Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة في مقياس
VII
تقديـ ـم
الحمد هلل ذي المن والفضل واإلحسان ،حمدا يليق بجالله وعظمته ،وصل اللهم على خاتم الرسل ،من
ال نبي بعده ،صالة تقضي لنا بها الحاجات ،وترفعنا بها أعلى الدرجات ،وتبلغنا بها أقصى الغايات من
جميع الخيرات ،في الحياة وبعد الممات ،وهلل الشكر أوال وأخيرا ،على حسن توفيقه ،وعلى ما من وفتح به
علينا من خير إلنجاز هذه المطبوعة.
تتضمن المطبوعة عرضا شامال ،مفصال وتحليليا ألهم العناصر واألساسيات الخاصة بمقياس تقنيات
التجارة الخارجية ،والمقرر لطلبة السنة األولى ماستر تخصص إقتصاد دولي ،بكلية العلوم االقتصادية،
التجارية وعلوم التسيير ،حيث وجدنا من خالل تدريس المقياس وبناءا على الزخم الكبير لمصطلحاته،
إضافة إلى الدالالت العلمية والعملية لدراسة وتطبيق مفرداته ،أن نقوم بإعداد ،تنظيم ،تنسيق وكتابة
المحاضرات التي إعتمدنا فيها على العديد من المراجع ذات الصلة ،لفهم مختلف الحيثيات الخاصة
بالمقياس بأسلوب يعزز فهم الطلبة األعزاء ،باستخدام جوانب نظرية وتطبيقية ،إضافة ألشكال وجداول
تفسيرية تدعم قدرة الطلبة مفاهيميا واقتصاديا ،وبما يسمح بتقدمهم لمراحل دراسية أعلى.
وبناءا عليه فقد إشتملت المطبوعة على أربعة محاور تتناسب ومناهج التدريس ،وكذا المقرر بكلية
العلوم االقتصادية ،التجارية وعلوم التسيير ،حيث خصص الجزء األول للتقديم العام بالتجارة الخارجية،
من خلفيتها التاريخية إلى دورها التنموي ،بينما تناول الجزء الثاني السياسات التجارية بمختلف أبعادها،
ليعرض الجزء الثالث مشاريع اإلستيراد والتصدير ،لتختتم المطبوعة بجزء رابع يتناول طرق الدفع والتسليم
في التجارة الخارجية وخدماتها.
وختاما نسأل اهلل أن ينفعنا بما علمنا ،ويعلمنا ما ينفعنا نعمة منه وفضال.
1
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يعتمد فهم المعنى العام للتجارة الخارجية على إدراك االمتداد التاريخي لها ،وتعريفها في إطار عالقتها
بالنمو للوقوف على أهميتها في االقتصاد المحلي والعالمي.
.1.1خلفية تاريخية
تعد مقايضة البضائع أو الخدمات بين الشعوب المختلفة ممارسة قديمة قدم التاريخ البشري ،ومع ذلك
بدأت الحسابات والتفسيرات الخاصة بالتجارة الخارجية مع ظهور الدولة القومية الحديثة في أواخر القرون
الوسطى بأوروبا عندما بدأ المفكرون ،السياسيون والفالسفة في دراسة طبيعة ومصدر ثروة األمم ،أين
بناءا عليه ليس من المفاجئ العثور
محددا في تحقيقها ،و ً
ً موضوعا
ً أصبحت التجارة مع البلدان األخرى
على واحدة من المحاوالت المبكرة لوصف وظيفة التجارة الخارجية ضمن مجموعة األفكار القومية
المعروفة حاليا بالمدرسة التجارية.
ركز التحليل التجاري الذي وصل إلى ذروة تأثيره على الفكر األوروبي في القرنين السادس عشر
والسابع عشر بشكل مباشر على رفاهية األمة ،حيث أن الحصول على الثروة في صورة المعدن النفيس
والمتمثل خاصة في الذهب ذو أهمية قصوى للسياسة الوطنية ،لذلك أخذ التجار بقاعدة الذهب ولم يسعوا
مطلقا إلى توضيح السبب الذي يجعل السعي وراءه يستحق مثل هذه األولوية العليا في خططهم
االقتصادية.
لقد كانت النزعة التجارية مبنية على االقتناع بأن المصلحة الوطنية للدولة تتحقق بزيادة تجارتها على
حساب دول أخرى ،مما دفع الحكومات إلى فرض ضوابط على األسعار واألجور ،وتشجيع الصناعات
الوطنية ،صادرات السلع تامة الصنع وواردات المواد الخام ،وفي الوقت نفسه الحد من صادرات المواد
الخام وواردات السلع تامة الصنع ،كما سعت الدول إلى تزويد مواطنيها باحتكار الموارد والمنافذ التجارية
لمستعمراتها ،في سبيل تحقيق فائض الصادرات في صورة الذهب وترشيد لمصالح الطبقة التجارية
الصاعدة التي أرادت أسواقا أوسع ،ومن ثم التركيز على توسيع الصادرات إلى جانب الحماية من المنافسة
في شكل البضائع المستوردة.
2
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
ومن األمثلة النموذجية لإلتجاه التجاري قانون المالحة اإلنجليزي لعام 1561الذي استمر حتى عام
،1481حيث يمنح للبلد األصلي الحق في التجارة مع مستعمراته ،ويحظر استيراد البضائع ذات األصل
غير األوروبي ما لم يتم نقلها في السفن االنجليزية.
.1.1.1الليبرالية
بدأ رد الفعل ضد المواقف التجارية في التبلور خالل منتصف القرن الثامن عشر في فرنسا ،حيث
طالب االقتصاديون المعروفون باسم الفيزيوقراط أو الطبيعيين بالحرية في اإلنتاج والتجارة ،وفي إنجلت ار
درس االقتصادي آدم سميث في كتابه "ثروة األمم" ( )1775مزايا إزالة القيود التجارية ،كما عبر
االقتصاديون ورجال األعمال عن معارضتهم للرسوم الجمركية العالية بشكل مفرط ،وحثوا على ضرورة
التفاوض على اتفاقيات التجارة مع الدول األخرى ،مما أدى إلى توقيع عدد من االتفاقات التي تجسد
األفكار الليبرالية الجديدة حول التجارة من بينها المعاهدة األنجلو -فرنسية لعام .1745
بعد آدم سميث تم تبرير التقييد االقتصادي من قبل الحكومات خالل وقت معين ،بإبقاء البضائع
األجنبية خارج السوق المحلية من أجل حماية اإلنتاج الوطني من المنافسة الخارجية ،وتحقيقا لهذه الغاية
تفرض رسوم جمركية متزايدة تحل محل الحظر المباشر على الواردات ،ففي منتصف القرن التاسع عشر
على سبيل المثال ،فرضت التعريفة الفرنسية لعام 1451معدالت مرتفعة للغاية على المنتجات البريطانية
وصلت إلى 51بالمائة على الحديد 81 ،إلى 61بالمائة على اآلالت و 51إلى 411بالمائة على
البطانيات الصوفية ،كما قدمت تكاليف النقل بين البلدين المزيد من الحماية ،مما أدى إلى توقيع عدد من
االتفاقات التي تجسد انتصار األفكار الليبرالية الجديدة حول التجارة من بينها اتفاق آخر أنجلو-فرنسي
للتجارة سنة ،1451الذي ينص على تخفيض رسوم الحماية الفرنسية إلى 56بالمائة كحد أقصى في
غضون خمس سنوات ،مع دخول مجاني لجميع المنتجات الفرنسية باستثناء النبيذ إلى بريطانيا ،وأعقب
هذا االتفاق اتفاقيات تجارية أوروبية أخرى أنهت ما كانت حرًبا اقتصادية بين البلدين.
.1.1.1عودة الحمائية
انتشر رد الفعل لصالح الحماية في جميع أنحاء العالم الغربي في الجزء األخير من القرن التاسع
عشر ،حيث تبنت ألمانيا سياسة حمائية منهجية بعد فترة وجيزة من عام 1451وسرعان ما تبعتها معظم
3
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
الدول األخرى ،كما رفعت الواليات المتحدة من قيودها التجارية بقانون ماكينلي التعريفي لعام 1411فائق
الحماية ،بينما بقيت المملكة المتحدة الدولة الوحيدة التي ظلت مخلصة لمبادئ التجارة الحرة.
لكن الحمائية في الربع األخير من القرن التاسع عشر كانت معتدلة مقارنة بما كان شائعا في القرن
السابع عشر والتي تقرر اعتمادها بين الحربين العالميتين ،حيث سادت الحرية االقتصادية الواسعة بحلول
عام 1111ولم تستخدم القيود الكمية ،بينما كانت الرسوم الجمركية منخفضة ومستقرة ،والعمالت قابلة
نقودا دولية مشتركة ،إضافة إلى قلة المشاكل المرتبطة
للتحويل بحرية إلى الذهب والتي تمثل في الواقع ً
بميزان المدفوعات ،حيث يمكن لألشخاص الذين يرغبون في االستقرار والعمل في بلد ما الذهاب إلى
المكان الذي يرغبون فيه مع القليل من القيود ،مع إمكانية فتح أعمال تجارية أو الدخول في تجارة أو
تصدير رأس المال بحرية ألن تكافؤ الفرص في المنافسة هي القاعدة العامة ،واالستثناء الوحيد هو وجود
أفضليات جمركية محدودة بين بلدان معينة ،وغالبا ما تكون بين بلد موطن ومستعمراته ،لذلك فقد كانت
التجارة أكثر حرية في جميع أنحاء العالم الغربي في عام 1111مما كانت عليه في أوروبا سنة .1171
وتجدر اإلشارة إلى أنه بداية من عام ،1111تم تجاهل توصيات جميع المؤتمرات االقتصادية القائمة
على االفتراضات األساسية لليبرالية االقتصادية بعد الحرب ،وأصبح التخطيط للتجارة الخارجية بمثابة
وظيفة عادية للدولة ،كما سيطرت سياسات المذهب التجاري على الساحة العالمية حتى بعد الحرب
العالمية الثانية ،فاالتفاقيات التجارية والمنظمات فوق الوطنية مثلت الوسيلة الرئيسية إلدارة التجارة
الخارجية وتعزيزها ،خاصة مع مطلع الثمانينات بظهور الشركات متعددة الجنسيات واعادة الهيكلة التي
تربط الدول النامية خاصة بصندوق النقد الدولي ،وبروز ما يسمى بالعولمة التي تدل على إندماج أسواق
السلع وعوامل اإلنتاج ،إضافة إلى زيادة أنواع السلع المصدرة وما يترتب عنها من آثار في إطار التجارة
الخارجية.
تعد التجارة الخارجية من أهم القطاعات الحيوية في أي اقتصاد حيث تعتبر هذا المؤشر الجوهري على
القدرة اإلنتاجية والتنافسية للدولة ،فالتجارة الخارجية تربط الدول والمجتمعات مع بعضها البعض وتساعد
في توسيع القدرة التسويقية عن طريق فتح أسواق جديدة أمام منتجات الدولة ،لذلك وجب التعريف
بالطبيعة الخاصة بها.
4
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
كال من عمليات االستيراد والتصدير التي تقوم بها الدولة سواء كانت المنظورة
تمثل التجارة الخارجية ّ
أو غير المنظورة ،وهي تمثل أنشطة التبادل التجاري للسلع والخدمات بين دول العالم المختلفة من أجل
تحقيق المنافع المتبادلة بينها ،ولها صور ثالثة تتمثل في إنتقال السلع ،األفراد ورؤوس األموال ،وتنشأ بين
أفراد أو حكومات ومنظمات اقتصادية لوحدات سياسية مختلفة ،وتسمى بالتجارة الدولية أو التجارة العالمية
أحيانا.
ويمكن النظر إلى التجارة الخارجية على أنها ذلك النوع من التجارة الذي ينصب على كتلة التدفقات
السلعية المنظورة ،التي تؤلف مجمل اإلنتاج السلعي المادي الملموس المتداول في أقنية التجارة الدولية
بين األطراف المتداولة من جهة وعلى كتلة التدفقات الخدمية غير المنظورة التي تتألف من خدمات النقل
الدولي بأنواعه ،خدمات التأمين الدولي ،حركة السفر والسياحة العالمية ،الخدمات المصرفية الدولية،
حقوق نقل الملكية الفكرية ،وكذلك نقل التكنولوجيا.
تعود أسباب قيام التجارة الخارجية بين دول العالم إلى أصول المشكلة االقتصادية ،والمتمثلة في مشكلة
الندرة النسبية ،فالحقيقة المسلم بها حاليا على المستوى العالمي مهما اختلفت األنظمة السياسة للدول ،هو
عدم القدرة على إتباع سياسة االكتفاء الذاتي بشكل كامل ولفترة طويلة من الزمن ،ألن اتباعها يضغط
على امكانيات الدولة االقتصادية والجغرافية في سبيل تحقيق االحتياجات مما يسبب عجزها ،ومهما كان
اتجاه الدول لتحقيق هذه السياسة فلن تكون قادرة على العيش في عزلة عن الدول األخرى ،فليس بإمكانها
أن تنتج ما تحتاجه من السلع دون التخصص في اإلنتاج ،الذي يعتمد على الظروف الطبيعية
واالقتصادية ،وبالتالي يتم اإلنتاج والتبادل بمنتجات دول أخرى وفق تكلفة أو نفقة يصبح عندها االستيراد
والتصدير مع الخارج مناسب.
5
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
تعد التجارة الخارجية من القطاعات االستراتيجية ألي دولة ،نظ ار ألهميتها المتمثلة في:
تؤدي التجارة الخارجية إلى زيادة الدخل القومي انطالقا من التخصص وتقسيم العمل؛
زيادة حجم التعاون بإقامة عالقات الصادقة بين الدول المتعامل معها؛
زيادة حجم مكاسب من خالل الحصول عل السلع بتكلفة أقل مما لو تم انتاجها محليا؛
زيادة المنافذ لتصريف فائض اإلنتاج عن حاجة السوق المحلية ،مما يربط الدول والمجتمعات
ببعضها البعض؛
إزالة الحدود وتقصير المسافات باعتماد العولمة السياسية لمحاولة جعل العالم كقرية واحدة
وجديدة؛
تحقيق التوازن في السوق الداخلية من منطلق تساوي كمية العرض بالطلب المحلي؛
االرتقاء باألذواق وتحقيق كافة المتطلبات والرغبات بما يسمح بإشباع االحتياجات؛
اعتبارها مؤش ار جوهريا على قدرة الدول اإلنتاجية والتنافسية في السوق الدولي ،الرتباطها
باإلمكانيات اإلنتاجية المتاحة وقدرة الدولة على التصدير ،إضافة إلى مستويات الدخل المحققة
فيها وقدرتها على االستيراد ،مما يعكس رصيد العمالت األجنبية للدولة وأثره على ميزانها
التجاري؛
نقل التكنولوجيا والمعلومات الضرورية لبناء اقتصاديات قوية ،تعزز عملية التنمية الشاملة؛
6
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
تقوم كل من التجارة الداخلية والخارجية نتيجة للتخصص وتقسيم العمل الذي يؤدي بدوره إلى قيام التبادل
إال أن هناك اختالفات يمكن تحديدها فيما يلي:
تؤدي سهولة انتقال عناصر االنتاج إلى اقتراب عوائدها من مستوى واحد داخل حدود الدولة الواحدة،
لكن على المستوى الدولي توجد العديد من الحواجز التي تمنع انتقال عناصر اإلنتاج ،كالحواجز القانونية
التي تفرض كقيود على انتقال العمل ورأس المال ،أو اقتصادية مثل المخاطر التي قد يتعرض لها رأس
المال األجنبي ،أو ثقافية كاختالف اللغة ،العادات والتقاليد ،كما تقف الحدود السياسية عائقا يمنع انسياب
السلع بحرية بين الدول ،بشرط الموافقة المسبقة مما يؤدي إلى اختالف عوائد عناصر اإلنتاج من دولة
ألخرى ،ويؤثر في تكاليف انتاج السلع ومستويات األجور بين الدول المختلفة ،على عكس التجارة الداخلية
التي يسهل معها االنتقال لعناصر اإلنتاج وبالتالي اتجاه عوائد عناصر اإلنتاج إلى التساوي داخل الدولة.
ي مكن للمقيمين داخل دولة استخدام عملة واحدة في معامالتهم حيث ال توجد رقابة أو قيود على انتقال
النقود بين أقاليم الدولة الواحدة فتسوية المعامالت داخل الدولة تتم بالعملة المحلية ،بينما يختلف األمر
بالنسبة للمعامالت التي يتم على المستوى الدولي حيث يستلزم األمر تحويل العملة الوطنية إلى ما يساوي
قيمتها بالعملة األجنبية ،وبالتالي فلكل دولة نظامها النقدي المتميز بعملتها الخاصة ،وهو ما يؤدي إلى
عدم استخدام عدد كبير من العمالت في قياس القيم نظ ار لعدم قبولها العام في الوفاء بااللتزامات خارج
حدود الدولة.
يخضع المواطنون داخل الدول إلى أنظمة سياسية واقتصادية موحدة من حيث الضرائب وتنظيم العمل،
مما ينعكس على طبيعة العمل وتكلفته ،بينما تختلف النظم االقتصادية المعمول بها على المستوى
الدولي ،فالدول الرأسمالية المتقدمة تنادي بحرية التجارة على عكس االشتراكية الداعية لتدخل الدولة ،أما
7
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
المتخلفة فتدعو لضرورة فرض قيود على التجارة الخارجية لحماية اقتصادها القومي ،كل ذلك يؤدي إلى
عدم صالحية تطبيق قواعد التجارة الداخلية التي تختلف باختالف الدول عن التجارة الخارجية.
.1.1.1اختالف األسواق
لكل دولة سياستها االقتصادية التي تتبعها بهدف تحقيق الرفاهية االقتصادية لمواطنيها ،حيث تحرص
على معاملة مواطنيها بالتساوي بينها تختلف المعاملة مع األجانب.
وعادة ما ال تعطي الحكومات لعوامل الربح والخسارة الناشئة عن التجارة الداخلية نفس االهتمام الذي
تعطيه للتجارة الخارجية ،حيث ينشأ عن األخيرة فقدان جزء من الثروة القومية أو إضافة جديدة لها ،فيمكن
أن تحدد الحكومة سع ار للسلعة أقل من سعر انتاجها كدعم ،مما يسهل على أصحاب المداخيل المنخفضة
الحصول عليها ألهميتها ،لكن إذا تم تصدير هذا النوع من السلع ستباع في الخارج بالسعر غير المدعم.
لقد زاد االهتمام بالعالقة بين التجارة الخارجية وآثارها على النمو بسبب تسريع إزالة القيود على حركة
مكونات الحساب التجاري وحساب رأس المال في ظل العولمة االقتصادية ،ولمحاولة معرفة وتحليل هذه
العالقة ينبغي األخذ باألثر المتعلق باالقتصاد القومي وصوال إلى النمو.
8
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
تعد التجارة الخارجية ألي دولة صورة من صور عالقتها بالعالم ،إذ تبين العالقة القائمة بين إنتاج
الدولة والمستوى العالمي ،لذلك تؤدي التجارة الخارجية دورها في االقتصاد القومي كما هو الحال في
االقتصاد العالمي .ولهذا الغرض توجد وسائل متعددة لقياس أهمية التجارة الخارجية في االقتصاد القومي
تتمثل أهمها فيما يلي:
يقاس متوسط ما يحصل عليه الفرد الواحد من إجمالي التجارة الخارجية للدولة باعتماد المعادلة التالية:
ويدل المتوسط على مدى مساهمة التجارة الخارجية في تحديد المستوى المعيشي العام للفرد داخل
الدولة ،وعلى أساس المقارنة بدول أخرى نتبين مدى إرتباط الدول التجارة الخارجية.
يبين مدى إعتماد الدولة على الواردات ،وهو دليل على مدى تبعية اإلنتاج القومي لإلنتاج العالمي،
ويقاس بالمعادلة التالية:
قيمة الواردات
متوسط الميل لالستراد
قيمة الدخل القومي
حيث يعكس ارتفاع نسبة المتوسط زيادة في االعتماد على قناة الواردات داخل االقتصاد ،بغض النظر
عن مستوى الغنى والفقر للدولة ،وهو الشأن مثال بالنسبة للكويت كدولة غنية فبالرغم من ارتفاع قيمة
9
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
وارداتها إال أن مستويات الدخل القومي بها مرتفعة ،على عكس الصومال كدولة فقيرة أين تزيد قيمة
وارداتها في حين دخل القومي جد منخفض.
تبين هذه النسبة العالقة بين الصادرات والواردات من خالل طريقة تحكم صادرات الدولة في وارداتها،
وعدد الوحدات من السلع المستوردة التي يتم الحصول عليها في مقابل كل وحدة من السلع المصدرة،
وتحسب بالمعادلتين التاليتين:
تدل كلتا المعادلتين على مقدار القوة الشرائية للدولة بالنسبة للخارج ،فكلما كانت النسبة أكبر من ()1
انعكس ذلك إيجابيا على الصالح العام للدولة ،مما يعزز أثر العالقة اإليجابية للصادرات بالنسبة للواردات
على االقتصاد القومي.
تسعى الدول لتحقيق اهدافها العامة من خالل عالقاتها االقتصادية الخارجية والتي تتجسد في صورة
التعامالت الدولية ،ووفقا لقانون النفقات النسبية تتخصص الدولة في إنتاج السلع التي تتمتع فيها بميزة
نسبية ،من خالل زيادة الكفاءة في إنتاجها وبأقل تكلفة ممكنة ،مما يؤدي إلى االستخدام األمثل للموارد
وهو ما ينعكس على زيادة حجم اإلنتاج الكلي وفقا لمبدأ التخصص وتقسيم العمل ،وبالتالي تحصل كل
10
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
دولة على كمية أكبر من السلع مقارنة بكمية السلع التي يمكن الحصول عليها بمواردها الخاصة خارج
إطار التجارة الخارجية.
وتؤدي حرية التجارة الخارجية إلى زيادة الدخل القومي للدول المشاركة في التجارة الخارجية ،باالستفادة
من طرق توزيع المكاسب عليها ،وقد ال يكون التوزيع متساويا بين دولتين في إطار العالقة ،والذي يمكن
تجاوزه بفرض رسوم جمركية تؤثر بطريقة أو بأخرى على حرية التجارة.
وعليه يؤدي فرض القيود التجارية إلى إعادة توزيع الدخل لصالح دولة على حساب دولة أخرى ،مما
يشجع الدول ذات المقدرة على استخدام القيود لزيادة المكاسب مما يخل بحرية التجارة الخارجية.
إضافة إلى ما سبق تعتبر التجارة الخارجية من أهم القطاعات الحيوية ألي اقتصاد بما تسهم به في
حالة أرصدتها اإليجابية ،من خالل عالقة الصادرات بالواردات بزيادة القدرة اإلنتاجية والتنافسية للدولة.
توجد العديد من اآلليات التي يتم من خاللها التأثير المتبادل بين التجارة الخارجية والنمو ،فزيادة
الصادرات من شأنها التعظيم في نمو الناتج المحلي اإلجمالي ضمن أولوية الناتج حسب اإلنفاق وكذلك
الشأن بالنسبة لخفض الواردات ،كما أن تنامي الصناعات الموجهة للتصدير يؤدي إلى تعظيم فرص
العمل وزيادة األجور ،وبالتالي تعظم من الناتج ضمن أولوية الناتج حسب المداخيل ،باإلضافة إلى أن
تنامي القيمة المضافة للقطاع الصناعي الموجهة للصادرات يعظم من نمو الناتج في إطار تحقيق القيمة
المضافة ،أضف إلى ذلك التأثيرات غير المباشرة بفعل األثر على اإلنتاجية باعتبارها مصد ار رئيسيا من
مصادر النمو ،وعلى إعادة تخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة وغيرها من اآلليات غير المباشرة.
وتعتمد العالقة المتبادلة بين التجارة الخارجية والنمو على اتجاهين رئيسيين ،حيث يرى االتجاه األول
أن التجارة الخارجية تعزز معدل النمو ،وبالتالي فالسياسة المالئمة يجب أن تهتم بالعمل على زيادة
الصادرات مما يؤدي إلى زيادة وتحسين معدل النمو .فزيادة الصادرات تؤدي إلى زيادة نمو الناتج المحلي
اإلجمالي ،كما أن زيادة الصناعات الموجهة لقناة التصدير يؤدي إلى خلق فرص العمل ورفع األجور،
وهناك العديد من الدراسات خاصة من طرف البنك الدولي ومنظمة التعاون األوروبي لالقتصاد والتنمية
11
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
التي تؤكد على دور سياسة تشجيع الصادرات في تعزيز معدل النمو وأن زيادة درجة االنفتاح تنعكس
على تعزيز النمو والدخل.
بينما يرى االتجاه اآلخر بأولوية العمل على زيادة معدل النمو من خالل التركيز على القطاعات
السلعية ،مما يؤدي لزيادة الصادرات وتخفيض الواردات ،فيرى بعض االقتصاديين أن هدف زيادة
الصادرات كجزء من السياسة التجارية يجب أن ينظر إليه كوسيلة وليس كهدف ،بهدف تمويل الواردات،
ففي دراسة شملت تجربة 56دولة نامية شهدت أسرع معدالت النمو خالل الفترة 1118-1176تم
التوصل إلى أن دولتين فقط من بين الدول وهما مصر وأندونيسيا قد شهدتا انخفاض في نسبة الصادرات
إلى الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة ،في حين شهدت باقي الدول ارتفاعا وصل إلى ،11لذلك
فارتفاع الصادرات حسب البعض يحفز النمو ،في حين استخدم معرضو هذا القول إحصائيات أخرى تفيد
بارتفاع الصادرات دون التأثير بالزيادة على معدل النمو بشكل متناسب ،مما يؤدي إلى نتيجة مفادها أن
الدول التي تشهد معدالت نمو مرتفعة تميل إلى نهج زيادة الصادرات إلى الناتج المحلي اإلجمالي ،بينما
العكس صحيح.
ومن سلبيات التجارة الخارجية أنها قد تكون السبب في تراجع معدل النمو في حالة عدم نمو الصادرات
بالمعدل الكافي الذي يدفع النمو في باقي القطاعات االقتصادية ،وبالتالي يكون االعتماد في عملية
التنمية على التمويل الداخلي لالستثمار ،بينما في حالة عدم كفاية االدخار المحلي يتم اللجوء إلى التمويل
الخارجي أو االعتماد على المساعدات والديون الخارجية ذات أعباء زيادة حجم المديونية.
وبصفة عامة يمكن القول أن مزايا التجارة الخارجية تبقى األساس لتخطيط السياسات االقتصادية
العامة للدولة ،لذلك تبقى أولويتها في إطار فهم ووضع وتحقيق األهداف إلحدى أهم جوانبها وهي
السياسة التجارية للدولة.
12
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
.1السيـاسـات التجـاريــة
توجد حالتان مختلفتان يمكن ألي دولة إتباع احداهما في سبيل تنظيم تجارتها الخارجية ،تتمثل األولى
في سياسة "أتركه ح ار" ،بمعنى عدم فرض قيود من شأنها إعاقة أو عدم تشجيع التبادل االختياري للسلع
والخدمات بين الدول وهذا في إطار حرية التجارة الخارجية ،إال أن الوضع مغاير بالنسبة للحالة األخرى
فالتجارة المقيدة تعود بنفع أكبر على الدولة الممارسة لها ،إذ تقوم باتخاذ وفرض القيود التي تؤدي إلى
تخفيض أو منع قيام التجارة الخارجية ،وهو الوضع الذي يطلق عليه حالة االكتفاء الذاتي المحلي بإتباع
العزلة.
ويظهر االختالف السابق من خالل أفكار االقتصاديين ،بداية من التجاريين بتأكيدهم على تقييد التجارة
وخاصة الجانب االستيرادي ،ألنهم كانوا يعتقدون بأن حصول طرف ما على األرباح في التجارة الخارجية
يكون على حساب طرف آخر ،غير أن المفكرين الفيزيوقراط أو الطبيعيين قد مهدوا لظهور أفكار جديدة
تقوم على أساس الحرية في الممارسات االقتصادية ومن ضمنها النشاط التجاري ،ليصل المبدأ الكالسيكي
القائل بأن كل دولة يجب أن تتخصص في إنتاج وتصدير السلعة ذات تكلفة اإلنتاج النسبية األقل ،وتقوم
في المقابل باستيراد ما تحتاجه من سلع ،وأن التخصص يؤدي إلى زيادة اإلنتاج واالستهالك ضمن
اجمالي السلع على المستوى الدولي ،وبما يرفع من معدل النمو االقتصادي لكل دولة ويزيد من الرفاهية
االقتصادية العالمية.
وعلى عكس ما سبق فقد جاءت المدرسة األلمانية خالل القرن التاسع عشر ،بمبدأ يدعو إلى ضرورة
فرض الرسوم الجمركية على الواردات لحماية الصناعات الناشئة ،من واقع الحماية للسلع األلمانية ضد
اإلنجليزية منها ،وترتب عن تطور وانتشار هذا المبدأ مطالبة بضرورة تدخل الدولة في التجارة الخارجية
وادارتها ،باستخدام أدوات متعددة ،وعلى هذا األساس التحليلي السابق ظهر مفهوم السياسات التجارية.
يمكن تعريف السياسات التجارية كأحد فروع السياسة االقتصادية العامة التي تقوم بتنظيم شؤون التجارة
الخارجية ،من خالل أدوات معينة لتحقيق أهداف محددة.
13
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
كما أنها تتمثل في مجموعة اإلجراءات التي تطبقها الدولة في مجال التجارة الخارجية بغرض تحقيق
بعض األهداف ،واختيار الدولة وجهة معينة ومحددة في عالقتها التجارية مع الخارج سواء كانت حرية أو
القررات واإلجراءات التي تضعها موضع
حمائية ،ويتم التعبير عن ذلك بإصدار تشريعات واتخاذ ا
التطبيق.
تعمل سياسة التجارة الخارجية على تحقيق جملة من األهداف االقتصادية ،االجتماعية واالستراتيجية.
.1.1.1األهداف االقتصادية
تمثل األهداف االقتصادية الركيزة األساسية التي من أجلها تطبيق السياسات التجارية ،وتتمثل في:
يعتبر أقدم أهداف السياسة التجارية ،فإقامة صناعة جديدة داخل الدولة بغرض إنتاج سلع تتماشى
واالحتياجات االقتصادية للمجتمع ،يقابله منتجات منافسة في الدول األخرى ذات الكفاءة الصناعية والفنية
إضافة إلى مستويات الجودة والكفاءة السعرية بسبب انخفاض التكاليف التي تتمتع بها ،وهو عامل ذو
ارتباط كبير بالفترة الزمنية للنشاط ،لذلك يجب على الدولة أن تبدأ بحماية صناعتها الناشئة مت المنافسة
الضارية بسبب قلة الجودة وارتفاع سعرها مما يعرضها إلى الخروج من السوق ،وبالتالي عدم قدرة الدولة
على إقامة الصناعة في المدى الزمني المنظور.
وللصناعات ذات الكفاءة في الدول المتقدمة مقارنة بالصناعات الناشئة في الدول النامية ميزتان
رئيسيتان:
تدفق المواد الخام األولية رخيصة الثمن من مصادرها في الدول النامية إلى مصانع الدول
المتقدمة ،خاصة خالل الفترات االستعمارية التي خلقت أسواقا واسعة لتصريف منتجات الدول
الصناعية المتقدمة؛
ترتب عن الثورة الصناعية استخدام اآلالت في العملية اإلنتاجية مما أدى إلى اإلنتاج بكميات
كبيرة ،ومن ثم االستفادة من مزايا الحجم الكبير الذي يولد الفائض الموجه للتصريف؛
14
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
لذلك ينبغي حماية الصناعات الناشئة لكن بصفة غير دائمة ،بوضع خطة تعتمد على فترة محددة يتم
بعدها االستغناء عن الحماية ومواجهة المنافسة األجنبية ،وباستخدام أدوات اقتصادية وتجارية ذات فعالية.
إن الهدف العام ألي سياسة اقتصادية يرتكز بشكل كبير على التوازنات الخارجية ،لذلك تسعى الدولة
إلى تحقيقها من خالل استخدام الألدوات الخاصة بالسياسة التجارية ،للتأثير على الصادرات والواردات
ألن زيادة االستهالك المحلي للسلع األجنبية عن االستهالك األجنبي للسلع المحلية يؤدي إلى العجز في
ميزان المدفوعات ،وعليه تستخدم السياسة التجارية لتجاوز العجز بالعمل على زيادة الصادرات مع
تخفيض الواردات أو على األقل بقائها عند المستوى الموجود ،مما يؤدي إلى تحسين وضعية ميزان
المدفوعات ،وتحقيق الرصيد اإليجابي الذي يسمح بتعزيز الرصيد من رؤوس األموال األجنبية والمحافظة
على سعر صرف العملة الوطنية في مقابل العمالت األجنبية.
كما أن هدف التوازن الخارجي يسمح عند تحقيقه بالتأثير اإليجابي على االقتصاد المحلي للدولة
ويحافظ على استقرار األسعار المحلية.
يحدث العجز في الموازنة العامة للدولة نتيجة زيادة النفقات العامة الخاصة بالسلع والخدمات عن
االيرادات العامة والتي يتم الحصول عليها من االيرادات الضريبية ومصادر أخرى ،وهو ما يتطلب البحث
عن مصادر تمويل إلعادة التوازن ،لذلك تستخدم السياسة التجارية أحد أهم أدواتها والمتمثلة خاصة في
فرض التعريفات الجمركية على الواردات ،مما يسمح بزيادة موارد الخزينة العامة للدولة وتمويل نفقاتها
لتنمية مختلف أوجه النشاط االقتصادي.
ومنه يؤدي تحقيق التوازن الداخلي والخارجي إلى حساب االقتصاد الوطني من الصدمات الخارجية
التي قد تؤثر على مستويات األسعار ،وتجنب حاالت االنكماش والتضخم ،إضافة إلى أن أدوات السياسة
التجارية كفيلة بحماية المنتجات الوطنية ضد التميز السعري الذي قد يطبق من طرف الدول األجنبية في
مجال التجارة الخارجية.
15
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
.1.1.1األهداف االجتماعية
تتمثل في حماية مصالح بعض الفئات االجتماعية مثل المزارعين أو المنتجين للسلع الضرورية
واألساسية في الدولة ،كأن يتم منع استيراد الجلود حماية للمنتجين المحليين من خطر المنافسة مع
الواردات ذات ميزة التكلفة األرخص مقارنة بتكلفة اإلنتاج المحلي ،بالرغم من كون االتفاقيات الدولية
الحديثة تفرض على الدول التوقف عن منع االستيراد واستبداله بفرض الرسوم الجمركية.
وتعتبر أحد أهم األهداف الخاصة بالحماية االجتماعية هو تفعيل آلية إعادة توزيع الدخل القومي بين
مختلف الفئات والطبقات االجتماعية للحفاظ على مستويات المعيشة والرفاهية داخل المجتمع.
.1.1.1األهداف االستراتيجية
المحافظة على األمن العام للدولة ،والذي يأخذ بعين االعتبار المستوى االقتصادي وما ينتج عنه
من أمن غذائي ،إضافة إلى االطار العام الحمائي للدولة والمتمثل في النواحي العسكرية المرتبطة
بالمجال اإلقليمي؛
العمل على توفير الحد األدنى من اإلنتاج المرتبط بمصادر الطاقة ذات البعد الحيوي
واالستراتيجي في توليفة الموارد الطبيعية للدولة ،وأمثلية استخدامها كالبترول؛
أثبتت الوقائع االقتصادية في إطار العالقات التجارية الخارجية وجود اتجاهين رئيسيين للتجارة
والمتمثلين في سياسة الحرية والحماية للتجارة.
تعرف سياسة حرية التجارة الخارجية على أنها السياسة التي تتبعها الدولة بعدم التدخل في التجارة
وازالة كل القيود والعقبات المتمثلة في التعريفات الجمركية ونظام الحصص وغيرها ،والمفروضة على تدفق
السلع عبر الحدود سواء كانت صادرات أو واردات .لذلك فالحرية تقترن بعدم تدخل الدولة في النشاط
التجاري.
16
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
وتوجد العديد من الحجج المؤيدة والداعمة لسياسة حرية التجارة الخارجية وتتمثل فيما يلي:
منافع التخصص الدولي والتي تتيح لكل دولة التخصص في إنتاج وتصدير السلع التي لديها ميزة
نسبية في إنتاجها ،على أن يتم االستيراد من الخارج للسلع التي ال تتميز نسبيا في إنتاجها بتكلفة
أقل مما لو قامت بإنتاجها محليا ،وهو ما يزيد من الدخل القومي على المستويين المحلي
والعالمي؛
تسمح حرية التجارة بتشجيع التقدم الفني والتقني عن طريق المنافسة بين الدول المختلفة مما
يؤدي إلى زيادة وتنشيط العمل بتحسين وسائل اإلنتاج؛
تؤدي حرية التجارة إلى فتح مجال المنافسة وتنشيطه بين المؤسسات والمشاريع االحتكارية بدل
بقائها متحكمة في األسعار ،مما يضر المستهلكين على مستوى األسواق المحلية للدول؛
تحفز حرية التجارة الدول على التوسع في إنتاج السلع كثيفة العنصر اإلنتاجي ذو طابع الوفرة،
والحد من إنتاج السلع كثيفة العنصر النادر؛
تسمح حرية التجارة بمساعدة الدول على استخدام مواردها اإلنتاجية استخداما كامال ،والقضاء
على مشكلة استغالل الطاقات؛
وبالنظر لكون األهداف االقتصادية الحالية للدول تتماشى مع مفاهيم العولمة االقتصادية والتحرر ،نجد
حاليا أن االتفاقات التجارية تسعى إلى إزالة جميع القيود والعوائق والحواجز التي شأنها منع حركة عبر
الدول.
تعتمد سياسة حماية التجارة على تدخل الدولة للتحكم في التبادالت التجارية واالقتصادية ،لذلك تعرف
على أنها تبني الدولة لمجموعة من القوانين والتشريعات واتخاذ اإلجراءات المنفذة لها قصد حماية سلعها
وأسواقها المحلية من المنافسة األجنبية ،وعليه تقوم الدولة بتقييد حرية التجارة مع الدول األخرى بإتباع
مجموعة من األساليب كفرض الرسوم الجمركية على الواردات أو وضع حد أقصى لحصصها خالل فترة
زمنية معينة مما يوفر نوعا من الحماية لألنشطة االقتصادية المحلية من منافسة المنتجات األجنبية ذات
األثر السلبي على التوازنات االقتصادية للدولة.
17
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
تقييد الواردات مما يؤدي إلى زيادة الطلب على السلع المحلية بسبب أدوات السياسة التجارية التي
تحد من منافسة المنتجات األجنبية ،مما يحسن من مردودية المنتجين المحليين نظ ار لضمان
استم اررية اإلنتاج ،وبالتالي عدم تأثر العمالة المحلية وزيادة مستوى التشغيل وتقليل البطالة؛
تعمل أدوات الحماية على تلبية الطلب المحلي من اإلنتاج المحلي ،وبالتالي فإن المشاريع سيكون
بإمكانها تنويع منتجاتها وعدم االقتصار على عدد محدود من السلع؛
الحصول على االيرادات من خالل فرض الرسوم والتعريفات الجمركية ،وبالتالي فتوفير الموارد
المالية للدولة يمكنها من االنفاق على النفقات العامة وخاصة في الدول النامية التي قد تعتمد
على الرسوم الجمركية كمصدر وحيد وأساسي لميزانية وخزينة الدولة؛
قد يكون العمل الرخيص سببا رئيسيا في انخفاض التكاليف ومن ثم األسعار ،فتعمل الدولة على
التدخل لحماية منتجاتها من منافسة الدول ذات العمل الرخيص أو عنصر العمل متدني التكلفة؛
حماية الصناعات المحلية خاصة الناشئة منها ،فقد تنافس الصناعات الحديثة سلع مستوردة فتقوم
أدوات الحماية بالتصدي للسلع األجنبية على األقل في مراحلها األولى؛
تسمح الحماية بحماية ودعم االقتصاد الوطني باتخاذ الوسائل التي تمنع من ممارسة اإلغراق من
قبل الدول األخرى ،األمر الذي يؤدي بدوره إلى انكماش وزوال الصناعات الوطنية؛
عندما نتكلم عن التجارة الخارجية فنحن بصدد الحديث عن عالقات اقتصادية تبادلية بين الدول
انطالقا من المستوى المحلي وصوال إلى المستويات الخارجية أو األجنبية ،والعالقات أو التعامالت
االقتصادية الدولية تبين لنا حركة السلع والخدمات بين الداخل والخارج والعكس ،وبالتالي ينبغي التمييز
18
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
بين الدول المتقدمة ذات مستويات التطور االقتصادي والرفاهية االجتماعية ،نظ ار لقدرتها على اإلنتاج
حيث تستفيد من القدرة على التحكم في وسائل وموارد العملية اإلنتاجية ،على عكس الدول النامية التي ال
تملك القدرة على التحكم في اإلنتاج ووسائله ،لذلك فهي تسعى لالستفادة من مزايا التبادل بالتحكم فيه،
وللوصول لما حققته الدول المتقدمة ذات الرغبة الدائمة في الحصول على موارد الدول النامية ،تقوم هذه
األخيرة بتقييد وحماية التجارة وفق سياسات تجارية مختلفة من حيث األدوات ونتائج تطيقها.
وتضع الحكومات أنظمة مختلفة للتعامل مع التجارة الخارجية بهدف تحديدها وتوجيهها نحو أهداف
تخدم الدولة من عدة جوانب ،والدول المتقدمة تختلف في تعاملها مع التجارة الخارجية عن الدول النامية،
حيث تهدف المتقدمة منها باستخدام السياسات إلى تحقيق مكاسب سياسية إضافة إلى السياسات
االقتصادية وتحقيق األرباح ،زيادة الناتج القومي وتقليل العجز في ميزان مدفوعاتها ،في حين تركز الدول
النامية بشكل عام على إزالة االختالالت االقتصادية بهدف تحسين المستوى االقتصادي والمعيشي لديها.
كما تختلف صور تدخل الدول في التجارة الخارجية ،فهناك أساليب وأشكال تتبعها الدول في طريقة
تنظيم التجارة الخارجية وتشكل في النهاية العالقة بين الصادرات والواردات ،كما تختلف درجات التدخل
حسب ظروف تلك الدول االقتصادية ،االجتماعية والسياسية ،فقد تمر الدولة بأزمات اقتصادية وسياسية
مع بعض الدول األمر الذي يجعلها تتخذ سياسات تقشفية أو إعادة الهيكلة في خططها بتنفيذ برامج
إصالحية تجاه االقتصاد والتجارة الخارجية التي تنتهجها.
وقد تكون للظروف المحيطة بالدولة أو الظروف الداخلية دو ار في تحديد شكل الخطط والبرامج المتخذة
من طرف الدولة ،وعليه فالتعامل مع التجارة الخارجية يقع ضمن منظومة ضوابط وقيود منها الداخلية
الخاصة بالدول ذاتها ومنها الخارجية تفرض على الدولة ،وتؤثر على مستوى التعامل التجاري الخارجي
للدولة ،وتبقى طبيعة النظام االقتصادي محددا رئيسيا للسياسة التجارية وحجم التبادالت التجارية
الخارجية.
19
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
.1.1الرسوم الجمركية
تعتبر الرسوم الجمركية من أهم األدوات السعرية التي تستخدمها السياسة التجارية للتحكم في
العالقات التبادلية والتجارية الدولية بين الدول في دول العالم لذلك سوف يتم استعراض مختلف العناصر
التفسيرية للرسوم الجمركية قصد الوقوف على دالالتها النظرية ،العلمية والتطبيقية.
الرسوم الجمركية هي ضرائب تفرضها الدول على السلع المستورة من الخارج أو المصدرة إليه ،وتدفع
أثناء عبور هذه السلع للحدود ودخولها التراب الجمركي الخاضع للضريبة أو خروجها منه.
كما تمثل أحد أنواع الضرائب غير المباشرة التي تفرضها الدولة على وارداتها من السلع أو الموارد
األولية والوسطية من الخارج ،كذلك قد تفرض على السلعة عند خروجها رغم ضآلة نسبة هذا النوع إال أنه
يمكن أن تفرض في حالة عدم كفاية الطلب على السلعة في الداخل للحد من تصديرها.
ويقصد بالتراب الجمركي الخاضع للضريبة في تعريف الرسوم الجمركية ،الجزء األرضي بما في ذلك
الموانئ والمسطحات العائمة والمنشآت الواقعة بالمياه اإلقليمية ،من جميع التراب الوطني باستثناء
المناطق الحرة التي ال تسري عليها القوانين الجمركية الوطنية كلها أو بعضها وتكون معفية من أداء هذه
الرسوم.
تحتسب الرسوم الجمركية بمفهومها بالنسبة للواردات على أساس القيمة التجارية للسلع المستوردة بعد
إضافة كل من مصاريف الشحن والنقل إلى حين دخولها التراب الجمركي الخاضع للضريبة وتكلفة التأمين
على هذه السلع.
ويطلق على مجموعة النصوص المتضمنة لكافة الرسوم الجمركية المطبقة والسائدة داخل دولة معينة
في نفس الوقت اسم التعريفة الجمركية.
ظهرت الضرائب الجمركية إلى حيز الوجود منذ أن ظهرت التجارة في حياة البشر ،ويفسر االرتباط
الوثيق بين التجارة الخارجية والضرائب الجمركية من خالل العالمات المسمارية التي كتبت العبارة
20
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
الخاصة بالضرائب الجمركية مثل كلمة ) (NIGوتعني وتعني شيء وبعض الشيء ،و) (KUDبمعنى
الفعل يقطع أو يستقطع ،أما العالمة المسمارية ) (DAفهي تمثل أداة اإلضافة في اللغة السومرية،
وبتجميع هذه األحرف تظهر كلمة ) (NIG.KUD.DAوالذي يعني الشيء المستقطع ،أي الضرائب
الجمركية والمكوس المقتطع عن البضائع التجارية.
ظهرت الضرائب الجمركية بشكل واضح في اليونان القديمة في زمن اإلغريق وذلك من خالل حركة
السفن والبضائع ،وكانت تفرض على البضائع المستوردة بحسب األسعار وبحسب عالقات التعاون
ودرجات التحالف مع تلك الدول المصدرة ،فكانت أسعار الضريبة ضئيلة مقارنة مع تلك الدول الواقعة
تحت سيطرة أثينا ،وترتفع درجة النسبة كلما قل التحالف مع اليونان.
أما الرسوم الجمركية فهي مرتبطة بالجمارك حيث عرفتها وطبقتها أغلب األمم عبر التاريخ ،ففي
العصر اليوناني كانت تستوفى على شكل نقود قصد حماية الصناعات الوطنية بمعدالت تختلف حسب
سياسة الدولة ،أما في العهد الروماني فكانت الرسوم الجمركية مفروضة في جميع أنحاء اإلمبراطورية
وعلى جميع المواطنين حتى على األمراء والنبالء ،وكان أول ظهور لمفهوم الرسوم الجمركية في اإلسالم
في عهد عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه ،حيث كانت قيمة الرسوم تستوفى من غير المسلمين بمعدل
11وبمعدل 6من الذميين.
إال أن التميز في التشريع الجمركي أخذ بمبدأ البيانات الجمركية المطبق حاليا في التشريعات الجمركية
الحديثة ،حيث يجري تدقيق هذه البيانات من قبل موظفين متخصصين مع تطبيق العقوبات على كل من
يرتكب قصدا مخالفة جمركية.
يمكن تقسيم أو تصنيف الرسوم الجمركية بطرق مختلفة إلى األنواع التالية:
21
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
الرسوم القيمية :وهي عبارة عن فرض رسم جمركي يمثل نسبة مؤية معينة من قيمة السلعة
(سعر السلعة) أو ثمن االستيراد؛
الرسوم النوعية :يتم فرض هذا النوع في شكل قيمة محددة للسلعة بغض النظر عن قيمتها ،أي
أنها تفرض في شكل مبلغ ثابت على كل وحدة من السلعة على أساس الخصائص المادية
المتمثلة في العدد ،الوزن والحجم؛
الرسوم المركبة :وهي ذلك النوع من الرسوم الذي يجمع بين الرسوم القيمية والنوعية
بخصائصها؛
ب .هدف تطبيق الرسوم الجمركية
الرسوم المالية والتي تفرض بغرض تحقيق إيراد مالي إضافي لخزينة الدولة؛
الرسوم الحمائية والتي تفرض بهدف حماية اإلنتاج الوطني أو السلع المنتجة محليا من المنافسة
األجنبية؛
ج .مدى حرية فرض الرسوم الجمركية
تنشأ التعريفة المستقلة عن اإلدارة التشريعية والقانونية الداخلية للدولة بحسب مصالحها وأهدافها
ذات األبعاد االقتصادية؛
أما التعريفة االتفاقية فتكون نتيجة عالقات دولية مبنية على أساس تبادالت اقتصادية وتجارية
ذات طابع دولي؛
يؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى العديد من النتائج وفي نفس الوقت تمثل امتدادا ألهدافها الحقيقية
من خالل التطبيق ،والتي تنعكس على معدالت التبادل التجاري للدولة ،مستويات الدخل القومي وعلى
وضعية ميزان المدفوعات وشروط التجارة وغيرها.
22
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
توضح نتائج تطبيق الرسوم الجمركية مقدار التغيرات التي تحدث على معدالت التبادل التجاري وكذا
األساسيات التي تحكم التجارة القائمة بين الدولة المطبقة للرسم في إطار عالقتها التبادلية الخارجية وتكون
كما يلي:
تؤدي الرسوم الجمركية إلى تحسين معدل التبادل بالنسبة للدولة المطبقة له ،حيث ترتفع أسعار
السلع األجنبية مما يعني تحمل الدولة األجنبية لجزء كبير من عبء الرسم الجمركي ،وهو ما قد
يدفعها إلى زيادة العرض األجنبي للحصول على نفس القدر من السلع المحلية أو الوطنية ،لذلك
فنجاح سياسة تطبيق الرسوم الجمركية تتوقف على عدم مرونة عرض السلعة األجنبية باإلضافة
إلى عدم وجود مبدأ المعاملة بالمثل؛
يؤدي فرض الرسم الجمركي إلى زيادة عرض اإلنتاج المحلي بسبب ارتفاع أسعار السلع
األجنبية ،حيث يزيد الطلب على المنتجات الوطنية وهو ما يدفع آلة اإلنتاج المحلية لمقابلة
الزيادة في الطلب ،لذلك ينبغي أن تكون مرونة العرض المحلي كبيرة لتفعيل أثر الحماية؛
يؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى تخفيض الطلب اإلجمالي بسبب إرتفاع األسعار للسلع المستورة
بعد فرض الرسم ومنه التقليل من استهالكها ،ويتوقف نجاح هذه السياسة على مدى مرونة
الطلب ،لذلك عادة ما تفرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع االستهالكية الكمالية ،فمن الممكن
زيادة الطلب على السلع األجنبية حتى إذا ارتفعت أسعارها ،كونها سلعا ضرورية؛
ب .زيادة االيرادات المالية العامة للدولة
من المعلوم أن الرسوم الجمركية هي مصدر من مصادر االيرادات الحكومية وتتحدد االيرادات بمقدار
الضريبة وحجم الواردات ،حيث تتناسب المنفعة الحكومية طرديا مع كمية الواردات ونسبة الرسم الجمركي
المفروضة عليها ،فكلما قامت الدولة بفرض أو زيادة في الرسوم الجمركية على الواردات كما حققت
ايرادات لها تساوي كمية الواردات مضروبة في معدل الضريبة او الرسوم المفروضة ،لذلك تعتبر التعريفة
الجمركية بمثابة ضريبة غير مباشرة يسهل جمعها وتنخفض تكاليف تحصيلها كما تنخفض القدرة على
التهرب منها ،وهو األمر الذي يسهل االعتماد عليها كمورد هام من موارد خزينة الدولة ،ولتحقيق الهدف
23
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يجب مراعاة فرضها على سلع تنخفض مرونة الطلب عليها حتى ال تنخفض حصيلتها ،كما تعتبر الرسوم
الجمركية إيرادا خالصا إذا ما تم فرضها على منتوج ال يتم إنتاجه محليا؛
يؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة ،مما يسمح بتخفيض الواردات ويزيد
الطلب على اإلنتاج الوطني بزيادة االستهالك المحلي للسلع الوطنية ،فيرتفع اإلنتاج الوطني وتزيد األرباح
إضافة إلى زيادة األرباح إضافة إلى زيادة مستويات التشغيل مما يقلل من حجم البطالة وارتفاع مستويات
الدخل القومي للدولة.
تؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى تحسين وضعية ميزان المدفوعات حيث تنخفض الواردات بسبب
انخفاض الطلب على السلع األجنبية الرتفاع أسعارها بعد زيادة قيمة الرسوم لسعرها األصلي ،مع بقاء
الصادرات على ماهو عليه في الفترة القصيرة وزيادتها في حالة مرونة العرض المحلي وكفاءته ليدخل في
قناة الصادرات بعد فترة متوسطة أو طويلة ،لكن ما يهم أن نجاح هدف تقليل الواردات يتوقف على أثر
السياسة على الدخل الوطني ومعاملة الدولة األخرى ،ففرض الرسم الجمركي إن كان أثره األساسي
تخفيض الواردات قد يسمح بزيادة الدخل الوطني بالعالقة بين (الصادرات ناقص الواردات) مما قد يؤدي
إلى زيادة االستيراد أو الطلب االستيرادي ،وبالتالي تكون النتيجة النهائية لتحسين وضعية ميزان
المدفوعات أقل من التخفيض األولي أي الميل الحدي لالستيراد ،باإلضافة إلى أن الدولة التي نطبق على
منتجاتها رسوما جمركية قد تقوم بفرض مجموعة من القيود على صادراتها من خالل مبدأ المعاملة
بالمثل.
يستند التحليل الجمركي عل حجم الفوائض الموجودة داخل اقتصاد الدولة سواء كانت دولة مستوردة
لتلبيتها من خالل العالقة بين االحتياجات االستهالكية ،الطلب المحلي واألسعار ،أو الدولة المصدرة
باعتماد الفوائض اإلنتاجية الزائدة عن الحاجات االقتصادية للمستهلكين والتي توجه للدول المستوردة
24
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
وتعتمد أيضا على األسعار لتصريفها ،وعليه يتم تحليل العالقة بين الداخل والخارج بدراسة الكميات
المنتجة والمستهلكة ،ويقوم التحليل على الفرضيات الرئيسية التالية:
حيث يمكن التعبير عن السعر مباشرة بالعملة الوطنية ،وبالتالي فتطور التجارة يكون في حالة اختالف
األسعار ألنها تمثل شروطا لتحديد التبادل.
يسمح االختالف السعري بين الداخل والخارج من مقارنة الكميات المعروضة والمطلوبة في الوطن
والخارج وبالتالي تحديد حجم الكميات المتبادلة على أساس األسعار التي تتم بها ،وعليه فمن أجل تحديد
هذه األخيرة يجب معرفة المستوى العالمي أي السعر العالمي الذي يتم على أساسه ،والذي يعتمد على
الكميات المتبادلة ،لذلك من واجب تعريف منحنيين جديدين:
يقيس الطلب االستيرادي للدولة فائض طلب المستهلكين في الداخل مقارنة بما يعرضه المنتجون
في الداخل؛
يقيس العرض التصديري فائض عرض المنتجين في الخارج مقارنة بما يطلبه المستهلكون في
الخارج
25
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
D P
P O
P2
P1
Q Q
O1 O2 D1 D2 D2-O2 D1-O1
نالحظ من خالل تقاطع منحنى العرض والطلب أن المستوى التوازني لألسعار مرتفع في الداخل وفق
التحليل الجمركي ألن الفائض هو طلب االستهالك ،أي أن حجمه أكبر من عرض المنتج المحلي
وبالتالي إذا زاد الطلب عن العرض ترتفع األسعار ،لذلك فالمستوى التوازني في الداخل يتحدد عند
مستويات عليا.
ونالحظ أنه إذا زاد سعر منتج معين يقل االستهالك الوطني ،بينما يعرض المنتجون المزيد من السلع
فالطلب االستيرادي له ميل سالب.
26
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
D P
P O منحنى العرض التصديري
P2
P1
P
Q Q
D2 D1 O1 O2 O1-D1 O2-D2
نالحظ من خالل تقاطع منحنى العرض األجنبي مع الطلب األجنبي ،أن المستوى التوازني لألسعار
يتحدد عند مستويات دنيا ،ويرجع ذلك إلى أن الفائض هو في عرض اإلنتاج أي أن الكميات المعروضة
أكبر من الكميات المطلوبة لالستهالك األجنبي ،وبالتالي زيادة العرض عن الطلب تخلق انخفاضا في
األسعار.
ونالحظ أنه إذا زاد سعر منتوج معين ،فالمنتجون األجانب يعرضون كمية أكبر من السلع بينما يطلب
المستهلكون حجما أقل منها ،لذلك فالعرض التصديري له ميل موجب.
.2.1.1التوازن العالمي
يتحقق المستوى التوازني العالمي إذا تساوى الطلب االستيرادي للدولة مع العرض التصديري في
الخارج ،وهو ما يعني مقابلة نفس الكمية من فائض طلب المستهلكين المحليين مع الكمية من فائض
عرض المنتجين في الخارج ،وهو ما يتم توضيحه من خالل المنحنى التالي:
27
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
P
العرض التصديري OE
التوازن العالمي
Pm
Q
Qm
حيث أن :
الطلب االستيرادي = العرض التصديري
وبالتالي:
الطلب العالمي = العرض العالمي
إذا سلمنا بأن الفرضيات األساسية القتصاد السوق محققة ،في وجود بلد صغير ومنافسة حرة وكاملة،
فإن تطبيق الرسم الجمركي على الواردات يؤدي إلى إحداث فرق بين السعر الوطني والسعر العالمي
لسلعة معينة ،أين يكون السعر العالمي أقل من السعر المحلي أو الوطني ،وهو ما يدفع المستهلكين
المحليين إلى زيادة الطلب على المنتجات األجنبية.
28
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
حيث أن :
Q
O0 O1 D1 D0
M1
M0
29
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
فإن المستهلكين يقومون بطلب االستهالك عند عندما يكون السعر محددا عند المستوى العالمي
المستوى ،d0أين يكون مستوى اإلنتاج الوطني عند النقطة ،O0وبالتالي الفرق بين مستوى الطلب
المحلي وما يعرضه المنتجون ) (O0 – D0يتم طلبه من الخارج ،وبالتالي يتحدد حجم االستيراد على
المستوى .M0
عندما يتم فرض رسم جمركي على الواردات فإن السعر العالمي يتأثر ،ليصبح السعر الجديد
،وبالتالي تصبح الكميات المعروضة من طرف المنتجين الوطنيين عند النقطة عند المستوى
،O1ومجموع المشتريات أو الطلب يصبح عند النقطة D1وبالتالي يتقلص مستوى االستيراد إلى
(O1 – D1) M1؛
للسلعة المستوردة ،بينما يخفض السعر يؤدي فرض وتطبيق الرسوم الجمركية إلى رفع السعر
،فيقوم المنتجون الوطنيون بإنتاج كميات أكبر بسعر أعلى ،بينما يتحصل في الخارج
المستهلكون في الداخل على كميات أقل وبسعر أعلى ،ويرجع السبب في ذلك إلى أن الرسم
الجمركي قد رفع السعر العالمي بالنسبة للمستهلكين المحليين مما يجعلهم يعزفون عن استهالك
السلعة األجنبية ،ليعوض ذلك بقدرة استفادة إضافية لصالح المنتج المحلي بتعزيز عرضه
لإلنتاج المحلي ،واالستفادة من ميزة ارتفاع السعر لزيادة المداخيل ،بسبب انخفاض االستيراد
وزيادة العرض التصديري؛
يؤدي تطبيق الرسم الجمركي في الخارج إلى تخفيض السعر مما يخفض من العرض ويحدث
زيادة في الطلب ،لينتج عنه عرض تصديري أقل؛
تجدر اإلشارة إلى أن األثر السابق يكون ضعيف عندما تفرض الدولة رسما جمركيا على سلعة
معينة ،نظ ار ألن حجم االستيراد على المستوى العالمي لن يتأثر بنقص نصيب هذه الدولة في إجمالي
ا الستيراد العالمي نظ ار لضآلته ،ومنه فاألثر على األسعار العالمية يكون ضعيفا وغير محسوس ،لذلك
غالبا ما يتم اعتبار أسعار السلع المستوردة كمعطيات ،فالمهم هو الكمية المطلوبة مقارنة بالستيراد
العالمي ،أو الوزن العالمي من كمية السلع المستوردة لهذه الدولة المطبقة للرسم الجمركي،
30
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يمكن توضيح مختلف اآلثار اإليجابية ( )+والسلبية ( )-لتطبيق الرسوم الجمركية على كل من
األسعار ،المستهلكين ،المنتجين وايرادات الدولة بالنسبة للدولة المستوردة والمصدرة من خالل الجدول
الموالي :
يعتمد قياس ،تحليل وفهم حجم الحماية من خالل تطبيق الرسوم الجمركية بدراسة العالقة بين معدل
التعريفة الجمركية اإلسمي ومعدل التعريفة الفعال ،حيث يعبر معدل التعريفة اإلسمي عن معدل مسجل
في دفاتر الجمارك على الحدود ،كما يعرف بجدول التعريفات الجمركية الذي يتم االلتزام بمعدالته المحددة
قانونا وفق معدالت خاصة تمثل ضريبة ال يجوز فرضها إال بقانون ،وقد يتم فرضها على السلع
المستوردة النهائية االستهالكية أو االستثمارية ،أو قد يتم فرضها على السلع الوسيطة والمواد الخام بنسب
محددة.
وبقصد حماية الصناعة الناشئة داخل الدولة تفرض تعريفة جمركية عالية على السلع المنافسة للسلع
المحلية ،أو فرض تعريفة أعلى على هذه السلع مع إعفاء أو فرض تعريفة أقل على الواردات الوسيطة
التي تتطلب الصناعات المحلية.
وعليه فمعدل التعريفة الفعال الذي تستفيد منه الصناعة الناشئة قد يختلف عن معدل التعريفة اإلسمي،
ويتوقف الفرق على عاملين هامين هما:
31
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
إن قياس حجم الحماية الذي تحققه الدولة من خالل تطبيق الرسم الجمركي يقوم أساسا على نوعية
الرسم المطبق ،فإذا كان قيميا بمعنى نسبة مئوية من قيمة الواردات فهو يمثل نفس النسبة لقياس حجم
الحماية ،في حين إذا كان الرسم نوعيا يتم قسمته على السعر الصافي للمنتوج خارج الرسم للحصول على
نسبة الحماية الممارسة ولتحديد مستويات الحماية في إطار الرسم الجمركي اإلسمي على الواردات ،يتم
تقديرها بالنسبة للصناعات المحلية المنافسة للواردات ،فإذا استخدمت الصناعات الوطنية مدخالت
مستوردة خاضعة لمعدل تعريفة إسمي يختلف عن ذلك المفروض على السلعة النهائية ،فإن معدل
التعريفة اإلسمي يختلف عن معدل الحماية الفعال ،والذي يقيس المعدل الفعلي الذي يقدمه معدل التعريفة
اإلسمي للصناعة المنافسة للواردات.
كما يمكن تقدير حجم الحماية كمقدار للرسم مقارنة مع القيمة المضافة في االقتصاد الوطني ،حيث أن
القيمة المضافة للمنشأة هو الذي يمكن استخدامه لدفع تكاليف عوامل اإلنتاج وتحقيق الربح الصافي،
الذي يزيد بزيادة الفرق بين سعر البيع وتكلفة اإلنتاج ،لذلك تستخدم الصيغة التالية للقياس باستخدام
القيمة المضافة:
32
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
مثــال :1
/1لنفرض أن سعر سيارة معينة في السوق العالمي يساوي 11 111دوالر ،وأن قيمة قطع الغيار
المستخدمة في صناعتها تقدر بـ 4 111دوالر.
نقارن بين دولتين احداهما تريد إقامة صناعة لتركيب السيارات بينما نجد الدولة األخرى لها باألساس
صناعة لتركيب السيارات ،وترغب في تطوير صناعة قطع الغيار.
ولتشجيع صناعة السيارات الوطنية تفرض الدولة األولى رسما جمركيا قيميا على استيراد السيارات
يقدر بـ 51وتسمح للمنتجين ببيع سياراتهم بـ 15 111دوالر بدال من 11 111دوالر.
لذلك يبدو من قبيل الخطأ القول بأن الصناعة الوطنية للسيارات تستفيد من نسبة حماية تقدر بـ ،51
فقبل فرض الرسم ،كان قيام الدولة بتركيب السيارات ال يتم إذا تجاوزت تكلفة التركيب 5 111دوالر
(الفرق بين سعر السيارة بقيمة 11 111دوالر وقيمة قطع الغيار بـ 4 111دوالر) ،لكن بتطبيق الرسم
فإن عملية التركيب يمكن أن تتم حتى في حالة بلوغ تكلفة التركيب 8 111دوالر وهو الفرق بين سعر
السيارة الجديد 15 111دوالر وقيمة قطع الغيار المتمثلة في 4 111دوالر ،وعليه فإن معدل الحماية
الفعال يحسب كما يلي:
=
وبالتالي فالرسم الجمركي اإلسمي بنسبة 51يضمن للمنتجين المحليين نسبة حماية فعالة تساوي
. 111
33
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
/1نفرض أن هناك بلد آخر يهدف إلى تشجيع الصناعة المحلية لقطع الغيار ،فيقوم بفرض رسم جمركي
مقداره ،11وبذلك ترتفع تكلفة قطع الغيار في الغيار في الصناعة الوطنية للسيارات من 4 111دوالر
إلى 4 411دوالر ،بالرغم من أن الدولة ال تحدث أي تغيير في أسعار السيارات المركبة أو المجمعة.
ومنه من غير الممكن والمفيد بالنسبة للصناعة الوطنية القيام بتركيب السيارات فقبل تطبيق الرسم كان
من الممكن تجميع السيارات إذا كانت تكلفة التجميع ال تتعدى 5 111دوالر (،)11 111 – 4 111
وبعد فرض الرسم فإن تكلفة التركيب يجب أن ال تتعدى 1 511دوالر وهي الفرق بين قيمة السيارة
11111دوالر وقيمة قطع الغيار بعد فرض الرسم عليها 4 411دوالر.
=
ومنه فإذا كان تطبيق الرسم الجمركي على استيراد قطع الغيار يضمن حماية إيجابية لمنتجي قطع
الغيار ،إال أنه يترجم إلى حماية سلبية تقدر بـ 81لمنتجي السيارات.
مثــال : 1
يقوم مصنع لألحذية بصناعة األحذية الجلدية مستخدما في ذلك مادة الجلد كمادة أولية.
سعر الوحدة الواحدة من األحذية الجلدية يقدر بـ 11دوالر ،ويتم استيراد الجلود بتكلفة 11دوالر للوحدة
الواحدة.
وبهدف حماية الصناعة الوطنية لألحذية تم فرض رسم جمركي على استيراد األحذية الجلدية بـ 61
ورسم جمركي على استيراد الجلود بـ .11
ولحساب معدل الحماية الفعال الذي تستفيد منه صناعة األحذية نستخدم طريقتين:
34
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
الطريقة األولى
=
الطريقة الثانية:
=
ومنه فإن فرض الرسم الجمركي على السلعة النهائية المتمثلة في األحذية الجلدية بنسبة ،61والمادة
األولية المتمثلة في الجلود بنسبة ،11يضمن معدل حماية فعال لصناعة األحذية الجلدية بنسبة 57
يمكن القول أنه بينما يحسب معدل التعريفة اإلسمي على أساس قيمة السلعة النهائية ،فإنه يؤثر على
السعر الذي توجه للمستهلكين ،لذلك فهو مهم للمستهلكين في ق ارراتهم االستهالكية.
وعليه فإن التعريفة الفعالة هامة للمنتجين في ق ارراتهم اإلنتاجية ،وبعبارة أدق تعني الحماية الفعالة ،أن
الصناعات التي تعطي معدال أعلى للحماية الفعالة تتوسع بشكل أكبر من الصناعات األقل معدال للحماية
بغض النظر عن مستوى التعريفة االسمية المطبقة.
35
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
كما أن المعدل الحقيقي للحماية يكون أكبر في حالة كون الرسوم الجمركية المفروضة على مدخالت
المنتجات النهائية كالمواد الخام ،المواد األولية والمنتجات نصف المصنعة ،أقل من الرسوم المفروضة
على المنتجات النهائية.
2.1اإلغـــراق
يعتبر اإلغراق أحد األدوات السعرية لسياسة التجارة الحمائية ،وحسب االتفاق الخاص بالمادة السادسة
من الجات ،يعتبر منتج ما مغرق ،إذا أدخل في تجارة بلد ما بأقل من القيمة العادية ،بمعنى تصدير
المنتوج من بلد إلى بلد آخر بأقل من السعر المماثل في مجرى التجارة العادي للمنتوج المشابه حين يوجه
لالستهالك في البلد المصدر.
ويعرف اإلغراق على أنه انتهاج دولة أو تنظيم احتكاري لسياسة معينة تعمل على التمييز بين األسعار
السائدة في الداخل والسائدة في الخارج ،وذلك بتخفيض أسعار السلعة المصدرة في األسواق الخارجية عن
المستوى الذي تحدده لقيمة السلعة في الداخل مضاف إليها نفقات النقل.
كما يعرف بقيام الدولة بتصدير منتجاتها بأسعار أقل من السعر الطبيعي لهذه المنتجات في موطنها
األصلي ،واذا كان من شأن ذلك إلحاق ضرر جسيم بمصالح المنتجين في الدولة المتعاقدة والمستوردة
للسلعة ،أو التهديد بوقوع الضرر.
أن يكون الفارق بين أسعار السلع المستوردة والسلع المماثلة في األسواق الداخلية كبي ار جدا ،أي
أن السلع المستوردة رخيصة األثمان بالنسبة لنفس السلعة المنتجة محليا؛
أن تكون أسعار بيع السلع المستوردة تقل عن سعرها في سوق الدولة المنتجة لهذه السلعة؛
أن تكون تكلفة إنتاج السلعة أكبر من سعر تداولها في السوق ،مما يؤدي حتما إلى التأثير سلبا
على اإلنتاج المحلي للدولة ،وكذا على المنتجين المحليين ،وبذلك بصعب وقد يستحيل تحقيق
األرباح المخطط لها ،وبالتالي صعوبة تسديد األعباء والتأخر في تطوير الصناعات المحلية
والحد من المنافسة بين المنتجين المحليين؛
36
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
إضافة إلى ما تقدم ،نجد أن لإلغراق مجموعة من األوصاف تتمثل فيما يلي:
سياسة البيع بأقل من نفقات اإلنتاج في األسواق األجنبية مع تعويض الخسارة برفع األسعار في
الداخل؛
سياسة إغراق كل منافسة تهدد اإلنتاج الوطني ،أي تخفيض السعر نظ ار لوجود نية لدى
المصدر بالقضاء على منافسيه أو على األقل إجبارهم على عقد اتفاق احتكاري معه؛
سياسة اإلغراق بتخفيض سعر العملة (سعر الصرف) من حيث مركز الحسابات الخارجية أو
القوة الشرائية ،لزيادة قدرة المنتجين والمنتجات الوطنية على المنافسة في األسواق الخارجية؛
استغالل ميزة األيدي العاملة منخفضة األجر أو السعر ،مما يمكن المنافس األجنبي من التغلب
على منتجين يعملون في بيئات اجتماعية أكثر تقدما؛
.1.2.1أنواع اإلغراق
توجد ثالث أشكال من اإلغراق تتبعها الدول المصدرة يمكن إدراجها فيما يلي:
تفسره الظروف االستثنائية الخاصة ،حيث تلجأ إليه الدولة عندما يحصل فائض لديها من سلعة معينة،
فتقوم بتسويق الفائض السلعي إلى األسواق الخارجية بدال من إتالفه ،فتتكبد خسارة عالية ،وتنتج هذه
الحالة بسبب سوء في تقدير المنتج لحالة السوق المحلي من السلعة محل التصدير فيقوم بتصديرها بدل
اللجوء إلى تخفيض أسعارها ثم العمل على رفعها في وقت الحق.
لذلك فتراكم المخزون السلعي من منتوج ما قد يضر بالسوق المحلية ،وبالتالي يكون المنتج على
استعداد لتصدير هذا المخزون بأقل من السعر للحفاظ على السوق المحلية ،ونظ ار للطابع الزمني المرتبط
باإلغراق الطارئ فهو ينتهي قبل أن يجذب االنتباه إليه.
يهدف اإلغراق قصير األجل لغرض معين وينتهي بانتهاء الغرض المنشأ من أجله ،أي تحقيق أهداف
محددة من قبل الدولة المصدرة من خالل تخفيض سعر البيع للمنتوج خالل فترة مؤقتة بقصد فتح األسواق
37
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
األجنبية وتثبيت أقدام المغرق فيها ،لذلك فتخفيض األسعار في األسواق الخارجية بسمح بالمحافظة على
الوضع التنافسي أو مواجهة وتجنب المنافسة الطارئة التي تشير إليها ظروف معينة ،إضافة إلى الرغبة
في القضاء على منافس معين وطرده من السوق او تهديده حتى يضطر إلى االتفاق.
وينطوي اإلغراق قصير األجل على خسارة كبيرة يقبل المصدر أو المنتج تحملها إلى حين انتهاء
الهدف من اإلغراق ،ثم يعود لتعويض الخسائر.
ويعتبر هذا اإلغراق هداما ونوعا من الحروب التجارية أو االقتصادية غير المشروعة التي ال تلقى
تأييدا ،كما أنه يسهم في هدم الصناعة الوطنية مباشرة في حالة الكفاءة األقل ،إضافة إلى األثر الهدام
الذي يلحقه بهيكل الجهاز اإلنتاجي واتجاهات التجارة الخارجية للدولة.
يرتبط اإلغراق الدائم بسياسة دائمة تقوم على وجود احتكار في السوق المحلية ،واالحتكار يعتمد على
وجود حماية لإلنتاج من خالل القيود الجمركية (القيود الجمركية تولد االحتكار واالحتكار يولد اإلغراق)،
وال يفترض هذا النوع من اإلغراق االستمرار في تحمل الخسائر.
وتعمد بعض الدول إلى السيطرة على األسواق المغرقة لفترات طويلة ،للحماية والوقاية من المنافسة
األجنبية ،وهذا ما يحتاج إلى أساليب وطرق فعالة قادرة على السيطرة على تلك األسواق خصوصا في
حالة عدم وجود قوانين جمركية ذات فعالية في الدول المستهدفة ،أو قوانين لحماية اإلنتاج تحد من النتائج
الفعالة لعمليات اإلغراق الدائم.
يجب توفر مجموعة من الشروط لنجاح سياسة اإلغراق وتتمثل فيما يلي:
يتم البيع في األسواق الخارجية بسعر مختلف عن السعر المحلي للدولة المنتجة للسلعة ،كما ال
يتم اشتراط انخفاض األسواق الخارجية عن التكلفة الحدية للسلعة أو الخدمة المنتجة ،وما يزيد
من نجاح هذه السياسة انخفاض تكلفة السلع وجودتها أو أن تتم عملية البيع لدول فقيرة ذات
الموارد المالية المحدودة في سبيل الحصول على سلع ذات جودة عالية؛
38
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يتم بيع السلع المصدرة للسوق المحلي واألسواق الخارجية في نفس الوقت أو في وقت واحد ،حتى
ال يحدث انخفاض في أسعار سلعة معينة موجهة للتصدير ،والتي تباع بسعر أقل من السعر
المحلي لذلك ال بد من مقارنة األسعار لبيع السلع في الداخل والخارج في نفس الوقت؛
توفر شروط واحدة للبيع في األسواق الداخلية والخارجية ،نظ ار ألن االختالف يؤثر على طريقة
التسعير؛
ضرورة انفصال األسواق عن بعضها ،مما يجعل من السهل على المحتكر التمييز في األسعار
التي يفرضها على مختلف األسواق كل بحسب ظروفه ،وباألخص حسب مرونة الطلب السائدة
فيه ،فحيث المرونة قليلة يبيع بسعر مرتفع وحيث المرونة عالية يبيع بسعر منخفض ،وبحسم آلية
التحليل السوقية يوجد شرطين أساسين:
تحقيق وضعية المنافسة غير الكاملة ،حتى تتمكن المؤسسات من التحكم في تحديد أسعارها،
بدال من اعتبار األسعار كمعطيات في السوق؛
تتطلب سياسة اإلغراق تجزئة األسواق ،حتى ال يسهل على المستهلكين في الداخل الحصول
على السلع الموجهة للتصدير ،وهو ما يعتمد على سياسة جمركية فعالة من قبل الدولة
المصدرة قادرة على منع السلع المصدرة من العودة إلى السوق المحلية ،ومن ثم بيعها بأسعار
جديدة ،وتصبح حينئد كضريبة تفرضها الدولة على نفسها بطريقة غير مباشرة؛
إذا تحققت الشروط سالفة الذكر ،يمكن القول أن نجاح سياسة اإلغراق للمؤسسة المحتكرة وزيادة القدرة
على االستفادة منها.
تقوم مؤسسة معينة ببيع 1111وحدة من منتوجها في السوق المحلي ،و 111وحدة يتم تصديرها
للخارج ،حيث يقدر سعر بيع المنتوج بـ 51دوالر للوحدة في الداخل ،بينما يسوق للخارج بـ 16دوالر
للوحدة،
بناءا على المعطيات السابقة يمكن الحكم بسهولة على استراتيجية تعظيم األرباح ،والتي تتجسد من
خالل زيادة وتعظيم حجم المبيعات في السوق المحلي بدل السوق األجنبي لتعظيم منفعة ومصلحة
المؤسسة.
39
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
لنفرض اآلن أن قيام المؤسسة ببيع وحدة واحدة إضافية في السوق المحلي (الوطني) أو السوق
األجنبي يتطلب تخفيض السعر بـ 0,01دوالر ليصبح بذلك السعر المحلي عند قيمة 19,99دوالر
والسعر األجنبي هو 14,99دوالر.
/1يعني بيع وحدة واحدة إضافية في الداخل زيادة في االيرادات بـ 19,99دوالر ،لكنه يخفض االيرادات
من جهة أخرى حول مبيعات الـ 1111وحدة األول ،والتي كانت تباع بـ 51دوالر وذلك بمقدار
11دوالر.
19,99 – 10 = 9,99$
/5زيادة حجم الصادرات بوحدة إضافية يعني تخفيض السعر بـ 0,01دوالر ومنه:
40
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
14,99 – 1 = 13,99$
وعليه من صالح المؤسسة المنتجة الوطنية تطوير الصادرات إلى األسواق الخارجية بدال من المبيعات
المحلية ،حتى وان كان سعر تصدير المنتجات أقل من أسعار البيع المحلية أو الوطنية.
ال تطبق إجراءات مكافحة اإلغراق إال من خالل توفر الظروف المنصوص عليها في المادة السادسة
من إتفاقية الجات (اإلتفاقية العامة للتعريفة الجمركية للتجارة) لسنة ،1118والتي تنص على حق
األطراف المتعاقدة في وضع إجراءات لمكافحة اإلغراق ضد الواردات التي تكون أسعارها أقل من قيمتها
العادية أو القيمة السائدة في السوق المحلية للدول المصدرة ،وذلك بموجب تحقيق يتم إجراءه للتأكيد بأن
اإلغراق سبب في اإلضرار بالصناعة المحلية داخل الدولة المستوردة.
ولقد جاء في البند الجديد الخاص بجولة األوروغواي بأنه يجب وقف مختلف اإلجراءات المضادة
لإلغراق بعد مرور خمسة سنوات على اتخاذها ،ما لم توضح السلطة المحلية المعنية على ضوء تحقيق
يجري بهذا الشأن ،أنه بإزالة هذا اإلجراء سوف يستمر اإلغراق.
لذلك فلتطبيق هذه المادة اشترط االتفاق ضرورة قيام الدولة المستوردة بإثبات العالقة بين اإلغراق
والضرر على صناعتها المحلية ،وتحديد المتغيرات االقتصادية المؤثرة في النشاط اإلنتاجي أو الصناعي،
ومنه فقد نص اإلتفاق على الوقت الفوري ألي تحقيق في حاالت اإلغراق إذا كان هامش اإلغراق أقل من
5من سعر تصدير المنتج ،أو إذا كانت الكمية المستوردة من دولة معينة متهمة باإلغراق أقل من
1من الواردات الكلية للمنتج ،وهذا حتى يعتبر حالة إغراق تتطلب تطبيق اإلجراءات المضادة
لمكافحتها.
أ .الشروط
يجب توفر ثالثة شروط لسياسة واجراءات مكافحة اإلغراق حتى تنسجم من الناحية القانونية والعملية
مع النظام التجاري العالمي وتتمثل في:
41
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
الشرط األول :يجب أن تحدد الدولة حجم اإلغراق الذي يصيبها بمقارنة السعر المحلي للسلعة بسعر
التصدير ،واثبات انخفاض األخير ،أو مقارنة تكلفة إنتاج السلعة في البلد المصدر مع سعر بيعها
للخارج ،حيث يوجد اإلغراق بارتفاع قيمة تكلفة اإلنتاج عن سعر البيع.
الشرط الثاني :يجب على الدولة إثبات الضرر الذي تتحمله ،ألنه شرط ضروري لوقف اإلغراق وتبريره
التخاذ اإلجراءات التجارية المضادة له.
الشرط الثالث :يجب أن ال يكون مبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على السلعة محل اإلغراق أكبر من
الفرق بين سعر استهالك السلعة في الدولة المصدرة وسعرها في البلد المستورد ،كما يتعين عدم تحيز
الرسوم ،فال يجوز فرضها على سلعة دولة ما دون سلعة مماثلة لدولة أخرى.
ب .اإلجراءات
إذا أثب تت األطراف المتضررة وجود حالة أو حادثة اإلغراق بشروطها والتي سببت أض ار ار في الصناعة
المحلية ،وتمت عملية اإلخطار العام فإن االتفاقية حددت اإلجراءات والتدابير التي يمكن إتباعها والمتمثلة
فيما يلي:
اإلجراءات المؤقتة
تتخذ عن طريق فرض رسم مؤقت أو ضمان مؤقت ،فالرسم أو الضريبة الجمركية المؤقتة تفرض على
السلع المغرقة ،اما الضمان المؤقت فيتمثل في تقديم وديعة نقدية أو ضمان مصرفي (سند) ،بقدر قيمة
رسم مكافحة اإلغراق ،وال تطبق اإلجراءات إال خالل 51يوم من بدأ التحقيق ،كما ال يتجاوز التطبيق 5
أشهر.
اإلجراءات الرئيسية
عند تحديد حالة اإلغراق يمكن إيقاف رسوم مكافحته ،بتقديم المصدر لتعهدات بمراجعة أسعاره أو
وقف صادراته ،وتقتنع الدولة بزوال اآلثار الضارة لإلغراق ،وال يجوز تجاوز زيادات األسعار لما هو
ضروريا إلزالة هامش اإلغراق ،ويفضل أن تكون أقل منه إذا كانت كافية إلزالة الضرر الالحق بالصناعة
المحلية.
42
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
عند التأكد من وجود اإلغراق وضرره ،وبعد فرض رسم يفضل أن يكون أقل من هامش الضرر ،يمكن
أن تراجع السلطات استمرار فرض الرسم بمبادرة منها عند وجود مبررات تقدم معلومات إيجابية تعزز
ضرورة المراجعة ،أو قد تؤدي إلى إنهاء الرسم فورا ،ويجب أن ال تتعدى مدة فرض الرسم 6سنوات
إبتداءا من تاريخ فرضه إال إذا استمر اإلغراق وضرره بإنهاء الرسم.
األثر الرجعي
إذا لم تتقدم السلطات المعنية بإجراء مؤقت عن واقعة اإلغراق وثم إجراء التحقيق مباشرة ،يمكنها فرض
رسوم مكافحة اإلغراق بأثر رجعي حسب الضرر بسبب أسعار الواردات ،وهذا في حالة توافر اإلثباتات
الكافية ،أما إذا تم بدء التحقيق بعد بيع كمية من الواردات في السوق المحلي فإنه لن يتم فرض رسوم
مكافحة اإلغراق بأثر رجعي على الكمية المباعة او المستهلكة.
يمكن أن تقوم الدولة المتضررة بتقديم طلب إلى إحدى الدول المستوردة لسلعها حتى تقوم بإجراءات
مكافحة اإلغراق ،بتوضيح كل النقاط التي تؤدي إلى التأثير السلبي على الصناعات المحلية لهذه الدول،
ويبقى القرار النهائي لها للموافقة على الطلب ،بعدها يتم إبالغ "مجلس التجارة في السلع" ليعطيه الموافقة
على القيام باإلجراءات.
.1.2.1آثار اإلغراق
تؤثر سياسة اإلغراق على كل من :الدول المصدرة ،الدول المستوردة والمستهلكين في كلتا الدولتين.
تعمل سياسة اإلغراق على زيادة حجم الصادرات للدول المصدرة ،مادمت تتوفر األسواق القابلة
لمنتجاتها بسبب إمكاني تصريفها بسهولة ،مما يؤدي إلى استمرار حلقة اإلنتاج داخل الدولة وزيادة
مستوياتها ،وبالتالي ارتفاع حجم الناتج القومي وفعالية آلية توزيع المداخيل الناتجة عن زيادة الدخل
43
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
الوطني ،مما يؤدي إلى مستويات عالية من الرفاهية االجتماعية ،خاصة بالنسبة للمواطنين الداخلين في
عملية اإلنتاجية.
أما مستويات األسعار فتتبع التكاليف الحدية ،فإذا كانت التكاليف الحدية ثابتة فزيادة اإلنتاجية سيترتب
عليها إرتفاع في األسعار ،أما إذا كانت التكاليف متناقصة فستؤدي سياسة اإلغراق إلى تخفيض أسعار
السلع.
يستوجب اإلغراق ضرورة إتخاذ إجراءات حمائية نظ ار لألضرار التي تمس الصناعات المحلية وشروط
التجارة خاصة في حالة اإلغراق قصير األجل ذو اآلثار الهدامة ،أما بالنسبة لإلغراق الدائم فهو غير
ملحق للضرر بشرط حصول الدولة المستوردة على أسعار منخفضة بالنسبة للمستهلكين للسلع تامة
الصنع ،وكذلك الحال بالنسبة للمنتجين المحليين بحصولهم على مدخالت اإلنتاج بأسعار منخفضة،
األمر الذي يتيح إمكانية دخولهم في سياسة منافسة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ال يؤثر اإلغراق على المستهلك إذا لم يتم تخفيض سعر السلع داخل الدولة المنتجة ،كما أن المنتج ال
يتأثر إذا كانت السلعة المصدرة تامة الصنع ،أما إذا كانت مادة خام وتدخل في صناعات أخرى،
فسيتضرر جراء عملية التصدير ألن تكلفة السلع التي تتكون من المواد األولية تكون أقل من تكلفة
اإلنتاج لنفس السلعة في الدولة المصدرة.
يحصل المستهلك في الدولة المستوردة على السلع بأقل تكلفة إال أن سياسة اإلغراق قد تلحق الضرر
بالصناعات المحلية التي ال تستطيع المنافسة في السوق وخصوصا ما يتعلق بالمنافسة السعرية.
.2.1اإلعانات
قد يواجه المنتجون داخل الدولة مشاكل مادية وتقنية تمنعهم من الوصول إلى األسواق الخارجية،
خصوصا في ضل المنافسة القوية من قبل المنتجين األجانب ،لذلك تعمد بعض الدول إلى تفعيل وتنمية
44
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
العملية التصديرية لديهم من خالل تقديم المعونات والمساعدات ،لذلك تعد اإلعانات من األدوات السعرية
التي تستخدم في مجال التجارة الخارجية وسياساتها.
.1.2.1تعريف اإلعانات
تسمى بإعانات التصدير ،ويقصد بها دعم الدولة للمؤسسات المحلية التي توجه جزءا من إنتاجها إلى
األسواق الخارجية ،لزيادة قدرتهم على التنافس فيها ،والرفع من حصصهم التوزيعية والتسويقية على
مستواها ،وتشمل على مختلف المزايا والتسهيالت والمنح النقدية المقدمة للمنتج الوطني بما يحقق وضعا
تنافسيا أفضل سواء في السوق المحلي أو األجنبي
لذلك يتم من خالل هذه الطريقة قيام الدولة بدفع اإلعانات إلى المنتجين الوطنيين بهدف التشجيع على
تصدير سلعهم ،التي تنتج من قبلهم بأسعار منافسة في السوق الخارجي ،وهو ما يمكنهم من خفض
األسعار التي يبيعون على أساسها.
.1.2.1أنواع اإلعانات
تتمثل في تقديم مبالغ مالية من قبل الدولة إلى المنتجين المصدرين ،في صورة مساعدات عينية أو
نقدية على أساس قيمة أو نوع السلعة ،حتى يستطيع المصدرين المنافسة بأسعار منتجاتهم أمام األسعار
التي تقابلهم في األسواق الخارجية ،وفي هذه الحالة تتحمل الدولة الجزء المكمل لثمن البيع من قبل
المصدر.
وتعتبر اإلعانات المباشرة الشكل األبسط واألكثر انتشا ار لتسهيل عملية الدخول إلى األسواق العالمية،
وحاليا يتم استخدامها بشكل كبير أو في الغالب لدعم السلع الزراعية ،ونظ ار ألن التدابير المضادة لهذه
السياسة على مستوى الدولي ،تحدث خالال في شروط التجارة الخارجية ،نجد منظمة التجارة العالمية في
سعي دائم للحد من تقديم الدعم في صورة إعانات مباشرة للتصدير.
45
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
تتمثل في منح المشروع بعض االمتيازات بهدف تحسين قدرته المالية (مركزه المالي) ،من خالل
اإلعفاءات الضريبية لصالح المنتجين أو تخفيض تكاليف النقل أو تحملها بأن يتم النقل بواسطة وسائل
نقل حكومية ،إضافة إلى منح المنتجين قروض بفوائد قليلة من البنوك الصناعية في إطار عملية الربط
بين األهداف االقتصادية ،النقدية والتجارية وغير ذلك من اإلعانات الرامية لدعم قدرة المنتجين الوطنيين
للتنافس في األسواق الخارجية بخفيض األسعار التي تباع المنتجات على أساسها.
لكن ما يمكن مالحظته أنه مهما تنوعت وسائل الدعم للصادرات وازدادت حدة المنافسة بين الدول
لتقديمها فإن قا عدة البقاء تبقى لألقوى ،بمعنى احتمال سيطرة إحدى الدول على السوق في المستقبل ،كما
أن ما يقلل من أهمية اإلعانات ما تفرضه الدول األخرى من رسوم إضافية تعرف بالرسوم التعويضية
على دخول السلع المعانة ألراضيها ،لذلك فدعم الدولة لصادراتها عادة ما يقابل بموقف مماثل من الدول
األخرى المنافسة والتي تسعى دائما إلى الحفاظ على مركزها التنافسي في السوق الدولية.
يمكن فهم أثر تطبيق اإلعانات من خالل افتراض أن الدعم الحكومي للمصدرين يقدم على شكل
مدفوعات نقدية ثابتة Sمقابل كل وحدة مصدرة ،والشكل الموالي يبين أثر إعانات التصدير بافتراض أن
الدول المصدرة صغيرة وبالتالي توجه منحنى طلب عالمي ال نهائي المرونة.
46
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
P
D S
Pd
1 3
pw 2 4
S D
Q
Q1 Q2 Q3 Q4
يبين الشكل اآلثار االقتصادية الجزئية إلعانات التصدير في حالة دولة صغيرة ،حيث نالحظ أن
التأثير المباشر إلعطاء المصدرين دعما بمقدار Sللوحدة هو رفع سعر المصدرين من السعر العالمي
Pmإلى السعر Pdوالذي يزيد من السعر العالمي بمقدار ) ،(Pd = Pm+ Sوبما أن الدعم متاح للمنشآت
في حالة البيع في السوق المحلية ،فإن هذه المشآت لن تكون مستعدة للبيع للمستهلكين المحليين إال إذا
دفعوا السعر المرتفع ،Pdونتيجة لهذا التغيير السعري تتأثر كميات كل من االستهالك ،اإلنتاج
والتصدير ،فارتفاع السعر يقلل كمية االستهالك من Q2إلى Q1ويزيد كمية اإلنتاج من من Q3إلى Q4
مما يؤدي إلى زيادة الصادرات من Q2 Q3إلى ،Q1 Q4وبالتالي فالدعم الحكومي يكلف المساحة
5+1+8باإلضافة إلى ذلك فإن فائض المستهلكين يقبل بمقدار المساحة 1+5في حين أن فائض
المنتجين يزيد بمقدار المساحة ،1+5+1وبذلك تكون خسارة المجتمع الصافية تساوي ،8+5المساحة 5
تمثل التراجع في الكفاءة االستهالكية بسبب طلب المستهلكين كميات أقل مما يجب الرتفاع السعر الذي
يدفعونه إلى ،Pdفي حين كان بإمكانهم شراء هذه الكمية باألسعار العالمية المنخفضة ،Pmونالحظ أن
الكمية Q1و Q2تستهلك من قبل األجانب الذين يحصلون عليها بالسعر العالمي Pmفي حين أنها
كانت قبل الدعم تستهلك من قبل المستهلكين المحليين الذين كان يقيمونها مساحة منحنى طلبهم ،DD
47
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
وذلك فالمساحة 5تعتبر خسارة ضائعة على المستهلكين المحليين ،أما المساحة 8فتمثل التراجع في
كفاءة اإلنتاج نتيجة التوسع فيه إلى مستوى أكبر مما يجب بسبب إعطاء الدعم ،وهي تمثل التكاليف التي
يتحملها االقتصاد أو خزينة الدولة ،أي المساحة تحت المنحنى SSبحدود الكمية Q3إلى ،Q4وبالتالي
فإن إعانات التصدير تؤدي إلى إعادة توزيع الدخل من المستهلكين إلى المنتجين والى عوامل اإلنتاج
المتخصصة في صناعة التصدير.
لذلك فاآلثار الناجمة عن تطبيق اإلعانات تكون بارتفاع السعر في الدولة المصدرة وانخفاضه في
الدولة المستوردة ،وبالتالي خسارة المستهلكين في الدولة المصدرة وربحهم في الدولة المستوردة ،بينما يربح
المنتجون في الدولة المصدرة علال عكس المستوردة ،كما تخسر الحكومة في البداية نتيجة إنفاق التعويض
للمنتجين وبتشكل العوائد من سياسة اإلعانات تزيد مواردها.
تقوم بعض الدول بإتباع سياسات مصرفية ،تعتبر من السياسات الداعمة للسياسات السعرية التجارية
من أجل ضبط الوضع المالي واالقتصادي لصالح شروط التجارة الدولية ،وتتمثل في تخفيض سعر
الصرف.
يقصد بتخفيض سعر الصرف كل تخفيض تقوم به السلطات النقدية عمدا في قيمة العملة الوطنية
مقومة بالعملة األجنبية ،وذلك بشكل قانوني أو فعلي ،وبهذا المعنى فإن التخفيض ينعكس على األسعار،
48
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
بانخفاض األسعار المحلية مقومة بالعمالت األجنبية ،وارتفاع األسعار األجنبية مقومة بالعملة المحلية أو
الوطنية.
عالج االختالل في ميزان الصرف تغير من نظرة المستهلكين في الداخل والخارج مما يؤدي إلى
تشجيع الصادرات وتقييد الواردات؛
الحد من خروج رؤوس األموال للخارج ،وتشجيع دخولها لالقتصاد الوطني؛
يمكن أن يهدف تخفيض سعر الصرف إلى زيادة دخل بعض الفئات االجتماعية ،خاصة بتسهيل
تصريف منتجاتهم في األسواق الدولية ،إضافة إلى تخفيض عبء مديونيتهم؛
زيادة موارد خزينة الدولة خاصة من خالل األثر اإليجابي على ميزان المدفوعات بتحقيق فوائض
مالية تسمح بزيادة الموارد المالية لخزينة الدولة؛
توجد العديد من اآلثار التي تتسرب عن طريق آلية تخفيض سعر الصرف للتأثير على أسعار السلع
وتتمثل فيما يلي:
انخفاض أسعار الصادرات المحلية وارتفاع قيمة الواردات األجنبية ،ويتوقف هذا األثر على درجة
مرونة الطلب لتغيرات األسعار الناشئة عن التخفيض؛
عادة ما يؤدي تخفيض سعر الصرف إلى زيادة عبء المديونية الخارجية ،حيث أن تقويم
االلتزامات أو الديون المستحقة على الدولة يكون بعملة الدولة التي تم االقتراض منها ،أو بعمالت
أجنبية أخرى؛
قد يكون لخفيض سعر الصرف أثر مباشر على رفع مستوى الدخل في االقتصاد الوطني وذلك
نتيجة زيادة الصادرات وانخفاض الواردات ،إال أن ارتفاع مستويات الدخل قد يؤدي بدوره إلى
زيادة الطلب المحلي على الواردات؛
49
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
ارتفاع األسعار المحلية بسبب العديد من العناصر أهمها ضعف ثقة األفراد في العملة المحلية،
إضافة إلى ارتفاع نفقات المعيشة ،خاصة إذا اعتمدت الدولة على الواردات بالنسبة للسلع
الضرورية وكان إنتاج الصادرات غير مرن؛
يمكن القول أن تخفيض سعر الصرف يمثل خط ار على قيمة العملة الوطنية إذا ما تكرر استخدامه
لتحقيق التوازن الخارجي وتنشيط الصادرات ،حيث ال يعتبر وسيلة آلية لمعالجة العجز في ميزان
المدفوعات ،بل يتطلب دعم سياسة التخفيض للسياسة االقتصادية العامة للدولة لتكملة األدوات المحققة
لألهداف النهائية الخاصة بالتجارة الخارجية.
تعرف باألدوات الكمية والتي تختلف عن األدوات السعرية السابقة الذكر وتتمثل خاصة فيما يلي:
نظام الحصص ،حيث تقوم الدولة بتحديد الكمية المصدرة من سلعة معينة خالل فترة زمنية معينة
على أساس عيني بالكميات وقيمي بالمبالغ النقدية؛
الخطر أو المنع ،والذي يعرف على أنه قيام الدولة بمنع التعامل مع أسواق خارجية معينة،
ويشمل الصادرات أو الواردات ويأخذ شكلين رئيسيين؛
خطر كلي بمنع التبادل التجاري كلية مع الدول األجنبية ،واعتماد سياسة االكتفاء الذاتي
والعيش في عزلة عن العالم الخارجي؛
خطر جزئي ،من خالل قيام الدولة بمنع التعامل مع بعض األسواق لبعض الدول األجنبية
وخاصة بسلع معينة؛
تراخيص االستيراد ،والتي تكون مصاحبة لتطبيق نظام الحصص ،وتتمثل في عدم السماح
باستيراد بعض السلع إال بعد الحصول على ترخيص أو إذن سابق من الجهة اإلدارية المختصة
بذلك؛
إضافة إلى مختلف أدوات السياسة التجارية التي تم التعرض إليها نجد أيضا كال من:
50
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
القيود اإلدارية أو القيود الغير تعريفية التي تضعها الدولة من أجل توجيه وتحديد التجارة الخارجية
في صورة ترتيبات وتنظيمات متعلقة بالحصة والبيئة ،األمن والحماية من التلوث إضافة إلى
تضمينها لترتيبات العالمات التجارية وتحديد المواصفات.....إلخ.
األدوات التجارية والتي ترتبط خاصة بالعالقات الدولية كالمعاهدات التجارية ،االتفاقيات التجارية
واتفاقيات الدفع الملحقة بها لتنظيم كيفية تسوية الحقوق وااللتزامات؛
51
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يسمح التبادل الدولي بتنمية االقتصاد الوطني واألجنبي ،لذلك يسعى قطاع التجارة الخارجية ألي دولة
إلى تعزيز وتحقيق االستقرار الداخلي والخارجي ،هذا األخير الذي يعتمد بالدرجة األولى على وضعية
ميزان المدفوعات وتحسينها بزيادة الصادرات وتخفيض الواردات ،وهو المسعى الذي يجب بلوغه بتنمية
القطاع اإلنتاجي الداخلي وضمان هيكل يتماشى وشروط التبادل التجاري الدولي ،وعليه فالهيكل
االقتصادي ألي دولة ،يتكون من مجموعة المؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري والخدماتي التي
تعمل على دعم النشاط التجاري ،وفي هذا اإلطار نجد أهمية كبيرة لمشاريع االستيراد والتصدير في هيكل
التجارة الخاص بالدول وهو ما سوف نحاول التعرض إليه بالدراسة والتحليل.
يعرف مشروع االستيراد والتصدير على أنه كل جهة تقوم بالتبادل التجاري الدولي ،لذلك فالشركة
الصناعية التي تقوم بشراء عناصر العملية اإلنتاجية حسب احتياجاتها ضمن توليفة عملياتها ،والمتمثلة
في المواد األولية والمنتجات النصف مصنعة من األسواق الدولية ،ثم تسوق منتجاتها إلى األسواق نفسها
أو غيرها في صورتها النهائية بشكل كلي أو جزئي ،يمكن تسميتها واعتبارها تقوم بأعمال االستيراد
والتصدير ،ولن يتأثر ذلك إال من خالل وجود هيكل خاص ضمن المؤسسة يتمثل في قسم معين معين
يشرف على تنفيذ نشاط االستيراد والتصدير.
كما أن الشركة التجارية التي تتعامل أساسا مع األسواق األجنبية بالشراء والبيع ،يمكن وصفها أيضا
بمشروع االستيراد والتصدير ،مع األخذ بعين االعتبار لوجود مشاريع تتمثل طبيعة عملها في ممارسة
نشاط االستيراد والتصدير واعادة التصدير ،وبالتالي فهي تقع في فئة المشاريع الخدماتية (مشاريع
خدمات) ،وتتنوع صور نشاط المشاريع ذات الطابع الخدماتي حيث نجد شركات التأمين ،التلخيص
التمويل والتسهيالت المرتبطة بالنقل ،التخزين ،الفحص والمعاينة.
بناءا على ما تقدم فإن كال من الشركات الصناعية والتجارية تعتبر مشاريعا لالستيراد والتصدير رغم
قيامها بهذه األعمال بصفة جزئية ،وعندما نتكلم عن الصفة الكلية في األداء فنحن نتكلم عن شركات
االستيراد والتصدير كطابع عملي ،كما أن ممارسة أعمال ونشاطات االستيراد والتصدير يجب أن يتم من
52
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
خالل وحدة أو وحدات إدارية داخل الهيكل التنظيمي ألي شركة ،فحتى إن تم التبادل في اتجاه واحد يبقى
دور البحوث التسويقية لتحديد ظروف األسواق مهما وال يتم إال من خالل إدارة منظمة.
ولقد أدى توسعة النشاط االقتصادي الدولي إلى تنامي حجم التجارة الداخلية والخارجية ،وزاد معه
مشاريع االستيراد والتصدير بشكل عمودي وأفقي.
يتمثل في إقامة فروع للمشروع في األسواق الدولية بهدف اختصار الوقت ودعم مراحل التوزيع أو
االستيراد من األماكن األصلية للمواد المستخدمة في اإلنتاج ،غير أن هذا النوع من التوسع يعترضه
مشكل المسافة والبعد ذو الطابع الجغرافي ،واإلقليمي للفرع عن المؤسسة األم ،لذلك يمكن تجاوز هذه
العقبات بتأمين الخدمات المرافقة والمساعدة لمشروع االستيراد والتصدير وتحقيق أهدافه التجارية.
ولتنمية اتجاه الت وسع العمودي يمتد نشاط المشاريع إلى القيام بالزراعة واالستخراج للمواد األولية أو
القيام بتملكها داخل الدولة المستضيفة ،والمنتجة أصال لمثل هذه المواد ،وأكبر مثال على ذلك الشركات
األجنبية في أهم الحقول النفطية للدول النامية ،وتعتبر الخدمات التسهيلية ذات أهمية كبيرة لمشاريع
االستيراد والتصدير لذلك تجد نفسها مضطرة إلى القيام بمختلف الخدمات الخاصة بالشحن والنقل إضافة
إلى خدمات التوزيع ،التخزين ،التعبئة والتغليف المرافقة لنشاطها ،وباألخص في حالة الدول عديمة
اإلمكانيات و تستضيف مثل هذا النوع من المشاريع.
لذلك فضخامة حجم األعباء المالية المرتبطة بتأسيس هذا النوع من المشاريع وبتوسعها العمودي ،يعيق
إمكانية تحقيقها بالنسبة للدول النامية ،حيث تجد نفسها أمام أسباب عديدة نلخصها فيما يلي:
53
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يعتمد هذا االتجاه على الرغبة في زيادة حجم النشاط وفي نفس الوقت محاولة تخفيض درجة المخاطر
التي يتعرض لها ،والتوسع األفقي يتمثل في النقاط التالية:
انطالقا من مبدأ التعويض سواء بين األسواق أو بين السلع المتداولة فيها.
يتم بناء التنظيم اإلداري لمشاريع االستيراد والتصدير من خالل فهم العالقة بينها وبين مشاريع األعمال
في إطار الهيكلة التنظيمية ،حيث تعتبر مشاريع األعمال عبارة عن تنظيم اجتماعي يعمل على إرضاء
واشباع رغبات وحاجات العمالء المادية والمعنوية بطرق اقتصادية تجمع بين توليفة عناصر العمل متمثلة
في العنصر البشري ،عنصر اإلنتاج ،رأس المال والتنظيم اإلداري ،مشاريع االستيراد والتصدير حسب
الخصوصيات السابقة تعتبر من مشاريع األعمال ،كونها تقدم خدمات بغرض إرضاء واشباع الرغبات
واالحتياجات الخاصة باألفراد من خالل جمع السلع ونقلها من أماكن اإلنتاج إلى أماكن االستهالك،
إضافة إلى الخدمات المرتبطة بالتوزيع والتخزين ،باالستعانة بالعنصر البشري وعنصر اإلنتاج كمعدات
والتجهيزات ،ويتم ربط العنصرين باستخدام الجانب العملي اإلداري.
يعتبر بعد األسواق األجنبية واختالفها عن األسواق المحلية ،من أهم العوامل التي قد تعيق نشاط
مشاريع االستيراد والتصدير ،خاصة في حالة عدم قدرة القائمين اإلداريين للمشروع على دراسة طبيعة
األسواق الخارجية وأهم العناصر المحددة لتغيراتها ،إضافة إلى اختالف النظم التشريعية والقانونية بين
دول العالم ،دون إغفال أهم عنصر وهو المنافسة ،شروطها وعوامل تعظيم الحصص السوقية ،والتي
54
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
تخضع العتبارات داخلية وخارجية حسب الدول والمنتجات المسوقة ،كل هذه العناصر مجتمعة تؤثر
كمشاكل حقيقية تعترض مشاريع االستيراد والتصدير مقارنة بالمشاريع المحلية البسيطة.
ويحدد قدرة مشروع االستيراد والتصدير للدخول إلى سوق أجنبية معينة ،كيفية تعامله مع الظروف
االقتصادية ،السياسية واالجتماعية المختلفة بين األسواق ،لذلك تلجأ العديد من المشاريع للتعامل مع عدد
قليل من األسواق المتقاربة والمتشابهة لتخفيض تكاليف االتصال باألسواق.
وعليه فإن التنظيم اإلداري لمشاريع االستيراد والتصدير يرتبط بطبيعة المشاكل التي تعترض أرضية
عمل المشروع مما يزيد من تعقيدها في حالة تعددها وكبر حجمها ،مما يزيد من أهمية الهيكل التنظيمي
لهذه المشاريع ،خاصة في كيفية تقسيم ودمج االعتبارات السوقية ضمن الوحدات االدارية المعنية
باالستيراد والتصدير ،ويزيد من احتماالت وبدائل التنظيم كما يلي:
يقوم هذا القسم أو اإلدارة بمختلف العمليات الخاصة بالتصدير واالستيراد باستثناء اإلنتاج الفعلي للسلع
أو الخدمات ،ويتوقف حجم األعمال ،فقد تكون مستقلة عن الشركة األم.
يشرف عليها مدير الصادرات ،كما يمكن أن يشرف عليها نائب رئيس مجلس اإلدارة ،أما تنظيم اإلدارة
فيتم على أساس وظيفي أو جغرافي أو سلعي أو بتوليفة مختلفة ،والشكل الموالي يوضح اإلدارة المستقلة
للتصدير بحسب التنظيم الوظيفي ضمن الشركات متوسطة الحجم.
55
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
مدير التصدير
رئيس قسم التسعير رئيس قسم الشراء رئيس قسم الفواتير رئيس حسابات
التصدير
يقوم مدير التصدير باإلشراف على مختلف عمليات البيع الخارجية ،باختيار رجال البيع والذين يعملون
مع الموزعيين في الخارج ،والذين يشرفون على وضع استراتيجية الترويج والتوزيع لسلع الشركة في
األسواق الخارجية ،وذلك باعتماد األسعار المحتسبة لقسم التسعير.
ليتلقى قسم طلبات العمالء والموزعين ويتم تعبئتها ثم شحنها بواسطة قسم الصادرات ،أما الحسابات
الخاصة بالمبيعات فيتوالها قسم حسابات التصدير.
56
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يتم إنشاء إدارة مشتريات بالنسبة للمشاريع الصناعية ،وتجد المحالت واألقسام التجارية نفسها بحاجة
ضرورية لهذه اإلدارة ،نظ ار لطبيعة عملياتها.
وتجمع أهم النشاطات المتعلقة باالستيراد على أساس سلعي أو وظيفي ،حيث يشتمل األساس الوظيفي
لقسم االستيراد على ما يلي:
يمكن أن يتبع قسم التصدير إلدارة التسويق والمبيعات الخارجية ،بينما يضم قسم االستيراد الخارجي
إلدارة المشتريات في المشاريع الصناعية ،وهو ما يعتمد على حجم المشروع وطبيعة نشاطه في األسواق
الخارجية.
مراعاة أوضاع األسواق األجنبية المتعامل معها ،ألن سلطة التصرف الكافية تمكن اإلدارات
والفروع من اتخاذ الق اررات المالئمة والسريعة والمناسبة دون الرجوع المسبق للمركزية؛
تأمين احتياجات االستيراد والتصدير بدراسة احتياجات األسواق المتعامل معها ،مثل النقل على
اختالف أنواعه والتموين ،لتحقيق شرط التكامل مع األسواق ،وبالتالي فالالمركزية تجعل اإلدارة
قادرة على استخدام مثل هذه النشاطات بحسب الشروط المالئمة ألعمالها دون انتظار وصول
التوصيات من المدير العام؛
57
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يحتم امتالك الفروع العديدة لمشاريع االستيراد والتصدير في دول مختلفة ،اللجوء إلى مبدأ
الالمركزية في التنظيم لتحقيق حرية العمل والتصرف بسرعة؛
لكن التنظيم الالمركزي يتضمن مجموعة من العيوب تتمثل أساسا في غياب التنسيق بين المركز
وادارات الفروع ،مما يزيد من حجم الخسارة واألضرار على الشركة األم واإلساءة ألعمالها ،نظ ار لضعف
الرقابة اإلدارية على الفروع ونشاطها بشكل كبير مقارنة مع حالة المركزية في تنظيم األعمال.
إذا كانت السلع استهالكية ذات اإلنتاج الكمي الكبير ،يتطلب األمر انشاء شبكة توزيع واسعة ،بتوزيع
مباشر أو من خالل حلقات وسيطة دولية ،مما يزيد من تقاسم األعمال داخل إدارة المشروع ببناء شبكات
تنبؤ مستقبلية بالطلب المتوقع نظ ار الستمرار النشاط.
أما السلع الصناعية أو اإلنتاجية وتصديرها أو السلع الموسمية ،فيتوقف تصديرها على حجم الطلب
وتركزه الجغرافي ،وبالتالي فعمليات التصدير غير منتظمة ،وبالتالي انشاء إدارة مستقلة قد يؤدي إلى عدم
التشغيل المنتظم خاصة في حالة نقص المشاط وبقاء اإلدارة عاطلة مما يكلف المشروع أعباء إضافية،
لذلك ينبغي التخطيط لحجم األعمال المنتظر وتنظيم اإلدارة بدراسة وضعية تطور األسواق من خالل
بحوث التصدير.
تختلف ظروف األسواق الخارجية التي يتعرض لها مشروع االستيراد والتصدير عن األسواق المحلية
وتتمثل خاصة في النقد المتداول ،الجمارك ،اللغة ،طريقة السداد وطريقة التسليم ....إلخ.
وعليه يرتفع الخطر ويقل نطاق النشاط في األسواق بعدد من السلع أو الدول المتعامل معها ،وتسعى
المشاريع لتجاوز ذلك باتخاذ التدابير الكفيلة بتسيير أعمالها والتوسع في نشاطاتها.
58
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
تعتبر عملية نقل البضائع المصدرة والمستوردة من أهم مشاكل أداء عمل مشاريع االستيراد والتصدير
خاصة باتساع المسافات ،حيث يجب أن ترفق مجموعة من الوثائق مع السلع المستوردة كشهادة المنشأ،
الشهادة الصحية ،شهادة عدم المقاطعة...إلخ ،هذه الشهادات تختلف من دولة ألخرى ،وأهمية الشهادات
تكمن في إلزاميتها الستالم البضائع ،كما قد يصاحب النقل مخاطر تقلل من نوعية وجود البضائع
المستوردة.
لذلك فزيادة المسافة بين المصدر والمستورد تزيد من حجم المخاطر بين الطرفين ،مما يحتم ضرورة
توكيل األعمال لمشاريع متخصصة ،لذلك زادت حاجة مشاريع االستيراد والتصدير للنشاطات المساعدة
التنفيذية لتقديم خدمات استشارية في مجال التجارة ،النقل وبحوث السوق األجنبي.
تختلف المخاطر ودرجتها باختالف طبيعة العمل وقدرة نظام المشروع على التكيف ،وتزيد حجم
المخاطر لمشروع االستيراد والتصدير من المخاطر للمشاريع التجارية األخرى بسبب البعد الجغرافي
واختالف األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية بين الدولة المصدرة والمستوردة ،ونجد في هذا
الصدد المخاطر الداخلية والخارجية.
تتعلق بصاحب العمل والعمال ،وتكمن المخاطر الخاصة بصاحب العمل في افتقاره لمؤهالت القيادة
واإلدارة فهي أساس نجاح المشروع بحسن اتخاذ الق اررات الصحيحة والسليمة وقدرة التنبؤ ،لذلك يجب عليه
تطوير قدراته وخبراته االدارية بحضور البرامج التدريبية والمشاركة في الندوات العلمية لتنمية خبرة التعامل
في المجال التجارة الخارجية.
59
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
أما مخاطر العمال فترتبط بعدم القدرة والكفاءة ،مما يتطلب وضع األفراد المناسبين وعمل البرامج
التدريبية المناسبة.
وترتبط بـ:
اختيار موقع المشروع ،حيث أن تغير ظروف اختيار المشروع تغير من موقعه ،ويتم تجاوز هذا
الخطر بتوقع التغيرات قبل حدوثها من خالل المراقبة الدائمة للتكيف في الوقت المناسب؛
تحديد حجم المشروع ،بزيادة القدرة عن حجم العمل المتوفر أو العكس مما يتطلب الموازنة بين
القدرة واإلمكانيات بتحديد حجم العمل المتوفر في األسواق؛
مخاطر التمويل المرتبطة بقلة الموارد المالية والعجز لاللتزام بالدفع ،أو توفر األموال بشروط غير
مناسبة الرتفاع سعر الفائدة أو طريقة السداد غير المناسبة ،ونجاح المشروع يرتبط بمدى الحاجة
لرأس المال ،وللتقليل من هذه المخاطر يمكن نقلها إلى طرف ثان يتعامل معه دون اإلضرار
بمصلحة المشروع او القيام بالدفع اآلجل ،وهو ما يتطلب عنصر الثقة بين المصدر والمستورد؛
مخاطر التنظيم اإلداري ،بسبب اإلفتقار للكفاءة للتأقلم مع تغيرات السوق ويكون الحل بمرونة
التنظيم التخاذ القرار المناسب؛
مخاطر خاصة بطريقة العمل وتنفيذه ،وتتعلق بوظيفتي الشراء والتخزين ،بتحديد مواصفات وجود
البضاعة المطلوبة أو الكمية وقيمة البضاعة المناسبة ،وتزداد المخاطر بزيادة عدد السلع التي
يتعامل بها المشروع ،لذا قد يلجأ إلى تخفيضها لتوفير الكفاءات الفنية المناسبة ،أما مخاطر
التخزين المرتبطة بالتلف والسرقة والتقادم وانخفاض كمية وقيمة البضاعة ،فوسائل التغلب عليها
من خالل طرق الحفظ والصيانة الفنية واللجوء لشركات التأمين؛
.1.1.1المخاطر الخارجية
تنتج هذه المخاطر بين األطراف المتعاقدة ويتضمن العقد بين المصدر والمستورد عدة شروط مثل:
كمية السلعة ،شروط الدفع ،وقت التسليم ،مكان التسليم ،السعر ،وسيلة النقل ،طريقة الدفع ،الصيانة في
حالة السلع اإلنتاجية ،المفاوضات...،إلخ ،ويتم التفصيل كما يلي:
60
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
مخاطر مكانية تتعلق بعجز المصدر أو المستورد عن اختيار وسيلة النقل لشحن البضاعة بشكل
مناسب ألسواق المشتري حسب طبيعة السلعة ،السرعة وعامل التكلفة ،ولتجنب الصعوبة يتم
االستعانة ببحوث سوق االستيراد والتصدير لتوضيح مصادر الشراء والبيع المناسبة؛
المخاطر الزمنية التي ترتبط بعدم اختيار وقت الشراء والبيع المناسبين مما يهدد المركز التنافسي
وفرص الربح ،وبحوث التسويق أفضل حل لتجاوز الخطر للتنبؤ بالتغيرات داخل األسواق؛
مخاطر تحديد الكمية المناسبة فالشراء بكميات كبيرة يؤثر على العرض وبالتالي السعر ،كما أن
ارتفاع تكلفة التخزين أو الشراء بكمية أقل يفقد فرص البيع ،وللتغلب على الخطر يجب متابعة
أوضاع السوق لتحديد الكمية المناسبة؛
مخاطر تتعلق بجودة البضاعة بعدم مراعاة رغبات السوق والمستهلكين لذلك يجب االستعانة
بأبحاث السوق وتوفير الكفاءات الفنية المناسبة لتحديد مواصفات البضاعة المطلوبة ،واختيار
مصادر التوريد المناسبة؛
ب .مخاطر تنفيذ العقد
ترتبط بإعداد البضاعة وتجهيزها ،فالمستورد بإجراء العقد يرغب في الحصول على البضاعة
واستالمها ،والمخاطر تكون كما يلي:
مخاطر مكانية بعدم توفر البضاعة في المكان المتفق عليه ،فيتعهد البائع بالنقل للمكان؛
مخاطر زمانية بعدم االستالم للبضاعة في الوقت المناسب ،وبالتالي سوف يضطر المستورد
للشراء مثال من مكان آخر ليبيع لمشتريه رغم أن البائع يتحمل مسؤوليته في التأخر ،ويتم تجاوز
الخطر باتفاق المستورد على بيع البضاعة للمشتري دون تحديد وقت التسليم ،وحتى يتسلم
البضاعة؛
61
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
المخاطر الكمية تكون نتيجة عدم تسليم الكميات المتفق عليها ،فبارتفاع السعر يسلم البائع كمية
أقل ،وبانخفاض السعر يتم التسليم الكلي؛
مخاطر الجودة عند التسليم بمواصفات مخالفة ،خاصة بالنسبة للسلع الزراعية صعبة التحديد في
المقياس؛
ترتبط بامتناع المشتري دفع ثمن البضاعة كامال حسب ما يتفق عليه ألسباب خاصة بالمستورد وتتمثل
في:
رفض است الم البضاعة بعد وصولها إلى بلد المشتري ،مما يضطر البائع لتخزينها حتى تباع إذا
كانت قابلة للتخزين ،وفي حالة العكس يبيعها في المزاد العلني؛
رفض االستالم بسبب انخفاض سعرها أو بسبب عدم القدرة على الدفع نتيجة عسر مالي أو عدم
االستالم نهائيا ،والبائع هو الخاسر في جميع الحاالت؛
اللجوء إلى طلب اإلعتمادات المستندية ،التي تضمن للبائع الحصول على ثمن البضاعة في حالة
قيامه بكافة التزاماته؛
الحصول على ضمانات مادية تعادل ثمن البضاعة أو تزيد ،لكن من الصعب حصول ذلك إال
في حالة األسواق البعيدة؛
62
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
نقل المخاطر لطرف آخر كالوكالء التجاريين المقيمين في بلد المستورد أو بلد المصدر؛
ج .المخاطر السياسية
تنشأ بسبب حاالت االضطرابات في بلد المصدر أو المستورد ،مما يعيق تنفيذ االلتزامات لكليهما،
لذلك يجب متابعة األوضاع السياسية واالقتصادية باستمرار.
أ .يمثل العنصر البشري أساس نجاح مشروع االستيراد والتصدير لتحقيق أهدافها ،فوجود الكفاءات،
المؤهالت والخبرات يعتبر أم ار ضروريا لنجاح األعمال ،لذلك فاختيار األفراد ذوي الكفاءة يسمح بحسن
التدبير لدراسة األسواق ومواجهة الظروف االقتصادية والطبيعة المتغيرة.
من أهم مقومات نجاح مشاريع االستيراد والتصدير هو وجود جهاز فعال وكفؤ يتولى عملية تجميع،
تبويب وتصنيف المعلومات الضرورية التخاذ القرار المناسب ،وجهاز قادر على إجراء الدراسات باتصال
دائم ومستمر بتغيرات السوق الخارجية.
فللمعلومات دور مهم في إيجاد الفرص التسويقية ،وتحديد طبيعة الصعوبات والتهديدات مما يمكن من
التخطي ط المسبق لكيفية المواجهة والتكييف ،كما أنه من األنسب وضع نظام المعلومات متكامل منظم
يعمل كجهاز إنذار مبكر للمشروع ،فالتغيرات في األسواق الدولية من شأنها التأثير على مشروع االستيراد
والتصدير ،حيث تفشل في حالة عدم مواكبة األحداث والمستجدات في األسواق الخارجية.
كما تسمح نظم المعلومات بتوفير مؤشرات عن حجم وطبيعة المنافسة الخارجية ،مما يمكن المشروع
من اتخاذ اإلجراء المناسب لمواجهتها ،إضافة إلى أن المعلومات تسمح بمعرفة التغيرات السعرية العالمية،
وبالتالي زيادة إيرادات المشروع وتخفيض المخاطر.
ب .الكفاءة اإلدارية ،اإلمكانيات والموارد ،الموقع ،طبيعة المنتجات ،االستقرار السياسي واالزدهار
االقتصادي ،كلها عوامل تسهم في نجاح نشاطات مشاريع االستيراد والتصدير وتساعد على تحقيق
أهدافها بفعالية أكبر وبمخاطر أقل.
63
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
تمثل وسائل الدفع تاريخيا كل ما هو مقبوال بشكل عام في مقابل بيع أو تقديم خدمة ،وتم ذلك باختراع
الكتابة قبل حوالي 1111سنة من عصرنا هذا في بالد مابين النهرين مما شكل البدايات الفعلية لظهور
أو البنوك حيث تطورت وسائل الدفع منذ ذلك الحين من المقايضة إلى العمالت األولى في العصور
الوسطى وصوال إلى البنوك الكبرى في الوقت الحالي.
ومع ذلك ،فإن أهم التطورات حدثت في النصف الثاني من القرن العشرين خاصة من خالل الحوسبة
وطرق الدفع ،فهي موجودة حاليا في العديد من األشكال وتمثل جزءا ال يتج أز من النشاط البشري ،فهناك
من يستخدم األوراق النقدية ،الشيكات ،البطاقات البنكية والطرق المختلفة لفرض الرسوم ،كما نجد أن في
المجتمع الذي نعيش فيه حاليا ،والمتمثل في مجتمع المستهلكين ،يهتم كل شخص سواءا كان فقي ار أو
غنيا بوسائل الدفع المنتشرة في كل التعامالت.
64
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
وأصبح اليوم من الممكن الدفع مباشرة في المنزل عن طريق تطور االنترنيت وانشاء العمالت
اإلفتراضية ،وهكذا منذ إنشاء النقود تم االنتقال من الحالة المادية إلى حالة النقود الكتابية إلى الحالة
أخير االفتراضية ،وسيكون من المثير االهتمام بمعرفة ما ستكون عليه المرحلة القادمة من
االلكترونية و ا
تطورات ،ومع ذلك وبالنظر للعديد من الوسائل المتاحة في الواقع بغض النظر عن األوراق النقدية ،تشمل
وسائل الدفع الرئيسية أمو ار أخرى ،كالشيكات أو البطاقات أو التحويالت ،وكل واحد منها قد انخفض إلى
حد كبير في التعامل بسبب التقنية المصرفية والمالية دائمة التطور ،لذلك بدأنا الحديث بشكل متكرر
حاليا عن طرق الدفع الدولية بسبب تحرير التجارة الخارجية والحاجة إلى استخدام وسائل لتسوية
المعامالت التجارية على المستوى الدولي.
تمثل أداة الدفع النموذج المادي الذي يعمل كأسلوب مدعم للدفع ،وتكون في صورة مادية (شيك ،سند)
لكن تطور تقنيات المعلوماتية أدى تدريجيا إلى التحول إلى المعامالت المحسوبة بالكامل (التحويل
المصرفي).
كما تشير طرق الدفع إلى اإلجراءات المتبعة للدفع ،وبالتالي فإن شروط استخدام أداة الدفع هي التي
تنتج عن موافقة أطراف العقد.
السماح لمديري المشتريات ومديري الماليين بالتحكم في الجوانب المتعلقة بأدوات الدفع؛
التفاوض وادارة التسويات الدولية بفعالية مع البنوك والشركاء األجانب؛
معرفة مختلف وسائل المدفوعات الدولية؛
معرفة كيفية استخدامها؛
معرفة كيفية اختيار األداة أو الوسيلة لدفع وفقا لنوع العمليات التي يتم تنفيذها عند االستيراد
والتصدير ووفقا للبلد المعني؛
65
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
رفع مستوى الوعي لدى أصحاب المصلحة بشأن المخاطر والعيوب المالية للمدفوعات الدولية
المختلفة؛
السماح بالتفاوض حول أفضل الطرق لتأمين الدفع؛
د .العوامل المحددة الختيار طرق الدفع الدولية
ال تزال وسائل الدفع تعتبر في الغالب عرضية (غير مهمة) ،على الرغم من أنها تشكل جزءا ال يتج أز
من عقد البيع ويجب اختيارها بعناية فائقة ،وعليه يجب األخذ بالعناصر التالية:
يعد استقرار البلد الذي يتم فيه شحن البضائع ،سواء ما تعلق بالظروف السياسية ،االقتصادية
واالجتماعية ،أم ار حاسما في إرسال البضائع المصدرة وهو عنصر أساسي يجب أخذه بعين االعتبار عند
اختيار وسائل الدفع المالئمة.
قد يكون عيبا أو خط ار عدم استقرار الدول المجاورة ،نتيجة لذلك تكون مصد ار للصراع والمنازعات،
كما يمكن للدين واللغة تشكيل خطر سوء التفاهم بين الطرفين ،وكذلك االختالفات الثقافية (السلوك
التجاري) تؤثر أيضا على حسن سير المعامالت التجارية.
ويمكن أن تؤدي الكوارث المتعلقة بالزالزل والفياضانات إضافة لألعمال االرهابية إلى تعطيل اقتصاد
البلد ،وفي مثل هذه الحاالت ال يعود المصدرون قادرين على الوفاء بالتزاماتهم التعاقدية ،وقد تواجه بنوك
المستوردين صعوبة في الحصول على العمالت األجنبية لتسديد المدفوعات.
كل هذه المخاطر يمكن أن تسهم في عدم دفع ثمن البضائع ،حتى لو توفرت حسن النية لدى
المشتري ،ولفهم عوامل الخطر توجد مصادر متعددة للمعلومات ،مثل غرفة التجارة الدولية والهيئات
المؤسساتية والبنوك.
66
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
من الضروري في سياق أي عملية تجارية دولية المعرفة الحقيقية بعميلها وموردها ،لذلك في سياق
عملية التصدير ألول مرة ،من المناسب على سبيل المثال تجنب اقتراح الدفع عن طريق التحويل ،وبفضل
استخدام وسائل دفع أكثر أمنا مثل االئتمان المستندي أو تسليم المستندات (التحصيل المستندي).
من خالل اإلعتماد على كل من البيانات التي تم جمعها من وكاالت المعلومات التجارية الدولية
وتاريخ العالقة بين المصدر والمستورد.
طبيعـة البضاعـة
تمثل طبيعة البضائع أيضا عنصر أساسي في اختيار وسيلة الدفع المفضلة ،ففي حالة التحويالت
المستندية ،سيكون من الضروري االهتمام بإمكانيات إعادة البيع المحتملة للبضائع المشحونة عند تصدير
البضاعة ،وفي حالة فشل المستورد فمن السهل العثور على مشتر جديد للسلع االستهالكية منخفضة
القيمة من السلع االستهالكية عالية القيمة.
تختلف وساءل الدفع بين الدفعات المقدمة أو المسبقة ،العمولة واالعتمادات المستندية المؤكدة وغير
القابلة لإللغاء.
يتم اختيار طرق الدفع من قبل المصدر في التجارة الخارجية باعتماد التحويل للودائع المصرفية،
وكذلك األدوات االئتمانية التي تستخدم كوسيلة للتسوية :شهادة التبادل ،السند ألمر ،الشيك والتحويل
المصرفي الدولي.
يتم االختيار بين هذه الوسائل المختلفة وفقا لسرعتها ،تكلفتها وتنظيمات الصرف في الدول،
فالتحويالت الدولية مقومة بالعمالت الوطنية وبالعمالت األجنبية.
67
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
ويعد استخدام الدوائر المصرفية أكثر تعقيدا من التحويالت بين المقيمين ،وفي الواقع تنطوي
التحويالت الدولية على تدخل البنوك في الخارج وتتطلب معاملة صرف أجنبي إذا تم السداد بالعملة
األجنبية.
.1تعريفها
تكتب بواسطة المرسل أي المصدر بإعطاء أمر بالسحب للمستورد الذي يقوم بالدفع في تاريخ محدد،
وبمبلغ معين للمصدر أو لطرف ثالث .
إدراج اسم سند التبادل في نص العنوان الفعلي ،ويعبر عنه باللغة المستخدمة في صياغة هذا
العنوان؛
تفويض واضح وبسيط لدفع مبلغ ثابت؛
اسم الشخص الذي يتعين عليه الدفع؛
االشارة إلى الموعد النهائي؛
تحديد المكان الذي يجب أن يتم فيه الدفع؛
اسم الشخص الذي سيتم الدفع له؛
االشارة إلى التاريخ والمكان الذي يتم فيه انشاء الرسالة؛
توقيع الشخص الذي أصدر آلية االتجار (المرسل)؛
.1أنواع سند التبادل
التعامل باالحتجاج ،وفي حالة عدم الدفع في نهاية المدة يتم اللجوء إلى اصدار بيان رسمي من
قبل الوكيل االقتصادي القانوني؛
68
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
التعامل دون رسوم ،وفي حالة عدم الدفع في نهاية المدة ال يتم اصدار بيان رسمي ولكن
األطراف المعنية تتفق على اتفاق ودي؛
.1وظيفة سند التبادل
تحتوي عملية إصدار سند التبادل على العديد من الضوابط تتمثل في:
حالــة الصندوق
ينص القانون التجاري على أن قانون التبادل هو دائما عمل تجاري ،سواء بالنسبة لألشخاص
الطبيعيين أو التجار ،لذلك فأي شخص لديه توقيع على سند التبادل له القدرة على ممارسة التجارة.
لذلك فالشخص القاصر غير تاجر ويعد توقيعه الغيا على سند التبادل ،فمن المستحيل وضع مسودة
على غير التجار دون موافقتهم الصريحة وهذا يعني عمليا دون موافقته.
69
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يوجد الحكم عندما يتم االشارة إلى المدين به وقبوله بدفع المبلغ المالي الذي يجب أن يسحب عليه
والمحدد في السند أو في مسودة السند.
ويكون إثبات الحكم من حيث المبدأ بمسؤولية المرسل ،لكن قد تتم معارضته من حيث قبول االتفاق
حول التسوية ،لذلك قد ال يستلم هذا السند بسبب اآلثار المستترة للعملية التجارية والغير موضحة ،أي
اآلثار الموضوعية بهدف قبول البنك للسند بغرض تحويله إلى صورة أخرى متمثلة في المبالغ المالية
المستحقة.
70
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
مخاطر عدم السداد التي يمكن التنازل عنها إذا طلب المصدر موافقة البنك الخاص
بالمستورد؛
الســند ألمــر
.1تعريفــه
السند ألمر هو عبارة عن خطاب يوافق ويتعهد من خالله الشخص المشترك (المتعهد أو المكتتب)
على دفع مبلغ معين لشخص آخر يسمى المستفيد في تاريخ أو وقت محدد.
الشروط الترتيبية والتنظيمية لسند األمر ،وبروز هدفه وغايته في العنوان المدرج في نص السند
نفسه ،والمعبر عنه باللغة المستخدمة في صياغة العنوان؛
الوعد الخالص بدفع مبلغ ثابت؛
االشارة إلى الموعد النهائي أو تاريخ االستحقاق؛
اسم المكان الذي سيتم فيه الدفع ،واسم الشخص الذي سيقوم بالدفع ،وبيان التاريخ والمكان الذي
تم فيه التعهد على السند؛
توقيع الشخص الذي قبل بالمتعهد أو المكتتب؛
.1الفرق بين السند ألمر وسند التبادل
عادة ما يتم الخلط بين من يقوم بقبول سند التبادل المرسل من قبل المصدر والمتعهد فهما ال
يمثالن نفس اآللية:
ال يمكن أن يقدم سند األمر من أجل القبول ألنه يحتوي بالفعل على إلتزام المتعهد؛
ال بد من الحديث عن شروط السند للحكم على صالحيته؛
ال يمثل السند ألمر في شكله فعال تجاريا فله طابع مدني ،لكنه يخضع لقواعد القانون التجاري،
لذلك يجب النظر إلى:
71
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
.1خصائصــه
شيك الشركة (المؤسسة) وهو صادر عن المستورد ويمكن اعتماد من قبل البنك ،مما يؤدي إلى
تجميد مخصصاته إلى غاية انتهاء الموعد النهائي القانوني إلظهاره.
الشيك المصرفي ،ويكون صاد ار عن البنك بناءا على تعليمات من المستورد ،وهو الزام مباشر من
قبل البنك.
72
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يعد الشيك أداة للتسوية ويقل استخدامه نسبيا في المعامالت الدولية وله مزايا وعيوب تتمثل في:
يمثل أم ار من المشتري إلى مصرفه بالخصم من حسابه لحساب ائتمان البائع ،وتعني هذه الوسيلة من
حسابه لحساب ائتمان البائع ،وتعني هذه الوسيلة للدفع أن يدفع المشتري لبنكه مباشرة مبلغ الصفقة
لصالح بنك البائع ،ويقوم بنك المشتري بعد ذلك بمعالجة خاصة إلرسال المبلغ لحساب معين.
لذلك ستكون األموال متاحة على الفور لصالح حساب البائع بمجرد إخطار من قبل بنكه.
.1تنفيذ التحويل
من السهل تحويل األموال إلى الخارج بوضع أمر التنفيذ في المصرف ،لذلك ال بد من توفير الحد
األدنى من المعلومات ،فالبنوك لديها عموما عناصر مستندية خاصة لهذا الغرض وتتمثل في:
73
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
وعندما يضطر البنك إلى تحويل األموال إلى الخارج ،غالبا ما يقوم بكتابة تعويض لصالح البنك
األجنبي.
عندما يتم النقل في الواقع يقوم المصدر باإلخطار للدفع ،وفي حالة التحويل بالتلكس يجب أن يطلب
من العميل اشعار دفع للرد في حالة التأخير أو عدم الدفع.
وللتحويل swiftمن الضروري توفير جميع المعلومات إلجراء التحويل لتجنب األخطاء ،وتوفر البنوك
مجانا ملصقات ذاتية اللصق يضعها المصدر على عوامله.
74
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يعتمد الدفع على القرار الوحيد للمشتري ،فإن لم يعط تعليمات التحويل إلى مصرفه فلن
يتم السداد؛
ب .تحويـــل الفاتــــورة
يعتبر عقد العمولة من وسائل الدفع في التجارة الخارجية يتميز بخصوصيات عديدة نوردها فيما يلي.
عبارة عن عقد تقوم بموجبه مؤسسة ائتمانية متخصصة تسمى "عامل" » « FACTORبشراء الذمم
المدينة التي يحتفظ بها مورد يسمى بائع على عمالئه الذين يطلق عليهم المشترون أو مستلمي الخدمة
مقابل رسوم معينة ،وتوجد ثالثة جهات فاعلة تحرك عملية تحويل الفاتورة:
يقوم العامل أو شركة تحويل الفاتورة بشراء الذمم المدينة عن طريق االستبدال التقليدي أو عن
طريق التحويل ،وتقدم لعمالئها مجموعة واسعة من الخدمات وفقا لطلبهم :التمويل ،منع مخاطر
عدم الدفع ،إدارة حساب الزبون ،وفي حالة االستبدال يعترف العامل بكل حقوقه في مقابل الخدمة
المقدمة ويتلقى أج ار في شكل عمولة على المبيعات؛
عميل شركة التحويل ،هو شركة أو تاجر يتعهد بسداد الديون المستحقة على عمالئه إلى العامل
(الشركة المحولة للفاتورة) ،ويتم الموافقة عليه من قبل العامل بعد فحص الشروط المختلفة
المتعلقة بنشاطه؛
المشتري (عميل العميل) يتعامل فقط مع الشركة المحولة للفاتورة لدفع خدمات البائع؛
التمويل حيث يمكن للعميل االستيفاء وفقا الحتياجاته ،وفي وقت قصير (أقل من يومين) بشكل
كلي أو جزئي من المبلغ اإلجمالي للفاتورة المحمولة ،وهذا دون انتظار تاريخ االستحقاق ،وتسمح
اآللية بمرافقة شركة التحويل لعمالئها وتشجيعهم على التطور عن طريق زيادة مصادرهم
التمويلية؛
الشركة الخاصة بتحويل الفاتورة تقدم لعمالئها الحماية ضد مخاطر عدم السداد ،بتأمين المبالغ
وتسديدها في حالة اإلعسار الخاص بزبائن عمالئها؛
75
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
إعفاء العمالء من إدارة الحسابات وبعض المهام اإلدارية األخرى مثل مسك الدفاتر ،تحديد
وتخصيص المدفوعات ،االتفاقيات الودية ،رفع الدعاوي القضائية وادارة الفواتير المثيرة للجدل؛
.1أنواع تحويل الفاتورة
يوفر التحويل الفاتورة الخاص بالعميل خدمة إدارية وتجارية لمستحقاته ،حيث يقوم العامل
» « FACTORبإدارتها له بتسجيل الفواتير واسترجاع الديون في حالة التأخير عن السداد،
وتأمين اإليصاالت وخدمة التقاضي في حالة عدم الدفع ؛
يمثل التحويل تقنية تمويل قصيرة األجل ،ألن العامل يشتري الذمم قبل تاريخ االستحقاق؛
يضمن العامل نهاية جيدة للعملية ،مما يعني أن المخاطر تؤثر على العامل في حالة سداد
المدين؛
تحويل الفاتورة المعاصر أو الخط الجديد
النضج في تحويل الفاتورة ،حيث يقوم العامل بإدارة المستحقات المحمولة ،ويدفعها فقط عند
انتهاء صالحيتها؛
الوكالة لتحويل الفاتورة ،يواصل العمالء إدارة مستحقاتهم ويقوم العامل بدفعها مقدما وضمان
النهاية الجيدة للعملية؛
تحويل الفاتورة مع الطعن ،حيث يدير العامل المستحقات ويدفعها مقدما لكنه ال يضمن حسن
النية؛
.1فوائد تحويل الفاتورة للمستخدم
76
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
تمثل عملية استيراد فعالة ألن الشركة (العامل) يخفف من قلق إدارة الذمم المدينة وصرف المبالغ
المستحقة؛
تقنية لتعبئة المركز المالي للعميل بغض النظر عن طريقة الدفع المتفق عليها مع المشتري؛
يعتبر ضمان لحسن النية والنهاية الجيدة للعملية ،ألن العامل يوافق على دفع الفواتير التي
أصدرها البائع ويتحمل خطر إعسار المشتري وخطر السداد عند االستحقاق ،ما لم يفشل المورد
في ذلك؛
.1رسوم تحويل الفاتورة
يتم احتساب أجر أو عمولة شركة تحويل الفاتورة بشكل عام وفق مبدأين مختلفين:
لجنة تحويل الفاتورة ،يتم جمعها في كل معاملة (بيع الذمم المدينة) على أساس سعر ثابت أو
متغير أو من خالل معدل ثابت؛
لجنة التمويل الخاصة ،تقوم بالحساب على رصيد حساب العميل ) ،(agiosوبالتالي فالشركة
تأخذ بعين االعتبار كال من االحتياطات وصندوق الضمان من أجل أن تكون قادرة على توقع
الديون غير المسددة ،ويحتفظ العامل بجزء من قيمة المستحقات (المبلغ غير المصروف للعميل
حتى انتهاء العقد) ،وفي هذه نهاية العقد يتم إرجاع المبالغ المتبقية في هذه الحسابات بالكامل
للعمالء؛
ج .االعتماد المستندي غير القابل لإللغاء والمؤكد
تعتبر أهم وسيلة للتمويل والدفع في إطار التجارة الخارجية ،نظ ار لحجم التعامل الدولي الخاص بها.
أول استخدام لخطاب االعتماد الذي كان أحد أدوات الدفع عن بعد األولى والتي صدرت في العصور
الوسطى ،قام به المصرفيون اللومبارديون ) (Lombardsوالهانزانيون ) ،(Hanséatiqueوخاصة فرسان
المعابد ،الذين قاموا في وقت الصليبيين من أجل تأمين طرق التجارة والحج إلى القدس ،بإضفاء الطابع
المؤسسي على سندات الشحن األولى ،من خالل جميع فرسان الهيكل الذي أنشأ في الشرق األوسط
وحوض البحر األبيض المتوسط في ذلك الوقت ،لذلك كان من الممكن للحجاج والتجار السفر دون أخذ
77
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
الكثير من المال معهم ،وبالتالي تجنب التعرض للسرقة من قبل اللصوص والقراصنة ،وبالتالي فهم
أصحاب الوثائق أو وكالؤها (تم اعتبارها بوليصة للشحن منذ القرن الثامن عشر) ،ويتم إعطاؤهم مبلغا
ماليا متفقا عليه أو كمية البضائع.
ومع تطور التجارة وخاصة بتطوير العدادات في الهند واألمريكيتين ،دفعت الحاجة إلى تأمين التبادالت
التجارية والتعاقد لتجنب مختلف مخاطر النقل البحري (اإلنسان ،المناخ... ،إلخ) ،حيث كان من
الضروري اإلجابة على مطلبين متناقضين :متطلبات المصدر(البائع) :إدفع أوال تم أرسل لك البضاعة،
والمستورد (المشتري) :بمجرد استالم البضاعة سأدفع لك.
وبالتالي فإن االعتماد المستندي في شكله الحديث من خالل البنوك ،يجعل من الممكن كفالة كال
الطرفين إلقامة التبادل التجاري الخاضع للوفاء بمعايير واجراءات خاصة ،فمنذ زمن فرسان المعابد
أصبحت العملية أكثر تعقيدا بسبب تنوع وسائل النقل وتنوع البضائع المنقولة ،وتقليل وسائل االعالم
بسبب تقدم تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر.
االعتماد المستندي هو اتفاقية غير قابلة لإللغاء يتطلب بموجبها الموكل (المستورد /المشتري) من
مصرفه إتاحة الفرصة للمستفيد (البائع /المصدر) لصالحه أو تحت تصرف طرف آخر معين من قبله،
لمبلغ مالي يتم تحديده مقابل تسليم بطاقة أو شهادة نقل البضائع (بوليصة الشحن على سبيل المثال)
ومستندات أخرى مختلفة مثل شهادة المنشأ وشهادة التأمين ،واحترام مدة سريان االتفاقية ،وتشهد
المستندات على األداء الجيد لاللتزامات من قبل البائع.
الدافع أو مقدم الطلب ،وهو المشتري أو المستورد ،ويمثل البادئ في االعتماد المستندي لدى
مصرفه؛
البنك المصدر وهو بنك الدافع (مقدم الطلب) ،ويقوم باصدار االعتماد المستندي؛
78
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
البنك المخطر ،وهو الذي يتلقى االعتماد المستندي وينقله إلى المستفيد بعد أن يدرس مدى
مطابقة الرسالة االفتتاحية حسب الحالة ،ويمكن تأكيد ذلك؛
المستفيد وهو المصدر الذي يحصل على االعتماد المستندي من خالل مصرفه؛
المصرف المتفاوض ،عندما يسمح باالئتمان (يسمى خطاب االعتماد ألي بنك ،)Any Bank
يجوز للمستفيد تسليم المستندات وطلب السداد إلى بنك آخر في بلده غير البنك المخطر؛
.1أنواع ووثائق االعتماد المستندي
أ .أنواعــــه :تتمثل األنواع الرئيسية لالعتماد المستندي فيما يلي:
اإلخطار والتأكيد أو اإلخطار دون التأكيد
يتم تحويل الرصيد المخطر ببساطة إلى المستفيد من قبل البنك المخطر ،ويتم تغطية المخاطر
التجارية فقط من قبل البنك المصدر ،وفي هذه الحالة ال يكون المستفيد محميا من مخاطر تقصير البنك
المصدر أو خطر عدم تحويل األموال (مخاطر البلد) ،واذا تم تأكيد الرصيد يتعهد البنك المخطر بتأكيده
بالدفع للمستفيد مقابل تقديم المستندات المتوافقة ،حتى في حالة تخلف البنك في البلد المصدر ،ويعتبر
التأكيد ضروري ومفيد بشكل أساسي تجاه البلدان المعروفة بالمخاطر ،فهو يغطي المخاطر السياسية،
وتقع مسؤولية تقييم المخاطر على عاتق البنك المخطر ،ويجب أن يتم التأكيد بالضمان من قبل البنك
المصدر عند فتح االعتماد ،واذا لم يكن مصرحا بذلك يجوز للبنك المخطر أن يقدم ضمانا للدفع للمستفيد
من خالل "تأكيد صامت" أو "إبرام عقد" ،وتوفر هذه العملية األمان للبائع في حالة تقصير البنك المصدر،
حيث يتم الدفع بتفعيل الضمان ،وال يتم إخطار البنك المصدر عند إعداد مثل هذا الضمان.
بحسب القواعد الموحدة واالستخدامات المستخدمة لخطابات االعتماد والصادر عن غرفة التجارة
الدولية ( ،)RUUفإن القواعد ) (RUU 600الجديدة ،تبين بأن جميع اإلئتمانات ال يمكن إلغاؤها تلقائيا،
أي أنه ال يمكن إلغاء االعتماد المستندي إال بموافقة الطرفين.
79
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
إذا كان الرصيد قابال للتحويل ،فقد يتم تحويل كل مبلغ اإلئتمان أو جزء منه إلى واحد أو أكثر من
المستفيدين ،دون موافقة الدائن ،وهذا هو الحال بصفة خاصة عندما ال يكون البائع هو الصانع للسلع
ويستخدم المقاول من الباطن ،وبالتالي يمكن طلب الدفع من قبل شركة أخرى غير المستفيد الذي يظهر
في االفتتاح ،ومن ناحية أخرى يجب على العميل أن يقدم طلبا لمصرفه بتعديل وتغيير االعتماد إلى غير
القابل للتحويل بالنسبة للمستفيد.
إذا كان االعتماد قابال للتفاوض في جميع البنوك (أي بنك) ويقتصر على بلد المستفيد ،يمكن للمستفيد
اختيار البنك الذي سيتفاوض من خالله على اإلئتمان وايداع المستندات ،وبخالف ذلك فإن البنك
يخضعه للضريبة.
ال يوجد مستند إلزامي في خطاب االعتماد ،لكنه يوصي بشدة بالوثائق التالية:
الفاتورة التجارية :ويجب أن تشير إلى وصف البضائع أو الخدمة والمبلغ الواجب دفعه ،العملة
وطرق التسليم الدولية )(incoterm؛
وثيقة النقل وشهادة شحن البضائع ويمكن أن تكون:
سند الشحن في حالة النقل البحري،
فاتورة النقل في حالة النقل الجوي (إذا شحنت جوا)؛
فاتورة السيارة إذا تم نقلها برا؛
شهادة المنشأ للسماح بتخليص البضائع؛
وقد يكون هناك حاجة إلى وثائق إضافية لضمان األداء السليم للعقد:
80
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يوجد ثالثة عشر فعال ضروريا لتقدم وسير عملية االعتماد المستندي:
يثير إتفاق المشتري والبائع على عقد البيع /الشراء للسلع والخدمات مشكلة أمن الدفع ،واذا تم اختيار
االعتماد المستندي باالتفاق المتبادل ،فإن المشتري يعطي تعليماته االفتتاحية لبنكه (البنك المصدر)،
والنماذج المطبوعة بشكل مسبق ومستوحاة عادة من نظام الترميز swiftومتاحة للمشتري.
يفتح البنك المصدر (يصدر) االعتماد المستندي من خالل بنكه المراسل في بلد البائع.
يقوم بنك المخطر بإخطار المستفيد باإلئتمان وربما قد يضيف التأكيد ،في هذه الحالة تتم الموافقة على
الدفع للبائع في حالة تقديم المستندات في الوقت المناسب ،كما يجوز للبنك المخطر رفض إضافة التأكيد
ويجب إخطار البنك المصدر دون تأخير إذا لزم األمر.
وفقا للشروط وتاريخ إنتهاء الصالحية المنصوص عليها في اإلئتمان ،يشرع البائع (المصدر) في شحن
شحن البضاعة وفقا لطريقة النقل وتسليم المنصوص عليها في العقد والمذكورة في اإلئتمان.
بمجرد استالم البضائع يمنح الناقل البائع التذكرة :بوليصة الشحن بختلف أنواعها.
81
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يقوم المستفيد بجمع المستندات المطلوبة بموجب الرصيد المستندي ويقدمها للبنك المخطر و/أو المؤكد
مع مراعاة المواعيد النهائية المحددة.
إذا أظهرت الوثائق االمتثال لشروط االعتماد ،وتم إستيفاء المواعيد النهائية ،فإن البنك المؤكد يدفع
قيمة المستندات عن طريق خصم التكاليف.
يقوم البنك المخطر و/أو المؤكد بإرسال المستندات إلى البنك المصدر عن طريق البريد السريع في
جزأين منفصلين لتجنب فقدها.
يقوم البنك المخطر بالسداد لنفسه كما هو مبين في االعتماد عن طريق الخصم من حساب البنك
المصدر نفسه أو بنك آخر ويسمى ببنك السداد.
يقوم البنك المصدر بخصم حساب العميل بنفس مبلغ اإلئتمان الموجود فيه بإضافة نفقاته.
في حالة الشحن البحري ،يحق للمشتري الذي يمتلك سند الشحن األصلي بناءا على طلبه ،المطالبة
بالبضاعة من جهة إيداع البضائع في ميناء الوصول.
82
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يتم تسليم البضائع إلى حامل سند الشحن (سند الملكية) بحيث يكون المشتري أو وكيله ،ويتم إرجاع
المستندات إليه ،وبالتالي يمكنه تملك البضائع.
وبالتالي يسمح االعتماد المستندي للمصدر (المستلم) بدفع المبلغ البضاعة المشحونة ،وفي المقابل
يتلقى المستورد (الدافع) في غضون مهلة زمنية محددة البضائع وفق الشروط المنصوص عليها في
اإلئتمان باستثناء حالة المخالفات واالحتيال.
83
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
مصطلحات التجارية الدولية يعبر عنه عادة باسم اختصار ) (Incotermوتحدد االلتزامات المعنية
وتقاسم المسؤوليات بين البائع والمشتري ،وبمعنى آخر مصطلحات التجارة الدولية هي اختصارات تتوافق
84
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
مع الكلمات أو التعبيرات التي يستخدمها الطرفان عند صياغة عقود البيع والتوزيع الدولية ،وهي عالمة
تجارية لغرفة التجارة الدولية ،الغرض من ( INCOTERMSالشروط التجارية الدولية) هو توحيد الشروط
التجارية األكثر استخداما في التجارة الدولية:
تحدد شركات التجارة الدولية بدقة التزامات البائع والمشتري من حيث الفوائد والمخاطر والتكاليف.
85
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
النقل؛
التأمين؛
الرسوم الجمركية على الواردات والصادرات؛
التكاليف المساعدة؛
إن مصطلحات التجارة الدولية ليست إلزامية ألن كل طرف حر في استخدامها أو عدم استخدامها،
وتعديلها إذا لزم األمر ،فهي تسمح في أغلب األحيان بتحديد شروط التسليم وتجنب التأجيل في كل البنود
نظر
اللوجستية المعقدة للعقد ،ومرة أخرى يجب أن تكون شروط التجارة محددة لتجنب أي تفسير ونزاع ،ا
ألن اإلصدارات السابقة من مصطلحات التجارية الدولية incotermsتظل صالحة ،فمن الضروري
النص جيدا على سنة مرجعية من مصطلحات التجارة الدولية incotermsأو رقم الكتيب (رقم 651
لـمصطلحات التجارة الدولية .)2000
سيستخدم البائع أحد هذه الشروط إذا كانت منظمته ال تملك القدرة التنظيمية لتولي النقل ،أو إذا كانت
األسعار أو الشروط األمنية في بلد المقصد غير مرضية ،والمشتري الذي ليس لديه خبرة في مجال النقل
سوف يتجنبها.
تعد مصطلحات التجارة الدولية من هذه العائلة األكثر استخداما في المبيعات من قبل الشركات
الصغيرة والمتوسطة ،والتي ناد ار ما تمتلك موارد كافية لتوفير خدمة نقل كاملة إلى الوجهة المرغوبة.
86
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
هناك ثمانية مصطلحات مختلفة في هذه الفئةEXW - FCA - FAS - FOB - CFR - CIF :
،- CPT – CIPوان شروط البيع في البداية تجعل المشتري (إلى حد كبير أو أقل) يقدم أو يتحمل
النفقات والمخاطر المتعلقة بنقل البضائع ،وفيما يلي يتم المصطلحات حسب الفئات.
يجب أن يكون البائع قد استوفى التزامه بالتسليم عندما يتم توفير البضائع في مؤسسته ،ويتحمل
المشتري جميع التكاليف والمخاطر الكامنة في تسليم البضائع من مؤسسة البائع إلى الوجهة المطلوبة،
يمثل هذا المصطلح الحد األدنى من االلتزام للبائع.
87
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يستوفي البائع التزامه بالتسليم عندما يقوم بتسليم البضائع التي تم تخليصها للتصدير إلى شركة النقل
المعينة من قبل المشتري في النقطة المتفق عليها ،ويختار المشتري طريقة النقل ويدفع الناقل حقوق النقل
الرئيسية.
ج( FAS- Free Along side Ship .مجاني على طول جانب السفينة ...مكان التسليم
المتفق عليه)
88
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
حقق البائع التزامه بالتسليم عندما وضعت البضاعة بجانب السفينة على المنصة ،ويجب على المشتري
تحمل جميع تكاليف ومخاطر الخسارة ،من األضرار التي يمكن أن تصيب وتغير طابع البضائع ،مما
يثبت التصدير للبضائع.
يجب على البائع إحالة البضاعة إلى ميناء المغادرة المتفق عليه ووضعها على متن السفينة ،ويتم نقل
المخاطر عندما تمر البضاعة بالسكك الحديدية.
ذ( CFR- Cost and Freight .التكلفة والشحن ...ميناء الوصول المتفق عليه)
89
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يقوم البائع باختيار السفينة ويدفع الشحن البحري إلى الميناء المتفق عليه ،ويقوم بتنفيذ إجراءات
تحميل السفينة واجراءات التصدير الجمركية ونقطة نقل المخاطر هي نفسها كما في .FOB
( - CIF- Insurance and Freightالتكلفة +التأمين +رسوم ...ميناء الوجهة) ر.
يتحمل البائع نفس التزامات CFRولكن يجب عليه أيضا توفير تأمين بحري ضد مخاطر فقد أو تلف
البضائع أثناء النقل.
ز( CPT- Carriage Paid to .النقل مدفوع ...مكان الوجهة المتفق عليه)
90
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يختار البائع طريقة النقل ويدفع الشحن إلى الوجهة المتفق عليها ،ويقوم بتخليص البضائع ،ويتم نقل
المخاطر عندما يتم تسليم البضائع إلى المشتري.
ه - CIP- Carriage and Insurance Paid to .النقل والتأمين المدفوع لـ (التكلفة والتأمين
...مكان المقصد)
يتحمل البائع نفس التزامات ،CPTلكن يجب عليه أيضا تقديم تأمين ضد مخاطر الخسارة أو الضرر
الذي قد يصيب البضائع أثناء النقل.
على أساسها يريح البائع المشتري من مجموعة كاملة من االلتزامات والمخاطر ،والتي يمكن أن تكون
بذلك نقطة بيع ممتازة.
باإلضافة إلى ذلك ،من األفضل في بعض األحيان أن يبقى البائع على درجة مسؤولية في نقل
البضائع حتى تسليمها ،وواحدة من العواقب السلبية المترتبة على استخدام مصطلحات التجارة الدولية من
هذه العائلة هو أنه في لحظة التسليم ،غالبا ما يتم تأجيل لحظة دفع رصيد السعر عند وصول البضاعة
91
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
إلى الوجهة ،باإلضافة إلى ذلك سيتم تجنب هذه الشروط الداخلية من قبل البائع إذا لم يكن لديه خبرة في
مجال النقل ،بما في ذلك إلى الوجهة التي تغطيها مصطلحات التجارة الدولية.
مجموعة مصطلحات التجارة الدولية incotermsالخاصة بالبيع الداخلي تكون في أربعة شروط
، DES - DEQ - DDU – DDPوتقوم المبيعات الداخلية بتحرير البائع من التزاماته فقط عندما
تصل البضاعة إلى وجهتها ،يتحمل البائع التكاليف والمخاطر المتعلقة بالنقل الرئيسي.
( - DES- Delivered Ex Shipالتسليم على متن السفينة ...ميناء الوجهة) أ.
يستوفي البائع التزامه بالتسليم عندما يتم وضع البضائع التي لم يتم التخليص عليها لالستيراد تحت
تصرف المشتري على متن السفينة في ميناء الوصول المتفق عليه ،ويتحمل البائع جميع التكاليف
والمخاطر الكامنة في تسليم البضاعة أو البضائع إلى ميناء الوجهة المتفق عليه.
92
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
ب - DEQ - Delivered Ex Quay .التسليم إلى رصيف الميناء (التسليم في ميناء ...
ميناء الوجهة)
يكون البائع قد استوفى التزامه بالتسليم عندما يضع البضاعة المستحقة لالستيراد تحت تصرف
المشتري على المنصة في ميناء المقصد المتفق عليه ،ويتم نقل التكاليف والمخاطر عندما تكون البضاعة
في رصيف الميناء المتفق عليه.
ج – DDU- Delivered Duty Unpaid .واجب التسليم غير مدفوع (رسوم التوصيل غير
مدفوعة ...ميناء المقصد)
الخطر التكاليف الشكل
93
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
التزام البائع بالتسليم عندما تكون البضاعة متاحة في المكان المتفق عليه في بلد االستيراد ،بما في
ذلك التفريغ ،ويتعامل المشتري على مسؤوليته ومصروفه مع استكمال إجراءات االستيراد الجمركية ودفع
رسوم االستيراد والضرائب.
على عكس المصطلح EXWفي المصنع ،فإن هذا المصطلح يشير إلى أقصى التزام للبائع الذي
يفعل كل شيء بما في ذلك التخليص الجمركي لالستيراد ودفع الرسوم والضرائب المستحقة.
94
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
- DAF-Delivered at Frontierتم التسليم عند الحدود (التسليم عند الحدود ...في ذ.
المكان المتفق عليه)
أنجز البائع التزامه بالتسليم عندما تم تسليم البضائع التي تم تخليصها للتصدير ،وعند النقطة المتفق
عليها عند حدود الخروج ولكن قبل الحدود الجمركية لبلد الدخول التالي ،ويتحمل البائع تكاليف النقل
ومخاطره حتى هذه اللحظة ،لكنه غير ملزم بالتأمين على البضائع.
وأخي ار تتمثل االحتياطات الواجب اتخاذها عند استخدام مصطلحات التجارة الدولية Incotermsفيما
يلي:
95
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
إعادة توجيه االسم المختصر من المكان المرجعي (منفذ ،حد ،وما إلى ذلك ،والمعلومات التي
بدونها ال يوجد معنى لها ،وكأمثلة :يجب أن يتبع FOBدائما بالمنفذ المختار ،ويجب أن يتبع
DAFدائما بالحدود ذات الصلة؛
النظر في طريقة النقل ،فال يمكن استخدام جميع مصطلحات التجارة الدولية في جميع وسائل
النقل ،مثال :بالنسبة إلى الشحن البري فإن االسم المختصر FOBغير مقبول؛
مصطلح التجارة الدولية ال يحل مشكلة نقل ملكية البضائع ،ولكن فقط نقل المخاطر والتكاليف
بين المشتري والبائع ،ويخضع نقل الملكية لقواعد قانونية مختلفة في بلدان مختلفة؛
يجب التعبير بوضوح عن أي انحراف عن أحد التزامات شركة لمصطلحات التجارية الدولية (مثل
)DDP Incoterm 2000 CCI؛
إذا كانت األطراف الموجودة في عقد البيع الخاصة بها تختلف عن شروط التجارة الرسمية ،فإن
محتوى العقد هو السائد؛
في حالة عمليات الشراء "عند المغادرة" ،يتحتم على العميل التحقق من أن المورد قد قام بالتأمين
على النقل إذا كان التزاما مطلوبا من قبل الشركة التجارية الدولية ( incotermsمصطلحات
التجارة الدولية فقط) ،فذكر التأمين يعني االشتراك فيه ،أو عن طريق العقد التجاري؛
تعبر عمليات التجارة الخارجية على انتقال مختلف السلع والخدمات بين الدول ،حيث تمر بعدة
أطراف ،وحتى تكون عملية انتقال البضاعة قانونية وذات مصداقية من ناحية إجراء المعامالت وشروط
التبادل التجاري الدولي ،يجب أن ترفق بالوثائق الالزمة لقواعدها اإلجرائية في إطار خدمات مساعدة
تسمح بزيادة القدرة على الوصول إلى األهداف االقتصادية واالجتماعية للتجارة الخارجية للدول.
تتم التجارة الخارجية من خالل تدخل ثالثة أطراف رئيسية في التبادل التجاري الدولي للسلع والخدمات،
متمثلة في المصدر ،المستورد والبنوك التجارية.
96
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
أ .المصدر
يمثل الطرف الذي يقوم بشراء أو إنتاج البضاعة لبيعها في الخارج بغض النظر عن نوع البضاعة
التي يتعامل بها ،وقد يكون المصدرون أفراد مستقلين أو شركات ،كما قد تكون الدولة هي المصدرة وذلك
عندما تكلف إحدى مؤسساتها بهذا العمل.
ب .المستورد
يعب ــر ع ــن الط ــرف ال ــذي يق ــوم بمش ــروع م ــا ف ــي أسـ ـواق بعي ــدة خارجي ــة ،وال يش ــتري البض ــاعة لغ ــرض
تصديرها بل لبيعها في األسواق الداخلية ،ولهـذا فهـو يختلـف عـن التـاجر والمسـتورد المؤقـت والـذي يسـتورد
بقصد التصدير.
ج .البنوك التجارية
يقصد بالبنوك التجارية ،تلك البنوك التي تقبل ودائع األفراد ويلتزم بدفعها عند الطلب في الموعد المتفق
عليه ،والتي تمنح قروض قصيرة األجل تقل مدتها عن ستة أشهر وتسمى بنوك الودائع نظ ار لقدرتها على
إنشاء نقود الودائع.
وتعد البنوك التجارية وسيطا ماليا بين المدخرين والمستثمرين أي بين المقرضين وبين عرض النقود
وطلبها (أصحاب الفائض وأصحاب العجز) ،فتمول المشاريع باألموال الالزمة إلنشائها وتنميتها ،وتحول
المدخرات إلى رأس مال منتج مما يعمل ويساعد على تطوير التجارة ،الصناعة ،وتنمية االقتصاد القومي،
وتقوم بوظيفتين رئيسيتين وهامتين :األولى نقدية والثانية تمويلية ،تتمثل الوظيفة النقدية في تزويد
األشخاص (الطبيعيين والمعنويين) بالنقود وتنظيم تداولها ابتداء من قبول الودائع إلى منح القروض من
هذه الودائع ،بينما تتمثل الوظيفة التمويلية للبنوك في تزويد المشاريع باألموال الالزمة ،أي القيام بدور
الوسيط بين المدخرين والمستثمرين.
أنشأت البنوك بهدف خدمة التجارة الخارجية نتيجة زيادة حجم المعـامالت التجاريـة ،عـن طريـق إصـدار
الضمانات التي يتطلبهـا العمـالء والتـي يشـترطها المصـدرون بالخـارج قبـل شـحن بضـائعهم ،وكـذلك لتسـديد
حقوق المصـدرين األجانـب عـن طريـق الخصـم مـن حسـابات فـروع أو م ارسـلي البنـك بالخـارج ،مقابـل سـداد
97
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
المستورد المحلي لقيمة ما قام باستيراده إلى البنـك بالعملـة المحليـة والعكـس يحـدث فـي حالـة تصـدير سـلعة
محلية إلى الخارج مما يسمح بدخول العملة االجنبية.
يقوم البنك التجاري بتقديم خدمات تسمح بتسوية عمليـات التجـارة الخارجيـة ،حيـث أصـبحت العمليـة فـي
الوقت الحاضر معقدة بسبب التنظيمات التي تضعها الدول للتحكم في حجم النقد األجنبـي للمحافظـة علـى
اسـتقرار ميـزان مـدفوعاتها وتجنــب حـاالت العجــز ،ممـا أدى إلــى بـروز أعبــاء جديـدة علــى البنـوك التجاريــة،
حيــث أصــبحت تقــوم بخدمــة التجــارة الخارجيــة مــن منطلــق اإلش ـراف والرقابــة علــى تنفيــذ العمليــات والقيــام
بإجراءات حصول المستورد على المبلغ النقدي من العمالت األجنبية الذي تحتاجه من السلطات التنفيذية.
لــذلك تقــدم البنــوك التجاريــة مجموعــة مــن الخــدمات إلتمــام حســن ســير المعــامالت فــي التجــارة الخارجيــة
وتتمثل في:
تتمثل أهم الخدمات المقدمة من إلتمام عمليات االستيراد والتصدير من قبل البنك التجاري فيما يلي:
تسمح الخدمة بضبط اإلطار التنظيمي والعملي للسوق الدولي المرغوب مـن خـالل نشـرات دوريـة تشـرح
حالــة األسـواق الدوليــة مــن النـواحي االقتصــادية ،وامكانيــة عقــد صــفقات مــع أي منهمــا للوقــوف علــى قواعــد
الرقابة للنقد ،الحصص ،الرسوم الجمركية والمخاطر المحتملة التي يمكن تقابل المصـدرين فـي تعاملهـا مـع
الدول األجنبية ،إضافة إلى المستندات ووسائل الشحن المرغوبة من طرف هذه الدول ،وتقوم البنـوك أيضـا
بتقــديم أســماء للــوكالء والمشــترين فــي بلــدان العــالم لمختلــف الســلع .كمــا تق ـوم أيضــا بتقــديم وتحديــد أســعار
الصرف للعمالء في مختلف الدول األجنبية.
98
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
والتي تتم من خالل فروع البنوك في الخارج أو المراسلين المنتشرين في كافة أنحاء العالم ،وذلك
باستخدام أنواع مختلفة من الوسائل مثل االعتمادات والكمبياالت المستندية ،ووفق قواعد تبادل العمالت
التي تحقق الربح للمصدرين وضمان حقوق المستوردين.
التــأميــن
يــتم القيــام بالتــأمين المطلــوب خــالل حركــة الســلع حتــى تصــل إلــى المســتثمرين وتقــديم تســهيالت الســفر
والتعامل مع المستوردين في الخارج ،وتقديم المصدرين للمؤسسات المالية في الخـارج وتسـهيل تعـاملهم مـع
الوكالء.
خدمات التمويل التجارية
توجــد العديــد مــن الطــرق المســتخدمة للتســديد فــي التجــارة الخارجيــة والتــي أش ـرنا إلــى أهمهــا فيمــا ســبق،
والتي يمكن أن يقوم بها كل مـن المصـدر والمسـتورد الخـارجي فـي تـداول الحقـوق بينهمـا ،وفـي مقدمـة هـذه
الطرق الدفع نقدا ،وهي طريقة تتطلب الثقة التي ال تتوفر بشكل كبير بـين األطـراف المتعاملـة ،أمـا الطـرق
األخرى فهي استخدام الكمبياالت المستندية بأنواعها ،واالعتمادات المستندية...إلخ.
باستخدام الحسابات الخارجية المدينة ومن خالل القـروض وقبـول الكمبيـاالت المسـتندية ،وضـمان إتمـام
المعامالت بشكل مرض لألطراف المختلفة.
التحصيل المستندي هو آلية يقوم بموجبها المصدر بإصدار كمبيالـة واعطـاء كـل المسـتندات إلـى البنـك
الـذي يمثلـه ،حيـث يقـوم هـذا األخيـر بـإجراءات تسـليم المسـتندات إلـى المسـتورد أو البنـك الـذي يمثلـه مقابـل
تســليم مبلــغ الصــفقة أو قبــول الكمبيالــة ،وتجــدر المالحظــة فــي التحصــيل المســتندي أن إلت ـزام المصــدر ال
يتعدى التعهد بإرسال البضاعة ،كما أن المستورد ال يمكنه أن يسـتلم المسـتندات إال بعـد قبـول الكمبيالـة أو
تسديد المبلغ.
99
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
فـإذا كانـت المسـتندات مقابـل الـدفع يسـتطيع المســتورد أو البنـك الـذي يمثلـه ،أن يسـتلم المسـتندات مقابــل
التســديد الفعلــي نقــدا لمبلــغ البضــاعة ،أمــا إذا كانــت المســتندات مقابــل القبــول فــيمكن للمســتورد أن يســتلم
المستندات بعد قبوله للكمبيالة المسحوبة عليه ،ويستفيد المستورد من مهلة التسديد.
إصــدار وقبــول وســائل الــدفع الدوليــة مثــل الحـواالت المصـرفية والتحـوالت البريديــة والبرقيــة
بالتلكس والفاكس ،أو قبول الشيكات التي تدفع دوليا؛
تسهيل عمليات صرف العمالت األجنبية ،التحويل والتحصيل؛
إصدار الشيكات السياحية وبطاقات االئتمان الدولية؛
100
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
تلعب عملية النقل دو ار رئيسيا في تفعيل عمليات التجارة الخارجية ،وتظهر أهميتها ب تأثيرها
على سعر البيع النهائي.
وبالنظر لتكلفتها الكبيرة ،خاصة أن المؤسسات ال تتوفر على اإلمكانيات المادية والمالية الضرورية لتنظيم
عمليــات النقــل الــدولي ،فإنهــا توكــل المهمــة فــي أغلــب األحيــان لمؤسســات النقــل الخاصــة ،وتقــوم باختيــار
وسيلة النقل المناسبة مع طبيعة البضاعة المنقولة.
101
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
ال بد من التأمين على النقل بقسط التأمين الذي يقل في النقل الجوي أقل منه في الوسائل
األخرى ،بالنظر إلى الظروف األمنية و المخاطر الخاصة بنقل السلع؛
األخذ مصاريف التخزين نظ ار لمسافات التخزين الكبيرة نجد أن مصاريف التخزين في
النقل البحري أكثر مقارنة بالنقل الجوي؛
المالءمة والكفاية حسب طبيعة البضائع المشحونة والقدرة على نقل الحمولة؛
ب .عمليــة التــأميــن
نظ ار لحجم المخاطر المرتبطة بعمليات االستيراد والتصدير ،تتكفل شركة التأمين بتحمل األخطار التي
يحتمل وقوعها ،إذ التأ مين هو عملية بمقتضاها يتحصل أحد الطرفين ،وهو المؤمن له مقابل دفع قسط
التأمين على تعهد كتابي لصالحه ،لتأمين البضائع عبر الطرق البرية والجوية والبحرية والسكك الحديدية،
ولتغطية األضرار والخسائر المادية الالحقة للبضائع أثناء نقلها ،شحنها وتوزيعها ،وتمر عملية التأمين
بالمراحل التالية:
تعتبر أول خطوة للقيام بعملية التأمين الحصول على الوثائق الخاصة بالبضائع حيث أن الفاتورة
التجارية وسند النقل كافيان إلبرام عقد التأمين على البضاعة في شركة التأمين؛
يتم إبرام عقد التأمين كتعهد لشركة التأمين على البضاعة كتابيا مقابل دفع قسط التأمين من
طرف المؤمن له ،وفقا للشروط المتفق عليها في العقد ،وهو بمثابة حماية لألخطار التي يتعرض لها
المؤمن له؛
ج .وكيل العبور
يعتبر رجل العبور أساس الوساطة في عمليات النقل ويتدخل في سلسلة المنتوج ،ويمكن أن يكون
وكيل معتمد لدى الجمارك مكلف بخدمات التأمين في إطار وثائق بوليصة التأمين لمختلف الشاحنين ،أو
ناقل ومراقب بحري ،فهو يؤمن عملية العبور كمهندس أو مقاول للنقل ،لذلك يعتبر متعهد عمليات
الترانزيت وكيال لقاء أجرة ويعمل لحساب موكله باستالم البضائع من الناقل البحري وبإتمام المعامالت
الجمركية وبإجراء عقود التأمين ،واذ لزم األمر يقوم بالتعاقد على نقل البضائع مجددا بواسطة ناقل آخر
عن طريق البحر أو البر أو الجو إليصالها إلى المكان المعين ،ومختلف هذه المهام القانونية تمثل
األعمال العامة والخاصة المخولة لرجل العبور ،وبالتالي فهو يمكن أن يكون:
102
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
وكيل النقل تاجر يقوم بنقل بضاعة ما من نقطة ليسلمها إلى نقطة أخرى تحت مسؤوليته الكاملة
مقابل سعر جزافي ،وتنظيم وتحقيق كل العمليات المتتالية بالوسائل التي يراها مالئمة من البداية إلى
النهاية ،وهذا لنقل البضائع وتحمل األخطار.
الوكيل بالنقل هو شخص مادي أو معنوي يلتزم تحت مسؤوليته وباسمه الخاص بنقل بضاعة لفائدة
زبونه ،وهذا في إطار احترام شروط القانون التجاري.
شخص طبيعي أو معنوي يزاول نشاطه باعتماد من إدارة الجمارك ،حيث يقوم بإجراءات االستيراد
والتصدير لفائدة زبون معين مقابل وثائق معينة للقيام بعملية وضع البضائع تحت مراقبة الجمارك
ومختلف المهام لوضع ضمان أمام إدارة الجمارك لصالح السمسار البحري.
يعرف الوكيل بأنه الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يقوم لحساب الغير باإلجراءات الجمركية
المتعلقة بالتصريح المفصل بالبضائع سواء مارس هذه المهمة ممارسة رئيسية أو كانت تكملة لنشاط
رئيسي ،وعلى العموم يشترط في الوكيل المعتمد لدى الجمارك شموله معرفة علمية من مدارس مختلفة،
إضافة إلى تجربة ميدانية على مستوى التجارة الدولية والمالحة البحرية.
يتمثل عمله في التوزيع ،الشحن وتفريغ السلع ،وهو غير مسؤول عن نقل بضاعة ما بوسيلة أخرى
ومن الجهة القانونية ال يحاسب إال عن أخطائه الفعلية التطبيقية في عمله ،ويمكن أن يكون أيضا كمكلف
بالعبور في الميناء ،إذ يقوم باستقبال البضائع على عاتقه لوضعها على ظهر السفينة أو تسليمها
ألصحابها بعد عملية التفريغ.
وتوجد ثالثة أنواع للعبور نذكر منها:
103
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
العبور الدولي الذي نجد فيه مكتبين للجمارك ،مكتب داخلي ومكتب خارجي ،حيث في
ح الة االستيراد يتم انتقال البضاعة من مكتب جمركي إلى آخر ،وهذا بوسائل نقل متعددة سواء
كانت جوية أو بحرية كمرور البضائع من المغرب إلى تونس وتكون الجزائر كنقطة عبور؛
العبور اإلقليمي بين التكتالت االقتصادية أو التجارية مثل" :اتحاد المغرب العربي
والمجموعة االقتصادية األوروبية ،حيث يسمح بمرور السلع المنقولة بين البلدان دون أن تخضع
لعملية الجمركة من قبل مصالح الجمارك؛
العبور الوطني بانتقال البضاعة من مكتب جمركي إلى مكتب جمركي آخر داخل التراب
الوطني ،تحت رقابة أعوان الجمارك وأداء مختلف اإلجراءات الالزمة من جمركة ،تخزين،
نقل...إلخ؛
يعتمد إتمام الصفقات والمبادالت التجارة الخارجية على جملة من الوثائق الخاصة بالنقل ،الشحن،
التأمين ،الوثائق اإلدارية والجمركية ،مما يسمح بسير العمليات وضبط الخدمات المقدمة والمساعدة في
التجارة الخارجية.
104
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
بسبب تعدد وسائل النقل المستخدمة في التجارة الخارجية ،تختلف وتتنوع الوثائق ذات العالقة للقيام
بعملية النقل بكفاءة وفعالية من ناحية التسيير.
105
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
هي وصل استالم يثبت أن البضاعة قد أرسلت عن طريق الجو ،وتحرر من طرف شركات النقل
الجوي ،وتحت مسؤولية المصدر ،فهي عقد قانوني توضح وضع كل األطراف بشكل غير قابل للتفاوض
ألنها مقررة لشخص مسمى ،فهي تعطي حق الملكية للمرسل إليه إال النسخة الثالثة ذات اللون األزرق
تحتوي على ختم وامضاء شركة النقل الجوي ،ولها عدة أنواع:
بوليصة الشحن البحري أ.
تعتبر كوصل تسلم للبضاعة ،ومستند يؤكد ملكية البضاعة المذكورة فيها للجهة التي حرر ألمرها،
حيث تعطي النسخة من بوليصة الشحن للشاحن بعد أن يتم شحن البضاعة ،وترسل نسخة منها للمرسل
الذي يمكن أن يظهرها في حالة بيع البضاعة ،أو يظهرها لوكيل العبور لتخليص البضاعة من حوزة
الجمارك ،وتبقى نسخة منها لدى ربان السفينة ليرجع بها بعد عملية تفريغ السلع المشحونة ،ويقوم
المصدر بإرسال نسخة للمستورد وبطريقتين مختلفتين وذلك لضمان وصول إحداهما إليه.
هذه الوثيقة ليست حجة لإلرسال الفعلي للبضائع لكن حضورها فقط مهم من اجل التعليمات
المتعلقة بالنقل ،يقوم الناقل بواسطة سند الشحن إثبات هوية األطراف والبضائع الواجب نقلها ،وأجرة
الحمولة الواجب دفعها وذكر مبلغ التعويضات ،بسبب لهالك البضاعة أو تلفها مثال أو ذكر إعفاء
الناقل من بعض األضرار ،فالوثيقة إذا هي وسيلة إثبات ،حيث التزامات الناقل تبدأ من وقت تسليم
البضاعة لحين تسليمها.
106
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
في هذه الحالة البضاعة تكون تحت تصرف شركة المالحة ،ولكنها لم تشحن بعد على ظهر السفينة
عند تحرير هذا المستند ،فهي إذاً من الممكن أن تشحن على ظهر سفينة غير التي حددت من قبل.
هو سند شحن من نوع تقليدي يحرر من قبل شركة النقل البحري ويغطي وسائل نقل مختلفة فهو
يحدد ميناء اإلقالع ،وفي هذه الحالة تشحن البضاعة على ظهر سفينة غير مسماة.
يمثل وصل إرسال بسيط يثبت بأن البضاعة قد أرسلت من الخارج عن طريق السكك الحديدية،
وتحرر على ستة نسخ ذات نفس اللون ،وتفرقها األرقام الموجودة عليها باللون األحمر ،أما النسخة رقم
107
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
18تحتوي على عبارة "نسخة أصلية لرسالة النقل البري" ،تمثل هذه الوثيقة مستند اإلرسال الذي ال بد أن
يؤشر عليه بطابع محطة اإلقالع ،هذا السند محرر إلزاميا لشخص مسمى ،أي ال يمكن في أي حال من
األحوال تداوله عن طريق التظهير.
تنص االتفاقية الدولية لنقل البضاعة عن طريق البر على مستند خاص يسمى رسالة النقل البري
الدولي ،والتي تصدر بأشكال مختلفة ،وهذا راجع لتنوع وكثرة مؤسسات النقل ،فهي تمتلك الخصوصيات
العامة لرسالة النقل الجوي ورسالة النقل بالسكك الحديدية ،وتعطي للبنك إمكانية إرسال البضائع تحت
اسمها ،وذلك ألجل االحتفاظ بالرقابة على البضاعة ،تعتبر هذه الطريقة صعبة بسبب صعوبات التخزين
في مؤسسات النقل.
يمثل وصال إرسال للبضائع عن طريق البريد والمواصالت أو عن طريق شركة البريد السريع ،وهو
محرر بشكل إجباري لشخص مسمى ،ويستطيع البنك أن يرسل البضاعة تحت اسمه ،ويشمل هذا الوصل
عدة معلومات منها :اسم المرسل إليه ،وزن الطرد ،عنوان المرسل إليه ومعلومات أخرى.
/1الوثائق اإلدارية
تحرر من طرف السلطات المعنية وتثبت مصدر (منشأ) السلع والبضائع ويجب أن تكون:
108
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
وثيقة إدارية تصدرها السلطات أو المصالح اإلدارية المكلفة بالجانب الصحي للبضاعة ،حيث يحدد
المنتجون للمواد االستهالكية إلزاميا تاريخ اإلنتاج ونهاية الصالحية على الغالف الخارجي أو الداخلي لها،
وهذا لكي تسهل الرقابة على البضائع على المستوى الوطني ،وذلك لضمان صحة المستهلك وعدم تصدير
بضاعة فاسدة.
في حالة التصدير تقوم مصلحة الجمارك بطلب وثيقة أو شهادة الصحة للسماح بعبور البضاعة إلى
الخارج ،ونفس الشيء في حالة استي اردها ،لتأخذ عينة من هذا المنتوج وتحلله ،هذا الفحص تقوم به
مصلحة التحليل والمراقبة المتواجدة في بلد المستورد أو المصدر.
وتحتوي شهادة الصحة على معلومات خاصة بالبضاعة:
وتكمن أهمية الشهادة الصحية في حماية المستهلك بضمان وصول السلع االستهالكية إليه في وقتها
المحدد ،وقبل انتهاء صالحيتها.
تحتوي على المقاييس التي تخضع لها البضاعة ،ليتأكد المستورد من مطابقتها للمواصفات المطاوبة،
من حيث الكمية والنوعية وتحرر هذه الشهادة من طرف أجهزة الرقابة المخصصة لذلك وتحتوي على
المعلومات الخاصة بالبضاعة منها:
109
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
اسم البضاعة؛
نوع البضاعة؛
كمية البضاعة؛
اسم المصدر وعنوانه (صاحب البضاعة)؛
تتمثل أهميتها في منع دخول المواد المهربة أو الممنوعة داخل التراب الوطني.
/1الوثائق الجمركية
تتكون من التصريح الجمركي ودفتر .ATA
عند دخول البضائع أو خروجها من التراب الوطني يجب على المستورد والمصدر إعداد وتقديم وثيقة
التصريح الجمركي ،وهي محررة وفقا لألشكال المنصوص عليها في أحكام القانون ،يبين فيها المصرح
العناصر المطلوبة الحتساب الحقوق والرسوم.
ورسمي ،وهي ورقة إثبات
ً وبمجرد قبول وتسجيل التصريح من طرف الجمارك فإنه يصبح عقدا حقيقيا
تودع لدى مصلحة الجمارك في مدة أقصاها 51يوم وتحرر في أربع نسخ ،يحتفظ المصرح بواحدة،
الثانية تودع لدى البنك ،الثالثة لدى نيابة مديرية المحاسبة ،أما النسخة الرابعة لدى مصلحة الجمارك.
دفتر القبول المؤقت مجموعة وثائق جمركية تسمح بالتصدير المؤقت للمنتجات المحلية دون التعرض
لإلجراءات المؤقتة ،تحصل المؤسسات عليها من طرف الغرفة التجارية والصناعية التي تبنتاتفاقية
بروكسل الدولية في 15ديسمبر 1151واتفاقية اسطنبول في 55جوان ،1111وذلك لتسهيل اإلجراءات
والعمليات الجمركية.
والقبول المؤقت يتم من خالل:
عينات تجارية؛
منتجات موجهة للمعارض والتظاهرات التجارية،
110
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
وال يسمح باستعماله فيما يخص المواد االستهالكية والمنتجة الموجهة للتحويل أو التصليح ،ويسمح
باستعماله لمدة سنة فقط ،وتتمثل مزاياه فيما يلي:
/1وثائق التأمين
ترتبط بالمخاطر الناتجة عن النقل البري ،الجوي ،البحري للبضائع المعرضة من خالل التأمين عليها،
وتوجد كل من بوليصة التأمين ،ملحق التوكيل وشهادة إثبات التأمين.
عبارة عن عقد محرر بين المؤمن والمؤمن له ،يبين الشروط العامة المتفق عليها بين الطرفين وحقوق
وواجبات كل منهما ،ويجب أن تكون مؤرخة بنفس تاريخ سند النقل ،وتتمثل في المستندات التي تؤمن
على البضاعة المرسلة ضد المخاطر(مخاطر النقل) ،ولها أهمية كبيرة بالنسبة للبنك ألن البضاعة تعد
بمثابة ضمان في حالة تخلف المستورد عن دفع قيمتها.
هي وثيقة تحرر عند إجراء تعديالت أو تغييرات في نصوص بوليصة التأمين ألن التعديالت تتضمن
تسميات مستفيدين جدد.
111
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
عبارة عن وثيقة صادرة عن المؤمن تثبت صحة وجود بوليصة التأمين ،ووثائق التأمين تبين:
تاريخ االكتتاب؛
اسم المؤمن له؛
التزامات المؤمن له؛
وصف السلعة؛
تعليمات الناقل؛
األخطار المحمية؛
طرق إثبات الضرر؛
عدد النماذج المحررة؛
تسمح المبادالت التجارية الدولية في إطار التجارة الخارجية ،بتفعيل العالقات االقتصادية التي تنشأ
بين اطرافها ،والمتمثلة فيما يلي:
بالنسبة للمصدر في عالقته بالمستورد ،مما يسمح بزيادة سبل االتصال بمختلف الزبائن أو
العمالء في البلدان األجنبية ،ويعزز اتصاله باألسواق الخارجية لمعرفة مختلف المتغيرات وتوجيه
السلع والخدمات على هذا االساس ،بدراسة األسواق من ناحية الطلب ،العرض ،أذواق
المستهلكين ،طبيعة االسعار ،إضافة إلى سعر الصرف السائد وتحديد المخاطر لتنفيذ العمليات؛
بالنسبة للمستورد في عالقته مع المصدر ،فاالتصال باألسواق الدولية يسمح بتوسعة القدرة على
االختيار والمناورة باستغالل الظروف االقتصادية ،االجتماعية والسياسية للدول ،واالستفادة من
المزايا السعرية القائمة على تكلفة اإلنتاج واألسعار في الدول األجنبية ،وكذا إمكانية االستفادة من
مزايا المتابعة ألحوال الصرف وتذليل المخاطر للحصول عل السلع المستوردة؛
بالنسبة للبنوك التجارية من خالل االتصال بالمصدر والمستورد ،تؤدي إلى ضمان التعبئة
المالية ،والتنفيذ العملي للمبادالت الدولية بإتمام الصفقات وتنفيذ الحقوق واإللتزامات ،فيحصل
المصدر على ماله والمستورد على بضاعته في ظروف آمنة ،قصيرة ،مدروسة وقليلة المخاطر؛
112
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يسمح االتصال بين األطراف الرئيسية المتدخلة في التجارة الخارجية مع األطراف المكملة متمثلة
في الناقل ،ضبط التكاليف واألسعار إضافة إلى التأمين والمعامالت الجمركية ،بتبسيط آلية
التعامل وفق الوثائق الضرورية ،وبالتالي ضمان الحقوق لمختلف أطراف العالقة في التجارة
الخارجية؛
يعد االتصال رم از للمجتمع االستهالكي خاصة في إطار التجارة الخارجية ،وقناة مهمة للعميل ألنه
دور مهما بإتاحة الفرصة لإلطالع باستمرار على السلع والخدمات الجديدة دون التحرك بالضرورة.
يلعب ا
.2.1.1التوكيالت التجارية
يمثل التوكيل التجاري أحد األدوات المستخدمة في التبادالت التجارية الدولية ويتيح لصاحبه الحصول
على عقد إنفراد بتسويق المنتج في منطقة أو دولة أو إقليم.
113
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يتم تسجيل عقد التوكيل التجاري في الغرفة التجارية ،بملء النموذج الخاص بذلك ،وتسجيل العالمة
التجارية ،ثم يسجل عقد التوكيل في الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات ،ومن ثم القيام
بالخطوات اآلتية:
استيفاء طلب القيد المقرر موقعا من صاحب الشأن أمام الموظف المختص أو مصادق على
صحة التوقيع من بنك معتمد؛
نسبة العمولة المقررة وشروط تقاضيها والعملة التي تدفع بها وتعهد الموكل وااللتزام بإخطار
القنصلية بالخارج بأي تغيير يط أر على العقود؛
إذا كان التوكيل صاد ار من شركة أو جهة أجنبية يتعين أن يكون عقد الوكالة موثقا بالغرفة
التجارية المختصة أو الجهة الرسمية ،التي تقوم مقامها بالدول األجنبية ومصادقا عليه من
القنصلية المختصة مع ترجمته حسب القواعد المقررة في شأن الترجمة ،وال يجوز أن يكون
التوكيل صاد ار من شركة أجنبية لها وكيل من شركات القطاع العام ما لم ينته هذا التوكيل؛
عقود الوكالة الصادرة محليا (أشخاص – شركات قطاع أعمال) ،تكون موثقة بالغرفة المختصة،
أما الشركات الحكومية (قطاع عام) فيكتفي بالتصديق بختم الدولة؛
114
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
مستخرج رسمي من صحيفة القيد بالسجل التجاري ،ساري الصالحية مثبت به أن أعمال الوكالة
التجارية تدخل في النشاط األصلي للوكيل ،وشهادة خبرة في مجال التوكيالت التجارية من الغرفة
التجارية المختصة ومعتمدة من االتحاد العام للغرف التجارية عند القيد األول فقط؛
قرار قبول االستقالة أو إنهاء الخدمة وذلك للعاملين السابقين بالحكومة أو الهيئات العامة أو
المؤسسات ،وشركات القطاع العام أو قطاع األعمال العام ،ويجب أن يكون قد مضى على تركه
العمل سنتان؛
التوقيع على نموذج اإلقرار الخاص بسجل الوكالء والوسطاء التجاريين من صاحب الشأن
شخصيا ،أمام الموظف المختص أو اعتماد صحة توقيعه من البنك؛
نجد كال من الوكيل بالعمولة ،الموزع ،الوكيل المتضامن مع المشتري أو يتم الدمج بين نوعين منها.
يمثل الشخص الذي يتسلم الطلبات من المشترين لسلعة ثم يتولى إرسالها إلى المصدر حيث يقوم
األخير بشحن الرساالت إلى المشترين مباشرة و يتأكد أيضا منهم على إتمامها ،وفى هذه الحالة ال
تنتقل حيازة السلعة إلى الوكيل وال يتعامل فيها أو في تداولها ،وهذا النوع ال يستدعى أن يكون للوكيل
دور سواء في ظهور اسمه على السلع الواردة ،وال يقع عليه عبء المخاطرة سواء من طرف المصدر
أو المشتري ،وفى هذا يحصل الوكيل على عمولة يتفق عليها (نسبه محدده) مقابل دوره في إتمام
العملية ،وهذه النسبة طبقا لطبيعة السوق والوكيل بالعمولة ،وعادة ما يكون دوره ناجحا في الترويج
للسلع حيث أن زيادة التصريف تنعكس على حجم عموالته.
115
تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة
يختلف دوره عن دور الوكيل بالعمولة ،فالموزع يقوم بشراء السلعة لحسابه وتنتقل ملكيتها وحيازتها
إليه ،ثم يقوم بتخزينها إلعادة عرضها وبيعها بالسعر الذي يقدره ،ودور الموزع أكبر من دور الوكيل
بالعمولة ،فهو يعطى ضمانات وتسهيالت للمشترين بخالف ما يقدمه من خدمات بعد البيع،
كالصيانة وتوفير قطع الغيار و عمولة الموزع في هذه الحالة اكبر من عمولة الوكيل بالعمولة ،حيث
أن المخاطر التي يتحملها أكثر من المخاطر التي يتعرض لها الوكيل بالعمولة
هذا النوع يصاحبه قدر من المخاطر فالوكيل يقع على عاتقه مسؤولية أوامر التوريد ،التي يتلقاها
ويكون مسؤوال عن سداد قيمه السلع للمصدر عندما يمتنع المشترى عن السداد ،وعلى هذا فإن الوكيل
المتضامن يتقاضى عمولة أكبر من تلك التي يتقاضاها الوكيل بالعمولة ،والموزع ونظ ار للتكاليف
العالية التي تصاحب هذا النوع من الوكالة فإنه ال ينتشر بسهولة.
وبشكل عام فإن عقد الوكالة قد يتضمن أكثر من نوع فيجوز أن يكون الوكيل وكيال بالعمولة وموزع في
ذات الوقت ،و يتعين عند االختيار أن يكون الوكيل متمتعا بالسمعة الطيبة ،ويتمتع بمركز مالي جيد وذو
مقدرة إنتاجية ثم هناك صفات أخرى يجب توافرها في من يقع عليه االختيار:
الخبرات السابقة؛
نوعيه و عدد التوكيالت األخرى التي يقوم بها (يتوقف أثرها على استراتيجيه التسويق المتبعة)؛
مدى إلمامه بظروف السوق؛
المؤسسات المالية التي يتعامل معها ،ودوره في رأس المال لمؤسسته؛
المساحة الجغرافية التي يستطيع أن يغطيها؛
حجم نشاطه السنوي؛
وفى جميع األحوال فإنه يتعين على المصدر ،االتصال المباشر والمستمر بالوكيل فيما يتيح له التعرف
على مدى النجاح الذي يحققه أو ما هي أسباب التعثر في السوق.
116
قائمــة املراجــع
ق ائمة المراجع
.1الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،دراسة في طرق إستخدام النقود من طرف البنوك مع إشارة إلى
التجربة الجزائرية ،الطبعة السادسة ،ديوان المطبوعات الجزائرية ،الجزائر.7002 ،
.7السيد متولي عبد القادر ،اإلقتصاد الدولي ،النظرية والسياسات ،الطبعة االولى ،دار الفكر،
عمان.7010 ،
.3أيمن النحراوي ،لوجستيات التجارة الدولية ،الطبعة األولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية،
.7002
.4جمال جويدان الجمل ،التجارة الخارجية ،مركز الكتاب األكاديمي للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
.7014
.5جميل محمد خالد ،أساسيات اإلقتصاد الدولي ،الطبعة األولى ،األكاديميون للنشر والتوزيع،
عمان.7014 ،
.6خالد محمد السواعي ،التجارة الدولية ،النظرية وتطبيقاتها ،الطبعة األولى ،عالم الكتب الحديث،
األردن.7010 ،
.2محمد صفوت قابل ،نظريات وسياسات التجارة ،دون دار النشر وبلد النشر.7010 ،
.2محمود حامد ،اقتصاديات التجارة الخارجية ،دار حميث ار للنشر والترجمة ،القاهرة ،مصر.7012 ،
.9شقيري نوري موسى؛ صلح طاهر الزرقان ،التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية ،دار
المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،عمان.7017 ،
.10عثمان أبو حرب ،اإلقتصاد الدولي ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،عمان.7011 ،
.11عطا اهلل علي الزبون ،التجارة الخارجية ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
.7016
.17هاشم منصور الهاشم ،الجمارك األردنية -دراسة توثيقية ،-الطبعة األولى ،دار الخليج للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن.7019 ،
117
قائمــة املراجــع
، مالية وتجارة دولية، مطبوعة لطلبة السنة أولى ماستر، تقنيات التجارة الدولية، بالعجين خالدية.12
.7012 ، تيارت،جامعة ابن خلدون
كلية اإلدارة ، قسم العلوم المالية والنقدية، السياسات التجارية، خالد حسين علي المرزوك.12
.7013 ، جامعة بابل،واالقتصاد
ماي2 جامعة، مطبوعة لطلبة السنة الثالثة تجارة دولية، المالية والتجارة الدولية، خروف منير.19
.7015 ، قالمة،1945
Revue d’économie et ، دور المنظمة العالمية للتجارة في مكافحة اإلغراق، غنية مجاني.70
.7009 ، الجزائر،6 المجلد،7 العدد،statistique appliquée
جامعة، محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة مالية، التجارة والمالية الدولية، ناجي بن حسين.71
.7003 ، قسنطينة،منتوري
،21 العدد،التجارة الخارجية والتكامل اإلقتصادي العربي، المعهد العربي للتخطيط بالكويت.77
.7009 ،جسر التنمية
، جسر التنمية،23 العدد،التجارة الخارجية والنمو اإلقتصادي، المعهد العربي للتخطيط بالكويت.73
.7002
118
قائمــة املراجــع
، اساسيات التعامل في قضايا التجارة الخارجية وادارتها مع إشارة خاصة لقضايا معبر فيشخابور.76
: على الموقع، سوريا،مذكرة توضيحية مقدمة إلى الهيئة الكردية العليا جمعية االقتصاديين الكرد
www.welateme.net › doc › kaks
: على الموقع، تعريف التوكيالت التجارية وأنواع التوكيالت التجارية.72
http://blogs.entej.com
28.Les INCOTERMS, Organisme de recherche et d’information sur la
logistique et le transpor, disponible
sur :http://www.logistiqueconseil.org/Fiches/Transit/Incoterms.pdf
29.Les techniques du paiement du commerce international, disponible sur :
file:///C:/Users/insol/Downloads/538e053ce13b1%20(1).pdf
30.L'histoire du commerce jusqu'en 1900, disponible sur :
http://www.cosmovisions.com/Commerce-Histoire.htm
31.Romney Robinson, International trade, disponible sur :
https://www.britannica.com/topic/international-trade
32. Un bref historique des événements marquants qui ont favorisé le
développement des échanges, disponible sur : http://pourinfoeco.over-
blog.com
119