضية رقـ ‪ ،15/00980‬الفيرس رقـ ‪،15/01140‬‬
‫بتاريخ ‪.2015/12/14‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫د‪ -/‬أحكاـ قضائية أخرى‪:‬‬

‫‪ .1‬حكـ محكمة النقض المصرية‪ ،‬الطعف رقـ ‪ ،9941‬السنة القضائية رقـ ‪ ،65‬جمسة ‪.2004/10/25‬‬
‫‪ .2‬حكـ المحكمة اإلدارية بالرباط (قسـ القضاء الشامؿ)‪ ،‬رقـ الممؼ ‪ ،2012/31/43‬الصادر بتاريخ‬
‫‪.2012/04/04‬‬
‫سابعا‪ :‬التقارير‪.‬‬

‫عدد (‪ )76‬الصادرة بتاريخ‬ ‫‪ -1‬التقرير السنكم لمجمس المحاسبة لسنة ‪ ،1995‬ج ر ج ج‬


‫‪.1997/11/19‬‬
‫‪ -2‬التقرير السنكم لمجمس المحاسبة لسنة ‪ ،1997/1996‬ج ر ج ج عدد (‪ )12‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪.1999/02/28‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ المراجع والمصادر بالمغة األجنبية‬


A- Textes juridiques
loi n° 2000-597, du 20 juin 2000, relative au référé devant les juridiction administratives,
JORF n° 151 du juillet 2000, publie sur le site : https://www.legifrance.gouv.fr.
Décret n° 2001-210 du 7 mars 2001 portant code des marchés publics, JORF n°57 du 8
mars 2001, publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.
Décret n° 2006-975 du 01 aout 2006 portant code des marchés publics, JORF n°179 du
04 aout 2006, publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.
Ordonnance n° 2009-515, du 07 mai 2009, relative aux procédures de recours applicables
aux contrats de la commande publique, JORF n° 0107 du 08 mai 2009.
Ordonnance n° 2015-899 du 23 juillet 2015 relative aux marchés publics, JORF n°0169
du 24 juillet 2015, publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.
Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics, JORF N° 0074 du 27
mars 2016, publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.
Code des tribunaux administratifs et des cours administratives d'appel, publié sur le site:
https://www.legifrance.gouv.fr.
Code de justice administrative, publié sur le site: www.legifrance.gouv.fr.
Code pénal français, publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.
code de procédure pénale français, dernière modification le 03/12/2017, publié sur le site:
www.legifrance.gouv.fr.
B- Les Ouvrages
Ahmed KADI, Techniques et procédures appliquées à la réglementation des marchés
publics, Edition DAHLAB, Alger, 2005.
Ali BISSAAD, Droit de la comptabilité publique, édition houma, Alger, 2004.
Ali MATALLAH, Recueil sur la réglementation des marches publics et des Délégation
de service public, édition Houma, Alger, 2016.
Bachir Yelles Chaouche Le budget de l’ Etate et des collectivites locales OPU Alger
99
Brahim BOULIFA, Marchés Publics – Dictionnaire thématique -, vol 02, Edition BERTI,
Alger, 2013.
Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), vol 1, Editions Berti,
Alger, 2013.
Charle Débbach et Jean Claud Ricci, Contentieux administratif, 7eme,édition, DALLOZ ,
Paris, 1999.
Christophe LAJOYE, Droit des marchés publics, Editions Berti, alger, 2007.
LAGGOUNE Walid le contrôle de l’Eetat sur les entreprises privées industrielle en
Algérie – genése et nutation -, Les Edition internationales, Alger, 1996.
Marian UBAUB-BERGERON, Droit des contrats administratifs, Lexis Nexis, France ,

Marie Christine ROUAULT, Droit administratif, Gualino éditeur, E.J.A, Paris, 2005.
Mohamed KOBTAN, le régime juridique des contrats du secteur public, Alger, OPU,
98
Mohamed Tayeb MEDJAHED , Contrat Type Des Marchés publics, Editions houma,
Alger, 2009
Mouloud SABRI, Guide de gestion des marché publics, Edition du Sahel, Alger, 2000.
Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, Guide de gestion des
marchés publics, Edition du sahel, Alger, 2000.
RICHER Laurent, Droit des contrats administratifs, 5émé édition, L.G.D.J, France, 2006.

~ ~
‫قائمة المصادر والمراجع‬
ROUAULT Marie Christine L’essentiel du droit administratif général 6ème édition
Gualino éditeur, paris 2007.
Stéphane BRACONNIER, Précis du droit des marchés publics, 3éme édition, le Moniteur,
Paris, 2010.
ZOUAIMIA Rachid, Marie Christine ROUAULT, Droit administratif, Edition Berti,
Alger, 2009.
ZOUAIMIA Rachid, Les autorités administratives indépendantes et la régulation
économique en Algérie, Edition Houma, Alger, 2005.
florian Linditch, délit d’actroit d’avantage injustifié contrats et marchés publics vol
juris classeur, paris, 2009.
C- Théses et mémoires
Cherif BENNADJI L’évaluation de la réglementation des marché publics en Algérie
tome thése de doctorat d’etat faculté de droit université d’Alger 991.
DAUPHIN Lourent Collectivités territoriales et expérimentation théses pour l’obtention
du garde de docteur en droit publics, faculté de droit et des sciences économique,
université de limoges,2008, p 503. Publié sur le site : https://www.theses.fr.
HOEPFFNER Hélène, la modification du contrat administratif, thèse de doctorat en droit
public, université Panthéon –Assas (Paris2), 2008, édition L.G.D.J , Paris, 2009.
Ibrahim Réfaat Mohamed El-béhérry , Théorie des contrats administratifs et marchés
publics internationaux , Thèse pour le doctorat en droit, Institut du droit de la paix et du
développement ( I.D.P.D) , Université de Nice Sophia-Antipolis , Mars 2004.
Julien Piasecki L’office du juge administratif des référes, Thése pour le Doctorat de
Droit public, Université du sud-Toulon Var, Faculté de Droit de Toulon, 2009.
Marine Portal, La politique qualité de la certification des comptes publics " le cas de la
cour des comptes", Thèse pour le doctorat en droit Ecole doctorale sociétés et
organisations, Université de Poitiers Présentée et soutenue publiquement le 04/12/2009.
VINCENT Jiménez, Leprix dans les contrats internationaux ,Thése pour le doctorat en
droit international , université de Nice Sophia Antipolis ,2000.
D- Articles
Cherif BENNADJI, "Marchés publics et corruption en Algérie" Revue d’etudes et de
critique social, N° 25,Alger, 2008.
François Maréchal, La procédure de passation des marchés publics " contrat à prix fixe
renégociable par des avenants ou contrat incitatif ", Revue économie et prévision , N° 156

MENOUAR Mustapha la liberté de commerce et d’industrie en France et en Algérie


revue de conseil d’Etat n° 8 6
Michel- Pierre Prat, Cyril Janvier, La cour des comptes auxiliaire de la démocratie,
Revue française d’études constitutionnelles et politiques N° p Publié sur
le site: http://www.revue-pouvoirs.fr/.
Mouloud SABRI, " Le droit des marchés publics en algérie: réalité et perspectives ",
revue du conseil d’Etat n°7
Mouloud SABRI, Algérie: les marchés publics intégrent le développement durable,
Revue de la CFCIA info l’essentiel du développement durable Alger 9
Pierre- HENRI MORAND, Accès des PME aux marchés publics : allotissement ou
groupements ?, Revue Economie publique, N°10, 2002.
ZOUAIMIA Rachid, " le régime de investissements étrangéres a l’épreuve de la
résurgence de l’état dirigiste en algérie ", rasjep, N°2, alger, 2011.
PICOTTI Lorenzo L’élargissement des formes de préparation et de participation rapport
général, Revue Internationale de Droit Pénal, Paris, N°(78), 2007.
~ ~
‫قائمة المصادر والمراجع‬
VERON Michel Corruption trafic d’influence prise illégale d’intérêts favoritisme
Revue de jurisprudence commerciale , numéro spécial, colloque de la Baule, Paris,
France, n° (11), 2001.
Mohammed HACHEMAOUI, La corruption politique en Algérie )l'envers de
l'autoritarisme( , Revue Esprit , France , Juin 2011.
Saleh LARBAOUI et Mohamed MEZAOULI, La Responsabilité Pénale Des Personnes
Morales , CAHIERS POLITIQUE ET DROIT, Faculté de Droit et de Sciences Politiques,
Université Kasdi Merbah Ouargla, Algerie , Janvier n° (8), 2013.
E- Actes des colloques
AISSAOUI Azedine, " Un nouveau contexte, un nouveau text ! ", acte de journée d’étude
sur la réglementations des marchés publique et des obligation de service public, Faculté
de droit et des sciences politique, Université Abderrahmane Mira – Bejaia, 18/01/2016.
F- Sites web
http://www.almaany.com.
http://www.alawan.org/article3226.html.
http://www.marchespublics.gov.tn.
http://www.marche-public.fr.
https://www.ccomptes.dz/ar.
https://www.djazairess.com.
http://elmihwar.com.
https://www.transparency.org.
www.legifrance.gouv.fr.
www.conseil-état.fr.
http://www.iraqld.iq.

~ ~
‫فيرس‬
‫الموضوعات‬
‫فيرس الموضوعات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫شكر وعرفاف‬
‫اإلىداء‬
‫قائمة المختصرات‬
‫مقدمة‬
‫الباب األوؿ‪:‬‬
‫الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬
‫‪10‬‬
‫القواعد التي تحكـ عممية إبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫المبحث األوؿ‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫ضبط المرحمة التمييدية إلبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬اإلطار المفاىيمي لمصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫األكؿ‪ :‬دراسة في مفيكـ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫الفرع ّ‬
‫‪19‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد المعايير التنظيمية في الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬ضبط المرحمة السابقة عمى إبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫األكؿ‪ :‬تحديد الحاجات العامة‪.‬‬
‫الفرع ّ‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬آليات إشباع الحاجات العامة‪.‬‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اإلعداد المسبؽ لشركط المشاركة كاالنتقاء (دفاتر الشركط)‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫‪58‬‬
‫آليات تكريس المنافسة في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪58‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬طمب العروض قاعدة عامة إلبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫األكؿ‪ :‬تحديد مفيكـ طمب العركض‪.‬‬
‫الفرع ّ‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أشكاؿ طمب العركض (الدعكة لممنافسة)‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬القيكد الكاردة عمى مبدأ حرية الكصكؿ لمطمبات العمكمية‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬االستثناءات الواردة عمى مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪73‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬التراضي أسمكب استثنائي في إبراـ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات الخاصة‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫فيرس الموضوعات‬

‫الفصؿ الثاني‪:‬‬
‫‪98‬‬
‫النظاـ اإلجرائي والرقابي عمى الصفقات العمومية‪.‬‬
‫المبحث األوؿ‪:‬‬
‫‪99‬‬
‫المراحؿ اإلجرائية إلبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬الضوابط اإلجرائية لتكريس الشفافية في إبراـ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬مرحمة الدعكة لمتعاقد‪.‬‬
‫‪113‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مرحمة فتح األظرفة كتقييـ العركض‪.‬‬
‫‪128‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬ضمانات تنفيذ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪128‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬سمطات المصمحة المتعاقدة في متابعة تنفيذ الصفقة‪.‬‬
‫‪146‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حقكؽ كالتزامات المتعامؿ المتعاقد‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫‪174‬‬
‫نظاـ الثنائية في الرقابة عمى الصفقات العمومية‪.‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬الرقابة القبمية عمى الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪174‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬الرقابة الداخمية عمى الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪181‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الرقابة الخارجية عمى الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الرقابة الكصائية كأسمكب تكميمي لمرقابة عمى الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الرقابة عمى االلتزامات المالية لمصفقة العمكمية‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الرقابة البعدية عمى الصفقات العمومية‪.‬‬
‫الفرع األكؿ‪ :‬رقابة المفتشية العامة لممالية عمى الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة مجمس المحاسبة عمى الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪224‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬سمطة ضبط الصفقات العمكمية كآلية رقابية عمى الصفقات العمكمية‬
‫خالصة الباب األوؿ‪.‬‬
‫الباب الثاني‪:‬‬
‫الطبيعة القانونية المختمطة لمصفقات العمومية‪.‬‬
‫الفصؿ األوؿ‪:‬‬
‫الصفقات العمومية في القانوف اإلداري‪.‬‬
‫المبحث األوؿ‪:‬‬
‫تحديد مجاؿ تدخؿ القاضي اإلداري في الصفقات العمومية‪.‬‬
‫المطمب األوؿ‪ :‬التدخؿ عف طريؽ القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدي‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫فيرس الموضوعات‬

‫الفرع األكؿ‪ :‬ضكابط رفع الدعكل االستعجالية قبؿ التعاقدية‪.‬‬


‫‪241‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬سمطات القاضي اإلدارم في الدعكل االستعجالية قبؿ التعاقدية‪.‬‬
‫‪245‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬نطاؽ تدخؿ القاضي اإلداري في دعوى الموضوع‪.‬‬
‫‪245‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬دعكل اإللغاء في مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪272‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الصفقات العمكمية في نطاؽ القضاء الكامؿ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫‪291‬‬
‫ضمانات تنفيذ األحكاـ الفاصمة في منازعات الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪292‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬وسائؿ تنفيذ األحكاـ الصادرة عف القضاء اإلداري‪.‬‬
‫‪292‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬تمكيف القاضي اإلدارم بتكجيو األكامر لئلدارة‪.‬‬
‫‪297‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تمكيف القاضي بإميار األحكاـ بغرامة تيديدية‪.‬‬
‫‪305‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬المسؤولية عف عدـ تنفيذ أحكاـ القضاء‪.‬‬
‫‪306‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬المسؤكلية الجزائية عف عدـ تنفيذ األحكاـ القضائية‪.‬‬
‫‪312‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬المسؤكلية التأديبية كالمالية لممكظؼ الممتنع عف تنفيذ أحكاـ القضاء‬
‫الفصؿ الثاني‪:‬‬
‫‪315‬‬
‫الصفقات العمومية في القانوف الجنائي‪.‬‬
‫المبحث األوؿ‪:‬‬
‫‪316‬‬
‫إختصاص القضاء الجزائي في مجاؿ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪316‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬تحديد صفة الجاني في جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪317‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬تحديد مدلكؿ المكظؼ العاـ في القانكف اإلدارم‪.‬‬
‫‪318‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد مدلكؿ المكظؼ العاـ في القانكف الجنائي‪.‬‬
‫‪329‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬الجرائـ الرئيسية في الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪329‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪342‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬منح االمتيازات غير المبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية (المحاباة)‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫‪355‬‬
‫تفعيؿ آليات قمع جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪355‬‬ ‫المطمب األوؿ‪ :‬البحث والتحري عف جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪356‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬مكاجية األفعاؿ المرتكبة أثناء البحث كالتقصي‪.‬‬
‫‪361‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬آليات الكشؼ كالتحرم الخاصة في مجاؿ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪375‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اآلليات المؤسساتية لمبحث كالتحرم عف جرائـ الصفقات العمكمية‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
‫فيرس الموضوعات‬

‫‪384‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬ضمانات متابعة جرائـ الصفقات العمومية‪.‬‬


‫‪384‬‬ ‫الفرع األكؿ‪ :‬حماية األشخاص الفاعميف في متابعة جرائـ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪390‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القيكد التي تمنع متابعة مرتكبي جرائـ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪395‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬تنكع الجزاءات المقررة لجرائـ الصفقات العمكمية‪.‬‬
‫‪416‬‬ ‫خالصة الباب الثاني‪.‬‬
‫‪418‬‬ ‫الخاتمة‪.‬‬
‫‪425‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬
‫‪466‬‬ ‫فيرس الموضوعات‪.‬‬

‫~‬ ‫~‬
:‫ممخص الدراسة‬
‫ لمتجسيد الميداني لبلستثمارات كالبرامج التنمكية مف خبلؿ‬،‫أكلى المشرع الجزائرم الصفقات العمكمية عناية خاصة باعتبارى ا أىـ أدكات اإلنفاؽ العاـ‬
‫ كالذم يسعى مف خبللو إلى ترشيد اإلنفاؽ العاـ‬،‫ الذم يعد ثمرة سمسمة مف اإلصبلحات التي عرفيا ىذا المجاؿ‬، 247/15 ‫أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ‬
‫ كذلؾ بإحاطة العممية التعاقدية بالعديد مف الضكابط ذات الطابع اإلدارم‬،‫كتأميف نجاعة الطمبات العمكمية القائمة عم ى مبادئ المنافسة كالشفافية كالمساكاة‬
.‫ الختيار أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية‬،‫كالمالي كالتقني‬
‫ حيث تـ تعزيز ىذه الرقابة كألكؿ مرة باستحداث‬،‫كمف جية أخرل؛ تـ إخضاعيا لنظاـ رقابي متكامؿ قصد تأميف مشركعية تصرفات المصالح المتعاقدة‬
‫ التي أنيط بيا ممارسة العديد مف المياـ الرامية إلى تحسيف الجكدة كالفعالية كتقكيـ مجريات عممية‬،‫سمطة ضبط الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ‬
‫اء أماـ القضاء االستعجالي أك قضاء‬
‫ تخضع ىذه األخيرة لرقابة قضائية متعددة سك ن‬،‫ كاستكماالن ألنظمة الرقابة الممارسة عمى الصفقات العمكمية‬،‫التعاقد‬
.‫المكضكع بغية تحقيؽ التكازف في المراكز القانكنية ألطراؼ العبلقة التعاقدية‬
،‫ األمر الذم جعؿ منيا ميدانان خصبان لتنامي أشكاؿ الفساد كتبديد الماؿ العاـ‬،‫كتعتبر الصفقات العمكمية أىـ القنكات التي تتحرؾ فييا األمكاؿ العامة‬
‫ كالتي ترجميا المشرع بتبني أحكاـ خاصة في مجاؿ التجريـ كالعقاب‬،‫مما أدل الزدياد أىمية مكافحتو مف خبلؿ تبنى إستراتيجية فعالة ككاضحة المعالـ‬
.‫لمكقاية مف مختمؼ التجاكزات التي تطاؿ مجاؿ الصفقات العمكمية‬
.‫ جرائـ الفساد‬،‫ القضاء اإلدارم‬،‫ الرقابة‬،‫ المتعامؿ المتعاقد‬،‫ المصمحة المتعاقدة‬،‫ مبادئ المنافسة‬،‫ الصفقات العمكمية‬:‫الكممات المفتاحية‬
Study Summary:
The Algerian legislator paid special attention to public contacts as it is the most important public spending means.
That’s for the realization of investments and development programs through the provisions of Presidential Decree No.
15/247, which is the result of a series of reforms in this field through which it guides the public spending and assure the
perfectness of public demands that are based on the principles of competition, transparency and equality, by controlling
the contracting process with various administrative, financial and technical rules, in order to choose the best offer in
terms of economic advantages.
On the other hand, the contractual process has been subject to an integrated regulatory system to ensure the
legality of the acts of the contracting parties. This oversight was reinforced for the first time by the introduction of the
Public Procurement Control Authority and the General Assembly's mandate, which was entrusted with the exercise of
many tasks aimed at improving quality and effectiveness, and evaluating the course of the contracting process. And to
complement the control systems practiced in public transaction the latter is subject to multiple judicial control in front
of the emergency judge or to judiciary of the matter, in order to achieve a balance in the legal status of the parties of the
contractual relationship.
As the most important channels that move public funds are public transactions. This makes them a fertile ground
field for growing forms of corruption and waste of public money, which led to the growing importance of combating it
through adopting effective strategy and clear parameters, which is translated by the legislator to adopt especial
provisions in the field of criminalization and punishment for the prevention from various abuses that affect the field of
public transactions.
Keywords: Public Transactions, Principles of Competition, Contracting service, Contracting client, control,
Administrative Judiciary, Corruption Crimes.
Résumé de l’étude:
Le législateur algérien a donné aux marchés publics une attention particulière comme les outils les plus
importants des dépenses publiques, pour la réalisation du domaine des investissements et des programmes du
développement par les dispositions du décret présidentiel n ° 15/247, qui est le fruit d'une série de réformes qui ont
défini ce domaine, qui cherche à travers la rationalisation des dépenses publiques et d'assurer l'efficacité des
applications publiques, sur la base des principes de la concurrence, la transparence, l'égalité, par munir le processus
contractuel avec beaucoup de caractère administratif, financier et technique, afin de choisir la meilleure offre en termes
d'avantages économiques d'une part.
D'autre part, elle a été soumis à un régime réglementaire intégré afin d'assurer la légitimité des actions des intérêts
contractantes, avec une surveillance accrue et pour la première fois le développement du pouvoir régler les transactions
publiques et mandats de l'annexe générale, qui est chargé de la pratique de nombreuses tâches visant à améliorer la
qualité, l'efficacité et l'évaluation du déroulement du processus de passation des marchés et une mise à jour systèmes de
contrôle pratique sur les transactions publiques qui sont soumises au contrôle judiciaire multiples devant les juge
d'urgence ou celui de l’objet afin d'équilibrer les positions juridiques des parties de la relation contractuelle.
Les transactions publiques considérées comme les canaux les plus importants du transfert des fonds publics, ce
qui les rend un champ fertile pour des formes de plus en plus de corruption et de gaspillage du fond public, ce qui a
conduit à l'importance croissante de le lutter grâce à une stratégie efficace et des paramètres clairs traduits par le
législateur d'adopter, en particulier dans ce domaine des dispositions de la criminalisation et la punition, pour la
prévention des divers abus qui touchent le domaine des transactions publiques.
Mots clés: Transactions Publiques, les principes de la Concurrence, un Commerçant Contractant, le Service
Contractant, le Contrôle, la Justice administrative, les Crimes de Corruption.

You might also like