You are on page 1of 9

‫اإلعالم والخطاب الدعوي‬

‫إعداد‬

‫الدكتور حسين أبوشنب‬

‫‪ ‬‬

‫مقـدمـة‬

‫منذ بدايات بشائر ثورة المعلومات وتكنولوجيا االتصال والبث الفضائي المباشر و اإلعالم العربي بعامة‬
‫والفلسطيني بخاصة يعيش صدمة إعالمية على مختلف المستويات السياسية والتنظيمية* والفنية والتعددية* في‬
‫المنابر اإلعالمية المقروءة والمسموعة والمرئية مما أوقعنا في شباك اإلعالم واالتصال الدولية‪ ،‬شبكة األقمار‬
‫االصطناعية‪ ،‬وشبكة االنترنت‪ ،‬وشبكة التكتالت اإلعالمية متعددة الجنسية‪ ،‬وأصبح إعالمنا العربي بوجه عام‬
‫يشكو من التناقض الجوهري في سياساته ومهماته فبعد أن كانت مهمته األساسية التنمية بأشكالها المختلفة أصبح‬
‫الترفيه واإلمتاع وظيفة أساسية بأشكاله المختلفة‪.‬‬

‫أصبح العالم اليوم يشهد صراعا بين التكتالت اإلعالمية العالمية متعددة الجنسيات واألهداف والثقافات‬
‫وهو ما يهدد* مؤسساتنا اإلعالمية متباينة السياسات واألهداف بالرغم من هذا الكم الهائل من الفضائيات العربية‬
‫برسائلها اإلعالمية المتنوعة والمتخصصة ومن ذلك بالطبع هذه الفضائيات ذات االهتمام الكامل باألغاني‬
‫المصورة والبرامج الترفيهية غير المألوفة والتي تجد استجابة واضحة بين الشباب بوجه خاص والجمهور بوجه‬
‫عام‪ ،‬فقد جاء دافع التسلية والتخلص من الملل بين الجمهور العربي في مصر ‪ %78.3‬وفي السعودية بنسبة‬
‫‪ %100‬في القنوات العربية‪ ،‬وفي األجنبية بنسبة ‪ %63.3‬في مصر‪ ،‬وبنسبة ‪ %77‬في المغرب وبنسبة ‪%93‬‬
‫في السعودية وذلك حسب دراسة سوزان القليني‪ ،‬عن استخدام الجمهور العربي للقنوات الفضائية‪.‬‬

‫وتبين من نتائج مسح الشباب لعام ‪2003‬م في فلسطين وفق الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني أن‬
‫الشباب يهتمون بالبرامج الترفيهية والفنية أكثر من اهتمامهم بالبرامج الدينية‪ *،‬فالشباب يشاهدون البرامج الترفيهية‬
‫والفنية بنسبة ‪ %66.4‬وإ ن نسبة استخدام الشباب لالنترنت بغرض المراسلة ‪ %56.8‬وللدراسة ‪.%38.7‬‬

‫لقد أدى دخول التقنية الرقمية إلى مضاعفة عدد القنوات الفضائية التي يحملها القمر الصناعي الواحد‬
‫ألكثر من ثماني مرات حيث بدأ أسلوب البث التناظري في التراجع واالختفاء ليحل محله األسلوب الرقمي‬
‫‪RICHEARD ‬‬ ‫"الديجتال" في كل جوانب العمل اإلذاعي والتليفزيوني وهو ما يتفق مع رؤية ريتشارد سومرست‬
‫‪  SOMEREST‬القائلة بزحف عصر الرقميات وانتشاره مع حلول عام ‪2003‬م وهو ما نشهده فعالً في هذه األيام‪،‬‬
‫وينعكس على مجمل الثقافات الوطنية والقومية سلبا وإ يجابا وبات يسود مصطلحات جديدة مثل ثقافة الميديا‪*،‬‬
‫وثقافة التكنولوجيا‪ ،‬وثقافة الوسائط المتعددة‪.‬‬
‫ويأتي البث المباشر في سياق الثورة التكنولوجية ظاهرة إعالمية متميزة لها دالالتها وتأثيراتها المتعددة*‬
‫حيث القنوات التليفزيونية العربية األجنبية بأنواعها وسياساتها المختلفة‪ ،‬دون حدود أو قيود وهو ما ساعد على‬
‫تدفق المعلومات والثقافات المتنوعة التي قد تهدد الثقافات الوطنية وتجذب الجمهور إليها ويجعل مؤسساتنا‬
‫اإلعالمية مجرد ناقل للمعلومات والثقافات‪ ،‬ولعل هذا ما دفع "شيمون بيرز" ليقول عند توقيع اتفاقية القاهرة مع‬
‫منظمة التحرير الفلسطينية عام ‪1995‬م "المعلومات أهم من المدفع" وهو ما دعا نتنياهو من بعده إلى التباهي‬
‫والتفاخر بالتطور التكنولوجي المتواصل بعظمة وادي السيلكون اإلسرائيلي الذي يربط بين مراكز البحث‬
‫والتطوير المعلوماتي في مثلث (تل أبيب‪ ،‬القدس‪ ،‬حيفا) والذي ال يفوقه سوى وادي السيكلون األمريكي حسب‬
‫نتنياهو‪ ،‬وذلك للخروج من القلعة المحاصرة إلى دولة إسرائيل الكبرى بأعمدتها األربعة‪ :‬العقول اإلسرائيلية‪،‬‬
‫ونفط الخليج‪ ،‬واأليدي العاملة العربية وصناعاتهم التقليدية القذرة‪ ،‬والمياه التركية‪ ،‬وهو ما يتم ترويجه هذه األيام‬
‫في السياسة األمريكية وهو ما يعرف بمشروع الشرق األوسط الكبير من الغرب إلى باكستان وهو ما كان دعا‬
‫إليه شيمون بيرز في كتابه الشرق األوسط الجديد ولعل هذا ما يفسر سيطرة األموال اليهودية على الصناعة‬
‫اإلعالمية واحتكارها للمؤسسات اإلعالمية الكبرى التي تسعى جاهدة الحتكار مضمون الرسالة اإلعالمية‬
‫وتوجيهها لألسرة والشباب ومن ذلك القنوات الفضائية المتخصصة باألغاني المصورة والبرامج الترفيهية‬
‫المفتوحة بغير حدود أو قيود‪.‬‬

‫تقع المنطقة العربية في نطاق البث التليفزيوني للعديد* من أقمار االتصاالت التي يمكنها من استقبال‪  ‬هذه‬
‫القنوات التليفزيونية الفضائية بهوائيات صغيرة أو كبيرة لألفراد أو الجماعات أو للتوزيع الشامل‪ .‬وبخاصة أن‬
‫"إسرائيل" تطلق أقماراً صناعية "عاموس" مما يزيد من حجم التأثير‪ .‬فالرسالة اإلعالمية عبر البث المباشر ال‬
‫تحتاج إلى وسيط وهو ما كان تنبأ به "مارشال ماكلوهان" حول القرية الكونية ‪ .VILLAGE Global‬وهذا بالتالي‬
‫ينعكس على مضمون الرسالة اإلعالمية التي تتأثر بهذا الواقع المفتوح‪ ،‬فالمادة المعروضة إما مستوردة من‬
‫الدولة األجنبية أو من اإلنتاج الخاص الذي في الغالب ما يكون إنتاجه إلشباع رغبات المشاهدين المستهلكين دون‬
‫أن يكون ذلك متفقا مع احتياجات الدول التي تستوردها‪ ،‬وهو ما يحدث واقعا ملموسا ومشاهدا هذه األيام عبر‬
‫اإلنتاج الغزير لألغاني المصورة والبرامج الترفيهية المتنوعة بأشكال مختلفة وهو موضوع هذه الدراسة‪.‬‬

‫انعكس هذا الواقع اإلعالمي الجديد على المجتمع الفلسطيني الجديد الذي تحاصره قوات االحتالل‬
‫اإلسرائيلية من كل جانب ولعل إقامة الجدار العنصري على األرض الفلسطينية في الضفة الغربية وما تنوي‬
‫إقامته على الحدود المصرية الفلسطينية وغيرها حيث تقوم المستوطنات‪ ،‬وبالرغم من ذلك فإن البث التليفزيوني‬
‫الوافد من كل اتجاه أجنبيا وعربيا ومحليا كغزو األسرة الفلسطينية‪ ،‬فباإلضافة إلى القنوات الفضائية العربية‬
‫واألجنبية بأنواعها وسياساتها‪ ،‬هناك ما يزيد عن خمسين إذاعة ومحطة تليفزيونية معظمها في الضفة الغربية‬
‫ويقل عن عشرة في قطاع غزة والتي بدأت مسيرتها األولى بعد تدمير وتفجير إذاعة صوت فلسطين في رام اهلل‬
‫وغزة خالل االنتفاضة وبالتحديد ‪19/1/2003‬م‪.‬‬

‫وبالرغم من خصوصية الحالة الفلسطينية الصعبة والتدفق اإلعالمي المتعدد واالستجابة الطبيعية‬
‫للمشاهدة والتفاعل مع البث الفضائي بأنواعه فلم يتأثر االنتماء الوطني لألسرة الفلسطينية‪ ،‬فقد أظهرت نتائج مسح‬
‫الشباب لعام ‪2003‬م تمسك الشباب الفلسطيني بالعمق العربي واإلسالمي بنسبة ‪ %51.6‬وأن االنتماء بالدرجة‬
‫األولى لألرض الفلسطينية بنسبة ‪ %59.2‬وعدم الرغبة في الهجرة ومغادرة األرض ‪  %7937‬وأنهم ما يزالون‬
‫على درجة عالية من التفاؤل بالمستقبل األفضل بنسبة ‪ %88.6‬في الضفة الغربية ‪ %91.5‬في قطاع غزة‪.‬‬
‫وهذه النتائج تلقي بالمسؤولية على أجهزة اإلعالم الفلسطينية ووزارة اإلعالم من جديد وبإلحاح لتدعيم الوحدة‬
‫الوطنية واالنتماء الوطني في مواجهة األخطار المحتملة نتيجة هذا التدفق اإلعالمي المتنوع في ظل قسوة الحياة‬
‫اليومية والممارسات اإلسرائيلية الوحشية‪ ،‬والحواجز المرعبة والمانعة لالتصال والتواصل واالنتظام في التعليم‬
‫والعمل والتنقل في أمن واطمئنان باإلضافة إلى سياسة هدم البيوت واقتحام المنازل والشوارع ليالً ونهاراً‪ ،‬وهذا‬
‫تأكيد على إصرار الشعب الفلسطيني بفئاته المختلفة على تشكيل حياة يومية جديدة تجمع بين مواجهة العدوان‬
‫واالحتالل وممارسة حياة عادية متنوعة‪ ،‬أسوة بالمجتمعات العالمية وهو ما سنالحظه في الدراسة التطبيقية‪ ،‬فقد‬
‫دلت الدراسات على أن الشخصية الفلسطينية تميزت بهذه المواءمة بين األمرين‪ ،‬األرض والتراث‪ ،‬في مواجهة‬
‫التحدي الصهيوني وبناء المجتمع وفق مرتكزات وطنية وعلمية وتربوية قادرة على خلق اإلنسان الفلسطيني‬
‫القادر على المساهمة الفعالة في البناء والتحرر‪.‬‬

‫لقد أسفرت تكنولوجيا االتصال وثورة المعلومات بعد تتابع التطورات التقنية عن واقع جديد يفرض نفسه‬
‫على عالمنا المعاصر ولعل أهم عالمات هذا الواقع احتكار الدول الغربية المتقدمة لتكنولوجيا االتصال وتقنياته‬
‫والتحكم في مصادر اإلعالم والمعلومات وأصبحت حرية تدفق المعلومات من أعلى إلى أسفل واقعاً ال جدال فيه‪،‬‬
‫وخلق حالة من عدم التوازن أثرت سلباً على الدول النامية بعامة وعلى المنطقة العربية خاصة‪ ،‬ولعل أخطر‬
‫قضايا اإلعالم المعاصر في الوطن العربي‪ ،‬أننا ما نزال في موقف المتلقي‪ ،‬وأن صوتنا العربي غير مسموع في‬
‫ظل النظام اإلعالمي الدولي غير المتوازن‪ ،‬وأن ما يخص قضايانا العربية يأتي معظمه من الدول الغربية وما‬
‫تزال صورة العرب في وسائل اإلعالم الغربية هي الصورة النمطية للعربي المسلم‪ ،‬بكل جوانبها وأبعادها‬
‫السلبية‪.‬‬

‫لقد أصيح العالم من حولنا خريطة إعالمية أكثر من كونها خريطة جغرافية أو تاريخية وأصبح اإلعالم‬
‫الالعب األساسي في صياغة الترتيبات العالمية والمتغيرات السياسية‪ ،‬ولإلعالم دوره في تشكيل العقل والسلوك‬
‫البشري وحسب عالم االجتماع األمريكي (س‪.‬رايت ميلز) أن معظم التصورات واألخيلة المكتنزه في عقولنا عن‬
‫العالم بوجه عام تصل إلينا عن طريق وسائل اإلعالم بأنواعها وبالتالي فإن المتحكمين* في اإلعالم هندسة وتمويالً‬
‫وصياغة هم األكثر قدرة على تشكيل خريطة العالم وفقاً لمصالحهم الخاصة وهو ما يتفق مع واقع اإلنتاج‬
‫التكنولوجي‪ ،‬فقد أتضح أن معظم الوسائل اإلعالمية الحديثة يتم إنتاجها برعاية وزارات الدفاع في أوروبا‬
‫وأمريكا وخاصة أجهزة الكمبيوتر واألقمار الصناعية وبرامج المعلومات وشبكات االنترنت وهو ما كان قائماً في‬
‫الحربيين العالميتين‪ *،‬وهو ما نشاهده في الحرب على أفغانستان والحرب على العراق وما عرف آنذاك بالحرب‬
‫التلفزيونية وما نشاهده كذلك في الحرب اإلسرائيلية الجوية على المقاومة الفلسطينية وشبان االنتفاضة والمالحقة‬
‫الدقيقة للمقاومين‪ ،‬وهو ما خلق حالة من المواجهة الجديدة في الفضاء االلكتروني عبر شبكة اإلنترنت بين‬
‫الفلسطينيين* وأنصارهم من جهة‪ ،‬واإلسرائيليين وأنصارهم من جهة أخرى منذ انطلقت انتفاضة األقصى في‬
‫‪ 28/9/2000‬عقب زيارة شارون لساحة الحرم القدسي في عهد رئيس الوزراء اإلسرائيلي باراك وقد أدت هذه‬
‫الحرب إلى إصابة الكثير من الرسائل المتبادلة من الجانبين‪.‬‬
‫مثل هذه الحروب االلكترونية تجعل الباب مفتوحاً للتطور الهائل في نظم االتصال التزامنية والالتزامنية‬
‫وقد يؤدي ذلك خالل السنوات العشر القادمة إلى تالشي الصيغ اإلعالمية الحالية وظهور الصيغ الجديدة بوسط‬
‫(ويب ‪ )web‬متكامل تصبح بمقتضاها الوسائل الحالية المطبوعة والمسموعة والمرئية من التراث وهو ما يتم‬
‫تداوله في هذه األيام‪ ،‬فقد فاق االنترنت الراديو في الفورية والخبر العاجل و أصبحت الصورة في الحواسب اآللية‬
‫وشبكات النت أنقى وأصفى وأصبحت شبكة النت أقدر من الصحيفة المطبوعة في القصة الخبرية‪.‬‬

‫مثل هذه التحديات التقنية والفكرية والمتغيرات السياسية تفرض على المؤسسات اإلعالمية العربية‬
‫والجهات المعنية بالتخطيط لإلعالم العربي استدراك الوعي واليقظة والعمل على وضع استراتيجية إعالمية‬
‫عربية تقوم على األسس العلمية وبعيدة عن المضغ المتكرر للمفردات الكبيرة دون مضمون أو فعل وإ عادة النظر‬
‫في السياسات العربية الرسمية واالبتعاد عن الوصاية الفوقية على المجتمع‪ ،‬وسياسة إخفاء الحقائق والمعلومات‬
‫واحتكار أجهزة اإلعالم وإ تاحة الفرصة للتعددية* اإلعالمية في إطار نظام إعالمي له قواعده وقوانينه وضوابطه‪،‬‬
‫فاإلعالم المعاصر من خالل مؤسساته ووسائله المختلفة أحد المؤسسات الرئيسية في عملية التنشئة االجتماعية‬
‫والسياسية ‪ political socialization‬وذلك بحكم قدرته غير المحدودة في التأثير على الفرد معرفياً وسلوكياً‬
‫واتجاهياً في ضوء صناعة اإلعالم واالتصال واألساليب التفاعلية والقدرة على الوصول بسهولة ويسر‪.‬‬

‫لقد فاجأت االندفاعة التكنولوجية الجديدة األنظمة العربية وأفقدتها السيطرة الكاملة على وسائل اإلعالم فقد‬
‫وفرت التقنيات الحديثة إمكانية توصيل البث التلفزيوني مباشرة إلى المستقبل بدون وسيط ودون إذن من الدولة‬
‫وهو ما جعل اإلعالم العربي يعيش أزمة حقيقة تعكس أزمة النظام السياسي العربي وال يمكن مواجهة هذه األزمة‬
‫إال بسياسة إعالمية واضحة واستراتيجية إعالمية متكاملة تتوافق فيها االتجاهات واأليديولوجيات والتيارات‬
‫المتواجدة على الساحة العربية وفق األحوال العلمية ويؤدي إلى تأهل كادر إعالمي قادر على التعامل مع القضايا‬
‫والمستجدات‪.‬‬

‫وفي هذا السياق فإن البيئة االتصالية بوجه عام تؤثر على نظم االتصال القومية والوطنية والمحلية‬
‫وأتاحت هذه الثورة االتصالية من خالل وفرة المعلومات فرصة مناسبة للعمل بجدية إلى إعادة هيكلة وسائل‬
‫اإلعالم وتوفير فرصة للتنافس وتحسين األداء واالتجاه نحو نظام جديد يعتمد على التعددية اإلعالمية بعيداً* عن‬
‫احتكار الحكومات لوسائل اإلعالم والسماح للقطاع الخاص بتشغيل القنوات اإلذاعية والتلفزيونية وفق نظام‬
‫وإ شراف ومتابعة‪.‬‬

‫ومن الطبيعي أن يتأثر اإلعالم الفلسطيني باالندفاعة التكنولوجية وان ينعكس ذلك على الواقع الفلسطيني‬
‫فظهرت اإلذاعات المحلية ومحطات التلفزة الخاصة بالضفة الغربية قبيل اتفاق أوسلو وبعد االتفاق‪ ،‬وانتقلت هذه‬
‫الحالة اإلذاعية الخاصة إلى قطاع غزة خالل انتفاضة األقصى وبعد تدمير إذاعة صوت فلسطين وتجريفها‪ ،‬وفي‬
‫ظل انهيار المؤسسات اإلعالمية بحكم االحتالل وسياسة البطش والقتل والتجريف اإلسرائيلية التي أصابت الشجر‬
‫والحجر واألرض واألثاث والمؤسسات والمقرات المختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫اإلطار النظريـ للبحث‬


‫منذ اندلعت انتفاضة األقصى في ‪28/9/2000‬م‪  ،‬والمتغيرات السياسية الدولية تعكس نفسها على الوضع‬
‫الفلسطيني سواء في السياق الفكري أو االجتماعي أو الثقافي أو اإلعالمي وكان أبرز هذه المتغيرات ما عرف‬
‫بأحداث ‪11/9/2001‬م‪ ،‬واالحتالل األمريكي لدولة أفغانستان واالحتالل األمريكي لدولة العراق في‬
‫‪20/3/2003‬م‪ ،‬وهي المتغيرات التي أدت إلى انهيار األنظمة الشرقية االشتراكية واألنظمة الغربية الرأسمالية‬
‫األوروبية وصعود القطب الواحد إلى واجهة إدارة العلم والمحاوالت المتواصلة لتشكيل نظام دولي جديد بقيادة‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫وانعكس ذلك على المنطقة العربية التي سادتها التباينات الطائفية والجهوية والسياسية والقطرية مما أدى إلى‬
‫خلخلة البناء العربي الرسمي وتهديد* الجامعة العربية التي فقدت حيويتها ورمزيتها‪ ،‬وساعد ذلك على الهجمة‬
‫اإلسرائيلية الوحشية على الشعب الفلسطيني ومؤسساته وهيئاته ومقراته وأفراده وأرضه وشجره وحجره‪،‬‬
‫وااللتفاف على اتفاقات السالم التي تم توقيعها في أوسلو عام ‪1993‬م وهذا الواقع الدولي والعربي انعكس على‬
‫الحياة الفلسطينية بوجه عام ومن الطبيعي أن يتأثر اإلعالم الفلسطيني بهذا الواقع شأنه شأن المؤسسات التشريعية‬
‫والتنفيذية* والقضائية‪ ،‬وسادت حالة الفلتان األمني وقضايا الفساد واإلصالح والحاجة إلى االنتخابات والتغير‬
‫والتجديد* وتهددت حياة المواطنين وازدادت حدة االشتباكات الدامية بين الفلسطينيين واإلسرائيليين* وتراجع الدعم‬
‫الدولي والعربي أيضاً ووسط هذه الحالة الدامية غاب ياسر عرفات الرمز النضالي الوطني الفلسطيني الذي‬
‫احتفلت به الجماهير الفلسطينية والعربية واألنصار في العالم ويشكل غيابه مرحلة فلسطينية كاملة لتبدأ مرحلة‬
‫جديدة بقيادة جديدة ولغة إعالمية جديدة‪ ،‬طالب بها الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء أحمد قريع والمعنيون‬
‫في ذلك‪.‬‬

‫وفي هذا السياق برزت الحاجة إلى أهمية اإلعالم ومصداقيته وقدرته على التأثير وخدمة قضايا الشعب‪،‬‬
‫وما زالت هذه المصداقية لإلعالم موضع جدل وحوار منذ أزمة أحداث ‪11/9/2001‬م‪ ،‬وما تالها وبخاصة‬
‫الحالة العراقية والفلسطينية في ظل التحكم في مصادر اإلعالم والمعلومات والهيمنة المطلقة من الدول الكبرى‬
‫والحكومة اإلسرائيلية وبرزت أهمية إدارة األزمة اإلعالمية كجزء من االستراتيجية السياسية والعسكرية‬
‫األمريكية واإلسرائيلية لتحقيق أهدافها ومصالحها‪    .‬‬

‫‪ ‬‬

‫اإلعالم والخطاب الدعوي‬

‫‪ -1‬اإلعالم‪ :‬اصطالحاً لدى المختصين‪ :‬هو تزويد الناس باألخبار الصحيحة والمعلومات السليمة‬
‫والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكالت (إبراهيم‬
‫إمام) وهو في اللغة اإلظهار كما جاء في لسان العرب‪ ،‬أي أنه ال يتوقف عند األخبار وإ نما يتجاوز ذلك إلى كونه‬
‫عملية اتصالية كاملة ترتبط بالمجتمع والحياة اليومية والمستقبلية‪ ،‬ولذلك كانت نظريات اإلعالم واالتصال التي‬
‫أعانت اإلعالميين* على أداء دورهم ومسئوليتهم‪.‬‬

‫ولإلعالم تأثير كبير في المجتمع وهو سالح ذو حدين‪ ،‬إن أحسنت قيادته كان لك ما تريد منه‪ ،‬وإ ن أسأت‬
‫قيادته انقلب عليك‪ ،‬وهذا مؤشر بالغ األهمية في خطورة هذا الدور‪ ،‬وهو موضوع هذه المداخلة‪ .‬أي‪ :‬كيف يكون‬
‫اإلعالم سالحنا لخدمة دعوتنا وقضيتنا في المجاالت المختلفة وبخاصة في ظل هذه االندفاعة التكنولوجية الهائلة‬
‫التي تضعنا في موقف الحائر والمتردد؟ أي‪ :‬هل نتفاعل مع اإلعالم وأجهزته وميادينه واتجاهاته أم نقف عند‬
‫مجالنا وفي حدود الماضي وأجهزته وأساليبه تحت دعوى مقاطعة الوافد غرباً أو شرقاً؟!‬

‫الرسول الكريم محمد ‪ُ ‬بعث معلماً منطلقاً من معين الوحي مستخدماً كل الوسائل واألساليب المتاحة في‬
‫البيئة‪ *،‬لكنه لم ينعزل عن األمم السابقة‪ ،‬فكثيراً ما كان يقول‪( :‬كان فيمن كان قبلكم‪[ )...‬حسن بن علي البشاري]‪،‬‬
‫ويتأمل في المستقبل والتحضير له بقوله‪( :‬سيأتي على الناس‪ ،)...‬وكان يقول‪( :‬أرأيتم لو أن‪ ،)...‬ولع ّل الدعوة‬

‫اإلسالمية حسب القرآن الكريم مفتوحة على الزمان والمكان دون حدود‪ ،‬وصدق اهلل العظيم القائل‪ُ  :‬ق ْل لَ ْو َك َ‬
‫ان‬
‫ات َربِّي َولَ ْو ِجْئ َنا بِ ِمثِْل ِه َم َدداً‪( ‬الكهف‪.)109:‬‬
‫َأن تَْنفَ َد َكِل َم ُ‬
‫ات َربِّي لََنِف َد اْلَب ْح ُر قَْب َل ْ‬
‫اْلب ْحر ِم َداداً ِل َكِلم ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬

‫تقربنا من القائلين بالطريق السريع االلكتروني للمعلومات وأنظمة‬


‫وهذه المعاني الجليلة في القرآن ّ‬
‫االتصال واإلعالم ومستحدثات التقنيات المتسارعة‪ ،‬وهي دعوة ألهل الدعوة إلى التأمل والتدبر لالنطالق نحو‬
‫َسْبر أغوار هذا العالم الجديد لإلعالم واالتصال والتفكير الجاد لوضع استراتيجية إعالمية عربية وإ سالمية وفق‬
‫األصول العلمية والموضوعية المقنعة والمتفاعلة مع مستحدثات العلوم والتكنولوجيا واالتصال تضع قواعد ثابتة‬
‫ينطلق منها‪ ..‬اإلعالم اإلسالمي‪.‬‬

‫ما هو اإلعالم اإلسالمي؟‬

‫هو اإلعالم العام بأشكاله وقوالبه وفنونه ووظائفه ويتميز اإلعالم اإلسالمي عن اإلعالم العام في أنه يقوم‬
‫على قاعدة (الحالل والحرام) وألن األصل في األشياء اإلباحة وفق أصول الفقه‪ ،‬وألن اإلعالم نتاج حضاري‬
‫نحرم منه شيئاً إالّ ما خالف اآلداب اإلسالمية وشريعة اإلسالم‪[ .‬حسن علي‬
‫أسهمت فيه البشرية جميعاً‪ ،‬فنحن ال ّ‬
‫محمد]‪ .‬ولذلك فإن أدوات هذا اإلعالم هي (المذياع‪ ،‬الميكرفون‪ ،‬الكاميرا‪ ،‬األجهزة بأنواعها‪ ،‬األخبار‬
‫والتطبيقات‪ ،‬والحوارات) فالوسائل في حد ذاتها ليست حراماً وإ نما الحرام في المضمون إن كان مخالفاً لألصول‬
‫والشرع‪.‬‬

‫اإلعالم اإلسالمي ليس إذاعة لتالوة القرآن والحديث وحسب‪ ،‬أو أن تكون الصحافة مجرد تسجيل‬
‫للمواعظ الدينية واألحكام الشرعية‪ ،‬وإ نما تذيع اإلذاعة وتنشر الصحافة كل ما فيه الخير والعلم وما يخدم المجتمع‬
‫وينقل الحقائق والعلوم والتجارب اإلنسانية‪ ،‬ليظل المجتمع على تواصل مع العالم ومع التطور‪.‬‬

‫اإلعالم اإلسالمي صادق يعتمد* على التوثيق والتحقق من المصدر‪ ،‬وهو إعالم منهجي هادف يقوم على‬
‫وسنة رسوله ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ -‬لذلك جماهيره قلوبهم مفتوحة وآذانهم‬ ‫قاعدتين* أساسيتين‪ *،‬هما كتاب اهلل ّ‬
‫ض َّل َع ْن‬
‫َأعلَ ُم بِ َم ْن َ‬ ‫ظ ِة اْل َح َسَن ِة َو َج ِادْلهُ ْم بِالَّتِي ِه َي ْ‬
‫َأح َس ُن ِإ َّن َرَّب َ‬
‫ك ُه َو ْ‬ ‫ك بِاْل ِح ْك َم ِة َواْل َم ْو ِع َ‬ ‫صاغية ‪ْ ‬ادعُ ِإلَى سبِ ِ‬
‫يل َرِّب َ‬ ‫َ‬
‫ين‪( ‬النحل‪.)125:‬‬ ‫ِ‬ ‫َسبِ ِيل ِه َو ُه َو ْ‬
‫َأعلَ ُم بِاْل ُم ْهتَد َ‬

‫وفي هذه اآلية الكريمة دعوة واضحة للتعامل مع التيارات الفكرية الوافدة‪ ،‬وأبرزها اليوم (العولمة) وهي‬
‫شكل من أشكال السيطرة والهيمنة واستعراض القوة‪ ،‬ودعوة إلى دمج المجتمعات والثقافات والمؤسسات واألفراد‬
‫في بوتقة واحدة محكومة للنظام الرأسمالي والسوق العالمية متسحلة بالثورة االتصالية والتكنولوجية والمعلوماتية‬
‫في عالم بال حدود يسيطر فيه القوي على الضعيف وتخلق واقعاً متصارعاً غير متكافئ‪ ،‬وهو ما يدعونا من جديد‬
‫إلى التدبر والتأمل ومواجهة هذه التيارات الفكرية الوافدة والمهاجمة وفق آلية واضحة ووسائل متعددة‪ *،‬في‬
‫مقدمتها وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪ -2‬الدعوة في اللغة‪ :‬هي الفداء والطلب لالجتماع أو االشتراك في شيء‪ ،‬وهي في لسان العرب‪ :‬الدعاء‪،‬‬
‫والداعية الذي يدعو إلى دين أو فكر‪ ،‬والدعوة اإلسالمية بيان الحق وإ بالغه [وفق د‪ .‬محمد عمارة]‪ ،‬بهدف‬
‫اشتراك الناس في خير اإلسالم وهداه‪ ،‬وقد يراد به اإلسالم نفسه ‪‬لَهُ َد ْع َوةُ اْل َحق‪( ‬الرعد‪ :‬من اآلية‪،)14‬‬
‫والدعوة واإلعالم متفقتان على أنهما البيان والكشف عن األنباء وفق الوسائل واألساليب‪.‬‬

‫وللدعوة قواعدها كما هو اإلعالم‪ ،‬التي تفرض على أهل الدعوة أن يتدبروها ويعملوا على االلتزام بها‬
‫واالرتقاء من أجل تخفيف الرسالة الدعوية أو اإلعالمية والوصول إلى جمهورها لتحقيق األهداف التي يسعى‬
‫الدعاة إلى تحقيقها‪ ..‬فما هي هذه القواعد؟‬

‫قواعد الدعوة‪:‬‬

‫ِّين َر ُسوالً ِم ْنهُ ْم َي ْتلُو َعلَْي ِه ْم َآياتِ ِه َوُي َز ِّكي ِه ْم‬ ‫ث ِفي ِّ‬
‫اُألمي َ‬ ‫‪ -1‬التفاعل بين الداعية والجمهور ‪ُ ‬ه َو الَِّذي َب َع َ‬
‫ين‪( ‬الجمعة‪ .)2:‬والجمهور اليوم حيوي متفاعل وليس‬ ‫ض ٍ‬
‫الل ُمبِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َواْلح ْك َمةَ َوِإ ْن َك ُانوا م ْن قَْب ُل لَفي َ‬
‫ِ‬
‫َوُي َعلِّ ُمهُ ُم اْلكتَ َ‬
‫متلقياً سلبياً‪.‬‬

‫ون‪( ‬الصافات‪َ  ،)24:‬و َْأوفُوا بِاْل َع ْهِد ِإ َّن اْل َع ْه َد َك َان َمسُْؤ والً‪‬‬ ‫‪ -2‬المسئولية ‪َ ‬و ِقفُ ُ‬
‫وه ْم ِإ َّنهُ ْم َمسُْؤ ولُ َ‬
‫(اإلسراء‪ :‬من اآلية‪.)34‬‬

‫ين‪( ‬التوبة‪.)119:‬‬ ‫ِِ‬ ‫آمُنوا اتَّقُوا اللَّهَ َو ُك ُ‬


‫ونوا َم َع الصَّادق َ‬ ‫‪ -3‬الصدق في القول ‪َ‬يا َأيُّهَا الذ َ‬
‫ين َ‬
‫َِّ‬

‫تمل كما تم ّل‬‫‪ -4‬الترويح والترفيه دون إخالل بالنظام واألصول ودون إغراق‪( ،‬روحوا القلوب فإنها ُّ‬
‫ّ‬
‫األبدان) وفي الحديث (ساعة وساعة)‪ .‬أما اللهو فهو الذي ينشر الفحش والبذاءة فهو محرم ‪َ ‬و ِم َن َّ‬
‫الن ِ‬
‫اس َم ْن‬
‫يل اللَّ ِه بِ َغ ْي ِر ِعْلم‪( ‬لقمان‪ :‬من اآلية‪.)6‬‬ ‫يث ِلي ِ‬
‫ض َّل َع ْن سبِ ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫َي ْشتَ ِري لَ ْه َو اْل َحد ُ‬

‫‪ -5‬حرية التعبير والرأي في إطار النظام والحوار والجدل الذي يخدم المجتمع والدعوة وليس الغوص في‬
‫المجهول الذي ال يؤدي إلى نتيجة‪.‬‬

‫‪ -6‬القدوة في القول والعمل كما حددها رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪( -‬إن اهلل لم يبعثني ُمعنِّتاً وال‬
‫ميسراً) [أخرجه مسلم]‪.‬‬
‫متعنتاً‪ ،‬ولكن بعثني معلماً ّ‬
‫ّ‬

‫القائم بالدعوة‪ :‬هو القائم باالتصال أي المسئول عن توصيل رسالة الدعوة وتحقيق األهداف وذلك وفق‬
‫شروط وقواعد يتحلى بها القائم بالدعوة أو االتصال‪ ،‬ولعل أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬شخصية القائم بالدعوة وثقافته وأداؤه وقبوله وقدرته على التوصيل‪.‬‬


‫‪ -‬قيمة الداعية في المجتمع من حيث التنشئة والتعليم واالتجاهات والميول واالنتماءات‪.‬‬

‫‪ -‬قيم المجتمع وتقاليده وقدرته على التفاعل مع هذه القيم وإ جادة تمثيلها‪.‬‬

‫‪ -‬العالقة مع المهنة والوسائل واألساليب بحيث يكون قادراً على جذب الجمهور وأن يعكس سياسة‬
‫المؤسسة التي ينتمي إليها‪.‬‬

‫تجديد الخطاب الدعوي‪:‬‬

‫قضية مثارة في محافل الرأي واإلعالم والحوار الدائر بين الثقافات وتحتاج إلى عمق في القراءة والتأمل‬
‫وهذا يدعونا دائماً إلى اإلجابة عن التساؤالت الخمسة األساسية التي تقوم عليها عملية االتصال لضمان سالمة‬
‫الوصول إلى الهدف‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬من يقول؟‬

‫‪ -‬ماذا يقول؟‬

‫‪ -‬لمن يقول؟‬

‫‪ -‬كيف يقول؟‬

‫‪ -‬أي تأثير لهذا القول؟‬

‫ولضمان سالمة التحقيق البد وأن يضع القائمون على الدعوة واإلعالم واالتصال عدداً من العوامل‬
‫المساعدة مثل‪:‬‬

‫‪ -‬القدرة على اإلقناع والتأثير‪.‬‬

‫‪ -‬االستماالت العاطفية والوجدانية‪.‬‬

‫‪ -‬االستماالت العقلية‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام الشعارات والرموز‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام األساليب اللغوية (التشبيه واالستعارة‪*.)...‬‬

‫‪ -‬دالالت األلفاظ وإ يحاءاتها المتوقعة‪.‬‬

‫‪ -‬وضوح األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على ضبط تدفق المعلومات (حارس البوابة)‪.‬‬

‫وأخيراً‪...‬‬

‫‪ -‬اإلعالم اإلسالمي والدعوة ‪ ..‬رسالة ومسئولية واجبة لبيان الحق وتفنيد* الباطل وبلورة الرسالة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعالم والدعوة رسالة وليست تجارة‪ ،‬أداة بناء وعمل هادف وليس أداة هدم وتحريض‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعالم والدعوة رسالة محبة وتفاعل وخير وليست إثارة للنعراث والقبليات والطائفيات والجهويات ‪..‬‬
‫بل رسالة تفاهم وتقدم‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬

You might also like