Professional Documents
Culture Documents
الصفقات العمومية بين الطابع الإداري والطابع الجزائي
الصفقات العمومية بين الطابع الإداري والطابع الجزائي
الصفقات العمومية
بيف الطابع اإلداري والطابع الجزائي
إشراؼ األستاذ الدكتور :نصر الديف األخضري إعداد الطالب :مرواف الدىمة
لجنػػػػػػػػػػػػة المناقشػػػػػػػػػػػػػة
" اَي َأُّيه اا ذ ِاَّل اين أ امنُوا َأ ْوفُوا ِِبمْ ُؾ ُلود "
الية ( )1من سورة املائدة.
مـروان ادلمهة
شكر وؼرفان
اذلد وامشكر هلل اَّلي ىداان نلحق وس بل امرشاد
اذلد هلل اَّلي وفلين َلإمتام ىذا امؾمل و أأانر يل سبيل امؾمل واملؾرفة
اإىل مجيػ مؾلمي و أأساثذيت أأيامن اكهوا وحيامث وجدوا فليم مين جزيل امشكر وامؾرفان
و أأثلدم خبامص امشكر وامؾرفان ِبدليل والاحرتام وامتلدير
ملن اختطين ِبمنطح وامتوجيو أأس تاذي امفاضل اَّلي حامفين منو حظ ا إَلرشاف
ؽىل ىذه ا ألطروحة :
ا ألس تاذ ادلنتور :ا ألخرضي هرص ادلين
فللد اكن أأرىق مرشد و أأفضل موجو و أأضدق مؾني ...أأمده هللا بوافر امطحة وامؾافية
نام أأثوجو ِبمشكر اجلزيل اإىل ا ألساثذة أأؼضاء جلنة املناكشة
و أأمثن ثؾهبم وحرضيم ؽىل مناكشة ىذا امؾمل
امشكر موضول نلس يد معيد لكية احللوق وامؾلوم امس ياس ية ا ألس تاذ ادلنتور
"بوحنية كوي" اَّلي وفر منا رفلة طامق املكية مناخ امبحث وامتكوين
نام أأثلدم ِبمشكر نلس يد معيد لكية احللوق وامؾلوم امس ياس ية جبامؾة ـرداية
ادلنتور "شول بن شيرة" ؽىل دمعو املتواضل
و أأثلدم ِبمشكر وامؾرفان ملك أأساثذة وموعفي جامؾة وركةل
وملك أأساثذة وموعفي جامؾة ـرداية
فللجميػ ممك مين جزيل امشكر وامؾرفان
مـروان ادلمهة
المختصرات:
ABREVIATIONS
بالمغة العربية:
ك ازرة المالية ،قسـ الصفقات العمكمية ،مصمحة متابعة قسـ الصفقات العمكمية ،مصمحة الفحص
(ك.ـ/ؽ.ص.ع/ـ.ـ.ؽ.ص.ع/ـ.ؼ.ت) كالتدقيؽ:
ك ازرة المالية ،المديرية العامة لمضرائب ،مديرية التشريع كالتنظيـ الجبائييف ،المديرية الفرعية( :كـ/ـ
ع ض/ـ ت ت ج/ـ ؼ)
ك ازرة المالية( :ك ـ)
دينار جزائرم ( :دج)
الصفحة( :ص)
قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية ( :ؽ إ ـ إ)
قانكف العقكبات الجزائرم ( :ؽ ع ج)
قانكف العقكبات الفرنسي ( :ؽ ع ؼ)
قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم ( :ؽ إ ج ج)
قانكف اإلجراءات الجزائية الفرنسي ( :ؽ إ ج ؼ)
قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو ( :ؽ ك ؼ ـ)
باللغة الفرنسية:
)Journal officiel de la République française: (J O R F
)Libraire Générale de Droit et de Jurisprudence (L.G.D.J
(l’actualité juridique de droit administratif:)A.J.D.A
(Revue de droit public et de la science politique en France et à l’étranger: )R.D.P
(Etude Juridique de Droit Administratif: )E.J.A
Revue Algérienne des Sciences Juridiques, Economiques et Politiques. )rasjep(.
(Office des Publications Universitaires: )OPU
) Ouvrage Précédemment cité: (Op.cit
)page: (P
)Article: (Art
)Numéro: (N°
(Volume: )Vol
مقــــدمـــة
الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي مقذمة:
مقدمة:
يقتضي مبدأ حسف سير المرافؽ العامة بانتظاـ كاطراد ،أف تباشر اإلدارة مياميا عف طريؽ كسائؿ
الضبط في مجاؿ التسيير اإلدارم كالمالي لجميع نشاطاتيا كمياميا ،حيث تعتمد في تحقيؽ أىدافيا،
المتمثمة أساسان في إشباع الحاجات العامة لممكاطنيف ،عمى عدة كسائؿ تتيحيا ليا القكانيف كالتنظيمات،
لذلؾ فيي تباشر كظائفيا عف طريؽ أساليب مختمفة في طبيعتيا ككصفيا القانكني ،فقد تككف ىذه األخيرة
أعماالن مادية ،أك قانكنية التي تستأثر بيا في تحقيؽ النفع العاـ بامتيازات ككسائؿ ال مثيؿ ليا في نطاؽ
القانكف الخاص.
كاألعماؿ القانكنية التي تصدر عف اإلدارة ،إما أف تككف بحد ذاتيا في شكؿ أعماؿ انفرادية مثؿ
الق اررات اإلدارية ،أك في صكرة أعماؿ تعاقدية ،حيث أف ىذه األخيرة ال تخضع لنظاـ قانكني كاحد ،فيناؾ
عقكد خاضعة لنظاـ القانكف الخاص الذم يحكـ عقكد األفراد ،استنادا عمى مبدأ العقد شريعة المتعاقديف،
كتمجأ اإلدارة إلى إبراـ ىذا النكع مف العقكد عندما تقرر أف إتباعيا أسمكب القانكف الخاص يكفي لتحقيؽ
أىدافيا ،كتظير بمظير الشخص العادم في التعاقد مع األفراد ،مجردةن مف امتيازات السمطة العامة،
كأحيانا أخرل؛ تدخؿ في ركابط عقدية مع الغير تظير فييا اإلدارة بمظير النفكذ كتمتعيا بامتيازات
السمطة العامة ،مف بينيا الصفقات العمكمية.
تعتبر الصفقات العمكمية مف بيف أىـ اآلليات القانكنية المجسدة لمنظاـ المالي العمكمي ،الذم مف
خبللو تسعى الحككمة لترجمة الميزانية العامة لمدكلة في استيداؼ مختمؼ المجاالت االقتصادية
كاالجتماعية ،كىي األداة اإلستراتيجية كالمفضمة لدييا في تنفيذ كبمكرة السياسة التنمكية كالتجسيد الميداني
لبلستثمارات كالمشاريع العمكمية ،كالنيكض باالقتصاد الكطني كتنكيعو ،كأثرىا الجمي عمى مناخ األعماؿ
لبناء اقتصاد تنافسي يضمف تكازف الكضعية االقتصادية في ظؿ الحفاظ عمى المقدرات المالية لمدكلة ،مف
خبلؿ الرشادة في سيرىا كنجاعة تكظيفيا في ظؿ األكضاع السائدة.
كادراكا منو ليذه المتطمبات؛ باشر المشرع الجزائرم سمسمة مف اإلصبلحات استيدفت تحقيؽ
اإلصبلح اإلدارم ،الذم كاف باعثان قكيان لمتفكير في إصبلح اإلطار الناظـ لمصفقات العمكمية خاصة في
ظؿ قصكر كمحدكدية التنظيـ السابؽ ،كالذم أظير عمى ضكء تجارب الممارسيف بعض العقبات
كاالختبلالت التي أثرت سمبا عمى صرؼ األمكاؿ العمكمية كتسييرىا ،األمر الذم جعؿ المشرع يضطرب
كيتردد في معالجة ىذه النقائص ،كذلؾ مف خبلؿ الكـ اليائؿ لمتعديبلت ،كفي فترة كجيزة كبنصكص
قانكنية مختمفة تفاكتت في قكتيا القانكنية ،متكجان بذلؾ ىذه اإلصبلحات باستحداث اإلطار الجديد الناظـ
لمجاؿ الصفقات العمكمية ،ضمف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية
كتفكيضات المرفؽ العاـ ،الذم يتكخى مف خبللو العمؿ عمى إرساء قكاعد كمبادئ تضمف نجاعة
الصفقات العمكمية ترتكز عمى ترسيخ المزيد مف الشفافية كالمنافسة كتحسيف مناخ األعماؿ ،بغية تمكيف
~ ~
الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي مقذمة:
المصمحة المتعاقدة مف تمبية احتياجاتيا بشفافية كفعالية في إطار احتراـ النجاعة المتعمقة بالتنمية
المستدامة ،كذلؾ بإخضاعيا لضكابط كآليات كفيمة بضمانيا في مراحؿ إعداد كابراـ كتنفيذ الصفقات
العمكمية.
كال تبمغ ىذه القيكد كالضكابط ىدفيا كمبتغاىا ،إال بكجكد رقابة فعالة عمى جميع المستكيات ،كمراحؿ
إبراـ الصفقات العمكمية ،بداء مف تحضيرىا كابراميا كتنفيذىا ،كاستكماالن ليذا اإلطار الرقابي تخضع
الصفقات العمكمية لرقابة قضائية تباشرىا الجيات القضائية عمى اختبلؼ أنكاعيا كمستكياتيا ،تحقيقا
لمبدأ مشركعية التصرفات ،كضماف المكازنة بيف المراكز القانكنية ألطراؼ العبلقة التعاقدية ،ناىيؾ عف
دكرىا في حماية الماؿ العاـ.
إف االرتباط الكثيؽ لمصفقات العمكمية بالخزينة العمكمية باعتبارىا أىـ القنكات التي تصرؼ فييا
االعتمادات المالية ،جعؿ منيا محؿ أطماع الكثير لمتكسب كالتربح كميدانا خصبا لمفساد كغيرىا في
السمككات التي تيدـ قيـ الشفافية كالنزاىة كتمس بأىـ المتغيرات في العبلقة التعاقدية كىي الحفاظ عمى
الماؿ العاـ ،األمر الذم أدل الزدياد أىمية مكافحة الفساد المصاحب لمصفقات العمكمية ،ذلؾ أف كجكد
إستراتيجية لمكاجية الفساد أصبحت ضركرة حتمية كمطمبان دكليان ،تحتاج إلرفاقيا بإجراءات قانكنية
تحصنيا كتقطع الطريؽ أماـ كؿ أشكاؿ الفساد الذم قد يعترييا ،خاصة في ظؿ الفضائح المالية لمعديد
مف القطاعات مف خبلؿ التبلعب بالصفقات التي أخذت أبعادىا الكطنية كالدكلية بتكاطؤ العديد مف
المسؤكليف كالمؤسسات األجنبية مست بأىـ المجاالت الحيكية كانعكست سمبا عمى نظاـ الصفقات
العمكمية ،كىك ما جعؿ الجزائر حسب التقارير الصادرة عف منظمة الشفافية الدكلية مف بيف الدكؿ أكثر
فسادان ،فقد احتمت تبعا لذلؾ الرتب 112 ،108 ،88عمى التكالي لسنكات ،2017 ،2016 ،2015كىك
ما جعمو ىاجسا كطنيا كدكليا تنعكس آثاره عمى عرقمة مجيكدات التنمية كتقميص جاذبية االستثمار
كتقكيض التنافس االقتصادم.
كأماـ تداعيات حجـ الفساد الذم أخذ منحى تصاعديان مستم انر السيما أماـ التحكالت التي ال يزاؿ
يعرفيا االقتصاد الكطني ،كبالمكازاة مع ذلؾ كتماشيا مع االلتزامات الدكلية عمؿ المشرع الجزائرم عمى
استحداث القانكف رقـ 01/06المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو كالذم ييدؼ إلى دعـ التدابير الرامية
ل مكقاية مف الفساد كتعزيز الشفافية كالنزاىة في تسيير القطاعيف العاـ كالخاص ،كىك ما يعكس مدل رغبة
المشرع في تطكير المنظكمة القانكنية كمكاكبتيا لمستكل التطمعات التي تفرضيا االلتزامات الدكلية في
مجاؿ مكافحة الفساد كازالة كؿ عكارض ترشيد الصفقات العمكمية كالزج بيا في منافذ الفساد ،كذلؾ خبلؿ
تبني ىذا اإلصبلح القانكني لآلليات الكقائية لتفادم الكقكع في جرائـ الصفقات العمكمية سكاء ما تعمؽ
منيا بالمكمفيف بإبراـ الصفقات العمكمية أك بترشيد الماؿ العاـ كحسف تدبيره ،ىذا المنظكر بمفرده،
~ ~
الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي مقذمة:
يستطيع أف يغطي مجاؿ الصفقات العمكمية بيف الطابع اإلدارم كالطابع الجزائي – مكضكع ىذه الدراسة-
بالنظر إلى خصكبة مسالؾ البحث التي يكفرىا.
أىداؼ الدراسة:
تيدؼ الدراسة باألساس إلى الكقكؼ عمى مضاميف اإلطار الناظـ لمصفقات العمكمية مف خبلؿ
البحث في قكاعده اإلجرائية التي تأمف سير العممية التعاقدية كأىـ ما استحدث في ىذا المجاؿ كمدل
نجاعتيا في حفظ الماؿ العاـ كالعمؿ عمى تقييميا.
عمى الرغـ مف اإلصبلحات المتعددة كالمتزامنة ليذا اإلطار إال أنو ال يزاؿ يطرح العديد مف
التساؤالت أثناء التطبيؽ العممي الذم يصادؼ باستمرار ظيكر العديد مف النقائص كالمشاكؿ التي تكاجو
رجؿ اإلدارة في فيـ محتكم ىذه النصكص كىك ما يؤكده كاقع الحاؿ مف خبلؿ الكـ اليائؿ لمتكضيحات
الصادرة عف قسـ الصفقات العمكمية بك ازرة المالية لمعديد مف الجيات اإلدارية كىك ما يعكس الغمكض
الذم يكتنؼ مضاميف بعض النصكص التي جاء بيا ىذا اإلصبلح.
كما تيدؼ ىذه الدراسة إلى التطرؽ إلى مكاطف التكفيؽ كالقصكر كاإلخفاؽ التي كقع فيو المشرع
مقارنة بالتنظيمات السابقة ،كالتي يمكف استغبلليا مف قبؿ أحد مكظفي المصالح المتعاقدة بالتكاطؤ مع
أحد المتنافسيف مما يجعؿ الصفقة تحيد عف الغرض المشركع ،إلى جانب الكقكؼ عمى البيئة القانكنية
كالعممية المحيطة بيذا المجاؿ مف خبلؿ فحص بعض القكانيف ذات الصمة باإلطار الناظـ لمصفقات
العمكمية ،كالتعرض كتقييـ السياسة الجنائية المنتيجة مف قبؿ المشرع لمكافحة أشكاؿ الفساد الذم يعترم
مجاؿ الصفقات العمكمية.
أىمية الدراسة:
-مف الناحية العممية :يقدـ المكضكع دراسة قانكنية لئلصبلح الحالي لمصفقات العمكمية (المرسكـ
الرئاسي ،)247/15مف خبلؿ البحث في مضاميف القكاعد اإلجرائية التي تضبط العبلقة التعاقدية ،كمدل
انعكاسيا في تحقيؽ المكازنة بيف تكريس مبادئ النزاىة كالشفافية كاإلنصاؼ كتحقيؽ الفعالية في إبراـ
الصفقات العمكمية ،كبياف اإلستراتيجية المنتيجة في مكاجية أشكاؿ الفساد الذم يعترم ىذا المجاؿ .إلى
جانب ذلؾ فإف مكضكع ىذا الدراسة باعتباره مف المجاالت الحيكية التي خضعت لمعديد مف التعديبلت
جعمت منو مجاال يشكؿ مكضكعا يتميز بالطابع البحثي كمجاال يعنى بالنقاش كاإلثراء.
-أما مف الناحية العممية :فإف مكضكع الصفقات العمكمية يكتسي أىميتو مف الرىاف المالي الكبير،
الذم يربط بيف اإلنفاؽ العاـ كانجاز المشاريع العامة كخمؽ التنافسية بيف مختمؼ األطراؼ الفاعمة في ىذا
المجاؿ ،كىك ما يجعؿ اإلطار الناظـ لمجاؿ الصفقات العمكمية مف بيف أىـ التحديات التي ينبغي عمى
~ ~
الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي مقذمة:
كؿ متعامؿ كعمى رأسيـ رجؿ اإلدارة أف يعرفيا كأف يبحث في مضامينيا مسمحا في ذلؾ بإدراؾ كاؼ
لممقتضيات القانكنية التي تنظـ ىذا المجاؿ ،كاإلشكاليات العممية التي تطرحيا عف التطبيؽ العممي ،مف
أجؿ ضماف تطبيؽ فعاؿ ليذه النصكص بالشكؿ الذم يضمف تحقيؽ الغاية مف المشرع ككبح التجاكزات
كالتقيد بكاجب النزاىة.
كغيرىا مف مكاضيع الدراسات األكاديمية تتأرجح دكافع اختيار مكضكع الدراسة بيف الدكافع
المكضكعية منيا كالذاتية كفؽ ما يمي:
-الدوافع الموضوعية :تتجمى ىذه الدكافع المكضكعية مف خبلؿ الدكر الذم تمعبو الصفقات العمكمية
باعتبارىا إحدل أىـ أكجو اإلنفاؽ العاـ الذم بات في تزايد مستمر نظ ار لتعدد مجاالت تدخؿ الدكلة
باعتبارىا الفاعؿ األساسي في تحريؾ العجمة التنمكية كتحسيف بيئة االستثمارات ،كىك ما دفع بالمشرع بأف
يكلي االىتماـ بتنظيـ مجاؿ الصفقات العمكمية مف أجؿ ضماف جكدة الخدمات كحسف تدبير صرؼ الماؿ
العاـ ،كتحقيؽ أكجو التنمية المستدامة كتكفير كترقية االحتياجات المجتمعية ،كمنع حدكث االتفاقات الغير
مشركعية التي تؤدم إلى تبديد كىدر الماؿ العاـ ،ىذا كأف حداثة اإلصبلح الجديد لمصفقات العمكمية
كتميز مضمكنو كقمة األبحاث المستفيضة فيو جعؿ منو مجاال يعنى بالدراسة بالبحث كاالستقصاء.
-الدوافع الذاتية :فضبل عف تمؾ الدكافع ذات الصمة بدراسة إحدل أىـ القكانيف الناظمة لمنشاط اإلدارم
الذم يشيد تحكالت جذرية مختمفة ،كالذم يعد مناط كجكىر اختصاصنا األكاديمي المرتبط بتحكالت
الدكلة ،تتمثؿ دكافعنا الذاتية األخرل في االىتماـ الشخصي كالرغبة في البحث مجاؿ الصفقات العمكمية
الذم يعد حديث الساحة االقتصادية في تجسيد المشاريع ،كمدل انعكاس ىذا التفاعؿ في تجسيد الحكامة
ف ي تدبير الماؿ العاـ كالحد مف أشكاؿ اليدر كالتبديد لممكارد المالية ،فضبل عف دافعنا لممساىمة في إثراء
مجاؿ البحث العممي بيذه الدراسة خاصة أماـ شح الدراسات المتعمقة باإلصبلح الجديد لمصفقات
العمكمية كأحد أىـ مجاؿ القانكف اإلدارم.
إف مكضكع الصفقات العمكمية بيف الطابع اإلدارم كالطابع الجزائي ،يطرح في المعالجة مسألة
شاممة في مسار الصفقات العمكمية ،كبالتالي فإف ىذا المكضكع غير شائع بصفة انفرادية ضمف البحوث
األكاديمية والمؤلفات السابقة ،بينما تشيع دراستو في إحدل شقيو إما اإلدارم أك الجزائي ،كاف كجدت فيو
بعض الدراسات ضمف المؤلفات كالبحكث األكاديمية ،إال أنيا لـ تكف بالصفة التي تمت فييا ىذه الدراسة،
حيث تظير ضمف ذلؾ دراسة مقدمة مف قبؿ:
~ ~
الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي مقذمة:
-الباحثة حميمي مناؿ المكسكمة بعنكاف " تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في
الجزائر" ،أطركحة مقدمة الستكماؿ متطمبات شيادة دكتكراه ،الطكر الثالث ،تخصص تحكالت الدكلة ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة.2016/2015 ،
-مؤلؼ مف جزئيف لؤلستاذ عمار بكضياؼ تحت عنكاف " شرح تنظيـ الصفقات العمكمية طبقا لممرسكـ
الرئاسي رقـ ،" 247/15دار الجسكر لمنشر كالتكزيع ،الجزائر.2017 ،
-مؤلؼ لؤلستاذ خرشي النكم " ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظمة الصفقات
العمكمية) " ،دار اليدل.2018 ،
كىذه الدراسات في مجمميا كاف تناكلت البحث في مضاميف اإلصبلح الحالي لتنظيـ الصفقات
العمكمية إال أف إطارىا الدراسي قد اقتصر عمى تكضيح جكانب الطابع اإلدارم لمصفقات العمكمية ،كاف
ىي أشارت لشقيا الجزائي فإف ذلؾ قد كاف بشكؿ مقتضب ،خبلفا ليذه الدراسة التي تناكلت تحديد
الصفقات العمكمية بشقييا اإلدارم كالجزائي ،مف خبلؿ البحث في مضاميف اإلصبلح الجديد بالبحث
كالتحميؿ كالنقاش ،كما يكجد إلى جانب ذلؾ بعض الدراسات األخرل لبعض الباحثيف مف بينيا:
-دراسة مقدمة مف الباحث عبد الكريـ تبكف ،المكسكمة بعنكاف" الحماية الجنائية لمماؿ العاـ في مجاؿ
الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة) " ،أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه عمكـ ،تخصص قانكف عاـ ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تممساف ،الجزائر.2018/2017 ،
-دراسة مقدمة مف الباحث حمزة خضرم ،المكسكمة بعنكاف" آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات
العمكمية " ،أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه العمكـ في الحقكؽ ،تخصص قانكف عاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة
الجزائر (.2015/2014 ،)1
ىذه الدراسات ،كاف كاف لمصفقات في إطار الدراسة نصيبا إال أنيا كانت دراسة قد اقتصرت ىيا
األخرل عمى بياف إطارىا اإلدارم دكف الجزائي أك العكس ،مما يجعؿ دراستنا تختمؼ عنيا نسبيا إلتباعنا
لممقارنة في بعض جكانب الدراسة بداية ،كمف خبلؿ حداثة النصكص القانكنية ذات الصمة بمكضكع
الدراسة مف جية أخرل ،كىذا ما منح ليذا البحث أصالتو.
نطاؽ الدراسة:
مف أجؿ إضفاء الدقة في معالجة مكضكع الدراسة لمكصكؿ إلى طرح يعطي قيمة إضافية في مجاؿ
البحث العممي يتعيف تحديد حدودىا الموضوعية والزمانية ،فترتبط الحدود الموضوعية ليذه الدراسة في
استجبلء مضاميف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15الناظـ لمجاؿ الصفقات العمكمية الذم يعد ثمرة
اإلصبلحات التي باشرىا المشرع في ىذا المجاؿ الحيكم ،كالعمؿ عمى تحميميا كتقييميا قصد الكقكؼ
~ ~
الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي مقذمة:
عمى فعاليتيا في ضماف نجاعة الصفقات العمكمية كتجسيد مبادئ الشفافية كالنزاىة كحرية الكلكج لمطمبات
العمكمية التي تعد ركح كجكىر ىذا القانكف.
كنظ ار لكثرة كتعدد األفعاؿ المجرمة التي تمس بمبادئ الصفقات العمكمية التي تضمنتيا أحكاـ قانكف
الكقاية مف الفساد كمكافحتو ،فإف الدراسة ارتكزت عمى بياف جريمتي الرشكة كالمحاباة لككنيا أكثر الجرائـ
شيكعا ،ناىيؾ عف حجـ الممفات المتعمقة بيذا النكع مف الجرائـ المطركحة أماـ الجيات القضائية
المختصة.
أما بالنسبة لمحدود الزمانية ،فالتحكالت كاإلصبلحات التي باشرىا المشرع الجزائرم في إطار مكاجية
التحديات التي تطرحيا الكضعية االقتصادية جعمت الدراسة ترتكز عمى تنظيـ الصفقات العمكمية الذم
يشكؿ أساس كمحكر ىذه الدراسة في إطار ىذه اإلصبلحات ،مع إمكانية الرجكع لمتنظيمات السابقة
الناظمة ليذا المجاؿ مع تكظيؼ جكانب المقارنة ببعض التشريعات المقارنة ذات الصمة بمجاؿ الصفقات
العمكمية كقكانيف مكافحة الفساد.
إشكالية الدراسة:
يسعى المشرع الجزائرم إلى تأميف مشركعية كفعالية النفقة العمكمية خبلؿ مرحمة إبراـ كتنفيذ
الصفقات العمكمية ،باإلضافة إلى تجريمو لمختمؼ األفعاؿ التي تمس بمبادئ الصفقة العمكمية بغية
تجسيد الحياد المطمكب كحماية االقتصاد الكطني مف الفساد ،كتأسيسا عمى ذلؾ فإف إشكالية الدراسة
تتمحكر في مدى فعالية اآلليات المقررة مف قبؿ المشرع وكفالتيا في ضماف موازنة بيف تحقيؽ النجاعة
في الصفقات العمومية وبيف الحد مف الفساد ؟
كيمكف أف تندرج تحت ىذه اإلشكالية الرئيسية األسئمة الفرعية التي نكجزىا فيما يأتي:
إلى أم مدل كفؽ المشرع في كضع نظاـ قانكني متميز يتجاكز إختبلالت النظاـ السابؽ ،كيؤمف
تحقيؽ النجاعة في إبراـ الصفقات العمكمية ؟
ما ىي أىـ الضكابط اإلجرائية التي تبناىا اإلصبلح الحالي لمصفقات نحك تأميف مسار الصفقات
العمكمية ؟
ما مدل فعالية سمطات القاضي اإلدارم في تأميف مشركعية الصفقات العمكمية ؟
ما مدل نجاعة السياسية الجنائية المنتيجة مف قبؿ المشرع في الحد مف أشكاؿ الفساد في مجاؿ
الصفقات العمكمية ؟ كما ىي أىـ اآلليات الكفيمة لتحقيؽ الردع في ارتكاب جرائـ الصفقات
العمكمية ؟
~ ~
الصفقات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي مقذمة:
منيج الدراسة:
اقتضى اإللماـ بكؿ ىذه األىمية كالسعي إلى تحقيقيا ،مف خبلؿ اإلجابة عف اإلشكالية ،االستعانة
بمناىج البحث العممي ،حيث تـ االعتماد عمى المنيج التحميمي قصد إجراء دراسة تحميمية لمضاميف
اإلطار الناظـ لمصفقات العمكمية ،كاإلطار القانكني المتعمؽ بقانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو كالربط
ف يما بينيا ،ألف فيـ عمؽ اإلصبلحات التي جاء بيا التنظيـ الحالي ال يتـ إال مف خبلؿ تفسير كتحميؿ
نصكص ىذا القانكف ،كالعمؿ تقييميا لمكقكؼ عمى مدل استدراؾ النقائص التي شابت التنظيـ السابؽ،
كمكاطف التمكف كاإلخفاؽ لئلصبلح الحالي لمصفقات العمكمية.
كما تـ االعتماد في بعض األحياف مف ىذه الدراسة عمى المنيج التاريخي ،باعتبار التعديبلت
المتعاقبة التي عرفتيا المنظكمة القانكنية لمصفقات العمكمية ،إلجراء المقارنة بيف مضاميف النصكص
الحالية كالسابقة قصد الكقكؼ عمى األسباب التي دعت لمتعديؿ كمدل نجاعتيا ،مستعينا في ذلؾ بالمنيج
المقارف عرضان في بعض جكانب الدراسة كفؽ ما تتبناه بعض التشريعات المقارنة لمكقكؼ عمى مدل
مسايرة المشرع لمتطكرات الحاصمة في المجاؿ المتعمؽ بيذه الدراسة كالسعي نحك إصبلح المنظكمة التي
تحكـ مجاؿ الصفقات العمكمية.
خطة الدراسة:
إليبلء مكضكع الدراسة حقو مف البحث كاف مف الضركرم إتباع خطة تتماشى كمكضكع الصفقات
العمكمية بيف الطابع اإلدارم كالطابع الجزائي ،حيث نستيؿ ىذا البحث بدراسة الضكابط التي تأمف
النجاعة في الصفقات العمكمية في الباب األكؿ ،الذم تـ التطرؽ ضمف الفصؿ األكؿ منو إلى تحديد
مفيكـ الصفقة العمكمية مقارنة ببعض التشريعات ،إلى جانب القكاعد التي تقكـ عمييا العبلقة التعاقدية،
بتحديد المراحؿ األكلى التي تضبط ميبلد الصفقة العمكمية باعتبارىا ضابطان أساسيا يضمف نجاعتيا كفؽ
آليات قانكنية تكفؿ تأميف شفافية إبراميا ،في حيف خصص الفصؿ الثاني لدراسة الضكابط التي تحكـ
مسار الصفقة العمكمية كفؽ كعاء إجرائي محكـ ،بتحديد القكاعد اإلجرائية التي تمر بيا العممية التعاقدية،
كاإلطار الرقابي المتعدد الذم يأمف سبلمة سيرىا.
أماـ الباب الثاني لمدراسة فقد خصص لدراسة نقاط التقاطع بيف القانكف اإلدارم كالجنائي ،الذم
يعكس الطبيعة المختمطة ل مصفقات العمكمية القائمة عمى مزيج مف القكانيف كىك ما ارتبط بالباب األكؿ،
حيث تناكؿ الفصؿ األكؿ دراسة الصفقات العمكمية في مجاؿ القانكف اإلدارم مبرزيف في ذلؾ الدكر الذم
يمعبو القضاء اإلدارم في تأميف تصرفات اإلدارة مف خبلؿ مجمؿ آليات تدخمو (استعجاال أك إلغاءا أك
تعكيضا) ،بينما خصص الفصؿ الثاني لدراسة الصفقة العمكمية في شقيا الجزائي ،بإبراز أىـ الجرائـ التي
تمس مجاؿ الصفقات العمكمية ،كأىـ األطراؼ الفاعمة في العبلقة اإلجرامية ،كبياف اآلليات التي تكفؿ
الحد منيا مف خبلؿ آليات البحث كالردع.
~ ~
الباب األوؿ:
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة
في الصفقات العمومية.
الباب األوؿ:
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية.
يكتسي مكضكع نظاـ الصفقات العمكمية أىمية بالغة القتصاديات الدكلة ،كالتي تنبع مف ككف
الصفقة العمكمية تعد أىـ القنكات التي تتحرؾ فييا األمكاؿ العامة ،كىي الطريقة المفضمة لدل الدكلة في
تفعيؿ السياسة التنمكية كلمتجسيد الميداني لمختمؼ المشاريع التنمكية عمى المستكييف المركزم كالمحمي،
كلف يتأتى ذلؾ إال مف إخضاع ىذه اآللية لضكابط قانكنية محكمة داخؿ قالب قانكني يضمف ذلؾ ،ثـ إف
فعالية األداء الحككمي في تجسيد ىذه البرامج 1أمر متكقؼ عمى مدل فعالية تسييرىا ليذه المشاريع في
إطار الصفقات العمكمية كمدل استجابتو لممتطمبات العامة.
كلما كاف لمصفقات العمكمية تمؾ العبلقة الكطيدة بالخزينة العمكمية ،كاف البد مف التعامؿ مع ىذا
اإلنفاؽ بنكع مف الحزـ مف خبلؿ إخضاع ىذه اآللية (الصفقات العمكمية) لنظاـ قانكني مستقؿ كضكابط
محددة تؤمف مردكديتيا كنجاعتيا ،في إطار نظاـ رقابي محكـ بيدؼ ترشيد النفقات العامة ،كتفاديا في
ذلؾ ألم خركقات أك تجاكزات مف شأنيا أف تمس بالماؿ العاـ كتنعكس سمبا عمى الكاقع االجتماعي
كاالقتصادم لمدكلة.
لذلؾ ككعيا بالرىاف االقتصادم كالمالي لمصفقات العمكمية كدكرىا في إشباع الحاجات العامة
لممجتمع ،باشر المشرع جممة مف اإلصبلحات لتنظيـ الصفقات العمكمية كاف آخرىا اإلصبلح الجديد
الناظـ لمصفقات العمكمية تحت رقـ 247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ
العاـ ،الذم يمثؿ ثمرة جيد سعى كرائيا المشرع عمى تثميف دكر الصفقات العمكمية كتأميف شفافيتيا،
كتدارؾ مختمؼ النقائص التي عرفتيا التنظيمات السابقة ،كذلؾ مف خبلؿ ضبط مسارىا كفؽ ضكابط
تأمف مراحؿ إبراميا بالشكؿ الذم يحقؽ األىداؼ المبتغاة مف كرائيا.
بناءا عمى ما سبؽ ستبيف ىذه الدراسة القكاعد العامة إلبراـ الصفقات العمكمية ،حيث سيبرز مف
خبلؿ الفصؿ األكؿ الكقكؼ عمى المرحمة التمييدية إلبراـ الصفقات العمكمية ،كأىـ الضكابط التي تأمف
شفافيتيا كحمايتيا باعتبارىا الحجر الزاكية نحك تأميف مشركعيتيا ،إلى جانب تحديد اآلليات المتبعة في
إبراميا كفؽ المستجدات التي تبناىا اإلصبلح الجديد لمصفقات العمكمية ،2كالكقكؼ عمى أىـ الضكابط
كالقكاعد اإلجرائية التي تحكـ مسارىا كتنفيذىا (الفصؿ الثاني).
-1عبد الحكيـ حطاطاش ،ىند زيتكني ،مدل مبلئمة نظاـ الصفقات العمكمية في الجزائر لتجسيد برامج االستثمارات العامة لمفترة ،2014 -2001
أبحاث المؤتمر الدكلي حكؿ تقييـ آثار برامج االستثمارات العامة كانعكاساتيا عمى التشغيؿ كاالستثمار كالنمك االقتصادم خبلؿ الفترة – 2001
،2014كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيؼ ،2013 ،ص .02
-2المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المؤرخ في ، 2015/09/16المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،ج ر ج ج عدد
( )50الصادرة بتاريخ .2015/09/20
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الفصؿ األوؿ:
القواعد التي تحكـ عممية إبراـ الصفقات العمومية.
تعتبر الصفقات العمكمية مف المكضكعات الميمة بالنسبة لمختمؼ الجيات اإلدارية أك المؤسسات
العمكمية التي تحكميا العديد مف الشركط المحددة مف طرؼ الدكلة ،مف أجؿ إعطائيا الشفافية الكاممة
كاإلطار القانكني المناسب ليا ،1لذلؾ فقد أكالىا المشرع الجزائرم أىمية خاصة ،كيبدك ذلؾ جميا مف
خبلؿ التعديبلت التي عرفتيا مختمؼ المراسيـ المنظمة لمجاؿ الصفقات العمكمية خبلؿ حقب زمنية
مختمفة كمتقاربة ،كىذا ما يعكس السعي الحثيث مف قبؿ السمطات العمكمية إلى إحداث التغيرات البلزمة
لممنظكمة التشريعية في ميداف الصفقات بشكؿ يستجيب لتحقيؽ األىداؼ المرجكة ،ضمف المحيط العاـ
الذم يتميز بتقمبات اقتصادية غير متكقعة أحيانا ،تستدعي المراجعة لمثؿ ىذه القكانيف ،2فمنذ االستقبلؿ
كالى يكمنا ىذا عرؼ مجاؿ الصفقات ،ستة ( )06نصكص قانكنية دكف احتساب التعديبلت الطارئة عمييا
خبلؼ فترة سريانيا ،تفاكتت في طبيعتيا القانكنية مف أمر إلى مرسكـ ثـ إلى مرسكـ تنفيذم إلى أف
استقر تنظيميا بمكجب مراسيـ رئاسية ،كاألمر الذم ال شؾ فيو أف المشرع كمما استحدث تنظيمان في ىذا
المجاؿ إال كضمنو جممة مف المفاىيـ كاألحكاـ ،كىي كضعية ال تصعب ميمة المسير في ىذا المجاؿ
فقط كال المتعامميف فيو فحسب ،كانما لكؿ مف لو عبلقة بمجاؿ إبراـ كتنفيذ الصفقات مف ىيئات رقابية
قبمية كبعدية كبؿ كحتى الجيات القضائية ،لذلؾ يمكف فيـ ىذا اإلطار القانكني إال مف خبلؿ فيـ كادراؾ
لمجمؿ األحكاـ التي تضمنيا تنظيـ الصفقات العمكمية مف خبلؿ الكقكؼ عمى المعنى الدقيؽ ليذا
المصطمح بكؿ ما يحممو مف معاني كالكقكؼ عمى أىـ مرحمة التي تعد النقطة األساسية نحك تأميف
نجاعتيا (المبحث األكؿ).
كطالما أف الصفقات العمكمية تعد أىـ قناة تصرؼ مف خبلليا األمكاؿ العامة ،كنظ ار لعبلقتيا
المباشرة بالميزانية العامة لمدكلة ،فإنو لمف المنطقي أف يخضع المشرع إبراـ ىذا النكع مف العقكد لجممة
مف الضكابط كاآلليات إلبراميا يستيدؼ مف خبلليا كضع المصمحة المتعاقدة أماـ إطار قانكني محدد
لمتعاقد عمى النحك الذم يكفؿ أكبر قدر مف الشفافية كالفعالية في إبراـ الصفقات العمكمية ،كذلؾ بجعمو
طمب العركض القاعدة العامة في اإلبراـ كاعتماده ألسمكب التراضي كفؽ ضكابط كحاالت جاء تحديدىا
كتنظيميا مسبقا مف طرؼ المشرع ،كىك ما يتـ تكضيحو تبعا ضمف (المبحث الثاني).
-1فيصؿ نسيغة ،النظاـ القانكني لمصف قات العمكمية كآليات حمايتيا ،مجمة االجتياد القضائي ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد
خيضر ،بسكرة ،العدد الخامس ،سبتمبر ،2009ص .110
-2العياشي لكنيسي ،الفركقات الجكىرية الكاردة بيف القانكف السابؽ كالقانكف الجديد لمصفقات العمكمية ،يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات
العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،في ،2015/12/17ص .07
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المبحث األوؿ:
ضبط المرحمة التمييدية إلبراـ الصفقات العمومية.
تمر عممية إبراـ الصفقات العمكمية بمراحؿ عدة قبؿ أف تتخذ صيغتيا النيائية ،إذ كثي ار ما تنطمؽ
مف فكرة لتصبح فيما بعد مشركعا يتطمب كضعو في يد مختصيف في المجاؿ ليتحدد لنا فيما بعد نكع
الصفقة المزمع إبراميا ،كبحكـ أف الصفقات العمكمية تكتسي أىمية بالغة في االقتصاد الكطني ،تعيف
عمينا بداية بياف مفيكميا كتشخيصيا كفقا لمستجدات المرسكـ الرئاسي ( 247/15المطمب األكؿ) ،إلى
جانب بياف أىـ مرحمة كالتي تشكؿ منطمقا نحك تأميف نجاعة كمشركعية الصفقات العمكمية كالمتمثمة في
ضبط المرحمة التي تسبؽ عممية إبراـ الصفقات (المطمب الثاني).
المطمب األوؿ:
اإلطار المفاىيمي لمصفقات العمومية.
خضع نظاـ الصفقات العمكمية في الجزائر في الفترة ما بعد االستقبلؿ لعدة تشريعات كتنظيمات
مختمفة ،بؿ أكثر مف ذلؾ فقد اختمفت ىذه األخيرة مف حيث مضمكنيا كتفاكتت مف حيث درجتيا
القانكنية ،كىذا نظ ار لمظركؼ كالمعطيات االقتصادية كالسياسية التي ميزت كؿ مرحمة ،كىك يدفعنا بالبحث
كالكقكؼ عف مدلكؿ ىذا النكع مف العقكد (الفرع األكؿ) ،كبياف أىـ المعايير األساسية التي ترتكز عمييا
عممية تحديد طبيعة الصفقة (الفرع الثاني).
الفرع األوؿ:
دراسة في مفيوـ الصفقات العمومية.
جاء مفيكـ الصفقات العمكمة متباينا في ظؿ التنظيمات المتعاقبة التي نظمت ىذا المجاؿ ،آخرىا
المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15كالذم يمثؿ عصارة جيد اقتضتو الضركرة ،لسد مختمؼ النقائص التي
عرفيا التطبيؽ السابؽ لتنظيـ الصفقات العمكمية ،كبناءا عمى ىذا سيتـ الكقكؼ ضمف ىذا الفرع حكؿ
تحديد مدلكؿ الصفقات العمكمية ،كأىـ ما جاء بو المشرع في ىذا الصدد ،مع عرض لبعض التشريعات
المقارنة في تحديدىا لمفيكـ الصفقات العمكمية.
الصفقات ىي :جمع صفقة كيقاؿ صفؽ رأسو يصفقو صفقا :ضربو ،كصفؽ عينو كذلؾ ،أم ردىا
كغمضيا ،كصفقو بالسيؼ إذا ضربو ،كيقاؿ :ربحت صفقتؾ ،لمشراء ،كصفقة رابحة أك خاسرة ،1كيقاؿ
أيضا :صفؽ :الصفؽ :كىك الضرب الذم يسمع لو صكت ،ككذلؾ التصفيؽ :كيقاؿ :صفؽ بيديو كصفح
سكاء.
-1جماؿ الديف أبي الفضؿ محمد بف مكرـ ابف منظكر ،لساف العرب ،ج ،10دار الكتب العممية ،ط ،2لبناف ،2009 ،ص .240
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ُّ
البات البلزـ ال خيار فيو ،3كيقاؿ تصافؽ القكـ أم ىي العقد نفسو ،أك ىي البيع ذاتو ،كىي العقد
تبايعكا ،كيقصد بيا نقؿ السمع أك الخدمات مف شخص آلخر ،كما يتضمف المفيكـ أيضا صيغة تجارية
بحثو احتكرتيا المغة االقتصادية كتداكلتيا كمصطمح خاص بعالـ الماؿ كاألعماؿ ،ذلؾ أنيا عندما تتعمؽ
بالدفع تسمى صفقة نقدية ،بينما أذا تأجؿ الدفع تسمى صفقة إئتمانية.4
تداكلت مصطمح " الصفقة " العديد مف كتب المذاىب الفقيية ،حيث جاء ىذا المفظ في المذىب
المالكي في قكلو " أال يككف الفساد في اإلقالة إال بإضافتيا في الصفقة األكلى " ،بينما في المذىب
الشافعي قاؿ صاحب كتاب منيج الطبلب "كتتعدد الشفعة بتعدد الصفقة " ،فقد جاءت عبارة الصفقة في
كتب الفقو اإلسبلمي متداكلة عمى كجو اإلطبلؽ العاـ لمفظ (الصفقة) كالمراد عندىـ مف كرائيا كؿ عقد،
كال شؾ أف ىذا المعنى غير مراد ىنا ،كانما يراد لكنا خاصا مف العقكد ينطبؽ عميو كصؼ الصفقة.5
أجمع الفقو اإلدارم عمى أف نظرية العقد اإلدارم ،ىي نظرية قضائية المنشأ أرسى مبادئيا كأحكاميا
القضاء اإلدارم الفرنسي عمى غرار باقي أغمب نظريات القانكف اإلدارم ،كلـ يتدخؿ المشرع بداية في
ضبط النظاـ القانكني ليذه العقكد ،6كرغـ الطابع القضائي لنظرية العقد اإلدارم ،إال أف دكر الفقو يظؿ
بار از في كؿ الدكؿ ،كاذا كاف العقد اإلدارم يمتقي مع العقد المدني باعتبار أف كؿ منيما يعبر عف تكافؽ
-1قامكس كمعجـ المعاني ،عربي عربي ،المكقع اإللكتركني ،http://www.almaany.comتاريخ اإلطبلع ،2016/05/12 :عمى الساعة
.18:02
-2أحمد مختار عمر ،معجـ المغة العربية المعاصرة ،ط ،1المجمد األكؿ ،عبل لمكتب كالنشر كالتكزيع ،القاىرة ،2008 ،ص .1305
-3نزيو حماد ،معجـ المصطمحات المالية كاالقتصادية في لغة الفقياء ،ط ،1دار القمـ ،دمشؽ ،2008 ،ص .279
-4فاركؽ حجي مصطفي ،مفيكـ الصفقة في لغة الشرع كالسياسة ،مكقع األكاف ، http://www.alawan.org/article3226.html :تاريخ
اإلطبلع يكـ االثنيف 2016/05/12عمى الساعة . 18:02
-5محمد شريط ،عقكد الصفقات العامة في ضكء أحكاـ الشريعة اإلسبلمية كالتشريعات الجزائرية ،أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ
اإلسبلمية ،تخصص شريعة كقانكف ،كمية العمكـ اإلسبلمية ،جامعة الجزائر ( ،2017/2016 ،)1ص .10
-6
عبلء الديف عشي ،مدخؿ القانكف اإلدارم ،دار اليدل ،عيف مميمة ،الجزائر ،2012 ،ص ،ص .293
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
إرادتيف أك أكثر بقصد إحداث أثر قانكني مترتب عف العقد ،إال أف تمييز العقد اإلدارم عف العقد المدني
يظؿ كاضحا في كثير مف الجكانب كاألجزاء ،كىك ما تكلى الفقو اإلدارم تكضيحو كتحميمو ،فقد اعتبر
األستاذ سميماف الطماكم العقد اإلدارم عمى أنو "ذلؾ العقد الذم يبرمو شخص معنكم عاـ ،بقصد تسيير
مرفؽ عاـ أك تنظيمو ،كتظير فيو نية اإلدارة في األخذ بأحكاـ القانكف العاـ ،كآية ذلؾ أف يتضمف العقد
شركطا استثنائية كغير مألكفة في القانكف الخاص ،كأف يخكؿ المتعاقد مع اإلدارة االشتراؾ مباشرة في
تسيير المرفؽ العاـ" ،1كبذلؾ يرتبط العقد اإلدارم ارتباطا كثيقا بفكرة المرفؽ العاـ نظ ار لتضمينو شركطا
استثنائية غير مألكفة ،أما الفقيو الفرنسي ديمكبادر L’aubaderفقد عرف الصفقات العمكمية بأنيا " تمؾ
العقكد التي بمقتضاىا يمتزـ المتعاقد القياـ بأعماؿ لفائدة اإلدارة العمكمية مقابؿ ثمف محدد " ،2إال أف ما
يأخذ عمى ىذا التعريؼ أنو أغفؿ تحديد مجاالت الصفقة العمكمية المتمثمة في األشغاؿ كالتكريدات
كالخدمات ،الدراسات ،بينما عرفيا البعض اآلخر عمى أنيا "ذلؾ العقد المكتكب المبرـ عمى سبيؿ
المعاكضة ،مف طرؼ سمطة متعاقدة مف أجؿ االستجابة إلى احتياجاتيا في مجاؿ األشغاؿ كالمكازـ أك
الخدمات ".3
ثالثا :تحديد الصفقة في التشريع الوضعي.
غالبا ما نجد أف المشرع ال يعنى بكضع التعاريؼ ،غير أف جانب مف الفقو يرجع حرص المشرع
عمى تعريؼ الصفقة العمكمية ألسباب عديدة ،مف بينيا خضكع عقكد الصفقات العمكمية إلطار رقابي
خاص كضكابط إجرائية في غاية مف التعقيد ،فضبل عمى أنيا تخكؿ لجية اإلدارة ممارسة جممة مف
االمتيازات كالسمطات االستثنائية غير المألكفة في عقكد القانكف الخاص ،لذا كجب إعطاء تعريؼ ليا
لتمييزىا عف باقي العقكد األخرل ،كالتي ال يشمميا غطاء مالي يماثؿ ما ىك معمكؿ بو في مجاؿ
الصفقات العمكمية.4
لذلؾ سيتـ عرض مدلكؿ الصفقات العمكمية كفقا لمزاكية القانكنية ،إلى جانب عرض كؿ مف مدلكليا
الفقيي كالقضائي ،فضبل عف تحديد مقصكدىا في ظؿ القانكف المقارف.
-1
مفتاح خميفة عبد الحميد ،حمد محمد حمد الشمماني ،العقكد اإلدارية كأحكاـ إبراميا ،دار المطبكعات الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر ،2008 ،ص
.15
-2جميمة حميدة ،مفيكـ الصفقات العمكمية بيف الطبيعة التعاقدية كالقيكد التشريعية ،الممتقى الكطني حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية
الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ ،2013/05/20ص .02
-3عبد الكريـ تبكف ،الحماية الجنائية لمماؿ العاـ في مجاؿ الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة) ،أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه عمكـ ،تخصص قانكف
عاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تممساف ،الجزائر ،2018/2017 ،ص .14
-4
عبلء الديف عشي ،المرجع السابؽ ،ص .293
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
لقد مر قانكف الصفقات العمكمية في الجزائر بعدة تغييرات ،تجاذبتيا إديكلكجيات كتكجيات سياسية
كاجتماعية كقانكنية ،فضبل عف ذلؾ االرتباط القائـ بيف الصفقات العمكمية كالمجاؿ االقتصادم كالمحددة
أساسا باالتفاؽ العاـ ،كصكال لما أقره المشرع الجزائرم مف إصبلحات في ىذا المجاؿ باستحداثو لئلطار
القانكني الناظـ لمجاؿ الصفقات العمكمية كالمكسكـ بالمرسكـ الرئاسي رقـ 247/15المؤرخ في
2015/09/16المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ الذم يمثؿ عصارة مراحؿ
زمنية مختمفة مر بيا تنظيـ الصفقات العمكمية في الجزائر ،كالذم حددت المادة 02منو المقصكد
بالصفقات العمكمية بأنيا "عقكد مكتكبة في مفيكـ التشريع المعمكؿ بو ،تبرـ بمقابؿ مع متعامميف
اقتصادييف كفؽ الشركط المنصكص عمييا في ىذا المرسكـ ،لتمبية حاجات المصمحة المتعاقدة في مجاؿ
األشغاؿ كالمكازـ كالخدمات كالدراسات" ،1كبالتالي فالصفقة العمكمية ،ىي كأم عقد آخر تنشأ مف تبلقي
إرادتيف ،اإلدارة التي تتصرؼ باعتبارىا سمطة متعاقدة ،كالمتعامؿ االقتصادم الذم قد يككف مقاكال أك
مكرد أك مزكدا بخدمات معينة استجابة لشركط كحاجيات الييئة الراعية لمصفقة.2
خبلفان لما كاف عميو الحاؿ فقد احتكل ىذا التعريؼ عمى بعض المصطمحات المغايرة ،كالتي لـ ترد
في التنظيمات السابقة لصدكر المرسكـ الرئاسي ،247/15كقكؿ المشرع "تبرـ بمقابؿ" كىي عبارة جاء
بيا المشرع في ظؿ المرسكـ الجديد ،كيقصد بيذه العبارة المقابؿ المالي الذم تدفعو المصمحة المتعاقدة
لممتعامؿ المتعاقد معيا كفؽ آليات خاصة حددىا القانكف ،كما عمؿ المشرع الجزائرم عمى تغيير مصطمح
المتعامؿ المتعاقد بالمتعامؿ االقتصادم.3
كلقد أضاؼ المشرع كألكؿ مرة في المرسكـ الرئاسي 247/15عبارة "الحاجات" ،كىي ذات العبارة
التي أكردىا المشرع الفرنسي في تحديده لمفيكـ الصفقة العمكمية مف خبلؿ أحكاـ المادة 04مف تقنيف
الصفقات العمكمية رقـ 899/2015المؤرخ في ،2015/07/23كالتي ترل األستاذةMarian UBAUB-
BERGERONبشأن يا ،بأف تضميف ىذه العبارة في التعريؼ ييدؼ إلى تمييز الصفقة العمكمية عف عقد
االمتياز الذم ييدؼ إلى تحقيؽ حاجيات المنتفعيف ،في حيف تيدؼ الصفقة العمكمية إلى تحقيؽ حاجات
المصمحة المتعاقدة ،كاف االختبلؼ في محؿ العقديف ىك االختبلؼ الرئيسي ،كىك ما ينتج عنو االختبلؼ
في كيفية دفع المقابؿ المالي.4
-1
المادة 02مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
2
- Stéphane BRACONNIER, Précis du droit des marchés publics, 3éme édition, le Moniteur, Paris, 2010, p 61.
-3
بدرة لعكر ،اإلطار المفاىيمي لمصفقات العم كمية في التشريع الجزائرم ،يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ
العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2015 ،ص .06
4
- Marian UBAUB-BERGERON, Droit des contrats administratifs, Lexis Nexis, France , 2015, p 135.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كتشمؿ فكرة الحاجة كؿ حالة تككف فييا المصمحة المتعاقدة ىي المبادرة بإبراـ عقد الصفقة ،كالتي
تكمؼ متعامبل بانجازه بمقابؿ مالي ،ما ينتج عنو إخراج مف دائرة الصفقات العمكمية كؿ العقكد التي ال
تستجيب لعنصر إشباع الحاجات.1
بتفحص مجمؿ التنظيمات السابقة لمصفقات ،نبلحظ ذلؾ االختبلؼ بيف األطر القانكنية الناظمة
لمجاؿ الصفقات العمكمية التي تميزت بكثرت تعديبلتيا ،كتغييراتيا استحداثا كالغاءا أك تعديبل ،مترابطة
ببعضيا البعض األمر الذم يدفعنا لمبحث عف مدل دستكرية ىذه التعديبلت ،حيث نجد اإلطار الناظـ
لمجاؿ الصفقات العمكمية ينتمي تارة لمتشريع كتارة أخرل إلى التنظيـ ،فمف أمر إلى مرسكـ فإلى مرسكـ
رئاسي طبقا لما ىك معمكؿ بو حاليا.
بالرجكع إلى أحكاـ المرسكـ رقـ 145/82المتعمؽ بالصفقات التي يبرميا المتعامؿ العمكمي 2يبلحظ
أف المادة 162منو جاءت معمنة عف إلغاء العديد مف األحكاـ التي نظمتيا أحكاـ األمر رقـ 90/67
المتضمف قانكف الصفقات العمكمية ،3كىي ذات المبلحظة التي تسجؿ عف أحكاـ المادة 155مف
المرسكـ التنفيذم رقـ 4434/91التي جاءت أحكاميا ىي األخرل معمنة عف إعداـ العديد مف أحكاـ
األمر ،90/67مما يدفعنا إلى التساؤؿ عف تعديؿ أحكاـ األمر 90/67بمكجب مرسكـ تنفيذم ،إذ كيؼ
يمكف لمرسكـ كىك يحتؿ درجة أقؿ في ىرـ النصكص القانكنية مف األمر أف يعمؿ عمى إلغاء بعض
األحكاـ مف األمر 90/67كالذم ال يماثمو مف حيث الدرجة القانكنية ،كىك ما يمثؿ اعتداء عمى قاعدة
تكازم األشكاؿ.
فمف المسمـ بو في القكاعد العامة أف تعديؿ أك إلغاء أم قانكف ال يتـ إال بمكجب نص قانكني يماثمو
مف حيث الدرجة القانكنية طبقا لقاعدة تكازم األشكاؿ ،كىك ما يفرض حتمية اإلقرار بعدـ دستكرية ىذه
التنظيمات.5
-1أكركـ ميرياـ ،المفيكـ الجديد لمصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ،247/15المؤرخ في 16سبتمبر 2015المتضمف قانكف الصفقات
العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15
كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19-18أكتكبر ،2016ص .04
-2المرسكـ رقـ ،145/82المؤرخ في ، 1982/04/10المنظـ لمصفقات التي يبرميا المتعامؿ العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( ،)15الصادرة بتاريخ
( 1982/04/13الممغى)
-3األمر رقـ 90/67المؤرخ في ،1967/06/17المتعمؽ بقانكف الصفقات العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( ،)52الصادرة بتاريخ 1967/06/27
(الممغى).
-4المرسكـ التنفيذم رقـ ،434/91المؤرخ في ،1991/11/09المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( ،)57الصادرة بتاريخ
( 1991/11/13الممغى).
-5رياض لكز ،دراسة التعديبلت المتعمقة بالصفقات العمكمية (المرسكـ الرئاسي رقـ 250/02المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية) ،مذكرة لنيؿ
شيادة الماجستير في القانكف ،فرع الدكلة كالمؤسسات العمكمية ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر يكسؼ بف خدة ،2007/2003 ،ص .12
-عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية كفؽ المرسكـ الرئاسي ،236/10المؤرخ في 07أكتكبر 2010المعدؿ المتمـ كالنصكص
التطبيقية لو ،ط ،4جسكر لمنشر كالتكزيع ،الجزائر ،2014 ،ص .20
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ثـ إف ىذا التغيير في األطر القانكنية الناظمة لمصفقات العمكمية ،يحمؿ مدلكالت عميقة متعمقة
بالصراعات المرتبطة بالتحكـ في ىذا المجاؿ ،حيث برر البعض المجكء إلى التشريع لتنظيـ ىذا المجاؿ
كالحمكؿ دكف تعريض النص إلى عبث السمطة التنفيذية التي تتدخؿ في حالة ما إذا أككمت الصفقات
العمكمية إلى التنظيـ ،األمر الذم يسمح ليا بتغيير قكاعد المعبة خدمة لمصالح دفينة حتى كاف تحججت
في ذلؾ بخدمة الصالح العاـ ،كىك ما يجعؿ التشريع دعامة أساسية لمثبات كخمؽ الثقة لدل المتعامميف
عمى المستكييف الكطني كالدكلي ،ألنو ال يمكف أف ننتظر مف المؤسسات األجنبية أف تطمئف إلى نظاـ
يقع تحت رحمة التنظ يـ ،بينما قد يبرر المجكء إلى التنظيـ نظ ار لمركنتو كتفاعمو مع المتغيرات المستجدات
التي قد تط أر سكاء عمى المستكل الداخمي أك الخارجي ،كىي الصفة التي ال يمتمكيا التشريع نظ ار لثقمو
كارتباطو الشديد بالجكانب الشكمية ،1إال أف إسناد مجاؿ الصفقات العمكمية لمتنظيمات أمر ال يعقؿ فكيؼ
لئلدارة أف تقكـ بالتشريع لنفسيا خاصة في مجاؿ كمجاؿ الصفقات العمكمية ،فمماذا ال يعيد تنظيـ ىذا
المجاؿ لمسمطة التشريعية بينما تتكلى السمطة التنفيذية بياف المسائؿ التفصيمية كالتقنية ليذا المجاؿ.
تناكلت التشريعات المقارنة ىي األخرل تحديد مفيكـ الصفقة العمكمية في ظؿ التشريعات الناظمة
لمجاؿ الصفقات العمكمية ،فإلى جانب المشرع الجزائرم الذم عمؿ عمى تحديد مفيكـ الصفقات العمكمية
في مختمؼ التنظيمات المتعاقبة التي تحكـ مجاؿ الصفقات العمكمية ،فقد تناكؿ كؿ مف المشرع
الفرنسي ،التكنسي كالمغربي تحديد مفيكميا كمعاييرىا طبقا لمتشريعات التي تحكـ مجاؿ تسيير الصفقات
العمكمية ،كالتي نبرزىا كفؽ ما يمي:
-1عبد العزيز شرابي ،فريد خبلطك ،الكقاية مف الفساد في الصفقات العمكمية مساىمة مف أجؿ تجاكز بعض العقبات العالقة ،مجمة العمكـ
اإلنسانية ،مجمة دكرية تصدر عف جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد الرابع كالثبلثكف ،مارس ،2014ص .118
2
- Art 1er du Décret n° 2001-210 du 7 mars 2001 portant code des marchés publics, JORF n°57 du 8 mars 2001,
publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
حاجيات المشتريف في مجاؿ األشغاؿ كالمكازـ كالخدمات " ،1كىك االتجاه الذم تبناه المشرع الجزائرم
بتأكيده عمى فكرة المعاكضة ضمف أحكاـ المادة 02مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15بقكليا "الصفقات
العمكمية عقكد مكتكبة في مفيكـ التشريع المعمكؿ بو ،تبرـ بمقابؿ مع متعامميف اقتصادييف كفؽ الشركط
المنصكص عمييا في ىذا المرسكـ ،لتمبية حاجات المصمحة المتعاقدة في مجاؿ األشغاؿ كالمكازـ
كالخدمات كالدراسات".
تضمف الباب الثاني مف األمر 1039المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية 2تعريفا لمصفقات العمكمية
تحت عنكاف مجاؿ التطبيؽ كالمبادئ العامة بقكلو بأنيا " عقكد كتابية تبرـ مف قبؿ المشتريف العمكمييف
بمقابؿ قصد إنجاز طمبات عمكمية ،تعتبر طمبات عمكمية إنجاز أشغاؿ أك التزكد بمكاد أك إسداء خدمات
أك إعداد دراسات ،كيعتبر مشتريا عمكميا في معنى ىذا األمر الدكلة كالجماعات المحمية كالمؤسسات
العمكمية كالمؤسسات العمكمية التي ال تكتسي صبغة إدارية كالمنشآت العمكمية ".
يتضح بناء عمى النص أف المشرع التكنسي قد عمؿ عمى تحديد الصفقة العمكمية بناء المعايير
المعركفة ،كالمرتكز عمييا في تحديد الصفقة العمكمية ،كالمتمثمة في المعيار العضكم مف خبلؿ تحديد
أطراؼ الصفقة ( صاحب الصفقة سكاء كاف عمكمي أك خاص ك المشترم العمكمي) ،المعيار
المكضكعي المتمثؿ في إنجاز أشغاؿ أك التزكد بمكاد أك إسداء خدمات أك إعداد دراسات ،إلى جانب
التأكيد عمى الشكمية مف خبلؿ النص عمى أنيا عقكد مكتكبة.
نصت المادة 04مف التشريع المغربي المتعمؽ بالصفقات العمكمية بأف الصفقة العمكمية ىي " عقكد
بعكض تبرـ بيف صاحب مشركع مف جية ،كشخص ذاتي أك اعتبارم مف جية أخرل ،يدعى مقاكال أك
مكردا أك خدماتيان ،كتيدؼ إلى تنفيذ أشغاؿ أك تسميـ تكريدات أك القياـ بخدمات ،3"...بينما أكدت المادة
13الفقرة (أ) عمى طابع الكتابة في عقكد الصفقات العمكمية بقكليا " الصفقات عقكد مكتكبة تتضمف
1
- Art de Ordonnance n° 2015-899 du 23 juillet 2015 relative aux marchés publics, JORF n°0169 du 24 juillet
publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.
- " Les marchés sont les contrats conclus à titre onéreux par un ou plusieurs acheteurs soumis à la présente
ordonnance avec un ou plusieurs opérateurs économiques, pour répondre à leurs besoins en matière de
travaux, de fournitures ou de services".
-2أمر عدد ،1039المؤرخ في ،2014/03/13المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية التكنسي ،الرائد الرسمي ،عدد ( ،)22الصادر بتاريخ
.2014/03/18
-3المادة 04مف مرسكـ رقـ ،2/12/349صادر في ،2013/03/20المتعمؽ بالصفقات العمكمية في المغرب ،الجريدة الرسمية ،عدد (،)6140
الصادرة بتاريخ .2013/04/04
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
دفاتر تحمبلت تحدد شركط إبراميا كتنفيذىا ،تتألؼ دفاتر التحمبلت مف دفاتر الشركط اإلدارية العامة
كدفاتر الشركط المشتركة كدفاتر الشركط الخاصة.1"...
عمى غرار المشرع الجزائرم كالتكنسي ،فإف المشرع المغربي ىك اآلخر استند عمى ذات المعايير
التقميدية لتحديد مفيكـ الصفقة العمكمية (المعيار الشكمي كالمكضكعي كالعضكم) ،مف خبلؿ النص عمى
أنيا عقد ،إلى جانب التأكيد عمى الشكمية بككنيا عقدا مكتكب ،فضبل إلى ككنيا تبرـ بعكض ،كالتركيز
عمى الغاية مف كراء إبراميا كالمتمثمة في تنفيذ أشغاؿ أك تسميـ تكريدات أك القياـ بخدمات ،إلى جانب
ذلؾ فقد كاف المشرع المغربي أكثر كضكحا في تحديده لممعيار العضكم مف خبلؿ بني قائمة مف
المؤسسات الخاضعة ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية.2
إف القضاء اإلدارم كىك يفصؿ في بعض المنازعات ،كاف كاف ممزـ بالتعريؼ الكارد في التشريع
كالمتعمؽ بالصفقات العمكمية كأف ال يخرج عنو ،إال أف الكظيفة الطبيعية لمقضاء تفرض عميو إعطاء
تفسير كتحميؿ ليذا التعريؼ إف كاف ينطكم عمى مصطمحات كمفاىيـ غامضة كمحاكلة ربطو بالكاقع
محؿ الدعكل ،كمف ىنا كجب عمينا تتبع اجتيادات القضاء كاضافاتو في ىذا المجاؿ ،كقد ذىب مجمس
الدكلة الجزائرم في تحديده لمصفقات العمكمية بقكلو "..كحيث أنو تعرؼ الصفقة العمكمية ،بأنيا عقد
يربط الدكلة بالخكاص حكؿ مقاكلة أك إنجاز مشركع أك أداء خدمات ،3"..كمف خبلؿ ىذا التعريؼ يمكننا
أف نسجؿ بعض المبلحظات نكجزىا فيما يمي:
يبدكا أف مجمس الدكلة قد حصر مفيكـ الصفقة العمكمية ،عمى أنيا رباط عقدم يجمع الدكلة بأحد
الخكاص ،في حيف أف العقد اإلدارم أك الصفقة العمكمية يمكف أف تجمع طرفا آخر غير الدكلة ممثبل في
الكالية أك البمدية أك المؤسسة اإلدارية ،4خاصة كأف القكانيف الجارم بيا العمؿ تعترؼ ليذه الييئات بحؽ
التقاضي كعمى رأسيا القانكف المدني ،كقانكف البمدية ،ك قانكف الكالية لسنة ،52012إلى جانب تنظيمات
أخرل كثيرة ،إلى جانب ذلؾ فقد اعتبر الصفقة العمكمية عمى أنيا عقد يجمع بيف الدكلة كأحد الخكاص
في حيف أف الصفقة العمكمية قد تبرـ بيف ىيئتيف عمكميتيف كمع ذلؾ تظؿ تحتفظ بطابعيا المميز ككنيا
صفقة عمكمية.1
لـ يكؿ التعريؼ القضائي أم أىمية لعنصر الشكؿ كأف يشير مثبل بأف الصفقة العمكمية تبرـ كفقا
لؤلشكاؿ ك اإلجراءات المحددة قانكنا رغـ تأكيد المشرع عمى ىذا الجانب.2
استعمؿ التعريؼ مصطمح "المقاكلة" بقكلو "...حكؿ مقاكلة أك إنجاز مشركع "..ككاف حريا بمجمس
الدكلة عمى أف ال يستعمؿ ىذا المصطمح ذك المفيكـ المدني ،كيستعمؿ عكضا عنو مصطمح "األشغاؿ
العامة" تماشيا مع تنظيـ الصفقات العمكمية ،كأف يقتصر عمى ذكر عبارة إنجاز أك تنفيذ أشغاؿ لينصرؼ
المفيكـ لعقد األشغاؿ العامة ،كالذم ىك عقد إدارم كال ينصرؼ لعقد المقاكلة ،كىك عقد مدني لما لمعقديف
مف اختبلؼ كبير كجكىرم سكاء عمى مستكل طرؽ كاجراءات اإلبراـ أك عمى مستكل سمطات اإلدارة
كامتيازاتيا أك رقابة تنفيذ العقد كطرؽ إنيائو..
الفرع الثاني:
تحديد المعايير التنظيمية في الصفقات العمومية.
لما كانت الصفقات العمكمية أحد أىـ العقكد اإلدارية ،كنظ ار ألىميتيا كالدكر الذم تمعبو في إنعاش
االقتصاد الكطني ،كالتأثير عمى النفقات العامة كالنيكض بالتنمية الشاممة لمدكلة ،فقد خصيا المشرع
بتقنية عمؿ مميزة تجسدت في النشاط التعاقدم لئلدارة ،محددا ليا في ذلؾ كؿ العناصر كالمعالـ التي
أكدت عمييا أحكاـ التنظيمات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،3ىذا ك مف خبلؿ التعاريؼ السابقة لمصفقات
العمكمية ف قد درج المشرع عمى تحديد معايير تمييزىا كخاصية ينفرد بيا عقد الصفقة العمكمية كالتي تمكف
مف تحديد طبيعتو ،كالتي نعمؿ في البحث فييا مع الكقكؼ مع أىـ المستجدات التي حمميا اإلصبلح
الجديد الناظـ لمصفقات العمكمية في ىذا الشأف كىك ما يتـ تكضيحو تبعا لما يمي:
عمؿ المشرع مف خبلؿ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية عمى بيناف األشخاص المعنكية العامة التي
تككف طرفا في الصفقة العمكمية ،كالتي تعد رابطة قانكنية تجمع بيف شخص معنكم عاـ" المصمحة
المتعاقدة " ،كشخص أك عدة أشخاص كفقا لما اصطمح عميو تنظيـ الصفقات العمكمية "بالمتعامؿ
االقتصادم" كطرؼ في العبلقة التعاقدية كالذم غالبا ما يككف شخصا مف أشخاص القانكف الخاص ،كقد
يككف ىذا األخير طبيعيا أك معنكيا ،كطنيا أك أجنبيا يتفقاف عمى تنفيذ عممية محددة.
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .40
-2المادة 02مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .44
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
بينت أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15األشخاص المعنكية العامة التي تككف طرفا في عقد
الصفقة العمكمية ،كتشمؿ طبقا ألحكاـ المادة 06مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15كؿ مف " الدكلة،
الجماعات اإلقميمية ،المؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم ،المؤسسات العمكمية الخاضعة لمتشريع
الذم يحكـ النشاط التجارم عندما تكمؼ بإنجاز عممية ممكلة كميا أك جزئيا ،بمساىمة مؤقتة أك نيائية مف
الدكلة أك الجماعات اإلقميمية" ،بينما نجد أف المشرع الفرنسي كمف خبلؿ أحكاـ المادة 10مف تقنيف
الصفقات العمكمية الفرنسي رقـ 899/2015قد عمؿ عمى استبعاد المؤسسات العمكمية ذات الطابع
الصناعي كالتجارم مف الخضكع ألحكاـ تقنيف الصفقات العمكمية.
-/1الدولة:
تشمؿ اإلدارات المركزية كالمحمية غير أنيا تأخذ مفيكـ الدكلة بمعناىا الضيؽ في الصفقات
العمكمية ،كىك ما يتمثؿ أساسا في أجيزتيا كاداراتيا العمكمية كمصالح رئاسة الجميكرية ،كالك ازرة األكلى
كالك ازرات المختمفة كالمصالح الخارجية لمك ازرات المتمثمة في المديريات التنفيذية عمى مستكل الكالية ،خبلفا
لمتنظيـ السابؽ الذم أكرد مصطمح "اإلدارات العمكمية" ،التي يتسـ باإلطبلؽ كالشمكلية لكؿ أشخاص
القانكف اإلدارم المركزية كالبلمركزية.
يعتبر الكزير رئيسا إلدارة الك ازرة كىك بيذه الصفة يمارس نشاطا إداريا كاسعا ،كىك الممثؿ القانكني
لمدكلة التي يبرـ باسميا العقكد طبقا لممادة 04مف المرسكـ الرئاسي 247/15التي أفادت بقكليا " ال
تصح الصفقات كال تككف نيائية إال إذا كافقت عمييا السمطة المختصة المذككرة أدناه..الكزير ."..
-/2الجماعات اإلقميمية:
يقصد بيا كحدات اإلدارة المحمية كالتي تسمى بالبلمركزية اإلقميمية أك اإلدارة المحمية أك المجمكعات
المحمية ،كالمتمثمة أساسا طبقا لممادة 16مف الدستكر في كؿ مف الكالية كالبمدية 1ككجكدىا يعد مف
بديييات قياـ ىذه الجماعات:
أ -/الوالية:
تعد الكالية حمقة كصؿ بيف المصالح المحمية كالمصالح العامة لمدكلة ،كتضطمع بالمياـ االقتصادية
كاالجتماعية كالثقافية كتعميـ التنمية في إطار تنفيذ البرامج كالمخططات عمى المستكل الكالئي ،كىك األمر
الذم يفرض عمييا الدخكؿ في عبلقات عقدية كإبراـ الصفقات العمكمية مف أجؿ تنفيذ مشاريعيا التنمكية،
كعمى ىذا األساس فقد خص قانكف الكالية فرعا خاصا تحت مسمى المزايدات كالمناقصات كالصفقات،
-1المادة 16مف القانكف رقـ ،01/16المؤرخ في ،2016/03/06المتضمف التعديؿ الدستكرم ،ج ر ج ج عدد ( ،)14الصادرة بتاريخ
.2016/03/07
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كقد أفادت المادة 135مف القانكف رقـ 07/12المتضمف قانكف الكالية بقكليا " تبرـ الصفقات الخاصة
باألشغاؿ أك الخدمات أك التكريدات لمكالية كمؤسساتيا العمكمية ذات الطابع اإلدارم طبقا لمقكانيف
كالتنظيمات المعمكؿ بيا كالمطبقة عمى الصفقات العمكمية " ،كىي إحالة صريحة إلى أحكاـ تنظيـ
الصفقات العمكمية ،كطبقا لممادة 105مف نفس القانكف فإف الكالي ىك ممثؿ الكالية في جميع أعماؿ
الحياة المدنية كاإلدارية ،كما ال تصح الصفقات كال تككف نيائية إال بمكافقة ىذا األخير طبقا لنص المادة
04مف المرسكـ 247/15فيما يخص صفقات الكالية ،كما يرأس ىذا األخير طبقا لممادة 173مف نفس
المرسكـ المجنة الكالئية لمصفقات ،كىذا أمر بدييي باعتباره ممثبل لمدكلة كمندكب الحككمة عمى مستكل
الكالية.
ب -/البمدية:
تعتبر البمدية الكحدة القاعدية األساسية كاألدنى في التنظيـ الجزائرم فيي نقطة المشاركة األكلى
لممكاطف المحمي ،كىي حجر الزاكية في بناء الدكلة كنظاميا السياسي ،تطبيقا لمبدأ بناء الدكلة مف القاعدة
إلى القمة ،1كىك ما أكدتو المادة األكلى مف القانكف 10/11المتعمؽ بالبمدية "البمدية ىي الجماعة
اإلقميمية القاعدية لمدكلة ،كتتمتع بالشخصية المعنكية كالذمة المالية المستقمة كتحدث بمكجب قانكف".
كلما كانت البمدية تتمتع بالشخصية المعنكية كبأىمية التعاقد ،فإف كظيفتيا ضمف إطار التنظيـ
اإلدارم لمدكلة كمياميا المختمفة كالمتنكعة تفرض عمييا ىي األخرل الدخكؿ في عبلقات عقدية مف
القانكف العاـ بيدؼ النيكض بأعباء التنمية المحمية كخدمة الجميكر ،2كلقد أكد المشرع خضكع البمدية
ىي األخرل لتنظيـ الصفقات العمكمية ،كىك ما نصت عميو المادة 189مف القانكف 10/11المتعمؽ
بالبمدية بقكليا "يتـ إبراـ صفقات المكازـ كاألشغاؿ أك تقديـ الخدمات التي تقكـ بيا البمدية كالمؤسسات
العمكمية البمدية ذات الطابع اإلدارم طبقا لمتنظيـ السارم المفعكؿ المطبؽ عمى الصفقات العمكمية "،
كطبقا لممادة 62مف ذات فإف رئيس المجمس الشعبي يتمتع باالزدكاجية في ممارسة الصبلحيات فمف
جية فإنو يمثؿ البمدية كمف ناحية أخرل فيك ممثؿ لمدكلة ،كما ال تصح الصفقات كال تككف نيائية إال
بمكافقة ىذا األخير طبقا لنص المادة 04مف المرسكـ 247/15فيما يخص صفقات البمدية ،ىذا كيتكلى
رئاسة المجنة البمدية لمصفقات التي تتكلى دراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات كالمبلحؽ الخاصة
بالبمدية.3
-1غزيز محمد الطاىر ،آليات تفعيؿ دكر البمدية في إدارة التنمية المحمية بالجزائر ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،2010/2009 ،ص .10
-عمار بكضياؼ ،معايير تحديد الصفقة العمكمية في التشريع الجزائرم كمكقؼ القضاء اإلدارم منيا ،مجمة الفقو كالقانكف الدكلية ،مجمة تصدر
2
يتقدـ البياف أف أحكاـ التنظيـ السابؽ كانت أكثر إفصاحا في تحديد الجيات الخاضعة ألحكاـ تنظيـ
الصفقات العمكمية ،ففي إطار تحديده لمجيات الخاضعة ألحكاـ ىذا األخير جاءت أحكاـ التنظيـ السابؽ
مفصمة بشأف المؤسسات العمكمية المعنية بالخضكع لتنظيـ الصفقات العمكمية ،كالتي اشتممت عمى
مراكز البحث كالتنمية ،كالمؤسسات العمكمية الخصكصية ذات الطابع العممي كالتكنكلكجي كالمؤسسات
العمكمية ذات الطابع العممي كالثقافي كالميني ،المؤسسات العمكمية ذات طابع العممي كالتقني ،4أما ما
حممتو أحكاـ التنظيـ الحالي فقد جاء مغاي ار لما كاف عميو األمر في السابؽ ،فعمى الرغـ مف خضكع ىذه
المؤسسات (المؤسسا ت العمكمية المتخصصة) ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية إال أنيا لـ ترد بصريح
العبارة ضمف أحكاـ المادة 06مف المرسكـ الرئاسي ،247/15كانما كردت تحت غطاء الكصؼ العاـ
في تحديدىا (إدارات عمكمية) مفتقرة في ذلؾ لمكصؼ الدقيؽ المكرس سابقا ،كالى جانب ذلؾ يبلحظ
كذلؾ غيا ب النص الصريح عف الييئات العمكمية رغـ خضكعيا ىي األخرل ألحكاـ تنظيـ الصفقات
العمكمية كالتي اكتفى التنظيـ بشأنيا بالكصؼ العاـ ال الدقيؽ بقكلو (المؤسسات العمكمية ذات الطابع
اإلدارم) ،كقد كاف مف األجدر عمى المشرع في إطار تحديده لنطاؽ تطبيؽ أحكاـ تنظيـ الصفقات
العمكمية أف يمتزـ بنفس التكجو السابؽ كالقكؿ بصريح النص (الييئات الكطنية العمكمية) تفاديا ألم
تأكيبلت في ىذا الشأف.
-1عمار عكابدم ،نظرية الق اررات اإلدارية ،بيف عمـ اإلدارة العامة كالقانكف اإلدارم ،ط ،5دار ىكمة ،الجزائر ،2009 ،ص .21
-2المادة 02مف األمر رقـ ،03/06المؤرخ في ،2006/07/15المتضمف القانكف األساسي العاـ لمكظيفة العمكمية ،ج ر ج ج عدد(،)46
الصادرة بتاريخ .2006/07/16
-3القانكف رقـ ،01/88المؤرخ في ، 1988/01/12المتعمؽ بالقانكف التكجييي لممؤسسات العمكمية اإلقتصادية ،ج ر ج ج عدد ( ،)02الصادرة
بتاريخ .1988/01/13
-4أكدت عمى ىذا التفصيؿ الدقيؽ أحكاـ المادة 02مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،236/10المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية ،ج ر ج ج عدد
( )58الصادرة بتاريخ ( 2010/10/07المعدؿ كالمتمـ كالممغى).
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كالجدير بالتنكيو أف فحكل نص المادة 04مف المرسكـ الرئاسي ،247/15كىي تعدد الجيات
المخكلة بالمكافقة عمى الصفقات قد ذكرت إلى جانب كؿ مف الكزير كالكالي كرئيس المجمس الشعبي
البمدم كمدير المؤسسة " مسؤكؿ الييئة العمكمية " ،ثـ إننا نتساءؿ ىؿ مف األصح تسمية البرلماف
بغرفتيف بالمؤسسة العمكمية ذات الطابع اإلدارم ،عمما أف التسمية األصح ىي الييئة الكطنية العمكمية
التي تشمؿ كؿ مف البرلماف كالمجمس الدستكرم كالمحكمة العميا كمجمس الدكلة ،مجمس المحاسبة ،إضافة
لمييئات االستشارية الكطنية كالمجمس االقتصادم كاالجتماعي ،كالتي يتعيف إدراجيا ضمف ما يسمى
بالييئات العمكمية الكطنية.1
نصت المطة األخيرة مف المادة 06مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15عمى أشخاص معنكية تتمثؿ
في المؤسسات العمكمية الخاضعة لمتشريع الذم يحكـ النشاط التجارم ،كالتي تخضع بدكرىا كجكبا
ألحكاـ ىذا المرسكـ في تصرفاتيا التعاقدية في إطار الصفقات العمكمية شريطة أف تككف العممية ممكلة
كميا أك جزئيا بمساىمة مؤقتة أك نيائية مف الدكلة أك الجماعات اإلقميمية ،كبذلؾ يككف النص قد تكسع
كألكؿ مرة عمى الجماعات اإلقميمية بكصفيا جية مساىمة في العممية محؿ إلنجاز.
تعتبر المؤسسات العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم أكثر األشكاؿ شيكعا لتدخؿ الدكلة في
الميداف االقتصادم ،كتسمى أحيانا بالمصالح المستقمة ذات الطابع االستثمارم ،أك بالمصالح االستثمارية
كىي شبيية بالمؤسسات العامة اإلدارية مف حيث تككينيا ،كلكنيا تختمؼ عنيا مف حيث القانكف الذم
يرعاىا أك يطبؽ عمييا ،كىذه المؤسسات عمى خبلؼ المؤسسات ذات الطابع اإلدارم فإنيا تيدؼ لتحقيؽ
الربح ،2كاألصؿ أنيا مستثناة مف مجاؿ تطبيؽ قانكف الصفقات العمكمية ككف أف قكاعده تعرقؿ مسار
تطكرىا كتعد كابحة لممبادرة كاإلبداع لما تتضمنو مف تعقيدات إجرائية ،كما يرل جانب مف الفقو بأف
إخضاع ىذا النكع مف المرافؽ في جميع عبلقاتيا لقكاعد القانكف العاـ يجعميا غير قادرة عمى منافسة
المؤسسات الصناعية كالتجارية ذات الطابع الخاص ،األمر الذم يؤدم إلى زكاؿ ىذه المرافؽ" ،إال أف
أحكاـ المادة 06مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15قد سطرت جممة مف شركط كالضكابط لخضكع ىذه
األخير ألحكامو كالمتمثمة في:
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المؤرخ في 16سبتمبر ،)2015القسـ األكؿ ،الجسكر
لمنشر كالتكزيع ،ط ،2017 ،5ص .122 ،121
-2المادة 45مف القانكف رقـ ،01/88المتعمؽ بالقانكف التكجييي لممؤسسات العمكمية االقتصادية.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
أف تكمؼ المؤسسة العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم مف قبؿ السمطات العمكمية كعبر
الييئات المسيرة في المؤسسة بإنجاز عممية.
أف يقع تمكيؿ المشركع محؿ التكميؼ كميا أك جزئيا ،كبمساىمة مؤقتة أك نيائية مف الدكلة أك
الكالية أك البمدية ،لذلؾ بات لزاما أف تخضع ىذه المؤسسات لما تخضع لو المؤسسات العمكمية ذات
الطابع اإلدارم طالما أف مصدر التمكيؿ كاحد كىك الخزينة العمكمية ،فكمما تعمؽ األمر بتمكيؿ تتحممو
الخزينة كجب ضبط النشاط العقدم كاخضاعو ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية.1
كقد ألزمت أحكاـ تنظيـ الصفقات المؤسسات الكارد ذكرىا في المادة 06باتخاذ أحكاـ ىذا األخير
كنص مرجعي حتى في إطار خارج االستثناء المكرس ،كىك ما أفادت بو أحكاـ المادة 08مف المرسكـ
الرئاسي رقـ 247/15بقكليا " يتعيف عمى المؤسسات المنصكص عمييا في المطة األخيرة مف المادة 06
عندم ا تنجز عممية غير ممكلة كميا أك جزئيا بمساىمة مؤقتة أك نيائية مف الدكلة أك الجماعات اإلقميمية
أف تكيؼ إجراءاتيا الخاصة مع تنظيـ الصفقات العمكمية ،كالعمؿ عمى اعتمادىا مف ىيئاتيا المؤىمة،
كيتعيف عمى سمطة الكصاية ليذه المؤسسات العمكمية أف تضع جياز لمراقبة صفقاتيا كتكافؽ عميو طبقا
ألحكاـ المادة 159مف ىذا المرسكـ".
يعكس النص مدل حرص المشرع عمى غمؽ كؿ منابع كمسالؾ التي مف شأنيا أف تمس بالماؿ
العاـ ،مف خبلؿ إلزامو ليذه المؤسسات حتى في حالة تعاقدىا خارج االستثناء المقرر باتخاذ أحكاـ تنظيـ
الصفقات كنص مرجعي كتكجييي كسند تعاقدم ،كىك ما مف شأنو أف يبعث شفافية أكثر عمى عقكد ىذه
األخيرة إلى جانب الحرص كالحفاظ عمى ترشيد نفقات الدكلة.
غير أف ىذه الشمكلية مف شأنيا أف تطرح إشكاال عمميا عمى المستكل القضائي في غاية مف التعقيد،
إذا ما كانت المؤسسة العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم طرفا في صفقة عمكمية ،كتعمؽ األمر
بمشركع ممكؿ مف طرؼ الدكلة أك الجماعات اإلقميمية فطبقا لممادة 06مف المرسكـ الرئاسي رقـ
247/15فإف ىذا العقد يخضع ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية سكاء مف حيث اإلبراـ أك التنفيذ ،فإذا
ما حدث نزاع بشأف ىذه الصفقة طرحت مسألة تجديد االختصاص القضائي ،فيؿ يؤكؿ األمر في الفصؿ
فييا لمقاضي العادم أـ القاضي اإلدارم؟ كىك ما نفصؿ فيو الحقا بشأف تدخؿ القاضي اإلدارم في مجاؿ
الصفقات العمكمية.
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .109
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
أما عف المشرع الفرنسي فقد أخرج في السابؽ ىذا النكع مف المؤسسات العمكمية التي تككف تابعة
ل مدكلة مف نطاؽ األشخاص المعنكية التي يتكجب عمييا الخضكع ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية في
تصرفاتيا التعاقدية ،بينما أخضع نفس المؤسسات العمكمية التابعة لمجماعات المحمية ألحكاـ تنظيـ
الصفقات العمكمية ،1إال أف المشرع الفرنسي كفي إطار تكحيد النظرة عمؿ عمى إخراج جميع المؤسسات
العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم مف نطاؽ الخضكع ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ،كىذا طبقا
لممادة 10مف األمر 899/2015المتعمؽ بتقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي.
اعتبر المشرع الجزائرم المؤسسة العمكمية االقتصادية شركات تجارية تحكز فييا الدكلة أك أم
شخص معنكم آخر خاضع لمقانكف العاـ ،أغمبية رأسماليا االجتماعي بصفة مباشرة أك غير مباشرة ،كىي
تخضع لمقانكف العاـ ،كبذلؾ يككف المشرع قد عدؿ عف فكرة الممكية التامة لمدكلة أك لؤلشخاص المعنكية
لرأسماؿ الشركة ،حيث اكتفى بالنص عمى امتبلكيا ألغمبية رأسماليا االجتماعي ،2كأما عف خضكع ىذه
المؤسسات لتنظيـ الصفقات العمكمية ،فقد استقر المشرع الجزائرم طبقا لممادة 09مف المرسكـ الرئاسي
247/15عمى عدـ خضكعيا ألحكاـ ىذا القانكف ،إال أف ذلؾ ال يعني تحررىا التاـ في إبراـ صفقاتيا
كانما يتعيف عمييا إعداد إجراءات إبراـ صفقاتيا العمكمية حسب خصكصيتيا عمى أساس مبدأ حرية
االستفادة مف الطمب كالمساكاة في التعامؿ مع المترشحيف كشفافية اإلجراءات ،كالعمؿ عمى اعتمادىا مف
طرؼ ىيئاتيا االجتماعية.
لقد أقرت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية استثناءا عف القاعدة العامة ،المتمثمة في أف يككف أطراؼ
الصفقة العمكمية أحد األشخاص المعنكية التي حددتيا المادة 06مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15
كذلؾ بإخراج جممة مف العقكد مف الخضكع ألحكامو حددىا نص المادة 07منو كالتي سيتـ تكضيحيا
مف خبلؿ ما يمي:
-/1العقود المبرمة مف طرؼ الييئات واإلدارات العمومية والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري
فيما بينيا :أعفى المشرع الجزائرم خضكع العقكد المبرمة فيما بيف ىذه الييئات ألحكاـ تنظيـ الصفقات
العمكمية ،كالتي نتج عنيا بعض االختبلفات ،حيث أف ىناؾ مف يرل بأف ىذا اإلعفاء يعد تميي از ال يخدـ
1
- Art 2 du Décret n° 2001-210 du 7 mars 2001 portant code des marchés publics:
I - Les dispositions du présent code s'appliquent :
1- Aux marchés conclus par l'Etat, ses établissements publics autres que ceux ayant un caractère industriel
"…et commercial, les collectivités territoriales et leurs établissements publics
-2األمر رقـ 04/01المؤرخ في ، 2001/08/20المتعمؽ بتنظيـ المؤسسات العمكمية االقتصادية كتسييرىا كخكصصتيا ،ج ر ج ج عدد ()47
الصادرة بتاريخ ،2001/08/22المعدؿ كالمتمـ بمكجب األمر ،01/08المؤرخ في ،2008/02/28ج ر ج ج عدد ( ،)11الصادرة بتاريخ
.2008/03/02
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
مبادئ المنافسة الشريفة ،حيث يعطي ىذا االستثناء سبقا لئلدارة عمى حساب منافسييا ،1بينما ذىب جانب
آخر إلى القكؿ بأف ىذا االستبعاد ال يثير إشكالية الفساد كشبية المعاممة اعتبا ار بأف الصفقة قد جمعت
بيف جيتيف إداريتيف ،2كىك ما نؤيده فيذا النكع بخبلؼ المؤسسات ذات الطابع الصناعي كالتجارم ال
تتكخى مف كراء نشاطاتيا تحقيؽ الربح ،كبذلؾ يككف المشرع قد أضفى مركنة أكبر عمى النشاط التعاقدم
فيما بيف أشخاص القانكف العاـ ،ثـ إف مثؿ ىذا التعاقد ال يثير أم شبية اعتبا ار أف الماؿ يخرج مف ذمة
إحدل ىذه الييئات لينتقؿ إلى ذمة ىيئة أخرل مف نفس النكع.3
-/2العقود المبرمة مع المؤسسات العمومية الخاضعة لمتشريع التجاري ،عندما تزاوؿ نشاطاً ال يكوف
خاضعا لممنافسة :إضافة لخصكصية المؤسسات العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم ،فقد كاف
المشرع الجزائرم مضطربا بخصكص إخضاع المؤسسات العمكمية ذات الطابع االقتصادم ألحكاـ تنظيـ
الصفقات العمكمية ،فتارة يخضعيا العتبارات تتعمؽ بالكقاية مف الفساد كتارة أخرل يبعدىا ،لتستقر أحكاـ
المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15عمى إعفاء ىذه األخيرة مف الخضكع ألحكامو ،كىذا ال يعني تحررىا التاـ
في إبراـ صفقاتيا ،كانما يتعيف عمييا إعداد إجراءات إبراميا لصفقاتيا حسب خصكصيتيا كفقا لممبادئ
التي كرستيا المادة 05مف ذات المرسكـ كالعمؿ عمى اعتمادىا مف طرؼ ىيئاتيا االجتماعية.4
كلقد اعتبر بعض الباحثيف أف إبعاد صفقات المؤسسات العمكمية االقتصادية يمثؿ أحد جكانب المركنة
التي حمميا المرسكـ الرئاسي رقـ 5247/15كىك ما نؤيده ،إذ ال يعقؿ إخضاع عقكد ىذه األخيرة ألحكاـ
ىذا التنظيـ ،في حيف أف ىذه المؤسسات مطالبة بتفعيؿ الحركية التنمكية كتحقيؽ األرباح كغيرىا كلقد
أصاب المشرع عندما ألزميا بالتقيد بالمبادئ األساسية إلبراـ الصفقات العمكمية.
-/3العقود المتعمقة باإلشراؼ المنتدب عمى المشروع :كيقصد بصاحب المشركع المنتدب طبقا لممادة
03مف المرسكـ التنفيذم " 320/14المؤسسة أك الييئة العمكمية التي يفكض ليا المشركع أك البرنامج
مف قبؿ صاحب المشركع عف طريؽ اتفاقية اإلشراؼ المنتدب عمى المشركع ،بحيث تكمؼ بتنفيذ ك /أك
بإنجاز كؿ أك جزء مف المشركع أك البرنامج ،كذلؾ باسـ كلحساب صاحب المشركع " ،6عمى أف يككف
-1النكم خرشي ،تسيير ا لمشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية ،دار الخمدكنية لمنشر كالتكزيع ،الجزائر ،2011 ،ص .127
-2عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .60
-3محمد ىاممي ،إبراـ الصفقات العمكمية عمى ضكء المرسكـ الرئاسي رقـ ( 247/15إضفاء لممركنة أـ تعزيز لمرقابة) ،الممتقى الدكلي حكؿ
الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة
محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19 -18أكتكبر ،2016ص .02
-4المادة 09مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-5محمد ىاممي ،المرجع السابؽ ،ص .01
-6المرسكـ التنفيذم رقـ ،320/14المؤرخ في ،2014/11/20المتعمؽ باإلشراؼ عمى المشركع كاإلشراؼ المنتدب عمى المشركع ،ج ر ج ج
عدد ( )68الصادرة بتاريخ .2014/11/23
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
صاحب المشركع إما المؤسسة العمكمية ذات طابع صناعي كتجارم ،أك المؤسسة العمكمية ذات طابع
اقتصادم ،المؤسسة العمكمية ذات طابع العممي كالتكنكلكجي ،مراكز البحث كالتنمية.1
-/4اقتناء أو تأجير أراض أو عقارات :كالتي أراد مف خبلليا المشرع بعث قدر مف الحرية لممؤسسة
العمكمية لممارسة نشاطيا.
-/5اتفاقيات المبرمة مع بنؾ الجزائر :يعد البنؾ مؤسسة كطنية تتمتع بالشخصية المعنكية كاالستقبلؿ
المالي ،كيعد تاج ار في عبلقاتو مع الغير كيحكمو القانكف التجارم ،كما ال يخضع ألحكاـ المحاسبة
العمكمية كال لمقيد في السجؿ التجارم ،كال لرقابة مجمس المحاسبة ،يتكلى اإلشراؼ عمى السياسة النقدية
في الدكلة ،لذلؾ كنظ ار لطبيعة كحساسية المياـ المنكطة بو أف ال تخضع معامبلت اإلدارات العمكمية
معو لتنظيـ الصفقات العمكمية.2
-/6عقود المنظمات والييئات واالتفاقات الدولية :العقكد الممكلة مف طرؼ الييئات كالمنظمات
الخارجية ،أك بمكجب إجراءاتيا ،كالعقكد بمكجب المعاىدات كاالتفاقات المصادؽ عمييا كالمنفذة مف طرؼ
الجزائر ،مع الييئات الدكلية ،الجيكية كمع الدكؿ األجنبية ،عندما يككف ذاؾ مطمكبا (التمكيؿ) تخضع
لئلجراءات كالقكاعد التي تتضمنيا صراحة ىذه االتفاقيات كالمعاىدات ،3أم أف ىذه االتفاقات كالمعاىدات
قد تتضمف أحكاما تتعمؽ بإبراـ العقكد تدخؿ في نطاؽ تطبيقيا ،لذلؾ كجب عدـ إخضاعيا ألحكاـ تنظيـ
ال صفقات العمكمية ،كعمى الرغـ مف ذلؾ إال أف الجيات الكصية تعمؿ عمى إخضاع العبلقة التعاقدية
لتنظيـ الصفقات العمكمية إذا لـ يكف ذلؾ يتعارض كأحكاـ المعاىدة أك االتفاقية كىك ما أكدتو المذكرة
الصادرة عف ك ازرة المالية تحت رقـ 42المؤرخة في .42006/01/03
-/7خدمات الصمح والتحكيـ :كىي مف آليات فض النزاعات خارج نطاؽ القضاء بطريقة يغمب عمييا
طابع بساطة اإلجراءات ربحا لمكقت ،لذلؾ فبل يعقؿ كنحف نسعى لحسـ النزاع في أقرب كقت ممكف أف
نخضع مثؿ ىذه الخدمات ألحكاـ تنظيـ الصفقات التي يغمب عميو طابع التعقيد اإلجرائي.5
-/8العقود المبرمة مع المحاميف بالنسبة لخدمات المساعدة والتمثيؿ :اعترفت أحكاـ المادة 05مف
القانكف 07/13المتعمؽ بتنظيـ مينة المحاماة 6لممحامي بتمثيؿ األطراؼ كمساعدتيـ كالدفاع عنيـ
كتزكيدىـ بالنصائح كتقديـ مختمؼ االستشارات القانكنية ،في حيف أف المادة 12مف القانكف قد قيدت
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ األكؿ ،المرجع السابؽ ،ص .162
-2المادة 09مف القانكف رقـ ،10/90المؤرخ في ،1990/04/14المتعمؽ بالنقد كالقرض ،ج ر ج ج عدد ( )16الصادرة بتاريخ
،1990/04/18المعدؿ كالمتمـ بالقانكف رقـ ،10/17المؤرخ في ،2017/10/11ج ر ج ج عدد ( ،)57الصادرة بتاريخ .2017/10/12
-3مختار بف عابد ،كريـ ساطكطاح ،اإلجراءات المكيفة لتنفيذ الطمبات العمكمية :مقاربة بيف التكضيح مف طرؼ السمطات المختصة كالغمكض
المتزايد أماـ أعكاف التنفيذ ،الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات
المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19 -18أكتكبر ،2016ص .02
-4عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ األكؿ ،المرجع السابؽ ،ص .164
-5عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .164
-6القانكف رقـ ،07/13المؤرخ في ،2013/10/29المتضمف تنظيـ مينة المحاماة ،ج ر ج ج عدد ( )55الصادرة بتاريخ .2013/10/30
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المحامي بعدـ السعي لجمب الزبائف أك القياـ بعممية اإلشيار لنفسو أك اإليعاز عمى ذلؾ ،1كفي مقابؿ ىذا
نجد أف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية أجازت لممصالح المتعاقدة حيف رغبتيا في التعاقد مع المحاميف
إتباع اإلجراءات المكيفة ،عبر انتياج طريقة االستشارة كاإلشيار المبلئـ ميما كاف مبمغ التقدير األكلي
طبقا ألحكاـ المادة 24مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15األمر الذم قد يكفؿ حسب رأم أحد الباحثيف
عدـ مخالفة أحكاـ المادة 12سالفة الذكر ،كالتي أقرت منع سعي المحاميف مف جمب زبائنيـ عبر
المشاركة في طمبات العركض ،فمنظكمة الصفقات جعمت مف المصالح المتعاقدة كزبائف بإمكانيا استشارة
عدد مف المحاميف األكفاء مع اإلشيار المبلئـ (اإلجراءات المكيفة) ،بالشكؿ الذم يجعؿ نقطة الطمب
لمخدمة جاءت مف المصالح المتعاقدة ال المحاميف.2
-/9العقود المبرمة مع ىيئة مركزية لمشراء :يكفي أف نضرب مثاال ىنا عف الككالة الكطنية لتسير
اإلنجازات كتجييز مؤسسات الصحة ،ففي إطار قياـ ىذه األخيرة بمياـ التجييز تتكلى ىذه األخيرة قياـ
بعممية اقتناء تجييزات الصحة لحساب الك ازرة المكمفة بالصحة أك لحساب المؤسسات لمصحة ،إذ تبرـ في
ىذا الصدد عقكدا بيف المصمحة المعنية كالككالة ،كبالتالي فإف ىذه العقكد ال تخضع ألحكاـ تنظيـ
الصفقات العمكمية باعتبار أف الككالة تعد تاجرة في عبلقتيا سكاء مع اإلدارة أك الغير.3
يقصد بالمعيار أك العنصر المادم أك المكضكعي الرجكع إلى محؿ أك مكضكع العقد ،كيقصد بمحؿ
الصفقة العمكمية ،مكضكع الخدمة التي يقدميا المتعاقد لئلدارة المتعاقدة ،4كتتعدد ىذه الخدمات بتعدد
األغراض التي تيدؼ اإلدارة لتحقيقيا مف عممية التعاقد ،5كلقد حدد نص المادة 29مف المرسكـ الرئاسي
247/15بأف المقصكد بمكضكع الصفقة ىك إنجاز األشغاؿ العامة ،أك اقتناء المكازـ ،أك إنجاز
الدراسات ،أك تقديـ الخدمات.6
تعد صفقات إنجاز األشغاؿ مف أكثر عقكد الصفقات شيكعا ،كتعرؼ بأنيا " اتفاؽ بيف اإلدارة كأحد
-1أكدت التنسيقية الكطنية في مداكلتيا الصادرة في 2017/01/24بأنو يمنع عمى المحاميف المشاركة في طمبات العركض أك االستشارات بحكـ
أف ذلؾ مخالؼ لقكاعد مينة المحاميف كأصكليا كقكانينيا ،كلقد انتقد ىذا األمر بعض الباحثيف باعتبار أف المصمحة المتعاقدة شأنيا شأف أم
شخص مف القطاع الخاص يياتؼ أك يراسؿ محاميا أك أكثر يرل فيو التأىيؿ كالكفاءة البلزمة.
-2مختار بف عابد ،كريـ ساطكطاح ،المرجع السابؽ ،ص .04
-3عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ األكؿ ،المرجع السابؽ ،ص .166
-4فيصؿ نسيغة ،المرجع السابؽ ،ص .110
-5محمد فؤاد عبد الباسط ،أعماؿ السمطة اإلدارية (القرار اإلدارم ،العقد اإلدارم) ،دار الفكر ،اإلسكندرية ،مصر ،1989 ،ص .491
-6نصت المادة 29مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15عمى أنو " تشمؿ الصفقات العمكمية إحدل العمميات اآلتية أك أكثر " إنجاز األشغاؿ،
اقتناء المكازـ ،إنجاز الدراسات ،تقديـ الخدمات."...
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
األفراد أك الشركات أك المؤسسات لمقياـ ببناء أك ترميـ أك صيانة عقار لحساب شخص معنكم عاـ،
نظير مقابؿ يتفؽ عميو في العقد بقصد تحقيؽ مصمحة عامة " ،1بينما عرفيا المشرع طبقا ألحكاـ
المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15بحسب اليدؼ الذم ترمي لتحقيقو ،كذلؾ مف خبلؿ نص المادة 3/29
بقكليا " تيدؼ الصفقة العمكمية لؤلشغاؿ إلى إنجاز منشأة أك أشغاؿ بناء أك ىندسة مدنية مف طرؼ
مقاكؿ ،في ظؿ احتراـ الحاجات التي تحددىا المصمحة المتعاقدة صاحبة المشركع ،كتعتبر المنشأة
مجمكعة مف أشغاؿ البناء أك اليندسة المدنية التي تستكفي نتيجتيا كظيفة اقتصادية أك تقنية ،تشمؿ
الصفقة العمكمية لؤلشغاؿ بناء أك تجديد أك صيانة أك تأىيؿ أك تييئة أك ترميـ أك إصبلح أك تدعيـ أك
ىدـ منشأة أك جزء منيا ،بما في ذلؾ التجييزات المرتبطة بيا الضركرية الستغبلليا " ،ما يبلحظ أف
النص قد استعمؿ مصطمح "مقاكؿ" ،بينما كاف حرم بالمشرع أف يستعمؿ مصطمح "متعامؿ متعاقد" لمدقة
خاصة كأف مصطمح المقاكؿ يبعث عمى التصكر أف األمر يتعمؽ بشخص مف أشخاص القانكف الخاص،
فضبل عف ذلؾ فإف المنجز ىك المقاكؿ في كؿ األحكاؿ حتى كلك كاف متعامبل مف الباطف.
يرتكز تحديد مفيكـ ىذا النكع مف الصفقات عمى تكفر بعض الشركط الكاجب تكافرىا ،كىي أف
ينصب العقد عمى منشأة ،كأف يتـ العمؿ لحساب شخص معنكم تحقيقا لممنفعة العامة ،2كلكف ليس
بالضركرة أف يككف العقار محؿ الشغؿ مممككا لشخص معنكم عاـ ،3فقد ال يككف العقار مممككا لئلدارة
أثناء التعاقد إال أف العقد أبرـ لحساب اإلدارة ،ككاف تحت سمطتيا في اإلشراؼ كالرقابة أك كاف مصير
العقار سيؤكؿ إلييا في نياية مدة معينة.4
باإلضافة إلى ىذه الشركط ،فقد ألزمت المادة األكلى مف المرسكـ التنفيذم رقـ 139/14المؤسسات
كمجمكعات المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ في إطار إنجاز الصفقات العمكمية في ميداف
البناء كاألشغاؿ العمكمية كالمكارد المائية كاألشغاؿ الغابية كأشغاؿ المنشآت الكامنة لممكاصبلت السمكية
كالبلسمكية ،بأف تككف ليا شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ المينييف إلبراـ صفقاتيا مع الدكلة كالكاليات كالبمديات
كاإلدارات كالمؤسسات كالييئات العمكمية.5
كلقد تكسع مجمس الدكلة الفرنسي في طبيعة األشغاؿ التي تعد مف قبيؿ األشغاؿ العامة ،فمـ تقتصر
ىذه األخيرة عمى أعماؿ البناء أك اليدـ ،بؿ أدخؿ فييا كافة األعماؿ المتعمقة بصيانة العقار كتنظيؼ
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .90
2
- RICHER Laurent, Droit des contrats administratifs, 5émé édition, L.G.D.J, France, 2006, p 395.
-3سميماف محمد الطماكم ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية (دراسة مقارنة) ،دار الفكر العربي ،القاىرة ،2005 ،ص .124
-4محمد خمؼ الجبكرم ،العقكد اإلدارية ،مكتبة دار الثقافة لمنشر كالتكزيع ،ط ،2عماف ،األردف ،1998 ،ص .20
-5المرسكـ التنفيذم رقـ ،139/14المؤرخ في ، 2014/04/20يكجب عمى المؤسسات كمجمكعات المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ
في إطار إنجاز الصفقات العمكمية لبعض قطاعات النشاطات أف تككف ليا شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ المينييف ،ج ر ج ج عدد (،)26
الصادرة بتاريخ .2014/05/07
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المنشآت كالطرؽ العامة ،كالتييئة كالترميـ ،كيعتبر كذلؾ العقد إداريا إذا تعمؽ بنقؿ المكاد البلزمة لتنفيذ
العمؿ.1
كلعؿ أىـ ما جاءت بو أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15أنيا قدمت تكييفا لبعض العقكد التي
قد يتداخؿ مكضكعيا أحيانا ،فتجمع بيف مكضكعيا كمكضكع صفقة أخرل ،حيث تجتمع مكاضيعيما في
صفقة كاحدة ،فقد جاء في المادة 5/29بأنو "إذا تـ النص في صفقة عمكمية عمى تقديـ خدمات ككاف
المكضكع األساسي لمصفقة يتعمؽ بإنجاز أشغاؿ ،فإف الصفقة تككف صفقة أشغاؿ" ،كيتضح مف النص أف
المشرع قد غمب النشاط الرئيسي كالغالب في مكضكع الصفقة ،كقد أحسف المشرع في ذلؾ فكثي ار ما ترتبط
صفقة األشغاؿ بغيرىا ،كيككف مف األفضؿ جمع النشاطات كالخدمات في إطار عقدم كاحد كعدـ تجزئتيا
حفاظا عمى كحدة الصفقة كتحديد المسؤكليات.
تجد صفقة اقتناء المكازـ أساسيا في نص 6/29مف المرسكـ الرئاسي ،247/15كالتي عرفيا
المشرع الجزائرم ىي األخرل مف حيث اليدؼ الذم ترمي إليو بقكلو " :تيدؼ الصفقة العمكمية لمكازـ إلى
اقتن اء أك إيجار أك بيع باإليجار ،بخيار أك بدكف خيار الشراء ،مف طرؼ المصمحة المتعاقدة ،لعتاد أك
مكاد ،ميما كاف شكميا ،مكجية لتمبية الحاجات المتصمة بنشاطيا لدل مكرد" ،بينما اعتبرىا الفقو اإلدارم
بأنيا " اتفاؽ بيف اإلدارة كأحد األشخاص (المكرد) بقصد تمكينيا كتزكيدىا باحتياجاتيا مف المنقكالت ،كىذا
لقاء مقابؿ تمزـ بدفعو كبقصد تحقيؽ مصمحة عامة " ،2كبالتالي فإف عقد التكريد يرد عمى أشياء منقكلة،3
فبل يمكف أف يككف محمو عقا ار كاال أصبح عقد أشغاؿ عامة ،كاألشياء المنقكلة التي يتعمؽ بيا محؿ ىذا
العقد ال يمكف حصرىا بطبيعة الحاؿ ،كما يجب أف تككف ىذه األشياء المنقكلة في خدمة المرفؽ العاـ.4
استمرت أحكاـ تنظيـ الصفقات في معالجة حالة اقتراف نشاطيف في صفقة كاحدة ،فالمادة 29في
فقرتيا السابعة قد كضحت حالة اقتراف صفقة اقتناء المكازـ بالقياـ بأشغاؿ عمكمية مف أجؿ تنصيبيا
كتثبيتيا ،كىذا ما يحدث في أغمب األحكاؿ ،كبناء عمى ذلؾ فقد كيفت أحكاـ الفقرة السابعة أف الصفقة
تعد صفقة لكازـ في حالة عدـ تجاكز قيمة األشغاؿ قيمة المكازـ بقكليا "إذا كانت أشغاؿ كضع كتنصيب
المكا زـ مدرجة ضمف الصفقة العمكمية كال تتجاكز مبالغيا قيمة ىذه المكازـ ،فإف الصفقة العمكمية تككف
صفقة لكازـ" ،كقد اعتمد النص عمى تغميب النشاط الغالب كاألساسي.
-1عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية (اإلبراـ ،التنفيذ ،المنازعات) ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2007 ،ص .58
-2عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .94
3
- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, Guide de gestion des marchés publics, Edition
du sahel, Alger, 2000, p 33.
-4محمد فؤاد عبد الباسط ،أعماؿ السمطة اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .533
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كفي ذات السياؽ عالجت أحكاـ المادة اقتراف صفقة المكازـ بالقياـ بعقد خدمات ،كقد كيفت أحكاـ
الفقرة السابعة مف المادة 29عمى أف الصفقة تعد صفقة لكازـ متى لـ تتجاكز قيمة الخدمات قيمة المكازـ
ذاتيا "إذا كاف مكضكع الصفقة العمكمية خدمات كلكازـ ككانت قيمة المكازـ تفكؽ قيمة الخدمات ،فإف
الصفقة العمكمية تككف صفقة لكازـ" ،فقد اعتمدت أحكاـ ىده الفقرة في تكييفيا عمى تغميب النشاط
األساسي كالغالب.
مف بيف أىـ ميزات ىذا النكع مف الصفقات تعدد المصطمحات الشبيية كالدالة عنيا بتعدد مجاالتيا،
كعرؼ القانكف الجزائرم اختبلفا في ذلؾ مف مرحمة إلى أخرل بحسب طبيعة المشاريع كاألىداؼ
المسطرة ،السيما المنجزة بميكانيزمات قانكف الصفقات العمكمية ككسيمة لمحصكؿ عمى أحسف الخدمات،1
كلقد حددت الفقرة 10مف المادة 29مف المرسكـ 247/15أف الغرض مف ىذا النكع مف الصفقات ،ىك
إنجاز خدمات ذات نمط فكرم بقكليا " تيدؼ الصفقة العمكمية لمدراسات إلى إنجاز خدمات فكرية" ،كىك
ما يؤكد شمكلية صفقات الدراسات لمعديد مف الخدمات التي تطمبيا المصالح المتعاقدة ،كقد نصت أحكاـ
المادة 29مف المرسكـ الرئاسي 247/15عمى أف صفقة الدراسات تشمؿ عند إبراـ صفقة أشغاؿ السيما
ميمات المراقبة التقنية أك الجيكتقنية كاإلشراؼ عمى إنجاز األشغاؿ كمساعدة صاحب المشركع ،كما
تحتكم في إطار اإلشراؼ عمى إنجاز منشأة أك مشركع حضرم أك مناظر طبيعية ،تنفيذ بعض المياـ مف
بينيا إنجاز الدراسات األكلية أك التشخيص أك الرسـ المبدئي ،الدراسات لمشاريع تمييدية مكجزة كمفصمة،
دراسات المشركع ،دراسات التنفيذ أك عندما يقكـ بيا المقاكؿ ،تأشيرتيا ،مساعدة صاحب المشركع في إبراـ
كادارة تنفيذ صفقة األشغاؿ كتنظيـ كتنسيؽ كتكجيو الكرشة كاستبلـ األشغاؿ" ،كبذلؾ فقد أراد المشرع أف
يجعؿ مف صفقات الدراسات بمثابة أفضؿ مرافؽ في إنجاز صفقات األشغاؿ العامة ،التي تنصب عمى
العقار بما لو مف خصكصيات ،كىك ما يؤكد عمى ضركرة تدخؿ ذكم االختصاص لتنكير مختمؼ
المصالح المتعاقدة بالمعمكمات البلزمة ،كذلؾ في إطار إبراـ بما يسمى بصفقات الدراسات ،كىك ما يدؿ
عمى الصمة التي تربط ىذا النكع مف الصفقات كصفقة األشغاؿ العمكمية.
كلعؿ أىـ ما يزيد مف أىمية صفقة الدراسات ،ىك تطكر أنظمة البناء ككسائميا الحديثة كمتطمباتيا
كىك ما يدفع جية اإلدارة إلبراـ مثؿ ىذه الصفقات ،كمرحمة أكلية تشخيصية ،اليدؼ مف كرائيا كضع
المتعامؿ المتعاقد تحت يدىا جممة مف المعطيات الفنية كالعممية المتعمؽ بإنجاز المشركع ،لذلؾ فإف ما
يميزىا أنيا تنصب عمى جانب فني كتقني ذك طابع عممي بمقتضاىا يتـ تكظيؼ مساحات كأرقاـ ،تصاميـ
-1إسبلـ عز الديف شكقارة ،صفقات الدراسات في القانكف الجزائرم لمصفقات العمكمية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقكؽ ،فرع قانكف
األعماؿ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر( ،2010/2009 ،)1ص .05
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ىندسية ،بحكث كاحصاءات ،ككضعيا تحت تصرؼ اإلدارة المعنية قصد تمكينيا مف تجسيد المشركع
كفؽ معطيات كمعايير تضمف سبلمة اإلنجاز.1
نظ ار لؤلىمية البالغة التي يحتميا ىذا النكع مف أنكاع الصفقات العمكمية عمى غرار باقي أنكاع
الصفقات األخرل التي سبقت اإلشارة ليا ،جاءت أحكاـ الفقرة األخيرة مف المادة 29بقكليا " تيدؼ
الصفقة العمكمية لمخدمات المبرمة مع متعيد خدمات إلى إنجاز تقديـ خدمات ،كىي صفقة عمكمية
تختمؼ عف صفقات األشغاؿ أك المكازـ أك الدراسات ".
المبلحظ أف المشرع الجزائرم قد عرؼ عقد تقديـ الخدمات بمعيار سمبي ،باعتبارىا بأنيا كؿ صفقة
تختمؼ عف صفقات األشغاؿ أك المكازـ أك الدراسات ،كىذا راجع لتنكع كاتساع مفيكـ الخدمة ،في حيف
ذىب الفقو إلى تعريؼ صفقة تقديـ الخدمات بأنيا "اتفاؽ بيف اإلدارة المتعاقدة كشخص آخر(طبيعي ،أك
معنكم) قصد تكفير خدمة معينة لئلدارة المتعاقدة ،تتعمؽ بتسيير المرفؽ نظير مقابؿ مالي".
كبالتالي فإف صفقة الخدمات تتضمف تكريد السمع كالخدمات الضركرية ،كالبضائع كالمنقكالت
كمختمؼ المكاد كالتجييزات مقابؿ ثمف تحدده اإلدارة المتعاقدة مسبقا ،2كعادة ما يككف مكضكع الخدمة
محؿ صفقة تقديـ الخدمات بسيطا كال يتطمب اعتمادات مالية ضخمة 3عمى عكس ما ىك الحاؿ عميو
بالنسبة لعقد األشغاؿ العامة كعقد اقتناء المكازـ ،أم أف صفقة تقديـ الخدمات عادة ما تتعمؽ بخدمات ال
تستدعي معرفة تقنية كفنية معمقة ،كأف يتعمؽ باألمر بخدمات النقؿ كالتطيير كأعماؿ الصيانة ،لذلؾ فإف
جكىر ىذا النكع مف العقكد ىك تأدية المتعامؿ المتعاقد لعمؿ أك نشاط مؤداه تقديـ خدمة لممصمحة
المتعاقدة.4
قيد المشرع الجزائرم المصمحة المتعاقدة االلتزاـ بمبدأ الكتابة الشكمية لمصفقات العمكمية ،أم كجكب
إفراغ عقكد الصفقات العمكمية في شكؿ مستندات مكتكبة تحدد حقكؽ كالتزامات األطراؼ المتعاقدة كفقا
لشكميات محددة ،كىك ذات الطابع الشكمي الذم أكد عمى المشرع المصرم بقكلو " يجب أف يحرر عقد
متى بمغ مجمكع قيمة ما رسا تكريده أك تنفيذه خمسيف ألؼ جنيو ،أما فيما يقؿ عف ذلؾ فيجب أخذ إقرار
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ األكؿ ،المرجع السابؽ ،ص .186 ،185
-2جميمة حميدة ،المرجع السابؽ ،ص .05
-قد تككف خدمات مادية :كتركيب األثاث المكتبي كتجييزات اإلعبلـ اآللي أك التجييزات الطبية ،كقد تككف غير مادية كخدمات النقؿ مثبل.
-3حيث حدد الحد المالي ليا بأكثر مف أربعة مبلييف دينار( 4000.000دج) ،لتقدر بعد ذلؾ بأكثر مف ستة مبلييف دينار( 6000.000دج) في
ظؿ المرسكـ .247/15
-4عبد الكريـ تبكف ،المرجع السابؽ ،ص .55
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
مكتكب مف المتعاقد مع الجية اإلدارية شامبل كافة الضمانات البلزمة لتنفيذ التعاقد " ،1كىك المبدأ الذم
استقر عميو المشرع الجزائرم في مختمؼ التنظيمات المتعاقبة لمصفقات العمكمية كلعؿ ذلؾ راجع إلى:
أف الصفقات العمكمية أداة لتنفيذ مخططات التنمية الكطنية كالمحمية ،كأداة لتنفيذ مختمؼ البرامج
االستثمارية لذا كجب كبالنظر ليذه الزاكية أف تككف مكتكبة.
أف الصفقات العمكمية تتحمؿ أعبائيا المالية الخزينة العامة ،فالمبالغ الضخمة التي تصرؼ بعنكاف
الصفقات العمكمية لجياز مركزم أك محمي أك مرفقي أك ىيئة كطنية مستقمة تتحمؿ أعبائيا الخزينة
العامة ،لذلؾ كجب أف تككف مكتكبة ،2كىذا ما يؤكده نص المادة 03مف المرسكـ 247/15بقكليا "تبرـ
الصفقات العمكمية قبؿ أم شركع في تنفيذ الخدمات" ،فاألصؿ أنو يجب أف تككف الصفقة مكتكبة ،حيث
تعد الكتابة ركف شكمي ،يترتب عف تخمفو بطبلف اإلجراء ،كأف تبرـ ىذه األخيرة قبؿ شركع في تنفيذ أم
خدمة ،كما أف أغمب نصكص ىذا المرسكـ تقتضي إلزامية تقديـ العركض مكتكبة كارفاقيا بالكثائؽ
كالمستندات التي تثبت المكاصفات التقنية كالتصاميـ كالرسكـ ،مما يؤكد الطابع الشكمي لمصفقة العمكمية.
كفي ىذه الحالة يثكر التساؤؿ حكؿ ىذا الحكـ ،فيؿ يعد حكمان مطمقان ،أـ ترد عميو بعض
االستثناءات؟ كالجكاب أف المشرع كانطبلقا مف خصائص المرافؽ العامة الديمكمة كاالستم اررية ،فإف
المصمحة العامة تقتضي أحيانا الشركع في تنفيذ صفقة دكف إتباع اإلجراءات التي اشترطتيا النصكص
المنظمة لمصفقات العمكمية ،فرغـ تشديد المشرع الجزائرم عمى عنصر الكتابة في مختمؼ قكانيف
الصفقات العمكمية ،إال أنو أكرد استثناء عمى القاعدة العامة ،كذلؾ بمكجب القسـ الثاني تحت عنكاف
"اإلجراءات الخاصة" كالتي حممت في مضمكنيا اإلجراءات في حالة االستعجاؿ الممح ،كالتي يسبؽ
بمكجبيا التنفيذ عمى اإلبراـ كلكف بتكفر جممة مف الشركط حددتيا المادة 12مف المرسكـ الرئاسي
،247/15كىي " ..كجكد خطر داىـ يتعرض لو الممؾ أك استثمار قد تجسد في الميداف أك كجكد خطر
ييدد استثمار أك ممكا لممصمحة المتعاقدة أك األمف العمكمي ،"..كىي حاالت مكضكعية تبرر االستثناء
كالخركج عف القاعدة بمباشرة الخدمة مكضكع الصفقة قبؿ إتماـ عممية اإلبراـ ،عمى أف يككف ىذا اإلجراء
تحت طائمة تكفر الشركط التي تقتضي ذلؾ ،كالمتمثمة في عدـ إمكانية تكقع المصمحة ليذا الخطر كأف ال
يككف ذلؾ نتيجة مناكرات لممماطمة مف طرفيا .بذلؾ يمكف لكؿ مف مسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير أك
الكالي أك رئيس المجمس الشعبي البمدم حسب الحالة أف يرخص بمكجب مقرر معمؿ بالشركع في بداية
تنفيذ الخدمات قبؿ إبراـ الصفقة ،عمى أف يقتصر ذلؾ عمى ما ىك ضركرم فقط لمكاجية الظركؼ ،كأف
-1المادة 1/32مف البلئحة التنفيذية لقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم ،الصادر بالقانكف رقـ 89لسنة ،1998الجريدة الرسمية ،عدد
( ،)201الصادرة بتاريخ .1998/09/06
-2بدرة لعكر ،المرجع السابؽ ،ص .07
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ترسؿ نسخة مف ىذا الترخيص لكؿ مف مجمس المحاسبة ك كزير المالية (سمطة ضبط الصفقات العمكمية
كتفكيضات المرفؽ العاـ ،المفتشية العامة لممالية).
الجدير بالتنكيو أف المرسكـ الحالي ،قد خكؿ رئيس المجمس الشعبي البمدم بمنح الترخيص لمشركع
في تنفيذ الخدمات قبؿ إبراـ الصفقة العمكمية ،كىك األمر الذم لـ يكف معمكالن بو في ظؿ أحكاـ المرسكـ
السابؽ ،كىك ما يمثؿ إضافة نكعية جاءت بيا أحكاـ المرسكـ الرئاسي 247/15مف أجؿ تفعيؿ حركية
إبراـ الصفقات العمكمية عمى المستكل المحمي.1
نظ ار لما لمصفقات العمكمية مف صمة كثيقة بالخزينة العمكمية ،فقد كجب حينئذ تحديد كضبط حد
مالي أدني العتبار العقد صفقة عمكمية ،ذلؾ ألنو مف غير المعقكؿ إلزاـ جية اإلدارة عمى التعاقد
بمكجب أحكاـ قانكف الصفقات العمكمية في كؿ الحاالت كأيان كانت قيمة كمبمغ الصفقة ،لما ينطكم عميو
إبراـ الصفقة مف إجراءات كمراحؿ طكيمة ،ليذا فقد حدد تنظيـ الصفقات العمكمية العتبة المالية الدنيا
حتى يعتبر العقد صفقة عمكمية يخضع لقانكف الصفقات العمكمية ،كيعكد لممشرع صبلحية تحديد الحد
األدنى المالي المطمكب إلعداد صفقة عمكمية مع إمكانية تغيير ىذا الحد بيف الفترة كاألخرل حسب ما
يستجد مف نسب التضخـ لمكاكبة الكضع المالي.
كما يؤكد أف الحد األدنى لمصفقة قد يختمؼ مف مرحمة إلى أخرل ،بؿ كيختمؼ مف صفقة ألخرل،
أف المادة 06مف المرسكـ التنفيذم 2434/91قد حددت حد مالي أدنى يفكؽ مميكنيف دينار بقكليا " كؿ
عقد أك طمب يقؿ مبمغو أك يساكم مميكنا دينار جزائرم 2.000.000دج ال يتطمب حتما إبراـ صفقة
بمفيكـ ىدا المرسكـ " ،كذلؾ دكف التمييز بيف أنكاع الصفقات ،غير أف ىذا الكضع لـ يستمر طكيبل ،فقد
تدخؿ المشرع ليرتفع الحد األدنى المطمكب إلبراـ صفقة ،إلى أكثر مف ثبلثة مبلييف دينار ،بمكجب
المرسكـ التنفيذم رقـ 178/94المؤرخ في 26جكاف 31994كتـ تعديؿ ىذا الحد مرة أخرل بمكجب
المرسكـ 87/98المؤرخ في 9نكفمبر 41998ليقدر بأكثر مف أربعة مبلييف دينار جزائرم كىك األمر
ذاتو الذم نصت عمية المادة 5مف المرسكـ الرئاسي .5250/02
-1المادة 12مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المرسكـ التنفيذم رقـ ،434/91المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى).
-3المرسكـ التنفيذم رقـ ،178/94المؤرخ في ،1994/06/26المعدؿ كالمتمـ لممرسكـ التنفيذم ،434/91المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية،
ج ر ج ج عدد ( ،)42الصادرة بتاريخ ( 1994/06/29الممغى).
-4المرسكـ التنفيذم رقـ ،87/98المؤرخ في ،1998/03/07كالمعدؿ كالمتمـ لممرسكـ التنفيذم ،434/91المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية،
ج ر ج ج عدد ( )13الصادرة بتاريخ ( 1998/03/11الممغى).
-5المادة 05مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،250/02المؤرخ في ،2002/07/24المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( )52الصادرة
بتاريخ ( 2002/07/28الممغى).
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
غير أنو كبصدكر المرسكـ الرئاسي 301/03كالمعدؿ كالمتمـ لممرسكـ الرئاسي 250/02تـ تبني
أفكار جديدة في ما يخص تحديد الحد المالي األدنى النعقاد الصفقة العمكمية ،حيث تـ خبلؿ ىذا
المرسكـ التمييز بيف أنكاع الصفقات العمكمية مف جية ،كمنح كزير المالية أحقية تحييف المبالغ مف جية
أخرل ،فحددت قيمة الحد األدنى فيما يخص عقكد األشغاؿ كعقكد التكريد بما يساكم ستة مبلييف دينار
جزائرم ،كقيمة الحد األدنى فيما يتعمؽ بعقكد الخدمات كعقكد الدراسات بأكثر مف أربعة مبلييف دينار
جزائرم.
كألف قانكف الصفقات العمكمية في تطكر مستمر فقد صدر المرسكـ الرئاسي 338/08ليرفع مف
الحد األدنى لعقكد األشغاؿ كالتكريد بأكثر مف ثمانية مبلييف دينار جزائرم ،كيبقى عمى الحد المالي
األدنى المطمكب بالنسبة لمخدمات كالدراسات كىك أكثر مف أربعة مبلييف دينار جزائرم.1
ثـ جاء المرسكـ الرئاسي ،236/10ليعمف كبكؿ كضكح أف " كؿ عقد أك طمب يساكم مبمغو ثمانية
مبلييف دينار 8.000.000دج أك يقؿ عنو لخدمات األشغاؿ أك المكازـ كأربعة مبلييف 4.000.000دج
لخدمات الدراسات أك الخدمات ال يقتضي كجكبا إبراـ صفقة في مفيكـ ىذا المرسكـ ".2
لـ تعمر العتبة المالية المطمكبة إلبراـ الصفقات العمكمية طبقا لئلجراءات الشكمية طكيبل ،نظ انر
ألسباب مكضكعية تتعمؽ بنسب التضخـ ،حيث أعمف اإلصبلح الجديد لمصفقات العمكمية بكؿ كضكح في
نص المادة 13بأف " كؿ صفقة عمكمية يساكم فييا المبمغ التقديرم لحاجات المصمحة المتعاقدة اثني
عشر مميكف دينار 12.000.000دج أك يقؿ عنو لؤلشغاؿ أك المكازـ ،ك ستة مبلييف 6.000.00دج
لمدراسات أك الخدمات ال تقتضي كجكبا إبراـ صفقة عمكمية كفؽ اإلجراءات الشكمية المنصكص عمييا في
ىدا الباب " ،كال شؾ إف تحرؾ المشرع كرفعو لمحد األدنى المالي المطمكب لـ يكف مف فراغ بؿ كاف نتيجة
لعكامؿ كدكافع اقتصادية أدت إلى ذلؾ َمبعثُّيا ارتفاع أسعار المكاد كتدىكر قيمة الدينار كتغير نسبة
التضخـ كغيرىا مف األسباب.
كبناءا عمى أحكاـ النص فإننا ال نككف أماـ صفقة عمكمية خاضعة لئلجراءات الشكمية التي قررتيا
أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15إذا كانت القيمة المالية لمعتبة دكف الحدكد المبينة في النص أعبله،
كبخبلؼ ذلؾ فإذا كانت القيمة محددة بأكثر مف ىذه الحدكد خضعت الصفقة لئلجراءات الشكمية في
إبراميا ،أم أف إبراـ الصفقات العمكمية حسب ما حدده المشرع يككف بتجاكز السقؼ المحدد في كؿ أنكاع
الصفقات العمكمية ،كىك بأكثر مف اثني عشر مميكف دينار جزائرم فيما يتعمؽ باألشغاؿ أك اقتناء المكازـ،
كأكثر مف ستة مبلييف دينار جزائرم لخدمات الدراسات أك الخدمات كيمكف تحييف المبالغ المذككرة بصفة
-1المادة 05مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،338/08المؤرخ في ،2008/10/26المعدؿ كالمتمـ لممرسكـ الرئاسي ،250/02المؤرخ في
،2002/07/24المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( )62الصادرة بتاريخ ( 2008/11/09الممغى).
-2المادة 06مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،236/10المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى).
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
دكرية بمكجب قرار مف كزير المالية ،الذم اعترفت لو أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية مرة أخرل بسمطة
تحييف المبالغ بيف الفترة كاألخرل ،حيث أفادت المادة 22مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15بقكليا "
تحسب المبالغ المذككرة في المادتيف 13ك 21باحتساب كؿ الرسكـ ،كيمكف تحيينيا بصفة دكرية بمكجب
قرار مف الكزير المكمؼ بالمالية كفؽ معدؿ التضخـ المسجؿ رسميا".
كبذلؾ فإف المشرع قد خكؿ كزير المالية بسمطة تحييف الحد األدنى الكاجب إلبراـ الصفقات العمكمية،
ذلؾ أف غياب ىذا اإلجراء ،يعني أف تعديؿ القيمة المالية كالحد المالي ال يككف إال بمكجب مرسكـ رئاسي
أم نص مماثؿ ،األمر الذم قد يستغرؽ مدة أطكؿ مقارنة بالقرار الكزارم ،كعمى الرغـ مف إقرار المشرع
ليذه السمطة لمكزير المكمؼ بالمالية ،إال أننا ال نخفي ذلؾ اإلشكاؿ الذم يطرح نتيجة ممارسة كزير
المالية ليذه الرخصة ،ذلؾ أننا نككف أماـ قرار كزارم صادر عف الكزير المكمؼ بالمالية يعمؿ عمى تعديؿ
مرسكـ رئاسي أعمى منو درجة مما يؤدم إلى المساس بقاعدة تكازم األشكاؿ ،كباعتبار أف ك ازرة المالية
ىي الجية الكصية عمى الشأف المالي لمختمؼ قطاعات الدكلة فكاف مف المعقكؿ االعتراؼ بكصايتيا
عمى الصفقات العمكمية كال غرابة في ذلؾ ،1كبحسب قكؿ األستاذ عمار بكضياؼ أف كزير المالية لـ
يضع عتبة مالية جديدة فكؿ ما في األمر أنو قاـ بمعادلة األرقاـ بيف كضع قديـ تضمنو المرسكـ الرئاسي
ككضع جديد فرضتو نسب جديدة لمتضخـ كالمسجمة لدل ك ازرة المالية.
إف ما يبلحظ أف كؿ تعديؿ يمس تنظيـ الصفقات العمكمية إال كعدؿ مف العتبة المالية برفعيا إلى ما
يصؿ اثني عشر مميكف دينار جزائرم بالنسبة لصفقات األشغاؿ كالمكازـ ،كعف ستة مبلييف بالنسبة
لصفقات الدراسات كالخدمات ،كىك أمر غير منطقي يقتضي تقييده بإطار رقابي محكـ ،ذلؾ أف ما يقؿ
عف ىذا الحد سيتـ تنفيذه كفؽ طرؽ تعاقد عمى درجة عالية مف المركنة تعفى مف خبلليا المصمحة
المتعاقدة مف الخضكع لئلجراءات الشكمية ،كبالتالي لرقابة لجاف الصفقات المختصة ،كىك ما يؤدم إلى
المساس بالماؿ العاـ كيفتح الباب أماـ أشكاؿ التبديد كالفساد ،ذلؾ أف الماؿ المتعامؿ بو قؿ أك كثر يعد
مف قبيؿ الماؿ العاـ مما يستدعي ضركرة إحاطة ذلؾ بمزيد مف الضمانات التي تؤمف استغبلؿ الماؿ
العاـ.
إلى جانب المعايير السابقة ىناؾ معيار آخر يتمثؿ في معيار الشركط االستثنائية أك البند غير
المألكؼ ،كالذم يقصد مف كرائو تكفر تمؾ الشركط الغريبة عف تمؾ التي يمكف أف نجدىا في العقد
الخاص ،كالتي تمكف اإلدارة مف ممارسة جممة مف السمطات كاالمتيازات التي ال كجكد ليا عمى صعيد
القانكف الخاص ،كىك يعد معيا ار يميز بدكره مجاؿ الصفقات العمكمية ،التي خكؿ المشرع في مجاليا
لممصمحة المتعاقدة ممارسة جممة مف سمطات تجاه المتعامؿ المتعاقد ،حيث اعترؼ ليا بسمطتيا في فسخ
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا ألحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ األكؿ ،المرجع السابؽ ،ص .132
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الصفقة مف جانب كاحد بعد تكجيو إعذار لمطرؼ المتعاقد بيدؼ الكفاء بالتزاماتو ،1كىك األمر الذم لـ
يقره المشرع في القانكف المدني ،كليا الحؽ في تعديؿ الصفقة مف خبلؿ تقنية الممحؽ إلى جانب أحقيتيا
بممارسة جممة مف سمطات ،كسمطة التكجيو كاإلشراؼ كالرقابة عمى مختمؼ مراحؿ الصفقة.
المطمب الثاني:
ضبط المرحمة السابقة عمى إبراـ الصفقات العمومية.
لـ يكتفي المشرع بتحديد طرؽ كآليات إبراـ الصفقات العمكمية التي يجب عمى المصمحة المتعاقدة
األخذ بيا في عممية إبراميا لصفقاتيا العمكمية ،كانما عمؿ المشرع عمى تأسيس نظاـ دقيؽ يرتكز عمى
قكاعد إجرائية دقيقة سابقة ألم إجراء تعاقدم ،2تحدد مكضكع الصفقة كمكاصفاتيا التقنية ،كمما ال شؾ
فيو أف نجاح أم صفقة عمكمية مرىكف بمدل التحديد الجيد كالدقيؽ لحاجاتيا ،لذلؾ فقد عمدت مختمؼ
التشريعات بما فييا الجزائرم إلى إدراج ىذه المرحمة ضمف نصكصيا القانكنية بما يحقؽ حاجات
المصمحة المتعاقدة مف جية ،كيضمف حسف تدبير كانفاؽ الماؿ العاـ مف جية أخرل.
كنظ ار لما لتحديد الحاجات مف أىمية نتيجة ارتباطيا بأمكاؿ الخزينة العمكمية الكاجب المحافظة
عميو ،فقد ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة بإتباع إجراءات في غاية مف الدقة مف أجؿ تحقيؽ النجاعة
في الطمبات العمكمية ،كتحقيؽ التكفؿ األمثؿ إلنجاز المشاريع الكبرل خاصة تمؾ التي تحظى منيا
باالىتماـ الكاسع مف الدكلة ،3كذلؾ مف خبلؿ التحديد المكضكعي الحتياجاتيا العامة ،إلى جانب القياـ
بدراسات سابقة ،السيما تمؾ التي تثبت الجدكل االقتصادية لممشركع مكضكع الصفقة مع تخصيص
الغبلؼ المالي كالضركرم إلنجاز ىذا المشركع ،باإلضافة تحديدىا المسبؽ لشركط المشاركة كاالنتقاء مف
خبلؿ إعداد دفاتر الشركط.
كعمى العمكـ فإف مرحمة اإلعداد كالتحضير تشكؿ أىـ مرحمة في حياة المشاريع المزمع إنجازىا ،فيي
منطمؽ كؿ الق اررات التي ستؤمف اإلبراـ كالتنفيذ السميـ لمصفقة ،كىك ما سيتـ تكضيحو في ىذا المطمب.
-1المادة 150 ،149مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
2
- François Maréchal, La procédure de passation des marchés publics " contrat à prix fixe renégociable par des
avenants ou contrat incitatif ", Revue économie et prévision , N° 156 (05), 2002 , p 86.
3
- Ibrahim Réfaat Mohamed El-béhérry , Théorie des contrats administratifs et marchés publics internationaux ,
Thèse pour le doctorat en droit, Institut du droit de la paix et du développement ( I.D.P.D) , Université de
Nice Sophia-Antipolis , Mars 2004, page 104.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الفرع األوؿ:
تحديد الحاجات العامة.
تشكؿ مرحمة اإلعداد كالتحضير أىـ مرحمة في حياة المشاريع المزمع إنجازىا ،باعتبارىا منطمؽ كؿ
الق اررات التي ستؤمف اإلبراـ كالتنفيذ السميـ لمصفقة ،1لذلؾ فقد أكجب المشرع الفرنسي مف خبلؿ المادة
30مف تقنيف الصفقات العمكمية رقـ 899/2015عمى المصمحة المتعاقدة تحديد طبيعة كمدل
االحتياجات التي ينبغي الكفاء بيا بقدر كبير مف الدقة ،كذلؾ قبؿ فتح باب التنافس مع األخذ بعيف
االعتبار أىداؼ التنمية المستدامة في أبعادىا االقتصادية كاالجتماعية كحتى البيئية ،2أما المشرع
الجزائرم فقد ألزـ ىك اآلخر المصمحة المتعاقدة في مجاؿ تككيف الصفقات العمكمية بجممة مف اإلجراءات
كالضكابط ،تسبؽ عممية إعبلنيا عف الصفقات العمكمية كالتي تيدؼ لترشيد نفقاتيا العامة كالمحافظة
عمى الماؿ العاـ ،3حيث نصت المادة 27مف المرسكـ الرئاسي 247/15عمى أف " تحدد حاجات
المصالح المتعاقدة الكاجب تمبيتيا ،مسبقا قبؿ الشركع في أم إجراء إلبراـ صفقة عمكمية ،يحدد مبمغ
حاجات المصالح المتعاقدة استنادا إلى تقدير إدارم صادؽ كعقبلني.4"...
عمى أف يتـ تحديد الحاجات مف حيث طبيعتيا كمداىا بدقة ،استنادا إلى مكاصفات تقنية مفصمة تعد
عمى أساس مقاييس أك نجاعة يتعيف بمكغيا أك متطمبات كظيفية ،كيجب أف ال تككف ىذه المكاصفات
التقني ة مكجية نحك منتكج أك متعامؿ اقتصادم محدد ،أم أف ال يترتب عمى ىذا التحديد عكائؽ غير
مبررة أماـ فتح التنافس لمظفر بالصفقة العمكمية أك لتحقيؽ المساكاة فيما بينيـ.5
تتحقؽ الدقة في تحديد الحاجات العامة مف خبلؿ قياـ المصمحة المتعاقد بالتقدير اإلدارم العقبلني
لممشركع كقيمتو التقديرية ،عمى أف تككف عممية تحديد الحاجة مضبكطة مف حيث طبيعتيا ككميتيا 6كلكي
تتمكف المصمحة المتعاقدة مف ذلؾ ال بد ليا مف إتباع المراحؿ التالية:
1
- Mouloud SABRI, Guide de gestion des marché publics, Edition du Sahel, Alger, 2000, p 12.
2
- Art 30 de Ordonnance n° 2015-899 du 23 juillet 2015 relative aux marchés publics " La nature et l'étendue
des besoins à satisfaire sont déterminées avec précision avant le lancement de la consultation en prenant en
compte des objectifs de développement durable dans leurs dimensions économique, sociale et
"environnementale.
3
- Mohamed Tayeb MEDJAHED , Contrat Type Des Marchés publics, Editions houma, Alger, 2009, p 11.
-4
يشار ىنا بأنو ال يكجد أم حكـ في المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15المنظـ لمجاؿ الصفقات العمكمية يمنع المصمحة المتعاقدة مف االستعانة
بمكتب دراسات مف أجؿ إعدادىا لمتقدير اإلدارم ،إال أنو يجب عمى المصمحة المتعاقدة األخذ بعيف االعتبار أحكاـ المادة 94مف نفس
المرسكـ ،كىك ما تأكده اإلرسالية رقـ 126الصادرة عف ك.ـ/ؽ.ص.ع/ـ.ـ.ؽ.ص.ع/ـ.ؼ.ت ،2017/بتاريخ ،2017/02/12المتعمقة
بإمكانية االستعانة بمكاتب الدراسات إلعداد التقدير اإلدارم.
-5حمزة خضرم ،اإلجراءات السابقة عمى التعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،مجمة االجتياد لمدراسات القانكنية كالقتصادية ،المركز الجامعي،
تامنغست ،الجزائر ،العدد التاسع ،سبتمبر ،2015ص .55
6
- Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), vol 1, Editions Berti, Alger, 2013 , p 54.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تعمؿ المصمحة المتعاقدة خبلؿ ىذه المرحمة عمى تحديد مكاصفات األعماؿ كاألصناؼ المراد تمبيتيا،
كذلؾ مف خبلؿ كضع الشركط كالمكاصفات التفصيمية لمعممية التعاقدية مف قبؿ لجنة فنية مختصة ،تتكلى
إلى جانب ذلؾ تحديد القيمة التقديرية لمعممية مكضكع الصفقة التي يجب أف تككف مماثمة لسعر السكؽ،
مع األخذ بعيف االعتبار جميع العناصر المؤثرة في العممية كفؽ ظركؼ كطبيعة تنفيذ الصفقة 1،كىذا
طبقا لممادة 2/27التي أفادت بقكليا " يحدد مبمغ حاجات المصالح المتعاقدة استنادا إلى تقدير إدارم
صادؽ كعقبلني حسب الشركط المحددة في ىذه المادة."..
كفي ذات السياؽ يجب أف ال يتضمف التقدير اإلدارم كؿ ما مف شأنو التمييز بيف المتنافسيف كاعاقة
سير المنافسة العادلة ،2كىك ما نصت عميو المادة 4/27بقكليا " كيجب إعداد الحاجات مف حيث
طبيعتيا كمداىا بدقة ،استنادا إلى مكاصفات تقنية مفصمة تعد عمى أساس مقاييس أك نجاعة يتعيف بمكغيا
أك متط مبات كظيفية ،كيجب أف ال تككف ىذه المكاصفات التقنية مكجية نحك منتكج أك متعامؿ اقتصادم
محدد ،"..كىك ما حرص المشرع الفرنسي عمى تأكيده مف خبلؿ ما جاء في المادة 08مف تقنيف
الصفقات العمكمية الفرنسي رقـ 360/2016المعدؿ لتقنيف الصفقات العمكمية الصادر في 2015كالتي
أفادت بقكليا " ال يمكف أف تشير المكاصفات الفنية إلى طريقة معينة أك عممية تصنيع أك مصدر معيف،
أك أف تشير إلى عبلمة أك براءة ،حيث يجب أف ال تككف ىذه المكاصفات مكجية لصالح أك الستبعاد
بعض المتعامميف أك منتجات معينة.3..
لقد ربط مف المشرع الجزائرم خبلؿ النص السابؽ إعداد المكاصفات التقنية عمى أساس مقاييس ك/أك
نجاعػػة يتعػػيف بمكغيػػا أك متطمبػػات كظيفيػػة ،مػػع العمػػـ أف المكاصػػفات التقنيػػة ىػػي مكاصػػفات عامػػة مثػػؿ
التصػػكر العػػاـ لمسػػمعة مػػف حيػػث أدائيػػا الػػكظيفي ،كاالشػػتراطات األساسػػية ليػػا مػػف الرىانػػات عمػػى المسػػتكل
التكنكلػػكجي كأثرىػػا عمػػى البيئػػة ،كبالتػػالي فػػإف ىػػذا الػػنص يخػػرج عنصػػر النكعيػػة كدرجػػة الجػػكدة عػػف مفيػػكـ
المعايير المذككرة ضمف ىذه الفقرة ،كىػك مػا يػؤدم إلػى إىمػاؿ عنصػر النكعيػة كالجػكدة فػي عمميػة االقتنػاء
مما يجعؿ المقارنات تتـ بشكؿ غير عادؿ بيف سمع مختمفػة مػف حيػث النكعيػة ،ممػا يقتضػي حتميػة الػنص
عمى عنصر الجكدة ضمف أحكاـ ىذه الفقرة ،4ثـ إف استناد عمى معيار المكاصفات التقنية كمعيار أساسي
أساسي في تحديد الحاجات العمكمية دكف أف يحػدد معنػى كطبيعػة ىػذه المكاصػفات ،ممػا يفػتح البػاب أمػاـ
السػمطة التقديريػػة لػئلدارة لتحديػػدىا ليػذه المكاصػػفات ،كىػك األمػػر الػذم ييػػدد فعاليػة عمميػػة تحديػد الحاجػػات
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه عمكـ ،تخصص قانكف عاـ ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة أبك بكر بمقايد ،تممساف ،2018/2017 ،ص .77
-2نفس المرجع ،ص .78
3
- Art 08 de Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics, JORF N° 0074 du 27 mars 2016,
publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.
-4النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،دار اليدل ،الجزائر ،2018 ،ص .89 ،88
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
العمكميػػة ،إذ قػػد تعمػػد بعػػض المصػػالح إلػػى تحديػػد المكاصػػفات تتفػػؽ كامكانيػػات أحػػد المتعػػامميف لتسػػييؿ
عممية إرساء الصفقة عميو ،كىك ما يفتح الباب الكاسع أماـ أشكاؿ الفساد كالمحاباة.
تعػد ىػذه المرحمػة حجػر الزاكيػة فػي تحديػد الحاجػات المطمكبػة ،كتقػكـ عمػى جممػة مػف العناصػر تتمثػػؿ
فػػي إجمػػاؿ الحاجيػػات المعبػػر عنيػػا خػػبلؿ السػػنكات الماضػػية ،كتقيػػيـ األىػػداؼ المحققػػة كالنقػػائص المسػػجمة
عػػف كػػؿ عمميػػة مػػف تمػػؾ العمميػػات مػػع م ارعػػاة تطػػكر المجتمػػع االقتصػػادم كاالجتمػػاعي مػػف حيػػث أسػػعار
الم ػكاد كالسػػمع ،كتكػػكف حاجػػة المجتمػػع لمثػػؿ ىػػذه الخػػدمات ممػػا يسػػمح ليػػا بانجػػاز مشػػاريع تػػؤمف تمبيتيػػا
لممتطمبات العامة.1
ىػػذا كبنػػاءا عمػػى ذلػػؾ فػػإف المصػػمحة المتعاقػػدة تعمػػؿ مػػف خػػبلؿ ىػػذه المرحمػػة ،عمػػى تحميػػؿ مختمػػؼ
الخيػارات آخػػذة بعػػيف االعتبػػار النتػائج المسػػطرة كالعكائػػؽ المحتممػػة ،كنكعيػة األشػػغاؿ أك الخػػدمات ،كتحديػػد
ىكية كافة األطراؼ المتدخمة في التجسيد الميداني لممشركع.2
ف ػػي ى ػػذه المرحم ػػة تك ػػكف اإلدارة ق ػػد عمم ػػت عم ػػى تحدي ػػد برنامجي ػػا بدق ػػة ككض ػػكح ،إل ػػى جان ػػب تحدي ػػد
األىداؼ كالصبلحيات كالجدكؿ الزمني لؤلشغاؿ مع كضع آليات التنفيذ ،3باإلضافة إلى كضع تقدير مالي
لمحاجات كالذم يجب أف يككف جدم كحقيقػي ،كأف يؤسػس عمػى األسػعار المطبقػة فػي القطػاع االقتصػادم
المعني بالخدمة المزمع القياـ بيا ،كبذلؾ فيك ليس ضركرة اقتصادية فحسب كانما ىك التزاـ قانكني أيضا،
غيػػر أف مػػا يأخػػذ عمػػى المشػػرع الج ازئػػرم ىػػك عػػدـ تحديػػده لمجيػػة المختصػػة بكضػػع ىػػذه القيمػػة التقديريػػة،
خبلفػػا لممشػػرع المصػػرم الػػذم أنػػاط تحديػػدىا لجيػػة فنيػػة ذات خب ػرة باألصػػناؼ كاألعمػػاؿ المطمكبػػة ،كالتػػي
تكػػكف مماثمػػة لؤلسػػعار السػػكؽ عنػػد الطػػرح مػػع األخػػذ بعػػيف االعتبػػار جميػػع العناصػػر المػػؤثرة كفقػػا لظػػركؼ
كطبيعة تنفيذ التعاقد ،4لذلؾ فقد كاف مف األجدر أف يحذك المشرع الجزائرم حذك المشرع المصرم في ىػذا
الشػػأف كأف ال يكتفػػي بربطيػػا بتخصػػص لجػػاف الصػػفقات العمكميػػة ،حيػػث حػػرص المشػػرع مػػف خػػبلؿ نػػص
المادة 27مف المرسكـ الرئاسي 247/15عمى تقييد المصمحة المتعاقدة بضركرة مراعاة حدكد اختصاص
-1عبد الغني بكلككر ،سناء منيغر ،ضبط كتحديد الحاجات بمناسبة إبراـ الصفقات العمكمية ،مجمة أبحاث قانكنية كسياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسي ة ،جامعة محمد الصديؽ بف يحي ،جيجؿ ،العدد الثالث ،جكاف ،2017ص .172
-2مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،أطركحة مقدمة الستكماؿ متطمبات شيادة الدكتكراه ،الطكر
الثالث ،تخصص تحكالت الدكلة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،2016/2015 ،ص .21،22
-3فتيحة حابي ،النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية (في ظؿ المرسكـ الرئاسي رقـ 236/10المعدؿ كالمتـ) ،مذكرة لنيؿ شيادة
الماجستير في القانكف العاـ ،فرع قانكف اإلجراءات اإلدارية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك ،2013 ،ص
.70
-4المادة 04مف البلئحة التنفيذية لمقانكف رقـ 89لسنة ،1998المتعمؽ بقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم (المعدؿ كالمتمـ).
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
لجاف الصفقات العمكمية في تحديدىا لمحاجات العمكمية ،1حيث تضبط المصمحة المتعاقدة ،لتحديد حػدكد
اختصاص لجاف الصفقات العمكمية ،المبمغ اإلجمالي لمحاجات آخذة بعيف االعتبار ما يمي:
القيمة اإلجمالية لمحاجات المتعمقة بنفس عممية األشغاؿ ،فيما يخص صفقات األشغاؿ ،كتتميز عممية
األشغاؿ التي تخص منشأة كاحدة أك عدة منشآت بكحدتيا الكظيفية أك التقنية أك االقتصادية ،كتقابؿ
عممية األشغاؿ مجمكعة أشغاؿ مرتبطة بمكضكعيا ،كتنفذ في إقميـ محدد كبنفس الطرؽ التقنية كتقيد في
تمكيؿ يرصد ليذا الغرض ،كالتي قررت المصمحة المتعاقدة إنجازىا في آف كاحد أك في تكاريخ متقاربة.
في الكاقع ال يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تضبط بدقة المبمغ اإلجمالي لمحاجات ،فالعممية في حد
ذاتيا ال تنبي سكل عمى أعماؿ تقديرية ليست قابمة لمضبط ،بمعنى كممة الضبط التي تفيد التحديد ،كانما
يمكنيا أف تقدر بالتقريب قبؿ كؿ طمب عركض أك تراضي بعد استشارة تكمفة األعماؿ المراد إنجازىا بناء
عمى مكضكع الصفقة ،كما تتطمبو مف أعماؿ كأسعار معمكؿ بيا في السكؽ ،ثـ إف أىمية تحديد الحاجة
تتعدل المسائؿ المتعمقة بتحديد اختصاص لجاف الصفقات إلى ما يتعمؽ باختيار الصيغ كاألساليب
المناسبة إلبراـ الصفقة.2
تجانس الحاجات فيما يخص صفقات المكازـ كالدراسات كالخدمات ،كتحدد إما بتجانس الحاجات
المتعمقة بالدراسات أك الخدمات أك المكازـ لخصكصياتيا الذاتية كاما بالرجكع لكحدة كظيفية.3
نصت المادة 5/27بأنو في حالة ترخيص المصمحة المتعاقدة فيما يخص الخدمات المعقدة تقنيا
كفؽ الشركط المحددة كالمضبكطة في دفتر الشركط ،يمكف المتعيديف تقديـ بديؿ أك عدة بدائؿ
لممكاصفات التقنية ،إال أف فتح إمكانية تقديـ بدائؿ دكف حصر أمر مف شأنو أف يباعد بيف العركض
المقترحة كيزيد مف صعكبة تقييميا ،دكف أف يؤدم ذلؾ بالضركرة لنجاعة العممية بؿ إلى تشتيت اختيارات
المصمحة المتعاقدة ،لذلؾ فقد كاف مف األجدر تحديد ىكامش دنيا كعميا لمخصائص التقنية.4
ثـ إف النص لـ يمزـ المتعيدكف الذيف يقترحكف بدائؿ لممكاصفات التقنية بتقديـ عرض أصمي استنادان
إلى المكاصفات التقنية المنصكص عمييا في دفتر الشركط ،كبالتالي فقد أعفى النص مقدـ البدائؿ التقنية
مف تقديـ عرض أصم ى ،كلئف كاف اليدؼ مف ذلؾ تكسع دائرة المنافسة ،بحيث تقبؿ العركض التي يتقدـ
أصحابيا بعركض بديمة دكف تقديـ عركض أصمية مطابقة لدفتر التعميمات الخاصة ،إال أف ىذا اإلعفاء
مف شأنو أف يشكؿ تغرة تستغميا المصمحة المتعاقدة خدمة ألغراض بعيدة عف المصمحة العامة ،خاصة
كأ ف النص لـ يضبط حجـ االختبلؼ بيف العرض األصمي كالعرض البديؿ ،لذلؾ فقد كاف مف األحسف لك
1
- Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), op.cit , p 37.
-2النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .92
-3المادة 27مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-4النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .91
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تـ االشتراط إما بتقديـ عرض أصمي مطابؽ مع إمكانية تقديـ عركض بديمة ،أك اشتراط أف ال تختمؼ
العركض البديمة بشكؿ جكىرم عف المكاصفات التقنية المشركطة ،1كفي حالة الحاجات الجديدة طبقا
لمفقرة 12مف المادة " ،27يمكف لممصمحة المتعاقدة إما إبراـ ممحؽ طبقا ألحكاـ المكاد مف 135إلى
139مف ىذا المرسكـ أك إطبلؽ إجراء جديد ".
إف ظيػػكر ىػػذه الحاجػػات يعػػكد ألسػػباب مختمفػػة ،فإمػػا أف تكػػكف ناتجػػة عػػف سػػكء تقػػدير أثنػػاء عمميػػة
حصر الحاجات ،أك عف عدـ تكفر المبالغ المالية الكافية إلطبلؽ اإلجراء بما يغطي مجمػؿ الحاجػات ،أك
عػػف عػػدـ القػػدرة عمػػى التنبػػؤ بيػػا ،أك بفعػػؿ ح ػكادث فجائيػػة كقػػكة قػػاىرة ،كمػػا قػػد ينػػتج عػػف نيػػة فػػي تجزئػػة
العممية ،كبالتالي فإف جمع كؿ ىػذه األسػباب كمنحيػا نفػس الحمػكؿ لمتكفػؿ بيػا عػف طريػؽ إبػراـ ممحػؽ مػف
ش ػػأنو أف يم ػػس بالمب ػػادئ األساس ػػية الت ػػي ترتك ػػز عميي ػػا الطمب ػػات العمكمي ػػة كالمح ػػددة ف ػػي الم ػػادة 05م ػػف
المرسكـ الرئاسي ،247/15لذلؾ يتعيف التمييز بيف الحاجات الجديدة الناتجػة عػف ظػركؼ ال تػتحكـ فييػا
المصمحة المتعاقدة ،كالتي يمكف المجكء لمتكفؿ بيا إلى إبراـ ممحؽ ،كالحاجػات التػي تػـ التماطػؿ بشػأنيا أك
أخػػرت بقصػػد المنػػاكرة كالتحايػػؿ كالتػػي يفػػرض فييػػا عمػػى المصػػمحة إطػػبلؽ إج ػراء جديػػد لمتكفػػؿ بيػػا ،مػػا لػػـ
يعترض ذلؾ صعكبات تقنية تجعؿ مف الصعب التكفؿ بيذه الخدمات خارج إجػراء إبػراـ الممحػؽ ،كفػي كػؿ
الحاالت فإف المجكء إلى إجراء جديد يجب أف يػتـ كفػؽ مػا يسػمح بػو مبمػغ الحاجػات الجديػدة كطبيعتيػا فػي
ظؿ احتراـ المبادئ العامة لمصفقات العمكمية.
ىذا؛ كيجب أف ال تخؿ الحاجات الجديدة بالتكازف االقتصادم لمصػفقة أك تػؤثر فيػو ،كأف ال تغيػر مػف
المكضػػكع األصػػمي لمصػػفقة ،كقػػد قضػػى فػػي ىػػذا الشػػأف مجمػػس الدكلػػة الفرنسػػي فػػي حكمػػو رقػػـ 312354
الصادر بتاريخ 2008/07/11ضػد شػركة Clear Channel Franceبقكلػو عمػى أنػو " ال يكفػي االحتجػاج
ببػػذؿ الجيػػد مسػػبقا فػػي حصػػر حاجػػات صػػفقة بصػػكرة عقبلنيػػة كصػػادقة ،لمسػػماح بالتكفػػؿ بيػػذه الحاجػػات
الجديػػدة ضػػمف ممحػػؽ ،إال إذا كانػػت ىػػذه الحاجػػات قابمػػة لمتضػػميف ضػػمف ىػػذا الممحػػؽ ،كاال فإنػػو ال يمكػػف
التكفؿ بيذه الحاجات حتى ضمف صفقة جديدة ،إال بعد التأكد مف أف ىذه الحاجػات الجديػدة لػـ تكػف قابمػة
لمتنبؤ حتى ال تعتبر ىذه الصفقة تجزئة غير شرعية لمعممية".2
كبالتالي فإف صيغة العمكمية التي كردت بيا أحكاـ الفقرة 12مف المادة 27قد تفتح المجاؿ أماـ
المصمحة المتعاقدة لتبرير سكء تقديرىا الدقيؽ لمحاجات تحت غطاء ظيكر حاجات جديدة ،األمر الذم
كاف مف األجدر تقييده بضكابط معينة كاشتراط تكافر حالة القكة القاىرة التي حالت دكف تمكينيا مف الدقة
في تحديد حاجياتيا المطمكب تمبيتيا ،3فضبل عمى أف مف بيف ما يؤخذ عمى المشرع أيضا ىك تنظيمو
-1النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .91
-2نفس المرجع ،ص .98
-3مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .169
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ليذه المرحمة األساسية مف حياة الصفقة كالتي تعد حجر الزاكية إلبراـ الصفقات العمكمية ،بمكجب نص
كحيد ،كىك أمر غير كافي نظ ار ألىمية ىذه المرحمة كمحكر أساسي إلبراـ الصفقات العمكمية ،كقد كاف
مف األجدر عمى المشرع تكفير عدة ضكابط تضمف مشركعية كفعالية ىذه المرحمة.
خكؿ المشرع لممصمحة المتعاقدة ،إمكانية تمبية حاجاتيا المطمكبة في شكؿ حصة كحيدة أك في
شكؿ حصص منفصمة بحيث تخصص الحصة الكحيدة لمتعامؿ متعاقد ،كالحصص المنفصمة إلى
متعامؿ متعاقد أك أكثر ،كفي ىذه الحالة يجب تقييـ العركض حسب كؿ حصة ،كما يمكف لممصمحة
المتعاقدة عندما يككف ذلؾ مبررا ،تحديد الحصص الممكف منحيا لمتعيد كاحد ،1حيث تعد ىذه اآللية
كسيمة لحصكؿ المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة عمى صفقات كفقا لمؤىبلتيا التقنية كالفنية في مكاجية
المنافسة الكبيرة التي تتمقاىا مف قبؿ كبريات المؤسسات سكاء الكطنية منيا أك األجنبية.2
كفي حالة تحصيص الحاجات يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تؤخذ في الحسباف المبمغ اإلجمالي
لجميع الحصص المنفصمة لتحديد حدكد اختصاص لجاف الصفقات العمكمية كاإلجراءات الكاجب إتباعيا،
بغض النظر عف إمكانية إطبلؽ المصمحة المتعاقدة إجراء كاحد لكؿ الحصص أك إجراء لكؿ حصة.
ىذا؛ كتقكـ عممية تحصيص عمى شرط جكىرم يمزـ المصمحة المتعاقدة عمى عدـ المجكء إلى تجزئة
المشركع ،إال بناء عمى دفتر شركط الصفقة كىيكمة رخصة البرنامج في حصص بمكجب مقرر التسجيؿ
الذم يعده اآلمر بالصرؼ المعني ،ذلؾ أف المشرع قد منع المجكء إلى التحصيص المفرط لمحاجات الذم
يراد بو اإلنقاص مف التزامات الكضع في المنافسة كتفادم حدكد اختصاص لجاف الصفقات العمكمية،
إضافة إلى أف التحديد السيئ لمحاجات بغرض اليركب عف أسقؼ االختصاص المحددة في إجراءات
تنظيـ الصفقات العمكمية ،يشكؿ جرما يمكف أف يؤدم إلى قياـ جنحة المحاباة ،كعمى خبلؼ ذلؾ فإف
التحديد الدقيؽ لمحاجات يمكف أف يعفي اإلدارة مف العكدة إلى الطمبات اإلضافية عف طريؽ المبلحؽ.
إف تقدير المصالح المتعاقدة تحصيص الخدمات المراد تمبيتيا يرجع إلى طبيعة كأىمية المشركع
كتخصص المتعامميف االقتصادييف مف جية ،كمراعاة المزايا االقتصادية كالمالية كالتقنية التي تكفرىا ىذه
العممية مف جية أخرل ،كمف ثـ فإف قرار التحصيص مف عدمو يتحدد عمى ضكء السمطة التقديرية
لممصالح المتعاقدة ،التي يتعيف عمييا دراسة أىمية التحصيص بالرجكع إلى طبيعة مكضكع الصفقة،
كالمزايا التي يعكد بيا ىذا التحصيص عمى الصفقة مف الجكانب االقتصادية كالمالية التقنية ،لذلؾ ألزـ
-1المادة 1/31مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
2
- Cherif BENNADJI L’évaluation de la réglementation des marché publics en Algérie tome thése de
doctorat d’etat faculté de droit université d’Alger 991, p 410.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المشرع المصمحة المتعاقدة بتعميؿ اختيارىا عند كؿ رقابة تمارسيا أم سمطة مختصة ،1السيما تمؾ التي
تشرؼ عمى الرقابة اإلدارية عمى مشركعية الصفقة.
لقد أخد المشرع الج ازئرم بفكرة تجزئة الحاجات ،مع تقييده ليذا األسمكب بإتباع إجراءات كضكابط
محددة تسمح بتحقيؽ أفضمية تقنية كمالية عند إبراـ الصفقات ،إال أنو كاف مف األجدر بالمشرع ضبط
إجراء التجزئة بحاالت محددة ال تحتمؿ أم تأكيؿ خاطئ مف المصالح المتعاقدة ،ألف المجكء ألسمكب
التجزئة يكسع لممصمحة المتعاقدة مف حريتيا كيبعدىا عف التقيد بإجراءات إبراـ صفقاتيا كفؽ أسمكب
طمب العركض الذم تتقيد بمكجبو المصمحة المتعاقدة بجممة مف الشركط ،خاصة كأف الكاقع يؤكد لنا
المجكء إلى تجزئة الصفقة أصبح كسيمة تعتمدىا أغمب المصالح المتعاقدة لتفادم الكصكؿ لمحد المالي
المطمكب إلبراـ الصفقة العمكمية ،كىك ما يسمح ليا بتجنب التعقيدات اإلجرائية في إبراميا لمصفقات
العمكمية كاإلفبلت مف الرقابة لذلؾ البد مف تحديد ضكابط المجكء لعممية تجزئة الصفقات العمكمية كالزاـ
المصمحة المتعاقدة بضركرة احتراميا.
مكف تنظيـ الصفقات العمكمية المصالح المتعاقدة بتنسيؽ إبراـ صفقاتيا عبر تشكيؿ مجمكعة طمبات
فيما بينيا ،كذلؾ كفقا لما جاء في أحكاـ المادة 36مف المرسكـ الرئاسي 247/15كالتي جاء فييا "يمكف
لممصالح المتعاقدة أف تنسؽ إبراـ صفقاتيا عبر تشكيؿ مجمكعات طمبات فيما بينيا…".2
تشكؿ عممية تنسيؽ الطمبات نظاما بسيطا يسمح لممصمحة المتعاقدة بإنجاز أشغاؿ أك اقتناء المكازـ
أك تقديـ خدمات أك إنجاز دراسات ذات النمط العادم أك الطابع التكرارم ،تصدر مراعاة مع احتياجاتيا
في ظؿ الحدكد الدنيا كالقصكل المحددة في الصفقة ،كيمكف أف تككف ىذه الطمبات كمية أك جزئية.3
كييػػدؼ تنسػػيؽ إب ػراـ الصػػفقات عبػػر تشػػكيؿ مجمكعػػات طمبػػات بػػيف المصػػالح المتعاقػػدة ،إلػػى تػػكفير
أحسػػف الظػػركؼ لتمبيػػة حاجػػات المصػػالح المتعاقػػدة عػػف طريػػؽ تجميػػع الكميػػات ،مػػا يمكنيػػا مػػف الحصػػكؿ
عمى أسعار مخفضة ضمف إجراءات مكحدة ،كبالتالي جيد أقؿ كتكاليؼ أحسف مع تعميؽ الخبرات الناتجة
عف تكاتؼ القدرات بيف مجمكعة المشػتركيف ،الػذيف يتفقػكف عمػى القيػاـ بػإجراء مكحػد يػؤدم إلػى إبػراـ عػدد
مف الصفقات يساكم عدد أصحاب المشاريع المندمجة ضمف تكتؿ المشتريات ،كبالتالي فمكؿ شريؾ ضمف
التجمع صفقة خاصة بو ،كأف ما يجمع ىذا التجمع ىك اإلجراءات التي تتفرع عنيا ىذه الصفقات.4
-1المادة 31 ،27مف المرسكـ الرئاسي رقـ ، 247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-محمد فؤاد عبد الباسط ،العقد اإلدارم ( المقكمات ،اإلجراءات ،اآلثار ) ،دار الجامعة الجديدة لمنشر ،القاىرة ،2006 ،ص .80
-2القرار الكزارم المؤرخ في ،2011/03/28الذم يحدد كيفيات تشكيؿ كسير مجمكعات الطمبات ،ج ر ج ج العدد ( )24الصادرة بتاريخ
.2011/04/20
3
- Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), op.cit , p 27.
-4النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (د ارسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .143
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يمكف المصالح المتعاقدة التي تنسؽ إبراـ صفقاتيا عمى أف تكمؼ كاحدة منيا ،بصفتيا مصمحة
متعاقدة منسقة ،بالتكقيع عمى الصفقة كتبميغيا ،كتككف كؿ مصمحة متعاقدة مسؤكلة عف حسف تنفيذ الجزء
مف ا لصفقة الذم يعنييا ،كىذا يؤكد أف فكرة االشتراؾ تتعمؽ فقط بإجراءات اإلبراـ دكف إجراءات التنفيذ،
إال أف الفصؿ بيف اإلبراـ كالتنفيذ قد تكتنفو جممة مف العيكب ،خاصة إذا تعمؽ األمر بمشتريات معقدة
تقتضي خبرة في مسائؿ االستبلـ السيما النكعي منيا ،فإذا تـ االستبلـ النكعي حسب كؿ مصمحة عمى
حدة ،فإف االشتراؾ سيفقد أحد أىـ األىداؼ المتكخاة منو ،كىي تكاتؼ الخبرات كتقميص التكمفة ،كيصبح
عندىا ىذا االشتراؾ مجرد تجميع لبلحتياجات لتقميؿ السعر الكحدكم ال غير كىك ما يقتضي أف يتـ
إدخاؿ االستبلـ النكعي ضمف أعماؿ التنسيؽ.1
إف ما يبلحظ مف خبلؿ المادة 36سالفة الذكر أف المشرع لـ يحدد المصالح المتعاقدة التي يمكنيا
تنسيؽ طمباتيا العمكمية ،كىك ما يفيـ مف عبارة " المصالح المتعاقدة " دكف العمؿ عمى تحديدىا فقد جاء
النص بصيغة عامة ،كىذا خبلفا لما أخد بو المشرع الفرنسي مف خبلؿ تحديد نطاؽ تطبيؽ عممية تنسيؽ
الطمبات بدقة طبقا لممادة 28مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي.
بالرجكع إلى أحكاـ المادة 36يبلحظ أف المشرع الجزائرم قد ألزـ المصالح المتعاقدة األعضاء في
مجمكعة الطمبات بإبراـ اتفاقية تشكيؿ المجمكعة التي تتكلى تحديد كيفيات سيرىا ،كقد أخضعيا لجممة
مف الضكابط المتمثمة في:
أف تتعمػػؽ الطمبػػات محػػؿ التنسػػيؽ بػػيف المصػػالح المتعاقػػدة ،بإنجػػاز األشػػغاؿ أك اقتنػػاء الم ػكازـ أك تقػػديـ
الخدمات أك إنجاز الدراسات ذات النمط العادم كالطػابع المتكػرر ،كفػي ىػذا يبلحػظ أف التنظػيـ السػابؽ
قد خػص مػف خػبلؿ المػادة 20صػفقات اقتنػاء المػكازـ ،أك تقػديـ الخػدمات ذات الػنمط العػادم كالمتكػرر
بيذا األسمكب فقط ،بينما كسع النص الحالي مف دائرتيا لتشمؿ كؿ مجػاالت الصػفقة كأبقػى عمػى شػرط
النمط العادم كالطابع المتكرر.
تككف مدة صفقة الطمبات سنة كاحدة قابمة لمتجديد ،كيمكف أف تتداخؿ في سنتيف ماليتيف أك أكثر عمى
أف ال تتجاكز خمس سنكات.
تحدد الصفقة إما بالسعر كاما آلياتو كاما كيفيات تحديده المطبؽ عمى عمميات التسميـ المتعاقبة.
ىذا؛ كقد حدد المشرع بدقة المصمحة المتعاقدة المختصة بالتكقيع عمى الصفقة كتبميغيا ،في حيف
نجد أنو قد أغفؿ الجية المكمفة باستبلـ العركض كدراستيا كارساء الصفقة ،األمر الذم مف شأنو أف يخمؽ
بعض العراقيؿ عمى مستكل التطبيؽ الميداني لعممية تنسيؽ الطمبات ،كما أف المجكء المتكرر لمتنسيؽ
بإتباع ىذه الطريقة قد تنجر عنو آثار تحد مف حرية المنافسة ،ألف إبراـ ىذا النكع مف الصفقات يعمؿ
عمى جذب المؤسسات االقتصادية الكبرل مما ينعكس سمبا عمى المؤسسات الصغيرة ،ألف تجميع صفقات
-1النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .144
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المصالح المتعاقدة يتطمب مستكل عالي مف التأىيؿ إلنجازىا ،كىك ما ال تتكفر عميو ىذه الفئة مف
المؤسسات.1
الفرع الثاني:
آليات إشباع الحاجات العامة.
مف أجؿ بمكغ كتحقيؽ نجاعة في تنفيذ الطمبات العمكمية فإف األمر ال يتكقؼ عمى تحديد كحصر
المصمحة المتعاقدة لمحاجات المراد تمبيتيا ،كانما يمتد أمر ذلؾ إلى لتحديد آليات إشباع ىذه الحاجات،
كالتي يجب أف تككف مجسدة في شكؿ دراسات دقيقة كمعمقة تفضي إلى اتخاذ القرار النيائي لتنفيذ
مشركع الصفقة ،كالتي غالبا ما تأتي في شكؿ صفقة دراسات تبرـ بيف المصمحة المتعاقدة كأحد مكاتب
الدراسات المتخصصة كالمؤىمة لمقياـ بمثؿ ىذه الدراسات ،كذلؾ حسب طبيعة كؿ مشركع ،كأف يتعمؽ
األمر بعقد يبرـ بيف مديرية السكف كمكتب دراسات ىندسية بغرض انجاز تصاميـ ىندسية لمجمكعات
سكنية تسعى اإلدارة إلى تشييدىا.2
تسمح الدراسات السابقة التي تقكـ بيا اإلدارة بالتحديد الدقيؽ لمختمؼ الحاجات المطمكبة ،كما تسػاعد
عمى اتخاذ القرار النيائي لتنفيذ المشاريع ،باإلضافة إلى سبلمة التنفيذ مف األخطػاء المحتمػؿ الكقػكع فييػا،
كعميػػو فػػإف الد ارسػػات األكليػػة تعػػد ضػػركرية لكػػؿ مشػػركع صػػفقة عمكميػػة ،كذلػػؾ عػػف طريػػؽ المجػػكء لمكاتػػب
الد ارسػػات المتخصصػػة كالمؤىمػػة لمقيػػاـ بمثػػؿ ىػػذه الد ارسػػات كىػػذا حسػػب طبيعػػة كػػؿ مشػػركع ،3كعمكمػػا فػػإف
ىذه الدراسات تنصب عمى ما يمي:
تقكـ ىذه الدراسة عمى جممة مف الدراسات ،تسعى إلى تحديد مدل صبلحية المشركع في شكؿ
أساليب عممية لتقدير احتماالت نجاح أك فشؿ ىذا المشركع قبؿ التنفيذ الفعمي لو ،4فيذه الدراسة تبحث
عف ذلؾ النسؽ الذم يككف فيو المشركع قاببل لمتنفيذ.5
إف مفيكـ ىذه الدراسات في مجاؿ الصفقات العمكمية ،يعني ضركرة القياـ بدراسات سابقة قبؿ إنجاز
أم مشركع مف خبلؿ االعتماد عمى مختمؼ العمكـ التي تساعد عمى القياـ بيا ،كالتي تثبت الجدكل
-1دالؿ عياد ،المؤسسة الصغيرة الخاصة في قانكف الصفقات العمكمية الجدي د ،مذكرة مف أجؿ الحصكؿ عمى شيادة الماجستير في الحقكؽ ،فرع
قانكف األعماؿ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر ( ،)01يف عكنكف ،2013/2012 ،ص .50
-2حكرية ب ف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .79
-3حمزة خضرم ،اإلجراءات السابقة عمى التعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .60
-4صبلح الديف السيسي ،دراسات الجدكل كالتقييـ ،دار الفكر العربي ،القاىرة ،مصر ،2003 ،ص .19
-5فتيحة حابي ،النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .72
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
االقتصادية مف ىذا المشركع مف خبلؿ المزايا التي يحققيا كمدل تبلؤميا مع النفقات التي تصرؼ عمى
إنجازه ،1كمدل قابمية العممية لئلنجاز في شركط مالية كتقنية كاقتصادية.2
كلقد جاء في نص المادة 29مف المرسكـ الرئاسي 247/15عمى أنو " تحتكم الصفقة العمكمية
لئلشراؼ عمى اإلنجاز ،في إطار انجاز منشأة أك مشركع حضرم أك مناظر طبيعية تنفيذ المياـ اآلتية
عمى الخصكص " :دراسات أكلية أك التشخيص أك الرسـ المبدئي ،دراسات مشاريع تمييدية مكجزة
كمفصمة ،دراسات المشركع ،دراسات التنفيذ أك عندما يقكـ بيا المقاكؿ ،تأشيرتيا ،كمساعدة صاحب
المشركع في إبراـ كادارة تنفيذ صفقة األشغاؿ كتنظيـ كتنسيؽ كتكجيو الكرشة كاستبلـ األشغاؿ" ،كما خكؿ
المشرع لممصمحة المتعاقدة المجكء بصفة استثنائية إلجراء دراسة كانجاز ،عندما تقتضي ذلؾ أسباب ذات
طابع تقني ضركرة إشراؾ المقاكؿ في دراسات التصميـ الخاصة بالمنشأة ،عمى أف ينص دفتر الشركط
في إطار التقييـ التقني ،عمى تأىيؿ أكلي يتعمؽ بمرحمة الدراسات ،3كمف تـ فإف ىذه الدراسات تسمح
بمناقشة كؿ االختيارات المطركحة إلنجاز المشركع كاختيار البدائؿ المناسبة كالضركرية لتنفيذه ،كفضبل
عف ذلؾ يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة القياـ بدراسات مسبقة لمكقكؼ عمى مدل قابمية المشركع لئلنجاز
كالتي تنقسـ بدكرىا إلى:
الجانب التقني في دراسة القابمية لئلنجاز :أم مدل إمكانية إنجاز المشركع تقنيا ،كاختيار األساليب
كالتقنيات المبلئمة لذلؾ ،كما ييتـ ىذا الجانب مف الدراسة بحاالت األخطار التي يمكف أف يتعرض
ليا كمدل مقاكمتو ليا.
الجانب المالي في دراسة قابمية اإلنجاز :أم التكمفة المالية لممشركع ،كمعقكلية مصاريؼ إنجازه
كمصادر كامكانيات تمكيمو ،ككذا مصادر تمكيؿ المصاريؼ المرتبطة بتشغيمو كاستغبللو كصيانتو
الحقا.4
ثانيا :دراسة المالئمة.
تسمح ىذه الدراسة بإبراز أىمية كمردكدية المشركع المراد إنجازه ،خاصة عمى المستكل االقتصادم
كاالجتماعي ،كعميو يمكف تحديد إيجابيات كسمبيات ىذا المشركع ،مما يتيح فرصة مناقشة كؿ البدائؿ التي
يمكف أف تحقؽ األىداؼ المرجكة مف كراء إنجاز ىذا المشركع ،ليتسنى مف ذلؾ اختيار البديؿ األفضؿ
الذم يحقؽ متطمبات التنمية.5
1
- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 19.
2
- Brahim BOULIFA, Marchés Publics – Dictionnaire thématique -, vol 02, Ed BERTI, Alger, 2013, p 303.
-3المادة 35مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-4سمية سبلم ي ،اإلجراءات السابقة لمتعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ،247/15مجمة الحقكؽ كالعمكـ اإلنسانية،
جامعة زياف عاشكر ،الجمفة ،المجمد العاشر ،العدد الرابع ،ديسمبر ،2017ص .43
-5النكم خرشي ،تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .75
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يقصد بيا معرفة أثر المشركع المراد إنجازه عمى البيئة ،كذلؾ مف أجؿ أخذ كافة التدابير الضركرية
كالتي مف شأنيا أف تعمؿ عمى القضاء أك التقميؿ مف اآلثار الناجمة عف ىذا المشركع ،أك المكاد المراد
اقتناؤىا عمى المحيط البيئي 1،كنظ ار لؤلىمية البالغة لمثؿ ىذا النكع مف الدراسات كمدل تعمؽ إنجاز
مختمؼ المشاريع كآثارىا عمى البيئة ،فإف المشرع الجزائرم قد أخضع ىذا النكع مف الدراسات لجممة مف
الضكابط القانكنية كالتنظيمية ،فقد نصت المادة 15مف القانكف رقـ ،10/03المتعمؽ بحماية البيئة في
إطار التنمية المستدامة 2عمى أف " تخضع مسبقا كحسب الحالة ،لدراسة التأثير أك لمكجز التأثير عمى
البيئة ،مشاريع التنمية كاليياكؿ كالمنشآت الثابتة كالمصانع كاألعماؿ كبرامج البناء كالتييئة ،التي تؤثر
بصفة مباشرة أك غير مباشرة فك ار أك الحقا ،عمى البيئة السيما عمى األنكاع كالمكارد كاألكساط كالفضاءات
الطبيعية كالتكازنات اإليككلكجية ككذلؾ عمى إطار كنكعية المعيشة ".
كتطبيقا ليذا النص فقد صدر المرسكـ التنفيذم رقـ ،145/07الذم يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل
ككيفيات المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى البيئة ،كالذم حدد مف خبلؿ نص المادة 02منو
اليدؼ مف دراسة أك مكجز التأثير عمى البيئة كالمتمثؿ في تحديد مدل مبلئمة إدخاؿ المشركع في بيئتو
مع تحديد كتقييـ اآلثار المباشرة ك/أك غير المباشرة لممشركع ،كالتحقؽ مف التكفؿ بالتعميمات المتعمقة
بحماية البيئة في إطار المشركع المعني.3
كعميو فإف دراسة تأثير المشركع عمى البيئة تشمؿ تحميؿ حالة المكاف الذم سينجز عميو المشركع
كمحي طو مع التركيز عمى انعكاسات ذلؾ المشركع عمى المحيط البيئي ،كمدل تأثير ذلؾ عمى السكاف
كالثركات الطبيعية كالمساحات الفبلحية كغيرىا مف المساحات ،كاألماكف التي قد تمسيا أشغاؿ إنجاز
المشركع ،زيادة عمى ذلؾ يجب تضميف ىذه الدراسات عرضا دقيقا لؤلسباب التي جعمت مف ىذا المشركع
اقتراحا مقبكال ،4إلى جانب التدابير المزمع اتخاذىا مف طرؼ صاحب المشركع لمقضاء عمى األضرار
المترتبة عمى إنجاز مختمؼ مراحؿ المشركع أك تقميصيا أك تعكيضيا.5
-1حكرية جاكم ،حماية البيئة في إطار الصفقات العمكمية ،مجمة البحكث العممية في التشريعات البيئية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة ابف
خمدكف ،تيارت ،العدد الخامس ،جكاف ،2015ص .29
-2القانكف رقـ ،10/03المؤرخ في ،2003 /07/19المتعمؽ بحماي ة البيئة في إطار التنمية المستدامة ،ج ر ج ج عدد ( )43الصادرة بتاريخ
.2003/07/20
-3المرسكـ التنفيذم رقـ ،145/07المؤرخ في ، 2007/05/19يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل ككيفيات المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى
البيئة ،ج ر ج ج عدد ( ،)34الصادرة بتاريخ .2007/05/22
-4النكم خرشي ،تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .76
-5المادة 06مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،145/07يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل ككيفيات المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى البيئة.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كبالتالي إف احتراـ المجاؿ البيئي قاعدة جكىرية في مجاؿ الصفقات العمكمية ،فزيادة عمى قكاعد
كاجراءات إبراـ الصفقات العمكمية ،كما يتضمنو دفتر الشركط مف التزامات ،كالتي بيف بينيا أف يمتزـ
المتعيد بضركرة احتراـ الشركط المتعمقة بحماية البيئة في إطار إنجازه لممشركع ،كتكريسا لذلؾ حبذا لك
عمؿ المشرع عمى إدراج معيار البعد البيئي ضمف المعايير األخرل المعتمدة في عممية تقييـ العركض
بالشكؿ الذم يسمح بإنجاز مشاريع بطريقة صديقة لمبيئة ،خاصة كأف الكاقع الممارستي يبيف لنا افتقار
احتراـ االعتبارات البيئية خاصة ما تعمؽ بمجاؿ صفقات األشغاؿ كما يترتب عنيا مف مخمفات مف شأنيا
اإلضرار بالمحيط البيئي ،ثـ إف احتراـ االعتبارات البيئية لف يتأتى إال مف خبلؿ فرض احتراـ المعايير
البيئية ،كمرافقة ذلؾ كمراعاة احترامو عمى كافة مستكيات تنفيذ الصفقات العمكمية.
إضافة لما يأخذ عمى المشرع الجزائرم مف خبلؿ المبلحؽ المرفقة بالمرسكـ التنفيذم رقـ 145/07
سالؼ الذكر ،كالتي تحدد قائمة المشاريع التي تخضع لدراسة التأثير (الممحؽ األكؿ) ،كقائمة المشاريع
التي تخضع لمكجز التأثير (الممحؽ الثاني) ،حيث أنيا ركزت عمى الدراسات البيئية في مجاؿ األشغاؿ
كالتي قد يككف ليا تأثير سمبي عمى البيئة ،مغفبل بذلؾ عممية اقتناء المكازـ كالسمع كالمنقكالت في إطار
صفقات التكريد مف طرؼ المتعامميف المتعاقديف كالمستكردة في أغمب األحياف مف الخارج ،كالتي قد يككف
ليا تأثير ىي األخرل عمى المحيط البيئي.1
يتعمؽ ىذا الصنؼ مف الدراسات بصفقات األشغاؿ ،خاصة ما تعمؽ منيا بمجاؿ بناء المشاريع،
حيث جاء في نص المادة 29مف المرسكـ الرئاسي 247/15عمى أنو " تشمؿ الصفقة العمكمية
لمدراسات ،عند إبراـ صفقة أشغاؿ ،السيما ميمات المراقبة التقنية أك الجيكتقنية كاإلشراؼ عمى إنجاز
األشغاؿ كمساعدة صاحب المشركع ".
يسمح ىذا النكع مف الدراسة باستكشاؼ مكقع المشركع ،كالقياـ بدراسة نكعية التربة كتحميؿ
المعمكمات المتعمقة بيا ،كالتي تمكف مف معرفة قدرة تحمؿ البنايات التي ستنجز عمييا ،2فعممية البناء
تقتضي األخذ بعيف االعتبار الخصكصيات التقنية لممشركع ،كىذا مف خبلؿ دراسة جادة تسمح بتفادم
-1الممحؽ األكؿ :يحدد قائمة المشاريع التي تخضع لدراسة التأثير ،المرفؽ بالمرسكـ التنفيذم رقـ ،145/07يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل ككيفيات
المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى البيئة.
-الممحؽ الثاني :يحدد قائمة المشاريع التي تخضع لمكجز التأثير ،المرفؽ بالمرسكـ التنفيذم رقـ ،145/07يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل
ككيفيات المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى البيئة.
-2حمزة خضرم ،آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية ،أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه العمكـ في الحقكؽ ،تخصص قانكف عاـ ،كمية
الحقكؽ ،جامعة الجزائر ( ،2015/2014 ،)1ص .49
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
اإلنجاز كفؽ أسس غير سممية ،أك ظيكر نقائص في مرحمة متقدمة مف العممية ،كالتي قد يتطمب
إصبلحيا أساليب تقنية أكثر كمفة كأطكؿ مدل ،ىذا كاف لـ ينتج عف ذلؾ عرقمة نيائية لممشركع.1
ىذا ،كباإلضافة فإنو يتكجب القياـ بدراسات قبمية ،كىي دراسة ترتكز عمى قياـ اإلدارة بإعداد نكعيف
مف الدراسات ،كيتمثؿ ذلؾ في المشركع التمييدم المؤقت ( ،)A.P.Sكالذم ييدؼ إلى تحديد الترتيبات
كالمراحؿ التي يمر بيا إنجاز المشركع ،كبالتالي اقتراح صكرة شاممة عف لمشركع ،بينما تتمثؿ الدراسة
األخرل في المشركع التمييدم المنفصؿ ( ،)A.P.Dكالذم ينصب عمى تعميؽ الدراسة لمحمكؿ كالنتائج
المتكصؿ إلييا ،باإلضافة إلى تحديد األىداؼ المرجكة مف كراء المشركع كالمدة الزمنية إلنجازه.2
كمف أجؿ القياـ بيذه الدراسات ينبغي أف تتكفر لممصمحة المتعاقدة كافة المعمكمات الضركرية عف
المشركع ،السيما تحديد األىداؼ المرجكة مف كراء إنجاز المشركع كالمدة الزمنية لتنفيذه ،إلى جانب تحديد
الميزانية المطمكبة لذلؾ كتكزيعيا عمى األعباء البلزمة لتنفيذ المشركع.
بعد القياـ بالدراسات األكلية لممشركع تعمؿ المصالح المتعاقدة عمى تسجيؿ ىذا المشركع لدل
المصالح المختصة ،ليصبح فيما بعد محؿ دعكة لمتعاقد في إطار الصفقات العمكمية ،كتتبع المصالح
المتعاقدة في ىذا جممة مف اإلجراءات القانكنية ،لتتكجو بعد ذلؾ ىذه العممية بمنح رخصة تنفيذ المشركع
كىذا بعد التأكد مف جدية المشركع كتحقيقو لمنفع العاـ مما يشكؿ مبر ار لتمكيؿ إنجازه.
تتعمؽ ىذه المشاريع بتجييزات اإلدارات المركزية كالمؤسسات العمكمية اإلدارية كالمؤسسات التي
تتمتع باالستقبلؿ المالي كاإلدارات المتخصصة ،3كالتي تتكلى تسجيؿ ىذه المشاريع طبقا لجممة مف
اإلجراءات القانكنية.
حيث يتـ تسجيؿ مشركع أك برنامج تجييز عمكمي ممركز أك غير ممركز في مدكنة نفقات التجييز
العمكمي لمدكلة ،مف طرؼ الكزير المكمؼ بالميزانية بناءا عمى طمب الكزير المكمؼ بالقطاع المعني ،كاف
ىذا التسجيؿ مرىكف مف جية بالنتائج اإليجابية لدراسات تحضير إنجاز المشركع أك البرنامج ،كبالتسجيؿ
المسبؽ لممشركع في البرنامج المتعدد السنكات لمتجييز العمكمي المصادؽ عميو مف طرؼ مجمس الكزراء
-1النكم خرشي ،تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .68
-2فتيحة حابي ،النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .73
-3المادة 05مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،227/98المؤرخ في ،1998/07/13المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز ،ج ر ج ج عدد ( ،)51المعدؿ
كالمتمـ بمكجب المرسكـ التنفيذم رقـ ،148/09المؤرخ في ،2009/05/02ج ر ج ج عدد ( ،)26الصادرة بتاريخ .2009/05/03
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
مف جية أخرل ،غير أ نو يمكف أف يككف البرنامج السنكم لمتجييز العمكمية محؿ تعديؿ خبلؿ السنة
المالية مف طرؼ مجمس الكزراء.1
كال يمكف أف تككف مكضكع تسجيؿ لئلنجاز بعنكاف ميزانية الدكلة لمتجييز ،إال برامج كمشاريع
التجييز الممركزة التي بمغت النضج الكافي الذم يسمح باالنطبلؽ في إنجازىا خبلؿ السنة ،كيقصد
بدراسات النضج لمشركع أك برنامج تجييز عمكمي ،مجمكعة الدراسات التي تسمح بالتأكد مف مساىمة
المشركع في التطكر االقتصادم كاالجتماعي عمى المستكل الكطني أك الجيكم أك المحمي ،كبأف أشغاؿ
إنجاز المشركع مييأة لبلنطبلؽ في الظركؼ المثمى لمكمفة كاآلجاؿ ،كباإلضافة إلى ذلؾ فقد قيد المشرع
الجزائرم تسجيؿ ىذه المشاريع بضركرة استكماؿ دراسات تنفيذ ىذا المشركع كاستبلميا كالمكافقة عمييا ،إال
في الحاالت االستثنائية كالمرتبطة بكضيعات طارئة ،المقررة مف طرؼ مجمس الكزراء.2
بعد ذلؾ يعمؿ الكزير المكمؼ بالمالية عمى إصدار مقرر تكزيع البرامج القطاعية ،بعد اعتماده مف
طرؼ الحككمة ،عمى أف تباشر مصالحو عممية تبميغو لمكزراء المختصيف كمسؤكلي المؤسسات التي
تتمتع باالستقبلؿ المالي كاإلدارات المتخصصة ،كيبيف ىذا المقرر رخص البرامج المكزعة حسب كؿ
قطاع فرعي مف القائمة التي تغطي البرامج المقترحة لمسنة الجديدة كتصحيحات كمفة البرامج الجارم
إنجازىا ،كما يبرز ىذا المقرر في ممحقو رخص البرنامج حسب كؿ مشركع كالمضمكف المادم ك/أك
المقاييس األخرل كالمؤشرات الخاصة بالبرنامج الجديد ،كيككف تعديؿ ىذا المضمكف ك/أك المقاييس
كالمؤشرات األخرل بمناسبة أشغاؿ التحكيـ بشأف قكانيف المالية ،عمى أف تعرض االقتراحات المتعمقة
بالحاالت الخاصة بإعادة ىيكمة برامج السنة لتحكيـ الحككمة.3
كيتكلى بعد ذلؾ الكزراء المختصكف بتبميغ األعماؿ كالمشاريع محؿ البرامج ،لآلمريف بالصرؼ
المكضكعيف تحت كصايتيـ ،كذلؾ في حدكد المحتكل المادم الممحؽ بمقررات البرامج ،عمى أف يباشر
اآلمركف بالصرؼ عممية إعداد الممؼ التقني لممشركع المراد تسجيمو كالذم يجب أف يحتكم عمى ما يمي:
-1المادة 04مكرر مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،227/98المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ.
-2المادة 06مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،227/98المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ.
-3المادة 07مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،227/98المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ.
-4المادة 09مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،227/98المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
عمى أف يصدر الكزراء المختصكف أك المسؤكليف عف المؤسسات كاإلدارات المتخصصة مقرر التفريد
الذم يتضمف إفراد المشركع باسـ اآلمر بالصرؼ المكمؼ باإلنجاز ،مع مراعاة المحتكل المادم كرخصة
البرنامج المتصم يف بذلؾ كالممحقيف بمقرر البرنامج ،كذلؾ بعد دراسة الممؼ بناءا عمى عناصر المعمكمات
المشترط تكافرىا لمحصكؿ عمى مقرر اإلفراد المحددة في المادة 09مف المرسكـ التنفيذم ،227/98ليتـ
بعد ذلؾ رصد اعتمادات الدفع المتعمقة بالتجييزات العمكمية لمدكلة التابعة لمبرنامج القطاعي الممركز
لصالح الكزراء المختصيف كمسؤكلي المؤسسات التي تتمتع باالستقبلؿ المالي كاإلدارات المتخصصة،
بمكجب مقرر مف الكزير المكمؼ بالمالية حسب كؿ قطاع فرعي لتصنيؼ االستثمارات العمكمية ،كيككف
ذلؾ في شكؿ رأسماؿ ميزانية الدكلة لمتجييز طبقا لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما.1
يتـ تسجيؿ ىذا النكع مف المشاريع ىي األخرل ضمف مدكنة نفقات التجييز العمكمي لمدكلة ،مف
طرؼ الكزير المكمؼ بالمالية بناءا عمى طمب الكزير المكمؼ بالقطاع المعني ،باإلضافة إلى أف تسجيؿ
ىذه المشاريع مرىكف مف جية بالنتائج اإليجابية لدراسات تحضير إنجاز المشركع أك البرنامج ،كبالتسجيؿ
المسبؽ لممشركع في البرنامج المتعدد السنكات لمتجييز العمكمي المصادؽ عميو مف طرؼ مجمس الكزراء
مف جية أخرل.2
كتعد ىذه المشاريع بمثابة برامج تجييز مسجمة باسـ الكالي ضمف البرنامج السنكم لمتجييز الذم
تعتمده الحككمة ،كيتـ تسميـ رخص ىذا النكع مف البرامج بمكجب مقرر مف الكزير المكمؼ بالمالية حسب
كؿ قطاع فرعي ،كذلؾ بعد إصدار الكالي لقرار اإلفراد لممشاريع التي بمغت االكتماؿ الكافي الذم يسمح
باالنطبلؽ في إنجازىا خبلؿ السنة ،3كىذا طبقا لمشركط التي حددتيا أحكاـ المادة 17مف المرسكـ
التنفيذم 227/98كالمتمثمة في:
كيتـ تنفيذ ىذه المقررات بتخصيص الكزير المكمؼ بالمالية إعتمادات الدفع لمكالة حسب كؿ قطاع
فرعي ،ليتكلى بعد ذلؾ الكالي بتكزيع ىذه االعتمادات حسب كؿ فصؿ بمكجب مقرر ،كفي ذات الكقت
-1المادة 11مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،227/98المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ.
-2المادة 4مكرر مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،227/98المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ.
-3المادة 17 ،16مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،227/98المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يتكلى إنجاز ىذه العمميات عمى مستكل الميزانية كاإلدارة حسب اإلجراءات القانكنية كالتنظيمية المعمكؿ
بيا ،كذلؾ في حدكد االعتمادات المالية المخصصة لكؿ قطاع فرعي.1
يتعمؽ ىذا النكع مف المشاريع أك البرامج بمخططات التنمية البمدية التي تمتاز بطابع األكلكية في
مجاؿ التنمية ،السيما مشاريع التزكيد بماء الشرب كالتطيير كالطرؽ كالشبكات كالقياـ بعمميات فؾ العزلة،
كيتـ إعداد ىذا البرنامج مف طرؼ المصالح الكالئية المختصة بعد استشارة المصالح التقنية المحمية
المعنية ،ثـ يكزع حسب كؿ باب كبمدية متكاجدة بالكالية مع منح األفضمية في ذلؾ لمبمديات المحركمة
السيما تمؾ البمديات المتكاجدة في المناطؽ الكاجب ترقيتيا.2
كيخضع ىذا النكع مف البرامج لرخصة شاممة حسب الكالية يبمغيا الكزير المكمؼ بالمالية بعد استشارة
الكزير المكمؼ بالجماعات اإلقميمية ،ليبمغ بعد ذلؾ الكالي عمميات تجييز برامج التنمية البمدية لممجمس
الشعبي البمدم مف أجؿ تنفيذىا .كتبمغ اعتمادات ىذا النكع مف البرامج بمكجب مقرر مف طرؼ الكزير
المكمؼ بالمالية ،الذم يكمؼ الكالي بتكزيعيا بعد استشارة المصالح الكالئية المختصة حسب األبكاب
كالبمديات مع مراعاة في ىذا الشأف تكجييات التنمية كأكلكياتيا.3
نظ ار لما تمقيو العممية التعاقدية عمى عاتؽ اإلدارة مف أعباء مالية ،كالتي تمتزـ ىذه األخيرة بالكفاء
بيا تجاه المتعاقد معيا فإف ىذا األمر يستكجب تكافر اعتماد مالي تنفؽ بمكجبو اإلدارة عمى التزاماتيا
التعاقدية ،4حيث ال يمكف لئلدارة أف تتعاقد مع الغير دكف تكفر ىذا االعتماد لذلؾ البد مف تخصيص
مبمغ معمكـ كمحدد في الميزانية لتنفيذ العقد ،5كال تقتصر ىذه القاعدة عمى العقكد اإلدارية فحسب بؿ
تشمؿ النشاط اإلدارم عمكما كالذم يترتب عميو التزاـ بدفع الماؿ.6
إف التأكد مف تكافر االعتماد المالي الكافي لتغطية العقد يعد مسألة ضركرية ،كىذا تطبيقا لمقاعدة
العامة التي تقضي بأنو ال يمكف القياـ بأم إنفاؽ إال إذا تكفر اعتماد مالي صكتت عميو السمطة التشريعية
كأكدعتو في الميزانية أك اعتمدتو السمطة المحمية ،كذلؾ لككنيا السمطة المختصة بترخيص االعتمادات
-1المادة 19مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،227/98المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ.
-2المادة 12مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،227/98المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ.
-3المادة 22مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،227/98المتعمؽ بنفقات الدكلة لمتجييز المعدؿ كالمتمـ.
-4عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .109
-5عائشة خمدكف ،أساليب التعاقد اإلدارم في مجاؿ الصفقات العمكمية ( دراسة مقارنة ) ،أطركحة لنيؿ دكتكراه العمكـ في القانكف العاـ ،كمية
الحقكؽ ،جامعة الجزائر( ،2016/2015 ،)1ص .132
-6سميماف محمد الطماكم ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .319
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كبالتالي إف تكفر االعتماد المالي يخكؿ كؿ جية مف الجيات اإلدارية صبلحية الصرؼ ،كذلؾ
بغض النظر عف الطريقة التي سيتـ تنفيذ المشركع أك تقديـ الخدمة بمكجبيا ،كلقد ألزـ المشرع المصمحة
المتعاقدة في ىذا الشأف بضركرة الحصكؿ عمى تأشيرة المراقب المالي قبؿ الشركع في تنفيذ المشاريع
كالعمميات الممكلة كميا أك جزئيا بميزانية الدكلة ،بما في ذلؾ الصفقات العمكمية ،2أما المشرع المصرم
فقد نص مف خبلؿ المادة 36مف قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات عمى أف يككف "..التعاقد بالنسبة
لممشركعات االستثمارية المدرجة بالخطة في حدكد التكاليؼ الكمية المعتمدة ،عمى أف يتـ الصرؼ في
حدكد االعتمادات المالية المقررة ،3"..بينما نصت المادة األكلى مف البلئحة التنفيذية ليذا القانكف عمى أنو
" ..يجب قبؿ طرح مقاكالت األعماؿ الحصكؿ عمى إقرار مف المسؤكؿ المالي بالجية بكجكد االعتمادات
المخصصة ،كضماف إتاحة التمكيؿ البلزـ لصرؼ قيمة مستخمصات األعماؿ في مكاعيدىا المقررة قانكنا
كذلؾ بعد مراجعة جيات التمكيؿ المختصة في ىذا الشأف" ،4في حيف أف المادة 133حظرت التعاقد
بغرض استنفاد اال عتمادات المالية ،كما حظرت التعاقد في الشير األخير مف السنة المالية إال في
الحاالت االستثنائية التي تقتضييا ضركرة العمؿ كبمكافقة السمطة المختصة ،كقد كاف ىذا النص أكثر دقة
خاصة في شطره األكؿ أيف منع المشرع المصرم التعاقد بغرض استنفاد االعتمادات المالية ،كالذم يعد
نمط يقكد المصمحة المتعاقدة إلى التعاقد بعشكائية بعيد عف المصمحة العامة ،ككفؽ كيفيات كأسس ال
تيدؼ لجكدة المنتكج بقدر ما تيدؼ إلى تسريع التعاقد لصرؼ ما تبقى مف االعتمادات المالية خبلؿ
السنة المالية.5
أما فيما يخص مسألة مخالفة اإلدارة لقكاعد االعتماد المالي ،فإف العقد المبرـ مف طرؼ اإلدارة يعد
سميما كمنتجا آلثاره القانكنية رغـ مخالفتو لقيد االعتماد المالي ،6كىك ما أكده مجمس الدكلة في ق ارره
المؤرخ في ،2005/07 /12الذم رفض مف خبللو تمسؾ رئيس المجمس الشعبي البمدم لبمدية ثنية الحد
بعد تسديد مبمغ األشغاؿ نتيجة لمعجز المالي ،كمف ثـ فقد قضى بأنو ال يمكف لمبمدية االلتزاـ باألشغاؿ
-1حمزة خضرم ،آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .60
-2المادة 05مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،414/92المؤرخ في ،1992/11/14المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا ،ج ر ج ج عدد
( )82الصادرة بتاريخ ،1992/11/15كالمعدؿ كالمتمـ بمكجب المرسكـ التنفيذم رقـ ،374/09المؤرخ في ،2009/11/16ج ر ج ج عدد
( )67الصادرة بتاريخ .2009/11/19
-3المادة 3/36مف قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم الصادر بالقانكف رقـ 89لسنة (1998المعدؿ كالمتمـ) ،الجريدة الرسمية ،عدد
( )19مكرر ،الصادرة بتاريخ .1998/05/08
-4المادة األكلى مف البلئحة التنفيذية لمقانكف رقـ 89لسنة ،1998المتعمؽ بقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم (المعدؿ كالمتمـ).
-5عائشة خمدكف ،المرجع السابؽ ،ص .137
-6نفس المرجع ،ص .140
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
دكف تكفر االعتمادات كالنفقات الضركرية كذلؾ كفقا لما ينص عميو القانكف.1
لذلؾ ألزـ المشرع المصالح المتعاقدة بالحصكؿ عمى تأشيرة المراقب المالي قبؿ الشركع في تنفيذ
المشاريع ،كالعمميات المم كلة كميا أك جزئيا بميزانية الدكلة بما في ذلؾ الصفقات العمكمية ،كقد نصت في
ذات السياؽ المادة 58مف القانكف 90/21المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية ،عمى أف مف بيف أىداؼ الرقابة
السابقة عمى النفقات العامة السيما في مجاؿ الصفقات العمكمية ،ىك التأكد مف تكافر االعتمادات
المخصصة إلنجاز العمميات الممكلة بميزانية الدكلة.2
الفرع الثالث:
اإلعداد المسبؽ لشروط المشاركة واالنتقاء ( دفاتر الشروط ).
تعد دفاتر الشركط عبارة عف كثيقة رسمية تعدىا اإلدارة المتعاقدة بإرادتيا المنفردة ،تحدد بمكجبيا
كافة الشركط المتعمقة بقكاعد المنافسة ،كشركط المشاركة كاألسس التي تعتمد عمييا في اختيار المتعامؿ،
كتبرز مف خبلليا حقكؽ كالتزامات كؿ طرؼ بالصفقة مع تحديدىا لمخدمات الكاجب تنفيذىا ،ككؿ
التفاصيؿ المرتبطة بالصفقة المزمع إبراميا ،كذلؾ درءا ألم احتجاج الحؽ .3كليذا فإف دفاتر الشركط
تحتؿ أىمية بالغة في مجاؿ الصفقات العمكمية ،ككنيا تحدد اإلطار الذم يحدد ضكابط إبراـ الصفقة بيف
المصمحة المتعاقدة كالمتعامؿ المتعاقد الفائز بالصفقة ،كىك ما جعؿ األستاذ شريؼ بف ناجي يعتبرىا
معيا ار مف معايير تعريؼ الصفقة العمكمية كعامبل منشئا ليا.4
نصت المادة 26مف المرسكـ الرئاسي 247/15عمى أنو " تكضح دفاتر الشركط المحينة دكريا،
الشركط التي تبرـ كتنفذ كفقيا الصفقات العمكمية ،كىي تشمؿ عمى الخصكص ما يمي :دفاتر البنكد
اإلدارية العامة المطبقة عمى الصفقات العمكمية لؤلشغاؿ كالمكازـ كالدراسات ك الخدمات كالمكافؽ عمييا
بمكجب مرسكـ تنفيذم ،دفاتر التعميمات التقنية المشتركة التي تحدد الترتيبات التقنية المطبقة عمى كؿ
الصفقات العمكمية المتعمقة بنكع كاحد مف األشغاؿ أك المكزاـ أك الدراسات أك الخدمات ،المكافؽ عمييا
بقرار مف الكزير المعني ،دفاتر التعميمات الخاصة التي تحدد الشركط الخاصة بكؿ صفقة عمكمية ".
كبذلؾ يتضح بأف المشرع الجزائرم لـ يعرؼ دفاتر الشركط تعريفان مباش انر كدقيقان ،كانما اكتفى باإلشارة
إلى محتكل كدكر ىذه الدفاتر في الصفقات العمكمية إلى جانب اإلشارة إلى أنكاعيا الثبلثة كىي:
-1قرار مجمس الدكلة رقـ ،020289المؤرخ في ،2005/07 /12مجمة مجمس الدكلة ،العدد السابع ،2005 ،ص .86
-2القانكف رقـ ،21/90المؤرخ في ،1990/08/15المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( )35الصادرة بتاريخ .1990/08/15
-3سياـ بف دعاس ،مدل فعالية قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في
حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ ،2013/05/20ص .03
4
- Cherif BENNADJI L’évaluation de la réglementation des marché publics en Algérie, op.cit, p 517.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يتضمف ىذا النكع مف الدفاتر بنكدا تطبؽ عمى كافة عقكد اإلدارات العامة ،كتحدد األحكاـ ذات
الطبيعة اإلدارية 1المتعمقة بكؿ نكع مف أنكاع الصفقات العمكمية ،باإلضافة إلى أنيا تبيف األحكاـ الممزمة
لكؿ طرؼ كطريقة اختيار المتعامؿ المتعاقد كأسمكب إبراـ الصفقة العمكمية ،فقد أكد المرسكـ الرئاسي
247/15مف خبلؿ نص المادة 26عمى كجكد دفاتر الشركط اإلدارية العامة بنصيا "...دفاتر البنكد
اإلدارية العامة المطبقة عمى الصفقات العمكمية لؤلشغاؿ كالمكازـ كالدراسات كالخدمات المكافؽ عمييا
بمكجب مرسكـ تنفيذم."...
كلقد صدر قرار يتضمف المصادقة عمى دفتر الشركط اإلدارية العامة المطبقة عمى صفقات األشغاؿ
الخاصة بك ازرة تجديد البناء كاألشغاؿ العمكمية كالنقؿ ،كالذم حمؿ عدة أحكاـ مختمفة تتعمؽ بالصفقات
العمكمية ،2كمثؿ ما نصت مجمؿ التنظيمات المتعمقة بالصفقات العمكمية فقد نصت المادة 26عمى
كجكب تحييف ىذه الدفاتر لتتماشى كالشركط التي يجب أف تتـ كفقيا الصفقات العمكمية ،إال أف ىذا
التحييف لـ يتـ كالدليؿ عمى ذلؾ بقاء ىذه الشركط بنفس الصيغة المقررة في سنة ،1964مما جعؿ ذلؾ
يحمؿ جممة مف التناقضات مع أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية المتعاقبة ،كأما عف قكة النص فقد اشترط
نص المادة 26صياغة دفتر البنكد اإلدارية العامة في شكؿ مرسكـ تنفيذم ،بينما نجد أف صياغة ىذا
األخير قد تمت بمكجب قرار مما يستدعي ضركرة تدارؾ ذلؾ.
1
- Mouloud SABRI, " Le droit des marchés publics en algérie: réalité et perspectives ", revue du conseil d’Etat
n°7, 2005, p 09.
-2القرار المؤرخ في ،1964/11/21المتضمف المصادقة عمى دفتر الشركط اإلدارية العامة المطبقة عمى صفقات األشغاؿ الخاصة بك ازرة تجديد
البناء كاألشغاؿ العمكمية كالنقؿ ،ج ر ج ج عدد ( ،)06الصادرة بتاريخ .1965/01/19
-3عائشة خمدكف ،المرجع السابؽ ،ص .191
-4النكم خرشي ،تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .191
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كتختمؼ ىذه الشركط التقنية الخاصة مف صفقة ألخرل رغـ أف اإلدارة المتعاقدة نفسيا ،فمكؿ صفقة
أحكاميا كضكابطيا الخاصة ،كىك ما أكدتو المادة 26مف المرسكـ الرئاسي 247/15بقكليا "...دفاتر
التعميمات الخاصة تحدد الشركط الخاصة بكؿ صفقة عمكمية " ،كبالتالي فإف ىذه الشركط الخاصة
تحتكم عمى معمكمات تخص الصفقة العمكمية مف حيث المكضكع كاألىمية كاآلجاؿ كصيغ اإلبراـ،
ككيفيات كاجراءات المنافسة كمكاف سحب كايداع العركض ،كتنقيط العركض كتقييميا كغيرىا مف األمكر
التي تيـ المنافسة الخاصة بالصفقة بعينيا.
كبناءا عمى ما سبؽ فإف المصمحة المتعاقدة ممزمة عند إعدادىا لدفاتر الشركط بجممة مف القكاعد،
حيث يجب أف تحتكم ىذه الدفاتر عمى شركط كأحكاـ ال تؤدم بأم شكؿ كاف إلى التمييز بيف مختمؼ
المتعيديف ،كأف يشير دفتر الشركط إلى منتكج معيف أك متعامؿ اقتصادم محدد ،كالتي مف شأنيا أف
تمس بنزاىة العممية التعاقدية ،كيفتح باب المحاباة كالرشاكل في التعامؿ كغيرىا مف أشكاؿ الفساد.
لذ لؾ يجب أف يككف التحديد المسبؽ لمحاجات العامة بشكؿ دقيؽ كعقبلني في حدكد االحتياجات
الفعمية كالبلزمة لسير العمؿ كالنشاط العمكمي ،كذلؾ بالتقيد بالقكاعد اإلجرائية السابقة التي تضمف عقمنة
ىذا التحديد الذم يعد حجر الزاكية التي يمكف أف تتحكـ في الطمب العمكمي ،كالتعبير عمى ىذا األخير
بدقة كبعناية يمثؿ أىـ الضمانات التي كضعيا المشرع لحماية الماؿ العاـ عمى أساس أف إشباع ىذه
الحاجات سيككف مف الخزينة العمكمية مف جية ،كمف جية أخرل يساىـ في التقدير الحسف لمختمؼ
الصفقات المتعمقة بإشباعيا تقدي انر كاقعيان بعيدان عف مختمؼ أشكاؿ التبديد التي أصبحت تطبع مختمؼ
تعاقدات الييئات كالمصالح العامة في الدكلة.3
المبحث الثاني:
آليات تكريس المنافسة في مجاؿ الصفقات العمومية.
تتعدد األساليب التي بكاسطتيا تقكـ اإلدارة باختيار المتعامؿ المتعاقد معيا في ظؿ القكانيف المقارنة
بيف األصؿ كاالستثناء ،حيث جعؿ المشرع مف أسمكب طمب العركض القاعدة العامة إلبراـ الصفقات
العمكمية ،كاعتمد عميو ككسيمة مثمى لتحقيؽ فعالية الطمبات العمكمية تتيح لو ضبط التدابير كاإلجراءات
الكفيمة بترجمة مبادئ الشفافية عمى أرض الكاقع ،نظ ار لتكافقو كمفيكـ الميبرالية االقتصادية القائمة عمى
مبدأ المنافسة الحرة ،1كفي مقابؿ ذلؾ فقد اعتبر التراضي أسمكبا استثنائيا إلبراـ الصفقات العمكمية ،يأتي
اختياره مف طرؼ المصمحة المتعاقدة كضركرة تفرضيا االستجابة لبعض الحاالت االستثنائية ذات
الخصكصية المميزة قانكنيا ككاقعيا ،كقد رسـ المشرع لكؿ منيما إجراءات كحدكد كحاالت خاصة يجب
عمى اإلدارة احتراميا كالتقيد بيا ،كذلؾ بغرض حماية الماؿ العاـ كضماف المساكاة كتمكيف المصمحة
المتعاقدة باختيار أفضؿ العركض.
المطمب األوؿ:
طمب العروض قاعدة عامة إلبراـ الصفقات العمومية.
يقصػػد بػػذلؾ فػػتح بػػاب الت ػزاحـ الش ػريؼ أمػػاـ كػػؿ مػػف يػػكد االشػػتراؾ فػػي المنافسػػة ،س ػكاء األشػػخاص
الطبيعية أك المعنكية ،كالذيف تتحقؽ فييـ الشركط المطمكبة لمتقدـ بعركضػيـ ،2فالمصػمحة المتعاقػدة ليسػت
حرة في اسػتخداـ سػمطتيا التقديريػة بتقػدير فئػات المرشػحيف التػي تػدعكىا كتمػؾ التػي تبعػدىا ،أك تػرجح كفػة
أحد المتنافسيف عمى حساب باقي المتنافسيف ،فيككف بذلؾ المعيار الكحيد في اختيار المتنافسيف ىػك تػكافر
المػػؤىبلت البلزمػػة لتنفيػػذ المشػػركع مكضػػكع الصػػفقة ،كىػػذا ىػػك القصػػد األساسػػي مػػف جعػػؿ أسػػمكب طمػػب
العركض األصؿ العاـ في إبراـ المصمحة المتعاقدة لمصفقات العمكمية حتى يتسع أماـ ىػذه األخيػرة فػرص
اختي ػػار أحس ػػف الع ػػركض م ػػف حي ػػث الم ازي ػػا االقتص ػػادية م ػػف جي ػػة ،كت ػػكفير أكب ػػر ق ػػدر م ػػف التنافس ػػية ب ػػيف
المترشحيف مف جية أخرل.3
1
- MENOUAR Mustapha la liberté de commerce et d’industrie en France et en Algérie, revue de conseil d’Etat
n° 08, 2006, p
-2محمد بككماش ،عبد الكريـ تافركنت ،أسس نجاعة الصفقات العمكمية مف خبلؿ المرسكـ الرئاسي ،247/15الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات
العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد
بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19-18أكتكبر ،2016ص .02
-3محمد فؤاد عبد الباسط ،العقد اإلدارم ،المرجع السابؽ ،ص .120
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الفرع األوؿ:
تحديد مفيوـ طمب العروض.
لـ يثبت المشرع الجزائرم في ظؿ مختمؼ التنظيمات الناظمة لمجاؿ الصفقات العمكمية عمى
استعماؿ مصطمح كاحد في التعبير عف القاعدة العامة لمتعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،حيث تارة ما
يتناكليا تحت تسمية "المناقصة" كأحيانا تحت مصطمح "طمب العركض" الذم يعد التعبير األدؽ كاألصح
بعدما كانت التنظيمات السابقة تترجـ عبارة " "l’appel d’offresمناقصة كىي ترجمة ال تستقيـ كالمنطؽ
القانكني فاألصح ىك طمب العركض ،كالذم يعد حسب نص المادة 40مف المرسكـ الرئاسي " 247/15
إجراء يستيدؼ الحصكؿ عمى عركض مف عدة متعيديف متنافسيف مع تخصيص الصفقة دكف مفاكضات
لممتعيد الذم يقدـ أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية استنادا إلى معايير اختيار مكضكعية ،تعد
قبؿ إطبلؽ اإلجراء ،"...إلى جانب المشرع الجزائرم قدـ المشرع الفرنسي ىك اآلخر تعريؼ ليذا اإلجراء
مف خبلؿ المادة 66مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي رقـ 360/2016عمى أنو " إجراء تتمكف
بمكجبو لمسمطة المتعاقدة مف اختيار العرض األكثر فائدة مف االقتصادية ،دكف تفاكض كعمى أساس
معايير مكضكعية سبؽ إببلغيا لممرشحيف " ،كما يستفاد مف ىذا أف الدعكة لممنافسة تيدؼ إلى اختيار
العرض األفضؿ مف مختمؼ الجكانب السيما مف حيث القيمة التقنية لمخدمات كآجاؿ تنفيذىا كذلؾ بناء
عمى معايير مكضكعية محددة قانكنا.1
بالرجكع لممادة 40نجد بأف المشرع قد أكرد ضمنيا مصطمح " تخصيص الصفقة " ،الذم يقصد بو "
منح الصفقة" ،كىك المصطمح المستعمؿ بكثافة مقارنة بمصطمح تخصيص الصفقة ،لذلؾ كتكحيدا
لممصطمحات ،حبذا لك استعمؿ المشرع مصطمح " المنح" بدؿ " التخصيص" ،كمف جانب آخر فقد نصت
نفس المادة عمى تخصيص الصفقة الناتجة عف طمب العركض دكف مفاكضات ،إال أف ىذا التعميـ مف
شأنو أف يشكؿ تناقضا مع بعض مكاد النص ،حيث نجد أف المسابقة كالتي تعد أحد أشكاؿ طمب
العركض يتـ منحيا بعد مفاكضات لمفائز الذم قدـ أحسف عرض ،كحتى بالنسبة لطمب العركض ككؿ
فإف منع التفاكض ىك منع مؤقت ال غير ،إذ يفتح النص إمكانية التفاكض بعد اإلعبلف عف المنح المؤقت
لمصفقة ،بمعنى أف التفاكض ال يمنع إال قبؿ ىذه المرحمة.2
كبذلؾ فقد استقر المشرع الجزائرم عمى كثيرة تثبيت القاعدة العامة إلبراـ الصفقات العمكمية ،كىي
كجكب فتح باب المنافسة أماـ مختمؼ العارضيف لتقديـ عركضيـ في ظؿ تكريس الشفافية كالكضكح،
كىذا لف يتأتى إال مف خبلؿ أسمكب طمب العركض الذم يأخذ عدة أشكاؿ مف أجؿ خمؽ نكع مف المركنة
كالفعالية لممصمحة المتعاقدة ضمف حدكد تسمح ليا بتحقيؽ األىداؼ المرجكة بقدر مف الحرية.
1
- ROUAULT Marie Christine L’essentiel du droit administratif général 6ème édition Gualino éditeur paris
2007, p 60.
-2النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .150 ،149
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الفرع الثاني:
أشكاؿ طمب العروض (الدعوة لممنافسة).
نظ انر لبلرتباط الكثيؽ بيف الصفقات العمكمية كالخزينة العمكمية مف جية ،كبمخططات التنمية كتسيير
طرؽ إنفاؽ الماؿ العاـ مف جية أخرل ،عمد المشرع الجزائرم عمى تحديد طرؽ خاصة إلبراـ الصفقات
العمكمية ،إلى جانب كضع أشكاؿ متعددة لؤلسمكب الكاحد ،الختيار المتعامؿ المتعاقد بالشكؿ الذم
يعطي مركنة أكبر في إتباع النمط كاألسمكب األنسب الختيار المتعاقد بما يتكافؽ كمتطمبات الصفقة
المزمع إبراميا مف جية ،كبيدؼ الحصكؿ عمى أفضؿ العركض مف جميع النكاحي التقنية كالمالية كالفنية
مف ناحية أخرل ،1لذلؾ فقد جاءت أحكاـ المرسكـ الرئاسي 247/15مانحة لممصمحة المتعاقدة أساليب
مختمفة الختيار أنسب الطرؽ حسب ظركؼ العممية التعاقدية مع تحميميا مسؤكلية تبرير اختيارىا
كالمتمثمة في:
يقصد بو طبقا لممادة 2/66مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي ،360/2016كالمادة 43مف
المرسكـ الرئاسي " 247/15إجراء يمكف مف خبللو أم مترشح مؤىؿ أف يقدـ تعيدا " ،بسبب عدـ
محدكديتو يعتبر طمب العركض المفتكح األكثر تنافسية مف جممة الصيغ المتاحة ،فيك إجراء يكجو إلى
كؿ المتنافسيف دكف أم حصر أك تخصيص أك استثناء ،بحيث يفسح المجاؿ ضمف ىذا األسمكب أماـ
الجميع لتقديـ عركضيـ لممشاركة في اإلجراء ،كعمى أساس ذلؾ فيك يضمف أكسع ما يمكف تكفيره مف
مشاركة ،كاحتراـ لممبادئ العامة المتعمقة بالشفافية كحرية المنافسة ِ
كسعتيا كسيكلة المشاركة لمكصكؿ
لمصفقات المعمف عنيا.2
يعد ىذا األسمكب مف أكجو طمب العركض تعرضت لو المادة 44مف المرسكـ الرئاسي 247/15
بقكليا " طمب العركض المفتكح مع اشتراط قدرات دنيا ،ىك إجراء يسمح فيو لكؿ المرشحيف الذيف تتكفر
فييـ بعض الشركط الدنيا المؤىمة التي تحددىا المصمحة المتعاقدة مسبقا قبؿ إطبلؽ اإلجراء بتقديـ تعيد
كال يتـ انتقاء قبمي لممرشحيف مف طرؼ المصمحة المتعاقدة ".
كبمقارنة مضمكف ىذه المادة مع مضمكف المادة 30مف المرسكـ الرئاسي 236/10السابؽ نجد أف
المشرع الجزائرم أبقى عمى عبارة الشركط الدنيا المؤىمة كاستبدؿ عبارة المناقصة المحدكدة بعبارة طمب
العركض المفتكح مع اشتراط قدرات دنيا ،كذلؾ حرصا منو عمى تكافر عنصر التأىيؿ مع تكافر شركط
دنيا ،كىي القدرات التقنية كالمالية كالمينية الضركرية لتنفيذ الصفقة ،كالتي تسمح بتأىيميـ لتقديـ تعيداتيـ
عمى أف تككف ىذه الشركط متناسبة مع طبيعة كتعقيد كأىمية المشركع ،كما يبلحظ أف المشرع الجزائرم
قد أعطى الحرية لممصمحة المتعاقدة في كضع كتحديد شركط المنافسة باعتبارىا صاحبة المصمحة ،كالييا
تعكد سمطة كضع معايير خاصة بيدؼ تحقيؽ الغرض مف العممية التعاقدية ،كبالتالي إمكانية حصر
المصمحة المتعاقدة لممنافسة بيف فئة محدكدة مف المتنافسيف ،الذيف تتكفر فييـ المؤىبلت المطمكبة كالتي
تككف متناسقة كطبيعة الصفقة ،شريطة أف تككف تمؾ الشركط المطمكبة مكضكعية كمحددة ضمف دفتر
الشركط ،فإبراـ الصفقات عف طريؽ ىذا األسمكب دليؿ عمى أف العممية محؿ الصفقة تتميز بتعقيد
العمميات المبرمج إنجازىا عف طريقيا ،كىك ما جعميا مشركطة بتكفر القدرات التقنية كالمالية كالمينية.1
إف ما يبلحظ عمى المشرع مقارنة عما أقره في السابؽ ،أيف أكجب التنظيـ السابؽ تناسب الشركط
المطمكبة بصدد المناقصة المحدكدة مع طبيعة كتعقيد كأىمية المشركع ،بكيفية تسمح لممؤسسات الخاضعة
لمقانكف الجزائرم بالمشاركة في المناقصات مع ضركرة احتراـ القكاعد المتعمقة بالجكدة كالكمفة كآجاؿ
اإلنجاز ،كالتي أىمؿ التنظيـ الحالي االىتماـ بيا ،مكتفيا في ذلؾ ربما بيامش األفضمية عمما بأف ىامش
األفضمية قد تضمنتو أحكاـ كبل التنظيميف ،كىذا خبلفا لمتنظيمات المقارنة التي لـ تكتفي بإدراج جممة أك
نص في سبيؿ تشجيع مؤسساتيا الكطنية كانما عمدت عمى إدراج فصكؿ كأقساـ ليذه الغاية ،2لذلؾ يتعيف
عمى المشرع إدراج ما حممتو أحكاـ المرسكـ الرئاسي 236/10الممغى ،الذم أكفت بو الفقرة 02مف
المادة ، 30حيث " يجب أف تككف الشركط الدنيا المطمكبة ،في مجاؿ التأىيؿ كالتصنيؼ كالمراجع
المينية متناسبة مع طبيعة كتعقيد كأىمية المشركع ،بكيفية تسمح لممؤسسات الخاضعة لمقانكف الجزائرم
بالمشاركة في طمبات العركض في ظؿ احتراـ الشركط المثمى المتعمقة بالجكدة كالكمفة كآجاؿ اإلنجاز ".
تكفؿ ىذه الطريقة لممصمحة المتعاقدة قد ار مف الحرية تتمثؿ في االعتراؼ ليا بسمطة انتقاء
المترشحيف مسبقان ،حيث يككف ىؤالء المرشحيف الذيف تـ انتقاؤىـ األكلي مدعكيف لكحدىـ لتقديـ تعيداتيـ
بحكـ ما تممكو المصمحة المتعاقدة مف معمكمات عف ىؤالء العارضيف ،كبحكـ طبيعة الخدمة مكضكع
الصفقة ،3كقد جاء بياف ىذا األسمكب ضمف أحكاـ المادة 45مف المرسكـ الرئاسي 247/15التي نصت
-1سامي جماؿ الديف ،نظرية العمؿ اإلدارم (التعريؼ بالعمؿ اإلدارم ،مكضكع العمؿ اإلدارم ،أساليب العمؿ اإلدارم) ،دار الجامعة الجديدة،
اإلسكندرية ،2011 ،ص ، 265يقصد بيذه القدرات الشركط الدنيا الكاجب تكافرىا في المرشحيف كالتي تسمح بتأىيميـ لتقييـ تعيدىـ ،كصنؼ
أدنى في شيادة التصنيؼ كالتأىيؿ المينييف بالنسبة لصفقات األشغاؿ ،كحد أدنى لممراجع المينية ،كحد أدنى لرقـ األعماؿ...إلخ ،اإلرسالية رقـ
234الصادرة عف ك.ـ/ؽ.ص.ع/ـ.ـ.ؽ.ص.ع/ـ.ؼ.ت ،2016/بتاريخ ،2016/03/20المتعمقة بالمؤىبلت التقنية كالمالية كالمينية.
-2النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .159
-3عمار بكضياؼ ،الصفقات العمكمية في الجزائر (دراسة تشريعية كقضائية كفقيية ) ،ط ،2الجسكر لمنشر كالتكزيع ،الجزائر ،2009 ،ص .92
- Cherif BENNADJI, "Marchés publics et corruption en Algérie" Revue d’etudes et de critique social N°
25,Alger, 2008, p 144.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
بأف " طمب العركض المحدكد ىك إجراء الستشارة انتقائية ،يككف المرشحكف الذيف تـ انتقاؤىـ األكلي مف
قبؿ مدعكيف كحدىـ لتقديـ تعيد."...
تمجأ المصمحة المتعاقدة ليذا األسمكب حسب مقتضيات المادة 3/45عندما يتعمؽ األمر بالدراسات
أك العمميات المعقدة أك ذات األىمية الخاصة ،كيمكف لممصمحة المتعاقدة أف تحدد ضمف دفتر الشركط
العدد األقصى لممرشحيف الذيف تتـ دعكتيـ لتقديـ تعيداتيـ بعد االنتقاء األكلي لخمسة منيـ ،كعميو فإف
الطابع الخاص لمصفقة كمكضكعيا ىك مف يسمح لممصمحة بالمجكء إلى االنتقاء األكلي لممرشحيف.
كبذلؾ فقد حددت الفقرة الثانية مف المادة 45العدد األقصى لممرشحيف الذيف تتـ دعكتيـ لتقديـ
تعيداتيـ بعد انتقاؤىـ األكلي بناء عمى معطيات مسجمة لدل المصمحة المتعاقدة مف قبؿ بخمسة ()05
مرشحيف كحد أقصى ،كىذا خبلفا لما كاف معمكؿ بو مف قبؿ ،حيث كانت المصمحة المتعاقدة ممزمة
بتكجيو االستشارة لثبلثة مرشحيف عمى األقؿ ،1كتنفذ المصمحة المتعاقدة االنتقاء األكلي الختيار المرشحيف
إلجراء المنافسة عندما يتعمؽ األمر بالدراسات أك بالعمميات المعقدة أك ذات األىمية الخاصة ،كيجرل
طمب العركض المحدكد إما عمى مرحمة أك مرحمتيف:
حيث نصت المادة 5/45بقكليا " عندما يطمؽ اإلجراء عمى أساس مكاصفات تقنية مفصمة معدة
بالرجكع لمقاييس أك نجاعة يتعيف بمكغيا أك متطمبات كظيفية " ،كيتضح مف ذلؾ أف المشرع قد ترؾ قد ار
مف الحرية لممصمحة المتعاقدة ،حيث ليا أف تقدر عندما تتكفر لدييا مختمؼ العناصر الجزئية
كالمكاصفات التقنية الدقيقة المتعمقة بالعمميات التي يمزـ المتعيد القياـ بأدائيا ،أف تعتمد في ذلؾ إج ارء
المنافسة عمى مرحمة كاحدة بالنظر لما يتكفر ليا مف معطيات مكضكعية كتقنية.2
جاء في نص المادة 6/45بقكليا " استثناءا عندما يطمؽ اإلجراء عمى أساس برنامج كظيفي ،إذا لـ
تكف المصمحة المتعاقدة قادرة عمى تحديد الكسائؿ التقنية لتمبية حاجاتيا ،حتى بصفقة دراسات ".
-1المادة 31مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،236/10المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى).
-2عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ األكؿ ،المرجع السابؽ ،ص .206
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
عمى أكراؽ كشيادات المرشحيف ،كباألخص منيا الذيف سبؽ ليا التعاقد معيـ في نفس النكع مف األشغاؿ
كالذم يمكف أف يمتد حتى إلى الشريؾ األجنبي في حاؿ كجكد شراكة ،1ىذا كيمكف لممصمحة المتعاقدة
القياـ باستشارة مباشرة لممتعامميف االقتصادييف المؤىميف كالمسجميف في قائمة مفتكحة تعدىا المصمحة
المتعاقدة عمى أساس انتقاء أكلي ،بمناسبة إنجاز عمميات دراسات أك ىندسة مركبة أك ذات أىمية خاصة
أك عمميات اقتناء لكازـ خاصة ذات طابع تكرارم ،كفي ىذه الحالة يجب تجديد االنتقاء األكلي كؿ ثبلث
( )3سنكات.2
يمكف لمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض ،أف تطمب كتابيا بكاسطة المصمحة المتعاقدة ،مف
المرشحيف تقديـ تكضيحات بشأف عركضيـ ،بؿ كأكثر مف ذلؾ فيمكف لممصمحة المتعاقدة تنظيـ
اجتماعات لتكضيح الجكانب التقنية لمعركض عند الضركرة ،بحضكر خبراء يتـ تعيينيـ خصيصا ليذا
الغرض عمى أف تتكج العممية بتحرير محضر ليذا االجتماع يكقعو جميع األعضاء الحاضريف ،كقد
أحسف المشرع عندما أقر االستعانة بالخبراء لتقديـ التكضيحات البلزمة حكؿ الغمكض الذم يكتنؼ بعض
العركض ،كالذم يقتصر دكره في إبداء الرأم دكف المشاركة في عممية التقييـ باعتباره عنص ار خارجيا عف
لجنة التقييـ ،كلعؿ إقرار المشرع االستعانة بالخبير أمر يعكد لمطابع الدقيؽ كالمميز لممشركع بالشكؿ الذم
يستدعي تكسع نطاؽ االستشارة كمداىا لمخبراء.3
تتكلى لجنة الفتح األظرفة كتقييـ العركض في مرحمة أكلى تقييـ العركض طبقا لمحتكل دفتر
الشركط ،كتممؾ ىذه األخيرة صبلحية تقديـ مقترح بإقصاء العركض التي ال تستكفي متطمبات برنامج
اإلدارة الكظيفي أك المكاصفات التقنية المطمكبة أك النجاعة التي يتعيف بمكغيا الكاردة في دفتر الشركط،
عمى أف تتكلى ىذه األخيرة في مرحمة ثانية دعكة العارضيف الذيف استكفكا الشركط الكاردة في دفتر
الشركط ،كالذيف تـ تأىيؿ عركضيـ مف قبؿ لجنة الفتح األظرفة كتقييـ العركض لتقديـ عرضكىـ التقنية
النيائية كعركضيـ المالية ،فالعرض التقني يقدـ عمى مرحمتيف أكلي كنيائي بينما يقدـ العرض المالي مرة
كاحدة.
ىذا؛ كقد حدد المشرع طبقا لممادة 45قائمة المشاريع التي يمكف أف تككف مكضكع طمب العركض
المحدكد ،كالتي تحدد بمكجب مقرر م ف مسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير المعني بعد أخذ رأم لجنة
الصفقات لمييئة العمكمية أك المجنة القطاعية لمصفقات حسب الحالة.
1
- Ali MATALLAH, Recueil sur la réglementation des marches publics et des Délégation de service public,
édition Houma, Alger, 2016, p - 6
-2المادة 45مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
. -3عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ األكؿ ،المرجع السابؽ ،ص
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ما يعاب عمى المشرع الجزائرم ىك محافظتو عمى بعض المصطمحات الغامضة كالتي تمتاز بمركنة
بشكؿ يصعب مف عممية تحديد المقصكد مف كرائيا مف بينيا " اليندسة المركبة " " ،العمميات ذات
األىمية الخاصة " ،كىك ما قد يفتح مجاؿ االنجراؼ في استعماؿ القانكف مف طرؼ المصمحة المتعاقدة
خاصة ما تعمؽ بالمصطمحات التي تمتاز بمركنة عالية كمصطمح العمميات ذات األىمية الخاصة ،كالتي
يرجع أمر تحديدىا لمسمطة التقديرية لئلدارة ،إضافة إلى أنو يعاب عمى ىذا األسمكب حرماف بعض
المترشحيف مف المشاركة فيو ،مما يرتب حصر الدعكة لممنافسة عمى فئة معينة تحتكر ىذا الشكؿ مف
المنافسة مما يؤدم إلى محاباة البعض عمى حساب البعض اآلخر.
ما يعرؼ عف نظاـ المسابقة في األنظمة القانكنية المقارنة كمف الناحية النظرية أنو شكؿ مف أشكاؿ
طمب العركض ،يتـ المجكء إليو لكضع دراسات أك المخططات البلزمة لمشركع معيف أك لتنفيذ مشركع
سبؽ كاف أعدت لو الدراسات أك المخططات البلزمة كذلؾ عندما تككف ىناؾ أسباب مبررة لذلؾ.2
كقد جاء بياف أسمكب المسابقة ضمف أحكاـ المادة 47مف المرسكـ الرئاسي 247/15بقكليا " ىي
إجراء يضع رجاؿ الفف في منافسة الختيار ،بعد رأم لجنة التحكيـ المذككرة في المادة 48أدناه ،مخطط
أك مشركع مصمـ استجابة لبرنامج أعده صاحب المشركع قصد انجاز عممية تشتمؿ عمى جكانب تقنية أك
اقتصادية أ ك جمالية أك فنية خاصة قبؿ منح الصفقة ألحد الفائزيف بالمسابقة " ،كقد بيف المشرع الفرنسي
ىك اآلخر المقصكد بالمسابقة ،حيث جاء في المادة 08مف تقنيف الصفقات العمكمية رقـ 899/2015
بقكليا " المسابقة ىي إجراء يخكؿ السمطة المتعاقدة أف تختار عركض تنافسية مف أجؿ إنجاز خطة أك
مشركع السيما في مجاؿ التخطيط المكاني كالتخطيط الحضرم كاليندسة المعمارية كمعالجة البيانات ".3
كعميو فإف المصمحة المتعاقد تمجأ إلى ىذا الشكؿ مف أشكاؿ طمب العركض ،متى قامت لدييا
اعتبارات فنية أك جمالية أك حتى تقنية أك اقتصادية تستكجب دراسة مسبقة قبؿ التعاقد ،باإلضافة إلى أف
المصمحة المتعاقد قد تمجأ ليذا األسمكب السيما في مجاؿ تييئة اإلقميـ كالتعمير كاليندسة المعمارية
كمعالجة المعمكمات ،كىذا مف أجؿ حصكليا عمى أفضؿ العركض المقدمة مف طرؼ متنافسيف ذكم
ميارات خاصة كرجاؿ الفف كاإلبداع في المجاؿ الذم ترغب في تحقيقو ،حيث أف المنافسة في ىذا
-1لقد كرد أسمكب المسابقة في ظؿ األمر رقـ 90/67المتضمف قانكف الصفقات العمكمية (الممغى) تحت تسمية " المباراة "كىك ما نصت عميو
المادة 54بتحديدىا لحاالت المجكء ليذا األسمكب بقكليا " إذا كانت ىناؾ أسباب تقنية أك فنية أك مالية تبرر إجراء بحكث خصكصية ،فيمكف
إجراء المباراة عمى أساس برنامج تعده اإلدارة يتضمف الحاجات التي ينبغي أف تمبييا الخدمات كيحدد عند االقتضاء الحد األقصى لمنفقات
المتكقعة لتنفيذ المشركع".
-2قدكج حمامة ،عممية إبراـ الصفقات العمكمية في القانكف الجزائرم ،ط ،3ديكاف المطبكعات الجامعية ،الجزائر ،2008 ،ص .88
3
- Art 08 de Ordonnance n° 2015-899 du 23 juillet 2015 relative aux marchés publics.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
األسمكب تقتصر عمى ذكم الخبرة في فنكف معينة تتكفر فييـ الشركط المطمكبة.1
قد تككف المسابقة محدكدة أك مفتكحة مع اشتراط قدرات دنيا ،كتككف مسابقة اإلشراؼ عمى اإلنجاز
محدكدة كجكبا ،أما عف المراحؿ اإلجرائية المتبعة في تنظيـ المسابقة ،تمر عبر مراحؿ حددتيا الفقرة
الرابعة مف المادة 70مف المرسكـ الرئاسي 247/15كالتي جاء فييا " في حالة إجراء المسابقة يتـ فتح
األظرفة المتعمقة بالعركض التقنية كالخدمات كالعركض المالية عمى ثبلث ( )3مراحؿ ،كال يتـ فتح أظرفة
الخدمات في جمسة عمنية ،كال يتـ فتح األظرفة المالية لممسابقة إال بعد نتيجة تقييـ مف قبؿ لجنة التحكيـ
كما ىك منصكص عميو في المادة 48مف ىذا المرسكـ " ،كعميو فإف عممية فتح األظرفة الخاصة
بالمسابقة تتـ عبر المراحؿ التالية:
المرحمة األولى :كيتـ خبلليا طبقا لنص المادة 48مف المرسكـ الرئاسي 247/15دعكة المرشحكف
في مرحمة أكلى إلى تقديـ أظرفة ممفات الترشيحات فقط ،كبعد فتح األظرفة كتقييميا ،ال يدعى لتقديـ
العرض التقني كالخدمات كالعرض المالي ،إال المرشحكف الذيف جرل انتقائيـ أكليا ،كالذيف ال يمكف أف
يتجاكز عددىـ خمس ( )05متعامميف ،كىذا خبلفا لما كاف عميو األمر سابقا أيف كانت المصمحة
المتعاقدة ممزمة بدعكة المرشحيف الذيف تـ انتقاؤىـ األكلي كالذم يجب أف ال يككف عددىـ أدنى مف ثبلثة
( )03مرشحيف.
المرحمة الثانية :حيث ال تتـ في ىذه المرحمة دعكة إال المرشحيف الذيف جرل انتقاؤىـ األكلي ،لتقديـ
أظرفة العرض التق ني كالمالي كالخدمات الذم يحاؿ إلى لجنة التحكيـ مف قبؿ المصمحة المتعاقدة بعد
ضماف إغفالو ،أم حذؼ كؿ ما يدؿ عمى خصكصية العارض إلى غاية التكقيع عمى محضر لجنة
التحكيـ.2
المرحمة الثالثة :طبقا لنص المادة 48مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15فإنو يتـ تقييـ خدمات
الم سابقة مف قبؿ لجنة التحكيـ التي تتككف مف أعضاء مؤىميف في الميداف المعني كمستقميف عف
المرشحيف ،كيعمف عف تشكيمة ىذه المجنة بمكجب مقرر مف طرؼ مسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير أك
الكالي أك رئيس المجمس الشعبي البمدم المعني.
كبعد الدراسة التي يقكـ بيا أعضاء لجنة التحكيـ ،يقكـ رئيس لجنة التحكيـ بإرساؿ محضر جمسة
مرفقا برأم معمؿ يبرز عند احتماؿ ضركرة تكضيح بعض الجكانب المرتبطة بالخدمات إلى المصمحة
المتعاقدة ،كأما في حالة ما إذا أبرزت لجنة التحكيـ ضركرة تكضيح بعض جكانب الخدمات ،فإنو يتعيف
عمى المصمحة المتعاقدة أف تخطر الفائز أك الفائزيف المعنييف ،كتابيا لتقديـ التكضيحات المطمكبة ،كتككف
-1ياقكتة عميكات ،تطبيقات النظرية العامة لمعقد اإلدارم :الصفقات العمكمية في الجزائر ،رسالة مقدمة لنيؿ درجة دكتكراه الدكلة في القانكف العاـ،
كمية الحقكؽ ،جامعة منثكرم ،قسنطينة ،2009/2008 ،ص .96 ،95
-2المادة 48مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
األجكبة المكتكبة جزء ال يتج أز مف عركضيـ ،1كبعد إتماـ تقييـ العركض كترشيح الفائز بالمسابقة ،تقكـ
المصمحة المتعاقدة بالتفاكض مع معو إلقرار اختيارىا لو ،حيث "تمنح الصفقة بعد المفاكضات ،لمفائز
الذم قدـ أحسف عرض مف الناحية االقتصادية.2
تجدر اإلشارة أف المادة 48قد نصت عمى أف تككف المسابقة محدكدة أك مفتكحة مع اشتراط قدرات
دنيا ،في حيف أف الفقرة الخامسة مف ذات النص قد بينت القكاعد اإلجرائية لممسابقة المحدكدة ،بينما أننا
ال نجد في النص ما يبيف القكاعد اإلجرائية لممسابقة المفتكحة مع اشتراط قدرات دنيا ،فيؿ يقع عمى
الممارس تطبيؽ القكاعد اإلجرائية الخاصة بطمب العركض المفتكح مع اشتراط قدرات دنيا ؟ كبذلؾ تككف
اإلجراءات المتبعة في ىذا اإلجراء ىي ذات اإلجراءات التي تتبع في المسابقة المفتكحة مع اشتراط قد ارت
دنيا.3
ما يعاب عمى المشرع أنو حافظ عمى مصطمح "رجاؿ الفف" ،الذم يفيـ منو أف المسابقة أسمكب
يقتصر عمى األشخاص الطبيعية دكف األشخاص المعنكية سكاء الخاصة أك العامة ،كىك ما يتعارض
كمقتضيات العديد مف مكاد المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15خاصة تمؾ التي تؤكد بأف طمب العركض
إجراء يستيدؼ الحصكؿ عمى عركض مف عدة متعيديف متنافسيف سكاء كانكا طبيعييف أك معنكييف،
كطنييف أك أجانب ،كبالتالي كيؼ يمكف تبرير إبعاد األشخاص المعنكية مف مجاؿ المنافسة كحرمانيـ مف
المشاركة بحجة أف المادة 37قد نصت عمى األشخاص الطبيعييف دكف غيرىـ ،كىك ما يمس بمبدأ
المساكاة بيف العارضيف لذلؾ فقد كاف حريا بالمشرع صياغة نص المادة 37بالشكؿ الذم يضمف المساكاة
بيف األشخاص الطبيعية كالمعنكية في المشاركة بصياغة النص كفؽ ما يمي "المسابقة ىي إجراء يضع
أصحاب الفف مف أشخاص طبيعييف أك معنكييف في منافسة.4"..
الفرع الثالث:
القيود الواردة عمى مبدأ حرية الوصوؿ لمطمبات العمومية.
إذا كاف مبدأ حرية المنافسة مف المبادئ األساسية التي كرستيا مختمؼ تنظيمات الصفقات العمكمية،
إال أنو مف حؽ المصمحة المتعاقدة أف تفرض بعض الشركط التي يتعيف تكافرىا في المتقدميف بعركضيـ
كىك ما يكضح مف خبلؿ ما يمي:
-1المادة 48مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المادة 2/47مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .173
-4عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .146
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
نصت المادة 55مف المرسكـ الرئاسي 247/15عمى أنو " يمكف أف يكتسي التأىيؿ طابع شيادة
تأىيؿ أك اعتماد إلزامي إذا كرد في نصكص تنظيمية " ،كبذلؾ فقد قيد المشرع المؤسسات كمجمكعات
المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ في إطار إنجاز الصفقات العمكمية في ميداف البناء كاألشغاؿ
العمكمية كالمكارد المائية كاألشغاؿ الغابية كأشغاؿ المنشآت الكامنة لممكاصبلت السمكية كالبلسمكية ،بأف
تككف ليا شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ المينييف إلبراـ صفقاتيا مع الدكلة كالكاليات كالبمديات كاإلدارات
كالمؤسسات كالييئات العمكمية ،كتعد ىذه الشيادة كثيقة تنظيمية يجب تقديميا تدعيما لكؿ عرض تتقدـ
بو ىذه المؤسسات.1
يعد التأىيؿ كالتصنيؼ إجراء مؤسس عمى عدة معايير لتقييـ ىذا النكع مف المؤسسات كمدل قدرتيا
عمى إنجاز أشغاؿ في نشاط ما كتخصصات محددة ،2كيمكف أف يكتسي التأىيؿ طابع اإلعتماد اإللزامي
طبقا لممادة ،55كالذم يسمح بكجكد مؤسسة خاصة كيخكليا ممارسة نشاطاتيا ،كالتي قد تككف محؿ
صفقات عمكمية ،3إذ تشترط بعض المصالح المتعاقدة ضركرة الحصكؿ عمى ترخيص مسبؽ فيما يخص
الميندسيف أك الخبراء أك مكاتب الدراسات مف طرؼ الكزير المعني إلبراـ صفقات الدراسات مع إحدل
المصالح التابعة لمك ازرات المكمفة بالسكف كالعمراف كاألشغاؿ العمكمية كالمكارد المائية ،4كىذا يعد استثناء
عمى مبدأ حرية االستثمار لكنو يبقى كسيمة لرقابة الدكلة عمى نشاطات تمؾ المؤسسات الخاصة.5
أكدت مختمؼ التنظيمات المتعاقبة لمصفقات العمكمية عمى مبدأ المساكاة ،كالذم يتنافى معو أم
تمييز مف جية المصمحة المتعاقدة بيف المتنافسيف ،غير أنو في كاقع الحاؿ قد تممي الظركؼ االقتصادية
لمدكلة كالحالة االجتماعية لممجتمع تكسيع حظكظ بعض أصناؼ المؤسسات ،كتمكينيا مف الحصكؿ عمى
حصتيا ضمف مختمؼ البرامج االستثمارية العمكمية ،كذلؾ بكضع جممة مف التدابير كاآلليات الخاصة
التي تحكـ كيفية التعامؿ مع المؤسسات الكطنية كتمكينيا مف حصتيا في عركض الصفقات العمكمية،
-1المادة 04مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،139/14الذم يكجب ع مى المؤسسات كمجمكعات المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ في إطار
إنجاز الصفقات العمكمية لبعض قطاعات النشاطات أف تككف ليا شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ المينييف.
-2القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في ،2016/04/17يحدد كيفيات تصنيؼ المؤسسات كمجمكعات المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ
في إطار إنجاز الصفقات العمكمية في ميداف البناء كاألشغاؿ العمكمية كالمكارد المائية كاألشغاؿ الغابية كأشغاؿ المنشآت الكامنة لممكاصبلت
السمكية كالبلسمكية ،ج ر ج ج عدد ( ،)07الصادرة بتاريخ .2017/02/07
3
- LAGGOUNE Walid le contrôle de l’Eetat sur les entreprises privées industrielle en Algérie – genése et
nutation -, Les Edition internationales, Alger, 1996, p 236.
-4المادة األكلى ك 07مف المرسكـ رقـ ،652/68المؤرخ في ، 1968/12/26المتضمف تحديد الشركط التي يمكف لؤلفراد أف يبرمكا ضمنيا مع
مصال ح ك ازرة األشغاؿ العمكمية كالبناء عقكدا أك صفقات تتعمؽ بالدراسات ،ج ر ج ج عدد ( )02الصادرة بتاريخ ،1969/01/07المعدؿ
كالمتمـ بالمرسكـ التنفيذم رقـ ،167/02المؤرخ في ،2002/05/20ج ر ج ج عدد ( )37الصادرة بتاريخ .2002/05/26
5
- LAGGOUNE Walid, op.cit, p 233.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
حيث لـ يعد األمر يقتصر عمى منح ىذه األخيرة أفضمية عمى حساب المؤسسات األجنبية ،كانما تعدل
األمر ذلؾ بحرماف ىذه األخيرة مف تقديـ تعيدات في صفقات عمكمية عدت مف قبيؿ الصفقات
المحجكزة ،1كىك ما سعى المشرع الجزائرم إلى تكريسو مف خبلؿ تضميف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية
جممة مف التدابير التي تكفؿ ذلؾ دكف أف يشكؿ ىذا األمر خرقا لمبدأ المساكاة كحرية التنافس ،كانما يجد
ذلؾ تبريره في ضركرة تشجيع كدعـ ىذه المؤسسات لبلندماج ضمف االقتصاد الكطني كالمساىمة في
الحركية التنمكية.
في إطار إستراتيجية دعـ المؤسسات الكطنية كتعزيز مكانتيا لبلندماج في االقتصاد الكطني ،تبنى
المشرع الجزائرم مف خبلؿ اإلصبلح الجديد لتنظيـ الصفقات العمكمية جممة مف التدابير التنظيمية الرامية
إلى تشجيع بركز مؤسسات مصغرة في مختمؼ القطاعات كاألنشطة ،السيما مؤسسات البناء كاألشغاؿ
العمكمية ،حيث تـ إنشاء العديد مف ىذه المؤسسات في إطار أجيزة الككالة الكطنية لدعـ تشغيؿ الشباب
كالصندكؽ الكطني لمتأميف عف البطالة ،كالتي يبقى استمرارىا مرىكنا باإلمكانات المسخرة ليا مف حيث
مخططات األعباء التي يمكف لممؤسسات الحصكؿ عمييا خاصة مف خبلؿ الطمبات العمكمية.2
كتنفيذا ليذا المسعى فقد تمت مرافقة ىذه األجيزة بجممة مف التدابير نصت عمييا المادة 87مف
المرسكـ الرئاسي ،247/15كالتي ترمي إلى تحسيف الظركؼ التي تسمح لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة
بإبراـ صفقات عمكمية ،بيدؼ تكفير حمكؿ لمكضعية غير المبلئمة الناجمة عف حجميا كقدراتيا المالية
التي تجعؿ مف ضعفيا المالي غير قادرة عمى منافسة مختمؼ المؤسسات األخرل ،كذلؾ بتبسيط
اإلجراءات المطمكبة في مجاؿ القدرات المالية كالمراجع المينية التي يجب أف تتكافر لدل ىذه األخيرة،
إلى جانب إلزاـ المصالح المتعاقدة بحجز صفقات خصيصا ليذا النكع مف المؤسسات بشكؿ حصرم في
الخدمات التي بإمكانيا القياـ بيا ،مما يسمح ليا بالتمكقع داخؿ سكؽ الصفقات العمكمية كحيازتيا
لمصفقات التي تتناسب كتخصصيا ،إال في الحاالت االستثنائية المبررة قانكنا كالتي يجب عمييا تبريرىا
ضمف التقرير التقديمي لمشركع الصفقة أك االستشارة ،3كىذا مف أجؿ النيكض بسياستيا في إنعاش البيئة
الكطنية كالمحمية بمنتجات كخدمات كطنية كانجاح سياسة االندماج في الحياة االقتصادية ،كىذا ما يؤكده
نص المادة 87بقكلو " عندما يمكف تمبية حاجات المصالح المتعاقدة مف قبؿ المؤسسات المصغرة ،كما
-1صالح زماؿ ،امتداد قانكف المنافسة إلى الصفقات العمكمية ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ،
كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ ،2013/05/20ص .09
-2عبد الغني بكلككر ،عف أكلكية المنتج ذك المنشأ الكطني كالمؤسسات الكطنية في مجاؿ الصفقات العمكمية ،مجمة أبحاث قانكنية كسياسية ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد الصديؽ بف يحي ،جيجؿ ،الجزائر ،العدد الخامس ،ديسمبر ،2017ص .188
-3المادة 02مف القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في ،2014/04/29يحدد كيفيات تطبيؽ المنح التفضيمي لمطمب العمكمي لممؤسسات المصغرة،
ج ر ج ج عدد ( ،)30الصادرة بتاريخ .2014/05/21
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ىي معرف ة في التشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما ،فإنو يجب عمى المصالح المتعاقدة إال في الحاالت
االستثنائية المبررة قانكنا كما ينبغي ،تخصص ىذه الخدمات ليا حصريا مع مراعاة أحكاـ ىذا المرسكـ "،
كبالتالي يتعيف عمى المصالح المتعاقدة في حالة تكفر شرط القدرة عمى تمبية الحاجات تخصيص بعض
ىذه الحاجات لممؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ،كذلؾ في حدكد %20عمى األكثر مف الطمب العاـ.
إلى جانب ذلؾ فقد ألزمت الفقرة األخيرة مف المادة 87المصالح المتعاقدة بعدـ االشتراط عمى
المؤسسات المصغرة كالمنشأة حديثا ،كالتي ال يمكنيا أف تقدـ حصيمة السنة األكلى مف كجكدىا عمى
األقؿ ،إال كثيقة مف البنؾ أك الييئة المالية المعنية لتبرير كضعيتيا المالية ،إلى جانب عدـ إلزاميا بتقديـ
المؤىبلت المينية المماثمة لمصفقة المعنية كاالكتفاء باألخذ بعيف االعتبار تمؾ المثبتة بمكجب شيادات.
أقرت أحكاـ 86مف المرسكـ الرئاسي 247/15معاممة خاصة لطائفة أخرل مف المتعامميف
الكطنييف ،كذلؾ عندما يتعمؽ األمر بالخدمات المرتبطة بالنشاطات الحرفية الفنية المخصصة لفئة
الحرفييف دكف غيرىـ ،حيث نصت المادة 86بقكليا " تخصص الخدمات المرتبطة بالنشاطات الحرفية
الفنية لمحرفييف ،كما ىـ معرفيف في التشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما ،ماعدا في حالة االستحالة المبررة
قانكنا مف المصمحة المتعاقدة ،باستثناء الخدمات المسيرة بقكاعد خاصة " ،1بمعنى أف ىذا النكع مف
الصفقات محجكز بصفة مسبقة لطائفة الحرفييف الكطنييف الذيف تتكفر فييـ صفة الحرفي دكف سكاىـ ،إال
في حالة ما تعمؽ األمر بالخدمات المسيرة بقكاعد خاصة أك حالة االستحالة أيف مكف التنظيـ المصالح
المتعاقدة مف المجكء إلى المتعامؿ األجنبي لتمبية ىذه الحاجات.
عمى الرغـ مف التدابير التحفيزية الػتي أقرىا المشرع الجزائرم لصالح المؤسسات الكطنية عمى حساب
المؤسسات األجنبية ،إال أف ىذه المؤسسات ال تزاؿ تحتكر جزء ىاـ مف الصفقات العمكمية المطركحة،
خاصة في ظؿ الصفقات التي تمنح كفؽ إجراء التراضي ،كىذا نتيجة لكضعيتيا االحتكارية لمعديد مف
المجاالت كامتبلكيا لمطرؽ كالكسائؿ التكنكلكجية التي تسمح ليا بالتفكؽ عمى مختمؼ المؤسسات ،2إلى
جانب أف نسبة الصفقات المخصصة لممؤسسات المصغرة ،ال ترقى إلى األىداؼ المرجكة ككف أف عدد
قميؿ مف أصحاب المشاريع كالمصالح المتعاقدة ممف طبقت عممية التخصيص الحصرم ليذه المشاريع
لفائدة ىذه المؤسسات ،كىك ما جعؿ الدائرة الك ازرية لك ازرة السكف كالعمراف تكمؼ أصحاب المشاريع
كاإلدارات باتخاذ كافة التدابير إلعادة تفعيؿ العممية ،كالسماح مستقببل بمنح صفقات عمكمية ألكبر عدد
ممكف مف المؤسسات ،مع إرساؿ جدكؿ شيرم يتضمف عدد المؤسسات المصغرة المككمة بتنفيذ ىذه
-1المادة 86مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2صالح زماؿ ،المؤسسات األجنبية كتنظيـ الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقكؽ ،فرع قانكف
األعماؿ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر ( ،2012/2011 ،)01ص .78
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المشاريع مف أجؿ ضماف بقاء تنافسية ىذه المؤسسات ،1فضبل عف ذلؾ فإننا نممس ذلؾ الغمكض الذم
يكتنؼ فحكل كؿ مف نص المادة 86ك 87فكبل المادتيف تنص عمى تمبية الحاجيات مف طرؼ ىذه
المؤسسات إذا لـ يكف ىناؾ استثناء مبرر مف طرؼ المصمحة المتعاقدة ،حيث لـ يكضح النص ىذه
االستثناءات التي يمكف أف تمنع ىذه المؤسسات مف المشاركة في تمبية الحاجيات ،كىك ما قد يؤدم إلى
األخذ بمنحى آخر لمصفقات العمكمية.
قيد المشرع الجزائرم تدخؿ المتعيد األجنبي في إطار المنافسات الدكلية في إطار شراكة مع
المتعامؿ الكطني مف أجؿ تنفيذ المخططات التنمكية في مختمؼ القطاعات ،كىك األمر الذم جسدتو
المادة 84مف أحكاـ المرسكـ ،247/15كالذم يمثؿ استثناء عمى القاعدة العامة في معايير اختيار
المتعامؿ المتعاقد كالمحددة بمكجب نص المادة 78مف ذات المرسكـ.
إذ أف المتعارؼ عميو ىك أف المصمحة المتعاقدة تضع تحت تصرؼ المترشحيف دفتر شركط كالذم
يسمح ليـ بإعداد عركضيـ كفؽ ما نص عميو مف شركط كالتزامات ،إال أف المشرع كمف خبلؿ نص
المادة 84أكرد استثناء يمزـ المصمحة المتعاقدة بأف تضمف دفاتر الشركط المتعمؽ بدعكات المنافسة
الدكلية شرطا يمزـ مف خبللو المتعيديف األجانب باالستثمار في إطار شراكة مع متعامميف كطنييف ،كىك
ما أفادت بو المادة 84بقكليا "يجب أف تنص دفاتر شركط الدعكات لممنافسة الدكلية ،في إطار
السياسات العمكمية لمتنمية ،بالنسبة لممتعيديف األجانب ،عمى االلتزاـ باالستثمار في شراكة ،عندما يتعمؽ
األمر با لمشاريع التي تحدد قائمتيا بمكجب مقرر مف سمطة الييئة العمكمية أك الكزير المعني ،بالنسبة
لمشاريعيا كبالنسبة لمشاريع المؤسسات العمكمية التابعة ليا ".
إف ىذا االلتزاـ يعتبر إجراء إلزامي لممتعامؿ األجنبي لقبكؿ عرضو كىك ما يستفاد مف عبارة "يجب"
الكاردة في النص ،كما يفيـ كذلؾ مف ىذا النص أف المشرع يقيد مف حرية المستثمريف األجانب بتحديده
لقائمة المشاريع كبالتالي تحديد مجاؿ االستثمار مف خبلؿ تحديد قائمة المشاريع بمكجب مقرر مف طرؼ
سمطة الييئة العمكمية أك الكزير المعني بالنسبة لمشاريعيا كمشاريع المؤسسات العمكمية التابعة ليا ،2ىذا
كتسير المصمحة المتعاقدة عمى متابعة حسف سير العممية كفقا لمشركط كاآلجاؿ المحددة في دفتر
الشركط ،كاف أم إخبلؿ مف طرؼ المتعامؿ األجنبي ليذا االلتزاـ نتيجة عدـ التقيد بالرزنامة الزمنية
كالمنيجية المحددة في دفتر الشركط لتجسيد االستثمار نتيجة خطأ صادر عنو ،فإف المصمحة المتعاقدة
-1التعميمة رقـ ،883المؤرخة في ،2017/09/19الصادرة عف كزير السكف كالعمراف كالمدينة ،المتعمقة بتخصيص صفقات عمكمية لممؤسسات
الصغيرة كالمتكسطة.
-عبد الغني بكلككر ،المرجع السابؽ ،ص .189
2
- ZOUAIMIA Rachid, " le régime de investissements étrangéres a l’épreuve de la résurgence de l’état dirigiste
en algérie ", rasjep, N°2, alger, 2011,p 13.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تعمؿ عمى إعذاره كفؽ اإلجراءات كالشركط المبينة في المادة 149مف المرسكـ الرئاسي ،247/15كفي
حالة عدـ امتثالو تعمؿ المصمحة المتعاقدة عمى تكقيع عقكبات مالية عميو ،إلى جانب تسجيمو ضمف
قائمة المتعامميف االقتصادييف المقصييف مف المشاركة في الصفقات العمكمية ،فضبل فسخ الصفقة تحت
مسؤكليتو بعد مكافقة سمطة الييئة العمكمية أك الكزير المعني.1
ىذا كقد أجازت الفقرة 5مف المادة 84مف المرسكـ الرئاسي 247/15إمكانية إعفاء الصفقات
المبرمة كفؽ إجراء التراضي بعد االستشارة الخاصة بالمؤسسات السيادية في الدكلة ،ككذا الصفقات
المبرمة كفؽ إجراء التراضي البسيط مف شرط التزاـ باالستثمار بشراكة ،كىك ما يدفعنا لمتساؤؿ عف سبب
استثناء ىذه الصفقات مف التزاـ االستثمار بشراكة ،كلماذا اقتصر ىذا االستثناء عمى صفقات التراضي
كعمى المؤسسات السيادية فقط ؟
إف ضبط المشرع الجزائرم لمجاؿ مشاركة المتعامميف األجانب في الصفقات الدكلية يعزز مسعاه نحك
ترقية اإلنتاج الكطني كاألداة الكطنية لئلنتاج ،كذلؾ مف خبلؿ االستفادة مف كفاءات المستثمر األجنبي في
تطكير اإلنتاج الكطني كتفعيؿ الحركية التنمكية ،كحبذا لك يقر المشرع الشمكلية ليذا االلتزاـ لكؿ الصفقات
ميما كانت طريقة إبراميا بذال مف تمكيف السمطة مف بمنحيا صبلحية تقرير إعفاء المستثمريف األجانب
منو في صفقات المبرمة كفؽ التراضي بنكعيو.2
إف فتح باب المنافسة أماـ المرشحيف األجانب مف خبلؿ دعكات المنافسة الدكلية ،مف شأنو أف يخمؽ
حالة عدـ تكافؤ الفرص بيف المتعامميف الكطنييف كاألجانب في ظؿ التفاكت المتبايف بينيما ،كىك ما دفع
بالمشرع الجزائرم لمنح األفضمية لممنتكج الكطني كاقرار معاممة تفضيمية لممستثمريف الكطنييف ،كالتي
عرفت تبايف في تكريسيا عبر مختمؼ التنظيمات المتعاقبة لمصفقات العمكمية ،3حيث تراكحت ىذه
المعاممة بيف التشديد كاالعتداؿ في منح ىامش مف األفضمية لممنتج ذك األصؿ الجزائرم أك لممؤسسات
الخاضعة لمقانكف الجزائرم ،كالتي يحكز أغمبية رأسماليا جزائريكف مقيمكف بالنسبة لجميع أنكاع الصفقات
مف إ نجاز األشغاؿ أك اقتناء المكازـ أك إنجاز الدراسات كتقديـ الخدمات ،كىك ما تؤكده أحكاـ المادة 83
مف المرسكـ الرئاسي 247/15بقكليا " يمنح ىامش لؤلفضمية بنسبة خمسة كعشريف ( ،)%25لممنتجات
ذات المنشأ الجزائرم ك/أك المؤسسات الخاضعة لمقانكف الجزائرم ،التي يحكز أغمبية رأسماليا جزائريكف
مقيمكف ،فيما يخص جميع أنكاع الصفقات المذككرة في المادة 29أعبله ،"..كىذا دكف أف يشكؿ خرقا
-1المادة 149مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .33
-3القرار الكزارم المؤرخ في ،2011/03/28المتعمؽ بكيفيات تطبيؽ ىامش األفضمية بالنسبة لممنتجات ذات المنشأ الجزائرم ك/أك المؤسسات
الخاضعة لمقانكف الجزائرم ،ج ر ج ج عدد ( ،)24الصادرة بتاريخ .2011/04/20
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
لمبدأ المساكاة كحرية المنافسة ،كانما يجد ذلؾ تبريره في ضركرة حماية المنتكج الكطني في مكاجية المنتكج
األجنبي ،كتشجيعا كتدعيما لممتعامؿ الكطني الذم طالما اشتكى نكعية التعامؿ مع اإلدارات العمكمية
كتفضيميا لممتعامؿ األجنبي في الكثير مف العناصر التي يرتكز عمييا في منح الصفقات العمكمية.
كمف أجؿ التجسيد الفعمي ليذه المعاممة التفضيمية ،كجيت الك ازرة األكلى ممثمة في شخص الكزير أحمد
أكيحي تعميمة ك ازرية في أكتكبر 2017مكجية لمكالة كالمدراء جاء فييا " كؿ صفقة عمكمية النجاز
أشغاؿ في القطاع المدني يجب أف تمنح لمؤسسات محمية جزائرية ،كما أف المجكء عند الضركرة القصكل
إلى أم مؤسسة أجنبية بما في ذلؾ الخاضعة لمقانكف الجزائرم يجب أف يحظى بالمكافقة المسبقة لمسيد
الكزير األكؿ ".1
يمتد ىامش األفضمية ليشمؿ إلزاـ المصمحة المتعاقدة بضركرة طرح مختمؼ مشاريعيا في إطار
منافسة كطنية ،متى كاف اإلنتاج كاألداة الكطنية قادرة عمى االستجابة لحاجياتيا ،كىك ما يؤكده نص
المادة 85مف المرسكـ الرئاسي 247/15بقكلو " عندما يككف اإلنتاج الكطني أك أداة اإلنتاج الكطني
قادريف عمى االستجابة لمحاجات الكاجب تمبيتيا لممصمحة المتعاقدة ،فإف عمى ىذه األخيرة أف تصدر دعكة
لممنافسة كطنية ،مع مراعاة حاالت االستثناء المنصكص عمييا في أحكاـ ىذا المرسكـ ،" ...كىذا ما يدؿ
عمى االستبعاد المباشر كالصريح لممستثمر األجنبي ،كتجسيدا لذلؾ فقد كجيت تعميمة مف طرؼ السيد
كزير األشغاؿ العمكمية كالنقؿ عبد الغني زعبلف جاء فييا بأنو " ال يسمح بالمجكء إلى المؤسسات األجنبية
إال في حالة العمميات المعقدة كعندما يككف اإلنتاج الكطني كاألداة الكطنية لئلنتاج غير قادريف عمى
االستجابة لمحاجات الكاجب تمبيتيا لممصمحة المتعاقدة ،كفي حالة ما تـ المجكء إلى المؤسسات األجنبية
فإف ذلؾ يجب أف يحظى بالمكافقة المسبقة لمجية الكصية ".2
لـ تتكقؼ المعاممة التفضيمية لممتعامميف الكطنييف عند ىذا الحد ،كانما تجاكز األمر ذلؾ حتى في
إطار المناكلة ،حيث قيدت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية المصالح المتعاقدة عند لجكئيا لممناكلة
بتخصيص عقكدىا لممتعامميف الكطنييف كمما كاف ذلؾ ممكنا شريطة أف تككف ىذه األخيرة قادرة عمى
تكفير ىذه الحاجات كتمبيتيا بالصكرة المطمكبة ،كبالتالي ال تخصص ىذه العقكد لممقاكالت األجنبية إال إذا
لـ يكف باستطاعة المؤسسات الكطنية الخاضعة لمقانكف الجزائرم تمبية ىذه الحاجات.
أقر المشرع إلى جانب ذلؾ ضمف أحكاـ نص المادة 85تدابير أكثر فعالية لحماية كترقية اإلنتاج
كأداة اإلنتاج الكطنييف ،كتشجيع المؤسسات المصغرة ،حيث أكد بأنو في حالة ما إذا كاف اإلنتاج أك أداة
اإلنتاج الكطني قادرة عمى االستجابة لمحاجات الكاجب تمبيتيا لممصمحة المتعاقدة ،فيتكجب عمى ىذه
-1التعميمة رقـ ،1726الصادرة عف الكزير األكؿ ،المتعمقة بمنح الصفقات العمكمية ،تحت اإلرساؿ رقـ 27المؤرخ في .2017/10/19
-2التعميمة رقـ ،463المؤرخة في ،2017/07/01الصادرة عف السيد كزير األشغاؿ العمكمية كالنقؿ ،المتضمنة تسيير الصفقات العمكمية التابعة
لقطاع األشغاؿ العمكمية كالنقؿ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
األخيرة أف تعطي األفضمية لبلندماج في االقتصاد الكطني كأىمية الحصص أك المنتكجات التي تككف
محؿ مناكلة أك اقتناء في السكؽ الجزائرية ،كبيذا يتكجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تدخؿ ضمف أحكاـ
دفتر الشركط التدابير التي ال تسمح بالمجكء لممنتكج المستكرد ،إال إذا كاف المنتكج المحمي الذم يعادلو
غير متكفر أك كانت نكعيتو غير مطابقة لممعايير التقنية المطمكبة ،باإلضافة إلى إدراج ضمف دفتر
الشركط مختمؼ األحكاـ التي تسمح بضماف التككيف كنقؿ المعرفة مف أجؿ رفع مستكل المؤسسات
الجزائرية.
المطمب الثاني:
االستثناءات الواردة عمى مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية.
يعد مبدأ المنافسة الحرة جكىر ىذا القانكف التي سعى المشرع عمى تكريسو استجابة لتداعيات العكلمة
االقتصادية التي ركبت الجزائر مكجتيا ،كالذم ينـ عف ميزة خاصة انعكست مف خبلؿ االستثناءات التي
أكردىا عميو المشرع ليككف في ذلؾ مستجيبا لمسياؽ الذم كضع فيو كمحققا لمغاية التي كجو لبمكغيا.1
كباعتبار طمب العركض القاعدة األساسية التي تتيح ِ
ىامشان مف الحرية في التنافس ،فإنو كفي مقابؿ
ذلؾ قد تحد مف ذلؾ بعض اآلليات التي تعد بمثابة حاالت استثنائية مكف مف خبلليا المشرع المصالح
المتعاقدة مف إبراـ صفقاتيا ،كذلؾ بمجكئيا إلى التراضي الذم يمنحيا أكبر قدر مف الحرية في التعاقد
مقارنة بطمب العركض ،أك تمؾ الحاالت التي ال تبرـ فييا عقكدىا بطريقة الصفقة العمكمية كذلؾ كفؽ
ضكابط قانكنية محددة.
الفرع األوؿ:
التراضي أسموب استثنائي في إبراـ الصفقات العمومية.
تمجأ اإلدارة إلى أسمكب التراضي الذم يعد أحد طرؽ التعاقد اإلدارم االستثنائي في تعاقدىا لمكاجية
الحاالت العاجمة ،كالتي ال تحتمؿ التأخير الذم قد يؤثر سمبا عمى أداء اإلدارة لمياميا خاصة في ظؿ
الظركؼ المستجدة كالطارئة ،فيك أسمكب مرف تتمتع اإلدارة مف خبللو بقدر أكبر مف الحرية في تعاقدىا
مع الغير.2
جعؿ المشرع الجزائرم مف أسمكب طمب العركض القاعدة العامة إلبراـ الصفقات العمكمية نظ ار لما
ينطكم عميو مف حؽ المشاركة لجميع العارضيف ،كالذم قيد مف خبللو اإلدارة بضركرة إتباع جممة مف
اإلجراءات ،تؤدم في مجمميا لتقييد حرية اإلدارة في اختيار المتعاقد معيا ألسباب مكضكعية يأتي عمى
رأسيا ترشيد النفقات العمكمية ،كابعادىا مف دائرة المعامبلت المشبكىة كالمفاضمة بيف مختمؼ العارضيف
-1مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .17
-2عائشة خمدكف ،المرجع السابؽ ،ص .293
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
باإلضافة إلى تكريس المبادئ األساسية التي تقكـ عمييا عممية إبراـ الصفقات العمكمية ،1كالتي في
مقابميا كألسباب مكضكعية تـ االعتراؼ لجية اإلدارة بحرية اختيار المتعاقد في ظركؼ كحاالت محددة
قانكنا ،دكف الحاجة إلى الدعكة الشكمية كىك ما أطمؽ عميو "بالتراضي" في إبراـ الصفقات العمكمية.2
يعرؼ التراضي بأنو ذلؾ األسمكب االستثنائي في التعاقد الذم تقكـ بو السمطة المختصة دكف الحاجة
لمدعكة الشكمية ،كذلؾ في إطار مف المناقشة المفتكحة مع المترشحيف ،مع االحتفاظ بالحرية الكاممة في
اختيار المتعاقد المناسب بشرط االلتزاـ بالقكاعد المنظمة ليذا األسمكب ،3كيقصد بيذا األسمكب طبقا لممادة
41مف أحكاـ المرسكـ الرئاسي " 247/15إجراء تخصيص صفقة لمتعامؿ متعاقد كاحد دكف الدعكة
الشكمية إلى المنافسة" ،بينما جاء نص المادة 39ليؤكد الطابع االستثنائي ألسمكب التراضي بقكلو "تبرـ
الصفقات العمكمية كفقا إلجراء طمب العركض الذم يشكؿ القاعدة العامة ،أك كفؽ إجراء التراضي "،
كبمكجب ىذا اإلجراء ،يمكف لممصمحة المتعاقدة اختيار المتعامؿ متحررة في ذلؾ مف القيكد الشكمية
كاإلجرائية المفركضة عمى أسمكب طمب العركض ،4فكؿ شيء في ظؿ ىذا أسمكب قابؿ لمتفاكض مع
المشاركيف ،إذ تتصرؼ المصمحة المتعاقدة مف خبللو كاألفراد كتحدد بحرية الشخص الذم تراه قاد ار
كمؤىبل لمقياـ بالعممية التي ترغب في انجازىا ،5كيعد ىذا األسمكب األكثر استعماال في الكقت الراىف،
بخبلؼ ما ينص عميو تقنيف الصفقات بإعماؿ طمب العركض كقاعدة عامة لمتعاقد.6
كنظ ار ليامش الحرية الذم تتمتع بو المصمحة المتعاقدة في اختيار المتعاقد كفؽ ىذا اإلجراء ،كالذم
مف المحتمؿ أف يتـ استغبللو مف قبؿ المصمحة المتعاقدة ،كفتح المجاؿ الكاسع أماميا لتجاكز القانكف فقد
حرص المشرع عمى ضبط حاالت المجكء ليذا األسمكب كتقرير قكاعد كشركط إعمالو.
يعرؼ التراضي بأنو إجراء تخصيص الصفقة لمتعامؿ متعاقد دكف الدعكة الشكمية لممنافسة ،كيمكف
أف يكتسي ىذا األسمكب طبقا لممادة 41مف المرسكـ الرئاسي 247/15شكؿ التراضي البسيط ،كما قد
يككف بعد االستشارة ،كلكي ال تمجأ إليو اإلدارة كسبيؿ لمتخمص مف القيكد المفركضة عمييا في اختيار
المتعاقد عف طريؽ طمب العركض فقد عمؿ المشرع عمى ضبط حاالت المجكء ليذا األسمكب بصكرتيو
بجممة مف الضكابط سيتـ تكضيحيا فيما يمي:
التراضي البسيط أحد أشكاؿ أسمكب التراضي ،يجعؿ المصمحة المتعاقدة تستبعد مبدأ التنافس الذم
يفسح المجاؿ أماـ جميع األشخاص كاتاحة الفرصة ليـ متى تكافرت فييـ الشركط لتقديـ عركضيـ،
كيككف مف حؽ أم شخص استكفى الشركط أف ترسكا عميو الصفقة ،فالمصمحة المتعاقدة كفقا ليذا
األسمكب تقكـ بإبراـ الصفقة العمكمية مع متعامؿ كحيد بمجرد تطابؽ إرادتييما كفقا لدفتر شركط معد
مسبقا دكف المجكء إلى أم نكع مف أنكاع اإلشيار أك الدعكة إلى المنافسة ،1إال أف إطبلؽ يد اإلدارة في
اختيار المتعاقد معيا كتمكينيا مف حؽ االختيار يفرض عمييا المجكء ليذا األسمكب كفؽ حاالت محددة
حص ار 2تتمثؿ في:
تتمثؿ ىذه الحالة في احتكار المتعامؿ االقتصادم لمكضكع الصفقة ،كإنفراده بامتبلؾ طريقة
تكنكلكجية اختارتيا المصمحة المتعاقدة أك استئثاره بأداء الخدمات ذات المكاصفات التقنية أك الفينة أك
الثقافية التي ترغب فييا المصمحة المتعاقدة ،3أك كاف كفقا لما أقره المشرع الفرنسي لممكرد حقكؽ خالصة
في تكريد المكازـ كالسمع ،كىك ما يجعؿ المصمحة المتعاقدة أماـ متعامؿ يحتؿ كضعية احتكارية تدفعيا
لمتعاقد معو طالما أف ىذا األخير يستجيب لشركط التعاقد التي تمكنو مف تمبية حاجياتيا ،كىي ذات
الكضعية التي أقرتيا الفقرة الثالثة مف المادة 30مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي 2015-899كىك
ما جعؿ مجمس الدكلة الفرنسي يفرض رقابتو عمى اإلسناد المتكرر كألزـ المصمحة المتعاقدة عمى إثبات
عدـ تكفر ىذه التقنيات عند مترشحيف آخريف.4
لقد أشار النص لبلعتبارات التقنية ضمف المبررات التي تسمح بالمجكء إلى التراضي البسيط ،إال أف
ىذا اإلطبلؽ يمكف أف يفتح المجاؿ الكاسع لمجكء إلى التراضي البسيط دكف كجو حؽ ،لذلؾ يتعيف التأكيد
عمى أف االعتبارات التقنية المعنية ،ىي التي تككف عمى درجة مف التعقيد كما تقتضيو مف تقنيات دقيقة ال
يمكف أف يعيد بيا إال لصاحب اختصاص معيف أثبت قدرتو في تنفيذ مثيميا ،كىك ذات القكؿ الذم ينطبؽ
عمى االعتبارات الثقافية كالفنية ،إذ ليس كؿ اعتبار فني أك ثقافي قابؿ بأف يككف مبر ار لمحياد عف كاجب
-1عبد الحفيظ مانع ،طرؽ إبراـ الصفقات العمكمية ككيفية الرقابة عمييا في ظؿ القانكف الجزائرم ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ،
كمية الحقكؽ ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تمسماف ،2008/2007 ،ص .65
-2إسماعيؿ بحرم ،الضمانات في مجاؿ الصفقات العمكمية في الجزائر ،مذكرة مف أجؿ الحصكؿ عمى شيادة الماجستير في الحقكؽ ،فرع قانكف
الدكلة كالمؤسسات العمكمية ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر ،بف يكسؼ بف خدة ،2009/2008 ،ص .19
-3مناؿ حميمي ،صفقات التراضي في الجزائر :أسمكب إبراـ خاص بضكابط قانكنية غامضة ،المرجع السابؽ ،ص .178
4
- RICHER Laurent, op.cit, p 442.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ا لمنافسة كالشفافية ،فضبل عمى أنو مف الصعب إثبات عدـ تعمد المصمحة المتعاقدة بضبط المقاييس
كالمكاصفات المكجية إلى تبجيؿ أحد المتعامميف االقتصادييف عمى النحك الذم يجعمو المؤىؿ الكحيد
لمتنفيذ الصفقة.
تتمثؿ في حالة االستعجاؿ الممح المعمؿ بكجكد خطر ييدد استثما ار أك ممكا لممصمحة المتعاقدة أك
األمف العمكمي أك بخطر داىـ يتعرض لو ممؾ أك استثمار قد تجسد في الميداف ،كال يسعو التكيؼ مع
آجاؿ إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية ،بشرط أنو لـ يكف في كسع المصمحة المتعاقدة تكقع الظركؼ
المسببة لحالة االستعجاؿ ،كأف ال تككف نتيجة مناكرات لممماطمة مف طرفيا.
ما يبلحظ مف خبلؿ ىذه الفقرة ىك تقييد المشرع ليذه الحالة بجممة مف الشركط ،إال أف الكاقع العممي
ليا يطرح عدة إشكاالت ،نظ ار لصعكبة تحديد حالة االستعجاؿ الممح التي كردت بصيغة العمكـ مما يفتح
المجاؿ أماـ المصمحة المتعاقدة لمتحايؿ مف أجؿ تحقيؽ أغراض شخصية تحت غطاء الطابع االستعجالي
لمخدمة ،إلى جانب ما قد تطرحو فكرة "األمف العمكمي" التي تتصؼ بمركنة أكبر كالتي يمكننا مف خبلليا
تصكر ىامش الحركة الذم أصبحت تتمتع بو المصمحة المتعاقدة لمجكء ألسمكب التراضي البسيط،
باإلضافة إلى صعكبة إثبات قياـ المصمحة بمناكرات ،كأف حالة االستعجاؿ فرضتيا ظركؼ خارجة عف
نطاقيا ،مما ي فسح المجاؿ أماـ استغبلليا مبر ار لمجكء إلييا في حاالت ال تتكفر عمى االستعجاؿ ،منتيكة
بذلؾ ضكابط المجكء ليذا األسمكب بمبرر االستعجاؿ الممح ،كىك ما يقتضي إخضاع ىذه الحالة لضكابط
محددة تحد مف سكء استغبلؿ ىذه التقنية في إبراـ الصفقات.
ىذه الحالة ليست مستقمة عف الحالة السابقة لتعمقيا ىي األخرل بحالة االستعجاؿ ،كتتميز بأنيا
تستكجب شركطا خاصة تطبؽ في مجاؿ محدد كدقيؽ ،حيث أنيا تخص مجاال في غاية مف الحساسية
ىك مجاؿ التمكيف ،كىي الكضعية التي تككف فييا المصمحة المتعاقدة في حاجة ماسة كسريعة لخدمة
يتكقؼ عمييا نشاطيا ،1حيث تجد المصمحة المتعاقدة نفسيا أماـ حالة ميدانية تجعميا مضطرة لبلبتعاد
عف اإلجراءات المعقدة في إبراـ الصفقات العمكمية مف أجؿ تكفير مثبل مادة أساسية استيبلكية لمسكاف
نتيجة حدكث ظركؼ مستعجمة ،كأف يتعمؽ األمر بحدكث زلزاؿ أك فيضاف أصاب منطقة معينة مف
الدكلة األمر الذم يتطمب السرعة مف إيصاؿ ىذه المادة لمسكاف ،2كعميو يسمح لممصمحة المتعاقدة بإبراـ
الصفقة ع ف طريؽ التراضي البسيط شريطة عدـ تكقعيا لمظركؼ المسببة لحالة االستعجاؿ كعدـ تسببيا
في تحقيؽ حالة االستعجاؿ بمناكرات لممماطمة مف طرفيا ،كفي مقابؿ ذلؾ يتعيف عمى المشرع ضبط ىذا
اليامش مف الحرية بما يفيد أف الحاجات المقصكدة ىي ما يمبي الحاجات بمقدار حاالت االستعجاؿ فقط.
الشؾ أف الطابع الخاص ليذا المشركع يمتد أثره لكؿ إقميـ الدكلة ،كأف األعباء المالية الناتجة عف
إبراـ ىذا النكع مف العقكد ستككف ضخمة جدا ،1لذا يخضع المجكء ليذا النكع االستثنائي إلبراـ الصفقات
العمكمية لممكافقة المسبقة لمجمس الكزراء إذا كاف مبمغ الصفقة يساكم أك يفكؽ عشرة مبليير دينار كالى
المكافقة المسبقة أثناء اجتماع الحككمة إذا كاف مبمغ الصفقة يقؿ عف ىذا المبمغ .2كخبلفا لما كاف عميو
األمر في السابؽ فبل يكفي أف يككف ىناؾ مشركع ذك أكلكية أك أىمية كطنية حتى يككف بإمكاف
المصمحة المتعاقدة أف تمجأ إلى أسمكب التراضي البسيط بؿ يجب عبلكة عمى ذلؾ ،أف تتكفر حالة
االستعجاؿ التي ينبغي أف تككف مستقمة عف إرادة المصمحة المتعاقدة كغير متكقعة مف قبميا.
تتعيف اإلشارة بأنو كاف منحت صبلحية اإلذف لمجمس الحككمة ،فإف إمكانية التعسؼ في استعماؿ
ىذا الكصؼ تبقى قائمة ،حيث أف ربط ما يمكف أف يمجأ بصدده إلى التراضي البسيط بمكافقة مجمس
الكزراء أك مجمس الحككمة كتحديد مبالغ لذلؾ ،سيساعد عمى التعسؼ ليذه الصيغة كمما تكافرت شركطيا
أيا ما كاف حجـ ما يقتضيو درء الخطر ،كبالتالي يتعيف تحديد حجـ ما يمكف أف يمجأ بشأنو لمتراضي
البسيط كفؽ ىذه المطة نسبة إلى حجـ الخدمات الكفيمة باالستجابة لحالة االستعجاؿ.
ىذا؛ كاف مجرد عرض الصفقة عمى المجمسيف ،قد يجعؿ مف لجنة الصفقات المختصة تتكانى عف
دراسة مشاريع الصفقات المتعمقة بيا بصكرة جدية ،طالما أف الجيات العميا في الدكلة ىي مف رخصت
بيذه الصفقة ،كبالتالي يككف مف األحسف أف ال يتـ عرض الصفقات عمى مجمس الكزراء أك أثناء جمسات
الحككمة ،إال بعد حيازتيا عمى تأشيرة لجنة الصفقات المختصة عندما يتعمؽ األمر بيذا المبرر ،تمنح
تأشيرتيا شريطة الحصكؿ عمى مكافقة المجمس المختص الذم يبقى مف صبلحيتو المكافقة عمى صيغة
التراضي البسيط بناء عمى المبرر الذم أقرتو ىذه الفقرة ،3فضبل عف تساؤلنا عف الضكابط التي مف شأنيا
أف تعمؿ عمى إدراج المشركع ضمف المشاريع ذات األىمية الكطنية ،كعمى أم أساس يحكـ بأىميتيا في
ظؿ غياب المعايير التي يرتكز عمييا في تحديد ىذه األىمية.4
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ األكؿ ،المرجع السابؽ ،ص .227
-2المطة ( )04مف المادة 49مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .192
-4مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .38
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تـ إدراج ىذه الحالة مف أجؿ تمكيف اإلدارة المعنية مف إبراـ صفقاتيا في زمف يسير قصد ترقية
اإلنتاج ك/أك األداة الكطنية لئلنتاج ،1كنظ ار ألىميتيا فإف المجكء ليذه الطريقة االستثنائية تخضع ىي
األخرل لممكافقة المسبقة لمجمس الكزراء إذا كاف مبمغ الصفقة يساكم أك يفكؽ عشرة مبليير دينار،
كلممكافقة المسبقة أثناء اجتماع الحككمة إذا كاف مبمغ الصفقة يقؿ عف ىذا المبمغ.2
-/6عندما يمنح نص تشريعي أو تنظيمي لمؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري حقا حصريا
لمقياـ بميمة الخدمة العمومية ،أو عندما تنجز ىذه المؤسسة كؿ نشاطيا مع الييئات واإلدارات
العمومية والمؤسسات ذات الطابع اإلداري:
يتضح مف خبلؿ ىذه الفقرة أف المشرع قمص مف قائمة المؤسسات التي يمكنيا الحصكؿ عمى
الصفقة بصيغة التراضي البسيط كفقا ليذه الحالة بعدما كاف بإمكاف أم مؤسسة عمكمية الحصكؿ عمييا
طبقا ألحكاـ المرسكـ السابؽ ،الذم جاءت أحكامو عامة بخصكص تحديد طبيعة المؤسسة العمكمية التي
يمنحيا القانكف حقا حصريا لمقياـ بميمة الخدمة العمكمية ،حيث أصبح األمر قاص ار عمى فئة معينة
حددىا المرسكـ الرئاسي 247/15في المؤسسة العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم.
إلى جانب ىذه الحالة فقد أضاؼ المرسكـ الجديد حالة أخرل تمثمت في حالة إنجاز المؤسسة كؿ
نشاطيا مع الييئات كاإلدارات كالمؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم ،كبالتالي فإف المشرع مف خبلؿ
ىذا ال نص قد عمؿ عمى تقييد ىامش المجكء إلى التراضي البسيط بناءا عمى ىذه الحالة مكضحا بذلؾ
الغمكض الذم كاف يعترم ىذه الحالة في السابؽ.
إال أف أحد الباحثيف يرل بأف منح األكلكية لبعض المؤسسات العمكمية كالترخيص ليا بالتعاقد طبقا
ألسمكب التراضي حتى كلك كاف مصدره نص تنظيمي أك تشريعي ،فإنو سيخؿ بمبدأ المساكاة الذم كرسو
تنظيـ الصفقات العمكمية في العديد مف النصكص ،كما أننا نتساءؿ كيؼ كأف األمر يتعمؽ
بحرية الصناعة كالتجارة كالتي تعد مبدأ دستكريا ثابتا ،3أف يتـ االعتراؼ بمنح مؤسسة عمكمية ذات
طابع صناعي كتجارم حقا حصريا لمقياـ بميمة خدمة عمكمية ،فقد كاف مف األجدر عمى المشرع أف ال
يعترؼ بالطابع المميز الذم يشبو الطابع اإلمتيازم أك بما أسماه بالحؽ الحصرم ،كأف يترؾ المؤسسات
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .200
-2المطة ( )05مف المادة 49مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3تنص المادة 43مف القانكف رقـ ،01/16المتضمف التعديؿ الدستكرم لسنة 2016عمى أف " حرية االستثمار كالتجارة معترؼ بيا كتمارس في
إطار القانكف."...
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم تثبت كجكدىا كسط عالـ تسكده التنافسية ال أف تحظى فيو
مؤسسة بعينيا بامتياز كأكلكية أك حؽ حصرم.1
تمؾ ىي الحاالت التي بتكافر إحدل صكرىا يمكف المجكء إلى صيغة التراضي البسيط ،غير أننا
نسجؿ بعض االختبلفات في إق ارره ىذه الحاالت مقارنة بالتشريعات المقارنة كالمشرع الفرنسي الذم أشار
لبعض الحاالت التي تمكف المصمحة المتعاقدة المجكء إلعماؿ ىذه الصيغة في إبراـ صفقاتيا حددتيا
أحكاـ المادة 30مف تقنيف الصفقات العمكمية رقـ ،2015-899بينما اكتفى المشرع المصرم في
تحديده لمحاالت التي تبرر المجكء ليذا األسمكب طبقا لممادتيف 07ك 08مف قانكف تنظيـ المناقصات
كالمزايدات بتكافر حالة االستعجاؿ أك حالة الضركرة أك الضركرة القصكل ،كالتي كانت محؿ انتقاد شديد
مف قبؿ الفقو نتيجة لتمكيف رئيس مجمس الكزراء صبلحية تقديرىا المبنية عمى عبارات فضفاضة تسمح
باالنحراؼ عف المراد بيا.
يعتبر التراضي بعد االستشارة النمط الثاني ألسمكب التراضي نصت عميو أحكاـ المادة 41مف
المرسكـ الرئاسي 247/15كآلية لمتعاقد ،يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تمجأ إليو في حاالت معينة ،كذلؾ
بإقامة المنافسة بيف عدة مترشحيف تدعكىـ خصيصا لمتنافس باستعماؿ كؿ الكسائؿ المكتكبة التي تراىا
مبلئمة في ذلؾ دكف المجكء لئلجراءات الشكمية لممنافسة ،2كيمكف إجماؿ حاالت المجكء ليذا النمط كفقا
لممادة 51في:
مكف تنظيـ الصفقات العمكمية الجديد لممصمحة المتعاقدة المجكء إلى التراضي بعد االستشارة في
حالة تحقؽ عدـ جدكل طمب العركض لممرة الثانية ،3كالتي تتقرر حسب المرسكـ 247/15عندما ال يتـ
استبلـ أم عرض ،أك عندما ال يتـ اإلعبلف بعد تقييـ العركض عف مطابقة أم عرض لمكضكع الصفقة
كلمحتكل دفتر الشركط ،أك عندما ال يمكف ضماف تمكيؿ الحاجات ،كتبعا الستحداث ىذا الحكـ فبل يمكف
المجكء إلى صيغة التراضي بعد االستشارة عند اإلعبلف عف عدـ جدكل المنافسة إال بعد إعادة اإلجراء
لممرة الثانية ،الذم عبر عنو المشرع الفرنسي بالتعاقد غير المجدم ،كالذم أقر ىك اآلخر طبقا لممادة 25
مف تقنيف الصفقات العمكمي المجكء إلى التعاقد بناء المفاكضة في حالة الصفقة التي كانت مكضكع
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ األكؿ ،المرجع السابؽ ،ص .231
-2مناؿ حميمي ،صفقات التراضي في الجزائر :أسمكب إبراـ خاص بضكابط قانكنية غامضة ،المرجع السابؽ ،ص .179
-3مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .39
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
عرض غير نظامي ،أم تمؾ التي لـ تتقيد بالشركط كالمتطمبات المطمكبة ،أك تمؾ التي كانت محؿ عرض
غير مقبكؿ ،أك أف المبالغ المالية المخصصة ليا بعد تقييـ االحتياجات ال تسمح بتمكيميا ماليا.1
-/2حالة صفقات الدراسات والموازـ والخدمات الخاصة التي ال تستمزـ طبيعتيا المجوء إلى طمب
العروض:
إف الطبيعة الخاصة ليذا النكع مف الصفقات العمكمية ىي التي تدفع بالمصمحة المتعاقدة بالمجكء
إلى إعماؿ أسمكب التراضي بعد االستشارة ،كقد اكتنؼ ىذه الحالة نكع مف الغمكض خاصة كأف المشرع
في ظؿ أحكاـ المرسكـ السابؽ لـ يحدد كلـ يبيف طبيعة ىذه الدراسات كالمكازـ كالخدمات الخاصة التي
تدفع المصمحة المتعاقدة بالمجكء إلبراـ صفقاتيا كفقا ليذا األسمكب ،2كىك ما استدركو المرسكـ الرئاسي
247/15مف خبلؿ تكضيحو لمطابع الخاص ليذا النكع مف الصفقات مف خبلؿ ربطيا بمكضكعيا أك
بضعؼ مستكل المنافسة أك بالطابع السرم لمخدمات التي تتضمنيا ،كيتعيف عمى المصمحة المتعاقدة في
ىذه الحالة تبرير االبتعاد عف أسمكب طمب العركض كابراز خصكصية صفقة الدراسات كالمكازـ
كالخدمات ،كتجدر اإلشارة بأف ىذه الحالة ال تخص صفقات األشغاؿ نظ ار ألف فحكل النص قد حصرت
المجاؿ في صفقات الد ارسات كالمكازـ كالخدمات.
تتعيف اإلشارة بأف ىذه الحالة قد حممت نكعا مف الغمكض خاصة بتضمينيا لعبارة "أك ضعؼ
المنافسة" ،إذ يتبادر لدل كؿ قارئ لفحكل ىذا النص أف المصمحة المتعاقدة قد سمكت أسمكب طمب
العركض ،كبعد تقييميا لمعركض مف طرؼ لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض تكصمت لنتيجة ضعؼ
المستكل ،ثـ إننا نتساءؿ ما الفرؽ بيف ىذه الحالة كحالة عدـ الجدكل.
اقتصرت ىذه الحالة عمى الصفقات الخاصة بتنفيذ األشغاؿ التابعة لممؤسسات ذات البعد السيادم
في الدكلة ،كىي حالة كردت بصفة مطمقة دكف تحديد أك ضبط ،فيؿ قصد بيا المشرع إعفاء مؤسسة
الدفاع مثبل أك المؤسسة التابعة لقطاع العدؿ مف إبراـ الصفقات عف طريؽ طمب العركض كاالكتفاء
بطريؽ التراضي بعد االستشارة ؟ ىذا كقد أشارت الفقرة الرابعة مف المادة 52عمى أف قائمة ىذه األشغاؿ
المعنية في ىذه الحالة ،تحدد بمكجب بمقرر مف سمطة الييئة العمكمية السيادية لمدكلة أك مسؤكؿ الييئة
العمكمية أك الكزير المعني ،كذلؾ بعد أخذ رأم لجنة الصفقات لمييئة العمكمية أك المجنة القطاعية
لمصفقات حسب الحالة ،كمف تـ فإف ىذا النص قيد سمطة اإلدارة بالعكدة ليذه القائمة المعدة مسبقا ،إذ ال
يمكنيا التعاقد في صفقات خارج نطاؽ ما رسمتو ىذه القائمة ،1كىك ما يتفؽ كما أقرتو المادة 08مف
قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم بشأف إعفاء ك ازرتي الدفاع كاإلنتاج الحربي كأجيزتيما كالتي
قيدت المجكء االتفاؽ المباشر بتكافر حالة الضركرة ،كىك ما قد يتيح غطاء أكبر الستغبلؿ ىذا األسمكب
مف خبلؿ تمييع مصطمح الضركرة الذم يتيح ليا المجكء ليذا األسمكب.
-/4حالة الصفقات الممنوحة التي كانت محؿ فسخ ،وكانت طبيعتيا ال تتالءـ مع آجاؿ طمب عروض
جديد:
خكؿ تنظيـ الصفقات العمكمية في ىذه الحالة لممصمحة المتعاقدة إبراـ الصفقات العمكمية بأسمكب
التراضي بعد االستشارة لككف الصفقات الممنكحة محؿ فسخ ،كالتي ال تتبلءـ بحكـ طبيعتيا الخاصة مع
آجاؿ طمب عركض جديدػ فربحا لمكقت فقد تقرر ليا المجكء إلبراـ الصفقة كفؽ أسمكب التراضي بعد
االستشارة نظ ار لمركنتو كتميزه مقارنة باإلجراءات التي يتطمبيا طمب العركض.
-/5العمميات المنجزة في إطار إستراتيجية التعاوف الحكومي أو في إطار االتفاقات الثنائية المتعمقة
بالتمويالت االمتيازية وتحويؿ الديوف إلى مشاريع تنموية أو ىبات:
حسب ىذه الحالة تمجأ المصمحة المتعاقدة الختيار المتعاقد معيا بكاسطة التراضي بعد االستشارة
نظ ار لخصكصية ىذه الحالة ،كقد أجاز المشرع حصر االستشارة في البمد المعني عندما يتعمؽ األمر
بالعمميات المنجزة في إطار إستراتيجية التعاكف الحككمي ،أك البمد المقدـ لؤلمكاؿ في االتفاقات الثنائية
المتعمقة بالتمكيبلت االمتيازية كتحكيؿ الديكف إلى مشاريع تنمكية.2
كما يسجؿ عمى ىذه الحالة أنيا تميزت بالغمكض ،فالمشرع لـ يحدد المقصكد بالتمكيبلت االمتيازية
كلـ يكضح الكيفية التي تتـ بمكجبيا تحكيؿ الديكف إلى مشاريع عمكمية أك ىبات ،كىك ما قد يفتح الباب
أما استغبلؿ ىذه الحالة لخدمة أغراض شخصية كابراـ صفقات عمكمية بأمكاؿ أجنبية ضخمة كىك ما مف
شأنو أف يؤدم إلى تبديد كىدر الماؿ العاـ.
تمؾ ىي الحاالت التي في مجمميا يمكف لممصمحة المتعاقدة المجكء ليذا األسمكب في حالة تحقؽ
إحدل صكرىا ،كالتي تمكنيا مف االنتقاؿ مف القاعدة العامة (طمب العركض) إلى االستثناء (التراضي)،
كالتي حممت شكبل مغاي ار كفقا ألحكاـ المادة 25مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي الذم ربطيا بتكافر
-1المادة 52مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2تجسيدا لذلؾ فقد تـ في ىذا الصدد اتفاؽ بيف حككمة الجميكرية الجزائرية كحككمة الجميكرية اإليطالية كالذم تمت المصادقة عميو بمكجب
المرسكـ الرئاسي رقـ ،427/11المؤرخ في ، 2011/12/11المتضمف التصديؽ عمى االتفاؽ بيف حككمة الجميكرية الجزائرية الديمقراطية
الشعبية كحككمة الجميكرية اإليطالية المتعمؽ بكيفيات تجسيد تحكيؿ الديف إلى مشاريع تنمية ،المكقع في الجزائر بتاريخ ،2011/07/12ج ر
ج ج عدد ( )68الصادرة بتاريخ .2011/12/14
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الحالة التي تستدعي المجكء إلى الحمكؿ المبتكرة ،أك حالة تضميف العقد لخدمات التصاميـ ،أك في حالة
عدـ التمكف مف منح العقد بدكف مفاكضات مسبقة بسبب ظركؼ خاصة تتعمؽ بطبيعتو أك تعقيده.
سبقت اإلشارة إلى أف اإلدارة تستطيع المجكء إلى التعاقد عف طريؽ إجراء التراضي مباشرة في
اختيارىا لممتعاقد معيا ،شأنيا في ذلؾ شأف األفراد العادييف في اختيارىـ لمف يتعاقدكف معيـ ،كيككف ليا
كامؿ الحرية في التفاكض كالمساكمة دكف قيد أك شرط ،كذلؾ ضمف حاالت محددة قانكنا ،1إال أف ىذا
األمر ال يأخذ عمى إطبلقو كال يعفييا مف كؿ القيكد كانما يمقي عمى عاتقيا إتباع بعض اإلجراءات
الشكمية البسيطة في تعاقدىا كفقا ليذا اإلجراء.
مف المعمكـ أف دفتر الشركط قد سبؽ كتـ إعداده بمناسبة طمب العركض ،فإذا سمكت المصمحة
المتعاقدة ىذا األسمكب ثـ ثبت عدـ جدكاه طبقا لما ىك مقرر قانكنا ،يمكنيا حينئذ كطبقا ألحكاـ المادة
52مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15أف تمجأ إلى أسمكب التراضي بعد االستشارة كأف تحتفظ بنفس
دفتر الشركط باستثناء األحكاـ الخاصة بطمب العركض.2
كاذا ما رأت المصمحة المتعاقدة ضركرة لتعديؿ بنكد ىذا الدفتر عمى نحك يمس شركط المنافسة،
كجب عمييا حينيا تقديمو لمجنة الصفقات المختصة لدراستو ،مع إلزاميا بالمجكء إلى طمب عركض جديد
طبقا لمفقرة الثالثة مف المادة ،52كىك ما يعني المجكء لممرة الثالثة إلى أسمكب طمب العركض ،كلف يككف
بإمكاف المصمحة المتعاقدة أف تمجأ إلى التراضي بعد االستشارة إال في حاؿ عدـ جدكل الطمب الثاني
لممرة الثانية ،أم فعميا بعد عدـ جدكل طمب العركض لممرة الرابعة ،كىك ما مف شأنو أف يؤدم إلى إىدار
الكثير مف الكقت كالماؿ.3
كفي مقابؿ ذلؾ تخضع باقي الصفقات التي يتـ فييا المجكء إلى أسمكب التراضي بعد االستشارة إلى
إعداد دفتر شركط ،كىذا ما يستنتج مف نص الفقرة 5مف المادة 52مف المرسكـ الرئاسي ،247/15
فصفقات الخدمات كالدراسات التي ال تحتاج بطبيعتيا المجكء إلى إجراء طمب العركض ،كصفقات
األشغاؿ الخاصة بالمؤسسات العمكمية السيادية ،ككذا العمميات المنجزة في إطار إستراتيجية التعاكف
الحككمي أك في إطار ِاتفاقات ثنائية تتعمؽ بالتمكيبلت االمتيازية كتحكيؿ الديكف إلى استثمارات ،كميا
يككف فييا المجكء إلى إجراء التراضي بعد االستشارة ابتدائيان لـ يسبقو إجراء آخر ،كال يككف ىنالؾ طمب
-1عائشة بعيط ،ضمانات مبدأ المنافسة في الصفقات العمكمية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في إطار مدرسة الدكتكراه دكلة كمؤسسات ،كمية
الحقكؽ ،جامعة الجزائر ( ،)1بف عكنكف ،2014/2013 ،ص .58
-2المادة 1/52مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3محمد ىاممي ،المرجع السابؽ ،ص .15
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
عركض قد سبؽ العممية حيث يجب عمى المصمحة المتعاقدة إعداد دفتر شركط كعرضو طبقا لمقتضيات
تنظيـ الصفقات العمكمية عمى لجنة الصفقات العمكمية المعنية.
أما فيما يخص الحالة التي يككف فييا المجكء إلى التراضي بعد االستشارة بسبب فسخ صفقة ال
تتناسب مع آجاؿ طمب عركض جديد ،حيث كفي ىذه الحالة سيككف ىنالؾ حتمان دفتر شركط جرل
إعداده سمفان قبؿ منح الصفقة لممتعاقد الذم جرل فسخ عقده ،كباشتراط المشرع لضركرة إعداد المصمحة
المتعاقدة لدفتر شركط جديد عند تحقؽ ىذه الحالة ،يككف قد اعتبر دفتر الشركط المعد سمفا في حكـ
الممغى ضمنيان.1
رغـ أف تنظيـ الصفقات العمكمية لـ يحدد كيضبط إجراءات محددة ألسمكب التراضي بشكميو ،إال أنو
كقبؿ أف تشرع المصمحة المتعاقدة في مباشرة الدعكة لمتعاقد ،فقد ألزميا بتكفير مجمكعة مف الضكابط
كالشركط كإلزاـ المصمحة المتعاقدة في بعض الحاالت بضركرة الحصكؿ عمى رخص مسبقة كاحتراـ قيـ
مالية معينة حتى يتسنى ليا إتباع ىذا األسمكب المباشر في التعاقد.2
بناء عمى ذلؾ فإف دعكة المتعامميف لمتعاقد تعد أكؿ مرحمة يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة مباشرتيا،
حيث تقكـ بتكجيو الدعكة لمف تراه قاد ار عمى انجاز العممية التي ترغب في تنفيذىا ،كىك ما يقابؿ اإلعبلف
في مختمؼ أشكاؿ طمب العركض ،لمحصكؿ عمى عدد مف العارضيف مما يسمح بتعدد فرص االنتقاء
لدل المصمحة المتعاقدة ،كما أف حريتيا في اختيار مف تتعاقد معو تختمؼ حسب شكؿ التراضي ،فيي
أكثر حرية في حاالت التراضي البسيط إذ ال تمتزـ بشكميات كاجراءات معينة ،بخبلؼ التراضي بعد
االستشارة كالذم تتقيد مف خبللو بإجراء االستشارة 3،فتكجو خطابيا الرسمي الذم يشمؿ العناصر
األساسية لمتعاقد لمجمكعة مف المتعامميف متخصصيف في مجاؿ التعاقد مف أجؿ مشاركتيـ في المنافسة
كالمقارنة بيف عركضيـ ،4كلممصمحة المتعاقدة كامؿ الحرية في اعتماد أم كسيمة تراىا مناسبة لدعكة
المتعامميف كجمب العركض لمنح الصفقة ألفضؿ المتعامميف مف الناحية المالية كالفنية كالتحقؽ مف
مطابقتيا لممكاصفات المطمكبة ،كىك ما يعكس المركنة الكبيرة التي يمتاز بيا ىذا اإلجراء ،في حيف
كخبلفا لما أقره المشرع الجزائرم نجد أف كؿ مف المشرع الفرنسي كالمصرم قد كاف أكثر صرامة مف
المشرع الجزائرم في فرض قيكد كضكابط لمجكء لمثؿ ىذا اإلجراء في التعاقد ،مؤكدا في ذلؾ عمى ضركرة
-1المادة 5/52مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المادة 49مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3المادة 41مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-4عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي رقـ ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .204
-عائشة خمدكف ،المرجع السابؽ ،ص .314
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
صدكر قرار مسبب مف السمطة المختصة بإمكانية التعاقد عف طريؽ االتفاؽ المباشر 1مقيدة في ىذا
الشأف بحدكد مالية معينة حددتيا أحكاـ المادة 07مف قانكف المزايدات كالمناقصات ،كالتي كاف مف
الحرم بالمشرع الجزائرم التقيد بيا ىك اآلخر ،خاصة في ظؿ ما يعكسو كاقع الحاؿ مف استغبلؿ المفرط
ليذه اآللية كفتح باب الغش كالتحايؿ عمى القانكف الذم طرح العديد مف التجاكزات راح ضحيتيا الماؿ
العاـ.
فضبل عف كؿ ذلؾ فقد انتيج المشرع المصرم في ذلؾ مسمكا مغاي ار ،بمنعو تكرار التعاقد بطريؽ
االتفاؽ المباشر أكثر مف مرة كاحدة خبلؿ السنة المالية الكاحدة بالنسبة لذات العممية ،مستثنيا مف ذلؾ كؿ
ما يتـ تك ارره مف تعاقدات طالما أنيا ال تتجاكز الحد األقصى المقرر قانكنا مف العممية ذاتيا ،2كذلؾ
خبلفا لممشرع الجزائرم الذم أبقى المجاؿ مفتكحا أماـ المصمحة المتعاقدة لمتحايؿ في تقسيـ محؿ العقد
عمى عدة مرات مف أجؿ اإلفبلت مف العتبة المالية المحددة قانكنا ،مكتفيا في ذلؾ بالتأكيد عمى حالة ما
تجاكزت المبالغ المحددة في المادة 13مف المرسكـ 247/15خبلؿ السنة المالية الكاحدة في إطار
ميزانية سنكية ،أك خبلؿ سنة مالية أك أكثر ،في إطار ميزانية متعددة السنكات ،فتبرـ حينئذ صفقة تدرج
فييا الطمبات المنفذة سابقا كتعرض عمى الييئة المختصة بالرقابة الخارجية لمصفقات العمكمية ،كأما في
حالة لـ تتمكف المصمحة المتعاقدة مف ىذا اإلبراـ لمصفقة ،فتبرـ بمقابؿ ذلؾ صفقة تسكية بصفة استثنائية
خبلؿ السنة المكالية.
تعد المفاكضات مرحمة ميمة في عممية إبراـ الصفقة بطريؽ التراضي كالتي تحقؽ لممصمحة
المتعاقدة عدة أىداؼ مف بينيا إزالة الغمكض عف بعض المسائؿ ،كالكقكؼ عمى إمكانيات المتعاقد
معيا ،3لذلؾ فقد خكليا المشرع طبقا لممادة 6/52القياـ بعممية التفاكض التي أفادت بقكليا "...يمكف
المصمحة المتعاقدة أف تتفاكض حكؿ شركط تنفيذ الصفقة ،كتجرل المفاكضات مف طرؼ لجنة تعينيا
كترأسيا المصمحة المتعاقدة ،في ظؿ احتراـ األحكاـ المنصكص عمييا في المادة 5مف ىذا المرسكـ،
كيجب عمى المصمحة المتعاقدة السير عمى ضماف إمكانية تتبع أطكار المفاكضات في محضر" ،كىك ما
أكد عميو الفقو الفرنسي خاصة في العقكد المتميزة بطابع السرية ،كعقكد األشغاؿ العامة كالتكريدات
الخاصة بشؤكف الدفاع كالتي تستكجب مفاكضات مباشرة نظ ار لما تكفره مف سرية كسرعة في آف كاحد.4
-1المادة 50مف قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم الصادر بالقانكف رقـ 89لسنة ( 1998المعدؿ كالمتمـ).
-2أفادت المادة 51مف البلئحة التنفيذية لقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم بقكليا " ال يجكز تكرار التعاقد بطريؽ االتفاؽ المباشر أكثر
مف مرة كاحدة في ذات السنة المالية بالنسبة لذات العممية مكضكع التعاقد إال في الحاالت التي ال يجاكز فييا مجمكع قيمة ما يتـ تك ارره مف
تعاقدات عف ذات العممية الحد األقصى المقرر قانكنا ".
-3مناؿ حميمي ،صفقات التراضي في الجزائر :أسمكب إبراـ خاص بضكابط قانكنية غامضة ،المرجع السابؽ ،ص .182
-4عائشة خمدكف ،المرجع السابؽ ،ص .316
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
فالتفاكض؛ إجراء تقكـ بو المصمحة المتعاقدة مع المتعامؿ الراغب في التعاقد مف أجؿ اإلعداد إلبراـ
العقد أك تسكية نقطة خبلفية بينيما تتعمؽ بإحدل بنكد العقد أك تنفيذه ،1كىي مقيدة في ذلؾ ببعض القيكد
كىذا راجع ألىمية العقد ،كطبيعة األمكاؿ التي تتعامؿ بيا ،كىك ما يستمزـ اتخاذ احتياطات لكي ال يتـ
التبلعب بيا ،بينما يستفيد المتعاقد مف ىذه العممية بالحصكؿ عمى أكبر قدر مف التسييبلت ،إلى جانب
التفاكض بشأف ثمف العقد الذم يعتبر الحؽ األساسي لممتعامؿ المتعاقد كالذم يعبر عف قيمة شي ما أك
خدمة ىي مكضكع العقد الذم يتـ التفاكض بشأنو.2
كعمى المصمحة المتعاقدة مفاكضة المتعاقد معيا ،سكاء في حالة التراضي البسيط الذم يتطمب
مناقشة المتعيد في كؿ تفاصيؿ الصفقة حتى كلك كاف متعامبل كاحدا ،أك في حالة التراضي بعد االستشارة
الذم تدخؿ خبللو المصمحة المتعاقدة في مرحمة مفاكضات مع أكثر مف عارض ،3حيث أف المصمحة
المتعاقدة مف خبلؿ ىذا األسمكب ممزمة باستشارة كافة المؤسسات التي شاركت في طمب العركض الذم
تقرر عدـ جدكاه لممرة الثانية كذلؾ عف طريؽ رسالة استشارة.
كاذا ما قررت المصمحة المتعاقدة استشارة مؤسسات أخرل لـ تشارؾ في طمب العركض ،فإنو يتكجب
عمييا نشر اإلعبلف عف االستشارة حسب األشكاؿ المنصكص عمييا في المادة 65مف تنظيـ الصفقات
العمكمية ،كالمتعمقة في الكاقع بأحكاـ اإلعبلف عف طمب العركض ،كحينيا سيككف عمى المصمحة
المتعاقدة أف تستشير كؿ متعيد يقدـ إلييا عرضا في اآلجاؿ المحددة ضمف اإلعبلف ،إال أننا نتساءؿ فيما
لك تـ تمقي عرض كاحد بعد االستشارة؟ كعميو فإف ىذه الحالة ال تمثؿ عدـ الجدكل إذ يجب عمى
المصمحة المتعاقدة فتح ىذا العرض كتقييمو ،كبالتالي تعاقدىا مع ىذا المتعيد في حالة ما إذا كاف عرضو
مطابقا لمكضكع الصفقة كدفتر الشركط ،السيما أف الفقرة 7مف المادة 52مف المرسكـ سالؼ الذكر ال
تقرر عدـ جدكل التراضي بعد االستشارة إال في حالة عدـ استبلـ أم عرض ،أك في حاؿ عدـ اختيار أم
عرض بعد تقييـ العركض ،كىك ما أفادت بو كذلؾ االرسالية الصادرة عف ك ازرة المالية تحت رقـ 43
كالذم يمزـ المصمحة المتعاقدة عند تمقي عرض كاحد بفتح ىذا العرض كبالتالي تقييمو.4
كمف الميـ بمكاف أف تعيد عممية التفاكض لجية مستقمة تؤسسيا اإلدارة ليذا العرض بعيدا عف لجنة
فتح األظرفة كتقييـ العركض ،باعتبارىا عممية ميمة تستكجب نكعا مف الحيدة التي تضمف المساكاة بيف
المتنافسيف المتقدميف إلجراء التراضي كباألخص إجراء التراضي بعد االستشارة ،كىك ما كرسو المشرع
الجزائرم مف خبلؿ منح المصمحة المتعاقدة إمكانية استحداث لجنة تتكلى عممية التفاكض ،إال أننا كعمى
الرغـ مف ذلؾ فإننا نجد ذلؾ الغمكض الذم يكتنؼ ىذه المجنة ،خاصة في ظؿ غياب تحديد المياـ
المككمة ليذه المجنة (لجنة التفاكض) كصبلحيتيا ،كطبيعة المحضر الذم تعده كتقدمو لممصمحة المتعاقدة
كىك ما يستدعي مف المشرع اإلسراع في تدارؾ ىذه النقائص بمزيد مف التفصيؿ إلضفاء أكبر قدر مف
الشفافية.
بعدما تقكـ المصمحة المتعاقدة بتجميع العركض عف طريؽ دعكة المتعامميف لمتعاقد ،كانتقاء أفضميا
كأنسبيا في مرحمة االستشارات كالمفاكضات ،تعمؿ عمى إسناد الصفقة كبطريقة مباشرة لممتعامؿ الذم
اختارتو كتفاكضت معو عمى جميع شركط العقد ،فاإلدارة في أغمب صفقاتيا المبرمة كفؽ أسمكب التراضي
تتعاقد مع متعامميف متعاقديف ليـ قدرات كامكانيات مالية كفنية عالية تعرفت عمييا مف خبلؿ تعامميا
السابؽ معيـ ،أك مف خبلؿ معرفتيا لمكاصفاتيـ المرجعية ليككف اختيارىا ليـ سديدنا 1مستعممة في ذلؾ
أية كسيمة قانكنية السيما االستعبلـ لدل مصالح متعاقدة أخرل ،كادارات كىيئات مكمفة بميمة المرفؽ
العمكمي ،كلدل البنكؾ كالممثميات الجزائرية في الخارج.
كتكريسا لمبدأ الشفافية كالمكضكعية في إبراـ الصفقات العمكمية ،فقد ألزـ تنظيـ الصفقات العمكمية
المصمحة المتعاقدة بضركرة اإلعبلف عف المنح المؤقت لمصفقة المبرمة كفؽ أسمكب التراضي بعد
االستشارة مثمما أكجبو في طمب العركض ،كىذا ألف المصمحة المتعاقدة أماـ متعيديف في حالة تنافس
محدكد كمف حؽ كؿ كاحد منيـ ممارسة حؽ الطعف حسب الشركط المحددة في المادة 82مف المرسكـ
الرئاسي رقـ .247/15
كطبقا لممادة 3/80مف المرسكـ الرئاسي ،247/15يمكف لممصمحة المتعاقدة ،كبعد مكافقة المتعامؿ
الحائز عمى الصفقة القياـ بضبط الصفقة كتحسيف عرضة دكف المساس بشركط المنافسة كمبادئيا،
كبالتالي يمكنيا أف تطمب منو تحسيف عرضو بالرجكع لمتطمبات دفتر الشركط كاألسعار المطبقة في
السكؽ ،كيمكف أف يمس ىذا التحسيف عمى سبيؿ المثاؿ السعر ،أك آجاؿ اإلنجاز ،آجاؿ الضماف ،أك
طريقة كجدكؿ التنفيذ.
يشار إلى أنو في حالة الصفقات التي تنفذ في الخارج أك تمؾ التي تكتسي طابعا سريا ،فإف اإلعبلف
عف المنح المؤقت يعكض بمراسمة المتعامميف االقتصادييف الذيف تمت استشارتيـ ،1كىذا ليتمكف كؿ
متعيد منيـ يعارض اختيار المصمحة المتعاقدة مف رفع طعف حسب شركط المادة 82مف المرسكـ
الرئاسي رقـ .247/15
أما فيما يخص التراضي البسيط فإف المصمحة المتعاقدة غير ممزمو فيو باإلعبلف عف المنح المؤقت
لمصفقة ،ألف المادة 49كىي تحدد حاالت المجكء إليو لـ تشر لذلؾ؛ لككنو إجراء بسيط أسندت مف خبللو
الصفقة ألقدر متعامؿ متعاقد فنيا كماليا ،باإلضافة إلى أف المصمحة المتعاقدة كفؽ ىذا األسمكب
(التراضي البسيط) تتمتع بسمطة تقديرية إلبراـ صفقاتيا ،طالما أف النص القانكني لـ يكضح نظاما إجرائيا
يحكـ إبراـ الصفقات كفؽ ىذا األسمكب.
الفرع الثاني:
اإلجراءات الخاصة.
مكف المشرع المصالح المتعاقدة المجكء إلى اإلجراءات الخاصة معتمدا في ذلؾ عمى المعيار المالي
لمتمييز بيف الطمبات التي تستكجب إخضاعيا لئلجراءات الشكمية ،كبيف تمؾ التي تقتضي المجكء
لئلجراءات المكيفة بشأنيا ،أم عدـ إخضاعيا لئلجراءات الشكمية التي يقررىا تنظيـ الصفقات العمكمية،
(الفقرة األكلى) كلقد نص المشرع عمى ىذه اإلجراءات ضمف القانكف السابؽ غير أنيا لـ ترد بيذا المفيكـ
إال مف خبلؿ اإلصبلح الجديد لتنظيـ الصفقات العمكمية ،الذم خصيا ببياف أحكاميا كحاالتيا (الفقرة
الثانية) ضمف القسـ الثاني مف الباب األكؿ مف المرسكـ الرئاسي .247/15
أقر المشرع الجزائرم جممة مف األحكاـ تصب في مجمميا عمى تكفير أكبر قدر مف المركنة في
عممية إبراـ الصفقات العمكمية ،كذلؾ بتمكيف المصمحة المتعاقدة في المجكء إلى اإلجراءات الخاصة
لمتعاقد في الحاالت التي ال تبرـ فييا عقكدىا بطريقة الصفقة العمكمية ،كالتي قد يككف إتباعيا غير مبلئـ
كفقا لما تتطمبو الظركؼ كالمستجدات ،لذلؾ خكؿ المشرع الجزائرم لممصمحة المتعاقدة إمكانية المجكء إلى
اإلجراءات الخاصة ،دكف الدعكة الشكمية إلى المنافسة في بعض الحاالت ،2ىذه اإلجراءات الجديدة تتعمؽ
بحاالت خاصة تختمؼ باختبلؼ السبب الذم تأسست عمى أساسو ،كالمحددة مف قبؿ المشرع في حاالت
معينة ،كالتي كاف أعفيت فييا مف اإلجراءات الشكمية إال أنيا ممزمة في ذلؾ باحتراـ المبادئ العامة التي
-1المادة 9/52مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2لخضر رابحي ،فتحي عككش ،السمطة التقديرية لممصمحة ال متعاقدة في المجكء إلى اإلجراءات الخاصة في الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ
الرئاسي ، 247/15الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة،
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19 -18أكتكبر ،2016ص .04
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ترتكز عمييا عممية اإلبراـ ،كاليادفة إلضفاء الشفافية عمى اإلجراءات كالعدالة بيف المتنافسيف كحرية
الكصكؿ لمطمب العمكمية.
أقرت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية بعض الحاالت التي تمجأ مف خبلليا المصمحة المتعاقدة إلى
إجراءات خاصة في اإلبراـ ،إذ يمكف لممصمحة المتعاقدة في الحاالت المنصكص عمييا عدـ إتباع
اإلجراءات العامة المتعمقة بإبراـ الصفقات ،كذلؾ بمجكئيا إلى اإلجراءات الخاصة في الحاالت التالية:
مكف المشرع الجزائرم مف خبلؿ أحكاـ المادة 12مف المرسكـ الرئاسي 247/15المصمحة
المتعاقدة في الشركع في تنفيذ الخدمات قبؿ إبراـ الصفقة في حالة كجكد خطر داىـ يتعرض لو ممؾ أك
استثمار قد تجسد في الميداف ،أك كجكد خطر ييدد ممؾ أك استثمار أك ممكا لممصمحة المتعاقدة أك األمف
العمكمي ،كال يسعو التكيؼ مع آجاؿ إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية .كأماـ اليامش الكاسع الذم تتيحو
مثؿ ىذه الحاالت التي مف شأنيا أف تفتح باب سكء استغبلليا فقد ألزميا المشرع بضركرة التقيد بجممة مف
الضكابط محاكالن مف خبلليا ضبط لجكئيا لمثؿ ىذه الحاالت كىي:
-كجكد خطر داىـ يتعرض لو ممؾ أك استثمار قد تجسد في الميداف ،أك ييدد ممكا أك استثما ار أك ممكا
لممصمحة المتعاقدة أك األمف العمكمي ،كال يسعو التكيؼ مع آجاؿ إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية،
شريطة أف لـ يكف متكقعا مف قبؿ المصمحة المتعاقدة ،كأف ال تككف نتيجة مناكرات لممماطمة مف
طرفيا.
-ضركرة الحصكؿ عمى مقرر معمؿ مف قبؿ الكزير أك الكالي أك رئيس المجمس الشعبي البمدم المعني
يرخص بمكجبو لممصمحة المتعاقدة الشركع في تنفيذ الخدمات قبؿ إبراـ الصفقة العمكمية ،مع كجكب
إرساؿ نسخة مف ىذا المقرر إلى كؿ مف مجمس المحاسبة الذم يمارس رقابتو البعدية عمى صرؼ
األمكاؿ العمكمية ،كالى الكزير المكمؼ بالمالية الذم يمارس ميامو عف طريؽ سمطة ضبط الصفقات
العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ككذا المفتشية العامة لممالية.
-يجب أف تقتصر الخدمات كاألشغاؿ عمى ما ىك ضركرم لمتكفؿ بمكاجية الخطر ،كىك ما يستفاد مف
عبارة "كيجب أف تقتصر ىذه الخدمات عمى ما ىك ضركرم".
ىذه الحالة تفرضيا استحالة التكفؿ بما يقتضيو درء الخطر بالطرؽ العادية ،كلك في الصيغ األقؿ
تنافس يو أك عديمة المنافسة ،إذا كانت ىذه الصيغ ال تتبلءـ كسرعة تفاقـ الخطر كما يقتضيو مف تكفؿ
بو ،فإف كاف الكضع متفاقـ بالسرعة التي ال يمكف فييا حتى عقد صفقة بالتراضي البسيط أمكف المجكء
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
إلى ىذه الطريقة االستثنائية ،1كىك ما يستفاد مف العبارة الكاردة بالنص بتعبير "..كال يسعو التكيؼ
مع آجاؿ إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية ،"..كال تقتصر ىذه الطريقة االستثنائية عمى اإلعفاء مف
إجراءات المنافسة فحسب ،كانما يتعمؽ اإلعفاء بكؿ إجراءات الصفقات العمكمية بما في ذلؾ تحرير
الصفقة كابراميا ،بحيث يكتفى بتبادؿ رسائؿ بيف الطرفيف كالتي يعقبيا كفي حدكد 06أشير مف تاريخ
التكقيع عمى المقرر الترخيص ،إبراـ صفقة تسكية في حالة ما إذا كانت العممية تفكؽ المبالغ المحددة في
الفقرة األكلى مف المادة 13التي تكجب إبراـ صفقة عمكمية كعرضيا عمى الييئات المختصة بالرقابة
الخارجية ،عمى أف ترسؿ نسخة مف المقرر إلى كؿ مف مجمس المحاسبة ،كالى الكزير المكمؼ بالمالية
الذم يمارس ميامو عف طريؽ سمطة ضبط الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ كالمفتشية العامة
لممالية ،كما يجب أف تقتصر الخدمات كاألشغاؿ عمى ما ىك ضركرم لمتكفؿ بمكاجية الخطر.
في الحقيقة إف المشرع قد حدد المعالـ األساسية لمجكء لحالة االستعجاؿ الممح ،كىك ما يضفي نكع
مف الشفافية في ىذه الحالة الخاصة ،حيث يظير مف األحكاـ التي تضبط ىذه الحالة حرص المشرع
عمى كضع ضمانات إجرائية كشكمية تؤمف االستغبلؿ المشركع لبلستثناءات التي أفردت بيا عمى مستكل
إجراءات اإلبراـ ،كلكف كعمى الرغـ مف ذلؾ فإف اإلشكاؿ الذم يطرح ىك غمكض القرائف التي تثبت عدـ
تعمد المصمحة المتعاقدة في الكقكع في حالة االستعجاؿ ،كما أف عبارة "االستعجاؿ الممح" قد كردت
بصيغة العمكـ ،كىك ما قد يتيح فرص االستغبلؿ الغير المشركع لمثؿ ىذه الحاالت عمى المستكل العممي
تحت غطاء الطابع االستعجالي لمخدمة.
ىذا؛ كتكريسا لمبادئ الشفافية كالعدالة بيف المتنافسيف ،فقد كاف مف األجدر أف ال يترؾ تقدير ىذه
الحالة لشخص كاحد حتى كلك كاف مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة ،كانما كاف مف األجدر أف يعيد بذلؾ إلى
لجنة تقنية تتشكؿ لمعاينة حجـ كمدل إحداؽ الخطر كداىميتو ،كالضرر الذم يمكف أف يترتب عنو
كطبيعة الخدمات لمتكفؿ بالخطر ،ثـ بناء عمى التقرير التقني الذم تعده ىذه المجنة يحؽ لمسؤكؿ
المصمحة المتعاقدة اتخاذ القرار الذم يراه مناسبا لمتكفؿ بحالة االستعجاؿ ،2إلى جانب إلزاـ المصمحة
المتعاقدة بتبميغ األمر باألشغاؿ كدكف أم مماطمة في الساعات األكلى التي تمي اإلذف بذلؾ ،كاال فقد
اإلجراء طابعو االستعجالي المبرر بالخطر الداىـ ،كالزاميا بضركرة الرجكع لئلجراءات العادية بمجرد درء
أك زكاؿ أسباب ىذا الخطر ،كأف ال تتمادل ال زمنان كال في حجـ كال في طبيعة الخدمات بعنكاف ىذا
االستثناء.
ىذا؛ كاننا نتساءؿ عف الفائدة مف إجراء صفقة تسكية عمى المستكل العممي كالتي تعتبر مجرد إجراء
شكمي اليدؼ منو تسكية ما سبؽ التعاقد عميو فقط ،كىك نفس الحكـ الذم ينطبؽ عمى الجدكل مف
-1النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .51
-2نفس المرجع ،ص .52
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
إخضاع ىذه الصفقة لييئات الرقابة الخارجية التي يعد دكرىا في ضماف مشركعيتيا يبقى ىك اآلخر شكميا
باعتبارىا ال تجد خيا انر غير التأشير عمى تـ االتفاؽ عميو طالما أف الصفقة قد أبرمت كشرع في تنفيذىا،
مما يفسح المجاؿ أماـ السمطة التقديرية لممصمحة المتعاقدة الستغبلؿ سمطاتيا الرتكاب ممارسات قد
تنعكس سمبا عمى شفافية الصفقة العمكمية كعمى مستكل تحقيؽ المشركع لغاية حفظ الماؿ العاـ.1
ثانيا :اإلجراءات المكيفة.
أقرت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية أدكات كاجراءات خاصة إلبراـ بعض العقكد كالطمبات العمكمية
تختمؼ عف تمؾ المقررة إلبراـ الصفقة العمكمية معتمدا في ذلؾ عمى المعيار المالي في تحديدىا ،كىك ما
يظير مف خبلؿ أحكاـ المادة 13مف المرسكـ الرئاسي ،247/15التي يصطمح عمييا المشرع الفرنسي بػ
marché publics a Procédures adaptéesكىي ترجمة لمصفقات ذات اإلجراءات المكيفة ،نصت عمييا
المادة 27مف تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي رقـ 360/2016بقكليا " عندما تككف القيمة التقديرية
لممتطمبات أقؿ مف عتبات اإلجراءات الشكمية ،يجكز لممشترم إبراـ ىذه العقكد كفقا لئلجراءات المكيفة،
كتحدد طريقة إبراميا كفقا لطبيعة كخصائص الحاجات المراد تمبيتيا كعدد كمكقع المتعامميف االقتصادييف
الذيف يحتمؿ أف يستجيبكا ليا كظركؼ الشراء ،2"...بينما اصطمح عمييا المشرع التكنسي ىك اآلخر
بالصفقات ذات اإلجراءات المبسطة ،3أما المشرع الجزائرم فقد اصطمح عمييا باإلجراءات المكيفة ،4كالتي
تجد سندىا ضمف أحكاـ المادة 13مف المرسكـ الرئاسي 47/15التي أفادت بقكليا بأف " كؿ صفقة
عمكمية يساكم فييا المبمغ التقديرم لحاجات المصمحة المتعاقدة اثني عشر مميكف دينار (12.000.000
دج) أك يقؿ عنو لؤلشغاؿ أك المكازـ ،كستة مبلييف ( 6.000.000دج) لمدراسات أك الخدمات ،ال تقتضي
كجكبا إبراـ صفقة عمكمية كفؽ اإلجراءات الشكمية المنصكص عمييا في الباب األكؿ مف تنظيـ الصفقات
العمكمية ،عمى أف تحسب ىذه المبالغ طبقا لممادة 22باحتساب كؿ الرسكـ مع األخذ بعيف االعتبار
المتعامميف المعفييف منيا.5
-1مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .53
2
- Art 27 du Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.
-3الفصؿ 02المطة 15مف األمر رقـ 1039لسنة ،2014المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية التكنسي ،ىذا كقد حدد المشرع التكنسي مف
خبلؿ الفصؿ 50األحكاـ كالعتبات المالية التي بيا نككف بصدد إبراـ صفقات عمكمية كفقا لئلجراءات المسبطة.
-4نظمت األحكاـ المتعمقة باإلجراءات المكيفة ضمف القسـ الفرعي الثاني مف القسـ الثاني لمباب األكؿ مف المادة 13إلى 22مف المرسكـ
الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-5اإلرسالية رقـ 185الصادرة عف ك.ـ/ؽ.ص.ع/ـ.ـ.ؽ.ص.ع/ـ.ؼ.ت ،2016/بتاريخ ،2016/03/02المتعمقة باعتماد مبمغ العرض المالي.
كقد أخضع المشرع الصفقات العمكمية لمعدالت جديد ،كذلؾ بالمعدؿ العادم المقدر بػ %19عكض ،%17كالمعدؿ المنخفض المقدر بػ %9
عكض %7عمى أف .تطبؽ ىذه المعدالت إبتداءا مف .2017/01/01
-التعميمة رقـ 46الصادرة عف ك ـ/ـ ع ض/ـ ت ت ج/ـ ؼ ،2017/1.المؤرخة في ،2017/01/02المتعمقة بكيفيات تنفيذ المعدالت
الجديدة لمرسـ عمى القيمة المضافة.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كبيذه الصفة تعد المصمحة المتعاقدة إجراءات داخمية إلبراـ ىذه الطمبات ،كعندما تختار المصمحة
المتعاقدة أحد اإلجراءات الشكمية المنصكص عمييا في ىذا المرسكـ ،يتعيف عمييا مكاصمة إبراـ الطمب
بنفس ىذا اإلجراء".1
كبناء عمى ذلؾ فإف ىذا النص يفرض عمى المصمحة المتعاقدة تحديد أك إعداد إجراءاتيا الداخمية
المعتمدة مف طرفيا في شكؿ أشبو ما يككف بنظاـ داخمي عمييا إتباعو بشأف اإلجراءات المكيفة ،2في
الحاالت التي ال يتحقؽ فييا الحد المالي األدنى إلبراـ الصفقة العمكمية ،3تحدد فييا محتكل العركض،
ككيفية تقديميا ككيفية فتح األظرفة كتقييـ العركض كغيرىا مف مجريات العممية ،4ىذا كاف تحرر اإلدارة
مف إتباع اإلجراءات الشكمية إلبراـ عقكدىا ال يعني إتاحة الفرصة ليا إلبراـ عقكدىا كفقا لؤلسمكب الذم
تراه مناسبا ليا ،ذلؾ أف المشرع قد حدد ليا أساليب إبراـ مثؿ ىذه العقكد مقيدة في ذلؾ باحتراـ اإلجراءات
الخاصة بيذه األساليب كالمتمثمة في:
-/1االستشارة:
أسس ليذا النكع مف أساليب التعاقد المادة 14مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15التي أفادت بقكليا
"يجب أف تككف الحاجات المذككرة أعبله محؿ إشيار مبلئـ كاستشارة متعامميف اقتصادييف مؤىميف كتابيا،
النتقاء أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية " ،الذيف يتـ تحديدىـ حسب طبيعة الحاجات المراد
تمبيتيا باإلضافة إلى المعمكمات المتكفرة لدل المصمحة المتعاقدة بشأف ىذه الحاجات ،إال أننا نتساءؿ عف
المقصكد باإلشيار المبلئـ؟ كمف ىنا يمكف القكؿ بأنو يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة استنفاذ كؿ طرؽ
اإلشيار إلتاحة الفرصة ألكبر عدد مف المتعامميف ،كقد كاف النص السابؽ أكثر كضكحا حينما نص عمى
كجكب "أف تككف الطمبات المذككرة في الفقرة أعبله ،المفصمة كما ينبغي ،محؿ استشارة بيف ثبلثة ()3
متعيديف مؤىميف عمى األقؿ النتقاء أحسف عرض مف حيث الجكدة كالسعر" ،5كفي حالة ما إذا استحاؿ
عمييا ذلؾ كجب عمييا تبرير ذلؾ ضمف التقرير التقديمي ،6خبلفا لما تبناه المشرع ضمف أحكاـ التنظيـ
الحالي ،الذم كاف نص عمى ضركرة لجكء المصمحة المتعاقدة إلى إجراء االستشارة كقيدىا بضركرة احتراـ
المبادئ التي تحكـ الصفقات العمكمية ،إال أنو لـ يقيدىا بعدد معيف مف المتعيديف الذيف ينبغي
استشارتيـ ،كما لـ يحدد الحاالت التي ينبغي فييا إعادة االستشارة ،عمى أف تككف ممزمة في ذلؾ بإرفاؽ
االلتزاـ بالنفقة بتقرير تقديمي تبرر فيو االستشارة ككيفية اختيار المتعيد الذم رست عميو االستشارة كالتي
تبقى مسؤكلة عف تحريره كفؽ اإلجراءات المحدد في المكاد 13إلى 22مف المرسكـ الرئاسي .247/15
ىذا؛ كال ينحصر مجاؿ تطبيؽ االستشارة في العقكد التي ال تبمغ الحد المالي األدنى لمصفقة
العمكمية ،كانما إلى جانب ذلؾ تجد تطبيقيا في العقكد التي يككف محميا الخدمات المتميزة بنمطيا العادم
كالمتكرر طبقا لمفقرة األكلى مف المادة 16مف نفس المرسكـ ،إضافة لطمبات األشغاؿ التي ال تتطمب
شيادة تصنيؼ كتأىيؿ ،التي يمكف لممصمحة المتعاقدة تكجيو االستشارة لمحرفييف قصد تمبيتيا.
لكف ما يدفعنا لمتساؤؿ ىك مبرر السماح بالمجكء لبلستشارة في حالة الخدمات ذات النمط العادم
كالمتكرر ،حيث أف الطابع التكرارم كالعادم ال يكفي لتبرير ىذا اإلجراء ،السيما كأف ىذه الخدمات أتاح
التنظيـ لممصمحة المتعاقدة بصددىا المجكء إلى إجراءات صفقة الطمبية ،1كبعنكاف ىذا اإلجراء يصبح
بمقدكر المصمحة أف تفتح المنافسة بشأف ىذه الخدمات كتستفيد مف تمديد العمؿ بالصفقة لمدة تصؿ
لخمس سنكات تتفادل مف خبلليا إعادة اإلجراءات التنافسية ،بؿ كحتى مف مجرد االستشارة ،حيث يمكف
تجديد صفقة الطمبية بمكجب مقرر مف المصمحة المتعاقدة يبمغ لممتعامؿ المتعاقد.2
ىذا؛ كاف ما يبلحظ أف المادة 1/16قد تجاكزت األخذ بعيف االعتبار مسألة كحدانية المتعامؿ المتعاقد
المعمكؿ بيا سابقا ،كاكتفت بالتركيز عمى طبيعة الحاجة كتجانسيا ،مما يستدعي األخذ بعيف االعتبار
فضبل عف تراكـ المبالغ بالنسبة لؤلشغاؿ المسجمة عمى نفس العممية ،تراكـ المبالغ الممتزـ بيا مف طرؼ
نفس المصمحة تجاه نفس المتعامؿ المتعاقد ،إذا تعمقت بأشغاؿ مف نفس الطبيعة خبلؿ نفس السنة.3
كما يدعـ إعادة االعتبار لكحدانية المتعامؿ في اإللزاـ بالمجكء إلى التنظيـ ،ما أفادت بو المادة 18
التي أشارت إلبراـ ممحؽ لمصفقة كالذم يسمح بتجاكز المبالغ المكجبة لتطبيؽ التنظيـ ،ما يعني أف تراكـ
الطمبات التي نصت عمييا ىذه المادة ىي طمبات لدل نفس المتعامؿ ،فمماذا لـ تشر ىذه الفقرة كال الفقرة
األكلى مف المادة 18صراحة لمعيار كحدانية المتعامؿ مثمما أشارت لذلؾ صراحة الفقرة 13مف المادة
06مف المرسكـ السابؽ.4
كأما إذا تجاكزت الصفقات المبرمة كفقا لئلجراءات المكيفة المبالغ المالية المحددة مف خبلؿ نص
المادة 13خبلؿ السنة المالية الكاحدة في إطار ميزانية سنكية ،أك خبلؿ سنة مالية أك أكثر في إطار
-1النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .62
-2المادة 34مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .64
-4أفادت الفقرة 13مف المادة 06مف المرسكـ الرئاسي رقـ 236/10المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى) بقكليا "إذا تحتـ عمى المصمحة
المصمحة المتعاقدة أف تقكـ بعدة طمبات لخدمات مماثمة لدل نفس المتع امؿ خبلؿ السنة المالية الكاحدة ،ككانت مبالغيا تفكؽ المبالغ المذككرة
أعبله ،تبرـ حينئذ صفقة تدرج فييا الطمبات المنفذة سابقا كتعرض عمى الييئة المختصة بالرقابة الخارجية لمصفقات." ..
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ميزانية متعددة السنكات ،تبرـ حينئذ صفقة تدرج فييا الطمبات المنفذة سابقا كتعرض عمى الييئة المختصة
بالرقابة الخارجية لمصفقات العمكمية.
كاذا لـ تتمكف المصمحة المتعاقدة مف إبراـ صفقة عمكمية طبقا لمفقرة السابقة ،كعرضيا عمى ىيئة
الرقابة الخارجية المسبقة خبلؿ السنة المالية المعنية بالنسبة لمعمميات المقيدة في ميزانية سنكية ،تبرـ
صفقة تسكية بصفة استثنائية خبلؿ السنة المكالية كتقيد ىذه النفقات في االعتمادات المتعمقة بيا طبقا
لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما.
إف ىذا اإلجراء يعتبر استثناء لمبدأ سنكية الميزانية ،كما كاف ىذا اإلجراء يقتصر في السابؽ عمى
عمميات اقتناء المكازـ كالخدمات ذات النمط العادم كالطابع المتكرر فقط ،مع اشتراط أف تككف ىذه
العمميات مكضكع قرار مشترؾ بيف مسؤكؿ الييئة الكطنية المستقمة أك الكزير المعني كالكزير المكمؼ
بالمالية يحدد قائمتيما ،1ف ي حيف أف أحكاـ ىذه الفقرة قد جاءت لتعمـ استعماؿ التخفيؼ عمى كؿ
العمميات المقيدة في ميزانية سنكية ،غير أف ما يأخذ في ىذا الشأف أف تقييد المصمحة المتعاقدة في
الكضعيتيف بإبراـ صفقة تسكية يعد مجرد إجراء شكمي يفتقد لمجدكل التي تجعؿ منو ضمانة تؤمف
مشركعية التعاقد ،حيث نتساءؿ عف جدكل مف إبراـ الصفقة كعرضيا عمى ىيئات الرقابة الخارجية
المختصة إف كانت الطمبات قد أبرمت كنفذت كليس ىناؾ أم مجاؿ لتدارؾ أم إجراء أك خمؿ قد انتابيا،
كمف ثمة فإف دكر الييئة المكمفة بالرقابة يكاد يككف دكرىا شكميا ليس لو أم أثر.
-/2سند الطمب:
ترد عمى قاعدة االستشارة في إبراـ الصفقات العمكمية كفقا لئلجراءات المكيفة ،استثناء نصت عميو
المادة 21مف نفس المرسكـ كالتي أفادت بقكليا " ال تككف محؿ استشارة كجكبا الطمبات التي تقؿ مجمكع
مبالغيا حسب طبيعتيا ،أشغاال أك لكازـ أك دراسات أك خدمات خبلؿ نفس السنة المالية ،عف مميكف دينار
( 1.000.000دج) فيما يخص األشغاؿ أك المكازـ ،كعف خمسمائة ألؼ دينار ( 500.000دج) فيما
يخص الدراسات أك الخدمات كتحسب ىذه الطمبات بالرجكع لكؿ ميزانية عمى حدة".
تبعا لذلؾ فإننا نتساءؿ عف الطريقة التي ستنفذ بيا ىذه الطمبات التي ال تككف ممزمة بتمبيتيا كفقا
لطريقة االستشارة لعدـ تحقؽ المعيار المالي الذم يفرض عمييا إتباع أسمكب االستشارة كسبيؿ لئلبراـ،
كىك ما أجابت عميو المادة 20مف المرسكـ الرئاسي 247/15التي أفادت بقكليا " يجب أف تككف
الطمبات المبرمة طبقا لئلجراءات المكيفة محؿ سندات طمب أك في حالة الضركرة ،عقكد تحدد حقكؽ
األطراؼ ككاجباتيـ ".
-1المادة 14/6مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،236/10المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى).
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
باستقراء ىذا النص يتضح بأف اإلجراء القانكني الذم يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة االلتزاـ بو في
حالة الطمبات التي لـ تبمغ مجمكع مبالغيا خبلؿ نفس السنة المالية 1.000.000دج فيما يخص
األشغاؿ أك المكازـ ،ك 500.000دج بالنسبة لمدراسات أك الخدمات ىك سندات طمب ،كما أكضحت
الفقرة الثانية مف المادة 21بأف اختيار المتعامميف المتعاقديف في ىذا اإلطار يتـ عمى أساس اختيار
أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية ،إال أنيا كفي مقابؿ ذلؾ أغفمت تكضيح اإلجراء الذم يتعيف
عمى المصمحة المتعاقدة إتباعو في حالة ما تجاكزت قيمة المالية لمطمبات محؿ سند الطمب أثناء سنة
مالية الحد المالي المنصكص عميو في نص المادة ،21أك تجاكزت الحد المالي األدنى لبلستشارة ففي
ىذه الحالة ىؿ تككف ممزمة بتحقيؽ الكضعيتيف بإبراـ استشارة بالنسبة لمكضعية األكلى أك صفقة بالنسبة
لمكضعية الثانية عمى سبيؿ التسكية قياسا عمى األحكاـ التي نظـ بيا الطمبات التي تنفذ بطريؽ االستشارة
1
أك ما ىك اإلجراء الذم يتـ اعتماده في ىذه الحالة ؟
ىذا؛ كلـ تبيف أحكاـ التنظيـ الضكابط التي يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة التقيد بيا مف الناحية
اإلجرائية كالشكمية لتضمف مشركعية تعاقدىا كفقا لطريقة سندات الطمب ،كانما اكتفى النص في ذلؾ عمى
منع المجكء إلى نفس المتعامؿ عندما يككف تمبية تمؾ الخدمات مف طرؼ متعامميف اقتصادييف آخريف ،إال
في الحاالت االستثنائية المبررة ،إذ أنو مف الناحية العممية يمكنيا أف تمجأ لدل كؿ احتياج أف إلى سندات
طمب أك العقكد بمبالغ تدخؿ ضمف ىذا االستثناء ،بدكف استشارة م ار ار كتك اررا ،كلك بالعدد الذم يتـ بو
استيبلؾ كؿ االعتمادات المسجمة في الميزانية المعنية ،طالما تـ احتراـ مبدأ عدـ تركيز ىذه الطمبات
لدل نفس المتعامؿ مثمما اشترط ىذه النص ،كىك ما يتنافى كما نصت عميو الفقرة 13مف المادة 27
التي منعت " تجزئة الحاجات بيدؼ تفادم اإلجراءات الكاجب إتباعيا كحدكد اختصاص لجاف الصفقات"،
كبالتالي يجب أف ال يؤدم المجكء إلى ىذه الطمبات إلى تحصيص يأخذ شكؿ تجزئة ىدفيا التيرب مف
إجراءات المنافسة أك الرقابة التي تقتضييا الصفقات العمكمية ،2كبالتالي فإف ىذا القدر الكاسع لمسمطة
التقديرية التي تتمتع بيا المصمحة المتعاقدة عمى مستكل إجراءات التعاقد لمطمبات التي تنفذىا بمكجب
سندات الطمب مف شأنو أف تفسح المجاؿ أماميا الستغبلؿ مثؿ ىذه الفراغات الرتكاب ممارسات تنعكس
سمبا عمى الحفاظ عمى الماؿ العاـ كصكف تسييره.
ىذا؛ كاننا نجد أف المشرع قد ألزـ المصمحة المتعاقدة بعدـ المجكء إلجراء االستشارة ليذه الطمبات،
كفي مقابؿ ذلؾ نجد بأنو يشترط عمييا التقيد باختيار أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية ،كىذا لف
يتأتى حسب رأينا مف دكف القياـ باستشارة المتعيديف المؤىميف أك تمقي عركض منيـ بعد استيفاء إجراءات
اإلشيار.
-1مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .56
-2النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .73
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
طبقان لممادة 23مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15؛ تعفى المصمحة المتعاقدة مف المجكء إلى
إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية بغض النظر عف قيمتيا كمكضكعيا؛ في حاؿ تعمؽ األمر باستيراد
منتجات كخدمات تتطمب مف المصمحة المتعاقدة السرعة في اتخاذ القرار بحكـ طبيعتيا كالتقمبات السريعة
في أسعارىا ،كمدل تكافرىا ككذا الممارسات التجارية المطبقة عمييا؛ كالتي ال تتكيؼ مع اآلجاؿ
كاإلجراءات التي يفرضيا تنظيـ الصفقات العمكمية ،إذ قد يككف المجكء إلى اإلجراءات التي يفرضيا
القانكف ىنا ضا انر بالماؿ العاـ كبالمصمحة العامة ،السيما في الحاالت التي تككف ىنالؾ تقمبات سريعة في
األسعار نزكالن ،بحيث تحرـ المصمحة المتعاقدة مف االستفادة مف ىبكط األسعار فيما لك اضطرت إلى
إتباع إجراءات منح الصفقة طبقا لئلجراءات الشكمية التي أقرتيا أحكاـ الباب األكؿ مف القانكف.1
كقد خكلت أحكاـ المادة الحؽ لمكزير المعني عند كؿ عممية استيراد تأسيس لجنة ك ازرية مشتركة
خاصة ،تتشكؿ مف أعضاء مؤىميف في الميداف المعني ،برئاسة ممثؿ المصمحة المتعاقدة ،كتكمؼ بإجراء
المفاكضات كاختيار الشريؾ المتعاقد ،كىي إجراءات قي تستكجب مدة زمنية ال تقؿ بكثير عف اإلجراءات
العادية ،األمر الذم يجعميا ال تستجيب لممتطمبات التي أعمنت عمييا المادة كبررت بيا المجكء إلى ىذه
الطريقة التي اعتبرتيا استثنائية مما يفرض حتمية البحث عف آليات كطرؽ أخرل أقؿ ثقبلن.2
ىذا؛ كتحدد قائمة المنتجات كالخدمات المذككرة أعبله ،بمكجب قرار مشترؾ بيف الكزير المكمؼ
بالمالية كالكزير المكمؼ بالتجارة كالكزير المعني ،كميما يكف مف أمر تمزـ المصمحة المتعاقدة بتحرير
صفقة تسكية خبلؿ أجؿ ثبلثة ( )3أشير ابتداء مف الشركع في تنفيذ الخدمات ،كعرضيا عمى الييئة
المختصة بالرقابة الخارجية.
ما يمكف أف يطرح في ىذا المجاؿ ىك عدـ تحديد المشرع لمجاالت الرقابة التي تقكـ بيا ىذه المجنة
مف جية ،كمدل فعميتيا إف كانت ال تتزامف كىذا الطابع اإلجرائي الذم يتطمب السرعة في اتخاذ القرار
النيائي الخاص بالصفقة مف جية أخرل.3
يمكف المصمحة المتعاقدة المجكء إلى اإلجراءات المكيفة عندما يتعمؽ األمر بػالخدمات المتعمقة بالنقؿ
كالفندقة كاإلطعاـ كالخدمات القانكنية ميما كانت مبالغيا ،كأما في حالة ما تجاكز مبمغ الطمب مبمغ تقديـ
الخدمات المتعمقة بالعتبة اإلجبارية إلبراـ الصفقات الخاضعة لئلجراءات الشكمية ،كاف لزاما عمى
المصمحة المتعاقدة أف تعرض ىذه الصفقات لرقابة المجاف الخارجية لمصفقات المختصة ،التي تتكلى قبؿ
ذلؾ دراسة الطعكف المحتممة مبدئيا مف طرؼ المتعامميف االقتصادييف الذيف تمت استشارتيـ عند
االقتضاء ،كىك ما أغفمو المشرع في الحالة السابقة التي لـ تحدد مجاالت اختصاص لجاف الرقابة
الخارجية المختصة.1
ىذا؛ كاننا نسجؿ تحفظا بخصكص فحكل المادة 24مف المرسكـ الرئاسي 247/15الذم أقر
بضركرة تقديـ المصم حة المتعاقدة "صفقة" إلى لجنة الصفقات المختصة ،عمى أف اإلجراء األصح ىك أف
تقدـ ليا "مشركع صفقة" ،ذلؾ أف اختصاص لجنة الصفقات ىك دراسة مشاريع الصفقات في ىذا الجانب،
ثـ إف أنماط الرقابة التي تكفرىا منظكمة الصفقات العمكمية ال تستثني تطبيؽ أنماط أخرل لمرقابة مف
بينيا الرقابة المالية لمنفقات الممتزـ بيا ،كعميو ليس منطقيا أف تقدـ المصمحة المتعاقدة لمجنة الصفقات
المختصة "صفقة" ثـ تقدـ بعد ذلؾ لممراقب المالي المختص "مشركع صفقة" كما تمميو أحكاـ المرسكـ
التنفيذم رقـ 414/92المتعمؽ بالرقابة المالية لمنفقات الممتزـ بيا ،المعدؿ كالمتمـ كمنو فقد كاف مف
األقؿ أف يتـ النص عمى اصطبلح "صفقة تسكية" بدؿ "صفقة".2
فضبلن عف ذلؾ فإننا ال نجد مبر ار لتمكيف المصمحة المتعاقدة مف تجاكز اإلجراءات الشكمية في
خدمات يمكف تمبيتيا عف طريؽ أسمكب الطمبية الممتد صبلحيتو إلى خمس سنكات ،مما يعفي المصمحة
المتعاقدة طيمة كؿ ىذه المدة الزمنية مف تكرار اإلجراءات بالنسبة لمسنكات المكالية لمسنة األكلى مف تنفيذ
الصفقة ،بؿ بالعكس فإف ىذه الخدمات بالنظر لممنافسة المتكفرة بشأنيا ،كالتفاكت الممكف ككنو في نكعية
أدائيا كالشركط المرافقة التي يمكف أف تحصؿ عمييا المصمحة المتعاقدة نتيجة سعة المنافسة ،يجب أف
تككف عمى األقؿ مكضكع استشارة تجمع ثبلث مؤسسات متنافسة يختار مف بينيا الخدمة األكثر
اقتصادية.3
تبرـ الصفقات العمكمية ليذه التكاليؼ كفؽ أسمكب صفقة الطمبية المحددة بمكجب المادة 34مف
المرسكـ الرئاسي ،247/15كبالتالي فإف المشرع قد أخضع ىذه العمميات لصفقة الطمبات التي تككف
محؿ صفقة األشغاؿ أك اقتناء المكازـ أك الخدمات أك الدراسات ذات الطابع العادم كالمتكرر ،كالتي تككف
مدتيا سنة كاحدة قابمة لمتجديد كالتي يمكف أف تتداخؿ في سنتيف ماليتيف أك أكثر.
كما يمكف أف يككف ىذا النكع مف الصفقات محؿ تسكية استثنائيا فكر تبميغ االعتمادات بغض النظر
عف األحكاـ المخالفة لممادة 27مف المرسكـ الرئاسي سالؼ الذكر ،كالتي تحدد حاجات المصالح
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .34
-2مختار بف عابد ،كريـ ساطكطاح ،المرجع السابؽ ،ص .16
-3النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .78
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المتعاقدة الكاجب تمبيتيا مسبقا قبؿ الشركع في أم إجراء إلبراـ الصفقات العمكمية ،كىك ما يمس بالتقدير
اإلدارم الذم قامت بو المصمحة المتعاقدة كفؽ المعايير األساسية كالمتعمقة أساسان بمعيار النجاعة
كالمبلءمة.1
بناء عمى ما سبؽ فإف إقرار المشرع المجكء لئلجراءات الخاصة التي تخضع لقكاعد إجرائية تختمؼ
عف القكاعد الشكمية التي أقرتيا أحكاـ المرسكـ الرئاسي 247/15إلبراـ الصفقات العمكمية ،راجع
لسببيف ،إما أف مبالغيا التقديرية تساكم أك تقؿ عف العتبة المالية المقررة إلبراـ الصفقة العمكمية ،كاما أف
ذلؾ راجع لطبيعة الخدمات التي ال تتبلءـ كاإلجراءات الشكمية المقررة ،كىك ما يشكؿ إلى جانب أسمكب
التراضي استثناء عمى طمب العركض الذم يعد القاعدة العامة في إبراـ الطمبات العمكمية.
كفي مقابؿ ذلؾ كطالما أنيا تتعمؽ بتنفيذ نفقات عمكمية ،كمف أجؿ ضماف نجاعة ىذه الطمبات
كحسف استعماؿ الماؿ العاـ ،فإف المصمحة المتعاقدة ممزمة في ذلؾ بحد أدنى مف اإلجراءات الشكمية
إلبراـ ىذا النمط مف الطمبات ،مع مراعاة المبادئ العامة المتعمقة بحرية الكصكؿ لمطمبات العمكمية
كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات.
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .35
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الفصؿ الثاني:
النظاـ اإلجرائي والرقابي عمى الصفقات العمومية.
يستمزـ لحماية الماؿ العاـ إقرار ضكابط كقيكد تستيدؼ عدـ اإلنفاؽ إال إذا كاف ضركريا ،لذلؾ
تقتضي مشركعية عممية إبراـ الصفقات العمكمية استفاء العديد مف اإلجراءات الشكمية ،ذلؾ أف جية
اإلدارة المتعاقدة ال تممؾ الحرية الكاممة في مباشرة العممية التعاقدية كانما ترد عمييا بعض القيكد تحد مف
حريتيا في عممية إبراـ كتككيف الصفقات العمكمية كذلؾ بخضكعيا لنظاـ إجرائي يأمف مسار اإلبراـ
كالقائـ عمى كجكب احتراـ القكاعد األساسية التي تحكـ الصفقة العمكمية ،كالمعبر عنيا بكضكح ضمف
أحكاـ المادة 05مف المرسكـ الرئاسي رقـ .247/15
لذلؾ كرس تنظيـ الصفقات العمكمية ىذه القكاعد التي تعد مف قبيؿ النظاـ العاـ ،كالتي ال يمكف
مخالفتيا أك الخركج عنيا ،كىذا كضماف لتحقيؽ المنافسة العامة بيف المرشحيف دكف أم إقصاء أك تعسؼ
مف جانب اإلدارة ،1كىذا ما حرص المشرع الجزائرم عمى مراعاتو إذ خص عممية إبراـ الصفقات العمكمية
بإجراءات محددة رسميا القانكف مسبقا ،ينبغي عمى كؿ المتدخميف في مجاؿ اإلبراـ خاصة مكظفي
المصالح المتعاقدة احتراميا كالتقيد بيا باعتبارىـ مكمفيف بتسيير العممية التعاقدية بكافة مراحميا ،بالشكؿ
الذم يضمف الحصكؿ عمى المتعاقد الكؼء ضمانا لحسف كترشيد إنفاؽ الماؿ العاـ ،2كما أف المشرع لـ
يكتفي بتأميف شفافية مرحمة اإلبراـ فحسب كانما سعى في مقابميا عمى تأميف مسار تنفيذىا بكضع عمى
عاتؽ طريؼ الصفقة جممة مف الضكابط كااللتزاـ التي ينبغي التقيد بيا تأمينا لمشركعيتيا كتحقيؽ اآلثار
المادية لممشركع محؿ الصفقة العمكمية( 3المبحث األكؿ).
إف ضبط المراحؿ اإلجرائية لعممية اإلبراـ كالزاـ المصمحة المتعاقدة بضركرة التقيد بيذا المسار
اإلجرائي في اختيارىا لممتعامؿ المتعاقد ،لـ يكف كافيا حسب المشرع لضماف مشركعية ىذه العممية ،لذلؾ
كاف البد مف إخضاعيا إلطار رقابي متعدد كمتنكع األجيزة كالييئات مجسد في الرقابة القبمية كالبعدية
إبرميا كتنفيذىا يسعى مف خبللو عمى رصد التجاكزات كاألخطاء المحتممة ككضع التدابير
عمى عممية ا
البلزمة لدرئ آثارىا ،إطا ار يضمف شفافية إبراميا كاختيارىا لممتعامؿ المتعاقد مف جية كحماية لمماؿ العاـ
مف أشكاؿ اليدر كالتبديد (المبحث الثاني).
المبحث األوؿ:
المراحؿ اإلجرائية إلبراـ الصفقات العمومية.
لـ يكتفي تنظيـ الصفقات العمكمية برسـ طرؽ كآليات إبراـ الصفقات العمكمية ،كانما عمد عمى
ترجمتيا بضركرة إتباع جممة مف الضكابط اإلجرائية ،كىذه األخيرة كاف اختمفت في تفاصيميا فإنيا ال
تخرج ع ف إجراءات معينة لكؿ مرحمة مف مراحؿ التعاقد المتمثمة في إجراءات اإلعبلف عف الصفقة كتقديـ
العركض ،كفتح األظرفة كتحديد محتكاىا كتقييميا كالبث فييا كارسائيا ،طبقا لمضكابط القانكنية التي
كرسيا تنظيـ الصفقات العمكمية.1
لذلؾ كضع المشرع في يد السمطة العامة قانكف يرسـ معالـ الصفقة كيضبطيا ،كذلؾ بتقييد المصمحة
المتعاقدة بتمؾ الضكابط اإلجرائية دكف أم تمييز بيف المتقدميف لمصفقة ،بيدؼ إرساء معالـ الشفافية
كتفعيؿ سياسة الكقاية مف الفساد مف ناحية أخرل.
المطمب األوؿ:
الضوابط اإلجرائية لتكريس الشفافية في إبراـ الصفقات العمومية.
تمر الصفقة العمكمية قبؿ دخكليا حيز التنفيذ بجممة مف اإلجراءات التي تضبط سير العممية
التعاقدية ،خاصة إذا تعمؽ األمر بأسمكب طمب العركض ،الذم أحاطو المشرع بجممة مف الضكابط التي
تكفؿ ضماف مبادئ الشفافية كالمساكاة كالمنافسة بيف مختمؼ المتعامميف ،بدءان مف مرحمة اإلعبلف عف
طمب العركض إلى غاية تحرير مضمكف االتفاؽ في شكمو القانكني.
كقد حرص المشرع الجزائرم مف خبلؿ أحكاـ التي جاء بيا المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15بدفع
المصمحة المتعاقدة إلى تجسيد نجاعة الطمبات العمكمية ،كضماف االستعماؿ الحسف لمماؿ العاـ كتكريس
مبدأ حرية الكصكؿ لمطمبات العمكمية ،كتحقيؽ المساكاة بيف المتعامميف كشفافية المعاممة العقدية ،2كىك ما
يكفر أكبر قدر مف الشفافية التي تنعكس إيجابا عمى كؿ المتنافسيف ،كما يبعد اإلدارة مف دائرة الشؾ
تقيد اإلدارة بإتباع تمؾ
كالشبيات التي قد تكاكب إجراءات تعاقدىا مع الغير ،كلف يتسنى ذلؾ إال مف خبلؿ ُ
الضكابط المقررة كالتي يمكف إجماليا فيما يمي:
الفرع األوؿ:
مرحمة الدعوة لمتعاقد.
يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة أف تضبط الخاصيات الفنية لمحاجات المراد تنفيذىا قبؿ الدعكة إلى
المنافسة عمى نحك يضمف جكدة الطمبات مكضكع الصفقة ،1كذلؾ باختيار المشركع كفقا لمحاجيات
االجتماعية كاالقتصادية ،كامكانية تنفيذ المشركع مف الناحية الفنية كدراسة تكاليفو ،كمقارنتو بالمردكد
االقتصادم.2
بعد الحصكؿ عمى الغبلؼ المالي يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة إعداد دفتر شركط يتضمف الشركط
الكاجب تكافرىا كالمكاصفات المرغكب الكصكؿ إلييا كاحالتو عمى المجنة المختصة لممصادقة عميو ،حيث
تتكلى ىذه المجاف دراسة مشاريع دفاتر شركط طمبات العركض كذلؾ قبؿ اإلعبلف عنيا كتؤشر عمييا في
أجؿ 45يكما بالنسبة لمجنة القطاعية لمصفقات العمكمية ،كعشركف ( )20يكما بالنسبة لمجاف المصالح
المتعاقدة مف تاريخ إيداع الممؼ كامبل لدل كتابات المجاف التي تسمـ لممصالح المتعاقدة ،عمى أف تعمؿ
المصمحة المتعاقدة عمى إيداع نسخة مف مقرر التأشيرة في غضكف الخمسة عشر ( )15يكما المكالية
إلصدارىا لدل المصالح المختصة إقميميا في اإلدارة الجبائية كالضماف االجتماعي التي تتبعيا المصمحة
المتعاقدة ،كبعد مصادقة ىذه المجاف تدخؿ الصفقة أكلى مراحميا األساسية المتمثمة في اإلعبلف عف
المنافسة.
كيقصد باإلعبلف إيصاؿ العمـ إلى جميع الراغبيف بالتعاقد ،كاببلغيـ عف كيفية الحصكؿ عمى شركط
التعاقد كنكعية المكاصفات المطمكبة كمكاف كزماف إجراء أم شكؿ مف أشكاؿ طمب العركض ،3مما يسمح
ليـ بتككيف فكرة عامة حكؿ المصمحة المتعاقدة ،كذلؾ حرصا عمى إضفاء الشفافية المطمكبة عمى العمؿ
اإلدارم ،لذلؾ يعتبر اإلعبلف المرحمة األكلى كاألساسية في عممية إبراـ الصفقات العمكمية ،كىك بمثابة
الخط الرئيسي المميز ليا عمى اعتبار أف المصمحة المتعاقدة تتطمع إلى إيجاد قاعدة لمتنافس بيف مختمؼ
المتنافسيف ،4كىك دليؿ عمى أف ىذه المنافسة ستتـ تبعا لمشركط المعمف عنيا مما يخمؽ تمؾ الثقة المتبادلة
بيف اإلدارة ك مختمؼ المتعامميف.
-1المادة 27مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2فيصؿ نسيغة ،المرجع السابؽ ،ص .117
3
- RICHER Laurent, op.cit, p 370.
4
- Christophe LAJOYE, Droit des marchés publics, Editions Berti, alger, 2007, p 61.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
العركض كتاريخ إيداع العركض ،كشكمية الحجية المعتمدة فيو كالعنكاف الدقيؽ كآخر أجؿ إليداع
العركض ،1التي كفؿ تجسيدىا كفؽ آليتيف قانكنيتيف تجسيدا لمعالـ الشفافية في التعامؿ يتـ تكضيحيا تبعا
لما يمي:
إف اإلشيار (العبلنية) يضع المنافسة الحرة مكضع التطبيؽ الفعمي ،كيؤدم إلى إثارة المنافسة ضمف
مناخ المساكاة كالشفافية ،كباعتبار العبلنية المعادؿ المكضكعي األساسي لمبدأ المنافسة الحرة ،فقد تبنى
المشرع الجزائرم عمى غرار باقي التشريعات آليتيف يسعى مف خبلليا عمى تكريس مبدأ الشفافية كالمساكاة
في التعامبلت مع اإلدارة في مجاؿ إبراـ الصفقات تتمثؿ ىذه اآلليتيف في:
ماثؿ المشرع الجزائرم المشرع الفرنسي الذم نص عمى مف خبلؿ أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ
247/15عمى إلزامية اإلشيار الصحفي ككعاء مادم لئلعبلف عف المنافسة ،كذلؾ في حالة كؿ مف
طمب العركض المفتكح ،طمب العركض المفتكح مع اشتراؾ قدرات دنيا ،طمب العركض المحدكد،
المسابقة ،التراضي بعد االستشارة عند االقتضاء.
نظ ار الرتباط فكرة المعمكمة في مجاؿ الصفقات العمكمية بنظاـ اإلشيار ،فقد أكدت أحكاـ المادة 65
عمى ضركرة تحرير طمب العركض بمغة كطنية كأخرل أجنبية كاحدة عمى األقؿ ،مع ضركرة نشر ىذا
اإلعبلف ضمف جريدتيف يكميتيف كطنيتيف مكزعتيف عمى المستكل الكطني ،إضافة إلى نشر ىذا اإلعبلف
في النشرة الرسمية لصفقات المتعامؿ العمكمي كجكبا ،كىذا حرصا مف المشرع عمى تكسيع دائرة الشفافية
كالمنافسة ،2كلكف حبذا لك نص المشرع عمى إلزامية نشر إعبلف الصفقات ضمف جريدتيف كطنيتيف األكثر
مقركئية بالشكؿ الذم يضمف لممنافسة نزاىتيا كشفافيتيا.
قد يككف طمب العركض محؿ إشيار محمي إذا تعمؽ مكضكعيا بعركض األشخاص اإلقميمية
كالمؤسسات ذات الطابع اإلدارم المكضكعة تحت كصايتيا ،كالتي تتضمف صفقات أشغاؿ أك لكازـ
كدراسات أك خدمات يساكم مبمغيا تبعا لتقدير إدارم مائة مميكف ( 100.000.000دج) أك يقؿ عنيا،
كخمسيف مميكف ( 50.000.000دج) أك يقؿ عنيا ،كيتـ اإلشيار المحمي بنشر إعبلف طمب العركض
في يكميتيف محميتيف جيكيتيف ،كالصاقو بمقر الكالية كالبمديات التابعة ليا كغرفة التجارة كالصناعة،
كالصناعة التقميدية كالحرؼ ،كالفبلحة لمكالية ،فضبل عف نشره بالمديرية التقنية المعنية في الكالية.3
-1عبد المطيؼ قطيش ،الصفقات العمكمية (تشريعا كفقيا كاجتيادا) ،دراسة مقارنة ،منشكرات الحمبي الحقكقية ،د.س.ف ،ص .19
-2المرسكـ رقـ ،116/84المؤرخ في ،1984/05/12المتضمف إحداث نشرة رسمية خاصة بالصفقات التي تبرميا المتعامؿ العمكمي ،ج ر ج
ج عدد ( ،)20الصادرة بتاريخ .1984/05/15
-3المادة 3/65مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كتتعيف اإلشارة بأنو قد تستجد بعض الظركؼ تحكؿ دكف تمكف المصمحة المتعاقدة مف إشيار
حاجياتيا ،إذ أف آجاؿ إجراءات إبراـ الصفقات كتعقيدىا قد ال تتناسب كطبيعة بعض المشاريع أك
الطمبات المستعجمة التي تستمزـ السرعة في تمبيتيا ،فتككف اإلدارة معفاة مف التقيد باإلجراءات العادية
لمكاجية ىذه المستجدات الطارئة مع ضركرة مراعاتيا لمضكابط المقررة قانكنا في ذلؾ.1
تعزي از لمبادئ الشفافية في التعامؿ عزز المشرع تنظيـ الصفقات العمكمية عمى غرار باقي قطاعات
الدكلة ،بإنشاء بكابة إلكتركنية لمصفقات العمكمية تحت الفصؿ السادس المعنكف باالتصاؿ كتبادؿ
المعمكمات بالطريقة اإللكتركنية ،مؤكدا بذلؾ نزع الصفة المادية في مجاؿ الصفقات العمكمية 2بقكلو "
تؤسس بكابة إلكتركنية لمصفقات العمكمية تسير مف طرؼ الك ازرة المكمفة بالمالية كالك ازرة المكمفة
بتكنكلكجيا اإلعبلـ كاالتصاؿ ،كيحدد محتكل ىذه البكابة ككيفية تسييرىا بمكجب قرار مف الكزير المكمؼ
بالمالية ،3كذلؾ مف أجؿ رفع جكدة تقديـ الخدمات كترشيد كعقمنة اإلنفاؽ العاـ كسد الثغرات التي تساعد
عمى انتشار الفساد.
أما عف تبادؿ المعمكمات بيذه الطريقة ،فقد نصت المادة 204مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15
عمى تضع المصمحة المتعاقدة كثائؽ الدعكة إلى المنافسة تحت تصرؼ المتعيديف أك المرشحيف لمصفقات
العمكمية ،بالطريقة اإللكتركنية حسب جدكؿ زمني يحدد بمكجب قرار مف الكزير المكمؼ بالمالية ،عمى أف
يرد المتعيدكف أك المرشحكف عمى الدعكة إلى المنافسة بنفس الطريقة طبقا لمجدكؿ الزمني المذككر سابقا.
بناء عمى ذلؾ فإف استعماؿ الكسائط االلكتركنية في مجاؿ الصفقات العمكمية ،قد أضحى إلزاميا ىػك
اآلخر عمى غرار النشر في الجريدتيف الػكطنيتيف كالنشػرة الرسػمية لصػفقات المتعامػؿ العمػكمي ،ممػا يسػيـ
فعػػبل فػػي تػػكفير شػػركط المنافسػػة ،كيؤسػػس لشػػفافية الصػػفقات العمكميػػة ،بػػؿ كيكػػكف ذلػػؾ داعمػػا لئلحصػػاء
االقتصػادم اإللكتركنػػي لممتعػػامميف االقتصػػادييف كتػػأميف شػػفافية إنفػػاؽ المػػاؿ العػػاـ ،4غيػػر أنػػو كعمػػى الػػرغـ
-1المادة 23 ،12مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2مكنية جميؿ ،رىانات ترشيد النفقات كمكافحة الفساد مف خبلؿ تنظيـ الصفقات العمكمية ،الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض
المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي
19 -18أكتكبر ،2016ص .08
-3المادة 203مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،كقد تـ تحديد محتكل البكابة
اإللكتركنية لمصفقات العمكمية ككيفية تسييرىا كطريقة تبادؿ المعمكمات إلكتركنيا بيف المتعامميف االقتصادييف كالمصالح المتعاقدة بمكجب القرار
الكزارم المؤرخ في ، 2013/11/17الذم يحدد محتكل البكابة اإللكتركنية لمصفقات العمكمية ككيفيات تسييرىا ككيفيات تبادؿ المعمكمات
بالطريقة اإللكتركنية ،ج رج ج عدد ( ،)21الصادرة بتاريخ .2014/04/09
-4العياشي عجبلف ،النكارم حمريط ،مقاربات الترشيد كالحككمة إلنفاؽ الماؿ العاـ كالمحافظة عميو مف مدخؿ قانكف الصفقات العمكمية كتفكيض
المرافؽ العامة (دراسة تحميمية) ،الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات
المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19-18أكتكبر ،2016ص .12
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
مػػف محاكلػػة المشػػرع الج ازئػػرم مػػف مسػػايرة التطػػكر التش ػريعي فػػي مجػػاؿ التعػػامبلت اإللكتركنيػػة فػػي مجػػاؿ
الصػػفقات العمكميػػة ،إال أنػػو بقػػي بعيػػدا عػػف التطمعػػات المطمكبػػة فػػي ىػػذا الشػػأف مقارنػػة ببقيػػة الػػدكؿ التػػي
خطػػت خط ػكات كبي ػرة فػػي ىػػذا المجػػاؿ كفرنسػػا كمصػػر كتػػكنس ،1فػػرغـ صػػدكر الػػنص القػػانكني المتضػػمف
إنشػػاء البكاب ػػة اإللكتركني ػػة كاقػ ػ ارره من ػػذ ص ػػدكر المرس ػػكـ الرئاس ػػي رق ػػـ ،236/10ف ػػبل كج ػػكد لح ػػد اآلف أم
تطبيؽ عممي ليذا النص ،باإلضافة إلى أف طريقة تسػيير الصػفقات العمكميػة ال تػزاؿ تػتـ بطريقػة تقميديػة،
يميزىا نكع مف الضبابية في المعمكمات كصعكبة الكصكؿ إلييا ،كىػذا خبلفػا لمػا تعرفػو مختمػؼ القطاعػات
مف رقمنة كعصرنة تحسينا منيػا لخػدماتيا المقدمػة لؤلفػراد ،كىػك مػا يسػتدعي ضػركرة إدراج ىػذه اآلليػة فػي
إطار تكاصؿ بناء منظكمة الدكلة كفكاعؿ التنمية ضمف المنظكمة المؤسسية كالقانكنية كالمالية كالييكمية.
قد يجد اإلعبلف عف المنافسة استجابة مف العديد مف المتنافسيف بشؤكف الصفقة العمكمية ،لذلؾ
يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة أف تضع تحت تصرؼ كافة المتعامميف دفتر الشركط الخاص بيا دكف أم
تمييز بينيـ ،كذلؾ بتمكينيـ بسحبو مف عنكاف اإلدارة المذككر في اإلعبلف عنيا سكاء بصكرة شخصية
مف طرؼ المرشح أك المتعيد أك مف طرؼ ممثمييما المعينيف لذلؾ ،أك مف طرؼ الككيؿ أك ممثمو في
حالة تجمع مؤقت لمؤسسات ما لـ يتـ االتفاؽ عمى خبلؼ ذلؾ ،باإلضافة إلى تمكيف المتنافسيف بكؿ
الكثائؽ التي تحتكم عمى جميع المعمكمات الضركرية التي تمكنيـ مف تقديـ تعيدات مقبكلة السيما:
الكصؼ الدقيؽ لمكضكع الخدمات المطمكبة أك كؿ المتطمبات بما في ذلؾ المكاصفات التقنية كاثبات
المطابقة ،كالمقاييس التي يجب أف تتكفر في المنتجات أك الخدمات ،2كالتصاميـ كالرسكـ كالتعميمات
الضركرية إف اقتضى األمر ذلؾ ،حيث أقر مجمس الدكلة الفرنسي بأف التعقيد في كضع ىذه المكاصفات
مف شأنو أف يحصر المنافسة في فئة معينة كىك ما يشكؿ إىدا ار اللتزاـ اإلدارة بحماية شفافية المنافسة.3
الشركط ذات الطابع االقتصادم كالتقني ،كالضمانات المالية حسب الحالة ،المعمكمات أك الكثائؽ
التكميمية المطمكبة مف المتعيديف ،المغة أك المغات الكاجب استعماليا في تقديـ التعيدات كالكثائؽ التي
تصاحبيا ،كيفيات التسديد كعممة العرض إذا اقتضى األمر ،كؿ الكيفيات األخرل كالشركط التي تحددىا
المصمحة المتعاقدة كالتي يجب أف تخضع ليا الصفقة ،األجؿ الممنكح لتحضير العركض ،أجؿ صبلحية
-1قطعت كؿ مف فرنسا كتكنس كالمغرب شكطا كبي ار في مجاؿ استغبلؿ الكسائط االلكتركنية في مجاؿ الصفقات العمكمية:
-مكقع البكابة اإللكتركنية لمصفقات العمكمية التكنسية .http://www.marchespublics.gov.tn :
-البكابة اإللكتركنية لمصفقات العمكمية المغربية .https://www.marchespublics.gov.ma :
-البكابة اإللكتركنية لمصفقات العمكمية الفرنسية .http://www.marche-public.fr :
2
- Ibrahim Réfaat Mohamed El-béhérry, op.cit, p 509, 510.
-3عائشة خمدكف ،المرجع السابؽ ،ص .59
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
العركض أك األسعار ،تاريخ كآخر ساعة إليداع العركض كالشكمية الحجية المعتمدة فيو ،تاريخ كساعة
فتح األظرفة ،العنكاف الدقيؽ حيث يجب أف تكدع التعيدات.
كحرصان مف المشرع عمى فتح باب التنافس ،فقد ألزـ المصالح المتعاقدة كضع ىذه الكثائؽ تحت
تصرؼ أم مؤسسة يسمح ليا بتقديـ تعيد ،كما يمكف أف ترسؿ ىذه الكثائؽ لكؿ مرشح يطمبيا ،1حيث
تتضمف ىذه الكثائؽ شرحا مفصبل لمكضكع الصفقة ،كىذا ما يعكس رغبة المشرع في إضفاء العبلنية
كالشفافية عمى الصفقات المراد إبراميا.2
لقد رسـ المشرع الجزائرم عمى غرار التشريعات المقارنة لمعطاءات شكبل قانكنيا تقدـ مف خبللو ىذه
العركض ،حيث أكجب إيداعيا ضمف مظاريؼ مغمقة يجيؿ العمـ بمكضكعيا إلى غاية القياـ بعممية الفتح
مف طرؼ المجنة المختصة ،كذلؾ درءان منو ألم تجاكزات قد تيدر مبدأ المنافسة كالمساكاة بيف أصحاب
العركض.3
كطبقان ألحكاـ المادة 67مف المرسكـ ،247/15يتـ إيداع العركض في أظرفة منفصمة كمقفمة
بإحكاـ ،يبف كؿ منيا تسمية المؤسسة كمرجع طمب العركض كمكضكعو ،كتتضمف عبارة " ممؼ الترشح "
أك " عرض تقني " أك " عرض مالي " ،حسب الحالة كتكضع ىذه األظرفة في ظرؼ آخر مقفؿ بإحكاـ
كمغفؿ كيحمؿ عبارة " ال يفتح إال مف طرؼ لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض ،طمب العركض رقـ،...
مكضكع طمب العركض " ،دكف أف يحمؿ اسـ صاحبو أك أم إشارة تميزه عف غيره مف العركض كاال
اعتبر الغيا كذلؾ ضمانا لمشفافية كالمساكاة بيف المتعيديف ،4كفي حالة تقديـ المتعيد لظرؼ كاحد أك
ظرفيف (تقني كمالي) عكض ثبلثة أظرفة (ممؼ الترشح كالعرض التقني كالعرض المالي) ،أك قاـ بخمط
الكثائؽ فإف ذلؾ ال يعتبر سببا كافيا إلقصاء عرض المعني.5
يحتكم عمى تصريح بالترشح ،6كيشيد مف خبللو المرشح أك المتعيد بأنو غير مقصى أك ممنكع مف
المشاركة في الصفقات العمكمية طبقا ألحكاـ المادتيف 75ك 89مف ىذا المرسكـ ،كليس في حالة تسكية
قضائية كأف صحيفة سكابقو القضائية الصادرة منذ أقؿ مف ثبلثة ( )3أشير تحتكم عمى اإلشارة "الشيء"،
-1المادة 63مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2نادية تياب ،تكريس مبدأ حرية المنافسة في مجاؿ الصفقات العمكمية حماية لمماؿ العاـ ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات
العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ ،2013/05/20ص .14
-3محمد بككماش ،عبد الكريـ تافركنت ،المرجع السابؽ ،ص .08
-4عائشة خمدكف ،المرجع السابؽ ،ص .328
-5اإلرسالية رقـ 275الصادرة عف ك.ـ/ؽ.ص.ع/ـ.ـ.ؽ.ص.ع/ـ.ؼ.ت ،2016/بتاريخ ،2016/03/17المتعمقة بتحديد مضمكف العرض.
-6قرار كزير المالية ،المؤرخ في ،2015/12/19يحدد نمكذج التصريح بالترشح ،ج ر ج ج عدد ( ،)17الصادرة بتاريخ .2016/03/16
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كفي خبلؼ ذلؾ ،فإنو يجب أف يرفؽ العرض بنسخة مف الحكـ القضائي كصحيفة السكابؽ القضائية،
كتتعمؽ صحيفة السكابؽ القضائية بالمرشح أك المتعيد عندما يتعمؽ األمر بشخص طبيعي أك المسير أك
المدير العاـ لممؤسسة عندما يتعمؽ األمر بشركة ،إضافة الستيفائو لكاجباتو الجبائية كشبو الجبائية ،كأنو
مسجؿ في السجؿ التجارم أك سجؿ الصناعة التقميدية كالحرؼ فيما يخص الحرفييف إلى جانب استفاء
اإليداع القانكني لحساب شركتو ،فيما يخص الشركات الخاضعة لمقانكف الجزائرم ،ك حاصؿ عمى رقـ
التعريؼ الجبائي ،بالنسبة لممؤسسات الجزائرية كالمؤسسات األجنبية التي سبؽ ليا العمؿ بالجزائر،
باإلضافة إلى التصريح بالنزاىة ،1القانكف األساسي لمشركات ،الكثائؽ التي تتعمؽ بالتفكيضات التي تسمح
لؤلشخاص بإلزاـ المؤسسة ،ككؿ كثيقة تسمح بتقييـ قدرات المرشحيف أك المتعيديف أك عند االقتضاء،
المناكليف كالسيما قدراتو المينية (شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ ،اعتماد كشيادة الجكدة) ،كقدراتو المالية
(كسائؿ مالية مبررة بالحصائؿ المالية كالمراجع المصرفية) ،كقدراتو التقنية (الكسائؿ البشرية كالمادية
كالمراجع المينية).
كمف أجؿ إضفاء مركنة كفعالية أكثر في عممية اإلبراـ ،فقد ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة بعدـ
طمب الكثائؽ التي تبرر المعمكمات التي يحتكييا التصريح بالترشح إال مف الحائز عمى الصفقة العمكمية
الذم يجب عميو تقديميا في أجؿ أقصاه عشرة ( )10أياـ ابتداء مف تاريخ إخطاره ،كعمى أم حاؿ قبؿ
نشر إعبلف المنح المؤقت لمصفقة.
كاذا لـ تقدـ الكثائؽ المطمكبة خبلؿ اآلجاؿ المحددة أك تبيف بعد تقديميا أنيا تتضمف معمكمات غير
مطابقة لتمؾ المذككرة في التصريح بالترشح ،يرفض العرض المعني كتستأنؼ المصمحة المتعاقدة إجراء
منح الصفقة ،أما إذا اكتشفت المصمحة المتعاقدة ،بعد إبراـ الصفقة أف المعمكمات التي قدميا صاحب
الصفقة زائفة ،فإنيا تأمر بفسخ الصفقة تحت مسؤكلية المتعامؿ المتعاقد دكف سكاه.2
يكتسي العرض التقني أىمية خاصة في مجاؿ الصفقات ،نظ ار لما يتضمنو مف مكاصفات كبيانات
مف شأنيا أف تحدد القدرات الفنية التي يتمتع بيا المتعامؿ كمدل قدرة عمى تنفيذ مكضكع الصفقة،
تصريح باالكتتاب ،3إلى جانب كؿ كثيقة تسمح بتقييـ العرض التقني السيما المذكرة التقنية التبريرية
التي يترتب عف تخمفيا إقصاء العرض ،طبقا لما أفاد بو التكضيح القانكني الصادرة عف قسـ الصفقات
بك ازرة المالية الذم جاء فيو " بأف تخمؼ أك عدـ إرفاؽ العرض بالمذكرة التقنية التبريرية أمر يترتب عميو
-1ق ارر كزير المالية ،المؤرخ في ،2015/12/19يحدد نمكذج التصريح بالنزاىة ،ج ر ج ج عدد ( ،)17الصادرة بتاريخ .2016/03/16
-2المادة 69مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3قرار كزير المالية ،المؤرخ في ،2015/12/19يحدد نمكذج التصريح باالكتتاب ،ج ر ج ج عدد ( ،)17الصادرة بتاريخ .2016/03/16
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
إقصاء لمعرض " ،1ككؿ كثيقة مطمكبة في دفتر الشركط الخاص بالدعكة إلى المنافسة ،كالسيما تمؾ
المتعمقة بالمعايير التي تستند عمييا المصمحة المتعاقدة الختيار أحسف عرض مف حيث المزايا
االقتصادية ،كفقا لما نصت عميو أحكاـ المادة 78مف المرسكـ الرئاسي رقـ .247/15
كفالة تعيد :كتسمى أيضا ضماف التعيد ،كىي مبمغ مالي يدفعو المتعيد الذم قدـ عرضو في إطار
المنافسة مف أجؿ الظفر بالصفقة المطركحة ،كىذا ضمانا لجدية كحسف نيتو في تنفيذ العقد فيما لك رست
عميو الصفقة ،كمف ثمة يبقى عرض المتعيد قائما لحيف إتماـ ترتيبات كاجراءات إبراـ الصفقة ،كبالتالي
تعد ىذه الكفالة إحدل معايير اختيار المتعامؿ المتعاقد.2
كقد جاءت أحكاـ المرسكـ الرئاسي الحالي مميزة لصفقات المكازـ كاألشغاؿ العمكمية عف غيرىا فيما
يخص ىذه الكفالة ،حيث فرضت عمى المتعامؿ المتعاقد عندما يتقدـ بالعرض ،أف يقدـ كفالة تعيد تفكؽ
قيمتيا %1مف مبمغ العرض فيما يخص صفقات المكازـ كاألشغاؿ التي تفكؽ مبالغيا الحدكد المنصكص
عمييا ضمف الفقرة األكلى كالثانية مف المادة ،184كبذلؾ يككف قد أخرج صفقات الخدمات كالدراسات مف
نطاؽ تطبيؽ كفالة تعيد رغـ أىميتيا في تقدير قدرات المتعيد كجديتو في التقدـ لممنافسة ،كقد كاف مف
األجدر بالمشرع إخضاع جميع أصناؼ الصفقات العمكمية ليذا النكع مف الكفاالت ضمانا منو لجدية تقدـ
العارض لممنافسة كتكفر نيتو في تنفيذ العقد فيما لك رست عميو الصفقة ،إلى جانب ذلؾ تعد نسبة ىذه
الكفالة مرتفعة بالنسبة لخزينة المؤسسات الصغيرة كالمتكسطة ،مما يعطي األفضمية لكبريات المؤسسات
كىك ما ينعكس سمبا عمى مستكل المنافسة المطمكبة ،كيؤدم إلى عزكؼ صغار المقاكليف مف الدخكؿ في
المنافسات المعمف عنيا.
كترد كفالة المتعيد في اليكـ المكالي لتاريخ انقضاء أجؿ الطعف المحدد بػ 10أياـ ،بالنسبة
لممتنافسيف غير المقبكليف كالذيف لـ يقدمكا أم طعف ،أما بالنسبة لممتعيديف غير المقبكليف كالذيف قدمكا
طعكنا ،فترد كفالة تعيدىـ عند تبميغ قرار رفض الطعف مف طرؼ لجنة الصفقات المختصة ،أما فيما
يخص المتعيد الحائز عمى الصفقة فإنو يستمر في االحتفاظ بكفالة عرضو إلى غاية كضع كفالة حسف
التنفيذ.
دفتر الشركط يحتكم في آخر صفحتو عمى العبارة " قرئ كقبؿ " مكتكبة بخط اليد.
يحتكم عمى رسالة تعيد 3كتككف كفؽ نمكذج إدارم تسممو المصمحة المتعاقدة ،باإلضافة إلى جدكؿ
األسعار بالكحدة كىك عبارة عف جدكؿ تفصيمي لممبمغ المقترح إلنجاز مكضكع الصفقة ،إلى جانب
تفصيؿ كمي كتقديرم ،تحميؿ السعر اإلجمالي كالجزافي.1
مف أجؿ تكريس مركنة أكثر في العممية التعاقدية كتطبيقا ألحكاـ المرسكـ التنفيذم رقـ 363/14
المتعمؽ بإلغاء األحكاـ التنظيمية المتعمقة بالتصديؽ طبؽ األصؿ عمى نسخ الكثائؽ المسممة مف طرؼ
اإلدارات العمكمية ،2فقد ألزـ تنظيـ الصفقات العمكمية المصالح المتعاقدة بأف ال تطمب مف المتعيديف أك
المرشحيف كثائؽ مصادؽ عمييا طبؽ األصؿ ،إال استثناءا في حاؿ نص عمى ذلؾ نص تشريعي أك
مرسكـ رئاسي ،كاذا تحتـ عمى المصمحة المتعاقدة أف تطمب كثائؽ أصمية ،فيجب أف يقتصر ذلؾ عمى
المتعيد الحائز عمى الصفقة ،كىك ما يمثؿ قفزة نكعية جاء بيا المرسكـ الحالي ،لمحد مف بيركقراطية
اإلجراءات التي تمر بيا عممية إبراـ الصفقات العمكمية.
باإلضافة إلى ذلؾ ،فقد خكؿ القانكف الحؽ لممصمحة المتعاقدة في االستعبلـ عف قدرات المترشحيف
ليككف اختيارىا ليـ سديدا ،مستعممة في ذلؾ كؿ كسيمة قانكنية تراىا مناسبة في ذلؾ ،السيما لدل
المصالح المتعاقدة األخرل ،كاإلدارات كالييئات المكمفة بميمة المرفؽ العمكمي ،كلدل الممثميات الجزائرية
في الخارج ،لذا تمسؾ بطاقية كطنية لممتعامميف االقتصادييف كالبطاقيات القطاعية ،إضافة إلى البطاقية
عمى مستكل كؿ مصمحة متعاقدة كالتي تحيف بانتظاـ مف خبلؿ جمع المعمكمات المستجدة ،إلى جانب
كؿ المعمكمات المتعمقة بالمتعامميف االقتصادييف الحقيقييف كالمحتمميف ،كتكتسي ىذه المعمكمات طابعا
عاما كتقنيا ،تجاريا كماليا كالتي تسمح بإعطاء أدؽ تعريؼ ممكف لممتعامؿ االقتصادم.3
لقد أسس تنظيـ الصفقات العمكمية إطا ار قانكنيا بديبل ىك " التجمع " يسمح بالتدخؿ المتزامف لعدد
مف المتعامميف المتعاقديف يبرمكف فيما بينيـ اتفاقية تنظـ عبلقاتيـ الداخمية ،4كىك ما نصت عميو المادة
81مف المرسكـ الرئاسي 247/15كالتي جاء فييا " يمكف المرشحيف كالمتعيديف أف يقدمكا ترشيحاتيـ
كعركضيـ في إطار تجمع مؤقت لمؤسسات شريطة احتراـ القكاعد المتعمقة بالمنافسة " ،كيتعيف عمى
المتعامميف المتعاقديف الراغبيف في التعاقد في إطار تجمع مؤقت لمؤسسات ،أف يتقدمكا في شكؿ تجمع
-1يقصد بو تفصيؿ مختمؼ الخدمات المت عمقة بالمشركع ككذا األسعار الكحدكية المرتبطة بيا ،كتستعمؿ ىذه الكثيقة لممقارنة بيف العركض ،كما
تستعمؿ ككثيقة مرجعية أثناء تنفيذ الصفقة (حالة مراجعة األسعار ،األشغاؿ اإلضافية ،النزاعات).
-اإلرسالية رقـ 11الصادرة عف ك.ـ/ؽ.ص.ع/ـ.ـ.ؽ.ص.ع/ـ.ؼ.ت ،2016/بتاريخ ،2016/01/15المتعمقة بالسعر اإلجمالي كالجزافي.
-2المرسكـ التنفيذم رقـ ،363/14المؤرخ في ، 2014/12/15المتعمؽ بإلغاء األحكاـ التنظيمية المتعمقة بالتصديؽ طبؽ األصؿ عمى نسخ
الكثائؽ المسممة مف طرؼ اإلدارات العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( ،)72الصادرة بتاريخ .2014/12/16
-3القرار المؤرخ في ، 2011/03/28الذم يحدد محتكل بطاقيات المتعامميف االقتصادييف كشركط تحيينيا ،ج ر ج ج عدد ( )24الصادرة بتاريخ
.2011/04/20
- Mouloud SABRI, Le droit des marchés publics en algérie, op.cit, p 28.
4
- Ahmed KADI, Techniques et procédures appliquées à la réglementation des marchés publics, Edition
DAHLAB, Alger, 2005, p 03.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
مؤقت لمؤسسات متضامنة أك تجمع مؤقت لمؤسسات متشاركة ،كيمكف لممصمحة المتعاقدة أف تمزـ
المرشحيف كالمتعيديف في دفتر الشركط بأف يتأسسكا في تجمعات مؤقتة لمؤسسات متضامنة كمما اقتضت
طبيعة الصفقة العمكمية ذلؾ ،1كفي ىذه الحالة يجب عمى المتعامميف المتعاقديف الذيف يقدمكف تعيداتيـ
مجتمعيف تحديد طبيعة التجمع المؤسس بينيـ بإدراج بنكد تبيف ذلؾ في الصفقة.2
كيعيف أحد أعضاء التجمع ،صاحب األغمبية إال في حالة االستثناء في التصريح باالكتتاب كككيؿ ،كالذم
يككف عمى العمكـ المؤسسة صاحبة أكبر جزء مف الصفقة يمثؿ جميع األعضاء تجاه المصمحة المتعاقدة
كينسؽ إنجاز خدمات األعضاء.3
يحدث عندما يمتزـ كؿ عضك مف أعضاء التجمع بتنفيذ كافة الخدمات مكضكع الصفقة 4ال عف ما
يحدد لو مف طرؼ التجمع ،إذ ال تسرم االتفاقات الكاردة بيف أعضاء التجمع لتقسيـ الخدمات عمى
المصمحة المتعاقدة التي يمكنيا مسائمة أم عضك عف سكء أك تأخر في إنجاز الصفقة حتى كاف لـ يكف
ىك المتسبب فيو ،حيث تمتزـ المؤسسة بتعكيض الضرر الناجـ عف مؤسسة أخرل عضك في التجمع.5
كال يمكف تكييؼ تجمع المؤسسات عمى أنو تجمع مؤقت لمؤسسات متضامنة إال بكجكد بند في
الصفقة ينص عمى التضامف الجماعي بيف األعضاء في تنفيذىا ،كىذا ما يكرس المبدأ السائد في القانكف
المدني بأف التضامف ال يفترض كانما يككف بناءا عمى اتفاؽ أك نص في القانكف.6
كيككف عندما يمتزـ كؿ عضك مف أعضاء التجمع بتنفيذ الخدمات التي كضعت عمى عاتقو ،7في حيف
يبقى ككيؿ التجمع الذم يعيف كيحكز األغمبية متضامنا كجكبا لتنفيذ الصفقة مع كؿ عضك مف أعضاء
التجمع بشأف التزاماتو التعاقدية تجاه المصمحة المتعاقدة ،8كباعتباره ككيبل فيك يمثؿ أعضاء التجمع إزاء
المصمحة المتعاقدة كينسؽ إنجاز خدمات أعضاء التجمع.9
-1المادة 2/81مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المادة 3/81مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3المادة 7/81مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-فتيحة حابي ،النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .83
-4المادة 4/81مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-5صالح زماؿ ،المؤسسات األجنبية كتنظيـ الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم ،المرجع السابؽ ،ص .42
-6المادة 217مف األمر رقـ ،58/75المتعمؽ بالقانكف المدني.
-7المادة 5/81مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-8المادة 6/81مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-9المادة 7/81مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
إف مسألة المؤىبلت مسألة جكىرية في مثؿ ىذا النكع مف المتعامميف المتعاقديف ،إذ أننا نعمـ أف
التجمع يقكـ مف مجمكعة أشخاص سكاء طبيعييف أك معنكييف يقكمكف بتقديـ عرض كحيد في إطار تجمع
كليس عدة عركض ،فبل يمكف متعيدا أك مرشحا كحده أك في إطار تجمع أف يقدـ أكثر مف عرض كاحد
في كؿ إجراء إلبراـ صفقة عمكمية ،كال يمكف نفس الشخص أف يمثؿ أكثر مف متعيد أك مرشح في نفس
الصفقة العمكمية ،1لذلؾ ال بد مف التأكد مف القدرات التي يتمتع بيا ىذا النكع مف المتعامميف.
تأخذ المصمحة المتعاقدة في إطار تجمع مؤقت لمؤسسات في الحسباف قدرات التجمع إجماال ،كبيذه
الصفة ال يطمب مف أعضاء التجمع إثبات كؿ القدرات المطمكبة مف التجمع في دفتر الشركط ،2كمف بيف
بيف األمكر اإليجابية التي جاءت بيا أحكاـ المرسكـ الحالي ،ىك إمكانية أف يعتد كؿ متعيد أك مرشح
يتقدـ بمفرده أك في تجمع بقدرات مؤسسات أخرل بعدما كاف ال يجكز لو استظيار إال مؤىبلتو الخاصة
كمراجعو المينية ،كالتي كانت تشكؿ عائقا أماـ العديد مف المؤسسات التي تأمؿ في المشاركة في تنفيذ
الصفقة ،خاصة تمؾ التي ال تممؾ المكارد المالية كالتقنية البلزمة لتغطية كؿ المتطمبات المحددة في
الصفقة ،3شريطة كجكد عبلقة قانكنية بينيما تتمثؿ في المناكلة أك التعاقد المشترؾ أك في إطار قانكف
أساسي ،كبإلزامية مشاركتيا في إجراءات إبراـ الصفقة العمكمية ،4بينما أقر المشرع الفرنسي مف خبلؿ
المادة 48مف تقنيف الصفقات العمكمية 360/2016إمكانية اعتداد المتعيد بقدرات مؤسسات أخرل
بغض النظر عف العبلقة التي تربطيـ كىك ما يفكر أكبر قدر مف المنافسة خبلفا لمقيكد التي كاف المشرع
الجزائرم قد أقرىا كالتي سمفت اإلشارة ليا.
أما بالنسبة لدفع المبالغ المستحقة فيتـ الدفع في إطار التجمع المؤقت لمؤسسات متضامنة في
حساب مشترؾ مفتكح باسـ التجمع كتعد الكفاالت باسـ الككيؿ ،كاذا كاف التجمع مختمطا متككنا مف
شركات خاضعة لمقانكف الجزائرم كشركات أجنبية فإنو يمكف استثناءا دكف المساس بطبيعة التجمع ،أف
تعد الكفاالت باسـ كؿ عضك ،في حيف يتـ الدفع في إطار التجمع المؤقت لمؤسسات متشاركة في
حسابات كؿ عضك مف أعضاء التجمع كما تعد الكفاالت باسـ كؿ عضك مف التجمع ما لـ يتـ االتفاؽ
عمى خبلؼ ذلؾ في اتفاقية التجمع.5
في فرنسا لـ يأخذ المشرع الفرنسي في تقنيف الصفقات العمكمية بمدة مكحدة لتقديـ العركض ،كانما
تختمؼ ىذه المدة حسب كسيمة التعاقد المعمف عنيا ،كالتي حدد ليا المشرع الفرنسي مدد مختمفة يمكف
-1المادة 77مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المادة 3/57مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3دالؿ عياد ،المرجع السابؽ ،ص .106
-4المادة 2/57مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-5المادة 8/81مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
خفضيا في ظركؼ كحاالت محددة ،1بينما المشرع الجزائرم فقد جاء بحكـ عاـ تناكلتو أحكاـ المادة 66
مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15التي أكدت عمى أف تحدد المصمحة المتعاقدة بما ليا مف سمطة
تقديرية كتبعا لطبيعة الصفقة كتعقيدىا كالمدة التقديرية البلزمة لتحضير العركض ،أجبل لتقديـ العركض
بداية مف تاريخ أكؿ صدكر لئلعبلف عف المنافسة في النشرة الرسمية لصفقات المتعامؿ العمكمي أك في
الصحافة أك في بكابة الصفقات العمكمية ،عمى أف يسرم األجؿ في اليكـ المكالي لنشر اإلعبلف كفقا
لمقكاعد العامة ،أما في مصر فقد حدد المادة 14مف البلئحة التنفيذية لقانكف المناقصات كالمزايدات
المصرم مدة تقديـ العركض بعشرة أياـ ابتداء مف تاريخ أك إعبلف في الصحؼ اليكمية مع إمكانية خفض
ىذه المدة بمكافقة السمطة المختصة عمى أف ال تقؿ عف خمسة أياـ ،غير أنو لـ يبيف الحاالت التي يجكز
فييا أف تخفض بمكجبيا ىذه المدة كقد جعميا خاضعة لتقدير اإلدارة كىك ما يمس بمبدأ الشفافية.
كحسنا فعؿ المشرع عندما أجاز لممصمحة المتعاقدة إمكانية تمديد الميمة إلى كقت إضافي متى
اقتضت الظركؼ ذلؾ ،عمى أف تمتزـ المصمحة المتعاقدة بإشعار كؿ المتنافسيف بكؿ الكسائؿ التي تكفؿ
ذلؾ ،كميما يكف مف أمر فبل بد أف يفتح ىذا األجؿ مجاؿ المنافسة ألكبر عدد ممكف مف المتنافسيف،
كتجنب كؿ ما مف شأنو أف يؤدم إلى إسقاط بعض العارضيف مف المشاركة.
تنص المادة 66مف المرسكـ 247/15عمى أنو " يكافؽ تاريخ كآخر ساعة إليداع العركض كتاريخ
كساعة فتح أظرفة العركض التقنية كالمالية ،آخر يكـ مف أجؿ تحضير العركض ،كاذا صادؼ ىذا اليكـ
يكـ ع طمة أك يكـ راحة قانكنية ،فإف مدة تحضير العركض تمدد إلى غاية يكـ العمؿ المكالي ،"...كبيذا
يككف المشرع قد ربط آجاؿ إيداع العركض بأجؿ فتحيا محاكال بذلؾ تفادم أم فتح مسبؽ لمعركض أك
اإلطبلع البلشرعي عمى محتكياتيا ،باإلضافة إلى تحقيؽ أكبر قدر مف الشفافية في إج ارءات فتح األظرفة
مف خبلؿ تضميف أكعية النشر عف آخر يكـ مف أياـ إيداع العركض ككذا ساعة فتح األظرفة ،كذلؾ
لتمكيف المشاركيف مف الحضكر لجمسات فتح أظرفة العركض ،إال أف ما يؤخذ عمى المشرع الجزائرم ىك
عدـ تحديده لمصير العركض المتأخرة عف المكعد المحدد لتقديميا خبلفا لمسمؾ المشرع المصرم الذم
أكد عمى كجكب تقديميا لرئيس المجنة لمتأشير عمييا بتاريخ كساعة كركدىا ،كادراجيا ضمف كشؼ
العطاءات المتأخرة دكف فتحيا ،عمى أف يتـ ردىا ألصحابيا فكر تقرير لجنة البث باستبعادىا.2
كطالما أف القانكف لـ يشترط مدة محددة إليداع العركض ،فإنو كتفاديا ألم خركقات قد تحدث
كتحديد اإلدارة لمدة إيداع قصيرة األجؿ كالتي قد تحرـ الكثير مف المشاركة رغـ كفاءاتيـ ،لذلؾ كاف مف
األجدر أف يحدد النص أجبل أدنى ينبغي مراعاتو كعدـ النزكؿ عنو ،كأف يحدد مثبل أجؿ 20يكـ ابتداء
مف اليكـ المكالي لتاريخ أكؿ نشر لئلعبلف عف المنافسة.3
1
- Art 67, 69,72,74,76 de Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.
-2المادة 18مف البلئحة التنفيذية لمقانكف رقـ 89لسنة ،1998المتعمؽ بقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم (المعدؿ كالمتمـ).
-3عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .158
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ماثؿ المشرع الجزائرم كؿ مف نظيره الفرنسي 1كالمصرم في فرض بعض االلتزامات عمى المتعامؿ
المتعاقد ،كالتي تعد بمثابة قيكد يترتب عمى إعماليا منع أك إقصاء المعنييف بيا مف التقدـ لممشاركة في
الصفقات العمكمية ،كقد يككف ىذا اإلقصاء إما بصفة مؤقتة أك نيائية ،كما قد يككف تمقائيا أك بمكجب
مقرر ،كقد يككف اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية بصفة نيائية كذلؾ حسب الحالة ،كمف
أجؿ انتقاء المصمحة المتعاقدة ألفضؿ المتعامميف ،فقد جاء في القسـ الرابع مف المرسكـ الرئاسي رقـ
،247/15منو تحت عنكاف " حاالت اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية " ،حيث نصت المادة
75منو عمى أنو " يقصى بشكؿ مؤقت أك نيائي مف المشاركة في الصفقات العمكمية ،المتعاممكف
االقتصاديكف:
-الذيف رفضكا استكماؿ عركضيـ أك تنازلكا عف تنفيذ صفقة عمكمية قبؿ نفاذ آجاؿ صبلحية العركض،
حسب الشركط المنصكص عمييا في المادتيف 71ك 74مف المرسكـ الرئاسي .247/15
كبالرجكع لممادة 71فنجدىا قد خكلت لمجنة الفتح كتقييـ العركض دعكة المرشحيف أك المتعيديف عند
االقتضاء كتابيا عف طريؽ المصمحة المتعاقدة مف أجؿ استكماؿ عركضيـ ،بالكثائؽ الناقصة أك غير
الكاممة المطمكبة باستثناء المذكرة التقنية التبريرية ،في أجؿ أقصاه عشرة ( )10أياـ ابتدءا مف تاريخ فتح
األظرفة ،كميما يكف مف أمر تستثنى مف طمب االستكماؿ كؿ الكثائؽ الصادرة عف المتعيد كالمتعمقة
بتقييـ العركض ،في حيف أف المادة 74نصت عمى أنو إذا تنازؿ حائز الصفقة العمكمية قبؿ تبميغو
الصفقة أك رفض استبلـ اإلشعار بتبميغ الصفقة ،فإنو يمكف لممصمحة المتعاقدة مكاصمة تقييـ العركض
الباقية ،بعد إلغاء المنح المؤقت لمصفقة ،مراعاة لمبدأ حرية المنافسة كمتطمبات اختيار أحسف عرض مف
حيث المزايا االقتصادية ،كأحكاـ المادة 99مف ىذا المرسكـ ،كفي ىذه الحالة يقصى ،ىؤالء مف المشاركة
في الصفقات العمكمية بصفة مؤقتة لمدة ستة ( )06أشير ،كيمكف لمسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير أك
الكالي أك رئيس المجمس الشعبي البمدم حسب الحالة أف يمدد ىذا اإلقصاء ،إلى كؿ المصالح المتعاقدة
التي تتبع سمطتو بمكجب مقرر يبمغ لممتعامؿ االقتصادم المعني كلممصالح المتعاقدة المعنية كينشر في
مكاقعيـ اإللكتركنية كفي البكابة اإللكتركنية لمصفقات العمكمية.2
1
- Art 48 de Ordonnance n° 2015-899 du 23 juillet 2015 relative aux marchés publics.
-2المادة 08مف القرار المؤرخ في ،2015/12/19يحدد كيفيات اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( ،)17الصادرة
بتاريخ .2016/03/16
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
-الذيف كانكا محؿ حكـ قضائي حاز عمى قكة الشيء المقضي فيو بسبب مخالفة تمس بنزاىتيـ المينية.
-الذيف ال يستكفكف كاجباتيـ الجبائية كشبو الجبائية ،ككذا اإليداع القانكني لحسابات شركاتيـ.
-الذيف قامكا بتصريح كاذب.
-المسجمكف في قائمة المؤسسات المخمة بالتزاماتيا بعدما كانكا محؿ مقررات الفسخ تحت مسؤكليتيـ،
مف أصحاب المشاريع.
-المسجمكف في قائمة المتعامميف االقتصادييف الممنكعيف مف المشاركة في الصفقات.1
-المسجمكف في البطاقية الكطنية لمرتكبي الغش كمرتكبي المخالفات الخطيرة لمتشريع كالتنظيـ في مجاؿ
الجباية كالجمارؾ كالتجارة.
-الذيف كانكا محؿ إدانة بسبب مخالفة خطيرة لتشريع العمؿ كالضماف االجتماعي.
-الذيف أخمكا بالتزاماتيـ المحددة في المادة 84مف المرسكـ الرئاسي 247/15كالمتعمقة بالمتعيديف
األجانب في إطار الدعكات لممنافسة الدكلية الذيف يتعيف عمييـ االستثمار في إطار شراكة مع
متعامميف كطنييف ،فأم إخبلؿ بيذا الشرط يترتب عميو جزاءات كمف بينيا تسجيؿ المتعامؿ المتعاقد
األجنبي في قائمة المتعامميف االقتصادييف المقصييف مف المشاركة في الصفقات العمكمية.2
تعد ىذه األسباب منطقية في فحكاىا ،فكميا التزامات يتعيف عمى أصحابيا القياـ كااللتزاـ بيا كأعكاف
اقتصادييف ،كأم تياكف أك إخبلؿ بيذه االلتزامات يجعميـ غير جديريف لمدخكؿ كالمشاركة في الصفقات
المعمف عنيا مف طرؼ المصالح المتعاقدة ،كباإلضافة ليذه الحالة التي حددتيا أحكاـ تنظيـ الصفقات
العمكمية فقد أكرد بعض القكانيف أف أم إخبلؿ بإحكاميا يترتب عنو عقكبات مف بينيا اإلقصاء كالمنع
مف المشاركة في الصفقات العمكمية.3
كبذلؾ ال يجكز ألم متعامؿ أف يحتج أك يتذرع بمبدأ المساكاة ،ألف ىذا المبدأ ال يعني االعتراؼ بالحؽ
المطمؽ لممتعامؿ بالمشاركة في المنافسة ،كانما يتكقؼ ذلؾ عمى استجابتو لجممة مف النصكص القانكنية
ذات الصمة بمنظكمة الصفقات العمكمية ،ثـ إف أم متعامؿ يقصى مف المشاركة فإف ىذا األثر يمتد إلى
باقي الصفقات ،فبل يتصكر حرمانو مف المنافسة لتكفر حالة مف الحاالت المشار إلييا ،ليسفح لو مجاؿ
المشاركة في أخرل ،كحسنا فعؿ المشرع مف أجؿ دفع المتعامميف االقتصادييف الحتراـ قكانيف الجميكرية.
تجدر اإلشارة بأنو إلى جانب ذلؾ قد يتـ إقصاء بعض المترشحيف لشركط تفرضيا المصمحة المتعاقدة
كالتي تتمتع بقدر مف الحرية كالسمطة التقديرية في بعض أنماط طمب العركض مف بينيا طمب العركض
-1القرار المؤرخ في ،2015/12/19يحد د كيفيات التسجيؿ كالسحب مف قائمة المتعامميف االقتصادييف الممنكعيف مف المشاركة في الصفقات
العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( ،)17الصادرة بتاريخ .2016/03/16
-2المادة 07مف القرار المؤرخ في ،2015/12/19يحدد كيفيات اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية.
-3األمر رقـ ،31/96المؤرخ في ،1996/12/30المتضمف قانكف المالية لسنة ،1997ج ر ج ج عدد ( )85الصادرة بتاريخ .1996/12/31
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المفتكح مع اشتراط قدرات دنيا ،كطمب العركض المحدكد ،حيث تعكد إلييا سمطة كضع بعض المعايير،
أك تحديد العدد األقصى لممترشحيف كذلؾ بغرض تحقيؽ الغرض مف العممية التعاقدية.
الفرع الثاني:
مرحمة فتح األظرفة وتقييـ العروض.
إف تمكيف المصمحة المتعاقدة في إطار سمطتيا التقديرية باختيار المتعاقد معيا ،قد يتسبب في
االنحراؼ بقاعدة التعاقد إلى اتجاىات غير قانكنية ،سكاء تيربا مف قكاعد معقدة أك لحرماف المتعامميف مف
ضمانات مقررة في القانكف كالتي تجاىمتيا اإلدارة ،1لذلؾ أسند المشرع عممية فتح أظرفة المتعيديف لمجية
اإلدارية التي تحدثيا المصمحة المتعاقدة في إطار الرقابة اإلدارية الداخمية عمى الصفقات العمكمية ،طبقا
لممادة 160مف المرسكـ الرئاسي 247/15التي جاء فييا "تحدث المصمحة المتعاقدة ،في إطار الرقابة
الداخمية ،لجنة دائمة كاحدة أك أكثر مكمفة بفتح األظرفة كتحميؿ العركض كالبدائؿ كاألسعار االختيارية
عند االقتضاء ،تدعى في صمب النص "لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض" ،كتتشكؿ ىذه المجنة مف
مكظفيف مؤىميف تابعيف لممصمحة المتعاقدة ،يختاركف لكفاءتيـ ،ىذا كيمكف لممصمحة المتعاقدة تحت
مسؤكليتيا أف تنشئ لجنة تقنية مكمفة بإعداد تقرير تحميؿ العركض لحاجات لجنة فتح األظرفة كتقييـ
العركض" ،كاضح أف اإلصبلح الجديد لتنظيـ الصفقات العمكمية قد جمع بيف لجنة فتح األظرفة كلجنة
تقييـ العركض خبلفا لما كاف عميو الحاؿ في السابؽ ،أيف كانت كؿ لجنة مستقمة عف األخرل كبتشكيمة
مغايرة.
إف إحداث ىذه المجنة يعد أم ار إلزاميا ،حيث يحدد مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة بمكجب مقرر تشكيمة
ىذه المجنة كقكاعد تنظيميا كسيرىا كنصابيا في إطار اإلجراءات القانكنية كالتنظيمية المعمكؿ بيا ،كىك
ما سيتـ التفصيؿ فيو الحقا فيما يخص الرقابة الداخمية عمى الصفقات العمكمية طبقا ألحكاـ المرسكـ
، 247/15في حيف أننا نقتصر في ىذا الصدد عمى المياـ المنكطة ليذه المجنة في إطار عممية فتح
كتقييـ عركض المتعيديف المتقدميف لممشاركة في طمب العركض.
= األمر رقـ ،22/96المؤرخ في ،1996/07/09المتعمؽ بقمع مخالفة التشريع كالتنظيـ الخاصيف بالصرؼ كحركة رؤكس األمكاؿ مف كالى
الخارج ،ج ر ج ج عدد ( ،)43الصادرة بتاريخ ،1996/07/10المعدؿ كالمتمـ بمكجب األمر ،03/10المؤرخ في ،2010/08/26ج ر ج
ج عدد ( )50الصادرة بتاريخ .2010/09/01
-األمر رقـ ،06/05المؤرخ في ،2005/08/23المتعمؽ بمكافحة التيريب ،ج ر ج ج عدد ( )59الصادرة بتاريخ ،2005/08/28كالمعدؿ
كالمتمـ بمكجب األمر رقـ ،09/06المؤرخ في ،2006/07/15المتعمؽ بمكافحة التيريب ،ج رج ج عدد ( )47الصادرة بتاريخ
.2006/07/19
-القانكف رقـ ،12/08مؤرخ في ،2008/06/25يعدؿ كيتمـ األمر ،03/03المؤرخ في ،2003/07/19المتعمؽ بالمنافسة ،ج ر ج ج عدد
( )36الصادرة بتاريخ .2008/07/02
-1صميحة بف عكدة ،الجرائـ الماسة بالصفقات العمكمية بيف الكقاية كالرقابة في التشريع الجزائرم ،أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في الحقكؽ نظاـ
ؿ ـ د ،تخصص قانكف جنائي لؤلعماؿ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبك بكر بمقايد ،تممساف ،2017/2016 ،ص .117
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تمعب لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض دك ار محكريا في عممية إرساء الصفقة عمى المتنافس الذم
تكافرت لديو الشركط المطمكبة كالمعمف عنيا ،لذلؾ فإف المشرع لـ يترؾ لئلدارة كحدىا صبلحية اختيار
المتعاقد الذم تسند لو الصفقة ،كانما تعتبر لجنة فتح كتقييـ األظرفة المحكر األساسي لعممية إرساء
الصفقة طبقا لمشركط التي تكافر عمييا العرض ،كبناء عمى ذلؾ فإف ىذه األخيرة تتمتع بجممة مف
الصبلحيات تتمثؿ في:
تتكلى ميمة فتح األظرفة لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض ،كىي لجنة مستحدثة في إطار الرقابة
الداخمية لدل كؿ مصمحة متعاقدة ،1كىي مكمفة قانكنا في مرحمة أكلى بفتح أظرفة العركض المكدعة مف
قبؿ في إطار اإلعبلف عف المنافسة ،حيث أنو كبعد انتياء آجاؿ تقديـ العركض تجتمع لجنة فتح األظرفة
كتقييـ العركض طبقا لممادة 70مف المرسكـ الرئاسي 247/15في جمسة عمنية في آخر يكـ مف األجؿ
المحدد إليداع العركض ،كبحضكر كافة المرشحيف كالمتعيديف الذيف يتـ إببلغيـ مسبقا حسب الحالة في
اإلعبلف عف المنافسة أك عف طريؽ رسائؿ تكجو ليـ ،2كتتكلى تبعا لذلؾ جممة مف المياـ حددتيا أحكاـ
المادة 71كالتي يمكف إجماليا في:
-تثبت صحة تسجيؿ العركض في سجؿ خاص ،حيث أشار المشرع إلى تسجيؿ المجنة لؤلشغاؿ
المتعمقة بكؿ عممية في سجميف خاصيف يرقميما اآلمر بالصرؼ كيؤشر عمييما بالحركؼ األكلى.3
-تعد قائمة المرشحيف أك المتعيديف حسب ترتيب تاريخ كصكؿ أظرفة ممفات ترشحيـ أك عركضيـ مع
تكضيح محتكل كمبالغ المقترحات كالتخفيضات المحتممة.
-تعد قائمة الكثائؽ التي يتككف منيا كؿ عرض.
-تكقع باألحرؼ األكلى عمى كثائؽ األظرفة المفتكحة التي ال تككف محؿ طمب استكماؿ.
-تحرر محضر أثناء انعقاد الجمسة الذم يكقعو جميع أعضاء المجنة الحاضريف ،كالذم يجب أف
يتضمف التحفظات المحتممة المقدمة مف قبؿ أعضاء المجنة.
-تدعك المرشحيف أك المتعيديف عند االقتضاء ،كتابيا عف طريؽ المصمحة المتعاقدة ،إلى استكماؿ
عركضيـ التقنية ،تحت طائمة رفض عركضيـ ،بالكثائؽ الناقصة أك غير الكاممة المطمكبة باستثناء
المذكرة التقنية التبريرية في أجؿ أقصاه 10أياـ ابتداء مف تاريخ فتح األظرفة ،حيث تستقبؿ المصمحة
المتعاقدة الكثائؽ المقدمة مف قبؿ المتعيد الستكماؿ عرضو في أجؿ 10أياـ ،كذلؾ قبؿ حصة تقييـ
-1المادة 160مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المادة 70مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3المادة 3/162مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
العركض ،ككؿ استبلـ ليذه الكثائؽ خارج ىذه اآلجاؿ المقننة ال يمكف أف يتـ إال تحت مسؤكلية المصمحة
المتعاقدة ،1كميما يكف مف أمر ،تستثنى مف طمب االستكماؿ كؿ الكثائؽ الصادرة عف المتعيد كالمتعمقة
بتقييـ العركض.
-تقترح عمى المصمحة المتعاقدة عند االقتضاء في محضر إعبلف عدـ جدكل اإلجراء ،كيعمف عف ىذه
الحالة طبقا لنص المادة 40في حالة عدـ استبلـ أم عرض ،أك عندما ال يتـ اإلعبلف بعد تقييـ
العركض عف مطابقة أم عرض لمكضكع الصفقة أك لمحتكل دفتر الشركط ،باإلضافة إلى حالة عدـ
إمكانية ضماف تمكيؿ الحاجات ،كىذا بخبلؼ الحاالت التي نص عمييا القانكف السابؽ ،كالذم كاف يعمف
عف عدـ جدكل اإلجراء عند استبلـ عرض كاحد أكفي حالة عدـ استبلـ أم عرض ،فالمشرع مف خبلؿ
نص المادة 40نص عمى أف ال يجب التصريح بعدـ جدكل الصفقة في حالة استبلـ عرض كاحد كذلؾ
تفاديا مف تكرار عدـ جدكل اإلجراءات.
ما يمكف إثارتو في ىذا الشأف ىك أننا نتساءؿ عف عدـ تمقى أم عرض ،فيؿ يعكد سبب ذلؾ إلى
عزكؼ المتعاقديف كعدـ رغبتيـ في التعاقد مع المصمحة المتعاقدة أـ أف ذلؾ يتعمؽ بطيعة كتعقيد
مكضكع الصفقة ا لمعمف عنيا ،أـ يعكد سبب ذلؾ ألسباب أخرل ؟ كلتجنب حدكث مثؿ ىذه الحاالت
يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة التقيد باختيار أنسب الطرؽ لمتعاقد كالتقميؿ مف فرض القيكد عمى
المتعامميف لتجنب نفكرىـ مف التعاقد.
-ترجع عف طريؽ المصمحة المتعاقدة األظرفة غير المفتكحة إلى أصحابيا مف المتعامميف االقتصادييف
عند االقتضاء حسب الشركط المنصكص عمييا في ىذا المرسكـ.
جاء تنظيـ الصفقات العمكمية أكثر دقة عندما أعمف مف خبلؿ المادة 161مف المرسكـ الرئاسي
247/15عمى أف ىذه المجنة تمارس عمبل إداريا كتقنيا تقدمو لممصمحة المتعاقدة ،التي تبقى ليا
الصبلحية الكاممة في منح الصفقة كاختيار الشريؾ ،2أك اإلعبلف عف عدـ الجدكل أك إلغاء الصفقة
العمكمية ،أك إلغاء المنح المؤقت ،كبذلؾ فيي لجنة معاينة كرصد ميداني لممفات العارضيف ،كضبط حجـ
المنافسة مف خبلؿ الفصؿ في القائمة المتنافسيف كتحديد ىكيتيـ ككثائقيـ كاثباتيا ضمف سجؿ خاص.
أناط المشرع الجزائرم عممية تحميؿ العركض كتقييميا لمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض ،التي تأخذ
عمى عاتقيا عممية فحص كتحميؿ عركض المتعيديف كالمقترحات التي يعرضكنيا في إطار التنافس لمظفر
بالصفقة ،كذلؾ كفؽ منيجية تحدد أحكاـ دفتر الشركط ضكابطيا ،فباإلضافة إلى الدكر اإلعدادم لمجنة
فتح األظرفة كتقييـ العركض ،فإف ىذه األخيرة تتكلى عممية تقييـ عركض المتعامميف الذيف تقدمكا
بتعيداتيـ ،عمى أف يككف نظاـ تقييـ ىذه العركض متبلئما مع طبيعة كؿ مشركع كتعقيده كأىميتو ميما
كاف إجراء اإلبراـ المتبع ،1كقد بينت المادة 72مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15دكر المجنة في مرحمة
تقييميا لمعركض كالتي تكضح معالميا كفؽ ما يمي:
ىناؾ عدة ضكابط تقيد لجنة الفتح كتقييـ العركض عند قياميا بتقييـ كتحميؿ العركض التقنية ،خاصة
عندما يككف معيار الطابع التقني لمعركض معيا ار أساسيا في تحديد العرض المناسب ،فقد فسح التنظيـ
المجاؿ أماـ المصمحة المتعاقدة لبلستعبلـ عف قدرات كالمؤىبلت التقنية ألصحاب العركض مستعممة في
ذلؾ كؿ كسيمة قانكنية تراىا مناسبة لذلؾ ،2كتبعا لذلؾ تتكلى ىذه المجنة القياـ بعدة مياـ تتمثؿ في:
-إقصاء العركض غير المطابقة لمحتكل دفتر الشركط المعد مسبقا مف طرؼ الجية المختصة
كلمكضكع الصفقة أك كبلىما معا ،3كقد جرل العمؿ عمى إمكانية تجاكز بعض األخطاء ذات الطابع
المادم البحت ،كعدـ تضميف دفتر الشركط لعبارة قرئ كقبؿ أك عدـ مؿء بعض خانات التصريح
بالنزاىة ،4كانما تعمؿ المجنة عمى استبعاد تمؾ العركض المشكبة بمخالفات جكىرية كعدـ تضميف العرض
لممذكرة التبريرية ،5ثـ إف قبكؿ أك إقصاء العركض أمر مرتبط بمدل قدرة مقدمييا عمى تحقيؽ الشركط
كالمكاصفات المحددة كاألكثر تحقيقا لمحاجات المعمف عنيا ،6كبذلؾ فقد ماثؿ نظيره الفرنسي في استبعاد
تمؾ العركض غير النظامية ،غير البلئقة كغير المقبكلة طبقا لممادة 59مف تقنيف الصفقات العمكمية
الفرنسي .236/2016
-تعمؿ عمى تحميؿ العركض الباقية في مرحمتيف عمى أساس المعايير كالمنيجية المنصكص عمييا
ص ارحة في دفتر شركط الصفقة ،إذ تعتمد في التحميؿ عمى عممية التنقيط الذم يككف في الغالب عمى
100نقطة كفؽ ما يكضحو دفتر الشركط النمكذجي:
يتـ خبلؿ ىذه المرحمة القياـ بالترتيب التقني لمعركض ،كذلؾ باالعتماد عمى عدة أسس كشيادة
التأ ىيؿ ،التصنيؼ الميني ،الخبرة ،اليد العاممة ،كجكد مكتب دراسات ،مخطط تنفيذ المشركع (مخطط
-1المادة 79مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-المادة 56مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
2
3
- Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), op.cit, p 81.
-4اإلرسالية رقـ 275الصادرة بتاريخ ،2016/03/17المرجع السابؽ.
-5اإلرسالية رقـ 190الصادرة بتاريخ ،2016/09/06المرجع السابؽ.
-عباس صادقي ،الرقابة القبمية عمى صفقات الجماعات المحمية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير ،تخصص القانكف اإلدارم المعمؽ ،كمية الحقكؽ
6
تنفيذ األشغاؿ ،مدة اإلنجاز) ،التقنيات الحديثة ،األشغاؿ المشابية باإلضافة إلى العمؿ عمى التأكد مف أف
العركض قد كردت مشتممة عمى كؿ المتطمبات ،كأنيا ال تشكؿ خرقا لما جاء في دفتر الشركط ،مما
يمكف المجنة مف ترتيب العركض المقبكلة مف الناحية التقنية كاقصاء العركض التي لـ تتحصؿ عمى
العبلمة الدنيا البلزمة ،المنصكص عمييا في دفتر الشركط ،مع ضركرة مراعاة أف يككف نظاـ تقييـ
العركض التقنية ،ميما يكف إجراء اإلبراـ متبلئما مع طبيعة كؿ مشركع كتعقيده كأىميتو.
تقكـ في ىذه المرحمة بدراسة العركض المالية لممتعيديف الذيف تـ تأىيميـ األكلي تقنيا ،مع مراعاة
التخفيضات المحتممة في عركضيـ ،حيث تستأنؼ المجنة خبلؿ ىذه المرحمة رقابتيا عمى جميع الكثائؽ،
كذلؾ بمراجعة كؿ مف الكشؼ الكمي كالتَّقييمي كجدكؿ األسعار الكحدكية ،كيتـ تبعا لذلؾ تصحيح
األخطاء المحتممة خبلؿ ىذه المرحمة.1
ىذا؛ كيمكف لمجنة أف تسترشد بأسعار السكؽ المتعمقة بالمكاد محؿ الطمب سكاء تعمؽ األمر بعمميات
األشغاؿ أك التكريدات أك حتى الخدمات قصد تقديـ االقتراحات المناسبة لممصمحة المتعاقد المعنية ،كتقكـ
المجنة عند االقتضاء بدراسة تغيرات العركض كبدائميا كاألسعار االختيارية المنصكص عمييا في المادة
27مف نفس المرسكـ ،2كىذا ما يفسر اشتراط المشرع تعييف أعضاء مؤىميف يختاركف نظ ار لكفاءتيـ مف
أجؿ إبراز االقتراحات المناسبة التي ينبغي تقديميا لممصمحة المتعاقدة ،لمقياـ طبقا لدفتر الشركط بانتقاء
إما العرض:
-/1األقؿ ثمنا مف بيف العركض المالية لممرشحيف المختاريف ،عندما يسمح مكضكع الصفقة بذلؾ كفي
ىذه الحالة يستند تقييـ العركض إلى معيار السعر فقط.
-/2األقؿ ثمنا مف بيف العركض المؤىمة تقنيا ،إذا تعمؽ األمر بالخدمات العادية ،كفي ىذه الحالة يستند
تقييـ العركض إلى عدة معايير مف بينيا معيار السعر.
-/3الذم تحصؿ عمى أعمى نقطة استنادا إلى ترجيح عدة معايير مف بينيا معيار السعر ،إذا كاف
االختيار قائما أساسا عمى الجانب التقني لمخدمات.
يمكف لمجنة خبلؿ ىذه المرحمة أف تقترح عمى المصمحة المتعاقدة ،رفض العرض المقبكؿ إذا ثبت أف
بعض ممارسات المتعيد المعني تشكؿ تعسفا في كضعية ىيمنة عمى السكؽ أك تتسبب في اختبلؿ
المنافسة في القطاع المعني بأم طريقة كانت ،عمى أف يشير دفتر شركط الصفقة ليذا الحكـ ،كىك ما
يترتب عنو مساس بمبدأم الشفافية كالمساكاة بيف المترشحيف ،3كعمى رغـ مف نص دفتر الشركط عمى
-1قرار مجمس الدكلة ،رقـ ،078520+078275المؤرخ في ،2013/12/05مجمة مجمس الدكلة ،العدد الحادم عشر ،2013 ،ص .100
-2المادة 160 ،27مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
3
- Brahim BOULIFA, Marchés publics (manuel méthodologique), op.cit, p 105, 106.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ىذه الحالة إال أنيا مف أخطر الق اررات التي قد تكاجو المتعامميف ،لذلؾ يتعيف عمى لجنة فتح األظرفة
كتقييـ العركض أف تستند في ذلؾ دقة المعمكمات كالكثائؽ التي تنبث صحة اقت ارحيا مما ال يكبد
المصمحة المتعاقدة تبعات ذلؾ.
يمكف أف تطمب المجنة مف المتعامؿ االقتصادم المختار مؤقتا تقديـ تبريرات كتكضيحات عف طريؽ
المصمحة المتعاقدة ،في حالة ما إذا كاف العرض المالي اإلجمالي ليذا المتعامؿ أك كاف سعر كاحد أك
أكثر مف عرضو المالي يبدكا منخفضا بشكؿ غير عادم بالنسبة لمرجع األسعار ،كعمى إثر ذلؾ تقرر
المجنة كفقا لمدل اقتناعيا بالتبريرات كالتكضيحات المقدمة قبكؿ أك رفض العرض المعني إذا أقرت أف
جكاب المتعامؿ االقتصادم غير مبرر مف الناحية االقتصادية ،كىذا دكف ذكر الحد األدنى الذم عمى
أساسو يتـ ىذا الرفض ،كىك ما قد يفتح المجاؿ أماـ إقصاء بعض المتنافسيف عمى أساس أف عركضيـ
منخفضة إلى حد غير معقكؿ دكف عمميـ بالحد األدنى الذم يتعيف عمييـ عدـ تجاكزه عند تحضير
العركض ،1عمى أف تعمؿ المصمحة المتعاقدة عمى تبرير ذلؾ.
كفي مقابؿ ىذه الحالة؛ يمكف كذلؾ لمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض أف تقترح عمى المصمحة
المتعاقدة رفض العرض المقبكؿ بمكجب مقرر معمؿ ،إذا تبيف أف العرض المالي لممتعامؿ المختار مؤقتا
مبالغا فيو بالنسبة لمرجع األسعار ،2كحسنا فعؿ المشرع عند فرضو التعميؿ لقرار اإلبعاد بالشكؿ الذم
يضمف عدـ تعسؼ المصمحة المتعاقدة.
أشار المشرع إلى إمكانية قياـ لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض ،برد األظرفة المالية المتعمقة
بالعركض التقنية عف طريؽ المصمحة المتعاقدة ،كالتي لـ تتحصؿ عمى النقطة الدنيا المحددة في دفتر
الشركط إلى أصحابيا دكف فتحيا ،كمف ذلؾ يتضح لنا أف لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض تتمتع في
مرحمة تقييـ العركض ،بصبلحيات فنية كتقنية تمكنيا مف دراسة كتحميؿ عركض المتعيديف ،كتقديـ
االقتراحات المبررة لممصمحة المتعاقدة لتمكنييا مف اتخاذ ما تراه مناسبا.
كقد ماثؿ المشرع الجزائرم كؿ مف نظيره الفرنسي 3كالمصرم في عدـ السماح لممصمحة المتعاقدة
بالقياـ بأم عممية تفاكضية مع المتعيديف بشأف عركضيـ ،غير أنو يمكنيا لمقياـ بمقارنة العركض بأف
تطمب مف المتعيديف تقديـ تكضيح كتفصيؿ فحكل عركضيـ ،عمى أف ال يمكف بأم حاؿ مف األحكاؿ أف
يسمح جكاب المتعيد بتعديؿ عرضو أك التأثير في المنافسة.
إدراكان لصعكبة العمميات التي تقكـ بيا لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض في الكثير مف الحاالت،
كتسميما لتعقيد بعض الحاجات التي تطمبيا المصمحة المتعاقدة في حاالت أخرل ،فسح تنظيـ الصفقات
العمكمية أماـ المصمحة المتعاقدة كتحت مسؤكليتيا المجاؿ بإنشاء لجنة تقنية ميمتيا إعداد تقرير تحميؿ
العركض لحاجات لجنة الفتح األظرفة كتقييـ العركض ،كىك ما أفادت بو المادة 160في فقرتيا األخيرة
بقكليا " يمكف المصمحة المتعاقدة ،تحت مسؤكليتيا أف تنشئ لجنة تقنية تكمؼ بإعداد تقرير تحميؿ
العركض لحاجات لجنة فتح األظرفة كت قييـ العركض " ،إال أف ىذا النص يكتنفو نكع مف الغمكض إذ لـ
تفصح فحكل النص عف الحاالت التي يمكف فييا إنشاء ىذه المجنة التقنية كال عف تكقيت إنشائيا ،فيؿ
تنشأ قبؿ أك بعد إتماـ لجنة الفتح كتقييـ العركض ألعماليا ؟ كبصفة عامة فإف نص المادة 160لـ يحدد
طبيعة العبل قة بيف لجنة الفتح كتقييـ العركض كالمجنة التقنية ،كما أننا نتساءؿ عف المكقؼ التي تتخذه
المصمحة المتعاقدة في حالة ما تعارض التقرير المعد مف قبؿ المجنة التقنية مع ما تراه لجنة فتح األظرفة
كتقييـ العركض كؿ ىذا لـ يفصح عنو المشرع ما يؤدم إلى انعكاسات سمبية عمى مرحمة تقييـ العركض.
يظير الدكر التقييمي لمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض ذلؾ المجاؿ الكاسع لتدخميا في عممية
التقييـ ،فيي ال تقتصر عمى تحميؿ كدراسة كتقييـ العركض فحسب ،كانما يمتد اختصاصيا لمبث فييا
بانتقاء العرض المناسب ،بمعنى أف المجنة تقترح عمى المصمحة المتعاقدة منح الصفقة لممتعيد المؤىؿ
حيث تقدـ المجنة اقتراح أك أكثر لممصمحة المتعاقدة كالتي تبقى ليا صبلحية ذلؾ باعتبارىا صاحبة القرار
في اختيار المتعاقد معيا طبقا لنص المادة 76مف المرسكـ الرئاسي .247/15
ما يمكف تسجيمو في ىذا الصدد أف ميمة لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض في مرحمة تقييميا
لمعركض استشارية محضة كغير ممزمة ،كما يؤكد ذلؾ ىك كركد عبارة " تقترح " في مجمؿ فقرات نص
ىذه المادة ،م ما يجعمنا نتساءؿ عف أىمية كجكد ىذه المجنة إذا كانت أعماليا غير ممزمة بالنسبة
لممصمحة المتعاقدة ،إال أف جانب مف الفقو يرل بأنو طالما أف ىذه المجنة تتككف مف أعضاء مؤىمة كذات
كفاءة فميا دكر ىاـ في تنكير الجيات اإلدارية باقتراحاتيا كفقا لما تراىا مناسبا ،1كىك ما أكد عميو مجمس
الدكلة في ق ارره بشأف قضية بمدية العممة ،التي أعمنت عف مناقصة كطنية مفتكحة قصد إنجاز دراسة
معمارية لمجمع مدرسي كمسكف كظيفي ،كقد تـ إسنادىا لمقاكؿ تـ رفض عرضو مف طرؼ لجنة تقييـ
العركض ،فاعتبر مجمس الدكلة أف منح الصفقة لمكتب دراسات تـ رفضو مف قبؿ لجنة تقييـ العركض
يعد خرقا لمقانكف مستكجبا لمتعكيض.2
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .182
-2قرار مجمس الدكلة رقـ ،14637الصادرة بتاريخ ،2004/06/15مجمة مجمس الدكلة العدد الخامس ،2004 ،ص .132
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
اعتمد المشرع الفرنسي في تقييمو لمعركض التي يمكف أف تستند إما عمى معيار السعر لكحده ،أك
عمى أساس عدة معايير مف بينيا معيار السعر كالجكدة كالجدارة الفنية كالخصائص الجمالية كالكظيفية
كالطابع اإلبتكارم ،كأدائيا المميز في مجاؿ حماية البيئة كتعزيز ،كالتكمفة اإلجمالية لمكضكع العقد،
كالمساعد ات التقنية المقدمة مع العرض خبلؿ فترة ما بعد اإلبراـ كتاريخ ككقت التسميـ كالتنفيذ ،كاألبعاد
االقتصادية كاالجتماعية كاإلدماج الميني ،الحماية البيئية ،مع إمكانية تكافر معايير أخرل إذا كاف ىناؾ
ما يبررىا في التعاقد ،1كبذلؾ ماثؿ المشرع الجزائرم المشرع الفرنسي في تمكيف المصمحة المتعاقدة
باختيارىا لمعرض كفؽ معايير متعددة ،عمى أف تككف ىذه المعايير ككزف كؿ منيا مرتبطة بمكضكع
الصفقة كغير تمييزية منصكص عمييا في دفتر الشركط الخاص بالدعكة لممنافسة ،كىك ما أكدت عميو
أحكاـ الباب الخامس مف ىذا المرسكـ تحت عنكاف اختيار المتعامؿ المتعاقد ،حيث حددت المكاد مف 78
إلى 80ف ي ىذا الصدد جممة مف المعايير تمزـ المصمحة المتعاقدة بمراعاتيا كالتقيد بيا كتطبيقيا كفؽ
ضكابط حددتيا أحكاـ ىذا المرسكـ ،كالتي يتـ تكضيحا تبعا لما يمي :
يعكس ىذا التقييـ تقؿ المياـ التي الممقاة عمى عاتؽ لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض التي تعمؿ
عمى ترتيب العركض كفؽ معايير متعددة تضمنتيا المادة 78مف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية عمى
سبيؿ المثاؿ ال الحصر ،كتشمؿ ىذه األخيرة ما يمي:
أما المشرع الفرنسي فقد أخذ بالعرض األفضؿ مف الناحية االقتصادية المبني عمى عدة معايير تقنية،
فإلى جانب المعايير السابقة أضاؼ تقنيف الصفقات العمكمية الفرنسي جممة مف العناصر تتمثؿ في
1
- Art 62/ de Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
التمييف كشركط اإلنتاج كالتكزيع ،إلى جانب إق ارره لعنصر جديد تمثؿ في الرفؽ بالحيكاف ،كالتأكيد عمى
عنصر التنكع بما في ذلؾ التنكع البيئي.1
أشارت أحكاـ المرسكـ بأنو يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تستند في اختيارىا عمى معيار السعر كحده،
كذلؾ عندما يسمح مكضكع الصفقة بذلؾ ،2كيتـ المجكء إليو مف قبؿ المصمحة المتعاقدة في األحكاؿ التي
ال تتعقد فييا المكاصفات الفنية كالتي يككف فييا السعر األقؿ أكثر جدكل ،كذلؾ عمى خبلؼ الحاالت
التي تككف فييا نكعية كمستكل الخدمات المطمكبة كدقتيا محؿ االعتبار كاألكلكية ،فيككف معيار السعر
األقؿ معيا ار كاحدا مف بيف عدة معايير أخرل ،كىك المعيار الذم استند عميو المشرع الفرنسي بالنظر
لمكضكع الصفقة ،كيككف ذلؾ في الحالة التي ال يمكف فييا إال األخذ بعنصر كاحد كىك السعر األقؿ ،أم
أف ذلؾ ال يككف إال في مكضكع كاحد يتمثؿ في المناقصات المتعمقة باقتناء المكازـ ذات الطابع التكرارم
في إطار تمبية االحتياجات العادية.3
كبناءا عمى ذلؾ فإف معايير اختيار المتعامؿ المتعاقد تشمؿ ،أىـ المؤشرات كالدالئؿ التي تتضمنيا
العركض ،كالتي يستخمص منيا معرفة كتحديد مدل قدرة المتعامؿ المتعاقد عمى تكفير الخدمة المطمكبة
مف المصمحة المتعاقدة مف مختمؼ الجكانب ،كمف ىذا المنطمؽ تسعى لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض
إلى قياس العركض ككزنيا بناء عمى المعايير المحددة سمفا ،كبيذا التحديد يككف المشرع الجزائرم قد بيف
لممصمحة المتعاقدة خط السير ككضع بيف يدييا جممة مف المعايير كجب العمؿ بيا إذا ما كردت ضمف
دفتر الشركط الخاص بالدعكة لممنافسة.4
بالرجكع ألحكاـ المادة 72مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15يبلحظ أف المشرع قد عمؿ عمى
تحديد المقصكد مف كراء أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية كأكضح لممصمحة المتعاقدة المعايير
التي عمى أساسيا يتـ إرساء الصفقات العمكمية ،لكف في حقيقة األمر يبدكا أف األمر غامض كمغيب
ميدانيا خاصة ما تعمؽ بالعركض المتعمقة بالخدمات العادية ،كالعركض المتعمقة بالخدمات ذات الجكانب
التقنية ،فقد أشار في النقطة األكلى أف االنتقاء سيككف بناءا عمى العرض األقؿ ثمنا مف بيف العركض
المؤىمة تقنيا مع تكضيح معيار كاحد يقكـ عميو التقييـ كالمتمثؿ في معيار السعر ،دكف تكضيح باقي
المعايير األخرل التي يستند عمييا في عممية التقييـ ،كأشار في نقطة أخرل أف االنتقاء سيككف عمى
أساس العرض الذم تحصؿ عمى أعمى نقطة استنادا إلى ترجيح عدة معايير مف بينيا السعر ،كبالتالي
1
- Art 62/ de Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.
-2المادة 78مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3عبد الكريـ تبكف ،المرجع السابؽ ،ص .63 ،62
- Art 62/ de Décret n° 2016-360 du 25 mars 2016 relatif aux marchés publics.
-4عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .185
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
فالمشرع لـ يكضح معالـ المزايا االقتصادية عمى مستكل عركض المتنافسيف ،األمر الذم يدفع بالمصمحة
المتعاقدة منح الصفقة لصاحب العرض األقؿ ثمنا كتجنب نفسيا عناء تبرير اختيارىا لمجيات الرقابية
كابعاد نفسيا مف مكضع الشبية في تبديد كسكء استغبلؿ االعتمادات المالية.1
ما يعاب عمى المشرع ىك استعمالو لبعض المصطمحات المرنة كالفضفاضة في تكريسو لمعايير
االنتقاء ،مما قد يفسح المجاؿ أماـ سكء استغبلليا كالتبلعب بمصير الصفقات العمكمية كتغميب المصمحة
الخاصة عمى العامة ،كالحمكؿ دكف أداء المجاف لمياميا الرقابية حيث تجد نفسيا أماـ صفقات متعددة
ترسى بمعايير مختمفة عمى الرغـ مف أنيا أبرمت مف طرؼ مصالح تخضع لنفس الجية الرقابية.2
مف المعمكـ أف لجنة الفتح األظرفة كتقييـ العركض ال تتمتع بصبلحية اتخاذ القرار النيائي المتعمؽ
بالصفقة ،باعتبار أف المجنة ىيئة تمارس عمبل إداريا كتقنيا تقدمو لممصمحة المتعاقدة التي تبقى ليا
الصبلحية الكاممة في اتخاذ قرار اإلرساء المؤقت لمصفقة عمى أحد المتعيديف المقبكليف مف طرؼ
المجنة ،3أك اإلعبلف عف عدـ جدكل اإلجراء أك إلغائو أك إلغاء المنح المؤقت لمصفقة مع تبريرىا في حالة
المجكء لذلؾ ،كيعد قرار اإلرساء آخر اإلج ارءات المميدة لمتعاقد يتـ مف خبللو إرساء الصفقة عمى العرض
التي يتكافؽ كالشركط المنصكص عمييا في دفتر الشركط.
كتعزي از لمبادئ الشفافية؛ ألزـ المشرع في ىذه المرحمة المصمحة المتعاقدة بضركرة اإلعبلف عف كافة
البيانات ،كالمعطيات األساسية التي ارتكزت عمييا في عممية إسنادىا لمصفقة ،كفؽ ضكابط معينة كمحددة
قانكنا ،كذلؾ لتمكيف المعنييف مف ممارسة حقيـ في الطعف.
تكريسا لقيـ الشفافية كتعزيز آليات المنافسة ألزـ تنظيـ الصفقات العمكمية المصمحة المتعاقدة بإعبلف
المنح المؤقت لمصفقة ضمف نفس األكعية التي نشر فييا طمب العركض ،4طبقا لممادة 65مف المرسكـ
الرئاسي 247/15التي جاء فييا بأنو " يدرج إعبلف المنح المؤقت لمصفقة في الجرائد التي نشر فييا
إعبلف طمب العركض عندما يككف ذلؾ ممكنا ،مع تحديد السعر كآجاؿ اإلنجاز ككؿ العناصر التي
سمحت باختيار حائز الصفقة العمكمية " ،كتعزي از لطرؽ الطعف يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تبمغ
في إعبلف المنح المؤقت لمصفقة نتائج تقييـ العركض التقنية كالمالية لحائز الصفقة مؤقتا ،كرقـ تعريفو
الجبائي عند االقتضاء ،كأف تشير إلى لجنة الصفقات المختصة بدراسة الطعف كرقـ التعريؼ الجبائي
-1مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .157 ،156
-2حمزة خضرم ،آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .162
-3المادة 76مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
4
- Marie Christine ROUAULT, Droit administratif, Gualino éditeur, E.J.A, Paris, 2005, p 327.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
لممصمحة المتعاقدة ،كذلؾ لتمكيف المتنافسيف لمتأكد مف صحة المقارنة التي تمت بيف العركض ،كالتي
أسفرت عمى إرساء الصفقة بصفة مؤقتة ،ليتسنى ليـ تقديـ طعكنيـ أماـ لجاف الصفقات المختصة ،1كىك
ذات االلتزاـ الذم رتبو المشرع الفرنسي عمى عاتؽ المصمحة المتعاقدة الذم أكجب عمييا بأف يحتكم
إعبلنيا عف المنح المؤقت الحد األدنى مف البيانات السيما اسـ العارض الذم تـ عميو اإلرساء ،كاألسباب
التي أدت إلى اختيار عطاءه ،كما ألزميا في مقابؿ ذلؾ بضركرة إببلغ باقي المتنافسيف الذيف رفضت
عركضيـ مشيرة في ذلؾ لؤلسباب التي أدت لذلؾ.2
غير أف ما يؤخذ عمى المشرع الجزائرم ،ىك النص عف إمكانية نشر إعبلف المنح المؤقت في نفس
الجرائد التي نشر فييا اإلعبلف عف طمب العركض كذلؾ باستعمالو لعبارة " عندما يككف ذلؾ ممكنا " مما
ما ال يضمف لعممية اإلبراـ الشفافية البلزمة كينتج عنو تحريؼ لمسار حرية الكصكؿ لمطمبات العمكمية،3
لذلؾ فقد كاف مف األجدر النص عمى إلزامية نشر اإلعبلف عف المنح المؤقت ضمف نفس األكعية مف
أجؿ تمكيف المتنافسيف مف اإلطبلع عف نتائج المنافسة.
أما بخصكص باقي المتعيديف ،فيتعيف عمى المصمحة المتعاقدة دعكة أكلئؾ المرشحيف كالمتعيديف
الراغبيف في اإلطبلع عف النتائج المفصمة لتقييـ ترشيحاتيـ كعركضيـ التقنية كالمالية ،االتصاؿ
بمصالحيا في أجؿ أقصاه ثبلثة ( )03أياـ ابتداء مف اليكـ األكؿ لنشر إعبلف المنح المؤقت لمصفقة
كتبميغيـ ىذه النتائج كتابيا ،4كيترتب عف نشر المصمحة المتعاقدة إلعبلف المنح المؤقت لمصفقة احتماليف
اثنيف ىما:
-عدـ تقدـ المتعامميف االقتصادييف المتنافسيف برفع طعف ضد إعبلف المنح المؤقت لمصفقة ،األمر
الذم يمكف المصمحة المتعاقدة مف اتخاذ قرار المنح النيائي ،بعد انقضاء اآلجاؿ القانكنية لمطعف.
-إمكانية تقديـ أحد المتعامميف االقتصادييف المتنافسيف أك أكثر بالطعف ضد إعبلف المنح المؤقت
لمصفقة لدل لجنة الصفقة العمكمية المختصة ،التي يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تشير إلييا في
إعبلف المنح المؤقت لمصفقة.5
يسمح تنظيـ الصفقات العمكمية لباقي المتعامميف المتنافسيف في حالة إعبلف المصمحة المتعاقدة عف
المنح المؤقت لمصفقة ،اإلطبلع عمى النتائج المفصمة لتقييـ عركضيـ التقنية كالمالية ،مف خبلؿ االتصاؿ
بمصالحيا في أجؿ أقصاه ثبلثة ( )03أياـ ابتداء مف اليكـ األكؿ لنشر اإلعبلف عف المنح المؤقت ،بغية
تمكينيـ مف ممارسة حقيـ في الطعف طبقا لنص المادة 82مف المرسكـ ،247/15كذلؾ في أجؿ عشرة
( ) 10أياـ ابتداء مف تاريخ أكؿ نشر إلعبلف المنح المؤقت لصفقة في النشرة الرسمية لصفقات المتعامؿ
العمكمي أك في الصحافة أك في بكابة الصفقات العمكمية ،كاذا تزامف اليكـ العاشر مع يكـ عطمة أك يكـ
راحة قانكنية ،يمدد األجؿ التاريخ المحدد لرفع الطعف إلى يكـ العمؿ المكالي.
كفي ىذه الحالة تصدر لجنة الصفقات العمكمية المختصة ق ار ار في أجؿ خمسة عشر ( )15يكما،
ابتداء مف تاريخ انقضاء أجؿ العشرة أياـ ،كيبمغ القرار لممصمحة المتعاقدة كلصاحب الطعف ،كال يمكف
عرض مشركع الصفقة عمى لجنة الصفقات المختصة لدراسة إال بعد انقضاء أجؿ ثبلثيف ( )30يكما،
ابتداء مف تاريخ نشر إعبلف المنح المؤقت لمصفقة المكافؽ لآلجاؿ المحددة لتقديـ الطعف كدراستو مف
طرؼ لجنة الصفقات المختصة التي يمتقي أعضاؤىا في اجتماع يحضره ممثؿ المصمحة المتعاقدة
بصكت استشارم كالذم ينتيي بإحدل النتيجتيف :
في ىذه الحالة يتـ تبميغ كؿ مف الطاعف كالمصمحة المتعاقدة ،التي يتعيف عمييا اتخاذ قرار إلغاء
المنح المؤقت كاصدار إعبلف منح مؤقت لمصفقة لممتعيد الذم يستحقيا ،كينبغي اإلشارة بأف تنظيـ
الصفقات العمكمية لـ يشر ليذه النقطة كلـ يبيف مدل إعادة نشر اإلعبلف المصحح ،إال أنو كعمبل بقاعدة
تكازم األشكاؿ أف يتـ اإلعبلف عف المنح المؤقت المراجع بنفس طرؽ اإلعبلف األكؿ عف المنح المؤقت
أك عمى األقؿ إعبلـ المؤسسة التي أسندت ليا الصفقة خطأن كالمؤسسة الطاعنة.1
في ىذه الحالة يمكف لممصمحة المتعاقدة اإلعبلف عف المنح النيائي لمصفقة لممتعامؿ االقتصادم
المتعيد الذم منحت لو الصفقة مؤقتا ،حيث يعد عنصر الزمف مف القيكد الجكىرية التي يتعيف االلتزاـ بيا
كعدـ إخبلؿ بيا عند رغبة المصمحة المتعاقدة في إسناد الصفقة لممتعامؿ المقبكؿ ،كلك تطمب منيا ذلؾ
تمديد آجاؿ صبلحية العركض بعد مكافقة المعنييف (المقبكليف) الذيف سيختار منيـ طبقا لنتائج التقييـ
الحائز المؤقت لمصفقة ،كقد أجاز التنظيـ إضافة لذلؾ تمديد األجؿ بشير إضافي في حالة المؤسسة
الحائزة عمى الصفقة.
-1النكم خرشي ،تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .216
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يمتزـ الحائز عمى الصفقة بعرضو طيمة الشير اإلضافي ،كفي حالة تنازؿ الحائز عمى الصفقة قبؿ
تبميغو الصفقة أك رفض استبلـ اإلشعار بتبميغ الصفقة ،يمكف لممصمحة المتعاقدة مكاصمة تقييـ العركض
الباقية ،بعد إلغاء المنح المؤقت لمصفقة مع مراعاة مبدأ حرية المنافسة كمتطمبات اختيار أحسف عرض
مف حيث المزايا االقتصادية ،عمى أف يبقى عرض المتعيد المتنازؿ في ترتيب العركض الذم يتحمؿ
تبعات ذلؾ.1
كيمكف لممصمحة المتعاقدة بعد منح الصفقة كبعد مكافقة حائز الصفقة العمكمية أف تقكـ بضبط
كتحسيف العرض ،كذلؾ بالرجكع إلى متطمبات دفتر الشركط كاألسعار المطبقة في السكؽ ،كيمكف أف
يمس ىذا التحسيف عمى سبيؿ المثاؿ السعر ،آجاؿ اإلنجاز ،آجاؿ الضماف ،الكسائؿ البشرية كالمادية،
طريقة كجدكؿ التنفيذ دكف أف يؤدم ذلؾ بأم حاؿ مف األحكاؿ إلى إعادة النظر في شركط المنافسة.2
كما يمكف لممصمحة المتعاقد أف تعمف عف إلغاء المنح المؤقت لمصفقة طبقا لنص المادة ،82كفي
ىذه الحالة يجب عمييا إعبلـ كافة المرشحيف كالمتعيديف بمكجب رسالة مكصى عمييا مع كصؿ استبلـ
بالق اررات التي اتخذتيا ،كتمكيف الراغبيف منيـ في اإلطبلع عمى مبررات ذلؾ مف خبلؿ اتصاليـ
بمصالحيا في أجؿ أقصاه ثبلثة ( )03أياـ ابتداء مف تاريخ استبلـ الرسالة ،كتبميغيـ بيذه النتائج كتابيا،
كتمكينيـ مف ممارسة حقيـ في الطعف أماـ لجنة الصفقات العمكمية المختصة ،كذلؾ في أجؿ عشرة
( )10أياـ ابتداء مف تاريخ استبلميـ لرسالة اإلعبلـ ،كفي حالة إطبلؽ المصمحة المتعاقدة لئلجراء مف
جديد فيجب عمييا أف تكضيح في إعبلف المنافسة أك في رسالة االستشارة حسب الحالة ما إذا كاف األمر
يتعمؽ بإطبلؽ اإلجراء ،بعد إلغاء اإلجراء أك بعد اإلعبلف عف عدـ جدكاه.
ىذا؛ كقد كفمت أحكاـ الفقرة السادسة مف المادة 82مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15تكجيو
الطعف في حالة رفعو مف قبؿ المتعامؿ االقتصادم أماـ جية غير مختصة ،بقكليا " إذا تـ إرساؿ طعف
إلى لجنة صفقات عف طريؽ الخطأ ،يجب عمى رئيس ىذه المجنة أف يعيد تكجييو إلى لجنة الصفقات
المختصة ،كيخبر المتعيد المعني بذلؾ ،كيؤخذ بعيف االعتبار عند دراسة الطعف ،تاريخ استبلمو األكؿ".
-1المادة 74مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-المادة 05 ،04مف القرار الكزارم المحدد لكيفيات اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية.
-2المادة 3/80مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
بدكره ألزـ تنظيـ الصفقات العمكمية صاحب العرض المقبكؿ ،بتقديـ ما يسمى بكفالة حسف التنفيذ
لضماف تنفيذ الصفقة في جميع أنكاع الصفقات ،باستثناء بعض أنكاع صفقات الدراسات كالخدمات
باعتبارىا ضماف يغطي المرحمة الممتدة مف تاريخ تكجيو األمر ببدء التنفيذ إلى غاية االستبلـ المؤقت
لمصفقة.
غير أنو كنظ ار ألىميتيا فقد سكت المشرع عف جزاء تقاعس أك امتناع المتعامؿ المتعاقد عف أدائيا،
كقد كاف حريا بالمشرع الجزائرم أف يسمؾ مسمؾ المشرع المصرم الذم حدد جزاء تخمؼ أدائيا مف قبؿ
صاحب العطاء بإلغاء العقد أك تنفيذه بكاسطة مقدمي العطاءات التالية لعطائو ،عمى أف يصبح التأميف
المؤقت في جميع األحكاؿ مف حؽ اإلدارة ،كما ليا أف تخصـ قيمة كؿ خسارة تمحؽ بيا مف أية مبالغ
مستحقة أك تستحؽ لدييا لصاحب العطاء المذككر ،كفي حالة عدـ كفايتيا تمجأ إلى خصميا مستحقاتو
لدل أية جية إدارية أخرل أيا كاف سبب االستحقاؽ ،كىذا كمو مع عدـ اإلخبلؿ بحقيا في الرجكع عميو
قضائيا إذا لـ تتمكف مف استيفاء مف حقكقيا بالطريؽ اإلدارم.4
يمكف لمجية التي أناط بيا المشرع صبلحية المصادقة عمى الصفقة أف تعدؿ عف ذلؾ ،كىك ما يفيـ
مف نص المادة 73الذم جاء فيو بأنو "عندما يتعمؽ األمر بالصالح العاـ ،يمكف المصمحة المتعاقدة أثناء
كؿ مراحؿ إبراـ الصفقة العمكمية إعبلف إلغاء اإلجراء أك المنح المؤقت لمصفقة ،كال يمكف المتعيديف أف
-1مفتاح خميفة عبد الحميد ،المعيار المميز لمعقد اإلدارم ،دار المطبكعات الجامعية ،اإلسكندرية ،2007 ،ص ،169كىك ما أكدتو المحكمة
اإلدارية العميا بمصر بقكليا "..كقرار لجنة البت بإرساء المناقصة عمى أحد المتقدميف ليس الخطكة األخيرة في التعاقد ،كانما يعد إجراءا تمييديا
في عممية العقد اإلدارم المركبة ،"..عائشة خمدكف ،المرجع السابؽ ،ص .420
2
- Mohamed KOBTAN, le régime juridique des contrats du secteur public, Alger, OPU, 1984, p 42.
-3قرار مجمس الدكلة ،الغرفة األكلى ،رقـ ،078670المؤرخ في ،2014/02/06مجمة مجمس الدكلة ،العدد الثالث عشر ،2015 ،ص .86
-4المادة 21مف قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم الصادر بالقانكف رقـ 89لسنة ( 1998المعدؿ كالمتمـ).
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يطمبكا أم تعكيض في حاؿ عدـ اختيار عركضيـ أك في حاؿ إلغاء اإلجراء أك المنح المؤقت لمصفقة
العمكمية".
فعمى سبيؿ المثاؿ إف كاف مف شأف تعاقد المصمحة المتعاقدة أف ينتج عنو تأثير عمى اإلعتمادات
المالية المخصصة ليا جاز ليا إلغاء اإلجراء كالعدكؿ عنو لمحفاظ عمى مكازنتيا المالية ،كبالتالي تحقيؽ
المصمحة العامة ،1إال أف ذلؾ يعكس خطكرة كبيرة كمساسا بمبدأ نزاىة العممية كشفافيتيا ،لذلؾ البد مف
تكافر األسباب الجدية لذلؾ تحت طائمة تحمؿ المصمحة المتعاقدة لتبعات ما قد ينجـ عف سكء استغبلؿ
لسمطاتيا في ىذا الشأف.
كما يمكف طبقا لمفقرة الثانية مف المادة 04مف المرسكـ الرئاسي 247/15لكؿ سمطة مف السمطات
التي خكليا المشرع صبلحية المكافقة عمى الصفقة تفكيض ىذه الصبلحية إلى المسؤكليف المكمفيف ،بأم
حاؿ بإبراـ كتنفيذ الصفقات العمكمية طبقا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا.
كتجدر اإلشارة إلى أف التفكيض في مجاؿ الصفقات العمكمية ينصب عمى األعماؿ المتعمقة بمتابعة
الصفقة مف خبلؿ إجراءات تحضيرىا ككضعيا مكضع التطبيؽ ،كال ينصرؼ ذلؾ إلى المكافقة عمى إبراـ
الصفقات ،ذلؾ أف ما كرد في أحكاـ ىذه الفقرة يتفؽ كالمبادئ التي تحكـ عممية التفكيض اإلدارم التي
تنصرؼ لمباشرة األعماؿ اليكمية كالركتينية لئلدارة ،دكف أف يشمؿ ذلؾ الق اررات األساسية التي تقتصر
صبلحية اتخاذىا عمى ممثؿ السمطة دكف غيره ،كالتي ال يمكف تفكيض أمر اتخاذىا ،نظ ار لآلثار التي قد
تنجـ عنيا كالتي مف شأنيا أف تؤثر عمى اإلدارة العامة كمستقبميا سكاء اإلدارم أك المالي ،لذلؾ ال يمكف
تفكيض ىذا االختصاص لممرؤكسيف كالمساعديف.2
المطمب الثاني:
ضمانات تنفيذ الصفقات العمومية.
يمثؿ دخكؿ الصفقات العمكمية حيز التنفيذ ترجمة كاقعية لمحقكؽ كااللتزامات التي يتعيف عمى
األطراؼ احتراميا كالتقيد بضكابطيا ،ففي مقابؿ ما يتمتع بو المتعامؿ المتعاقد مف حقكؽ ،تتمتع المصمحة
المتعاقدة بسمطات كبمركز قانكني ال مثيؿ لو عقكد القانكف الخاص ،حيث تتمتع ىذه األخيرة فيما تبرمو
مف صفقات بمركز متميز في مكاجية المتعاقد معيا ،1فبل تتساكل مصمحة اإلدارة المتعاقدة مع مصمحة
المتعاقد معيا ،إذ يجب أف يعمك الصالح العاـ عمى المصمحة الفردية الخاصة ،كمف ىنا يبدكا جميا أف
الصفقات العمكمية تتميز بطابع خاص مناط احتياجات المرفؽ العاـ الذم تستيدؼ الصفقة تسييره،
كتغميب كجو المصمحة العامة عمى المصمحة الخاصة لممتعامؿ المتعاقد ،2كمف الطبيعي أف يككف تنفيذ
الصفقة العمكمية المجاؿ الذم تظير فيو سمطات كامتيازات المصمحة المتعاقدة ،مجسدة بالتطبيقات
العممية (الفرع األكؿ) ،ضمانا لحسف تنفيذ الصفقة طبقا لممقاييس كمعايير الجكدة المتفؽ عمييا ،كذلؾ في
مقابؿ ما يتمتع بو المتعاقد مف حقكؽ تجسد تحقيؽ منفعتو الخاصة ،كالتي تعد بمثابة التزامات عمى عاتؽ
المصمحة المتعاقدة نتيجة الكفاء بالتزاماتو (الفرع الثاني) ،كالتي تسعى دائما إلى فرض منطقيا الخاص
كىك تحقيؽ المصمحة العامة.
الفرع األوؿ:
سمطات المصمحة المتعاقدة في متابعة تنفيذ الصفقة.
تستأثر المصمحة المتعاقدة بمركز تعاقدم متميز يسمح ليا تبعا لذلؾ بممارسة جممة مف السمطات
كاالمتيازات تجاه المتعامؿ المتعاقد ،قصد الضغط عميو بالشكؿ الذم يضمف حسف سير مجريات التنفيذ،
كالتي تمثؿ االلتزاـ األساسي الممقى عمى عاتؽ اإلدارة القائمة عمى تنظيـ المرفؽ العاـ كفقا ألفضؿ
األكضاع خدمة في ذلؾ لمصالح العاـ.
حيث يعطي تنظيـ الصفقات العمكمية جية اإلدارة سمطتي الرقابة كاإلشراؼ عمى تنفيذ التزامات العقد
كتكجيو مجريات تنفيذىا ،إلى جانب فرض مختمؼ الجزاءات المخكلة ليا في حالة الخركج عف مقتضيات
ىذه االلتزامات ،مع إمكانية تعديؿ ىذه االلتزامات بالشكؿ الذم يمكنيا مكاجية المستجدات التي قد تط أر
أثناء تنفيذ المتعاقد لممشركع كضركرة يفرضيا ضماف استمرار التنفيذ ،بؿ كقد ذىب التنظيـ إلى أبعد مف
ذلؾ عندما أقر لممصمحة المتعاقدة سمطة إنياء العقد بإرادتيا المنفردة كمما رأت أف المصمحة العامة
-1ربيحة سبكي ،سمطات المصمحة المتعاقدة تجاه المتعامؿ المتعاقد معيا في مجاؿ الصفقات العمكمية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف،
فرع قانكف اإلجراءات اإلدارية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،2013 ،ص .10
-2جماؿ عباس عثماف ،النظرية العامة كتطبيقاتيا في مجاؿ إلغاء العقكد اإلدارية في الفقو كقضاء مجمس الدكلة ،المكتب العربي الحديث،
اإلسكندرية ،2007 ،ص .363
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تقتضي ذلؾ ،كىي امتيازات تتمتع بيا حتى في ظؿ غياب النص لتعمقيا بالنظاـ العاـ ،دكف أف يحتج
عمييا بالقاعدة القكة الممزمة لمعقد أك بقاعدة العقد شريعة المتعاقديف بالمعنى المفيكـ مف ذلؾ في القانكف
المدني ،1كتتمثؿ ىذه االمتيازات في :
تمارس المصمحة المتعاقدة ىذا االمتياز بالشكؿ الذم يضمف تصحيح مسار التنفيذ عف طريؽ
معالجة القصكر كتدارؾ األخطاء كالمخاطر المحتممة قبؿ كقكعيا ،ضمانا لحسف سير تنفيذ المشركع محؿ
الصفقة العمكمية ،2كتنحصر ممارسة المصمحة المتعاقدة ليذه السمطة بمعناىا الضيؽ في التحقؽ مف
التزاـ ال متعاقد بمباشرة التنفيذ طبقا لما تـ االتفاؽ عميو ،ككفقا ليذا المعنى يككف حؽ الرقابة مرادفا لمعنى
اإلشراؼ (أكال) ،كلكف قد يحدث كأف يتجاكز حؽ الرقابة مدلكلو الضيؽ فبل يقتصر األمر عمى مجرد
الرقابة فقط كانما يتعدل ذلؾ إلى غاية تكجيو أعماؿ التنفيذ (ثانيا) ،3كذلؾ كفؽ ضكابط قانكنية محددة.
يمثؿ استعماؿ المصمحة المتعاقدة ليذا االمتياز المدلكؿ الضيؽ لسمطة رقابتيا عمى مجريات تنفيذ
الصفقة العمكمية ،كالذم يقكـ عمى سمطتيا في التحقؽ مف مباشرة المتعامؿ المتعاقد لمتنفيذ طبقا لمشركط
كالمكاصفات المتفؽ عمييا ،كذلؾ مف خبلؿ القياـ بأعماؿ مادية كإجراء الخرجات الميدانية التي تقكـ بيا
فرؽ متخصصة مف أجؿ معاينة التنفيذ ،4كالتحقؽ مف سبلمة األدكات كالمكاد المستعممة كجكدتيا مف
خبلؿ الفحص كاالختبار ،كمراقبة نكعية المستخدميف مف حيث الخبرة كالمؤىبلت التي يتمتعكف بيا في
إنجاز بعض األشغاؿ التي تتطمب ضركرة تكفر خبرات معينة تتطمبيا طبيعة األعماؿ مكضكع الصفقة،5
أك قياميا بأعماؿ قانكنية مف خبلؿ إصدار التعميمات كاألكامر التنفيذية كاإلنذارات لممتعاقد لتدارؾ
األخطاء كالنقائص التي تمت معاينتيا ،كذلؾ لتحسيف كرفع مستكل أداء إنجاز المشركع محؿ التعاقد عمى
أفضؿ كجو ،6كبيذا تظير المصمحة المتعاقدة كمدير تنفيذم لممشركع يسير عمى ضماف تنفيذ الصفقة
كفقا لمشركط المتفؽ عمييا.7
-1سميماف محمد الطماكل ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .431
-2ربيحة سبكي ،المرجع السابؽ ،ص .13
-3سميماف محمد الطماكل ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .433
-4يكسؼ حكرم ،سمطات اإلدارة في مجاؿ الصفقات العمكمية ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ
العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ ،2013/05/20ص .03
-5ربيحة سبكي ،المرجع السابؽ ،ص .15
-6عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .256
-7سميماف محمد الطماكم ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .433
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يمثؿ ىذا الحؽ الكجو اآلخر لسمطة رقابة المصمحة المتعاقدة عمى مجريات تنفيذ الصفقة ،بالشكؿ
الذم يسمح ليا بالتدخؿ في أكضاع تنفيذ المشركع كتكجيو األعماؿ ،كاختيار أنسب الطرؽ الفنية كأفضؿ
األدكات كاآلالت التي تؤدم إلى تنفيذ الصفقة كفؽ أفضؿ المكاصفات كالشركط الفنية ،1كىك يمثؿ امتيا از
ى اما كضركريا لممصمحة المتعاقدة ،كعمى ذلؾ فإف الفائدة الحقيقية لسمطة الرقابة تبدكا حينما يتـ االعتراؼ
لئلدارة بتجاكز ىذا النظاـ الضيؽ باإلشراؼ عمى التنفيذ ،كتمكينيا مف تكجيو مختمؼ أعماؿ التنفيذ
بالشكؿ الذم يخدـ تحقيؽ الصالح العاـ.
تتـ مباشرة حؽ التكجيو عمى المستكل الميداني مف خبلؿ ما تتمتع بو مف سمطة في إصدار األكامر
كالتعميمات التي تعد كسيمة أساسية في بسط رقابتيا عمى التنفيذ ،تبدم مف خبلليا مبلحظاتيا حكؿ كؿ ما
يتعمؽ بمكضكع الصفقة ،مما يجعؿ المتعاقد متمقيا لتمؾ التعميمات كمستجيبا لتدخميا المستمر في تحديد
أكضاع التنفيذ ،2لذلؾ تعتبر سمطة اإلشراؼ كالرقابة مف النظاـ العاـ ،فبل يمكف التنازؿ عنيا أك تجاكز
مقتضياتيا أك االتفاؽ عمى ما يخالفيا ضمانا لحسف سير المرافؽ العامة ،3كفي مقابؿ ذلؾ ال ينبغي
االعتقاد بأف مصمحة الطرؼ المتعاقد قد تـ التضحية بيا في ظؿ االعتراؼ لممصمحة المتعاقدة بممارسة
ىذه السمطات ،كانما بإمكانو االعتراض عف كؿ ما يشكب تصرفاتيا التي تخرج عف نطاؽ المشركعية،
ذلؾ أنيا مقيدة في ذلؾ بضكابط محددة تتمثؿ في:
-االلتزاـ بالباعث األساسي لمرقابة ،كىك تحقيؽ المصمحة العامة مما يجعميا ممزمة باالبتعاد عف أم
سمكؾ مف شأ نو أف يؤدم إلى عزكؼ المتعاقد عف أداء التزاماتو المتعيد بيا ،4مما يفتح باب النزاع
النزاع بيف الطرفيف كتحكؿ المتعاقد مف مساعد كمشارؾ لئلدارة إلى خصـ تجمعو بيا ساحات
القضاء ،5كىك ما ال يخدـ المصمحة المرجكة مف إبراـ الصفقات العمكمية.
-االلتزاـ بحدكد المشركعية في إصدار الق اررات المتعمقة بالرقابة عمى التنفيذ.
-عدـ المساس بطبيعة كمضمكف الصفقة ،حيث ال يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تتخذ مف سمطتيا
في الرقابة كالتكجيو ستا ار لممساس بجكىر كطبيعة عقد الصفقة ،بالشكؿ الذم يؤدم إلى تغيير
مضمكنو أك قمب القتصادياتو.6
-1مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .78
2
- Christophe LAJOYE, op.cit, p 172.
-3فضيمة عاقمي ،النظاـ القانكني لمصفقات العمكمية كدكره في تسيير الماؿ العاـ ،مجمة االجتياد لمدراسات القانكنية كاالقتصادية ،المركز الجامعي،
الجامعي ،تامنغست ،الجزائر ،العدد التاسع ،سبتمبر ،2015ص .47
-4ربيحة سبكي ،المرجع السابؽ ،ص .26
-5عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،تنفيذ العقد اإلدارم كتسكية منازعاتو قضاء كتحكيما ،منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية ،2009 ،ص .36 ،35
-6سميماف محمد الطماكم ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .478
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تعد سمطة التعديؿ أحد أىـ السمات التي تميز الصفقات العمكمية عف عقكد القانكف الخاص ،فيي
تتقرر لممصمحة المتعاقدة دكف الحاجة إلى النص عمييا ،كبمقتضى ىذه السمطة تممؾ المصمحة المتعاقدة
مف جانبيا كحدىا كبإرادتيا المنفردة عمى خبلؼ المألكؼ في معامبلت األفراد فيما بينيـ طبقا لممادة 136
حؽ تعديؿ الصفقة أثناء تنفيذىا ،بما يتضمف زيادة أك إنقاص التزامات المتعاقد معيا ،1كبصكرة لـ تكف
معركفة كقت إبراـ الصفقة ،مما يسمح ليا باحتكاء مختمؼ المستجدات دكف أف يحتج عمييا بقاعدة الحؽ
المكتسب أك بقاعدة أف العقد شريعة المتعاقديف ،ذلؾ أف طبيعة الصفقات العمكمية كأىدافيا كقياميا عمى
فكرة استم اررية المرافؽ العامة ،تفترض مقدما حدكث تغيير في ظركؼ العقد كمبلبساتو كطرؽ تنفيذه تبعا
لمقتضيات سير ىذه المرافؽ ،2شريطة أف ال يؤدم ىذا التعديؿ إلى تغيير محتكل العقد فيحكلو إلى عقد
جديد.3
لكي ال تنحرؼ المصمحة المتعاقدة في ممارسة ىذه السمطة ،التي مكنت بيا مف أجؿ تدارؾ
المستجدات التي قد تط أر أثناء عممية التنفيذ ،عمؿ المشرع عمى تنظيـ تفاصيؿ ىذه العممية كايراد مبادئيا
كأحكاميا العامة ،ككذا ضكابط ممارستيا بالشكؿ الذم يضمف عدـ انحراؼ المصمحة المتعاقدة في
ممارسة ىذه السمطة مف جية ،كضماف حقكؽ الطرؼ اآلخر في الصفقة مف جية أخرل.4
تممؾ المصمحة المتعاقدة سمطة القياـ بتعديبلت انفرادية عمى االلتزامات التعاقدية بالشكؿ الذم يتكافؽ
مع ما قد يط أر مف متغيرات كمستجدات أثناء عممية التنفيذ ،محاكلة منيا لمتأقمـ مع تمؾ المتغيرات
كالتحكالت التي تعرفيا الظركؼ االقتصادية المحيطة بيا ،كذلؾ كفقا لآلليات القانكنية المتاحة ليا.5
مكف تنظيـ الصفقات العمكمية المصمحة المتعاقدة بمكجب المادة 135بإبراـ ممحؽ بقكليا " يمكف
لممصمحة المتعاقدة أف تمجأ إلى إبراـ مبلحؽ لمصفقة في إطار أحكاـ ىذا المرسكـ " ،كيعد ىذا األخير
اتفاؽ إضافي لمصفقة ىدفو تعديؿ بند أك عدة بنكد تعاقدية تضمنتيا الصفقة األصمية يحتمؿ زيادة
-1محمد فؤاد عبد الباسط ،أعماؿ السمطة اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .403
-2مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .80
-محمكد خمؼ الجبكرم ،المرجع السابؽ ،ص .141
- Mohamed KOBTAN, op.cit, p 75.
-3سمير عبد العالي ،الصفقات العمكمية كالتنمية ،ط ،1مطبعة المعارؼ الجديدة ،الرباط ،2010 ،ص .53
-4ربيحة سبكي ،المرجع السابؽ ،ص .46
-5نفس المرجع ،ص .56
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الخدمات أك اآلجاؿ أك اإلنقاص منيا ،1كىذا طبقا لممادة 136التي أفادت بقكليا "يشكؿ الممحؽ كثيقة
تعاقدية تابعة لمصفقة كيبرـ في جميع الحاالت إذا كاف ىدفو زيادة الخدمات أك تقميميا ك/أك تعديؿ بند أك
عدة بنكد تعاقدية في الصفقة."..
-/1-1شروط إبراـ الممحؽ:
أف يصدر الممحؽ في شكؿ كتابي ،كيككف مرقما كمؤرخا ،2كمصادؽ عميو مف قبؿ السمطات
المختصة.
أف يخضع الممحؽ لنفس الشركط االقتصادية األساسية لمصفقة األصمية :إذ يطبؽ في الممحؽ األسعار
التعاقدية المكضكعة مسبقا ،3مع إمكانية اتفاؽ طرفي الصفقة عمى تحديد أسعار جديدة في حالة تعذر
عمييما تطبيؽ األسعار التعاقدية المحددة سمفا في الصفقة.4
أف تحترـ المصمحة المتعاقدة عند لجكئيا لمممحؽ قكاعد المنافسة ،حيث أف لمممحؽ آثار عمى الصفقة
األصمية سكاء بالزيادة أك بالنقصاف ،لذلؾ يجب أف ال يمس ىذا بالمنافسة التي يجب الحفاظ عمييا
كمنع أم ممحؽ قد يسيء إلييا.5
أف يخضع الممحؽ كأصؿ عاـ لمرقابة التي تخضع ليا الصفقة األصمية ،إال في الحاالت االستثنائية
التالية:
-إذا كاف مكضكع الممحؽ ال يعدؿ تسمية األطراؼ المتعاقدة كالضمانات التقنية كالمالية كأجؿ
التعاقد.
-إذا لـ يكف لو أثر مالي عمى الصفقة.
-إذا لـ يتجاكز مبمغو أك المبمغ اإلجمالي لمختمؼ المبلحؽ نسبة عشرة في المائة ()%10
زيادة أك نقصانا.
أف ال يؤدم الممحؽ إلى إخبلؿ التكازف االقتصادم لمصفقة أك تغيير ممحيا ،إذ يجب أف ال يؤثر عمى
الصفقة بصفة جكىرية تعمؿ عمى قمب اقتصادياتيا رأسا عمى عقب ،6ذلؾ أف كؿ تعديؿ يمس بشركط
بشركط الصفقة األصمية أثناء مدة سريانيا بصفة جكىرية ،سيؤدم حتما إلى إنشاء صفقة جديدة ،لذلؾ
1
- HOEPFFNER Hélène, la modification du contrat administratif, thèse de doctorat en droit public, université
Panthéon –Assas (Paris2), 2008, édition L.G.D.J , Paris, 2009, p 276, 277.
2
- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 160.
-3سياـ شقطمي ،النظاـ ال قانكني لمممحؽ في الصفقة العمكمية في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف ،جامعة برج باجي
مختار ،عنابة ،2011/2010 ،ص .32
-4المادة 137مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-5ربيحة سبكي ،المرجع السابؽ ،ص .58
-6محفكظ عبد القادر ،سمطة اإلدارة في التعديؿ االنفرادم لمعقد اإلدارم (دراسة مقارنة) ،مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ ،كمية
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تممساف ،2014/2013 ،ص .55
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ألزمت المادة 9/136مف المرسكـ الرئاسي 247/15المصمحة المتعاقدة في حالة تجاكز مبمغ الممحؽ
أك المبمغ اإلجمالي لمختمؼ المبلحؽ بالزيادة أك النقصاف خمسة عشر مف المائة ( )%15مف المبمغ
األصمي لمصفقة بالنسبة لمدراسات ،الخدمات ،كالمكازـ كعشريف مف المائة ( )%20لصفقات األشغاؿ
بتقديـ تبرير لدل لجن ة الصفقات المختصة بأنو لـ يتـ المساس بالشركط األصمية لممنافسة ،كأنو لـ يتـ
التراجع فييا ،كأف إعبلف إجراء جديد بعنكاف الخدمات بالزيادة ال يسمح بإنجاز المشركع حسب الشركط
المثمى لآلجاؿ كاألسعار.1
يبلحظ أف تنظيـ الصفقات العمكمية أعفى المصمحة المتعاقدة مف تبرير لجكئيا في إبراـ المبلحؽ
لدل لجنة الصفقات المختصة إذا لـ تبمغ قيمة الممحؽ أك القيمة اإلجمالية لمعديد مف المبلحؽ %15مف
المبمغ األصمي لمصفقة بالنسبة لمدراسات ،الخدمات ،كالمكازـ كعشريف مف المائة ( )%20لصفقات
األشغاؿ العمكمية ،كىك األمر الذم يؤدم إلى إفبلتيا مف الرقابة عمى أساس أف قيمتيا اإلجمالية لـ تبمغ
النسب المحددة ،لذلؾ فمف األجدر أف تخضع جميع المبلحؽ لمرقابة حتى كلك لـ تبمغ ىذه النسب
المحددة ،ثـ إننا نتساءؿ أال يعتبر الماؿ المتعاقد بو سكاء قؿ أك كثر ماال عاما يتعيف تكفير كافة
الضمانات التي تؤمف حمايتو مف أشكاؿ الفساد كالتبديد ؟
يمكف طبقا لممادة 8/136إبراـ ممحؽ لصفقة تـ تنفيذ مكضكعيا ،عندما تبرر الظركؼ ذلؾ ألداء
خدمات أك اقتناء لكازـ لمتكفؿ بالنفقات الضركرية لضماف مكاصمة المرفؽ العاـ الذم أنشئ مف قبؿ ،كذلؾ
قبؿ االستبلـ النيائي لمصفقة كبعد أف يقرر مسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير أك الكالي المعني بذلؾ
حسب الحالة ،شريطة أف ال تككف في كسع المصمحة المتعاقدة تكقع الظركؼ التي استدعت ىذا التمديد،
كأف ال تككف نتيجة ممارسات مماطمة مف طرفيا ،كأف ال تتجاكز مدة الممحؽ ثبلثة ( )03أشير كالكميات
بالزيادة نسبة %10مف مبمغ األصمي لمصفقة ،كميما يكف مف أمر يجب أف ال يؤدم الممحؽ إلى قمب
اقتصاديات الصفقة كتغيير مكضكعيا إال في حالة ما طرأت عمى ذلؾ تبعات تقنية غير متكقعة كخارجة
عف إرادة الطرفيف.
ييدؼ ىذا النكع مف المبلحؽ إلى األخذ في الحسباف زيادة حجـ األشغاؿ أك تقميميا ،2إما تعديبلت
في الكمية كطبيعة األشغاؿ ،كاما تعديبلت في مدة التنفيذ أك تعديبلت تتعمؽ بسعر الصفقة إذا لـ تكف
ىذه األخيرة مبرمة بناء عمى سعر ثابت غير قابؿ لممراجعة ،كيشمميا الممحؽ بالزيادة أك النقصاف.3
يعد ىذا النكع مف األشغاؿ تابع كمكمؿ إلنجاز مكضكع الصفقة ،كتككف مراجعة األسعار في ىذا
الممحؽ بناء عمى الصيغة المتضمنة في الصفقة األصمية ،كتككف األسعار المقترحة محؿ مفاكضات بيف
األطراؼ المتعاقدة.1
يتـ المجكء إلى ىذا النكع مف المبلحؽ في حالة تغيير أحد طرفي الصفقة سكاء تعمؽ األمر
بالمصمحة المتعاقدة أك المتعامؿ المتعاقد ،فإذا انصب التغيير عمى المصمحة المتعاقدة فإف ذلؾ ال يتطمب
دائما إبراـ ممحؽ لكف مف الضركرم أف يصدر في شكؿ أمر مصمحة يبمغ لممتعامؿ المتعاقد ،أما إذا
انصب ىذا التغيير عمى ىذا األخير كحالة كفاتو أك عدـ أىميتو ،فعندىا يجب إبراـ ممحؽ تغيير ،2إذا
قبمت المصمحة المتعاقدة العركض التي يتقدـ بيا إلييا كرثتو الستكماؿ األشغاؿ ،كفي خبلؼ ذلؾ يتـ
فسخ الصفقة بحكـ القانكف دكف أم تعكيض ،كنفس األمر يطبؽ عمى حالة التسكية أك اإلفبلس ،3إلى
جانب ذلؾ يجب أف يراعي ىذا النكع مف المبلحؽ المسائؿ المتعمقة بالرىف الحيازم كالكفالة ،إعداد قفؿ
الحسابات كمحاضر التسميـ مع المتعامؿ المتعاقد السابؽ ،أىمية المتعاقد الجديد إلبراـ الصفقات العمكمية
خصكصا فيما يتعمؽ بالتصنيؼ الميني كااللتزامات الضريبية كاالجتماعية ،تحمؿ المسؤكليات فيما يتعمؽ
باألشغاؿ المنجزة.4
يخكؿ ىذا النكع مف المبلحؽ لممصمحة المتعاقدة إيقاؼ كقفؿ الخدمات المنفذة فعبل بصفة نيائية،
كالتي يتـ المجكء إلييا بشكؿ استثنائي ينبغي تبريره في حالة المجكء إليو كتبريره بحالة التخمي عف المشركع
بقرار مف المصمحة المتعاقدة ،كحالة القكة القاىرة أك التسكية الكدية لمنزاع.5
ما يبلحظ أف الضكابط التي نظـ بيا المشرع ىذه التقنية قد جاءت قاصرة نكعا ما ،فقد اكتفي ىذا
األخير بتحديد حاالت المجكء إليو ،كتبرير إبرامو لدل لجاف الصفقات المختصة إلى جانب استثناءات عدـ
خضكعو لييئات الرقابة القبمية دكف أم ضابط يؤمف مشركعية المجكء إليو ،فقد جاء في نص المادة
4/136عمى أنو " عندما ال يمكف الكميات المحددة في الصفقة تحقيؽ مكضكعيا ،السيما في حالة
-1ككثر بف ممككة ،النظاـ القانكني لمممحؽ في الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة بيف المرسكـ الرئاسي 247/15كالمرسكـ الرئاسي 236/10
(الممغى) ،مجمة مجاميع المعرفة ،معيد العمكـ االقتصادية ،التجارية كعمكـ التسيير ،المركز الجامعي ،تندكؼ ،العدد الخامس ،أكتكبر ،2017
ص .228
-2مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .83
-3المادة 37مف القرار المؤرخ في ،1964/11/21المتضمف المصادقة عمى دفتر الشركط اإلدارية العامة.
-4ربيحة سبكي ،المرجع السابؽ ،ص .63
5
- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 164.165.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
صفقات األشغاؿ ،باستثناء الحاالت التي ترجع لمسؤكلية المؤسسة ،فإنو يمكف المصمحة المتعاقدة ،في
انتظار إنياء الممحؽ إصدار أكامر بالخدمة تسمح باألمر بخدمات إضافية ك/أك تكميمية ،كفي حالة
الخدمات التكميمية بأسعار جديدة ،يمكف المصمحة المتعاقدة إصدار أكامر بالخدمة بأسعار مؤقتة".
مكنت فحكل ىذا النص المصمحة المتعاقدة بمركنة كاسعة في تكجيو أكامر بالخدمة لممتعاقد في
صكرة أعماؿ إضافية أك تكميمية حتى كلك كانت بأسعار جديدة ،كىك ما يدفعنا بالتساؤؿ حكؿ تحقؽ ىذه
الكضعية في ظؿ التحضيرات كالدراسات المسبقة التي ترتكز عمى تحديد الكمية إلنجاز المشركع ،ثـ أف
المجكء المصمحة المتعاقدة إلبراـ الممحؽ في ىذه الحالة يعكس مدل تقصير المصمحة المتعاقدة في عممية
تحضيرىا لمصفقة ،فإذا كاف الغرض مف إضفاء ىذه المركنة ىك تمكيف المصالح المتعاقد بدفع حركية
تسيير المشاريع محؿ الصفقات العمكمية ،إال أف األمر يتطمب إخضاع ىذه المركنة لضكابط معينة تعمؿ
عمى عقمنة المجكء ليذه التقنية ،كتبريرىا بتكافر حالة طارئة تمزـ المصمحة المتعاقدة بإعماؿ سمطتيا في
التعديؿ باعتبارىا أماـ حالة تمزميا بإدخاؿ التعديبلت المناسبة بما يضمف مجريات تنفيذ الصفقة.
يمكف إدخاؿ تعديبلت عمى شركط الصفقة أثناء تنفيذىا كذلؾ خارج اإلطار التعاقدم أك اتفاؽ
األطراؼ المتعاقدة عمى ىذا التعديؿ ،كذلؾ نتيجة لتدابير تتخذىا المصالح المتعاقدة أك لمستجدات طارئة
مف شأنيا أف تؤدم إلى تغيير شركط تنفيذ الصفقة ،دكف أف يككف اليدؼ مف كرائيا إحداث تعديبلت
عمى الصفقة التي أبرمتيا ،1كيرتبط ىذا التعديؿ بػ:
يقصد بيا كؿ األعماؿ كاإلجراءات اإلدارية المشركعة التي تتخذىا كتصدرىا السمطة اإلدارية
المتعاقدة ،دكف أف يككف اليدؼ منيا إحداث تعديبلت عمى العقد الذم أبرمتو ،كلكف مف شأنيا زيادة
األعباء المالية بالنسبة لمطرؼ المتعاقد معيا أك زيادة االمتيازات المنصكص عمييا في العقد الذم يشكؿ
مخاطر إدارية استثنائية كغير مألكفة ،كالتي بسببيا يتحمؿ ىذا األخير أعباء إضافية ،2تبرر أحقيتو في
التعكيض مف أجؿ إصبلح الضرر كاعادة التكازف القتصاديات العقد.
تتمخص ىذه النظرية في أف تط أر أثناء تنفيذ الصفقة ظركؼ اقتصادية لـ تكف في الكسع تكقعيا مف
قبؿ طرفي الصفقة مف شأنيا أف تضع عمى عاتؽ المتعامؿ المتعاقد بعض األعباء 3تؤدم إلى اختبلؿ
-1مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .83
-2نعيـ مغبغب ،عقكد مقاكالت البناء كاألشغاؿ العامة كالخاصة (دراسة في القانكف المقارف) ،ط ،3د.د.ف ،لبناف ،2001 ،ص .385
-3ربيحة سبكي ،المرجع السابؽ ،ص .70
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
اقتصاديات العقد كشركط تنفيذه ،مما يدفع بالمصمحة المتعاقدة إلى إبراـ ممحؽ بيدؼ إعادة التكازف المالي
لمصفقة كتعكيضو عف الخسائر التي تحمميا نتيجة الظرؼ الطارئ ،مجسدة بذلؾ مشاركتيا لممتعامؿ في
تحمؿ نصيب مف تمؾ األعباء اإلضافية لتمكينو مف تنفيذ التزاماتو التعاقدية ،كتجد ىذه النظرية تطبيقيا
الكاسع ضمف صفقات األشغاؿ العامة نظ ار لطكؿ مدة اإلنجاز ،مما قد يعرؼ حدكث بعض الظركؼ
االستثنائية التي تؤدم إلى تأجيؿ تنفيذىا.1
مف المعمكـ أف ممارسة المصمحة المتعاقدة لسمطتيا في تعديؿ الصفقات العمكمية بإرادتيا المنفردة
ليست مطمقة ،كانما ىي مقيدة في ذلؾ بجممة مف الضكابط المتمثمة في:
-1سحر جابر يعقكب ،فسخ العقد اإلدارم الستحالة التنفيذ بسبب الظركؼ الطارئة ،مجمة الككفة لمعمكـ القانكنية كالسياسية ،كمية القانكف ،جامعة
الككفة ،العراؽ ،العدد السابع ،2008 ،ص .148
-2ابراىيـ الشارؼ الطاىر تفكقو ،الصعكبات التي تكاجو تنفيذ العقد اإلدارم (دراسة مقارنة) ،دار المطبكعات الجامعية ،اإلسكندرية ،2010 ،ص
.80
-3سياـ شقطمي ،المرجع السابؽ ،ص .56
-4نفس المرجع ،ص .41
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
إذا كاف مف حؽ المصمحة المتعاقدة تعديؿ الصفقة بإرادتيا المنفردة ،فإف استئثارىا بيذه السمطة يجب
أف ال يتعارض مع كاجبيا في ضماف التكازف المالي لمصفقة ،بمعنى أف ال يحدث ىذا التعديؿ خمبلن بيذا
التكازف ،بأف يجعؿ التزامات المتعامؿ المتعاقد ال تتناسب بتاتا مع حقكقو ،3كأف ال يمس بالمزايا المالية
لممتعاقد معيا كالمتفؽ عمييا في الصفقة 4أك أف يمحؽ بو خسائر لـ يكف يتكقعيا كقت إقدامو عمى
التعاقد ،5كأما في حالة ما نتج عف ممارسة المصمحة المتعاقدة ليذه السمطة إخبلال بالتكازف المالي بما
يرىؽ المتعاقد معيا ،جاز ليذا األخير المطالبة بالتعكيض بالقدر الذم يعيد القتصاديات العقد تكازنيا،
كالذم يشمؿ ما فات مف كسب كما لحقو مف خسارة.6
ينبغي أف ال يؤدم التعديؿ إلى تغيير جكىر كطبيعة الصفقة ،أك تجديد محميا بما يختمؼ عف المحؿ
الذم انصرفت إليو إرادة أطراؼ الصفقة سابقا ،كىذا يعني أنو يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تراعي
في إصدار قرار التعديؿ الدقة في مضمكنو بما ال يؤدم إلى انصرافو إلى مكضكع جديد يختمؼ كمية عف
مكضكع الصفقة األصمي ،بحيث ال تربطيا بو صمة ،أك التي يحتاج تنفيذىا أكضاع جديدة تختمؼ تماما
عف تمؾ المتفؽ عمبيا ،7لذلؾ يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة في ممارستيا لسمطة التعديؿ األخذ بعيف
االعتبار إمكانيات المتعامؿ المتعاقد الفنية كالمالية التي ركعيت عند اإلبراـ ،كالتي تـ عمى أساسيا التعاقد
معو ،كأال تذىب إلى الحد الذم يؤدم إلى قمب اقتصاديات الصفقة أك تغيير في طبيعتيا كجكىرىا.
إف القكؿ بممارسة المصمحة المتعاقدة ليذه السمطة لتدارؾ المستجدات أثناء عممية تنفيذ الصفقة،
يرتب عمى عاتقيا ضماف التكازف المالي لمصفقة ،كمراعاة إمكانيات المتعاقد المالية كالفنية ،بحيث أف ال
يؤدم التعديؿ إلى تحميمو أعباء جديدة تتجاكز قدراتو عمى النحك الذم يدفعو بالمطالبة بفسخ الصفقة كىذا
بطبيعة الحاؿ ما ال يخدـ المصمحة العامة كيزرع الثقة بيف اإلدارة كمختمؼ المتعامميف.1
يمكف لئلدارة تكقيع جزاءات متعددة نتيجة إخبلؿ المتعاقد اللتزاماتو ،سكاء تمثؿ ىذا اإلخبلؿ في
االمتناع عف التنفيذ ،أك في التأخير فيو أك القياـ بتنفيذه في صكرة مخالفة لمشركط كالمكاصفات المتفؽ
عمييا ضمف العقد ،2ثـ إف ىذه المخالفات مف جانب المتعاقد ال تخؿ بااللتزاـ التعاقدم فحسب ،كانما
تنطكم عمى مساس بالمرفؽ العاـ الذم يتصؿ بالعقد مما يضر بالمصمحة العامة ،3لذلؾ ينبغي عمى
طرفي العقد (الصفقة) التقيد ببنكده كتنفيذه تنفيذا عينيا كدقيقا ،كتفادم كؿ ما مف شأنو المساس بيذا
التنفيذ ،كمف أجؿ ذلؾ كضمانا لحسف تنفيذ الصفقة أقر المشرع جممة مف الضكابط القانكنية البلزمة،
كالجزاءات لمكاجية الطرؼ المتعاقد المخؿ بالتزاماتو التعاقدية ،كالتي انقسمت ىي األخرل بيف جزاءات
ضاغطة كأخرل مالية قصد إرغامو عمى الكفاء بالتزاماتو التعاقدية كفقا لما تـ االتفاؽ عميو.
تتمتع المصمحة المتعاقدة أثناء تنفيذ الصفقة العمكمية بسمطة تكقيع جممة مف الكسائؿ الضاغطة،
كاإلجراءات القسرية التي تمكنيا مف إرغاـ المتعاقد المقصر عمى الكفاء بالتزاماتو ،كذلؾ بأف تحؿ محمو
في التنفيذ أك تكمؼ أحد المتعامميف االقتصادييف اآلخريف بتنفيذىا عمى حسابو كتحت مسؤكليتو ضمانا
الستم اررية التنفيذ.4
كمف بيف كسائؿ الضغط التي يمكف أف تمارسيا المصمحة المتعاقدة تجاه المتعاقد ،سحب المشركع
مف المقاكؿ في صفقات األشغاؿ كاسناده لشخص كتحت مسؤكليتو ،5بينما تأخذ في صفقة المكازـ
(التكريد) صكرة الشراء عمى حساب كمسؤكلية المكرد مع اإلبقاء عمى العبلقة التعاقدية قائمة معو كمنتجة
آلثارىا ،ذلؾ أف ىذه الجزاءات بمثابة جزاءات مؤقتة ال يترتب عنيا إنياء العقد ،كانما ىي كسيمة في يد
-1مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .87
-2ماجد راغب الحمك ،العقكد اإلدارية كالتحكيـ ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2004 ،ص .112
-3فكزية سكراف ،سمطة اإلدارة في تكقيع الجزاءات اإلدارية عمى المتعاقديف معيا في العقكد اإلدارية ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية،2017،
ص.57
-4سعيد عبد الرزاؽ باخبيرة ،سمطة اإلدارة ا لجزائية في أثناء تنفيذ العقد اإلدارم (دراسة مقارنة) ،أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في القانكف العاـ،
كمية الحقكؽ ،بف عكنكف ،جامعة الجزائر يكسؼ بف خدة ،2008/2007 ،ص .235
5
- Christophe LAJOYE, op.cit, p 175.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المصمحة المتعاقدة إلرغاـ المتعاقد عمى تنفيذ العقد بالكفاء بالتزاماتو ضمانا لحسف سير المرفؽ العاـ،1
كىك ما استقرت عميو المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في 1998/03/11بقكليا " مف المقرر قانكنا أنو
في االلتزاـ بعمؿ ،إذا لـ يقـ المديف بتنفيذ االلتزاـ جاز لمدائف أف يطمب ترخيصا مف القاضي في تنفيذ
االلتزاـ عمى نفقة المديف إذا كاف ىذا التنفيذ ممكنا ،كلما كاف في قضية الحاؿ أف الطاعنة لجأت إلى
مقاكؿ آخر الذم قاـ بتنفيذ ما التزـ بو المطعكف ضدىما المتمثؿ في تشييد مجمكعة مف المساكف المتعاقد
عمييا دكف أف تمجأ الطاعنة إلى القضاء لتطمب ترخيصا لتنفيذ االلتزاـ حسب ما يقتضيو القانكف ،كمف ثـ
فإف النعي عمى القرار المطعكف فيو تجاكز السمطة كمخالفة القانكف غير سديد يستكجب الرفض".2
تعد ىذه الجزاءات مف الجزاءات اإلدارية الغرض منيا التأثير عمى الذمة المالية لممتعاقد المخؿ ،جب ار
في ذلؾ لمضرر الذم لحؽ المصمحة المتعاقدة جراء اإلخبلؿ بالتزاماتو التعاقدية ،كتتخذ ىذه الجزاءات
إحدل الصكر التالية:
-1الغرامات المالية:
كالتي عادة ما تقترف بصفة (الغرامة التأخيرية) ألنيا تكقع عف تأخر المتعاقد أك إىمالو أك تقصيره
في تنفيذ التزاماتو ،كىي مبالغ إجمالية تقدرىا اإلدارة مقدما كتنص عمى تكقيعيا متى أخؿ المتعاقد بالتزاـ
معيف ،السيما فيما يتعمؽ بالتأخير في التنفيذ 3حفاظا عمى سير المرافؽ العامة ،كبالتالي فيي تعكيضات
جزافية متفؽ عمييا ضمف العقد ،كىي ال تمثؿ األضرار التي لحقت اإلدارة فقط ،كانما تستيدؼ إلى جانب
ذلؾ التنفيذ الفعمي طبقا لمقتضيات المصمحة العامة ،كتجد ىذه األخيرة أساسيا القانكني في المادة 147
مف المرسكـ الرئاسي 247/15كالتي جاء فييا " يمكف أف ينجر عف عدـ تنفيذ االلتزامات التعاقدية مف
قبؿ المتعاقد في اآلجاؿ المقررة أك تنفيذىا غير المطابؽ ،فرض عقكبات مالية دكف اإلخبلؿ بتطبيؽ
العقكبات المنصكص عمييا في التشريع المعمكؿ بو " ،كطبقا ألحكاـ ىذا النص فإف تكقيع ىذا النكع مف
الجزاءات مرىكف بحالتيف:
أ -/حالة عدـ تنفيذ االلتزامات محؿ التعاقد في األجؿ المتفؽ عميو:
يعتبر عنصر الزمف مف العناصر الجكىرية في التعاقد نظ ار لمعديد مف االعتبارات ،مف بينيا تمكيف
المصمحة المتعاقدة مف الدخكؿ في عبلقات تعاقدية أخرل أك االنتقاؿ إلى تنفيذ جزء آخر مف المشركع أك
البرنامج المسطر ،لذلؾ فإف أم إخبلؿ مف طرؼ المتعاقد بالعنصر الزمني المتفؽ عميو سيؤدم إلى
تعرضو إلى جزاء مالي في شكؿ غرامة تأخيرية ،1كىك ما قضت بو الغرفة اإلدارية بالمحكمة العميا في
قرارىا رقـ 65145الصادر بتاريخ 1989/12/16الذم جاء فيو " مف المقرر قانكنا أف غرامات التأخير
تطبؽ عند عدـ تكممة األشغاؿ في اآلجاؿ عمى أساس مكاجية بسيطة بيف تاريخ انقضاء األجؿ المتعاقد
عميو كتاريخ االستبلـ.2"..
ب -/حالة التنفيذ غير المطابؽ لموضوع الصفقة:
يفترض ىنا إخبلؿ المتعاقد مع اإلدارة بالشركط كالمكاصفات المتفؽ عمييا ككيفيات التنفيذ التي
ألزمتو المصمحة المتعاقدة بالتقيد بيا أثناء التنفيذ ،مما يعرضو لجزاء مالي ،ىذا كيككف لممصمحة المتعاقدة
الحؽ في تكقيع مثؿ ىذه الجزاءات حتى كلك لـ يترتب عف ذلؾ ضرر ،إذ أف الضرر مفترض بمجرد
تحقيؽ سبب استحقاؽ الغرامة ،أما عف اقتطاع ىذه الغرامات فقد أشارت الفقرة الثالثة مف المادة 147مف
المرسكـ الرئاسي 247/15بأف " تقتطع العقكبات المالية التعاقدية المطبقة عمى المتعامميف المتعاقديف
بمكجب بنكد الصفقة ،مف الدفعات التي تتـ حسب الشركط كالكيفيات المنصكص عمييا في الصفقة "،
كفي جميع األحكاؿ تسرم غرامة التأخير مف بداية المدة المحددة لتنفيذ االلتزاـ أك مف بداية المدة
اإلضافية التي رأت المصمحة المتعاقدة منحيا لممتعاقد في ضكء مقتضيات الصالح العاـ.
أما عف حاالت اإلعفاء مف الغرامة التأخيرية ،فقد أفادت المادة 4/147بقكليا " ...يعكد القرار
باإلعفاء مف دفع العقكبات المالية بسبب التأخير إلى مسؤكلية المصمحة المتعاقدة ،كيطبؽ ىذا اإلعفاء
عندما ال يككف التأخير قد تسبب فيو المتعامؿ المتعاقد الذم تسمـ لو في ىذه الحالة أكامر بتكقيؼ
األشغاؿ أك باستئنافيا ،كفي حالة القكة القاىرة تعمؽ اآلجاؿ كال يترتب عمى التأخير فرض العقكبات المالية
بسبب التأخير ،ضمف الحدكد المسطرة في أكامر تكقيؼ كاستئناؼ الخدمة التي تتخذىا نتيجة ذلؾ
المصمحة المتعاقدة ،"..كبذلؾ فقد غؿ المشرع يد اإلدارة في تكقيع الغرامة التأخيرية 3في حاؿ ما تكافرت
ىذه الحاالت ،كىك ما استقرت عميو الغرفة اإلدارية بالمحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في 1989/12/16
الذم جاء فيو " مف المقرر قانكنا أف غرامات التأخير تطبؽ عند عدـ تكممة األشغاؿ في اآلجاؿ..كلما
كاف ثابتا في قضية الحاؿ أف المدة المتنازع عمييا كائنة بالضبط خارج مدة تنفيذ األشغاؿ ،كالتي ال يمكف
كضعيا عمى عاتؽ المقاكؿ..مما استكجب تأييد القرار المطعكف فيو" ،4كفي كمتا الحالتيف يترتب عمى
اإلعفاء مف العقكبات المالية بسبب التأخر تحرير شيادة إدارية ،بينما إذا كاف عدـ تنفيذ الصفقة ناتج عف
خطأ المصمحة المتعاقدة أك عف تعديؿ أدل إلى قمب اقتصاديات الصفقة ذاتيا ،فإف ذلؾ ال يترتب عنو
-1محمد حسف مرعى الجبكرم ،س مطة اإلدارة في فرض الجزاءات الجنائية كالمالية في العقكد اإلدارية ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية،2014 ،
ص .131
-2قرار الغرفة اإلدارية بالحكمة العميا رقـ ،65145المؤرخ في ،1989/12/16المجمة القضائية ،العدد األكؿ ،الجزائر ،1991 ،ص .133
-3أحمد محمد ئكميد ،التنظيـ القانكني لمجزاءات المالية في العقكد اإلدارية (دراسة مقارنة) ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2017 ،ص .56
-4قرار المحكمة العميا ،رقـ ،65145المجمة القضائية ،العدد األكؿ ،1991 ،المرجع السابؽ ،ص .133
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
إعفاء المتعامؿ المتعاقد مف غرامة التأخير فحسب ،كانما يككف لو زيادة عمى ذلؾ المطالبة بحقو في
التعكيض.
يعتبر مبمغ الضماف أك ما يطمؽ عميو بالتأمينات مبالغ مالية تدفع مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد كضماف
لممصمحة المتعاقدة ،تتكقى بيا آثار األخطاء التي قد يرتكبيا أثناء مباشرة تنفيذ الصفقة العمكمية ،كيضمف
ليا قدرتو عمى تحمؿ المسؤكليات الناتجة عف تقصيره مف جراء إخبللو بالتنفيذ.1
كفي ىذا السياؽ فقد ألزـ المشرع المصالح المتعاقدة أف تحرص عمى إيجاد الضمانات التي تضمف
كجكدىا في كضعية مالية حسنة بما يكفؿ ليا حسف تنفيذ الصفقات ،2كلف يتأتى ذلؾ إال بفرض ضمانات
مالية تكضع تحت تصرؼ المصمحة المتعاقدة قبؿ بدء تنفيذ الصفقة ،كالتي تحدد ىذه الضمانات ككيفية
تحصيميا ضمف دفتر الشركط الخاص بالمنافسة أك ضمف األحكاـ التعاقدية لمصفقة ،كالتي تتمثؿ في
كفالة حسف التنفيذ ،كالتي تحدد بيف % 5ك % 10مف مبمغ الصفقة حسب طبيعة كأىمية الخدمات
الكاجب تنفيذىا بالنسبة لمصفقات التي تككف مف اختصاص المجاف القطاعية لمصفقات ،أما ما دكف ذلؾ
فتحدد بنسب تتراكح بيف % 1ك %5مف مبمغ الصفقة.3
إف مصادرة مبمغ الضماف يعد بمثابة جزاء يحمؿ في طياتو اتفاقا سابقا عمى التعكيض ،يتمثؿ في
حجز كاستحكاذ المصمحة المتعاقدة عمى ىذه التأمينات جراء إخبلؿ المتعاقد كالخركج عف التزاماتو
التعاقدية ،4كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في 2013/11/21الذم جاء فيو " حيث
أف عدـ تنفيذ األشغاؿ كتسميميا يؤدم حتما إلى عدـ رفع اليد عف الكفالة كيعد ذلؾ تعكيضا لصاحب
المشركع عف الضرر الناتج عف فسخ الصفقة عمى مسؤكلية المقاكؿ ،5"..كتبعا لذلؾ تعد مصادرة مبمغ
الكفالة حقا لممصمحة المتعاقدة نتيجة التقصير في التنفيذ حتى كلك لـ تنص عميو بنكد الصفقة ،كدكف
اتخاذ أم إجراءات قضائية أك إلزاميا بإثبات العبلقة بيف إخبلؿ المتعاقد كالضرر ،ذلؾ أف الضرر
مفترض ،إذ يكفي في ذلؾ أف ال يمتزـ المتعاقد بالكفاء بالتزامات خبلؿ اآلجاؿ المتفؽ عمييا ،كىك ما
يعرض ىذا األخير ليذا الجزاء.6
-/3التعويض:
يفرض ىذا الجزاء عمى المتعامؿ المتعاقد عند إخبللو بالتزاماتو التعاقدية ،قصد إصبلح الضرر الذم
أصاب المصمحة المتعاقدة صاحبة الصفقة مف جراء ىذا اإلخبلؿ ،لذلؾ فإف التعكيض ىك جزاء
المسؤكلية العقدية التي يتحمميا المتعامؿ المتعاقد ،1كىك الجزاء األساسي لعدـ كفاء المديف في القانكف
المدني ،2كال يككف التعكيض محدد المقدار ال في الصفقة كال في دفتر شركطيا ،فالنصكص القانكنية
المنظمة لمصفقات العمكمية كدفاتر شركطيا لـ تشر صراحة إلى الكيفية أك الطريقة التي تحصؿ بيا
اإلدارة مبمغ التعكيض ،فقد اكتفت بالحث عمى كجكب تعكيض لممصمحة المتعاقدة عف األضرار التي
لحقتيا جراء األخطاء التي ارتكبيا المتعامؿ المتعاقد معيا لجبر ىذه األضرار ،كىك ما يفيـ مف نص
المادة 152كالتي جاء فييا " ال يمكف االعتراض عمى قرار المصمحة المتعاقدة بفسخ الصفقة العمكمية
عند تطبيقيا البنكد التعاقدية لمضماف ،كالمتابعات الرامية إلى إصبلح الضرر الذم لحقيا بسبب خطأ
المتعاقد معيا ،"..كمما ال شؾ فيو أف ىذا النص قد تضمف إشارة كاضحة لمتعكيض المستحؽ لممصمحة
المتعاقدة نتيجة لمضرر الذم قد يصيبيا ،كىذا بخبلؼ المشرع المصرم الذم كاف أكثر كضكحا
بخصكص ىذه المسألة ،كىك ما عبر عنو بصريح العبارة مف خبلؿ ما أفادت بو المادة 26مف قانكف
المناقصات كالمزايدات بقكليا "...كيككف ليا أف تخصـ ما تستحقو مف غرامات كقيمة كؿ خسارة تمحؽ
بيا...مف أية مبالغ مستحقة أك تستحؽ لممتعاقد لدييا كفي حالة عدـ كفايتيا تمجأ إلى خصميا مف
مستحقاتو لدل أية جية إدارية أخرل أيا كاف سبب االستحقاؽ دكف الحاجة إلى اتخاذ أية إجراءات
قضائية".3
يخ كؿ ىذا االمتياز لممصمحة المتعاقدة إنياء الرابطة التعاقدية كقطع العبلقة بينيا كبيف المتعامؿ
المتعاقد ،كىك مف أشد الجزاءات التي قد تفرض عمى المتعاقد بعد اتخاذ جميع اإلجراءات االحت ارزية
كاإلعذارات ،4لذا يؤكد الفقياء عمى أىمية تجنب تكقيعو ،ماعدا في بعض الحاالت التي تتخذ كصؼ
المخالفات الجسيمة لبللتزامات التعاقدية بما يعرقؿ حسف سير المرفؽ العاـ ،مما يجعؿ المصمحة المتعاقدة
تفقد األمؿ كالثقة مف استم اررية المتعاقد في تنفيذ التزاماتو مستقببل ،أك باألحرل لـ يعد قاد ار عمى تأميف
التنفيذ مما يدفع باإلدارة المتعاقدة إلى االستغناء نيائيا عف مشاركة ىذا المتعاقد ،بإنياء الصفقة قبؿ
انتياء المدة المقررة ليا ،1كطبقا ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية فإف الفسخ يؤخذ إحدل الصكرتيف:
تعتبر ىذه السمطة الممنكحة لئلدارة مف الخصكصيات التي تتميز بيا الصفقات العمكمية عف عقكد
القانكف الخاص ،نظ ار لما تستيدفو مف مصمحة عامة كحسف سير المرافؽ العامة ،لذا كانت ىذه السمطة
ثابتة لمجية اإلدارية المتعاقدة طبقا لممادة 149مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15التي أفادت بقكليا "إذا
لـ ينفذ المتعاقد التزاماتو ،تكجو لو المصمحة المتعاقدة إعذا ار ليفي بالتزاماتو التعاقدية في أجؿ محدد ،كاذا
لـ يتدارؾ المتعاقدة تقصيره في األجؿ الذم حدده اإلعذار المنصكص عميو أعبله ،فإف المصمحة
المتعاقدة يمكنيا أف تقكـ بفسخ الصفقة العمكمية مف جانب كاحد ،كيمكنيا كذلؾ القياـ بفسخ جزئي
لمصفقة" ،كيفيـ مف ذلؾ أف المشرع قد مكف المصمحة المتعاقدة مف ممارسة سمطتيا في فسخ الصفقة
العمكمية بإرادتيا المنفردة ،كذلؾ بعد عدـ استجابة المتعاقد لئلعذارات المكجية إليو كالتي تدعكه فييا إلى
كجكب االلتزاـ بما تـ االتفاؽ عميو ضمف بنكد الصفقة ،2ىذا كيكفؿ القانكف لممصمحة المتعاقدة القياـ
بفسخ الصفقة مع حقيا في تكقيع غرامات التأخير 3أك المطالبة بالتعكيضات التي تصيبيا نتيجة ليذا
الفسخ لخطأ المتعامؿ المتعاقد ،كىك ما يفيـ مف نص المادة 152مف نفس المرسكـ سالؼ الذكر كالتي
جاء فييا بأنو " ال يمكف االعتراض عمى قرار المصمحة المتعاقدة بفسخ الصفقة العمكمية عند تطبيقيا
البنكد التعاقدية لمضماف ،كالمتابعات الرامية إلى إصبلح الضرر الذم لحقيا بسبب خطأ المتعاقد معيا."..
لـ يميز المشرع بيف الفسخ عمى أساس الخطأ مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد ،كالفسخ باإلرادة المنفردة
بدكف خطأ القائـ عمى المصمحة العامة طبقا لممادة 150التي أفادت بقكليا " يمكف المصمحة المتعاقدة
القياـ بفسخ الصفقة العمكمية مف جانب كاحد ،عندما يككف مبر ار بسبب المصمحة العامة ،حتى بدكف
خطأ مف المتعامؿ المتعاقد " ،كبذلؾ فإف فكرة المصمحة العامة تبدكا فكرة فضفاضة كغير محددة المعالـ،
مما يجعؿ المتعامميف المتعاقديف الكطنييف أك األجانب في حالة عدـ استقرار قانكني ،لذلؾ فقد كاف عمى
المشرع تحديد المعالـ األساسية لفكرة المصمحة العامة لمحمكؿ دكف تعسؼ المصمحة المتعاقدة.
زيادة عمى ذلؾ يمكف لممصمحة المتعاقدة فسخ الصفقة تحت مسؤكلية المتعاقد األجنبي ،في حالة
عدـ امتثالو لئلعذارات المكجية إليو نتيجة عدـ تجسيده لبلستثمار طبقا لمرزنامة الزمنية كالمنيجية المتفؽ
عمييا ضمف دفتر الشركط ،كذلؾ بعد مكافقة سمطة الييئة العمكمية أك الكزير المعني حسب الحالة.4
-1جمكؿ بف سديرة ،الجزاءات في مجاؿ تنفيذ العقكد اإلدارية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ المعمؽ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تممساف ،2015/2014 ،ص .112
2
- Mohamed Tayeb MEDJAHED, op.cit, p 54.
-3ربيحة سبكي ،المرجع السابؽ ،ص .155
-4المادة 3/84مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يشار إلى أف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية قد تضمنت بعض الممارسات ،التي يؤدم ارتكابيا مف
قبؿ المتعاقد إلى حؽ المصمحة المتعاقدة في تكقيع الجزاءات الفاسخة ،كىك ما أفادت بو المادة 69بقكليا
بأنو "...إذا اكتشفت المصمحة المتعاقدة ،بعد إمضاء الصفقة ،أف المعمكمات التي قدميا صاحب الصفقة
العم كمية زائفة ،فإنيا تأمر بفسخ الصفقة تحت مسؤكلية المتعامؿ المتعاقد دكف سكاه " ،في حيف أكدت
المادة 89بأف القياـ بأم عمؿ أك مناكرة ترمي لتقديـ مكافأة لعكف عمكمي ،بمناسبة تحضير صفقة
عمكمية أك ممحؽ أك إبرامو أك مراقبتو أك التفاكض بشأف ذلؾ ،أك تنفيذه مف شأنو أف يشكؿ سببا كافيا
التخاذ أم تدبير ردعي السيما فسخ الصفقة ،زيادة عمى ذلؾ يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تمجأ إلى تفعيؿ
الضمانات المنصكص عمييا في الصفقة إلصبلح الضرر الذم لحقيا جراء عدـ إمتثاؿ كتقيد المتعامؿ
المتعاقد بالتزامات المتفؽ عمييا ضمف ببنكد الصفقة ،دكف أف يككف لو حؽ االعتراض كاالحتجاج ،زيادة
عمى تحممو التكاليؼ اإلضافية التي تنجـ عف الصفقة الجديدة ،1كقد كاف المشرع أكثر تشددا عندما حمؿ
كألكؿ مرة المتعامؿ المتعاقد المقصر تبعة التكاليؼ اإلضافية التي تنجـ عف الصفقة العمكمية الجديدة
التي تبرميا المصمحة المتعاقدة مع متعامؿ اقتصادم آخر ،2عمى أف تبقى المصمحة المتعاقدة مقيدة في
ظؿ ممارسة ىذه السمطة بجممة مف الضكابط كالمتمثمة في:
عدـ تنفيذ المتعامؿ المتعاقد اللتزاماتو (الخطأ الجسيـ) ،كذلؾ بأف يككف الخطأ المنسكب لممتعاقد عمى
درجة كبيرة مف الجسامة كالخطكرة ،3نتيجة إلخبللو بالتزاـ تعاقدم أك قانكني جكىرم يككف مبر ار كافيا
لفسخ الصفقة ،كإىماؿ األعماؿ محؿ التعاقد أك عدـ االمتثاؿ لتعميمات اإلدارة ،أك المجكء لممناكلة دكف
مكا فقتيا كغيرىا مف األخطاء التي يعكد تقدير مدل جسامتيا لممصمحة المتعاقدة مع خضكعيا في ذلؾ
لرقابة القضاء.4
كجكب إعذار المتعامؿ المتعاقد المقصر مسبقا بالفسخ االنفرادم ،عمى أف يحدد ىذا اإلعذار المدة
الزمنية التي يتعيف عمى المتعاقد أف يتدارؾ خبلليا تقصيره ،كبالشكؿ الذم يمسح لو بأداء التزاماتو،
كيتـ تكجيو ىذا اإلعذار في شكؿ إعبلنات قانكنية يتـ تحديد بياناتيا ،ككذا آجاؿ نشرىا بمكجب قرار
صادر عف الكزير المكمؼ بالمالية ،5كفي حالة عدـ تداركو لما نسب إليو خبلؿ ىذا األجؿ ،فإف ذلؾ
يصكغ لممصمحة المتعاقدة أحقيتيا في فسخ الصفقة.
-1المادة 152مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2العياشي لكنيسي ،المرجع السابؽ ،ص .10
3
- ZOUAIMIA Rachid, Marie Christine ROUAULT, op.cit, p 191.
-4فتيحة حابي ،فسخ صفقات انجاز األشغاؿ العمكمية ،مجمة االجتياد لمدراسات القانكنية كاالقتصادية ،معيد الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،المركز
الجامعي ،تامنغست ،الجزائر ،العدد التاسع ،سبتمبر ،2015ص .100
-5كقد كضحت الشركط الشكمية لئلعذار كطريقة تبميغو بمكجب قرار الكزير المكمؼ بالمالية المؤرخ في ،2011/03/28الذم يحدد البيانات التي
يجب أف يتضمنيا اإلعذار كآجاؿ نشره ،ج ر ج ج عدد ( ،)24الصادرة بتاريخ .2011/04/20
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
اكتفى المشرع الجزائرم مف خبلؿ نص المادة 149مف المرسكـ الرئاسي 247/15باإلشارة إلى
عدـ تنفيذ المتعاقد اللتزاماتو يعد مبر ار كافيا لفسخ الصفقة مف جانب كاحد كىذا دكف تعداد لصكر اإلخبلؿ
أك أسباب الفسخ ،كما لـ يشترط درجة معينة مف الجسامة لمخطأ المرتكب مف المتعامؿ المتعاقد لمعاقبتو
بالفسخ ،كىذا مف شأنو أف يسمح لممصمحة المتعاقدة باعتبار أم خطأ أك إخبلؿ يرتكبو المتعاقد مبر ار
لفسخ الصفقة المبرمة بينيما ،فقد جاء النص بصيغة العمكمية مما قد يفتح باب التعسؼ مف جانب
المصمحة المتعاقدة في تكقيع الجزاء ،كفي ىذا تيديد لمركز المستثمر المتعاقد لذلؾ فقد كاف مف
المفركض أف ال يترتب الفسخ إال عف خطأ صارخ كجسيـ ،كبالتالي كاف حريا بالمشرع تحديد حاالت
الفسخ اإلدارم االنفرادم تحديدا دقيقا نافيا لمجيالة ،1باعتبار أف منح السمطة التقديرية الكاسعة لممصمحة
المتعاقدة في ذلؾ قد يؤدم إلى تعسفيا في حؽ المتعامؿ المتعاقد.
تعد الصفقة العمكمية مف العقكد الرضائية ،التي يمكف فسخيا رضائيا أك مف جانب كاحد متى رغب
أحد األطراؼ في ذلؾ ،2حيث أنو كزيادة عمى الفسخ االنفرادم الذم يتـ مف جانب كاحد ،فقد أقر المشرع
إمكانية لجكء طرفي الصفقة إلى الفسخ اإلتفاقي ،3عندما يككف مبر ار بظركؼ خارجة عف إرادة المتعامؿ
المتعاقد ،كقد ألزـ المشرع في ىذا الشأف الطرفاف بالتكقيع عمى كثيقة الفسخ ،التي يجب أف تتضمف
الحسابات المعدة تبعا لؤلشغاؿ المنجزة كاألشغاؿ الباقي تنفيذىا ،إلى جانب تطبيؽ مجمكع بنكد الصفقة
بصفة عامة ،كفي ىذا اإلجراء حفاظ عمى حقكؽ المتعاقد السيما أنو لـ يثبت الخطأ مف جانبو ،كاال كانت
اإلدارة قد لجأت إلى الفسخ اإلدارم بناء عمى إرادتيا المنفردة ،كىك ما استقرت عميو المحكمة العميا مف
قرارىا المؤرخ في 2002/02/20الذم جاء فيو " حيث أف الطاعف ىك المدعي األصمي كقد طالب بتنفيذ
العقد ،أم إتماـ بناء المسكف حسب الشركط المتفؽ عمييا ضمف العقد المنجز بينيما..لكف حيث أف قضاة
المجمس قرركا فسخ العقد مع منح التعكيض لمطاعف عف ىذا الفسخ ،كىك ما يجعؿ قضاؤىـ عمى ىذا
النحك يتضمف خطأ في تطبيؽ القانكف".4
-1تجدر اإلشارة بأف بعض مكاد دفتر الشركط اإلدارية العامة المطبقة عمى صفقات األشغاؿ المتعمقة بك ازرة تجديد البناء كاألشغاؿ العمكمية كالنقؿ
قد حددت بعض الحاالت المبررة لمفسخ مف جانب كاحد السيما المكاد 11ك 12ك 35منو.
-2قرار مجمس الدكلة ،الغرفة األكلى ،رقـ ،080407المؤرخ في ،2014/02/06مجمة مجمس الدكلة ،العدد الثالث عشر ،2015 ،ص .89
3
- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mohamed LALLEM, op.cit, p 168.
-4قرار المحكمة العميا رقـ ،225843المؤرخ في ،2002/02/20المجمة القضائية ،العدد الثاني ،2002ص .372
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الفرع الثاني:
حقوؽ والتزامات المتعامؿ المتعاقد.
يتمتع المتعامؿ المتعاقد بمركز قانكني تجاه المصمحة المتعاقدة يخكلو اكتساب جممة مف الحقكؽ تقع
عمى عاتؽ ىذه األخيرة ،التي تفرض منطقيا الخاص المتمثؿ في تحقيؽ المصمحة العامة ،خبلفا لمسعى
المتعاقد الذم يصب في تحقيؽ الكسب كالعائد المادم مف كراء تقيده بالكفاء بالتزاماتو تجاه المصمحة
المتعاقدة ،كىك ما يشكؿ أرضية تكافقية بيف الطرفيف مف شأنيا تأميف مسار تنفيذ الصفقات ضمانا
لجكدتيا(1الفقرة األكلى) ،بينما كفي مقابؿ ىذه الحقكؽ يقع عمى عاتؽ المتعامؿ المتعاقد جممة مف
االلتزامات التعاقدية ،كالتي تفرض بمجرد التكقيع عمى الصفقة ،كىي االلتزاـ بدفع الضماف ،االلتزاـ بالتنفيذ
الشخصي لمخدمة مكضكع الصفقة ،كااللتزاـ بأدائيا حسب الكيفيات المتفؽ عمييا كااللتزاـ بضماف سبلمة
تنفيذىا طبقا لآلجاؿ المتفؽ عمييا (الفقرة الثانية).
يتمتع المتعامؿ المتعاقد بجممة مف الحقكؽ نتيجة تقيده بتنفيذ التزاماتو التعاقدية يسعى مف كرائيا إلى
تحقيؽ منفعتو الخاصة ،كالتي تعد بمثابة التزامات عمى عاتؽ المصمحة المتعاقدة التي تمزـ نتيجة لذلؾ
بدفع مقابؿ مالي يعد ىك األساس ،بعد تأكدىا مف حسف تنفيذ الصفقة بما يتكافؽ كالمعايير كالمقاييس
المتفؽ عمييا(2أكال) ،كفي مقابؿ ذلؾ قد يحدث كأف تط أر أثناء مباشرة مجريات التنفيذ بعض الصعكبات
كالعكائؽ المرىقة ،كالتي ال يمكف معيا االستمرار في بالتنفيذ ،كىك ما يخكؿ لممتعاقد حؽ المطالبة بالتكازف
المالي لمعقد (ثانيا) ،كأما في حالة تعرض ىذا األخير ألضرار جراء تنفيذ الصفقة جاز لو في مقابؿ ذلؾ
المطالبة بالحصكؿ عمى التعكيضات (ثالثا) ،كبناء عمى ذلؾ يمكف تصنيؼ حقكؽ ىذا األخير في الحؽ
في المقابؿ المالي ،كضماف إعادة التكازف المالي لمصفقة ،إلى جانب المطالبة بالتعكيض.
إف الحؽ األكؿ كاألساسي لممتعاقد مع المصمحة المتعاقدة ،ىك الحصكؿ عمى المقابؿ المتفؽ عميو
في الصفقة بعد كفائو بكامؿ التزاماتو التعاقدية ،كالذم يغطي كافة نفقات تكاليؼ العممية كاألرباح
المشركعة المحققة مف كرائيا ،3كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في 2012/01/12
الذم جاء فيو " حيث أف كجكد األمر بالخدمة ،كاقرار الكالية بإنجاز األشغاؿ يثبتاف قياـ العبلقة التعاقدية
-1مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .89
-2مبطكش الحاج ،تنفيذ الصفقات كاجراءات التعديؿ كالرقابة عمييا في ظؿ المرسكـ الرئاسي ،247/15الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية
كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ،
المسيمة ،يكمي 19-18أكتكبر ،2016ص .05
-3ماجد راغب الحمك ،العقكد اإلدارية كالتحكيـ ،المرجع السابؽ ،ص .133
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كاكماؿ األشغاؿ كاستبلميا يعطي الحؽ لممقاكؿ في قيمة تمؾ األشغاؿ ،1"..كقد ألزمت في ىذا الصدد
التعميمة الصادرة عف الكزير األكؿ كؿ مف الكزراء كالكالة بالقياـ في أقرب كقت بتطيير الديكف المستحقة
لممتعامميف االقتصادييف العمكمييف كالخكاص الناتجة عف عدـ دفع مستحقات الخدمات المقدمة لمدكلة
كفركعيا ،سكاء تعمؽ األمر باإلنجازات أك بالطمبات العمكمية لمسمع كالخدمات ،2كنظ ار ألىمية ىذا
الضماف لكبل طرفي الصفقة فإف المشرع لـ يغفؿ عف تنظيمو مكضحا بذلؾ آليات تحديده ككيفيات
استيفائو مف قبؿ المصمحة المتعاقدة كىك ما سيتـ تكضيحو مف خبلؿ ما يمي:
بالنظر ألىمية السعر فإنو يدخؿ في نطاؽ البنكد لتعاقدية التي ال تقبؿ المراجعة أك التحييف إال برضا
المتعامؿ المتعاقد كالمصمحة المتعاقدة عمى السكاء ،كبالتالي ال يمكف ليذه األخيرة تغييره بإرادتيا المنفردة،
كانما يتعيف عمييا التفاكض مع المتعاقد معيا إف أرادت ذلؾ ،كما ال يحؽ لممتعاقد التمسؾ بأية حجة
لمرجكع في أسعار الصفقة التي اتفؽ بذاتو عمييا ،غير أف ىذه القاعدة ليست مطمقة ،إذ يمكف تحييف
الثمف أك مراجعتو بناء عمى تحييف األسعار أك مراجعتيا ،كىك ما أفادت بو المادة 97مف المرسكـ
الرئاسي رقـ ،247/15إذ يمكف أف يككف السعر ثابتا أك قاببل لممراجعة كالتحييف.
يعني مبدأ ثبكت السعر األكلي أف الشركط المتعمقة بالسعر ال يمكف أف تككف محؿ تعديؿ ،فميس
بمقدكر أم طرؼ أف يفرض تعديبل أك تغيي ار لمسعر المتفؽ عميو عمى الطرؼ اآلخر ،3كمف ثـ فإنو ال
يعد السعر ثابتا إذا كاف قاببل لذلؾ ،ألف األسعار الثابتة ىي تمؾ األسعار التي ال تتغير خبلؿ فترة العقد،
ال عمى مستكل الطكارئ كال عمى صعيد الشركط االقتصادية ،4فالصفقات التي ال يمكف أف تتضمف صيغا
لمراجعة األسعار ىي الصفقات المبرمة بأسعار ثابتة كغير قابمة لممراجعة.5
ىك االتفاؽ عمى تعديؿ أسعار الصفقة في حاؿ حدكث تغيرات اقتصادية مف شأنيا أف تخؿ بالتكازف
المالي لمصفقة كجعميا متناسبة كالمستجدات الجديدة ،كبيذا فإف كضع شرط عدـ قابمية األسعار لممراجعة،
يؤدم إلى ثبات األسعار طكاؿ مدة العقد ،لذلؾ يمكف أف تتضمف الصفقة بندا يقضي بمراجعة أسعارىا
-1قرار مجمس الدكلة ،الغرفة األكلى ،رقـ ،064983المؤرخ في ،2012/01/12مجمة مجمس الدكلة ،العدد الثاني عشر ،2014 ،ص .112
-2التعميمة رقـ 14463الصادرة عف الكزير األكؿ ،المؤرخة في ،2017/09/07المتعمقة بتطيير الديكف المستحقة لممتعامميف االقتصادييف
العمكمية كالخكاص كغيرىـ ،عمى مصالح الدكلة كفركعيا.
-3صكفية عباد ،المركز القانكني لممتعامؿ المتعاقد في تنظيـ ال صفقات العمكمية الجزائرم ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير ،كمية الحقكؽ ،قسـ
القانكف العاـ ،جامعة برج باجي مختار ،عنابة ،2011 ،ص .21
-4إسماعيؿ بحرم ،المرجع السابؽ ،ص .138
-5المادة 2/101مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
قصد الحماية مف االرتفاع الممكف لؤلسعار خبلؿ فترة تنفيذىا ،لذلؾ فإف اليدؼ مف اشتراط المراجعة ىك
جعؿ السعر المحدد في العقد مت ناسبا كالظركؼ الجديدة كتمؾ التي كانت محددة في العقد فيتكيؼ السعر
كفقا لتطكر ىذه الظركؼ ،1كىك ما يجعميا آلية لضماف التكازف االقتصادم لمصفقة.2
ال يمكف أف يككف السعر قاببل لممراجعة ،إال إذا كاف ىناؾ اتفاؽ يقضي بمراجعة السعر ،ذلؾ أف
الصفقات التي ال تتضمف صيغا لمراجعة األسعار طبقا لممادة 101مف المرسكـ الرئاسي 247/15ىي
صفقات مبرمة بأسعار ثابتة كغير قابمة لممراجعة ،لذلؾ يجب النص عمى المراجعة ضمف بنكد الصفقة،
كاال عد السعر نيائيا كغير قابؿ لممراجعة ،3كىك استقرت عميو المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في
1997/01/07الذم جاء فيو " يعيب عمى القرار المنتقد ككنو قضى بالمراجعة في السعر المتفؽ عميو
في العقد..،مع أف شرط عدـ المراجعة في السعر أصبح نيائيا بعد تكريسو مف طرؼ الييئات
الرسمية..أف قضاة اإلستنئناؼ صادقكا عمى تقرير الخبير الذم إقترح مراجعة األسعار المتفؽ عمييا في
العقد..دكف أف يعطكا لذلؾ أسباب مكضكعية كانت أك قانكنية..مما يؤدم إلى نقض القرار المطعكف
فيو" ،4لذلؾ يجب أف يتـ االتفاؽ عمى صيغة رقمية جبرية لممراجعة تأخذ بعيف االعتبار مختمؼ العناصر
المككنة لمسعر ،ألف ىذه العناصر ال تخضع لسمطاف اإلرادة كال لرغبة طرفي الصفقة 5،فالمرسكـ الرئاسي
الرئاسي 247/15يفرض ىكامش ثابتة ال يمكف أف تككف محؿ مراجعة ،إذ يجب أف تراعى في صيغ
مراجعة األسعار األىمية المتعمقة بطبيعة كؿ خدمة في الصفقة ،كىذا مف خبلؿ تطبيؽ معامبلت 6كأرقاـ
استداللية 7تخص المكاد كاألجكر كالعتاد ،كتتمثؿ ىذه المعامبلت التي يجب مراعاتيا في صيغ المراجعة
في المعامبلت المحددة مسبقا كالكاردة في الكثائؽ المتعمقة باستشارة المؤسسات ،باستثناء الحاالت المبررة
كما ينبغي ،المعامبلت المحددة باتفاؽ مشترؾ بيف األطراؼ المتعاقدة عندما يتعمؽ األمر بصفقة عمكمية
مبرمة حسب إجراء التراضي البسيط ،ىذا كيجب أف تشتمؿ صػيػغ مراجعة األسعار عمى:
-1عمار معاشك ،النظاـ القانكني لعقكد المفتاح في اليد بالجزائر ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،الجزائر ،1989 ،ص .105
-2حميدة سيتالي ،السعر في الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ،236-10المعدؿ كالمتمـ ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف،
فرع :قانكف العقكد ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أكمي محند أكلحاج ،البكيرة ،2015 ،ص .127
-3صكفية عباد ،المرجع السابؽ ،ص .23
-4قرار المحكمة العميا ،رقـ ،147422المؤرخ في ،1997/01/07المجمة القضائية ،العدد الثاني ،2000ص .125
-5إسماعيؿ بحرم ،المرجع السابؽ ،ص .139
-6المعا مبلت :ىي معدالت أك نسب االرتفاع أك االنخفاض في األسعار حسب المتكقع مف استقراء األكضاع كعبلقة األسعار بالزمف ،إذ يكافؽ
كبل الطرفيف عمى ىذه المعامبلت ،إذ يحددىا المتعامؿ المتعاقد في العرض كيتـ التعاقد عمى أساسيا بعد أف تقبميا المصمحة المتعاقدة ،ماجد
راغب الحمك ،العقكد اإلدارية ،دار الجامعة الجديدة ،مصر ،2009 ،ص .175
-7الرقـ االستداللي :ىك الرقـ الذم يسمح بالربط بيف مرحمة تـ فييا إبراـ الصفقة كمرحمة أخرل تختمؼ عنيا مف حيث التغيرات في أسعار المكاد
كيظير الرقـ االستداللي لمربط عند الحاجة في النشرات الرسمية لمصفقات العمكمية ،حميدة سيتالي ،المرجع السابؽ ،ص .134
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
جزء ثابت ال يمكف أف يقؿ عف النسبة المنصكص عمييا في العقد فيما يخص التسبيؽ الجﺰافي ،كميما
،)%أم لقبكؿ مراجعة يكف مف أمر ،ال يمكف أف يقؿ ىذا الجزء عف خمسة عشﺮ في المائة
األسعار ال بد أف يككف المبمغ الذم ط أر عميو التغيير بسبب الظركؼ االقتصادية مثبل يفكؽ %15مف
المبمغ الكمي لمصفقة ،كاال فبل مجاؿ لمراجعة سعر الصفقة.1
،)%بمعنى أف ارتفاع أجكر العماؿ أثناء حد استقرار التغيير في األجكر قدره خمسة في المائة
تنفيذ الصفقة يحمؿ المتعامؿ المتعاقد أعباء إضافية لـ تكف في الحسباف ،مما يؤثر عمى مبمغ الصفقة
بانخفاض نسبة األرباح التي كاف في المفركض أف يتحصؿ عمييا ،كىك ما يتيح مراجعة األسعار مف قبؿ
المصمحة المتعاقدة في حدكد %5أما ما زاد عف ىذا الحد فاف المصمحة المتعاقدة معفية مف تعكيض
المتعاقد عف تمؾ الزيادة التي تجاكزت ىذه النسبة ،ألف المصمحة المتعاقدة ال تتحمؿ كؿ التغيرات
الحاصمة في األجكر.2
األرقاـ االستداللية " األجكر " ك"المكاد" المﻄبقة كمعامؿ التكاليؼ االجتماعية.
تنشر األرقاـ االستداللية المعمكؿ بيا في صيغ مراجعة األسعار في الجريدة الرسمية كفي النشرة
الرسمية لصفقات المتعامؿ العمكمية ،كفي كؿ نشرية أخرل مؤىمة الستقباؿ اإلعبلنات القانكنية كالرسمية،
كتطبؽ المصالح المتعاقدة ىذه األرقاـ االستداللية ابتداء مف تاريخ التصديؽ كالمكافقة عمييا بقرار مف
الكزير المكمؼ بالسكف ،بالنسبة لقطاع البناء كاألشغاؿ العمكمية كالرم ،أما بالنسبة لؤلرقاـ االستداللية
األخرل ،فتطبؽ المصالح المتعاقدة األرقاـ االستداللية التي تعدىا الييئات المخكلة ،كفي ىذه الحالة تطبؽ
ىذه األرقاـ االستداللية ابتداء مف تاريخ التصديؽ كالمكافقة عمييا بقرار مف الكزير الذم تتبعو الييئة
المعنية ،كأما فيما يخص المتعامميف األجانب فيناؾ مركنة مف جانب التنظيـ باستعماؿ األرقاـ االستداللية
الرسمية لبمد المتعاقد األجنبي أك أرقاـ استداللية أخرل في حالة مراجعة األسعار كتدفع مبالغيا بالعممة
الصعبة.3
كفي إطار صفقات األشغاؿ يمكف استعماؿ مؤشرات تجمع عددا معينا مف األرقاـ االستداللية حسب
مكضكع الصفقة ،ىذا كيمكف لممصمحة المتعاقدة ،إذا لـ يتـ نشر األرقاـ االستداللية أك المؤشرات عند
تاريخ إعداد الحساب العاـ النيائي ،استثناء مراجعة األسعار المعنية عندما يتـ نشر ىذه األرقاـ
االستداللية أك المؤشرات.
-1إسماعيؿ ىبة ،تنفيذ الصفقات العمكمية كالرقابة الخارجية عمييا ،مذكرة لمحصكؿ عمى شيادة الماجستير في القانكف العاـ االقتصادم ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة كىراف ( ،2017/2016 ،)2ص .82
-2فتيحة حابي ،النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .179
3
- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 198.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يطبؽ بند المراجعة كمما كانت ىناؾ تغيرات في الظركؼ االقتصادية طكؿ فترة تنفيذ الصفقة ،عمى
أف يككف ذلؾ طبقا لممادة 104مف المرسكـ الرئاسي 247/15مرة كاحدة كؿ ثبلثة أشير ما لـ يتفؽ
األطراؼ عمى تحديد فترة أطكؿ ،كىك ما كيعد بمثابة رقابة دكرية لمتكازف المالي لمعقد ،أما عف فترة
الشركع في تطبيؽ بند المراجعة فقد حددت المادة 101الفترة التي ال تشمميا صيغة المراجعة بقكليا "
عندما يككف السعر قاببل لممراجعة ،فإنو ال يمكف العمؿ ببند مراجعة األسعار ،في الحاالت اآلتية :في
الفترة التي تغطييا صبلحية العركض ،في الفترة التي يغطييا بند تحييف األسعار عند االقتضاء ،أك أكثر
مف مرة كاحدة كؿ ثبلثة ( )3أشير" ،كبمفيكـ المخالفة فإف الفترة التي يمكف فييا الشركع بتطبيؽ بند
المراجعة تككف خبلؿ تاريخ انتياء مدة صبلحية العركض في حالة عدـ كجكد تحييف األسعار أك ابتداء
مف تاريخ نياية الفترة التي يشمميا بند التحييف ،1كبذلؾ ال يمكف طمب مراجعة األسعار خبلؿ الفترة التي
تغطييا صبلحية العركض ،كفترة التحييف إال بعد انطبلؽ األشغاؿ ،2كالتي ال تنصب طبقا لممادة 2/101
إال عمى الجزء المنفذ فعبل ،في ظركؼ جديدة نتيجة لطكارئ كتغيرات اقتصادية ،ىذا كال يمكف أف تككف
محؿ مراجعة تمؾ الصفقات التي تقؿ مبالغيا عف الحدكد المنصكص عمييا في الفقرة األكلى مف المادة
،13كتمؾ التي يقؿ أجميا عف ثبلثة ( )3أشير.3
تجدر اإلشارة بأنو إذا تسبب المتعامؿ المتعاقد في التأخر في تنفيذ الصفقة فإنو ال يستفيد طبقا لممادة
105مف مراجعة السعر ،كانما يدفع لو مقابؿ الخدمات المنجزة فقط عمى أساس األسعار المطبقة التي
يحتمؿ أف تككف قد تـ تحيينيا أك مراجعتيا ،كبمفيكـ المخالفة يمكف ليذا األخير أف يستفيد مف مراجعة
السعر في حاؿ ما كاف التأخير في التنفيذ يعكد لممصمحة المتعاقدة.
يجب أف يراعي تطبيؽ بند المراجعة السعر الذم دفع لممتعامؿ المتعاقد ،حيث يخصـ المبمغ بعد
تطبيؽ مراجعة األسعار ،مف مبمغ الدفع عمى الحساب أك التسكية عمى رصيد الحساب ،عندما تسدد
حصة مف تسبيؽ عمى التمكيف مف دفع عمى حساب أك تسكية عمى رصيد حساب ،كتخصـ قبؿ تطبيؽ
مراجعة األسعار مف مبمغ الدفع عمى الحساب أك التسكية عمى رصيد الحساب عندما تسدد حصة مف
تسبيؽ جزافي مف دفع عمى حساب أك تسكية عمى رصيد حساب.4
-1أكركـ ميرياـ ،األجر في الصفقة العمكمية لؤلشغاؿ ،أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر ،01
،2015/2014ص .118
-2قرار مجمس الدكلة ،الغرفة األكلى ،رقـ ،045359الفيرس رقـ ،137المؤرخ في ( ،2009/02/11قضية بطيكة ضد مؤسسة األشغاؿ
العمكمية بكىراف)( ،غير منشكر).
-3المادة 97مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-4المادة 104مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ج -/تحييف سعر:
يعد التحييف الطريقة القانكنية لمقياـ بتغيير السعر المتفؽ عميو في إنجاز الصفقة ،حيث يسمح
بتحكيؿ السعر األكلي الثابت في العرض ،نظ ار لمتقمبات االقتصادية غير المتكقعة بيف تاريخ تثبيت سعره
كتاريخ الشركع في تنفيذ الخدمات لمحصكؿ عمى سعر جديد لمصفقة ،1فيذا األسمكب يجعؿ قيمة العقد
المتفؽ عمييا أثناء إبرامو تتناسب مع القيمة المستكجبة عند تنفيذه ،نظ ار لتأثر قيمة العقد بالظركؼ
كالمتغيرات الخارجية.2
يم كف تحديد مبمغ التحييف بتطبيؽ صيغة مراجعة األسعار دكف الجزء الثابت ،التي ينبغي أف تستعمؿ
كمرجع ،باستثناء الحاالت المبررة كما ينبغي ،حتى كاف كانت األسعار غير قابمة لممراجعة ،أما األرقاـ
االستداللية التي ينبغي مراعاتيا في ذلؾ فيي أرقاـ شير نياية صبلحية العرض ،لذلؾ ال يمكف تطبيؽ
تحييف األسعار إال عمى الفترة التي تتراكح بيف تاريخ آخر أجؿ لصبلحية العرض كتاريخ تبميغ األمر
بالشركع في الخدمات التعاقدية ،3كنظ ار ألىمية ىذه العممية فقد أخضعيا المشرع لضكابط محددة تسمح
بإعادة النظر في األسعار ،بحيث ال يككف ذلؾ ممكنا إال بتكفر الشركط القانكنية التي تستمزـ ذلؾ.
-إلزامية النص عمى بند التحييف في الصفقة ،بحيث يمكف لممتعامؿ المتعاقد المطالبة بتحييف األسعار
طبقا لممادة 100مف المرسكـ الرئاسي 247/15متى نص عمى ذلؾ دفتر الشركط عمى ىذا الحؽ،
لي تمقى بعد ذلؾ ىذا األخير السعر بناءا عمى السعر المحيف كليس عمى السعر األكلي ،كىك ما استقر
عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في 2013/12/05الذم جاء فيو " حيث يظير مف ىذا أف مبدأ
تحييف األسعار كمراجعتيا تـ إعادة النظر فيو بمكجب ىذه الكثيقة ..كرد فييا بكؿ كضكح أنو مف بيف ما
تيدؼ إليو ىك تحييف األسعار..كبالتالي يككف الدفع المثار مف طرؼ البمدية الرامي إلى أف األسعار غير
قابمة لمتحييف..دفع غير مؤسس ألف ىذه المادة تـ إعادة النظر فييا كأصبحت األسعار قابمة لمتحييف
بمكجب العقد الجديد بيف الطرفيف.4"..
-حدكث تغيرات في الظركؼ االقتصادية مف شأنيا التأثير عمى قيمة الصفقة ،كالتي تؤدم إلى ارتفاع
أك انخفاض في األسعار المككنة لمصفقة ،حيث يصبح المبمغ المقترح لمعرض تبعا لذلؾ غير كافي
لتغطية التكاليؼ اإلجمالية لتنفيذ الخدمة خبلؿ ىذه الفترة بفعؿ التغيرات الطارئة غمى الظركؼ
-1أكركـ ميرياـ ،األجر في الصفقة العمكمية لؤلشغاؿ ،المرجع السابؽ ،ص .101
- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 194, 195.
-2حميدة سيتالي ،المرجع السابؽ ،ص .118
-3المادة 100مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-4قرار مجمس الدكلة رقـ ،077702المؤرخ في ،2013/12/05مجمة مجمس الدكلة ،العدد الحادم عشر ،2013 ،ص .90
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
االقتصادية ،1كىك ما يدفع المصمحة المتعاقدة بأف تتدارؾ ىذا األمر بتحييف سعر الصفقة.
نصت المادة 98مف المرسكـ الرئاسي 247/15بقكليا عمى أنو " يمكف قبكؿ تحييف األسعار التي
يحدد مبمغيا طبقا لممادة 100مف ىذا المرسكـ ،إذا كاف يفصؿ بيف التاريخ المحدد إليداع العركض
كتاريخ األمر بالشركع في تنفيذ الخدمة ،أجؿ يفكؽ مدة تحضير العرض زائد ثبلثة ( )3أشير."..
-تجاوز مدة صالحية العروض :أفادت المادة 66مف المرسكـ الرئاسي 247/15بقكليا "يحدد أجؿ
تحضير العركض تبعا لعناصر معينة مثؿ تعقيد مكضكع الصفقة المعتزـ طرحيا كالمدة التقديرية البلزمة
لتحضير العركض كايصاليا ،"..كبذلؾ لـ يحدد المشرع مدة صبلحية العرض ،كانما ترؾ تحديدىا لتقدير
المصمحة المتعاقدة مقيدة في ذلؾ باالعتبارات السابقة ،في حيف نصت المادة 62بقكليا " يجب أف
يحتكم إعبلف طمب العركض عمى البيانات اإللزامية اآلتية :مدة تحضير العركض كمكاف إيداع
العركض ،مدة صبلحية العركض " ،كالفرؽ بينيما ىك أف مدة تحضير العركض ىي المدة الفاصمة بيف
النشر األكؿ لمصفقة كآخر أجؿ إليداع العركض ،بينما مدة صبلحية العركض ىي الفترة التي يبقى فييا
المتعاممكف ممتزمكف بعركضيـ ،كبذلؾ يبدأ حساب فترة التحييف مف بداية مدة صبلحية العركض المحددة
مف قبؿ المصمحة المتعاقدة.2
-التأخر في تقديـ األمر بالشروع في الخدمة :الذم يشكؿ العنصر األساسي الذم يسمح بالمجكء إلى
تحييف السعر األكلي المحدد في العرض ،حيث ال يمكف تطبيؽ بند تحييف األسعار إال عمى الفترة التي
تفصؿ بيف التاريخ المحدد إليداع العركض كتاريخ األمر بالشركع في تنفيذ الخدمات التعاقدية في أجؿ
يفكؽ مدة تحضير العركض زائد ثبلثة ( )3أشير ،كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في
2003/04/15الذم جاء فيو "..تحييف األسعار يمكف قبكلو إذا كاف األجؿ يفكؽ مدة صبلحية العرض
التي تفصؿ بيف التاريخ المحدد إليداع العرض كتاريخ األمر بالشركع في تنفيذ الخدمة أم الشركع في
بداية األشغاؿ.3"..
تتعيف اإلشارة بأنو ال يمكف أف تككف محؿ تحييف الصفقات المبرمة عف طريؽ التراضي البسيط،
كتمؾ التي تقؿ مبالغيا عف الحدكد المنصكص عمييا في الفقرة األكلى مف المادة 13مف المرسكـ الرئاسي
،247/15كتمؾ التي يقؿ أجميا عف ثبلثة ( )3أشير ،4كبذلؾ لـ يعد مبدأ نيائية تحديد األسعار في
لحظة اإلبراـ أم انر مطمقا ،كلـ تعد نظريات التكازف المالي المبلذ األخير لتدارؾ آثار تقمبات األسعار ،كانما
تكسط ىذا األمر كؿ مف مرحمة تحييف كمراجعة األسعار.1
يدفع أجر المتعامؿ المتعاقد طبقا لممادة 96مف المرسكـ الرئاسي 247/15كفؽ الكيفيات اآلتية:
بالسعر اإلجمالي كالجزافي ،بناء عمى قائمة سعر الكحدة ،بناء عمى النفقات المراقبة ،أك بسعر مختمط "،
كبذلؾ يفيـ ب أف المشرع قد منح لممصمحة المتعاقدة عدة خيارات في تحديد الكيفية المناسبة لدفع المقابؿ
المالي ،آخذا بعيف االعتبار نكع كطبيعة مكضكع كؿ صفقة عمكمية:
يمثؿ السعر اإلجمالي كالجزافي السعر المحدد جممة كمسبقا لمجمكع الخدمات التي يؤدييا المتعامؿ
االقتصادم ،حيث يتحدد السعر في الصفقة برقـ محدد لمعممية كميا التي تتضمف الحجـ اإلجمالي
لؤلعماؿ بكامؿ تفاصيميا ،كاجمالي السعر المستحؽ ليا كالتي تتـ بصفة مسبقة ،3كىك ما استقر عميو
مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في 2004/04/15كالذم جاء فيو "..حيث أف الحساب العاـ كالنيائي ىك
الحساب األخير لتحديد المبمغ اإلجمالي لمصفقة..كأف ىذا األخير ثابت كغير قابؿ لممساس بو..كأف قبكؿ
المقاكلة لمحسابات يمزـ ىذا األخير نيائيا فيما يخص طبيعة كعدد المنشآت المنجزة ككذا السعر المطبؽ
عمييا" ،4كقد أخص المشرع بطابع التأكيد عمى تفضيؿ ىذا األسمكب في تحديد السعر الذم يتمقاه
المتعامؿ المتعاقد ،كىك ما أفادت بو المادة 2/96بقكليا "يمكف المصمحة المتعاقدة ،مراعاة الحتراـ
األسعار ،تفضيؿ دفع مستحقات الصفقة كفؽ صيغة السعر اإلجمالي كالجزافي " ،مما يؤدم إلى استبعاد
إمكانية مطالبة المتعامؿ المتعاقدة المصمحة المتعاقدة بأم أجرة إضافية ذلؾ أف أسعار الصفقة المحددة
بسعر إجمالي جزافي تككف نيائية غير قابمة ألم زيادة ،كىك ما استقر عميو قرار المحكمة العميا المؤرخ
في 1997/06/18الذم جاء فيو " مف المقرر قانكنا إذا أبرـ عقد بأجر جزافي عمى أساس تصميـ أتفؽ
عميو مع رب العمؿ ،فميس لممقاكؿ أف يطمب بأم زيادة في األجر ،5"..غير أف ىذا األمر ال يأخذ عمى
إطبلقو ،حيث أننا نجد أف المادة 05مف دفتر الشركط اإلدارية العامة قد نصت عمى غير ذلؾ ،فعندما
تككف العركض المقدمة عمى مجمكع السعر اإلجمالي ،يمزـ المتعامؿ بتقديـ تفصيؿ ذلؾ السعر إلعداد
الحسابات التفصيمية المؤقتة التي تككف قابمة لمزيادة أك النقصاف ما عدا في حالة كجكد نص يخالؼ ذلؾ
ضمف أحكاـ دفتر شركط الخصكصية ،زيادة عمى ذلؾ يمكف لممتعامؿ المتعاقد أف يبرر ذلؾ بزيادة أك
تعديؿ أذنت بو المصمحة المتعاقدة ككاف مكضكع اتفاؽ سابؽ عمى سعره أك نتج عف سكء تقدير منيا،
فضبل عف مطالبتو بزيادة السعر أك بفسخ الصفقة في حالة ما طرأت ظركؼ استثنائية لـ تكف متكقعة
كقت إمضاء الصفقة ككاف مف شأنيا اإلخبلؿ بالتكازف االقتصادم لبللتزامات المتبادلة.1
يمثؿ السعر بناء عمى قائمة الكحدة ،السعر الذم يحسب بتطبيؽ األسعار األحادية عمى عدد
الكحدات المنفذة فعميا ،2كيمكف أف تككف األسعار األحادية إما محددة خصيصا لصفقة معينة (القائمة)،
كاما أف تككف عمى أساس مجمع (المجمكعة) مكجكدة مسبقا تسمى السمسمة.3
كيع رؼ السعر في ىذا األسمكب مف حاصؿ ضرب ثمف الكحدة في عدد الكحدات المنفذة فعبل أك
المحققة ،كاف تضمنت الصفقة أكثر مف صنؼ لمكحدات ،تحدد المصمحة المتعاقدة ثمف كؿ صنؼ مف
الكحدات المماثمة أك المتشابية ،ثـ تعمؿ عمى جمع أسعار كحدات ىذه األصناؼ المتشابية لمحصكؿ
عمى السعر النيائي لمصفقة ،4مما يعني أنو ال يمكف معرفة الثمف النيائي لمصفقة مسبقا أثناء التعاقد في
ىذا النكع مف األسعار ،إال أف سعر الكحدة يبقى محددا كثابتا عند اإلبراـ ،كأما ما ىك متغير فيك الثمف
اإلجمالي الرتباطو بالقيمة المنجزة فعبل ،5كبالتالي فإف ىذا األسمكب يمس بمبدأ جكىرم في العبلقات
التعاقدية ،كىك االلتزاـ بتحديد الثمف أك السعر بدقة عند إبراـ العقد ،ذلؾ أنو في صفقة سعر الكحدة ال
يكتسب السعر الطابع النيائي أثناء اإلبراـ ،فيك يتساير مع المقادير كاألشغاؿ المنفذة ،لذلؾ فيك ال يعرؼ
إال عند نياية اإلنجاز.6
يحدد المقابؿ المالي كفقا ليذا األسمكب بعد التنفيذ الفعمي لمصفقة ،كذلؾ بناء عمى الكثائؽ كالكشكؼ
التي يقدميا المتعامؿ المتعاقد لممصمحة المتعاقدة ،كالمتعمقة باألعباء المالية التي تحمميا لقاء تنفيذ
-1النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية) ،المرجع السابؽ ،ص .294
-2فتيحة حابي ،النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .169
-3تطرقت الفقرة (ب) مف المادة األكلى مف دفتر الشركط اإلدارية العامة بقكليا " إف صفقات أسعار الكحدات ىي الصفقات التي يجرم تسديدىا
عمى أسعار الكحدات كفقا لممقادير المنفذة فعميا ،كيجكز بصكرة خاصة إعداد أسعار الكحدات عمى الصفقة المعتبرة (الجدكؿ) أك إعدادىا عمى
أسعار النشرة المتداكلة (المتسمسمة) ".
-4إسماعيؿ بحرم ،المرجع السابؽ ،ص .137
-5فكزية ىاشمي ،الطبيعة القانكنية لمسعر في إطار الصفقات العمكمية ،مجمة البحكث القانكنية كالسياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة
د.الطاىر مكالم ،سعيدة ،العدد الثالث ،2014 ،ص .257
-6فتيحة حابي ،النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .169
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كاذا كاف السعر الذم يدفع لممتعامؿ المتعاقد بناءا عمى نفقات المراقبة ال يعرؼ عند إبراـ الصفقة،
فإف ذلؾ ال ينفي ضركرة كجكد معايير المراقبة مسبقا ،ككذا كيفيات حساب نفقات المراقبة ،لذا يجب طبقا
لممادة 106مف المرسكـ الرئاسي 247/15أف تبيف الصفقة التي تؤخذ خدماتيا في شكؿ نفقات مراقبة،
طبيعة مختمؼ العناصر التي تساعد عمى تحديد السعر الكاجب دفعو ،ككيفية حسابيا كقيمتيا لتحديد
السعر الكاجب الدفع.2
لـ يتطرؽ قانكف الصفقات العمكمية كال دفتر الشركط اإلدارية العامة لتحديد المقصكد بيذا األسمكب،
إال أنو يفيـ مف عبارة مختمط أنو يمكف لممصمحة المتعاقدة المزج بيف أسمكبيف أك أكثر مف األساليب
السابقة ،في سبيؿ تحديد المقابؿ المالي المستحؽ لممتعامؿ المتعاقد ،3كعمى أية حاؿ يجكز لممصمحة
المتعاقدة المجكء إلى ىذا األسمكب متى قدرت أىميتو بشأف الصفقة العمكمية محؿ التنفيذ.
كيجد ىذا النكع مف األسعار تطبيقا لو في صفقات األشغاؿ ،بحيث يتـ الحساب بناءا عمى قائمة الكحدة
بالنسبة لمبنية القاعدية لمكميات المنجزة فعميا ،أما بالنسبة لمبنية الفكقية لبلنجاز فيتـ تقييميا عمى أساس
سعر إجمالي.4
األصؿ أف حصكؿ المتعامؿ المتعاقد تحكمو قاعدة أساسية مفادىا أف المتعاقد ال يمكنو الحصكؿ
عمى ىذا المقابؿ إال بعد التنفيذ الفعمي 5كالتاـ لمكضكع الصفقة ،كذلؾ لطبيعة النفقة التي تحكميا القكاعد
المحاسبية ،إال أنو كتخفيفا مف صرامة ىذا المبدأ ،كألف تنفيذ االلتزامات يحتاج في الكثير مف األحياف
تمكيبل معينا كعبئا ماليا ،قد ال يمكف لمتعاقد تحممو لكحده حتى اكتماؿ التنفيذ ،عمد تنظيـ الصفقات
العمكمية عمى ضبط طرؽ كترتيبات تتناسب كطريقة تنفيذ الصفقة ،6كذلؾ بتمكيف المتعاقد مف أقساط
مالية تحت حساب المقابؿ المالي كفؽ آليات تتميز كؿ كاحدة منيا بخصكصيتيا كالممثمة في:
أ -/التسبيؽ:
ىك عبارة عف مبالغ مالية تدفع قبؿ تنفيذ الخدمات مكضكع العقد ،كبدكف مقابؿ لمتنفيذ المادم
لمخدمة ،1فالتسبيؽ إذا ىك كسيمة إليجاد نكع مف السيكلة المالية لضماف البدء الفعمي في تنفيذ مكضكع
الصفقة ،2كبالتالي فيي ال تمثؿ تسديدا نيائيا لممبالغ ،ثـ إف دفع ىذه التسبيقات ليس لو أم أثر مف شأنو
أف يخفؼ مسؤكلية المتعامؿ المتعاقد ،كالذم يبقى ممزما بالتنفيذ الكامؿ كالمطابؽ كالكافي لمخدمات طبقا
لما تـ االتفاؽ عميو ،3ىذا كيأخذ الدفع عف طريؽ التسبيؽ إحدل الصكرتيف:
ىي مبالغ تدفعيا المصمحة المتعاقدة لممتعامؿ االقتصادم المتعاقد قبؿ البدء في تنفيذ الصفقة ،عمى
أال تتجاكز قيمتيا %15مف السعر األكلي لمصفقة ،كقد يتـ دفعيا مرة كاحدة أك في شكؿ أقساط تنص
الصفقة عمى فتراتيا الزمنية ،4ىذا كقد رخص المشرع لممصمحة المتعاقدة أف تقدـ استثنائيا تسبيقا جزافيا
يفكؽ ىذه النسبة ،إذا كاف يترتب عمى رفضيا قكاعد الدفع ك/أك التمكيؿ المقررة عمى الصعيد الدكلي
ضرر أكيد بيذه المصمحة بمناسبة التفاكض عمى الصفقة ،شريطة المكافقة الصريحة مف الكزير الكصي
أك م سؤكؿ الييئة العمكمية أك الكالي ،عمى أف تمنح ىذه المكافقة بعد استشارة لجنة الصفقات العمكمية
المختصة.5
عبلكة عف التسبيقات الجزافية يمكف ألصحاب صفقات األشغاؿ العمكمية كالمكازـ الحصكؿ عمى
تسبيقات عمى التمكيف ،متى أثبتكا حيازتيـ عقكدا أك طمبات مؤكدة لممكاد أك المنتجات الضركرية لتنفيذ
الصفقة ،6عمى أف ال يتجاكز مجمكع قيمة التسبيؽ الجزافي كالتسبيؽ عمى التمكيف نسبة %50مف المبمغ
اإلجمالي لمصفقة ،7ىذا كيمكف لممصمحة المتعاقدة أف تطمب مف المتعامؿ المتعاقد معيا التزاما صريحا
بإيداع المكاد كالمنتجات المعنية في الكرشة أك في مكاف التسميـ خبلؿ أجؿ يبلءـ الرزنامة التعاقدية تحت
طائمة إرجاع التسبيؽ ،8ىذا كقد أضافت المادة 114بأنو ال يحكز لممتعامؿ المتعاقد كالمناكليف كمتمقي
-1المادة 109مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2عبد الرحمف عزاكم ،المرجع السابؽ ،ص .222
-3المادة 108مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-4المادة 112مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-5المادة 111مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-6المادة 113مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-7المادة 115مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-8المادة 2/113مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الطمبات الثانكييف ،أف يتصرفكا في التمكينات التي حظيت بتسبيقات أك دفع عمى الحساب بالنسبة
لؤلشغاؿ أك المكازـ غير تمؾ المنصكص عمييا في الصفقة.1
كفي جميع األحكاؿ يتـ استرداد التسبيقات الجزافية كالتسبيقات عمى التمكيف التي منحت لممتعاقد عف
طريؽ اقتطاعات مف المبالغ المدفكعة في شكؿ دفع عمى الحساب أك تسكية عمى رصيد الحساب ،كيبدأ
استرداد ىذه التسبيقات عمى أبعد تقدير عندما يبمغ مجمكع المبالغ المدفكعة نسبة ( )%35مف مبمغ
الصفقة األصمي ،كيجب أف ينتيي استرداد التسبيقات عندما يبمغ مجمكع المبالغ المدفكعة نسبة ()%80
مف المبمغ األصمي لمصفقة.2
ىك كؿ دفع تقكـ بو المصمحة المتعاقدة مقابؿ تنفيذ جزئي لمكضكع الصفقة ،3كمنو فيك تسكية جزئية
جزئية لمبمغ الصفقة تدفعو المصمحة المتعاقدة لممتعامؿ المتعاقد بناءا عمى قاعدة األعماؿ المنجزة بعد
معاينتيا كتقييميا ،كذلؾ قبؿ التنفيذ الكامؿ ليا شريطة أف يقكـ بإثبات القياـ بعمميات جكىرية في تنفيذ
مكضكع الصفقة ،4كىك بذلؾ دفع مكازم لعممية التنفيذ ،يدفع شيريا أك لمدة أطكؿ مف ذلؾ مقابؿ تقديـ
الكثائؽ المنصكص عمييا ضمف دفتر الشركط حسب كؿ حالة ،5كذلؾ كفؽ إحدل الصكرتيف:
يتـ دفع ىذا النكع بمجرد التمكيف بالمنتجات المسممة في الكرشة ،كالتي لـ تكف محؿ دفع عف طريؽ
التسبيقات عمى التمكيف حتى نسبة %80مف مبمغيا المحسكب بتطبيؽ أسعار كحدات التمكيف المعدة
لمصفقة عمى أساس الكميات المعاينة ،كال يستفيد المتعامؿ المتعاقد بأم حاؿ مف األحكاؿ مف ىذا الدفع
عمى الحساب إال فيما يخص التمكينات المقتناة مف الجزائر ،6كبيذا فقد أقر المشرع ضمانة تحمي
المنتجات المحمية لتشجيع االقتصاد الكطني.
يتـ ىذا الدفع شيريا ما لـ ينص أحد بنكد الصفقة عمى أجؿ أطكؿ حسب طبيعة الخدمة ،كىك ما
أفادت بو المادة 118بقكليا " يككف الدفع عمى الحساب شيريا ،غير أنو يمكف أف تنص الصفقة عمى
فترة أطكؿ تتبلءـ مع طبيعة الخدمات ،كيتكقؼ ىذا الدفع عمى تقديـ الكثائؽ المنصكص عمييـ في دفتر
-1المادة 1/114مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المادة 116مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3المادة 109مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-4المادة 117مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-5المادة 118مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-6المادة 2/117مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الشركط ،حسب الحالة " ،كنظ ار لتعمقو بنسبة تقدـ األشغاؿ أك الخدمة فقد عمؽ المشرع منحو عمى تقديـ
الكثائؽ الكاردة في دفتر الشركط حسب الحالة.1
ىك الدفع المؤقت أك النيائي لمسعر المنصكص عميو في الصفقة بعد التنفيذ الكامؿ كالمرضي
لمكضكعيا ،2كيؤخذ ىك اآلخر إحدل الصكر التالية:
ال يمكف تطبيؽ ىذه التسكية إال إذا نصت عمييا الصفقة ،كىي ترمي لدفع المبالغ المستحقة لممتعامؿ
المتعاقد بعد تسميـ المشركع أك أداء الخدمة ،3عمى أف تبادر المصمحة المتعاقدة إلى اقتطاع الضماف
المحتمؿ كالغرامات المالية التي تبقى عمى عاتؽ المتعامؿ عند االقتضاء ،كالدفعات بعنكاف التسبيقات
كالدفع عمى الحساب عمى اختبلؼ أنكاعيا ،التي لـ تسترجعيا المصمحة المتعاقدة بعد.4
ىك التسديد النيائي لقيمة الصفقة مع مراعاة رد اقتطاعات الضماف كرفع اليد عف الكفاالت بمختمؼ
أنكاعيا ،5كذلؾ بعد التأكد مف حسف التنفيذ المرضي لمكضكع الصفقة ،كتقديـ الكثائؽ القانكنية المثبتة
لذلؾ ،6كخبلفا لذلؾ فقد استقر مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في 2012/12/13الذم جاء فيو "حيث أف
أف كفالة الضماف ال ترد إال عند التسميـ النيائي لؤلشغاؿ كماداـ أف األشغاؿ لـ تقـ المستأنؼ عمييا
بإنجازىا..مما يعني أنيا أخمت بالتزاماتيا كبالتالي ال يمكف ليا أف تتعرض عف عدـ رفع اليد عف كفالة
الضماف".7
كلقد ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة المعنية بالقياـ بالتسكية النيائية في أجؿ ال يتجاكز ثبلثيف ()30
يكما ابتداء مف استبلـ الكشؼ أك الفاتكرة ،غير أف ذلؾ ال يحكؿ دكف تمديد ىذه المدة لبعض الصفقات
إلى أجؿ ال يزيد عف الشيريف آخذا بعيف االعتبار األجؿ األكؿ بقرار صادر عف الكزير الكمؼ بالمالية،
إال أف ما يأخذ عمى المشرع أنو لـ يحدد نكع ىذه الصفقات ،كيتعيف عمى المصمحة المتعاقدة إعبلـ
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ 247/15المؤرخ في 16سبتمبر ،)2015القسـ الثاني ،الجسكر
لمنشر كالتكزيع ،ط ،2017 ،5ص .46
-2مبطكش الحاج ،المرجع السابؽ ،ص .06
-3إسماعيؿ ىبة ،المرجع السابؽ ،ص .95
-4المادة 119مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-5المادة 120مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-6مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ ،المرجع السابؽ ،ص .96
-7قرار مجمس الدكلة ،الغرفة األكلى ،رقـ ،072357المؤرخ في ،2012/12/13مجمة مجمس الدكلة ،العدد الثاني عشر ،2014 ،ص .115
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المتعامؿ المتعاقد كتابيا بتاريخ الدفع ،كيكـ إصدار الحكالة ،كفي حالة عدـ تقيدىا بيذا األجؿ يككف مف
حؽ المتعاقد مطالبتيا بفكائد التأخير. 1
يمكف القكؿ بأف المشرع كاف حريصا عمى تحديد التزامات المصمحة المتعاقدة ،خصكصا ما تعمؽ
بمسألة احتراـ آجاؿ الدفع ،إال أف الكاقع العممي يكشؼ لنا أف ىناؾ تأخر ىاـ في ىذه العممية الحساسة،
كىك ما ال يشجع المتعامميف االقتصادييف الذيف ال تسمح ليـ إمكانياتيـ المالية المحدكدة بتحمؿ تأخر
الدفع لمدة أطكؿ ،مما يجعميـ أماـ كضعية مالية صعبة ،إلى جانب عدـ القدرة لممشاركة في منافسات
أخرل مما يؤدم إلى إضعاؼ المنافسة في مجاؿ الصفقات العمكمية ،كالتي تمثؿ إحدل االلتزامات
الكطنية كالدكلية ،فضبل عف الثقؿ المالي الذم يترتب عمى عاتؽ المصمحة المتعاقدة نتيجة ليذا التأخر
مف خبلؿ زيادة التكاليؼ التي ليا األثر المباشر عمى ميزانية المصمحة المتعاقدة بصفة خاصة كالميزانية
العامة كاألمكاؿ العمكمية بصفة عامة.
قد ينجـ عف تنفيذ الصفقة أحداث ككقائع مف شأنيا إرىاؽ المتعاقد كالتأثير البالغ عمى مركزه المالي،
مما يؤدم إلى عدـ التكازف بيف التزاماتو كحقكقو ،بما يعطي لو حؽ المطالبة بإعادة التكازف المالي ،فإذا
كانت مراكز األط ارؼ في عقكد القانكف الخاص متكافئة ،فإنو كخبلؼ ذلؾ في الصفقة قد يتحمؿ المتعامؿ
المتعاقد عبئا ماليا لـ يكف في الحسباف عف التعاقد ،بما يفرض مراعاة ىذا الطارئ كاالعتراؼ لو بحقكقو
المالية ،بتمكينو مف تعكيضات كاممة أك جزئية لقاء استم ارره في تنفيذ مكضكع الصفقة ،2كغالبا ما يككف
المتعامؿ المتعاقد أماـ ىذه الكضعية نتيجة إجراءات اتخذتيا المصمحة المتعاقدة كأثرت مباشرة عمى
التكازف المالي لمصفقة ،أك نتيجة ظركؼ ال دخؿ لئلدارة فييا كلكنيا تنعكس عمى التكازف المالي لمعقد،
كتعرؼ ىذه األخيرة لدل الفقو كالقضاء اإلدارم بنظريات التكازف المالي كالمتمثمة في:
يقصد بفعؿ األمير (المخاطر اإلدارية) كؿ األعماؿ كاإلجراءات المشركعة التي تتخذىا كتصدرىا
المصمحة المتعاقدة ،كيككف مف شأنيا زيادة األعباء المالية بالنسبة لمطرؼ المتعاقد مع اإلدارة أك زيادة
االمتيازات المنصكص عمييا في العقد الذم يشكؿ مخاطر إدارية استثنائية كغير مألكفة ،3مما يستكجب
تعكيضو الذم يخضع كفقا ليذه النظرية لضكابط محددة تتمثؿ في:
-1قرار المحكمة العميا ،رقـ ،124356المؤرخ في ،1977/07/06المجمة القضائية ،العدد األكؿ ،1998 ،ص .178 -177
-2عمار بكضياؼ ،الصفقات العمكمية في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .166
-3عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ 247/15المؤرخ في 16سبتمبر ،)2015القسـ الثاني ،ص .50
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
-أف يتعمؽ فعؿ األمير بتنفيذ عقد إدارم ،1أف يككف اإلجراء أك العمؿ الذم تسبب في الخمؿ المالي
لممتعامؿ المتعاقد صاد ار مف قبؿ المصمحة المتعاقدة ،بحيث لك صدر ىذا العمؿ مف جية إدارية غير
الجية المتعاقدة فبل مجاؿ لتطبيؽ ىذه النظرية ،2كأف يككف غير متكقع مف طرؼ المتعامؿ المتعاقد كقت
التعاقد ،كأف يككف بعد إبراـ الصفقة كأثناء تنفيذىا كقبؿ االنتياء مف تنفيذىا.
-أف يؤدم ىذا اإلجراء أك العمؿ إلى اختبلؿ التكازف المالي لمصفقة اختبلال جسيما ،ال يدخؿ في دائرة
األمكر العادية كالمألكفة ،3كيستكم األمر إف تسبب فعميا في زيادة األعباء المالية أك إنقاص األرباح
بطريقة مباشرة أك غير مباشرة ،كأف يككف مشركعا كغير مخالؼ لمنظاـ العاـ ،أما إذا كاف ىذا العمؿ غير
مشركع جاز لممتعاقد معيا المجكء إلى القضاء لمبث في مدل مشركعية العمؿ المادم أك القانكني الصادر
عنيا.4
كيترتب عف تكافر ىذه الشركط إعادة التكازف المالي لمصفقة عف طريؽ تعكيض األضرار التي لحقت
المتعاقد تعكيضا كامبل ،يشمؿ ما فاتو مف كسب كما لحقو مف خسارة ،5إلى جانب إقرار جانب مف الفقو
بأحقية المتعامؿ المتعاقد في المطالبة بفسخ الصفقة ،في حالة ما إذا كاف مف شأف اإلجراء أك العمؿ
الصادر عف المصمحة المتعاقدة أف يجعؿ تنفيذه لمخدمات الممتزـ بأدائيا مرىقا لو كليس بإمكانو تحمؿ
األعباء المالية اإلضافية المترتبة عنيا.
يتمخص مضمكف ىذه النظرية في أف تط أر أثناء تنفيذ الصفقة ظركؼ استثنائية خارجية لـ يكف في
الكسع تكقعيا كقت إبراـ العقد ،تؤدم إلى قمب اقتصاديات العقد ،6بحيث يصبح تنفيذ االلتزاـ أشد إرىاقا
كأكثر كمفة عمى كجو يتجاكز الحد المألكؼ الذم تكقعو األطراؼ ،7مما يعني أف تنفيذ االلتزاـ ال يصؿ
إلى درجة االستحالة التي تعفي المتعامؿ المتعاقد كتؤدم إلى فسخ الصفقة ،كانما يظؿ التنفيذ ممكنا كاف
أصبح شاقا لممتعاقد مع اإلدارة ،إال أف ىذه المشقة تكازف بحؽ المتعاقد في التعكيض كليس بانقضاء
االلتزاـ ،بناء عمى تكافر الشركط التالية:
-1سمير عثماف اليكسؼ ،نظرية الظركؼ الطارئة كأثرىا عمى التكازف المالي لمعقد اإلدارم ،ط ،1منشكرات الحمبي الحقكقية ،بيركت ،2009 ،ص
.70
-2محمد عبد اهلل شريؼ النعيمي ،االلتزامات كالحقكؽ التي يرتبيا العد اإلدارم تجاه الغير ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2014 ،ص .53
-3محمد الصغير بعمي ،العقكد اإلدارية ،دار العمكـ لمنشر كالتكزيع ،الجزائر ،ص .92
-4حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .203
-5محمكد خمؼ الجبكرم ،المرجع السابؽ ،ص .196
-6حساف عبد السميح ىاشـ أبك العبل ،الظركؼ الطارئة كأثرىا عمى العقد اإلدارم في المممكة العربية السعكدية (دراسة مقارنة) ،مجمة البحكث
القانكنية كاالقتصادية ،كمية الحقكؽ ،جامعة المنصكرة ،مصر ،2013 ،ص .43
-7عبد الرؤكؼ جابر ،الكجيز في عقكد التنمية التقنية ،ط ،1منشكرات الحمبي الحقكقية ،بيركت ،2005 ،ص .233
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
-حصكؿ حكا دث استثنائية غير متكقعة كمف غير الممكف دفعيا ،بعد إبراـ العقد كقبؿ انتياء المتعامؿ
المتعاقد مف تنفيذ مكضكع الصفقة ،كمف أمثمتيا االرتفاع الفاحش ألسعار المكاد األكلية ،الككارث الطبيعية
كغيرىا ،1كىك ما أكدت عميو الغرفة اإلدارية بالمحكمة العميا في قرارىا رقـ 99694المؤرخ في
1993/10/10الذم جاء فيو "..مف المقرر قانكنا أنو إذا طرأت حكادث استثنائية عامة لـ يكف في
الكسع تكقعيا كترتب عمى حدكثيا ،أف تنفيذ االلتزاـ التعاقدم كاف لـ يصبح مستحيبل صار مرىقا ،بحيث
ييدد بخسارة فادحة ،جاز لمقاضي تبعا لظركؼ ،كبعد مراعاة مصمحة الطرفيف أف يرد االلتزاـ المرىؽ إلى
الحد المعقكؿ..يعد حادثا استثنائيا غير متكقعا يجب األخذ بو.2"..
-أف يككف الحادث الطارئ خارجا عف إرادة المتعاقديف كغير متكقع ،3كأف يؤدم إلى قمب اقتصاديات
الصفقة العمكمية دكف استحالة تنفيذىا ،فبل يمكف لممتعامؿ المتعاقد المطالبة بالتعكيض إذا لـ تتسبب ىذه
الظركؼ في خسائر غير مألكفة ،أك نقص فادح في األرباح المشركعة المحتممة لممتعامؿ المتعاقد.
كينتج عف تكافر ىذه الشركط استم اررية المتعامؿ المتعاقد في تنفيذ التزاماتو التعاقدية رغـ حدكث
االختبلؿ المالي ،كذلؾ تحت طائمة التعرض لمعقكبات المقررة في حالة انقطاعو عف تنفيذ تمؾ االلتزامات،
عمى أف تمتزـ المصمحة المتعاقدة بمشاركة المتعاقد معيا في احتماؿ نصيب مف الخسارة في صكرة
تعكيض جزئي ،بقصد إعادة التكازف المالي لمصفقة في الحدكد التي تسمح بإعادة التكازف القتصاديات
الصفقة ،4كبذلؾ ال يككف التعكيض كامبل ،كانما تتقاسـ المصمحة المتعاقدة مع المتعامؿ المتعاقد الخسائر
الخسائر التي مست اقتصاديات الصفقة بالقدر الذم يسمح ليذا األخير باالستمرار في تنفيذ الخدمات
التي التزـ بيا ،تكريسا لمبدأ دكاـ سير المكافؽ العامة باستمرار كاطراد.5
يككف ىذا التعكيض مؤقت كال يمكف أف يستمر بصفة دائمة أم يرتبط بالظرؼ الطارئ كجكدا كعدما،
كبالتالي تمتنع المصمحة المتعاقدة مف تقديـ مساىمتيا في الخسائر بزكاؿ ىذا الظرؼ ،كما أنو ال مجاؿ
لتطبيؽ الظرؼ الطارئ إذا ترتب عنو خسائر عادية متكقعة ،ال تتجاكز الحد األقصى لؤلسعار ،أك الحد
األدنى النخفاض اإليرادات الخاصة بالمتعاقد أم إذا لـ تصؿ إلى ما يطمؽ عميو قمب اقتصاديات العقد.6
العقد.6
-3نظرية الصعوبات المادية غير المتوقعة:
يقصد بالصعكبات المادية غير المتكقعة كافة العكائؽ المادية التي تظير أثناء التنفيذ كالتي ال يمكف
لكبل الطرفيف تكقعيا كقت إبراـ الصفقة 1يترتب عمييا زيادة في أعبائيا المالية التي يتحمميا المتعامؿ
المتعاقد ،مما يستكجب تعكيضو الكامؿ عما لحقو مف أضرار بناء عمى تكافر الشركط التالية:
-أف تككف الصعكبات ذات طبيعة مادية ،كالتي ترتبط غالبا بظكاىر طبيعية كأف يكاجو المتعاقد طبقة
غزيرة مف المياه أثناء تنفيذ مكضكع الصفقة األمر الذم يتطمب تقنيات خاصة كمكمفة لسحبيا.
-أف ال تككف الصعكبات المادية بسبب أحد األطراؼ كال يد ألييما في إحداثيا أك زيادة آثارىا.2
-أف تككف ذات طابع استثنائي غير عادم ،بحيث ال يمكف أف تنتمي إلى طائفة المخاطر العادية التي
يتعرض ليا المتعاقد بصكرة طبيعية عند التنفيذ ،كيعكد لمقاضي اإلدارم تقدير ما إذا كاف ما صادفو
المتعاقد مما يمكف اعتباره مف قبيؿ المخاطر العادية أك االستثنائية.
-أف تؤدم الصعكبات المادية إلى ضرر ليس في كسع المتعاقد تحممو ،كذلؾ بزيادة األعباء المالية
لتنفيذ مكضكع الصفقة بشكؿ يجعؿ استم ارره في تنفيذ التزاماتو التعاقدية مف األمكر المرىقة كالمكمفة
لو.3
تتجسد اآلثار المترتبة عف تكافر ىذه الشركط في استم اررية المتعاقد في تنفيذ التزاماتو التعاقدية رغـ
حدكث االختبلؿ المالي ،ذلؾ أف تكقؼ المتعاقد عف تنفيذ التزاماتو التعاقدية يعطي لجية اإلدارة الحؽ في
تكقيع الجزاء المناسب ،كفي المقابؿ يترتب عف ذلؾ استحقاؽ المتعامؿ المتعاقد تعكيضا كامبل تقدمو
المصمحة المتعاقدة مف أجؿ إعادة التكازف المالي لمصفقة ،4بمعنى أنو ينبغي عمى المصمحة المتعاقدة
تغطية كافة النفقات اإلضافية التي تحمميا المتعاقد معيا في سبيؿ مكاجية الصعكبات التي اعترضت
تنفيذ الصفقة بصكرة طبيعية ،كليس مجرد مساىمة جزئية تنحصر في تحمؿ جزء مف تمؾ األعباء.
يمكف لممتعامؿ المتعاقد مطالبة المصمحة المتعاقدة بتعكيضو ماليا عما لحقو مف أضرار نتيجة
األخطاء الصادرة عنيا أك اإلخبلؿ بإحدل االلتزامات التعاقدية أك التأخر في الكفاء بيا ،كمف أمثمة ذلؾ
عدـ منح المصمحة المتعاقدة المقابؿ المالي لممتعاقد ضمف اآلجاؿ المحددة قانكنا ،كىك ما استقرت عميو
المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في 1997/07/06الذم جاء فيو " لما كاف ثابتا في قضية الحاؿ أف
األمر يتعمؽ بديف نقدم مستحؽ األداء ،كالذم يمثؿ إنجاز مشركع مف طرؼ صاحب األشغاؿ ،فاالمتناع
-1محمد فؤاد عبد الباسط ،أعماؿ السمطة اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .480
-2إبراىيـ الشارؼ الطاىر تفكقو ،المرجع السابؽ ،ص .178
-3عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .244
-4إسماعيؿ بحرم ،المرجع السابؽ ،ص .158
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
عف الدفع تعسفا يجعؿ طمب التعكيض مؤسسا...مما يستكجب تأييد القرار" ،1كبناء عمى ذلؾ فإف أم
إخبلؿ مف طرؼ المصمحة المتعاقدة بالتزاماتيا التعاقدية يخكؿ لممتعاقد معيا الحؽ في مطالبتيا
بالتعكيض عف الضرر الذم قد ينجـ مف جراء ذلؾ ،2فضبل عف إمكانية قياـ المصمحة المتعاقدة ببعض
التعديبلت األمر الذم يفرض عمى المتعامؿ المتعاقد القياـ بأعماؿ إضافية ،كىك يستكجب تعكيضو بما
يكازم قيمة األعباء اإلضافية الناجمة عف ىذا التعديؿ ،كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ
في 2013/11/21الذم جاء فيو " حيث يتضمف الممحؽ رقـ ( )2اإلشارة إلى تقييـ األشغاؿ المنجزة
اإلضافية داخؿ كخارج الصفقة..كىذا يعني ثبكت التعاقد كثبكت اإلنجاز..كبالتالي دفع المستأنؼ دفع غير
مؤسس..كمف ثـ يتعيف تأييد الحكـ الذم قضى بقيمة األشغاؿ المتفؽ عمييا.3"...
تمثؿ مرحمة التنفيذ المرحمة اليامة في مسار الصفقة العمكمية ،مما يستدعي إحاطتيا بجممة مف
الضكابط كاألدكات القانكنية البلزمة لضماف سيرىا تحقيقا لمبادئ إبراـ الصفقات العمكمية ،كالتي تمثؿ
السبيؿ األنجع لتأدية كؿ طرؼ اللتزاماتو ،4ذلؾ أف عممية إبراـ الصفقات يترتب عنيا التزامات تقع عمى
عاتؽ كؿ طرؼ ضمف العبلقة التعاقدية ،كالمتمثمة فيما ينشأ مف حقكؽ كالتزامات في ذمة اإلدارة مف جية
كما يقابميا مف التزامات مالية كتقنية في ذمة المتعاقد معيا الذم يمتزـ بالكفاء بالتزاماتو طبقا لمشركط
كالمكاصفات المتفؽ عمييا.
تسعى المصمحة المتعاقدة منذ البداية عمى إرساء صفقاتيا عمى المتعامؿ المتعاقد األقدر ماليا ،أم
صاحب الكفاية المالية ،لذلؾ ألزـ تنظيـ الصفقات العمكمية المتعاقديف بضركرة تقديـ ضمانات مالية
تحمي المصمحة المتعاقدة مف األخطار المالية التي قد تكاجييا نتيجة إخبلليـ بالتزاماتيـ التعاقدية ،5ليذا
ال بد أف تسعى المصمحة المتعاقدة عمى إيجاد الضمانات الضركرية التي تتيح أحسف الشركط الختيار
المتعامميف معيا ك/أك أحسف الشركط لتنفيذ الصفقة ،كتبعا لذلؾ سيتـ الكقكؼ عمى مختمؼ ىذه الضمانات
نظ ار ألىميتيا في حسف انجاز مكضكع الصفقة كفؽ ما يمي:
-1قرار المحكمة العميا ،رقـ ،124356المجمة القضائية ،العدد األكؿ ،1998المرجع السابؽ ،ص .177
-2صكفية عباد ،المرجع سابؽ ،ص .48
-3قرار مجمس الدكلة رقـ ،079325+078206المؤرخ في ،2013/11/21مجمة مجمس الدكلة ،العدد الحادم عشر ،2013 ،ص .94
-4إسماعيؿ بحرم ،المرجع السابؽ ،ص .159
-5دغبار نكرة بف بكزيد ،التنظيـ القانكني لمكفالة كتطبيقات و في قانكف الصفقات العمكمية ،مجمة البحكث كالدراسات القانكنية كالسياسية ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة لكنيسي عمي ،البميدة ،2العدد الثامف ،جكيمية ،2016ص .51
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تعرؼ طبقا لممادة 644مف القانكف المدني عمى أنيا " عقد يكفؿ بمقتضاه شخص تنفيذ التزاـ بأف
يتعيد لمدائف بأف يفي بيذا االلتزاـ إذا لـ يؼ بو المديف نفسو" ،كيتضح مف خبلؿ النص أف لمكفالة
عنصراف ،أحدىما مادم يتـ بكاسطة ضماف الديف مف خبلؿ مبمغ مالي أك أية قيمة أخرل ،كاآلخر
عنصر الشخص الكفيؿ الذم يمثؿ بحد ذاتو الضماف بتنفيذ االلتزاـ مف طرؼ شخص آخر كىك ما يعرؼ
بالكفالة الشخصية كالتضامنية ،1كقد نص التنظيـ الحالي لمصفقات عمى عدة أشكاؿ لمكفالة تتمثؿ في:
تعتبر كفالة رد التسبيقات التزامات بنكية ،تضمف لممصمحة المتعاقدة استرجاع التسبيقات التي منحتيا
لممتعامؿ المتعاقد قبؿ أك أثناء تنفيذ الصفقة ،قصد تمكينو مف أداء التزاماتو التعاقدية ،2كالتي غالبا ما
تككف بقيمة معادلة بإرجاع التسبيقات ،يتـ إصدارىا مف طرؼ بنؾ جزائرم أك صندكؽ ضماف الصفقات
العمكمية أك بنؾ جزائرم يشمميا ضماف مقابؿ صادر عف بنؾ أجنبي بالنسبة لممتعيديف األجانب ،كتحرر
طبقا لمنمكذج المحدد مف طرؼ الكزير المكمؼ بالمالية ،3غير أف ما يأخذ عف شرط كضع ىذه الكفالة
لمحصكؿ عمى تسبيقات ،أنو يحكؿ دكف حصكؿ المتعامميف المتعاقديف عمى ىذه التسبيقات اليادفة إلى
مساعدتيـ ماليا لتخطي عقبات ضعؼ اإلمكانيات المالية ،ذلؾ أف مبمغ ىذه الكفالة يعادؿ مبمغ التسبيؽ
مما جعؿ سمبيات ىذا الشرط تقضي عمى ايجابيات ىذه العممية.
تشكؿ كفالة حسف التنفيذ ضمانا نقديا لممصمحة المتعاقدة مف أجؿ ضماف حسف تنفيذ الصفقة تغطي
المرحمة بيف إعطاء األمر بالتنفيذ إلى غاية االستبلـ المؤقت لمصفقة (ضماف العيكب الظاىرة) ،4كتحرر
ىذه األخيرة طبقا لمنمكذج المقرر مف طرؼ الكزير المكمؼ بالمالية ،عمى أف يتـ إيداعيا عند تاريخ أكؿ
طمب دفع عمى الحساب مف المتعامؿ المتعاقد ،بقدر يتراكح بيف %5ك %10مف مبمغ الصفقة حسب
طبيعة كأىمية الخدمات الكاجب تنفيذىا ،كبنسبة تتراكح بيف %1ك %5بالنسبة لمصفقات األخرل
-1مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ ،المرجع السابؽ ،ص .103
-2محم د أحميداتك ،الضمانات البنكية المقدمة في الصفقات العمكمية ،الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ
المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19/18أكتكبر
،2016ص .12
-3المادة 110مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-4رقية جبار ،الكفالة البنكية كضماف في الصفقات العمكمية ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ،
كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ ،2013/05/20ص .08
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الخارجة عف اختصاص المجنة القطاعية كذلؾ دائما حسب طبيعة كأىمية الخدمات ،1كتسترجع ىذه
األخيرة في أجؿ شير كاحد ابتداء مف تاريخ التسميـ النيائي لمصفقة ،عمما أف لممصمحة المتعاقدة إمكانية
إعفاء بعض الصفقات مف ىذا التأميف إذا لـ يتعدل أجؿ تنفيذ الصفقة ثبلثة ( )03أشير ،أك تمؾ
الصفقات المتعمقة بالدراسات كالخدمات ،كالتي يمكف لممصمحة المتعاقدة أف تتأكد مف حسف تنفيذ خدماتيا
قبؿ دفع مستحقاتيا ،مع إمكانية إعفاء الصفقات المبرمة طبقا إلجراء التراضي البسيط ،كتمؾ الصفقات
المبرمة مع المؤسسات العمكمية 2،ىذا كيعفى الحرفيكف الفنيكف كالمؤسسات المصغرة مف ىذا التأميف في
حالة تدخميـ في عمميات إعادة التأىيؿ كالترميـ لمممتمكات الثقافية.3
يمكف تعكيض كفالة حسف التنفيذ باقتطاعات حسف التنفيذ فيما يخص بعض أنكاع صفقات الدراسات
كالخدمات المعفاة مف تقديـ ىذا النكع مف الكفاالت ،كذلؾ في حالة ما إذا نص دفتر الشركط عمى ذلؾ،4
كتشمؿ ىذه األنكاع مف الصفقات تمؾ المكجكدة بالقائمة المحددة بمكجب القرار الكزارم المشترؾ ،5أما
باقي صفقات الدراسات كالخدمات الغير مكجكدة بيذه القائمة فيمكف لدفتر شركطيا استبداؿ كفالة حسف
التنفيذ باقتطاع حسف التنفيذ.
تتعمؽ بالصفقات التي تنص عمى أجؿ ضماف ،حيث تتحكؿ كفالة حسف التنفيذ عند التسميـ المؤقت
إلى كفالة ضماف ،6لذا فيي تغطي الفترة الممتدة ما بيف االستبلـ المؤقت كالنيائي لمكضكع الصفقة
ضمانا لمعيكب الخفية ،7ىذا كيحكؿ الرصيد المككف مف مجمكع االقتطاعات عند االستبلـ المؤقت إلى
اقتطاع ضماف عندما يككف أجؿ الضماف منصكصا عميو في صفقات الدراسات أك الخدمات ،8يعتبر
اقتطاع الضماف إجراء يتضمف قياـ المصمحة المتعاقدة بمناسبة كؿ عممية تسكية عمى رصيد الحساب
المؤقت لممتعامؿ المتعاقد باقتطاعات محتممة مف المبالغ المستحقة ليذا األخير مف أجؿ ضماف الديكف
التي يمكف أف تترتب عميو لفائدة المصمحة المتعاقدة ،كأما بخصكص استرجاع ىذه الكفالة أك اقتطاع
الضماف فإف ذلؾ يتـ خبلؿ أجؿ شير كاحد ابتداء مف تاريخ التسميـ النيائي لمصفقة ،9كىك ما استقر عميو
-1المادة 133مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المادة 130مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3المادة 4/130مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-4المادة 1/132مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-5القرار الكزارم المشترؾ المؤرخ في ،2014/11/29يحدد قائمة صفقات الدراسات كالخدمات المعفاة مف كفالة حسف التنفيذ ،ج ر ج ج العدد
( )05الصادرة بتاريخ .2015/02/08
-6المادة 131مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-7عائشة بعيط ،المرجع السابؽ ،ص .89
-8المادة 2/132مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-9المادة 134 ،119مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في 2003/11/21كالذم جاء فيو "..فيما يخص طمب استرجاع
كفالة الضماف أف المستأنؼ عمييا لـ تقدـ محضر االستبلـ النيائي الذم عمى أساسو يتـ استرجاع ىذا
المبمغ ،كما أنيا لـ تثبت أنيا قامت باإلجراءات القانكنية لمحصكؿ عمى ىذا المحضر كعميو يتعيف تأييد
القرار المستأنؼ لما رفض ىذا الطمب ،1"..كفي جميع األحكاؿ تتخذ ىذه الكفاالت صكرة مبالغ مالية
يضعيا المتعاقد تحت يد المصمحة المتعاقدة بكاسطة بنؾ مختص ،بغرض تمكينيا مف حقكقيا المحتممة
اتجاه المتعاقد نتيجة أم عيب أك نقص قد يشكب مكضكع الصفقة أك غير المبلئـ لبنكد الصفقة.
ىذا؛ كقد سعى المشرع عمى إيجاد ضمانات ذات صبغة حككمية بخصكص المتعامميف األجانب في
إطار المنافسات الدكلية ،كالتي يمكف أف تندرج في إطار استعماؿ القرض الناتج عف عقكد حككمية
مشتركة أك ضمف مساىمة الييئات المصرفية أك ىيئات التأميف ذات الصبغة العمكمية أك شبو العمكمية،
كتظير ىذه الضمانات في شكؿ ضمانات نقدية تغطييا كفالة مصرفية صادرة عف بنؾ أجنبي بالدرجة
األكلى يعتمده البنؾ الجزائرم المختص ،كيحظى باألسبقية في اختيار المتعامميف المتعاقديف األجانب مف
يقدـ أكسع ىذه الضمانات مع مراعاة الحصص ك استعماؿ المكاد كالخدمات المنتجة محميا ،2كالتي تسمح
تسمح بتكفير الحماية البلزمة ألم طارئ قد يؤدم إلى عدـ تنفيذ االلتزامات التعاقدية مف جانب المتعامؿ
األجنبي ،مف خبلؿ التزاـ الييئات العمكمية بدفع المتعامؿ األجنبي لمكفاء بالتزاماتو ،مع تعكيض الضرر
الحاصؿ بفعؿ سكء التنفيذ.
نتيجة ألىمية كحجـ المشاريع محؿ الصفقات العمكمية ،فإف المتعامميف كثي ار ما يجدكف أنفسيـ
بحاجة إلى أغمفة مالية ضخمة قصد تغطية التزاماتيـ تجاه المصالح المتعاقدة ،لذلؾ فإنيـ يضطركف إلى
المجكء إلى المؤسسات المصرفية ،كالمتمثمة في البنكؾ كصندكؽ ضماف الصفقات العمكمية الذم أنشئ
خصيصا لتكممة النظاـ المصرفي لئلسياـ في ضماف تمكيؿ الصفقات العمكمية ،كالتي تعتبر المكرد
األساسي في منح الضمانات بمختمؼ أنكاعيا.3
أ -/البنوؾ:
بصدكر قانكف المتعمؽ بالنقد كالقرض 4بادرت الجزائر بإدخاؿ عدة إصبلحات بغرض إنعاش النظاـ
البنكي الجزائرم ،نتيجة تراكـ الديكف عمى المؤسسات إزاء البنكؾ التي عرفت ىي األخرل مشاكؿ ضعؼ
-1قرار مجمس الدكلة رقـ ،077577المؤرخ في ،2013/11/21مجمة مجمس الدكلة ،العدد الحادم عشر ،2013ص .83
-2المادة 129مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3إسماعيؿ بحرم ،المرجع السابؽ ،ص .164
-4القانكف رقـ ،10/90المتعمؽ بالنقد كالقرض ،المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
التمكيف ،لذا كاف لزاما إعادة الدكر الحقيقي لمبنكؾ ككسيط مالي فعاؿ ،1لضماف تمكيؿ الصفقات
العمكمية ،حيث تكفؿ ىذه األخيرة بضماف تمكيبلت لممؤسسات المتعاقدة في شكؿ كفاالت (كفالة حسف
التنفيذ ،كفالة الدخكؿ لممناقصات ،كفالة اقتطاع الضماف) إلى جانب منح التسبيقات ،بغرض تمكينيا مف
تغطية التزاماتيا تجاه المصمحة المتعاقدة ،إال أنو كعمى الرغـ مف إقرار العديد مف اإلصبلحات التي جاء
بيا القانكف ،إال أف تعقيد اإلجراءات التي تتطمبيا عممية التمكيؿ تشكؿ عائقا أماـ مختمؼ المتعامميف قصد
الحصكؿ عمى التمكيبلت البلزمة إلنجاز مشاريع اإلدارة العمكمية ،2مما أدل إلى التفكير في إنشاء ىيئة
متخصصة مكمفة بضماف الصفقات العمكمية تمثمت في صندكؽ ضماف الصفقات العمكمية.
يندرج ضمف مياـ الصندكؽ السماح لممؤسسات في الحصكؿ عمى جميع الكفاالت كالضمانات التي
تسيؿ عممية إنجاز الصفقات العمكمية كتنفيذىا ماليا ،إلى جانب منح كؿ الضمانات المطمكبة مف قبؿ
المصالح المتعاقدة لبلستفادة مف التسبيقات التعاقدية المخصصة لتغطية النفقات المقررة في إطار إنجاز
الصفقات كالطمبيات العمكمية ،3حيث أحاؿ تنظيـ الصفقات العمكمية ميمة تمكيؿ كضماف الصفقات
العمكمية إلى ىذه الييئة 4قصد تمكيف المتعامميف المتعاقديف مف تنفيذ التزاماتيـ ،السيما منيا تسديد
الكشكؼ أك فكاتير ،في إطار رصد ديكف أصحاب الصفقات العمكمية ككذلؾ في:
-في إطار التمكيؿ المسبؽ لتحسيف خزينة صاحب الصفقة قبؿ أف تعترؼ لو المصمحة المتعاقدة
بحقكقو في التسديد.
-في إطار القرض مقابؿ الحقكؽ المكتسبة.
-في إطار الضماف عمى التسبيقات االستثنائية الممنكحة مقابؿ الرىكف الحيازية لمختمؼ الصفقات
المبرمة مف قبؿ المصالح المتعاقدة.
لكي يتمكف الصندكؽ مف القياـ بمنح مختمؼ الكفاالت المكجية لتغطية النفقات المقررة في إطار
إنجاز الصفقات كالطمبات ،يمجأ إلى ربط عبلقاتو سكاء مع تمؾ البنكؾ المانحة لمتمكيؿ أك اآلمريف
بالصرؼ ككذا المتعامميف المتعاقديف ،حيث تبرز عبلقة ىذا األخير بالبنكؾ فيما يتعمؽ بالضماف
االحتياطي ،5كأما عف عبلقة صندكؽ ضماف الصفقات العمكمية باآلمريف بالصرؼ في مجاؿ الكفالة
فإنو يتدخؿ مف زاكية مراقبة طبيعة كمبمغ الصفقة التي سيضمنيا ،كىذا مف خبلؿ نظاـ إعبلـ دائـ مع
اآلمريف بالصرؼ.1
كفيما يخص رفع اليد عمى الكفاالت التي يقدميا الصندكؽ لممؤسسات السيما كفالة الضماف ،يمكف
لممصمحة المتعاقدة عف طريؽ اآلمر بالصرؼ ،أف تشعر الصندكؽ برسالة مكصى عمييا بعدـ تحرير
الكفالة لممتعامؿ الحائز عمى الصفقة كتمديد األجؿ ألكثر مف شير ،ألف ىذه الكفالة يتـ رفع اليد عنيا
آليا بمضي شير كاحد ابتداء مف تاريخ االستبلـ النيائي لمصفقة ،إال في حالة عدـ التزاـ المتعاقد بجميع
بنكد الصفقة ،مما يدفع باآلمر بالصرؼ بتحرير كفالة ضماف برفع اليد كيكجييا لمصندكؽ.2
أما عف آليات ضماف التمكيؿ ،فيي عف طريؽ الرىكف الحيازية التي تعد أحد أشكاؿ تمكيؿ الصفقات
العمكمية يمتجأ بمقتضاىا المتعامؿ المتعاقد إلى مؤسسة أك مجمكع مؤسسات مصرفية أك إلى صندكؽ
ضماف الصفقات العمكمية مف أجؿ تغطية نقص في خزينتو لمحصكؿ عمى قرض مقابؿ رىف الصفقة
حيازيا كضماف ليذا القرض ،3كذلؾ لتمكينو مف أداء التزاماتو بعناية كدقة تحقيقا لمجكدة المطمكبة ،حيث
تككف كؿ الصفقات العمكمية بمختمؼ أنكاعيا طبقا لممادة 145مف المرسكـ الرئاسي 247/15قابمة ألف
تككف محبل لمرىف الحيازم لضماف الديكف المقررة في ذمة المتعامؿ المتعاقد لفائدة المؤسسة المالية
الدائنة ،كما يجكز طبقا ليذا النص لكؿ مف المناكليف كالمكصيف الثانكييف أف يرىنكا حيازيا جميع ديكنيـ،
أك جزء منيا كذلؾ في حدكد قيمة الخدمات التي ينفذكنيا.
كبذلؾ؛ يعد الرىف الحيازم لمصفقة العمكمية آلية ذات طبيعة مزدكجة ،ففي الكقت الذم يعد فيو أداة
لمتمكيؿ المصرفي فيك أداة لمضماف كالتأميف ،حيث أنو باإلضافة إلى ككنو عمبلن يتيح لممتعامؿ المتعاقد
الحائز عمى الصفقة االستفادة مف تمكيؿ مؤسسة مصرفية ،بالشكؿ الذم يمكنو مف تنفيذ التزاماتو القائمة
تجاه المصمحة المتعاقدة صاحبة المشركع ،فإنو يمثؿ في ذات الكقت كسيمة لضماف كفاء المتعامؿ
المتعاقد صاحب الصفقة بالتزاماتو تجاه المؤسسة المصرفية الممكلة لممشركع عمى النحك الذم يمنحيا حؽ
المقرضة باألفضمية كالتقدـ عف بقية الدائنيف ،4إال أننا في ىذا المقاـ نتساءؿ عف
استرداد المبالغ المالية ُ
إمكانية رىف الصفقات العمكمية ذات البعد الدكلي كالتمكيؿ الخارجي كاف كانت الصيغة العمكمية الكاردة
في نص المادة 145تفيد بإمكانية ذلؾ ،إال أنو ال يمكف الجزـ بذلؾ في ظؿ غياب النص الصريح الذم
يؤسس لذلؾ ،فضبل عف سككت المشرع عف تحديد اإلجراءات القانكنية التي تتخذ في حالة فسخ الصفقة
-1المادة 03مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،67/98المتضمف إنشاء صندكؽ ضماف الصفقات العمكمية.
-2إسماعيؿ بحرم ،المرجع السابؽ ،ص .166
-3منير أقضاض ،مآؿ رىف الصفقة العمكمية في مرحمة الكقاية الخارجية مف مساطر صعكبات المقاكلة ،مجمة األبحاث في االقتصادية كالتسيير،
كمية العمكـ القانكنية كاالقتصادية كاالجتماعية ،جامعة محمد األكؿ ،كجدة ،المغرب ،العدد الرابع ،ج ،2سبتمبر ،2015ص .89
-4إيماف تكابتي ،ريمة سركر ،المرجع السابؽ ،ص .205
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كانعكاس ذلؾ عمى عقد الرىف الحيازم ،مما يستدعي ضركرة تدارؾ ىذه األكضاع تجنبا ألم غمكض أك
لبس في ىذا الشأف.
إف الصمة الكثيقة التي تربط الصفقة العمكمية بالمرفؽ العاـ تفرض عمى المصمحة المتعاقدة مراعاة العديد
مف االعتبارات اليامة ،مف بينيا االعتبار الشخصي في التنفيذ الذم يقع عمى عاتؽ المتعامؿ المتعاقد في
تنفيذ التزاماتو التي تعد أث ار عاما كأساسيا يعكس القكة اإللزامية لمتنفيذ ،كىك ما يدفعو لمتقيد في مجاؿ
التنفيذ التقني لمصفقة بػ:
يتعيف عمى المتعامؿ المتعاقد االلتزاـ بالتنفيذ الشخصي لمخدمة مكضكع الصفقة ،طبقا لمشركط
كالمكاصفات كبما يتفؽ كمبدأ حسف النية ،1كال يعفى مف تمؾ المسؤكلية بإسناده لجزء مف األعماؿ محؿ
التعاقد لمناكليف ،فالمتعاقد األصمي يعد المسؤكؿ األكؿ عما التزـ بو مف أعماؿ تجاه المصمحة المتعاقدة،
سكاء ما تعمؽ بأعمالو الشخصية أك تمؾ المككؿ بيا لمناكليف كذلؾ عمى أساس تحمؿ التبعة ،2كبالتالي ال
يقصد باألداء الشخصي التزاـ المتعاقد بأداء الخدمة لكحده دكف اعتماده عمى الغير أك االستعانة بيـ
لتنفيذ التزاماتو ،إذ ال يمكف تصكر ذلؾ خاصة ما تعمؽ بمجاؿ األشغاؿ التي تتنكع فييا األعماؿ التي
تحتاج لخبرات كتقنيات عالية تفرضيا الرغبة في الكصكؿ ألعمى مستكيات الجكدة في األداء ،كالتي قد ال
تتكافر لدل المتعامؿ األصمي ،األمر الذم قد يعجزه عف الكفاء بالتزاماتو أك تنفيذىا عمى نحك ما ال
ينبغي ،3كانما يقصد بذلؾ عدـ تحمؿ المتعامؿ مف كامؿ التزاماتو التي تعيد بالكفاء بيا تجاه المصمحة
المتعاقدة كاإللقاء بيا عمى عاتؽ الغير ،4إذ يبقى المسؤكؿ األكؿ عف التنفيذ الكامؿ كالنيائي لممشركع
حتى كلك عيد إلى الغير بمكافقة المصمحة المتعاقدة لمقياـ بجزء مف العمؿ في إطار ما يعرؼ بالمناكلة،5
التي حددت المادة 140مف المرسكـ الرئاسي 247/15المقصكد بيا بقكليا "يمكف المتعامؿ المتعاقد
لممصمحة المتعاقدة منح تنفيذ جزء مف الصفقة لمناكؿ بكاسطة عقد مناكلة ،6"..كذلؾ بإبراـ عقديف أحدىما
أحدىما أصمي يتمثؿ في عقد الصفقة الذم يجمع المصمحة المتعاقدة بالمتعامؿ المتعاقد ،كآخر تبعي
ممثبل في عقد المناكلة الذم يجمع بيف المتعامؿ المتعاقد كالمناكؿ ،1كقد أخضع المشرع المجكء إلى
المناكلة طبقا ليذا النص لجممة مف الضكابط تتمثؿ في:
-كجكب المكافقة المسبقة لممصمحة المتعاقدة عمى المجكء إلى المناكلة ،مف خبلؿ طمب يقدـ مسبقا
كمكتكبا مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد بعد تأكدىا مف قدرات المناكؿ المينية كالتقنية كالمالية ،2كما يتعيف
عمى المناكؿ أف يعمف تكاجده لممصمحة المتعاقدة ،كفي حالة تكاجد مناكؿ غير مصرح بو في مكاف
تنفيذ الصفقة ،فإف المصمحة المتعاقدة تعمؿ عمى إعذار المتعامؿ المتعاقد لتدارؾ ىذا الكضع في أجؿ
ثمانية ( )08أياـ تحت طائمة تعرضو لعقكبات كتدابير ،3حيث لـ تتسامح في ىذا الشأف التعميمة
الصادرة عف الكزير األكؿ مع المؤسسات المخالفة ليذا الشرط ،كالتي جاء في نصيا "..زيادة عمى ذلؾ
فإف الصفقات التي كانت مكضكع مناكلة ،لـ تكف في أغمب الحاالت محؿ مكافقة مسبقة مف قبؿ
أصحاب المشاريع أك المشرفيف عمى المشاريع المنتدبيف..فإف ىذه الكضعية تشبو عقكد الكساطة كالتي
ال يمكف التسامح معيا ميما كاف المبرر ،ليذا الغرض فإنكـ مكمفكف باتخاذ كافة تدابير التقكيـ
الضركرية ضد المؤسسات المخالفة ،4"..ىذا كيمكف أف يككف التصريح بالمناكؿ مرفقا بالعرض أك
أثناء تنفيذ الصفقة عند بركز مستجدات تستدعي ذلؾ.5
-مسؤكلية المتعامؿ المتعاقد األصمي تجاه المصمحة المتعاقدة عف حسف تنفيذ األعماؿ محؿ المناكلة.
-تحديد المجاؿ الرئيسي لتدخؿ المناكلة ،كالذم يحدد طبقا لممادة 1/143بالرجكع إلى بعض المياـ
األساسية التي يجب أف تنفذ مف طرؼ المتعامؿ المتعاقد ،في دفتر الشركط إف أمكف ذلؾ كفي
الصفقة ،عمى أف ال تتجاكز ال يمكف أف تتجاكز المناكلة %40مف المبمغ اإلجمالي لمصفقة ،كال يمكف
أف تككف طبقا لممادة 140صفقات المكازـ العادية محؿ مناكلة ،كالتي يقصد بيا المكازـ المكجكدة في
السكؽ كالتي ىي غير مصنعة استنادا لمكاصفات تقنية خصكصية أعدتيا المصمحة المتعاقدة.
-1المادة 1/140مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المادة 2/143مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3المادة 142مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-4التعميمة رقـ 1574الصادرة عف الكزير األكؿ ،المؤرخة في ،2017/07/02بخصكص المناكلة في إطار تنفيذ الصفقات العمكمية.
-5قرار كزير المالية ،المؤرخ في ،2015/12/19يحدد نمكذج التصريح بالمناكؿ ،ج ر ج ج عدد ( ،)17الصادرة بتاريخ .2016/03/16
-6نظمت كيفيو الدفع المباشر لمستحقات المتعامؿ الثانكم أحكاـ القرار المؤرخ في ،2011/03/28المتعمؽ بكيفيات الدفع المباشر لممتعامؿ
الثانكم ،ج ر ج ج عدد ( ،)24الصادرة بتاريخ .2011/04/20
-دالؿ عياد ،المرجع السابؽ ،ص .115
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كتدعيما لدكر المناكلة كتشجيع اندماجيا في االقتصاد الكطني ،فقد ألزـ المشرع المصالح المتعاقدة
بتضميف دفاتر شركطيا في حالة المجكء إلى المؤسسات األجنبية التي تتعيد لكحدىا إال إذا استحاؿ ذلؾ
ككاف مبر ار كما ينبغي بكجكب مناكلة ثبلثيف في المائة ( )%30عمى األقؿ مف مبمغ الصفقة األصمي
لممؤسسات الخاضعة لمقانكف الجزائرم 1،بؿ كأكثر مف ذلؾ فقد حظر المشرع المجكء لممناكلة األجنبية إال
إذا لـ يكف في استطاعة المؤسسات الخاضعة لمقانكف الجزائرم تمبية احتياجاتيا ،كىك ما مف شأنو أف
يدفع بالقطاع الخاص بالنيكض كالمشاركة في عممية البناء االقتصادم كتعزيز تنافسية االقتصاد الكطني.
يمتزـ الم تعامؿ المتعاقد بتنفيذ التزاماتو طبقا المكاصفات المتفؽ عمييا ضمف بنكذ الصفقة ،كبما تمميو
عميو الشركط العامة في تنفيذ األعماؿ ،2بحيث تحتكم بنكد دفتر شركط الصفقات عمى كؿ ما يتعمؽ
بشأف تنفيذ الصفقة ،كالتي يتعيف عمى المتعاقد التقيد بيا طيمة التزامو بالتنفيذ ،مع ضركرة االمتثاؿ بما
يكجو إليو مف تعميمات كأكامر مف المصمحة المتعاقدة في إطار ممارستيا لسمطتيا في الرقابة عمى التنفيذ.
يطمب ىذا الكاجب مف المتعامؿ المتعاقد دراية كافية لئلحاطة بكؿ الشؤكف التقنية كالفنية المتعمقة
بجكانب الصفقة ،مع أخد االحتياطات البلزمة كتكفير الجك المبلئـ لضماف حسف تنفيذىا طبقا لممعايير
كاألسس المتفؽ عمييا ،كالتي تقتضي تكافر النزاىة كالحرص عمى تحقيؽ المصمحة العامة المرجكة مف
كراء إبراـ الصفقة.
يتعيف عمى المتعاقد االلتزاـ بأداء التزاماتو طبقا لممكاعيد كاآلجاؿ المحددة ،كذلؾ لبلستفادة بالشيء
مكضكع التعاقد في الميعاد الذم تراه المصمحة المتعاقدة مناسبا لتمؾ االستفادة 3،لذلؾ غالبا مع يعمؿ
المتعامؿ المتعاقد عمى كضع رزنامة أك مخطط بالشكؿ الذم يمكف مف التحكـ في تنفيذ االلت ازمات طبقا
لممكاعيد المحددة الذم يعد مف بيف أىـ المعايير المعتمدة في اختيار المتعامميف المتعاقديف ،كأم إخبلؿ
بيذه اآلجاؿ يعرضو لمعقكبات المالية فضبل عف كسائؿ الضغط التي قد تصؿ إلى فسخ الصفقة ،ككف
ذلؾ يعد مدخبل رئيسيا لمفساد المالي بدايتو ارتفاع التكاليؼ كعدـ تحقيؽ المشاريع في أكقاتيا المحددة،
مما يؤدم إلى ضخ المزيد مف األمكاؿ العمكمية مع تضييع فرص حقيقية لتمبية الحاجيات المجتمعية مف
ىذه المشاريع.
-1المادة 2/85مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2محمكد خمؼ الجبكرم ،المرجع السابؽ ،ص .165
-3مفتاح خميفة عبد الحميد ،حمد محمد حمد الشمماني ،المرجع السابؽ ،ص .209
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
أما عف إجراءات استبلـ األعماؿ محؿ التعاقد ،فتعتبر معاينة حضكرية لؤلشغاؿ مكضكع اإلنجاز
تسمح لممصمحة المتعاقدة بالتأكد مف مدل تقيد المتعاقد بالتزاماتو تجاىيا كفقا لممعايير كالمكاصفات
المطمكبة ،كذلؾ بعد إببلغيا كتابيا مف قبؿ المتعاقد بانتياء الخدمات مكضكع الصفقة ،كالتي عمى بنائيا
يتـ تحرير محضر استبلـ الصفقة أك عدـ استبلميا ،1كتبعا لذلؾ تتـ ىذه العممية كفؽ مرحمتيف:
كيككف عندما تقدر المصمحة المتعاقدة بأف الخدمات مكضكع الصفقة ،يمكف أف تقدـ لمخدمة رغـ ما
يعترييا مف نقائص يمكف استدراكيا ،كتحرر ىذه األخيرة محضر استبلـ يتضمف جميع التحفظات مرفقا
بأجؿ رفعيا كيبمغ لممتعامؿ المتعاقد قصد اتخاذ اإلجراءات التصحيحية البلزمة ،كبعد تأكدىا مف رفع
التحفظات المشار إلييا ضمف المحضر ،تحرر المصمحة المتعاقدة مقرر رفع التحفظات يبمغ لممتعامؿ
المتعاقد ،2كاذا أقرت المصمحة المتعاقدة عدـ استبلـ الصفقة تحرر قرار عدـ استبلميا كيبمغ لممتعاقد ،ىذا
كيبقى المتعامؿ المتعاقد مسؤكال عف األشغاؿ في الفترة التي تتكاجد بيف التسميـ المؤقت كالتسميـ النيائي
رغـ تسميمو لممشركع ،كىك ما استقرت عميو أحكاـ مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في 2002/04/22
بقكلو "..حيث يتبيف أف المشركع قد تعرض لتخريب جزئي بعد التسميـ المؤقت..كالثابت أف المحضر
النيائي لؤلشغاؿ لـ ينجز ألسباب التخريب عمما أف المقاكؿ يبقى مسؤكال حتى يتـ التسميـ النيائي.3
يمكف المصمحة المتعاقدة القياـ باستبلـ جزئي لمخدمات في حالة ما نصت الصفقة عمى أجؿ جزئي
منفصؿ عف األجؿ الكمي ،كفي ىذه الحالة يككف استبلـ مؤقت جزئي لمخدمات محؿ الصفقة مكافقا ليذا
ا ألجؿ ،كيبدأ سرياف أجؿ الضماف مف تاريخ أكؿ استبلـ جزئي كال ترد الكفالة أك اقتطاع الضماف إال بعد
نياية أجؿ ضماف جميع الخدمات محؿ الصفقة.4
يككف بعد معاينة المصمحة المتعاقدة لئلنجاز ،كالتأكد مف سبلمتو طبقا لممكاصفات كالشركط المتفؽ
عميي ا كعدـ إبدائيا ألم تحفظات ،كتحرر ىذه األخيرة في ىذا الشأف محضر استبلـ الصفقة تبمغ فيو
المتعاقد بتاريخ استبلميا كتنتقؿ بمكجبو الخدمات محؿ الصفقة إلى المصمحة المتعاقدة ،5كىك ما استقر
عميو قرار المحكمة العميا المؤرخ في 1990/05/05الذم جاء فيو " مف المستقر عميو قانكنا أنو إذا لـ
-1المادة 148مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المادة 4/148مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3قرار مجمس الدكلة رقـ ،4546المؤرخ في ،2002/04/22نشرة القضاة العدد السابع كالخمسكف ،2006 ،ص .293
-4المادة 7/148مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-5المادة 148مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-قرار مجمس الدكلة رقـ ،45161الفيرس رقـ ،110المؤرخ في ( ،2009/02/11قضية (م أ) ضد بمدية غريس كمف معيا)( ،غير منشكر).
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يبدم صاحب المشركع أم تحفظ عند االستبلـ النيائي فإف الديف المطالب بو يمغى ،ألنو يعني في الكاقع
اعتراؼ مف صاحب المشركع بمطابقة األشغاؿ لمصفقة..كمتى كاف األمر كذلؾ استكجب رفض الطعف".1
يترتب عمى المتعامؿ المتعاقد بعد التسميـ النيائي لممشركع مسؤكلية مدنية ،اصطمح عمييا المشرع
بالضماف العشرم 2عف تبعات اآلثار السمبية التي قد تنجـ عف تنفيذ صفقات األشغاؿ ،حيث يككف كؿ
مف المقاكؿ كالميندس مسؤكالف تضامنيا كلمدة عشر( )10سنكات تسرم مف تاريخ التسميـ النيائي
لممشركع محؿ الصفقة العمكمية 3عف التيدـ الكمي أك الجزئي فيما شيداه مف مباني أك منشآت ثابتة أخرل
كلك كاف التيدـ ناشئا عف عيب في األرض ،فالضماف العشرم يعتبر بمثابة ضماف قائـ عمى أساس
مسؤكلية مفترضة عمى احتماؿ تحقؽ خطأ أك عيب مستقببل مف شأنو تيديد المنشأة المبنية ،4كما يغطي
ىذا الضماف األضرار المخمة بصبلبة العناصر الخاصة بتجييز بناية ما ،عندما تككف ىذه العناصر جزءا
ال يتج أز مف منجزات التييئة ككضع األساس كالييكؿ كاإلحاطة كالتغطية ،كيعتبر جزءا ال يتج أز مف
اإلنجاز كؿ عنصر خاص بالتجييز ال يمكف القياـ بنزعو أك تفكيكو أك استبدالو دكف إتبلؼ أك حذؼ
مادة مف مكاد ىذا االنجاز.5
-1قرار المحكمة العميا ،الغرفة اإلدارية ،رقـ ،66148المؤرخ في ،1990/05/05المجمة القضائية ،العدد الثالث ،1993 ،ص .199
-2المادة 178مف األمر رقـ ،07/95المؤرخ في ،1995/01/25المتعمؽ بالتأمينات ،ج ر عدد ( )13الصادرة بتاريخ ،1995/03/08المعدؿ
كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ،04/06المؤرخ في ،2006/02/20ج ر عدد ( )15الصادرة بتاريخ .2006/03/12
-3المادة 554مف األمر ،58/75المتعمؽ بالقانكف المدني ،أما عف مدة الضماف فقد حددىا المشرع بعشر سنكات ،بينما حدد مدة رفع دعكل
الضماف بثبلث سنكات ابتداء مف يكـ حصكؿ التيدـ أك اكتشاؼ العيب.
-4عايدة مصطفاكم ،الضماف العشرم كالضمانات الخاصة لمشيدم البناء في التشريع الجزائرم كالتشريع المقارف ،مجمة دفاتر السياسة كالقانكف،
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،العدد السادس ،2012 ،ص .270
-5المادة 181مف األمر رقـ ،07/95المتعمؽ بالتأمينات المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المبحث الثاني:
نظاـ الثنائية في الرقابة عمى الصفقات العمومية.
تعد الصفقات العمكمية أىـ قناة تتحرؾ فييا األمكاؿ العامة ،كىي الطريقة المفضمة لدل الدكلة
لمتجسيد الميداني لمختمؼ المشاريع كالبرامج التنمكية ،لذلؾ فقد كاف مف الكاجب إحاطت ىذا المجاؿ
بجممة مف الضكابط كاآلليات التي تكفؿ إبراميا داخؿ قالب قانكني تحفظ مف خبللو األمكاؿ العامة ،1كلكف
لف تبمغ ىذه القيكد جكىرىا كمبتغاىا (حماية الماؿ العاـ) في ظؿ غياب آليات الرقابة الفعالة التي تؤمف
مسار سيرىا بما يمكنيا مف ترصد األخطاء ككضع التدابير البلزمة قبؿ تحقؽ آثارىا ،لذلؾ فيي تخضع
لمرقابة قبؿ دخكليا حيز التنفيذ كأثناء التنفيذ كبعده ،كبالتالي فيي تخضع لنظاـ رقابي متنكع مف حيث
األجيزة كالييئات المكمفة بإعماليا كىك ما سيعنى بالدراسة مف خبلؿ ما يمي:
المطمب األوؿ:
امتدادان لسمسمة القيكد التي تضبط عمؿ المصالح المتعاقدة في إبراميا لمصفقات العمكمية ،كضمانا
لتحقيؽ شفافية أكبر عمى أعماليا ،حرص المشرع عمى فرض ضكابط كجب التصرؼ في حدكدىا ،تحقيقا
لممصمحة العامة التي تسعى المصمحة المتعاقدة إلى تحقيقيا مف كراء إبراـ صفقاتيا.
تجسيدا لذلؾ فقد أخضع المشرع الصفقات العمكمية إلطار رقابي متنكع في شكؿ رقابة داخمية
كخارجية ،حيث تضطمع بيذه الميمة لجنة يتـ استحداثيا لدل كؿ مصمحة متعاقدة ،كبالتالي فيي نكع مف
الرقابة الذاتية تتـ عمى مستكل المصمحة المتعاقدة لفحص مدل صحة اإلجراءات التي تمت في كنفيا
الصفقة العمكمية ،بينما يتمثؿ الكجو اآلخر لمرقابة في تكميؼ لجاف الصفقات العمكمية الخارجية بالتأكد
مف مدل نظامية الصفقات كمطبقتيا لمقكانيف كالتنظيمات المتعمقة بالصفقات العمكمية.2
الفرع األوؿ:
تعرؼ الرقابة الداخمية بأنيا الرقابة الذاتية لئلدارة عمى نفسيا ،لذلؾ تعد أكثر تعمقا كتغمغبل في
صميـ النشاط اإلدارم مف أجؿ تبلفي االنحرافات كالتحقؽ مف احتراـ المصمحة المتعاقدة لمضكابط الشكمية
-1عبد القادر غيتاكم ،دكر قانكف الصفقات العمكمية في ترشيد اإلنفاؽ العاـ ،الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في
ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالت شريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19 -18أكتكبر
،2016ص .10
-2خصص المشرع الجزائرم لئلطار الرقابي عمى الصفقات العمكمية المكاد مف 156إلى 202مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15حيث نظـ
الرقابة الداخمية بمكجب المكاد مف 156إلى 162في حيف خصص المكاد مف 162إلى 190لمرقابة الخارجية ،ككضع أحكاـ مشتركة
لعمميات الرقابة بصرؼ النظر عف طبيعتيا في المكاد مف 191إلى 202مف المرسكـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كاإلجرائية المفركضة عمييا في إبراميا لصفقاتيا ،امتدادا ألصميا ككظيفة إدارية ترتكز عمى التأكد مف
جكدة األداء كمتابعة النشاطات لمتحقؽ مف مطابقتيا لمخطط المرسكمة ،مف خبلؿ التنبيو لبلنحرافات
المتكقعة كمنع حدكثيا لضماف سبلمة التنفيذ كفقا لمرزنامة كالمقاييس المسطرة.1
مف المسمـ بو أف الرقابة اإلدارية الداخمية ىي أكؿ آلية رقابية تخضع ليا الصفقات العمكمية قبؿ
دخكليا حيز التنفيذ ،تمارس مف قبؿ لجنة داخمية تحدث لدل كؿ مصمحة متعاقدة لجنة تدعى لجنة فتح
األظرفة كتقييـ العركض طبقا لممادة 160مف المرسكـ الرئاسي 247/15التي أفادت بقكليا " تحدث
المصمحة المتعاقدة ،في إطار الرقابة الداخمية ،لجنة دائمة كاحدة أك أكثر مكمفة بفتح األظرفة كتحميؿ
العركض كالبدائؿ كاألسعار االختيارية عند االقتضاء تدعى في صمب النص لجنة فتح األظرفة كتقييـ
العركض" ،كذلؾ كفؽ ضكابط قانكنية محددة لمتحقؽ مف التجسيد العممي لممبادئ األساسية لمصفقات
العمكمية ككشؼ مكاطف القصكر كاالنحراؼ كالعمؿ عمى منع حدكث آثارىا.2
كسيتـ التركيز في ىذا الجانب عمى تشكيمة كنظاـ سير ىذه المجنة ،أما عف المياـ المنكطة بيا فقد
سبؽ كأف تمت اإلشارة إلييا ضمف المبحث األكؿ مف ىذا الفصؿ.
اختمفت التشريعات المقارنة بشأف تنظيـ ىذا النكع مف المجاف المختصة بعممية فتح األظرفة كتقييـ
العركض ،حيث أخذ المشرع المصرم بنظاـ المجنتيف (لجنة فتح المظاريؼ ،لجنة البث) ،3كىك ذات
المسمؾ الذم اختاره المشرع التكنسي الذم أقر ىك اآلخر باألخذ بنظاـ المجنتيف لكبل الميمتيف.4
كبعد األخذ بنظاـ ازدكاجية لجاف فتح األظرفة كتقييـ العركض السابؽ ،كتخصيص لجنة لمفتح كأخرل
لمتقييـ ،ماثؿ المشرع الجزائرم مف خبلؿ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية نظيره الفرنسي باألخذ بنظاـ
المجنة الكاحدة لفتح أظرفة المتنافسيف كتقييميا ،تستمد صبلحياتيا مف تسميتيا لذلؾ فاستحداثيا يعد أم ار
إلزاميا عمى كؿ الييئات التي ليا صبلحية إبراـ الصفقات العمكمية ،تعزي از كضمانا لمبدأ شفافية الصفقات
العمكمية ،كبذلؾ فقد عمد المشرع الجزائر مف خبلؿ اإلصبلح الحالي لمصفقات العمكمية عمى دمج نظاـ
المجنتيف السابؽ ضمف لجنة كاحدة تتصؼ بطابع الديمكمة ،فيي ليست بالعابرة أك المؤقتة ،إنما ىي لجنة
دائمة كثابتة.
-1مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ ،المرجع السابؽ ،ص .58
- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 111.
-2عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (كفؽ المرسكـ الرئاسي ،)236/10المرجع السابؽ ،ص .242
-3المادة 11مف قانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم الصادر بالقانكف رقـ 89لسنة ( 1998المعدؿ كالمتمـ).
-4الفصؿ 68 ،58مف األمر رقـ ،1039المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية التكنسي.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
مف أجؿ إضفاء مركنة أكثر؛ مكف تنظيـ الصفقات العمكمية المصالح المتعاقدة باستحداث أكثر مف
لجنة كاحد تكمؼ بعممية فتح األظرفة كتحميؿ العركض كالبدائؿ كاألسعار االختيارية عند االقتضاء ،كذلؾ
مف أجؿ معالجة ظاىرة تراكـ الممفات التي عرفتيا بعض المصالح المتعاقدة أثناء سرياف المرسكـ السابؽ،
مما قد يحقؽ السرعة كالفعالية في معالجة ممفات الصفقات العمكمية ،1غير أف ما يأخذ عف المشرع أنو لـ
يحدد عدد المجاف التي يمكف إنشاؤىا ،كما لـ يقيد عممية إنشائيا بمعايير محددة كمضبطة ،فمـ ينص مثبل
عمى إنشائيا كفقا لتخصص حاجات مصمحة المتعاقدة ،أك كفقا لمستكيات تقنية أك اقتصادية أك مالية
محددة ،إذ يحتمؿ أف تنشأ لجنة خاصة لكؿ صفقة أك لكؿ مجمكعة صفقات طالما ال يكجد نص يمنع مف
ذلؾ ،كبدال مف ىذا اإلطبلؽ فقد كاف حرم بالمشرع كضع معايير محددة إلنشاء ىذه المجاف ،كتحديد عدد
أعضائيا ،كأف يرتبط عددىا بما يتناسب كعدد الصفقات المبرمجة أك تكزع ىذه المجاف كفؽ أىمية الصفقة
كحجـ الغبلؼ المالي المقدر ليا ،كنفس ىذه المبلحظات المسجمة تنطبؽ أيضا عمى المجنة التقنية المنشأة
لحاجات لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض.
نصت الفقرة األكلى مف المادة 162بأنو " يحدد مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة بمكجب مقرر ،تشكيمة
لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض كقكاعد تنظيميا كسيرىا كنصابيا ،في إطار اإلجراءات القانكنية
كالتنظيمات الم عمكؿ بيا " ،كىذا يدؿ عمى أف لمسؤكؿ المصمحة المتعاقدة سمطة تقديرية كاسعة في تحديد
عدد أعضاء المجنة ،خبلفا لما أقرتو بعض التشريعات المقارنة مف بينيا المشرع الفرنسي الذم عمؿ عمى
تحديد عددىـ برئيس كخمسة أعضاء طبقا لممادة 22مف تقنيف الصفقات العمكمية رقـ ،2975/2006ك
المشرع التكنسي الذم أكد عمى ضركرة تكفر ثبلثة أعضاء باعتبار رئيسيا ضمف تشكيمة لجنة الفتح يتـ
تعيينيـ مف قبؿ المشترم العمكمي ،3كىناؾ مف يرل بأف المشرع الجزائرم قد أصاب في ىذا المسمؾ
نتيجة الختبلؼ طبيعة المصالح المتعاقدة ككذا طبيعة عقكدىا ،فالتشكيمة التي تصمح لمصمحة ما قد ال
تصمح ألخرل ،لذا كجب أف تختمؼ مف مصمحة ألخرل ،كذلؾ بفسح المجاؿ أماـ المسؤكؿ األكؿ لمجية
المتعاقدة باختيار مف يرل في عضكيتيـ فائدة لمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض ،4غير أف فتح المجاؿ
أماـ مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة بيذا الشكؿ ،قد يؤدم إلى منحى آخر خدمة في ذلؾ ألغراض شخصية
ال تمت بصمة بالمصمحة العامة ،فقد يحدث كأف يستغؿ في ذلؾ ىذا األخير سمطتو في استبعاد أم عضك
-1حمزة خضرم ،الرقابة عمى الصفقات العمكمية عمى ضكء القانكف الجديد ،يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ
العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2015 ،ص .02
2
- Décret n° 2006-975 du 01 aout 2006 portant code des marchés publics, JORF n°179 du 04 aout 2006, publié
sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.
-3نص الفصؿ 58مف األمر رقـ 1039لسنة ،2014المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية التكنسي عمى أف " تحدث لدل كؿ مشترم عمكمي
لجنة قارة لفتح العركض تضـ ثبلثة أعضاء باعتبار رئيسيا يتـ تعيينيـ مف قبؿ المشترم العمكمي."...
-4عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ الثاني ،المرجع السابؽ ،ص .73
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ألسباب غير قانكنية كحرمانو مف حؽ العضكية طالما انفرد ىذا األخير باالختيار مستندا عمى مفيكمو
الخاص في اختيار األعضاء ،فضبل عف ككف اجتماعاتيا ستصح ميما كاف عدد الحاضريف ،لذلؾ فقد
كاف حرم بالمشرع الجزائرم أف يحذك في ذلؾ حذك المشرع الفرنسي كالتكنسي بالنص عمى عدد معيف
يمثؿ تشكيمة ىذه المجنة.
تتشكؿ المجنة مف مكظفيف مؤىميف تابعيف لممصمحة المتعاقدة يختاركف لكفاءتيـ بمقرر مف مسؤكؿ
المصمحة المتعاقدة ،1كىك ما يعكس مدل األىمية لمدكر الممنكح ليذه المجنة ،خبلفا لمجمؿ التنظيمات
السابقة التي لـ تكف تشترط أم مؤىؿ في تشكيمة لجنة فتح األظرفة التي كانت مستقمة عف لجنة التقييـ،
التي فرض فييا المشرع ضركرة تكفر عنصر المؤىؿ كالكفاءة ،كمف تـ فإف المشرع أ ارد مف خبلؿ ذلؾ
منح مصداقية أكثر عمى عمؿ المجنة ،باإلضافة إلى معالجة بعض الحاالت التي تبث فييا تعييف أعكاف
غير مؤىميف لمقياـ بالصبلحيات المرتبطة بمجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض ،2غير أنو كاف مف األجدر
بالمشرع الجزائرم أف يعمؿ عمى ضبط كتحديد المؤىبلت كالشركط التي ينبغي تكافرىا لدل القائميف
بالرقابة ،مف خبلؿ ضماف تمثيؿ يعكس الجكانب القانكنية كالمالية كالتقنية ،مما يعزز فعالية رقابة ىذه
المجنة ،كأف يحذك في ذلؾ حذك المشرع المصرم الذم أكد عمى ضركرة تشكيؿ المجنة بقرار مف السمطة
المختصة برئاسة مكظؼ تتناسب كظيفتو كدرجتو كأىمية المناقصة ،إضافة إلى عضكية بعض األعضاء
الذيف يتمتعكف بمؤىبلت فنية كقانكنية كمالية ،بؿ كأف يشترؾ في عضكية ىذه المجاف مندكب عف ك ازرة
المالية ،كعضك إدارة الفتكل بمجمس الدكلة 3الذم اعتبر القضاء حضكره يعد ضمانة أساسية أكلى بالرعاية
ال سبيؿ إلىدارىا ،4مما يعكس العضكية المتكاممة لمجاف فتح األظرفة كتقييـ العركض بالشكؿ الذم
يضمف الفعالية في أدائيا ،كىذا خبلفا لممسمؾ الذم تبناه المشرع الجزائرم في بناء الييكؿ الرقابي لمجنة
فتح األظرفة كتقييـ العركض.
لـ تحظى المجنة بالقدر الكافي مف العناية مقارنة بحجـ األعماؿ الممقاة عمى عاتقيا ،حيث اكتفى في
ذلؾ المشرع الجزائرم بتخصيص مادة كاحدة لتكضيح معالميا ،عمى رغـ مف ارتباط مياميا بأىـ مرحمة
-1اإلرسالية رقـ 143الصادرة عف ك.ـ/ؽ.ص.ع/ـ.ـ.ؽ.ص.ع/ـ.ؼ.ت ،2013/بتاريخ ،2013/03/21المتعمقة بأعضاء المجاف الدائمة لفتح
األظرفة كتقييـ العركض.
-2حمزة خضرم ،الرقابة عمى الصفقات العمكمية عمى ضكء القانكف الجديد ،المرجع السابؽ ،ص .03
-3تنص المادة 12مف القانكف رقـ 89لسنة ،1998المتعمؽ بالمناقصات كالمزايدات المصرم عمى أف " يصدر بتشكيؿ لجاف فتح المظاريؼ
كلجاف البث قرار مف السمطة المختصة ،كتظـ ىذه المجاف عناصر فنية كمالية كقانكنية كفؽ أىمية كطبيعة التعاقد ،كيجب أف يشترؾ في
عضكية لجاف البث ممثؿ لك ازرة المالية إذا تجاكزت القيمة مائتيف كخمسيف ألؼ جنيو ،ككذا عضك إدارة الفتكل ،المختصة بمجمس الدكلة ،إذا
تجاكزت القيمة خمسمائة ألؼ جنيو " ،بينما نصت المادة 15مف البلئحة التنفذية لقانكف تنظيـ المناقصات كالمزايدات المصرم عمى " يككف
تشكيؿ لجنة فت ح المظاريؼ بقرار مف السمطة المختصة برئاسة مكظؼ تتناسب كظيفيتو كدرجتو مع أىمية المناقصة كعضكية ممثؿ عف الجية
الطالبة كعضك قانكني كعضك فني كعضك مالي كمدير إدارة المشتريات أك مف ينيبو ،كيحضر المجنة مندكب إدارة الحسابات ليتسمـ التأمينات
كيجكز أف ينص القرار عمى ضـ عضك آخر أك أكثر إلى المجنة ".
-4عائشة خمدكف ،المرجع السابؽ ،ص .379
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
إلبراـ الصفقات العمكمية كدكرىا في اإلسياـ في إرساء الصفقات العمكمية ،كىذا خبلفا لممشرع المصرم
الذم أكلى عناية كبيرة ليا ،حيث خصيا بجممة مف التفصيؿ تتناسب كالدكر الذم تمعبو ىذه األخيرة في
مجاؿ الصفقات العمكمية.
تتعيف اإلشارة بأف تنظيـ الصفقات العمكمية قد استبعد بعض المكظفيف مف عضكية ىذه المجاف،
حيث حظر المشرع عمى المكظفيف المعينيف كأعضاء أك مقرريف في لجاف التحكيـ ،كلجاف الصفقات
العمكمية عضكية لجاف الفتح األظرفة كتقييـ العركض طبقا لممادة 91مف المرسكـ الرئاسي 247/15
التي نصت عمى أنو "تتنافى العضكية في لجنة التحكيـ كالعضكية أك صفة مقرر في لجنة الصفقات
العمكمية مع عضكية في لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض ،عندما يتعمؽ بنفس الممؼ " ،كيفيـ مف ىذا
النص أنو ال يمكف الجمع بيف العضكية في لجنة الصفقات لممصمحة المتعاقدة كالعضكية في أم لجنة
تشكؿ لفتح األظرفة كتقييـ العركض ،بينما ال ينطبؽ ىذا الحكـ عمى لجنة التحكيـ إال إذا تعمؽ األمر
بنفس الممؼ كىذا راجع لمترابط المكجكد بينيما.1
إضافة لذلؾ فقد نصت المادة 90مف المرسكـ الرئاسي 247/15عمى أنو " عندما تتعارض
المصمحة الخاصة لمكظؼ عمكمي يشارؾ في إبراـ أك مراقبة أك تنفيذ صفقة عمكمية مع المصمحة
العامة ،كيككف مف شأف ذاؾ التأثير في ممارستو لميامو بشكؿ عاد ،فإنو يتعيف عميو أف يخبر السمطة
السممية لذلؾ كيتنحى عف ىذه الميمة " ،لكننا نتساءؿ في ىذا الشأف عف الذم يقدر ىذا التعارض بيف
المصمحتيف ثـ ما مصير األعماؿ التي يشارؾ فييا المكظؼ كالتي تتعارض كأحكاـ ىذا النص كالتي ال
يمكف التفطف ليا في حينيا؟.2
نصت المادة 2/162مف المرسكـ الرئاسي 247/15بقكليا "..غير أف اجتماعات لجنة فتح
األظرفة كتقييـ العركض في حصة فتح األظرفة ،تصح ميما يكف عدد أعضائيا الحاضريف ،كيجب أف
تسير المصمحة المتعاقدة عمى أف يسمح عدد الحاضريف بضماف شفافية اإلجراء ،"..يبلحظ أف المشرع لـ
-1نصت المادة 70مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15بقكليا "..كفي حالة إجراء المسابقة ،يتـ فتح األظرفة المتعمقة بالعركض التقنية كالخدمات
كالعركض المالية في ثبلث مراحؿ ،كال يتـ فتح أظرفة ال خدمات في جمسة عمنية ،كال يتـ فتح األظرفة المالية لممسابقة إال بعد نتيجة تقييـ
الخدمات مف قبؿ لجنة التحكيـ كما ىك منصكص عمييا في المادة ."...48
-2عباس صادقي ،المرجع السابؽ ،ص ،23كقد أكدت اإلرسالية رقـ 930الصادرة عف ك.ـ/ؽ.ص.ع/ـ.ـ.ؽ.ص.ع/ـ.ؼ.ت ،2016/بتاريخ
،2016/12/01المتعمقة بحاالت المنع عمى أف " ال يمكف لممتعامؿ االقتصادم المتعيد في صفقة عمكمية أف يككف في كضعية نزاع مصالح
ذم عبلقة بالصفقة المعنية ،فبل يمكف عمى سبيؿ المثاؿ لعضك في المجمس الشعبي البمدم أف يشارؾ بصفتو مقاكؿ في الصفقات كاالستشارات
المعدة مف قبؿ البمدية التي ينتمي إلييا" ،بينما أفادت التعميمة بأنو " في حالة مشاركة إبف عضك بالمجمس الشعبي البمدم ،يجب أف ال يككف
ىذا العضك ضمف تشكيمة لجنة الصفقات العمكمية البمدية (عضكا أك مقررا) ،لدراسة ممؼ إبنو ،ماعدا ذلؾ يمكف لو المشاركة في صفقات
كاستشارات البمدية مع احتراـ المبادئ العامة المنصكص عمييا في المادة 05مف المرسكـ الرئاسي ،" 247/15اإلرسالية رقـ 744الصادرة
عف ك.ـ/ؽ.ص.ع/ـ.ـ.ؽ.ص.ع/ـ.ؼ.ت ،2018/بتاريخ ،2018/07/25المتعمقة بحاالت المنع.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يحدد نصاب معيف لصحة اجتماع المجنة ،كانما جعميا صحيحة كقانكنية ميما كاف عدد األعضاء
الحاضريف خبلفا لممشرع المغربي الذم أكد عمى الحضكر اإلجبارم لكؿ أعضاء المجنة ،1مما يدفعنا إلى
تصكر ىذه المجنة بعضك أك عضكيف ،مما يجعمنا نتساءؿ عف إمكانية قياـ ىذا العضك مف التحقؽ مف
جميع البيانات كالمياـ المككمة ليذه المجنة طبقا لممادة 71مف ذات المرسكـ ،كىك ما يتنافى تماما كمبدأ
الشفافية ،خاصة كأف ىذه الرقابة ىي أكؿ إطار رقابي ييدؼ إلى التحقؽ مف نظامية الصفقة العمكمية
كمطابقتيا لمقكانيف كالتنظيمات ،حتى كاف كاف البعض يرل بأف عدـ إخضاع اجتماع لجنة فتح األظرفة
لنصاب معيف قد حقؽ مركنة في العمؿ اإلدارم بما يضمف السير الحسف لممصمحة العامة ،إال أنو كفي
إطار تحقيؽ مبدأ الشفافية كمصداقية عممية فتح األظرفة فقد كاف مف األجدر بالمشرع تحديد نصاب
معيف لتشكيؿ ىذه المجنة ،كأف يحذك بذلؾ حذك التشريعات المقارنة كالتشريع الفرنسي كالتكنسي ،التي
أقرت بأف ال تنعقد جمسات الفتح إال بحضكر أغمبية أعضائيا مف بينيـ كجكبا رئيس المجنة ،2كىك ما مف
شأنو أف يضع حدا لمتجاكزات كالممارسات التي ال تحمي الماؿ العاـ كال المصمحة العامة.
كاذا كاف المشرع قد تناكؿ مسألة صحة اجتماعات فتح األظرفة رغـ غمكضيا ،إال أنو قد سكت
تماما عف صحة اجتماعات تقييـ العركض ،مما يطرح التساؤؿ عف عدد األعضاء الحاضريف الذيف تصح
بيـ اجتماعات لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض أثناء قياميا بعممية التقييـ ،كىك النصاب الذم غالبا ما
يحدده مقرر إنشائيا ،كالذم ال يمكف لممتعيد معرفة محتكاه ما لـ تقـ المصمحة المتعاقدة باطبلعو عميو،
إال أنو كاف كاف المشرع يعمد عمى تحديد نصاب ىذه األخيرة ضمف ىذا المقرر فقد كاف مف الباب األكلى
أف يتـ تحديده ضمف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ،كأف يحذك في ذلؾ حذك المشرع الفرنسي الذم قيد
ضمف أحكاـ تقنيف الص فقات العمكمية صحة اجتماعيا بضركرة حضكر أغمبية أعضائيا الذيف ليـ
أصكات تقريرية ،كىي األغمبية البسيطة ،كفي حالة عدـ تحقؽ ىذا النصاب فبل تنعقد المجنة ،كتجتمع مرة
أخرل كيصح اجتماعيا ميما كاف عدد أعضائيا الحاضريف.3
يعد تاريخ ككيفية اجتماع المجنة مف المسائؿ الضركرية التي يتعيف الكقكؼ عندىا ،حيث نصت
المادة 70مف المرسكـ الرئاسي 247/15عف إجراءات استدعاء أعضاء ىذه المجنة لحضكر االجتماع
المتعمؽ بالصفقة العمكمية بقكليا " يتـ فتح األظرفة المتعمقة بممؼ الترشح كالعركض التقنية كالمالية في
جمسة عمنية ،خبلؿ نفس الجمسة ،في تاريخ كساعة فتح األظرفة المنصكص عمييما في المادة 66مف
ىذا المرسكـ ،كتدعك المصمحة المتعاقدة كؿ المرشحيف أك المتعيديف لحضكر جمسة فتح األظرفة حسب
الحالة في إعبلف المنافسة أك عف طريؽ رسالة مكجية لممرشحيف أك المتعيديف المعنييف".
لقد جاء النص أكثر كضكحا مف خبلؿ تحديد العمؿ الذم تقكـ بو ىذه المجنة كالمتمثؿ في فتح بممؼ
الترشح كالعركض التقنية كالمالية ،إضافة إلى تكريسو لمبدأ عمنية الجمسات التي تقكـ بيا ىذه األخيرة
كذلؾ باشتراط حضكر جميع المرشحيف أك المتعيديف في يكـ كساعة فتح األظرفة ،غير أف ما يأخذ عميو
أف المشرع قد سكت عف كيفية استدعاء أعضاء المجنة ،كعف تاريخ إرساؿ ىذا االستدعاء ،خبلفا لممشرع
التكنسي الني نص عمى أف يتـ استدعاء لجنة الفتح في أجؿ ثبلثة أياـ قبؿ انعقاد الجمسة ،كبخمسة أياـ
قبؿ انعقاد الجمسة بالنسبة لممشرع الفرنسي ،1كما أف ىذا النص قد أحالنا لممادة 66مف ذات المرسكـ
كالتي تشير بصريح العبارة بأف لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض تجتمع في "آخر يكـ مف أجؿ تحضير
العركض" ،مما يعني أف أجؿ العرض قد تـ إنيائو قبؿ أكانو ،2فاليكـ األخير إليداع العركض ىك يكـ
قانكني بإمكاف كؿ عارض طبقا لمبدأ المساكاة تقديـ عرضو طيمة ىذا اليكـ ،كبالتالي فإف المبلحظ أف
ىناؾ ىدر لآلجاؿ القانكنية إليداع العركض ،مما يستدعي ضركرة تعديؿ مقتضيات المادة 66بما
كيتكافؽ كتكريس مبدأ المنافسة كالمساكاة.
إف تمكيف مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة مف تحديد تاريخ اجتماع لجنة الفتح كتقييـ العركض ،كتحديد
أعضائيا كاستدعائيـ أمر قد يحد مف فعالية دكرىا الرقابي ،فيي تفتقر ألدنى مظاىر االستقبلؿ الكظيفي
في أداء مياميا ،كال شؾ أف ىذا التكجو في تنظيـ الييئة األكلى المكمفة بتحقيؽ المشركعية عمى إبراـ
الصفقات العمكمية ،يجعؿ منيا حمقة ضعيفة كتابعة لسمطة مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة بكؿ أبعادىا
كآثارىا.
إضافة إلى الدكر الرقابي يتعيف عمى أعضاء المجنة التفرغ ألداء مياميـ اإلدارية تحت سمطة مسؤكؿ
المصمحة المتعاقدة ،الذم قد يمكنيـ مف أداء مياميـ الرقابية بكؿ حرية أك يتخمؼ عف ذلؾ كيضيؽ
عمييـ مف خبلؿ تكميفيـ بمياـ أخرل ،مما يؤدم إلى تقميص اجتماعات ىذه المجاف كعدـ منحيا القدر
الكافي لمدراسة كالتقييـ ،فكؿ ىذه المسائؿ كرغـ أىميتيا قد ترؾ أمر تحديدىا لممصمحة المتعاقدة لكحدىا
عمى الرغـ مف اتصاليا بالرقابة عمى مجاؿ الصفقات العمكمية.3
1
- Art 25 du Décret n° 2006-975 du 01 aout 2006 portant code des marchés publics: " Les convocations aux
réunions de la commission mentionnée aux articles 8, 22 et 23 du jury sont adressées à leurs membres au
moins cinq jours avant la date prévue pour la réunion".
-2نصت المادة 108مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،434/91المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى) عمى أف "تجتمع لجنة فتح الظركؼ بناء
عمى استدعاء مف المصمحة المتعاقدة في يكـ العمؿ الذم يمي آخر أجؿ إليداع العركض."...
-3عباس صادقي ،المرجع السابؽ ،ص .69
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الفرع الثاني:
الرقابة الخارجية عمى الصفقات العمومية.
يعد ىذا ا لنكع كجيا آخر لمرقابة عمى الصفقات العمكمية يجسد إطا ار رقابيا تضطمع بو جيات
متخصصة قبؿ دخكليا حيز التنفيذ ،لمتأكد مف مطابقة التزاـ المصمحة المتعاقدة لمعمؿ المبرمج بكيفية
نظامية لضماف صحة كسبلمة ما تمت برمجتو في إطار العمؿ الحككمي ،كتجسيدا لذلؾ تـ تأسيس لجاف
الصفقات العمكمية عمى عدة مستكيات كالمتمثمة في لجاف الصفقات لممصالح المتعاقدة ،كالمجاف القطاعية
لمصفقات لمتأكد مف مدل مطابقة الصفقات المعركضة عمييا لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما.
تختص لجاف الصفقات العمكمية لممصالح المتعاقدة بالرقابة الخارجية القبمية لمصفقات التي تبرميا
بعض المصالح المتعاقدة ،كذلؾ بيدؼ تقديـ مساعدتيا في مجاؿ تحضير الصفقات كاتماـ تراتيبيا،
كدراسة دفاتر الشركط قبؿ قياـ المصمحة المتعاقدة بأم إجراء لئلعبلف عف المنافسة ،حيث تعرض ىذه
األخيرة عمى رقابة لجاف الصفقات المختصة لدراستيا كالتدقيؽ في محتكاىا ،كالتأكد مف مدل احتراميا
لممبادئ األساسية إلبراـ الصفقات العمكمية ،كمدل قدرتيا عمى تمبية حاجات المصمحة ،إلى جانب رقابتيا
عمى مشاريع الصفقات كالمبلحؽ كمعاجمة الطعكف المرفكعة إلييا طبقا لآلجاؿ كالشركط المقررة قانكنا،
بينما يعيف أعضاء ىذه المجاف كمستخمفكىـ ،باستثناء مف عيف بحكـ كظيفتو ،مف قبؿ إدارتيـ بأسمائيـ
بيذه الصفة لمدة ثبلث ( )03سنكات قابمة لمتجديد ،1كقد تكفمت أحكاـ المرسكـ الرئاسي 247/15بياف
أنكاع ىذه المجاف كبنائيا القانكني كفؽ ما يمي:
أسس المشرع الجزائرم ليذا النكع مف الرقابة إطا ار تقييميا رقابيا تضطمع بو جيات متخصصة قبؿ
دخكؿ الصفقة العمكمية حيز التنفيذ ،بالشكؿ الذم يأمف سيرىا بما يمنع حدكث أم تجاكزات قد تمس
بمشركعيتيا كشفافيتيا ،2لذلؾ فقد ألزـ المشرع بأف تحدث لدل كؿ مصمحة متعاقدة لجنة تكمؼ بالرقابة
القبمية الخارجية عمى الصفقات العمكمية ،التي خصيا مف خبلؿ اإلصبلح الحالي لمصفقات العمكمية
بجممة مف التعديبلت مست اإلطار الييكمي ليذا النكع مف الرقابة ،مف خبلؿ إلغاء نظاـ المجاف الكطنية
كاالكتفاء في ذلؾ باستحداث المجاف القطاعية ،كالمجاف الجيكية ،باإلضافة إلى التعديبلت التي مست تمؾ
المعايير التي عمى أساسيا يحدد اختصاص كؿ لجنة كىك ما سيتـ تكضيحو تبعا لما يمي:
-1المادة 176مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .60
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تعد ىذه المجنة نكع مستحدث بمكجب أحكاـ المرسكـ الرئاسي ،247/15لكف ما يطرح ىك ما كراء
سر تسمية ىذه المجنة بالجيكية ،فيؿ أف ذلؾ يرتكز عمى أساس الجية أـ ىناؾ سر آخر في ىذا األمر،
تبدكا اإلجابة عف ىذا التساؤؿ غير كاضحة خاصة كأف المادة 171مف المرسكـ قد أحالت لصدكر قرار
عف الكزير المكمؼ بالمالية يبيف قائمة اليياكؿ التي يسمح ليا بإنشاء ىذا النكع مف المجاف.1
تتشكؿ ىذه المجنة طبقا لنص المادة 171مف المرسكـ الرئاسي 247/15مف :الكزير المعني أك
ممثمو رئيسا ،ممثؿ المصمحة المتعاقدة ،ممثميف اثنيف ( )2عف الكزير المكمؼ بالمالية (مصمحة الميزانية
كمصمحة المحاسبة) ،ممثؿ عف الكزير المعني بالخدمة ،حسب مكضكع الصفقة عند االقتضاء ،ممثؿ عف
الكزير المكمؼ بالتجارة ،لقد خمت ىذه المجنة مف العنصر المنتخب عمى النحك الذم رأيناه في المجنة
الكالئية كالبمدية لمصفقات العمكمية ،فيي بذلؾ تعد لجنة تقنية محضة.
تختص ىذه المجنة حسب المادة 171مف المرسكـ الرئاسي 247/15بد ارسة مشاريع دفاتر الشركط
كالصفقات الخاصة بالمصالح الخارجية الجيكية لئلدارات المركزية ،عندما يفكؽ مبمغ التقدير اإلدارم
لمحاجات مميار دينار ( 1.000.000.000دج ) في حالة صفقات األشغاؿ ،وثبلثمائة مميكف دينار
( 300.000.000دج ) في حالة صفقات المكازـ ،كمائتي مميكف دينار ( 200.000.000دج ) في
حالة صفقات الخدمات ،كمائة مميكف دينار ( 100.000.000دج ) في حالة صفقات الدراسات ،ككذا
كؿ مشركع ممحؽ بيذه الصفقات ،في حدكد المستكل المبيف في المادة 139مف ىذا المرسكـ.
-/2لجنة الصفقات لممؤسسة العمومية الوطنية والييكؿ غير الممركز لممؤسسة العمومية الوطنية
ذات الطابع اإلداري:
تتشكؿ مف ممثؿ عف السمطة الكصية رئيسا ،المدير العاـ أك مدير المؤسسة أك ممثمو ،ممثميف اثنيف
( )2عف الكزير المكمؼ بالمالية (المديرية العامة لمميزانية ،المديرية العامة لممحاسبة) ،ممثؿ عف الكزير
المعني بالخدمة ،حسب مكضكع الصفقة عند االقتضاء ،ممثؿ عف الكزير المكمؼ بالتجارة.
-1عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ الثاني ،المرجع السابؽ ،ص .85
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يغمب عمى تشكيمة ىذه المجنة طابع التمثيؿ ،إذ ال كجكد ألم عضك منتخب بمدم كاف أك كالئي أك حتى
كطني ،فبل يتصكر كاألمر يتعمؽ بمؤسسة عمكمية كطنية أف تتضمف قائمة المجنة عضكية منتخب بمدم
أك كالئي نظ ار الستقبلليتيا عف الكالية كالبمدية التي ليس ليا سمطة إال عمى المؤسسات التابعة ليا.
تختص ىذه المجنة بدراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات الخاصة بيذه المؤسسات ،عندما يفكؽ
مبمغ التقدير اإلدارم لمحاجات مميار دينار ( 1000.000.000دج) في حالة صفقات األشغاؿ،
كثبلثمائة مميكف دينار ( 300.000.000دج) في حالة صفقات المكازـ ،كمائتي مميكف دينار جزائرم
( 200.000.000دج) في حالة صفقات الخدمات ،كمائة مميكف دينار جزائرم ( 100.000.000دج)
في حالة صفقات الدراسات ،ككذا كؿ ممحؽ بيذه الصفقات تبرمو ىذه المؤسسات في حدكد ما نصت
عميو المادة 139مف المرسكـ الرئاسي .247/15
خكؿ المشرع لمجنة الكالئية رقابة الصفقات العمكمية عمى المستكل الكالئي ،فعيد إلييا بدراسة مشاريع
دفاتر الشركط ،كمشاريع الصفقات العمكمية كالمبلحؽ التي تدخؿ ضمف نطاؽ اختصاصيا ضمف الحدكد
المطمكبة ،ككذا دراسة الطعكف المكجية ضد اختيار المصمحة المتعاقدة الناتجة عف المنح المؤقت لمصفقة
في أجؿ عشرة ( )10أياـ ابتداء مف تاريخ أكؿ نشر إلعبلف المنح المؤقت لمصفقة.1
تتشكؿ ىذه األخيرة طبقا لنص المادة 173مف المرسكـ الرئاسي 247/15مف :الكالي أك ممثمو
رئيسا ،ممثؿ المصمحة المتعاقدة ،ثبلثة ( )03ممثميف عف المجمس الشعبي الكالئي ،كالذيف لـ يشر المشرع
عما إذا كاف ىؤالء منتخبيف مف المجمس ككؿ ،أك مختاريف مف قبؿ رئيس المجمس الشعبي الكالئي ،كقد
كاف حرم بالمشرع أف يبث في ىذا خاصة كأف مجالسنا تشيد تعددية حزبية كمنتخبيف أحرار ،فكاف ينبغي
الحسـ في ىذا األمر سكاء باالعتراؼ لرئيس المجمس باالختيار أك إسناد الميمة لممجمس ككؿ ،2كممثميف
اثنيف ( )02عف الكزير المكمؼ بالمالية ،مدير المصمحة التقنية المعنية بالخدمة بالكالية حسب مكضكع
الصفقة عند االقتضاء ،مدير التجارة بالكالية نظ ار لصمتيا بنشاط رؤكس األمكاؿ كحركتيا.3
-1المادة 82مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ الثاني ،المرجع السابؽ ،ص .97
-3كانت تشكيمة المجنة في ظؿ أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ 236/10الممغى تتشكؿ مف " :الكالي أك ممثمو رئيسا ،ثبلثة ( )3ممثميف عف المجمس
الشعبي الكالئي ،ممثميف ( ) 2اثنيف عف الكزير المكمؼ بالمالية (مصمحة الميزانية كمصمحة المحاسبة) ،مدير التخطيط كتييئة اإلقميـ لمكالية،
مدير ال رم لمكالية ،مدير األشغاؿ العمكمية لمكالية ،مدير التجارة لمكالية ،مدير السكف كالتجييزات العمكمية لمكالية ،مدير المصمحة التقنية
المعنية بالخدمة لمكالية".
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تختص المجنة الكالئية لمصفقات حسب المادة 173مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15بالرقابة
عمى مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات كالمبلحؽ التي تبرميا الكالية كالمصالح غير الممركزة لمدكلة
كالمصالح الخارجية لئلدارات المركزية غير تمؾ المذككرة في المادة ،172كالتي تفكؽ قيمتيا المالية مميار
دينار جزائرم ( 1000.000.000دج) في حالة صفقات األشغاؿ ،كثبلثمائة مميكف دينار جزائرم
( 300.000.000دج) في حالة صفقات المكازـ ،كمائتي مميكف دينار جزائرم ( 200.000.000دج) في
حالة صفقات الخدمات ،كمائة مميكف دينار جزائرم ( 100.000.000دج) في حالة صفقات الدراسات.
زيادة عمى ذلؾ تختص المجنة الكالئية لمصفقات العمكمية بدراسة الصفقات التي تبرميا البمدية
كالمؤسسات العمكمية المحمية التي يساكم مبمغيا أك يفكؽ مائتي مميكف دينار( 200.000.000دج) بالنسبة
لصفقات األشغاؿ أك المكازـ ،كخمسيف مميكف دينار جزائرم ( 50.000.000دج) بالنسبة لصفقات
الخدمات ،كعشركف مميكف دينار جزائرم ( 20.000.000دج) بالنسبة لصفقات الدراسات ،فضبل عف
دراستيا لمشاريع المبلحؽ التي تبرميا البمدية كالمؤسسات العمكمية المحمية ،ضمف حدكد المستكيات
المالية المحددة في المادة 139مف المرسكـ الرئاسي .247/15كبالتالي امتد اختصاص المجنة ليشمؿ
الكالية كالمصالح غير الممركزة لمدكلة عمى مستكل الكالية ،البمدية فيما بمغ الحد المبيف ضمف المادة
،2/173كالمؤسسات العمكمية المحمية سكاء التابعة لمكالية أك البمدية ضمف الحدكد المالية المبينة أعبله.
ما يبلحظ عمى المجنة الكالئية لمصفقات العمكمية أنيا قد ضمت مختمؼ أقطاب التنمية عمى
المستكل المحمي ،1كذلؾ في محاكلة مف المشرع لخمؽ تجانس عمى مستكل ىذه المجنة ،بغرض مساعدتيا
في أداء ما أنيط بيا مف مياـ ،إال أننا كبتفحص أحكاـ قانكف رقـ 07/12المتعمؽ بالكالية نجد أنو قد
أكرد بعض األحكاـ تتمثؿ في اشتراط مساعدة ثبلثة منتخبيف مف تشكيبلت سياسية مختمفة لممكظؼ القائـ
عمى إعداد المناقصات ،ككذا إلزامية حضكر المحاسب المعيف أك ممثمو بصفة استشارية ،عمى أف تتكج
العممية بإعداد محضر لممناقصة ،2كىي نفس األحكاـ التي تسرم عمى مناقصات المؤسسات العمكمية
الكالئية ذات الطابع اإلدارم ،3كىك ما يتعارض كاألحكاـ الكاردة في تنظيـ الصفقات العمكمية الذم نظـ
ىذه العممية كأسندىا لمجاف مختمفة تحت مسؤكلية اآلمر بالصرؼ ،األمر الذم ينجـ عنو بعض
اإلشكاالت مف حيث التطبيؽ السيما ما تعمؽ بالييئات الرقابية التي تمزـ المصالح المتعاقدة بالتقيد
بالنصكص التشريعية كالتنظيمية ذات الصمة ،مما يجعؿ اإلدارة بيف االلتزاـ بتطبيؽ أحكاـ تنظيـ الصفقات
العمكمية ،أك أحكاـ قانكف الكالية ،كيفتح المجاؿ أماـ االجتياد الذم يؤدم إلى تطبيقات مختمفة لمقانكف
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .66
-2المادة 136مف القانكف رقـ ،07/12المتعمؽ بالكالية.
-3المادة 137مف القانكف رقـ ،07/12المتعمؽ بالكالية.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
ثـ إف إشراؾ المحاسب العمكمية كلك بصفة استشارية في عممية إبراـ الصفقة العمكمية ،تتنافى كمبدأ
الفصؿ بيف اآلمر بالصرؼ كالمحاسب العمكمي 1المكرس في قانكف المحاسبة العمكمية ،طبقا لممادة 55
مف قانكف المحاسبة كالتي جاء فييا بأنو "تتنافى كظيفة اآلمر بالصرؼ مع كظيفة المحاسب العمكمي"،
كذلؾ مف أجؿ إعطاء الكظيفتيف أصالة خاصة كأنيما يتعمقاف بمرحمتيف مختمفتيف.2
تنص المادة 189قانكف البمدية 10/11عمى أف إبراـ صفقات األشغاؿ أك اقتناء المكازـ أك الخدمات
أك الدراسات يخضع لمتنظيـ الجارم العمؿ بو ،3أم أف الخضكع ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ،كقد
تناكؿ كؿ مف المرسكـ 247/15كقانكف البمدية تحديد الجية المكمفة بالرقابة عمى الصفقات العمكمية
عمى المستكل البمدم ،كالمتمثمة في رئيس المجمس الشعبي البمدم كالمجنة البمدية لمصفقات العمكمية،4
حيث يتكلى رئيس المجمس الشعبي البمدم طبقا لممادة 82مف القانكف 10/11المتعمؽ بالبمدية القياـ
بجميع األعماؿ الخاصة بالمحافظة عمى األمكاؿ كالحقكؽ التي تتككف منيا ثركة البمدية ،السيما القياـ
بمناقصات أشغاؿ البمدية كمراقبة حسف تنفيذىا ،أما عف المجنة البمدية لمصفقات فنتكلى دراستيا تبعا لي:
تتشكؿ حسب نص المادة 174مف المرسكـ 247/15مف :رئيس المجمس الشعبي البمدم أك ممثمو
رئيسا ،ممثؿ عف المصمحة المتعاقدة ،منتخبيف اثنيف ( )2يمثبلف المجمس الشعبي البمدم ،5ممثميف اثنيف
( )2عف الكزير المكمؼ بالمالية (مصمحة الميزانية ،مصمحة المحاسبة) ،ممثؿ عف المصمحة التقنية
المعنية بالخدمة لمكالية ،حسب مكضكع الصفقة عند االقتضاء.6
1
- Ali BISSAD, op.cit, p 16.
-حمزة خضرم ،آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .194 ،193
2
-3نصت المادة 189مف القانكف رقـ ،10/11ال متعمؽ بالبمدية ،بأنو "يتـ إبراـ صفقات المكازـ كاألشغاؿ أك تقديـ الخدمات التي تقكـ بيا البمدية
كالمؤسسات العمكمية البمدية ذات الطابع اإلدارم طبقا لمتنظيـ السارم المفعكؿ المطبؽ عمى الصفقات العمكمية".
-4عبر المشرع مف خبلؿ أحكاـ المادة 191مف قانكف البمدية عف المجنة بمصطمح "لجنة البمدية لممناقصة".
-5يشار إلى أف العديد مف اإلرساليات الصادرة عف قسـ الصفقات العمكمية بك ازرة المالية قد حظرت عمى العضك المنتخب في المجمس الشعبي
البمدم اكتساب صفة العضكية في لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض ،حيث جاء في إحدل ىذه التعميمات بقكليا " يشرفني أف أكافيكـ بنسخة
مف رد مصالح ك ازرة المالية كالمتضمنة فحكاىا عدـ إمكانية نكاب رؤساء المجالس الشعبية البمدية اكتساب صفة العضكية في لجنة فتح األظرفة
كتقييـ العركض ،اإلرسالية رقـ 158الصادرة عف ك.ـ/ؽ.ص.ع/ـ.ـ.ؽ.ص.ع/ـ.ؼ.ت ،2017/بتاريخ ،2017/03/06المتعمقة بحاالت
التنافي.
-6تتشكؿ المجنة البمدية لممناقصة طبقا ألحكاـ المادة 191مف قانكف البمدية مف" :رئيس المجمس الشعبي البمدم رئيسا ،منتخباف ( )2يعنييما
المجمس الشعبي البمدم ،عضكيف ،األميف العاـ لمبمدية عضكا ،ممثؿ مصالح أمبلؾ الدكلة ".
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تختص لجنة صفقات البمدية بدراسة مشاريع دفاتر الشركط قبؿ نشر إعبلف طمب العركض ،ككذا
دراسة المبلحؽ ضمف الحد المطمكب ،كبذلؾ فيي تمارس رقابة سابقة قبؿ اإلعبلف عف طمب العركض
لمتأكد مف جدية الطمبات ،فحصا دقيقا كمعمقا كىذا ما يجسد الطابع الكقائي ليذه الرقابة .في حيف تنصب
رقابتيا في شقيا المالي طبقا لممادة 174بدراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات التي تبرميا البمدية
كالتي تقؿ قيمتيا المالية عف مائتي مميكف دينار جزائرم ( 200.000.000دج) في حالة صفقات
األشغاؿ أك المكازـ ،كخمسيف مميكف دينار جزائرم (50.000.000دج) في حالة صفقات الخدمات،
كعشركف مميكف دينار جزائرم ( )20.000.000في حالة صفقات الدراسات ،فضبل عف دراستيا لمطعكف
الناتجة عف المنح المؤقت في أجؿ عشرة ( )10أياـ ابتداء مف تاريخ أكؿ نشر إلعبلف المنح المؤقت
لمصفقة طبقا لممادة 82مف المرسكـ الرئاسي رقـ .247/15
رغـ التجانس بيف نص المادة 82مف قانكف البمدية ،كتنظيـ الصفقات العمكمية الذم خكؿ لرئيس
المجمس الشعبي البمدم االختصاص بالمكافقة عمى صفقات البمدية كمراقبتيا ،فإننا نسجؿ ذلؾ التعارض
بيف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ك بعض النقاط التي حمميا القانكف رقـ 10/11المتعمؽ بالبمدية
كالتي نكجزىا فيما يمي:
-ال تزاؿ أحكاـ قانكف البمدية ترتكز عمى آلية المناقصة في إبراـ صفقات البمدية ،التي عمؿ المشرع
عمى االستغناء عنيا مف خبلؿ اإلصبلح الحالي لتنظيـ الصفقات العمكمية ،كىك ما يستدعي ضركرة
تدارؾ ذلؾ لرفع التناقض كخمؽ االنسجاـ بيف النصكص القانكنية.
-أقر قانكف البمدية مف خبلؿ المادة 84بأنو " في حالة تعارض مصالح رئيس المجمس الشعبي البمدم
مع مصالح البمدية سكاء باسمو الشخصي أك باسـ زكجو أك أصكلو أك فركعو إلى الدرجة الرابعة أك
بصفتو ككيبل ،يعيف المجمس الشعبي البمدم الذم يجتمع تحت رئاسة منتخب آخر غير رئيس المجمس
الشعبي البمدم ،أحد أعضائو لتمثيؿ البمدية سكاء أماـ القضاء أك عند إبراـ العقكد" ،1كىك ما يتعارض كما
حممتو فحكل المادة 04تنظيـ الصفقات العمكمية التي أفادت بقكليا "ال تصح الصفقات كال تككف نيائية
إال إذا كاف قت عمييا السمطة المختصة المذككرة أدناه ...:رئيس المجمس الشعبي البمدم" ،فمف جية قد
أقرت أحكاـ قانكف البمدية إمكانية سحب سمطة إبراـ العقكد مف رئيس المجمس الشعبي البمدم كتعييف
عضك آخر لتكلي ىذه السمطة ،كمف ناحية أخرل فإننا نجد أف تنظيـ الصفقات العمكمية يقر بأنو ال تصح
الصفقات كال تككف نيائية إال إذا كافؽ عمييا رئيس المجمس الشعبي البمدم ،رغـ ما حممتو ىذه األخيرة
مف إمكانية تفكيض ىذه السمطات لصبلحياتيا في ىذا المجاؿ لممسؤكليف المكمفيف بإبراـ كتنفيذ الصفقات
العمكمية طبقا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا ،إال أف ىذا التفكيض ال ينصب إال عمى
األعماؿ المتعمقة بمتابعة الصفقة مف خبلؿ إجراءات تحضيرىا ككضعيا مكضع التنفيذ دكف أف ينصرؼ
ذلؾ إلى اختصاصيا في المكافقة ،بينما نجد أف مفيكـ السحب مف رئيس المجمس الشعبي البمدم ينصرؼ
بأف يصبح النائب ىك األصؿ في إبراـ كتنفيذ الصفقة ،كىك ما يعكس عدـ تجانس بيف النصيف مما قد
يفرع فحكل المادة 84مف القانكف رقـ 10/11المتعمؽ بالبمدية مف محتكاىا.
-/5لجنة الصفقات لممؤسسة العمومية المحمية والييكؿ غير الممركز لممؤسسة العمومية الوطنية
ذات الطابع اإلداي غير المذكورة في القائمة المنصوص عمييا في المادة :172
تتشكؿ ىذه المجنة طبقا لممادة 175مف المرسكـ الرئاسي 247/15مف :ممثؿ السمطة الكصية،
رئيسا ،المدير العاـ أك مدير المؤسسة أك ممثمو ،ممثؿ منتخب عف مجمس المجمكعة اإلقميمية المعنية،
ممثميف اثنيف ( )02عف الكزير المكمؼ بالمالية (مصمحة الميزانية كمصمحة المحاسبة) ،ممثؿ عف
المصمحة التقنية المعنية بالخدمة لمكالية ،حسب مكضكع الصفقة (بناء ،أشغاؿ عمكمية ،رم) ،عند
االقتضاء.
كعندما يككف عدد المؤسسات العمكمية المحمية التابعة لقطاع كاحد كبيرا ،يمكف لمكالي أك رئيس المجمس
الشعبي البمدم المعني حسب الحالة تجميعيا في لجنة كاحدة أك أكثر لمصفقات العمكمية ،كيككف المدير
أك المدير العاـ لممؤسسة العمكمية عضكا فييا حسب الممؼ المبرمج.1
تختص ىذه المجنة بدراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات كالمبلحؽ التي تبرميا المؤسسات
العمكمية المحمية ،كالتي يقؿ مبمغيا عف مائتي مميكف دينار ( 200.000.000دج) بالنسبة لصفقات
األشغاؿ أك المكازـ ،كخمسيف مميكف دينار ( 50.000.000دج) بالنسبة لصفقات الخدمات ،كعشريف
مميكف دينار ( 20.000.000دج) بالنسبة لصفقات الدراسات.
يبلحظ عمى تشكيمة المجاف المحمية لمصفقات ذلؾ التنكع كالتعدد في الجيات كالمصالح اإلدارية
الممثمة فييا ،كىك ما يشكؿ ضمانة ىامة مف ضمانات تسيير الحسف لمماؿ العاـ ،كيكحد الجيكد
كالكفاءات كاإلطارات المعينة كالمنتخبة التي تشرؼ عمى إدارة كتسيير الجماعات المحمية كالمؤسسات
التابعة ليا.2
-1المادة 2/175مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2عباس صادقي ،المرجع السابؽ ،ص .80
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
في إطار اإلصبلحات التي جاء بيا تنظيـ الصفقات العمكمية عمؿ المشرع عمى إلغاء العمؿ بنظاـ
المجاف الكطنية ،كتدعيـ المنظكمة الرقابية عمى الصفقات العمكمية باستحداث لجاف قطاعية لمصفقات
العمكمية تحدث لدل كؿ دائرة ك ازرية ،1كالتي أفرد ليا المشرع القسـ الفرعي الثاني المعنكف بػ"اختصاص
المجنة القطاعية لمصفقات العمكمية كتشكيميا" نظ ار ألىمية االختصاصات المككمة ليا كضخامة الصفقات
التي تختص بمراقبتيا كفقا ضكابط محددة ،كىك ما سيتـ الكقكؼ عميو تبعا لما يمي:
تتشكؿ حسب نص المادة 185مف :الكزير المعني أك ممثمو رئيسا ،ممثؿ الكزير المعني ،نائب
رئيس ،ممثؿ المصمحة المتعاقدة ،ممثبلف ( )02عف القطاع المعني ،ممثبلف ( )02عف كزير المالية (
المديرية العامة لمميزانية كالمديرية العامة لممحاسبة) ،ممثؿ عف الكزير المكمؼ بالتجارة.
يبلحظ مف خبلؿ ىذه التشكيمة أف المشرع قد حرص عمى تمثيؿ ك ازرة المالية بممثميف كجعميا رئاستيا
لمكزير المعني بالصفقة العمكمية ،كقد خكؿ المشرع لنائب الرئيس الحمكؿ محؿ ىذا األخير في حالة غيابو
أك حدكث أم مانع قانكني لو ،ىذا كيقكـ الكزير بمكجب قرار تعييف أعضاء المجنة القطاعية لمصفقات
كمستخمفييـ بأسمائيـ بناء عمى اقتراح الكزير الذم يخضعكف لسمطتو لمدة ثبلث ( )03سنكات قابمة
لمتجديد.
لـ تتضمف تشكيمة المجنة أم عنصر منتخب مثمما ىك عميو الحاؿ بالنسبة لمجاف المحمية ،حيث لـ
يقحـ المشرع أم عضك مف أعضاء المجمس الشعبي الكطني ،كانما اقتصر التمثيؿ الشعبي عمى لجاف
الكحدات البلمركزية دكف أف يشمؿ ذلؾ لجاف الكحدات المركزية ،كالتي كاف إقحاميا يشكؿ ضمانة رقابية
عمى صرؼ الماؿ العاـ.2
تتميز المجنة القطاعية لمصفقات العمكمية التي تحدث لدل كؿ دائرة ك ازرية في مجاؿ الرقابة عف
باقي لجاف الصفقات األخرل ،فباإلضافة إلى دراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات كالمبلحؽ كالطعكف
التي تتشابو فييا مع بقية لجاف الرقابة مع اختبلؼ السقؼ المالي فيي تقكـ بػ:
-1المادة 179مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .118
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
-تقترح النظاـ الداخمي النمكذجي الذم يحكـ عمؿ لجاف الصفقات ،كتصادؽ عميو.
أما عف مجاؿ رقابتيا فقد نصت المادة 182مف المرسكـ الرئاسي 247/15عمى أف تختص المجنة
القطاعية لمصفقات بدراسة مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات كالمبلحؽ كالطعكف المتعمقة بكؿ المصالح
التابعة ليا ،كبعد استقراء أحكاـ المكاد 179إلى 190يتضح بأف رقابتيا تشمؿ الك ازرة المعنية عندما
يتعمؽ األمر بمختمؼ صفقاتيا ،المصالح الخارجية الجيكية لئلدارات المركزية ،المؤسسات العمكمية
الكطنية كالييكؿ غير الممركز لممؤسسة العمكمية الكطنية ذات الطابع اإلدارم ،الكالية كالمصالح غير
الممركزة لمدكلة ككؿ ذلؾ كفؽ الحدكد المالية التي حددتيا المادة ،184كقد أضفت المجنة القطاعية
مركنة أكبر في دراسة الصفقات كالمبلحؽ لدل كؿ ك ازرة عمى حدل ،فضبل عف اختصاصيا بدراسة
الصفقات التابعة لقطاع آخر عندما تتصرؼ الدائرة الك ازرية المعنية في إطار صبلحياتيا لحساب دائرة
ك ازرية أخرل كىك ما يمثؿ إضافة نكعية تعمؿ عمى إضفاء المركنة كالسرعة في تسيير المرافؽ العمكمية،
كالتي تعتبر مف المبادئ األساسية التي يعتمد عمييا سير المرافؽ العامة.1
في حيف تنصب رقابتيا عمى الصفقات في شقيا المالي عمى مشاريع دفاتر الشركط كالصفقات التي
يفكؽ مبمغيا مميار دينار ( 1000.000.000دج) ،بالنسبة لصفقات األشغاؿ كثبلثمائة مميكف دينار
( 300.000.000دج) بالنسبة لصفقات المكازـ ،كمائتي مميكف دينار ( 200.000.000دج) بالنسبة
لصفقات الخدمات كمائة مميكف دينار( 100.000.000دج) بالنسبة لصفقات الدراسات ،زيادة عمى
مشاريع دفاتر الشركط كصفقات األشغاؿ أك المكازـ التي تبرميا اإلدارة المركزية كالتي يفكؽ مبمغيا
( 12.000.000دج) ،كدفاتر الشركط كصفقات الدراسات كالخدمات التي تبرميا اإلدارة المركزية التي
يفكؽ مبمغيا ( 6.000.000دج) ،باإلضافة إلى رقابتيا عمى كؿ ممحؽ متعمؽ بيذه الصفقات في الحدكد
المرسكمة في المادة 139مف المرسكـ الرئاسي .247/15
باإلضافة إلى رقابتيا عمى كؿ صفقة تحتكم عمى ممحؽ يمكف أف يرفع تطبيقو المبمغ األصمي إلى
مقدار المبمغ المحدد في الحاالت أعبله ،أك أكثر مف ذلؾ ككذا كؿ ممحؽ يرفع المبمغ األصمي لمصفقة
إلى المستكيات المحددة أعبله ،أك أكثر مف ذلؾ إذا كاف المبمغ اإلجمالي لمختمؼ المبلحؽ يتجاكز زيادة
أك نقصانا نسبة %10مف المبمغ األصمي لمصفقة ،أك إذا تضمف خدمات تكميمية تتجاكز ىذه النسبة،
فضبل عف دراستيا لمطعكف المرفكعة كالمتعمقة بكؿ المصالح المتعاقدة التابعة ليا.
تمارس لجاف الصفقات العمكمية المختصة رقابتيا عمى المبلحؽ شأنيا في ذلؾ شأف الصفقات
العمكمية ،باع تبارىا كثيقة تعاقدية ممحقة بالصفقة األصمية ،حيث تخضع ىذه األخيرة لمرقابة في حدكد
اآلجاؿ التعاقدية لتنفيذ الصفقة كأصؿ عاـ .كلكف كبالرجكع إلى أحكاـ المادة 139يبلحظ بأنيا قد أقرت
بأف ال تخضع لرقابة لجاف الصفقات العمكمية المختصة إال المبلحؽ التي تتضمف زيادة أك نقصانا نسبة
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .122
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تفكؽ %10مف المبمغ اإلجمالي لمصفقة ،أك تمؾ التي تعمؿ عمى تعديؿ تسمية أطراؼ الصفقة أك
الضمانات التقنية كالمالية أك آجاؿ التعاقد ميما كاف مبمغيا ،إضافة لتمؾ المبلحؽ التي تتجاكز نسبتيا
%15لصفقات الخدمات كالمكازـ كالدراسات ،ك % 20بالنسبة لصفقات األشغاؿ ،كفي ىذه الحالة يتعيف
عمى المصمحة المتعاقدة أف تبرر لدل لجنة الصفقات المختصة أنو لـ يتـ المساس األصمية لممنافسة،
كلـ يتـ التراجع فييا ،كأف إعبلف إجراء جديد بعنكاف الخدمات بالزيادة ال يسمح بإنجاز المشركع حسب
الشركط المثمى لآلجاؿ كاألسعار.1
بناء عمى ذلؾ فإف المبلحؽ التي تتجاكز ىذه النسب قد تتجاكز المستكيات المالية الكاجب معيا إبراـ
صفقة عمكمية ،كعمى ىذا األساس تمتزـ لجاف الصفقات العمكمية باعتبارىا جيات رقابية بممارسة دكر
رقابي مشدد عمى المصالح المتعاقدة ،يتعدل التأكد مف صحة اإلطار العاـ الذم يحكـ عممية إبراـ
المبلحؽ ،إلى طمب التبرير الكافي كالمؤسس إلبراـ المبلحؽ التي تتجاكز قيمتيا تمؾ النسب ،لتشمؿ
العممية الرقابية التأكد مف جدكل الممحؽ كمدل قدرتو عمى تحقيؽ غايات المصمحة المتعاقدة عمى نحك
أفضؿ عكض إبراـ صفقة جديدة تتناكؿ مكضكع الممحؽ المعني.2
قد أصاب المشرع الجزائرم في تكحيده لمنسبة المئكية بػ ( ،)%10كىذا خبلفا لمنسب التي كاف
معمكال بيا في ظؿ التنظيـ السابؽ ،كيعتبر ىذا التكحيد في النسب خطكة جيدة نحك ترشيد الماؿ العاـ
خاصة في ظؿ األزمة المالية التي عرفتيا الجزائر مؤخ ار في نسبب انخفاض أسعار النفط ،غير أنو حرم
بالمشرع بأف يخضع جميع المبلحؽ لمرقابة ميما كانت نسبتيا ،ذلؾ أف الماؿ المتعاقد بو في إطار ممحؽ
لـ يتجاكز النسب المقررة مف الماؿ العاـ ،فضبل عمى خركجيا مف نطاؽ الرقابة قد يجعميا مجاال خصبا
لمثراء غير المشركع ،لذلؾ فقد كاف مف األجدر كحماية لمماؿ أف يعمؿ المشرع عمى إخضاع كافة
المبلحؽ لرقابة سمطة المختصة ميما كانت نسبتيا.
فضبل عف ذلؾ تختص لجاف الصفقات العمكمية بالنظر في الطعكف المرفكعة إلييا ،سكاء تعمؽ
األمر بالطعكف المرفكعة ضد ق اررات اإلسناد الصفقات أك إلغائو أك إلغاء اإلجراء أك اإلعبلف عف عدـ
جدكاه ،كىذا خبلفا لما كاف عميو الحاؿ في المادة 114مف المرسكـ الرئاسي 236/10الممغى التي
أفادت بقكليا "زيادة عمى حقكؽ الطعف المنصكص عمييا في التشريع المعمكؿ بو ،يمكف المتعيد الذم
يحتج عمى االختيار الذم قامت بو المصمحة المتعاقدة ،في إطار مناقصة أك إجراء بالتراضي أك بعد
االستشارة أف يرفع طعنا في أجؿ عشر ( )10أياـ ،"...حيث أف المبلحظ مف المادة 82مف المرسكـ
-1المادة 136مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2عباس صادقي ،المرجع السابؽ ،ص .104
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الرئاسي 247/15أف المشرع قد أقر تعدد الق اررات التي يمكف الطعف فييا ،1حيث تتكلى لجنة الصفقات
العمكمية دراسة ىذه الطعكف ( سكاء الجانب الشكمي أك المكضكعي) لتتكج رقابتيا بقرار في أجؿ 15يكما
مف تاريخ انقضاء أجؿ عشرة ( )10أياـ المقررة لرفع الطعف ،كيبمغ ىذا القرار لكؿ مف المصمحة المتعاقدة
كصاحب الطعف عمى أف يتضمف ىذا األخير ،إما إلغاء المنح المؤقت لمصفقة أك إلغاء القرار القاضي
بإلغاء منحيا ،أك إلغاء اإلعبلف عف عدـ جدكل اإلجراء أك إلغاء القرار القاضي بإلغاء اإلجراء المتخذ مف
طرؼ المصمحة المتعاقدة.2
إف اإلشكاؿ الذم يمكف إثارتو في ىذه الصدد ،ىك أف المادة 82قد فسحت مجاؿ أماـ العارضيف
لرفع طعكنيـ ضد ق اررات المصمحة المتعاقدة المتعمقة بإلغاء اإلجراء ،أك اإلعبلف عف عدـ جدكاه أك إلغاء
منح المؤقت لمصفقة ،إذا ما كانت ليـ شككؾ حكؿ عدـ مشركعية اإلجراء الذم قامت بو المصمحة
المتعاقدة ،في حيف أتاحت المادة 72إمكانية قياميا بإلغاء المنح المؤقت ،أك إلغاء الق اررات المميدة إلبراـ
الصفقات إذا ما استندت في ذلؾ لدكاعي المصمحة العامة ،كىك ما يجعمنا نتساءؿ عف مصير الطعكف
المرفكعة بناءا عمى ىذه الحالة ،ثـ ىؿ يمكف لمجاف الصفقات الخكض في تقدير مدل تكافر دكاعي
تحقيؽ المصمحة العامة ؟
باإلضافة إلى ذلؾ؛ فإف ىذه المجاف تفتقد ألىـ الضمانات التي تأمف استقبلليتيا في أداء مياميا
الرقابية عمى مشركعية الصفقات ،نظ ار لتبعية أعضاء ىذه المجاف لممصمحة المتعاقدة التي تخضع
صفقاتيا لرقابتيـ مما قد يؤثر عمى نكعية القرار المتخذة بشأف مشركعية الصفقة ،خاصة ما تعمؽ
بأعضاء المجنة القطاعية الذيف يتـ تعيينيـ مف قبؿ كزير المالية بناء عمى اقتراح الكزير الذم يخضعكف
لسمطتو ،كىك ما يفرض منطؽ الخضكع لمتعميمات كالتكجييات ،ذلؾ أف مف يممؾ سمطة التعييف يممؾ
بمقابميا سمطة العقاب ،مما يشكؿ ىاجسا أماـ األعضاء يحد مف فعالية األداء الرقابي ليذه المجاف ،الذم
يقتضي ممارستو مف قبؿ جيات تتمتع باستقبللية عف أم جية خاصة السمطة التنفيذية بكافة أجيزتيا
كمصالحيا ،بالشكؿ الذم يؤمف الشفافية كالحياد في أداء مياميا الرقابية ،3كىك ما يدفعنا إلى القكؿ أف ما
حممتو أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15عمى مستكل الرقابة كاف منصبا عمى ىيكمة المجاف فقط ال
-1نصت المادة 1/82مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15عمى أنو " زيادة عمى حقكؽ الطعف المنصكص عمييا في التشريع المعمكؿ بو ،يمكف
المتعيد الذم يحتج عمى المنح المؤقت لمصفقة أك إلغائو أ ك إعبلف عف عدـ جدكل أك إلغاء اإلجراء ،في إطار طمب العركض أك إجراء
التراضي بعد االستشارة ،أف يرفع طعنا لدل لجنة الصفقات المختصة ".
-2تجدر اإلشارة بأ ف دراسة الطعكف مف قبؿ لجاف الصفقات العمكمية المختصة تحظى باألكلكية في الدراسة ،كىك ما أفادت بو أحكاـ المادة 16
مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،118/11المؤرخ في ، 2011/03/16المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية،
ج ر ج ج عدد ( )16الصادرة بتاريخ ،2011/03/13بقكليا " تعطى األكلكية لدراسة الطعكف كفي أجؿ أقصاه خمسة عشر يكما مف تاريخ رد
المصمحة ا لمتعاقدة عمى استفسار رئيس المجنة ،كيتعيف عمى المصمحة المتعاقدة الرد عمى رئيس المجنة في أجؿ أقصاه عشرة أياـ مف تاريخ
تبميغو".
-3مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ ،المرجع السابؽ ،ص .169
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
عمى صبلحيتيا كتفعيؿ دكرىا كآلية رقابية ،فكؿ ما حممتو مضاميف اإلصبلح الجديد في ىذا الشأف ىك
استحداث المجاف الجيكية إلى جانب االكتفاء بالمجاف القطاعية كمجاف مركزية حمت مكاف المجاف الكطنية،
مع قيامو بدمج لجنتي الرقابة الداخمية في لجنة كاحدة دكف تكضيح معالـ كأبعاد ىذا التغيير.
تتكلى لجاف الصفقات العمكمية أداء مياميا طبقا لنظاـ قانكني محدد المعالـ ،مف خبلؿ عقد
اجتماعاتيا كفؽ ما ىك مقرر ضمف جدكؿ أعماليا المعد سمفا ،كلقد نظمت أحكاـ تنظيـ الصفقات
العمكمية طريقة سير ىذه المجاف ،إضافة لمنظاـ الداخمي لمجاف الصفقات الذم يعد مرجعا أساسيا لبلستناد
عميو في معالجة المسائؿ التي لـ تكضحيا أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ،األمر الذم مف شأنو أف
يعمؿ عمى تسييؿ الميمة الرقابية لمجاف ،التي تتـ طبقا لمقكاعد كاألحكاـ التالية:
يتعيف عمى رئيس المجنة باعتباره الشخص األىـ في أم لجنة ،ترتيب جدكؿ أعماليا بالشكؿ الذم
يتكافؽ كالمشاريع المراد دراستيا كتقييميا ،كيعد في ذلؾ جدكؿ أعماؿ لكؿ اجتماع يحدد فيو بدقة مختمؼ
المسائؿ المراد دراستيا في ىذا االجتماع ،كذلؾ كفقا لتاريخ كصكليا مع مراعاة جانب األكلكية في ذلؾ،1
ىذا كيمكف لرئيس المجنة كبصفة استثنائية تغيير ترتيب البرمجة لمسماح بالتكفؿ بالممفات ذات الطابع
االستعجالي ،إال أف ما يخشى عميو في ىذه الحالة ىك االستناد غير المبرر عمى حاالت االستعجاؿ،
لمفاجئة أعضاء المجنة بممفات لـ تتح ليـ الفرصة لدراستيا كمراقبتيا ،مما يفرض عمييـ المصادقة عمييا
عمى كجو السرعة في ظؿ غياب رقابتيـ الفعمية عمييا.2
تحدث كتابة دائمة لدل كؿ لجاف الصفقات العمكمية تكضع تحت سمطة رئيس المجنة ،كتتكلى ىذه
األخيرة بعد فحص المككنات المادية لمممفات المكدعة لدييا ،بمنح إشعار باالستبلـ لممصمحة المتعاقدة
صاحبة الممؼ ،بعد تسجيمو في دفاتر خاصة ،3كابتداء مف ىذا التاريخ يبدأ حساب أجؿ منح التأشيرة أك
رفضيا كالمحددة بػ 20يكما ابتداء مف تاريخ إيداع الممؼ الكامؿ لدل كتابة المجنة ،أما في حالة أم
نقص في الممؼ تحرر الكتابة الدائمة لمجنة إشعار بإعادة الممؼ لممصمحة المتعاقدة تحدد فيو قائمة
الكثائؽ الناقصة ،4كيتكقؼ عندىا حساب اآلجاؿ إلى غاية استكماؿ الكثائؽ كالمعمكمات الناقصة.
-1المادة 16مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،118/11المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية.
-2عباس صادقي ،المرجع السابؽ ،ص .86
-3المادة 199مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-4المادة 34مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،118/11المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تتكلى الكتابة الدائمة بعد تسمـ ممفات الصفقات مف مختمؼ المصالح المتعاقدة كجدكلتيا ،تكجيو
استدعاء لحضكر أشغاؿ الجمسة لكؿ أعضاء المجنة يعمـ فيو بمكاف كتاريخ كتكقيت كجدكؿ أعماؿ المجنة،
فضبل عف إرساليا لممذكرة التحميمية كتقري ار تقديميا لجميع األعضاء عف كؿ مشركع صفقة أك ممحؽ،
كالذم تعده المصمحة المتعاقدة طبقا لمنمكذج الذم يحدده النظاـ الداخمي لمجنة ،1كيتضمف ىذا األخير
كافة النتائج المتكخاة مف إبراـ الصفقة ،ككذا كؿ التكضيحات المتعمقة بيذا الشأف ،بينما تشتمؿ المذكرة
التحميمية عمى كافة العناصر المككنة لمممؼ الخاضع لمتأشيرة ،كاإلجراءات كالمعايير المعتمدة في االختيار
إلى جانب مبمغ الصفقة كقيدىا الميزاني باإلضافة إلى كافة المعمكمات المتعمقة باإلعبلف عف المنافسة،
إلى جانب تضميف الممؼ لدفاتر الشركط المؤشر عمييا كالطعكف المرفكعة إف كجدت ،كمقررات تعييف
أعضاء لجنة الفتح كتقييـ العركض ،2لتعمؿ فيما بعد عمى إرساؿ الممؼ كامبل لممقرر المعيف مف قبؿ
الرئيس كذلؾ قبؿ ثمانية أياـ مف انعقاد الجمسة.
يتكلى رئيس المجنة تعييف مقرر الجمسة لكؿ ممؼ معركض عمى المجنة طبقا لما أفادت بو أحكاـ
المادة 193مف المرسكـ الرئاسي 247/15بقكليا " يتكلى رئيس كؿ لجنة تعييف مقرر خصيصا لكؿ
ممؼ ،كيجب أف يرسؿ الممؼ إلى كامبل إلى المقرر قبؿ ثمانية ( )08أياـ عمى األقؿ مف انعقاد اجتماع
المخصص لدراسة ىذا الممؼ ،كال يمكف تعييف رئيس كنائب رئيس المجنة بصفة مقرر".
كيكمؼ المقرر بدراسة الممؼ الذم يككف متعمقا إما بدراسة مشركع دفتر شركط أك مشركع صفقة أك
مشركع ممحؽ ،كينيي ىذا األخير دراستو لمممؼ بتقديـ تقرير تحميميي يحتكم عمى حكصمة رقابتو لمممؼ
المعني ،يبيف مف خبللو كافة المبلحظات كالتحفظات كالنقائص كالثغرات التي قد يبلحظيا.3
كنظ ار لمدكر الذم يمعبو المقرر في سير لجاف فقد نصت المادة 10مف المرسكـ التنفيذم رقـ
118/11عمى أنو " في حالة غياب المقرر أك حصكؿ مانع لو لمدة تفكؽ ثمانية ( )08أياـ ،يتـ
استخبلفو بالنسبة لمممفات المعنية ،كعمبل عمى تفادم إرجاء دراسة ممؼ مسجؿ في جدكؿ األعماؿ في
حالة غياب المقرر أك حصكؿ مانع لو ،فإنو يجب عمى المقرر أف يعمـ رئيس المجنة بذلؾ ضمف آجاؿ
كافية ،لمكينة مف استخبلفو في الكقت المناسب ".
-1المادة 197مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2تعد المذكرة التحميمية لػ (مشركع صفقة) أك (مشركع ممحؽ) كفؽ النمكذج المرفؽ بالمرسكـ التنفيذم رقـ ،118/11المتضمف المكافقة عمى النظاـ
الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية.
-3بشيرة بجاكم ،الدكر الرقابي لمجاف الصفقات العمكمية عمى المستكل المحمي ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير ،فرع إدارة كمالية ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة أمحمد بكقرة ،بكمرداس ،الجزائر ،2012/2011 ،ص .72
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تخضع رقابة لجاف الصفقات لقكاعد عامة كمشتركة فيما يتعمؽ بتسييرىا ،1حيث ينعقد اجتماعيا بناء
عمى مبادرة مف رئيسيا في جمسات مغمقة ،2عمى مستكل المصمحة المتعاقدة كمما كاف ذلؾ ممكنا ،3كال
تصح اجتماعاتيا إال بحضكر األغمبية المطمقة ألعضائيا ،كفي حاؿ عدـ اكتماؿ النصاب بالنسبة لجدكؿ
معيف كالمتمثؿ في األغمبية المطمقة يعمف عف عدـ عقد الجمسة بعد نصؼ ساعة مف التكقيت المحدد في
االستدعاء ،4عمى أف تجتمع المجنة مف جديد في غضكف ثمانية ( )08أياـ المكالية حكؿ نفس الجدكؿ
كتككف المداكالت بعد ىذا االستدعاء صحيحة ميما كاف عدد الحاضريف.5
بعد التأكد مف تكافر النصاب القانكني ،تنعقد المجنة التي يسير رئيسيا عمى تطبيؽ األحكاـ
التنظيمية التي تخضع ليا مداكالت المجنة ،كعمى تطبيؽ النظاـ الداخمي كالسير عمى مشاركة أعضاء
المجنة شخصيا في اجتماعاتيا ،كأف ال يمثميـ عند االقتضاء إال المستخمفكف المعينكف لذلؾ قانكنا ،كيتكفؿ
بتمكيف كؿ أعضاء المجنة مف التعبير كعمى تكزيع الكقت بصفة عادلة كمتساكية.6
تتخذ المداكالت في لجاف الصفقات شكؿ مناقشات بيف األعضاء ،كتتـ ىذه المناقشات بناءا عمى
طمب يكجو إلى رئيس المجنة أثناء الجمسة ،حيث يعطي ىذا األخيرة الكممة لكؿ متدخؿ 7،كبعد انتياء
المناقشات يقكـ الرئيس بصياغة االقتراحات التي يتـ تداكليا عند االقتضاء لتتـ المصادقة بعد ذلؾ عمى
الرأم المتعمؽ بكؿ ممؼ بعد عممية التصكيت التي تجرم عف طريؽ رفع اليد.8
تعتمد نتيجة عممية التصكيت في المجنة باألغمبية البسيطة لؤلعضاء الحاضريف ،كفي حالة تعادؿ
األصكات يككف صكت الرئيس مرجحا ،9كيتـ في األخير تسجيؿ المداكالت حسب الترتيب الزمني في
سجؿ مرقـ كمؤشر عميو مف الرئيس تكضح فيو تفاصيؿ عمميات التصكيت ،كما يكقع عمى المداكلة مف
قبؿ جميع األعضاء في الجمسة كفي غياب ذلؾ يذكر السبب الذم منعيـ مف اإلمضاء.1
تؤدم المجاف رقابتيا عمى مشاريع الصفقات في أجؿ عشريف( )20يكما ابتداء مف تاريخ إيداع الممؼ
الكامؿ لدل كتابة المجنة ،كيشار ىنا إلى أف التنظيـ الصفقات العمكمية خص قد المجاف القطاعية بأجؿ
خمس كأربعيف ( )45يكما مقارنة بباقي المجاف لدراسة الممفات المعركضة عمييا ابتداء مف تاريخ إيداع
الممؼ لدل كتابة المجنة نظ ار لمعبء الممقى عمى عاتقيا.2
يعرض المقرر الممؼ بعد دراستو كاعداده لمتقرير عمى المجنة لتقكـ بدراستو ،كتتكج في األخير كؿ
جمسة بمحضر اجتماع يعتبر ىك األصؿ يسجؿ في سجؿ المداكالت ،كيحتكم ىذا األخير عمى نتائج
التصكيت كالتحفظات المعبر عنيا عمى أف يذكر في المحضر ما إذا كانت ىذه التحفظات المعمنة مكقفة
أك غير مكقفة ،باإلضافة إلى أسماء األعضاء الحاضريف كالغائبيف سكاء بعذر أك بدكف عذر ،3كيكقع
رئيس المجنة عمى مستخرج محضر االجتماع كالذم تتكلى الكتابة الدائمة بتبميغو لممصمحة المتعاقدة في
أجؿ أقصاه ثماف كأربعكف ( )48ساعة مف تاريخ انعقاد االجتماع ،لتتجسد في األخير أشغاؿ المجنة
باعتبارىا مركز اتخاذ القرار بمنح التأشيرة أك رفضيا.
نصت المادة 195في فقرتيا الثانية مف المرسكـ الرئاسي 247/15بأنو " يمكف المجنة أف تمنح
التأشيرة أك ترفضيا ،كفي حالة الرفض ،يجب أف يككف ىذا الرفض معمبل ،كميما يككف مف أمر فإف كؿ
مخالفة لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما تعاينيا المجنة تككف سببا لرفض التأشيرة ،إذا كاف ذلؾ مبر ار
بمخالفة المبادئ التي تحكـ الصفقات العمكمية المنصكص عمييا في المادة 5مف ىذا المرسكـ" ،كبناءا
عمى أحكاـ ىذا النص يعكد سبب رفض التأشيرة إلى قياـ حالة قانكنية تعاينيا المجنة المختصة نتيجة
مخالفة أحكاـ التشريع أك التنظيـ المعمكؿ في مجاؿ الصفقات العمكمية ميما كاف مصدرىا ،أم خرؽ
مبدأ المشركعية ،4كعدـ احتراـ المصمحة المتعاقدة لقكاعد اإلعبلف عف المنافسة.
يشار إلى أف المشرع قد خكؿ طبقا لممادة 200مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15لمسؤكؿ
المصمحة المتعاقدة ممارسة سمطة استثنائية في غاية مف الخطكرة ،كذلؾ بتمكينو بتجاكز بمكجب مقرر
معمؿ قرار رفض منح التأشيرة ،حيث أف تمكينو بذلؾ معناه تجاكز لمرقابة التي تقكـ بيا ،عمى أف ترسؿ
-1المادة 6/21مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،118/11المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية.
-2المادة 189 ،178مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3نصت المادة 30مف المرسكـ التنفيذم رقـ 118/11بقكليا "يجب أف تبرر غيابات األعضاء برسالة تكجو إلى رئيس المجنة ،كيبمغ بكؿ غياب
غير مبرر إلى عمـ السمطة التي عينت العضك" ،بينما أفادت المادة 31مف نفس المرسكـ بقكليا " يمكف الرئيس أف يطمب استبداؿ العضك
الغائب بعد ثبلثة ( )03غيابات متتالية كغير مبررة ".
-4محمد الصغير بعمي ،العقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .68
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
في كؿ األحكاؿ نسخة مف ىذا المقرر لكؿ مف مجمس المحاسبة ،كالى الكزير المكمؼ بالمالية ممثبل في
سمطة ضبط الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ كالمفتشية العامة لممالية ،كالى لجنة الصفقات
المختصة.1
قيد المشرع ممارسة سمطة اتخاذ مقرر التجاكز بالحالة التي يككف فييا قرار الرفض معمبل بمخالفتو
لؤلحكاـ التنظيمية فقط ،كلـ يسمح بتجاكز ىذا القرار إذا ما كاف مسببا بمخالفتو لؤلحكاـ التشريعية ،كالذم
يحدث أث ار بذاتو ،حيث ال يمكف تجاكزه مف طرؼ السمطة المختصة ،مما يؤدم إلى عدـ تنفيذ الصفقة،
بؿ كسحب مشركعيا مف المصمحة المتعاقدة ،كىك ما أفادت بو المادة 202بقكليا "ال يمكف اتخاذ مقرر
التجاكز في حالة رفض التأشيرة المعمؿ لعدـ مطابقة األحكاـ التشريعية ،كفي حالة رفض التأشيرة المعمؿ
لعدـ مطابقة األحكاـ التنظيمية فإف مقرر التجاكز يفرض عمى المراقب المالي كالمحاسب العمكمية
المكمؼ ،كميما يكف مف أمر فإنو ال يمكف اتخاذ مقرر التجاكز بعد أجؿ تسعيف ( )90يكما ،ابتداء مف
تاريخ تبميغ رفض التأشيرة " ،مما يدفعنا إلى التساؤؿ عف التمييز بيف األحكاـ التشريعية كالتنظيمية التي
يمكف تجاكزىا ،ثـ إف اإلقرار بذلؾ ُيمكف المسؤكليف المكمفيف بإبراـ الصفقات العمكمية بتجاكز قرار رفض
منح التأشيرة حتى كاف كاف قرار الرفض معمبل بمخالفتو ألحكاـ قانكف الصفقات العمكمية باعتباره مف
األعماؿ التنظيمية ،حيث أف المشرع خكليـ بتجاكز التنظيـ دكف أف يسمح ليـ بتجاكز التشريع ،كبالتالي
فكيؼ يعقؿ أف يسمح بتجاكز تنظيـ الصفقات العمكمية ،كىك ما يعني إفراغ ليذا القانكف مف مضامينو
كاجراءاتو الرامية لحماية الماؿ العاـ ،ثـ ما الفائدة بكؿ ما قامت بو لجاف الرقابة القبمية الخارجية إذا كاف
مف الممكف تجاكز أعماليا كق ارراتيا ،فرفض لجنة الصفقات منح التأشيرة يعني بكضكح أف ىناؾ مخالفة
لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما ،لذلؾ فقد أشارت المادة 195مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15كالمادة
24مف المرسكـ التنفيذم رقـ 118/11بكضكح أف أم مخالفة لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بو تعاينو المجنة
يككف سببا كافيا لرفض التأشيرة.
كال شؾ أف سمطة التجاكز المعترؼ بيا لئلدارة ،ممثمة في الرئيس اإلدارم لمجية المعنية بالصفقة
تنطكم عمى الطابع االنفرادم ،رغـ مبدأ التسيير الجماعي الذم كرستو أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية
في اتخاذ القرار المتعمؽ باختيار اإلدارة لممتعاقد معيا في كؿ مراحؿ إبراـ الصفقة العمكمية ،2كتأسيسا
لذلؾ فقد كاف حرم بالمشرع أف ينص عمى إمكانية رفع طعف ضد قرار المجنة المعنية أماـ جية محايدة
عمى أف تككف ق ارراتيا نافدة في ىذا الشأف ميما كاف مكضكعيا أك أماـ لجنة الصفقات ذاتيا في شكؿ
التماس إعادة النظر ،ذلؾ أف التمييز بيف مخالفة التشريع أك التنظيـ أمر ال يستقيـ كمبدأ سيادة القانكف
الذم يتعيف عمى جميع الييئات كفي كؿ المستكيات احترامو كتطبيقو ال تجاكزه ،ذلؾ أف اتخاذ مسؤكؿ
-1المادة 200مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2بشيرة بجاكم ،المرجع السابؽ ،ص .88
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المصمحة المتعاقدة لمقرر تجاكز تأشيرة لجاف الصفقات العمكمية مف شأنو أف يضعؼ دكر ىذه األخيرة،
كيفتح باب االحتماؿ إلفبلت الصفقات كالمبلحؽ التي تبرـ مخالفة لؤلحكاـ التنظيمية مف رقابتيا ،كاف
كانت احتماالت الممارسة العممية لمقرر التجاكز مف قبؿ مسؤكلي المصالح المتعاقدة تقؿ قصد تجنب أم
إجراء قد يعرضيـ لممساءلة أماـ المصالح المكمفة بالمالية كالمحاسبة.1
-/2منح التأشيرة:
بعد عرض المقرر لممؼ الصفقة كدراستو كمناقشتو عمى مستكل المجنة ،كبعد التأكد مف مطابقة ممؼ
الصفقة لمنصكص القانكنية كالتنظيمية ،تقرر المجنة منح التأشيرة باعتبارىا مركز اتخاذ القرار فيما يخص
الرقابة الخارجية القبمية عمى الصفقات ضمف حدكد اختصاصيا ،غير أف منح ىذه األخيرة قد تككف تارة
شاممة ،أك قد تككف مصحكبة بتحفظات في بعض األحياف األخرل ،مما قد يؤثر عمى حسف سير مجريات
تنفيذ الصفقة ،كىذا طبقا لما أفادت بو المادة 195بقكليا "يمكف أف تككف التأشيرة مرفقة بتحفظات مكقفة
أك غير مكقفة."...
تعد التأشيرة التي تمنحيا لجاف الصفقات العمكمية أىـ خطكة في عممية الرقابة القبمية عمى الصفقات
العمكمية ،حيث تممؾ ىذه األخيرة الصبلحية الكاممة في منح التأشيرة أك رفضيا طبقا لممادة 2/195التي
أفادت بقكليا "..كبيذه الصفة يمكف لمجنة أف تمنح التأشيرة أك ترفضيا ،كفي حالة الرفض يجب أف يككف
ىذا الرفض معمبل ،"..كلمحصكؿ عمى تأشيرة ىذه األخيرة فقد ألزمت المادة 196المصمحة المتعاقدة
بضركرة تقديـ طمب لمجنة الصفقات التابعة ليا مصحكبا بالممؼ الكامؿ لمشركع الصفقة أك الممحؽ،
كمطابقا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا.
كيتعيف في جميع األحكاؿ تبميغ المصمحة المتعاقدة المعنية كالسمطة الكصية عمييا بكؿ الق اررات
الصادرة عف المجنة في حدكد ثمانية ( )8أياـ عمى األكثر مف انعقاد الجمسة ،2كأما في حالة عدـ صدكر
التأشيرة خبلؿ اآلجاؿ المحددة قانكنا ،تعمؿ المصمحة المتعاقدة عمى إخطار الرئيس الذم يجمع لجنة
الصفقات المختصة في غضكف ثمانية أياـ ابتداء مف تاريخ إخطارىا ،كالتي تفصؿ في األمر حاؿ انعقاد
الجمسة باألغمبية البسيطة لؤلعضاء الحاضريف ،3كما يعاب عمى المشرع في ىذه الحالة أنو لـ يرتب أم
جزاء بسبب التأخر في الرد كالذم ال يخدـ سير العممية التعاقدية.
باإلضافة إلى ذلؾ كحرصا مف المشرع عمى الكفاء بااللتزامات الضريبية ،فقد ألزـ المصمحة المتعاقدة
بأف تكدع نسخة مف مقرر التأشيرة عمى الصفقة أك الممحؽ كجكبا مقابؿ كصؿ استبلـ في غضكف خمسة
عشر ( )15يكما المكالية إلصدارىا لدل المصالح المختصة إقميميا في اإلدارة الجبائية كالضماف
االجتماعي التي تتبعيا المصمحة المتعاقدة ،التي بدكرىا تعمؿ عمى إرساؿ ىذه المقررات إلى الك ازرة
المكمفة بالمالية ممثمة في المديرية العامة لمضرائب كالك ازرة المكمؼ بالضماف االجتماعي ممثمة في
المديرية العامة لمضماف االجتماعي كؿ ثبلث أشير عمى التكالي لجمعيا كاستغبلليا.1
كبناء عمى ذلؾ يتـ البدء في تنفيذ الصفقة أك ممحقيا المؤشريف مف قبؿ المجنة المختصة ،إذ أف
التأشيرة الشاممة التي تمنحيا المجنة تفرض عمى المصمحة المتعاقدة كعمى المراقب المالي كالمحاسب
المكمؼ ،إال في حالة معاينة عدـ مطابقة ذلؾ لؤلحكاـ التشريعية ،غير أننا بتفحص أحكاـ تنظيـ
الصفقات العمكمية نجد بأنو لـ ينص عمى أجؿ محدد خبلفا لما كاف عميو الحالي في التنظيـ السابؽ
الذم حددىا كفقا لممادة 165بأجؿ ثبلثة ( )03أشير عمى األكثر المكالية لتاريخ تسميـ مقرر التأشيرة،
كىك ما يدفعنا لمتساؤؿ عف الغاية المقصكدة مف كراء إلغاء ىذه المدة؟ خاصة كأف المشكؿ في ىذا
الجانب يتعمؽ بإلغاء تأشيرة الصفقات بمجرد نفاد مدة ثبلثة ( )03أشير مع كجكب عرض الصفقة أك
الممحؽ عمى المجنة مف جديد.
مكنت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية لجنة الصفقات العمكمية في حالة ما شاب ممؼ الصفقة أم
خطأ أك نقص ،منح تأشيرتيا مرفقة في ذلؾ بتحفظات ،كالتي قد تككف مكقفة ،أك غير مكقفة ،فضبل عف
تمكينيا مف تأجيؿ مشركع الصفقة الستكماؿ المعمكمات الضركرية.
منح التأشيرة مرفقة بتحفظات موقفة لمتنفيذ :كذلؾ عندما يتصؿ الخمؿ المبلحظ بمكضكع الصفقة
العمكمية (العناصر الجكىرية لمصفقة) ،2كفي ىذه الحالة يتعيف عمى األمانة الدائمة لمجنة الصفقات
متابعة رفع ىذه التحفظات باالتصاؿ بالمقرر المكمؼ بدراسة الممؼ ،3كال يمكف في ىذه الحالة لمصفقة أك
الممحؽ أك دفتر الشركط أف تدخؿ حيز التنفيذ ،إال بعد رفع التحفظات كتصحيح األخطاء كتدارؾ النقائص
،كبالتالي فإف منح التأشيرة يككف معمقا عمى شرط كاقؼ ،كىك إزالة التحفظات المكقفة ،كيشار في ىذا
السياؽ إلى أف ىذه التحفظات المكقفة ال تكقؼ سرياف آجاؿ صبلحية التأشيرة.
منح التأشيرة مرفقة بتحفظات غير موقفة :كتككف عندما ترتبط العيكب بشكؿ الصفقة ،كبخبلؼ
-1المادة 196مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المادة 24مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،118/11المتضمف المكافقة عمى النظاـ الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية.
-المادة 195مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3المادة 199مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
التحفظات المكقفة ،يمكف لمصفقة في ىذه الحالة أف تدخؿ الصفقة حيز التنفيذ مع كجكب رفع التحفظات
الشكمية المكجكدة في الصفقة بالتنسيؽ بيف كؿ مف مسؤكؿ المكمؼ باألمانة الدائمة لمجنة كالمقرر(عضك
المجنة) المكمؼ بممؼ الصفقة ذاتيا ،كلكف التساؤؿ الذم يطرح بيذا الصدد ىك ما المقصكد مف كراء
"شكؿ الصفقة" ،فيؿ يقصد بذلؾ طريقة اإلبراـ ،أك إجراء سير الصفقة ؟ كالتي يتعيف عمى المشرع
تحديدىا تجنبان ألم غمكض في ىذا المجاؿ.
ما يعاب عمى المشرع في ىذا الشأف ىك منح السمطة التقديرية ألعضاء المجنة في تحديد المسائؿ
المرتبطة بالمكضكع كتمؾ التي تتعمؽ بشكؿ الصفقة ،كىك ما يفتح باب االستغبلؿ مف قبؿ المصمحة
المتعاقدة في جعؿ التحفظات غير مكقفة لمتنفيذ بالرغـ مف أنيا تتعمؽ بالمكضكع أك جعميا مكقفة بالرغـ
مف تعمقيا بالشكؿ خاصة في ظؿ غياب الضكابط التي تحكـ ذلؾ.
باإلضافة إلى إمكانية المجنة في عدـ منح التأشيرة الشاممة بسبب كجكد تحفظات ،ىناؾ حالة أخرل
تقرر بشأنيا المجنة تأجيؿ مشركع الصفقة الستكماؿ المعمكمات ،كيحدث ىذا في حالة كجكد نقص في
بعض الكثائؽ الضركرية في ممؼ الصفقة ،كالتي تقع حائبل دكف تمكف المجنة مف دراسة الممؼ بشكؿ
كامؿ ،1كفي ىذه الحالة تكقؼ اآلجاؿ كال تعكد لمسرياف إال ابتداء مف يكـ تقديـ المعمكمات المطمكبة.2
سبقت اإلشارة إلى أف مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة أك ممثمو ىك ما يتكلى رئاسة لجاف الصفقات
العمكمية ،حيث تخكلو ىذه الصفة ممارسة صبلحيات كاسعة في مكاجية بقية األعضاء ،غير أف انفراد
ىذا األخير بتحديد جدكؿ األعماؿ كتعييف مقرر الجمسة كتحديد تاريخ كساعة االنعقاد ،كالتحكـ في إدارة
مناقشات الجمسة كالممفات المعركضة مف شأنو أف يؤثر في أداء أعضاء المجنة كبسط رقابتيـ في مختمؼ
عناصر الصفقة بشكؿ دقيؽ ككافي ،حيث أنو كباستثناء المقرر ،قد ال يضطمع باقي األعضاء إال عمى
التقرير التقديمي كالمذكرة التحميمية المعداف مف قبؿ المصمحة المتعاقدة ،فمف المحتمؿ أف ال يضطمع
ىؤالء األعضاء عمى محاضر لجنة الفتح األظرفة كتقييـ العركض المرفقة بمقرر إنشائيا ،كال عمى دفاتر
الشركط كجداكؿ األسعار كالبنكد المتفؽ عمييا مع المتعامؿ االقتصادم ،كىذا ما قد يحد مف فاعميو العمؿ
الرقابي المنكط بيذه المجاف.3
باإلضافة إلى ذلؾ فإف ما يمكف تسجيمو أف ق اررات ىذه المجاف تتمتع بطابعيا المزدكج ،حيث يظير
لنا طابعيا اإللزامي ،كىي بصدد معالجتيا لمختمؼ الطعكف المرفكعة إلييا كالتي تصدر بشأنيا "ق اررا"،
األمر الذم يضفي عميو الطابع التنفيذم لترتيب آثاره القانكنية ،كىذا خبلفا لما كاف عمييا الحاؿ في ظؿ
المرسكـ الرئاسي 236/10الممغى أيف كانت المجنة كىي بصدد دراستيا لمطعكف تصدر "رأيا" مما
يعكس عدـ إلزامية قرارىا في ىذا الشأف ،بينما نممس ذلؾ الطابع االستشارم مف خبلؿ إمكانية تجاكز
ق ارراتيا في منح تأشيرتيا بمكجب مقرر التجاكز ،ما يجعمنا نتساءؿ عف مدل إلزامية ق ارراتيا ىذه األخيرة،
كىك ما يفرض منطؽ القكؿ بأف الرقابة الممارسة مف قبؿ لجاف الصفقات العمكمية ذات فعالية نسبية
ترتكز أساسا عمى مدل التقيد بتطبيؽ القكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا ،فيي بذلؾ رقابة إجرائية مستندية
تعمؿ عمى تقميص المخالفات التي تتخذ خرقا لؤلحكاـ القانكنية كالتنظيمية.
الفرع الثالث:
الرقابة الوصائية كأسموب تكميمي لمرقابة عمى الصفقات العمومية.
استكماال ألنظمة الرقابة عمى الصفقات العمكمية أخضع المشرع الجزائرم ىذه األخيرة لرقابة الكصاية
فإذا كانت الغاية مف كراء رقابة لجاف الصفقات العمكمية ىي التأكد مف احتراـ قكاعد كاجراءات إبراـ
الصفقات العمكمية ،فإف الغاية مف إخضاع الصفقات لرقابة الكصاية ىك التأكد مف مبلئمة ىذه األخيرة
ألىداؼ الفعالية 1كاالقتصاد كدخكليا ضمف البرامج كاألسبقيات المرسكمة لمقطاع ،كىي رقابة تشمؿ
مرحمة ما قبؿ التنفيذ طبقا لما أفادت بو المادة 164بقكليا " تتمثؿ غاية رقابة الكصاية التي تمارسيا
السمطة الكصية في مفيكـ ىذا المرسكـ ،في التحقؽ مف مطابقة الصفقات التي تبرميا المصمحة المتعاقدة
ألىداؼ الفعالية كاالقتصاد ،كالتأكد مف ككف أف العممية التي ىي مكضكع الصفقة تدخؿ فعبل في إطار
البرامج كاألسبقيات المرسكمة لمقطاع."..
أبرز مثاؿ عف ىذا النكع مف الرقابة ىك إخضاع تمؾ الصفقات التي تبرميا البمدية لرقابة الكالي
كالذم يمعب دك ار كبي ار في الرقابة عمى أعماؿ الييئات المحمية ،كلتمكيف ىذا األخير مف أداء دكره الرقابي
يتعيف عمى رئيس المجمس الشعبي البمدم إرساؿ ممؼ الصفقة كامبل مصحكبا بالمداكالت الخاصة بيذه
الصفقة ،التي تتضمف كافة المراحؿ التي مرت بيا عممية اإلبراـ ،2طبقا لممادة 195مف المرسكـ الرئاسي
رقـ 247/15التي نصت بأنو "..كفي حالة البمديات يخضع مشركع الصفقة كالممحؽ لمراقبة المجمس
الشعبي البمدم كمراقبة الشرعية لمدكلة طبقا ألحكاـ القانكف رقـ 10/11المتعمؽ بالبمدية ،قبؿ إرساليما
إلى لجنة الصفقات المختصة " ،كبناءا عمى فحكل ىذا النص يتضح بأنو يجب أف تعرض مشاريع
الصفقات كالمبلحؽ التي تبرميا البمدية عمى المجمس الشعبي البمدم لمتصكيت عمييا بمكجب مداكلة كذلؾ
1
- DAUPHIN Lourent Collectivités territoriales et expérimentation théses pour l’obtention du garde de docteur
en droit publics, faculté de droit et des sciences économique, université de limoges,2008, p 503. Publié sur le
site : https://www.theses.fr.
-2نصت المادة 194مف القانكف رقـ ،10/11المتعمؽ بالبمدية عمى أنو " يصادؽ عمى محضر المناقصة كالصفقة العمكمية عف طريؽ مداكلة
المجمس الشعبي البمدم ،يرسؿ محضر المناقصة كالصفقة العمكمية إلى الكالي مرفقاف بالمداكلة المتعمقة بيما".
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
قبؿ عرضيا عمى لجنة الصفقات المختصة ،1لترسؿ فيما بعد إلى الكالي الذم تنصب رقابتو عمى مختمؼ
المراحؿ التي مرت بيا الصفقة ،طبقا لما أفادت بو المادة 194مف قانكف البمدية بقكليا " يصادؽ عمى
محضر المناقصة كالصفقة العمكمية عف طريؽ مداكلة المجمس الشعبي البمدم ،يرسؿ محضر المناقصة
كالصفقة العمكمية إلى الكالي مرفقاف بالمداكلة المتعمقة بيما " ،لكف نحف نتساءؿ في ىذا الصدد عف
المحضر المشار إليو في ىذا النص ،فما يفيـ مف نص المادة 195مف المرسكـ الرئاسي 247/15أف
مشركع الصفقة بكؿ ما يتضمنو مف كثائؽ يخضع لرقابة مجمس الشعبي البمدم قبؿ عرضو عمى لجنة
الصفقات المختصة ،فالمفترض أف ىذا األخير يصكت عمى مشركع الصفقة بكافة محتكياتو ،كليس عمى
محضر المناقصة أك الصفقة العمكمية ،ليرسؿ بعد ذلؾ إلى الكالي ،كبعد تأكد ىذا األخير مف تكافر النفقة
المتعمقة بيذه الصفقة كمدل سبلمة كمشركعية منحيا طبقا لممعايير المسطرة ضمف دفتر الشركط تترجـ
رقابتو في أجؿ ثبلثيف ( )30يكما إما:
-بالمصادقة عمى الصفقة :كفي ىذه الحالة ترجع المداكلة إلى البمدية مصادؽ عمييا مف قبؿ الكالي
كيتـ تعميقيا في مقر البمدية ،كلممصمحة المتعاقدة في ىذه الحالة أف تبمغ المتعامؿ الحائز عمى الصفقة
بأمر االنطبلؽ في انجاز األشغاؿ محؿ الصفقة ،كيبدأ سرياف حساب آجاؿ االنجاز مف ىذا التاريخ.2
-تصحيح األخطاء :فقد تعترم مداكالت أك ممؼ الصفقة بعض األخطاء (كاألخطاء المادية) التي يمكف
تداركيا ككنيا ال تؤثر عمى مضمكف الصفقة ،كفي حالة الحالة يطمب الكالي مف مجمس الشعبي البمدم
تدارؾ ىذه األخطاء كاعادة إرساليا مف جديد لممصادقة بعد تدارؾ ىذه األخطاء.
-إبطاؿ المداولة :3كذلؾ في حالة كجكد مخالفة في المداكلة سكاء تعمؽ األمر بالكثائؽ التعاقدية أك في
إجراءات اإلبراـ ،كالتي عمى إثرىا يقرر الكالي إبطاؿ المداكلة بمكجب قرار معمؿ ،4كفي كؿ األحكاؿ فإف
الكالي ممزـ بإصدار ق ارره بخصكص المداكلة في أجؿ ثبلثيف يكما كاال أصبحت نافذة بحكـ القانكف.
فضبل عف ذلؾ؛ تعد المصمحة المتعاقدة عند االستبلـ النيائي لممشركع تقري ار تقييميان عف ظركؼ
المتمزـ بيا إلى مسؤكؿ الييئة العمكمية أك الكزير
إنجازه ككمفتو اإلجمالية ،يرسؿ ىذا التقرير حسب النفقة ُ
أك الكالي أك رئيس المجمس الشعبي البمدم ،ككذا إلى ىيئة الرقابة الخارجية المختصة ،عبلكة عمى كجكب
-1اإلرسالية رقـ 137الصادرة عف ك.ـ/ؽ.ص.ع/ـ.ـ.ؽ.ص.ع/ـ.ؼ.ت ،2017/بتاريخ ،2017/02/12المتعمقة برقابة المجمس الشعبي البمدم
عمى الصفقات.
-2فتيحة حابي ،النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .139
-3قد يككف بطبلنا مطمقا لممداكالت كذلؾ في حالة المداكالت المتخذة خرقا لمدستكر أك مخالؼ لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا أك غير محررة
بالمغة العربية ،كاما أف يككف ال بطبلف نسبيا كذلؾ في حالة ما إذا كانت تتعارض مصالح البمدية مع مصالح احد األعضاء بأسمائيـ الشخصية
أك أزكاجيـ أك أصكليـ أك فركعيـ إلى الدرجة الرابعة أك ككبلء حضركا المداكلة التي تعالج المكضكع ،كفي كؿ األحكاؿ يثبت بطبلف المداكلة
بقرار مف الكالي (المادة 60 ،59مف القانكف رقـ 10/11المتعمؽ بقانكف البمدية).
-4خميدة طبلش ،إصبلح النظاـ القانكني لمصفقات العمكمية في الجزائر :نظاـ الرقابة ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير ،فرع الدكلة كالمؤسسات
العمكمية ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر ( ،2013/2012 ،)01ص .77
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
إرساؿ نسخة مف ىذه التقرير لجية أخرل تـ استحداثيا مؤخ ار تمثمت في سمطة ضبط الصفقات العمكمية
كتفكيضات المرفؽ العاـ ،1كيعد ىذا التقرير أداة فعالة لتحضير كتحديد نطاقية الطمبات في المستقبؿ
كلتقييـ قدرات المتعامميف المتعاقديف األجانب أك الكطنييف إلى جانب مساىمتو في كشؼ العكائؽ
كالنقائص التي حالت دكف التنفيذ األمثؿ لمصفقة.2
غير أف تخصيص مادة كاحدة ليذا النكع مف الرقابة (المادة )164جعميا رقابة غامضة المعالـ في
مجاؿ الصفقات العمكمية ،خاصة كأف المشرع لـ يفصؿ في مضمكف ىذا النكع مف الرقابة كال عف الكيفية
التي تتـ بيا ،كىك ما يجعميا مفرغة مف محتكاىا ،مما يستكجب الرجكع إلى القكاعد العامة لمرقابة
الكصائية لفيـ ىذا النكع مف الرقابة ،كبالتالي فإف غياب إستراتيجية كاضحة المعالـ ليذا النكع مف الرقابة
ظؿ التنظيمات المتعاقبة كالمتعمقة بالصفقات العمكمية ،مف شأنو أف يحد مف فعاليتيا ألف عدـ تكريس
آلية محددة تتعامؿ مع ىذا النكع مف العقكد ،كعدـ كجكد غطاء قانكني كاضح لتنظيـ ىذه المسألة ،يؤدم
ال محالة إلى الكقكع في التجاكزات كاالنحرافات ،3لذلؾ يتعيف عمى المشرع أف يكلي عناية أكبر ليذا النكع
مف الرقابة مف خبلؿ إيجاد النصكص القانكنية التفسيرية كالتطبيقية ليذا النكع مف الرقابة ،ذلؾ أف الرقابة
الفعالة ىي التي تتـ عبر جميع المستكيات كعمى جميع الصفقات كمراحؿ إبراميا.
الفرع الرابع:
الرقابة عمى االلتزامات المالية لمصفقة العمومية.
بعد الرقابة المستندية كالثبكتية التي تمارسيا لجاف الصفقات العمكمية بمختمؼ مستكياتيا ،تأتي
مرحمة مياـ ىيئات أخرل لفرض رقابتيا عمى ىذا النكع مف العقكد ،كلعؿ أىميما تمؾ الرقابة التي تمارس
قبؿ االلتزاـ بتسديد نفقة الصفقة عمكمية ،كتكمف أىمية الرقابة المالية أك ما يسمى بمراقبة االلتزاـ بالنفقات
في ككنيا تمارس عمى ق اررات االلتزاـ بالنفقات لآلمريف بالصرؼ قبؿ إنتاج ىذه األخيرة آلثارىا القانكنية،
كىي بذلؾ بمثابة إجراء كقائي سابؽ يسمح بالتصدم لمختمؼ التجاكزات كالمخالفات المالية منذ بدايتيا
كمنع حدكث آثارىا ،كتما رس ىذه الرقابة مف قبؿ بعض مكظفي الدكلة الذيف خكؿ ليـ القانكف التدخؿ في
مجاؿ الصفقات العمكمية ،4كالتي تمتزـ مف خبلليا الييئات اإلدارية محؿ الرقابة بعدـ صرؼ أم نفقة إال
بعد التأكد مف مطابقتيا لمقكاعد المالية المعمكؿ بيا.
-1المادة 2/164مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2خميدة طبلش ،المرجع السابؽ ،ص .83
-3حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص.140
-4حمزة خضرم ،آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ.195 ،
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تعد التأشيرة بمثابة السمطة التي تمكف المراقب المالي مف التدخؿ كايقاؼ صرؼ أم نفقة يعتبرىا غير
شرعية لمخالفتيا القكاعد الخاصة بصرؼ النفقات العمكمية ،بما في ذلؾ صرؼ النفقات في مجاؿ
في ىذا الشأف / الصفقات العمكمية ،1لذلؾ فقد قضت أحكاـ المادة 05مف المرسكـ التنفيذم رقـ
عمى أف "تخضع مشاريع الق اررات المبينة أدناه كالمتضمنة التزاما بالنفقات إلى تأشيرة المراقب المالي قبؿ
التكقيع عمييا...:مشاريع الصفقات العمكمية كالمبلحؽ".2
فضبل عف ذلؾ فقد أخضع المشرع بمكجب أحكاـ المادة 06مف نفس المرسكـ لتأشيرة المراقب
المالي " كؿ التزاـ مدعـ بسندات الطمب كالفاتكرات الشكمية كالكشكؼ أك مشاريع العقكد ،عندما ال يتعدل
المبمغ المستكل المحدد مف قبؿ التنظيـ المتعمؽ بالصفقات العمكمية ،"..كقد أحسف المشرع عندما أخضع
لرقابة المراقب المالي جميع الصفقات ميما كاف سقفيا المالي ،كىك ما يعطي دك ار فعاال لمرقابة تصديا
لكؿ التجاكزات التي يمكف أف تؤدم إلى سكء استغبلؿ الماؿ العاـ بصفة عامة كالنفقات محؿ الصفقات
العمكمية بصفة خاصة.
أما عف مجاؿ الرقابة التي يمارسيا المراقب المالي عمى الصفقات العمكمية ،فتنصب عمى مراقبة كؿ
ما يتعمؽ بإجراءات إبراـ الصفقات العمكمية ،كمدل احتراـ شركط اختيار المتعامؿ المتعاقد ،كذلؾ مف
خبلؿ التأكد مف عدـ كجكد تجاكزات كمخالفات لؤلنظمة كالقكانيف التي تحكـ الصفقات العمكمية ،كىك ما
يجعميا كسيمة لمتابعة استعماؿ األمكاؿ العامة كالحفاظ عمييا مف أشكاؿ االستغبلؿ كالتبديد ،3كبالتالي
تحدد الرقابة التي يمارسيا ىذا األخير برقابة مشركعية النفقة فقط دكف أف يتعداىا لبحث مدل مبلءمتيا،
حيث ال يمكف لممراقب المالي تقييـ مدل مساىمة الصفقة في التنمية المستدامة ،أك تقرير مدل تكافر
عنصرم الفعالية كالنجاعة فييا ،كانما ىي أىداؼ مرتبطة بالمصالح المتعاقدة دكف غيرىا ،4أما في إطار
ممارسة ىذا األخير لصبلحياتو الرقابية يضطمع مف خبلؿ فحصو لق اررات اآلمريف بالصرؼ المتضمنة
االلتزاـ بالنفقات محؿ الصفقات العمكمية بالتأكد مف:
-الصفة القانكنية لآلمر بالصرؼ الممتزـ بالنفقة ،كىك كؿ شخص مؤىؿ قانكنا لمقياـ بتنفيذ عمميات
-1محمد أميف يزيد ،الرقابة السابقة عمى النفقات الممتزـ بيا في الجزائر (المراقب المالي نمكذجا) ،دار بمقيس ،الجزائر ،د.س.ف ،ص.57
-يتكلى الرقابة المسبقة لمنفقات التي يمتزـ بيا ،المراقبكف الماليكف بمساعدة مراقبيف مالييف مساعديف ،كقد تـ تحديد مياـ المراقبيف المالييف
المساعديف بمكجب أحكاـ المرسكـ التنفيذم رقـ ،381/11المؤرخ في ،2011/11/21المتعمؽ بمصالح المراقبة المالية ،ج ر ج ج عدد
( )64الصادرة بتاريخ .2011/11/27
-2المرسكـ التنفيذم رقـ ،414/92المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ.
-3ىدل زكزك ،زكليخة زكزك ،الرقابة كآلية لمكقاية مف جرائـ الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم ،الممتقى الدكلي الخامس عشر حكؿ الفساد
كآليات مكافحتو في الدكؿ المغاربية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،يكمي ،2015/04/14-13ص .380
-4عباس صادقي ،المرجع السابؽ ،ص .123
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
االلتزاـ بالنفقة أك تكجيو أمر بالدفع ،كقد يككف ىذا األخير منتخبا أك معينا.1
-المطابقة التامة لبطاقة االلتزاـ بالنفقة مع القكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا كرفض جميع النفقات الغير
مبررة أك الغير القانكنية ،التحقؽ مف تكفر االعتمادات المالية ،التخصيص القانكني لمنفقة المخصصة
لممشركع الذم منح المبمغ ألجمو ،كذلؾ مف خبلؿ الكثائؽ الثبكتية التي تقدميا المصالح المتعاقدة كالمرفقة
بالممؼ المقدـ لمرقابة ،إلى جانب التأكد مف كجكد تأشيرة لجاف الصفقات العمكمية المختصة ،أك اآلراء
المسبقة التي سممتيا السمطة اإلدارية المؤىمة إذا ما نص القانكف عمى إلزاميتيا.2
ىذا كيتـ دراسة كفحص ممفات االلتزاـ التي يقدميا اآلمر بالصرؼ مف قبؿ المراقب المالي في
غضكف عشرة أياـ مف استبلـ مصالح المراقبة المالية الستمارة االلتزاـ لمتتكج في األخير ىذه الدراسة بعد
التأكد مف تكفر العناصر الجكىرية لمممؼ بمنح تأشيرة المراقب المالي أك رفضيا.3
تعد ىذه األخيرة دليؿ عمى صحة الصفقة العمكمية كشرعيتيا مف الناحية المالية كالقانكنية ،كالتي
تصبح بعد كضعيا عمى بطاقة االلتزاـ كعمى الكثائؽ الثبكتية أك فكؽ سند الطمب أك الصفقة أك الممحؽ
حسب الحالة قابمة لمتنفيذ كالتحكيؿ لممحاسب المكمؼ لصرفيا ،طبقا لممادة 196مف المرسكـ الرئاسي
247/15التي جاء فييا بأنو "...تفرض التأشيرة الشاممة التي تسمميا لجنة الصفقات العمكمية عمى
المصمحة المتعاقدة كالمراقب المالي كالمحاسب المكمؼ ،إال في حالة معاينة عدـ مطابقة ذلؾ ألحكاـ
تشريعية.
كفي حالة معاينة عدـ المطابقة ألحكاـ تشريعية تتعمؽ بالصفقات العمكمية ،فإنو يجب عمى المراقب
المالي كالمحاسب المكمؼ فقط أف يعمما كتابيا لجنة الصفقات العمكمية المختصة ،كيمكف ىذه األخير بعد
إخطارىا مف المراقب المالي أك المحاسب سحب تأشيرتيا ،ميما يكف مف أمر قبؿ تبميغ الصفقة لممتعيد
المختار" ،كبناءا عمى ما كرد في ىذا النص فإف التأشيرة التي تمنحيا لجاف الصفقات تعد إلزامية كليا أثر
مباشر عمى رقابة المراقب المالي لمصفقات العمكمية ،كال مجاؿ لرفض تأشيرتو عمييا إال في حالة كجكد
مخالفة لؤلحكاـ التشريعية ،كأف دكره فيما عدل ذلؾ ال يتعدل إمكانية إشعار الجيات المعنية بالمبلحظات
أك النقائص التي قد يبلحظيا ،مما يدؿ عمى أف المراقب المالي ال يقكل عمى مخالفة تأشيرة لجاف
الصفقات العمكمية مما قد يفرغ رقابتو في أكلى مراحميا مف محتكاىا القانكني كالعممي ،كما يبدكا أيضا أف
التنظيـ قد قيد اإلرساؿ الكتابي بتكجييو لرئيس لجنة الصفقات المختصة فقط ،خبلفا لما حممتو أحكاـ
1
- Bachir Yelles Chaouche Le budget de l’ Etate et des collectivites locales OPU Alger 99 p 67
-قد يككف اآلمريف بالصرؼ أساسييف (المادة )26أك ثانكييف (المادة ،)27مف القانكف رقـ ،21/90المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية.
-2المادة 09مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،414/92المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ.
-3المادة 14مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،414/92المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
المرسكـ التنفيذم رقـ ،414/92الذم نص عمى كجكب تكجيو اإلشعار بكجكد النقائص لكؿ مف الكزير
المكمؼ بالمالية كاآلمر بالصرؼ المعني بالصفقة .إضافة لذلؾ فقد أجاز نص المادة 196مف المرسكـ
الرئاسي 247/15لمجنة الصفقات المعنية سحب تأشيرتيا بعد إشعارىا مف المراقب المالي بكجكد مخالفة
لؤلحكاـ التشريعية كلـ يمزميا بذلؾ طبقا لما تقتضيو قكاعد المشركعية.
يمكف لممراقب المالي بعد فحص ممؼ الصفقة أف يرفض منح تأشيرتو بصفة مؤقتة كيككف ذلؾ في
حالة ما إذا عايف ىذا األخير مخالفات أك أخطاء قابمة لمتصحيح أك انعداـ أك نقصاف بعض الكثائؽ
الثبكتية ،أك إغفاؿ الكثائؽ المرفقة بالممؼ لمبيانات اليامة ،كفي ىذه الحالة يقكـ المراقب المالي بإببلغ
اآلمر بالصرؼ بمكجب مذكرة رفض مؤقت تتضمف كافة المبلحظات التي عاينيا ككذا مراجع النصكص
المتعمقة بالممؼ المدركس ،كالتي أدل عدـ احتراميا إلى رفض التأشيرة.1
كبعد تصحيح األخطاء مف طرؼ اآلمر بالصرؼ تعاد بطاقة االلتزاـ كالكثائؽ الثبكتية مرة أخرل
لمصالح المراقبة المالية لمتأشيرة ،كبعد دراستيا كالتأكد مف مطابقتيا لمقكانيف كالتنظيمات تتكج ىذه العممية
في األخير بمنح التأشيرة ،2كفي حالة عدـ احترامو لممبلحظات المدكنة في رفض المؤقت ،يحرر المراقب
المالي إشعار الرفض النيائي لبللتزاـ بدفع النفقة محددا فيو كؿ أسباب الرفض القانكنية.3
عادة ما يككف رفض االلتزاـ بالنفقة نيائيا ،نتيجة عدـ مطابقة اقتراح االلتزاـ لمقكانيف كالتنظيمات
المعمكؿ بيا ،عدـ تكفر االعتمادات المالية الكافية إلبراـ الصفقة ،أك نتيجة عدـ التقيد بما أبداه المراقب
المالي مف مبلحظات كالمدكنة في مذكرة الرفض المؤقت ،4كيتعيف عمى المراقب المالي في ىذه الحالة
إببلغ اآلمر بالصرؼ بالرفض مبينا في ذلؾ النصكص القانكنية كالتنظيمية التي عمى أساسيا تـ رفض
االلتزاـ بالنفقة ،مع كجكب إرساؿ نسخة مف الممؼ مرفقا بتقرير مفصؿ إلى الكزير المكمؼ بالمالية ،كليذا
األخير سمطة إ عادة النظر في الرفض النيائي الصادر عف المراقب المالي عندما يعتبر أف العناصر
المبني عمييا الرفض غير مؤسسة قانكنا.5
-1المادة 13مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،414/92المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ.
-2ىدل زكزك ،زكليخة زكزك ،المرجع السابؽ ،ص .384
-3المادة 10مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،414/92المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ.
-4أمينة ركاب ،رقابة المراقب المالي عمى تنفيذ النفقات العمكمية ،مجمة جيؿ األبحاث القانكنية المعمقة ،تصدر عف مركز جيؿ البحث العممي،
،/http://jilrc-magazines.comالعدد األكؿ ،2016 ،ص .67
-5المادة 4/13مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،414/92المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
عمى الرغـ مف الدكر الذم يمعبو المراقب المالي في مجاؿ الرقابة عمى النفقات الممتزـ بيا في إطار
الصفقات العمكمية ،إال أف ىناؾ بعض القيكد مف شأنيا أف تحد مف دكره الرقابي ،كلعؿ أىميا سمطة
التغاضي المخكلة لآلمر بالصرؼ ،كالتي يمكف مف خبلليا ليذا األخير أف يتجاكز قرار الرفض النيائي
لمتأشيرة الصادر عف المراقب المالي ،1كذلؾ بمكجب بمقرر معمؿ يعمـ بو كزير المالية ،كيرسؿ الممؼ
الذم يككف مكضكع التغاضي مباشرة حسب كؿ حالة إلى الكزير أك الكالي أك رئيس المجمس الشعبي
البمدم المعني ،كىذا ما يؤدم إلى إضعاؼ الرقابة عمى الصفقات كىدـ كافة المساعي كالجيكد الرامية
لمكافحة كافة أشكاؿ الفساد.
كفي حالة التغاضي يرسؿ ممؼ االلتزاـ مرفقا بمقرر التغاضي ،إلى المراقب المالي قصد كضع
تأشيرة األخذ بالحسباف ،التي يبرئ بمكجبيا نفسو مف أم مسؤكلية يمكف أف تترتب عف إجراء التغاضي
الذم اتخذه اآلمر بالصرؼ ،مع إرساؿ نسخة مف ممؼ االلتزاـ الذم كاف مكضكع التغاضي مرفقا بتقرير
مفصؿ إلى الكزير المكمؼ بالمالية عمى أف يرسؿ ىذا األخير نسخة مف ىذا ممؼ إلى المؤسسات
المتخصصة بالرقابة عمى النفقات العمكمية.2
يبلحظ أف التنظيـ قد أخضع المجكء إلى التغاضي إلى جممة مف اإلجراءات كالضكابط الدقيقة التي
تكفؿ عدـ التعسؼ في استغبلؿ ىذه اآللية ،ما جعؿ اآلمريف بالصرؼ يتحفظكف مف ىذا اإلجراء
كيفضمكف في ذات الكقت بااللتزاـ بما أقره المراقب المالي مف تحفظات كمبلحظات حكؿ ممؼ الصفقة،
كبناءا عمى ذلؾ فإف التقيد بضكابط كشركط االلتزاـ بالنفقة كصحتيا ،تمكف مف الحصكؿ عمى تأشيرة
المراقب المالي كالتي تسمح لآلمر بالصرؼ بمتابعة باقي اإلجراءات لتنفيذ النفقة محؿ الصفقة العمكمية،
لتنتقؿ بعدىا الصفقة في تدرج مسار رقابتيا إلى ىيئة أخرل ىي رقابة المحاسب العمكمي.
تعد رقابة المحاسب العمكمي مجمكعة مف التحقيقات كالفحكصات ،التي يقكـ بيا أثناء تنفيذه لمنفقة
(دفع مبمغ الصفقة) ،كذلؾ مف أجؿ التأكد مف شرعيتيا كمدل مطابقتيا لمقكاعد المحاسبية المعمكؿ بيا
طبقا لما نصت عميو أحكاـ القانكف 21/90المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية .كتنصب رقابة ىذا األخير قبؿ
القياـ بالدفع ألم نفقة عمى التحقؽ مف مدل مطابقة عممية األمر بالدفع لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا،
فضبل عف تأكده مف مدل تكافر صفة اآلمر بالصرؼ أك المفكض لو ،مف خبلؿ التأكد مف صحة تكقيع
اآلمر بالصرؼ المعتمد لديو ،كمراقبة شرعية عمميات التصفية النفقات كتكافر االعتمادات المالية ،كالطابع
اإلبرائي لمدفع ،زيادة عمى البحث عف عدـ كجكد معارضة ليذا الدفع نتيجة ديكف مستحقة في ذمة
المستفيد ،كأم كثيقة تككف المصمحة المتعاقدة قد قدمتيا في إطار االلتزاـ بالنفقة بما في ذلؾ التقرير
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .157
-2المادة 14مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،414/92المتعمؽ بالرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزـ بيا المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
التقديمي ،1مع ضركرة مراقبة كجكد تأشيرة عمميات المراقبة كتأشيرة لجاف الصفقات المختصة كالمراقب
المالي ،2كىك ما أكده مجمس الدكلة في ق ارره الصادر بتاريخ 2004/01/20بقكلو "..حيث أف الطمبية ال
تكفي إلثبات استبلـ الدائرة لؤلشغاؿ....،إذ ينبغي عمى المحاسب ممارسة رقابة قانكنية ليتحقؽ مف أف
الدفع المطمب بو يكافؽ النفقة المكظفة كالممتزـ بيا ،كالمأمكر بصرفيا قانكنا ،3"...فضبل عمى أنيـ
ممزمكف بتنبيو اإلدارة المركزية بكؿ كضعية تظير مؤشرات كافية لمفساد كاختبلس األمكاؿ العمكمية.4
تتكج رقابة المحاسب العمكمي بعد التأكد مف تكافر العناصر الجكىرية السابقة إما بالتأشير عمى
الصفقة كبالتالي صرؼ النفقة كأدائيا أك الرفض ،كيتعيف عمى ىذا األخير في حالة الرفض تبرير ىذا
الرفض مصحكبا بكافة األسباب كالمبلحظات التي أدت لذلؾ ،كالذم غالبا ما يككف نتيجة عدـ تكافر
االعتمادات كفؽ السقؼ البلزـ ،أك غياب التأشيرات البلزمة.5
كفي ىذه الحالة يتعيف عمى اآلمر بالصرؼ إما التقيد بتحفظات كمبلحظات التي أبداىا المحاسب
العمكمي كاستدراكيا كبالتالي صرؼ النفقة ،أك تجاكز ذلؾ بمكجب أمر بالتسخير 6يطمب مف خبللو اآلمر
بالصرؼ مف الحاسب العمكمية التنازؿ عف قرار الرفض ،تنتقؿ بمكجبو مسؤكلية المحاسب العمكمي
لآلمر بالصرؼ عف تنفيذ الصفقة ،ليب أر ذمتو مف أم مسؤكلية شخصية كانت أك مالية ،7مع تمسؾ
المحاسب العمكمي برفض االمتثاؿ لمتسخير فيما إذا تعمؽ األمر بعدـ تكفر االعتمادت المالية ،أك انعداـ
اإلثبات القياـ بتنفيذ جزء مف الصفقة أك غياب التأشيرات القانكنية الخاصة بالمراقب المالي أك لجنة
الصفقات المختصة.8
بناء عمى ما سبؽ؛ يبلحظ أف الرقابة عمى االلتزامات المالية ال تكاد أف تغدك عف ككنيا رقابة شكمية
تنصب عف فحص مدل مشركعية النفقات المقرر االلتزاـ بيا مف الناحية الميزانية ،كمدل مطابقتيا
لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا ،دكف أم فحص لمدل مبلئمة تمؾ النفقات ،التي تبقى مف صبلحية
اآلمريف بالصرؼ لكحدىـ ،فقد كاف مف األجدر تمكيف المراقب المالي مف مراقبة مدل مبلئمة النفقات
الممتزـ بيا مع ضماف رقابتو عمى مسار تنفيذ النفقات محؿ الصفقات العمكمي لمحمكؿ دكف أم تجاكز أك
انحراؼ عف المسار المخصص ليا ،فقد يحدث كأف ال تكظؼ النفقات الممتزـ بيا إطار الصفقات
العمكمية عمى النحك الذم كاف مف المفركض أف تكظؼ عميو ،ما يفتح الباب أماـ العديد مف التجاكزات
التي تمحؽ الصفقات العمكمية بعد الحصكؿ عمى تأشيرة الرقابة المالية ،كىك ما يفقد نجاعة الرقابة
الممارسة عمى االلتزامات المالية محؿ الصفقات العمكمية.
فضبل عف ذلؾ فإف تمكيف المشرع لآلمريف بالصرؼ مف استعماؿ متخمؼ التقنيات القانكنية التي
تسمح بتجاكز حاالت الرفض بااللتزاـ بمنح التأشيرة مف طرؼ الجيات الرقابية ،كاف كاف قد أخضعيا
لجممة مف الضكابط ،إال أنيا ذلؾ يفرغ الرقابة النفقات الممتزـ بيا مف محتكاىا كييدـ مساعي كجيكد
المشرع الرامية لمحفاظ عمى الماؿ العاـ.
المطمب الثاني:
الرقابة البعدية عمى الصفقات العمومية.
ضمانا لحسف التسيير األمثؿ كالفعاؿ لبلعتمادات المالية ،كمف أجؿ تكريس االستغبلؿ العقبلني ليا
يتعيف عمى مختمؼ المرافؽ العامة داخؿ الدكلة التقيد بضكابط صرؼ ىذه االعتمادات كاألغمفة المالية
المرصكدة ليا في إطار تسيير مشاريع الصفقات العمكمية ،بما يحقؽ المصمحة العامة كتغطية كافة
االحتياجات الكطنية كالمحمية ،كباعتبار الصفقات العمكمية مجاال كاسعا كمتداخبل يتطمب اختصاصات
متداخمة تنتمي إلى أركقة مختمفة باختبلؼ جكانب الصفقة.1
فقد كاف مف ضركرة إخضاعيا لمرقابة بمختمؼ أشكاليا كمضامينيا ،كىك ما أكدتو تعميمة السيد
الكزير األكؿ التي جاء فييا " مف الميـ أف يتـ تعزيز أدكات رقابة الدكلة ،السيما في المجاؿ المالي
كالضريبي..كيكمؼ السيد كزير المالية شخصيا كتحت سمطتي بالسير عمى التنفيذ الصارـ لؤلحكاـ
الميزانية كالمالية ".2
لذلؾ كبعد أف أخضع المشرع الصفقات لرقابة كقائية قبمية حرصا منيـ عمى كبح مختمؼ لتجاكزات
كاألخطاء التي قد تعترم مسار تنفيذىا في مراحميا األكلى ،فقد عمؿ عمى إخضاعيا إلطار قانكني محكـ
قائـ عمى أعكاف كأجيزة كىيئات رقابية في إطار ما يسمى بالرقابة البعدية عمى الصفقات العمكمية بما
يمكف الكقكؼ عمى مدل مشركعية تنفيذىا كالتقيد بالضكابط القانكنية لصرؼ الماؿ العاـ.
-1النكم خرشي ،تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .411
-2التعميمة رقـ 442الصادرة عف الكزير األكؿ ،المؤرخة في ،2014/12/25بخصكص تدابير تعزيز التكازنات الداخمية كالخارجية لمببلد.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الفرع األوؿ:
رقابة المفتشية العامة لممالية عمى الصفقات العمومية.
تعرؼ المفتشية العامة لممالية؛ بأنيا ىيئة دائمة لمرقابة تسير عمى فحص كمراجعة التسيير المالي
كالمحاسبي لكؿ الييئات كالمؤسسات التابعة لمدكلة ،تخضع لمسمطة المباشر لمكزير المكمؼ بالمالية ،كقد
أنشأت ىذه األخيرة بمكجب المرسكـ 53/80كالمتضمف سير المفتشية كتنظيميا ،1كالتي شيدت ترسانة
قانكنية إلعادة تنظيميا كىيكمتيا 2بما يتكافؽ كفعالية أدائيا الرقابي عمى المجاؿ المالي كالمحاسبي بما في
ذلؾ الصفقات العمكمية ،كذلؾ طبقا لممادة 05مف المرسكـ التنفيذم رقـ 272/08المحدد لصبلحيات
المفتشية العامة لممالية 3صراحة التي نصت بأنو "...تتمثؿ تدخبلت المفتشية العامة لممالية في مياـ
الرقابة أك التدقيؽ أك التقييـ أك التحقيؽ أك الخبرة ،كالتي تقكـ حسب الحالة عمى ما يمي...إبراـ الصفقات
كالطمبات العمكمية كتنفيذىا ،"..كعمى إثر ذلؾ تعمؿ المفتشية العامة لممالية عمى ضماف السير العقبلني
لمنفقات محؿ الصفقات العمكمية ،كالتدقيؽ كالتحقيؽ مف نظامية إبراـ الصفقات كالطمبات العمكمية
كتنفيذىا ،ككذا كؿ العمميات المتعمقة بيا ،كالمتمثمة في رقابة نظامية تطبيؽ التشريع المالي كالمحاسبي
كمدل دقة المحاسبات كصدقيا ،كذلؾ درءا ألم قصكر أك تجاكز قد يشكب مسار تنفيذ الصفقات
العمكمية.
تجسيدا لمرقابة الفعالة تسير المفتشية العامة لممالية ،عمى تقييـ مدل االلتزاـ بتطبيؽ التشريع المالي
كالمحاسبي كاألحكاـ القانكنية أك التنظيمية التي ليا تأثير مالي مباشر عف طريؽ إجراء الفحكصات
كالتحقيقات الفجائية عمى الكثائؽ ،4كفي عيف المكاف بالشكؿ الذم ال يسمح لممصالح المتعاقدة القياـ ما
مف ش أنو إخفاء أم أثر لممخالفات كالتجاكزات كتظميؿ المفتشيف القائميف بيذه العممية ،كترتكز ىذه الرقابة
عمى الصفقات العمكمية عمى ناحيتيف:
-1المرسكـ رقـ ،53/80المؤرخ في ،1980/03/01المتضمف إحداث المفتشية العامة لممالية ،ج ر ج ج عدد ( ،)10الصادرة بتاريخ
.1980/03/04
-2مف بيف المراسيـ التي تضمنت ىيكمة جياز المفتشية العامة لممالية :المرسكـ رقـ ،502/83المؤرخ في ،1983/08/20المتضمف التنظيـ
الداخمي لممفتشية العامة لممالية ،ج ر ج ج عدد ( )35الصادرة بتاريخ .1983/08/23
-المرسكـ التنفيذم رقـ ،273/08المؤرخ في ،2008/09/06الممغي لممرسكـ التنفيذم رقـ ،32/92المؤرخ في ،1992/01/20المتضمف
تنظيـ اليياكؿ المركزية لممفتشية العامة لممالية ،ج ر ج ج عدد ( )50الصادرة بتاريخ .2008/09/07
-المرسكـ التنفيذم رقـ ،33/92المؤرخ في ،1992/01/20المتعمؽ بتنظيـ المصالح الخارجية لممفتشية العامة لممالية كتنظيـ اختصاصيا ،ج ر
ج ج عدد ( )06الصادرة بتاريخ .1992/01/26
-3المرسكـ التنفيذم رقـ ،272/08المؤرخ في ،2008/09/06يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية ،ج ر ج ج عدد ( )50الصادرة بتاريخ
.2008/09/07
4
-المرسكـ التنفيذم رقـ ،96/09المؤرخ في ،2009/02/22يحدد شركط ككيفيات رقابة كتدقيؽ المفتشية العامة لممالية لتسيير المؤسسات
العمكمية االقتصادية ،ج ر ج ج عدد ( )14الصادرة بتاريخ .2009/03/04
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تصب رقابتيا عمى الصفقة مف ىذه الناحية عمى البحث كاالستفسار عف الطريقة التي حددت
بمكجبيا المصمحة المتعاقدة الحتياجاتيا ،كعف األسباب الجدية التي دفعتيا الختيار أسمكب اإلبراـ،
خاصة ما تعمؽ بإبرميا لصفقات التراضي ،كذلؾ بالبحث عف األسباب التي دفعتيا لمجكء إليو ،كاإلطبلع
عمى دفتر الشركط كمدل مطابقتو مع الشركط المكضكعة مف قبؿ المؤسسات مف أجؿ قبكؿ عركض
المتنافسيف.1
تعمؿ فحص سجؿ العركض كالتأكد مف أنو مرقـ كمؤشر عميو ،كفقا لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ
بيا ،إلى جانب تأكدىا مف تسجيؿ األظرفة حسب تاريخ كصكليا ،كاإلطبلع عمى مختمؼ الشركط التي
رسمتيا المصمحة المتعاقدة الختيار المتعامؿ المتعاقد ،كالتأكد مف سرية أسمكب طمب العركض ،كسبلمتو
مف التفاكض خارج اإلطار القانكني الذم نظمتو أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ،طبقا لمبادئ الشفافية
كالعبلنية ،المساكاة ،فضبل عف كقكفيا عمى تاريخ اإلبراـ ،مما يمكنيا مف تحديد المبمغ المالي المرصكد
ككذا المبمغ المتبقي ،كبالتالي تحديد طري قة دفع المستحقات كالتسبيقات ،كمدل المجكء لتحييف األسعار بما
يتكافؽ كالظركؼ االقتصادية كالتجارية.2
يتـ ذلؾ مف خبلؿ فحص مدل نظامية مرحمة إبراـ الصفقة العمكمية ،ابتداء مف باجتماع لجنة فتح
األظرفة كتقييـ العركض إلى غاية إرساء الصفقة ،إلى جانب العمؿ عمى فحص محضر المجنة كالتحقؽ
مف تكفر قرار تعييف ىذه المجنة كصبلحياتيا كمف مقرر تشكيؿ المجنة ،فضبل عف تأكدىا مف األسباب
الجدية التي دفعت بالمصمحة المتعاقدة بتمديد عقد الصفقة كمف شرعية اختيارىا لممتعاقد ،باإلضافة إلى
رقابتيا عمى م جريات تنفيذ الصفقة كالتأكد مف قيمة التسبيقات المدفكعة كمطابقتيا لما تمت إق ارره ضمف
بنكد الصفقة العمكمية ،كالكقكؼ عمى مدل التقدـ في تنفيذ بنكد الصفقة ،بالمقارنة مع فترات الرقابة
كالمبالغ المرصكدة لمصفقة.3
يمكف لممفتشيف في إطار القياـ بمياميـ طمب أم كثيقة متعمقة بالصفقة تككف الزمة لمراجعتيا ،كما
يمكنيـ أف يطمبكا كتابيا أك شفكيا أم معمكمات حكؿ الصفقة أك أم تكضيح يتعمؽ بيا ،بغية مراقبة
األعماؿ أك المعطيات المبنية في المحاسبة كالتأكد مف محاسبة الصفقة كفؽ المعايير كاألسس المعمكؿ
بيا.
يتعيف عمى مسؤكلي المصالح المتعاقدة كالييئات المراقبة تمكيف كحدات العممية لممفتشية مف اإلطبلع
عمى كؿ ما تراه ضركرم لمقياـ بعممية الفحص كالمراقبة مف كثائؽ ك تبريرات كمستندات مف شأنيا أف
تسيـ في العمؿ الرقابي ،1كقد ألزميا القانكف في ىذا السياؽ باإلجابة عف كؿ طمبات المعمكمات المطمكبة
منيـ في ىذا الشأف ،ككؿ امتناع أك رفض ليذه الطمبات يمكف أف يككف محؿ إعذار يعمـ بو الرئيس
السممي لمعكف المعنى ،كفي حالة عدـ الرد في غضكف ثمانية أياـ يحرر مسؤكؿ المختص لمكحدة العممية
لممفتشية العامة لممالية محضر قصكر ضد العكف المعني أك رئيسو السممي ،كيرسؿ ىذا األخير لمسمطة
السممية الكصية التي عمييا متابعة ذلؾ قبؿ تدكينيا في تقرير الميمة.2
كانطبلقا مف ذلؾ فإنو ال يمكف لمسؤكلي المصالح كالييئات المراقبة الخاضعة لرقابة المفتشية العامة
لممالية ،ككذا األعكاف المكضكعيف تحت سمطتيـ التممص مف أداء ما قد يطمب منيـ مف طرؼ الكحدة
العممية لممفتشية ،محتجيف في ذلؾ باحتراـ الطريؽ السممي أك السر الميني أك الطابع السرم لممستندات
الكاجب فحصيا أك العمميات البلزـ رقابتيا.3
كفي حالة معاينة لثغرات أك تأخيرات ىامة في محاسبة الييئات العمكمية محؿ الرقابة ،يطمب مسؤكؿ
الكحدات العممية لممفتشية مف المسير المعني القياـ كبدكف تأخير بتحييف ىذه المحاسبة ،كاعادة ترتيبيا في
أقرب اآلجاؿ ،كفي حالة عدـ كجكد المحاسبة أك ككنيا تعرؼ اختبلال يجعؿ فحصيا العادم مستحيبل،
يحرر مسؤكؿ الكحدات العممية لممفتشية محضر قصكر ،يرسؿ لمسمطة السممية أك الكصية المختصة
كالتي بدكرىا عمييا إعادة المحاسبة المقصكدة أك تحيينيا كالمجكء إلى الخبرة إذا اقتضى األمر ذلؾ ،مع
إعبلـ المفتشية العامة لممالية بالتدابير كاإلجراءات التي تـ اتخاذىا في ىذا الشأف.4
يحرر المفتشكف بعد نياية رقابتيـ تقري ار يبرز مبلحظاتيـ كالمعاينات التي تـ الكقكؼ عمييا ،ككذا
التقديرات حكؿ التسيير المالي كالمحاسبي لمييئة المراقبة أك المصمحة المتعاقدة ،فضبل عف تضميف أف
ىذا التقرير كؿ ما مف شأنو العمؿ عمى رفع جكدة أداء التسيير كتحسيف األحكاـ التشريعية التنظيمية التي
تحكـ سيرىا.
يبمغ التقرير األساسي لممسير أك مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة حسب الحالة ،كالتي يتعيف عمييا
اإلجابة عمى مختمؼ المبلحظات كالمعاينات التي احتكل عمييا ىذا التقرير في أجؿ أقصاه شيريف ،عمى
-1المادة 18مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،272/08يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية.
-2المادة 19مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،272/08يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية.
-3المادة 17مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،272/08يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية ،أحمد سكيقات ،الرقابة عمى أعماؿ اإلدارة العمكمية في
الجزائر ،أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه العمكـ في العمكـ القانكنية ،فرع القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
،2015/2014ص .229
-4المادة 07مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،272/08يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
أف يمكف أف يتـ تمديد ىذا األجؿ استثنائيا لشيريف مف طرؼ المفتشية العامة لممالية بعد مكافقة الكزير
المكمؼ بالمالية ،زيادة عمى إعبلـ المفتشية بكؿ التدابير المتخذة كالمرتقبة المتعمقة بالكقائع المدكنة فيو.1
يترتب عمى جكاب المسير عمى التقرير األساسي إعداد تقرير تمخيصي ،يتضمف المقاربة بيف
المعاينات التي احتكل عمييا التقرير األساسي كجكاب مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة ،عمى أف يبمغ ىذا
التقرير التمخيصي مرفقا بجكاب المسير لمسمطة السممية لممصمحة المتعاقدة.
كعمى إثر ىذه التقارير تعد المفتشية العامة لممالية تقري ار سنكيا يتضمف حصيمة نشاطاىا ،كممخص
معاينتيا كاألجكبة المتعمقة بيا ،إلى جانب تضميف ىذا األخير جممة مف االقتراحات اليامة كالضركرية
التي استخمصتيا مف تدخبلت فرقيا المختمفة ،التي تيدؼ إما لتكييؼ األكضاع أك تعديؿ التشريع كالتنظيـ
الذم يحكـ مختمؼ النشاطات التي كانت محؿ رقابتيا ،كيسمـ ىذا التقرير إلى الكزير المكمؼ بالمالية
خبلؿ الثبلثي األكؿ مف السنة المكالية التي أعد بخصكصيا.2
تمتمؾ ىذه التقارير قيمة قانكنية كبيرة فيما يتعمؽ برقابة النفقات محؿ الصفقات العمكمية ،فيي بمثابة
عامؿ مساعد عمى كشؼ مدل التزاـ المصالح المتعاقدة بالعمؿ المبرمج كلؤلىداؼ الرامية إلى تحقيؽ
الفعالية كالمردكدية في اإلنجاز ،كمدل التزاميا بتكريس مبادئ الشفافية كالمنافسة مف خبلؿ إجراءات إبراـ
الصفقات ،كذلؾ عمى إثر االطبلع عمى كؿ المستندات كالكثائؽ كمطابقتيا لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ
بيا ،إلى جانب أف ىذه التقارير تعمؿ عمى تنكير مختمؼ المصالح المتعاقدة في ترشيد تسييرىا المالي،
ككضع مختمؼ الرؤل اإلستشرافية كالمستقبمية في انجاز مختمؼ المشاريع طبقا لممعايير الدكلية المعمكؿ
بيا.
رغـ المكانة اليامة التي تتمتع بيا المفتشية العامة لممالية في ظؿ المنظكمة الرقابية التي تسير عمى
حماية الماؿ العاـ ،بالشكؿ الذم يسيـ في القضاء عمى مختمؼ التجاكزات كالتبلعبات التي قد تعترم
مجاؿ التسيير المالي ،إال أف الدكر الذم يقع عمى عاتقيا جعؿ برنامجيا الطمكح بعيد المناؿ نتيجة عدة
اعتبارات مف شأنيا الحد مف فعالية دكرىا الرقابي منيا:
يبلحظ مف خبلؿ الرجكع إلى نص المادة 02مف المرسكـ التنفيذم رقـ 272/08المحدد
لصبلحيات المفتشية العامة لممالية ،اتساع نطاؽ رقابتيا بالشكؿ الذم يكسبيا مظير التدخؿ الشمكلي
الذم يغطي كافة مكاطف تكاجد الماؿ العاـ ،إال أف الكاقع يفرز لنا عكس ىذا التصكر ،إذ يكشؼ لنا
-1المادة 23مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،272/08يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية.
-2المكاد 26 ،25 ،24مف المرسكـ التنفيذم رقـ ،272/08يحدد صبلحيات المفتشية العامة لممالية.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الميداف العمم ي خركج العديد مف الييئات مف دائرة األجيزة المعنية بالخضكع لرقابة المفتشية العامة
لممالية ،مف بينيا رئاسة الجميكرية كك ازرة الدفاع الكطني ،كبعض المؤسسات االقتصادية كمؤسسة
سكناطراؾ ،كبالتالي فأم شمكلية لرقابة المفتشية العامة لممالية كىي تفتقد لمكنة مراقبة أكثر الييئات
تكظيفا لمماؿ العاـ ،مما يؤدم إلى تقييد دكرىا في مكافحة الفساد كترشيد اإلنفاؽ العاـ ،خاصة في ظؿ
المسعى الذم تكليو الدكلة لحماية الماؿ العاـ الذم جسدتو العديد مف التعميمات الصادرة عف مختمؼ
الك ازرات كالتي تؤكد عمى ضركرة التصرؼ العقبلني كالقانكني في األمكاؿ العمكمية.1
لـ تتح ليذا الجياز اإلمكانيات المادية كالبشرية ،التي تتناسب كحجـ النطاؽ الرقابي المكمفة بتغطيتو،
حيث تظير المفتشية العامة لممالية مثقمة بتأميف العديد مف الكظائؼ في ظؿ اإلمكانيات البشرية كالمادية
المحدكدة ،التي تؤىميا لتغطية ما أنيط بيا مف مياـ ،مما ينعكس سمبا عمى أدائيا الرقابي ،ألنو حتى كاف
تـ تدعيميا بإنشاء مفتشيات جيكية ،2إال أف تكاجدىا يبقى مقتص ار عمى المستكل المركزم كالجيكم الذم
يشمؿ تسعة ىياكؿ مركزية بتعداد ال يتجاكز ستيف مكمفا بالتفتيش ،كىك تكزيع قاصر مقارنة بحجـ المياـ
المسندة إلييا ،خاصة في ظؿ كثافة كتكزع اإلدارات كالمؤسسات المتبايف عمى مستكل إقميـ الدكلة ،كىك ما
يستدعي إعادة النظر في ىيكمتيا كدعميا بفركع عمى المستكل المحمي لتخفيؼ عبء المياـ المككمة إلييا
كضماف خضكع جميع الييئات داخؿ الدكلة لرقابتيا بصفة دكرية كمستمرة.3
تتكج العممية الرقابية لممفتشية العامة لممالية بتقرير تدكف فيو كافة التقديرات كالمعاينات التي تـ
الكقكؼ عمييا ،إلى جانب التدابير التي مف شأنيا أف تسيـ في تحسيف آليات التسيير المالي ،لكف ما
يبلحظ ىك افتقار ىذا األخير آلليات متابعتو بعد رفعو لمجيات الكصية ،األمر الذم ال يسمح بالمتابعة
كاإلطبلع عمى اإلجراءات القانكنية المتخذة ضد التجاكزات السيما تمؾ المتعمقة بمخالفة أحكاـ تنظيـ
الصفقات العمكمية ،زيادة عمى أف مآؿ ىذه التقارير إلى سمطة الكزير المكمؼ بالمالية الذم يستأثر
بسمطة اتخاذ القرار في شأنيا بعيدا عف منطؽ الشفافية الذم يفرض نشر ىذه التقارير ،مما يجعمنا
نتساءؿ عف مصيرىا ككيفية التعامؿ معيا ،فضبل عف غياب أم تنسيؽ بينيا كبيف باقي الييئات الرقابية
كمجمس المحاسبة ،كىك ما ينقص مف فعاليتيا الرقابية ميدانيا ،إلى جاب غياب الكسائؿ الردعية التي
-1التعممية رقـ 2143الصادرة عف كزير الداخمية كالجماعات المحمية ،المؤرخة في ،2015/09/13المتعمقة بترشيد النفقات العامة.
-2المرسكـ التنفيذم رقـ ،274/08المؤرخ في ،2008/09/06يحدد تنظيـ المفتشيات الجيكية لممفتشية العامة لممالية ،ج ر ج ج عدد ()50
الصادرة بتاريخ ،2008/09/07كتقع ىذه المفتشيات عمى مستكل كؿ كالية بتعداد 60مكمفا بالتفتيش مكزعيف عمى كؿ مف كالية األغكاظ،
تيزم كزك ،سيدم بمعباس ،قسنطينة ،كرقمة ،تممساف ،سطيؼ ،عنابة ،مستغانـ ،كىراف.
-3مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ ،المرجع السابؽ ،ص .185
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
تمكنيا مف الضغط كالتأثير كإحالة الممؼ عمى العدالة في حالة اكتشاؼ كقائع ذات كصؼ جزائي ،كإبراـ
صفقات عمكمية مشبكىة أك عمى األقؿ تمكينيا بإخطار كزير العدؿ بذلؾ ،1فضبل عف محدكدية الرقابة
الممارسة مف طرؼ المفتشيف ،الذم ال يممؾ أم سمطة في منع أك تكقيؼ تنفيذ أم عممية رغـ عدـ
شرعيتيا كتطابقيا كالمقاييس القانكنية ،مكتفيا في ذلؾ بتبميغ ما تمت معاينتو مف مخالفات لمسمطة السممية
أك الكصية عمى الييئات محؿ عممية الرقابة ،كىك ما يعكس مدل افتقارىا ألم سمطة ردعية يمكف
اتخاذىا في ىذا الشأف ،كافتقارىا ألم مقكمات يمكف أف تضمف استقبلليتيا في ممارسيا مياميا ،نتيجة
التبعية المفرطة لمكزير المكمؼ بالمالية ،كىك ما يفرض منطؽ الخضكع كالكالء لمسمطة الكصية ،فكؿ ىذه
النقائص كالغمكض الذم يكتنؼ مجاؿ رقابتيا مف شأنيا الحد مف فعالية دكرىا كجياز رقابي يتعيف إعادة
تأىيمو كتمكينو مف صبلحيات أكسع بما يتبلئـ كحجـ المياـ المسندة إلييا.
الفرع الثاني:
تـ التنصيص الدستكرم عمى إنشائو كييئة دستكرية عميا لممارسة الرقابة البعدية عمى التسيير المالي
منذ صدكر دستكر ،1976الذم اعتبره بمثابة ىيئة عميا تسعى إلى تحقيؽ الرشادة كاالستغبلؿ األمثؿ في
تسيير األمكاؿ العامة ،كتجسيدا لذلؾ فقد صدر القانكف رقـ 05/80المتعمؽ بممارسة كظيفة المراقبة مف
طرؼ مجمس المحاسبة 2الذم خكلو ممارسة اختصاصات رقابية كاسعة ذات طابع قضائي كادارم عمى
الدكلة كالييئات التا بعة ليا في تسيير األمكاؿ العمكمية ميما كاف كضعيا القانكني ،ليعرؼ ىذا األخيرة
انتكاسة حقيقة نتيجة تعديؿ اإلطار الناظـ ليذه الييئة بمكجب القانكف 32/90المتعمؽ بمجمس المحاسبة
كسيره ،3أيف تـ تجريده مف اختصاصاتو ذات البعد القضائي ،كجعمو مجرد ىيئة إدارية مستقمة لمرقابة
البلحقة ،كالذم استمر عمى ىذه الحالة إلى غاية صدكر األمر 420/95الذم أعاد األمكر لنصابيا مف
خبلؿ تمكينو مف ممارسة صبلحياتو القضائية كاإلدارية ،فضبل عف تكسيع مجاؿ اختصاصو ،ليشمؿ كؿ
األمكاؿ العمكمية ميما كاف كضعيا القانكني بما في األمكاؿ التي تصرؼ في مجاؿ الصفقات العمكمية،
كذلؾ لمتأكد مف االستعماؿ المنتظـ كالفعاؿ لؤلمكاؿ العمكمية ككذا الشفافية في تسيير مالية الدكلة.5
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .177
-2القانكف رقـ ،05/80المؤرخ في ،1980/03/01المتعمؽ بممارسة كظيفة المراقبة مف طرؼ مجمس المحاسبة ،ج ر ج ج عدد ( ،)10الصادرة
بتاريخ .1980/03/04
-3القانكف رقـ ،32/90المؤرخ في ،1990/12/04المتعمؽ بمجمس المحاسبة كسيره ،ج ر ج ج عدد ( )53الصادرة بتاريخ .1990/12/05
-4األمر رقـ ،20/95المؤرخ في ،1995/07/17المتعمؽ بمجمس المحاسبة ،ج ر ج ج عدد ( )39الصادرة بتاريخ ،1995/07/23المعدؿ
كالمتمـ بمكجب األمر رقـ ،02/10المؤرخ في ،2010/08/26ج ر ج ج عدد ( )50الصادرة بتاريخ ،2010/09/01أما عف تشكيمتو فقد
حددتيا أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ 377/95المؤرخ في ،1995/11/20المحدد لمنظاـ الداخمي لمجمس المحاسبة ،ج ر ج ج عدد ()72
الصادرة بتاريخ .1995/11/26
5
- Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, op.cit, p 123.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
مف أجؿ إعطاء دفع جديد لتأدية مجمس المحاسبة لميامو الرقابية عمى األمكاؿ مف جية كتدقيؽ
كتقييـ استعماليا مف طرؼ الجيات كاألشخاص مف جية أخرل ،عمؿ المؤسس الدستكرم مف التعديؿ
الدستكرم لسنة 2016عمى تعزيز االختصاص المخكؿ لمجمس المحاسبة مف خبلؿ تمديده ليشمؿ رؤكس
األمكاؿ التجارية التابعة لمدكلة إلى جانب تعزيز إسياـ ىذه الييئة في تطكير الحكـ الراشد كتكريس
الشفافية في تسيير األمكاؿ العمكمية.
الفقرة األولى :جوانب تدخؿ مجمس المحاسبة في الرقابة عمى الصفقات العمومية.
يضطمع مجمس المحاسبة في إطار ممارسة صبلحياتو بسمطات إدارية كاسعة تتجسد مف خبلؿ
تمتعو بسمطة التحرم كاإلطبلع ،مراجعة حسابات المحاسبيف العمكمييف ،باإلضافة إلى تقييـ نكعية تسيير
األمكاؿ العمكمية مف طرؼ الييئات الخاضعة لمرقابة ،ككذا رقابة االنضباط في مجاؿ تسيير الميزانية
كالمالية ،كبمقابؿ ذلؾ يتمتع بصبلحيات أخرل ذات بعد قضائي في حالة معاينتو ألخطاء كتجاكزات تمس
بسبلمة تسيير النفقات العمكمية بصفة عامة.1
كباعتبار الصفقات العمكمية أحد أىـ النفقات العمكمية ،فقد تـ التأكيد عمى إخضاعيا لرقابة مجمس
المحاسبة كذلؾ تعزي از لمرقابة كمكافحة مختمؼ أشكاؿ الغش كالممارسات غير الشرعية التي تشكؿ تقصي ار
في األخبلقيات ككاجب النزاىة كالضارة باألمكاؿ العامة التي تصرؼ في ىذا الجانب ،2كبناء عمى
ذلؾ تنصب رقابة مجمس المحاسبة في إطار الصفقات العمكمية عمى:
يختص مجمس المحاسبة في ىذا اإلطار بمراقبة مطابقة العمميات المالية كالمحاسبية التي تقكـ بيا
الييئات كالمصالح الخاضعة لرقابتو لمقكانيف كالتنظيمات المعمكؿ بيا ،كمف ثـ فيك يختص بمراقبة مدل
التزاـ المصالح المتعاقدة بأحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية مف الناحية المالية كالمحاسبية عند إبراميا
لمصفقات كتنفيذىا ،كلو في ىذا اإلطار كامؿ الصبلحيات في أف يطمب مف المصالح المتعاقدة تزكيده
بكافة المعمكمات كتمكينو مف اإلطبلع عمى مختمؼ الكثائؽ كالمستندات التي مف شأنيا تسييؿ رقابة
العمميات المالية كالمحاسبية ،3كالتي يجب أف تتضمف تاريخ كطبيعة االقتناء أك األشغاؿ المنفذة ،كاألسعار
الكحدكية كالمصادؽ عمييا مف قبؿ جيات الرقابة كالمراقب المالي ،كذلؾ لتمكينو مف الكقكؼ عمى مدل
مطابقتيا لمنصكص القانكنية كالتنظيمية التي تحكـ عممية إبراـ الصفقات العمكمية.
-1أحمد سكيقات ،مجمس المحاسبة كآلية أساسية دستكرية لمرقابة المالية في الجزائر ،مجمة العمكـ القانكنية السياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة حمو لخضر ،الكادم ،الجزائر ،العدد الرابع عشر ،أكتكبر ،2016ص .169
-2عبد الحميـ بكقريف ،عمي غريبي ،الرقابة البعدية عمى األمكاؿ العمكمية ،مجمة الدراسات القانكنية كالسياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية،
جامعة عمار ثميجي ،األغكاط ،العدد األكؿ ،جانفي ،2015ص .337
-3المادة 14مف األمر رقـ ،20/95المتعمؽ بمجمس المحاسبة.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
كفي ىذا السياؽ تسير غرفة االنضباط 1في مجاؿ تسيير النفقات محؿ الصفقات العمكمية عمى
معانية كافة أعماؿ التسيير التي تعد خرقا لقكاعد إبراـ الصفقات العمكمية كتنفيذ العقكد ،كليذا الغرض
فيي تعايف عمى سبيؿ المثاؿ الممارسات غير الشرعية كالمتعمقة بػ:
أما عف مجاؿ رقابتو عمى منح التأشيرات ،فيك يتحقؽ مف مدل قانكنية منح ىذه التأشيرات مف قبؿ
ىيئات الرقابة القمبية طبقا لممادة 88مف األمر ،20/95حيث يعمؿ عمى معاينة مدل تكافر الشركط
القانكنية التي أدت إلى رفض منح التأشيرة مف طرؼ المراقب المالي في إطار تنفيذ النفقات ،كمدل خركج
المصمحة المتعاقدة عف األحكاـ التشريعية كالتنظيمية في نطاؽ إبراـ الصفقات العمكمية ،كالذم أدل إلى
رفض منح التأشيرة مف طرؼ لجاف الصفقات المختصة.
كفي نفس السياؽ يمكف لممجمس ،أف يطمب مف السمطات السممية ألجيزة الرقابة الخارجية المؤىمة
لرقابة الييئات الخاضعة لرقابتو ميما يكف كضعيا القانكني ،اإلطبلع عمى كؿ المعمكمات أك الكثائؽ أك
التقارير التي تمتمكيا أك تعدىا عف حسابات ىذه الييئات كتسييرىا ،3فضبل عف قيامو بالتنقبلت الفجائية
لممصالح المتعاقدة لمكقكؼ عمى كافة الكقائع ،كلو في ذلؾ القياـ بالتحرم كاالستماع إلى أم عكف أك
مستخدـ لدل الييئة محؿ الرقابة ،أك الدخكؿ لكؿ المحبلت التي تشمميا أمبلؾ الييئات الخاضعة لرقابتو
-1غرفة االنضباط في مجاؿ تسيير الميزانية كالمالية :ىي تشكيمة متخصصة في مجمس المحاسبة مكمفة بالتحقيؽ كالحكـ في الممفات التابعة
لمجاؿ اختصاصو ،كتبث ىذه األخيرة طبقا لممادتيف 88ك 91مف األمر رقـ 20/95المعدؿ كالمتمـ كالمتعمؽ بمجمس المحاسبة ،في مسؤكلية
األعكاف في حالة ارتكاب مخالفات لقكاعد االنضباط السيما األخطاء أك المخالفات التي تشكؿ خرقا صريحا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية التي
تسرم عمى استعماؿ كتسيير األمكاؿ العمكمية أك الكسائؿ المادية كتمحؽ ضر ار بالخزينة العمكمية أك بييئة عمكمية ،كأما عف تشكيمتيا كسيرىا
فقد حددت بمكجب المادة 51مف نفس األمر.
-2صميحة بف عكدة ،المرجع السابؽ ،ص .205
-3خميدة طبلش ،المرجع السابؽ ،ص .127
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
عندما تتطمب التحريات ذلؾ ،1كيعفى في ىذا اإلطار المسئكلكف أك األعكاف التابعيف لممصالح كالييئات
الخاضعة لمرقابة ،أك األعكاف التابعكف ألجيزة الرقابة الخارجية مف كؿ التزاـ باحتراـ الطريؽ السممي أك
السر الميني اتجاه مجمس المحاسبة ،إال أف عمى ىذا األخير اتخاذ كافة االحتياطات الضركرية مف أجؿ
ضماف الطابع السرم المرتبط بيذه الكثائؽ أك المعمكمات كبنتائج التدقيقات كالتحقيقات التي قاـ بيا.2
كفي حالة معاينتو أثناء ممارسة التحقيؽ لحاالت أك كقائع أك مخالفات تحمؽ ضر ار بالخزينة
العمكمية ،أك بأمكاؿ الييئات كالمؤسسات الخاضعة لرقابتو ،يطمع فك ار مسؤكلي المصالح المعنية كسمطاتيا
السممية أك الكصية ككؿ سمطة أخرل مؤىمة ،بمعايناتو كمبلحظاتو مصحكبة بالتكصيات البلزمة قصد
اتخاذ اإلجراءات التي يقتضييا التسيير السميـ لؤلمكاؿ العمكمية.3
يتمتع مجمس المحاسبة في حالة عدـ ثبكت مطابقة الصفقة لمنصكص التشريعية كالتنظيمية ذات
الصمة بالصفقات العمكمية بتسميط عقكبات ،4عمى كؿ مسؤكؿ عف ىذه المخالفات ،حيث يعاقب المجمس
بغرامة مالية يصدرىا في حؽ كؿ مسؤكؿ أك عكف أك ممثؿ أك قائـ باإلدارة في ىيئة عمكمية خاضعة
لرقابة المجمس ،الذم خرؽ حكما مف األحكاـ التشريعية أك التنظيمية أك تجاىؿ التزاماتو لكسب امتياز
مالي ،أك عيني غير مبرر لصالحو أك لغيره عمى حساب الدكلة أك ىيئة عمكمية ،عمى أف يحدد المبمغ
األقصى لمغرامة بضعؼ المرتب السنكم اإلجمالي الذم يتقاضاه المسؤكؿ أك العكف عند تاريخ ارتكاب
المخالفة ،5كقد أحسف المشرع في تشديده ليذه العقكبات كذلؾ ضمانا لبلستعماؿ المنتظـ كالصارـ لؤلمكاؿ
العمكمية كترشيد عممية اإلنفاؽ بغية تحقيؽ تسيير فعاؿ لممكارد المالية لمدكلة ،غير أنو يعفى مرتكبك ىذه
المخالفات في حالة ما إذا أثبتكا بمكجب أمر كتابي أك أثبت مجمس المحاسبة أنيـ قامكا بذلؾ تنفيذا
ألكامر صدرت ليـ مف مسؤكليـ السممي أك أم شخص مؤىؿ لذلؾ ،كفي ىذه الحالة تحؿ مسؤكلية
صاحب األمر محؿ مسؤكليتيـ.
مكنت أحكاـ المادة 69مف األمر رقـ 20/95مجمس المحاسبة ممارسة ىذا النكع مف الرقابة عمى
األمكاؿ العمكمية بصفة عامة كالصفقات العمكمية بكجو خاص ،كالتي تعرؼ عمى أنيا رقابة االقتصاد
كالنجاعة كالفعالية في استخداـ المكارد كتسيير األمكاؿ العمكمية ،حيث يشمؿ نطاؽ ىذه الرقابة كافة
الييئات كالمصالح الخاضعة لرقابة مجمس المحاسبة بما في ذلؾ المصالح كالييئات التي تخضع في إبراـ
عقكدىا ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية.
في ىذا إطار يكمؼ مجمس المحاسبة بمراقبة مدل شرعية النشاط المالي لمييئات كالمصالح العمكمية
التي تدخؿ في مجاؿ تدخمو ،عف طريؽ تقييـ شركط استعماليا لممكارد كالكسائؿ العمكمية المتاحة ليا مف
حيث الفعالية كاألداء كاالقتصاد ،كما يتأكد مف كجكد كفعالية األجيزة المكمفة بالتدقيؽ كالرقابة الداخميتيف
كمدل فعالية اإلجراءات كاألنظمة المعتمدة في التسيير ،1كالعمؿ عمى تحسيف مستكل أدائيا كمردكديتيا
بتقديـ التكصيات كالمبلحظات التي يراىا مناسبة لمتسيير األمثؿ لمماؿ العاـ.
كينصب ىذا النكع مف الرقابة في مجاؿ الصفقات العمكمية ،عمى مراقبة مجمس المحاسبة لممصالح
المتعاقدة في مدل تحقيؽ الصفقات العمكمية ألىداؼ الفعالية كاالقتصاد كالنجاعة ،كذلؾ مف خبلؿ
التحقؽ مف مدل تقيد المصالح المتعاقدة بمعايير الجكدة كمدل قدرتيا عمى التعاقد بأقؿ سقؼ مالي
لمصفقة لمحصكؿ عمى مخرجاتيا (أشغاؿ ،لكازـ )..بالكميات المطمكبة كالمحددة قبؿ الدعكة لمتعاقد ،كذلؾ
بغية الكصكؿ إلى االستغبلؿ العقبلني كاألمثؿ لممكارد العمكمية ، ،حيث سجؿ ىذا األخير حكالي 103
عممية رقابية خبلؿ 2015تعمقت بتقييـ شركط تنفيذ الطمبات العمكمية كالتدقيؽ في الصفقات المبرمة في
إطار مشاريع التجييز الخاصة بالجماعات المحمية ،بينما سجمت 191عممية حكؿ عممية تقييـ نكعية
التسيير.2
ىذا؛ كيحرص مجمس المحاسبة عمى رقابة مدل التزاـ المصالح المتعاقدة بتحقيؽ األىداؼ المرجكة
مف كراء تعاقدىا ،بشكؿ فعاؿ كاقتصادم كبكفاءة عالية كفقا لمقدرات كالسياسيات المرسكمة ،كذلؾ مف
خبلؿ فحص تمبيتيا لمحاجات العمكمية المبتغاة مف كراء إبراـ الصفقات العمكمية ،كىك ما يعبر عنو
بالعبلقة بيف النتائج المحققة كاألىداؼ المسطرة ،3كبيذه الصفة يقدـ مجمس المحاسبة كؿ التكصيات
البلزمة التي يراىا مبلئمة مف أجؿ تفادم النقائص المسجمة ،كتصحيح األخطاء المرتكبة مف أجؿ تحقيؽ
فعالية أكثر في إنجاز مختمؼ المشاريع محؿ الصفقات العمكمية كصكال لؤلىداؼ المنشكدة.
تتكج الجيكد المبذكلة مف طرؼ مجمس المحاسبة في إطار الرقابة بنكعيف مف النتائج:
يحرص مجمس المحاسبة في إطار مباشرتو لسمطاتو اإلدارية بإصدار جممة مف التكجييات لمختمؼ
الجيات المعنية برقابتو ،أك رفع تكصيات لمسمطة السممية أك الكصية لمجية المراقبة مف أجؿ تقكيـ
أعماليا ،كا ستدراؾ مختمؼ النقائص كالعمؿ عمى إدخاؿ التحسينات البلزمة عمى طرؽ التسيير ،كتتخذ
ىذه التكجييات كالتكصيات األشكاؿ التالية:
-1مذكرة التقييـ:
يتكج مجمس المحاسبة عممية مراقبة نكعية التسيير بتقييـ نيائي ،يتضمف مختمؼ التكجييات
كالتكصيات بغرض تحسيف فعالية كمردكدية تسيير المصالح كالييئات المعنية ،1عمى أف يرسؿ ىذا التقييـ
في شكمو النيائي إلى كؿ مف مسؤكلي الييئات كالسمطات السممية أك الكصية ،كالى الكزراء المعنييف مف
أجؿ اإلعبلـ كاتخذ التدابير البلزمة ،كيتعيف عمى ىذه المصالح إعبلـ مجمس المحاسبة بكؿ ما تـ اتخاذه
في ىذا الشأف.2
-2المذكرة المبدئية:3
بمكجبيا يعمؿ مجمس المحاسبة عمى إطبلع كافة الييئات كالمصالح التي تدخؿ في نطاؽ رقابتو
بمختمؼ النقائص المسجمة في النصكص التي تسرم عمى شركط استعماؿ كتسيير ،تنفيذ كمراقبة أمكاليا،
مصحكبة بمجمؿ التكصيات كاالقتراحات التي تعمؿ عمى تنكيرىا في اتخاذ اإلجراءات البلزمة التي تعمؿ
عمى ضماف التسيير األمثؿ لؤلمكاؿ العمكمية.4
-3اإلجراء المستعجؿ:
بمقتضاه يعمـ مجمس المحاسبة المصالح المعنية كسمطاتيا السممية أك الكصية فكرا ،بالمخالفات
كالكقائع التي عاينيا أثناء رقابتو بغرض تمكينيـ مف التدخؿ كاتخاذ التدابير التي مف شأنيا أف تكفؿ
حماية الماؿ العاـ.5
-4التقرير المفصؿ:
تسجؿ فيو كافة الكقائع كالمخالفات التي عانييا مجمس المحاسبة أثناء عممية الرقابة كالتحرم كالتي
تكتسي كصفا جزائيا ،حيث يبمغ الناظر العاـ ىذا التقرير لككيؿ الجميكرية المختص إقميميا مصحكبا
بمجمؿ الممؼ ،كذلؾ طبقا لما تضمنتو أحكاـ المادة 57مكرر مف األمر 02/10المتعمؽ بمجمس
المحاسبة ،كأما إذا كشفت نتائج تدقيقات مجمس المحاسبة عف مخالفات لقكاعد االنضباط في مجاؿ تسيير
الميزانية كالمالية ،السيما خرؽ األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المتعمقة بالنفقات أك االلتزاـ بالنفقات دكف
تكفر الصفة أك السمطة أك خرؽ قكاعد الرقابة القبمية أك االلتزاـ بالنفقات دكف تكفر االعتمادات ،1يحرر
ىذا األخير تقري ار مفصبل قصد تبميغو لمناظر العاـ ،كالذم بدكره يحيؿ الممؼ كامبل مصحكبا باستنتاجاتو
المكتكبة كالمعممة إلى غرفة االنضباط في مجاؿ تسيير الميزانية كالمالية كيعدا ىذا اإلرساؿ إخطا ار ليا.2
-5التقرير السنوي:
يمثؿ ىذا التقرير حصيمة نتائج رقابة مجمس المحاسبة ،يتضمف جميع المعاينات كالمبلحظات
كالتقييمات الناجمة عف أشغاؿ تحريات ىذا األخير ،مرفقا بالتكصيات كاالقتراحات الضركرية ،إلى جانب
ردكد المسؤكليف كالممثميف القانكنييف كالسمطات الكصية المعنييف بذلؾ ،عمى أف يرسؿ ىذا التقرير سنكيا
لكؿ مف رئيس الجميكرية كالى غرفتي البرلماف ،مما يكفر لممثمي الشعب القياـ بدراسة تحميمية مكضكعية
حكؿ األداء االقتصادم كالمالي لمتسيير الحككمي ،3إضافة إلى أف يككف ىذا التقرير السنكم محؿ نشر
كمي أك جزئي ضمف الجريدة الرسمية لمجميكرية الجزائرية.
تنتيي رقابة مجمس المحاسبة في إطار ممارسة صبلحياتو القضائية بالنتائج التالية:
في إطار تجسيد اآلليات الردعية مكف نص المادة 27مف القانكف 20/95المتعمؽ بمجمس
المحاسبة ،ىذا األخير في حالة معاينتو لكقائع يمكف أف تأخذ كصفا جزائيا ،بإرساؿ الممؼ إلى النائب
العاـ المختص إقميميا بغرض مباشرة المتابعات القضائية ،عمى أف يطمع كزير العدؿ بذلؾ مع إشعار
األشخاص المعنييف كالسمطة التي يتبعكنيا بيذا اإلجراء.
-1التعميمة رقـ 001الصادرة عف الكزير المكمؼ بالمالية المؤرخة في ،2009/01/17المتعمقة بضبط مجاؿ تنفيذ النفقات العمكمية.
-2المادة 97مف األمر رقـ 20/95المتعمؽ بمجمس المحاسبة المعدؿ كالمتمـ.
3
- Michel- Pierre Prat Cyril Janvier La cour des comptes auxiliaire de la démocratie Revue française d’études
constitutionnelles et politiques, N° 134, 2010, p 102. Publié sur le site: http://www.revue-pouvoirs.fr/.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
يمكف لمجمس المحاسبة تحريؾ الدعكل التأديبية ضد المسؤكؿ أك العكف التابع ألحدل الييئات
الخاضعة لرقابتو ،إذا عايف ىذا األخير أثناء ممارسة رقابتو كقائع مف شأنيا أف تبرر قياـ الدعكل
التأديبية كتحريكيا ،حيث يبمغ الييئة ذات السمطة التأديبية بكؿ الكقائع كالمخالفات المرتكبة مف قبؿ
المسؤكؿ أك العكف ،كالتي يتعيف عمييا إعبلـ مجمس المحاسبة بكؿ ما تـ اتخاذه مف إجراءات في ىذا
الشأف ،1ىذا كقد يحمؿ الفعؿ كصفا مزدكجا األمر الذم يسمح بإقامة المسؤكلية التأديبية كالجزائية في
نفس الكقت كما ىك الحاؿ في الجرائـ المتعمقة بالفساد.
في حالة تأخر المحاسب العمكمي عف إيداع حسابات التسيير أك عدـ إرساؿ الكثائؽ كالمستندات
الثبكتية أك عدـ تقديميا ،يقكـ مجمس المحاسبة بناء عمى ىذه المخالفة بإصدار غرامة مالية تتراكح بيف
5.000ك 50.000دج ،حيث منح المشرع إمكانية إرساؿ مجمس المحاسبة أم ار إلى المحاسب العمكمي
لتقديـ حساباتو في اآلجاؿ التي يحددىا لو ،كفي حالة عدـ تقديـ ىذا األخير لمحسابات ضمف اآلجاؿ
المحددة ،يطبؽ مجمس المحاسبة إكراىا ماليا عمى المحاسب قدره 500دج عف كؿ يكـ تأخير لمدة ال
تتجاكز ستيف ( )60يكما ،2كبتجاكز ىذه المدة يمكف أف يكيؼ مكقؼ ىذا المحاسب عمى أنو عرقمة لسير
العدالة كتطبؽ عمييا األحكاـ التي يقررىا قانكف العقكبات ،3كيطمب مجمس المحاسبة مف الجية المعنية
تعييف محاسب جديد يكمؼ بتقديـ الحسابات بدال عنو ضمف اآلجاؿ المحددة ،4ىذا كيشار إلى أنو يمكف
لممتقاضي المعني أك السمطة السممية أك الكصية الطعف في ق اررات مجمس المحاسبة سكاء بالمراجعة أك
باالستئناؼ أك بالنقض.5
كعمى العمكـ فإف الصبلحيات اإلدارية أك القضائية التي خكليا المشرع لمجمس المحاسبة سيككف ليا
األثر المباشر عمى التزاـ مختمؼ الييئات المعنية كالخاضعة لمرقابة ،بما فييا المصالح المتعاقدة بالتسيير
األمثؿ كالعقبلني لمنفقات محؿ الصفقات العمكمية ،كالى جانب ذلؾ فإف التقارير المرفكعة إلى الجيات
المعنية في ىذا الصدد ،ستككف عامبل أساسيا في تنكير ىذه الجيات في اتخاذ مختمؼ اإلجراءات
كالسياسات البلزمة التي تكفؿ حماية الماؿ العاـ مف مختمؼ أشكاؿ الفساد.
عمى الرغـ مف الدكر الفعاؿ الذم تمعبو ىذه المؤسسة الرقابية ضمف المنظكمة الرقابية في الجزائر،
فإف ذلؾ ال يجعميا في منأل عف الصعكبات كالعقبات التي تحد مف فعالية أدائيا الرقابي كالتي يمكف
إيجازىا فيما يمي:
رغـ النطاؽ الرقابي الكاسع ليذا الجياز كالذم يكسبو مظير الشمكلية الذم يغطي كؿ تصرؼ أك
استغبلؿ لمماؿ العاـ ،إال أننا نجد المادة 08في فقرتيا األخيرة مف األمر 20/95المعدؿ كالمتمـ قد
أخ رجت بنؾ الجزائر مف دائرة األجيزة التي تخضع لرقابة مجمس المحاسبة ،حيث نصت بقكليا "بغض
النظر عف أحكاـ الفقرة األكلى أعبله ال يخضع بنؾ الجزائر لرقابة مجمس المحاسبة " ،كىك ما يدفعنا
لمتساؤؿ حكؿ إعفاء مؤسسة مثؿ بنؾ الجزائر مف رقابة مجمس المحاسبة كالذم يعد مف بيف الييئات
األساسية في تسيير الماؿ العاـ ،فضبل عمى أف خاصية الرقابة البعدية في أداء مجمس المحاسبة لميامو
أمر ال يخدـ كال يضمف تحقيؽ الفعالية المطمكبة في الرقابة عمى أمكاؿ الدكلة.
مف خبلؿ دراسة ىذا الجياز كالمياـ المككمة إليو يبلحظ ،عدـ التكازف بيف اإلمكانيات المتاحة
لمجمس المحاسبة كالمياـ الممقاة عمى عاتقو ،إذ يبلحظ مف خبلؿ األمر 20/95المعدؿ كالمتمـ اتساع
نطاؽ األعباء بمقابؿ ضعؼ اإلمكانيات المادية كالبشرية ،ألنو حتى كاف تـ تعزيز ىذه الييئة بغرؼ
كطنية كأخرل إقميمية فإف عدد ىذه األخيرة غير كافي أماـ اتساع نطاقو الرقابي ،مما يتطمب تدعيميا
بالكسائؿ المادية كالبشرية بالشكؿ الذم تضمف فعالية األداء الرقابي لممجمس.
تتكج العممية الرقابية لمجمس المحاسبة مثمما سبؽ اإلشارة بتقرير ،يشمؿ كافة المبلحظات كالمعاينات
كالتقييمات كالتكصيات الضركرية ،التي يرل بأنيا ضركرية لمرفع مف مردكدية التسيير عمى أف يرسؿ بعد
ذلؾ لكؿ مف رئيس الجميكرية كالييئة التشريعية ،فضبل عمى أف يككف ىذا التقرير محؿ نشر كمي أك
جزئي ضمف الجريدة الرسمية لمجميكرية الجزائرية ،إال أف الكاقع العممي يثبت لنا عدـ التزاـ مجمس
المحاسبة بنشر التقرير السنكم طبقا لما ىك مقرر قانكنا ،كبناءا عمى ىذا فإف مجمس المحاسبة كمنذ
نشأتو سنة 1980لـ ينشر سكل تقريريف ،التقرير األكؿ كاف سنة 1997كىك التقرير الخاص بسنة
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
،11995كأما التقرير الثاني فقد نشر سنة 1999كىك التقرير الخاص بسنة ،21997/1996كبعد
اإلطبلع عمى فحكاىما يبلحظ أف عدد الجيات التي مستيا الرقابة ضئيمة نكعا ما ،إلى جانب الردكد التي
تضمنتيا تميزت بالعمكمية كالمفردات الفضفاضة ما يفتح باب التيرب مف تحمؿ المسؤكلية ،مع العمـ أف
لعممية نشر ىذه التقارير أثر بالغة في ردع المخالفيف كالمقصريف ،مف بينيـ القائميف عمى تسيير ممفات
الصفقات العمكمية نتيجة كشفيا مستكر مختمؼ المصالح أماـ الرأم العاـ ،مما يجعميـ حرصيف عمى
تفادم النقائص التي قد تمس التسيير ،لذلؾ فقد كاف مف األحرل التنصيص عمى إلزامية نشر ىذا التقرير
ضمف الجريدة الرسمية لمجميكرية الجزائرية ،خاصة كأنيا أصبحت مع مركر الكقت مجرد حصيمة سنكية
لمنشاطات يقدميا مجمس المحاسبة مما يجعميا تفتقر لآللية الردعية.
فضبل عف افتقار مجمس المحاسبة لآلليات الردعية ،إذ أف أقصى ما يممكو تكقيع غرامات مالية ،أك
إحالة الممؼ لمنيابة العامة إذا كاف لو كصؼ جزائي أك إلى الييئة التأديبية إذا كاف لو كصؼ تأديبي،
كافتقاره لمضمانات التي تؤمف استقبلليتو نتيجة التبعية لرئيس الجميكرية مما يشكؿ عائقا أماـ أداء المياـ
الرقابية بنزاىة كشفافية كحياد ،األمر الذم يحد مف فعالية رقابتو عمى الصفقات التي قد تبرميا ىيئات
السمطة التنفيذية ،إلى جانب غياب التنسيؽ بيف ىيئات الرقابة المتمثمة في لجاف الصفقات العمكمية،
كمجمس المحاسبة مما يؤدم إلى انقساـ اإلطار الرقابي عمى الصفقات العمكمية كضعؼ نتائجو.
كىذا مف شأنو أف يحكؿ دكف بمكغ ىذا الجياز لممستكل لممأمكؿ في تكريس الشفافية كترسيخيا في
سبيؿ ترشيد النفقات العمكمية ،إال أنو كرغـ النقائص التي تعترم ىذه المؤسسة إال أف مجمس المحاسبة
كييئة عميا لمرقابة ،يبقى المؤسسة الفعالة كالحقيقية التي تراقب النشاط كاألداء الحككمي بصفة عامة
كالمصالح المتعاقدة التي تسير عمى تسيير النفقات محؿ الصفقات العمكمية بصفة خاصة ،إلى جانب
إسياـ ىذه المؤسسة في تنكير مختمؼ الجيات المعنية مف خبلؿ التقارير المكجية إلييا ،بغرض تمكينيا
مف اتخاذ اإلجراءات كالتدابير البلزمة مف أجؿ استدراؾ النقائص المسجمة ،كالعمؿ عمى تقكيـ أعماليا بما
يتماشى كحسف سيرىا ،غير أنو كفي إطار دفع الحركية كتجسيدا لمرقابة الصارمة عمى تسيير الشؤكف
المتعمقة بالماؿ العاـ ،كتحقيؽ التسيير العقبلني كالنجاعة في صرؼ األمكاؿ البد مف إعادة النظر ليذه
المؤسسة بما يسمح ليا مف تفعيؿ أدكارىا بيدؼ تأميف دكرىا الرئيسي في رقابة استعماؿ كتسيير الماؿ
العاـ كفؽ رؤية شاممة تأخذ بعيف االعتبار مختمؼ العقبات كالصعكبات التي قد تحد مف فعالية أداء
ميامو الرقابية.
-1التقرير السنكم لمجمس المحاسبة لسنة ،1995ج ر ج ج عدد ( )76الصادرة بتاريخ .1997/11/19
-2التقرير السنكم لمجمس المحاسبة لسنة ،1997/1996ج ر ج ج عدد ( )12الصادرة بتاريخ .1999/02/28
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الفرع الثالث:
سمطة ضبط الصفقات العمومية كآلية رقابية عمى الصفقات العمومية.
يعتبر نمكذج سمطات الضبط المستقمة نمكذجا حديثا في اإلدارة العمكمية ،الذم يكرس حياد اإلدارة
تجاه المحيط االجتماعي كاالقتصادم كيسمح بإيجاد التكازف بيف عدة متناقضات كحماية الحريات ،تنافسية
السكؽ ،ضركرة المرفؽ العاـ ،1كتكريسا لذلؾ فقد استحدث المشرع سمطة ضبط الصفقات العمكمية في
مجاؿ الصفقات العمكمية ،كالتي تمثؿ ترجمة حقيقية لمركئ التي تبنتيا الجزائر في ظؿ اإلصبلح الجديد
لمصفقات العمكمية ،كالعمؿ عمى محاربة الغش كمختمؼ أشكاؿ الفساد كترجمة عزميا عمى إدراج عممية
إبراـ الصفقات العمكمية كاسنادىا لجياز محايد يعمؿ عمى السير عمى حسف تطبيؽ تنظيـ الصفقات
العمكمية كالتدقيؽ في مجريات إبراميا ،كىك ما تبناه المشرع الجزائرم في إطار مكاكبة كمسايرة التطكرات
الحديثة كتكممة لمنيج الذم تبناه المشرع الجزائرم في المجاؿ االقتصادم ،2مف خبلؿ استحداث سمطة
ضبط الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ تدعيما لؤلطر كاآلليات الرقابية الممارسة مف طرؼ
السمطات التقميدية عمى الصفقات العمكمية ،بحيث تسعى ىذه السمطة إلى ضبط مجاؿ الصفقات العمكمية
كايجاد التكازف بيف تنافسية السكؽ كضركرات المرفؽ العاـ ،3كتتمتع سمطة ضبط الصفقات العمكمية التي
تشمؿ مرصدا لمطمب العمكمي كىيئة كطنية لتسكية النزاعات بجممة مف االختصاصات الرقابية التي يمكف
الكقكؼ عمييا تبعا لما يمي:
تتمتع سمطة ضبط الصفقات العمكمية بجممة مف االختصاصات التي نستشفيا مف النصكص
الناظمة ليا سكاء ما تعمؽ بمجاؿ التنظيـ كالرقابة ،أك ما تعمؽ بجانب التككيف كاإلعبلـ ،كىي كاآلتي:
إعداد تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ كمتابعة تنفيذه ،كتصدر بيذه الصفة رأيا -
مكجيا لممصالح المتعاقدة كىيئات الرقابة كلجاف الصفقات العمكمية ،كلجاف التسكية الكدية لمنزاعات
كالمتعامميف االقتصادييف.
-إجراء إحصاء اقتصادم لمطمب العمكمي سنكيا ،كقد أسند المشرع في ىذا الشأف لممصالح المتعاقدة
ضركرة إعداد بطاقات إحصائية كارساليا ليذه السمطة ،كيحدد نمكذجيا ككيفية إجراء ىذا اإلحصاء
1
-AISSAOUI Azedine, " Un nouveau contexte, un nouveau text ! ", acte de journée d’étude sur la
réglementations des marchés publique et des obligation de service public, Faculté de droit et des sciences
politique, Université Abderrahmane Mira – Bejaia, 18/01/2016 , p 08.
-2نادية ضريفي ،تكسيع مجاؿ قانكف الصفقات العمكمية كاعادة ىيكمة كتنظيـ إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية ،يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد
لمصفقات العمكمية ك تفكيضات المرفؽ العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكـ ،2016/02/23ص .01
-3المادة 213مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
في إطار إضفاء الشفافية كجمب أكبر عدد ممكف مف المتعيديف ،تقكـ سمطة ضبط الصفقات
العمكمية بإعبلـ كنشر كتعميـ كؿ الكثائؽ كالمعمكمات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،سكاء باإلعبلف في
-1المادة 88مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
الصحؼ كالجرائد اليكمية كالنشرات الرسمية لممتعامؿ المتعاقد كفقا لممادة 65مف المرسكـ الرئاسي رقـ
،247/15أك مف خبلؿ استغبلؿ الكسائط اإللكتركنية ،مف خبلؿ تبادؿ المعمكمات بالطريقة اإللكتركنية
حسب الكيفيات المحددة ضمف المادة ،204فضبل عف تكلييا المبادرة ببرامج التككيف كترقيتو في مجاؿ
الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ 1باالتصاؿ مع بعض الييئات المختصة لممكظفيف العمكمييف،
أيف يستفيدكف مف دكرات تككينية في إطار تحسيف مستكاىـ كتجديد معارفيـ كتطكير مؤىبلتيـ ككفاءتيـ.
رغـ إقرار المشرع باستقبللية ىذه األخيرة في التسيير ،إال أف تنظيـ الصفقات العمكمية لـ يحمؿ في
طياتو ما يمكف أف يؤدم لمحكـ عمى فعاليتيا كدعامة رقابية في مجاؿ الصفقات العمكمية ،نظ ار لحصر
دكرىا في الجانب الكقائي كالتبعية المفرطة لمكزير المكمؼ بالمالية ،مما يحد مف استقبلليتيا في أداء
مياميا ،كما قد أحاؿ المشرع تشكيمتيا كتنظيميا لممرسكـ التنفيذم ،كالذم لـ يرل النكر إلى غاية اليكـ،
كىك ما ينعكس سمبا عف اإلرادة الحقيقية لممشرع في خمؽ ديناميكية في مجاؿ الصفقات العمكمية تتكافؽ
بيف تفعيؿ الحركية كضماف حماية الماؿ العاـ مف جية أخرل ،مما يضفي الغمكض في تككينيا ،كىك
نفس الشيء بالنسبة لؤلجيزة المككنة ليا (مرصد الطمب العمكمي ،2الييئة الكطنية لتسكية النزاعات) كالتي
لـ يحدد المشرع ال تشكيمتيا كال اختصاصاتيا مما جعميا ىيكبل بدكف ركح ،خبلفا لسمطات الضبط
اإلقتصادية ،أيف نظميا المشرع بتحديد مختمؼ الجكانب المتعمقة بتشكيمتيا التي تعد مف أىـ المعايير
المحددة الستقبلليتيا.3
فضبل عف ذلؾ؛ فقد ربط المشرع الصبلحية الرقابية التي مكنت بيا ىذه السمطة المتمثمة في التدقيؽ
في إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية بناء عمى طمب مف السمطة المختصة ،األمر الذم يدفعنا لمتساؤؿ
عف الدكر الذم تمعبو ىذه السمطة عمى مستكل الصفقات العمكمية ،كعف اإلضافة التي تقدميا في ىذا
المجاؿ سكاء عمى مستكل الرقابي أك الردعي ،كبالتالي فإف منح ىذه السمطة االستقبللية التي تخكليا مف
أداء مياميا ،كتمكينيا مف مختمؼ اآلليات التي تساعدىا في ذلؾ أمر مف شأنو أف يضمف المنافسة
الشريفة كالمساكاة بيف المتعامميف مف جية ،كتأميف مردكدية األمكاؿ العمكمية كحسف تسييرىا مف جية
أخرل ،لذلؾ فإننا ندعك بالتعجيؿ في إصدار التنظيـ الذم ينظـ سير ىذه السمطة خاصة كأف مجاؿ
الصفقات ال يزاؿ يعرؼ العديد مف السمككات كالخركقات السمبية التي ينبغي التصدم ليا.
-1المادة 213مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2حددت أحكاـ المادة 175مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،236/10المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية (الممغى) االختصاصات المخكلة لمرصد
الطمب العمكمي ،حيث يتكلى القياـ بإحصاء اقتصادم لمطمب العمكمي ،إلى جانب تحميؿ الصفقات المتعمقة بالجكانب االقتصادية كالتقنية
لمطمب العمكمي كتقديـ التكصيات لمحككمة.
-3نذيرة ديب ،استقبل لية سمطات الضبط المستقمة في القانكف الجزائرم ،مذكرة لنيؿ درجة الماجستير في القانكف ،فرع القانكف العاـ ،تخصص
تحكالت الدكلة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك ،الجزائر ،2012/2011 ،ص .07
~ ~
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية الباب األول:
شكؿ إصبلح مجاؿ الصفقات العمكمية إحدل أىـ البرامج اإلصبلحية تجاكبا مع إف ارزات المعطيات
االقتصادية التي قد تنعكس سمبا عمى البيئة التنمكية ،كترشيد اإلنفاؽ العاـ كالذم حمؿ مف خبللو المشرع
فمسفة مغايرة لما عيد سابقا ،حاكؿ مف خبلليا المشرع عمى تدارؾ نقائص اإلطار السابؽ كالذم يسعى
مف كرائو إلى تعزيز مبادئ المنافسة كالمساكاة كشفافية األداء ،بما يمكف مف إدخاؿ تحكالت في مسار
الصفقات العمكمية ،لذلؾ فقد عني ىذا الشؽ مف الدراسة بالبحث في مضاميف ىذا اإلصبلح لمكقكؼ
عمى أىـ الدعائـ األساسية الرامية لتحسيف سير الصفقات العمكمية عبر مسار تحضيرىا كابراميا
كتنفيذىا.
سعى المشرع في تأميف ىذا المسار بضبط أكلى مراحميا بتحديد ضكابط تحضيرىا ،كفؽ متطمبات
الدقة في التحديد بقياس حجـ االحتياجات ،كفؽ مكاصفات كاعتبارات الجكدة لرفع مستكل التحكـ في
الحاجيات المستيدفة بما يضمف مشركعية اختيارىا كنجاعة تنفيذىا.
أما عمى مستكل اإلطار اإلجرائي فقد عمؿ المشرع عمى ضبط أطر التنافس قصد تأميف مسار
تنفيذىا ،بأف جعؿ مف طمب العركض القاعدة العامة مستغنيا في ذلؾ عف أسمكب المناقصة باعتباره
كسيمة تتيح كاسع النطاؽ لمبادئ المنافسة كشفافية اإلبراـ ،مؤكدا عمى ذات الكقت عمى الطابع االستثنائي
ألسمكب التراضي في اإلبراـ ،كالذم ال يمكف المجكء إليو إال كفؽ ضكابط محددة ،كآليات ربطيا المشرع
بضكابط كقكاعد إجرائية حممت طابعا مغاي ار لمسابؽ أضفى أكبر قدر مف المركنة في اختيار المتعاقد.
بالمقابؿ فقد عزز اإلطار الرقابي بييكمة جديدة ،فعمى مستكل الرقابة الداخمية فقد عمؿ المشرع عمى
دمج نظاـ المجنتيف السابؽ في نظاـ كاحد تحت مسمى " لجنة فتح األظرفة كتقييـ العركض" ،مق انر في ذلؾ
لمبدأ تعدد اإلنشاء ليذا النكع مف المجاف بغرض إضفاء مركنة أكبر عمى النشاط اإلدارم كتكفير السرعة
في معالجة ظاىرة تراكـ ممفات الصفقات ،في حيف عرفت الرقابة الخارجية ىيكمة لجانيا كالغاء نظاـ
المجاف الكطنية المعكؿ بو سابقا ،إلى جانب استحدثو لسمطة ضبط الصفقات العمكمية كآلية يتكخى مف
كرائيا تأميف مشركعية الصفقات كتطيير مجاليا مف أشكاؿ التجاكزات ،كؿ ذلؾ ال يمكف ترجمتو إال مف
خبلؿ إقرار جممة مف الضكابط في شكؿ التزامات إجرائية كمكضكعية يتعيف عمى أطراؼ الصفقات
احتراميا كالتقيد بيا ضمانا لحسف سير الصفقة مف جية ،كحرصا عمى تأميف نجاعتيا كمركدكىا
االقتصادم.
كىكذا يمكف القكؿ بأف أحكاـ ىذا التنظيـ قد حممت جممة مف التجديدات ،كبتفحص نطاقيا كأثرىا
نجد بأنيا إما تتعمؽ بإعف اء المصمحة المتعاقدة مف تطبيؽ أحكاـ ىذا التنظيـ لبعض العقكد أك بتخفيؼ
اإلجراءات اإلبراـ لمحد مف بيركقراطية تسيير مجاؿ الصفقات كتكريس شفافية التعامؿ ،بينما بعض اآلخر
منيا قد كانت مكجكدة كلـ يقـ المشرع سكل بإعادة تنظيميا كتبكيبيا دكف أف يضيؼ ليا جديدا.
~ ~
الباب الثاني:
الطبيعة القانونية المختمطة لمصفقات العمومية.
الباب الثاني:
الطبيعة القانونية المختمطة لمصفقات العمومية.
تعتبر الصفقات العمكمية مف بيف المكاضيع األكثر تعقيدا في مجاؿ القانكف اإلدارم ،بالنظر إلى
طابعيا التقني الذم لـ يرتكز فقط عمى عممية اإلبراـ كالتنفيذ فحسب ،كانما امتد األمر إلى إجراءات
التقاضي فيو ،نظ ار لمخصكصية التي تميزىا عف غيرىا مف المنازعات مف الناحية الشكمية كاإلجرائية،
التي يمكف أف ت نجر عنيا العديد مف اإلشكاالت المتعمقة بأحكاـ إبراميا كتنفيذىا ،مما يثير بعض
اإلشكاالت كالنزاعات بيف طرفي العبلقة التعاقدية ،األمر الذم يستكجب تدخؿ القضاء ممثبل في القاضي
اإلدارم مف أجؿ ضماف التكازف كضماف حقكؽ أطراؼ الصفقة العمكمية التي استكجبت إفرادىا بمعاممة
تشريعية خاصة مف خبلؿ جممة مف النصكص القانكنية لمنع أم إخبلؿ أك تجاكز بقكاعد إبراميا ،كتبعا
لذلؾ يعنى (الفصؿ األكؿ) مف ىذا الباب لدراسة تدخؿ القضاء اإلدارم في مجاؿ الصفقات العمكمية إلى
جانب أىـ الضمانات المقررة لضماف تنفيذ ما يصدر مف أحكاـ عف الجية القضائية.
مف جية أخرل لـ يتكاف المشرع عف تكريس المزيد مف اآلليات اإلدارية كالقضائية لضماف مشركعية
كنزاىة التعامؿ في إطار الصفقات العمكمية ،كتبلفي كؿ محاكالت المساس بالماؿ العاـ الذم يعد ضحية
التعامبلت كالصفقات المشبكىة المبرمة مع بعض األطراؼ التي استطاعت بحكـ خبرتيا أك بتكاطئيا مع
المكمفيف بتسييرىا بالمساس بنزاىتيا كاجراءاتيا ،كىك دفع بالمشرع لتجريـ كؿ األفعاؿ التي تحمؿ طابعا
جزائيا يمثؿ إحدل صكر جرائـ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،كرجح كفة تدخؿ القضاء في شقو
الجزائي لقمعيا كالذم ال يرتبط بالصفقات العمكمية إال بخصكص ىذا النكع مف الجرائـ كىك مجاؿ لمدراسة
في مجاؿ القانكف الجنائي كالعمكـ الجنائية.1
كؿ تمؾ الضكابط كاآلليات يسعى مف كرائيا المشرع عمى تنبني ركائز المعاممة في إطار الصفقات
العمكمية عمى أسس النزاىة كالمشركعية في إطار المنافسة الشريفة كفؽ أطر قانكنية كتنظيمية لكي ال
تككف الصفقات العمكمية كسيمة لخدمة المصالح الشخصية كمصدر مف مصادر التربح كالثراء عمى
حساب المصمحة العامة كاالقتصاد الكطني ،كتبعا لذلؾ يتـ الكقكؼ عمى بعض العينات لمجرائـ التي
يمكف أف تعترم مجاؿ الصفقات كأىـ اآلليات اإلجرائية كالمؤسساتية لقمعيا إلى جانب الجزاءات المقررة
ليا (الفصؿ الثاني).
-1دغبار نكرة بف بكزيد ،منازعات الصفقات العمكمية ،مجمة دفاتر السياسة كالقانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح،
كرقمة ،العدد الخامس عشر ،جكاف ،2016ص .441
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
الفصؿ األوؿ:
يثير الكاقع العممي لمجاؿ الصفقات العمكمية التي تبرميا اإلدارة العديد مف صكر المنازعات السيما
في حالة تعسفيا في استعماؿ امتيازاتيا أك تخمفيا عف تنفيذ التزاماتيا ،ممحقة بذلؾ أضرار لمطرؼ المتعاقد
معيا ،مما يستكجب تدخؿ الجية القضائية المختصة بناء عمى طمب ىذا األخير إلنصافو ،سكاء بطمب
إلغاء تصرفيا غير المشركع أك مطالبتيا بالتعكيض عف األضرار التي لحقت بو جراء ذلؾ التصرؼ.
مف الكاضح أف اختصاص الفصؿ في ىذه المنازعات يؤكؿ لمقضاء اإلدارم الذم يعد الضمانة
الفعالة في ضماف التكازف بيف المصالح المتبادلة ،بيف المتعامؿ المتعاقد كالمصمحة المتعاقدة مف جية
أخرل ،إذ أف مجريات سير العممية التعاقدية تعد المجاؿ الكاسع الذم ترتكب فيو مختمؼ التجاكزات التي
تمس الدعائـ األساسية ،المرتكز عمييا في عممية إبراـ الصفقات العمكمية ،فكؿ إخبلؿ لؤلحكاـ التشريعية
كالتنظيمية الناظمة لمصفقات العمكمية يؤدم إلخراج الصفقة عف طابعيا القانكني ،كيجعؿ منيا صفقة
مشبكىة ،لذلؾ ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة بتعميؿ اختيارىا لممتعامؿ المتعاقد عند كؿ رقابة تمارس
عمييا مف قبؿ الجيات المختصة ،طبقا لممادة 160مف تنظيـ الصفقات العمكمية التي نصت بأنو " يجب
عمى المصمحة المتعاقدة أف تعمؿ اختيارىا عند كؿ رقابة تمارسيا أم سمطة مختصة" ،فعمكمية ىذا النص
تفيد بأف تبرير المصمحة المتعاقدة الختيارىا ال يقتصر أماـ جيات الرقابة المختصة بمختمؼ مستكياتيا
فحسب ،كانما يتعداه لمجيات القضائية مجسدة في القضاء اإلدارم سكاء أماـ قضاء اإللغاء أك
االستعجاؿ ،القضاء الكامؿ( ،المبحث األكؿ) مع تكريس القضاء لآلليات التي تكفؿ احتراـ كتنفيذ األحكاـ
الصادرة في ىذا المجاؿ (المبحث الثاني).
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المبحث األوؿ:
تحديد مجاؿ تدخؿ القاضي اإلداري في الصفقات العمومية.
إف الضماف الحقيقي كالفعاؿ لمبدأ المشركعية ،ىك إخضاع تصرفات اإلدارة لمرقابة القضائية بما
يشكؿ في ذلؾ إيقاؼ اإلدارة العامة عند الحدكد القانكنية التي رسميا القانكف ،لذا يحؽ لكؿ متعامؿ متعاقد
المجكء إلى القضاء لعرض مختمؼ إدعاءاتو تجاه المصمحة المتعاقدة نتيجة خركجيا ،عما قررتو أحكاـ
مبدأ مشركعية تصرفاتيا في مجاؿ الصفقات العمكمية ،كيبرز دكر القاضي اإلدارم في ىذا المجاؿ عندما
تعرض عميو مثؿ ىذه المنازعات كالمتعمقة بالصفقات العمكمية مف أجؿ الفصؿ فييا بما يتبلءـ كالكاقع
العممي ليذا النكع مف العقكد الذم يمتاز بتعقيد قكاعده اإلجرائية ،التي تحمؿ في طياتيا العديد مف
اإلشكاالت التي قد تحكؿ دكف التطبيؽ الفعمي لممبادئ األساسية التي تحكـ عممية إبراـ الصفقات
العمكمية.
كمف أجؿ إبراز دكر قاضي اإلدارم في مجاؿ الصفقات العمكمية ،يتعيف عمينا تحديد الجية
القضائية المختصة في الفصؿ في مثؿ ىذا النكع مف المنازعات ،خاصة كأف تفسير مبدأ سيادة القانكف
يحمؿ تفسي ار مغاي ار في الدكؿ التي تنتيج نظاـ ازدكاجية القضاء ،كالتي أفردت قضاء متخصصا لنظر
المنازعات اإلدارية بما فييا منازعات الصفقات العمكمية ،إضافة إلى تحديد مجاالت تدخمو مف منظكر
مختمؼ الدعاكل اإلدارية المشمكلة في ىذا المجاؿ ،كالتي يمكف أف تنصب عمى مختمؼ الق اررات المتعمقة
بتسيير المراحؿ اإلجرائية إلبراـ الصفقات العمكمية ،أك تمؾ التي تنصب عمى عقد الصفقة العمكمية بحد
ذاتو ،إلى جانب ما تقتضيو مف شركط الكاجب تكافرىا لرفع مثؿ ىذه المنازعات مف أجؿ ضماف حقكؽ
أطراؼ العبلقة التعاقدية.
المطمب األوؿ:
يشكؿ القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم جزءا ميما في منازعات الصفقات العمكمية ،كقد ساىـ
المشرع الجزائرم في تعزيز ىذا األسمكب كتكسيع طرؽ الطعف الممنكحة لممترشحيف المتضرريف ،كبذلؾ
فيك يجسد دك ار ىاما في الرقابة عمى إجراءات إبراـ الصفقات العمكمية ،كتكريس الشفافية عمى العممية
التعاقدية نظ ار لما يحيطيا مف تجاكزات يصعب كشفيا أك تداركيا في الكثير مف األحياف ،ككذا لمساسيا
المباشر بالماؿ العاـ كالمصمحة العامة ،كقد تبنى المشرع ضمف أحكاـ القانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية
بابا مستقبل في إطار الفصؿ الخامس ،بعنكاف "االستعجاؿ في مادة إبراـ العقكد كالصفقات" ،مف الباب
ن
1
الثالث بعنكاف "االستعجاؿ" حيث كرست أحكاـ المادتيف 946ك 947مف (ؽ إ ـ إ) لتنظيمو كبياف
-1القانكف رقـ ،09/08المؤرخ في ،2008/02/25المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية ،ج ر ج ج عدد ( )21الصادرة بتاريخ
.2008/04/23
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
أحكامو ،كرغـ أف ىذه الخطكة قد جاءت متأخرة مقارنة بنظيره الفرنسي الذم كرس االستعجاؿ ما قبؿ
التعاقد منذ سنة 1992بمكجب القانكف 10/92الصادر في 1992/01/04كالقانكف 1416/93
الصادر في ،11993/12/29إلى جانب تكريس ىذا النكع مف الدعاكل ضمف أحكاـ المادتيف L22ك
L23مف قانكف المحاكـ اإلدارية كمحاكـ االستئناؼ اإلدارية ،2ثـ المكاد L551-ك L551-في
تعديؿ قانكف العدالة اإلدارية 3كفؽ أحكاـ األمر 4،2009/515إال أنو كعمى الرغـ مف تأخر المشرع في
محمكدا يعكس إرادة المشرع في تطكير المنظكمة القانكنية كمكاكبة
ن إقرار ذلؾ إال أف ذلؾ يعد اتجاىا
التطكرات الحاصمة في مجاؿ الصفقات العمكمية.
لـ يقدـ المشرع الجزائرم تعريفا جامعا لبلستعجاؿ ما قبؿ التعاقدم مكتفيا في ذلؾ بما جاءت بو
المادة 918بقكليا " يأمر قاضي االستعجاؿ بالتدابير المؤقتة ،ال ينظر في أصؿ الحؽ ،كيفصؿ في
أقرب اآلجاؿ" ،كقد عرفو بعض الفقو بأنو "ضركرة الحصكؿ عمى الحماية القانكنية العاجمة التي ال تتحقؽ
مف خبلؿ إتباع اإلجراءات العادية لمتقاضي ،نتيجة تكافر ظركؼ تمثؿ خط ار عمى حقكؽ الخصـ أك
تتضمف ضر ار قد يتعذر تداركو كاصبلحو" ،5كبذلؾ يعد القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ
الصفقات العمكمية " إجراء قضائي تحفظي مستعجؿ خاص ،اليدؼ منو حماية قكاعد العبلنية كالمنافسة
بشكؿ فعاؿ قبؿ إتماـ إبراـ الصفقة العمكمية كذلؾ عف طريؽ إعطاء القاضي سمطات كاسعة غير مألكفة
في اإلجراءات القضائية االستعجالية العامة " ،6تجنبا في ذلؾ لؤلكضاع التي يصعب تداركيا إذا ما تـ
إبراـ الصفقة.
الفرع األوؿ:
ضوابط رفع الدعوى اإلستعجالية قبؿ التعاقدية.
تندرج منازعات الصفقات العمكمية في نطاؽ االستعجاؿ ،بناء عمى تكفر جممة مف الشركط الخاصة
تشكؿ خركجا عف القكاعد العامة ،رغبة مف المشرع في تفعيؿ اإلطار الرقابي عمى الصفقات العمكمية،
ففضبل عف الشركط العامة الكاجب تكافرىا في الدعكل االستعجالية في مجاؿ الصفقات العمكمية المتمثمة
-1محمد فقير ،رقابة القضاء اإلدارم االستعجالي عمى الصفقات العمكمية قبؿ إبراميا في التشريع الجزائرم كالتشريع المقارف (آلية كقائية لحماية
الماؿ العاـ) ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ
،2013/05/20ص .02
2
- Art L22, L23, Code des tribunaux administratifs et des cours administratives d'appel, publié sur le site:
https://www.legifrance.gouv.fr.
3
- Code de justice administrative, publié sur le site: www.legifrance.gouv.fr.
4
- Ordonnance n° 2009-515, du 07 mai 2009, relative aux procédures de recours applicables aux contrats de la
commande publique, JORF n° 0107 du 08 mai 2009.
-5بشير بالعيد ،القضاء المستعجؿ في األمكر اإلدارية ،مطابع عمار قرفي ،باتنة ،الجزائر ،1993 ،ص .32
-6عبد الكىاب كساؿ ،سمطة القاضي اإلدارم في تكجيو األكامر لئلدارة ،أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه عمكـ في القانكف ،تخصص القانكف العاـ،
كمية الحقكؽ ،جامعة قسنطينة ( ،)1الجزائر ،2015/2014 ،ص .225
- Julien Piasecki L’office du juge administratif des référes Thése pour le Doctorat de Droit public Université
du sud-Toulon Var, Faculté de Droit de Toulon, 2009, p 137.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
أساسا في االستعجاؿ كعدـ المساس بأصؿ الحؽ كالنظاـ العاـ ،ككذا شرط الجدية الذم يقتضي بأنو لنشأة
الدعكل االستعجالية يجب أف يككف ىناؾ احتماؿ لكجكد حؽ ،كىك ما يثبت جدية طمب المدعي ،1ال بد
مف تكافر جممة مف الشركط ذات الخصكصية بيذا النكع مف المنازعات ،كالتي تظير مف خبلؿ فحص
أحكاـ المادة ( 946ؽ إ ـ إ) سكاء مف حيث صفة المدعي ك آجاؿ رفع الدعكل (الفقرة األكلى) ،أك
الجانب الذم ينصب عميو ىذا النكع مف الدعاكل اإلدارية (الفقرة الثانية).
تخضع الدعكل االستعجالية قبؿ التعاقدية فضبل عف الشركط الكاجب تكافرىا في كؿ دعكل
االستعجالية ،أك أم منازعة مف منازعات القضاء اإلدارم بصفة عامة ،إلى ضكابط شكمية خاصة
ضبطتيا أحكاـ المادة 946مف (ؽ إ ـ إ) ،كالكاقع أف تخصيص الصفقات بيذا النكع مف الدعاكل كاف
نتيجة اجتيادات القضاء اإلدارم الفرنسي ،الذم تشدد بشأف حماية قكاعد العمنية كالمنافسة في مجاؿ إبراـ
عقكد الشراء العامة ،كتتمثؿ ىذه الضكابط التي تتميز بيا ىذه الدعكل فيما يمي:
تأخذ صفة المدعي في ىذه الدعكل مفيكما أكسع كأشمؿ مف شرط الصفة المعركؼ في القكاعد
العامة ،فيي تكتسب بحكـ المصمحة أك بحكـ القانكف.2
ترفع ىذه الدعكل مف قبؿ كؿ صاحب مصمحة في إبراـ الصفقة العمكمية ،كالذم قد يتضرر مف
جراء خرؽ قكاعد اإلشيار كالمنافسة التي تخضع ليا عممية إبراـ العقكد اإلدارية كالصفقات العمكمية ،كىذا
طبقا لما نصت عميو المادة L22ك L23مف تقنيف المحاكـ اإلدارية كمحاكـ االستئناؼ الفرنسي ،3كالمادة
946مف (ؽ إ ـ إ) التي جاء فييا بأنو "يجكز إخطار المحكمة اإلدارية بعريضة ،كذلؾ في حالة اإلخبلؿ
بالتزامات اإلشيار أك المنافسة التي تخضع ليا عمميات إبراـ العقكد اإلدارية كالصفقات العمكمية ،يتـ ىذا
اإلخطار مف قبؿ كؿ مف لو مصمحة في إبراـ العقد كالذم قد يتضرر مف ىذا اإلخبلؿ ،4"...حيث فسرت
فسرت عبارة " كؿ مف لو مصمحة " بأنيـ المترشحكف الذيف تـ إقصاؤىـ أك استبعادىـ أك لـ يتـ اختيارىـ،
كبالتالي فإف صيغة العمكمية التي كردت بيا ىذه العبارة قد تفتح المجاؿ بإدراج عدة طكائؼ دكف أف تككف
ليـ مصمحة مباشرة ،كيككف الغرض مف رفع الدعكل تعطيؿ مجريات العممية التعاقدية مما يسبب ضر ار
لكؿ مف المصمحة المتعاقدة كالمتعاقد معيا ،1ىذا كال يستمزـ مفيكـ القابمية لمضرر الكارد ضمف أحكاـ
المادة 946كجكب إثبات الضرر الناتج عف اإلخبلؿ بقكاعد اإلشيار أك المنافسة ،كانما يكفي أف يممؾ
المدعي فرصة لمفكز بالصفقة فيما لك لـ يرتكب ىذا الخرؽ ،2كمف بيف التطبيقات القضائية األمر
االستعجالي الصادر عف المحكمة اإلدارية ببسكرة بتاريخ 2015/12/02كالذم جاء فيو "..أف منح
الصفقة عمى ىذا النحك مف شأنو اإلضرار بيا..كأف المدعية تستند في دعكاىا عمى أحكاـ المادة 946
مف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية.3"..
ال يككف المدعي في ىذه الحالة أحد المتنافسيف الذيف قدمكا عركضيـ ،كالذم يمكف أف يتضرر مف
جراء خرؽ قكاعد اإلشيار كالمنافسة ،كانما جيات رسمية خكليا القانكف ممارسة ىذه الصبلحية ألسباب
تتعمؽ بالمصمحة العامة ،4إذ يعد مكتسبا ليذه الصفة كؿ جية رسمية خكليا القانكف صراحة الحؽ في
تحريؾ الدعكل االستعجالية قبؿ التعاقدية في حاؿ خرؽ قكاعد المنافسة كالشفافية ،5حيث أعطيت ىذه
الصبلحية بفرنسا لممحافظ طبقا لمفقرة الثانية مف المادة L22مف تقنيف المحاكـ اإلدارية كمحاكـ
االستئناؼ الفرنسي ،بينما خكؿ المشرع الجزائرم إمكانية إثارة ىذه الدعكل مف قبؿ الكالي باعتباره ممثبل
لمدكلة عمى المستكل الكالية طبقا المادة 2/946مف (ؽ إ ـ إ) ،كالتي جاء فييا بأنو "..يتـ ىذا
اإلخطار..ككذلؾ لممثؿ الدكلة عمى مستكل الكالية إذا أبرـ العقد أك سيبرـ مف طرؼ جماعة إقميمية أك
مؤسسة عمكمية محمية."..
إال أف ىذا النص يطرح بعض اإلشكاالت القانكنية ،حيث أننا في ىذا الصدد نتساءؿ بأنو إذا كاف الكالي
حارسا لشفافية الصفقات العمكمية عمى المستكل المحمي ،فمف ىي الجية التي خكليا القانكف حراسة
شفافية الصفقات التي تبرميا الييئات المركزية المحددة حص ار في المادة 06مف تنظيـ الصفقات
العمكمية؟ عمما أف الصفقات التي تبرميا ىذه األخيرة تخضع لنفس قكاعد الشفافية كالنزاىة كتسرم عمييا
-1نادية تيا ب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،رسالة لنيؿ شيادة دكتكراه في العمكـ ،تخصص قانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك ،الجزائر ،2013 ،ص .266
2
- RICHER laurent, op.cit, p 145.
-3المحكمة اإلدارية (بسكرة) ،القسـ االستعجالي ،القضية رقـ ،15/00980الفيرس رقـ ،15/01140بتاريخ ( ،2015/12/14شركة ذات
مسؤكلية محدكدة "أبناء العمكرم" لمنقؿ ضذ مديرية الخدمات الجامعية لكالية بسكرة).
-4عبد اهلل كنتاكم ،أطراؼ دعكل االستعجاؿ قبؿ التعاقد في مادة العقكد كالصفقات العمكمية (دراسة مقارنة) ،مجمة العمكـ القانكنية كالسياسية ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة حمة لخضر ،الكادم ،العدد السابع عشر ،جانفي ،2018ص .290
-5محمد ميدم لعبلـ ،القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المجمة المصرية لمدراسات القانكنية كاالقتصادية ،مجمة
عممية إلكتركنية محكمة ،http://www.ejles.comالعدد الخامس ،جكاف ،2015ص .22
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
نفس المبادئ المكرسة ضمف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية كقانكف مكافحة الفساد ،1لذلؾ فقد كاف مف
األكلى كنظ ار لضخامة سقفيا المالي تحديد الجيات اإلدارية المككؿ ليا حؽ إخطار المحكمة اإلدارية عف
أم خرؽ لقكاعد الشفافية كالمنافسة مثؿ ما ىك معمكؿ بو في التشريع الفرنسي ،2إال أنو بالرجكع لممادة
828مف (ؽ إ ـ إ) فإف الدكلة تمثؿ مف طرؼ الكزير المعني سكاء مدعية أك مدعى عمييا ،كبالتالي
كقياسا عمى منح الكالي باعتباره ممثبل لمدكلة عمى مستكل الكالية صفة المدعي في الصفقات التي تبرميا
الجماعات اإلقميمية كالمؤسسات العمكمية المحمية ،كبالنظر لتشكيؿ المجاف الجيكية لمصفقات ،كلجنة
الصفقات لممؤسسة العمكمية الكطنية كالييكؿ غير الممركز لممؤسسة العمكمية الكطنية ذات الطابع
اإلدارم ،كالمجنة القطاعية لمصفقات المكمفة بالرقابة القبمية الخارجية لمصفقات ،كالتي تتكفر تشكيميا عمى
أعضاء ممثميف عف الكزير المكمؼ بالمالية (مصمحة الميزانية كمصمحة المحاسبة) فقد كاف مف األجدر
عمى المشرع أف يمنح بصريح نص المادة 946مف (ؽ إ ـ إ) صفة المدعي في دعكل االستعجاؿ قبؿ
التعاقدم لمكزير المكمؼ بالمالية في حالة الصفقات المبرمة مف طرؼ اإلدارة المركزية كالمؤسسات
العمكمية الكطنية نظ ار لمصبلحيات الممنكحة لمكزير المكمؼ بالمالية في مجاؿ الصفقات العمكمية كالذم
يتمتع بسمطة تحييف المبالغ المالية لمصفقات ،فضبل عف كصاية ك ازرة المالية عمى الشأف المالي لمختمؼ
قطاعات الدكلة كمساىمتيا في إثراء أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية.
باإلضافة إلى أف ما يأخذ في ىذا الصدد عف كؿ مف المشرع الجزائرم كالفرنسي ىك غياب األطر
القانكنية التي تحدد كيفيات تبميغو كاعبلمو بيذه التجاكزات التي قد تحصؿ في ىذا الشأف نظ ار لصعكبة
عممو بالتجاكزات المرتكبة في المرحمة قبؿ التعاقدية ،إذ ال تتكفر لديو المعمكمات الكافية عف المرحمة
السابقة لمتعاقد كال يعمـ بالصفقة إال بعد اإلطبلع عمى المداكلة التي تضمنتيا ،مما يعني أنو ال يمكف
اكتشاؼ مخالفات المشركعية المتعمقة بالمنافسة كالعبلنية إال مف خبلؿ المرشحيف المستبعديف ،أك
مداكالت المجالس المحمية المتعمقة بإبراـ الصفقات العمكمية.
أما المدعى عميو في ىذه الدعاكل ىك الجية المتسببة في اإلخبلؿ بالتزامات اإلشيار كالمنافسة،
كالمتمثمة في الجية صاحبة الصفقة العمكمية كالتي ال تخرج عف إحدل الييئات المنصكص عمييا في
المادة 06مف المرسكـ الرئاسي .247/15
لـ يحدد المشرع الجزائرم شأنو شأف المشرع الفرنسي أجبل أك مدة زمنية معينة لرفع دعكل
االستعجاؿ ما قبؿ التعاقدم ،في حالة اإلخبلؿ بقكاعد المنافسة كاإلشيار المتعمقة بعممية إبراـ الصفقات
العمكمية ،1كانما اكتفى في ذلؾ باإلشارة لكقت رفعيا في معرض نص المادة 3/946بقكليا " يجكز
إخطار المحكمة اإلدارية قبؿ إبراـ العقد " ،غير أننا نتساءؿ مف كراء القصد بعبارة " يجكز " فيؿ يككف
بذلؾ قد خكؿ المشرع إمكانية رفع الدعكل قبؿ كبعد إبراـ الصفقة ؟ كبعبارة أخرل فيؿ يمكف القكؿ بأف
المشرع قد جمع االستعجاؿ التعاقدم كقبؿ التعاقدم ؟
كلئلجابة عف ذلؾ يقتضي األمر الرجكع ألحكاـ المادة 82مف المرسكـ الرئاسي 247/15التي
أشارت لمطعف اإلدارم الذم يممكو المرشحيف المقصييف مف المنح المؤقت ،كبذلؾ يككف المشرع قد قصد
حرية االختيار بيف الطريؽ اإلدارم أك الطريؽ القضائي ،كبالتالي فإف المقصكد بما جاء في معرض
المادة 3/946ىك إجبارية إخطار المحكمة اإلدارية قبؿ إبراـ العقد ،2مما يكرس الطابع الكقائي لمدعكل
االستعجالية قبؿ التعاقدية التي تسعى لتصحيح المخالفات قبؿ إبراـ العقد ،كىك المنطؽ الكقائي الذم دفع
بمجمس الدكلة الفرنسي إلى تقرير أف أحكاـ المادتيف L23 ،L22مف تقنيف المحاكـ اإلدارية كمحاكـ
االستئناؼ تقضي بأف ترفع الدعكل قبؿ إبراـ العقد ،كما أف عبارة "قبؿ إبراـ العقد" الكاردة في النص تحدد
المجاؿ الزمني الذم يمكف مف خبللو لمقاضي المختص بالفصؿ في الدعكل بممارسة سمطاتو بكؿ فعالية،
كىك ما كرسو مجمس الدكلة الجزائرم في ق ارره المؤرخ بتاريخ 2012/06/21كالذم جاء فيو "..حيث أف
النزاع الحالي يتعمؽ بإلزاـ المدعى عمييا باحتراـ بنكد الصفقة..كأف قاضي االستعجاؿ يككف مختصا في
مرحمة اإلخبلؿ بالتزامات اإلشيار أك المنافسة كقبؿ إبراـ العقد ،كطالما أف الصفقة قد أبرمت كاألشغاؿ قد
نفدت فالقرار المستأنؼ بفعمو ىذا قد تعدل ألصؿ الحؽ مما يتعيف إلغاءه ..كالتصريح مف جديد بعد
اختصاص قاضي االستعجاؿ".3
كبالتالي فإف الطابع الكقائي ليذا النكع مف الدعاكل جعؿ منيا دعكل متميزة تتماشى كطبيعتيا
الكقائية ،مف أجؿ تدارؾ كتصحيح المخالفات التي تمس بمبدأم اإلشيار كالمنافسة في مرحمة متقدمة درنان
لمضرر غير قابؿ لئلصبلح قبؿ فكات األكاف ،إلى جانب تمكيف القاضي االستعجالي بممارسة سمطتو في
تكجيو األكامر لممتسبب لبلمتثاؿ بالتزاماتو ،أك األمر بتأجيؿ إمضاء العقد طبقا ألحكاـ الفقرة 4ك 6مف
المادة ،946كفي كؿ األحكاؿ فإف الحكـ الصادر لفائدة المدعي كالقاضي بتأجيؿ إمضاء العقد ،ال يمكنو
أف يؤجؿ ذلؾ إال لفترة أقصاىا 20يكما إبتداءا مف تاريخ اإلخطار لمنع اإلدارة مف تكقيعو كمنعيا مف
التيرب مف التزاماتيا ،كإجراء تحفظي في انتظار صدكر القرار النيائي في المكضكع.4
يشمؿ مجاؿ االستعجاؿ السابؽ لمتعاقد الرقابة عمى احتراـ كافة القكاعد التشريعية كالتنظيمية التي
تتناكؿ التزامات اإلشيار أك الكضع لممنافسة في إبراـ الصفقات العمكمية ،لذلؾ عمؿ المشرع الجزائرم
عمى إخضاع صنؼ مف المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية الختصاص القضاء االستعجالي بنص
القانكف ،طبقا لما أفادت بو أحكاـ المادة 946مف (ؽ إ ـ إ) بقكليا بأنو " يجكز إخطار المحكمة اإلدارية
بعريضة ،كذلؾ في حالة اإلخبلؿ بالتزامات اإلشيار أك المنافسة التي تخضع ليا عمميات إبراـ العقكد
اإلدارية كالصفقات العمكمية ،"..كبذلؾ فقد حددت أحكاـ ىذا النص صنؼ مف منازعات الصفقات
العمكمية التي يؤكؿ الفصؿ فييا الختصاص قضاء االستعجاؿ ،كالمتمثمة في المنازعات التي قد تط أر
أثناء مرحمة اإلبراـ نتيجة اإلخبلؿ بمبدأم اإلشيار كالمنافسة ،كعمى ىذا األساس فإف كؿ اإلجراءات التي
تتخذ خبلؿ ىذه المرحمة سكاء تعمقت باإلعبلف عف الصفقة أك إبراميا أك إلغائيا أك تأىيؿ المرشحيف أك
اإلقصاء مف المشاركة أك اختيار المتعامؿ المتعاقد ليا عبلقة باإلشيار كالمنافسة.
كبناء عمى ذلؾ يتـ الطعف في إحدل الق اررات الصادرة عف المصمحة المتعاقدة أثناء مباشرة إجراءات
اإلبراـ ،كىي ق اررات تـ االعتراؼ باستقبللية منازعاتيا بتطبيؽ نظرية الق اررات اإلدارية المنفصمة ،كالتي يتـ
الطعف فييا استقبلال أماـ قضاء االستعجاؿ القانكني ،عمى أف يتـ الفصؿ فييا في أقرب اآلجاؿ كذلؾ
العتبارات أىميا المحافظة عمى الماؿ العاـ كضماف سير المرفؽ العاـ كتحقيؽ النفع العاـ كالفائدة المرجكة
مف كراء الصفقة المزمع إبراميا.
كعميو فإذا كانت األغراض األساسية ليذه الدعكل ىي حماية قكاعد العبلنية كالمنافسة ،فإف جكىر
المجكء إلى قضاء االستعجاؿ في مجاؿ الصفقات العمكمية يرتبط أساسا باإلخبلؿ بيذه القكاعد األساسية
كالذم ينصب عمى ما يمي:
يعد اإلعبلف عف المنافسة طبقا ألحكاـ المادة 61مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15آلية جكىرية
في تكريس الشفافية كالمنافسة في مجاؿ الصفقات العمكمية ،كيعد انتياكا لقكاعد اإلعبلف عدـ قياـ
المصمحة المتعاقدة باإلعبلف عف الصفقة ،أك اإلعبلف عنيا بشكؿ معيب نتيجة عدـ تضميف اإلعبلف
لمبيانات اإللزامية التي حددتيا أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ،1أك احتكاء اإلعبلف عمى معمكمات
غامضة ،أك المبالغة في معايير التقنية المعمف عنيا بغرض إقصاء بعض المرشحيف كعدـ تبريرىا
-1حناف عطكم ،حؽ الغير في حماية عممية إبراـ الصفقة العامة في التشريع الجزائرم ،مجمة االجتياد لمدراسات القانكنية كاالقتصادية ،معيد
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،المركز الجامعي لتامنغست ،الجزائر ،العدد الثاني عشر ،جكاف ،2017ص .145
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
بضركرة الخدمة العامة ،1كما اعتبر القضاء اإلدارم أف كؿ خرؽ لمقكاعد المتعمقة بمدة استبلـ العركض
مخالفة لقكاعد العبلنية .2كمف بيف التطبيقات القضائية األمر االستعجالي الذم سبقت اإلشارة لو كالصادر
عف المحكمة اإلدارية ببسكرة بتاريخ 2015/12/02كالذم جاء فيو "..حيث أف دعكل الحاؿ تخص
الطعف السابؽ لمتعاقد كتتعمؽ باإلشيار كالمنافسة في مجاؿ الصفقات العمكمية كأف كؿ إخبلؿ يخضع
لرقابة القاضي اإلدارم االستعجالي طبقا لنص المادة 946مف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية."..
حددت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية اآلليات القانكنية إلبراـ الصفقات العمكمية ،مف المادة 39
إلى 52كفؽ ضكابط قانكنية ممزمة ال يمكف الخركج عنيا ،لذلؾ فإف لجكء المصمحة المتعاقدة إلى إحدل
ىذه التقنيات في غير مكضعيا يؤدم إلى خرؽ قكاعد نزاىة المنافسة التي تقكـ عمييا عممية إبراـ
الصفقات العمكمية ،كأف تمجأ المصمحة المتعاقدة إلى أسمكب التراضي في غير الحاالت المبررة.
يقصد بيا قياـ المصمحة المتعاقدة بكضع مكاصفات تنطكم عمى عناصر تفضيمية ألحد المرشحيف
عمى حساب البقية انتياكا لنزاىة المنافسة ،3كعمى ىذا األساس فقد اعتبر مجمس الدكلة الفرنسي بأف
كضع مكاصفات معقدة قصد حصر المنافسة بيف فئة معينة مف المتنافسيف سمككا ينطكم عمى المساس
بقكاعد المنافسة الشريفة.4
يعد مبدأ حرية المشاركة في المنافسات المعمف عنيا مف المبادئ األساسية التي كرستيا تنظيمات
الصفقات العمكمية المتعاقبة ،فبل يكجد ما يمنع أم متنافس مف المشاركة في إطار احتراـ الشركط
القانكنية العامة كاإلجراءات الشكمية الكاجب إتباعيا لمدخكؿ في المنافسة ،كبناء عمى ال يجكز لممصمحة
المتعاقدة أف تبعد أم مرشح متى تكافرت فيو الشركط القانكنية المطمكبة.
كبمفيكـ المخالفة فإف الحرماف مف المشاركة في الصفقات المعمف عنيا ،يقصد بو الحظر القانكني
مف المشاركة (اإلقصاء) ألسباب يحددىا القانكف كالمصمحة العامة ،أك اإلفبلس أك عدـ الكفاء بالكاجبات
الجبائية أك االستبعاد بناء عمى مخالفات في إطار تعامؿ سابؽ كغيرىا ،كبالتالي فإذا لجأت المصمحة
المتعاقدة لتطبيؽ ىذا اإلجراء دكف مبررات قانكنية ،كاف لو حؽ المجكء لقضاء االستعجاؿ ما قبؿ
-1حميمة بركؾ ،دكر الطعف االستعجالي السابؽ لمتعاقد في مكافحة الفساد في العقكد كالصفقات العمكمية ،مجمة المفكر ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد الحادم عشر ،سبتمبر ،2014ص .300
-2فكزية ىبيكب ،المرجع السابؽ ،ص .58
3
- florian Linditch délit d’actroit d’avantage injustifié contrats et marchés publics vol juris classeur paris
2009, p 08.
-4سمكل بكمقكرة ،المرجع السابؽ ،ص .12
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
التعاقدم ،أما االستبعاد فيقصد بو إخراج العطاء بعينو مف دائرة المنافسة بعد استبلمو لعدـ احترامو
لممكاصفات التقنية ،أك إذا تبيف أف العرض المقبكؿ يمكف أف يؤدم إلى ىيمنة عمى السكؽ أك اختبلؿ
المنافسة ،كغيرىا مف األسباب القانكنية التي تخكؿ المصمحة إعماؿ سمطاتيا في ذلؾ ،كعميو فإف تعسؼ
المصمحة المتعاقدة في استعماؿ ىذا الحؽ يخكؿ لممتضرر المجكء إلى القضاء االستعجالي ما قبؿ
التعاقدم.1
عمؿ المشرع الجزائرم مف خبلؿ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية عمى ضبط معايير اختيار
المتعامميف الراغبيف في التعاقد مع اإلدارة بمكجب المكاد مف 53إلى 58ليؤكد مف خبلليا عمى إلزامية
تقيد المصمحة المتعاقدة بيذه المعايير ،كالتأكد مف مؤىبلت المترشحيف ،كما حظرت المادة 80عمى
المصمحة المتعاقدة القياـ بأم عممية تفاكضية مع مختمؼ المتعيديف ،في إجراء طمب العركض الختيار
الشريؾ المتعاقد ،فإذا ثبت عدـ التزاـ المصمحة المتعاقدة بمعايير االختيار كاف ذلؾ دليبل عمى خرؽ
صارخ لمبدأ المنافسة.2
تمؾ ىي الحاالت التي يتقرر عمى أساسيا اختصاص القاضي االستعجالي ما قبؿ التعاقدم بالنظر
في الدعكل في أجؿ 20يكما مف تاريخ إخطاره بالعريضة االفتتاحية ،طبقا لممادة 947التي جاء فييا
بأنو "تفصؿ المحكمة اإلدارية في أجؿ عشريف ( )20يكما تسرم مف تاريخ إخطارىا بالطمبات المقدمة ليا
طبقا لممادة 946مف (ؽ إ ـ إ).
إف ىذا األجؿ يعد مسألة ميمة لصالح المصمحة المتعاقدة كمشركع الصفقة ،ككذا كؿ مف المتعامؿ
المتعاقد كالغير حتى ال تتعطؿ مصالح كؿ كاحد منيـ ،إال أف ما يؤخذ عمى المشرع الجزائرم ىك عدـ
ترتيب أم جزاء إجرائي نتيجة تجاكز ىذه المدة ،كطبقا لبلجتياد القضائي فإف تجاكز ىذه المدة ليس لو
أثر إال أف يكقؼ تعميؽ إبراـ العقد كال يؤثر عمى صحة الحكـ ،لكف يمكف أف يشكؿ سببا لمتعكيض في
حالة ما إذا نتجت عنو أضرار ،3كما أف جانب مف الفقو الفرنسي يرل بأف ىذه المدة قصيرة مقارنة
بالمسائؿ المعقدة التي قد تثيرىا بعض الصفقات العمكمية.4
كبذلؾ فقد شكؿ القضاء االستعجالي ما قبؿ التعاقدم قفزة نكعية كرستيا أحكاـ قانكف اإلجراءات
المدنية كاإلدارية ،شكمت قكاعد متميزة تتعمؽ بمكاجية مختمؼ اإلختبلالت التي قد تط أر أثناء سير مجريات
العممية التعاقدية ،التي تدخؿ ضمف نشاط اإلدارة كدكرىا في عممية بناء كتطكير كتمبية الحاجيات العامة،
مما يجعؿ االستعجاؿ فييا ضركرة حتمية ،تكريسا لآلليات الكقائية التي تعمؿ عمى الحد مف التجاكزات
التي تمس بنزاىة كشفافية العممية التعاقدية ،لكف ما يبلحظ مف خبلؿ أحكاـ المادتيف 946ك 947التي
تعد اإلطار المنظـ لمجاؿ االستعجاؿ قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية ،ىك حصر االختصاص
القضائي في المحكمة اإلدارية دكف اإلشارة إلى اختصاص مجمس الدكلة بنظر ىذه الدعكل باعتباره جية
استئناؼ ،ىذا في حاؿ ما لـ نتصكر ككنو جية ابتدائية نيائية في الدعاكم االستعجالية المتعمقة بإخبلؿ
بقكاعد المنافسة كالعبلنية في الصفقات المبرمة مف طرؼ الييئات المركزية ،ألف األمر ىنا مرتبط بق اررات
إدارية مركزية منفصمة عف الصفقة العمكمية.
أما عف حجية الحكـ الصادر في ىذه الدعكل فيك حكـ قطعي حائز لقكة الشيء المقضي فيو 1طبقا
لما أفادت بو المادة 300مف (ؽ إ ـ إ) بقكليا " يككف قاضي االستعجاؿ مختصا أيضا في المكاد التي
ينص القانكف صراحة عمى أنيا مف اختصاصو ،كفي حالة الفصؿ في المكضكع يحكز األمر الصادر فيو
حجية الشيء المقضي فيو".
كبناء عمى ذلؾ فإذا تضمف الحكـ القضائي االستعجالي القانكني إلغاء قرار إدارم صادر عف
المصمحة المتعاقدة ،فإف ىذا الحكـ يأخذ حجية الحكـ باإللغاء الذم لو الحجية العامة في مكاجية
السمطات العامة ،كما أف ىذا الحكـ يحمؿ نفس خصائص الحكـ االستعجالي ،فيك مشمكؿ بالنفاذ المعجؿ
كغير قابؿ لممعارضة كال االعتراض عمى النفاذ المعجؿ 2،أما عف طرؽ الطعف فإف المشرع الجزائرم لـ
يفرد الحكـ الصادر عف القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم بإجراءات خاصة كمف ثـ فإنو يخضع لمقكاعد
العامة المقررة لؤلحكاـ االستعجالية ضمف أحكاـ ( ؽ إ ـ إ) ،3كىذا خبلفا لممشرع الفرنسي الذم حدد
الطبيعة القانكنية لؤلحكاـ الصادرة عف القضاء االستعجالي اإلدارم لمنازعات الصفقات العمكمية في ىذا
النطاؽ بككنيا أحكاما تصدر ابتدائيا كنيائيا ،4ىذا كقد أصبح القضاء اإلدارم في فرنسا يتريث قبؿ
إصدار أحكاـ قد تؤثر عمى حسف سير المرفؽ العاـ مكضكع الصفقة ،كاعتبر اإلخبلؿ بااللتزامات
اإلشيار كالمنافسة ال يعد سببا كافيا إللغاء العقد ،كما ال يعد سببا إللغاء الق اررات السابقة التي لـ يسميا
اإلخبلؿ احتراما لمبدأ استقرار المراكز القانكنية ،ذلؾ أف الحكـ بإلغاء الصفقة يدخؿ ضمف اختصاص
قاضي العقد دكف غيره.5
الفرع الثاني:
سمطات القاضي اإلداري في الدعوى االستعجالية قبؿ التعاقدية.
إف السمطات الممنكحة لمقاضي االستعجالي في مجاؿ الصفقات العمكمية تعد تجاك از عمى بعض
المحظكرات التقميدية في نظاـ القضاء اإلدارم الفرنسي ،فيك يعطي مساحة كاسعة غير مألكفة مف
السمطات تصؿ إلى حد تكجيو األكامر لئلدارة ،1طبقا لممادة 946مف (ؽ إ ـ إ) التي نصت بأنو " يمكف
لممحكمة اإلدارية أف تأمر المتسبب في اإلخبلؿ باالمتثاؿ اللتزاماتو ،كتحدد األجؿ الذم يجب أف يمتثؿ
فيو" ،كىك النص الذم تقابمو المادة L551-ك L551-مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي ،كبناء
عمى ذلؾ يمكف تقسيـ ىذه السمطات إلى قسميف تتمثؿ في اإلجراءات التحفظية (الفقرة األكلى)،
كاإلجراءات القطعية (الفقرة الثانية) ،يتـ دراستيا تبعا لما يمي:
يممؾ القاضي اإلدارم طبقا لممكاد L23 ،L22مف تقنيف المحاكـ اإلدارية كمحاكـ االستئناؼ
الفرنسي ،كالمادة L551-مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي ،كالمادة 946مف (ؽ إ ـ إ) الجزائرم
سمطة األمر كفرض الغرامة التيديدية ،ككقؼ كؿ الق اررات كاإلجراءات المتصمة بعممية اإلبراـ ،كىي
إجراءات يتحفظ بمكجبيا عمى العمميات المعيبة نتيجة اإلخبلؿ بقكاعد اإلشيار كالمنافسة ،كالتي نكردىا
كالتالي:
يعد األمر في الدعكل االستعجالية قبؿ التعاقدية إجراء قضائي مستعجؿ خاص ذك أصؿ تشريعي
أكربي ،الغرض منو حماية قكاعد العبلنية كالمنافسة بشكؿ فعاؿ قبؿ إتماـ إبراـ الصفقة العمكمية ،كذلؾ
بمنح القاضي اإلدارم سمطات كاسعة غير مألكفة في اإلجراءات القضائية االستعجالية العامة.2
كتندرج ىذه األكامر في إطار اإلجراءات التحفظية التي يمكف لمقاضي أف يقرنيا بغرامات تيديدية
ككقؼ إبراـ الصفقة ،ككقؼ كؿ اإلجراءات كالق اررات المتصمة كالمرتبطة بعممية اإلبراـ ،لذلؾ يمكف
لممحكمة اإلدارية الفاصمة في الدعكل االستعجالية تكجيو أكامر لئلدارة ،متى ثبت ليا كجكد إخبلؿ
بااللتزامات التي يفرضيا القانكف ،في مجالي اإلشيار كالمنافسة كالزاـ المتسبب باإلخبلؿ االمتثاؿ
اللتزاماتو ،كىذا طبقا لممادة 2/946مف القانكف رقـ 09/08كالتي نصت عمى أنو "...يمكف لممحكمة
اإلدارية أف تأمر المتسبب في اإلخبلؿ باالمتثاؿ اللتزاماتو ،كتحدد األجؿ الذم يجب أف يمتثؿ فيو " ،كىك
نفس ما أخذ بو المشرع الفرنسي مف خبلؿ نص المادة L551-مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي التي
-1حكرية بف أحمد ،دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .58
-2عبد الكىاب كساؿ ،سمطة القاضي اإلدارم في تكجيو األكامر لئلدارة ،المرجع السابؽ ،ص .225
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
نصت عمى أنو " يجكز لمقاضي اإلدارم أف يأمر صاحب اإلخبلؿ بالكفاء بالتزاماتو كأف يكقؼ تنفيذ أم
قرار يتعمؽ بمنح العقد ،"..كلو في ىذا اإلطار إبطاؿ الشركط كالتعميمات المدرجة في العقد كالتي تتجاىؿ
قكاعد الشفافية كالمنافسة ،كأف يأمر اإلدارة بنشر اإلعبلف عف المنافسة أك إعادة نشره مستكفيا لبياناتو
اإللزامية ،كأف يأمر اإلدارة بكضع الكثائؽ التي اشترط المشرع بأف تككف في متناكؿ الجميع كذلؾ بعد عدـ
تمكيف بعض المرشحيف منيا.
كمف ذلؾ يتبيف أف أحكاـ القانكف رقـ 09/08قد أجازت لمقاضي االستعجالي العمؿ عمى تكجيو
أكامر لئلدارة ،قصد إلزاميا باالمتثاؿ اللتزاماتيا المفركضة عمييا ،كالتقيد بيا في مجالي العبلنية كالمنافسة
في إب ارـ العقكد اإلدارية كالصفقات العمكمية بشكؿ خاص ،كىك ما يجعؿ القاضي اإلدارم االستعجالي
قبؿ التعاقدم يتدخؿ في أصؿ الحؽ ،كينظر في جكىر الدعكل ما يشكؿ خبلفا لمقكاعد العامة المعركفة
في القضاء االستعجالي ،1بعدما كاف يشكبيا قصكر في ظؿ القانكف السابؽ كالذم ال يعبر عف أىمية ىذا
القضاء كال يتماشى كالتطكرات الحديثة عمى مستكل المنظكمة القانكنية في التشريع المقارف السيما التشريع
الفرنسي.
ضمانا لمصداقية قكة الشيء المقضي كاحتراما لحقكؽ األفراد ،يتجو فقو القانكف اإلدارم في مختمؼ
دكؿ القضاء المزدكج كفرنسا كمصر كالجزائر إلى ضركرة األخذ بنظاـ الغرامة التيديدية ،التي تعد إجراء
اليدؼ منو ضماف تنفيذ األحكاـ كاألكامر القضائية ،2حيث يمكف لمقاضي اإلدارم طبقا لممادة 5/946
مف (ؽ إ ـ إ) ،أف يحكـ في حالة امتناع أك تأخر المصمحة المتعاقدة في تنفيذ األكامر المكجو إلييا طبقا
لمفقرة الرابعة مف ذات النص بغرامة تيديدية تسرم مف تاريخ انقضاء األجؿ المحدد لمخضكع كاالمتثاؿ
لبللتزامات.
يمكف لمقاضي االستعجالي بمجرد إخطار المحكمة بالدعكل في حالة اإلخبلؿ بالتزامات اإلشيار
كالمنافسة ،أف يأمر بتأجيؿ إمضاء العقد ككقؼ أم إجراء أك قرار ييدؼ إلى إبراـ العقد مما يؤدم إلى
كقؼ العممية التعاقدية ،كىذا طبقا لما نصت عميو المادة L551-مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي،
كالمادة 6/946مف (ؽ إ ـ إ) الجزائرم ،كذلؾ كإجراء تحفظي في انتظار صدكر القرار النيائي في
المكضكع ،3كبالتالي فمممحكمة السمطة التقديرية في ذلؾ متى تبيف ليا أف اختيار المتعاقد قد تـ دكف
-1نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .283
-2محمد ميدم لعبلـ ،القضاء اإلستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .31
-3فكزية ىبيكب ،المرجع السابؽ ،ص .61
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
احتراـ إجراءات المنافسة كاإلشيار ،كىك ما أفادت بو المادة 6/946بقكليا " كيمكف ليا كذلؾ كبمجرد
إخطارىا ،أف تأمر بتأجيؿ إمضاء العقد إلى نياية اإلجراءات كلمدة ال تتجاكز عشريف ( )20يكما ".
ذلؾ أنو إذا لـ يأمر القاضي بتأجيؿ إمضاء العقد ،فسينجـ عف ذلؾ نتائج يصعب تداركيا نتيجة
شركع المصمحة المتعاقدة في مباشرة كاتماـ إجراءات إبراـ الصفقة ،في الكقت الذم تككف فيو الدعكل
معركضة أماـ القضاء ،مما يحكؿ دكف إعماؿ المحكمة اإلدارية لسمطاتيا في ىذا الشأف ،كعدـ جدكل مف
تكجيو القاضي لؤلمر االستعجالي بااللتزاـ لممصمحة المتعاقدة إلى جانب استحالة إمكانية تنفيذه ،1غير أف
التساؤؿ الذم يطرح ىك ما مدل إلزاـ ىذا األجؿ لمقاضي؟ كما جزاء الذم يترتب عف مخالفتو ؟
إف سككت المشرع عف الجزاء المترتب عف تجاكز القاضي ألجؿ 20يكما عند الفصؿ في الدعكل،
يجعؿ منو إرشاديا مجردا مف كؿ أثر سكاء في مكاجية الحكـ أك في مكاجية القاضي ،إال أنو في مقابؿ
ذلؾ فإف مخالفة ىذا األجؿ يرتب أث ار ىاما في مكاجية المصمحة المتعاقدة ،حيث يجكز ليا إمضاء
الصفقة بعد انقضاء 20يكما المقررة لمقاضي لمفصؿ في الدعكل ،كىك أمر في غاية الخطكرة لذلؾ يتعيف
عمى القاضي ضركرة التقيد بيذا الميعاد كعدـ الخركج عنو كمخالفتو.
تتضمف اإلجراءات القطعية التي يتخذىا القاضي اإلدارم االستعجالي بعد النظر في مكضكع الدعكل
كأصؿ الحؽ ،إزاحة جميع العمميات المعيبة نتيجة اإلخبلؿ بقكاعد المنافسة كاإلشيار ،كتظير ىذه
السمطات بكضكح في المادة L551-مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي كالمتمثمة في:
تعمؿ المصمحة المتعاقدة عمى إصدار جممة مف الق اررات اإلدارية ،تمثؿ عممية مركبة قابمة لئلنفصاؿ
عف العقد اإلدارم ،كالتي تعبر مف خبلليا المصمحة المتعاقدة عف إرادتيا المكضكعية في معرض إبراميا
لمصفقات العمكمية ،2كتسمح تمؾ العممية لمقاضي اإلدارم كىك يبث في الدعكل بمياجمة تمؾ الق اررات
كالغائيا ،إذا ما كانت منطكية عمى مخالفات اللتزامات العبلنية كالمنافسة ،كما ىك الحاؿ غالبا في ق اررات
استبعاد بعض المتعامميف دكف كجو حؽ ،3كىي صبلحية ىامة كخطيرة في نفس الكقت ،ألنيا تؤدم إلى
الكقؼ التاـ لمعممية التعاقدية خاصة قبؿ التكقيع عمى الصفقة مف قبؿ السمطات المختصة ،أما بعد التكقع
فإف العقد يصبح مبرما ،كمع خركج العقد إلى حيز الكجكد القانكني حتى كاف كاف معيبا فإف قاضي
الدعكل اإلستعجالية قبؿ التعاقدية يستنفذ سمطاتو ،4كتجد ىذه السمطة تطبيقيا في التشريع الفرنسي مف
.294 ، -1نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص
-2محمد ميدم لعبلـ ،القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .32
-3حكرية بف أحمد ،دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .63
-4محمد ميدم لعبلـ ،القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .33
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
خبلؿ المادة L551-مف قانكف العدالة اإلدارية التي خكلت لمقاضي اإلدارم إلغاء الق اررات المتعمقة
بمنح العقد ،إلى جانب حذؼ البنكد كالمتطمبات التي ال تمثؿ اللتزامات المنافسة كاإلشيار ،خبلفا لممشرع
الجزائرم الذم لـ ينص عف ىذا اإلجراء الذم يعتبر تحفظيا يعطي القيمة الحقيقية لرقابة القاضي
االستعجالي في مجاؿ الصفقات العمكمية.
يمكف لمقاضي اإلدارم أف يبطؿ بعض الشركط التعاقدية الخاصة بالصفقات العمكمية ،إذا كانت
تنطكم عمى عنصر تفضيمي لمتعامؿ عمى حساب باقي المتعامميف ،1كيبلحظ أف ىذه السمطة قد خكلت
لمقاضي االستعجالي التحرر مف أىـ القيكد المفركضة عميو في الدعكل االستعجالية العادية ،كقيد عدـ
المساس بأصؿ الحؽ ،كعدـ عرقمة تنفيذ القرار اإلدارم ،حيث إف اليدؼ مف ابتداع ىذا النكع مف الدعاكل
ىك كضع نظاـ مميز لمتقاضي يمكف مف مسايرة خصكصية عممية إبراـ الصفقات العمكمية ،2كقد كاف
المشرع الفرنسي أكثر دقة ككضكح في تحديد صبلحيات القاضي االستعجالي ،خبلفا لممشرع الجزائرم
الذم اكتفى بتمكيف القاضي في الدعكل اإلستعجالية قبؿ التعاقدية بصبلحية تكجيو األكامر لممتسبب في
اإلخبلؿ بقكاعد المنافسة كاإلشيار لبلمتثاؿ اللتزاماتو ،عمى عكس المشرع الفرنسي الذم مكف القاضي
بممارسة صبلحية إلغاء الق اررات المتعمقة بتككيف العقد ،إلى جانب تمكينو بالتدخؿ في البنكد التعاقدية
كالغاء كؿ ما ينطكم عمى عنصر المحاباة كالتفضيؿ أك أم شكؿ مف أشكاؿ اإلخبلؿ بقكاعد المنافسة.
نخمص في األخير؛ أف القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم ليس قضاء استعجاليا بالمفيكـ القانكني
لممصطمح ،كانما ىك أسمكب خاص أبتدع في سبيؿ معالجة بعض المشاكؿ التي قد تط أر في معرض إبراـ
المصمحة المتعاقدة لصفقاتيا ،كما أف اليدؼ مف كراء استحداث المشرع ليذه السمطات ،فضبل عف حماية
مبادئ العبلنية كالمنافسة التي تخضع ليا عممية إبراـ الصفقات العمكمية ىك الحد أشكاؿ التبلعبات التي
تفتح باب الفساد ،إال أف ىذه السمطات تبقى محدكدة الفعالية ككنيا ال تتجاكز مرحمة لما بعد إبراـ العقد.3
-1محمد ميدم لعبلـ ،الدعكل اإلستعجالية السابقة لمتعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المجمة المتكسطية لمقانكف كاالقتصاد ،مجمة سداسية
أكاديمية محكمة ،تصدر عف المخبر المتكسطي لمدراسات القانكنية ،جامعة أبك بكر بمقاد ،تممساف ،العدد الثاني ،2016 ،ص .212
-2سمية شريؼ ،رقابة القاضي ا إلدارم عمى منازعات الصفقات العمكمية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف ،فرع قانكف المنازعات
اإلدارية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك ،2016 ،ص .67
-3حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .231
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المطمب الثاني:
نطاؽ تدخؿ القاضي اإلداري في دعوى الموضوع.
تتعدد منازعات الصفقات العمكمية التي تنشأ بيف المصمحة المتعاقدة كالمتعامؿ المتعاقد ،أك تمؾ التي
تنشأ مع الغير إلى عدة صكر ،إال أنو كباستقراء أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية نجد بأف ىذه األخيرة
كرغـ كثرة تعدادىا يمكف تصنيفيا إلى صنفيف حسب المراحؿ التي تمر بيا الصفقة العمكمية ،يتمثؿ أكليا
في المنازعات التي تنشأ أثناء مرحمة إعداد الصفقة العمكمية كابراميا ،بينما يتمثؿ الصنؼ الثاني منيا في
المنازعات التي تط أر أثناء مرحمة تنفيذىا ،كىك ما يستفاد مف نص المادتيف 82مف المرسكـ الرئاسي
247/15التي نصت عمى االحتجاج كالطعف بخصكص إبراـ الصفقة ،كىي بذلؾ تشير لممناعات الناشئة
أثناء مرحمة اإلبراـ ،كالمادة 153التي أشارت بدكرىا لممنازعات التي قد تط أر أثناء مرحمة التنفيذ.
عمى الرغـ مف تعداد صكر المنازعات في مجاؿ الصفقات كعدـ إمكانية حصرىا إال أف جميعيا يدرج
ضمف أحد الصنفيف ،فإما أف تككف منازعات في مرحمة إبراـ الصفقة كاعدادىا (دعكل اإللغاء) كالتي
تنصب عمى األعماؿ التي تسبؽ إبراـ الصفقة ،كىي ق اررات إدارية منفصمة قابمة لمطعف فييا باإللغاء،
كاما أف تككف أثناء مرحمة تنفيذىا ،كبذلؾ تككف الق اررات الصادرة في ىذه المرحمة جزء ال يتج أز عف
العممية اإلدارية المركبة يتـ الطعف فييا أماـ القضاء بكالية القضاء الكامؿ ،كبناء عمى ذلؾ تتـ دراسة
نكعي ىذه الدعاكل التي تنصب عمى ىذه المراحؿ كفؽ ما يمي:
الفرع األوؿ:
دعوى اإللغاء في مجاؿ الصفقات العمومية.
إف الصفقة العمكمية بكصفيا عمؿ إدارم تعاقدم يربط بيف المصمحة المتعاقدة كالمتعامؿ
االقتصادم ،يجعميا مف ىذه الزاكية في منأل عف رقابة قضاء اإللغاء نظ ار الرتباط ىذه األخير بالفصؿ
في دعاكل إلغاء األعماؿ اإلدارية االنفرادية المتمثمة في الق اررات اإلدارية ،1مما يعني عدـ إمكانية تكجيو
الطعكف ضد العمميات المركبة ،مف بينيا الصفقات العمكمية ،كقد تبنى القضاء الفرنسي في ىذا االتجاه
نظرية االندماج التي رفض بمقتضى أحكاميا فصؿ تمؾ الق اررات التي تساىـ في تككيف العقد متمسكا في
ذلؾ بكحدة العممية التعاقدية ،كقد اعتبر بأنو كبمجرد االنعقاد النيائي لمعقد تصبح كافة الق اررات مساىمة
في تككينو ،كتشكؿ تبعا لذلؾ كتمة كاحدة ال تقبؿ عناصرىا االنفصاؿ أك التجزئة كيختص بنظر كافة
المنازعات الناشئة عنيا قاضي العقد ،غير أف مجمس الدكلة الفرنسي قد تراجع عف ىذا المبدأ مف خبلؿ
تبني نظرية الق اررات اإلدارية القابمة لبلنفصاؿ عف العقد ،التي أقر مف خبلليا إمكانية إلغاء بعض
-1شكقي يعيش تماـ ،سمطات القاضي اإلدارم في مجاؿ الرقابة عمى إبراـ كتنفيذ الصفقة العمكمية في النظاـ القانكني الجزائرم ،مجمة الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،مجمة دكلية دكرية تصدر عف جامعة عباس لغركر ،خنشمة ،العدد التاسع ،جانفي ،2018ص .343
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
الق اررات اإلدارية المتعمقة بتككيف الصفقات العمكمية ،كالتي يمكف الطعف فييا باإللغاء استقبلال ،1ككفؽ
قضاء مجمس الدكلة الفرنسي يعد عمبل قاببل لبلنفصاؿ كؿ قرار سابؽ عمى اإلبراـ النيائي لمعقد بما في
ذلؾ القرار الذم بمقتضاه تقرر الجية اإلدارية إبراـ العقد أك إق ارره أك رفض ذلؾ.2
كمفاد ىذه النظرية أف كؿ الق اررات التي تساىـ في تككيف الصفقة تحتفظ بذاتييا المستقمة حتى لحظة
إبراـ الصفقة ،فإذا تـ ىذا اإلبراـ فإف ىذه األخير تفقد ذاتييا المستقمة كتدخؿ ضمف العممية المركبة لمعقد
الذم تـ إبرامو ،كبذلؾ فتح القضاء الفرنسي المجاؿ أماـ القضاء اإلدارم إللغاء ىذا النكع مف الق اررات،
باعتبار أف الصفقات العمكمية تمر بعدة مراحؿ قائمة عمى العديد مف الق اررات ،بداية مف قرار اإلعبلف
عف المنافسة إلى غاية صدكر قرار إرساء الصفقة ،كمف ثـ إمكانية الطعف فييا في حاؿ خركجيا عف
مقتضى مبدأ المشركعية.3
الفقرة األولى :الضوابط الشكمية لرفع دعوى اإللغاء في مجاؿ الصفقات العمومية.
الدعكل اإلدارية باعتبارىا دعكل قضائية ،تخضع في تحريكيا كالفصؿ فييا لجممة مف الشركط
كاإلجراءات المقررة قانكنا لقبكليا كالنظر فييا ،كدكف ىذه الشركط فبل يمكف عرض النزاع الناجـ عف
مخاصمة اإلدارة أماـ جية القضاء اإلدارم ،كبالتالي ال تبحث في مكضكع الدعكل كال تصدر في حقيا
حكما سكاء بالرفض أك اإليجاب كانما تحكـ في ذلؾ بعدـ قبكليا ،4كباعتبار أف أحكاـ تنظيـ الصفقات
العمكمية لـ يتضمف أم إجراءات ذات طابع خاص فإنيا تخضع في منازعاتيا إلى القكاعد المقررة ضمف
أحكاـ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية.
يقصد بالصفة في التقاضي أف يككف المدعي في كضعية مبلئمة لمباشرة الدعكل ،5كىي شرط لقبكؿ
الدعكل كتتعمؽ بالنظاـ العاـ طبقا لما أفادت بو أحكاـ المادة 13مف (ؽ إ ـ إ) بقكليا " ال يجكز ألم
شخص التقاضي ،ما لـ تكف لو صفة ،كلو مصمحة قائمة أك محتممة يقرىا القانكف ،يثير القاضي تمقائيا
انعداـ الصفة في المدعي أك في المدعى عميو".6
-1كىيبة بكغازم ،تطكر الطعف باإللغاء في العقكد اإلدارية ،بحث مقدـ لنيؿ شيادة الماجستير ،فرع القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ اإلدارية،
جامعة فرحات عباس ،سطيؼ ،2010/2009 ،ص .33
-2فكزية سكراف ،المرجع السابؽ ،ص .258
-3شكقي يعيش تماـ ،المرجع السابؽ ،ص .343
-4نادية بكنع اس ،خصكصية اإلجراءات القضائية اإلدارية في الجزائر ،تكنس ،مصر ،أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ ،تخصص
قانكف عاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة لحاج لخضر ،باتنة ،2015/2014 ،ص .136
-5عمار بكضياؼ ،دعكل اإللغاء في قانكف اإلجراءات المدنية كاإل دارية (دراسة تشريعية ،قضائية ،فقيية) ،ط ،1الجسكر لمنشر كالتكزيع،2009 ،
ص .85
-6القانكف رقـ ،09/08المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
أما المصمحة؛ فيي مف المبادئ األساسية المستقر عمييا في مجاؿ التقاضي ،حيث أف ال دعكل
بغير مصمحة ،كتعد ىذه األخيرة مبرر كجكد الدعكل بالنسبة لممتقاضي الذم يجب أف تككف لو مصمحة
في إثارة النزاع ،كذلؾ لمنع التعسؼ في إستعماؿ حؽ التقاضي 1كالبحث عف جدية الدعكل كعدـ خركجيا
عف الغاية التي رسميا ليا القانكف ككنيا كسيمة لحماية الحؽ أك المركز القانكني ،كبالتالي فإف انعداـ ىذا
الشرط يعد كفيبل بعدـ قبكليا ،2ىذا كال يشترط أف يككف المدعي صاحب حؽ مسو القرار المطعكف فيو،
كانما يكفي حسب ما استقرت عميو أحكاـ القضاء الفرنسي أف يككف المدعي في مركز قانكني خاص يتأثر
بالقرار المطعكف فيو ،كىك ما يعكس مدل تكافر الصفة لكؿ مف المتعامؿ المتعاقد أك الغير الذم أجاز لو
القضاء المجكء إلى القضاء عندما تككف لو مصمحة جادة كمشركعة إللغاء القرار اإلدارم المنفصؿ عف
العممية التعاقدية ،خاصة كأف الغير ال يمكنو بأم حاؿ مف األحكاؿ المجكء إلى قاضي العقد أك القضاء
الكامؿ باعتباره ال يعد طرفا في العقد.3
إف الكالية العامة لمنظر في المنازعات اإلدارية تؤكؿ أساسا لجيات القضاء اإلدارم بالنسبة لتمؾ
الدكؿ التي تتبنى نظاـ االزدكاجية القضائية ،كيعرؼ االختصاص عمى أنو صبلحية الجية القضائية في
النظر في نزاع ما ضمف الحدكد التي رسميا ليا القانكف في ذلؾ ،كىك شرط جكىرم لقبكؿ الدعكل
اإلدارية ،بحيث ال يتطرؽ القاضي اإلدارم إلى البحث عف احتراـ الشركط األخرل إال بعد التأكد مف أنو
مختص نكعيا كاقميميا ،كقد بيف المشرع الجزائرم قكاعد االختصاص كفؽ أحكاـ (ؽ إ ـ إ) كفؽ اآلتي:
تعد المحاكـ اإلدارية صاحبة االختصاص األصيؿ بنظر المنازعات اإلدارية طبقا لممادة 800مف
(ؽ إ ـ إ) التي نصت عمى أف المحكمة اإلدارية "تختص بالفصؿ في أكؿ درجة بحكـ قابؿ لبلستئناؼ في
جميع القضايا التي تككف الدكلة أك الكالية أك البمدية أك إحدل المؤسسات العمكمية ذات الصبغة اإلدارية
طرفا فييا" ،كىي بذلؾ إنما تبنت بصكرة قطعية المعيار العضكم أساسا لتحديد اختصاص القاضي
اإلدارم ،كىك ما يثبت قانكنا خضكع منازعات الصفقات العمكمية التي يككف أحد أطرافيا الدكلة أك الكالية
أك البمدية أك مؤسسة عمكمية ذات الطابع اإلدارم لمقضاء اإلدارم ،كبالتالي ال يمكف لممحاكـ اإلدارية أف
تنظر أك تفصؿ في أم نزاع ال يككف أحد أطرافو أحد ىذه األشخاص العامة.
كمقارنة بأحكاـ المادة 06مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15فإف الصفقات العمكمية التي يككف
أحد أطرفيا مؤسسة عمكمية خاضعة ألحكاـ القانكف التجارم حتى كلك كمفت بإنجاز عممية ممكلة كميا أك
جزئيا بمساىمة مؤقتة أك نيائية مف الدكلة أك مف الجماعات اإلقميمية ،ال تدخؿ ضمف نطاؽ أحكاـ المادة
800سالفة الذكر ،كبالتالي ال يختص القضاء اإلدارم بالنظر فييا تمسكا بالمعنى الحرفي ليذا النص،
الذم يؤكد عمى تكريس المشرع لممعيار العضكم لمنظر في المنازعات اإلدارية ،كذلؾ طبقا لما أقره مجمس
الدكلة الجزائرم في ق ارره الصادر بتاريخ 2002/11/05بشأف قضية (ز.ش) ضد المدير العاـ لمؤسسة
التسيير السياحي كالذم جاء ضمف حيثياتو " ال تخضع المؤسسات العمكمية ذات الطابع الصناعي
كالتجارم لقانكف الصفقات العمكمية ،مجمس الدكلة غير مختص لمبث في النزاع القائـ بخصكص إبراـ
مؤسسة عمكمية ذات الطابع صناعي كتجارم صفقات عمكمية.1"..
إف ىذه الشمكلية التي تبنتيا أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ستطرح العديد مف اإلشكاالت العممية
في غاية مف التعقيد عمى المستكل القضائي ،خاصة إذا كانت المؤسسة العمكمية ذات الطابع الصناعي
كالتجارم طرفا في العقد ،كىك ما يدفعنا لمتساؤؿ عف الجية التي يؤكؿ ليا اختصاص الفصؿ في حالة ما
طرح نزاع يتعمؽ بصفقة عمكمية أحد أطرافيا ىذا النكع مف المؤسسات ،فيؿ يؤكؿ إلى االختصاص في
ذلؾ إلى القاضي العادم أـ إلى القاضي اإلدارم ؟
إف اإلجابة عمى ىذا التساؤؿ في غاية مف الصعكبة بالنظر ألثاره مف الناحية القانكنية ،فإذا سممنا
بأف االختصاص لمفصؿ في مثؿ ىذا النزاع يؤكؿ إلى القاضي العادم عمى أساس أننا ال نجد ضمف
العبلقة التعاقدية أحد أشخاص القانكف العاـ المحدديف حص ار ضمف أحكاـ المادة ،800فإف ىذا الحؿ
كاف كاف يكرس المعيار العضكم ،إال أنو في مقابؿ ذلؾ يطرح إشكالية أف الصفقات العمكمية عقكد
تنطكم عمى أحكاـ مقننة كثابتة في أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ،2كىي في مجمميا قكاعد تنطكم عمى
الطابع اإلدارم المحض األمر الذم يجعميا تختمؼ كؿ االختبلؼ عف العقكد المدنية كالتجارية ،ثـ إف
إقرار خضكعيا لمقضاء العادم فيو استبعاد لمغاية التي مف أجميا تـ تقييد ىذه المؤسسات بتطبيؽ أحكاـ
تنظيـ الصفقات العمكمية ،كعدـ االكتراث لتمكيؿ الخزينة العمكمية لممشركع ،كىك ما يضعؼ درجة
االعتراؼ بأيمكلة االختصاص لمقاضي العادم.3
كمف ناحية ثانية كاف سممنا بأيمكلة االختصاص لمفصؿ في ىذا النزاع لمقاضي اإلدارم باعتبار أف
النزاع يتعمؽ بصفقة عمكمية ،كىي عقد إدارم يستدعى النظر مف طرؼ القاضي اإلدارم فإف ىذا الحؿ
ىك اآلخر مف شأنو أف ييز بالمعيار العضكم المكرس في المادة 800مف (ؽ إ ـ إ) ،كالمعتمد في
تكزيع االختصاص بيف جيات القضاء اإلدارم كجيات القضاء العادم ،حيث أننا نككف أماـ اختصاص
لمقاضي اإلدارم رغـ أف أحد أطراؼ النزاع مؤسسة عمكمية تخضع ألحكاـ القانكف التجارم.
-1قرار مجمس الدكلة رقـ ،3889المؤرخ في ،2002/11/05مجمة مجمس الدكلة ،العدد الثالث ،2003 ،ص .109
-2عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15القسـ األكؿ ،المرجع السابؽ ،ص .116
-3عز الديف كمكفي ،نظاـ المنازعات في مجاؿ الصفقات العمكمية عمى ضكء قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية ،دار النشر جيطمي ،برج
بكعريريج ،الجزائر ،د س ف ،ص .52
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
عمى الرغـ مف ىذا التضارب في تحديد االختصاص ،يبقى اختصاص القضاء اإلدارم ىك االحتماؿ
الكارد ،كذلؾ عمى أساس "معيار الككالة" حسب رأم بعض الباحثيف باعتبار أف الدكلة أك الجماعات
اإلقميمية ىي الممكؿ األساسي لممشركع ،كأف ىذه المؤسسات ما ىي إال مفكض عنيا ،1كما أف عبارة
كمؼ
"تكمؼ" الكاردة ضمف أحكاـ نص المادة 06مف تنظيـ الصفقات العمكمية تفيد بكجكد مككؿ (الدكلة) ّ
ككيبلن كىي ىذه المؤسسات لمقياـ بعمؿ لحساب الدكلة أك لمصمحتيا.
كما يؤكد العمؿ بمعيار الككالة ما ذىب إليو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في 2001/05/14بشأف
القضية التي جمعت بيف ديكاف الترقية كالتسيير العقارم لكىراف كمؤسسة األشغاؿ لعيف تيمكشنت ،كالتي
تتمحكر كقائعيا حكؿ منازعة مكضكعيا صفقة عمكمية إلنجاز 1180مسكف بكىراف ،حيث اعتمد في
منح االختصاص لمقضاء اإلدارم عمى أساس الككالة ،كيظير ذلؾ مف خبلؿ استعمالو لعبارة "نيابة
عف" ،كىك ما جاءت بو حيثيات القرار بقكليا "..حيث أنو كبعد اإلطبلع عمى الممؼ كعمى رد المستأنؼ
عميو يتضح بأف الصفقة مكضكع النزاع المتضمنة انجاز 1180مسكف بكىراف ىي صفقة عمكمية أبرمت
بيف كالية كىراف الممثمة مف طرؼ الكالي كصاحب المشركع مف جية كمؤسسة البناء لعيف تيمكشنت
مكمفة باإلنجاز أما ديكاف الترقية فيك مكمؼ بتسيير المشركع "نيابة عف" صاحبو كاف مكضكع الصفقة
يتمثؿ في انجاز سكنات ذات طابع اجتماعي ترجع ممكيتيا لمدكلة كليس لمديكاف ،كأف تمكيف المشركع مف
طرؼ الخزينة العامة...كبالتالي ذلؾ يفتح االختصاص لمقضاء اإلدارم".2
ىذا؛ كقد استقرت بعض التطبيقات القضائية عمى إعماؿ المعيار المادم الذم كرسو المشرع مف
خبلؿ المادة 06مف المرسكـ الرئاسي ،247/15فيما يخص منازعات الصفقات التي تبرميا المؤسسات
العمكمية غير المؤسسات العمكمية اإلدارية ،كذلؾ عندما تكمؼ بإنجاز عممية ممكلة كميا أك جزئيا،
بمساىمة مؤقتة أك نيائية مف الدكلة أك مف الجماعات اإلقميمية ،كيظير لنا ذلؾ بصكرة صريحة في
اجتياد لمحكمة التنازع في قرارىا المؤرخ في 2012/06/12كالذم جاء فيو "..حيث أف النزاع الحالي
يتعمؽ بأشغاؿ إنجاز جسر ،أم استثمار عمكمي ممكؿ بمساىمة نيائية لميزانية الدكلة..كبالتالي فإف العقد
المبرـ بيف الطرفيف يخضع لقانكف الصفقات كالنزاعات الناجمة عنو ىي مف اختصاص الجيات القضائية
الخاضعة لمنظاـ القضائي اإلدارم.3"..
-1نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .238
-2قرار مجمس الدكلة ،الغرفة الرابعة ،ممؼ رقـ ،332المؤرخ في ( ،2001/05/14قضية بيف ديكاف الترقية كالتسيير العقارم لكىراف ضد مؤسسة
األشغاؿ لعيف تيمكشنت (قرار غير منشكر).
-3قرار محكمة التنازع رقـ ،000132المؤرخ في ،2012/06/12مجمة المحكمة العميا ،العدد الثاني ،2013 ،ص ،460كىناؾ العديد مف
التطبيقات القضائية في ىذا الشأف مف بينيا:
-قرار المحكمة العميا رقـ ،200572المؤرخ في ،1999/10/12المجمة القضائية ،العدد األكؿ ،2001 ،ص .205
-قرار المحكمة العميا رقـ ،284953المؤرخ في ،2002/06/25المجمة القضائية ،العدد الثاني ،2002 ،ص .323
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
بناءا عمى ذلؾ فإف شمكلية تطبيؽ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية عمى ىذا النحك ،تعكس مدل
رغبة المشركع في تكسيع نطاؽ الرقابة عمى صرؼ النفقات العمكمية حماية لمماؿ العاـ ،خاصة في ظؿ
صرامة القكاعد اإلجرائية التي تمر بيا عممية إبراـ الصفقات العمكمية ،إلى جانب ذلؾ التنكع الرقابي الذم
يشمؿ كؿ مرحمة مف مراحؿ اإلبراـ ،األمر الذم مف شأنو أف يقمؿ كؿ ما مف شأنو أف يمس بنزاىة
كشفافية إبراـ الصفقات العمكمية.
يقصد باالختصاص اإلقميمي لممحاكـ اإلدارية أىميتيا في النظر في القضايا اإلدارية القائمة في دائرة
إقميميا ،كقد استند المشرع في تحديده لبلختصاص اإلقميمي لممحاكـ اإلدارية عمى المعيار المادم المتمثؿ
في فكرة "المكطف" ،حيث أحالت المادة 803مف (ؽ إ ـ إ) مسألة تحديد االختصاص اإلقميمي إلى أحكاـ
المادتيف 37ك 38مف نفس القانكف المتاف تضمنتا القاعدة العامة ،المتمثمة في اختصاص الجية القضائية
لمكطف المدعى عميو ،بينما نجد المشرع قد خص تنظيـ االختصاص اإلقميمي في مجاؿ العقكد اإلدارية
بأحكاـ خاصة تضمنتيا أحكاـ المادة 804تبعا لما يمي:
-يعقد االختصاص في مجاؿ األشغاؿ العمكمية لممحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف تنفيذ
األشغاؿ ،كىك ما تضمنتو أحكاـ الفقرة الثانية مف المادة 804بقكليا " في مادة األشغاؿ العمكمية،
أماـ المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف تنفيذ األشغاؿ".
-يعقد االختصاص في مادة العقكد اإلدارية ميما كانت طبيعتيا أماـ المحكمة التي يقع في دائر
اختصاصيا مكاف إبراـ العقد أك تنفيذه ،كقد جاءت ىذه الصياغة أكثر دقة مما كاف عميو الحاؿ سابقا،
كذلؾ بذكر عبارة "العقكد اإلدارية ميما كانت طبيعتيا" ،مما يدؿ تبعا لذلؾ دخكؿ الصفقات العمكمية
باعتبارىا أىـ العقكد اإلدارية.
-يعقد االختصاص في مادة التكريدات أك األشغاؿ ،أك تأجير خدمات فنية أك صناعية أماـ المحكمة
التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف إبراـ االتفاؽ أك مكاف تنفيذه إذا كاف أحد األطراؼ مقيما بو،
كبناءا عمى ىذا فإف المحكمة المختصة إقميميا في الفصؿ في المنازعة التي يككف مكضكعيا صفقة
تكريد (المكازـ) أك صفقة أشغاؿ عمكمية ،ىي المحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف
اإلبراـ أك مكاف التنفيذ شريطة أف يككف أحد أطرافيا مقيما بيذا المكاف ،كاال تطبؽ أحكاـ القاعدة
العامة المتمثمة في أيمكلة االختصاص لممحكمة التي يقع في دائرة اختصاصيا مكطف المدعى عميو
(المصمحة المتعاقدة) ،كأما فيما يتعمؽ بأنكاع الصفقات األخرل (إنجاز الدراسات ،تقديـ الخدمات)،
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
فإف االختصاص يعقد إقميميا لممحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصيا مكاف إبراميا أك
تنفيذىا.1
التظمـ اإلدارم؛ ىك الشككل التي يقدميا أصحاب الصفة كالمصمحة إلى السمطات اإلدارية طاعنيف
في ق اررات كأعماؿ إدارية ،كمطالبيف إلغاء أك سحب أك تعديؿ ىذه األعماؿ غير المشركعة بما يجعميا
أكثر اتفاقنا كمبدأ الشرعية كالمبلئمة كالفاعمية كالعدالة ،2كتعكس ىذه اآللية رغبة المشرع في إعطاء
األكلكية لمحؿ الكدم لمنزاعات قبؿ المجكء إلى مخاصمة اإلدارة أماـ القضاء المختص ،كقد ألزـ المشرع
المصالح المتعاقدة بضركرة إيجاد الحؿ الكدم لمنزاع ،كفي حالة عدـ تمكنيا مف ذلؾ لممتعاقد أف يختار
إما المجكء إلى القضاء أك عرض النزاع عمى لجاف التسكية الكدية المحدثة بمكجب المادة 154مف
المرسكـ الرئاسي ،247/15كذلؾ تبعا لما يمي:
تعرؼ التسكية الكدية لمنازعات الصفقات العمكمية بأنيا مجمكع الكسائؿ كاإلمكانيات كالتدابير التي
يسمح القانكف كالتنظيـ باتخاذىا ،3كيتيحيا لؤلطراؼ المتنازعة في مرحمة إبراـ الصفقة العمكمية أك تنفيذىا
لتسكية النزاعات التي تنشأ بينيـ دكف الحاجة إلى المجكء إلى القضاء ،كالتظمـ كالطعف اإلدارم ،طمب
رأم لجنة صفقات مختصة كمحددة مسبقا ،عقد تسكية ،أك أم كسيمة رضائية أخرل يحددىا القانكف
كيضبط إجراءاتيا قصد كضع حد نيائي لمنزاع.4
مف ىنا يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تتخذ جميع اإلجراءات البلزمة التي تفضي إلى الحؿ
الكدم لمنزاع ،حيث ألزمت المادة 5/153مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15المصمحة المتعاقدة بكجكب
إدراج شرط التسكية الكدية في دفتر الشركط بقكليا " ..يجب عمى المصمحة المتعاقدة أف تدرج في دفتر
الشركط ،المجكء إلجراء التسكية الكدية لمنزاعات ىذا قبؿ كؿ مقاضاة أماـ العدالة ،"..إضافة لذلؾ فقد
أفادت المادة 153مف نفس المرسكـ بقكليا " تسكل النزاعات التي تط أر عند تنفيذ الصفقة في إطار
األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا ،كيجب عمى المصمحة المتعاقدة دكف المساس بتطبيؽ أحكاـ
الفقرة أعبله ،أف تبحث عف حؿ كدم لمنزاعات التي تط أر عند تنفيذ صفقاتيا كمما سمح ىذا بما يأتي:
أ -/إيجاد التوازف لمتكاليؼ المترتبة عمى طرفي الصفقة العمومية :فقد تظير أثناء عممية التنفيذ ظركؼ
تفرض عمى المتعامؿ المتعاقد تحمؿ نفقات أكثر ،مما يفرض عمى المصمحة المتعاقدة ضركرة أخذ ذلؾ
بعيف االعتبار كالعمؿ عمى إنصاؼ المتعامؿ كحسـ األمر كديا ،دكف إرىاقو بالمجكء إلى القضاء لممطالبة
بإعادة التكازف المالي مثبلن ،خاصة في ظؿ كضكح النص الذم يسمح لممصمحة المتعاقدة بإعادة النظر
في أسعار الصفقة كفقا لمظركؼ المستجدة ،تحت عنكاف إيجاد التكازف المالي لمتكاليؼ المترتبة في ذمة
أطراؼ العبلقة التعاقدية.1
ب -/التوصؿ إلى أسرع إنجاز لموضوع الصفقة :كذلؾ بحسـ األمر باإلسراع في إيجاد الحؿ الكدم،
كىك ما يصب في صالح تنفيذ الصفقة العمكمية.
ج -/الحصوؿ عمى تسوية نيائية أسرع وبأقؿ تكمفة :يعد عامؿ الزمف عامبلن أساسيا في استم اررية تنفيذ
المشاريع محؿ الصفقات ،كىك ما جعؿ المشرع يؤكد عمى ضركرة إيجاد حؿ كدم في أقؿ كقت ممكف،
كبأقؿ تكمفة.
يبلحظ مف ذلؾ أف المشرع قد كرس التسكية الكدية لمنزاع الناتج عف تنفيذ الصفقات العمكمية ،كجعؿ
مسألة المجكء إلييا أمر كجكبي يستمزـ إصدار مقرر مف المصمحة المتعاقدة مف أجؿ إثبات االتفاؽ
كطبيعة االلتزامات الجديدة ،كذلؾ تفاديا لمنزاع القضائي أماـ الجيات المختصة التي يمتاز بطكؿ إجراءات
الفصؿ ،مما ينعكس سمبا عمى عممية تنفيذ االلتزامات محؿ الصفقة ،كضماف التسميـ النيائي لممشركع بما
يتماشى كاألىداؼ المرسكمة ،غير أننا نممس ذلؾ التناقض بيف أحكاـ المنظمة لمتسكية الكدية لمنزاع فيما
يخص كجكبية المجكء إلييا قبؿ طرح النزاع أماـ القضاء مف عدمو ،فقد نصت المادة 4/153عمى كجكب
إدراج المصمحة المتعاقدة لشرط المجكء لمتسكية الكدية قبؿ كؿ مقاضاة أماـ القضاء ،في حيف جعمت
المادة 155لجكء المتعامؿ المتعاقدة كالمصمحة المتعاقدة لمجنة التسكية الكدية لمنزاع مسألة اختيارية مما
يدفعنا لمتساؤؿ حكؿ مدل كجكبية أك اختيارية المجكء لمتسكية الكدية؟
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .253
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
في حالة عدـ اتفاؽ الطرفيف يعرض النزاع أماـ لجنة التسكية الكدية لمنزاعات المختصة طبقا لممادة
3/153مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15كالتي تنقسـ بدكرىا إلى لجنتيف ،تختص األكلى بمنازعات
الصفقات العمكمية لئلدارة المركزية ،كأما الثانية فتختص بالفصؿ في المنازعات المتعمقة بالصفقات
المحمية طبقا لممادة 154التي أفادت بقكليا " تنشأ لدل كؿ كزير كمسؤكؿ ىيئة عمكمية ككؿ كالمجنة
لمتسكية الكدية لمنزاعات الناجمة عف تنفيذ الصفقات العمكمية المبرمة مع المتعامميف االقتصادييف
الجزائرييف ".
أما الصفقات المبرمة مع المتعامميف األجانب تككف محبلن لمتسكية أماـ ىيئة تحكيـ دكلية بناء عمى
اقتراح مف الكزير المعني كلممكافقة المسبقة أثناء اجتماع الحككمة طبقا لممادة ،7/153إال أف المبلحظ
أف المشرع قد أغفؿ تحديد اإلجراءات المتبعة في ذلؾ ،كما أف ذلؾ يطرح تناقضا بيف فحكل ىذا النص،
كما أقرتو المادة 213مف اختصاص لسمطة ضبط الصفقات العمكمية التي خكلتيا البث في النزاعات
الناتجة عف تنفيذ الصفقات المبرمة مع المتعامميف األجانب ،مما ما يدفعنا لمتساؤؿ حكؿ الجية المختصة
في الفصؿ في النزاعات التي تط أر بيف المصمحة المتعاقدة كالمتعامميف األجانب ،فيؿ يعكد ذلؾ
الختصاص سمطة ضبط الصفقات العمكمية أـ لييئة تحكيـ دكلية ؟ ىذا كيجب عمى ىذه المجاف البحث
عمى العناصر المتعمقة بالقانكف أك الكقائع إليجاد حؿ كدم كمنصؼ لمنزاعات الناجمة عف تنفيذ الصفقات
كالمطركحة أماميا.
تختص ىذه المجنة طبقا لممادة 2/154تختص بدراسة نزاعات اإلدارة المركزية كمصالحيا الخارجية
أ ك الييئة العمكمية كالمؤسسات العمكمية الكطنية التابعة ليا ،كتتشكؿ مف :ممثؿ عف الكزير أك مسؤكؿ
الييئة العمكمية رئيسا ،ممثؿ عف المصمحة المتعاقدة ،ممثؿ عف الك ازرة المعنية بمكضكع النزاع ،ممثؿ عف
المديرية العامة لممحاسبة.
تختص ىذه المجنة طبقا لممادة 3/154بدراسة المنازعات المتعمقة بصفقات الكالية كالبمديات
كالمؤسسات العمكمية المحمية التابعة ليا كالمصالح غير الممركزة لمدكلة ،كتتشكؿ مف :ممثؿ عف الكالي
رئيسا ،ممثؿ عف المصمحة المتعاقدة ،ممثؿ عف المديرية التقنية لمكالية المعنية بمكضكع النزاع ،ممثؿ عف
المحاسب العمكمي المكمؼ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يتـ تعييف أعضاء ىذه المجاف لكفاءتيـ في الميداف المعني بمكجب مقرر مف مسؤكؿ الييئة العمكمية
أك الكزير أك الكالي المعني ،مع إمكانية استعانة رئيس المجنة بكؿ كفاءة مف شأنيا تكضيح أشغاؿ المجنة
عمى سبيؿ االستشارة ،باإلضافة إلى تعييف رئيس المجنة لمقرر الجمسة مف بيف أعضائيا.
يمكف المتعامؿ المتعاقد كالمصمحة المتعاقدة عرض النزاع عمى المجنة بإتباع جممة مف اإلجراءات
القانكنية ،حيث يكجو الشاكي إلى أمانة المجنة تقري ار مفصبل مرفقا بكؿ كثيقة ثبكتية برسالة مكصى عمييا
مع كصؿ استبلـ ،كتدعى الجية الشاكية مف قبؿ رئيس المجنة برسالة مكصى عمييا مع كصؿ استبلـ،
إلعطاء رأييا في النزاع الذم يجب عمييا تبميغو لرئيس المجنة برسالة مكصى عمييا مع كصؿ استبلـ في
أجؿ أقصاه 10أياـ مف تاريخ مراسمتيا.1
ىذا؛ كتتـ دراسة النزاع في أجؿ أقصاه 30يكما ابتداء مف تاريخ جكاب الطرؼ الخصـ لرأم مبرر
مع إمكانية استماع المجنة لطرفي النزاع ،2كما ليا أف تطمب منيما إببلغيا بكؿ معمكمة أك كثيقة مف
شأنيا تكضيح أعماليا ،كالتي تأخذ آرائيا بأغمبية أصكات أعضائيا كعند تعادؿ األصكات يككف صكت
الرئيس مرجحا ،كىذا طبقا لممادة 5/155مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15كيتـ تبميغ الرأم لكبل
طرفي النزاع ،بإرساؿ مكصى عميو ،مع كصؿ استبلـ ،إلى جانب قياـ المجنة بإرساؿ ىذا الرأم لسمطة
ضبط الصفقات العمكمية ،لتتكلى بعد ذلؾ المصمحة المتعاقدة تبميغ قرارىا في رأم المجنة لممتعامؿ
المتعاقد في أجؿ أقصاه ثمانية ( )8أياـ ابتداء مف تاريخ تبميغيا برسالة مكصى عمييا مع كصؿ
االستبلـ.3
مما سبؽ يمكننا تسجيؿ بعض النقاط حكؿ ىذه المجاف كفعاليتيا في إيجاد الحؿ الكدم لمنزاع كالتي
نكجزىا فيما يمي:
-إف ىذه المجاف تصدر رأيا ال قرار ،خبلفا لما كاف معمكؿ بو في سابقا ظؿ المرسكـ الرئاسي رقـ
236/10الممغى ،أيف كانت المجنة الكطنية لمصفقات العمكمية تفصؿ في المنازعات المتعمقة بتنفيذ
الصفقات العمكمية بمكجب قرار يككف ممزما لكبل الطرفيف ،كبالتالي يبقى عمؿ المجنتيف مجرد إجراء
شكمي ،ألنو في نياية األمر يعد رأيان غير ممزـ.
-يتضح مف عبارة "يمكف" التي أستيؿ بيا نص المادة 155أف المشرع قد كرس اختيارية عرض
النزاع عمى ىذه المجاف مما يبعدىا عف دائرة الطرؽ البديمة ،كيقترب مف تكييفيا عمى أنيا طريؽ كقائي
طالما أف المجكء إلييا مرىكف باإلرادة الحرة لمطرفيف ،كقد كاف جدي ار بالمشرع تكريس الطابع اإللزامي
-1المادة 3/155مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2المادة 4/155مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-3المادة 7/155مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
لمجكء إلييا مما يكسع دائرة الفصؿ في النزاعات قبؿ المجكء إلى القضاء ،كىك ما يعزز خاصية الطابع
البديؿ ليذه المجاف كيضمف فعاليتيا في فض النزاعات كبالتالي تخفيؼ مف حجـ القضايا الممقاة عمى
كاىؿ القضاء.
-ال يمكف لممتعامؿ أف يجد ضالتو في ىذه التسكية نظ ار لطابع تشكيمتيا ،التي تغمب عمييا التشكيمة
اإلدارية البحثة مما يفقدىا المكضكعية كالحياد بشكؿ أك بآخر ،إضافة لعدـ تمتع ق ارراتيا بالقكة اإللزامية،
كىك ما يضعؼ فعاليتيا في إيجاد الحؿ الكدم لمنزاع.
رابعا :ميعاد رفع دعوى اإللغاء في مجاؿ الصفقات العمومية.
يقصد بالميعاد الفترة الزمنية المحددة قانكنا لرفع دعكل اإللغاء ،كالتي يتعيف احتراميا كشرط جكىرم
لقبكؿ الدعكل ،فبل تقبؿ تمؾ الدعاكل المرفكعة قبؿ أك بعد اآلجاؿ التي حددىا القانكف ،كالحكمة مف كراء
تحديد ىذا الميعاد ىك ضماف استقرار األكضاع القانكنية كعدـ بقائيا أمدا طكيؿ معرضة لمطعف باإللغاء،
إلى جانب تأميف الحماية الكافية لمحقكؽ المكتسبة مف ىذه الق اررات ،كمف ثـ التكفيؽ بيف مصالح األفراد
المضاريف مف الق اررات اإلدارية ،كالتي تقضي بأف تتاح ليـ المدة الكافية لمطعف ضد ىذه الق اررات ،كبيف
المصمحة العامة التي تقتضي أال تشيع الفكضى كاالضطراب في المجاؿ اإلدارم ،لذلؾ فبل تقبؿ الدعكل
في حالة انقضاء اآلجاؿ المحددة لرفعيا ،1كالتي تختمؼ باختبلؼ الجية التي يرفع أماميا النزاع.
حددت أحكاـ المادة 829مف (ؽ إ ـ إ) آجاؿ رفع دعكل اإللغاء أماـ المحكمة اإلدارية بأربعة أشير
بقكليا " يحدد أجؿ الطعف أماـ المحكمة اإلدارية بأربعة أشير تسرم مف تاريخ التبميغ الشخصي بنسخة
مف القرار اإلدارم الفردم ،أك مف تاريخ نشر القرار اإلدارم الجماعي أك التنظيمي".
بناء عمى ذلؾ فإف رفع دعكل اإللغاء ضد الق اررات اإلدارية المنفصمة عف الصفقة العمكمية يككف
خبلؿ أجؿ أربعة أشير التابعة لتبميغ قرار االستبعاد أك الحرماف مف المنافسة ،أك قرار اإلبراـ أك رفض
اإلبراـ ،ألف ىذا النكع مف الق اررات يتـ تبميغيا بطبيعتيا ،كخبلؿ أربعة أشير التابعة لنشر القرار عندما
ي تعمؽ الطعف بقرار اإلعبلف عف المنح المؤقت أك قرار إلغاء الصفقة ،ألف ىذه الق اررات بطبيعتيا يتـ
نشرىا ال تبمغيا.
يختص مجمس الدكلة طبقا لممادة 901مف (ؽ إ ـ إ) كدرجة أكلى كأخيرة بالفصؿ في دعاكل اإللغاء
كالتفسير كتقدير المشركعية في الق اررات اإلدارية الصادرة عف السمطات اإلدارية المركزية ،كما يختص
بالفصؿ في استئناؼ األحكاـ كاألكامر الصادرة عف المحاكـ اإلدارية ،أما عف اآلجاؿ المحددة لمفصؿ في
الدعكل فقد أفادت المادة 907بقكليا "عندما يفصؿ مجمس الدكلة كدرجة أكلى كأخيرة تطبؽ األحكاـ
المتعمقة باآلجاؿ المنصكص عمييا في المكاد 829إلى 832أعبله " ،كالتي يتضح منيا أف المشرع قد
أحاؿ األحكاـ المتعمقة بمكاعيد الطعف أماـ مجمس الدكلة إلى األحكاـ المتعمقة بالمكاعيد أماـ المحكمة
تكحيد المكاعيد سكاء تمعؽ األمر برفع دعكل إلغاء قرار إدارم
اإلدارية ،بمعنى أف المشرع قد عمؿ عمى ّ
صادر عف السمطات المحمية أك قرار صادر عف السمطات المركزية.
يعد القرار اإلدارم مف التصرفات القانكنية التي تصدر عف اإلدارة بإرادتيا المنفردة بما ليا مف سمطة
ممزمة كفقا لمقكانيف كالمكائح ،قصد إحداث أك تعديؿ أك إلغاء أثر قانكني معيف تحقيقا في ذلؾ لممصمحة
العامة ،كتنقسـ ىذه األخيرة بدكرىا إلى ق اررات بسيطة ال تستند في صدكرىا إلجراءات قانكنية أخرل،
كق اررات إدارية مركبة تستند في صدكرىا إلى العديد مف األعماؿ القانكنية ،مف بينيا الق اررات اإلدارية
ال قابمة لبلنفصاؿ ،التي تعد جزءا مككنا لمصفقة العمكمية ،كالتي غالبا ما تصدر أثناء المراحؿ السابقة
لمتعاقد أك المعاصر ،أك البلحقة إلبراـ الصفقة العمكمية.
تسيـ الق اررات اإلدارية المنفصمة ق اررات في تككيف العقد اإلدارم كتستيدؼ إجراء إتمامو ،إال أنيا
تنفصؿ عف ىذا العقد كتختمؼ عنو في طبيعتو ،فيي ق اررات تسبؽ عممية اإلبراـ ،مما يمكف الطعف فييا
باإللغاء استقبلال عف العقد ،1كقد عرفيا األستاذ عمار عكابدم بأنيا " الق اررات اإلدارية التي ال تصدر
قائمة بذاتيا كمستقمة ع ف عمؿ قانكني آخر ،بؿ تصدر مرتبطة كمصاحبة ألعماؿ إدارية أخرل فقد تأتي
ىذه الق اررات سابقة أك معاصرة أك الحقة لعمؿ إدارم قانكني آخر مرتبطة بو" ،2كبالتالي فيي تصرفات
قانكنية تصدر مف جانب اإلدارة بمفردىا أك السمطات العامة بصكر عامة في إطار عممية مركبة مع
إمكاف تجنيب ىذه التصرفات لتمثؿ ق اررات قائمة بذاتيا كصالحة لترتيب أثر قانكني معيف ،كتصرؼ
قانكني فردم مكتمؿ كنيائي في حد ذاتو ،دكف أف يخؿ ذلؾ بباقي المككنات األخرل لمعممية أك يؤثر عمى
كيانيا أك يحكؿ دكف ترتيب أثارىا القانكنية المرجكة مف كرائيا.3
-1عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .232
-2عمار عكابدم ،نظرية الق اررات اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .93
-3محمد سمير محمد جمعة ،إلغاء الق اررات اإلدارية القابمة لئلنفصاؿ (دراسة تحميمية تطبيقية مقارنة في القانكنيف الفرنسي كالمصرم) ،دار الجامعة
الجديدة ،اإلسكندرية ،2013 ،ص .66
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
أ -/المعيار الذاتي لتحديد الق اررات اإلدارية المنفصمة :كيقكـ ىذا المعيار عمى أساس االعتبار الشخصي
(الصفة الشخصية) لرافع دعكل اإللغاء ضد الق اررات اإلدارية المنفصمة غير المشركعة لمخاصمتيا أماـ
1
الجية القضائية المختصة بنظر دعكل اإللغاء في النظاـ القضائي لمدكلة.
يشتمؿ المعي ار الذاتي في مجاؿ الق اررات اإلدارية المنفصمة عمى عدة عناصر منيا صفة كمركز
الغير بالنسبة لمعقد ،إذ أنو كعمى الرغـ مف ككف ىذا األخير طرفا أجنبيا عمى العممية اإلدارية المركبة إال
أنو يمكنو الطعف في جممة مف الق اررات اإلدارية القابمة لبلنفصاؿ عف ىذه العممية ،عدـ إمكانية الدفاع
عف الحقكؽ كالمراكز القانكنية أماـ القضاء اإلدارم إال مف خبلؿ الطعف بإلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة
غير المشركعة ،حيث أنو كنظ ار لشخص صفة الغير كطرؼ أجنبي عف العممية اإلدارية المركبة فإنو ال
يُّمكف مف الطعف ضد ىذه الرابطة ألنو ال يممؾ الصفة القانكنية لذلؾ باعتباره ليس طرفا في العقد ،لذا
فميس أمامو إال سمكؾ الطعف باإللغاء أماـ القضاء المختص ،2الذم يعد اإلجراء األصمح لرافعو مف
المجكء إلى القضاء الكامؿ في منازعات العمميات اإلدارية المركبة المتصمة بيا ىذه الق اررات القابمة
لئلنفصاؿ.3
يعتمد المعيار المكضكعي في تحديد الق اررات اإلدارية المنفصمة عمى عدة عناصر مكضكعية تتعمؽ
أساسا بالقرار اإلدارم ما إذا كاف جكىريا في تككيف العممية اإلدارية كيتكقؼ عمييا كجكدىا مف عدميا،
بحيث تصبح ىذه الق اررات جزء ال يتج أز مف العممية اإلدارية المركبة ،كبناءا عمى ذلؾ فإف تحديد الق اررات
اإلدارية المنفصمة طبقا ليذا المعيار يرتكز عمى المعايير التالية:
-مدل جكىرية القرار اإلدارم في تككيف العقد ،فإذا كاف القرار اإلدارم جزءا أساسيا كجكىريا في تككيف
كجكد العممية اإلدارية ال مركبة ،بحيث ال يتج أز عف العقد اإلدارم فإف ذلؾ ينفي إمكانية الطعف فيو
باإللغاء ،كأما إذا كاف القرار اإلدارم يعد عنص ار غير جكىرم في تككيف كبناء العممية اإلدارية المركبة،
فإف ىذا األخير يككف قاببل لبلنفصاؿ ،كيمكف الطعف فيو بعدـ المشركعية مف خبلؿ دعكل اإللغاء بصكرة
مستقمة عف دعكل العممية اإلدارية المركبة األصمية.4
-1كريمة خمؼ اهلل ،منا زعات الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،فرع
التنظيـ االقتصادم ،جامعة قسنطينة ( ،2013/2012 ،)1ص .175
-2حكرية بف أحمد ،دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .14
-3عمار عكابدم ،النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظاـ القضائي الجزائرم ،ج( ،2نظرية الدعكل) ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،ط،5
الجزائر ،2014 ،ص .442
-4إسماعيؿ قريمس ،محؿ دعكل اإللغاء (دراسة في التشريع كالقضاء الجزائرييف) ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير ،تخصص قانكف إدارم
كادارة عامة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة ،2013 ،ص .117 ،116
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
-مدل مبلئمة كأفضمية دعكل اإللغاء لرافعيا مقارنة بدعكل القضاء الكامؿ مف حيث الفعالية في تحقيؽ
حماية جدية الحقكؽ كمصالح رافع دعكل اإللغاء ،كمف حيث يُّسر كسيكلة إجراءات التقاضي.1
تتعدد صكر الق اررات القابمة لئلنفصاؿ بحسب المرحمة التي تصدر فييا ،حيث أف ىناؾ ق اررات
تصدر أثناء مراحؿ إبراـ الصفقة العمكمية ،كىي ق اررات تمييدية لمعممية التعاقدية تقبؿ االنفصاؿ ،كالتي
يمكف الطعف فييا باإللغاء أماـ الجية القضائية المختصة ،بينما ىناؾ صنؼ مف الق اررات تصدر أثناء
مباشرة مرحمة التنفيذ كالتي ال تقبؿ الطعف فييا باإللغاء ألنيا تدخؿ ضمف العممية المركبة لمعقد ،كيتـ
تكضيح صكر ىذه الق اررات تبعا لما يمي:
أ -/الق اررات القابمة لإلنفصاؿ أثناء مرحمة إبراـ الصفقات العمومية:
تعمؿ المصمحة الم تعاقدة عمى إصدار ىذا النكع مف الق اررات خبلؿ المراحؿ التمييدية لمتعاقد،
كتسمى بالق اررات اإلدارية المنفصمة أك المستقمة ،كىي ق اررات نيائية تخضع لما تخضع لو الق اررات
النيائية األخرل مف أحكاـ مف شأف طمب كقؼ تنفيذىا أك إلغائيا ،2كمف بيف أنكاع ىذه الق اررات ما يمي:
يعد اإلعبلف عف المنافسة مف المرتكزات األساسية لتكريس الشفافية في مجاؿ الصفقات العمكمية،
الذم يقتضي تكفر العمـ بالصفقة المراد إبراميا لكافة مف تتكافر فييـ الشركط كالمتطمبات الضركرية
كالبلزمة لتنفيذ مكضكع الصفقة تحقيقا في ذلؾ لمبدأ الشفافية عمى العمؿ اإلدارم ،3كيعتبر مجمس الدكلة
قانكنيا قائـ بذاتو ،يترتب عنو
ن الفرنسي قرار اإلعبلف عف المنافسة ق ار ار إداريا منفصبل طالما أف لو أث انر
بطبلف الق اررات المتعمقة باإلعبلف في حالة مخالفتيا لمشركط كالشكميات الجكىرية المقررة قانكنا ،لذلؾ
يسمح لكؿ ذم حؽ تأثرت مصالحو جراء عدـ مشركعيتو الطعف فيو استقبلالن.4
يعد قرار المصمحة المتعاقدة برفض عرض متعيد ما ،ق ار انر مكضكعيا ينصب عمى العرض نفسو لعدـ
إستفائو لمشركط التي تتطمبيا أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية لصحة العرض ،ذلؾ أف المشرع قد خكؿ
لممصمحة المتعاقدة رفض العرض المقدـ مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد العتبارات المصمحة العامة ،إذا ما
تبث ليا أف بعض ممارسات المتعيد المعني تشكؿ تعسفا في كضعية ىيمنة عمى السكؽ ،أك قد تتسبب
في اختبلؿ المنافسة في القطاع المعني بأم طريقة كانت ،إلى جانب رفضيا لمعرض في حاؿ عدـ التقيد
بالشركط كالمكاصفات المعمف عنيا ضمف الصفقة.
و بشكؿ عاـ فإف الق اررات التي تقضي باستبعاد عرض أحد الراغبيف في التعاقد ،يعد قرار إدارم
منفصؿ نظ ار لتكافر عمى مقكمات القرار اإلدارم ،مما يمكف الطعف فيو باإللغاء باعتبار أف اآلثار المترتبة
عنو تؤثر عمى المركز القانكني لصاحب العرض المستبعد ،1كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره
المؤرخ في 2007/11/14بقكلو " ...بالرجكع إلى القرار المستأنؼ فإنو رفض دعكل المستأنؼ بذكره أف
المناقصة المنشكرة في جريدة الجميكرية في 2003/10/01كالتي جاء فييا بأف تكدع العركض بمديرية
التعمير كالبناء بالبيض في ظرؼ مغمؽ كأف الظرؼ الخارجي ال يحمؿ اسـ المتعيد ،كمف ىنا لما قاـ
بإرساؿ الظرؼ عف طريؽ البريد يككف قد خالؼ صراحة ما جاء في اإلعبلف عف المناقصة كأف اإلدارة
لـ تقـ بإقصائو تعسفا.2"...
يقع عمى عاتؽ المصمحة لمتعاقدة في إطار تحضير العممية التعاقدية عدة التزامات ،مف بينيا تكفير
الجك المبلئـ إلجراء منافسة حقيقية تكتسي طابع النزاىة كالشفافية ،لذلؾ فقد خكليا ىذا االلتزاـ اتخاذ
ق اررات اإلقصاء أك االستبعاد لممتنافسيف الذيف تثبت عدـ قدرتيـ الفنية كالمالية ألداء األعماؿ محؿ
الصفقة ،كبناءا عمى ذلؾ يعد قرار إقصاء أك استبعاد المتنافس مف أبرز الق اررات المنفصمة عف الصفقة
العمكمية ،كالتي يمكف الطعف فييا باإللغاء إذا ما صدر معيبا بأحد عيكب البلمشركعية ،3كىك ما أكدتو
محكمة القضاء اإلدارم المصرم في حكميا الصادر بتاريخ ،1957/04/21الذم جاء فيو " كق اررات
الحرماف كاالستبعاد تخضع لرقابة القضاء اإلدارم ،كيجكز الطعف فييا باإللغاء إلساءة استعماؿ السمطة..
كلعدـ قياـ األسباب المبررة لبلستبعاد كالحرماف أك عدـ صحة ىذه األسباب".4
يعتبر قرار المنح المؤقت لمصفقة بمثابة إجراء إعبلمي تخطر بو المصمحة المتعاقدة المتعيديف
باختيارىا المؤقت كغير النيائي لمتعاقد ما ،5كقد كيؼ القضاء اإلدارم قرار المنح عمى أنو قرار إدارم
منفصؿ يتكفر عمى كافة مقكمات القرار اإلدارم ،كبالتالي يمكف لذكم الشأف الطعف فيو باإللغاء استقبلال،
كىك ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في ،2004/06/15كالذم جاء فيو " ...أنو كابتداء
مف تاريخ ،2001/06/26أم التاريخ الذم قبمت فيو لجنة التقييـ عرضو إلى غاية يكـ 2001/10/30
كأف المستأنؼ لـ يشارؾ في صفقات أخرل أمبل في الحصكؿ عمى صفقة إنجاز ىذا المشركع..كانو
كباتخاذ البمدية قرار منح الصفقة لمسيد (ع.ؼ) الذم رفضت لجنة تقييـ العركض عرضو..،فؽ قامت
بارتكاب مخالفة لقانكف الصفقات العمكمية كألحقت ضر ار أكيدا بالمستأنؼ...مما يتعيف تأييد القرار في
كافة مقتضياتو".1
قد تعمؿ المصمحة المتعاقدة بعد اإلعبلف عف الصفقة كاستفاء كافة القكاعد اإلجرائية المقررة في ذلؾ
إلى إصدار قرار العدكؿ عف اإلجراء ميما كاف شكؿ أك طريقة اإلبراـ ،كتمجأ المصمحة المتعاقدة إلى
إصدار ىذا النكع مف الق اررات طبقا ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ضمف حالتيف:
نصت المادة 73مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15عمى أنو " عندما يتعمؽ األمر بالصالح العاـ،
يمكف لممصمحة المتعاقدة أثناء كؿ مراحؿ إبراـ الصفقة العمكمية إعبلف إلغاء اإلجراء أك المنح المؤقت
لمصفقة ،"..كعميو فإذا قدرت المصمحة المتعاقدة أف الصفقة المزمع إبراميا ال تحقؽ مصمحة عامة كذلؾ
لخطأ في تقدير أىمية المشركع أك نظ ار لظركؼ طارئة خارجة عف إرادتيا أك كاف التعاقد مف شأنو أف
يؤثر عمى االعتمادات المالية المخصصة ليا ،جاز ليا إلغاء اإلجراء كالعدكؿ عنو لمحفاظ عمى مكازنتيا
المالية ،كبالتالي تحقيؽ المصمحة المتعاقدة ،كيتعيف عمييا في ىذه الحالة إصدار قرار معمنة في ذلؾ عف
إلغائيا لئلجراء.
تتحقؽ ىذه الحالة طبقا لممادة 40مف المرسكـ الرئاسي 247/15عندما ال يتـ استبلـ أم عرض أك
عندما ال يتـ اإلعبلف بعد تقييـ العركض ،عف مطابقة أم عرض لمكضكع الصفقة كلمحتكل دفتر
الشركط ،أك عندما ال يمكف ضماف تمكيؿ الحاجات ،كقد استقر القضاء اإلدارم في كؿ مف فرنسا كمصر
عمى أف الق اررات المتعمقة برفض إبراـ العقد ،تعد مف قبيؿ الق اررات القابمة لبلنفصاؿ عف العقد يمكف
الطعف فييا باإللغاء استقبلال ،حيث أنيا تمثؿ إفصاح اإلدارة عف إرادتيا الممزمة أثناء قياميا بأداء
كظائفيا المقررة ليا قانكنا ،قصد إحداث أثر قانكني معيف.
مف المسمـ بو أف عممية اإلبراـ تتكج بصدكر قرار يقضي بالمكافقة عمى قرار المجنة القاضي بإرساء
-1قرار مجمس الدكلة رقـ ،14637مجمة مجمس الدكلة ،العدد الخامس ،2004 ،المرجع السابؽ ،ص .132
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
الصفقة ،1مف إحدل السمطات المختصة التي حددت أحكاـ المادة 04مف المرسكـ الرئاسي رقـ
،247/15كيعد ىذا النكع مف قبيؿ الق اررات القابمة لبلنفصاؿ عف الصفقة يمكف الطعف باإللغاء استقبلال
عنيا متى تكافرت الشركط المقررة في ذلؾ ،كىك ما قضت بو محكمة القضاء اإلدارم المصرية بقكليا
"..يككف الطعف في القرار الصادر بإبراـ العقد أم ار جائ از قانكنا ألف قرار اإلبراـ يعد مف الق اررات اإلدارية
التي تستند إلى السمطة العامة لجية اإلدارة.2"..
بناءا عمى ما سبؽ فإف الطعف باإللغاء في القرار المنفصؿ عف الصفقة العمكمية ،ال يخرج عف ككنو
تطبيقا لمبدأ رقابة القضاء عمى مشركعية كافة الق اررات بما في ذلؾ الق اررات اإلدارية القابمة لبلنفصاؿ،
كيشترط لقبكؿ ىذا الطع ف أف يتسـ القرار المنفصؿ مكضكع الطعف بالسمات التي يتسـ بيا القرار اإلدارم
بالمفيكـ الفني لمقانكف اإلدارم ،كالمتمثمة في ككنو قرار إدارم نيائي صادر عف سمطة مختصة ،كأف
ينبني ىذا الطعف عمى مخالفة كجو مف أكجو عدـ المشركعية.
تقتضي القاعدة العامة أف الق اررات الصادرة عف المصمحة المتعاقدة تنفيذا لمصفقة العمكمية تدخؿ
ضمف العممية العقدية المركبة كال تقبؿ الطعف فييا باإللغاء استقبلال ،بحكـ أنيا ليست مستقمة عف الصفقة
العمكمية ،كىي ق اررات تنفيذية تتخذ استنادا إلى تنظيـ الصفقات العمكمية كالق اررات المتعمقة بفسخ الصفقة
أك تمؾ المتعمقة بالجزاءات عند اإلخبلؿ بالشركط التعاقدية ،كالق اررات المتعمقة بمستحقات المتعاقديف،
كبصفة عامة جميع الق اررات التي تصدرىا اإلدارة كالمرتبطة بحقكؽ المتعاقد ،كالتي يؤكؿ اختصاص
الفصؿ في المنازعات المتعمقة بيا إلى القضاء الكامؿ العتبارىا ق اررات إدارية تدخؿ ضمف العممية
المركبة التي تنظر لمعقد اإلدارم ككحدة كاحدة ،3كترتبط بو ارتباط الجزء بالكؿ ،األمر الذم يجعميا في
منأل عف دعكل الطعف باإللغاء 4،غير أف استمرار تطكر نظرية الق اررات اإلدارية المنفصمة عف العقد
أجاز لكؿ مف مجمس الدكلة الفرنسي كالمصرم استثناءا عمى ىذه القاعدة تمكيف كؿ مف المتعاقد مع
اإلدارة كالغير بالطعف باإللغاء في بعض الق اررات الصادرة عف اإلدارة في مرحمة تنفيذ العقد كالمتعمقة
بتنفيذه.
عمبلن بالقاعدة العامة التي تقضي بعدـ قابمية الق اررات المتخذة تنفيذا لمصفقة العمكمية لبلنفصاؿ ،لـ
-1أشرؼ محمد خميؿ حماد ،نظرية الق اررات اإلدارية القابمة لبلنفصاؿ في مجاؿ العقكد اإلدارية (دراسة مقارنة) ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية،
،2010ص .102
-2طالب بف دياب إكراـ ،المرجع السابؽ ،ص .112
-3حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .238
-4حناف عككش ،معالجة شرط إختصاص قاضي المحكمة اإلدارية في الجزائر ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير ،فرع دكلة كمؤسسات عمكمية ،كمية
الحقكؽ ،جامعة الجزائر ( ،2016/2015 ،)01ص .177
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يكف مجمس الدكلة الفرنسي يقبؿ أم طعف بشأف ىذا النكع مف الق اررات ،سكاء أكانت مقدمة مف قبؿ
المتعاقديف أك مف قبؿ الغير ،إال أف ىذا األخير قد تراجع عف ىذا المكقؼ بداية مف ق ارره الصادر في
1964/04/24الذم قبؿ فيو الطعف باإللغاء ضد القرار الصادر أثناء تنفيذ العقد ،كالمقدـ مف قبؿ
الغير ،1خاصة كأف ىذا األخير ال يممؾ سكل دعكل اإللغاء التي تعد الكسيمة الكحيدة لمدفاع عف مصالحو
نظ ار لككنو غير طرؼ في العقد ،2كالذم جاء فيو " إف الغير يمكنيـ رفع دعكل اإللغاء لتجاكز السمطة
كذلؾ نظ ار لعدـ مشركعية الق اررات سكاء تمؾ المتعمقة بإبراـ العقد أك تنفيذه عمى اعتبار أنيا ق اررات قابمة
لئلنفصاؿ عف ىذا العقد" ،3كما قضى في حكـ آخر " بأف الشركة المدعية لـ تكف طرفا في العقد كبالتالي
ال يمكنيا أف تطمب مف قاضي العقد أف يفصؿ في الصعكبات التي تقع أثناء التنفيذ إال أنيا بصفتيا مف
الغير بالنسبة لمعقد يقبؿ طعنيا أماـ قاضي تجاكز السمطة..إذ أف كافة الق اررات رغـ تعمقيا بإبراـ العقد أك
تنفيذه يمكف مع ذلؾ اعتبارىا ق اررات قابمة لئلنفصاؿ عف العقد".4
دائمان كعمبلن بالقاعدة العامة التي تقضي بعدـ قابمية الق اررات المتخذة تنفيذا لمصفقة العمكمية ،فإف
ىذه القاعدة ال تسرم عمى كؿ الق اررات اإلدارية التي قد تتخذىا اإلدارة ،كانما تجد ىذه القاعدة تطبيقيا
عمى الق اررات الصادرة عف اإلدارة بصفتيا مصمحة متعاقدة فقط ،5أما بالنسبة لمق اررات المتخذة مف قبؿ
اإلدارة باعتبارىا سمطة عامة أم لـ تستند في إصدارىا بصفتيا كمتعاقدة يمكف أف تنفصؿ عف الصفقة
كإصدارىا لق اررات الضبط اإلدارم ،فيمكف لكؿ مف المتعاقد أك الغير الطعف فييا باإللغاء إذا ما استكفى
شرط المصمحة ،ككاف القرار المطمكب إلغائو غير مشركع ،6كفي ذلؾ ترل محكمة القضاء اإلدارم في
مصر " بأف اإلدارة قد استخدمت سمطات الضبط اإلدارم لضماف تنفيذ العقد ،كأف ىذا القرار ال يخرج عف
ككنو إجراء صدر مف الجية القائمة عمى شؤكف التمكيف باعتبارىا سمطة عامة كاستنادا إلى أحكاـ
القانكف..فبل يعتبر ىذا االستيبلء استعماال مف جانب جية اإلدارة المتعاقدة لحقيا المستمد مف العقد.7"..
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .239
-2طالب بف دياب إكراـ ،المرجع السابؽ ،ص .121
-3كسيمة بف بشير ،ظاىرة الفساد اإلدارم كالمالي في مجاؿ الصفقات العمكمية في القانكف الجزائرم ،مذكرة لنيؿ درجة الماجستير في القانكف العاـ،
فرع قانكف اإلجراءات اإلدارية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك ،2013 ،ص .209
-4محمد سمير محمد جمعة ،المرجع السابؽ ،ص .196
-5حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .239
-6محفكظ عبد القادر ،المرجع السابؽ ،ص .135
-7محمد سمير محمد جمعة ،المرجع السابؽ ،ص .201
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
الفقرة الثانية :الضوابط الموضوعية لرفع دعوى اإللغاء في مجاؿ الصفقات العمومية.
قيدا عمى تصرفات المصمحة المتعاقدة لما يصدر عنيا مف ق ار ارت إدارية يشكؿ مبدأ المشركعية ن
تتعمؽ بتككيف الصفقة العمكمية ،تعد أساس تسيير اإلدارة لمجريات العممية التعاقدية ،بؿ إف ىذه الق اررات
أكلى باحتراـ مبدأ المشركعية فاألصؿ أف ىذه الق اررات تتمتع بقرينة الصحة كالمشركعية طبقا لقكاعد
القانكف ،غير أف ىذه القرينة قابمة إلثبات العكس كال يككف في ىذه الحالة عمى المدعي سكل إثبات عدـ
مشركعية ىذه الق اررات بأحد عيكب عدـ المشركعية المتمثمة في:
تتجسد حالة عدـ مشركعية الخارجية إذا ما تـ الطعف في القرار اإلدارم انطبلقا مف ركف
االختصاص أك ركف الشكؿ كاإلجراءات.
يعرؼ االختصاص في مجاؿ الق اررات اإلدارية؛ بأنو الصفة القانكنية أك القدرة القانكنية التي تعطييا
القكاعد القانكنية المنظمة لبلختصاص في الدكلة لشخص معيف ،ليتصرؼ كيتخذ ق اررات إدارية باسـ
كلحساب الكظيفية اإلدارية في الدكلة عمى نحك يعتد بو قانكنا.
بينما يعرؼ بعض الفقياء االختصاص بأنو " القدرة أك المكنة أك الصبلحية المخكلة لشخص أك جية
إدارية عمى القياـ بعمؿ معيف عمى الكجو القانكني " ،1لذا يمكف القكؿ أف عيب عدـ االختصاص ىك عدـ
القدرة عمى مباشرة عمؿ قانكني معيف ألف المشرع جعمو مف اختصاص سمطة أخرل طبقا لمقكاعد المنظمة
لبلختصاص ،2كمف ثمة يككف القرار مشكبا بعيب عدـ االختصاص نتيجة عدـ قدرة مكظؼ أك سمطة مف
السمطات اإلدارية قانكنا عمى اتخاذه ألنو ال يدخؿ في نطاؽ ما تممكو مف صبلحيات مقررة ليا قانكنا،3
كينقسـ عيب عدـ االختصاص إلى ثبلث صكر كىي:
يقصد بو تحديد مكضكعات االختصاصات كاألعماؿ التي يمكف لمسمطة اإلدارية اإلتياف بيا،
كاصدار ق اررات بشأنيا ،4كيعد ىذا التحديد مف اختصاص المشرع ،فيك المكمؼ بضبط المعالـ كرسـ
الحدكد لرجؿ اإلدارة عمى جميع المستكيات تفاديا في ذلؾ لظاىرة تنازع االختصاص ،كيتحقؽ ىذا النكع
-1عمر بكجادم ،اختصاص القضاء اإلدارم في الجزائر ،رسالة لنيؿ درجة دكتكراه دكلة في القانكف ،كمية الحقكؽ ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم
كزك ،الجزائر ،2011 ،ص .123
-2مازف ليمك راضي ،القضاء اإلدارم (دراسة األسس كمبادئ القانكف القضاء اإلدارم في األردف) ،ط ،1دار قنديؿ ،عماف ،2005 ،ص .179
-3كريمة خمؼ اهلل ،المرجع السابؽ ،ص .191
-4فضيؿ ككسة ،القرار اإلدارم في ضكء قضاء مجمس الدكلة ،دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،الجزائر ،2013 ،ص .134
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
مف العيكب عدـ عندما تقكـ ىيئة أك مكظؼ ما بإصدار قرار إدارم ال يدخؿ ضمف الصبلحيات المخكلة
لو قانكنا بما يشكؿ مخالفة لقكاعد تكزيع االختصاص كتشمؿ ىذه الحالة ما يمي:
أ -/1-اعتداء سمطة إدارية عمى اختصاص سمطة إدارية موازية ليا:
1
ال تربطيا بي ا صمة تبعية أك إشراؼ ،كقد سمى الفقو ىذه الصكرة باالعتداء الجانبي عمى السمطة
كمف أكضح األمثمة قياـ كزير الصناعة مثبل بإصدار قرار تعديؿ صفقة عمكمية مبرمة مف طرؼ كزير
التجارة ،كفي ىذه الحالة يمثؿ قرار المتعمؽ بإصدار قرار تعديؿ الصفقة اعتداء عمى اختصاص كزير
التجارة كبالتالي يعد ق ار ار معيبا يترتب عنو البطبلف نظ ار لصدكره خارج نطاؽ االختصاص.
أ -/2-اعتداء سمطة إدارية أدنى عمى اختصاصات سمطة إدارية أعمى:
إذ ال يجكز لجية إدارية دنيا أف تمارس اختصاص جية عميا ،إال إذا كانت مفكضة في ذلؾ تفكيضا
صحيحا ،كتتمثؿ ىذه الحالة مثبل في قياـ مكظؼ بالبمدية بإبراـ صفقة عمكمية بدال مف رئيس المجمس
الشعبي البمدم دكف أم تفكيض.
أ -/3-اعتداء سمطة إدارية أعمى عمى اختصاصات سمطة إدارية أدنى:
يحمي القانكف ميداف اختصاص ىذه األخيرة ،كال يمكف لمسمطة الرئاسية أك الكصائية التدخؿ إال في
حدكد ما رسمو القانكف ،كيمنح القانكف ليذه الييئات جممة مف اختصاصات قصد تسير شؤكنيا ،كبناءا
عمى ذلؾ فبل يمكف لسمطة إدارية مركزية عميا االعتداء عمى اختصاص ىذه الييئات كاف ىي فعمت كاف
قرارىا مشكبا بعيب عدـ االختصاص.2
في ذلؾ نجد أف تنظيـ الصفقات العمكمية قد خكؿ السمطات التي تتمتع بسمطة إبراـ الصفقات حؽ
تفكيض صبلحياتيا في ىذا الشأف ،طبقا لما أفادت المادة 04مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15بقكليا
"..كيمكف كؿ سمطة مف ىذه السمطات أف تفكض صبلحياتيا في ىذا المجاؿ إلى المسؤكليف المكمفيف،
بأم حاؿ بإبراـ كتنفيذ الصفقات العمكمية طبقا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا" ،كبيذا فإف
التفكيض يقتضي تكافر شرطيف أساسييف كىما كجكد نص قانكني أك تنظيمي يجيز التفكيض ،أما الشرط
الثاني ىك صدكر التفكيض في شكمو القانكني (قرار التفكيض) كاال كاف القرار الصادر في ىذه الحالة
مشكبا بعيب عدـ االختصاص المكضكعي.
-1نكاؼ طبلؿ فييد العازمي ،ركف االختصاص في القرار اإلدارم كآثاره القانكنية عمى العمؿ اإلدارم (دراسة مقارنة ما بيف القانكنيف اإلدارييف
األردني كالككيتي ،رسالة مقدمة لنيؿ درجة الماجستير في القانكف العا ـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الشرؽ األكسط ،األردف ،2012 ،ص .58
-2مصطفى أبك زيد فيمي ،القضاء اإلدارم كمجمس الدكلة (قضاء اإللغاء) ،دار المطبكعات الجامعية ،اإلسكندرية ،1999 ،ص .665
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
عمبلن بمبدأ تنظيـ السمطات اإلدارية إقميميا ،فقد قيد المشرع الجزائرم كؿ سمطة إدارية بإصدار
ق اررات في حدكد اختصاصيا الجغرافي 1مثؿ ما ىك الحاؿ بالنسبة لمكالي الذم يمارس اختصاصاتو ضمف
الحدكد الجغرافية لمكالية ،كرئيس المجمس الشعبي البمدم ضمف حدكد إقميـ البمدية ،فإذا ما قاـ أم منيما
باتخاذ قرار إدارم يمتد إلى إقميـ خارج عف إطار اإلقميـ الذم يمارس فيو اختصاصاتو ،شابو عدـ
االختصاص المكاني كأصبح قاببل بذلؾ لئلبطاؿ ،2كيككف القرار اإلدارم معيبا بعيب عدـ االختصاص
المكاني في مجاؿ الصفقات العمكمية مثبل إذا قاـ كالي كالية غرداية بإبراـ صفقة عمكمية تخص كالية
أخرل ،ككف ذلؾ ال يدخؿ ضمف اختصاصو كبالتالي يككف القرار معيبا بعدـ االختصاص المكاني يترتب
عنو البطبلف إال أف ىذا العيب نادر الحدكث.
يقصد بو تحديد البعد الزمني أك المدة الزمنية المحددة لسمطة إدارية مختصة لمممارسة اختصاصاتيا،
كالتي يجكز ليا خبلليا إصدار ق اررات إدارية ،فيعتبر مشكبا بعيب عدـ االختصاص الزماني ،قرار أصدره
مكظؼ ال يممؾ الصفة لمقياـ بذلؾ سكاء قبؿ تقمد المنصب أك بعد انتياء الرابطة الكظيفية ،كقياـ رئيس
المجمس الشعبي البمدم بإبراـ صفقة عمكمية قبؿ تقمد منصبو ،كما يككف القرار مشكبا بيذا العيب في
حالة ما إذا حدد القانكف مدة زمنية معينة لمممارسة اختصاص معيف ،كبالتالي فإف اتخاذ أم قرار خارج
المدة المحددة يعد مشكبا بعيب عدـ االختصاص الزماني.3
يقصد بعيب الشكؿ كاإلجراءات؛ عدـ التزاـ اإلدارة بالشركط الشكمية كاإلجراءات الكاجب إتباعيا في
إصدار الق اررات اإلدارية ،كما لك اشترط القانكف أك التنظيـ تسبيب القرار أك استشارة جية معينة قبؿ
إصداره ،كبالتالي فإف عدـ التقيد بما فرضو القانكف أمر يترتب عنو البطبلف ،4كلقد درج القضاء اإلدارم
عمى التمييز بيف ما إذا كانت المخالفة في الشكؿ كاإلجراءات قد تعمقت بالشركط الجكىرية التي تمس
مصالح األفراد ،كبيف ما إذا كانت المخالفة متعمقة بشركط غير جكىرية ال يترتب عمى إىدارىا مساسا
بمصالحيـ ،كفي ىذه الحالة يترتب البطبلف عف النكع األكؿ دكف الثاني.5
كمف أمثمة الشكميات الجكىرية في مجاؿ الصفقات العمكمية ،اشتراط تنظيـ الصفقات العمكمية
ضركرة صدكر اإلعبلف عف الصفقة مشتمبل لكؿ البيانات اإللزامية التي حددتيا أحكاـ المادة 62مف
المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15كأم تخمؼ إلحدل ىذه البيانات مف شأنو أف يجعؿ قرار اإلعبلف عف
الصفقة مشكبا بعيب الشكؿ ،ثـ إف نشر ىذا اإلعبلف ضمف جريدة كاحد يعد أم ار مخالفا إلجراء جكىرم
طبقا لما أفادت بو المادة 65مف نفس المرسكـ ،كالتي تشترط إجبارية نشر اإلعبلف عف الصفقة زيادة
عمى نشره ضمف النشرة الرسمية لصفقات المتعامؿ العمكمية ،ضمف جريدتيف يكميتيف كطنيتيف مكزعتيف
عمى المستكل الكطني عمى األقؿ ،كبالتالي فإف أم مخالفة لقكاعد اإلشيار كالدعكة إلى المنافسة ستؤدم
حتما إلى إلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ.1
يعد القرار اإلدارم المنفصؿ مشكبا بعيب المشركعية الداخمية ،إذا ما أثيرت أماـ القاضي عيكب
تتعمؽ بجكىر القرار اإلدارم المطعكف فيو ،مف حيث المحؿ كالسبب أك ركف اليدؼ.
يعد ىذا العيب مف أىـ العيكب التي تتعرض ليا الق اررات اإلدارية في المكضكع ،كأكثرىا شيكعا
كممارسة لمقضاء اإلدارم في رقابتو عمى أعماؿ اإلدارة العامة بما يتعمؽ بخركجيا عف القكاعد القانكنية،2
كىك العيب الذم يمحؽ بعنصر المحؿ في القرار اإلدارم 3كيشكؿ بذلؾ حالة مف حاالت الحكـ باإللغاء،
إذ يشترط لصحة كمشركعية القرار أف يككف مضمكف األثر الذم يحممو القرار ،ممكنا مف الناحية القانكنية
كالكاقعية كجائزا ،بمعنى أف ال يككف مخالفا لمقانكف ،كال تعد رقابة القضاء اإلدارم عمى محؿ القرار رقابة
خارجية كما ىك الشأف في رقابتو عمى االختصاص كالشكؿ ،كانما ىي رقابة داخمية تنصب عمى جكىر
القرار كمكضكعو لمكشؼ عف مطابقتو أك مخالفتو لمقانكف ،4كلما كاف سبب اإللغاء ىك مخالفة القانكف فإف
ىذه المخالفة تتخذ إحدل الصكر التالية:
تتحقؽ ىذه الحالة عند مخالفة اإلدارة في قرارىا لمقانكف بصفة صريحة كمباشرة ،بحيث تتصرؼ
اإلدارة بخبلؼ مقتضيات القانكف التي يتعيف عمييا احتراميا كااللتزاـ بيا ،5كيتعيف في ىذه الحالة عمى
طالب اإللغاء أف يثبت قياـ القاعدة القانكنية كتجاىؿ اإلدارة ألحكاميا ،سكاء بقياميا بعمؿ إدارم تمنعو
القاعدة القانكنية أك االمتناع عف القياـ بعمؿ تجيزه القاعدة القانكنية ،1كتتحقؽ ىذه المخالفة في مجاؿ
الصفقات العمكمية عندما ال تمتزـ المصمحة المتعاقدة بحدكد العتبة المالية العتبار العقد صفقة عمكمية،
كعميو فإف أم مخالفة ليذا الحد عند التعاقد يجعؿ مف القرار اإلدارم المنفصؿ المتعمؽ بمنح الصفقة أك
إبراميا مخالفا لمقانكف.
تتحقؽ ىذه الحالة عندما تخطأ اإلدارة في تفسير القاعدة القانكنية ،كذلؾ بإعطائيا تفسي ار غير
التفسير الذم قصده المشرع مف كرائيا ،كيككف ىذا الخطأ ضمف حالتيف:
-الخطأ العمدي في تفسير القانوف :كتتحقؽ عندما تككف القاعدة القانكنية المدعى بمخالفتيا مف
الكضكح ،بحيث ال تحتمؿ الخطأ في التفسير كلكف اإلدارة تمجأ إلى سبؿ التحايؿ كتتعمد في
ذلؾ عمى التفسير الخاطئ لمقاعدة القانكنية ،2كنظ ار لما لمقضاء اإلدارم مف دكر في مراقبة
مشركعية أعماؿ اإلدارة عف طريؽ دعكل اإللغاء فإف ذلؾ يترتب عنو التزاـ اإلدارة بالتفسير
الذم يقره القضاء اإلدارم.3
-الخطأ الغير العمدي في تفسير القانوف :كتقع اإلدارة في ىذه الحالة نتيجة غمكض القاعدة
القانكنية كعدـ كضكحيا ،مما يجعؿ رجؿ اإلدارة يعمؿ عمى تفسيرىا عمى غير المقصكد قانكنا.
يترتب ذلؾ في حالة مباشرة اإلدارة لمسمطة التي منحيا القانكف إياىا بالنسبة لغير الحاالت التي نص
عمييا أك دكف أف تتكافر الشركط التي حددىا القانكف لمباشرتيا ،فإذا صدر القرار في ىذه الحالة دكف
االستناد إلى الكقائع المبررة التخاذه أك لـ يستكفي الشركط التي يتطمبيا القانكف فإف ق ارراىا ىذا يعد مشكبا
بعيب مخالفة القانكف.4
-/2عيب السبب:
السبب في القرار اإلدارم؛ ىك الحالة القانكنية أك الكاقعية التي تدفع إلى إصداره ،كبيذا المعنى فإف
عيب السبب يتحقؽ في حالة انعداـ كجكد سبب يبرر إصدار القرار فيككف جدي ار بالطعف فيو باإللغاء،5
فبل ي مكف مثبل لممتعاقد المجكء إلى المناكلة ،إال بمكافقة المصمحة المتعاقدة التي ليا أف ترفض ذلؾ
-1سميماف محمد الطماكم ،القضاء اإلدارم (قضاء اإللغاء) ،دار الفكر العربي ،مصر ،1996 ،ص .719
-2مازف ليمك راضي ،المرجع السابؽ ،ص .203
-3نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .247
-4عبد القادر عدك ،المنازعات اإلدارية ،ط ،2دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،الجزائر ،2014 ،ص .161
-5آماؿ يعيش تماـ ،عيب ا لسبب ككجو مف أكجو دعكل اإللغاء ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير ،فرع القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2005/2004 ،ص .07
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
شريطة أف تستند في ذلؾ إلى أسباب معقكلة كضعؼ الكفاية المالية كالفنية ،فإذا كانت األسباب غير
مبررة جاز لممتعاقد مخاصمتيا عف ىذا الرفض كالحصكؿ عمى حكـ بإلغاء القرار الصادر برفض
المكافقة ،كىك ما أكده مجمس الدكلة الفرنسي في 1908/11/13في قضية GUILLAUMEبقكلو
"...إذا كانت األسباب التي تذرعت بيا اإلدارة غير كجيية فإف المتعاقد يستطيع أف يحصؿ ...عمى حكـ
بإلغاء القرار الصادر برفض المكافقة.1"..
كىك ما أكدت عميو المحكمة اإلدارية المغربية بقكليا "...حيث أف المدعية تقدمت بطمب المشاركة
في المنافسة عف الصفقة التي أعمنت عنيا الجماعة الحضرية لمقنيطرة بناء عمى طمب عرض مفتكح ،
كأنو بتاريخ 2011/06/14عممت المجنة المتعيد ليا بفحص العينات مف طرؼ صاحبة المشركع
بإقصائيا مف المنافسة بعمة عدـ مطابقتيا لمجكدة ...كحيث لتحقيؽ الدعكل أمرت المحكمة بإجراء خبرة
بقصد فحص العينات المقدمة مف طرؼ المدعية ككصفيا ك إبراز نكعيا ،كتحديد مدل مطابقتيا لمشركط
الكاردة في دفتر الشركط..حيث خمص تقرير الخبرة إلى ككف صنفي المصابيح ليما نفس المكاصفات
حسب جدكؿ المقارنة...بذلؾ يككف قرار اإلقصاء مف الصفقة بني عمى سبب خاطئ كغير مشركع
مستمد مف كقائع غير ثابتة مما يستدعي إلغائو" ،2ىذا كتقكـ رقابة القاضي اإلدارم لعيب السبب ضمف
ثبلث درجات:
حيث تنصب رقابة القاضي اإلدارم بصدد رقابتو عمى السبب عمى التأكد مف صحة الكجكد الفعمي
لمحالة القانكنية أك الكاقعية التي بني عمييا القرار اإلدارم ،3كحالة تأكد القاضي اإلدارم بأف السبب الذم
أدل إلى منح الصفقة كاف نتيجة تكافر جميع معايير االنتقاء ،أم أف المتعامؿ المتعاقد يتمتع بكامؿ
المؤىبلت التي تؤكد قدرتو عمى تنفيذ مكضكع الصفقة ،كاذا تبيف لمقاضي اإلدارم خبلؼ ذلؾ فإنو يقضي
باإللغاء المنح لعيب في تسبيب قرار منح الصفقة.
فبل تتكقؼ رقابة القاضي اإلدارم عند التأكد مف الكجكد الفعمي لمكاقعة أك الحالة المادية أك القانكنية
التي يقكـ عمييا القرار المطعكف فيو ،كانما يتعدل األمر إلى رقابة مدل صحة الكصؼ كالتكييؼ القانكني
ليا ،فقد تقكـ اإلدارة بتكييؼ الكقائع تكييفا خاطئا تنبني عميو عممية إصدار القرار اإلدارم.4
يككف الق ارر اإلدارم مشمكال بعيب إساءة إستعماؿ السمطة عندما تستعمؿ السمطة اإلدارية امتيازات
كمظاىر السمطة العامة لتحقيؽ أىداؼ غير تمؾ التي منحت مف أجميا االختصاص كمظاىر السمطة
العامة ،1بمعنى أف السمطة اإلدارية العامة قد تتخذ قرار يدخؿ ضمف صبلحياتيا مراعية فيو كافة
األ شكاؿ كاإلجراءات المقررة قانكنا ،كدكف أف ترتكب أم مخالفة لمقانكف باستخداـ سمطاتيا لتحقيؽ أىداؼ
غير تمؾ التي عيد بيا إلييا ،2يتجسد ىذا النكع مف العيكب في مجاؿ الصفقات العمكمية ،عندما يمتزـ
المكظؼ المختص بتطبيؽ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية بكؿ ما يقتضيو مف قكاعد إجرائية ليعمؿ في
األخير عمى إسناد الصفقة ألحد أقاربو أك معارفو ،كيأخذ عيب إساءة استعماؿ السمطة إحدل الصكر
التالية:
لـ يخكؿ القانكف لئلدارة امتيازات السمطة العامة إال لتحقيؽ المصمحة العامة ،كالتي يتعيف أف يككف
بمكغيا ىك ىدف يا األسمى مف كراء إصدارىا لمق اررات اإلدارية ،فإذا ما حادت عف ىذا اليدؼ لتحقيؽ
أغراض شخصية ال تمت بصمة بالمصمحة العامة أك محاباة لمغير فإف ق ارراتيا في ىذا الشأف تككف
مشكبة بعيب االنحراؼ في استعماؿ السمطة.
تتحقؽ ىذه الحالة كم ما كاف الباعث مف كراء اتخاذ القرار ،ىك تحقيؽ ىدؼ غير الذم أراده المشرع
عند منح اإلدارة سمطة اتخاذه ،حتى كلك تذرعت اإلدارة بعد ذلؾ بأنيا كانت تسعى مف كراء ذلؾ تحقيؽ
المصمحة العامة.3
تتمثؿ ىذه الصكرة في لجكء اإلدارة مف أجؿ تحقيؽ أىدافيا إلى استعماؿ إجراء قانكني بدؿ اإلجراء
القانكني المبلئـ كالمحدد قانكنا ،كذلؾ لتجنب بعض الشكميات أك التعقيدات ،كأيا كانت تبريرات لجكئيا
ليذا اإلجراء فإنيا بذلؾ قد خالفت قكاعد إجرائية محددة قانكنا ،كتبعا لذلؾ فإف تصرفيا ىذا يعد مشكبا
بعيب إساءة استعماؿ السمطة في صكرة االنحراؼ باإلجراءات.4
-1عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،أكجو الطعف بإلغاء القرار اإلدارم ،منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية ،2003 ،ص .275
-2سعد صميمع ،االنحراؼ بالسمطة ككجو إللغاء القرار اإلدارم في النشاط اإلدارم الجزائرم ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير فرع قانكف عاـ ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ االقتصادية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2005/2004 ،ص .03
-3محمد الصغير بعمي ،القضاء اإلدارم (دعكل اإللغاء) ،المرجع السابؽ ،ص .369
-4مازف ليمك راضي ،المرجع السابؽ ،ص .217
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
مما الشؾ فيو أف عيكب المشركعية ىذه تؤثر عمى مبادئ إبراـ الصفقات العمكمية ،لذلؾ يجب أف
تؤسس دعكل اإللغاء في مجاؿ منازعات الصفقات العمكمية عمى إحدل ىذه األكجو كاال حكـ القاضي
اإلدارم برفض الدعكل لعدـ التأسيس ،كفي مقابؿ ذلؾ فإننا نتساءؿ عف األثر المترتب عف إلغاء الق اررات
اإلدارية المنفصمة عمى الصفقة العمكمية ،كبتعبير آخر ما مدل حجية الحكـ القاضي بإلغاء الق اررات
اإلدارية المنفصمة عمى الصفقة ،فيؿ الحكـ بإلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة يؤدم إلى بطبلف الصفقة ؟
الفقرة الثالثة :آثار إلغاء القرار اإلداري المنفصؿ عمى الصفقة العمومية.
يعد صدكر الحكـ بإلغاء قرار إدارم النتيجة الحتمية إلعداـ آثاره ،فبعد استفاء حكـ اإللغاء لطرؽ
الطعف ،فإنو يكتسب حجية مطمقة في مكاجية الكؿ كيككف اإللغاء فييا كمبدأ عاـ ذك أثر رجعي فيما
ترتب عنيا مف آثار قانكنية ،1كاذا كاف مف السيؿ تطبيؽ ىذه النتيجة في حالة القرار اإلدارم البسيط إال
أف المسألة التي تطرح تكمف في أثر الحكـ الصادر بإلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة عمى الصفقة
العمكمية ككؿ ،فيؿ يترتب عمى إلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ الذم ساىـ في تككيف الصفقة بطبلف ىذه
األخيرة ؟ أـ أف العقد يبقى قائما إلى أف يطمب أحد طرفيو بطبلف أماـ قاضي العقد (القضاء الكامؿ) ؟
تختمؼ آثار إلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ عمى الكجكد القانكني لمصفقة كفقا لممرحمة التي بمغتيا،
فإف لـ تصؿ الصفقة إلى مرحمة اإلبراـ فإف أثر اإللغاء يككف مطمقا ،ألف الحكـ القضائي يكتسي حجية
الشيء المقضي بو ،لكف ىذا األمر يكاد أف يككف مجرد إفتراض ألف بطء إجراءات التقاضي يحكؿ دكف
صدكر قرار اإللغاء قبؿ التكقيع الصفقة ،كىك ما دفع بالمشرع بتدارؾ ىذا األمر مف خبلؿ المادتيف 946
ك 947مف (ؽ إ ـ إ) ،لكف أقرف الفصؿ في النزاع ارتباطو بمخالفة قكاعد اإلشيار كالمنافسة كما دكف
ذلؾ فإنو يممؾ دعكل اإللغاء.2
لقد استقر االجتياد القضائي في فرنسا عمى بقاء الصفقة حيز الكجكد القانكني عمى الرغـ مف إلغاء
القرار اإلدارم المنفصؿ ،ما لـ يتمسؾ أحد الطرفيف بالمطالبة بإبطالو بناءا عمى إلغاء القرار اإلدارم
المنفصؿ ،3ألف اإللغاء في ىذه الحالة ال ينصب إال عمى القرار اإلدارم دكف أف يمتد أثر ذلؾ إلى
الصفقة العمكمية ،كأساس ذلؾ أف الق اررات اإلدارية المنفصمة كاف كانت تدخؿ في تككيف الصفقة إال أنيا
عمؿ مستقؿ عف العممية التعاقدية التي ال تخضع الختصاص قاضي اإللغاء ،4كذلؾ بتبرير القضاء ليذه
القاعدة بفكرة الحفاظ عمى استقرار األكضاع التعاقدية.5
كقد أكضح مفكض الحككمة الفرنسي في تقرير لو بشأف الحكـ الصادر عف مجمس الدكلة الفرنسي
بتاريخ ،1905/08/04المتعمؽ بقضية ) (MARTINبعدـ تأثر العقد بإلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ كانما
يظؿ العقد ساريا إلى أف يطمب أحد طرفيو إبطالو أماـ قاضي العقد ،1كىك نفس االتجاه الذم سارت عميو
المحكمة اإلدارية المصرية بتاريخ 1947/11/25بقكليا" إف إلغاء القرار اإلدارم الصادر بإرساء
المناقصة ال يؤدم إلى إىدار العبلقة التعاقدية التي نشأت عنو ،2"..كأكد عميو مجمس الدكلة المصرم في
ق ارره المؤرخ في 1998/11/25بقكلو " كحيث أنو مما يجب التنبيو إليو مف أف العمميات التي تباشرىا
اإلدارة ما قد يككف مركبا..فتصدر بيذا الخصكص ق اررات مف جانب كاحد ،تتكافر فييا جميع خصائص
الق اررات اإلدارية تتصؿ بالعقد مف ناحية اإلذف بو أك إبرامو أك اعتماده ،فتختص محكمة القضاء اإلدارم
بإلغاء ىذه الق اررات إذا كقعت مخالفة لمقكانيف أك المكائح ،كذلؾ دكف أف يككف إللغائيا مساسا بذات العقد
الذم يظؿ قائما بحالتو ".3
إف اآلثار المترتبة عف إلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة في مجاؿ الصفقات العمكمية تختمؼ بيف إذا
ما كانت مف زاكية أطراؼ الصفقة أك مف زاكية الغير:
-يمكف لطرفي الصفقة العمكمية إما تعديؿ األكضاع القانكنية كفقا لما تضمنو قرار اإللغاء ،كاما فسخ
الصفقة العمكمية كابراـ صفقة جديدة مستكفية لكافة شركطيا التي افتقدت سابقا.4
-أما بالنسبة لمغير كتبعا لقضاء مجمس الدكلة الفرنسي ال يمكنو أف يحتج بإلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ
إلبطاؿ الصفقة طالما تمسؾ طرفا الصفقة باالحتفاظ بيا ،فإذا حصؿ الغير عمى إلغاء القرار اإلدارم
المنفصؿ عف الصفقة العمكمية فإف ىذا اإللغاء معرض بأف يككف دكف أثر ،ذلؾ أف سحب نتائج
اإللغاء عمى الكجكد القانكني لمصفقة يستمزـ المجكء إلى قاضي العقد ،كىذا األخير ال يمكف المجكء إليو
إال مف قبؿ طرفي العقد عمبل بقاعدة نسبية آثار العقد عمى طرفيو ،5مما يعني أف الغير ذك المصمحة
في إلغاء القرار اإلدارم المنفصؿ سيتكقؼ مصيره عمى ما قد يبديو طرفي العقد تجاه حكـ اإللغاء ،فإذا
امتنع األطراؼ عف إثارة دعكل البطبلف أماـ قاضي العقد فإف الصفقة تبعا لذلؾ تبقى قائمة ألف
مشركعيتيا لـ تطرح أماـ القاضي المختص لتقرير بطبلنيا.6
إال أف ىذه القاعدة ال تؤدم إلى إىدار كؿ فائدة لحكـ اإللغاء ،ألف غير أطراؼ الصفقة ال يممككف
أم كسيمة لمدفاع عف مصالحيـ إال المجكء إلى قاضي اإللغاء ،كبناءا عمى ذلؾ يمكف لمغير في حاؿ
حصكؿ عمى حكـ بإلغاء قرار إدارم منفصؿ أف يثير مسؤكلية المصمحة المتعاقدة غير العقدية عف
قرارىا الغير المشركع ،باعتبار أف ىذا الخطأ يشكؿ ركف الخطأ في جانب اإلدارة ،مما قد يرتب لو
الحؽ في التعكيض في حالة ما تكافرت باقي أركاف المسؤكلية اإلدارية.1
الفرع الثاني:
الصفقات العمومية في نطاؽ القضاء الكامؿ.
يعد القضاء الكامؿ صاحب االختصاص األصيؿ في منازعات الصفقات العمكمية ،كىك اختصاص
2
أصيؿ كشامؿ كمطمؽ لكؿ المنازعات المتعمقة بالحقكؽ كااللتزامات التي تنشأ عف الصفقة العمكمية،
كأساس ىذا الحكـ فإف كافة المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية تندرج ضمف كالية القضاء الكامؿ،
كعمى ذلؾ متى تكافرت في المنازعة حقيقة الصفقة العمكمية ،فإف تدخؿ في نطاؽ القضاء الكامؿ سكاء
كانت المنازعة خاصة بانعقادىا أك صحتيا أك تنفيذىا أك انقضائيا.
كال يخرج عف ىذه القاعدة سكل الطعف باإللغاء في الق اررات اإلدارية المنفصمة عف العممية التعاقدية
التي يؤكؿ اختصاص الفصؿ فييا لكالية قضاء اإللغاء ،3كىك ما أكدتو محكمة القضاء اإلدارم المصرية
في حكميا الصادر بتاريخ 1956/11/18بقكليا "...أما ما يصدر مف ق اررات تنفيذا لمعقد كالق اررات
الخاصة بجزاء مف الجزاءات التعاقدية أك بفسخ العقد أك إنيائو أك إلغائو ،فيذه كميا تدخؿ في منطقة العقد
كتنشأ عنو ،فيي منازعات حقكقية ،كتككف محبل لمطعف عمى أساس استعداد كالية القضاء الكامؿ ،"..كىك
نفس ما قضى بو مجمس الدكلة الجزائرم في ق ارره المؤرخ في 2012/01/12بقكلو "..حيث أنو مف
المستقر عميو فقيا كقضاء كقانكنا أف النزاعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،ىي نزاعات القضاء
الكامؿ.4"...
كعميو يؤكؿ االختصاص لكالية القضاء الكامؿ الدعاكل المتعمقة بالطمبات الناشئة عف الصفقة،
كالدعاكل المتعمقة بإبطاؿ الصفقة أك فسخيا أك الحكـ بالتعكيض ،كغيرىا مف الدعاكل التي تككف منطمقيا
حقيقة الصفقة العمكمية كبنكدىا ،كىك ما يعكس االختصاص الكاسع لمقضاء اإلدارم بالنظر كالفصؿ في
دعاكل القضاء الكامؿ.
يترتب عمى تنفيذ الصفقة العمكمية جممة مف الحقكؽ كااللتزامات تقع عمى عاتؽ طرفي الصفقة
العمكمية ،إال أف ىذه العممية قد تتعثر نتيجة الحكـ ببطبلف الصفقة بمكجب دعكل يقيميا أحد أطراؼ
الصفقة أماـ قاضي العقد إذا كاف سندىا عيب في إجراءات تككينيا أك شركط صحتيا أك أركاف انعقادىا
أك عدـ مشركعيتيا (أكال) ،أك المطالبة بفسخيا في حالة عدـ التزاـ المصمحة المتعاقدة بالتزاماتيا تجاه
المتعاقد (ثانيا).
تبرـ الصفقات العمكمية مف أجؿ إشباع الحاجيات العامة مف أشغاؿ كخدمات كتكريدات ،كلتحقيؽ
ىذه الغاية كاف لزاما عمى اإلدارة أف تبرميا كفقا لممبادئ كالقكانيف التي تقيدىا بشركط كضكابط إجرائية
يجب مراعاتيا ،1إذ تعد الصفقات العمكمية مف أىـ العقكد اإلدارية التي تقكـ عمى أساس ذاتيتيا المتميزة
كمعاييرىا المختمفة إلى حد التناقض مع العقكد المدنية ،ما جعميا تتمتع بكياف مستقؿ يخضع لقكاعد
كأحكاـ مميزة عف عقكد القانكف الخاص ،إال أنو كعمى الرغـ مف طابعيا المميز إال أنو ال يمكف الحديث
عف االستقبللية التامة لمعقكد اإلدارية مف بينيا الصفقات العمكمية عف العقكد الخاصة.2
فكثي ار ما تمتقي مع ىذا النكع مف العقكد بضركرة تكافر األركاف األساسية لمعقد كالمتمثمة أساسا في
الرضا كالمحؿ كالسبب ،3إلى جانب تحقؽ شركط الصحة كسبلمة انعقاده ،فضبل عف خضكعيا لمضكابط
اإلجرائية كالمكضكعية التي ضبطيا المشرع ليذا النكع مف العقكد ،4كبالتالي فإف تخمؼ إحدل ىذه
األركاف أك كركد أم عيب يؤثر عمى سبلمتو جاز لممتعامؿ المتعاقد مع اإلدارة مطالبة القاضي بالحكـ
ببطبلنو( )1كالذم تترتب عميو جممة مف اآلثار(.)2
فضبل عف بطبلف الصفقة العمكمية ألم عيب مف عيكب المشركعية ،كالتي سبؽ كأف قمنا بمعالجتيا
في إطار دراسة دعكل اإللغاء في مجاؿ الصفقات العمكمية في الفرع األكؿ مف ىذا المطمب ،تبطؿ
الصفقة العمكمية لعدـ صحة أركانيا ،ذلؾ أف ىذه األخيرة كعمى غرار باقي العقكد تقكـ عمى ركف الرضا
كالسبب كالمحؿ ،كيعد تخمؼ إحدل ىذه األركاف سببا في الحكـ ببطبلف الصفقة العمكمية ،الذم يثار أماـ
قاضي العقد بطريؽ دعكل القضاء الكامؿ نتيجة ارتباط النزاع بالعقد ،كىك ما أكدتو الغرفة اإلدارية
-1حكرية بف أحمد ،دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .69
-2سمية شريؼ ،المرجع السابؽ ،ص .116
-3مفتاح خميفة عبد الحميد ،حمد محمد حمد الشمماني ،المرجع السابؽ ،ص .348
-4حكرية بف أحمد ،دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .70
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
بالمحكمة العميا بقكليا " إف الطمبات الرامية إلى إبطاؿ العقد ىي مف اختصاص الجية القضائية ذات
االختصاص الشامؿ..ألنو غير مكجو ضد قرار إدارم كانما ضد العقد.1"..
يعرؼ الرضا عمى أنو تكافؽ إرادتيف تتجياف إلى إحداث أثر قانكني بإنشاء االلتزاـ أك تعديمو ،2كالصفقات
العمكمية مثؿ أم عقد إدارم آخر تعد عمؿ رضائي غائي ييدؼ إلى إحداث أثر قانكني يتمثؿ في إنشاء
التزامات متبادلة بي ف طرفي العقد ،كمف ثـ تقكـ الصفقة العمكمية عمى ركف الرضا الذم يظير في تعبير
الطرفيف عف إرادتييما المتطابقتيف ،كالتي تتمثبلف في اإليجاب المتمثؿ في العرض المقدـ مف قبؿ اإلدارة،
كالقبكؿ الذم يظير في قبكؿ المتعامؿ المتعاقد العرض المقدـ مف قبؿ المصمحة المتعاقدة ،كالذيف يشترط
فييما أف يككنا صحيحيف خالييف مف جميع العيكب التي قد تشكبيا ،فضبل عف كجكب تكافر المحؿ
كالسبب.
كبالتالي يتـ العقد بمجرد تبادؿ طرفي العقد التعبير عف إرادتييما المتطابقتيف ،مع مراعاة ما يقرره
القانكف مف شركط كشكميات معينة النعقاد العقد ،الذم يقكـ عمى ركف الرضا الذم يشمؿ اإليجاب كالقبكؿ
كتبلقي اإليجاب مع القبكؿ ،كفي حالة تخمؼ أم عنصر مف ىذه العناصر أك شابو أم عيب مف عيكب
اإلرادة كالغمط كالتدليس كاإلكراه ترتب عف ذلؾ بطبلف الصفقة العمكمية إما بطبلنا طمقا أك نسبيا.3
يعتبر إبراـ الصفقة العمكمية تصرفا قانكنيا يترتب عنو التزامات قانكنية متبادلة تقع عمى عاتؽ
أطراؼ العقد ،لذلؾ ال يمكف أف يتعاقد إال مف تتكفر فيو األىمية البلزمة لمتعاقد ،كذلؾ لكبل طرفي العبلقة
التعاقدية ،4حيث يرتبط مفيكـ األىمية بفكرة االختصاص بإصدار العمؿ القانكني ،كذلؾ بتحديد األفراد
الذيف يممككف صبلحية إبراـ الصفقة مف جية كتحديد الشركط الكاجب تكافرىا في المتعامؿ المتعاقد،
كيتعمؽ أساسا بفكرة األىمية بالنسبة لمشخص الطبيعي ،كبتكافر الصفة إذا كاف المتعاقد شخصا معنكيا
كالتي تتعمؽ بمدل صحة تمثيؿ الشخص الذم قاـ بالتكقيع عمى الصفقة العمكمية باسـ كلحساب الشخص
المعنكم ،مف ثـ فالقاضي المدني ىك الذم يختص بالنظر في ىذه المسائؿ ألف الفصؿ في صحة العقد
اإلدارم متكقؼ عمى الدفع الجدم لمسألة أكلية تتعمؽ بأىمية الشخص الخاص.
كعميو يقكـ القاضي اإلدارم بكقؼ الدعكل اإلدارية ،كيحيؿ المسألة األكلية عمى القاضي العادم
ليفصؿ فييا ،كيعتبر الحكـ الصادر عف ىذا األخير مقيدا لمقاضي اإلدارم ،1كيجد ذلؾ سنده في المادة
04مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15التي خكلت االختصاص الذم يعد حجر الزاكية في إبراـ
الصفقات العمكمية لمسمطات المتمثمة في مسؤكؿ الييئة العمكمية ،الكزير ،الكالي ،رئيس المجمس الشعبي
البمدم ،المدير العاـ أك مدير المؤسسة العمكمية ،إلى جانب إمكانية تفكيض صبلحياتيا في ىذا المجاؿ
إلى المسؤكليف المكمفيف بأم حاؿ بإبراـ كتنفيذ الصفقة العمكمية طبقا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية
المعمكؿ بيا.
أ -/2-سالمة اإلرادة مف العيوب :ال يكفي لصحة الصفقات العمكمية تكافر ركف الرضا ،كانما يجب أف
يككف التراضي صحيحا خاليا مف عيكب اإلرادة المتمثمة في الغمط كالتدليس كاإلكراه ،فكحدىا اإلرادة
الحقيقية تنشأ االلتزاـ كذلؾ بخمكىا مف ىذه العيكب ،كاذا ما شابت إرادة المتعاقد أيا مف تمؾ العيكب جاز
لو إبطاؿ الصفقة العمكمية أماـ الجية القضائية المختصة ،كتتمثؿ ىذه العيكب التي قد تشكب اإلرادة في:
-عيب الغمط:
ىك فيـ األشياء عمى غير حقيقتيا أك تكىـ غير الكاقع ،حيث يككف ىذا األخير إما كاقعة صحيحة
يتكىـ اإلنساف عدـ صحتيا ،أك كاقعة غير صحيحة يتكىـ اإلنساف صحتيا ،2كيشترط في الغمط الذم
يعتد بو إلبطاؿ العقد أف يككف جكىريا طبقا لممادة 82مف ( ؽ ـ) التي أفادت بقكليا " يككف الغمط
جكىريا إذا بمغ حدا مف الجسامة بحيث يمتنع معو المتعاقد عف إبراـ العقد لك لـ يقع في ىذا الغمط"،
كيككف الغمط جكىريا في حالتيف:
إذا كقع في صفة الشيء يراىا المتعاقداف جكىرية أك يجب اعتبارىا كذلؾ لما يبلبس
ظركؼ العقد ،كلما ينبغي في التعامؿ مف حسف نية.
إذا كقع في ذات المتعاقد أك في صفة مف صفاتو ،ككانت تمؾ الذات أك الصفة السبب
الرئيسي في التعاقد.3
كبالتالي يككف الغمط جكىريا إذا بمغ حدا مف الجسامة ،بحيث يمتنع معو المتعاقد مف إبراـ الصفقة لك
لـ يقع ىذا الغمط ،كىك ما أشارت إليو المحكمة اإلدارية العميا بمصر بقكليا " ..كيعتبر الغمط جكىريا إذا
كقع في صفة الشيء تككف جكىرية في نظر المتعاقديف ،أك يجب اعتبارىا كذلؾ لما يبلبس العقد مف
ظركؼ أك لما ينبغي تكافره في التعاقد مف حسف نية ،فإذا لـ يكف ثمة غمط في الصفة الجكىرية التي
كانت محؿ اعتبار المتعاقديف في الشيء ،ككانت ذاتية ىذا الشيء معركفة لممتعاقديف عند التعاقد عمى
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .264
-2عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .330
-3ماجد راغب الحمك ،العقكد اإلدارية كالتحكيـ ،المرجع السابؽ ،ص .101
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كجو محقؽ ،كتكافقت إرادة الطرفيف عمى قبكلو ،كىي عمى بينة مف حقيقتو فإنو ال يجكز إبطاؿ العقد لمغمط
" ،1كأما إذا كاف الخطأ في الكتابة أك الحساب فإف ذلؾ ال يعدك أف يككف غمطا ماديا يتـ استدراكو
كتصحيحو دكف أف يككف لو تأثير عمى صحة الصفقة العمكمية.
كتطبيقا لمقكاعد العامة في اإلثبات ،فإف عبء إثبات الكقكع في الغمط يقع عمى عاتؽ الطرؼ الذم
يدعيو ،كيجب عميو إثبات الغمط الجكىرم الذم دفعو لمتعاقد ،كأف ىذا الغمط اتصؿ بعمـ الطرؼ اآلخر،
أك كاف يسيؿ عميو العمـ بو ،كنظ ار ألف ىذه الكقائع مادية فيجكز إثباتيا بكافة طرؽ اإلثبات.2
-عيب التدليس:
يعتبر التدليس مف العيكب التي تشكب اإلرادة في العقكد المدنية بصفة عامة كالصفقات العمكمية
بصفة خاصة ،حيث تبطؿ الصفقة العمكمية إذا ما شاب إرادة أحد طرفييا غمط أكقعو فيو الطرؼ اآلخر
مستعمبل في ذلؾ طرقا احتيالية ،3إال أنو مف الصعب التأكيد عمى ذلؾ بخصكص المصمحة المتعاقدة
التي ال يتصكر أف تمجأ لمطرؽ االحتيالية مف أجؿ حمؿ المتعاقد عمى التعاقد معيا ،خبلفا لما يمكف
تصكره مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد الذم يقكـ بالتدليس عمييا لدفعيا لمتعاقد معيا ،األمر الذم مف شأنو أف
يمحؽ بيا أض ار ار يترتب عنيا تبعا لذلؾ حقا في إبطاؿ الصفقة.
بناء عمى ذلؾ يقبؿ القاضي اإلدارم إبطاؿ الصفقة إذا ما تأكد مف تكافر عنصريف أساسييف ،يتمثؿ
األكؿ في العنصر المادم الذم يظير في استعماؿ الطرؽ االحتيالية مف قبؿ أحد المتعاقديف أك نائبييما
بحيث تدفع بالطرؼ اآلخر إلبراـ الصفقة ،بينما يتمثؿ العنصر اآلخر في العنصر المعنكم الذم يتحقؽ
بتكافر نية التضميؿ لدل أحد المتعاقديف.4
كقد تطرقت المحكمة اإلدارية العميا بمصر في إحدل أحكاميا إلى تحديد مفيكـ التدليس المعتد بو
إلبطاؿ الصفقة كالذم جاء فيو "..مف حيث إدعاء الطاعف بأف جية اإلدارة دلست عميو بإييامو أف السعر
الذم يتعاقد بو ىك سعر مجز يحقؽ لو ربحا..كبافت ارض أف اإلدارة أكىمتو بأف السعر الذم تتعاقد بو معو
ىك سعر مجز ،فإف ذلؾ ال يعتبر تدليسا في حكـ المادة 12مف القانكف المدني يجيز المطالبة بإبطاؿ
العقد ،ذلؾ ألف الفقرة األكلى مف ىذه المادة تتطمب التدليس الذم يجكز إبطاؿ العقد بسببو أف يككف ثمة
طرؽ احتيالية لجأ إلييا أحد المتعاقديف تبمغ مف الجسامة بحيث لكالىا لما أبرـ العقد.5"..
-1عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .331
-2نفس المرجع ،ص .332
-3عبد الحفيظ مانع ،المرجع السابؽ ،ص .142
-4حكرية بف أحمد ،دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .74
-5عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .334
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كيمكف تصكر التدليس في الصفقات العمكمية ،عند قياـ المتعامؿ المتعاقد باستظيار مؤىبلتو أك
مراجعو المينية بعد استعانتو بقدرات مؤسسات أخرل كفؽ الضكابط القانكنية التي حددتيا المادة 57مف
المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15لتتأكد فيما بعد المصمحة المتعاقدة بأف تمؾ االستعانة لـ تكف كفؽ
الضكابط المقررة قانكنا ،كىك ما يخكليا الحؽ في إبطاؿ الصفقة لمتدليس ،أما فيما يتعمؽ بالحالة العكسية
أم صدكر التدليس مف قبؿ المصمحة المتعاقدة ،فيك احتماؿ صعب التصكر لسببيف أكليما أف تنظيـ
الصفقات يمزـ المصمحة المتعاقدة بأف تكضح كافة الشركط المتعمقة بالتعاقد ،كأما السبب الثاني فيتمثؿ في
غياب الدافع لدل المصمحة المتعاقدة لمتدليس ألف ىدفيا األساسي مف إبراـ الصفقة ىك ضماف سير
المرافؽ العامة.
-عيب اإلكراه:
ىك الضغط الذم تتأثر بو إرادة الشخص فيندفع لمتعاقد ،إذ يفسد الرضا عمى أساس الرىبة النفسية
التي تكجدىا الكسائؿ المادية التي تستعمؿ في اإلكراه ،كالذم يترتب عنو بطبلف الصفقة العمكمية إذا ما
تعاقد الشخص تحت سمطاف رىبة بينة ،بعثيا المتعاقد اآلخر في نفسو دكف كجو حؽ ،كيشترط أف يصدر
ىذا ا إلكراه مف قبؿ أحد المتعاقديف ،أما في غير ىذه الحالة ،فبل يمكف ألحد المتعاقديف المطالبة بإبطاؿ
الصفقة العمكمية ،ما لـ يثبت أف المتعاقد اآلخر كاف يعمـ أك كاف مف المفركض أف يعمـ بيذا اإلكراه.1
كتطبيقا بقكاعد اإلثبات فإف عبء إثبات إبراـ التعاقد تحت تأثير اإلكراه يقع عمى عاتؽ مف يدعيو،
كىك ما تأكده األحكاـ الصادرة عف القضاء اإلدارم كالمتعمقة بطمبات إبطاؿ الصفقة بسبب اإلكراه ،مف
بينيا قرار مجمس الدكلة الفرنسي الصادر بتاريخ 1945/01/19في قضية ( )Sté Voisinالتي تتمخص
كقائعيا في احتجاج الشركة المتعاقدة بأنيا أكرىت عمى قبكؿ العقد نتيجة لمكقؼ عماليا منيا "...إف
التيديد الذم أثارتو الشركة ال يتخذ مظي ار لئلكراه مف شأنو يعيب رضاىا " ،2كالمحكمة اإلدارية العميا في
مصر في حكميا الصادر بتاريخ 1984/01/31بقكليا "..بأنو ال كجو لما يدعيو الطاعف مف أنو كقع
تحت سمطاف الرىبة كالخكؼ مف بطش المسئكليف في مجمس المدينة إف لـ يذعف لمتعاقد ذلؾ أنو لـ يقدـ
دليبل عمى أف أحدا مف المسئكليف بمجمس المدينة قد لكح لمطاعف بأية كسيمة إلكراىو عمى التعاقد
باألسعار المشار إلييا.3"..
يعرؼ المحؿ بأنو العممية القانكنية التي قصد الطرفاف تحقيقيا مف كراء إبراـ العقد ،فإذا كاف أثر
العقد ىك إنشاء التزامات ،فإف ىذه األخيرة ترمي في مجمكعيا إلى تحقيؽ العممية القانكنية المقصكدة مف
-1حكرية بف أحمد ،دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .75
-2سمية شريؼ ،المرجع السابؽ ،ص .123
-3ماجد راغب الحمك ،العقكد اإلدارية كالتحكيـ ،المرجع السابؽ ،ص .102
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
العقد ،1كيشترط في محؿ العقد اإلدارم أف يككف مكجكدا كممكنا ،أما إذا كاف مستحيبل ترتب عنو بطبلف
الصفقة ،إ ال إذا كانت ىذه االستحالة نسبية ،يمتزـ مف خبلليا الممتزـ بأداء العمؿ كيككف مسؤكال عف عدـ
تنفيذه اللتزاماتو ،سكاء كانت ىذه االستحالة سابقة عمى إبراـ الصفقة أك الحقة ليا ،2فضبل عف ككنو قاببل
لمتعيف بنكعو كمقداره ،كأف يككف مشركعا ،كىك ما قضت بو المحكمة اإلدارية العميا بمصر بقكليا
"..يشترط في محؿ العقد أف يككف قاببل لمتعامؿ فيو ،فبل يصح محبل لبللتزاـ إذا كاف التعامؿ فيو محظك ار
أك غير مشركع لمخالفتو لمنظاـ العاـ ،كينبني عمى ذلؾ أف العقد يقع باطبل فبل ينعقد العقد قانكنا..كقد
كاف مكضكع النزاع ينصب عمى اتفاؽ بيف اإلدارة كأحد المكرديف لتكريد شكؾ كسكاكيف كمبلعؽ طبقا
لعينة تحتكم عمى نسب عالية جدا مف المكاد الضارة تعرض مستعممييا لخطر التسمـ ،كتبطؿ تبعا لذلؾ
الصفقة لعدـ مشركعية محميا ".3
يعرؼ السبب عمى أنو الدافع أك الباعث الذم حذا باإلدارة إلبراـ الصفقة العمكمية ،كالذم يشترط فيو
أف يككف مكجكدا كمشركعا بمعني أف ال يككف مخالفا لنظاـ العاـ كاآلداب العامة ،كفي حالة ما تخمؼ
السبب أك أحد شركط المشركعية فإف ذلؾ يككف سببا كافيا لبطبلف الصفقة ،كالذم يترتب عميو زكاؿ
الصفقة كالغاء ما ترتب عنيا مف آثار كاعادة الحاؿ إلى ما كاف عميو قبؿ التعاقد ،4كلما كاف مف غير
المتصكر أف تتعاقد المصمحة المتعاقدة دكف سبب أك لسبب غير مشركع فإف أحكاـ القضاء اإلدارم فيما
يخص بطبلف الصفقة لعيب السبب نادرة.
كمف بيف تطبيقات القضاء اإلدارم الفرنسي في ىذا المجاؿ قضية ( ,)Roussyكالتي تتمخص كقائعيا
في عقد اتفاؽ سرم بيف عمدة إحدل البمديات كمقاكؿ بيدؼ استبعاد المنافسيف مف الدخكؿ في المناقصة
المتعمقة بإنشاء قناة مائية ،كقد كاف عرض السيد ( )Roussyكافيا العتباره صاحب أفضؿ العطاءات ،كما
تضمف االستبلـ النيائي أعماال كىمية لـ يقـ المقاكؿ بتنفيذىا ،كبعد انتياء كالية العمدة اكتشؼ العمدة
الجديد ىذه المناكرة كطمب مف السيد ( )Roussyإعادة المبمغ الذم دفع لو دكف كجو حؽ لقاء أعماؿ
كىمية ،غير أف ىذا األخير تمسؾ بالعقد المبرـ مع سمفو ،كرغـ أف مفكض الحككمة قد دفع باالحتياؿ
كالتدليس إلبطاؿ ىذا العقد ،إال أف الحكـ لـ يؤسس عمى أحد ىذيف األساسيف ،كانما اقتصر عمى تأسيس
البطبلف عمى فكرة الباعث الذم ىدؼ إليو المتعاقديف ،كىك دفع مبالغ مالية أعمى مف المستحؽ لك
أجريت مناقصة سميمة ،كمف ثـ فإف الصفقة باطمة لعد مشركعية سببيا ".5
-1عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .338
-2عبد الحفيظ مانع ،المرجع السابؽ ،ص .143
-3سميماف محمد الطماكم ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .376
-4عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .341
-5حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .271
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
عمى غرار العقكد المدنية يرتب عمى عدـ استفاء الصفقة العمكمية ألركاف العقد بطبلنيا ،غير أف
ىذا البطبلف قد يككف مطمقا أك نسبيا كفؽ تكافر حاالت كؿ منيا كذلؾ كفؽ ما يمي:
تككف الصفقة العمكمية باطمة بطبلنا مطمقا في حالة تخمؼ أركانيا كشركط صحتيا ،كيعد مجاؿ
البطبلف المطمؽ في مجاؿ القانكف اإلدارم أكسع بالنسبة لمجالو في عقكد القانكف الخاص ،1كذلؾ ألف
القكاعد المنظمة لمعقكد اإلدارية كالصفقات العمكمية بصفة خاصة كالتي تحكـ عممية إبراميا تتعمؽ
بالمصمحة العامة ،كبالتالي فإنيا مف األىمية بمكاف ما يجعميا قكاعد مف النظاـ العاـ يترتب عف مخالفتيا
بطبلف الصفقة العمكمية بطبلنا مطمؽ ،2بحيث يحؽ لكبل طرفي العقد طمب الحكـ بالبطبلف ،ذلؾ أف ىذه
القكاعد لـ تشرع إال لحماية المصمحة العامة ،كبالتالي فإف الجزاء المترتب عف تخمفيا ىك البطبلف المطمؽ
مما يخكؿ لطرفي العقد التمسؾ بو لعدـ إتباع المصمحة المتعاقدة لمضكابط كاإلجراءات المقررة قانكنا
إلبراـ الصفقات العمكمية.3
إف أساس التفرقة بيف نكعي البطبلف ىك النظر إلى المصمحة المراد حمايتيا ،فإذا كانت الحماية
مقررة لممصمحة العامة فإف البطبلف الذم يمحؽ الصفقة العمكمية ىك البطبلف المطمؽ ،بينما إذا تعمقت
المصمحة المراد حمايتيا بأحد المتعاقديف فإف البطبلف يككف نسبيا ،كفي ىذه الحالة يمكف لمطرؼ الذم
تقررت لو الحماية أف يطمب الحكـ ببطبلف الصفقة عمى خبلؼ الحالة األكلى التي يحؽ فييا لكبل
الطرفيف طمب الحكـ ببطبلف الصفقة.4
يترتب عمى بطبلف الصفقات العمكمية انعداـ آثارىا ،كال يقتصر ذلؾ عمى زكاؿ أثر الصفقة بالنسبة
لممستقبؿ ،كانما تزكؿ كافة اآلثار القانكنية بالنسبة لمماضي ،كىك ما يعرؼ بالصفة الرجعية لمبطبلف،
كبالتالي ال يترتب أم التزاـ عمى عاتؽ الطرفيف ،حيث متى كانت الصفقة باطمة تعيف إعادة الطرفيف إلى
-1سميماف محمد الطماكم ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .382
-2سمية شريؼ ،المرجع السابؽ ،ص .126
-3حكرية بف أحمد ،دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .85
-4محمد ماىر أبك العينيف ،المرجع السابؽ ،ص .930
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
الحالة التي كانا عمييا قبؿ التعاقد ،1ذلؾ أف زكاؿ الصفقة بأثر رجعي ال يثير أم صعكبة إذا لـ تكف
االلتزامات الناشئة عنيا قد نفذت ،ألف البطبلف في ىذه الحالة يحكؿ دكف تحقيؽ آثار الصفقة بحيث ال
يمكف المطالبة بتنفيذىا ،بينما إذا كانت الصفقة العمكمية الباطمة قد نفذت كميا أك جزئيا ،فإف لكؿ مف
الطرفيف استرداد ما تـ ت نفيذه ،كيككف ذلؾ عمى أساس دفع غير مستحؽ ،كااللتزاـ بالرد ىنا نتيجة لعدـ
ترتيب الصفقة آلثارىا ،كفي حالة ما إذا كاف ما تسممو أحد المتعاقديف منفعة ال يمكف ردىا فإنو يمتزـ برد
التعكيض المعادؿ ليا.2
إف اعتبار الصفقة العمكمية كأف لـ تكف ليس ىك األثر الرئيسي المترتب عمى البطبلف ،كانما قد
يككف مف حؽ المتعاقد في إطار حماية الحقكؽ المشركعة لمطرفيف مطالبة المصمحة المتعاقدة بالتعكيض،
عمى أف يؤسس ذلؾ عمى أساس المسؤكلية التقصيرية في حالة ما تبيف أف إبطاؿ الصفقة يرجع لخطأ
المصمحة المتعاقدة ،3أك عمى أساس اإلثراء ببل سبب في حالة ما تحمؿ أحد المتعاقديف لنفقات عادة عمى
الطرؼ اآلخر بفائدة كالتي يمتزـ بردىا ،كغالبا ما تككف المصمحة المتعاقدة الطرؼ المستفيد عمى اعتبار
أف المتعاقد يشرع بداية في تنفيذ التزاماتو مف بينيا قياـ ىذا األخير بصرؼ مبالغ كبيرة في سبيؿ إعداد
الدراسات المتعم قة بالمشركع ،كىك ما يخكلو مطالبة المصمحة المتعاقدة بالتعكيض ،كفي مقابؿ ذلؾ فقد
يستفيد المتعامؿ المتعاقد مف تسبيقات مالية ،كىك ما يجعؿ منو الطرؼ المستفيد ،كالتي يمزـ بردىا في
حالة الحكـ ببطبلف الصفقة العمكمية ألم سبب مف األسباب.4
يممؾ المتعامؿ المتعاقد في مقابؿ االمتيازات التي تتمتع بيا اإلدارة في إطار الصفقات العمكمية ،حؽ
المطالبة بفسخ الصفقة لحاالت معينة ،سكاء إلخبلؿ المصمحة المتعاقدة اللتزاماتيا التعاقدية أك لتعسفيا
في ممارسة سمطاتيا تجاه المتعاقد معيا دكف تقيدىا بالضكابط التي أقرتيا أحكاـ تنظيـ الصفقات
العمكمية ،أك حالة القكة القاىرة التي تجعؿ مف الكفاء بااللتزامات أم ار مستحيبل ،كنظ ار لخطكرة بعض
السمطات التي تتمتع بيا ىذه األخيرة مف بينيا سمطتيا في الفسخ االنفرادم لمصفقة ،يتعيف في البداية
البحث في رقابة القاضي اإلدارية عمى ىذا النكع مف الق اررات ( ،)1ثـ البحث عف في الحاالت التي تخكؿ
المتعامؿ المتعاقد مف المجكء لمقضاء طالبا فسخ الصفقة كمكازنة لحؽ اإلدارة في ممارسة سمطاتيا تجاه
المتعاقد (.)2
-1حكرية بف أحمد ،دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .86
-2عبد الحفيظ مانع ،المرجع السابؽ ،ص .149
-3حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .275
-4سمية شريؼ ،المرجع السابؽ ،ص .127
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
تنتيي الصفقة العمكمية بنيا ية طبيعية بعد تنفيذ االلتزامات التعاقدية المتقابمة لكبل الطرفيف أك بانتياء
المدة المحددة لذلؾ ،إال أنو قد يحدث كأف تنيي بنياية غير طبيعية كقبؿ أكانيا نتيجة ممارسة المصمحة
المتعاقدة المتياز الفسخ الجزائي لمصفقة ،كالذم يجد سنده في المادة 149مف المرسكـ الرئاسي
247/15التي أفادت بقكليا "إذا لـ ينفذ المتعاقد التزاماتو تكجو لو المصمحة المتعاقدة ،إعذا ار ليفي
بالتزاماتو التعاقدية في أجؿ محدد ،كاذا لـ يتدارؾ المتعاقد تقصيره في األجؿ الذم حدده اإلعذار
المنصكص عميو أعبله فإف المصمحة المتعاقدة يمكنيا أف تقكـ بفسخ الصفقة العمكمية مف جانب
كاحد ،"..إال أنو كعمى الرغـ مف تمكينيا مف ىذا االمتياز إال أف ممارستيا ليذه السمطة تخضع لرقابة
القاضي اإلدارم ،كالتي تعد ضمانة أساسية لممتعاقد في مكاجية اإلدارة في حالة تعسفيا في ممارستيا
ليذه السمطة ،1كتبعا لذلؾ يتعيف بداية تحديد نطاؽ رقابة القاضي عمى قرار الفسخ االنفرادية لمصفقة ،إلى
جانب بياف سمطاتو في ىذا الشأف.
أ -/نطاؽ رقابة قاضي العقد عمى قرار الفسخ االنفرادي لمصفقة:
يعد امتياز الفسخ االنفرادم لمصفقة العمكمية مف أىـ االمتيازات التي تتمتع بيا المصمحة المتعاقدة
تجاه المتعامؿ المتعاقد ،كالذم يختمؼ عف سمطتيا في إنياء الصفقة لدكاعي المصمحة العامة ،فسمطة
الفسخ كجزاء تقررىا المصمحة المتعاقدة نتيجة عدـ التزاـ المتعاقد بتنفيذ التزاماتو ،فيككف الفسخ جزائيا ،أك
بإنيائيا لدكاعي المصمحة العامة ،كىك ما أطمؽ عميو الفقو بالفسخ التقديرم ،2كتنصب تبعا لذلؾ رقابة
القاضي عمى مدل تقيد المصمحة المتعاقدة بقكاعد المشركعية ،حيث يراقب مدل احتراـ المصمحة
المتعاقدة لمبدأ المشركعية كمدل تكافر أسباب المصمحة العامة ،كبالتالي يعد قرار فسخ الصفقة تعسفيا
كمما كانت األسباب غريبة عف المصمحة العامة أك لغاية غريبة عف الغاية التي أرادىا القانكف ،3كبالتالي
تشكؿ رقابة القاضي الحد األدنى مف الرقابة القضائية ،فيك مقيد بمراقبة سبلمة قرار الفسخ مف زاكية
المشركعية دكف المبلئمة التي تعكد لممصمحة المتعاقدة باعتبارىا المسؤكلة عف تنظيـ كتسيير المرافؽ
العامة.4
تقتضي القاعدة أف قاضي العقد في إطار دعكل القضاء الكامؿ يممؾ سمطات كاسعة في مكاجية
قرار الفسخ ،إذ يمكنو الحكـ بتعديؿ أك إلغاء العمؿ اإلدارم غير المشركع إلى جانب الحكـ بالتعكيض أك
االكتفاء في ذلؾ بالحكـ بالتعكيض عف األضرار التي قد تمحؽ المتعاقد ،غير أف القضاء اإلدارم قد
استقر عمى اجتياد قضائي مفاده أف قاضي العقد في مجاؿ الصفقات العمكمية ال يمكنو إلغاء قرار فسخ
الصفقة الصادر عف المصمحة المتعاقدة ،كانما تنحصر سمطتو في ذلؾ بالحكـ بالتعكيض لصالح
المتعاقد ،1كىك ما أكده مجمس الدكلة في العديد مف ق ارراتو مف بينيا ق ارره المؤرخ في 2012/01/12
الذم جاء فيو "..حيث أنو مف المستقر عميو فقيا كقضاء كقانكنا أف النزاعات المتعمقة بالصفقات العمكمية
ىي نزاعات القضاء الكامؿ كأف اإلدارة كنظ ار لما ليا مف سمطة تقديرية ليا فسخ أم صفقة عمكمية
بإرادتيا المنفردة كال يبقى لممتعامؿ إال حؽ المطالبة بالتعكيض في الحاالت التي يثبت فييا أنو ال مسؤكلية
لو في فسخ الصفقة ،2"..كق ارره المؤرخ في 2014/02/06الذم جاء فيو "..حيث أف النزاعات المترتبة
عف الصفقات العمكمية ىي دعكل القضاء الكامؿ..ألف ذلؾ يدخؿ في حرية التعاقد لئلدارة ،كبالتالي ليا
حؽ الفسخ بسبب كبدكف سبب كأف الق اررات التي تصدرىا في ىذا الشأف تجسد فييا فقط نيتيا في الفسخ
كيبقى لممتعامؿ مع اإلدارة فقط طمب التعكيض في الحالة التي يرل فييا أف الفسخ لـ يكف عمى مسؤكليتو
كىذا المبدأ قد استقر عميو اجتياد مجمس الدكلة.3"..
ىذا كبالرجكع إلى أحكاـ الفقرة األكلى مف المادة 152مف المرسكـ الرئاسي 247/15التي أفادت
بقكليا عمى أنو " ال يمكف االعتراض عمى قرار المصمحة المتعاقدة بفسخ الصفقة العمكمية عند تطبيقيا
البنكد التعاقدية لمضماف ،كالمتابعات الرامية إلى إصبلح الضرر الذم لحقيا بسبب خطأ المتعاقد معيا،
زيادة عمى ذلؾ يتحمؿ ىذا األخير التكاليؼ اإلضافية التي تنجـ عف الصفقة الجديدة " ،كخبلؿ القراءة
المتأنية ليذا النص يبلحظ مف أف المشرع قد قطع الطريؽ القضائي عمى المتعامؿ المتعاقدة بحيث تضمف
النص عبارة "ال يمكف االعتراض" ،كىك ما يجعؿ ىذا النص حجر عثرة أماـ الرقابة القضائية عمى قرار
الفسخ االنفرادم لمصفقة العمكمية.4
مف منطمؽ أف حؽ التقاضي مكفكؿ لمجميع ،يجكز ألم مف طرفي العبلقة التعاقدية المجكء لمقضاء
اإلدارم المختص ممثبل في المحكمة اإلدارية طالبا فسخ الصفقة أماـ قاضي العقد ،5كبما أف المصمحة
المتعاقدة تممؾ امتياز فسخ الصفقة دكنما الحاجة مف المجكء لمجية القضائية ،فمف الطبيعي كفي مقابؿ
ذلؾ أف يككف لممتعاقد الحؽ في المطالبة بفسخ الصفقة مستندا في ذلؾ عمى سبب جدم كخطأ عمى
درجة مف الجسامة يكجب عمى القاضي االستجابة ليذا الطمب ،1كمف بيف األخطاء التي تكفؿ حؽ لجكئو
إخبلليا بالتزاماتيا التعاقدية ،أك تكافر حالة القكة القاىرة ،أك تعسفيا في استعماؿ سمطاتيا ،كالتي تحكؿ
دكف االستمرار في تنفيذ مضمكف الصفقة العمكمية ،كالتي يتـ تكضيحيا تبعا لما يمي:
يمكف لممتعامؿ المتعاقد في مقابؿ ما تتمتع بو المصمحة المتعاقدة مف امتيازات المطالبة بإنياء
الصفقة العمكمية نتيجة إلخبلليا بالتزاماتيا ،كعدـ الكفاء بالمقابؿ المادم أك في حالة ما بمغت الجزاءات
حدا مف الجسامة ،أك عدـ تمكينو مف البدء في التنفيذ ،كىك ما يخكلو المطالبة بفسخ الصفقة إلى جانب
التعكيض عما لحقو مف خسارة كما فاتو مف كسب ،2كىك ما أكدتو المحكمة اإلدارية العميا بمصر في
حكميا المؤرخ في 1967/06/03كالذم جاء فيو " متى كاف الثابت أنو قد حاؿ بيف المتعاقد كالبدء في
تنفيذ العممية..األمر الذم ترتب عمية كقؼ تنفيذ ىذه العممية لمدة جاكزت السنة بعد صدكر أمر التشغيؿ
دكف أف تقكـ الييئة المتعاقدة بتنفيذ التزاماتيا بتسميـ الطاعف مكاقع العمؿ كتمكنو مف البدء في
التنفيذ ....فإف عدـ قياـ الييئة المذككرة بتسميـ مكاقع العمؿ إلى الطاعف طيمة عاـ ىك ما يحؽ معو القكؿ
بأنيا أ خمت إخبلال جسيما بكاجبيا نحك الطاعف بعدـ تمكنو مف العمؿ ،كأنيا تأخرت في تنفيذ التزاميا ىذا
مدة كبيرة تجاكزت القدر المعقكؿ مما يقكـ سببا مبر ار لفسخ العقد المبرـ بينيما كتعكيض الطاعف عما
أصابو مف ضرر بسبب ذلؾ ".3
كبالتالي فعمى الرغـ مف أف الصفقة العمكمية تجعؿ المصمحة المتعاقدة في مركز فريد كمتميز مرده
مسؤكليتيا عف تنظيـ كتسيير المرافؽ العامة ،فإنيا عقد يجب أف تحترـ فيو اإلدارة ما اتفقت عميو مف
التزامات كال تتجاكزه إال لمضركرة كتحقيؽ المصمحة العامة ،كبالتالي يككف لممتعاقد معيا في ىذه الحالة أف
يمجأ لمقاضي اإلدارم طالبا منو فسخ الصفقة كجزاء لتجاكز المصمحة المتعاقدة لسمطاتيا.4
تعتبر نظرية القكة القاىرة مف النظريات القضائية القائمة عمى أساس مف المنطؽ كالعدالة كرعاية
مصالح المتعاقديف مع اإلدارة ،دكف إخبلؿ بالصالح العاـ ،5كتعرؼ القكة القاىرة بأنيا الحادث الخارج عف
عف إرادة المتعاقديف بحيث ال يمكف تكقعو أك دفعو كتؤدم إلى االستحالة المطمقة لتنفيذ االلتزامات
التعاقدية ،6كيتعيف في ىذه الحالة أف نميز بيف القكة القاىرة التي تؤدم إلى استحالة التنفيذ ،كتمؾ التي
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .281
-2ربيحة سبكي ،المرجع السابؽ ،ص .149
-3ياقكتة عميكات ،المرجع السابؽ ،ص .263
-4محفكظ عبد القادر ،المرجع السابؽ ،ص .163
-5ماجد راغب الحمك ،العقكد اإلدارية ،المرجع السبؽ ،ص .189
-6مفتاح خميفة عبد الحميد ،المرجع السابؽ ،ص .229
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يمكف تجاكزىا ،كالتي تؤثر عمى التكازف المالي لمصفقة ،كالتي تجعؿ القاضي ال يتسرع في الحكـ بفسخ
الصفقة كالعمؿ عمى التكفيؽ بيف طرفييا إلعادة التكازف المالي ليا.1
يعد امتياز تعديؿ الصفقة العمكمية مف أىـ المظاىر التي تميز العقد اإلدارم عف غيره مف عقكد
القانكف الخاص ،فإذا كاف أطراؼ العقد المدني ال يتمتع أيا منيا بسمطة انفرادية اتجاه الطرؼ اآلخر ،فإف
العقد اإلدارم كعمى كخبلفا لمقكاعد المعمكؿ بيا في مجاؿ القانكف الخاص يمكف لممصمحة المتعاقدة
تعديمو بإرادتيا المنفردة ،كالذم يمس ما تـ االتفاؽ عميو ضمف الصفقة سكاء تعمؽ األمر بكمية األعماؿ
أك كسائؿ التنفيذ كالطرؽ كالمدة المتفؽ عمييا لمتنفيذ ،كما عمى المتعاقد إال االلتزاـ بما كرد في التعديؿ
كليس لو إال االعتراض في حالة ما تجاكزت المصمحة المتعاقدة في ذلؾ الضكابط كالحدكد التي أقرتيا
أحكاـ المادة 136مف المرسكـ الرئاسي ،247/15فإذا حدث كأف تجاكزت المصمحة المتعاقدة في ذلؾ
ليذه الحدكد بقمب اقتصاديات العقد أك تغيير جكىر كمكضكع الصفقة ،بحيث يصبح المتعاقد ككأنو أماـ
عقد جديد ما كاف ليقبمو لك عرض عميو أثناء التعاقد ،2ما يجعؿ ىذه الحالة خاضعة لرقابة القاضي
اإلدارم الذم يسعى إلى التأكد مف مدل تناسب مكضكع التعديؿ كمقتضيات حسف سير المرفؽ العاـ،
كمدل عبلقتو بالصفقة األصمية كبالحدكد المنصكص عمييا ،كاذا ما ثبت لمقاضي ذلؾ جاز لو الحكـ
بفسخ الصفقة بناء عمى تجاكز المصمحة المتعاقدة لسمطاتيا في تعديؿ الصفقة العمكمية كمخالفة
النصكص التنظيمية كالقانكنية كمبدأ المشركعية بشكؿ عاـ ،3كىك ما يمكف المتعاقد مف المطالبة بفسخ
الصفقة كالتعكيض عما لحقو مف خسارة كما فاتو مف كسب نتيجة تعسؼ اإلدارة في ممارسة سمطتيا في
التعديؿ اإلنفرادم لمصفقة.4
يمكف لممتعامؿ المتعاقدة مطالبة القاضي اإلدارم بالتعكيض عف تمؾ األضرار التي تككف نتيجة
إخبلؿ المصمحة المتعاقدة بالتزاماتيا ،كبالتالي فإف سمطة قاضي العقد ال تتكقؼ عند حد إلغاء الجزاء
غير المشركع أك كقؼ تنفيذه ،كانما يتجاكز ذلؾ إلى القضاء بالتعكيض إذا ما كاف لو مقتضى قانكني.5
كيتأسس القضاء بالتعكيض إما عمى أساس الخطأ نتيجة خطأ اإلدارة أك إخبلليا كتقصيرىا بتنفيذ
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .283
-2ياقكتة عميكات ،المرجع السابؽ ،ص .263
-3حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .284
-4محفكظ عبد القادر ،المرجع السابؽ ،ص .160
-5بف عبد المالؾ بكفمجة ،النظاـ القانكني لمتعكيض في العقكد اإلدارية (قراءة في تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ رقـ
،) 247/15مجمة دفاتر السياسة كالقانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،العدد السابع عشر ،جكاف ،2017
ص .124
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
التزاماتيا تجاه المتعاقد ،أك قياميا ببعض اإلجراءات أك الحكادث التي مف شأنيا أف تعترض مسار تنفيذ
الصفقة شريطة أف ال يككف المتسبب فييا ،كذلؾ عمى أساس ما لحقو مف خسارة كما فاتو مف كسب ،أك
بدكف خطأ مف اإلدارة ،حيث تككف ىذه األخيرة مسؤكلة عف تعكيض المتعاقد معيا عما أصابو مف ضرر
رغـ عدـ كجكد أم خطأ ،كيككف أساس التزاـ اإلدارة بالتعكيض إما عمى أساس نظرية اإلثراء ببل سبب
كاما العتبارات العدالة كرغبة اإلدارة في الحفاظ عمى التكازف المالي لمصفقة.1
طبقا لمقاعدة العامة أف مف تسبب في الضرر ممزـ بالتعكيض ،كفي حالة ما تسببت اإلدارة في
إحداث ضرر جاز لممتعامؿ المتعاقد مطالبتيا بالتعكيض ،حيث تقكـ مسؤكليتيا العقدية عمى أساس الخطأ
في حالة إخبلليا بالتزاماتيا الكاردة ضمف الصفقة أك في النصكص القانكنية المنظمة ليا ،كالتي غالبا ما
تكتسي الطابع المالي أك تعسفيا في استعماؿ سمطاتيا ،مما يرتب مجمكعة مف األضرار لممتعاقد كالتي
تككف محبل لطمب التعكيض ،كفي جميع األحكاؿ يتعيف عمى المتعامؿ المتعاقد المتضرر المجكء إلى
القضاء اإلدارم المختص مف أجؿ تقرير التعكيض المناسب عف األضرار التي لحقت بو.
بمجرد إبراـ الصفقة يمتزـ طرفي العقد بتنفيذ التزاماتيما المتبادلة ،كاخبلؿ المصمحة المتعاقدة بيذه
االلتزامات يكلد مسؤكليتيا المرتبة لحؽ المتعاقد في الحصكؿ عمى تعكيض عما أصابو مف ضرر كما
فاتو مف كسب ،كتقكـ المسؤكلية العقدية لممصمحة المتعاقدة عمى أساس الخطأ الناتج عف عدـ قياـ المديف
بتنفيذ التزاماتو ،فإذا انتفى الخطأ انتفت المسؤكلية العقدية ،2كالتزامات المصمحة المتعاقدة عديدة أىميا
الكفاء بالمقابؿ المالي ،كاخبلليا بالكفاء بيذا المقابؿ يكاد يطغى عمى جميع الدعاكل المتعمقة بالصفقات،
أك تماطميا في تسميـ مكقع التنفيذ المتفؽ عميو كىك ما تؤكده تطبيقات القضاء اإلدارم الجزائرم.
يندرج ىذا النكع مف المنازعات ضمف دائرة تنفيذ الصفقة العمكمية سكاء كانت في صكرة ثمف أك أجر
متفؽ عميو أك تعكيض عف أضرار تسبب فييا الطرؼ المتعاقد ،أك إللزاـ اإلدارة بدفع قيمة االلتزاـ المتفؽ
عميو ضمف مكضكع الصفقة ،أك ألم سبب آخر مف األسباب التي تؤدم لمحكـ بالتعكيض ،3فيي
منازعات عمى الحؽ كمدل االلتزاـ بشركط الصفقة ،كمف ثـ فبل جداؿ في أف مثؿ ىذه المنازعات ىي
منازعات حقكقية يختص بيا القضاء الكامؿ.
كمف بيف تطبيقات القضاء الجزائرم بشأف ىذا النكع مف المنازعات ،قضت المحكمة اإلدارية بتممساف
بتاريخ 2012/12/31في قضية الشركة الصناعية لمنجارة كاإلنجازات الخشبية ضد كالي كالية تممساف
-1حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .285
-2نفس المرجع ،ص .286
-3محفكظ عبد القادر ،المرجع السابؽ ،ص .125
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كمديرية السكف كالتجييزات العمكمية بتممساف بقكليا "..حيث الثابت أف أحقية المدعية في مستحقاتيا
المالية الباقية دكف تسديد مقابؿ ما أنجزتو بالثانكية مؤسسة لثبكت انجازىا بطريقة جيدة كمطابقة لمشركط
الفنية ..كعميو يتعيف االستجابة لطمب المدعية بإلزاـ كالي كالية تممساف بتسديد مستحقات المدعية.1"...
إضافة لذلؾ فقد قضت المحكمة اإلدارية بغرداية بتاريخ 2014/06/23في قضية شركة ىيدركتراؼ
حبيب كشركائو ضد كالي كالية غرداية بقكليا "...حيث أف المدعية أقامت دعكل إعادة السير في القضية
بعد إنجاز الخبرة ضد المرجع ضده كالي كالية غرداية ممثبل بمدير المكارد المائية جاء فييا بأنيا أبرمت
مع المرجع ضده 05صفقات عمكمية كقامت بإنجاز المشركع بدكف تحفظات كفقا لما ىك كارد في
محضر االستبلـ المؤقت..كصدر حكـ في 2012/05/28قضى بتعييف خبير الذم تكصؿ إلى أف
المبمغ المستحؽ الكاجب الدفع ىك 86.302.546.97دج ...كعميو قضت المحكمة بإلزاـ المرجع ضده
كالي كالية غرداية ممثبل بمدير المكارد المائية لممرجعة شركة ىيدركتراؼ حبيب كشركائو الممثمة بكاسطة
ممثميا بدفع قيمة الديف الباقي في ذمتو كرفض ما زاد عف ذلؾ مف طمبات".2
كفي قرار آخر قضى مجمس قضاء تممساف (الغرفة اإلدارية) بتاريخ 2007/11/10بقكلو "...حيث
كليذه االعتبارات يتعيف القكؿ مستحقات المدعي مف األشغاؿ التي أنجزىا في إطار الصفقة المبرمة مع
بمدية صبرة في 2002/11/16ثابتة كأف دفكع المدعى عميو صاحب المشركع رئيس بمدية صبرة ال
أساس ليا كأف البمدية بقيت مدينة بالمبمغ المطالب بو مف قبؿ المدعي مما يتعيف االستجابة لطمب
المدعي ،3"...كقد قضى ذات المجمس في قرار آخر لو بقكلو "...حيث كبما أف المدعى عميو لـ يقدـ ما
يثبت عكس مزاعـ المدعي كما أنو لـ يناقش مبمغ الصفقة المطالب بو فإنو يتعيف القكؿ بأف طمبات
المدعي جاءت مؤسسة قانكنا كينبغي االستجابة ليا كمف تـ إلزاـ المدعى عميو مدير القطاع الصحي
بسبدك بدفع لممدعي مبمغ األشغاؿ المنجزة.4"..
تمتزـ المصمحة المتعاقدة بتمكيف المتعاقد معيا مف تنفيذ التزاماتو ،كذلؾ بتسميمو مكقع التنفيذ المتفؽ
عميو ،إذ ال يكفي إلعفاء المصمحة المتعاقدة مف التزاماتيا بتسميـ مكقع العمؿ بمجرد القياـ بذلؾ ،كانما
يجب أف يككف ىذا المكقع خاليا مف المكانع التي تحكؿ دكف قياـ المتعاقد مف البدء في التنفيذ ،سكاء
كانت تمؾ المكانع قانكنية أك مادية ،كيتعيف عمى اإلدارة تسميـ مكقع العمؿ خبلؿ المكعد المحدد لكي ال
-1حكـ المحكمة اإلدارية بتممساف ،الغرفة األكلى ،رقـ القضية ،12/00624الفيرس رقـ ، 12/00939الصادر بتاريخ .2012/12/31
-قرار مجمس الدكلة رقـ ،16150المؤرخ في ،2004/09/21مجمة مجمس الدكلة ،العدد السابع ،2005 ،ص .80
-2حكـ المحكمة اإلدارية بغرداية ،قضية رقـ ،14/00020المؤرخ في ( ،2014/06/23قضية بيف شركة ىيدركتراؼ حبيب كشركائو ضد كالي
كالية غرداية)( ،حكـ غير منشكر).
-3قرار مجمس قضاء تممساف ،الغرفة اإلدارية ،قضية رقـ ،07/00687الفيرس رقـ ،07/00670الصادر بتاريخ .2007/11/10
-4قرار مجمس قضاء تممساف (الغرفة اإلدارية) ،قضية رقـ ،07/00767الفيرس رقـ ،07/00574الصادر بتاريخ .2007/10/20
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يؤثر عمى زمف تنفيذىا ،كترجع السمطة التقديرية في ذلؾ لمقاضي اإلدارم الذم يعرض عميو النزاع ،كقد
ذىبت المحكمة اإلدارية العميا بمصر في ىذا الشأف بقكليا إلى أف "..العقد اإلدارم يكلد في مكاجية
اإلدارة التزامات عقدية أىميا أف تمكف المتعاقد معيا مف البدء في العمؿ فإذا لـ تقـ بيذا االلتزاـ ،فإف ىذا
يشكؿ خطأ عقدم في جانبيا يخكؿ لممتعاقد معيا الحؽ في طمب فسخ العقد فضبل عف استحقاقو
لمتعكيض الجابر مما أصابو مف أضرار" ،كىك نفس ما استقر عميو مجمس الدكلة في ق ارره المؤرخ في
2004/09/21بقكلو " حيث كفي قضية الحاؿ تمقت المؤسسة المستأنؼ عمييا األمر بخدمة القاضي
بمباشرة األشغاؿ بتاريخ ،2000/08/26كأنيا لـ تستطع الشركع في إنجاز األشغاؿ بفعؿ أف مخططات
الدراسات الخاصة بجدار التحكيط لـ تكف جاىزة...كأنو بتاريخ 2001/06/06كجيت البمدية المستأنفة
لممؤسسة المستأنؼ عمييا أم ار بخدمة قضى بكقؼ األشغاؿ بأثر رجعي ...،كيستخمص مف عناصر
الممؼ بأف المؤسسة المستأنؼ عمييا قد لحؽ بيا ضر ار فعبل مف حيث أنو عندما تمقت األمر بخدمة لـ
تكف مخططات اإلنجاز جاىزة كأف قضاة الدرجة األكلى بتقريرىـ منحو مبمغ 150.000دج كتعكيض
عف الضرر البلحؽ فقد قدركا كقائع القضية تقدي ار سميما.1"..
تتمتع المصمحة المتعاقدة بسمطات كاسعة تجاه المتعامؿ المتعاقد ،ناتجة عف مبدأ الشركط االستثنائية
التي تنطكم عمييا كافة العق كد اإلدارية ،كالتي تعتبر عنص ار ممي از لتمؾ العقكد عما تبرمو اإلدارة مف عقكد
مدنية تقكـ عمى مبدأ المساكاة كالتكازف بيف التزامات المتعاقديف ،كخركج المصمحة المتعاقدة عف كاجب
المشركعية في استعماؿ سمطاتيا يرتب مسؤكليتيا العقدية كيجعؿ عمميا غير مشركع ،كيككف محبل
لممطالبة بالتعكيض عمى أساس الخطأ.2
يمكف لممتعاقد مع اإلدارة المطالبة بالتعكيض عف األضرار المادية ،التي قد تصيبو جراء خطأ
المصمحة المتعاقدة كىك بصدد تنفيذه ما التزـ بو تجاىيا ،كػأف تتخذ المصمحة المتعاقدة إجراءات مف
شأنيا أف تمس مركز المتعاقد ،كىك ما يسمى بنظرية فعؿ األمير ،كفي ىذه الحالة يمكف ليذا األخير
المجكء إلى القضاء قصد الحصكؿ عمى تعكيض عما لحقو مف أضرار نتيجة المساس بالتكازف المالي
لمصفقة ،كيشمؿ ىذا التعكيض جميع ما أصاب المتعاقد مف أضرار ،أم ما لحقو مف خسارة كما فاتو مف
كسب كىك ما أكده مجمس الدكلة الجزائرم في إحدل ق ارراتو كالذم جاء فيو "...كبما أف المستأنؼ لـ يتمؽ
أم رد باإليجاب قاـ برفع دعكل ...ممتمسا تعكيضا عما لحقو مف ضرر مادم كمعنكم خاصة كما فاتو
مف كسب...إذ كابتداء مف تاريخ...أم التاريخ الذم قبمت فيو لجنة التقييـ عرضو...كأف المستأنؼ لـ
يشارؾ في صف قات أخرل أمبل في الحصكؿ عمى صفقة إنجاز ىذا المشركع..أنو كباتخاذ البمدية قرار منح
-1قرار مجمس الدكلة رقـ ،15885المؤرخ في ،2004/09/21مجمة مجمس الدكلة ،العدد السابع ،2005 ،ص .77
-2حكرية بف أحمد ،دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .106
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
الصفقة لمسيد...الذم رفضت لجنة تقييـ العركض عرضو إضافة إلى 9مرشحيف آخريف...فإف البمدية
المستأنفة لـ تأخذ بعيف االعتبار أحكاـ المرسكـ رقـ 434/91كما قامت بارتكاب مخالفة لقانكف
الصفقات العمكمية كألحقت ضر ار أكيدا بالمستأنؼ.1"...
ىذا؛ كال يككف المتعاقد مسؤكالن عف األخطاء التي ترتكبيا المصمحة المتعاقدة نتيجة عدـ حرصيا
عمى التطبيؽ السميـ لمتنظيـ المعمكؿ بو ،كىك يؤكده قرار مجمس الدكلة بقكلو "حيث يستفاد مف عناصر
الممؼ أف الكالية المستأنفة تقر بأف المستأنؼ قاـ بإنجاز أشغاؿ الترميـ..كأنو أنجز األشغاؿ كسمميا لآلمرة
كفؽ محضر استبلـ مؤقت بدكف تحفظات..حيث أف كجكد األمر بالخدمة كاقرار الكالية بإنجاز األشغاؿ
يثبتاف قياـ العبلقة التعاقدية كاكماؿ األشغاؿ كاستبلميا بالمحضر المذككر أعبله يعطي الحؽ لممقاكؿ في
قيمة تمؾ األشغاؿ..حيث أنو كفيما يتعمؽ بالدفكع األخرل المتعمقة بعدـ تحرير اتفاقية كتحديد األسعار
لممشركع ،فالمقاكؿ غير مسؤكؿ عمى عدـ حرص اإلدارة عمى التطبيؽ السميـ لمتنظيـ.2"..
تتعيف اإلشارة بأف عدـ كجكد أم مخالفة لبللتزامات التعاقدية ،أمر يترتب عنو رفض أم طمب أماـ
القضاء اإلدارم السترداد المتعاقد لحقكقو المترتبة في ذمة اإلدارة ،لعدـ تكفر األساس الذم يمكف مف
خبللو المطالبة بيا ،كما ال يمكف لممتعاقد المطالبة أماـ القضاء اإلدارم بالحصكؿ عمى تعكيض أك دفع
المستحقات المترتبة في ذمتيا أك استرداد مبمغ الكفالة ،دكف أف يثبت كفائو بالتنفيذ بمكجب محضر استبلـ
نيائي ،كىك ما قضى بو مجمس الدكلة الجزائرم في ق ارره الصادرة بتاريخ 2002/07/15كالذم جاء فيو
"...فمف المقرر قانكنا كفي إطار استرداد مبمغ الكفالة مقابؿ لؤلشغاؿ ،أنيا ال تككف قابمة لمتسديد إال بعد
تحرير المحضر النيائي لمتسميـ كرفع جميع التحفظات الكاردة في محضر االستبلـ المؤقت..كالثابت في
القضية بأف المحضر النيائي لبلستبلـ لـ يحرر مما يجعؿ طمب العارض في استرداد مبمغ الكفالة غير
مبرر ،3"..كبالتالي فإف ما قضى بو مجمس الدكلة يمكف اعتباره بمثابة قضاء تقريرم حيث ال يمكف
استرداد مبمغ الكفالة إال بعد رفع جميع التحفظات ،كالطمبات المقدمة ،خبلفا لذلؾ ال تستند إلى حؽ مقرر
بمكجب القانكف لممتعاقد ،كىك ما أكده مجمس الدكلة بقضائو ىذا كالذم استند فيو إلى النصكص الكاردة
في تنظيـ الصفقات العمكمية.4
يقع عمى عاتؽ المصمحة المتعاقدة تعكيض المتعامؿ المتعاقد معيا عف جميع األعماؿ التي يقكـ بيا
كأعماؿ إضافية زيادة عمى ما تـ االتفاؽ عميو في مضمكف الصفقة العمكمية ( ،)1أك تعكيضو عف
-1قرار مجمس الدكلة رقـ ،14637مجمة مجمس الدكلة ،العدد الخامس ،2004 ،المرجع السابؽ ،ص .132
-2قرار مجمس الدكلة رقـ ،064983مجمة مجمس الدكلة ،العدد الثاني عشر ،2014 ،المرجع السابؽ ،ص .112
-3جماؿ سايس ،االجتياد الجزائرم في القضاء اإلدارم ،ج ،3منشكرات كميؾ ،ط ،1الجزائر ،2013 ،ص .1479
-4فتحي عككش ،المرجع السابؽ ،ص .137
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
األعماؿ غير المطابقة التي في األصؿ أنيا غير ممزمة بتسديد مقابميا طالما أف المتعاقد لـ يمتزـ بالقكاعد
كالمكاصفات الفنية المتفؽ عمييا ،إال انو كاستثناء يمكنو الحصكؿ عف تعكيض عمى أساس قاعدة اإلثراء
ببل سبب عف ىذه األعماؿ شريطة تكافر شركط كضابط معينة (.)2
األعماؿ اإلضافية ىي تمؾ األعماؿ التي لـ يرد ذكرىا في الصفقة ،إال أنيا ترتبط بالعمؿ األصمي
مكضكع الصفقة ،حيث ينبغي أف تككف ىذه األعماؿ مف ذات النكع كجنس األعماؿ األصمية 1أم أف
يتحقؽ االرتباط بيف العمؿ اإلضافي كالعمؿ األصمي ،كىك ما أكدتو المحكمة اإلدارية العميا بمصر بقكليا
" األعماؿ اإلضافية يتعيف أف تككف مف ذات نكع كجنس األعماؿ األصمية ،بحيث تككف الزيادة في الكمية
أك حجـ العقد قابمة لمتنفيذ أك المحاسبة المالية مع المتعاقد األصمي عف ذات الفئات كاألسعار الخاصة
بكؿ نكع مف األعماؿ اإلضافية المماثمة لؤلعماؿ األصمية ،حيث ال يثكر اإلشكاؿ في حالة الطمب الكتابي
أك الشفكم بالنسبة لتعكيض المتعاقد مع اإلدارة ،حيث يككف في صكرة مقابؿ مادم".2
ىذا؛ كغالبا ما يتـ إدخاؿ األعماؿ اإلضافية بأمر المصمحة المتعاقدة كالتي يتعيف عمييا الكفاء
بمقابميا ،كاف أم إخبلؿ بذلؾ يرتب مسؤكليتيا عف ذلؾ ،كىك ما قضت بو العديد مف األحكاـ القضائية
مف بينيا ما قضى بو مجمس الدكلة الجزائرم في ق ارره الصادر في 2013/12/05بقكلو " حيث أنو ثابت
مف كثيقة الحسـ العاـ النيائي كالغير مؤرخة كالمقدمة مف طرؼ المستأنفة كالمبرمة بيف البمدية كالمستأنفة
كالتي تخص نفس الصفقة المشار إلييا أعبله أنو جاء في مادتو األكلى أف ىذا الحسـ العاـ كالنيائي أنو
يتضمف إدخاؿ أشغاؿ إضافية في ىذا الممحؽ..كأف البمدية اكتفت بالقكؿ بأف ىذه الطمبات غير مؤسسة
كلـ تناقش القيمة المطالب بيا كىي قيمة األشغاؿ اإلضافية ..يتعيف إلغاء الحكـ كالحكـ لممستأنفة بالقيمة
المطالب بيا ،3"..لكف قد يحدث كأف يعمؿ المتعاقد عمى إدخاؿ بعض التعديبلت عمى األشغاؿ دكف
ترخيص مف المصمحة المتعاقدة متى اقتضاىا حسف تنفيذ الصفقة مف الناحية الفنية ،كىك ما قد يثير
النزاع حكؿ تسديد ثمف ىذه األشغاؿ اإلضافية مف طرؼ المصمحة المتعاقدة كالتي يراىا المتعامؿ المتعاقد
ضركرية لممشركع بحجة أنيا لـ تأمره بإنجازىا ،كفي ذلؾ أقر مجمس الدكلة بأف األشغاؿ اإلضافية عندما
تككف ضركرية لممشركع ،كمنجزة كفؽ القكاعد المقررة ،فإف صاحب المشركع ممزـ بتسديدىا حتى كاف لـ
يتمقى المتعاقد أم أمر بانجاز ىذه األشغاؿ مف طرؼ صاحب المشركع كىك ما أكده في ق ارره المؤرخ في
2005/07/12كالذم جاء فيو " حيث أف األشغاؿ اإلضافية كانت ضركرية إلنياء المشركع..كبما أنيا
كانت ضركرية لئلنجاز حسب قكاعد األشغاؿ المطالب بإنجازىا فإف صاحب الشركع ممزـ بتسديدىا حتى
كاف لـ يتمقى أم أمر بإنجاز ىذه األشغاؿ مف طرؼ صاحب المشركع كال صاحب المبنى.1"..
كفي ذات الشأف قضت المحكمة اإلدارية بأدرار بتاريخ 2015/01/21بقكليا "..كأجابت المرجع
ضدىا بمدية تيميمكف أنيا ال تنكر أنيا أبرمت صفقة مع المرجع مف أجؿ ترميـ الممعب البمدم ،كأف
المرجع كمف تمقاء نفسو قاـ بتنفيذ أشغاؿ إضافية عمى الممعب دكف أمر أك عمـ مف المصمحة
المتعاقدة..حيث كبالرجكع إلى الخبرة المنجزة مف طرؼ الخبير الذم خمص في تقريره أنو كبناء عمى
المعطيات كالبيانات ككضعيات األشغاؿ ،فقد أنجزت بكؿ المكاصفات التقنية المتفؽ عمييا في دفتر
الشركط كبدكف تحفظ ،كأف األشغاؿ الزائدة أنجزت تماما حسب محضر معاينة ميدانية مكضحا
ذلؾ..كبالنتيجة إلزاـ بمدية تيميمكف بأدائيا لممدعي مبمغ مميكف كثمانمائة كاثناف كخمسكف ألؼ كمائة
كعشرة دينار ( ،)1.852.110.00ككذا تعكيض ( 100.000.00دج).2
األعماؿ غير المطابقة في مجاؿ العقكد اإلدارية ،ىي تمؾ األعماؿ التي ال تتفؽ كالشركط المتفؽ
عمييا ضمف العقد ،سكاء مف ناحية المكاصفات الفنية أك الكمية ،كاألصؿ أف اإلدارة غير ممزمة بأداء
المقابؿ المادم ليذه األعماؿ ،إال أنو كاستثناء يمكف ليا تعكيض المتعامؿ المتعاقد عمى أساس قاعدة
اإلثراء ببل سبب ،شريطة تكافر شرطيف أساسييف ،كىما:
-1قرار مجمس الدكلة رقـ ،22350المؤرخ في ،2005/07/12مجمة مجمس الدكلة ،العدد السابع ،2005 ،ص .92
-2حكـ المحكمة اإلدارية بأدرار ،الغرفة األكلى ،القضية رقـ ،14/00084الفيرس رقـ ،15/00009الصادر بتاريخ .2015/01/21
-3حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .287
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المبحث الثاني:
ضمانات تنفيذ األحكاـ الفاصمة في منازعات الصفقات العمومية.
طالما ساد االعتقاد أف دكر القاضي اإلدارم ينتيي بمجرد التصريح بالحكـ الفاصؿ في النزاع
المعركض عميو ،كأف تنفيذ األحكاـ القضائية أمر مكككؿ لجية اإلدارة دكف سكاىا ،غير أف انتشار مفيكـ
دكلة القانكف كتكريس مبدأ استقبللية القضاء ،نتج عنو اعتبار أف ميمة القاضي اإلدارم ال تنتيي بمجرد
التصريح الفاصؿ في مكضكع الدعكل ،بؿ أدل إلى إلزاـ اإلدارة عمى تنفيذ أحكاـ القضاء باعتبارىا
شخص مف أشخاص القانكف العاـ ،1خاصة كأف المتعامؿ المتعاقد يكاجو العديد مف العقبات كالصعكبات
في تنفيذ أحكاـ القضاء ضد اإلدارة السيما في ظؿ تمتع ىذه األخير بامتيازات السمطة العامة كتذرعيا
بتحقيؽ المصمحة العامة ،كىك ما فرض حتمية تزكيد القاضي اإلدارم بسمطات تكفؿ ضماف تنفيذ ما قد
يصدر عنو مف أحكاـ في حؽ اإلدارة.2
كمف أجؿ بعث ميابة ألحكاـ القضاء فقد عمد المؤسس الدستكرم الجزائرم عمى تكريس إلزامية تنفيذ
األحكاـ الصادرة عف القضاء ،كىك ما أعمنت المادة 163مف التعديؿ الدستكرم لسنة 2016كالتي
جاءت ممزمة لكافة أجيزة الدكلة بقكليا " عمى كؿ أجيزة الدكلة المختصة أف تقكـ في كؿ كقت كفي كؿ
مكاف كفي جميع الظركؼ تنفيذ أحكاـ القضاء ،يعاقب القانكف كؿ مف يعرقؿ تنفيذ حكـ قضائي" ،فيذا
النص لـ يتكقؼ عند كفالة إلزامية تنفيذ األحكاـ القضائية في المادة اإلدارية أك العادية عمى حد سكاء،
كانما أقر إلى جانب ذلؾ معاقبة كؿ مف يعترض أك يعرقؿ أك يحاكؿ تحت أم ظرؼ عدـ تنفيذىا مادامت
صدرت باسـ الشعب.3
كعمى الرغـ مف تكريس ىذا االلتزاـ عمى عاتؽ كافة األجيزة في الدكلة كمبدأ دستكرم في صمب
الدستكر كالنصكص المطبقة لو ،إال أف الكاقع كثي ار ما يتبث لنا امتناع اإلدارة كاحجاميا عف تنفيذ ما أقره
القضاء مف أحكاـ في حقيا ،كىك ما يتعارض كمبدأ حجية الشيء المقضي بو ،كاىدا ار لقكة األحكاـ
القضائية كلييبة السمطة القضائية ،ليذا كضمانا لتنفيذ الحكـ القضائي الصادر في الدعكل اإلدارية منحت
لمقاضي اإلدارم مجمكعة مف السمطات مف شأنيا أف تحمؿ اإلدارة عمى الرضكخ لتنفيذ األحكاـ الصادرة
عنو ،تمثمت في سمطتي تكجيو األكامر لئلدارة أك الحكـ عمييا بالغرامة التيديدية مف أجؿ إجبارىا عمى
التنفيذ (المطمب األكؿ) ،أك بتجريـ فعؿ االمتناع عف تنفيذ أحكاـ القضاء (المطمب الثاني).
-1عائشة غنادرة ،التكجيات الحديثة لسمطات القاضي اإلدارم في مجاؿ تنفيذ األحكاـ الصادرة ضد اإلدارة ،مجمة العمكـ القانكنية كالسياسية ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة حمة لخضر ،الكادم ،الجزائر ،العدد الثاني عشر ،جانفي ،2016ص .227
-2عادؿ زياد ،فعالية اآلليات القضائية لمكافحة الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ
العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي -18
19أكتكبر ،2016ص .05
-3نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .273
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المطمب األوؿ:
وسائؿ تنفيذ األحكاـ الصادرة عف القضاء اإلداري.
لما كاف الحكـ القضائي النيائي ىك عنكاف الحقيقة ،فإف تنفيذه يعد تجسيدا لعمؿ القاضي عمى أرض
الكاقع ،كما أف الفائدة الحقيقية مف كراء المجكء إلى القضاء كرفع الدعاكل القضائية بصفة عامة كصدكر
األحكاـ بشأنيا ،تتكقؼ في النياية عمى اآلثار القانكنية الناتجة عف تنفيذ الحكـ كمدل تجسيدىا عمى
الصعيد العممي.1
كاذا كانت دكلة القانكف تقكـ عمى أساس إعبلء مبدأ خضكع الدكلة لمقانكف كسيادة مبدأ الشرعية ،فإف
ىذا القكؿ يفقد أية قيمة لو ما لـ تحترـ الدكلة األحكاـ كالق اررات القضائية كتعمؿ عمى تنفيذىا ،باعتبارىا
خاصية لصيقة باألحكاـ القضائية الحائزة لقكة الشيء المقضي فيو ،2فمبدأ الشرعية يمقى احتراما كتطبيقا
كمما بادرت اإلدارة المدعى عمييا إلى تنفيذ أحكاـ القضاء كالتزمت بمضمكف ىذه األحكاـ كتنفيذىا ،إال أف
الكاقع العممي قد أفرز كاقعا غير ذلؾ فقد تككف ىذه األخيرة عرضة لنية سيئة مف طرؼ اإلدارة تتجمى في
صكرة مبدأ المساس بمبدأ إلزامية التنفيذ ،3كأماـ ىذا الكضع فقد عمدت التشريعات المقارنة بما فييا
المشرع الجزائرم ،عمى االعتماد عمى العديد مف الكسائؿ بغية الحد مف إعاقة القاضي اإلدارم في
مكاجية معضمة تنفيذ األحكاـ الصادرة ضد اإلدارة 4كالتي تجمت في تمكينو بسمطة تكجيو األكامر لئلدارة
(الفرع األكؿ) أك إميار الحكـ الصادر في حقيا بغرامة تيديدية قصد إجبارىا عمى التنفيذ (الفرع الثاني).
الفرع األوؿ:
تمكيف القاضي اإلداري بتوجيو األوامر لإلدارة.
لقد استقر االجتياد القضائي اإلدارم؛ سكاء في فرنسا أك في الجزائر عمى أف ال يدخؿ ضمف
اختصاص القاضي اإلدارم أك صبلحياتو تكجيو األكامر لئلدارة أك الحمكؿ محميا ،باعتبار أف اإلدارة
سمطة مستقمة عف القضاء كألنيا تشكؿ متقاضيا مف طابع خاص ،كأف دكره يقتصر عمى إلغاء القرار أك
الحكـ برفض الدعكل ،5كقد تكاترت األحكاـ الصادرة عف القضاء اإلدارم عمى تبني ىذا النيج مستندا في
ذلؾ عمى عدة أسانيد ،مف بينيا مبدأ الفصؿ بيف السمطات التي برر بيا الحظر المفركض في تكجيو
أكامر لئلدارة.
-1بساـ محمد أبك أرميمة ،الدكر اإليجابي لئلدارة في تنفيذ حكـ اإللغاء ،مجمة دراسات عمكـ الشريعة كالقانكف ،تصدر عف عمادة البحث العممي
كضماف الجكدة ،الجامعة األردنية ،المجمد ( ،)42العدد الثالث ،2015 ،ص .1103
-2حسيف فريجة ،تنفيذ ق اررات القضاء اإلدارم بيف الكاقع ك القانكف ،مجمة المفكر ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
العدد الثاني ،2007 ،ص .116
-3زيف العابديف بمماحي ،الكسائؿ القانكنية لضماف تنفيذ القرارات القضائية اإلدارية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ،
جامعة أبي بكر بمقايد ،تممساف ،2008/2007 ،ص .74
-4عادؿ زياد ،المرجع السابؽ ،ص .05
5
- Charle Débbach et Jean Claud Ricci, Contentieux administratif, 7eme,édition, DALLOZ , Paris, 1999, p 707.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كقد كاف مما استقر عميو االجتياد القضاء اإلدارم في الجزائر ،سكاء في مرحمة الغرفة اإلدارية
بالمحكمة العميا أك مجمس الدكلة حاليا ىك عدـ جكاز إجبار اإلدارة عمى التنفيذ ،كبذلؾ فقد انحصر دكر
ىذا األخير في إلغاء ال قرار اإلدارم كتفسيره ،كبياف مدل مشركعيتو ككقؼ تنفيذه كالتعكيض عف القرار
المعيب ،1دكف أف يتعدل ذلؾ بالتدخؿ في أعماؿ اإلدارة بتكجيو األكامر ليا إللزاميا بالقياـ بعمؿ أك
االمتناع عنو ،كىذا بالرغـ مف عدـ كجكد أم نص قانكني يمنعو مف ذلؾ ،كبذلؾ فإف دكر القاضي
اإل دارم يتمثؿ في تحديد الحؽ الذم كاف محؿ النزاع ،كحؽ المتعاقد مع اإلدارة كالحكـ لو بالتعكيض،
دكف أف يتعدل ذلؾ أمرىا بأداء حؽ المتعاقد أك بدفع التعكيض ،كما ال يممؾ القاضي أف يأمر بإلغاء أك
تنفيذ األشغاؿ أك أمرىا بإحبلؿ متعاقد محؿ آخر.2
كىك ما أكدتو العديد مف الق اررات الصادرة عف مجمس الدكلة مف بينيا ق ارره المؤرخ في
2002/07/15كالذم جاء فيو بأنو " ليس بإمكاف القضاء أف يصدر أكامر أك تعميمات لئلدارة ،فيك ال
يستطيع أف يمزميا بالقياـ بعمؿ ك أف سمطتو تقتصر فقط عمى إلغاء الق اررات المعيبة أك الحكـ
بالتعكيض ،3"...كقد كا ف ىذا المكقؼ نتيجة لرؤيا ارتبطت بسياسة مجمس الدكلة الفرنسي الذم عبر عنيا
بقكلو "..ال يممؾ / / ىك اآلخر في العديد مف ق ارراتو ،مف بينيا ق ارره المؤرخ في بتاريخ
القاضي اإلدارم صبلحية تكجيو أكامر لئلدارة أك لييئة خاصة مكمفة بتنفيذ مرفؽ أك بتسييره ،كىذا
بمناسبة نزاع يتعمؽ بقرار اتخذتو تمؾ الييئة أثناء ممارستيا لتمؾ الميمة الخاصة بالسمطة العامة.4"..
إف ىذا المكقؼ كاف كاف مبر ار لدل بعض الفقو ،إال أنو لـ يبلقي تأييدان مف قبؿ البعض اآلخر الذيف
أنكركا عمى القضاء اإلدارم إلزاـ نفسو بيذا الحظر ،كىك ما جعؿ المشرع الفرنسي سباقا لبلعتراؼ
لمقضاء اإلدارم بتكجيو أكامر لئلدارة بعد فترة طكيمة مف الحظر الذم أبداه مجمس الدكلة إزاء ىذه
السمطة ،5كىك ما يستفاد مف أحكاـ المادتيف L911-ك L911-مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي،
كفي ذات السياؽ مكف المشرع الفرنسي القاضي االستعجالي ىك اآلخر بممارسة ىذه السمطة بإدخاؿ
بعض التعديبلت في قانكف القضاء اإلدارم بمكجب القانكف رقـ 597-2000كذلؾ بتكسيع سمطات
القاضي االستعجالي كتمكينو مف سمطة تكجيو األكامر لئلدارة ،6مما أدل إلى تأثر النظاـ القانكني
كالقضائي الجزائرم مما دفع بالمشرع الجزائرم إلى العمؿ عمى تعزيز سمطات القاضي اإلدارم كتمكينو
-1بكبشير محند أمقراف ،السمطة القضائية في الجزائر ،دار األمؿ لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،تيزم كزك ،الجزائر ،2002 ،ص .81
-2آماؿ يعيش تماـ ،سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة ،أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه عمكـ في الحقكؽ ،تخصص قانكف عاـ،
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2012/2011 ،ص .26
-3قرار مجمس الدكلة رقـ ،5638المؤرخ في ،2002/07/15مجمة مجمس الدكلة ،العدد الثالث ،الجزائر ،2003 ،ص .163 ،161
-4زيف العابديف بمماحي ،المرجع السابؽ ،ص .76 ،75
-5عبد القادر عدك ،ضمانات تنفيذ األحكاـ اإلدارية ضد اإلدارة العامة ،دار ىكمة ،الجزائر ،2010 ،ص .114
-6حسيف كمكف ،المركز الممتاز لئلدارة في المنازعة اإلدارية ،أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه في العمكـ ،تخصص قانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك ،2018 ،ص .251
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
مف سمطة تكجيو األكامر ،كالزاـ اإلدارة بتنفيذىا إسكة في ذلؾ بالمشرع الفرنسي ،كالتي قد تككف مقترنة
بمنطكؽ حكمو (الفقرة األكلى) أك الحقة لصدكر الحكـ بناء عمى طمب صاحب الشأف في حالة رفض
اإلدارة تنفيذ الحكـ الصادر في حقيا(الفقرة الثانية).
لقد اعترؼ القانكف رقـ 09/08المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية لمقاضي اإلدارم بسمطة
تكجيو أكامر سابقة عمى تنفيذ الحكـ األصمي ،إلى كؿ شخص معنكم عاـ أك ىيئة تخضع منازعاتيا
الختصاص الجية القضائية اإلدارية باتخاذ التدابير المطمكبة إذا تطمب األمر أك إلزاـ ىذه الييئات بتدابير
تنفيذية معينة ،كىك ما قضت بو أحكاـ المادة 978التي أفادت بقكليا " عندما يتطمب األمر أك الحكـ أك
القرار ،إلزاـ أحد األشخاص المعنكية العامة أك ىيئة تخضع منازعاتيا الختصاص الجيات القضائية
اإلدارية باتخاذ تدابير تنفيذ معينة ،تأمر الجية القضائية اإلدارية المطمكب منيا ذلؾ ،في نفس الحكـ
القضائي بالتدبير المطمكب مع تحديد أجؿ لمتنفيذ عند االقتضاء ".
مكف ىذا النص كبشكؿ صريح جميع جيات القضاء اإلدارم سكاء المحاكـ اإلدارية أك مجمس
الدكلة ،عند إصدارىا ألحكاميا ضد أم شخص مف أشخاص القانكف العاـ أك أم ىيئة تخضع منازعاتيا
لمقضاء اإلدارم ،بالحكـ عمييا في نفس منطكؽ الحكـ بالقياـ بتدابير معينة بشكؿ كاضح مع تحديد أجؿ
لذلؾ كالتي تتبايف بيف أكامر بإلزاـ اإلدارة بعمؿ أك االمتناع عف عمؿ.1
فيذه األكامر تقترف بمنطكؽ الحكـ ،كفي ىذه الحالة تككف ليا نفس الحجية ،كذلؾ إعماالن لمبدأ
المشركعية ككف الغرض منيا يكمف في تدارؾ سكء التنفيذ لمشيء المقضي بو ،فيحدد لئلدارة في الحكـ
األصمي بناء عمى طمب صاحب الشأف ما يجب أف تتخذه مف إجراءات بشكؿ كاضح خبلؿ مدة محددة
عند االقتضاء ،2كبالتالي فيي طمبات تتضمف تكجيو أكامر احت ارزية سابقة يكجييا القاضي لئلدارة.3
كيفيـ مف المادة 978مف (ؽ إ ـ إ) أف القاضي اإلدارم ال يمكنو إعماؿ تمؾ التدابير إال إذا طمبيا
صاحب الشأف ،فبل يمكف لمجية القضائية الحكـ بيذه التدابير مف تمقاء نفسيا حتى كلك رأت أف تنفيذ
الحكـ اإلدارم يستمزـ تكجيو تمؾ األكامر ،ذلؾ أف أحكاـ ىذا النص قد ربطتيا بتقديـ صاحب الشأف طمب
لمقاضي بإصدار أكامر لئلدارة مرتبطة بالطمب األصمي في الدعكل ،كذلؾ بتقديمو مع عريضة الدعكل
-1سائح سنقكقة ،شرخ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (نصا ،شرحا ،تعميقا ،تطبيقا) ،ج ،2دار اليدل لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،عيف مميمة،
الجزائر ،2011 ،ص .1169
-2آماؿ يعيش تماـ ،سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة ،المرجع السابؽ ،ص .279
-3عبد الكىاب كساؿ ،اإلطار القانكني لؤلكامر المكجية مف القاضي اإلدارم ضذ اإلدارة في ظؿ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (،)09/08
المجمة األكاديمية لمبحث القانكني ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة عبد الرحماف ميرة ،بجاية ،المجمد ( ،)7العدد األكؿ ،2013 ،ص
.165
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
األصمية أك مف خبلؿ طمب مستقؿ أثناء سير الدعكل ،كلمقاضي في ذلؾ كامؿ السمطة في تضميف الحكـ
األصمي باألمر مف عدمو.1
لقد اعترفت أحكاـ القانكف رقـ 09/08المتعمؽ بقانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية أيضا لمقاضي
اإلدارم بسمطة تكجيو أكامر الحقة لمحكـ األصمي ،في حالة رفض اإلدارة تنفيذ حكـ أك قرار قضائي ،كلـ
يكف ىذا األخير يتضمف أم ار قضائيا بإلزاـ اإلدارة بإتخاذ تدابير تنفيذية بسبب عدـ طمب المحككـ لو ذلؾ
في الخصكمة السابقة ،كالذم يككف لو أف يتدارؾ الكضع بالتكجو مرة أخرل لمجية القضائية اإلدارية التي
أصدرت الحكـ بمكجب دعكل جديدة يطمب منيا تكجيو أكامر لئلدارة الممتنعة عف تنفيذ الحكـ باتخاذ
تدابير تنفيذية ،كتجد ىذه السمطة أساسيا في المادة 979مف (ؽ إ ـ إ) التي نصت بأنو " عندما يتطمب
األمر أك الحكـ أك القرار ،إلزاـ أحد األشخاص المعنكية العامة أك ىيئة تخضع منازعاتيا الختصاص
الجيات القضائية اإلدارية باتخاذ تدابير تنفيذ معينة ،لـ يسبؽ أف أمرت بيا بسبب عدـ طمبيا في
الخصكمة السابقة ،تأمر الجية القضائية اإلدارية المطمكب منيا ذلؾ ،بإصدار قرار إدارم جديد في أجؿ
محدد ".
بناء عمى ذلؾ فإذا استمزـ تنفيذ الحكـ قياـ الشخص المعنكم العاـ أك الخاص المكمؼ بإدارة مرفؽ
عاـ باتخاذ قرار آخر بعد إجراء تحقيؽ جديد لمطمب ،فمممحكمة التي أصدرت الحكـ كبناء عمى طمب
صاحب الشأف أف تأمر بإجراء التحقيؽ البلزـ كاصدار القرار المطمكب إصداره خبلؿ مدة معينة ،تتدارؾ
مف خبللو كجو البلمشركعية الذم لحؽ القرار محؿ الخصكمة ،كدكف شؾ فإف إقراف األمر في ىذه الحالة
بإطار زمني محدد مف قبؿ القاضي مف شأنو أف يحكؿ دكف لجكء اإلدارة لممماطمة الزمنية في إطار القرار
الجديد.
كبالتالي فإف الغرض مف تمكيف القاضي اإلدارم بتكجيو أكامر الحقة لتنفيذ الحكـ ،ىك منح اإلدارة
فرصة تدارؾ األمر في حالة امتناعيا عف ذلؾ قبؿ استخداـ األسمكب اإلكراىي في حقيا ،خصكصا أماـ
إمكانيتيا في تنفيذ الحكـ ،فضبل عف تمكيف صاحب الشأف بتدارؾ ما فاتو مف طمبات أماـ القضاء في
الخصكمة السابقة كالتي صدر الحكـ فييا.
كالجدير بالذكر أف أحكاـ المادتيف 978ك 979لـ تحدد طبيعة األمر الذم يتخذه القاضي اإلدارم،
تاركة ذلؾ حسب طبيعة كمبلبسات كؿ قضية مف القضايا التي تعرض عمى الجيات القضائية اإلدارية
كقد أحسف المشرع الجزائرم في ذلؾ ،فكؿ أمر يعمؿ عمى حمؿ اإلدارة عمى التنفيذ تشممو أحكاـ
النصكص السابقة ،2إضافة إلى أف ما يبلحظ مف ىذه األخيرة (المادة 978ك )979أف المشرع قد قيد
القاضي اإلدارم لممارسة سمطتو في تكجيو األكامر التنفيذية ضد اإلدارة حاؿ امتناعيا عف ذلؾ ،بضركرة
تقديـ طمب مف المحككـ لو يحدد فيو اإلجراءات التي يريدىا صراحة ،مما يعني أف القاضي اإلدارم ال
يمكنو ممارسة ىذه السمطة تمقائيا ،طبقا لمقاعدة اإلجرائية التي تقضي بأف "ال يحكـ القاضي بأكثر ما
يطمبو الخصكـ" ،1بمعنى أنو ال يجكز لو الفصؿ إال في حدكد الطمبات المعركضة عميو مف قبميـ ،كنتيجة
لذلؾ فقد رفض مجمس الدكلة الفرنسي الطمب العاـ ،الذم لـ يحدد فيو صاحب الشأف اإلجراء الذم يريده
تاركا تمؾ الميمة لمقاضي ،لذلؾ يجب أف يقكـ المدعي بالطمب مف المحكمة أف تدرج في منطكؽ حكميا
أم انر إلى اإلدارة بالتزاميا بإجراء محدد ،كيجب أف يككف ىذا الطمب كاضحا كمحددا ،بحيث إذا جاء ىذا
اء محددان فإنو يككف جدي ار بالرفض.2
الطمب بصيغة العمكـ دكف أف يتضمف إجر ن
ىذا؛ كقد أفصحت المادة 987ىي األخرل بقكليا بأنو " ال يجكز تقديـ طمب إلى المحكمة اإلدارية
مف أجؿ األمر باتخاذ التدابير الضركرية لتنفيذ حكميا النيائي كطمب الغرامة التيديدية لتنفيذه عند
االقتضاء ،إال بعد رفض التنفيذ مف المحككـ عميو ،كانقضاء أجؿ ثبلثة ( )3أشير يبدأ مف تاريخ التبميغ
الرسمي لمحكـ" ،إال أنو فيما يتعمؽ باألكامر االستعجالية لممدعي المطالبة بذلؾ دكف التقيد بأجؿ معيف
كىذا طبقا لممادة 2/987التي أفادت بقكليا " غير أنو فيما يتعمؽ باألكامر االستعجالية يجكز تقديـ الطمب
بشأنيا بدكف أجؿ " ،كيصدر القاضي اإلدارم األكامر االستعجالية بناء عمى طمب المدعي ،كأف يأمر
المصمحة المتعاقدة بضركرة االمتثاؿ لقكاعد العبلنية كالمنافسة قبؿ إبراـ العقد ،كيرجع مبرر ىذا االستثناء
إلى أف طبيعة ىذه الطمبات تقتضي االستعجاؿ ،كاف أم تأخير في تكجيييا يؤدم إلى ضياع حؽ كتحقؽ
ما ال يمكف تداركو.
كأما إذا حددت المحكمة اإلدارية لممحككـ عميو أجبل لمتنفيذ التخاذ تدابير معينة ،فبل يجكز تقديـ
الطمب إال بعد انقضاء ىذا األجؿ كذلؾ طبقا لمفقرة 03مف المادة 987التي أفادت بقكليا بأنو " في
الحالة التي تحدد المحكمة اإلدارية في حكميا محؿ التنفيذ أجبل لممحككـ عميو ،التخاذ تدابير تنفيذ معينة،
ال يجكز تقديـ الطمب إال بعد انقضاء ىذا األجؿ " ،في حيف قد عمقت المادة R921-قد عمقت طمب
تكجيو ىذا األمر عمى شرط صدكر قرار صريح عف اإلدارة برفض التنفيذ ،خبلفا لما أقره المشرع مف
خبلؿ المادة 987التي لـ تشترط بأف يككف قرار رفض التنفيذ صريحا مف أجؿ تقديـ طمب األمر باتخاذ
التدابير الضركرية لمتنفيذ ،كىك ما يغمؽ باب تعسؼ اإلدارة بتعمدىا عدـ التصريح بالرفض ،كبالتالي عدـ
تحقيؽ شرط تكجيو األمر ليا.
-1إلياـ فاضؿ ،سمطات قاضي اإللغاء لضماف تنفيذ أحكامو (في التشريعيف الفرنسي كالجزائرم) ،الممتقى الكطني حكؿ سمطات القاضي اإلدارم
في المنازعات اإلدارية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة 08مام ،1945قالمة ،الجزائر ،يكمي ،2011/04/27-26ص .12
-2ميند مختار نكح ،القاضي اإلدارم كاألمر القضائي ،مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ االقتصادية كالقانكنية ،كمية الحقكؽ ،جامعة دمشؽ ،العدد
الثاني ،2004 ،ص .225
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
ختاما لذلؾ يتضح لنا أنو بصدكر القانكف 09/08المتعمؽ بػ (ؽ إ ـ إ) عمؿ المشرع الجزائرم عمى
تعزيز سمطات القاضي اإلدارم في أمر اإلدارة ،كبالتالي لـ يعد لمقاضي اإلدارم أم حجة في االمتناع
عف تكجيو األكامر لئلدارة مف أجؿ إلزاميا كحمميا عمى احتراـ ق ارراتو ،ىذا كلـ تتكقؼ اإلصبلحات التي
باشرىا المشرع الجزائرم في تعزيز مكانة القضاء مف خبلؿ أحكاـ القانكف 09/08المتعمؽ بػ (ؽ إ ـ إ)
عند ىذا الحد ،كانما عمؿ المشرع عمى تمكيف القاضي اإلدارم بمختمؼ درجاتو بممارسة سمطة إصدار
أكامر لئلدارة متعمقة بالغرامة التيديدية ،لتجريد اإلدارة مف بعض االمتيازات التي تتمتع بيا إزاء األفراد في
المنازعة اإلدارية ،كمكاجية إشكالية إحجاميا عف تنفيذ ما يصدر بحقيا مف أحكاـ.
الفرع الثاني:
تمكيف القاضي بإميار األحكاـ بغرامة تيديدية.
يعتبر التيديد المالي كسيمة إلجبار المديف عمى تنفيذ التزامو ،1حيث ابتدعت األنظمة القانكنية
مجمكعة مف الكسائؿ تدخؿ في نطاؽ ما يسمى بإمكانية تكجيو القاضي ألكامر لئلدارة قصد إجبارىا عمى
تنفيذ ما صدر ضدىا مف أحكاـ كق اررات قضائية إدارية ،كىك ما دفع بالمشرع الجزائرم إلى إيجاد آليات
ذات طابع مالي تمس الذمة المالية لئلدارة ،األمر الذم يشكؿ ضغطان كبي انر عمييا قصد إرغاميا عمى تنفيذ
أحكاـ القضاء الصادرة بحقيا.2
كعمى الرغـ لمدكر الذم تمعبو الغرامة التيديدية في حمؿ اإلدارة عمى تنفيذ األحكاـ الصادرة في
لحد عدـ االعتراؼ بيا(الفقرة
حقيا ،فقد عرفت ىيا األخرل تدبدبا في تطبيقيا ضمف المادة اإلدارية كصؿ ّ
األكلى) كنظ ار لمسمبيات الناتجة عف امتناع اإلدارة عف تنفيذ األحكاـ الصادرة بحقيا كمسايرة مف المشرع
الجزائرم لمتطكر الذم عرفتو المنظمة القانكنية في فرنسا بيذا الشأف ،أقر المشرع الجزائرم بأحقية
القاضي اإلدارم بإميار األحكاـ بغرامة تيديدية قصد إجبار اإلدارة عمى تنفيذ األحكاـ القضائية ،كىك ما
جسدتو أحكاـ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (الفقرة الثانية).
تعرؼ الغرامة التيديدية بأنيا " عقكبة مالية تبعية كمحتممة تحدد بصفة عامة ،بمبمغ معيف مف الماؿ
عف كؿ يكـ تأخير بيدؼ تجنب عدـ تنفيذ أحكاـ القضاء اإلدارم أك التأخير في تنفيذىا ،الصادرة ضد
أم شخص مف أشخاص القانكف العاـ أك أم شخص مف أشخاص القانكف الخاص المكمفة بإدارة مرفؽ
عاـ" ،1كتجد ىذه األخيرة أساسيا القانكني في أحكاـ المادتيف 340ك 471مف األمر رقـ 154/66
المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية الممغى ،2كالتي عبر عنيا بمصطمح التيديدات المالية ،حيث نصت
المادة 340عمى أنو " إذا رفض المديف تنفيذ التزاـ بعمؿ أك خالؼ التزاما باالمتناع عف عمؿ ،يثبت
القائـ بالتنفيذ ذلؾ في محضر كيحيؿ صاحب المصمحة إلى المحكمة لممطالبة بالتعكيضات أك التيديدات
المالية ،ما لـ يكف قد قضى بالتيديدات المالية مف قبؿ " ،بينما نصت المادة 471مف نفس القانكف
بقكليا عمى أنو " يجكز لمجيات القضائية بناء عمى طمب الخصكـ أف تصدر أحكاما بتيديدات مالية في
حدكد اختصاصيا ،كعمييا بعد ذلؾ مراجعتيا كتصفية قيمتيا."...
يبلحظ مف خبلؿ أحكاـ المادتيف أف المشرع الجزائرم قد أخذ بنظاـ الغرامة التيديدية ،إال أف نطاؽ
تطبيقيا لـ يتجمى بصفة كاممة ،ذلؾ أنو إذا كانت مسألة تطبيقيا عمى األشخاص الطبيعية ال تطرح أم
إشكاؿ ،فإف األمر يختمؼ عندما يتعمؽ األمر بتكقيعيا عمى األشخاص المعنكية العامة ،3خاصة في ظؿ
ما استقرت عميو أحكاـ القضاء مف عدـ إمكانية تيديد اإلدارة ماليا ،كىك المبدأ الذم استقر عميو القضاء
اإلدارم الجزائرم ،مف بينيا قرار الغرفة اإلدارية بالمحكمة العميا المؤرخ في 1997/04/13كالذم جاء
فيو "..حيث أنو ال سمطة لمقاضي اإلدارم عمى ضكء التشريع كاالجتياد القضائي لمغرفة اإلدارية الحالييف
في الحكـ عمى اإلدارة بغرامات تيديدية إلجبارىا عمى تنفيذ الق اررات القضائية المنطكؽ بيا ضدىا.4" ...
كاألكثر مف ذلؾ فقد ذىب مجمس الدكلة في ق ارره الصادر بتاريخ 2003/04/08بتقريره " أف الغرامة
التيديدية التزاـ ينطؽ القاضي بو كعقكبة ،فينبغي أف يطبؽ عمييا مبدأ قانكنية الجرائـ كالعقكبات كبالتالي
يجب سنيا بقانكف كأنو ال يجكز لمقاضي في المسائؿ اإلدارية النطؽ بالغرامة التيديدية ماداـ ال يكجد أم
قانكف يرخص صراحة بيا ".5
ما يفيـ مف ىذا القرار أف جميع النصكص المنظمة لمغرامة التيديدية تعتبر غير قابمة لمتطبيؽ ،كأنو
يجب سف قانكف خاص يخكؿ لمقضاء إصدار أحكاـ مشمكلة بالغرامة التيديدية ضد اإلدارة ،كىك ما ال
يمكف قبكلو باعتبار أف قانكف اإلجراءات المدنية يعد الشريعة العامة لمتقاضي في المنازعات اإلدارية لعدـ
كجكد تقنيف إجرائي خاص في المادة اإلدارية ،6بؿ كاألكثر مف ذلؾ فقد أكدت المادة 40مف القانكف
-1منصكر محمد أحمد ،الغرامة التيديدية كجزاء لعدـ تنفيذ أحكاـ القضاء اإلدارم الصادرة ضد اإلدارة ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر،
،2002ص .16
-2األمر رقـ ،154/66المؤرخ في ،1966/06/08المتضمف قانكف اإلجراءات المدنية ،ج ر ج ج العدد ( ،)47الصادرة بتاريخ
،1966/06/09المعدؿ كالمتمـ بمكجب قانكف ،23/90المؤرخ في ،1990/08/18ج ر عدد ( ،)36الصادرة بتاريخ 1990/08/22
(الممغى).
-3حسيف كمكف ،المرجع السابؽ ،ص .261
-4قرار المحكمة العميا ،الغرفة اإلدارية ،رقـ ،115284المؤرخ في ،1997/04/13المجمة القضائية ،العدد األكؿ ،1998 ،ص .196
-5قرار مجمس الدكلة رقـ ،014989المؤرخ في ،2003/04/08مجمة الدكلة ،العدد الثالث ،2003 ،الجزائر ،ص .178-177
-6آماؿ يعيش تماـ ،سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة ،المرجع السابؽ ،ص .215
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
العضكم رقـ 01/98المتعمؽ باختصاصات مجمس الدكلة ،1كالمادة 02مف القانكف رقـ 02/98المتعمؽ
بالمحاكـ اإلدارية عمى خضكع اإلجراءات المطبقة أماـ الجيات القضائية اإلدارية ألحكاـ قانكف
اإلجراءات المدنية.2
باإلضافة إلى أف ىذا التبرير غير مؤسس نظ ار لكركد نص المادة 340مف قانكف اإلجراءات المدنية
تحت الكتاب السادس تحت عنكاف " تنفيذ أحكاـ القضاء " ،كالذم يطبؽ في جميع القضايا سكاء تمؾ
المتعمقة باختصاص جيات القضاء العادم أك اختصاص جيات القضاء اإلدارم ،فضبل عمى أف مجمس
الدكلة قد سبؽ لو كأف طبؽ أحكاـ المادة ( 340ؽ إ ـ) التي تسمح بالتعكيض في حالة رفض تنفيذ التزاـ
بعمؿ أك مخالفة التزاـ باالمتناع عف عمؿ ،كمف غير المنطقي أف يطبؽ القضاء أحكاـ ىذا النص بشأف
طمب التعكيض بينما يمتنع عف ذلؾ بخصكص طمب الغرامة التيديدية.3
ثـ إف اعتبار الغرامة التيديدية عقكبة يطبؽ عمييا مبدأ الشرعية أمر يتعارض كفعالية رقابة القضاء
عمى أعماؿ اإلدارة ،فضبل عمى أف الغرامة التيديدية تعتبر ذات طابع مدني تتـ تصفيتيا طبقا لقكاعد
التعكيض عف األعماؿ الضارة ،كىي بالتالي ال تمت بأية صمة لقانكف العقكبات ،4كاف كاف ىذا المقصكد
مف كصؼ مجمس الدكلة لمغ ارمة التيديدية ،فإف ىذا الكصؼ بدكره مستبعد مف منطمؽ أف الغرامة
التيديدية ال تعد بمثابة عقكبة كال بمثابة جزاء ،كانما ىي كسيمة مف كسائؿ دفع اإلدارة كحمميا عمى تنفيذ
أحكاـ القضاء.5
كبالتالي فقد أعطى مجمس الدكلة الغرامة التيديدية مفيكما غير مألكؼ ،عندما اعتبرىا بمثابة عقكبة
تخضع لمبدأ قانكنية الجرائـ كالعقكبات ،كما أف استبعاد مجمس الدكلة لسمطة القاضي في تقريرىا بدعكل
غياب النص القانكني الذم يسمح بيا ،يخالؼ ما جاءت بو أحكاـ المادتيف 340ك 471مف قانكف
اإلجراءات المدنية ،كالتي خكلت لمقاضي اإلدارم حؽ الحكـ بالغرامة التيديدية دكف أم تمييز بيف
القاضي اإلدارم كالعادم ،6كالتي كانتا صالحتاف لؤلخذ بيا كأساس لتسميط الغرامة التيديدية ضد اإلدارة،
كبالتالي فقد كاف امتناع القاضي عف الحكـ بيا امتناع تمقائي ،فبدال مف أف يقرر جكاز تكقيعيا ضد
-1تـ تعديؿ نص المادة 40مف القانكف العضكم رقـ ،01/98المؤرخ في ،1998/05/30المتعمؽ باختصاصات مجمس الدكلة كتنظيمو كعممو،
المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف العضكم رقـ ،02/18المؤرخ في ،2018/03/04ج ر ج ج العدد ( )15الصادرة بتاريخ ،2018/03/07
كالتي أصبحت فحكاىا تنص عمى أف " تخضع اإلجراءات ذات الطابع القضائي أماـ مجمس الدكلة ألحكاـ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية".
-2تنص المادة 02مف القانكف رقـ ،02/98المؤرخ في ،1998/05/30المتعمؽ بالمحاكـ اإلدارية ،ج ر ج ج عدد ( )37الصادرة بتاريخ
1998/06/01بقكليا " تخضع اإلجراءات المطبقة أماـ المحاكـ اإلدارية ألحكاـ قانكف اإلجراءات المدنية ".
-3بكبشير محند أمقراف ،حدكد الصبلحيات المستحدثة لمقضاء اإلدارم في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية ،الممتقى الكطني حكؿ سمطات
القاضي اإلدارم في المنازعات اإلدارية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة 08مام ،1945قالمة ،يكمي ،2011/04/27-26ص .09
-4نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .287
-5غنام رمضاف ،عف مكقؼ مجمس الدكلة مف الغرامة التيديدية ،مجمة مجمس الدكلة ،العدد الرابع ،2003 ،ص .147 ،146
-6نادية بكنعاس ،المرجع السابؽ ،ص .273
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
اإلدارة استنادا لعدـ كجكد أم نص يمنع مف ذلؾ ،راح يقرر خبلفا لذلؾ بعدـ جكاز النطؽ بيا في حؽ
اإلدارة.1
لذلؾ فقد تعرض ىذا المكقؼ لمعديد مف االنتقادات ،باعتبار أف الغرامة التيديدية تعد بمثابة كسيمة
مف كسائؿ تنفيذ األحكاـ نظ ار لما تتسـ بو مف ضغط عمى اإلدارة بدفعيا إلى التنفيذ ،2كما أف األخذ بيذا
المسمؾ مف طرؼ مجمس الدكلة كالغرفة اإلدارية سابقا يصطدـ بنصكص صريحة ككاضحة.
كتأسيسا عمى ذلؾ فإف امتناع القضاء اإلدارم عف تسميط غرامات تيديدية ضد األشخاص المعنكية،
مف شأنو أف يقمؿ مف شأف األحكاـ القضائية كمساسا بمعالـ دكلة القانكف ،فاإلدارة ممزمة بتنفيذ أحكاـ
القضاء ،كاف ىي امتنعت عف ذلؾ ،كمنع القاضي مف صبلحية جبرىا عمى التنفيذ بتسميط غرامة تيديدية
فإف ذلؾ انتياكا لمبدأ المشركعية ،كىك ما سيؤدم إلى استم اررية نفاذ قرار إدارم غير مشركع ،فضبل عمى
أف ذلؾ يعد انتياكا كاضحا ألحكاـ الدستكر التي تمزـ كافة أجيزة الدكلة بتنفيذ أحكاـ القضاء ،لذلؾ كفي
سبيؿ حث اإلدارة عمى تنفيذ ما يصدر في مكاجيتيا مف أحكاـ كق اررات قضائية ،كبشأف تخفيؼ مف
مشكؿ عدـ تنفيذ ق اررات كأحكاـ القضاء اإلدارم ،كحماية لحقكؽ المتقاضيف أجاز المشرع الجزائرم في
إطار تعزيز سمطات القاضي اإلدارم كبشكؿ صريح جكاز تسميط الغرامة التيديدية لجبر اإلدارة عمى
احتراـ حجية األحكاـ كالق اررات القضائية اإلدارية الصادرة في مكاجيتيا ،كذلؾ بمكجب المكاد مف 980
إلى 988مف القانكف رقـ 09/08المتعمؽ بقانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية.
تدارؾ المشرع ضمف أحكاـ القانكف 09/08المتعمؽ بػ (ؽ إ ـ إ) الكضع الذم كاف سائدا مف قبؿ
كالقائـ ،عمى مبدأ حظر القاضي اإلدارم بالنطؽ بالغرامة التيديدية في حؽ اإلدارة ،في حاؿ امتناعيا عف
التنفيذ ،كذلؾ بتجسيد األساس كالسند القانكني لمغرامة التيديدية في صمب القانكف ،حيث كفؿ لممتقاضي
حؽ المطالبة بتكقيع الغرامة التيديدية ضد اإلدارة حاؿ امتناعيا عف تنفيذ حكـ قضائي مميكر بالصيغة
التنفيذية ،كىك ما يعتبر نكعا مف التكازف فيما بيف المتقاضي كاإلدارة.
كيعكد سبب تقنيف الغرامة التيديدية إلى ذلؾ االنتشار الكاسع كالخطير لظاىرة رفض اإلدارة تنفيذ
أحكاـ القضاء المميكرة بالطابع التنفيذم ،حتى كصؿ األمر في بعض الحاالت إلى رفض اإلدارة تنفيذ
ق اررات قضائية صادرة عف مجمس الدكلة ،رغـ أف ىذا األخير يشغؿ قمة اليرـ القضائي في المادة
اعتداء عمى السمطة القضائية كضماف ىيبتيا
ن اإلدارية ،كىك ما يؤدم إلى إىدار قكة األحكاـ القضائية ك
باعتبارىا القطب الذم تدكر حكلو رحى الديمقراطية كتكريس دكلة المؤسسات القائمة عمى سيادة القانكف
-1بكبشير محند أمقراف ،حدكد الصبلحيات المستحدثة لمقضاء اإلدارم في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية ،المرجع السابؽ ،ص .07
-2شفيقة بف صاكلة ،إشكالية تنفيذ اإلدارة لمق اررات القضائية اإلدارية (دراسة مقارنة) ،دار ىكمة ،الجزائر ،2010 ،ص .325
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
مما أدل إلى االنتقاد الشديد ليذا المسمؾ مف طرؼ الباحثيف كالميتميف بالدراسات القانكنية ،1األمر الذم
دفع ب المشرع الجزائرم إلى العمؿ عمى تعزيز سمطات القاضي اإلدارم بإعبلنو عف مكلد مرحمة جديدة
بصدكر القانكف رقـ 09/08المتضمف (ؽ إ ـ إ) ،الذم أسس بنياف نظاـ الغرامة التيديدية مخكال بذلؾ
لمقاضي اإلدارم عمى مختمؼ درجاتو سمطة إصدار أكامر تتعمؽ بالغرامة التيديدية ضد اإلدارة في حاؿ
إحجاميا عف تنفيذ أحكاـ القضاء.
كبذلؾ فقد ساىـ ىذا القانكف بنقؿ عدالة القاضي اإلدارم مف نطاقيا النظرم إلى التطبيؽ الفعمي،2
كىك ما يظير بصكرة كاضحة مف خبلؿ المادة 980مف القانكف رقـ 09/08التي نصت عمى أنو" يجكز
لمجية القضائية اإلدارية ،المطمكب منيا اتخاذ أمر بالتنفيذ كفقا لممادتيف 978ك 979أعبله ،أف تأمر
بغرامة تيديدية مع تحديد تاريخ سرياف مفعكليا " ،كالمادة 981مف نفس القانكف التي نصت بأنو " في
حالة عدـ تنفيذ أمر أك حكـ أك قرار قضائي ،كلـ تحدد تدابير التنفيذ ،تقكـ الجية القضائية المطمكب منيا
ذل ؾ بتحديدىا ،كيجكز ليا تحديد أجؿ لمتنفيذ كاألمر بغرامة تيديدية " ،كىك نفس ما أكد عميو المشرع
الفرنسي مف خبلؿ المادتيف L911-ك L911-مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي.3
أما عف مكقؼ القضاء مف األمر بالغرامة التيديدية ،فقد قضى مجمس الدكلة الجزائرم في ق ارره
المؤرخ في 2014/12/18بقكلو "..حيث ثبت أف الك ازرة المذككرة قد امتنعت عف تنفيذ قرار مجمس
الدكلة..كأف الك ازرة المذككرة ممزمة بتسكية كضعية المدعية ..،كأماـ ىذا الكضع تككف المدعية محقة في
طمب تكقيع غرامة تيديدية يكمية ضد الك ازرة المدعى عمييا إلى غاية تنفيذ قرار مجمس الدكلة ،كىذا
تطبيقا ألحكاـ المادة 978كما يمييا مف قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية.4"..
كتدعيما لسمطات القاضي اإلدارم االستعجالي في مادة الصفقات العمكمية ،جاءت أحكاـ الفقرة
الخامسة مف المادة 946ىي األخرل مانحة إياه سمطة الحكـ بالغرامة التيديدية في مكاجية المخالؼ
اللتزامات اإلشيار كالمنافسة بقكليا " ..كيمكف ليا أيضا الحكـ بغرامة تيديدية تسرم مف تاريخ انقضاء
األجؿ المحدد ،"..غير أف ىذا النص لـ يكضح حالة امتناع المخالؼ عف االلتزاـ رغـ تكقيع الغرامة ،كىك
ما يدفعنا لمتساؤؿ عف الكسائؿ كاآلليات المخكلة لمقاضي االستعجالي إلجباره عمى االلتزاـ كىك ما
يستدعي ضركرة تدارؾ ذلؾ كاعادة النظر في ىذه السمطات كدعميا حتى تؤدم الغرض مف تقريرىا.
-1فيصؿ الشنطاكم ،األحكاـ القضائية اإلدارية الصادرة ضد اإلدارة كاشكاليات التنفيذ ،مجمة دراسات عمكـ الشريعة كالقانكف ،تصدر عف عمادة
البحث العممي كضماف الجكدة ،الجامعة األردنية ،المجمد ( ،)43الممحؽ األكؿ ،العدد األكؿ ،2016 ،ص .520
-2نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .288
3
- Art L911- " Saisie de conclusions en ce sens, la juridiction peut assortir, dans la même décision, l'injonction
prescrite en application des articles L 911-1 et L 911- d'une astreinte qu'elle prononce dans les conditions
prévues au présent livre et dont elle fixe la date d'effet".
- Art L911- ".. Si le jugement ou l'arrêt dont l'exécution est demandée n'a pas défini les mesures d'exécution, la
juridiction saisie procède à cette définition. Elle peut fixer un délai d'exécution et prononcer une astreinte".
-4قرار مجمس الدكلة رقـ ،096081المؤرخ في ،2014/12/18مجمة مجمس الدكلة ،العدد الثالث عشر ،2015 ،ص .129
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
ىذا؛ كقد كاف المشرع الجزائرم كاضحا بخصكص مسألة الحكـ بالغرامة التيديدية مف خبلؿ المادة
987مف القانكف 09/08التي نصت عمى أنو " ال يجكز تقديـ طمب إلى المحكمة اإلدارية مف أجؿ
األمر باتخاذ التدابير الضركرية لتنفيذ حكميا النيائي ،كطمب الغرامة التيديدية لتنفيذه عند االقتضاء ،إال
بعد رفض التنفيذ مف طرؼ المحككـ عميو ،كانقضاء أجؿ ثبلثة ( )3أشير يبدأ مف تاريخ التبميغ الرسمي
لمحكـ ،غير أن و فيما يخص األكامر االستعجالية ،يجكز تقديـ الطمب بشأنيا بدكف أجؿ ،في الحالة التي
تحدد المحكمة اإلدارية في حكميا محؿ التنفيذ أجبل لممحككـ عميو ،التخاذ تدابير تنفيذ معينة ،ال يجكز
تقديـ الطمب إال بعد انقضاء ىذا األجؿ" ،كىي نفس الضكابط التي قيد بيا المشرع الفرنسي القاضي
اإلدارم مف خبلؿ المادة R921-مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي.
كأما عف الجية المختصة بتصفية الغرامة التيديدية؛ فيي ذات الجية التي أمرت بيا كىذا طبقا لما
أفادت بو المادة L911-مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي كالمادة 983مف (ؽ إ ـ إ) بقكليا " في
حالة عدـ التنفيذ الكمي أك الجزئي ،أك في حالة التأخير في التنفيذ ،تقكـ الجية القضائية اإلدارية بتصفية
الغرامة التيديدية التي أمرت بيا " ،كأما بخصكص القاضي اإلدارم االستعجالي فبل يكجد ما يمنعو ىك
اآلخر مف القياـ بتصفيتيا ،ذلؾ أف استعماؿ المشرع لمصطمح الجية القضائية بمفيكمو الكاسع يفيد
بإمكانية القاضي اإلدارم االستعجالي بتصفيتيا.
تعد التصفية المرحمة التي يظير مف خبلليا األثر القانكني لمحكـ بالغرامة التيديدية ،إذ يقكـ القاضي
في ىذه المرحمة بمراجعة كتصفية المبالغ المتراكمة كالناجمة عف الحكـ بيا ،كىي حصيمة ضرب عدد
األياـ التي تمتنع فييا اإلدارة عف التنفيذ بداية مف اليكـ التالي لمميمة القضائية كحتى يتـ تنفيذ الحكـ في
معدؿ الغرامة اليكمي المحككـ بو مف طرؼ القاضي.1
كقد حدد المشرع الجزائرم عمى غرار نظيره الفرنسي (المادة )L911-الحاالت التي عمى أساسيا
يمكف قبكؿ طمب التصفية ،كىي طبقا لنص المادة 983سالؼ الذكر " حالة عدـ التنفيذ الكمي لمحكـ أك
الجزئي أك حالة التأخر في التنفيذ " ،مع اإلشارة إلى أنو إذا كاف لمقاضي السمطة التقديرية في الحكـ بيا
فإف سمطتو في تصفيتيا مقيدة بطمب الطاعف متى تكافر إحدل ىذه الحاالت.
ىذا؛ كال تؤكؿ حصيمة قيمة التصفية إلى المدعي كاممة ،كانما يستفيد بجزء منيا إذا تجاكزت الغرامة
قيمة الضرر ،كىذا طبقا لما أقرتو أحكاـ المادة 985بقكليا " يجكز لمجية القضائية أف تقرر عدـ دفع
جزء مف الغرامة التيديدية إلى المدعي ،إذا تجاكزت قيمة الضرر ،كتأمر بدفعو إلى الخزينة العمكمية"،
كمف أىـ أسباب عدـ استفادة الطاعف مف الغرامة التيديدية كاممة عند تصفيتيا ،ىك أف دفعيا بصكرة كمية
لممحككـ لو تككف سبيبل إلثرائو بدكف سبب ،لذلؾ فمـ يرغب المشرع الجزائرم جعؿ الغرامة التيديدية سببا
-1عز الديف مرداسي ،الغرامة التيديدية في القانكف الجزائرم ،دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،الجزائر ،2008 ،ص .41
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
مف أسباب الثراء ،فضبل عف عدـ جعميا تعكيضا عما لحؽ المدعي مف أضرار نتيجة عدـ التنفيذ ،كانما
اعتبرىا كسيمة إلجبار اإلدارة عف تنفيذ ما صدر في حقيا.1
ما يبلحظ كذلؾ عمى ىذا النص أف المشرع قد ربط عدـ دفع جزء مف الغرامة بالضرر ،بينما نجد
المشرع الفرنسي مف خبلؿ نص المادة L911-بأنو لـ يحدد سبب عدـ دفع جزء مف الغرامة ،مما يفتح
المجاؿ لتعدد األسباب كاختبلفيا باختبلؼ القضايا كالحاالت المعركضة عميو ،كما لمقاضي أف يعدؿ أك
يمغي الغرامة بشكؿ نيائي طبقا لممادة L911-مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي ،كىك ما قضت بو
المادة 984مف (ؽ إ ـ إ) بقكليا " يجكز لمجية القضائية تخفيض الغرامة التيديدية أك إلغائيا عند
الضركرة " ،كمف بيف الحاالت التي تستدعي تخفيض مبمغ الغرامة حسف نية اإلدارة في تنفيذ ما صدر في
حقيا مف طرؼ القضاء اإلدارم ،كبيذا فقد أعطى المشرع الجزائرم لمقاضي اإلدارم سمطة تقديرية كاسعة
في ىذا المجاؿ تتمثؿ في تقدير مقتضيات إعفاء اإلدارة كميا أك جزئيا مف الغرامة التيديدية تبعا لمدل
استجابتيا كمراعاة في ذلؾ لمختمؼ الظركؼ المحيطة بيا ،2إال أف المشرع الجزائرم لـ يكف دقيقا بما فيو
الكفاية في ىذه الحالة ،إذ أننا نتساءؿ عما يقصده مف كراء حالة الضركرة ،كقد يككف ذلؾ في الحالة التي
يثبت فييا أف عدـ التنفيذ ال يعكد إلى سكء نية اإلدارة كانما إلى عكارض أخرل جعمت تنفيذ الحكـ يتميز
بالصعكبة كاالستحالة ،3كقد كاف عمى المشرع الجزائرم أف يككف أكثر دقة ككضكح إسكة في ذلؾ بالمشرع
الفرنسي كالذم كاف أكثر دقة في تحديد ىذه الحالة ،حيث تعفى اإلدارة مف ذلؾ في حالة إثبات القكة
القاىرة أك الحادث الفجائي كىذا طبقا لنص المادة L911-مف قانكف العدالة اإلدارية الفرنسي.
كمما ال شؾ فيو أف إقرار سمطة استخداـ الغرامة التيديدية ضد اإلدارة ،مف شأنيا أف تفعؿ دكر
القاضي اإلدارم ،كأف تقمؿ مف ظاىرة عدـ تنفيذ اإلدارة لؤلحكاـ مما ينعكس إيجابا عمى حقكؽ المتقاضيف
كترسيخ معالـ دكلة القانكف ،فبل قيمة ألحكاـ القضاء بدكف تنفيذىا كال قيمة لمبدأ الشرعية في الدكلة ما لـ
يقترف بمبدأ آخر مضمكنو احتراـ أحكاـ القضاء كضماف تنفيذىا.
غير أف الحكـ بالغرامة التيديدية في التشريع الجزائرم يصطدـ بعدة إشكاالت تحكؿ دكف التنفيذ
الفعالة ليذه الكسيمة ،كالتي مف بينيا أف المشرع الجزائرم لـ يمزـ القاضي اإلدارم الحكـ بالغرامة التيديدية
كانما استيؿ أغمب النصكص التي تنظميا بعبارة "يجوز" ،مما يعني الحكـ بيا يعكد لمسمطة التقديرية
لمقاضي ،كىك ما قد يترتب عف تطبيؽ ىذا المبدأ تباينا في األحكاـ كالق اررات في ىذا المكضكع بيف
مختمؼ الجيات القضائية ،كمف ثـ فقد أعاد المشرع الكضع الذم كاف سائدا قبؿ صدكر القانكف 09/08
-1نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .292
-2نادية بكنعاس ،المرجع السابؽ ،ص .176
-3شفيقة بف صاكلة ،المرجع السابؽ ،ص .334
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المتعمؽ بقانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية ،الذم عرؼ تدبدبا كتناقضا في الق اررات الصادرة عف الجيات
القضائية بيف مؤيد لمحكـ بالغرامة التيديدية كمعارض ليا.1
كمف جية أخرل فقد ربط المشرع الجزائرم الحكـ بالغرامة التيديدية بطمب المدعي ،كىك ما يستفاد
مف عبارة "المطمكب منيا ذلؾ" ،كقد كاف مف األجدر بالمشرع تمكيف القاضي اإلدارم بتحديد الغرامة
التيدي دية بصكرة تمقائية دكف أف يتكقؼ األمر عمى طمبيا مف طرؼ المدعي ،كىك ما يضمف ليذه الكسيمة
فعالية أكثر في كاجية امتناع اإلدارة عف التنفيذ ،كىذا خبلفا لما أقره المشرع الفرنسي مف خبلؿ أحكاـ
المادة R921-التي خكؿ بمكجبيا لمقاضي اإلدارم الحكـ بالغرامة التيديدية بناء عمى طمب الخصكـ
أك مف تمقاء نفسو إذا ما رأل أنو مف الضركرم ذلؾ.
لـ يحدد المشرع الجزائرم العناصر كالمعايير التي يمكف لمقاضي اإلدارم إعماليا كاالعتماد عمييا في
تقدير قيمة الغرامة التيديدية ،كانما ترؾ المجاؿ مفتكحا أماـ القاضي إلعماؿ سمطتو التقديرية في تحديد
المقدار المالي الذم يراه مناسبا لمضغط عمى اإلدارة ،فبل يتقيد القاضي بطمبات ذكم الشأف كال بالضرر
الذم لحؽ المحككـ لو مف جراء عدـ التنفيذ ،كىك ما قد يفتح باب التعسؼ في استعماليا ،2كما أف
المشرع لـ يميز عمى خبلؼ المشرع الفرنسي بيف الغرامة المؤقتة كالغرامة النيائية طبقا لممادة L911-
مف قانكف العدالة اإلدارية كما يترتب عف ىذا التمييز مف آثار مختمفة بالنسبة لكؿ منيما ،كالغالب طبقا
لمتشريع الفرنسي أف الغرامة تككف مؤقتة كال تككف نيائية إال إذا أقر القاضي ذلؾ صراحة ،3كىي مستقمة
عف التعكيض ،كىك نفس ما أخذ بو المشرع الجزائرم في منطكؽ المادة 982مف (ؽ إ ـ إ) كالتي جاء
فييا " تككف الغرامة التيديدية مستقمة عف تعكيض الضرر " ،4إال أف ىذا النص لـ يبيف المقصكد بالضرر
الذم يككف مستقبل عف الغرامة التيديدية خاصة أف نص المادة 985مف نفس القانكف قد ربطت تصفية
الغرامة بالتعكيض عف الضرر مما يدؿ عمى تناقض بيف فحكل المادتيف ،ناىيؾ عف تبرير اإلدارة
امتناعيا عف التنفيذ بداعي الحفاظ عمى النظاـ العاـ أك تحقيؽ المصمحة العامة ،كالتي تستغميا في بعض
األحياف كذريعة ليا لكي تمتنع عف تنفيذ األحكاـ الصادرة ضدىا ،كالتي يتعيف عمى القاضي اإلدارم بأف
يككف حريصا كفطنا في التعامؿ معيا كأف يبسط رقابة حقيقية عمييا.5
-1حمزة خضرم ،آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .307
-2حسيف كمكف ،المرجع السابؽ ،ص .274
3
- Art L911-6 " L'astreinte est provisoire ou définitive. Elle doit être considérée comme provisoire à moins que la
juridiction n'ait précisé son caractère définitif, Elle est indépendante des dommages et intérêts " .
-4سياـ براىيمي ،فائزة براىيمي ،االعتراؼ القانكني لمقاضي اإلدارم بمكاجية اإلدارة في تنفيذ األحكاـ القضائية ،مجمة دفاتر السياسة كالقانكف،
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،العدد العاشر ،جانفي ،2014ص .217
-5صفاء بف عاشكر ،تدخؿ القاضي اإلدارم في تنفيذ ق ارراتو ضد الشخص المعنكم العاـ ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير ،فرع تنفيذ األحكاـ
القضائية ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر ( ،2014/2013 ،)1ص .174
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
عمى الرغـ مما تـ تسجيمو مف نقائص بشأف ىذه الكسيمة (الغرامة التيديدية) ،إال أف قانكف اإلجراءات
المدنية كاإلدارية يعد نقطة تحكؿ ىامة في القضاء اإلدارم الجزائرم تماشيا بما أخذ بو المشرع الفرنسي
في ىذا الشأف ،كالذم أصبح بمكجبو لمقاضي اإلدارم سمطات كاسعة في تكجيو األكامر لئلدارة بغض
النظر عف فحكاىا ،كالتي كانت سابقا تعد مف المحظكرات التي ال يمكف تجاكزىا ،ثـ إف إقرار المشرع
لمقاضي بسمطة الحكـ بالغرامة التيديدية في حؽ اإلدارة مف شأنو إعطاء دفع لسمطات ىذا األخير في
مكاجية تعنت اإلدارة كامتناعيا عف التنفيذ.
إلى جانب ذلؾ فقد أقر المشرع الجزائر عمى غرار التشريعات المقارنة ،العديد مف الضمانات التي
تصب في مجمميا إلى ضماف تنفيذ أحكاـ القضاء ،مف بينيا تجريـ سمكؾ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ
كالذم غالب ما يككف مسؤكال عف عدـ تنفيذ أحكاـ القضاء ،ذلؾ أف االمتناع عف تنفيذ حكـ قضائي حائز
لقكة الشيء المقضي بو ككاجب النفاد يشكؿ مخالفة قانكنية صارخة يترتب عمييا إشاعة الفكضى كفقداف
الثقة في سيادة القانكف مما يتكجب فرض مسؤكلية الممتنع عف التنفيذ قصد إجباره عمى اتخاذ كافة
الخطكات االيجابية التي تستمزميا تنفيذ أحكاـ القضاء.
المطمب الثاني:
المسؤولية عف عدـ تنفيذ أحكاـ القضاء.
ترتبط القيمة العممية ألم التزاـ قانكني بالجزاء المترتب عف مخالفتو ،لذلؾ كاف مف الضركرم بأف
يككف الجزاء المكقع عمى اإلدارة حاؿ تخمفيا عف تنفيذ التزاماتيا السيما تنفيذ األحكاـ القضائية فعاال،
كىذا ما يكاجو مف الناحية العممية صعكبة استخداـ كسائؿ اإلكراه كالجبر ضد اإلدارة.
مف أجؿ ذلؾ عمد المشرع الجزائرم عمى إيجاد الكسائؿ الفعالة التي تضمف ذلؾ ،كىذا تماشيا مع
سياسة إلزاـ اإلدارة لمخضكع لمبدأ المشركعية ،كتفادم إشكاالت التنفيذ التي تكاجو األفراد عند تجسيد
األحكاـ القضائية الصادرة لصالحيـ ضد تعنت اإلدارة في تنفيذىا ،1كىك ما يمثؿ مخالفة اللتزاـ قانكني
نتيجة عدـ احتراميا لحجية الق اررات القضائية اإلدارية ،لذلؾ فقد أكجد القانكف نظاـ المسؤكلية التي تختمؼ
أنماطيا بدرجة نكع الخطأ المرتكب مف طرؼ المكظؼ العاـ القائـ بمياـ التنفيذ الذم قد يعترض أك ييمؿ
تنفيذ األحكاـ القضائية اإلدارية باعتبار ذلؾ خطأ شخصي جسيـ يرتب مسؤكليتو الجزائية (الفرع األكؿ)،
كىك ما يشكؿ نكعا مف الضغط عمى المكظؼ كجبره عمى االمتثاؿ لؤلحكاـ القضائية ميما كانت الجية
اإلدارية التي ينتمي إلييا ،ذلؾ أف امتناع المكظؼ عف تنفيذ ال يعد مساسا بحؽ المحككـ لو فحسب ،كانما
يعد ذلؾ خركجا صارخا عف قكاعد المشركعية الدستكرية كاىدا ار لحجية األحكاـ القضائية ،مما دفع
بالمشرع عمى تكفير كسائؿ قانكنية مدنية كأخرل جزائية تتمثؿ في تجريـ سمكؾ المكظؼ الممتنع عف تنفيذ
-1آماؿ يعيش تماـ ،سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة ،المرجع السابؽ ،ص .239
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
أحكاـ القضاء ،1دكف أف ينفي ذلؾ مسؤكليتو التأديبية كالمالية نتيجة الخركج عف مقتضى الكاجب الكظيفي
(الفرع الثاني) ،كذلؾ حماية لمبدأ المشركعية باعتباره عمكد دكلة القانكف.
الفرع األوؿ:
المسؤولية الجزائية عف عدـ تنفيذ األحكاـ القضائية.
عمؿ المشرع الجزائرم عمى تدعيـ اآلليات القانكنية التي تعمؿ عمى إخضاع اإلدارة لحكـ القانكف،
كذلؾ قصد الحد مف ظاىرة امتناعيا عف تنفيذ أحكاـ القضاء في مجاؿ الصفقات العمكمية ،السيما في
الحاالت التي يستغؿ فييا الشخص اإلدارم نفكذه في عرقمة مسار تطبيؽ العدالة مف خبلؿ امتناعو
كاتخاذه لمكسائؿ التي تحكؿ دكف تنفيذ األحكاـ القضائية ،2كىك ما يمثؿ إىدا ار لقكة األحكاـ القضائية
كحجيتيا ،كاعتداء عمى السمطة القضائية كاستقبلليتيا ،مما دفع بالمشرع الجزائرم إلى تجريـ االمتناع عف
تنفيذ األحكاـ القضائية كاقامة المسؤكلية الجزائية بمكجب المادة 138مكرر مف األمر ،156/66المتعمؽ
بقانكف العقكبات ،كالتي جاء فييا عمى أف " كؿ مكظؼ عمكمي استعمؿ سمطة كظيفتو لكقؼ تنفيذ حكـ
قضائي أك امتنع أك اعترض أك عرقؿ عمدا تنفيذه يعاقب بالحبس مف ستة ( )6أشير إلى ثبلث ()3
سنكات كبغرامة مف 5.000دج إلى 50.000دج " ،3كبذلؾ فقد اتجو المشرع الجزائرم إلى تجسيد
المسؤكلية الجزائية تجاه المكظؼ الذم امتنع أك عرقؿ تنفيذ أم حكـ مف أحكاـ القضاء اإلدارم كاعتبر
تصرفو السمبي ىذا مساسا بالنظاـ العاـ.
كقد أحسف المشرع الجزائرم في ذلؾ نظ ار لما في ذلؾ مف مساس بمبدأ حجية الشيء المقضي بو،
الذم ىك أصؿ مف األصكؿ القانكنية الكاجب احتراميا ،كبالتالي فإف أم مخالفة ليذا المبدأ ىي مخالفة
لمقانكف ،4لذلؾ فإف المسؤكلية الجزائية تعد مف أقكل الكسائؿ في مجاؿ العمؿ عمى احتراـ تنفيذ األحكاـ
القضائية لممكظؼ الممتنع عف التنفيذ ،مما يشكؿ كبدكف شؾ نكعا مف الضغط عمى المكظؼ كجبره عمى
االمتثاؿ لؤلحكاـ القضائية كالعمؿ عمى تنفيذىا.
فبعد أف يقكـ مف صدر لصالحو الحكـ بمتابعة إجراءات التنفيذ بكاسطة محضر قضائي كتمتنع
اإلدارة عف التنفيذ ،كبعد تحرير المحضر القضائي لمحضر االمتناع عف التنفيذ بعد التبميغ كاإللزاـ بالدفع،
يمكف لطالب التنفيذ تحريؾ الدعكل العمكمية ضد المكظؼ الذم أكقؼ أك اعترض أك امتنع أك عرقمة
تنفيذ الحكـ ،1كبذلؾ يككف المشرع قد عمؿ عمى تجسيد مقتضيات المادة 163مف التعديؿ الدستكرم لسنة
2016التي تمزـ كؿ مكظؼ في أم جياز مف أجيزة الدكلة أف يبادر إلى تنفيذ أحكاـ القضاء ،كالتي
اعتبرتيا مف المبادئ الدستكرية كذلؾ بقكليا " عمى كؿ أجيزة الدكلة المختصة أف تقكـ في كؿ كقت كفي
كؿ مكاف ،كفي جميع الظركؼ بتنفيذ أحكاـ القضاء ،يعاقب القانكف كؿ مف يعرقؿ تنفيذ حكـ قضائي ".
إف ىذا التنصيص الدستكرم يعكس مدل االىتماـ الكبير الذم يحظى بو مكضكع تنفيذ األحكاـ
القضائية الصادرة في حؽ اإلدارة ،كىك ما يجعمو ضمانة أخرل لحماية المتقاضي مف تعسؼ اإلدارة
كتجاكزىا لسمطاتيا ،كضماف اإلحتراـ البلزـ لتنفيذ أحكاـ القضاء التي تعمؿ اإلدارة عمى عرقمة تنفيذىا أك
االمتناع عف ذلؾ بإصدار ق اررات عمى خبلفيا ،2مما يجعؿ المتابعة الجزائية أقكل كسائؿ لضماف تنفيذ
أحكاـ القضاء في مكاجية اإلدارة ،نظ ار لما يترتب عنيا مف جزاءات تصؿ إلى الحد مف حرية المكظؼ
(الفقرة األكلى) ،إال أنو كرغـ الجيكد المبذكلة في إيجاد الحمكؿ الكفيمة بالحد مف مشكمة عدـ تنفيذ اإلدارة
ألحكاـ القضاء اإلدارم ،إال أف إعماؿ ىذه الكسيمة يصطدـ بالعديد مف العقبات التي تجد مف فعاليتيا
كآلية لضماف تنفيذ أحكاـ القضاء (الفقرة الثانية).
مف البدييي أف تقكـ جريمة امتناع المكظؼ عف تنفيذ األحكاـ القضائية عمى جممة مف األركاف
األساسية مف بينيا الركف المفترض ،المتمثؿ في المكظؼ المختص بالتنفيذ (أكال) الذم قد يرتكب إحدل
السمككات المجرمة كالمحددة في المادة 138مكرر مف قانكف العقكبات ،كالتي ينجـ عنيا عدـ تنفيذ ما
يصدر عف القضاء مف أحك اـ كق اررات في حؽ اإلدارة ،كىك ما يمثؿ ركنيا المادم (ثانيا) ،كباعتبار
جريمة االمتناع عف التنفيذ مف الجرائـ العمدية فإف ركنيا المعنكم المتمثؿ في القصد الجنائي يعد ركنا
الزما ينبغي تكافره لدل المكظؼ العمكمية لقياـ مسؤكليتو عف عدـ التنفيذ (ثالثا).
يقصد بالركف المفترض صفة المكظؼ العاـ الذم جاء مدلكلو بشكؿ مكسع ضمف المادة 02الفقرة
(ب) مف القانكف رقـ 01/06المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو ،3مقارنة بالمفيكـ المتعارؼ عميو في
مجاؿ القانكف اإلدارم ،حيث تشمؿ صفة المكظؼ العاـ طبقا لممادة 02الفقرة (ب) " كؿ شخص يشغؿ
-1سعاد ميمكنة ،مدل إلتزاـ اإلدارة بتنفيذ الق اررات القضائية اإلدارية الصادرة ضدىا ،مجمة الفقو كالقانكف الدكلية ،مجمة تصدر إلكتركنيا
( ،)www.majalah.new.maالعدد الخامس كالعشركف ،نكفمبر ،2014ص .129
-2حسيف كمكف ،المرجع السابؽ ،ص .296
-3القانكف رقـ ،01/06المؤرخ في ،2006/02/20المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو ،ج ر ج ج عدد ( ،)14الصادرة بتاريخ
،2006/03/08المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ،15/11المؤرخ في ،2011/08/02ج ر عدد ( )44الصادرة بتاريخ .2011/08/10
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
منصبا تشريعيا أك تنفيذيا أك إداريا أك قضائيا أك في احد المجالس الشعبية المحمية المنتخبة ،سكاء أكاف
معينا أك منتخبا ،دائما أك مؤقتا ،مدفكع األجر أك غير مدفكع األجر ،بصرؼ النظر عف رتبتو أك أقدميتو.
-كؿ شخص آخر يتكلى كلك مؤقتا ،كظيفية أك ككالة بأجر أك بدكف أجر ،كيساىـ بيذه الصفة في
خدمة ىيئة عمكمية أك مؤسسة عمكمية أك أية مؤسسة أخرل تممؾ الدكلة كؿ أك بعض رأسماليا ،أك أية
مؤسسة أخرل تقدـ خدمة عمكمية.
-كؿ شخص آخر معرؼ بأنو مكظؼ عمكمي أك مف في حكمو طبقا لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ
بيما."...
كعميو فإف المقصكد بالمكظؼ العاـ في مجاؿ تنفيذ الق اررات القضائية اإلدارية ،ىك كؿ مكظؼ
تربطو عبلقة بالدكلة أك بأحد أشخاص القانكف العاـ بعبلقة كظيفية تخكلو سمطة تمكنو مف عدـ تنفيذ
القرار القضائي اإلدارم ،1كيشترط في ىذا األخير أف يككف مختصا بالتنفيذ باعتباره شرطا تقتضيو شرعية
تنفيذ أم عمؿ ،فبل يمكف أف تترتب المسؤكلية عمى مكظؼ غير مختص أساسا بالتنفيذ ،ذلؾ أنو إذا لـ
يكف مختصا بالتنفيذ فإف عممو ال يترتب عنو أم أثر ،ىذا كال يشترط أف يككف المكظؼ مختصا بكؿ
إجراءات التنفيذ ،كانما يكفي أف يدخؿ ضمف اختصاصو إجراء مف إجراءات التنفيذ كأف يككف مف شأف
امتناعو ىذا تعطيؿ باقي إجراءات التنفيذ ،كيتحقؽ ىذا األمر عندما يككف التنفيذ مرتبطا بتدخؿ عدة
مكظفيف إلتمامو فيسأؿ كؿ مكظؼ في حدكد اختصاصو.2
تقتضي جريمة االمتناع عف التنفيذ أف يتخذ المكظؼ العاـ سمككا ماديا ُمعينا بناءا عمى سمطتو
الكظيفية مف شأنو أف يحكؿ دكف تنفيذ الحكـ القضائي ،سكاء كاف ىذا التصرؼ سمككا إيجابيا ،كذلؾ
بإصداره لقرار إدارم يختص بإصداره قانكنا يحكؿ دكف تنفيذ الحكـ ،أك سمككا سمبيا بامتناعو عف القياـ
بعمؿ يندرج ضمف صبلحياتو الكظيفية مف شأنو أف يؤدم إلى عرقمة عممية تنفيذ الحكـ القضائي.
كما يتحقؽ السمكؾ اإلجرامي لجريمة االمتناع عف التنفيذ في حالة التنفيذ الجزئي أك الناقص لمحكـ
القضائي ،كالذم يختمؼ عف االمتناع الكمي لمتنفيذ ،حيث أف المكظؼ في ىذه الحالة ال يمتنع عف التنفيذ
كانما يتكلى اتخاذ كافة إجراءات كضع الحكـ مكضع التنفيذ كلكف بالصكرة غير المطمكبة ،كما قد يمجأ
ىذا األخير كبسكء نية إلى التعمد في تأخير تنفيذ الحكـ القضائي اإلدارم دكف أم مبرر قانكني ،محاكلة
منو إلىدار أم فائدة يعكد بيا الحكـ عمى مف صدر لصالحو خاصة إذا كانت مدة التنفيذ عنص ار جكىريا
في التنفيذ ،كىك ما قد يؤدم إلى إفراغ الحكـ القضائي مف محتكاه.1
كاذا كاف المشرع الجزائرم لـ يشر مف خبلؿ أحكاـ المادة 138مكرر مف (ؽ ع) لحالة التنفيذ
الجزئي أك الناقص فإف المسؤكلية الجزائية عف ذلؾ تترتب في حؽ المكظؼ في ىذه الحالة ،إذ ال ييـ أف
تككف إعاقة التنفيذ كمية أك جزئية كما ال ييـ أف يككف التأخير في التنفيذ قصي ار أك طكيبل ،2بالتالي يكفي
بأف يقكـ المكظؼ المختص بالتنفيذ بإحدل ىذه الحاالت التي ينجر عنيا عرقمة تنفيذ األحكاـ القضائية
اإلدارية كالتي تعد كفيمة لترتيب مسؤكليتو الجزائية عف ذلؾ.
تعد جريمة االمتناع عف التنفيذ مف الجرائـ العمدية مما يعني أف الركف المعنكم ليا يأخذ صكرة
القصد الجنائي ،كىك " اتجاه نية المكظؼ إلى ارتكاب الفعؿ مع عممو بأنو معاقب عميو قانكنا " ،3لذا
يستمزـ لتكافر القصد الجنائي تكافر عنصريف أساسييف كىما إرادة الفعؿ المككف لمجريمة عف عمـ بحقيقتو،
كأما الثاني فيك العمـ بتجريـ الفعؿ كالمعاقبة عميو قانكنا ،كبمعنى آخر أف يككف المكظؼ عالما كقت
ارتكابو العمؿ المعاقب عميو أنو يستعمؿ سمطتو لكقؼ تنفيذ حكـ قضائي أك االمتناع أك االعتراض أك
عرقمة تنفيذه كأف تتجو إرادتو إلى إتياف السمكؾ اإلجرامي كتحقيؽ النتيجة ،4شريطة أف ال تتكافر أسباب
كصعكبات خارج عف إرادتو كالتي مف شأنيا أف تحكؿ دكف تنفيذ الحكـ القضائي كبالتالي انتفاء القصد
الجنائي كالمتمثمة في:
-ضعؼ االعتمادات المالية التي يتطمبيا التنفيذ ،كذلؾ في أحكاـ التي تقضي بالتعكيض.5
كالجدير بالذكر أنو كعمى الرغـ مف المساعي المبذكلة كالتي انتيجيا المشرع الجزائرم مف خبلؿ
تجريمو لفعؿ المكظؼ الممتنع عف تنفيذ أحكاـ القضاء ،كفرض عقكبات جزائية عف ذلؾ تصؿ إلى حد
المساس بحريتو ،إال أف ىذه الكسيمة الفعالة لضماف تنفيذ األحكاـ الصادر عف القضاء تصطدـ بعدة
عكائؽ تحكؿ دكف تحقيقيا لفعاليتيا في ضماف تنفيذ أحكاـ القضاء.
لقد سعى المشرع الجزائرم عمى العمؿ بإعادة االعتبار لؤلحكاـ القضائية كضماف تنفيذ أحكاـ
القضاء ،بتدعيـ أدكات التنفيذ بكسائؿ مدنية مف شأنيا أف تمس بالذمة المالية لئلدارة كإميار األحكاـ
بغرامة تيديدية ،كأخرل جزائية بتجريمو لسمكؾ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ كذلؾ ليككف تدخمو في ىذا
المجاؿ أكثر فعالية كنجاعة ،كىك ما أقرتو أحكاـ المادة 138مكرر مف ( ؽ ع) التي تعد خطكة إيجابية
نحك إلزاـ اإلدارة عمى تنفيذ ما صدر في حقيا مف أحكاـ ككجيا لمحماية الدستكرية لؤلحكاـ القضائية.
إال أف ىذه الكسيمة كثير ما تصطدـ بعكائؽ تحد مف فعاليتيا ،مف بينيا تبرير المكظؼ مكقفو السمبي
إزاء تنفيذ أحكاـ القضاء بأسباب أجنبية خارجة عف نطاؽ إرادتو ،1فغالبا ما تصطدـ المسؤكلية الجزائية
لممكظؼ بعقبة طاعة أكامر الرؤساء التي تممييا طبيعة الكظيفة كتفرضيا القكانيف ،ىك ما أقرتو المادة 40
التي أفادت بقكليا بأنو " يجب عمى المكظؼ في إطار تأدية ميامو ،احتراـ سمطة الدكلة كفرض
احتراميا ،"..فممرئيس سمطة تكجيو األكامر كالتعميمات كلممرؤكس كاجب الطاعة كااللتزاـ ،كىك ما يعفيو
مف الم ساءلة الجزائية بداعي طاعة أكامر رئيسو ،كىك ما يكلد صعكبة تحديد المسؤكؿ عف فعؿ االمتناع
عف التنفيذ.2
فضبل عما يمكف تسجيمو عف عدـ شمكلية نص المادة 138مكرر مف (ؽ ع ج) ،فبل يدخؿ ضمف
أحكاـ ىذا النص ،تمؾ الفئات التابعة ألشخاص القانكف الخاص كالمختصة بإبراـ الصفقات العمكمية
كالمنصكص عمييا ضمف أحكاـ المادة 06مف تنظيـ الصفقات العمكمية ،فبل يعد مرتكبا لجريمة االمتناع
3
عف التنفيذ أحد مكظفي ىذه الييئات استنادا لمبدأ " ال جريمة كال عقكبة أك تدابير أمف بغير قانكف "
ككأف الجريمة في ىذه الحالة تقتصر عمى تمؾ الفئات التي تحمؿ كصؼ المكظؼ العاـ دكف غيرىا ،كىك
ما قد ييدـ الجيكد الرامية إلى كضع سياسية محكمة لمكاجية أشكاؿ الفساد المستشرم في مجاؿ
الصفقات العمكمية.4
كقد يككف امتناع المكظؼ عف تنفيذ الحكـ ناتج عف تكافر بعض اإلشكاالت التي تعيؽ تنفيذه ،كالتي
تأخذ صك ار مختمفة ،منيا ما يعكد إلى غمكض مضمكف الحكـ المراد تنفيذه ،أك استحالة إعادة الحاؿ إلى
ما كاف عميو مف قبؿ أك بتكافر إحدل حاالت اإلعفاء مف المسؤكلية كالقكة القاىرة أك ما تعمؽ بضركرة
الحفاظ عمى النظاـ العاـ ،كىك ما يؤكده نص المادة 48مف ( ؽ ع ج) التي أفادت بقكليا بأنو " ال
عقكبة عمى مف اضطرتو إلى ارتكاب الجريمة قكة ال قبؿ لو بدفعيا" ،بمقتضى ذلؾ يتضح أف حالة
الضركرة المنصكص عمييا في ىذا النص تنفي الركف المعنكم ليذه الجريمة ،كىك ما يشكؿ سببا مف
أسباب انتفاء المسؤكلية بحؽ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ.1
أما عف التطبيقات القضائية ليذه الكسيمة استنادا لنص المادة 138مكرر مف (ؽ ع) تكاد تككف
منعدمة ،فقد قررت النيابة العامة لمجمس قضاء تيزم كزك الحفظ في شككل مقدمة بناء عمى نص المادة
138مكرر ،كالتي رفعت ضد رئيس بمدية مشطراس التابعة لكالية تيزم كزك ،الذم رفض تنفيذ القرار
القضائي القاضي بإرجاع القطعة األرض لمطاعف مع التعكيض.2
ىذا؛ إلى جانب أف تحريؾ الدعكل الجزائية ضد المكظؼ الممتنع عف تنفيذ حكـ القضاء كاف كانت
أقكل كسائؿ دفع رجؿ اإلدارة لتنفيذ األحكاـ القضائية اإلدارية ،إال أف ما يحد مف فاعميتيا بصكرة كبيرة
ىك ثقؿ إجراءات التقاضي ،حيث يستغرؽ الفصؿ في الدعكل كقتان طكيبلن يككف بكسع اإلدارة المماطمة في
التنفيذ مف خبللو ،مما يكقع مزيدان مف األضرار لممحككـ لصالحو ،بؿ كقد تفكت عميو الغاية التي ألجميا
استصدر الحكـ القضائي في الكقت الذم لف يضيرىا في ذلؾ شيء ،3فضبل عف إجراءات المتابعة التي
خصيا القانكف لبعض الفئات بالنظر إلى المناصب التي يباشركنيا كالكالة مثبل ،كىك ما يعيؽ سير
المتابعة الجزائية كاطالة أمد الفصؿ في النزاع مما يجعؿ الدعكل الجزائية كآلية لتنفيذ األحكاـ عديمة
القيمة.
أما عف أىـ إشكاالت التنفيذ في مجاؿ الصفقات العمكمية ،ىك ارتباطو بمدة زمنية معينة ففي حالة
عدـ تنفيذ الحكـ خبلؿ ىذه الفترة المحددة زالت أىمية التنفيذ ،كبناء عمى ذلؾ فإذا صدر حكـ عف
القاضي اإلدارم االستعجالي يقضي مف خبللو بأمر المصمحة المتعاقدة بضركرة احتراـ قكاعد اإلشيار
كالمنافسة ،أك أف يصدر حكـ بإلغاء المنح المؤقت كال يتـ التنفيذ إال بعد أف تككف الصفقة قد انتقمت إلى
-1عبد الكىاب كساؿ ،اإلطار القانكني لؤلكامر المكجية مف القاضي اإلدارم ضد اإلدارة في ظؿ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (،)09/08
المرجع السابؽ ،ص .159
-2شفيقة بف صاكلة ،المرجع السابؽ ،ص .346
-3كفاء بكالشعكر ،سمطات القاضي اإلدارم في دعكل اإللغاء في الج ازئ ر ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير ،شعبة القانكف اإلدارم ،كمية
الحقكؽ ،جامعة برج باجي مختار ،عنابة ،2011/2010 ،ص .139
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
مرحمة التنفيذ ،كىك ما يترتب عنو آثار يصعب تداركيا ألف إعادة األمكر إلى حاليا يعد أم انر مستحيبل
كمف ثـ فبل جدكل مف معاقبة المكظؼ الممتنع عف التنفيذ في ىذه الحالة.1
عمى الرغـ مف النقائص التي تعترم اإلصبلحات التي قاـ بيا المشرع الجزائرم ،إال أننا ال ننكر تمؾ
المساعي المبذكلة مف قبؿ ىذا األخير في تكريس كتكسيع سمطات القاضي اإلدارم كمحكر فاعؿ في
ضماف مشركعية األعماؿ اإلدارية ،بما فييا إلزاـ اإلدارة عمى تنفيذ أحكاـ القضاء ،كتكريسا لذلؾ عمؿ
المشرع الجزائرم عمى تجريـ سمكؾ االمتناع عف التنفيذ ،كىك ما مف شأنو أف يضمف لؤلحكاـ القضائية
مكانتيا كحجيتيا في مكاجية اإلدارة كالمكظؼ الممتنع عف التنفيذ ،كتعزي از لذلؾ فرض المشرع مسؤكلية
تأديبية كمالية بحؽ المكظؼ حاؿ االمتناع عف التنفيذ ،ذلؾ أف ترتيب مسؤكليتو الجزائية عف فعؿ
االمتناع ال ينفي مسؤكليتو التأديبية باعتباره خطأ شخصيا نتيجة خركجو عف مقتضيات الكاجب الكظيفي.
الفرع الثاني:
المسؤولية التأديبية والمالية لمموظؼ الممتنع عف تنفيذ أحكاـ القضاء.
إف إقامة المسؤكلية الجزائية ضد المكظؼ الممتنع عف التنفيذ ال تنفي قياـ مسؤكليتو التأديبية ،ألنو
متى ثبت امتناع المكظؼ عف التنفيذ ،فإف ذلؾ يشكؿ جريمة جزائية ،كىي في ذات الكقت تعد خطأ
تأديبيا يستكجب متابعتو تأديبيا نتيجة خركجو عف مقتضى الكاجب الكظيفي استنادا ألحكاـ النظاـ
األساسي الذم يحكـ الكظيفة العامة.
تقكـ ىذه المسؤكلية عمى أساس الخطأ الذم يرتكبو المكظؼ كالذم يمثؿ إخبلال بكاجباتو الكظيفية
كمخالفة لمقكانيف كاألنظمة كالتعميمات التي يجب مراعاتيا كمكظؼ عاـ ،فالجزاء التأديبي قائـ عمى فكرة
الخطأ التأديبي كتقكـ مسؤكلية المكظؼ التأديبية متى اقترؼ ىذا الخطأ ،حتى كلك لـ يؤدم ذلؾ إلى
حدكث أم ضرر ،2لذلؾ فإف امت ناع المكظؼ عف تنفيذ األحكاـ القضائية أك تدخمو لعرقمة تنفيذىا يعد
خطأ تأديبيا يرتب مسؤكليتو التأديبية ،كىذا بناء عمى ما يفرضو عميو كاجب الطاعة كااللتزاـ بأداء المياـ
طبقا لممادة 47مف األمر 03/06المتضمف القانكف األساسي العاـ لمكظيفة العامة كالتي أفادت بقكليا
بأف " كؿ مكظؼ ميما كانت رتبتو في السمـ اإلدارم مسؤكؿ عف تنفيذ المياـ المككمة إليو".
كباستقراء أحكاـ األمر 03/06يتضح لنا بأنيا ال تتضمف أم إشارة عمى تأديب المكظؼ الممتنع
عف تنفيذ الق اررات القضائية اإلدارية ،إال أنو يمكف لئلدارة أف تستند عمى ىذه المخالفة لتطبيؽ العقكبة
التأديبية كالتي تدخؿ في إطار تنفيذ التعميمات السممية ،كذلؾ لما ليا مف سمطة تقديرية في تقدير األخطاء
التي يرتكبيا المكظؼ أثناء تأدية كظيفتو ،إال أف الشيء الذم يقيدىا في ذلؾ ىك عدـ الخركج عف
-1نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .301
-2فصيؿ شنطاكم ،المرجع السابؽ ،ص .521
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
العقكبات المنصكص عمييا في المادة 163مف نفس األمر تطبيقا لمبدأ شرعية العقكبة ،كذلؾ حسب
جسامة الخطأ المرتكب مف تأخير في التنفيذ أك التنفيذ الجزئي أك عدـ االمتثاؿ لمتنفيذ صراحة.1
دائما كفي إطار تعزيز مبدأ احتراـ األحكاـ الصادرة عف القضاء ،كتدعيما لباقي الكسائؿ القانكنية
التي مف شأنيا حمؿ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ ،يمكف ترتيب المسؤكلية الشخصية ليذا األخير في مالو
الخاص عف تمؾ التصرفات التي تسبب مف خبلليا في الحكـ عمى أحد األشخاص العامة بغرامة تيديدية،
أك تمؾ التي تيدؼ إلى تعطيؿ األحكاـ عف طريؽ امتناع المكظؼ المختص بإصدار األمر بدفع المبمغ
الذم قضى بو الحكـ ال قضائي ،ذلؾ أف المكظؼ قد يسعى لتحقيؽ أغراض تتنافى كأىداؼ الكظيفة التي
رسميا القانكف.2
كلقد نادل العديد مف الفقياء بترتيب المسؤكلية الشخصية في حؽ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ
باعتبارىا الكسيمة الناجعة لضماف تنفيذ الشيء المقضي بو ،مف بينيـ الفقيو ) (Duguitالذم نادل بيذا
النكع مف المسؤكلية بقكلو " بأنو مف المفترض أف كؿ حكـ مطبؽ لمقانكف ،ككؿ قانكف يجد أساسو في
المرفؽ العاـ نفسو كمف ثمة فإف المكظؼ بتجاىمو حكـ القاضي يتجاىؿ قانكف المرفؽ نفسو ،كيرتكب
لذلؾ خطأ شخصيا " ،3كىك ما تبناه المشرع الجزائرم بمكجب المادة 88مف األمر رقـ 20/95المتعمؽ
بمجمس المحاسبة ،التي عددت جممة مف األفعاؿ التي يمكف أف تشكؿ مخالفات لقكاعد االنضباط في
مجاؿ تسيير الميزانية كالمالية ،مف بينيا " التسبب في إلزاـ الدكلة أك الجماعات اإلقميمية أك الييئات
العمكمية بدفع غرامة تيديدية أك تعكيضات مالية نتيجة عدـ التنفيذ الكمي أك الجزئي أك بصفة متأخرة
ألحكاـ القضاء ".
كتظير فعالية ىذا النكع مف الجزاءات فيما يحممو مف طابع عقابي كتيديدم ،مف شأنو دفع رجؿ
اإلدارة لبللتزاـ بتنفيذ أحكاـ القضاء تحت طائمة مسؤكليتو الشخصية ،ألنو كبحسب المادة 89مف األمر
رقـ 20/95فإف مجمس المحاسبة يفرض غرامة في حؽ مرتكبي ىذه المخالفات ،كالتي ال يمكف أف
يتعدل مقدارىا المرتب السنكم اإلجمالي الذم يتقاضاه المعني عند تاريخ ارتكاب المخالفة ،إلى تحممو
لمتبعات الجزائية طبقا لممادة 92التي نصت بقكليا بأنو "ال تتعارض المتابعات كالغرامات التي يصدرىا
مجمس المحاسبة مع تطبيؽ العقكبات الجزائية كالتعكيضات المدنية عند االقتضاء " ،بينما يعفى المكظؼ
مف ىذه المسؤكلية متى ثبت ارتكابو ليذه المخالفات كاف تنفيذا ألمر كتابي صادر عف مسؤكلو السممي،
أك ممف خكؿ ليـ القانكف صبلحية إعطاء ىذه األكامر لتحؿ مسؤكليتيـ الشخصية محؿ مسؤكلية
المكظؼ كىذا طبقا ألحكاـ المادة 93مف نفس األمر.
-1زيف العابديف بمماحي ،المرجع السابؽ ،ص ،117كقد صنفت المكاد مف 177إلى 185مف األمر ،03/06المتضمف القانكف األساسي العاـ
لمكظ يفة العمكمية ،األخطاء المينية إلى أربع درجات ،تقابميا حسب جسامة الخطأ أربع درجات مف العقكبات التأديبية طبقا لممادة .163
-2آماؿ يعيش تماـ ،سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة ،المرجع السابؽ ،ص .250
-3عبد الكىاب كساؿ ،سمطة القاضي اإلدارم في تكجيو األكامر لئلدارة ،المرجع السابؽ ،ص .187
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كبالتالي فإف إقرار مثؿ ىذه المسؤكلية بحؽ المكظؼ ،تعد الضماف المباشر لتنفيذ األحكاـ اإلدارية
الصادرة ضد اإلدارة ،ذلؾ أنيا تجعؿ المكظؼ تحت طائمة تيديد دائـ كفعاؿ نتيجة تعمقيا بذمتو المالية،
باعتباره الشخص الذم يتحمؿ حصيمة ما فقدتو الخزينة العمكمية جراء امتناعو عف التنفيذ.
ختاما لذلؾ؛ كعمى الرغـ مما يعترم مساعي اإلصبلحات التي باشرىا المشرع الجزائرم مف نقائص،
إال أنو عمؿ عمى تدعيـ سمطات القاضي اإلدارم في مكاجية امتناع اإلدارة كالزاميا عمى احتراـ حجية
األحكاـ القضائية ،كىك ما شكؿ قفزة نكعية طالت سمطات القاضي اإلدارم في سياؽ إصبلح القضاء
اإلدارم ،كتمكيف القاضي بممارسة سمطات إجرائية مف شأنيا دفع اإلدارة عمى تنفيذ أحكاـ القضاء
الصادرة في حقيا ،فضبل عف تجريـ المشرع لفعؿ االمتناع عف التنفيذ كتقرير جممة مف الجزاءات المتعددة
في حؽ المكظؼ الممتنع عف التنفيذ ،كىك ما مف شأنو أف يعيد لؤلحكاـ القضائية ىيبتيا في إطار تجسيد
معالـ دكلة القانكف كالحؽ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
الفصؿ الثاني:
الصفقات العمومية في القانوف الجنائي.
تعد الصفقات العمكمية الكسيمة المثمى في يد اإلدارة العمكمية ،كذلؾ بالنظر إلى مكانتيا في تنفيذ
مختمؼ العمميات المالية المتعمقة بإنجاز كتسيير كتجييز المرافؽ العمكمية ،إذ تمثؿ الشرياف الذم يحكـ
عممية تنشيط العممية التنمكية التي تعتمد أساسا عمى األمكاؿ العامة ،كذلؾ بزيادة حجـ النفقات العمكمية
كالتي تعد الصفقات إحدل آليات التي تضمف تسييره ،مما جعميا مجاال خصبا لتنامي كتفشي مختمؼ
أشكاؿ الفساد كالذم يعتبر اليكـ كرافد لمعممية التنمكية ،1خاصة في قطاعات األشغاؿ العمكمية كالطاقة
كالرم كمختمؼ القطاعات الحيكية األخرل ،التي شيدت فضائح مالية كبرل أك ما يسمى بفضيحة القرف
ىدار لمماؿ العاـ.2
نتيجة إبراـ العديد مف الصفقات المشبكىة ،شكمت مجاال لتفشي الفساد في الجزائر كا ا
كأماـ ىذه التداعيات السمبية ،فقد اقتضى األمر طرح ضركرة تبني إستراتيجية بعيدة المدل قصد
محاصرة ظاىرة الفساد ،كالحد مف تداعياتيا السمبية عمى الماؿ العاـ ،كالتي كممت بالمصادقة عمى العديد
مف االتفاقيات أبرزىا اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد ،3كالتي ترجميا المشرع بتبني نظاـ قانكني
مستقؿ يتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو تحت رقـ 01/06الذم تكلى مف خبللو إعادة تنظيـ السياسة
العقابية المقررة لجرائـ الفساد عمكما بما يتبلءـ كالسياسة الجنائية لمكافحة الفساد ،نظ ار لما تنطكم عميو
ىذه األخيرة مف مساس كمتاجرة بالكظيفة ،إلى جانب ما تبناه مف خبلؿ أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ
247/15المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية ،الذم أقر مف خبللو جممة مف التدابير كاآلليات المتعمقة
بمكافحة الفساد في الصفقات العمكمية مف خبلؿ أحكاـ القسـ الثامف مف الفصؿ الثالث ضمف المكاد مف
88إلى 94منو ،كىك ما يعكس حجـ الدكر الممقى عمى عاتؽ القاضي الجنائي في التصدم لمثؿ ىذه
السمككيات التي مف تؤدم إلى تبديد كىدر الماؿ العاـ.
لذلؾ يعنى ىذا الفصؿ مف الدراسة بتحديد صفة الجاني في ىذا النكع مف الجرائـ مع دراسة بعض
العينات منيا ضمف (المبحث األكؿ) ،مع تحديد الجزاءات كأىـ اآلليات اإلجرائية كالمؤسساتية المكرسة
لمحد منيا مع البحث في العكائؽ أك العقبات التي تحد مف فعالية المتابعة ضمف (المبحث الثاني).
-1كتكش عاشكر ،قكريف حاج قكيدر ،الفساد المالي كاإلدارم في القطاع المالي المصرفي كأساليب مكافحتو ،بحث مقدـ لممؤتمر العممي الدكلي
الثاني حكؿ إصبلح النظاـ المصرفي الجزائرم ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،يكمي ،2008/03/12-11ص .247
-2فضيحة سكنطراؾ..القصة الكاممة ،منشكرة عمى المكقع ،https://www.djazairess.com :تاريخ اإلطبلع .2018/01/15
-فضيجة الطريؽ السيار شرؽ غرب ،كقائع القضية منشكرة عمى المكقع ،http://elmihwar.com :تاريخ اإلطبلع .2018/01/15
-كقد أكضح مؤشر مدركات الفساد الذم يصدر عف منظمة الشفافية الدكلية ضخامة حجـ الفساد الذم تعرفو العديد مف دكؿ العالـ ،كقد سجمت
الجزائر عمى مقياس الشفافية الذم يتركاح بيف ( 0نقطة :التي تعد معدالت الفساد عالية لمغاية) ك( 100نقطة :التي تعد مؤش ار عمى خمك
الدكلة مف الفساد) بػالرتب 112 ،108 ،88عمى التكالي لسنكات ،2017 ،2016 ،2015منشكرة عمى المكقع:
.https://www.transparency.org
-3المرسكـ الرئاسي رقـ ،128/04المؤرخ في ،2004/04/19المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد ،المعتمدة
مف قبؿ الجمعية العامة لؤلمـ المتحدة بنيكيكرؾ يكـ 31أكتكبر ،2003ج ر ج ج عدد ( )26الصادرة بتاريخ .2004/04/25
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المبحث األوؿ:
إختصاص القضاء الجزائي في مجاؿ الصفقات العمومية.
إف المستيدؼ الكحيد مف تكريس اآلليات الكقائية في مجاؿ الصفقات العمكمية ،ىك تأميف الحماية
الكافية لمماؿ العاـ مف مختمؼ أشكاؿ الفساد بمظيريو المالي كاإلدارم التي تعترم مجاؿ الصفقات
العمكمية ،نتيجة النحرافات بعيدة كؿ البعد عف مقتضيات المشركعية ،1كىك ما استدعى ضركرة تدخؿ
القضاء في شقو الجزائي كآلية لردع مختمؼ الممارسات السمبية تعزي از لمجيكد كالمساعي المبذكلة مف
طرؼ المشرع ،كالرامية لمحد مف استفحاؿ ظاىرة الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،كالتي يعد المكظؼ
العمكمي فاعبل كحمقة أساسية في العبلقة اإلجرامية نتيجة خركجو عف مقتضى الكاجب الكظيفي.
تبعا لذلؾ سنقتصر في دراستنا في ىذا الجانب عمى تحديد صفة الجاني في جرائـ الصفقات
العمكمية (المطمب األكؿ) ،مع الكقكؼ عمى بعض العينات مف الجرائـ التي تعترم مجاؿ الصفقات
العمكمية كتكضيح معالميا كفؽ لما أقره المشرع في بياف أحكاميا (المطمب الثاني).
المطمب األوؿ:
تحديد صفة الجاني في جرائـ الصفقات العمومية.
تعد جرائـ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية مف جرائـ ذكم الصفة ،التي يشترط فييا القانكف أف
تتكافر فييا صفة معينة ،فيي بالدرجة األكلى جريمة المكظؼ العمكمي ،كبالتالي قياميا مرتبط بصفة
مقترفيا ،كالتي تشكؿ شرطا أساسيا ككنيا مشتركة في معظـ جرائـ الفساد ،2أم أف يككف الجاني مكظفا
عمكميا أك مف في حكمو كمف المخكليف قانكنا بإبراـ الصفقات العمكمية يعمؿ عمى استغبلؿ الكظيفة
اإلدارية بغرض الحصكؿ عمى امتيازات أك مقابؿ دكف كجو حؽ.3
كيختمؼ مدلكؿ المكظؼ العاـ في نطاؽ القانكف اإلدارم عنو في القكانيف األخرل ،إذ تقكـ فكرة
المكظؼ في القانكف اإلدارم عمى اعتبارات أساسيا الصمة القانكنية التي تربط بيف المكظؼ كالدكلة ،كىي
عبلقة تنظيمية تحكميا القكانيف كاألنظمة التي تحدد بمكجبيا القكاعد التي تحكـ شؤكف الكظائؼ
كالمكظفيف .4كىك ما دفعنا لمكقكؼ عف تحديد مدلكلو في مجاؿ القانكف اإلدارم في مجالي الفقو كالقضاء
(الفرع األكؿ) ،إلى جانب بياف مدلكلو في مجاؿ القانكف الجنائي كركف مفترض في معظـ جرائـ الصفقات
-1مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .195
-2كريمة عمة ،جرائـ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،رسالة لنيؿ درجة دكتكراه عمكـ في القانكف العاـ ،فرع القانكف الجنائي كالعمكـ الجنائية،
كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر ( ،2013/2012 ،)1ص .48
-3زكليخة زكزك ،جرائـ الصفقات العمكمية كآليا ت مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد ،مذكر مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقكؽ،
تخصص قانكف جنائي ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،2012/2011 ،ص .113
-4عمر حماس ،جرائـ الفساد المالي كآليات مكافحتيا في التشريع الجزائرم ،أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه في القانكف الجنائي لؤلعماؿ ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تممساف ،2017/2016 ،ص .27
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
العمكمية الذم حممو المشرع في صياغتو لمنص التجريمي المكسكـ بالقانكف رقـ 01/06المتعمؽ بالكقاية
مف الفساد كمكافحتو.
الفرع األوؿ:
تحديد مدلوؿ الموظؼ العاـ في القانوف اإلداري.
إف اختبلؼ األنظمة السياسية كاإلدارية لمدكلة جعؿ مف الصعكبة بمكاف التسميـ بتعريؼ جامع كمانع
لممكظؼ العاـ ينطب ؽ عمى جميع فئات مكظفي ىذه الدكؿ ،بؿ حتى داخؿ الدكلة الكاحدة فإف مدلكلو
يختمؼ مف تشريع آلخر تبعا ألسس كأىداؼ كؿ تشريع كنطاؽ سريانو ،ثـ إف الطبيعة التي يمتاز بيا
القانكف اإلدارم قد أضافت صعكبة جديدة ،بحيث أصبح التسميـ بتعريؼ جامع كمانع ال يستجيب لتمؾ
الطبيعة إف لـ نقكؿ معيقا ليا ،مما يترتب عف ذلؾ عدـ إمكاف التسميـ بتعريؼ محدد لمدة طكيمة داخؿ
الدكلة الكاحد نظ ار لما قد يستجد مف تطكرات مستقببل.1
كرغـ ذلؾ فقد تباينت المحاكالت بيف الفقو كالقضاء كحتى التشريع في كضع مدلكؿ لممكظؼ
العمكمي كؿ مف زاكية نظره ليذه الطائفة ،مما يدفعنا عمى أف ال نقتصر عمى تكضيح مدلكلو الجنائي،
كانما يتعيف عمينا أيضا الكقكؼ عمى تحديد المدلكؿ اإلدارم لممكظؼ العاـ كىك ما يتـ بيانو كفؽ اآلتي:
إف الغمكض الذم يكتنؼ مفيكـ المكظؼ العاـ ،كعدـ كجكد معايير متجانسة ككاضحة لتحديد صفة
المكظؼ دفع بالفقو إلى إبراز العديد مف المحاكالت لمكقكؼ عمى مدلكلو كالمرتبطة أساسا بمساىمتو في
نشاط المرفؽ العاـ ،حيث اعتبر الفقيو ديجي المكظؼ العاـ بأنو " كؿ شخص يشغؿ كظيفة داخمة في
الكادرات الدائمة لمرفؽ عاـ يدار بمعرفة الدكلة ،أك اإلدارات العامة التابعة ،كيتـ يعيينو بمعرفة السمطة
العامة " ،كعمى نفس االتجاه سار الفقيو فاليف الذم عرفو بأنو " كؿ مف يتكلى كظيفة دائمة مدرجة في
كادرات اإلدارة العامة ،كيساىـ في إدارة مرفؽ عاـ إدارة مباشرة ".2
أما عف الفقو الجزائرم؛ فقد اعتبر األستاذ أحمد بكضياؼ المكظؼ العاـ بأنو " كؿ شخص يساىـ
في خدمة مرفؽ عاـ ،مدار بطريؽ االستغبلؿ المباشر كيشغؿ بصفة دائمة كظيفة داخمة في نطاؽ كادر
اإلدارة العامة " ،بينما عرؼ األستاذ أحمد محيك المكظفيف العمكمييف بأنيـ " مف يكجدكف في كضع
قانكني تنظيمي يتميز بأنو قابؿ لمتبد يؿ بقانكف جديد يطبؽ عمييـ آليا دكف أف يخكؿ ليـ التمسؾ بالحقكؽ
المكتسبة ".3
-1صباح مصباح محمكد سميماف ،الحماية الجنائية لممكظؼ العاـ ،ط ،1دار حامد لمنشر كالتكزيع ،األردف ،2004 ،ص .35
-2عمي جمعة محارب ،التأديب اإلدارم في الكظيفة العامة ( دراسة مقارنة ) ،ط ،1دار المطبكعات الجامعية ،اإلسكندرية ،2004 ،ص .86
-3أحمد بكضياؼ ،الجريمة التأديبية لممكظؼ العاـ في الجزائر ،ط ،3المؤسسة الكطنية لمكتاب ،الجزائر ،1986 ،ص .48
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
استنادا لمجمؿ ىذه التعريفات ،يعتبر مكظفا عمكميا كؿ شخص تكافرت لديو شركط التعييف مف طرؼ
السمطة العامة المختصة ،كشغؿ كظيفة دائمة ،باإلضافة إلى خدمة مرفؽ عاـ تديره الدكلة أك أم سمطة
إدارية مباشرة أخرل ،كبالتالي فيك " كؿ شخص يمحؽ بالكظيفة بكاسطة أداة قانكنية قد تككف مرسكما أك
ق ار ار ك ازريا أك ق ار ار كالئيا ،كيشغؿ كظيفتو عمى كجو االستمرار كيساىـ بعممو في خدمة مرفؽ تديره الدكلة
أك أحد األشخاص التابعيف لمقانكف العاـ ".
تعددت كاختمفت أحكاـ القضاء في إبراز مدلكؿ المكظؼ العاـ ،كاف اتفقت في كجكد عناصر أساسية
العتبار الشخص مكظفا عاما ،يخضع ألحكاـ الكظيفة العامة كحد أدنى يجب مراعاتو في تحديد صفة
المكظؼ العاـ ،ففي فرنسا قضى مجمس الدكلة الفرنسي بأف المكظؼ العاـ ىك" كؿ شخص يعيد إليو
بكظيفة دائمة داخمة ضمف كادر الكظائؼ ،كتككف في خدمة مرفؽ عاـ " ،كبذلؾ فقد تبني مجمس الدكلة
الفرنسي ذات العناصر التي اعتمدىا معظـ فقياء القانكف اإلدارم الفرنسي في تحديد مدلكؿ المكظؼ
العاـ ،باإلضافة إلى أنو يتطمب فكؽ ذلؾ العتبار الشخص مكظفا عاما يجب أف يككف عامبل في مرفؽ
عاـ إدارم ،أما المرافؽ العامة سكاء كانت صناعية أك تجارية فقد فرؽ بيف عماليا كعد مف يشغؿ منيـ
كظائؼ التكجيو كالرئاسة كالمحاسبة مكظفيف عاميف ،أما ما عداىـ فقد عدىـ أجراء يخضعكف لمقانكف
الخاص كال تنطبؽ عمييـ صفة المكظؼ العاـ ،1بينما اتجيت المحكمة اإلدارية العميا بمصر بقكليا "
العتبار الشخص مكظفا عاما يجب أف يقكـ بعمؿ دائـ في خدمة مرفؽ عاـ ،يدار بطريؽ االستغبلؿ
المباشر ،كعف طريؽ شغمو منصبا يدخؿ في التنظيـ اإلدارم لذلؾ المرفؽ ".
الفرع الثاني:
تحديد مدلوؿ الموظؼ العاـ في القانوف الجنائي.
لـ يكف مكقؼ تشريعات دكؿ العالـ مكحدا مف ناحية تحديدىا لمدلكؿ المكظؼ العاـ ،إذ اكتفى
بعضيا بتكضيح معنى المكظؼ العاـ في مجاؿ تطبيؽ أحكاميا فقط ،في حيف جاء بعضيا خاليا تماما
مف أم تحديد لمدلكؿ المكظؼ العاـ تاركة أمر ذلؾ لمفقو كالقضاء ،كالتشريع الجزائرم ىك اآلخر لـ يتبنى
تعريفا محددا كثابتا لممكظؼ العمكمي كانما اكتفى بتحديد بعض فئات المكظفيف كيظير ذلؾ سكاء عمى
مستكل االتفاقيات التي صادقت عمييا الجزائر أك عمى مستكل التشريع الداخمي الذم تباينت صكر تحديده
بيف المفيكـ الضيؽ كالمكسع الذم حممتو أحكاـ القانكف 01/06المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو.
تبنت االتفاقيات الدكلية التي صادقت عمييا الجزائر في مجاؿ مكافحة الفساد بياف بعض
المصطمحات التي تضمنتيا أحكاميا مف بينيا تحديدىا لمدلكؿ المكظؼ العمكمي.
أوال :تحديد اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد لمدلوؿ الموظؼ العاـ.
-أم شخص يشغؿ منصبا تشريعيا أك تنفيذيا أك إداريا أك قضائيا لدل دكلة طرؼ ،سكاء أكاف معينا أـ
منتخبا ،دائما أـ مؤقتا ،مدفكع األجر أك عير مدفكع األجر بصرؼ النظر عف أقديمة ذلؾ الشخص.
-أم شخص آخر يؤدم كظيفة عمكمية ،بما في ذلؾ لصالح جياز عمكمية أك منشأة عمكمية ،أك يقدـ
خدمة عمكمية ،حسب التعريؼ الكارد في القانكف الداخمي لمدكلة الطرؼ كحسب ما ىك مطبؽ في
المجاؿ القانكني ذم الصمة لدل تمؾ الدكلة الطرؼ.
-أم شخص آخر معرؼ بأنو "مكظؼ عمكمي" في القانكف الداخمي لمدكلة الطرؼ ،بيد أنو ألغراض
بعض التدابير المعينة الكاردة في الفصؿ الثاني مف ىذه االتفاقية ،يجكز أف يقصد بتعبير "مكظؼ
العمكمي" أم شخص يؤدم كظيفة عمكمية أك يقدـ خدمة عمكمية حسب التعريؼ الكارد في القانكف
الداخمي لمدكلة الطرؼ كحسب ما ىك مطبؽ في المجاؿ المعني في قانكف تمؾ الدكلة الطرؼ.1
ثانيا :تحديد اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد ومكافحتو لمموظؼ العاـ.
يقصد بو طبقا لممادة األكلى مف ىذه االتفاقية "..أم مكظؼ أك مكظؼ دكلة أك الككاالت التابعة ليا
بما في ذلؾ مف يقع عميو االختيار أك يتـ تعيينو ،أك انتخابو لمقياـ بأنشطة أك مياـ باسـ الدكلة أك
لخدمتيا عمى أم مستكل مف مستكيات التسمسؿ اليرمي لمسمطة ".2
يقصد بو طبقا لمفقرة الثانية مف المادة األكلى "..أم شخص يشغؿ كظيفة عمكمية ،أك مف يعتبر في
حكـ المكظؼ العمكمي كفقا لقانكف الدكلة الطرؼ في المجاالت التنفيذية أك التشريعية أك القضائية أك
اإلدارية ،سكاء أكاف معينا أك منتخبا ،دائما أك مؤقتا ،أك كاف مكمفا بخدمة عمكمية لدل الدكلة الطرؼ،
بأجر أـ بدكف أجر".3
-1المادة 02الفقرة (أ) مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،128/04المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد.
-2المرسكـ الرئاسي رقـ ،137/06المؤرخ في ، 2006/04/10المتضمف التصديؽ عمى اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد كمكافحتو ،المعتمدة
بمابكتك في 11يكليك ،2003ج ر ج ج عدد ( )24الصادرة بتاريخ .2006/04/16
-3المرسكـ الرئاسي رقـ ،249/14المؤرخ في ، 2014/09/08المتضمف التصديؽ عمى االتفاقية العربية لمكافحة الفساد المحررة بالقاىرة ،بتاريخ
21ديسمبر ،2010ج ر ج ج عدد ( )54الصادرة بتاريخ .2014/09/21
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
بالرجكع لمقانكف الداخمي في التشريع الجزائرم نجد أف أحكاـ بعض القانكنيف قد تناكلت تحديد مدلكؿ
المكظؼ العمكمي ،كلكف تبايف تحديد مدلكلو مف تشريع آلخر تبعا ألىداؼ كنطاؽ سرياف كؿ قانكف،
حيث تضمف ا لتشريع الناظـ لمجاؿ الكظيفة العمكمية تحديد مدلكؿ المكظؼ العمكمي مف خبلؿ أحكاـ
المادة 04مف األمر رقـ 03/06التي أفادت بقكليا " يعتبر مكظفا كؿ عكف عيف في كظيفة عمكمية
دائمة كرسـ في رتبة في السمـ اإلدارم ".1
لكف بالرجكع ألحكاـ القانكف رقـ 01/06المتعمؽ بػ (ؽ كؼ ـ) ،نجد بأف المشرع قد كرس أحكاـ
اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد مف خبلؿ تبني المفيكـ المكسع لممقصكد بالمكظؼ العمكمي خبلفا
لما استقر عميو القانكف اإلدارم ،كالذم عمؿ مف خبللو عمى سد كؿ الثغرات التي كانت تعترم مجاؿ
تحديد صفة الجاني في جرائـ المتعمقة بالفساد اإلدارم في قانكف العقكبات ،كالتي أدت إلى إفبلت العديد
مف الفئات مف المسؤكلية الجزائية عف جرائـ الفساد ،كتأسيسا عمى ذلؾ فقد شمؿ مصطمح المكظؼ
العمكمي بمدلكلو المكسع الذم حممتو أحكاـ ىذا القانكف العديد مف الفئات تمثمت في:
تشمؿ ىذه الفئة األشخاص ذكم المناصب التنفيذية أك اإلدارية أك القضائية سكاء كانكا معينيف أك
منتخبيف ،دائميف أك مؤقتيف ،يعممكف بأجر أك بدكنو ،بصرؼ النظر عف رتبيـ أك أقدميتيـ.
لقد خكلت أحكاـ الدستكر لرئس الجميكرية قسطا كافيا مف السمطة التقديرية التي تخكؿ لو جعؿ
السمطة التنفيذية في يده ،بينما يعيد بباقي المناصب التنفيذم األخرل لعدة أشخاص تمارسيا كفقا لمدستكر
كالتشريع المعمكؿ بو،كالتي تشكؿ في مجمميا الجياز التنفيذم لمدكلة ،كيقصد بذكم المناصب التنفيذية:
يجسد رئيس الدكلة ككحدة األمة داخؿ الدكلة كخارجيا ،يتـ انتخابو عف طريؽ االقتراع العاـ المباشر
كالسرم .2كاألصؿ أف ال يسأؿ رئيس الجميكرية عف الجرائـ التي يرتكبيا بمناسبة تأدية ميامو ما لـ تشكؿ
خيانة عظمى ،كيحاؿ في ذلؾ لممحكمة العميا لمدكلة المختصة بمحاكمة رئيس الجميكرية طبقا لممادة
177مف الدستكر كالتي جاء فييا بأنو " تؤسس محكمة عميا لمدكلة ،تختص بمحاكمة رئيس الجميكرية
عف األفعاؿ التي يمكف كصفيا بالخيانة العظمى ،كالكزير األكؿ عف الجنايات كالجنح التي يرتكبانيا
بمناسبة تأديتيما مياميما " ،كالتي أحاؿ نص المادة 177عمى إنشائيا بمكجب قانكف عضكم يحدد
تشكيمتيا كتنظيميا كسيرىا ككذا اإلجراءات المطبقة ،كىك النص الذم لـ يرل النكر رغـ إقرار المادة 158
مف دستكر 1996لو سابقا.
تـ استبداؿ منصب رئيس الحككمة ،كتعكيضو بمنصب الكزير األكؿ بمكجب القانكف رقـ 19/08
المتضمف تعديؿ دستكر ،1996الذم يعينو رئيس الجميكرية بعد استشارة األغمبية البرلمانية عمبل بأحكاـ
المادة 5/91مف أحكاـ الدستكر كالتي أفادت بقكليا " يضطمع رئيس الجميكرية باإلضافة إلى السمطات
التي تخكليا إياه صراحة أحكا ـ أخرل في الدستكر ،بالسمطات كالصبلحيات اآلتية...يعيف الكزير األكؿ
بعد استشارة األغمبية البرلمانية ،كينيي ميامو."..
أما فيما يخص المساءلة الجزائية لمكزير األكؿ ،فإذا كاف مف الجائز مساءلتو عف الجنايات كالجنح
التي يرتكبيا أثناء تأدية ميامو بما فييا جرائـ الفساد فإف محاكمتو عف ذلؾ تظؿ معمقة عمى تنصيب
المحكمة العميا لمدكلة كالتي لـ ترل النكر بعد.1
يعيف أعضاء الحككمة مف قبؿ رئيس الجميكرية بعد استشارة الكزير األكؿ ،كىذا عمبل بأحكاـ المادة
93مف الدستكر التي أفادت " يعيف رئيس الجميكرية أعضاء الحككمة بعد استشارة الكزير األكؿ ".
أما فيما يخص المساءلة الجزائية ليـ ،فيـ يعتبركف في حكـ المكظفيف كتنطبؽ عمييـ أحكاـ قانكف
العقكبات في حالة ارتكابيـ أم مخالفة تمس بالماؿ العاـ ،2حيث أجاز المشرع مساءلة أعضاء الحككمة
عف جرائـ الفساد كفقا إلجراءات خاصة نصت عمييا أحكاـ المادة 573مف (ؽ إ ج ج).3
د -/الوالة:
يمكف مساءلة الكالي عف جرائـ الفساد عمكما بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية ،كالتي قد يرتكبيا
أثناء مباشرتو لممياـ المككمة إليو أك بمناسبتيا ،كقد خص المشرع متابعة ىذه الفئة بإج ارءات خاصة مثؿ
تمؾ اإلجراءات التي قررىا ألعضاء الحككمة ،كىذا طبقا لما أكدتو المادة 573كما يمييا مف قانكف
اإلجراءات الجزائية.
-1حميد زقاكم ،الركف المفترض في جرائـ الفساد ،المجمة الجزائرية لمحقكؽ كالعمكـ السياسية ،مجمة سداسية دكلية تصدر عف معيد العمكـ القانكنية
كاإلدارية ،المركز الجامعي أحمد بف يحي الكنشريسي ،تسمسيمت ،الجزائر ،العدد الثالث ،جكاف ،2017ص .159
-2عبد المطيؼ أحمد ،جرائـ األمكاؿ العامة (دراسة تحميمية تأصيمية تطبيقية) ،دار النيضة العربية ،مصر ،2002 ،ص .277
-3األمر رقـ ،155/66المؤرخ في ،1966/06/08المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية ،ج ر ج ج عدد ( )48الصادرة بتاريخ ،1966/06/11
المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ،06/18المؤرخ في ،2018/06/10ج ر ج ج عدد ( )34الصادرة بتاريخ .2018/06/10
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كبيذا يككف المشرع أراد التأكيد عمى شمكلية النص عمى كافة المكظفيف العمكمييف ميما كانت مراكزىـ
القانكنية كالكظيفية ،كبناء عمى ذلؾ يقع تحت طائمة قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو كؿ أعضاء
الحككمة بصفة عامة.1
يقصد بيـ كؿ مف يعمؿ في إدارة مف اإلدارات العمكمية سكاء بصفة دائمة أك مؤقتة بأجر أك بدكف
أجر كبغض النظر عف رتبتو أك أقدميتو كتنقسـ ىذه الفئة إلى قسميف:
يقصد بيذه الطائفة األشخاص الذيف يشغمكف مناصبيـ بصفة دائمة في إحدل اإلدارات كالمؤسسات
العمكمية التي حددتيا أحكاـ المادة 02مف األمر 03/06المتعمؽ بالقانكف األساسي العاـ لمكظيفة
العمكمية.
يقصد بيذه الفئة العماؿ الذيف يشغمكف مناصبيـ بصفة مؤقتة كالذيف ال تتكافر فييـ صفة المكظؼ
بمفيكـ القانكف اإلدارم ،2كالعماؿ المتعاقديف كالمؤقتيف الذيف يمارسكف نشاطاتيـ في اإلدارات كالمؤسسات
العمكمية.
-العوف المتعاقد :ىك الشخص الذم يرتبط باإلدارة بعبلقة عقدية ال تنظيمية ،كقد نظـ المشرع أحكاـ
ىذه العبلقة ضمف أحكاـ الفصؿ الرابع مف الباب األكؿ مف قانكف الكظيفة العمكمية (األمر )03/06
تحت عنكاف "األنظمة القانكنية األخرل لمعمؿ" ،كيتـ تكظيؼ ىذه الفئة مف األعكاف حسب حاجات
المؤسسات كاإلدارات العمكمية عف طريؽ عقكد محددة المدة أك غير محددة المدة ،بالتكقيت الكامؿ أك
التكقيت الجزئي ،كما أف شغؿ ىذه المناصب ال يخكؿ ليذه الفئة اكتساب صفة المكظؼ أك اإلدماج
في رتبة مف رتب الكظيفة العمكمية.
-العوف المؤقت :خكلت أحكاـ قانكف الكظيفة العمكمية المجكء إلى تكظيؼ أعكاف بصفة مؤقتة ،أم لمدة
محددة لمقياـ بعمؿ ذك طابع مؤقت ،كىك ما أفادت بو المادة 21بقكليا " يمكف بصفة استثنائية،
تكظيؼ أعكاف متعاقديف غير أكلئؾ المنصكص عمييـ في المادتيف 19ك 20أعبله في إطار التكفؿ
بأعماؿ تكتسي طابعا مؤقتا ".
-1زكليخة زكزك ،جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد ،المرجع السابؽ ،ص .21
-2مميكة ىناف ،جرائـ الفساد الرشكة ،اإلختبلس ،تكسب المكظؼ العاـ مف كراء كظيفتو في الفقو اإلسبلمي ،قانكف مكافحة الفساد الجزائرم ،مقارنة
ببعض التشريعات العربية ،دار الجامعة الجديدة ،القاىرة ،2010 ،ص .48
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يقصد بيـ القضاة بالمعنى الكارد في أحكاـ القانكف العضكم رقـ 11/04المتضمف القانكف األساسي
لمقضاء ،1كتشمؿ ىذه الطائفة عمى فئتيف ىما:
تشمؿ ىذه الفئة طبقا لممادة 02مف القانكف رقـ 11/04قضاة الحكـ كالنيابة العامة لممحكمة العميا
كالمجالس القضائية كالمحاكـ التابعة لمنظاـ القضائي العادم ،القضاة العامميف في اإلدارة المركزية لك ازرة
العدؿ ،كالعامميف في أمانة المجمس األعمى لمقضاء كمؤسسات التككيف كالبحث التابعة لك ازرة العدؿ.
تشمؿ ىذه الفئة قضاة الحكـ كمحافظي الدكلة لمجمس الدكلة كالمحاكـ اإلدارية ،كالقضاة العامميف في
المصالح اإلدارية لممحكمة العميا كمجمس الدكلة ،كالقضاة التابعيف لمحكمة التنازع ،كما تشمؿ فئة شاغمكا
المناصب القضائية عمى المحمفكف المساعدكف في محكمة الجنايات ،كالمساعدكف في قسـ األحداث كفي
القس ـ االجتماعي بحكـ مشاركتيـ في األحكاـ التي تصدر عف الجيات القضائية العادية ،بينما يستثنى
مف ذلؾ قضاة مجمس المحاسبة ،قضاة المجمس الدستكرم كقضاة مجمس المنافسة.2
تشمؿ ىذه الفئة كؿ شخص يشغؿ منصبا تشريعيا أك منتخبا في أحد المجالس الشعبية المحمية ،فبل
تقتصر صفة الجاني في جرائـ الصفقات العمكمية عمى المكظؼ بالمفيكـ اإلدارم فقط ،كانما تشمؿ حتى
أعضاء السمطة التشريعية ( البرلماف بغرفتيو) كأعضاء المجالس المنتخبة المحمية (المجمس الشعبي
الكالئي كالبمدم).
يقصد بيـ كؿ عضك معيف أك منتخب في البرلماف بغرفتيو (المجمس الشعبي الكطني كمجمس
األمة).
-1القانكف العضكم رقـ ،11/04المؤرخ في ، 2004/09/06المتضمف القانكف األساسي لمقضاء ،ج ر ج ج عدد ( )57الصادرة بتاريخ
.2004/09/08
-2أحسف بكسقيعة ،الكجيز في القانكف الجزائي الخاص (جرائـ الفساد ،جرائـ الماؿ كاألعماؿ ،جرائـ التزكير) ،ج ،2دار ىكمة ،الج ازئر،2014 ،
ص .18
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
ثالثا :الشخص الذي يتولى وظيفة أو وكالة في مرفؽ عاـ أو مؤسسة عمومية أو ذات رأسماؿ مختمط
تنص الفقرة (ب) مف المادة 02مف القانكف رقـ 01/06المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو عمى
أنو " كؿ شخص آخر يتكلى كلك مؤقتا ،كظيفة أك ككالة بأجر أك بدكف أجر ،كيساىـ بيذه الصفة في
خدمة ىيئة عمكمية أك مؤسسة عمكمية أك أية مؤسسة أخرل تممؾ الدكلة كؿ أك بعض رأسماليا أك أية
مؤسسة أخرل تقدـ خدمة عمكمية" ،يتبيف مف النص أف المشرع قد أضاؼ إلى قائمة األشخاص الذيف
يكتسبكف صفة المكظؼ العاـ كالذيف يمكف متابعتيـ عف جرائـ الصفقات التي يرتكبكنيا فئة أخرل ،كيتعمؽ
األمر بالعامميف في الييئات العمكمية أك المؤسسات العمكمية أك في المؤسسات ذات رأسماؿ مختمط أك
في المؤسسات الخاصة التي تقدـ خدمة عمكمية كالذيف يتمتعكف بقسط مف المسؤكلية ،1كىك ما يفيـ مف
عبارة " كؿ شخص آخر يتكلى كظيفة أك ككالة " كالتي تفيد معنى اإلشراؼ كتحمؿ المسؤكلية.
-/1الييئات العمومية:
ىي ىيئات تقكـ إلى جانب الدكلة كالجماعات المحمية تتكلى تسيير مرفؽ عمكمي ،كيتعمؽ األمر
أساسا بالمؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم التي سبؽ بيانيا ،كالمؤسسات العمكمية ذات الطابع
الصناعي كالتجارم ،مثؿ الشركة الكطنية لمنقؿ بالسكؾ الحديدية ،كدكاكيف الترقية كالتسيير العقارم،
كىيئات الضماف االجتماعي ،كما يدخؿ ضمف مجمكع الييئات العمكمية السمطات اإلدارية المستقمة
كالمنشاة بمكجب قكانيف خاصة ،كسمطة ضبط البريد كالمكاصبلت ،كمجمس المنافسة.
-/2المؤسسات العمومية:
ىي طبقا لممادة 02مف األمر " 04/01شركات تجارية تحكز فييا الدكلة أك أم شخص معنكم
آخر خاضع لمقانكف العاـ ،أغمبية رأس الماؿ االجتماعي مباشرة أك غير مباشرة ،كىي تخضع لمقانكف
العاـ " ،2كمف بينيا مؤسسة سكنطراؾ ،سكنمغاز ،كشركة الخطكط الجكية الجزائرية.
يتعمؽ األمر بالمؤسسات العمكمية االقتصادية التي فتحت رأسماليا االجتماعي أماـ الخكاص ،سكاء
كانكا أفرادا أك شركات عف طريؽ بيع بعض األسيـ ،كمف قبيؿ ىذه المؤسسات مجمع صيداؿ كفندؽ
األكراسي.3
ىي تمؾ المؤسسات التابعة لمقانكف الخاص ،كالتي تتكلى تسيير مرفؽ عاـ عف طريؽ ما يسمى بعقد
االمتياز ،1بحيث تكمؼ اإلدارة المانحة سكاء كانت الدكلة أك الكالية أك البمدية بمكجبة شخصا طبيعيا أك
معنكيا مف القانكف الخاص أك القانكف العاـ ،بتسيير كاستغبلؿ مرفؽ عمكمي لمدة محددة مع تحمؿ أية
مسؤكلية قد تنجـ عف إدارتو لممكفؽ ،كبالتالي تقديـ خدمة عمكمية في قطاع مف القطاعات العامة في
الدكلة 2،كنجد مف بينيا شركة أكراسككـ.3
كيقصد بكؿ مف يتكلى كظيفة ،كؿ شخص أسندت لو مسؤكلية أداء خدمة معينة في إحدل
المؤسسات كالييئات العمكمية السالؼ بيانيا ،ميما كانت صفتو سكاء كاف رئيس أك رئيس مصمحة أك
مسؤكؿ مؤسسة خاصة تقدـ خدمة عمكمية ،بينما يقصد بمف يتكلى ككالة ،كؿ شخص أنتخب أك كمؼ
بالنيابة في إحدل المؤسسات كالييئات السالؼ بيانيا بأداء خدمة معينة ،كعضك مجمس إدارة في إحدل
المؤسسات االقتصادية ،كيستكم في ذلؾ أف تحكز الدكلة كؿ رأسماليا االجتماعي أك جزء منيا.4
لـ يحدد المشرع صراحة المقصكد بالمكظؼ الحكمي في ظؿ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو،
حيث اعتبره كؿ شخص آخر معرؼ بأنو مكظؼ عمكمي أك مف في حكمو ،كبذلؾ فقد لجأ المشرع
الجزائرم إلى االحتياط لما قد يككف قد نسيو أك قد يستجد مف كظائؼ كأشخاص ،5كذلؾ بالتعميـ ككضع
قاعدة عامة بمقتضاه يعد مكظفا عمكميا " كؿ شخص آخر معرؼ بأنو مكظؼ عمكمي أك مف في حكمو
طبقا لمتشريع كالتنظيـ المعمكؿ بو " ،كينطبؽ ىذا المفيكـ عمى فئة المستخدمكف العسكريكف كالمدنيكف
لمدفاع الكطني كالضباط العمكميكف كىي الفئات التي استثناىا المشرع مف الخضكع ألحكاـ قانكف الكظيفة
العمكمية.
استثنى المشرع الجزائرم ىذه الفئة مف الخضكع ألحكاـ قانكف الكظيفة العمكمية ،كالتي يحكميا األمر
رقـ 02/06المتعمؽ بالقانكف األساسي العاـ لممستخدميف العسكرييف ،الذم تسرم أحكامو طبقا لممادة
األكلى منو عمى فئة العسكرييف العامميف ،العسكرييف المؤديف لمخدمة بمكجب عقد ،العسكرييف المؤديف
-1سماعيف بكغازم ،جريمة تعارض المصالح في مجاؿ الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة) ،ط ،1مركز الدراسات العربية لمنشر كالتكزيع ،مصر،
،2016ص .95
-2عائشة بعيط ،المرجع السابؽ ،ص .147
-3أحسف بكسقيعة ،المرجع السابؽ ،ص .21
-4زكليخة زكزك ،جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد ،المرجع السابؽ ،ص .30
-5عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه عمكـ في الحقكؽ ،تخصص قانكف
عاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،2013/2012 ،ص .68
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
لمخدمة الكطنية الذيف يدعكف في صمب النص "عسكريي الخدمة الكطنية" ،العسكرييف االحتياطييف في
كضعية النشاط.1
كبذلؾ فإف أفراد الجيش الشعبي الكطني شأنيـ شأف المكظفيف العادييف يخضعكف ألحكاـ القانكف
المتعمؽ بالكقاية مف الفساد في حاؿ ارتكابيـ لجرائـ الفساد ،ىذا كقد أخضع القضاء الجزائي ىذه الفئة
ألحكاـ جرائـ الفساد كاالختبلس ،حتى قبؿ صدكر ىذا القانكف ،كىك ما قضت بو المحكمة العميا في
ق ارراىا الصادر بتاريخ 2004/03/03كالذم جاء فيو "..يجب في جريمة اختبلس شيء مخصص
لمجيش أف يشمؿ السؤاؿ أركاف الجريمة مف حيث تحديد صفة الجاني كىك عسكرم ،كمف حيث إف
األشياء المختمسة مخصصة لمجيش ،كعيد بيا إليو بيذه الصفة ألجؿ الخدمة".2
-/2الضباط العموميوف:
لـ يشر المشرع ليذه الفئة ضمف أحكاـ المادة 02مف القانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو ،كال
ينطبؽ عمييا تعريؼ المكظؼ العمكمي الكارد في المادة 02مف قانكف الكظيفة العمكمية رغـ أنيـ يتكلكف
كظائؼ بتفكيض مف السمطات العمكمية كيحصمكف عمى الحقكؽ كالرسكـ لحساب الخزينة العمكمية ،كىك
ما يؤىميـ إلدراجيـ ضمف مف في حكـ المكظؼ كتشمؿ ىذه الفئة:
أ -/الموثقيف:
يقصد بالمكثؽ طبقا لممادة 03مف القانكف رقـ 02/06المتضمف تنظيـ مينة المكثؽ " ضابط
عمكمي ،مفكض مف قبؿ السمطة العمكمية ،يتكلى تحرير العقكد التي يشترط فييا القانكف الصبغة
الرسمية ،ككذا العقكد التي يرغب األشخاص إعطاءىا ىذه الصبغة ".3
ب -/المحضريف القضائييف:
يقصد بالمحضر القضائي طبقا 04مف القانكف رقـ 03/06المتضمف تنظيـ مينة المحضر
القضائي "،ضابط عمكمي مفكض مف قبؿ السمطة العمكمية ،يتكلى تسيير مكتب عمكمي لحسابو
الخاص ،كتحت مسؤكليتو ،عمى أف يككف المكتب خاضعا لشركط كمقاييس خاصة تحدد عف طريؽ
التنظيـ ".4
-1األمر رقـ ،02/06المؤرخ في ، 2006/02/28المتضمف القانكف األساسي العاـ لممستخدميف العسكرييف ،ج ر ج ج عدد ( )12الصادرة
بتاريخ ،2006/03/01المعدؿ كالمتمـ بمكجب القانكف رقـ ،06/16المؤرخ في ،2016/08/03ج ر ج ج عدد ( )46الصادرة بتاريخ
.2016/08/03
-2قرار المحكمة العميا ،رقـ ،330989الصادر بتاريخ ،2004/03/03مجمة المحكمة العميا ،العدد الثاني ،الجزائر ،2004 ،ص .399
-3القانكف رقـ ،02/06المؤرخ في ،2006/02/20المتضمف تنظيـ مينة المكثؽ ،ج ر ج ج عدد ( )14الصادرة بتاريخ .2006/03/08
-4القانكف رقـ ،03/06المؤرخ في ،2006/02/20المتضمف تنظيـ مينة المحضر القضائي ،ج ر ج ج عدد ( )14الصادرة بتاريخ
.2006/03/08
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يحكـ ىذه الفئة األمر رقـ 07/16المتعمؽ بتنظيـ مينة محافظ البيع بالمزايدة ،كيعد محافظ البيع
بالمزايدة طبقا لممادة 04مف ىذا األمر" ضابط عمكمي مفكض مف قبؿ السمطة العمكمية ،يتكلى تسيير
مكتب عمكمي لحسابو الخاص كتحت مسؤكليتو ،كيخضع مكتب محافظ البيع بالمزايدة إلى شركط
كمقاييس خاصة تحدد عف طريؽ التنظيـ ".1
طبقا لممادة 04مف األمر 13/95المتضمف تنظيـ مينة المترجـ ،فإف المترجـ أك الترجماف الرسمي
يتمتع بصفة ضابط عمكمي ،يتـ تعيينو بمكجب قرار مف كزير العدؿ.2
-/3الموظؼ الفعمي:
يقصد بالمكظؼ الفعمي الشخص الذم يباشر عمبل كظيفيا دكف أف تككف لو صفة المكظؼ الحقيقي
إما ألف قرار تعيينو لـ يصدر بعد ،أك أف قرار تعيينو صدر باطبل.3
لـ يشر المشرع الجزائرم إلى إمكانية متابعة المكظؼ الفعمي عف جرائـ الفساد ،فالفقرة (ب) مف
المادة 02مف (ؽ كؼ ـ) كىي تعدد قائمة الفئات الذيف ليـ صفة المكظؼ ،كالتي يمكف عمى أساسيا
مساءلتيـ عف جرائـ الفساد التي يرتكبكنيا لـ تشر إلى المكظؼ الفعمي .غير أف عمكمية نص المادة 02
التي أفادت بقكليا "..كؿ شخص آخر معرؼ بأنو مكظؼ عمكمي "..تفيد بأف المشرع قد احتاط لكؿ ما
قد يستجد مستقببل في ىذا المجاؿ ،فضبل عمى أف المشرع قد استيؿ الفقرة (ب) مف المادة 02بعبارة
"يشغؿ" ،كىك ما يفيد بأف المكظؼ الفعمي يندرج ضمف المفيكـ المكسع لممكظؼ العاـ ،كىي النظرية التي
تبناىا الفقو بخصكص جرائـ الفساد اإلدارم ،حيث ال يعقؿ أف يفمت أم شخص مف العقاب بحجة صدكر
قرار تعيينو باطبل طالما أنو قد باشر مياـ الكظيفة التي عيف فييا ،كالقكؿ بخبلؼ ذلؾ يمقي عمى عاتؽ
المتعامميف التحقؽ في تعامميـ مع المكظفيف مف صحة الق اررات الصادرة بتعيينيـ كىك ما يستحيؿ تطبيقو.
لذلؾ فإف المكظؼ الفعمي يعد ظاىريا مكظؼ عاـ في نظر المتعامميف معو ،كىك معيف طبقا لمقانكف كىك
المنكط فعبل بيذه الكظيفة ،4كتبعا لذلؾ يمكف التسميـ بخضكعو ألحكاـ قانكف الفساد في حالة ارتكابو أم
فعؿ إجرامي يمس بنزاىة تعاممو مف الجميكر ،كمتى ارتكب أم جريمة مف جرائـ الصفقات العمكمية فإنو
-1األمر رقـ ،07/16المؤرخ في ، 2016/08/03المتضمف تنظيـ مينة محافظ البيع بالمزايدة ،ج ر ج ج عدد ( )46الصادرة بتاريخ
.2016/08/03
-2األمر رقـ ،13/95المؤرخ في ،1995/03/11المتضمف تنظيـ مينة المترجـ -الترجماف الرسمي ،ج ر ج ج عدد ( )17الصادرة بتاريخ
.1995/03/29
-3نكاؼ كنعاف ،المرجع السابؽ ،ص .111
-4حميد زقاكم ،المرجع السابؽ ،ص .169
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يخضع لمعقكبات المقررة قانكنا ،غير أف األخذ بيذا الرأم عمى إطبلقو يؤدم بنا إلى ضركرة التفرقة بيف
ما إذا كاف تعييف الشخص مشكبا بعيب ظاىر ،كبيف ما إذا كاف خفيا يصعب الكقكؼ عميو مف قبؿ
المتعامميف معو.1
-أف يككف العيب ظاىرا ،أم أف ىناؾ نقص جكىرم في إجراءات تعيينو ،الذم تنتفي بسببو مشركعية
ما يقكـ بو الشخص مف أعماؿ ،كيعد في ىذه الحالة مغتصبا لمسمطة ،كبناء عمى ذلؾ ال يعتبر مكظفا
فعميا كال يترتب عف أعماؿ أم أثر كبالتالي ال يمكف إخضاعو لؤلحكاـ التي تحكـ جرائـ الفساد.
-أف يككف العيب خفيا ،كأف يككف العيب الذم شاب تعيينو بسيطا ،كخفيا عمى المتعامميف معو مما
يصعب عمييـ اكتشافو ،كيعد في نظرىـ ممثبل لسمطة الدكلة مما يحيؿ إلى االعتقاد بأنو معيف مف قبؿ
السمطة المختصة لمقياـ بيذا العمؿ ،كمف ثـ فإف تصرفاتو ىذه تخؿ بالنزاىة كثقتيـ في الدكلة كىك ما
يستمزـ مساءلتو عف جرائـ الفساد تطبيقا لنظرية المكظؼ الفعمي.2
مف خبلؿ ما تقدـ فقد كفؽ المشرع الجزائرم إلى حد كبير في تحديد صفة المكظؼ العاـ (الركف
المفترض) باعتباره الركف المشترؾ بيف مختمؼ أشكاؿ جرائـ الصفقات العمكمية ،كىذا خبلفا لممفيكـ
اإلدارم الضيؽ ،حيث ت بنى المشرع مف خبلؿ أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحة المفيكـ المكسع
لممكظؼ العمكمي حرصا منو عمى شمكلية النص عمى كافة الفئات تجنبا لمتأكيؿ كالتفسير كحتى القياس،
مما يحكؿ دكف إفبلت أم فئة مف الخضكع ألحكاـ ىذا القانكف ،كىك بذلؾ قد ساير األحكاـ التي أقرتيا
الجيكد الدكلية في ىذا الشأف السيما ما أقرتو أحكاـ اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد ،كىك ما يكفر
فعالية الحماية الجنائية لمصفقات العمكمية كالحمكؿ دكف السمككيات السمبية التي قد تعترم ىذا المجاؿ.
المطمب الثاني:
الجرائـ الرئيسية في الصفقات العمومية.
تعد الصفقات العمكمية القناة األساسية التي تتحرؾ فييا األمكاؿ العامة ،كالسبيؿ األمثؿ لمدكلة في
تسيير اإلنفاؽ العاـ ،كىك ما جعميا مجاال خصبا لمختمؼ أشكاؿ الفساد التي تؤدم إلى إىدار قيـ الشفافية
كالنزاىة التي تعد جكىر كركح قانكف الصفقات العمكمية ،كنظ ار لما ليذه السمككيات مف تداعيات عمى
سير اإلنفاؽ العاـ كاالقتصاد الكطني ،فقد سعى المشرع عمى التكسع في مجاؿ التجريـ بغية حصر
مختمؼ صكر الفساد المستشرم في مجاؿ الصفقات العمكمية كادراجيا ضمف أحكاـ قانكف الكقاية مف
الفساد كمكافحتو ،كبذلؾ فقد تبنى المشرع سياسة تشريعية لمحد مف ظاىرة الفساد في مجاؿ الصفقات
العمكمية ،كنظ ار لتعدد أشكاؿ كصكر الفساد في ىذا المجاؿ فإننا نقتصر في ىذا الصدد بتسميط الضكء
عمى بعض جرائـ الصفقات العمكمية ،كنخص بذلؾ جريمتي الرشكة أك قبض العمكالت (الفرع األكؿ)،
كجريمة منح االمتيازات غير المبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية أك المحاباة (الفرع الثاني) ،كذلؾ ببياف
أحكاميا كأركانيا كفقا لما أقرتو أحكاـ القانكف ،كقد تـ التركيز عمى دراسة ىذا النكع مف الجرائـ نظ ار
لمحجـ المتفشي لمثؿ ىذه الجرائـ كتعدد القضايا المتعمقة بصددىا أماـ الجيات القضائية ،خاصة بعد
تكالي فضائح الفساد التي كشفت ظمكع عدد كبير مف رمكز كمسؤكلي الدكلة في قضايا تتعمؽ باستغبلؿ
الماؿ العاـ ،كمنح االمتيازات في مجاؿ الصفقات العمكمية ،كىي قضايا الجارم التحقيؽ فييا مف قبؿ
الجيات األمنية كالقضائية.
الفرع األوؿ:
الرشوة في مجاؿ الصفقات العمومية.
تعد الرشكة الجريمة األكثر ركاجان كشيكعا في مجاؿ الصفقات العمكمية ،كىي تمثؿ انحرافا عف
السمكؾ القكيـ لممكظؼ العمكمي كخرقا لبلتفاؽ المبرـ بينو كبيف الدكلة ،كذلؾ بغية تحقيؽ مصمحة
شخصية بحثة كاثراء غير مشركع دكف كجو حؽ عمى حساب المصمحة العامة ،1فيي تمس بحسف سير
األدا ة الحككمية كتؤدم إلى فقداف الثقة في عدالة كنزاىة الدكلة ،كىك ما دفع بالمشرع إلى تجريـ مختمؼ
صكرىا نزاىة لمكظيفة العمكمية كصيانة لؤلداة الحككمية مف أشكاؿ االتجار بيا ،خاصة في ظؿ ما
يعكسو كاقع الحاؿ مف انتشار لمختمؼ أشكاؿ الفساد في مختمؼ المجاالت ،بما فييا مجاؿ إبراـ الصفقات
العمكمية ،الذم يعد المجاؿ الخصب كالحيكم الذم تستشرم فيو مختمؼ أشكاؿ الفساد المالي ،كىك ما
دفعو إلى تجريـ مختمؼ السمككات السمبية التي مف شأنيا أف تمس بالماؿ العاـ كىدره كتبديده.
1
- Mohammed HACHEMAOUI , La corruption politique en Algérie )l'envers de l'autoritarisme( , Revue Esprit,
France , Juin 2011, p112.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
تعرؼ الرشكة بكجو عاـ عمى أنيا " االتجار بأعماؿ الكظيفة أك الخدمة العامة أك استغبلليا بأف
يطمب الجاني ،أك يقبؿ أك يحصؿ عمى أجر أك كعد أك أم منفعة أخرل ألداء عمؿ مف أعماؿ كظيفتو أك
االمتناع عنيا " ،1كفيما يمي سنعرض بياف مدلكليا كفؽ ما جاءت بو االتفاقيات الدكلية ذات الشأف (الفقرة
األكلى) ،إلى جانب الكقكؼ عمى بياف المقصكد التشريعي لمرشكة ضمف ما أقرتو أحكاـ القانكف الداخمي
(الفقرة الثانية).
لقد أصبح لجريمة الرشكة بعد دكلي ،فيي لـ تعد ظاىرة كطنية محمية فحسب فقد أصبحت محؿ
اىتماـ العديد مف االتفاقيات الدكلية كاألبحاث كالدراسات ،كىك ما عكس الدكر البالغ لمختمؼ التشريعات
لمحد مف اتساع رقعة ىذا النكع مف الجرائـ،
المقارنة بما فييا التشريع الجزائرم التي تكلي األىمية البالغة ّ
كقد تبنت ىذه االتفاقيات بياف المقصكد مف الرشكة ضمف ما جاءت بو مف أحكاـ ،كالتي أكلت أىمية
بالغة لمكافحة مختمؼ أشكاؿ الفساد بتنكع صكره بما فييا جريمة الرشكة.
تبنت أحكاـ ىذه االتفاقية بياف الرشكة مف خبلؿ أحكاـ الفقرتيف األكلى كالثانية مف المادة 15التي
جاء فييا بأنو " تعتمد كؿ دكلة طرؼ ما قد يمزـ مف تدابير تشريعية كتدابير أخرل لتجريـ األفعاؿ التالية،
عندما ترتكب عمدا:
-كعد مكظؼ عمكمي بمزية غير مستحقة أك عرضيا عميو أك منحيا إياه ،بشكؿ مباشر أك غير
مباشر ،سكاء لصالح المكظؼ نفسو أك لصالح شخص أك كياف آخر ،لكي يقكـ ذلؾ المكظؼ بفعؿ ما
أك يمتنع عف القياـ بفعؿ ما لدل أداء كاجباتو الرسمية.
-التماس مكظؼ عمكمي أك قبكلو ،بشكؿ مباشر أك غير مباشر ،مزية غير مستحقة ،سكاء لصالح
المكظؼ نفسو أك لصالح شخص أك كياف آخر ،لكي يقكـ ذلؾ المكظؼ بفعؿ ما أك يمتنع عف القياـ
بفعؿ ما لدل أداء كاجباتو الرسمية ".
-1عمي عبد القادر القيكجي ،قانكف العقكبات (جرائـ االعتداء عمى المصمحة العامة كعمى اإلنساف كعمى الماؿ العاـ) ،ط ،2منشكرات الحمبي
الحقكقية ،لبناف ،2002 ،ص .18
-تعرؼ الرشكة إدا ريا عمى أنيا " :تمقي المسؤكؿ ثمف ممارسة حرية التصرؼ الممنكحة لو لصالح مف يدفع " ،كيشار ليا اقتصاديا بالفساد
القيسرم Coercitive Corruptionحيث يجبر المستيمؾ عمى دفعيا أك االنتظار لمحصكؿ عمى الخدمة أك السمعة العامة ،كيشار ليا كذلؾ
بالفساد التآمرم Collusive Corruptionحيث يتفؽ المكظفكف العامكف كالمستيمككف عمى تجنب الدفع لمحككمة ،كدفع مبمغ أقؿ لمخدمة أك
السمعة لممكظؼ العاـ ،مكسى بكدىاف ،النظاـ القانكني لمكافحة الرشكة ،دار اليدل ،عيف مميمة ،الجزائر ،2010 ،ص .20
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
نصت أحكاـ المادة 04منيا بأنو " تنطبؽ ىذه االتفاقية عمى أعماؿ الفساد كالجرائـ ذات الصمة
التالية:
-التماس مكظؼ عمكمي أك أم شخص آخر ،أك قبكلو بصكرة مباشرة أك غير مباشرة ألم سمع ذات
قيمة نقدية أك منفعة أخرل ،مثؿ ىدية أك خدمة أك كعد ،أك ميزة لنفسو أك لشخص أك كياف آخر مقابؿ
القياـ أك االمتناع عف القياـ بأم عمؿ أثناء أداء المياـ العامة المنكطة بو.
-عرض أم سمعة ذات قيمة نقدية بصكرة مباشرة أك غير مباشرة عمى مكظؼ عمكمي أك أم شخص
آخر ،أك منحو إياىا أك أم منفعة أخرل ،مثؿ ىدية أك خدمة أك كعد أك مزية لنفسو أك لشخص أك
كياف آخر مقابؿ القياـ أك االمتناع عف القياـ بأم عمؿ أثناء أداء المياـ العامة المنكطة بو ".
اكتفت أحكاـ ىذه األخيرة بالنص عمى تجريـ أفعاؿ الفساد بما فييا الرشكة ،تاركة بذلؾ مسألة تحديد
مدلكؿ ىذا النكع مف الجرائـ لمقانكف الداخمي لمدكؿ األطراؼ ،كىك ما يتضح مف خبلؿ أحكاـ المادة 04
منيا كالتي أفادت بقكليا " مع مراعاة أف كصؼ أفعاؿ الفساد المجرمة كفقا ليذه االتفاقية يخضع لقانكف
الدكلة الطرؼ ،تعتمد كؿ دكلة كفقا لنظاميا القانكني ما قد يمزـ مف تدابير تشريعية كتدابير أخرل لتجريـ
األفعاؿ التالية عندما ترتكب قصدا أك عمدا :الرشكة في الكظائؼ العمكمية.1"...
تعد جريمة الرشكة مف قبيؿ المتاجرة غير المشركعة مف قبؿ المكظؼ العمكمي أك مف في حكمو
بأعماؿ الكظيفة كأمانتيا ،كالتي حظيت باىتماـ مف طرؼ المشرع الجزائرم شأنيا شأف مختمؼ أشكاؿ
الفساد ،كالتي تصدل ليا قانكف العقكبات في أكؿ صدكر لو قبؿ أف يخصيا المشرع الجزائرم بأحكاـ
حددتيا المادة 27مف قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف عشر
( )10سنكات إلى عشريف ( )20سنة كبغرامة مف 1.000.000دج إلى 2.000.000دج ،كؿ مكظؼ
عمكمي يقبض أك يحاكؿ أف يقبض لنفسو أك لغيره ،بصفة مباشرة أك غير مباشرة ،أجرة أك منفعة ميما
يكف نكعيا بمناسبة تحضير أك إجراء مفاكضات قصد إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد أك ممحؽ باسـ الدكلة
أك الجماعات المحمية أك المؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم ،أك المؤسسات ذات الطابع الصناعي
كالتجارم أك المؤسسات العمكمية االقتصادية" ،بينما جاء في الفقرة الثالثة مف المادة 11مف اتفاقية
1
-جرمت أحكاـ المادة 04مف االتفاقية العربية لمكافحة الفساد إلى جانب ذلؾ :الرشكة في شركات القطاع العاـ كشركات المساىمة كالجمعيات
كالمؤسسات المعتبرة قانكنا ذات النفع العاـ ،الرشكة في القطاع الخاص ،رشكة المكظفيف العمكمية األجانب كمكظفي المؤسسات الدكلية العمكمية
فيما يتعمؽ بتصريؼ األعماؿ التجارية الدكلية داخؿ الدكلة الطرؼ ".
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
االتحاد اإلفريقي لمنع الفساد كمكافحتو " تمتزـ الدكؿ األطراؼ بما يأتي...اتخاذ أم إجراءات أخرل قد
تككف الزمة لمنع الشركات مف دفع الرشاكل لمفكز بمنح الصفقات".
أما المشرع الفرنسي فقد تناكؿ أحكاـ المتعمقة بالرشكة في المادة 11-432مف (ؽ ع ؼ) ،التي
عمى أنو " يعاقب بالسجف عشر ( )10سنكات كبغرامة قدرىا 1.000.000يكرك قياـ شخص أميف
السمطة العامة ،مكمؼ بخدمة المصمحة العامة ،أك ذا كالية نيابية عامة ،بطمب أك بقبكؿ دكف حؽ في أم
كقت ،مباشرة أك غير مباشرة ،العطايا ،الكعكد ،اليبات ،اليدايا ،المزايا أيا كانت لنفسو أك لغيره :إما ألداء
أك االمتناع عف أداء عمؿ مف كظيفتو ،ميمتو أك نيابتو ،أك تيسيره بسبب كظيفتو أك ميمتو أك نيابتو.1"..
مف التعريفات السابقة يتضح؛ بأف جريمة الرشكة تعد مف الجرائـ المتعددة األطراؼ تفترض عمكما
مساىمة شخصيف ،أحدىما (المكظؼ العمكمي) يطمب أك يقبؿ عطايا أك ىبات ككعكد ،كيتاجر بكظيفتو
كيسمى المرتشي ،كالثاني ييدؼ بيباتو ككعكده إلى تحكيؿ المكظؼ عف كاجباتو كيسمى الراشي ،كأحيانا
قد يتكسط بينيما طرؼ ثالث كيسمى الرائش أك الكسيط ،يككف بمثابة ممثؿ ألحد الطرفيف أك كمييما أك
يقبؿ مف أحدىما القياـ بيذه الكساطة.2
كقد أصبح لمرشكة معنى كاسع ،بحيث لـ تعد تقتصر عمى ذلؾ المقابؿ عمى ما لو مف قيمة مالية
كحسب ،كانما كؿ ما يتفؽ عميو بيف المكظؼ كصاحب المصمحة الذم يطمب تمرير معاممة بطريقة غير
نظامية ،سكاء كاف ىذا المقابؿ ماديا أك غيره ،لذلؾ تعرؼ بأنيا " دفع شخص أك مؤسسة ماال أك خدمة
مف أجؿ االستفادة مف حؽ ليس لو ،أك أف يعفي نفسو مف كاجب عميو ".3
تأسيسا عمى ذلؾ فقد تباينت التشريعات الجنائية في نظرتيا لمتكييؼ القانكني لجريمة الرشكة ،بيف مف
يكيفيا عمى أساس أنيا جريمة كاحدة ،كبيف مف يكيفيا عمى أنيا جريمتيف ،كىك ما دفعنا بنا بالبحث عف
مكقؼ المشرع الجزائرم تجاه ىذا التبايف في األنظمة كالتي تتمثؿ في:
يعتبر ىذا النظاـ أف الرشكة تشكؿ جريمة كاحدة يرتكبيا المكظؼ العاـ كمف في حكمو ،حيث يتاجر
بكظيفتو كيعد فاعبل أصميا ،سكاء ساىـ مباشرة في تنفيذ الجريمة أك حرض عمى ارتكابيا باليبة أك الكعد
أك التيديد أك بإساءة استعماؿ السمطة ،أك التحايؿ أك التدليس اإلجرامي ،4بينما صاحب المصمحة سكاء
كاف راشيا أك كسيطا فيك مجرد شريؾ فييا ،5كطبقا ليذا االتجاه فبل كجكد ألم فرؽ بيف جريمة الرشكة
1
- Code pénal français, publié sur le site: https://www.legifrance.gouv.fr.
-2عمي عبد القادر القيكجي ،المرجع السابؽ ،ص .22
-3حناف براىيمي ،قراءة في أحكاـ المادة 25مف القانكف 01/06المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو ،مجمة االجتياد القضائي ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد الخامس ،سبتمبر ،2009ص .137
-4مكسى بكدىاف ،المرجع السابؽ ،ص .63
-5منتصر النكايسة ،جريمة الرشكة في قانكف العقكبات األردني ،ط ،،1دار الحامد لمنشر كالتكزيع ،األردف ،2012 ،ص .20
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
السمبية أك اإليجابية طالما أف الجريمة المرتكبة يستمزـ قياميا كجكد طرفيف عمى األقؿ ،كىما الراشي
كالمرتشي ،فيي تجمع بيف سمكؾ ىذيف الطرفيف الذم يفرز جريمة كاحدة ،كيؤدم األخذ بيذا النظاـ إلى
تحقيؽ جممة مف النتائج أىميا:
إمكانية إفبلت الراشي مف المتابعة إذا اقتصر نشاطو عمى عرض الرشكة التي رفضيا المكظؼ
(العرض الخائب) ،ذلؾ أف مسألة متابعة الراشي باعتباره شريكا حسب مقتضيات ىذا النظاـ ،تتكقؼ
عمى مصير الدعكل العمكمية المرفكعة ضد المرتشي باعتباره فاعبل أصميا ،فإذا انقضت ىذه الدعكل
بأم سبب مف األسباب فبل يمكف تبعا لذلؾ مساءلة الراشي.1
يمكف إفبلت المرتشي مف العقاب في حالة ما إذا طمب الرشكة كالتي لـ يستجب ليا صاحب المصمحة،
ففي ىذه الحالة ال يعد مرتكبا لجريمة الرشكة طبقا ليذا النظاـ ،2فضبل عمى أف انعداـ القصد الجنائي
لممرتشي مف شأنو أف يمكف الراشي في اإلفبلت مف العقاب.3
يعتبر الراشي كفقا ليذا النظاـ مجرد شريؾ في الجريمة الرشكة ،كالذم يعتبر مساعدا في ارتكابيا دكف
أف يككف الطرؼ الذم أنشأىا ،كىك ما يؤدم إلى مسؤكلية المرتشي بصفتو فاعبل أصميا ،في حيف
مسؤكلية الراشي تتحقؽ بصفتو شريكا فييا ،كىذا بخبلؼ الحقيقة التي تقتضي بأف كؿ مف المرتشي
كالراشي يمعباف دك ار أساسيا في ارتكاب الجريمة فبل يمكف تصكر قياـ الجريمة دكف تدخؿ صاحب
المصمحة أك الراشي.4
نتيجة لبلنتقادات التي تعرض ليا ىذا االتجاه عممت التشريعات التي أخذت بيذا االتجاه مف بينيا
المشرع المصرم عمى تجريـ بعض األفعاؿ ،كجعمت منيا جرائـ ذات صمة بجريمة الرشكة كاعتبار
سمكؾ صاحب المصمحة الذم يعرض الرشكة عمى المكظؼ الذم يرفضيا في المقابؿ فعبل مجرما
يقتضي العقاب ،كىك أفادت بو المادة 129مكرر مف قانكف العقكبات المصرم بقكليا " مف عرض
رشكة كلـ تقبؿ منو يعاقب بالسجف كبغرامة ال تقؿ عف خمسمائة جنيو كال تزيد عمى ألؼ جنيو.5"...
يقكـ ىذا النظاـ عمى اعتبار الرشكة جريمة مزدكجة تنطكم عمى كجكد جريمتيف منفصمتيف ىما
جريمة المرتشي كجريمة الراشي ،1بمعنى أف ىذا االتجاه بيف جريمتيف ،األكلى سمبية مف جانب المكظؼ
العمكمي (جريمة الرشكة السمبية) ،كأما الثانية إيجابية كتككف مف جانب صاحب المصمحة(جريمة الرشكة
االيجابية).
تمثؿ الجانب السمبي في فعؿ الرشكة ،كتقكـ في حؽ المكظؼ الذم يطمب أك يقبؿ المزية أك الكعد
بيا مقابؿ االنحراؼ بكظيفتو لتحقيؽ ما يطمبو صاحب المصمحة ،كذلؾ مف خبلؿ أداء عمؿ أك االمتناع
أك التأخير عف العمؿ ،كطبقا لذلؾ تقكـ جريمة الرشكة في حؽ المكظؼ حتى كاف رفض صاحب
المصمحة طمب المرتشي.
تمثؿ الجانب االيجابي في فعؿ الرشكة ،التي تقع مف صاحب المصمحة ،بمنح المقابؿ لممكظؼ أك
العرض عميو أك الكعد بيذا المقابؿ كجعمو يقبؿ بيذا العرض مقابؿ أداء خدمة تتعمؽ بكظيفتو سكاء يتقدـ
بنفسو أك بكاسطة طرؼ ثالث ،كيسمى ىذا األخير بالكسيط أك الرائش.2
ككفؽ ىذا االتجاه تستقؿ كؿ مف الجريمتيف عف األخرل في التجريـ كالعقاب ،حيث ال يعتبر سمكؾ
الراشي اشتراكا في جريمة المرتشي ،كانما سمكؾ كؿ منيما مستقؿ في جريمتو ،لذلؾ يتصكر أف تكجد
إحدل الجريمتيف دكف األخرل ،كما يتصكر أف يككف لكؿ مف الراشي كالمرتشي شركاء في جريمتو غير
شركاء اآلخر ،3كيترتب عمى األخذ بيذا االتجاه آثار قانكنية مختمفة أىميا:
-يسأؿ المكظؼ العمكمي عف جريمة الرشكة إذا طمبيا ،سكاء كانت منفعة أك ىدية أك مزية حتى كلك تـ
رفض طمبو مف قبؿ صاحب المصمحة ،كىك نفس الحكـ الذم ينطبؽ بالنسبة لصاحب المصمحة الراشي
حتى كاف لـ يستجيب المكظؼ لطمبو ،4كما أف عدـ إمكانية مبلحقة المرتشي ألم سبب كاف ال يمنع مف
مبلحقة الراشي كالعكس صحيح ،كىذا باعتبار أف كؿ فعؿ يشكؿ جريمة مستقمة بأركانيا الخاصة بيا.5
تمكف ىذه االستقبللية مف إمكانية مساءلة الشركاء كؿ كاحد باعتباره فاعؿ أصمي لجريمة مستقمة ،خبلقا
لما أخذ بو نظاـ كحدة جريمة الرشكة ،الذم يعتبر الراشي مجرد شريؾ لممرتشي ،1كما أف انقضاء الدعكل
في مكاجية أحد الفاعميف ألم سبب ال يمنع مف متابعة الطرؼ اآلخر.2
كقد تبنى ىذا االتجاه المشرع الفرنسي ،الذم انتقد بشدة مف طرؼ فقياء القانكف الفرنسي عمى أساس
3
أف ىذا التقسيـ ال يتفؽ كالمنطؽ القانكني ،ككنو عمؿ عمى تقسيـ الكاقعة الكاحدة إلى جريمتيف مستقمتيف
كيككف حسب نظرىـ نظاـ كحدة الرشكة ىك ما يتفؽ كالمنطؽ القانكني ،كىك نفس المسمؾ الذم تبناه
المشرع الجزائرم ،حيث نظـ أحكاـ جريمة الرشكة اإليجابية التي تقع مف طرؼ الراشي بمكجب نص المادة
1/25مف (ؽ ك ؼ ـ) التي حددت صكر النشاط اإلجرامي بقكليا " كؿ مف كعد مكظفا عمكميا بمزية
غير مستحقة أك عرضيا عميو أك منحو إياىا ،بشكؿ مباشر أك غير مباشر ،سكاء كاف ذلؾ لصالح
المكظؼ نفسو أك لصالح شخص أك كياف آخر لكي يقكـ بأداء عمؿ أك االمتناع عف أداء عمؿ مف
كاجباتو" ،بينما حدد صكر النشاط اإلجرامي لجريمة الرشكة السمبية التي ترتكب مف طرؼ المكظؼ
العمكمي مف خبلؿ أحكاـ المادة 2/25مف (ؽ ك ؼ ـ) بقكليا " كؿ مكظؼ عمكمي طمب أك قبؿ،
بشكؿ مباشر أك غير مباشر ،مزية غير مستحقة ،سكاء لنفسو أك لصالح شخص أك كياف آخر ،ألداء
عمؿ أك االمتناع عف أداء عمؿ مف كاجباتو " ،كقد برر المشرع الجزائرم مكقفو مف تبني نظاـ ازدكاجية
الرشكة عمى أساس أف التمييز بيف الجريمتيف يسمح بالمعاقبة عمى بعض الحاالت التي ال يمكف المعاقبة
عمييا فيما لك تـ اعتبار الرشكة جريمة كاحدة ،كأف يعرض الراشي الرشكة دكف أف يبلقي ىذا العرض قبكال
مف قبؿ المكظؼ العمكمي ،كىك ما يعكس الرغبة الحقيقة في متابعة أحد طرفي الجريمة كردعا ليذا النكع
مف جرائـ الفساد.4
نظـ المشرع الجزائرم أحكاـ جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية ،كعاقب عمييا بمكجب
أحكاـ المادة 27مف (ؽ ك ؼ ـ) التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف عشر ( )10سنكات إلى
عشريف ( )20سنة كبغرامة مف 1.000.000دج إلى 2.000.000دج ،كؿ مكظؼ عمكمي يقبض أك
يحاكؿ أف يقبض لنفسو أك لغيره ،بصفة مباشرة أك غير مباشرة ،أجرة أك منفعة ميما يكف نكعيا بمناسبة
تحضير أك إجراء مفاكضات قصد إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد أك ممحؽ باسـ الدكلة أك الجماعات
المحمية أك المؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم أك المؤسسات ذات الطابع الصناعي كالتجارم أك
المؤسسات العمكمية االقتصادية".
تعتبر ىذه الجريمة صكرة مف صكر الرشكة التي تـ النص عمييا ضمف أحكاـ المادة 128مكرر1
مف قانكف العقكبات الممغاة ،مع كجكد اختبلؼ مف حيث تجنيح النص الجديد لمفعؿ بعدما كاف يعتبر
جناية ،كتشديد العقكبة المقررة عف ىذا الفعؿ مف السجف ما بيف خمس ( )05سنكات كعشريف ( )20سنة
إلى الحبس ما بيف عشر ( )10سنكات ك عشريف ( )20سنة ،كبغرامة مف بيف 100.000دج إلى
5.000.000دج ،إلى الغرامة ما بيف 1.000.000دج ك 2.000.000دج.
كبذلؾ فإف جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية أك كما يسمييا الفقو بجريمة قبض العمكالت
مف الصفقات العمكمية ،تعد إحدل صكر رشكة المكظفيف العمكمييف تقتضي طبقا لنص المادة 27مف (
ؽ كؼ ـ) تكافر ثبلث أركاف أساسية يتـ بيانيا تبعا لما يمي:
يشترط نص المادة 27صراحة ضركرة تكافر صفة خاصة في مرتكب جريمة الرشكة في مجاؿ
الصفقات العمكمية ،كىي أف يككف الجاني مكظفا عمكميا بالمفيكـ الكاسع الكارد في أحكاـ المادة الفقرة
(ب) مف المادة 02مف (ؽ ك ؼ ـ) ،كذلؾ عمى النحك الذم سبؽ بيانو في تحديد صفة الجاني في جرائـ
الصفقات العمكمية ،إال أننا بتفحص نص المادة 27نجد بأنيا قد حصرت المكظؼ العمكمي الذم يعمؿ
لصالح الدكلة أك الجماعات المحمية أك المؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم ،أك المؤسسات العمكمية
ذات الطابع الصناعي كالتجارم أك المؤسسات العمكمية االقتصادية مستبعدة في ذلؾ لمطكائؼ األخرل
مف المكظفيف.
تجدر اإلشارة أف نص المادة 128مكرر 1مف قانكف العقكبات لـ تكف تشترط أم صفة معينة في
الجاني خبلفا لما حممتو أحكاـ المادة ،27حيث تبنى المشرع مف خبلؿ ىذا النص مسمكا مغاي ار يقكـ
عمى تحديد صفة الجاني في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية ،كىذا راجع لؤلخذ بالمفيكـ الكاسع
لممكظؼ العمكمي الذم تبنتو أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو ،كالذم يشمؿ كؿ الفئات
كاألشخاص المخكؿ ليـ قانكنا إبراـ العقكد كالصفقات العمكمية باسـ كلحساب الدكلة كالييئات كالمؤسسات
العمكمية بمختمؼ أنكاعيا.1
-1عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .160
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يتحقؽ الركف المادم لجريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية بعدة أكجو تعبر عف اتجار
المكظؼ بكظيفتو كاستغبلليا ،كذلؾ بقياـ ىذا األخير بالقبض أك محاكلة القبض أجرة أك منفعة سكاء
لنفسو أك لغيره ،1بصفة مباشرة أك غير مباشرة بمناسبة تحضير ،أك إجراء مفاكضات قصد إبراـ أك تنفيذ
صفقة أك عقد أك ممحؽ باسـ الدكلة أك الجماعات المحمية أك المؤسسات العمكمية ذات الطابع اإلدارم،
أك المؤسسات العمكمية ذات الطابع الصناعي كالتجارم أك المؤسسات العمكمية االقتصادية.
-/1السموؾ اإلجرمي:
يتمثؿ النشاط اإلجرامي المككف لجريمة الرشكة في الصفقات العمكمية طبقا لممادة 27مف (ؽ ك ؼ
ـ) في قياـ المكظؼ المختص بإبراـ الصفقات العمكمية ب ػػ:
أ -/القبض:
ىك تسمـ المكظؼ المرتشي األجرة أك الحصكؿ عمى المنفعة ،كقد يككف مقابؿ الرشكة ذا طبيعة مادية
(األجرة) تنتقؿ إلى حيازتو ،كما قد يككف القبض رمزيا أك معنكيا 2إذا تحرر المقابؿ مف الطبيعة المادية
في صكرة منفعة ،كأف يعرض صاحب المصمحة عمى المكظؼ ترقيتو في مساره الميني لرتبة أعمى مف
الرتبة التي ىك فييا ،حيث تعتبر جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية قائمة بمجرد قبض الجاني
لمعمكالت ،سكاء في شكميا المادم أك في غيرىا مف المنافع المادية أك المعنكية التي تشبع حاجتو ميما
كاف نكعيا أك اسميا ،ىذا كتقكـ الجريمة في حالة أخذ المكظؼ العمكمي بنسبة مف قيمة الصفقة نظير
تسييؿ إجراءاتيا لممتعامؿ المتعاقد في كافة المراحؿ التي تمر بيا قصد الظفر بيا ،3كيستكم في ذلؾ بأف
يقبض المكظؼ المقابؿ بنفسو أك عف طريؽ الكسيط أك باستعماؿ أم كسيمة أخرل تمكنو مف ذلؾ.4
بذلؾ تعتبر الصفقات الفرصة الثمينة التي يغتنميا المكظؼ غير النزيو لجمب الثراء غير المشركع،
نتيجة اتجاره بكظيفتو بطمب ثمف عما يقكـ بو مف تسييبلت لممتعامؿ المتعاقد ،الذم يدفع بسخاء قصد
حصكلو عمى فرصة التعاقد مع اإلدارة ،كبذلؾ تتحكؿ الصفقات العمكمية لمظير مف مظاىر الفساد حيف
يقبؿ المكظؼ الرشكة أك يطمبيا التي تعد ثمنا لمخيانة كالتكاطؤ كاعطاء اآلخريف ماال يستحقكنو ،5كىك ما
أكدتو المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في 1991/05/12بقكليا "..لما تبث أف المتيـ كاف يطمب مف
-1ببلؿ أميف زيف الديف ،ظاىرة الفساد اإلدارم في الدكؿ العربية كالتشريع المقارف مقارنة بالشريعة اإلسبلمية ،ط ،1دار الفكر الجامعي ،مصر،
،2009ص .224
-2عمي محمد جعفر ،قانكف العقكبات (جرائـ الرشكة ،اإلختبلس ،اإلخبلؿ بالثقة العامة ،االعتداء عمى األشخاص كاألمكاؿ) ،ط ،2مجد المؤسسة
الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع ،لبناف ،2004 ،ص .23
-3حمزة خضرم ،آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .412
-4عبد العزيز سعد ،جرائـ االعتداء عمى األمكاؿ العامة كالخاصة ،دار ىكمة لمنشر كالتكزيع ،الجزائر ،2006 ،ص .14
-5زكليخة زكزك ،جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد ،المرجع السابؽ ،ص .119
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
بعض الزبائف بصفتو كمكظؼ مبالغ مف الماؿ ،كقد تمقاىا بصفتو كأجير في مؤسسة تابعة لمدكلة ،مف
أجؿ القياـ بأعماؿ تدخؿ ضمف صميـ كظيفتو فإنو يعد مرتكبا لجريمة الرشكة.1"..
تعني محاكلة القبض ،أف ىناؾ عرض مف صاحب المصمحة (الراشي) بدفع أجرة أك منح منفعة
لممكظؼ المرتشي ،كقبكؿ ىذا األخير لمعرض المقدـ ،كيستكم في ذلؾ أف يتـ االتفاؽ عمى تسميـ األجرة
أك الحصكؿ عمى المنفعة سكاء لنفسو أك لغيرة ،بطريقة مباشرة أك غير مباشرة عف طريؽ الكسيط أك أم
إجراء آخر يمكف مف خبللو دفع األجرة أك المنفعة ،كبذلؾ فإف مجرد محاكلة القبض ألجرة أك منفعة يؤدم
إلى قياـ الجريمة التامة ،كحسنا فعؿ المشرع الجزائرم بذلؾ مما يضع حبلن ألشكاؿ المتاجرة بالكظيفة
خدمة ألغراض شخصية.2
كبذلؾ تقكـ جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية بمجرد قبض أك محاكلة قبض المكظؼ
لعمكالت مف قبؿ المتعامؿ المتعاقد ،قصد تمكينو مف الظفر كالفكز بالصفقة ،كىكذا تصبح ىذه العمكالت
ثمنا لمخيانة كالتكاطؤ ،كىك ما يؤدم إلى اإلخبلؿ بمبادئ الصفقات كزعزعة استقرار المعامبلت التعاقدية
في مجاؿ الصفقات العمكمية.3
عبر المشرع الجزائرم عف محؿ النشاط اإلجرامي باألجرة أك المنفعة ميما كاف نكعيا ،خبلفا لما كاف
قد كرد بشأف جريمة الرشكة في صكرتيا العامة ،كالذم عبر عنو "بالمزية غير المستحقة" ،كحبذا لك عبر
المشرع عمى المقابؿ في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية بذات المصطمح باعتباره مصطمح جامع
كمانع كأنسب لكؿ صكر الرشكة ،بدال مف تعبيره عنيا " باألجرة أك المنفعة".
ثـ إف المشرع لـ يحدد طبيعة األجرة أك المنفعة ،كىي بذلؾ تشمؿ كؿ ما يشبع حاجة المكظؼ
(المرتشي) أيا كاف اسميا أك نكعيا ،سكاء مادية (كالنقكد كالمجكىرات) أك معنكية (ترقية المكظؼ) ،كما
قد تككف صريحة أك ضمنية ،ظاىرة أك مستترة ،4كيستكم في ذلؾ بأف تككف مشركعة أك غير مشركعة
(كتقديـ المخدرات مثبل).5
ىذا؛ كقد يككف الشخص المتمقي لؤلجرة أك المنفعة في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية،
المكظؼ العمكمي بذاتو أك لغيره ،سكاء شخص طبيعي أك معنكم كىك ما يستفاد مف المادة 27مف (ؽ
-1قرار المحكمة العميا رقـ ،69673المؤرخ في ،1991/05/12المجمة القضائية ،العدد الثاني ،1995 ،ص .187
-2عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .161
-3عمر حماس ،المرجع السابؽ ،ص .38
-4منصكر رحماني ،القانكف الجنائي لمماؿ كاألعماؿ ،ج ،1دار العمكـ لمنشر كالتكزيع ،الجزائر ،2012 ،ص .73
-5نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .49
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كؼ ـ) التي جاء فييا بأف " كؿ مكظؼ عمكمي يقبض أك يحاكؿ أف يقبض لنفسو أك لغيره ،بصفة
مباشرة أك غير مباشرة ،"..إذ يمكف أف يككف المستفيد مف األجرة أك المنفعة شخص آخر غير المكظؼ
العمكمي كأف يككف أحد أصكلو أك فركعو أك زكجو أك أم شخص آخر يعنيو ،سكاء أكاف شخص طبيعيا
أك معنكيا عاما أك خاصا.1
ال يكفي لقياـ الركف المادم لجريمة الرشكة في الصفقات العمكمية اتخاذ المكظؼ العمكمي أحد
المكقفيف ،سكاء بالقبض أك محاكلة القبض ،كانما يجب تكافر الغرض مف دفع ذلؾ المقابؿ بمعنى قياـ
صمة مقايضة بيف المكظؼ كصاحب الحاجة محميا العمؿ الكظيفي ،كالتي حصرىا المشرع كفقا لممادة
27مف ( ؽ ك ؼ ـ) في األعماؿ المتعمقة بإبراـ الصفقات العمكمية كتنفيذىا ضمف ثبلث حاالت كىي:
فقد يسعى الراشي إلى العمؿ عمى إقناع المكظؼ بإعداد دفتر شركط بالشكؿ الذم يناسبو ،أك إقناعو
بإرساء الصفقة عميو إذا بمغت الصفقة مرحمة اإلبراـ ،أك استمالة المكظؼ المسؤكؿ عف متابعة مجريات
تنفيذ العممية التعاقدية قصد إعفائو مف بعض االلتزامات أك التساىؿ معو رغـ عدـ احترامو لممكاصفات
كالمقاييس المتفؽ عمييا ضمف الصفقة العمكمية.
ىي تمؾ العقكد التي يمكف أف تبرميا إحدل الييئات الكاردة في المادة 27مف ( ؽ ك ؼ ـ) ،كالتي
تقؿ مبالغيا عف العتبة المالية المقررة إلبراـ الصفقة العمكمية ،كالتي أكالىا المشرع بعناية خاصة كنظـ
أحكاميا بمكجب تنظيـ الصفقات العمكمية نظ ار لممركنة التي تتمتع بيا المصمحة المتعاقدة في إبراميا،
كىك ما يجعميا مجاال خصبا لمفساد كالمتاجرة فييا ،لذلؾ فقد خصيا المشرع بحماية جزائية بفرض عقكبات
عمى أم قبض أك محاكلة قبض المكظؼ العمكمي ،ألجرة أك منفعة بمناسبة تحضير أك إجراء مفاكضات
قصد إبراـ أك تنفيذ عقد لصالح المصمحة المتعاقدة بالعقكبة المقررة لجريمة الرشكة في الصفقات العمكمية.
يعد المحمؽ عبارة عف كثيقة تعاقدية تكميمية لمصفقة العمكمية ،2تتحرر مف خبللو المصمحة المتعاقدة
مف القكاعد الشكمية المقررة إلبراـ الصفقات العمكمية ،كالذم عادة ما يتخذ كستار الرتكاب مختمؼ أشكاؿ
الفساد بما فييا جريمة قبض العمكالت بصكرة غير مباشرة يصعب كشفيا كمراقبتيا ،لذلؾ خصيا المشرع
-1عبد العالي حاحا ،الصفقات العمكمية كالجرائـ المتعمقة بيا ،يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،في ،2015/12/17ص .12
-2المادة 136مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
ىيا األ خرل بحماية جزائية بفرض عقكبات عف أم قبض أك محاكلة قبض المكظؼ العمكمي ،ألجرة أك
منفعة بمناسبة تحضير أك إجراء مفاكضات ،قصد إبراـ أك تنفيذ ممحؽ لصالح المصمحة المتعاقدة بالعقكبة
المقررة لجريمة الرشكة في الصفقات العمكمية.
ت تعيف اإلشارة بأف إجراء المفاكضات بشأف إبراـ الصفقات أك العقكد أك المبلحؽ ،يجد أساسو بشكؿ
كاسع في أسمكب التراضي ،الذم يعد استثناء عمى القاعدة العامة في إبراـ الصفقات العمكمية ،لذلؾ فقد
اعتبر المشرع أف إتياف إحدل ىذه األفعاؿ السمبية سببا كافيا إللغاء أك فسخ الصفقة أك العقد أك الممحؽ
المعني ،إلى جانب اتخاذ أم تدبير ردعي آخر السيما تسجيؿ المتعامؿ في قائمة المتعامميف االقتصادييف
الممنكعيف مف المشاركة في الصفقات العمكمية ،كىك ما يعكس حرص المشرع عمى تجريـ كؿ اعتداء
عمى الماؿ العاـ عند إبراـ أك تنفيذ الصفقات العمكمية بمختمؼ أشكاليا ،إال أننا ينبغي أف نشير لذلؾ
االختبلؼ بيف النص العربي كالفرنسي في صياغة نص المادة 27مف (ؽ ك ؼ ـ) ،إذ حدد ىذا األخير
أربع مراحؿ يمكف أف تقع فييا الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية كىي "بمناسبة تحضير أك إجراء
مفاكضات أك إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد أك ممحؽ" ،1خبلفا لمنص في صياغتو بالمغة العربية الذم
قصرىا "بمناسبة تحضير أك إجراء مفاكضات قصد إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد أك محمؽ" ،كبذلؾ فإف ىذا
األخير لـ يتضمف إال مرحمتي التحضير ك إجراء المفاكضات ،أما اإلبراـ كالتنفيذ فقد جعميا كقصد
لمتحضير أك إجراء المفاكضات ،كبذلؾ تعد صياغة النص في نسختو الفرنسية أصح كأشمؿ مف الصيغة
الثانية كأكثر انسجاما مع السياؽ العاـ ألحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو.2
تعد جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية مف الجرائـ القصدية ،التي يشترط فييا تكافر القصد
الجنائي العاـ لدل الجاني بعنصريو العمـ كاإلرادة ،3كيعد عنص ار أساسيا لمبنياف القانكني لمجريمة كالبلزـ
لقياـ المسؤكلية الجنائية.
تقتضي جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية ،أف يككف المرتشي عالما بأنو مكظؼ عاـ أك
ممف ىـ في حكـ المكظؼ ،كأنو مختص بالعمؿ الكظيفي المتمثؿ في تحضير أك إجراء مفاكضات قصد
إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد ،أك ممحؽ لو ارتباط بإبراـ الصفقة أك تنفيذىا ،كما يتعيف عممو بأركاف
الجريمة كأف ما يقكـ بو يعد متاجرة بالكظيفة كاستغبلليا ،كأف تمؾ األجرة أك المنفعة المتحصؿ عمييا
1
"…- "a l'occasion de la préparation, de la négociation, de la conclusion ou de l’exécution d'un marché
-2أحسف بكسقيعة ،المرجع السابؽ ،ص .174
-3محمد أحمد المشيداني ،شرح قانكف العقكبات (القسـ الخاص في القانكف الكضعي كالشريعة اإلسبلمية) ،ط ،1دار الثقافة لمنشر كالتكزيع،
األردف ،2001 ،ص .363
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
منحت لو بغرض قياـ بعمؿ أك االمتناع عف عمؿ يدخؿ ضمف كاجباتو الكظيفية ،1فقد يعمـ بكجكد األجرة
أك المنفعة لكنو ال يعمـ بقياـ ارتباط بينيما كبيف العمؿ الكظيفي ،كمف المحظة التي يتكافر فييا العمـ
تتحقؽ جريمة الرشكة.
كبيذا المعنى؛ ينتفى القصد الجنائي كال تقكـ جريمة الرشكة إذا انتفى عمـ الجاني بأركاف الجريمة ،2أك
طمب المكظؼ مف صاحب الحاجة قرضا ماديا يعيده لو بعيدا عف العمؿ الذم يؤديو لصاحب الحاجة ،أك
أنو كاف يعتقد مثبل أنو يستكفي دينا مستحقا لو في ذمة صاحب الحاجة ،كأف ما يقدـ إليو ال يعدك أف
يككف ىدية بريئة مف صديؽ ،كال صمة ليا بأعماؿ الكظيفة.3
تعد اإلرادة العنصر الثاني لتكافر القصد الجنائي ،حيث يجب أف تتجو إرادة المكظؼ الكاعية كالحرة،
دكف أم إكراه مادم أك معنكم إلى إتياف السمكؾ اإلجرامي الذم يشكؿ ماديات الجريمة ،أما إذا تظاىر
المكظؼ بقبكؿ الرشكة قصد اإليقاع بالراشي كضبطو متمبسا بالجريمة ،أك إذا قاـ الراشي بكضع المبمغ في
مكتب الراشي بغرض الحصكؿ عمى صفقة أك مشركع معيف دكف اتجاه إرادتو إلى أخذه فإف ذلؾ يؤدم
إلى انعداـ القصد الجنائي.4
لذلؾ يقكـ القصد الجنائي في جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية ،بمجرد عمـ الجاني بأف
فعمو يشكؿ جريمة ،ككذا اتجاه إرادتو إلى اإلخبلؿ بمبادئ سير الصفقات العمكمية ،كقبضو األجرة أك
الفائدة مع عممو بأنيا غير مبررة كغير مشركعة .إلى جانب ذلؾ تقتضي جريمة الرشكة إلى جانب القصد
الجنائي العاـ تكافر القصد الجنائي الخاص المتمثؿ في نية المكظؼ باالتجار بأعماؿ الكظيفة ،5أم تكافر
النية لدل الجاني في مخالفة األحكاـ المتعمقة بالصفقات العمكمية.
ما يمكف تسجيمو أف المشرع الجزائرم لـ يكف أكثر دقة بخصكص تحديد الغرض مف الحصكؿ
األجرة أك المنفعة ،مثمما فعؿ بالنسبة لجريمة الرشكة السمبية المنصكص عمييا في المادة 2/25مف (ؽ ك
ؼ ـ) ،كىك "..ألداء عمؿ أك االمتناع عف أداء عمؿ مف كاجباتو" ،كانما جاء النص بخصكص الرشكة
في الصفقات العمكمية بقكلو " قبض أك محاكلة القبض األجرة أك المنفعة بمناسبة تحضير ،"..حيث أف
مصطمح المناسبة كاسع المدلكؿ ،كىك أمر غير مناسب في التشريع الجنائي الذم يقتضي أف تتميز
نصكصو بدقة التعبير كالداللة ،6ذلؾ أف النصكص كاألحكاـ المتعمقة بالتجريـ كالعقاب تخضع لمتفسير
الضيؽ ،1كبالتالي فقد خالؼ المشرع مقتضيات الدقة كالكضكح المبلزمة لمبدأ الشرعية ،كفسح المجاؿ في
ذلؾ أماـ القاضي الجنائي لتكسع في تفسير النص ،ىك ما يقر ضركرة تدارؾ ذلؾ مف خبلؿ إعادة ضبط
النص بالشكؿ الذم يضمف الدقة في ذلؾ كتجنب أم لبس في تطبيؽ النص.
الفرع الثاني:
منح االمتيازات غير المبررة في مجاؿ الصفقات العمومية (المحاباة).
تعرؼ جنحة منح االمتيازات غير مبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية أك كما يسمييا الدكتكر أحسف
بكسقعية "المحاباة" 2بأنيا " المخالفة لمتشريع كالتنظيـ الذم يحكـ الصفقات العمكمية مف طرؼ المكظؼ
العمكمي المكمؼ بإبراـ الصفقة أك تنفيذىا أك مراجعتيا مف أجؿ منح أحد المتعامميف مع الدكلة أك إحدل
ىيئاتيا العمكمية امتيازات غير مبررة ".3
كىي جريمة تقميدية تناكلتيا أحكاـ قانكف العقكبات بمكجب المادة 128مكرر 1/الممغاة بمكجب
المادة 1/26مف ( ؽ ك ؼ ـ) التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف سنتيف ( )2إلى عشر ()10
سنكات كبغرامة مف 200.000دج إلى 1.000.000دج ،كؿ مكظؼ عمكمي يمنح عمدا لمغير امتيا از
غير مبرر عند إبراـ أك تأشير عقد أك اتفاقية أك صفقة أك ممحؽ ،مخالفة لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية
المتعمقة بحرية الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات" ،كيبدكا أف ىذه الصياغة الجديدة
لمنص كردت مستميمة مف المادة 14-432مف قانكف العقكبات الفرنسي ،التي تعاقب كؿ المكمفيف بمياـ
المرفؽ العاـ ،أك الذيف يضطمعكف بمياـ انتخابية أك الممارسيف لكظائؼ إدارية أك أعكاف الدكلة
كالمؤسسات ،أك مؤسسات االقتصاد المختمط ،أك أم شخص يتصرؼ قانكنا لصالح ىذه األشخاص ،عمى
منح امتيازات لمغير بما يخالؼ األحكاـ التشريعية كالتنظيمية التي تضمف حرية الكصكؿ لمطمبات
العمكمية ،كالمساكاة بيف المترشحيف في عقكد الشراء العاـ.
-1فايزة ميمكني ،مكراد خميفة ،السياسة الجنائية لممشرع الجزائرم في مكاجية ظاىرة الفساد ،مجمة االجتياد القضائي ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد الخامس ،سبتمبر ،2009ص .238
-2أحسف بكسقيعة ،المرجع السابؽ ،ص .137
-3كسيمة بف بشير ،المرجع السابؽ ،ص .11
-قرار المحكمة العميا ،الغرفة الجنائية ،رقـ ،599423المؤرخ في ،2009/12/17مجمة المحكمة العميا ،العدد األكؿ ،2011 ،ص .347
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كلئلشارة فإف السمكؾ اإلجرامي ليذه الجريمة يتخذ طبقا لممادة 26مف ( ؽ ك ؼ ـ) صكرتيف ،إال
أف ما ييمنا في ىذا المقاـ دراسة الصكرة األكلى المتعمقة بمخالفة األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ
بيا في مجاؿ الصفقات العمكمية (المحاباة) مف قبؿ المكظؼ العمكمي .كاف الغاية مف تجريـ ىذا الفعؿ
كاف كاف قد تـ تضييؽ مجاؿ تطبيؽ ىذا النص ،ىك ضماف المساكاة بيف المرشحيف لمصفقات العمكمية
كمكافحة التمييز بيف المتعامميف االقتصادييف ،كالذم لف يتأتي إال مف خبلؿ تكريس شفافية اإلجراءات
لمتعمقة بسير العممية التعاقدية ،1كىك ما يعتبر تكريسا لمحماية الجنائية لمبادئ المنافسة في الصفقات
العمكمية كبتفحص نص المادة 26مف (ؽ ك ؼ ـ) يتضح أف ىذه الجريمة تقتضي تكافر ثبلثة أركاف
ىي:
تشترط المادة 26مف ( ؽ ك ؼ ـ) بأف يككف مرتكب جريمة منح االمتيازات غير المبررة مكظفا
عمكميا ،كىي الصفة التي تمثؿ الركف المفترض في مختمؼ جرائـ الصفقات العمكمية المرتكبة مف قبؿ
المكظؼ العمكمي مثمما سبؽ بيانو ،كىذا كيشترط نص المادة إلى جانب تكافر صفة المكظؼ أف يككف
ىذا األخيرة مختصا بالعمؿ الكظيفي ،المتمثؿ في عممية اإلبراـ أك تأشير عقد أك اتفاقية أك صفقة أك
ممحؽ لقياـ الجريمة ،كفي حالة انتفاء عنصر االختصاص تنتفى تبعا لذلؾ الجريمة لعدـ تكافر عنصر
االختصاص الكظيفي ،ذلؾ أف الغرض مف ىذه الجريمة ال يمكف تحققو إال إذا كاف المكظؼ العمكمي
المعني مخكؿ لو قانكنا بإبراـ العقكد أك اتفاقيات ك الصفقات كالمبلحؽ كالتأشير عمييا.2
يتحقؽ الركف المادم لجريمة المحاباة في مجاؿ الصفقات العمكمية بقياـ الجاني عمدا بإبراـ عقد أك
التأشير عمى عقد أك اتفاقية أك صفقة أك ممحؽ دكف مراعاة األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا،
كيقتضي بذلؾ الركف المادم بيذا المعنى سمككا إجراميا كالغاية أك الغرض مف كراء ىذا السمكؾ ،3كىك ما
أكدتو المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في 2003/04/29بقكليا "..بدعكل أف السؤاؿ الذم طرحتو
محكمة الجنايات حكؿ جنحة إبراـ اتفاقيات مخالفة لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية بغرض إعطاء امتيازات
غير مبررة لفائدة الغير..كحيث أف حاصؿ ما ينعاه الطاعف في ىذا الكجو غير سديد باعتبار الخطأ في
ذكر المادة الكاجبة التطبيؽ ال تشكؿ سببا لمنقض ماداـ أف السؤاؿ تضمف الكاقعة بعناصرىا مما تعيف
-1عبد العالي حاحا ،الصفقات العمكمية كالجرائـ المتعمقة بيا ،المرجع السابؽ ،ص .03
-2عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .111
-3لكيزة نجار ،التصدم المؤس ساتي كالجزائي لظاىرة الفساد في التشريع الجزائرم (دراسة مقارنة) ،رسالة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه عمكـ في القانكف
الجنائي كالعمكـ الجنائية ،كمية الحقكؽ ،قسـ القانكف الخاص ،جامعة اإلخكة منتكرم ،قسنطينة ،2014/2013 ،ص .392
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يتحقؽ السمكؾ اإلجرامي لجريمة المحاباة في الصفقات العمكمية بقياـ المكظؼ العمكمي بإبراـ أك
تأشير عقد أك اتفاقية أك صفقة أك ممحؽ مخالفا لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المتعمقة بحرية الترشح
كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات ،كتتجمى بعض صكر المحاباة في:
قد تجد جريمة المحاباة بكادرىا األكلى في مرحمة أكلى مف مراحؿ إبراـ الصفقات العمكمية ،نتيجة
عدـ التقيد باإلجراءات كالضكابط السابقة ،التي يتعيف عمى المصمحة المتعاقدة احتراميا كالتقيد بيا في
معامبلتيا التعاقدية ،كذلؾ بغية تخصيص كمنح أفضمية لمؤسسة معينة دكف غيرىا عمى أساس دفتر
شركط يتضمف شركطا ال تتكافر إال لدل ىذه المؤسسة.
سبقت اإلشارة إلى أف المصمحة المتعاقدة ممزمة قبؿ إعبلنيا عف أم منافسة بجممة مف الضكابط
كاإلجراءات ،في مقدمتيا القياـ بتحديد احتياجاتيا بكؿ دقة كمكضكعية ،لذلؾ فقد خصص المشرع ليذه
العممية قسما خاصا تضمنتو أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية حيث أفادت المادة 27مف المرسكـ الرئاسي
247/15بقكلو " تحدد حاجات المصالح المتعاقدة الكاجب تمبيتيا مسبقا قبؿ الشركع في أم إجراء إلبراـ
صفقة عمكمية...كيجب إعداد الحاجات مف حيث طبيعتيا كمداىا بدقة ،استنادا إلى مكاصفات تقنية
مفصمة تعد عمى أساس مقاييس أك نجاعة يتعيف بمكغيا أك متطمبات كظيفية ،كيجب أف ال تككف ىذه
المكاصفات التقنية مكجية نحك منتكج أك متعامؿ محدد ".
عمى الرغـ مف أف ىذه المرحمة مبكرة في إبراـ الصفقات العمكمية ،إال أف جريمة المحاباة قد تجد
بكادرىا مف خبلؿ ىذه المرحمة ،كما يفسر ذلؾ ىك تأكيد المشرع عمى عدـ تحديد الحاجات بغية تكجيو
العممية التعاقدية نحك منتكج أك متعامؿ محدد ،فقد يحدث كأف تخرج المصمحة المتعاقدة عف مقتضيات
الدقة المطمكبة في تحديد حاجاتيا بغرض تبجيؿ كتفضيؿ إحدل المؤسسات عمى حساب باقي المترشحيف،
كذلؾ مف خبلؿ تكجيو الدعكل نحك ىذه المؤسسة أك نحك منتكج معيف ال يتكافر إال لدل متعامؿ معيف
لمظفر كالفكز بالصفقة أك تزكيد المتعامؿ بمعمكمات مسبقة عف العممية ،كىك ما يجعؿ جنحة المحاباة
قائمة نتيجة الخركج عف مقتضى كاجب الدقة المطمكبة في تحديد الحاجات الضركرية ،كقد جاء في إحدل
الق اررات الصادرة عف القضاء الفرنسي " أف التحديد الكمي كالنكعي لؤلعماؿ محؿ الصفقة ميـ جدا السيما
-1قرار المحكمة العميا ،الغرفة الجنائية ،رقـ ،306431المؤرخ في ،2003/04/29المجمة القضائية ،العدد األكؿ ،2003 ،ص .395
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كأف المؤسسة التي سبؽ كأف أنجزت أعماؿ سابقة تككف حائزة لمعمكمات تفضيمية بالنسبة لباقي
المترشحيف ،كىذه المعمكمات ضركرية لباقي المترشحيف ليتقدمكا بعركض جدية ".1
ألزـ المشرع المصالح المتعاقدة بضركرة اإلعداد المسبؽ لدفاتر الشركط طبقا لممادة 09مف ( ؽ كؼ
ـ) ،التي تتضمف شركط المشاركة كمعايير االنتقاء ،كىذا حرصا عمى الشفافية ك كقاية مف كقكع في جرائـ
الماؿ العاـ عمكما كجريمة الرشكة كالمحاباة عمى كجو الخصكص ،2غير أف المصمحة المتعاقدة قد تعمؿ
في إعدادىا ليذه الدفاتر عمى تضمينيا شركط قد ال تتكافر إال لدل مؤسسة معينة قصد تمكينيا مف
الظفر بالصفقة ،كىك ما يسمح بمنحيا امتياز غير مبرر عمى حساب باقي المترشحيف كتفكيت الفرصة
عمييـ في الظفر كالفكز بالصفقة ،إال أف ىذا التخصيص قد يجد مبرره إذا كاف مف الضركرم لضماف
حسف تنفيذ الصفقة.3
تنص المادة 13مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15بقكليا " كؿ صفقة عمكمية يساكم فييا المبمغ
التقديرم لحاجات المصمحة المتعاقدة اثني عشر مميكف دينار ( 12.000.000دج) أك يقؿ عنو لؤلشغاؿ
أك المكازـ ،كستة مبلييف دينار ( 6.000.000دج) لمدراسات أك الخدمات ،ال تقتضي كجكبا إبراـ صفقة
عمكمية كفؽ اإلجراءات المنصكص عمييا."..
كتفيد المادة 31مف المرسكـ الرئاسي 247/15بإمكانية تمبية حاجات المصمحة المتعاقدة في شكؿ
حصص بقكليا " يمكف تمبية الحاجات المذككرة في المادة 27أعبله ،في شكؿ حصة كحيدة أك في شكؿ
حصص منفصمة ،كتخصص الحصة الكحيدة لمتعامؿ متعاقد ،كما ىك محدد في المادة 37مف ىذا
المرسكـ ،كتخصص الحصص المنفصمة إلى متعامؿ متعاقد أك أكثر ،كفي ىذه الحالة يجب تقييـ
العركض حسب كؿ حصة."...
عمى الرغـ مف أف المشرع الجزائرم قد منع تجزئة الصفقة بيدؼ تفادم اإلجراءات الكاجب إتباعيا،
إال أنو قد يحدث كأف تمجأ المصمحة المتعاقدة إلى تجزئة الصفقة ،بغية مجانبة القكاعد اإلجرائية التي
تقتضييا عممية إبراـ الصفقات العمكمية ،محاباة في ذلؾ إلحدل المؤسسات بغرض منحيا امتياز غير
مبرر.
كقد ترتبط عممية تجزئة الصفقات في أغمب الحاالت بتحرير فكاتير مزكرة تحتكم عمى بيانات مزكرة مف
حيث المبمغ كفي أداء الخدمة ،كذلؾ مف أجؿ إظيار أف الحد األقصى الذم يقتضي إبراـ الصفقة كفؽ
القكاعد الشكمية لـ يتـ بمكغو في حيف تككف الخدمة المنجزة قد فاقت ذلؾ.1
كمف بيف القضايا التي فصؿ فييا القضاء الجزائرم بخصكص عممية تجزئة الصفقات العمكمية
لتفادم القكاعد الشكمية ما قضت بو محكمة جيجؿ بتاريخ " 2010/10/03بقياـ أحد رؤساء بمديات كالية
جيجؿ عندما قاـ بتجزئة مشركع تكسعت مقر البمدية إلى سبع مشاريع ،كمنح كؿ مشركع إلى مقاكؿ
بمكجب سند ألمر لكي ال يجد نفسو ممزما باإلعبلف عف المشركع كطرحو لممنافسة كما تفرضو مف قكاعد
إجرائية ،لذا قاـ بمنح الصفقة لمقاكليف مف اختياره كىك ما يشكؿ منح امتيازات غير مبررة لمغير كمخالفة
لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المتعمقة بحرية الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات ،كالتي
إثرىا تمت متابعتو جزائيا ".2
حددت أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية أسمكب إبراـ الصفقات العمكمية ،حيث تبرـ طبقا لممادة 39
مف المرسكـ الرئاسي 247/15كفقا إلجراء طمب العركض الذم يشكؿ القاعدة العامة أك كفؽ إجراء
التراضي الذم يعد استثناءا ليذه القاعدة ،غير أنو قد يتـ المجكء ليذه األخيرة (التراضي) قصد حصر
المنافسة بيف بعض المتعامميف ،كتفضيميـ دكف غيرىـ ممف تتكافر فييـ اإلمكانيات كالشركط التي تمكنيـ
بالظفر بالصفقة ،بغية تفضيؿ أحدىـ بدع كل أف الخدمات محؿ الصفقة مثبل ال يمكف تنفيذىا إال عمى يد
ىذا المتعامؿ الذم يحتؿ كضعية احتكارية ،كىك ما يجعؿ ىذه اآللية ستار لممحاباة كمنح الغير امتيازات
غير مبررة.
ىذا؛ كقد تمجأ المصمحة المتعاقدة إلبراـ صفقاتيا عف طريؽ طمب العركض المحدكد دكف أف
تستدعي طبيعة أك تعقيد أك أىمية العمميات ذلؾ ،كانما يككف الغرض مف لجكئيا ليذا األسمكب بغرض
منح أفضمية لمؤسسة معينة دكف غيرىا ،كىك ما يجعميا لجكئيا ليذا األسمكب ستا ار لمحاباة الغير.
تفيد المادة 65مف المرسكـ الرئاسي 247/15عمى كجكب " تحرير إعبلف طمب العركض بالمغة
العربية كبمغة أجنبية كاحدة عمى األقؿ ،كما ينشر إجباريا في النشرة الرسمية لصفقات المتعامؿ العمكمي
كعمى األقؿ في جريدتيف يكميتيف كطنيتيف مكزعتيف عمى المستكل الكطني ،"..فإذا خالفت المصمحة
المتعاقدة التنصيص القانكني إلعبلنيا عف صفقاتيا العمكمية يظير احتماؿ قياـ جريمة المحاباة ،فقد
تعمد المصمحة المتعاقدة المجكء إلى النشر المحمي بينما كاف مف الضركرم قياميا بنشر كطني لمصفقة،
كذلؾ لتضييؽ دائرة عمـ المتعامميف بالدعكة لممنافسة ،كذلؾ بغية إبعاد أكبر عدد مف المترشحيف محاباتيا
في ذلؾ ألحد المتعامميف كتمكينو بالفكز كالظفر بالصفقة المعمف عنيا.
ىذا؛ كقد ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة بتحديد اآلجاؿ الكافية لتمكيف المترشحيف بتحضير
عركضيـ تبعان لعناصر معينة كتعقيد مكضكع الصفقة المزمع إبراميا ،فإذا عمدت المصمحة المتعاقدة
عمى تحديد آجاؿ ال تتناسب كعناصر الصفقة بتحديدىا لمدة أقصر لتقديـ العركض ،أك تمديدىا محاباة
في ذلؾ ألحد المتعامميف قصد تمكينو مف تحضير العرض كتفضيمو عمى حساب باقي المترشحيف فإف
ذلؾ يعد إخبلال بمبدأ المساكاة بيف المترشحيف كىك ما يشكؿ أحد عناصر الركف المادم لجريمة المحاباة.
تقتضي القاعدة العامة بأف ال يسمح بأم تفاكض مع المترشحيف في إجراء طمب العركض بعد فتح
األظرفة كأثناء تقييـ العركض الختيار الشريؾ المتعاقد ،1كيعد سمككا مجرما قياـ المكظؼ العمكمي
بالتفاكض مع أحد المتعامميف قصد تعديؿ عرضو بما يتناسب كالعرض المطمكب ،مما يمكنو بالحصكؿ
عمى الصفقة ،كىك ما يتعارض مع مبدأ المساكاة في التعامؿ مع المتعامميف المتعاقديف ،كخرقا لؤلحكاـ
التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا ،غير أف المشرع قد أجاز لممصمحة المتعاقدة طبقا لمفقرة الثانية مف
المادة 80مف المرسكـ الرئاسي 247/15لمسماح بمقارنة العركض أف تطمب مف المتعيديف كتابيا
تكضيح كتفصيؿ فحكل عركضيـ ،عمى أف ال يمكف بأم حاؿ مف األحكاؿ أف يسمح جكاب المتعيد
بتعديؿ عرضو أك التأثير في المنافسة.
ىذا؛ كقد ألزـ المشرع المصمحة المتعاقدة بضركرة إسناد الصفقة لممتعامؿ الذم تتكافر لديو الشركط
المطمكبة كالمعمف عنيا مسبقا كفؽ معايير مضبكطة حددتيا أحكاـ دفتر الشركط ،كبالتالي فإف أم مخالفة
لمعايير إسناد الصفقات أك مخالفة قكاعد المتبعة في ذلؾ قصد تعزيز مكقؼ أحد المتعامميف يشكؿ ركنا
ماديا لجريمة المحاباة في منح الصفقات العمكمية ،كىك ما يؤكده كاقع الحاؿ في إحدل القضايا التي
فصؿ فييا القضاء الجزائرم ،كالتي تتمخص كقائعيا في قياـ السيدة (ب ح) مديرة اإلقامة الجامعية بكالية
بجاية بإصدار قرار الحرماف في حؽ المتعامؿ المتعاقد الفائز بالصفقة مؤقتا كمنحيا لممدعكة (ر ش)
مخالفة في ذلؾ لقكاعد التنظيـ الخاص بالصفقات العمكمية ،كىك ما أدل لمتابعة المتيمة بارتكاب جنحة
المحاباة بمنح امتيازات غير مبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية.2
-1المادة 80مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2مجمس قضاء بجاية( ،الغرفة الجزائية) ،الممؼ رقـ ،09/02213فيرس رقـ ،09/05433المؤرخ في ( ،2009/10/12قضية النيابة العامة
ضد السيد ( ؿ ق) ،قرار غير منشكر ،نقبل عف نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .47
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
ألزـ المشرع المصالح المتعاقدة بضركرة الحصكؿ عمى التأشيرة مف طرؼ لجاف الصفقات العمكمية
المختصة ،فبل يمكف إبراـ أم عقد أك صفقة دكف الحصكؿ عمى التأشيرة التي يجب عمى المصمحة
المتعاقدة أف تطمبيا إجباريا طبقا لما أفادت بو المادة 196مف المرسكـ الرئاسي 247/15بقكليا " يجب
عمى المصمحة المتعاقدة أف تطمب إجباريا التأشيرة ،"..في حيف نصت المادة 178مف نفس المرسكـ عمى
أف " تتكج الرقابة التي تمارسيا لجنة صفقات المصمحة المتعاقدة بمقرر منح التأشيرة أك رفضيا خبلؿ
أجؿ أقصاه عشركف ( )20يكما ،ابتداء مف يكـ إيداع الممؼ كامبل لدل كتابة ىذه المجنة."..
فالتأشيرة ىي تتكيج لمرقابة التي تمارسيا لجنة الصفقات المختصة عمى صفقات المصمحة
المتعاقدة ،1كاف أم مخالفة لؤلحكاـ المتعمقة بإلزامية التأشيرة سكاء بمنحيا أك برفضيا أك بتجاكزىا بصفة
غير قانكنية قصد التكاطئ مع أحد المتعامميف كمنحو امتيا از غير مبرر يعد سمككا ماديا لجريمة المحاباة
يقتضي المتابعة الجزائية عف ىذا الفعؿ.2
مثمما تظير مفاضمة أحد المتعامميف في المراحؿ األكلى إلبراـ الصفقات العمكمية قد تجد طريقيا
حتى مرحمة ما بعد تخصيص الصفقة كتنفيذىا ،كذلؾ باتخاذ المصمحة المتعاقدة بعض اإلجراءات قد
يككف الغرض منيا تغطية نكاقص اشتممت عمييا الصفقة األصمية ،كذلؾ باستخداـ إحدل ىذه الكسائؿ
كالتي قد تككف بمثابة إجراء يؤدم لمحاباة أحد المتعامميف.
طبقا لمقاعدة العامة ال يشرع في تنفيذ أم صفقة إال بعد إتماـ إجراءات إبراميا ،كىك ما أفادت بو
المادة 03مف المرسكـ الرئاسي 247/15بقكليا " تبرـ الصفقات العمكمية قبؿ شركع في تنفيذ
الخدمات".
يقصد بالتسكية كفقا ليذا المرسكـ؛ الصفقة التي تبرميا المصمحة المتعاقدة بعد تنفيذ الخدمات محؿ
الصفقة ،3كقد نص المشرع عمى المجكء إلييا عند تكافر حاالت معينة كتكافر تمؾ الحاالت المتعمقة بظرؼ
االستعجاؿ الممح ،أك عند الخركج عف اإلجراءات األصمية المتعمقة بإبراـ الصفقات العمكمية ،كذلؾ قصد
إضفاء طابع المشركعية عمى التعامؿ الذم تـ خارج القكاعد المقررة في تنظيـ الصفقات العمكمية.
-1عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .114
-2أحسف بكسقيعة ،المرجع السابؽ ،ص .158
-3المكاد ،25 ،23 ،18 ،12مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كعميو فإف التحديد الحصرم ألم شركط يعني إلزامية التقيد بيا كعدـ الخركج عنيا ،كبالتالي فإف كجكد
صف قة تسكية في غير الحاالت المرخص بيا يدؿ عمى كجكد مناكرات أدت إلى إنجاز الطمب العمكمي
خارج قكاعد إبراـ الصفقات العمكمية ،1فغالبا ما يتـ المجكء إلى بعض الطمبات دكف مراعاة المبادئ
األساسية التي تحكـ الصفقات العمكمية ،كيتـ تسكيتيا فيما بعد كاضفاء صفة الشرعية عمييا ،كذلؾ
بكضع إجراءات كىمية رغـ أف األشغاؿ تككف قد أنجزت فإذا ما تـ كشؼ المخالفة تركف المصمحة
المتعاقدة في ذلؾ بأف األمر يتعمؽ بصفقة تسكية ،كتخفي مف كرائيا محاباتيا لمغير.2
يشكؿ المحمؽ كثيقة تعاقدية تابعة لمصفقة تمجأ المصمحة المتعاقدة إلى إبراميا في جميع الحاالت إذا
كاف ىدفو زيادة الخدمات أك تقميميا أك تعديؿ بند أك عدة بنكد تعاقدية في الصفقة ،قصد التكفؿ بالنفقات
الضركرية لمكاصمة تقديـ الخدمة العمكمية كيجد ىذا المبدأ أساسو في المبدأ القائـ عمى ضماف سير
المرفؽ العاـ بانتظاـ كاطراد.3
فقد يحدث كأف تط أر مستجدات أثناء تنفيذ الصفقة ،تؤدم إلى تعديؿ بند أك أكثر مف بنكد الصفقة
باستعماؿ آلية الممحؽ ،شريطة أف ال يؤدم إبراـ ىذا الممحؽ إلى تغيير مكضكع الصفقة أك مداىا ،4إال
أف الكاقع العممي كفي ظؿ المركنة التي تكتسييا ىذه اآللية يدؿ عمى سكء استغبلليا ،كذلؾ بالمجكء غير
المبرر إلبراـ المبلحؽ مف أجؿ إسناد عممية إنجاز الخدمات لمتعامؿ أك مؤسسة مفضمة لدييا مف خبلؿ
تخصيص األشغاؿ اإلضافية ليا كتمكينيا مف إنجاز كؿ العمميات التي تقكـ بيا المصمحة المتعاقدة.5
كما قد يتـ المجكء إلى إبراـ المبلحؽ تتضمف التزامات كىمية ،قصد زيادة الحقكؽ المالية لممتعامؿ
المتعاقد ،كىك ما يجعؿ آلية الممحؽ أداة في يد المكظؼ العمكمي المختص كستا ار لمحاباة الغير ،مما
يؤدم بنا إلى القكؿ بأف المحمؽ إجراء شرعي أريد بو باطؿ ،كىك ما أكدتو المحكمة العميا في قرارىا
المؤرخ في 2014/05/22بقكليا "..أف السؤاؿ الخاص بإعطاء امتيازات غير مبررة لمغير مف طرؼ (ب
أ) بصفتو عضكا بمجنة انتقاء العركض أشار إلى ىذه االمتيازات بالضبط كىي إضافة ممحؽ أسعار
المعدات دكف استشارة باقي األعضاء كعمى افتراض أف ىذا السؤاؿ معيب فإف المعني قد تمت إدانتو
بالتبديد العمدم لمماؿ العاـ كعقكبتو مساكية لمجريمة األكلى مما يجعؿ العقكبة المقضى بيا مبررة بصحة
كعميو فإف مسائؿ التجريـ كالعقاب كالمتابعة تطاؿ كؿ أشكاؿ الصفقات العمكمية ،سكاء تمؾ المبرمة
في إطار إجراءات كقكاعد تنظيـ الصفقات العمكمية ،أك غيرىا مف الصفقات كالعقكد كالمبلحؽ أك
التصرفات القانكنية األخرل ،إذا ما تمت مقترنة بعدـ احتراـ القكاعد القانكنية كاإلجراءات التي تكفؿ احتراـ
مبدأ حرية الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات .ىذا كيشار إلى أف ىذه الجريمة قد تقترف
مع جرائـ أخرل ،كىك ما قضت بو محكمة جيجؿ في قضية تعكد كقائعيا بتاريخ 2005/12/01في
إعبلف مديرية الخدمات الجامعية بتممساف عف مناقصة كطنية مفتكحة قصد تزكيد مطاعـ الجامعة بالمكاد
الغدائية لمسنة المالية 2006تحت رقـ /001ـ خ ج ت ،2005/المكزعة إلى عدة حصص.
حيث سجمت مصمحة المالية كالصفقات العمكمية إيداع 73عرض ،كبتاريخ 2005/12/26تـ تقييـ
العركض التقنية دكف العركض المالية مخالفيف بذلؾ أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية ،كعند إحالة
المتيميف في القضية أماـ محكمة الجنح تـ متابعتيـ بارتكاب عدة جرائـ كىي تبديد الماؿ العاـ ،إساءة
استغبلؿ الكظيفة ،تزكير كاستعماؿ المزكر ،إبراـ صفقات مخالفة لمتشريع كاالستفادة غير الشرعية مف
الصفقات العمكمية " ،2كىك نفس ما قضت بو المحكمة العميا في قرارىا المؤرخ في 2014/01/23بقكليا
"..إف الجرائـ المتابع بيا المتيـ (ؿ س) ىي اختبلس أمكاؿ عمكمية كتبديدىا كالتسبب باإلىماؿ الكاضح
في ضياع أمكاؿ عمكمية كاستعماؿ أمكاؿ عمكمية ألغراض شخصية كاستغبلؿ النفكذ كابراـ عقكد مخالفة
لمتشريعات كاألنظمة بغرض إعطاء امتيازات غير مبررة لمغير كالتزكير كاستعماؿ المزكر..كأف ىذه الجرائـ
كاألفعاؿ قد ارتكبيا أثناء مباشرة ميامو".3
ال يكفي لتحقيؽ الركف المادم في جريمة منح امتيازات غير المبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية،
قياـ المكظؼ بإبراـ أك تأشير عقد أك اتفاقية أك صفقة أك ممحؽ مخالفة لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية
المتعمقة بحرية الترشح ،كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات ،كانما يجب أف تقترف ىذه المخالفة
بسعي المكظؼ إلى منح الغير امتيا از غير مبرر ،كالذم يشترط أف يككف المستفيد مف ىذه االمتيازات فإذا
استفاد الجاني منو فإف ىذا الفعؿ يعد رشكة في الصفقات العمكمية كفقا لممادة 27مف ( ؽ ك ؼ ـ)،4
كبذلؾ فقد نقضت المحكمة العميا في العديد مف المناسبات أحكاما قضائية قضت بإدانة المتيميف بجريمة
-1قرار المحكمة العميا ،الغرفة الجنائية ،رقـ ،0944140المؤرخ في ،2014/05/22مجمة المحكمة العميا ،العدد الثاني ،2014 ،ص .408
-2حكـ محكمة تممساف( ،غرفة التحقيؽ األكلي) ،رقـ التحقيؽ ،07/37المؤرخ في ( ،2007/11/30قضية النيابة العامة ضد كؿ مف (ر ـ)( ،ب
خ) ( ،ح ب ) ( ،ب ش)( ،ب ـ)( ،خ ع )( ،ب س)( ،ع أ) ،نقبل عف نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية،
المرجع السابؽ ،ص .48
-3قرار المحكمة العميا ،الغرفة الجنائية ،رقـ ،0781163المؤرخ في ،2014/01/23مجمة المحكمة العميا ،العدد األكؿ ،2014 ،ص .431
-4أحسف بكسقيعة ،المرجع السابؽ ،ص .142
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
منح امتيازات غير مبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية ،بسبب أف ىذه األحكاـ لـ تبيف الغرض مف
مخالفة الجاني لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا ،مف بينيا قرارىا المؤرخ في 1991/12/03
كالذم جاء فيو "..حيث أنو فيما يخص الركف األكؿ كىك مخالفة التشريع الجارم العمؿ بو ،فالقرار
المطعكف فيو لـ يكضح ما ىك التشريع الجارم العمؿ بو الذم انتيؾ بسبب إبراـ الصفقة ،فكاف عمى
القرار المطعكف فيو أف يكضح ما ىي اإلجراءات القانكنية التشريعية كالتنظيمية التي خالفيا المتيـ بإبراـ
ىذه الصفقة..كمتى كاف كذلؾ فيتعيف نقض القرار المطعكف فيو".1
فبل تقكـ الجريمة بمجرد مخالفة المكظؼ لؤلحكاـ التشريعية أك التنظيمية المتعمقة بمبادئ الصفقات
العمكمية ،كانما يشترط أف يككف اليدؼ مف مخالفة ىذه النصكص ،ىك تبجيؿ كمحاباة أحد المتنافسيف
عمى حساب غيره مف المتنافسيف ،2كقياـ المكظؼ المختص بتسريب معمكمات امتيازية قصد تمكينو مف
تقديـ عرضو كفقا لما ىك مطمكب مما يؤدم إلى إقصاء باقي المتنافسيف كتفكيت فرصة الفكز بالصفقة.3
تبعا لذلؾ؛ تنتفى الجريمة بانعداـ الغرض المتمثؿ في إفادة الغير بامتيازات غير مبررة ،أك إذا كاف
ىناؾ ما يبرر قانكنا منح بعض االمتيازات ألحد المتنافسيف في الصفقات العمكمية ،كمف بيف ما يبرر
منح ىذه االمتيازات ما أفادت بو المادة 83مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15بقكليا " يمنح ىامش
لؤلفضمية بنسبة خمسة كعشريف في المائة ( ،)%25لممنتجات ذات المنشأ الجزائرم أك لممؤسسات
الخاضعة لمقانكف الجزائرم التي يحكز أغمبية رأسماليا جزائريكف مقيمكف ،فيما يخص جميع أنكاع
الصفقات المذككرة في المادة 29أعبله ،"..كبذلؾ يبدكا كاضحا أف الغرض مف كراء تجريـ المشرع ليذا
الفعؿ ىك ضماف مبدأ المساكاة كقكاعد المنافسة الشريفة بيف مختمؼ المتنافسيف لمظفر بالصفقات
العمكمية.4
إف النشاط اإلجرامي سكاء كاف فعبل أك تركا غير كافي لقياـ المسؤكلية الجزائية لمجاني ،كانما يجب
أف نجد لدل الفاعؿ ركنا غير مادم ،أم الدافع أك الباعث النفسي الذم أدل إلى ارتكاب الجريمة الذم
يعبر عنو بالركف المعنكم 5كالذم يعد انعكاسا لماديات الجريمة في نفسية الجاني ،فميس مف العدالة في
شيء أف يسأؿ إنساف عف كقائع لـ تكف لو بيا صمة نفسية ،كانما يتحقؽ ذلؾ إال لمف تكافرت لديو إرادة
-1قرار المحكمة العميا ،الغرفة الجنائية ،رقـ ،94149المؤرخ في ،1991/12/03المجمة القضائية ،العدد األكؿ ،1993 ،ص .189
-قرار المحكمة العميا ،غرفة الجنح كالمخالفات ،رقـ ،624033الفيرس رقـ ،11/23447المؤرخ في .2011/09/29
-2عائشة بعيط ،المرجع السابؽ ،ص .149
-3نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .47
- Florian Linditch, op cit, p 08.
-4عبد العالي حاحا ،الصفقات العمكمية كالجرائـ المتعمقة بيا ،المرجع السابؽ ،ص .05
-5زكليخة زكزك ،جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد ،المرجع السابؽ ،ص .67
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
انتياؾ القانكف ،1كتبعا لذلؾ تعد جنحة منح االمتيازات غير المبررة في الصفقات العمكمية مف الجرائـ
العمدية التي تقتضي تكافر القصد الجنائي بعنصريو العمـ كاإلرادة ،إلى جانب اتجاه اإلرادة إلتياف السمكؾ
اإلجرامي ،كىك ما يستفاد مف نص المادة 1/26مف ( ؽ ك ؼ ـ).
حيث يتعيف أف يعمـ الجاني بأنو مكظؼ عمكمي ،كأف ما يقكـ بو يدخؿ ضمف اختصاصو الكظيفي
الذم ىك أساس السمكؾ اإلجرامي ،كالمتمثؿ في إبراـ أك تأشير عقد أك اتفاقية أك صفقة أك ممحؽ،
كبالتالي فعمى القضاة أف يبرزكا كيكضحكا بأف ىذه الصفقة أبرمت مف قبؿ شخص عمكمي ،كأنو قاصد
مف كراء ذلؾ المساس بمصالح الدكلة أك الجماعات المحمية أك الييئة التي يمثميا ،كأف يبرزكا في تطبيقيـ
ليذه الجريمة العنصر المعنكم كىك الشعكر مف طرؼ المتيـ ،كىك عالـ بأنو يمس مصالح الدكلة،2
كبالتالي فإف انتفاء أم عنصر مف ىذه العناصر يؤدم إلى انتفاء القصد الجنائي العاـ ،3كىك ما يعرض
قرارىـ لمنقض كىذا ما يظير مف قرار المحكمة العميا المؤرخ في 2006/02/15بقكليا "..يعد سؤاال غير
قانكني بخصكص جريمة إبراـ صفقة مخالفة لمتشريع ،الخالي مف أركانيا المتمثمة في أف يككف الفاعؿ
مكظفا أك شبييا بو ،أف يبرـ العقد أك الصفقة بإسـ الييئة التي يعمؿ لصالحيا ،أف يخالؼ األحكاـ
التشريعية أك التنظيمية المعمكؿ بيا ،مع ضركرة ذكر التشريع أك التنظيـ الذم تمت مخالفتو ،أف يككف
الغرض مف العقد أك الصفقة إعطاء امتيازات غير مبررة لمغير..حيث أف السؤاؿ تضمف العنصر الثاني
كأغفؿ باقي العناصر المككنة ليا مما جعمو ناقصا ،األمر الذم يؤدم إلى النقض".4
يقصد بذلؾ اتجاه إرادة الجاني الكاعية كالحرة نحك ارتكاب الجريمة مف خبلؿ اإلدراؾ الشامؿ كالكعي
التاـ إلتياف السمكؾ اإلجرامي ،في إحدل صكره مخالفا في ذلؾ األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المتعمقة
بحرية الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات ،5ىذا كيشترط إلى جانب القصد الجنائي العاـ
العاـ تكافر القصد الجنائي الخاص ،6كالمتمثؿ في منح الغير امتيازات غير مبررة مع العمـ بأنيا غير
مبررة ،كأف ذلؾ يشكؿ جريمة في مفيكـ القانكف .ىذا كال يؤخذ في الحسباف الدافع إلى مخالفة األحكاـ
التشريعية
-1حمزة خضرم ،آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .359
-2قرار المحكمة العميا ،الغرفة الجنائية ،رقـ ،94149المجمة القضائية ،العدد األكؿ ،1993 ،المرجع السابؽ ،ص .190
-3عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .117
-4قرار المحكمة العميا ،الغرفة الجنائية ،رقـ ،354438المؤرخ في ،2006/12/15مجمة المحكمة العميا ،العدد األكؿ ،2006 ،ص .509
-5أحمد دغيش ،الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية في إطار قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف
الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ ،2013/05/20ص .09
-6محمد بكرارشكش ،متابعة الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية عمى ضكء قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو ،ج( ،2جرائـ الصفقات كالدعكة
الجزائية) ،ط ،1دار صبحي لمطباعة كالنشر ،الجزائر ،2014 ،ص .69
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كالتنظيمية ،حيث تقكـ الجريمة حتى لك كاف مف أعطى امتيازات غير مبررة ال يسعى مف كرائيا الحصكؿ
عمى فائدة خاصة كانما عف فائدة مؤسسة عمكمية ،1كما تقكـ الجريمة حتى كاف لـ يترتب عنيا زيادة في
التكمفة التي تتحمميا المصمحة المتعاقدة صاحبة الصفقة.2
ىذا؛ كيبقى عمى قضاة النيابة كحتى الحكـ إبراز كاثبات تكافر القصد الجنائي لدل الجاني مف خبلؿ
إبراز العبلقة بيف األفعاؿ المرتكبة بنية المتيـ في ارتكاب الفعؿ عف عمـ كارادة كذلؾ بمختمؼ طرؽ
اإلثبات مف قرائف كشيادة الشيكد ،كحتى المبلبسات التي صاحبت ارتكاب الفعؿ المجرـ.3
ختاما لذلؾ فإف ما يمكف تسجيمو أف المشرع الجزائرم قد كفؽ في مسايرة الجيكد كالمساعي الرامية
لمكافحة جرائـ الفساد بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية ،كخير دليؿ عمى ذلؾ أف المشرع قد عمؿ
عمى تجريـ بعض األفعاؿ مف بينيا تجريـ منح امتيازات غير مبررة في الصفقات العمكمية ،كالتي ال نجد
ليا أم أثر في اتفاقية اإلتحاد اإلفريقي لمنع الفساد كال اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد ،كانما ىي
جريمة استحدثيا المشرع بمكجب قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو.
غير أف ما يؤخذ ع مى المشرع الجزائرم في تنظيمو لؤلحكاـ المتعمقة بيذا النكع مف الجرائـ ،أنو عمؿ
مف خبلؿ المادة 26مف (ؽ كؼ ـ) بعد تعديميا بمكجب القانكف 05/11المتعمؽ بالكقاية مف الفساد
كمكافحتو عمى تضييؽ نطاؽ التجريـ ،كحصره في مخالفة األحكاـ التشريعية كالتنظيمية المتعمقة بحرية
الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات ،خبلفا لما كانت عميو الصياغة السابقة لمنص
،كالذم كاف يتسـ بنكع مف االتساع ليشمؿ أم مخالفة لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ بيا في مجاؿ
الصفقات العمكمية ،مما ال يضع مجاال لمتيرب كالتنصؿ مف المسؤكلية الجزائية ،كىك ما يعد شكبل مف
أشكاؿ رفع التجريـ عف ما قد يرتكب مف سمككات سمبية في ىذا المجاؿ ،حتى كاف كاف المشرع قد برر
تعديمو لمنص قصد إزالة العقبات أماـ المسيريف كالمتدخميف في تسيير مجريات التعاقد ،إال أف ذلؾ ال
يبرر رفعو لمتجريـ ،4في ظؿ ارتفاع مؤشرات الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية التي تقتضي تكسيع
نطاؽ التجريـ ليشمؿ حتى ما ىك محتمؿ الكقكع بالشكؿ الذم يعكس اإلرادة الحقيقية لمحد مف مختمؼ
مظاىر الفساد التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية.
كما يبلحظ كذلؾ أف المشرع مف خبلؿ نص المادة 26مف ( ؽ كؼ ـ) بعد تعديمو أنو لـ يكتفي
بتضييؽ نطاؽ التجريـ فحسب ،كانما عمؿ باإلضافة إلى ذلؾ عمى استبعاد المراجعة مف قائمة العمميات
التي يمكف أف تشكؿ منفذا لمسمكؾ اإلجرامي ،كىك ما ال نجد لو أم تبرير مف كراء قيامو بذلؾ ،كالتي كاف
مف األحسف أف يشمميا المشرع بالتجريـ مثمما كاف عميو الحاؿ سابقان قصد الحمكؿ أماـ أم سمكؾ قد يمس
بنزاىة العممية مف جية ،كالحد استنزاؼ الماؿ العاـ مف جية أخرل ،فالثغرات التي تضمنتيا فحكل ىذا
النص قد تشكؿ منفذا الرتكاب مختمؼ السمككات السمبية ،مما يؤدم إلى ىدـ المساعي المبذكلة مف
المشرع في مكاجية الفساد المسترتشي في مجاؿ الصفقات العمكمية.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المبحث الثاني:
تفعيؿ آليات قمع جرائـ الصفقات العمومية.
تعزي از لآلليات التي مكف مف خبلليا المشرع الجزائرم القضاء بنكعيو بالتدخؿ في مجاؿ الصفقات
العمكمية ،كنظ ار لمخطكرة الناجمة عف جرائـ الصفقات العمكمية ،كآثارىا عمى الماؿ العاـ كحس تسييره
كاستنزاؼ المقدرات المالية لمدكلة ،لـ يكتؼ المشرع بيذه اآلليات كالتدابير كانما الزميا المشرع بتدابير
كأحكاـ تساىـ في تفعيميا ،خاصة بالنظر إلى الصعكبات التي غالبا ما تتعمؽ بكيفية الكصكؿ بمرتكبي
ىذه الجرائـ التي أصبح يتصؼ مرتكبكىا بصفة المجرـ المعمكماتي ،نتيجة اكتسابيـ لمميارات الفنية
1
المتعمقة باألصكؿ كالقكاعد المالية كالقانكنية ،كحسف استغبلليـ لمكسائط التكنكلكجية في ارتكاب الجرائـ
بما في ذلؾ جرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية ،األمر الذم استدعى ضركرة تدخؿ المشرع بتبني سياسة
خاصة لمبلحقة كتتبع مرتكبي ىذه الجرائـ ،خاصة كأنيا كضعت مختمؼ الجيات التي خكليا القانكف قمع
جرائـ الفساد أماـ تحديات كبرل دفعت بالمشرع إلى مسايرتيا مف خبلؿ تبني إصبلحات كآليات في مجاؿ
البحث كالتحرم عف جرائـ الفساد التي قد تطاؿ الصفقات العمكمية.
المطمب األوؿ:
البحث والتحري عف جرائـ الصفقات العمومية.
تعد الضبطية القضائية صاحبة االختصاص األصيؿ في مباشرة مياـ البحث كالتقصي عف الجرائـ،
بما في ذلؾ الجرائـ التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية ،كالتي عرفت انتشا ار كاسعا نتيجة استغبلؿ
الكسائط التكنكلكجية الحديثة ،ما جعؿ التدابير كاآلليات التقميدية عاجزة أماميا كالتي أثبت الكاقع قصكرىا،
األمر الذم جعؿ السمطات المختصة أماـ رىاف مكاجية اإلجراـ الحديث الذم دفع بالمشرع إلى تعزيز
سمطات الضبطية القضائية بآليات كتقنيات حديثة ،بما يمكنيا مف مكاجية الصعكبات التي تعترض
عمميات البحث كالتحرم ،اعتبا ار لخطكرة األفعاؿ كلطبيعتيا الخاصة كاستعماؿ مرتكبييا لكسائؿ حديثة
لمتكاصؿ فيما بينيـ ،كذلؾ بما يتناسب كمتطمبات ضبط الكجو الحديث لئلجراـ كبالشكؿ الذم يمكنيا مف
التكيؼ مع المتغيرات الراىنة.2
1
- PICOTTI Lorenzo L’élargissement des formes de préparation et de participation, rapport général, Revue
Internationale de Droit Pénal, Paris, N°(78), 2007, p 408.
-2سامية بكالفة ،األساليب المستحدثة في التحريات الجزائية ،مجمة الباحث لمدراسات األكاديمية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة باتنة (،)1
العدد التاسع ،جكاف ،2016ص .391
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
الفرع األوؿ:
مواجية األفعاؿ المرتكبة أثناء البحث والتقصي.
تعد أفع اؿ عرقمة حسف سير العدالة إحدل العقبات التي تحد مف متابعة جرائـ الفساد عمكما
كالصفقات العمكمية عمى كجو الخصكص ،كيزداد األمر سكءا عندما يعمد مرتكبي ىذه الجرائـ بممارسة
مختمؼ أشكاؿ التأثير عمى الشيكد ،كالمكظفيف الذيف أناط بيـ المشرع عممية البحث كالتقصي سكاء
ب التيديد أك الترىيب أك الترغيب ،كىك ما دفع بالمشرع إلى تكسيع دائرة التجريـ لتشمؿ كؿ ما قد يمس
بحسف سير العدالة كالتي جسدىا في تجريـ إعاقة السير الحسف لمعدالة ،كعدـ اإلببلغ عف جرائـ الفساد
ككذا الببلغ الكيدم كالتي تشكؿ عقبة أماـ متابعة جرائـ التي قد تطاؿ الصفقات العمكمية.
يقصد بيا كؿ فعؿ مف كرائو تضميؿ العدالة كحمميا عمى تككيف القناعة كاالعتقاد بشرعية تصرؼ أك
قانكنية رأم ،أك سبلمة إجراء عمى خبلؼ الحقيقة ،مما يترتب عنو عرقمة عمؿ الجيات المعنية كانحراؼ
جيكدىا في استجبلء الحقيقة نتيجة ليذه السمككات ،التي يقصد مف كرائيا الحمكؿ دكف السير الحسف
لمقتضيات تحقيؽ العدالة ،لذلؾ عمد المشرع الجزائر عمى تجريـ كؿ سمكؾ قد يمس بحسف سير العدالة
مف خبلؿ أحكاـ المادة 44مف ( ؽ ك ؼ ـ) التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف ستة ( )6أشير إلى
خمس ( )5سنكات كبغرامة مف 50.000دج إلى 500.000دج :
-كؿ مف استخدـ القكة البدنية أك التيديد أك الترىيب ،أك الكعد بمزية غير مستحقة أك عرضيا أك منحيا
لمتحريض عمى اإلدالء بشيادة زكر أك منع اإلدالء بالشيادة أك تقديـ األدلة في إجراء يتعمؽ بارتكاب
أفعاؿ مجرمة كفقا ليذا القانكف.
-كؿ مف استخدـ القكة البدنية أك التيديد أك الترىيب لعرقمة سير التحريات الجارية بشأف األفعاؿ المجرمة
كفقا ليذا القانكف.
-كؿ مف رفض عمدا كدكف تبرير تزكيد الييئة بالكثائؽ كالمعمكمات المطمكبة ".
كفقا ألحكاـ ىذا النص تقتضي جريمة عرقمة السير الحسف لمعدالة ضركرة تكافر ثبلثة أركاف جكىرية
ىي:
ذلؾ بأف تنصب أفعاؿ العنؼ كالتيديد أك الترىيب أك الترغيب ضد شاىد ،أك مكظؼ عمكمي أنيط
بو القياـ بإجراءات البحث كالتحرم بخصكص إحدل الجرائـ التي نصت عمييا أحكاـ قانكف الكقاية مف
الفساد كمكافحتو ،بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يقكـ الركف المادم لجريمة إعاقة حسف سير العدالة باستخداـ مظاىر التأثير ،كىي إما ترىيبية
باستخداـ القكة الجسدية أك التيديد أك الترىيب ،كالتيديد بالقتؿ أك الطرد مف العمؿ أك النقؿ مف مكاف
آلخر ،أك ترغيبية كذلؾ بالكعد بمزية غير مستحقة ،أك عرضيا أك منحيا قصد حمؿ الشاىد عمى اإلدالء
بشيادة زكر أك عدـ اإلدالء بالشيادة ،أك تقديـ األدلة في إجراء يتعمؽ بارتكاب إحدل جرائـ الصفقات
العمكمية ،أك تيديد أك ترىيب المكظؼ العمكمي قصد عرقمة سير التحريات الجارية لتقصي الحقائؽ
المتعمقة بالجريمة ،كالمبلحظ في ىذا الشأف أف المشرع لـ يشترط أف تنصب أفعاؿ التأثير عمى الشاىد أك
المكظؼ بشكؿ مباشر ،كانما يمكف أف تنصب تمؾ األفعاؿ عمى زكجو أك أبنائو أك أحد أقاربو.1
طبقا لممادة 44مف (ؽ ك ؼ ـ) تعد جريمة إعاقة سير العدالة مف الجرائـ القصدية ( العمدية)
تتطمب إرادة السمكؾ المادم ،سكاء بالتيديد كالترىيب أك الترغيب ،قصد التحريض عمى اإلدالء شيادة
زكر أك عدـ اإلدالء بيا أك تقديـ األدلة أك رفض تزكيد الييئة بالكثائؽ كالمعمكمات الضركرية مع العمـ
بتكافر مختمؼ عناصر الجريمة.
بذلؾ يككف المشرع الجزائرم قد جسد النمكذج القانكني لمتجريـ ،بغرض حماية كؿ المتدخميف في
متابعة جرائـ الصفقات العمكمية مف مختمؼ الضغكطات كالتيديدات التي قد تطاليـ ،قصد منعيـ مف
اإلدالء بالشيادة أك التحريض عمى اإلدالء شيادة زكر ،ككؿ ما مف شأنو أف يؤدم لعرقمة سير العدالة،
كىك ما يعكس اإلرادة الحقيقية التي ينتيجيا المشرع قصد اإلحاطة بحقائؽ الجرائـ كالحد مف أشكاؿ الفساد
التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية.
دائما كفي إطار تعزيز آليات الردع الرامية لمتابعة كتشجيع الكشؼ عف جرائـ الفساد بما فييا جرائـ
الصفقات العمكمية ،ألزـ المشرع الجزائرم كؿ شخص يصؿ إلى عممو يحكـ كظيفتو أك مينتو ارتكاب أك
محاكلة ارتكاب إحدل جرائـ الفساد بضركرة اإلببلغ عنيا ،كيعاقب طبقا لممادة 47مف (ؽ كؼ ـ) في
حالة عدـ االلتزاـ بيذا الكاجب " بالحبس مف ستة ( )6أشير إلى خمس ( )5سنكات كبغرامة مف
50.000دج إلى 500.000دج ،كؿ شخص يعمـ بحكـ مينتو أك كظيفتو الدائمة أك المؤقتة بكقكع
جريمة أك أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف كلـ يبمغ عنيا السمطات العمكمية المختصة
في الكقت المبلئـ " ،كىي جريمة تتفؽ جريمة عدـ اإلببلغ عف جناية المنصكص عمييا في المادة 181
-1عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .248
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
مف قانكف العقكبات الجزائرم ،1كىذا ترجمة لما أفادت بو المادة 08مف اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة
الفساد التي أقرت بضركرة كجكب قياـ كؿ دكلة طرؼ في االتفاقية ،ككفقا لممبادئ األساسية لقانكنيا
الداخمي ،بإرساء تدابير كنظـ تس يير قياـ المكظفيف العمكمييف بإببلغ السمطات المعنية عف أفعاؿ الفساد
عندما ينتبيكف لمثؿ ىذه األفعاؿ أثناء مباشرتيـ لكظائفيـ ،إلى جانب اتخاذىا لتدابير تأديبية ضد
المكظفيف في حاؿ مخالفتيـ لممدكنات كالمعايير المكضكعية كفقا ليذا النص.
يدعـ ىذا النص ما أفادت بو المادة 32مف (ؽ إ ج ج) بقكليا " يتعيف عمى كؿ سمطة نظامية ككؿ
ضابط أك مكظؼ عمكمي يصؿ إلى عممو أثناء مباشرتو ميما كظيفتو خبر جناية أك جنحة إببلغ النيابة
العامة بغير ثكاف ،كأف يكافييا بكافة المعمكمات كيرسؿ إلييا المحاضر كالمستندات المتعمقة بيا ".
بناء عمى ما سبؽ فإف ىذه الصكرة مف جرائـ إعاقة حسف سير العدالة تقتضي تكافر عناصر جكىرية
تتمثؿ في:
لـ يفصح المشرع الجزائرم صراحة عمى تتكافر في الجاني صفة المكظؼ العمكمي ،فقد اكتفى مف
خبلؿ المادة 47مف ( ؽ ك ؼ ـ) بقكلو "..كؿ شخص يعمـ بحكـ مينتو أك كظيفتو " ..غير أف ما
يستفاد مف كراء ىذه العبارة كالراجح أف يككف مكظفا عمكميا ينتيي إلى عممو بحكـ كظيفتو أك مينتو كقكع
إحدل جرائـ الصفقات العمكمية.
كيثار في ىذا الصدد ذات اإلشكاؿ الذم أثير بخصكص االمتناع عف تزكيد الييئة بالكثائؽ
كالمعمكمات التي قد تطمبيا ،اعتدادا في ذلؾ بالسر الميني الذم يمزـ المكظؼ العمكمي بضركرة عدـ
إفشائو ،إال أننا نتفؽ مع ما خمص إليو الدكتكر أحسف بكسقيعة الذم يرل بعدـ االعتداد بالسر الميني
كالتقيد بكاجب التبميغ رغـ غياب أم حكـ في أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو يفيد بعدـ األخذ
بالسر الميني الذم قد يككف مبر ار لعدـ التبميغ عف جرائـ الفساد بمختمؼ صكرىا.2
ال يمكف التبميغ إال إذا ارتكبت إحدل جرائـ الفساد بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية التي نصت
عمييا أحكاـ القانكف المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو ،كالرشكة أك منح الغير امتيازات غير المبررة
كغيرىا مف جرائـ الصفقات العمكمية ،كمف ىنا تختمؼ أحكاـ المادة 47مف ( ؽ ك ؼ ـ) عف أحكاـ
المادة 181مف قانكف العقكبات التي تفيد بأف يككف اإلببلغ عف الجرائـ التي تحمؿ كصؼ جناية فقط،
-1أفادت المادة 181مف األمر رقـ ،156/66المتعمؽ بقانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ بقكليا " فيما عدا الحالة المنصكص عمييا في الفقرة
األكلى مف المادة 91يعاقب بالحبس مف سنة إلى خمس سنكات كبغرامة مف 1.000إلى 10.000دج أك بإحدل ىاتيف العقكبتيف كؿ مف
يعمـ بالشركع في جناية أك بكقكعيا فعبل كلـ يخبر السمطات فك ار ".
-2عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .252
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
خبلفا لسياسة التجنيح التي انتيجيا المشرع مف خبلؿ أحكـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو ،حيث لـ
تشترط أحكاـ المادة 47منو كصفا معيف كانما جاءت بحكـ عاـ يشمؿ مختمؼ الجرائـ التي نصت عمييا
أحكاـ ىذا القانكف بغض النظر عف كصفيا القانكني.1
تقكـ ىذه الجريمة حاؿ امتناع الممتزميف بتبميغ السمطات المختصة بكقكع إحدل جرائـ الصفقات
العمكمية ،كالتي كصمت إلى عمميـ أثناء مباشرتيـ لمياميـ أك كظائفيـ المنكطة بيـ كذلؾ أثناء تسييرىـ
لمجريات العممية التعاقدية ،2غير أف المشرع مف خبلؿ أحكاـ المادة 47لـ يحدد عمى كجو الدقة
السمطات المعنية بتمقي الببلغات كانما اكتفت بقكليا "..كلـ يبمغ السمطات المعنية المختصة ،"..إال أف
المقصكد ىنا ىي السمطات التي أناط بيا المشرع صبلحية القياـ بالتحرم كالتقصي في جرائـ الفساد
كالمتمثمة في السمطات القضائية ،كاإلدارية التي يشتغؿ بيا كمصالح الشرطة القضائية كالييئة الكطنية
لمكقاية مف الفساد كمكافحتو.3
لـ تحدد أحكاـ المادة 47الميعاد الذم يتـ فيو إببلغ عف كقكع إحدل جرائـ الصفقات العمكمية كانما
عبر عنيا المشرع بقكلو "...في الكقت المبلئـ "..دكف تحديد مدة ىذا الكقت المبلئـ خبلفا لممادة 181مف
قانكف العقكبات التي اشترط التبميغ عف الجناية فكرا ،كىك ما يفسح المجاؿ أماـ السمطة القضائية لتقديره
حسب طبيعة كؿ جريمة كظركؼ كمبلبسات ارتكابيا.4
بذلؾ فإف فرض جزاءات عمى الممتنعيف أك المكظفيف المختصيف بإبراـ الصفقات العمكمية ،عف عدـ
اإلببلغ ع ف مثؿ ىذه الجرائـ مف شأنو أف يحقؽ الردع ليذه الفئة في حاؿ امتناعيـ عف ذلؾ ،كيزرع
الخكؼ لدل باقي المكظفيف الذيف بصدد ارتكابيـ إلحدل ىذه الجرائـ تحت احتماؿ أف أمر عدـ اإلببلغ
عنيـ يتزايد داخؿ المحيط الذم يشتغمكف بو ،كىك ما يشكؿ آلية لردع مختمؼ السمككات السمبية التي تمس
بالصفقات العمكمية كالماؿ العاـ بصفة عامة.5
يعد الببلغ الكيدم مف األساليب السمبية التي تمس بنزاىة مكظفي الدكلة ،كتحط مف سمعتيـ إلى
جانب إزعاج الجيات القضائية ،كمصالح الشرطة القضائية عف طريؽ ببلغات كاذبة التي تربكيا أحيانا
كتعرقؿ حسف سير العدالة كتضمميا أحيانا أخرل ،فإذا كاف المشرع قد عمؿ عمى تشجيع اإلببلغ عف
جرائـ الفساد كتكفير الحماية لممبمغيف عنيا ،إال أنو كفي مقابؿ ذلؾ ال يتساىؿ مع كؿ مف تسكؿ لو نفسو
الكيد بالغير لممساس بشرؼ الكظيفة كنزاىة رجاؿ الدكلة ،لذلؾ يعاقب المشرع كؿ مف بمغ عمدا السمطات
المختصة بببلغ كيدم يتعمؽ بإحدل جرائـ الفساد بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية 1كىك ما أكدتو
المادة 46مف ( ؽ ك ؼ ـ) التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف ستة ( )6أشير إلى خمس ()5
سنكات كبغرامة مف 50.000دج إلى 500.000دج ،كؿ مف أبمغ عمدا كبأية طريقة كانت السمطات
المختصة بببلغ كيدم يتعمؽ بالجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف ضد شخص أك أكثر" ،بينما
حددت المادة 145مف قانكف العقكبات المقصكد بالببلغ الكيدم بقكليا "...تبميغ أحد األشخاص السمطات
العمكمية بجريمة يعمـ بعدـ كقكعيا ،"..ىذا كتتفؽ جريمة الببلغ الكيدم في بعض جكانبيا مع جريمة
الكشاية الكاذبة المنصكص عمييا في المادة 300مف قانكف العقكبات ،كالتي تقتضي ضركرة تكافر
عناصر جكىرية تتمثؿ في:
ىك اإلخبار عف كاقعة غير صحيحة 2يراد مف كرائيا تكريط المبمغ عنو في إحدل جرائـ الصفقات
العمكمية كالرشكة ،كذلؾ عف طريؽ اصطناع أدلة كىمية كغير حقيقية يتقدـ بيا لمجيات المختصة
بالبحث كالتقصي ،3سكاء كانت سمطات إدارية أك مصالح الشرطة القضائية أك أم سمطة أخرل أناط بيا
المشرع صبلحية التحقيؽ ضد المبمغ ضده.4
بمعنى أف يككف مكضكع الجريمة المبمغ عنيا إحدل جرائـ الفساد المنصكص عمييا ضمف أحكاـ
قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو ،مع نية إلحاؽ الضرر بالمبمغ ضده أك اإليقاع بو ،5ذلؾ أف جريمة
الببلغ الكيدم تعد مف قبيؿ الجرائـ العمدية ،التي تقتضي اتجاه إرادة المبمغ إلى تقديـ معمكمات صكرية
ضد شخص أك أكثر ،مع العمـ بأف تمؾ المعمكمات كيدية كغير حقيقية ،كىك ما أكدتو محكمة النقض
المصرية في حكميا المؤرخ في 2004/10/25بقكليا " مف المقرر أف القصد الجنائي في جريمة الببلغ
الكاذب يتكافر بعمـ المبمغ بكذب الكقائع التي أبمغ عنيا كانتكائو السكء كاإلضرار بالمبمغ ضده.1"...
إف ما تجدر اإلشارة إليو؛ أف الصياغة التي كردت بيا 46مف (ؽ ك ؼ ـ) في إقرارىا ليذا النكع مف
الجرائـ ،أنيا ال تشجع عمى اإلببلغ عف جرائـ الفساد عمكما بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية ،ذلؾ
أف الصياغة التي كرد بيا ىذا النص تضع المبمغيف بيف مطرقة عدـ اإلببلغ كتحمؿ المسؤكلية عف ذلؾ
كسنداف الببلغ الكيدم في حالة عدـ تكفر األدلة الكافية أك العجز عف إثباتيا.2
كفي مقابؿ ذلؾ؛ فقد أقر المشرع الجزائرم في إطار تدعيـ النظاـ اإلجرائي لمكافحة جرائـ الفساد بما
فييا جرائـ الصفقات العمكمية ،معاممة متميزة لممتيميف المتعاكنيف في الكشؼ عف جرائـ الفساد كالتي
تتراكح طبقا لممادة ( 49ؽ ك ـ ؼ) بيف اإلعفاء مف العقاب أك تخفيض العقكبة ،حيث يعفى مف العقكبة
كؿ مف ارتكب أك شارؾ في جريمة أك أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف ،كقاـ قبؿ
مباشرة إجراء ات المتابعة بإببلغ السمطة اإلدارية أك القضائية أك الجيات المعنية كساعد عمى معرفة
مرتكبيا ،بينما تخفض العقكبة إلى النصؼ ،بالنسبة لكؿ شخص ارتكب أك شارؾ في إحدل الجرائـ
المنصكص عمييا في ىذا القانكف ،كالذم بعد مباشرة إجراءات المتابعة ساعد في القبض عمى شخص أك
أكثر مف األشخاص الضالعيف في ارتكابيا.
الفرع الثاني:
آليات الكشؼ والتحري الخاصة في مجاؿ الصفقات العمومية.
لقد أخذت الجرائـ اليكـ أبعاد متعددة لـ تكف معركفة مف قبؿ مستفيدة بذلؾ مف ثمار العكلمة ،نتيجة
مكاكبة شخصية المجرـ الحديث لمتطكر التكنكلكجي التي عجزت األساليب التقميدية عف مكاجيتو ،مما أكد
عمى ضركرة مكاكبة التشريعات العقابية ليذا التطكر بإيجاد آليات تتماشى كخصكصية اإلجراـ الحديث،3
كىك ما دفع بالمشرع إلى تكسيع صبلحيات المخكلة لمجياز القضائي ،كتعزيز صبلحيات الضبطية
القضائية ،مف خبلؿ تطكير أساليب البحث كالتحرم عف الجرائـ بما في ذلؾ جرائـ التي تعترم مجاؿ
الصفقات العمكمية ،كادخاؿ أساليب حديثة لـ تكف معركفة مف قبؿ في التشريع الجزائرم إلى جانب
األساليب التقميدية كالكبلسيكية ،التي لـ تعد قادرة عمى الكشؼ عف ىذه الجرائـ ،4كالتي حددتيا أحكاـ
-1حكـ محكمة النقض المصرية ،الطعف رقـ ،9941السنة القضائية رقـ ،65جمسة ،2004/10/25منشكر عمى مكقع محكمة النقض:
.http://www.cc.gov.eg
-2عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .251
-3أمينة معزيز ،التسرب في قانكف اإلجراءات الجزائية ،مجمة القانكف كالمجتمع ،تصدر عف مخبر القانكف كالمجتمع ،جامعة أحمد د اررية ،أدرار،
العدد الخامس ،جكاف ،2015ص .243
-4عز الديف كداعي ،التسرب كأسمكب مف أساليب البحث كالتحرم الخاصة عمى ضكء قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم كالمقارف ،المجمة
األكاديمية لمبحث القانكني ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة عبد الرحماف ميرة ،بجاية ،العدد الثاني ،2017 ،ص .201
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المادة 56مف (ؽ ك ـ ؼ) بقكليا " مف أجؿ تسييؿ جمع األدلة المتعمقة بالجرائـ المنصكص عمييا في
ىذا القانكف ،يمكف المجكء إلى التسميـ المراقب أك إتباع أساليب تحرم خاصة كالترصد اإللكتركني
كاالختراؽ ،عمى النحك المناسب كبإذف السمطات القضائية المختصة " ،بينما حددت أحكاـ قانكف
اإلجراءات الجزائ ية ضكابط إعماؿ ىذه اآلليات بالشكؿ الذم يكفؿ حرمة الحياة الخاصة لؤلفراد ،كذلؾ
بتخصيص فصميف كامميف مف الباب الثاني ،حيث خصص الفصؿ الرابع العتراض المراسبلت كتسجيؿ
األصكات كالتقاط الصكر ،بينما خصص الفصؿ الخامس ألسمكب التسرب.
تعد ىذه التقنية مف بيف آليات البحث كالتحرم التي استحدثيا المشرع الجزائرم بمكجب تعديؿ قانكف
اإلجراءات الجزائية لسنة ،2006كالتي عبرت عنيا أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو "باالختراؽ"،
كىي آلية تسمح لضابط أك عكف الشرطة القضائية بالتكغؿ داخؿ جماعة إجرامية ،تحت مسؤكلية ضابط
الشرطة القضائية المكمؼ بتنسيؽ عممية التسرب ،بيدؼ مراقبة األشخاص المشبو فييـ في ارتكاب جرائـ
الفساد بما في ذلؾ إبراـ صفقات مشبكىة ،ككشؼ الضالعيف في ارتكابيا كالكقكؼ عمى حقيقة فساد
المكظؼ القائـ عمى تسيير مجريات العممية التعاقدية ،كضبطو متمبسا بقبض عمكالت أك مزايا غير
مستحقة ككشؼ أنشطتو اإلجرامية ،كذلؾ بعد إخفاء اليكية الحقيقية كايياـ الفاعميف األصمييف أك الشركاء
عمى أنو فاعؿ أك شريؾ في العممية اإلجرامية.1
يعد التسرب أسمكب مف أساليب التحرم الخاصة التي عزز بيا المشرع اختصاصات الشرطة
القضائية ،إلى جانب أساليب التحرم الخاصة األخرل مف إعتراض المراسبلت كتسجيؿ األصكات كالتقاط
الصكر .كيقصد بيذه التقنية طبقا لممادة 65مكرر 12مف (ؽ إ ج ج) كالتي أفادت بقكليا " قياـ ضابط
أك عكف الشرطة القضائية ،تحت مسؤكلية ضابط الشرطة القضائية المكمؼ بتنسيؽ العممية ،بمراقبة
ٍ
خاؼ ،" ..كىك األشخاص المشتبو في ارتكابيـ جناية أك جنحة بإيياميـ أنو فاعؿ معيـ أك شريؾ ليـ أك
ما يتطابؽ كالتعريؼ الذم قدمو المشرع الفرنسي لمتسرب بمكجب الفقرة الثانية مف المادة 81-706مف
قانكف اإلجراءات الجزائية الفرنسي ،2كالذم يعد أسمكب استثنائي طبقا لممادة 65مكرر 11مف ( ؽ إ ج
ج) ال يتـ المجكء إليو إال إذا اقتضت ضركرات التحرم أك التحقيؽ في إحدل الجرائـ المذككرة حص ار في
-1ىدل زكزك ،التسرب كأسمكب مف أساليب التحرم في قانكف اإلجراءات ا لجزائية ،مجمة دفاتر السياسة كالقانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية،
جامعة قاصدم مرياح ،كرقمة ،العدد الحادم عشر ،جكاف ،2014ص .117
2
- code de procédure pénale français, dernière modification le 03/12/2017, publié sur le site:
www.legifrance.gouv.fr, Art 706-8 " L'infiltration consiste, pour un officier ou un agent de police judiciaire
spécialement habilité dans des conditions fixées par décret et agissant sous la responsabilité d'un officier de
police judiciaire chargé de coordonner l'opération, à surveiller des personnes suspectées de commettre un
crime ou un délit en se faisant passer, auprès de ces personnes, comme un de leurs coauteurs, complices ou
receleurs".
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المادة 65مكرر 5مف نفس القانكف ،مف بينيا جرائـ الفساد كالتي تعد جرائـ الصفقات العمكمية أحد
أبرزىا ليتـ الكقكؼ عمى أدؽ تفاصيميا كتحركيا مف الناحية البشرية كالمادية.1
نظ ار لمخطكرة التي يتسـ بيا ىذا اإلجراء كاآلثار الناجمة عنو ،كالتي تمس بحقكؽ كحريات األفراد
كضمانا لنجاح العممية لمكشؼ عف جرائـ الصفقات العمكمية ،كالكقكؼ عمى مختمؼ األطراؼ الضالعيف
في ارتكاب مثؿ ىذه الجرائـ ،فقد أحاطيا المشرع الجزائرم بجممة مف الضكابط القانكنية يترتب عف تخمفيا
بطبلف ىذا اإلجراء كعدـ مشركعيتو ،كتتجمى أىـ ىذه الضكابط في:
-/1الضوابط الشكمية:
سعيان مف المشرع عمى ضماف السير العادم كالحسف لمباشرة ىذه العممية ،كنظ ار لمخطكرة كالسرية
التي ينبغي أف تتسـ بيا ىذه العممية ،فقد أخضعيا لجممة مف الضكابط الشكمية ،كالتي يعد تكافرىا بمثابة
ضماف يحكؿ دكف التعسؼ كاالنحراؼ في استغبلليا 2كالمتمثمة في:
يمزـ ضابط الشرطة القضائية المكمؼ بعممية تنسيؽ عممية التسرب بتحرير تقرير كتابي يتضمف بياف
مفصؿ عف جميع العناصر المتعمقة بالعممية ،استنادا لنص المادة 65مكرر 13مف ( ؽ إ ج ج) ،عمى
أف يراعي في إعداد ىذا التقرير ككفقا لمترتيب الزمني جميع المعمكمات ذات الصمة كاألفعاؿ التي
استدعت لمقياـ بعممية التسرب ،كتحديد ىكية األشخاص المشتبو تكرطيـ في الجريمة (أسمائيـ كألقابيـ)،
كتحديد األماكف المراد التسرب فييا ،إلى جانب تضميف ىذا التقرير كافة العمميات المتعمقة بالتسرب إلى
غاية االنتياء مف ىذه العممية ،3عمى أف ال يتضمف ىذا التقرير كؿ ما مف شأنو أف يعرض الضابط أك
العكف المتسرب ككذا األعكاف المسخريف لذلؾ لمخطر الذم ييدد أمنيـ كسبلمتيـ.4
مف قبؿ ككيؿ الجميكرية المختص ،أك قاضي التحقيؽ بعد إخطار ككيؿ الجميكرية عمبل بمبدأ
الشرعية ،كالذم يشترط فيو بأف يككف مكتكبا كمسببا تحت طائمة البطبلف ،كمحددا ليكية العكف المتسرب
كضباط الشرطة القضائية المسؤكؿ عف العممية كتنسيؽ مجريات سيرىا ،كالجريمة المبرر ليا المجكء ليذا
اإلجراء كالتي ال يمكف أف تخرج عف قائمة الجرائـ التي حددتيا أحكاـ المادة 65مكرر 5مف (ؽ إ ج ج
-1نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع سابؽ ،ص .344
-2أمينة ركاب ،أساليب التحرم الخاصة في جرائـ الفساد في القانكف الجزائرم ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير ،تخصص قانكف عاـ معمؽ ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبك بكر بمقايد ،تممساف ،2015/2014 ،ص .105
-3نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .345
-4المادة 65مكرر 13مف األمر رقـ ،155/66المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
) حص ار بما في ذلؾ جرائـ الفساد كالصفقات العمكمية عمى كجو الخصكص ،كىك ما يتطابؽ كما جاء في
الفقرة األكلى مف المادة 81-706مف (ؽ إ ج ؼ) التي قيدت مباشرة ىذه العممية بكجكب الحصكؿ عمى
اإلذف ،كالمادة 83-706التي اشترطت بأف يككف ىذا اإلذف مكتكبا كمسببا ،يبيف فيو طبيعة الجريمة
كىكية ضابط الشرطة القضائية كالمدة الزمنية لمتسرب.
ىذا؛ كال يتكقؼ دكر السمطة القضائية المختصة بمجرد منح اإلذف ،كانما يتعدل ذلؾ لرقابة العممية
إلى غاية نيايتيا تحت رقابة كاشراؼ الجية التي أمرت بيا ،كذلؾ لمتابعة مختمؼ التطكرات كالمستجدات
التي قد تط أر أثناء سير عممية التسرب قصد معالجتيا ،كالحد مف مختمؼ التجاكزات التي قد ترتكب أثناء
مباشرة ىذه العممية إذا تطمبت خطكرة الكضع ذلؾ.1
التي ال يمكف أف تتجاكز أربعة ( )04أشير ،كىي نفس المدة التي أقرىا المشرع الفرنسي ضمف
أحكاـ المادة 83-706مف (ؽ إ ج ؼ) عمى أف يمكف تجديدىا حسب مقتضيات التحرم أك التحقيؽ
ضمف نفس الشركط الشكمية كالزمنية ،كذلؾ إذا لـ يتمكف المتسرب مف تكقيؼ نشاطاتو في ظركؼ تضمف
أمنو كسبلمتو مف جية ،كانياء المياـ المككمة إليو مف جية أخرل.2
ىذا؛ كيجكز لمقاضي الذم رخص بإجراء العممية أف يأمر كفي أم كقت بكقفيا ،3كفي حالة ما إذا
تقرر كقؼ العممية أك عند انقضاء الميمة المحددة في اإلذف بالتسرب ،كفي حالة عدـ تمديدىا يمكف
لمعكف المتسرب مكاصمة نشاطاتو عمى أف ال يتجاكز ذلؾ مدة أربعة ( )04أشير ،شريطة إخطار القاضي
المرخص بإجراء ىذه العممية بضركرة المكاصمة لتأميف سبلمة كأمف المتسرب ،كذلؾ في أقرب كقت
ممكف ،4كفي حالة انقضاء ىذا األجؿ دكف أف يتمكف المتسرب مف تكقيؼ نشاطو في ظركؼ تضمف أمنو
كسبلمتو ،يمكف ىذا القاضي أف يرخص بتمديدىا لمدة أربعة أشير أخرل عمى األكثر ،5مع إيداع
الرخصة في ممؼ اإلجراءات بعد االنتياء مف العممية ككنيا تتسـ بطابع السرية ،كالتي يجب أف ال يعمـ
بيا إال الجية التي رخصت بمباشرة العممية كالضابط المنسؽ ليا ،ككذا الضابط القائـ بعممية التسرب.6
-/2الضوابط الموضوعية:
زيادة عمى إخضاع مباشرة ىذه اآللية لمضكابط التي سبؽ بيانيا ،فقد قيد مباشرىا مف قبؿ فئة معينة
-1جماؿ نجيمي ،إثبات الجريمة عمى ضكء اإلجتياد القضائي (دراسة مقارنة) ،دار ىكمة ،الجزائر ،2012 ،ص .452
-2عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .271
-3المادة 65مكرر 15مف األمر رقـ ،155/66المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ.
-4عبد المجيد جبارم ،دراسات قانكنية في المادة الجزائية عمى ضكء أىـ التعديبلت الجديدة ،دار ىكمة ،الجزائر ،2013 ،ص .61
-5المادة 65مكرر 17مف األمر رقـ ،155/66المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ.
-6أمينة معزيز ،المرجع السابؽ ،ص .254
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
حددتيا أحكاـ (ؽ إ ج ج) ،إلى جانب ربطيا بتحقؽ حالة الضركرة نتيجة عدـ كفاية كنجاعة
األساليب التقميدية في الكشؼ عف خيكط الجريمة ،كااللتزاـ بكاجب السرية ضمانا لنجاح العممية مف جية،
كحماية في ذلؾ لمفرد القائـ بالعممية مف ناحية أخرل.
لقد حددت المادة 65مكرر 12مف ( ؽ إ ج ج) طائفة األشخاص المخكؿ ليـ القياـ بعممية
التسرب ،كالتي حصرتيا في كؿ مف ضابط أك عكف الشرطة القضائية ،عمى أف تتـ مباشرة ىذه العممية
تحت مسؤكلية كاشراؼ ضابط الشرطة القضائية المكمؼ بتنسيؽ ىذه العممية ،كالذم يعد بمثابة ىمزة
كصؿ بيف المتسرب الذم كمؼ بالقياـ بالعممية ،كالسمطة القضائية المختصة التي تبقى ليا صبلحية
متابعة مراقبة مختمؼ أطكار كمستجدات عممية التسرب ،غير أف حصر عممية تنسيؽ ىذه العممية في
ضابط الشرطة القضائية المنسؽ لمعممية قد يطرح بعض اإلشكاالت خاصة في حالة حدكث أم مانع ليذا
األخير ،كالذم قد يحكؿ دكف إيصاؿ المعمكمات باعتباره المنسؽ الكحيد لمعممية بيف المتسرب كالجية
المرخصة لذلؾ ،مما قد يعرض العممية بحد ذاتيا لمفشؿ ،مما يجعمنا نقر بضركرة تكسيع دائرة المعنييف
باإلشراؼ عف عممية التسرب بالشكؿ الذم يضمف نجاح العممية كنجاعتيا ،كتجنب ما قد يط أر مف
مستجدات قد تعيؽ سير العممية أك فشميا.
ىذا؛ كقد أجاز المشرع لضباط كأعكاف الشرطة القضائية تسخير بعض األشخاص ،إلجراء عممية
التسرب مف تقنييف أك فنييف أك مخبريف ،يستعاف بيـ أثناء عممية البحث كالتحرم عف جرائـ الفساد بما في
ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية ،الذيف يبقى تقدير اختيارىـ لضابط الشرطة المنسؽ لمعممية تحت رقابة
القضاء.1
كالمبلحظ أف المشرع قد سكت عف حالة اكتشاؼ القائـ بعممية التسرب ارتكاب جرائـ أخرل غير تمؾ
الجرائـ المحددة في اإلذف بالتسرب ،كما إذا كاف ذلؾ يعد سببا في بطبلف اإلجراءات أـ ال مثمما فعؿ
بخصكص إجراء الترصد اإللكتركني ،كالتي أقر بأنيا ال تككف سببا في بطبلف اإلجراءات العارضة طبقا
لممادة 65مكرر 6مف ( ؽ إ ج ج).
نظ ار لآلثار التي قد تنجـ عف مباشرة عممية التسرب ،كمساميا بقدسية الحقكؽ كالحريات الخاصة
لمفرد ،فقد ألزـ القانكف بعدـ المجكء ليذه التقنية ،إال إذا اقتضت ضركرات البحث كالتحرم ذلؾ طبقا المادة
65مكرر 11مف ( ؽ إ ج ج) ،كالمادة المادة 81-706في فقرتيا األكلى مف ( ؽ إ ج ؼ) ، 2مما
-1نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .348
2
- Art 706-8 - " .. Lorsque les nécessités de l'enquête ou de l'instruction..".
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يجعمنا نقر بأف التسرب قد أجيز لعمة كلغرض خاص ،يتمثؿ في ضبط كؿ ما يفيد في كشؼ الحقيقة عف
الجريمة محؿ البحث كالتحقيؽ بشأنيا في حالة عدـ نجاعة الكسائؿ التقميدية في ذلؾ ،كاف تخمؼ ىذه
العمة يمنع الجية المختصة مف اإلذف بمباشرة ىذه العممية كاال عد ذلؾ تعسفا.1
نظ ار لمخطكرة التي قد يتعرض ليا ضابط أك عكف الشرطة القضائية القائـ بعممية التسرب ،أجاز
المشرع الجزائرم لممتسرب إخفاء ىكيتو كصفتو الحقيقية أثناء مباشرة ىذه الميمة طبقا لممادة 65
مكرر 16مف ( ؽ إ ج ج) ،المادة 84-706مف ( ؽ إ ج ؼ) ،2كالتي تبقى سريتيا محصكرة بيف الجية
المانحة لئلذف بالتسرب كضابط الشرطة القضائية المسؤكؿ كالمنسؽ لمعممية ،كالعنصر المتسرب الذم
يتكلى تنفيذىا ،كفي سبيؿ ذلؾ فقد أجاز المشرع استعماؿ ىكية مستعارة ،كالتي تقتضي تزكيد العكف
المتسرب بكثائؽ إدارية كرسمية تساعد عمى إخفاء اليكية الحقيقية ،3كذلؾ ضمانا ألمنو كسبلمتو كتمكينو
مف التكغؿ داخؿ الجماعة اإلجرامية ،مما يساعد كشؼ الخيكط الحقيقية لمجريمة كمختمؼ األطراؼ
الضالعيف في ارتكابيا ،مف خبلؿ استغبلؿ ىذه التقنية كالتي تبررىا ضركرة الكشؼ عف الجرائـ كالحفاظ
عمى المقدرات المالية لمدكلة كالحد مف طرؽ استنزافيا.
نتيج ة لخطكرة عممية التسرب عمى منفذييا سكاء أثناء مباشرة العممية أك بعد انتيائيا ،كالتي قد تكدم
بحياتو كحياة عائمتو فقد كفمت مجمؿ التشريعات العقابية التي أخذت بيذه التقنية الحماية القانكنية لمقائميف
بيا ،مف خبلؿ تكفير جممة مف الضمانات ،كالمتمثمة في اإلعفاء مف المسؤكلية الجزائية نتيجة الرتكابو
بعض األفعاؿ التي تدخؿ في دائرة التجريـ ،كذلؾ مف أجؿ كشؼ المكظؼ أك المكظفيف الضالعيف في
ارتكاب إحدل جرائـ الصفقات العمكمة ( ،)1كتجريـ كشؼ ىكية العنصر المتسرب ( ،)2كىك ما يكفر
الحماية البلزمة لمفرد المتسرب:
مف أجؿ الكصكؿ لمغاية المنشكدة مف كراء عممية التسرب ،عمد المشرع الجزائرم عمى إعفاء ضباط
كأعكاف الشرطة القضائية المأذكف ليـ بتنفيذ العممية ،كالمسخريف ليا مف المسؤكلية الجزائية عف كؿ
األفعاؿ المرتبطة بيذه العممية ،كذلؾ بغض النظر عف المركز اإلجرامي لممتسرب سكاء كاف فاعبل أصميا
-1أمينة ركاب ،أساليب التحرم الخاصة في جرائـ الفساد في القانكف الجزائرم ،المرجع السابؽ ،ص .100
2
- Art 706-8 " l'identité réelle des officiers ou agents de police judiciaire ayant effectué l'infiltration sous une
identité d'emprunt ne doit apparaître à aucun stade de la procédure ".
-3أمينة معزيز ،المرجع السابؽ ،ص .268
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
أك شريكا ،أك مساىما مساىمة مباشرة في تنفيذ الجريمة ،1كالمتمثمة كفقا لما أفادت بو المادة 65مكرر14
مف ( ؽ إ ج ج) في:
-اقتناء أك حيازة أك نقؿ أك تسميـ أك إعطاء مكاد أك أمكاؿ أك منتكجات أك كثائؽ أك معمكمات متحصؿ
عمييا مف ارتكاب الجرائـ أك المستعممة في ارتكابيا.
-استعماؿ أك كضع تحت تصرؼ مرتكبي ىذه الجرائـ الكسائؿ ذات الطابع القانكني أك المالي ،ككذا
كسائؿ النقؿ أك التخزيف أك اإليكاء أك الحفظ أك اإلتصاؿ ،كذلؾ دكف أف يشكؿ ارتكاب ىذه األفعاؿ
منو تحريضا عمى ارتكاب الجريمة.
األ صؿ أف ىذه األفعاؿ تشكؿ جرائـ يعاقب عمييا القانكف ،إال أف مقتضيات ممارسة عممية التسرب
قد بررتيا ،بؿ كأكثر مف ذلؾ فيي تشكؿ إحدل أىـ أسباب نجاح العممية ،كبذلؾ فقد أخرجيا مف دائرة
التجريـ إلى دائرة األفعاؿ المبررة الغير معاقب عمييا عمبل بنص المادة 39مف (ؽ ع ج) التي نصت
عمى أف ال تشكؿ الجريمة إذا كاف الفعؿ قد أمر أك أذف بو القانكف.
إف ما يبلحظ أف المشرع قد سكت عف ترتيب المسؤكلية التأديبية لممتسرب في حاؿ إخبللو بكاجباتو
المينية أثناء مباشرة العممية أك بمناسبتيا ،فيؿ يسأؿ أك يعفى المتسرب عف ذلؾ؟ فضبل عف سككتو عف
ترتيب المسؤكلية المدنية في حاؿ صدكر بعض األفعاؿ مف التسرب كالتي قد تحدث أضرار لمغير؟ ناىيؾ
عما قد تتطمبو ىذه العممية مف قياـ المتسرب ببعض التصرفات المدنية أك التجارية كإبراـ العقكد كعقد
التكريد أك البيع إذا ما اقتضت العممية ضركرة ذلؾ ،مما يجعمنا نتساءؿ عف المكقؼ القانكني لممتسرب
بعد انتياء العممية حياؿ ىذه المسألة كما ىك مصير تمؾ العقكد ؟ فيؿ تعد ىذه األخيرة كقتية تبعا لعممية
التسرب؟ كىؿ يجكز لممتسرب التنصؿ مف التزاماتو المترتبة عنيا كعمى أم أساس؟ 2كعميو فمف الضركرم
أف يحدد المشرع مكقفو تجاه ىذه المسألة مف خبلؿ النص عمى إباحة األفعاؿ التي تدخؿ ضمف قياـ
المسؤكلية التأديبية أك المدنية ،كحمكؿ الدكلة ممثمة في أجيزتيا كضامف لما قد ينجر عف سير ىذه
العممية.3
فضبل عف إلزاـ القانكف المتسرب عف عدـ الكشؼ عف ىكيتو الحقيقة في أم مرحمة مف مراحؿ
العممية ،رتب المشرع الجزائرم جممة مف العقكبات عمى كؿ شخص تسبب في الكشؼ عف اليكية الحقيقة
لضابط أك عكف الشرطة القضائية المنفذ لعممية التسرب ،نظ ار لما قد يترتب عف ذلؾ مف فشؿ كاعاقة
ليذه العممية ،كالرامية لتقصي الحقائؽ ككشؼ المكظفيف الضالعيف في ارتكاب إحدل جرائـ الصفقات
العمكمية ،لذلؾ كطبقا لممادة 65مكرر 16مف ( ؽ إ ج ج) يعاقب كؿ مف يكشؼ ىكية ضابط أك أعكاف
الشرطة القضائية بالحبس مف سنتيف ( )2إلى خمس ( )5سنكات كبغرامة مف 50.000دج إلى
200.000دج ،كتشدد العقكبة إذا تسبب الكشؼ عف اليكية في أعماؿ عنؼ أك ضرب كجرح عمى أحد
ىؤالء األشخاص أك أزكاجيـ أك أبنائيـ أك أصكليـ المباشريف فتككف العقكبة بالحبس مف خمسة ( )5إلى
عشر ( )10سنكات كبغرامة مف 200.000دج إلى 500.000دج ،كاذا تسبب ىذا الكشؼ في كفاة
أحد ىؤالء األشخاص تككف العقكبة بالحبس مف عشر ( )10سنكات إلى عشريف ( )20سنة كبغرامة مف
500.000دج إلى 1.000.000دج ".
ما يبلحظ في ىذا الشأف أف المشرع الجزائرم ،كعمى غرار المشرع الفرنسي قد عمد إلى تشديد
العقكبة المقررة لمشخص الذم يكشؼ عف ىكية منفذم عممية التسرب ،كذلؾ حسب جسامة الضرر
المترتب عف ذلؾ ،غير أف ما يؤخذ عمى المشرع الجزائرم أنو لـ يكسع مجاؿ الحماية لؤلشخاص
المسخريف مف قبؿ ضابط أك عكف الشرطة القضائية لمقياـ بعممية التسرب ،بالرغـ مف أف المشرع قد أفاد
ىذه الفئة باإلعفاء مف المتابعة الجزائية طبقا لممادة 65مكرر 14مف ( ؽ إ ج ج) شأنيـ في ذلؾ شأف
الضابط أك العكف المتسرب ،كىك ما يدفعنا لمتساؤؿ عف عدـ إفادتيـ بالحماية فيؿ يعد ذلؾ إسقاط ليا أـ
أف ذلؾ مجرد سيك مف قبؿ المشرع؟ كىك ما يستدعي ضركرة تدارؾ ذلؾ نظ ار لمدكر الذم قد تمعبو ىذه
الفئة في ضماف نجاح مجريات العممية ،إلى جانب إمكانية تعرضيـ لؤلخطار التي تيدد سبلمتيـ مثميـ
مثؿ الضابط أك العكف المتسرب.
ىذا؛ كقد أقر المشرع عدـ جكاز سماع المتسرب كشاىد ،كانما أجاز سماع ضابط الشرطة القضائية
الذم تجرل العممية تحت مسؤكليتو دكف سكاه ،بصفتو شاىدا عف العممية طبقا لممادة 65مكرر 18مف (
ؽ إ ج ج) ،عمى الرغـ مما قد يتكفر لدل العكف المتسرب مف معمكمات تفيد عممية التحقيؽ كجمع األدلة
خبلفا لمضابط المسؤكؿ عف عممية التنسيؽ ،كالذم لـ يعايف أم فعؿ ما عدا ما تمقاه في التقرير المعد مف
طرؼ المتسرب.
كاألكثر مف ذلؾ أف المشرع لـ يعطي أم قيمة ثبكتية لؤلدلة الناتجة عف عممية التسرب ،التي تبقى
مجرد استدالالت كق رائف ال يمكف التأسيس عمييا لكحدىا في تككيف اقتناع القاضي رغـ خطكرة ىذه
العممية بالنسبة لممتسرب مما يجعميا تخضع لممبادئ العامة في اإلثبات الجنائي.
مسايرة لمتقنيات المتطكرة التي أضحت المتنفس األمثؿ لمختمؼ مرتكبي جرائـ الفساد ،بما في ذلؾ
الجرائـ التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية لتنفيذ أغراضيـ اإلجرامية كاخفاء أدلتيا ،كالتي جعمت مف
الكسائؿ التقميدية في البحث كالتحرم ،كسيمة غير كافية أماـ التحديات الراىنة لئلجراـ الحديث مف خبلؿ
اس تغبلؿ الكسائط التكنكلكجية ،كىك األمر الذم دفع إلى ضركرة العمؿ عمى دمج ىذه التقنيات ضمف
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كسائؿ اإلثبات الجنائي كاعتمادىا مف طرؼ التشريع كالقضاء ،1كىك ما تبناه المشرع الجزائرم بمكجب
المادة 65مكرر 5مف (ؽ إ ج ج) ،كالمشرع الفرنسي مف خبلؿ المادة 95-706كالمادة 96-706مف
(ؽ إ ج ؼ) ،مف خبلؿ تمكيف ضابط الشرطة القضائية في سبيؿ إظيار الحقيقة بالتعدم عمى قدسية
الحياة الخاصة ،كذلؾ باعتراض المراسبلت كتسجيؿ األصكات كالتقاط الصكر ،كالتي عبرتيا عنيا المادة
56مف (ؽ ك ؼ ـ) بالترصد االلكتركني ،2كىي إجراءات تحقيؽ قضائي ال تخرج عف مفيكـ المراقبة،
فالحؽ في الخصكصية كاف نادت الدساتير كالمكاثيؽ الدكلية عمى قدسيتيا إال أنيا تجد حدكدىا متى تعمؽ
األمر بمصمحة التحقيؽ ككشؼ الجريمة كاظيار الحقيقة ،3السيما إذا تعمؽ األمر باالعتداء عمى الماؿ
العاـ مما جعؿ تكريس ىذه التقنيات حتمية فرضتيا حماية الماؿ العاـ مف أشكاؿ النيب كالتبذير،
كمكاجية في ذلؾ لمكسائؿ كالتقنيات التكنكلكجية الحديثة المعتمدة في ذلؾ ،كالتي أخضعيا المشرع لجممة
مف الضكابط قصد المكازنة بيف حرمة الحياة كخصكصيتيا ،كبيف مصمحة المجتمع في كشؼ غمكض
الجريمة كضبط الجناة.4
االعتراض كالتسجيؿ كااللتقاط؛ ىي عدة تسميات يمكف اختصارىا بمصطمح المراقبة أك الترصد
االلكتركني ،5كالتي ال تخرج عف ككنيا رقابة مشركعة لشخص أك مكاف أك أحاديث أك مراسبلت مكتكبة
أك مسمكعة أك مرئية ،نتيجة االشتباه في تصرفات غير قانكنية لمكظؼ ما بإبرامو لصفقات مشبكىة
مخالفة في ذلؾ ألحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية كالقكانيف السارية المفعكؿ ،كذلؾ بالشكؿ الذم ال يحس
بمباشرتيا في حقو نظ ار لطابع السرية الذم يكتنفيا عمى أف تككف ىذه األخيرة مؤقتة مع اقتصارىا عمى
بعض الجرائـ ،6كمف أجؿ الحصكؿ عمى حقائؽ بعض الجرائـ فقد أصبح باإلمكاف القياـ ب ػػ:
-/1اعتراض المراسالت:
ىي تقنية أجازىا المشرع بمكجب المادة 65مكرر 5مف ( ؽ إ ج ج) ،دكف تحديد مقصكدىا مكتفيا
-1جميمة محمؽ ،اعتراض المراسبلت ،تسجيؿ األصكات كالتقاط الصكر في قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم ،مجمة التكاصؿ في االقتصاد
كاإلدارة كالقانكف ،تصدر عف جامعة برج باجي مختار ،عنابة ،العدد الثاني ،جكاف ،2015ص .175
-2أفادت المادة 56مف القانكف ،01/06المتعمؽ بقانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو المعدؿ كالمتمـ بقكليا "..مف أجؿ تسييؿ جمع األدلة المتعمقة
بالجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف...أك إتباع أساليب تحر خاصة كالترصد االلكتركني."..
-3جماؿ نجيمي ،المرجع السابؽ ،ص .442
-4عبد الرشيد معمرم ،ضكابط مشركعية أساليب التحرم الخاصة ،المجمة األكاديمية لمبحث القانكني ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة عبد
الرحماف ميرة ،بجاية ،العدد األكؿ ،2015 ،ص .468
-5نصت المادة 50مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،128/04المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد بقكليا "..مف أجؿ
مكافحة الفساد مكافحة فعالة..اتباع أساليب تحر خاصة كالترصد االلكتركني كغيره مف أشكاؿ الترصد كالعمميات السرية."..
-6فكزم عمارة ،اع تراض المراسبلت كتسجيؿ األصكات كالتقاط الصكر كالتسرب كإجراءات تحقيؽ قضائي في المكاد الجزائية ،مجمة العمكـ
اإلنسانية ،تصدر عف جامعة منثكرم ،قسنطينة ،العدد الثالث كالثبلثكف ،جكاف ،2010ص .236
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
بذلؾ بتحديد مجريات سير العممية كفؽ ضكابط قانكنية معينة ،كالتي يمكف تعريفيا بأنيا " مراقبة سرية
لممراسبلت السمكية كالبلسمكية في إطار البحث كالتحرم عف الجرائـ الكاقعة في مجاؿ الصفقات العمكمية
كجمع األدلة كالمعمكمات حكؿ األشخاص المشتبو فييـ كالضالعيف أك المشاركيف في ارتكابيا " ،1كتتـ
ىذه المراقبة عف طريؽ االعتراض أك التسجيؿ أك النسخ لممراسبلت التي تتـ عف طريؽ كسائؿ االتصاؿ
السمكية كالبلسمكية ،كالتي ىي عبارة عف بيانات قابمة لئلنتاح أك التكزيع أك التخزيف أك االستقباؿ أك
العرض ،2كىي ذات التقنية التي نصت عمييا المادة 95-706مف (ؽ إ ج ؼ).
ىذا؛ كيقصد بالمراسبلت كؿ مراسمة ميما كاف نكعيا مكتكبة أك مسمكعة بغض النظر عف كسيمة
إرساليا كتمقييا ،سمكية أك السمكية ،كممة أك إشارة مف طرؼ مرسميا أك غيره أك المكجية إليو كتثبيتيا
كتسجيميا عمى دعامة مغناطيسية الكتركنية أك كرقية ،بينما بالرجكع ألحكاـ المادة 65مكرر 5مف ( ؽ إ
ج ج) نجد بأف المشرع قد قصر مفيكـ المراسبلت في تمؾ المراسبلت التي تتـ بكاسطة الكسائؿ السمكية
كالبلسمكية ( المراسبلت اإللكتركنية) مستبعدا في ذلؾ المراسبلت العادية المكتكبة ،أم الخطابات الخطية
التي تتـ عبر البريد( 3الرسائؿ كالبرقيات) فيؿ يعني ذلؾ أنيا غير معنية باالعتراض؟
-/2تسجيؿ األصوات:4
يقصد بيا كضع الترتيبات التقنية التي يتـ بكاسطتيا مراقبة كتسجيؿ المحادثات الشفكية المتفكه بيا
في قبؿ شخص أك عدة أشخاص ،بصفة سرية في مكاف عاـ أك خاص ،5كذلؾ مف خبلؿ النقؿ المباشر
كاآللي لممكجات الصكتية مف مصادرىا بنبراتيا ،كمميزاتيا الفردية كخكاصيا الذاتية بما تحممو مف عيكب
في النطؽ إلى شريط تسجيؿ يحفظ اإلشارات الكيربائية عمى ىيئة مخطط مغناطيسي ،بالشكؿ الذم ُيمكف
مف إعادة سماع الصكت كالتعرؼ عمى مضمكنو ،6كالذم يعكؿ عميو كدليؿ لئلدانة بعد التأكد مف صحة
األقكاؿ كنسبتيا لقائميا كعدـ إدخاؿ أم تغيير أك تعديؿ عمييا ،كذلؾ بالحذؼ أك باإلضافة لمضمكنيا.7
-1زكليخة زكزك ،مشركعية أساليب التحرم الحديثة ،مجمة الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة عباس لغركر ،خنشمة،
العدد الثامف ،ج ،2جكاف ،2017ص .763
-2عبد الرحماف خميفي ،محاضرات في قانكف اإلجراءات الجزائية ،دار اليدل لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،عيف مميمة ،الجزائر ،2012 ،ص .72
-3صميحة بف عكدة ،المرجع السابؽ ،ص .275
-4يجب التفرقة بيف اعتراض المكالمات الياتفية ككضع الخط الياتفي تحت الرقابة ،بحيث أف اإلجراء األكؿ يتـ دكف عمـ المعني بينما يتـ الثاني
بطمب منو أك رضاه عمى أف يخضع ذلؾ لتقدير الييئة القضائية بعد تسخير التدابير البلزمة بما في ذلؾ تسخير مصالح البريد كالمكاصبلت
ليذا الغرض ،الحاج عمي بدر الديف ،المرجع السابؽ ،ص .242
-5المادة 65مكرر 5مف األمر رقـ ،155/66المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ.
-نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .337
-6عبد القاد ر ركيس ،أساليب البحث كالتحرم الخاصة كحجيتيا في اإلثبات الجنائي ،المجمة الجزائرية لمحقكؽ كالعمكـ السياسية ،معيد العمكـ
القانكنية كاإلدارية ،المركز الجامعي أحمد بف يحي الكنشريسي ،تيسمسيمت ،الجزائر ،العدد الثالث ،جكاف ،2017ص .40
-7أمينة ركاب ،أساليب التحرم الخاصة في جرائـ الفساد في القانكف الجزائرم ،المرجع السابؽ ،ص .60
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
-/3التقاط الصور:
تتمثؿ في كضع ترتيبات تقنية دكف مكافقة المعنييف ،مف أجؿ التقاط الصكر لشخص أك عدة
أشخاص يتكاجدكف في مكاف خاص يشتبو فييـ بالضمكع في ارتكاب إحدل جرائـ الفساد ،كالتي تفيد في
استجبلء الحقيقة كتسجيميا ،حيث أصبحت عدسة الكامي ار مف أفضؿ األساليب إلثبات الحالة بما تنقمو مف
صكر حية ككاممة لمكاف معيف أك لحدث معيف أك كاقعة معينة ،رأل المشرع تكظيفيا كعيف مف العيكف
التي ال تغفؿ في خدمة القضاء ككشؼ الحقيقة.1
نظ ار لما يشكمو المجكء ليذه التقنيات مف انتياكات صارخة لخصكصية الحياة الخاصة لؤلفراد ،كالتي تبدكا
متناقضة كالنصكص العقابية المقررة لحماية الحؽ في الخصكصية بررتيا ضركرة الحفاظ عمى المصمحة
العامة كحمايتيا ،كالتي أباحت المساس بيذه الخصكصية كفؽ ضكابط قانكنية ،تعد بمثابة ضمانات
سطرىا المشرع لممتيـ لمحمكؿ دكف التعسؼ في استغبلؿ ىذه التقنيات تنفيذا لما تقتضيو ضركرات التحرم
كالتحقيؽ عف جرائـ الصفقات العمكمية كغيرىا مف جرائـ الفساد.
يعد احتراـ الحياة الخاصة لمفرد مف المقكمات األساسية لكؿ مجتمع ،متمتعا في ذات الكقت بأسرارىا
كخصكصياتيا التي كفمتيا أحكاـ الدستكر الذم جاء ضمف أحكامو بأنو " ال يجكز انتياؾ حرمة حياة
المكاطف الخاصة كحرمة شرفو كيحمييا القانكف ،كسرية المراسبلت كاالتصاالت الخاصة بكؿ أشكاليا
مضمكنة " ،كالتي قد تككف عرضة مف خبلؿ استغبلؿ بعض التقنيات الحديثة التي تعمد عمى تقييد ىذه
الخصكصية مف أجؿ الحفاظ عمى المصمحة العامة لممجتمع ،كأمنو كسبلمتو ،كنظ ار لطبيعة ىذه التقنيات
كإجراءات غير عادية فإف المشرع كانطبلقا مف أكلكية رعاية المصمحة العامة عمى الحفاظ عمى أسرار
الحياة الخاصة لؤلشخاص ،فقد أجاز العمؿ بيذه التقنيات كفؽ ضكابط مكضكعية كشكمية دقيقة مما يحكؿ
معيا دكف التعسؼ في استغبلليا بالشكؿ الذم يضمف تحقيؽ التكازف بيف حقكؽ األفراد كحرياتيـ
كمتطمبات الحفاظ عمى المصمحة العامة لممجتمع.2
طبقا لمقتضيات الشرعية اإلجرائية ألزمت المادة 65مكرر 5مف ( ؽ إ ج ج) ضابط الشرطة
القضائية ،بضركرة الحصكؿ عمى إذف مسبؽ مف ككيؿ الجميكرية المختص إقميميا ،أك قاضي التحقيؽ
المختص في حالة فتح تحقيؽ قضائي قبؿ مباشرة أم تقنية مف تقنيات الترصد االلكتركني ،كذلؾ تحت
رقابتيما باعتبارىما الجية التي يعكد ليا تقدير مدل مبلئمة كجدية التقنية لمسير في الدعكل ،بعد االطبلع
عمى التحريات التي أجريت مف قبؿ الشرطة القضائية في إطار التمبس أك التحقيؽ االبتدائي ،1عمى أف
يشتمؿ ىذا اإلذف عمى جممة مف البيانات الجكىرية المتمثمة في:
-أف يككف اإلذف مكتكبا ليككف أساسا صالحا لما بني عميو مف نتائج طبقا لمفقرة الثانية مف المادة 65
مكرر 7مف ( ؽ إ ج ج) التي تعد شرطا لكجكده القانكني.
-أف يحدد اإلذف العناصر التي تسمح بالتعرؼ عمى االتصاالت المطمكبة التقاطيا ،أم تحديد طبيعة
كنكع المراسمة محؿ االعتراض كالتصنت كاألحاديث المراد تسجيميا كالصكر المطمكب التقاطيا كالمدة
الزمنية المقررة لذلؾ.
-تحديد األماكف المقصكدة كالتي ستككف محبل لمترصد االلكتركني.
-أف يحدد اإلذف نكع الجريمة ،كالتي ال يمكف أف تخرج عف تمؾ الجرائـ المحددة حص ار في المادة 65
مكرر 5مف ( ؽ إ ج ج) بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية التي تعد أحد أبرز جرائـ الفساد ،كالتي
تعرؼ العديد مف الصكر لذلؾ كجب ذكر نكع الجريمة المراد التحرم فييا.
ىذا؛ كقد أجاز المشرع طبقا لممادة 65مكرر 6التحرم عف كؿ جريمة تكتشؼ الحقا حتى كاف لـ
تكف ىذه الجريمة معنية باإلذف ،حيث يمكف لضابط الشرطة القضائية تحرير محضر ليذه الجريمة دكف
أف يككف ذلؾ سببا لبطبلف إجراءات البحث كالتحرم.2
-أف يككف اإلذف محددا بمدة زمنية كالذم قيدتو أحكاـ المادة 65مكرر 7مف ( ؽ إ ج ج) بأربعة أشير
قابمة لمتجديد ،حسب مقتضيات التحرم أك التحقيؽ ضمف نفس الشركط الشكمية كالزمنية ،خبلفا
لممشرع الفرنسي الذم حددىا طبقا لممادة 98-706مف (ؽ إ ج ؼ) بشير كاحد قابؿ لمتجديد مرة
كاحدة تحت نفس الشركط كالمدة ،غير أف المبلحظ أف المشرع لـ يحدد عدد مرات قابمية اإلذف
لمتجديد ،كما لـ ينص صراحة عمى إذا ما كاف يجكز لقاضي التحقيؽ الذم أذف بمباشرة ىذه العمميات
تكقيفيا قبؿ انقضاء المدة المحددة في اإلذف ،مثمما فعؿ بخصكص أسمكب التسرب طبقا لممادة 65
مكرر 15مف (ؽ إ ج ج).
نظ ار لؤلىمية القانكنية كالعممية التي تتمتع بيا المحاضر في مجاؿ اإلثبات الجنائي ألزـ المشرع طبقا
لممادة 65مكرر 9مف ( ؽ إ ج ج) ،كالمشرع الفرنسي طبقا لممادة ،9-95-706كالمادة 100-706
مف (ؽ إ ج ؼ) ضابط الشرطة القضائية المأذكف لو أك المناب مف طرؼ القاضي المختص بتحرير
محضر عف كؿ عممية اعتراض كتسجيؿ لممراسبلت ،كالذم يشمؿ كافة المعمكمات كاألدلة المتكصؿ إلييا
-1عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .265
-2نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .341
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كاإلجراءات المتبعة مف طرؼ محرر المحضر ،1عمى أف يتضمف ىذا المحضر تاريخ كساعة بداية
العمميات كاالنتياء منيا ،ىذا كيقكـ ضابط الشرطة القضائية المأذكف لو أك المناب بكصؼ كنسخ
المراسبلت كالمحادثات كالصكر المفيدة في إظيار الحقيقة في محضر يكدع بالممؼ ،أما إذا كانت
المراسبلت كاالتص االت بمغة أجنبية فيتـ االستعانة بمترجـ يسخر ليذا الغرض طبقا لممادة 65مكرر 10
مف (ؽ إ ج ج).
لـ ينص المشرع مف خبلؿ المكاد التي نظمت عممية الترصد االلكتركني عمى حفظ النتائج المتكصؿ
إلييا مف كراء ىذه العممية في أحراز مختتمة ،كالتي تضمف حمايتيا كعدـ التبلعب بما جاء في محتكياتيا
رغـ أىميتيا ككسيمة مف كسائؿ اإلثبات المادية ،كالتي كاف مف الضركرم إخضاعيا لذات اإلجراءات
المنصكص عمييا في المادة 45مف (ؽ إ ج ج) التي أفادت بقكليا " تغمؽ األشياء أك المستندات
المحجكزة كيختـ عمييا إذا أمكف ذلؾ ،فإذا تعذرت الكتابة عمييا فإنيا تكضع في كعاء أك كيس يضع عميو
ضابط الشرطة القضائية شريطا مف الكرؽ كيختـ عميو بختمو ،كيحرر جرد األشياء كالمستندات
المحجكزة".
-/2الضوابط الموضوعية:
تتعمؽ ىذه الضكابط بنشكء الحؽ في المجكء لمترصد اإللكتركني ،الذم يعد مبرر لمشركعية مباشرة
ىذه التقنيات لمكشؼ كالتحرم عف جرائـ الفساد كالتي تتمثؿ في:
حيث قيد المشرع طبقا لممادة 65مكرر 5مف (ؽ إ ج ج) مباشرة ىذه اإلجراءات عمى بعض الجرائـ
كالمحددة عمى سبيؿ الحصر بما في ذلؾ جرائـ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،لذلؾ فبل يمكف
إعماؿ ىذه اآلليات ،إال إذا كجدت أفعاؿ بدل منيا أنيا تشكؿ عناصر إجرامية 2إلحدل جرائـ الفساد
كالرشكة كالمحاباة كغيرىا مف السمككات السمبية المجرمة طبقا ألحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو.
كفقا لممادة 65مكرر 8كالمادة 65مكرر 9ككذا المادة 65مكرر 10مف (ؽ إ ج ج) فقد أككؿ
المشرع الجزائرم مباشرة ىذه التقنيات لضابط الشرطة القضائية ،بعد الحصكؿ عمى اإلذف مف قبؿ ككيؿ
الجميكرية أك قاضي التحقيؽ دكف غيرىـ مف أعكاف الشرطة القضائية ،كالتي تككف تحت الرقابة المباشرة
لككيؿ الجميكرية أك قاضي التحقيؽ باعتبارىما الجية المانحة لئلذف بممارستيا.
-1نصر الديف مركؾ ،محاضرات في اإلثبات الجنائي ،ج ،2دار ىكمة ،ط ،5الجزائر ،د س ف ،ص .215
-2أمينة ركاب ،أساليب التحرم الخاصة في جرائـ الفساد في القانكف الجزائرم ،المرجع السابؽ ،ص .70
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كيجكز لككيؿ الجميكرية أك ضابط الشرطة القضائية الذم أذف لو ،كلقاضي التحقيؽ أك ضابط
كحدة أك ٍ
ىيئة عمكمية أك خاصة ٍ ٍ
مصمحة أك الشرطة القضائية الذم ينيبو ،أف يسخر كؿ عكف مؤىؿ لدل
مكمفة بالمكاصبلت السمكية كالبلسمكية لمتكفؿ بالجكانب التقنية التي تتطمبيا عممية اعتراض المراسبلت أك
تسجيؿ األصكات أك التقاط الصكر ،1مع ضركرة التقيد باألحكاـ المتعمقة بالسر الميني سكاء تعمؽ األمر
بالجكانب التقنية ،أك ما تعمؽ منيا بما اكتشفو أك عاينو أثناء مباشرة العممية كذلؾ تحت طائمة الجزاءات
المقررة في قانكف العقكبات في حالة عدـ االلتزاـ بذلؾ.
تفرض ىذه اآلليات نفسيا في مجاؿ البحث كالتحرم عف جرائـ الفساد بما فييا جرائـ الصفقات
العمكمية ،خاصة في حالة عدـ التمكف مف الكصكؿ إلى األدلة كالحقائؽ باستعماؿ كسائؿ البحث كالتحرم
التقميدية.2
يتضح مما سبؽ أف المشرع قد عمؿ عمى استحداث آليات لمبحث كالتحرم تتماشى كتطكر اإلجراـ
الحديث قصد مكاجية أشكاؿ الفساد ،إال أف ما يعترييا مف نقائص قد يحد مف فعاليتيا نتيجة لعدـ تكضيح
-إمكانية إطبلع المتيـ عمى األدلة المكجية في حقو ،كالمتحصؿ عمييا مف مباشرة عممية الترصد
اإللكتركني.
-سككت المشرع عف حالة اعتراؼ المتيـ بارتكاب جريمة مف جرائـ الصفقات العمكمية ،كالفساد عمكما
في األحاديث التي تـ اعتراضيا ،مما يدفعنا لمتساؤؿ عف طبيعة ىذا اإلقرار ،كىؿ يمكف اعتباره دليبل
لئلدانة؟
كما قد يعترم استخداـ ىذه التقنيات جممة مف العقبات كالصعكبات ،مف بينيا لجكء المجرميف
الستخداـ ليجات مختمفة حماية ألنفسيـ مما قد يثير صعكبة ترصدىا خاصة في ظؿ غياب المترجميف
الفكرييف لترجمة مثؿ ىذه األحاديث ،3ىذا كمف اليسير أف يتـ تقميد صكت األشخاص كامكانية تحريؼ
الصكت كالصكرة بما يخالؼ الحقيقة بكاسطة تقنيات التركيب كالمكنتاج مما يجعميا دليبل ناقصا.4
-لـ يحدد المشرع القيمة القانكنية لؤلدلة الناتجة عف ىذه العممية حيث لـ يعطييا أم قيمة ثبكتية ،فبل
ي مكف أف تتعدل أنيا مجرد قرائف كاستدالالت ال يمكف التأسيس عمييا لكحدىا ما لـ تقترف بأدلة مادية
-1المادة 65مكرر 8مف األمر رقـ ،155/66المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ.
-2حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .324
-3نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .342
-4عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .263
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
أخرل تساندىا كتتفؽ معيا تخضع لممبدأ العاـ في اإلثبات الجنائي ،كالمتمثؿ في حرية القاضي الجنائي
في االقتناع طبقا لممادة 212مف (ؽ إ ج ج).
الفرع الثالث:
اآلليات المؤسساتية لمبحث والتحري عف جرائـ الصفقات العمومية.
تعزي از لمجيكد الرامية لمكافحة الفساد كتطبيقا لممادة 06مف اتفاقية األمـ المتحدة عمؿ المشرع
الجزائرم عمى تعزيز آليات البحث كالتحرم ،بأجيزة عممياتية في غاية مف األىمية تختص بالبحث
كالتقصي عف جرائـ الفساد بمختمؼ صكرىا بما في ذلؾ الجرائـ التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية،
كذلؾ بمكجب المادة 17مف (ؽ ك ؼ ـ) التي أقر مف خبلليا بإنشاء ىيئة كطنية مكمفة بالكقاية مف
الفساد كمكافحتو( 1أكال) ،كالمادة 24مكرر التي جسدت تدعيما لمييئة بإنشاء ديكاف الكطني لقمع الفساد،2
مف أجؿ تعزيز النزاىة كالمسؤكلية كالشفافية في تسيير القطاعيف العاـ كالخاص ،كتبعا لذلؾ نعمؿ عمى
البحث في مدل فعالية ىذه األجيزة في الحد مف جرائـ الصفقات العمكمية ،كذلؾ تبعا لما يمي :
تتمتع الييئة الكطنية لمكافحة الفساد بجممة مف المياـ حددتيا المادة 22مف (ؽ ك ؼ ـ) مف بينيا
إمكانية استعانتيا بالنيابة العامة لجمع األدلة ،كالتقصي عف جرائـ الفساد بما فييا جرائـ الصفقات
العمكمية ،كقد أكدت المادة 22مف ذات القانكف عمى أنو في حالة تكصؿ الييئة لكقائع ذات كصؼ
جزائي ،يتـ تحكيؿ الممؼ إلى كزير العدؿ حافظ األختاـ الذم بدكره يعمؿ عمى إخطار النائب العاـ
المختص بتحريؾ الدعكل العمكمية ،كنظ ار ألىمية أدكارىا في مجاؿ مكافحة الفساد خكليا المشرع ممارسة
جممة مف السمطات أثناء ممارسة أدائيا الرقابي كىك ما يكضح تبعا لما يمي:
تتمتع الييئة في إطار ممارستيا ألدائيا الرقابي عمى مختمؼ اإلدارات كالمؤسسات بجممة مف
السمطات التي تخكليا الكشؼ عف حقائؽ التصرفات ،خاصة ما تعمؽ األمر بإبراـ صفقات مشبكىة ،كليا
في ذلؾ فحص كؿ الممفات المتعمقة بالعممية التعاقدية ،كمف أجؿ تمكينيا مف ممارسة ىذه السمطات فقد
خكليا المشرع بعض الصبلحيات المتمثمة في:
-1تـ استحداث ىذه الييئة بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ ،413/06المؤرخ في ،2006/11/22يحدد تشكيمة الييئة الكطنية لمكقاية مف الفساد
كمكافحتو كتنظيميا ككيفيات سيرىا ،ج ر ج ج عدد ( )74الصادرة بتاريخ ،2006/10/22كالمعدؿ كالمتمـ بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ
،64/12المؤرخ في ،2012/02/07ج ر عدد ( )08الصادرة بتاريخ .2012/02/15
-2استحدث ىذا الجياز بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ ،426/11المؤرخ في ،2011/12/08يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو
ككيفيات سيره ،ج ر ج ج عدد ( )68الصاد ة بتاريخ ،2011/12/14كالمعدؿ بمكجب المرسكـ الرئاسي رقـ ،209/14المؤرخ في
،2014/07/23ج ر عدد ( )46الصادرة بتاريخ .2014/07/31
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
تممؾ الييئة طبقا لممادة 21مف (ؽ ك ؼ ـ) الحؽ في تكجيو طمب لئلدارات كالييئات التابعة لمقطاع
العاـ أك الخاص أك مف كؿ شخص طبيعي أك معنكم ،كذلؾ قصد اإلطبلع عمى كافة الكثائؽ
كالمعمكمات التي تراىا مفيدة في تحرياتيا لمكشؼ عف جرائـ الفساد ،دكف أف يحتج عمييا بطابع السرية
ليذه الكثائؽ أك المعمكمات كىذا طبقا لممادة 19مف ( ؽ ك ؼ ـ) التي نصت عمى أف " تضمف
استقبللية الييئة بكجو خاص عف طريؽ اتخاذ التدابير اآلتية :قياـ األعضاء كالمكظفيف التابعيف لمييئة،
المؤىميف لبلطبلع عمى معمكمات شخصية كعمكما عمى أية معمكمات ذات طابع سرم ،"..كفي ىذا
المجاؿ تقكـ الييئة عمى جمع كمركزة كاستغبلؿ كؿ المعمكمات التي يمكف أف تساىـ في الكشؼ عف
الجرائـ كالكقاية منيا ،إال أف المشرع لـ يكف كاضحا تماما بشأف تمقي ىذه األخيرة لمشكاكل كالببلغات،
كالتي تعد االختصاص األصيؿ لمضبطية القضائية أك النيابة العامة ،مقارنة بالمشرع األردني الذم كاف
أكثر إفصاحا عف ذلؾ ،كالذم خكليا طبقا لممادة 07مف قانكف ىيئة مكافحة الفساد ،1البدء في مباشرة
إجراءات التحرم البلزمة لمتابعة أم مف قضايا الفساد مف تمقاء نفسيا أك بناء عمى إخبار يرد مف أم
جية كانت.
كمف جية أخرل خكؿ المشرع اليمني ىك اآلخر الييئة بتمقي التقارير كالببلغات كالشكاكم بخصكص
جرائـ الفساد المقدمة إلييا ،كدراستيا كالتحرم حكليا كالتصرؼ فييا كفقان لمتشريعات النافذة ،مع إمكانية
تحقيقيا مع مرتكبي جرائـ الفساد كاحالتيـ إلى القضاء ،2كبذلؾ فقد كاف المشرع الجزائرم غامضا مقارنة
بما أخذ بو كؿ مف المشرع األردني كاليمني في ىذا الشأف باستثناء ما جاء في المادة 20مف (ؽ كؼ ـ)
التي جاءت بقكليا "..جم ع كمركزة كاستغبلؿ كؿ المعمكمات التي يمكف أف تساىـ في الكشؼ عف أعماؿ
الفساد كالكقاية منيا" ،إال أف المشرع كمف خبلؿ ىذا يكف صريحا بتمقييا لمببلغات كالشكاكل.
غير أنو كبالرجكع ألحكاـ المادة 11مف ( ؽ ك ؼ ـ) كالتي ألزمت جميع اإلدارات كالمؤسسات في
إطار إضفاء الش فافية عمى تسيير الشؤكف العمكمية الرد عمى ببلغات كشكاكل المكاطنيف ،كباعتبار الييئة
مف قبيؿ الييئات العمكمية فميا في ذلؾ صبلحية تمقي الببلغات كالشكاكل المتعمقة بجرائـ الفساد بما في
ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية 3إال أف ىذا التفسير يبقى تفسي ار ضمنيا في انتظار إقرار المشرع لذلؾ
صراحة كتمكينيا مف تمقي الببلغات كالشكاكل مف مختمؼ الجيات.
يكتسي طمب الييئة لممعمكمات كالكثائؽ طابع اإللزاـ ،ككؿ رفض معتمد كغير مبرر لتزكيد الييئة
-1قانكف ىيئة مكافحة مكافحة الفساد (األردنية) كتعديبلتو رقـ 62لسنة ،2006الجريدة الرسمية ،العدد ( )4794الصادرة في .2006/11/30
-2قانكف رقـ ( )39لسنة ،2006الصادر بتاريخ ،2006/12/25بشأف مكافحة الفساد ،منشكر عمى المكقعwww.yem.gov. Jo :
-3حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .304
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
بالمعمكمات كالكثائؽ المطمكبة تحت أم ذريعة كانت أك تضميميا بتزكيدىا بكثائؽ مزكرة غير الكثائؽ
التعاقدية الحقيقية ،يشكؿ جريمة إعاقة السير الحسف لمعدالة طبقا لممادة 2/21مف ( ؽ ك ؼ ـ) كالتي
أفادت بقكليا " ..كؿ رفض معتمد كغير مبرر لتزكيد الييئة بالمعمكمات ك /أك الكثائؽ المطمكبة يشكؿ
جريمة إعاقة السير الحسف لمعدالة في مفيكـ ىذا القانكف " ،كتبعا ألحكاـ ىذا النص فإف الرفض يقتضي
تقديـ طمب مسبؽ مف قبؿ الييئة ،كالذم يقابؿ بالرد السمبي مف طرؼ الييئة الخاضعة لرقابتيا ،لذلؾ فبل
تقكـ الجريمة إذا كاف الرد إيجابيا سكاء بالتأخر في الرد أك االمتناع عف ذلؾ ،كىك ما يدفعنا لمتساؤؿ
حكؿ الحاالت التي يككف فييا الرفض مبررا ،كبالتالي فيؿ يمكف التذرع بالسر الميني لتبرير رفض تزكيد
الييئة بالمعمكمات التي قد تسيـ في الكشؼ عف الجريمة ؟
إف الجكاب عف ذلؾ يككف باإليجاب لسببيف ىما :يكمف السبب األكؿ في ككف المادة 301مف ( ؽ
ع ج) تمزـ جميع األشخاص المؤتمنيف بحكـ المينة أك الكظيفة الدائمة أك المؤقتة بكتماف السر الميني ما
لـ يرخص ليـ القانكف بذلؾ.
أما السبب الثاني؛ فيكمف في ككف أف أحكاـ ( ؽ ك ؼ ـ) لـ تتضمف أم حكـ يفيد باالعتداد بالسر
الميني في مكاجية الييئة الكطنية لمكافحة الفساد ،1كبالتالي كطبقا لممادة 21مف ( ؽ ك ؼ ـ) فإف
رفض تزكيد الييئة بالكثائؽ كالممفات المتعمقة بالعممية التعاقدية ،كالتي تسيـ في الكشؼ عف جرائـ
الصفقات أك إبراـ صفقات مشبكىة يظؿ كاردا ،كىك ما مف شأف أف يحد مف فعالية ىذه األخيرة في
الكشؼ عف جرائـ الصفقات العمكمية ،لذلؾ كطبقا لممادة 3/44مف (ؽ ك ؼ ـ) " يعاقب بالحبس مف
ستة ( )6أشير إلى خمس ( )5سنكات كبغرامة مف 50.000دج إلى 500.000دج ..كؿ مف رفض
عمدا كدكف تبرير تزكيد الييئة بالكثائؽ كالمعمكمات المطمكبة"،
ىذا؛ كتفعيبل لمدكر المنكط بالييئة كقصد تمكينيا مف جمع المعمكمات ذات الصمة بجرائـ الفساد
خاصة ما تعمؽ بجرائـ الصفقات العمكمية ،فقد مكنيا المشرع مف طمب المساعدة مف أم إدارة أك مؤسسة
أك ىيئة عمكمية في مجاؿ الكقاية مف الفساد كمكافحتو ،أك االستعانة بأم خبير أك مستشار أك ىيئة
دراسات يمكف أف تفيدىا في أعماليا طبقا لمتنظيـ المعمكؿ بو ،إلى جانب تمكينيا طبقا لممادة 9/20
ب التنسيؽ ما بيف القطاعات كالتعاكف الدكلي مع ىيئات مكافحة الفساد عمى الصعيديف الكطني كالدكلي،
كذلؾ مف خبلؿ تبادؿ المعمكمات سكاء مع تمؾ الجيات القضائية أك أم جية رقابية أخرل ،أك فيما بينيا
كبيف الجيات القضائية كالرقابية لمدكؿ األجنبية ،كذلؾ تفعيبل لمقتضيات االتفاقيات المبرمة في ىذا
الشأف.2
-1أحسف بكسقيعة ،المرجع السابؽ ،ص ،192نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .306
-2حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .306 ،305
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
تتمتع الييئة الكطنية لمكافحة الفساد طبقا لممادة 22مف ( ؽ ك ؼ ـ) بسمطات تشابو سمطات
الضبطية القضائية ،فيي بذلؾ كتتكيجا لعمميات البحث كالتحرم التي تجرييا تتكج رقابتيا بإحدل
الفرضيف:
في ىذه الحالة لـ يبيف لنا المشرع مآؿ التحريات التي قامت بيا الييئة ،كما ىي اإلجراءات التي
تتخذىا في ىذه الحالة.
في ىذه الحالة يتعيف عمى الييئة تحكيؿ الممؼ مباشرة لكزير العدؿ حافظ األختاـ كالذم يجب أف
يحتكم عمى كافة المعمكمات كالكقائع المتعمقة بظركؼ ارتكاب الجريمة ،عمى أف يتكلى ىذا األخير طبقا
لممادة 22مف (ؽ ك ؼ ـ) إخطار النائب المختص لتحريؾ الدعكل العمكمية تطبيقا لمبدأ المبلئمة طبقا
لممادة 30مف ( ؽ إ ج ج).
بالرغـ مف المعالجة القانكنية لمييئة الكطنية لمكقاية مف الفساد كمكافحتو ،السيما بعد دسترىا في ظؿ
التعديؿ الدستكرم األخير لسنة ،2016األمر الذم أكسبيا مكانة ىامة في اليرـ المؤسساتي لمدكلة ،فقد
كاجيت ىذا الييئة جممة مف االنتقادات بسبب القصكر كالعجز في تحقيؽ األىداؼ المسطرة ليا ،كيعكد
ىذا القصكر لجممة مف النقائص التي يمكف إيجازىا فيما يمي:
طبقا لممادة 22مف ( ؽ كؼ ـ) ،كالمادة 09مف المرسكـ الرئاسي 413/06فإف الييئة غير مؤىمة
قانكنا لتحكيؿ الممؼ مباشرة لمنائب العاـ المختص إقميميا ،كانما ألزميا المشركع بضركرة تحكيؿ الممؼ
إلى كزير العدؿ حافظ األختاـ الذم تبقى لو صبلحية إخطار النائب العاـ المختص بتحريؾ الدعكل
العمكمية عند االقتضاء ،1كىك أمر ال يعقؿ فكيؼ لممشرع أف يمنح ليذه األخيرة التحقيؽ في قضية
ما كاالستعانة بالنيابة العامة لجمع األدلة كالتحرم عف الكقائع ،كفي مقابؿ ذلؾ يقيد تحريكيا لمدعكل
العمكمية ،ثـ إف نظاـ اإلحالة لكزير العدؿ في حالة اكتشافيا لكقائع ذات كصؼ جزائي يعد مسعى غير
-1المادة 09مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،413/06يحدد تشكيمة الييئة الكطنية لمكقاية مف الفساد كمكافحتو كتنظيميا ككيفيات سيرىا المعدؿ
كالمتمـ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
مبلئـ إلقامة نظاـ فعاؿ في مكاجية أشكاؿ الفساد ،كما أف ذلؾ يجعؿ مف المتابعة القضائية خاضعة
لمسمطة التقديرية لمسمطة التنفيذية كمتكقفة عمى إرادتيا.
إلى جانب أف ما يمكف مبلحظتو كذلؾ أف لكزير العدؿ سمطة تقديرية في إخطار النائب العاـ لتحريؾ
الدعكل العمكمية مف عدميا ،ذلؾ ألف المشرع قد استعمؿ لفظ " عند االقتضاء " ،الذم تكرر في كبل
المادتيف ،مما يدؿ عمى اتجاه إرادة المشرع نحك منح الحرية التقديرية لكزير العدؿ ،كىك ما يتنافى كسياسة
مكافحة الفساد التي تقتضي مباشرة المتابعة بمجرد تكافر كقائع تشكؿ مخالفة جزائية كعدـ التستر عمى أم
ممؼ مف ممفات الفساد اإلدارم أك المالي ،كؿ ذلؾ جعؿ مف دكرىا الرقابي يغمب عميو الطابع
االستشارم ،1خبلفا لما أقره المشرع اليمني الذم خكؿ بدكره الييئة بالتحقيؽ مع مرتكبي جرائـ الفساد
كاحالتيـ إلى القضاء مباشرة.
ىذا؛ كاننا نتساءؿ عف الجية المختصة بتحكيؿ الممؼ لكزير العدؿ ذلؾ أف المشرع قد جعؿ ذلؾ مف
اختصاص رئيس الييئة ،كمف جية أخرل فقد أناط صبلحية ذلؾ لمجمس اليقظة كالتقييـ طبقا لممادة 11
مف المرسكـ الرئاسي ،413/06كىك ما يطرح التضارب حكؿ الجية المخكلة لتقديـ التحريات لكزير
العدؿ بيف ما إذا كاف القرار يرجع إلى رأم المجمس أك لرئيس الييئة منفردا.
يظير الطابع االستشارم لمييئة مف فحكل المادة 18مف (ؽ ك ؼ ـ) كالتي أقرت قياميا بإصدار
التقارير كابداء اآلراء كالتكصيات ،كاقتراح سياسة شاممة لمكقاية مف الفساد تجسد مبادئ دكلة القانكف
كتعكس النزاىة كالشفافية كالمسؤكلية في تسيير الشؤكف كاألمكاؿ العمكمية ،كتقديـ التكجييات التي المتعمقة
بالكقاية مف الفساد كاقتراح التدابير ذات الطابع التشريعي كالتنظيمي لمكقاية مف الفساد ،3إلى جانب قياميا
برفع تق ريرىا السنكم لرئيس الجميكرية الذم يتضمف حصيمة نشاطيا كاالقتراحات كالتكصيات ذات العبلقة
بمياميا ،كالمبلحظ أف المشرع كطبقا لممادة 24مف (ؽ ك ؼ ـ) لـ ينص عمى نشر ىذه التقارير كما
فعؿ المشرع الفرنسي لتخضع لمرقابة الشعبية ،كىك ما يضفي نكعا مف الغمكض كعدـ الشفافية في سياسة
مكافحة الفساد ،كال يتماشى كأىداؼ الييئة المتعمقة أساسا بتعزيز قيـ الشفافية كالنزاىة في تسيير األمكاؿ
العمكمية .4فالكثير مف فضائح الفساد المتعمقة بالصفقات كفضيحة سكنطراؾ ،كفضيحة الطريؽ السيار
شرؽ غرب كاف أحد أسبابيا عدـ الشفافية كالتقييـ كالتستر عمى ممارسات الفساد بحجة السرية ،كميا
عكامؿ أدت ساىمت في كقكع فضائح مالية بممفات ضخمة تكرطت فييا أغمب قطاعات الدكلة.
-1عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .500
2
- ZOUAIMIA Rachid, Les autorités administratives indépendantes et la régulation économique en Algérie,
Edition Houma, Alger, 2005, p 21.
-3المادة 18مف قانكف رقـ ،01/06المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو المعدؿ كالمتمـ.
-4عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .497
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كؿ ذلؾ جعؿ مف صبلحياتيا ذات طابع استشارم كقائي ال قمعي عقابي عمى عكس ما تدؿ عميو
تسميتيا ،فيي مجردة مف كؿ سمطة لمقمع كالعقاب كال يمكنيا اتخاذ إجراءات ردعية أك أم ق اررات صارمة
بخصكص قضايا الفساد ،مما يجعؿ منيا ىيئة ذات صبغة كقائية ال ىيئة لمكافحة الفساد.
نتيجة لتمركز سمطة تعييف أعضائيا في يد رئيس الجميكرية ،كىك ما يفرض منطؽ تبعية األعضاء
لجية التعييف ،التي تممؾ في مقابميا العزؿ ،خاصة في ظؿ سككت المشرع عف أسباب كظركؼ إنياء
العيدة قبؿ انقضاء المدة المحددة بخمس سنكات ،فضبل عف عدـ استقبلليتيا في كضع نظاميا الداخمي
الذم يحدد طبقا لممادة 08مف المرسكـ الرئاسي 413/06بمكجب قرار مشترؾ بيف السمطة المكمفة
بالكظيفة العمكمية كالكزير المكمؼ بالمالية كرئيس الييئة ،كؿ ذلؾ مف شأنو أف يؤدم إلى المساس
باستقبللية األعضاء في أداء المياـ الرقابي كالحكـ بعدـ استقبلليتيا كتبعيتيا لمجياز التنفيذم ،في ظؿ
غياب التمثيؿ الشعبي في التعييف مف طرؼ نكاب المجمس الشعبي الكطني كمجمس األمة في اختيار
أعضاء الييئة ،خبلفا لما ىك معمكؿ بو في بعض األنظمة كالمشرع اليمني الذم أقر ضركرة إشراؾ كؿ
مف مجمس النكاب كتمثيؿ منظمات المجتمع المدني ،ككؿ مف القطاع الخاص كقطاع المرأة ،كىك ما مف
شأنو أف يأمف استقبلليتيا في مباشرة مياميا الرقابية كالحد مف أشكاؿ الفساد ،مما يجعمنا نقر بأف
استقبللية ىذه الييئة ىي استقبللية صكرية ذلؾ أف ىذه األخيرة خاضعة لمجياز التنفيذم بشكؿ تاـ.
فكؿ تمؾ النقائص التي تعترم الييئة في دكرىا الرقابي ،قد أدت إلى إضعاؼ دكرىا الرقابي لقمع
مختمؼ أشكاؿ الفساد بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية ،خاصة عندما عمؿ المشرع عمى تقييد
سمطتيا في تحريؾ الدعكل العمكمية ،مما أدل لتجريدىا مف سمطة العقاب كالقمع ،مما جعميا مؤسسة
شكمية غير فاعمة في مجاؿ محاربة أشكاؿ الفساد.
كؿ ذلؾ يدعكا إلى إعادة االعتبار ليذه الييئة بتكريس حقيقي آلليات كمتطمبات فعاليتيا كاستقبلليتيا
في أداء مياميا ،سكاء العضكية كالكظيفية في مكاجية السمطة التنفيذية ،إلى جانب تمكينيا بكافة
الصبلحيات كالكسائؿ الكفيمة بردع كمتابعة جرائـ الفساد كالمفسديف كمعاقبتيـ ،كلعؿ ىذه النقائص كانت
الدافع األساسي باستحداث ىيئة أخرل ،تتمتع بسمطتي الردع كالقمع مف أجؿ خمؽ نظاـ رقابي متكامؿ
تتمثؿ في ديكاف المركزم لقمع الفساد.
تـ إنشاء ىذا الجياز في إطار تعزيز المساعي الرامية نحك مضاعفة الجيكد لمحد مف أشكاؿ الفساد،
خاصة ما تعمؽ بمجاؿ إبراـ الصفقات العمكمية ،كقد استحدث ىذا األخير بمكجب المادة 24مكرر مف
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
(ؽ كؼ ـ) كآلية لدعـ الدكر الرقابي لمييئة الكطنية لمكافحة الفساد ،يتمتع بسمطات قمعية كردعية مف
شأنيا أف تحد مف أشكاؿ الفساد الذم قد يعترم مجاؿ الصفقات العمكمية.
يعد الديكاف المركزم لقمع الفساد طبقا لممادة 02مف المرسكـ الرئاسي رقـ 426/11مصمحة مركزية
عممياتية لمشرطة القضائية ،1تختص بالبحث كالتحرم عف جرائـ الفساد كمعاينتيا ،كبذلؾ فيك ليس سمطة
إدارية كانما جياز يمارس صبلحياتو تحت إشراؼ القضاء ،ميمتو األساسية البحث كالتحرم عف جرائـ
الفساد كاحالة مرتكبييا عمى العدالة ،كيتمتع ىذا األخير في ىذا اإلطار بجممة مف الصبلحيات حددتيا
أحكاـ المادة 05مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،426/11كالتي يمكف إجماليا في:
-جمع كؿ المعمكمات التي تسمح بالكشؼ عف أفعاؿ الفساد كمكافحتيا كمركزة ذلؾ كاستغبللو.
-جمع األدلة كالقياـ بالتحقيقات في كقائع الفساد كاحالة مرتكبييا لممثكؿ أماـ الجيات القضائية
المختصة.
-تطكير التعاكف كالتساند مع ىيئات مكافحة الفساد كتبادؿ المعمكمات بشأف التحقيقات الجارية.
-اقتراح كؿ إجراء مف شأنو المحافظة عمى حسف سير التحريات التي يتكالىا عمى السمطات المختصة.
م ا يبلحظ عمى الصبلحيات المخكؿ لمديكاف أنيا تكتسي طابع التنكع ،فيي تجمع بيف جانب الرقابة
كالردع كاالقتراح في بعض األحياف ،2كىك ما يشكؿ اختبلفا جكىريا مقارنة باالختصاصات المككمة لمييئة
الكطنية لمكافحة الفساد ،كالتي تنحصر في جانبيا الكقائي ،إذ أف ىذه األخيرة ككما سمفت اإلشارة ال
تتمتع بصبلحية تحريؾ الدعكل العمكمية في حاؿ تكصميا لكقائع قد تشكؿ إحدل جرائـ الفساد ،لذلؾ فإف
سمطات الديكاف ال تنحصر في البحث كالتحرم كجمع األدلة ،كانما إلى جانب ذلؾ فيك يتمتع بصبلحيات
ذات طابع قمعي تتمثؿ في إحالة مرتكبي جرائـ الفساد أماـ الجيات المختصة كبالتالي إمكانية تحريؾ
الدعكل العمكمية.
كقد أحسف المشرع في ذلؾ ،كىك األمر الذم مف شأنو أف يشكؿ ضمانة فعالة في قمع جرائـ
الصفقات العمكمية ،ىذا كاف عمؿ الديكاف عمى التعاكف كالتساند مع ىيئات مكافحة الفساد كتبادؿ
المعمكمات بمناسبة التحقيقات الجارية مف شأنو أف يشكؿ الطابع التكاممي لمرقابة الممارسة بيف الييئة
الكطنية لمكافحة الفساد كالديكاف المركزم لقمع الفساد.
-1المادة 02مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،426/11يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو ككيفيات سيره المعدؿ كالمتمـ.
-2الحاج عمي بدر الديف ،المرجع السابؽ ،ص .375
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
قد حددت قكاعد سير ىذا األخير بمكجب المكاد مف 19إلى 22مف المرسكـ الرئاسي ،426/11
كطبقا لممادة 19مف ىذا المرسكـ ،يجب عمى أعكاف كضباط الشرطة القضائية التابعكف لمديكاف التقيد
أثناء ممارسة مياميـ باألحكاـ المقررة في كؿ مف قانكف إجراءات الجزائية كقانكف الكقاية مف الفساد
كمكافحتو ،كليـ في ذلؾ كطبقا لممادة 20استعماؿ كؿ الكسائؿ المنصكص عمييا في التشريع كالسارم
المفعكؿ مف أجؿ جمع المعمكمات المتعمقة بمياميـ ،كما يمكف لمضباط التابعكف لمديكاف عف الضركرة
االستعانة بمساىمة ضباط كأعكاف الشرطة القضائية التابعيف لمصالح الشرطة القضائية األخرل،1
كيتبادلكف الكسائؿ المشتركة المكضكعة تحت تصرفيـ عمى أف يشيركا في مباشرة إجراءاتيـ إلى المساىمة
التي تمقاىا كؿ منيـ في سير التحقيؽ.2
يتعيف عمى ضباط الشرطة القضائية في كؿ الحاالت إعبلـ ككيؿ الجميكرية لدل المحكمة الكائف
بيا مكاف الجريمة ،كأف يقدمكا لو أصؿ الممؼ مرفؽ بنسختيف مف إجراءات التحقيؽ ،كالذم يرسمو بدكره
النسخة الثانية إلى النائب العاـ لدل المجمس القضائي التابعة لو المحكمة المختصة ،3كيتـ تبميغ ككيؿ
الجميكرية المختص إقميميا بالجريمة الذم يكصي بدكره السمطة السممية باتخاذ كافة اإلجراءات التحفظية
الضركرية عندما يككف عكف عمكمي مكضع شبية في كقائع تتعمؽ بالفساد.4
عمى الرغـ مف اآلليات المخكلة ليذا األخير قصد تمكينو مف قمع مختمؼ أشكاؿ الفساد ،إال أف
ىناؾ بعض األمكر مف شأنيا أف تعمؿ عمى الحد مف استقبلليتو في أداء ميامو الرقابية كتتمثؿ أىـ
المظاىر التي تحد مف استقبلليتو في:
كىك ما ينجـ عنو العديد مف اآلثار مف بينيا عدـ أىميتو في التعاقد ،كىك ما يتعارض حسب رأينا مع
دكره في العمؿ عمى تطكير التعاكف كالتساند مع ىيئات مكافحة الفساد كتبادؿ المعمكمات بمناسبة
التحقيقات الجارية ،إلى جانب تقييده في مجاؿ إعداد الميزانية ،حيث يعد المدير العاـ الديكاف الميزانية
كيعرضيا عمى كزير العدؿ حافظ األختاـ ،مما يمس باستقبلليتو في تسيير شؤكنو المالية كاإلدارية كالتي
مف شأنيا أف تنعكس سمبا عمى دكره الحقيقي في الكشؼ عف جرائـ الفساد.
-1المادة 2/20مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،426/11يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو ككيفيات سيره المعدؿ كالمتمـ.
-2المادة 21مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،426/11يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو ككيفيات سيره المعدؿ كالمتمـ.
-3المادة 40مكرر 1مف األمر رقـ ،155/66المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ.
-4المادة 22مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،426/11يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو ككيفيات سيره المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
طبقا لممادة 08مف المرسكـ الرئاسي 426/11فإف عدد مف ضابط كأعكاف الشرطة القضائييف
كالمكظفيف المكضكعيف تحت تصرؼ الديكاف ،يتـ تعيينيـ بمكجب قرار مشترؾ بيف كزير العدؿ حافظ
األختاـ كالكزير المعني ،أم كزير الدفاع أك كزير الداخمية حسب الحالة ،فضبل عف ذلؾ تتمتع السمطة
التنفيذية بصبلحية تعييف المدير العاـ لمديكاف بمكجب مرسكـ رئاسي بناء عمى اقتراح كزير المالية ،1كىك
ما يفرض منطؽ الكالء كالخضكع لسمطة التعييف ،كىك ما يشكؾ مف استقبللية ىذا الجياز ،إلى جانب
ذلؾ لـ يحدد المشرع مدة العيدة التي يمكف مف خبلليا لؤلعضاء ممارسة مياميـ ،مما يسح لمسمطة
التنفيذية بالتأثير عمى األعضاء مف خبلؿ القياـ بعزليـ في أم كقت في حالة عدـ االستجابة لرغباتيا،
ذلؾ أف تحديد المدة كقابميتيا لمتجديد تعد ضمانة لحماية أعضاء الديكاف مف أشكاؿ التكقيؼ التعسفي.2
إلى جانب ذلؾ فإننا نبلحظ؛ تناقض المشرع مف خبلؿ النص عمى أف الديكاف يعد مصمحة مركزية
عممياتية لمشرطة القضائية كيتمتع باالستقبلؿ في عممو كتسييره ،كمف جية أخرل أقر تبعية ىذا األخير
لسمطة كزير العدؿ حافظ األختاـ ،3مما يجعمو في عبلقة تبعية ليذا األخير مما يؤثر عمى استقبلليتو في
أداء ميامو الرقابية كالتي تتجسد بكضكح مف خبلؿ رفع ىذا األخير لمتقرير السنكم لكزير العدؿ ،كىك ما
يشكؿ مظير مف مظاىر الرقابة عمى أعماؿ الديكاف.
كؿ ىذه النقائص مف شأنيا أف تحد مف فعالية الجياز في متابعة جرائـ الفساد كالصفقات العمكمية
خصكصا ،كتضعؼ مف مساىمتو في بناء نظاـ رقابي متكامؿ ،لذلؾ فإف أىـ التحديات التي تكاجو ىذه
الييئات ،ىك كيؼ يمكف ليذه األخير ممارسة مياميا بكؿ حيادية طالما أنيا تخضع لييمنة السمطة
التنفيذية مثمما أشرنا ،لتمعب دكرىا األساسي في محاربة أشكاؿ الفساد.
فمنذ مصادقة الجزائر عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد عرفت العديد مف اليياكؿ الرقابية،
إال أف سيطرت الجياز التنفيذم عمى استقبلليتيا خاصة في ظؿ تكرط كبار المسؤكليف كأقاربيـ في بعض
القضايا ،كمحدكدية اآلليات المخكلة ليا جعؿ منيا مؤسسات كىياكؿ شكمية غير فاعمة في مكاجية أشكاؿ
الفساد ،كخير دليؿ عمى ذلؾ أف الجزائر لـ تسجؿ أم تحسف في ترتيبيا في المؤشرات الدكلية لمفساد،
كانما عرفت استفحاال أكثر لفضائح الفساد كتكغمو في أكثر القطاعات الحساسة كاإلستراتيجية في
االقتصاد الكطني ،مما يدؿ عمى اإلرادة السياسية الضعيفة التي تتعايش مع الفساد كالسيطرة عمى الييئات
الرقابية كاضعاؼ دكرىا الرقابي.
-1المادة 10مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،426/11يحدد تشكيمة الديكاف المركزم لقمع الفساد كتنظيمو ككيفيات سيره المعدؿ كالمتمـ.
-2نكرة ىاركف ،المرجع السابؽ ،ص .320
-3نصت المادة مف المرسكـ الرئاسي رقـ 426/11بقكليا " يكضع الديكاف لدل الكزير المكمؼ بالمالية ،كيتمتع باالستقبلؿ في عممو كتسييره ".
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المطمب الثاني:
ضمانات متابعة جرائـ الصفقات العمومية.
تقتضي عممية تفعيؿ القكاعد اإلجرائية التي رصدىا المشرع لمتابعة مختمؼ أشكاؿ الفساد ،تضافر
العديد مف الجيكد كتكامميا ،نظ ار لطابع السرية كالخصكصية التي أضحت تمتاز بيا مختمؼ جرائـ الفساد
التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية ،مما يستدعي تدخؿ بعض الفئات تمكينان كتدليبلن لمعقبات التي
تعترض مجاؿ البحث كالتحرم ،كالتي تعمب محك ار أساسيا في البحث كالتقصي عف الحقائؽ ،مف شيكد
كخبراء كمبمغيف كضحايا ،مما يبرر الحث عف اإلببلغ عف الجرائـ كايجاد صمة لتشجيع التعاكف ،كنظ ار
لمدكر الذم تمعبو ىذه الفئات في الكشؼ عف حقائؽ كخبايا جرائـ الصفقات كالفساد عمكما جعميا عرضة
لمختمؼ أشكاؿ الضغكطات ،التي قد تؤدم إلى إحجاميـ عف أداء الشيادة أك التبميغ مما يؤدم إلى
طمس معالـ الجريمة كعرقمة سير مرفؽ العدالة.1
األمر الذم يقتضي إحاطة ىذه الفئات كافادتيا بحماية قانكنية تكفؿ أمنيا كسبلمتيا (الفرع األكؿ)،
ىذه المتابعة كاف عكست جديتيا في قمع أشكاؿ الفساد قد تعترييا بعض الصعكبات كالعقبات التي تعد
بمثابة قيكد قد تعطؿ كتحد مف فعالية ىذه اآلليات (الفرع الثاني) ،التي عمؿ المشرع عمى مكاجيتيا
بتكسيع مجاؿ المتابعة ليشمؿ مختمؼ الفئات ،كمف مف أجؿ ذلؾ فقد اشتممت أحكاـ قانكف الكقاية مف
الفساد كمكافحتو عمى جممة مف الجزاءات تنكعت تبعا لتنكع الجرائـ كاألشخاص ،كالتي مف شأنيا أف
تضع حدا ألشكاؿ االنحراؼ التي تمس بالماؿ العاـ (الفرع الثالث).
الفرع األوؿ:
حماية األشخاص الفاعميف في متابعة جرائـ الصفقات العمومية.
تقتضي عممية تشجيع اإلببلغ عف جرائـ الصفقات العمكمية كالفساد عمكما ،تكفير قدر مف الحماية
القانكنية لمختمؼ الفاعميف في مجاؿ الكشؼ عف ىذا النكع الجرائـ ،مف شيكد كخبراء كمبمغيف كضحايا،
ذلؾ أف مقدرة أم مف ىذه الفئات عمى اإلدالء بشيادتو في محيط قضائي ،أك التعاكف مع السمطات
المختصة عمى إنفاذ القانكف في التحقيقات كالمتابعة الرامية لمكصكؿ إلى الحقائؽ ،ككشؼ الضالعيف في
ارتكاب مثؿ ىذه الجرائـ التي اكتست طابع السرية ،يعد عامؿ أساسي في صكف حكـ القانكف ،2كىك ما
دفع المشرع إلى إحاطة ىذه الفئات بجممة مف التدابير القانكنية المتميزة التي تؤمف سبلمتيـ مف مختمؼ
-1أميف مصطفى محمد ،حماية الشيكد في قانكف اإلجراءات الجنائية (دراسة مقارنة) ،دار المطبكعات الجامعية ،اإلسكندرية ،2010 ،ص .06
-2جيبللي ماينك ،الحماية القانكنية ألمف الشيكد في التشريعات المغاربية (دراسة في التشريع الجزائرم كالمغربي كالتكنسي) ،مجمة دفاتر السياسة
كالقانكف ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،العدد الرابع عشر ،جانفي ،2016ص .260
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
أشكاؿ التيديد كاالنتقاـ ،كالتي قد تؤدم إلى إحجاميـ عف اإلدالء بالشيادة كالتبميغ عف الجرائـ ،1كتتمثؿ
ىذه التدابير في:
أفرد المشرع جممة مف التدابير لحماية الشيكد كالخبراء كالمبمغيف التي تضمف سبلمتيـ كسبلمة
أقاربيـ كمصالحيـ األساسية مف مختمؼ أشكاؿ الضغكطات ،التي قد يتعرضكف ليا نتيجة تعامميـ في
الكشؼ عف خيكط الجريمة ،كذلؾ بمعاقبة كؿ مف ييدد أمف كسبلمة الشيكد كالخبراء كالمبمغيف كالضحايا
كأفراد أسرىـ كسائر األشخاص كثيقي الصمة بيـ طبقا لممادة 65مكرر 19مف (ؽ إ ج ج ) ،كالمادة 45
مف (ؽ ك ـ ؼ) التي أفادت بقكليا " يعاقب بالحبس مف ستة ( )6أشير إلى خمس ( )5سنكات كبغرامة
مف 50.000دج إلى 500.000دج كؿ شخص يمجأ إلى االنتقاـ أك الترىيب أك التيديد بأية طريقة
كانت أك بأم شكؿ مف األشكاؿ ضد الشيكد أك الخبراء أك الضحايا أك المبمغيف أك أفراد عائبلتيـ كسائر
األشخاص كثيقي الصمة بيـ " ،مما يشكؿ عامبل مف عكامؿ تشجيع اإلببلغ عف جرائـ الفساد بما فييا
جرائـ الصفقات العمكمية ،كتتمثؿ ىذه التدابير طبقا لممادة 65مكرر 20مف (ؽ إ ج ج) في:
-1عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .249
-2مريـ لككاؿ ،اآلليات القانكنية المستحدثة لحماية الشيكد كالخبراء كالضحايا بمكجب األمر 02/15المعدؿ لقانكف اإلجراءات الجزائية (دراسة
مقارنة) ،حكليات جامعة الجزائر ،العدد الكاحد كالثبلثكف ،2017 ،ص .107
-3أميف مصطفى محمد ،المرجع السابؽ ،ص .77
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
-منحو مساعدة اجتماعية أك مالية ،فقد تؤدم تدابير الحماية إلى تكقؼ أحد عناصر ىذه الفئات عف
ممارسة نشاطو الكظيفي أك الميني أك التجارم ،كما قد تقتضي ضركرات الحماية عدـ التنقؿ إلى أم
مكاف مما قد يمنعيـ مف الكسب مما يمكنيـ كفقا ليذا التدبير الحصكؿ عمى مساعدات اجتماعية
كمالية لتأميف حاجياتيـ ،إال أف المشرع لـ يبيف آليات كشركط كشكؿ صرؼ ىذه المنح ،كىك ما يعد
ضركرم لتفعيؿ ىذا اإلج ارء.
يمكف اتخاذ ىذه التدابير قبؿ مباشرة المتابعات الجزائية ،كفي أم مرحمة مف مراحؿ المتابعة ،كيجكز
لمسمطة القضائية المختصة أف تتخذ ىذه التدابير مف تمقاء نفسيا أك بناء عمى طمب ضابط الشرطة
القضائية أك طمب الشخص المعني بالحماية ،كىذا طبقا لممادة 65مكرر 21مف (ؽ إ ج ج).
كتعكد السمطة في اتخاذ قرار بإفادة الشاىد أك الخبير بتدابير مناسبة لضماف حماية فعالة لككيؿ
الجميكرية ،بالتشاكر مع الجيات المختصة ،كبمجرد فتح التحقيؽ فإف سمطة اتخاذ ىذه التدابير تؤكؿ إلى
قاضي التحقيؽ المخطر ،عمى أف تؤكؿ في كؿ األحكاؿ متابعة تدابير الحماية كتنفيذىا لككيؿ
الجميكرية ،1كتبقى ىذه التدابير المتخذة سارية مادامت األسباب التي بررتيا قائمة ،عمى أف يمكف تعديميا
بتخفيضيا أك تشديدىا تبعا لخطكرة التيديد ،إذا ما تبث أنيا غير كافية لتكفير الحماية المتطمبة ،أك أف
تطكر إجراءات المتابعة تقتضي ذلؾ.
أقر المشرع إلى جانب تمؾ التدابير الغير اإلجرائية ،تدابير إجرائية أخرل تتمثؿ في:
-عدـ الكشؼ عف ىكية الشيكد كالخبراء كمنحيـ ىكية مستعارة كتضمنييا ضمف أكراؽ اإلجراءات.
-اإلشارة بدال مف عنكانيـ الحقيقي لعنكاف مقر الشرطة القضائية أيف تـ سماعو ،أك إلى الجية القضائية
التي سيؤكؿ إلييا النظر في القضية.
كاذا رأل قاضي التحقيؽ أف شاىدا أك خبي ار معرض لخطر جدم ،كقرر عدـ ذكر ىكيتو ،ككذا
بياناتو الشخصية النصكص عمييا في المادة 93مف (ؽ إ ج ج) ،فيجب عميو أف يشير في محضر
السماع إلى األسباب التي بررت ذلؾ ،كىك ما يحكؿ دكف التعسؼ في استعماؿ السرية دكنما أسباب جدية
تستدعي ذلؾ ،كيككف عمى قاضي التحقيؽ حفظ المعمكمات السرية المتعمقة بالشاىد أك الخبير في ممؼ
خاص يككف تحت تصرفو ،2مع اتخاذ كافة التدابير البلزمة لمحفاظ عمى سرية ىكية الشاىد بما في ذلؾ
منعو مف اإلجابة عف األسئمة التي يمكف أف تؤدم لمكشؼ عف ىكيتو.3
-1المادة 65مكرر 22مف األمر رقـ ،155/66المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ.
-2المادة 65مكرر 24مف األمر رقـ ،155/66المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ.
-3المادة 65مكرر 25مف األمر رقـ ،155/66المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كأما إذا أحيمت القضية إلى جية الحكـ ،فيتعيف عمى ىذه األخيرة أف تقرر إذا ما كانت معرفة ىكية
الشخص ضركرية لممارسة حقكؽ الدفاع ،كذلؾ بالنظر لمعطيات القضية طبقا لممادة 65مكرر 26مف
(ؽ إ ج ج) ،ذلؾ أنو مف ضمانات المحاكمة العادلة مبدأ الكجاىية ،أم ضركرة مكاجية المتيـ كالشيكد،
كالمتيميف كالشيكد فيما بينيـ ،1كال يمكف إغفاؿ ىذا المبدأ العاـ إال إذا كاف اإلدالء بالشيادة مف شأنو
المساس بحياة الشيكد كسبلمتيـ كحياة األشخاص كثيقي الصمة بيـ.
كىك ما دفع بالعديد مف الدكؿ باألخذ بالشيادة المجيمة (تجييؿ الشيادة) ،أك ما يسمى باإلغفاؿ أك
اإلخفاء 2مف خبلؿ حجب بيانات الشاىد أك الخبير أك المبمغ أك الضحية ،كالتي تبناىا المشرع كاستثناء
في بعض الجرائـ ،كاذا ما أقرت المحكمة عدـ الكشؼ عف ىكية أك عنكاف الشاىد أك الخبير ،فإف أم
مخالفة ليذا اإلجراء يعاقب صاحبو طبقا لممادة 65مكرر 28مف (ؽ إ ج ج) بالحبس مف ستة ()6
أشير إلى خمس ( )5سنكات كبغرامة مف 50.000دج إلى 500.000دج.
مسايرة مف المشرع لؤلحداث كالتطكرات التقنية في مجاؿ المتابعة كالكشؼ عف الحقائؽ ،كترجمة
لمقتضيات اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد أجاز طبقا لممادة 65مكرر 27مف ( ؽ إ ج ج) لقاضي
الحكـ إما تمقائيا أك بطمب مف األطراؼ ،سماع الشاىد مخفي اليكية عف طريؽ كضع كسائؿ تقنية تسمح
بإخفاء ىكيتو مف خبلؿ استغبلؿ تقنيات االتصاؿ الحديثة ،بما في ذلؾ السماع عف طريؽ المحادثة
المرئية عف بعد كاستعماؿ األساليب التي ال تسمح بالكشؼ عف ىكيتيـ بتغيير نبرات الصكت ،3كىك ما
يعد تكريسا ألحكاـ المادة 2/15مف القانكف 03/15المتعمؽ بعصرنة العدالة كالتي أفادت بقكليا " يمكف
جية الحكـ أيضا أف تستعمؿ المحادثة المرئية عف بعد لسماع الشيكد كاألطراؼ المدنية كالخبراء " ،4كتتـ
عممية االستماع أك المكاجية باستعماؿ ىذه التقنية بمقر المحكمة األقرب مف مكاف إقامة الشخص
المطمكب تمقي تصريحاتو كذلؾ بحضكر ككيؿ الجميكرية المختص إقميميا كأميف الضبط ،بعد تحقؽ ككيؿ
الجميكرية مف ىكية الشخص المراد سماعو كتحرير محضر لذلؾ.
قيد المشرع الجزائرم طبقا لممادة 14مف القانكف 03/15المتعمؽ بعصرنة العدالة ىذه العممية بجممة
مف الضكابط بقكليا " أف يقتضي بعد المسافة كضركرات حسف سير العدالة ذلؾ مع احتراـ الحقكؽ
كالقكاعد المنصكص عمييا في قانكف إجراءات الجزائية ،مع ضماف سرية اإلرساؿ كأمانتو ،كأف يتـ تسجيؿ
التصريحات عمى دعامة تضمف سبلمتيا كترفؽ بممؼ اإلجراءات ،مع تدكيف ىذه التصريحات كاممة
كحرفيا عمى محضر يكقع مف قبؿ القاضي المكمؼ بالممؼ كأميف الضبط ".
ما يبلحظ أف المشرع الجزائرم قد أغفؿ إمكانية االستعانة بمترجـ أثناء استخداـ ىذه التقنية التي قد
تقتضي ذلؾ في بعض الحاالت ،خبلفا لممشرع الفرنسي الذم أقر إمكانية االستعانة بيذا األخير سكاء
عند الشيادة أك االستجكاب أك المكاجية طبقا لممادة 71-706مف (ؽ إ ج ؼ) ،فضبل عف عدـ قيامو
بتحديد مدة االحتفاظ بيذه التسجيبلت تبعا لممشرع الفرنسي الذم حددىا بمدة سرياف الدعكل العمكمية
طبقا لممادة 102-706مف (ؽ إ ج ؼ).
كتطبيقا لممادة 65مكرر 27مف (ؽ إ ج ج) فإف المعمكمات التي يكشؼ عنيا الشاىد مخفي اليكية
تعد مجرد استدالالت ،ال يمكف أف تشكؿ لكحدىا دليبل يستند عميو كأساس لئلدانة ما لـ تدعـ بأدلة أخرل
مدينة لممتيـ ،لذلؾ يجكز لممحكمة استثناء السماح بالكشؼ عف ىكية الشاىد بعد مكافقتو ،كاتخاذ كافة
التدابير البلزمة التي تؤمف حياتو كحياة عائمتو كأقاربو ككؿ األشخاص كثيقي الصمة بو ،كذلؾ متى كانت
تصريحات الشاىد مخفي اليكية تعد الدليؿ الكحيد ،كبذلؾ يككف المشرع قد تشدد في اإلفصاح عف ىكية
الشاىد كاضعا سبلمتو فكؽ كؿ اعتبار.
كتبعا لما سبؽ كعمى الرغـ مف إيجابيات التعديبلت التي استحدثيا المشرع الجزائرم في تأميف
الحماية لمشيكد كالخبراء كالضحايا ،إال أننا نتساءؿ عف سبب إسقاط المشرع لفئة المبمغيف مف تدابير
الحماية التي أقرتيا أحكاـ قانكف اإلجراءات الجزائية ،كىي الفئة التي خصيا المشرع بالحماية مبك ار
بمكجب أحكاـ المادة 45مف (ؽ ك ؼ ـ) ،فيؿ يعد ذلؾ سيك تشريعيا؟ أـ أف المشرع قد كضع المبمغ
مكضع الشاىد؟ أـ أف المشرع ينكم إحاطة ىذه الفئة بقانكف خاص تبعا لما أخذت بو بعض الدكؿ
كالمشرع التكنسي مثبل1؟
ىذا؛ كباإلضافة إلى ذلؾ فقد جاء النص القانكني لممادة 45مف (ؽ كؼ ـ) قاص ار بحيث أف المشرع
لـ يبيف مف خبللو صراحة كضع ىذه الفئات في القضية ،كال المخاطر المحدقة بيـ ،كال يكفر أم ضمانة
لحمايتيـ سكل معاقبة كؿ مف يمجأ إلى االنتقاـ أك الترىيب أك التيديد بأم شكؿ مف األشكاؿ ضد ىذه
الفئات ،كحبذا لك خص المشرع الجزائرم ىذه الفئات بقانكف خاص تبعا لما أخذت بو بعض الدكؿ
كالمشرع التكنسي كاألردني الذم أقر نظاـ لحماية المبمغيف كالشيكد كالمخبريف كالخبراء في قضايا الفساد
كأقاربيـ كاألشخاص كثيقي الصمة بيـ ،كالذم كفر مف خبللو جممة مف التدابير لحماية المكظؼ الشاىد
أك المبمغ عف جرائـ الفساد مف أشكاؿ المضايقات ،كاإلجراءات التعسفية التي قد يتعرض ليا مف قبؿ
مسؤكلي اإلدارة ،كالتي قد تتسبب في حرمانو مف الترقية أك الخصكمات المالية أك النقؿ كغيرىا مف
اإلجراءات التي تعد في حقيقتيا شكؿ مف أشكاؿ العقاب مع إمكانية أف تسبغيا اإلدارة طابع المشركعية
-1تقر بعض الدكؿ كضع قكانيف خاصة قصد تكفير الحماية لممبمغيف عف جرائـ الفساد مف بينيا المشرع التكنسي الذم أقر ذلؾ بمكجب القانكف
األساسي العدد 10لسنة ،2017المؤرخ في ،2017/03/07المتعمؽ باإلببلغ عف جرائـ الفساد كحماية المبمغيف ،الرائد الرسمي ،عدد ()20
الصادر بتاريخ .2017/03/10
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
إخفاء لمغرض األساسي منيا ،كىك معاقبة المكظؼ حاؿ قيامو باإلببلغ أك الشيادة ،1كذلؾ بمنع اتخاذ أم
قرار يغير مف المركز القانكني أك اإلدارم ليـ أك ينتقص مف حقكقيـ أك يحرميـ منيا ،أك أم إجراء آخر
يؤدم إلى إساءة معاممتيـ أك اإلساءة لمكانتيـ أك لسمعتيـ.2
كىك ما تداركو المشرع في مشركع تعديمو لمقانكف رقـ 01/06المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو
لسنة ،2019الذم كفر مف خبلؿ أحكاـ المادة 45مكرر منو حماية أكثر لممكظؼ المبمغ عف جرائـ
الفساد بقكلو " دكف اإلخبلؿ بأحكاـ المادة 45مف ىذا القانكف ،ال يجكز اتخاذ أم إجراء يمس بكظيفة أك
بظركؼ عمؿ الشخص الذم يقكـ باإلببلغ عف أفعاؿ الفساد أك بكشفيا لمسمطات" بؿ كأكثر مف ذلؾ فقد
أجاز لممعني أف يطمب مف قاضي االستعجاؿ كقؼ اإلجراءات التي اتخذت ضده ،دكف اإلخبلؿ بحقو في
طمب التعكيض" ،كىذا ما مف شأنو أف يشجع اإلببلغ عف مختمؼ جرائـ الفساد التي يتـ كشفيا مف قبؿ
المكظفيف أثناء مباشرة مياميـ ،كيشكؿ في نفس الكقت ضمانة لحمايتيـ مف أشكاؿ الضغكطات
كاإلجراءات التعسفية التي قد تتخذ في حقيـ مف قبؿ مسؤكلييـ عند قياميـ باإلببلغ سكاء كانت في شكؿ
عقا ب إدارم أك مضايقات ،ذلؾ أف غياب ىذا النكع الحماية سيؤدم حتما إلى إحجاـ المكظفيف عف
التبميغ ،كبيذا يككف المشرع الجزائرم كمف خبلؿ ىذا التعديؿ قد سد النقص التشريعي في ىذا الجانب
كساير في ذلؾ مختمؼ التشريعات المقارنة التي كفرت مثؿ ىذه الحماية لممكظفيف تشجيعا لمكشؼ عف
جرائـ الفساد بمختمؼ صكرىا ،كاقامة منظكمة فعالة لمكافحة الفساد.
كمف أجؿ تحقيؽ فعالية أكثر ،فحبذا لك يعمؿ المشرع إلى جانب تكفير الحماية تقديـ مكافأة مالية
تبعا في ذلؾ لما أقرتو أحكاـ المادة 231مف (ؽ إ ج ج) التي أفادت بقكليا " تقبؿ سماع شيادة مف يقرر
لو القانكف مكافأة مالية إلببلغو بالحادث ،كذلؾ ما لـ تعارض النيابة العامة في سماع شيادتو " ،فعمى
الرغـ مف عمكمية ىذا النص ،كالتي تفيد شمكليتو لجميع الجرائـ بما فييا جرائـ الفساد التي تعترم مجاؿ
الصفقات العمكمية ،إال أنو كنظ ار لطابع السرية الذم يميز ىذا النكع مف الجرائـ فقد كاف مف األحسف لك
أقرىا المشرع بصريح النص ضمف أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو مثمما أقرىا بصريح النص
ضمف أحكاـ المادة 05مف قانكف المتعمؽ بمكافحة التيريب 3التي أفادت بقكليا " يمكف تقديـ تحفيزات
مالية أك غيرىا لؤلشخاص الذيف يقدمكف لمسمطات المختصة معمكمات مف شأنيا أف تفضي إلى القبض
-1كماؿ محمكد العساؼ ،اإلطار القانكني لحماية المبمغيف كالشيكد كالمخبريف كالخبراء في قضايا الفساد ،رسالة مقدمة الستكماؿ متطمبات
الحصكؿ عمى درجة الماجستير في القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،قسـ القانكف العاـ ،جامعة الشرؽ األكسط ،األردف ،2015 ،ص .86
-2المادة 09مف نظاـ رقـ ( )62لسنة ، 2014المتعمؽ بنظاـ حماية المبمغيف كالشيكد كالمخبريف كالخبراء في قضايا الفساد كأقاربيـ كاألشخاص
كثيقي الصمة بيـ (األردني) ،الصادر بمقتضي الفقرة (ج) مف المادة ( )23كالمادة ( )30مف قانكف ىيئة مكافحة الفساد رقـ ( )62لسنة
،2006الجريدة الرسمية ،رقـ ( )5286الصادرة بتاريخ .2014/05/15
-3المادة 05مف األمر رقـ ،06/05المتعمؽ بمكافحة التيريب المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
عمى الميربيف " ،كتبعا في ذلؾ لما أقره المشرع العراقي مف خبلؿ سف قانكف يتعمؽ بمكافأة المخبريف،1
كىك ما يشكؿ قفزة نكعية في مجاؿ المتابعة ،كضمانة مف شأنيا أف تشجع اإلببلغ عف جرائـ الفساد بما
في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية.
الفرع الثاني:
القيود التي تمنع متابعة مرتكبي جرائـ الصفقات العمومية.
يقتضي مجاؿ المتابعة تكفير نظاـ إجرائي متكامؿ الحمقات يعمؿ عمى تدليؿ العقبات التي تعترم
مجاؿ المتابعة ،كالتي تعد قيدا أماـ الجيات المختصة يحد مف فعالية آليات المتابعة المقررة لذلؾ ،ىذه
األخيرة تمثمت في قكاعد إجرائية أقرىا المشرع لمتابعة بعض الفئات مف المكظفيف ،كالتي شكمت حائبل
أماـ ممارسة سمطات المتابعة بحؽ ىذه الطائفة حاؿ ارتكابيـ لجريمة مف جرائـ فساد بما في ذلؾ جرائـ
الصفقات العمكمية أثناء أك بمناسبة تأديتيـ لكظائفيـ ،إال بعد استفاء بعض اإلجراءات القانكنية مف بينيا
الحصكؿ عمى شككل (الفقرة األكلى) ،أك إذف مسبؽ (الفقرة الثانية) ،أك بعد القياـ بتحقيؽ مسبؽ (الفقرة
الثالثة) كالتي يتـ تكضيحا تبعا لما يمي:
أكلى المشرع الجزائرم جرائـ الفساد عناية خاصة بمكجب أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو
كالتي لـ يقيد بمكجبيا متابعة كمبلحقة جرائـ الصفقات العمكمية ،ككذا الضالعيف في ارتكابيا بضركرة
تقديـ شككل ،كانما تككف متابعة ىذه الجرائـ بصفة تمقائية ،2غير أف المادة 6مكرر مف (ؽ إ ج ج)
أكردت استثناء عمى ذلؾ ،كالتي قيد بمكجبيا المشرع متابعة مسيرم المؤسسات العمكمية االقتصادية التي
تممؾ الدكلة كؿ رأسماليا أك ذات الرأسماؿ المختمط بضركرة تقديـ شككل مف قبؿ الييئات االجتماعية ليذه
المؤسسات ،حيث أفادت بقكليا " ال تحرؾ الدعكل العمكمية ضد مسيرم المؤسسات العمكمية االقتصادية،
التي تممؾ الدكلة كؿ رأسماليا أك ذات الرأسماؿ المختمط ،عف أعماؿ التسيير التي تؤدم إلى سرقة أك
اختبلس أك تمؼ أك ضياع أمكاؿ عمكمية أك خاصة ،إال بناء عمى شككل مسبقة مف الييئات االجتماعية
لممؤسسة المنصكص عمييا في القانكف التجارم كفي التشريع السارم المفعكؿ ".
كىك ما أكده قرار المحكمة العميا المؤرخ في 2008/12/31بقكليا "..إضافة لما سبؽ فإف الجرائـ
المرتكبة إض ار ار بالمؤسسات العمكمية االقتصادية التي تممؾ الدكلة كؿ رأسماليا أك ذات رأس ماؿ مختمط
-1قانكف رقـ ( ،)33المؤرخ في ،2008/08/26المتعمؽ بمكافأة المخبريف (العراقي) ،الجريدة الرسمية ،عدد ( )4085الصادرة بتاريخ
،2008/09/01منشكر عمى المكقع.http://www.iraqld.iq :
-2عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .237
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
ال تحريؾ لمدعكل العمكمية إال بناء عمى شككل مف أجيزة الشركة المعنية المنصكص عمييا في القانكف
التجارم كفي القانكف المتعمؽ بتسيير رؤكس األمكاؿ التجارية لمدكلة.1"..
كبناء عمى ذلؾ فإف سمطة النيابة العامة في تحريؾ الدعكل لمتابعة مسيرم ىذه المؤسسات ،في حالة
ارتكاب أم جريمة مف جرائـ المنصكص عمييا ضمف ىذا النص ،مقيدة بضركرة الحصكؿ عمى شككل
مف قبؿ الييئات االجتماعية ليذه المؤسسات ،أم أف نص المادة 06مكرر قيد تحريؾ الدعكل العمكمية
كرفع يد النيابة تماما عف أم متابعة تمقائية ،كمنح كؿ سمطة المتابعة لمييئات االجتماعية التابعة
لممؤسسات المعنية ،فيذا النص أصبح عائقا حقيقيا يستكجب إعادة النظر فيو مف طرؼ المشرع لفتح باب
كحؽ التبميغ عف الفساد أماـ كؿ مف كصمت إلى عممو جرائـ تمس الماؿ العاـ ،خاصة كأف
حؽ المتابعةّ ،ّ
يحدد المرحمة التي
النص المتعمؽ بالتسيير الذم يؤدم إلى السرقة ،االختبلس ،التمؼ أك ضياع أمكاؿ لـ ّ
يجرـ بخصكصيا التسيير ،أم خبلؿ عمؿ التسيير أـ بعد التسيير ،مما يطرح غمكض حكؿ النص قد
يمنح فرص حماية كافبلت بعض األشخاص مف المتابعات القضائية ،كىك ما يشكؿ عقبة حقيقة أماـ
متابعة جرائـ الفساد.
ىذا كاف تقييد حرية النيابة العامة في تحريؾ الدعكل العمكمية ال يقتصر عمى تمؾ الجرائـ المرتكبة
داخؿ الكطف ،كانما يتعدل األمر ذلؾ إلى الجرائـ المرتكبة في الخارج ،كالتي تدخؿ ضمف اختصاص
القضاء الجزائي الجزائرم طبقا لممادة 03مف قانكف العقكبات التي أفادت بقكليا " يطبؽ قانكف العقكبات
عمى الجرائـ التي ترتكب في الخارج إذا كانت تدخؿ في اختصاص المحاكـ الجزائية الجزائرية طبقا
ألحكاـ قانكف اإلجراءات الجزائية ".
كتبعا لذلؾ نصت الفقرة األكلى مف المادة 583مف (ؽ إ ج ج) بقكليا " كؿ كاقعة مكصكفة بأنيا
جنحة سكاء في نظر القانكف الجزائرم أك في نظر تشريع القطر الذم ارتكبت فيو يجكز المتابعة مف أجميا
كالحكـ فييا في الجزائر إذا كاف مرتكبيا جزائريا ".
كتطبيقا ليذا النص فإذا ارتكب أم جزائرم جريمة مف جرائـ الفساد بما في ذلؾ جرائـ الصفقات
العمكمية كغيرىا مف الجرائـ في إقميـ دكلة أجنبية ،يجكز لمسمطات الجزائرية متابعتو عف ذلؾ بعد تكافر
جممة مف الشركط حددتيا أحكـ المادة 582مف نفس القانكف كىي:
-1قرار المحكمة العميا ،غرفة الجنح كالمخالفات ،رقـ ،450220المؤرخ في ،2008/12/31مجمة المحكمة العميا ،العدد الثاني ،2008 ،ص
،409جاء أيضا في إحدل ق ارراتيا بقكليا "مف المقرر قانكنا أف يعاقب بالسجف بيف 05ك 10سنكات كبالغرامة المالية ،كؿ متعيد لتمكيؿ
الجيش ،الذم يرتكب جريمة الغش في نكع كصفة ككمية األعماؿ كاألشياء المكردة ،كيتـ تحريؾ الدعكل العمكمية بناء عمى شككل السيد كزير
الدفاع الكطني كمتى تبث أف إجراءات تحريؾ الدعكل العمكمية تمت بدكف شككل فإف التحقيؽ الذم أجرم يعد باطبل ،"..الممؼ رقـ
،103770المؤرخ في ،1992/06/02المجمة القضائية ،العدد األكؿ ،1996 ،ص .194
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
-أف تككف الجريمة جنحة ( كجرائـ الصفقات العمكمية) ،في نظر التشريع الكطني كفي نظر البمد
الذم ارتكبت فيو.
-أف ال يككف قد كقع عمييا الحكـ نيائيا مف الجية القضائية األجنبية ،أك قضى العقكبة المحككـ
بيا عميو ،أك أنيا سقطت بالتقادـ أك حصؿ عمى العفك عنيا.
فإذا ما تكافرت ىذه الشركط يمكف متابعة الجاني أماـ القضاء الكطني ،غير أف المشرع قيد سمطة
النيابة العامة بتحريؾ الدعكة بضركرة كجكد شككل مسبقة مف قبؿ الشخص المضركر أك استنادا عمى
ببلغ رسمي مف سمطات القطر الذم ارتكبت فيو كاال كانت إجراءات المتابعة باطمة.1
يحظى أعضاء البرلماف في الجزائر كعمى غرار باقي الدكؿ بحصانة كظيفية طيمة مدة نيابتيـ أك
ميمتيـ البرلمانية ،2التي تعد ضمانة دستكرية تتيح ليـ ممارسو مياميـ بكؿ حرية لتحقيؽ الغرض الذم
كجدت ألجمو ،كالتي شكمت في ذات الكقت استثناء عمى القاعدة ،بإخضاع المتابعات الجزائية إلجراءات
غير مألكفة في القانكف العاـ جسدتيا أحكاـ المادة 127مف التعديؿ الدستكرم لسنة 2016التي أفادت
بقكليا " ال يجكز الشركع في متابعة أم نائب أك عضك مجمس األمة بسبب جناية أك جنحة إال بتنازؿ
صريح منو ،أك بإذف ،حسب الحالة مف المجمس الشعبي الكطني أك مجمس األمة الذم يقرر رفع الحصانة
عنو بأغمبية أعضائو ".
كبذلؾ فقد قيد المشرع النيابة العامة في تحريؾ الدعكل العمكمية ،بعدـ جكاز اتخاذ أم إجراء لممتابعة
ضد أم مف أعضاء البرلماف في غير حالة التمبس بالجريمة ،إال بتنازؿ صريح مف المتيـ أك إذف بتحريؾ
الدعكل مف قبؿ الييئة النيابية التي ينتمي إلييا ،3كبالتالي تبطؿ كؿ اإلجراءات المتخذة قبؿ الحصكؿ
عمى اإلذف ،كال يعني أف الغرض مف ىذا اإلذف أف يقكـ المجمس بالتحقيؽ في التيمة المكجية إلى العضك
مف الناحية القانكنية ،إذ ال تتعمؽ الحصانة بمسؤكلية عضك المجمس النيابي ،كما ال تعني الحصانة عدـ
-1نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .366
-2تنص المادة 126مف القانكف رقـ ،01/16المتضمف التعديؿ الدستكرم لسنة 2016بقكليا " الحصانة البرلمانية معترؼ بيا لمنكاب كألعضاء
مجمس األمة مدة نيابتيـ كميمتيـ البرلمانية"..
-3نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .363
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
مسؤكلية العضك عف الجرائـ التي يرتكبيا فميس لمحصانة مف أثر إال إيقاؼ اتخاذ إجراءات التحقيؽ أك
المحاكمة ،إال بعد إذف الييئة النيابية أك بتنازؿ صريح مف قبؿ النائب أك العضك.1
ىذا؛ كباإلضافة إلى أف أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو لـ تتضمف أم حكـ يفيد تقييد
الحصانة التي يتمتع بيا أعضاء البرلماف كالتي مف شأنيا عرقمة سير العدالة ،كاف كانت اتفاقية األمـ
المتحدة لمكافحة الفساد قد دعت لمحد مف ىذه االمتيازات بإيجاد نكع مف التكازف بيف ضركرة الحصانة
الكظيفية كمقتضيات فاعمية مبلحقة مرتكبي جرائـ الفساد بما فييا جرائـ الصفقات العمكمية التي قد
يرتكبيا ىؤالء ،2كىك ما نصت عميو المادة 2/30منيا بقكليا " تتخذ كؿ دكلة طرؼ ،كفقا لنظاميا
القانكني كمبادئيا الدستكرية ،ما قد يمزـ مف تدابير إلرساء أك إبقاء تكازف مناسب بيف أم حصانات أك
امتيازات قضائية ممنكحة لمكظفييا العمكمييف مف أجؿ أداء كظائفيـ ،كامكانية القياـ عند الضركرة
بعمميات تحقيؽ كمبلحقة كمقاضاة فعالة في األفعاؿ المجرمة كفقا ليذه االتفاقية ".
ككاضح مف أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد قد جاء تطبيقيا ليشمؿ كؿ مف يشغؿ منصبا تشريعيا،
الذم يشمؿ البرلماف بغرفتيو سكاء أعضاء المجمس الشعبي الكطني أك مجمس األمة ،سكاء منتخبيف أك
معينيف ،لذلؾ يتعيف عمى المشرع إيجاد ذلؾ النكع مف التكازف الذم دعت إليو اتفاقية األمـ المتحدة بيف
مقتضيات الحصانة الكظيفية ليذه الفئات ،كامكانية متابعتيـ عف جرائـ الفساد التي يرتكبكنيا بسبب أك
بمناسبة أداء كظائفيـ كمياميـ النيابية.
قيد المشرع الجزائرم النيابة العامة في تحريؾ الدعكل العمكمية قصد متابعة أعضاء الحككمة،
كبعض الفئات األخرل مف المكظفيف عف جرائـ كالجنح المرتكبة مف قبميـ أثناء ممارستيـ لمياميـ
الكظيفية ،مف بينيا جرائـ الصفقات كالفساد ،كالتي أخضع المشرع مبلحقتيـ بشأنيا إلجراءات خاصة
حددتيا أحكاـ الفصؿ الثامف مف قانكف اإلجراءات الجزائية بمكجب المكاد مف ( 573إلى .)581
طبقا لممادة 573مف (ؽ إ ج ج) إذا كاف أحد أعضاء الحككمة أك أحد قضاة المحكمة العميا أك أحد
الكالة أك رئيس أحد المجالس القضائية أك النائب العاـ ،قاببل لبلتياـ بارتكاب جناية أك جنحة أثناء مباشرة
ميامو أك بمناسبتيا يحيؿ ككيؿ الجميكرية الذم يخطر بالقضية الممؼ عندئذ بالطريؽ السممي عمى
النائب العاـ لدل المحكمة العميا ،التي ترفعو بدكرىا إلى الرئيس األكؿ ليذه المحكمة إذا ارتأت أف ىناؾ
ما يقتضي المتابعة ،كتعيف ىذه األخيرة أحد أعضاء المحكمة العميا إلجراء التحقيؽ.
-1حسينة شركف ،الحصانة البرلمانية ،مجمة المفكر ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد الخامس ،مارس ،2010
ص .154
-2عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .241
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يتكلى القاضي المعيف لمتحقيؽ في جميع الحاالت المشار إلييا في ىذه المادة مباشرة إجراءات
التحقيؽ ،ضمف األشكاؿ كاألكضاع المنصكص عمييا في قانكف اإلجراءات الجزائية المتعمقة بالتحقيؽ
االبتدائي في الجرائـ مع مراعاة في ذلؾ أحكاـ المادة 475مف (ؽ إ ج ج) ،كالتي نصت عمى أنو كفي
"جميع الحاالت المشار إلييا في المادة 573تؤكؿ اختصاصات غرفة االتياـ إلى تشكيمة مف المحكمة
العميا محددة طبقا لممادة 176مف ىذا القانكف ،كيمارس النائب العاـ لدل المحكمة العميا اختصاصات
النيابة العامة".
بناء عمى ذلؾ يتضح بأف حرية ممثؿ النيابة العامة في تحريؾ الدعكل المتعمقة بارتكاب إحدل جرائـ
الصفقات العمكمية مف قبؿ ىذه الفئات ليست حرية مطمقة ،كانما ىي مقيدة بكجكب إحالة الممؼ
المتضمف الكقائع الجرمية إلى النائب العاـ بالمحكمة ،2فضبل عمى عف تساؤلنا عف العبارة التي حممتيا
المادة 573بقكليا " إذا إرتأت أف ىناؾ ما يقضي المتابعة " ،كىك ما يدؿ عمى أف لرئيس المحكمة
الحرية في المتابعة التي قد يمتنع عنيا ،كبالتالي لو إذا رأل أف ال كجكد لممتابعة أف يمتنع عف تحريؾ
الدعكل العمكمية ،كىك ما قد يمكف مف إفبلت العديد مف الجناة كالمسؤكليف خاصة في ظؿ ىيمنة الجياز
التنفيذم عمى مجاؿ التعييف ،إذ أف الشخص المعيف لرئيس المحكمة ىك رئيس الجميكرية كىك ما يفرض
منطؽ الخضكع لجية التعييف بكؿ ما تمميو مف أكامر كتكجييات.
أما عف مساءلة رئيس الجميكرية فإننا نجد أف ىذا األخير يتمتع بحصانة تمنع مف متابعتو عف جرائـ
الفساد بشكؿ عاـ كالتي قد يرتكبيا بمناسبة أداء ميامو ،حيث ال يمكف مساءلة رئيس الجميكرية إال عمى
جرائـ الخيانة العظمى أماـ المحكمة العميا لمدكلة تؤسس ليذا الغرض ،كالتي لـ ترل النكر بعد كىذا طبقا
لممادة 177مف التعديؿ الدستكرم لسنة ،2016بينما بخصكص الكزير األكؿ فإذا كاف مف الجائز
مساءلتو عف الجنايات كالجنح التي يرتكبيا أثناء تأدية ميامو بما فييا الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية
فإف محاكمتو ىك اآلخر تظؿ معمقة عمى تنصيب المحكمة العميا لمدكلة إسكة في ذلؾ برئيس الجميكرية.
المبلحظ مف ذلؾ أف حرية النيابة العامة مقيدة في تحريؾ الدعكل العمكمية بطابع الخصكصية
اإلجرائية في المتابعة التي خصيا المشرع ليذه الطائفة مف المكظفيف ،كالتي تعد عقبة أماـ سير مجريات
-1المادة 2/574مف األمر رقـ ،155/66المتضمف قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ كالمتمـ.
-2نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المرجع السابؽ ،ص .364
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المتابعة كالكصكؿ إلى الحقائؽ ،مما يتيح فرصة طمس معالـ الجريمة كاإلفبلت مف العقاب ،كبناء عمى
ذلؾ فإف الحصانة الكظيفية التي خكليا المشرع ليذه الطائفة مف المكظفيف تعد عقبة أماـ السياسة
المنتيجة مف قبؿ المشرع لمكافحة أشكاؿ الفساد ،خاصة كأف بؤر الفساد تنتشر بالدرجة األكلى في
القطاعات كالكظائؼ العامة التي يتمتع أصحابيا بحصانات كامتيازات خكليا ليـ القانكف ،كىك األمر الذم
يدفعنا إلى التأكيد عمى ضركرة العمؿ عمى إيجاد منظكر متطكر لمحصانة الكظيفية كلبلمتيازات القضائية
يستجيب لمتطمبات سيادة القانكف كتحقيؽ العدالة كمساكاة الجميع أماـ القانكف.
بغض النظر عف طابع خصكصية إجراءات المتابعة التي أقرىا المشرع لمتابعة ىذه الفئات عف جرائـ
الفساد عمكما بما في ذلؾ جرائـ الصفقات العمكمية ،فقد أقر جممة مف الجزاءات يمكف تكقيعيا عمى
مرتكبي ىذه الجرائـ كالتي تنكعت كتعددت بتعدد الجرائـ كاألشخاص الضالعيف في ارتكابيا ،كذلؾ كفؽ ما
أقرتو أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو كالقكانيف المكممة لو ،كىك ما يتطمب منا الكقكؼ عمى
مضاميف ما جاءت بو أحكاـ ىذا القانكف في ىذا الشأف.
الفرع الثالث:
تنوع الجزاءات المقررة لجرائـ الصفقات العمومية.
تعد المساءلة الجزائية المرحمة المكالية لمرحمتي التحرم كالمحاكمة في الجرائـ بمختمؼ صكرىا بما
في ذلؾ جرائـ الفساد التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية ،كالتي تقتضي تكقيع الجزاء المناسب في حؽ
كؿ مف نسبت إليو التيمة ،1كالذم تعددت صكره بتعدد األشخاص كالجرائـ التي تميزت بإدخاؿ تعديبلت
جكىرية بإعادة ت نظيـ السياسية العقابية الناظمة لجرائـ الفساد عمكما كالصفقات العمكمية خصكصا ،كلعؿ
ما ميزىا ىك إضفاء المشرع لطابع مغاير لما كاف عميو الحاؿ في أحكاـ قانكف العقكبات ،كذلؾ بتبني
طابع التجنيح لجرائـ الصفقات العمكمية بعدما كانت تتراكح بيف الجناية كالجنحة ،كذلؾ مف خبلؿ إقرار
لكؿ جريمة عقكبات أصمية كأخرل تكميمية سكاء لمشخص الطبيعي أك المعنكم ،كباقتصارنا عمى دراسة
جريمتي الرشكة كمنح االمتيازات غير المبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية ضمف دراستنا فإننا نقتصر
دراستنا عمى السياسة العقابية المنتيجة مف قبؿ المشرع في ىذا الشأف تبعا لما يمي:
باستقراء األحكاـ الناظمة لجريمة قبض العمكالت في مجاؿ الصفقات العمكمية نجد بأف المشرع
الجزائرم كاف أكثر تشددا في التعامؿ مع ىذا النكع مف الجرائـ ،الذم أقر لو معاممة خاصة كذلؾ بإق ارره
عدـ تقادـ جريمة الرشكة مقارنة بباقي جرائـ الفساد األخرل التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية كاعتبارىا
جنحة مغمظة نتيجة لآلثار الناتجة عنيا ،كالتي تمس أساسا بالماؿ العاـ كتحط مف ىيبة الدكلة كاإلدارة
العامة ،كعرقمة انجاز مختمؼ المشاريع المسطرة كتفعيؿ الحركية التنمكية ،1تقتضي تكقيع جممة مف
الجزاءات التي تتراكح بيف عقكبات أصمية كأخرل تكميمية بالنسبة لمشخص الطبيعي أك المعنكم عمى
السكاء كىك ما يتـ الكقكؼ عميو تبعا لما يمي:
ميز المشرع بيف تمؾ العقكبات األصمية المقررة لمشخص الطبيعي كتمؾ المقررة لمشخص المعنكم.
ّ
-/1العقوبات األصمية المقررة لمشخص الطبيعي:
يعاقب طبقا لممادة 27مف (ؽ كؼ ـ) الشخص الطبيعي (المكظؼ العمكمي) عف جريمة قبض
العمكالت في مجاؿ الصفقات العمكمية بالحبس مف عشر ( )10سنكات إلى عشريف ( )20سنة ،كبغرامة
تتراكح بيف 1.000.000دج إلى 2.000.000دج.
تمثؿ عقكبة الحبس في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية الحد األقصى لمعقكبات التي يمكف أف
تفرض عمى مرتكبي جرائـ الفساد عمكما ،كجرائـ الصفقات خصكصا في حالة تطبيؽ الظركؼ المشددة
المنصكص عمييا في المادة 48مف نفس القانكف ،إلى جانب قياـ المشرع برفع قيمة الغرامة لتصؿ إلى
الضعؼ مقارنة بباقي جرائـ الفساد األخرل.
بالرجكع ألحكاـ المادة 128مكرر 1مف ( ؽ ع ج) 2الممغاة يبلحظ أف المادة قد كيفت الرشكة في
الصفقات العمكمية عمى أنيا جناية يعاقب عمييا بالسجف المؤقت مف خمس ( )05سنكات إلى عشريف
( )20سنة ،كبغرامة مف 100.000دج إلى 5.000.000دج.
كبذلؾ فإف نص المادة 27مف ( ؽ كؼ ـ) يعد األصمح لممتيـ نظ ار لخفضو الحد األقصى لمغرامة،
خبلفا لما أقرتو أحكاـ المادة 128مكرر مف (ؽ ع) ،كبذلؾ فقد خالؼ المشرع الجزائرم التقسيـ
الكبلسيكي لمجرائـ كالعقكبات المقررة ليا بعدما قاـ بتجنيح جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية ،غير أف
العقكبات التي رصدت ليا تتجاكز تمؾ العقكبات المقرر لمجنحة لتصؿ إلى حد العقكبات المقررة في
الجنايات.3
-1عبد العالي حاحا ،الصفقات العمكمية كالجرائـ المتعمقة بيا ،المرجع السابؽ ،ص .13
-2تنص المادة 128مكرر (الممغاة) مف األمر ، 156/66المتضمف قانكف العقكبات كالمعدؿ كالمتمـ ،المرجع السابؽ " ،يعاقب بالسجف المؤقت
مف خمس ( )5سنكات إلى عشريف ( )20سنة ،كبغرامة مف 100.000دج إلى 5.000.000دج كؿ مف يقبض أك يحاكؿ القبض لنفسو أك
لغيره بصفة مباشرة أك غير مباشرة أجرة أك فائدة ميما كاف نكعيا ،بمناسبة تحضير أك إجراء مفاكضات قصد إبراـ أك تنفيذ صفقة أك عقد أك
ممحؽ باسـ الدكلة أك إحدل الييئات المشار إلييا في المادة 119مف ىذا القانكف ".
-3عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .319
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كفؽ مضمكف نص المادة 51مف (ؽ ع ج) استثنى المشرع األشخاص المعنكية العامة مف المساءلة
الجزائية ،1بينما أقرىا لؤلشخاص المعنكية الخاصة طبقا ألحكاـ المادة 53مف (ؽ كؼ ـ) بقكليا " يككف
الشخص االعتبارم مسؤكال جزائيا عف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف كفقا لمقكاعد المقررة في
قانكف العقكبات " ،كالذم رصد لو المشرع عقكبة أصمية كحيدة في الجنايات كالجنح تصيب ذمتو المالية
كالمتمثمة طبقا لممادة 18مكرر مف ( ؽ ع ج) في " الغرامة التي تساكم مف مرة ( )1إلى خمس ()5
مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة لمشخص الطبيعي في القانكف الذم يعاقب عمى الجريمة ،"..كبتكييؼ
المشرع لجرائـ الصفقات عمى أنيا جنح ،فإف ذلؾ يمكف مف االستناد عمى ىذا النص في تقرير العقكبة
لمشخص المعنكم حاؿ ارتكاب إحدل جرائـ الصفقات العمكمية ،كىي ذات العقكبة التي رصدىا المشرع
الفرنسي في حؽ الشخص المعنكم طبقا لممادة 131-38مف (ؽ ع ؼ) التي أفادت بقكليا " يككف الحد
األقصى لمعدؿ الغرامة المطبقة عمى األشخاص االعتبارييف خمسة ( )5مرات الحد األقصى لمغرامة
المقررة لمشخص الطبيعي في القانكف الذم يعاقب عمى الجريمة ،"..كبذلؾ فإف المشرع الفرنسي قد حدد
الحد األقصى دكف األدنى ،كىك ما يؤدم إلى فتح المجاؿ أماـ القاضي إلمكانية النزكؿ بيا إلى مبمغ
بسيط مما يضعؼ فعالية الردع.2
كيعكد سبب التشديد في الغرامة إلى عزـ المشرع عمى إحداث نكع مف التكازف بيف العقكبة المقررة
لشخص الطبيعي في ىذا المجاؿ ،كالتي تتراكح بيف العقكبة السالبة لمحرية ،كتمؾ المتعمقة بذمتو المالية،
أماـ عدـ إمكانية تطبيؽ العقكبة األكلى في حؽ الشخص المعنكم الستحالة ذلؾ ،لذلؾ كجد المشرع أف
المساكاة تقتضي مضاعفة مبمغ الغرامة التي يحكـ بيا في حؽ الشخص المعنكم لخمؽ نكع مف التكازف في
العقاب.3
أجاز المشرع الحكـ عمى الجاني إلى جانب العقكبات األصمية التي سبؽ بيانيا بعقكبات تكميمية،
حيث أفادت المادة 50مف ( ؽ كؼ ـ) بقكليا "في حالة اإلدانة بجريمة أك أكثر مف الجرائـ المنصكص
-1تنص المادة 51مكرر مف األمر ، 156/66المتضمف قانكف العقكبات كالمعدؿ كالمتمـ بقكليا " باستثناء الدكلة كالجماعات المحمية كاألشخاص
المعنكية الخاضعة لمقانكف العاـ ،يككف الشخص المعنكم مسؤكال جزائيا عف الجرائـ التي ترتكب لحسابو مف طرؼ أجيزتو أك ممثميو الشرعييف
عندما ينص القانكف عمى ذلؾ."...
- Saleh LARBAOUI et Mohamed MEZAOULI , La Responsabilité Pénale Des Personnes Morales , CAHIERS
POLITIQUE ET DROIT , Faculté de Droit et de Sciences Politiques, Université Kasdi Merbah Ouargla,
Algerie , Janvier n° (8), 2013, p 02 .
-2كيزة بمعسمي ،المسؤكلية الجزائية لمشخص المعنكم عف الجريمة االقتصادية ،رسالة لنيؿ شيادة دكتكراه في العمكـ ،تخصص القانكف ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك ،2014 ،ص .265
-3عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .329
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
عمييا في ىذا القانكف ،يمكف الجية القضائية أف تعاقب الجاني بعقكبة أك أكثر مف العقكبات التكميمية
المنصكص عمييا في قانكف العقكبات" ،كىي طبقا لنص المادة 3/04مف (ؽ ع ج) " تمؾ العقكبات التي
ال يجكز الحكـ بيا مستقمة عف عقكبة أصمية ،فيما عدا الحاالت التي ينص عمييا القانكف صراحة ،كىي
إما إجبارية أك اختيارية " ،كتجدر اإلشارة بأف العقكبات التكميمية منيا ما يخضع ألحكاـ قانكف العقكبات،
بينما بعضيا اآلخر مستحدث بمكجب أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو.
تنقسـ بيف تمؾ العقكبات المقررة في حؽ الشخص الطبيعي كتمؾ المقررة في حؽ الشخص المعنكم.
يجكز الحكـ عمى الجاني بعقكبة أك أكثر مف العقكبات التكميمية المنصكص عمييا في قانكف
العقكبات كالتي تتجمي في:
تتمثؿ ىذه الحقكؽ طبقا لممادة 09مكرر 1مف ( ؽ ع ج) ،التي تقابميا أحكاـ المادة 26-131مف
( ؽ ع ؼ) في " :العزؿ أك اإلقصاء مف جميع الكظائؼ كالمناصب العمكمية التي ليا عبلقة بالجريمة،
كالحرماف مف حؽ االنتخاب أك الترشح كمف حمؿ أم كساـ ،إلى جانب عدـ أىميتو بأف يككف مساعدا
محمفا ،أك خبيرا ،أك شاىدا عمى أم عقد ،أك شاىدا أماـ القضاء إال عمى سبيؿ االستدالؿ ،كحرمانو مف
الحؽ في حمؿ األسمحة ،كفي التدريس ،كفي إدارة مدرسة أك الخدمة في مؤسسة لمتعميـ بكصفو أستاذا أك
قيما ،كسقكط حقكؽ الكالية كميا أك بعضيا ".
مدرسا أك مراقبا ،فضبل عف عدـ أىميتو ألف يككف كصيا أك ّ
يمكف المحكمة عف قضائيا في جنحة طبقا لممادة ( 14ؽ ع ج) أف تحظر عمى المحككـ عميو
ممارسة حؽ أك أكثر مف ىذه الحقكؽ ،كذلؾ لمدة ال تزيد عف خمس ( )5سنكات ،كتسرم ىذه العقكبة مف
يكـ انقضاء العقكبة السالبة لمحرية أك اإلفراج عف المحككـ عميو ،1كبالتالي فإف ىذا النص قد ربط سرياف
ىذه العقكبة بالعقكبة السالبة لمحرية مما يدفعنا إلى التساؤؿ عف الحالة التي تككف فييا العقكبة ىي
الغرامة.
تحديد اإلقامة:
تتمثؿ طبقا لممادة 11مف ( ؽ ع ج) في " إلزاـ المحككـ عميو بأف يقيـ في نطاؽ إقميمي يعينو
الحكـ لمدة ال تتجاكز خمس ( )05سنكات ،تبدأ مف يكـ انقضاء العقكبة األصمية أك اإلفراج عف المحككـ
عميو ،كيبمغ الحكـ إلى ك ازرة الداخمية ،التي يمكنيا أف تصدر رخصا مؤقتة لمتنقؿ خارج المنطقة
المنصكص عمييا في الفقرة السابقة ،كيعاقب الشخص الذم يخالؼ أحد تدابير تحديد اإلقامة بالحبس مف
ثبلثة أشير إلى ثبلث سنكات ،كبغرامة مف 25.000دج إلى 300.000دج ".
المنع مف اإلقامة:
يقصد بذلؾ طبقا لممادة 12مف (ؽ ع ج) " حظر تكاجد المحككـ عميو في بعض األماكف لمدة ال
يجكز أف تفكؽ خمس ( )5سنكات في مكاد الجنح ما لـ ينص القانكف عمى خبلؼ ذلؾ ،كالتي تقابميا
أحكاـ المادة 31-131التي أحالت إلييا المادة 47-222مف ( ؽ ع ؼ) ،كاذا كاف المنع مف اإلقامة
مقترنا بعقكبة سالبة لمحرية كما ىك غالب في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية ،فإف إجراء المنع
يطبؽ مف يكـ انقضاء العقكبة األصمية أك اإلفراج عف المحككـ عميو ،كيعاقب الشخص الممنكع مف
اإلقامة بالحبس مف ثبلثة ( )3أشير إلى ثبلث ( )3سنكات ،كبغرامة مف 25.000دج إلى 300.000
دج في حالة مخالفة أحد تدابير المنع مف اإلقامة.1
ىي طبقا لممادة 15مف (ؽ ع ج) " األيمكلة النيائية إلى الدكلة لماؿ أك مجمكعة أمكاؿ معينة ،أك ما
يعادؿ قيمتيا عند االقتضاء " ،كنظ ار لنجاعة ىذه اآللية في مكافحة الفساد سنخصيا بالتفصيؿ الحقا.
يجكز طبقا لممادة 16مكرر مف ( ؽ ع ج) الحكـ عمى الشخص المداف الرتكابو جناية أك جنحة
مف بينيا جرائـ الفساد ،كالرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية بالمنع مف ممارسة مينة أك نشاط ،إذا ثبت
لمجية القضائية أف لمجريمة التي ارتكبيا صمة مباشرة بمزاكلتيما ،كأف ثمة خطر في استمرار ممارستو
ألم منيما ،2كذلؾ لمدة ال تتجاكز خمس ( )5سنكات كيجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ بالنسبة ليذا
اإلجراء ،3كىك ذات اإلجراء الذم نصت عميو أحكاـ المادة ( 27-131ؽ ع ؼ).
إغالؽ المؤسسة:
يترتب عف ىذه العقكبة طبقا لممادة 16مكرر 1مف (ؽ ع ج) منع المحككـ عميو مف أف يمارس فييا
النشاط الذم ارتكبت الجريمة بمناسبتو .4كيتـ الحكـ بيذه العقكبة إما بصفة نيائية أك لمدة ال تزيد عف
خمس ( )5سنكات في حالة اإلدانة الرتكاب إحدل جنح الفساد ،بما فييا جريمة الرشكة في الصفقات
العمكمية ،1كيجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ بالنسبة ليذا اإلجراء ،2كىك نفس ما قضت بو المادة -131
33مف (ؽ ع ؼ).
يقصد بو حرماف كؿ مف يصدر في حقو حكـ قضائي باإلدانة ،نتيجة الرتكابو جريمة مف جرائـ
الصفقات العمكمية مف الدخكؿ كالمشاركة في الصفقات المعمف عنيا مف قبؿ المصمحة المتعاقدة ،كذلؾ
ألخطاء ارتكبيا الشخص الطبيعي أك المعنكم في تعاقدات سابقة مف المصمحة المتعاقدة كما لك أخؿ
بالتزاماتو التعاقدية أك باستخدامو لمحيؿ كالغش أك تقديمو لرشكة في تعامبلتو معيا.3
كيترتب عمى عقكبة اإلقصاء مف الصفقات العمكمية طبقا لممادة 16مكرر ( 02ؽ ع ج) منع
المحككـ عميو مف المشاركة بصفة مباشرة أك غير مباشرة في أية صفقة عمكمية ،إما نيائيا أك لمدة ال
تتجاكز خمس ( )5سنكات في حالة اإلدانة بارتكاب جنحة ،كيجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ بالنسبة ليذا
اإلجراء.
أما المشرع الفرنسي فقد أقر ىذا النكع مف الجزاءات بمكجب أحكاـ المادة 34-131مف ( ؽ ع ؼ)
التي أفادت بقكليا " تنطكم عقكبة اإلقصاء مف المشتريات العامة ،عمى حظر المشاركة بصفة مباشرة أك
غير مباشرة في أية صفقة تككف طرفيا الدكلة أك مؤسساتيا العامة أك الجماعات اإلقميمية أك تجمعاتيا،
أك مف طرؼ المؤسسات المحتكرة أك المراقبة بكاسطة الدكلة أك السمطات المحمية أك تجمعاتيا ".4
تأكيدا لمجيكد المبذكلة مف قبؿ المشرع في مكافحة الفساد المستشرم في مجاؿ الصفقات العمكمية
فقد أفادت المادة 89مف المرسكـ الرئاسي رقـ 247/15بقكليا " دكف اإلخبلؿ بالمتابعات الجزائية ،كؿ
مف يقكـ بأفعاؿ أك مناكرات ترمي إلى تقديـ كعد لعكف عمكمية بمنح أك تخصيص ،بصفة مباشرة أك غير
مباشرة ،إما لنسفو أك لكياف آخر ،مكافأة أك امتياز ميما كانت طبيعتو ،بمناسبة تحضير صفقة عمكمية
أك ممحؽ أك إبرامو أك مراقبتو أك التفاكض بشأف ذلؾ أك تنفيذه ،مف شأنو أف يشكؿ سببا كافيا التخاذ أم
تدبير ردعي ،السيما فسخ أك إلغاء الصفقة العمكمية أك الممحؽ المعني كتسجيؿ المؤسسة المعنية في
قائمة المتعامميف االقتصادييف الممنكعيف مف المشاركة في الصفقات العمكمية" ،5كىك ما يعكس حرص
-1الفقرة الثانية مف المادة 16مكرر 1مف األمر ،156/66المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ.
-2الفقرة الثالثة مف المادة 16مكرر 1مف األمر ،156/66المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ.
-3عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .342
4
- Art 131- " La peine d'exclusion des marchés publics emporte l'interdiction de participer, directement ou
indirectement, à tout marché conclu par l'Etat et ses établissements publics, les collectivités territoriales, leurs
groupements et leurs établissements publics, ainsi que par les entreprises concédées ou contrôlées par l'Etat
ou par les collectivités territoriales ou leurs groupements.
-5المادة 89مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
المشرع عمى مكاجية مختمؼ أشكاؿ الفساد الذم يعترم مجاؿ الصفقات ،ىك إدراج قسـ خاص تحت
عنكاف " مكافحة الفساد "بمكجب اإلصبلح الجديد لتنظيـ الصفقات العمكمية.1
يترتب عف ىذا الحظر طبقا لممادة 16مكرر 3مف (ؽ ع ج) إلزاـ المحككـ عميو بإرجاع الدفاتر
كالبطاقات التي بحكزتو ،أك التي عند ككبلئو إلى المؤسسة المصرفية المصدرة ليا ،غير أنو ال يطبؽ ىذا
الحظر عمى الشيكات التي تسمح بسحب األمكاؿ مف طرؼ الساحب لدل المحسكب عميو أك تمؾ
المضمنة ،كىك نفس ما قضت بو الفقرة التاسعة مف المادة 6-131مف (ؽ ع ؼ) ،كذلؾ لمدة ال تتجاكز
خمس ( ) 5سنكات في حالة اإلدانة الرتكاب جنحة مف الجنح الفساد بما فييا الرشكة في الصفقات
العمكمية ،عمى أف يجكز أف يؤمر بالنفاذ لمعجؿ ليذا اإلجراء.2
كيعاقب بالحبس مف سنة ( )1إلى خمس ( )5سنكات ،كبغرامة مف 100.000دج إلى 500.000
دج كؿ مف أصدر شيكا أك أكثر أك استعمؿ بطاقة الدفع رغـ منعو مف ذلؾ ،دكف اإلخبلؿ بتطبيؽ
العقكبات المنصكص عمييا في المادة 374مف ىذا القانكف.3
تعميؽ أو سحب رخصة السياقة أو إلغاؤىا مع المنع مف استصدار رخصة جديدة:
يجكز لمجة القضائية طبقا لممادة 16مكرر 4كدكف اإلخبلؿ بالتدابير المنصكص عمييا في قانكف
المركر الحكـ بتعميؽ أك سحب رخصة السياقة ،أك إلغائيا مع المنع مف استصدار رخصة جديدة ،كال
يمكف أف تزيد مدة التعميؽ أك السحب عف خمس ( )5سنكات مف تاريخ صدكر الحكـ باإلدانة ،كيجكز أف
يؤمر بالنفاذ المعجؿ ليذا اإلجراء ،ىذا كيبمغ الحكـ إلى السمطة اإلدارية المختصة ،في حيف أف المشرع
الفرنسي فقد نص عمى ىذا اإلجراء ضمف أحكاـ الفقرتيف الثالثة كالرابعة مف المادة 44-222مف ( ؽ ع
ؼ).
يجكز لمجية القضائية طبقا لممادة 16مكرر 5أف تحكـ بسحب جكاز السفر لمدة ال تزيد عف خمس
( )5سنكات في حالة ا إلدانة بجنحة ،كذلؾ مف تاريخ النطؽ بالحكـ ،كيجكز أف يؤمر بالنفاذ المعجؿ ليذا
اإلجراء ،عمى أف يبمغ ىذا الحكـ لك ازرة الداخمية.
كيعاقب بالحبس مف ثبلثة ( )3أشير إلى ثبلث ( )3سنكات ،كبغرامة مف 25.000دج إلى
300.000دج كؿ محككـ عميو خرؽ االلتزامات المفركضة عميو بمكجب العقكبات التكميمية المنصكص
-1المكاد مف 88إلى 94مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ.
-2الفقرة الثالثة مف المادة 16مكرر 3مف األمر ،156/66المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ.
-3الفقرة الخامسة مف المادة 16مكرر 3مف األمر ،156/66المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
لممحكمة طبقا لممادة 18مف (ؽ ع ج) ،كالمادة 35-131التي أحالت إلييا المادة ( 46-222ؽ
ع ؼ) عند الحكـ باإلدانة أف تأمر في الحاالت التي يحددىا القانكف بنشر الحكـ بأكممو أك مستخرج منو
في جريدة أك أكثر يعينيا ،أك بتعميقو في األماكف التي يبينيا ،كذلؾ كمو عمى نفقة المحككـ عميو ،عمى أال
تتجاكز مصاريؼ النشر المبمغ الذم يحدده الحكـ باإلدانة ليذا الغرض ،كأال تتجاكز مدة التعميؽ شي ار
كاحدا ،خبلفا لممشرع الفرنسي الذم حددىا بأجؿ شيريف طبقا لممادة 35-131مف (ؽ ع ؼ).
كيعاقب بالحبس مف ثبلثة ( )3أشير إلى سنتيف ( ،)2كبغرامة مف 25.000دج إلى 200.000
دج كؿ مف قاـ بإتبلؼ أك إخفاء أك تمزيؽ المعمقات المكضكعة تطبيقا لمفقرة السابقة كميا أك جزئيا ،كيأمر
الحكـ مف جديد بتنفيذ التعميؽ عمى نفقة الفاعؿ.1
يعد ىذا اإلجراء العقابي مف بيف أىـ الكسائؿ التي تعمؿ عمى الحد مف ارتكاب الجرائـ ،نظ ار لؤلثر
الذم يصيب نفسية الجاني كيحط مف قيمتو داخؿ المجتمع ،كما يفقد ثقة الرأم العاـ إف كاف مرتكب
الجريمة شخص معنكم ،فنشر حكـ اإلدانة لو كقع كبير عمى مرتكب الجريمة مما قد يؤدم إلى كبح
جماح نفسيتو السيئة نتيجة التشيير بو.
طبقا لممادة 53مف (ؽ ك ؼ ـ) يككف الشخص االعتبارم مسؤكال جزائيا عف الجرائـ المنصكص
عمييا في ىذا القانكف كفقا لمقكاعد المقررة في قانكف العقكبات ،حيث رصدت لو طبقا لممادة 18مكرر مف
(ؽ ع ج) باإلضافة لمعقكبات األصمية عقكبات تكميمية أخرل ،كالجدير باإلشارة أف بعض ىذه العقكبات
ال تختمؼ كثي ار عف تمؾ المقررة لمشخص الطبيعي التي سبؽ بيانيا ،ذلؾ سنكتفي بذكر المستجد منيا
كىي:
يقصد بذلؾ منع الشخص مف االستمرار في ممارسة نشاطو كانياء كجكده القانكني كالكاقعي،
كيقتضي ذلؾ أف ال يستمر ىذا النشاط حتى كلك كاف تحت اسـ آخر أك مع مديريف أك أعضاء مجمس
إدارة أك مسيريف آخريف ،كيترتب عمى ذلؾ تصفية أمكالو مع المحافظة عمى حقكؽ الغير حسف النية.2
كتعد ىذه العقكبة مف أشد أنكاع العقكبات المقررة في حؽ األشخاص المعنكية ،كىي تقابؿ عقكبة
اإلعداـ بالنسبة لمشخص الطبيعي ألنيا تمس بكيانو كجكدا كعدما ،1كقد نصت المادة 39-131مف (ؽ
ع ؼ) عمى ىذا النكع مف العقكبات ،إال أف المشرع الفرنسي قيد سمطة القاضي في النطؽ بيا ،إذ يشترط
في ذلؾ بأف تككف الجريمة التي ارتكبيا الشخص المعنكم جناية أك جنحة يعاقب فييا الشخص الطبيعي
بعقكبة الحبس لمدة تساكم أك تزيد عف ثبلث سنكات ،كأف يككف قد انحرؼ عف ىدفو المشركع قصد
ارتكاب الجريمة ،خبلفا لممشرع الجزائرم الذم لـ يتطرؽ ال إلى مضمكنيا كال لقكاعد تطبيقيا.
غمؽ المؤسسة أو فرع مف فروعيا:
يقصد بذلؾ منعيا مف ممارسة النشاط الذم كانت تمارسو قبؿ صدكر الحكـ بغمؽ المؤسسة أك فرع
مف فركعيا ،كىك ذات الجزاء الذم نصت عميو أحكاـ الفقرة الرابعة مف المادة 39-131مف (ؽ ع ؼ)،
عمى أف ال يتجاكز ذلؾ خمس ( )5سنكات.2
يعتبر كضع الشخص المعنكم تحت الحراسة القضائية تدبي ار احت ارزيا ،تتقيد بمقتضاه حرية ىذا
الشخص كلمدة ال تتجاكز خمس ( )5سنكات ،كتنصب الحراسة عمى ممارسة النشاط الذم أدل إلى
الجريمة أك الذم ارتكبت الجريمة بمناسبتو ،3كىي ذات العقكبة التي أقرىا المشرع الفرنسي في حؽ
الشخص المعنكم بمكجب الفقرة الثالثة مف المادة 39-131مف ( ؽ ع ؼ) ،4كبالتالي فإف ىذا اإلجراء
يحقؽ المفيكـ المزدكج لمعقاب كالكقاية ،فيك ييدؼ إلى مراقبة تصرفات الشخص المعنكم مف جية
كالكقاية مف العكدة الرتكاب الجرائـ كتكرارىا مف ناحية أخرل.5
كقد تناكلت أحكاـ ىذه العقكبة المادة 46-131مف ( ؽ ع ؼ) التي يترتب عمييا تعييف ككيؿ
قضائي ،الذم يتكلى رقابة نشاط الشخص المعنكم الذم ارتكب الجريمة أثناء مزاكلتو ليذا النشاط أك
بمناسبتو ،كما يقكـ ىذا الككيؿ بتقديـ تقرير كؿ ستة أشير عمى األقؿ إلى قاضي تطبيؽ العقكبات عف
سير الميمة المسندة إليو ،كيمكف بناءا عمى ىذا التقرير لقاضي تطبيؽ العقكبات أف يعرض األمر عمى
الجية القضائية التي أمرت بكضع الشخص المعنكم تحت الحراسة القضائية ،التي يبقى ليا أف تصرح إما
بعقكبة جديدة في حالة مخالفة االلتزامات أك تنيي الحراسة القضائية لمشخص المعنكم .كىذا خبلفا
لممشرع الجزائرم الذم لـ يحدد القكاعد اإلجرائية لتطبيؽ ىذه العقكبة ،مما يجعمنا نتساءؿ عف جدكل
كجكدىا دكف ضبط إجراءات تنفيذىا كىك ما يستدعي ضركرة التدارؾ احتراما في ذلؾ لمبدأ الشرعية
اإلجرائية.
كيشار إلى أنو عندما يعاقب الشخص المعنكم بكاحدة أك أكثر مف العقكبات التكميمية المنصكص
عمييا في المادة 18مكرر مف ( ؽ ع) ،فإف أم خرؽ لبللتزامات المترتبة عف ىذا الحكـ مف طرؼ
شخص طبيعي يعاقب عميو بالحبس مف سنة ( )1إلى خمس ( )5سنكات ،كبغرامة مف 100.000دج
إلى 500.000دج ،ىذا كيمكف التصريح بقياـ المسؤكلية الجزائية لمشخص المعنكم عف الجريمة
المذككرة أعبله ،كيعاقب في ىذه الحالة بغرامة تساكم مف مرة ( )1إلى خمس ( )5مرات الحد األقصى
لمغرامة المقررة لمشخص الطبيعي.1
المنع مف مزاولة نشاط أو عدة أنشطة مينية أو اجتماعية بشكؿ مباشر أو غير مباشر:
يعد المنع مف ممارسة النشاط مف الجزاءات السالبة لمحقكؽ ،فقد يحدث كأف يرتكب الشخص المعنكم
جنحة مف جنح الفساد كقياـ بتقديـ عمكالت لمظفر بالصفقة العمكمية ،كىك ما يترتب عنو إلى جانب
الحكـ عميو بالغرامة فرض عقكبات تكميمية أخرل ،تتمثؿ في منعو مف ممارسة نشاط أك عدة أنشطة
مينية أك اجتماعية بشكؿ مباشر أك غير مباشر ،كقد يككف بشكؿ نيائي أك مؤقت كلمدة ال تتجاكز خمس
( )5سنكات.
أما المشرع الفرنسي فقد أقر مف خبلؿ المادة 48-131التي تحيؿ لممادة 28-131حظر النشاط
الذم ارتكبت الجريمة أثناء ممارستو أك بمناسبتو كالذم تكسع في تحديده بقكلو"..أك أم نشاط ميني أك
اجتماعي آخر يعرفو القانكف الذم يعاقب عمى الجريمة ".
تعزي از لمعقكبات التي أقرتيا أحكاـ قانكف العقكبات عمؿ المشرع إلى جانب ذلؾ تقرير كاستحداث
جزاءات تكميمية ت بنتيا أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو ،بغية محاصر ظاىرة الفساد بشكؿ عاـ
كالحمكؿ دكف استفادة مرتكبي ىذه الجرائـ مف عائداتيا كتتجمى ىذه الجزاءات في:
يقصد بو طبقا لمفقرة (ح) مف المادة 02مف ( ؽ ك ؼ ـ) " فرض حظر مؤقت عمى تحكيؿ
المم تمكات أك استبداليا أك التصرؼ فييا أك نقميا ،أك تكلي عيدة الممتمكات أك السيطرة عمييا مؤقتا ،بناء
عمى أمر صادر عف محكمة أك سمطة مختصة أخرل".
إف حرماف مرتكبي جرائـ الفساد مف ثمرة مشركعيـ اإلجرامي التي تحصمكا عمييا يعد الجزاء األكثر
ردعا مقارنة بباقي العقكبات التقميدية األخرل ،لذلؾ فقد أكلى المشرع أىمية كبيرة ليذه المسألة مف خبلؿ
النص عمى اتخاذ بعض اإلجراءات التحفظية بشأف عائدات ىذه الجرائـ ،كىذا قبؿ القياـ بمصادرتيا بشكؿ
نيائي 1كتتمثؿ ىذه اإلجراءات التحفظية في التجميد كالحجز كفقا لما أفادت بو المادة 1/51مف ( ؽ ك
ؼ ـ) بقكليا " يمكف تجميد أك حجز العائدات كاألمكاؿ غير المشركعة الناتجة عف ارتكاب جريمة أك
أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف بقرار قضائي أك بأمر مف سمطة مختصة ".
تعد ىذه اإلجراءات آلية قمعية السترداد األمكاؿ غير المشركعة ،كىي آلية أكلية ىدفيا في النياية
مصادرة ىذه األمكاؿ ،مع المراعاة في ذلؾ حاالت استرجاع األرصدة أك حقكؽ الغير حسف النية
المنصكص عمييا قانكنا ،غير أننا نساءؿ في ىذا المقاـ عف المقصكد بالسمطة المختصة التي خكليا
المشرع صبلحية القياـ بتجميد كحجز عائدات جرائـ الفساد بمكجب أمر ،كىك ما لـ يتـ تكضيحو ،كىذا
راجع لتأثير آليات القانكف الدكلي مف بينيا اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد التي تبنت العديد مف
المصطمحات الكاسعة كالفضفاضة كالتي يستميـ منيا المشرع قكاعد التشريع الداخمي ،2إال أف الدكتكر
أحسف بكسقيعة يرل بأف المقصكد بيا مصالح الشرطة القضائية ،كخمية معالجة االستعبلـ المالي في
بعض الحاالت ،كارتباط إحدل جرائـ الفساد بجريمة تبييض األمكاؿ.3
ىذا كيبلحظ أف المشرع قد استيؿ نص المادة 51مف( ؽ ك ؼ ـ) بعبارة "يمكف" ،كىك ما يدؿ عمى
جكازية ىذا اإلجراء الذم يقرره القاضي متى أرل فائدة في ذلؾ ،كالذم كاف مف الضركرم النص عمى
إلزاميتو نظ ار لآلثار المترتبة عنو في حرماف مرتكبي جرائـ الفساد مف ثمرة مشركعيـ اإلجرامي.
قد أقر المشرع فرض ىذه العقكبة سكاء في حؽ الشخص الطبيعي أك المعنكم ،4كيقصد بالمصادرة
طبقا لممادة 15مف (ؽ ع ج) " األيمكلة النيائية إلى الدكلة لما أك مجمكعة أمكاؿ معينة أك ما يعادليا
عند االقتضاء " ،بينما يقصد بيا طبقا لمفقرة (ط) مف المادة 02مف (ؽ ك ؼ ـ) " التجريد الدائـ مف
الممتمكات بأمر صادر عف ىيئة قضائية" ،كىي طبقا لممادة 2/51مف نفس القانكف عقكبة مالية تكميمية
إلزامية تفرض إلى جانب العقكبات األصمية ،كىك ما يستفاد مف ىذا النص بقكلو " في حالة اإلدانة
-1عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .345
-2صميحة بف عكدة ،المرجع السابؽ ،ص .248
-أحسف بكسقيعة ،المرجع السابؽ ،ص .43
3
بالجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف تأمر الجية القضائية بمصادرة العائدات كاألمكاؿ غير
المشركعة.1"..
يتضح مف المادة 51مف (ؽ كؼ ـ) أف األشياء التي تككف محؿ مصادرة ،تتمثؿ في العائدات
كاألمكاؿ غير المشركعة ،كالعائدات اإلجرامية طبقا لمفقرة (ز) مف المادة 02مف ( ؽ ك ؼ ـ) ىي " كؿ
الممتمكات المتأتية أك المتحصؿ عمييا ،بشكؿ مباشر أك غير مباشر مف ارتكاب الجريمة" ،كما يفيـ مف
ذلؾ أف محؿ المص ادرة ال يقتصر عمى األمكاؿ المتأتية مف إحدل جرائـ الفساد كمبالغ الرشاكل التي
تحصؿ عمييا المكظؼ العمكمي في إطار الصفقات العمكمية ،كانما تشمؿ األمكاؿ كغيرىا مف الممتمكات
التي حققت معنى المقابؿ في جريمة الرشكة ،سكاء كانت مادية أك غير مادية ،منقكلة أك غير منقكلة،
مممكسة أك غير مممكسة ،كالمستندات أك السندات القانكنية التي تثبت ممكية تمؾ المكجكدات أك كجكد
الحقكؽ المتصمة بيا.2
إال أنو كبالرجكع إلى أحكاـ المادة 2/51مف ( ؽ كؼ ـ) ،نجد أف المشرع قد قصر محؿ المصادرة
عمى العائدات كاألمكاؿ غير المشركع المتأتية مف الجريمة دكف تمؾ المستعممة فييا رغـ إقرار معظـ
القكانيف كاالتفاقيات الدكلية بذلؾ ،حيث أف صياغة ىذا النص لـ تعبر عف إرادة المشرع بشكؿ صريح في
ىذا الشأف ،غير أنو كتعزي از لذلؾ فقد أقر المشرع مف خبلؿ أحكاـ المادة 15مكرر 1مف (ؽ ع ج)
مصادرة كؿ األشياء التي استعممت أك كانت ستستعمؿ في تنفيذ الجريمة أك التي تحصمت منيا في حالة
اإلدانة بجنحة كجكبا إذا كاف القانكف ينص صراحة عمى ىذه العقكبة مثمما ىك عميو الحاؿ في قانكف
الكقاية مف الفساد كمكافحتو.3
ما تجدر اإلشارة إليو ىك إغفاؿ المشرع مف خبلؿ أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو لمسألة
خمط العائدات اإلجرامية بممتمكات متحصؿ عمييا بطريقة شرعية ،كىك ما يطرح التساؤؿ حكؿ إذا ما
كانت عممية المصادرة تشمؿ كؿ األمكاؿ أـ أف األمر يقتصر عمى القيمة المقدرة لمعائدات اإلجرامية ؟
لذلؾ ينبغي عمى المشرع الفصؿ في ىذه المسألة ضمف أحكاـ ىذا القانكف طبقا لما أقرتو أحكاـ اتفاقية
األمـ المتحدة لمكافحة الفساد بمكجب المادة ،5/31كالتي أقرت بضركرة مصادرة الممتمكات في حدكد
القيمة المقدرة لمعائدات غير المشركع دكف غيرىا مف الممتمكات المكتسبة بطريقة مشركعة ،كأسكة في ذلؾ
-1نصت المادة 31مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،128/04المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد بقكليا " تتخذ كؿ
دكلة طرؼ ،إلى أقصى مدل ممكف ضمف نطاؽ نظاميا القانكني الداخمي ما قد يمزـ مف تدابير لمتمكيف مف مصادرة:
-العائدات اإلجرامية المتأتية مف أفعاؿ مجرمة كفقا ليذه االتفاقية ،أك ممتمكات تعادؿ قيمتيا قيمة تمؾ العائدات.
-الممتمكات أك المعدات أك األدكات األ خرل التي استخدمت أك كانت معدة لبلستخداـ في ارتكاب أفعاؿ مجرمة كفقا ليذه االتفاقية"...
-2الفقرة (ك) مف المادة 02مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،128/04المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد.
-3الفقرة الثانية مف المادة 51مكرر 1مف األمر ،156/66المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
بما كاف قد أقره ضمف أحكاـ المادة 389مكرر 4مف (ؽ ع ج) التي نصت عمى أنو " إذا اندمجت
عائدات جناية أك جنحة مع األمكاؿ المتحصؿ عمييا بطريقة شرعية ،فإف مصادرة األمكاؿ ال يمكف أف
تككف إال بمقدار ىذه العائدات ".
لقد أسند المشرع طبقا لممادة 2/51مف (ؽ كؼ ـ) سمطة إصدار أمر بمصادرة األمكاؿ كالعائدات
غير المشركعة لمجية القضائية بناء عمى منطكؽ حكـ قضائي ،عمى أف تمتزـ ىذه األخيرة بمراعاة حاالت
استرجاع األرصدة أك حقكؽ الغير حسف النية ،كىك ما أكدتو المادة 2/51مف ( ؽ كؼ ـ) كالمادة 15
مكرر 1مف ( ؽ ع ج) ،كيقصد بالغير حسف النية طبقا لممادة 15مكرر 2مف ( ؽ ع ج) " األشخاص
الذيف لـ يككنكا شخصيا محؿ متابعة أك إدانة مف أجؿ الكقائع التي أدت إلى المصادرة ،كلدييـ سند ممكية
أك حيازة صحيح كمشركع عمى األشياء القابمة لممصادرة ".
كفي إطار تعزيز عممية مصادرة العائدات اإلجرامية ،كقصد تحسيف فعالية القطب الجزائي المالي
المزمع استحداثو في مجاؿ مكافحة الفساد ،كتمكيف مف الدكلة مف استرجاع األمكاؿ المرتبة عف جرائـ
الفساد كالتكفؿ بتسييرىا ،تقترح المادة 51مكرر مف مشركع تعديؿ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو،
إنشاء ككالة كطنية لتسيير العائدات كاألمكاؿ غير المشركعة ،المحجكزة أك المجمدة ،الناتجة عف الجرائـ
المنصكص عمييا في ىذا القانكف.
أجاز المشرع بمكجب المادة 55مف ( ؽ ك ؼ ـ) التصريح ببطبلف كؿ عقد أك صفقة أك براءة أك
امتياز ،أك ترخيص متحصؿ عميو مف ارتكاب إحدل جرائـ الفساد بما فييا جريمة الرشكة في الصفقات
العمكمية ،كىك ما يتفؽ كما نصت عميو المادة 89مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15عمى يتعيف في
ىذه الحالة عمى الجية القضائية مراعاة حقكؽ الغير حسف النية.
يفيـ مف ذلؾ أف لمجية القضائية التي تفصؿ في القضايا المتعمقة بإحدل جرائـ الصفقات العمكمية،
السمطة التقديرية في تقرير إبطاؿ الصفقات كالعقكد كالبراءات كاالمتيازات ،رغـ أف ذلؾ يعد اختصاص
أصيبل لمجيات القضائية الفاصمة في المسائؿ المدنية كاإلدارية ،1كىك ما يعد ترجمة ألحكاـ المادة 34
مف اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة ،إال أف ىذه المادة كىي تعدد صكر التصرفات التي يمكف الحكـ
بإلغائيا أك فسخيا قد أردفت بقكليا " أك أم إجراء انتصافي آخر" ،كىك ما يدؿ عمى عدـ حصرىا
-1عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ ،ص .351
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
لمتصرفات التي يمكف الحكـ بإلغائيا أك فسخيا ،خبلفا لممشرع الذم حصرىا في العقكد كالصفقات
كالبراءات كاالمتيازات.1
لـ تتكقؼ جيكد المشرع عند فرض الجزاءات فحسب ،كانما ذىب إلى أبعد مف ذلؾ بإق ارره ألحكاـ
أخرل تتعمؽ بالشركع كاالشتراؾ كالتقادـ إلى جانب ظركؼ تشديد العقكبات كاألعذار المخففة كالمعفية
لمعقاب كىك ما يتـ تكضيحو تبعا لما يمي:
يعاقب المشرع الجزائرم عمى الشركع كالمشاركة في جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية ،طبقا لما
أفادت بو المادة 52مف ( ؽ كؼ ـ) بقكليا "تطبؽ األحكاـ المتعمقة بالمشاركة المنصكص عمييا في
قانكف العقكبات عمى الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف ،يعاقب عمى الشركع في الجرائـ
المنصكص عمييا في ىذا القانكف بمثؿ الجريمة نفسيا".
أحالت المادة 52إلى تطبيؽ القكاعد العامة المعمكؿ بيا في قانكف العقكبات ،كيعتبر شريكا في
الجريمة طبقا لممادة 42مف (ؽ ع ج) " مف لـ يشترؾ اشتراكا مباشرا ،لكنو ساعد بكؿ الطرؽ أك عاكف
الفاعؿ أك الفاعميف عمى ارتكاب األفعاؿ التحضيرية أك المسيمة أك المنفذة ليا مع عممو بذلؾ" ،ىذا كيأخذ
حكـ الشريؾ طبقا لممادة 43مف (ؽ ع) "مف اعتاد أف يقدـ مسكنا أك ممجأ أك مكانا لبلجتماع لكاحد أك
أكثر مف األشرار الذيف يمارسكف المصكصية أك العنؼ ضد أمف الدكلة أك األمف العاـ أك ضد األشخاص
أك األمكاؿ مع عممو بسمككيـ اإلجرامي " ،أما عف العقكبة المقررة عف ذلؾ ،فإف المشرع يعاقب عمى
االشتراؾ في الجنحة بنفس العقكبة المقررة لمجريمة طبقا لممادة 44مف ( ؽ ع ج) ،2كبالتالي فإف الشريؾ
يخضع لنفس العقكبة المقررة لمرشكة في الصفقات العمكمية كالتي يرتكبيا الفاعؿ.
ىي المرحمة التي تنصرؼ فييا إرادة الجاني إلى تنفيذ الجريمة ،كيقصد بالشركع طبقا لممادة 30مف
(ؽ ع ج) " كؿ محاكالت الرتكاب جناية تبتدئ بالشركع في التنفيذ أك بأفعاؿ ال لبس فييا تؤدم مباشرة
إلى ارتكابيا تعتبر كالجناية نفسيا إذا لـ تكقؼ أك يخب أثرىا إال نتيجة لظركؼ مستقمة عف إرادة مرتكبيا
-1نصت المادة 34مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،128/04المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد بقكليا " مع إيبلء
االعتبار الكاجب لما اكتسبو األطراؼ ..يجكز لمدكؿ األطراؼ أف تعتبر الفساد عامبل ذا أىمية في اتخاذ إجراءات قانكنية إللغاء أك فسخ عقد أك
سحب امتياز أك غير ذلؾ مف الصككؾ المماثمة أك اتخاذ أم إجراء انتصافي آخر".
-2المادة 44مف األمر ،156/66المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
حتى كلك لـ يمكف بمكغ اليدؼ المقصكد بسبب ظرؼ مادم يجيمو مرتكبيا" ،أما بالنسبة لمعقكبة فإنو
كطبقا لممادة 31مف ( ؽ ع) ال يعاقب عمى الشركع في الجنح إال بناء عمى نص صريح ،كىك ما أقره
المشرع ضمف أحكاـ المادة 52مف ( ؽ كؼ ـ) التي تعاقب عمى الشركع في ارتكاب جرائـ الفساد بقكليا
" يعاقب عمى الشركع في الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف بمثؿ الجريمة نفسيا" ،كمفاد ىذا
النص أنو يعاقب عمى الجرائـ المدرجة في ىذا القانكف بمثؿ عقكبة الجريمة التامةػ كباعتبار جريمة الرشكة
في الصفقات العمكمية مف الجرائـ المدرجة في ىذا القانكف فإنو يعاقب طبقا ليذا النص عمى الشركع فييا
باعتبارىا جنحة بذات العقكبة المقررة لمجريمة التامة.
نصت المادة 48مف (ؽ ك ؼ ـ) عمى الظركؼ المؤدية إلى تشديد العقكبة التي عمقيا المشرع عمى
صفة الجاني بقكليا " إذا كاف مرتكب جريمة أك أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف قاضيا
أك مكظفا يمارس كظيفة عميا في الدكلة ،أك ضابطا عمكميا ،أك عضك في الييئة ،أك ضابطا أك عكف
شرطة قضائية ،أك ممف يمارس بعض صبلحيات الشرطة القضائية ،أك مكظؼ أمانة ضبط ،يعاقب
بالحبس مف عشر ( )10سنكات إلى عشريف ( )20سنة كبنفس الغرامة المقررة لمجريمة المرتكبة " ،كىي
ذات الفئات التي خصيا المشرع الفرنسي بظركؼ التشديد طبقا لممادة 9-434مف ( ؽ ع ؼ).
يتضح مف النص أف المشرع قد شدد عقكبة الحبس في جنح الفساد بما في ذلؾ الجرائـ ذات الصمة
بالصفقات العمكمية لتصبح مف عشر سنكات إلى عشريف سنة ،بينما أبقى عقكبة الغرامة مثؿ ما ىي
عميو ،غير أف ىذا التشديد ال يشمؿ صكرة الرشكة في الصفقات العمكمية ،ذلؾ أف العقكبة األصمية
المقررة ليذه الجريمة ىي الحبس مف عشر ( )10سنكات إلى عشريف ( )20سنة كىي نفس العقكبة عند
التشديد.
نصت المادة 49مف ( ؽ ك ؼ ـ) عمى معاممة عقابية خاصة لمرتكبي جرائـ الفساد بما فييا
جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية ،كذلؾ بإقرار المشرع لنكعيف مف األعذار القانكنية سكاء باإلعفاء مف
العقكبة أك تخفضييا بقكلو " يستفيد مف األعذار المعفية مف العقكبة المنصكص عمييا في قانكف
العقكبات ،كؿ مف ارتكب أك شارؾ في جريمة أك أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف ،كقاـ
قبؿ مباشرة إجراءات المتابعة بإببلغ السمطة اإلدارية أك القضائية أك الجيات المعنية كساعد عمى معرفة
مرتكبيا " ،كعدا ىذه الحالة تخفض العقكبة إلى النصؼ بالنسبة لكؿ شخص ارتكب أك شارؾ في إحدل
الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف كالذم بعد مباشرة إجراءات المتابعة ساعد في القبض عمى
شخص أك أكثر مف األشخاص الضالعيف في ارتكابيا.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
يستفيد طبقا لممادة 1/49مف (ؽ كؼ ـ) مف العذر المعفي الفاعؿ أك الشريؾ في إحدل جرائـ
الفساد بما فييا الرشكة في الصفقات العمكمية ،الذم بمغ السمطات اإلدارية أك القضائية أك الجيات المعنية
كساعد عمى كشؼ المتكرطيف فييا ،عمى أف يتـ ىذا التبميغ قبؿ مباشرة إجراءات المتابعة أم قبؿ تحريؾ
النيابة العامة لمدعكل العمكمية.1
لكف حبذا لك أخد المشرع بعيف االعتبار التبميغ عف الجرائـ قبؿ البدء في تنفيذىا أك الشركع فييا
كظرؼ معفي مف العقاب ،أسكة في ذلؾ بالقكاعد العامة المقررة في قانكف العقكبات ،التي تشترط
لبلستفادة مف العذر المعفي مف العقاب أف يتـ التبميغ عف الجرائـ قبؿ البدء في تنفيذ الجريمة أك الشركع
فييا ،2كباإلضافة لذلؾ فقد استمزـ المشرع إلى جانب ذلؾ تكافر شرطيف لبلستفادة مف العذر المعفي كىما،
اإلببلغ عف الجريمة ،كالمساعدة عمى كشؼ الضالعيف في ارتكابيا ،إال أنو كتفعيبل لنظاـ التبميغ عف
جرائـ الفساد ،كاف مف األحسف لك اكتفى المشرع بتكافر شرط كاحد لبلستفادة مف العذر المعفي ،كىك إما
اإلببلغ عف الجريمة كاما عف مرتكبييا.
طبقا لممادة 2/49مف (ؽ كؼ ـ) يستفيد مف تخفيض العقكبة إلى النصؼ ،الفاعؿ أك الشريؾ الذم
ساعد بعد مباشرة إجراءات المتابعة في القبض عمى شخص أك أكثر مف األشخاص الضالعيف في ارتكاب
الجريمة ،كتظؿ مرحمة ما بعد مباشرة إجراءات المتابعة مفتكحة إلى غاية استنفاذ طرؽ الطعف.3
طبقا لممادة 54مف ( ؽ كؼ ـ) ال تتقادـ الدعكل العمكمية كال العقكبة في جرائـ الفساد في حالة ما
إذا تـ تحكيؿ عائدات الجريمة إلى خارج الكطف ،كأما في غير ذلؾ مف الحاالت تطبؽ األحكاـ
المنصكص عمييا في قانكف اإلجراءات الجزائية.
كبالرجكع ألحكاـ المادة 08مكرر مف (ؽ إ ج ج) نجد بأنيا قد جاءت بحكـ متميز بخصكص ىذا
النكع مف الجرائـ بقكليا بأف " ال تنقضي الدعكل بالتقادـ في الجنايات كالجنح ..كتمؾ المتعمقة بالرشكة،4"..
بذلؾ تعد جريمة الرشكة غير قابمة لمتقادـ ،ىذا كال تختمؼ أحكاـ تقادـ الدعكل في جريمة الرشكة عف
-1زكليخة زكزك ،جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد ،المرجع السابؽ ،ص .82
-2المادة 92مف األمر ،156/66المتضمف قانكف العقكبات المعدؿ كالمتمـ.
-3أحسف بكسقيعة ،المرجع السابؽ ،ص .37
-4تفيد المادة 29مف المرسكـ الرئاسي رقـ ،128/04المتضمف التصديؽ بتحفظ عمى اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة الفساد بقكليا " تحدد كؿ دكلة
طرؼ في إطار قانكنيا الداخمي ،عند االقتضاء فترة تقادـ طكيمة تبدأ فييا اإلجراءات القضائية بشأف أم فعؿ مجرـ كفقا ليذه االتفاقية ،كتحدد
فترة تقادـ أطكؿ أك تعمؽ العمؿ بالتقادـ في حاؿ إفبلت الجاني المزعكـ مف يد العدالة ".
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
أحكاـ تقادـ العقكبة بيا ،فقد جاءت المادة 612مكرر نفس القانكف ىي األخرل بحكـ متميز فيما يخص
جريمة الرشكة بما في ذلؾ جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية يتمثؿ في عدـ تقادـ العقكبات المحككـ
بيا في الجنح المتعمؽ بالرشكة بقكليا بأف " ال تتقادـ العقكبات المحككـ بيا في الجنايات كالجنح...تمؾ
المتعمقة بالرشكة " ،كبذلؾ تعد العقكبة المحككـ بيا في جريمة الرشكة غير قابمة لمتقادـ.
أما فيما تبقى مف جرائـ الفساد فإنيا تخضع في ذلؾ ألحكاـ المادة 614مف (ؽ إ ج ج) كالتي
نصت عمى أنو " تتقادـ العقكبات الصادرة بقرار أك حكـ يتعمؽ بمكضكع الجنح بعد مضي خمس سنكات
كاممة ابتداء مف التاريخ الذم يصبح فيو ىذا القرار أك الحكـ نيائيا ،غير أنو إذا كانت عقكبة الحبس
المقضى بيا تزيد عمى خمس سنكات فإف مدة التقادـ تككف مساكية ليذه المدة".
كباعتبار أف جريمة قبض العمكالت في مجاؿ الصفقات العمكمية تعد صكرة مف صكر الرشكة فإنيا
تخضع ألحكاـ المادتيف 08مكرر كالمادة 612مكرر مف ( ؽ إ ج) ،كقد أصاب المشرع في األخذ بيذا
االتجاه ،كالذم يعد مف أفضؿ السبؿ لمتابعة مرتكبي جريمة الرشكة في مجاؿ الصفقات العمكمية في أم
كقت تبث تكرطيـ في ىذا النكع مف الجرائـ ،خاصة في ظؿ االنتشار الكاسع الذم تعرفو ىذه الجريمة
كالتي أضحت مف أخطر الجرائـ التي تمس بنزاىة المعامبلت بما فييا العبلقات التعاقدية في إطار
الصفقات العمكمية.
الفقرة الثانية :الجزاءات المقررة لجريمة منح امتيازات غير مبررة في مجاؿ الصفقات العمومية.
لقد أقرت أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو الجزاءات المتعمقة بقمع جريمة منح االمتيازات
غير المبررة في مجاؿ الصفقات العمكمية ،كالتي تتراكح بيف عقكبات أصمية كأخرل تكميمية سكاء تمؾ
المقررة في حؽ الشخص الطبيعي أك المعنكم.
كتتعيف اإلشارة بأف العقكبات المقررة لقمع ىذا النكع مف الجرائـ ال تختمؼ كثي ار عف تمؾ التي أقرىا
المشرع لقمع جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية ،فيي تمتقي معيا في العديد مف األحكاـ الخاصة
بتكقيع العقكبات لذلؾ سنقتصر بعرض أحكاـ بعض العقكبات كالتي تمثؿ كجو اختبلؼ بينيا كبيف جريمة
الرشكة.
ميز المشرع بيف تمؾ العقكبات األصمية المقررة لمشخص الطبيعي كتمؾ المقررة لمشخص المعنكم.
ّ
-/1العقوبات األصمية المقررة لمشخص الطبيعي:
يعاقب طبقا لممادة 1/26مف (ؽ كؼ ـ) الشخص الطبيعي عف ارتكاب جنحة المحاباة بالحبس مف
سنتيف ( )2إلى عشر ( )10سنكات ،كبغرامة مف 200.000دج إلى 1.000.000دج ،في حيف نجد
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
أف المادة 128مكرر مف ( ؽ ع) الممغاة قد أقرت نفس العقكبة ،إال أف المشرع كمف خبلؿ نص المادة
1/26مف ( ؽ كؼ ـ) قد عمؿ عمى خفض قيمة الغرامة التي كانت تتراكح بيف 500.000دج إلى
5000.000دج ،كىك مسعى غير مبلئـ في مجاؿ مكافحة جرائـ الفساد ،فقد كاف حريا بالمشرع إما
التشديد في فرض الغرامة أك الحفاظ عمى أقؿ بقيمتيا التي كانت مقررة طبقا لممادة 128مكرر الممغاة.
طبقا لممادة 53مف ( ؽ كؼ ـ) " يككف الشخص المعنكم مسؤكال جزائيا عف الجرائـ المنصكص
عمييا في ىذا القانكف كفقا لمقكاعد المقررة في قانكف العقكبات " ،كىي طبقا لممادة 18مكرر مف (ؽ ع)
الغرامة المالية التي تقدر نسبتيا مف مرة ( )1إلى خمس ( )5مرات الحد األقصى لمغرامة المقررة لمشخص
الطبيعي في القانكف الذم يعاقب عمى الجريمة ،كذلؾ مثمما سبقت اإلشارة إلييا في جريمة الرشكة.
كقد ميز المشرع بيف العقكبات التكميمية ،سكاء تمؾ المقررة في أحكاـ قانكف العقكبات ،أك تمؾ التي
أقرتيا أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو في حؽ الشخص الطبيعي أك المعنكم المداف بارتكاب
جنحة منح امتيازات غير مبررة (المحاباة) في مجاؿ الصفقات العمكمية.
يمكف لمجية القضائية طبقا لممادة ( 50ؽ كؼ ـ) في حالة اإلدانة بجريمة أك أكثر مف الجرائـ
المنصكص عمييا في ىذا القانكف ،أف تعاقب الجاني بعقكبة أك أكثر مف العقكبات التكميمية المنصكص
عمييا في قانكف العقكبات ،كىي نفس العقكبات التكميمية التي سبؽ كأف أشرنا إلييا في جريمة الرشكة في
الصفقات العمكمية.
يجكز الحكـ عمى الشخص المعنكم طبقا لممادة 18مكرر مف ( ؽ ع) بكاحدة أك أكثر مف العقكبات
التكميمية التالية :حؿ الشخص المعنكم ،غمؽ المؤسسة أك فرع مف فركعيا لمدة ال تتجاكز خمس ()5
سنكات ،اإلقصاء مف الصفقات العمكمية لمدة ال تتجاكز خمس ( )5سنكات ،المنع مف مزاكلة نشاط أك
عدة أنشطة مينية أك اجتماعية بشكؿ مباشر أك غير مباشر نيائيا أك لمدة ال تتجاكز خمس ( )5سنكات،
مصادرة الشيء الذم استعمؿ في ارتكاب الجريمة أك نتج عنيا ،نشر كتعميؽ حكـ اإلدانة ،الكضع تحت
الحراسة القضائية لمدة ال تتجاكز خمس ( )5سنكات ،كتنصب الحراسة عمى ممارسة النشاط الذم أدل
إل ى الجريمة أك الذم ارتكبت الجريمة بمناسبتو " ،كىي عقكبات سبؽ كأف أشرنا ليا بالتفصيؿ في جريمة
الرشكة في الصفقات العمكمية.
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
أقر المشرع إلى جانب العقكبات األصمية كالتكميمية لجريمة المحاباة في الصفقات العمكمية أحكاما
أخرل تتعمؽ بالتقادـ كالشركع كاالشتراؾ في الجريمة ،إضافة لؤلحكاـ المتعمقة بظركؼ تشديد العقكبة
كاألعذار المخففة كالمعفية لمعقاب.
أحاؿ المشرع بالنسبة لتقادـ الدعكل العمكمية كتقادـ العقكبة في جنحة المحاباة إلى القكاعد المقررة
في قانكف اإلجراءات الجزائية ،ماعدا جريمة الرشكة في الصفقات العمكمية أك تحكيؿ العائدات اإلجرامية
إلى خارج الكطف حيث خصيا المشرع بحكـ خاص ،كذلؾ بأف ال تتقادـ فييا الدعكل كال العقكبة ،كأما في
غير ىذه الحاالت تطبؽ األحكاـ المنصكص عمييا في قانكف اإلجراءات الجزائية.
كبالرجكع ألحكاـ ىذا القانكف نجد أف المادة 08قد أفادت بقكليا " تتقادـ الدعكل العمكمية في مكاد
الجنح بمركر ثبلث ( )3سنكات كاممة ،"...بينما تتقادـ العقكبة الصادرة بقرار أك حكـ طبقا لممادة 614
مف (ؽ إ ج ج) بمضي خمس ( )5سنكات كاممة ابتداء مف التاريخ الذم يصبح فيو ىذا القرار أك الحكـ
نيائيا ،غير أنو إذا كانت عقكبة الحبس تزيد عمى الخمس سنكات فإف مدة التقادـ تككف مساكية ليذه
المدة.
كبتطبيؽ قكاعد تقادـ العقكبة في الجنح عمى جنحة المحاباة في الصفقات العمكمية ،فيمكف القكؿ بأف
العقكبة في ىذه الجنحة تتقادـ حسب المدة المحككـ بيا عمى الجاني كالتي تتراكح بيف سنتيف ( )2إلى
عشر ( ) 10سنكات ،فمك حكـ القاضي مثبل بمدة عشر سنكات فإف تقادـ العقكبة سيككف بعد انقضاء
عشر سنكات تحتسب مف التاريخ الذم يصبح فيو الحكـ نيائيا.1
نصت المادة 48مف (ؽ ك ؼ ـ) عمى ظركؼ تشديد العقكبة بقكليا " إذا كاف مرتكب جريمة أك
أكثر مف الجرائـ المنصكص عمييا في ىذا القانكف قاضيا أك مكظفا يمارس كظيفة عميا في الدكلة ،أك
ضابطا عمكميا ،أك عضك في الييئة ،أك ضابطا أك عكف شرطة قضائية ،أك ممف يمارس بعض
صبلحيات الشرطة القضائية ،أك مكظؼ أمانة ضبط ،يعاقب بالحبس مف عشر ( )10سنكات إلى عشريف
( )20سنة كبنفس الغرامة المقررة لمجريمة المرتكبة ".
يتضح مف النص أف المشرع قد عمؿ عمى تشديد عقكبة المحاباة ،في حالة ما كاف مرتكب ىذه
الجريمة أحد األشخاص التي حددتيا أحكاـ ىذا النص ،كالتي تتراكح في حالة الظركؼ العادية ما بيف
سنتيف ( )2إلى عشر ( )10سنكات ،لتصبح عند التغميظ مف عشر ( )10سنكات إلى عشريف ( )20سنة
كبنفس قيمة الغرامة المقررة لمجريمة.
أما بخصكص أحكاـ الشركع كاالشتراؾ ككذا األحكاـ المتعمقة باألعذار المخففة كالمعفية كالمتعمقة
بجريمة المحاباة في الصفقات العمكمية فيي تخضع لنفس األحكاـ المقررة لجريمة الرشكة في الصفقات
العمكمية كالتي سبؽ كأف أشرنا ليا.
ختاما لذلؾ كعمى الرغـ مف تكسيع دائرة الجرائـ كتعدد الجزاءات التي أقرىا المشرع ،إال أف ما ييدـ
المساعي الرامية لتبني سياسة جنائية فعالة تكفؿ مكاجية أشكاؿ الفساد المستشرم في مجاؿ الصفقات
العمكمية ،ىك تبني المشرع لمسمؾ مغاير لما كاف عميو الحاؿ سابقا ،كذلؾ بقيامو بتجنيح جرائـ الصفقات
العمكمية بعدما كانت تتراكح في ظؿ أحكاـ قانكف العقكبات بيف الجنحة كالجناية ،فضبل عمى أف أغمب
ىذه العقكبات التي أقرتيا أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو تعد أصمح لممتيـ نظ ار لخفضيا الحد
األدنى كاألقصى لمغرامة في مختمؼ صكر جرائـ الصفقات العمكمية ،1كاف كاف مبرر انتياج سياسة
التجنيح أمر مف شأنو أف يسمح بعرض جرائـ الصفقات عمى محكمة الجنح بدال مف محكمة الجنايات مما
يكفر اختصا ار لمكقت كاإلجراءات ،كأف مف شأف ذلؾ أف يكفر أكبر فرصة لممتقاضي لممارسة حؽ
االستئناؼ ،إال أنيا لـ تحقؽ الردع الكافي نظ ار لمفضائح المالية المتتالية التي تشيدىا العديد مف
القطاعات عمى رأسيا قطاع األشغاؿ العمكمية (طريؽ شرؽ غرب) أك بما يسمى بفضيحة القرف ،إلى
جانب قضية سكنطراؾ ،كبنؾ الخميفة كغيرىا مف قضايا الفساد التي ضربت أطناب قطاعات الدكلة ،فمـ
يخمك أم قطاع مف ىذا الداء الذم ىدـ االقتصاد الكطني كانعكس سمبا عمى المناخ االستثمارم ،كالذم
أسفر كشؼ ظمكع عدد كبير مف رمكز الدكلة في قضايا كبرل قدرت بالمميارات الدكالرات نتيجة إلبراـ
صفقات مشبكىة كمخالفة ألحكاـ التشريع كالتنظيـ المعمكؿ بيما.
ىذا؛ كاف السياسة المنتيجة مف قبؿ المشرع قد حممت طابعا مغاي ار لما كاف معمكال بو سابقا في ظؿ
قانكف العقكبات ،مما يؤدم إلى القكؿ بأف ىذا القانكف قد حمؿ في بعض طياتو تشجيعا لمفساد ،كالدليؿ
عمى ذلؾ التزايد المستمر لقضايا الفساد التي شيدتيا مختمؼ القطاعات ،خبلفا لممادة 119مف (ؽ ع
ج) التي حممت طابعا مشددا لمعقكبات ،كالتي كصمت لحد السجف المؤبد لمسجف المؤبد إذا كانت القيمة
تعادؿ أك تفكؽ 10.000.000دج ،أم أف ىناؾ تراجع كاضح في نكعية العقكبات مف حيث الجانب
الردعي ،ذلؾ أنو بعد أف كانت عقكبات صارمة تصؿ لحد السجف المؤبد ،كتكيؼ عمى أنيا جنايات
أصبحت عبارة عف جنح لـ تراعي حجـ المبالغ المالية ،كالتي قد تراجعت عما كاف مكرس في ظؿ المادة
119التي كانت مرجعتيا قيمة المبالغ المالية ،كمرجعية لتحديد سقؼ العقكبة ،حيث كمما كاف المبمغ
-1عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،المرجع السابؽ.319 ،
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
كبي ار كانت العقكبة أشد ،كىك ما أدل إلى التفرقة بيف كبار ناىبي األمكاؿ بالمميارات الدكالرات كصغارىـ،
كىك ما يدفع لمقكؿ بأف قانكف الفساد قد حمؿ في بعض طياتو تشجيعا عمى الفساد.
ثـ إف االكتفاء بتجريـ السمككات أمر ال يكفي لمكاجية ظاىر انتشار الفساد في الصفقات العمكمية،
فمف تأتي البرامج التنمكية نتائجيا في ظؿ منظكمة إدارية تتميز بانتشار مختمؼ أشكاؿ الفساد كتبديد
لمماؿ العاـ ،كالمصالح الضيقة لذكم النفكذ كاألمكاؿ التي تسعى لتكجيو الق اررات كالرؤل ،تحقيقا لمكاسبيا
الخاصة مف خبلؿ استئثارىا بمشاريع الصفقات العمكمية ،1كىك ما يجعؿ ارتكاب ىذه السمككيات عقبة
أماـ تفعيؿ حركة التنمية كتحديا أماـ مؤسسات األمكاؿ كاألعماؿ كامتحاف لقدرة القكاعد القانكنية عمى
تحقيؽ الردع.2
كىك ما يقتضي إعادة تفعيؿ السياسة الجنائية المنتيجة لمحد مف ظاىرة الفساد كاستنزاؼ الماؿ العاـ،
اعتمادا عمى الشفافية كالمساءلة كالرقابة مف خبلؿ تفعيؿ دكر الييئات الرقابية كتأميف ميكانيزمات
استقبلليتيا في أداء مياميا الرقابية ،كفي مقدمتيا القضاء ،الذم لعب في اآلكنة األخيرة دك ار كبي ار كىاما
في مكافحة أشكاؿ الفساد نتيجة لتكفر ضمانة نظرية كانت منبعيا اإلرادة الشعبية ،مما يستدعي ضركرة
تكريس اإلستقبللية الحقيقة كالمكضكعية لمقضاء لتمكينو مف لعب الدكر الرئيسي كالمحكرم في تتبع بؤر
الفساد كالقضاء عمى مختمؼ أشكالو.
-1عادؿ إنزارف ،الفساد في الصفقات العمكمي ة كتأثيره عمى حماية الماؿ العاـ في الجزائر ،الممتقى الكطني حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في
حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ ،2013/05/20ص .08
-2زكليخة زكزك ،جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد ،المرجع السابؽ ،ص .148
~ ~
الطبيعة القانونية المختلطة للصفقات العمومية الباب الثاني:
تعبر الصفقات العمكمية عف الصمة الكثيقة بالماؿ العاـ الذم يعد محركا أساسية لتفعيؿ النشاط
اإلدارم الذم يمكف اإلدارة مف الدخكؿ في عبلقات تعاقدية كأساس لمتحكـ في سير اإلنفاؽ ،مما جعؿ
ىذه الرابطة قائمة عمى مزيج مف القكاعد القانكنية نتيجة لمتعقيد التي يطبع مجاؿ الصفقات العمكمية
كارتباطيا بالعديد مف األطر القانكنية التي تقتضي اإللماـ بيا ،لذلؾ عمد المشرع عمى تخصيص نظاـ
رقابي متكامؿ الحمقات ضمانا لمشركعية تصرفات تجاه المتعامميف المتعاقديف كحماية لمماؿ العاـ.
كنظ ار ألىمية تدخؿ القضاء في مجاؿ الصفقات العمكمية كدكره في تقكيـ تصرفات اإلدارة فقد مكف
المشرع المتعامؿ المتعاقد مف المجكء إلى الطعف القضائي باعتباره أىـ الكسائؿ الرقابية لضماف المشركعية
كتجسيد مبادئ العدالة كاإلنصاؼ ضد المصمحة المتعاقدة في حاؿ حيدىا عف مقتضيات المشركعية ،كىك
ما يجعؿ مف تدخؿ القضاء في مجاؿ الصفقات العمكمية ضمانا لتكازف العبلقة بيف األطراؼ كحماية
لح قكؽ أطرافيا ،كسعيا مف المشرع في ضماف استقرار العبلقة فقد حرص عمى البحث عف حؿ كدم بيف
األطراؼ قبؿ كؿ مقاضاة أك المجكء لمجاف التسكية الكدية لمنزاع كآلية إليجاد الحمكؿ كالحفاظ عمى
استم اررية تنفيذ الصفقة كعدـ تعطيؿ مجريات اإلنجاز كبالتالي تحقيؽ األىداؼ المرجكة مف كراء إبراـ
الصفقة ،إال دكر ىذا األخير بقي قاص ار عمى فحص مشركعية الصفقة بإلغاء الق اررات اإلدارية المنفصمة
أك إلزاـ المصمحة المتعاقدة بالتعكيض دكف أف يرقى دكره إلى محاسبة اإلدارة عف ىذه التصرفات ،كىك ما
يفقد فعالية دكره طالما ال يمكف محاسبة المسؤكؿ عف سكء تسييره لمعبلقة التعاقدية كالخركج عف مقتضى
مبدأ المشركعية ،كىك ما جعؿ دكر القضاء الجنائي مكمبل لرقابة القاضي اإلدارم في كذلؾ بتجريـ
المشرع لكؿ أبعاد االستغبلؿ لممنصب الكظيفي كالتربح مف الكظيفة كاستغبلليا مف خبلؿ محاباة الغير في
منح صفقات كعقكد اإلدارة أك الحصكؿ عمى فكائد كامتيازات نظير ىذه األعماؿ مخالفة في ذلؾ لئلطار
الناظـ لمصفقات العمكمية.
لذلؾ فقد سعى المشرع مف خبلؿ أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو تعزيز سبؿ الكقاية مف
ظاىر الفساد المستشرم في مجاؿ الصفقات العمكمية بإقرار جممة مف آليات المبلحقة لمرتكبي ىذه
الجرائـ كالتشجيع عف اإلببلغ عنيا كذلؾ قصد تكفير بيئة ممارساتية تكفؿ نجاعة الصفقات العمكمية
كتحافظ عمى رشادة إنفاؽ الماؿ العاـ ،إال أف سعي المشرع في تفعيؿ المتابعة القضائية لجرائـ الصفقات
العمكمية مف خبلؿ تدعيـ ىذه اآلليات بأحكاـ تتبلءـ كخصكصية متابعة ىذا النكع مف الجرائـ قد تحدىا
جممة مف العقبات نتيجة لقصكر تنظيـ ىذه اآلليات كامتيازات المتابعة التي تنفرد بيا بعض الفئات ،فضبل
عف قصكر ضمانات تشجيع اإلببلغ عف الجرائـ كؿ ذلؾ يسيـ في الحد مف فعالية المتابعات كضماف
بيئة ممارساتية خالية مف أشكاؿ الفساد.
~ ~
الخػػاتػمػة
الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي الخاتمة
الخاتمة:
إطار
ا تبيف مف دراسة مكضكع الصفقات العمكمية في شقييا اإلدارم كالجزائي الذم شكؿ في الحقيقة
قانكنيا ىاما يعنى بالدراسة اتخذ منطمقو مف مضاميف اإلصبلح الحالي لئلطار الناظـ لمصفقات العمكمية
الذم حاكؿ مف خبللو المشرع رسـ معالـ تأميف الشفافية كالنجاعة كالمردكدية االقتصادية ،كالتي ال يمكف
بمكغيا إال كفؽ قكاعد كأبعاد قانكنية تتجاكب كالمعطيات االقتصادية المطركحة ،كىك ما يعكس االرتباط
الكثيؽ بيف أسس كقكاعد ترشيد الصفقات العمكمية كبيف الحماية القانكنية لمماؿ العاـ انطبلقا مف مقاربة
المنظكمة القانكنية كالمؤسساتية إلنفاؽ الماؿ العاـ لمكصكؿ إلى تجكيد مخرجات المرفؽ العاـ.
حيث أف التعمؽ في مضاميف ىذا اإلصبلح كالبحث عف مظاىر انعكاس ىذا المسعى عمى أحكاـ
المرسكـ الرئاسي ،247/15تبيف أف المشرع قد سعى إلى تأميف نجاعة الصفقات العمكمية كفؽ ضكابط
حاكؿ م ف خبلليا تأميف مسار الصفقات العمكمية ،بدءا مف مرحمة تحضيرىا ،إبراميا كتنفيذىا بالشكؿ
الذم يكفؿ مخرجاتيا كالحد مف المظاىر السمبية التي تمس بالماؿ العاـ ،ذلؾ أف التغيرات التي حممتيا
أحكاـ ىذا األخير حممت بمكرة حقيقية ليذا المسعى تجمت مف خبلؿ مختمؼ القكاعد اإلجرائية كالرقابية
لتأميف مجريات العممية التعاقدية ،كالذم أقرت أحكاـ ىذا اإلصبلح ليا بناء ىيكمي مغاير لما كاف معمكؿ
بو سابقا بالشكؿ الذم يضفي نكعا مف المركنة عمى عممية إبراـ الصفقات العمكمية.
كامتدادا لمقيكد اإلجرائية التي تضبط عمؿ المصالح المتعاقدة في إبراميا لمصفقات ،أخضع المشرع
عممية التعاقد إلطار رقابي متكامؿ الحمقات لضماف مشركعية إبراـ الصفقات ،كلتعزيز ذلؾ عمؿ عمى
إعادة ىيكمة المجاف المكمفة بالرقابة اإلدارية عف طريؽ استحداث لجاف جديدة كاالستغناء عف بعضيا
اآلخر ،إضافة لدمج نظاـ المجنتيف السابؽ ضمف لجنة كاحدة بما يكفؿ الفعالية كالحد مف بيركقراطية
إجراءات الرقابة ،كفي سبيؿ ترشيد اإلنفاؽ كالتصدم لممخالفات المالية بما يستيدؼ تحقيؽ الغايات
المحاسبية لئلدارة كالمحافظة عمى مكاردىا أخضع المشرع االلتزامات المالية لمصفقة لمرقابة المالية قبؿ
االلتزاـ بتسديد أم نفقة محؿ الصفقة العمكمية كىي رقابة مسبقة تأخذ طابعا كقائيا ،مجسدة في رقابة كؿ
مف المراقب كالمحاسب العمكمي ،فضبل عف خضكعيا لمرقابة كالتي عززت كألكؿ مرة بإنشاء سمطة ضبط
الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،التي أككميا ممارسة العديد مف المياـ الرامية إلى تحسيف
الجكدة كالفعالية كتقكيـ مجريات عممية التعاقد.
إف تصرفات اإلدارة في مباشرتيا لسمطاتيا قد تترتب عنيا بعض اإلشكاالت التي قد تنعكس عف
سير عممية تنفيذ الصفقة ،مما يفقد أىميتيا االقتصادية كزيادة تكاليفيا المالية ،األمر الذم دفع بالمشرع
إلرساء قكاعد الحؿ الكدم لمنزاع قبؿ أم مخاصمة أماـ القضاء ،لخمؽ مناخ جديد مف الثقة المتبادلة بيف
أطراؼ العبلقة التعاقدية كالبحث عف سبؿ التنفيذ األمثؿ لمصفقة ،كفي حالة عدـ االتفاؽ يمكف المجكء إلى
لجاف المختصة لمتسكية الكدية كإجراء اختيارم ،أك المجكء إلى القضاء المختص كضمانة أساسية لتقكيـ
~ ~
الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي الخاتمة
أعماؿ المصمحة المتعاقدة؛ عف طريؽ القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم لمنع كؿ المخالفات المتعمقة
بخرؽ قكاعد الشفافية كالمنافسة؛ أك أماـ قاضي المكضكع إللغاء الق اررات القابمة لبلنفصاؿ عف الصفقة
كالمخالفة لمبدأ المشركعية ،أك المجكء إلى قاضي العقد لممطالبة بإبطاؿ الصفقة أك فسخيا أك لمحصكؿ
عمى التعكيض لصالح الطرؼ المتضرر ،كؿ ذلؾ شكؿ نظاما رقابيا فعاال يضمف مشركعية عممية التعاقد
بالشكؿ الذم يأمف النجاعة ،ناىيؾ عف الحد مف مختمؼ التجاكزات التي تمس بالماؿ العاـ ،كتجريـ كؿ
أبعاد كأشكاؿ التربح مف الكظيفة كاستغبلؿ المنصب ،كىك المسعى الذم جسده المشرع بإيجاد أطر قانكنية
كاف قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو أىميا يسعى مف خبللو المشرع بأف يككف إطا ار مرجعيا لمكافحة
أشكاؿ الفساد ،كالذم لـ تقتصر أحكامو عمى التجريـ كالعقاب كانما حرصت أحكامو عمى تبني قكاعد
كفيمة لمكقاية مف الفساد الذم يعترم مجاؿ الصفقات العمكمية.
إف ىذه الرؤية تعكس مدل اإلرادة الحقيقية لممشرع في قمع أشكاؿ الفساد ،كالتي تجمت بتبني تنظيـ
مؤسساتي يعمؿ كفؽ آليات خاصة شكمت نظاما إجرائيا فعاال ،حددت أحكاـ قانكف الكقاية مف الفساد
معالميا كضبطت بعض أحكاميا قانكف اإلجراءات الجزائية ،تضمنت في طياتيا ميكانيزمات كتدابير مف
شأنيا الحد مف أشكاؿ الفساد ،إال أف مكاطف القصكر التي اعترت تطبيقاتيا عمى المستكل الميداني مف
شأنيا أف تحكؿ دكف تحقيقيا لؤلغراض المرجكة مف كرائيا.
لقد تمكف المشرع ،مف خبلؿ النصكص ذات الصمة بالصفقات العمكمية مف الكصكؿ إلى مرحمة
معتبرة كمتقدمة في ىذا المجاؿ كما سبؽ تبيانو ،بيد أف ثمة جكانب نصية كعممية ال تخمك مف بعض
المبلحظات السيما في الشؽ الشكمي كاإلجرائي ،كرغـ ذلؾ فيي ال تناؿ مف قيمة السعي الحثيث لممشرع
لضماف المكازنة بيف النجاعة في الصفقات العمكمية كترشيد اإلنفاؽ العاـ ،كيمكف تعداد ما أمكنة الدراسة
مف نتائج في اآلتي:
عدـ ضبط المشرع لمرحمة تحديد الحاجات بالصكرة الكافية باعتبارىا أكلى المراحؿ نحك تأميف
مسار الصفقة العمكمية مكتفيا بتحديدىا كمرحمة تسبؽ مرحمة اإلبراـ ما جعميا تفتقر لمدقة في التحديد،
ذلؾ أف التعبير عف تحديدىا استنادا لمكاصفات تقنية كالتي كردت كفؽ تصكر عاـ دكف أم تحديد لمعناىا
كطبيعتيا قد يفتح الباب أماـ اإلدارة لتقديرىا كاالنحراؼ بذلؾ بما يتفؽ كامكانيات أحد المتعامميف.
فضبل عمى أف عدـ عقمنة ىذه المرحمة مف شأنيا تمكيف اإلدارة مف تجزئة الحاجات لئلفبلت مف
رقابة لجاف الصفقات العمكمية.
افتقار اإلطار اإلجرائي لمصفقات العمكمية لضمانات اإللزاـ باحتراـ األبعاد البيئية في كافة مراحؿ
إبراـ الصفقات العمكمية ،السيما ما تعمؽ بعممية اقتناء المكازـ (السمع )..كانعكاساتيا عمى البعد البيئي.
~ ~
الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي الخاتمة
عدـ تحييف دفتر الشركط اإلدارية العامة بدليؿ بقائو بنفس الصيغة المقررة منذ 1964بالرغـ مف
المستجدات الحاصمة في المجالي اإلدارم كاالقتصادم األمر الذم نجـ عنو العديد مف التناقضات كأحكاـ
تنظيـ الصفقات العمكمية.
يعكز بعض النصكص الدقة كالكضكح في األلفاظ ،السيما ما تعمؽ بمبررات المجكء لمتراضي
بنكعيو مما يمس بمشركعية كشفافية الصفقة المبرمة كفقا ليذا األسمكب ،كىك ما يفتح الباب أماـ مسؤكلي
المصالح المتعاقدة الستغبلليا خدمة ألغراض شخصية ال تمت بصمة بالمصمحة العامة.
مركنة المجكء لئلجراءات الخاصة التي كاف مكنت المصالح المتعاقدة بالتجاكب مع المعطيات
كالمستجدات ،إال أف طابع الغمكض كالمركنة الذم يكتنفيا قد يجعميا منفذا لمممارسات التي تخؿ بمبادئ
الشفافية ،فعمى الرغـ مف إقرار الضكابط التي تعمؿ عمى عقمنة المجكء ليذه اإلجراءات إال أنيا لـ ترقى
لضماف مشركعيتيا كسكء استغبلليا فإخضاع المجكء إلييا بإبراـ صفقات تسكية يكاد يككف مجرد إجراء
شكمي تفتقد لمفائدة التي تجعميا إحدل ضمانات التعاقد.
نظاـ إشيار الصفقات ال يزاؿ بدائيا يعتمد عمى النشر الصحفي الكرقي الذم يتميز بمحدكديتو في
ظؿ غياب استغبلؿ تكنكلكجيا اإلعبلـ كاالتصاؿ الحديثة ،كعدـ تفعيؿ العمؿ بالبكابة االلكتركنية لمصفقات
كما تعكسو مف شفافية في إيصاؿ المعمكمة رغـ إقرار العمؿ بذلؾ منذ سرياف تنظيـ السابؽ.
أحسف المشرع عندما أقر إمكانية االستعانة بمجنة تقنية لحاجات لجنة الفتح األظرفة كتقييـ
العركض ،إال أنو لـ يفصح عف قكاعد إنشائيا كال تشكيمة أعضائيا كبالتالي غياب معالميا كآلية مساعدة
لمجنة.
إسراؼ المشرع في المركنة لمجكء لممبلحؽ باعتبارىا إطا ار قانكنيا لصرؼ النفقات مما يجعميا
غطاء لنيب كاستنزاؼ المقدرات المالية كتبديدىا تحت غطاء مشركعية إبراميا.
افتقار النظاـ القانكني لمرقابة عمى الصفقات لممقكمات التي تضمف فعالية األداء الرقابي لمجنة
فتح األظرفة كتقييـ العركض ،ذلؾ أف أحكاـ تنظيـ الصفقات قد أغفمت تحديد النصاب الذم تصح بو
اجتماعاتيا سكاء أثناء عممية الفتح أك التقييـ ،إلى جانب إغفاؿ لممؤىبلت كالكفاءة المطمكب تكافرىا في
المكظفيف المنتقيف لعضكيتيا ككذا تحديد مدة العضكية فييا ،خبلفا لما أخذت بو التشريعات المقارنة؛ فكؿ
ىذه النقائص تحد مف فعالية الدكر الرقابي المنكط بيا.
مكف تنظيـ الصفقات العمكمية المصالح المتعاقدة باستحداث أكثر مف لجنة كاحد تكمؼ بعممية
فتح األظرفة ،كىك ما يحقؽ السرعة كالفعالية في معالجة العركض ،غير أف ما يأخذ عف المشرع في ذلؾ
أنو لـ يحدد عدد المجاف التي يمكف إنشاؤىا ،كما لـ يقيد عممية إنشائيا بمعايير محددة كمضبطة ،إذ
يحتمؿ أف تنشأ لجنة خاصة لكؿ صفقة أك لكؿ مجمكعة صفقات طالما ال يكجد نص يمنع مف ذلؾ.
~ ~
الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي الخاتمة
التعارض كعدـ االنسجاـ بيف أحكاـ تنظيـ الصفقات العمكمية كقكانيف الجماعات اإلقميمية ،إذ ال
تزاؿ ىذه األخيرة تحتفظ ببعض األحكاـ التي ال تتماشى كاإلصبلح الحالي لمصفقات العمكمية.
تكسع المشرع في منح مسؤكؿ المصمحة المتعاقدة صبلحيات اإلشراؼ كالتسيير ألعماؿ لجاف
الصفقات ،فضبل عف انفراده في تحديد جدكؿ األعماؿ كامكانية تعديمو بالشكؿ الذم يمكنو مف إدراج
ممفات لـ تكف مبرمجة مسبقا ،كحريتو الكاممة في تعييف المقرر المكمؼ بدراسة مشركع الصفقة كادارة
المناقشات كالسماح بتدخؿ األعضاء ،كاختيار مكعد الجمسات الذم قد يككف في الكقت غير المناسب
كتراكـ الممفات الذم يكلد ضغط عمى أعضائيا ،كىك ما ينعكس سمبا عمى مياميا الرقابية كاىدا ار لمبدأ
جماعية رقابة لجاف الصفقات العمكمية نتيجة لبيركقراطية االنعقاد كالتسيير المحتكرة بيد المسؤكؿ.
ىذا ،كاف تمكيف مسؤكلي المصالح المتعاقدة بتجاكز مقرر رفض التأشيرة يعكس محدكدية الدكر
الرقابي لمجاف مما يمس بمصداقيتيا كيجعؿ مف أدائيا الرقابي مجرد رقابة مستندية تعمؿ عمى تقميص
االنحرافات التي تتخذ خرقا لمقكاعد القانكنية كالتنظيمية.
اقتصار رقابة المراقب المالي كالمحاسب العمكمي عمى رقابة مشركعية الصفقة أثر عمى نجاعتيا
كرقابة يرجى منيا ضماف مبلئمة النفقات الممتزـ بيا ،األمر الذم جعؿ منيا رقابة شكمية تفتقر لمفعالية،
فضبل عف تمكيف المشرع اآلمر بالصرؼ بتجاكز الرفض النيائي لمتأشيرة بمقرر التغاضي أك األمر
بالتسخير مما يضع رقابتيما عمى المحؾ.
افتقار الييئات الرقابية (المفتشية العامة لممالية ،مجمس المحاسبة ،الييئة الكطنية لمكافحة الفساد،
ديكاف المركزم لقمع الفساد) لمميكانيزمات التي تؤمف استقبلليتيا إلى جانب ضعؼ اإلمكانيات المتاحة ليا
مقارنة بمجاؿ تدخميا ،ناىيؾ عف التبعية المفرطة لمجياز التنفيذم ممثبل في رئيس الجميكرية تارة،
كالكزير المكمؼ بالمالية تارة أخرل ،إلى جانب غياب التنسيؽ فيما بينيا كبيف لجاف الصفقات العمكمية
مما يؤدم النقساـ اإلطار الرقابي كضعؼ نتائجو.
استحداث المشرع لسمطة ضبط الصفقات العمكمية لـ يحمؿ في طياتو ما يؤمف استقبلليتيا
كدعامة رقابية نظ ار لحصر دكرىا في جانب الكقائي كالتبعية المفرطة لمكزير المكمؼ بالمالية ،كغياب
اإلطار التنظيمي الذم يحكـ تنظيميا كسيرىا رغـ إقرار ذلؾ منذ ما يقارب أربع سنكات.
محدكدية سمطات قاضي االستعجالي قبؿ التعاقدم ،إذ أف أقصى ما يمكف أف يقضي بو ىك
تكجييو ألكامر االمتثاؿ أك تأجيؿ اإلبراـ أك الحكـ بالغرامة التيديدية ،فضبل عف خضكع ىذا النكع مف
الدعاكل لمقكاعد العامة مقارنة بالمشرع الفرنسي التي خصيا بقكاعد إجرائية محددة إلى جانب تدعيمو
لسمطات القاضي في ذلؾ التي قد تصؿ إلى إلغاء الشركط أك الق اررات المنطكية عمى مخالفة قكاعد
الشفافية كالمنافسة.
~ ~
الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي الخاتمة
محدكدية دكر لجاف التسكية الكدية لمنزاعات نظ ار لمطابع اإلدارم البحث الذم يغمب عمى
تشكيمتيا مما يفقدىا المكضكعية كالحياد كيضعؼ مف فعاليتيا في إيجاد الحؿ الكدم.
اقتصار دكر قاضي اإللغاء عمى بحث مشركعية الق اررات اإلدارية المنفصمة عف الصفقة دكف أف
يرقى أدائو الرقابي لمبحث عف مدل مبلئمة الصفقة كعقمنة تسيير المصالح المتعاقدة لصفقاتيا ،إلى جانب
ضعؼ ضمانات تنفيذ أحكاـ القضاء الصادرة في حؽ اإلدارة التي تفتقر لمتمقائية نتيجة لربطيا بطمب
المدعي.
تضييؽ نطاؽ التجريـ في جريمة المحاباة كحصره في مخالفة األحكاـ التشريعية كالتنظيمية
المتعمقة بحرية الترشح كالمساكاة بيف المترشحيف كشفافية اإلجراءات ،خبلفا لما كانت عميو الصياغة
السابقة لمنص كالذم كاف يتسـ بنكع مف االتساع ليشمؿ أم مخالفة لؤلحكاـ التشريعية كالتنظيمية المعمكؿ
بيا في مجاؿ الصفقات العمكمية ،كىك ما يعد شكبل مف أشكاؿ رفع التجريـ كال يتماشى كالسياسة
المنتيجة لمكافحة أشكاؿ الفساد.
افتقار آليات البحث كالتحرم الخاصة لممقكمات التي تكفؿ نجاعتيا كآليات لقمع جرائـ الفساد
التي تعترم مجاؿ الصفقات العمكمية ،فضبل عف غياب نظاـ التحفيز الفعاؿ الذم يحث عمى التشجيع
في اإلببلغ عف جرائـ الفساد عمكما.
ىذا ،كتكجد بعض العقبات مف شأنيا أف تحد مف فعالية آليات البحث كالتحرم كتمتع بعض
المكظفيف بطابع الخصكصية في المتابعة ،فضبل عف الحصانات الكظيفية التي تتمتع بيا بعض الفئات
األخرل كالتي لـ يتضمف قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو أم حكـ يفيد تقييدىا ،كىك ما ينعكس عف
الجيكد الرامية لمكافحة الفساد.
البطء في إصدار النصكص التطبيقية الخاصة بيذا اإلصبلح الجديد لمصفقات العمكمية كاصدار
الق اررات المحددة لبعض أحكاـ ىذا التنظيـ ،كىك ما طرح نكعا مف الغمكض في فيـ فحكل كأبعاد
مضاميف بعض النصكص ،كما أتبث ذلؾ الكـ اليائؿ لمتكضيحات القانكنية الصادر عف قسـ الصفقات
بكزرة المالية ردا عمى االستفسارات المتعددة لمسؤكلي المصالح المتعاقدة حكؿ مضاميف ىذا
العمكمية ا
القانكف ،كىك ما يؤدم إلى ىشاشة األمف القانكني.
إف إخضاع أم مكضكع لمدراسة العممية ،كابراز المثالب التي ترتبط بتطبيقو ،ال يمكف أف يتكقؼ عند
صد العكامؿ التي
بمكغ مقصد النقد فقط ،بؿ يجب أف تمتد الدراسة إلى ىدؼ أبعد مف ذلؾ ،أال كىك َر ُ
تعرقؿ أداء الصفقات العمكمية لمغاية المنشكدة منيا ،أال كىي ضماف مكازنة حقيقية بيف نجاعة الصفقات
العمكمية كترشيد اإلنفاؽ العاـ ،كذلؾ بمضاعفة التركيز عمى نقاط قدر الباحث أىميتيا إلدراجيا
كتكصيات ليذه الدراسة:
~ ~
الصفات العمومية بين الطابع اإلداري والطابع الجزائي الخاتمة
االرتقاء بالنص القانكني الناظـ لمجاؿ الصفقات العمكمية لقانكف صادر عف السمطة التشريعية عمى أف
يترؾ المجاؿ لمسمطة التنظيمية فيما يخص األمكر التفصيمية كالتقنية.
تكريس احتراـ البعد البيئي في جميع مراحؿ إبراـ الصفقات العمكمية ،كجعميا كإحدل المعايير التي يترتب
عف عدـ احتراميا إقصاء العرض.
ضركرة االستفادة مف مزايا تكنكلكجيا اإلعبلـ كاالتصاؿ الحديثة بتفعيؿ دكر البكابة االلكتركنية في مجاؿ
الصفقات العمكمية لتعزيز مبادئ الشفافية عمى مجريات عممية اإلبراـ ،كالرفع مف مستكل التككيف في
مجاؿ التعامؿ االلكتركني.
كضع نظاـ نمكذجي مكحد يحكـ سير أعماؿ لجاف فتح األظرفة كتقييـ العركض تجنبا في ذلؾ الختبلؼ
األنماط الرقابية بيف المصالح المتعاقدة كتكحيد عمؿ ىذه المجاف عمى كافة المستكيات.
إعادة النظر في االستقبللية الكظيفية كالعضكية لمجاف الصفقات العمكمية لضماف شفافية الدكر الرقابي
المنكط بيا.
يجب تقييـ أداء المصالح المتعاقدة بشكؿ دكرم مف خبلؿ ىيئات الرقابة مع تكفير مقكمات تمؾ الرقابة
إلضفاء الشفافية عمى أعماؿ كتصرفات اآلمريف بالصرؼ.
تفعيؿ دكر سمطة ضبط الصفقات العمكمية كارساء ضمانات التي تؤمف استقبلليتيا ،كتمكينيا باآلليات
الردعية التي تسيـ في الحد مف تنامي أشكاؿ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية كتقميؿ األعباء الممقاة
عمى عاتؽ األجيزة الرقابية األخرل ،كالعمؿ إصدار اإلطار التنظيمي الذم يحكـ تنظيميا كسيرىا الذم
عرؼ تأخ ار في صدكره منذ إقرار ذلؾ بما يقارب أربع سنكات.
التنسيؽ بيف األجيزة الرقابية كلجاف الصفقات بمختمؼ مستكياتيا ،مع اإلعبلـ بممفات الفساد كمآؿ
اإلجراءات المتخذة بشأنيا لتجنب إىدار نتائج الرقابة.
تفعيؿ دكر القضاء في ضماف مشركعية الصفقات العمكمية كعقمنة تسيير المصالح المتعاقدة لصفقاتيا
كارساء ضمانات حقيقية لضماف تنفيذ األحكاـ التي كثي ار ما تصطدـ بعقبات عدـ التنفيذ ،إلى جانب
جمع األحكاـ الصادرة في مجاؿ الصفقات كنشرىا كالتعميؽ عمييا بما يسيـ في الدراسات المتعمقة
بالمجاؿ كاليادفة إلصبلح تنظيـ الصفقات العمكمية.
إف ضماف نجاعة الصفقات العمكمية ،تقتضي الحرص عمى تبني إستراتيجية طكيمة األمد لمكقكؼ
عمى مدل صبلحية تنظيـ الصفقات العمكمية في تحقيؽ نجاعتيا كضماف مردكديتيا بالشكؿ الذم يمكنيا
مف ضماف المكازنة بيف رشادة اإلنفاؽ ،كالكقكؼ عمى ضكابط كقكاعد سيرىا لمحد مف أشكاؿ التجاكزات
مما يمكف مف إدخاؿ التعديبلت المناسبة كتجنب التعديبلت المتكررة كالمتزامنة إلرساء قكاعد االستقرار
كاألمف القانكني لئلطار الناظـ لمصفقات العمكمية القائـ عمى ركح المنافسة كالشفافية كالمساكاة.
~ ~
قائمة
المصادر والمراجع
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.IVالقوانيف:
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.1المرسكـ رقـ ،652/68المؤرخ في ،1968/12/26المتضمف تحديد الشركط التي يمكف لؤلفراد أف
يبرمكا ضمنيا مع مصالح ك ازرة األشغاؿ العمكمية كالبناء عقكدا أك صفقات تتعمؽ بالدراسات ،ج ر ج
ج عدد ( ،)02الصادرة بتاريخ ،1969/01/07المعدؿ كالمتمـ بالمرسكـ التنفيذم رقـ ،167/02
المؤرخ في ،2002/05/20ج ر ج ج عدد ( ،)37الصادرة بتاريخ .2002/05/26
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
المرسكـ الرئاسي رقـ ،23/12المؤرخ في ،2012/01/18المعدؿ كالمتمـ لممرسكـ الرئاسي رقـ .11
،236/10المتعمؽ بتنظيـ الصفقات العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( ،)04الصادرة بتاريخ
( 2012/01/26الممغى).
،2015/09/16المتضمف تنظيـ الصفقات المرسكـ الرئاسي رقـ ،247/15المؤرخ في .12
العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،ج ر ج ج عدد ( )50الصادرة بتاريخ .2015/09/20
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
،2007/05/19يحدد مجاؿ تطبيؽ كمحتكل المرسكـ التنفيذم رقـ ،145/07المؤرخ في .11
ككيفيات المصادقة عمى دراسة كمكجز التأثير عمى البيئة ،ج ر ج ج عدد ( ،)34الصادرة بتاريخ
.2007/05/22
المرسكـ التنفيذم رقـ ،272/08المؤرخ في ،2008/09/06المحدد لصبلحيات المفتشية العامة .12
لممالية ،ج ر ج ج عدد ( )50الصادرة بتاريخ .2008/09/07
المرسكـ التنفيذم رقـ ،273/08المؤرخ في ،2008/09/06الممغي لممرسكـ التنفيذم رقـ .13
،32/92المؤرخ في ،1992/01/20المتضمف تنظيـ اليياكؿ المركزية لممفتشية العامة لممالية ،ج ر
ج ج عدد ( )50الصادرة بتاريخ .2008/09/07
المرسكـ التنفيذم رقـ ،274/08المؤرخ في ،2008/09/06يحدد تنظيـ المفتشيات الجيكية .14
لممفتشية العامة لممالية ،ج ر ج ج عدد ( )50الصادرة بتاريخ .2008/09/07
المرسكـ التنفيذم رقـ ،96/09المؤرخ في ،2009/02/22يحدد شركط ككيفيات رقابة كتدقيؽ .15
المفتشية العامة لممالية لتسيير المؤسسات العمكمية االقتصادية ،ج ر ج ج عدد ( )14الصادرة بتاريخ
.2009/03/04
المرسكـ التنفيذم رقـ ،118/11المؤرخ في ،2011/03/16المتضمف المكافقة عمى النظاـ .16
الداخمي النمكذجي لمجنة الصفقات العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( )16الصادرة بتاريخ .2011/03/13
المرسكـ التنفيذم رقـ ،381/11المؤرخ في ،2011/11/21المتعمؽ بمصالح المراقبة المالية، .17
ج ر ج ج عدد ( )64الصادرة بتاريخ .2011/11/27
المرسكـ التنفيذم رقـ ،139/14المؤرخ في ،2014/04/20يكجب عمى المؤسسات كمجمكعات .18
المؤسسات كتجمعات المؤسسات التي تعمؿ في إطار إنجاز الصفقات العمكمية لبعض قطاعات
النشاطات أف تككف ليا شيادة التأىيؿ كالتصنيؼ المينييف ،ج ر ج ج عدد ( ،)26الصادرة بتاريخ
.2014/05/07
المرسكـ التنفيذم رقـ ،320/14المؤرخ في ،2014/11/20المتعمؽ باإلشراؼ عمى المشركع .19
كاإلشراؼ المنتدب عمى المشركع ،ج ر ج ج عدد ( )68الصادرة بتاريخ .2014/11/23
المرسكـ التنفيذم رقـ ،363/14المؤرخ في ،2014/12/15المتعمؽ بإلغاء األحكاـ التنظيمية .20
المتعمقة بالتصديؽ طبؽ األصؿ عمى نسخ الكثائؽ المسممة مف طرؼ اإلدارات العمكمية ،ج ر ج ج
عدد ( ،)72الصادرة بتاريخ .2014/12/16
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.12قرار كزير المالية ،المؤرخ في ،2015/12/19يحدد نمكذج التصريح بالنزاىة ،ج ر ج ج عدد (،)17
الصادرة بتاريخ .2016/03/16
.13قرار كزير المالية ،المؤرخ في ،2015/12/19يحدد نمكذج التصريح باالكتتاب ،ج ر ج ج عدد
( ،)17الصادرة بتاريخ .2016/03/16
.14قرار كزير المالية ،المؤرخ في ،2015/12/19يحدد نمكذج رسالة التعيد ،ج ر ج ج عدد (،)17
الصادرة بتاريخ .2016/03/16
.15القرار المؤرخ في ،2015/12/19يحدد كيفيات اإلقصاء مف المشاركة في الصفقات العمكمية ،ج ر
ج ج عدد ( ،)17الصادرة بتاريخ .2016/03/16
.16القرار المؤرخ في ،2015/12/19يحدد كيفيات التسجيؿ كالسحب مف قائمة المتعامميف االقتصادييف
الممنكعيف مف المشاركة في الصفقات العمكمية ،ج ر ج ج عدد ( ،)17الصادرة بتاريخ
.2016/03/16
.17قرار كزير المالية ،المؤرخ في ،2015/12/19يحدد نمكذج التصريح بالمناكؿ ،ج ر ج ج عدد
( ،)17الصادرة بتاريخ .2016/03/16
ب -/التعميمات الوزارية:
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.1ابراىيـ الشارؼ الطاىر تفكقو ،الصعكبات التي تكاجو تنفيذ العقد اإلدارم (دراسة مقارنة) ،دار
المطبكعات الجامعية ،اإلسكندرية.2010 ،
.2أحسف بكسقيعة ،الكجيز في القانكف الجزائي الخاص (جرائـ الفساد ،جرائـ الماؿ كاألعماؿ ،جرائـ
التزكير) ،ج ،2دار ىكمة ،الجزائر.2014 ،
.3أحمد بكضياؼ ،الجريمة التأديبية لممكظؼ العاـ في الجزائر ،ط ،3المؤسسة الكطنية لمكتاب ،الجزائر،
.1986
.4أحمد محمد ئكميد ،التنظيـ القانكني لمجزاءات المالية في العقكد اإلدارية (دراسة مقارنة) ،دار الجامعة
الجديدة ،اإلسكندرية.2017 ،
.5أحمد محمكد جمعة ،العقكد اإلدارية طبقا ألحكاـ قانكف المناقصات كالمزايدات الجديد ،منشأة
المعارؼ ،اإلسكندرية.2006 ،
.6أحمد مختار عمر ،معجـ المغة العربية المعاصرة ،ط ،1المجمد األكؿ ،عبل لمكتب كالنشر كالتكزيع،
القاىرة.2008 ،
.7أشرؼ محمد خميؿ حماد ،نظرية الق اررات اإلدارية القابمة لبلنفصاؿ في مجاؿ العقكد اإلدارية (دراسة
مقارنة) ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2010 ،
.8أميف مصطفى محمد ،حماية الشيكد في قانكف اإلجراءات الجنائية (دراسة مقارنة) ،دار المطبكعات
الجامعية ،اإلسكندرية.2010 ،
.9بشير بالعيد ،القضاء المستعجؿ في األمكر اإلدارية ،مطابع عمار قرفي ،باتنة ،الجزائر.1993 ،
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
ببلؿ أميف زيف الديف ،ظاىرة الفساد اإلدارم في الدكؿ العربية كالتشريع المقارف مقارنة بالشريعة .10
اإلسبلمية ،ط ،1دار الفكر الجامعي ،مصر.2009 ،
بكبشير محند أمقراف ،السمطة القضائية في الجزائر ،دار األمؿ لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،تيزم .11
كزك ،الجزائر.2002 ،
بكحميدة عطااهلل ،الكجيز في القضاء اإلدارم ،دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،الجزائر، .12
.2011
جماؿ الديف أبي الفضؿ محمد بف مكرـ ابف منظكر ،لساف العرب ،ج ،10دار الكتب العممية، .13
ط ،2لبناف.2009 ،
جماؿ سايس ،االجتياد الجزائرم في القضاء اإلدارم ،ج ،3منشكرات كميؾ ،ط ،1الجزائر، .14
.2013
جماؿ عباس عثماف ،النظرية العامة كتطبيقاتيا في مجاؿ إلغاء العقكد اإلدارية في الفقو كقضاء .15
مجمس الدكلة ،المكتب العربي الحديث ،اإلسكندرية.2007 ،
جماؿ نجيمي ،إثبات الجريمة عمى ضكء اإلجتياد القضائي (دراسة مقارنة) ،دار ىكمة ،الجزائر، .16
.2012
خالد مكسى تكني ،الحماية الجنائية اإلجرائية لمشيكد (دراسة مقارنة)،ط ،1دار النيضة العربية، .17
القاىرة.2010 ،
سامي بف فرحات ،الكجيز في قضاء األمكر المستعجمة ،المكتب الجامعي الحديث ،مصر، .18
.2005
سامي جماؿ الديف ،نظرية العمؿ اإلدارم ( التعريؼ بالعمؿ اإلدارم ،مكضكع العمؿ اإلدارم، .19
أساليب العمؿ اإلدارم ) ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2011 ،
سائح سنقكقة ،شرخ قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (نصا ،شرحا ،تعميقا ،تطبيقا) ،ج ،2دار .20
اليدل لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،عيف مميمة ،الجزائر.2011 ،
سعيد السيد عمي ،نظرية الظركؼ الطارئة في العقكد اإلدارية كالشريعة اإلسبلمية (دراسة مقارنة)، .21
دار الكتاب الحديث ،القاىرة.2006 ،
سميماف محمد الطماكم ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية (دراسة مقارنة) ،دار الفكر العربي،القاىرة، .22
.2005
سميماف محمد الطماكم ،القضاء اإلدارم (قضاء اإللغاء) ،دار الفكر العربي ،مصر.1996 ، .23
سماعيف بكغازم ،جريمة تعارض المصالح في مجاؿ الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة) ،ط،1 .24
مركز الدراسات العربية لمنشر كالتكزيع ،مصر.2016 ،
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
سمير عبد العالي ،الصفقات العمكمية كالتنمية ،ط ،1مطبعة المعارؼ الجديدة ،الرباط.2010 ، .25
سمير عثماف اليكسؼ ،نظرية الظركؼ الطارئة كأثرىا عمى التكازف المالي لمعقد اإلدارم ،ط،1 .26
منشكرات الحمبي الحقكقية ،بيركت.2009 ،
شفيقة بف صاكلة ،إشكالية تنفيذ اإلدارة لمق اررات القضائية اإلدارية (دراسة مقارنة) ،دار ىكمة، .27
الجزائر.2010 ،
صباح مصباح محمكد سميماف ،الحماية الجنائية لممكظؼ العاـ ،ط ،1دار حامد لمنشر كالتكزيع، .28
األردف.2004 ،
صبلح الديف السيسي ،دراسات الجدكل كالتقييـ ،دار الفكر العربي ،القاىرة ،مصر.2003 ، .29
عبد الرحماف خميفي ،محاضرات في قانكف اإلجراءات الجزائية ،دار اليدل لمطباعة كالنشر .30
كالتكزيع ،عيف مميمة ،الجزائر.2012 ،
عبد الرؤكؼ جابر ،الكجيز في عقكد التنمية التقنية ،ط ،1منشكرات الحمبي الحقكقية ،بيركت، .31
.2005
عبد العزيز سعد ،جرائـ االعتداء عمى األمكاؿ العامة كالخاصة ،دار ىكمة لمنشر كالتكزيع، .32
الجزائر.2006 ،
عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،األسس العامة لمعقكد اإلدارية (اإلبراـ ،التنفيذ ،المنازعات) ،دار .33
الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2007 ،
عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،أكجو الطعف بإلغاء القرار اإلدارم ،منشأة المعارؼ ،اإلسكندرية، .34
.2003
عبد العزيز عبد المنعـ خميفة ،تنفيذ العقد اإلدارم كتسكية منازعاتو قضاء كتحكيما ،منشأة .35
المعارؼ ،اإلسكندرية.2009 ،
عبد القادر عدك ،المنازعات اإلدارية ،ط ،2دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع ،الجزائر.2014 ، .36
عبد القادر عدك ،ضمانات تنفيذ األحكاـ اإلدارية ضد اإلدارة العامة ،دار ىكمة ،الجزائر، .37
.2010
عبد المطيؼ أحمد ،جرائـ األمكاؿ العامة (دراسة تحميمية تأصيمية تطبيقية) ،دار النيضة العربية، .38
مصر.2002 ،
عبد المطيؼ قطيش ،الصفقات العمكمية (تشريعا كفقيا كاجتيادا) ،دراسة مقارنة ،منشكرات الحمبي .39
الحقكقية ،د.س.ف.
عبد اهلل نكاؼ العنزم ،النظاـ القانكني لمجزاءات في العقكد اإلدارية ،دار الجامعة الجديدة، .40
اإلسكندرية.2010 ،
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
عبد المجيد جبارم ،دراسات قانكنية في المادة الجزائية عمى ضكء أىـ التعديبلت الجديدة ،دار .41
ىكمة ،الجزائر.2013 ،
عز الديف كمكفي ،نظاـ المنازعات في مجاؿ الصفقات العمكمية عمى ضكء قانكف اإلجراءات .42
المدنية كاإلدارية ،دار النشر جيطمي ،برج بكعريريج ،الجزائر ،د س ف.
عز الديف مرداسي ،الغرامة التيديدية في القانكف الجزائرم ،دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع، .43
الجزائر.2008 ،
عبلء الديف عشي ،مدخؿ القانكف اإلدارم ،دار اليدل ،عيف مميمة ،الجزائر.2012 ، .44
عمي جمعة محارب ،التأديب اإلدارم في الكظيفة العامة ( دراسة مقارنة ) ،ط ،1دار المطبكعات .45
الجامعية ،اإلسكندرية.2004 ،
عمي خطار الشنطاكم ،القضاء اإلدارم ،دار كائؿ لمنشر كالتكزيع ،األردف.1995 ، .46
عمي عبد القادر القيكجي ،قانكف العقكبات (جرائـ االعتداء عمى المصمحة العامة كعمى اإلنساف .47
كعمى الماؿ العاـ) ،ط ،2منشكرات الحمبي الحقكقية ،لبناف.2002 ،
عمي عكض حسف ،جريمة الببلغ الكاذب ،دار الكتب القانكنية ،مصر.2008 ، .48
عمي محمد جعفر ،قانكف العقكبات (جرائـ الرشكة ،اإلختبلس ،اإلخبلؿ بالثقة العامة ،االعتداء .49
عمى األشخاص كاألمكاؿ) ،ط ،2مجد المؤسسة الجامعية لمدراسات كالنشر كالتكزيع ،لبناف.2004 ،
عمار بكضياؼ ،الصفقات العمكمية في الجزائر (دراسة تشريعية كقضائية كفقيية ) ،ط،2 .50
الجسكر لمنشر كالتكزيع ،الجزائر.2009 ،
عمار بكضياؼ ،دعكل اإللغاء في قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية (دراسة تشريعية ،قضائية، .51
فقيية) ،ط ،1الجسكر لمنشر كالتكزيع.2009 ،
عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ ،)247/15المؤرخ .52
في 16سبتمبر ،2015القسـ األكؿ ،الجسكر لمنشر كالتكزيع ،ط.2017 ،5
عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية (طبقا لممرسكـ الرئاسي رقـ 247/15المؤرخ في .53
16سبتمبر ،)2015القسـ الثاني ،الجسكر لمنشر كالتكزيع ،ط.2017 ،5
عمار بكضياؼ ،شرح تنظيـ الصفقات العمكمية كفؽ المرسكـ الرئاسي ،236/10المؤرخ في 07 .54
أكتكبر 2010المعدؿ المتمـ كالنصكص التطبيقية لو ،ط ،4جسكر لمنشر كالتكزيع ،الجزائر.2014 ،
عمار عكابدم ،النظرية العامة لممنازعات اإلدارية في النظاـ القضائي الجزائرم ،ج( ،2نظرية .55
الدعكل) ،ديكاف المطبكعات الجامعية ،ط ،5الجزائر.2014 ،
عمار عكابدم ،نظرية الق اررات اإلدارية ،بيف عمـ اإلدارة العامة كالقانكف اإلدارم ،ط ،5دار ىكمة .56
،الجزائر.2009 ،
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
عمار معاشك ،النظاـ القانكني لعقكد المفتاح في اليد بالجزائر ،ديكاف المطبكعات الجامعية، .57
الجزائر.1989 ،
فضيؿ ككسة ،القرار اإلدارم في ضكء قضاء مجمس الدكلة ،دار ىكمة لمطباعة كالنشر كالتكزيع، .58
الجزائر.2013 ،
فكزية سكراف ،سمطة اإلدارة في تكقيع الجزاءات اإلدارية عمى المتعاقديف معيا في العقكد اإلدارية، .59
دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2017،
قدكج حمامة ،عممية إبراـ الصفقات العمكمية في القانكف الجزائرم ،ط ،3ديكاف المطبكعات .60
الجامعية ،الجزائر.2008 ،
لحسيف بف شيخ آث ممكيا ،دركس في المنازعات اإلدارية (كسائؿ المشركعية) ،ط ،3دار ىكمة، .61
الجزائر.2007 ،
ماجد راغب الحمك ،العقكد اإلدارية كالتحكيـ ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2004 ، .62
ماجد راغب الحمك ،العقكد اإلدارية ،دار الجامعة الجديدة ،األ ازريطة ،مصر.2009 ، .63
مازف ليمك راضي ،القضاء اإلدارم (دراسة األسس كمبادئ القانكف القضاء اإلدارم في األردف)، .64
ط ،1دار قنديؿ ،عماف.2005 ،
محمد أحمد المشيداني ،شرح قانكف العقكبات (القسـ الخاص في القانكف الكضعي كالشريعة .65
اإلسبلمية) ،ط ،1دار الثقافة لمنشر كالتكزيع ،األردف.2001 ،
محمد أحمد عبد النعيـ ،مرحمة المفاكضات في العقكد اإلدارية (دراسة مقارنة) ،ط ،1دار النيضة .66
العربية ،مصر.2000 ،
محمد الصغير بعمي ،العقكد اإلدارية ،دار العمكـ لمنشر كالتكزيع ،الجزائر. .67
محمد الصغير بعمي ،القضاء اإلدارم (دعكل اإللغاء) ،دار العمكـ لمنشر كالتكزيع ،الجزائر .68
محمد الصغير بعمي ،الكسيط في المنازعات اإلدارية ،دار العمكـ لمنشر كالتكزيع ،عنابة ،د س ف. .69
مح مد أميف يزيد ،الرقابة السابقة عمى النفقات الممتزـ بيا في الجزائر (المراقب المالي نمكذجا)، .70
دار بمقيس ،الجزائر ،د.س.ف.
محمد بكرارشكش ،متابعة الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية عمى ضكء قانكف الكقاية مف الفساد .71
كمكافحتو ،ج( ،2جرائـ الصفقات كالدعكة الجزائية) ،ط ،1دار صبحي لمطباعة كالنشر ،الجزائر،
.2014
محمد حسف مرعى الجبكرم ،سمطة اإلدارة في فرض الجزاءات الجنائية كالمالية في العقكد .72
اإلدارية ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2014 ،
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
محمد خمؼ الجبكرم ،العقكد اإلدارية ،مكتبة دار الثقافة لمنشر كالتكزيع ،ط ،2عماف ،األردف، .73
.1998
محمد سمير محمد جمعة ،إلغاء الق اررات اإلدارية القابمة لئلنفصاؿ (دراسة تحميمية تطبيقية مقارنة .74
في القانكنيف الفرنسي كالمصرم) ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2013 ،
محمد عبد اهلل شريؼ النعيمي ،االلتزامات كالحقكؽ التي يرتبيا العد اإلدارم تجاه الغير ،دار .75
الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2014 ،
محمد فؤاد عبد الباسط ،أعماؿ السمطة اإلدارية (القرار اإلدارم ،العقد اإلدارم) ،دار الفكر، .76
اإلسكندرية ،مصر.1989 ،
محمد فؤاد عبد الباسط ،العقد اإلدارم ( المقكمات ،اإلجراءات ،اآلثار ) ،دار الجامعة الجديدة .77
لمنشر ،القاىرة.2006 ،
محمد ماىر أبك العينيف ،العقكد اإلدارية كقكانيف المزايدات كالمناقصات( ،الكتاب األكؿ) ،إبراـ .78
العقكد اإلدارية ،دار الكتاب المصرية ،مصر.2003 ،
مسعكد شييكب ،المبادئ العامة لممنازعات اإلدارية،ج(،2نظرية اإلختصاص)،ط ،5ديكاف .79
المطبكعات الجامعية ،الجزائر.2009 ،
مصطفى أبك زيد فيمي ،القضاء اإلدارم كمجمس الدكلة (قضاء اإللغاء) ،دار المطبكعات .80
الجامعية ،اإلسكندرية.1999 ،
مفتاح خميفة عبد الحميد ،المعيار المميز لمعقد اإلدارم ،دار المطبكعات الجامعية ،اإلسكندرية، .81
.2007
مفتاح خميفة عبد الحميد ،حمد محمد حمد الشمماني ،العقكد اإلدارية كأحكاـ إبراميا ،دار .82
المطبكعات الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر.2008 ،
مميكة ىناف ،جرائـ الفساد الرشكة ،اإلختبلس ،تكسب المكظؼ العاـ مف كراء كظيفتو في الفقو .83
اإلسبلمي ،قانكف مكافحة الفساد الجزائرم،مقارنة ببعض التشريعات العربية ،دار الجامعة الجديدة،
القاىرة.2010 ،
منتصر النكايسة ،جريمة الرشكة في قانكف العقكبات األردني ،ط ،،1دار الحامد لمنشر كالتكزيع، .84
األردف.2012 ،
منصكر رحماني ،القانكف الجنائي لمماؿ كاألعماؿ ،ج ،1دار العمكـ لمنشر كالتكزيع ،الجزائر، .85
.2012
منصكر محمد أحمد ،الغرامة التيديدية كجزاء لعدـ تنفيذ أحكاـ القضاء اإلدارم الصادرة ضد .86
اإلدارة ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر.2002 ،
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
مكسى بكدىاف ،النظاـ القانكني لمكافحة الرشكة ،دار اليدل ،عيف مميمة ،الجزائر.2010 ، .87
نادية بيضكف ،الرشكة كتبييض األمكاؿ مف جرائـ أصحاب الياقات البيضات ،ط ،1منشكرات .88
الحمبي الحقكقية ،لبناف.2008 ،
نزيو حماد ،معجـ المصطمحات المالية كاالقتصادية في لغة الفقياء ،ط ،1دار القمـ ،دمشؽ، .89
.2008
نصر الديف محمد بشير ،غرامة التأخير في العقد اإلدارم كأثرىا في تسيير المرفؽ العاـ (دراسة .90
مقارنة) ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2007 ،
نصر الديف مركؾ ،محاضرات في اإلثبات الجنائي ،ج ،2دار ىكمة ،ط ،5الجزائر ،د س ف. .91
نعيـ مغبغب ،عقكد مقاكالت البناء كاألشغاؿ العامة كالخاصة (دراسة في القانكف المقارف) ،ط،3 .92
د.د.ف ،لبناف.2001 ،
نكاؼ كنعاف ،القضاء اإلدارم ،ط ،1دار الثقافة لمنشر كالتكزيع ،األردف.1993 ، .93
النكم خرشي ،الصفقات العمكمية (دراسة تحميمية كنقدية كتكميمية لمنظكمة الصفقات العمكمية)، .94
دار اليدل ،الجزائر.2018 ،
النكم خرشي ،تسيير المشاريع في إطار تنظيـ الصفقات العمكمية ،دار الخمدكنية لمنشر كالتكزيع، .95
الجزائر.2011 ،
ىناء العممي ،أميف ككثر ،منازعات الصفقات العمكمية عمى ضكء النص القانكني ككقائع .96
االجتياد القضائي المغربي ،ط ،1مكتبة الرشاد ،المغرب.2010 ،
ثالثا :األطروحات والمذكرات:
.1أحمد سكيقات ،الرقابة عمى أعماؿ اإلدارة العمكمية في الجزائر ،أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه العمكـ في
العمكـ القانكنية ،فرع القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
.2015/2014
.2أكركـ ميرياـ ،األجر في الصفقة العمكمية لؤلشغاؿ ،أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في القانكف العاـ،
كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر .2015/2014 ،01
.3آماؿ يعيش تماـ ،سمطات القاضي اإلدارم في تكجيو أكامر لئلدارة ،أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه
عمكـ في الحقكؽ ،تخصص قانكف عاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
.2012/2011
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.4الحاج عمي بدر الديف ،جرائـ الفساد كآليات مكافحتيا في التشريع الجزائرم ،أطركحة مقدمة لنيؿ
شيادة دكتكراه في العمكـ ،تخصص قانكف خاص ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبك بكر
بمقايد ،تممساف.2016/2015 ،
.5حسيف كمكف ،المركز الممتاز لئلدارة في المنازعة اإلدارية ،أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه في العمكـ،
تخصص قانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزيكزك.2018 ،
.6حمزة خضرم ،آليات حماية الماؿ العاـ في إطار الصفقات العمكمية ،أطركحة لنيؿ شيادة دكتكراه
العمكـ في الحقكؽ ،تخصص قانكف عاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر (.2015/2014 ،)1
.7حكرية بف أحمد ،الرقابة اإلدارية كالقضائية عمى الصفقات العمكمية ،أطركحة لنيؿ شيادة دكتك اره
عمكـ ،تخصص قانكف عاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبك بكر بمقايد ،تممساف،
.2018/2017
.8سعيد عبد الرزاؽ باخبيرة ،سمطة اإلدارة الجزائية في أثناء تنفيذ العقد اإلدارم (دراسة مقارنة) ،أطركحة
لنيؿ شيادة الدكتكراه في القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،بف عكنكف ،جامعة الجزائر يكسؼ بف خدة،
.2008/2007
.9صميحة بف عكدة ،الجرائـ الماسة بالصفقات العمكمية بيف الكقاية كالرقابة في التشريع الجزائرم،
أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في الحقكؽ نظاـ ؿ ـ د ،تخصص قانكف جنائي لؤلعماؿ ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة أبك بكر بمقايد ،تممساف.2017/2016 ،
عائشة خمدكف ،أساليب التعاقد اإلدارم في مجاؿ الصفقات العمكمية ( دراسة مقارنة ) ،أطركحة .10
لنيؿ دكتكراه العمكـ في القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر(.2016/2015 ،)1
عبد العالي حاحا ،اآلليات القانكنية لمكافحة الفساد اإلدارم في الجزائر ،أطركحة مقدمة لنيؿ .11
شيادة دكتكراه عمكـ في الحقكؽ ،تخصص قانكف عاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد
خيضر ،بسكرة.2013/2012 ،
عبد الكريـ تبكف ،الحماية الجنائية لمماؿ العاـ في مجاؿ الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة)، .12
أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه عمكـ ،تخصص قانكف عاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبي
بكر بمقايد ،تممساف ،الجزائر.2018/2017 ،
عبد الكىاب كساؿ ،سمطة القاضي اإلدارم في تكجيو األكامر لئلدارة ،أطركحة لنيؿ شيادة .13
الدكتكراه عمكـ في القانكف ،تخصص القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة قسنطينة ( ،)1الجزائر،
.2015/2014
عمر بكجادم ،اختصاص القضاء اإلدارم في الجزائر ،رسالة لنيؿ درجة دكتكراه دكلة في .14
القانكف ،كمية الحقكؽ ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك ،الجزائر.2011 ،
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
عمر حماس ،جرائـ الفساد المالي كآليات مكافحتيا في التشريع الجزائرم ،أطركحة مقدمة لنيؿ .15
شيادة دكتكراه في القانكف الجنائي لؤلعماؿ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد،
تممساف.2017/2016 ،
كريمة عمة ،جرائـ الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،رسالة لنيؿ درجة دكتكراه عمكـ في القانكف .16
العاـ ،فرع القانكف الجنائي كالعمكـ الجنائية ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر (.2013/2012 ،)1
لكيزة نجار ،التصدم المؤسساتي كالجزائي لظاىرة الفساد في التشريع الجزائرم (دراسة مقارنة)، .17
رسالة مقدمة لنيؿ شيادة دكتكراه عمكـ في القانكف الجنائي كالعمكـ الجنائية ،كمية الحقكؽ ،قسـ القانكف
الخاص ،جامعة اإلخكة منتكرم ،قسنطينة.2014/2013 ،
محمد شريط ،عقكد الصفقات العامة في ضكء أحكاـ الشريعة اإلسبلمية كالتشريعات الجزائرية، .18
أطركحة مقدمة لنيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ اإلسبلمية ،تخصص شريعة كقانكف ،كمية العمكـ
اإلسبلمية ،جامعة الجزائر (.2017/2016 ،)1
مسعكد ختير ،النظرية العامة لجرائـ االمتناع ،أطركحة لنيؿ شيادة الدكتكراه في القانكف الخاص، .19
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبك بكر بمقايد ،تممساف.2014/2013 ،
مناؿ حميمي ،تنظيـ الصفقات العمكمية كضمانات حفظ الماؿ العاـ في الجزائر ،أطركحة مقدمة .20
الستكماؿ متطمبات شيادة الدكتكراه ،الطكر الثالث ،تخصص تحكالت الدكلة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة.2016/2015 ،
نادية بكنعاس ،خصكصية اإلجراءات القضائية اإلدارية في الجزائر ،تكنس ،مصر ،أطركحة .21
مقدمة لنيؿ شيادة الدكتكراه في العمكـ ،تخصص قانكف عاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة
لحاج لخضر ،باتنة.2015/2014 ،
نادية تياب ،آليات مكاجية الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،رسالة لنيؿ شيادة دكتكراه في .22
العمكـ ،تخصص قانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك ،الجزائر،
.2013
نكرة ىاركف ،جريمة الرشكة في التشريع الجزائرم (دراسة عمى ضكء اتفاقية األمـ المتحدة لمكافحة .23
الفساد) ،أطركحة لنيؿ درجة الدكتكراه في العمكـ ،تخصص قانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية،
جامعك مكلكد معمرم ،تيزم كزك.2017 ،
كيزة بمعسمي ،المسؤكلية الجزائية لمشخص المعنكم عف الجريمة االقتصادية ،رسالة لنيؿ شيادة .24
دكتكراه في العمكـ ،تخصص القانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك،
.2014
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
ياقكتة عميكات ،تطبيقات النظرية العامة لمعقد اإلدارم :الصفقات العمكمية في الجزائر ،رسالة .25
مقدمة لنيؿ درجة دكتكراه الدكلة في القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة منثكرم ،قسنطينة،
.2009/2008
ب -/مذكرات الماجستير:
.1إسبلـ عز الديف شكقارة ،صفقات الدراسات في القانكف الجزائرم لمصفقات العمكمية ،مذكرة لنيؿ شيادة
الماجستير في الحقكؽ ،فرع قانكف األعماؿ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر(.2010/2009 ،)1
.2إسماعيؿ بحرم ،الضمانات في مجاؿ الصفقات العمكمية في الجزائر ،مذكرة مف أجؿ الحصكؿ عمى
شيادة الماجستير في الحقكؽ ،فرع قانكف الدكلة كالمؤسسات العمكمية ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر،
بف يكسؼ بف خدة.2009/2008 ،
.3إسماعيؿ قريمس ،محؿ دعكل اإللغاء (دراسة في التشريع كالقضاء الجزائرييف) ،مذكرة مقدمة لنيؿ
شيادة الماجستير ،تخصص قانكف إدارم كادارة عامة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة الحاج
لخضر ،باتنة.2013 ،
.4إسماعيؿ ىبة ،تنفيذ الصفقات العمكمية كالرقابة الخارجية عمييا ،مذكرة لمحصكؿ عمى شيادة
الماجستير في القانكف العاـ اإلقتصادم ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة كىراف (،)2
.2017/2016
.5آماؿ يعيش تماـ ،عيب السبب ككجو مف أكجو دعكل اإللغاء ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير،
فرع القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة.2005/2004 ،
.6أمينة ركاب ،أساليب التحرم الخاصة في جرائـ الفساد في القانكف الجزائرم ،مذكرة لنيؿ شيادة
الماجستير ،تخصص قانكف عاـ معمؽ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبك بكر بمقايد،
تممساف.2015/2014 ،
.7بشيرة بجاكم ،الدكر الرقابي لمجاف الصفقات العمكمية عمى المستكل المحمي ،مذكرة لنيؿ شيادة
الماجستير ،فرع إدارة كمالية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أمحمد بكقرة ،بكمرداس ،الجزائر،
.2012/2011
.8جمكؿ بف سديرة ،الجزاءات في مجاؿ تنفيذ العقكد اإلدارية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف
العاـ المعمؽ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تممساف.2015/2014 ،
.9حميدة سيتالي ،السعر في الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ،236-10المعدؿ كالمتمـ،
مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف ،فرع :قانكف العقكد ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة
أكمي محند أكلحاج ،البكيرة.2015 ،
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.10حناف عككش ،معالجة شرط إختصاص قاضي المحكمة اإلدارية في الجزائر ،مذكرة لنيؿ شيادة
الماجستير ،فرع دكلة كمؤسسات عمكمية ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر (.2016/2015 ،)01
.11حكرية بف أحمد ،دكر القاضي اإلدارم في حؿ المنازعات المتعمقة بالصفقات العمكمية ،مذكرة لنيؿ
شيادة الماجستير ،تخصص القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تممساف،
.2011/2010
.12خميدة طبلش ،إصبلح النظاـ القانكني لمصفقات العمكمية في الجزائر :نظاـ الرقابة ،مذكرة لنيؿ
شيادة الماجستير ،فرع الدكلة كالمؤسسات العمكمية ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر (،)01
.2013/2012
.13دالؿ عياد ،المؤسسة الصغيرة الخاصة في قانكف الصفقات العمكمية الجديد ،مذكرة مف أجؿ
الحصكؿ عمى شيادة الماجستير في الحقكؽ ،فرع قانكف األعماؿ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر
( ،)01يف عكنكف.2013/2012 ،
.14ربيحة سبكي ،سمطات المصمحة المتعاقدة تجاه المتعامؿ المتعاقد معيا في مجاؿ الصفقات
العمكمية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف ،فرع قانكف اإلجراءات اإلدارية ،جامعة مكلكد
معمرم ،تيزم كزك ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية.2013 ،
.15رياض لكز ،دراسة التعديبلت المتعمقة بالصفقات العمكمية (المرسكـ الرئاسي رقـ 250/02
المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية) ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف ،فرع الدكلة كالمؤسسات
العمكمية ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر يكسؼ بف خدة.2007/2003 ،
.16زكليخة زكزك ،جرائـ الصفقات العمكمية كآليات مكافحتيا في ظؿ القانكف المتعمؽ بالفساد ،مذكر
مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في الحقكؽ ،تخصص قانكف جنائي ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية،
جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة.2012/2011 ،
.17زيف العابديف بمماحي ،الكسائؿ القانكنية لضماف تنفيذ الق اررات القضائية اإلدارية ،مذكرة لنيؿ شيادة
الماجستير في القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تممساف.2008/2007 ،
.18سعد صميمع ،االنحراؼ بالسمطة ككجو إللغاء القرار اإلدارم في النشاط اإلدارم الجزائرم ،مذكرة لنيؿ
شيادة الماجستير فرع قانكف عاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ االقتصادية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
.2005/2004
.19سمية شريؼ ،رقابة القاضي اإلدارم عمى منازعات الصفقات العمكمية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير
في القانكف ،فرع قانكف المنازعات اإلدارية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد معمرم،
تيزم كزك.2016 ،
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.20سياـ شقطمي ،النظاـ القانكني لمممحؽ في الصفقة العمكمية في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة
الماجستير في القانكف ،جامعة برج باجي مختار ،عنابة.2011/2010 ،
.21سييمة مزياني ،الغرامة التيديدية في المادة اإلدارية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في العمكـ القانكنية،
تخصص قانكف إدارم كادارة عامة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة الحاج لخضر ،باتنة،
.2012/2011
.22صالح زماؿ ،المؤسسات األجنبية كتنظيـ الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم ،مذكرة مقدمة لنيؿ
شيادة الماجستير في الحقكؽ ،فرع :قانكف األعماؿ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر (،)01
.2012/2011
.23صفاء بف عاشكر ،تدخؿ القاضي اإلدارم في تنفيذ ق ارراتو ضد الشخص المعنكم العاـ ،مذكرة لنيؿ
شيادة الماجستير ،فرع تنفيذ األحكاـ القضائية ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر (.2014/2013 ،)1
.24صكفية عباد ،المركز القانكني لممتعامؿ المتعاقد في تنظيـ الصفقات العمكمية الجزائرم ،مذكرة مقدمة
لنيؿ شيادة الماجستير ،كمية الحقكؽ ،قسـ القانكف العاـ ،جامعة برج باجي مختار ،عنابة.2011 ،
.25طالب بف دياب إكراـ ،الق اررات اإلدارية المنفصمة كتطبيقاتيا عمى الصفقات العمكمية ،مذكرة لنيؿ
شيادة الماجستير في القانكف العاـ المعمؽ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبك بكر بمقايد،
تممساف.2017/2016 ،
.26عائشة بعيط ،ضمانات مبدأ المنافسة في الصفقات العمكمية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في إطار
مدرسة الدكتكراه دكلة كمؤسسات ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر ( ،)1بف عكنكف.2014/2013 ،
.27عباس صادقي ،الرقابة القبمية عمى صفقات الجماعات المحمية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير،
تخصص القانكف اإلدارم المعمؽ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبكبكر بمقايد ،تممساف،
.2017/2016
.28عبد الحفيظ مانع ،طرؽ إبراـ الصفقات العمكمية ككيفية الرقابة عمييا في ظؿ القانكف الجزائرم،
مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة أبي بكر بمقايد ،تمسماف،
.2008/2007
.29غزيز محمد الطاىر ،آليات تفعيؿ دكر البمدية في إدارة التنمية المحمية بالجزائر ،مذكرة مقدمة لنيؿ
شيادة الماجستير ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة.2010/2009 ،
.30فتحي عككش ،قكاعد منازعات العقكد اإلدارية في القضاء اإلدارم الجزائرم ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة
الماجستير ،فرع الدكلة كالمؤسسات العمكمية ،كمية الحقكؽ ،جامعة الجزائر (.2015/2014 ،)01
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.31فتيحة حابي ،النظاـ القانكني لصفقة إنجاز األشغاؿ العمكمية ( في ظؿ المرسكـ الرئاسي رقـ
236/10المعدؿ كالمتمـ ) ،مذكرة لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ ،فرع قانكف اإلجراءات
اإلدارية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك.2013 ،
.32كريمة خمؼ اهلل ،منازعات الصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة
الماجستير في القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،فرع التنظيـ االقتصادم ،جامعة قسنطينة (،)1
.2013/2012
.33كماؿ محمكد العساؼ ،اإلطار القانكني لحماية المبمغيف كالشيكد كالمخبريف كالخبراء في قضايا
الفساد ،رسالة مقدمة الستكماؿ متطمبات الحصكؿ عمى درجة الماجستير في القانكف العاـ ،كمية
الحقكؽ ،قسـ القانكف العاـ ،جامعة الشرؽ األكسط ،األردف.2015 ،
.34محفكظ عبد القادر ،سمطة اإلدارة في التعديؿ اإلنفرادم لمعقد اإلدارم (دراسة مقارنة) ،مذكرة تخرج
لنيؿ شيادة الماجستير في القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة أبي بكر بمقايد،
تممساف.2014/2013 ،
.35نذيرة ديب ،استقبللية سمطات الضبط المستقمة في القانكف الجزائرم ،مذكرة لنيؿ درجة الماجستير في
القانكف ،فرع القانكف العاـ ،تخصص تحكالت الدكلة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة مكلكد
معمرم ،تيزم كزك ،الجزائر.2012/2011 ،
.36نكار أمجكج ،مجمس المحاسبة :نظامو كدكره في الرقابة عمى المؤسسات اإلدارية ،بحث مقدـ لنيؿ
شيادة الماجستير في القانكف العاـ ،فرع المؤسسات السياسية كاإلدارية ،كمية الحقكؽ ،جامعة منتكرم،
قسنطينة.2007/2006 ،
.37نكاؼ طبلؿ فييد العازمي ،ركف االختصاص في القرار اإلدارم كآثاره القانكنية عمى العمؿ اإلدارم
(دراسة مقارنة ما بيف القانكنيف اإلدارييف األردني كالككيتي ،رسالة مقدمة لنيؿ درجة الماجستير في
القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة الشرؽ األكسط ،األردف.2012 ،
.38كسيمة بف بشير ،ظاىرة الفساد اإلدارم كالمالي في مجاؿ الصفقات العمكمية في القانكف الجزائرم،
مذكرة لنيؿ درجة الماجستير في القانكف العاـ ،فرع قانكف اإلجراءات اإلدارية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة مكلكد معمرم ،تيزم كزك.2013 ،
.39كفاء بكالشعكر ،سمطات القاضي اإلدارم في دعكل اإللغاء في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة
الماجستير ،شعبة القانكف اإلدارم ،كمية الحقكؽ ،جامعة برج باجي مختار ،عنابة.2011/2010 ،
.40كىيبة بكغازم ،تطكر الطعف باإللغاء في العقكد اإلدارية ،بحث مقدـ لنيؿ شيادة الماجستير ،فرع
القانكف العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ اإلدارية ،جامعة فرحات عباس ،سطيؼ.2010/2009 ،
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
رابعا :المقاالت.
.1أحمد سكيقات ،مجمس المحاسبة كآلية أساسية دستكرية لمرقابة المالية في الجزائر ،مجمة العمكـ
القانكنية السياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة حمو لخضر ،الكادم ،الجزائر ،العدد الرابع
عشر ،أكتكبر .2016
.2أمينة ركاب ،رقابة المراقب المالي عمى تنفيذ النفقات العمكمية ،مجمة جيؿ األبحاث القانكنية المعمقة،
تصدر عف مركز جيؿ البحث العممي ,/http://jilrc-magazines.com ،العدد األكؿ.2016 ،
.3أمينة معزيز ،التسرب في قانكف اإلجراءات الجزائية ،مجمة القانكف كالمجتمع ،تصدر عف مخبر القانكف
كالمجتمع ،جامعة أحمد د اررية ،أدرار ،العدد الخامس ،جكاف .2015
.4إيماف تكابتي ،ريمة سركر ،الضكابط القانكنية لمرىف الحيازم لمصفقة العمكمية بيف عمكمية النص
كاشكاالت التمكيؿ المصرفي في الجزائر ،مجمة الحقكؽ كالعمكـ اإلنسانية ،جامعة زياف عاشكر،
الجمفة ،المجمد العاشر ،العدد الثاني ،ج ،1ديسمبر .2017
.5بساـ محمد أبك أرميمة ،الدكر اإليجابي لئلدارة في تنفيذ حكـ اإللغاء ،مجمة دراسات عمكـ الشريعة
كالقانكف ،تصدر عف عمادة البحث العممي كضماف الجكدة ،الجامعة األردنية ،المجمد ( ،)42العدد
الثالث.2015 ،
.6بف عبد المالؾ بكفمجة ،النظاـ القانكني لمتعكيض في العقكد اإلدارية (قراءة في تنظيـ الصفقات
العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ رقـ ،)247/15مجمة دفاتر السياسة كالقانكف ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،العدد السابع عشر ،جكاف .2017
.7جميمة محمؽ ،اعتراض المراسبلت ،تسجيؿ األصكات كالتقاط الصكر في قانكف اإلجراءات الجزائية
الجزائرم ،مجمة التكاصؿ في االقتصاد كاإلدارة كالقانكف ،تصدر عف جامعة برج باجي مختار،
عنابة ،العدد الثاني ،جكاف .2015
.8جيبللي ماينك ،الحماية القانكنية ألمف الشيكد في التشريعات المغاربية (دراسة في التشريع الجزائرم
كالمغربي كالتكنسي) ،مجمة دفاتر السياسة كالقانكف ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،العدد الرابع عشر،
جانفي .2016
.9حساف عبد السميح ىاشـ أبك العبل ،الظركؼ الطارئة كأثرىا عمى العقد اإلدارم في المممكة العربية
السعكدية (دراسة مقارنة) ،مجمة البحكث القانكنية كاالقتصادية ،كمية الحقكؽ ،جامعة المنصكرة،
مصر.2013 ،
.10حسيف فريجة ،تنفيذ ق اررات القضاء اإلدارم بيف الكاقع ك القانكف ،مجمة المفكر ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد الثاني.2007 ،
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.11حسينة شركف ،الحصانة البرلمانية ،مجمة المفكر ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد
خيضر ،بسكرة ،العدد الخامس ،مارس .2010
.12حميمة بركؾ ،دكر الطعف االستعجالي السابؽ لمتعاقد في مكافحة الفساد في العقكد كالصفقات
العمكمية ،مجمة المفكر ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد الحادم
عشر ،سبتمبر .2014
.13حمزة خضرم ،اإلجراءات السابقة عمى التعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،مجمة االجتياد
لمدراسات القانكنية كالقتصادية ،المركز الجامعي ،تامنغست ،الجزائر ،العدد التاسع ،سبتمبر .2015
.14حمزة خضرم ،الرقابة القضائية عمى الصفقات العمكمية في الجزائر ،مجمة المفكر ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد الثالث عشر ،فيفرم .2016
.15حمزة خضرم ،الكقاية مف الفساد كمكافحتو في إطار الصفقات العمكمية ،مجمة دفاتر السياسة
كالقانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،العدد السابع ،جكاف .2012
.16حميد زقاكم ،الركف المفترض في جرائـ الفساد ،المجمة الجزائرية لمحقكؽ كالعمكـ السياسية ،مجمة
سداسية دكلية تصدر عف معيد العمكـ القانكنية كاإلدارية ،المركز الجامعي أحمد بف يحي
الكنشريسي ،تسمسيمت ،الجزائر ،العدد الثالث ،جكاف .2017
.17حناف براىيمي ،قراءة في أحكاـ المادة 25مف القانكف 01/06المتعمؽ بالكقاية مف الفساد
كمكافحتو ،مجمة االجتياد القضائي ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
العدد الخامس ،سبتمبر .2009
.18حناف عطكم ،حؽ الغير في حماية عممية إبراـ الصفقة العامة في التشريع الجزائرم ،مجمة
االجتياد لمدراسات القانكنية كاالقتصادية ،معيد الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،المركز الجامعي
لتامنغست ،الجزائر ،العدد الثاني عشر ،جكاف .2017
.19حكرية جاكم ،حماية البيئة في إطار الصفقات العمكمية ،مجمة البحكث العممية في التشريعات
البيئية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة ابف خمدكف ،تيارت ،العدد الخامس ،جكاف .2015
.20دغبار نكرة بف بكزيد ،التنظيـ القانكني لمكفالة كتطبيقاتو في قانكف الصفقات العمكمية ،مجمة
البحكث كالدراسات القانكنية كالسياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة لكنيسي عمي ،البميدة
،2العدد الثامف ،جكيمية .2016
.21دغبار نكرة بف بكزيد ،منازعات الصفقات العمكمية ،مجمة دفاتر السياسة كالقانكف ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،العدد الخامس عشر ،جكاف .2016
.22زكليخة زكزك ،مشركعية أساليب التحرم الحديثة ،مجمة الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة عباس لغركر ،خنشمة ،العدد الثامف ،ج ،2جكاف .2017
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.23سامية بكالفة ،األساليب المستحدثة في التحريات الجزائية ،مجمة الباحث لمدراسات األكاديمية ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة باتنة ( ،)1العدد التاسع ،جكاف .2016
.24سحر جابر يعقكب ،فسخ العقد اإلدارم الستحالة التنفيذ بسبب الظركؼ الطارئة ،مجمة الككفة
لمعمكـ القانكنية كالسياسية ،كمية القانكف ،جامعة الككفة ،العراؽ ،العدد السابع.2008 ،
.25سحر جابر يعقكب ،القرار اإلدارم المنفصؿ كأثره عمى الغير ،مجمة الغرم لمعمكـ االقتصادية
كاإلدارية ،كمية اإلدارة كاالقتصاد ،جامعة الككفة ،العراؽ ،العدد الثاني عشر.2009 ،
.26سعاد ميمكنة ،مدل إلتزاـ اإلدارة بتنفيذ الق اررات القضائية اإلدارية الصادرة ضدىا ،مجمة الفقو
كالقانكف الدكلية ،مجمة تصدر إلكتركنيا ( ،)www.majalah.new.maالعدد الخامس كالعشركف،
نكفمبر .2014
.27سعدم حيدرة ،كيؼ عالج المشرع الجزائرم جريمة الرشكة في القانكف رقـ 01/06المؤرخ في
،2006/02/20المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو ،المجمة األكاديمية لمبحث القانكني ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة عبد الرحماف ميرة ،بجاية ،العدد األكؿ.2010 ،
.28سمية سبلمي ،اإلجراءات السابقة لمتعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي
،247/15مجمة الحقكؽ كالعمكـ اإلنسانية ،جامعة زياف عاشكر ،الجمفة ،المجمد العاشر ،العدد
الرابع ،ديسمبر .2017
.29سياـ براىيمي ،فائزة براىيمي ،االعتراؼ القانكني لمقاضي اإلدارم بمكاجية اإلدارة في تنفيذ األحكاـ
القضائية ،مجمة دفاتر السياسة كالقانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح،
كرقمة ،العدد العاشر ،جانفي .2014
.30سياـ بف دعاس ،نظاـ التسكية الكدية لمنازعات الصفقات العمكمية ،مجمة الدراسات القانكنية،
تصدر عف جامعة يحي فارس ،المدية ،العدد الثاني ،جكاف .2017
.31شكقي يعيش تماـ ،سمطات القاضي اإلدارم في مجاؿ الرقابة عمى إبراـ كتنفيذ الصفقة العمكمية
في النظ اـ القانكني الجزائرم ،مجمة الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،مجمة دكلية دكرية تصدر عف جامعة
عباس لغركر ،خنشمة ،العدد التاسع ،جانفي .2018
.32طاىير العيد ،المحاباة عف طريؽ المجكء إلى صفقات التسكية ،مجمة البحكث القانكنية كالسياسية،
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة د.الطاىر مكالم ،سعيدة ،العدد الرابع.2015 ،
.33عادؿ مستارم ،مكسى قركؼ ،جريمة الرشكة السمبية (المكظؼ العاـ) في ظؿ قانكف 01/06
المتعمؽ بالكقاية مف الفساد كمكافحتو ،مجمة االجتياد القضائي ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية،
جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد الخامس ،سبتمبر .2009
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.34عايدة مصطفاكم ،الضماف العشرم كالضمانات الخاصة لمشيدم البناء في التشريع الجزائرم
كالتشريع المقارف ،مجمة دفاتر السياسة كالقانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم
مرباح ،كرقمة ،العدد السادس.2012 ،
.35عائشة غنادرة ،التكجيات الحديثة لسمطات القاضي اإلدارم في مجاؿ تنفيذ األحكاـ الصادرة ضد
اإلدارة ،مجمة العمكـ القانكنية كالسياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة حمة لخضر ،الكادم،
الجزائر ،العدد الثاني عشر ،جانفي .2016
.36عبد الحميـ بكقريف ،عمي غريبي ،الرقابة البعدية عمى األمكاؿ العمكمية ،مجمة الدراسات القانكنية
كالسياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة عمار ثميجي ،األغكاط ،العدد األكؿ،
جانفي.2015
.37عبد الرحمف عزاكم ،النظاـ القانكني لدفع المقابؿ المالي في العقد اإلدارم طبقا لقانكف الصفقات
العمكمية الحزائرم لسنة 1991المعدؿ ،مجمة الشريعة كالقانكف ،كمية الشريعة كالقانكف ،جامعة
اإلمارات العربية المتحدة ،العدد الثالث عشر.2000 ،
.38عبد الرشيد معمرم ،ضكابط مشركعية أساليب التحرم الخاصة ،المجمة األكاديمية لمبحث القانكني،
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة عبد الرحماف ميرة ،بجاية ،العدد األكؿ.2015 ،
.39عبد العزيز شرابي ،فريد خبلطك ،الكقاية مف الفساد في الصفقات العمكمية مساىمة مف أجؿ تجاكز
بعض العقبات العالقة ،مجمة العمكـ اإلنسانية ،مجمة دكرية تصدر عف جامعة محمد خيضر ،بسكرة،
العدد الرابع كالثبلثكف ،مارس .2014
.40عبد الغني بكلككر ،سناء منيغر ،ضبط كتحديد الحاجات بمناسبة إبراـ الصفقات العمكمية ،مجمة
أبحاث قانكنية كسياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد الصديؽ بف يحي ،جيجؿ،
العدد الثالث ،جكاف .2017
.41عبد الغني بكلككر ،عف أكلكية المنتج ذك المنشأ الكطني كالمؤسسات الكطنية في مجاؿ الصفقات
العمكمية ،مجمة أبحاث قانكنية كسياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد الصديؽ بف
يحي ،جيجؿ ،الجزائر ،العدد الخامس ،ديسمبر .2017
.42عبد القادر ركيس ،أساليب البحث كالتحرم الخاصة كحجيتيا في اإلثبات الجنائي ،المجمة الجزائرية
لمحقكؽ كالعمكـ السياسية ،معيد العمكـ القانكنية كاإلدارية ،المركز الجامعي أحمد بف يحي
الكنشريسي ،تيسمسيمت ،الجزائر ،العدد الثالث ،جكاف.2017
.43عبد اهلل كنتاكم ،أطراؼ دعكل االستعجاؿ قبؿ التعاقد في مادة العقكد كالصفقات العمكمية (دراسة
مقارنة) ،مجمة العمكـ القانكنية كالسياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة حمة لخضر،
الكادم ،العدد السابع عشر ،جانفي .2018
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.44عبد الكىاب كساؿ ،اإلطار القانكني لؤلكامر المكجية مف القاضي اإلدارم ضذ اإلدارة في ظؿ
قانكف اإلجراءات المدنية كاإلدارية ( ،)09/08المجمة األكاديمية لمبحث القانكني ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة عبد الرحماف ميرة ،بجاية ،المجمد ( ،)7العدد األكؿ.2013 ،
.45عز الديف كداعي ،التسرب كأسمكب مف أساليب البحث كالتحرم الخاصة عمى ضكء قانكف
اإلجراءات الجزائية الجزائرم كالمقارف ،المجمة األكاديمية لمبحث القانكني ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة عبد الرحماف ميرة ،بجاية ،العدد الثاني.2017 ،
.46عمار بكضياؼ ،معايير تحديد الصفقة العمكمية في التشريع الجزائرم كمكقؼ القضاء اإلدارم
منيا ،مجمة الفقو كالقانكف الدكلية ،مجمة تصدر إلكتركنيا ( ،)www.majalah.new.maالعدد
الثاني كالعشركف ،غشت .2014
.47غنام رمضاف ،عف مكقؼ مجمس الدكلة مف الغرامة التيديدية ،مجمة مجمس الدكلة ،العدد الرابع،
.2003
.48فايزة ميمكني ،مكراد خميفة ،السياسة الجنائية لممشرع الجزائرم في مكاجية ظاىرة الفساد ،مجمة
االجتياد القضائي ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد الخامس،
سبتمبر.2009
.49فتيحة حابي ،فسخ صفقات انجاز األشغاؿ العمكمية ،مجمة االجتياد لمدراسات القانكنية
كاالقتصادية ،معيد الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،المركز الجامعي ،تامنغست ،الجزائر ،العدد التاسع،
سبتمبر .2015
.50فضيمة عاقمي ،النظاـ القانكني لمصفقات العمكمية كدكره في تسيير الماؿ العاـ ،مجمة االجتياد
لمدراسات القانكنية كاالقتصادية ،المركز الجامعي ،تامنغست ،الجزائر ،العدد التاسع ،سبتمبر .2015
.51فكزم عمارة ،اعتراض المراسبلت كتسجيؿ األصكات كالتقاط الصكر كالتسرب كإجراءات تحقيؽ
قضائي في المكاد الجزائية ،مجمة العمكـ اإلنسانية ،تصدر عف جامعة منثكرم ،قسنطينة ،العدد
الثالث كالثبلثكف ،جكاف .2010
.52فكزية ىاشمي ،الطبيعة القانكنية لمسعر في إطار الصفقات العمكمية ،مجمة البحكث القانكنية
كالسياسية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة د.الطاىر مكالم ،سعيدة ،العدد الثالث.2014 ،
.53فكزية ىبيكب ،رقابة القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم عمى منازعات الصفقات العمكمية في
التشريع الجزائرم ،مجمة األبحاث القانكنية ،مجمة عممية دكلية محكمة تصدر عف مركز جيؿ البحث
العممي ،http://jilrc-magazines.comالعدد الرابع ،جكاف .2016
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.54فيصؿ الشنطاكم ،األحكاـ القضائية اإلدارية الصادرة ضد اإلدارة كاشكاليات التنفيذ ،مجمة دراسات
عمكـ الشريعة كالقانكف ،تصدر عف عمادة البحث العممي كضماف الجكدة ،الجامعة األردنية ،المجمد
( ،)43الممحؽ األكؿ ،العدد األكؿ.2016 ،
.55فيصؿ نسيغة ،النظاـ القانكني لمصفقات العمكمية كآليات حمايتيا ،مجمة االجتياد القضائي ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،العدد الخامس ،سبتمبر .2009
.56ككثر بف ممككة ،النظاـ القانكني لمممحؽ في الصفقات العمكمية (دراسة مقارنة بيف المرسكـ
الرئاسي 247/15كالمرسكـ الرئاسي ( 236/10الممغى) ،مجمة مجاميع المعرفة ،معيد العمكـ
االقتصادية ،التجارية كعمكـ التسيير ،المركز الجامعي ،تندكؼ ،العدد الخامس ،أكتكبر .2017
.57محمد ميدم لعبلـ ،الدعكل اإلستعجالية السابقة لمتعاقد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المجمة
المتكسطية لمقانكف كاالقتصاد ،مجمة سداسية أكاديمية محكمة ،تصدر عف المخبر المتكسطي
لمدراسات القانكنية ،جامعة أبك بكر بمقاد ،تممساف ،العدد الثاني.2016 ،
.58محمد ميدم لعبلـ ،القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية ،المجمة
المصرية لمدراسات القانكنية كاالقتصادية ،مجمة عممية إلكتركنية محكمة ,http://www.ejles.com
العدد الخامس ،جكاف .2015
.59مريـ لككاؿ ،اآلليات القانكنية المستحدثة لحماية الشيكد كالخبراء كالضحايا بمكجب األمر 02/15
المعدؿ لقانكف اإلجراءات الجزائية (دراسة مقارنة) ،حكليات جامعة الجزائر،العدد الكاحد كالثبلثكف،
.2017
.60مناؿ حميمي ،صفقات التراضي في الجزائر :أسمكب إبراـ خاص بضكابط قانكنية غامضة ،مجمة
دفاتر السياسة كالقانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرباح ،كرقمة ،العدد الثالث
عشر ،جكاف.2015
.61منير أقضاض ،مآؿ رىف الصفقة العمكمية في مرحمة الكقاية الخارجية مف مساطر صعكبات
المقاكلة ،مجمة األبحاث في االقتصادية كالتسيير ،كمية العمكـ القانكنية كاالقتصادية كاالجتماعية،
جامعة محمد األكؿ ،كجدة ،المغرب ،العدد الرابع ،ج ،2سبتمبر .2015
.62ميند مختار نكح ،القاضي اإلدارم كاألمر القضائي ،مجمة جامعة دمشؽ لمعمكـ االقتصادية
كالقانكنية ،كمية الحقكؽ ،جامعة دمشؽ ،العدد الثاني.2004 ،
.63ىدل زكزك ،التسرب كأسمكب مف أساليب التحرم في قانكف اإلجراءات الجزائية ،مجمة دفاتر
السياسة كالقانكف ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة قاصدم مرياح ،كرقمة ،العدد الحادم عشر،
جكاف .2014
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.1أحمد دغيش ،الجرائـ المتعمقة بالصفقات العمكمية في إطار قانكف الكقاية مف الفساد كمكافحتو،
الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ،
جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ .2013/05/20
.2أكركـ ميرياـ ،المفيكـ الجديد لمصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ،247/15المؤرخ في 16
سبتمبر 2015المتضمف قانكف الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،الممتقى الدكلي حكؿ
الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة،
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19-18أكتكبر .2016
.3إلياـ فاضؿ ،سمطات قاضي اإللغاء لضماف تنفيذ أحكامو (في التشريعيف الفرنسي كالجزائرم) ،الممتقى
الكطني حكؿ سمطات القاضي اإلدارم في المنازعات اإلدارية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة
08مام ،1945قالمة ،الجزائر ،يكمي .2011/04/27-26
.4بدرة لعكر ،اإلطار المفاىيمي لمصفقات العمكمية في التشريع الجزائرم ،يكـ دراسي حكؿ التنظيـ
الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد
خيضر ،بسكرة ،2015 ،ص .06
.5بكبشير محند أمقراف ،حدكد الصبلحيات المستحدثة لمقضاء اإلدارم في قانكف اإلجراءات المدنية
كاإلدارية ،الممتقى الكطني حكؿ سمطات القاضي اإلدارم في المنازعات اإلدارية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ
السياسية ،جامعة 08مام ،1945قالمة ،يكمي .2011/04/27-26
.6جميمة حميدة ،مفيكـ الصفقات العمكمية بيف الطبيعة التعاقدية كالقيكد التشريعية ،الممتقى الكطني حكؿ
دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ
.2013/05/20
.7حمزة خضرم ،الرقابة عمى الصفقات العمكمية عمى ضكء القانكف الجديد ،يكـ دراسي حكؿ التنظيـ
الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد
خيضر ،بسكرة.2015 ،
.8رقية جبار ،الكفالة البنكية كضماف في الصفقات العمكمية ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف
الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ
.2013/05/20
.9سمكل بكمقكرة ،رقابة القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدم في مجاؿ الصفقات العمكمية في التشريع
الجزائرم ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية
الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ .2013/05/20
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
سياـ بف دعاس ،مدل فعالية قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،الممتقى الكطني .10
السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس،
المدية ،يكـ .2013/05/20
شريفي الشريؼ ،الصفقة العمكمية بناء عمى إجراء التراضي (ق ارءة في تقنيف الصفقات العمكمية)، .11
الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15
كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19 -18
أكتكبر .2016
صالح زماؿ ،امتداد قانكف المنافسة إلى الصفقات العمكمية ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر .12
قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ
.2013/05/20
عادؿ إنزارف ،الفساد في الصفقات العمكمية كتأثيره عمى حماية الماؿ العاـ في الجزائر ،الممتقى .13
الكطني حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس،
المدية ،يكـ .2013/05/20
عادؿ زياد ،فعالية اآلليات القضائية لمكافحة الفساد في مجاؿ الصفقات العمكمية ،الممتقى الدكلي .14
حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات
المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19 -18أكتكبر
.2016
عبد الحكيـ حطاطاش ،ىند زيتكني ،مدل مبلئمة نظاـ الصفقات العمكمية في الجزائر لتجسيد .15
برامج االستثمارات العامة لمفترة ،2014 -2001أبحاث المؤتمر الدكلي حكؿ تقييـ آثار برامج
االستثمارات العامة كانعكاساتيا عمى التشغيؿ كاالستثمار كالنمك االقتصادم خبلؿ الفترة – 2001
،2014كمية العمكـ االقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير ،جامعة فرحات عباس ،سطيؼ.2013 ،
عبد العالي حاحا ،الصفقات العمكمية كالجرائـ المتعمقة بيا ،يكـ د ارسي حكؿ التنظيـ الجديد .16
لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر،
بسكرة ،في .2015/12/17
عبد القادر غيتاكم ،دكر قانكف الصفقات العمكمية في ترشيد اإلنفاؽ العاـ ،الممتقى الدكلي حكؿ .17
الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة،
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19 -18أكتكبر .2016
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
عبد المجيد لخذارم ،حماية الشيكد في ظؿ االتفاقية العربية لمكافحة الفساد ،الممتقى الدكلي .18
الخامس عشر حكؿ "الفساد كآليات مكافحتو في الدكؿ المغاربية ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية،
جامعة محمد حيضر ،بسكرة ،يكمي .2015/04/14-13
العياشي عجبلف ،النكارم حمريط ،مقاربات الترشيد كالحككمة إلنفاؽ الماؿ العاـ كالمحافظة عميو .19
مف مدخؿ قانكف الصفقات العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة (دراسة تحميمية) ،الممتقى الدكلي حكؿ
الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة،
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19-18أكتكبر .2016
العياشي لكنيسي ،الفركقات الجكىرية الكاردة بيف القانكف السابؽ كالقانكف الجديد لمصفقات .20
العمكمية ،يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،في .2015/12/17
كتكش عاشكر ،قكريف حاج قكيدر ،الفساد المالي كاإلدارم في القطاع المالي المصرفي كأساليب .21
مكافحتو ،بحث مقدـ لممؤتمر العممي الدكلي الثاني حكؿ إصبلح النظاـ المصرفي الجزائرم ،جامعة
قاصدم مرباح ،كرقمة ،يكمي .2008/03/12-11
لخضر رابحي ،فتحي عككش ،السمطة التقديرية لممصمحة المتعاقدة في المجكء إلى اإلجراءات .22
الخاصة في الصفقات العمكمية في ظؿ المرسكـ الرئاسي ،247/15الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات
العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة ،كمية
الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19 -18أكتكبر .2016
مبطكش الحاج ،تنفيذ الصفقات كاجراءات التعديؿ كالرقابة عمييا في ظؿ المرسكـ الرئاسي .23
،247/15الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي
247/15كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي
19-18أكتكبر .2016
محمد أحميداتك ،الضمانات البنكية المقدمة في الصفقات العمكمية ،الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات .24
العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19/18أكتكبر .2016
محمد بككماش ،عبد الكريـ تافركنت ،أسس نجاعة الصفقات العمكمية مف خبلؿ المرسكـ الرئاسي .25
،247/15الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرافؽ العامة في ظؿ المرسكـ الرئاسي
247/15كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي
19-18أكتكبر .2016
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
محمد فقير ،رقابة القضاء اإلدارم االستعجالي عمى الصفقات العمكمية قبؿ إبراميا في التشريع .26
الجزائرم كالتشريع المقارف (آلية كقائية لحماية الماؿ العاـ) ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر قانكف
الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ
.2013/05/20
محمد ىاممي ،إبراـ الصفقات العمكمية عمى ضكء المرسكـ الرئاسي رقـ ( 247/15إضفاء .27
لممركنة أـ تعزيز لمرقابة) ،الممتقى الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ
المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد
بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19 -18أكتكبر .2016
مختار بف عابد ،كريـ ساطكطاح ،اإلجراءات المكيفة لتنفيذ الطمبات العمكمية :مقاربة بيف .28
التكضيح مف طرؼ السمطات المختصة كالغمكض المتزايد أماـ أعكاف التنفيذ ،الممتقى الدكلي حكؿ
الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات المقارنة،
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19 -18أكتكبر .2016
مكنية جميؿ ،رىانات ترشيد النفقات كمكافحة الفساد مف خبلؿ تنظيـ الصفقات العمكمية ،الممتقى .29
الدكلي حكؿ الصفقات العمكمية كتفكيض المرفؽ العاـ في ظؿ المرسكـ الرئاسي 247/15كالتشريعات
المقارنة ،كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكمي 19 -18أكتكبر
.2016
نادية تياب ،تكريس مبدأ حرية المنافسة في مجاؿ الصفقات العمكمية حماية لمماؿ العاـ ،الممتقى .30
الكطني السادس حكؿ دكر قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي
فارس ،المدية ،يكـ .2013/05/20
نادية ضريفي ،تكسيع مجاؿ قانكف الصفقات العمكمية كاعادة ىيكمة كتنظيـ إجراءات إبراـ .31
الصفقات العمكمية ،يكـ دراسي حكؿ التنظيـ الجديد لمصفقات العمكمية ك تفكيضات المرفؽ العاـ،
كمية الحقكؽ كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد بكضياؼ ،المسيمة ،يكـ .2016/02/23
ىدل زكزك ،زكليخة زكزك ،الرقابة كآلية لمكقاية مف جرائـ الصفقات العمكمية في التشريع .32
الجزائرم ،الممتقى الدكلي الخامس عشر حكؿ الفساد كآليات مكافحتو في الدكؿ المغاربية ،كمية الحقكؽ
كالعمكـ السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،يكمي .2015/04/14-13
يكسؼ حكرم ،سمطات اإلدارة في مجاؿ الصفقات العمكمية ،الممتقى الكطني السادس حكؿ دكر .33
قانكف الصفقات العمكمية في حماية الماؿ العاـ ،كمية الحقكؽ ،جامعة يحي فارس ،المدية ،يكـ
.2013/05/20
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
.1حكـ محكمة النقض المصرية ،الطعف رقـ ،9941السنة القضائية رقـ ،65جمسة .2004/10/25
.2حكـ المحكمة اإلدارية بالرباط (قسـ القضاء الشامؿ) ،رقـ الممؼ ،2012/31/43الصادر بتاريخ
.2012/04/04
سابعا :التقارير.
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
Marie Christine ROUAULT, Droit administratif, Gualino éditeur, E.J.A, Paris, 2005.
Mohamed KOBTAN, le régime juridique des contrats du secteur public, Alger, OPU,
98
Mohamed Tayeb MEDJAHED , Contrat Type Des Marchés publics, Editions houma,
Alger, 2009
Mouloud SABRI, Guide de gestion des marché publics, Edition du Sahel, Alger, 2000.
Mouloud SABRI, Khaled AOUDIA, Mouhamed LALLEM, Guide de gestion des
marchés publics, Edition du sahel, Alger, 2000.
RICHER Laurent, Droit des contrats administratifs, 5émé édition, L.G.D.J, France, 2006.
~ ~
قائمة المصادر والمراجع
ROUAULT Marie Christine L’essentiel du droit administratif général 6ème édition
Gualino éditeur, paris 2007.
Stéphane BRACONNIER, Précis du droit des marchés publics, 3éme édition, le Moniteur,
Paris, 2010.
ZOUAIMIA Rachid, Marie Christine ROUAULT, Droit administratif, Edition Berti,
Alger, 2009.
ZOUAIMIA Rachid, Les autorités administratives indépendantes et la régulation
économique en Algérie, Edition Houma, Alger, 2005.
florian Linditch, délit d’actroit d’avantage injustifié contrats et marchés publics vol
juris classeur, paris, 2009.
C- Théses et mémoires
Cherif BENNADJI L’évaluation de la réglementation des marché publics en Algérie
tome thése de doctorat d’etat faculté de droit université d’Alger 991.
DAUPHIN Lourent Collectivités territoriales et expérimentation théses pour l’obtention
du garde de docteur en droit publics, faculté de droit et des sciences économique,
université de limoges,2008, p 503. Publié sur le site : https://www.theses.fr.
HOEPFFNER Hélène, la modification du contrat administratif, thèse de doctorat en droit
public, université Panthéon –Assas (Paris2), 2008, édition L.G.D.J , Paris, 2009.
Ibrahim Réfaat Mohamed El-béhérry , Théorie des contrats administratifs et marchés
publics internationaux , Thèse pour le doctorat en droit, Institut du droit de la paix et du
développement ( I.D.P.D) , Université de Nice Sophia-Antipolis , Mars 2004.
Julien Piasecki L’office du juge administratif des référes, Thése pour le Doctorat de
Droit public, Université du sud-Toulon Var, Faculté de Droit de Toulon, 2009.
Marine Portal, La politique qualité de la certification des comptes publics " le cas de la
cour des comptes", Thèse pour le doctorat en droit Ecole doctorale sociétés et
organisations, Université de Poitiers Présentée et soutenue publiquement le 04/12/2009.
VINCENT Jiménez, Leprix dans les contrats internationaux ,Thése pour le doctorat en
droit international , université de Nice Sophia Antipolis ,2000.
D- Articles
Cherif BENNADJI, "Marchés publics et corruption en Algérie" Revue d’etudes et de
critique social, N° 25,Alger, 2008.
François Maréchal, La procédure de passation des marchés publics " contrat à prix fixe
renégociable par des avenants ou contrat incitatif ", Revue économie et prévision , N° 156
~ ~
فيرس
الموضوعات
فيرس الموضوعات
الصفحة الموضوع
شكر وعرفاف
اإلىداء
قائمة المختصرات
مقدمة
الباب األوؿ:
الضوابط التنظيمية لتكريس النجاعة في الصفقات العمومية.
الفصؿ األوؿ:
10
القواعد التي تحكـ عممية إبراـ الصفقات العمومية.
المبحث األوؿ:
11
ضبط المرحمة التمييدية إلبراـ الصفقات العمومية.
11 المطمب األوؿ :اإلطار المفاىيمي لمصفقات العمومية.
11 األكؿ :دراسة في مفيكـ الصفقات العمكمية.
الفرع ّ
19 الفرع الثاني :تحديد المعايير التنظيمية في الصفقات العمكمية.
37 المطمب الثاني :ضبط المرحمة السابقة عمى إبراـ الصفقات العمومية.
38 األكؿ :تحديد الحاجات العامة.
الفرع ّ
46 الفرع الثاني :آليات إشباع الحاجات العامة.
55 الفرع الثالث :اإلعداد المسبؽ لشركط المشاركة كاالنتقاء (دفاتر الشركط).
المبحث الثاني:
58
آليات تكريس المنافسة في مجاؿ الصفقات العمومية.
58 المطمب األوؿ :طمب العروض قاعدة عامة إلبراـ الصفقات العمومية.
59 األكؿ :تحديد مفيكـ طمب العركض.
الفرع ّ
60 الفرع الثاني :أشكاؿ طمب العركض (الدعكة لممنافسة).
66 الفرع الثالث :القيكد الكاردة عمى مبدأ حرية الكصكؿ لمطمبات العمكمية.
73 المطمب الثاني :االستثناءات الواردة عمى مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية.
73 الفرع األكؿ :التراضي أسمكب استثنائي في إبراـ الصفقات العمكمية.
87 الفرع الثاني :اإلجراءات الخاصة.
~ ~
فيرس الموضوعات
الفصؿ الثاني:
98
النظاـ اإلجرائي والرقابي عمى الصفقات العمومية.
المبحث األوؿ:
99
المراحؿ اإلجرائية إلبراـ الصفقات العمومية.
99 المطمب األوؿ :الضوابط اإلجرائية لتكريس الشفافية في إبراـ الصفقات العمومية.
100 الفرع األكؿ :مرحمة الدعكة لمتعاقد.
113 الفرع الثاني :مرحمة فتح األظرفة كتقييـ العركض.
128 المطمب الثاني :ضمانات تنفيذ الصفقات العمومية.
128 الفرع األكؿ :سمطات المصمحة المتعاقدة في متابعة تنفيذ الصفقة.
146 الفرع الثاني :حقكؽ كالتزامات المتعامؿ المتعاقد.
المبحث الثاني:
174
نظاـ الثنائية في الرقابة عمى الصفقات العمومية.
المطمب األوؿ :الرقابة القبمية عمى الصفقات العمومية.
174 الفرع األكؿ :الرقابة الداخمية عمى الصفقات العمكمية.
181 الفرع الثاني :الرقابة الخارجية عمى الصفقات العمكمية.
الفرع الثالث :الرقابة الكصائية كأسمكب تكميمي لمرقابة عمى الصفقات العمكمية.
الفرع الرابع :الرقابة عمى االلتزامات المالية لمصفقة العمكمية
المطمب الثاني :الرقابة البعدية عمى الصفقات العمومية.
الفرع األكؿ :رقابة المفتشية العامة لممالية عمى الصفقات العمكمية.
الفرع الثاني :رقابة مجمس المحاسبة عمى الصفقات العمكمية.
224 الفرع الثالث :سمطة ضبط الصفقات العمكمية كآلية رقابية عمى الصفقات العمكمية
خالصة الباب األوؿ.
الباب الثاني:
الطبيعة القانونية المختمطة لمصفقات العمومية.
الفصؿ األوؿ:
الصفقات العمومية في القانوف اإلداري.
المبحث األوؿ:
تحديد مجاؿ تدخؿ القاضي اإلداري في الصفقات العمومية.
المطمب األوؿ :التدخؿ عف طريؽ القضاء االستعجالي قبؿ التعاقدي.
~ ~
فيرس الموضوعات
~ ~
فيرس الموضوعات
~ ~
:ممخص الدراسة
لمتجسيد الميداني لبلستثمارات كالبرامج التنمكية مف خبلؿ،أكلى المشرع الجزائرم الصفقات العمكمية عناية خاصة باعتبارى ا أىـ أدكات اإلنفاؽ العاـ
كالذم يسعى مف خبللو إلى ترشيد اإلنفاؽ العاـ، الذم يعد ثمرة سمسمة مف اإلصبلحات التي عرفيا ىذا المجاؿ، 247/15 أحكاـ المرسكـ الرئاسي رقـ
كذلؾ بإحاطة العممية التعاقدية بالعديد مف الضكابط ذات الطابع اإلدارم،كتأميف نجاعة الطمبات العمكمية القائمة عم ى مبادئ المنافسة كالشفافية كالمساكاة
. الختيار أحسف عرض مف حيث المزايا االقتصادية،كالمالي كالتقني
حيث تـ تعزيز ىذه الرقابة كألكؿ مرة باستحداث،كمف جية أخرل؛ تـ إخضاعيا لنظاـ رقابي متكامؿ قصد تأميف مشركعية تصرفات المصالح المتعاقدة
التي أنيط بيا ممارسة العديد مف المياـ الرامية إلى تحسيف الجكدة كالفعالية كتقكيـ مجريات عممية،سمطة ضبط الصفقات العمكمية كتفكيضات المرفؽ العاـ
اء أماـ القضاء االستعجالي أك قضاء
تخضع ىذه األخيرة لرقابة قضائية متعددة سك ن، كاستكماالن ألنظمة الرقابة الممارسة عمى الصفقات العمكمية،التعاقد
.المكضكع بغية تحقيؽ التكازف في المراكز القانكنية ألطراؼ العبلقة التعاقدية
، األمر الذم جعؿ منيا ميدانان خصبان لتنامي أشكاؿ الفساد كتبديد الماؿ العاـ،كتعتبر الصفقات العمكمية أىـ القنكات التي تتحرؾ فييا األمكاؿ العامة
كالتي ترجميا المشرع بتبني أحكاـ خاصة في مجاؿ التجريـ كالعقاب،مما أدل الزدياد أىمية مكافحتو مف خبلؿ تبنى إستراتيجية فعالة ككاضحة المعالـ
.لمكقاية مف مختمؼ التجاكزات التي تطاؿ مجاؿ الصفقات العمكمية
. جرائـ الفساد، القضاء اإلدارم، الرقابة، المتعامؿ المتعاقد، المصمحة المتعاقدة، مبادئ المنافسة، الصفقات العمكمية:الكممات المفتاحية
Study Summary:
The Algerian legislator paid special attention to public contacts as it is the most important public spending means.
That’s for the realization of investments and development programs through the provisions of Presidential Decree No.
15/247, which is the result of a series of reforms in this field through which it guides the public spending and assure the
perfectness of public demands that are based on the principles of competition, transparency and equality, by controlling
the contracting process with various administrative, financial and technical rules, in order to choose the best offer in
terms of economic advantages.
On the other hand, the contractual process has been subject to an integrated regulatory system to ensure the
legality of the acts of the contracting parties. This oversight was reinforced for the first time by the introduction of the
Public Procurement Control Authority and the General Assembly's mandate, which was entrusted with the exercise of
many tasks aimed at improving quality and effectiveness, and evaluating the course of the contracting process. And to
complement the control systems practiced in public transaction the latter is subject to multiple judicial control in front
of the emergency judge or to judiciary of the matter, in order to achieve a balance in the legal status of the parties of the
contractual relationship.
As the most important channels that move public funds are public transactions. This makes them a fertile ground
field for growing forms of corruption and waste of public money, which led to the growing importance of combating it
through adopting effective strategy and clear parameters, which is translated by the legislator to adopt especial
provisions in the field of criminalization and punishment for the prevention from various abuses that affect the field of
public transactions.
Keywords: Public Transactions, Principles of Competition, Contracting service, Contracting client, control,
Administrative Judiciary, Corruption Crimes.
Résumé de l’étude:
Le législateur algérien a donné aux marchés publics une attention particulière comme les outils les plus
importants des dépenses publiques, pour la réalisation du domaine des investissements et des programmes du
développement par les dispositions du décret présidentiel n ° 15/247, qui est le fruit d'une série de réformes qui ont
défini ce domaine, qui cherche à travers la rationalisation des dépenses publiques et d'assurer l'efficacité des
applications publiques, sur la base des principes de la concurrence, la transparence, l'égalité, par munir le processus
contractuel avec beaucoup de caractère administratif, financier et technique, afin de choisir la meilleure offre en termes
d'avantages économiques d'une part.
D'autre part, elle a été soumis à un régime réglementaire intégré afin d'assurer la légitimité des actions des intérêts
contractantes, avec une surveillance accrue et pour la première fois le développement du pouvoir régler les transactions
publiques et mandats de l'annexe générale, qui est chargé de la pratique de nombreuses tâches visant à améliorer la
qualité, l'efficacité et l'évaluation du déroulement du processus de passation des marchés et une mise à jour systèmes de
contrôle pratique sur les transactions publiques qui sont soumises au contrôle judiciaire multiples devant les juge
d'urgence ou celui de l’objet afin d'équilibrer les positions juridiques des parties de la relation contractuelle.
Les transactions publiques considérées comme les canaux les plus importants du transfert des fonds publics, ce
qui les rend un champ fertile pour des formes de plus en plus de corruption et de gaspillage du fond public, ce qui a
conduit à l'importance croissante de le lutter grâce à une stratégie efficace et des paramètres clairs traduits par le
législateur d'adopter, en particulier dans ce domaine des dispositions de la criminalisation et la punition, pour la
prévention des divers abus qui touchent le domaine des transactions publiques.
Mots clés: Transactions Publiques, les principes de la Concurrence, un Commerçant Contractant, le Service
Contractant, le Contrôle, la Justice administrative, les Crimes de Corruption.