Professional Documents
Culture Documents
الفصل 02
الفصل 02
وجود عدة تعاريف ومفاهيم خاصة بالتسيير ناتج عن تطور النظريات واألفكار اإلدارية والتنظيمية التي كان لها
تأثير كبير على تطور مفهوم ومبادئ التسيير ،خاصة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية حيث تزاي$$دت البح$$وث والدراس$$ات
في الدول الصناعية والتي ساهمت بشكل كب$ير في زي$ادة االتس$اع والعم$ق في المعرف$ة اإلداري$ة ،كم$ا زاد اهتم$ام منظم$ات
األعمال بالمهارات التسييرية .وقد تزايد هذا االهتمام حيث تنوعت األساليب والوسائل المستخدمة في التسيير فكانت لهذه
المدارس التنظيمية توجهين:
توجه كمي :أي اعتمدت النظريات على األدوات الكمية والعلمية والرياضية والقياسية في التسيير. ا-
توجه كيفي :ويتركز على الجوانب السيكولوجية والبيئية التي تهدف إلى حل مشاكل العمل وتحسين ظروفه باألخذ ب-
بعين االعتبار أن العامل هو العنصر الفعال النجاح التسيير.
فمن التحلي$$ل المنظم لإلدارة على مس$$توى المص$$نع ال$$ذي قدم$$ه ،Frederic Taylorتم االس$$تخالص ال$$دقيق للخ$$برة من وجه$$ة
نظر اإلدارة العامة الذي قام به ،Henry Fayolانطلقت مدارس مختلف$$ة في التس$$يير ،وتتض$$من المدرس$$ة الكالس$$يكية المتعلق$$ة
بالتس$$يير العلمي للعم$$ل ،التس$$يير اإلداري للعم$$ل ،والنظري$$ة البيروقراطي$$ة ،ثم مدرس$$ة العالق$$ات اإلنس$$انية والس$$لوكية ،مدرس$$ة
النظم ،ومدرس$$ة الرياض$$يات ونظري$$ة الق$$رار ،وق$$د ك$$انت االختالف$$ات في األلف$$اظ المس$$تخدمة ومعانيه$$ا مص$$درا آخ$$ر لتط$$وير
التسيير...
المدرسة الكالسيكية :ترتبط النظرية الكالسيكية بمجهودات مجموعة من الباحثين األوائل الذين حاولوا معالجة 1-
المشكالت اإلدارية على أسس علمية ،حيث انصب اهتمام النظرية الكالسيكية على تحديد المبادئ والمهارات التي تؤدي إلى
.زيادة اإلنتاجية عن طريق رفع كفاءة العامل ،وإ يجاد السبل الكفيلة بإيصال اإلدارة إلى األداء األفضل
تتضمن النظرية الكالسيكية ثالث تيارات فكرية في بلدان مختلفة وهى: -
حركة اإلدارة العلمية Scientific management
التسيير اإلداري للعمل Administrative management
اإلدارة البيروقراطية Bureaucratic management
أوال :اإلدارة العلمية:
على أثر قيام الثورة الصناعية في أوربا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ،حدث تحول في العمليات الصناعية
بسبب ظهور الماكينات لتحل اإلنسان ،ولكن ظلت مفاهيم وعالقات العمل بسيطة ،وزاد اهتمام أصحاب المصانع بتعظيم
األرباح وتغطية التكاليف الباهظة للماكينات من خالل استغالل العمال .كما كانت الوظائف يتم تخصيصها على العمال بطريقة
عشوائية،وكان العمال يعملون ساعات طويلة في ظل ظروف عمل قاسية .ولقد حدث تطور بسيط في أساليب العمل عندما
ابتكر آدم سميث عام 1776مفهوم التخصص في العمل ،حيث حاول إثبات أنه يمكن زيادة اإلنتاج من خالل تقسيم العمل على
العمال .ومنذ بداية القرن التاسع عشر ،زاد االهتمام نحو االستغالل األمثل للطاقات اإلنتاجية وتنظيم المصانع وعالقات العمل.
11
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
كما بدأ االهتمام في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يتجه نحو اإلدارة وضرورة وجود أساليب علمية لمواجهة المشكالت
اإلدارية واإلنتاجية.
تعد حركة اإلدارة العلمية من أقدم النظريات حيث هدفت إلى اكتشاف الوسائل التي تمكن اإلدارة من رفع إنتاجية
العمل ،فالنقص الحاصل في اليد العاملة الماهرة في الواليات المتحدة األمريكية أسهم إلى حد كبير في ظهور الحاجة إلى فكر
إداري يطالب بزيادة اإلنتاج عن طريق األعمال كبير وقلة حجم اليد العاملة ،مما يدفع المديرين إلى االستفادة القصوى من اليد
العاملة المحدودة المتوفرة عن تشغيلها بكفاءة أعلى .يقف وراء أفكار حركة اإلدارة العلمية وآرائها رواد اشتهروا في تاريخ
:الفكر االقتصادي ،وأطلقوا مفاهيم جديدة مازالت تطبق إلى يومنا هذا .والرواد هم على التوالي
12
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
بالتنفي $$ذي ،كم $$ا تت $$ولى خل $$ق اإلحس $$اس بالمس $$ئولية من خالل تخطي $$ط العم $$ل ومعاون $$ة العم $$ال في إنج $$از النت $$ائج
المرغبة .
ولقد أصبحت اإلدارة العليا في ظل أفكار تايلور هي الوسيلة الرئيسية لتعظيم الكفاءة من خالل دراسة تحليل وظ$ائف األف$راد
،وإ قام$$ة المع$$ايير المثلى لألداء ،وتنمي$$ط العم$$ل ،وتحدي $د $أفض$$ل الط$$رق ألداء المه$$ام .كم$$ا أكتش$$ف ت$$ايلور أن زي$$ادة اإلنتاجي$$ة
يمكن أن يتحقق أيضاً من خالل تشجيع العمال مادياً للعمل ساعات أطول وبذل جهد أكثر .وبالرغم من ه$$ذه المس$$اهمات العظيم$$ة
ال$$تي ق$$دمها فردي$$رك ت$$ايلور لإلدارة العلمي$$ة ،ف$$إن أعمال$$ه تعرض$$ت النتق$$اد ش$$ديد .ففي ع$$ام 1912أدت المقاوم$$ة ألفك$$ار ومب$$ادئ
تايلور إلى حدوث إضراب بين العمال ،ومن بين هذه اإلنتقادات مايلي:
إقتصرت دراسة تايلور على مستوى المصنع الصغير ( الورشة).من ثم تفتقر إلى التعميم. -
إعتبار العامل كآلة ،وبالتالي تقل أهميته داخل المؤسسة. -
طريق $$ة الح $$وافز ال $$تي إقترحه $$ا ت $$ايلور ت $$ؤدي إلى معاقب $$ة العام $$ل البط $$يئ و تغ $$ري العام $$ل بإره $$اق نفس $$ه مقاب $$ل -
الحصول على أجر دون إعتبار لصحته.
ركزت على السلطة و القوانين الرسمية ،ولم تدع مجاال لمشاركة العاملين في إتخاذ القرارات اإلدارية. -
تجاهلتأهمي$ة التنظيم غ$ير الرس$مي بين الجه$از اإلداري و الع$املين ،وبين الع$املين و بعض$هم البعض ،و الع$املين -
و السلطة.
لم تهتم بالحاج$$ات اإلنس$$انية و االجتماعي $$ة و النفس $$ية للعام$$ل ،ونظ$$رت إلي $$ه نظ$$رة مادي$$ة بحت $$ة ك$$أداة من أدوات -
اإلنتاج.
13
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
أن
س$$ $نت . 1910ونش$$ $ير به$$ $ذا الص$$ $دد ّ
1
Henry Gantt فك$$ $رة أول من ج$$ $اء به$$ $ا ه$$ $نري ق$$ $انت
. عدت برامج لتسيير المشروع
2
مخططات جانت تستعمل في ّ
هذا األسلوب مبني على مبادئ تستجيب للتخطيط البسيط و السهل للعمليات اإلنتاجية مع التركيز
على الف$$ترات الزمني$$ة و كيفي$$ات التنس$$يق بينها بخص$$وص تحدي$$د الحاج$$ات و الم$$وارد . 3ففي م$$ا
يخص ه $$ذه الطريق $$ة نض $$ع ج $$دول في مربع $$ات ص $$غيرة تمث $$ل في $$ه العملي $$ات أفقي $$ا حس $$ب ال $$وقت
5عمليات كالتالي:
4
المخصص لتنفيذها .فاذا فرضنا ان تنفيذ مشروع ما يتطلب القيام ب
أسابيع C:4
حيث أن:
Temps
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15
Taches
A
B
1
http://fr.wikipedia.org/wiki/Diagramme_de_Gantt
2
Les diagrammes de Gantt sont utilisés dans plusieurs logiciels de gestion de projet tels que
Microsoft Project, GanttProject ou Planner.
3
http://www.commentcamarche.net/projet/gantt.php3
J. Lissarrague,’’Qu’est-ce que le PERT’’, Introduction aux techniques d'ordonnancement des projets,BORDAs, 4
1988, pp :11-13
14
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
C
D
E
و بهذا يمكن بسهولة توضيح تطور تنفيذ األعمال حسب الوقت بوضع خط مستقيم
متقطع ثاني يمثل العمل المنفذ فعال من بداية كل عملية .فمثال يمكن أن نالحظ أن المهمة
متأخرة األعمال فيها بأسبوع حسب ما هو موضح في الشكل التالي : B
Temps
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15
Taches
A
B
C
D
E
لكن يجب أن نالحظ أن هذه الطريقة ال تسمح لنا بمعرفة وجود األخطاء سواء من
ناحية الشكل أو المضمون على مستوى التحليل .كذلك إجراء أي تغيير أو تعديل يكون
صعبا إذا كانت هناك عملية واحدة تتطلب وقت أطول من الوقت المخصص ،او المتوقع.
مما يتطلب زيادة في طول الخط الخاص بها .ففي هذه الحالة الوقوع في الخطأ يمثل
مشكلة هامة .خاصة إذا أخذنا بعين االعتبار درجة تعقيد مخطط قانت لمشروع متكون من
15
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
100من العمليات و النشاطات .اكثر من هذا فان هذا األسلوب ال يبرز العالقات و
الترابط الموجود بين العمليات. 1
ه$$نرى ف$$ايول ( : )1925 $-1841فرنس$ي $األص$$ل ك$$ان يعم$$ل مهندس$اً $في واح$$دة من أك$$بر منظم$$ات من$$اجم الفحم
والتي ترقى $فيها وأصبح مدير اإلدارة وجعل منه$ا واح$دة من أنجح المنظم$$ات آن$$ذاك ،ويعت$$بر ف$ايول األب الحقيقي
لإلدارة الحديث$$ة وم$$ازالت أعمال$$ه يؤخ$ذ $به$$ا ح$$تى اآلن .وك$$انت ك$$ل اهتمامات$$ه على اإلدارة والم$$ديرين ،وك$$ان أول
من وضع مجموعة من المب$$ادئ لإلدارة ،وأول من ح$$دد الوظ$ائف الرئيس$$ية للعملي$$ة اإلداري$$ة .وق$$د ظه$$رت أعمال$ه
الشهيرة في مؤلفه المعروف "اإلدارة العامة والصناعية" عام . 1916و يمكن تلخيص إسهامات ف$$ايول في أربع$$ة
محاور :وظائف $اإلدارة/التسيير ،المبادئ ال 14للتسيير ،صفات المدير ،الوظائف األساسية للمؤسسة.
التخطيط :ويقصد به التنبؤ بالمستقبل واالستعداد $إليه وتحديد $األهداف المرغوبة. -
التنظيم :وينظر $إليه كوظيفة تسعى إلى تزويد العمل بكل ما من شأنه أن يساعد على الوصول -
إلى األهداف من عنصر بشري ومواد وأموال ومعدات ،ومع إقامة عالقات سلطة وتحديد
للمسئوليات.
إصدار األوامر :وتتمثل في رأيه في اآللية الالزمة لتشغيل التنظيم على الوجه األمثل ،مع -
ضرورة الوضوح في األوامر ووحدتها والطاعة لها
التنسيق :ويعتقد أنه وظيفة أساسية لإلدارة تسعى إلى تحقيق التوافق واالنسجام ، $وتجنب -
التعارض والتناقض في األهداف والتعليمات وكل شئ .
الرقابة :وهي في رأيه ضرورية للتحقق من سالمة التنفيذ لألداء وفقاً للخطط المقررة واألوامر$ -
والتعليمات الصادرة ،مع مكافأة اإلنجاز ومعاقبة الخطأ .
1داين الكبري معاشو ،تسيري اإلنتاج ،مطبوعة علمية مقدمة بكلية العلوم االقتصادية ،جامعة جياليل ليابس ،سيدي بلعباس ،اجلزائر ،جوان ،2006ص ص .57-55
16
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
-2السلطة والمسؤولية :أوضح فايول االرتباط الوثيق $بين السلطة والمسؤولية ,وأن األخيرة موزاية
للسابقة منبثقة عنها ,ويرى $فايول $السلطة مزيجا من السلطة الرسمية المستمدة من المنصب الرسمي
واختصاصاته ,والسلطة الشخصية التي قوامها الذكاء والخبرات والخلق القويم والقدرة على القيادة.
-3اإللتزام بالقواعد :وهي في نظر فايول $احترام االلتزامات الهادفة الى تحقيق الطاعة والتنفيذ
ومظاهر $االحترام $,ويقرر فايول أن تحقيق النظام $يرتبط بوجود مديرين على درجة علية من الكفاءة في
جميع المستويات.
-4وحدة األمر :وهذا يعني أن يكون لكل موظف رئيس واحد يتلقى منه األامر والتوجيهات ويرفع $إليه
التقارير.
-5وحدة التوجيه :ذلك أن كل مجموعة من النشاط متحدة الهدف يجب أن يكون لها رئاسة واحدة
وخطة واحدة ,وتختلف $عن سابقتها في أنها تهتم بالنشاط $ال باألفراد.
-6خضوع األفراد للمصلحة العامة :وهذا المبدأ يتطلب من اإلدارة التدخل حينما تتعارض مصالح
العاملين مع المصالحة العامة أو األهداف العامة للمنظمة ,وذلك من أجل المحافظة على استقرار
التنظيم $واستمراريته.
-7المكافآت :يقضى هذا المبدأ بأن تكون الرواتب والمكافآت عادلة ومجزية لجميع العاملين في
جميع المستويات.
-8المركزية :ويقصد بها مدى تركيز السلطة أو توزيعها ,وهذا المدى يتختلف من منظمة ألخرى,
وتحكمة ظروف وعوامل متداخلة في الموقف اإلداري ,ويجب أن يكون هناك نقطة توازن بين
المركزية المطلقة والمركزية الكاملة.
-9تسلسل القيادة :يرى فايول تدرج مستويات $القيادة في التنظيم بشكل هرمي.
-10النظام :ويقصد به فايول $وضع كل شيء وكل شخص في مكانه ويقسمه فايول إلى قسمين ،نظام$
17
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
مادي يعني بوضع اآلالت واألدوات والمعدات في مكانها المناسب لمصلحة العمل ,ونظام $اجتماعي
يتهم بوضع كل شخص في المكان المناسب ,كما يتهم بتنسيق $الجهود ,وتحقيق االنسجام $بين نشاطات
الوحدات المختلفة في التنظيم.
-11العدالة :يجب أن يعامل جميع العاملين معاملة واحدة بهدف الحصول على والئهم $وانتمائهم$,
وأن يلتزم كل منهم بأداء واجباته وأن يحصل كل منهم على حقوقه كافه.
-12االستقرار الوظيفي :ينص هذا المبدأ على أهمية استقرار الموظف في عملة ,كما يؤكد على أن
المنظمات الناجحة هي المنظمات المستقرة.
-13المبادأة :المبادأة عند فايول $تعني المبادرة إلعداد الخطط وكيفية تنفيذها ,ويطالب فايول الرؤساء$
بإعطاء الفرصة للمرؤوسين لممارسة المبادأة في العمل وأبدا المقترحات وتنمية روح اإلبتكار.
-14العمل بروح الفريق :يوضح هذا المبدأ أهمية العمل الجماعي وأهمية االتصاالت الفعالة,
والتعاون بين الرئيس والمرؤوسين بما يكفل أداء األعمال بكفاءة وفاعلية .وهو مايرتبط $بقدرة القائد
اإلداري على التأثير في سلوك العاملين.
حدد فايول $الصفات األساسية التي يجب أن يتصف بها المدير من أجل تسيير
ج /صفات المدير ّ :
المؤسسة نحو تحقيق األهداف و الرفع من مستويات األداء داخلها والتي قام بتقسيمها على النحو التالي
:
لقد قسم Fayolنشاطات أية مؤسسة تجارية إلى األقسام $الستة التالية:
ش$$غل Weberع$$دة وظ$$ائف $منه$$ا في القط$$اع الع$$ام كمستش$$ار للحكوم$$ة األلماني$$ة ومنه$$ا في القط$$اع
الخاص كأستاذ جامعي وكاتب وع$$الم اجتم$اعي .ونظ$راً $إلى ش$دة تعلق$ه بالمطالع$$ة فق$$د اس$تطاع أن يس$اهم
في ع$$ $دة مج$$ $االت منه$$ $ا اإلدارة واالجتم$$ $اع $واالقتص$$ $اد والفلس$$ $فة .وكلم$$ $ة بيروقراطي$$ $ة أتت من الكلم$$ $ة
Bureauوتعني $المكتب واستعملها Weberلي$$دل به$$ا على المؤسس$$ات الكب$$يرة ( الحكومي$ة منه$$ا والغ$$ير
حكومية) التي يجب أن تلجأ إلى منطق العدالة والكفاية عند إدارة شؤونها.
إن كلمة (بيروقراطية) تعكس عند سماعه اليوم ما ي$$دور $في أذهانن$$ا ح$$ول المنظم$$ات الحكومي$$ة أو كب$$يرة
الحجم واللوائح واإلجراءات البطيئة وكذلك الروتين في العمل ...وغيرها من المظاهر السلبيةلإلدارة .
ولكن (البيروقراطي$$ة) في ت$$اريخ الفك$$ر اإلداري للم$$دخل التقلي$$دي ك$$انت تع$$ني النظ$$ام $المث$$الي ال$$ذي يعتم$$د
على العقالنية والكفاءة في اإلدارة.
استخلص ويبر أن البيروقراطية الرسمية تعكس عنصر الرشد والكفاءة في إدارة المنظمات
السياس$$ية واالقتص$$ادية واالجتماعي$$ة وق$$د ح$$دد وي$$بر أهم الخص$$ائص المم$$يزة للتنظيم الب$$يروقراطي
والتي تشتمل على مايلي :
التدرج الهرمي للسلطة في التنظيم البيروقراطي من أعلى إلى أسفل بما يؤدي $إلى التحديد .1
الواضع للسلطة لكل مركز وظيفي $ويحقق رقابة المستويات اإلدارية العليا للمستويات $اإلدارية
األقل .
التحديد القاطع للواجبات الالزمة لتحقيق أهداف التنظيم $البيروقراطي. .2
التخصص الوظيفي وتقسيم العمل ،واجتياز $وتعيين األفراد $وفقاً للتخصص في العمل .كما أن .3
التدريب يعتبر مطلباً ضرورياً $لتأهيل أو رفع كفاءة األفراد.
اللوائح واإلجراءات التي يجب أن تكون محددة وواضحة ويلتزم بها الجميع في كل الظروف ، .4
وليس من يحق الموظف أن يخالف مثل هذه اللوائح واإلجراءات وإ ال تعرض للعقاب .
19
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
المستندات والسجالت الرسمية ،حيث يعتمد العمل واالتصال في التنظيم البيرقراطي $على .5
المعلومات المكتوبة والموثقة رسمياً في السجالت والمستندات.
إلغاء الطابع الشخصي والتجرد من الذاتية ،حيث يخضع العاملون في التنظيم $البيروقراطي .6
لألوامر والتعليمات الموضوعية والمجردة من الذاتية .أما الطابع الشخصي وأنماط السلوك في
التنظيم $فهي محددة بشكل رسمي وطبقاً للوائح وقوانين محددة.
عنصر الكفاءة والتي تمثل الصفة المميزة للموظف $البيروقراطي. .7
الفصل بين حياة الموظف الخاصة وعمله في التنظيم البيروقراطي . .8
ومن خالل المبادئ السابقة والمميزة لمدخل اإلدارة البيروقراطية نجد أن ويبر لم يقصد
بالبيروقراطية معناه السلبي الدارج قي وقتنا $الحالي ،أي ال يقصد الجمود والروتين والتعقيد وعدم
المرونة في أداء العمل .وعلى العكس فإنه كان يقصد وجود $نظام رسمي يتصف بالكفاءة العالية
والرشد $في التصرفات في إدارة األنشطة واألعمال في المؤسسات $كبيرة الحجم كما أن المتأمل في
نموذج ويبر لإلدارة البيرقراطية اليجد شيئاً يشير إلى داللة خاطئة في اإلدارة ،حيث ال أحد في الوقت
المعاصر $يرفض أن تكون في مؤسسته أهداف واضحة ،وتدرجاً للسلطة ،وتعليمات وإ رشادات $رسمية
للعمل ،وكفاءة في األداء.
20
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
التنظيم $البيروقراطي $تنظيم $مغلق ألن نجاحه يتوقف $فقط على خصائصه ومحدداته الداخلية ،
وهذا اليتفق مع النظرة الحديثة للتنظيم على أن نظام مفتوح يؤثر ويتأثر بالبيئة المحيطة .ومن
ثم فإنمحددات $نجاح أي تنظيم تتمثل في كل من البيئة المحيطة وقدراته الذاتية.
-2المدرسة السلوكية:
نش$$أ الم $$دخل الس$$لوكي $عن طري $ق $البح$$وث والدراس$$ات $ال$$تي ق $$ام به $$ا فري $ق $من الب $$احثين ال$$ذين ك$$ان
الس $$لوك اإلنس $$اني ه $$و المج $$ال الرئيس$ $ي $الهتمام $$اتهم $البحثي $$ة ،وك $$ان ه $$ؤالء من علم $$اء االجتم $$اع وعلم
النفس وعلم االنثروبولوجي$ا ، $حيث اس$$تهدفت أبح$$اثهم اكتش$$اف ط$$رق جدي$$دة يمكن أن ت$$ؤدي $إلى تحس$$ين
فاعلية المنظمة من خالل تعديل سلوك الفرد وسلوك الجماعة .وبالرغم من اتساع وتنوع $مس$$اهمات ه$$ذا
الم$$دخل في تط$$وير الفك$$ر اإلداري إال أن$$ه يمكن التم$$يز بين ثالث$$ة مج$$االت رئيس$$ية للمف$$اهيم والمس$$اهمات
الس$$لوكية ال$$تي س$$اهمت في ظه$$وره ،وهي حرك$$ة العالق$$ات اإلنس$$انية ،والحاج$$ات اإلنس$$انية والدافعي$$ة ،
وأخيراً $المفاهيم المتكاملة إلشباع حاجات األفراد وزيادة اإلنتاجية .
أوال :نظرية العالقات اإلنسانيةELTON Mayo:
) :Elton Mayo (1880-1949يعت$$بر من أهم رواد نظري$$ة العالق$$ات اإلنس$$انية و من أش$$هر أعمال$$ه
تجارب هوثورن ( 1924م – 1932م) وال$$تي تتعل$$ق بض$$رورة معالج$$ة العالق$$ات اإلنس$$انية و االهتم$$ام
به$$ا ألنه$$ا تحس$$ن من أداء العام$$ل و تزي$$د من إنتاجيت$$ه .وعلي$$ه أج$$ريت ه$$ذه التج$$ارب في ش$$ركة وس$$ترن
)Westernبمص$$$نع ( 7 )Howthorneلدراس $$ة أث$$ $ر العوام $$ل المادي$$ $ة للعم$$$ل على الكفاي$$$ة (Electric إليكتري$$ $ك
اإلنتاجي$$ة للع$$املين.ه$$دفها ك$$ان معرف$$ة أث$$ر البيئ$$ة المحيط$$ة بالعم$$ل على اإلنتاجي$$ة .وق$$د أك$$د م$$ايو أن ح$$ل
المشاكل اإلنس$$انية في العم$$ل يتم عن طري$$ق االهتم$$ام بالعنص$$ر اإلنس$اني $ودراس$$ة س$$لوكه" وب$ذلك انطلقت
مدرس $$ة العالق $$ات اإلنس $$انية من قاع $$دة أساس $$ية أهملته $$ا المدرس $$ة الكالس $$يكية وهي" إنس $$انية الف $$رد وك $$ذا
عالقت $$$ه بالجماع$$ $ة (من خالل دراس $$$ة الس $$$لوكيين ثم المدرس$$ $ة االجتماعي$$ $ة) ح$$ $تى ول$$ $و تم توف $$$ير $جمي $$$ع
الش$$روط المادي$$ة ،يمكن أن يحق$$ق االهتم$$ام ب$$الفرد نت$$ائج ق$$د تك$$ون أحس$$ن من األولى وب$$ذلك $تس$$تطيع $أن
يحق$$ق إنتاجي$$ة أك$$بر ,وه$$ذه العالق$$ات بين األف$$راد $ال تك$$ون في إطاره$$ا الرس$$مي عن طري$$ق الس$$لطة إنم$$ا
على أس$$اس الثق$$ة المتبادل$$ة والتع$$اون المش$$ترك" ،وك$$انت أه$$داف األف$$راد تتماش$$ى م$$ع أه$$داف المؤسس$$ة .و
كانت هذه التجارب كمايلي:
21
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
اختب $$ار العالق $$ة بين كثاف $$ة اإلض $$اءة والكفاي $$ة اإلنتاجي $$ة للع $$املين .وج $$اءت النت $$ائج غ $$ير متوقع $$ة, -1
مؤك$$دة وج$$ود $متغ$$ير جدي$$د وه$$و ال$$روح المعنوي$$ة للعم$$ال ودرج$$ة االنس$$جام والوئ$$ام الق$$ائمين بين
المجموعة العاملة.
اختبار أث$ر الراح$ات وم$دتها $على الكفاي$ة واإلنتاجي$ة ,فتك$ررت النت$ائج غ$ير المتوقع$ة ال$تي تؤك$د$ -2
تأثر اإلنتاجية أساساً بالحالة المعنوية للعمال.
إختب$$ار أث$$ر تغي$$ير طريق$$ة دف$$ع األج$$ور على الكفاي$$ة اإلنتاجي$$ة .وتك$$ررت النت$$ائج غ$$ير المتوقع$$ة -3
والتي تؤكد أن اإلنتاجية ترتبط إيجابي$اً ب$الظروف االجتماعي$ة والنفس$ية للع$املين أك$ثر مم$ا ترتب$ط
بالتغييرات $المادية التي تدخل على ظروف $وأحوال العمال.
وهك $$ذا يمكن تلخيص أهم النت $$ائج ال $$تي توص $$ل إليه $$ا م $$ايو وزمالؤه من تج $$ارب اله $$اوثورن على النح $$و
التالي :
ميل األفراد $العاملين إلى تكوين تنظيمات غير رسمية فيما بينهم. -1
-2تأثر تصرفات األفراد داخل التنظيم باإلطار الذي ترسمه لهم الجماعة.
-3أن الحوافز $المعنوية تقوم بدور حيوي في تحفيز األفراد $للعمل.
-4إن طاقة الفرد للعمل ال تتحدد طبقاً لطاقته الفسيولوجية وإ نما أيضاً طبقاً لطاقته
االجتماعية من حيث شعوره بالرضا $والتفاهم القائم بينه وبين رؤسائه من ناحية ,ودرجة
التعاون مع زمالئه في العمل من ناحية أخرى.
-5دور القيادة غير الرسمية في التأثير على سلوك األفراد $داخل التنظيم من حيث تكوين
الجماعات ونمط $العالقات بينهم.
لقد أحدثت نتائج الدراس$ات ال$تي توص$ل إليه$ا رواد حرك$ة العالق$ات اإلنس$انية تح$والً كب$يراً في الفك$ر
اإلداري ،وال$$تي ح$$ولت االتج$$اه الكالس$$يكي من الترك$$يز $على الج$$وانب الفني$$ة والمادي$$ة في اإلنتاجي$$ة إلى
الترك $$يز $على الحاج $$ات االجتماعي $$ة والعالق $$ات اإلنس $$انية .كم $$ا زادت ه $$ذه الحرك $$ة الض $$وء على أهمي $$ة
التنظيم $غ$$ير الرس$$مي وت$$أثيره على س$$لوك الف$$رد ،وعلى ال$$روح المعنوي$$ة للع$$املين وأثره$$ا على األداء .
إضافة إلى ذلك ،فقد أظهرت أهمية نمط اإلدارة والحاجة إلى تدريب المديرين لتنمية مهارات العالق$$ات
الشخص$$ية واالتص$ال $والدافعي$$ة ل$$ديهم .كم$ا رك$$زت على ديناميكي$$ة الجماع$ة وتأثيره$ا $على إنتاجي$ة الف$رد.
و ب $$الرغم من المس $$اهمات العظيم $$ة ال $$تي ق $$دمتها حرك $$ة العالق $$ات اإلنس $$انية في مراح $$ل تط $$وير نظري $$ة
اإلدارة ،إال أنها تعرضت للعديد من اإلنتقادات منها:
22
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
أن ه$$ذه المدرس$$ة لم تق$$دم نظري$$ة كامل$$ة وال ش$$املة لتفس$$ير ظ$$اهرة التنظيم والس$$لوم التنظيمي ب$$ل
إنه $$$ا رك$$ $زت اهتمامه $$$ا على دراس$$ $ة ج $$$انب واح $$$د من ج$$ $وانب التنظيم المتع$$ $ددة وه $$$و العنص $ $ر$
البشري.
أن حركة العالقات اإلنسانية في تركيزه$$ا على دراس$$ة التنظيم غ$$ير الرس$$مي تغف$ل أهمي$$ة التنظيم
الرسمي $وال توضح أثره في تشكيل سلوك أعضاء التنظيم.
أن حرك$$ $ة العالق$$ $ات اإلنس$$ $انية بتركيزه $ $ا $على جماع$$ $ات العم$$ $ل باعتباره$$ $ا عائل$$ $ة س$$ $عيدة وب$$ $أن
المص$$$نع أو مك$$$ان العم$$$ل ه$$$و مص$$$در الرض$$$ا األساس $$ي للعام $$ل إنم $$ا تتغاف $$ل عن واق$$$ع التفاع$$$ل
االجتم$$اعي لألف$$راد $والجماع$$ات وم$$ا يحتوي$$ه من تص$$ارع وتن$$افس $ومحاول$$ة للس$$يطرة والتس$$لط,
وبالتالي $فإنها تعطي تصويراً خاطئاً $للتنظيمات الفعلية.
23
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
ماسلو حدد
owخمسة Masl
من أنواع
االحتياجات
الناس وحدد لكل
ترتيبا بمعنى لها
اإلنسان يبحث أن
بالترتيب عنها
المذكور.
فعندما يتم تلبية االحتياجات األدنى نسبيا يبحث اإلنسان عن المستوى األعلى من
االحتياجات .هذه األنواع الخمسة من الحاجات هي:
احتياجات البد من تلبيتها من خالل وجود أجازات وتحديد أوقات العمل بحيث ال
يصبح العامل يذهب لبيته عند النوم فقط.
حاجات االحترام و التقدير : Esteem needsبعد توفير االحتياجات األساسية ثم .4
األمان ثم االحتياجات االجتماعية فإن اإلنسان يبحث عن التقدير ممن حوله .فهو
يبحث عن النجاح وعن تقدير الناس لذلك والحصول على وضع متميز .لذلك فإن
مكافأة العاملين وتقدير مجهودهم ماديا ومعنويا هو من األمور المحفزة .اإلنسان
يريد أن يقدره زمالؤه في العمل ومن يعرفونه خارج العمل .فهو يذهب ألسرته
ليخبرهم بحصوله على جائزة التفوق في كذا أو أن مديره شكره لقيامه بمجهود او
تقديمه فكرة وهكذا .وهو يريد أن يشعر زمالءه بتقدمه في العمل فيريد مثال أن
يترقى لمراكز أعلى لكي يظهر نجاحه.
حاجات تحقيق الذات Self-Actualization needs:بعد توفير كل هذه االحتياجات .5
فإن اإلنسان يبدأ في البحث عن تحقيق الذات وهو أن يقدم أحسن ما عنده ويستغل
كل طاقاته فيبدع ويتطور إلى حدود عالية جدا.
إف$$$ترض ماس$$$لو أن الحاج$$$ات ال$$$تي في قاع$$$دة اله $$رم هي الحاج $$ات األعلى من حيث -
المستوى .وهذا غير واقعي ويتوقف على المواقف والظروف ون$$وع األف$$راد .فأحيان$اً
تشعر أن الحاجة إلى االحترام لديك غير مش$بعة وتس$$عى إلى إش$$باعها ول$$و بالتض$$حية
-وقتي $ $اً –ببعض الحاج$$ $ات الفس$$ $يولوجية أو تفض$$ $ل أن تعم$$ $ل م$$ $ع ش$$ $خص يحترم$$ $ك
ويشعرك بالتقدير ،وترفض العمل مع ش$خص آخ$ر اليش$بع حاج$ة االح$ترام والتق$دير
لديك بالرغم من أنه يقدم لك آجراً كبيراً .
ب$$ $الرغم من عمومي$$ $ة نم$$ $وذج ه$$ $رم الحاج$$ $ات لماس$$ $لو على جمي$$ $ع األف$$ $راد في جمي$$ $ع -
األماكن والظروف واألوقات ،إال أن هذا الهرم المتدرج قد يختل$$ف من ف$$رد آلخ$$ر ،
ومن وقت آلخ $$ $ر .ف $$ $الفرد في الص $$ $حراء ق $$ $د يع $$ $رض نفس $$ $ه إلى الخط $$ $ر في س $$ $بيل
الحص$$ول على جرع$$ة من الم$$اء في حال$$ة العطش الش$$ديد .واألس$$ير ل$$دى األع$$داء في
25
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
الح $$رب ق $$د ي $$ذل ويه $$ان ويقب $$ل ه $$ذا ويتحم $$ل في س $$بيل أن يحص $$ل على الطع $$ام ...
وهكذا.
ثالثا :نظرية Xونظرية Yــ : Douglas McGregor
حس$$ $ب ) McGregor (1906-1964توج$$ $د نظري$$ $تين تفس$$ $ر س$$ $لوك العام$$ $ل داخ$$ $ل المؤسس$$ $ة
األولى بنظري$$ة ) X (TheoryXوالقريب$$ة بمض$$مونها من نظري$$ة اإلدارة العلمي$$ة ،وع$$رفت
النظري $$ة الثاني $$ة بنظري $$ة ) Y(TheoryYوال $$تي مثلت لمض $$مونها حرك $$ة العالق $$ات االجتماعي $$ة
وال $$تي أعتبره $$ا McGregorنفس $$ه الفلس $$فة الفض $$لى $لك $$ل الم $$ديرين المنظمين حيث تلتقي من
خاللها األهداف التي تجمع فريقي العمل .و الجدول التالي يوضح ك ّل من النظريتين$:
Yنظرية Xنظرية
تمث $$ل وجه $$ة نظ $$ر اإلدارة العلمي $$ة وترك$$ز $على اإلش $$راف $تمثل وجهة نظر حركة العالق$ات االجتماعي$ة وترك$ز $على
المباشر $واليومي $على األفراد $لكي يعط$$وا أقص$$ى النت$$ائج ،ت $$زاوج أه $$داف األف $$راد وأه $$داف المؤسس $$ات ،وبن $$اء علي $$ه
:الركيزة األساسية للمديرين McGregorأعتبرها :تقوم هذه النظرية على الفرضيات اآلتية
.اغلب األفراد اليحبون العمل واليرغبونه 1.اليمكن الج$$زم أن األف$$راد يحب$$ون العم$$ل بط$$بيعتهم ،ب$$ل1.
.أن ميولهم $تجاه العمل تتكون نتيجة خبرتهم يجب اس$$تخدام $ن$$وع من القه$$ر والق$$وة م$$ع األف$$راد ح$$تى2.
.األفراد $محفزون ذاتياً لتحقيق أهادف التزموا بها2. .يمكن التأكد من أدائهم للعمل المكلفين به
اإلنس$$ان الع$$ادي يفض$$ل أن يوج$$ه في أدائ$$ه لعم$$ل معين 3.يل$$ $ $تزم األف$$ $ $راد باأله$$ $ $داف ال$$ $ $تي تحق$$ $ $ق لهم المكاس$$ $ $ب3.
.بدال من اعتماده الشخصي على نفسه الشخص$$ $ية وخاص$$ $ة تل$$ $ك ال$$ $تي تتعل$$ $ق ب$$ $االحترام وتحقي$$ $ق
.الذات
يمل $$ $ $ك األف$$ $ $راد المق$$ $ $درة على ابت $$ $ $داع وابتك$$ $ $ار $حل $$ $ $ول5.
26
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
.مشكالت العمل
فالمدير الذي يتبنى نظرية Xفي نمطه القيادي يميل دائما ليك$ون دكتاتوري$اً وموجه$اً بالرقاب$ة
الص$$ارمة .وص$$احب نظري$$ة تش$$اؤمية نح$$و طبيع$$ة العنص$$ر البش$$ري ،واليمكن أن يث$$ق في$$ه
اآلخرون.
أم $$ا الم $$دير ال $$ذي يتب $$نى نظري $$ة Yيك $$ون ص $$احب النظري $$ة التفاؤلي $$ة لمرؤوس $$يه ،ويمكن
وص$$فه بأن$$ه م$$دير ديمق$$راطي يحف$$ز اآلخ$$رين للعم$$ل ويمنحهم الفرص$$ة لتوجي$$ه أنفس$$هم ذاتي $اً
ورقاب$$ة أنفس$$هم بأنفس$$هم ،وي$$وفر لهم من من$$اخ االبتك$$ار واإلب$$داع ،ويث$$ق في ق$$دراتهم على
تحمل المسئولية وتحقيق أهداف المنظمة .
تق$$وم ه$$ذه النظري$$ة على أس$$اس اس$$تخدام لرياض$$يات للتعب$$ير عن المش$$كالت اإلداري$$ة.
وبن $$اء نم $$وذج يتم من خالله $$ا التوص $$ل إلى الحل $$ول المثلى لتل $$ك المش $$كالت ،وق $$د تط $$ورت
أساليب وطرق متعددة فيما يسمى ببحوث العمليات ،هدفها ترشيد عملي$$ة اتخ$اذ الق$رار ال$ذي
يعت$$بر ص$$لب التس$$يير .وت$$رى رواد ه$$ذه المدرس$$ة إلى نش$$اطات المؤسس$$ة على أنه$$ا عملي$$ات
منطقية يمكن ترجمتها بصورة كمية على شكل نماذج ومعدالت ورموز رياضية.
ولقد ظهر هذا التوجه خالل الحرب العالمي$$ة الثاني$$ة عن$$دما ح$$اولت اإلدارة العس$$كرية
البريطاني$$ $ $ة جم$$ $ $ع مجموع$$ $ $ة من العلم $$ $اء لدراس$$ $ $ة اس$$ $ $تراتيجية بعض العملي$$ $ $ات العس$$ $ $كرية
لمواجه$$$ة اآلالت حيث ك$$$انت اله$$$دف ه$$$و توزي$$$ع الم $$وارد المتاح $$ة ،وله $$ذا س $$ميت ببح $$وث
العملي$$ات العس$$كرية ولق$$د انتقلت ه$$ذه التجرب$$ة إلى ال$$و.م.أ ثم القط$$اع الخ$$اص للمس$$اعدة في
اتخاذ القرارات األكثر موضوعية في التسيير.
27
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
وبع$$د ح.ع 2.ب$$دأ علم$$اء بح$$وث العملي$$ات في تط$$بيق ه$$ذا المنهج في ظ$$ل المش$$كالت
وم$$ع بداي$$ة 1965ك$$انت ه$$ذه النظري$$ة واس$$عة االنتش$$ار والتط$$بيق .وب$$الرغم من أن بح$$وث
العملي$$ات س$$اعدت الم$$ديرين في ح$$ل الكث$$ير من المش$$كالت خاص$$ة ال$$تي تحت$$وي على العدي$$د
من المتغيرات كمشكالت اإلنتاج ،التس$ويق والرقاب$ة على المخ$زون مم$ا أدى ارتف$اع فاعلي$ة
األداء التنظيمي إال أن هن $$ $ $اك بعض المتغ $$ $ $يرات $ال $$ $ $تي من الص $$ $ $عوبة ترجمته $$ $ $ا ع $$ $ $دديا أو
وضعها في معادالت رياضية مثل الروح المعنوية للعاملين ،الرضا عن العمل وغيرها من
العوامل المؤثرة على أداء المؤسسات.
وهناك العديد من النماذج الرياضية التي يمكن تطبيقها لتفعيل أداء المؤسسة نذكر
ما يلي:
نموذج البرمجة الخطية :ويستخدم لتحديد تشكيلة المنتجات المثلى الواجب إنتاجها من -1
طرف المؤسسة لتحديد أقصى ربح أو أدنى تكلفة.
نموذج النقل:ويهدف إلى تحديد أفضل شبكة نقل لتوزيع السلع من نقاط إنتاج محددة -2
إلى نقاط استهالك بهدف تحقيق أدنى تكلفة.
1
www.arabum.com : le 06/04/2016.
28
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
وم $$ع تط $$ور اإلعالم اآللي وتكنولوجي $$ا المعلوم $$ات ،أص $$بح اس $$تعمال الط $$رق الكمي $$ة
والرياض$$ية لمعالج$$ة المش$$كالت اإلداري$$ة من خالل اس$$تخدام البرمجي$$ات ن$$ذكر منه$$ا :يرن$$امج
الـ( *SPSSبرن$$امج الح$$زم اإلحص$$ائية للعل$$وم االجتماعي$$ة) ،وه$$و عب$$ارة عن ح$$زم حاس$$وبية
متكامل $$ة إلدخ $$ال البيان $$ات وتحليله $$ا ،ويس $$تخدم في جمي $$ع البح $$وث العلمي $$ة ال $$تي تش $$تمل على
العديد من البيانات الرقمية.
يع $$ $د مص $$ $طلح النظم من المص $$ $طلحات الش $$ $ائعة االس $$ $تخدام في مختل $$ $ف المج $$ $االت
االجتماعي $$ة ،االقتص$$ادية والسياس $$ية ،وه$$و مص $$طلح منبث $$ق من كلم $$ة ( )systemاليوناني$$ة،
وال$$ $ $ $تي يع$$ $ $ $ني الك$$ $ $ $ل الم$$ $ $ $ركب من ع$$ $ $ $دة أج$$ $ $ $زاء أو عناص$$ $ $ $ر (بش$$ $ $ $رية ،مالي$$ $ $ $ة ،مادي$$ $ $ $ة،
معلوماتي $$ة...إلخ) حيث يتم تفاع $$ل ه $$ذه المعلوم $$ات في إط $$ار هيك $$ل تنظيمي يض $$بط وينظم
تدفقات ه$ذه العوام$$ل وحركته$$ا داخ$ل النظ$ام به$$دف تحقي$ق المؤسس$$ة ،وذل$ك في إط$$ار بيئته$ا
الخارجية ،وعليه التسيير الفعال هو تسيير ال يتجاهل بيئة عمل المؤسسة.
**
Statistical Package for Social Sciences.
29
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
ت$أتي نظري$ة النظم في إط$ار النظري$ات الحديث$ة ال$تي تق$وم على أس$اس نق$د النظري$ات
الكالس $$يكية والس $$لوكية ألن ك $$ل منهم $$ا رك $$ز على أح $$د متغ $$يري التنظيم (العم $$ل واإلنس $$ان)
باعتبار المؤسسة نظاما مغلقا.
بينما يرى للتسيير في نظرية النظم إلى أنه نظام مفتوح يتفاعل مع البيئة الخارجية
من أجل تحقيق البقاء واالستمرارية .ومن مبادئ هذه النظرية:
اعتبار الفرد مهما كان مستواه اإلداري قائدا أو منفذا أو منفذا الجزء األساسي -
في النظام ،حيث اهتمت بحوافز الفرد واتجاهاته...
يحقق النظام الترتيب الرسمي للعمل عن طريق الهيكل التنظيمي. -
وجود التنظيم غير الرسمي الناتج عن العالقات غير الرسمية بين المجموعات -
وتفاعلهم مع بعضهم.
يوفر تكنولوجيا العمل ومتطلباتها الرسمية ،فاآلالت والعمليات يجب تصميمها -
لتتماشى مع التركيب السيكولوجي والفيسيولوجي للعمال.
النظر على أن تسيير المؤسسة يتطلب اعتبارها نظام مفتوح يسمح لعناصرها -
التفاعل من البيئة المحيطة بها .وبالتالي يساعد على تكوين نظة شاملة للمؤسسة
ككل.
اعتبار تسيير المؤسسة مبادئ غير ثابتة تتغير بتغير المتغيرات الموجودة في -
المحيط الخارجي لها.
تسمح نظرية النظم من وجود أسلوب مثلي للقيادة والتحفيز باعتبار أن لكل -
موقف وطبيعة العمل والعاملين في المؤسسة أسلوب إداري مناسب.
اإلدارة اليابانية (:)1950 -5
30
األستاذة :د /داني .ن الفصل الثاني :المدارس التنظيمية التي ساهمت في تطور التسيير
جاءت اإلدارة اليابانية بمبادئ أساسية تساعد المؤسسة على تحقيق الفعالية وبالتالي
القدرة التنافسية في محيط يتميز بالتعدد ،االرتباط وعدم االستقرار.من خالل
ولتحقي$$ $ $ق العناص$$ $ $ر الثالث$$ $ $ة ويجب ع$$ $ $دم التمي$$ $ $يز بين تط$$ $ $ور مس$$ $ $تويات العملي$$ $ $ات
والوظ$$ائف وتط$$ور المؤسس$$ة ،بحيث عملي$$ا يجب أن يراف$$ق تط$$ور أدوات وأس$$اليب العم$$ل،
تطور قدرات المؤسسة الستخدامها.وهذا يعني كيفية تسيير المؤسس$$ة بص$$فة مس$$تمرة بالقي$$ام
بالتحس $$ $ $ينات المس $$ $ $تمرة .حيث دعت اإلدارة الياباني $$ $ $ة إلى تس $$ $ $يير المؤسس $$ $ $ة على أس $$ $ $اس
العمليات حتى يمكن قياسها ،وتحسينها باستمرار حيث وضعت توجهات جديدة في التفك$$ير،
التخطيط والتنفيذ.
من نوع ونموذج واحد من السيارات Mass Productionوهذا ما كان يناسب السوق
األمريكي الكبير ،اآلالت الكبيرة ،وجود الكثير من العيوب الخفية .عدم القدرة من
المراقبة ،وتحديد السبب الرئيسي للخطأ...طول مسافات التصنيع لتصل إلى التجميع ،مما
ينتج عنه ضياع الوقت الناتج عن التخزين ،االنتظار...
32