You are on page 1of 4

‫‪F‬‬

‫ماء السماء‪ ،‬فيمسكه ويستوي نباته‪ ،‬كذا يف النهاية البن األثير)‪ ،(11‬والمقصود أن الجنة ينمو‬
‫غراسها سري ًعا بهذه الكلمات كما ينمو غراس القيعان من‬

‫ومن فضائلهن‪ :‬أنه ليس أحد أفضل عند اهلل من مؤمن‬


‫اهلل مائة‪،‬‬
‫) ‪(6‬‬
‫أحمد بإسناد حسن‪ (5).‬وحسن إسناده العالمة األلباين ‪. $‬‬
‫وتأمل هذا الثواب العظيم المترت ب على هؤالء الكلمات‪ ،‬فمن سبح َ‬
‫َّ‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬و الصالة و السالم على إمام المرسلين‪ ،‬نبينا‬

‫األرض ونبتها‪ً.‬‬ ‫أي قال‪ :‬سبحان اهلل مائة مرة فإنها تعدل عتق مائة رقبة من ولد إسماعيل‪،‬‬ ‫محمد و على آله و صحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪ :‬فإن اهلل عز وجل قد خص أربع‬
‫سادسا‪:‬‬ ‫وخص بني إسماعيل بالذكر ألنهم أشرف العرب نس ًبا‪ ،‬ومن حمد ِ اهلل مائة‪،‬‬ ‫كلمات بفضائل عظيمة‪ ،‬و ميزات جليلة‪ ،‬تدل على عظم شأنهن‪ ،‬و رفعة‬
‫يعمر يف اإلسالم يكثر تكبيره وتسبيحه وتهليله وتحميده‪ :‬روى اإلمام أحمد‪ ،‬والنسائي يف عمل‬ ‫أي من قال‪ :‬الحمد هل مائة مرة كان له من الثواب مثل ثواب من تصدق بمائة‬
‫فرس مسرجة ملجمة‪ ،‬أي‪ :‬عليها سرجها ولجامها ٍ‬ ‫قدرهن‪ ،‬و علو مكانتهن‪ ،‬و تميزهن على ما سواهن من الكالم‪ ،‬وهن‪ :‬سبحان‬
‫اليوم والليلة بإسناد‪ N‬حسن عن عبد اهلل بن شداد‪ :‬أن نفرا من‬ ‫لحمل المجاهدين يف سبيل‬ ‫اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‬
‫بني عذ َرة ثالثة أتوا النبي ﷺ فأسلموا قال‪ :‬فقال النبي ﷺ‪« :‬من يكفينيهم»‬ ‫اهلل مائة مر ة‪ ،‬أي قال‪ :‬اهلل أكبر مائة مرة كان له من الثواب مثل‬ ‫اهلل‪ ،‬ومن كبر َ‬ ‫ورد يف فضلهن نصوص كثيرة تدل داللة قوية على عظم شأن هؤالء‬
‫قال طلحة ﭬ ‪ :‬أنا‪ ،‬قال‪ :‬فكانوا عند طلحة فبعث النبي ﷺ بع ًثا فخرج‬ ‫ثواب إنفاق مائة بدنة مقلدّ‪N‬ة م ٍتقبلة‪ ،‬ومن هلل مائة‪ ،‬أي قال‪ :‬ال إله إال اهلل مائة‬ ‫الكلمات ‪ ،‬وما يترتب على القيام بهن من أجور عظيمة وأفضال كريمة‪ ،‬وخيرات‬
‫فيه أحدهم فاستشهد‪ ،‬قال‪ :‬ثم َب َعث بع ًثا آخر‪ ،‬فخرجٍفيهم آخر فاستشهد‪،‬‬ ‫مرة فإنها تمأل ما بين السماء واألرض‪ ،‬وال ُيرفع ألحد عمل إال أن يأتي بمثل‬ ‫متوالية يف الدنيا َ‬
‫واآلخرة‪ ،‬وقد رأيت أن من المفيد جمع جملة منها‬
‫قال‪ :‬ثم مات الثالث على فراشه‪ ،‬قال طلحة‪ :‬فرأيت هؤالء الثالثة الذين كانوا‬ ‫ما أتى به‪ً .‬‬ ‫يف مكان واحد‪ ،‬وهي يف األصل جزء من كتابي‪ -‬فقه األدعية و األذكار‪ -‬رغب‬
‫عندي يف الجنة‪ ،‬فرأيت الميت على فراشه أمامهم‪ ،‬ورأيت الذي استشهد‬ ‫رابعا‪ :‬ومن فضائل هؤالء الكلمات‪ :‬أنهن مكفرات للذنوب‪ ،‬فقد‬ ‫بعض أفاضل اإلخوة الكرام أن تفرد يف رسالة مستقلة ليعم نفعها‪ ،‬و تكثر‬
‫أولهم آخرهم‪ ،‬قال‪ :‬فدخلني من ذلك‪،‬‬ ‫أخيرا يليه‪ ،‬ورأيت الذي استشهد َ‬ ‫ثبت يف المسند‪ ،‬وسنن الترمذي‪ ،‬ومستدرك الحاكم من حديث عبد اهلل بن‬ ‫فائدتها‪ ،‬بإذن اهلل تع‪NN‬الى‪ .‬فإليك‪ -‬أخي المسلم‪ -‬هذه الفض‪NN‬ائل فتأملها بأن ‪NN‬اة عسى أن يك‪NN‬ون‬
‫قال‪ :‬فأتيت النبي ﷺ فذكرت ذلك له‪ ،‬قال‪ :‬فقال رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما أنكرت من ذلك‪،‬‬ ‫عمرو بن العاص ‪ -‬ﭭ ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬ما على األرض رجل‬ ‫فيها تحفيز للهمم‪ ،‬و تنش‪NN‬يط للع‪NN‬زائم‪ ،‬وع‪NN‬ون على المحافظة‪ N‬على ه‪NN‬ؤالء الكلم‪NN‬ات‪ ،‬و اهلل‬
‫ليس أحد أفضل عند اهلل من مؤمن ُيعم ُر يف اإلسالم َيكثر تكبيره‬ ‫يقول‪ :‬ال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‪ ،‬وسبحان اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال حول وال قوة‬ ‫وحده الموفق والمعين على كل خير و ال حول‬
‫وتسبي حه وتهليله وتحميده‪»(12).‬‬ ‫إال باهلل‪ ،‬إال ك فِّ رت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من َز َبد البحر»‪ ،‬حسنه الترمذي‪،‬‬ ‫وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬
‫وقد دل هذا ّالحديث العظيم على عظم فضل من طال عمره وحسن عمله‪،‬‬ ‫)‪(7‬‬
‫وصححه الحاكم وأقره الذهبي‪ ،‬وحسنه األلباين‪.‬‬ ‫أو ًال‪ :‬فمن فضائل هؤالء الكلمات‪ :‬أنهن أحب الكالم إلى اهلل‪ ،‬فقد‬
‫ولم يزل لسانه َرطبًا بذكر اهلل عز وجل‪.‬‬ ‫والمراد بالذنوب المكفرة هنا أي‪ :‬الصغائر‪ ،‬لما ثبت يف صحيح مسلم عن أبي‬ ‫روى مسلم يف صحيحه من حديث سمرة بن جندب ﭬقال‪ :‬قال رسول اهلل‬
‫سابعًا‪ :‬ومن فضائلهن‪ :‬أن اهلل اختار هؤالء الكلمات واصطفاهن‬ ‫هريرةﭬ ‪ :‬أن رسول اهلل ﷺ كان يقول‪« :‬الصلوات الخمس والجمعة إلى‬ ‫ﷺ‪َ « :‬أحب الكالم إلى اهلل ‪ -‬تعالى ‪ -‬أربع‪ ،‬ال يضرك بأيهن بدأت‪ :‬سبحان‬
‫زيال‪ ،‬ففي المسند‬
‫لعباده‪ ،‬ورتب على ذكر اهلل بهن أجورا عظيمة‪ ،‬وثوا ًبا ج ً‬ ‫الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)‪ ،»(8‬فقيد‬ ‫اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر)‪ ،»(1‬ورواه الطيالسي يف مسنده بلفظ‪:‬‬
‫إللمام أحمد ومستدرك الحاكم بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة وأبي‬ ‫التكفير باجتناب الكبائر؛ ألن الكبيرة ال ُيكفرها إال التوبة‪.‬‬ ‫«أربع هن من أطيب الكالم‪ ،‬وهن من القرآن‪ ،‬ال يضرك بأيهن بدأت‪ :‬سبحان‬
‫سعيد ‪ -‬ﭭ ‪ -:‬أن رسول اهلل ﷺ قال‪« :‬إن اهلل اصطفى من الكالم أربعًا‪:‬‬ ‫ويف هذا المعنى ما رواه الترمذي وغيره عن أنس بن مالك ﭬ‪ :‬أن رسول اهلل‬ ‫اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‪»(2).‬‬
‫سبحان اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‪ ،‬فمن قال‪ :‬سبحان اهلل كتب‬ ‫ﷺ مر بشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه فتناثر الورق‪ ،‬فقال رسول اهلل ﷺ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ثانيً ا‪ :‬ومن فضائلهن‪ :‬أن النبي ﷺ أخبر أنهن أحب إليه م َّما طلعت‬
‫له عشرون حسنة‪ ،‬وحطت عنه عشرون سيئة‪ ،‬ومن قال‪ :‬اهلل أكبر فمثل ذلك‪،‬‬ ‫«إن الحمد هلل‪ ،‬وسبحان اهلل‪ ،‬وال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر ل ُتساقط من ذنوب العبد‬ ‫عليه الشمس (أي‪ :‬من الدنيا وما فيها)‪ ،‬لما روى مسلم يف صحيحه من حديث‬
‫ومن قال‪ :‬ال إله إال اهلل فمثل ذلك‪ ،‬ومن قال‪ :‬الحمد هلل رب العالمين‪ N‬من ق َبل‬ ‫)‪(9‬‬
‫كما َتساقط ورق هذه الشجرة»‪ ،‬وحسنه األلباين‪.‬‬ ‫أبي هريرة ﭬقال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬ألن أقول‪ :‬سبحان اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪،‬‬
‫نفسه كتبت له ثالثون حسنة‪ ،‬وحط عنه ثالثون خطيئة‪»(13).‬‬ ‫ِ‪N‬‬ ‫خامسً ا‪ :‬وم ِ‪N‬ن فضائل هؤالء الكلمات‪ :‬أنهن غرس الجنة‪ ،‬روى‬ ‫وال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس‪»(3).‬‬
‫ق َبل نفسه عن األربع؛‬ ‫وقد زاد يف ثواب الحمد عندما يقوله العبد ِ‬
‫ٍمن‬ ‫الترمذي عن عبد اهلل بن مسعود‪ ،‬عن النبي ﷺ أنه قال‪« :‬لقيت إبراهيم ليلة‬ ‫ثا ًلث ا‪ :‬ومن فضائلهن‪ :‬ما ثبت يف مسند اإلمام أحمد‪ ،‬وشعب اإليمان‬
‫ألن الحمد ال يقع غال ًبا إال بعد سبب كأكل أو شرب‪ ،‬أو حدوث نعمة‪ ،‬فكأنه وقع يف‬ ‫أسري بي‪ ،‬ف ُ‪N‬قال‪ :‬يا محمد أقرئ أمتك مني الس‪N‬الم‪ ،‬وأخبرهم أن ِ‬
‫الجن‪N‬ة طيب ‪N‬ة الترب‪N‬ة‪،‬‬ ‫للبيهقي بإسناد جي ‪N N‬د عن عاصم بن بهدلة‪ ،‬عن أبي صالح‪ ،‬عن أم ه ‪N‬انئ بنت أبي طالب‬
‫مقابلة ما أسدي إليه وقت الحمد‪ ،‬فإذا أنشأ العبد الحمد من ق َبل نفسه‬ ‫)‬
‫والحمد هلل‪ ،‬وال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‬
‫عذبة الماء‪ ،‬وأنها قيعان‪ ،‬غراسها سبحان اهلل‪ُ ،‬‬ ‫قالت‪ :‬مر بي رسول اهلل ﷺ فقلت‪ :‬إني قد كبرت وضعفت ‪ -‬أو كما قالت ‪ -‬فمرين‬
‫دون أن يدفعه لذلك تجد ُّد نعمة زاد ثوابه‪.‬‬ ‫‪ ،»(10‬ويف إسناد هذا الحديث عبد الرحمن بن إسحاق‪ ،‬لكن‬ ‫بعمل أعمله وأنا جالسة‪ .‬قال‪« :‬سبحي اهللَ‪ N‬مائة تسبيحة‪ ،‬فإنها‬
‫من ا‪ :‬ومن فضائلهن‪ :‬أنهن ج ّن ٌة لقائلهن من النار‪ ،‬ويأتين يوم القيامة‬ ‫ثا ً‬ ‫للحديث شاهدان يتقوى بهما من حديث أبي أيوب األنصاري‪ ،‬ومن حديث‬ ‫تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل‪ ،‬واحمدي اهلل مائة تحميدة‪،‬‬
‫ُمنجيات لقائلهن ومقدمات له‪ ،‬روى الحاكم يف المستدرك‪ ،‬والنسائي يف عمل اليوم‬ ‫عبد اهلل بن عمر‪.‬‬ ‫اهلل مائة تكبيرة‬
‫تعدل لك مائة فرس ُمسرجة ملجمة تحملين عليها يف سبيل اهلل‪ ،‬وك ِّبري َ‬
‫والليلة‪ ،‬وغيرهما عن أبي هريرة ﭬ قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪ُ « :‬خذوا‬ ‫والقيعان جمع قاع‪ ،‬وهو المكان المستوي الواسع يف وطأة من األرض يعلوه‬ ‫فإنها تعدل لك مائة بدنة ُمقلدة متقبلة‪ ،‬وهللي مائة تهليلة ‪ -‬قال‬
‫َ‬
‫ج َّن َتكم»‪ ،‬قلنا‪ :‬يا رسول اهلل من عدو قد حضر! قال‪« :‬ال‪ ،‬بل ج َّن ُتكم من النار‪،‬‬ ‫ابن خلف (الراوي عن عاصم) أحسبه قال ‪ -:‬تمأل ما بين السماء واألرض‪،‬‬
‫أكبر‪ ّ،‬فإنهن يأتين يوم‬ ‫ٍ‬
‫قولوا‪ :‬سبحان اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل َ‪N‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 5‬الرتغيب والرتهيب ‪(409/2).‬‬
‫‪ 6‬السلسلة الصحيحة ‪(303/3).‬‬
‫‪.)132/4( 11‬‬ ‫‪ 7‬المسند ‪ ،158)،(210/2‬وسنن الرتمذي (رقم)‪ ،:3460‬ومستدرك الحاكم ) ‪ ،(503/1‬وصحيح‬
‫‪ 12‬المسند )‪ ،(163/1‬والسنن الكربى للنسائي كتاب‪ :‬عمل اليوم والليلة ‪(6/‬رقم) ‪ ،:10674‬وحسنه‬ ‫الجامع (رقم‪:5636).‬‬
‫العالمة األلباين يف الصحيحة (رقم‪:654).‬‬ ‫‪ 8‬صحيح مسلم (رقم‪:233).‬‬
‫‪ 13‬المسند ) ‪ ،(302/2‬والمستدرك )‪ ،(512/1‬وقال العالمة األلباين يف صحيح‪ 9‬الجامع (رقم‪:1718):‬‬ ‫‪ 9‬سنن الرتمذي (رقم)‪ ،:3533‬وصحيح الجامع (رقم‪:1601 ).‬‬
‫صحيح‪.‬‬ ‫‪ 10‬سنن الرتمذي (رقم)‪ ،:3462‬وحسنه األلباين يف السلسلة الصحيحة (رقم‪:105).‬‬
‫‪2‬‬ ‫وال يرفع يومئذ ألحد عمل إال أن يأتي بمثل ما أتيت به‪ »(4).‬قال المنذري‪ :‬رواه‬

‫صحيح مسلم (رقم‪:2137).‬‬ ‫‪1‬‬


‫مسند الطيالسي (ص‪:122).‬‬ ‫‪2‬‬
‫صحيح مسلم (رقم‪:2695).‬‬ ‫‪3‬‬
‫المسند )‪ ،(344/6‬شعب اإليمان (رقم‪:612).‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪1‬‬
‫صدقة‪ ،‬ونهي عن ٍ‬
‫منكر صدقة‪ ،‬ويف ُبضع أحدكم صدقة‪ ».‬قالوا‪« :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أيأتي‬ ‫القيامة منجيات ومقدمات‪ ،‬وهن الباقيات الصالحات‪ ».‬قال الحاكم‪ :‬هذا حديث صحيح على‬
‫أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟» قال‪« :‬أرأيتم لو وضعها يف حرام‬
‫شرط مسلم‪ ،‬ولم يخرجاه‪ .‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وصححه‬
‫أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها يف الحالل كان له أجر‪»(18).‬‬ ‫العالمة األلباين يرحمه اهلل‪ .‬وقد‬
‫)‪(14‬‬
‫وقد ظن الفقراء أن ال صدقة إال بالمال‪ ،‬وهم عاجزون عن ذلك‪،‬‬ ‫تضمن هذا الحديث إضافة إلى ما تقدم وصف هؤالء الكلمات بأنهن‬
‫فأخبرهم النبي ﷺ أن جميع أنواع فعل المعروف واإلحسان صدقة‪ ،‬وذكر‬ ‫الباقيات الصالحات‪ ،‬وقد قال اهلل ‪ -‬تعالى ‪ ﴿ -:‬ﭗﭘﭙ ﭚ‬
‫يف مقدمة ذلك هؤالء الكلمات األربع‪ :‬سبحان اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال إله إال‬ ‫ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﴾ [ الكهف‪ 46] :‬والباقيات أي‪ :‬التي يبقى ثوابها‪،‬‬
‫اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‪.‬‬ ‫يؤمله العبد وأفضل ثواب‪.‬‬ ‫ويدوم جزاؤها‪ ،‬وهذا خير أمل ٍ‬
‫ثاني عشر‪ :‬ومن فضائل هؤالء الكلمات‪ :‬أن النبي ﷺ جعلهن عن‬ ‫سع ا‪ :‬ومن فضائلهن‪ :‬أنهن ينعط ْفن حول عرش الرحمن ولهن‬ ‫تا ً‬
‫القرآن الكريم يف حق من ال ُيحسنه‪ ،‬روى أبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والدارقطني‪،‬‬ ‫دوي كدوي النحل‪ ،‬يذكرن بصاحبهن‪ ،‬ففي المسند إللمام أحمد‪ ،‬وسنن ابن‬
‫وغيرهم عن ابن أبي أوىف ‪ -‬ﭭ ‪ -‬قال‪ :‬جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال‪« :‬يا‬ ‫ماجه‪ ،‬ومستدرك الحاكم عن النعمان بن َبشير ﭬ قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪:‬‬
‫أن أتعل َم القرآن‪ ،‬فعلمني شيًئا يجزيني‪ ».‬قال‪:‬‬
‫رسول اهلل إني ال أستطيع ّ‬
‫ِّ‬ ‫«إن مما تذكرون من جالل اهلل التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد‪َ ،‬ينعطف ْن‬
‫«تقول‪ :‬سبحان اهلل‪ ،‬والحمد هلل‪ ،‬وال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‪ ،‬وال حول وال قوة‬ ‫حول العرش لهن دوي ِكدوي النحل‪ ،‬تذكر بصاحبها‪ ،‬أما يحب أحدكم أن‬
‫إال باهلل‪ ».‬فقال األعرابي‪ :‬هكذا ‪ -‬وقبض يديه ‪ -‬فقال‪« :‬هذا هل‪ ،‬فما لي؟ »‬ ‫يكون له‪ ،‬أو ال يزال له من يذكر به‪ ».‬قال البوصيري يف زوائد سنن ابن ماجه‪:‬‬
‫قال‪« :‬تقول‪ :‬اللهم اغفر ّلي وارحمني وعافني وارزقني واهدين»‪ ،‬فأخذها‬ ‫)‪(15‬‬
‫إسناده صحيح‪ ،‬رجاله ثقات‪ ،‬وصححه الحاكم‪.‬‬
‫األعرابي وقبض كفيه‪ ،‬فقال النبي ﷺ‪« :‬أما هذا فقد َ َ‬
‫مأل يديه بالخير‪»(19).‬‬ ‫فأفاد هذا الحديث هذه الفضيلة العظيمة‪ ،‬وهي أن هؤالء الكلمات‬
‫قال المحدث أبو الطيب العظيم آبادي يف تعليقه على سنن‬ ‫ِ‬
‫األربع َينعط ْفن حول العرش أي‪َ :‬يملن حوله‪ ،‬ولهن َدوي كدوي النحل؛ أي‪:‬‬
‫الدارقطني‪ :‬سنده صحيح‪ .‬وقال األلباين يرحمه اهلل‪ :‬سنده حسن‪.‬‬
‫)‪(20‬‬
‫صوت يشبه صوت النحل يذكرن بقائلهن‪ ،‬ويف هذا أعظم حض على الذكر بهذه األلفاظ‪،‬‬

‫‪www.al-badr.net‬‬
‫فهذه بعض الفضائل الواردة يف السنة‪ N‬النبوية لهؤالء الكلمات األربع‪،‬‬ ‫ولهذا قال يف الحديث‪« :‬أال يحب أحدكم أن يكون له أو ال يزال‬
‫وقد ورد لكل كلمة منهن فضائل مخصوصة‪ ،‬ومن يتأمل هذه الفضائل المتق‪N‬دمة‬ ‫له من يذكر به‪».‬‬
‫ومن فضائلهن‪ :‬أن النبي ﷺ أخبر أنهن ثقيالت يف الميزان‪،‬‬
‫يجد أنها عظيمة جدا‪ ،‬ودالة على عظم ِ‪N‬قدر هؤالء الكلمات‪ ،‬ورفعة شأنهن‬ ‫ً‬
‫عاشرا‪:‬‬
‫وكثرة فوائدهن وعوائدهن على العبد المؤمن‪ ،‬ولعل السر يف هذا الفضل‬ ‫روى النسائي يف عمل اليوم والليلة‪ ،‬وابن حبان يف صحيحه‪ ،‬والحاكم‪،‬‬
‫العظيم ‪ -‬واهلل أعلم ‪ -‬ما ذكر عن بعض أهل العلم أن أسماء اهلل ‪ -‬تبارك وتعالى‬ ‫وغيرهم عن أبي سلمى ﭬ قال‪ :‬سمعت رسول اهلل ﷺ يقول‪َ « :‬ب ٍخ ب ٍخ‪،‬‬
‫‪ -‬كله‪NN‬ا مندرج‪NN‬ة ي‪NN‬ف ه‪NN‬ذه الكلم‪NN‬ات األرب‪NN‬ع‪ ،‬فس‪NN‬بحان اهلل ين‪NN‬درج تحت‪NN‬ه أس‪NN‬ماء التنزيه كالق‪NN‬دوس‬ ‫‪ -‬وأشار بيده بخمس ‪ -‬ما أثقلهن يف الميزان‪ :‬سبحان اهل‪NN‬ل‪ ،‬والحمد هل‪NN‬ل‪ ،‬وال إل‪N‬ه إال اهل‪NN‬ل‪،‬‬
‫والسالم‪ ،‬والحمد هلل مشتملة على إثبات أنواع الكمال هلل ‪ -‬تبارك يف أس‪NN‬مائه وص‪NN‬فاته ‪ ،-‬واهلل‬ ‫واهلل أك‪NN‬بر‪ ،‬والول ‪N‬د الص‪NN‬الح ُيتوىف للم‪NN‬رء المس‪NN‬لم فيحتس‪NN‬به»‪ ،‬ص‪NN‬ححه الح‪NN‬اكم‪ ،‬ووافقه‬
‫أكبر فيها تكبير اهلل وتعظيمه‪ ،‬وأنه ال ُيحصي أحد الثناء‬ ‫الذهبي)‪ ،(16‬وللحديث شاهد من حديث ثوبان ﭬ ‪ ،‬خرجه‬
‫)‪(21‬‬
‫عليه‪ ،‬ومن كان كذلك فـ(ال إله إال هو) أي‪ :‬ال معبود حق سواه‪.‬‬ ‫ب ٍخ»‬ ‫البزار يف مسنده‪ ،‬وقال‪ :‬إسناده حسن‪(17).‬وقوله‪ N‬يف الحديث‪َ « :‬ب ٍخ‬
‫فالتسبيح‪:‬تنزيه هلل عن كل ما ال يليق به‪.‬‬ ‫هي‬ ‫كلمة ُتقال عند اإلعجاب بالشيء وبيان تفضيله‪.‬‬
‫والتحميد‪ :‬إثبات ألنواع الكمال هلل يف أسمائه وصفاته وأفعاله ‪.‬‬
‫حادي عشر‪ :‬ومن فضائل هؤالء الكلمات‪ :‬أن للعبد بقول كل واحدة‬
‫والتهليل‪ :‬إخالص و توحيد هلل و براءة من الشرك ‪.‬‬
‫منهن صدقة‪ ،‬روى مسلم يف صحيحه عن أبي ذر ﭬ‪ :‬أن نا ًسا من أصحاب‬
‫والتكبير‪ :‬إثبات لعظمة اهلل و أنه ال شيء أكبر منه‪ .‬فلله ما‬
‫رسول اهلل ﷺ قالوا للنبي ﷺ‪« :‬يا رسول اهلل ذهب أهل الدثور باألجور‪،‬‬
‫أعظم هؤالء الكلمات‪ ،‬وما أجل شأنهن‪ ،‬وما أكبر الخير‬ ‫يصلون كما نصلي‪ ،‬ويصومون كما نصوم‪ ،‬ويتصدقون بفضول أموالهم‪».‬‬
‫المترتب عليهن‪ ،‬فنسأل اهلل أن يوفقنا للمحافظة والمداومة عليهن‪ ،‬وأن‬ ‫قال‪« :‬أو ليس قد جعل اهلل لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة‪ ،‬وكل‬
‫يجعلنا من أهلهن الذين ألسنتهم رطبة بذلك‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪.‬‬
‫وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‬
‫‪5‬‬
‫‪ 18‬صحيح مسلم (رقم‪:1006).‬‬
‫‪ 19‬سنن أبي داود (رقم)‪ ،:832‬سنن النسائي )‪ ،(143/2‬سنن الدارقطني ‪313).،(314/1‬‬
‫‪ 20‬صحيح أبي داود ‪(157/1 ).‬‬
‫‪ 21‬انظر‪ :‬جزء يف تفسير الباقيات الصالحات للعالئي (ص‪:40).‬‬
‫تكبيرة صدقة‪ ،‬وكل تحميدة صدقة‪ ،‬وكل تهليلة صدقة‪ ،‬وأمرٍ بالمعروف‬

‫‪ 14‬المستدرك )‪ ،(541/1‬السنن الكربى كتاب‪ :‬عمل اليوم والليلة )‪ ،(212/6‬صحيح الجامع (رقم‪:3214).‬‬
‫‪ 15‬المسند ‪ ،271 ) ،(268/4‬سنن ابن ماجه (رقم)‪ ،:3809‬المستدرك ‪(503/1).‬‬
‫‪ 16‬السنن الكربى كتاب‪ :‬عمل اليوم واليلة )‪ ،(50/6‬صحيح‪ 9‬ابن حبان (اإلحسان) ‪(114/3/‬رقم‪:‬‬
‫)‪ ،338‬المستدرك ‪511).،(512/1‬‬
‫‪ 17‬كشف األستار عن زوائد البزار ‪(9/4/‬رقم‪:3072).‬‬

‫‪4‬‬

You might also like