Professional Documents
Culture Documents
Metaphors We Live by
Metaphors We Live by
يعرف ببعض النماذج المعرفية المعاصرة التي أخذت على عاتقيا إعادة يحاول ىذا العمل أن ّ
النظر في طبيعة االستعارة ودورىا المعرفي ،وبالتالي إعادة دراستيا ومقاربتيا في ضوء األفاار
الجديدة التي انبثقت مؤخ ار ضمن ما يسمى بالعلم المعرفي ،والدائرة حول القضايا المتصلة
باالنشغال العام ليذا العلم ،وباألخص البحث في ال ما يتصل باآلليات التي يعتمد علييا الذىن
البشري في سبيل ممارسة وظيفتو المعرفية .ضمن ىذا اإلطار الواسع نظر إلى االستعارة
بوصفيا ظاىرة ذىنية تلعب دو ار مرازيا في المعرفة عند الاائن البشري ،وأعيد ااتشافيا من
جديد لتشغل مجاال ىاما من مجاالت البحث بإيالئيا عناية خاصة ضمنيا .فاان ىناك اىتمام
خاص بطبيعتيا في عالقتيا بالذىن والمعرفة البشريين ،بشال عام ،وفي عالقتيا باإلنتاجات
اللغوية بوصفيا تحققات تتمظير عنيا بطريقة ما.
وألن النظريات تبنى على أنقاض أخرى ،فإن العمل يحاول أن يسلط الضوء على التأسيس
النظري ليذه األفاار المستجدة وتطبيقاتيا على دراسة االستعارة بوصفيا ظاىرة ذىنية يمان أن
تتمظير لغويا في خطابات متنوعة .ىذا التمظير اللغوي يدفع البحث إلى التساؤل عن الايفية
التي تعاملت بيا النماذج المعرفية التي اخترنا عرضيا مع ىذا النمط من االستخدام اللغوي ،ومع
تلك الخصوصية التي ما فتئت تعزى إلى اللغة المجازية التي يعثر علييا في الخطاب األدبي
بشال الفت ،بوصفو خطابا ارتبط تقليديا بتلك الرؤية التي تراه خطابا متمي از عن غيره من
الخطابات ،من سماتو األساسية امتالك الصور والمجازات واالنزياحات بشال واضح ،مقارنة بما
يمان أن يعثر عليو في لغة خطابات أخرى غير أدبية.
وعليو ،يبرز أحد أىداف البحث الرئيسية في تقصي المسار الذي سارت عليو بعض أىم
التنظيرات المعرفية في مقاربة مجازية لغة الخطاب األدبي ودراستيا بالترايز على االستعارة
بشال خاص ،بسبب العناية الخاصة التي أولتيا ليا وانتقاليا بيا إلى ماانة أرفع لم تحظ بيا في
التنظيرات الاالسياية التي نظرت إلييا بوصفيا أداة لغوية تزيد في المعنى ،وال تدخل في بنائو
إال من ىذا الجانب ،فوظيفتيا ثانوية مقارنة بما ىو غير مجازي ،في حين نظرت التنظيرات
المعرفية إلى االستعارة بوصفيا آلية مرازية من آليات التفاير البشري اال ،وأوالت إلييا ميمة
رئيسية في بناء المعنى وفيمو وتأويلو بوصفو نشاطا ذىنيا بين المتخاطبين .وعليو يماننا أن
نقترح ىدفا نيائيا ليذا العمل في سعيو إلى الخروج بنمذجة معرفية لمقاربة االستعارة اما تتجلى
-3-
في الخطاب األدبي من منظور مغاير تماما ،ولتاون ىذه النمذجة مدخال لمقاربة معرفية
لالستعارة األدبية بشال خاص (واللغة المجازية من ورائيا) ،واقتراحيا ابديل عن المقاربات
الاالسياية التي ما تزال مييمنة ،برغم قصورىا المالحظ في اثير من األحيان عن اإلحاطة
بالتعقيدات المتّصلة بمقاربة اإلبداع االستعاري في األدب خاصة.
إن الترايز على اإلنتاجات اللغوية (اليومية واألدبية على السواء) جاء ىنا تحقيقا ألىم
ّ
األفاار التي تشترك فييا النماذج التي اخترنا عرضيا عبر فصول ىذا العمل ،وىي اعتبار
وتجل الستعارات ذىنية مندرجة خلفيا بوصفيا إحدى اآلليات
ّ مجرد انعااس
التعابير االستعارية ّ
المرازية الشتغال الذىن وأدائو المعرفي عند الاائن البشري .ىذه الفارة التي دافعت عنيا
التأسيسات النظرية المعرفية األولى حول االستعارة واعتبرتيا جوىرية جاءت اردة فعل ضد
الفارة القديمة الشائعة التي ما تزال سائرة إلى يومنا ىذا والقائلة بأن االستعارة ىي ظاىرة لغوية
في المقام األول وأداة تجميلية باألساس ،ودورىا ثانوي في بناء المعنى وتأويلو ،وينبغي النظر
إلييا ضمن ىذا المستوى بصفة أولية.
من بين النظريات المعرفية العديدة التي حاولت مقاربة االستعارة واقتراح نمذجة معرفية ليا
وقع اختيارنا على ثالث منيا بدت لنا متااملة بدل أن تاون نظريات متنافسة ،ىذا التاامل
والتضافر ىو ما دفعنا إلى استبعاد نظريات أخرى منافسة من مجال الدراسة ،برغم أىمية بعضيا
واشتراايا في المبادئ المعرفية العامة ،درءا إلماانية فتح باب النقاش والمقارنة بين األطروحات
المتصادمة لال واحدة منيا ما سيفضي إلى تغيير وجية البحث نحو وجية أخرى ليس في ّنيتنا
أن ىدفنا الرئيسي من اختيار ىذا الموضوع ىو اقتراح نموذج ياون وافيا
الخوض فييا ىنا ،ذلك ّ
واافيا ما أمان لمقاربة معرفية أاثر دقة إلبداعية االستعارة في الخطابات عموما والخطاب
األدبي بشال خاص.
-4-
المفندة لوجية نظر الطرف اآلخر.
المثبتة لوجية النظر المقترحة و ّ
على ىذا األساس اخترنا أن نقترح نموذجا ياون مبنيا على النماذج النظرية التالية:
خصصنا أحدىماضم ال فصل مبحثين ّ خصصنا لال نموذج فصال على حدةّ ، وىاذا ّ
للخلفية النظرية لال نموذج ،ومقترحاتو وأطروحاتو بخصوص مقاربة ظاىرة االستعارة عامة.
خصصنا المبحث الثاني لتطبيق النظرية على الخطابات األدبية بشال عام ،فجاءت فصولو ّ
الدراسة ومباحثيا اما يلي:
ىذه الفصول والمباحث التي ارتأينا ترتيبيا وفق ىذه المنيجية الوصفية جاءت موافقة
لالعتبار الزمني للظيور المتالحق ليذه النظريات بين سنوات الثمانينيات (أو قبليا بقليل)
والتسعينيات من القرن العشرين وصوال إلى بدايات األلفية الجديدة ،اما ّأنيا جاءت موافقة لسمة
التاامل التي الحظناىا في العالقة الرابطة بينيا ،وىذا ما سنقف عليو حين نورد تصريحات
أصحابيا عن دوافع إعادة النظر في التنظيرات السابقة عنيا ،وما اقترحتو من أطروحات
وافتراضات حول االستعارة وما يرتبط بيا من مسائل.
وقد رأينا أن نميّد لفصول البحث بمدخل عام ألجل التفصيل في منطلقات تلك األفاار
-5-
الجديدة والثورية حول ظاىرة االستعارة ،وتحديد اإلطار العام والخاص النبثاقيا ،فاان حديثنا عن
إطار عاما ،وعن الداللة المعرفية واللسانيات المعرفية من ورائيا اإطارين
ا العلم المعرفي بوصفو
خاص ين ،تطورت في رحابيما عدة نظريات معرفية قاربت االستعارة بشال مختلف تماما عن ّ
المقاربات الاالسياية .حاولنا في ىذا المدخل تحديد مفيوم أو مصطلح "معرفة" ارتباطا بمشروع
عرجنا على التفصيل في ىذا العلم
متعدد التخصصات .ثم ّ
ّ العلم المعرفي بوصفو مجاال بحثيا
المستجد ،وايراد بعض التحديدات الخاصة بو وبالتخصصات العلمية التي ينطوي علييا .واان
ترايزنا على الفرع المعرفي المتّصل أاثر بمبحث االستعارة ،أي "اللسانيات المعرفية" واعتبرنا ما
سمي بالجيل الثاني منيا الذي برز في منتصف سبعينيات القرن الماضي ،وازدىر في سنوات
الثمانينيات ،قد ش ّال محضنا النبثاق األفاار الجديدة حول االستعارة ،وبخاصة األفاار القائلة
بتصوريتيا ،وبدور الجسد في المعرفة وفي تأسيس النسق التصوري للاائن البشري ،ىذا النسق
الموجو للسلوك اللغوي وغير
ّ الذي اعتبر ذا طبيعة استعارية في جزء ابير منو ،ولما اان ىو
اللغوي فإن الطبيعة االستعارية لو تنعاس بدورىا على ىذه السلواات البشرية بشال طبيعي.
إطار
ا وبخصوص المعنى اللغوي مثّلت الداللة المعرفية ضمن اإلطار اللساني المعرفي
مناسبا لمقاربة المعنى االستعاري (أو المجازي بصفة عامة) ،فبعدما استبعدتو المقاربات اللسانية
الاالسياية عن الدراسة الداللية ،باعتباره معنى ثانويا غير مباشر ينحصر دوره في المبالغة
والتزيين ال غير ،وىو ااذب إذا ما قورن بالمعنى الحرفي الموضوعي ،أعادتو الداللة المعرفية
إلى صميم دراسة المعنى ،واعتبرت االستعارة إحدى الوسائل المعرفية المرازية التي ال يستغنى
عنيا لفيم العالم وفيم أنفسنا ،واعطاء معنى لما يدور حولنا وداخلنا ،بل إنيا تسيم في إبداع
معاني وحقائق جديدة بصفة طبيعية.
لقد اعتبرنا نظرية االستعارة التصورية التي تنسب إلى اللساني المعرفي جورج الياوف
(وآخرين) نظرية تأسيسية للتنظير المعرفي لالستعارة ،نظ ار لبزوغيا المبار مع إصدار اتاب
"االستعارات التي نحيا بيا" لجورج الياوف ومارك جونسون ( ،)0891وىي من النظريات
ماملة ليا أو منافسة ،والّيا تنيل من األفاار
المبارة التي استتبعتيا نظريات معرفية عديدة ّ
الجديدة حول االستعارة بوصفيا ظاىرة ذىنية قبل أن تاون ظاىرة لغوية.
وسوف نقف في الفصل األول المعنون ب"نظرية االستعارة التصورية" على أىم األفاار التي
اقترحيا منظروىا ،وبخاصة ما أورده الياوف وجونسون في اتابيما التأسيسي المشار إليو .وىو
-6-
نقدم قراءة عامة ألىم
الاتاب الذي حاولنا عرضو في حيز ىام من المبحث األول ،وحاولنا أن ّ
أفااره ما دام يمثل عمال نواتيا ومصد ار رئيسيا للتنظير المعرفي لالستعارة ،ومليما لباحثين
آخرين فيما تال من دراسات.
بعد ىذه النظرة العامة حول أفاار الاتاب ،خاصة تلك المتصلة بطبيعة النسق التصوري
البشري وىيمنة االستعارة على جانب ابير منو ،حاولنا تحديد المصطلحات األساسية المرتبطة
بنظرية االستعارة التصورية ،وتحديدا مفيوم االستعارة التصورية نفسيا ،والبراىين التي اعتمدىا
أصحاب النظرية على وجودىا ،من خالل تحقّقيا في اللغة وفي السلوك البشري غير اللغوي.
لنعرج بعد ذلك على المفاىيم الجديدة التي برزت مع التطويرات التي لحقت بيذه النظرية ،والتي
ّ
أسيمت اليا في تدعيم أطروحاتيا بطريقة نسقية ومنسجمة.
اعتبرنا المبحث األول المعنون ب"نظرية االستعارة التصورية :استيالل وتحديدات" اتوطئة لما
يليو من مبحث تطبيقي خصصناه للايفية التي قاربت بيا نظرية االستعارة التصورية االستعارة
في األدب ،وبعد عرض مقترحات جورج الياوف ومارك تورنر حول االستعارة الشعرية بشال
وجيت لمقاربتيما ،والنقائص التي لوحظت علييا ،وبخاصة ما خاص ،أوردنا االنتقادات التي ّ
ارتبط باالستعارة الجديدة المبدعة ،التي لم يوليا نموذج الياوف واآلخرون العناية الخاصة بيا،
أن ما تم اقتراحو لم يان اافيا أو مقنعا أمام تعقيد االستعارات المبدعة ،وىي التي تعد إحدى
أو ّ
المظاىر الجلية في األدب عموما وفي الشعر بشال خاص.
ىذا الوضع اان دافعا لنا القتراح نموذج معرفي آخر بدا لنا أاثر مالءمة وفعالية في مقاربة
سماه فواونيي وتورنر (شريك الياوف السابق)
اإلبداع البشري في عمومو ،وىو النموذج الذي ّ
ب"نظرية المزج التصوري" ،التي قامت على األسس نفسيا التي قامت علييا نظرية االستعارة
لانيا
التصورية ،في اعتبار االستعارة ظاىرة ذىنية ،تقوم على إسقاطات وترابطات ذىنيةّ ،
وتجسد ىذه الترابطات ،فبينما يرّاز النموذج
ّ تختلف عنيا في طريقة تمثيليا الشتغال ىذه اآللية
المترسخة فيو ،وجدنا
ّ األول على الطابع الثابت للنسق التصوري وعلى الترابطات عبر المجاالت
نموذج فواونيي وتورنر منشغال بالسمة الدينامية ليذا النسق بالترايز على ما يسمى بالفضاءات
الذىنية المبنية آنيا وما يحصل بينيا من امتزاجات آنية وفورية ،ما جعلو يولي عناية أولية
للمعاني الجديدة المستحدثة ،أي تلك المنتجة اإبداعات آنية أثناء التخاطب .وعلى العموم توجد
يتفرد
ثمة اختالفات أساسية عديدة ىي التي منحت تمي از ليذا النموذج المغاير ،وجعلتو ّ
-7-
بأفضليات في تحليل االستعارة في األدب وغير األدب بشال أاثر دقة.
تميز النموذج المزجي إال أنو بدا لنا اشأن النموذج األول ميمال
ورغم ىذه األفضليات التي ّ
ميم من جوانب إنتاج االستعارة وفيميا وتأويليا ،يتعلّق األمر بالجانب التداولي والظروف
لجانب ّ
ىم فواونيي وتورنر انحصر في إثبات اآلليات
المحيطة بالمتخاطبين وانتاجيم للخطاب .ذلك أن ّ
التصورية المسؤولة عن اإلبداع عند البشر ،أو الطريقة التي يفارون ويبدعون بيا أفاارىم،
بمعنى ترايزىما على المستوى الذىني التصوري الداخلي اشأن النموذج األول ،في مقابل إىمال
خصيصة التجلّي اللغوي ليذه اآلليات المعرفية الماتشفة ومنيا اآللية االستعارية ،وما يؤثر في
ّ
طبيعة ىذا التجلي من ظروف وسياقات محيطة.
حتّم علينا ىذا الوضع أيضا البحث عن نموذج ثالث ييتم بتداولية االستعارة ،أو بدراسة
المعنى االستعاري في سياقو التواصلي األرحب ،بأخذ الظروف المحيطة بإنتاجو وتأويلو بعين
االعتبار .وتوجو تفايرنا إلى االعتماد على الداللة المعرفية التي وجدناىا تتبنى أطروحة المعنى
بأىمية السياقات المختلفة في
ّ الموسوعي ،وأن ليس ثمة تمييز صارم بين الداللة والتداول ،وقوليا
تحديد وتعيين المعنى الذي تستحثّو التعابير اللغوية في ذىن السامع والمتالم ،سواء تلفظ بيا
قدمتو الداللة المعرفية ارتبط أاثر
أن ما ّ
بطريقة مجازية أو بطريقة حرفية .غير ّأننا الحظنا ّ
بداللة الجمل والتعابير والبرىنة على أطروحاتيا في اإلطار الداللي المحض دون عناية واضحة
نعزز ىذا الطرح بأطروحاتبدور السياق والظروف المحيطة بإنتاجيا وتأويليا ،لذلك اقترحنا أن ّ
فرع معرفي متأخر في الظيور ييتم بالجانب التداولي أاثر ،فاانت "السيميائيات المعرفية"
بوصفيا فرعا معرفيا مالئما لذلك .وىو النموذج الذي ارتبط بالباحثين السيميائيين بير آج
براندت ،ولين براندت ،اللذين اقترحاه انموذج للتحليل يقوم على نقد النموذجين السابقين أي
نظرية االستعارة التصورية ونظرية المزج التصوري ،ومقترحا تعديالت ىامة أدخليا الباحثان على
نموذج فواونيي وتورنر بشال خاص ،فخرجا بنموذج خاص بيما ،من أىم سماتو الترايز على
المقام التواصلي للمتخاطبين والسياقات االجتماعية والثقافية أين تبرز التعابير االستعارية،
وتحليل المعنى المتداول والمبلّغ في عالقتو بيم جميعا .وسوف نقف في المبحث الثاني من
قدمو النموذج السيميائي المعرفي بما اقترحو صاحباه من
جدية الطرح الذي ّ
الفصل الثالث على ّ
طريقة تبدو أاثر فعالية في تحليل االستعارة في الخطاب اليومي ،وفي الخطاب األدبي على
تبنيو من أجل
السواء ،وىو ما يمان اعتباره مقارنة بالطرحين السابقين ،من أفضل ما يمان ّ
مقاربة أمثل لالستعارة مقارنة بالمقاربات المعرفية السابقة .ذلك أنو استفاد من نقائصيا وزاد
-8-
وعدل ،وىو فوق ذلك عبارة عن مشروع معرفي قد ياون بحاجة إلى تدعيم إضافي ألجل
علييا ّ
تفعيلو في التطبيق بشال أفضل.
ىذه باختصار المحطات الرئيسية التي سنقف عندىا على مدار صفحات ىذا العمل الذي
اقتصر فيو جيدنا بشال أساسي على التعريف باألفاار الجديدة المتصلة بدراسة االستعارة من
منظور معرفي من خالل النماذج الثالثة المقترحة ،ومحاولة التوليف فيما بينيا ألجل الخروج
بنموذج أاثر دقة لمقاربة اإلبداع اللغوي االستعاري .واان اعتمادنا الالي في الوقوف على ىذه
األفاار المستجدة على المراجع األصلية ألصحابيا ،وقد واجيتنا في سبيل ذلك صعوبة الوصول
إلى المطبوع منيا لعدم توفرىا في الماتبات ،ولوال ما عثرنا عليو من اتب ومقاالت الاترونية
المحدد على األقل،
ّ معروضة للتحميل على شباة االنترنت ،الستحال إنجاز ىذا العمل في وقتو
بسبب اونيا مراجع أساسية ال غنى عنيا.
أن أغلبيا مؤلف باللغة األصلية وما زاد من عبء التعامل مع ىذه المراجع األساسية ّ
ألصحابيا (اللغة االنجليزية تحديدا) ،ما مثّل لنا عبئا إضافيا في نقل محتواىا إلى اللغة العربية،
ويبقى اتاب الياوف وجونسون "االستعارات التي نحيا بيا" ،وغيره قليل ،االستثناء الوحيد في
اعتقادنا ،الذي حظي بترجمة إلى اللغة العربية ،ما يعني عدم وجود اىتمام جدي بيذا النوع من
الدراسات المعرفية –رغم أىميتيا -في منطقتنا العربية.
المؤسسة ،ناىيك
ّ لقد اضطررنا أمام ىذا النقص في التعريف بمثل ىذه الدراسات المعرفية
عن ترجمتيا ،أن اعتمدنا على جيدنا الخاص في اختيار المقابالت العربية المالئمة لاثير من
المصطلحات المرتبطة بمجال البحث ،بعد استنفاذ البحث فيما تمت ترجمتو إلى اللغة العربية
وانا
من اتب ومنشورات قليلة جدا .وعلى العموم فقد انا حذرين في التعامل مع المصطلحات ّ
نراعي دائما اختيار المقابل الشائع ،عوض اقتراح مقابالت مستجدة غير متداولة من شأنيا أن
تعقّد المفيوم أو المصطلح أاثر (مثل اختيارنا "معرفة" بدل "عرفنة" اما اقترحيا بعض
جمة في ترجمة اثير من المصطلحات التي وجدناىا
الباحثين) .ورغم ذلك فقد جابيتنا صعوبات ّ
ترد للمرة األولى وبخاصة في األعمال المعرفية المتأخرة ،فلم يان من سبيل إال االعتماد على
معناىا الحرفي أو ما ياون قريبا منو ،بمراعاة السياق المعرفي العام الواردة فيو .لذلك فإن ما
اقترحناه من مقابالت لبعض المصطلحات يبقى مجرد اجتياد شخصي ال مناص منو.
إضافة إلى صعوبة ترجمة المصطلحات واجيتنا أيضا صعوبة ترجمة النصوص األدبية
-9-
وخاصة النصوص الشعرية منيا ،وانا نضطر في اثير من األحيان حينما اانت تعوزنا ترجمات
أن األمثلة
منشورة إلى االاتفاء بترجمتيا دون مراعاة لوزن أو قافية أو موسيقى ،على اعتبار ّ
ولاننا انا
توضحو بالوزن أو القافيةّ ،
مجرد شواىد توضيحية ال عالقة لما ّالشعرية الواردة اانت ّ
وفنيا بقدر المستطاع.
نراعي اختيار األلفاظ والعبارات التي نرى أنيا األنسب جماليا ّ
وفي الختام ،ختمنا ما تم عرضو في فصول العمل بما أماننا التوصل إليو من نتائج عامة
تيم مجال البحث ،واليدف األساسي الذي سعينا إليو من وراء تجشم عناء إنجازه.
ّ
صص المات لشار ال من أسيم في إتمام ىذا العمل الذي ال يفوتني في األخير أن أخ ّ
بدأناه باقتراح من األستاذ بوجمعة شتوان بقسم اللغة العربية وآدابيا بجامعة تيزي وزو ،الذي
تفضلو بقبول اإلشراف عليو ،وعلى المبادرة بالنصح والتوجيو والمتابعة المستمرة .اما
أشاره على ّ
ال يفوتني أن أوجو شاري الخالص إلى ال من أسيم في إرشادي ومساعدتي ولو بالالمة
أخص بالذار األستاذ شمس الدين شرقي الذي اان لو فضل مساعدتي في التعرف الطيبة .و ّ
ّ
على خفايا الوصول إلى المعلومات والمواقع االلاترونية من خالل شباة المعلومات العالمية
(االنترنت) التي اان ليا دور بارز في اختصار الاثير من الوقت والجيد ،وفي ىذا دعوة إلى
التقيد طبعا بأبجديات البحث العلمي المتعارف
ضرورة االستفادة من ىذه الوسيلة ما أمان ،مع ّ
ليقوم
ليصحح خطأ أو ّ
ّ علييا .اما أوجو خالص شاري إلى ال من خطّ على ىذه األوراق بقلمو
ممن يفضلني علما ودرجات ،وفوق ال
اعوجاجا ،وام أخاليا اثيرة ،والى ال معقّب أو منتقد ّ
ذي علم عليم .والحمد هلل آخرا.
- 10 -