You are on page 1of 8

‫الطُُّر ُق ال َّسْب ُع ال ْستِ ْقبَ ِال َش ْه ِر َرَم َ‬

‫ضا َن ال ُـمبَ َارِك‬

‫اخلُطَبُ المنربم يَّةُ‬

‫═══‬ ‫❁‬ ‫══‬


‫الطُّرُقُ السَّبعُ لمسْتمقبَالِ شَهرِ رَمَضَانَ الُبَارَكم‬

‫═══‬ ‫❁‬ ‫══‬

‫ال‬‫ِ‬ ‫وم‬‫الص‬ ‫ي‬‫ِ‬


‫و‬ ‫م‬‫ر‬‫الع‬ ‫ط‬ ‫خ‬‫ر‬‫ـ‬‫ب‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ـح َسن ُح َسني‬
‫َ ْ َ َ ْ َ ُّ ُّ َ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫أَبُو ال َ‬
‫‪1‬‬
‫الطُُّر ُق ال َّسْب ُع ال ْستِ ْقبَ ِال َش ْه ِر َرَم َ‬
‫ضا َن ال ُـمبَ َارِك‬

‫﷽‬
‫الخطبة األولى‬

‫احلمد هلل الذي َم َّن على عباده مبواسم اخلريات؛ ليضاعف هلم بذلك الثواب‪ ،‬ويكفر عنهم السيئات‪ ،‬ويرفع‬
‫هلم الدرجات‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬ذي اجلالل واإلكرام‪ ،‬و ِ‬
‫اجلود والرمحة واإلنعام‪،‬‬
‫حممدا عبده ورسوله أفضل َمن صلَّى وصام وطاف ابلبيت احلرام‪ ،‬صلى هللا عليه وعلى آله‬
‫أن ً‬ ‫وأشهد َّ‬

‫وأصحابه ومن تبعهم إبحسان وسلَّم ً‬


‫تسليما‪.‬‬

‫اَّللَ َح َّق تُـ َقاتِِه َوَال َتَُوتُ َّن إَِّال َوأَنْـتُ ْم ُم ْسلِ ُمو َن﴾ [آل عمران‪.]102 :‬‬
‫ين َآمنُوا اتـَّ ُقوا َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫﴿ ََي أَيـُّ َها الذ َ‬
‫ث ِمْنـ ُه َما ِر َج ًاال َكثِ ًريا‬ ‫﴿َي أَيـُّها النَّاس اتـَّ ُقوا ربَّ ُكم الَّ ِذي خلَ َق ُكم ِمن نـَ ْفس و ِ‬
‫اح َدة َو َخلَ َق ِمْنـ َها َزْو َج َها َوبَ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫اَّللَ َكا َن َعلَْي ُك ْم َرقِيبًا﴾ [النساء‪.]1 :‬‬ ‫اَّللَ الَّ ِذي تَ َساءَلُو َن بِِه َو ْاْل َْر َح َام إِ َّن َّ‬
‫َونِ َساءً َواتـَّ ُقوا َّ‬

‫صلِ ْح لَ ُك ْم أ َْع َمالَ ُك ْم َويـَ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم َوَم ْن يُ ِط ِع َّ‬


‫اَّللَ‬ ‫اَّللَ َوقُولُوا قَـ ْوًال َس ِد ً‬
‫يدا * يُ ْ‬ ‫ين َآمنُوا اتـَّ ُقوا َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫﴿ ََي أَيـُّ َها الذ َ‬
‫يما﴾ [اْلحزاب‪.]71 - 70:‬‬ ‫ِ‬
‫َوَر ُسولَهُ فَـ َق ْد فَ َاز فَـ ْوًزا َعظ ً‬
‫ي ُحمَ َّمد‪َ ،‬و َشَّر اْل ُُموِر ُْحم َد ََث ُُتَا‪َ ،‬وُك َّل بِ ْد َعة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اب هللا‪َ ،‬و َخ ْ َري اهلَْد ِي َه ْد ُ‬
‫َص َد َق احلَديث كتَ ُ‬ ‫أ ََّما بـَ ْع ُد؛ فَِإ َّن أ ْ‬
‫ضالَلَة ِِف النَّا ِر‪.‬‬
‫ضالَلَةٌ‪َ ،‬وُك َّل َ‬ ‫َ‬
‫عباد هللا!‬
‫أيها املؤمنون َ‬
‫يئات‬
‫احلسنات‪ ،‬وَُتحى ال َّس ُ‬
‫ُ‬ ‫لقد أظلَّكم شهر عظيم‪ ،‬وموسم كرمي‪ ،‬شهر الربكات والنفحات‪ ،‬تُضاعف فيه‬
‫ِ‬
‫ابلصاحلات‪ ،‬إنَّه شهر رمضان‪ ،‬شهر الغفران والعتق من النريان‪ ،‬شهر الصوم والرتاحم وقراءة القرآن‪.‬‬

‫عوًن على حرصه ِف‬


‫املبارك؛ لتكون للمسلم ً‬ ‫ِ‬
‫ونقد ُم ِف هذه اخلطبة طُرقًا سبعة الستقبال شهر رمضان َ‬
‫استغالل هذا الشهر العظيم‪ ،‬فنقول ‪ -‬مستعينًا ابهلل ‪:-‬‬

‫‪2‬‬
‫الطُُّر ُق ال َّسْب ُع ال ْستِ ْقبَ ِال َش ْه ِر َرَم َ‬
‫ضا َن ال ُـمبَ َارِك‬

‫️▪ الطريقة اْلوىل‪ :‬الدعاء‬

‫دعاء العبد ربه أن يبلغه شهر رمضان‪ ،‬وأن يوفقه فيه لصاحل اْلعمال‪ ،‬وأن جيعله فيه من املتقبَّلني‪ ،‬وأن‬
‫خيتم له ابلعتق من النريان‪.‬‬

‫هم ِأهلَّه علينا‬ ‫رسول هللاِ ﷺ إذا رأى َ‬


‫اهلالل قال‪« :‬اللَّ َّ‬ ‫عن عبدهللا بن عمر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬كان ُ‬
‫ك هللاُ»(‪.)1‬‬ ‫َّوفيق لِما ُُِت ُّ‬
‫ب وتَرضى‪ ،‬ربُّنا وربُّ َ‬ ‫السالم ِة و ِ‬
‫اإلسالم‪ ،‬والت ِ‬ ‫ابْلم ِن و ِ‬
‫اإلميان‪ ،‬و َّ‬
‫️▪ الطريقة الثانية‪ :‬احلمد والشكر على بلوغه‬

‫تستقر وتزيد‪،‬‬
‫بد هلا من الشكر؛ ل َّ‬ ‫ْلن من النعم العظيمة أن بلَّغك هللا شهر رمضان املبارك‪ ،‬والنعمة ال َّ‬ ‫َّ‬
‫يدنَّ ُك ْم ۖ َولَئِن َك َف ْرُُْت إِ َّن َع َذ ِاِب لَ َش ِدي ٌد﴾ [إبراهيم‪.]7 :‬‬
‫وهللا سبحانه يقول‪﴿ :‬لَئِن َش َك ْرُُْت َْلَ ِز َ‬
‫️▪ الطريقة الثالثة‪ :‬الفرح واالبتهاج‬

‫ك فَـ ْليَـ ْفَر ُحوا ُه َو َخ ْريٌ ِّمَّا َْجي َمعُو َن﴾ [يونس‪.]58 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ِل َِّ‬
‫اَّلل َوبَِر ْمحَتِ ِه فَبِ ََٰذل َ‬ ‫قال تعاىل‪﴿ :‬قُ ْل بَِف ْ‬
‫كان النيب صلى هللا عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم رمضان‪:‬‬

‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪« :‬قَ ْد‬ ‫ال رس ُ ِ‬ ‫َع ْن أَِِب ُهَريْـَرةَ ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قَ َ‬
‫ول هللا َ‬ ‫ضا ُن‪ ،‬قَ َ َ ُ‬ ‫ضَر َرَم َ‬
‫ال‪ :‬لَ َّما َح َ‬
‫اجلَ ِحي ِم‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ضا ُن‪َ ،‬شهر مبارٌك‪ ،‬افْرتض هللا علَي ُكم ِصيامه‪ ،‬تُـ ْفتَح فِ ِيه أَبـواب ْ ِ‬
‫اب ْ‬ ‫اجلَنَّة‪َ ،‬وتُـ ْغلَ ُق فيه أَبْـ َو ُ‬ ‫ْ ٌ ُ َ َ ََ َ ُ َ ْ ْ َ َ ُ ُ ْ َ ُ‬ ‫َجاءَ ُك ْم َرَم َ‬
‫ني‪ ،‬فِ ِيه لَْيـلَةٌ َخ ْري ِمن أَلْ ِ‬
‫ف َش ْهر‪َ ،‬م ْن ُح ِرَم َخ ْ َريَها‪ ،‬فَـ َق ْد ُح ِرَم»(‪.)2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َوتُـغَ ُّل فيه الشَّيَاط ُ‬
‫ٌ ْ‬

‫‪ . 1‬أخرجه الدارمي (‪ )1٦87‬واللفظ له‪ ،‬والطرباين (‪ )1٣٣٣0‬ابختالف يسري‪ ،‬وابن حبان (‪ ،)888‬وقال شعيب اْلرًنؤوط‪ :‬صحيح‬
‫لغريه‪.‬‬

‫‪ . 2‬أخرجه أمحد (‪ )71٤8‬وعبد الرزاق (‪ )8٣8٣‬والنسائي (‪ )210٦‬وقال أمحد شاكر ِف ختريج املسند (‪ :)12/1٣8‬إسناده صحيح‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الطُُّر ُق ال َّسْب ُع ال ْستِ ْقبَ ِال َش ْه ِر َرَم َ‬
‫ضا َن ال ُـمبَ َارِك‬

‫️▪ الطريقة الرابعة‪ :‬العزم على اغتنام هذا الشهر العظيم‬

‫أبن يعزم العبد العزم الصادق على اغتنامه وعمارة أوقاته ابملسارعة واملنافسة ِف اْلعمال الصاحلة‪ ،‬فمن‬
‫صدق هللا صدقه وأعانه على الطاعة ويسر له سبل اخلري‪.‬‬

‫اَّللَ لَ َكا َن َخ ْرياً َهلُْم﴾ [حممد‪.]21 :‬‬


‫ص َدقُوا َّ‬
‫قال هللا عز وجل‪﴿ :‬فَـلَ ْو َ‬
‫ور َّرِح ٌيم﴾‬ ‫اَّلل ِِف قُـلُوبِ ُكم خريا يـ ْؤتِ ُكم خريا ِّمَّا أ ِ‬
‫ُخ َذ ِمن ُك ْم َويـَ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ۗ َو َّ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َغ ُف ٌ‬ ‫ْ َ ًْ ُ ْ َ ًْ‬ ‫وقال تغاىل‪﴿ :‬إن يـَ ْعلَِم َُّ‬
‫[اْلنفال‪.]70 :‬‬
‫السماوات و ْاْلَرض أ ُِعد ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني﴾ [سورة‬
‫َّت ل ْل ُمتَّق َ‬
‫ْ‬ ‫قال هللا سبحانه‪َ ﴿ :‬و َسا ِرعُوا إِ َ َٰىل َم ْغفَرة من َّربِ ُك ْم َو َجنَّة َع ْر ُ‬
‫ض َها َّ َ َ ُ َ ْ ُ‬
‫آل عمران‪.]1٣٣ :‬‬

‫س املتَـنَافِ ُسو َن﴾ [املطففني آية‪.]2٦ :‬‬ ‫ِ‬


‫وقال تعاىل‪َ ﴿ :‬وِِف َذل َ‬
‫ك فَـ ْليَـتَـنَافَ ِ‬
‫ُ‬
‫اَّلل علَي ِه وسلَّم‪« :‬ر ِغم أَنْف رجل ذُكِر ِ‬ ‫ول َِّ‬
‫ص ِل َعلَ َّي‪،‬‬
‫ت عْن َدهُ فَـلَ ْم يُ َ‬ ‫َ َ ُ َُ ْ ُ‬ ‫صلَّى َُّ َ ْ َ َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫َع ْن أَِِب ُهَريْـَرةَ قَ َ‬
‫ف َر ُجل َد َخ َل َعلَْي ِه َش ْه ُر َرَم َ‬ ‫ِ‬ ‫ف َر ُجل أ َْد َرَك أَبـَ َويْ ِه ِعْن َد الْ ِك َِرب فَـلَ ْم يُ ْد ِخ َالهُ ْ‬ ‫ِ‬
‫ضا َن ُُثَّ‬ ‫اجلَنَّةَ‪َ ،‬ورغ َم أَنْ ُ‬ ‫َورغ َم أَنْ ُ‬
‫انْ َسلَ َخ قَـْب َل أَ ْن يُغفر لَهُ»(‪.)1‬‬

‫مضمارا خللقه‪ ،‬يستبقون فيه بطاعته إىل مرضاته‪ ،‬فسبق‬


‫ً‬ ‫قال احلسن البصري‪َّ « :‬‬
‫إن هللا جعل شهر رمضان‬
‫قوم ففازوا‪ ،‬وختلف آخرون فخابوا‪ ،‬فالعجب من الالعب الضاحك ِف اليوم الذي يفوز فيه احملسنون‬
‫وخيسر فيه املبطلون»(‪.)2‬‬

‫‪ . 1‬أخرجه ابن حبان ِف صحيحه (برقم‪ )908 :‬وصححه اْللباين ِف التعليقات احلسان على صحيح ابن حبان (برقم‪.)905 :‬‬
‫‪ . 2‬لطائف املعارف البن رجب (ص‪.)210 :‬‬

‫‪4‬‬
‫الطُُّر ُق ال َّسْب ُع ال ْستِ ْقبَ ِال َش ْه ِر َرَم َ‬
‫ضا َن ال ُـمبَ َارِك‬

‫• ومن اْلعمال املرغوب فيها ِف شهر رمضان‪:‬‬

‫‪ -1‬إفطار الصائم‬

‫َج ِرهِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل علَي ِه وسلَّم‪« :‬من فَطَّر ِ‬


‫صلَّى َُّ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ‬
‫صائ ًما َكا َن لَهُ مثْ ُل أ ْ‬
‫ول َِّ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َع ْن َزيْ ِد بْ ِن َخالِد اجلَُه ِِن قَ َال‪ :‬قَ َ‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫الصائِِم َشْيـئًا»(‪.)1‬‬
‫َج ِر َّ‬ ‫َغري أَنَّه َال يـْنـ ُق ِ‬
‫ص م ْن أ ْ‬ ‫َْ ُ َ ُ‬
‫‪ -2‬العمرة ِف رمضان‬
‫َّيب صلَّى َّ ِ‬
‫ت‪َ :‬ح َّج أَبُو طَْل َحةَ َوابْـنُهُ‪َ ،‬وتَـَرَك ِاين‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسلَّ َم فَـ َقالَ ْ‬ ‫ت أ ُُّم ُسلَْيم إِ َىل النِ ِ َ‬ ‫َع ِن ابْ ِن َعبَّاس‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪َ :‬جاءَ ْ‬
‫ال‪ََ « :‬ي أ َُّم ُسلَْيم عمرة ِف رمضان تعدل حجةً معي»(‪.)2‬‬
‫فَـ َق َ‬
‫‪ -٣‬الصدقة ومدارسة القرآن‬

‫وقد دل على هذين العملَني اجلليلني هذا احلديث العظيم‪:‬‬


‫ِ‬ ‫َع ْن ابْ ِن َعبَّاس َر ِض َي َّ‬
‫َّاس ِابخلَِْري‪َ ،‬وَكا َن أ ْ‬
‫َج َوُد َما‬ ‫صلَّى هللاُ َعلَْيه َو َسلَّ َم أ ْ‬
‫َج َوَد الن ِ‬ ‫َّيب َ‬‫ال‪َ « :‬كا َن النِ ُّ‬ ‫اَّللُ َعْنـ ُه َما‪ ،‬قَ َ‬
‫ضا َن َح ََّّت يـَْن َسلِ َخ‪،‬‬ ‫يل َعلَْي ِه َّ‬
‫السالَ ُم يـَْل َقاهُ ُك َّل لَْيـلَة ِِف َرَم َ‬ ‫ِِ‬
‫يل‪َ ،‬وَكا َن ج ْرب ُ‬
‫ِِ‬
‫ني يـَْل َقاهُ ج ْرب ُ‬
‫ي ُكو ُن ِِف رم َ ِ‬
‫ضا َن ح َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫يح‬ ‫َجوَد ِابخلَِْري ِم َن ِ‬
‫الر ِ‬ ‫يل َعلَْي ِه َّ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ َّ‬ ‫َّيب َ َّ‬ ‫ِ‬
‫يـَ ْع ِر ُ‬
‫ض َعلَْيه النِ ُّ‬
‫السالَ ُم َكا َن أ ْ َ‬ ‫صلى هللاُ َعلَْيه َو َسل َم ال ُق ْرآ َن‪ ،‬فَإ َذا لَقيَهُ ج ْرب ُ‬
‫الـ ُم ْر َسلَ ِة»(‪.)٣‬‬

‫وغريها من اْلعمال الصاحلات اليت رغَّب الشارع فيها َّ‬


‫كل حني‪.‬‬

‫قال الشيخ أمحد شاكر ‪ -‬رمحه هللا ‪ِ « :-‬إين أرى ِف كثري ّما اختذًن من العادات ِف الصوم ما يناِف‬
‫حقيقته‪ ،‬بل ما حيبط اْلجر عليه‪ ،‬بل ما يزيد اإلنسان به إمثًا‪ ،‬فَ ِهمنا َّ‬
‫أن معىن قيام الليل سهر الليل‪،‬‬

‫‪ . 1‬رواه الرتمذي (برقم‪ )807 :‬وصححه اْللباين ِف صحيح ابن ماجة (برقم‪.)17٤٦ :‬‬
‫‪ . 2‬صحيح لغريه‪ ،‬رواه ابن حبان ِف صحيحه (برقم‪ )٣٦99 :‬وانظر‪« :‬صحيح أِب داود» لأللباين (‪.)17٣7‬‬
‫‪ . ٣‬صحيح البخاري (‪.)1902‬‬

‫‪5‬‬
‫الطُُّر ُق ال َّسْب ُع ال ْستِ ْقبَ ِال َش ْه ِر َرَم َ‬
‫ضا َن ال ُـمبَ َارِك‬
‫فسرًن نسهر ِف القهوات والنوادي‪ ،‬ال ِ‬
‫نفكر إال ِف اللهو واللعب‪ ،‬إل ساعة متأخرة من الليل‪ُ ،‬ث أنكل ما‬
‫شاء هللا أن أنكل‪ُ ،‬ث نصبح مرهقني متعبني‪ ،‬قد ضاقت صدورًن‪ ،‬واضطربت أعصابنا‪ ،‬وساءت أخالقنا‪،‬‬
‫فال يكاد اثنان يتحدَثن‪ ،‬حَّت ينفجر الغضب‪ ،‬وتثور الثائرة‪ ،‬وتتدفَّق اْللفاظ النابية‪ ،‬إل ما ترون من‬
‫حال‪ ،‬كلُّكم تعرفوهنا‪ ،‬وقد تعتذرون لصاحبها أبنَّه صائم‪ .‬وال استثن من ذلك ً‬
‫أحدا إال من عصم هللا‪.‬‬
‫فانظروا وتفكروا‪ ،‬وقارنوا هذه احلال الشاذة الشائعة ِف الصوم بقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬فإذا‬
‫كان يوم صوم أحدكم فال يرفث وال يصخب‪ ،‬فإن سابَّه أحد أو قاتله‪ ،‬فليقل‪ :‬إين صائم إين صائم"(‪.)1‬‬
‫أن الصائم ينبغي أن يكون هادئ النفس‪ ،‬رضي اخللق‪ ،‬يضع نصب عينه َّ‬
‫أن الصيام ُجنَّة له من‬ ‫وذلك َّ‬
‫اآلُث‪ُ ،‬جنَّة له من سوء اخللق‪ُ ،‬جنَّة له ِمن املعاصي‪ُ ،‬جنَّة له من فحش القول‪ُ ،‬جنَّة له من قول الزور‬
‫والعمل به»(‪.)2‬‬

‫ابرك هللا ل ولكم ِف القرآن العظيم‪ ،‬ونفعن وإَيكم مبا فيه من اآلَيت والذكر احلكيم‪.‬‬

‫أقول قول هذا‪ ،‬وأستغفر هللا العظيم اجلليل ل ولكم ولسائر املسلمني؛ إنه هو الغفور الرحيم‪.‬‬

‫═══‬ ‫❁‬ ‫══‬


‫الخطبة الثانية‬

‫الرحيم‪ ،‬مالك يوم الدين‪ُ ،‬ث الصالة والسالم على أشرف اْلنبياء واملرسلني‪،‬‬
‫الرمحن َّ‬
‫احلمد هلل رب العاملني‪َّ ،‬‬
‫نبيِنا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬

‫‪ . 1‬صحيح البخاري (‪.)190٤‬‬


‫‪ . 2‬املصدر‪ :‬كتاب «مجهرة مقاالت العالمة الشيخ أمحد حممد شاكر»‪ ،‬اعتىن هبا عبد الرمحن بن عبد العزيز العقل ‪ -‬دار الرَيض‬
‫‪1٤2٦‬هـ‪ )٤21/1( ،‬بتصرف‪ .‬بواسطة موقع الدرر السنية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الطُُّر ُق ال َّسْب ُع ال ْستِ ْقبَ ِال َش ْه ِر َرَم َ‬
‫ضا َن ال ُـمبَ َارِك‬

‫بعد‪ :‬أَيُّها املؤمنون َ‬


‫عباد هللا!‬ ‫َّأما ُ‬
‫️▪ الطريقة اخلامسة‪ :‬العلم والفقه أبحكام رمضان‬

‫فيجب على املؤمن أن يعبد هللا على علم‪ ،‬وال يعذر جبهل الفرائض اليت فرضها هللا على العباد‪ ،‬ومن ذلك‬
‫مقبوال‬
‫صحيحا ً‬
‫ً‬ ‫صوم رمضان فينبغي للمسلم أن يتعلم مسائل الصوم وأحكامه قبل جميئه؛ ليكون صومه‬
‫عند هللا تعاىل‪.‬‬

‫فعلى طالب العلم أن يهتم مبراجعة أحكام الصيام بقراءة الكتب املخصصة لذلك‪.‬‬
‫وعلى العامي أن يسأل أهل العلم ذلك‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬فَاسأَلوا أَهل ِ‬
‫الذ ْك ِر إِ ْن ُكْنـتُ ْم ال تَـ ْعلَ ُمو َن﴾ [النحل‪:‬‬ ‫ْ َْ‬
‫‪.]٤٣‬‬

‫️▪ الطريقة السادسة‪ :‬التوبة‬

‫علينا أن نرتك اآلَثم والسيئات‪ ،‬وأن نتوب إىل هللا توبة صاحلة صادقة من مجيع الذنوب‪ ،‬ونعزم على‬
‫اإلقالع عنها وعدم العودة إليها‪.‬‬

‫مج ًيعا أَيُّهَ الْ ُم ْؤِمنُو َن لَ َعلَّ ُك ْم تُـ ْفلِ ُحو َن﴾ [النور‪.]٣1 :‬‬
‫اَّللِ َِ‬
‫قال تعاىل‪َ ﴿ :‬وتُوبُوا إِ َىل َّ‬

‫️▪ الطريقة السابعة‪ :‬املبادرة ِف قضاء الصيام الواجب‬

‫جيب على املسلم أن يبادر ِف قضاء ما عليه من صيام قبل دخول رمضان اآلخر‬

‫الص ْوُم ِم ْن‬


‫ول‪َ « :‬كا َن يَ ُكو ُن َعلَ َّي َّ‬ ‫ت َعائِ َشةَ َر ِض َي َّ‬
‫اَّللُ َعْنـ َها تَـ ُق ُ‬ ‫عن َحيَي‪ ،‬عن أَِِب سلَمةَ‪ ،‬قَ َ ِ‬
‫ال‪ََ :‬س ْع ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َْ َ ْ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِه‬ ‫الش ْغ ُل ِم َن النِ ِ‬
‫َّيب أ َْو ِابلنِ ِ‬
‫َّيب َ‬ ‫ال َْحي ََي‪ُّ :‬‬ ‫ضا َن‪ ،‬فَما أَستَ ِطيع أَ ْن أَقْ ِ‬
‫ض َي إَِّال ِِف َش ْعبَا َن»‪ ،‬قَ َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫َرَم َ‬
‫َو َسلَّ َم(‪.)1‬‬

‫‪ . 1‬صحيح البخاري (‪.)1950‬‬

‫‪7‬‬
‫الطُُّر ُق ال َّسْب ُع ال ْستِ ْقبَ ِال َش ْه ِر َرَم َ‬
‫ضا َن ال ُـمبَ َارِك‬

‫ابطال وارزقنا اجتنابه‪.‬‬


‫اللهم أرًن احلق حقًّا وارزقنا اتباعه‪ ،‬وأرًن الباطل ً‬
‫مقبوال‪.‬‬
‫وعمال صاحلًا ً‬
‫ًنفعا‪ً ،‬‬
‫وعلما ً‬
‫خاشعا‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫كامال‪ ،‬ويقينًا صادقًا‪ ،‬وقلبًا‬
‫إمياًن ً‬
‫اللهم إًن نسألك ً‬
‫اللهم بلِغنا رمضان‪ ،‬وارزقنا صيامه وقيامه َي أرحم الرامحني‪.‬‬

‫اللهم أنت املوفِ ُق وفِقنا لألعمال الصاحلات‪ ،‬واختم أعمارًن ابلصاحلات َي جزيل العطاَي واهلبات‪.‬‬

‫محي ٌد َِجمي ٌد‪.‬‬


‫َّك َِ‬ ‫آل ُحم َّمد‪َ ،‬كما صلَّيت علَى إِبـر ِاهيم‪ ،‬وعلَى ِ ِ‬
‫آل إِبْـَراه َيم‪ ،‬إِن َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َْ َ َ َ‬ ‫ص ِل َعلَى ُحمَ َّمد‪َ ،‬و َعلَى ِ َ‬‫اللَّ ُه َّم َ‬
‫محي ٌد َِجمي ٌد‪.‬‬
‫َّك َِ‬ ‫آل ُحم َّمد‪َ ،‬كما ابرْكت علَى إِبـر ِاهيم‪ ،‬وعلَى ِ ِ‬
‫آل إِبْـَراه َيم‪ ،‬إِن َ‬ ‫َ َ َ َ َ َْ َ َ َ‬ ‫اللَّ ُه َّم َاب ِرْك َعلَى ُحمَ َّمد‪َ ،‬و َعلَى ِ َ‬

‫═══‬ ‫❁‬ ‫══‬

‫‪8‬‬

You might also like