You are on page 1of 121

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة عبد الحميد مهري ‪-‬قسنطينة ‪-2‬‬

‫كلية العلوم الاقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‬

‫مطبوعة في مقياس‬

‫تقنيات التجارة الخارجية‬

‫لطلبة السنة أولى ماستر اقتصاد دولي‬


‫من إعداد الدكتور‪:‬‬
‫سعيد أحسن‬

‫السنة الجامعية ‪2121/2102‬‬


‫فهرس املحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫الموضـ ـ ـ ـوع‬


‫‪VII‬‬ ‫فهرس املحتويات ‪...................................................................................................‬‬
‫‪1‬‬ ‫تقديم ‪...................................................................................................................‬‬
‫‪12 -2‬‬ ‫‪ .1‬مقدمة في التجارة الخارجية‬
‫‪2‬‬ ‫خلفية تاريخية ‪.........................................................................................‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪4‬‬ ‫ماهية التجارة الخارجية ‪............................................................................‬‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪7‬‬ ‫التجارة الداخلية والخارجية ‪......................................................................‬‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪8‬‬ ‫الدور إلانمائي للتجارة الخارجية ‪................................................................‬‬ ‫‪.4.1‬‬
‫‪11 -11‬‬ ‫‪ .2‬السيـاسـات التجـاريــة‬
‫‪11‬‬ ‫تعريف السياسات التجارية ‪.......................................................................‬‬ ‫‪2.1‬‬
‫‪14‬‬ ‫أهداف السياسة التجارية ‪.........................................................................‬‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪11‬‬ ‫أنواع السياسات التجارية ‪.........................................................................‬‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪18‬‬ ‫السياسات التجارية وعوائق التجارة ‪..........................................................‬‬ ‫‪.4.2‬‬
‫‪22‬‬ ‫الرسوم الجمركية ‪.....................................................................................‬‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪11‬‬ ‫إلاغ ـراق ‪....................................................................................................‬‬ ‫‪.1.2‬‬
‫‪44‬‬ ‫إلاعانات ‪...................................................................................................‬‬ ‫‪.7.2‬‬
‫‪48‬‬ ‫تخفيض سعر الصرف ‪..............................................................................‬‬ ‫‪.8.2‬‬
‫‪22‬‬ ‫ألادوات املباشرة للسياسة التجارية ‪............................................................‬‬ ‫‪.2.2‬‬
‫‪31 -12‬‬ ‫‪ .1‬مشاريع الاستيراد والتصدير‬
‫‪22‬‬ ‫ماهية مشاريع الاستيراد والتصدير ‪.............................................................‬‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪24‬‬ ‫التنظيم إلاداري في مشاريع الاستيراد والتصدير ‪...........................................‬‬ ‫‪.2.1‬‬
‫‪22‬‬ ‫مخاطر العمل في مشاريع الاستيراد والتصدير ‪.............................................‬‬ ‫‪.1.1‬‬
‫‪11‬‬ ‫مقومات النجاح ملشاريع الاستيراد والتصدير ‪..............................................‬‬ ‫‪.4.1‬‬
‫‪113 -34‬‬ ‫‪ .4‬طرق الدفع والتسليم في التجارة الخارجية وخدماته‬
‫‪14‬‬ ‫طرق الدفع في التجارة الخارجية ‪................................................................‬‬ ‫‪.1.4‬‬
‫‪84‬‬ ‫طرق التسليم في التجارة الخارجية‪ :‬مصطلحات التجارة الدولية ‪...................‬‬ ‫‪.2.4‬‬
‫‪21‬‬ ‫خدمات التجارة الخارجية ‪.........................................................................‬‬ ‫‪.1.4‬‬
‫‪117‬‬ ‫قائمة املراجع ‪.......................................................................................................‬‬

‫‪VII‬‬
‫تقديـ ـم‬

‫الحمد هلل ذي المن والفضل واإلحسان‪ ،‬حمدا يليق بجالله وعظمته‪ ،‬وصل اللهم على خاتم الرسل‪ ،‬من‬
‫ال نبي بعده‪ ،‬صالة تقضي لنا بها الحاجات‪ ،‬وترفعنا بها أعلى الدرجات‪ ،‬وتبلغنا بها أقصى الغايات من‬
‫جميع الخيرات‪ ،‬في الحياة وبعد الممات‪ ،‬وهلل الشكر أوال وأخيرا‪ ،‬على حسن توفيقه‪ ،‬وعلى ما من وفتح به‬
‫علينا من خير إلنجاز هذه المطبوعة‪.‬‬

‫تتضمن المطبوعة عرضا شامال‪ ،‬مفصال وتحليليا ألهم العناصر واألساسيات الخاصة بمقياس تقنيات‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬والمقرر لطلبة السنة األولى ماستر تخصص إقتصاد دولي‪ ،‬بكلية العلوم االقتصادية‪،‬‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬حيث وجدنا من خالل تدريس المقياس وبناءا على الزخم الكبير لمصطلحاته‪،‬‬
‫إضافة إلى الدالالت العلمية والعملية لدراسة وتطبيق مفرداته‪ ،‬أن نقوم بإعداد‪ ،‬تنظيم‪ ،‬تنسيق وكتابة‬
‫المحاضرات التي إعتمدنا فيها على العديد من المراجع ذات الصلة‪ ،‬لفهم مختلف الحيثيات الخاصة‬
‫بالمقياس بأسلوب يعزز فهم الطلبة األعزاء‪ ،‬باستخدام جوانب نظرية وتطبيقية‪ ،‬إضافة ألشكال وجداول‬
‫تفسيرية تدعم قدرة الطلبة مفاهيميا واقتصاديا‪ ،‬وبما يسمح بتقدمهم لمراحل دراسية أعلى‪.‬‬

‫وبناءا عليه فقد إشتملت المطبوعة على أربعة محاور تتناسب ومناهج التدريس‪ ،‬وكذا المقرر بكلية‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬حيث خصص الجزء األول للتقديم العام بالتجارة الخارجية‪،‬‬
‫من خلفيتها التاريخية إلى دورها التنموي‪ ،‬بينما تناول الجزء الثاني السياسات التجارية بمختلف أبعادها‪،‬‬
‫ليعرض الجزء الثالث مشاريع اإلستيراد والتصدير‪ ،‬لتختتم المطبوعة بجزء رابع يتناول طرق الدفع والتسليم‬
‫في التجارة الخارجية وخدماتها‪.‬‬

‫وختاما نسأل اهلل أن ينفعنا بما علمنا‪ ،‬ويعلمنا ما ينفعنا نعمة منه وفضال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ .1‬مقدمــة في التجــارة الخارجيــة‬

‫يعتمد فهم المعنى العام للتجارة الخارجية على إدراك االمتداد التاريخي لها‪ ،‬وتعريفها في إطار عالقتها‬
‫بالنمو للوقوف على أهميتها في االقتصاد المحلي والعالمي‪.‬‬

‫‪.1.1‬خلفية تاريخية‬

‫تعد مقايضة البضائع أو الخدمات بين الشعوب المختلفة ممارسة قديمة قدم التاريخ البشري‪ ،‬ومع ذلك‬
‫بدأت الحسابات والتفسيرات الخاصة بالتجارة الخارجية مع ظهور الدولة القومية الحديثة في أواخر القرون‬
‫الوسطى بأوروبا عندما بدأ المفكرون‪ ،‬السياسيون والفالسفة في دراسة طبيعة ومصدر ثروة األمم‪ ،‬أين‬
‫بناءا عليه ليس من المفاجئ العثور‬
‫محددا في تحقيقها‪ ،‬و ً‬
‫ً‬ ‫موضوعا‬
‫ً‬ ‫أصبحت التجارة مع البلدان األخرى‬
‫على واحدة من المحاوالت المبكرة لوصف وظيفة التجارة الخارجية ضمن مجموعة األفكار القومية‬
‫المعروفة حاليا بالمدرسة التجارية‪.‬‬

‫‪.1.1.1‬النزعة التجارية (التجاريين)‬

‫ركز التحليل التجاري الذي وصل إلى ذروة تأثيره على الفكر األوروبي في القرنين السادس عشر‬
‫والسابع عشر بشكل مباشر على رفاهية األمة‪ ،‬حيث أن الحصول على الثروة في صورة المعدن النفيس‬
‫والمتمثل خاصة في الذهب ذو أهمية قصوى للسياسة الوطنية‪ ،‬لذلك أخذ التجار بقاعدة الذهب ولم يسعوا‬
‫مطلقا إلى توضيح السبب الذي يجعل السعي وراءه يستحق مثل هذه األولوية العليا في خططهم‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫لقد كانت النزعة التجارية مبنية على االقتناع بأن المصلحة الوطنية للدولة تتحقق بزيادة تجارتها على‬
‫حساب دول أخرى‪ ،‬مما دفع الحكومات إلى فرض ضوابط على األسعار واألجور‪ ،‬وتشجيع الصناعات‬
‫الوطنية‪ ،‬صادرات السلع تامة الصنع وواردات المواد الخام ‪ ،‬وفي الوقت نفسه الحد من صادرات المواد‬
‫الخام وواردات السلع تامة الصنع‪ ،‬كما سعت الدول إلى تزويد مواطنيها باحتكار الموارد والمنافذ التجارية‬
‫لمستعمراتها‪ ،‬في سبيل تحقيق فائض الصادرات في صورة الذهب وترشيد لمصالح الطبقة التجارية‬
‫الصاعدة التي أرادت أسواقا أوسع‪ ،‬ومن ثم التركيز على توسيع الصادرات إلى جانب الحماية من المنافسة‬
‫في شكل البضائع المستوردة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫ومن األمثلة النموذجية لإلتجاه التجاري قانون المالحة اإلنجليزي لعام ‪ 1561‬الذي استمر حتى عام‬
‫‪ ،1481‬حيث يمنح للبلد األصلي الحق في التجارة مع مستعمراته‪ ،‬ويحظر استيراد البضائع ذات األصل‬
‫غير األوروبي ما لم يتم نقلها في السفن االنجليزية‪.‬‬

‫‪.1.1.1‬الليبرالية‬

‫بدأ رد الفعل ضد المواقف التجارية في التبلور خالل منتصف القرن الثامن عشر في فرنسا‪ ،‬حيث‬
‫طالب االقتصاديون المعروفون باسم الفيزيوقراط أو الطبيعيين بالحرية في اإلنتاج والتجارة‪ ،‬وفي إنجلت ار‬
‫درس االقتصادي آدم سميث في كتابه "ثروة األمم" (‪ )1775‬مزايا إزالة القيود التجارية‪ ،‬كما عبر‬
‫االقتصاديون ورجال األعمال عن معارضتهم للرسوم الجمركية العالية بشكل مفرط‪ ،‬وحثوا على ضرورة‬
‫التفاوض على اتفاقيات التجارة مع الدول األخرى‪ ،‬مما أدى إلى توقيع عدد من االتفاقات التي تجسد‬
‫األفكار الليبرالية الجديدة حول التجارة من بينها المعاهدة األنجلو‪ -‬فرنسية لعام ‪.1745‬‬

‫بعد آدم سميث تم تبرير التقييد االقتصادي من قبل الحكومات خالل وقت معين‪ ،‬بإبقاء البضائع‬
‫األجنبية خارج السوق المحلية من أجل حماية اإلنتاج الوطني من المنافسة الخارجية‪ ،‬وتحقيقا لهذه الغاية‬
‫تفرض رسوم جمركية متزايدة تحل محل الحظر المباشر على الواردات‪ ،‬ففي منتصف القرن التاسع عشر‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬فرضت التعريفة الفرنسية لعام ‪ 1451‬معدالت مرتفعة للغاية على المنتجات البريطانية‬
‫وصلت إلى ‪ 51‬بالمائة على الحديد‪ 81 ،‬إلى ‪ 61‬بالمائة على اآلالت و‪ 51‬إلى ‪ 411‬بالمائة على‬
‫البطانيات الصوفية‪ ،‬كما قدمت تكاليف النقل بين البلدين المزيد من الحماية‪ ،‬مما أدى إلى توقيع عدد من‬
‫االتفاقات التي تجسد انتصار األفكار الليبرالية الجديدة حول التجارة من بينها اتفاق آخر أنجلو‪-‬فرنسي‬
‫للتجارة سنة ‪ ،1451‬الذي ينص على تخفيض رسوم الحماية الفرنسية إلى ‪ 56‬بالمائة كحد أقصى في‬
‫غضون خمس سنوات‪ ،‬مع دخول مجاني لجميع المنتجات الفرنسية باستثناء النبيذ إلى بريطانيا‪ ،‬وأعقب‬
‫هذا االتفاق اتفاقيات تجارية أوروبية أخرى أنهت ما كانت حرًبا اقتصادية بين البلدين‪.‬‬

‫‪.1.1.1‬عودة الحمائية‬

‫انتشر رد الفعل لصالح الحماية في جميع أنحاء العالم الغربي في الجزء األخير من القرن التاسع‬
‫عشر‪ ،‬حيث تبنت ألمانيا سياسة حمائية منهجية بعد فترة وجيزة من عام ‪ 1451‬وسرعان ما تبعتها معظم‬

‫‪3‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫الدول األخرى‪ ،‬كما رفعت الواليات المتحدة من قيودها التجارية بقانون ماكينلي التعريفي لعام ‪ 1411‬فائق‬
‫الحماية‪ ،‬بينما بقيت المملكة المتحدة الدولة الوحيدة التي ظلت مخلصة لمبادئ التجارة الحرة‪.‬‬

‫لكن الحمائية في الربع األخير من القرن التاسع عشر كانت معتدلة مقارنة بما كان شائعا في القرن‬
‫السابع عشر والتي تقرر اعتمادها بين الحربين العالميتين‪ ،‬حيث سادت الحرية االقتصادية الواسعة بحلول‬
‫عام ‪ 1111‬ولم تستخدم القيود الكمية‪ ،‬بينما كانت الرسوم الجمركية منخفضة ومستقرة‪ ،‬والعمالت قابلة‬
‫نقودا دولية مشتركة‪ ،‬إضافة إلى قلة المشاكل المرتبطة‬
‫للتحويل بحرية إلى الذهب والتي تمثل في الواقع ً‬
‫بميزان المدفوعات‪ ،‬حيث يمكن لألشخاص الذين يرغبون في االستقرار والعمل في بلد ما الذهاب إلى‬
‫المكان الذي يرغبون فيه مع القليل من القيود‪ ،‬مع إمكانية فتح أعمال تجارية أو الدخول في تجارة أو‬
‫تصدير رأس المال بحرية ألن تكافؤ الفرص في المنافسة هي القاعدة العامة ‪ ،‬واالستثناء الوحيد هو وجود‬
‫أفضليات جمركية محدودة بين بلدان معينة‪ ،‬وغالبا ما تكون بين بلد موطن ومستعمراته‪ ،‬لذلك فقد كانت‬
‫التجارة أكثر حرية في جميع أنحاء العالم الغربي في عام ‪ 1111‬مما كانت عليه في أوروبا سنة ‪.1171‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه بداية من عام ‪ ،1111‬تم تجاهل توصيات جميع المؤتمرات االقتصادية القائمة‬
‫على االفتراضات األساسية لليبرالية االقتصادية بعد الحرب‪ ،‬وأصبح التخطيط للتجارة الخارجية بمثابة‬
‫وظيفة عادية للدولة‪ ،‬كما سيطرت سياسات المذهب التجاري على الساحة العالمية حتى بعد الحرب‬
‫العالمية الثانية‪ ،‬فاالتفاقيات التجارية والمنظمات فوق الوطنية مثلت الوسيلة الرئيسية إلدارة التجارة‬
‫الخارجية وتعزيزها‪ ،‬خاصة مع مطلع الثمانينات بظهور الشركات متعددة الجنسيات واعادة الهيكلة التي‬
‫تربط الدول النامية خاصة بصندوق النقد الدولي‪ ،‬وبروز ما يسمى بالعولمة التي تدل على إندماج أسواق‬
‫السلع وعوامل اإلنتاج‪ ،‬إضافة إلى زيادة أنواع السلع المصدرة وما يترتب عنها من آثار في إطار التجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫‪.1.1‬ماهية التجارة الخارجية‬

‫تعد التجارة الخارجية من أهم القطاعات الحيوية في أي اقتصاد حيث تعتبر هذا المؤشر الجوهري على‬
‫القدرة اإلنتاجية والتنافسية للدولة‪ ،‬فالتجارة الخارجية تربط الدول والمجتمعات مع بعضها البعض وتساعد‬
‫في توسيع القدرة التسويقية عن طريق فتح أسواق جديدة أمام منتجات الدولة‪ ،‬لذلك وجب التعريف‬
‫بالطبيعة الخاصة بها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪.1.1.1‬تعريف التجارة الخارجية‬

‫كال من عمليات االستيراد والتصدير التي تقوم بها الدولة سواء كانت المنظورة‬
‫تمثل التجارة الخارجية ّ‬
‫أو غير المنظورة‪ ،‬وهي تمثل أنشطة التبادل التجاري للسلع والخدمات بين دول العالم المختلفة من أجل‬
‫تحقيق المنافع المتبادلة بينها‪ ،‬ولها صور ثالثة تتمثل في إنتقال السلع‪ ،‬األفراد ورؤوس األموال‪ ،‬وتنشأ بين‬
‫أفراد أو حكومات ومنظمات اقتصادية لوحدات سياسية مختلفة‪ ،‬وتسمى بالتجارة الدولية أو التجارة العالمية‬
‫أحيانا‪.‬‬

‫ويمكن النظر إلى التجارة الخارجية على أنها ذلك النوع من التجارة الذي ينصب على كتلة التدفقات‬
‫السلعية المنظورة‪ ،‬التي تؤلف مجمل اإلنتاج السلعي المادي الملموس المتداول في أقنية التجارة الدولية‬
‫بين األطراف المتداولة من جهة وعلى كتلة التدفقات الخدمية غير المنظورة التي تتألف من خدمات النقل‬
‫الدولي بأنواعه‪ ،‬خدمات التأمين الدولي‪ ،‬حركة السفر والسياحة العالمية‪ ،‬الخدمات المصرفية الدولية‪،‬‬
‫حقوق نقل الملكية الفكرية‪ ،‬وكذلك نقل التكنولوجيا‪.‬‬

‫‪.1.1.1‬أسباب قيام التجارة الخارجية‬

‫تعود أسباب قيام التجارة الخارجية بين دول العالم إلى أصول المشكلة االقتصادية‪ ،‬والمتمثلة في مشكلة‬
‫الندرة النسبية‪ ،‬فالحقيقة المسلم بها حاليا على المستوى العالمي مهما اختلفت األنظمة السياسة للدول‪ ،‬هو‬
‫عدم القدرة على إتباع سياسة االكتفاء الذاتي بشكل كامل ولفترة طويلة من الزمن‪ ،‬ألن اتباعها يضغط‬
‫على امكانيات الدولة االقتصادية والجغرافية في سبيل تحقيق االحتياجات مما يسبب عجزها‪ ،‬ومهما كان‬
‫اتجاه الدول لتحقيق هذه السياسة فلن تكون قادرة على العيش في عزلة عن الدول األخرى‪ ،‬فليس بإمكانها‬
‫أن تنتج ما تحتاجه من السلع دون التخصص في اإلنتاج‪ ،‬الذي يعتمد على الظروف الطبيعية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وبالتالي يتم اإلنتاج والتبادل بمنتجات دول أخرى وفق تكلفة أو نفقة يصبح عندها االستيراد‬
‫والتصدير مع الخارج مناسب‪.‬‬

‫وعليه يمكن إيراد األسباب التالية بقيام التجارة الخارجية‪:‬‬

‫‪ ‬اختالف اإلمكانيات التي تكفي إلنتاج كل السلع والخدمات؛‬


‫‪ ‬اختالف البيئة بين الدول‪ ،‬مما يؤدي الختالف تكاليف إنتاج السلع؛‬

‫‪5‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬اختالف مستويات التكنولوجيا من دولة ألخرى؛‬


‫‪ ‬عدم إمكانية تحقيق االكتفاء الذاتي؛‬
‫‪ ‬وجود فوائض لإلنتاج قابلة للتصريف؛‬
‫‪ ‬تحقيق حجم هائل من األرباح في إطار التجارة الخارجية؛‬
‫‪ ‬رفع مستويات المعيشة للدول؛‬

‫‪.1.1.1‬أهمية التجارة الخارجية‬

‫تعد التجارة الخارجية من القطاعات االستراتيجية ألي دولة‪ ،‬نظ ار ألهميتها المتمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬تؤدي التجارة الخارجية إلى زيادة الدخل القومي انطالقا من التخصص وتقسيم العمل؛‬
‫‪ ‬زيادة حجم التعاون بإقامة عالقات الصادقة بين الدول المتعامل معها؛‬
‫‪ ‬زيادة حجم مكاسب من خالل الحصول عل السلع بتكلفة أقل مما لو تم انتاجها محليا؛‬
‫‪ ‬زيادة المنافذ لتصريف فائض اإلنتاج عن حاجة السوق المحلية‪ ،‬مما يربط الدول والمجتمعات‬
‫ببعضها البعض؛‬
‫‪ ‬إزالة الحدود وتقصير المسافات باعتماد العولمة السياسية لمحاولة جعل العالم كقرية واحدة‬
‫وجديدة؛‬
‫‪ ‬تحقيق التوازن في السوق الداخلية من منطلق تساوي كمية العرض بالطلب المحلي؛‬
‫‪ ‬االرتقاء باألذواق وتحقيق كافة المتطلبات والرغبات بما يسمح بإشباع االحتياجات؛‬
‫‪ ‬اعتبارها مؤش ار جوهريا على قدرة الدول اإلنتاجية والتنافسية في السوق الدولي‪ ،‬الرتباطها‬
‫باإلمكانيات اإلنتاجية المتاحة وقدرة الدولة على التصدير‪ ،‬إضافة إلى مستويات الدخل المحققة‬
‫فيها وقدرتها على االستيراد‪ ،‬مما يعكس رصيد العمالت األجنبية للدولة وأثره على ميزانها‬
‫التجاري؛‬
‫‪ ‬نقل التكنولوجيا والمعلومات الضرورية لبناء اقتصاديات قوية‪ ،‬تعزز عملية التنمية الشاملة؛‬

‫‪6‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪.1.1‬التجارة الداخلية والخارجية‬

‫تقوم كل من التجارة الداخلية والخارجية نتيجة للتخصص وتقسيم العمل الذي يؤدي بدوره إلى قيام التبادل‬
‫إال أن هناك اختالفات يمكن تحديدها فيما يلي‪:‬‬

‫‪.1.1.1‬صعوبة إنتقال عناصر اإلنتاج‬

‫تؤدي سهولة انتقال عناصر االنتاج إلى اقتراب عوائدها من مستوى واحد داخل حدود الدولة الواحدة‪،‬‬
‫لكن على المستوى الدولي توجد العديد من الحواجز التي تمنع انتقال عناصر اإلنتاج‪ ،‬كالحواجز القانونية‬
‫التي تفرض كقيود على انتقال العمل ورأس المال‪ ،‬أو اقتصادية مثل المخاطر التي قد يتعرض لها رأس‬
‫المال األجنبي‪ ،‬أو ثقافية كاختالف اللغة‪ ،‬العادات والتقاليد‪ ،‬كما تقف الحدود السياسية عائقا يمنع انسياب‬
‫السلع بحرية بين الدول‪ ،‬بشرط الموافقة المسبقة مما يؤدي إلى اختالف عوائد عناصر اإلنتاج من دولة‬
‫ألخرى‪ ،‬ويؤثر في تكاليف انتاج السلع ومستويات األجور بين الدول المختلفة‪ ،‬على عكس التجارة الداخلية‬
‫التي يسهل معها االنتقال لعناصر اإلنتاج وبالتالي اتجاه عوائد عناصر اإلنتاج إلى التساوي داخل الدولة‪.‬‬

‫‪.1.1.1‬تمايز النظم النقدية‬

‫ي مكن للمقيمين داخل دولة استخدام عملة واحدة في معامالتهم حيث ال توجد رقابة أو قيود على انتقال‬
‫النقود بين أقاليم الدولة الواحدة فتسوية المعامالت داخل الدولة تتم بالعملة المحلية‪ ،‬بينما يختلف األمر‬
‫بالنسبة للمعامالت التي يتم على المستوى الدولي حيث يستلزم األمر تحويل العملة الوطنية إلى ما يساوي‬
‫قيمتها بالعملة األجنبية‪ ،‬وبالتالي فلكل دولة نظامها النقدي المتميز بعملتها الخاصة‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى‬
‫عدم استخدام عدد كبير من العمالت في قياس القيم نظ ار لعدم قبولها العام في الوفاء بااللتزامات خارج‬
‫حدود الدولة‪.‬‬

‫‪.1.1.1‬اختالف النظم السياسية واالقتصادية‬

‫يخضع المواطنون داخل الدول إلى أنظمة سياسية واقتصادية موحدة من حيث الضرائب وتنظيم العمل‪،‬‬
‫مما ينعكس على طبيعة العمل وتكلفته‪ ،‬بينما تختلف النظم االقتصادية المعمول بها على المستوى‬
‫الدولي‪ ،‬فالدول الرأسمالية المتقدمة تنادي بحرية التجارة على عكس االشتراكية الداعية لتدخل الدولة‪ ،‬أما‬

‫‪7‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫المتخلفة فتدعو لضرورة فرض قيود على التجارة الخارجية لحماية اقتصادها القومي‪ ،‬كل ذلك يؤدي إلى‬
‫عدم صالحية تطبيق قواعد التجارة الداخلية التي تختلف باختالف الدول عن التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬اختالف األسواق‬

‫نقصد باختالف األسواق العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ ‬اختالف أذواق المستهلكين مما يؤدي إلى اختالف تفضيالتهم للسلع؛‬


‫‪ ‬انفصال األسواق عن بعضها بسبب الحواجز الطبيعية‪ ،‬اإلدارية والسياسية‪ ،‬بالبعد الجغرافي يؤدي‬
‫إلى ارتفاع تكاليف النقل‪ ،‬كما ألن االجراءات الخاصة بالحواجز الجمركية وتراخيص االستيراد‬
‫والتصدير والشهادات الصحية تحد من انتقال السلع؛‬
‫‪ ‬اختالف األسواق من حيث درجة المنافسة التي تسودها‪ ،‬حيث تسود حالة المنافسة الكاملة في‬
‫األسواق العالمية أو على األقل درجة المنافسة فيها أعلى من األسواق المحلية‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫زيادة مرونة الطلب على السلع‪ ،‬على عكس السوق المحلية أين تكون مرونة الطلب أقل؛‬

‫‪.1.1.1‬اختالف األهداف القومية‬

‫لكل دولة سياستها االقتصادية التي تتبعها بهدف تحقيق الرفاهية االقتصادية لمواطنيها‪ ،‬حيث تحرص‬
‫على معاملة مواطنيها بالتساوي بينها تختلف المعاملة مع األجانب‪.‬‬

‫وعادة ما ال تعطي الحكومات لعوامل الربح والخسارة الناشئة عن التجارة الداخلية نفس االهتمام الذي‬
‫تعطيه للتجارة الخارجية‪ ،‬حيث ينشأ عن األخيرة فقدان جزء من الثروة القومية أو إضافة جديدة لها‪ ،‬فيمكن‬
‫أن تحدد الحكومة سع ار للسلعة أقل من سعر انتاجها كدعم‪ ،‬مما يسهل على أصحاب المداخيل المنخفضة‬
‫الحصول عليها ألهميتها‪ ،‬لكن إذا تم تصدير هذا النوع من السلع ستباع في الخارج بالسعر غير المدعم‪.‬‬

‫‪ .1.1‬الدور اإلنمائي للتجارة الخارجية‬

‫لقد زاد االهتمام بالعالقة بين التجارة الخارجية وآثارها على النمو بسبب تسريع إزالة القيود على حركة‬
‫مكونات الحساب التجاري وحساب رأس المال في ظل العولمة االقتصادية‪ ،‬ولمحاولة معرفة وتحليل هذه‬
‫العالقة ينبغي األخذ باألثر المتعلق باالقتصاد القومي وصوال إلى النمو‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ .1.1.1‬وسائل قياس األهمية النسبية للتجارة الخارجية"‬

‫تعد التجارة الخارجية ألي دولة صورة من صور عالقتها بالعالم‪ ،‬إذ تبين العالقة القائمة بين إنتاج‬
‫الدولة والمستوى العالمي‪ ،‬لذلك تؤدي التجارة الخارجية دورها في االقتصاد القومي كما هو الحال في‬
‫االقتصاد العالمي‪ .‬ولهذا الغرض توجد وسائل متعددة لقياس أهمية التجارة الخارجية في االقتصاد القومي‬
‫تتمثل أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬نصيب الفرد من التجارة الخارجية‬

‫يقاس متوسط ما يحصل عليه الفرد الواحد من إجمالي التجارة الخارجية للدولة باعتماد المعادلة التالية‪:‬‬

‫قيمة الواردات‬ ‫قيمة الصادرات‬


‫نصيب الفرد‬
‫عدد السكان‬

‫ويدل المتوسط على مدى مساهمة التجارة الخارجية في تحديد المستوى المعيشي العام للفرد داخل‬
‫الدولة‪ ،‬وعلى أساس المقارنة بدول أخرى نتبين مدى إرتباط الدول التجارة الخارجية‪.‬‬

‫ب‪ .‬متوسط الميل لالستيراد‬

‫يبين مدى إعتماد الدولة على الواردات‪ ،‬وهو دليل على مدى تبعية اإلنتاج القومي لإلنتاج العالمي‪،‬‬
‫ويقاس بالمعادلة التالية‪:‬‬

‫قيمة الواردات‬
‫متوسط الميل لالستراد‬
‫قيمة الدخل القومي‬

‫حيث يعكس ارتفاع نسبة المتوسط زيادة في االعتماد على قناة الواردات داخل االقتصاد‪ ،‬بغض النظر‬
‫عن مستوى الغنى والفقر للدولة‪ ،‬وهو الشأن مثال بالنسبة للكويت كدولة غنية فبالرغم من ارتفاع قيمة‬

‫‪9‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫وارداتها إال أن مستويات الدخل القومي بها مرتفعة‪ ،‬على عكس الصومال كدولة فقيرة أين تزيد قيمة‬
‫وارداتها في حين دخل القومي جد منخفض‪.‬‬

‫ج‪ .‬نسبة التبادل‬

‫تبين هذه النسبة العالقة بين الصادرات والواردات من خالل طريقة تحكم صادرات الدولة في وارداتها‪،‬‬
‫وعدد الوحدات من السلع المستوردة التي يتم الحصول عليها في مقابل كل وحدة من السلع المصدرة‪،‬‬
‫وتحسب بالمعادلتين التاليتين‪:‬‬

‫مستوى أسعار الصادرات‬


‫نسبة التبادل‬
‫مستوى أسعار الواردات‬

‫الرقم القياسي ألسعار الصادرات‬


‫نسبة التبادل‬
‫الرقم القياسي ألسعار الواردات‬

‫تدل كلتا المعادلتين على مقدار القوة الشرائية للدولة بالنسبة للخارج‪ ،‬فكلما كانت النسبة أكبر من (‪)1‬‬
‫انعكس ذلك إيجابيا على الصالح العام للدولة‪ ،‬مما يعزز أثر العالقة اإليجابية للصادرات بالنسبة للواردات‬
‫على االقتصاد القومي‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬أثر التجارة الخارجية على االقتصاد القومي‬

‫تسعى الدول لتحقيق اهدافها العامة من خالل عالقاتها االقتصادية الخارجية والتي تتجسد في صورة‬
‫التعامالت الدولية‪ ،‬ووفقا لقانون النفقات النسبية تتخصص الدولة في إنتاج السلع التي تتمتع فيها بميزة‬
‫نسبية‪ ،‬من خالل زيادة الكفاءة في إنتاجها وبأقل تكلفة ممكنة‪ ،‬مما يؤدي إلى االستخدام األمثل للموارد‬
‫وهو ما ينعكس على زيادة حجم اإلنتاج الكلي وفقا لمبدأ التخصص وتقسيم العمل‪ ،‬وبالتالي تحصل كل‬

‫‪10‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫دولة على كمية أكبر من السلع مقارنة بكمية السلع التي يمكن الحصول عليها بمواردها الخاصة خارج‬
‫إطار التجارة الخارجية‪.‬‬

‫وتؤدي حرية التجارة الخارجية إلى زيادة الدخل القومي للدول المشاركة في التجارة الخارجية‪ ،‬باالستفادة‬
‫من طرق توزيع المكاسب عليها‪ ،‬وقد ال يكون التوزيع متساويا بين دولتين في إطار العالقة‪ ،‬والذي يمكن‬
‫تجاوزه بفرض رسوم جمركية تؤثر بطريقة أو بأخرى على حرية التجارة‪.‬‬

‫وعليه يؤدي فرض القيود التجارية إلى إعادة توزيع الدخل لصالح دولة على حساب دولة أخرى‪ ،‬مما‬
‫يشجع الدول ذات المقدرة على استخدام القيود لزيادة المكاسب مما يخل بحرية التجارة الخارجية‪.‬‬

‫إضافة إلى ما سبق تعتبر التجارة الخارجية من أهم القطاعات الحيوية ألي اقتصاد بما تسهم به في‬
‫حالة أرصدتها اإليجابية‪ ،‬من خالل عالقة الصادرات بالواردات بزيادة القدرة اإلنتاجية والتنافسية للدولة‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬التجارة الخارجية والنمو‬

‫توجد العديد من اآلليات التي يتم من خاللها التأثير المتبادل بين التجارة الخارجية والنمو‪ ،‬فزيادة‬
‫الصادرات من شأنها التعظيم في نمو الناتج المحلي اإلجمالي ضمن أولوية الناتج حسب اإلنفاق وكذلك‬
‫الشأن بالنسبة لخفض الواردات‪ ،‬كما أن تنامي الصناعات الموجهة للتصدير يؤدي إلى تعظيم فرص‬
‫العمل وزيادة األجور‪ ،‬وبالتالي تعظم من الناتج ضمن أولوية الناتج حسب المداخيل‪ ،‬باإلضافة إلى أن‬
‫تنامي القيمة المضافة للقطاع الصناعي الموجهة للصادرات يعظم من نمو الناتج في إطار تحقيق القيمة‬
‫المضافة‪ ،‬أضف إلى ذلك التأثيرات غير المباشرة بفعل األثر على اإلنتاجية باعتبارها مصد ار رئيسيا من‬
‫مصادر النمو‪ ،‬وعلى إعادة تخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة وغيرها من اآلليات غير المباشرة‪.‬‬

‫وتعتمد العالقة المتبادلة بين التجارة الخارجية والنمو على اتجاهين رئيسيين‪ ،‬حيث يرى االتجاه األول‬
‫أن التجارة الخارجية تعزز معدل النمو‪ ،‬وبالتالي فالسياسة المالئمة يجب أن تهتم بالعمل على زيادة‬
‫الصادرات مما يؤدي إلى زيادة وتحسين معدل النمو‪ .‬فزيادة الصادرات تؤدي إلى زيادة نمو الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي‪ ،‬كما أن زيادة الصناعات الموجهة لقناة التصدير يؤدي إلى خلق فرص العمل ورفع األجور‪،‬‬
‫وهناك العديد من الدراسات خاصة من طرف البنك الدولي ومنظمة التعاون األوروبي لالقتصاد والتنمية‬

‫‪11‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫التي تؤكد على دور سياسة تشجيع الصادرات في تعزيز معدل النمو وأن زيادة درجة االنفتاح تنعكس‬
‫على تعزيز النمو والدخل‪.‬‬

‫بينما يرى االتجاه اآلخر بأولوية العمل على زيادة معدل النمو من خالل التركيز على القطاعات‬
‫السلعية‪ ،‬مما يؤدي لزيادة الصادرات وتخفيض الواردات‪ ،‬فيرى بعض االقتصاديين أن هدف زيادة‬
‫الصادرات كجزء من السياسة التجارية يجب أن ينظر إليه كوسيلة وليس كهدف‪ ،‬بهدف تمويل الواردات‪،‬‬
‫ففي دراسة شملت تجربة ‪ 56‬دولة نامية شهدت أسرع معدالت النمو خالل الفترة ‪ 1118-1176‬تم‬
‫التوصل إلى أن دولتين فقط من بين الدول وهما مصر وأندونيسيا قد شهدتا انخفاض في نسبة الصادرات‬
‫إلى الناتج المحلي اإلجمالي باألسعار الثابتة‪ ،‬في حين شهدت باقي الدول ارتفاعا وصل إلى ‪ ،11‬لذلك‬
‫فارتفاع الصادرات حسب البعض يحفز النمو‪ ،‬في حين استخدم معرضو هذا القول إحصائيات أخرى تفيد‬
‫بارتفاع الصادرات دون التأثير بالزيادة على معدل النمو بشكل متناسب‪ ،‬مما يؤدي إلى نتيجة مفادها أن‬
‫الدول التي تشهد معدالت نمو مرتفعة تميل إلى نهج زيادة الصادرات إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬بينما‬
‫العكس صحيح‪.‬‬

‫ومن سلبيات التجارة الخارجية أنها قد تكون السبب في تراجع معدل النمو في حالة عدم نمو الصادرات‬
‫بالمعدل الكافي الذي يدفع النمو في باقي القطاعات االقتصادية‪ ،‬وبالتالي يكون االعتماد في عملية‬
‫التنمية على التمويل الداخلي لالستثمار‪ ،‬بينما في حالة عدم كفاية االدخار المحلي يتم اللجوء إلى التمويل‬
‫الخارجي أو االعتماد على المساعدات والديون الخارجية ذات أعباء زيادة حجم المديونية‪.‬‬

‫وبصفة عامة يمكن القول أن مزايا التجارة الخارجية تبقى األساس لتخطيط السياسات االقتصادية‬
‫العامة للدولة‪ ،‬لذلك تبقى أولويتها في إطار فهم ووضع وتحقيق األهداف إلحدى أهم جوانبها وهي‬
‫السياسة التجارية للدولة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ .1‬السيـاسـات التجـاريــة‬

‫توجد حالتان مختلفتان يمكن ألي دولة إتباع احداهما في سبيل تنظيم تجارتها الخارجية‪ ،‬تتمثل األولى‬
‫في سياسة "أتركه ح ار"‪ ،‬بمعنى عدم فرض قيود من شأنها إعاقة أو عدم تشجيع التبادل االختياري للسلع‬
‫والخدمات بين الدول وهذا في إطار حرية التجارة الخارجية‪ ،‬إال أن الوضع مغاير بالنسبة للحالة األخرى‬
‫فالتجارة المقيدة تعود بنفع أكبر على الدولة الممارسة لها‪ ،‬إذ تقوم باتخاذ وفرض القيود التي تؤدي إلى‬
‫تخفيض أو منع قيام التجارة الخارجية‪ ،‬وهو الوضع الذي يطلق عليه حالة االكتفاء الذاتي المحلي بإتباع‬
‫العزلة‪.‬‬

‫ويظهر االختالف السابق من خالل أفكار االقتصاديين‪ ،‬بداية من التجاريين بتأكيدهم على تقييد التجارة‬
‫وخاصة الجانب االستيرادي‪ ،‬ألنهم كانوا يعتقدون بأن حصول طرف ما على األرباح في التجارة الخارجية‬
‫يكون على حساب طرف آخر‪ ،‬غير أن المفكرين الفيزيوقراط أو الطبيعيين قد مهدوا لظهور أفكار جديدة‬
‫تقوم على أساس الحرية في الممارسات االقتصادية ومن ضمنها النشاط التجاري‪ ،‬ليصل المبدأ الكالسيكي‬
‫القائل بأن كل دولة يجب أن تتخصص في إنتاج وتصدير السلعة ذات تكلفة اإلنتاج النسبية األقل‪ ،‬وتقوم‬
‫في المقابل باستيراد ما تحتاجه من سلع‪ ،‬وأن التخصص يؤدي إلى زيادة اإلنتاج واالستهالك ضمن‬
‫اجمالي السلع على المستوى الدولي‪ ،‬وبما يرفع من معدل النمو االقتصادي لكل دولة ويزيد من الرفاهية‬
‫االقتصادية العالمية‪.‬‬

‫وعلى عكس ما سبق فقد جاءت المدرسة األلمانية خالل القرن التاسع عشر‪ ،‬بمبدأ يدعو إلى ضرورة‬
‫فرض الرسوم الجمركية على الواردات لحماية الصناعات الناشئة‪ ،‬من واقع الحماية للسلع األلمانية ضد‬
‫اإلنجليزية منها‪ ،‬وترتب عن تطور وانتشار هذا المبدأ مطالبة بضرورة تدخل الدولة في التجارة الخارجية‬
‫وادارتها‪ ،‬باستخدام أدوات متعددة‪ ،‬وعلى هذا األساس التحليلي السابق ظهر مفهوم السياسات التجارية‪.‬‬

‫‪ .1.1‬تعريف السياسات التجارية‬

‫يمكن تعريف السياسات التجارية كأحد فروع السياسة االقتصادية العامة التي تقوم بتنظيم شؤون التجارة‬
‫الخارجية‪ ،‬من خالل أدوات معينة لتحقيق أهداف محددة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫كما أنها تتمثل في مجموعة اإلجراءات التي تطبقها الدولة في مجال التجارة الخارجية بغرض تحقيق‬
‫بعض األهداف‪ ،‬واختيار الدولة وجهة معينة ومحددة في عالقتها التجارية مع الخارج سواء كانت حرية أو‬
‫القررات واإلجراءات التي تضعها موضع‬
‫حمائية‪ ،‬ويتم التعبير عن ذلك بإصدار تشريعات واتخاذ ا‬
‫التطبيق‪.‬‬

‫‪ .1.1‬أهداف السياسة التجارية‬

‫تعمل سياسة التجارة الخارجية على تحقيق جملة من األهداف االقتصادية‪ ،‬االجتماعية واالستراتيجية‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬األهداف االقتصادية‬

‫تمثل األهداف االقتصادية الركيزة األساسية التي من أجلها تطبيق السياسات التجارية‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ .‬حماية الصناعات الناشئة‬

‫يعتبر أقدم أهداف السياسة التجارية‪ ،‬فإقامة صناعة جديدة داخل الدولة بغرض إنتاج سلع تتماشى‬
‫واالحتياجات االقتصادية للمجتمع‪ ،‬يقابله منتجات منافسة في الدول األخرى ذات الكفاءة الصناعية والفنية‬
‫إضافة إلى مستويات الجودة والكفاءة السعرية بسبب انخفاض التكاليف التي تتمتع بها‪ ،‬وهو عامل ذو‬
‫ارتباط كبير بالفترة الزمنية للنشاط‪ ،‬لذلك يجب على الدولة أن تبدأ بحماية صناعتها الناشئة مت المنافسة‬
‫الضارية بسبب قلة الجودة وارتفاع سعرها مما يعرضها إلى الخروج من السوق‪ ،‬وبالتالي عدم قدرة الدولة‬
‫على إقامة الصناعة في المدى الزمني المنظور‪.‬‬

‫وللصناعات ذات الكفاءة في الدول المتقدمة مقارنة بالصناعات الناشئة في الدول النامية ميزتان‬
‫رئيسيتان‪:‬‬

‫‪ ‬تدفق المواد الخام األولية رخيصة الثمن من مصادرها في الدول النامية إلى مصانع الدول‬
‫المتقدمة‪ ،‬خاصة خالل الفترات االستعمارية التي خلقت أسواقا واسعة لتصريف منتجات الدول‬
‫الصناعية المتقدمة؛‬
‫‪ ‬ترتب عن الثورة الصناعية استخدام اآلالت في العملية اإلنتاجية مما أدى إلى اإلنتاج بكميات‬
‫كبيرة‪ ،‬ومن ثم االستفادة من مزايا الحجم الكبير الذي يولد الفائض الموجه للتصريف؛‬

‫‪14‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫لذلك ينبغي حماية الصناعات الناشئة لكن بصفة غير دائمة‪ ،‬بوضع خطة تعتمد على فترة محددة يتم‬
‫بعدها االستغناء عن الحماية ومواجهة المنافسة األجنبية‪ ،‬وباستخدام أدوات اقتصادية وتجارية ذات فعالية‪.‬‬

‫ب‪ .‬تحقيق التوازنات الخارجية‬

‫إن الهدف العام ألي سياسة اقتصادية يرتكز بشكل كبير على التوازنات الخارجية‪ ،‬لذلك تسعى الدولة‬
‫إلى تحقيقها من خالل استخدام الألدوات الخاصة بالسياسة التجارية‪ ،‬للتأثير على الصادرات والواردات‬
‫ألن زيادة االستهالك المحلي للسلع األجنبية عن االستهالك األجنبي للسلع المحلية يؤدي إلى العجز في‬
‫ميزان المدفوعات‪ ،‬وعليه تستخدم السياسة التجارية لتجاوز العجز بالعمل على زيادة الصادرات مع‬
‫تخفيض الواردات أو على األقل بقائها عند المستوى الموجود‪ ،‬مما يؤدي إلى تحسين وضعية ميزان‬
‫المدفوعات‪ ،‬وتحقيق الرصيد اإليجابي الذي يسمح بتعزيز الرصيد من رؤوس األموال األجنبية والمحافظة‬
‫على سعر صرف العملة الوطنية في مقابل العمالت األجنبية‪.‬‬

‫كما أن هدف التوازن الخارجي يسمح عند تحقيقه بالتأثير اإليجابي على االقتصاد المحلي للدولة‬
‫ويحافظ على استقرار األسعار المحلية‪.‬‬

‫ج‪ .‬تحقيق التوازن الداخلي‬

‫يحدث العجز في الموازنة العامة للدولة نتيجة زيادة النفقات العامة الخاصة بالسلع والخدمات عن‬
‫االيرادات العامة والتي يتم الحصول عليها من االيرادات الضريبية ومصادر أخرى‪ ،‬وهو ما يتطلب البحث‬
‫عن مصادر تمويل إلعادة التوازن‪ ،‬لذلك تستخدم السياسة التجارية أحد أهم أدواتها والمتمثلة خاصة في‬
‫فرض التعريفات الجمركية على الواردات‪ ،‬مما يسمح بزيادة موارد الخزينة العامة للدولة وتمويل نفقاتها‬
‫لتنمية مختلف أوجه النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫ومنه يؤدي تحقيق التوازن الداخلي والخارجي إلى حساب االقتصاد الوطني من الصدمات الخارجية‬
‫التي قد تؤثر على مستويات األسعار‪ ،‬وتجنب حاالت االنكماش والتضخم‪ ،‬إضافة إلى أن أدوات السياسة‬
‫التجارية كفيلة بحماية المنتجات الوطنية ضد التميز السعري الذي قد يطبق من طرف الدول األجنبية في‬
‫مجال التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ .1.1.1‬األهداف االجتماعية‬

‫تتمثل في حماية مصالح بعض الفئات االجتماعية مثل المزارعين أو المنتجين للسلع الضرورية‬
‫واألساسية في الدولة‪ ،‬كأن يتم منع استيراد الجلود حماية للمنتجين المحليين من خطر المنافسة مع‬
‫الواردات ذات ميزة التكلفة األرخص مقارنة بتكلفة اإلنتاج المحلي‪ ،‬بالرغم من كون االتفاقيات الدولية‬
‫الحديثة تفرض على الدول التوقف عن منع االستيراد واستبداله بفرض الرسوم الجمركية‪.‬‬

‫وتعتبر أحد أهم األهداف الخاصة بالحماية االجتماعية هو تفعيل آلية إعادة توزيع الدخل القومي بين‬
‫مختلف الفئات والطبقات االجتماعية للحفاظ على مستويات المعيشة والرفاهية داخل المجتمع‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬األهداف االستراتيجية‬

‫تمثل األهداف ذات البعد االستراتيجي للسياسة التجارية في‪:‬‬

‫‪ ‬المحافظة على األمن العام للدولة‪ ،‬والذي يأخذ بعين االعتبار المستوى االقتصادي وما ينتج عنه‬
‫من أمن غذائي‪ ،‬إضافة إلى االطار العام الحمائي للدولة والمتمثل في النواحي العسكرية المرتبطة‬
‫بالمجال اإلقليمي؛‬
‫العمل على توفير الحد األدنى من اإلنتاج المرتبط بمصادر الطاقة ذات البعد الحيوي‬ ‫‪‬‬
‫واالستراتيجي في توليفة الموارد الطبيعية للدولة‪ ،‬وأمثلية استخدامها كالبترول؛‬

‫‪ .1.1‬أنواع السياسات التجارية‬

‫أثبتت الوقائع االقتصادية في إطار العالقات التجارية الخارجية وجود اتجاهين رئيسيين للتجارة‬
‫والمتمثلين في سياسة الحرية والحماية للتجارة‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬سياسة حرية التجارة‬

‫تعرف سياسة حرية التجارة الخارجية على أنها السياسة التي تتبعها الدولة بعدم التدخل في التجارة‬
‫وازالة كل القيود والعقبات المتمثلة في التعريفات الجمركية ونظام الحصص وغيرها‪ ،‬والمفروضة على تدفق‬
‫السلع عبر الحدود سواء كانت صادرات أو واردات‪ .‬لذلك فالحرية تقترن بعدم تدخل الدولة في النشاط‬
‫التجاري‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫وتوجد العديد من الحجج المؤيدة والداعمة لسياسة حرية التجارة الخارجية وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬منافع التخصص الدولي والتي تتيح لكل دولة التخصص في إنتاج وتصدير السلع التي لديها ميزة‬
‫نسبية في إنتاجها‪ ،‬على أن يتم االستيراد من الخارج للسلع التي ال تتميز نسبيا في إنتاجها بتكلفة‬
‫أقل مما لو قامت بإنتاجها محليا‪ ،‬وهو ما يزيد من الدخل القومي على المستويين المحلي‬
‫والعالمي؛‬
‫‪ ‬تسمح حرية التجارة بتشجيع التقدم الفني والتقني عن طريق المنافسة بين الدول المختلفة مما‬
‫يؤدي إلى زيادة وتنشيط العمل بتحسين وسائل اإلنتاج؛‬
‫‪ ‬تؤدي حرية التجارة إلى فتح مجال المنافسة وتنشيطه بين المؤسسات والمشاريع االحتكارية بدل‬
‫بقائها متحكمة في األسعار‪ ،‬مما يضر المستهلكين على مستوى األسواق المحلية للدول؛‬
‫‪ ‬تحفز حرية التجارة الدول على التوسع في إنتاج السلع كثيفة العنصر اإلنتاجي ذو طابع الوفرة‪،‬‬
‫والحد من إنتاج السلع كثيفة العنصر النادر؛‬
‫‪ ‬تسمح حرية التجارة بمساعدة الدول على استخدام مواردها اإلنتاجية استخداما كامال‪ ،‬والقضاء‬
‫على مشكلة استغالل الطاقات؛‬

‫وبالنظر لكون األهداف االقتصادية الحالية للدول تتماشى مع مفاهيم العولمة االقتصادية والتحرر‪ ،‬نجد‬
‫حاليا أن االتفاقات التجارية تسعى إلى إزالة جميع القيود والعوائق والحواجز التي شأنها منع حركة عبر‬
‫الدول‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬سياسة الحماية التجارية‬

‫تعتمد سياسة حماية التجارة على تدخل الدولة للتحكم في التبادالت التجارية واالقتصادية‪ ،‬لذلك تعرف‬
‫على أنها تبني الدولة لمجموعة من القوانين والتشريعات واتخاذ اإلجراءات المنفذة لها قصد حماية سلعها‬
‫وأسواقها المحلية من المنافسة األجنبية‪ ،‬وعليه تقوم الدولة بتقييد حرية التجارة مع الدول األخرى بإتباع‬
‫مجموعة من األساليب كفرض الرسوم الجمركية على الواردات أو وضع حد أقصى لحصصها خالل فترة‬
‫زمنية معينة مما يوفر نوعا من الحماية لألنشطة االقتصادية المحلية من منافسة المنتجات األجنبية ذات‬
‫األثر السلبي على التوازنات االقتصادية للدولة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫وألنصار الحماية التجارية حجج عديدة يمكن إجماعها في العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تقييد الواردات مما يؤدي إلى زيادة الطلب على السلع المحلية بسبب أدوات السياسة التجارية التي‬
‫تحد من منافسة المنتجات األجنبية‪ ،‬مما يحسن من مردودية المنتجين المحليين نظ ار لضمان‬
‫استم اررية اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي عدم تأثر العمالة المحلية وزيادة مستوى التشغيل وتقليل البطالة؛‬
‫‪ ‬تعمل أدوات الحماية على تلبية الطلب المحلي من اإلنتاج المحلي‪ ،‬وبالتالي فإن المشاريع سيكون‬
‫بإمكانها تنويع منتجاتها وعدم االقتصار على عدد محدود من السلع؛‬
‫‪ ‬الحصول على االيرادات من خالل فرض الرسوم والتعريفات الجمركية‪ ،‬وبالتالي فتوفير الموارد‬
‫المالية للدولة يمكنها من االنفاق على النفقات العامة وخاصة في الدول النامية التي قد تعتمد‬
‫على الرسوم الجمركية كمصدر وحيد وأساسي لميزانية وخزينة الدولة؛‬
‫‪ ‬قد يكون العمل الرخيص سببا رئيسيا في انخفاض التكاليف ومن ثم األسعار‪ ،‬فتعمل الدولة على‬
‫التدخل لحماية منتجاتها من منافسة الدول ذات العمل الرخيص أو عنصر العمل متدني التكلفة؛‬
‫‪ ‬حماية الصناعات المحلية خاصة الناشئة منها‪ ،‬فقد تنافس الصناعات الحديثة سلع مستوردة فتقوم‬
‫أدوات الحماية بالتصدي للسلع األجنبية على األقل في مراحلها األولى؛‬
‫‪ ‬تسمح الحماية بحماية ودعم االقتصاد الوطني باتخاذ الوسائل التي تمنع من ممارسة اإلغراق من‬
‫قبل الدول األخرى‪ ،‬األمر الذي يؤدي بدوره إلى انكماش وزوال الصناعات الوطنية؛‬

‫ولكي تنجح سياسة الحماية التجارية يجب أن تتصف بما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬أن تكون الحماية مؤقتة وليست دائمة؛‬


‫‪ ‬أن تكون معتدلة بما يسمح بعدم تضرر المستهلك منها؛‬
‫‪ ‬أن تكون الصناعات المحمية من الصناعات الي تتوفر على فرص النجاح؛‬

‫‪ .1.1‬السياسات التجارية وعوائق التجارة‬

‫عندما نتكلم عن التجارة الخارجية فنحن بصدد الحديث عن عالقات اقتصادية تبادلية بين الدول‬
‫انطالقا من المستوى المحلي وصوال إلى المستويات الخارجية أو األجنبية‪ ،‬والعالقات أو التعامالت‬
‫االقتصادية الدولية تبين لنا حركة السلع والخدمات بين الداخل والخارج والعكس‪ ،‬وبالتالي ينبغي التمييز‬

‫‪18‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫بين الدول المتقدمة ذات مستويات التطور االقتصادي والرفاهية االجتماعية‪ ،‬نظ ار لقدرتها على اإلنتاج‬
‫حيث تستفيد من القدرة على التحكم في وسائل وموارد العملية اإلنتاجية‪ ،‬على عكس الدول النامية التي ال‬
‫تملك القدرة على التحكم في اإلنتاج ووسائله‪ ،‬لذلك فهي تسعى لالستفادة من مزايا التبادل بالتحكم فيه‪،‬‬
‫وللوصول لما حققته الدول المتقدمة ذات الرغبة الدائمة في الحصول على موارد الدول النامية‪ ،‬تقوم هذه‬
‫األخيرة بتقييد وحماية التجارة وفق سياسات تجارية مختلفة من حيث األدوات ونتائج تطيقها‪.‬‬

‫وتضع الحكومات أنظمة مختلفة للتعامل مع التجارة الخارجية بهدف تحديدها وتوجيهها نحو أهداف‬
‫تخدم الدولة من عدة جوانب‪ ،‬والدول المتقدمة تختلف في تعاملها مع التجارة الخارجية عن الدول النامية‪،‬‬
‫حيث تهدف المتقدمة منها باستخدام السياسات إلى تحقيق مكاسب سياسية إضافة إلى السياسات‬
‫االقتصادية وتحقيق األرباح‪ ،‬زيادة الناتج القومي وتقليل العجز في ميزان مدفوعاتها‪ ،‬في حين تركز الدول‬
‫النامية بشكل عام على إزالة االختالالت االقتصادية بهدف تحسين المستوى االقتصادي والمعيشي لديها‪.‬‬

‫كما تختلف صور تدخل الدول في التجارة الخارجية‪ ،‬فهناك أساليب وأشكال تتبعها الدول في طريقة‬
‫تنظيم التجارة الخارجية وتشكل في النهاية العالقة بين الصادرات والواردات‪ ،‬كما تختلف درجات التدخل‬
‫حسب ظروف تلك الدول االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والسياسية‪ ،‬فقد تمر الدولة بأزمات اقتصادية وسياسية‬
‫مع بعض الدول األمر الذي يجعلها تتخذ سياسات تقشفية أو إعادة الهيكلة في خططها بتنفيذ برامج‬
‫إصالحية تجاه االقتصاد والتجارة الخارجية التي تنتهجها‪.‬‬

‫وقد تكون للظروف المحيطة بالدولة أو الظروف الداخلية دو ار في تحديد شكل الخطط والبرامج المتخذة‬
‫من طرف الدولة‪ ،‬وعليه فالتعامل مع التجارة الخارجية يقع ضمن منظومة ضوابط وقيود منها الداخلية‬
‫الخاصة بالدول ذاتها ومنها الخارجية تفرض على الدولة‪ ،‬وتؤثر على مستوى التعامل التجاري الخارجي‬
‫للدولة‪ ،‬وتبقى طبيعة النظام االقتصادي محددا رئيسيا للسياسة التجارية وحجم التبادالت التجارية‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ .1.1‬الرسوم الجمركية‬

‫تعتبر الرسوم الجمركية من أهم األدوات السعرية التي تستخدمها السياسة التجارية للتحكم في‬
‫العالقات التبادلية والتجارية الدولية بين الدول في دول العالم لذلك سوف يتم استعراض مختلف العناصر‬
‫التفسيرية للرسوم الجمركية قصد الوقوف على دالالتها النظرية‪ ،‬العلمية والتطبيقية‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬مفهوم الرسوم الجمركية‬

‫الرسوم الجمركية هي ضرائب تفرضها الدول على السلع المستورة من الخارج أو المصدرة إليه‪ ،‬وتدفع‬
‫أثناء عبور هذه السلع للحدود ودخولها التراب الجمركي الخاضع للضريبة أو خروجها منه‪.‬‬

‫كما تمثل أحد أنواع الضرائب غير المباشرة التي تفرضها الدولة على وارداتها من السلع أو الموارد‬
‫األولية والوسطية من الخارج‪ ،‬كذلك قد تفرض على السلعة عند خروجها رغم ضآلة نسبة هذا النوع إال أنه‬
‫يمكن أن تفرض في حالة عدم كفاية الطلب على السلعة في الداخل للحد من تصديرها‪.‬‬

‫ويقصد بالتراب الجمركي الخاضع للضريبة في تعريف الرسوم الجمركية‪ ،‬الجزء األرضي بما في ذلك‬
‫الموانئ والمسطحات العائمة والمنشآت الواقعة بالمياه اإلقليمية‪ ،‬من جميع التراب الوطني باستثناء‬
‫المناطق الحرة التي ال تسري عليها القوانين الجمركية الوطنية كلها أو بعضها وتكون معفية من أداء هذه‬
‫الرسوم‪.‬‬

‫تحتسب الرسوم الجمركية بمفهومها بالنسبة للواردات على أساس القيمة التجارية للسلع المستوردة بعد‬
‫إضافة كل من مصاريف الشحن والنقل إلى حين دخولها التراب الجمركي الخاضع للضريبة وتكلفة التأمين‬
‫على هذه السلع‪.‬‬

‫ويطلق على مجموعة النصوص المتضمنة لكافة الرسوم الجمركية المطبقة والسائدة داخل دولة معينة‬
‫في نفس الوقت اسم التعريفة الجمركية‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬نبذة تاريخية عن الرسوم الجمركية‬

‫ظهرت الضرائب الجمركية إلى حيز الوجود منذ أن ظهرت التجارة في حياة البشر‪ ،‬ويفسر االرتباط‬
‫الوثيق بين التجارة الخارجية والضرائب الجمركية من خالل العالمات المسمارية التي كتبت العبارة‬

‫‪20‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫الخاصة بالضرائب الجمركية مثل كلمة )‪ (NIG‬وتعني وتعني شيء وبعض الشيء‪ ،‬و)‪ (KUD‬بمعنى‬
‫الفعل يقطع أو يستقطع‪ ،‬أما العالمة المسمارية )‪ (DA‬فهي تمثل أداة اإلضافة في اللغة السومرية‪،‬‬
‫وبتجميع هذه األحرف تظهر كلمة )‪ (NIG.KUD.DA‬والذي يعني الشيء المستقطع‪ ،‬أي الضرائب‬
‫الجمركية والمكوس المقتطع عن البضائع التجارية‪.‬‬

‫ظهرت الضرائب الجمركية بشكل واضح في اليونان القديمة في زمن اإلغريق وذلك من خالل حركة‬
‫السفن والبضائع‪ ،‬وكانت تفرض على البضائع المستوردة بحسب األسعار وبحسب عالقات التعاون‬
‫ودرجات التحالف مع تلك الدول المصدرة‪ ،‬فكانت أسعار الضريبة ضئيلة مقارنة مع تلك الدول الواقعة‬
‫تحت سيطرة أثينا‪ ،‬وترتفع درجة النسبة كلما قل التحالف مع اليونان‪.‬‬

‫أما الرسوم الجمركية فهي مرتبطة بالجمارك حيث عرفتها وطبقتها أغلب األمم عبر التاريخ‪ ،‬ففي‬
‫العصر اليوناني كانت تستوفى على شكل نقود قصد حماية الصناعات الوطنية بمعدالت تختلف حسب‬
‫سياسة الدولة‪ ،‬أما في العهد الروماني فكانت الرسوم الجمركية مفروضة في جميع أنحاء اإلمبراطورية‬
‫وعلى جميع المواطنين حتى على األمراء والنبالء‪ ،‬وكان أول ظهور لمفهوم الرسوم الجمركية في اإلسالم‬
‫في عهد عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه‪ ،‬حيث كانت قيمة الرسوم تستوفى من غير المسلمين بمعدل‬
‫‪ 11‬وبمعدل ‪ 6‬من الذميين‪.‬‬

‫إال أن التميز في التشريع الجمركي أخذ بمبدأ البيانات الجمركية المطبق حاليا في التشريعات الجمركية‬
‫الحديثة ‪ ،‬حيث يجري تدقيق هذه البيانات من قبل موظفين متخصصين مع تطبيق العقوبات على كل من‬
‫يرتكب قصدا مخالفة جمركية‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬أنواع الرسوم الجمركية‬

‫يمكن تقسيم أو تصنيف الرسوم الجمركية بطرق مختلفة إلى األنواع التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬كيفية تحديد الرسوم الجمركية‬

‫نميز بين الرسوم القيمية‪ ،‬النوعية والمركبة‪ :‬تفسر كالتالي‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬الرسوم القيمية‪ :‬وهي عبارة عن فرض رسم جمركي يمثل نسبة مؤية معينة من قيمة السلعة‬
‫(سعر السلعة) أو ثمن االستيراد؛‬
‫‪ ‬الرسوم النوعية‪ :‬يتم فرض هذا النوع في شكل قيمة محددة للسلعة بغض النظر عن قيمتها‪ ،‬أي‬
‫أنها تفرض في شكل مبلغ ثابت على كل وحدة من السلعة على أساس الخصائص المادية‬
‫المتمثلة في العدد‪ ،‬الوزن والحجم؛‬
‫‪ ‬الرسوم المركبة‪ :‬وهي ذلك النوع من الرسوم الذي يجمع بين الرسوم القيمية والنوعية‬
‫بخصائصها؛‬
‫ب‪ .‬هدف تطبيق الرسوم الجمركية‬

‫ونميز بين الرسوم المالية والرسوم الحمائية كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الرسوم المالية والتي تفرض بغرض تحقيق إيراد مالي إضافي لخزينة الدولة؛‬
‫‪ ‬الرسوم الحمائية والتي تفرض بهدف حماية اإلنتاج الوطني أو السلع المنتجة محليا من المنافسة‬
‫األجنبية؛‬
‫ج‪ .‬مدى حرية فرض الرسوم الجمركية‬

‫ونميز بين التعريفة المستقلة والتعريفة االتفاقية كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬تنشأ التعريفة المستقلة عن اإلدارة التشريعية والقانونية الداخلية للدولة بحسب مصالحها وأهدافها‬
‫ذات األبعاد االقتصادية؛‬
‫‪ ‬أما التعريفة االتفاقية فتكون نتيجة عالقات دولية مبنية على أساس تبادالت اقتصادية وتجارية‬
‫ذات طابع دولي؛‬

‫‪ .1.1.1‬نتائج تطبيق الرسوم الجمركية‬

‫يؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى العديد من النتائج وفي نفس الوقت تمثل امتدادا ألهدافها الحقيقية‬
‫من خالل التطبيق‪ ،‬والتي تنعكس على معدالت التبادل التجاري للدولة‪ ،‬مستويات الدخل القومي وعلى‬
‫وضعية ميزان المدفوعات وشروط التجارة وغيرها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫أ‪ .‬تحسين معدالت التبادل وشروط التجارة‬

‫توضح نتائج تطبيق الرسوم الجمركية مقدار التغيرات التي تحدث على معدالت التبادل التجاري وكذا‬
‫األساسيات التي تحكم التجارة القائمة بين الدولة المطبقة للرسم في إطار عالقتها التبادلية الخارجية وتكون‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تؤدي الرسوم الجمركية إلى تحسين معدل التبادل بالنسبة للدولة المطبقة له‪ ،‬حيث ترتفع أسعار‬
‫السلع األجنبية مما يعني تحمل الدولة األجنبية لجزء كبير من عبء الرسم الجمركي‪ ،‬وهو ما قد‬
‫يدفعها إلى زيادة العرض األجنبي للحصول على نفس القدر من السلع المحلية أو الوطنية‪ ،‬لذلك‬
‫فنجاح سياسة تطبيق الرسوم الجمركية تتوقف على عدم مرونة عرض السلعة األجنبية باإلضافة‬
‫إلى عدم وجود مبدأ المعاملة بالمثل؛‬
‫‪ ‬يؤدي فرض الرسم الجمركي إلى زيادة عرض اإلنتاج المحلي بسبب ارتفاع أسعار السلع‬
‫األجنبية‪ ،‬حيث يزيد الطلب على المنتجات الوطنية وهو ما يدفع آلة اإلنتاج المحلية لمقابلة‬
‫الزيادة في الطلب‪ ،‬لذلك ينبغي أن تكون مرونة العرض المحلي كبيرة لتفعيل أثر الحماية؛‬
‫‪ ‬يؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى تخفيض الطلب اإلجمالي بسبب إرتفاع األسعار للسلع المستورة‬
‫بعد فرض الرسم ومنه التقليل من استهالكها‪ ،‬ويتوقف نجاح هذه السياسة على مدى مرونة‬
‫الطلب‪ ،‬لذلك عادة ما تفرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع االستهالكية الكمالية‪ ،‬فمن الممكن‬
‫زيادة الطلب على السلع األجنبية حتى إذا ارتفعت أسعارها‪ ،‬كونها سلعا ضرورية؛‬
‫ب‪ .‬زيادة االيرادات المالية العامة للدولة‬

‫من المعلوم أن الرسوم الجمركية هي مصدر من مصادر االيرادات الحكومية وتتحدد االيرادات بمقدار‬
‫الضريبة وحجم الواردات‪ ،‬حيث تتناسب المنفعة الحكومية طرديا مع كمية الواردات ونسبة الرسم الجمركي‬
‫المفروضة عليها‪ ،‬فكلما قامت الدولة بفرض أو زيادة في الرسوم الجمركية على الواردات كما حققت‬
‫ايرادات لها تساوي كمية الواردات مضروبة في معدل الضريبة او الرسوم المفروضة‪ ،‬لذلك تعتبر التعريفة‬
‫الجمركية بمثابة ضريبة غير مباشرة يسهل جمعها وتنخفض تكاليف تحصيلها كما تنخفض القدرة على‬
‫التهرب منها‪ ،‬وهو األمر الذي يسهل االعتماد عليها كمورد هام من موارد خزينة الدولة‪ ،‬ولتحقيق الهدف‬

‫‪23‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫يجب مراعاة فرضها على سلع تنخفض مرونة الطلب عليها حتى ال تنخفض حصيلتها‪ ،‬كما تعتبر الرسوم‬
‫الجمركية إيرادا خالصا إذا ما تم فرضها على منتوج ال يتم إنتاجه محليا؛‬

‫ج‪ .‬زيادة الدخل القومي‬

‫يؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة‪ ،‬مما يسمح بتخفيض الواردات ويزيد‬
‫الطلب على اإلنتاج الوطني بزيادة االستهالك المحلي للسلع الوطنية‪ ،‬فيرتفع اإلنتاج الوطني وتزيد األرباح‬
‫إضافة إلى زيادة األرباح إضافة إلى زيادة مستويات التشغيل مما يقلل من حجم البطالة وارتفاع مستويات‬
‫الدخل القومي للدولة‪.‬‬

‫د‪ .‬تحسين وضعية ميزان المدفوعات‬

‫تؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى تحسين وضعية ميزان المدفوعات حيث تنخفض الواردات بسبب‬
‫انخفاض الطلب على السلع األجنبية الرتفاع أسعارها بعد زيادة قيمة الرسوم لسعرها األصلي‪ ،‬مع بقاء‬
‫الصادرات على ماهو عليه في الفترة القصيرة وزيادتها في حالة مرونة العرض المحلي وكفاءته ليدخل في‬
‫قناة الصادرات بعد فترة متوسطة أو طويلة‪ ،‬لكن ما يهم أن نجاح هدف تقليل الواردات يتوقف على أثر‬
‫السياسة على الدخل الوطني ومعاملة الدولة األخرى‪ ،‬ففرض الرسم الجمركي إن كان أثره األساسي‬
‫تخفيض الواردات قد يسمح بزيادة الدخل الوطني بالعالقة بين (الصادرات ناقص الواردات) مما قد يؤدي‬
‫إلى زيادة االستيراد أو الطلب االستيرادي‪ ،‬وبالتالي تكون النتيجة النهائية لتحسين وضعية ميزان‬
‫المدفوعات أقل من التخفيض األولي أي الميل الحدي لالستيراد‪ ،‬باإلضافة إلى أن الدولة التي نطبق على‬
‫منتجاتها رسوما جمركية قد تقوم بفرض مجموعة من القيود على صادراتها من خالل مبدأ المعاملة‬
‫بالمثل‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬المبادئ األساسية للتحليل الجمركي‬

‫يستند التحليل الجمركي عل حجم الفوائض الموجودة داخل اقتصاد الدولة سواء كانت دولة مستوردة‬
‫لتلبيتها من خالل العالقة بين االحتياجات االستهالكية‪ ،‬الطلب المحلي واألسعار‪ ،‬أو الدولة المصدرة‬
‫باعتماد الفوائض اإلنتاجية الزائدة عن الحاجات االقتصادية للمستهلكين والتي توجه للدول المستوردة‬

‫‪24‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫وتعتمد أيضا على األسعار لتصريفها‪ ،‬وعليه يتم تحليل العالقة بين الداخل والخارج بدراسة الكميات‬
‫المنتجة والمستهلكة‪ ،‬ويقوم التحليل على الفرضيات الرئيسية التالية‪:‬‬

‫‪ ‬منحنيات العرض والطلب دالة لسعر السوق؛‬


‫‪ ‬الطلب والعرض داخل الدولة (الوطن) يكون تابعا للسعر المعبر عنه بالعملة الوطنية؛‬
‫‪ ‬الطلب والعرض خارج الوطن يكون تابعا للسعر العبر عنه بالعملة األجنبية؛‬
‫‪ ‬تطبيق الرسم الجمركي ال يؤثر على سعر الصرف للعملة الوطنية في مقابل العمالت األجنبية؛‬

‫حيث يمكن التعبير عن السعر مباشرة بالعملة الوطنية‪ ،‬وبالتالي فتطور التجارة يكون في حالة اختالف‬
‫األسعار ألنها تمثل شروطا لتحديد التبادل‪.‬‬

‫يسمح االختالف السعري بين الداخل والخارج من مقارنة الكميات المعروضة والمطلوبة في الوطن‬
‫والخارج وبالتالي تحديد حجم الكميات المتبادلة على أساس األسعار التي تتم بها‪ ،‬وعليه فمن أجل تحديد‬
‫هذه األخيرة يجب معرفة المستوى العالمي أي السعر العالمي الذي يتم على أساسه‪ ،‬والذي يعتمد على‬
‫الكميات المتبادلة‪ ،‬لذلك من واجب تعريف منحنيين جديدين‪:‬‬

‫‪ ‬منحنى الطلب االستيرادي للوطن؛‬


‫‪ ‬منحنى العرض التصديري الخارجي؛‬

‫وتحدد داللتها كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬يقيس الطلب االستيرادي للدولة فائض طلب المستهلكين في الداخل مقارنة بما يعرضه المنتجون‬
‫في الداخل؛‬
‫‪ ‬يقيس العرض التصديري فائض عرض المنتجين في الخارج مقارنة بما يطلبه المستهلكون في‬
‫الخارج‬

‫‪25‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫أ‪ .‬اشتقاق منحنى الطلب االستيرادي‬

‫‪D‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪O‬‬

‫‪P‬‬ ‫منحنى الطلب االستيرادي‬

‫‪P2‬‬

‫‪P1‬‬

‫‪Q‬‬ ‫‪Q‬‬
‫‪O1‬‬ ‫‪O2‬‬ ‫‪D1‬‬ ‫‪D2‬‬ ‫‪D2-O2‬‬ ‫‪D1-O1‬‬

‫نالحظ من خالل تقاطع منحنى العرض والطلب أن المستوى التوازني لألسعار مرتفع في الداخل وفق‬
‫التحليل الجمركي ألن الفائض هو طلب االستهالك‪ ،‬أي أن حجمه أكبر من عرض المنتج المحلي‬
‫وبالتالي إذا زاد الطلب عن العرض ترتفع األسعار‪ ،‬لذلك فالمستوى التوازني في الداخل يتحدد عند‬
‫مستويات عليا‪.‬‬

‫ونالحظ أنه إذا زاد سعر منتج معين يقل االستهالك الوطني‪ ،‬بينما يعرض المنتجون المزيد من السلع‬
‫فالطلب االستيرادي له ميل سالب‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫ب‪ .‬اشتقاق منحنى العرض التصديري‬

‫‪D‬‬ ‫‪P‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪O‬‬ ‫منحنى العرض التصديري‬

‫‪P2‬‬

‫‪P1‬‬

‫‪P‬‬

‫‪Q‬‬ ‫‪Q‬‬
‫‪D2‬‬ ‫‪D1‬‬ ‫‪O1‬‬ ‫‪O2‬‬ ‫‪O1-D1‬‬ ‫‪O2-D2‬‬

‫نالحظ من خالل تقاطع منحنى العرض األجنبي مع الطلب األجنبي‪ ،‬أن المستوى التوازني لألسعار‬
‫يتحدد عند مستويات دنيا‪ ،‬ويرجع ذلك إلى أن الفائض هو في عرض اإلنتاج أي أن الكميات المعروضة‬
‫أكبر من الكميات المطلوبة لالستهالك األجنبي‪ ،‬وبالتالي زيادة العرض عن الطلب تخلق انخفاضا في‬
‫األسعار‪.‬‬

‫ونالحظ أنه إذا زاد سعر منتوج معين‪ ،‬فالمنتجون األجانب يعرضون كمية أكبر من السلع بينما يطلب‬
‫المستهلكون حجما أقل منها‪ ،‬لذلك فالعرض التصديري له ميل موجب‪.‬‬

‫‪ .2.1.1‬التوازن العالمي‬

‫يتحقق المستوى التوازني العالمي إذا تساوى الطلب االستيرادي للدولة مع العرض التصديري في‬
‫الخارج‪ ،‬وهو ما يعني مقابلة نفس الكمية من فائض طلب المستهلكين المحليين مع الكمية من فائض‬
‫عرض المنتجين في الخارج‪ ،‬وهو ما يتم توضيحه من خالل المنحنى التالي‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪P‬‬
‫العرض التصديري ‪OE‬‬
‫التوازن العالمي‬

‫‪Pm‬‬

‫الطلب االستيرادي ‪DI‬‬

‫‪Q‬‬
‫‪Qm‬‬

‫حيث أن ‪:‬‬
‫الطلب االستيرادي = العرض التصديري‬

‫العرض األجنبي – الطلب األجنبي‬ ‫‪‬‬ ‫‪ ‬الطلب الوطني – العرض الوطني‬


‫‪ ‬الطلب الوطني ‪ +‬الطلب األجنبي ‪ ‬العرض الوطني ‪ +‬العرض األجنبي‬

‫وبالتالي‪:‬‬
‫الطلب العالمي = العرض العالمي‬

‫‪ .2.1.1‬تأثير تطبيق الرسوم الجمركية‬

‫إذا سلمنا بأن الفرضيات األساسية القتصاد السوق محققة‪ ،‬في وجود بلد صغير ومنافسة حرة وكاملة‪،‬‬
‫فإن تطبيق الرسم الجمركي على الواردات يؤدي إلى إحداث فرق بين السعر الوطني والسعر العالمي‬
‫لسلعة معينة‪ ،‬أين يكون السعر العالمي أقل من السعر المحلي أو الوطني‪ ،‬وهو ما يدفع المستهلكين‬
‫المحليين إلى زيادة الطلب على المنتجات األجنبية‪.‬‬

‫ويتم تفسير العناصر السابقة وفق العالقة التالية‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫حيث أن ‪:‬‬

‫‪ :‬السعر المحلي للسلعة ‪j‬؛‬

‫‪ :‬السعر العالمي للسلعة ‪j‬؛‬

‫‪ :‬الرسم الجمركي اإلسمي المطبق على السلعة ‪j‬؛‬

‫ويصور الشكل الموالي الحالة السابقة الذكر‪:‬‬

‫‪P‬‬ ‫‪O‬‬ ‫العرض المحلي‬

‫‪D‬‬ ‫الطلب المحلي‬

‫‪Q‬‬
‫‪O0‬‬ ‫‪O1‬‬ ‫‪D1‬‬ ‫‪D0‬‬

‫‪M1‬‬

‫‪M0‬‬

‫‪29‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫نالحظ من خالل الشكل ما يلي‪:‬‬

‫فإن المستهلكين يقومون بطلب االستهالك عند‬ ‫عندما يكون السعر محددا عند المستوى العالمي‬
‫المستوى ‪ ،d0‬أين يكون مستوى اإلنتاج الوطني عند النقطة ‪ ،O0‬وبالتالي الفرق بين مستوى الطلب‬
‫المحلي وما يعرضه المنتجون )‪ (O0 – D0‬يتم طلبه من الخارج‪ ،‬وبالتالي يتحدد حجم االستيراد على‬
‫المستوى ‪.M0‬‬

‫‪ ‬عندما يتم فرض رسم جمركي على الواردات فإن السعر العالمي يتأثر‪ ،‬ليصبح السعر الجديد‬
‫‪ ،‬وبالتالي تصبح الكميات المعروضة من طرف المنتجين الوطنيين عند النقطة‬ ‫عند المستوى‬
‫‪ ،O1‬ومجموع المشتريات أو الطلب يصبح عند النقطة ‪ D1‬وبالتالي يتقلص مستوى االستيراد إلى‬
‫‪(O1 – D1) M1‬؛‬
‫للسلعة المستوردة‪ ،‬بينما يخفض السعر‬ ‫‪ ‬يؤدي فرض وتطبيق الرسوم الجمركية إلى رفع السعر‬
‫‪ ،‬فيقوم المنتجون الوطنيون بإنتاج كميات أكبر بسعر أعلى‪ ،‬بينما يتحصل‬ ‫في الخارج‬
‫المستهلكون في الداخل على كميات أقل وبسعر أعلى‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك إلى أن الرسم‬
‫الجمركي قد رفع السعر العالمي بالنسبة للمستهلكين المحليين مما يجعلهم يعزفون عن استهالك‬
‫السلعة األجنبية‪ ،‬ليعوض ذلك بقدرة استفادة إضافية لصالح المنتج المحلي بتعزيز عرضه‬
‫لإلنتاج المحلي‪ ،‬واالستفادة من ميزة ارتفاع السعر لزيادة المداخيل‪ ،‬بسبب انخفاض االستيراد‬
‫وزيادة العرض التصديري؛‬
‫‪ ‬يؤدي تطبيق الرسم الجمركي في الخارج إلى تخفيض السعر مما يخفض من العرض ويحدث‬
‫زيادة في الطلب‪ ،‬لينتج عنه عرض تصديري أقل؛‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن األثر السابق يكون ضعيف عندما تفرض الدولة رسما جمركيا على سلعة‬
‫معينة‪ ،‬نظ ار ألن حجم االستيراد على المستوى العالمي لن يتأثر بنقص نصيب هذه الدولة في إجمالي‬
‫ا الستيراد العالمي نظ ار لضآلته‪ ،‬ومنه فاألثر على األسعار العالمية يكون ضعيفا وغير محسوس‪ ،‬لذلك‬
‫غالبا ما يتم اعتبار أسعار السلع المستوردة كمعطيات‪ ،‬فالمهم هو الكمية المطلوبة مقارنة بالستيراد‬
‫العالمي‪ ،‬أو الوزن العالمي من كمية السلع المستوردة لهذه الدولة المطبقة للرسم الجمركي‪،‬‬

‫‪30‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫يمكن توضيح مختلف اآلثار اإليجابية (‪ )+‬والسلبية (‪ )-‬لتطبيق الرسوم الجمركية على كل من‬
‫األسعار‪ ،‬المستهلكين‪ ،‬المنتجين وايرادات الدولة بالنسبة للدولة المستوردة والمصدرة من خالل الجدول‬
‫الموالي ‪:‬‬

‫خزينة الدولة‬ ‫املنتج‬ ‫املستهلك‬ ‫ألاسعار‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الدولة املستوردة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫الدولة املصدرة‬

‫‪ .2.1.1‬قياس حجم الحماية‬

‫يعتمد قياس‪ ،‬تحليل وفهم حجم الحماية من خالل تطبيق الرسوم الجمركية بدراسة العالقة بين معدل‬
‫التعريفة الجمركية اإلسمي ومعدل التعريفة الفعال‪ ،‬حيث يعبر معدل التعريفة اإلسمي عن معدل مسجل‬
‫في دفاتر الجمارك على الحدود‪ ،‬كما يعرف بجدول التعريفات الجمركية الذي يتم االلتزام بمعدالته المحددة‬
‫قانونا وفق معدالت خاصة تمثل ضريبة ال يجوز فرضها إال بقانون‪ ،‬وقد يتم فرضها على السلع‬
‫المستوردة النهائية االستهالكية أو االستثمارية‪ ،‬أو قد يتم فرضها على السلع الوسيطة والمواد الخام بنسب‬
‫محددة‪.‬‬

‫وبقصد حماية الصناعة الناشئة داخل الدولة تفرض تعريفة جمركية عالية على السلع المنافسة للسلع‬
‫المحلية‪ ،‬أو فرض تعريفة أعلى على هذه السلع مع إعفاء أو فرض تعريفة أقل على الواردات الوسيطة‬
‫التي تتطلب الصناعات المحلية‪.‬‬

‫وعليه فمعدل التعريفة الفعال الذي تستفيد منه الصناعة الناشئة قد يختلف عن معدل التعريفة اإلسمي‪،‬‬
‫ويتوقف الفرق على عاملين هامين هما‪:‬‬

‫‪ ‬معدل التعريفة اإلسمي؛‬


‫‪ ‬نسبة المكون المستورد في الصناعة الناشئة؛‬

‫‪31‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫إن قياس حجم الحماية الذي تحققه الدولة من خالل تطبيق الرسم الجمركي يقوم أساسا على نوعية‬
‫الرسم المطبق‪ ،‬فإذا كان قيميا بمعنى نسبة مئوية من قيمة الواردات فهو يمثل نفس النسبة لقياس حجم‬
‫الحماية‪ ،‬في حين إذا كان الرسم نوعيا يتم قسمته على السعر الصافي للمنتوج خارج الرسم للحصول على‬
‫نسبة الحماية الممارسة ولتحديد مستويات الحماية في إطار الرسم الجمركي اإلسمي على الواردات‪ ،‬يتم‬
‫تقديرها بالنسبة للصناعات المحلية المنافسة للواردات‪ ،‬فإذا استخدمت الصناعات الوطنية مدخالت‬
‫مستوردة خاضعة لمعدل تعريفة إسمي يختلف عن ذلك المفروض على السلعة النهائية‪ ،‬فإن معدل‬
‫التعريفة اإلسمي يختلف عن معدل الحماية الفعال‪ ،‬والذي يقيس المعدل الفعلي الذي يقدمه معدل التعريفة‬
‫اإلسمي للصناعة المنافسة للواردات‪.‬‬

‫ويقاس معدل الحماية الفعال بالصيغة التالية‪:‬‬

‫‪ :F‬معدل الحماية الفعال؛‬ ‫حيث أن ‪:‬‬

‫‪ :t‬معدل التعريفة الجمركية اإلسمي على السلعة النهائية؛‬

‫‪ :a‬نسبة قيمة المدخالت المستوردة إلى قيمة السلعة النهائية؛‬

‫‪ :r‬معدل التعريفة الجمركية اإلسمي على المدخالت المستوردة؛‬

‫كما يمكن تقدير حجم الحماية كمقدار للرسم مقارنة مع القيمة المضافة في االقتصاد الوطني‪ ،‬حيث أن‬
‫القيمة المضافة للمنشأة هو الذي يمكن استخدامه لدفع تكاليف عوامل اإلنتاج وتحقيق الربح الصافي‪،‬‬
‫الذي يزيد بزيادة الفرق بين سعر البيع وتكلفة اإلنتاج‪ ،‬لذلك تستخدم الصيغة التالية للقياس باستخدام‬
‫القيمة المضافة‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ :F‬معدل الحماية الفعال؛‬ ‫حيث أن ‪:‬‬

‫‪ :Vt‬القيمة المضافة في حالة تطبيق الرسم الجمركي؛‬

‫‪ :Vw‬القيمة المضافة للقطاع باألسعار العالمية؛‬

‫مثــال ‪:1‬‬

‫‪ /1‬لنفرض أن سعر سيارة معينة في السوق العالمي يساوي ‪ 11 111‬دوالر‪ ،‬وأن قيمة قطع الغيار‬
‫المستخدمة في صناعتها تقدر بـ ‪ 4 111‬دوالر‪.‬‬

‫نقارن بين دولتين احداهما تريد إقامة صناعة لتركيب السيارات بينما نجد الدولة األخرى لها باألساس‬
‫صناعة لتركيب السيارات‪ ،‬وترغب في تطوير صناعة قطع الغيار‪.‬‬

‫ولتشجيع صناعة السيارات الوطنية تفرض الدولة األولى رسما جمركيا قيميا على استيراد السيارات‬
‫يقدر بـ ‪  51‬وتسمح للمنتجين ببيع سياراتهم بـ ‪ 15 111‬دوالر بدال من ‪ 11 111‬دوالر‪.‬‬

‫لذلك يبدو من قبيل الخطأ القول بأن الصناعة الوطنية للسيارات تستفيد من نسبة حماية تقدر بـ ‪،51‬‬
‫فقبل فرض الرسم‪ ،‬كان قيام الدولة بتركيب السيارات ال يتم إذا تجاوزت تكلفة التركيب ‪ 5 111‬دوالر‬
‫(الفرق بين سعر السيارة بقيمة ‪ 11 111‬دوالر وقيمة قطع الغيار بـ ‪ 4 111‬دوالر)‪ ،‬لكن بتطبيق الرسم‬
‫فإن عملية التركيب يمكن أن تتم حتى في حالة بلوغ تكلفة التركيب ‪ 8 111‬دوالر وهو الفرق بين سعر‬
‫السيارة الجديد ‪ 15 111‬دوالر وقيمة قطع الغيار المتمثلة في ‪ 4 111‬دوالر‪ ،‬وعليه فإن معدل الحماية‬
‫الفعال يحسب كما يلي‪:‬‬

‫=‬

‫وبالتالي فالرسم الجمركي اإلسمي بنسبة ‪ 51‬يضمن للمنتجين المحليين نسبة حماية فعالة تساوي‬
‫‪. 111‬‬

‫‪33‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ /1‬نفرض أن هناك بلد آخر يهدف إلى تشجيع الصناعة المحلية لقطع الغيار‪ ،‬فيقوم بفرض رسم جمركي‬
‫مقداره ‪ ،11‬وبذلك ترتفع تكلفة قطع الغيار في الغيار في الصناعة الوطنية للسيارات من ‪ 4 111‬دوالر‬
‫إلى ‪ 4 411‬دوالر‪ ،‬بالرغم من أن الدولة ال تحدث أي تغيير في أسعار السيارات المركبة أو المجمعة‪.‬‬

‫ومنه من غير الممكن والمفيد بالنسبة للصناعة الوطنية القيام بتركيب السيارات فقبل تطبيق الرسم كان‬
‫من الممكن تجميع السيارات إذا كانت تكلفة التجميع ال تتعدى ‪ 5 111‬دوالر (‪،)11 111 – 4 111‬‬
‫وبعد فرض الرسم فإن تكلفة التركيب يجب أن ال تتعدى ‪ 1 511‬دوالر وهي الفرق بين قيمة السيارة‬
‫‪ 11111‬دوالر وقيمة قطع الغيار بعد فرض الرسم عليها ‪ 4 411‬دوالر‪.‬‬

‫ويحسب معدل الحماية الفعال في هذه الحالة كما يلي‪:‬‬

‫=‬

‫ومنه فإذا كان تطبيق الرسم الجمركي على استيراد قطع الغيار يضمن حماية إيجابية لمنتجي قطع‬
‫الغيار‪ ،‬إال أنه يترجم إلى حماية سلبية تقدر بـ ‪ 81‬لمنتجي السيارات‪.‬‬

‫مثــال ‪: 1‬‬

‫يقوم مصنع لألحذية بصناعة األحذية الجلدية مستخدما في ذلك مادة الجلد كمادة أولية‪.‬‬

‫سعر الوحدة الواحدة من األحذية الجلدية يقدر بـ‪ 11‬دوالر‪ ،‬ويتم استيراد الجلود بتكلفة ‪ 11‬دوالر للوحدة‬
‫الواحدة‪.‬‬

‫وبهدف حماية الصناعة الوطنية لألحذية تم فرض رسم جمركي على استيراد األحذية الجلدية بـ ‪61‬‬
‫ورسم جمركي على استيراد الجلود بـ ‪.11‬‬

‫ولحساب معدل الحماية الفعال الذي تستفيد منه صناعة األحذية نستخدم طريقتين‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫الطريقة األولى‬

‫‪ ‬القيمة المضافة قبل فرض الرسم الجمركي‪:‬‬


‫‪Vw  100 – 30  70$‬‬
‫القيمة المضافة عند تطبيق الرسوم الجمركية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 100 (1+0,5)  150$‬‬ ‫سعر الحذاء الجلدي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 30 (1 + 0,1)  33$‬‬ ‫سعر الوحدة من الجلود‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫معدل الحماية الفعال‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫=‬

‫الطريقة الثانية‪:‬‬

‫=‬

‫ومنه فإن فرض الرسم الجمركي على السلعة النهائية المتمثلة في األحذية الجلدية بنسبة ‪ ،61‬والمادة‬
‫األولية المتمثلة في الجلود بنسبة ‪ ،11‬يضمن معدل حماية فعال لصناعة األحذية الجلدية بنسبة ‪57‬‬

‫يمكن القول أنه بينما يحسب معدل التعريفة اإلسمي على أساس قيمة السلعة النهائية‪ ،‬فإنه يؤثر على‬
‫السعر الذي توجه للمستهلكين‪ ،‬لذلك فهو مهم للمستهلكين في ق ارراتهم االستهالكية‪.‬‬

‫وعليه فإن التعريفة الفعالة هامة للمنتجين في ق ارراتهم اإلنتاجية‪ ،‬وبعبارة أدق تعني الحماية الفعالة‪ ،‬أن‬
‫الصناعات التي تعطي معدال أعلى للحماية الفعالة تتوسع بشكل أكبر من الصناعات األقل معدال للحماية‬
‫بغض النظر عن مستوى التعريفة االسمية المطبقة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫كما أن المعدل الحقيقي للحماية يكون أكبر في حالة كون الرسوم الجمركية المفروضة على مدخالت‬
‫المنتجات النهائية كالمواد الخام‪ ،‬المواد األولية والمنتجات نصف المصنعة‪ ،‬أقل من الرسوم المفروضة‬
‫على المنتجات النهائية‪.‬‬

‫‪ 2.1‬اإلغـــراق‬

‫يعتبر اإلغراق أحد األدوات السعرية لسياسة التجارة الحمائية‪ ،‬وحسب االتفاق الخاص بالمادة السادسة‬
‫من الجات‪ ،‬يعتبر منتج ما مغرق‪ ،‬إذا أدخل في تجارة بلد ما بأقل من القيمة العادية‪ ،‬بمعنى تصدير‬
‫المنتوج من بلد إلى بلد آخر بأقل من السعر المماثل في مجرى التجارة العادي للمنتوج المشابه حين يوجه‬
‫لالستهالك في البلد المصدر‪.‬‬

‫ويعرف اإلغراق على أنه انتهاج دولة أو تنظيم احتكاري لسياسة معينة تعمل على التمييز بين األسعار‬
‫السائدة في الداخل والسائدة في الخارج‪ ،‬وذلك بتخفيض أسعار السلعة المصدرة في األسواق الخارجية عن‬
‫المستوى الذي تحدده لقيمة السلعة في الداخل مضاف إليها نفقات النقل‪.‬‬

‫كما يعرف بقيام الدولة بتصدير منتجاتها بأسعار أقل من السعر الطبيعي لهذه المنتجات في موطنها‬
‫األصلي‪ ،‬واذا كان من شأن ذلك إلحاق ضرر جسيم بمصالح المنتجين في الدولة المتعاقدة والمستوردة‬
‫للسلعة‪ ،‬أو التهديد بوقوع الضرر‪.‬‬

‫لذلك يتحدد اإلغراق بثالثة اتجاهات رئيسية‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون الفارق بين أسعار السلع المستوردة والسلع المماثلة في األسواق الداخلية كبي ار جدا‪ ،‬أي‬
‫أن السلع المستوردة رخيصة األثمان بالنسبة لنفس السلعة المنتجة محليا؛‬
‫‪ ‬أن تكون أسعار بيع السلع المستوردة تقل عن سعرها في سوق الدولة المنتجة لهذه السلعة؛‬
‫‪ ‬أن تكون تكلفة إنتاج السلعة أكبر من سعر تداولها في السوق‪ ،‬مما يؤدي حتما إلى التأثير سلبا‬
‫على اإلنتاج المحلي للدولة‪ ،‬وكذا على المنتجين المحليين‪ ،‬وبذلك بصعب وقد يستحيل تحقيق‬
‫األرباح المخطط لها‪ ،‬وبالتالي صعوبة تسديد األعباء والتأخر في تطوير الصناعات المحلية‬
‫والحد من المنافسة بين المنتجين المحليين؛‬

‫‪36‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫إضافة إلى ما تقدم‪ ،‬نجد أن لإلغراق مجموعة من األوصاف تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬سياسة البيع بأقل من نفقات اإلنتاج في األسواق األجنبية مع تعويض الخسارة برفع األسعار في‬
‫الداخل؛‬
‫‪ ‬سياسة إغراق كل منافسة تهدد اإلنتاج الوطني‪ ،‬أي تخفيض السعر نظ ار لوجود نية لدى‬
‫المصدر بالقضاء على منافسيه أو على األقل إجبارهم على عقد اتفاق احتكاري معه؛‬
‫‪ ‬سياسة اإلغراق بتخفيض سعر العملة (سعر الصرف) من حيث مركز الحسابات الخارجية أو‬
‫القوة الشرائية‪ ،‬لزيادة قدرة المنتجين والمنتجات الوطنية على المنافسة في األسواق الخارجية؛‬
‫‪ ‬استغالل ميزة األيدي العاملة منخفضة األجر أو السعر‪ ،‬مما يمكن المنافس األجنبي من التغلب‬
‫على منتجين يعملون في بيئات اجتماعية أكثر تقدما؛‬

‫‪ .1.2.1‬أنواع اإلغراق‬

‫توجد ثالث أشكال من اإلغراق تتبعها الدول المصدرة يمكن إدراجها فيما يلي‪:‬‬

‫اإلغراق الطارئ (العارض)‬ ‫أ‪.‬‬

‫تفسره الظروف االستثنائية الخاصة‪ ،‬حيث تلجأ إليه الدولة عندما يحصل فائض لديها من سلعة معينة‪،‬‬
‫فتقوم بتسويق الفائض السلعي إلى األسواق الخارجية بدال من إتالفه ‪ ،‬فتتكبد خسارة عالية‪ ،‬وتنتج هذه‬
‫الحالة بسبب سوء في تقدير المنتج لحالة السوق المحلي من السلعة محل التصدير فيقوم بتصديرها بدل‬
‫اللجوء إلى تخفيض أسعارها ثم العمل على رفعها في وقت الحق‪.‬‬

‫لذلك فتراكم المخزون السلعي من منتوج ما قد يضر بالسوق المحلية‪ ،‬وبالتالي يكون المنتج على‬
‫استعداد لتصدير هذا المخزون بأقل من السعر للحفاظ على السوق المحلية‪ ،‬ونظ ار للطابع الزمني المرتبط‬
‫باإلغراق الطارئ فهو ينتهي قبل أن يجذب االنتباه إليه‪.‬‬

‫ب‪ .‬اإلغراق قصير األجل‬

‫يهدف اإلغراق قصير األجل لغرض معين وينتهي بانتهاء الغرض المنشأ من أجله‪ ،‬أي تحقيق أهداف‬
‫محددة من قبل الدولة المصدرة من خالل تخفيض سعر البيع للمنتوج خالل فترة مؤقتة بقصد فتح األسواق‬

‫‪37‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫األجنبية وتثبيت أقدام المغرق فيها‪ ،‬لذلك فتخفيض األسعار في األسواق الخارجية بسمح بالمحافظة على‬
‫الوضع التنافسي أو مواجهة وتجنب المنافسة الطارئة التي تشير إليها ظروف معينة‪ ،‬إضافة إلى الرغبة‬
‫في القضاء على منافس معين وطرده من السوق او تهديده حتى يضطر إلى االتفاق‪.‬‬

‫وينطوي اإلغراق قصير األجل على خسارة كبيرة يقبل المصدر أو المنتج تحملها إلى حين انتهاء‬
‫الهدف من اإلغراق‪ ،‬ثم يعود لتعويض الخسائر‪.‬‬

‫ويعتبر هذا اإلغراق هداما ونوعا من الحروب التجارية أو االقتصادية غير المشروعة التي ال تلقى‬
‫تأييدا‪ ،‬كما أنه يسهم في هدم الصناعة الوطنية مباشرة في حالة الكفاءة األقل‪ ،‬إضافة إلى األثر الهدام‬
‫الذي يلحقه بهيكل الجهاز اإلنتاجي واتجاهات التجارة الخارجية للدولة‪.‬‬

‫ج‪ .‬اإلغراق الدائم‬

‫يرتبط اإلغراق الدائم بسياسة دائمة تقوم على وجود احتكار في السوق المحلية‪ ،‬واالحتكار يعتمد على‬
‫وجود حماية لإلنتاج من خالل القيود الجمركية (القيود الجمركية تولد االحتكار واالحتكار يولد اإلغراق)‪،‬‬
‫وال يفترض هذا النوع من اإلغراق االستمرار في تحمل الخسائر‪.‬‬

‫وتعمد بعض الدول إلى السيطرة على األسواق المغرقة لفترات طويلة‪ ،‬للحماية والوقاية من المنافسة‬
‫األجنبية‪ ،‬وهذا ما يحتاج إلى أساليب وطرق فعالة قادرة على السيطرة على تلك األسواق خصوصا في‬
‫حالة عدم وجود قوانين جمركية ذات فعالية في الدول المستهدفة‪ ،‬أو قوانين لحماية اإلنتاج تحد من النتائج‬
‫الفعالة لعمليات اإلغراق الدائم‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬شروط نجاح اإلغراق‬

‫يجب توفر مجموعة من الشروط لنجاح سياسة اإلغراق وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬يتم البيع في األسواق الخارجية بسعر مختلف عن السعر المحلي للدولة المنتجة للسلعة‪ ،‬كما ال‬
‫يتم اشتراط انخفاض األسواق الخارجية عن التكلفة الحدية للسلعة أو الخدمة المنتجة‪ ،‬وما يزيد‬
‫من نجاح هذه السياسة انخفاض تكلفة السلع وجودتها أو أن تتم عملية البيع لدول فقيرة ذات‬
‫الموارد المالية المحدودة في سبيل الحصول على سلع ذات جودة عالية؛‬

‫‪38‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬يتم بيع السلع المصدرة للسوق المحلي واألسواق الخارجية في نفس الوقت أو في وقت واحد‪ ،‬حتى‬
‫ال يحدث انخفاض في أسعار سلعة معينة موجهة للتصدير‪ ،‬والتي تباع بسعر أقل من السعر‬
‫المحلي لذلك ال بد من مقارنة األسعار لبيع السلع في الداخل والخارج في نفس الوقت؛‬
‫‪ ‬توفر شروط واحدة للبيع في األسواق الداخلية والخارجية‪ ،‬نظ ار ألن االختالف يؤثر على طريقة‬
‫التسعير؛‬
‫‪ ‬ضرورة انفصال األسواق عن بعضها‪ ،‬مما يجعل من السهل على المحتكر التمييز في األسعار‬
‫التي يفرضها على مختلف األسواق كل بحسب ظروفه‪ ،‬وباألخص حسب مرونة الطلب السائدة‬
‫فيه‪ ،‬فحيث المرونة قليلة يبيع بسعر مرتفع وحيث المرونة عالية يبيع بسعر منخفض‪ ،‬وبحسم آلية‬
‫التحليل السوقية يوجد شرطين أساسين‪:‬‬
‫‪ ‬تحقيق وضعية المنافسة غير الكاملة‪ ،‬حتى تتمكن المؤسسات من التحكم في تحديد أسعارها‪،‬‬
‫بدال من اعتبار األسعار كمعطيات في السوق؛‬
‫‪ ‬تتطلب سياسة اإلغراق تجزئة األسواق‪ ،‬حتى ال يسهل على المستهلكين في الداخل الحصول‬
‫على السلع الموجهة للتصدير‪ ،‬وهو ما يعتمد على سياسة جمركية فعالة من قبل الدولة‬
‫المصدرة قادرة على منع السلع المصدرة من العودة إلى السوق المحلية‪ ،‬ومن ثم بيعها بأسعار‬
‫جديدة‪ ،‬وتصبح حينئد كضريبة تفرضها الدولة على نفسها بطريقة غير مباشرة؛‬

‫إذا تحققت الشروط سالفة الذكر‪ ،‬يمكن القول أن نجاح سياسة اإلغراق للمؤسسة المحتكرة وزيادة القدرة‬
‫على االستفادة منها‪.‬‬

‫‪ ‬مثال عن دور سياسة اإلغراق في تعظيم األرباح‬

‫تقوم مؤسسة معينة ببيع ‪ 1111‬وحدة من منتوجها في السوق المحلي‪ ،‬و ‪ 111‬وحدة يتم تصديرها‬
‫للخارج‪ ،‬حيث يقدر سعر بيع المنتوج بـ ‪ 51‬دوالر للوحدة في الداخل‪ ،‬بينما يسوق للخارج بـ ‪ 16‬دوالر‬
‫للوحدة‪،‬‬

‫بناءا على المعطيات السابقة يمكن الحكم بسهولة على استراتيجية تعظيم األرباح‪ ،‬والتي تتجسد من‬
‫خالل زيادة وتعظيم حجم المبيعات في السوق المحلي بدل السوق األجنبي لتعظيم منفعة ومصلحة‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫لنفرض اآلن أن قيام المؤسسة ببيع وحدة واحدة إضافية في السوق المحلي (الوطني) أو السوق‬
‫األجنبي يتطلب تخفيض السعر بـ ‪ 0,01‬دوالر ليصبح بذلك السعر المحلي عند قيمة ‪ 19,99‬دوالر‬
‫والسعر األجنبي هو ‪ 14,99‬دوالر‪.‬‬

‫من خالل المعطيات السابقة يمكن مالحظة ما يلي‪:‬‬

‫‪ /1‬يعني بيع وحدة واحدة إضافية في الداخل زيادة في االيرادات بـ ‪ 19,99‬دوالر‪ ،‬لكنه يخفض االيرادات‬
‫من جهة أخرى حول مبيعات الـ ‪ 1111‬وحدة األول‪ ،‬والتي كانت تباع بـ ‪ 51‬دوالر وذلك بمقدار‬
‫‪11‬دوالر‪.‬‬

‫بيع األلف وحدة‬ ‫‪20  1000 = 20 000$‬‬

‫بيع وحدة إضافة في الداخل (إيراد إضافي)‬ ‫‪19,99  1 = 19,99 $‬‬

‫بيع ‪ 1111‬وحدة بالسعر الجديد‬ ‫‪19.99  1000 = 19 999$‬‬

‫التكلفة غير المباشرة (الخسارة)‬ ‫‪20 000 – 19 999 = 10$‬‬

‫ومنه فاإليراد الحدي من بيع وحدة هو‪:‬‬

‫‪19,99 – 10 = 9,99$‬‬

‫‪ /5‬زيادة حجم الصادرات بوحدة إضافية يعني تخفيض السعر بـ ‪ 0,01‬دوالر ومنه‪:‬‬

‫بيع ‪ 111‬وحدة‬ ‫‪15  100 = 1500$‬‬

‫بيع وحدة إضافية (إيراد إضافي)‬ ‫‪14.99  1 = 14.99$‬‬

‫بيع ‪ 111‬وحدة بسعر جديد‬ ‫‪14,99 100 = 1499$‬‬

‫التكلفة غير المباشرة (الخسارة)‬ ‫‪1500 – 1499 = 1$‬‬

‫وبالتالي اإليراد الحدي لبيع وحدة إضافية هو‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪14,99 – 1 = 13,99$‬‬

‫وعليه من صالح المؤسسة المنتجة الوطنية تطوير الصادرات إلى األسواق الخارجية بدال من المبيعات‬
‫المحلية‪ ،‬حتى وان كان سعر تصدير المنتجات أقل من أسعار البيع المحلية أو الوطنية‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬شروط تطبيق إجراءات مكافحة اإلغراق‬

‫ال تطبق إجراءات مكافحة اإلغراق إال من خالل توفر الظروف المنصوص عليها في المادة السادسة‬
‫من إتفاقية الجات (اإلتفاقية العامة للتعريفة الجمركية للتجارة) لسنة ‪ ،1118‬والتي تنص على حق‬
‫األطراف المتعاقدة في وضع إجراءات لمكافحة اإلغراق ضد الواردات التي تكون أسعارها أقل من قيمتها‬
‫العادية أو القيمة السائدة في السوق المحلية للدول المصدرة‪ ،‬وذلك بموجب تحقيق يتم إجراءه للتأكيد بأن‬
‫اإلغراق سبب في اإلضرار بالصناعة المحلية داخل الدولة المستوردة‪.‬‬

‫ولقد جاء في البند الجديد الخاص بجولة األوروغواي بأنه يجب وقف مختلف اإلجراءات المضادة‬
‫لإلغراق بعد مرور خمسة سنوات على اتخاذها‪ ،‬ما لم توضح السلطة المحلية المعنية على ضوء تحقيق‬
‫يجري بهذا الشأن‪ ،‬أنه بإزالة هذا اإلجراء سوف يستمر اإلغراق‪.‬‬

‫لذلك فلتطبيق هذه المادة اشترط االتفاق ضرورة قيام الدولة المستوردة بإثبات العالقة بين اإلغراق‬
‫والضرر على صناعتها المحلية‪ ،‬وتحديد المتغيرات االقتصادية المؤثرة في النشاط اإلنتاجي أو الصناعي‪،‬‬
‫ومنه فقد نص اإلتفاق على الوقت الفوري ألي تحقيق في حاالت اإلغراق إذا كان هامش اإلغراق أقل من‬
‫‪ 5‬من سعر تصدير المنتج‪ ،‬أو إذا كانت الكمية المستوردة من دولة معينة متهمة باإلغراق أقل من‬
‫‪ 1‬من الواردات الكلية للمنتج‪ ،‬وهذا حتى يعتبر حالة إغراق تتطلب تطبيق اإلجراءات المضادة‬
‫لمكافحتها‪.‬‬

‫أ‪ .‬الشروط‬

‫يجب توفر ثالثة شروط لسياسة واجراءات مكافحة اإلغراق حتى تنسجم من الناحية القانونية والعملية‬
‫مع النظام التجاري العالمي وتتمثل في‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫الشرط األول‪ :‬يجب أن تحدد الدولة حجم اإلغراق الذي يصيبها بمقارنة السعر المحلي للسلعة بسعر‬
‫التصدير‪ ،‬واثبات انخفاض األخير‪ ،‬أو مقارنة تكلفة إنتاج السلعة في البلد المصدر مع سعر بيعها‬
‫للخارج‪ ،‬حيث يوجد اإلغراق بارتفاع قيمة تكلفة اإلنتاج عن سعر البيع‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬يجب على الدولة إثبات الضرر الذي تتحمله‪ ،‬ألنه شرط ضروري لوقف اإلغراق وتبريره‬
‫التخاذ اإلجراءات التجارية المضادة له‪.‬‬

‫الشرط الثالث‪ :‬يجب أن ال يكون مبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على السلعة محل اإلغراق أكبر من‬
‫الفرق بين سعر استهالك السلعة في الدولة المصدرة وسعرها في البلد المستورد‪ ،‬كما يتعين عدم تحيز‬
‫الرسوم‪ ،‬فال يجوز فرضها على سلعة دولة ما دون سلعة مماثلة لدولة أخرى‪.‬‬

‫ب‪ .‬اإلجراءات‬

‫إذا أثب تت األطراف المتضررة وجود حالة أو حادثة اإلغراق بشروطها والتي سببت أض ار ار في الصناعة‬
‫المحلية‪ ،‬وتمت عملية اإلخطار العام فإن االتفاقية حددت اإلجراءات والتدابير التي يمكن إتباعها والمتمثلة‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬اإلجراءات المؤقتة‬

‫تتخذ عن طريق فرض رسم مؤقت أو ضمان مؤقت‪ ،‬فالرسم أو الضريبة الجمركية المؤقتة تفرض على‬
‫السلع المغرقة‪ ،‬اما الضمان المؤقت فيتمثل في تقديم وديعة نقدية أو ضمان مصرفي (سند)‪ ،‬بقدر قيمة‬
‫رسم مكافحة اإلغراق‪ ،‬وال تطبق اإلجراءات إال خالل ‪ 51‬يوم من بدأ التحقيق‪ ،‬كما ال يتجاوز التطبيق ‪5‬‬
‫أشهر‪.‬‬

‫‪ ‬اإلجراءات الرئيسية‬

‫عند تحديد حالة اإلغراق يمكن إيقاف رسوم مكافحته‪ ،‬بتقديم المصدر لتعهدات بمراجعة أسعاره أو‬
‫وقف صادراته‪ ،‬وتقتنع الدولة بزوال اآلثار الضارة لإلغراق‪ ،‬وال يجوز تجاوز زيادات األسعار لما هو‬
‫ضروريا إلزالة هامش اإلغراق‪ ،‬ويفضل أن تكون أقل منه إذا كانت كافية إلزالة الضرر الالحق بالصناعة‬
‫المحلية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬فرض رسوم مكافحة اإلغراق ومدة سريان اإلجراءات‬

‫عند التأكد من وجود اإلغراق وضرره‪ ،‬وبعد فرض رسم يفضل أن يكون أقل من هامش الضرر‪ ،‬يمكن‬
‫أن تراجع السلطات استمرار فرض الرسم بمبادرة منها عند وجود مبررات تقدم معلومات إيجابية تعزز‬
‫ضرورة المراجعة‪ ،‬أو قد تؤدي إلى إنهاء الرسم فورا‪ ،‬ويجب أن ال تتعدى مدة فرض الرسم ‪ 6‬سنوات‬
‫إبتداءا من تاريخ فرضه إال إذا استمر اإلغراق وضرره بإنهاء الرسم‪.‬‬

‫‪ ‬األثر الرجعي‬

‫إذا لم تتقدم السلطات المعنية بإجراء مؤقت عن واقعة اإلغراق وثم إجراء التحقيق مباشرة‪ ،‬يمكنها فرض‬
‫رسوم مكافحة اإلغراق بأثر رجعي حسب الضرر بسبب أسعار الواردات‪ ،‬وهذا في حالة توافر اإلثباتات‬
‫الكافية‪ ،‬أما إذا تم بدء التحقيق بعد بيع كمية من الواردات في السوق المحلي فإنه لن يتم فرض رسوم‬
‫مكافحة اإلغراق بأثر رجعي على الكمية المباعة او المستهلكة‪.‬‬

‫‪ ‬إجراءات مكافحة اإلغراق نيابة عن بلد ثالث‬

‫يمكن أن تقوم الدولة المتضررة بتقديم طلب إلى إحدى الدول المستوردة لسلعها حتى تقوم بإجراءات‬
‫مكافحة اإلغراق‪ ،‬بتوضيح كل النقاط التي تؤدي إلى التأثير السلبي على الصناعات المحلية لهذه الدول‪،‬‬
‫ويبقى القرار النهائي لها للموافقة على الطلب‪ ،‬بعدها يتم إبالغ "مجلس التجارة في السلع" ليعطيه الموافقة‬
‫على القيام باإلجراءات‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬آثار اإلغراق‬

‫تؤثر سياسة اإلغراق على كل من‪ :‬الدول المصدرة‪ ،‬الدول المستوردة والمستهلكين في كلتا الدولتين‪.‬‬

‫أ‪ .‬أثر سياسة اإلغراق على الدول المصدرة‬

‫تعمل سياسة اإلغراق على زيادة حجم الصادرات للدول المصدرة‪ ،‬مادمت تتوفر األسواق القابلة‬
‫لمنتجاتها بسبب إمكاني تصريفها بسهولة‪ ،‬مما يؤدي إلى استمرار حلقة اإلنتاج داخل الدولة وزيادة‬
‫مستوياتها‪ ،‬وبالتالي ارتفاع حجم الناتج القومي وفعالية آلية توزيع المداخيل الناتجة عن زيادة الدخل‬

‫‪43‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫الوطني‪ ،‬مما يؤدي إلى مستويات عالية من الرفاهية االجتماعية‪ ،‬خاصة بالنسبة للمواطنين الداخلين في‬
‫عملية اإلنتاجية‪.‬‬

‫أما مستويات األسعار فتتبع التكاليف الحدية‪ ،‬فإذا كانت التكاليف الحدية ثابتة فزيادة اإلنتاجية سيترتب‬
‫عليها إرتفاع في األسعار‪ ،‬أما إذا كانت التكاليف متناقصة فستؤدي سياسة اإلغراق إلى تخفيض أسعار‬
‫السلع‪.‬‬

‫ب‪ .‬أثر اإلغراق على الدول المستوردة‬

‫يستوجب اإلغراق ضرورة إتخاذ إجراءات حمائية نظ ار لألضرار التي تمس الصناعات المحلية وشروط‬
‫التجارة خاصة في حالة اإلغراق قصير األجل ذو اآلثار الهدامة‪ ،‬أما بالنسبة لإلغراق الدائم فهو غير‬
‫ملحق للضرر بشرط حصول الدولة المستوردة على أسعار منخفضة بالنسبة للمستهلكين للسلع تامة‬
‫الصنع‪ ،‬وكذلك الحال بالنسبة للمنتجين المحليين بحصولهم على مدخالت اإلنتاج بأسعار منخفضة‪،‬‬
‫األمر الذي يتيح إمكانية دخولهم في سياسة منافسة على الصعيدين الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫ج‪ .‬أثر اإلغراق على المستهلكين في الدول المنتجة‬

‫ال يؤثر اإلغراق على المستهلك إذا لم يتم تخفيض سعر السلع داخل الدولة المنتجة‪ ،‬كما أن المنتج ال‬
‫يتأثر إذا كانت السلعة المصدرة تامة الصنع‪ ،‬أما إذا كانت مادة خام وتدخل في صناعات أخرى‪،‬‬
‫فسيتضرر جراء عملية التصدير ألن تكلفة السلع التي تتكون من المواد األولية تكون أقل من تكلفة‬
‫اإلنتاج لنفس السلعة في الدولة المصدرة‪.‬‬

‫د‪ .‬أثر اإلغراق على المستهلكين في الدولة المستوردة‬

‫يحصل المستهلك في الدولة المستوردة على السلع بأقل تكلفة إال أن سياسة اإلغراق قد تلحق الضرر‬
‫بالصناعات المحلية التي ال تستطيع المنافسة في السوق وخصوصا ما يتعلق بالمنافسة السعرية‪.‬‬

‫‪ .2.1‬اإلعانات‬

‫قد يواجه المنتجون داخل الدولة مشاكل مادية وتقنية تمنعهم من الوصول إلى األسواق الخارجية‪،‬‬
‫خصوصا في ضل المنافسة القوية من قبل المنتجين األجانب‪ ،‬لذلك تعمد بعض الدول إلى تفعيل وتنمية‬

‫‪44‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫العملية التصديرية لديهم من خالل تقديم المعونات والمساعدات‪ ،‬لذلك تعد اإلعانات من األدوات السعرية‬
‫التي تستخدم في مجال التجارة الخارجية وسياساتها‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬تعريف اإلعانات‬

‫تسمى بإعانات التصدير‪ ،‬ويقصد بها دعم الدولة للمؤسسات المحلية التي توجه جزءا من إنتاجها إلى‬
‫األسواق الخارجية‪ ،‬لزيادة قدرتهم على التنافس فيها‪ ،‬والرفع من حصصهم التوزيعية والتسويقية على‬
‫مستواها‪ ،‬وتشمل على مختلف المزايا والتسهيالت والمنح النقدية المقدمة للمنتج الوطني بما يحقق وضعا‬
‫تنافسيا أفضل سواء في السوق المحلي أو األجنبي‬

‫لذلك يتم من خالل هذه الطريقة قيام الدولة بدفع اإلعانات إلى المنتجين الوطنيين بهدف التشجيع على‬
‫تصدير سلعهم‪ ،‬التي تنتج من قبلهم بأسعار منافسة في السوق الخارجي‪ ،‬وهو ما يمكنهم من خفض‬
‫األسعار التي يبيعون على أساسها‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬أنواع اإلعانات‬

‫تنقسم اإلعانات إلى إعانات مباشرة وغير مباشرة‬

‫أ‪ .‬اإلعانات المباشرة‬

‫تتمثل في تقديم مبالغ مالية من قبل الدولة إلى المنتجين المصدرين‪ ،‬في صورة مساعدات عينية أو‬
‫نقدية على أساس قيمة أو نوع السلعة‪ ،‬حتى يستطيع المصدرين المنافسة بأسعار منتجاتهم أمام األسعار‬
‫التي تقابلهم في األسواق الخارجية‪ ،‬وفي هذه الحالة تتحمل الدولة الجزء المكمل لثمن البيع من قبل‬
‫المصدر‪.‬‬

‫وتعتبر اإلعانات المباشرة الشكل األبسط واألكثر انتشا ار لتسهيل عملية الدخول إلى األسواق العالمية‪،‬‬
‫وحاليا يتم استخدامها بشكل كبير أو في الغالب لدعم السلع الزراعية‪ ،‬ونظ ار ألن التدابير المضادة لهذه‬
‫السياسة على مستوى الدولي‪ ،‬تحدث خالال في شروط التجارة الخارجية‪ ،‬نجد منظمة التجارة العالمية في‬
‫سعي دائم للحد من تقديم الدعم في صورة إعانات مباشرة للتصدير‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫ب‪ .‬اإلعانات غير المباشرة‬

‫تتمثل في منح المشروع بعض االمتيازات بهدف تحسين قدرته المالية (مركزه المالي)‪ ،‬من خالل‬
‫اإلعفاءات الضريبية لصالح المنتجين أو تخفيض تكاليف النقل أو تحملها بأن يتم النقل بواسطة وسائل‬
‫نقل حكومية‪ ،‬إضافة إلى منح المنتجين قروض بفوائد قليلة من البنوك الصناعية في إطار عملية الربط‬
‫بين األهداف االقتصادية‪ ،‬النقدية والتجارية وغير ذلك من اإلعانات الرامية لدعم قدرة المنتجين الوطنيين‬
‫للتنافس في األسواق الخارجية بخفيض األسعار التي تباع المنتجات على أساسها‪.‬‬

‫لكن ما يمكن مالحظته أنه مهما تنوعت وسائل الدعم للصادرات وازدادت حدة المنافسة بين الدول‬
‫لتقديمها فإن قا عدة البقاء تبقى لألقوى‪ ،‬بمعنى احتمال سيطرة إحدى الدول على السوق في المستقبل‪ ،‬كما‬
‫أن ما يقلل من أهمية اإلعانات ما تفرضه الدول األخرى من رسوم إضافية تعرف بالرسوم التعويضية‬
‫على دخول السلع المعانة ألراضيها‪ ،‬لذلك فدعم الدولة لصادراتها عادة ما يقابل بموقف مماثل من الدول‬
‫األخرى المنافسة والتي تسعى دائما إلى الحفاظ على مركزها التنافسي في السوق الدولية‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬آثار تطبيق اإلعانات‬

‫يمكن فهم أثر تطبيق اإلعانات من خالل افتراض أن الدعم الحكومي للمصدرين يقدم على شكل‬
‫مدفوعات نقدية ثابتة ‪ S‬مقابل كل وحدة مصدرة‪ ،‬والشكل الموالي يبين أثر إعانات التصدير بافتراض أن‬
‫الدول المصدرة صغيرة وبالتالي توجه منحنى طلب عالمي ال نهائي المرونة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪P‬‬
‫‪D‬‬ ‫‪S‬‬
‫‪Pd‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪pw‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪S‬‬ ‫‪D‬‬
‫‪Q‬‬
‫‪Q1‬‬ ‫‪Q2‬‬ ‫‪Q3‬‬ ‫‪Q4‬‬

‫يبين الشكل اآلثار االقتصادية الجزئية إلعانات التصدير في حالة دولة صغيرة‪ ،‬حيث نالحظ أن‬
‫التأثير المباشر إلعطاء المصدرين دعما بمقدار ‪ S‬للوحدة هو رفع سعر المصدرين من السعر العالمي‬
‫‪ Pm‬إلى السعر ‪ Pd‬والذي يزيد من السعر العالمي بمقدار )‪ ،(Pd = Pm+ S‬وبما أن الدعم متاح للمنشآت‬
‫في حالة البيع في السوق المحلية‪ ،‬فإن هذه المشآت لن تكون مستعدة للبيع للمستهلكين المحليين إال إذا‬
‫دفعوا السعر المرتفع ‪ ،Pd‬ونتيجة لهذا التغيير السعري تتأثر كميات كل من االستهالك‪ ،‬اإلنتاج‬
‫والتصدير‪ ،‬فارتفاع السعر يقلل كمية االستهالك من ‪ Q2‬إلى ‪ Q1‬ويزيد كمية اإلنتاج من من ‪ Q3‬إلى ‪Q4‬‬
‫مما يؤدي إلى زيادة الصادرات من ‪ Q2 Q3‬إلى ‪ ،Q1 Q4‬وبالتالي فالدعم الحكومي يكلف المساحة‬
‫‪ 5+1+8‬باإلضافة إلى ذلك فإن فائض المستهلكين يقبل بمقدار المساحة ‪ 1+5‬في حين أن فائض‬
‫المنتجين يزيد بمقدار المساحة ‪ ،1+5+1‬وبذلك تكون خسارة المجتمع الصافية تساوي ‪ ،8+5‬المساحة ‪5‬‬
‫تمثل التراجع في الكفاءة االستهالكية بسبب طلب المستهلكين كميات أقل مما يجب الرتفاع السعر الذي‬
‫يدفعونه إلى ‪ ،Pd‬في حين كان بإمكانهم شراء هذه الكمية باألسعار العالمية المنخفضة ‪ ،Pm‬ونالحظ أن‬
‫الكمية ‪ Q1‬و ‪ Q2‬تستهلك من قبل األجانب الذين يحصلون عليها بالسعر العالمي ‪ Pm‬في حين أنها‬
‫كانت قبل الدعم تستهلك من قبل المستهلكين المحليين الذين كان يقيمونها مساحة منحنى طلبهم ‪،DD‬‬

‫‪47‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫وذلك فالمساحة ‪ 5‬تعتبر خسارة ضائعة على المستهلكين المحليين‪ ،‬أما المساحة ‪ 8‬فتمثل التراجع في‬
‫كفاءة اإلنتاج نتيجة التوسع فيه إلى مستوى أكبر مما يجب بسبب إعطاء الدعم‪ ،‬وهي تمثل التكاليف التي‬
‫يتحملها االقتصاد أو خزينة الدولة‪ ،‬أي المساحة تحت المنحنى‪ SS‬بحدود الكمية ‪ Q3‬إلى ‪ ،Q4‬وبالتالي‬
‫فإن إعانات التصدير تؤدي إلى إعادة توزيع الدخل من المستهلكين إلى المنتجين والى عوامل اإلنتاج‬
‫المتخصصة في صناعة التصدير‪.‬‬

‫لذلك فاآلثار الناجمة عن تطبيق اإلعانات تكون بارتفاع السعر في الدولة المصدرة وانخفاضه في‬
‫الدولة المستوردة‪ ،‬وبالتالي خسارة المستهلكين في الدولة المصدرة وربحهم في الدولة المستوردة‪ ،‬بينما يربح‬
‫المنتجون في الدولة المصدرة علال عكس المستوردة‪ ،‬كما تخسر الحكومة في البداية نتيجة إنفاق التعويض‬
‫للمنتجين وبتشكل العوائد من سياسة اإلعانات تزيد مواردها‪.‬‬

‫والجدول الموالي يبين اآلثار السابقة الذكر‪:‬‬

‫الحكومة‬ ‫املنتجين‬ ‫املستهلكين‬ ‫ألاسعار‬


‫‪+ -‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫دولة مصدرة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫دولة مستوردة‬

‫‪ .2.1‬تخفيض سعر الصرف‬

‫تقوم بعض الدول بإتباع سياسات مصرفية‪ ،‬تعتبر من السياسات الداعمة للسياسات السعرية التجارية‬
‫من أجل ضبط الوضع المالي واالقتصادي لصالح شروط التجارة الدولية‪ ،‬وتتمثل في تخفيض سعر‬
‫الصرف‪.‬‬

‫‪ .1.2.1‬معنى التخفيض لسعر الصرف‬

‫يقصد بتخفيض سعر الصرف كل تخفيض تقوم به السلطات النقدية عمدا في قيمة العملة الوطنية‬
‫مقومة بالعملة األجنبية‪ ،‬وذلك بشكل قانوني أو فعلي‪ ،‬وبهذا المعنى فإن التخفيض ينعكس على األسعار‪،‬‬

‫‪48‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫بانخفاض األسعار المحلية مقومة بالعمالت األجنبية‪ ،‬وارتفاع األسعار األجنبية مقومة بالعملة المحلية أو‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫ولتخفيض سعر الصرف مجموعة من األسباب أو األهداف تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬عالج االختالل في ميزان الصرف تغير من نظرة المستهلكين في الداخل والخارج مما يؤدي إلى‬
‫تشجيع الصادرات وتقييد الواردات؛‬
‫‪ ‬الحد من خروج رؤوس األموال للخارج‪ ،‬وتشجيع دخولها لالقتصاد الوطني؛‬
‫‪ ‬يمكن أن يهدف تخفيض سعر الصرف إلى زيادة دخل بعض الفئات االجتماعية‪ ،‬خاصة بتسهيل‬
‫تصريف منتجاتهم في األسواق الدولية‪ ،‬إضافة إلى تخفيض عبء مديونيتهم؛‬
‫‪ ‬زيادة موارد خزينة الدولة خاصة من خالل األثر اإليجابي على ميزان المدفوعات بتحقيق فوائض‬
‫مالية تسمح بزيادة الموارد المالية لخزينة الدولة؛‬

‫‪ .1.2.1‬آثار تخفيض سعر الصرف‬

‫توجد العديد من اآلثار التي تتسرب عن طريق آلية تخفيض سعر الصرف للتأثير على أسعار السلع‬
‫وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬انخفاض أسعار الصادرات المحلية وارتفاع قيمة الواردات األجنبية‪ ،‬ويتوقف هذا األثر على درجة‬
‫مرونة الطلب لتغيرات األسعار الناشئة عن التخفيض؛‬
‫‪ ‬عادة ما يؤدي تخفيض سعر الصرف إلى زيادة عبء المديونية الخارجية‪ ،‬حيث أن تقويم‬
‫االلتزامات أو الديون المستحقة على الدولة يكون بعملة الدولة التي تم االقتراض منها‪ ،‬أو بعمالت‬
‫أجنبية أخرى؛‬
‫‪ ‬قد يكون لخفيض سعر الصرف أثر مباشر على رفع مستوى الدخل في االقتصاد الوطني وذلك‬
‫نتيجة زيادة الصادرات وانخفاض الواردات‪ ،‬إال أن ارتفاع مستويات الدخل قد يؤدي بدوره إلى‬
‫زيادة الطلب المحلي على الواردات؛‬

‫‪49‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬ارتفاع األسعار المحلية بسبب العديد من العناصر أهمها ضعف ثقة األفراد في العملة المحلية‪،‬‬
‫إضافة إلى ارتفاع نفقات المعيشة‪ ،‬خاصة إذا اعتمدت الدولة على الواردات بالنسبة للسلع‬
‫الضرورية وكان إنتاج الصادرات غير مرن؛‬

‫يمكن القول أن تخفيض سعر الصرف يمثل خط ار على قيمة العملة الوطنية إذا ما تكرر استخدامه‬
‫لتحقيق التوازن الخارجي وتنشيط الصادرات‪ ،‬حيث ال يعتبر وسيلة آلية لمعالجة العجز في ميزان‬
‫المدفوعات‪ ،‬بل يتطلب دعم سياسة التخفيض للسياسة االقتصادية العامة للدولة لتكملة األدوات المحققة‬
‫لألهداف النهائية الخاصة بالتجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ .2.1‬األدوات المباشرة للسياسة التجارية‬

‫تعرف باألدوات الكمية والتي تختلف عن األدوات السعرية السابقة الذكر وتتمثل خاصة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬نظام الحصص‪ ،‬حيث تقوم الدولة بتحديد الكمية المصدرة من سلعة معينة خالل فترة زمنية معينة‬
‫على أساس عيني بالكميات وقيمي بالمبالغ النقدية؛‬
‫‪ ‬الخطر أو المنع‪ ،‬والذي يعرف على أنه قيام الدولة بمنع التعامل مع أسواق خارجية معينة‪،‬‬
‫ويشمل الصادرات أو الواردات ويأخذ شكلين رئيسيين؛‬
‫‪ ‬خطر كلي بمنع التبادل التجاري كلية مع الدول األجنبية‪ ،‬واعتماد سياسة االكتفاء الذاتي‬
‫والعيش في عزلة عن العالم الخارجي؛‬
‫‪ ‬خطر جزئي‪ ،‬من خالل قيام الدولة بمنع التعامل مع بعض األسواق لبعض الدول األجنبية‬
‫وخاصة بسلع معينة؛‬
‫‪ ‬تراخيص االستيراد‪ ،‬والتي تكون مصاحبة لتطبيق نظام الحصص‪ ،‬وتتمثل في عدم السماح‬
‫باستيراد بعض السلع إال بعد الحصول على ترخيص أو إذن سابق من الجهة اإلدارية المختصة‬
‫بذلك؛‬

‫إضافة إلى مختلف أدوات السياسة التجارية التي تم التعرض إليها نجد أيضا كال من‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬القيود اإلدارية أو القيود الغير تعريفية التي تضعها الدولة من أجل توجيه وتحديد التجارة الخارجية‬
‫في صورة ترتيبات وتنظيمات متعلقة بالحصة والبيئة‪ ،‬األمن والحماية من التلوث إضافة إلى‬
‫تضمينها لترتيبات العالمات التجارية وتحديد المواصفات‪.....‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬األدوات التجارية والتي ترتبط خاصة بالعالقات الدولية كالمعاهدات التجارية‪ ،‬االتفاقيات التجارية‬
‫واتفاقيات الدفع الملحقة بها لتنظيم كيفية تسوية الحقوق وااللتزامات؛‬

‫‪51‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ .1‬مشاريع االستيراد والتصدير‬

‫يسمح التبادل الدولي بتنمية االقتصاد الوطني واألجنبي‪ ،‬لذلك يسعى قطاع التجارة الخارجية ألي دولة‬
‫إلى تعزيز وتحقيق االستقرار الداخلي والخارجي‪ ،‬هذا األخير الذي يعتمد بالدرجة األولى على وضعية‬
‫ميزان المدفوعات وتحسينها بزيادة الصادرات وتخفيض الواردات‪ ،‬وهو المسعى الذي يجب بلوغه بتنمية‬
‫القطاع اإلنتاجي الداخلي وضمان هيكل يتماشى وشروط التبادل التجاري الدولي‪ ،‬وعليه فالهيكل‬
‫االقتصادي ألي دولة‪ ،‬يتكون من مجموعة المؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري والخدماتي التي‬
‫تعمل على دعم النشاط التجاري‪ ،‬وفي هذا اإلطار نجد أهمية كبيرة لمشاريع االستيراد والتصدير في هيكل‬
‫التجارة الخاص بالدول وهو ما سوف نحاول التعرض إليه بالدراسة والتحليل‪.‬‬

‫‪ .1.1‬ماهية مشاريع االستيراد والتصدير‬

‫يعرف مشروع االستيراد والتصدير على أنه كل جهة تقوم بالتبادل التجاري الدولي‪ ،‬لذلك فالشركة‬
‫الصناعية التي تقوم بشراء عناصر العملية اإلنتاجية حسب احتياجاتها ضمن توليفة عملياتها‪ ،‬والمتمثلة‬
‫في المواد األولية والمنتجات النصف مصنعة من األسواق الدولية‪ ،‬ثم تسوق منتجاتها إلى األسواق نفسها‬
‫أو غيرها في صورتها النهائية بشكل كلي أو جزئي‪ ،‬يمكن تسميتها واعتبارها تقوم بأعمال االستيراد‬
‫والتصدير‪ ،‬ولن يتأثر ذلك إال من خالل وجود هيكل خاص ضمن المؤسسة يتمثل في قسم معين معين‬
‫يشرف على تنفيذ نشاط االستيراد والتصدير‪.‬‬

‫كما أن الشركة التجارية التي تتعامل أساسا مع األسواق األجنبية بالشراء والبيع‪ ،‬يمكن وصفها أيضا‬
‫بمشروع االستيراد والتصدير‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار لوجود مشاريع تتمثل طبيعة عملها في ممارسة‬
‫نشاط االستيراد والتصدير واعادة التصدير‪ ،‬وبالتالي فهي تقع في فئة المشاريع الخدماتية (مشاريع‬
‫خدمات)‪ ،‬وتتنوع صور نشاط المشاريع ذات الطابع الخدماتي حيث نجد شركات التأمين‪ ،‬التلخيص‬
‫التمويل والتسهيالت المرتبطة بالنقل‪ ،‬التخزين‪ ،‬الفحص والمعاينة‪.‬‬

‫بناءا على ما تقدم فإن كال من الشركات الصناعية والتجارية تعتبر مشاريعا لالستيراد والتصدير رغم‬
‫قيامها بهذه األعمال بصفة جزئية‪ ،‬وعندما نتكلم عن الصفة الكلية في األداء فنحن نتكلم عن شركات‬
‫االستيراد والتصدير كطابع عملي‪ ،‬كما أن ممارسة أعمال ونشاطات االستيراد والتصدير يجب أن يتم من‬

‫‪52‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫خالل وحدة أو وحدات إدارية داخل الهيكل التنظيمي ألي شركة‪ ،‬فحتى إن تم التبادل في اتجاه واحد يبقى‬
‫دور البحوث التسويقية لتحديد ظروف األسواق مهما وال يتم إال من خالل إدارة منظمة‪.‬‬

‫ولقد أدى توسعة النشاط االقتصادي الدولي إلى تنامي حجم التجارة الداخلية والخارجية‪ ،‬وزاد معه‬
‫مشاريع االستيراد والتصدير بشكل عمودي وأفقي‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬التوسع العمودي لمشاريع االستيراد والتصدير‬

‫يتمثل في إقامة فروع للمشروع في األسواق الدولية بهدف اختصار الوقت ودعم مراحل التوزيع أو‬
‫االستيراد من األماكن األصلية للمواد المستخدمة في اإلنتاج‪ ،‬غير أن هذا النوع من التوسع يعترضه‬
‫مشكل المسافة والبعد ذو الطابع الجغرافي‪ ،‬واإلقليمي للفرع عن المؤسسة األم‪ ،‬لذلك يمكن تجاوز هذه‬
‫العقبات بتأمين الخدمات المرافقة والمساعدة لمشروع االستيراد والتصدير وتحقيق أهدافه التجارية‪.‬‬

‫ولتنمية اتجاه الت وسع العمودي يمتد نشاط المشاريع إلى القيام بالزراعة واالستخراج للمواد األولية أو‬
‫القيام بتملكها داخل الدولة المستضيفة‪ ،‬والمنتجة أصال لمثل هذه المواد‪ ،‬وأكبر مثال على ذلك الشركات‬
‫األجنبية في أهم الحقول النفطية للدول النامية‪ ،‬وتعتبر الخدمات التسهيلية ذات أهمية كبيرة لمشاريع‬
‫االستيراد والتصدير لذلك تجد نفسها مضطرة إلى القيام بمختلف الخدمات الخاصة بالشحن والنقل إضافة‬
‫إلى خدمات التوزيع‪ ،‬التخزين‪ ،‬التعبئة والتغليف المرافقة لنشاطها‪ ،‬وباألخص في حالة الدول عديمة‬
‫اإلمكانيات و تستضيف مثل هذا النوع من المشاريع‪.‬‬

‫لذلك فضخامة حجم األعباء المالية المرتبطة بتأسيس هذا النوع من المشاريع وبتوسعها العمودي‪ ،‬يعيق‬
‫إمكانية تحقيقها بالنسبة للدول النامية‪ ،‬حيث تجد نفسها أمام أسباب عديدة نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬عدم الرغبة في تحمل المخاطر العديدة والمتنوعة؛‬


‫‪ ‬عدم توفر اإلمكانيات المالية لتحقيق التوسع المطلوب؛‬
‫‪ ‬ضعف كمية ونوع السلع التي تدخل في إطار السلع المدرة للربح؛‬
‫‪ ‬عدم توفر اإلمكانيات الفنية أو التقنية والتكنولوجيات الحديثة؛‬

‫‪53‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ .1.1.1‬التوسع األفقي لمشاريع االستيراد والتصدير‬

‫يعتمد هذا االتجاه على الرغبة في زيادة حجم النشاط وفي نفس الوقت محاولة تخفيض درجة المخاطر‬
‫التي يتعرض لها‪ ،‬والتوسع األفقي يتمثل في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة عدد األسواق التي يتعامل معها المشروع؛‬


‫‪ ‬زيادة عدد السلع التي يصدرها أو يستوردها المشروع؛‬
‫‪ ‬تؤدي زيادة عدد األسواق وعدد السلع إلى ارتفاع السلع احتمال تحقيق األرباح للمشروع؛‬

‫انطالقا من مبدأ التعويض سواء بين األسواق أو بين السلع المتداولة فيها‪.‬‬

‫‪ .1.1‬التنظيم اإلداري في مشاريع االستيراد والتصدير‬

‫يتم بناء التنظيم اإلداري لمشاريع االستيراد والتصدير من خالل فهم العالقة بينها وبين مشاريع األعمال‬
‫في إطار الهيكلة التنظيمية‪ ،‬حيث تعتبر مشاريع األعمال عبارة عن تنظيم اجتماعي يعمل على إرضاء‬
‫واشباع رغبات وحاجات العمالء المادية والمعنوية بطرق اقتصادية تجمع بين توليفة عناصر العمل متمثلة‬
‫في العنصر البشري‪ ،‬عنصر اإلنتاج‪ ،‬رأس المال والتنظيم اإلداري‪ ،‬مشاريع االستيراد والتصدير حسب‬
‫الخصوصيات السابقة تعتبر من مشاريع األعمال‪ ،‬كونها تقدم خدمات بغرض إرضاء واشباع الرغبات‬
‫واالحتياجات الخاصة باألفراد من خالل جمع السلع ونقلها من أماكن اإلنتاج إلى أماكن االستهالك‪،‬‬
‫إضافة إلى الخدمات المرتبطة بالتوزيع والتخزين‪ ،‬باالستعانة بالعنصر البشري وعنصر اإلنتاج كمعدات‬
‫والتجهيزات‪ ،‬ويتم ربط العنصرين باستخدام الجانب العملي اإلداري‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬التنظيم الداخلي في مشاريع االستيراد والتصدير‬

‫يعتبر بعد األسواق األجنبية واختالفها عن األسواق المحلية‪ ،‬من أهم العوامل التي قد تعيق نشاط‬
‫مشاريع االستيراد والتصدير‪ ،‬خاصة في حالة عدم قدرة القائمين اإلداريين للمشروع على دراسة طبيعة‬
‫األسواق الخارجية وأهم العناصر المحددة لتغيراتها‪ ،‬إضافة إلى اختالف النظم التشريعية والقانونية بين‬
‫دول العالم‪ ،‬دون إغفال أهم عنصر وهو المنافسة‪ ،‬شروطها وعوامل تعظيم الحصص السوقية‪ ،‬والتي‬

‫‪54‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫تخضع العتبارات داخلية وخارجية حسب الدول والمنتجات المسوقة‪ ،‬كل هذه العناصر مجتمعة تؤثر‬
‫كمشاكل حقيقية تعترض مشاريع االستيراد والتصدير مقارنة بالمشاريع المحلية البسيطة‪.‬‬

‫ويحدد قدرة مشروع االستيراد والتصدير للدخول إلى سوق أجنبية معينة‪ ،‬كيفية تعامله مع الظروف‬
‫االقتصادية‪ ،‬السياسية واالجتماعية المختلفة بين األسواق‪ ،‬لذلك تلجأ العديد من المشاريع للتعامل مع عدد‬
‫قليل من األسواق المتقاربة والمتشابهة لتخفيض تكاليف االتصال باألسواق‪.‬‬

‫وعليه فإن التنظيم اإلداري لمشاريع االستيراد والتصدير يرتبط بطبيعة المشاكل التي تعترض أرضية‬
‫عمل المشروع مما يزيد من تعقيدها في حالة تعددها وكبر حجمها‪ ،‬مما يزيد من أهمية الهيكل التنظيمي‬
‫لهذه المشاريع‪ ،‬خاصة في كيفية تقسيم ودمج االعتبارات السوقية ضمن الوحدات االدارية المعنية‬
‫باالستيراد والتصدير‪ ،‬ويزيد من احتماالت وبدائل التنظيم كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬إنشاء إدارة مستقلة لالستيراد والتصدير‬

‫يقوم هذا القسم أو اإلدارة بمختلف العمليات الخاصة بالتصدير واالستيراد باستثناء اإلنتاج الفعلي للسلع‬
‫أو الخدمات‪ ،‬ويتوقف حجم األعمال‪ ،‬فقد تكون مستقلة عن الشركة األم‪.‬‬

‫‪ ‬اإلدارة المستقلة للتصدير‬

‫يشرف عليها مدير الصادرات‪ ،‬كما يمكن أن يشرف عليها نائب رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬أما تنظيم اإلدارة‬
‫فيتم على أساس وظيفي أو جغرافي أو سلعي أو بتوليفة مختلفة‪ ،‬والشكل الموالي يوضح اإلدارة المستقلة‬
‫للتصدير بحسب التنظيم الوظيفي ضمن الشركات متوسطة الحجم‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫مدير التصدير‬

‫رئيس إعانات الصدير‬ ‫رئيس شحن الصادرات‬

‫رئيس قسم التسعير‬ ‫رئيس قسم الشراء‬ ‫رئيس قسم الفواتير‬ ‫رئيس حسابات‬
‫التصدير‬

‫املوزعون في الخارج‬ ‫ممثلو الشركات‬ ‫منظمو عمليات‬ ‫منظومو الحسابات‬


‫الفويرة‬

‫يقوم مدير التصدير باإلشراف على مختلف عمليات البيع الخارجية‪ ،‬باختيار رجال البيع والذين يعملون‬
‫مع الموزعيين في الخارج‪ ،‬والذين يشرفون على وضع استراتيجية الترويج والتوزيع لسلع الشركة في‬
‫األسواق الخارجية‪ ،‬وذلك باعتماد األسعار المحتسبة لقسم التسعير‪.‬‬

‫ليتلقى قسم طلبات العمالء والموزعين ويتم تعبئتها ثم شحنها بواسطة قسم الصادرات‪ ،‬أما الحسابات‬
‫الخاصة بالمبيعات فيتوالها قسم حسابات التصدير‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬اإلدارة المستقلة االستيراد‬

‫يتم إنشاء إدارة مشتريات بالنسبة للمشاريع الصناعية‪ ،‬وتجد المحالت واألقسام التجارية نفسها بحاجة‬
‫ضرورية لهذه اإلدارة‪ ،‬نظ ار لطبيعة عملياتها‪.‬‬

‫وتجمع أهم النشاطات المتعلقة باالستيراد على أساس سلعي أو وظيفي‪ ،‬حيث يشتمل األساس الوظيفي‬
‫لقسم االستيراد على ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬قسم فحص العينات الواردة؛‬


‫‪ ‬قسم التخليص على البضائع الواردة؛‬
‫‪ ‬قسم مندوب الشراء للخارج؛‬
‫‪ ‬قسم الحسابات والشؤون المالية؛‬
‫‪ ‬قسم النقل؛‬
‫ب‪ .‬قسم التصدير واالستيراد كوظيفة إدارية للمشروع‬

‫يمكن أن يتبع قسم التصدير إلدارة التسويق والمبيعات الخارجية‪ ،‬بينما يضم قسم االستيراد الخارجي‬
‫إلدارة المشتريات في المشاريع الصناعية‪ ،‬وهو ما يعتمد على حجم المشروع وطبيعة نشاطه في األسواق‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬المركزية والالمركزية لتنظيم مشاريع االستيراد والتصدير‬

‫عادة ما ينتج التنظيم الالمركزي لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ ‬مراعاة أوضاع األسواق األجنبية المتعامل معها‪ ،‬ألن سلطة التصرف الكافية تمكن اإلدارات‬
‫والفروع من اتخاذ الق اررات المالئمة والسريعة والمناسبة دون الرجوع المسبق للمركزية؛‬
‫‪ ‬تأمين احتياجات االستيراد والتصدير بدراسة احتياجات األسواق المتعامل معها‪ ،‬مثل النقل على‬
‫اختالف أنواعه والتموين‪ ،‬لتحقيق شرط التكامل مع األسواق‪ ،‬وبالتالي فالالمركزية تجعل اإلدارة‬
‫قادرة على استخدام مثل هذه النشاطات بحسب الشروط المالئمة ألعمالها دون انتظار وصول‬
‫التوصيات من المدير العام؛‬

‫‪57‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬يحتم امتالك الفروع العديدة لمشاريع االستيراد والتصدير في دول مختلفة‪ ،‬اللجوء إلى مبدأ‬
‫الالمركزية في التنظيم لتحقيق حرية العمل والتصرف بسرعة؛‬

‫لكن التنظيم الالمركزي يتضمن مجموعة من العيوب تتمثل أساسا في غياب التنسيق بين المركز‬
‫وادارات الفروع‪ ،‬مما يزيد من حجم الخسارة واألضرار على الشركة األم واإلساءة ألعمالها‪ ،‬نظ ار لضعف‬
‫الرقابة اإلدارية على الفروع ونشاطها بشكل كبير مقارنة مع حالة المركزية في تنظيم األعمال‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬العوامل المؤثرة في نشاط مشاريع االستيراد والتصدير‬

‫تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬طبيعة السلعة‬

‫إذا كانت السلع استهالكية ذات اإلنتاج الكمي الكبير‪ ،‬يتطلب األمر انشاء شبكة توزيع واسعة‪ ،‬بتوزيع‬
‫مباشر أو من خالل حلقات وسيطة دولية‪ ،‬مما يزيد من تقاسم األعمال داخل إدارة المشروع ببناء شبكات‬
‫تنبؤ مستقبلية بالطلب المتوقع نظ ار الستمرار النشاط‪.‬‬

‫أما السلع الصناعية أو اإلنتاجية وتصديرها أو السلع الموسمية‪ ،‬فيتوقف تصديرها على حجم الطلب‬
‫وتركزه الجغرافي‪ ،‬وبالتالي فعمليات التصدير غير منتظمة‪ ،‬وبالتالي انشاء إدارة مستقلة قد يؤدي إلى عدم‬
‫التشغيل المنتظم خاصة في حالة نقص المشاط وبقاء اإلدارة عاطلة مما يكلف المشروع أعباء إضافية‪،‬‬
‫لذلك ينبغي التخطيط لحجم األعمال المنتظر وتنظيم اإلدارة بدراسة وضعية تطور األسواق من خالل‬
‫بحوث التصدير‪.‬‬

‫ب‪ .‬طبيعة السوق الخارجية‬

‫تختلف ظروف األسواق الخارجية التي يتعرض لها مشروع االستيراد والتصدير عن األسواق المحلية‬
‫وتتمثل خاصة في النقد المتداول‪ ،‬الجمارك‪ ،‬اللغة‪ ،‬طريقة السداد وطريقة التسليم‪ ....‬إلخ‪.‬‬

‫وعليه يرتفع الخطر ويقل نطاق النشاط في األسواق بعدد من السلع أو الدول المتعامل معها‪ ،‬وتسعى‬
‫المشاريع لتجاوز ذلك باتخاذ التدابير الكفيلة بتسيير أعمالها والتوسع في نشاطاتها‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫ج‪ .‬نقل البضاعة‬

‫تعتبر عملية نقل البضائع المصدرة والمستوردة من أهم مشاكل أداء عمل مشاريع االستيراد والتصدير‬
‫خاصة باتساع المسافات‪ ،‬حيث يجب أن ترفق مجموعة من الوثائق مع السلع المستوردة كشهادة المنشأ‪،‬‬
‫الشهادة الصحية‪ ،‬شهادة عدم المقاطعة‪...‬إلخ‪ ،‬هذه الشهادات تختلف من دولة ألخرى‪ ،‬وأهمية الشهادات‬
‫تكمن في إلزاميتها الستالم البضائع‪ ،‬كما قد يصاحب النقل مخاطر تقلل من نوعية وجود البضائع‬
‫المستوردة‪.‬‬

‫لذلك فزيادة المسافة بين المصدر والمستورد تزيد من حجم المخاطر بين الطرفين‪ ،‬مما يحتم ضرورة‬
‫توكيل األعمال لمشاريع متخصصة‪ ،‬لذلك زادت حاجة مشاريع االستيراد والتصدير للنشاطات المساعدة‬
‫التنفيذية لتقديم خدمات استشارية في مجال التجارة‪ ،‬النقل وبحوث السوق األجنبي‪.‬‬

‫‪ .1.1‬مخاطر العمل في مشاريع االستيراد والتصدير‬

‫تختلف المخاطر ودرجتها باختالف طبيعة العمل وقدرة نظام المشروع على التكيف‪ ،‬وتزيد حجم‬
‫المخاطر لمشروع االستيراد والتصدير من المخاطر للمشاريع التجارية األخرى بسبب البعد الجغرافي‬
‫واختالف األوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية بين الدولة المصدرة والمستوردة‪ ،‬ونجد في هذا‬
‫الصدد المخاطر الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬المخاطر الداخلية وطرق مواجهتها‬

‫تتعلق بطبيعة العمل وعناصره وأهمها‪:‬‬

‫‪ ‬مخاطر العنصر البشري‬

‫تتعلق بصاحب العمل والعمال‪ ،‬وتكمن المخاطر الخاصة بصاحب العمل في افتقاره لمؤهالت القيادة‬
‫واإلدارة فهي أساس نجاح المشروع بحسن اتخاذ الق اررات الصحيحة والسليمة وقدرة التنبؤ‪ ،‬لذلك يجب عليه‬
‫تطوير قدراته وخبراته االدارية بحضور البرامج التدريبية والمشاركة في الندوات العلمية لتنمية خبرة التعامل‬
‫في المجال التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫أما مخاطر العمال فترتبط بعدم القدرة والكفاءة‪ ،‬مما يتطلب وضع األفراد المناسبين وعمل البرامج‬
‫التدريبية المناسبة‪.‬‬

‫‪ ‬مخاطر العنصر المادي‬

‫وترتبط بـ‪:‬‬

‫‪ ‬اختيار موقع المشروع‪ ،‬حيث أن تغير ظروف اختيار المشروع تغير من موقعه‪ ،‬ويتم تجاوز هذا‬
‫الخطر بتوقع التغيرات قبل حدوثها من خالل المراقبة الدائمة للتكيف في الوقت المناسب؛‬
‫‪ ‬تحديد حجم المشروع‪ ،‬بزيادة القدرة عن حجم العمل المتوفر أو العكس مما يتطلب الموازنة بين‬
‫القدرة واإلمكانيات بتحديد حجم العمل المتوفر في األسواق؛‬
‫‪ ‬مخاطر التمويل المرتبطة بقلة الموارد المالية والعجز لاللتزام بالدفع‪ ،‬أو توفر األموال بشروط غير‬
‫مناسبة الرتفاع سعر الفائدة أو طريقة السداد غير المناسبة‪ ،‬ونجاح المشروع يرتبط بمدى الحاجة‬
‫لرأس المال‪ ،‬وللتقليل من هذه المخاطر يمكن نقلها إلى طرف ثان يتعامل معه دون اإلضرار‬
‫بمصلحة المشروع او القيام بالدفع اآلجل‪ ،‬وهو ما يتطلب عنصر الثقة بين المصدر والمستورد؛‬
‫‪ ‬مخاطر التنظيم اإلداري‪ ،‬بسبب اإلفتقار للكفاءة للتأقلم مع تغيرات السوق ويكون الحل بمرونة‬
‫التنظيم التخاذ القرار المناسب؛‬
‫‪ ‬مخاطر خاصة بطريقة العمل وتنفيذه‪ ،‬وتتعلق بوظيفتي الشراء والتخزين‪ ،‬بتحديد مواصفات وجود‬
‫البضاعة المطلوبة أو الكمية وقيمة البضاعة المناسبة‪ ،‬وتزداد المخاطر بزيادة عدد السلع التي‬
‫يتعامل بها المشروع‪ ،‬لذا قد يلجأ إلى تخفيضها لتوفير الكفاءات الفنية المناسبة‪ ،‬أما مخاطر‬
‫التخزين المرتبطة بالتلف والسرقة والتقادم وانخفاض كمية وقيمة البضاعة‪ ،‬فوسائل التغلب عليها‬
‫من خالل طرق الحفظ والصيانة الفنية واللجوء لشركات التأمين؛‬

‫‪.1.1.1‬المخاطر الخارجية‬

‫تنتج هذه المخاطر بين األطراف المتعاقدة ويتضمن العقد بين المصدر والمستورد عدة شروط مثل‪:‬‬
‫كمية السلعة‪ ،‬شروط الدفع‪ ،‬وقت التسليم‪ ،‬مكان التسليم‪ ،‬السعر‪ ،‬وسيلة النقل‪ ،‬طريقة الدفع‪ ،‬الصيانة في‬
‫حالة السلع اإلنتاجية‪ ،‬المفاوضات‪...،‬إلخ‪ ،‬ويتم التفصيل كما يلي‪:‬‬

‫‪60‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫أ‪ .‬مخاطر السوق‬

‫وتتضمن العناصر التالية‪:‬‬

‫‪ ‬مخاطر مكانية تتعلق بعجز المصدر أو المستورد عن اختيار وسيلة النقل لشحن البضاعة بشكل‬
‫مناسب ألسواق المشتري حسب طبيعة السلعة‪ ،‬السرعة وعامل التكلفة‪ ،‬ولتجنب الصعوبة يتم‬
‫االستعانة ببحوث سوق االستيراد والتصدير لتوضيح مصادر الشراء والبيع المناسبة؛‬
‫‪ ‬المخاطر الزمنية التي ترتبط بعدم اختيار وقت الشراء والبيع المناسبين مما يهدد المركز التنافسي‬
‫وفرص الربح‪ ،‬وبحوث التسويق أفضل حل لتجاوز الخطر للتنبؤ بالتغيرات داخل األسواق؛‬
‫‪ ‬مخاطر تحديد الكمية المناسبة فالشراء بكميات كبيرة يؤثر على العرض وبالتالي السعر‪ ،‬كما أن‬
‫ارتفاع تكلفة التخزين أو الشراء بكمية أقل يفقد فرص البيع‪ ،‬وللتغلب على الخطر يجب متابعة‬
‫أوضاع السوق لتحديد الكمية المناسبة؛‬
‫‪ ‬مخاطر تتعلق بجودة البضاعة بعدم مراعاة رغبات السوق والمستهلكين لذلك يجب االستعانة‬
‫بأبحاث السوق وتوفير الكفاءات الفنية المناسبة لتحديد مواصفات البضاعة المطلوبة‪ ،‬واختيار‬
‫مصادر التوريد المناسبة؛‬
‫ب‪ .‬مخاطر تنفيذ العقد‬

‫وتتمثل في المخاطر التي يتعرض لها المصدر والمستورد‪.‬‬

‫‪ ‬مخاطر يتعرض لها المستورد‬

‫ترتبط بإعداد البضاعة وتجهيزها‪ ،‬فالمستورد بإجراء العقد يرغب في الحصول على البضاعة‬
‫واستالمها‪ ،‬والمخاطر تكون كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬مخاطر مكانية بعدم توفر البضاعة في المكان المتفق عليه‪ ،‬فيتعهد البائع بالنقل للمكان؛‬
‫‪ ‬مخاطر زمانية بعدم االستالم للبضاعة في الوقت المناسب‪ ،‬وبالتالي سوف يضطر المستورد‬
‫للشراء مثال من مكان آخر ليبيع لمشتريه رغم أن البائع يتحمل مسؤوليته في التأخر‪ ،‬ويتم تجاوز‬
‫الخطر باتفاق المستورد على بيع البضاعة للمشتري دون تحديد وقت التسليم‪ ،‬وحتى يتسلم‬
‫البضاعة؛‬

‫‪61‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬المخاطر الكمية تكون نتيجة عدم تسليم الكميات المتفق عليها‪ ،‬فبارتفاع السعر يسلم البائع كمية‬
‫أقل‪ ،‬وبانخفاض السعر يتم التسليم الكلي؛‬
‫‪ ‬مخاطر الجودة عند التسليم بمواصفات مخالفة‪ ،‬خاصة بالنسبة للسلع الزراعية صعبة التحديد في‬
‫المقياس؛‬

‫ولتجاوز مختلف المخاطر السابقة يجب إتباع اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬شروط الدفع عند التسليم ليرتبط البائع بالعقد ويتقيد به؛‬


‫‪ ‬شروط التعويض الجزائي اللزام البائع بالتعويض في حالة اإلخالل بالشروط؛‬
‫‪ ‬نقل المخاطر لجهة ثالثة حيث يتم نقل مخاطر التنفيذ ببيع البضاعة لطرف ثالث حسب شروط‬
‫العقد‪ ،‬ليتحمل المشتري الجديد المخاطر؛‬
‫‪ ‬الشراء حسب نموذج معين بعد معاينة البضاعة أو المطالبة بشهادة معاينة من المصدر‪ ،‬ويعتبر‬
‫هذا التدبير من أضمن طرق الشراء لتجنب مخاطر الجودة؛‬
‫‪ ‬مخاطر يتعرض لها المصدر‬

‫ترتبط بامتناع المشتري دفع ثمن البضاعة كامال حسب ما يتفق عليه ألسباب خاصة بالمستورد وتتمثل‬
‫في‪:‬‬

‫‪ ‬رفض است الم البضاعة بعد وصولها إلى بلد المشتري‪ ،‬مما يضطر البائع لتخزينها حتى تباع إذا‬
‫كانت قابلة للتخزين‪ ،‬وفي حالة العكس يبيعها في المزاد العلني؛‬
‫‪ ‬رفض االستالم بسبب انخفاض سعرها أو بسبب عدم القدرة على الدفع نتيجة عسر مالي أو عدم‬
‫االستالم نهائيا‪ ،‬والبائع هو الخاسر في جميع الحاالت؛‬

‫والتدابير التي يمكن أن يلجأ إليها المصدر تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬اللجوء إلى طلب اإلعتمادات المستندية‪ ،‬التي تضمن للبائع الحصول على ثمن البضاعة في حالة‬
‫قيامه بكافة التزاماته؛‬
‫‪ ‬الحصول على ضمانات مادية تعادل ثمن البضاعة أو تزيد‪ ،‬لكن من الصعب حصول ذلك إال‬
‫في حالة األسواق البعيدة؛‬

‫‪62‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬نقل المخاطر لطرف آخر كالوكالء التجاريين المقيمين في بلد المستورد أو بلد المصدر؛‬
‫ج‪ .‬المخاطر السياسية‬

‫تنشأ بسبب حاالت االضطرابات في بلد المصدر أو المستورد‪ ،‬مما يعيق تنفيذ االلتزامات لكليهما‪،‬‬
‫لذلك يجب متابعة األوضاع السياسية واالقتصادية باستمرار‪.‬‬

‫‪ .1.1‬مقومات النجاح لمشاريع االستيراد والتصدير‬

‫تتمثل مقومات النجاح فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬يمثل العنصر البشري أساس نجاح مشروع االستيراد والتصدير لتحقيق أهدافها‪ ،‬فوجود الكفاءات‪،‬‬
‫المؤهالت والخبرات يعتبر أم ار ضروريا لنجاح األعمال‪ ،‬لذلك فاختيار األفراد ذوي الكفاءة يسمح بحسن‬
‫التدبير لدراسة األسواق ومواجهة الظروف االقتصادية والطبيعة المتغيرة‪.‬‬

‫من أهم مقومات نجاح مشاريع االستيراد والتصدير هو وجود جهاز فعال وكفؤ يتولى عملية تجميع‪،‬‬
‫تبويب وتصنيف المعلومات الضرورية التخاذ القرار المناسب‪ ،‬وجهاز قادر على إجراء الدراسات باتصال‬
‫دائم ومستمر بتغيرات السوق الخارجية‪.‬‬

‫فللمعلومات دور مهم في إيجاد الفرص التسويقية‪ ،‬وتحديد طبيعة الصعوبات والتهديدات مما يمكن من‬
‫التخطي ط المسبق لكيفية المواجهة والتكييف‪ ،‬كما أنه من األنسب وضع نظام المعلومات متكامل منظم‬
‫يعمل كجهاز إنذار مبكر للمشروع‪ ،‬فالتغيرات في األسواق الدولية من شأنها التأثير على مشروع االستيراد‬
‫والتصدير‪ ،‬حيث تفشل في حالة عدم مواكبة األحداث والمستجدات في األسواق الخارجية‪.‬‬

‫كما تسمح نظم المعلومات بتوفير مؤشرات عن حجم وطبيعة المنافسة الخارجية‪ ،‬مما يمكن المشروع‬
‫من اتخاذ اإلجراء المناسب لمواجهتها‪ ،‬إضافة إلى أن المعلومات تسمح بمعرفة التغيرات السعرية العالمية‪،‬‬
‫وبالتالي زيادة إيرادات المشروع وتخفيض المخاطر‪.‬‬

‫ب‪ .‬الكفاءة اإلدارية‪ ،‬اإلمكانيات والموارد‪ ،‬الموقع‪ ،‬طبيعة المنتجات‪ ،‬االستقرار السياسي واالزدهار‬
‫االقتصادي‪ ،‬كلها عوامل تسهم في نجاح نشاطات مشاريع االستيراد والتصدير وتساعد على تحقيق‬
‫أهدافها بفعالية أكبر وبمخاطر أقل‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ .1‬طرق الدفع والتسليم في التجارة الخارجية وخدماتها‬


‫تختلف طرق الدفع في التجارة الخارجية من أجل ضمان سداد أسعار الخدمات المقدمة من طرف‬
‫آلخر في إطار العقد الذي يجمع بين البائع والمشتري‪ ،‬والتي تعتمد على مقدار التقارب والتباعد‬
‫بينهما خاصة من الناحية الجغرافية‪ ،‬لذلك إذا تم التعامل بين دولتين فإن تحصيل الحقوق بين‬
‫المصدر والمستورد يتطلب عدة مبادئ إلجرائها‪ ،‬كما أن التسليم في التجارة الخارجية يضم عدة قواعد‬
‫متعارف عليها تحدد االلتزامات وتبيين الحقوق في المعامالت التجارية‪ ،‬ولتسهيل طرق الدفع والتسليم‬
‫تضمن مختلف الخدمات الخاصة بالتجارة الخارجية حسن األداء والفعالية لضمان الوفاء بشروط‬
‫التعامل التجاري ذو الطابع الدولي‪.‬‬
‫‪ .1.1‬طرق الدفع في التجارة الخارجية‬
‫لبيان وتفصيل تقنيات الدفع المستخدمة في التجارة الخارجية نقوم بعرض عام لماهية وسائل الدفع‬
‫في الخارج‪ ،‬تم المرور إلى أنواعها واختالفاتها على المستوى الدولي‪.‬‬
‫‪ .1.1.1‬عرض عام لماهية وسائل الدفع في التجارة الخارجية‬
‫تحدد ماهية طرق أو وسائل الدفع في العناصر الموالية‪.‬‬
‫أ‪ .‬السياق التاريخي لوسائل الدفع‬

‫تمثل وسائل الدفع تاريخيا كل ما هو مقبوال بشكل عام في مقابل بيع أو تقديم خدمة‪ ،‬وتم ذلك باختراع‬
‫الكتابة قبل حوالي ‪ 1111‬سنة من عصرنا هذا في بالد مابين النهرين مما شكل البدايات الفعلية لظهور‬
‫أو البنوك حيث تطورت وسائل الدفع منذ ذلك الحين من المقايضة إلى العمالت األولى في العصور‬
‫الوسطى وصوال إلى البنوك الكبرى في الوقت الحالي‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن أهم التطورات حدثت في النصف الثاني من القرن العشرين خاصة من خالل الحوسبة‬
‫وطرق الدفع ‪ ،‬فهي موجودة حاليا في العديد من األشكال وتمثل جزءا ال يتج أز من النشاط البشري‪ ،‬فهناك‬
‫من يستخدم األوراق النقدية‪ ،‬الشيكات‪ ،‬البطاقات البنكية والطرق المختلفة لفرض الرسوم‪ ،‬كما نجد أن في‬
‫المجتمع الذي نعيش فيه حاليا‪ ،‬والمتمثل في مجتمع المستهلكين‪ ،‬يهتم كل شخص سواءا كان فقي ار أو‬
‫غنيا بوسائل الدفع المنتشرة في كل التعامالت‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫وأصبح اليوم من الممكن الدفع مباشرة في المنزل عن طريق تطور االنترنيت وانشاء العمالت‬
‫اإلفتراضية‪ ،‬وهكذا منذ إنشاء النقود تم االنتقال من الحالة المادية إلى حالة النقود الكتابية إلى الحالة‬
‫أخير االفتراضية‪ ،‬وسيكون من المثير االهتمام بمعرفة ما ستكون عليه المرحلة القادمة من‬
‫االلكترونية و ا‬
‫تطورات‪ ،‬ومع ذلك وبالنظر للعديد من الوسائل المتاحة في الواقع بغض النظر عن األوراق النقدية‪ ،‬تشمل‬
‫وسائل الدفع الرئيسية أمو ار أخرى‪ ،‬كالشيكات أو البطاقات أو التحويالت‪ ،‬وكل واحد منها قد انخفض إلى‬
‫حد كبير في التعامل بسبب التقنية المصرفية والمالية دائمة التطور‪ ،‬لذلك بدأنا الحديث بشكل متكرر‬
‫حاليا عن طرق الدفع الدولية بسبب تحرير التجارة الخارجية والحاجة إلى استخدام وسائل لتسوية‬
‫المعامالت التجارية على المستوى الدولي‪.‬‬

‫ب‪ .‬تعريف طرق الدفع‬

‫تمثل أداة الدفع النموذج المادي الذي يعمل كأسلوب مدعم للدفع‪ ،‬وتكون في صورة مادية (شيك‪ ،‬سند)‬
‫لكن تطور تقنيات المعلوماتية أدى تدريجيا إلى التحول إلى المعامالت المحسوبة بالكامل (التحويل‬
‫المصرفي)‪.‬‬

‫كما تشير طرق الدفع إلى اإلجراءات المتبعة للدفع‪ ،‬وبالتالي فإن شروط استخدام أداة الدفع هي التي‬
‫تنتج عن موافقة أطراف العقد‪.‬‬

‫ج‪ .‬أهداف وسائل الدفع الدولية‬

‫تتمثل في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬السماح لمديري المشتريات ومديري الماليين بالتحكم في الجوانب المتعلقة بأدوات الدفع؛‬
‫‪ ‬التفاوض وادارة التسويات الدولية بفعالية مع البنوك والشركاء األجانب؛‬
‫‪ ‬معرفة مختلف وسائل المدفوعات الدولية؛‬
‫‪ ‬معرفة كيفية استخدامها؛‬
‫‪ ‬معرفة كيفية اختيار األداة أو الوسيلة لدفع وفقا لنوع العمليات التي يتم تنفيذها عند االستيراد‬
‫والتصدير ووفقا للبلد المعني؛‬

‫‪65‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬رفع مستوى الوعي لدى أصحاب المصلحة بشأن المخاطر والعيوب المالية للمدفوعات الدولية‬
‫المختلفة؛‬
‫‪ ‬السماح بالتفاوض حول أفضل الطرق لتأمين الدفع؛‬
‫د‪ .‬العوامل المحددة الختيار طرق الدفع الدولية‬

‫ال تزال وسائل الدفع تعتبر في الغالب عرضية (غير مهمة)‪ ،‬على الرغم من أنها تشكل جزءا ال يتج أز‬
‫من عقد البيع ويجب اختيارها بعناية فائقة‪ ،‬وعليه يجب األخذ بالعناصر التالية‪:‬‬

‫‪ ‬البلد المستهدف والبنك‬

‫يعد استقرار البلد الذي يتم فيه شحن البضائع‪ ،‬سواء ما تعلق بالظروف السياسية‪ ،‬االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬أم ار حاسما في إرسال البضائع المصدرة وهو عنصر أساسي يجب أخذه بعين االعتبار عند‬
‫اختيار وسائل الدفع المالئمة‪.‬‬

‫‪ ‬الوضع الجغرافي لبعض البلدان‬

‫قد يكون عيبا أو خط ار عدم استقرار الدول المجاورة‪ ،‬نتيجة لذلك تكون مصد ار للصراع والمنازعات‪،‬‬
‫كما يمكن للدين واللغة تشكيل خطر سوء التفاهم بين الطرفين‪ ،‬وكذلك االختالفات الثقافية (السلوك‬
‫التجاري) تؤثر أيضا على حسن سير المعامالت التجارية‪.‬‬

‫ويمكن أن تؤدي الكوارث المتعلقة بالزالزل والفياضانات إضافة لألعمال االرهابية إلى تعطيل اقتصاد‬
‫البلد‪ ،‬وفي مثل هذه الحاالت ال يعود المصدرون قادرين على الوفاء بالتزاماتهم التعاقدية‪ ،‬وقد تواجه بنوك‬
‫المستوردين صعوبة في الحصول على العمالت األجنبية لتسديد المدفوعات‪.‬‬

‫كل هذه المخاطر يمكن أن تسهم في عدم دفع ثمن البضائع‪ ،‬حتى لو توفرت حسن النية لدى‬
‫المشتري‪ ،‬ولفهم عوامل الخطر توجد مصادر متعددة للمعلومات‪ ،‬مثل غرفة التجارة الدولية والهيئات‬
‫المؤسساتية والبنوك‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬معرفة العمالء (الزبائن)‬

‫من الضروري في سياق أي عملية تجارية دولية المعرفة الحقيقية بعميلها وموردها‪ ،‬لذلك في سياق‬
‫عملية التصدير ألول مرة‪ ،‬من المناسب على سبيل المثال تجنب اقتراح الدفع عن طريق التحويل‪ ،‬وبفضل‬
‫استخدام وسائل دفع أكثر أمنا مثل االئتمان المستندي أو تسليم المستندات (التحصيل المستندي)‪.‬‬

‫‪ ‬معرفة الزبـون أو المـورد‬

‫من خالل اإلعتماد على كل من البيانات التي تم جمعها من وكاالت المعلومات التجارية الدولية‬
‫وتاريخ العالقة بين المصدر والمستورد‪.‬‬

‫‪ ‬طبيعـة البضاعـة‬

‫تمثل طبيعة البضائع أيضا عنصر أساسي في اختيار وسيلة الدفع المفضلة‪ ،‬ففي حالة التحويالت‬
‫المستندية‪ ،‬سيكون من الضروري االهتمام بإمكانيات إعادة البيع المحتملة للبضائع المشحونة عند تصدير‬
‫البضاعة‪ ،‬وفي حالة فشل المستورد فمن السهل العثور على مشتر جديد للسلع االستهالكية منخفضة‬
‫القيمة من السلع االستهالكية عالية القيمة‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬وسائل الدفع المختلفة على المستوى الدولي‬

‫تختلف وساءل الدفع بين الدفعات المقدمة أو المسبقة‪ ،‬العمولة واالعتمادات المستندية المؤكدة وغير‬
‫القابلة لإللغاء‪.‬‬

‫أ‪ .‬الدفع مقدما (الدفع المسبق)‬

‫يتم اختيار طرق الدفع من قبل المصدر في التجارة الخارجية باعتماد التحويل للودائع المصرفية‪،‬‬
‫وكذلك األدوات االئتمانية التي تستخدم كوسيلة للتسوية‪ :‬شهادة التبادل‪ ،‬السند ألمر‪ ،‬الشيك والتحويل‬
‫المصرفي الدولي‪.‬‬

‫يتم االختيار بين هذه الوسائل المختلفة وفقا لسرعتها‪ ،‬تكلفتها وتنظيمات الصرف في الدول‪،‬‬
‫فالتحويالت الدولية مقومة بالعمالت الوطنية وبالعمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫ويعد استخدام الدوائر المصرفية أكثر تعقيدا من التحويالت بين المقيمين‪ ،‬وفي الواقع تنطوي‬
‫التحويالت الدولية على تدخل البنوك في الخارج وتتطلب معاملة صرف أجنبي إذا تم السداد بالعملة‬
‫األجنبية‪.‬‬

‫‪ ‬سند التبـــادل (رسالة التبادل)‬

‫للوقوف على ماهيتها نستعرض خصائصها كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تعريفها‬

‫تكتب بواسطة المرسل أي المصدر بإعطاء أمر بالسحب للمستورد الذي يقوم بالدفع في تاريخ محدد‪،‬‬
‫وبمبلغ معين للمصدر أو لطرف ثالث ‪.‬‬

‫وتتضمن التعامل والمتاجرة في هذا الشأن على عدة عناصر أهمها‪:‬‬

‫إدراج اسم سند التبادل في نص العنوان الفعلي‪ ،‬ويعبر عنه باللغة المستخدمة في صياغة هذا‬ ‫‪‬‬
‫العنوان؛‬
‫‪ ‬تفويض واضح وبسيط لدفع مبلغ ثابت؛‬
‫‪ ‬اسم الشخص الذي يتعين عليه الدفع؛‬
‫‪ ‬االشارة إلى الموعد النهائي؛‬
‫‪ ‬تحديد المكان الذي يجب أن يتم فيه الدفع؛‬
‫‪ ‬اسم الشخص الذي سيتم الدفع له؛‬
‫‪ ‬االشارة إلى التاريخ والمكان الذي يتم فيه انشاء الرسالة؛‬
‫‪ ‬توقيع الشخص الذي أصدر آلية االتجار (المرسل)؛‬
‫‪ .1‬أنواع سند التبادل‬

‫يمكن التميز بين نوعين وهما‪:‬‬

‫‪ ‬التعامل باالحتجاج‪ ،‬وفي حالة عدم الدفع في نهاية المدة يتم اللجوء إلى اصدار بيان رسمي من‬
‫قبل الوكيل االقتصادي القانوني؛‬

‫‪68‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬التعامل دون رسوم‪ ،‬وفي حالة عدم الدفع في نهاية المدة ال يتم اصدار بيان رسمي ولكن‬
‫األطراف المعنية تتفق على اتفاق ودي؛‬
‫‪ .1‬وظيفة سند التبادل‬

‫تعرض رسالة التبادل الوظائف التالية‪:‬‬

‫‪ ‬يعتبر سند التبادل أداة استثمارية قيمية بتحويل المواد لألموال؛‬


‫‪ ‬أداة ائتمانية فالتاجر يبيع البضائع عن طريق االئتمان فهي تستخرج على مدينها؛‬
‫‪ ‬يمنح قانون التبادل المشتري وقتا معينا لبيع البضائع والحصول على األموال الالزمة لسداد‬
‫القيمة المالية الواردة في السند؛‬
‫‪ ‬يمكن للدائن أن يقوم بخصم السند لدى بنك معين قبل االستحقاق‪ ،‬لتوفير األموال الالزمة‬
‫لنشاطه؛‬
‫‪ ‬سند التبادل هو وسيلة دفع؛‬
‫‪ ‬عندما ينتهي التعامل بالسند يتم تقديمه من أجل الدفع بواسطة آخر حامل له في تاريخ‬
‫االستحقاق؛‬
‫‪ .1‬إصدار سند التبادل‬

‫تحتوي عملية إصدار سند التبادل على العديد من الضوابط تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬حالــة الصندوق‬

‫ينص القانون التجاري على أن قانون التبادل هو دائما عمل تجاري‪ ،‬سواء بالنسبة لألشخاص‬
‫الطبيعيين أو التجار‪ ،‬لذلك فأي شخص لديه توقيع على سند التبادل له القدرة على ممارسة التجارة‪.‬‬

‫لذلك فالشخص القاصر غير تاجر ويعد توقيعه الغيا على سند التبادل‪ ،‬فمن المستحيل وضع مسودة‬
‫على غير التجار دون موافقتهم الصريحة وهذا يعني عمليا دون موافقته‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬الحكم بتوفر شروط السند‬

‫يوجد الحكم عندما يتم االشارة إلى المدين به وقبوله بدفع المبلغ المالي الذي يجب أن يسحب عليه‬
‫والمحدد في السند أو في مسودة السند‪.‬‬

‫حيث يكون الحكم‪:‬‬

‫‪ ‬صالحا أي قانوني وال يوجد أي عائق غير أخالقي؛‬


‫‪ ‬بالتأكيد حيث يمكن وضع معاهدة أو اتفاق لتسوية الديون المشكوك في تحصيلها؛‬

‫ويكون إثبات الحكم من حيث المبدأ بمسؤولية المرسل‪ ،‬لكن قد تتم معارضته من حيث قبول االتفاق‬
‫حول التسوية‪ ،‬لذلك قد ال يستلم هذا السند بسبب اآلثار المستترة للعملية التجارية والغير موضحة‪ ،‬أي‬
‫اآلثار الموضوعية بهدف قبول البنك للسند بغرض تحويله إلى صورة أخرى متمثلة في المبالغ المالية‬
‫المستحقة‪.‬‬

‫‪ .1‬مزايا وعيوب سند التبادل‬

‫يتميز سند التبادل بالمزايا والعيوب التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تتمثل مزاياه في‪:‬‬


‫‪ ‬سند التبادل هي وثيقة قانونية تسهل االستئناف ضد المسحوب عليه شريطة قبوله؛‬
‫‪ ‬إمكانية التعبئة في حالة وجود صعوبات في التدفق النقدي؛‬
‫‪ ‬ضمان الدفع في حالة وجود مشروع مضمون؛‬
‫‪ ‬أما عيوبه فتتجسد في‪:‬‬
‫‪ ‬الخطر السياسي؛‬
‫‪ ‬خطر التأخير في القبول أو عدم القبول‪ ،‬حيث ال يقوم بعض المستوردين بإرجاع الفواتير‬
‫المقبولة حتى تصل البضاعة؛‬
‫‪ ‬يمكن أن يؤدي إلى صعوبات التدفق النقدي ألن الشركة ال تستطيع التعبئة؛‬

‫‪70‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬مخاطر عدم السداد التي يمكن التنازل عنها إذا طلب المصدر موافقة البنك الخاص‬
‫بالمستورد؛‬
‫‪ ‬الســند ألمــر‬

‫تتحدد ماهيته من خالل عناصره‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريفــه‬

‫السند ألمر هو عبارة عن خطاب يوافق ويتعهد من خالله الشخص المشترك (المتعهد أو المكتتب)‬
‫على دفع مبلغ معين لشخص آخر يسمى المستفيد في تاريخ أو وقت محدد‪.‬‬

‫‪ .1‬عناصر السند ألمر‬

‫يحتوي السند ألمر على ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الشروط الترتيبية والتنظيمية لسند األمر‪ ،‬وبروز هدفه وغايته في العنوان المدرج في نص السند‬
‫نفسه‪ ،‬والمعبر عنه باللغة المستخدمة في صياغة العنوان؛‬
‫‪ ‬الوعد الخالص بدفع مبلغ ثابت؛‬
‫‪ ‬االشارة إلى الموعد النهائي أو تاريخ االستحقاق؛‬
‫‪ ‬اسم المكان الذي سيتم فيه الدفع‪ ،‬واسم الشخص الذي سيقوم بالدفع‪ ،‬وبيان التاريخ والمكان الذي‬
‫تم فيه التعهد على السند؛‬
‫‪ ‬توقيع الشخص الذي قبل بالمتعهد أو المكتتب؛‬
‫‪ .1‬الفرق بين السند ألمر وسند التبادل‬
‫‪ ‬عادة ما يتم الخلط بين من يقوم بقبول سند التبادل المرسل من قبل المصدر والمتعهد فهما ال‬
‫يمثالن نفس اآللية‪:‬‬
‫‪ ‬ال يمكن أن يقدم سند األمر من أجل القبول ألنه يحتوي بالفعل على إلتزام المتعهد؛‬
‫‪ ‬ال بد من الحديث عن شروط السند للحكم على صالحيته؛‬
‫‪ ‬ال يمثل السند ألمر في شكله فعال تجاريا فله طابع مدني‪ ،‬لكنه يخضع لقواعد القانون التجاري‪،‬‬
‫لذلك يجب النظر إلى‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬القدرة على القيام باألعمال التجارية؛‬


‫‪ ‬تضامن الموقعين؛‬
‫‪ ‬الكفاءة في األحكام التجارية ومنازعاتها؛‬
‫‪ ‬النموذج الخاص بسند التبادل والسند ألمر؛‬
‫‪ ‬الشيـــــك‬

‫يمثل الشيك أم ار مكتوبا وغير مشروط لدفع مبلغ محدد للمستفيد‪.‬‬

‫‪ .1‬خصائصــه‬

‫يتميز الشيك بما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬إدراج فئة الشيك في نصه؛‬


‫‪ ‬يعبر عن عنوان باللغة المستخدمة في الكتابة؛‬
‫‪ ‬التفويض الصريح بدفع مبلغ محدد؛‬
‫‪ ‬اسم الشخص الذي يتعين عليه الدفع؛‬
‫‪ ‬اإلشارة إلى مكان الدفع؛‬
‫‪ ‬اإلشارة إلى تاريخ ومكان إنشاء الشيك؛‬
‫‪ ‬توقيع الشخص الذي أصدر الشيك؛‬
‫‪ .1‬أنواع الشيكات‬

‫يوجد نوعين من الشيك ‪:‬‬

‫‪ ‬شيك الشركة (المؤسسة) وهو صادر عن المستورد ويمكن اعتماد من قبل البنك‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫تجميد مخصصاته إلى غاية انتهاء الموعد النهائي القانوني إلظهاره‪.‬‬
‫‪ ‬الشيك المصرفي‪ ،‬ويكون صاد ار عن البنك بناءا على تعليمات من المستورد‪ ،‬وهو الزام مباشر من‬
‫قبل البنك‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ .1‬مزايا وعيوب الشيك‬

‫يعد الشيك أداة للتسوية ويقل استخدامه نسبيا في المعامالت الدولية وله مزايا وعيوب تتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬للشيك المزايا الموالية‪:‬‬


‫‪ ‬الشيك هو مستند قانوني يمكن أن يسهل اإلستئناف ضد المستورد المسحوب عليه؛‬
‫‪ ‬الشيكات تمثل درجة كبيرة من األمان للدفع؛‬
‫‪ ‬أما عيوب استخدام الشيك كوسيلة دفع فتتمثل في أنه أثناء مرحلة التحصيل عندما يتلقى المصدر‬
‫الشيك يجب عليه إعادته للبنك الذي يرسله إلى أجهزة الصرف اآللية للبنك المسحوب عليه للدفع‪،‬‬
‫لذلك يمكن أن تكون التأخيرات في وصوله قد تجاوزت تاريخ تحويل األموال لحساب المصدر‪،‬‬
‫مما يطرح مشكلة التسيير بالنسبة ألمين الصندوق‪.‬‬
‫‪ ‬التحويـــل‬

‫يمثل أم ار من المشتري إلى مصرفه بالخصم من حسابه لحساب ائتمان البائع‪ ،‬وتعني هذه الوسيلة من‬
‫حسابه لحساب ائتمان البائع‪ ،‬وتعني هذه الوسيلة للدفع أن يدفع المشتري لبنكه مباشرة مبلغ الصفقة‬
‫لصالح بنك البائع‪ ،‬ويقوم بنك المشتري بعد ذلك بمعالجة خاصة إلرسال المبلغ لحساب معين‪.‬‬

‫لذلك ستكون األموال متاحة على الفور لصالح حساب البائع بمجرد إخطار من قبل بنكه‪.‬‬

‫‪ .1‬تنفيذ التحويل‬

‫من السهل تحويل األموال إلى الخارج بوضع أمر التنفيذ في المصرف‪ ،‬لذلك ال بد من توفير الحد‬
‫األدنى من المعلومات‪ ،‬فالبنوك لديها عموما عناصر مستندية خاصة لهذا الغرض وتتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬رقم الحساب المدين (حساب المستورد)؛‬


‫‪ ‬المبلغ (مبلغ الفاتورة)؛‬
‫‪ ‬العملة ( رمز‪ iso‬للعملة)؛‬
‫‪ ‬طريقة النقل أو التحويل (البريد‪ ،‬التلكس‪ ،‬والطريقة األسرع واألكثر مالئمة هي عن طريق رسالة‬
‫‪)swift‬؛‬

‫‪73‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬اسم المستفيد (المصدر)؛‬


‫‪ ‬عنوانه (المدينة‪ ،‬البلد)؛‬
‫‪ ‬وجهة التحويل (بنك المصدر)؛‬
‫‪ ‬رقم الحساب المراد إضافته؛‬
‫‪ ‬سبب الدفع (رقم الفاتورة)؛‬
‫‪ ‬وفي حالة التحويل بالعملة‪:‬‬
‫‪ ‬الشراء النقدي؛‬
‫‪ ‬الخصم على حساب العملة؛‬

‫وعندما يضطر البنك إلى تحويل األموال إلى الخارج ‪ ،‬غالبا ما يقوم بكتابة تعويض لصالح البنك‬
‫األجنبي‪.‬‬

‫‪ .1‬الشروط العملية للتحويل‬

‫عندما يتم النقل في الواقع يقوم المصدر باإلخطار للدفع‪ ،‬وفي حالة التحويل بالتلكس يجب أن يطلب‬
‫من العميل اشعار دفع للرد في حالة التأخير أو عدم الدفع‪.‬‬

‫وللتحويل ‪ swift‬من الضروري توفير جميع المعلومات إلجراء التحويل لتجنب األخطاء‪ ،‬وتوفر البنوك‬
‫مجانا ملصقات ذاتية اللصق يضعها المصدر على عوامله‪.‬‬

‫‪ .1‬مزايا وعيوب التحويل‬

‫للتحويل المصرفي مزايا وعيوب معينة وهي‪:‬‬

‫‪ ‬الميزة تتعلق بسرعة النقل عن طريق التلكس أو ‪.swift‬‬


‫‪ ‬العيوب تتمثل في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تتجسد في المخاطر السياسية؛‬
‫‪ ‬التحويل البريدي يتميز بالبطء ويرتبط بالفترات الخاصة بالمركز البريدي؛‬

‫‪74‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬يعتمد الدفع على القرار الوحيد للمشتري‪ ،‬فإن لم يعط تعليمات التحويل إلى مصرفه فلن‬
‫يتم السداد؛‬
‫ب‪ .‬تحويـــل الفاتــــورة‬

‫يعتبر عقد العمولة من وسائل الدفع في التجارة الخارجية يتميز بخصوصيات عديدة نوردها فيما يلي‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف تحويل الفاتورة‬

‫عبارة عن عقد تقوم بموجبه مؤسسة ائتمانية متخصصة تسمى "عامل" » ‪ « FACTOR‬بشراء الذمم‬
‫المدينة التي يحتفظ بها مورد يسمى بائع على عمالئه الذين يطلق عليهم المشترون أو مستلمي الخدمة‬
‫مقابل رسوم معينة‪ ،‬وتوجد ثالثة جهات فاعلة تحرك عملية تحويل الفاتورة‪:‬‬

‫‪ ‬يقوم العامل أو شركة تحويل الفاتورة بشراء الذمم المدينة عن طريق االستبدال التقليدي أو عن‬
‫طريق التحويل‪ ،‬وتقدم لعمالئها مجموعة واسعة من الخدمات وفقا لطلبهم‪ :‬التمويل‪ ،‬منع مخاطر‬
‫عدم الدفع‪ ،‬إدارة حساب الزبون‪ ،‬وفي حالة االستبدال يعترف العامل بكل حقوقه في مقابل الخدمة‬
‫المقدمة ويتلقى أج ار في شكل عمولة على المبيعات؛‬
‫‪ ‬عميل شركة التحويل‪ ،‬هو شركة أو تاجر يتعهد بسداد الديون المستحقة على عمالئه إلى العامل‬
‫(الشركة المحولة للفاتورة)‪ ،‬ويتم الموافقة عليه من قبل العامل بعد فحص الشروط المختلفة‬
‫المتعلقة بنشاطه؛‬
‫‪ ‬المشتري (عميل العميل) يتعامل فقط مع الشركة المحولة للفاتورة لدفع خدمات البائع؛‬

‫تقدم تقنية تحويل الفاتورة ثالثة خدمات وهي‪:‬‬

‫‪ ‬التمويل حيث يمكن للعميل االستيفاء وفقا الحتياجاته‪ ،‬وفي وقت قصير (أقل من يومين) بشكل‬
‫كلي أو جزئي من المبلغ اإلجمالي للفاتورة المحمولة‪ ،‬وهذا دون انتظار تاريخ االستحقاق‪ ،‬وتسمح‬
‫اآللية بمرافقة شركة التحويل لعمالئها وتشجيعهم على التطور عن طريق زيادة مصادرهم‬
‫التمويلية؛‬
‫‪ ‬الشركة الخاصة بتحويل الفاتورة تقدم لعمالئها الحماية ضد مخاطر عدم السداد‪ ،‬بتأمين المبالغ‬
‫وتسديدها في حالة اإلعسار الخاص بزبائن عمالئها؛‬

‫‪75‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬إعفاء العمالء من إدارة الحسابات وبعض المهام اإلدارية األخرى مثل مسك الدفاتر‪ ،‬تحديد‬
‫وتخصيص المدفوعات‪ ،‬االتفاقيات الودية‪ ،‬رفع الدعاوي القضائية وادارة الفواتير المثيرة للجدل؛‬
‫‪ .1‬أنواع تحويل الفاتورة‬

‫نجد األنواع التالية من صيغ تحويل الفاتورة‬

‫‪ ‬تحويل الفاتورة التقليدي أو القديم‬

‫تضم ثالث طرق رئيسية‪:‬‬

‫‪ ‬يوفر التحويل الفاتورة الخاص بالعميل خدمة إدارية وتجارية لمستحقاته‪ ،‬حيث يقوم العامل‬
‫» ‪ « FACTOR‬بإدارتها له بتسجيل الفواتير واسترجاع الديون في حالة التأخير عن السداد‪،‬‬
‫وتأمين اإليصاالت وخدمة التقاضي في حالة عدم الدفع ؛‬
‫‪ ‬يمثل التحويل تقنية تمويل قصيرة األجل‪ ،‬ألن العامل يشتري الذمم قبل تاريخ االستحقاق؛‬
‫‪ ‬يضمن العامل نهاية جيدة للعملية‪ ،‬مما يعني أن المخاطر تؤثر على العامل في حالة سداد‬
‫المدين؛‬
‫‪ ‬تحويل الفاتورة المعاصر أو الخط الجديد‬

‫تتميز هذه الطريقة بثالثة عناصر جديدة‪:‬‬

‫‪ ‬النضج في تحويل الفاتورة‪ ،‬حيث يقوم العامل بإدارة المستحقات المحمولة‪ ،‬ويدفعها فقط عند‬
‫انتهاء صالحيتها؛‬
‫‪ ‬الوكالة لتحويل الفاتورة‪ ،‬يواصل العمالء إدارة مستحقاتهم ويقوم العامل بدفعها مقدما وضمان‬
‫النهاية الجيدة للعملية؛‬
‫‪ ‬تحويل الفاتورة مع الطعن‪ ،‬حيث يدير العامل المستحقات ويدفعها مقدما لكنه ال يضمن حسن‬
‫النية؛‬
‫‪ .1‬فوائد تحويل الفاتورة للمستخدم‬

‫لتحويل الفاتورة ثالثة مزايا رئيسية وهي‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬تمثل عملية استيراد فعالة ألن الشركة (العامل) يخفف من قلق إدارة الذمم المدينة وصرف المبالغ‬
‫المستحقة؛‬
‫‪ ‬تقنية لتعبئة المركز المالي للعميل بغض النظر عن طريقة الدفع المتفق عليها مع المشتري؛‬
‫‪ ‬يعتبر ضمان لحسن النية والنهاية الجيدة للعملية‪ ،‬ألن العامل يوافق على دفع الفواتير التي‬
‫أصدرها البائع ويتحمل خطر إعسار المشتري وخطر السداد عند االستحقاق‪ ،‬ما لم يفشل المورد‬
‫في ذلك؛‬
‫‪ .1‬رسوم تحويل الفاتورة‬

‫يتم احتساب أجر أو عمولة شركة تحويل الفاتورة بشكل عام وفق مبدأين مختلفين‪:‬‬

‫‪ ‬لجنة تحويل الفاتورة‪ ،‬يتم جمعها في كل معاملة (بيع الذمم المدينة) على أساس سعر ثابت أو‬
‫متغير أو من خالل معدل ثابت؛‬
‫‪ ‬لجنة التمويل الخاصة‪ ،‬تقوم بالحساب على رصيد حساب العميل )‪ ،(agios‬وبالتالي فالشركة‬
‫تأخذ بعين االعتبار كال من االحتياطات وصندوق الضمان من أجل أن تكون قادرة على توقع‬
‫الديون غير المسددة‪ ،‬ويحتفظ العامل بجزء من قيمة المستحقات (المبلغ غير المصروف للعميل‬
‫حتى انتهاء العقد)‪ ،‬وفي هذه نهاية العقد يتم إرجاع المبالغ المتبقية في هذه الحسابات بالكامل‬
‫للعمالء؛‬
‫ج‪ .‬االعتماد المستندي غير القابل لإللغاء والمؤكد‬

‫تعتبر أهم وسيلة للتمويل والدفع في إطار التجارة الخارجية‪ ،‬نظ ار لحجم التعامل الدولي الخاص بها‪.‬‬

‫‪ .1‬تاريخ االعتماد المستندي‬

‫أول استخدام لخطاب االعتماد الذي كان أحد أدوات الدفع عن بعد األولى والتي صدرت في العصور‬
‫الوسطى‪ ،‬قام به المصرفيون اللومبارديون )‪ (Lombards‬والهانزانيون )‪ ،(Hanséatique‬وخاصة فرسان‬
‫المعابد‪ ،‬الذين قاموا في وقت الصليبيين من أجل تأمين طرق التجارة والحج إلى القدس‪ ،‬بإضفاء الطابع‬
‫المؤسسي على سندات الشحن األولى‪ ،‬من خالل جميع فرسان الهيكل الذي أنشأ في الشرق األوسط‬
‫وحوض البحر األبيض المتوسط في ذلك الوقت‪ ،‬لذلك كان من الممكن للحجاج والتجار السفر دون أخذ‬

‫‪77‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫الكثير من المال معهم‪ ،‬وبالتالي تجنب التعرض للسرقة من قبل اللصوص والقراصنة‪ ،‬وبالتالي فهم‬
‫أصحاب الوثائق أو وكالؤها (تم اعتبارها بوليصة للشحن منذ القرن الثامن عشر)‪ ،‬ويتم إعطاؤهم مبلغا‬
‫ماليا متفقا عليه أو كمية البضائع‪.‬‬

‫ومع تطور التجارة وخاصة بتطوير العدادات في الهند واألمريكيتين‪ ،‬دفعت الحاجة إلى تأمين التبادالت‬
‫التجارية والتعاقد لتجنب مختلف مخاطر النقل البحري (اإلنسان‪ ،‬المناخ‪... ،‬إلخ)‪ ،‬حيث كان من‬
‫الضروري اإلجابة على مطلبين متناقضين‪ :‬متطلبات المصدر(البائع)‪ :‬إدفع أوال تم أرسل لك البضاعة‪،‬‬
‫والمستورد (المشتري)‪ :‬بمجرد استالم البضاعة سأدفع لك‪.‬‬

‫وبالتالي فإن االعتماد المستندي في شكله الحديث من خالل البنوك‪ ،‬يجعل من الممكن كفالة كال‬
‫الطرفين إلقامة التبادل التجاري الخاضع للوفاء بمعايير واجراءات خاصة‪ ،‬فمنذ زمن فرسان المعابد‬
‫أصبحت العملية أكثر تعقيدا بسبب تنوع وسائل النقل وتنوع البضائع المنقولة‪ ،‬وتقليل وسائل االعالم‬
‫بسبب تقدم تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف االعتماد المستندي‬

‫االعتماد المستندي هو اتفاقية غير قابلة لإللغاء يتطلب بموجبها الموكل (المستورد‪ /‬المشتري) من‬
‫مصرفه إتاحة الفرصة للمستفيد (البائع‪ /‬المصدر) لصالحه أو تحت تصرف طرف آخر معين من قبله‪،‬‬
‫لمبلغ مالي يتم تحديده مقابل تسليم بطاقة أو شهادة نقل البضائع (بوليصة الشحن على سبيل المثال)‬
‫ومستندات أخرى مختلفة مثل شهادة المنشأ وشهادة التأمين‪ ،‬واحترام مدة سريان االتفاقية‪ ،‬وتشهد‬
‫المستندات على األداء الجيد لاللتزامات من قبل البائع‪.‬‬

‫‪ .1‬أطراف االعتماد المستندي‬

‫يمثل االعتماد المستندي مجموعة من األطراف وهي‪:‬‬

‫‪ ‬الدافع أو مقدم الطلب‪ ،‬وهو المشتري أو المستورد‪ ،‬ويمثل البادئ في االعتماد المستندي لدى‬
‫مصرفه؛‬
‫‪ ‬البنك المصدر وهو بنك الدافع (مقدم الطلب)‪ ،‬ويقوم باصدار االعتماد المستندي؛‬

‫‪78‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬البنك المخطر‪ ،‬وهو الذي يتلقى االعتماد المستندي وينقله إلى المستفيد بعد أن يدرس مدى‬
‫مطابقة الرسالة االفتتاحية حسب الحالة‪ ،‬ويمكن تأكيد ذلك؛‬
‫‪ ‬المستفيد وهو المصدر الذي يحصل على االعتماد المستندي من خالل مصرفه؛‬
‫‪ ‬المصرف المتفاوض‪ ،‬عندما يسمح باالئتمان (يسمى خطاب االعتماد ألي بنك ‪،)Any Bank‬‬
‫يجوز للمستفيد تسليم المستندات وطلب السداد إلى بنك آخر في بلده غير البنك المخطر؛‬
‫‪ .1‬أنواع ووثائق االعتماد المستندي‬
‫أ‪ .‬أنواعــــه‪ :‬تتمثل األنواع الرئيسية لالعتماد المستندي فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬اإلخطار والتأكيد أو اإلخطار دون التأكيد‬

‫يتم تحويل الرصيد المخطر ببساطة إلى المستفيد من قبل البنك المخطر‪ ،‬ويتم تغطية المخاطر‬
‫التجارية فقط من قبل البنك المصدر‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يكون المستفيد محميا من مخاطر تقصير البنك‬
‫المصدر أو خطر عدم تحويل األموال (مخاطر البلد)‪ ،‬واذا تم تأكيد الرصيد يتعهد البنك المخطر بتأكيده‬
‫بالدفع للمستفيد مقابل تقديم المستندات المتوافقة‪ ،‬حتى في حالة تخلف البنك في البلد المصدر‪ ،‬ويعتبر‬
‫التأكيد ضروري ومفيد بشكل أساسي تجاه البلدان المعروفة بالمخاطر‪ ،‬فهو يغطي المخاطر السياسية‪،‬‬
‫وتقع مسؤولية تقييم المخاطر على عاتق البنك المخطر‪ ،‬ويجب أن يتم التأكيد بالضمان من قبل البنك‬
‫المصدر عند فتح االعتماد‪ ،‬واذا لم يكن مصرحا بذلك يجوز للبنك المخطر أن يقدم ضمانا للدفع للمستفيد‬
‫من خالل "تأكيد صامت" أو "إبرام عقد"‪ ،‬وتوفر هذه العملية األمان للبائع في حالة تقصير البنك المصدر‪،‬‬
‫حيث يتم الدفع بتفعيل الضمان‪ ،‬وال يتم إخطار البنك المصدر عند إعداد مثل هذا الضمان‪.‬‬

‫‪ ‬قابل لإللغاء أو ال رجعة فيه‬

‫بحسب القواعد الموحدة واالستخدامات المستخدمة لخطابات االعتماد والصادر عن غرفة التجارة‬
‫الدولية (‪ ،)RUU‬فإن القواعد )‪ (RUU 600‬الجديدة‪ ،‬تبين بأن جميع اإلئتمانات ال يمكن إلغاؤها تلقائيا‪،‬‬
‫أي أنه ال يمكن إلغاء االعتماد المستندي إال بموافقة الطرفين‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬قابل للتحويل أو غير قابل للتحويل‬

‫إذا كان الرصيد قابال للتحويل‪ ،‬فقد يتم تحويل كل مبلغ اإلئتمان أو جزء منه إلى واحد أو أكثر من‬
‫المستفيدين‪ ،‬دون موافقة الدائن‪ ،‬وهذا هو الحال بصفة خاصة عندما ال يكون البائع هو الصانع للسلع‬
‫ويستخدم المقاول من الباطن‪ ،‬وبالتالي يمكن طلب الدفع من قبل شركة أخرى غير المستفيد الذي يظهر‬
‫في االفتتاح‪ ،‬ومن ناحية أخرى يجب على العميل أن يقدم طلبا لمصرفه بتعديل وتغيير االعتماد إلى غير‬
‫القابل للتحويل بالنسبة للمستفيد‪.‬‬

‫‪ ‬قابل للتفاوض ألي بنك أو مع البنك المسمى‬

‫إذا كان االعتماد قابال للتفاوض في جميع البنوك (أي بنك) ويقتصر على بلد المستفيد‪ ،‬يمكن للمستفيد‬
‫اختيار البنك الذي سيتفاوض من خالله على اإلئتمان وايداع المستندات‪ ،‬وبخالف ذلك فإن البنك‬
‫يخضعه للضريبة‪.‬‬

‫ب‪ .‬المستندات الالزمة إلنشاء االعتماد المستندي‬

‫ال يوجد مستند إلزامي في خطاب االعتماد‪ ،‬لكنه يوصي بشدة بالوثائق التالية‪:‬‬

‫‪ ‬الفاتورة التجارية‪ :‬ويجب أن تشير إلى وصف البضائع أو الخدمة والمبلغ الواجب دفعه‪ ،‬العملة‬
‫وطرق التسليم الدولية )‪(incoterm‬؛‬
‫‪ ‬وثيقة النقل وشهادة شحن البضائع ويمكن أن تكون‪:‬‬
‫‪ ‬سند الشحن في حالة النقل البحري‪،‬‬
‫‪ ‬فاتورة النقل في حالة النقل الجوي (إذا شحنت جوا)؛‬
‫‪ ‬فاتورة السيارة إذا تم نقلها برا؛‬
‫‪ ‬شهادة المنشأ للسماح بتخليص البضائع؛‬

‫وقد يكون هناك حاجة إلى وثائق إضافية لضمان األداء السليم للعقد‪:‬‬

‫‪ ‬قائمة الوزن‪ /‬التعبئة؛‬


‫‪ ‬سياسة أو شهادة تأمين البضائع أثناء النقل؛‬

‫‪80‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬شهادات مختلفة اعتمادا على طبيعة البضاعة؛‬


‫ج‪ .‬سير االعتماد المستندي‬

‫يوجد ثالثة عشر فعال ضروريا لتقدم وسير عملية االعتماد المستندي‪:‬‬

‫‪ ‬العقد‪ :1‬تعليمات فتح االعتماد المستندي‬

‫يثير إتفاق المشتري والبائع على عقد البيع‪ /‬الشراء للسلع والخدمات مشكلة أمن الدفع‪ ،‬واذا تم اختيار‬
‫االعتماد المستندي باالتفاق المتبادل‪ ،‬فإن المشتري يعطي تعليماته االفتتاحية لبنكه (البنك المصدر)‪،‬‬
‫والنماذج المطبوعة بشكل مسبق ومستوحاة عادة من نظام الترميز ‪ swift‬ومتاحة للمشتري‪.‬‬

‫‪ ‬العقد‪ :1‬فتح االعتماد المستندي‬

‫يفتح البنك المصدر (يصدر) االعتماد المستندي من خالل بنكه المراسل في بلد البائع‪.‬‬

‫‪ ‬العقد‪ :1‬إشعار االعتماد المستندي‬

‫يقوم بنك المخطر بإخطار المستفيد باإلئتمان وربما قد يضيف التأكيد‪ ،‬في هذه الحالة تتم الموافقة على‬
‫الدفع للبائع في حالة تقديم المستندات في الوقت المناسب‪ ،‬كما يجوز للبنك المخطر رفض إضافة التأكيد‬
‫ويجب إخطار البنك المصدر دون تأخير إذا لزم األمر‪.‬‬

‫‪ ‬العقد‪ :1‬شحن البضاعة‬

‫وفقا للشروط وتاريخ إنتهاء الصالحية المنصوص عليها في اإلئتمان‪ ،‬يشرع البائع (المصدر) في شحن‬
‫شحن البضاعة وفقا لطريقة النقل وتسليم المنصوص عليها في العقد والمذكورة في اإلئتمان‪.‬‬

‫‪ ‬العقد‪ :1‬إصدار سند النقل‬

‫بمجرد استالم البضائع يمنح الناقل البائع التذكرة‪ :‬بوليصة الشحن بختلف أنواعها‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬العقد‪ :2‬تقديم الوثائق‬

‫يقوم المستفيد بجمع المستندات المطلوبة بموجب الرصيد المستندي ويقدمها للبنك المخطر و‪/‬أو المؤكد‬
‫مع مراعاة المواعيد النهائية المحددة‪.‬‬

‫‪ ‬العقد‪ :2‬الدفع للمستفيد‬

‫إذا أظهرت الوثائق االمتثال لشروط االعتماد‪ ،‬وتم إستيفاء المواعيد النهائية‪ ،‬فإن البنك المؤكد يدفع‬
‫قيمة المستندات عن طريق خصم التكاليف‪.‬‬

‫‪ ‬العقد‪ :2‬إرسال المستندات إلى البنك المصدر‬

‫يقوم البنك المخطر و‪/‬أو المؤكد بإرسال المستندات إلى البنك المصدر عن طريق البريد السريع في‬
‫جزأين منفصلين لتجنب فقدها‪.‬‬

‫‪ ‬العقد‪ :2‬رد األموال إلى البنك المخطر‬

‫يقوم البنك المخطر بالسداد لنفسه كما هو مبين في االعتماد عن طريق الخصم من حساب البنك‬
‫المصدر نفسه أو بنك آخر ويسمى ببنك السداد‪.‬‬

‫‪ ‬العقد‪ :11‬إصدار المستندات‬

‫يقبل البنك المصدر المستندات ويحتفظ بها تحت تصرف العميل‪.‬‬

‫‪ ‬العقد‪ :11‬الدفع إلى البنك المصدر‬

‫يقوم البنك المصدر بخصم حساب العميل بنفس مبلغ اإلئتمان الموجود فيه بإضافة نفقاته‪.‬‬

‫‪ ‬العقد‪ :11‬الشكاوي من البضائع‬

‫في حالة الشحن البحري‪ ،‬يحق للمشتري الذي يمتلك سند الشحن األصلي بناءا على طلبه‪ ،‬المطالبة‬
‫بالبضاعة من جهة إيداع البضائع في ميناء الوصول‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬العقد‪ :11‬تسليم البضاعة‬

‫يتم تسليم البضائع إلى حامل سند الشحن (سند الملكية) بحيث يكون المشتري أو وكيله‪ ،‬ويتم إرجاع‬
‫المستندات إليه‪ ،‬وبالتالي يمكنه تملك البضائع‪.‬‬

‫وبالتالي يسمح االعتماد المستندي للمصدر (المستلم) بدفع المبلغ البضاعة المشحونة‪ ،‬وفي المقابل‬
‫يتلقى المستورد (الدافع) في غضون مهلة زمنية محددة البضائع وفق الشروط المنصوص عليها في‬
‫اإلئتمان باستثناء حالة المخالفات واالحتيال‪.‬‬

‫والشكل الموالي يوضح دورة اإلعتماد المستندي‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ .1‬مزايا وعيوب االعتماد المستندي‬


‫أ‪ .‬المزايا‬
‫‪ ‬يؤمن االعتماد المستندي المعامالت التجارية الدولية‪ ،‬بضمان البنك لتحمل عميله للديون وعوامل‬
‫المخاطرة والتي يصعب فهمها خارج البلد؛‬
‫‪ ‬يضفي االعتماد المستندي الطابع الرسمي على المعاملة من خالل صياغة العقد على شكل‬
‫موحد يشجع التجارة الدولية في البضائع؛‬
‫‪ ‬يغطي التأكيد خطر عدم النقل بسبب بلد المشتري كمخاطر السياسة؛‬
‫‪ ‬يعد التأكيد ميزة أساسية لالعتماد المستندي غير موجودة في وسائل الدفع األخرى؛‬
‫‪ ‬تحدد الوثائق الصلة بين االعتماد المستندي والعقد التجاري‪ ،‬إذا تم اختيارها بذكاء بين العميل‬
‫ومورده؛‬
‫‪ ‬من اللحظة التي تجمع فيها الوثائق‪ ،‬ال يؤخذ العقد التجاري بعين االعتبار؛‬
‫ب‪ .‬العيوب‬
‫‪ ‬االئتمان (االعتماد) هو مجرد إلتزام بالدفع عند تقديم المستندات‪ ،‬وال يشكل إلزاما للتأكيد بتوافق‬
‫البضاعة‪ ،‬وال يحق للمشتري الت ارجع إذا كانت المستندات متوافقة مع جودة السلعة‪ ،‬وبموجب‬
‫االعتماد المستندي يتصرف المشتري مع البائع وهي صفة مجردة للتعاقد؛‬
‫‪ ‬توجد صالبة في االعتماد المستندي فهو معقد نسبيا‪ ،‬ودقيق يجب التحكم فيه جيدا ليكون ضمانا‬
‫جيدا للدفع‪ ،‬كما أنه مكلف ومرهق نسبيا‪ ،‬لذلك يوصى به في حالة الكميات الكبيرة والبلدان‬
‫المعرضة للخطر؛‬
‫‪ ‬إذا كان االعتماد غير قابل لإللغاء‪ ،‬ال يمكن تغيير الشروط دون موافقة المستفيد؛‬
‫‪ ‬للتخفيف من هذه المخاطر‪ ،‬قد يطلب المشتري إجراء فحص و تحاليل من قبل مختبر مستقل‪،‬‬
‫مما يؤدي عموما إلى زيادات في أوقات التسليم؛‬

‫‪ .1.1‬طرق التسليم في التجارة الخارجية‪ :‬مصطلحات التجارة الدولية‬

‫مصطلحات التجارية الدولية يعبر عنه عادة باسم اختصار )‪ (Incoterm‬وتحدد االلتزامات المعنية‬
‫وتقاسم المسؤوليات بين البائع والمشتري‪ ،‬وبمعنى آخر مصطلحات التجارة الدولية هي اختصارات تتوافق‬

‫‪84‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫مع الكلمات أو التعبيرات التي يستخدمها الطرفان عند صياغة عقود البيع والتوزيع الدولية‪ ،‬وهي عالمة‬
‫تجارية لغرفة التجارة الدولية‪ ،‬الغرض من ‪( INCOTERMS‬الشروط التجارية الدولية) هو توحيد الشروط‬
‫التجارية األكثر استخداما في التجارة الدولية‪:‬‬

‫‪ ‬تمثل لغة مشتركة؛‬


‫‪ ‬تم تطويره بواسطة غرفة التجارة الدولية (‪)CCI‬؛‬
‫‪ ‬تهدف إلى تنظيم‪:‬‬
‫‪ ‬توزيع رسوم الشحن؛‬
‫‪ ‬نقل المخاطر أثناء النقل؛‬

‫وهي مقسمة إلى ثالثة فئات‪:‬‬

‫‪ ‬مصطلحات التجارة الدولية للبيع عند المغادرة؛‬


‫‪ ‬مصطلحات التجارة الدولية للبيع عند الوصول؛‬
‫‪ ‬مصطلحات التجارة الدولية للتسليم عند الحدود؛‬

‫‪ .1.1.1‬العناصر التي يحددها مصطلح التجارة الدولية‬

‫تحدد شركات التجارة الدولية بدقة التزامات البائع والمشتري من حيث الفوائد والمخاطر والتكاليف‪.‬‬

‫أ‪ .‬توزيع الفوائد‪ :‬من يفعل ماذا؟‬

‫العناصر المعنية هي‪:‬‬

‫‪ ‬المناولة‪ :‬تحديد مسؤوليات ومهام كل طرف في المسألة؛‬


‫‪ ‬تحميل وتفريغ البضائع ؛‬
‫‪ ‬النقل‪ :‬وفقًا لـمصطلحات التجارة الدولية ‪ incoterm‬المستخدمة‪ ،‬يختلف تحميل األجزاء في‬
‫التوجيه المسبق‪،‬‬
‫‪ ‬الخدمات الرئيسية وما بعد التوجيه؛‬
‫‪ ‬اإلجراءات الجمركية لالستيراد والتصدير؛‬

‫‪85‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬مسؤولية تأمين البضائع أثناء النقل؛‬


‫‪ ‬مسؤولية تنفيذ العبوة الالزمة للنقل؛‬
‫ب‪ .‬تخصيص المخاطر‪ :‬من المسؤول؟‬

‫من سيتحمل عواقب الحريق أو السرقة أو الخسارة أثناء النقل؟‬

‫ج‪ .‬توزيع التكاليف‪ :‬من يدفع ماذا؟‬

‫العناصر المعنية هي‪:‬‬

‫‪ ‬النقل؛‬
‫‪ ‬التأمين؛‬
‫‪ ‬الرسوم الجمركية على الواردات والصادرات؛‬
‫‪ ‬التكاليف المساعدة؛‬

‫إن مصطلحات التجارة الدولية ليست إلزامية ألن كل طرف حر في استخدامها أو عدم استخدامها‪،‬‬
‫وتعديلها إذا لزم األمر‪ ،‬فهي تسمح في أغلب األحيان بتحديد شروط التسليم وتجنب التأجيل في كل البنود‬
‫نظر‬
‫اللوجستية المعقدة للعقد‪ ،‬ومرة أخرى يجب أن تكون شروط التجارة محددة لتجنب أي تفسير ونزاع‪ ،‬ا‬
‫ألن اإلصدارات السابقة من مصطلحات التجارية الدولية ‪ incoterms‬تظل صالحة‪ ،‬فمن الضروري‬
‫النص جيدا على سنة مرجعية من مصطلحات التجارة الدولية ‪ incoterms‬أو رقم الكتيب (رقم ‪651‬‬
‫لـمصطلحات التجارة الدولية ‪.)2000‬‬

‫‪ .1.1.1‬مصطلحات التجارة الدولية للبيع في البداية‬

‫سيستخدم البائع أحد هذه الشروط إذا كانت منظمته ال تملك القدرة التنظيمية لتولي النقل‪ ،‬أو إذا كانت‬
‫األسعار أو الشروط األمنية في بلد المقصد غير مرضية‪ ،‬والمشتري الذي ليس لديه خبرة في مجال النقل‬
‫سوف يتجنبها‪.‬‬

‫تعد مصطلحات التجارة الدولية من هذه العائلة األكثر استخداما في المبيعات من قبل الشركات‬
‫الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬والتي ناد ار ما تمتلك موارد كافية لتوفير خدمة نقل كاملة إلى الوجهة المرغوبة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫هناك ثمانية مصطلحات مختلفة في هذه الفئة‪EXW - FCA - FAS - FOB - CFR - CIF :‬‬
‫‪ ،- CPT – CIP‬وان شروط البيع في البداية تجعل المشتري (إلى حد كبير أو أقل) يقدم أو يتحمل‬
‫النفقات والمخاطر المتعلقة بنقل البضائع‪ ،‬وفيما يلي يتم المصطلحات حسب الفئات‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬في الجداول التالية‪ = V ،‬بائع؛ ‪ = A‬المشتري‪.‬‬

‫أ‪( EXW - EX WORKS .‬إنطالقا من المصنع‪...‬مكان التسليم المتفق عليه)‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫قبل التوجيه‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫تأمين النقل‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫يجب أن يكون البائع قد استوفى التزامه بالتسليم عندما يتم توفير البضائع في مؤسسته‪ ،‬ويتحمل‬
‫المشتري جميع التكاليف والمخاطر الكامنة في تسليم البضائع من مؤسسة البائع إلى الوجهة المطلوبة‪،‬‬
‫يمثل هذا المصطلح الحد األدنى من االلتزام للبائع‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫ب‪(FCA - Free Carrier .‬الناقل مجانا‪...‬مكان التسليم المتفق عليه)‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬


‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫تأمين النقل‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫يستوفي البائع التزامه بالتسليم عندما يقوم بتسليم البضائع التي تم تخليصها للتصدير إلى شركة النقل‬
‫المعينة من قبل المشتري في النقطة المتفق عليها‪ ،‬ويختار المشتري طريقة النقل ويدفع الناقل حقوق النقل‬
‫الرئيسية‪.‬‬
‫ج‪( FAS- Free Along side Ship .‬مجاني على طول جانب السفينة ‪ ...‬مكان التسليم‬
‫المتفق عليه)‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫تأمين النقل‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫‪88‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫حقق البائع التزامه بالتسليم عندما وضعت البضاعة بجانب السفينة على المنصة‪ ،‬ويجب على المشتري‬
‫تحمل جميع تكاليف ومخاطر الخسارة‪ ،‬من األضرار التي يمكن أن تصيب وتغير طابع البضائع‪ ،‬مما‬
‫يثبت التصدير للبضائع‪.‬‬

‫د‪( FOB-Free On Board .‬مجا ًنا على متن ‪ ...‬ميناء التحميل)‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬
‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬
‫‪A‬و‪V‬‬ ‫‪A‬أو‪V‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫تأمين النقل‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬


‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫يجب على البائع إحالة البضاعة إلى ميناء المغادرة المتفق عليه ووضعها على متن السفينة‪ ،‬ويتم نقل‬
‫المخاطر عندما تمر البضاعة بالسكك الحديدية‪.‬‬

‫ذ‪( CFR- Cost and Freight .‬التكلفة والشحن ‪ ...‬ميناء الوصول المتفق عليه)‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬
‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬
‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬
‫‪ A‬أو‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬
‫‪A‬‬ ‫‪V‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫تأمين النقل‬
‫‪A‬‬ ‫‪V‬أو‪A‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫‪89‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫يقوم البائع باختيار السفينة ويدفع الشحن البحري إلى الميناء المتفق عليه‪ ،‬ويقوم بتنفيذ إجراءات‬
‫تحميل السفينة واجراءات التصدير الجمركية ونقطة نقل المخاطر هي نفسها كما في ‪.FOB‬‬

‫‪( - CIF- Insurance and Freight‬التكلفة ‪ +‬التأمين ‪ +‬رسوم ‪ ...‬ميناء الوجهة)‬ ‫ر‪.‬‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬
‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬
‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬

‫‪ A‬أو‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪V‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬


‫‪A‬‬ ‫‪V‬‬ ‫تأمين النقل‬

‫‪A‬‬ ‫‪V‬أو‪A‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫يتحمل البائع نفس التزامات ‪ CFR‬ولكن يجب عليه أيضا توفير تأمين بحري ضد مخاطر فقد أو تلف‬
‫البضائع أثناء النقل‪.‬‬

‫ز‪( CPT- Carriage Paid to .‬النقل مدفوع ‪ ...‬مكان الوجهة المتفق عليه)‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬


‫‪V‬أو‪A‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪V‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫تأمين النقل‬

‫‪A‬‬ ‫‪V‬أو‪A‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬


‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫‪90‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫يختار البائع طريقة النقل ويدفع الشحن إلى الوجهة المتفق عليها‪ ،‬ويقوم بتخليص البضائع‪ ،‬ويتم نقل‬
‫المخاطر عندما يتم تسليم البضائع إلى المشتري‪.‬‬

‫ه‪ - CIP- Carriage and Insurance Paid to .‬النقل والتأمين المدفوع لـ (التكلفة والتأمين‬
‫‪ ...‬مكان المقصد)‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬

‫‪V‬أو‪A‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪V‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫تأمين النقل‬


‫‪A‬‬ ‫‪V‬أو‪A‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫يتحمل البائع نفس التزامات ‪ ،CPT‬لكن يجب عليه أيضا تقديم تأمين ضد مخاطر الخسارة أو الضرر‬
‫الذي قد يصيب البضائع أثناء النقل‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬مصطلحات التجارة الدولية من البيع إلى الوصول‬

‫على أساسها يريح البائع المشتري من مجموعة كاملة من االلتزامات والمخاطر‪ ،‬والتي يمكن أن تكون‬
‫بذلك نقطة بيع ممتازة‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬من األفضل في بعض األحيان أن يبقى البائع على درجة مسؤولية في نقل‬
‫البضائع حتى تسليمها‪ ،‬وواحدة من العواقب السلبية المترتبة على استخدام مصطلحات التجارة الدولية من‬
‫هذه العائلة هو أنه في لحظة التسليم‪ ،‬غالبا ما يتم تأجيل لحظة دفع رصيد السعر عند وصول البضاعة‬

‫‪91‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫إلى الوجهة‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك سيتم تجنب هذه الشروط الداخلية من قبل البائع إذا لم يكن لديه خبرة في‬
‫مجال النقل‪ ،‬بما في ذلك إلى الوجهة التي تغطيها مصطلحات التجارة الدولية‪.‬‬

‫مجموعة مصطلحات التجارة الدولية ‪ incoterms‬الخاصة بالبيع الداخلي تكون في أربعة شروط‬
‫‪ ، DES - DEQ - DDU – DDP‬وتقوم المبيعات الداخلية بتحرير البائع من التزاماته فقط عندما‬
‫تصل البضاعة إلى وجهتها‪ ،‬يتحمل البائع التكاليف والمخاطر المتعلقة بالنقل الرئيسي‪.‬‬

‫‪( - DES- Delivered Ex Ship‬التسليم على متن السفينة ‪...‬ميناء الوجهة)‬ ‫أ‪.‬‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬


‫ال يشترط‬ ‫ال يشترط‬ ‫تأمين النقل‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫يستوفي البائع التزامه بالتسليم عندما يتم وضع البضائع التي لم يتم التخليص عليها لالستيراد تحت‬
‫تصرف المشتري على متن السفينة في ميناء الوصول المتفق عليه‪ ،‬ويتحمل البائع جميع التكاليف‬
‫والمخاطر الكامنة في تسليم البضاعة أو البضائع إلى ميناء الوجهة المتفق عليه‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫ب‪ - DEQ - Delivered Ex Quay .‬التسليم إلى رصيف الميناء (التسليم في ميناء ‪...‬‬
‫ميناء الوجهة)‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬
‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬
‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬
‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬
‫ال يشترط‬ ‫ال يشترط‬ ‫تأمين النقل‬
‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬
‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫يكون البائع قد استوفى التزامه بالتسليم عندما يضع البضاعة المستحقة لالستيراد تحت تصرف‬
‫المشتري على المنصة في ميناء المقصد المتفق عليه‪ ،‬ويتم نقل التكاليف والمخاطر عندما تكون البضاعة‬
‫في رصيف الميناء المتفق عليه‪.‬‬

‫ج‪ – DDU- Delivered Duty Unpaid .‬واجب التسليم غير مدفوع (رسوم التوصيل غير‬
‫مدفوعة ‪...‬ميناء المقصد)‬
‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬


‫ال يشترط‬ ‫ال يشترط‬ ‫تأمين النقل‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫‪93‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫التزام البائع بالتسليم عندما تكون البضاعة متاحة في المكان المتفق عليه في بلد االستيراد‪ ،‬بما في‬
‫ذلك التفريغ‪ ،‬ويتعامل المشتري على مسؤوليته ومصروفه مع استكمال إجراءات االستيراد الجمركية ودفع‬
‫رسوم االستيراد والضرائب‪.‬‬

‫‪ = DDP-Delivered Duty Paid‬خدمة التوصيل المدفوعة (تسليم جميع النفقات‬ ‫د‪.‬‬


‫المدفوعة ‪ ...‬مكان الوجهة)‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬

‫ال يشترط‬ ‫ال يشترط‬ ‫تأمين النقل‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫على عكس المصطلح ‪ EXW‬في المصنع‪ ،‬فإن هذا المصطلح يشير إلى أقصى التزام للبائع الذي‬
‫يفعل كل شيء بما في ذلك التخليص الجمركي لالستيراد ودفع الرسوم والضرائب المستحقة‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ - DAF-Delivered at Frontier‬تم التسليم عند الحدود (التسليم عند الحدود ‪ ...‬في‬ ‫ذ‪.‬‬
‫المكان المتفق عليه)‬

‫الخطر‬ ‫التكاليف‬ ‫الشكل‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫الحزم املغلفة أو التغليف‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫قبل التوجيه‬


‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫إجراءات التصدير الجمركية‬
‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫التحميل ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪V‬‬ ‫‪V‬‬ ‫النقل الرئيس ي‬

‫ال يشترط‬ ‫ال يشترط‬ ‫تأمين النقل‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫التفريغ ‪ -‬النقل الرئيس ي‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫إلاجراءات الجمركية‪ /‬الاستيراد‬

‫‪A‬‬ ‫‪A‬‬ ‫وظيفة التوجيه‬

‫أنجز البائع التزامه بالتسليم عندما تم تسليم البضائع التي تم تخليصها للتصدير‪ ،‬وعند النقطة المتفق‬
‫عليها عند حدود الخروج ولكن قبل الحدود الجمركية لبلد الدخول التالي‪ ،‬ويتحمل البائع تكاليف النقل‬
‫ومخاطره حتى هذه اللحظة‪ ،‬لكنه غير ملزم بالتأمين على البضائع‪.‬‬

‫وأخي ار تتمثل االحتياطات الواجب اتخاذها عند استخدام مصطلحات التجارة الدولية ‪ Incoterms‬فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ ‬معرفة معنى مصطلحات التجارة الدولية واختصارها؛‬


‫‪ ‬استخدام المصطلحات التجارية الدولية اختياري (ال يوجد قانون يجعلها إلزامية) الستخدامها‪،‬‬
‫ويجب على األطراف الرجوع إليها بوضوح في عقد البيع من خالل ذكر المكان المتفق عليه؛‬
‫‪ ‬المتغيرات من مصطلحات التجارة الدولية موجودة ومن المرجح أن تكون مربكة‪ ،‬لذلك يتم استخدام‬
‫هذه المتغيرات بشكل ضئيل واال فقد تفقد االستفادة من اإلشارة لمصطلحات التجارة الدولية‪ .‬مثال‪:‬‬
‫لدى ‪ FOB‬في الواليات المتحدة ستة تفسيرات مختلفة؛‬

‫‪95‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬إعادة توجيه االسم المختصر من المكان المرجعي (منفذ‪ ،‬حد‪ ،‬وما إلى ذلك ‪ ،‬والمعلومات التي‬
‫بدونها ال يوجد معنى لها‪ ،‬وكأمثلة‪ :‬يجب أن يتبع ‪ FOB‬دائما بالمنفذ المختار‪ ،‬ويجب أن يتبع‬
‫‪ DAF‬دائما بالحدود ذات الصلة؛‬
‫‪ ‬النظر في طريقة النقل‪ ،‬فال يمكن استخدام جميع مصطلحات التجارة الدولية في جميع وسائل‬
‫النقل‪ ،‬مثال‪ :‬بالنسبة إلى الشحن البري فإن االسم المختصر ‪ FOB‬غير مقبول؛‬
‫‪ ‬مصطلح التجارة الدولية ال يحل مشكلة نقل ملكية البضائع‪ ،‬ولكن فقط نقل المخاطر والتكاليف‬
‫بين المشتري والبائع‪ ،‬ويخضع نقل الملكية لقواعد قانونية مختلفة في بلدان مختلفة؛‬
‫‪ ‬يجب التعبير بوضوح عن أي انحراف عن أحد التزامات شركة لمصطلحات التجارية الدولية (مثل‬
‫‪)DDP Incoterm 2000 CCI‬؛‬
‫‪ ‬إذا كانت األطراف الموجودة في عقد البيع الخاصة بها تختلف عن شروط التجارة الرسمية‪ ،‬فإن‬
‫محتوى العقد هو السائد؛‬
‫‪ ‬في حالة عمليات الشراء "عند المغادرة"‪ ،‬يتحتم على العميل التحقق من أن المورد قد قام بالتأمين‬
‫على النقل إذا كان التزاما مطلوبا من قبل الشركة التجارية الدولية (‪ incoterms‬مصطلحات‬
‫التجارة الدولية فقط)‪ ،‬فذكر التأمين يعني االشتراك فيه‪ ،‬أو عن طريق العقد التجاري؛‬

‫‪ .1.1‬خدمات التجارة الخارجية‬

‫تعبر عمليات التجارة الخارجية على انتقال مختلف السلع والخدمات بين الدول‪ ،‬حيث تمر بعدة‬
‫أطراف‪ ،‬وحتى تكون عملية انتقال البضاعة قانونية وذات مصداقية من ناحية إجراء المعامالت وشروط‬
‫التبادل التجاري الدولي‪ ،‬يجب أن ترفق بالوثائق الالزمة لقواعدها اإلجرائية في إطار خدمات مساعدة‬
‫تسمح بزيادة القدرة على الوصول إلى األهداف االقتصادية واالجتماعية للتجارة الخارجية للدول‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬األطراف الرئيسية المشاركة في التجارة الخارجية‬

‫تتم التجارة الخارجية من خالل تدخل ثالثة أطراف رئيسية في التبادل التجاري الدولي للسلع والخدمات‪،‬‬
‫متمثلة في المصدر‪ ،‬المستورد والبنوك التجارية‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫أ‪ .‬المصدر‬

‫يمثل الطرف الذي يقوم بشراء أو إنتاج البضاعة لبيعها في الخارج بغض النظر عن نوع البضاعة‬
‫التي يتعامل بها‪ ،‬وقد يكون المصدرون أفراد مستقلين أو شركات‪ ،‬كما قد تكون الدولة هي المصدرة وذلك‬
‫عندما تكلف إحدى مؤسساتها بهذا العمل‪.‬‬

‫ب‪ .‬المستورد‬

‫يعب ــر ع ــن الط ــرف ال ــذي يق ــوم بمش ــروع م ــا ف ــي أسـ ـواق بعي ــدة خارجي ــة‪ ،‬وال يش ــتري البض ــاعة لغ ــرض‬
‫تصديرها بل لبيعها في األسواق الداخلية‪ ،‬ولهـذا فهـو يختلـف عـن التـاجر والمسـتورد المؤقـت والـذي يسـتورد‬
‫بقصد التصدير‪.‬‬
‫ج‪ .‬البنوك التجارية‬

‫يقصد بالبنوك التجارية‪ ،‬تلك البنوك التي تقبل ودائع األفراد ويلتزم بدفعها عند الطلب في الموعد المتفق‬
‫عليه‪ ،‬والتي تمنح قروض قصيرة األجل تقل مدتها عن ستة أشهر وتسمى بنوك الودائع نظ ار لقدرتها على‬
‫إنشاء نقود الودائع‪.‬‬

‫وتعد البنوك التجارية وسيطا ماليا بين المدخرين والمستثمرين أي بين المقرضين وبين عرض النقود‬
‫وطلبها (أصحاب الفائض وأصحاب العجز)‪ ،‬فتمول المشاريع باألموال الالزمة إلنشائها وتنميتها‪ ،‬وتحول‬
‫المدخرات إلى رأس مال منتج مما يعمل ويساعد على تطوير التجارة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬وتنمية االقتصاد القومي‪،‬‬
‫وتقوم بوظيفتين رئيسيتين وهامتين‪ :‬األولى نقدية والثانية تمويلية‪ ،‬تتمثل الوظيفة النقدية في تزويد‬
‫األشخاص (الطبيعيين والمعنويين) بالنقود وتنظيم تداولها ابتداء من قبول الودائع إلى منح القروض من‬
‫هذه الودائع‪ ،‬بينما تتمثل الوظيفة التمويلية للبنوك في تزويد المشاريع باألموال الالزمة‪ ،‬أي القيام بدور‬
‫الوسيط بين المدخرين والمستثمرين‪.‬‬

‫أنشأت البنوك بهدف خدمة التجارة الخارجية نتيجة زيادة حجم المعـامالت التجاريـة‪ ،‬عـن طريـق إصـدار‬
‫الضمانات التي يتطلبهـا العمـالء والتـي يشـترطها المصـدرون بالخـارج قبـل شـحن بضـائعهم‪ ،‬وكـذلك لتسـديد‬
‫حقوق المصـدرين األجانـب عـن طريـق الخصـم مـن حسـابات فـروع أو م ارسـلي البنـك بالخـارج‪ ،‬مقابـل سـداد‬

‫‪97‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫المستورد المحلي لقيمة ما قام باستيراده إلى البنـك بالعملـة المحليـة والعكـس يحـدث فـي حالـة تصـدير سـلعة‬
‫محلية إلى الخارج مما يسمح بدخول العملة االجنبية‪.‬‬

‫‪ .1.1.1‬خدمات المصدرين والمستوردين وخدمة التمويل‬

‫يقوم البنك التجاري بتقديم خدمات تسمح بتسوية عمليـات التجـارة الخارجيـة‪ ،‬حيـث أصـبحت العمليـة فـي‬
‫الوقت الحاضر معقدة بسبب التنظيمات التي تضعها الدول للتحكم في حجم النقد األجنبـي للمحافظـة علـى‬
‫اسـتقرار ميـزان مـدفوعاتها وتجنــب حـاالت العجــز‪ ،‬ممـا أدى إلــى بـروز أعبــاء جديـدة علــى البنـوك التجاريــة‪،‬‬
‫حيــث أصــبحت تقــوم بخدمــة التجــارة الخارجيــة مــن منطلــق اإلش ـراف والرقابــة علــى تنفيــذ العمليــات والقيــام‬
‫بإجراءات حصول المستورد على المبلغ النقدي من العمالت األجنبية الذي تحتاجه من السلطات التنفيذية‪.‬‬

‫لــذلك تقــدم البنــوك التجاريــة مجموعــة مــن الخــدمات إلتمــام حســن ســير المعــامالت فــي التجــارة الخارجيــة‬
‫وتتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ .‬خدمات المصدرين والمستوردين‬

‫تتمثل أهم الخدمات المقدمة من إلتمام عمليات االستيراد والتصدير من قبل البنك التجاري فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬المعلومات عن متطلبات األسواق الدولية‬

‫تسمح الخدمة بضبط اإلطار التنظيمي والعملي للسوق الدولي المرغوب مـن خـالل نشـرات دوريـة تشـرح‬
‫حالــة األسـواق الدوليــة مــن النـواحي االقتصــادية‪ ،‬وامكانيــة عقــد صــفقات مــع أي منهمــا للوقــوف علــى قواعــد‬
‫الرقابة للنقد‪ ،‬الحصص‪ ،‬الرسوم الجمركية والمخاطر المحتملة التي يمكن تقابل المصـدرين فـي تعاملهـا مـع‬
‫الدول األجنبية‪ ،‬إضافة إلى المستندات ووسائل الشحن المرغوبة من طرف هذه الدول‪ ،‬وتقوم البنـوك أيضـا‬
‫بتقــديم أســماء للــوكالء والمشــترين فــي بلــدان العــالم لمختلــف الســلع‪ .‬كمــا تق ـوم أيضــا بتقــديم وتحديــد أســعار‬
‫الصرف للعمالء في مختلف الدول األجنبية‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫خدمة ضبط المعامالت المالية للتصدير واإلستيراد‬ ‫‪‬‬

‫والتي تتم من خالل فروع البنوك في الخارج أو المراسلين المنتشرين في كافة أنحاء العالم‪ ،‬وذلك‬
‫باستخدام أنواع مختلفة من الوسائل مثل االعتمادات والكمبياالت المستندية‪ ،‬ووفق قواعد تبادل العمالت‬
‫التي تحقق الربح للمصدرين وضمان حقوق المستوردين‪.‬‬

‫التــأميــن‬ ‫‪‬‬

‫يــتم القيــام بالتــأمين المطلــوب خــالل حركــة الســلع حتــى تصــل إلــى المســتثمرين وتقــديم تســهيالت الســفر‬
‫والتعامل مع المستوردين في الخارج‪ ،‬وتقديم المصدرين للمؤسسات المالية في الخـارج وتسـهيل تعـاملهم مـع‬
‫الوكالء‪.‬‬
‫خدمات التمويل التجارية‬ ‫‪‬‬

‫توجــد العديــد مــن الطــرق المســتخدمة للتســديد فــي التجــارة الخارجيــة والتــي أش ـرنا إلــى أهمهــا فيمــا ســبق‪،‬‬
‫والتي يمكن أن يقوم بها كل مـن المصـدر والمسـتورد الخـارجي فـي تـداول الحقـوق بينهمـا‪ ،‬وفـي مقدمـة هـذه‬
‫الطرق الدفع نقدا‪ ،‬وهي طريقة تتطلب الثقة التي ال تتوفر بشكل كبير بـين األطـراف المتعاملـة‪ ،‬أمـا الطـرق‬
‫األخرى فهي استخدام الكمبياالت المستندية بأنواعها‪ ،‬واالعتمادات المستندية‪...‬إلخ‪.‬‬

‫تمويل عمليات التبادل‬ ‫‪‬‬

‫باستخدام الحسابات الخارجية المدينة ومن خالل القـروض وقبـول الكمبيـاالت المسـتندية‪ ،‬وضـمان إتمـام‬
‫المعامالت بشكل مرض لألطراف المختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬القيام بعمليات التحصيل المستندية للمبيعات الدولية‬

‫التحصيل المستندي هو آلية يقوم بموجبها المصدر بإصدار كمبيالـة واعطـاء كـل المسـتندات إلـى البنـك‬
‫الـذي يمثلـه‪ ،‬حيـث يقـوم هـذا األخيـر بـإجراءات تسـليم المسـتندات إلـى المسـتورد أو البنـك الـذي يمثلـه مقابـل‬
‫تســليم مبلــغ الصــفقة أو قبــول الكمبيالــة‪ ،‬وتجــدر المالحظــة فــي التحصــيل المســتندي أن إلت ـزام المصــدر ال‬
‫يتعدى التعهد بإرسال البضاعة‪ ،‬كما أن المستورد ال يمكنه أن يسـتلم المسـتندات إال بعـد قبـول الكمبيالـة أو‬
‫تسديد المبلغ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫فـإذا كانـت المسـتندات مقابـل الـدفع يسـتطيع المســتورد أو البنـك الـذي يمثلـه‪ ،‬أن يسـتلم المسـتندات مقابــل‬
‫التســديد الفعلــي نقــدا لمبلــغ البضــاعة‪ ،‬أمــا إذا كانــت المســتندات مقابــل القبــول فــيمكن للمســتورد أن يســتلم‬
‫المستندات بعد قبوله للكمبيالة المسحوبة عليه‪ ،‬ويستفيد المستورد من مهلة التسديد‪.‬‬

‫وتتجلى أهمية التمويل المصرفي للتجارة الخارجية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬التقليل من مشاكل المسافات بين المصدرين والمستوردين؛‬


‫‪ ‬التغلب على اختالف وتباين نظم النقد في االستيراد والتصدير بين الدول؛‬
‫‪ ‬التغلب على التباين بين العمالت في دول العالم؛‬
‫‪ ‬حماية المصدرين من المخاطر السياسية والتجارية‪....،‬إلخ‪ ،‬عن طريق ما يسمى‬
‫بضمانات القروض األجنبية بغرض تجنب المخاطر السياسية وحاالت عجز المدين عن الوفاء‪،‬‬
‫وعدم قابلية عمالت بعض المستوردين للتحويل؛‬
‫‪ ‬التسهيل على المصدرين للحصول على قيم سلعهم فو ار أو دون تجميد أموالهم لمدة‬
‫طويلة‪ ،‬وذلك عن طريق اإلقراض بضمان مستندات الشحن أو خصم الكمبياالت المسحوبة على‬
‫المستوردين في الخارج؛‬
‫‪ ‬عدم االقتصار على تمويل عمليات االستيراد والتصـدير فحسـب وانمـا القيـام بتمويـل نشـاط‬
‫المصدرين في مراحله المختلفة حتى يصل اإلنتاج إلى مرحلة التصدير النهائية؛‬

‫عمليات خاصة أخرى‬ ‫‪‬‬

‫ترتبط بالتسهيالت الممنوحة إلتمام التعامالت المالية‪:‬‬

‫‪ ‬إصــدار وقبــول وســائل الــدفع الدوليــة مثــل الحـواالت المصـرفية والتحـوالت البريديــة والبرقيــة‬
‫بالتلكس والفاكس‪ ،‬أو قبول الشيكات التي تدفع دوليا؛‬
‫‪ ‬تسهيل عمليات صرف العمالت األجنبية‪ ،‬التحويل والتحصيل؛‬
‫‪ ‬إصدار الشيكات السياحية وبطاقات االئتمان الدولية؛‬

‫‪.1.1.1‬خدمات األطراف المكملة للتجارة الخارجية‬

‫تتمثل في عملية النقل‪ ،‬عملية التأمين ودور رجل العبور‬

‫‪100‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫أ‪ .‬عملية النقل‬

‫تلعب عملية النقل دو ار رئيسيا في تفعيل عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬وتظهر أهميتها ب تأثيرها‬
‫على سعر البيع النهائي‪.‬‬

‫وبالنظر لتكلفتها الكبيرة‪ ،‬خاصة أن المؤسسات ال تتوفر على اإلمكانيات المادية والمالية الضرورية لتنظيم‬
‫عمليــات النقــل الــدولي‪ ،‬فإنهــا توكــل المهمــة فــي أغلــب األحيــان لمؤسســات النقــل الخاصــة‪ ،‬وتقــوم باختيــار‬
‫وسيلة النقل المناسبة مع طبيعة البضاعة المنقولة‪.‬‬

‫وتوجد عدة وسائل لعملية النقل أهمها‪:‬‬


‫النقل الجوي لنقل البضائع األكثر أهمية‪ ،‬وذات قيمة معتبرة وحجم صغير‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫‪‬‬
‫الطرود والرسائل‪.‬‬
‫النقل البري لنقل البضائع ب ار عن طريق السيارات والشاحنات؛‬ ‫‪‬‬
‫النقل البحري من خالله نقل الحجم األكبر من البضائع الخاصة بالعمليات الدولية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫لتوجهها نحو الدول في القارات األخرى؛‬
‫النقل عبر السكك الحديدية حيث تنظم هذه الوسيلة عن طريق االتفاقية الدولية لنقل‬ ‫‪‬‬
‫البضائع‪ ،‬والتي تحكم العالقة بين المرسل والمرسل إليه وتنظم طرق السكك الحديدية؛‬
‫البريد بشرط أن ال تكون الحمولة المرسلة تزن أكثر من ‪ 5‬إلى ‪ 6‬كلغ؛‬ ‫‪‬‬
‫النقل عبر النهر بالنسبة للمواد الجد ثقيلة (الرمل‪ ،‬الحصى‪)...‬؛‬ ‫‪‬‬
‫لهذا يجب مراعاة عدة معايير عند اختيار وسيلة النقل تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬التكلفة‪ ،‬فقبل اختيار وسيلة النقل يجب األخذ بتكلفة النقل‪ ،‬حيث يعرض الناقلين خدماتهم‬
‫وأسعارهم حسب نوعية ووزن وحجم البضاعة‪ ،‬والتسيير المعمول به يخص الوزن اإلجمالي الخام‬
‫للبضاعة بما فيها التغليف؛‬
‫‪ ‬سرعة وسيلة النقل ألنها تؤثر على الوقت المستغرق في النقل إلتمام استالم السلعة في‬
‫الوقت المحدد؛‬
‫‪ ‬تضاف إلى تكلفة النقل تكلفة التغليف‪ ،‬ونظ ار لعوامل الحماية فإن تكلفة التغليف للنقل‬
‫البحري أكبر من النقل الجوي؛‬

‫‪101‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬ال بد من التأمين على النقل بقسط التأمين الذي يقل في النقل الجوي أقل منه في الوسائل‬
‫األخرى‪ ،‬بالنظر إلى الظروف األمنية و المخاطر الخاصة بنقل السلع؛‬
‫‪ ‬األخذ مصاريف التخزين نظ ار لمسافات التخزين الكبيرة نجد أن مصاريف التخزين في‬
‫النقل البحري أكثر مقارنة بالنقل الجوي؛‬
‫‪ ‬المالءمة والكفاية حسب طبيعة البضائع المشحونة والقدرة على نقل الحمولة؛‬
‫ب‪ .‬عمليــة التــأميــن‬
‫نظ ار لحجم المخاطر المرتبطة بعمليات االستيراد والتصدير‪ ،‬تتكفل شركة التأمين بتحمل األخطار التي‬
‫يحتمل وقوعها‪ ،‬إذ التأ مين هو عملية بمقتضاها يتحصل أحد الطرفين‪ ،‬وهو المؤمن له مقابل دفع قسط‬
‫التأمين على تعهد كتابي لصالحه‪ ،‬لتأمين البضائع عبر الطرق البرية والجوية والبحرية والسكك الحديدية‪،‬‬
‫ولتغطية األضرار والخسائر المادية الالحقة للبضائع أثناء نقلها‪ ،‬شحنها وتوزيعها ‪ ،‬وتمر عملية التأمين‬
‫بالمراحل التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تعتبر أول خطوة للقيام بعملية التأمين الحصول على الوثائق الخاصة بالبضائع حيث أن الفاتورة‬
‫التجارية وسند النقل كافيان إلبرام عقد التأمين على البضاعة في شركة التأمين؛‬
‫‪ ‬يتم إبرام عقد التأمين كتعهد لشركة التأمين على البضاعة كتابيا مقابل دفع قسط التأمين من‬
‫طرف المؤمن له‪ ،‬وفقا للشروط المتفق عليها في العقد‪ ،‬وهو بمثابة حماية لألخطار التي يتعرض لها‬
‫المؤمن له؛‬
‫ج‪ .‬وكيل العبور‬

‫يعتبر رجل العبور أساس الوساطة في عمليات النقل ويتدخل في سلسلة المنتوج‪ ،‬ويمكن أن يكون‬
‫وكيل معتمد لدى الجمارك مكلف بخدمات التأمين في إطار وثائق بوليصة التأمين لمختلف الشاحنين‪ ،‬أو‬
‫ناقل ومراقب بحري‪ ،‬فهو يؤمن عملية العبور كمهندس أو مقاول للنقل‪ ،‬لذلك يعتبر متعهد عمليات‬
‫الترانزيت وكيال لقاء أجرة ويعمل لحساب موكله باستالم البضائع من الناقل البحري وبإتمام المعامالت‬
‫الجمركية وبإجراء عقود التأمين‪ ،‬واذ لزم األمر يقوم بالتعاقد على نقل البضائع مجددا بواسطة ناقل آخر‬
‫عن طريق البحر أو البر أو الجو إليصالها إلى المكان المعين‪ ،‬ومختلف هذه المهام القانونية تمثل‬
‫األعمال العامة والخاصة المخولة لرجل العبور‪ ،‬وبالتالي فهو يمكن أن يكون‪:‬‬

‫وكيل النقل؛‬ ‫‪‬‬


‫وكيل معتمد لدى الجمارك؛‬ ‫‪‬‬

‫‪102‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫وكيل بالعمولة؛‬ ‫‪‬‬


‫وكيل النقل‬ ‫‪‬‬

‫وكيل النقل تاجر يقوم بنقل بضاعة ما من نقطة ليسلمها إلى نقطة أخرى تحت مسؤوليته الكاملة‬
‫مقابل سعر جزافي‪ ،‬وتنظيم وتحقيق كل العمليات المتتالية بالوسائل التي يراها مالئمة من البداية إلى‬
‫النهاية‪ ،‬وهذا لنقل البضائع وتحمل األخطار‪.‬‬

‫الوكيل بالنقل هو شخص مادي أو معنوي يلتزم تحت مسؤوليته وباسمه الخاص بنقل بضاعة لفائدة‬
‫زبونه‪ ،‬وهذا في إطار احترام شروط القانون التجاري‪.‬‬

‫الوكيل المعتمد لدى الجمارك‬ ‫‪‬‬

‫شخص طبيعي أو معنوي يزاول نشاطه باعتماد من إدارة الجمارك‪ ،‬حيث يقوم بإجراءات االستيراد‬
‫والتصدير لفائدة زبون معين مقابل وثائق معينة للقيام بعملية وضع البضائع تحت مراقبة الجمارك‬
‫ومختلف المهام لوضع ضمان أمام إدارة الجمارك لصالح السمسار البحري‪.‬‬

‫يعرف الوكيل بأنه الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يقوم لحساب الغير باإلجراءات الجمركية‬
‫المتعلقة بالتصريح المفصل بالبضائع سواء مارس هذه المهمة ممارسة رئيسية أو كانت تكملة لنشاط‬
‫رئيسي‪ ،‬وعلى العموم يشترط في الوكيل المعتمد لدى الجمارك شموله معرفة علمية من مدارس مختلفة‪،‬‬
‫إضافة إلى تجربة ميدانية على مستوى التجارة الدولية والمالحة البحرية‪.‬‬

‫وكيل بالعمولة‬ ‫‪‬‬

‫يتمثل عمله في التوزيع‪ ،‬الشحن وتفريغ السلع‪ ،‬وهو غير مسؤول عن نقل بضاعة ما بوسيلة أخرى‬
‫ومن الجهة القانونية ال يحاسب إال عن أخطائه الفعلية التطبيقية في عمله‪ ،‬ويمكن أن يكون أيضا كمكلف‬
‫بالعبور في الميناء‪ ،‬إذ يقوم باستقبال البضائع على عاتقه لوضعها على ظهر السفينة أو تسليمها‬
‫ألصحابها بعد عملية التفريغ‪.‬‬
‫وتوجد ثالثة أنواع للعبور نذكر منها‪:‬‬

‫‪103‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫العبور الدولي الذي نجد فيه مكتبين للجمارك‪ ،‬مكتب داخلي ومكتب خارجي‪ ،‬حيث في‬ ‫‪‬‬
‫ح الة االستيراد يتم انتقال البضاعة من مكتب جمركي إلى آخر‪ ،‬وهذا بوسائل نقل متعددة سواء‬
‫كانت جوية أو بحرية كمرور البضائع من المغرب إلى تونس وتكون الجزائر كنقطة عبور؛‬
‫العبور اإلقليمي بين التكتالت االقتصادية أو التجارية مثل‪" :‬اتحاد المغرب العربي‬ ‫‪‬‬
‫والمجموعة االقتصادية األوروبية‪ ،‬حيث يسمح بمرور السلع المنقولة بين البلدان دون أن تخضع‬
‫لعملية الجمركة من قبل مصالح الجمارك؛‬
‫العبور الوطني بانتقال البضاعة من مكتب جمركي إلى مكتب جمركي آخر داخل التراب‬ ‫‪‬‬
‫الوطني‪ ،‬تحت رقابة أعوان الجمارك وأداء مختلف اإلجراءات الالزمة من جمركة‪ ،‬تخزين‪،‬‬
‫نقل‪...‬إلخ؛‬

‫‪ .1.1.1‬وثائق ضبط الخدمات في التجارة الخارجية‬

‫يعتمد إتمام الصفقات والمبادالت التجارة الخارجية على جملة من الوثائق الخاصة بالنقل‪ ،‬الشحن‪،‬‬
‫التأمين‪ ،‬الوثائق اإلدارية والجمركية‪ ،‬مما يسمح بسير العمليات وضبط الخدمات المقدمة والمساعدة في‬
‫التجارة الخارجية‪.‬‬

‫أ‪ .‬وثائق إثبات السعر‬

‫تتمثل في مختلف أنواع الفواتير‪ ،‬والتي ال بد أن تتضمن‪:‬‬

‫‪ ‬اإلشارة إلى أطراف العقد؛‬


‫‪ ‬عنوان ورقم التسجيل في السجل التجاري؛‬
‫‪ ‬البلد األصلي للمنتوج؛‬
‫‪ ‬طبيعة البضاعة أو الخدمة المقدمة؛‬
‫‪ ‬الكمية‪ ،‬السعر الوحدوي اإلجمالي؛‬
‫‪ ‬قيمة الفاتورة؛‬
‫‪ ‬تاريخ تحرير الفاتورة وتاريخ التسليم؛‬
‫‪ ‬شروط البيع والتسليم؛‬

‫‪104‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬تاريخ وطرق التسديد؛‬

‫ونميز بين الفواتير التالية‪:‬‬


‫* فاتورة تجارية‪ :‬تعبر عن الوثيقة المحاسبية إلثبات الديون وللسماح للمصالح الجمركية بمراقبة البيانات‬
‫المتعلقة بالبضاعة المشحونة‪ ،‬ويجب أن ترفق بالبضاعة المعنية‪ ،‬حيث يبين آجال الشحن كما يقوم‬
‫المصدر بتحرير السعر الوحدوي المتفق عليه للبضاعة ووجهتها‪ ،‬إضافة إلى وجوب مطابقتها مع باقي‬
‫المستندات وخاصة بوليصة الشحن من كافة النواحي‪ :‬اسم المستورد‪ ،‬قيمة االعتماد‪ ،‬البضاعة لكميتها‬
‫ومواصفاتها؛‬
‫* فاتورة شكلية‪ :‬تعبر عن الفاتورة المبدئية المستعملة في عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬إذ تحرر من طرف‬
‫المصدر لصالح المستورد‪ ،‬وهذا قبل االتفاق النهائي على الصفقة التجارية‪ ،‬وتحتوي على معلومات‬
‫خاصة بالبضاعة‪ :‬المبلغ اإلجمالي‪ ،‬ثمن الوحدة‪ ،‬الوزن‪ ،‬الكمية‪ ،‬شروط البيع‪ ،‬وهي لصالح المستورد إذ‬
‫تسهل عليه اإلجراءات اإلدارية مثل الحصول على تأشيرة االستيراد‪ ،‬كما تعتبر جزءا من مستندات‬
‫االعتماد المستندي في حالة اختياره كوسيلة دفع؛‬
‫* الفاتورة المؤقتة‪ :‬تستعمل عندما ال تتوفر لدى المورد كل العناصر الضرورية‪ ،‬التي تسمح له بتحرير‬
‫فاتورة تجارية أو عندما تتعلق بالبضاعة التي تتعرض للنقصان أثناء الطريق‪ ،‬وبذلك يتم تحويل السعر‪،‬‬
‫وهذه األخيرة تكون متبوعة إجباريا بفاتورة نهائية ( الفاتورة التجارية)؛‬
‫* الفاتورة القنصلية‪ :‬التي تمثل فاتورة تجارية تحتوي على تأشيرة قنصلية بلد المستورد الموجودة في بلد‬
‫المصدر‪ ،‬هدفها إعطاء طابع رسمي للبيانات المذكورة فيها مثل‪ :‬مصدر البضاعة وقيمتها؛‬
‫* الفاتورة الجمركية‪ :‬تكون محررة ومؤقتة من طرف المصدر حسب اإلجراءات المنصوص عليها من‬
‫طرف مصلحة الجمارك‪ ،‬إذ يصرح بها لدى الجمارك فقط؛‬

‫وثائـق النقــل‬ ‫ب‪.‬‬

‫بسبب تعدد وسائل النقل المستخدمة في التجارة الخارجية‪ ،‬تختلف وتتنوع الوثائق ذات العالقة للقيام‬
‫بعملية النقل بكفاءة وفعالية من ناحية التسيير‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ /1‬وثيقة النقل الجوي‬

‫هي وصل استالم يثبت أن البضاعة قد أرسلت عن طريق الجو‪ ،‬وتحرر من طرف شركات النقل‬
‫الجوي‪ ،‬وتحت مسؤولية المصدر‪ ،‬فهي عقد قانوني توضح وضع كل األطراف بشكل غير قابل للتفاوض‬
‫ألنها مقررة لشخص مسمى‪ ،‬فهي تعطي حق الملكية للمرسل إليه إال النسخة الثالثة ذات اللون األزرق‬
‫تحتوي على ختم وامضاء شركة النقل الجوي‪ ،‬ولها عدة أنواع‪:‬‬
‫بوليصة الشحن البحري‬ ‫أ‪.‬‬

‫تعتبر كوصل تسلم للبضاعة‪ ،‬ومستند يؤكد ملكية البضاعة المذكورة فيها للجهة التي حرر ألمرها‪،‬‬
‫حيث تعطي النسخة من بوليصة الشحن للشاحن بعد أن يتم شحن البضاعة‪ ،‬وترسل نسخة منها للمرسل‬
‫الذي يمكن أن يظهرها في حالة بيع البضاعة‪ ،‬أو يظهرها لوكيل العبور لتخليص البضاعة من حوزة‬
‫الجمارك‪ ،‬وتبقى نسخة منها لدى ربان السفينة ليرجع بها بعد عملية تفريغ السلع المشحونة‪ ،‬ويقوم‬
‫المصدر بإرسال نسخة للمستورد وبطريقتين مختلفتين وذلك لضمان وصول إحداهما إليه‪.‬‬

‫تحتوي بوليصة الشحن على مايلي‪:‬‬


‫‪ ‬اسم ربان السفينة الذي يقودها أثناء الرحلة؛‬
‫‪ ‬عدد الطرود أو الصناديق المشحونة ووزنها؛‬
‫‪ ‬اسم الميناء المرسل إليه للبضائع؛‬
‫‪ ‬اسم المستورد كامال وعنوانه؛‬
‫‪ ‬رقم وتاريخ البوليصة والتوقيع؛‬
‫‪ ‬يذكر على هامشها عدد الطرود وعالمتها وأرقامها ومحتوياتها وأجرة الشحن؛‬
‫سند الشحن‬ ‫ب‪.‬‬

‫هذه الوثيقة ليست حجة لإلرسال الفعلي للبضائع لكن حضورها فقط مهم من اجل التعليمات‬
‫المتعلقة بالنقل‪ ،‬يقوم الناقل بواسطة سند الشحن إثبات هوية األطراف والبضائع الواجب نقلها‪ ،‬وأجرة‬
‫الحمولة الواجب دفعها وذكر مبلغ التعويضات‪ ،‬بسبب لهالك البضاعة أو تلفها مثال أو ذكر إعفاء‬
‫الناقل من بعض األضرار‪ ،‬فالوثيقة إذا هي وسيلة إثبات‪ ،‬حيث التزامات الناقل تبدأ من وقت تسليم‬
‫البضاعة لحين تسليمها‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬أشكال سند الشحن‬


‫‪ ‬سند شحن كامل يعطي حق ملكية البضاعة كامل السند‪ ،‬لكن خطر الضياع‬
‫أو السرقة يجعل هذا الشكل قليل االستعمال؛‬
‫‪ ‬سند شحن مسمى يبين عليه اسم المرسل إليه وهو الوحيد الذي له القدرة‬
‫على حيازة البضاعة؛‬
‫‪ ‬سند شحن غير مسمى صادر ألمر المستورد أو لبنكه (بنك اإلصدار) فهو‬
‫يسمح بانتقال ملكية البضاعة عن طريق التظهير؛‬

‫‪ ‬أنواع سند الشحن‬

‫أ‪ /‬المستند المستلم للشحن‬

‫في هذه الحالة البضاعة تكون تحت تصرف شركة المالحة‪ ،‬ولكنها لم تشحن بعد على ظهر السفينة‬
‫عند تحرير هذا المستند‪ ،‬فهي إذاً من الممكن أن تشحن على ظهر سفينة غير التي حددت من قبل‪.‬‬

‫ب‪ /‬مستند شحن على الظهر (‪)On Board‬‬

‫يبين أن البضاعة قد شحنت على ظهر السفينة‪.‬‬

‫ج‪ /‬سند الشحن المباشر ( ‪) Through Billof Leading‬‬

‫هو سند شحن من نوع تقليدي يحرر من قبل شركة النقل البحري ويغطي وسائل نقل مختلفة فهو‬
‫يحدد ميناء اإلقالع‪ ،‬وفي هذه الحالة تشحن البضاعة على ظهر سفينة غير مسماة‪.‬‬

‫‪ /1‬وثائق النقل البري‬

‫وتشتمل على الوثائق تالية الذكر‬

‫أ‪ .‬النقل عن طريق السكك الحديدية‬

‫يمثل وصل إرسال بسيط يثبت بأن البضاعة قد أرسلت من الخارج عن طريق السكك الحديدية‪،‬‬
‫وتحرر على ستة نسخ ذات نفس اللون‪ ،‬وتفرقها األرقام الموجودة عليها باللون األحمر‪ ،‬أما النسخة رقم‬

‫‪107‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ 18‬تحتوي على عبارة "نسخة أصلية لرسالة النقل البري"‪ ،‬تمثل هذه الوثيقة مستند اإلرسال الذي ال بد أن‬
‫يؤشر عليه بطابع محطة اإلقالع‪ ،‬هذا السند محرر إلزاميا لشخص مسمى‪ ،‬أي ال يمكن في أي حال من‬
‫األحوال تداوله عن طريق التظهير‪.‬‬

‫رسالة النقل البري الدولي‬ ‫ب‪.‬‬

‫تنص االتفاقية الدولية لنقل البضاعة عن طريق البر على مستند خاص يسمى رسالة النقل البري‬
‫الدولي‪ ،‬والتي تصدر بأشكال مختلفة‪ ،‬وهذا راجع لتنوع وكثرة مؤسسات النقل‪ ،‬فهي تمتلك الخصوصيات‬
‫العامة لرسالة النقل الجوي ورسالة النقل بالسكك الحديدية‪ ،‬وتعطي للبنك إمكانية إرسال البضائع تحت‬
‫اسمها‪ ،‬وذلك ألجل االحتفاظ بالرقابة على البضاعة‪ ،‬تعتبر هذه الطريقة صعبة بسبب صعوبات التخزين‬
‫في مؤسسات النقل‪.‬‬

‫الوصل البريدي‬ ‫ج‪.‬‬

‫يمثل وصال إرسال للبضائع عن طريق البريد والمواصالت أو عن طريق شركة البريد السريع‪ ،‬وهو‬
‫محرر بشكل إجباري لشخص مسمى‪ ،‬ويستطيع البنك أن يرسل البضاعة تحت اسمه‪ ،‬ويشمل هذا الوصل‬
‫عدة معلومات منها‪ :‬اسم المرسل إليه‪ ،‬وزن الطرد‪ ،‬عنوان المرسل إليه ومعلومات أخرى‪.‬‬

‫‪ /1‬الوثائق اإلدارية‬

‫تشتمل على شهادة المنشأ‪ ،‬شهادة الصحة والنوعية وشهادة المطابقة‬

‫شهادة المنشأ‬ ‫أ‪.‬‬

‫تحرر من طرف السلطات المعنية وتثبت مصدر (منشأ) السلع والبضائع ويجب أن تكون‪:‬‬

‫‪ ‬محررة من طرف المنتج أو المصدر؛‬


‫‪ ‬أن يذكر بها اسم وعنوان المصنع المنتج للبضاعة ومنشئها؛‬
‫‪ ‬أن يكون موضح عليها منشأ الخامات الداخلة في إنتاج البضاعة؛‬

‫‪108‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫شهادة الصحة والنوعية‬ ‫ب‪.‬‬

‫وثيقة إدارية تصدرها السلطات أو المصالح اإلدارية المكلفة بالجانب الصحي للبضاعة‪ ،‬حيث يحدد‬
‫المنتجون للمواد االستهالكية إلزاميا تاريخ اإلنتاج ونهاية الصالحية على الغالف الخارجي أو الداخلي لها‪،‬‬
‫وهذا لكي تسهل الرقابة على البضائع على المستوى الوطني‪ ،‬وذلك لضمان صحة المستهلك وعدم تصدير‬
‫بضاعة فاسدة‪.‬‬

‫في حالة التصدير تقوم مصلحة الجمارك بطلب وثيقة أو شهادة الصحة للسماح بعبور البضاعة إلى‬
‫الخارج‪ ،‬ونفس الشيء في حالة استي اردها‪ ،‬لتأخذ عينة من هذا المنتوج وتحلله‪ ،‬هذا الفحص تقوم به‬
‫مصلحة التحليل والمراقبة المتواجدة في بلد المستورد أو المصدر‪.‬‬
‫وتحتوي شهادة الصحة على معلومات خاصة بالبضاعة‪:‬‬

‫‪ ‬طبيعة ونوعية البضاعة؛‬


‫‪ ‬يوم وصول البضاعة؛‬
‫‪ ‬وسيلة النقل؛‬
‫‪ ‬رقم الحاويات؛‬
‫‪ ‬اسم المستورد والمصدر؛‬
‫‪ ‬تصريح عن تلك المواد ومدة صالحيتها‪ ،‬ابتداءا من تاريخ إصدار شهادة‬
‫الصحة والنوعية؛‬

‫وتكمن أهمية الشهادة الصحية في حماية المستهلك بضمان وصول السلع االستهالكية إليه في وقتها‬
‫المحدد‪ ،‬وقبل انتهاء صالحيتها‪.‬‬

‫شهادة المطابقة‬ ‫ج‪.‬‬

‫تحتوي على المقاييس التي تخضع لها البضاعة‪ ،‬ليتأكد المستورد من مطابقتها للمواصفات المطاوبة‪،‬‬
‫من حيث الكمية والنوعية وتحرر هذه الشهادة من طرف أجهزة الرقابة المخصصة لذلك وتحتوي على‬
‫المعلومات الخاصة بالبضاعة منها‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬اسم البضاعة؛‬
‫‪ ‬نوع البضاعة؛‬
‫‪ ‬كمية البضاعة؛‬
‫‪ ‬اسم المصدر وعنوانه (صاحب البضاعة)؛‬

‫تتمثل أهميتها في منع دخول المواد المهربة أو الممنوعة داخل التراب الوطني‪.‬‬
‫‪ /1‬الوثائق الجمركية‬
‫تتكون من التصريح الجمركي ودفتر ‪.ATA‬‬

‫أ‪ .‬التصريح الجمركي‬

‫عند دخول البضائع أو خروجها من التراب الوطني يجب على المستورد والمصدر إعداد وتقديم وثيقة‬
‫التصريح الجمركي‪ ،‬وهي محررة وفقا لألشكال المنصوص عليها في أحكام القانون‪ ،‬يبين فيها المصرح‬
‫العناصر المطلوبة الحتساب الحقوق والرسوم‪.‬‬
‫ورسمي‪ ،‬وهي ورقة إثبات‬
‫ً‬ ‫وبمجرد قبول وتسجيل التصريح من طرف الجمارك فإنه يصبح عقدا حقيقيا‬
‫تودع لدى مصلحة الجمارك في مدة أقصاها ‪ 51‬يوم وتحرر في أربع نسخ‪ ،‬يحتفظ المصرح بواحدة‪،‬‬
‫الثانية تودع لدى البنك‪ ،‬الثالثة لدى نيابة مديرية المحاسبة‪ ،‬أما النسخة الرابعة لدى مصلحة الجمارك‪.‬‬

‫ب‪ .‬دفتر القبول المؤقت )‪ATA (Temporary Admission‬‬

‫دفتر القبول المؤقت مجموعة وثائق جمركية تسمح بالتصدير المؤقت للمنتجات المحلية دون التعرض‬
‫لإلجراءات المؤقتة‪ ،‬تحصل المؤسسات عليها من طرف الغرفة التجارية والصناعية التي تبنتاتفاقية‬
‫بروكسل الدولية في ‪ 15‬ديسمبر‪ 1151‬واتفاقية اسطنبول في ‪ 55‬جوان ‪ ،1111‬وذلك لتسهيل اإلجراءات‬
‫والعمليات الجمركية‪.‬‬
‫والقبول المؤقت يتم من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬عينات تجارية؛‬
‫‪ ‬منتجات موجهة للمعارض والتظاهرات التجارية‪،‬‬

‫‪110‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫وال يسمح باستعماله فيما يخص المواد االستهالكية والمنتجة الموجهة للتحويل أو التصليح‪ ،‬ويسمح‬
‫باستعماله لمدة سنة فقط‪ ،‬وتتمثل مزاياه فيما يلي‪:‬‬

‫تخفيض التكاليف للمصدرين بإلغاء الرسوم على القيمة المضافة؛‬ ‫‪‬‬


‫البلدان المتبنية لدفتر القبول المؤقت غير ملزمة بتقديم ضمانات‬ ‫‪‬‬
‫للجمارك‪،‬‬
‫يسهل عبور الحدود‪ ،‬ويسمح للمصدرين والمستوردين باستعمال‬ ‫‪‬‬
‫وثيقة واحدة لجميع اإلجراءات الجمركية الالزمة؛‬
‫يستطيع رجال األعمال الالجئين للخارج بواسطة دفتر القبول‬ ‫‪‬‬
‫المؤقت القيام باإلجراءات الجمركية وذلك بتكاليف محددة من قبل‪ ،‬والتنقل إلى أكثر من‬
‫بلد لمدة سنة‪ ،‬وكذلك الرجوع إلى البلد األصلي بالمنتوج دون أي مشكل‪.‬‬

‫‪ /1‬وثائق التأمين‬
‫ترتبط بالمخاطر الناتجة عن النقل البري‪ ،‬الجوي‪ ،‬البحري للبضائع المعرضة من خالل التأمين عليها‪،‬‬
‫وتوجد كل من بوليصة التأمين‪ ،‬ملحق التوكيل وشهادة إثبات التأمين‪.‬‬

‫بوليصة التأمين‬ ‫أ‪.‬‬

‫عبارة عن عقد محرر بين المؤمن والمؤمن له‪ ،‬يبين الشروط العامة المتفق عليها بين الطرفين وحقوق‬
‫وواجبات كل منهما‪ ،‬ويجب أن تكون مؤرخة بنفس تاريخ سند النقل‪ ،‬وتتمثل في المستندات التي تؤمن‬
‫على البضاعة المرسلة ضد المخاطر(مخاطر النقل)‪ ،‬ولها أهمية كبيرة بالنسبة للبنك ألن البضاعة تعد‬
‫بمثابة ضمان في حالة تخلف المستورد عن دفع قيمتها‪.‬‬

‫ب‪ .‬ملحق التوكيل‬

‫هي وثيقة تحرر عند إجراء تعديالت أو تغييرات في نصوص بوليصة التأمين ألن التعديالت تتضمن‬
‫تسميات مستفيدين جدد‪.‬‬

‫ج‪ .‬شهادة اإلثبات‬

‫‪111‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫عبارة عن وثيقة صادرة عن المؤمن تثبت صحة وجود بوليصة التأمين‪ ،‬ووثائق التأمين تبين‪:‬‬

‫‪ ‬تاريخ االكتتاب؛‬
‫‪ ‬اسم المؤمن له؛‬
‫‪ ‬التزامات المؤمن له؛‬
‫‪ ‬وصف السلعة؛‬
‫‪ ‬تعليمات الناقل؛‬
‫‪ ‬األخطار المحمية؛‬
‫‪ ‬طرق إثبات الضرر؛‬
‫‪ ‬عدد النماذج المحررة؛‬

‫‪ .1.1.1‬أهمية اإلتصال في التجارة الخارجية‬

‫تسمح المبادالت التجارية الدولية في إطار التجارة الخارجية‪ ،‬بتفعيل العالقات االقتصادية التي تنشأ‬
‫بين اطرافها‪ ،‬والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬بالنسبة للمصدر في عالقته بالمستورد‪ ،‬مما يسمح بزيادة سبل االتصال بمختلف الزبائن أو‬
‫العمالء في البلدان األجنبية‪ ،‬ويعزز اتصاله باألسواق الخارجية لمعرفة مختلف المتغيرات وتوجيه‬
‫السلع والخدمات على هذا االساس‪ ،‬بدراسة األسواق من ناحية الطلب‪ ،‬العرض‪ ،‬أذواق‬
‫المستهلكين‪ ،‬طبيعة االسعار‪ ،‬إضافة إلى سعر الصرف السائد وتحديد المخاطر لتنفيذ العمليات؛‬
‫‪ ‬بالنسبة للمستورد في عالقته مع المصدر‪ ،‬فاالتصال باألسواق الدولية يسمح بتوسعة القدرة على‬
‫االختيار والمناورة باستغالل الظروف االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والسياسية للدول‪ ،‬واالستفادة من‬
‫المزايا السعرية القائمة على تكلفة اإلنتاج واألسعار في الدول األجنبية‪ ،‬وكذا إمكانية االستفادة من‬
‫مزايا المتابعة ألحوال الصرف وتذليل المخاطر للحصول عل السلع المستوردة؛‬
‫‪ ‬بالنسبة للبنوك التجارية من خالل االتصال بالمصدر والمستورد‪ ،‬تؤدي إلى ضمان التعبئة‬
‫المالية‪ ،‬والتنفيذ العملي للمبادالت الدولية بإتمام الصفقات وتنفيذ الحقوق واإللتزامات‪ ،‬فيحصل‬
‫المصدر على ماله والمستورد على بضاعته في ظروف آمنة‪ ،‬قصيرة‪ ،‬مدروسة وقليلة المخاطر؛‬

‫‪112‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬يسمح االتصال بين األطراف الرئيسية المتدخلة في التجارة الخارجية مع األطراف المكملة متمثلة‬
‫في الناقل‪ ،‬ضبط التكاليف واألسعار إضافة إلى التأمين والمعامالت الجمركية‪ ،‬بتبسيط آلية‬
‫التعامل وفق الوثائق الضرورية‪ ،‬وبالتالي ضمان الحقوق لمختلف أطراف العالقة في التجارة‬
‫الخارجية؛‬

‫يعد االتصال رم از للمجتمع االستهالكي خاصة في إطار التجارة الخارجية‪ ،‬وقناة مهمة للعميل ألنه‬
‫دور مهما بإتاحة الفرصة لإلطالع باستمرار على السلع والخدمات الجديدة دون التحرك بالضرورة‪.‬‬
‫يلعب ا‬

‫لذلك تستفيد التجارة الخارجية باالتصال من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬جعل العالمة التجارية أو المنتج معروفا (منتجات جديدة)؛‬


‫‪ ‬زيادة االرتباط بالسلعة أو الخدمة للترويج للعالمة التجارية أو الصورة؛‬
‫‪ ‬التحريض على الشراء لزيادة قيمة التداول؛‬
‫‪ ‬االحتفاظ بالعمالء من خالل برامج التعريف أو كسب الثقة‪ ،‬اإلمتيازات‪ ،‬العروض الترويجية‪...‬‬
‫إلخ؛‬

‫‪ .2.1.1‬التوكيالت التجارية‬

‫يمثل التوكيل التجاري أحد األدوات المستخدمة في التبادالت التجارية الدولية ويتيح لصاحبه الحصول‬
‫على عقد إنفراد بتسويق المنتج في منطقة أو دولة أو إقليم‪.‬‬

‫أ‪.‬خصائص التوكيل التجاري‬

‫يتميز التوكيل التجاري بالخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد مواصفات المنتج وماركته وتعبئته؛‬


‫‪ ‬تحديد حد أدنى وأقصى للمشتريات؛‬
‫‪ ‬احتكار تسويق المنتج؛‬
‫‪ ‬تحديد مدة زمنية للوكالة؛‬
‫‪ ‬تحديد جزاءات عند اإلخفاق وامتيازات عند النجاح الزائد؛‬

‫‪113‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬تحديد شرط جزائى صارم على من يخالف العقد؛‬


‫‪ ‬تحديد نسبة العمولة عند البيع لآلخرين؛‬
‫‪ ‬حق الخصم اإلعالني؛‬

‫ب‪ .‬طريقة تسجيل عقد التوكيل التجاري‬

‫يتم تسجيل عقد التوكيل التجاري في الغرفة التجارية‪ ،‬بملء النموذج الخاص بذلك‪ ،‬وتسجيل العالمة‬
‫التجارية‪ ،‬ثم يسجل عقد التوكيل في الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات‪ ،‬ومن ثم القيام‬
‫بالخطوات اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬استيفاء طلب القيد المقرر موقعا من صاحب الشأن أمام الموظف المختص أو مصادق على‬
‫صحة التوقيع من بنك معتمد؛‬

‫‪ ‬صورة رسمية معتمدة من عقد الوكالة أو الوساطة التجارية يتضمن‪:‬‬

‫‪ ‬طبيعة عمل الوكيل أو الوسيط التجاري؛‬

‫‪ ‬النطاق الجغرافي أو السلعي؛‬

‫‪ ‬مسئولية أطراف العقد؛‬

‫‪ ‬لسلع التي يتعامل بها؛‬

‫‪ ‬نسبة العمولة المقررة وشروط تقاضيها والعملة التي تدفع بها وتعهد الموكل وااللتزام بإخطار‬
‫القنصلية بالخارج بأي تغيير يط أر على العقود؛‬

‫‪ ‬إذا كان التوكيل صاد ار من شركة أو جهة أجنبية يتعين أن يكون عقد الوكالة موثقا بالغرفة‬
‫التجارية المختصة أو الجهة الرسمية‪ ،‬التي تقوم مقامها بالدول األجنبية ومصادقا عليه من‬
‫القنصلية المختصة مع ترجمته حسب القواعد المقررة في شأن الترجمة‪ ،‬وال يجوز أن يكون‬
‫التوكيل صاد ار من شركة أجنبية لها وكيل من شركات القطاع العام ما لم ينته هذا التوكيل؛‬

‫‪ ‬عقود الوكالة الصادرة محليا (أشخاص – شركات قطاع أعمال)‪ ،‬تكون موثقة بالغرفة المختصة‪،‬‬
‫أما الشركات الحكومية (قطاع عام) فيكتفي بالتصديق بختم الدولة؛‬

‫‪114‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬مستخرج رسمي من صحيفة القيد بالسجل التجاري‪ ،‬ساري الصالحية مثبت به أن أعمال الوكالة‬
‫التجارية تدخل في النشاط األصلي للوكيل‪ ،‬وشهادة خبرة في مجال التوكيالت التجارية من الغرفة‬
‫التجارية المختصة ومعتمدة من االتحاد العام للغرف التجارية عند القيد األول فقط؛‬

‫‪ ‬صورة البطاقة الضريبية بياناتها مستوفاة ومطابقة لبيانات السجل التجاري؛‬

‫‪ ‬صورة مستند إثبات الشخصية‪ ،‬ومستخرج رسمي من شهادة إلثبات الجنسية؛‬

‫‪ ‬قرار قبول االستقالة أو إنهاء الخدمة وذلك للعاملين السابقين بالحكومة أو الهيئات العامة أو‬
‫المؤسسات‪ ،‬وشركات القطاع العام أو قطاع األعمال العام‪ ،‬ويجب أن يكون قد مضى على تركه‬
‫العمل سنتان؛‬

‫‪ ‬التوقيع على نموذج اإلقرار الخاص بسجل الوكالء والوسطاء التجاريين من صاحب الشأن‬
‫شخصيا‪ ،‬أمام الموظف المختص أو اعتماد صحة توقيعه من البنك؛‬

‫ج‪.‬أنواع التوكيالت التجارية وفوائدها‬

‫نجد كال من الوكيل بالعمولة‪ ،‬الموزع‪ ،‬الوكيل المتضامن مع المشتري أو يتم الدمج بين نوعين منها‪.‬‬

‫‪ ‬التوكيل التجاري (الوكيل بالعمولة)‬

‫يمثل الشخص الذي يتسلم الطلبات من المشترين لسلعة ثم يتولى إرسالها إلى المصدر حيث يقوم‬
‫األخير بشحن الرساالت إلى المشترين مباشرة و يتأكد أيضا منهم على إتمامها‪ ،‬وفى هذه الحالة ال‬
‫تنتقل حيازة السلعة إلى الوكيل وال يتعامل فيها أو في تداولها‪ ،‬وهذا النوع ال يستدعى أن يكون للوكيل‬
‫دور سواء في ظهور اسمه على السلع الواردة‪ ،‬وال يقع عليه عبء المخاطرة سواء من طرف المصدر‬
‫أو المشتري‪ ،‬وفى هذا يحصل الوكيل على عمولة يتفق عليها (نسبه محدده) مقابل دوره في إتمام‬
‫العملية‪ ،‬وهذه النسبة طبقا لطبيعة السوق والوكيل بالعمولة‪ ،‬وعادة ما يكون دوره ناجحا في الترويج‬
‫للسلع حيث أن زيادة التصريف تنعكس على حجم عموالته‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫تقني ـات التج ـارة الخارجي ـة‬

‫‪ ‬وكيل البيع (الموزع)‬

‫يختلف دوره عن دور الوكيل بالعمولة‪ ،‬فالموزع يقوم بشراء السلعة لحسابه وتنتقل ملكيتها وحيازتها‬
‫إليه‪ ،‬ثم يقوم بتخزينها إلعادة عرضها وبيعها بالسعر الذي يقدره‪ ،‬ودور الموزع أكبر من دور الوكيل‬
‫بالعمولة‪ ،‬فهو يعطى ضمانات وتسهيالت للمشترين بخالف ما يقدمه من خدمات بعد البيع‪،‬‬
‫كالصيانة وتوفير قطع الغيار و عمولة الموزع في هذه الحالة اكبر من عمولة الوكيل بالعمولة‪ ،‬حيث‬
‫أن المخاطر التي يتحملها أكثر من المخاطر التي يتعرض لها الوكيل بالعمولة‬

‫‪ ‬التوكيل التجاري (الوكيل المتضامن مع المشتري)‬

‫هذا النوع يصاحبه قدر من المخاطر فالوكيل يقع على عاتقه مسؤولية أوامر التوريد‪ ،‬التي يتلقاها‬
‫ويكون مسؤوال عن سداد قيمه السلع للمصدر عندما يمتنع المشترى عن السداد‪ ،‬وعلى هذا فإن الوكيل‬
‫المتضامن يتقاضى عمولة أكبر من تلك التي يتقاضاها الوكيل بالعمولة‪ ،‬والموزع ونظ ار للتكاليف‬
‫العالية التي تصاحب هذا النوع من الوكالة فإنه ال ينتشر بسهولة‪.‬‬

‫وبشكل عام فإن عقد الوكالة قد يتضمن أكثر من نوع فيجوز أن يكون الوكيل وكيال بالعمولة وموزع في‬
‫ذات الوقت‪ ،‬و يتعين عند االختيار أن يكون الوكيل متمتعا بالسمعة الطيبة‪ ،‬ويتمتع بمركز مالي جيد وذو‬
‫مقدرة إنتاجية ثم هناك صفات أخرى يجب توافرها في من يقع عليه االختيار‪:‬‬

‫‪ ‬الخبرات السابقة؛‬
‫‪ ‬نوعيه و عدد التوكيالت األخرى التي يقوم بها (يتوقف أثرها على استراتيجيه التسويق المتبعة)؛‬
‫‪ ‬مدى إلمامه بظروف السوق؛‬
‫‪ ‬المؤسسات المالية التي يتعامل معها‪ ،‬ودوره في رأس المال لمؤسسته؛‬
‫‪ ‬المساحة الجغرافية التي يستطيع أن يغطيها؛‬
‫‪ ‬حجم نشاطه السنوي؛‬

‫وفى جميع األحوال فإنه يتعين على المصدر‪ ،‬االتصال المباشر والمستمر بالوكيل فيما يتيح له التعرف‬
‫على مدى النجاح الذي يحققه أو ما هي أسباب التعثر في السوق‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫قائمــة املراجــع‬

‫ق ائمة المراجع‬

‫‪ .1‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬دراسة في طرق إستخدام النقود من طرف البنوك مع إشارة إلى‬
‫التجربة الجزائرية‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجزائرية‪ ،‬الجزائر‪.7002 ،‬‬
‫‪ .7‬السيد متولي عبد القادر‪ ،‬اإلقتصاد الدولي‪ ،‬النظرية والسياسات‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫عمان‪.7010 ،‬‬
‫‪ .3‬أيمن النحراوي‪ ،‬لوجستيات التجارة الدولية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.7002‬‬
‫‪ .4‬جمال جويدان الجمل‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬مركز الكتاب األكاديمي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.7014‬‬
‫‪ .5‬جميل محمد خالد‪ ،‬أساسيات اإلقتصاد الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األكاديميون للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.7014 ،‬‬
‫‪ .6‬خالد محمد السواعي‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬النظرية وتطبيقاتها‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪،‬‬
‫األردن‪.7010 ،‬‬
‫‪ .2‬محمد صفوت قابل‪ ،‬نظريات وسياسات التجارة‪ ،‬دون دار النشر وبلد النشر‪.7010 ،‬‬
‫‪ .2‬محمود حامد‪ ،‬اقتصاديات التجارة الخارجية‪ ،‬دار حميث ار للنشر والترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.7012 ،‬‬
‫‪ .9‬شقيري نوري موسى؛ صلح طاهر الزرقان‪ ،‬التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية‪ ،‬دار‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬عمان‪.7017 ،‬‬

‫‪ .10‬عثمان أبو حرب‪ ،‬اإلقتصاد الدولي‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.7011 ،‬‬

‫‪ .11‬عطا اهلل علي الزبون‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.7016‬‬

‫‪ .17‬هاشم منصور الهاشم‪ ،‬الجمارك األردنية ‪-‬دراسة توثيقية‪ ،-‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الخليج للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.7019 ،‬‬

‫‪13. Désiré Loth, L'Essentiel des techniques du commerce international, Loth‬‬


‫‪d’Amazon, 2009.‬‬

‫‪117‬‬
‫قائمــة املراجــع‬

14. Elhanan Helpman, International Trade in Historical Perspective, Onassis


Prize Lecture, Harvard University and CIFAR, 2012.
15. Hubert Martini, Techniques de Commerce international, Dunod, 2017.

16. Sonja Piquet, Les mots-clés du commerce international, Bréal Amazon,


France, 1993.

،‫ مالية وتجارة دولية‬،‫ مطبوعة لطلبة السنة أولى ماستر‬،‫ تقنيات التجارة الدولية‬،‫ بالعجين خالدية‬.12
.7012 ،‫ تيارت‬،‫جامعة ابن خلدون‬

‫كلية اإلدارة‬ ،‫ قسم العلوم المالية والنقدية‬،‫ السياسات التجارية‬،‫ خالد حسين علي المرزوك‬.12
.7013 ،‫ جامعة بابل‬،‫واالقتصاد‬

‫ ماي‬2 ‫ جامعة‬،‫ مطبوعة لطلبة السنة الثالثة تجارة دولية‬،‫ المالية والتجارة الدولية‬،‫ خروف منير‬.19
.7015 ،‫ قالمة‬،1945

Revue d’économie et ،‫ دور المنظمة العالمية للتجارة في مكافحة اإلغراق‬،‫ غنية مجاني‬.70
.7009 ،‫ الجزائر‬،6 ‫ المجلد‬،7 ‫ العدد‬،statistique appliquée

‫ جامعة‬،‫ محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة مالية‬،‫ التجارة والمالية الدولية‬،‫ ناجي بن حسين‬.71
.7003 ،‫ قسنطينة‬،‫منتوري‬

،21 ‫ العدد‬،‫التجارة الخارجية والتكامل اإلقتصادي العربي‬،‫ المعهد العربي للتخطيط بالكويت‬.77
.7009 ،‫جسر التنمية‬

،‫ جسر التنمية‬،23 ‫ العدد‬،‫التجارة الخارجية والنمو اإلقتصادي‬،‫ المعهد العربي للتخطيط بالكويت‬.73
.7002

24. Carmen Elena Dorobăț, A brief history of international trade thought:


from pre-doctrinal contributions to the 21st century heterodox
international economics, The Journal of Philosophical Economics VIII: 2,
2015.
25. Franck MBEMBA MALEMBE, Incidence du commerce international sur le
développement économique de la RD Congo, Université Chrétienne
Cardinal Malula (ex. ISPL) - Licencié en gestion et commerce
international, 2008.

118
‫قائمــة املراجــع‬

،‫ اساسيات التعامل في قضايا التجارة الخارجية وادارتها مع إشارة خاصة لقضايا معبر فيشخابور‬.76
:‫ على الموقع‬،‫ سوريا‬،‫مذكرة توضيحية مقدمة إلى الهيئة الكردية العليا جمعية االقتصاديين الكرد‬
www.welateme.net › doc › kaks
:‫ على الموقع‬،‫ تعريف التوكيالت التجارية وأنواع التوكيالت التجارية‬.72
http://blogs.entej.com
28.Les INCOTERMS, Organisme de recherche et d’information sur la
logistique et le transpor, disponible
sur :http://www.logistiqueconseil.org/Fiches/Transit/Incoterms.pdf
29.Les techniques du paiement du commerce international, disponible sur :
file:///C:/Users/insol/Downloads/538e053ce13b1%20(1).pdf
30.L'histoire du commerce jusqu'en 1900, disponible sur :
http://www.cosmovisions.com/Commerce-Histoire.htm
31.Romney Robinson, International trade, disponible sur :
https://www.britannica.com/topic/international-trade
32. Un bref historique des événements marquants qui ont favorisé le
développement des échanges, disponible sur : http://pourinfoeco.over-
blog.com

119

You might also like