Professional Documents
Culture Documents
I Sem-Classical Arabic Literature
I Sem-Classical Arabic Literature
M A Arabic
(2020 Admission Onwards)
CLASSICAL ARABIC
LITERATURE
Self-Learning Material
I SEMESTER
190104
CLASSICAL ARABIC
LITERATURE
STUDY MATERIAL
I SEMESTER
M A Arabic
(2020Admission Onwards)
UNIVERSITY OF CALICUT
SCHOOL OF DISTANCE EDUCATION
Calicut University- PO, Malappuram,
Kerala, India - 673 635
UNIVERSITY OF CALICUT
SCHOOL OF DISTANCE EDUCATION
STUDY MATERIAL FIRST SEMESTER
M A Arabic
(2020Admission Onwards)
CLASSICAL ARABIC
LITERATURE
Prepared by :
Sri.Abdussalam K.
Assistant Professor .
Department of Arabic
University of Calicut
Scrutinized by:
Dr. Abdul Lathief P.P
Assistant Professor, Dept of Arabic
Thunchan Memorial Govt. College, Tirur
School of Distance Education – University of Calicut
املحتويات
Module I: Arabic Literature in Pre-Islamic Period
الوحدة األولى :األدب العربي في فترة ما قبل اإلسالم
عصوراألدب العربي 6 ........................................................................
األدب في العصرالجاهلي 8 ..................................................................
الشعرالجاهلي 9 ...............................................................................
شعراء املعلقات 21 ............................................................................
النثرالجاهلي27 .................................................................................
Module V: Poetry
معلقة عنترة 188 ...............................................................................
معلقة ُزهيربن أبي ُسلمى 197 ..............................................................
قصيدة ضمان املعروف وقاري الضيوف للخنساء 206 ..........................
قصيدة فرزدق :هذا الذي تعرف البطحاء وطأته 209 ............................
Module I
Arabic Literature in Pre-Islamic Period
األدب العربي في فترة ما قبل اإلسالم
Pre-Islamic Poetry: Origin and development of pre-
Islamic poetry, Sources of poetry, Salient features, Place
of poetry in the Arab life, Important poetry collections,
Mu'allaqat andauthors, Other important Pre-Islamic
poets.
عصوراألدب العربي
َّإن الحديث عن عصور األدب العربي هو حديث عن الفترات الزمنية
مر بها األدب العربي في تاريخه ،وقد ُس ِّميت هذه الفترات الكثيرة التي َّ
سمي األدب في العصر الذي َحكم فيه لعوامل كثيرةُ ،ف ِّ
َ الزمنية ً
وفقا
ً
بقية العصور نسبة لبني أمية ،وهذا حال ِّ األمويون باألدب األمو ِّي
ِّ
َّ
أيضاَّ ،أما فيما يتعلق بعصور األدب كاملة فيظن كثير من الناس َّأن ً
ِّ
ولكن استقروا واتفقوا على تقسيم صريح لعصور األدب، ُّ النقاد
َ
الحقيقة َّأنهم لم يتفقوا بعد على الفترة الزمنية لكل عصر بدقة ِّ
تامة،
ولعل تقسيم الدكتور شوقي ضيف هو التقسيم األبرز لعصور األدب. َّ
ومما يقسم األدب العربي:
العصر الجاهلي :هو ذلك العصر الذي يمتد قبل بعثة النبي صلى هللا
عليه وسلم بـ 150عام تقريبا ومن أشهر الشعراء في ذلك العصر (امرئ
القيس ،عنترة بن شداد العبس ي ،لبيد بن ربيعة....إلخ)
عصر صدر اإلسالم :وهو ذلك العصر املمتد من بعثة النبي إلى آخر
الخلفاء الراشدين هو علي بن أبي طالب سنة 40هـ ومن أشهر
الشعراء في ذلك العصر (حسان بن الثابت وكعب بن زهير... .إلخ)
عصر بني أمية :وهو ذلك العصر املمتد من بعد مقتل الخليفة علي بن
أبي طالب إلى أن انتهت الدولة األموية سنة 132هـ على يد أبو مسلم
األدب في العصرالجاهلي
ُ
عرف األدب الجاهلي على َّأنه ما كتب من نثر وشعر في العصر الجاهل ِّي ُي َّ
تحديدا ،والعصر الجاهلي هو الفترة الزمنية التي تمتد منذ حوالي ثالثة ً
عاما قبل اإلسالم ،وقد وجد الالحقون هذا األدب وهذه وسبعين ً
األدبية بسبب جهود َمن حفظوا الشعر ونقلوه دون خطأ أو ِّ النصوص
املدونون الذين حتى جاء عصر التدوين أو الكتابة ،واشتهر ِّ َن ْحلَّ ،
حتى هذه األيام ،وقد انقسم األدب في العصر حفظوا الشعر الجاهلي َّ
ئيس ْين هما الشعر والنثر ،وكانت األولية للشعر الجاهلي إلى قسمين ر َ
َ ُ ً
واضحة ً
وعظم جدا ،فقد اشتهر الشعراء وذاع صيتهم على النثر
عد العصر حتى كانت القبيلة العربية تفتخر بشعرائهاُ ،وي ِّ شأنهمَّ ،
َ ِّ
عصر املعلقات العشر ،وهي القصائد التي اختيرت من قبل الجاهلي
وصنفت في مرتبة أعلى من غيرها ،ومن شعراء املعلقات :امرؤ النقاد ُ
القيس واألعش ى وعنترة بن شداد وعمرو بن كلثوم وطرفة بن العبد
أيضا مكانة رفيعة بين والنابغة الذبياني وغيرهمَّ ،أما النثر فكان له ً
سيما َسجع ِّ الخطب والوصايا والسجع ،ال ِّ ُ الناس ،إذ ُ
الكهان، اشتهرت
أشهر الفنون َ أيضا ،وكانت الخطابة كما اشتهرت الرسائل الجاهلية ً
النثرية وأرفعها مكانة عند الجاهليين ،وجدير بالذكر َّأن العصر ِّ
وسلم -حيث ِّ َّ َّ
يعد ظهور الجاهلي ينتهي ببعثة رسول هللا -صلى هللا عليه
ِّ
الجاهلي. ِّ
اإلسالمي ونهاية العصر اإلسالم بداية األدب
الشعرالجاهلي
إن الحديث عن تاريخ الشعر الجاهلي يقودنا إلى البحث في أصل
الكلمة ‘ الجاهلية ‘ فنجد أن القرآن الكريم أول من أطلق هذه اللفظة
تحت مسمى الجاهلية األولى حيث يقول سبحانه في معرض اآلية 33
من سورة األحزاب" :وقرن في بيوتكن وال تبرجن تبرج الجاهلية األولى".
والجاهلية األولى أو العصر الجاهلي تعني تلك الفترة التي سبقت
اإلسالم ،ومنه أخذ الشعر املسمى نفسه.
والجاهلية ال تعني الجهل الذي هو عكس العلم ،بل يقصد بها السفه
والغضب كما وضحها لنا الدكتور شوقي ضيف حيث قال ‘ :وينبغي أن
نعرف أن كلمة الجاهلية التي أطلقت على هذا العصر ليست مشتقة
من الجهل الذي هو ضد العلم ونقيضه ،إنما هي مشتقة من الجهل
بمعنى السفه والغضب.
نشأة الشعرالجاهلي
إن تحديد زمن العصر الجاهلي عامة والشعر الجاهلي خاصة هو أمر
غير معلوم ولم يصلنا منه أي تدقيق ،لكن ينسب عموما كما أشرنا إلى
الفترة التي سبقت اإلسالم وتقريبا 150إلى 200سنة هي املدة التي
انبرى فيها املوروث الشعري الجاهلي الذي وصل إلينا ،وقبل ذلك كان
مجهوال.
وفي ذلك يقول الجاحظ ‘ :أما الشعر العربي فحديث امليالد صغير
السن ،أول من نهج سبيله وسهل الطريق إليه امرؤ القيس بن حجر
ومهلهل بن ربيعة .فإذا استظهرنا الشعر وجدنا له -إلى أن جاء هللا
باإلسالم -خمسين ومائة عام ،وإذا استظهرنا بغاية االستظهار فمائتي
عام .
منزلة الشعرالجاهلي
يعد أن الشعر ديوان العرب ومركز أخبارهم ومنبع فخرهم ،فالشاعر
ِّ
كان معظما في قبيلته وتقدم له الهدايا والعطايا ،فهو لسانها املنافح
عنها أمام القبائل ،وأبيات شعره يكون وقعها أشد من السيف على
شرف املرء ومروءته .لكن أن تكون شاعرا ليس باألمر الهين فتلك
ملكة تحتاج إلى نبوغ أشبه بقوة سحرية أو حتى شيطانية ،فلطاملا
اعتقد العرب في القديم أن الجن هي من تلقي على ألسنتهم الشعر
وتختار الشخص املميز لذلك.
وكانت كل قبيلة تنهئ جارتها التي ينبغ فيها شاعر ،ألنه يمثل لسان
التاريخ بأسره ،بل يعتبر نبي قبيلته وزعيمها في السلم وبطلها في الحرب،
تطلب الرأي عنده في البحث عن مراع جديدة ،وبكلمته وحدها تضرب
ِّ
وتحل. الخيام
كان موطن الشعر الجاهلي ومنشأه البادية من نجد والحجاز وما إلى
يكون لها شاعر .وكانت القبائل تقيم األعياد إذا نبغ فيها شاعر ألنه
صحافي القبيلة ،وكان لكل شاعر راوية يالزمه ويرويه كل ما قال من
في الحياة ،وهوالء الفرقة تعرف بالصعاليك ،منهم الشنفرى ،تأبت شرا
وغيرهما.
أغراض الشعرالجاهلي
نشأ الشعر الجاهلي متأثرا بطبيعة الشاعر الذي يحكي ما يعيشه في
بيئته ومحيطه ،وبالتالي كانت أغراض الشعر الجاهلي تندرج ما بين:
الوصف :كان الشاعر مرتبطا بأرضه وباديته فشكل ذلك مادة خصبة
ألشعاره ،كذلك كان يترك العنان لخياله في وصف رحالته وراحلته أو
الوقوف على أطالل ذكرى له.
ِّ
املدح :كان الشاعر رمز قبيلته ولسانها وبالتالي سخر هذا اللسان في
مدح زعماء قبيلته وساداتها وفرسانها ،وتعدى ذلك لكل من كان يحمل
صفات النبل والكرم واإلباء.
الرثاء :كان مديحا في حد ذاته لكن بطابع بكائي يعدد مثالب امليت
ومكارمه ويدعو ألخذ الثأر للمقتول.
الهجاء :إذا كانت الحروب تقوم على القوة والسيف فإن لسان
الشاعر كان أشد منها وقعا ملا له من أثر خالد ال يموت ،فالقبائل
املتحاربة كانت تتقاتل لسانيا بشعرائها ،كل شاعر يسقي القبيلة العدو
سما من الكلمات املخزية ،واملتمكن صاحب النفس الطويل هو من
كان يصمد حتى ينتصر لقبيلته.
الفخر :كان الشاعر معتدا بنفسه وقبيلته حيث يرجع إلى أصوله
الكريمة فيفخر بأجداده ويعتز بدمائه وشرفه.
الغزل :الحب والعشق شعور ضارب في القدم وعليه فإن الشاعر أحب
وعشق املرأة ،فنسجت قريحته ديباجة تحوي أرق األبيات وأجودها،
مع العلم أن الغزل كان عفيفا في بعض جوانبه وماجنا في البعض
اآلخر.
باإلضافة إلى هذه األغراض املشهورة ،فقد كان الشاعر يفخر بسهراته
املاجنة التي تتغنى بشرب الخمر ،وفي املقابل وعلى النقيض كان هنالك
شعراء الزهد والحكمة الذين يدعون إلى التفكر في الحياة وزوالها
والتحلي بمكارم األخالق.
مصادرالشعرالجاهلي
إذا تحدثنا عن أهم مصادر ودواوين الشعر الجاهلي التي جمعها الرواة
ودونوها في مختلف كتب التاريخ والطبقات واللغة ،فسنقف عند:
ُ ّ
1املعلقات
ُ ِّ
املعلقات بحسب معجم املعاني الجامع هي عبارة عن قصائد تعود
للعصر الجاهلي يبلغ عددها سبعة أو ثمان ويقول البعض بأنها عشرة،
ِّ ُ ِّ
للمعلقات مثل السموط وهو الخيط الذي يجمع وهناك أسماء عدة
حبات العقد مع بعضها البعض ،وقد قيل لها معلقات ألنها مثل ِّ
العقود النفيسة تعلق باألذهان .ويقال أن هذه القصائد كانت تكتب
ميت بماء الذهب وتعلق على أستار الكعبة قبل مجيء اإلسالمُ ،
وس ِّ
ً باملذهبات ألنها كانت تكتب بماء الذهب ،كما ِّ ِّ ً
سميت أيضا أيضا
ُ ِّ
باملنتقيات والطوال واملشهورات ،وتمتاز املعلقات بطولها وفصاحة
ً ِّ ُ ِّ ِّ
للمعلقات قيمة أدبية كبيرة جدا وتنوعها ،كما أن ألفاظها وكثرة معانيها
تصور الحياة في العصر الجاهلي بما تحتويه من البيئة ألنها ِّوذلك ِّ
2املفضليات
نسبة إلى جامعها املفضل الضبي راوي الكوفة الثقة ،وهي 126قصيدة
أضيف إليها أربع قصائد وجدت في بعض النسخ ،وقد مثلت هذه
القصائد جوانب الحياة الجاهلية وعالقات القبائل ،وانطبعت في كثير
منها البيئة الجغرافية.
خصائص الشعرالجاهلي
ُ الجاهلي ِّ ِّ َّ
بعدة مزايا وخصائص ت ِّميزه عن غيره من ِّ يتمتع الشعر
ِّ
الشعر ،ومن أهمها:
إن القصيدة تتخذ نمطا تقليديا ثابتا في األوزان والقوافي ،ويحترم
الوحدة املوسيقية
ينسج أبيات قصيدته على أمواج البحور الشعرية املعروفة.
ََ
تفتتح دائما بمقدمة طلل َّية والبكاء على الديار .وصف رحالتهم
وراحلتهم والتغني بجمالية الطبيعة وقسوتها في آن واحد.
قيمة الشعرالجاهلي
لقد ترك لنا الشعر الجاهلي إرثا عظيما أثرى به الخزينة العربية
التاريخية ،فكان راوية ألخبار األمم والقبائل ،راصدا ومصورا طبيعة
حياتهم االجتماعية والسياسية والفكرية ،فكان صلة وصل بين املاض ي
الغابر ،والحاضر املتجدد.
وهو بحق -على رأي الباحثين والنقاد -وثيقة من أهم وثائق تاريخ تلك
األيام ،وقد جمع من املعلومات الش يء الكثير حتى سمي بحق ” ديوان
شعراء املعلقات
شعراء املعلقات السبع
امرئ القيس
هو امرئ القيس بن حجر بن الحارث من قبيلة كندة اليمنيةُ ،ولد
امرئ القيس في عام 130ق.هـ 497/م في مدينة نجد ،وقد بدأ في قول
ُ ُ
الشعر وهو طفل وذلك لتأثره بخاله املهلهل ،ل ِّقب امرئ القيس
بالعديد من األلقاب منها امللك الضليل وذو القروح ،وتوفي امرئ القيس
في أنقرة وذلك في عام 80ق.هـ 545/م ،وفيما يلي بعض األبيات من
ِّ
ُمعلقته:
اللوى َ
بين َّ
الدخول َ ِّ
فح ْومل قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط
َ ُ
نسجتها من َج ُنوب وشمال
ْ فتوضح فاملقراة لم َيعف رسمها ملا
طرفة بن العبد
عمرو بن كلثوم
هو عمر بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن نزار بن معد بن عدنان
ويلقب بأبا األسود أو أبا عمير ،وهو أحد شعراء الجاهلية التغلبيِّ ،
املشهورين ،وقد ولد في شمال الجزيرة العربية في عام 450م وتوفي في
ً
عام 600م عن عمر يناهز مئة وخمسين عاما ،واشتهر بأنه شاعر
ُ ِّ القصيدة الواحدة ،وكان أكثر الناس ِّ
عزة بنفسه ،ومللعقة عمرو بن
ً ألنها ِّ كلثوم أهمية تاريخية ِّ
تدل على حال العرب قديما من ناحية الدين
والعادات واألعراف اإلجتماعية وغيرها من األمور ،وفيما يلي بعض
ِّ
األبيات من ُمعلقته:
َْ ُ َُ ص ْحنك َف ْ َ
َوال ت ْبقي خ ُم ْـو َر األن َدرْي َنـا اص َبح ْي َنـا هبي ب َ
أال ِّ
عنترة بن شداد
هو عنترة بن عمرو بن شداد العبس ِّي من أهل مدينة نجد ،وأحد أشهر
يلقب بأبا املغلس أو أبوالفرسان العرب في عصر الجاهلية ،وكان ِّ
واتصف عنترة بالخصال الحميدة من الشجاعة املعايش أو أبو الوفىِّ ،
وعزة النفس والحلم وغيرها من الصفات ،هو أهم من قال شعر
الفروسية ،واشتهر بغزله العفيف ،ولد بمنطقة القصيمِّ ،
أحب عبلة
ً ً
ابنة عمه حبا جما ،إذ كانت من أكثر نساء قبيلتها جماال ،وقال فيها
ِّ
حبه لها ،ومناسبة ُمعلقته هو ِّأن عنترة كان في أبيات كثيرة وصف بها ِّ
ِّ ِّ
مجلس فشتمه وعايره بلونه األسود رجل من بني عبس فأنشا ُمعلقة
ُ ِّ
تعتبر من أجمل املعلقات التي قيلت في عصر الجاهلية ،وفيما يلي
ِّ
بعض األبيات من ُمعلقته:
الدار َ
عرفت ََ أم ْ من َّ ْ َ ُّ
الشعر ُاء ْ
بعد توهم هل متردم هل غادر
َ ً َ ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ
دار َعبلة َواسلمي َو َعمي صباحا الجواء تكلمييا دار عبلة ب
الحارث بن حلزة
هو الحارث بن حلزة بن بكر بن وائل بن أسد بن ربيعة بن نزار ،عر ِّ
اقي
األصل ،وحلزة هو لقب أشتهر بها والده فورثه عنهُ ،ولد في عام 430م
ً
وتوفي في عام 580م عن عمر يناهز مئة وخمسين عاما ،وكان من
النثرالجاهلي
ً ًَُ
النثر لغة َرمي الش يء متفرقا ،وعكسه النظم فهو الضم والتأليف .ومن
ذلك قال األدباء :كالم منثور إذا كان ال يقيده وزن وقافية ،وكالم
مقفى. ً
موزونا ًّ منظوم إذا كان
بنى العرب مجدهم األدبي ،في العصر الجاهلي ،على الشعر .ومع أن
ً
الكتابة كانت معروفة لهم -فإن ما وصل إلينا من نثرهم قليل جدا.
وكانت الكتابة تقتصر على جوانب تتصل بحياتهم السياسية
واالجتماعية والتجارية ،من خطب ورسائل ،وعقود ووصايا ومواثيق.
َّ ٌّ
موسيقي كالشعر ،تتخلله ومن ميزة النثر الجاهلي أن النثر في الجاهلية
ً
أحيانا جمل موزونة مسجعة يأتي بها البدو ُّي دون تكلف ،وأكثر الجمل
قصيرة موجزة ،فيها قوة وبالغة تعبير.
فنون النثرالجاهلي وأغراضه
1الخطابة
ً
ازدهرت الخطابة عند العرب متأخرة في الزمن ،ألن الشعر كان متفوقا
عليها ،فلما أصبح الشعر مطية للتكسب صارت منزلة الخطيب هي
املقدمة .واشتهر في العصر الجاهلي خطباء كثيرون ،مثل :قس بن َّ
َّ
ساعدة اإليادي ،وهانئ بن قبيصة الشيباني وعامر بن الظرب
اإلسالمية ،فال يتسنى التمييز بينهما إال إذا كان في املثل ما يدل على
جاهلية صاحبه ،وهاك ً
شيئا منها:
َ النواةُ .2أم َ
الجبان ال ت ْف َر ُح وال
ُ َ
الشج َرة زيل إذا َشب َع َ
مات .1أو ُل اله َِّإن َ
َ َ ً ُ آس َ َ َ ُ َ
ذوبا فك ْن اك .5إن كنت ك أخاك َم ْن َ تح َزن .3أتى َعل ْيه ْم ذو أتى .4إن
ْ
َ َ َ ٌَ ْ ُ 8 ٌ َ َ َ َ ً ُ
بأصغ َرْيه.9 واد أث ٌر م ْن ث ْعلبةَ .7ب ْرق لو كان له مطر .املرء
كورا .6بكل ٍ ذ
3املنافرة:
املحاكمة في الحسب والنسب واملفاخرة فيهما ،وكانوا يتنافرون إلى
الناس في ذلك؛ ليقضوا ألحد املتنافرين على اآلخر ،وفي املنافرة يقوم
اشهرالخطباء في العصرالجاهلي
قس بن ساعدة األيادي
اسمه الكامل قس بن ساعدة بن حدافة بن زهير بن اياد بن نزار
االيادي ،وهو من اياد وهي قبيلة عدنانية ،هو أسقف نجران وخطيب
العرب وحكيمها وقاضيها ،كان يؤمن باهلل ويدعو إليه بالحكمة
واملوعظة الحسنة .كان يوافي سوق عكاظ ويخطب في املأل ترغيبا لهم
عن الوثنية ،وتخويفا من غضب هللا ونقمته ،وقد مال عن الدنيا
وزخرفتها وعاش على الكفاف .يقال إنه أول من خطب على شرف،
واتكأ على سيف ،واستعمل كلمة أما بعد ،وكتب فالن بن فالن ،لقد
سمعه النبي (ص) في عكاظ وأثنى عليه .قال النبي صلى هللا عليه وسلم
" رحم هللا قسا أني ألرجو يوم القيامة أن يبعث أمة واحدة" ( انه كان
على دين أبي اسماعيل بن ابراهيم عليهما من هللا السالم)
قال الجاحظ عنه " ولقد وضع الشعر من قدرة النابغة ولئن كان في
الدهر األول ما زاده ذلك اال رفعة" وكان يفد على قيصر من حين إلى
حين فيكرمه .توفي نحو سنة 600بعد أن عمر طويال.
ومن حكمه " من غيرك شيئا ففيه مثله ومن ظلمك وجد من يظلمه"
واذا نهيت عن الش يء فأبدأ بنفسك
ُ ُ
وهذه الخطبة قالها «قس ساعدة» في سوق ُعكاظ قبل ظهور اإلسالم،
ومما قاله فيها:
ُ ََ ْ َ َ َ
ات فاتَ ،وك ُّل َما ُه َو اس َم ُعوا َو ُعواَ ،م ْن َع َ
اش َمات ،ومن م اسْ ، الن َُ"أ ُّي َها َّ
آت آت ..مطر ونبات وأرزاق وأقوات وآباء وأمهات وأحياء وأموات جمع ٍ
ُ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ
ماء ذات ْأب َر ٍاج ،وأرض ذات فجاج، وأشتات ،ل ْي ٌل داج ،ون َه ٌار ساج ،وس ٌ
ومن خطبته التي قالها أمام كسرى وهي على في العقد الفريد :انما املرء
بأصغريه ،قلبه ولسانه ،فبالغ املنطق السداد ،ومالك النجعة االرتياد،
وعفو الري خير من استكراه الفكرة ،وتوفيق الخبرة خير من اعتساق
الحيرة.
يعد عمرو من الشعراء املخضرمين ويأتي شعره في الطبقة الثانية من
الجودة ويغلب عليه وصف الوقائع والتحدث عن نفسه بالشجاعة.
عمرو بن كلثوم التغلبي
هو عمر بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن نزار بن معد بن عدنان
التغلبيِّ ،
ويلقب بأبا األسود أو أبا عمير ،كنيته أبو األسود وهو أحد
شعراء الجاهلية املشهورين وهو ايضا خطيب جاهي ،كان نصرانيا
وقيل وثنيا وقد ولد في شمال الجزيرة العربية في عام 450م وتوفي في
ً
عام 600م عن عمر يناهز مئة وخمسين عاما ،وصار سيد قومه من
خمسة عشر من عمره واشتهر بأنه شاعر القصيدة الواحدة ،وكان
عزة بنفسه ،و ُمل ِّلعقة عمرو بن كلثوم أهمية تاريخية ِّ
ألنها أكثر الناس ِّ
ً ِّ
تدل على حال العرب قديما من ناحية الدين والعادات واألعراف
اإلجتماعية وغيرها من األمور وقيل :كان يشتهر باستخدام الضمير
"نحن" في شعره اثناء حديثه عن نفسه ،فتكات الجاهلية ثالث ،فتكة
البراض بعروة وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر وفتكة عمرو بن
كلثوم بعمرو بن هند
عصرصدراإلسالم
هو الفترة الزمنية من بعثة النبي محمد سنة 611م إلى مقتل آخر
الخلفاء الراشدين على بن أبي طالب سنة 40هجريا.
جاء اإلسالم فلم يهدم األدب القديم بل أراد إصالحه وإخضاعه للحياة
الناهضة الجديدة ،واستخدامه لألغراض اإلنسانية النبيلة كما يظهر
من دراسة نصوص هذا العهد بوجه عام ،وجعل ما يتجاوز هذه
الحدود محظورا مرفوضا ،وما ينحصر فيها ويخدمها جائزا مقبوال.
الشعرفي صدراإلسالم
النقاد واألدباء حول طبيعة الشعر في صدر وقد وقع الخالف بين ِّ
األول يرى ِّ
بأن الرأي ِّفأما أصحاب ِّ اإلسالم ،وقد انقسموا إلى رأيينِّ ،
ِّ ِّ
الشعر ضعف وتراجع ،ومنهم "ابن سالم" صاحب كتاب "طبقات
الشعراء" الذي ذكر فيهِّ : ل ِّ
"بأن العرب ُبهروا بالقرآن الكريم، فحو
َ ِّ ِّ
البياني ،كما أنهم انشغلوا بالجهاد والغ ْزو مع ا ِّلرسول
ِّ وبإعجازه اللغو ِّي
ِّ ِّ ِّ
مما قلل اهتمامهم بالشعر وصرفهم عنه.
بأن الشعر في صدر اإلسالم ِّ ِّ
الثاني َفي َر ْوا ِّ ِّأما أصحاب ِّ
تطور الرأي
الرأي "شوقي ضيف" وقد برهن على ما وازدهر ،ومن أصحاب هذا ِّ
ِّ
ذهب إليه بازدياد عدد الشعراء ،وإضافة موضوعات جديدة إلى
ِّ عددا من ِّ
وقدم ً ِّ
الشعرِّ ،
النماذج ،وردت في كتب األدب ليؤكد رأيه هذا.
ِّإن اإلسالم أوجد مواضيع جديدة ليكتب فيها الشعراء ،وأظهر شعراء
ُجدد ُملهمين بالدين اإلسالمي الجديد وعقيدته ،فقد قام اإلسالم
بخلق مواضيع جديدة قام الشعراء باإلبداع في توظيفها،
الشعراء املخضرمون.
املخضرمون :جمع مخضرم .1الشاعر املخضرم هو الشاعر الذي عاش
في عصر ِّي الجاهلية واإلسالمِّ ،
ويعد عصر املخضرمين من العصور
ٌ
1املصطلح واملفهوم :من املعان اللغوية للخضرمة :القطع ،ومنه قولهم( :ناقة
مخضرمة) :قطع طرف أذنها ،والخضرمة قطع إحدى األذنين ،وهي سمة
الجاهلية ،وكان أهل الجاهلية يخضرمون نعمهم ،فلما جاء اإلسالم أمرهم النبي
أن يخضرموا من غير املوضع الذي يخضرم منه أهل الجاهلية .وأصل
الخضرمة أن يجعل الش يء بين بين ،وكانت خضرمة أهل اإلسالم بائنة من
خضرمة أهل الجاهلية .ورجل مخضرم :بفتح الراء ،إذا كان نصف عمره في
الجاهلية ونصف في اإلسالم .وقيل مخضرم :بكسر الراء ،ألن الجاهلية ،ملا دخلوا
في اإلسالم ،خضرموا إبلهم ،فهو اسم فاعل ،ليكون عالمة إلسالمهم إن أغير
عليها أو حوربوا .ويقال ملن أدرك الجاهلية واإلسالم مخضرم :بكسر الراء ،ألنه
أدرك الخضرمتين ،أي النوعين من قطع آذان األنعام .أما من قال مخضرم :بفتح
الراء ،فإنه يعني أنه قطع عن الكفر إلى اإلسالم ،لذا قالوا شاعر مخضرم،
وقصدوا به من أدرك الجاهلية واإلسالم .يقول السيوطي (ت 911ه):
املخضرمون من الشعراء :من قال الشعر في الجاهلية ،ثم أدرك اإلسالم ،فمنهم:
حسان بن ثابت ،ولبيد بن ربيعة ،ونابغة بني جعدة ،والزبرقان بن بدر ،وعمرو
ابن معدي كرب.
َ
جميل في الجاهلية ال ُيبخس حقه ،وقد يكون أجود من شعره في
اإلسالم كما يزعم األصمعي ،ولكن شهرة حسان قامت على أنه شاعر
الرسول.
حسان في اإلسالم
ملا ظهر اإلسالم ،وهاجر النبي إلى يثرب ،أسلمت األوس والخزرج وأسلم
حسان معهم فكان في جملة األنصار .فمدح اإلسالم والنبي ،وقد
دافع عن الدين الجديد ونظم قصيدة بمناسبة الغدير.
عندما يدخل حسان اإلسالم بعد هجرة الرسول حتى إذا أخذ شعراء
قريش في هجاء الرسول وصحبه من املسلمين أنبرى لهم بالذع
ُّ
هجائه ،وكان رسول هللا يحثه على ذلك ويدعو له بمثل "اللهم َّأيده
بروح القدس" ،واستمع إلى بعض هجائه لهم فقال" :لهذا أشد عليهم
من وقع النبل" ،وكان أيضا لم يكن يهجوهم بالكفر إنما كان يهجوهم
باإليام التي ُهز ُموا فيها ِّ
ويعيرهم باملثالب واألنساب.
سمي حسان شاعر اإلسالم ورسوله الكريم ،فقد عاش يدافع عن
واملسلمين ،فهو حين يرد على شاعر وفد بني تميم الزبرقان بن بدر
يقول:
تتبع ْ
قد بينوا سنة ً للناس ُ ْ
وإخوتهم فهر َ ْ ِّ
إن الذوائب من ٍ
ُ َ ُ
َي ْر َض ى َبها ك ُّل َمن كان ْت سر َيرت ُه تقوى اإلله وباألمر الذي شرعوا
من الرسل واألوثان في األرض تعبد نبي أتانا بعد ياس وفترة
يلوح كما الح الصقيل املهند فأمس ى سراجا مستنيرا وهاديا
وعلمنا اإلسالم فاهلل نحمد وانذرنا نارا وبشر جنة
مع املصطفى ارجوا بذلك جواره وفي نيل ذاك اليوم أسعى واجهد
الناس في الشعر :أبوه زهير ابن أبي سلمى وأخوه بجير وابنه عقبة
وحفيده ِّ
العوام كلهم شعراء.
وهو شاعر مخضرم ،ومن أشهر قصائده الالمية (البردة) التي مطلعها
بانت سعاد .أبوه زهير بن أبي ُسلمى من فحول الشعراء في الجاهلية،
وهما من قبيلة مزينة .وقد تلقن الشعر عن أبيه ،يعتبر كعب بن زهير
ِّ
بن أبي سلمى أحد فحول املخضرمين ،وكانت له املكانة العالية والحظ
املرموق في الشعر.
عندما جاء اإلسالم بعد سنوات من ظلمة الجاهلية أسلم بجير أخو
كعب ،وبقي كعب علي دينه األصلي لذا غضب كعب على أخيه لخروجه
عن دين آبائه ،فقام بهجاء أخيه وهجاء اإلسالم والرسول ،فأهدر
ِّ
النبي دمه ،فطالبه أخوه بدخول اإلسالم لينجو بنفسه من النار
وأرسل إليه بعد فتح مكة خطابا يقول فيه أن النبي قتل كل من آذاه
من املشركين ،فراح يستجير بالقبائل ،وما من مجير ،ول ِّـما ضاقت عليه
األرض في وجهه وبعد أن استيأس من املجير والنصير ذهب إلى
الرسول يطلب منه األمان واضعا يده في يد رسول هللا قائال
قصيدته الشهيرة البردة ،والتي مطلعها (بانت سعاد) ،وفيها هجا
ُ
األنصار بسبب قسوتهم عليه وامتدح املهاجرين ،وقد أعجب رسول
هللا صلى هللا عليه وسلم ببعض معاني القصيدة ،وملا بلغ قولهِّ :
"إن
مهند من سيوف هللا مسلو ُل" قام عليه لنور يستضاء به ٌ الرسو َل ٌ
الخنساء
الخنساء واسمها تماضر بنت عمرو السلمية (575م 24 -هـ 645 /م)،
صحابية وشاعرة مخضرمة من أهل نجد أدركت الجاهلية واإلسالم
وأسلمت ،واشتهرت برثائها ألخويها صخر ومعاوية اللذين قتال في
ِّ ِّ ً الجاهلية .وقد ِّ
السخية ملا تحلى به من خصت أخاها صخرا بدموعها
الشجاعة والكرم والوفاء وبذل املال .لقبت بالخنساء بسبب ارتفاع
أرنبتي أنفها.
ُويذكر َّأنها نشأت في بيت ِّ
عز مع أبيها وأخويها صخر ومعاوية ،وعاشت
الخنساء ولها من العمر 89سنة ،وأسلمت الخنساء مع قبيلتها،
وذهبت معهم إلى املدينة املنورة؛ ملالقاة الرسول محمد ،وقد كان
ُ ً
رسول هللا يستنشدها ُويعجب كثيرا بأشعارها؛ إذ كانت تنشد األشعار،
وقدمت أوالدها األربعة في سبيل وهو يقول لها( :هيه يا خنساء)ِّ .
ِّ ُ اإلسالمِّ ،
حتى قتلوا .وعندما وصلها وحرضتهم على الثبات في القتال
شرفني بقتلهم ،وأرجو من رِّبي أنخبر مقتلهم هتفت« :الحمد هلل الذي ِّ
ئلت عن عدم رثاء مستقر الرحمة»ُ .ويذكر ِّأنها ُس ْ
ِّ يجمعني بهم في
ِّ
املستمر إلخوانها فقالت :أوالدي أحسبهم عند أوالدها األربعة ورثائها
ِّ
هللا ،أما إخوتي فسيذهبون إلى النارُ .ويذكر أنه قيل لجرير :من أشعر
الناس؟ قال :أنا لوال الخنساء.
وكانت وفاتها في أوائل خالفة عثمان بن عفان رض ي هللا عنه عام 24هـ،
والذي يوافق بامليالدي 664م
ِّ
ومما جاء في رثائها لصخر:
ِّ
اخضل الدمع سربالها لقد أال ما بعينيك أم مالها
فأما عليها ِّ
ِّ ِّ
وأما لها سأحمل نفس ي على خطة
وان تجزع النفس أشقى لها فإن تصبر النفس تلق السرور
شاعرية الخنساء
ً
عد الخنساء واحدة من الشعراء املخضرمين ،ومن أشهر شعراء ُت ُّ
ِّ
والتفجع ،واملدح ،والتكرار ،والنظم الرثاء؛ إذ غلب على شعرها البكاء،
على وتيرة من الحزن ،والبكاء ،وذرف الدموع ،ولقد نبغت شاعريتها بعد
ِّ
مقتل أخويها ،حيث أثر مقتل شقيقيها معاوية وصخر في شاعريتها،
وزاد في شهرتها الشعرية؛ وقد طال بها هذا الحزن إلى الدخول بحداد
ِّ ً
استمرت في ارتداء مالبس الحداد كدليل على طويل جدا ،حيث
إخالصها ألخويها ،وقالت في رثاء صخر:
َ ُ ُ ِّ ُ
لكل غروب ش ْمس صخرا وأذكره
َ ً ُي َذ ِّك ُرني ُط ُل ُ
وع الشمس
ُ َ َ َ
لقتلت نفس ي الباكين َح ْولي على إخوانهم ول ْوال ك َثرة ُ
َّ
الشعرية مليئة عهده الكثير من الحروب واملعارك فكانت القصائد
بالحماس والطاقة،
وقد قال الخلفاء الراشدون الشعر؛ فذكر ِّأن أبا بكر الصديق نظم
حماسية ،أما عمر بن الخطاب فقد نظم عدة أبيات في ِّ قصيدة
الحكمة ،وكذلك عثمان بن ِّ
عفان ،أما الخليفة علي بن أبي طالب فقد
روى من شعره الكثير ،وكان الخلفاء الراشدون يمنعون الشعراء من
ُ ِّ
خاصة عمر الفاروق ،وقد أخذ من الشاعر هجاء اإلسالم واملسلمين
مسلما ،وكان الخليفة عمر بن الخطاب أعلم ً الحطيئة ً
عهدا أال يهجو
أمرا إال أنشد فيه ً
بيتا من الناس بالشعر؛ فكان ال يكاد يعرض له ً
الشعر.
النثرفي العصراإلسالمي
حدثت للنثر في عصر صدر اإلسالم نقلة نوعية عظيمة ،وذلك بسبب
إضافة مصدرين عظيمين للثقافة العربية ،وهما :القرآن العظيم،
والحديث النبوي الشريف .كما أن منظومة املفاهيم الجديدة التي جاء
تصورات جديدة ظهرت في وكونت ِّ
بها اإلسالم غيرت تصورات العرب ِّ
لغتهم وأدبهمُ .ويالحظ أن النثر ،املنطوق واملكتوب ،تطور منذ مجيء
اإلسالمَ ،ك ًّما ً
وكيفا ،بشكل كبير ال يمكن أن تخطئه العين.
أنواع النثرفي عصرصدراإلسالم:
القرآن العظيم :
لقد تميز القرآن ببالغة ألفاظه ،ووضوح معانيه ،وجاء بمواضيع لم
تكن يتطرق إليها العرب في شعرهم أو نثرهم فارتقى بهم إلى مراقي العال.
يعود للقرآن الكريم الفضل في توحيد لهجات اللغة العربية بوضع
َ
معيار لها َحفظها من الضياع بعد أن كانت لهجات مختلفة .كذلك كان
القرآن السبب األساس ،وربما الوحيد في ظهور العديد من العلوم
املختلفة مثل النحو والصرف والعروض والنقد والفقه والتفسير ،وله
الفضل في زيادة الثروة اللغوية من خالل استخدامه أللفاظ جديدة
ومعان محدثة.
الحديث النبوي
الخطابة:
ً ً
تطورا ملحوظا ،فقد تغيرت تطورت الخطابة في عصر صدر اإلسالم
َ
موضوعاتها؛ إذ تناولت الدعوة إلى الدين الجديد وتوطيد أركانه بعد أن
سابقا في الدعوة إلى القبلية والعصبية ،وتناولت ً
أيضا الدفاع كانت ً
عن الدين الجديد ودحض آراء املعادين والدعوة إلى التوحد والخطابة
عند االستحالف واملبايعة .وقد تميزت الخطابة منذ مجيء اإلسالم
بأساليب جديدة منها :قوة العبارة ،وتماسك األلفاظ ،ونزعة ِّ
التدين،
واالقتباس والتضمين من القرآن والحديث.
يرحم هللا أبا بكر ،هو أول من جمع القرآن بين اللوحين .وقد اختار أبو
ً َ
ثابت لهذه املهمة العظيمة كونه شابا ،حيث بكر رض ي هللا عنه زيد بن ٍ
أنشط ملا ُي ْط ُ َ ً ً
لب منه ،كونه كان عمره واحدا وعشرين عاما ،فيكون
ً ً ً
يسر له اجحا فقد ِّ أكثر تأهيال ،فيكون أوعى له ،إذ َم ْن وهبه هللا عقال ر
ً ُ
سابقة في هذا األمر، ٍ س ُب َل الخير وكونه كاتبا للوحي ،فهو بذلك ذو ٍ
خبرة
ً ً
عملية له فليس غريبا عن هذا العمل ،وال دخيال عليه. ٍ سة
وممار ٍ
ا
ثالثا :جمع القرآن الكريم في عدد من املصاحف في عهد عثمان ذي
النورين رض ي هللا عنه:
َ
عن أنس بن مالك رض ي هللا عنهِّ :أن حذيفة بن اليمان قد َم على عثمان
رض ي هللا عنه ،وكان ُيغازي أهل الشام في فتح أرمينية ،وأذربيجان مع
ُ َ َ
فأفزع حذيفة رض ي هللا عنه اختالفهم في القراءة ،فقال أهل العراق،
حذيفة لعثمان :يا َ ُ
أمير املؤمنين ،أدرك هذه األمة قبل أن يختلفوا في
َ
عثمان إلى حفصة ْأن أرسلي ُ اختالف اليهود والنصارى .فأر َ
سل الكتاب
ُ
بالصحف ننسخها في املصاحف ،ثم ُّ ُّ
نردها إليك ،فأرسلت بها إلينا
َ بن ثابتَ ، حفصة إلى عثمان ،فأم َر ز َيد َ ُ
وسعيد بن وعبد هللا بن الزبير،
وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام رض ي هللا عنهم ،فنسخوها العاصَ ،
للرهط القرشيين الثالثة :إذا اختلفتم أنتم في املصاحف ،وقال عثمان ِّ
فإنما نزل ِّ
وزيد بن ثابت في ش ٍيء من القرآن؛ فاكتبوه بلسان قريش،
الصحف في املصاحف ،ر َّد عثمان بلسانهم ،ففعلوا ،حتى إذا نسخوا ُّ
كل ُأفق بمصحف ِّ
مما حف إلى حفصة ،فأرسل إلى ِّ ُّ َ
رض ي هللا عنه الص
ٍ
Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic 60
School of Distance Education – University of Calicut
مصحف أن
ٍ صحيفة ،أو
ٍ نسخوا ،وأمر بما سواه من القرآن في ِّ
كل
ُ ِّ َ
حرق. ي
وجمع عثمان رض ي هللا عنه املهاجرين واألنصار ،وشاورهم في األمر،
ُ
وعلماء الصحابة ،وفي طليعتهم علي ُ
وأعالم األئمة، ُ
أعيان األمة، وفيهم
بن أبي طالب رض ي هللا عنهم ،وعرض عثمان رض ي هللا عنه هذه
املعضلة على صفوة األمة وقادتها الهادين املهديين ،ودارسهم َ
أمرها،
ودارسوه ،وناقشهم فيها وناقشوه ،حتى عرف رأيهم وعرفوا رأيه،
ً
فأجابوه إلى رأيه في صراحة ال تجعل للريب إلى قلوب املؤمنين سبيال،
وظهر للناس في أرجاء األرض من عقد عليه إجماعهم ،فلم يعرف قط
يومئذ لهم مخالف ،وال عرف عند أحد نكير ،وليس شأن القرآن الذي
ً
يخفى على أحاد األمة فضال عن علمائها وأئمتها البارزين.
إعجازالقرآن الكريم
جاء في قواميس اللغة في معنى العجز :أنه نقيض الحزم ،تقولَ :ع َجز
قصر عنه ولم يدركه ،والعجز الضعف، يعج ُز ،إذا ُ عن األمر ْ
َ
الف ْوت َّ
والس ْبق .واملعجزة في الشرع تعني :األمر الخارق واإلعجاز:
للعادةُ ،ي ْعج ُز البشر متفرقين ومجتمعين عن اإلتيان بمثله ،يجعله هللا
ً
على يد من يختاره لنبوته ،دليال على صدقه وصحة رسالته.
التفسيروعلومه
علم التفسير هو توضيح الش يء وبيان معناه ،وهو علم اهتم به
املسلمون لفهم آيات القرآن.
للعلماء عدة أقوال في تعريف تفسير القرآن ،ومنها ما أوردها اإلمام
السيوطي في (اإلتقان في علوم القرآن)" :هو علم نزول اآليات وشؤونها،
وقصصها ،واألسباب النازلة فيها ،ثم ترتيب مكيها ومدنيها ،ومحكمها
ومتشابهها ،وناسخها ومنسوخها ،وخاصها وعامها ،ومطلقها ومقيدها،
أن ينظر إلى التفسير من جهة كونه شرحا ملجرد معنى اللفظ في اللغة،
ثم ملعنى الجملة أو اآلية على سبيل اإلجمال ،وهو بهذا االعتبار ينقسم
إلى قسمين )1 :تفسير إجمالي )2 .تفسير تحليلي.
رابعا :من جهة تناوله ملوضوعات القرآن
أن ينظر إلى التفسير من جهة خصوص تناوله ملوضوع ما من
موضوعات القرآن الكريم ،عاما كان كالعقيدة واألحكام أو خاصا
كالصالة والوحدانية ونحوها .وهو بهذا االعتبار ينقسم إلى )1 :تفسير
عام )2 .تفسير موضوعي.
الحديث النبوي
كل ما ورد عن رسول هللا من قول ،أو فعل ،أو عمل، السنة النبوية هي ِّ
األهمية بمكان ِّأنها َحفظت
ِّ أو تقرير ،أو صفة ،وما إلى ذلك ،وهي من
ً ِّ
محمد كامال ،فصاروا بقراءتهم للمسلمين إرث الرسول األعظم
كأنهم يتواجدون معه في املكان نفسه ،ومن هنا لألحاديث الصحيحة ِّ
بشكل فقد حصلت السنة النبوية على ِّ
أهمية كبيرة في التاريخ اإلسالمي
ٍ
كبير.
اعتنى املسلمون عبر العصور بتدوين السنة النبوية الشريفة؛ حيث
استطاعوا تنقيتها قدر املستطاع ،فهي ليست محفوظة كالقرآن
الكريم ،بل قابلة للدس ،والتغيير من قبل املتربصين بهذه األمة من
أعدائها الخا جين أو الداخليين ،لهذا فقد وضع علماء املسلمين ِّ
عدة ر
ِّ
منهجية وعلمية لنقل السنة النبوية ،وفيما يلي املراحل التي ضوابط
ِّ
تم بها تدوين السنة.
مراحل تدوين السنة
في عهد الرسول
ً ً ً ِّ
كان رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -يحرص حرصا شديدا وكامال على
حفظ القرآن الكريم فقط ،وكان يأمر الصحابة الكرام باستمرار
كل ما ِّ
دونوه عنه عدا اآليات القرآنية ،خشية منه على ِّأمته من بحذف ِّ
ِّ
الخاصة بعلوم السنة النبوي؛ حيث في هذه املرحلة تم وضع الكتب
استطاع العلماء أن يضعوا كتب الجوامع ،والسنن ،واملصنفات،
واملسانيد ،وغير ذلك ،فقد كان لكل إمام من األئمة كتابه الخاص،
تم جمع األحاديث ً
بناء على الذي جمع فيه األحاديث النبوية؛ حيث ِّ
شروط ِّ
كل عالم من العلماء في قبول الحديث أو رده ،ومن العلماء من
كل ما سمعه مع وضعه للسند ،فكانت مثل هذه الكتب تسمى آثر جمع ِّ
بالجوامع ،ألنها تجمع مختلف أصناف الحديث من حيث الدقة.
Module III:
Arabic Literature in Umayyad Period
األدب العربي في العصراألموي
األدب في العصراألموي
واحدا من أكثر عصور األدب العربي ازدها ًرا في ً عد العصر األمو ُّي ُي ُّ
أوجه في هذا العصر، ُ نتاجه الشعر ِّي؛ فقد بلغ األدب العربي
مما جعل هذا واحتضنته بيئات جديدة غير بيئة الجزيرة العربيةِّ ،
ويتأثر بها ،فقد كان ِِّّ األدب ِّ
لكل من بيئات ٍ يتلون بألوان هذه البيئات
األثر القو ِّي في
الشام وخراسان والعراق ومصر واألندلس واملغرب ُ
ولعل من أبرز املؤثرات ِّ ِّ
واألدبية واالجتماعية، تطور الحياة الفكريةِّ
االجتماعية ظهور طبقة املوالي الذين شاركوا في الحياة األدبية ،حيث
ظهر منهم الكتاب والشعراء والخطباء ،باإلضافة إلى اهتمام البالط
األموي بهم ،وفي هذا املقال سيتم الحديث أكثر عن الشعر في العصر
األموي.
تطورالنثروالشعرفي العصراألموي
هو العصر الذي كانت الدولة اإلسالمية فيه في أيدي األمويين
هذا العهد ثالثة عشر خليفة ،وجاء تحت هذا الحكم الحجاز والعراق
الغزل ،فكان لها شعراء في الغزل ،من أبرزهم عمر بن أبي ربيعة وعبيد
والشام ونجد ومصر .وكان لسوق املربد في البصرة أثر كبير في األدب
كثرة الوفود التي كانت تفد على الخلفاء واألمراء من األقاليم لتعرض
الشعرفي العصراألموي
ً أجمع املُ ِّ
ؤرخون ِّ
بأن الشعر في العصر األموي كان صقال لآلداب
الجاهلية ،ووالدة األدب في العصر اإلسالمي ،حيث بقيت األغراض
الشعرية التي ُوجدت في العصر الجاهلي وصدر اإلسالم نفسها في
ِّ
العصر األموي ،إال ِّأن الجدير بالذكر ظهور لون جديد من الشعر ال
عهد للعرب به من قبل إلى جانب ألوان الشعر املتعارف عليها في ذلك
الوقت ،وهو الشعر السياس ي ،وذلك بفعل األحزاب السياسية التي
ِّ
اتخذت لها شعراء ناطقين بلسانهم ،حتى كاد الطابع السياس ي يغلب
على الشعر من جراء هذا الصراع ،وقد ُعني الشعراء في العصر األموي
أيضا بالبناء الفني لقصائدهم ،غير بتنقيح شعرهم وتهذيبه والعناية ً
ِّأن ُه في ُج ِّله يخلو ً
غالبا من الصدق؛ ِّ
ألن الدافع إلى قوله كان الرغبة في
العطاء ،وقد شهد الشعر في العصر األموي ازدهار فن آخر من الفنون
وتفتحت براعمه في العصر الشعرية وهو الشعر الغزلي ،الذي بدأ ِّ
اإلسالمي ،حيث توفرت ُجملة من األسباب والدواعي الزدهار هذا الفن
الشعري بأنواعه الثالثة؛ وهي الحضري والبدوي والنسيب ،وال عجب
في انصراف شعراء الغزل إلى اللهو وسماع الغناء باإلضافة إلى ِّ
التعرض
ً
افتتانا ارتقى بالشعر الغزلي إلى مرتبة للنساء ،فافتنوا في شعرهم
رفيعة لم يصل إليها ويبلغها الشعر العربي من قبل ،وكان رائد هذا
ً
اللون من الشعر الشاعر القرش ي عمر بن أبي ربيعة ،إضافة إلى شعراء
النقائض والطبيعة والزهد وغيرهم.
ّ
شعرالنقائض
معين من األنماط أدبي ُيطلق على نمط ِّ النقائض هي ُمصطلح ِّ ِّ
ٍ
ِّ ِّ ِّ
األموية بين ثالثة من فحول الشعراء العرب الشعرية ،وظهرت في البيئة
ُ ُ
بالنقائض؛ ألنها تقال لتنقض ما يقوله اآلخر .تع ِّد وس ِّميت ِّ املعروفينُ ،
املهمة؛ وذلك ملا فيها من قصص وعبر الشعرية ِِّّ النقائض من الفنون ِّ
ِّ ً
منبعا للمعاني ِّ
والصور ِّ ً
املجسدة للفكرة الفنية وحكم ،إضافة إلى كونها
واملعنى خير تجسيد.
ّ
أشهرشعراء النقائض
ِّ
النقائض بثالثة شعراء ،هم :األخطل ،والفرزدق ،وجريرـ إال ِّأن ا تبطت ِّ
ر
ِّ ِّ ِّ
النقائض ال تعني أن الشعراء يحملون على بعضهم الكره والحقد،
ً ِّ فعلى ِّ
الرغم من هجاء بعضهم بعضا إال أنهم حزنوا على فراق بعضهم،
ِّ
وخير مثال على ذلك هو رثاء جرير للفرزدق عند موته بقصيدة مؤثرة
ً
جدا.
الشعرالسياس ي
ِّ
ُعرف الشعر السياس ي في العصر األموي بأنه الشعر الذي قاله
الشعراء التابعون لالتجاهات السياسية واألحزاب املتصارعة على
الخالفة في العصر األموي ،وقد ازدهر الشعر السياس ي في العصر
غرضا ً
قائما بذاته في األدب األموي ،وكان من أبرز األموي حتى أصبح ً
ُ ِّ
الهاشميات والنقائض .وتعرف الهاشميات في الشعر السياس ي أشكاله
بأنها القصائد التي قيلت في حب الهاشميين في العصر األمويِّ ،
أحق بالخالفة من غيرهم، وتمجيدهم ،وذكر محاسنهم التي جعلتهم ِّ
َ
األ َس ِّ ُ
الك ْ
دي ،من أبرز الشعراء الذين اشتهروا ميت بن زيد وكان
بالهاشميات ،ونظم في مختلف مضامينها.
الغزل
الشعر الذي يكون موضوعه الرئيس ِّي هو ِّ ِّ هو ٌ
التغني نوع من أنواع
بالحبيبة وذكر َمحاسنها؛ حيث َيقوم الشاعر َبوصف جمال َمحبوبته
ويذكر مواطن الجمال فيها ،كأن َيتغنى بجمال َجسدها ،أو جمال
َ َ ً
عيونها ،أو إشراقة َوجهها ،كما َي ُبث فيه الشاعر شكواه من ألم فراق
َ
الغزل :الغزل الحبيبة ،وابتعادها عنه أو َسفرها .هناك نوعان من
ِّ ُ
العديد من الشعراء الذين الصريح ،كما ِّأن هناك لعذري ،والغزل َّ ا ُ
اشتهروا في هذا املجال.
أنواع الغزل:
1الغزل ُ
العذري
نوع من الغزل يقتصر فيه الشاعر على ذكر محاسن محبوبته وهو ٌ
ُ ً
املعنوية ،بعيدا عن وصف جسدها؛ حيث يتحدث عن مشاعره
اتجاهها ،وعن ألم الفراق ،وصعوبة ِّاللقاء بينهما ،وقد اشتهر هذا ِّ
النوع
ً
من الغزل في العصر األموي ،وقد ُسمي بهذا االسم نسبة إلى َبني عذرة،
الذين اشتهروا بشدة إخالصهم في الحب؛ حيث كان منهم من يموت
ً
عشقا.
العذري الع َّفة؛ حيث ال َيتم ذكر ِّ
الشعر ُ ِّ
محاسن
ٍ أي من خصائص
َ
حبوبة واحدة؛ حيث تشتهر هذه جسدية ،باإلضافة إلى اإلخالص مل ٍ
الفتاة ،ويشيع ذكر اسمها بين الناس وينادى الشاعر باسمها ،وهناك
ِّ
العديد من الشعراء الذين ارتبطت أسماؤهم بأسماء محبوباتهم مثل:
ُ
كثير عزة ،ومجنون ليلى ،وجميل ُبثينة.
ُ
من أهم الشعراء الذين ملع صيتهم في هذا املجال :قيس بن امل ِّلوح ،الذي
اشتهر باسم مجنون ليلى ،وقد كانت ابنة عمه التي تربى معها ،فأحبها
شخص آخر، الزواج من كبرت ُأ ْ
غمت على ِّ لكنها عندما ْ ً
شديداِّ ، ِّ ً
حبا
ٍ ر
ُ َََ َ األمر الذي ْ
لم يستطع قيس تحمله؛ ففقد عقله ،ولقب بمجنون ليلى،
ومن األبيات املشهورة له:
َ قض ى ُ ـلي ال وهللا ال ُ
هللا في ليلى وال َما قض ى ل َيا أملك الذي خلي َّ
ِّ َ
ـيء غير ليـلى ابتالنيا
فهال بش ٍ قض َاها لغيري وابتالني ب ُح ِّبها
2الغزل ّ
الصريح
الفرزدق
ِّ
العربي في العصر األمو ِّي ،وهو أبو
ِّ ُيمثل الفرزدق أحد فحول الشعر
التميميُ ،ويذكر َّأنه ُولد
ِّ فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية
في مدينة البصرة ،وترعرع في باديتها مع والده ،وبرع في الشعر منذ
نعومة أظفاره ،ولقد اتصل بوالة العراق؛ فأخذ يمدحهم ويهجوهمَّ ،
ثم
النثرفي العصراألموي
قديما لحاجتهم إليها ،إذ كانوا يحتاجون إلى عرف العرب فنون النثر ً
أيضا في كتابة مواثيقهم وصكوك التعامل التجاري بينهم، الكتابة ً
تطور املجتمع أيضا لكتابة الرسائل واملناظرات ،وعندما ِّ واحتاجوا ً
اإلسالمي في العصر األموي واتسعت رقعة الدولة ُوجدت الحاجة إلى
إنشاء الدواوين ،كديوان الرسائل والجيش وديوان الخاتم ،وعند
ِّ
التطرق إلى ذكر الحديث عن األدب في العصر األموي ال ِّبد ً
أيضا من
أهم فنون النثر التي ظهرت وقتئذ وهي الخطابة ،فقد عرف العصر
ً
وخصوصا األموي الخطابة التي كانت شائعة في العصر اإلسالمي،
الخطابة السياسية ،التي ازدهرت بفعل الصراعات بين األحزاب
ُ
السياسية ،واشتهرت كذلك الخطب الحربية التي كانت تلقى من قبل
قادة الجيوش ممن يجيدون الخطابة ،ومن هذا القبيل خطبة طارق
ُ
بن زياد في فتح األندلس ،باإلضافة إلى الخطابة الدينية التي كانت تلقى
ظاهرا عليها الوعظ ً في املساجد في األعياد وأيام ُ
الجمع وقد كان
واإلرشاد .وفي هذا السياق الذي يتحدث عن األدب في العصر األموي،
سيتم الحديث عن أبرز خصائص النثر في العصر االموي ،فقد حرص
ُ
الكتاب والخطباء على تجويد كتاباتهم وتنميقها حتى تأتي في الصورة
التي يرضونها.
الخطابة
Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic 83
School of Distance Education – University of Calicut
النقد في العصراألموي
بدأ األدباء في العصر األمو ِّي يقصدون إلى النقد ويتجادلون في تقديم
بعض الشعراء على بعض وفي خصائص هؤالء الشعراء ،ولكن على غير
حبا باستخراج قواعد ِّ
عامة :لقد بقي النقد في هذا منهاج واضح وال ِّ
ِّ العصر آراء شخصية ومالحظات عابرة ،قال ِّ
محمد بن سالم الجمحي
ِّ
في كتابه «طبقات الشعراء» "ملا هرب الفرزدق من زياد بن أبيه في
سورة النور
مدنية وآياتها أربع وستون آية
بين يدي السورة
سورة النور من السور املدنية ،التي تتناول األحكام التشريعية ،وتعنى
بأمور التشريع ،والتوجيه واالخالق ،وتهتم بالقضايا العامة والخاصة
التي ينبغي ان يربى عليها املسلمون ،افرادا وجماعات ،وقد اشتملت
هذه السورة على احكام هامة وتوجيهات عامة تتعلق باألسرة ،التي
هي النواة األولى لبناء املجتمع األكبر.
وضحت السورة اآلداب االجتماعية التي يجب أن يتمسك بها
املؤمنون في حياتهم الخاصة والعامة ،كاالستئذان عند دخول
البيوت ،وغض االبصار ،وحفظ الفروج ،وحرمة اختالط الرجال
بالنساء األجنبيات ،وما ينبغي ان تكون عليه االسرة املسلمة و"
البيت املسلم " من العفاف والستر ،والنزاهة والطهر ،واالستقامة
ً
على شريعة هللا ،صيانة لحرمتها ،وحفاظا عليها من عوامل التفكك
الداخلي ،واالنهيار الخلقي ،الذي يهدم األمم والشعوب.
وقد ذكرت في هذه السورة الكريمة بعض الحدود الشرعية التي
فرضها هللا كحد الزنى ،وحد القذف ،وحد اللعان ،وكل هذه الحدود
انما شرعت تطهيرا للمجتمع ،من الفساد والفوض ى ،واختالط
- 2عن ابن عباس أن (هالل بن أمية) قذف امرأته عند النبي ( شريك بن
سحماء) فقال له النبي " :البينة أو حد في ظهرك " فقال يا رسول هللا:
اذا رأى أحدنا مع امرأته رجال ينطلق يلتمس البينة؟ والذي بعثك
بالحق إني لصادق ،ولينزلن هللا ما يبرئ ظهري من الحد! فنزلت:
[والذين يرمون أزواجهم ]..اآلية.
اها] أي هذه سورة عظيمة الشأن ،من جوامع ورة َأ ْن َزْل َن َ
التفسيرُ [ :س َ
اها] أي أوجبنا ما فيها ض َن َ سور القرآن ،أوحيناها اليك يا محمد [ َو َف َر ْ
َ َْ َْ َ َ َ َ ّ َ
ات] أي أنزلنا فيها آيات ات ب ِين ٍ من األحكام ايجابا قطعيا [و أنزلنا ِفيها آي ٍ
تشريعية ،واضحات الداللة على أحكامها ،لتكون لكم -أيها املؤمنون -
قبسا ونبراسا ،وتكرير لفظ اإلنزال إلبراز كمال العناية بشأنها ،فكأنه
يقول :ما أنزلتها عليكم ملجرد التالوة ،وإنما أنزلتها للعمل والتطبيق
َ َّ ُ َ َ َّ َ
[ل َعلك ْم تذك ُرون( ])1أي لكي تعتبروا وتتعظوا بهذه األحكام ،وتعملوا
بموجبها ..ثم شرع تعالى بذكر األحكام وبدأ بحد الزنى فقال سبحانه:
ََ َْ
اح ٍد ِم ْن ُه َما ِمائة َجلد ٍة] أي فيما َ ْ ُ ُ َ َّ َ ُ َ َّ
[الز ا ِنية والز ا ِني فاج ِلدوا ك َّل و ِ
شرعت لكم وفرضت عليكم ،أن تجلدوا كل واحد من الزانيين -غير
املحصنين -مائة ضربة بالسوط ،عقوبة لهما على هذه الجريمة
َّ ََ َْ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ
َللا] أي ال تأخذكم بهما رقة الشنيعة [ول تأخذكم ِب ِهما َر أفة ِفي ِد ِين ِ
ورحمة ،في حكم هللا تعالى ،فتخففوا الضرب أو تنقصوا العدد ،بل
أوجعوهما ضربا ،قال مجاهد :ال تعطلوا حدود هللا ،وال تتركوا إقامتها
ْ ْ ُ ْ ُ ْ ُ ْ ُ َ َّ ْ
اَّلل َوال َي ْو ِم اْل ِخ ِر] هذا من باب شفقة ورحمة [ ِإن كنتم تؤ ِمنون ِب ِ
َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ
ات] أي يقذفون بالزنى العفيفات الشريفات [وال ِذين ي ْرمون املحصن ِ
ُ َ ُ َ ُْ َ
[ث َّم ل ْم َيأتوا ِبأ ْرَب َع ِة ش َهد َاء] أي ثم لم يأتوا على دعواهم بأربعة شهود
وه ْم َ ْ
اجل ُد ُ
عدول ،يشهدون عليهن بما نسبوا اليهن من الفاحشة [ف ِ
َ َ َْا
ث َما ِنين َجلدة] أي اضربوا كل واحد من الرامين ،ثمانين ضربة بالسوط
َ
ونحوه ،ألنهم كذبة يتهمون البريئات ،ويخوضون في اعراض الناس [ َول
َ ا َ َْ ُ َ
تق َبلوا ل ُه ْم ش َه َادة أ َب ادا] أي وزيدوا لهم في العقوبة بإهدار كرامتهم
اإلنسانية ،فال تقبلوا شهادة أي واحد منهم ما دام مصرا على كذبه
َُ َ َ ُ ُ ْ َ ُ َ
اسقون( ])4أي هم الخارجون عن طاعة هللا وبهتانه [وأول ِئك هم الف ِ
عز وجل ،إلتيانهم بالذنب الكبير ،والجرم الشنيع ،قال ابن كثير:
أوجب تعالى على القاذف ،إذا لم يقم البينة على صحة ما قال ،ثالثة
أحكام :أحدها :أن يجلد ثمانين جلدة ،الثاني :أن ترد شهادته أبدا،
َّ
الثالث :أن يكون فاسقا ليس بعدل ،ال عند هللا وال عند الناس [ ِإل
َ َّ َ َ
ين ت ُابوا ِم ْن َب ْع ِد ذ ِل َك] أي إال الذين تابوا وأنابوا ،وندموا على ما ال ِذ
َ َ ْ َُ
فعلوا ،من بعد ما اقترفوا ذلك الذنب العظيم [وأصلحوا] أي أصلحوا
أعمالهم فلم يعودوا إلى قذف املحصنات ،قال ابن عباس :أي أظهروا
َ َُ َ
التوبة [ف ِإ َّن ََّللا غفور َر ِحيم( ])5أي فاعفوا عنهم واصفحوا ،وردوا
اليهم اعتبارهم بقبول شهادتهم ،فإن هللا غفور رحيم يقبل توبة عبده
اذا تاب وأناب ،وأصلح سيرته وحاله ..ثم ذكر تعالى حكم من قذف
َ
ين َي ْر ُمون زوجته وهو املعروف (باللعان) فقال سبحانهَ [ :و َّالذ َ
ِ
َ َ ْ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ َ ُ َّ
اج ُه ْم] أي يقذفون زوجاتهم بالزنى [ولم يكن لهم شهداء ِإل َأ ْز َو َ
ظنوا الخير ولم يسرعوا إلى التهمة ،فيمن عرفوا فيها النزاهة والطهارة؟
فإن مقتض ى اإليمان ،أال يصدق مؤمن على أخيه قولة عائب وال
طاعن ،قال ابن كثير :هذا تأديب من هللا تعالى للمؤمنين في (قصة
عائشة) حين أفاض بعضهم في ذلك الكالم السوء ،وهال قاسوا ذلك
الكالم على أنفسهم ،فإن كان ال يليق بهم ،فأم املؤمنين أولى بالبراءة
منه بطريق األولى واألحرى ،روي أن امرأة "أبي أيوب" قالت لزوجها :أما
تسمع ما يقول الناس في عائشة! قال :نعم وذلك الكذب ،أكنت فاعلة
ذلك يا أم أيوب؟ قالت :ال وهللا ،قال :فعائشة وهللا خير منك[ ،وقالوا
هذا إفك مبين( ])12أي قالوا في ذلك الحين هذا كذب ظاهر واضح
[لول جاءوا عليه بأربعة شهداء] أي هال جاء أولئك املفترون بأربعة
شهود ،يشهدون على ما قالوا [فإذ لم يأتوا بالشهداء] أي فإن عجزوا
ولم يأتوا على دعواهم بالشهود [فأولئك عند هللا هم الكاذبون(])13
أي فأولئك هم املفسدون ،الكاذبون في حكم هللا وشرعه ،وفيه توبيخ
وتعنيف للذين سمعوا اإلفك ،ولم ينكروه أول وهلة [ولول فضل هللا
عليكم ورحمته في الدنيا واْلخرة] أي لوال فضله تعالى عليكم -أيها
الخائضون في شأن عائشة -ورحمته بكم في الدنيا واآلخرة ،حيث
أمهلكم ولم يعاجلكم بالعقوبة [ملسكم فيما أفضتم فيه] أي ألصابكم
ونالكم بسبب ما خضتم فيه من حديث اإلفك [عذاب عظيم(])14
أي عذاب شديد هائل ،يستحقر دونه الجلد والتعنيف ،قال القرطبي:
هذا عتاب من هللا بليغ ملن خاضوا في اإلفك ،ولكنه برحمته ستر
مؤمنين( ])17أي إن كنتم حقا مؤمنين ،فإن اإليمان وازع عن مثل هذا
البهتان ،وفيه حث لهم على االتعاظ وتهييج [ويبين هللا لكم اْليات] أي
ويوضح لكم اآليات الدالة على الشرائع ،ومحاسن اآلداب ،لتتعظوا
وتتأدبوا بها [وهللا عليم حكيم( ])18أي عالم بما يصلح العباد ،حكيم
في تدبيره وتشريعه [إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة] أي يريدون
أن ينتشر الفعل القبيح املفرط في القبح ،كإشاعة الرذيلة والزنى ،وغير
ذلك من املنكرات [في الذين آمنوا] أي في املؤمنين األطهار [لهم عذاب
أليم في الدنيا واْلخرة] أي لهم عذاب موجع مؤلم في الدنيا بإقامة
الحد ،وفي اآلخرة بعذاب جهنم ،قال الحسن :عنى بهذا الوعيد واللعن
(املنافقين) فإنهم أحبوا وقصدوا إذاية الرسول وذلك كفر وملعون
صاحبه [وهللا يعلم و أنتم ل تعلمون( ])19أي هو تعالى عالم بالخفايا
والنوايا ،وأنتم ال تعلمون ذلك ،قال اإلمام الفخر :وهذه الجملة فيها
حسن املوقع بهذا املوضع ،ألن محبة القلب كامنة ونحن ال نعلمها إال
باألمارات ،أما هللا سبحانه فهو ال يخفى عليه ش يء ،فصار هذا الذكر
نهاية في الزجر ،ألن من أحب إشاعة الفاحشة ،وإن بالغ في إخفاء تلك
املحبة ،فهو يعلم أن هللا تعالى يعلم ذلك منه ،ويعلم قدر الجزاء عليه
[ولول فضل هللا عليكم ورحمته وأن هللا رءوف رحيم( ])20جواب
[لوال] محذوف لتهويل األمر أي لوال فضله تعالى على عباده ،ورحمته
بهم ،ألهلكهم وعذبهم ،وكان ما كان مما ال يكاد يتصوره اإلنسان ،ألنه
فوق الوصف والبيان ،وهذا هو السر في حذف جواب "لوال".
قال هللا تعالى[ :يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان ]..إلى
قوله [وموعظة للمتقين].من آية ( )21إلى نهاية آية (.)34
َّ ُ ُ
ين َآم ُنوا ال تتب ُعوا خط َوات الش ْيطان َو َم ْن َيتب ْع خط َوات
َّ َ ُ ُ َ َ َّ َيا َأ ُّي َها َّالذ َ
َّ ْ َ َ َّ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َّ َ ُ
ض ُل َّللا َعل ْيك ْم َو َر ْح َم ُت ُه الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء واملنكر ولوال ف
يمَّللا َسم ٌيع َعل ٌ َّللا ُي َز ِّكي َم ْن َيش ُاء َو َّ ُ
َ َما َز َكى م ْن ُك ْم م ْن َأ َحد َأ َب ًدا َو َلك َّن َّ َ
ٍ
َ ُ ْ ُ ُ ْ ْ َ (َ )21وَال َي ْأ َتل ُأ ُولو الفضل منك ْم َو َّ
ُ ْ ْ َ ْ
الس َعة أن ُيؤتوا أولي الق ْربى
َ َ ََ ُ َّ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ امل َساك َين َو ْاملُ َهاجر َ َ َْ
صف ُحوا أال تح ُّبون أ ْن ين في َسبيل َّللا وليعفوا ولي و
َ ُ ْ َ
ين َي ْر ُمون امل ْح َ َّ
يم ( )22إ َّن الذ َ ور َرح ٌ ُ
َّللا غف ٌ َ َّ ُ
َّللا لك ْم َو ُ َ َّ
َيغف َر ُ ْ
صنات
يم (َ )23ي ْو َم اب َعظ ٌ الد ْن َيا َو ْاآلخ َرة َو َل ُه ْم َع َذ ٌ ْال َغاف َالت ْاملُ ْؤم َنات ُلع ُنوا في ُّ
ُ َ َ ُ َ ُ َ َ َْ َ ْ
تش َه ُد َعل ْيه ْم ألس َن ُت ُه ْم َوأ ْيديه ْم َوأ ْر ُجل ُه ْم ب َما كانوا َي ْع َملون (َ )24ي ْو َمئ ٍذ
ات َّللا ُه َو ْال َح ُّق ْاملُب ُين (ْ )25ال َخب َيث ُ َّللا د َين ُه ُم ْال َح َّق َو َي ْع َل ُمو َن َأ َّن َّ َ ُي َو ِّفيه ُم َّ ُ
َّ َ َّ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ ِّ َ ُ َّ
ات للط ِّيب َين َوالط ِّي ُبون للط ِّي َبات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيب
ين يم (َ )26يا َأ ُّي َها َّالذ َ ُأ َولئ َك ُم َب َّر ُءو َن م َّما َي ُق ُولو َن َل ُه ْم َم ْغف َر ٌة َور ْز ٌق َكر ٌ
َ َ ُ ِّ َ ْ ُ َ َ َ ُُ
َآم ُنوا ال ت ْدخلوا ُب ُي ًوتا غ ْي َر ُب ُيوتك ْم َح َّتى ت ْس َتأن ُسوا َوت َسل ُموا َعلى أ ْهل َها
ََ َ َ َ َ َذل ُك ْم َخ ْي ٌر َل ُك ْم َل َع َّل ُك ْم َت َذ َّك ُر َ
ون ( )27فإ ْن ل ْم تج ُدوا ف َيها أ َح ًدا فال
َ َ َُ َ َ ْ ُ ُ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُ
يل لك ُم ا ْرج ُعوا فا ْرج ُعوا ُه َو أ ْزكى لك ْم تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن ق
َ ْ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ٌ َ ْ َ ْ ُ ُ ُ ُ ً ْ ََ َّللا ب َما َت ْع َم ُلو َن َعل ٌَو َّ ُ
يم ( )28ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير
ُ َْ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ َ َ ٌ َ ُ ْ َ َّ ُ َ
َّللا َي ْعل ُم َما ت ْب ُدون َو َما تك ُت ُمون ( )29ق ْل مسكون ٍة فيها متاع لكم و
َ
وج ُه ْم َذل َك أ ْز َكى ل ُه ْم إ َّن َّ َ َ ُ
صاره ْم َو َي ْح َفظوا ُف ُر َ ضوا م ْن َأ ْب َ ل ْل ُم ْؤمن َين َي ُغ ُّ
َّللا
صاره َّن ض َن م ْن َأ ْب َ ض ْ ص َن ُعو َن (َ )30و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ َخب ٌير ب َما َي ْ
ضرْب َن بخ ُمره َّن
ُ ين ز َين َت ُه َّن إ َّال َما َظ َه َر م ْن َها َو ْل َي ْ وج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُر َ
َ َ َ َ َ َّ َع َلى ُج ُيوبه َّن َوَال ُي ْبد َ
ين ز َين َت ُه َّن إال ل ُب ُعولته َّن أ ْو َآبائه َّن أ ْو َآباء ُب ُعولته َّن أ ْو
َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ
أ ْب َنائه َّن أ ْو أ ْب َناء ُب ُعولته َّن أ ْو إخ َوانه َّن أ ْو َبني إخ َوانه َّن أ ْو َبني أخ َواته َّن أ ْو
َ التابع َين َغ ْير ُأولي ْاإل ْرَبة م َن ِّ ن َسائه َّن َأ ْو َما َم َل َك ْت َأ ْي َم ُان ُه َّن َأو َّ
الر َجال أو
َ َ الن َساء َوَال َي ْ ِّ َ ِّ ْ َّ َ َ ْ
ضرْب َن بأ ْر ُجله َّن ل ُي ْعل َم ين ل ْم َيظ َه ُروا َعلى َع ْو َرات الطفل الذ
َ ُ ْ َ ْ َ َّ َ ُ ُ َ َّ َ ً َ ُّ َ ْ ُ ْ ُ َن َ َ َّ ُ ْ ُ ْ ُ نَ
ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى َّللا جميعا أيه املؤمنو لعلكم تفلحو
ُ ُ ُ ُ األ َي َامى م ْن ُك ْم َو َّ ََْ ُ ْ َ
الصالح َين م ْن ع َبادك ْم َوإ َمائك ْم إ ْن َيكونوا ( )31وأنكحوا
َّ َ َ َ ْ َّ َ
َّللا م ْن ف ْ ُف َق َر َاء ُي ْغنه ُم ُ
َّ
يم (َ )32ول َي ْست ْعفف الذين ال َّللا َواس ٌع َعل ٌ ضله َو ُ
اب م َّما ين َي ْب َت ُغو َن ْالك َت َ ضله َو َّالذ َ َّللا م ْن َف ْ احا َح َّتى ُي ْغن َي ُه ُم َّ ُ َيج ُدو َن ن َك ً
َّ َّ
وه ْم م ْن َمال َّللا الذي وه ْم إ ْن َعل ْم ُت ْم فيه ْم َخ ْي ًرا َو ُآت ُ َم َل َك ْت َأ ْي َم ُان ُك ْم َف َكات ُب ُ
ض ص ًنا ل َت ْب َت ُغوا َع َر َ َآت ُاك ْم َوَال ُت ْكر ُهوا َف َت َيات ُك ْم َع َلى ْالب َغاء إ ْن َأ َر ْد َن َت َح ُّ
يم ()33 ور َرح ٌ َّللا م ْن َب ْعد إ ْك َراهه َّن َغ ُف ٌ الد ْن َيا َو َم ْن ُي ْكر ْه ُه َّن َفإ َّن َّ َ ْال َح َياة ُّ
َ ُ ُ َ ِّ َ َ َ َ ً َ َّ َ َ َ َ َ َ ْ َْ َْ َ َ ُ
ين خل ْوا م ْن ق ْبلك ْم ات ومثال من الذ ات مبين ٍ ولقد أنزلنا إل ْيك ْم َآي ٍ
ًَ ْ
َو َم ْوعظة لل ُم َّتق َين ()34
املناسبة :ملا ذكر تعالى حادثة اإلفك ،أتبعها بالتحذير من سلوك طريق
الشيطان املتربص باإلنسان الذي يدعو إلى السوء والشر والفساد ،ثم
ذكر تعالى آداب االستئذان والزيارة ،ألن أهل اإلفك إنما وجدوا السبيل
إلى بهتانهم من حيث اتفقت الخلوة فصارت طريقا للتهمة ،فأوجب
تعالى أال يدخل إنسان بيت غيره إال بعد االستئذان والسالم ،ثم أتبعها
بآيات غض البصر.
اللغة[ :يأتل] يحلف واأللية :اليمين ومنه [يؤلون من نسائهم] أي
يحلفون [املحصنات] العفائف الشريفات الطاهرات جمع محصنة
وهي العفيفة [مبرءون] منزهون والبراءة :النزاهة مما نسب لإلنسان من
تهمة [تستأنسوا] تستأذنوا وأصله في اللغة :طلب األنس بالش يء ،قال
الشاعر:
عوى الذئب فاستأنست للذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدت أطير
[يغضوا] غض بصره :خفضه ونكسه ،وأصله إطباق الجفن على
الجفن ،قال جرير:
فال كعبا بلغت وال كالبا فغض الظرف إنك من نمير
[خمرهن] جمع خمار وهو ما تغطي به املرأة رأسها ،وخمروا اآلنية أي
غطوها [جيوبهن] جمع جيب وهو الصدر [اإلربة] الحاجة إلى النساء
واالستمتاع بهن.
سبب النزول:
- 1كان أبو بكر الصديق ينفق على (مسطح بن أثاثة) ملسكنته وقرابته،
فلما وقع أمر اإلفك ،وقال فيه مسطح ما قال ،حلف أبو بكر أال ينفق
عليه ،وال ينفعه بنافعة أبدا ،فأنزل هللا [وال يأتل أولوا الفضل منكم
والسعة ]..اآلية فقال أبو بكر :وهللا إني ألحب أن يغفر هللا لي ،فأعاد إلى
مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال :وهللا ال أنزعها منه أبدا.
- 2عن علي كرم هللا وجهه قال :مر رجل على عهد رسول هللا في طريق من
طرقات املدينة ،فنظر إلى امرأة ونظرت إليه ،فوسوس لهما الشيطان
أنه لم ينظر أحدهما إلى اآلخر إال إعجابا به ،فبينما الرجل يمش ي إلى
جانب حائط وهو ينظر إليها ،إذ استقبله الحائط " أي صدمه الحائط
" فشق أنفه فقال :وهللا ال أغسل الدم حتى آتي رسول هللا فأعلمه
أمري ،فأتاه فقص عليه قصته فقال النبي في :هذه عقوبة ذنبك فأنزل
هللا[ :قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ]..اآليات.
التفسير[ :يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان] أي يا من
صدقتم باهلل ورسوله ال تتبعوا آثار الشيطان ،وال تسلكوا مسالكه
بإشاعة الفاحشة ،واإلصغاء إلى اإلفك والقول به [ومن يتبع خطوات
الشيطان] أي ومن يتبع سيرة الشيطان وطريقته [فإنه يأمر
بالفحشاء] أي فإن الشيطان يضل اإلنسان ويغويه ،ألنه يأمر
بالفحشاء وهي ما أفرط قبحه [واملنكر] وهو ما ينكره الشرع ،وتنفر
منه العقول السليمة [ولول فضل هللا عليكم ورحمته] أي لوال فضل
هللا عليكم أيها املؤمنون بالتوفيق للتوبة املاحية للذنوب ،وبشرع
الحدود املكفرة للخطايا [ما زكى منكم من أحد أبدا] أي ما تطهر أحد
منكم من األوزار أبد الدهر [ولكن هللا يزكي من يشاء] أي ولكن هللا
إذن ،ومن الدخول على الناس بغتة ،ومن تحية الجاهلية ،فقد كان
الرجل منهم إذا دخل بيتا غير بيته قال :حييتم صباحا ،وحييتم مساء
ودخل فربما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف !! روي أن رجال قال للنبي
(ص) :أأستأذن على أمي؟ قال :نعم ،قال :ليس لها خادم غيري،
أأستأذن عليها كلما دخلت؟ قال :أتحب أن تراها عريانة؟ قال :ال ،قال:
فاستأذن عليها [فإن لم تجدوا فيها أحدا] أي فإن لم تجدوا في البيوت
أحدا يأذن لكم بالدخول إليها [فال تدخلوها حتى يؤذن لكم] أي
فاصبروا وال تدخلوها حتى يسمح لكم بالدخول ،ألن للبيوت حرمة وال
يحل دخولها إال بإذن أصحابها [وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا] أي
وإن لم يؤذن لكم ،وطلب منكم الرجوع فارجعوا وال تلحوا [هو أزكى
لكم] أي الرجوع أطهر وأكرم لنفوسكم ،وهو خير لكم من اللجاج
واالنتظار على األبواب [وهللا بما تعملون عليم( ])28أي هو تعالى عالم
بالخفايا والنوايا وبجميع أعمالكم فيجازيكم عليها ،قال القرطبي :وفيه
توعد ألهل التجسس على البيوت ..ثم إنه تعالى ملا ذكر حكم الدور
املسكونة ،ذكر بعده حكم الدور غير املسكونة فقال سبحانه[ :ليس
عليكم جناح] أي ليس عليكم إثم وحرج [أن تدخلوا بيوتا غير
مسكونة] أي أن تدخلوا بغير استئذان بيوتا ال تختص بسكنى أحد،
كالرباطات والفنادق والخانات ،قال مجاهد :هي الفنادق التي في طرق
السابلة ال يسكنها أحد ،بل هي موقوفة ليأوي إليها كل ابن سبيل [فيها
1الصابوني ،محمد على .مختصر تفسير ابن كثير .ج .2بيروت :دار القرآن الكريم،
.2009ص :601وهذا قول أكثر السلف أن املراد بالنساء املؤمنات ،قال الفخر
الرازي :وقيل املراد بالنساء ،جميع النساء فإنهن سواء في حل نظر بعضهن إلى
بعض ،وقول السلف محمول على االستحباب ،أقول :القول األول اظهر،
زينتها لها ،وإن كانت مشركة ألنها أمتها [أو التابعين غير أولي اإلربة من
الرجال ] أي الخدام غير أولي امليل والشهوة والحاجة إلى النساء ،كالبله
والحمقى ،واملغفلين الذين ال يدركون من أمور النكاح شيئا ،قال
مجاهد :هو األبله الذي يريد الطعام ،وال يريد النساء ،وال يهمه إال
بطنه [أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء] أي األطفال
الصغار الذين لم يبلغوا حد الشهوة ،وال يعرفون أمور الجماع
لصغرهم ،فال حرج أن تظهر املرأة زينتها أمامهم [ول يضربن بأرجلهن
ليعلم ما يخفين من زينتهن] أي وال يضربن بأرجلهن األرض ،لئال يسمع
الرجال صوت الخلخال ،فيطمع الذي في قلبه مرض ،قال ابن عباس:
كانت املرأة تمر بالناس وتضرب برجلها ليسمع صوت خلخالها ،فنهى
هللا تعالى عن ذلك ألنه من عمل الشيطان [وتوبوا إلى هللا جميعا أيه
املؤمنون لعلكم تفلحون( ])31أي ارجعوا أيها املؤمنون إلى ربكم
بامتثال الطاعات ،والكف عن الشهوات ،لتنالوا رضاه وتفوزوا
بسعادة الدارين [و أنكحوا األيامى منكم] أي زوجوا أيها املؤمنون من
ال زوج له من الرجال والنساء ،من أحرار رجالكم ونسائكم ،قال
الطبري :األيامي جمع أيم ،يوصف به الذكر واألنثى يقال :رجل أيم،
وامرأة أيمة ،إذا لم يكن لها زوج [والصالحين من عبادكم وإمائكم] أي
وأنكحوا كذلك أهل التقى والصالح ،من عبيدكم وجواريكم ،قال
البيضاوي :وتخصيص الصالحين ألن إحصان دينهم واالهتمام بشأنهم
أهم ،وفيه إشارة إلى مكانة التقى والصالح في اإلنسان [إن يكونوا
فقراء يغنهم هللا من فضله] أي إن يكن هؤالء الذين تزوجونهم ،أهل
فاقة وفقر ،فال يمنعكم فقرهم من إنكاحهم ،ففي فضل هللا ما يغنيهم
[وهللا واسع عليم( ])32أي واسع الفضل ،جواد كريم ،يعطي الرزق
من يشاء ،وهو عليم بمصالح العباد ،قال القرطبي :وهذا وعد بالغنى
للمتزوجين طلبا لرض ى هللا ،واعتصاما من معاصيه وقال ابن مسعود:
التمسوا الغنى في النكاح وتال هذه اآلية وفي الحديث الشريف( :ثالثة
حق على هللا عونهم :الناكح يريد العفاف ،واملكاتب يريد األداء ،والغازي
في سبيل هللا) [وليستعفف الذين ل يجدون نكاحا] أي وليجتهد في
العفة وقمع الشهوة ،الذين ال تتيسر لهم سبل الزواج ألسباب مادية
[حتى يغنيهم هللا من فضله] أي حتى يوسع هللا عليهم ،ويسهل لهم أمر
الزواج ،فإن العبد إذا اتقى هللا ،جعل هللا له من أمره فرجا ومخرجا
[والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم] أي والذين يريدون أن
يتحرروا من (رق العبودية) بمكاتبة أسيادهم من العبيد واألرقاء
[فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا] أي فكاتبوهم على قدر من املال ،إن
عرفتم منهم األمانة والديانة ،ليصيروا أحرارا [و آتوهم من مال هللا
الذي آتاكم] أي أعطوهم مما أعطاكم هللا من الرزق ليكون لهم عونا
على فكاك أنفسهم [ول تكرهوا فتياتكم على البغاء] أي ال تجبروا
إماءكم على الزنى [إن أردن تحصنا] أي إن أردن التعفف عن مقارفة
برأها هللا في كتابه العزيز ،فما رض ي هللا لها ببراءة صبى ،وال نبي ،حتى
برأها هللا في القرآن من القذف والبهتان.
تنبيه :السر في تقديم غض البصر على حفظ الفروج [يغضوا من
أبصارهم ويحفظوا فروجهم] هو أن النظر بريد الزنى ورائد الفجور،
وهو مقدمة للوقوع في الخطر ،كما قال الشاعر:
لقلبك يوما اتعبتك املناظر وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا
عليه وعلى عن بعضه أنت صابر. رأيت الذي ال كله أنت قادر
لطيفة :ذكر أن قسيسا أراد أن ينال من املسلمين ،بالطعن في أم
املؤمنين السيدة (عائشة) رض ي هللا عنها ،فقال :إن الناس رموها
باإلفك ،وال ندري أهي بريئة أم متهمة؟ فأجابه بعض الحاضرين بقوله:
اسمع يا هذا ،هناك امرأتان اتهمتا بالزنى ،وقد برأهما القرآن الكريم،
إحداهما ليس لها زوج وقد جاءت بولد ،واألخرى لها زوج ولم يأتها ولد -
يقصد مريم وعائشة -فأيتهما أحرى بالتهمة؟ فخرس القسيس وأسقط
في يده ،ولم ينبس ببنت شفة ،لقوة الحجة.
قال هللا تعالى[ :هللا نور السموات واألرض مثل نوره كمشكاة فيها
مصباح ]..إلى قوله [فأولئك هم الفائزون].من آية ( )35إلى نهاية آية
(.)52
املناسبة :ملا وصف تعالى نفسه بأنه أنزل آيات مبينات ،وأقام دالئل
واضحات على وحدانيته ،واختصاصه بتشريع األحكام التي بها سعادة
املجتمع ،عقبه بذكر مثلين :أحدهما في بيان أن دالئل الوحدانية
واإليمان في غاية الظهور ،والثاني :في بيان أن أديان الكفار في نهاية
الظلمة والخفاء ،وباملقارنة بين املثلين ،يتضح الصبح لذي عينين.
اللغة[ :مشكاة] املشكاة :الكوة في الحائط غير النافذة ،وأصلها الوعاء
يجعل فيه الش يء [دري] متأللئ وقاد ،يشبه الدر في صفائه وملعانه
[سراب] السراب :ما يتراءى للعين وسط النهار عند اشتداد الحر يشبه
املاء الجاري وليس بماء ،سمى سرابا ألنه يسرب أي يجري كاملاء ،قال
الشاعر:
فلما كففنا الحرب كانت عهودكم كلمع سراب بالفال متألق
[قيعة] قال الفراء :هو جمع قاع مثل جار وجيرة ،والقاع املنبسط
املستوى من األرض ،وقال الزمخشري :القيعة بمعنى القاع وليس
جمعا ،وهكذا قال ابو عبيدة [لجي] اللجي :الذي ال يدرك قعره لعمقه،
واللجة معظم املاء ،والجمع لجج ،والتج البحر :تالطمت أمواجه [يزجي]
اإلزجاء :سوق الش يء برفق وسهولة [ركاما] مجتمعا يركب بعضه بعضا
[الودق] :املطر ،قال الليث :الودق املطر كله شديده وهينة [سنا]:
السنا :الضوء واللمعان قال الشماخ:
ليبصر ضوءها إال البصير وما كادت إذا رفعت سناها
[مذعنين] خاضعين منقادين ،أذعن لألمر خضع له [يحيف] يجور
ويظلم.
التفسير[ :هللا نور السموات واألرض] أي هللا جل وعال منور السموات
واألرض ،أنار السموات بالكواكب املضيئة ،واألرض بالشرائع واألحكام،
وبعثة الرسل الكرام ،قال الطبري :أي هادي أهل السموات واألرض
فهم بنوره إلى الحق يهتدون ،وبهداه من حيرة الضاللة يعتصمون وقال
القرطبي :النور عند العرب :الضوء املدرك بالبصر ،واستعمل مجازا في
املعاني فيقال كالم له نور ،قال الشاعر:
نورا ومن فلق الصباح عمودا نسب كأن عليه من شمس الضحى
والناس يقولون :فالن نور البلد ،وشمس العصر وقمره ،فيجوز أن
يقال :هللا نور على جهة املدح ،ألن جميع األشياء منه ابتداؤها ،وعنه
صدورها ،وبقدرته استقامت أمورها ،وقال ابن عطاء هللا" :الكون كله
ظلمة ،أناره ظهور الحق فيه ،إذ لوال وجود هللا ما وجد ش يء من
العالم" وفي الحديث الشريف( :اللهم لك الحمد أنت نور السموات
واألرض ومن فيهن) وقال ابن مسعود" :ليس عند ربكم ليل وال نهار ،نور
السموات واألرض من نور وجهه" وقال ابن القيم :سمى هللا سبحانه
نفسه نورا ،وجعل كتابه نورا ،ورسوله نورا ،واحتجب عن خلقه بالنور،
وقد فسرت اآلية بأنه منور السموات واألرض ،وهادي أهل السموات
واألرض ،وما قاله ابن مسعود أقرب إلى تفسير اآلية من قول من
فسرها بأنه هادي أهل السموات واألرض ،وأما من فسرها بأنه منور
السموات واألرض فال تنافي بينه وبين قول ابن مسعود ( أقول :في هذا
الضمير {مثل نوره } للمفسرين فيه قوالن أحدهما :أنه عائد إلى هللا عز
وجل ،أي مثل هدى هللا ،ونور هللا ،في قلب عبده املؤمن ،كمصباح في
فتحة حائط ،ليكون أجمع للضوء ،وهذا قول ابن عباس ،والثاني :أن
الضمير عائد إلى املؤمن ،أي مثل نور املؤمن الذي في قلبه كمصباح
وهاج في فتحة حائط ،يشعل هذا املصباح بزيت الزيتون الصافي ،فهو
مثل ضربه هللا للمؤمن بدليل قوله تعالى في نهاية اآلية الكريمة
{ويضرب هللا األمثال للناس وهللا بكل ش يء عليم} [مثل نوره] أي مثل
نور هللا سبحانه في قلب عبده املؤمن [كمشكاة فيها مصباح] أي ككوة
في الحائط ال منفذ لها ليكون أجمع للضوء ،وضع فيها سراج ثاقب
ساطع ،قال في التسهيل :املعنى صفة نور هللا في وضوحه ،كصفة
مشكاة -أي فتحة -فيها مصباح على أعظم ما يتصوره البشر ،من
اإلضاءة واإلنارة ،وإنما شبه باملشكاة -وإن كان نور هللا أعظم -ألن
ذلك هو ما يدركه الناس من األنوار ،ضرب لهم به املثل [املصباح في
زجاجة] أي في قنديل من الزجاج الصافي [الزجاجة كأنها كوكب دري]
أي تشبه الكوكب الدري في صفائها وحسنها [يوقد من شجرة مباركة]
أي يشعل ذلك املصباح من زيت شجرة مباركة [زيتونة] أي هي من
شجر الزيتون الذي خصه هللا بمنافع عديدة [ل شرقية ول غربية] أي
ليست في جهة الشرق ،وال في جهة الغرب ،وإنما هي في صحراء
منكشفة ،تصيبها الشمس طول النهار ،لتكون ثمرتها أنضج ،وزيتها
أصفى ،قال ابن عباس :هي شجرة بالصحراء ال يظلها شجر ،وال جبل،
وال كهف ،وال يواريها ش يء وهو أجود لزيتها [يكاد زيتها يض يء ولو لم
تمسسه نار] مبالغة في وصف صفاء الزيت وحسنه وجودته ،أي يكاد
زيت هذه الزيتونة ،يض يء من صفائه وحسن ضيائه ،ولو لم تمسه
نار ،فكيف إذا مسته النار؟ [نور على نور] أي نور فوق نور ،فقد
اجتمع (نور السراج ) ،و(حسن الزجاجة)( ،صفاء الزيت) ،فاكتمل
النور املمثل به [يهدي هللا لنوره من يشاء] أي يوفق هللا التباع نوره -
وهو القرآن -من يشاء من عباده [ويضرب هللا األمثال للناس] أي يبين
لهم األمثال تقريبا ألفهامهم ،ليعتبروا ويتعظوا بما فيها من األسرار
والحكم [وهللا بكل ش يء عليم( ])35أي هو سبحانه واسع العلم ،ال
يخفى عليه ش يء من أمر الخلق ،وفيه وعد ووعيد ،قال الطبري :ذلك
مثل ضربه هللا للقرآن في قلب أهل اإليمان به ،فقال :مثل نور هللا الذي
أنار به لعباده سبيل الرشاد ،مثل كوة في الحائط ،ال منفذ لها ،فيها
مصباح أي سراج ،وجعل السراج مثال ملا في قلب املؤمن من القرآن
واآليات البينات ثم قال[ :املصباح في زجاجة] وذلك مثل للقرآن في قلب
املؤمن الذي أنار هللا صدره ،فخلص من الكفر والشك ،ثم قال:
[الزجاجة كأنها كوكب دري] أي كأن الزجاجة في صفائها وضيائها،
كوكب يشبه الدر في الصفاء والضياء والحسن [يوقد من شجرة
مباركة ال شرقية وال غربية] أي توقد هذا املصباح من دهن شجرة
مباركة ،هي (شجرة الزيتون) ليست شرقية تطلع عليها الشمس بالعش ي
دون الغداة ،وإنما هي في سهل فسيح ،تصيبها الشمس طول النهار،
فيكون زيتها أجود وأصفى وأضوأ [يكاد زيتها يض يء ولو لم تمسسه نار]
أي يكاد زيت هذه الزيتونة يض يء من صفائه وحسن ضيائه ،وعنى بها
أن حجج هللا على خلقه تكاد من بيانها ووضوحها تض يء ملن فكر فيها
ونظر ،ولو لم يزدها هللا بيانا ووضوحا بنزول هذا القرآن ،فكيف وقد
نبههم به وذكرهم بآياته فزادهم به حجة! وذلك بيان من هللا ونور على
البيان .ثم ملا ذكر تعالى هدايته ملن يشاء من عباده ،ذكر مواطن هذه
العبادة وهي املساجد أحب البقاع إلى هللا فقال[ :في بيوت أذن هللا أن
ترفع ] أي أمر تعالى أن تبنى وتشاد على اسمه خاصة ،وأن تعظم ويرفع
شأنها ،لتكون منارات للهدى ،ومراكز لإلشعاع الروحي ،قال ابن عباس:
املساجد بيوت هللا في األرض ،تض يء ألهل السماء كما تض يء النجوم
ألهل االرض [ويذكر فيها اسمه] أي يعبد فيها هللا بتوحيده ،وذكره،
وتالوة آياته [يسبح له فيها بالغدو واْلصال( ])36أي يصلي هلل تعالى في
هذه املساجد ،في الصباح واملساء املؤمنون ،قال ابن عباس :كل تسبيح
في القرآن فهو صالة [رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر هللا] أي ال
تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها عن ذكر ربهم ،وال يلهيهم البيع والشراء
عن طاعة هللا ،قال املفسرون :نزلت هذه اآلية في أهل األسواق من
الصحابة رضوان هللا عليهم ،كانوا إذا سمعوا النداء ،تركوا كل شغل
وبادروا لطاعة هللا [و إقام الصالة و إيتاء الزكاة] أي وال تشغلهم الدنيا
عن إقامة الصالة في أوقاتها ،ودفع الزكاة للفقراء واملستحقين،
بحدودها وشروطها [يخافون يوما تتقلب فيه القلوب واألبصار(])37
أي يخافون يوما رهيبا ،تضطرب من شدة هوله وفزعه قلوب الناس
يحسب أن عمله ينفعه ،حتى إذا مات وقدم على ربه ،لم يجد شيئا من
األعمال ،ألنها ذهبت هباء منثورا [وهللا سريع الحساب( ])39أي
حسابه لخلق سريع ،ال يحتاج إلى طول زمانه ،ألنه ال يشغله محاسبة
واحد عن آخر [أو كظلمات في بحر لجي] هذا املثل الثاني لضالل
الكفار ،واملعنى :أو مثلهم كظلمات متكاثفة ،في بحر عميق ال يدرك
قعره [يغشاه موج من فوقه موج] أي يغطي ذلك البحر ويعلوه موج
متالطم بعضه فوق بعض [من فوقه سحاب] أي من فوق ذلك املوج
الثاني سحاب كثيف [ظلمات بعضها فوق بعض] أي هي ظلمات
متكاثفة متراكمة بعضها فوق بعض ،قال قتادة :الكافر يتقلب في
خمس من الظلم :فكالمه ظلمة ،وعمله ظلمة ،ومدخله ظلمة،
ومخرجه ظلمة ،ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة إلى نار جهنم [إذا
أخرج يده لم يكد يراها] هذا من تتمة التمثيل ،أي إذا أخرج ذلك
اإلنسان الواقع في هذه الظلمات يده ،لم يقارب رؤيتها ،فإن "ظلمة
البحر ،و"ظلمة املوج " ،و"ظلمة السحاب" قد تكاثفت حتى حجبت
عنه رؤية أقرب ش يء إليه ،من شدة الظلمة ،فكذلك شأن الكافر
يتخبط في ظلمات الكفر والضالل [ومن لم يجعل هللا له نورا فما له
من نور( ])40أي ومن لم يهده هللا لإليمان ،وينور قلبه بنور اإلسالم،
لم يهتد أبد الدهر! ذكر تعالى لعمل الكافر مثالين :األول لعمله
الصالح ،ومثل له بالسراب الخادع ،والثاني العتقاده الس يء ومثل له
بالظلمات ،املتراكم بعضها فوق بعض ،ثم ختم اآلية الكريمة ذلك
الختام الرائع بقوله[ :ومن لم يجعل هللا له نورا فما له من نور] مقابل
قوله في املؤمن [نور على نور] فكان هذا التمثيل والبيان في غاية
الحسن والجمال ،فلله ما أروع تعبير القرآن! وملا وصف سبحانه أنوار
املؤمنين ،وظلمات قلوب الجاهلين ،أتبع ذلك بدالئل التوحيد فقال
تعالى[ :ألم تر أن هللا يسبح له من في السموات واألرض] أي ألم تعلم
يا أيها املخاطب ،علما يقينيا كأنه مشاهد بالعين ،أن هللا العظيم
الكبير ،يسبح له كل من في الكون من ملك ،وإنس ،وجن ،ينزهه
ويقدسه ساكنوها؟ [والطير صافات] أي والطير باسطات أجنحتهن
حال الطيران ،تسبح ربها وتعبده كذلك ،بتسبيح ألهمها وأرشدها إليه
تعالى [كل قد علم صالته وتسبيحه] أي كل من املالئكة واإلنس والجن
والطير ،قد أرشد وهدي إلى طريقته ومسلكه في عبادة هللا ،وما كلف به
من الصالة والتسبيح [وهللا عليم بما يفعلون( ])41أي ال تخفى عليه
طاعتهم وال تسبيحهم [وهلل ملك السموات واألرض] أي هو املالك
واملتصرف في الكون ،وجميع املخلوقات تحت ملكه ،يتصرف فيهم
تصرف القاهر الغالب [وإلى هللا املصير( ])42أي وإليه مرجع الخالئق
فيجازيهم على أعمالهم ،وهو تذكير يتضمن الوعيد! ثم أشار تعالى إلى
ظاهرة كونية تدل على قدرته ووحدانيته فقال سبحانه[ :ألم تر أن هللا
يزجي سحابا] أي يسوق بقدرته السحاب إلى حيث يشاء [ثم يؤلف
بينه] أي يجمعه بعد تفرقه [ثم يجعله ركاما] أي يجعله كثيفا متراكما
بعضه فوق بعض [فترى الودق يخرج من خالله] أي فترى املطر يخرج
من بين السحاب الكثيف [وينزل من السماء من جبال فيها من برد]
أي وينزل من السحاب الذي هو كأمثال الجبال بردا [فيصيب به من
يشاء ] أي فيصيب بذلك البرد من شاء من العباد ،فيضره في زرعه
وثمرته وماشيته [ويصرفه عمن يشاء] أي ويدفعه عمن يشاء فال
يضره ،قال الصاوي :كما ينزل املطر من السماء وهو نفع للعباد،
كذلك ينزل منها البرد وهو ضرر للعباد ،فسبحان من جعل السماء
منشأ للخير والشر [يكاد سنا برقه] أي يقرب ضوء برق السحاب
[يذهب باألبصار( ])43أي أن يخطف أبصار الناظرين ،من شدة
إضاءته وقوة ملعانه [يقلب هللا الليل والنهار] أي يتصرف فيهما بالطول
والقصر ،والظلمة والنور ،والحر والبرد [إن في ذلك لعبرة] أي إن فيما
تقدم ذكره لداللة واضحة ،وعظة بليغة على وجود الصانع املبدع
[ألولي األبصار( ])44أي لذوي البصائر املستنيرة ،وخصهم بالذكر
ألنهم املنتفعون ،حيث يتأملون فيجدون املاء والبرد ،والظلمة والنور
تخرج من ش يء واحد ،فسبحان القادر على كل ش يء [وهللا خلق كل
دابة من ماء] استدل سبحانه على وحدانيته ،بتسبيح أهل السماء
واألرض له ،ثم بتصريف السحاب وإنزال املطر ،ثم بأحوال
الحيوانات ،قال ابن كثير :يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم،
فريق منهم] أي لم يعرض جماعة منهم عن قبول حكمه [من بعد ذلك]
أي من بعد ما صدر ،منهم ما صدر من دعوى اإليمان والطاعة [وما
أولئك باملؤمنين( ])47أي وليس أولئك الذين يدعون اإليمان
والطاعة ،بمؤمنين على الحقيقة! قال الحسن :نزلت هذه اآلية في
املنافقين الذين كانوا يظهرون اإليمان ويسرون الكفر [وإذا دعوا إلى
هللا ورسوله ليحكم بينهم] أي وإذا دعوا إلى حكم هللا أو حكم رسوله
[إذا فريق منهم معرضون( ])48أي استنكفوا وأعرضوا عن الحضور
إلى مجلس الرسول [وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين( ])49أي
وإن كان الحق بجانبهم جاءوا إلى رسول هللا طائعين منقادين ،لعلمهم
أنه عليه السالم يحكم بالحق ،نبه تعالى على أنهم إنما يعرضون ،متى
عرفوا أن الحق لغيرهم؟ أما إذا عرفوه ألنفسهم ،عدلوا عن اإلعراض،
وأذعنوا ببذل الرضا والقبول [أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا] أي هل في
قلوبهم نفاق؟ أم شكوا في نبوته عليه السالم ؟ [أم يخافون أن يحيف
هللا عليهم ورسوله] أي أم يخافون أن يظلمهم رسول هللا في الحكم،
واالستفهام للمبالغة في التوبيخ والذم ،كقول الشاعر :ألست من
القوم الذين تعاهدوا على اللؤم والفحشاء في سالف الدهر؟ [بل
أولئك هم الظاملون( ])50أي بل هم الكاملون في الظلم والعناد
إلعراضهم عن حكم رسول هللا [إنما كان قول املؤمنين إذا دعوا إلى
هللا ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا] أي كان الواجب
عليهم عندما يدعون إلى رسول هللا ،للفصل بينهم وبين خصومهم ،أن
يسرعوا ويقولوا :سمعا وطاعة ،فلو كان هؤالء مؤمنين لفعلوا ذلك،
قال الطبري :ولم يقصد به الخبر ولكنه تأنيب من هللا للمنافقين،
وتأديب منه آلخرين [وأولئك هم املفلحون( ])51أي وأولئك املسارعون
إلى مرضاة هللا ،هم الفائزون بسعادة الدارين [ومن يطع هللا ورسوله]
أي ومن يطع أمر هللا وأمر رسوله في كل فعل وعمل [ويخش هللا ويتقه]
أي ويخاف هللا تعالى ملا فرط منه من الذنوب ،ويمتثل أوامره ويجتنب
زواجره [فأولئك هم الفائزون( ])52أي هم السعداء الناجون من
عذاب هللا ،الفائزون برضوانه .ذكر أن بعض بطارقة الروم سمع هذه
اآلية فأسلم وقال :إنها جمعت كل ما في التوراة واإلنجيل من مواعظ
وروائع.
لطيفة :سمع بعض علماء الطبيعة من غير املسلمين هذه اآلية [أو
لجي يغشاه موج ]..اآلية فسأل هل ركب محمد البحر؟ كظلمات في بحر ِّ
فقالوا :ال ،فقال :أشهد أنه رسول هللا ،قالوا :وكيف عرفت؟ فقال :إن
هذا الوصف للبحر ،ال يعرفه إال من عاش عمره في البحار ورأى
األهوال واألخطار ،فلما أخبرت أنه لم يركب البحر عرفت أنه كالم هللا
تعالى.
قال هللا تعالى[ :و أقسموا باهلل جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن]..
إلى قوله [وهللا بكل ش يء عليم].من آية ( )53إلى آية ( )64نهاية
السورة الكريمة.
َّ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ َّ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ َ ٌ َْ
اعة َوأق َس ُموا باَّلل جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل ال تقسموا ط
الر ُسو َل يعوا َّ َّللا َو َأط ُ يعوا َّ َ َّللا َخب ٌير ب َما َت ْع َم ُلو َن (ُ )53ق ْل َأط ُ وف ٌة إ َّن َّ َ َ ُْ َ
معر
ُ َ َ ُ ُ ْ ُ ْ َ َ
َفإ ْن ت َول ْوا فإن َما َعل ْيه َما ُح ِّم َل َو َعل ْيك ْم َما ُح ِّملت ْم َوإن تط ُ
ُ َّ َ َّ َ
يعوه ت ْهتدوا َو َما
ُ
ين َآم ُنوا م ْنك ْم َو َعملوا
ُ َّللا َّالذ َ الر ُسول إ َّال ْال َب َال ُغ ْاملُب ُين (َ )54و َع َد َّ ُ َع َلى َّ
َ ف َّالذ َ َ َ ْ َ َْ َ َْ ْ َ َ
ين م ْن ق ْبله ْم الصال َحات ل َي ْس َتخلف َّن ُه ْم في األ ْرض كما استخل َّ
َ َ َ َ َ َ َّ َ ِّ َ َ
َول ُي َمكن َّن ل ُه ْم د َين ُه ُم الذي ا ْرت َض ى ل ُه ْم َول ُي َب ِّدل َّن ُه ْم م ْن َب ْعد خ ْوفه ْم أ ْم ًنا
َُ َ َ ََ َ َ َ ْ ُ َ
َي ْع ُب ُدونني ال ُيشركون بي ش ْي ًئا َو َم ْن كف َر َب ْع َد ذل َك فأولئ َك ُه ُم
َ َّ ُ
الر ُسو َل ل َعلك ْم يعوا َّ الز َك َاة َو َأط ُ الص َال َة َو ُآتوا َّ ْال َفاس ُقو َن (َ )55و َأق ُيموا َّ
األ ْرض َو َم ْأ َو ُاه ُم َّ َ َ ْ َ َ َّ َّ َ َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ُ
الن ُار ت ْر َح ُمون ( )56ال تحسبن الذين كفروا معجزين في
َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ْ ْ ُ ُ َّ َ َ َ ََ ْ َ َْ
ين َملك ْت س املص ُير ( )57يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذ ولبئ
صالة الف ْجر
ْ َْ َ َْ َ َ
ُ ُ ْ ُُ ُْ َ َ َ َ ُ ُ َ َّ َ
ات من قبل أ ْي َمانك ْم والذين ل ْم َي ْبلغوا الحل َم منك ْم ثالث َم َّر ٍ
الظه َيرة َوم ْن َب ْعد َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ
ات صالة العشاء ثالث ع ْو َر ٍ وحين تضعون ثيابكم من
َ ُ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ ْ ْ ُ َ ٌ َ ْ َ ُ َّ َ َّ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ ُ َ
ضك ْم َعلى لكم ليس عليكم وال عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بع
َ َ َ ََ
يم ( )58وإذا بلغ يم َحك ٌ َّللا َعل ٌ َّللا َل ُك ُم ْاآل َيات َو َّ ُ َب ْعض َك َذل َك ُي َب ِّي ُن َّ ُ
َ ٍ
ين م ْن َق ْبله ْم َك َذلكَ اس َت ْأ َذ َن َّالذ َ ال م ْن ُك ُم ْال ُح ُل َم َف ْل َي ْس َت ْأذ ُنوا َك َما ْ األ ْط َف ُ ْ
َّ ِّ
يم (َ )59والق َواع ُد م َن الن َساء الالتي
َْ يم َحك ٌ َّللا َل ُك ْم َآياته َو َّ ُ
َّللا َعل ٌ ُي َب ِّي ُن َّ ُ
الجهاد ليخرجن معك ،قال مقاتل :ملا بين هللا إعراض املنافقين
وامتناعهم عن قبول حكمه عليه السالم أتوه فقالوا :لو أمرتنا أن
نخرج من ديارنا وأموالنا ونسائنا لخرجنا ،وإن أمرتنا بالجهاد لجاهدنا
فنزلت [قل ل تقسموا] أي ال تحلفوا فإن أيمانكم كاذبة [طاعة
معروفة] أي طاعتكم هلل ورسوله معروفة ،فإنها باللسان دون القلب،
وبالقول دون العمل [إن هللا خبير بما تعملون( ])53أي بصير ال يخفى
عليه ش يء من خفاياكم ونواياكم [قل أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول]
أي أطيعوا هللا بإخالص النية وترك النفاق ،وأطيعوا الرسول
باالستجابة ألمره والتمسك بهديه [فإن تولوا] أي فإن تتولوا وتعرضوا
عن طاعته [فإنما عليه ما حمل] أي على الرسول ما كلف به من تبليغ
الرسالة [وعليكم ما حملتم] أي وعليكم ما كلفتم به من السمع
والطاعة ،واتباع أمره عليه السالم [وإن تطيعوه تهتدوا] أي وإن أطعتم
أمره ،فقد اهتديتم إلى طريق السعادة والفالح [وما على الرسول إل
البالغ املبين( ])54أي ليس عليه إال التبليغ الواضح لألمة ،وال ضرر
عليه إن خالفتم وعصيتم ،فإنه قد بلغ الرسالة وأدى األمانة [وعد هللا
الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات] أي وعد هللا املؤمنين
املخلصين الذين جمعوا بين اإليمان والعمل الصالح [ليستخلفنهم في
األرض كما استخلف الذين من قبلهم] أي وعدهم بميراث األرض،
وأن يج علهم فيها خلفاء متصرفين فيها تصرف امللوك في ممالكهم ،كما
استخلف املؤمنين قبلهم فملكهم ديار الكفار ،قال املفسرون :ملا قدم
رسول هللا وأصحابه املدينة رمتهم العرب عن قوس واحدة ،فكانوا ال
يبيتون إال في السالح ،وال يصبحون إال في ألمتهم -أي سالحهم -فقالوا
أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين؟ ال نخاف إال هللا عز وجل !
فنزلت اآلية ،وهذا وعد ظهر صدقه بفتح مشارق األرض ومغاربها لهذه
األمة ،وفي الحديث بشارة كذلك فقد قال" :إن هللا زوى لي األرض،
فرأيت مشارقها ومغاربها ،وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها"
[وليمكنن لهم دينهم الذي ارتض ى لهم] أي وليجعلن دينهم -اإلسالم -
الذي ارتضاه لهم عزيزا مكينا عاليا على كل األديان [وليبدلنهم من بعد
خوفهم أمنا] أي وليغيرن حالهم التي كانوا عليها من الخوف والفزع ،إلى
األمن واالستقرار ،كقوله سبحانه[ :وآمنهم من خوف] [يعبدونني ل
يشركون بي شيئا] استئناف بطريق الثناء عليهم كالتعليل لإلستخالف
في األرض ،أي يوحدونني ويخلصون لي العبادة ،ال يعبدون إلها غيري
[ومن كفر بعد ذلك] أي فمن جحد شكر هذه النعم [فأولئك هم
الفاسقون( ])55هم الخارجون عن طاعة هللا ،العاصون أمر هللا ،قال
ابو العالية :أي من كفر بهذه النعمة وليس يعني الكفر باهلل ،قال
الطبري :وهو أشبه بتأويل اآلية ألن هللا وعد اإلنعام على هذه األمة بما
أخبر في هذه اآلية بأنه منعم به عليهم ثم قال[ :ومن كفر] أي كفر هذه
النعمة [فأولئك هم الفاسقون] [و أقيموا الصالة و آتوا الزكاة] أي
أقيموا أيها املؤمنون الصالة ،وأدوا الزكاة على الوجه األكمل الذي
يرض ي هللا [وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون( ])56أي أطيعوا
الرسول في سائر ما أمركم به رجاء الرحمة [ل تحسبن الذين كفروا
معجزين في األرض] تسلية للنبي ووعد له بالنصرة ،أي ال تظنن يا
محمد الكافرين الذين عاندوك وكذبوك ،معجزين هلل في هذه الحياة،
بل هللا قادر عليهم في كل حين وآن [ومأواهم النار] أي مرجعهم نار
جهنم [ولبئس املصير( ])57أي بئس املرجع واملآل الذي يصيرون إليه
[يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم] أي يا أيها
املؤمنون الذين صدقوا هللا ورسوله ،وأيقنوا بشريعة اإلسالم نظاما
وحكما ومنهاجا ،ليستأذنكم في الدخول عليكم العبيد واإلماء الذين
تملكونهم ملك اليمين [والذين لم يبلغوا الحلم منكم] أي واألطفال
الذين لم يبلغوا مبلغ الرجال األحرار ليستأذنوا أيضا [ثالث مرات] أي
في ثالثة أوقات [من قبل صالة الفجر] أي في الليل وقت نومكم
وخلودكم إلى الراحة [وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة] أي وقت
الظهر حين تخلعون ثيابكم للقيلولة [ومن بعد صالة العشاء] أي
ووقت إرادتكم النوم واستعدادكم له [ثالث عورات لكم] أي هي ثالثة
أوقات يختل فيها تستركم ،العورات فيها بادية ،والتكشف فيها غالب،
فعلموا عبيدكم وخدمكم وصبيانكم ،أال يدخلوا عليكم في هذه
األوقات إال بعد االستئذان [ليس عليكم ول عليهم جناح بعدهن] أي
ليس عليكم وال على املماليك والصبيان حرج في الدخول عليكم بغير
استئذان بعد هذه األوقات الثالثة [طو افون عليكم بعضكم على
بعض] أي ألنهم خدمكم يطوفون عليكم للخدمة ،يمضون ويجيئون
ويدخلون عليكم في املنازل ،غدوة وعشية بغير إذن إال في تلك األوقات
[كذلك يبين هللا لكم اْليات] أي مثل ذلك التوضيح والبيان ،يبين هللا
لكم األحكام الشرعية لتتأدبوا بها [وهللا عليم حكيم( ])58أي عالم
بأمور خلقه ،حكيم في تدبيره لهم [وإذا بلغ األطفال منكم الحلم] أي
وإذا بلغ هؤالء األطفال الصغار مبلغ الرجال ،وأصبحوا في سن
التكليف [فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم] أي فعلموهم
األدب السامي ،أن يستأذنوا في كل األوقات ،كما يستأذن الرجال
البالغون [كذلك يبين هللا لكم آياته] أي يفصل لكم أمور الشريعة
والدين [وهللا عليم حكيم( ])59أي عليم بخلقه حكيم في تشريعه،
قال البيضاوي :كرره تأكيدا ومبالغة في األمر باالستئذان [والقواعد
من النساء] أي والنساء العجائز اللواتي قعدن عن التصرف ،وطلب
الزواج لكبر سنهن [الالتي ل يرجون نكاحا] أي ال يطمعن في الزواج وال
يرغبن فيه ،النعدام دوافع الشهوة فيهن [فليس عليهن جناح أن
يضعن ثيابهن] أي ال حرج وال إثم عليهن في أن يضعن بعض ثيابهن،
كالرداء والجلباب ،ويظهرن أمام الرجال بمالبسهن املعتادة التي ال
تلفت انتباها ،وال تثير شهوة [غير متبرجات بزينة] أي غير متظاهرات
بالزينة لينظر إليهن ،قال ابو حيان :وحقيقة التبرج إظهار ما يجب
إخفاؤه ،ورب عجوز شمطاء يبدو منها الحرص على أن يظهر بها جمال
[وأن يستعففن خير لهن] أي وأن يستترن بارتداء الجلباب ولبس
الثياب ،كما تلبسه الشابات من النساء ،مبالغة في التستر والتعفف،
خير لهن وأكرم ،وأزكى عند هللا وأطهر [وهللا سميع عليم( ])60أي يعلم
خفايا النفوس ويجازي كل إنسان بعمله ،وفيه وعد وتحذير [ليس على
األعمى حرج ول على األعرج حرج ول على املريض حرج] أي ليس على
أهل األعذار (األعمى ،واألعرج ،واملريض) حرج وال إثم في القعود عن
الغزو ،لضعفهم وعجزهم [ول على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم] أي
وليس عليكم أيها الناس إثم أن تأكلوا من بيوت أزواجكم وعيالكم،
قال البيضاوي :فيدخل فيها بيوت األوالد ألن بيت الولد كبيته لقوله
عليه السالم :إن أطيب ما يأكل املرء من كسبه ،وإن ولده من كسبه
[أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت
أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم ،أو بيوت أخوالكم أو
بيوت خالتكم] أي ال حرج في األكل من بيوت هؤالء األقارب قال
الرازي :والظاهر أن إباحة األكل ال تتوقف على االستئذان ألن العادة
أن هؤالء القوم تطيب أنفسهم بأكل األقارب [أو ما ملكتم مفاتحه] أي
البيوت التي توكلون عليها وتملكون مفاتيحها في غياب أهلها ،قالت
عائشة :كان املسلمون يذهبون مع رسول هللا في الغزو ويدفعون
مفاتحهم إلى ضمنائهم ويقولون :قد أحللنا لكم األكل منها ،فكانوا
يقولون :إنه ال يحل لنا أن نأكل ،إنهم أذنوا لنا عن غير طيب أنفسهم،
وإنما نحن أمناء فأنزل هللا [أو ما ملكتم مفاتحه] [أو صديقكم] أي أو
بيوت أصدقائكم وأصحابكم ،قال قتادة :إذا دخلت بيت صديقك فال
بأس أن تأكل بغير إذنه [ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو
أشتاتا] أي ليس عليكم إثم أو حرج أن تأكلوا مجتمعين أو متفرقين،
قال املفسرون :نزلت في حي من كنانة كان الرجل منهم ال يأكل وحده،
يمكث يومه فإن لم يجد من يؤاكله لم يأكل شيئا ،وربما كانت معه
اإلبل الحفل فال يشرب من ألبانها حتى يجد من يشاربه ،فأخبرهم تعالى
بأن الرجل إذا أكل وحده ال حرج عليه [فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على
أنفسكم] أي إذا دخلتم بيوتا مسكونة ،فسلموا على من فيها من الناس
حيوهم بتحية اإلسالم " السالم [تحية من عند هللا مباركة طيبة] أي ِّ
عليكم " وهي التحية املباركة الطيبة التي شرعها هللا لعباده املؤمنين،
قال القرطبي :وصفها بالبركة ألن فيها الدعاء واستجالب املودة،
ووصفها بالطيب ألن سامعها يستطيبها [كذلك يبين هللا لكم اْليات
لعلكم تعقلون( ])61قال ابن كثير :ملا ذكر تعالى في هذه السورة
الكريمة من األحكام املحكمة ،والشرائع املبرمة ،نبه عباده على أنه يبين
لهم اآليات بيانا شافيا ليتدبروها ويتعقلوها لعلهم يعقلون [إنما
املؤمنون الذين آمنوا باهلل ورسوله] أي إنما املؤمنون الكاملون في
بعضكم بعضا باسمه ،بل قولوا :يا نبي هللا ،ويا رسول هللا ،تفخيما
ملقامه وتعظيما لشانه! قال ابو حيان :ملا كان التداعي باألسماء على
عادة البداوة أمروا بتوقير رسول هللا ودعائه بأحسن ما يدعى به،
نحو يا رسول هللا ،يا نبي هللا ،أال ترى إلى بعض جفاة من أسلم كان
يقول يا محمد فنهوا عن ذلك قال قتادة :أمرهم تعالى أن يفخموه
ويشرفوه [قد يعلم هللا الذين يتسللون منكم لواذا] أي قد علم هللا
الذين ينسلون قليال قليال ،ويخرجون من الجماعة في خفية ،يستتر
بعضهم ببعض ،قال الطبري :واللواذ هو أن يلوذ القوم بعضهم
ببعض ،يستتر هذا بهذا وهذا بهذا [فليحذر الذين يخالفون عن أمره]
أي فليخف الذين يخالفون أمر الرسول ويتركون سبيله ومنهجه
وسنته [أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم( ])63أي تنزل بهم
محنة عظيمة في الدنيا ،أو ينالهم عذاب شديد في اآلخرة [أل إن هلل ما
في السموات واألرض] أي له جل وعال ما في الكون ملكا وخلقا وعبيدا
[قد يعلم ما أنتم عليه] أي قد علم ما في نفوسكم من اإليمان أو
النفاق ،واإلخالص أو الرياء [ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا]
أي ويوم القيامة يرجعون إليه فيخبرهم بما فعلوا في الدنيا ،من صغير
وكبير ،وجليل وحقير ،ويجازي كال بعمله [وهللا بكل ش يء عليم(])64
أي ال يخفى عليه خافية ،ألن الكل خلقه وملكه ،وهم في قبضته
وسلطانه ،ال تخفى عليه أعمالهم وأحوالهم.
فائدة :قال بعض السلف :من أمر السنة على نفسه ،قوال وفعال نطق
بالحكمة ،ومن أمر الهوى على نفسه قوال وفعال نطق بالبدعة ،لقوله
تعالى[ :وإن تطيعوه تهتدوا].
لطيفة :قيل لبعضهم :من أحب إليك أخوك أم صديقك؟ فقال :ال
أحب أخي إذا لم يكن صديقي ! وقال ابن عباس" :الصديق أوكد من
القريب أال ترى استغاثة الجهنميين حين قالوا[ :فما لنا من شافعين وال
صديق حميم] ولم يستغيثوا باآلباء واألمهات".
َ ْ ْ
ِكتاب ال ِعل ِم
(صحيح البخاري :محمد بن اسماعيل البخاري)1
ْ ْ
املنهج املعين :ك َتاب العلم من صحيح البخاري .وملطالعة كتاب فتح الباري البن حجر العسقالني يمكن تنزيله من 1
ولشرح قصير يرجى البحث في كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح ،للحافظ جالل الدين السيوطي( .ص -233
،)302والعنوان لتنزيل الكتابhttps://archive.org/details/FP36067/mode/2up :
ْ َ َّ َ ْ ْ َ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ُْ
ض َعلى امل َح ِّدث َو َرأى ال َح َس ُن َوالث ْور ُّي َو َمال ٌك الق َر َاءة القراءة والعر
َ ْ َ ََْ َ ْ َ ْ َجائ َز ًة َو ْ
اح َت َّج َب ْع ُ
ض ُه ْم في الق َر َاءة َعلى ال َعالم ب َحديث ضمام بن ثعلبة
َ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َّ ُ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ِّ َ َّ َ َ َ َ َ
ال ن َع ْم قال للنبي صلى َّللا عليه وسلم آَّلل أمرك أن نصلي الصلوات ق
َ َ َّ َ ْ َ َ ٌ َ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ َ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم أخ َب َر ض َم ٌام ق ْو َم ُه بذل َك ال ف َهذه قراءة على النبي صلى ق
الص ِّك ُي ْق َ ُرأ َع َلى ْال َق ْوم َف َي ُق ُولو َن َأ ْش َه َد َنا ُف َالنٌ ٌ
احت َّج َمالك ب ََّ َفأجازوه و ْ
َ ُ ُ َ َ
ْ َ َ ْ َ َُ َ ُ َ ُْ ً َ ُ َ
َو ُي ْق َرأ ذل َك ق َر َاءة َعل ْيه ْم َو ُي ْق َرأ َعلى امل ْقرئ ف َي ُقو ُل القار ُئ أق َرأني فال ٌن
ْ ْ َ َ َ
َح َّدث َنا ُم َح َّم ُد ْب ُن َسال ٍم َح َّدث َنا ُم َح َّم ُد ْاب ُن ال َح َسن ال َواسط ُّي َع ْن َع ْو ٍف
َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ُ ُ َ
وسف عن الحسن قال ال بأس بالقراءة على العالم وأخبرنا محمد بن ي
َّ ْ َ ْ ُّ َ َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ َ ُّ َ َ َ
ال َح َّدث َنا ُع َب ْي ُد َّللا ْب ُنالفربري وحدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ق
ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ َ ِّ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ َّ َ
موس ى عن سفيان قال إذا قرئ على املحدث فال بأس أن يقول حدثني
َ ُ َْ َ ْ ُ َ ْ َ َق َ
ان الق َر َاءة َعلى ال َعالم ال َو َسم ْع ُت أ َبا َعاص ٍم َي ُقو ُل َع ْن َمال ٍك وسفي
ُ
َوق َر َاءت ُه َس َو ٌاء
َْ ف َق َ َ َّ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ْ ُ َّ ْ ُ ُ ُ َ
يد ُه َو امل ْق ُبر ُّي ال حدثنا الل ْيث عن سع ٍ - 63حدثنا عبد َّللا بن يوس
َ ُ َ َ ُ َّ َ َ َ
َع ْن َشريك ْبن َع ْبد ََّّللا ْبن أبي نمر أنه َسم َع أن َ
س ْب َن َمال ٍك َيقو ُل َب ْين َما ٍ
َ َ َ َ ُ ٌ ََ ْ َ ْ ُ ُ ُ ٌ َ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ
نحن جلوس مع النبي صلى َّللا عليه وسلم في املسجد دخل رجل على
َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ ُ َّ َ َ َ ُ ُ َّ َ َ َ ُ ْ َ ُّ ُ ْ ُ َ َّ ٌ َ َّ ُّ َ َّ
صلى جم ٍل فأناخه في املسجد ثم عقله ثم قال لهم أيكم محمد والنبي
ض ْاملُ َّتكئُ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ ُ َّ ٌ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َ َ َّ ُ ُ ْ َ
األ ْب َي ُ َّللا عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم فقلنا هذا الرجل
َ َ َ َ ُ َّ ُ ُ ْ َ َ ْ ْ ُ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َْ
فقال له الرجل ابن عبد املطلب فقال له النبي صلى َّللا عليه وسلم قد
ُ َ َ َّ ِّ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َّ ُ ُ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم إني َسائل َك ف ُمش ِّد ٌد أجبتك فقال الرجل للنبي صلى
ال
َ َ َ َ َ
ال َس ْل َع َّما َبدا لك فق َ َع َل ْي َك في ْاملَ ْس َأ َلة َف َال َتج ْد َع َل َّي في نفسك فق َ
َ َ َ ْ َ
َ ْ َ ُ َ َ ِّ َ َ َ ِّ َ ْ َ ْ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ ِّ ْ َ َ َ َّ َ
ال الل ُه َّم ن َع ْم أسألك بربك ورب من قبلك آَّلل أرسلك إلى الناس كلهم فق
س في ال َي ْوم
ْ الص َل َوات ا ْل َخ ْم َ ص ِّل َي َّ آَّلل َأ َم َر َك َأ ْن ُن َ
اَّلل َّ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ
قال أنشدك ب
َ َّ ْ َ َ َ َّ ُ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َّ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ
والليلة قال اللهم نعم قال أنشدك باَّلل آَّلل أمرك أن نصوم هذا
َ َْ ُ َ َّ ْ َ ْ َّ َ َ َ َّ ُ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َّ ُ َ
آَّلل أ َم َر َك أ ْن تأخذ الشهر من السنة قال اللهم نعم قال أنشدك باَّلل
َّ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َُّ
َهذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال النبي صلى َّللا
ََ ْ َ َ ْ َ َ َّ َ َّ
الل ُه َّم َن َع ْم َف َق َ
الر ُج ُل َآم ْن ُت ب َما جئ َت به َوأنا َر ُسو ُل َم ْن ال َّ عليه وسلم
ْ ُ َ َ َ َ َ
َو َرائي م ْن َق ْومي َوأنا ض َم ُام ْب ُن ث ْعل َبة أخو َبني َس ْعد ْبن َبكر ََر َو ُاه ُم َ
َ
وس ى ٍ
َ ْ َ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ َ ْ ُ ََْ َ َ ْ َ َ َ ُّ ْ ُ َ ْ ْ َ
س عن النبي صلى وعلي بن عبد الحميد عن سليمان عن ثاب ٍت عن أن ٍ
َّ َ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم ب َهذا
ْ ْ ْ ْ َ ْ َْ َ َ ُ ْ َ ُ َُْ َ َ َ َ َ
اب أ ْه ِل ال ِعل ِم ِبال ِعل ِم ِإلى ال ُبلد ِان 7باب ما يذكر ِفي املناول ِة و ِكت ِ
َّ َ َ ْ َ َ َ َ ََ ُ َ َ َ ُ ْ َ ُ َْ َ َ َ َ
صاحف ف َب َعث ب َها إلى اآلفاق َو َرأى َع ْب ُد َّللا ْب ُن وقال أنس نسخ عثمان امل
ْ َ َ َ
ُع َم َر َو َي ْح َيى ْب ُن َسعيد َو َمال ُك ذل َك َجائ ًزا َو ْ
ض أ ْهل الح َجاز في احت َّج َب ْع ُ ٍ
َ َ َ ُ َ َّ َ َ
النب ِّي صلى َّللا عل ْيه وسل َم ح ْيث كت َب ألمير َّ َ َ ُ َّ َّ َ ْاملُ َن َاو َلة ب َحديث َّ
السرَّية
َ ً َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ
ان ق َرأ ُه كتابا وقال ال تقرأه حتى تبلغ مكان كذا وكذا فلما بلغ ذلك املك
َّ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم على الناس وأخبرهم بأمر النبي صلى
َ َ ُ ُ َ َ َ َ ُ ْ َ ً ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ
س خلف ُه ْم أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما اآلخر فجل
الَّللا َع َل ْيه َو َسل َم ق َ
َ َّ ص َّلى َّ ُالثال ُث َف َأ ْد َب َر َذاه ًبا َف َل َّما َف َر َغ َر ُسو ُل ََّّللا ََ َ َّ َّ
وأما
َ َ ُ ْ ُ ُ ْ َ ْ َّ َ َّ َ َ َ َّ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ُ َّ ُ َ ََّ
أال أخبركم عن النفر الثالثة أما أحدهم فأوى إلى َّللا فآواه َّللا وأما
َّللا َع ْن ُه ض َف َأ ْع َر َ
ض َّ ُ َّللا م ْن ُه َو َأ َّما ْاآل َخ ُر َف َأ ْع َر َ ْاآل َخ ُر َف ْ
اس َت ْح َيا َف ْ
اس َت ْح َيا َّ ُ
َّ َ َ َّ َ َ ْ َّ ّ َ َّ َّ ُ َ
َللا َعل ْي ِه َو َسل َم ُر َّب ُم َبل ٍغ أ ْوعى ِم ْن َس ِام ٍع 9باب قو ِل الن ِب ِي صلى
ين َع ْن ال َح َّد َث َنا ْاب ُن َع ْون َع ْن ْابن سير َ ال َح َّد َث َنا ب ْش ٌر َق ََ - 67ح َّد َث َنا ُم َس َّد ٌد َق َ
ٍ
َّ َ َ ْ َّ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم ق َع َد عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ذكر النبي صلى
َ َ َ َ ان بخ َطامه َأ ْو بز َمامه َق َ َع َلى َبعيره َو َأ ْم َس َك إ ْن َس ٌ
ال أ ُّي َي ْو ٍم َهذا ف َسك ْت َنا
الن ْحر ُق ْل َنا َب َلى َق َ
ال س َي ْو َم َّ ال َأ َل ْي َ
اسمه َق َ َح َّتى َظ َن َّنا َأ َّن ُه َس ُي َس ِّميه س َوى ْ
س ال َأ َل ْي َ
اسمه َف َق َ َف َأ ُّي َش ْهر َه َذا َف َس َك ْت َنا َح َّتى َظ َن َّنا َأ َّن ُه َس ُي َس ِّميه ب َغ ْير ْ
ٍ
ال َفإ َّن د َم َاء ُك ْم َو َأ ْم َو َال ُك ْم َو َأ ْع َر َ
اض ُك ْم َب ْي َن ُكمْ بذي ْالح َّجة ُق ْل َنا َب َلى َق َ
َ ُ َ ِّ َّ َ ُ َ َ ُ َ
َح َر ٌام ك ُح ْر َمة َي ْومك ْم َهذا في ش ْهرك ْم َهذا في َبلدك ْم َهذا ل ُي َبلغ الشاه ُد
َ َ َ ِّ َ َّ َ َْ
الغائ َب فإ َّن الشاه َد َع َس ى أ ْن ُي َبلغ َم ْن ُه َو أ ْو َعى ل ُه م ْن ُه
ْ ْ ْ َ َْ
َ 10باب ال ِعل ُم ق ْب َل الق ْو ِل َوال َع َم ِل
َ ْ َّ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َّ ُ َ َ َ َّ َّ ُ َ َ ْ ْ َ ْ َ
َّللا}ف َب َدأ بالعلم َوأ َّن ال ُعل َم َاء ُه ْم لقول َّللا تعالى{فاعلم أنه ال إله إال
َ َ ِّ َ َ َ َ َ َ ُ ْ ْ َ ُ ْ َْ
َو َرثة األنب َياء َو َّرثوا العل َم َم ْن أخذ ُه أخذ ب َح ٍظ َواف ٍر َو َم ْن َسل َك طر ًيقا
ْ َ ْ
ال َج َّل ذك ُر ُه{إ َّن َما َيخش ى َّللا َل ُه َطر ًيقا إ َلى ْال َج َّنةَ .و َق َ
َي ْط ُل ُب به ع ْل ًما َس َّه َل َّ ُ
اب َ َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ َ ْ َ ْ ُ ُ َ َ ْ ْ
- 71حدثنا سعيد بن عفي ٍر قال حدثنا ابن وه ٍب عن يونس عن ابن شه ٍ
َ َ ال َق ََق َ
الر ْح َمن َسم ْع ُت ُم َعاو َية خطي ًبا َي ُقو ُل َسم ْع ُت ال ُح َم ْي ُد ْب ُن َع ْبد َّ
الدين َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َي ُقو ُل َم ْن ُير ْد َّ ُ
َّللا به َخ ْي ًرا ُي َف ِّق ْه ُه في ِّ ص َّلى َّ ُ َّ
النب َّي َ
َّ َ ُْ ُ َ ً َ َ َوإ َّن َما َأ َنا َقاس ٌم َو َّ ُ
َّللا ُي ْعطي َو َل ْن َت َز َ
ال َهذه األ َّمة قائ َمة َعلى أ ْمر َّللا ال
ْ َ َّ َ ََ
ض ُّر ُه ْم َم ْن خالف ُه ْم َح َّتى َيأت َي أ ْم ُر َّللاَي ُ
ْ ْ َْ
َ 14باب الف ْه ِم ِفي ال ِعل ِم
ال لي ْاب ُن َأبي َنجيح َع ْن ُم َجاه ٍد َق َ
ال ال َق َ َ - 72ح َّد َث َنا َعل ُّي َح َّد َث َنا ُس ْف َي ُ
ان َق َ
َّ َ َّ ٍ ََ َ َ َْ
ُ
صح ْب ُت ْاب َن ُع َم َر إلى املد َينة فل ْم أ ْس َم ْع ُه ُي َح ِّدث َعن رسول َّللا صلى
ُ َ ْ َ
َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َّ َ ً َ ً َ َ ُ َّ ْ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َّللا عليه وسلم إال حديثا واحدا قال كنا عند النبي صلى
َ َ َّ َ َ ُ َ ُ َّ َ َ َ َّ ْ َّ َ َ َ َ ً َ َ ُ َ َ َ َ ْ ُْ
وسلم فأتي بجم ٍار فقال إن من الشجر شجرة مثلها كمثل املسلم
يث َ َو َر َح َل َجاب ُر ْب ُن َع ْبد ََّّللا َمس َير َة َش ْهر إ َلى َع ْبد ََّّللا ْبن ُأ َن ْ
س ف ي حد ٍ
ٍ ي ٍ
َواح ٍد
ال َق َ
ال َ - 78ح َّد َث َنا َأ ُبو ْال َقاسم َخال ُد ْب ُن َخل ِّي َق َ
ال َح َّد َث َنا ُم َح َّم ُد ْب ُن َح ْرب َق َ
ٍ ٍ
ُ ْ َ ْ ْ َ ْ َ ُّ َ ْ َ َ َ ُّ ْ ُّ َ ْ ُ َ ْ َّ ْ َ ْ َّ ْ ُ ْ َ َ
وداألوزاعي أخبرنا الزهري عن عبيد َّللا بن عبد َّللا بن عتبة بن مسع ٍ
ْ َْ َ ْ َ ْ ْ َ َّ َ َ
ص ٍن الف َزار ُّي في اس أ َّن ُه ت َم َارى ُه َو َوال ُح ُّر ْب ُن ق ْيس ْبن ح
عن ابن عب ٍ
َ َ َ ِّ َ َ ُ ْ ُ َ َّ َ َ ُ
َ َّ َ َ ُّ ْ ُ ْ َ ُ َ َ
اس فقال إني صاحب َ موس ى فمر بهما أبي بن كع ٍب فدعاه اب َن عب ٍ
َ َ َّ َ َ ُ ُ َ َّ صاحبي َه َذا في َ َت َما َرْي ُت أ َنا َو َ
يل إلى لق ِّيه وس ى الذي سأل السب صاحب م
الال َح َّد َث َنا َي ْح َيى َع ْن ُش ْع َب َة َع ْن َق َتا َد َة َع ْن َأ َنس َق ََ - 81ح َّد َث َنا ُم َس َّد ٌد َق َ
ص َّلى َّ ُ
َّللا َ ُأل َح ِّد َث َّن ُك ْم َحد ًيثا َال ُي َح ِّد ُث ُك ْم َأ َح ٌد َب ْعدي َسم ْع ُت َر ُسو َل ََّّللا َ
ْ ْ ْ ْ َّ َ َ َ ْ َّ َ
اعة أ ْن َيق َّل العل ُم َو َيظ َه َر ال َج ْه ُل َعل ْيه َو َسل َم َي ُقو ُل م ْن أش َراط الس
ًَ َْ ُ َ َ َ َ ْ َ َ ِّ َ َ َ ْ ُ َ ِّ
ال َح َّتى َيكون لخ ْمس َين ا ْم َرأة الق ِّي ُم الر َج ُ
الن َس ُاء َو َيق َّل ِّ ويظهر الزنا وتكثر
ْ
ال َواح ُد
َ َ ْ ْ ْ
ض ِل ال ِعل ِمباب ف 22
َ َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ َّ ْ ُ َ َ َ
ال َح َّدثني ُعق ْي ٌل َع ْن ْابن - 82حدثنا سعيد بن عفي ٍر قال حدثني الليث ق
ُ
ال َسم ْعت َر ُسو َل ش َهاب َع ْن َح ْم َز َة ْبن َع ْبد ََّّللا ْبن ُع َم َر َأ َّن ْاب َن ُع َم َر ق َ
َ
ٍ
ال َب ْي َنا َأ َنا َنائ ٌم ُأت ُ
يت ب َق َدح َل َبن َف َشرْب ُت َحتىَّ َ َ َّ َ َ ْ َ
ََّّللا صلى َّللا عليه وسلم ق َ
َ ُ َّ َّ َ
ٍ
ْ َ َّ
ضلي ُع َم َر ْب َن الخطاب الر َّي َي ْخ ُر ُج في َأ ْظ َفاري ُث َّم َأ ْع َط ْي ُت َف ْ إ ِّني َ َأل َرى ِّ
َ ُ َ َ َ َّ ْ َ ُ َ َ ُ َ َّ َ َ ْ ْ
ال العل َم قالوا فما أولته يا رسول َّللا ق
َ َ 23باب ْال ُف ْت َيا َو ُه َو َ اقف َع َلى َّ
الد َّاب ِة َوغ ْي ِر َها و ِ
يس ى ْبن ال َح َّد َثني َمال ٌك َع ْن ْابن ش َهاب َع ْن ع َ يل َق َ َ - 83ح َّد َث َنا إ ْس َماع ُ
ٍ
َّ َ ْ َّ َّ َْ َ
طل َحة ْبن ُع َب ْيد َّللا َع ْن َع ْبد َّللا ْبن َع ْمرو ْبن ال َعاص أ َّن َر ُسو َل َّللا
َُ َ َ ْ َّ َ َ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم َوقف في َح َّجة ال َو َداع بم ًنى ل َّلناس َي ْسألون ُه ف َج َاء ُه صلى
َ َ َ
َ ُ ٌ ََ َ َ ْ ْ ُْ َ ََْ ُ َْ َ ْ َْ َ ََ َ ْ َ َ
ال اذ َب ْح َوال َح َر َج ف َج َاء رجل فقال لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح فق
َ َ
ال ا ْرم َوال َح َر َج ف َما ُسئ َل ال َل ْم َأ ْش ُع ْر َف َن َح ْر ُت َق ْب َل َأ ْن َأ ْرم َي َق َ
آخ ُر َف َق َ
َ
َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ ُ ِّ َ َ َ ُ ِّ َ َّ َ َ ْ
ال اف َع ْل َوال َح َر َج النبي صلى َّللا عليه وسلم عن ش ي ٍء قدم وال أخر إال ق
َ َ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ ْ
س 24باب من أجاب الفتيا ِب ِإشار ِة الي ِد والر ِ
أ
ان َع ْن َسال ٍم ال َأ ْخ َب َرَنا َح ْن َظ َل ُة ْب ُن َأبي ُس ْف َي َيم َق ََ - 85ح َّد َث َنا ا ْملَ ِّك ُّي ْب ُن إ ْب َراه َ
َ َ َ ْ ُ َ َ ُ َ ْ َ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ ْ َ ُ ْ ْ
ض العل ُم قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى َّللا عليه وسلم قال يقب
اليل َيا َر ُسو َل ََّّللا َو َما ْال َه ْر ُج َف َق َ َو َي ْظ َه ُر ْال َج ْه ُل َو ْالف َت ُن َو َي ْك ُث ُر ْال َه ْر ُج ق َ
َْ َ َ ََ َ َ
َهكذا ب َيده ف َح َّرف َها كأ َّنه ُير ُيد الق ْت َل
َ َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ ُ َ ْ ٌ َ َ َ
ال َح َّدث َنا هش ٌام َع ْن - 86حدثنا موس ى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب ق
َّ ُ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ِّ َ ُ ْ ُ َ َ ْ
فاطمة عن أسماء قالت أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس
ٌ َّ ُ ْ
اس ق َي ٌام فقال ْت ُس ْب َحا َن َّللا قل ُت آ َية
ََ َ الن ُالس َماء َفإ َذا َّ َف َأ َشا َر ْت إ َلى َّ
َ
ص ُّب َعلى َف َأ َشا َر ْت ب َ ْرأس َها َأ ْي َن َع ْم َف ُق ْم ُت َح َّتى َت َج َّالني ْال َغ ْش ُي َف َج َع ْل ُت َأ ُ
َّ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ َّ َ َ َّ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ ْ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم َوأث َنى َعل ْيه ث َّم َرأس ي املاء فحمد َّللا عز وجل النبي صلى
الن ُار ال َما م ْن َش ْيء َل ْم َأ ُك ْن ُأر ُيت ُه إ َّال َ َرأ ْي ُت ُه في َم َقامي َح َّتى ْال َج َّن ُة َو َّ َق َ
ٍ
َ َ َ َ َ ُ َ َ َّ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ ُ َ ُ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ َ
يب ال أ ْدري أ َّي ذل َك قال ْت فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قر
ُْ ْ َ َ َ ْ الد َّجال ُي َق ُ َأ ْس َم ُاء م ْن ف ْت َنة ْاملَسيح َّ
ال َما عل ُم َك ب َهذا ال َّر ُجل فأ َّما املؤم ُن
َ َّ َ َ َ َ َ َ ُْ َ َ
أ ْو املوق ُن ال أ ْدري بأ ِّيه َما قال ْت أ ْس َم ُاء ف َي ُقو ُل ُه َو ُم َح َّم ٌد َر ُسو ُل َّللا َج َاءنا
َ
صال ًحا ق ْد ال َن ْم َب ْال َب ِّي َنات َو ْال ُه َدى َف َأ َج ْب َنا َو َّات َب ْع َنا ُه َو ُم َح َّم ٌد َث َال ًثا َف ُي َق ُ
َ َ َ َ َ َ َّ ْ ُ َ ُ َ ْ ْ ُ ْ َ ُ َ َ ُ َُ
اب ال أ ْدري أ َّي ذل َك قال ْت َعل ْم َنا إ ْن ك ْن َت ملوق ًنا به وأما املنافق أو املرت
َ ْ َ ُ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ ْ ُ َّ َ ُ َ َ َ ْ
اس َي ُقولون ش ْي ًئا ف ُقل ُت ُه أسماء فيقول ال أدري سمعت الن
َ َْ َّ ّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ ْ
س َعلى أن
يض الن ِب ِي صلى َللا علي ِه وسلم وفد عب ِد القي ِ 25باب تح ِر ِ
ْ َ ْ ْ َ َْ ُ ْ
اإل َيمان َوال ِعل َم َو ُيخ ِب ُروا َم ْن َو َر َاء ُه ْم
يحفظوا ِ
َ ْ َ َ َ َّ َ َ ّ َ
الر ْحل ِة ِفي امل ْسأل ِة النا ِزل ِة َوت ْع ِل ِيم أ ْه ِل ِه َ
باب ِ 26
َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ ْ َ
ال أخ َب َرنا - 88حدثنا محمد بن مقات ٍل أبو الحسن قال أخبرنا عبد َّللا ق
َ َ َ َ َّ ْ َ ُ َْ َ َ َ
ال َح َّدثني َع ْب ُد َّللا ْب ُن أبي ُمل ْيكة َع ْن ُع َم ُر ْب ُن َسعيد بن أبي حسي ٍن ق
ٌَ ََ َ َََ ً َ َ َ ْ َ
ُع ْق َبة ْبن ال َحارث أ َّن ُه ت َز َّو َج ْاب َنة ألبي إ َهاب ْبن َعز ٍيز فأت ْت ُه ْام َرأة فقال ْت
ض ْعتني ال َل َها ُع ْق َب ُة َما َأ ْع َل ُم َأ َّنك َأ ْ َ
ض ْع ُت ُع ْق َب َة َو َّالتي َت َز َّو َج َف َق َ إ ِّني َق ْد َأ ْ َ
ر ر
َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم ب ْاملَد َينة َف َس َأ َلهُ َوَال َأ ْخ َب ْرتني ف َرك َب إلى َر ُسول َّللا َ
ص َّلى َّ ُ َّ َ َ
ُ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ
يل ففا َرق َها ُع ْق َبة فقال رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم كيف وقد ق
َ ََ
َونك َح ْت َز ْو ًجا غ ْي َر ُه
ْ ْ َّ َ
َ 27باب التن ُاو ِب ِفي ال ِعل ِم
ال َأ ُبو َع ْبد ََّّللا َو َق َ
ال الز ْهر ِّي ح َق َ َ - 89ح َّد َث َنا َأ ُبو ْال َي َمان َأ ْخ َب َرَنا ُش َع ْي ٌب َع ْن ُّ
َ َّ َّ ْاب ُن َو ْهب َأ ْخ َب َرَنا ُي ُون ُ
اب َع ْن ُع َب ْيد َّللا ْبن َع ْبد َّللا ْبن أبي ٍ ه س َع ْن ْابن ش َ
ٍ
َ ْ ْ َْ ٌ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ ُ ْ ُ ََ َّ َ ْ َ ْ ر َ ْ َ ْ َّ
اس عن عمر قال كنت أنا وجار لي من األنصار ثو ٍ ع ُن عبد َّللا بن عب ٍ
َ ُ ُّ َ َ َ َّ ُ َ َ ْ
في َبني أ َم َّي َة ْبن َزْي ٍد َوه َي م ْن َع َوالي املدينة َوكنا نتن َاو ُب النز َ
ول َعلى َر ُسول
َ ْ َ َ َ ْ َْ َّ ْ َّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم َينز ُل َي ْو ًما َوأنز ُل َي ْو ًما فإذا ن َزل ُت جئ ُت ُه بخ َبر َّللا صلى
صاحبي َذل َك ْال َي ْوم م ْن ال َو ْحي َوغ ْيره َوإذا ن َز َل ف َع َل مث َل ذل َك فنز َل َ
َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ
ََ َ ًْ َ ً َ َ َ ََ صار ُّي َي ْو َم َن ْو َبته َف َ َْ
األ ْن َ
ال أث َّم ُه َو ففز ْع ُت ض َر َب َبابي ضربا شديدا فق
َ َ َ ْ ُ َْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َْ ٌ َ ٌ َ َ َ َ َْ ُ ََ َ ْ َ َ َ َ
صة فإذا فخرجت إليه فقال قد حدث أمر عظيم قال فدخلت على حف
ْ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ َّ َ ُ َّ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ
هي تبكي فقلت طلقكن رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم قالت ال أدري
ان ْب ُن ال َح َّد َث َنا ُس َل ْي َم ُال َح َّد َث َنا أبو عامر َق َ َ - 91ح َّد َث َنا َع ْب ُد ََّّللا ْب ُن ُم َح َّم ٍد َق َ
ٍ
َ ُْ
الر ْح َمن َع ْن َيز َيد َم ْولى امل ْن َبعث َع ْن يع َة ْبن َأبي َع ْبد َّ ب َالل ْاملَدين ُّي َع ْن َرب َ
ٍ
َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َس َأ َل ُه َر ُج ٌل َعنْ
ص َّلى َّ ُ َّ َّ َ ْ
َزْيد ْبن خال ٍد ال ُج َنه ِّي أن النب َّي َ َ
ً ُ ْ ُّ َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ
اص َها ث َّم َع ِّرف َها َس َنة ث َّم اللقطة فقال اعرف وكاءها أو قال وعاءها وعف
ضا َّل ُة ا ْإلبل َف َغض َب َحتىَّ اس َت ْمت ْع ب َها َفإ ْن َج َاء َرُّب َها َف َأ ِّد َها إ َل ْيه َق َ
ال َف َ ْ
َ ُ َ َ
ال َو َما ل َك َول َها َم َع َها سقاؤ َها اح َم َّر َو ْج ُه ُه َف َق َال ْ اح َم َّر ْت َو ْج َن َت ُاه َأ ْو َق َ
ْ
َّ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ َ ُّ َ َ َ َ َ َّ ُ َ ُ َ َْ َ
ضالة َوحذاؤ َها تر ُد امل َاء َوت ْر َعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها قال ف
ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ِّ ْ
يك أ ْو للذئب الغنم قال لك أو ألخ
َ َ َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ
ال َح َّدث َنا أ ُبو أ َس َامة َع ْن ُب َرْي ٍد َع ْن أبي ُب ْر َدة - 92حدثنا محمد بن العالء ق
َ ْ َ َّ َ َّ َّ ال ُسئ َل َّوس ى َق َ َع ْن َأبي ُم َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم َع ْن أش َي َاء كر َه َها صلى ُ النب ُّي َ
ال َر ُج ٌل َم ْن ال ل َّلناس َس ُلوني َع َّما ش ْئ ُت ْم َق َ َف َل َّما ُأ ْكث َر َع َل ْيه َغض َب ُث َّم َق َ
وك ال َأ ُب َ ال َم ْن َأبي َيا َر ُسو َل ََّّللا َف َق َ آخ ُر َف َق ََ َ َ َُ َ ُ َ َ ُ َ َ َ َ
أبي قال أبوك حذافة فقام
وب َسال ٌم َم ْو َلى َش ْي َب َة َف َل َّما َ َرأى ع َم ُر َما في و ْجهه قا َل َيا َر ُسول َّللا إنا نت ُ
ُ َ َّ َّ َ َ َ ُ
َ َّ
إلى َّللا َع َّز َو َج َّل
َ ُْ َ َ ْ َ َ َ ََ ُْ ََْ ْ َ ْ
اإل َم ِام أ ْو امل َح ِّد ِث
29باب من برك على ركبتي ِه ِعند ِ
الال َح َّد َث َنا َع ْب ُد ََّّللا ْب ُن ْاملُ َث َّنى َق َ ال َح َّد َث َنا َع ْب ُد َّ
الص َمد َق َ َ - 94ح َّد َث َنا َع ْب َد ُة َق َ
َّ َ َ َّ َ َ ُ َ َ ُ ْ ُ َ ْ َّ َ ْ َ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم أ َّن ُه س عن النبي صلى حدثنا ثمامة بن عبد َّللا عن أن ٍ
َ
َ ً َ َ َ َ َّ َّ َ َ ً َ َ َ َّ َ
ان إذا َسل َم َسل َم ثالثا َوإذا تكل َم بكل َم ٍة أ َعا َد َها ثالثا ك
َّ َ َّ َ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ ْ َّ َ َّ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ َ
ال َح َّدث َنا َع ْب ُد َّللا ْب ُن - 95حدثنا عبدة بن عبد َّللا حدثنا عبد الصمد ق
ْ ُ َ َّ َ َ َ َّ َ َ ُ َ َ ُ ْ ُ َ ْ َّ َ ْ َ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َْ
س عن النبي صلى َّللا عليه املثنى قال حدثنا ثمامة بن عبد َّللا عن أن ٍ
َ َ َّ َ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ً َ َّ ُ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ
وسلم أنه كان إذا تكلم بكلم ٍة أعادها ثالثا حتى تفهم عنه وإذا أتى على
َّ َ َ َ ً َ َ َّ َ
ق ْو ٍم ف َسل َم َعل ْيه ْم َسل َم َعل ْيه ْم ثالثا
َ َّ َ َ ُ َ َّ ٌ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ ُ َ
وسف ْبن َم َاه َك - 96حدثنا مسدد قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بش ٍر عن ي
َ ْ َ ْ َّ ْ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ ََّ
عن عبد َّللا بن عم ٍرو قال تخلف رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم في
َّ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ َّ ُ َ َ ََ َ َ َ َ
ضأ َسف ٍر َساف ْرن ُاه فأ ْد َرك َنا َوق ْد أ ْر َه ْق َنا الصالة صالة العصر ونحن نتو
ص ْوته َو ْي ٌل ل ْ َأل ْع َقاب م ْن َّ
النار َف َج َع ْل َنا َن ْم َس ُح َع َلى َأ ْر ُجل َنا َف َن َادى ب َأ ْع َلى َ
َ َ ََ ً
َم َّرت ْين أ ْو ثالثا
َّ َ َ َ َ َ
الر ُج ِل أ َمت ُه َوأ ْهل ُه َباب ت ْع ِل ِيم 31
صال ُح ْب ُن َح َّي َال َح َّد َث َنا َ َ ْ َ َ َ ُ َ َّ ٌ ُ َ ْ ُ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ
امل َحارب ُّي َق َ
ان - 97أخبرنا محمد هو ابن سال ٍم حدثنا
َّ
ال َر ُسو ُل َّللا الش ْعب ُّي َح َّد َثني َأ ُبو ُب ْر َد َة َع ْن أبيه َق َ
ال َق َ َ َ َ َ َ َ ٌ َّ
قال قال عامر
ْ َ َ َ ٌ َ َ َ َّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم ثالثة ل ُه ْم أ ْج َران َر ُج ٌل م ْن أ ْهل الك َتاب َآم َن ب َنب ِّيه صلى
َ َ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ ُ َ َ َّ َ َّ َّ
وآمن بمحم ٍد صلى َّللا عليه وسلم والعبد اململوك إذا أدى حق َّللا
ان م ْن َحديث َو َك َت َب ُع َم ُر ْب ُن َع ْبد ْال َعزيز إ َلى َأبي َب ْكر ْبن َح ْزم ْان ُظ ْر َما َك َ
ٍ
َ َ َ
وس العلم وذه َ ْ ْ َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َف ْاك ُت ْب ُه َفإ ِّني خفت د ُر َ
ُ ُ ْ ص َّلى َّ ُ َر ُسول ََّّللا َ
اب
َّ ْ ُ ْ ْ ْ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َّ َ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم َول ُت ْفشوا العل َم العلماء وال تقبل إال حديث النبي صلى
َ ُ َ ْ ْ َ َ َ َّ ْ
َول َت ْجل ُسوا َح َّتى ُي َعل َم َم ْن ال َي ْعل ُم فإ َّن العل َم ال َي ْهلك َحتى َيكون س ًّرا
َّ ُ
ْ َ َّ َ َ ْ َ َ ُ ْ ُ َ ْ ْ َ َّ َ َ َ
ال َح َّدث َنا َع ْب ُد ال َعزيز ْب ُن ُم ْسل ٍم َع ْن َع ْبد حدثنا العالء بن عبد الجبار ق
َ َ ْ
ََّّللا ْبن د َينار ب َذل َك َي ْعني َحديث ُع َم َر ْبن َع ْبد ال َعزيز إلى ق ْوله ذ َه َ
َ َ
اب ٍ
ْ َ
ال ُعل َماء
َ َ َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ ُ َ ْ َ َ َ
ال َح َّدثني َمال ٌك َع ْن هشام ْبن ُع ْر َوة سق - 100ح َدثنا إسماعيل بن أبي أوي ٍ
َ َ َ ْ ُ َ ُ َ َّ َ َّ َْ َّ
َع ْن أبيه َع ْن َع ْبد َّللا ْبن َع ْمرو ْبن العاص قال سمعت رسول َّللا صلى
ْ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ُ ُ َّ َّ َ َ َ ْ ُ ْ ْ َ ْ َ ً َ
اعا َي ْنتز ُع ُه م ْن الع َباد َّللا عليه وسلم يقول إن َّللا ال يقبض العلم انتز
اس الن ُ ض ْالع ْل َم ب َق ْبض ْال ُع َل َماء َح َّتى إ َذا َل ْم ُي ْبق َعا ًملا َّات َخ َذ َّ
َو َلك ْن َي ْقب ُ
ُ ُ ً ُ َّ ً َ ُ ُ َ َ ْ َ ْ َ ْ ْ َ َ ُّ َ َ َ ُّ َ َ ْ
ال الف َرْبر ُّي رءوسا جهاال فسئلوا فأفتوا بغير عل ٍم فضلوا وأضلوا ق
َ َ َ َّ َ َ َ َّ ٌ َ َ َ ُ ُ َ
ال َح َّدث َنا ق َت ْي َبة َح َّدث َنا َجر ٌير َع ْن هش ٍام ن ْح َو ُه حدثنا عباس ق
ْ ْ َ َ ّ
َباب َه ْل ُي ْج َع ُل ِل ِلن َس ِاء َي ْوم َعلى ِحد ٍة ِفي ال ِعل ِم 35
ص َب َهان ِّي َق َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ُ َ َ َ َّ َ ْ ُ ْ َ
ال َسم ْع ُت األ ْ - 101حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثني ابن
ْ ُ ْ ِّ َ َ ْ ِّ َ ُ َّ ِّ َ َّ َأ َبا َ َ ْ َ َ ِّ ُ َ ْ َ َ
يد الخدري قالت النساء للنبي صلى صال ٍح ذك َوان ُيحدث عن أبي سع ٍ
َ َ ال َف ْ َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َغ َل َب َنا َع َل ْي َك ِّ
َّ ُ
اج َع ْل ل َنا َي ْو ًما م ْن ن ْفس َك الر َج ُ
َ َ َ َ ُ َّ َ َ َ َ ُ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
ال ل ُه َّن َما ف َو َع َد ُه َّن َي ْو ًما لق َي ُه َّن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما ق
ََ َ ْ ُ َّ ْ َ َ ٌ ُ َ ِّ ُ َ َ َ ً ْ َ َ َ َّ َ َ َ
ان ل َها ح َج ًابا م ْن ال َّنار فقال ْت منكن امرأة تقدم ثالثة من ولدها إال ك
ْ ََ ٌ َ ْ َ َْ َ َ َ ْ َ
ال َواثن َت ْين امرأة واثنتين فق
َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ َ َّ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ٌ َ َ َ ُ ُ
ال َح َّدث َنا ش ْع َبة َع ْن َع ْبد - 102حدثنا محمد بن بش ٍار قال حدثنا غندر ق
ْ ُ ْ ِّ َ ْ َّ ِّ َ َّ َ ْ َْ َ َ ْ َ َ َّ ْ َ ْ ْ َ
يد الخدري عن النبي صلى ص َب َهان ِّي عن ذك َوان عن أبي سع ٍ األ ْ الرحمن بن
َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َّ ْ َ ْ ْ َ ْ َ َ ِّ َ َ َ ْ ُ ََ
َّللا عليه وسلم بهذا وعن عبد الرحمن بن األصبهاني قال سمعت أبا
َ َ ْ َ ُ َْ َ َ َ َ ََ َ ً َ ُ ُ ْ َ
ال ثالثة ل ْم َي ْبلغوا الح ْنثحاز ٍم عن أبي هريرة ق
َ َباب َم ْن َسم َع َش ْي ائا َف َل ْم َي ْف َه ْم ُه َف َر َ
اج َع ِف ِيه َح َّتى َي ْع ِرف ُه ِ 36
َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ ُ ُ َ َ َ َ َ
ال َح َّدثني ْاب ُن - 103حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا نافع بن عمر ق
َ َ ْ َ َ َّ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم كانت ال ت ْس َم ُع أبي مليكة أن عائشة زوج النبي صلى
َ َّ َ ْ َ ُ َ َّ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ َ َش ْي ًئا َال َت ْعر ُف ُه إ َّال َر َ
َّللا َعل ْيه اج َع ْت فيه حتى تعرفه وأن النبي صلى
س َي ُقو ُل َّ ُ
َّللا ال َم ْن ُحوس َب ُع ِّذ َب َق َال ْت َعائ َش ُة َف ُق ْل ُت َأ َو َل ْي َ َو َس َّل َم َق َ
ض ال إ َّن َما َذلك ا ْل َع ْر ُ ا}ق َال ْت َف َق َََ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ُ َ ً َ ً َ
تعالى{فسوف يحاسب حسابا يسير
ش ْالح َس َ
اب َي ْهل ْك َو َلك ْن َم ْن ُنوق َ
الور َق َ
ص ٌ ال َأ ْخ َب َرني َم ْن ُ
ال َأ ْخ َب َرَنا ُش ْع َب ُة َق َ َ - 106ح َّد َث َنا َعل ُّي ْب ُن ْال َج ْعد َق َ
ص َّلى َّ ُ
َّللا ال َّ
النب ُّي َ َسم ْع ُت رْبع َّي ْب َن ح َراش َي ُقو ُل َسم ْع ُت َعل ًّيا َي ُقو ُل َق َ
ٍ
النارََع َل ْيه َو َس َّل َم َال َت ْكذ ُبوا َع َل َّي َفإ َّن ُه َم ْن َك َذ َب َع َل َّي َف ْل َيل ْج َّ
َ َ َّ َ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ
ال َح َّدث َنا ش ْع َبة َع ْن َجامع ْبن ش َّد ٍاد َع ْن َعامر ْبن - 107حدثنا أبو الوليد ق
ُ ِّ ُ َ َ َ ِّ ُ ْ ُ َ َ َع ْبد ََّّللا ْبن ُّ
ال قلت ل ُّلزَب ْير إني ال أ ْس َم ُعك ت َحدث َع ْن الزَب ْير َع ْن أبيه ق َ
َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ َ ِّ ُ ُ َ ٌ َ ُ َ ٌ َ َ َ ِّ َ
ال أ َما إني ل ْم َر ُسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم كما يحدث فالن وفالن ق
ُأ َفار ْق ُه َو َلك ْن َسم ْع ُت ُه َي ُقو ُل َم ْن َك َذ َب َع َل َّي َف ْل َي َت َب َّو ْأ َم ْق َع َد ُه م ْن َّ
النار
س ال َأ َن ٌ
ال َح َّد َث َنا َع ْب ُد ْال َوارث َع ْن َع ْبد ْال َعزيز َق َ َ - 108ح َّد َث َنا َأ ُبو َم ْع َمر َق َ
ٍ
َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َقالَ إ َّن ُه َل َي ْم َن ُعني َأ ْن ُأ َح ِّد َث ُك ْم َحد ًيثا َكث ًيرا َأ َّن ال َّنب َّي َ
ص َّلى َّ ُ
النار َم ْن َت َع َّم َد َع َل َّي َكذ ًبا َف ْل َي َت َب َّو ْأ َم ْق َع َد ُه م ْن َّ
الال َح َّد َث َنا َيز ُيد ْب ُن َأبي ُع َب ْي ٍد َع ْن َس َل َم َة َق َ َ - 109ح َّد َث َنا َم ِّك ُّي ْب ُن إ ْب َراه َ
يم َق َ
َ َ ُ َْ َ ْ َ َّ َ ْ ُ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم َي ُقو ُل َم ْن َي ُق ْل َعل َّي َما ل ْم أق ْل فل َيت َب َّوأ سمعت النبي صلى
َم ْق َع َد ُه م ْن َّ
النار
صال ٍحال َح َّد َث َنا َأ ُبو َع َو َان َة َع ْن َأبي َحصين َع ْن َأبي َ وس ى َق َ َ - 110ح َّد َث َنا ُم َ
ٍ
َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َّ ْ ْ َ َ
عن أبي هريرة عن النبي صلى َّللا عليه وسلم قال تسموا باسمي وال
َّ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َّ ْ َ َ َ ُ َْ
ان ال َي َت َمث ُل في تك َت ُنوا بك ْن َيتي َو َم ْن َرآني في املنام فقد رآني فإن الشيط
ورتي َو َم ْن َك َذ َب َع َل َّي ُم َت َع ِّم ًدا َف ْل َي َت َب َّو ْأ َم ْق َع َد ُه م ْن َّ
النار ُ
ص َ
َ ْ ْ
َ 39باب ِكت َاب ِة ال ِعل ِم
ان َع ْن َي ْح َيى َع ْن ال َح َّد َث َنا َش ْي َب ُ ض ُل ْب ُن ُد َك ْين َق َ َ - 112ح َّد َث َنا َأ ُبو ُن َع ْيم ْال َف ْ
ٍ ٍ
ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ُ ً ْ َ َ ْ َ َ َ
أبي سلمة عن أبي هريرة أن خزاعة قتلوا رجال من بني لي ٍث عام فتح
َّ َ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ َ ُ ْ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َّ َ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم ف َرك َب َمكة بقت ٍيل منهم قتلوه فأخبر بذلك النبي صلى
َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َّ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ َ َ
ال أ ُبو راحلته فخطب فقال إن َّللا حبس عن مكة القتل أو الفيل ق
َ َ ْ َّ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ْ َ ْ َ ُ ُ َ َ َّ ِّ ْ َ َ ْ َ
يل أ ْو الق ْت َل َوغ ْي ُر ُه عبد َّللا كذا قال أبو نعيم واجعلوه على الشك الف
َ ُ ُ ْ َ َ َ َّ َ َ َ ْ ْ ٍ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ َ ََ
يقول الفيل وسلط عليهم رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم واملؤمنين أال
َ َّ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َّ ْ َ َ ً
اعة م ْن وإنها لم تحل ألح ٍد قبلي ولم تحل ألح ٍد بعدي أال وإنها حلت لي س
َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ ٌ َ ُ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ َ ُ ْ َ ُ َ َ ُ َ َ َ
نه ٍار أال وإنها ساعتي هذه حرام ال يختلى شوكها وال يعضد شجرها وال
Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic
168
School of Distance Education – University of Calicut
س َع ْن ال َح َّد َثني ْاب ُن َو ْهب َقا َل َأ ْخ َب َرني ُي ُون ُ ان َق ََ - 114ح َّد َث َنا َي ْح َيى ْب ُن ُس َل ْي َم َ
ٍ
َ َ ْ ُ َ ْ َّ ْ َ ْ َّ َ ْ ْ َ َّ َ َ َ َّ ْ
اش َت َّد ب َّ
النب ِّي اب عن عبيد َّللا بن عبد َّللا عن ابن عبا ٍس قال ملا ٍ ْابن شه
َ َُ َ َْ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ ُ َ َ ْ ُ
اب أك ُت ْب لك ْم ك َت ًابا ال صلى َّللا عليه وسلم وجعه قال ائتوني بكت ٍ
َّ َ َ ْ َ ُّ َ ْ َ ُ َ َ ُ َ ُ َّ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم غل َب ُه ال َو َج ُع تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلى
َ ْ َ َ َ ُ َّ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ ُ َ َ ُ َ َّ َ ُ َ َ ُ ُ َ ِّ َ َ
وعندنا كتاب َّللا حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عني وال
ال الت َن ُاز ُع َف َخ َر َج ْاب ُن َع َّباس َي ُقو ُل إ َّن ال َّرزَّي َة ُك َّل ال َّرزَّية َما َح َ
َي ْن َبغي ع ْندي َّ
ٍ
َّ َّ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم َو َب ْي َن ك َتابه َب ْي َن َر ُسول َّللا صلى
ْ ْ ْ َ َّ
َ 40باب ال ِعل ِم َوال ِعظ ِة ِبالل ْي ِل
ْ ْ ْ
َ 42باب ِحف ِظ ال ِعل ِم
الال َح َّد َث َنا َع ْم ٌرو َق َ ان َق َ ال َح َّد َث َنا ُس ْف َي ُ َ - 122ح َّد َث َنا َع ْب ُد ََّّللا ْب ُن ُم َح َّم ٍد َق َ
َ ً ْ َ
اس إ َّن ن ْوفا ال َبٍكال َّي َي ْز ُع ُم بال ُق ْل ُت ال ْبن َع َّ يد ْب ُن ُج َب ْير َق َ َأ ْخ َب َرني َسع ُ
ٍ ٍ
ال َك َذبَ آخ ُر َف َق َ
َ َ ُ َ ُ
وس ى بني إسرائيل إنما هو موس ى َ َّ َ َ ْ َ س ب ُم َ وس ى َل ْي َ َأ َّن ُم َ
وس ى َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َق َام ُم َص َّلى َّ ُ النب ِّي ََع ُد ُّو ََّّللا َح َّد َث َنا ُأ َب ُّي ْب ُن َك ْعب َع ْن َّ
ٍ
ال َأ َنا َأ ْع َلمُ الناس َأ ْع َل ُم َف َق َ يل َف ُسئ َل َأ ُّي َّ النب ُّي َخط ًيبا في َبني إ ْس َرائ َ َّ
َ َ َ َ َّ ُ َ َ ْ ْ َ ْ َ ُ َّ ْ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ ُ َ َ
َّللا إل ْيه أ َّن َع ْب ًدا م ْن ع َبادي فعتب َّللا عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى
احم ْل يل ل ُه ْ َ َ َ َ
ال َيا َر ِّب َوك ْيف به فق َ ب َم ْج َمع ْال َب ْح َرْين ُه َو َأ ْع َل ُم م ْن َك َق َ
وش َع ْبن ُنو ٍن ْ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ ُ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ َ
ُح ًوتا في مكت ٍل فإذا فقدته فهو ثم فانطلق وانطلق بفتاه ي
َ َْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َّ ْ ْ َ
ص ِبال ِعل ِم ق ْو اما ُدون ق ْو ٍم ك َر ِاه َية أن ل َيف َه ُموا 49باب من خ
ُ اس ب َما َي ْعر ُفو َن َأ ُتح ُّبو َن َأ ْن ُي َك َّذ َب َّ ُ
َّللا َو َر ُسول ُه ال َعل ٌّي َح ِّد ُثوا َّ
الن َ َ - 127و َق َ
ُّ َ َ َ َ َّ َ َ ُ ُ َّ ُ َ َ ْ
وذ َع ْن أبي الطف ْيل َع ْن حدثنا ع َب ْيد َّللا ْبن ُموس ى عن َم ْع ُروف ْبن خ َّرُب ٍ
َ
َعل ِّ ٍي بذل َك
َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ ُ َ ُ ْ ُ َ َ َ َ َ
ال َح َّدثني أبي - 128حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا معاذ بن هش ٍام ق
َّ َ َّ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ ال َح َّد َث َنا َأ َن َُع ْن َق َت َاد َة َق َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم س ْب ُن َمال ٍك أن النبي صلى
َّ َ ُ ٌ َ ُ ُ َ َ َّ ْ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ
ال ل َّب ْي َك َيا َر ُسو َل َّللا ومعاذ رديفه على الرحل قال يا معاذ بن جب ٍل ق
ال َما م ْن ال َل َّب ْي َك َيا َر ُسو َل ََّّللا َو َس ْع َد ْي َك َث َال ًثا َق َ
ال َيا ُم َع ُاذ َق َ َو َس ْع َد ْي َك َق َ
َ ْ َّ ً َّ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َوأ َّن ُم َح َّم ًدا َر ُسو ُل َّللا ص ْدقا م ْن قلبه إال أح ٍد يشهد أن ال إله إال
ْ َ َ َ َّ ْ ُ َ َ َ َّ
ال َيا َر ُسو َل َّللا أفال أخب ُر به الن َ النار َق َ َّللا َع َلى َّ
َح َّر َم ُه َّ ُ
اس في ْستبش ُروا
َ َ ُّ ٌ َ َ ً ُ َ ْ
ال إذا َي َّتكلوا َوأخ َب َر ب َها ُم َعاذ ع ْن َد َم ْوته تأث ًما ق
ََ ال َسم ْع ُت َأبي َق َ
ال َح َّد َث َنا ُم ْع َتم ٌر َق َ
َ - 129ح َّد َث َنا ُم َس َّد ٌد َق َ
ال َسم ْع ُت أن ًسا
َ َ ُ َ َ َّ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ
َّللا ال قال ذكر لي أن النبي صلى َّللا عليه وسلم قال ملع ٍاذ من لقي
َ ْ ً َ َ َ ْ َ َّ َ َ َ َ َ ُ َ ِّ ُ َّ َ َ َ َ ِّ َ َ ُ َْ ْ
ُيشر ُك به شيئا دخل الجنة قال أال أبشر الناس قال ال إني أخاف أن
ُ
َي َّتكلوا
َْ ْ ْ ْ ُْْ
َ 52باب ِذك ِرال ِعل ِم َوالفت َيا ِفي امل ْس ِج ِد
َ َ َ َّ َ َ َّ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ ُ َ ْ ُ ُ َ
ال َح َّدث َنا ناف ٌع يد قال حدثنا الليث بن سع ٍد ق - 133حدثني قتي َبة ْبن سع ٍ
ً َ َ َّ ْ َ َّ َّ َ
َم ْولى َع ْبد َّللا ْبن ُع َم َر ْبن الخطاب َع ْن َع ْبد َّللا ْبن ُع َم َر أ َّن َر ُجال ق َام في
َ َ َ َ َ ُ َ َّ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ُ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َْ
صلى امل ْسجد فقال يا رسول َّللا من أين تأمرنا أن نهل فقال رسول َّللا
َّ ْ َ ْ َ َ َْ َ َّ َّ ُ َ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم ُيه ُّل أ ْه ُل املد َينة م ْن ذي ال ُحل ْيفة َو ُيه ُّل أ ْه ُل الشأم م ْن
َّ َ َ ْال ُج ْح َفة َو ُيه ُّل َأ ْه ُل َن ْج ٍد م ْن َق ْر ٍن َو َق َ
ال ْاب ُن ُع َم َر َو َي ْز ُع ُمون أ َّن َر ُسو َل َّللا
ان ا ْب ُن ُع َم َرال َو ُيه ُّل َأ ْه ُل ْال َي َمن م ْن َي َل ْم َل َم َو َك ََّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َق َ
ص َّلى َّ ُ
َ
َّ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ََْ
َّللا َعل ْيه َو َسل َم َي ُقو ُل ل ْم أفق ْه َهذه م ْن َر ُسول َّللا صلى
ََ ََْ َ 53باب َم ْن َأ َج َ
السا ِئ َل ِبأكث َر ِم َّما َسأل ُه
اب َّ
النب ِّيال َح َّد َث َنا ْاب ُن َأبي ذ ْئب َع ْن َنافع َع ْن ْابن ُع َم َر َع ْن َّ َ - 134ح َّد َث َنا َآد ُم َق َ
ٍ ٍ
الز ْهر ِّي َع ْن َسالم َع ْن ْابن ُع َم َر َع ْن َّ
النب ِّي َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َو َع ْن ُّ
ص َّلى َّ ُ َ
ٍ
ال َال َي ْل َب ُ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ ُ ً َ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ ْ ُ
امل ْحر ُم َف َق َ
س صلى َّللا عليه وسلم أن رجال سأله ما يلبس
َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ َ ْ ً َ َّ ُ ْ َ ْ ُ َْ َْ
القميص وال العمامة وال السراويل وال البرنس وال ثوبا مسه الورس أو
َ ُ َ ْ ُ ْ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َّ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ ْ َّ
س الخ َّف ْين َول َي ْقط ْع ُه َما َح َّتى َيكونا الزعفران فإن لم يجد النعلين فليلب
َْ َ
ت ْح َت الك ْع َب ْين
كان َيدين بالتوحيد ،ويؤمن بالبعث ،ويدعو العرب إلى نبذ العكوف
على األوثان ويرشدهم إلى عبادة الحق .ويقال إنه أول من خطب على
ِّ
شرف ،وأول من قال في خطبه "أما بعد" وأول من اتكأ على سيف أو
"البينة على عصا في خطابه ،وكان الناس يتحاكمون إليه ،وهو القائلِّ :
واليمين على من أنكر" .وسمعه النبي قبل البعثة يخطب في ُ من ِّادعى،
ُ عكاظ فأثنى عليه .وعمر ِّ
قس طويال ومات قبيل البعثة.
ُ
ومن خطبه التي خطبها في سوق عكاظ قبل ظهور اإلسالم ،ومما قاله
فيها:
ُ ََ ْ َ َ َ
ات فاتَ ،وك ُّل َما ُه َو اس َم ُعوا َو ُعواَ ،م ْن َع َ
اش َمات ،ومن م اسْ ، « َأ ُّي َها َّ
الن ُ
آت آت ..مطر ونبات وأرزاق وأقوات وآباء وأمهات وأحياء وأموات جمع ٍ
ُ َ ْ َ َ َ
وأشتات ،ل ْي ٌل داجَ ،ون َه ٌار َساجَ ،و َس ٌ
ماء ذات ْأب َر ٍاج ،وأرض ذات فجاج،
َ
وبحار ذات أمواج ،ومهاد موضوع ،وسقف مرفوع ،ونجوم تمور ،وبحار
َّ َ َ ً َ َ َُ ُ ٌ َ
الس َماء لخ َبرا ،وإ َّن فى األرض وم ت ْز َهرَ ،وب َح ٌار ت ْزخر ..إ َّن فى ال تغور ،ونج
1الهاشمي ،السيد أحمد .جواهر األدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب .بيروت :دار
املعرفة .2015 ،ط .4ص.440
1ابن كثير ،الحافظ .البداية والنهاية ،ج ،6ط .6بيروت :دار املعارف .1988 ،ص.301
ٌ ٌ ُ َ ٌ
1أ ٌّم ل َّبة :أي ُمح َّبة عاطفة.
تعنى بالزبد :رغوة اللبن ،وبالصريح :اللبن الذي تحته املحض ،وهذا مثل ُيضرب 1
للصدق يحصل بعد الخبر املظنون ".لسان العرب".
َ ْ
وحسبته. أي :ظنن َته 2
أي :ورأيت حاجبين. 3
الح َم ُم َ :
الف ْح ُم. ُ 4
أي ممتلئة الجسم. 5
صنيع :أيَ :م ْج ُلوٌّ. سيف َ 6
أحمر أحسن ما يكون ،وكل لون يشبهه فهو أرجوان. نور ُ األرجوان :شجر له ٌ 7
واحدته ُج َمانة ،وهي :حبة ُت ْع َمل من الفضة ُّ
كالد َّرة. 8
َْ َ َ
تأشير األسنان :تحزيزها وتحديد أطرافها ،يقال :أشرت املرأة أسنانها تأش ُر َها 9
وتصنعا ،واألخير منهي عنه ً
ً َ ْ
شرعا ،وهللا أعلم. أش ًرا .والتأشير ضربان :خلقة،
َ ْ
• والتعهد لوقت طعامه ،وال ُه ُد ُّو عنه عند منامه؛ فإن حرارة الجوع
ْ
وتنغيص النوم مبغضة. َ َمل َهبة،
• واالحتفاظ ببيته وماله ،واإلرعاء على نفسه وحشمه وعياله ،ومالك
َ َ ُ
والحشم حسن التدبير. حسن التقدير ،وفي العيال األمر في املال
سرا ،وال تعص ي له ً
أمرا؛ فإنك إن أفشيت سره لم تأمني • وال تفش ي له ًّ
َ َ
غدره ،وإن عصيت أمره أ ْوغ ْرت صدره.
َ
ثم اتقي مع ذلك الفرح إن كان تر ًحا ،1واالكتئاب عنده إن كان
فرحا؛ فإن الخصلة األولي من َ
التقصير ،والثانية من التكدير. ً
إعظاما؛ يكن َّ
أشد ما يكون إكر ًاما. ً وكوني َّ
أشد ما تكونين له
وأشد ما تكونين له موافقة؛ يكن أطو َل ما تكونين له مرافقة.
ُْ ُ َ
واعلمي أنك ال تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك ،وهواه
على هواك ،فيما أحببت وكرهت ،وهللا َيخير لك.
َ َ ُ َ َ َ ِّ
وولدت له امللوك السبعة ف ُحمل ْت ف ُسل َم ْت إليه ،ف َعظم َم ْوق ُع َها منه،
الذين ملكوا بعده اليمن.
َّ
1الت َرح :نقيض الفرح.
Module V: Poetry
الوحدة الخامسة :الشعر
من كتاب "شرح ديوان عنترة" للخطيب التبريزي .ط .1بيروت :دار الكتاب العربي. 1
.1992ص .157 -147
أي :فسق ،وتكلم بالفجور 2
ُ
هو جد األحنف بن قيس ،وقد قتل في أحد أيام داحس والغبراء. 3
قد أرجع التبريزي سبب نظم املعلقة كما تذكر املصادر القديمة إلى الظروف التي 4
واحدا من بني عبس شتمه ِّ ً
وعيره أعقبت حرية عنترة واعتراف أبيه به .قيل إن
بأمه وسخر منه لسواد لونه فانبرى عنترة يفتخر ببسالته ويصف فروسيته ِّ
ِّ ً
متحديا خصمه الذي قال له :أنا أعظم شاعرية منك .فإذا صحت هذه الرواية
تكون معلقة عنترة أولى قصائده الطوال وأجودها ألنه ال يذكر له قبلها إال
األبيات املتفرقة واملقاطع القصيرة.
1ما وهي منه :ما ضعف
ِّ
املتبسم ،ويروى: ِّ
املتبسم" ،أي :لذيذة طعم الفم وقوله" :لذيذة
َّ
"املتبسم" بفتح السين على أنه اسم ملوضع التبسم ،وقوله :فوقفت
فيها ناقتي أي حبست على هذه الدار ناقتي ألقض ي حاجتي من البكاء
فيها ،والسؤال عن أهلها،
وقوله" :وكأنها فدن" شبه ناقته في ضخمها وكمال خلقها بالفدن ،وهو
ِّ ِّ
واملتلوم املنتظر املتمكث ،يقال :تلوم علي ساعة أي انتظرني القصر.
وتربص علي ،وأراد باملتلوم نفسه ،ألنه تلوم بالدار ليقض ي حاجته
منها.2
ْ َ ْ َ َّ َ َ ُ َ َ َّ َ َ ُ ُّ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ
ـان فاملتثل ِـم ِ م الصف نِ ـزح البِ ـان 7وتحل عبلـة ِبالجـو ِاء وأهل
ََْ َ ََْ ََ َْ ُّ َ َ ُ 8ح ّي ْي َت م ْن َط َلل َت َ
اله ْيث ِـم قاد َم َع ْه ُد ُه أقوى و أقفـربعد أ ِم ٍ ِ ِ
الحزن ما غلظ من األرض وهو هاهنا موضع بعينه ،وهو حزن تمیم،
والصمان جبل تميم ،واملتثلم موضع .وقوله« :حييت من طلل» أي: ِّ
أحياك هللا ،والطلل ما شخص من الدار من وتد وأري ،وقوله« :تقادم
عهده» أي :طال عهده بأهله وقدم ،فتغير لذلك ،ومعنى أقوي خال من
أهله ،والقواء الخالي.
خ َرم1 َ َ ْ َّ ُ ْ َ َ ّ ْ َ
9شطت مزارالعاشقين فأصبحت ع ِسرا علي ِطالب ِك ابنة م ِ
س ِب َم ْز َع ِـم َ ْع َم اا َل َع ْم ُر َأب َ
يك َل ْي َ َا ُْ َ ّْ
ُ 10ع ِلق ُت َها َع َرضا َو اقت ُـل ق ْو َم َها
ِ ز
شطت مزار العاشقين أي بعدت بموضع زياراتهم ،أي :صارت بحيث ال
تزار لبعد دارها ،والعسر املمتنع املتعذر ،وقوله" :طالبك" أي :مطالبتي
لك ومرامي إياك ،وخاطبها بقوله طالبك بعد أن أخبر عنها في صدر
البيت ،وهذا في الكالم والشعر كثير .وقوله" :علقتها عرضا" أي:
اعترضني حبها من غير أن أرومه
وأتعرض له ،وأنا مع ذلك أقتل قومها وكيف أحبها وأنا أقتلهم وإنما
يريد أن قومها أعداء له ،فال سبيل إليها ،فأنكر لذلك حبه لها ،فقال
مخاطب نفسه :هذا فعل ليس بفعل ،وضرب الزعم مثال ،والزعم إنما
هو في الكالم دون الفعل ،وإنما يريد أن حبه لها ليس له ظاهر يوجبه
َ ْ َ ً َ
َعس َرا َعل َّي طال ُبك ْاب َنـة َمخ َرم ين َف َأ ْ
ص َب َح ْت 1وفي نسخةَ :ح َّل ْت ب َأ ْرض َّ
الزائر َ
لقتله قومها فكأنه ليس بحب .ويكون أيضا الزعم هنا على أصله ،أي ما
زعمت من حبك لها ليس بزعم يعضده الصدق ،ويوجبه الظاهر ،فهو
غير زعم في الحقيقة والنظر.
ُْ ّ ْ َ ُ ََ َ ْ َ َ ُّ َ
ِم ِني ِب َمن ِزل ِـة امل ِح ِ ّب املك َـر ِم َ 11ولق ْد ن َزل ِت فال تظ ِنـي غ ْي َر ُه
َ َ َ َُ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ
ِب ُعن ْي َـزت ْي ِـن َوأ ْهلنـا ِبالغ ْيل ِـم 12ك ْيف امل َز ُار َوق ْد ت َرَّب َع أ ْهل َهـا
املكرم ،فال تظني غير ذلك ،وأجرى يقول :أنت عندي بمنزلة املحب ِّ
املحب على أصله من أحببت ،واملستعمل في الكالم محبوب .وقوله:
"كيف املزار" يقول :كيف لي أن أزورها وأهلها مرتبعون بموضع ال يرتبع
وتربع من الربيع بمنزلة تصيف من الصيف ،أي :نزلوا عنيزتين في بهِّ ،
الربيع ،وعنيزتان موضع ،والغيلم موضع ،وهو أيضا البئر الغزيرة املاء،
وهو بالعين غير معجمة ألنها معلومة املوضع مشهورة.
ْ ْ َ ُ َ َ َ َّ ْ ُْ َْ ْ
ُز َّمت ِرك ُابكم ِبل ْي ٍـل ُمظ ِل ِـم الف َراق ف ِإن َماِ 13إن كن ِت أزمع ِت ِ
ط ّ َ َ َ ُّ َ َ ْ َ َ ُ َ َّ
الخ ْم ِخ ِم
الدي ِارتسف ح َّب ِ وس ِ اعني إل َح ُمولـة أ ْه ِل َهـاَ 14ما َر َ
قوله" :أزمعت" أي :أجمعت وعزمت على ،يقول :إن كنت عزمت على
الرحيل والفراق فقد ز ِّمت رکابکم أي :شدت وخطمت باألزمة ،وعليكم
ِّ
بقية من الليل أي هذا أمر أبرمتموه وتقدمتم فيه بليل مظلم وإنما
يعني أنهم فاجؤوه بالرحيل ولم يعلم به قبل ،فذلك أشد عليه وأبعث
لجزعه ،وهذا كقول علقمة:
ُ ً
ُ
مزموم ُّ
كل الجمال قبيل الصبح بالب ْين حتى أزمعوا طعنا
لم أثر َ
وقوله" :ما راعني" أي :ما أفزعني يقول :ملا جئت فنظرت إلى أهلها قد
تحملوا أفزعني ذلك لفراقي إياها .والحمولة اإلبل ُيحمل عليها املتاع.
والحمولة بضم الحاء املتاع نفسه .فإن حذفت الهاء فهي اإلبل التي
تسف تأكل ،والخمخم تأكلها اإلبل لها ِّ ِّ
حب تحمل عليها الهوادج .ومعنى
أسود ،ويروى أيضا بالحاء غير معجمة .وقد يقال الخمخم برفع الخاء،
وإنما راعه كون الحمولة وسط الدار ألنها كانت غادية في املرعی ،فلما
أرادوا الرحيل ردوها إلى الديار ليتحملوا عليها ،فراعه ذلك.
َ ُ َا َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َْ ُ َ َ ُ َ ا
اب األ ْس َح ِم ِ
الغ َ
ر ـة ي
ِ ِف ا خ ك ا ود س ـةِ 15فيها اثنت ِان وأربعـون حلوب
َ ْ َ ُ َ ْ ْ 16إذ َت ْس َتب ْي َك بذي ُغ ُر َ
اض ٍح َعذ ٍب ُمق َّبل ُـه ل ِذي ِـذ املط َع ِـم
وب و ِ ٍ ِ ِِ
يقول :في هذه الحمولة من النوق التي تحلب اثنتان وأربعون حلوبة،
ويقال ناقة حلوبة وإبل حلوبة للتي تحلب .وقوله« :سودا» حال من
قوله :اثنتان وأربعون ،وهو حال من نكرة ويجوز رفعه على النعت وال
يكون نعتا للحلوبة ألنها مفردة إذ كانت تمييزا للعدد ،وسودة جمع وال
ينعت الواحد بالجمع ،وإنما ذكر أن في إبلهم هذا العدد من الحلوبة
السود ليخبر عن كثرتهم وكثرة إبلهم ،ألنه إذا شرط أن فيها هذا العدد
1من كتاب املعلقات السبع مع الحواش ي املفيدة للزوزني :كراتش ي :مكتبة البشري،
.2011من ص 71و87 - 84
2واسم أبي سلمى :ربيعة بن رياح بن قرة بن الحارث بن مازن ،وينتهي نسبه إلى:
مضر بن نزار بن َم َع ِّد بن عدنان.
املقدمين على سائر الشعراء ،وإنما اختلفوا في تقديم أحد وهو أحد الثالثة َّ
الثالثة على صاحبيه .وأما الثالثة فال اختالف فيهم ،وهم :امرؤ القيس ،وزهير،
والنابغة الذبياني .وكان من حديث زهير ،وأهل بيته أنهم كانوا من “مزينة” إحدى
قبائل مضر .وكان يقيم هو وأبوه وولده في منازل بني :عبد هللا بن غطفان،
بالحاجز من نجد ،ولذلك كان يذكر في شعره بني مرة وغطفان ويمدحهم.
نشأ زهير فيهم ،وهناك قال قصيدته املعلقة يذكر فيها قتل ورد بن حابس
ضم املري ،ويمدح فيها هرم بن سنان بن أبي حارثة، ض ْم َ
العبس يَ :هر َم بن َ
والحارث بن عوف ،وسعد بن ذبيان املريين ألنهما احتمال ديته من مالهما .وكان
ُ
زهير بعد ذلك يكثر من مدح َهرم وأبيه سنان وله فيهما قصائد غر .فحلف هرم
أال يمدحه إال أعطاه وال يسأله إال أعطاه وال يسلم عليه إال أعطاه ً
عبدا أو وليدة
فرسا .فاستحيا زهير من كثرة بذله له على كل حال ،وجعل يتجنب مقابلته. أو ً
صباحا غير َهرمَ ،
وخيركم استثنيت”. ً وكان إذا رآه في محفل قال“ :عموا
كان زهير قد رأى في منامه في آخر عمره أن ً
آتيا أتاه فحمله إلى السماء حتى كاد
قص رؤياه على ولده كعب.يمسها بيده ،ثم تركه فهوى إلى األرض ،فلما احتضر َّ
ثم قال“ :إني ال أشك أنه كائن من خبر السماء بعدي ،فإن كان فتمسكوا به
وسارعوا إليه” .ثم توفي قبل مبعث النبي عليه الصالة والسالم بسنة .وكانت وفاته
سنة 609 :مليالد املسيح عليه الصالة والسالم.
ِّ
امتاز زهير بما نظمه من منثور الحكمة البالغة ،وكثرة األمثال وسني املدح،
وتجنب وحش ي الكالم ،وعدم مدح أحد إال بما فيه .وقد كان أحسن الشعراء ُّ
شعرا ،وأبعدهم عن سخف الكالم ،وأجمعهم لكثير من املعاني في قليل من ً
اللفظ .وكان لزهير أخالق عالية ،ونفس كبيرة ،مع سعة صدر وحلم وورع ،فرفع
سيدا .وكثر ماله واتسعت ثروته .وكان مع ذلك ً
عريقا في القوم منزلته وجعلوه ً
الشعر .وكان لشعره تأثير كثير في نفوس العرب .وهو واسطة عقد الفحول من
شعراء الطبقة األولى.
ُ
وكان زهير شديد العناية بتنقيح شعره ،حتى ضرب به املثل ،وسميت قصائده
بالحوليات ،نسبة إلى الحول أي السنة ،وذلك ألنه كان ينظم القصيدة في أربعة
أشهر ،ويهذبها بنفسه في أربعة أشهر ،ويعرضها على أصحابه الشعراء في أربعة
أشهر ،فال يشهرها حتى يأتي عليها حول كامل.
معلقة زهير أشعر شعره .وقد جمعت ما أشبه كالم األنبياء ،وحكمة الحكماء
ففيها الحكمة البالغة ،واملوعظة الحسنة ،واألخالق الفاضلة ،واملعاني العالية
دارت رحاها بين عبس وفزارة بسبب سباق داحس فرس قیس بن زهير
سيد بني عبس ،والغبراء ُحجرة حمل بن بدر سید بني فزارة من
غطفان.
ً ً
وذلك أن زهيرا وحمال تراهنا على مئة بعير ،يدفعها من يخسر السباق
إلى من يربحه .وملا كان اليوم املعين بعث حمل بن بدر من يكمن
لداحس ويرده عن غايته إذا جاء سابقا .ثم أرسل الفرسان فبرز
داحس عن الغبراء حتى شارف الغاية ودنا من الكمين ،فوثبوا عليه
ِّ
وردوه فسبقت الغبراء.
ً
وبعث حمل ابنه مالكا إلى قيس يطلب منه حق السبق فأبي قيس دفعه
وقتل مالكا ،فكان ذلك باعثا على الحرب .وقد طالت هذه الحرب وكثر
فيها القتلى حتى أصلح بين املتحاربين هرم بن سنان والحرث بن عوف،
ودفعا الديات من مالهما .وقيل :إنها بلغت ثالثة آالف بعير .فنظم زهير
ِّ
معلقته يمدح بها املصلحين لحقنهما الدماء ،ويحذر الفريقين من شر
توسع في وصف الحرب ونتائجها الخيانة وإضمار الحرب ،وقد ِّ
املشؤومة ،ثم ختم املعلقة بحكمه التي استحق بها لقب الشاعر
الحكيم.
شرح البيت :يقول :رأيت املنايا تصيب الناس على غير نسق وترتيب
وبصيرة ،كما أن هذه الناقة تطأ على غير بصيرة ،ثم قال :من أصابته
املنايا أهلكته ومن أخطأته أبقته فبلغ الهرم.
َ ْ ُ َ َّ ْ ْ ْ ُُ َ ََ ْ َْ ُ
ياب ُويوطأ ِب َمن ِس ِم
ٍ بأن س ر ض ي ور ٍ
ثيرةك ومن لم يصانع ِفي أم ٍ
يضرس :الضرس :العض على الش يء بالضرس، َّ معاني املفردات:
والتضريس مبالغة املنسم للبعير :بمنزلة الحافر للفرس.
شرح البيت :يقول :ومن لم يصانع الناس ولم يدارهم في كثير من األمور
قهروه وغلبوه وأذلوه وربما قتلوه ،كالذي يضرس بالناب ويوطأ باملنسم.
ّ َ ْ َ َّ ُ َ
تم ُيشت ِماملعروف من دو ِن ِع ْر ِض ِه َي ِف ْر ُه َو َم ْن ل َيت ِق الش يجعل
ِ َو َم ْن
وفرت الش يء ًُ َ
وفرا :أكثرته. معاني املفردات :يفره :
ذابا ذم الرجال عن عرضه، شرح البيت :يقول :ومن جعل معروفة ًّ
واقيا عرضه وفر مكارمه ،ومن ال يتق شتم الناس إياه وجعل إحسانه ً
عرض ُشتم؛ يريد أن من بذل معروفه صان عرضه ،ومن بخل معروفه َّ
عرضه للذم والشتم.
َْ ُ ْ َ َ ُ ْ
عنه َو ُيذ َم ِم ضل َف َي ْب َخ ْل ْ
بفض ِل ِه على قو ِم ِه يستغن ََ ْ َ ُ َ َ ْ
ومن يك ذا ف ٍ
شرح البيت :يقول :من كان ذا فضل ومال فبخل به استغني عنه وذم،
فأظهر التضعيف على لغة أهل الحجاز؛ ألن لغتهم إظهار التضعيف في
محل الجزم والبناء على الوقف.
َ
الب ّرل َيت َج ْم َج ِم
ُ َ ّ ُ َ َ َ َ ُْ َ ُ ََ ُ
وف ل يذمم ومن يهد قلبه إلى مطم ِئن ِومن ي ِ
يوف :وفيت بالعهد أفي به .يتجمجم :يخفي كالمه وال يبينه
يقول :ومن أوفى بعهده لم يلحقه ذم ،ومن هدي قلبه إلى بر يطمئن
القلب إلى حسنه ويسكن إلى وقوعه موقعه ،لم يتردد ويتلكأ في إسدائه
وإيالئه.
َّ ْ َ َ ََْ َ َْ
ماء ِب ُسل ِم
الس ِ
َ
سباب َّ أسباب املنايا َينلن ُه وإن َي ْرق أ َو َم ْن َه َ
اب
معاني املفردات :رقي في السلم :صعد فيه،
شرح البيت :يقول :ومن خاف وهاب أسباب املنايا نالته ،ولم ُي ْجد
عليه خوفه وهيبته إياها ً
نفعا ولو رام الصعود إلى السماء فرا ًرا منها.
َْ َ َ ُ َ َْ ُ َ َ
َيك ْن َح ْم ُد ُه ذ ًّما عل ْي ِه َو َيند ِم أهل ِه
عروف ِفي غ ِير ِ َو َمن يجع ِل امل
شرح البيت :يقول :ومن وضع أياديه في غير من استحقها ،أي من
ً
أهال لإلحسان إليه واالمتنان عليهَّ ،
ذمه الذي أحسن إلى من لم يكن
ُ
أحسن إليه ولم يحمده ،وندم املحسن الواضع إحسانه في غير
موضعه.
شرح البيت :يقول :ومهما كان لإلنسان من خلق فظن أنه يخفى على
ْ َ
الناس علم ولم َيخف ،والخلق والخليقة واحد ،والجمع األخالق
ِّ
والخالئق ،وتحرير املعنى :أن األخالق ال تخفى والتخلق ال يبقى.
َّ َ ُّ زَي َاد ُت ُه َأ ْو َن ْق ُ
ص ُه ِفي التكل ِم
َ وكائن َت َرى م ْن َ
ص ِام ٍت ل َك ُم ْع ِج ٍب ْ
ِ ِ
صامت
ٍ معاني املفردات :كائن :
شرح البيت :يقول :وكم صامت يعجبك صمته فتستحسنه وإنما تظهر
زيادته على غيره ونقصانه عن غيره عند تكلمه.
ْ َ ْ ُ ُ ُ َ َ ْ َ ْ َ ّ ُ َ ُ َّ
الل ْحم َّ ُ
والد ِم ِ لسان الفتى نصف و ِنصف فؤاده فلم يبق إل صورة
شرح البيت :هذا كقول العرب :املرء بأصغريه لسانه وجنانه.
ُ الس َف َ ّ ََ َ َ َ ْ َ ّ َ َ َّ
اه ِة َي ْحل ِم عد ّ فاه الش ِيخ ل ِحل َم َب ْعد ُه وإن الفتى ب وإن س
ْ
فيها لم ُي ْر َج حلمه؛ ألنه ال حال شرح البيت :يقول :إذا كان الشيخ س ً
سفيها أكسبه شيبه ً نزقا ً ً
حلما بعد الشيب إال املوت ،والفتى وإن كان
ووقا ًرا،
التسآل ْيو اما َس ُي ْح َر ِم
َ َس ْألنا َف َأ ْع َط ْي ُت ْم َو ُع ْدنا َف ُع ْد ُت ُم َو َمن َ
أكثر
شرح البيت :يقول :سألناكم رفدكم ومعروفكم فجدتم بهما ،فعدنا إلى
يوما الالسؤال وعدتم إلى النوال ،ومن أكثر السؤال حرم ً
محالة .والتسآل :السؤال :وتفعال من أبنية املصادر.
حمدو طماس .ديوان الخنساء .بيروت :دار املعارف .2004 .ص 49 ,48 1
الحثيث :هو السريع ،يقال حث في سيره إذا أسرع .البكيء :القليل 2
قيل :كان يقال الصخر أخي الخنساء ذو اليمينين لكثرة عطائه أو ألنه كان 3
ِّ
يستخدم يدييه كليهما في الحرب .املسلب :من التسلب وهو لبس الثياب السود
بليج الوجه :طليقه 4
مجنبة القنا :املوضوعة على جنوبها الرماح 5
مبثوثة :صفة للخيل املنتشرة .وزعتها :إذا رددتها .والزجل :الصوت. 1
تردى الخيل :إذا رجمت األرض بحوافرها. 2
الحق :هو الحزم .الصفوة من الش يء :الخالص فيه. 3
م الحزم :من الحزم .والعزاء :الشدة 4
قصيدة فرزدق
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته1
(البسيط)
ملا حج هشام بن عبد امللك في أيام أبيه ،طاف بالبيت وجهد أن يصل
إلى الحجر األسود ليستلمه ،فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام ،فنصب
له كرس ي وجلس عليه ينظر إلى الناس ،ومعه جماعة من أعيان الشام.
فبينما هو كذسلك إذ أقبل اإلمام زين العابدين علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ،فطاف بالبيت .فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس
حتى استلم الحجر ،فقال رجل من أهل الشام لهشام :من هذا الذي
هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام :ال أعرفه ،مخافة أن يرغب فيه
أهل الشام .وكان الفرزدق حاضرة ،فقال :أنا أعرفه ،ثم اندفع فأنشد
هذه القصيدة التي أغضبت هشام فأمر بحبسه بين مكة واملدينة:
ُ الب ْي ـ ـ ُت ْ
يعرف ُه َوالح ـ ـ ُّل َو َ َ ّ َ ُ َ ْ ُ ْ َ
الح َر ُم2
ِ ِ
َو َ حاء َوطأت ُه، عرف البط
هذا الذي ت ِ
1فاعور ،علي (شرح وضبط) .ديوان الفرزدق .ط .1بيروت :دار الكتب العلمية.
.1987ص .514-511
2البطحاء :أصله املسيل الواسع فيه دقاق الحص ى؛ وقال بعضهم :البطحاء كل
موضع متسع؛ وهو موضع بعينه قريب من ذي قار ،وبطحاء مكة وأبطحها،
وكذلك بطحاء ذي ُ
الحليفة( .معجم البلدان1 :ص .)446الوطأة :موضع القدم.
البيت :الكعبة .الحل :ما جاوز الحرم من األرض .والحرم :ما ال يحل انتهاكه ،ويراد
به مكة وما جاورها من أرض .يقول :إن املمدوح يعرفه أهل الدنيا قاطبة.
العلم :كبير القوم وسيدهم. 1
فاطمة :بنت الرسول وزوج اإلمام علي جد زین العابدين ،أي أنه ابن بنت محمد 2
خاتم النبيين.
ضائره :مضر به ،أي محط من قدره . 3
غیاث :غوث وعون .عم :شمل الناس عامة .استوکف :استقطر املاء واستدعی 4
جریانه .عراه :ألم به .العدم :الفقر.
والسجية .البوادر ،الواحدة بادرة :ما يبدو من اإلنسان عندِّ الخليقة :الطبع 5
غضبه .الشيم :األخالق .يقول :هو حليم ال ُيخش ى غضبه.
افتدحوا :أثقلوا باملصائب .الشمائل ،الواحدة شميلة :الطبع والخصلة .أي أنه 6
يساعد من تحل بهم املصائب ويجد لذة في اإلجابة بنعم على كل طالب معونة.
التشهد :ما يقوله املسلم من شهادة بقوله :أشهد أن ال إله إال هللا .يقول :إن زین 1
العابدين ال يعرف أن يقول :ال ،إال حينما يتلو الشهادة .
عم البرية :شمل الخليقة إحسانه .انقشعت :انجلت .الغياهب ،الواحد غيهب: 2
وهو الظلمة .اإلمالق :الفقر املدقع.
يغض ي :يخفض الطرف .أي أنه يغض طرفه حياء ،لكن الناس لعظم هيبته ال 3
يرفعون إليه أبصارهم إال إذا ابتسم لهم إيناسا.
العبق :الذي يفوح بالشذا والطيب .األروع :من يروعك حسنه وشجاعته .العرنين: 4
األنف .الشمم :ارتفاع أرنبة األنف مع حسنها واستوائها.
الراحة :الكف .الركن :الجانب األقوى .الحطيم :ما بين ركن الكعبة والباب ،وقيل 5
جدار الكعبة .يستلم :يلمس للتبرك .أي أن حجر الكعبة نفسه يعرف كف زین
العابدين فيكاد يمسكه أي يحبسه عنده شغفا به.
اللوح :الكتاب الذي يسطره القضاء والقدر لكل إنسان ،أي أنه كتب له التعظيم 6
منذ القدم .
ُينمي :ينسب .وقد ورد عجز البيت في بعض الروايات" :عن نيلها عرب اإلسالم 1
والعجم".
دان :خضع. 2
نبعته :شجرة تصنع منها القس ي وهي أجود الشجر ،واملقصود أصله الكريم. 3
الحيم :السجية والطبيعة .يقول إن شجرته من أصل شجرة النبي وقد طابت
مغارسه وطابت سجاياه وأخالقه.
ننجاب :تنكشف. 4
معشر :قوم .معتصم :ملجأ. 5
أي أن املسلم بعد أن يذكر هللا في بدء الكالم وختامه يصلي ويسلم على النبي 6
محمد وآله ،ولذلك قال :ذكرهم بعد ذكر هللا.
املصادرواملراجع
.1ابن كثير ،الحافظ .البداية والنهاية ،ج ،6ط .6بيروت :دار املعارف. 1988 ،
.2التبريزي ،الخطيب .شرح ديوان عنترة .ط .1بيروت :دار الكتاب العربي.1992 .
.3حمدو طماس .ديوان الخنساء .بيروت :دار املعارف. 2004 .
.4الزوزني .املعلقات السبع ،كراتش ي :مكتبة البشري. 2011 ،
.5السيوطي ،الحافظ جالل الدين .التوشيح شرح الجامع الصحيح .الرياض:
مكتبة الرشد .
.6الصابوني ،محمد علي .صفوة التفاسير .ج ،2ط .4بيروت :دار القرآن الكريم.
1981
.7الصابوني ،محمد علي .مختصر تفسير ابن كثير .ج .2بيروت :دار القرآن الكريم.
2009
.8ضيف ،شوقي .تاريخ األدب العربي العصر الجاهلي .ط ،11القاهرة ،دار املعارف.
.9العسقالني ،أحمد بن علي ابن حجر .فتح الباري .ج .1املكتبة السلفية .
.10فاعور ،علي (شرح وضبط) .ديوان الفرزدق .ط .1بيروت :دار الكتب العلمية.
.1987
.11الهاشمي ،السيد أحمد .جواهر األدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب .ط .4بيروت:
دار املعرفة. 2015 .
https://www.marefa.org/ .12
https://mawdoo3.com/ .13
https://sotor.com/ .14
https://al-maktaba.org/ .15