You are on page 1of 1

‫المبحث األول‪ :‬الشروط الموضوعية لرهن األصل التجاري‪:‬‬

‫يتطلب تكوين عقد رهن األصل التجاري‪ ،‬األركان الموضوعية المتعلقة بالمدين الراهن (الفقرة األولى) ‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الشروط المتعلقة بمحل الرهن (الفقرة الثانية) ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األركان المتعلقة بالمدين الراهن لألصل التجاري‪:‬‬


‫يحظى األصل التجاري بأهمية بالغة‪ ،‬نظرا للدور الذي يلعبه‪ ،‬في المعامالت المالية و التجارية‪ ،‬لهذا عمد المشرع‬
‫المغربي إلى تطلب شروط معينة يجب توافرها بالنسبة للراغب في رهن األصل التجاري وأولها أن يكون أهل للتصرف‪.‬‬
‫يقصد باألهلي أهلية وجوب و أهلية أداء‪ ،‬و يقصد باألولى "صالحية الشخص لثبوت الحقوق و االلتزامات له و عليه‪،‬‬
‫والثانية" صالحية الشخص لممارسة التصرفات و الحقوق و التحمل االلتزامات بوجه يعتد به قانونا"‪ .‬و ما يهمنا هو النوع‬
‫الثاني ‪ ،‬أي أهلية األداء التي من خاللها يمكن للطرفين إبرام العقود و التحمل االلتزامات أمام األطراف و القانون‪ ،‬مدونة‬
‫التجارة في مادتها ‪ 12‬تحيل لمدينة األسرة‪ ،‬لتنظم شرط األهلية‪ ،‬و بالرجوع للفصل ‪ 209‬من مدونة األسرة ‪ ,2004‬نجد‬
‫أن المشرع ‪ ،‬حدد سن الرشد في ‪ 18‬سنة كاملة ويستثنى من ذلك القاصر المأذون له بممارسة التجارة وكذا حالة الترشيد‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 218‬من مدونة األسرة شريطة أن يتم تقييد اإلذن أو الترشيد في السجل التجاري‪ ،‬باستثناء‬
‫السفيه و المجنون‪.‬‬
‫أيضا يشترط في الراغب في رهن األصل التجاري أن يكون هو المالك الحقيقي لألصل التجاري‪ ،‬سواء كان هو المالك‬
‫للعقار الذي يمارس فيه التجارة أو مجرد مكتري‪.‬‬
‫وتتجلى أهمية اشتراط أهلية التصرف وملكية األصل التجاري لرهن هذا األخير‪ ،‬فيما قد يترتب عن هذه العملية من‬
‫إمكانية التنفيذ عن طريق البيع بالمزاد العلني في حالة عدم الوفاء بالدين المضمون برهن‪.‬‬
‫باإلضافة إلى باقي الشروط المنصوص عليها في المادة ‪2‬من قانون االلتزامات و العقود‪ ،‬التراضي الخالي من العيوب‬
‫بين الطرفين‪ ،‬و سبب للتعاقد و المحل‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط المتعلقة بمحل الرهن ‪:‬‬
‫بالرجوع للمادة ‪ 107‬من مدونة التجارة يتبين‪ N‬لنا أن المشرع حدد العناصر التي يمكن أن تكون محل للرهن في العناصر‬
‫المعنوية والمادية باستثناء البضائع‪ ،¹‬و تطبيقات لهذه المادة يمكن أن يقع الرهن عن الزبائن و السمعة التجارية و االسم‬
‫التجاري و الشعار‪....‬‬
‫والحكمة من استبعاد البضائع من رهن األصل التجاري هي أنه إذا شملها الرهن إذا شملها الرهن فإنه يجب على المدين‪N‬‬
‫الراهن أن يبقيها تحت حراسته في حين أنها معدة للبيع فيتعطل بذلك عمل التاجر وتنتفي الحكمة من رهن األصل‬
‫التجاري‪ ،‬هذا فضال عن أن المشرع أراد أن يحافظ للدائنين‪ N‬العاديين للتاجر على الضمان الظاهر الذي يعتمدون عليه‬
‫استيفاء ديونهم وهو البضائع و إذا تم الرهن على براءة االختراع فإن الشهادة اإلضافية المنطبقة والناشئة تكون مشمولة‬
‫أيضا بالرهن كالبراءة األصلية‪.‬‬
‫ولما كانت عناصر األصل التجاري تختلف من نشاط آلخر‪ ،‬فمن البديهي أن يحدد في العقد‬
‫العناصر التي يشملها الرهن‪ ،‬فإذا لم تحدد اعتبر الرهن واقعا على االسم التجاري والشعار والحق في الكراء والزبائن‬
‫والسمعة التجارية طبقا للمادة ‪ 107‬من المدونة‪ N،‬كما أنه إذا كان الرهن يشتمل فروعا لألصل التجاري فيجب أن تعين‬
‫تلك الفروق بدقة وأن تبين مقارها‪.²‬‬

‫‪ --¹‬تنص المادة ‪ 107‬من مدونة التجارة على ما يلي‪ " :‬ال يجوز أن يشمل رهن األصل التجاري سوى العناصر المحددة‬
‫في المادة ‪ 80‬باستثناء البضائع‪"...‬‬
‫‪ ²‬محمد المقريني‪ ،‬رهن األصل التجاري كأداة لإليمان التجاري‪ ،‬فضاء محكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،88‬ص‪.252-251 :‬‬

You might also like