You are on page 1of 215

UNIVERSITY OF CALICUT

SCHOOL OF DISTANCE EDUCATION

M A Arabic
(2020 Admission Onwards)

CLASSICAL ARABIC
LITERATURE
Self-Learning Material

I SEMESTER

CORE COURSE - ARA1C04

190104
CLASSICAL ARABIC
LITERATURE

STUDY MATERIAL

I SEMESTER

CORE COURSE - ARA1C04

M A Arabic
(2020Admission Onwards)

UNIVERSITY OF CALICUT
SCHOOL OF DISTANCE EDUCATION
Calicut University- PO, Malappuram,
Kerala, India - 673 635
UNIVERSITY OF CALICUT
SCHOOL OF DISTANCE EDUCATION
STUDY MATERIAL FIRST SEMESTER

M A Arabic
(2020Admission Onwards)

CLASSICAL ARABIC
LITERATURE

CORE COURSE - ARA1C04

Prepared by :
Sri.Abdussalam K.
Assistant Professor .
Department of Arabic
University of Calicut

Smt. Fathima Zuhra Panchali


Assistant Professor on Contract (Afzal - Ulama)
School of Distance Education,
University of Calicut

Scrutinized by:
Dr. Abdul Lathief P.P
Assistant Professor, Dept of Arabic
Thunchan Memorial Govt. College, Tirur
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫املحتويات‬
‫‪Module I: Arabic Literature in Pre-Islamic Period‬‬
‫الوحدة األولى‪ :‬األدب العربي في فترة ما قبل اإلسالم‬
‫عصوراألدب العربي ‪6 ........................................................................‬‬
‫األدب في العصرالجاهلي ‪8 ..................................................................‬‬
‫الشعرالجاهلي ‪9 ...............................................................................‬‬
‫شعراء املعلقات ‪21 ............................................................................‬‬
‫النثرالجاهلي‪27 .................................................................................‬‬

‫‪Module II: Arabic Literature in Islamic Period‬‬


‫الوحدة الثانية‪ :‬األدب العربي في العصراإلسالمي‬
‫عصرصدراإلسالم ‪42 ........................................................................‬‬
‫موقف اإلسالم من الشعروالشعراء ‪44 ................................................‬‬
‫الشعراء املخضرمون‪45 .................................................................... .‬‬
‫الخلفاء الراشدون والشعرالعربي ‪54 ...................................................‬‬
‫النثرفي العصراإلسالمي ‪56 .................................................................‬‬
‫إعجازالقرآن الكريم‪61 ......................................................................‬‬
‫التفسيروعلومه ‪64 ............................................................................‬‬
‫الحديث النبوي ‪67 ............................................................................‬‬
‫الصحاح الستة ‪69 ............................................................................‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫‪Module III: Arabic Literature in Umayyad Period‬‬


‫الوحدة الثالثة‪ :‬األدب العربي في العصراألموي‬
‫األدب في العصراألموي ‪72 .................................................................‬‬
‫الشعرفي العصراألموي ‪75 .................................................................‬‬
‫النثرفي العصراألموي ‪83 ....................................................................‬‬

‫دراسة تفصيلية ‪B. Detailed Study.‬‬


‫‪Module IV: Prose‬‬
‫سورة النور(صفوة التفاسير) ‪88 ........................................................‬‬
‫َ ْ ْ‬
‫ِكتاب ال ِعل ِم (صحيح البخاري) ‪142 ......................................................‬‬
‫اإليادي ‪180 .......................................................‬‬ ‫ُ ٌّ‬
‫خطبة قس بن ساعد ٍ‬
‫خطبة أبي بكر عند تولية الخالفة ‪182 .................................................‬‬
‫بنت الحارث إلى ابنتها أم غياث ‪183 ..................................‬‬ ‫وصية أمامة ِ‬

‫‪Module V: Poetry‬‬
‫معلقة عنترة ‪188 ...............................................................................‬‬
‫معلقة ُزهيربن أبي ُسلمى ‪197 ..............................................................‬‬
‫قصيدة ضمان املعروف وقاري الضيوف للخنساء ‪206 ..........................‬‬
‫قصيدة فرزدق‪ :‬هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ‪209 ............................‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪4‬‬


School of Distance Education – University of Calicut

Module I
Arabic Literature in Pre-Islamic Period
‫األدب العربي في فترة ما قبل اإلسالم‬
 Pre-Islamic Poetry: Origin and development of pre-
Islamic poetry, Sources of poetry, Salient features, Place
of poetry in the Arab life, Important poetry collections,
Mu'allaqat andauthors, Other important Pre-Islamic
poets.

 Development of Prose in Pre-Islamic Period, Oratory


and orators, Saj', Proverbs and other forms of prose,
Literature in Pre-Islamic Period

Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic 5


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫عصوراألدب العربي‬
‫َّإن الحديث عن عصور األدب العربي هو حديث عن الفترات الزمنية‬
‫مر بها األدب العربي في تاريخه‪ ،‬وقد ُس ِّميت هذه الفترات‬ ‫الكثيرة التي َّ‬
‫سمي األدب في العصر الذي َحكم فيه‬ ‫لعوامل كثيرة‪ُ ،‬ف ِّ‬
‫َ‬ ‫الزمنية ً‬
‫وفقا‬
‫ً‬
‫بقية العصور‬ ‫نسبة لبني أمية‪ ،‬وهذا حال ِّ‬ ‫األمويون باألدب األمو ِّي‬
‫ِّ‬
‫َّ‬
‫أيضا‪َّ ،‬أما فيما يتعلق بعصور األدب كاملة فيظن كثير من الناس َّأن‬ ‫ً‬
‫ِّ‬
‫ولكن‬ ‫استقروا واتفقوا على تقسيم صريح لعصور األدب‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫النقاد‬
‫َ‬
‫الحقيقة َّأنهم لم يتفقوا بعد على الفترة الزمنية لكل عصر بدقة ِّ‬
‫تامة‪،‬‬
‫ولعل تقسيم الدكتور شوقي ضيف هو التقسيم األبرز لعصور األدب‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ومما يقسم األدب العربي‪:‬‬
‫العصر الجاهلي‪ :‬هو ذلك العصر الذي يمتد قبل بعثة النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم بـ ‪ 150‬عام تقريبا ومن أشهر الشعراء في ذلك العصر (امرئ‬
‫القيس‪ ،‬عنترة بن شداد العبس ي‪ ،‬لبيد بن ربيعة‪....‬إلخ)‬
‫عصر صدر اإلسالم‪ :‬وهو ذلك العصر املمتد من بعثة النبي‪ ‬إلى آخر‬
‫الخلفاء الراشدين هو علي بن أبي طالب ‪ ‬سنة ‪40‬هـ ومن أشهر‬
‫الشعراء في ذلك العصر (حسان بن الثابت ‪ ‬وكعب بن زهير‪... .‬إلخ)‬
‫عصر بني أمية‪ :‬وهو ذلك العصر املمتد من بعد مقتل الخليفة علي بن‬
‫أبي طالب ‪ ‬إلى أن انتهت الدولة األموية سنة ‪132‬هـ على يد أبو مسلم‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪6‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الخرساني‪ .‬ومن أشهر الشعراء في ذلك العصر (الفرزدق‪ ،‬جرير‪،‬‬


‫األخطل‪.....‬إلخ)‬
‫عصر بني العباس‪ :‬وهو ذلك العصر املمتد بنهاية الدولة األموية سنة‬
‫‪132‬هـ إلى سنة ‪656‬هـ عندما انتهت الدولة العباسية على يد املغول‪.‬‬
‫ومن أشهر الشعراء في عصر بني العباس (أبو الطيب املتنبي‪.......‬إلخ)‬
‫عصر الدول املتتابعة‪ :‬وهو ذلك العصر الذي حكم فيه املماليك‬
‫واألتراك وانتهى سنة ‪1213‬هـو‪ ،‬من أشهر الشعراء في ذلك العصر‬
‫(شريف الدين األنصاري‪ ،‬الشاب الظريف‪...‬إلخ)‬
‫العصر الحديث‪ :‬هو ذلك العصر املمتد من أوائل القرن الثالث عشر‬
‫إلى اآلن‪ .‬ومن أشهر الشعراء في (أحمد شوقي‪ ،‬أبو القاسم الشابي‪،‬‬
‫جبران خليل جبران‪ ،‬محمود درويش‪...‬إلخ)‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪7‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫األدب في العصرالجاهلي‬
‫ُ‬
‫عرف األدب الجاهلي على َّأنه ما كتب من نثر وشعر في العصر الجاهل ِّي‬ ‫ُي َّ‬
‫تحديدا‪ ،‬والعصر الجاهلي هو الفترة الزمنية التي تمتد منذ حوالي ثالثة‬ ‫ً‬
‫عاما قبل اإلسالم‪ ،‬وقد وجد الالحقون هذا األدب وهذه‬ ‫وسبعين ً‬
‫األدبية بسبب جهود َمن حفظوا الشعر ونقلوه دون خطأ أو‬ ‫ِّ‬ ‫النصوص‬
‫املدونون الذين‬ ‫حتى جاء عصر التدوين أو الكتابة‪ ،‬واشتهر ِّ‬ ‫َن ْحل‪َّ ،‬‬
‫حتى هذه األيام‪ ،‬وقد انقسم األدب في العصر‬ ‫حفظوا الشعر الجاهلي َّ‬
‫ئيس ْين هما الشعر والنثر‪ ،‬وكانت األولية للشعر‬ ‫الجاهلي إلى قسمين ر َ‬
‫َ ُ‬ ‫ً‬
‫واضحة ً‬
‫وعظم‬ ‫جدا‪ ،‬فقد اشتهر الشعراء وذاع صيتهم‬ ‫على النثر‬
‫عد العصر‬ ‫حتى كانت القبيلة العربية تفتخر بشعرائها‪ُ ،‬وي ِّ‬ ‫شأنهم‪َّ ،‬‬
‫َ ِّ‬
‫عصر املعلقات العشر‪ ،‬وهي القصائد التي اختيرت من قبل‬ ‫الجاهلي‬
‫وصنفت في مرتبة أعلى من غيرها‪ ،‬ومن شعراء املعلقات‪ :‬امرؤ‬ ‫النقاد ُ‬
‫القيس واألعش ى وعنترة بن شداد وعمرو بن كلثوم وطرفة بن العبد‬
‫أيضا مكانة رفيعة بين‬ ‫والنابغة الذبياني وغيرهم‪َّ ،‬أما النثر فكان له ً‬
‫سيما َسجع ِّ‬ ‫الخطب والوصايا والسجع‪ ،‬ال ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الناس‪ ،‬إذ ُ‬
‫الكهان‪،‬‬ ‫اشتهرت‬
‫أشهر الفنون‬ ‫َ‬ ‫أيضا‪ ،‬وكانت الخطابة‬ ‫كما اشتهرت الرسائل الجاهلية ً‬
‫النثرية وأرفعها مكانة عند الجاهليين‪ ،‬وجدير بالذكر َّأن العصر‬ ‫ِّ‬
‫وسلم‪ -‬حيث ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫يعد ظهور‬ ‫الجاهلي ينتهي ببعثة رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫ِّ‬
‫الجاهلي‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫اإلسالمي ونهاية العصر‬ ‫اإلسالم بداية األدب‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪8‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الشعرالجاهلي‬
‫إن الحديث عن تاريخ الشعر الجاهلي يقودنا إلى البحث في أصل‬
‫الكلمة ‘ الجاهلية ‘ فنجد أن القرآن الكريم أول من أطلق هذه اللفظة‬
‫تحت مسمى الجاهلية األولى حيث يقول سبحانه في معرض اآلية ‪33‬‬
‫من سورة األحزاب‪" :‬وقرن في بيوتكن وال تبرجن تبرج الجاهلية األولى"‪.‬‬
‫والجاهلية األولى أو العصر الجاهلي تعني تلك الفترة التي سبقت‬
‫اإلسالم‪ ،‬ومنه أخذ الشعر املسمى نفسه‪.‬‬
‫والجاهلية ال تعني الجهل الذي هو عكس العلم‪ ،‬بل يقصد بها السفه‬
‫والغضب كما وضحها لنا الدكتور شوقي ضيف حيث قال‪ ‘ :‬وينبغي أن‬
‫نعرف أن كلمة الجاهلية التي أطلقت على هذا العصر ليست مشتقة‬
‫من الجهل الذي هو ضد العلم ونقيضه‪ ،‬إنما هي مشتقة من الجهل‬
‫بمعنى السفه والغضب‪.‬‬
‫نشأة الشعرالجاهلي‬
‫إن تحديد زمن العصر الجاهلي عامة والشعر الجاهلي خاصة هو أمر‬
‫غير معلوم ولم يصلنا منه أي تدقيق‪ ،‬لكن ينسب عموما كما أشرنا إلى‬
‫الفترة التي سبقت اإلسالم وتقريبا ‪ 150‬إلى ‪ 200‬سنة هي املدة التي‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪9‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫انبرى فيها املوروث الشعري الجاهلي الذي وصل إلينا‪ ،‬وقبل ذلك كان‬
‫مجهوال‪.‬‬
‫وفي ذلك يقول الجاحظ‪ ‘ :‬أما الشعر العربي فحديث امليالد صغير‬
‫السن‪ ،‬أول من نهج سبيله وسهل الطريق إليه امرؤ القيس بن حجر‬
‫ومهلهل بن ربيعة‪ .‬فإذا استظهرنا الشعر وجدنا له ‪ -‬إلى أن جاء هللا‬
‫باإلسالم ‪ -‬خمسين ومائة عام‪ ،‬وإذا استظهرنا بغاية االستظهار فمائتي‬
‫عام ‪.‬‬
‫منزلة الشعرالجاهلي‬
‫يعد أن الشعر ديوان العرب ومركز أخبارهم ومنبع فخرهم‪ ،‬فالشاعر‬
‫ِّ‬
‫كان معظما في قبيلته وتقدم له الهدايا والعطايا‪ ،‬فهو لسانها املنافح‬
‫عنها أمام القبائل‪ ،‬وأبيات شعره يكون وقعها أشد من السيف على‬
‫شرف املرء ومروءته‪ .‬لكن أن تكون شاعرا ليس باألمر الهين فتلك‬
‫ملكة تحتاج إلى نبوغ أشبه بقوة سحرية أو حتى شيطانية‪ ،‬فلطاملا‬
‫اعتقد العرب في القديم أن الجن هي من تلقي على ألسنتهم الشعر‬
‫وتختار الشخص املميز لذلك‪.‬‬
‫وكانت كل قبيلة تنهئ جارتها التي ينبغ فيها شاعر‪ ،‬ألنه يمثل لسان‬
‫التاريخ بأسره‪ ،‬بل يعتبر نبي قبيلته وزعيمها في السلم وبطلها في الحرب‪،‬‬
‫تطلب الرأي عنده في البحث عن مراع جديدة‪ ،‬وبكلمته وحدها تضرب‬
‫ِّ‬
‫وتحل‪.‬‬ ‫الخيام‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫مكانة الشاعرعند العرب‬

‫كان موطن الشعر الجاهلي ومنشأه البادية من نجد والحجاز وما إلى‬

‫ذلك من شمالي الجزيرة العربية‪ .‬كان الشاعر في الجاهلية نبي القبيلة‬

‫وزعيمها في السلم وبطلها في الحرب‪ ،‬وكانت كل قبيلة تحرص على أن‬

‫يكون لها شاعر‪ .‬وكانت القبائل تقيم األعياد إذا نبغ فيها شاعر ألنه‬

‫صحافي القبيلة‪ ،‬وكان لكل شاعر راوية يالزمه ويرويه كل ما قال من‬

‫الشعر‪ .‬وعلى مرور األيام بدأوا يتبارون ويتنافسون بينهم في أسواقهم‬

‫أمام أحد الشعراء الفحول‪ .‬هكذا اختاروا بعض القصائد في األسواق‬

‫الجاهلية وكتبوها في الجلود والحرير وعلقوها في الكعبة أو في ناديهم‪.‬‬

‫وقد قسم النقاد الشعراء الجاهليين إلى طبقات ثالث باعتبار‬

‫جودة شعرهم وكثرته‪(:‬ا) الطبقة األولى‪ :‬امرؤ القيس‪ ،‬زهير بن أبي‬

‫سلمى‪ ،‬النابغة الذبياني (ب) الطبقة الثانية‪ :‬األعش ى‪ ،‬لبيد بن ربيعة‪،‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪11‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫طرفة بن عبد‪(،‬ت) الطبقة الثالثة ‪ :‬عنترة بن شداد‪ ،‬دريد بن الصمة‪،‬‬

‫أمية بن أبي الصلت‬

‫وكان في هذا العصر بعض الشعراء يأخذون شعرهم بمأخذ‬

‫الجد فيقومون بالعناية والتنقيح‪ ،‬ومنهم النابغة الذبياني وزهير‬

‫والحطيئة وغيرهم‪ ،‬وكان هناك نفر آخر مطرودين من البيت والقبيلة‬

‫لسوء تصرفهمفكانوا يتشردون في البالد ويقومون بالنهب والسلب‬

‫والغصب ويقولون الشعر في األغراض املختلفة وال يدينون ألي قانون‬

‫في الحياة‪ ،‬وهوالء الفرقة تعرف بالصعاليك‪ ،‬منهم الشنفرى‪ ،‬تأبت شرا‬

‫وغيرهما‪.‬‬

‫أغراض الشعرالجاهلي‬
‫نشأ الشعر الجاهلي متأثرا بطبيعة الشاعر الذي يحكي ما يعيشه في‬
‫بيئته ومحيطه‪ ،‬وبالتالي كانت أغراض الشعر الجاهلي تندرج ما بين‪:‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪12‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الوصف‪ :‬كان الشاعر مرتبطا بأرضه وباديته فشكل ذلك مادة خصبة‬
‫ألشعاره‪ ،‬كذلك كان يترك العنان لخياله في وصف رحالته وراحلته أو‬
‫الوقوف على أطالل ذكرى له‪.‬‬
‫ِّ‬
‫املدح‪ :‬كان الشاعر رمز قبيلته ولسانها وبالتالي سخر هذا اللسان في‬
‫مدح زعماء قبيلته وساداتها وفرسانها‪ ،‬وتعدى ذلك لكل من كان يحمل‬
‫صفات النبل والكرم واإلباء‪.‬‬
‫الرثاء‪ :‬كان مديحا في حد ذاته لكن بطابع بكائي يعدد مثالب امليت‬
‫ومكارمه ويدعو ألخذ الثأر للمقتول‪.‬‬
‫الهجاء‪ :‬إذا كانت الحروب تقوم على القوة والسيف فإن لسان‬
‫الشاعر كان أشد منها وقعا ملا له من أثر خالد ال يموت‪ ،‬فالقبائل‬
‫املتحاربة كانت تتقاتل لسانيا بشعرائها‪ ،‬كل شاعر يسقي القبيلة العدو‬
‫سما من الكلمات املخزية‪ ،‬واملتمكن صاحب النفس الطويل هو من‬
‫كان يصمد حتى ينتصر لقبيلته‪.‬‬
‫الفخر‪ :‬كان الشاعر معتدا بنفسه وقبيلته حيث يرجع إلى أصوله‬
‫الكريمة فيفخر بأجداده ويعتز بدمائه وشرفه‪.‬‬
‫الغزل‪ :‬الحب والعشق شعور ضارب في القدم وعليه فإن الشاعر أحب‬
‫وعشق املرأة‪ ،‬فنسجت قريحته ديباجة تحوي أرق األبيات وأجودها‪،‬‬
‫مع العلم أن الغزل كان عفيفا في بعض جوانبه وماجنا في البعض‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪13‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫باإلضافة إلى هذه األغراض املشهورة‪ ،‬فقد كان الشاعر يفخر بسهراته‬
‫املاجنة التي تتغنى بشرب الخمر‪ ،‬وفي املقابل وعلى النقيض كان هنالك‬
‫شعراء الزهد والحكمة الذين يدعون إلى التفكر في الحياة وزوالها‬
‫والتحلي بمكارم األخالق‪.‬‬

‫مصادرالشعرالجاهلي‬
‫إذا تحدثنا عن أهم مصادر ودواوين الشعر الجاهلي التي جمعها الرواة‬
‫ودونوها في مختلف كتب التاريخ والطبقات واللغة‪ ،‬فسنقف عند‪:‬‬
‫ُ ّ‬
‫‪ 1‬املعلقات‬
‫ُ ِّ‬
‫املعلقات بحسب معجم املعاني الجامع هي عبارة عن قصائد تعود‬
‫للعصر الجاهلي يبلغ عددها سبعة أو ثمان ويقول البعض بأنها عشرة‪،‬‬
‫ِّ ُ ِّ‬
‫للمعلقات مثل السموط وهو الخيط الذي يجمع‬ ‫وهناك أسماء عدة‬
‫حبات العقد مع بعضها البعض‪ ،‬وقد قيل لها معلقات ألنها مثل‬ ‫ِّ‬
‫العقود النفيسة تعلق باألذهان‪ .‬ويقال أن هذه القصائد كانت تكتب‬
‫ميت‬ ‫بماء الذهب وتعلق على أستار الكعبة قبل مجيء اإلسالم‪ُ ،‬‬
‫وس ِّ‬
‫ً‬ ‫باملذهبات ألنها كانت تكتب بماء الذهب‪ ،‬كما ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬
‫سميت أيضا‬ ‫أيضا‬
‫ُ ِّ‬
‫باملنتقيات والطوال واملشهورات‪ ،‬وتمتاز املعلقات بطولها وفصاحة‬
‫ً‬ ‫ِّ ُ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫للمعلقات قيمة أدبية كبيرة جدا‬ ‫وتنوعها‪ ،‬كما أن‬ ‫ألفاظها وكثرة معانيها‬
‫تصور الحياة في العصر الجاهلي بما تحتويه من البيئة‬ ‫ألنها ِّ‬‫وذلك ِّ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪14‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ُ ِّ‬
‫والناس والعادات وغيرها‪ ،‬كما ِّأن املعلقات تناولت العديد من‬
‫ِّ‬
‫ُ ِّ‬
‫املواضيع املختلفة‪ ،‬ويعتبر شعراء املعلقات من أهم وأشهر شعراء‬
‫العصر الجاهلي‪.‬‬
‫وقيل إن حماد الراوية هو أول من جمع القصائد السبع الطوال‬
‫وسماها باملعلقات (السموط)‪ .‬وكان يقول أنها من أعذب ما قال العرب‬
‫وأن العرب كانوا يسمونها بالسموط (املعلقات)‪ .‬وأصحابها عند حماد‬
‫الراوية ‪ -‬أول من جمع القصائد السبع الطوال – سبع‪ :‬امرؤ القيس‬
‫وزهير بن أبي سلمى‪ ،‬وطرفة بن العبد ولبيد بن ربيعة‪ ،‬وعمرو بن كلثوم‬
‫والحارث بن حلزة‪ ،‬وعنترة بن شداد‪.‬‬
‫معلقات وفي مقولة أخرى يقال ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫بأن عددها‬ ‫ويبلغ عدد املعلقات سبع‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫عشر معلقات‪ ،‬إال ِّأن الرأي الراجح أكثر هو ِّأن عددها سبع معلقات‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وتم إضافة ثالث معلقات ليصبح عددها عشر معلقات‪.‬‬

‫‪ 2‬املفضليات‬
‫نسبة إلى جامعها املفضل الضبي راوي الكوفة الثقة‪ ،‬وهي ‪ 126‬قصيدة‬
‫أضيف إليها أربع قصائد وجدت في بعض النسخ‪ ،‬وقد مثلت هذه‬
‫القصائد جوانب الحياة الجاهلية وعالقات القبائل‪ ،‬وانطبعت في كثير‬
‫منها البيئة الجغرافية‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪15‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫وهي موزعة على ‪ 67‬شاعرا منهم ‪ 47‬جاهليا وعلى رأسهم املرقشان‬


‫األكبر واألصغر والحارث بن حلزة والشنفرى وتأبط شرا‪ .‬وقد جاء فيها‬
‫غير قليل من الكلمات املندثرة التي لم ترد في في املعاجم اللغوية على‬
‫كثرة ما أثبتت من األلفاظ املهجورة‪ ،‬مما يرفع الثقة بها ويؤكدها‪.‬‬
‫‪ 3‬األصمعيات‬
‫نسبة إلى راويها األصمعي‪ ،‬وقد نشرها آلورد عن نسخة سقيمة في برلين‬
‫سنة ‪ 1902‬وأعاد نشرها عبد السالم هرون وأحمد شاكر‪ ،‬وقد بلغ‬
‫عدد قصائدها ومقطوعاتها ‪ ،92‬وهي موزعة على ‪ 71‬شاعرا منهم نحو‬
‫‪ 40‬جاهليا على رأسهم امرؤ القيس والحارث بن عباد ودريد وطرفة‬
‫وعروة بن الورد‪.‬‬
‫وقد جاء فيها أيضا كثير من الكلمات املهجورة التي لم تثبتها املعاجم‪،‬‬
‫غير أنها لم تلعب الدور الذي لعبته املفضليات فلم يتعلق بها الشراح‪،‬‬
‫ولعل ذلك يرجع إلى قلة غريبها بالقياس إلى املفضليات‪ ،‬وأيضا فإن‬
‫األصمعي لم يرو كثيرا من القصائد كاملة‪ ،‬بل اكتفى بمختارات منها‪.‬‬
‫جمهرة أشعارالعرب‬ ‫‪4‬‬
‫لصاحبها أبي زيد القرش ي‪ ،‬وتضم ‪ 49‬قصيدة طويلة موزعة على سبعة‬
‫أقسام‪ ،‬في كل قسم سيع قصائد‪ ،‬والقسم األول خاص باملعلقات‪،‬‬
‫ويليه املجمهرات وهي لعبيد بن األبرص وعدي بن زيد وبشر بن أب‬
‫خازم وأمية بن أبي الصلت وخداش بن زهير والنمر بن تولب وعنترة‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪16‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ويلي ذلك املنتقيات أي املختارات‪ ،‬ثم املذهبات وجميعها لشعراء من‬


‫األنصار جاهليين أو مخضرمين‪ ،‬وربما قصد باسمها أنها تستحق أن‬
‫تكتب بالذهب‪ ،‬ثم عيون املراثي‪ ،‬ثم املشوبات‪ ،‬وهي ملخضرمين‪ ،‬شابهم‬
‫الكفر واإلسالم‪ ،‬ثم امللحمات وجميعها إلسالميين‪ .‬وهي مجموعة غنية‬
‫بالقصائد الطويلة ولكنها غير موثقة الرواية‪.‬‬
‫ومن هذه املختارات أيضا ديوان الحماسة ألبي تمام‪ ،‬وديوان الحماسة‬
‫للبحتري‪ ،‬ومختارات ابن الشجري‪ ،‬وكتاب األغاني ألبي الفرج‬
‫األصفهاني‪ ،‬وكتاب الشعر والشعراء البن قتيبة‪.‬‬

‫خصائص الشعرالجاهلي‬
‫ُ‬ ‫الجاهلي ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫بعدة مزايا وخصائص ت ِّميزه عن غيره من‬ ‫ِّ‬ ‫يتمتع الشعر‬
‫ِّ‬
‫الشعر‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬إن القصيدة تتخذ نمطا تقليديا ثابتا في األوزان والقوافي‪ ،‬ويحترم‬
‫الوحدة املوسيقية‬
‫‪ ‬ينسج أبيات قصيدته على أمواج البحور الشعرية املعروفة‪.‬‬
‫ََ‬
‫‪ ‬تفتتح دائما بمقدمة طلل َّية والبكاء على الديار‪ .‬وصف رحالتهم‬
‫وراحلتهم والتغني بجمالية الطبيعة وقسوتها في آن واحد‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪17‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫‪ ‬االنتقال إلى الغرض الحقيقي الذي نظمت من أجله القصيدة كاملدح‬


‫أو الفخر أو الرثاء ‪..‬الخ‪.‬‬
‫ومن خصائص الشعر الجاهلي أيضا‬
‫ّ‬
‫املعنوية‪:‬‬ ‫من الناحية‬
‫ً‬ ‫الجاهلي ُي َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عتبر مرآة لحياة‬ ‫والصلة بالبيئة‪ :‬فالشعر‬ ‫الطابع البدوي‪ِ ،‬‬
‫صور في مضمونه املعالم الجغر ِّ‬
‫افية‪،‬‬ ‫البادية بمختلف نواحيها؛ حيث ِّ‬
‫الكونية‪ ،‬والنباتات‪ ،‬باإلضافة إلى وصف حيوانات البادية‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫والظواهر‬
‫البدوية من البيوت‪ِّ ،‬‬
‫والديار‪ ،‬والقوافل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ونظام املجتمعات‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الو ّ‬
‫الجاهلي تقديم صورة بسيطة‪،‬‬ ‫اقعية‪ ،‬والوضوح‪ :‬استطاع الشعر‬
‫ُّ‬
‫التصور مع الفطرة‬ ‫اس َب هذا‬‫وواقعية للبيئة‪ ،‬بحيث تن َ‬
‫ِّ‬ ‫وواضحة‪،‬‬
‫ِّ‬
‫البدوية‪ ،‬واملجتمع البدو ِّي‪ ،‬كما أن االوضوح‪ ،‬والبساطة‪ ،‬عنصران‬ ‫ِّ‬
‫ِّ‬
‫عقلية هادئة‪ُ ،‬ومستق ِّرة‪ ،‬ال تعتليها الفلسفة‪ ،‬أو الغموض‪،‬‬ ‫يدالن على ِّ‬
‫والبساطة التي نقصدها هنا هي ليست السذاجة؛‬
‫التأمل‪،‬‬ ‫الجاهلي عند َن ْظمه إلى ُّ‬
‫تجنب ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اإليجاز‪ :‬لجأ شعراء الشعر‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫البدوية كانت سريعة‪،‬‬ ‫واإلطالة في مضمون الشعر؛ فطبيعة الحياة‬
‫وذات حركة دائبة‪ُ ،‬ومستم ِّرة‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪18‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫البساطة في التفكير‪ :‬حيث َّ‬


‫ومعان‬
‫ٍ‬ ‫الجاهلي تراكيب‪،‬‬ ‫تضمن الشعر‬
‫بسيطة ال يعتليها التعقيد‪ ،‬أو الغموض‪ ،‬بحيث تتناسب هذه البساطة‬
‫في املعاني مع حياة الشعراء‪ ،‬وأسلوب تفكيرهم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الحياة‪ ،‬والحركة‪َّ :‬‬
‫الجاهلي بالحركة‪،‬‬ ‫الشعرية في الشعر‬ ‫تميزت الصورة‬
‫تتحرك‪،‬‬‫َّ‬ ‫الحية التي‬‫ومطابقتها للواقع‪ ،‬وهي ُتشبه في ذلك األجسام ِّ‬
‫َّ‬
‫وتدور‪ ،‬وتجري‪ ،‬وتتكلف في بعض األحيان‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫الجاهلي؛‬ ‫الجماعية واضحة في الشعر‬ ‫الجماعية‪ :‬تظهر الروح‬ ‫الروح‬
‫تحدثوا في معظم أشعارهم عن القبيلة؛ فكانت هذه‬ ‫ألن الشعراء َّ‬ ‫ِّ‬
‫ِّ‬
‫الشخصية ظهرت في‬ ‫تتضمن صيغة الجمع‪ ،‬كما ِّأن النواحي‬ ‫َّ‬ ‫األشعار‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وجداني‪.‬‬ ‫الجاهلي؛ إذ إنه شعر‬ ‫الشعر‬
‫الشكلية‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫من الناحية‬
‫َ ْ‬ ‫ّ‬
‫الشعرية‪ :‬حيث التزم الشعراء عند نظمهم‬ ‫املحافظة على التقاليد‬
‫للشعر بمجموعة تقاليد ُم َّ‬ ‫ِّ‬
‫حددة في مختلف قصائدهم‪ ،‬ومن هذه‬
‫التقاليد‪ :‬الوقوف على األطالل‪ ،‬والبكاء‪ ،‬وخطاب اآلثار‪ ،‬أو األصدقاء‪،‬‬
‫ثم وصف الشاعر لحاله؛ بسبب رحيل الحبيبة‪ ،‬ووصف جمالها‪ ،‬وبعد‬ ‫ِّ‬
‫َ‬
‫ذلك‪ ،‬ينتقل إلى غ َرضه الرئيس ِّي في القصيدة‪،‬‬
‫(خاصة أصحاب‬‫ِّ‬ ‫العناية باأللفاظ‪ ،‬والعبارات‪ :‬حيث كان الشعراء‬
‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬
‫الشعرية في شعرهم‪،‬‬ ‫الحوليات) يمنحون اهتماما كبيرا لأللفاظ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪19‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫جيد بحيث ُت ِّ‬ ‫ويتحرونها بشكل ِّ‬
‫ؤدي معناها‪ ،‬وغ َرضها‪ ،‬وتؤثر بمحتواها‬ ‫َّ‬
‫في السامعين‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الجاهلي بتحقيق َ‬
‫ِّ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬
‫املوسيقي في كافة‬ ‫الج َرس‬ ‫تميز الشعر‬ ‫الوحدة‪ :‬حيث‬
‫ِّ‬
‫اللغوية العالية لشعراء ذلك‬ ‫يدل على املقدرة‬‫مما ُّ‬‫مقاطع القصيدة‪ِّ ،‬‬
‫الزمن‪.‬‬
‫ُ‬
‫امل ِّ‬ ‫البديعية بأسلوب فطر ّي‪ :‬حيث َّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫امل ّ‬
‫حسنات‬ ‫تميزت‬ ‫ِ‬ ‫حسنات‬ ‫ِ‬ ‫صياغة‬
‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫الجاهلي بالصياغة السليمة‪ ،‬دون تكلف‪ ،‬أو ُجهد‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫البديعية في الشعر‬‫ِّ‬
‫تضمنت أشعارهم االستعارة‪ ،‬والتشبيه‪ ،‬والطباق‪ ،‬والكناية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫إذ‬
‫والس َجع‪.‬‬
‫واالستعارة‪َّ ،‬‬

‫قيمة الشعرالجاهلي‬
‫لقد ترك لنا الشعر الجاهلي إرثا عظيما أثرى به الخزينة العربية‬
‫التاريخية‪ ،‬فكان راوية ألخبار األمم والقبائل‪ ،‬راصدا ومصورا طبيعة‬
‫حياتهم االجتماعية والسياسية والفكرية‪ ،‬فكان صلة وصل بين املاض ي‬
‫الغابر‪ ،‬والحاضر املتجدد‪.‬‬
‫وهو بحق ‪ -‬على رأي الباحثين والنقاد ‪ -‬وثيقة من أهم وثائق تاريخ تلك‬
‫األيام‪ ،‬وقد جمع من املعلومات الش يء الكثير حتى سمي بحق ” ديوان‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪20‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫العرب ”‪ .‬فهو يطلعنا على أحوال الجزيرة الطبيعية وجغرافيتها‪ ،‬وهو‬


‫يطلعنا على أحوال العرب االجتماعية والعقلية‪ ،‬باسطا لنا أخالقهم‬
‫وعاداتهم وأنسابهم ومآثرهم وأيامهم‪.‬‬

‫شعراء املعلقات‬
‫شعراء املعلقات السبع‬
‫امرئ القيس‬
‫هو امرئ القيس بن حجر بن الحارث من قبيلة كندة اليمنية‪ُ ،‬ولد‬
‫امرئ القيس في عام ‪ 130‬ق‪.‬هـ ‪497/‬م في مدينة نجد‪ ،‬وقد بدأ في قول‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الشعر وهو طفل وذلك لتأثره بخاله املهلهل‪ ،‬ل ِّقب امرئ القيس‬
‫بالعديد من األلقاب منها امللك الضليل وذو القروح‪ ،‬وتوفي امرئ القيس‬
‫في أنقرة وذلك في عام ‪ 80‬ق‪.‬هـ ‪545/‬م‪ ،‬وفيما يلي بعض األبيات من‬
‫ِّ‬
‫ُمعلقته‪:‬‬
‫اللوى َ‬
‫بين َّ‬
‫الدخول َ‬ ‫ِّ‬
‫فح ْومل‬ ‫قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫نسجتها من َج ُنوب وشمال‬
‫ْ‬ ‫فتوضح فاملقراة لم َيعف رسمها ملا‬
‫طرفة بن العبد‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪21‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن بكر بن وائل‪،‬‬


‫وطرفة هو لقب له واسمه الحقيقي هو عمرو‪ُ ،‬ولد طرفة بن العبد في‬
‫البحرين في عام ‪539‬م وتوفي في عام ‪564‬م‪ ،‬وفي يلي بعض األبيات من‬
‫ِّ‬
‫ُمعلقته‪:‬‬
‫َ َ ْ ٌ َ َ‬
‫الل ب ُبرقة ث َهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد‬ ‫لخولة أط‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صحبي َع َل َّي َم َّ‬ ‫ُ ً‬
‫َيقولون ال َتهلك أس ًى َوت َجلد‬ ‫طي ُهم‬ ‫قوفا بها َ‬ ‫و‬
‫زهيربن أبي ُسلمى‬
‫هو زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح املزني وقد ُولد في مدينة نجد‬
‫ِّ‬
‫وترعرع في مدينة غطفان‪ ،‬وهو ثالث أشهر شعراء املُعلقات بعد امرئ‬
‫القيس وطرفة بن العبد‪ ،‬وكان زهير بن أبي سلمة من املؤمنين بالحياة‬
‫األخرة ومن أصحاب الفضيلة الحسنة والشجاعة والحكمة والبحث‬
‫تسمى القصائد التي‬ ‫عن السالم‪ ،‬ويعتبر حكيم شعراء الجاهلية‪ ،‬وكانت ِّ‬
‫ينظمها بالحوليات‪ ،‬وكان عمر بن الخطاب رض ي هللا عنه من أشد‬
‫ِّ‬
‫املعجبين بشعر زهير‪ ،‬وفيما يلي بعض األبيات من ُمعلقته‪:‬‬
‫َ َ ُ َ ُ َ َّ‬ ‫َ ٌ َ َ َ َّ‬ ‫َ ُ َ‬
‫الد ِّراج فامل َتثلم‬ ‫بحومانة‬ ‫منة لم تكلم‬ ‫أمن أ ِّم أوفى د‬
‫َمراج ُع َوشم في َنواشر م َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ ٌ َ‬
‫عصم‬ ‫ٍ‬ ‫قم َتين كأ َّنها‬‫دار لها بالر‬ ‫و‬
‫لبيد بن ربيعة العامري‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪22‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كالب بن ربيعة بن عامر بن‬


‫قيس بن عيالن بن مضر‪ ،‬وأسلم حين جاء مع وفد من قومه إلى‬
‫الرسول عليه الصالة والسالم‪ ،‬وهو أحد شعراء الجاهلية املخضرمين‬
‫ويلقب بأبا عقيل‪ ،‬وولد لبيد بن ربيعة في عام ‪534‬م وتوفي في عام‬ ‫ِّ‬
‫‪644‬م عن ع مر يناهز مئة وعشر سنوات‪ ،‬وفيما يلي بعض األبيات من‬
‫ِّ‬
‫ُمعلقته‪:‬‬
‫ً َّ َ ُ َ‬ ‫ُ ُّ‬
‫تأب َد غ ْولها فر َج ُام َها‬ ‫بمنى‬ ‫فم ُ‬
‫قام َها‬ ‫محلها ُ‬ ‫عفت الديار‬
‫ً‬
‫خلقا كما َ‬
‫ضم َن ُ‬
‫الوح َّي س ُ‬
‫المها‬ ‫عر َي ر ْس ُمها‬
‫الرَّيان ِّ‬ ‫ُ‬
‫فمدافع َّ‬

‫عمرو بن كلثوم‬
‫هو عمر بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن نزار بن معد بن عدنان‬
‫ويلقب بأبا األسود أو أبا عمير‪ ،‬وهو أحد شعراء الجاهلية‬ ‫التغلبي‪ِّ ،‬‬
‫املشهورين‪ ،‬وقد ولد في شمال الجزيرة العربية في عام ‪450‬م وتوفي في‬
‫ً‬
‫عام ‪600‬م عن عمر يناهز مئة وخمسين عاما‪ ،‬واشتهر بأنه شاعر‬
‫ُ ِّ‬ ‫القصيدة الواحدة‪ ،‬وكان أكثر الناس ِّ‬
‫عزة بنفسه‪ ،‬ومللعقة عمرو بن‬
‫ً‬ ‫ألنها ِّ‬ ‫كلثوم أهمية تاريخية ِّ‬
‫تدل على حال العرب قديما من ناحية الدين‬
‫والعادات واألعراف اإلجتماعية وغيرها من األمور‪ ،‬وفيما يلي بعض‬
‫ِّ‬
‫األبيات من ُمعلقته‪:‬‬
‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ص ْحنك َف ْ‬ ‫َ‬
‫َوال ت ْبقي خ ُم ْـو َر األن َدرْي َنـا‬ ‫اص َبح ْي َنـا‬ ‫هبي ب َ‬
‫أال ِّ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪23‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫إذا َما امل َاء خالط َها َسخ ْي َنـا‬ ‫ص ف ْي َهـا‬ ‫ُم َش ْع َش َع ًة َك َأ َّن ُ‬
‫الح َّ‬

‫عنترة بن شداد‬
‫هو عنترة بن عمرو بن شداد العبس ِّي من أهل مدينة نجد‪ ،‬وأحد أشهر‬
‫يلقب بأبا املغلس أو أبو‬‫الفرسان العرب في عصر الجاهلية‪ ،‬وكان ِّ‬
‫واتصف عنترة بالخصال الحميدة من الشجاعة‬ ‫املعايش أو أبو الوفى‪ِّ ،‬‬
‫وعزة النفس والحلم وغيرها من الصفات‪ ،‬هو أهم من قال شعر‬
‫الفروسية‪ ،‬واشتهر بغزله العفيف‪ ،‬ولد بمنطقة القصيم‪ِّ ،‬‬
‫أحب عبلة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ابنة عمه حبا جما‪ ،‬إذ كانت من أكثر نساء قبيلتها جماال‪ ،‬وقال فيها‬
‫ِّ‬
‫حبه لها‪ ،‬ومناسبة ُمعلقته هو ِّأن عنترة كان في‬ ‫أبيات كثيرة وصف بها ِّ‬
‫ِّ ِّ‬
‫مجلس فشتمه وعايره بلونه األسود رجل من بني عبس فأنشا ُمعلقة‬
‫ُ ِّ‬
‫تعتبر من أجمل املعلقات التي قيلت في عصر الجاهلية‪ ،‬وفيما يلي‬
‫ِّ‬
‫بعض األبيات من ُمعلقته‪:‬‬
‫الدار َ‬
‫عرفت َ‬‫َ‬ ‫أم ْ‬ ‫من َّ‬ ‫ْ َ ُّ‬
‫الشعر ُاء ْ‬
‫بعد توهم‬ ‫هل‬ ‫متردم‬ ‫هل غادر‬
‫َ ً َ ََ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َّ‬
‫دار َعبلة َواسلمي‬ ‫َو َعمي صباحا‬ ‫الجواء تكلمي‬‫يا دار عبلة ب‬
‫الحارث بن حلزة‬
‫هو الحارث بن حلزة بن بكر بن وائل بن أسد بن ربيعة بن نزار‪ ،‬عر ِّ‬
‫اقي‬
‫األصل‪ ،‬وحلزة هو لقب أشتهر بها والده فورثه عنه‪ُ ،‬ولد في عام ‪430‬م‬
‫ً‬
‫وتوفي في عام ‪580‬م عن عمر يناهز مئة وخمسين عاما‪ ،‬وكان من‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪24‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ضرب به‬‫كثيرا حتى ُ‬


‫عظماء قبيلة وائل‪ ،‬كان يفتخر بقومه بني وائل ً‬
‫يبق من أخباره الكثير إال تدخله لالحتكام عند‬ ‫املثل في الفخر‪ ،‬لم َ‬
‫عمرو بن هند من أجل حل املشكلة بين بكر وتغلب‪ ،‬أنشد معلقته‬
‫ِّ‬
‫املشهورة للدفاع عن قومه‪ .‬وفيما يلي بعض األبيات من ُمعلقته‪:‬‬
‫َّ‬
‫ثاو ُي َم ُّل م ْن ُه الث َو ُاء‬ ‫ُ َّ‬ ‫َآذ َن ْت َنا ب َبين َها َأ ْس ُ‬
‫رب ٍ‬ ‫ماء‬
‫يت شعري َمتى َيكو ُن الل ُ‬ ‫َل َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َََ‬
‫قاء‬ ‫آذنتنا ب َبينها ث َّم َولت‬

‫أصحاب املعلقات الثالث التي تم زيادتها فهم‪:‬‬


‫النابغة الذبياني‪:‬‬
‫ِّ‬
‫هو زياد بن معاوية من ذبيان‪ ،‬من قبيلة قريش‪ ،‬وقيل عنه النابغة ألنه‬
‫ً‬ ‫سن متأخرة‪َّ ،‬‬‫كتب الشعر في ِّ‬‫َ‬
‫ولكنه أبدع به دفعة واحدة‪ ،‬كان من‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫توسط لقومه عند الغساسنة ملنع الحرب بينهم‪،‬‬ ‫السادة في قومه‪ ،‬وقد ِّ‬
‫كانت عالقته وطيدة باملناذرة وأولهم املنذر بن ماء السماء‪ ،‬وعمرو بن‬
‫ِّ‬
‫هند‪ ،‬ولكن عالقته بهم انقطعت بعد ذلك‪ ،‬ومن معلقته‪:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫مية بالعلياء‪ِّ ،‬‬
‫يا دار ِّ‬
‫أقوت وطال عليها سالف األبد‬ ‫فالسند‬
‫األعش ى‪:‬‬
‫ألنه كان ضعيف البصر‬ ‫هو ميمون بن قيس بن جندل‪ِّ ،‬‬
‫ولقب باألعش ى َّ‬
‫وهو من شعراء الطبقة األولى في الجاهلية‪ ،‬وكان من الشعراء الوافدين‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪25‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ِّ‬
‫على ملوك العرب‪ ،‬والفرس‪ ،‬وتخلل شعره الكثير من األلفاظ‬
‫َ‬
‫الفارسية‪ ،‬وقد َوف َد على امللوك بسبب حاجته للمال فكان يمدحهم‬
‫ِّ‬
‫مقابل الهدايا واألعطيات‪ .‬ومن معلقته‪:‬‬
‫الر ُ‬ ‫ً‬
‫وداعا أيها ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الر َ‬ ‫َ‬
‫هريرة ِّإن ِّ‬ ‫ِّ‬
‫جل‬ ‫وهل تطيق‬ ‫مرتحل‬ ‫كب‬ ‫ودع‬
‫عبيد بن األبرص‪:‬‬
‫عاص َر َ‬
‫امرء القيس وكان بينهما‬ ‫هو عبيد بن األبرص من قبيلة أسد‪َ ،‬‬
‫ُ‬
‫مناظرات ومناقضات شعرية‪ ،‬قتل على يد املنذر بن ماء السماء‪ ،‬قيل‬
‫َّأنه من حكماء العرب ودوهاتهم‪ ،‬وكان يعرف عن شعره بأنه مضطرب‪،‬‬
‫ِّ‬
‫وهو من شعراء الطبقة األولى‪ ،‬ومن معلقته‪:‬‬
‫ُ‬
‫فالذنوب‬ ‫طيبات‬ ‫ُ‬
‫فالق ِّ‬ ‫ً‬
‫ملحوب‬ ‫َ‬
‫أقفر من أهله‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪26‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫النثرالجاهلي‬
‫ً‬ ‫ًَُ‬
‫النثر لغة َرمي الش يء متفرقا‪ ،‬وعكسه النظم فهو الضم والتأليف‪ .‬ومن‬
‫ذلك قال األدباء‪ :‬كالم منثور إذا كان ال يقيده وزن وقافية‪ ،‬وكالم‬
‫مقفى‪.‬‬ ‫ً‬
‫موزونا ًّ‬ ‫منظوم إذا كان‬
‫بنى العرب مجدهم األدبي‪ ،‬في العصر الجاهلي‪ ،‬على الشعر‪ .‬ومع أن‬
‫ً‬
‫الكتابة كانت معروفة لهم ‪ -‬فإن ما وصل إلينا من نثرهم قليل جدا‪.‬‬
‫وكانت الكتابة تقتصر على جوانب تتصل بحياتهم السياسية‬
‫واالجتماعية والتجارية‪ ،‬من خطب ورسائل‪ ،‬وعقود ووصايا ومواثيق‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ٌّ‬
‫موسيقي كالشعر‪ ،‬تتخلله‬ ‫ومن ميزة النثر الجاهلي أن النثر في الجاهلية‬
‫ً‬
‫أحيانا جمل موزونة مسجعة يأتي بها البدو ُّي دون تكلف‪ ،‬وأكثر الجمل‬
‫قصيرة موجزة‪ ،‬فيها قوة وبالغة تعبير‪.‬‬
‫فنون النثرالجاهلي وأغراضه‬
‫‪ 1‬الخطابة‬
‫ً‬
‫ازدهرت الخطابة عند العرب متأخرة في الزمن‪ ،‬ألن الشعر كان متفوقا‬
‫عليها‪ ،‬فلما أصبح الشعر مطية للتكسب صارت منزلة الخطيب هي‬
‫املقدمة‪ .‬واشتهر في العصر الجاهلي خطباء كثيرون‪ ،‬مثل‪ :‬قس بن‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫ساعدة اإليادي‪ ،‬وهانئ بن قبيصة الشيباني وعامر بن الظرب‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪27‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫العدواني‪ ،‬وعمرو بن كلثوم التغلبي‪ ،‬وأكثم بن صيفي وعمرو بن األهتم‬


‫التميميان‪ ،‬وهاشم بن عبد مناف القرش ي‪.‬‬
‫وقد تعددت أغراض الخطابة وأنواعها‪ ،‬إزاء هذا االزدهار‪ ،‬فكانت‬
‫وسيلة للتحريض على القتال‪ ،‬أو لألخذ بالثأر‪ ،‬وربما كانت في الوقت‬
‫ً‬
‫نفسه سبيال إلى إصالح ذات البين أو إرساء قواعد السلم‪ .‬وقد تكون في‬
‫إشاعة املفاخر‪ ،‬واإلشادة باألنساب أمام امللوك وزعماء القبائل‪،‬‬
‫واألمراء‪ .‬وقد تلقى الخطب في مناسبات الزواج‪ ،‬واملصاهرات بين ذوي‬
‫األحساب واألنساب‪ ،‬فيتكلم خطيب من كل جانب‪ .‬قال الجاحظ‪:‬‬
‫"كانت خطبة قريش في الجاهلية‪ ،‬يعني خطبة النساء‪ :‬باسمك اللهم‬
‫ذكرت ف النة‪ ،‬وفالن بها مشغوف‪ .‬باسمك اللهم‪ ،‬لك ما سألت‪ ،‬ولنا ما‬
‫أعطيت"‪.‬‬
‫وكانت للخطباء سنن وتقاليد يتبعونها عند إلقاء خطبهم‪ ،‬كأن يقف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الخطيب على مرتفع من األرض‪ ،‬معتمدا على قوسه‪ ،‬أو ممسكا بعصا‬
‫ً‬
‫يشير بها‪ ،‬وقد يخطب راكبا على ناقته‪ ،‬وبيده الرمح‪ ،‬وقد الث العمامة‬
‫على رأسه‪.‬‬
‫ومما يمدح به الخطيب عندهم‪ :‬حضور البديهة‪ ،‬وقلة التلفت‪ ،‬وقوة‬
‫الجنان‪ ،‬وظهور الحجة‪ ،‬مع جهارة الصوت‪ .‬وفي مقابل ذلك كانوا‬
‫يعيبون على الخطيب التنحنح‪ ،‬واالنقطاع‪ ،‬واالضطراب‪ ،‬والتعثر في‬
‫الكالم‪ .‬وقد استقرت للخطابة في العصر الجاهلي مجموعة من‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪28‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الخصائص الفنية‪ ،‬كان الخطباء يحرصون عليها في خطبهم‪ ،‬منها‬


‫مراعاة السجع في مقامات الفخر خاصة‪ .‬أما في خطب املحافل وإصالح‬
‫ً‬
‫ذات البين‪ ،‬مثال‪ ،‬فكانوا يستخدمون األسلوب املرسل الذي ال يغفل‬
‫ً‬
‫صاحبه ‪ -‬في الوقت نفسه ‪ -‬تجويده وتنقيحه‪ ،‬والتروي فيه‪ ،‬سعيا إلى‬
‫إثارة السامعين واستمالتهم‪ .‬وهذا ما جعلهم يؤثرون قصر العبارة في‬
‫خطبهم‪ ،‬وتوشيحها ببعض الحكم واألمثال‪ ،‬أما الخطبة نفسها فقد‬
‫تطول‪ ،‬وقد تقصر‪ ،‬ولكل منهما مقام وموضع وقدر من العناية‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وهذه الخطبة قالها «قس ساعدة» في سوق ُعكاظ قبل ظهور اإلسالم‪،‬‬
‫ومما قاله فيها‪:‬‬
‫ُ‬
‫ات فات‪َ ،‬وك ُّل َما ُه َو‬
‫ََ ْ َ َ َ‬
‫اش َمات‪ ،‬ومن م‬ ‫اس َم ُعوا َو ُعوا‪َ ،‬م ْن َع َ‬ ‫اس‪ْ ،‬‬ ‫َ"أ ُّي َها َّ‬
‫الن ُ‬
‫آت آت‪ ..‬مطر ونبات وأرزاق وأقوات وآباء وأمهات وأحياء وأموات جمع‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وأشتات‪ ،‬ل ْي ٌل داج‪َ ،‬ون َه ٌار َساج‪َ ،‬و َس ٌ‬
‫ماء ذات ْأب َر ٍاج‪ ،‬وأرض ذات فجاج‪،‬‬
‫َ‬
‫وبحار ذات أمواج‪ ،‬ومهاد موضوع‪ ،‬وسقف مرفوع‪ ،‬ونجوم تمور‪ ،‬وبحار‬
‫َّ َ َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫َُ ُ ٌ َ‬
‫الس َماء لخ َبرا‪ ،‬وإ َّن فى األرض‬ ‫وم ت ْز َهر‪َ ،‬وب َح ٌار ت ْزخر‪ ..‬إ َّن في‬ ‫ال تغور‪ ،‬ونج‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫َ َ ً َ َ ْ ُ َّ َ ْ ُ َ َ‬
‫ضوا فأق ُاموا‪ْ ،‬أم تركوا‬ ‫هبون َوال َي ْرج ُعون؟!‪ ،‬أر‬ ‫لعبرا‪ ،‬ما بال الناس يذ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ف َن ُاموا؟‪ ،‬تبا ألرباب الغفلة من األمم الخالية والقرون املاضية‪ .‬يا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫معشر إياد‪ ..‬يا َم ْع َش َر َإياد‪ْ :‬أي َن َ‬
‫وأي َن الف َراع َنة‬ ‫واألج َد ُاد؟‪ْ ،‬‬
‫ْ‬ ‫اآلب ُاء‬
‫آجاال؟‪َ ،‬ط َح َن ُهم ْ‬ ‫ً‬ ‫اال وأطو َل‬ ‫ِّ َ ُ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ َ ً‬
‫الده ُر‬ ‫الشداد؟‪ ،‬ألم يكونوا أكثر منكم م‬
‫َ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َْ َ‬
‫بتطاوله‪ ..‬يقسم (قس) باهلل قسما ال إثم فيه إن هلل‬ ‫ومزقهم‬ ‫بكلكله‪،‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪29‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ً‬
‫دينا هو أر َض ى لكم وأفضل من دينكم الذى أنتم عليه‪ ،‬إنكم لتأتون‬
‫ً‬
‫را"‪1‬‬ ‫من األمر منك‬
‫‪ 2‬األمثال‬
‫ً‬
‫أمثاال‪ .‬فمنها ما كان ً‬
‫شعرا‪ ،‬ومنها‬ ‫للعرب في جاهليتهم أقوال كثيرة ذهبت‬
‫َ‬ ‫ما كان ً‬
‫نثرا‪ ،‬وقد جمع امليداني طائفة كبيرة منها في كتابه املوسوم‪:‬‬
‫«بمجمع األمثال»‪ ،‬ولهذه األقوال فائدة ال تنكر؛ لصدورها عن مختلف‬
‫شيئا ً‬
‫كثيرا من أخالق العرب‬ ‫طبقات الشعب‪ ،‬فيمكننا أن نعرف فيها ً‬
‫وأحوالهم‪ ،‬وهي في جملها القصيرة تمثل بالغة الجاهلي وإيجازه‪ ،‬ومقدار‬
‫ما وصل إليه من قوة التعبير‪ ،‬ولكن األمثال الجاهلية مخلوطة باألمثال‬

‫مر وانتهى‬ ‫(وعى‪َ -‬يعي) ‪َ -‬فات‪ِّ :‬‬


‫‪ 1‬معاني األلفاظ‪ُ :‬عوا‪ :‬افهموا واحفظوا‪ ،‬مادتها َ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫آت‪ :‬قادم ‪َ .‬م ْعش َر‪ :‬أهل‪ ،‬جماعة ج َم َعاشر ‪َ -‬إياد‪ :‬قبيلة قس‪ -‬الش َداد‪:‬‬ ‫ومض ى ‪ٍ -‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫األقوياء م الشديد ‪ -‬آجاال‪ :‬أعمارا م أجل ‪ -‬ط َحن ُهم‪ :‬أهلكهم وأماتهم وقض ى عليهم‬
‫فرقهم‬ ‫ومز َقهم‪َّ :‬‬ ‫الده ُر‪ :‬الزمان املمتد ج ُدهور‪ ،‬أدهر‪ -‬ب َك ْل َكله‪ :‬بصدره ج كالكل ‪َّ -‬‬
‫‪ْ -‬‬
‫َ‬
‫بتطاوله‪ :‬بطوله وامتداده‪َ .‬داج‪ :‬مظلم × منير‪ ،‬مض يء ‪َ -‬ن َه ٌار ج أ ْن ُهر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫جمعهم ‪-‬‬‫× ِّ‬
‫ات‪ :‬صاحبة ج ذوات ‪ْ -‬أب َراج‪ :‬أقسام للسماء ‪-‬‬ ‫ُن ُهر ‪َ -‬س ْاج‪ :‬يذهب ويجيء‪ ،‬شامل ‪َ -‬ذ ُ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ت ْز َهر‪ :‬تتألأل × تظلم‪ -‬ت ْزخر‪ :‬تمتلئ × تخلو‪ -‬لع َبرا‪ :‬مواعظ م ع ْبرة‪ ،‬أما الـ " َع ْبرة "‬
‫ضوا‪ :‬أقنعوا وارتضوا × رفضوا ‪-‬‬ ‫بفتح العين فهي الدمعة ‪َ -‬ب ْا ُل‪ :‬حال وأمر‪َ -‬أر ُ‬
‫َُ‬
‫باملقام‪ :‬باإلقامة ‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪30‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫اإلسالمية‪ ،‬فال يتسنى التمييز بينهما إال إذا كان في املثل ما يدل على‬
‫جاهلية صاحبه‪ ،‬وهاك ً‬
‫شيئا منها‪:‬‬
‫َ‬ ‫النواة‪ُ .2‬أم َ‬
‫الجبان ال ت ْف َر ُح وال‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الشج َرة‬ ‫زيل إذا َشب َع َ‬
‫مات‪ .1‬أو ُل‬ ‫اله َ‬‫ِّإن َ‬
‫َ َ ً ُ‬ ‫آس َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ذوبا فك ْن‬ ‫اك‪ .5‬إن كنت ك‬ ‫أخاك َم ْن َ‬ ‫تح َزن‪ .3‬أتى َعل ْيه ْم ذو أتى‪ .4‬إن‬
‫ْ‬
‫َ َ َ ٌ‪َ ْ ُ 8‬‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً ُ‬
‫بأصغ َرْيه‪.9‬‬ ‫واد أث ٌر م ْن ث ْعلبة‪َ .7‬ب ْرق لو كان له مطر ‪ .‬املرء‬
‫كورا‪ .6‬بكل ٍ‬ ‫ذ‬
‫‪ 3‬املنافرة‪:‬‬
‫املحاكمة في الحسب والنسب واملفاخرة فيهما‪ ،‬وكانوا يتنافرون إلى‬
‫الناس في ذلك؛ ليقضوا ألحد املتنافرين على اآلخر‪ ،‬وفي املنافرة يقوم‬

‫ُيضرب ملن استغنى فتجبر‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫يضرب لألمر الصغير يتولد منه الكبير‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ألنه ال يأتي بخير وال شر أينما توجه لجبنه‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫هذا من كالم طيئ وذو عندهم بمعنى الذي‪ ،‬أي أتى عليهم الذي أتى على الخلق‬ ‫‪4‬‬
‫من حوادث الدهر‪.‬‬
‫ُ‬
‫آساك‪ :‬جعلك أسوة لنفسه‪ ،‬يضرب في الحث على مراعاة اإلخوان‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫فيحدث بخالف ذلك‬‫ِّ‬ ‫ُيضرب للرجل يكذب ثم ينس ى‬ ‫‪6‬‬
‫قاله ثعلبي رأى من قومه ما يسوؤه فانتقل عنهم فرأى منهم ً‬
‫أيضا مثل ذلك‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫ُيضرب ملن له حسن منظر وال معنى وراءه‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫أي قلبه ولسانه‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪31‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الشاعر أو الخطيب من كل فريق فيبين مفاخر قومه ومعايب‬


‫منافريهم‪ .‬فمن فخر اآلخر نفروه على خصمه‪.‬‬
‫‪ 4‬سجع الكهان‬
‫والكهان عند العرب طائفة ذات قداسة دينية‪ ،‬وسلطان كبير لدى‬ ‫ِّ‬
‫القبائل‪ ،‬شأنهم شأن الحكام في املنافرات‪ .‬وكانوا يزعمون االطالع على‬
‫ُ‬
‫الغيب‪ ،‬وكان الناس يتوافدون على هؤالء الك ِّهان من مختلف الجهات‬
‫فيحكمونهم في منازعاتهم‪ ،‬ويستشيرونهم في أمورهم الخاصة وما‬
‫يزمعونه من أعمال‪ ،‬أو ما يرونه في منامهم من أحالم‪ .‬وكانوا‬
‫ً‬
‫يستخدمون في أحكامهم وأقوالهم ضربا من النثر املسجوع عرفوا به‪.‬‬
‫ويالحظ في نصوص الكهان أنها تحمل طابع التكلف الشديد في سجعها‬
‫ولهذا ال يطمأن إليها كلها‪ ،‬فربما شاب بعضها الوضع والنحل‪ ،‬وربما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كان بعضها محفوظا صحيحا‪ ،‬لقصره وإيجازه‪.‬‬
‫‪ 5‬الحكم واألمثال‬
‫الحكم واألمثال جمل قصيرة بليغة‪ ،‬خالية من الحشو‪ ،‬أوحت بها‬
‫تجارب الحكماء واملعمرين في الحياة والعالقات بين الناس‪ ،‬وهي ثمار‬
‫ناضجة من ثمرات االختبار الطويل‪ ،‬والرأي املحكم‪ .‬وقد اشتهر عند‬
‫العرب في العصر الجاهلي طائفة من أولئك الحكماء‪ ،‬مثل‪ :‬لقمان عاد‬
‫وهو غير لقمان الحكيم‪ ،‬املذكور في القرآن الكريم‪ ،‬وأكثم بن صيفي‪،‬‬
‫وعامر بن الظرب‪ ،‬وأكثم بن عامر‪ ،‬وهرم بن قطبة‪ ،‬ولبيد بن ربيعة‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪32‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ً‬
‫وبعض هؤالء ُيعدون في الخطباء‪ ،‬وحكام املنافرات أيضا‪ .‬وال يكاد‬
‫يوجد في العصر الجاهلي سيد‪ ،‬أو شريف‪ ،‬أو خطيب مشهور إال‬
‫أضيفت إليه جملة من الحكم واألمثال‪.‬‬
‫والفرق بين الحكمة واملثل‪ ،‬أن الحكمة قول موجز جميل‪ ،‬يتضمن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حكما صحيحا مسلما به‪ .‬ألنه نابع من الواقع ومعاناة التجارب في‬
‫الحياة‪ ،‬مثل‪« :‬آخر الدواء الكي‪ ،‬وأول الشجرة النواة‪ ،‬وإنك ال تجني من‬
‫الشوك العنب‪ ،‬وإن العوان ال تعلم الخمرة‪...».‬‬
‫وأما املثل فهو ‪ -‬في أصله ‪ -‬قول يقترن بقصة أدت إليه‪ ،‬ويدري به‬
‫اللسان أول مرة‪ ،‬ثم يدخل في نطاق األمثال حين يستشهد به في‬
‫مقامات مماثلة‪ ،‬وفي حاالت مشابهة للحالة األولى التي ورد ذلك القول‬
‫فيها‪ .‬ولذلك تحكى األمثال بألفاظها األصلية‪ ،‬بال تغيير وال تصرف‪ ،‬مهما‬
‫كان وضع املخاطب أو نسق الكالم‪ .‬وأكثر تلك الحكم واألمثال ال يعرف‬
‫أصحابها أو قائلوها‪ ،‬وقد سيقت بأسلوب سهل‪ ،‬ال أثر للصنعة‬
‫اإلنشائية فيه‪ ،‬وبعضها بل أكثرها‪ ،‬يعد من اإلنشاء الرفيع‪ ،‬والسبك‬
‫الجيد‪ .‬وكثير منها أشطار موزونة‪ ،‬ربما كانت مقتطعة من أبيات كاملة‪،‬‬
‫مثل‪« :‬رضيت من الغنيمة باإلياب» وهو عجز بيت المرئ القيس‪،‬‬
‫ً‬
‫و«خال لك الجو فبيض ي واصفري» وهو أيضا عجز بيت لطرفة‪.‬‬
‫«والبس لكل حالة لبوسها» وهو رجز قديم‪ ،‬ال تعرف تتمته وال‬
‫صاحبه‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪33‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ً‬
‫وال تخلو صياغة بعض الحكم واألمثال أحيانا‪ ،‬من خروج على النظام‬
‫اللغوي‪ .‬كقولهم‪« :‬مكره أخاك‪ ،‬ال بطل» و«أعط القوس باريها»‬
‫ً‬
‫و«أجناؤها أبناؤها» والقياس‪« :‬جناتها بناتها» ألن «فاعال» ال يجمع على‬
‫«أفعال»‪ .‬وهذه الحكم أو األمثال هي ‪ -‬على كل حال ‪ -‬صورة لحياة‬
‫العرب في الجاهلية‪ ،‬وألساليبهم ولهجاتهم‪ ،‬وجانب من نثرهم‪ ،‬فيها‬
‫ً‬
‫البساطة والسهولة التي ال تخلو أحيانا من السجع واالحتفال بتوازن‬
‫الكلمات وجمال الصنعة والتصوير‪.‬‬
‫‪ 6‬الوصايا‬
‫ً‬
‫يمكن إلحاق الوصايا بالحكم واألمثال لتضمنها كثيرا من تلك األقوال‬
‫ً‬
‫املوجزة النابعة من التجربة‪ ،‬حتى لكأن الوصايا أحيانا قائمة على جملة‬
‫من الحكم واألقوال املأثورة‪.‬‬
‫وتروى هذه الوصايا عادة على ألسنة طوائف من الحكماء واملعمرين‪،‬‬
‫الذين عرفوا بكثرة تجاربهم وخبرتهم في الحياة‪ ،‬وما وصل إلينا من تلك‬
‫الوصايا بعضه موجه إلى األبناء والبنات‪ ،‬وبعضه اآلخر موجه إلى أفراد‬
‫من القبيلة‪ .‬أما من حيث املوضوع واملضمون؛ فيمكن تقسيم الوصايا‬
‫إلى نوعين‪:‬‬
‫وصايا اجتماعية‪ :‬كالوصايا املتعلقة بالزواج‪ ،‬واملال‪ ،‬والصداقة‪،‬‬
‫والعناية بالخيل وإكرامها‪ ،‬ومكارم األخالق كتهذيب اللسان‪ ،‬وتربية‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪34‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫النفس‪ ،‬والحث على الصدق‪ ،‬والبذل والجود‪ ...‬ومن شواهدها وصية‬


‫ذي اإلصبع العدواني ‪ -‬ملا احتضر ‪ -‬البنه أسيد‪.‬‬
‫وصايا سياسية‪ :‬تكون بين الراعي والرعية‪ ،‬والدعوة إلى الحرب‪،‬‬
‫والدعوة إلى السلم والتحذير من التنازع‪.‬‬
‫‪ 7‬القصص‬
‫ومن فنون النثر الجاهلي القصص وما يتصل منها بسبب‪ ،‬كاألسمار‪،‬‬
‫والحكايات‪ ،‬واألساطير‪ ،‬التي تتناثر في كتب األدب والتاريخ واألمثال‪،‬‬
‫َّ‬
‫الشراح مما‬ ‫والتفسير‪ ،‬وكتب الشواهد النحوية والبالغية‪ ،‬ومؤلفات‬
‫يؤلف ذخيرة قصصية غزيرة‪ ،‬تمثل في مضمونها جوانب من املجتمع‬
‫العربي في العصر الجاهلي‪ ،‬أو ما هو قريب منه‪ ،‬إذا صحت نسبتها إلى‬
‫ذلك العصر‪.‬‬
‫‪ 8‬الرسائل‬
‫وآخر أنماط النثر الجاهلي وفنونه الرسائل‪ ،‬التي تعد أقل فنون النثر‬
‫ً‬
‫شيوعا‪ ،‬ولكنها أكثرها حاجة إلى التدوين الستخدام الجاهليين إياها في‬
‫األمور التجارية والسياسية والقبلية‪ ،‬وفي السفارة بينهم وبين األكاسرة‬
‫وملوك املناذرة والغساسنة‪ .‬ومما يثبت ذلك أن لقيط بن يعمر اإليادي‪.‬‬
‫ً‬
‫مثال‪ ،‬كان يحسن الفارسية‪ ،‬وكان من مقدمي تراجمة كسرى سابور‪،‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪35‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫وكذلك كان عدي بن زيد العبادي وإخوته من كتاب األكاسرة‬


‫واملترجمين عندهم‪.‬‬
‫ً‬
‫وما وصل إلينا من نصوص الرسائل الجاهلية قليل جدا‪ ،‬منها ما هو ذو‬
‫طابع سياس ي كرسالة النعمان بن املنذر إلى كسرى‪ ،‬حين جهز إليه‬
‫ً‬
‫وفدا ضم وجوه العرب من قبائل مختلفة‪ ،‬ليتكلم كل منهم أمام كسرى‬
‫بما يحضره عن مآثر العرب ومفاخرهم إذا صح هذا الخبر‪.‬‬

‫اشهرالخطباء في العصرالجاهلي‬
‫قس بن ساعدة األيادي‬
‫اسمه الكامل قس بن ساعدة بن حدافة بن زهير بن اياد بن نزار‬
‫االيادي‪ ،‬وهو من اياد وهي قبيلة عدنانية ‪ ،‬هو أسقف نجران وخطيب‬
‫العرب وحكيمها وقاضيها‪ ،‬كان يؤمن باهلل ويدعو إليه بالحكمة‬
‫واملوعظة الحسنة‪ .‬كان يوافي سوق عكاظ ويخطب في املأل ترغيبا لهم‬
‫عن الوثنية‪ ،‬وتخويفا من غضب هللا ونقمته‪ ،‬وقد مال عن الدنيا‬
‫وزخرفتها وعاش على الكفاف‪ .‬يقال إنه أول من خطب على شرف‪،‬‬
‫واتكأ على سيف‪ ،‬واستعمل كلمة أما بعد‪ ،‬وكتب فالن بن فالن‪ ،‬لقد‬
‫سمعه النبي (ص) في عكاظ وأثنى عليه‪ .‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫" رحم هللا قسا أني ألرجو يوم القيامة أن يبعث أمة واحدة" ( انه كان‬
‫على دين أبي اسماعيل بن ابراهيم عليهما من هللا السالم)‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪36‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫قال الجاحظ عنه " ولقد وضع الشعر من قدرة النابغة ولئن كان في‬
‫الدهر األول ما زاده ذلك اال رفعة" وكان يفد على قيصر من حين إلى‬
‫حين فيكرمه‪ .‬توفي نحو سنة ‪ 600‬بعد أن عمر طويال‪.‬‬
‫ومن حكمه " من غيرك شيئا ففيه مثله ومن ظلمك وجد من يظلمه"‬
‫واذا نهيت عن الش يء فأبدأ بنفسك‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وهذه الخطبة قالها «قس ساعدة» في سوق ُعكاظ قبل ظهور اإلسالم‪،‬‬
‫ومما قاله فيها‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ََ ْ َ َ َ‬
‫ات فات‪َ ،‬وك ُّل َما ُه َو‬ ‫اس َم ُعوا َو ُعوا‪َ ،‬م ْن َع َ‬
‫اش َمات‪ ،‬ومن م‬ ‫اس‪ْ ،‬‬ ‫الن ُ‬‫َ"أ ُّي َها َّ‬
‫آت آت‪ ..‬مطر ونبات وأرزاق وأقوات وآباء وأمهات وأحياء وأموات جمع‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ماء ذات ْأب َر ٍاج‪ ،‬وأرض ذات فجاج‪،‬‬ ‫وأشتات‪ ،‬ل ْي ٌل داج‪ ،‬ون َه ٌار ساج‪ ،‬وس ٌ‬

‫األكثم بن صيفي التميمي‬


‫هو اكثم بن االسد العمري التميمي ‪ ،‬يكنى بأبي حفادة‪ ،‬هو خطيب‬
‫العرب وحكيم العرب وشاعر وفارس من قبيلة بني تميم‪ -‬من بني اسد‬
‫وهو اول من استعمل املثل في الخطبة‪ ،‬و لقب بحكيم العرب‪ ،‬عندما‬
‫بعث النبي كان اكثم في ذلك الوقت شيخا كبيرا ‪ ،‬فخرج قاصدا املكة‬
‫اثناء الطريق توفي وفي ذلك املوضوع انزل اية من القرآن "ومن يهاجر في‬
‫سبيل هللا يجد في االرض مراغما كثيرا" قال له كسرى ‪ :‬لو لم يلد‬
‫العرب غيرك لكفى هو زعيم الخطباء الذين أوفدهم النعمان على‬
‫كسرى وقد عاش طويال وتوفي في السنة الثالثة بعد ظهور االسالم‬
‫وعمره‪ 190‬سنة‪ ،‬هو أول من تكلم أمام كسرى ملك الفرس فقال" إن‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪37‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫أفضل االشياءاعاليها وأفضل امللوك اعمها نفعا وخير االزمنة اخصبها‪،‬‬


‫وافضل الخطباء أصدقها ‪ ،‬الصدقة منجاة والكذب مهواة ومن حكمه‪:‬‬
‫"الحق ابلج والباطل لجلج "إذا بالغت في النصيحة فإذهب التحمة"‬
‫"حب املديح رأس الضياع "الدال على الخير كفاعله" املزاح يورث‬
‫الطغائن "تباعدوا في الدار وتقاربوا في املودة‪ ،‬القرابة تحتاج إلى مودة‬
‫واملودة ال تحتاج إلى قرابة " اياك والتبذير فإن التبذير مفتاح البؤس"‬
‫عمرو بن معديكرب الزبيدي ‪642-547‬‬
‫عمرو بن معديكرب بن عبد هللا بن عمرو بن عصم بن عمرو الزبيدي‬
‫قحطاني‪ ،‬فارس اليمن‪ ،‬بطل القادسية‪ ،‬كان له سيف اسمه‬
‫الصمصامة‪ ،‬وخطيب العرب مطبوع عاش في الجاهلية وأسلم هو‬
‫وقومه حينما لقي النبي صلى هللا عليه وسلم لدى منصرفه من تبوك‬
‫ثم ارتد بعد وفاة الرسول ثم عاد من جديد إلى االسالم وجاهد في سبيل‬
‫هللا حق جهاده‪ .‬وأبلى في حرب القادسية بالءا عظيما‪ ،‬وتوفي في أواخر‬
‫خالفة عمر بن الخطاب‪ ،‬يعد في الطبقة الثانية من الشعراء وفي‬
‫الطبقة األولى من الخطباء‪ .‬فيه قسوة الجاهلية‪ ،‬يكنى بأبي ثور‪ .‬واخبار‬
‫شجاعته كثيرة‪ .‬له شعر جيد‪ ،‬توفي على مقربة من الري‪ .‬وقيل قتل‬
‫عطشا يوم القادسية‪ ،‬واشتهر بالشجاعة حتى هابته ابطال العرب‪،‬‬
‫وضرب به املثل في الشجاعة وفي ذلك يقول ابو تمام‬
‫في حلم أحنف في ذكاء إياس‬ ‫إقدام عمرو في سماحة حاتم‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪38‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ومن خطبته التي قالها أمام كسرى وهي على في العقد الفريد‪ :‬انما املرء‬
‫بأصغريه‪ ،‬قلبه ولسانه‪ ،‬فبالغ املنطق السداد‪ ،‬ومالك النجعة االرتياد‪،‬‬
‫وعفو الري خير من استكراه الفكرة‪ ،‬وتوفيق الخبرة خير من اعتساق‬
‫الحيرة‪.‬‬
‫يعد عمرو من الشعراء املخضرمين ويأتي شعره في الطبقة الثانية من‬
‫الجودة ويغلب عليه وصف الوقائع والتحدث عن نفسه بالشجاعة‪.‬‬
‫عمرو بن كلثوم التغلبي‬
‫هو عمر بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن نزار بن معد بن عدنان‬
‫التغلبي‪ِّ ،‬‬
‫ويلقب بأبا األسود أو أبا عمير‪ ،‬كنيته أبو األسود وهو أحد‬
‫شعراء الجاهلية املشهورين وهو ايضا خطيب جاهي ‪ ،‬كان نصرانيا‬
‫وقيل وثنيا وقد ولد في شمال الجزيرة العربية في عام ‪450‬م وتوفي في‬
‫ً‬
‫عام ‪600‬م عن عمر يناهز مئة وخمسين عاما‪ ،‬وصار سيد قومه من‬
‫خمسة عشر من عمره واشتهر بأنه شاعر القصيدة الواحدة‪ ،‬وكان‬
‫عزة بنفسه‪ ،‬و ُمل ِّلعقة عمرو بن كلثوم أهمية تاريخية ِّ‬
‫ألنها‬ ‫أكثر الناس ِّ‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫تدل على حال العرب قديما من ناحية الدين والعادات واألعراف‬
‫اإلجتماعية وغيرها من األمور وقيل‪ :‬كان يشتهر باستخدام الضمير‬
‫"نحن" في شعره اثناء حديثه عن نفسه‪ ،‬فتكات الجاهلية ثالث‪ ،‬فتكة‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪39‬‬


School of Distance Education – University of Calicut

‫البراض بعروة وفتكة الحارث بن ظالم بخالد بن جعفر وفتكة عمرو بن‬
‫كلثوم بعمرو بن هند‬

Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic 40


School of Distance Education – University of Calicut

Module II: Arabic Literature in Islamic Period


‫األدب العربي في العصراإلسالمي‬

 Impact of Islam and Qur'an on poetry, Approach of


Islam to poetry, Mukhdaram poets , PiousCaliphs and
poetry.
 Development of Prose Literature in Islamic Period,
Qur'an – Its revelation and compilation, I'jaz al-Qur'an,
Tafsir literature, Hadith Literature – collection and
compilation of hadith – Sihah Sita.

Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic 41


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫عصرصدراإلسالم‬

‫هو الفترة الزمنية من بعثة النبي محمد ‪ ‬سنة ‪ 611‬م إلى مقتل آخر‬
‫الخلفاء الراشدين على بن أبي طالب سنة ‪ 40‬هجريا‪.‬‬
‫جاء اإلسالم فلم يهدم األدب القديم بل أراد إصالحه وإخضاعه للحياة‬
‫الناهضة الجديدة‪ ،‬واستخدامه لألغراض اإلنسانية النبيلة كما يظهر‬
‫من دراسة نصوص هذا العهد بوجه عام‪ ،‬وجعل ما يتجاوز هذه‬
‫الحدود محظورا مرفوضا‪ ،‬وما ينحصر فيها ويخدمها جائزا مقبوال‪.‬‬
‫الشعرفي صدراإلسالم‬
‫النقاد واألدباء حول طبيعة الشعر في صدر‬ ‫وقد وقع الخالف بين ِّ‬
‫األول يرى ِّ‬
‫بأن‬ ‫الرأي ِّ‬‫فأما أصحاب ِّ‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وقد انقسموا إلى رأيين‪ِّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الشعر ضعف وتراجع‪ ،‬ومنهم "ابن سالم" صاحب كتاب "طبقات‬
‫الشعراء" الذي ذكر فيه‪ِّ :‬‬ ‫ل ِّ‬
‫"بأن العرب ُبهروا بالقرآن الكريم‪،‬‬ ‫فحو‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫البياني‪ ،‬كما أنهم انشغلوا بالجهاد والغ ْزو مع ا ِّلرسول‬
‫ِّ‬ ‫وبإعجازه اللغو ِّي‬
‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫مما قلل اهتمامهم بالشعر وصرفهم عنه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بأن الشعر في صدر اإلسالم ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الثاني َفي َر ْوا ِّ‬ ‫ِّأما أصحاب ِّ‬
‫تطور‬ ‫الرأي‬
‫الرأي "شوقي ضيف" وقد برهن على ما‬ ‫وازدهر‪ ،‬ومن أصحاب هذا ِّ‬
‫ِّ‬
‫ذهب إليه بازدياد عدد الشعراء‪ ،‬وإضافة موضوعات جديدة إلى‬
‫ِّ‬ ‫عددا من ِّ‬
‫وقدم ً‬ ‫ِّ‬
‫الشعر‪ِّ ،‬‬
‫النماذج‪ ،‬وردت في كتب األدب ليؤكد رأيه هذا‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪42‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫أثراإلسالم والقرآن في الشعرالعربي‬


‫وفي عصر اإلسالم تأثر الشعراء بالقرآن الكريم وانشغلوا في حفظه‬
‫الذي زادهم فصاحة وبالغة‪ ،‬وهذا جعل الشعر يزدهر تحت الحكم‬
‫ً‬
‫اإلسالمي‪ ،‬فلم يكن تأثيره دينيا فقط بل شمل جميع مناحي الحياة‪.‬‬
‫ومن أبرز آثار اإلسالم والقرآن على الشعر والشعراء أنه بدأ الشعراء‬
‫ِّ‬
‫يدعون في شعرهم ما تعلموه من اإلسالم وبدء يظهر أنماط جديدة من‬
‫الشعر كشعر الجهاد‪ ،‬والفتوح اإلسالمية‪ ،‬والشعر الديني وأصبح‬
‫شعرهم يتصل بالقيم واملثل اإلسالمية‪ .‬حافظ الشعراء على أغراض‬
‫الشعر التقليدية التي استخدموها قبل اإلسالم‪ ،‬على سبيل املثال‬
‫الرسول الكريم‪ ،‬ومن‬ ‫يسمى باملديح ِّ‬
‫النبو ِّي‪ ،‬وهو مدح ِّ‬ ‫املديح فظهر ما ِّ‬
‫حسان بن ثابت األنصار ِّي‪،‬‬
‫رواده ِّ‬

‫استخدم الشعر لوصف املعارك والفتوحات اإلسالمية التي خاضها‬


‫املسلمين‪ ،‬وتصوير بطوالت الصحابة الفردية والجماعية ووصف‬
‫شجاعتهم وثباتهم الشديد وتصوير هول املعارك‪،‬‬
‫ِّ‬
‫استمر بأنواعه‬ ‫استخدم الفخر الذي كان منتشر في شعر الجاهلية‬
‫ً‬
‫املختلفة فاستخدموه لتصوير الشجاعة‪ ،‬والكرم‪ ،‬والعفة‪ ،‬وأيضا‬
‫لالفتخار في الجهاد‪ ،‬واإليمان‪ ،‬والتقوى‪ ،‬والخوف من النار‪،‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪43‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ِّإن اإلسالم أوجد مواضيع جديدة ليكتب فيها الشعراء‪ ،‬وأظهر شعراء‬
‫ُجدد ُملهمين بالدين اإلسالمي الجديد وعقيدته‪ ،‬فقد قام اإلسالم‬
‫بخلق مواضيع جديدة قام الشعراء باإلبداع في توظيفها‪،‬‬

‫موقف اإلسالم من الشعروالشعراء‬


‫ُّ‬
‫إن األدب في املنظور اإلسالمي هو أدب العقيدة اإلسالمية التي تحث‬
‫الفرد واملجتمع على اتباع الحق‪ ،‬وقول الحق‪ ،‬والشهادة بالحق في كل‬
‫ش يء‪ ،‬والشعر نوع من الكالم حسنه حسن وقبيحه قبيح‪ ،‬فال يمدح‬
‫لذاته وال يذم لذاته‪ ،‬ولكن النظر إلى مضمون الشعر قال ابن قدامة ‪-‬‬
‫رحمه هللا‪ -‬في املغني‪" :‬وليس في إباحة الشعر خالف‪ ،‬وقد قاله الصحابة‬
‫والعلماء‪ ،‬والحاجة تدعو إليه ملعرفة اللغة العربية واالستشهاد به في‬
‫التفسير‪ ،‬وتعرف معاني كالم تعالى وكالم رسوله صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫ً‬
‫ويستدل به أيضا على النسب والتاريخ وأيام العرب"‪ .‬وقد أنشد كثير‬
‫من الصحابة الشعر بحضرة الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأحاديثهم‬
‫ً‬
‫في الصحيحين وغيرهما وهي كثيرة‪ ،‬بل أمر النبي ‪ ‬حسانا وغيره بإنشاد‬
‫الشعر‪.‬‬
‫وما ورد من ذم الشعراء في القرآن أو ذم الشعر في السنة‪ ،‬فإنما يذم‬
‫من أسرف وكذب‪ ،‬فالغالب أن الشعراء يقولون الكذب‪ ،‬فيقذفون‬
‫املحصنات‪ ،‬ويهجون األبرياء‪ ،‬فوقع الذم على األغلب‪ ،‬واستثني منهم‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪44‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ون ۝‬ ‫الش َع َر ُاء َي َّتب ُع ُه ُم ْال َغ ُاو َ‬


‫َ ُّ‬
‫من ال يفعل ذلك‪ ،‬كما قال سبحانه‪( :‬و‬
‫َّ‬ ‫َ َ َّ ُ ْ َ ُ ُ َن َ َ ْ َ ُ نَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ َ‬
‫أل ْم ت َر أ َّن ُه ْم في ك ِّل َو ٍاد َيه ُيمون ۝ وأنهم يقولو ما ال يفعلو ۝ إال‬
‫ص ُروا من َب ْعد َما‬ ‫انت َ‬ ‫َّللا َكث ًيرا َو َ‬ ‫ين َآم ُنوا َو َعم ُلوا َّ‬
‫الصال َحات َو َذ َك ُروا َّ َ‬ ‫َّالذ َ‬
‫ُ‬
‫ظل ُموا ‪( )......‬الشعراء‪ )227-224:‬وما ورد في السنة من ذم حفظ الشعر‬
‫فاملقصود به اإلكثار من ذلك حتى يشغله عن القرآن والسنة والتفقه‬
‫في الدين‪ ،‬أو ما كان فيه تشبيب بالنساء ونحوه‪.‬‬
‫الحق والخير‬‫فالشعر يختلف بحسب مقاصده ومراد صاحبه‪ :‬فإن أراد َّ‬
‫ُومقتض ى شعره يدل على ذلك؛ فال بأس في ذلك‪ ،‬ومن الدعوة إلى‬
‫الخير‪ ،‬والدعوة إلى الحق‪ ،‬وإن كان شعره يدعو إلى الباطل والفساد؛‬
‫ً‬
‫مذموما يجب منعه منه‪.‬‬ ‫صار‬

‫الشعراء املخضرمون‪.‬‬
‫املخضرمون‪ :‬جمع مخضرم‪ .1‬الشاعر املخضرم هو الشاعر الذي عاش‬
‫في عصر ِّي الجاهلية واإلسالم‪ِّ ،‬‬
‫ويعد عصر املخضرمين من العصور‬

‫ٌ‬
‫‪ 1‬املصطلح واملفهوم‪ :‬من املعان اللغوية للخضرمة‪ :‬القطع‪ ،‬ومنه قولهم‪( :‬ناقة‬
‫مخضرمة)‪ :‬قطع طرف أذنها‪ ،‬والخضرمة قطع إحدى األذنين‪ ،‬وهي سمة‬
‫الجاهلية‪ ،‬وكان أهل الجاهلية يخضرمون نعمهم‪ ،‬فلما جاء اإلسالم أمرهم النبي‬
‫‪ ‬أن يخضرموا من غير املوضع الذي يخضرم منه أهل الجاهلية‪ .‬وأصل‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪45‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫املهمة؛ حيث شكل صراعا بين القيم واملبادئ التي قامت عليها‬
‫ٌ‬
‫وجدير‬ ‫ِّ‬
‫اإلنسانية التي جاء بها اإلسالم‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫الجاهلية‪ ،‬وبين القيم واملبادئ‬
‫ِّ‬ ‫ً‬
‫بالذكر ِّأن الشعر كان واحدا من اآلثار التي تشكلت بوجود هذا‬
‫ً‬
‫العصر؛ فغالبا ما يكون الشعر استجابة لرغبة اإلنسان في التعبير عن‬
‫ما يجول في نفسه وخاطره‪.‬‬
‫أشهرالشعراء املخضرمين‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫حسان بن ثابت ‪( :‬شاعر الرسول ‪ )‬توفي سنة ‪50‬ه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ِّ‬
‫‪ .2‬كعب بن زهير‪ :‬بن أبي سلمى‪ ،‬توفي سنة ‪26‬ه‪.‬‬

‫الخضرمة أن يجعل الش يء بين بين‪ ،‬وكانت خضرمة أهل اإلسالم بائنة من‬
‫خضرمة أهل الجاهلية‪ .‬ورجل مخضرم‪ :‬بفتح الراء‪ ،‬إذا كان نصف عمره في‬
‫الجاهلية ونصف في اإلسالم‪ .‬وقيل مخضرم‪ :‬بكسر الراء‪ ،‬ألن الجاهلية‪ ،‬ملا دخلوا‬
‫في اإلسالم‪ ،‬خضرموا إبلهم‪ ،‬فهو اسم فاعل‪ ،‬ليكون عالمة إلسالمهم إن أغير‬
‫عليها أو حوربوا‪ .‬ويقال ملن أدرك الجاهلية واإلسالم مخضرم‪ :‬بكسر الراء‪ ،‬ألنه‬
‫أدرك الخضرمتين‪ ،‬أي النوعين من قطع آذان األنعام‪ .‬أما من قال مخضرم‪ :‬بفتح‬
‫الراء‪ ،‬فإنه يعني أنه قطع عن الكفر إلى اإلسالم‪ ،‬لذا قالوا شاعر مخضرم‪،‬‬
‫وقصدوا به من أدرك الجاهلية واإلسالم‪ .‬يقول السيوطي (ت ‪ 911‬ه)‪:‬‬
‫املخضرمون من الشعراء‪ :‬من قال الشعر في الجاهلية‪ ،‬ثم أدرك اإلسالم‪ ،‬فمنهم‪:‬‬
‫حسان بن ثابت‪ ،‬ولبيد بن ربيعة‪ ،‬ونابغة بني جعدة‪ ،‬والزبرقان بن بدر‪ ،‬وعمرو‬
‫ابن معدي كرب‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪46‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ِّ‬
‫‪ .3‬الخنساء‪ :‬تماضر بنت عمرو‪ ،‬توفيت سنة ‪24‬ه‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪ .4‬لبيد بن ربيعة ‪ :‬بن مالك العامري‪ ،‬املتوفى سنة ‪41‬هـ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫الحطيئة‪( :‬جرول بن أوس بن مالك العبس ي)‪ ،‬املتوفى نحو ‪45‬هـ‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫والذي لم يتأثر باإلسالم كثيرا‪.‬‬
‫النابغة الجعدي‪( :‬قيس بن عبدهللا العامري)‪ ،‬توفّي سنة ‪ 50‬ه‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫نبذه عن حياة بعض شعراء املخضرمين ونماذج من شعرهم‪.‬‬

‫حسان بن ثابت األنصاري (‪ 65‬ق ه ‪٥٠ -‬ﻫ)‬


‫هو حسان بن ثابت بن املنذر األنصاري الخزرجي‪ ،‬ولد في املدينة في سنة‬
‫‪ 65‬قبل الهجرة‪ ،‬يقال أنه عاش في الجاهلية ستين سنة وفي اإلسالم‬
‫ستين أخرى؛ وكان لسان قومه في الحروب التي نشبت بينهم وبين األوس‬
‫في الجاهلية‪ ،‬وكان منصرفا إلى اللهو‪ ،‬فوصف مجالس اللهو والخمر‬
‫والغزل‪ ،‬وقد دافع عن قومه وافتخر بأمجادهم‪.‬‬
‫الحسام‪ ،‬وقد لقي حظوة‬ ‫وكان ُيكنى أبا الوليد‪ ،‬وأبا عبد الرحمن‪ ،‬وأبا ُ‬
‫في الجاهلية عند ملوك غسان فمدحهم واسترفدهم‪ ،‬فأفاضوا عليه‬
‫النعم‪ ،‬فحفظ لهم الجميل‪ ،‬وبقي يذكرهم بالخير إلى آخر عمره‪.‬‬
‫اتفق الرواة والنقاد على أنه أشعر أهل املدر في عصره وأنه أشعر‬
‫َّ‬
‫اليمن قاطبة‪ ،‬وقد خلف ديوانا ضخما رواه ابن حبيب‪ ،‬ولحسان شعر‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪47‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َ‬
‫جميل في الجاهلية ال ُيبخس حقه‪ ،‬وقد يكون أجود من شعره في‬
‫اإلسالم كما يزعم األصمعي‪ ،‬ولكن شهرة حسان قامت على أنه شاعر‬
‫الرسول‪.‬‬
‫حسان في اإلسالم‬
‫ملا ظهر اإلسالم‪ ،‬وهاجر النبي إلى يثرب‪ ،‬أسلمت األوس والخزرج وأسلم‬
‫حسان معهم فكان في جملة األنصار‪ .‬فمدح اإلسالم والنبي ‪ ،‬وقد‬
‫دافع عن الدين الجديد ونظم قصيدة بمناسبة الغدير‪.‬‬
‫عندما يدخل حسان اإلسالم بعد هجرة الرسول ‪ ‬حتى إذا أخذ شعراء‬
‫قريش في هجاء الرسول ‪ ‬وصحبه من املسلمين أنبرى لهم بالذع‬
‫ُّ‬
‫هجائه‪ ،‬وكان رسول هللا‪ ‬يحثه على ذلك ويدعو له بمثل "اللهم َّأيده‬
‫بروح القدس"‪ ،‬واستمع إلى بعض هجائه لهم فقال‪" :‬لهذا أشد عليهم‬
‫من وقع النبل"‪ ،‬وكان أيضا لم يكن يهجوهم بالكفر إنما كان يهجوهم‬
‫باإليام التي ُهز ُموا فيها ِّ‬
‫ويعيرهم باملثالب واألنساب‪.‬‬
‫سمي حسان شاعر اإلسالم ورسوله الكريم‪ ،‬فقد عاش يدافع عن ‪‬‬
‫واملسلمين‪ ،‬فهو حين يرد على شاعر وفد بني تميم الزبرقان بن بدر‬
‫يقول‪:‬‬
‫تتبع‬ ‫ْ‬
‫قد بينوا سنة ً للناس ُ‬ ‫ْ‬
‫وإخوتهم‬ ‫فهر‬ ‫َ ْ‬ ‫ِّ‬
‫إن الذوائب من ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َي ْر َض ى َبها ك ُّل َمن كان ْت سر َيرت ُه تقوى اإلله وباألمر الذي شرعوا‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪48‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َ‬ ‫حاو ُلوا ِّ‬


‫الن ْف َع في أشياعه ْم نفعوا‬ ‫ْأو َ‬ ‫ُ‬
‫عدوهم‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫قوم إذا حاربوا ضروا‬
‫َ‬
‫شرها الب َد ُع‬
‫فاعل ْم‪ُّ ،‬‬ ‫ِّإن الخالئ َق‪،‬‬ ‫محدثة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫غير‬ ‫تلك ْ‬
‫منهم ُ‬ ‫سجية ٌ َ‬

‫وقد أجاد في وصف النبي والرسالة الجديدة حيث يقول‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫النساء‬ ‫وأحسن منك لم ت َر قط عيني وأحسن منك لم تلد‬
‫تشاء‬ ‫كأنك قد ُخ َ‬
‫لقت كما ُ‬ ‫ِّ‬ ‫مبرء من ِّ‬
‫كل عيب‬ ‫لقت ً‬‫ُخ َ‬

‫من الرسل واألوثان في األرض تعبد‬ ‫نبي أتانا بعد ياس وفترة‬
‫يلوح كما الح الصقيل املهند‬ ‫فأمس ى سراجا مستنيرا وهاديا‬
‫وعلمنا اإلسالم فاهلل نحمد‬ ‫وانذرنا نارا وبشر جنة‬
‫مع املصطفى ارجوا بذلك جواره وفي نيل ذاك اليوم أسعى واجهد‬

‫كعب بن زهير‪( :‬؟؟؟ ‪ 26 -‬هـ)‬


‫كعب بن زهير بن أبي سلمى املازني أبو َّ‬
‫املضرب‪ .‬كان ممن اشتهر في‬
‫الجاهلية وملا ظهر اإلسالم هجا النبي صلى هللا عليه وسلم وأقام ِّ‬
‫يشبب‬
‫ً‬ ‫بنساء املسلمين فهدر ِّ‬
‫النبي دمه فجاءه (كعب) مستأمنا وقد أسلم‬
‫وأنشده الميته املشهورة التي مطلعها‪" :‬بانت سعاد فقلبي اليوم متبول"‬
‫فعفا عنه ِّ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم وخلع عليه بردته وهو من أعرق‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪49‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الناس في الشعر‪ :‬أبوه زهير ابن أبي سلمى وأخوه بجير وابنه عقبة‬
‫وحفيده ِّ‬
‫العوام كلهم شعراء‪.‬‬
‫وهو شاعر مخضرم‪ ،‬ومن أشهر قصائده الالمية (البردة) التي مطلعها‬
‫بانت سعاد‪ .‬أبوه زهير بن أبي ُسلمى من فحول الشعراء في الجاهلية‪،‬‬
‫وهما من قبيلة مزينة‪ .‬وقد تلقن الشعر عن أبيه‪ ،‬يعتبر كعب بن زهير‬
‫ِّ‬
‫بن أبي سلمى أحد فحول املخضرمين‪ ،‬وكانت له املكانة العالية والحظ‬
‫املرموق في الشعر‪.‬‬
‫عندما جاء اإلسالم بعد سنوات من ظلمة الجاهلية أسلم بجير أخو‬
‫كعب‪ ،‬وبقي كعب علي دينه األصلي لذا غضب كعب على أخيه لخروجه‬
‫عن دين آبائه‪ ،‬فقام بهجاء أخيه وهجاء اإلسالم والرسول‪ ،‬فأهدر‬
‫ِّ‬
‫النبي‪ ‬دمه‪ ،‬فطالبه أخوه بدخول اإلسالم لينجو بنفسه من النار‬
‫وأرسل إليه بعد فتح مكة خطابا يقول فيه أن النبي قتل كل من آذاه‬
‫من املشركين‪ ،‬فراح يستجير بالقبائل‪ ،‬وما من مجير‪ ،‬ول ِّـما ضاقت عليه‬
‫األرض في وجهه وبعد أن استيأس من املجير والنصير ذهب إلى‬
‫الرسول‪ ‬يطلب منه األمان واضعا يده في يد رسول هللا‪ ‬قائال‬
‫قصيدته الشهيرة البردة‪ ،‬والتي مطلعها (بانت سعاد)‪ ،‬وفيها هجا‬
‫ُ‬
‫األنصار بسبب قسوتهم عليه وامتدح املهاجرين‪ ،‬وقد أعجب رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم ببعض معاني القصيدة‪ ،‬وملا بلغ قوله‪ِّ :‬‬
‫"إن‬
‫مهند من سيوف هللا مسلو ُل" قام عليه‬ ‫لنور يستضاء به ٌ‬ ‫الرسو َل ٌ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪50‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫الصالة والسالم فألبسه ُب َ‬
‫ردته إكراما وتقديرا له‪ ،‬فلم يصدق كعب‬
‫نفسه من شدة فرحه‪ ،‬فقد تغير حاله في لحظة وصار من املقربين إلى‬
‫ً‬
‫رسول هللا ‪ ،‬ومن هنا ُسميت قصيدته بالبردة‪ ،‬وكان كعب معتزا بتلك‬
‫البردة طيلة حياته‪ ،‬ويقال ِّإن معاوية بن سفيان اشتراها من ورثة كعب‬
‫بعشرين ألف درهم وتوارثها الخلفاء من بعده وكانوا يلبسونها في‬
‫األعياد‪ ،‬وبذلك يكون كعب بن ُزهير قد أعلن توبته ودخل في اإلسالم في‬
‫ً‬
‫أواخر السنة السابعة للهجرة‪ ،‬وصار شاعرا من أشهر شعراء الدعوة‬
‫ِّ‬
‫اإلسالمية الذين دافعوا عن اإلسالم‪ .‬توفي كعب بن زهير سنة ‪26‬هـ‪.‬‬
‫يقول في قصيدته‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ ُ َ ُ ْ‬
‫ُم َت ِّي ٌم إث َر َها لم ُي ْج َز َمك ُبو ُل‬ ‫اليوم َم ْت ُبو ُل‬
‫فقلبي َ‬ ‫بانت سعاد‬
‫ْ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ِّ َ َ َ‬ ‫وما ُس َع َاد َغ َد َاة َ‬
‫يض الط ْرف َمك ُحو ُل‬ ‫ض ُت إال أغ ِّن غض‬ ‫الب ْين إذ َع َر َ‬
‫ِّ ُ ْ ُ َ َ‬ ‫وما َت ُد ُ‬
‫يل‬‫الغ َراب ُ‬ ‫الع ْهد الذي َز َع َم ْت إال كما تمسك املاء‬ ‫وم على َ‬
‫َ َ ُ ِّ‬ ‫َ ً‬ ‫َ ْ ََ ُ ُ‬
‫ُ‬
‫األباطيل‬ ‫يده إال‬ ‫وما مواع‬ ‫يد ُع ْرقوب لها َمثال‬ ‫كانت مواع‬
‫َ‬ ‫ُ ِّ ْ َ‬
‫والع ْف ُو ع ْن َد َر ُسول هللا َم ْب ُذو ُل‬ ‫َ‬ ‫ئت أ َّن َر ُسو َل هللا أ ْو َع َدني‬ ‫نب‬
‫واعيظ َو َت ْفص ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ َ َ َ ََ‬ ‫َم ْه ًال َه َد َ‬
‫يل‬ ‫اك نافلة ال ـ ـ ُـق ْرآن فيها م‬ ‫اك الذي أعط‬
‫َ ُ َ ْ َّ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ال ْتأ ُخ َذني َبأ ْق َوال ُ‬
‫األ ُ‬
‫قاويل‬ ‫اذن ْب ولو كثرت في‬ ‫الوشاة‪ ،‬ولم‬
‫ُم َه َّن ٌد من ُسيوف ََّللا َمسلو ُل‬ ‫ضاء به‬ ‫ست ُ‬ ‫نور ُي َ‬‫الرسو َل َل ٌ‬ ‫إ َّن َ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪51‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ُ‬ ‫ْ َّ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ب َبطن َمكة ملا أسل ُموا‪ُ :‬زولوا‬ ‫ص َبة من ق َرْيش قال قائل ُه ْم‬
‫في ُع ْ‬

‫الخنساء‬
‫الخنساء واسمها تماضر بنت عمرو السلمية (‪575‬م ‪ 24 -‬هـ ‪645 /‬م)‪،‬‬
‫صحابية وشاعرة مخضرمة من أهل نجد أدركت الجاهلية واإلسالم‬
‫وأسلمت‪ ،‬واشتهرت برثائها ألخويها صخر ومعاوية اللذين قتال في‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ً‬ ‫الجاهلية‪ .‬وقد ِّ‬
‫السخية ملا تحلى به من‬ ‫خصت أخاها صخرا بدموعها‬
‫الشجاعة والكرم والوفاء وبذل املال‪ .‬لقبت بالخنساء بسبب ارتفاع‬
‫أرنبتي أنفها‪.‬‬
‫ُويذكر َّأنها نشأت في بيت ِّ‬
‫عز مع أبيها وأخويها صخر ومعاوية‪ ،‬وعاشت‬
‫الخنساء ولها من العمر ‪ 89‬سنة‪ ،‬وأسلمت الخنساء مع قبيلتها‪،‬‬
‫وذهبت معهم إلى املدينة املنورة؛ ملالقاة الرسول محمد ‪ ،‬وقد كان‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫رسول هللا يستنشدها ُويعجب كثيرا بأشعارها؛ إذ كانت تنشد األشعار‪،‬‬
‫وقدمت أوالدها األربعة في سبيل‬ ‫وهو يقول لها‪( :‬هيه يا خنساء)‪ِّ .‬‬
‫ِّ ُ‬ ‫اإلسالم‪ِّ ،‬‬
‫حتى قتلوا‪ .‬وعندما وصلها‬ ‫وحرضتهم على الثبات في القتال‬
‫شرفني بقتلهم‪ ،‬وأرجو من رِّبي أن‬‫خبر مقتلهم هتفت‪« :‬الحمد هلل الذي ِّ‬
‫ئلت عن عدم رثاء‬ ‫مستقر الرحمة»‪ُ .‬ويذكر ِّأنها ُس ْ‬
‫ِّ‬ ‫يجمعني بهم في‬
‫ِّ‬
‫املستمر إلخوانها فقالت‪ :‬أوالدي أحسبهم عند‬ ‫أوالدها األربعة ورثائها‬
‫ِّ‬
‫هللا‪ ،‬أما إخوتي فسيذهبون إلى النار‪ُ .‬ويذكر أنه قيل لجرير‪ :‬من أشعر‬
‫الناس؟ قال‪ :‬أنا لوال الخنساء‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪52‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫وكانت وفاتها في أوائل خالفة عثمان بن عفان رض ي هللا عنه عام ‪24‬هـ‪،‬‬
‫والذي يوافق بامليالدي ‪664‬م‬
‫ِّ‬
‫ومما جاء في رثائها لصخر‪:‬‬
‫ِّ‬
‫اخضل الدمع سربالها‬ ‫لقد‬ ‫أال ما بعينيك أم مالها‬
‫فأما عليها ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وأما لها‬ ‫سأحمل نفس ي على خطة‬
‫وان تجزع النفس أشقى لها‬ ‫فإن تصبر النفس تلق السرور‬
‫شاعرية الخنساء‬
‫ً‬
‫عد الخنساء واحدة من الشعراء املخضرمين‪ ،‬ومن أشهر شعراء‬ ‫ُت ُّ‬
‫ِّ‬
‫والتفجع‪ ،‬واملدح‪ ،‬والتكرار‪ ،‬والنظم‬ ‫الرثاء؛ إذ غلب على شعرها البكاء‪،‬‬
‫على وتيرة من الحزن‪ ،‬والبكاء‪ ،‬وذرف الدموع‪ ،‬ولقد نبغت شاعريتها بعد‬
‫ِّ‬
‫مقتل أخويها‪ ،‬حيث أثر مقتل شقيقيها معاوية وصخر في شاعريتها‪،‬‬
‫وزاد في شهرتها الشعرية؛ وقد طال بها هذا الحزن إلى الدخول بحداد‬
‫ِّ‬ ‫ً‬
‫استمرت في ارتداء مالبس الحداد كدليل على‬ ‫طويل جدا‪ ،‬حيث‬
‫إخالصها ألخويها‪ ،‬وقالت في رثاء صخر‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ ُ ِّ ُ‬
‫لكل غروب ش ْمس‬ ‫صخرا وأذكره‬
‫َ ً‬ ‫ُي َذ ِّك ُرني ُط ُل ُ‬
‫وع الشمس‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫لقتلت نفس ي‬ ‫الباكين َح ْولي على إخوانهم‬ ‫ول ْوال ك َثرة ُ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪53‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الخلفاء الراشدون والشعرالعربي‬


‫وبعد ظهور اإلسالم وانتشاره بدأ الشعراء من الصحابة رض ي هللا عنهم‬
‫ِّ‬
‫واستمر‬ ‫يستعينون بالشعر في تحفيز املسلمين وتقوية عزائمهم‪،‬‬
‫التطور حتى أصبح مر ً‬
‫افقا لجميع األحداث التي تطرأ على‬ ‫ِّ‬ ‫الشعر في‬
‫َّ‬
‫اإلسالمية‪،‬‬ ‫الدولة‬
‫بدأت حركة الشعر في عهد الخلفاء الراشدين ‪-‬رض ي هللا عنهم‪ -‬بعد‬
‫حسان‬ ‫انتقال النبي‪ ‬إلى الرفيق األعلى ورثائه من قبل الشعراء‪ ،‬مثل‪ِّ :‬‬
‫ِّ‬ ‫بن ثابت ‪ِّ -‬‬
‫امللقب بشاعر الرسول‪ -‬وكعب بن زهير‪ ،‬ثم بعد تسلم أبي‬
‫الردة كثرت األشعار وتنوعت؛‬‫بكر الصديق الخالفة‪ ،‬وظهور حروب ِّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تخويفا أو إنذا ًرا‪ ،‬أو حماسة للدين أو وعظا‪ ،‬وبعد وفاة‬ ‫فمنها ما كان‬
‫أبي بكر الصديق تهافت الشعراء على رثائه وذكر مناقبه وصفاته‪ ،‬وكان‬
‫من أبرز من رثى أبا بكر ِّ‬
‫حسان بن ثابت‪.‬‬
‫الصحابي عمر بن الخطاب رض ي هللا عنه كتب الشعراء في‬ ‫ِّ‬ ‫وفي عهد‬
‫ِّ‬
‫مدحه وبث روح الحماس في املسلمين‪ ،‬ومن الجدير بالذكر َّأن الشاعر‬
‫فضل لعمر بن الخطاب ِّ‬
‫ولقبه‬ ‫زهير بن أبي سلمى كان الشاعر املُ ِّ‬
‫وأما في عهد‬‫بشاعر الشعراء‪ ،‬كما وصف قصائده بالصدق والحكمة‪َّ ،‬‬
‫الخليفة عثمان بن عفان انتشرت الفتن والخالفات التي ِّأدت في النهاية‬
‫ً‬ ‫إلى مقتله وقد كتب الكثير من الشعراء عنه ً‬
‫حزنا وحسرة عليه‪،‬‬
‫واستمرت الفتن حتى فترة حكم الخليفة علي بن أبي طالب‪ ،‬وجرى في‬ ‫ِّ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪54‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َّ‬
‫الشعرية مليئة‬ ‫عهده الكثير من الحروب واملعارك فكانت القصائد‬
‫بالحماس والطاقة‪،‬‬
‫وقد قال الخلفاء الراشدون الشعر؛ فذكر ِّأن أبا بكر الصديق نظم‬
‫حماسية‪ ،‬أما عمر بن الخطاب فقد نظم عدة أبيات في‬ ‫ِّ‬ ‫قصيدة‬
‫الحكمة‪ ،‬وكذلك عثمان بن ِّ‬
‫عفان‪ ،‬أما الخليفة علي بن أبي طالب فقد‬
‫روى من شعره الكثير‪ ،‬وكان الخلفاء الراشدون يمنعون الشعراء من‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫خاصة عمر الفاروق‪ ،‬وقد أخذ من الشاعر‬ ‫هجاء اإلسالم واملسلمين‬
‫مسلما‪ ،‬وكان الخليفة عمر بن الخطاب أعلم‬ ‫ً‬ ‫الحطيئة ً‬
‫عهدا أال يهجو‬
‫أمرا إال أنشد فيه ً‬
‫بيتا من‬ ‫الناس بالشعر؛ فكان ال يكاد يعرض له ً‬
‫الشعر‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪55‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫النثرفي العصراإلسالمي‬
‫حدثت للنثر في عصر صدر اإلسالم نقلة نوعية عظيمة‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫إضافة مصدرين عظيمين للثقافة العربية‪ ،‬وهما‪ :‬القرآن العظيم‪،‬‬
‫والحديث النبوي الشريف‪ .‬كما أن منظومة املفاهيم الجديدة التي جاء‬
‫تصورات جديدة ظهرت في‬ ‫وكونت ِّ‬
‫بها اإلسالم غيرت تصورات العرب ِّ‬
‫لغتهم وأدبهم‪ُ .‬ويالحظ أن النثر‪ ،‬املنطوق واملكتوب‪ ،‬تطور منذ مجيء‬
‫اإلسالم‪َ ،‬ك ًّما ً‬
‫وكيفا‪ ،‬بشكل كبير ال يمكن أن تخطئه العين‪.‬‬
‫أنواع النثرفي عصرصدراإلسالم‪:‬‬
‫القرآن العظيم ‪:‬‬
‫لقد تميز القرآن ببالغة ألفاظه‪ ،‬ووضوح معانيه‪ ،‬وجاء بمواضيع لم‬
‫تكن يتطرق إليها العرب في شعرهم أو نثرهم فارتقى بهم إلى مراقي العال‪.‬‬
‫يعود للقرآن الكريم الفضل في توحيد لهجات اللغة العربية بوضع‬
‫َ‬
‫معيار لها َحفظها من الضياع بعد أن كانت لهجات مختلفة‪ .‬كذلك كان‬
‫القرآن السبب األساس‪ ،‬وربما الوحيد في ظهور العديد من العلوم‬
‫املختلفة مثل النحو والصرف والعروض والنقد والفقه والتفسير‪ ،‬وله‬
‫الفضل في زيادة الثروة اللغوية من خالل استخدامه أللفاظ جديدة‬
‫ومعان محدثة‪.‬‬
‫الحديث النبوي‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪56‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫تميز الحديث بإيجاز الفت‪ ،‬مع قوة في التأثير‪ ،‬ومنطقية في اإلقناع‪،‬‬


‫ُوب ْع ٍد عن التكلف والتصنع اللغوي‪ .‬ويدرك كل دارس أن أحاديث‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الرسول قد َأث َرت في الخطباء والك ِّتاب والشعراء منذ فجر اإلسالم‬
‫قووا بها حججهم ويثبتوا بها‬ ‫فاقتبسوها في أقوالهم وكتاباتهم ُلي ِّ‬
‫وتدينهم وحسن سلوكهم‪.‬‬ ‫أحكامهم ويدللوا بها على ثقافتهم ِّ‬

‫الخطابة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تطورا ملحوظا‪ ،‬فقد تغيرت‬ ‫تطورت الخطابة في عصر صدر اإلسالم‬
‫َ‬
‫موضوعاتها؛ إذ تناولت الدعوة إلى الدين الجديد وتوطيد أركانه بعد أن‬
‫سابقا في الدعوة إلى القبلية والعصبية‪ ،‬وتناولت ً‬
‫أيضا الدفاع‬ ‫كانت ً‬
‫عن الدين الجديد ودحض آراء املعادين والدعوة إلى التوحد والخطابة‬
‫عند االستحالف واملبايعة‪ .‬وقد تميزت الخطابة منذ مجيء اإلسالم‬
‫بأساليب جديدة منها‪ :‬قوة العبارة‪ ،‬وتماسك األلفاظ‪ ،‬ونزعة ِّ‬
‫التدين‪،‬‬
‫واالقتباس والتضمين من القرآن والحديث‪.‬‬

‫نزول القرآن الكريم وجمعه‬


‫ً‬
‫نزل القرآن الكريم على مرحلتين؛ حيث نزل في املرحلة األولى جملة‬
‫ِّ ً‬ ‫ً‬
‫واحدة‪ ،‬وكان ذلك ليلة القدر‪ِّ ،‬‬
‫مفرقا بواسطة جبريل عليه‬ ‫ثم نزل‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫السالم على قلب ِّ‬
‫ثالث وعشرين‬
‫محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬خالل ٍ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪57‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ً‬
‫سنة‪ ،‬وكان ال َّبد من جمع القرآن وحفظه مجموعا بعد وفاة الرسول‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫صلى هللا عليه وسلم باتفاق الصحابة جميعا بعد وفاة معظمهم حملة‬
‫القرآن في صدور والخوف عليه من الضياع‪.‬‬
‫مرات‬ ‫عدة ِّ‬‫وقد وردت لفظة «الجمع» بمعنى‪« :‬الحفظ مع دقة الترتيب» ِّ‬
‫ً‬
‫مخاطبا َ‬
‫خاتم أنبيائه ورسله‬ ‫في كتاب هللا‪ ،‬وذلك من مثل قوله تعالى‬
‫{ال ُت َح ِّر ْك به ل َس َان َك ل َت ْع َج َل به *إ َّن َع َل ْي َنا َج ْم َعهُ‬
‫َ‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫آنه *ث َّم إ َّن َعل ْي َنا َب َيان ُه *} [القيامة‪ 16 :‬ـ‬ ‫آناه ف َّاتب ْع قر‬ ‫آنه *فإذا قر‬ ‫وقر‬
‫‪ .]19‬وهذا املعنى آتاه هللا تعالى ـ لخاتم أنبيائه ورسله صلى هللا عليه‬
‫ولعدد غير قليل من صحابته الكرام‪ ،‬ومن تبعهم من الصالحين‬ ‫ٍ‬ ‫وسلم ـ‬
‫إلى اليوم‪ ،‬وحتى يوم الدين‪ ،‬وهؤالء تدارسوا القرآن الكريم‪ ،‬وال يزالون‬
‫يتدارسونه ويستظهرونه‪ ،‬ليتمكنوا من القراءة به في الصلوات‬
‫املكتوبة‪ ،‬وفي النوافل‪ ،‬وفي االستشهاد‪ .‬كما وردت لفظة «الجمع»‬
‫مر جمع القرآن وتدوينه بمراحل ثالثة‪:‬‬‫بمعنى‪« :‬الكتابة والتدوين»‪ .‬وقد ِّ‬
‫ا‬
‫أول‪ :‬جمع القرآن الكريم كتابة من فم الرسول‪‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫ظل الصحابة يعكفون على حفظ القرآن غيبا‪ ،‬حتى ارتفعت نسبة‬
‫ِّ‬
‫وبلغوه إلى َم ْن َ‬ ‫ِّ‬
‫بعدهم بطريقتين‬ ‫الحفاظ منهم إلى عدد ال يحص ى‪.‬‬
‫اثنتين‪:‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪58‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫أحدهما‪ :‬الكتابة التي كانت تتم للقران بأمر الرسول‪ ‬ألشخاص‬


‫ِّ‬
‫بأعيانهم وكل إليهم هذا األمر‪ ،‬ولم ينتقل رسول هللا ‪ ‬إلى جوار ربه إال‬
‫والقرآن مكتوب كله في بيته‪.‬‬
‫قراء‬‫الثانية‪ :‬حفظه في الصدور عن طريق التلقي الشفهي من كبار ِّ‬
‫َ‬
‫الصحابة وحفاظهم؛ الذين تلق ْوه بدورهم عن رسول هللا ‪‬؛ الذي‬
‫أقرهم على كيفية النطق واألداء‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬جمع القرآن الكريم في مصحف واحد في عهد أبي الصديق رض ي‬
‫هللا عنه‪:‬‬
‫َّ‬
‫كان من ضمن شهداء املسلمين في حرب مسيلمة الكذاب في اليمامة‬
‫نتج عن ذلك ْأن قام أبو بكر رض ي هللا‬‫كثير من حفظة القرآن‪ ،‬وقد َ‬ ‫ٌ‬
‫عنه بمشورة عمر بن الخطاب رض ي هللا عنه بجمع القرآن‪ ،‬حيث ُجم َع‬
‫َ‬
‫وأسند أبو بكر‬ ‫والس ْعف ومن صدور الرجال‪،‬‬ ‫من الرقاع والعظام َّ‬
‫الصديق رض ي هللا عنه هذا العمل العظيم‪ ،‬واملشرو َع الحضار َّي‬
‫الضخم إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت األنصاري رض ي هللا عنه‪.‬‬
‫وكانت الصحف عند أبي بكر في حياته حتى توفاه هللا‪ ،‬ثم عند عمر‬
‫حياته حتى توفاه هللا‪ ،‬ثم عند حفصة بنت عمر رض ي هللا عنهم‪ .‬وكان‬
‫ِّ‬
‫من أوليات أبي بكر الصديق رض ي هللا عنه‪ :‬أنه ِّأول من جمع القرآن‬
‫ص ْوحان رحمه هللا‪ :‬أول من جمع القرآن‬ ‫الكريم‪ ،‬يقول صعصعة بن َ‬
‫بين اللوحين‪ ،‬وو ِّرث الكاللة‪ .‬وقال علي بن أبي طالب رض ي هللا عنه‪:‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪59‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫يرحم هللا أبا بكر‪ ،‬هو أول من جمع القرآن بين اللوحين‪ .‬وقد اختار أبو‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ثابت لهذه املهمة العظيمة كونه شابا‪ ،‬حيث‬ ‫بكر رض ي هللا عنه زيد بن ٍ‬
‫أنشط ملا ُي ْط ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لب منه‪ ،‬كونه‬ ‫كان عمره واحدا وعشرين عاما‪ ،‬فيكون‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يسر له‬ ‫اجحا فقد ِّ‬ ‫أكثر تأهيال‪ ،‬فيكون أوعى له‪ ،‬إذ َم ْن وهبه هللا عقال ر‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫سابقة في هذا األمر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫س ُب َل الخير وكونه كاتبا للوحي‪ ،‬فهو بذلك ذو ٍ‬
‫خبرة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عملية له فليس غريبا عن هذا العمل‪ ،‬وال دخيال عليه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫سة‬
‫وممار ٍ‬
‫ا‬
‫ثالثا‪ :‬جمع القرآن الكريم في عدد من املصاحف في عهد عثمان ذي‬
‫النورين رض ي هللا عنه‪:‬‬
‫َ‬
‫عن أنس بن مالك رض ي هللا عنه‪ِّ :‬أن حذيفة بن اليمان قد َم على عثمان‬
‫رض ي هللا عنه‪ ،‬وكان ُيغازي أهل الشام في فتح أرمينية‪ ،‬وأذربيجان مع‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فأفزع حذيفة رض ي هللا عنه اختالفهم في القراءة‪ ،‬فقال‬ ‫أهل العراق‪،‬‬
‫حذيفة لعثمان‪ :‬يا َ‬ ‫ُ‬
‫أمير املؤمنين‪ ،‬أدرك هذه األمة قبل أن يختلفوا في‬
‫َ‬
‫عثمان إلى حفصة ْأن أرسلي‬ ‫ُ‬ ‫اختالف اليهود والنصارى‪ .‬فأر َ‬
‫سل‬ ‫الكتاب‬
‫ُ‬
‫بالصحف ننسخها في املصاحف‪ ،‬ثم ُّ‬ ‫ُّ‬
‫نردها إليك‪ ،‬فأرسلت بها‬ ‫إلينا‬
‫َ‬ ‫بن ثابت‪َ ،‬‬ ‫حفصة إلى عثمان‪ ،‬فأم َر ز َيد َ‬ ‫ُ‬
‫وسعيد بن‬ ‫وعبد هللا بن الزبير‪،‬‬
‫وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام رض ي هللا عنهم‪ ،‬فنسخوها‬ ‫العاص‪َ ،‬‬
‫للرهط القرشيين الثالثة‪ :‬إذا اختلفتم أنتم‬ ‫في املصاحف‪ ،‬وقال عثمان ِّ‬
‫فإنما نزل‬ ‫ِّ‬
‫وزيد بن ثابت في ش ٍيء من القرآن؛ فاكتبوه بلسان قريش‪،‬‬
‫الصحف في املصاحف‪ ،‬ر َّد عثمان‬ ‫بلسانهم‪ ،‬ففعلوا‪ ،‬حتى إذا نسخوا ُّ‬
‫كل ُأفق بمصحف ِّ‬
‫مما‬ ‫حف إلى حفصة‪ ،‬فأرسل إلى ِّ‬ ‫ُّ َ‬
‫رض ي هللا عنه الص‬
‫ٍ‬
‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫مصحف أن‬
‫ٍ‬ ‫صحيفة‪ ،‬أو‬
‫ٍ‬ ‫نسخوا‪ ،‬وأمر بما سواه من القرآن في ِّ‬
‫كل‬
‫ُ ِّ َ‬
‫حرق‪.‬‬ ‫ي‬
‫وجمع عثمان رض ي هللا عنه املهاجرين واألنصار‪ ،‬وشاورهم في األمر‪،‬‬
‫ُ‬
‫وعلماء الصحابة‪ ،‬وفي طليعتهم علي‬ ‫ُ‬
‫وأعالم األئمة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫أعيان األمة‪،‬‬ ‫وفيهم‬
‫بن أبي طالب رض ي هللا عنهم‪ ،‬وعرض عثمان رض ي هللا عنه هذه‬
‫املعضلة على صفوة األمة وقادتها الهادين املهديين‪ ،‬ودارسهم َ‬
‫أمرها‪،‬‬
‫ودارسوه‪ ،‬وناقشهم فيها وناقشوه‪ ،‬حتى عرف رأيهم وعرفوا رأيه‪،‬‬
‫ً‬
‫فأجابوه إلى رأيه في صراحة ال تجعل للريب إلى قلوب املؤمنين سبيال‪،‬‬
‫وظهر للناس في أرجاء األرض من عقد عليه إجماعهم‪ ،‬فلم يعرف قط‬
‫يومئذ لهم مخالف‪ ،‬وال عرف عند أحد نكير‪ ،‬وليس شأن القرآن الذي‬
‫ً‬
‫يخفى على أحاد األمة فضال عن علمائها وأئمتها البارزين‪.‬‬

‫إعجازالقرآن الكريم‬
‫جاء في قواميس اللغة في معنى العجز‪ :‬أنه نقيض الحزم‪ ،‬تقول‪َ :‬ع َجز‬
‫قصر عنه ولم يدركه‪ ،‬والعجز الضعف‪،‬‬ ‫يعج ُز‪ ،‬إذا ُ‬ ‫عن األمر ْ‬
‫َ‬
‫الف ْوت َّ‬
‫والس ْبق‪ .‬واملعجزة في الشرع تعني‪ :‬األمر الخارق‬ ‫واإلعجاز‪:‬‬
‫للعادة‪ُ ،‬ي ْعج ُز البشر متفرقين ومجتمعين عن اإلتيان بمثله‪ ،‬يجعله هللا‬
‫ً‬
‫على يد من يختاره لنبوته‪ ،‬دليال على صدقه وصحة رسالته‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪61‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ُ‬
‫وكانت معجزة كل نبي تقع مناسبة لحال من أرسل إليهم‪ ،‬فلما كان‬
‫ً‬
‫السحر فاشيا في قوم موس ى جاءهم بما يناسبهم وما هم عليه‪ ،‬ومثل‬
‫ً‬
‫ذلك يقال في عيس ى عليه السالم‪ ،‬ملا كان الطب سائدا في زمنه جاءهم‬
‫بما يوافق أمرهم وحالهم‪.‬‬
‫وملا كانت العرب أرباب فصاحة وبالغة وخطابة‪ ،‬جعل هللا سبحانه‬
‫تحدى هللا به ِّ‬
‫كفار‬ ‫معجزة نبينا صلى هللا عليه وسلم القرآن الكريم‪ِّ ،‬‬
‫واحدة مثل سور القرآن وهذا من إعجاز‬
‫ٍ‬ ‫بسورة‬
‫ٍ‬ ‫قريش وغيرهم ْأن يأتوا‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫أنواع اإلعجازفي القرآن الكريم‬
‫ِّ‬
‫البالغي‪،‬‬ ‫أنواع؛ فهناك‪ :‬اإلعجاز‬ ‫نجد ِّأن اإلعجاز في القرآن ِّ‬
‫عدة‬
‫ٍ‬ ‫َّ ِّ ِّ‬
‫ِّ‬
‫واإلصالحي‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫شريعي‪،‬‬ ‫قمي‪ ،‬والت‬ ‫ِّ‬
‫والعلمي‪ ،‬والر‬
‫ّ‬
‫البالغي‬ ‫اإلعجاز‬
‫أهم أنواع اإلعجاز؛‬ ‫البياني‪ ،‬وهذا ِّ‬
‫النوع من ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫كما ُيعرف ً‬
‫أيضا باإلعجاز‬
‫فالعرب أهل البالغة والفصاحة واألدب‪ ،‬فكانت لهم األسواق ِّ‬
‫للتباري‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫في الفصاحة والبيان والشعر‪ ،‬ومع ك ِّل بالغتهم عجزوا عن اإلتيان بمثل‬
‫ُّ‬
‫آية من آياته‪ ،‬كما ِّأن التركيبات اللغوية‬ ‫سورة من سور القرآن أو ٍ‬
‫ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫واللفظية في القرآن تختلف عما سواه‪ ،‬ومنها على سبيل املثال ال‬
‫الحصر‪ :‬قال تعالى‪" :‬والذي ُيميتني ُث ِّم ُيحيين" لم يقل في اآلية هو؛ ِّ‬
‫ألن‬
‫بأن هللا هو من بيده املوت والحياة‪ ،‬لكن‬ ‫الكفار واملشركين موقنون ِّ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪62‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ألن بعض ضعاف ُّ‬


‫النفوس‬ ‫اآليات قبلها "هو يطعمني" و" هو يشفين"؛ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الشك ِّ‬ ‫ِّ‬
‫بأن هللا هو الشافي والرازق؛ لذلك جاء بلفظ "هو"‬ ‫قد يراودهم‬
‫لتوكيد املعنى‪.‬‬
‫التصوير ّي‬ ‫ّ‬
‫اإلعجاز‬
‫ِّ‬ ‫كما ُيعرف باإلعجاز ِّ‬
‫التعبير ِّي؛ فعند قراءة القرآن الكريم تتمثل أمام‬
‫املخيلة مشاهد ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫حية ومتحركة لألحداث التي تسردها‬ ‫العينين وفي‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫اآليات من قصص األنبياء‪ِّ ،‬‬
‫والجنة‬ ‫والصالحين‪ ،‬وهالك األمم الكافرة‪،‬‬
‫والنار‪ ،‬وغيرها‪ .‬كقوله تعالى‪" :‬يوم ترجف األرض والجبال‪"....‬؛ فعند‬ ‫َّ‬
‫قراءة هذه اآلية تتمثل أمام العين األرض وهي ترجف والجبال وهي تهتز‪.‬‬
‫ّ‬
‫العلمي‬ ‫اإلعجاز‬
‫ِّ‬
‫الكونية واالختراعات‬ ‫تحدثت آيات القرآن الكريم عن الكثير من اآليات‬ ‫ِّ‬
‫واالكتشافات التي أثبتها العلم‪ ،‬فعلى سبيل املثال قوله تعالى‪" :‬فإذا‬
‫ً‬
‫وردة ِّ‬ ‫انشقت ِّ‬
‫كالدهان"؛ فقد أثبت العلم الحديث في‬ ‫السماء فكانت‬
‫السماء فكان‬ ‫الس ِّ‬
‫ماوية لحظة انفجار نجم في َّ‬ ‫رصد الكواكب واألجرام ِّ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫يتحول إلى اللون األحمر ث ِّم يتشكل بشكل الوردة‪.‬‬
‫الر ّ‬
‫قمي‬ ‫اإلعجاز َّ‬
‫ِّ‬
‫العلمية أو‬ ‫الفعلي أو َّ‬
‫للداللة‬ ‫ِّ‬ ‫الرقم في القرآن َّ‬
‫للداللة على العدد‬ ‫ورد َّ‬
‫شهر‬
‫إلثبات الحقائق التي أكدها العلم الحديث؛ فقد وردت كلمة ٍ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪63‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬


‫ومشتقاتها ‪ 12‬مرة وهو عدد شهور السنة‪ ،‬كما وردت كلمة ٍ‬
‫يوم ‪365‬‬
‫ً‬
‫مرة وهي عدد أيام ِّ‬
‫السنة‪ ،‬وغيرها الكثير‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫واإلصالحي‬ ‫شريعي‬ ‫اإلعجازالت‬
‫يعد هذا اإلعجاز من أعظم أنواع اإلعجاز التي ملسها العرب منذ بعثة‬ ‫ِّ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم؛ فبعد اإلسالم وانتشاره في معظم الجزيرة‬ ‫َّ‬
‫ِّ ُ‬
‫العربية ث ِّم العالم أجمع انتقل العرب بفضل تعاليم اإلسالم وتشريعاته‬
‫متناحرة تشكو‬ ‫اإلصالحية للفرد واملجتمع من قبائل ِّ‬
‫بدوي ٍة‬ ‫ِّ‬ ‫وتطبيقاته‬
‫ٍ‬
‫الفقر والجوع وضيق الحال إلى سادة ُّ‬
‫الدنيا وملوكها؛ ففتحوا بالد‬
‫ً‬
‫شرقا ً‬
‫وغربا‪ ،‬ونشروا العدل واملساواة‪،‬‬ ‫بعيدة‬
‫ٍ‬ ‫الفرس ووصلوا إلى حدود‬
‫وملؤوا الكون ً‬
‫علما ً‬
‫ونورا‪.‬‬

‫التفسيروعلومه‬
‫علم التفسير هو توضيح الش يء وبيان معناه‪ ،‬وهو علم اهتم به‬
‫املسلمون لفهم آيات القرآن‪.‬‬
‫للعلماء عدة أقوال في تعريف تفسير القرآن‪ ،‬ومنها ما أوردها اإلمام‬
‫السيوطي في (اإلتقان في علوم القرآن)‪" :‬هو علم نزول اآليات وشؤونها‪،‬‬
‫وقصصها‪ ،‬واألسباب النازلة فيها‪ ،‬ثم ترتيب مكيها ومدنيها‪ ،‬ومحكمها‬
‫ومتشابهها‪ ،‬وناسخها ومنسوخها‪ ،‬وخاصها وعامها‪ ،‬ومطلقها ومقيدها‪،‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪64‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ومجملها ومفسرها‪ ،‬وحاللها وحرامها‪ ،‬ووعدها ووعيدها‪ ،‬وأمرها ونهيها‪،‬‬


‫وعبرها وأمثالها"‪.‬‬
‫أقسام التفسير‬
‫أول‪ :‬من حيث إمكان تحصيله‬
‫وهو بهذا االعتبار ينقسم إلى أربعة أقسام‪ )1 :‬وجه تعرفه العرب من‬
‫كالمها‪ )2 .‬وتفسير ال يعذر أحد بجهالته‪ )3 .‬وتفسير يعلمه العلماء‪.‬‬
‫‪ )4‬وتفسير ال يعلمه إال هللا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من جهة استمداده‬
‫وجهة استمداده تكون من الطريق املعتاد نقال كان من القرآن نفسه‪،‬‬
‫أو من السنة‪ ،‬أو من كالم الصحابة‪ ،‬أو التابعين‪ ،‬أو كان رأيا واجتهادا‪.‬‬
‫أو من غير هذا الطريق بأن يكون بطريق اإللهام والفيض‪ ،‬فالتفسير‬
‫ينقسم بهذا االعتبار إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ ‬تفسير بالرواية‪ ،‬ويسمى التفسير باملأثور‪.‬‬
‫‪ ‬تفسير بالدراية‪ ،‬ويسمى التفسير بالرأي‪.‬‬
‫‪ ‬تفسير بالدراية والرواية‪ ،‬ويسمى التفسير األثري النظري‪.‬‬
‫‪ ‬تفسير بالفيض واإلشارة‪ ،‬ويسمى التفسير اإلشاري‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬من جهة كونه شرحا‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪65‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫أن ينظر إلى التفسير من جهة كونه شرحا ملجرد معنى اللفظ في اللغة‪،‬‬
‫ثم ملعنى الجملة أو اآلية على سبيل اإلجمال‪ ،‬وهو بهذا االعتبار ينقسم‬
‫إلى قسمين‪ )1 :‬تفسير إجمالي‪ )2 .‬تفسير تحليلي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬من جهة تناوله ملوضوعات القرآن‬
‫أن ينظر إلى التفسير من جهة خصوص تناوله ملوضوع ما من‬
‫موضوعات القرآن الكريم‪ ،‬عاما كان كالعقيدة واألحكام أو خاصا‬
‫كالصالة والوحدانية ونحوها‪ .‬وهو بهذا االعتبار ينقسم إلى‪ )1 :‬تفسير‬
‫عام‪ )2 .‬تفسير موضوعي‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪66‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الحديث النبوي‬
‫كل ما ورد عن رسول هللا من قول‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو عمل‪،‬‬ ‫السنة النبوية هي ِّ‬
‫األهمية بمكان ِّأنها َحفظت‬
‫ِّ‬ ‫أو تقرير‪ ،‬أو صفة‪ ،‬وما إلى ذلك‪ ،‬وهي من‬
‫ً‬ ‫ِّ‬
‫محمد كامال‪ ،‬فصاروا بقراءتهم‬ ‫للمسلمين إرث الرسول األعظم‬
‫كأنهم يتواجدون معه في املكان نفسه‪ ،‬ومن هنا‬ ‫لألحاديث الصحيحة ِّ‬
‫بشكل‬ ‫فقد حصلت السنة النبوية على ِّ‬
‫أهمية كبيرة في التاريخ اإلسالمي‬
‫ٍ‬
‫كبير‪.‬‬
‫اعتنى املسلمون عبر العصور بتدوين السنة النبوية الشريفة؛ حيث‬
‫استطاعوا تنقيتها قدر املستطاع‪ ،‬فهي ليست محفوظة كالقرآن‬
‫الكريم‪ ،‬بل قابلة للدس‪ ،‬والتغيير من قبل املتربصين بهذه األمة من‬
‫أعدائها الخا جين أو الداخليين‪ ،‬لهذا فقد وضع علماء املسلمين ِّ‬
‫عدة‬ ‫ر‬
‫ِّ‬
‫منهجية وعلمية لنقل السنة النبوية‪ ،‬وفيما يلي املراحل التي‬ ‫ضوابط‬
‫ِّ‬
‫تم بها تدوين السنة‪.‬‬
‫مراحل تدوين السنة‬
‫في عهد الرسول ‪‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬
‫كان رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬يحرص حرصا شديدا وكامال على‬
‫حفظ القرآن الكريم فقط‪ ،‬وكان يأمر الصحابة الكرام باستمرار‬
‫كل ما ِّ‬
‫دونوه عنه عدا اآليات القرآنية‪ ،‬خشية منه على ِّأمته من‬ ‫بحذف ِّ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪67‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫التداخل وااللتباس فيما بعد‪ ،‬إال أن الصحابة حفظوا وفهموا أقوال‬


‫الرسول وتصرفاته في حياته‪ ،‬فاستطاعوا حفظ السنة بأدمغتهم‬
‫وعقولهم‪ .‬مع هذا فقد كان هناك بعض الصحابة وهم قلة ممن سمح‬
‫لهم الرسول األعظم بكتابة أقواله‪ ،‬فقد أمن عليهم من حدوث‬
‫ً‬
‫االلتباس في املستقبل‪ .‬في الخالفة الراشدة لم تكن هناك محاوالت أبدا‬
‫لحفظ السنة النبوية وتدوينها‬
‫في زمن الخالفة الراشدة‪،‬‬
‫فقد اهتم الخلفاء الراشدين بحفظ كتاب هللا وجمعه من الصدور‪،‬‬
‫ً‬
‫وأدوات الكتابة املختلفة‪ ،‬خشية عليه من الضياع بسبب ما حدث من‬
‫ً‬ ‫أحداث سياسية ألحقت ً‬
‫أذى كبيرا بحفظة القرآن العظيم‪.‬‬
‫في الخالفة األموية‬
‫ِّ‬
‫بسبب اتساع رقعة الدولة اإلسالمية في زمن الخالفة األموية‪ ،‬صار‬
‫ماسة لالطالع على اإلرث املصطفوي‪ِّ ،‬‬
‫فألح الناس‬ ‫املسلمون بحاجة ِّ‬
‫على الخليفة عمر بن عبد العزيز بأن تشرف الدولة على تدوين السنة‬
‫النبوية وجمعها‪ ،‬فرضخ لهم‪ ،‬وأوكل هذه املهمة إلى علماء املسلمين‪،‬‬
‫شدة رغبتهم وحرصهم الشديد على حفظ السنة وتنقيتها من أية‬ ‫ومن ِّ‬
‫شوائب محتملة ظهر لديهم اإلسناد‪ ،‬الذي حصر األحاديث النبوية في‬
‫أضيق الحدود‪.‬‬
‫وضع الكتب‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪68‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ِّ‬
‫الخاصة بعلوم السنة النبوي؛ حيث‬ ‫في هذه املرحلة تم وضع الكتب‬
‫استطاع العلماء أن يضعوا كتب الجوامع‪ ،‬والسنن‪ ،‬واملصنفات‪،‬‬
‫واملسانيد‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬فقد كان لكل إمام من األئمة كتابه الخاص‪،‬‬
‫تم جمع األحاديث ً‬
‫بناء على‬ ‫الذي جمع فيه األحاديث النبوية؛ حيث ِّ‬
‫شروط ِّ‬
‫كل عالم من العلماء في قبول الحديث أو رده‪ ،‬ومن العلماء من‬
‫كل ما سمعه مع وضعه للسند‪ ،‬فكانت مثل هذه الكتب تسمى‬ ‫آثر جمع ِّ‬
‫بالجوامع‪ ،‬ألنها تجمع مختلف أصناف الحديث من حيث الدقة‪.‬‬

‫كتب الصحاح (كتب الحديث الستة)‬


‫كتب الحديث الستة أو الكتب الستة‪ ،‬أو كتب األمهات الست‪ ،‬هو‬
‫مصطلح يطلق على ستة كتب حديث عند علماء أهل السنة والجماعة‪.‬‬
‫كانت خمسة‪ ،‬فألحق بها كتاب ابن ماجه فأصبحت تعرف بالكتب‬
‫الستة‪ ،‬وكان ذلك على يد محمد بن طاهر املقدس ي (ت‪ 507‬هـ)‪،‬‬
‫صاحب كتاب شروط األئمة الستة‪ .‬وسار على منواله الحافظ عبد‬
‫الغني املقدس ي املتوفى في سنة ‪ 600‬ه‪ ،‬فضمن كتابه الكمال في أسماء‬
‫الرجال رجال ابن ماجه كأحد الستة‪ ،‬ثم درج على هذا أصحاب كتب‬
‫األطراف وكتب الرجال‪ ،‬ومرجع تقديم كتاب ابن ماجه على كتاب‬
‫املوطأ لإلمام مالك‪ ،‬إلى أن زوائد ابن ماجه على الكتب الخمسة كثيرة‪،‬‬
‫بينما نجد أحاديث املوطأ موجودة في الكتب الخمسة‪ .‬وقد قدم املوطأ‬
‫على سنن ابن ماجه كل من أبي الحسن أحمد بن رزين السرقسطي (ت‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪69‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫‪ 535‬هـ) في كتابه "التجريد في الجمع بين الصحاح"‪ ،‬وأبي السعادات‬


‫مبارك بن محمد املعروف بابن األثير الجزري املتوفى (ت‪ 606‬هـ)‪ ،‬ومن‬
‫املعروف أن علماء املغرب يقدمون كتاب املوطأ على بعض الصحاح‪.‬‬
‫كتب الصحاح الستة‬
‫املؤلف‪،‬‬ ‫االسم‪،‬‬
‫صحيح البخاري اإلمام البخاري ‪ 256 – 194‬ه‬
‫اإلمام مسلم ‪261 - 204‬‬ ‫صحيح مسلم‬
‫‪275 -202‬‬ ‫أبو داود‬ ‫سنن أبو داود‬
‫‪279 - 209‬‬ ‫الترمذي‬ ‫سنن الترمذي‬
‫‪300 - 215‬‬ ‫النسائي‬ ‫سنن النسائي‬
‫‪273 - 209‬‬ ‫ابن ماجة‬ ‫سنن ابن ماجة‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪70‬‬


School of Distance Education – University of Calicut

Module III:
Arabic Literature in Umayyad Period
‫األدب العربي في العصراألموي‬

 Development of Poetry in Umayyad period, Nature


and development of Naqaaidh Poetry, Political and
Ghazalpoetry – famous poets.

 Development of Prose in Umayyad period,


Characteristic features, Orators, Risala writers,
Literarycriticism, Development of Umayyad prose
style.

Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic 71


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫األدب في العصراألموي‬

‫واحدا من أكثر عصور األدب العربي ازدها ًرا في‬ ‫ً‬ ‫عد العصر األمو ُّي‬ ‫ُي ُّ‬
‫أوجه في هذا العصر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫نتاجه الشعر ِّي؛ فقد بلغ األدب العربي‬
‫مما جعل هذا‬ ‫واحتضنته بيئات جديدة غير بيئة الجزيرة العربية‪ِّ ،‬‬
‫ويتأثر بها‪ ،‬فقد كان ِّ‬‫ِّ‬ ‫األدب ِّ‬
‫لكل من بيئات‬ ‫ٍ‬ ‫يتلون بألوان هذه البيئات‬
‫األثر القو ِّي في‬
‫الشام وخراسان والعراق ومصر واألندلس واملغرب ُ‬
‫ولعل من أبرز املؤثرات‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫واألدبية واالجتماعية‪،‬‬ ‫تطور الحياة الفكرية‬‫ِّ‬
‫االجتماعية ظهور طبقة املوالي الذين شاركوا في الحياة األدبية‪ ،‬حيث‬
‫ظهر منهم الكتاب والشعراء والخطباء‪ ،‬باإلضافة إلى اهتمام البالط‬
‫األموي بهم‪ ،‬وفي هذا املقال سيتم الحديث أكثر عن الشعر في العصر‬
‫األموي‪.‬‬
‫تطورالنثروالشعرفي العصراألموي‬
‫هو العصر الذي كانت الدولة اإلسالمية فيه في أيدي األمويين‬

‫بالشام‪ ،‬بدأت الخالفة سنة ‪ 41‬هجرية إلى أن أخذها العباسيون سنة‬

‫‪132‬هجرية‪ .‬وعاصمة هذه الخالفة دمشق‪ ،‬تولى مقاليد الخالفة في‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪72‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫هذا العهد ثالثة عشر خليفة ‪ ،‬وجاء تحت هذا الحكم الحجاز والعراق‬

‫والجزيرة وأرمينية والشام ومصر وأفريقيا‪.‬‬

‫البيئات األدبية في العصر األموي ‪:‬نافست مكة واملدينة في شعر‬

‫الغزل‪ ،‬فكان لها شعراء في الغزل‪ ،‬من أبرزهم عمر بن أبي ربيعة وعبيد‬

‫هللا بن قيس الرقيات‪ ،‬والحارث بن خالد املخزومي وغيرهم‪ .‬رجعت‬

‫معارك العصبيات القبلية إلى الشعر‪ .‬وقل نشاط الشعر في الكوفة‬

‫والشام ونجد ومصر‪ .‬وكان لسوق املربد في البصرة أثر كبير في األدب‬

‫والشعر واللغة في العصر األموي‪ ،‬وظهر في هذا العصر الشعر الديني‬

‫الذي يتحدث عن الزهد والتنسك واالنصراف عن متاع الدنيا ‪ ،‬وكان‬

‫الشعراء يشتركون في املنافسة الفقهية ومجالس املتكلمين فصاروا‬

‫يأتون هذه املباحث في أشعارهم‪ ،‬كما ظهرت أشعار فلسفية تأثرا‬

‫باملجادالت واملناظرات الفكرية والفلسفية‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪73‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫أنواع الشعر وخصائصه في العصر األموي‪ :‬من أغراض الشعر‬

‫وأنواعه في هذا العصر الغزل والنسيب‪ ،‬املدح والرثاء‪ ،‬والوصف‬

‫والزهد‪ ،‬والهجاء والنقائض‪ ،‬ومن خصائصه من ناحية األلفاظ‬


‫واألساليب‪ ،‬تأثير القرآن الكريم واألحاديث النبوية‪ ،‬وكذا ٌ‬
‫تأثر بحضارة‬
‫ِّ‬
‫العصر األموي وتأث ٌر باأللفاظ البادية وأسلوبها‪ ،‬ومن ميزاتها من ناحية‬

‫املعاني واألخيلة‪ ،‬الدقة والعمق وترتيب األفكار وثروة الحكم واألمثال‬


‫ِّ‬
‫وتنوع التشبيه وسمات الخيال‪.‬‬
‫َ‬ ‫هناك عوامل ِّ‬
‫عدة ِّ‬
‫شجعت الخطابة في عصر بني أمية منها‪ :‬كثرة‬
‫ِّ‬
‫الدينية وتنافس هذه األحزاب واملذاهب‬ ‫األحزاب السياسة واملذاهب‬
‫ليثبت كل منها أنه على ِّ‬
‫حق وأن منافسه على باطل‪ .‬ومنها‪ :‬ازدهار‬
‫ِّ‬
‫متخصصين في هذا الفن‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫الوعظ الديني وبروز ِّ‬
‫وعاظ‬
‫ُ‬
‫كخطب ُ‬ ‫الخطب التي ِّ‬
‫الجمع واألعياد ومواسم الحج‪ .‬ومنها‪:‬‬ ‫سنها اإلسالم‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪74‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫كثرة الوفود التي كانت تفد على الخلفاء واألمراء من األقاليم لتعرض‬

‫أحوالها ومشكالتها على املسؤولين‪.‬‬

‫الشعرفي العصراألموي‬
‫ً‬ ‫أجمع املُ ِّ‬
‫ؤرخون ِّ‬
‫بأن الشعر في العصر األموي كان صقال لآلداب‬
‫الجاهلية‪ ،‬ووالدة األدب في العصر اإلسالمي‪ ،‬حيث بقيت األغراض‬
‫الشعرية التي ُوجدت في العصر الجاهلي وصدر اإلسالم نفسها في‬
‫ِّ‬
‫العصر األموي‪ ،‬إال ِّأن الجدير بالذكر ظهور لون جديد من الشعر ال‬
‫عهد للعرب به من قبل إلى جانب ألوان الشعر املتعارف عليها في ذلك‬
‫الوقت‪ ،‬وهو الشعر السياس ي‪ ،‬وذلك بفعل األحزاب السياسية التي‬
‫ِّ‬
‫اتخذت لها شعراء ناطقين بلسانهم‪ ،‬حتى كاد الطابع السياس ي يغلب‬
‫على الشعر من جراء هذا الصراع‪ ،‬وقد ُعني الشعراء في العصر األموي‬
‫أيضا بالبناء الفني لقصائدهم‪ ،‬غير‬ ‫بتنقيح شعرهم وتهذيبه والعناية ً‬
‫ِّأن ُه في ُج ِّله يخلو ً‬
‫غالبا من الصدق؛ ِّ‬
‫ألن الدافع إلى قوله كان الرغبة في‬
‫العطاء‪ ،‬وقد شهد الشعر في العصر األموي ازدهار فن آخر من الفنون‬
‫وتفتحت براعمه في العصر‬ ‫الشعرية وهو الشعر الغزلي‪ ،‬الذي بدأ ِّ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬حيث توفرت ُجملة من األسباب والدواعي الزدهار هذا الفن‬
‫الشعري بأنواعه الثالثة؛ وهي الحضري والبدوي والنسيب‪ ،‬وال عجب‬
‫في انصراف شعراء الغزل إلى اللهو وسماع الغناء باإلضافة إلى ِّ‬
‫التعرض‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪75‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ً‬
‫افتتانا ارتقى بالشعر الغزلي إلى مرتبة‬ ‫للنساء‪ ،‬فافتنوا في شعرهم‬
‫رفيعة لم يصل إليها ويبلغها الشعر العربي من قبل‪ ،‬وكان رائد هذا‬
‫ً‬
‫اللون من الشعر الشاعر القرش ي عمر بن أبي ربيعة‪ ،‬إضافة إلى شعراء‬
‫النقائض والطبيعة والزهد وغيرهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫شعرالنقائض‬
‫معين من األنماط‬ ‫أدبي ُيطلق على نمط ِّ‬ ‫النقائض هي ُمصطلح ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫األموية بين ثالثة من فحول الشعراء العرب‬ ‫الشعرية‪ ،‬وظهرت في البيئة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بالنقائض؛ ألنها تقال لتنقض ما يقوله اآلخر‪ .‬تع ِّد‬ ‫وس ِّميت ِّ‬ ‫املعروفين‪ُ ،‬‬
‫املهمة؛ وذلك ملا فيها من قصص وعبر‬ ‫الشعرية ِّ‬‫ِّ‬ ‫النقائض من الفنون‬ ‫ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ً‬
‫منبعا للمعاني ِّ‬
‫والصور ِّ‬ ‫ً‬
‫املجسدة للفكرة‬ ‫الفنية‬ ‫وحكم‪ ،‬إضافة إلى كونها‬
‫واملعنى خير تجسيد‪.‬‬
‫ّ‬
‫أشهرشعراء النقائض‬
‫ِّ‬
‫النقائض بثالثة شعراء‪ ،‬هم‪ :‬األخطل‪ ،‬والفرزدق‪ ،‬وجريرـ إال ِّأن‬ ‫ا تبطت ِّ‬
‫ر‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫النقائض ال تعني أن الشعراء يحملون على بعضهم الكره والحقد‪،‬‬
‫ً ِّ‬ ‫فعلى ِّ‬
‫الرغم من هجاء بعضهم بعضا إال أنهم حزنوا على فراق بعضهم‪،‬‬
‫ِّ‬
‫وخير مثال على ذلك هو رثاء جرير للفرزدق عند موته بقصيدة مؤثرة‬
‫ً‬
‫جدا‪.‬‬
‫الشعرالسياس ي‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪76‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ِّ‬
‫ُعرف الشعر السياس ي في العصر األموي بأنه الشعر الذي قاله‬
‫الشعراء التابعون لالتجاهات السياسية واألحزاب املتصارعة على‬
‫الخالفة في العصر األموي‪ ،‬وقد ازدهر الشعر السياس ي في العصر‬
‫غرضا ً‬
‫قائما بذاته في األدب األموي‪ ،‬وكان من أبرز‬ ‫األموي حتى أصبح ً‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫الهاشميات والنقائض‪ .‬وتعرف الهاشميات في الشعر السياس ي‬ ‫أشكاله‬
‫بأنها القصائد التي قيلت في حب الهاشميين‬ ‫في العصر األموي‪ِّ ،‬‬
‫أحق بالخالفة من غيرهم‪،‬‬ ‫وتمجيدهم‪ ،‬وذكر محاسنهم التي جعلتهم ِّ‬
‫َ‬
‫األ َس ِّ‬ ‫ُ‬
‫الك ْ‬
‫دي‪ ،‬من أبرز الشعراء الذين اشتهروا‬ ‫ميت بن زيد‬ ‫وكان‬
‫بالهاشميات‪ ،‬ونظم في مختلف مضامينها‪.‬‬
‫الغزل‬
‫الشعر الذي يكون موضوعه الرئيس ِّي هو ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫هو ٌ‬
‫التغني‬ ‫نوع من أنواع‬
‫بالحبيبة وذكر َمحاسنها؛ حيث َيقوم الشاعر َبوصف جمال َمحبوبته‬
‫ويذكر مواطن الجمال فيها‪ ،‬كأن َيتغنى بجمال َجسدها‪ ،‬أو جمال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫عيونها‪ ،‬أو إشراقة َوجهها‪ ،‬كما َي ُبث فيه الشاعر شكواه من ألم فراق‬
‫َ‬
‫الغزل‪ :‬الغزل‬ ‫الحبيبة‪ ،‬وابتعادها عنه أو َسفرها‪ .‬هناك نوعان من‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫العديد من الشعراء الذين‬ ‫الصريح‪ ،‬كما ِّأن هناك‬ ‫لعذري‪ ،‬والغزل َّ‬ ‫ا ُ‬
‫اشتهروا في هذا املجال‪.‬‬
‫أنواع الغزل‪:‬‬
‫‪ 1‬الغزل ُ‬
‫العذري‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪77‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫نوع من الغزل يقتصر فيه الشاعر على ذكر محاسن محبوبته‬ ‫وهو ٌ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫املعنوية‪ ،‬بعيدا عن وصف جسدها؛ حيث يتحدث عن مشاعره‬
‫اتجاهها‪ ،‬وعن ألم الفراق‪ ،‬وصعوبة ِّاللقاء بينهما‪ ،‬وقد اشتهر هذا ِّ‬
‫النوع‬
‫ً‬
‫من الغزل في العصر األموي‪ ،‬وقد ُسمي بهذا االسم نسبة إلى َبني عذرة‪،‬‬
‫الذين اشتهروا بشدة إخالصهم في الحب؛ حيث كان منهم من يموت‬
‫ً‬
‫عشقا‪.‬‬
‫العذري الع َّفة؛ حيث ال َيتم ذكر ِّ‬
‫الشعر ُ‬ ‫ِّ‬
‫محاسن‬
‫ٍ‬ ‫أي‬ ‫من خصائص‬
‫َ‬
‫حبوبة واحدة؛ حيث تشتهر هذه‬ ‫جسدية‪ ،‬باإلضافة إلى اإلخالص مل ٍ‬
‫الفتاة‪ ،‬ويشيع ذكر اسمها بين الناس وينادى الشاعر باسمها‪ ،‬وهناك‬
‫ِّ‬
‫العديد من الشعراء الذين ارتبطت أسماؤهم بأسماء محبوباتهم مثل‪:‬‬
‫ُ‬
‫كثير عزة‪ ،‬ومجنون ليلى‪ ،‬وجميل ُبثينة‪.‬‬
‫ُ‬
‫من أهم الشعراء الذين ملع صيتهم في هذا املجال‪ :‬قيس بن امل ِّلوح‪ ،‬الذي‬
‫اشتهر باسم مجنون ليلى‪ ،‬وقد كانت ابنة عمه التي تربى معها‪ ،‬فأحبها‬
‫شخص آخر‪،‬‬ ‫الزواج من‬ ‫كبرت ُأ ْ‬
‫غمت على ِّ‬ ‫لكنها عندما ْ‬ ‫ً‬
‫شديدا‪ِّ ،‬‬ ‫ِّ ً‬
‫حبا‬
‫ٍ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫َََ‬ ‫َ‬ ‫األمر الذي ْ‬
‫لم يستطع قيس تحمله؛ ففقد عقله‪ ،‬ولقب بمجنون ليلى‪،‬‬
‫ومن األبيات املشهورة له‪:‬‬
‫َ‬ ‫قض ى ُ‬ ‫ـلي ال وهللا ال ُ‬
‫هللا في ليلى وال َما قض ى ل َيا‬ ‫أملك الذي‬ ‫خلي َّ‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ـيء غير ليـلى ابتالنيا‬
‫فهال بش ٍ‬ ‫قض َاها لغيري وابتالني ب ُح ِّبها‬
‫‪ 2‬الغزل ّ‬
‫الصريح‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪78‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬


‫التغزل في املرأة؛ إذ يقوم الشاعر‬ ‫وهو أحد األغراض الشعرية في‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫بوصف ُمغامراته مع النساء‪ ،‬ومن أهم ُمميزات هذا الشعر هو َّأن‬
‫الشاعر ال يقتصر على اسم امرأة واحدة‪ ،‬بل َت ُ‬
‫جد ُه َي ُ‬ ‫ِّ‬
‫ذكر العديد من‬ ‫ٍ‬
‫ِّ‬ ‫النساء باإلضافة إلى َ‬ ‫ِّ‬
‫الجواري‪ ،‬كما َيقوم الشاعر بتصوير َجسد املرأة‬
‫ِّ‬
‫ولعل من أبرز‬ ‫فصل‪ ،‬من َمشيتها‪َ ،‬وبشرتها‪ ،‬وأعضائها‪،‬‬ ‫بشكل ُم ِّ‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫الشعراء الذين برزوا في هذا املجال هو عمر بن أبي ربيعة‪ ،‬الذي عثر في‬
‫أشعاره على أكثر من اثنين وأربعين عشيقة‪.‬‬

‫أهم شعراء العصراألموي‬


‫َجرير‬
‫هو َجرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي‪ ،‬وكنيته‬
‫أبو حزرة‪ ،‬من أبناء تميم‪ ،‬وكانت والدته ووفاته في منطقة اليمامة‪،‬‬
‫ً‬ ‫بعفته َّ‬‫وامتاز ِّ‬
‫وبأنه أشعر شعراء زمنه وأغزل الناس شعرا؛ حيث عاش‬
‫ً‬
‫طيلة حياته مناضال لشعراء زمانه‪ ،‬وكان ُيساجل الشعراء‪ ،‬ولم يثبت‬
‫أمامه سوى األخطل والفرزدق‪ُ ،‬ويعتبر َجرير أحد الشعراء األمويين‬
‫األموية ِّ‬
‫أشد اعتزاز‪ ،‬ومدح بني أمية عندما‬ ‫ِّ‬ ‫الذين ِّ‬
‫اعتزت بهم الدولة‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪79‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫قدمه الحجاج بن يوسف إلى عبد امللك بن مروان ِّ‬


‫للمرة األولى‪ ،‬فقال‬ ‫َّ‬
‫فيهم‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َأ َلستم َخ َير من َ‬
‫العاملين ُبطون راح‬ ‫وأندى‬ ‫ركب املطايا‬
‫األخطل‬
‫حظي األخطل باعتزاز األمويين وإكرامهم‪ ،‬حيث أطلق عبد امللك بن‬
‫ً‬
‫مروان عليه لقب شاعر بني أمية‪ ،‬وخاصة بعد مدحه لبني أمية في‬
‫ُ‬ ‫َ َّ َ‬
‫قصيدة خف القط ُين‪ ]٢[،‬كما ل ِّقب بشاعر أمير املؤمنين‪ ،‬واألخطل هو‬
‫كنى بأبي مالك‪ُ ،‬ولد في الحيرة‪ ،‬وكان والده‬ ‫غياث بن غوث التغلبي‪ ،‬واملُ ِّ‬‫ِّ‬
‫وتعددت أغراضه الشعرية من‬ ‫تغلبي ًا فقي ًرا‪ ،‬وبرع في الشعر منذ صباه‪ِّ ،‬‬
‫ِّ‬
‫ِّ‬
‫كل من َجرير‬ ‫وشكل األخطل مع ِّ‬ ‫مدح‪ ،‬وفخر‪ ،‬ووصف‪ ،‬وهجاء‪،‬‬
‫ِّ‬
‫والفرزدق ما ُيعرف باملثلث األمو ِّي؛ إذ إنهم ابتكروا شعر النقائض‪،‬‬
‫ومن أشعاره التي مدح بها بني أمية البيت الشعر ِّي الذي قال فيه‪:‬‬
‫أعظ ُم الناس َأ ً‬
‫حالما إذا قدروا‬
‫َ ْ َ َ‬
‫مس العداوة حتى ُيستقاد لهم و‬ ‫ُش ُ‬

‫الفرزدق‬
‫ِّ‬
‫العربي في العصر األمو ِّي‪ ،‬وهو أبو‬
‫ِّ‬ ‫ُيمثل الفرزدق أحد فحول الشعر‬
‫التميمي‪ُ ،‬ويذكر َّأنه ُولد‬
‫ِّ‬ ‫فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية‬
‫في مدينة البصرة‪ ،‬وترعرع في باديتها مع والده‪ ،‬وبرع في الشعر منذ‬
‫نعومة أظفاره‪ ،‬ولقد اتصل بوالة العراق؛ فأخذ يمدحهم ويهجوهم‪َّ ،‬‬
‫ثم‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪80‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫رحل إلى مدينة دمشق‪ ،‬ومدح الخلفاء األمويين ونال عطاياهم‬


‫املتعددة من مدح‪ ،‬وهجاء‪ ،‬وفخر‪،‬‬‫ِّ‬ ‫وجوائزهم‪ ،‬ونظم في أغراض الشعر‬
‫وامتاز شعره بخشونة األلفاظ‪ ،‬وصعوبة املعاني‪ ،‬واإلكثار من الفخر‪،‬‬
‫ويجدر بالذكر َّأن له األثر الكبير في اللغة العربية؛ حيث قيل‪ :‬لوال‬
‫شعر الفرزدق لذهبت ثلث لغة العرب‪ ،‬ونصف أخبار الناس‪ ،‬وكانت‬
‫وفاته في مدينة البصرة عام ‪728‬م‪ ،‬ومن أشعاره هذه األبيات الشعرية‬
‫الذي قال فيها‪:‬‬
‫َبك ُ‬ ‫ً َ‬ ‫َل ْو ْ‬
‫أع َل ُم ِّ‬
‫يت على ْأهل الق َرى من ُمجاشع‬ ‫األي َام َراج َعة ل َنا‪،‬‬
‫خم ِّ‬ ‫كان َ‬‫ائم َم ْجد َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ِّ َ َ ْ‬ ‫ََ ُ‬
‫الدسائع‬ ‫ض َ‬ ‫بكيت على الق ْوم الذين ه َوت به ْم دع ُ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫لع ْي َني َحز ٍين ش ْج ُو ُه غ ُير َراجع‬
‫َ‬ ‫عاج َه ِّي َج َع ْب َرة‬
‫الع ْج ُ‬
‫إذا ما بكى َ‬

‫عمربن أبي ربيعة‬


‫ِّ‬ ‫ُي ُّ‬
‫عد الشاعر عمر بن أبي ربيعة أرق شعراء العصر األمو ِّي‪ ،‬وهو عمر‬
‫بن عبد هللا بن أبي ربيعة املخزومي القرش ي‪ ،‬وكنيته أبو الخطاب‪ ،‬وهو‬
‫ً‬
‫من طبقة الشاعرين َجرير والفرزدق‪ُ ،‬ويقال َّأنه لم يكن في قريش أحدا‬
‫أشعر منه‪ُ ،‬ويذكر في سبب تسميته بعمر َّأن والدته كانت في الليلة التي‬
‫توفي بها عمر بن الخطاب رض ي هللا عنه‪ ،‬وكان يذهب إلى عبد امللك بن‬
‫ِّ‬
‫التشبب بالنساء؛‬ ‫قربه منه‪ ،‬وقيل َّأنه كان دائم‬ ‫فيكرمه ُوي ِّ‬
‫مروان ُ‬
‫ولذلك نفاه عمر بن العزيز إلى دهلك‪ ،‬واحترقت السفينة به وبمن كان‬
‫ً‬
‫معه‪ ،‬ومات غرقا بالسفينة‪ ،‬ومن األشعار التي قالها ما يأتي‪:‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪81‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫مال ُس ْع َدى‪َ ،‬أح ُّن إذا َ َرأ ْي ُت َج َ‬


‫مال ُس ْع َدى‬ ‫َأح ُّن إذا َ َرأ ْي ُت َج َ‬
‫َ َ ْ َ َ َّ ُ َ‬
‫يل ف ُق ْل ل ُس ْع َدى‬ ‫وأبكي‪ْ ،‬إن ُ‬
‫أيت لها قرينا وقد أفد الرح‬ ‫ر‬
‫لعمرك‪ ،‬خبري ما تأمرينا اال ياليل‪ ،‬إن َ‬
‫شفاء نفس ي‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪82‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫النثرفي العصراألموي‬

‫قديما لحاجتهم إليها‪ ،‬إذ كانوا يحتاجون إلى‬ ‫عرف العرب فنون النثر ً‬
‫أيضا في كتابة مواثيقهم وصكوك التعامل التجاري بينهم‪،‬‬ ‫الكتابة ً‬
‫تطور املجتمع‬ ‫أيضا لكتابة الرسائل واملناظرات‪ ،‬وعندما ِّ‬ ‫واحتاجوا ً‬
‫اإلسالمي في العصر األموي واتسعت رقعة الدولة ُوجدت الحاجة إلى‬
‫إنشاء الدواوين‪ ،‬كديوان الرسائل والجيش وديوان الخاتم‪ ،‬وعند‬
‫ِّ‬
‫التطرق إلى ذكر‬ ‫الحديث عن األدب في العصر األموي ال ِّبد ً‬
‫أيضا من‬
‫أهم فنون النثر التي ظهرت وقتئذ وهي الخطابة‪ ،‬فقد عرف العصر‬
‫ً‬
‫وخصوصا‬ ‫األموي الخطابة التي كانت شائعة في العصر اإلسالمي‪،‬‬
‫الخطابة السياسية‪ ،‬التي ازدهرت بفعل الصراعات بين األحزاب‬
‫ُ‬
‫السياسية‪ ،‬واشتهرت كذلك الخطب الحربية التي كانت تلقى من قبل‬
‫قادة الجيوش ممن يجيدون الخطابة‪ ،‬ومن هذا القبيل خطبة طارق‬
‫ُ‬
‫بن زياد في فتح األندلس‪ ،‬باإلضافة إلى الخطابة الدينية التي كانت تلقى‬
‫ظاهرا عليها الوعظ‬ ‫ً‬ ‫في املساجد في األعياد وأيام ُ‬
‫الجمع وقد كان‬
‫واإلرشاد‪ .‬وفي هذا السياق الذي يتحدث عن األدب في العصر األموي‪،‬‬
‫سيتم الحديث عن أبرز خصائص النثر في العصر االموي‪ ،‬فقد حرص‬
‫ُ‬
‫الكتاب والخطباء على تجويد كتاباتهم وتنميقها حتى تأتي في الصورة‬
‫التي يرضونها‪.‬‬
‫الخطابة‬
‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪83‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫حفلت الكتب األدبية بنماذج من األدب الرفيع تنم عن مدى ما وصلت‬


‫إليه عناصر املجتمع في العصر األموي من تعمق في دراسة العلوم‬
‫اإلسالمية واللغة العربية وتفنن في استخدام مصطلحاتها‪ ،‬وكما كان‬
‫لكل فئة من الفئات املتنافسة شعراؤها فقد كان هناك لكل فئة ً‬
‫أيضا‬
‫خطباؤها اللذين يدافعون عن وجهة نظرها‪ ،‬وبأقوى الحجج‪.‬‬
‫فكان من خطباء العصر األموي كل من‪َ :‬س ْحبان بن وائل الباهلي‪ ،‬وزياد‬
‫بن أبي سفيان‪ ،‬والحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬وأبي حمزة املختار بن‬
‫ص َعة وزيد َ‬
‫وص ْع َ‬
‫واألحنف بن قيس التميمي‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫وس ْيحان‬ ‫عوف األزدي‪،‬‬
‫أبناء صوحان بن حجر العبدي‪ .‬وكثير غيرهم‪.‬‬
‫الرسائل‬
‫وفي أدب الرسائل واملراسالت ظهرت نماذج متعددة وعلى فترات‪ ،‬تفيد‬
‫بتقدم عصر بني أمية في هذا املجال‪ ،‬ودراسة رسائل بعض الخلفاء‬
‫األمويين‪ ،‬مثل ‪ :‬معاوية وعبد امللك وعمر بن عبد العزيز‪ ،‬ورسائل‬
‫بعض والتهم‪ ،‬مثل‪ :‬زياد والحجاج ونصر بن سيار الليثي‪ ،‬وما ورد في‬
‫هذه الرسائل من صيغ وعبارات وأمثال وحكم‪ ،‬يدعم ما قلناه عن‬
‫تقدم هذا الفن حتى قبل ظهور عبد الحميد بن يحيى املعافري‪،‬‬
‫املعروف بالكاتب‪ ،‬إبان فترة خالفة مروان بن محمد آخر خلفاء بني‬
‫أمية (‪132 - 127‬هـ ‪749 - 744 /‬م)‪ ،‬وما عبد الحميد نفسه إال حلقة في‬
‫تلك السلسلة‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪84‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫عبد الحميد الكاتب‬


‫كان عبد الحميد واسع الثقافة‪ ،‬فقد حفظ القرآن الكريم والحديث‬
‫ُ‬
‫النبوي الشريف‪ ،‬وخطب الرسول صلى هللا عليه وسلم والخلفاء‬
‫الراشدين رض ي هللا عنهم‪ ،‬وحفظ أخبار العرب وأشعارهم وأمثالهم‪،‬‬
‫وسبق له أن درس على أبي العالء سالم بن عبد هللا كاتب رسائل‬
‫الخليفة هشام بن عبد امللك ومترجم رسائل أرسطو إلى اإلسكندر‪،‬‬
‫ً‬
‫ونظرا لثقافته الواسعة في الدين واللغة العربية‪ ،‬فقد برع عبد الحميد‬
‫في استخدام العبارات املنمقة حين كان يكتب رسائل الخليفة مروان‬
‫بن محمد‪ ،‬ويبدو أنه كانت له اليد الطولى في ذلك‪ ،‬فأصبح يعتبر‬
‫َ‬
‫وواضعا ألصولها‪ ،‬بحيث قيل‪"ُ :‬بدئت الكتابة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مؤسسا للكتابة الفنية‬
‫بعبد الحميد ‪ ،"..‬ومع ذلك فإن هناك من يزعم بأن عبد الحميد‬
‫الكاتب لم يسمو بمكانته الريادية في مجال الكتابة إال بفضل الترجمات‬
‫عن اليونانية أو الفارسية‪.‬‬

‫النقد في العصراألموي‬
‫بدأ األدباء في العصر األمو ِّي يقصدون إلى النقد ويتجادلون في تقديم‬
‫بعض الشعراء على بعض وفي خصائص هؤالء الشعراء‪ ،‬ولكن على غير‬
‫حبا باستخراج قواعد ِّ‬
‫عامة‪ :‬لقد بقي النقد في هذا‬ ‫منهاج واضح وال ِّ‬
‫ِّ‬ ‫العصر آراء شخصية ومالحظات عابرة‪ ،‬قال ِّ‬
‫محمد بن سالم الجمحي‬
‫ِّ‬
‫في كتابه «طبقات الشعراء» "ملا هرب الفرزدق من زياد بن أبيه في‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪85‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫وال على املدينة أيام معاوية بن أبي‬


‫العراق أتى سعيد بن العاص ي‪ ،‬وهو ٍ‬
‫سفيان‪ ،‬فاستجاره‪ .‬فأجاره سعيد‪ .‬وكان الحطيئة وكعب بن جعيل‬
‫الشاعران في مجلس سعيد‪ ،‬فأنشد الفرزدق سعيدا يمدحه‪:‬‬
‫قريش إذا ما األمر في الحدثان عاال‬ ‫ترى ِّ‬
‫الغر الجحاجح من‬
‫ٍ‬
‫عم ِّ‬
‫النبي ورهط عمرووعثمان األلى غلبوا فعاال‬ ‫بني ِّ‬
‫ِّ‬
‫كأنهم يرون به هالال‬ ‫سعيد‬ ‫قياما ينظرون إلى‬
‫ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫فقال الحطيئة (لسعيد)‪ :‬هذا‪ ،‬وَّللا‪ ،‬الشعر‪ ،‬ال ما كنت تعلل به منذ‬
‫(مما كان ينشدك كعب بن جعيل)‪ِّ ،‬أيها األمير! فقال كعب بن‬ ‫اليوم ِّ‬
‫تفضله على غيرك‪.‬‬‫فضل (الفرزدق) على نفسك وال ِّ‬ ‫جعيل (للحطيئة)‪ِّ :‬‬
‫أفضله على نفس ي وعلى غيري‪ِّ ....‬‬ ‫ِّ‬
‫وَّللا‪ِّ ،‬‬
‫ثم التفت‬ ‫فقال (الحطيئة)‪ :‬بلى‪،‬‬
‫الحطيئة إلى الفرزدق وقال له‪ :‬يا غالم‪ ،‬لئن بقيت لتبرزن علينا!‬
‫وفي «طبقات الشعراء» أيضا‪ :‬قال األخطل البنه مالك‪ :‬انحدر إلى‬
‫العراق ِّ‬
‫حتى تسمع من جرير والفرزدق وتأتيني بخبرهما‪ .‬فلقيهما مالك‬
‫ثم أتى أباه فقال‪ :‬جرير يغرف من بحر‪ ،‬والفرزدق ينحت من صخر‪.‬‬
‫فقال األخطل‪ :‬فجرير أشعرهما!‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪86‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫‪B. Detailed Study‬‬


‫دراسة تفصيلية‬

‫‪Module IV: Prose‬‬


‫‪ ‬سورة النور(تفسيرصفوة التفاسير)‬

‫‪ ‬كتاب العلم من صحيح البخاري (شرح فتح الباري)‬

‫‪ ‬خطبة قس بن ساعد األيادي في سوق عكاظ‬

‫‪ ‬خطبة أبي بكرعند تولية الخالفة‬

‫‪ ‬وصية أمامة بنت حارث إلى ابنتها أم غياث‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪87‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫سورة النور‬
‫مدنية وآياتها أربع وستون آية‬
‫بين يدي السورة‬
‫‪ ‬سورة النور من السور املدنية‪ ،‬التي تتناول األحكام التشريعية‪ ،‬وتعنى‬
‫بأمور التشريع‪ ،‬والتوجيه واالخالق‪ ،‬وتهتم بالقضايا العامة والخاصة‬
‫التي ينبغي ان يربى عليها املسلمون‪ ،‬افرادا وجماعات‪ ،‬وقد اشتملت‬
‫هذه السورة على احكام هامة وتوجيهات عامة تتعلق باألسرة‪ ،‬التي‬
‫هي النواة األولى لبناء املجتمع األكبر‪.‬‬
‫‪ ‬وضحت السورة اآلداب االجتماعية التي يجب أن يتمسك بها‬
‫املؤمنون في حياتهم الخاصة والعامة‪ ،‬كاالستئذان عند دخول‬
‫البيوت‪ ،‬وغض االبصار‪ ،‬وحفظ الفروج‪ ،‬وحرمة اختالط الرجال‬
‫بالنساء األجنبيات‪ ،‬وما ينبغي ان تكون عليه االسرة املسلمة و"‬
‫البيت املسلم " من العفاف والستر‪ ،‬والنزاهة والطهر‪ ،‬واالستقامة‬
‫ً‬
‫على شريعة هللا‪ ،‬صيانة لحرمتها‪ ،‬وحفاظا عليها من عوامل التفكك‬
‫الداخلي‪ ،‬واالنهيار الخلقي‪ ،‬الذي يهدم األمم والشعوب‪.‬‬
‫‪ ‬وقد ذكرت في هذه السورة الكريمة بعض الحدود الشرعية التي‬
‫فرضها هللا كحد الزنى‪ ،‬وحد القذف‪ ،‬وحد اللعان‪ ،‬وكل هذه الحدود‬
‫انما شرعت تطهيرا للمجتمع‪ ،‬من الفساد والفوض ى‪ ،‬واختالط‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪88‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫االنساب‪ ،‬واالنحالل الخلقي‪ ،‬وحفظا لألمة من عوامل التردي في بؤرة‬


‫اإلباحية والفساد‪ ،‬التي تسبب ضياع األنساب‪ ،‬وذهاب العرض‬
‫والشرف‪.‬‬
‫‪ ‬وباختصار فإن هذه السورة الكريمة عالجت ناحية من أخطر‬
‫النواحي االجتماعية هي (مسألة االسرة) وما يحفها من مخاطر‪ ،‬وما‬
‫يعترض طري قها من عقبات ومشاكل‪ ،‬تؤدي بها إلى االنهيار ثم الدمار‪،‬‬
‫هذا عدا عما فيها من آداب سامية‪ ،‬وحكم عالية‪ ،‬وتوجيهات رشيدة‪،‬‬
‫إلى أسس الحياة الفاضلة الكريمة‪ ،‬ولهذا كتب أمير املؤمنين عمر بن‬
‫الخطاب إلى اهل الكوفة يقول لهم‪ :‬علموا نساءكم سورة النور‪.‬‬
‫التسمية‪ :‬سميت (سورة النور) ملا فيها من إشعاعات النور الرباني‪،‬‬
‫بتشريع األحكام واآلداب‪ ،‬والفضائل االنسانية‪ ،‬التي هي قبس من نور‬
‫هللا على عباده‪ ،‬وفيض من فيوضات رحمته وجوده [هللا نور السموات‬
‫واألرض] اللهم نور قلوبنا بنور كتابك املبين يا رب العاملين‪.‬‬
‫الرحيم‪ُ :‬س َ ٌ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫الر ْح َمن َّ‬ ‫ب ْسم ََّّللا َّ‬
‫ات‬ ‫ورة أنزلناها وف َرضناها وأنزلنا ف َيها َآي ٍ‬
‫ََ‬
‫اجل ُدوا ك َّل َواح ٍد م ْن ُه َما مائة‬
‫ُ‬ ‫الزاني َف ْ‬ ‫الزان َي ُة َو َّ‬
‫ون (‪َّ )1‬‬ ‫َب ِّي َنات َل َع َّل ُك ْم َت َذ َّك ُر َ‬
‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َجل َد ٍة َوال تأخذك ْم به َما َرأفة في دين َّللا إ ْن ك ْن ُت ْم تؤم ُنون باَّلل َوال َي ْوم‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫ُْْ‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫الزاني ال َي ْنك ُح إال َزان َية‬ ‫اآلخر َول َيش َه ْد َعذ َاب ُه َما طائفة م َن املؤمن َين (‪)2‬‬
‫َ ُْْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ ً َ َّ ُ َ‬
‫الزان َية ال َي ْنك ُح َها إال َز ٍان أ ْو ُمشر ٌك َو ُح ِّر َم ذل َك َعلى املؤمن َين‬ ‫أو مشركة و‬
‫ُ‬
‫اجلد ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صنات ث َّم ل ْم َيأتوا بأ ْرَب َعة ش َهد َاء ف ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ين َي ْر ُمون امل ْح َ‬ ‫(‪َ )3‬و َّالذ َ‬
‫وه ْم‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪89‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ً َ َ ُ َ َ ً َ‬ ‫َ‬
‫ث َمان َين َجل َدة َوال ت ْق َبلوا ل ُه ْم ش َه َادة أ َب ًدا َوأولئ َك ُه ُم الفاس ُقون (‪ )4‬إال‬
‫ين‬ ‫يم (‪َ )5‬و َّالذ َ‬ ‫ور َرح ٌ‬ ‫ص َل ُحوا َفإ َّن َّ َ‬
‫َّللا َغ ُف ٌ‬ ‫ين َت ُابوا م ْن َب ْعد َذل َك َو َأ ْ‬ ‫َّالذ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ ُ َ ُ‬ ‫َي ْر ُمو َن َأ ْز َو َ‬
‫اج ُه ْم َول ْم َيك ْن ل ُه ْم ش َه َد ُاء إال أن ُف ُس ُه ْم فش َه َادة أ َحده ْم أ ْرَب ُع‬
‫َّ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اَّلل إ َّن ُه َمل َن َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫الصادق َين (‪َ )6‬والخام َسة أ َّن ل ْع َن َت َّللا َعل ْيه إ ْن‬ ‫ات ب‬ ‫ش َهاد ٍ‬
‫ات باَّلل إ َّن ُه‬
‫َّ‬ ‫اب َأ ْن َت ْش َه َد َأ ْرَب َع َش َه َ‬
‫اد‬ ‫َ‬ ‫ذ‬
‫َ َ ْ َُ َ َْ ْ َ َ‬
‫ان م َن الكاذب َين (‪ )7‬ويدرأ عنها الع‬
‫َْ‬ ‫َك َ‬
‫ٍ‬
‫الصادق َين‬ ‫ان م َن َّ‬ ‫ض َب ََّّللا َع َل ْي َها إ ْن َك َ‬ ‫َمل َن ْال َكاذب َين (‪َ )8‬و ْال َخام َس َة َأ َّن َغ َ‬
‫ين‬ ‫يم (‪ )10‬إ َّن َّالذ َ‬ ‫اب َحك ٌ‬ ‫ض ُل ََّّللا َع َل ْي ُك ْم َو َر ْح َم ُت ُه َو َأ َّن َّ َ‬
‫َّللا َت َّو ٌ‬ ‫(‪َ )9‬و َل ْوَال َف ْ‬
‫َ َُ ُ‬ ‫َ ُ ْ ْ ُ ٌَْ ُْ ْ َ َ ْ َ ُ ُ َ َُ‬
‫وه ش ًّرا لك ْم َب ْل ُه َو خ ْي ٌر لك ْم لك ِّل‬ ‫جاءوا باإلفك عصبة منكم ال تحسب‬
‫اب َعظ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْامرئ م ْن ُه ْم َما ْاك َت َس َب م َن ْاإل ْثم َو َّالذي ت َولى ك ْب َر ُه م ْن ُه ْم ل ُه َعذ ٌ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫يم‬ ‫ٍ‬
‫َ ْ َ ْ َ ْ ُ ُ ُ َ َّ ْ ُ ْ ُ َ َ ْ ُ ْ َ ُ َ ْ ُ ْ َ ْ ً َ َ ُ‬
‫(‪ )11‬لوال إذ سمعتموه ظن املؤمنون واملؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا‬
‫َ ْ َ ُْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫َهذا إف ٌك ُمب ٌين (‪ )12‬ل ْوال َج ُاءوا َعل ْيه بأ ْرَب َعة ش َه َد َاء فإذ ل ْم َيأتوا‬
‫َ َ ْ َ َ ْ َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫َُ َ‬ ‫ُّ‬
‫ض ُل َّللا َعل ْيك ْم‬ ‫بالش َه َداء فأولئ َك ع ْن َد َّللا ُه ُم الكاذ ُبون (‪ )13‬ولوال ف‬
‫يم (‪)14‬‬ ‫اب َعظ ٌ‬ ‫ض ُت ْم فيه َع َذ ٌ‬ ‫الد ْن َيا َو ْاآلخ َرة َ َمل َّس ُك ْم في َما َأ َف ْ‬ ‫َو َر ْح َم ُت ُه في ُّ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ َ َ َّ ْ َ ُ َ ْ َ ُ ْ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ‬
‫س لك ْم به عل ٌم َوت ْح َس ُبون ُه‬ ‫إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما لي‬
‫َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ ُ ُ ُ ْ ُ ْ َ َ ُ ُ َ َ َْ‬ ‫َه ِّي ًنا َو ُه َو ع ْن َد ََّّللا َعظ ٌ‬
‫يم (‪ )15‬ولوال إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن‬
‫َ ُ ُ ُ َّ ُ َ ْ َ ُ ُ ْ‬ ‫ان َعظ ٌ‬ ‫َن َت َك َّل َم ب َه َذا ُس ْب َح َان َك َه َذا ُب ْه َت ٌ‬
‫ودوا ملثله‬ ‫يم (‪ )16‬يعظكم َّللا أن تع‬
‫يم (‪)18‬‬ ‫يم َحك ٌ‬ ‫َّللا َعل ٌ‬‫َّللا َل ُك ُم ْاآل َيات َو َّ ُ‬ ‫َأ َب ًدا إ ْن ُك ْن ُت ْم ُم ْؤمن َين (‪َ )17‬و ُي َب ِّي ُن َّ ُ‬
‫يم في‬ ‫اب َأل ٌ‬ ‫ين َآم ُنوا َل ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ين ُيح ُّبو َن َأ ْن َتش َيع ْال َفاح َش ُة في َّالذ َ‬ ‫إ َّن َّالذ َ‬
‫َ َ ْ َ َ ْ َّ َ ُ‬ ‫ُّ ْ َ َ ْ َ َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫ض ُل َّللا َعل ْيك ْم‬ ‫َّللا َي ْعل ُم َوأن ُت ْم ال ت ْعل ُمون (‪ )19‬ولوال ف‬ ‫الدنيا واآلخرة و‬
‫وف َرح ٌ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ُ َ َ َّ َّ َ َ ُ ٌ‬
‫يم (‪)20‬‬ ‫ورحمته وأن َّللا رء‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪90‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫اللغة‪[ :‬سورة] السورة في اللغة‪ :‬املنزلة السامية واملكانة الرفيعة‪ ،‬قال‬


‫النابغة‪:‬‬
‫ترى كل ملك دونها يتذبذب‬ ‫ألم تر أن هللا أعطاك سورة‬
‫وسميت املجموعة من اآليات لها بدء ونهاية "سورة" لشرفها وارتفاعها‬
‫كما يسمى (السور) للمرتفع من الجدار‪[ .‬الزاني] الزنى‪ :‬الوطء املحرم‬
‫ويسمى الفاحشة لتناهي قبحه‪ ،‬وهو مقصور وقد يمد على لغة اهل‬
‫نجد فيقال الزناء‪ ،‬قال الفرزدق‪:‬‬
‫أبا طاهر من يزن يعرف زناؤه ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكرا‬
‫[رأفة] شفقة وعطف مأخوذ من رؤف إذا رق ورحم‪[ .‬املحصنات]‬
‫العفيفات وأصل اإلحصان املنع‪ ،‬سميت العفيفة محصنة ألنها منعت‬
‫نفسها عن القبيح‪ ،‬ومنه الحصن ألنه يمنع من األعداء‪[ .‬يدرأ] يدفع‪،‬‬
‫والدرء‪ :‬الدفع‪[ .‬تشيع] شاع األمر شيوعا‪ :‬إذا فشا وظهر وانتشر‪.‬‬
‫[عصبة] العصبة‪ :‬الجماعة الذين يتعصب بعضهم لبعض‪.‬‬
‫سبب النزول‪:‬‬
‫‪ - 1‬روي أن امرأة تدعى "أم مهزول" كانت من البغايا فكانت تسافح الرجل‪،‬‬
‫وتشرط أن تنفق عليه‪ ،‬فأراد رجل من املسلمين ان يتزوجها فذكر ذلك‬
‫لرسول هللا ‪ ‬فأنزل هللا [الزانية ال ينكحها إال زان أو مشرك] اآلية‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪91‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫‪ - 2‬عن ابن عباس أن (هالل بن أمية) قذف امرأته عند النبي ‪( ‬شريك بن‬
‫سحماء) فقال له النبي ‪ " :‬البينة أو حد في ظهرك " فقال يا رسول هللا‪:‬‬
‫اذا رأى أحدنا مع امرأته رجال ينطلق يلتمس البينة؟ والذي بعثك‬
‫بالحق إني لصادق‪ ،‬ولينزلن هللا ما يبرئ ظهري من الحد! فنزلت‪:‬‬
‫[والذين يرمون أزواجهم‪ ]..‬اآلية‪.‬‬
‫اها] أي هذه سورة عظيمة الشأن‪ ،‬من جوامع‬ ‫ورة َأ ْن َزْل َن َ‬
‫التفسير‪ُ [ :‬س َ‬
‫اها] أي أوجبنا ما فيها‬ ‫ض َن َ‬ ‫سور القرآن‪ ،‬أوحيناها اليك يا محمد [ َو َف َر ْ‬
‫َ َْ َْ َ َ َ َ ّ َ‬
‫ات] أي أنزلنا فيها آيات‬ ‫ات ب ِين ٍ‬ ‫من األحكام ايجابا قطعيا [و أنزلنا ِفيها آي ٍ‬
‫تشريعية‪ ،‬واضحات الداللة على أحكامها‪ ،‬لتكون لكم ‪ -‬أيها املؤمنون ‪-‬‬
‫قبسا ونبراسا‪ ،‬وتكرير لفظ اإلنزال إلبراز كمال العناية بشأنها‪ ،‬فكأنه‬
‫يقول‪ :‬ما أنزلتها عليكم ملجرد التالوة‪ ،‬وإنما أنزلتها للعمل والتطبيق‬
‫َ َّ ُ َ َ َّ َ‬
‫[ل َعلك ْم تذك ُرون(‪ ])1‬أي لكي تعتبروا وتتعظوا بهذه األحكام‪ ،‬وتعملوا‬
‫بموجبها‪ ..‬ثم شرع تعالى بذكر األحكام وبدأ بحد الزنى فقال سبحانه‪:‬‬
‫ََ َْ‬
‫اح ٍد ِم ْن ُه َما ِمائة َجلد ٍة] أي فيما‬ ‫َ ْ ُ ُ َ‬ ‫َّ َ ُ َ َّ‬
‫[الز ا ِنية والز ا ِني فاج ِلدوا ك َّل و ِ‬
‫شرعت لكم وفرضت عليكم‪ ،‬أن تجلدوا كل واحد من الزانيين ‪ -‬غير‬
‫املحصنين ‪ -‬مائة ضربة بالسوط‪ ،‬عقوبة لهما على هذه الجريمة‬
‫َّ‬ ‫ََ َْ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ‬
‫َللا] أي ال تأخذكم بهما رقة‬ ‫الشنيعة [ول تأخذكم ِب ِهما َر أفة ِفي ِد ِين ِ‬
‫ورحمة‪ ،‬في حكم هللا تعالى‪ ،‬فتخففوا الضرب أو تنقصوا العدد‪ ،‬بل‬
‫أوجعوهما ضربا‪ ،‬قال مجاهد‪ :‬ال تعطلوا حدود هللا‪ ،‬وال تتركوا إقامتها‬
‫ْ‬ ‫ْ ُ ْ ُ ْ ُ ْ ُ َ َّ ْ‬
‫اَّلل َوال َي ْو ِم اْل ِخ ِر] هذا من باب‬ ‫شفقة ورحمة [ ِإن كنتم تؤ ِمنون ِب ِ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪92‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫اإللهاب والتهييج‪ ،‬أي إن كنتم مؤمنين حقا تصدقون باهلل وباليوم‬


‫اآلخر‪ ،‬فال تعطلوا الحدود‪ ،‬وال تأخذكم شفقة بالزناة‪ ،‬فإن جريمة‬
‫ْ ْ‬
‫الزنى أكبر من أن تستدر العطف‪ ،‬أو تدفع إلى الرحمة [ َول َيش َه ْد‬
‫ُْ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َعذ َاب ُه َما طا ِئفة ِم َن املؤ ِم ِنين(‪ ])2‬أي وليحضر عقوبة الزانيين جماعة‬
‫من املؤمنين‪ ،‬ليكون أبلغ في زجرهما‪ ،‬وأنجع في ردعهما‪ ،‬فإن الفضيحة‬
‫ا َ ْ َ ا‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ ْ‬
‫الز ِاني ل َين ِك ُح ِإل َزا ِن َية أ ْو ُمش ِركة]‬‫قد تنكل اكثر مما ينكل التعذيب [‬
‫أي الزاني ال يليق به أن يتزوج العفيفة الشريفة‪ ،‬انما ينكح مثله أو‬
‫َّ‬ ‫َ َّ ُ َ ْ‬
‫الز ا ِن َية ل َين ِك ُح َها ِإل‬ ‫أخس منه‪ ،‬كالبغي الفاجرة‪ ،‬أو املشركة الوثنية [و‬
‫َ ْ‬
‫َز ٍان أ ْو ُمش ِرك] أي والزانية ال يليق ان يتزوج بها املؤمن العفيف‪ ،‬انما‬
‫يتزوجها من هو مثلها أو أخس منها " كالزاني الخبيث أو املشرك الكافر‪،‬‬
‫فإن النفوس الطاهرة تأبى الزواج بالفواجر الفاسقات‪ ،‬قال االمام‬
‫الفخر‪ " :‬من أحسن ما قيل في تفسير هذه اآلية‪ :‬أن الفاسق الخبيث ‪-‬‬
‫الذي من شأنه الزنى والفسق ‪ -‬ال يرغب في نكاح الصوالح من النساء‪،‬‬
‫وإنما يرغب في فاسقة خبيثة مثله‪ ،‬أو في مشركة‪ ،‬والفاسقة الخبيثة ال‬
‫يرغب في نكاحها الصلحاء من الرجال وينفرون عنها‪ ،‬وإنما يرغب فيها‬
‫من هو من جنسها من الفسقة واملشركين‪ ،‬وهذا على األعم األغلب‪،‬‬
‫كما يقال‪ :‬ال يفعل الخير إال الرجل التقي‪ ،‬وقد يفعل بعض الخير من‬
‫َ ُْ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ليس بتقي‪ ،‬فكذا هنا" [ َو ُح ّ ِر َم ذ ِل َك َعلى املؤ ِم ِنين(‪ ])3‬أي وحرم الزنى‬
‫على املؤمنين‪ ،‬لشناعته وقبحه‪ ،‬أو حرم نكاح الزواني على املؤمنين‪ ،‬ملا‬
‫فيه من االضرار الجسيمة‪ ..‬ثم شرع تعالى في بيان حد القذف فقال‪:‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪93‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ‬
‫ات] أي يقذفون بالزنى العفيفات الشريفات‬ ‫[وال ِذين ي ْرمون املحصن ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ ُْ َ‬
‫[ث َّم ل ْم َيأتوا ِبأ ْرَب َع ِة ش َهد َاء] أي ثم لم يأتوا على دعواهم بأربعة شهود‬
‫وه ْم‬ ‫َ ْ‬
‫اجل ُد ُ‬
‫عدول‪ ،‬يشهدون عليهن بما نسبوا اليهن من الفاحشة [ف ِ‬
‫َ َ َْا‬
‫ث َما ِنين َجلدة] أي اضربوا كل واحد من الرامين‪ ،‬ثمانين ضربة بالسوط‬
‫َ‬
‫ونحوه‪ ،‬ألنهم كذبة يتهمون البريئات‪ ،‬ويخوضون في اعراض الناس [ َول‬
‫َ ا َ‬ ‫َْ ُ َ‬
‫تق َبلوا ل ُه ْم ش َه َادة أ َب ادا] أي وزيدوا لهم في العقوبة بإهدار كرامتهم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬فال تقبلوا شهادة أي واحد منهم ما دام مصرا على كذبه‬
‫َُ َ َ ُ ُ ْ َ ُ َ‬
‫اسقون(‪ ])4‬أي هم الخارجون عن طاعة هللا‬ ‫وبهتانه [وأول ِئك هم الف ِ‬
‫عز وجل‪ ،‬إلتيانهم بالذنب الكبير‪ ،‬والجرم الشنيع‪ ،‬قال ابن كثير‪:‬‬
‫أوجب تعالى على القاذف‪ ،‬إذا لم يقم البينة على صحة ما قال‪ ،‬ثالثة‬
‫أحكام‪ :‬أحدها‪ :‬أن يجلد ثمانين جلدة‪ ،‬الثاني‪ :‬أن ترد شهادته أبدا‪،‬‬
‫َّ‬
‫الثالث‪ :‬أن يكون فاسقا ليس بعدل‪ ،‬ال عند هللا وال عند الناس [ ِإل‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫ين ت ُابوا ِم ْن َب ْع ِد ذ ِل َك] أي إال الذين تابوا وأنابوا‪ ،‬وندموا على ما‬ ‫ال ِذ‬
‫َ َ ْ َُ‬
‫فعلوا‪ ،‬من بعد ما اقترفوا ذلك الذنب العظيم [وأصلحوا] أي أصلحوا‬
‫أعمالهم فلم يعودوا إلى قذف املحصنات‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬أي أظهروا‬
‫َ َُ‬ ‫َ‬
‫التوبة [ف ِإ َّن ََّللا غفور َر ِحيم(‪ ])5‬أي فاعفوا عنهم واصفحوا‪ ،‬وردوا‬
‫اليهم اعتبارهم بقبول شهادتهم‪ ،‬فإن هللا غفور رحيم يقبل توبة عبده‬
‫اذا تاب وأناب‪ ،‬وأصلح سيرته وحاله‪ ..‬ثم ذكر تعالى حكم من قذف‬
‫َ‬
‫ين َي ْر ُمون‬ ‫زوجته وهو املعروف (باللعان) فقال سبحانه‪َ [ :‬و َّالذ َ‬
‫ِ‬
‫َ َ ْ َ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ َ ُ َّ‬
‫اج ُه ْم] أي يقذفون زوجاتهم بالزنى [ولم يكن لهم شهداء ِإل‬ ‫َأ ْز َو َ‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪94‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ‬
‫أ ْن ُف ُس ُه ْم] أي وليس لهم شهود يشهدون بما رموهن به من الزنى‪ ،‬سوى‬
‫اَّلل] أي شهادة‬ ‫شهادة أنفسهم [ َف َش َه َاد ُة َأ َحده ْم َأ ْ َب ُع َش َه َادات ب َّ‬
‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ر‬
‫أحدهم التي تزيل عنه حد القذف‪ ،‬أربع شهادات باهلل تقوم مقام‬
‫الص ِاد ِقين(‪ ])6‬أي إنه صادق فيما رمى به‬
‫َ‬ ‫الشهداء األربعة [إ َّن ُه َمل َن َّ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ْ َ َ ُ َ َّ َ ْ َ َ َّ َ َْ‬
‫َللا علي ِه] أي وعليه ايضا ان‬ ‫زوجته من الزنى [والخ ِامسة أن لعنت ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْ َ‬
‫يحلف في املرة الخامسة‪ ،‬بأن لعنة هللا عليه [ ِإن كان ِم َن الك ِاذ ِبين(‪])7‬‬
‫أي إن كان كاذبا في قذفه لها بالزنى [ويدرأ عنها العذاب] أي ويدفع عن‬
‫الزوجة املقذوفة (حد الزنى) الذي ثبت بشهادة الزوج [أن تشهد أربع‬
‫شهادات باهلل إنه ملن الكاذبين(‪ ])8‬أي أن تحلف اربع مرات انه ملن‬
‫الكاذبين فيما رماها به من الزنى [والخامسة أن غضب هللا عليها إن‬
‫كان من الصادقين(‪ ])9‬أي وتحلف في املرة الخامسة‪ ،‬بأن غضب هللا‬
‫وسخطه عليها إن كان زوجها صادقا في اتهامه لها بالزنى [ولول فضل‬
‫هللا عليكم ورحمته] أي ولوال فضل هللا عليكم ورحمته بكم بالستر في‬
‫ذلك‪ ،‬وجواب [لوال] محذوف لتهويل األمر‪ ،‬تقديره‪ :‬لفضحكم أو‬
‫عاجلكم بالعقوبة‪ ،‬ورب مسكوت عنه أبلغ من املنطوق [وأن هللا تواب‬
‫حكيم(‪ ])10‬أي وأنه تعالى مبالغ في قبول التوبة‪ ،‬حكيم في ما شرع من‬
‫األحكام‪ ،‬ومن جملتها (حكم اللعان) قال ابو السعود‪ :‬وجواب "لوال"‬
‫محذوف لتهويله كأنه قيل‪ :‬ولوال تفضله تعالى عليكم ورحمته بكم‪،‬‬
‫لكان ما كان مما ال يحيط به نطاق البيان‪ ،‬ومن جملته أنه تعالى لو لم‬
‫يشرع لهم ذلك‪ ،‬لوجب على الزوج حد القذف‪ ،‬مع أن الظاهر صدقه‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪95‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الشتراكه في الفضيحة‪ ،‬ولو جعل شهاداته موجبة لحد الزنى عليها‪،‬‬


‫لفات النظر لها‪ ،‬ولو جعل شهاداتها موجبة لحد القذف عليه‪ ،‬لفات‬
‫النظر له‪ ،‬فسبحانه ما أعظم شأنه‪ ،‬وأوسع رحمته‪ ،‬وأدق حكمته‪..‬‬
‫ثم بين تعالى قصة اإلفك التي اتهمت فيها العفيفة البريئة الطاهرة أم‬
‫املؤمنين عائشة رض ى هللا عنها بالكذب والبهتان فقال سبحانه‪[ :‬إن‬
‫الذين جاءوا باإلفك] أي جاءوا بأسوء الكذب‪ ،‬وأشنع صور البهتان‪،‬‬
‫وهو قذف عائشة بالفاحشة‪ ،‬قال اإلمام الفخر‪ :‬اإلفك أبلغ ما يكون‬
‫من الكذب واالفتراء‪ ،‬وقد أجمع املسلمون على أن املراد ما أفك به على‬
‫عائشة وهي زوجة الرسول املعصوم [عصبة منكم] أي جماعة منكم‬
‫أيها املؤمنون وعلى رأسهم "ابن سلول" رأس النفاق [ل تحسبوه شرا‬
‫لكم] أي ال تظنوا هذا القذف واالتهام شرا لكم يا آل أبي بكر [بل هو‬
‫خير لكم] ملا فيه من الشرف العظيم بنزول الوحي ببراءة أم املؤمنين‪،‬‬
‫وكرامة هللا لها بإنزال الوحي في شأنها‪ ،‬واألجر الجزيل لها في الفرية‬
‫عليها‪ ،‬وموعظة املؤمنين‪ ،‬واالنتقام من املفترين [لكل أمرئ منهم ما‬
‫اكتسب من اإلثم] أي لكل فرد من العصبة الكاذبة‪ ،‬جزاء ما اجترح‬
‫من الذنب على قدر خوضه فيه [والذي تولى كبره منهم] أي والذي تولى‬
‫معظمه وأشاع هذا البهتان‪ ،‬وهو (ابن سلول) رأس النفاق [له عذاب‬
‫عظيم(‪ ])11‬أي له في اآلخرة عذاب شديد في نار جهنم [لوال اذ‬
‫سمعتموه] أي هال حين سمعتم يا معشر املؤمنين هذا االفتراء‪ ،‬وقذف‬
‫الصديقة عائشة [ظن املؤمنون واملؤمنات بأنفسهم خيرا] أي هال‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪96‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ظنوا الخير ولم يسرعوا إلى التهمة‪ ،‬فيمن عرفوا فيها النزاهة والطهارة؟‬
‫فإن مقتض ى اإليمان‪ ،‬أال يصدق مؤمن على أخيه قولة عائب وال‬
‫طاعن‪ ،‬قال ابن كثير‪ :‬هذا تأديب من هللا تعالى للمؤمنين في (قصة‬
‫عائشة) حين أفاض بعضهم في ذلك الكالم السوء‪ ،‬وهال قاسوا ذلك‬
‫الكالم على أنفسهم‪ ،‬فإن كان ال يليق بهم‪ ،‬فأم املؤمنين أولى بالبراءة‬
‫منه بطريق األولى واألحرى‪ ،‬روي أن امرأة "أبي أيوب" قالت لزوجها‪ :‬أما‬
‫تسمع ما يقول الناس في عائشة! قال‪ :‬نعم وذلك الكذب‪ ،‬أكنت فاعلة‬
‫ذلك يا أم أيوب؟ قالت‪ :‬ال وهللا‪ ،‬قال‪ :‬فعائشة وهللا خير منك‪[ ،‬وقالوا‬
‫هذا إفك مبين(‪ ])12‬أي قالوا في ذلك الحين هذا كذب ظاهر واضح‬
‫[لول جاءوا عليه بأربعة شهداء] أي هال جاء أولئك املفترون بأربعة‬
‫شهود‪ ،‬يشهدون على ما قالوا [فإذ لم يأتوا بالشهداء] أي فإن عجزوا‬
‫ولم يأتوا على دعواهم بالشهود [فأولئك عند هللا هم الكاذبون(‪])13‬‬
‫أي فأولئك هم املفسدون‪ ،‬الكاذبون في حكم هللا وشرعه‪ ،‬وفيه توبيخ‬
‫وتعنيف للذين سمعوا اإلفك‪ ،‬ولم ينكروه أول وهلة [ولول فضل هللا‬
‫عليكم ورحمته في الدنيا واْلخرة] أي لوال فضله تعالى عليكم ‪ -‬أيها‬
‫الخائضون في شأن عائشة ‪ -‬ورحمته بكم في الدنيا واآلخرة‪ ،‬حيث‬
‫أمهلكم ولم يعاجلكم بالعقوبة [ملسكم فيما أفضتم فيه] أي ألصابكم‬
‫ونالكم بسبب ما خضتم فيه من حديث اإلفك [عذاب عظيم(‪])14‬‬
‫أي عذاب شديد هائل‪ ،‬يستحقر دونه الجلد والتعنيف‪ ،‬قال القرطبي‪:‬‬
‫هذا عتاب من هللا بليغ ملن خاضوا في اإلفك‪ ،‬ولكنه برحمته ستر‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪97‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫عليكم في الدنيا‪ ،‬ويرحم في اآلخرة من أتاه تائبا [إذ تلقونه بألسنتكم]‬


‫أي وذلك حين تتلقونه ويأخذه بعضكم من بعض بالسؤال عنه‪ ،‬قال‬
‫مجاهد‪ :‬أي يروي بعضكم عن بعض‪ ،‬يقول هذا سمعته من فالن‪،‬‬
‫وقال فالن كذا [وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم] أي تقولون‬
‫ما ليس له حقيقة في الواقع‪ ،‬وإنما هو محض كذب وبهتان [وتحسبونه‬
‫هينا] أي وتظنونه ذنبا صغيرا ال يلحقكم فيه إثم [وهو عند هللا‬
‫عظيم(‪ ])15‬أي والحال انه عند هللا من أعظم املوبقات والجرائم‪ ،‬ألنه‬
‫وقوع في أعراض املسلمين‪ ..‬عاتبهم تعالى على ثالثة أشياء‪ :‬األول‪ :‬تلقيه‬
‫باأللسنة أي السؤال عنه‪ ،‬والثاني‪ :‬التكلم به‪ ،‬والثالث‪ :‬استصغاره‬
‫حيث حسبوه هينا وهو عند هللا عظيم‪ ،‬وفائدة قوله (بألسنتكم)‬
‫وبأفواهكم اإلشارة إلى أن ذلك الحديث كان باللسان دون القلب‪ ،‬ألنهم‬
‫لم يعلموا حقيقته بقلوبهم [ولول إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن‬
‫نتكلم بهذا] عتاب لجميع املؤمنين‪ ،‬أي كان ينبغي عليكم أن تنكروه أول‬
‫سماعكم له‪ ،‬وتقولوا‪ :‬ال ينبغي لنا ان نتفوه بهذا الكالم‪ ،‬وال نذكره‬
‫ألحد [سبحانك هذا بهتان عظيم(‪ ])16‬أي سبحان هللا أن يقال هذا‬
‫الكالم على زوجة رسول هللا الطاهرة البريئة‪ ،‬فإن هذا االفتراء كذب‬
‫واضح‪ ،‬عظيم الجرم‪ ،‬قال الزمخشري‪ :‬هو بمعنى التعجب من عظيم‬
‫األمر‪ ،‬واالستبعاد له‪ ،‬واألصل في ذلك أن يسبح هللا عند رؤية العجائب‬
‫[يعظكم هللا أن تعودوا ملثله أبدا] أي يذكركم هللا ويعظكم باملواعظ‬
‫الشافية‪ ،‬لكي ال تعودوا إلى مثل هذا العمل أبدا [إن كنتم‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪98‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫مؤمنين(‪ ])17‬أي إن كنتم حقا مؤمنين‪ ،‬فإن اإليمان وازع عن مثل هذا‬
‫البهتان‪ ،‬وفيه حث لهم على االتعاظ وتهييج [ويبين هللا لكم اْليات] أي‬
‫ويوضح لكم اآليات الدالة على الشرائع‪ ،‬ومحاسن اآلداب‪ ،‬لتتعظوا‬
‫وتتأدبوا بها [وهللا عليم حكيم(‪ ])18‬أي عالم بما يصلح العباد‪ ،‬حكيم‬
‫في تدبيره وتشريعه [إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة] أي يريدون‬
‫أن ينتشر الفعل القبيح املفرط في القبح‪ ،‬كإشاعة الرذيلة والزنى‪ ،‬وغير‬
‫ذلك من املنكرات [في الذين آمنوا] أي في املؤمنين األطهار [لهم عذاب‬
‫أليم في الدنيا واْلخرة] أي لهم عذاب موجع مؤلم في الدنيا بإقامة‬
‫الحد‪ ،‬وفي اآلخرة بعذاب جهنم‪ ،‬قال الحسن‪ :‬عنى بهذا الوعيد واللعن‬
‫(املنافقين) فإنهم أحبوا وقصدوا إذاية الرسول‪ ‬وذلك كفر وملعون‬
‫صاحبه [وهللا يعلم و أنتم ل تعلمون(‪ ])19‬أي هو تعالى عالم بالخفايا‬
‫والنوايا‪ ،‬وأنتم ال تعلمون ذلك‪ ،‬قال اإلمام الفخر‪ :‬وهذه الجملة فيها‬
‫حسن املوقع بهذا املوضع‪ ،‬ألن محبة القلب كامنة ونحن ال نعلمها إال‬
‫باألمارات‪ ،‬أما هللا سبحانه فهو ال يخفى عليه ش يء‪ ،‬فصار هذا الذكر‬
‫نهاية في الزجر‪ ،‬ألن من أحب إشاعة الفاحشة‪ ،‬وإن بالغ في إخفاء تلك‬
‫املحبة‪ ،‬فهو يعلم أن هللا تعالى يعلم ذلك منه‪ ،‬ويعلم قدر الجزاء عليه‬
‫[ولول فضل هللا عليكم ورحمته وأن هللا رءوف رحيم(‪ ])20‬جواب‬
‫[لوال] محذوف لتهويل األمر أي لوال فضله تعالى على عباده‪ ،‬ورحمته‬
‫بهم‪ ،‬ألهلكهم وعذبهم‪ ،‬وكان ما كان مما ال يكاد يتصوره اإلنسان‪ ،‬ألنه‬
‫فوق الوصف والبيان‪ ،‬وهذا هو السر في حذف جواب "لوال"‪.‬‬

‫‪Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic‬‬ ‫‪99‬‬


‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ملاذا بدأ هللا في الزنى باملرأة‪ ،‬وفي السرقة بالرجل؟‬ ‫فائدة‪:‬‬


‫والجواب أن الزنى من املرأة أقبح‪ ،‬وجرمه أشنع فبدأ بها‪ ،‬وأما السرقة‬
‫فالرجل عليها أجرأ وهو عليها أقدر ولذلك بدأ به [والسارق والسارقة‬
‫فاقطعوا أيديهما]‪.‬‬
‫في التعبير باإلحصان [والذين يرمون املحصنات]‬ ‫تنبيه‪:‬‬
‫إشارة دقيقة إلى أن قذف العفيف من الرجال أو النساء موجب لحد‬
‫القذف‪ ،‬وأما إذا كان الشخص معروفا بفجوره أو اشتهر باالستهتار‬
‫واملجون فال حد على قاذفه‪ ،‬ألنه ال كرامة للفاسق املاجن ! ! فتدبر‬
‫السر الدقيق‪.‬‬
‫لطيفة‪ :‬ملاذا عدل عن قوله‪[ :‬تواب رحيم] إلى قوله‪[ :‬تواب حكيم] مع‬
‫أن الرحمة تناسب التوبة؟ والجواب أن هللا عز وجل أراد الستر على‬
‫العباد بتشريع (اللعان بين الزوجين)‪ ،‬فلو لم يكن اللعان مشروعا‬
‫لوجب على الزوج حد القذف مع أن الظاهر صدقه‪ ،‬ولو اكتفى بلعانه‬
‫لوجب على الزوجة حد الزنى‪ ،‬فكان من الحكمة وحسن النظر لهما‬
‫جميعا أن شرع هذا الحكم‪ ،‬ودرأ عنهما العذاب بتلك الشهادات‪،‬‬
‫فسبحانه ما أوسع رحمته‪ ،‬وأجل حكمته!!‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪100‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫قال هللا تعالى‪[ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان‪ ]..‬إلى‬
‫قوله [وموعظة للمتقين]‪.‬من آية ( ‪ )21‬إلى نهاية آية (‪.)34‬‬
‫َّ ُ ُ‬
‫ين َآم ُنوا ال تتب ُعوا خط َوات الش ْيطان َو َم ْن َيتب ْع خط َوات‬
‫َّ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َيا َأ ُّي َها َّالذ َ‬
‫َّ ْ َ َ َّ ُ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َّ َ ُ‬
‫ض ُل َّللا َعل ْيك ْم َو َر ْح َم ُت ُه‬ ‫الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء واملنكر ولوال ف‬
‫يم‬‫َّللا َسم ٌيع َعل ٌ‬ ‫َّللا ُي َز ِّكي َم ْن َيش ُاء َو َّ ُ‬
‫َ‬ ‫َما َز َكى م ْن ُك ْم م ْن َأ َحد َأ َب ًدا َو َلك َّن َّ َ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫(‪َ )21‬وَال َي ْأ َتل ُأ ُولو الفضل منك ْم َو َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الس َعة أن ُيؤتوا أولي الق ْربى‬
‫َ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َّ َ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ْ َ‬ ‫امل َساك َين َو ْاملُ َهاجر َ‬ ‫َ َْ‬
‫صف ُحوا أال تح ُّبون أ ْن‬ ‫ين في َسبيل َّللا وليعفوا ولي‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ين َي ْر ُمون امل ْح َ‬ ‫َّ‬
‫يم (‪ )22‬إ َّن الذ َ‬ ‫ور َرح ٌ‬ ‫ُ‬
‫َّللا غف ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫َّللا لك ْم َو ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َيغف َر ُ‬ ‫ْ‬
‫صنات‬
‫يم (‪َ )23‬ي ْو َم‬ ‫اب َعظ ٌ‬ ‫الد ْن َيا َو ْاآلخ َرة َو َل ُه ْم َع َذ ٌ‬ ‫ْال َغاف َالت ْاملُ ْؤم َنات ُلع ُنوا في ُّ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ ْ‬
‫تش َه ُد َعل ْيه ْم ألس َن ُت ُه ْم َوأ ْيديه ْم َوأ ْر ُجل ُه ْم ب َما كانوا َي ْع َملون (‪َ )24‬ي ْو َمئ ٍذ‬
‫ات‬ ‫َّللا ُه َو ْال َح ُّق ْاملُب ُين (‪ْ )25‬ال َخب َيث ُ‬ ‫َّللا د َين ُه ُم ْال َح َّق َو َي ْع َل ُمو َن َأ َّن َّ َ‬ ‫ُي َو ِّفيه ُم َّ ُ‬
‫َّ َ َّ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ ِّ َ ُ َّ‬
‫ات للط ِّيب َين َوالط ِّي ُبون للط ِّي َبات‬ ‫للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيب‬
‫ين‬ ‫يم (‪َ )26‬يا َأ ُّي َها َّالذ َ‬ ‫ُأ َولئ َك ُم َب َّر ُءو َن م َّما َي ُق ُولو َن َل ُه ْم َم ْغف َر ٌة َور ْز ٌق َكر ٌ‬
‫َ َ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُُ‬
‫َآم ُنوا ال ت ْدخلوا ُب ُي ًوتا غ ْي َر ُب ُيوتك ْم َح َّتى ت ْس َتأن ُسوا َوت َسل ُموا َعلى أ ْهل َها‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َذل ُك ْم َخ ْي ٌر َل ُك ْم َل َع َّل ُك ْم َت َذ َّك ُر َ‬
‫ون (‪ )27‬فإ ْن ل ْم تج ُدوا ف َيها أ َح ًدا فال‬
‫َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ َ َّ ُ ْ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ َ ُ‬
‫يل لك ُم ا ْرج ُعوا فا ْرج ُعوا ُه َو أ ْزكى لك ْم‬ ‫تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن ق‬
‫َ ْ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ٌ َ ْ َ ْ ُ ُ ُ ُ ً ْ ََ‬ ‫َّللا ب َما َت ْع َم ُلو َن َعل ٌ‬‫َو َّ ُ‬
‫يم (‪ )28‬ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير‬
‫ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َ َ ٌ َ ُ ْ َ َّ ُ َ‬
‫َّللا َي ْعل ُم َما ت ْب ُدون َو َما تك ُت ُمون (‪ )29‬ق ْل‬ ‫مسكون ٍة فيها متاع لكم و‬
‫َ‬
‫وج ُه ْم َذل َك أ ْز َكى ل ُه ْم إ َّن َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صاره ْم َو َي ْح َفظوا ُف ُر َ‬ ‫ضوا م ْن َأ ْب َ‬ ‫ل ْل ُم ْؤمن َين َي ُغ ُّ‬
‫َّللا‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪101‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫صاره َّن‬ ‫ض َن م ْن َأ ْب َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ص َن ُعو َن (‪َ )30‬و ُق ْل ل ْل ُم ْؤم َنات َي ْغ ُ‬ ‫َخب ٌير ب َما َي ْ‬
‫ضرْب َن بخ ُمره َّن‬
‫ُ‬ ‫ين ز َين َت ُه َّن إ َّال َما َظ َه َر م ْن َها َو ْل َي ْ‬ ‫وج ُه َّن َوَال ُي ْبد َ‬ ‫َو َي ْح َف ْظ َن ُف ُر َ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َع َلى ُج ُيوبه َّن َوَال ُي ْبد َ‬
‫ين ز َين َت ُه َّن إال ل ُب ُعولته َّن أ ْو َآبائه َّن أ ْو َآباء ُب ُعولته َّن أ ْو‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أ ْب َنائه َّن أ ْو أ ْب َناء ُب ُعولته َّن أ ْو إخ َوانه َّن أ ْو َبني إخ َوانه َّن أ ْو َبني أخ َواته َّن أ ْو‬
‫َ‬ ‫التابع َين َغ ْير ُأولي ْاإل ْرَبة م َن ِّ‬ ‫ن َسائه َّن َأ ْو َما َم َل َك ْت َأ ْي َم ُان ُه َّن َأو َّ‬
‫الر َجال أو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الن َساء َوَال َي ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ َّ َ َ ْ‬
‫ضرْب َن بأ ْر ُجله َّن ل ُي ْعل َم‬ ‫ين ل ْم َيظ َه ُروا َعلى َع ْو َرات‬ ‫الطفل الذ‬
‫َ ُ ْ َ ْ َ َّ َ ُ ُ َ َّ َ ً َ ُّ َ ْ ُ ْ ُ َن َ َ َّ ُ ْ ُ ْ ُ نَ‬
‫ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى َّللا جميعا أيه املؤمنو لعلكم تفلحو‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األ َي َامى م ْن ُك ْم َو َّ‬ ‫ََْ ُ ْ َ‬
‫الصالح َين م ْن ع َبادك ْم َوإ َمائك ْم إ ْن َيكونوا‬ ‫(‪ )31‬وأنكحوا‬
‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َّللا م ْن ف ْ‬ ‫ُف َق َر َاء ُي ْغنه ُم ُ‬
‫َّ‬
‫يم (‪َ )32‬ول َي ْست ْعفف الذين ال‬ ‫َّللا َواس ٌع َعل ٌ‬ ‫ضله َو ُ‬
‫اب م َّما‬ ‫ين َي ْب َت ُغو َن ْالك َت َ‬ ‫ضله َو َّالذ َ‬ ‫َّللا م ْن َف ْ‬ ‫احا َح َّتى ُي ْغن َي ُه ُم َّ ُ‬ ‫َيج ُدو َن ن َك ً‬
‫َّ َّ‬
‫وه ْم م ْن َمال َّللا الذي‬ ‫وه ْم إ ْن َعل ْم ُت ْم فيه ْم َخ ْي ًرا َو ُآت ُ‬ ‫َم َل َك ْت َأ ْي َم ُان ُك ْم َف َكات ُب ُ‬
‫ض‬ ‫ص ًنا ل َت ْب َت ُغوا َع َر َ‬ ‫َآت ُاك ْم َوَال ُت ْكر ُهوا َف َت َيات ُك ْم َع َلى ْالب َغاء إ ْن َأ َر ْد َن َت َح ُّ‬
‫يم (‪)33‬‬ ‫ور َرح ٌ‬ ‫َّللا م ْن َب ْعد إ ْك َراهه َّن َغ ُف ٌ‬ ‫الد ْن َيا َو َم ْن ُي ْكر ْه ُه َّن َفإ َّن َّ َ‬ ‫ْال َح َياة ُّ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ ِّ َ َ َ َ ً َ َّ َ َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َْ َْ َ َ ُ‬
‫ين خل ْوا م ْن ق ْبلك ْم‬ ‫ات ومثال من الذ‬ ‫ات مبين ٍ‬ ‫ولقد أنزلنا إل ْيك ْم َآي ٍ‬
‫ًَ ْ‬
‫َو َم ْوعظة لل ُم َّتق َين (‪)34‬‬
‫املناسبة‪ :‬ملا ذكر تعالى حادثة اإلفك‪ ،‬أتبعها بالتحذير من سلوك طريق‬
‫الشيطان املتربص باإلنسان الذي يدعو إلى السوء والشر والفساد‪ ،‬ثم‬
‫ذكر تعالى آداب االستئذان والزيارة‪ ،‬ألن أهل اإلفك إنما وجدوا السبيل‬
‫إلى بهتانهم من حيث اتفقت الخلوة فصارت طريقا للتهمة‪ ،‬فأوجب‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪102‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫تعالى أال يدخل إنسان بيت غيره إال بعد االستئذان والسالم‪ ،‬ثم أتبعها‬
‫بآيات غض البصر‪.‬‬
‫اللغة‪[ :‬يأتل] يحلف واأللية‪ :‬اليمين ومنه [يؤلون من نسائهم] أي‬
‫يحلفون [املحصنات] العفائف الشريفات الطاهرات جمع محصنة‬
‫وهي العفيفة [مبرءون] منزهون والبراءة‪ :‬النزاهة مما نسب لإلنسان من‬
‫تهمة [تستأنسوا] تستأذنوا وأصله في اللغة‪ :‬طلب األنس بالش يء‪ ،‬قال‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫عوى الذئب فاستأنست للذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدت أطير‬
‫[يغضوا] غض بصره‪ :‬خفضه ونكسه‪ ،‬وأصله إطباق الجفن على‬
‫الجفن‪ ،‬قال جرير‪:‬‬
‫فال كعبا بلغت وال كالبا‬ ‫فغض الظرف إنك من نمير‬
‫[خمرهن] جمع خمار وهو ما تغطي به املرأة رأسها‪ ،‬وخمروا اآلنية أي‬
‫غطوها [جيوبهن] جمع جيب وهو الصدر [اإلربة] الحاجة إلى النساء‬
‫واالستمتاع بهن‪.‬‬
‫سبب النزول‪:‬‬
‫‪ - 1‬كان أبو بكر الصديق ينفق على (مسطح بن أثاثة) ملسكنته وقرابته‪،‬‬
‫فلما وقع أمر اإلفك‪ ،‬وقال فيه مسطح ما قال‪ ،‬حلف أبو بكر أال ينفق‬
‫عليه‪ ،‬وال ينفعه بنافعة أبدا‪ ،‬فأنزل هللا [وال يأتل أولوا الفضل منكم‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪103‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫والسعة‪ ]..‬اآلية فقال أبو بكر‪ :‬وهللا إني ألحب أن يغفر هللا لي‪ ،‬فأعاد إلى‬
‫مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال‪ :‬وهللا ال أنزعها منه أبدا‪.‬‬
‫‪ - 2‬عن علي كرم هللا وجهه قال‪ :‬مر رجل على عهد رسول هللا ‪ ‬في طريق من‬
‫طرقات املدينة‪ ،‬فنظر إلى امرأة ونظرت إليه‪ ،‬فوسوس لهما الشيطان‬
‫أنه لم ينظر أحدهما إلى اآلخر إال إعجابا به‪ ،‬فبينما الرجل يمش ي إلى‬
‫جانب حائط وهو ينظر إليها‪ ،‬إذ استقبله الحائط " أي صدمه الحائط‬
‫" فشق أنفه فقال‪ :‬وهللا ال أغسل الدم حتى آتي رسول هللا ‪ ‬فأعلمه‬
‫أمري‪ ،‬فأتاه فقص عليه قصته فقال النبي في‪ :‬هذه عقوبة ذنبك فأنزل‬
‫هللا‪[ :‬قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم‪ ]..‬اآليات‪.‬‬
‫التفسير‪[ :‬يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات الشيطان] أي يا من‬
‫صدقتم باهلل ورسوله ال تتبعوا آثار الشيطان‪ ،‬وال تسلكوا مسالكه‬
‫بإشاعة الفاحشة‪ ،‬واإلصغاء إلى اإلفك والقول به [ومن يتبع خطوات‬
‫الشيطان] أي ومن يتبع سيرة الشيطان وطريقته [فإنه يأمر‬
‫بالفحشاء] أي فإن الشيطان يضل اإلنسان ويغويه‪ ،‬ألنه يأمر‬
‫بالفحشاء وهي ما أفرط قبحه [واملنكر] وهو ما ينكره الشرع‪ ،‬وتنفر‬
‫منه العقول السليمة [ولول فضل هللا عليكم ورحمته] أي لوال فضل‬
‫هللا عليكم أيها املؤمنون بالتوفيق للتوبة املاحية للذنوب‪ ،‬وبشرع‬
‫الحدود املكفرة للخطايا [ما زكى منكم من أحد أبدا] أي ما تطهر أحد‬
‫منكم من األوزار أبد الدهر [ولكن هللا يزكي من يشاء] أي ولكن هللا‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪104‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫بفضله ورحمته‪ ،‬يطهر من يشاء بتوفيقه للتوبة النصوح وقبولها منه‪،‬‬


‫قال القرطبي‪ :‬والغرض أن تزكيته لكم‪ ،‬وتطهيره وهدايته إنما هي‬
‫بفضله ال بأعمالكم [وهللا سميع عليم(‪ ])21‬أي سميع ألقوالكم عليم‬
‫بنياتكم وضمائركم [ول يأتل أولوا الفضل منكم والسعة] أي ال‬
‫يحلف أهل الفضل في الدين وأصحاب الغنى واليسار [أن يؤتوا أولي‬
‫القربى واملساكين واملهاجرين في سبيل هللا] أي أن ال يعطوا أقاربهم‬
‫من الفقراء واملهاجرين‪ ،‬ما كانوا يعطونهم إياه من اإلحسان لذنب‬
‫فعلوه [وليعفوا وليصفحوا] أي وليعفوا عما كان منهم من جرم‪،‬‬
‫وليصفحوا عما بدر منهم من إساءة‪ ،‬وليعودوا إلى ما كانوا عليه من‬
‫اإلنعام واإلحسان [أل تحبون أن يغفر هللا لكم] أي أال تحبون أيها‬
‫املؤمنون أن يغفر هللا لكم؟ على عفوكم وصفحكم وإحسانكم إلى من‬
‫أساء اليكم؟ روي أن أبا بكر ملا سمع اآلية قال‪ :‬بلى أحب أن يغفر هللا‬
‫لي‪ ،‬وأعاد النفقة إلى مسطح‪ ،‬وكفر عن يمينه‪ ،‬وقال‪ :‬وهللا ال أنزعها منه‬
‫أبدا! ! قال املفسرون‪ :‬واآلية دالة على فضل أبي بكر فإن هللا تعالى‬
‫امتدحه بقوله‪[ :‬وال يأتل أولوا الفضل] وكفى به دليال على (فضل‬
‫الصديق) رض ي هللا عنه وأرضاه [وهللا غفور رحيم(‪ ])22‬أي مبالغ في‬
‫املغفرة والرحمة‪ ،‬مع كمال قدرته على العقاب‪ ،‬ثم توعد تعالى الذين‬
‫يرمون العفائف الطاهرات فقال سبحانه‪[ :‬إن الذين يرمون‬
‫املحصنات الغافالت] أي يقذفون بالزنى العفيفات‪ ،‬السليمات‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪105‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الصدور‪ ،‬النقيات القلوب من كل سوء وفاحشة [املؤمنات] أي‬


‫املتصفات باإليمان مع طهارة القلب [لعنوا في الدنيا واْلخرة] أي‬
‫طردوا وأبعدوا من رحمة هللا في الدنيا واآلخرة‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬هذا‬
‫اللعن فيمن قذف زوجات النبي‪ ‬إذ ليس له توبة‪ ،‬ومن قذف مؤمنة‬
‫جعل هللا له توبة وقال أبو حمزة‪ :‬نزلت في مشركي مكة‪ ،‬كانت املرأة إذا‬
‫خرجت إلى املدينة مهاجرة قذفوها وقالوا‪ :‬خرجت لتفجر [ولهم عذاب‬
‫عظيم(‪ ])23‬أي ولهم مع اللعنة عذاب هائل ال يكاد يوصف‪ ،‬بسبب ما‬
‫ارتكبوا من إثم وجريمة [يوم تشهد عليهم ألسنتهم و أيديهم وأرجلهم‬
‫بما كانوا يعملون(‪ ])24‬أي وذلك العذاب الشديد في ذلك اليوم‬
‫الرهيب ‪ -‬يوم القيامة ‪ -‬حين تشهد على اإلنسان جوارحه‪ ،‬فتنطق‬
‫األلسنة واأليدي واألرجل بما اقترف من سيئ األعمال [يومئذ يوفيهم‬
‫هللا دينهم الحق] أي يوم القيامة ينالهم حسابهم وجزاؤهم العادل من‬
‫أحكم الحاكمين [ويعلمون أن هللا هو الحق املبين(‪ ])25‬أي ويعلمون‬
‫حينئذ أن هللا هو اإلله العادل‪ ،‬الذي ال يظلم أحدا‪ ،‬الظاهر عدله في‬
‫تشريعه وحكمه‪ ..‬ثم ذكر تعالى بالدليل القاطع‪ ،‬والبرهان الساطع‬
‫(براءة عائشة) ونزاهتها‪ ،‬فهي زوجة رسول هللا الطيب الطاهر‪ ،‬وقد‬
‫جرت سنة هللا أن يسوق الجنس إلى جنسه‪ ،‬فلو لم تكن عائشة طيبة‪،‬‬
‫ملا كانت زوجة ألفضل الخلق ‪ ‬ولهذا قال‪[ :‬الخبيثات للخبيثين‬
‫والخبيثون للخبيثات‪ ،‬والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات] أي‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪106‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال‪ ،‬والخبيثون من الرجال‬


‫للخبيثات من النساء‪ ،‬وكذلك الطيبات من النساء للطيبين من‬
‫الرجال‪ ،‬والطيبون من الرجال للطيبات من النساء‪ ،‬وهذا كالدليل على‬
‫براءة عائشة ألنها زوجة أشرف رسول وأكرم مخلوق على هللا‪ ،‬وما كان‬
‫هللا ليجعلها زوجة ألحب عباده‪ ،‬لو لم تكن عفيفة طاهرة شريفة‬
‫[أولئك مبرءون مما يقولون] أي أولئك الفضالء منزهون مما تقوله‬
‫أهل اإلفك في حقهم من الكذب والبهتان [لهم مغفرة ورزق كريم(‪])26‬‬
‫أي لهم على ما نالهم من األذى مغفرة لذنوبهم‪ ،‬ورزق كريم في جنات‬
‫النعيم‪ ،‬قال ابن كثير‪ :‬وفيه وعد بأن تكون زوجة رسول هللا ‪ ‬في‬
‫الجنة‪.‬‬
‫[يا أيها الذين آمنوا ل تدخلوا بيوتا غير بيوتكم] ملا حذر تعالى من‬
‫قذف املحصنات‪ ،‬وشدد العقاب فيه‪ ،‬وكان طريق هذا االتهام مخالطة‬
‫الرجال للنساء‪ ،‬ودخولهم عليهن في أوقات الخلوات‪ ،‬أرشد تعالى إلى‬
‫اآلداب الشرعية في دخول البيوت‪ ،‬فأمر باالستئذان قبل الدخول‬
‫وبالتسليم بعده [حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها] أي ال تدخلوا‬
‫بيوت الغير حتى تستأذنوا وتسلموا على أهل املنزل [ذلكم خير لكم] أي‬
‫ذلك االستئذان والتسليم خير لكم من الدخول بغتة [لعلكم‬
‫تذكرون(‪ ])27‬أي لتتعظوا وتعملوا بموجب هذه اآلداب الرشيدة‪ ،‬قال‬
‫القرطبي‪ :‬املعنى‪ :‬إن االستئذان والتسليم خير لكم من الهجوم بغير‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪107‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫إذن‪ ،‬ومن الدخول على الناس بغتة‪ ،‬ومن تحية الجاهلية‪ ،‬فقد كان‬
‫الرجل منهم إذا دخل بيتا غير بيته قال‪ :‬حييتم صباحا‪ ،‬وحييتم مساء‬
‫ودخل فربما أصاب الرجل مع امرأته في لحاف !! روي أن رجال قال للنبي‬
‫(ص)‪ :‬أأستأذن على أمي؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ليس لها خادم غيري‪،‬‬
‫أأستأذن عليها كلما دخلت؟ قال‪ :‬أتحب أن تراها عريانة؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فاستأذن عليها [فإن لم تجدوا فيها أحدا] أي فإن لم تجدوا في البيوت‬
‫أحدا يأذن لكم بالدخول إليها [فال تدخلوها حتى يؤذن لكم] أي‬
‫فاصبروا وال تدخلوها حتى يسمح لكم بالدخول‪ ،‬ألن للبيوت حرمة وال‬
‫يحل دخولها إال بإذن أصحابها [وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا] أي‬
‫وإن لم يؤذن لكم‪ ،‬وطلب منكم الرجوع فارجعوا وال تلحوا [هو أزكى‬
‫لكم] أي الرجوع أطهر وأكرم لنفوسكم‪ ،‬وهو خير لكم من اللجاج‬
‫واالنتظار على األبواب [وهللا بما تعملون عليم(‪ ])28‬أي هو تعالى عالم‬
‫بالخفايا والنوايا وبجميع أعمالكم فيجازيكم عليها‪ ،‬قال القرطبي‪ :‬وفيه‬
‫توعد ألهل التجسس على البيوت‪ ..‬ثم إنه تعالى ملا ذكر حكم الدور‬
‫املسكونة‪ ،‬ذكر بعده حكم الدور غير املسكونة فقال سبحانه‪[ :‬ليس‬
‫عليكم جناح] أي ليس عليكم إثم وحرج [أن تدخلوا بيوتا غير‬
‫مسكونة] أي أن تدخلوا بغير استئذان بيوتا ال تختص بسكنى أحد‪،‬‬
‫كالرباطات والفنادق والخانات‪ ،‬قال مجاهد‪ :‬هي الفنادق التي في طرق‬
‫السابلة ال يسكنها أحد‪ ،‬بل هي موقوفة ليأوي إليها كل ابن سبيل [فيها‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪108‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫متاع لكم ] أي فيها منفعة لكم أو حاجة من الحاجات‪ ،‬كاالستضالل‬


‫من الحر‪ ،‬وإيواء األمتعة والرحال [وهللا يعلم ما تبدون وما‬
‫تكتمون(‪ ])29‬أي يعلم ما تظهرون وما تسرون في نفوسكم فيجازيكم‬
‫عليه‪ ،‬قال ابو السعود‪ :‬وهذا وعيد ملن يدخل مدخال لفساد‪ ،‬أو إطالع‬
‫على عورات‪ ..‬ثم أرشد تعالى إلى اآلداب الرفيعة من غض البصر‪،‬‬
‫وحفظ الفروج فقال سبحانه‪[ :‬قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم]‬
‫أي قل يا أيها الرسول التباعك املؤمنين‪ :‬يكفوا أبصارهم عن النظر إلى‬
‫االجنبيات من غير املحارم‪ ،‬فإن النظرة تزرع في القلب الشهوة‪ ،‬ورب‬
‫شهوة أورثت حزنا طويال‪ ،‬كما قال الشاعر‪ :‬كم نظرة فتكت في قلب‬
‫صاحبها فتك السهام بال قوس وال وتر [ويحفظوا فروجهم] أي يصونوا‬
‫فروجهم عن الزنى وعن اإلبداء والكشف للعورات [ذلك أزكى لهم] أي‬
‫ذلك الغض والحفظ أطهر للقلوب‪ ،‬وأتقى للدين‪ ،‬وأحفظ من الوقوع‬
‫في الفجور [إن هللا خبير بما يصنعون(‪ ])30‬أي هو تعالى رقيب عليهم‪،‬‬
‫مطلع على أعمالهم‪ ،‬ال تخفى عليه خافية من أحوالهم‪ ،‬فعليهم أن‬
‫يتقوا هللا في السر والعلن‪ ،‬قال اإلمام الفخر‪ :‬فإن قيل فلم قدم غض‬
‫األبصار على حفظ الفروج؟ قلنا‪ :‬ألن النظر بريد الزنى‪ ،‬ورائد الفجور‪،‬‬
‫والبلوى فيه أشد وأكثر‪ ،‬وال يكاد يحترس منه [وقل للمؤمنات‬
‫يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن] أي وقل أيضا للمؤمنات‬
‫يكففن أبصارهن عن النظر إلى ما ال يحل لهن النظر إليه‪ ،‬ويحفظن‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪109‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫فروجهن عن الزنى‪ ،‬وعن كشف العورات‪ ،‬قال املفسرون‪ :‬أكد تعالى‬


‫األمر للمؤمنات بغض البصر وحفظ الفروج‪ ،‬وزادهن في التكليف على‬
‫الرجال‪ ،‬بالنهي عن إبداء الزينة إال للمحارم واألقرباء‪ ،‬فقال‪[ :‬ول‬
‫يبدين زينتهن إل ما ظهر منها] أي وال يكشفن زينتهن لألجانب إال ما‬
‫ظهر منها بدون قصد وال نية سيئة‪ ،‬قال ابن كثير‪ :‬أي ال يظهرن شيئا‬
‫من الزينة لألجانب إال ما ال يمكن إخفاؤه‪ ،‬كما قال ابن مسعود‪ :‬الزينة‬
‫زينتان‪ :‬فزينة ال يراها إال الزوج‪ :‬الخاتم والسوار‪ ،‬وزينة يراها األجانب‬
‫وهي الظاهر من الثياب وقيل‪ :‬املراد به الوجه والكفان فإنهما ليسا‬
‫بعورة‪ ،‬قال البيضاوي‪ :‬واألظهر ان هذا في الصالة ال في النظر‪ ،‬فإن كل‬
‫بدن الحرة عورة‪ ،‬ال يحل لغير الزوج واملحرم النظر إلى ش يء منها إال‬
‫لضرورة‪ ،‬كاملعالجة وتحمل الشهادة [وليضربن بخمرهن على‬
‫جيوبهن] أي وليلقين الخمار وهو (غطاء الرأس) على صدورهن‪ ،‬لئال‬
‫يبدو ش يء من النحر والصدر‪ ،‬وفي لفظ الضرب مبالغة في الصيانة‬
‫والتستر‪ ،‬عن عائشة رض ي هللا عنها أنها قالت‪ ( :‬يرحم هللا النساء‬
‫املهاجرات األول ملا أنزل هللا [وليضربن بخمرهن على جيوبهن] شققن‬
‫مروطهن فاختمرن بها) قال املفسرون‪ :‬كانت املرأة في الجاهلية ‪ -‬كما هي‬
‫اليوم في الجاهلية الحديثة ‪ -‬تمر بين الرجال مكشوفة الصدر‪ ،‬بادية‬
‫النحر‪ ،‬حاسرة الذراعين‪ ،‬وربما أظهرت مفاتن جسمها وذوائب شعرها‬
‫لتغري الرجال‪ ،‬وكن يسدلن الخمر من ورائهن‪ ،‬فتبقى صدورهن‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪110‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫مكشوفة عارية‪ ،‬فأمرت املؤمنات بأن يلقينها من أمامهن حتى تستر‪،‬‬


‫ويدفعن عنهن شر األشرار [ول يبدين زينتهن إل لبعولتهن] أي وال‬
‫يظهرن زينتهن الخفية‪ ،‬التي حرم هللا كشفها‪ ،‬إال ألزواجهن [أو آبائهن أو‬
‫آباء بعولتهن] أي أو آلبائهن أو آباء أزواجهن‪ ،‬وهو العم أبو الزوج فإنهما‬
‫من املحارم‪ ،‬فإن األب يصون عرض ابنته‪ ،‬ووالد الزوج يحفظ على ابنه‬
‫ما يسو ءه‪ ،‬ثم عدد تعالى بقية املحارم فقال سبحانه‪[ :‬أو أبنائهن أو‬
‫أبناء بعولتهن‪ ،‬أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن] فذكر‬
‫تعالى األبناء‪ ،‬وأبناء األزواج‪ ،‬واإلخوة‪ ،‬وأبناء اإلخوة‪ ،‬وأبناء األخوات‪،‬‬
‫وكلهم من املحارم الذين يحرم على املرأة الزواج بهم‪ ،‬ملا جبل هللا في‬
‫الطباع من النفرة من مماسة القريبات ونكاحهن [أو نسائهن] أي‬
‫املسلمات‪ ،‬وخرج بذلك النساء الكافرات‪ ،‬قال مجاهد‪ :‬املراد نساؤهن‬
‫املسلمات‪ ،‬ليس املشركات من نسائهن‪ ،‬وليس يحل للمرأة املسلمة أن‬
‫تنكشف بين يدي مشركة‪ ،‬وقال ابن عباس‪ :‬هن املسلمات‪ ،‬وال تبدي‬
‫زينتها أمام يهودية أو نصرانية‪[ 1‬أو ما ملكت أيمانهن] أي من اإلماء‬
‫املشركات‪ ،‬قال ابن جرير‪ :‬يعني من نساء املشركين‪ ،‬فيجوز لها أن تظهر‬

‫‪ 1‬الصابوني‪ ،‬محمد على‪ .‬مختصر تفسير ابن كثير‪ .‬ج ‪ .2‬بيروت‪ :‬دار القرآن الكريم‪،‬‬
‫‪ .2009‬ص ‪ :601‬وهذا قول أكثر السلف أن املراد بالنساء املؤمنات‪ ،‬قال الفخر‬
‫الرازي‪ :‬وقيل املراد بالنساء‪ ،‬جميع النساء فإنهن سواء في حل نظر بعضهن إلى‬
‫بعض‪ ،‬وقول السلف محمول على االستحباب‪ ،‬أقول‪ :‬القول األول اظهر‪،‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪111‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫زينتها لها‪ ،‬وإن كانت مشركة ألنها أمتها [أو التابعين غير أولي اإلربة من‬
‫الرجال ] أي الخدام غير أولي امليل والشهوة والحاجة إلى النساء‪ ،‬كالبله‬
‫والحمقى‪ ،‬واملغفلين الذين ال يدركون من أمور النكاح شيئا‪ ،‬قال‬
‫مجاهد‪ :‬هو األبله الذي يريد الطعام‪ ،‬وال يريد النساء‪ ،‬وال يهمه إال‬
‫بطنه [أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء] أي األطفال‬
‫الصغار الذين لم يبلغوا حد الشهوة‪ ،‬وال يعرفون أمور الجماع‬
‫لصغرهم‪ ،‬فال حرج أن تظهر املرأة زينتها أمامهم [ول يضربن بأرجلهن‬
‫ليعلم ما يخفين من زينتهن] أي وال يضربن بأرجلهن األرض‪ ،‬لئال يسمع‬
‫الرجال صوت الخلخال‪ ،‬فيطمع الذي في قلبه مرض‪ ،‬قال ابن عباس‪:‬‬
‫كانت املرأة تمر بالناس وتضرب برجلها ليسمع صوت خلخالها‪ ،‬فنهى‬
‫هللا تعالى عن ذلك ألنه من عمل الشيطان [وتوبوا إلى هللا جميعا أيه‬
‫املؤمنون لعلكم تفلحون(‪ ])31‬أي ارجعوا أيها املؤمنون إلى ربكم‬
‫بامتثال الطاعات‪ ،‬والكف عن الشهوات‪ ،‬لتنالوا رضاه وتفوزوا‬
‫بسعادة الدارين [و أنكحوا األيامى منكم] أي زوجوا أيها املؤمنون من‬
‫ال زوج له من الرجال والنساء‪ ،‬من أحرار رجالكم ونسائكم‪ ،‬قال‬
‫الطبري‪ :‬األيامي جمع أيم‪ ،‬يوصف به الذكر واألنثى يقال‪ :‬رجل أيم‪،‬‬
‫وامرأة أيمة‪ ،‬إذا لم يكن لها زوج [والصالحين من عبادكم وإمائكم] أي‬
‫وأنكحوا كذلك أهل التقى والصالح‪ ،‬من عبيدكم وجواريكم‪ ،‬قال‬
‫البيضاوي‪ :‬وتخصيص الصالحين ألن إحصان دينهم واالهتمام بشأنهم‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪112‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫أهم‪ ،‬وفيه إشارة إلى مكانة التقى والصالح في اإلنسان [إن يكونوا‬
‫فقراء يغنهم هللا من فضله] أي إن يكن هؤالء الذين تزوجونهم‪ ،‬أهل‬
‫فاقة وفقر‪ ،‬فال يمنعكم فقرهم من إنكاحهم‪ ،‬ففي فضل هللا ما يغنيهم‬
‫[وهللا واسع عليم(‪ ])32‬أي واسع الفضل‪ ،‬جواد كريم‪ ،‬يعطي الرزق‬
‫من يشاء‪ ،‬وهو عليم بمصالح العباد‪ ،‬قال القرطبي‪ :‬وهذا وعد بالغنى‬
‫للمتزوجين طلبا لرض ى هللا‪ ،‬واعتصاما من معاصيه وقال ابن مسعود‪:‬‬
‫التمسوا الغنى في النكاح وتال هذه اآلية وفي الحديث الشريف‪( :‬ثالثة‬
‫حق على هللا عونهم‪ :‬الناكح يريد العفاف‪ ،‬واملكاتب يريد األداء‪ ،‬والغازي‬
‫في سبيل هللا) [وليستعفف الذين ل يجدون نكاحا] أي وليجتهد في‬
‫العفة وقمع الشهوة‪ ،‬الذين ال تتيسر لهم سبل الزواج ألسباب مادية‬
‫[حتى يغنيهم هللا من فضله] أي حتى يوسع هللا عليهم‪ ،‬ويسهل لهم أمر‬
‫الزواج‪ ،‬فإن العبد إذا اتقى هللا‪ ،‬جعل هللا له من أمره فرجا ومخرجا‬
‫[والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم] أي والذين يريدون أن‬
‫يتحرروا من (رق العبودية) بمكاتبة أسيادهم من العبيد واألرقاء‬
‫[فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا] أي فكاتبوهم على قدر من املال‪ ،‬إن‬
‫عرفتم منهم األمانة والديانة‪ ،‬ليصيروا أحرارا [و آتوهم من مال هللا‬
‫الذي آتاكم] أي أعطوهم مما أعطاكم هللا من الرزق ليكون لهم عونا‬
‫على فكاك أنفسهم [ول تكرهوا فتياتكم على البغاء] أي ال تجبروا‬
‫إماءكم على الزنى [إن أردن تحصنا] أي إن أردن التعفف عن مقارفة‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪113‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الفاحشة‪ ،‬وليس هذا للقيد أو الشرط‪ ،‬وإنما هو لبيان فظاعة األمر‬


‫وشناعته‪ ،‬فاألصل في اململوكة ان يحصنها سيدها‪ ،‬أما أن يأمرها بالزنى‬
‫وتمتنع وتريد العفة‪ ،‬فذلك منتهى الخسة والدناءة منه‪ ،‬قال‬
‫املفسرون‪ :‬نزلت في (عبد هللا بن سلول) املنافق كان له جاريتان‬
‫إحداهما تسمى "مسيكة" والثانية تسمى "أميمة" فكان يأمرهما بالزنى‬
‫للكسب‪ ،‬ويضربهما على ذلك‪ ،‬فشكتا ذلك إلى رسول هللا‪ ،‬فنزلت اآلية‬
‫[لتبتغوا عرض الحياة الدنيا] أي ألجل أن تنالوا حطام هذه الحياة‬
‫الزائل‪ ،‬وتحصلوا على املال بطريق الفاحشة والرذيلة [ومن يكرههن‬
‫فإن هللا من بعد إكراههن غفور رحيم(‪ ])33‬أي ومن يجبرهن على‬
‫الزنى فإن هللا غفور لهن‪ ،‬رحيم بهن‪ ،‬ال يؤاخذهن بالزنى‪ ،‬ألنهن أكرهن‬
‫عليه‪ ،‬وسينتقم ممن أكرههن أشد انتقام [ولقد أنزلنا إليكم آيات‬
‫مبينات] أي وهللا لقد أنزلنا إليكم أيها املؤمنون آيات واضحات‪،‬‬
‫وأحكاما مفصالت [ومثال من الذين خلوا من قبلكم] وضربنا لكم‬
‫األمثال بمن سبقكم من األمم‪ ،‬لتتعظوا وتعتبروا [وموعظة‬
‫للمتقين(‪ ])34‬أي وعظة وذكرى للمتقين‪ ،‬الذين يخافون عذاب هللا!‬
‫فائدة‪ :‬قال بعض املحققين‪ :‬إن (يوسف) ملا رمي بالفاحشة برأه هللا‬
‫على لسان صبي في املهد‪ ،‬وإن (مريم) ملا رميت بالفاحشة برأها هللا على‬
‫لسان ابنها (عيس ى) عليه السالم‪ ،‬وإن (عائشة) ملا رميت بالفاحشة‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪114‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫برأها هللا في كتابه العزيز‪ ،‬فما رض ي هللا لها ببراءة صبى‪ ،‬وال نبي‪ ،‬حتى‬
‫برأها هللا في القرآن من القذف والبهتان‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬السر في تقديم غض البصر على حفظ الفروج [يغضوا من‬
‫أبصارهم ويحفظوا فروجهم] هو أن النظر بريد الزنى ورائد الفجور‪،‬‬
‫وهو مقدمة للوقوع في الخطر‪ ،‬كما قال الشاعر‪:‬‬
‫لقلبك يوما اتعبتك املناظر‬ ‫وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا‬
‫عليه وعلى عن بعضه أنت صابر‪.‬‬ ‫رأيت الذي ال كله أنت قادر‬
‫لطيفة‪ :‬ذكر أن قسيسا أراد أن ينال من املسلمين‪ ،‬بالطعن في أم‬
‫املؤمنين السيدة (عائشة) رض ي هللا عنها‪ ،‬فقال‪ :‬إن الناس رموها‬
‫باإلفك‪ ،‬وال ندري أهي بريئة أم متهمة؟ فأجابه بعض الحاضرين بقوله‪:‬‬
‫اسمع يا هذا‪ ،‬هناك امرأتان اتهمتا بالزنى‪ ،‬وقد برأهما القرآن الكريم‪،‬‬
‫إحداهما ليس لها زوج وقد جاءت بولد‪ ،‬واألخرى لها زوج ولم يأتها ولد ‪-‬‬
‫يقصد مريم وعائشة ‪ -‬فأيتهما أحرى بالتهمة؟ فخرس القسيس وأسقط‬
‫في يده‪ ،‬ولم ينبس ببنت شفة‪ ،‬لقوة الحجة‪.‬‬

‫قال هللا تعالى‪[ :‬هللا نور السموات واألرض مثل نوره كمشكاة فيها‬
‫مصباح‪ ]..‬إلى قوله [فأولئك هم الفائزون]‪.‬من آية (‪ )35‬إلى نهاية آية‬
‫(‪.)52‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪115‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ص َب ُ‬ ‫اح ْامل ْ‬ ‫ص َب ٌ‬ ‫األ ْرض َم َث ُل ُنوره َكم ْش َكاة ف َيها م ْ‬ ‫َّ ُ ُ ُ َّ َ َ َ ْ َ‬


‫اح في‬ ‫ٍ‬ ‫َّللا نور السماوات و‬
‫ُ َ َ ُّ َ َ ُ َ َ َّ َ َ ْ َ ٌ ُ ِّ ٌّ ُ َ ُ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ َ‬
‫زجاج ٍة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجر ٍة مبارك ٍة زيتون ٍة ال‬
‫ور َي ْهدي‬
‫ور َ َ ُ‬
‫ن‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َش ْرق َّي ٍة َوَال َغ ْرب َّي ٍة َي َك ُاد َزْي ُت َها ُيض ُيء َو َل ْو َل ْم َت ْم َس ْس ُه َن ٌار ُن ٌ‬
‫ٍ‬
‫َّللا ب ُك ِّل َش ْي ٍء َعليمٌ‬ ‫ال ل َّلناس َو َّ ُ‬ ‫األ ْم َث َ‬ ‫َّ ُ ُ َ ْ َ َ ُ َ َ ْ ُ َّ ُ ْ َ‬
‫َّللا لنوره من يشاء ويضرب َّللا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اس ُمه ي َس ِّب ُح له ف َيها بالغد ِّو‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّللا َأ ْن ُت ْر َف َع َو ُيذك َر ف َيها ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫(‪ )35‬في ُب ُيوت َأذ َن َّ ُ‬
‫ٍ‬
‫َّ َ‬ ‫َ ٌ َ ُ ْ ْ َ َ ٌ َ َ َ ْ ٌ َ ْ ْ َّ َ َ‬ ‫َو ْاآل َ‬
‫صال (‪ )36‬رجال ال تلهيهم تجارة وال بيع عن ذكر َّللا وإقام الصالة‬
‫ُُْ ُ َ َْ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َّ َ َ ُ َ‬
‫ص ُار (‪ )37‬ل َي ْجزَي ُه ُم‬ ‫األ ْب َ‬ ‫الزكاة َيخافون َي ْو ًما ت َتقل ُب فيه القلوب و‬ ‫َوإ َيتاء‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ ْ َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ ْ ْ َ ْ َ َّ ُ ُ‬
‫َّللا َي ْرز ُق َم ْن َيش ُاء بغ ْير‬ ‫َّللا أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله و‬
‫آن َم ًاء‬
‫َّ‬
‫يعة َي ْح َس ُب ُه الظ ْم ُ‬ ‫َ‬
‫اب بق ٍ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫اب (‪ )38‬والذين كفروا أعمالهم كسر ٍ‬ ‫حس ٍ‬
‫َّللا َسر ُيع‬ ‫َّللا ع ْن َد ُه َف َو َّف ُاه ح َس َاب ُه َو َّ ُ‬ ‫َح َّتى إ َذا َج َاء ُه َل ْم َيج ْد ُه َش ْي ًئا َو َو َج َد َّ َ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُُ‬ ‫ْ‬
‫ات في َب ْح ٍر ل ِّج ِّ ٍي َيغش ُاه َم ْو ٌج م ْن ف ْوقه َم ْو ٌج م ْن‬ ‫الح َساب (‪ )39‬أ ْو كظل َم ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ َ ٌ ُُ َ ٌ َ ْ ُ َ َ‬
‫ض إذا أخ َر َج َي َد ُه ل ْم َيك ْد َي َر َاها‬ ‫ٍ‬ ‫ض َها ف ْوق َب ْع‬ ‫فوقه سحاب ظلمات بع‬
‫َ َ ْ َ َ َ َّ َّ َ ُ َ ِّ ُ َُ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ ُ َ ُ ُ ً َ َ ُ ْ ُ‬
‫َ‬
‫ور (‪ )40‬ألم تر أن َّللا يسبح له‬ ‫ومن لم يجعل َّللا له نورا فما له من ٍ‬
‫ن‬
‫يحهُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ َ ْ َ ْ َ َّ ْ ُ َ َّ‬
‫صالته َوت ْسب َ‬ ‫ات ك ٌّل قد َعل َم َ‬ ‫صاف ٍ‬ ‫َم ْن في السماوات واألرض والطير‬
‫َ َّ‬ ‫َْ‬ ‫يم ب َما َي ْف َع ُلو َن (‪َ )41‬و ََّّلل ُم ْل ُك َّ‬ ‫َو َّ ُ‬
‫َّللا َعل ٌ‬
‫الس َم َاوات َواأل ْرض َوإلى َّللا‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫َّللا ُي ْزجي َس َح ًابا ث َّم ُيؤلف َب ْي َن ُه ث َّم َي ْج َعل ُه ُرك ًاما‬
‫ُ َ ِّ ُ‬ ‫ْاملَص ُير (‪َ )42‬أ َل ْم َت َر َأ َّن َّ َ‬
‫الس َماء م ْن ج َب ٍال ف َيها م ْن َب َر ٍد‬ ‫َف َت َرى ْال َو ْد َق َي ْخ ُر ُج م ْن خ َالله َو ُي َن ِّز ُل م َن َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ََ ْ ُ‬ ‫َف ُيص ُ‬
‫صرف ُه َع ْن َم ْن َيش ُاء َيك ُاد َس َنا َب ْرقه َيذ َه ُب‬ ‫يب به من يشاء وي‬
‫األ ْب َ‬ ‫ُ َ ِّ ُ َّ ُ َّ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ً ُ ْ َ‬ ‫َْ‬
‫األ ْب َ‬
‫صار‬ ‫صار (‪ )43‬يقلب َّللا الليل والنهار إن في ذلك لعبرة ألولي‬ ‫ب‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪116‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ َ َ ُ‬
‫َّللا خل َق ك َّل َد َّاب ٍة م ْن َم ٍاء فم ْن ُه ْم َم ْن َي ْمش ي َعلى َبطنه َوم ْن ُه ْم َم ْن‬ ‫(‪ )44‬و‬
‫َ َ َ ْ َ َ ْ ُ ُ َّ ُ َ َ َ ُ َّ ََّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َي ْمش ي َعلى ر ْجل ْين َوم ْن ُه ْم َم ْن َي ْمش ي على أرب ٍع يخلق َّللا ما يشاء إن َّللا‬
‫َ‬
‫َّللا َي ْهدي َم ْن َيش ُاء‬ ‫َع َلى ُك ِّل َش ْيء َقد ٌير (‪َ )45‬ل َق ْد َأ ْن َ ْزل َنا َآيات ُم َب ِّي َنات َو َّ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ َ ُ ُ َ َ َّ َّ َ َّ ُ َ َ َ ْ َ ُ َّ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫اط ُم ْس َتق ٍيم (‪ )46‬ويقولون آمنا باَّلل وبالرسول وأطعنا ثم يتولى‬ ‫إلى ص َر ٍ‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُْْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َفر ٌ‬
‫يق م ْن ُه ْم م ْن َب ْعد ذل َك َو َما أولئ َك باملؤمن َين (‪َ )47‬وإذا ُد ُعوا إلى َّللا‬
‫ُ َ ْ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َُْ ْ َ َ ٌ ُْ ْ ُ ْ ُ َ‬
‫ضون (‪َ )48‬وإ ْن َيك ْن ل ُه ُم ال َح ُّق‬ ‫َو َر ُسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معر‬
‫َ َ ُ َ َ‬ ‫َ ُُ ْ َ َ ٌ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ َ‬
‫ض أم ا ْرت ُابوا أ ْم َيخافون أ ْن‬ ‫َيأتوا إل ْيه ُمذعن َين (‪ )49‬أفي قلوبهم مر‬
‫َّ َ َ َ َ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ ُ َ‬
‫ان ق ْو َل‬ ‫َّللا َعل ْيه ْم َو َر ُسول ُه َب ْل أولئ َك ُه ُم الظاملون (‪ )50‬إنما ك‬ ‫يحيف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْْ‬
‫املؤمن َين إذا ُد ُعوا إلى َّللا َو َر ُسوله ل َي ْحك َم َب ْي َن ُه ْم أ ْن َيقولوا َسم ْع َنا َوأط ْع َنا‬
‫ش َّ َ‬
‫َّللا َو َي َّت ْقه‬ ‫َو ُأ َولئ َك ُه ُم ْاملُ ْفل ُحو َن (‪َ )51‬و َم ْن ُيطع َّ َ‬
‫َّللا َو َر ُس َول ُه َو َي ْخ َ‬
‫ون (‪)52‬‬ ‫َف ُأ َولئ َك ُه ُم ْال َفائ ُز َ‬

‫املناسبة‪ :‬ملا وصف تعالى نفسه بأنه أنزل آيات مبينات‪ ،‬وأقام دالئل‬
‫واضحات على وحدانيته‪ ،‬واختصاصه بتشريع األحكام التي بها سعادة‬
‫املجتمع‪ ،‬عقبه بذكر مثلين‪ :‬أحدهما في بيان أن دالئل الوحدانية‬
‫واإليمان في غاية الظهور‪ ،‬والثاني‪ :‬في بيان أن أديان الكفار في نهاية‬
‫الظلمة والخفاء‪ ،‬وباملقارنة بين املثلين‪ ،‬يتضح الصبح لذي عينين‪.‬‬
‫اللغة‪[ :‬مشكاة] املشكاة‪ :‬الكوة في الحائط غير النافذة‪ ،‬وأصلها الوعاء‬
‫يجعل فيه الش يء [دري] متأللئ وقاد‪ ،‬يشبه الدر في صفائه وملعانه‬
‫[سراب] السراب‪ :‬ما يتراءى للعين وسط النهار عند اشتداد الحر يشبه‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪117‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫املاء الجاري وليس بماء‪ ،‬سمى سرابا ألنه يسرب أي يجري كاملاء‪ ،‬قال‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫فلما كففنا الحرب كانت عهودكم كلمع سراب بالفال متألق‬
‫[قيعة] قال الفراء‪ :‬هو جمع قاع مثل جار وجيرة‪ ،‬والقاع املنبسط‬
‫املستوى من األرض‪ ،‬وقال الزمخشري‪ :‬القيعة بمعنى القاع وليس‬
‫جمعا‪ ،‬وهكذا قال ابو عبيدة [لجي] اللجي‪ :‬الذي ال يدرك قعره لعمقه‪،‬‬
‫واللجة معظم املاء‪ ،‬والجمع لجج‪ ،‬والتج البحر‪ :‬تالطمت أمواجه [يزجي]‬
‫اإلزجاء‪ :‬سوق الش يء برفق وسهولة [ركاما] مجتمعا يركب بعضه بعضا‬
‫[الودق] ‪ :‬املطر‪ ،‬قال الليث‪ :‬الودق املطر كله شديده وهينة [سنا]‪:‬‬
‫السنا‪ :‬الضوء واللمعان قال الشماخ‪:‬‬
‫ليبصر ضوءها إال البصير‬ ‫وما كادت إذا رفعت سناها‬
‫[مذعنين] خاضعين منقادين‪ ،‬أذعن لألمر خضع له [يحيف] يجور‬
‫ويظلم‪.‬‬
‫التفسير‪[ :‬هللا نور السموات واألرض] أي هللا جل وعال منور السموات‬
‫واألرض‪ ،‬أنار السموات بالكواكب املضيئة‪ ،‬واألرض بالشرائع واألحكام‪،‬‬
‫وبعثة الرسل الكرام‪ ،‬قال الطبري‪ :‬أي هادي أهل السموات واألرض‬
‫فهم بنوره إلى الحق يهتدون‪ ،‬وبهداه من حيرة الضاللة يعتصمون وقال‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪118‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫القرطبي‪ :‬النور عند العرب‪ :‬الضوء املدرك بالبصر‪ ،‬واستعمل مجازا في‬
‫املعاني فيقال كالم له نور‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫نورا ومن فلق الصباح عمودا‬ ‫نسب كأن عليه من شمس الضحى‬
‫والناس يقولون‪ :‬فالن نور البلد‪ ،‬وشمس العصر وقمره‪ ،‬فيجوز أن‬
‫يقال‪ :‬هللا نور على جهة املدح‪ ،‬ألن جميع األشياء منه ابتداؤها‪ ،‬وعنه‬
‫صدورها‪ ،‬وبقدرته استقامت أمورها‪ ،‬وقال ابن عطاء هللا‪" :‬الكون كله‬
‫ظلمة‪ ،‬أناره ظهور الحق فيه‪ ،‬إذ لوال وجود هللا ما وجد ش يء من‬
‫العالم" وفي الحديث الشريف‪( :‬اللهم لك الحمد أنت نور السموات‬
‫واألرض ومن فيهن) وقال ابن مسعود‪" :‬ليس عند ربكم ليل وال نهار‪ ،‬نور‬
‫السموات واألرض من نور وجهه" وقال ابن القيم‪ :‬سمى هللا سبحانه‬
‫نفسه نورا‪ ،‬وجعل كتابه نورا‪ ،‬ورسوله نورا‪ ،‬واحتجب عن خلقه بالنور‪،‬‬
‫وقد فسرت اآلية بأنه منور السموات واألرض‪ ،‬وهادي أهل السموات‬
‫واألرض‪ ،‬وما قاله ابن مسعود أقرب إلى تفسير اآلية من قول من‬
‫فسرها بأنه هادي أهل السموات واألرض‪ ،‬وأما من فسرها بأنه منور‬
‫السموات واألرض فال تنافي بينه وبين قول ابن مسعود ( أقول‪ :‬في هذا‬
‫الضمير {مثل نوره } للمفسرين فيه قوالن أحدهما‪ :‬أنه عائد إلى هللا عز‬
‫وجل‪ ،‬أي مثل هدى هللا‪ ،‬ونور هللا‪ ،‬في قلب عبده املؤمن‪ ،‬كمصباح في‬
‫فتحة حائط‪ ،‬ليكون أجمع للضوء‪ ،‬وهذا قول ابن عباس‪ ،‬والثاني‪ :‬أن‬
‫الضمير عائد إلى املؤمن‪ ،‬أي مثل نور املؤمن الذي في قلبه كمصباح‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪119‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫وهاج في فتحة حائط‪ ،‬يشعل هذا املصباح بزيت الزيتون الصافي‪ ،‬فهو‬
‫مثل ضربه هللا للمؤمن بدليل قوله تعالى في نهاية اآلية الكريمة‬
‫{ويضرب هللا األمثال للناس وهللا بكل ش يء عليم} [مثل نوره] أي مثل‬
‫نور هللا سبحانه في قلب عبده املؤمن [كمشكاة فيها مصباح] أي ككوة‬
‫في الحائط ال منفذ لها ليكون أجمع للضوء‪ ،‬وضع فيها سراج ثاقب‬
‫ساطع‪ ،‬قال في التسهيل‪ :‬املعنى صفة نور هللا في وضوحه‪ ،‬كصفة‬
‫مشكاة ‪ -‬أي فتحة ‪ -‬فيها مصباح على أعظم ما يتصوره البشر‪ ،‬من‬
‫اإلضاءة واإلنارة‪ ،‬وإنما شبه باملشكاة ‪ -‬وإن كان نور هللا أعظم ‪ -‬ألن‬
‫ذلك هو ما يدركه الناس من األنوار‪ ،‬ضرب لهم به املثل [املصباح في‬
‫زجاجة] أي في قنديل من الزجاج الصافي [الزجاجة كأنها كوكب دري]‬
‫أي تشبه الكوكب الدري في صفائها وحسنها [يوقد من شجرة مباركة]‬
‫أي يشعل ذلك املصباح من زيت شجرة مباركة [زيتونة] أي هي من‬
‫شجر الزيتون الذي خصه هللا بمنافع عديدة [ل شرقية ول غربية] أي‬
‫ليست في جهة الشرق‪ ،‬وال في جهة الغرب‪ ،‬وإنما هي في صحراء‬
‫منكشفة‪ ،‬تصيبها الشمس طول النهار‪ ،‬لتكون ثمرتها أنضج‪ ،‬وزيتها‬
‫أصفى‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬هي شجرة بالصحراء ال يظلها شجر‪ ،‬وال جبل‪،‬‬
‫وال كهف‪ ،‬وال يواريها ش يء وهو أجود لزيتها [يكاد زيتها يض يء ولو لم‬
‫تمسسه نار] مبالغة في وصف صفاء الزيت وحسنه وجودته‪ ،‬أي يكاد‬
‫زيت هذه الزيتونة‪ ،‬يض يء من صفائه وحسن ضيائه‪ ،‬ولو لم تمسه‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪120‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫نار‪ ،‬فكيف إذا مسته النار؟ [نور على نور] أي نور فوق نور‪ ،‬فقد‬
‫اجتمع (نور السراج )‪ ،‬و(حسن الزجاجة)‪( ،‬صفاء الزيت)‪ ،‬فاكتمل‬
‫النور املمثل به [يهدي هللا لنوره من يشاء] أي يوفق هللا التباع نوره ‪-‬‬
‫وهو القرآن ‪ -‬من يشاء من عباده [ويضرب هللا األمثال للناس] أي يبين‬
‫لهم األمثال تقريبا ألفهامهم‪ ،‬ليعتبروا ويتعظوا بما فيها من األسرار‬
‫والحكم [وهللا بكل ش يء عليم(‪ ])35‬أي هو سبحانه واسع العلم‪ ،‬ال‬
‫يخفى عليه ش يء من أمر الخلق‪ ،‬وفيه وعد ووعيد‪ ،‬قال الطبري‪ :‬ذلك‬
‫مثل ضربه هللا للقرآن في قلب أهل اإليمان به‪ ،‬فقال‪ :‬مثل نور هللا الذي‬
‫أنار به لعباده سبيل الرشاد‪ ،‬مثل كوة في الحائط‪ ،‬ال منفذ لها‪ ،‬فيها‬
‫مصباح أي سراج‪ ،‬وجعل السراج مثال ملا في قلب املؤمن من القرآن‬
‫واآليات البينات ثم قال‪[ :‬املصباح في زجاجة] وذلك مثل للقرآن في قلب‬
‫املؤمن الذي أنار هللا صدره‪ ،‬فخلص من الكفر والشك‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫[الزجاجة كأنها كوكب دري] أي كأن الزجاجة في صفائها وضيائها‪،‬‬
‫كوكب يشبه الدر في الصفاء والضياء والحسن [يوقد من شجرة‬
‫مباركة ال شرقية وال غربية] أي توقد هذا املصباح من دهن شجرة‬
‫مباركة‪ ،‬هي (شجرة الزيتون) ليست شرقية تطلع عليها الشمس بالعش ي‬
‫دون الغداة‪ ،‬وإنما هي في سهل فسيح‪ ،‬تصيبها الشمس طول النهار‪،‬‬
‫فيكون زيتها أجود وأصفى وأضوأ [يكاد زيتها يض يء ولو لم تمسسه نار]‬
‫أي يكاد زيت هذه الزيتونة يض يء من صفائه وحسن ضيائه‪ ،‬وعنى بها‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪121‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫أن حجج هللا على خلقه تكاد من بيانها ووضوحها تض يء ملن فكر فيها‬
‫ونظر‪ ،‬ولو لم يزدها هللا بيانا ووضوحا بنزول هذا القرآن‪ ،‬فكيف وقد‬
‫نبههم به وذكرهم بآياته فزادهم به حجة! وذلك بيان من هللا ونور على‬
‫البيان‪ .‬ثم ملا ذكر تعالى هدايته ملن يشاء من عباده‪ ،‬ذكر مواطن هذه‬
‫العبادة وهي املساجد أحب البقاع إلى هللا فقال‪[ :‬في بيوت أذن هللا أن‬
‫ترفع ] أي أمر تعالى أن تبنى وتشاد على اسمه خاصة‪ ،‬وأن تعظم ويرفع‬
‫شأنها‪ ،‬لتكون منارات للهدى‪ ،‬ومراكز لإلشعاع الروحي‪ ،‬قال ابن عباس‪:‬‬
‫املساجد بيوت هللا في األرض‪ ،‬تض يء ألهل السماء كما تض يء النجوم‬
‫ألهل االرض [ويذكر فيها اسمه] أي يعبد فيها هللا بتوحيده‪ ،‬وذكره‪،‬‬
‫وتالوة آياته [يسبح له فيها بالغدو واْلصال(‪ ])36‬أي يصلي هلل تعالى في‬
‫هذه املساجد‪ ،‬في الصباح واملساء املؤمنون‪ ،‬قال ابن عباس‪ :‬كل تسبيح‬
‫في القرآن فهو صالة [رجال ل تلهيهم تجارة ول بيع عن ذكر هللا] أي ال‬
‫تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها عن ذكر ربهم‪ ،‬وال يلهيهم البيع والشراء‬
‫عن طاعة هللا‪ ،‬قال املفسرون‪ :‬نزلت هذه اآلية في أهل األسواق من‬
‫الصحابة رضوان هللا عليهم‪ ،‬كانوا إذا سمعوا النداء‪ ،‬تركوا كل شغل‬
‫وبادروا لطاعة هللا [و إقام الصالة و إيتاء الزكاة] أي وال تشغلهم الدنيا‬
‫عن إقامة الصالة في أوقاتها‪ ،‬ودفع الزكاة للفقراء واملستحقين‪،‬‬
‫بحدودها وشروطها [يخافون يوما تتقلب فيه القلوب واألبصار(‪])37‬‬
‫أي يخافون يوما رهيبا‪ ،‬تضطرب من شدة هوله وفزعه قلوب الناس‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪122‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫وأبصارهم [ليجزيهم هللا أحسن ما عملوا] أي ليكافئهم هللا على‬


‫أعمالهم في الدنيا بأحسن الجزاء‪ ،‬ويجزيهم على اإلحسان إحسانا‪،‬‬
‫وعلى اإلساءة عفوا وغفرانا [ويزيدهم من فضله] أي يتفضل عليهم‬
‫فوق ذلك الجزاء‪ ،‬بما ال عين رأت‪ ،‬وال أذن سمعت‪ ،‬وال خطر على قلب‬
‫بشر [وهللا يرزق من يشاء بغير حساب(‪ ])38‬أي يعطي من شاء من‬
‫خلقه‪ ،‬عطاء واسعا بدون حد وال عد‪ ،‬يقال‪ :‬فالن ينفق بغير حساب‬
‫أي يوسع كأنه ال يحسب ما ينفقه ! نبه تعالى في هذه اآلية‪ ،‬على كمال‬
‫قدرته‪ ،‬وكمال جوده‪ ،‬وسعة إحسانه‪ ،‬فإنه سبحانه يعطيهم الثواب‬
‫العظيم على طاعاتهم‪ ،‬ويزيدهم الفضل الذي ال حد له في مقابلة‬
‫خوفهم‪ ..‬وملا ذكر تعالى حال املؤمن وسعادته‪ ،‬ذكر حال الكافر‬
‫وخسارته‪ ،‬وضرب لذلك مثلين‪ :‬األول لعمله‪ ،‬والثاني العتقاده الخبيث‪،‬‬
‫وتخبطه في الظلمات فقال سبحانه‪[ :‬والذين كفروا أعمالهم كسراب‬
‫بقيعة] أي إن أعمال الكفار التي عملوها في الدنيا‪ ،‬وظنوها أعماال‬
‫صالحة نافعة لهم في اآلخرة‪ ،‬كالسراب الذي يرى في الفلوات من ضوء‬
‫الشمس وقت الظهيرة‪ ،‬حتى يظهر كأنه ماء يجري على وجه األرض‬
‫[يحسبه الظمآن ماء] أي يظنه العطشان من بعيد ماء جاريا [حتى إذا‬
‫جاءه] أي حتى إذا وصل إليه [لم يجده شيئا] أي لم ير ماء وال شرابا‪،‬‬
‫وإنما رأى سرابا‪ ،‬فعظمت حسرته‪ ،‬وزاد بالؤه [ووجد هللا عنده فوفاه‬
‫حسابه] أي وجد هللا له باملرصاد‪ ،‬فوفاه جزاء عمله‪ ،‬فكذلك الكافر‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪123‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫يحسب أن عمله ينفعه‪ ،‬حتى إذا مات وقدم على ربه‪ ،‬لم يجد شيئا من‬
‫األعمال‪ ،‬ألنها ذهبت هباء منثورا [وهللا سريع الحساب(‪ ])39‬أي‬
‫حسابه لخلق سريع‪ ،‬ال يحتاج إلى طول زمانه‪ ،‬ألنه ال يشغله محاسبة‬
‫واحد عن آخر [أو كظلمات في بحر لجي] هذا املثل الثاني لضالل‬
‫الكفار‪ ،‬واملعنى‪ :‬أو مثلهم كظلمات متكاثفة‪ ،‬في بحر عميق ال يدرك‬
‫قعره [يغشاه موج من فوقه موج] أي يغطي ذلك البحر ويعلوه موج‬
‫متالطم بعضه فوق بعض [من فوقه سحاب] أي من فوق ذلك املوج‬
‫الثاني سحاب كثيف [ظلمات بعضها فوق بعض] أي هي ظلمات‬
‫متكاثفة متراكمة بعضها فوق بعض‪ ،‬قال قتادة‪ :‬الكافر يتقلب في‬
‫خمس من الظلم‪ :‬فكالمه ظلمة‪ ،‬وعمله ظلمة‪ ،‬ومدخله ظلمة‪،‬‬
‫ومخرجه ظلمة‪ ،‬ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة إلى نار جهنم [إذا‬
‫أخرج يده لم يكد يراها] هذا من تتمة التمثيل‪ ،‬أي إذا أخرج ذلك‬
‫اإلنسان الواقع في هذه الظلمات يده‪ ،‬لم يقارب رؤيتها‪ ،‬فإن "ظلمة‬
‫البحر‪ ،‬و"ظلمة املوج "‪ ،‬و"ظلمة السحاب" قد تكاثفت حتى حجبت‬
‫عنه رؤية أقرب ش يء إليه‪ ،‬من شدة الظلمة‪ ،‬فكذلك شأن الكافر‬
‫يتخبط في ظلمات الكفر والضالل [ومن لم يجعل هللا له نورا فما له‬
‫من نور(‪ ])40‬أي ومن لم يهده هللا لإليمان‪ ،‬وينور قلبه بنور اإلسالم‪،‬‬
‫لم يهتد أبد الدهر! ذكر تعالى لعمل الكافر مثالين‪ :‬األول لعمله‬
‫الصالح‪ ،‬ومثل له بالسراب الخادع‪ ،‬والثاني العتقاده الس يء ومثل له‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪124‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫بالظلمات‪ ،‬املتراكم بعضها فوق بعض‪ ،‬ثم ختم اآلية الكريمة ذلك‬
‫الختام الرائع بقوله‪[ :‬ومن لم يجعل هللا له نورا فما له من نور] مقابل‬
‫قوله في املؤمن [نور على نور] فكان هذا التمثيل والبيان في غاية‬
‫الحسن والجمال‪ ،‬فلله ما أروع تعبير القرآن! وملا وصف سبحانه أنوار‬
‫املؤمنين‪ ،‬وظلمات قلوب الجاهلين‪ ،‬أتبع ذلك بدالئل التوحيد فقال‬
‫تعالى‪[ :‬ألم تر أن هللا يسبح له من في السموات واألرض] أي ألم تعلم‬
‫يا أيها املخاطب‪ ،‬علما يقينيا كأنه مشاهد بالعين‪ ،‬أن هللا العظيم‬
‫الكبير‪ ،‬يسبح له كل من في الكون من ملك‪ ،‬وإنس‪ ،‬وجن‪ ،‬ينزهه‬
‫ويقدسه ساكنوها؟ [والطير صافات] أي والطير باسطات أجنحتهن‬
‫حال الطيران‪ ،‬تسبح ربها وتعبده كذلك‪ ،‬بتسبيح ألهمها وأرشدها إليه‬
‫تعالى [كل قد علم صالته وتسبيحه] أي كل من املالئكة واإلنس والجن‬
‫والطير‪ ،‬قد أرشد وهدي إلى طريقته ومسلكه في عبادة هللا‪ ،‬وما كلف به‬
‫من الصالة والتسبيح [وهللا عليم بما يفعلون(‪ ])41‬أي ال تخفى عليه‬
‫طاعتهم وال تسبيحهم [وهلل ملك السموات واألرض] أي هو املالك‬
‫واملتصرف في الكون‪ ،‬وجميع املخلوقات تحت ملكه‪ ،‬يتصرف فيهم‬
‫تصرف القاهر الغالب [وإلى هللا املصير(‪ ])42‬أي وإليه مرجع الخالئق‬
‫فيجازيهم على أعمالهم‪ ،‬وهو تذكير يتضمن الوعيد! ثم أشار تعالى إلى‬
‫ظاهرة كونية تدل على قدرته ووحدانيته فقال سبحانه‪[ :‬ألم تر أن هللا‬
‫يزجي سحابا] أي يسوق بقدرته السحاب إلى حيث يشاء [ثم يؤلف‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪125‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫بينه] أي يجمعه بعد تفرقه [ثم يجعله ركاما] أي يجعله كثيفا متراكما‬
‫بعضه فوق بعض [فترى الودق يخرج من خالله] أي فترى املطر يخرج‬
‫من بين السحاب الكثيف [وينزل من السماء من جبال فيها من برد]‬
‫أي وينزل من السحاب الذي هو كأمثال الجبال بردا [فيصيب به من‬
‫يشاء ] أي فيصيب بذلك البرد من شاء من العباد‪ ،‬فيضره في زرعه‬
‫وثمرته وماشيته [ويصرفه عمن يشاء] أي ويدفعه عمن يشاء فال‬
‫يضره‪ ،‬قال الصاوي‪ :‬كما ينزل املطر من السماء وهو نفع للعباد‪،‬‬
‫كذلك ينزل منها البرد وهو ضرر للعباد‪ ،‬فسبحان من جعل السماء‬
‫منشأ للخير والشر [يكاد سنا برقه] أي يقرب ضوء برق السحاب‬
‫[يذهب باألبصار(‪ ])43‬أي أن يخطف أبصار الناظرين‪ ،‬من شدة‬
‫إضاءته وقوة ملعانه [يقلب هللا الليل والنهار] أي يتصرف فيهما بالطول‬
‫والقصر‪ ،‬والظلمة والنور‪ ،‬والحر والبرد [إن في ذلك لعبرة] أي إن فيما‬
‫تقدم ذكره لداللة واضحة‪ ،‬وعظة بليغة على وجود الصانع املبدع‬
‫[ألولي األبصار(‪ ])44‬أي لذوي البصائر املستنيرة‪ ،‬وخصهم بالذكر‬
‫ألنهم املنتفعون‪ ،‬حيث يتأملون فيجدون املاء والبرد‪ ،‬والظلمة والنور‬
‫تخرج من ش يء واحد‪ ،‬فسبحان القادر على كل ش يء [وهللا خلق كل‬
‫دابة من ماء] استدل سبحانه على وحدانيته‪ ،‬بتسبيح أهل السماء‬
‫واألرض له‪ ،‬ثم بتصريف السحاب وإنزال املطر‪ ،‬ثم بأحوال‬
‫الحيوانات‪ ،‬قال ابن كثير‪ :‬يذكر تعالى قدرته التامة وسلطانه العظيم‪،‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪126‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫في خلقه أنواع املخلوقات على اختالف أشكالها وألوانها وحركاتها‬


‫وسكناتها من ماء واحد [فمنهم من يمش ي على بطنه] أي فمنهم من‬
‫يزحف على بطنه كالحية والزواحف [ومنهم من يمش ي على رجلين]‬
‫كاإلنسان والطير [ومنهم من يمش ي على أربع] كاألنعام وسائر الدواب‪،‬‬
‫قال ابو حيان‪ :‬قدم ما هو أظهر في القدرة وأعجب‪ ،‬وهو املاش ي بغير‬
‫آلة من رجل وقوائم‪ ،‬ثم املاش ى على رجلين‪ ،‬ثم املاش ي على أربع [يخلق‬
‫هللا ما يشاء] أي يخلق تعالى بقدرته ما شاء من املخلوقات [إن هللا على‬
‫كل ش يء قدير(‪ ])45‬أي هو قادر على ما يشاء‪ ،‬ال يمنعه مانع‪ ،‬وال‬
‫يدفعه دافع‪ ،‬قال الفخر‪ :‬واعلم أن العقول قاصرة عن اإلحاطة‬
‫بأحوال أصغر الحيوانات على الكمال‪ ،‬واالستدالل بها على الصانع‬
‫ظاهر‪ ،‬ألنه لو كان األمر بتركيب الطبائع األربع‪ ،‬لكان في الكل على‬
‫السوية‪ ،‬فاختصاص كل واحد من هذه الحيوانات‪ ،‬بأعضائها وأعمارها‬
‫ومقادير أبدانها‪ ،‬ال بد وأن يكون بتدبير قاهر حكيم‪ ،‬سبحانه وتعالى‬
‫عما يقول الجاحدون [لقد أنزلنا آيات بينات] أي لقد أنزلنا إليكم أيها‬
‫الناس آيات واضحات‪ ،‬داالت على طريق الحق والرشاد [وهللا يهدى من‬
‫يشاء إلى صراط مستقيم(‪ ])46‬أي يرشد من يشاء من خلقه إلى الدين‬
‫الحق‪ ،‬وهو (اإلسالم) وملا ذكر دالئل التوحيد حذر من النفاق‬
‫واملنافقين فقال سبحانه [ويقولون آمنا باهلل وبالرسول وأطعنا] أي‬
‫يقول املنافقون‪ :‬صدقنا باهلل وبالرسول‪ ،‬وأطعنا هللا ورسوله [ثم يتولى‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪127‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫فريق منهم] أي لم يعرض جماعة منهم عن قبول حكمه [من بعد ذلك]‬
‫أي من بعد ما صدر‪ ،‬منهم ما صدر من دعوى اإليمان والطاعة [وما‬
‫أولئك باملؤمنين(‪ ])47‬أي وليس أولئك الذين يدعون اإليمان‬
‫والطاعة‪ ،‬بمؤمنين على الحقيقة! قال الحسن‪ :‬نزلت هذه اآلية في‬
‫املنافقين الذين كانوا يظهرون اإليمان ويسرون الكفر [وإذا دعوا إلى‬
‫هللا ورسوله ليحكم بينهم] أي وإذا دعوا إلى حكم هللا أو حكم رسوله‬
‫[إذا فريق منهم معرضون(‪ ])48‬أي استنكفوا وأعرضوا عن الحضور‬
‫إلى مجلس الرسول [وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين(‪ ])49‬أي‬
‫وإن كان الحق بجانبهم جاءوا إلى رسول هللا طائعين منقادين‪ ،‬لعلمهم‬
‫أنه عليه السالم يحكم بالحق‪ ،‬نبه تعالى على أنهم إنما يعرضون‪ ،‬متى‬
‫عرفوا أن الحق لغيرهم؟ أما إذا عرفوه ألنفسهم‪ ،‬عدلوا عن اإلعراض‪،‬‬
‫وأذعنوا ببذل الرضا والقبول [أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا] أي هل في‬
‫قلوبهم نفاق؟ أم شكوا في نبوته عليه السالم ؟ [أم يخافون أن يحيف‬
‫هللا عليهم ورسوله] أي أم يخافون أن يظلمهم رسول هللا في الحكم‪،‬‬
‫واالستفهام للمبالغة في التوبيخ والذم‪ ،‬كقول الشاعر‪ :‬ألست من‬
‫القوم الذين تعاهدوا على اللؤم والفحشاء في سالف الدهر؟ [بل‬
‫أولئك هم الظاملون(‪ ])50‬أي بل هم الكاملون في الظلم والعناد‬
‫إلعراضهم عن حكم رسول هللا [إنما كان قول املؤمنين إذا دعوا إلى‬
‫هللا ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا] أي كان الواجب‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪128‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫عليهم عندما يدعون إلى رسول هللا‪ ،‬للفصل بينهم وبين خصومهم‪ ،‬أن‬
‫يسرعوا ويقولوا‪ :‬سمعا وطاعة‪ ،‬فلو كان هؤالء مؤمنين لفعلوا ذلك‪،‬‬
‫قال الطبري‪ :‬ولم يقصد به الخبر ولكنه تأنيب من هللا للمنافقين‪،‬‬
‫وتأديب منه آلخرين [وأولئك هم املفلحون(‪ ])51‬أي وأولئك املسارعون‬
‫إلى مرضاة هللا‪ ،‬هم الفائزون بسعادة الدارين [ومن يطع هللا ورسوله]‬
‫أي ومن يطع أمر هللا وأمر رسوله في كل فعل وعمل [ويخش هللا ويتقه]‬
‫أي ويخاف هللا تعالى ملا فرط منه من الذنوب‪ ،‬ويمتثل أوامره ويجتنب‬
‫زواجره [فأولئك هم الفائزون(‪ ])52‬أي هم السعداء الناجون من‬
‫عذاب هللا‪ ،‬الفائزون برضوانه‪ .‬ذكر أن بعض بطارقة الروم سمع هذه‬
‫اآلية فأسلم وقال‪ :‬إنها جمعت كل ما في التوراة واإلنجيل من مواعظ‬
‫وروائع‪.‬‬
‫لطيفة‪ :‬سمع بعض علماء الطبيعة من غير املسلمين هذه اآلية [أو‬
‫لجي يغشاه موج‪ ]..‬اآلية فسأل هل ركب محمد البحر؟‬ ‫كظلمات في بحر ِّ‬
‫فقالوا‪ :‬ال‪ ،‬فقال‪ :‬أشهد أنه رسول هللا‪ ،‬قالوا‪ :‬وكيف عرفت؟ فقال‪ :‬إن‬
‫هذا الوصف للبحر‪ ،‬ال يعرفه إال من عاش عمره في البحار ورأى‬
‫األهوال واألخطار‪ ،‬فلما أخبرت أنه لم يركب البحر عرفت أنه كالم هللا‬
‫تعالى‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪129‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫قال هللا تعالى‪[ :‬و أقسموا باهلل جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن‪]..‬‬
‫إلى قوله [وهللا بكل ش يء عليم]‪.‬من آية (‪ )53‬إلى آية (‪ )64‬نهاية‬
‫السورة الكريمة‪.‬‬
‫َّ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ َّ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ َ ٌ‬ ‫َْ‬
‫اعة‬ ‫َوأق َس ُموا باَّلل جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل ال تقسموا ط‬
‫الر ُسو َل‬ ‫يعوا َّ‬ ‫َّللا َو َأط ُ‬ ‫يعوا َّ َ‬ ‫َّللا َخب ٌير ب َما َت ْع َم ُلو َن (‪ُ )53‬ق ْل َأط ُ‬ ‫وف ٌة إ َّن َّ َ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫معر‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َفإ ْن ت َول ْوا فإن َما َعل ْيه َما ُح ِّم َل َو َعل ْيك ْم َما ُح ِّملت ْم َوإن تط ُ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫يعوه ت ْهتدوا َو َما‬
‫ُ‬
‫ين َآم ُنوا م ْنك ْم َو َعملوا‬
‫ُ‬ ‫َّللا َّالذ َ‬ ‫الر ُسول إ َّال ْال َب َال ُغ ْاملُب ُين (‪َ )54‬و َع َد َّ ُ‬ ‫َع َلى َّ‬
‫َ‬ ‫ف َّالذ َ‬ ‫َ َ ْ َ َْ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ين م ْن ق ْبله ْم‬ ‫الصال َحات ل َي ْس َتخلف َّن ُه ْم في األ ْرض كما استخل‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ِّ َ َ‬
‫َول ُي َمكن َّن ل ُه ْم د َين ُه ُم الذي ا ْرت َض ى ل ُه ْم َول ُي َب ِّدل َّن ُه ْم م ْن َب ْعد خ ْوفه ْم أ ْم ًنا‬
‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ‬
‫َي ْع ُب ُدونني ال ُيشركون بي ش ْي ًئا َو َم ْن كف َر َب ْع َد ذل َك فأولئ َك ُه ُم‬
‫َ َّ ُ‬
‫الر ُسو َل ل َعلك ْم‬ ‫يعوا َّ‬ ‫الز َك َاة َو َأط ُ‬ ‫الص َال َة َو ُآتوا َّ‬ ‫ْال َفاس ُقو َن (‪َ )55‬و َأق ُيموا َّ‬
‫األ ْرض َو َم ْأ َو ُاه ُم َّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َّ َ َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الن ُار‬ ‫ت ْر َح ُمون (‪ )56‬ال تحسبن الذين كفروا معجزين في‬
‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ْ ْ ُ ُ َّ َ َ َ‬ ‫ََ ْ َ َْ‬
‫ين َملك ْت‬ ‫س املص ُير (‪ )57‬يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذ‬ ‫ولبئ‬
‫صالة الف ْجر‬
‫ْ َْ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ ُ ْ ُُ ُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ َّ َ‬
‫ات من قبل‬ ‫أ ْي َمانك ْم والذين ل ْم َي ْبلغوا الحل َم منك ْم ثالث َم َّر ٍ‬
‫الظه َيرة َوم ْن َب ْعد َ َ ْ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ ْ َ َّ‬
‫ات‬ ‫صالة العشاء ثالث ع ْو َر ٍ‬ ‫وحين تضعون ثيابكم من‬
‫َ ُ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ ْ ْ ُ َ ٌ َ ْ َ ُ َّ َ َّ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ضك ْم َعلى‬ ‫لكم ليس عليكم وال عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بع‬
‫َ َ َ ََ‬
‫يم (‪ )58‬وإذا بلغ‬ ‫يم َحك ٌ‬ ‫َّللا َعل ٌ‬ ‫َّللا َل ُك ُم ْاآل َيات َو َّ ُ‬ ‫َب ْعض َك َذل َك ُي َب ِّي ُن َّ ُ‬
‫َ ٍ‬
‫ين م ْن َق ْبله ْم َك َذلكَ‬ ‫اس َت ْأ َذ َن َّالذ َ‬ ‫ال م ْن ُك ُم ْال ُح ُل َم َف ْل َي ْس َت ْأذ ُنوا َك َما ْ‬ ‫األ ْط َف ُ‬ ‫ْ‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫يم (‪َ )59‬والق َواع ُد م َن الن َساء الالتي‬
‫َْ‬ ‫يم َحك ٌ‬ ‫َّللا َل ُك ْم َآياته َو َّ ُ‬
‫َّللا َعل ٌ‬ ‫ُي َب ِّي ُن َّ ُ‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪130‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َّ َ ْ َ َ َ‬ ‫س َع َل ْيه َّن ُج َن ٌ َ ْ َ َ‬ ‫احا َف َل ْي َ‬ ‫َال َي ْر ُجو َن ن َك ً‬


‫ات‬ ‫اح أن َيض ْعن ث َي َاب ُهن غي َر ُمتب ِّرج ٍ‬
‫َْ َ َ َْ‬ ‫بزي َنة َو َأ ْن َي ْس َت ْعف ْف َن َخ ْي ٌر َل ُه َّن َو َّ ُ‬
‫س َعلى األ ْع َمى‬ ‫يم (‪ )60‬لي‬ ‫َّللا َسم ٌيع َعل ٌ‬ ‫ٍ‬
‫األ ْع َرج َح َر ٌج َوَال َع َلى ْاملَريض َح َر ٌج َوَال َع َلى َأ ْن ُفس ُك ْم َأنْ‬ ‫َ َ ٌ ََ ََ ْ َ‬
‫حرج وال على‬
‫ْ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُُ‬
‫تأكلوا م ْن ُب ُيوتك ْم أ ْو ُب ُيوت َآبائك ْم أ ْو ُب ُيوت أ َّم َهاتك ْم أ ْو ُب ُيوت إخوانكم‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫أ ْو ُب ُيوت أخ َواتك ْم أ ْو ُب ُيوت أ ْع َمامك ْم أ ْو ُب ُيوت َع َّماتك ْم أ ْو ُب ُيوت‬
‫س‬ ‫صديق ُك ْم َل ْي َ‬ ‫َأ ْخ َوال ُك ْم َأ ْو ُب ُيوت َخ َاالت ُك ْم َأ ْو َما َم َل ْك ُت ْم َم َفات َح ُه َأ ْو َ‬
‫َ‬ ‫َ ِّ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫ََْ ُ ْ ُ َ ٌ َ ْ َْ ُُ َ ً َ َ ْ‬
‫يعا أ ْو أش َت ًاتا فإذا َدخل ُت ْم ُب ُي ًوتا ف َسل ُموا َعلى‬ ‫عليكم جناح أن تأكلوا جم‬
‫َ ْ ُ ُ ْ َ َّ ً ْ ْ َّ ُ َ َ َ ً َ ِّ َ ً َ َ َ ُ َ ِّ ُ َّ ُ َ ُ ُ َْ‬
‫أنفسكم تحية من عند َّللا مباركة طيبة كذلك يبين َّللا لكم اآليات‬
‫َ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫امل ْؤم ُنو َن َّالذ َ‬ ‫َّ َ ْ ُ‬ ‫َ َّ ُ َ ُ َ‬
‫ين َآم ُنوا باَّلل َو َر ُسوله َوإذا كانوا‬ ‫ل َعلك ْم ت ْعقلون (‪ )61‬إنما‬
‫ْ ُ َ‬
‫ين َي ْس َتأذنون َك‬ ‫وه إ َّن َّالذ َ‬ ‫َم َع ُه َع َلى َأ ْمر َجامع َل ْم َي ْذ َه ُبوا َح َّتى َي ْس َت ْأذ ُن ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وك ل َب ْعض َش ْأنه ْم َف ْأ َذنْ‬ ‫اس َت ْأ َذ ُن َ‬ ‫اَّلل َو َر ُسوله َفإ َذا ْ‬ ‫ُ َ َ َّ َ ُ ْ ُ َن َّ‬
‫أولئك الذين يؤمنو ب‬
‫َ َ ْ َُ‬ ‫ور َرح ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اس َت ْغف ْر ل ُه ُم َّللا إن َّللا غف ٌ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ملَ ْن ش ْئ َت م ْن ُه ْم َو ْ‬
‫يم (‪ )62‬ال تجعلوا‬
‫ُ َ َ َّ ُ َ ْ َ ُ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ً َ ْ َ ْ َ ُ َّ ُ َّ َ َ َّ ُ‬
‫ين َيت َسللو َن‬ ‫دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم َّللا الذ‬
‫ْ ُ ْ َ ً َ ْ َ ْ َ َّ َ ُ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ ُ ْ ْ َ ٌ َْ‬
‫منكم لواذا فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫يم (‪َ )63‬أ َال إ َّن ََّّلل َما في َّ‬ ‫اب َأل ٌ‬ ‫ُيص َيب ُه ْم َع َذ ٌ‬
‫الس َم َاوات َواأل ْرض ق ْد َي ْعل ُم َما‬
‫َأ ْن ُت ْم َع َل ْيه َو َي ْو َم ُي ْر َج ُعو َن إ َل ْيه َف ُي َن ِّب ُئ ُه ْم ب َما َعم ُلوا َو َّ ُ‬
‫َّللا ب ُك ِّل َش ْي ٍء َعل ٌ‬
‫يم‬
‫(‪(64‬‬
‫املناسبة‪:‬‬
‫ملا ذكر تعالى املنافقين وما هم عليه من صفات قبيحة‪ ،‬أعقبه بذكر ما‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪131‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫انطوت عليه نفوسهم من املكر واالحتيال‪ ،‬والحلف الكاذب بأغلظ‬


‫األيمان‪ ،‬وختم السورة الكريمة بالتحذير من سلوك طريق املنافقين‪.‬‬
‫اللغة‪[ :‬الحلم] ‪ :‬االحتالم في املنام‪ ،‬قال في القاموس‪ :‬الحلم‪ :‬الرؤيا‬
‫جمعه أحالم‪ ،‬والحلم واالحتالم‪ :‬الجماع في النوم وقال الراغب‪ :‬هو‬
‫زمان البلوغ سمي به لكون صاحبه جديرا بالحلم أي األناة وضبط‬
‫النفس [القواعد] جمع قاعد بغير تاء ألنه خاص بالنساء‪ ،‬كحائض‬
‫وطامث وهي املرأة التي قعدت عن الزواج وعن الولد [أشتاتا] متفرقين‬
‫جمع شت وهو االفتراق‪ ،‬والشتات‪ :‬الفرقة [يتسللون] التسلل‪ :‬الخروج‬
‫خفية يقال‪ :‬انسل وتسلل إذا خرج مستترا بطريق الخفية [لواذا]‬
‫اللواذ‪ :‬أن يستتر بش يء مخافة أن يراه أحد‪.‬‬
‫سبب النزول‪ :‬روي أن رسول هللا‪ ‬بعث غالما من األنصار يقال له‪:‬‬
‫(مدلج) إلى عمر بن الخطاب وقت الظهيرة ليدعوه فوجده نائما‪ ،‬فدق‬
‫عليه الغالم الباب ودخل‪ ،‬فاستيقظ عمر وجلس فانكشف منه ش يء‪،‬‬
‫فقال‪ :‬وددت أن هللا نهى أبناءنا ونساءنا وخدمنا عن الدخول في هذه‬
‫الساعات إال بإذن‪ ،‬ثم انطلق إلى رسول هللا‪ ‬فوجد اآلية قد أنزلت [يا‬
‫أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم‪ ]..‬فخر ساجدا شكرا‬
‫هلل تعالى‪.‬‬
‫التفسير‪[ :‬و أقسموا باهلل جهد أيمانهم] أي حلف املنافقون أغلظ‬
‫اإليمان وآكدها [لئن أمرتهم ليخرجن] أي لئن أمرتهم بالخروج إلى‬
‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬
‫‪132‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الجهاد ليخرجن معك‪ ،‬قال مقاتل‪ :‬ملا بين هللا إعراض املنافقين‬
‫وامتناعهم عن قبول حكمه عليه السالم أتوه فقالوا‪ :‬لو أمرتنا أن‬
‫نخرج من ديارنا وأموالنا ونسائنا لخرجنا‪ ،‬وإن أمرتنا بالجهاد لجاهدنا‬
‫فنزلت [قل ل تقسموا] أي ال تحلفوا فإن أيمانكم كاذبة [طاعة‬
‫معروفة] أي طاعتكم هلل ورسوله معروفة‪ ،‬فإنها باللسان دون القلب‪،‬‬
‫وبالقول دون العمل [إن هللا خبير بما تعملون(‪ ])53‬أي بصير ال يخفى‬
‫عليه ش يء من خفاياكم ونواياكم [قل أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول]‬
‫أي أطيعوا هللا بإخالص النية وترك النفاق‪ ،‬وأطيعوا الرسول‬
‫باالستجابة ألمره والتمسك بهديه [فإن تولوا] أي فإن تتولوا وتعرضوا‬
‫عن طاعته [فإنما عليه ما حمل] أي على الرسول ما كلف به من تبليغ‬
‫الرسالة [وعليكم ما حملتم] أي وعليكم ما كلفتم به من السمع‬
‫والطاعة‪ ،‬واتباع أمره عليه السالم [وإن تطيعوه تهتدوا] أي وإن أطعتم‬
‫أمره‪ ،‬فقد اهتديتم إلى طريق السعادة والفالح [وما على الرسول إل‬
‫البالغ املبين(‪ ])54‬أي ليس عليه إال التبليغ الواضح لألمة‪ ،‬وال ضرر‬
‫عليه إن خالفتم وعصيتم‪ ،‬فإنه قد بلغ الرسالة وأدى األمانة [وعد هللا‬
‫الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات] أي وعد هللا املؤمنين‬
‫املخلصين الذين جمعوا بين اإليمان والعمل الصالح [ليستخلفنهم في‬
‫األرض كما استخلف الذين من قبلهم] أي وعدهم بميراث األرض‪،‬‬
‫وأن يج علهم فيها خلفاء متصرفين فيها تصرف امللوك في ممالكهم‪ ،‬كما‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪133‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫استخلف املؤمنين قبلهم فملكهم ديار الكفار‪ ،‬قال املفسرون‪ :‬ملا قدم‬
‫رسول هللا ‪ ‬وأصحابه املدينة رمتهم العرب عن قوس واحدة‪ ،‬فكانوا ال‬
‫يبيتون إال في السالح‪ ،‬وال يصبحون إال في ألمتهم ‪ -‬أي سالحهم ‪ -‬فقالوا‬
‫أترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين؟ ال نخاف إال هللا عز وجل !‬
‫فنزلت اآلية‪ ،‬وهذا وعد ظهر صدقه بفتح مشارق األرض ومغاربها لهذه‬
‫األمة‪ ،‬وفي الحديث بشارة كذلك فقد قال‪" :‬إن هللا زوى لي األرض‪،‬‬
‫فرأيت مشارقها ومغاربها‪ ،‬وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها"‬
‫[وليمكنن لهم دينهم الذي ارتض ى لهم] أي وليجعلن دينهم ‪ -‬اإلسالم ‪-‬‬
‫الذي ارتضاه لهم عزيزا مكينا عاليا على كل األديان [وليبدلنهم من بعد‬
‫خوفهم أمنا] أي وليغيرن حالهم التي كانوا عليها من الخوف والفزع‪ ،‬إلى‬
‫األمن واالستقرار‪ ،‬كقوله سبحانه‪[ :‬وآمنهم من خوف] [يعبدونني ل‬
‫يشركون بي شيئا] استئناف بطريق الثناء عليهم كالتعليل لإلستخالف‬
‫في األرض‪ ،‬أي يوحدونني ويخلصون لي العبادة‪ ،‬ال يعبدون إلها غيري‬
‫[ومن كفر بعد ذلك] أي فمن جحد شكر هذه النعم [فأولئك هم‬
‫الفاسقون(‪ ])55‬هم الخارجون عن طاعة هللا‪ ،‬العاصون أمر هللا‪ ،‬قال‬
‫ابو العالية‪ :‬أي من كفر بهذه النعمة وليس يعني الكفر باهلل‪ ،‬قال‬
‫الطبري‪ :‬وهو أشبه بتأويل اآلية ألن هللا وعد اإلنعام على هذه األمة بما‬
‫أخبر في هذه اآلية بأنه منعم به عليهم ثم قال‪[ :‬ومن كفر] أي كفر هذه‬
‫النعمة [فأولئك هم الفاسقون] [و أقيموا الصالة و آتوا الزكاة] أي‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪134‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫أقيموا أيها املؤمنون الصالة‪ ،‬وأدوا الزكاة على الوجه األكمل الذي‬
‫يرض ي هللا [وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون(‪ ])56‬أي أطيعوا‬
‫الرسول في سائر ما أمركم به رجاء الرحمة [ل تحسبن الذين كفروا‬
‫معجزين في األرض] تسلية للنبي ‪ ‬ووعد له بالنصرة‪ ،‬أي ال تظنن يا‬
‫محمد الكافرين الذين عاندوك وكذبوك‪ ،‬معجزين هلل في هذه الحياة‪،‬‬
‫بل هللا قادر عليهم في كل حين وآن [ومأواهم النار] أي مرجعهم نار‬
‫جهنم [ولبئس املصير(‪ ])57‬أي بئس املرجع واملآل الذي يصيرون إليه‬
‫[يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم] أي يا أيها‬
‫املؤمنون الذين صدقوا هللا ورسوله‪ ،‬وأيقنوا بشريعة اإلسالم نظاما‬
‫وحكما ومنهاجا‪ ،‬ليستأذنكم في الدخول عليكم العبيد واإلماء الذين‬
‫تملكونهم ملك اليمين [والذين لم يبلغوا الحلم منكم] أي واألطفال‬
‫الذين لم يبلغوا مبلغ الرجال األحرار ليستأذنوا أيضا [ثالث مرات] أي‬
‫في ثالثة أوقات [من قبل صالة الفجر] أي في الليل وقت نومكم‬
‫وخلودكم إلى الراحة [وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة] أي وقت‬
‫الظهر حين تخلعون ثيابكم للقيلولة [ومن بعد صالة العشاء] أي‬
‫ووقت إرادتكم النوم واستعدادكم له [ثالث عورات لكم] أي هي ثالثة‬
‫أوقات يختل فيها تستركم‪ ،‬العورات فيها بادية‪ ،‬والتكشف فيها غالب‪،‬‬
‫فعلموا عبيدكم وخدمكم وصبيانكم‪ ،‬أال يدخلوا عليكم في هذه‬
‫األوقات إال بعد االستئذان [ليس عليكم ول عليهم جناح بعدهن] أي‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪135‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ليس عليكم وال على املماليك والصبيان حرج في الدخول عليكم بغير‬
‫استئذان بعد هذه األوقات الثالثة [طو افون عليكم بعضكم على‬
‫بعض] أي ألنهم خدمكم يطوفون عليكم للخدمة‪ ،‬يمضون ويجيئون‬
‫ويدخلون عليكم في املنازل‪ ،‬غدوة وعشية بغير إذن إال في تلك األوقات‬
‫[كذلك يبين هللا لكم اْليات] أي مثل ذلك التوضيح والبيان‪ ،‬يبين هللا‬
‫لكم األحكام الشرعية لتتأدبوا بها [وهللا عليم حكيم(‪ ])58‬أي عالم‬
‫بأمور خلقه‪ ،‬حكيم في تدبيره لهم [وإذا بلغ األطفال منكم الحلم] أي‬
‫وإذا بلغ هؤالء األطفال الصغار مبلغ الرجال‪ ،‬وأصبحوا في سن‬
‫التكليف [فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم] أي فعلموهم‬
‫األدب السامي‪ ،‬أن يستأذنوا في كل األوقات‪ ،‬كما يستأذن الرجال‬
‫البالغون [كذلك يبين هللا لكم آياته] أي يفصل لكم أمور الشريعة‬
‫والدين [وهللا عليم حكيم(‪ ])59‬أي عليم بخلقه حكيم في تشريعه‪،‬‬
‫قال البيضاوي‪ :‬كرره تأكيدا ومبالغة في األمر باالستئذان [والقواعد‬
‫من النساء] أي والنساء العجائز اللواتي قعدن عن التصرف‪ ،‬وطلب‬
‫الزواج لكبر سنهن [الالتي ل يرجون نكاحا] أي ال يطمعن في الزواج وال‬
‫يرغبن فيه‪ ،‬النعدام دوافع الشهوة فيهن [فليس عليهن جناح أن‬
‫يضعن ثيابهن] أي ال حرج وال إثم عليهن في أن يضعن بعض ثيابهن‪،‬‬
‫كالرداء والجلباب‪ ،‬ويظهرن أمام الرجال بمالبسهن املعتادة التي ال‬
‫تلفت انتباها‪ ،‬وال تثير شهوة [غير متبرجات بزينة] أي غير متظاهرات‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪136‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫بالزينة لينظر إليهن‪ ،‬قال ابو حيان‪ :‬وحقيقة التبرج إظهار ما يجب‬
‫إخفاؤه‪ ،‬ورب عجوز شمطاء يبدو منها الحرص على أن يظهر بها جمال‬
‫[وأن يستعففن خير لهن] أي وأن يستترن بارتداء الجلباب ولبس‬
‫الثياب‪ ،‬كما تلبسه الشابات من النساء‪ ،‬مبالغة في التستر والتعفف‪،‬‬
‫خير لهن وأكرم‪ ،‬وأزكى عند هللا وأطهر [وهللا سميع عليم(‪ ])60‬أي يعلم‬
‫خفايا النفوس ويجازي كل إنسان بعمله‪ ،‬وفيه وعد وتحذير [ليس على‬
‫األعمى حرج ول على األعرج حرج ول على املريض حرج] أي ليس على‬
‫أهل األعذار (األعمى‪ ،‬واألعرج‪ ،‬واملريض) حرج وال إثم في القعود عن‬
‫الغزو‪ ،‬لضعفهم وعجزهم [ول على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم] أي‬
‫وليس عليكم أيها الناس إثم أن تأكلوا من بيوت أزواجكم وعيالكم‪،‬‬
‫قال البيضاوي‪ :‬فيدخل فيها بيوت األوالد ألن بيت الولد كبيته لقوله‬
‫عليه السالم‪ :‬إن أطيب ما يأكل املرء من كسبه‪ ،‬وإن ولده من كسبه‬
‫[أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت‬
‫أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم‪ ،‬أو بيوت أخوالكم أو‬
‫بيوت خالتكم] أي ال حرج في األكل من بيوت هؤالء األقارب قال‬
‫الرازي‪ :‬والظاهر أن إباحة األكل ال تتوقف على االستئذان ألن العادة‬
‫أن هؤالء القوم تطيب أنفسهم بأكل األقارب [أو ما ملكتم مفاتحه] أي‬
‫البيوت التي توكلون عليها وتملكون مفاتيحها في غياب أهلها‪ ،‬قالت‬
‫عائشة‪ :‬كان املسلمون يذهبون مع رسول هللا في الغزو ويدفعون‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪137‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫مفاتحهم إلى ضمنائهم ويقولون‪ :‬قد أحللنا لكم األكل منها‪ ،‬فكانوا‬
‫يقولون‪ :‬إنه ال يحل لنا أن نأكل‪ ،‬إنهم أذنوا لنا عن غير طيب أنفسهم‪،‬‬
‫وإنما نحن أمناء فأنزل هللا [أو ما ملكتم مفاتحه] [أو صديقكم] أي أو‬
‫بيوت أصدقائكم وأصحابكم‪ ،‬قال قتادة‪ :‬إذا دخلت بيت صديقك فال‬
‫بأس أن تأكل بغير إذنه [ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو‬
‫أشتاتا] أي ليس عليكم إثم أو حرج أن تأكلوا مجتمعين أو متفرقين‪،‬‬
‫قال املفسرون‪ :‬نزلت في حي من كنانة كان الرجل منهم ال يأكل وحده‪،‬‬
‫يمكث يومه فإن لم يجد من يؤاكله لم يأكل شيئا‪ ،‬وربما كانت معه‬
‫اإلبل الحفل فال يشرب من ألبانها حتى يجد من يشاربه‪ ،‬فأخبرهم تعالى‬
‫بأن الرجل إذا أكل وحده ال حرج عليه [فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على‬
‫أنفسكم] أي إذا دخلتم بيوتا مسكونة‪ ،‬فسلموا على من فيها من الناس‬
‫حيوهم بتحية اإلسالم " السالم‬ ‫[تحية من عند هللا مباركة طيبة] أي ِّ‬
‫عليكم " وهي التحية املباركة الطيبة التي شرعها هللا لعباده املؤمنين‪،‬‬
‫قال القرطبي‪ :‬وصفها بالبركة ألن فيها الدعاء واستجالب املودة‪،‬‬
‫ووصفها بالطيب ألن سامعها يستطيبها [كذلك يبين هللا لكم اْليات‬
‫لعلكم تعقلون(‪ ])61‬قال ابن كثير‪ :‬ملا ذكر تعالى في هذه السورة‬
‫الكريمة من األحكام املحكمة‪ ،‬والشرائع املبرمة‪ ،‬نبه عباده على أنه يبين‬
‫لهم اآليات بيانا شافيا ليتدبروها ويتعقلوها لعلهم يعقلون [إنما‬
‫املؤمنون الذين آمنوا باهلل ورسوله] أي إنما املؤمنون الكاملون في‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪138‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫اإليمان‪ ،‬الذين صدقوا هللا ورسوله تصديقا جازما ال يخالجه شك‬


‫[وإذا كانوا معه على أمر جامع] أي وإذا كانوا مع الرسول في أمر هام‪،‬‬
‫فيه مصلحة للمسلمين [لم يذهبوا حتى يستأذنوه] أي لم يتركوا‬
‫مجلسه حتى يستأذنوه فيأذن لهم‪ ،‬قال املفسرون‪ :‬نزلت هذه اآلية في‬
‫وقت حفر الخندق‪ ،‬فإن بعض املؤمنين كانوا يستأذنون في االنصراف‬
‫لضرورة‪ ،‬وكان املنافقون يذهبون بغير استئذان‪ ،‬فنزلت تمدح املؤمنين‬
‫الخالصين‪ ،‬وتعرض بذم املنافقين [إن الذين يستأذنونك أولئك‬
‫الذين يؤمنون باهلل ورسوله] هذا توكيد ملا تقدم ذكره تفخيما‬
‫وتعظيما لشأن الرسول‪ ،‬أي إن الذين يستأذنونك يا أيها الرسول أولئك‬
‫هم املؤمنون حقا‪ ،‬قال البيضاوي‪ :‬أعاده مؤكدا على أسلوب أبلغ‪ ،‬فإن‬
‫جعل املستأذنين هم املؤمنون‪ ،‬عكس األسلوب األول‪ ،‬وفيه تأكيد‬
‫لألول بذكر لفظ هللا ورسوله‪ ،‬فيكون مصداقا ودليال على صحة‬
‫اإليمان [فإذا استأذنوك لبعض شأنهم] أي فإذا استأذنك هؤالء‬
‫املؤمنون لبعض شؤونهم ومهامهم [فأذن ملن شئت منهم] أي فإسمح‬
‫ملن أحببت باالنصراف إن كان فيه حكمة ومصلحة [واستغفر لهم‬
‫هللا] أي وأدع هللا لهم بالعفو واملغفرة‪ ،‬فإن االستئذان ولو لعذر‬
‫قصور‪ ،‬ألنه تقديم ألمر الدنيا على أمر الدين [إن هللا غفور‬
‫رحيم(‪ ])62‬أي عظيم العفو واسع الرحمة [ل تجعلوا دعاء الرسول‬
‫بينكم كدعاء بعضكم بعضا] أي ال تنادوا الرسول باسمه كما ينادي‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪139‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫بعضكم بعضا باسمه‪ ،‬بل قولوا‪ :‬يا نبي هللا‪ ،‬ويا رسول هللا‪ ،‬تفخيما‬
‫ملقامه وتعظيما لشانه! قال ابو حيان‪ :‬ملا كان التداعي باألسماء على‬
‫عادة البداوة أمروا بتوقير رسول هللا ‪ ‬ودعائه بأحسن ما يدعى به‪،‬‬
‫نحو يا رسول هللا‪ ،‬يا نبي هللا‪ ،‬أال ترى إلى بعض جفاة من أسلم كان‬
‫يقول يا محمد فنهوا عن ذلك قال قتادة‪ :‬أمرهم تعالى أن يفخموه‬
‫ويشرفوه [قد يعلم هللا الذين يتسللون منكم لواذا] أي قد علم هللا‬
‫الذين ينسلون قليال قليال‪ ،‬ويخرجون من الجماعة في خفية‪ ،‬يستتر‬
‫بعضهم ببعض‪ ،‬قال الطبري‪ :‬واللواذ هو أن يلوذ القوم بعضهم‬
‫ببعض‪ ،‬يستتر هذا بهذا وهذا بهذا [فليحذر الذين يخالفون عن أمره]‬
‫أي فليخف الذين يخالفون أمر الرسول ويتركون سبيله ومنهجه‬
‫وسنته [أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم(‪ ])63‬أي تنزل بهم‬
‫محنة عظيمة في الدنيا‪ ،‬أو ينالهم عذاب شديد في اآلخرة [أل إن هلل ما‬
‫في السموات واألرض] أي له جل وعال ما في الكون ملكا وخلقا وعبيدا‬
‫[قد يعلم ما أنتم عليه] أي قد علم ما في نفوسكم من اإليمان أو‬
‫النفاق‪ ،‬واإلخالص أو الرياء [ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا]‬
‫أي ويوم القيامة يرجعون إليه فيخبرهم بما فعلوا في الدنيا‪ ،‬من صغير‬
‫وكبير‪ ،‬وجليل وحقير‪ ،‬ويجازي كال بعمله [وهللا بكل ش يء عليم(‪])64‬‬
‫أي ال يخفى عليه خافية‪ ،‬ألن الكل خلقه وملكه‪ ،‬وهم في قبضته‬
‫وسلطانه‪ ،‬ال تخفى عليه أعمالهم وأحوالهم‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪140‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫فائدة‪ :‬قال بعض السلف‪ :‬من أمر السنة على نفسه‪ ،‬قوال وفعال نطق‬
‫بالحكمة‪ ،‬ومن أمر الهوى على نفسه قوال وفعال نطق بالبدعة‪ ،‬لقوله‬
‫تعالى‪[ :‬وإن تطيعوه تهتدوا]‪.‬‬
‫لطيفة‪ :‬قيل لبعضهم‪ :‬من أحب إليك أخوك أم صديقك؟ فقال‪ :‬ال‬
‫أحب أخي إذا لم يكن صديقي ! وقال ابن عباس‪" :‬الصديق أوكد من‬
‫القريب أال ترى استغاثة الجهنميين حين قالوا‪[ :‬فما لنا من شافعين وال‬
‫صديق حميم] ولم يستغيثوا باآلباء واألمهات"‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪141‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َ ْ ْ‬
‫ِكتاب ال ِعل ِم‬
‫(صحيح البخاري‪ :‬محمد بن اسماعيل البخاري)‪1‬‬

‫ب ْسم ََّّللا َّ‬


‫الر ْح َمن َّ‬
‫الرحيم‬
‫ين َآم ُنوا م ْن ُك ْم َو َّالذ َ‬
‫ين‬ ‫ى{ي ْر َف ْع َّ ُ‬
‫َللا َّالذ َ‬ ‫ضل ْالع ْلم َو َق ْول ََّللا َت َع َال َ‬ ‫‪َ 1‬باب َف ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ ْ ْ َ َ َ َ َ َّ ُ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ات وَللا ِبما تعملون خ ِبير}وقو ِل ِه عزوجل{ر ِب ِزد ِني ِعلما}‬ ‫أوتوا ال ِعلم درج ٍ‬
‫يث ُث َّم َأ َج َ‬
‫اب‬
‫َ َ َ َّ ْ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫‪َ 2‬باب َم ْن ُس ِئ َل ِعل اما َو ُه َو ُمشت ِغل ِفي َح ِدي ِث ِه فأتم الح ِد‬
‫َّ‬
‫السا ِئ َل‬
‫ُْ‬ ‫ال َح َّد َث َنا ُف َل ْي ٌح ح َ‬
‫وح َّد َثني إ ْب َراه ُ‬ ‫‪َ - 59‬ح َّد َث َنا ُم َح َّم ُد ْب ُن س َنان َق َ‬
‫يم ْب ُن امل ْنذر‬ ‫ٍ‬
‫ال َح َّد َثني ه َال ُل ْب ُن َعليِّ‬ ‫ال َح َّد َثني َأبي َق َ‬ ‫ال َح َّد َث َنا ُم َح َّم ُد ْب ُن ُف َل ْيح َق َ‬
‫َق َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫ْ ْ‬
‫املنهج املعين‪ :‬ك َتاب العلم من صحيح البخاري‪ .‬وملطالعة كتاب فتح الباري البن حجر العسقالني يمكن تنزيله من‬ ‫‪1‬‬

‫‪.)402‬‬ ‫‪-252‬‬ ‫ص‬ ‫ج‪.1‬‬ ‫الباري‪.‬‬ ‫(فتح‬ ‫التالي‬ ‫العنوان‬


‫‪https://ia801303.us.archive.org/3/items/FP2021/01_2022.pdf‬‬

‫ولشرح قصير يرجى البحث في كتاب التوشيح شرح الجامع الصحيح‪ ،‬للحافظ جالل الدين السيوطي‪( .‬ص ‪-233‬‬
‫‪ ،)302‬والعنوان لتنزيل الكتاب‪https://archive.org/details/FP36067/mode/2up :‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪142‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َّ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم‬ ‫عن عطاء بن يس ٍار عن أبي هريرة قال بينما النبي صلى‬
‫َ‬
‫اعة ف َمض ى َر ُسو ُل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫في َم ْجلس ُي َح ِّد ُث ْال َق ْو َم َج َاء ُه َأ ْع َراب ٌّي َف َق َ‬
‫ال َم َتى َّ‬
‫الس َ‬
‫ٍ‬
‫ال َف َكرهَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض القوم سمع ما ق َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ال بع ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص َّلى َّللا عليه وسلم يحدث فق َ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ََّّللا َ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ُ‬
‫ال أ ْي َن أ َر ُاه‬ ‫ما قال وقال بعضهم بل لم يسمع حتى إذا قض ى حديثه ق‬
‫َّ ُ َ ْ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ ِّ َ ْ ْ َ َ َ ُ‬
‫السائل عن الساعة قال ها أنا يا رسول َّللا قال فإذا ضيعت األمانة‬
‫َْ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ ْ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ال إذا ُو ِّس َد األ ْم ُر إلى غ ْير أ ْهله‬ ‫فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها ق‬
‫َ ْ َ ْ َّ َ َ‬
‫اعة‬ ‫فانتظر الس‬
‫َ َ ْ َََ َ َ ْ ْ‬
‫ص ْوت ُه ِبال ِعل ِم‬ ‫‪ 3‬باب من رفع‬
‫َ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ ُّ ْ َ َ ُ ْ ُ ْ َ ْ َ َ َ َ‬
‫ال َح َّدث َنا أ ُبو َع َوانة َع ْن أبي بش ٍر‬ ‫‪ - 60‬حدثنا أبو النعمان عارم بن الفضل ق‬
‫َ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ َّ ْ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ َّ َّ ُّ َ َّ‬
‫صلى‬ ‫عن يوسف بن ماهك عن عبد َّللا بن عم ٍرو قال تخلف عنا النبي‬
‫َّ َ ُ َ‬ ‫َ َ ََ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫لصالة َون ْح ُن‬ ‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم في َس ْف َر ٍة َساف ْرن َاها فأ ْد َرك َنا َوق ْد أ ْر َهق ْت َنا ا‬
‫َْ َ‬ ‫ض ُأ َف َج َع ْل َنا َن ْم َس ُح َع َلى َأ ْر ُجل َنا َف َن َادى ب َأ ْع َلى َ‬
‫َن َت َو َّ‬
‫ص ْوته َو ْي ٌل لأل ْعقاب م ْن‬
‫َ َ ََ ً‬ ‫َّ‬
‫النار َم َّرت ْين أ ْو ثالثا‬
‫ََ َ ْ َ َْ ََ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬
‫َباب ق ْو ِل امل َح ِّد ِث َح َّدثنا ْأو أخ َب َرنا َو أن َبأنا‬ ‫‪4‬‬
‫َ َ َ ْ َ َْ ََ‬ ‫ال َل َنا ْال ُح َم ْيد ُّي َك َ‬
‫َو َق َ‬
‫ان ع ْن َد ْابن ُع َي ْي َنة َح َّدث َنا َوأخ َب َرنا َوأن َبأنا َو َسم ْع ُت‬
‫َّ‬ ‫َ ً َ َ َ ْ ُ َ ْ ُ َ َّ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َو ُه َو‬ ‫ود حدثنا رسول َّللا صلى‬ ‫واحدا وقال ابن مسع ٍ‬
‫ص َّلى ََّّللاُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫يق عن ع ْبد َّللا َسم ْعت النب َّي َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال شق ٌ‬‫َ‬ ‫ص ُدو ُق َو َق َ‬ ‫الصاد ُق ْاملَ ْ‬‫َّ‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪143‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ً َ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ َّ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم‬ ‫عليه وسلم كلمة وقال حذيفة حدثنا رسول َّللا صلى‬
‫َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ ََّ‬
‫اس عن النبي صلى َّللا عليه وسلم‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َ ْ ْ َ َّ‬
‫حديثين وقال أبو العالية َ عن ابن عب ٍ‬
‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ ِّ َ َ َ َ ٌ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َي ْرويه َع ْن‬ ‫فيما يروي عن ربه وقال أنس عن النبي صلى‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ص َّلى ُ‬
‫َّ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َي ْرويه َع ْن‬ ‫ال َأ ُبو ُه َرْي َر َة َع ْن َّ‬
‫النب ِّي َ‬ ‫َرِّبه َع َّز َو َج َّل َو َق َ‬
‫ُ‬
‫َرِّبك ْم َع َّز َو َج َّل‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫يل ْب ُن َج ْعف ٍر َع ْن َع ْبد َّللا ْبن د َين ٍار َع ْن ْابن‬ ‫‪َ - 61‬ح َّد َث َنا ُق َت ْي َب ُة َح َّد َث َنا إ ْس َماع ُ‬
‫َ ً َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم إ َّن م ْن الش َجر ش َج َرة ال‬ ‫عمر قال قال رسول َّللا صلى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫امل ْسلم ف َحدثوني َما ه َي ف َوق َع َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ َ ُ َ َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫اس في ش َجر‬ ‫الن ُ‬ ‫يسقط ورقها وإنها مثل‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َّ َ َّ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫ْال َب َوادي َق َ‬
‫النخلة فا ْس َت ْح َي ْي ُت ث َّم قالوا‬ ‫ال َع ْب ُد َّللا َو َوق َع في ن ْفس ي أنها‬
‫َ ِّ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ َّ ْ َ ُ‬
‫النخلة‬ ‫حدثنا ما هي يا رسول َّللا قال هي‬
‫ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬ ‫‪َ 5‬باب َط ْرح ْاإل َمام ْاملَ ْس َأ َل َة َع َلى َأ ْ‬
‫ص َح ِاب ِه ِل َيخت ِب َر َما ِعند ُه ْم ِم ْن ال ِعل ِم‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ُ َ‬
‫ان َح َّدث َنا َع ْب ُد َّللا ْب ُن دي َن ٍار َع ْن ْابن‬ ‫‪ - 62‬حدثنا خالد بن مخل ٍد حدثنا سليم‬
‫ُ َ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َّ ْ َّ َ َ َ َ ً َ‬
‫عمر عن النبي صلى َّللا عليه وسلم قال إن من الشجر شجرة ال‬
‫َ ْ ُ ُ َ َ ُ َ َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ ْ َ ِّ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ ُ َ‬
‫اس في ش َجر‬ ‫يسقط ورقها وإنها مثل املسلم حدثوني ما هي قال فوقع الن‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ َّ ْ َ ُ ُ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫النخلة ث َّم قالوا َح ِّدث َنا َما ه َي‬ ‫ال َب َوادي قال عبد َّللا فوقع في نفس ي أنها‬
‫َ َ ُ َ َّ َ َ َ َّ ْ َ ُ‬
‫النخلة‬ ‫يا رسول َّللا قال هي‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ َ َ َ ُ‬
‫َباب َما َج َاء ِفي ال ِعل ِم َوق ْو ِل ِه ت َعالى َ{وق ْل َر ِ ّب ِز ْد ِني ِعل اما}‬ ‫‪6‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪144‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ُْ‬
‫ض َعلى امل َح ِّدث َو َرأى ال َح َس ُن َوالث ْور ُّي َو َمال ٌك الق َر َاءة‬ ‫القراءة والعر‬
‫َ ْ َ ََْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َجائ َز ًة َو ْ‬
‫اح َت َّج َب ْع ُ‬
‫ض ُه ْم في الق َر َاءة َعلى ال َعالم ب َحديث ضمام بن ثعلبة‬
‫َ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َّ ُ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ِّ َ َّ َ َ َ َ َ‬
‫ال ن َع ْم‬ ‫قال للنبي صلى َّللا عليه وسلم آَّلل أمرك أن نصلي الصلوات ق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫َ َ ٌ َ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم أخ َب َر ض َم ٌام ق ْو َم ُه بذل َك‬ ‫ال ف َهذه قراءة على النبي صلى‬ ‫ق‬
‫الص ِّك ُي ْق َ ُرأ َع َلى ْال َق ْوم َف َي ُق ُولو َن َأ ْش َه َد َنا ُف َالنٌ‬ ‫ٌ‬
‫احت َّج َمالك ب َّ‬‫َ‬ ‫َفأجازوه و ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ َ ْ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُْ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ َ‬
‫َو ُي ْق َرأ ذل َك ق َر َاءة َعل ْيه ْم َو ُي ْق َرأ َعلى امل ْقرئ ف َي ُقو ُل القار ُئ أق َرأني فال ٌن‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َح َّدث َنا ُم َح َّم ُد ْب ُن َسال ٍم َح َّدث َنا ُم َح َّم ُد ْاب ُن ال َح َسن ال َواسط ُّي َع ْن َع ْو ٍف‬
‫َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ُ ُ َ‬
‫وسف‬ ‫عن الحسن قال ال بأس بالقراءة على العالم وأخبرنا محمد بن ي‬
‫َّ‬ ‫ْ َ ْ ُّ َ َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ َ ُّ َ َ َ‬
‫ال َح َّدث َنا ُع َب ْي ُد َّللا ْب ُن‬‫الفربري وحدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ق‬
‫ُ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ َ ِّ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫موس ى عن سفيان قال إذا قرئ على املحدث فال بأس أن يقول حدثني‬
‫َ ُ َْ َ ْ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َق َ‬
‫ان الق َر َاءة َعلى ال َعالم‬ ‫ال َو َسم ْع ُت أ َبا َعاص ٍم َي ُقو ُل َع ْن َمال ٍك وسفي‬
‫ُ‬
‫َوق َر َاءت ُه َس َو ٌاء‬
‫َْ‬ ‫ف َق َ َ َّ َ َ َّ ُ َ ْ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ ُ َّ ْ ُ ُ ُ َ‬
‫يد ُه َو امل ْق ُبر ُّي‬ ‫ال حدثنا الل ْيث عن سع ٍ‬ ‫‪ - 63‬حدثنا عبد َّللا بن يوس‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َع ْن َشريك ْبن َع ْبد ََّّللا ْبن أبي نمر أنه َسم َع أن َ‬
‫س ْب َن َمال ٍك َيقو ُل َب ْين َما‬ ‫ٍ‬
‫َ َ َ َ ُ ٌ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ ُ ُ ٌ َ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ‬
‫نحن جلوس مع النبي صلى َّللا عليه وسلم في املسجد دخل رجل على‬
‫َ َ َ َ َ َ ُ ْ َ ْ ُ َّ َ َ َ ُ ُ َّ َ َ َ ُ ْ َ ُّ ُ ْ ُ َ َّ ٌ َ َّ ُّ َ َّ‬
‫صلى‬ ‫جم ٍل فأناخه في املسجد ثم عقله ثم قال لهم أيكم محمد والنبي‬
‫ض ْاملُ َّتكئُ‬ ‫َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ ُ َّ ٌ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َ َ َّ ُ ُ ْ َ‬
‫األ ْب َي ُ‬ ‫َّللا عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم فقلنا هذا الرجل‬
‫َ َ َ َ ُ َّ ُ ُ ْ َ َ ْ ْ ُ َّ َ َ َ َ ُ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َْ‬
‫فقال له الرجل ابن عبد املطلب فقال له النبي صلى َّللا عليه وسلم قد‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪145‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ُ َ َ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َ َ َ َّ ُ ُ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم إني َسائل َك ف ُمش ِّد ٌد‬ ‫أجبتك فقال الرجل للنبي صلى‬
‫ال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َس ْل َع َّما َبدا لك فق َ‬ ‫َع َل ْي َك في ْاملَ ْس َأ َلة َف َال َتج ْد َع َل َّي في نفسك فق َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ ْ َ ُ َ َ ِّ َ َ َ ِّ َ ْ َ ْ َ َ َّ ُ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ ِّ ْ َ َ َ َّ َ‬
‫ال الل ُه َّم ن َع ْم‬ ‫أسألك بربك ورب من قبلك آَّلل أرسلك إلى الناس كلهم فق‬
‫س في ال َي ْوم‬
‫ْ‬ ‫الص َل َوات ا ْل َخ ْم َ‬ ‫ص ِّل َي َّ‬ ‫آَّلل َأ َم َر َك َأ ْن ُن َ‬
‫اَّلل َّ ُ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ‬
‫قال أنشدك ب‬
‫َ َّ ْ َ َ َ َّ ُ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َّ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ‬
‫والليلة قال اللهم نعم قال أنشدك باَّلل آَّلل أمرك أن نصوم هذا‬
‫َ َْ ُ َ‬ ‫َّ ْ َ ْ َّ َ َ َ َّ ُ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ َّ ُ َ‬
‫آَّلل أ َم َر َك أ ْن تأخذ‬ ‫الشهر من السنة قال اللهم نعم قال أنشدك باَّلل‬
‫َّ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َُّ‬
‫َهذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال النبي صلى َّللا‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ َّ‬
‫الل ُه َّم َن َع ْم َف َق َ‬
‫الر ُج ُل َآم ْن ُت ب َما جئ َت به َوأنا َر ُسو ُل َم ْن‬ ‫ال َّ‬ ‫عليه وسلم‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َو َرائي م ْن َق ْومي َوأنا ض َم ُام ْب ُن ث ْعل َبة أخو َبني َس ْعد ْبن َبكر ََر َو ُاه ُم َ‬
‫َ‬
‫وس ى‬ ‫ٍ‬
‫َ ْ َ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ‬ ‫َ ْ ُ ََْ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ ُّ ْ ُ َ ْ ْ َ‬
‫س عن النبي صلى‬ ‫وعلي بن عبد الحميد عن سليمان عن ثاب ٍت عن أن ٍ‬
‫َّ َ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ب َهذا‬
‫ْ ْ ْ ْ َ ْ َْ‬ ‫َ َ ُ ْ َ ُ َُْ َ َ َ َ َ‬
‫اب أ ْه ِل ال ِعل ِم ِبال ِعل ِم ِإلى ال ُبلد ِان‬ ‫‪ 7‬باب ما يذكر ِفي املناول ِة و ِكت ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َ َ ََ ُ َ َ َ ُ ْ َ ُ َْ َ َ َ َ‬
‫صاحف ف َب َعث ب َها إلى اآلفاق َو َرأى َع ْب ُد َّللا ْب ُن‬ ‫وقال أنس نسخ عثمان امل‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُع َم َر َو َي ْح َيى ْب ُن َسعيد َو َمال ُك ذل َك َجائ ًزا َو ْ‬
‫ض أ ْهل الح َجاز في‬ ‫احت َّج َب ْع ُ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫النب ِّي صلى َّللا عل ْيه وسل َم ح ْيث كت َب ألمير َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْاملُ َن َاو َلة ب َحديث َّ‬
‫السرَّية‬
‫َ ً َ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َّ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ‬
‫ان ق َرأ ُه‬ ‫كتابا وقال ال تقرأه حتى تبلغ مكان كذا وكذا فلما بلغ ذلك املك‬
‫َّ‬ ‫َ َ َّ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم‬ ‫على الناس وأخبرهم بأمر النبي صلى‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪146‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫صال ٍح‬ ‫ال َح َّد َثني إ ْب َراه ُ‬


‫يم ْب ُن َس ْع ٍد َع ْن َ‬ ‫يل ْب ُن َع ْبد ََّّللا َق َ‬‫‪َ - 64‬ح َّد َث َنا إ ْس َماع ُ‬
‫َ َ ْ ُ َ ْ َّ ْ َ ْ َّ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ُ َ‬
‫ود أ َّن َع ْب َد‬‫اب عن عبيد َّللا بن عبد َّللا بن عتبة بن مسع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َع ْن ْابن شه‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ ُ َ َّ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َب َعث بك َتابه‬ ‫اس أخبره أن رسول َّللا صلى‬ ‫َّللا بن َ عب َ ٍ‬
‫ْ َ ْ َْ َ َ َ َ ُ َ ُ ْ َ ْ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫َر ُجال َوأ َم َر ُه أ ْن َي ْدف َع ُه إلى َعظيم البحرين فدفعه عظيم البحرين إلى‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َّ َ ُ َ َ ْ ُ َ َّ ْ َ ْ ُ َ َّ َ َ َ‬
‫ال ف َد َعا َعل ْيه ْم َر ُسو ُل‬‫كسرى فلما قرأه مزقه فحسبت أن ابن املسيب ق‬
‫ُ ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم أ ْن ُي َم َّزقوا ك َّل ُم َم َّز ٍق‬ ‫َّللا صلى‬
‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ ْ َ ُ ُ‬
‫ال أخ َب َرنا ش ْع َبة‬ ‫‪ - 65‬حدثنا محمد بن مقات ٍل أبو الحسن أخبرنا عبد َّللا ق‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ص َّلى َّ ُ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم كت ًابا‬ ‫النب ُّي َ‬ ‫َع ْن َق َت َاد َة َع ْن َأ َنس ْبن َمال ٍك َق َ‬
‫ال َك َت َب َّ‬
‫َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ ُ َّ ُ ْ َ َ ْ َ ُ َن َ ً َّ َ ْ ُ ً َ َ َ َ َ‬
‫وما ف َّاتخذ خات ًما‬ ‫أو أراد أن يكتب فقيل له إنهم ال يقرءو كتابا إال مخت‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ِّ َ ْ ُ َ‬ ‫ْ َّ َ ُ‬
‫ض ٍة ن ْقش ُه ُم َح َّم ٌد َر ُسو ُل َّللا كأني أنظ ُر إلى َب َياضه في َيده ف ُقل ُت‬ ‫من ف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال أن ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ال نقشه ُمح َّمد َر ُسو ُل َّللا ق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل َق َت َادة َمن ق َ‬
‫ْ‬
‫س‬
‫َ ُ ا ْ َْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َ َ‬
‫س َو َم ْن َرأى ف ْر َجة ِفي ال َحلق ِة‬ ‫امل ْج ِل ُ‬ ‫َباب َم ْن ق َعد َح ْيث َينت ِهي ِب ِه‬ ‫‪8‬‬
‫س ِف َيها‬ ‫َف َج َل َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ال َح َّد َثني َمال ٌك َع ْن إ ْس َح َ‬ ‫يل َق َ‬ ‫‪َ - 66‬ح َّد َث َنا إ ْس َماع ُ‬
‫اق ْبن َع ْبد َّللا ْبن أبي‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫طل َحة أ َّن أ َبا ُم َّرة َم ْولى َعقيل ْبن أبي طال ٍب أخ َب َر ُه َع ْن أبي َواق ٍد الل ْيث ِّي أ َّن‬
‫اس َم َع ُه‬ ‫س في ْاملَ ْسجد َو َّ‬
‫الن ُ‬ ‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َب ْي َن َما ُه َو َجال ٌ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬
‫َر ُسو َل ََّّللا َ‬
‫َّ‬ ‫َّ َ َّ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ ََ َ ُ َ َ ََ ْ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم‬ ‫إذ أق َب َل ثالثة نف ٍر فأق َب َل اث َنان إلى َر ُسول َّللا صلى‬
‫َّ َ َ‬ ‫َّ َ َّ َّ ُ َ‬ ‫َََ َ َ ٌ َ َ َ ََ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم فأ َّما‬ ‫ال ف َوقفا َعلى َر ُسول َّللا صلى‬ ‫وذهب واحد ق‬
‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬
‫‪147‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َ َ ُ ُ َ َ َ َ ُ ْ َ ً ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َّ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ‬
‫س خلف ُه ْم‬ ‫أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها وأما اآلخر فجل‬
‫ال‬‫َّللا َع َل ْيه َو َسل َم ق َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ص َّلى َّ ُ‬‫الثال ُث َف َأ ْد َب َر َذاه ًبا َف َل َّما َف َر َغ َر ُسو ُل ََّّللا َ‬‫َ َ َّ َّ‬
‫وأما‬
‫َ َ ُ ْ ُ ُ ْ َ ْ َّ َ َّ َ َ َ َّ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ُ َّ ُ َ ََّ‬
‫أال أخبركم عن النفر الثالثة أما أحدهم فأوى إلى َّللا فآواه َّللا وأما‬
‫َّللا َع ْن ُه‬ ‫ض َف َأ ْع َر َ‬
‫ض َّ ُ‬ ‫َّللا م ْن ُه َو َأ َّما ْاآل َخ ُر َف َأ ْع َر َ‬ ‫ْاآل َخ ُر َف ْ‬
‫اس َت ْح َيا َف ْ‬
‫اس َت ْح َيا َّ ُ‬

‫َّ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ َّ ّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َللا َعل ْي ِه َو َسل َم ُر َّب ُم َبل ٍغ أ ْوعى ِم ْن َس ِام ٍع‬ ‫‪ 9‬باب قو ِل الن ِب ِي صلى‬

‫ين َع ْن‬ ‫ال َح َّد َث َنا ْاب ُن َع ْون َع ْن ْابن سير َ‬ ‫ال َح َّد َث َنا ب ْش ٌر َق َ‬‫‪َ - 67‬ح َّد َث َنا ُم َس َّد ٌد َق َ‬
‫ٍ‬
‫َّ َ‬ ‫َ ْ َّ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ق َع َد‬ ‫عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ذكر النبي صلى‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ان بخ َطامه َأ ْو بز َمامه َق َ‬ ‫َع َلى َبعيره َو َأ ْم َس َك إ ْن َس ٌ‬
‫ال أ ُّي َي ْو ٍم َهذا ف َسك ْت َنا‬
‫الن ْحر ُق ْل َنا َب َلى َق َ‬
‫ال‬ ‫س َي ْو َم َّ‬ ‫ال َأ َل ْي َ‬
‫اسمه َق َ‬ ‫َح َّتى َظ َن َّنا َأ َّن ُه َس ُي َس ِّميه س َوى ْ‬
‫س‬ ‫ال َأ َل ْي َ‬
‫اسمه َف َق َ‬ ‫َف َأ ُّي َش ْهر َه َذا َف َس َك ْت َنا َح َّتى َظ َن َّنا َأ َّن ُه َس ُي َس ِّميه ب َغ ْير ْ‬
‫ٍ‬
‫ال َفإ َّن د َم َاء ُك ْم َو َأ ْم َو َال ُك ْم َو َأ ْع َر َ‬
‫اض ُك ْم َب ْي َن ُكمْ‬ ‫بذي ْالح َّجة ُق ْل َنا َب َلى َق َ‬
‫َ ُ َ ِّ َّ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َح َر ٌام ك ُح ْر َمة َي ْومك ْم َهذا في ش ْهرك ْم َهذا في َبلدك ْم َهذا ل ُي َبلغ الشاه ُد‬
‫َ َ‬ ‫َ ِّ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫الغائ َب فإ َّن الشاه َد َع َس ى أ ْن ُي َبلغ َم ْن ُه َو أ ْو َعى ل ُه م ْن ُه‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ َ َْ‬
‫‪َ 10‬باب ال ِعل ُم ق ْب َل الق ْو ِل َوال َع َم ِل‬
‫َ ْ َّ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َّ ُ َ َ َ َّ َّ ُ َ َ ْ ْ َ ْ َ‬
‫َّللا}ف َب َدأ بالعلم َوأ َّن ال ُعل َم َاء ُه ْم‬ ‫لقول َّللا تعالى{فاعلم أنه ال إله إال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُ ْ ْ‬ ‫َ ُ ْ َْ‬
‫َو َرثة األنب َياء َو َّرثوا العل َم َم ْن أخذ ُه أخذ ب َح ٍظ َواف ٍر َو َم ْن َسل َك طر ًيقا‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ال َج َّل ذك ُر ُه{إ َّن َما َيخش ى‬ ‫َّللا َل ُه َطر ًيقا إ َلى ْال َج َّنة‪َ .‬و َق َ‬
‫َي ْط ُل ُب به ع ْل ًما َس َّه َل َّ ُ‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪148‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ْ ُ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َ َّ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َّ َ‬
‫}{وقالوا ل ْو ك َّنا‬ ‫َّللا م ْن ع َباده العلماء}وقال{وما يعقلها إال العاملون‬
‫ين‬‫ال َ{ه ْل َي ْس َتوي َّالذ َ‬ ‫السعير} َو َق َ‬ ‫ص َحاب َّ‬ ‫َن ْس َم ُع َأ ْو َن ْعق ُل َما ُك َّنا في َأ ْ‬
‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َم ْن ُير ْد َّ ُ‬
‫َّللا‬ ‫ص َّلى َّ ُ‬ ‫ال َّ‬
‫النب ُّي َ‬ ‫ين َال َي ْع َل ُمو َن َ}و َق َ‬ ‫َي ْع َل ُمو َن َو َّالذ َ‬
‫ض ْع ُت ْم‬ ‫ال َأ ُبو َذ ِّر َل ْو َو َ‬ ‫َ ْ ً ُ َ ِّ ْ ُ َ َّ َ ْ ْ ُ َّ َ ُّ َ َ َ‬
‫به خيرا يفهمه‪ .‬وإنما َ العلم بالتعلم‪ .‬وق َ ُ ٍ‬
‫َ َ َ َ ُ َ ْ ِّ ْ ُ َ ً‬ ‫َّ ْ َ َ َ‬
‫ص َامة َعلى َهذه َوأش َار إلى قف ُاه ث َّم ظ َنن ُت أني أنفذ كل َمة َسم ْع ُت َها‬ ‫الصم‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ق ْب َل أ ْن ُتج ُيزوا َعل َّي أل ْن َفذ ُت َها َوق َ‬‫َ‬ ‫صلى َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫م ْن َّ‬
‫ال ْاب ُن‬ ‫النب ِّي َ‬
‫اس‬ ‫الن َ‬ ‫الرَّبان ُّي َّالذي ُي َرِّبي َّ‬ ‫ال َّ‬‫}ح َل َم َاء ُف َق َه َاء َو ُي َق ُ‬
‫َع َّباس ُ{ك ُونوا َرَّبان ِّي َين ُ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ْ َ‬
‫بصغار العلم قبل كباره‬
‫َْ َ ْ ْ َ‬ ‫َّ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َللا َعل ْي ِه َو َسل َم َيتخ َّول ُه ْم ِبامل ْو ِعظ ِة َوال ِعل ِم ك ْي‬ ‫‪ 11‬باب ما كان الن ِبي صلى‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ل َين ِف ُروا‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ال َأ ْخ َب َرَنا ُس ْف َي ُ‬
‫ف َق َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ُ ُ َ‬
‫ان َع ْن األ ْع َمش َع ْن أبي َوائ ٍل‬ ‫‪ - 68‬حدثنا محمد بن يوس‬
‫َ ْ ْ َ ْ ُ َ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ َ ْ َ‬
‫ود قال كان النبي صلى َّللا عليه وسلم يتخولنا باملوعظة‬ ‫عن ابن مسع ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫األ َّيام َك َر َاه َة َّ‬
‫الس َآمة َعل ْي َنا‬ ‫في‬
‫َ َ َ ُ ُ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ َ َّ َ َ َ‬
‫ال َح َّدث َنا ش ْع َبة‬‫ال َح َّدث َنا َي ْح َيى ْب ُن َسعي ٍد ق‬ ‫‪ - 69‬حدثنا محمد بن بش ٍار ق‬
‫َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ ََّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َح َّد َثني َأ ُبو َّ‬‫َق َ‬
‫الت َّياح َع ْن أنس ْبن َمال ٍك عن النبي صلى َّللا عليه وسلم‬
‫َ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َق َ‬
‫ال َي ِّس ُروا َوال ت َع ِّس ُروا َو َبش ُروا َوال ت َن ِّف ُروا‬
‫َ َ ْ َ َ َ َ ْ ْ ْ َ َّ ا َ ْ ُ َ ا‬
‫ومة‬ ‫باب من جعل ِأله ِل ال ِعل ِم أياما معل‬ ‫‪12‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪149‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ‬ ‫ان ْب ُن َأبي َش ْي َب َة َق َ‬
‫ال َح َّد َث َنا َجر ٌير َع ْن َم ْن ُ‬ ‫‪َ - 70‬ح َّد َث َنا ُع ْث َم ُ‬
‫صو ٍر َع ْن أبي َوائ ٍل‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ ُ َّ ُ َ ِّ ُ َّ َ ُ َ‬
‫ال ل ُه َر ُج ٌل َيا أ َبا َع ْبد‬ ‫يس فق‬ ‫ٍ‬ ‫اس في ك ِّل خم‬ ‫قال كان عبد َّللا يذكر الن‬
‫ْ َ َ َِّ‬ ‫َ‬ ‫الر ْح َمن َل َود ْد ُت َأ َّن َك َذ َّك ْرَت َنا ُك َّل َي ْوم َق َ‬
‫ال أ َما إ َّن ُه َي ْم َن ُعني من ذلك أني‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫َ ْ َ ُ َ ْ ُ َّ ُ ْ َ ِّ َ َ َ َّ ُ ُ ْ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه‬ ‫أكره أن أملكم وإني أتخولكم باملوعظة كما كان النبي صلى‬
‫َ‬ ‫َو َس َّل َم َي َت َخ َّو ُل َنا ب َها َم َخ َاف َة َّ‬
‫الس َآمة َعل ْي َنا‬

‫الد ِين‬ ‫َللا به َخ ْي ارا ُي َف ّق ْه ُه في ّ‬‫َ َ ْ ُ ْ َّ ُ‬


‫ِ ِ ِ‬ ‫‪ 13‬باب من ي ِرد ِ ِ‬

‫اب‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ َ ْ َ ْ ُ ُ َ َ ْ ْ‬
‫‪ - 71‬حدثنا سعيد بن عفي ٍر قال حدثنا ابن وه ٍب عن يونس عن ابن شه ٍ‬
‫َ َ‬ ‫ال َق َ‬‫َق َ‬
‫الر ْح َمن َسم ْع ُت ُم َعاو َية خطي ًبا َي ُقو ُل َسم ْع ُت‬ ‫ال ُح َم ْي ُد ْب ُن َع ْبد َّ‬
‫الدين‬ ‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َي ُقو ُل َم ْن ُير ْد َّ ُ‬
‫َّللا به َخ ْي ًرا ُي َف ِّق ْه ُه في ِّ‬ ‫ص َّلى َّ ُ‬ ‫َّ‬
‫النب َّي َ‬
‫َّ َ‬ ‫ُْ ُ َ ً َ َ‬ ‫َوإ َّن َما َأ َنا َقاس ٌم َو َّ ُ‬
‫َّللا ُي ْعطي َو َل ْن َت َز َ‬
‫ال َهذه األ َّمة قائ َمة َعلى أ ْمر َّللا ال‬
‫ْ َ َّ‬ ‫َ ََ‬
‫ض ُّر ُه ْم َم ْن خالف ُه ْم َح َّتى َيأت َي أ ْم ُر َّللا‬‫َي ُ‬

‫ْ ْ‬ ‫َْ‬
‫‪َ 14‬باب الف ْه ِم ِفي ال ِعل ِم‬
‫ال لي ْاب ُن َأبي َنجيح َع ْن ُم َجاه ٍد َق َ‬
‫ال‬ ‫ال َق َ‬ ‫‪َ - 72‬ح َّد َث َنا َعل ُّي َح َّد َث َنا ُس ْف َي ُ‬
‫ان َق َ‬
‫َّ َ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ُ‬
‫صح ْب ُت ْاب َن ُع َم َر إلى املد َينة فل ْم أ ْس َم ْع ُه ُي َح ِّدث َعن رسول َّللا صلى‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َّ َ ً َ ً َ َ ُ َّ ْ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه‬ ‫َّللا عليه وسلم إال حديثا واحدا قال كنا عند النبي صلى‬
‫َ َ َّ َ َ ُ َ ُ َّ َ َ َ َّ ْ َّ َ َ َ َ ً َ َ ُ َ َ َ َ ْ ُْ‬
‫وسلم فأتي بجم ٍار فقال إن من الشجر شجرة مثلها كمثل املسلم‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪150‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ َ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ َ َّ ْ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ َ َ ُّ َ َ َّ ُّ َ َّ‬
‫صلى‬ ‫فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم فسكت قال النبي‬
‫َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ ْ َ ُ‬
‫النخلة‬ ‫َّللا عليه وسلم هي‬
‫ْ ْ ْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫اط ِفي ال ِعل ِم َوال ِحك َم ِة‬
‫‪ 15‬باب ِالغ ِتب ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َو َق َ‬
‫ال ُع َم ُر تف َّق ُهوا ق ْب َل أ ْن ت َس َّو ُدوا‬
‫َ َّ َ َ ْ ُ َ ْ ُّ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ُ َ َ َ َّ َ ْ َ ُ َ َ‬
‫يل ْب ُن أبي خال ٍد‬ ‫‪ - 73‬حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثني إسماع‬
‫ال َسم ْعتُ‬ ‫س ْب َن َأبي َحازم ق َ‬
‫َ‬ ‫ال َسم ْع ُت َق ْي َ‬
‫الز ْهر ُّي َق َ‬ ‫َع َلى َغ ْير َما َح َّد َث َن ُاه ُّ‬
‫ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ْ َ َّ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ال َح َس َد إال في‬ ‫ود قال قال النبي صلى‬ ‫عبد َّللا بن مسع ٍ‬
‫ْ َ ِّ َ َ ُ ٌ َ ُ َُّ‬ ‫ْ َ َ ْ َ ُ ٌ َ ُ َّ ُ َ ً َ ُ ِّ َ َ َ َ َ َ‬
‫اثنتين رجل ٍٍ آتاه َّللا ماال فسلط على هلكته في الحق ورجل ٍٍ آتاه َّللا‬
‫ِّ‬ ‫ْ ْ َ َ‬
‫الحك َمة ف ُه َو َي ْقض ي ب َها َو ُي َعل ُم َها‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َللا َعل ْي ِه ِفي ال َب ْح ِر ِإلى الخ ِض ِر َوق ْو ِل ِه‬ ‫اب موس ى صلى‬ ‫‪ 16‬باب ما ذ ِكر ِفي ذه ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ َ َّ‬
‫ى{ه ْل أت ِب ُع َك َعلى أن ت َع ِل َم ِني ِم َّما ُع ِل ْمت ُرش ادا}‬ ‫تعال‬
‫يم َق َ‬
‫ال‬ ‫ال َح َّد َث َنا َي ْع ُق ُ‬
‫وب ْب ُن إ ْب َراه َ‬ ‫الز ْهر ُّي َق َ‬ ‫‪َ - 74‬ح َّد َثني ُم َح َّم ُد ْب ُن ُغ َرْير ُّ‬
‫ٍ‬
‫َ َّ َ ُ َ َّ ُ َ ْ َ َّ ْ َ َ ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ‬
‫اب حدثه أن عبيد َّللا بن عبد َّللا‬ ‫َحدثني أبي عن صال ٍح َ عن ابن شه ٍ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ص ٍن ال َف َزار ُّي‬ ‫اس أ َّن ُه ت َم َارى ُه َو َوال ُح ُّر ْب ُن ق ْيس ْبن ح‬ ‫ٍ‬ ‫أخ َب َر ُه َع ْن ْابن َع َّب‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وس ى َق َ‬
‫اس ُه َو خض ٌر ف َم َّر به َما أ َب ُّي ْب ُن ك ْع ٍب‬ ‫ٍ‬ ‫ال ْاب ُن َع َّب‬ ‫صاحب ُم َ‬ ‫في َ‬
‫وس ى‬ ‫صاحب ُم َ‬ ‫صاحبي َه َذا في َ‬ ‫ال إ ِّني َت َما َرْي ُت َأ َنا َو َ‬ ‫َف َد َع ُاه ْاب ُن َع َّباس َف َق َ‬
‫ٍ‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪151‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َّللا َعل ْيه‬


‫َّ َ َ ُ ِّ َ ْ َ ْ َ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫وس ى السبيل إلى لقيه هل سمعت النبي صلى‬ ‫َّالذي َس َأ َل ُم َ‬
‫َّ‬ ‫َ َ َّ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم‬ ‫وسلم يذكر شأنه قال نعم سمعت رسول َّللا صلى‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫يل َج َاء ُه َر ُج ٌل فقا َل َه ْل ت ْعل ُم‬ ‫وس ى في َم َإل م ْن َبني إ ْس َرائ َ‬ ‫َي ُقو ُل َب ْي َن َما ُم َ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ َ ً َ ْ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ ْ َ َّ ُ َ َّ َ َ َّ َ ُ َ َ‬
‫وس ى َبلى َع ْب ُدنا‬ ‫أحدا أعلم منك قال موس ى ال فأوحى َّللا عز وجل إلى م‬
‫َّ َ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ ُ ْ ُ َ َ ً َ َ َ ُ َ‬
‫وس ى السبيل إليه فجعل َّللا له الحوت آية وقيل له إذا‬ ‫َخض ٌر َف َس َأ َل ُم َ‬
‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ ْ ُ َ َ ْ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ َّ َ َ ْ‬
‫ان َيتب ُع أث َر ال ُحوت في ال َب ْحر‬ ‫فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه وك‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الصخ َرة فإني نسيت ال ُحوت َو َما‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وس ى َف َت ُاه َ{أ َ َرأ ْي َت إ ْذ َأ َو ْي َنا إ َلى َّ‬ ‫ال ملُ َ‬ ‫َف َق َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َّ َّ ْ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ُ َ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ال ذل َك َما ك َّنا ن ْبغي فا ْرت َّدا َعلى‬ ‫أن َسانيه إال الشيطان أن أذكره}{ق‬
‫َّللا َع َّز‬ ‫ص َّ ُ‬ ‫ان م ْن َش ْأنه َما َّالذي َق َّ‬ ‫ا}ف َو َج َدا َخض ًرا َف َك َ‬ ‫َ َ َ َ ً َ‬
‫آثارهما قصص‬
‫َو َج َّل في ك َتابه‬
‫َ َ ْ َّ ّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َّ‬
‫الل ُه َّم َع ّل ْم ُه ْالك َت َ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫باب قو ِل الن ِب ِي صلى َللا علي ِه وسلم‬ ‫‪17‬‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ‬
‫ال َح َّدث َنا خال ٌد َع ْن عكر َمة‬ ‫ال َح َّدث َنا َع ْب ُد ال َوارث ق‬‫‪ - 75‬حدثنا أبو معم ٍر ق‬
‫َّ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ص َّلى َّ ُ‬
‫ض َّمني َر ُسو ُل ََّّللا َ‬ ‫َع ْن ْابن َع َّباس َق َ‬
‫ال َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َوقا َل الل ُه َّم‬ ‫ٍ‬
‫َع ِّل ْم ُه ْالك َت َ‬
‫اب‬

‫‪َ 18‬باب َم َتى َيص ُّح َس َم ُ‬


‫اع َّ‬
‫الص ِغ ِير‬ ‫ِ‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪152‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫اب َع ْن‬ ‫ال َح َّد َثني َمال ٌك َع ْن ْابن ش َ‬


‫ه‬ ‫يل ْب ُن َأبي ُأ َو ْيس َق َ‬ ‫‪َ - 76‬ح َّد َث َنا إ ْس َماع ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ال َأ ْق َب ْل ُت َراكباً‬‫ُع َب ْيد ََّّللا ْبن َع ْبد ََّّللا ْبن ُع ْت َب َة َع ْن َع ْبد ََّّللا ْبن َع َّباس َق َ‬
‫ٍ‬
‫َع َلى ح َمار َأ َتان َو َأ َنا َي ْو َمئ ٍذ َق ْد َن َاه ْز ُت اال ْحت َال َم َو َر ُسو ُل ََّّللا َ‬
‫ص َّلى ََّّللاُ‬
‫ٍ ٍ‬
‫َّ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َْ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ ُ َ ِّ‬
‫عليه وسلم يصلي بمنى إلى غير جد ٍار فمررت بين يدي بعض الصف‬
‫َ‬ ‫َّ ِّ َ َ َ َ‬ ‫ََ ْ َ ْ ُ ْ ََ َ َ َ َ َ ْ‬
‫الصف فل ْم ُي ْنك ْر ذل َك َعل َّي‬ ‫ان ت ْرت ُع ف َدخل ُت في‬ ‫وأرسلت األت‬
‫َ َّ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ُ ُ َ َ َ َ َّ َ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ‬
‫ال َح َّدثني ُم َح َّم ُد ْب ُن‬ ‫‪ - 77‬حدثني محمد بن يوسف قال حدثنا أبو مسه ٍر ق‬
‫ْ‬ ‫ُّ َ ْ ُّ َ ْ ُّ ْ ِّي َ ْ َ ْ ُ ْ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ال َعقل ُت م ْن‬ ‫َح ْر ٍب َح َّدثني الزبيدي عن الزهر عن محمود بن الربيع ق‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َم َّجة َم َّج َها في َو ْجهي َوأنا ْاب ُن خ ْمس سن َين‬ ‫النبي صلى‬
‫ْ‬
‫م ْن َدل ٍو‬
‫ََ ْ ْ‬ ‫ْ ُ‬
‫‪َ 19‬باب الخ ُر ِوج ِفي طل ِب ال ِعل ِم‬

‫يث‬ ‫َ‬ ‫َو َر َح َل َجاب ُر ْب ُن َع ْبد ََّّللا َمس َير َة َش ْهر إ َلى َع ْبد ََّّللا ْبن ُأ َن ْ‬
‫س ف ي حد ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬
‫َواح ٍد‬
‫ال َق َ‬
‫ال‬ ‫‪َ - 78‬ح َّد َث َنا َأ ُبو ْال َقاسم َخال ُد ْب ُن َخل ِّي َق َ‬
‫ال َح َّد َث َنا ُم َح َّم ُد ْب ُن َح ْرب َق َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ْ َ ُّ َ ْ َ َ َ ُّ ْ ُّ َ ْ ُ َ ْ َّ ْ َ ْ َّ ْ ُ ْ َ َ‬
‫ود‬‫األوزاعي أخبرنا الزهري عن عبيد َّللا بن عبد َّللا بن عتبة بن مسع ٍ‬
‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ْ َ َّ َ َ‬
‫ص ٍن الف َزار ُّي في‬ ‫اس أ َّن ُه ت َم َارى ُه َو َوال ُح ُّر ْب ُن ق ْيس ْبن ح‬
‫عن ابن عب ٍ‬
‫َ َ َ ِّ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ َّ َ َ ُّ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫اس فقال إني‬ ‫صاحب َ موس ى فمر بهما أبي بن كع ٍب فدعاه اب َن عب ٍ‬
‫َ َ َّ َ َ ُ‬ ‫ُ َ َّ‬ ‫صاحبي َه َذا في َ‬ ‫َت َما َرْي ُت أ َنا َو َ‬
‫يل إلى لق ِّيه‬ ‫وس ى الذي سأل السب‬ ‫صاحب م‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪153‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ ْ َ ْ َ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ ُ ُ َ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ‬
‫ال أ َب ٌّي ن َع ْم‬ ‫هل سمعت رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم يذكر شأنه فق‬
‫ََ‬
‫وس ى في م ٍإل‬ ‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َي ْذ ُك ُر َش ْأ َن ُه َي ُقو ُل َب ْي َن َما ُم َ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬
‫النب َّي َ‬‫َسم ْع ُت َّ‬
‫وس ى‬ ‫ال ُم َ‬ ‫ال َأ َت ْع َل ُم َأ َح ًدا َأ ْع َل َم م ْن َك َق َ‬‫يل إ ْذ َج َاء ُه َر ُج ٌل َف َق َ‬ ‫م ْن َبني إ ْس َرائ َ‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ُ َ َّ َ َ َّ َ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ َ ٌ َ َ َ َ َّ َ َ‬
‫يل إلى‬ ‫ال فأوحى َّللا عز وجل إلى موس ى بلى عبدنا خضر فسأل السب‬
‫وت َفا ْ ج ْع َفإ َّنكَ‬ ‫يل َل ُه إ َذا َف َق ْد َت ْال ُح َ‬ ‫وت َآي ًة َوق َ‬ ‫َّللا َل ُه ْال ُح َ‬‫ُلق ِّيه َف َج َع َل َّ ُ‬
‫ر‬
‫َْ ْ ََ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ َ َّ َّ ُ َ َّ َ َ ْ‬
‫ال ف َتى‬ ‫َّللا َعل ْيه َيتب ُع أث َر ال ُحوت في البحر فق‬ ‫ستلقاه فكان موس ى صلى‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الصخ َرة فإني نسيت ال ُحوت َو َما‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ى{أ َ َرأ ْي َت إ ْذ أ َو ْينا إلى َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ َ َ‬
‫موس ى ملوس‬
‫َّ َّ ْ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ُ َ َ ُ َ َ َ َ ُ َّ َ ْ َ ْ َ َّ َ َ‬ ‫َْ‬
‫أن َسانيه إال الشيطان أن أذكره}قال موس ى{ذلك ما كنا نبغي فارتدا على‬
‫ص َّ ُ‬
‫َّللا في ك َتابه‬ ‫ان م ْن َش ْأنه َما َما َق َّ‬ ‫ا}ف َو َج َدا َخض ًرا َف َك َ‬ ‫َ َ َ َ ً َ‬
‫آثارهما قصص‬
‫َّ‬ ‫َباب َف ْ‬
‫ض ِل َم ْن َع ِل َم َو َعل َم‬ ‫‪20‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ‬
‫ال َح َّدث َنا َح َّم ُاد ْب ُن أ َس َامة َع ْن ُب َرْيد ْبن َع ْبد‬ ‫‪ - 79‬حدثنا محمد بن العالء ق‬
‫َّ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َُ‬
‫َّللا عن أبي بردة عن أبي موس ى عن النبي صلى َّللا عليه وسلم قال مثل‬
‫ضا‬ ‫اب َأ ْر ً‬ ‫ص َ‬ ‫َّللا به م ْن ْال ُه َدى َو ْالع ْلم َك َم َثل ْال َغ ْيث ْال َكثير َأ َ‬
‫َما َب َع َثني َّ ُ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ ٌ َ َ َْ ََْ َ ْ َ َ َ ْ ْ‬ ‫َف َك َ‬
‫ان م ْن َها نق َّية قبل ْت امل َاء فأن َبت ْت الكأل َوال ُعش َب الكث َير َوكان ْت م ْن َها‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ َّ ُ َ َّ َ َ َ‬
‫اس فشرُبوا َو َسق ْوا َوز َر ُعوا‬ ‫أجادب أمسكت املاء فنفع َّللا بها الن‬
‫َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ ً ُ ْ َ َّ َ َ َ ٌ َ ُ ْ ُ َ ً َ َ ُ ْ ُ َ َ ً‬
‫وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان ال تمسك ماء وال تنبت كأل‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫َّللا به ف َعل َم َو َعل َم َو َمث ُل‬ ‫فذل َك َمث ُل َم ْن ف ُق َه في دين َّللا ونفعه ما بعثني‬
‫َ َ َ‬ ‫َّ َّ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ال أ ُبو‬ ‫َم ْن ل ْم َي ْرف ْع بذل َك َرأ ًسا َول ْم َي ْق َب ْل ُه َدى َّللا الذي أ ْرسل ُت به ق‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪154‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ ْ َّ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ َ َ ٌ َ َّ َ ْ ْ َ َ َ ٌ َ ْ ُ ُ ْ َ‬
‫وه امل ُاء‬ ‫عبد َّللا قال إسحاق وكان منها طائفة قيلت املاء قاع يعل‬
‫َْ‬ ‫َ َّ ْ َ ُ ْ ُ‬
‫صف امل ْس َتوى م ْن األ ْرض‬ ‫والصف‬
‫َ َْ ْ ْ َ ُُ ْ‬
‫ورال َج ْه ِل‬‫‪ 21‬باب رف ِع ال ِعل ِم وظه ِ‬
‫َ َ َ َ َ ُ َ ََْ ََ ْ َ ُ َ ٌْ ْ ْ ْ َ ْ ُ َ َ‬
‫ض ِّي َع ن ْف َس ُه‬ ‫وقال ربيعة ال ينبغي ألح ٍد عنده ش يء من العلم أن ي‬
‫ال َح َّد َث َنا َع ْب ُد ْال َوا ث َع ْن َأبي َّ‬
‫الت َّياح َع ْن‬ ‫‪َ - 80‬ح َّد َث َنا ع ْم َر ُان ْب ُن َم ْي َس َر َة َق َ‬
‫ر‬
‫اعة‬ ‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم إ َّن م ْن َأ ْش َراط ا َّ‬
‫لس َ‬ ‫ص َّلى َّ ُ‬‫ال َر ُسو ُل ََّّللا َ‬ ‫ال َق َ‬‫َأ َنس َق َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ ْ ْ ْ‬
‫أ ْن ُي ْرف َع العل ُم َو َيث ُب َت ال َج ْه ُل َو ُيش َر َب الخ ْم ُر َو َيظ َه َر ال ِّزنا‪.‬‬

‫ال‬‫ال َح َّد َث َنا َي ْح َيى َع ْن ُش ْع َب َة َع ْن َق َتا َد َة َع ْن َأ َنس َق َ‬‫‪َ - 81‬ح َّد َث َنا ُم َس َّد ٌد َق َ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬
‫َّللا‬ ‫َ ُأل َح ِّد َث َّن ُك ْم َحد ًيثا َال ُي َح ِّد ُث ُك ْم َأ َح ٌد َب ْعدي َسم ْع ُت َر ُسو َل ََّّللا َ‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫اعة أ ْن َيق َّل العل ُم َو َيظ َه َر ال َج ْه ُل‬ ‫َعل ْيه َو َسل َم َي ُقو ُل م ْن أش َراط الس‬
‫ًَ َْ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ِّ َ َ َ ْ ُ َ ِّ‬
‫ال َح َّتى َيكون لخ ْمس َين ا ْم َرأة الق ِّي ُم‬ ‫الر َج ُ‬
‫الن َس ُاء َو َيق َّل ِّ‬ ‫ويظهر الزنا وتكثر‬
‫ْ‬
‫ال َواح ُد‬

‫َ َ ْ ْ ْ‬
‫ض ِل ال ِعل ِم‬‫باب ف‬ ‫‪22‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪155‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ َّ ْ ُ َ َ َ‬
‫ال َح َّدثني ُعق ْي ٌل َع ْن ْابن‬ ‫‪ - 82‬حدثنا سعيد بن عفي ٍر قال حدثني الليث ق‬
‫ُ‬
‫ال َسم ْعت َر ُسو َل‬ ‫ش َهاب َع ْن َح ْم َز َة ْبن َع ْبد ََّّللا ْبن ُع َم َر َأ َّن ْاب َن ُع َم َر ق َ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ال َب ْي َنا َأ َنا َنائ ٌم ُأت ُ‬
‫يت ب َق َدح َل َبن َف َشرْب ُت َحتىَّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ََّّللا صلى َّللا عليه وسلم ق َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫ْ َ َّ‬
‫ضلي ُع َم َر ْب َن الخطاب‬ ‫الر َّي َي ْخ ُر ُج في َأ ْظ َفاري ُث َّم َأ ْع َط ْي ُت َف ْ‬ ‫إ ِّني َ َأل َرى ِّ‬
‫َ ُ َ َ َ َّ ْ َ ُ َ َ ُ َ َّ َ َ ْ ْ‬
‫ال العل َم‬ ‫قالوا فما أولته يا رسول َّللا ق‬
‫َ‬ ‫‪َ 23‬باب ْال ُف ْت َيا َو ُه َو َ اقف َع َلى َّ‬
‫الد َّاب ِة َوغ ْي ِر َها‬ ‫و ِ‬

‫يس ى ْبن‬ ‫ال َح َّد َثني َمال ٌك َع ْن ْابن ش َهاب َع ْن ع َ‬ ‫يل َق َ‬ ‫‪َ - 83‬ح َّد َث َنا إ ْس َماع ُ‬
‫ٍ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ‬
‫طل َحة ْبن ُع َب ْيد َّللا َع ْن َع ْبد َّللا ْبن َع ْمرو ْبن ال َعاص أ َّن َر ُسو َل َّللا‬
‫َُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َوقف في َح َّجة ال َو َداع بم ًنى ل َّلناس َي ْسألون ُه ف َج َاء ُه‬ ‫صلى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ ُ ٌ ََ َ َ ْ ْ ُْ َ ََْ ُ َْ َ ْ َْ َ ََ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ال اذ َب ْح َوال َح َر َج ف َج َاء‬ ‫رجل فقال لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح فق‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ا ْرم َوال َح َر َج ف َما ُسئ َل‬ ‫ال َل ْم َأ ْش ُع ْر َف َن َح ْر ُت َق ْب َل َأ ْن َأ ْرم َي َق َ‬
‫آخ ُر َف َق َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ ُ ِّ َ َ َ ُ ِّ َ َّ َ َ ْ‬
‫ال اف َع ْل َوال َح َر َج‬ ‫النبي صلى َّللا عليه وسلم عن ش ي ٍء قدم وال أخر إال ق‬
‫َ َ ْ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ َ َّ ْ‬
‫س‬ ‫‪ 24‬باب من أجاب الفتيا ِب ِإشار ِة الي ِد والر ِ‬
‫أ‬

‫وب َع ْن‬‫ال َح َّد َث َنا َأ ُّي ُ‬ ‫ال َح َّد َث َنا ُو َه ْي ٌب َق َ‬


‫يل َق َ‬
‫وس ى ْب ُن إ ْس َماع َ‬‫‪َ - 84‬ح َّد َث َنا ُم َ‬
‫َّ‬ ‫ْ َ َ َ ْ ْ َ َّ َ َّ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ُسئ َل في َح َّجته‬ ‫عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى‬
‫َ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ ْ َ ٍ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َ ْ َ َْ‬
‫فقال ذبحت قبل أن أرمي فأومأ بيده قال وال حرج قال حلقت قبل أن‬
‫َ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫أذ َب َح فأ ْو َمأ ب َيده َوال َح َر َج‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪156‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ان َع ْن َسال ٍم‬ ‫ال َأ ْخ َب َرَنا َح ْن َظ َل ُة ْب ُن َأبي ُس ْف َي َ‬‫يم َق َ‬‫‪َ - 85‬ح َّد َث َنا ا ْملَ ِّك ُّي ْب ُن إ ْب َراه َ‬
‫َ َ َ ْ ُ َ َ ُ َ ْ َ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ ْ َ ُ ْ ْ‬
‫ض العل ُم‬ ‫قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى َّللا عليه وسلم قال يقب‬
‫ال‬‫يل َيا َر ُسو َل ََّّللا َو َما ْال َه ْر ُج َف َق َ‬ ‫َو َي ْظ َه ُر ْال َج ْه ُل َو ْالف َت ُن َو َي ْك ُث ُر ْال َه ْر ُج ق َ‬
‫َْ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫َهكذا ب َيده ف َح َّرف َها كأ َّنه ُير ُيد الق ْت َل‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ ُ َ ْ ٌ َ َ َ‬
‫ال َح َّدث َنا هش ٌام َع ْن‬ ‫‪ - 86‬حدثنا موس ى بن إسماعيل قال حدثنا وهيب ق‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ِّ َ ُ ْ ُ َ َ ْ‬
‫فاطمة عن أسماء قالت أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس‬
‫ٌ‬ ‫َّ ُ ْ‬
‫اس ق َي ٌام فقال ْت ُس ْب َحا َن َّللا قل ُت آ َية‬
‫ََ َ‬ ‫الن ُ‬‫الس َماء َفإ َذا َّ‬ ‫َف َأ َشا َر ْت إ َلى َّ‬
‫َ‬
‫ص ُّب َعلى‬ ‫َف َأ َشا َر ْت ب َ ْرأس َها َأ ْي َن َع ْم َف ُق ْم ُت َح َّتى َت َج َّالني ْال َغ ْش ُي َف َج َع ْل ُت َأ ُ‬
‫َّ َ ْ َ ُ‬ ‫ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ َّ َ َ َّ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ‬ ‫ْ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َوأث َنى َعل ْيه ث َّم‬ ‫َرأس ي املاء فحمد َّللا عز وجل النبي صلى‬
‫الن ُار‬ ‫ال َما م ْن َش ْيء َل ْم َأ ُك ْن ُأر ُيت ُه إ َّال َ َرأ ْي ُت ُه في َم َقامي َح َّتى ْال َج َّن ُة َو َّ‬ ‫َق َ‬
‫ٍ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ ُ َ َ َّ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ ُ َ ُ ُ ُ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫يب ال أ ْدري أ َّي ذل َك قال ْت‬ ‫فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قر‬
‫ُْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الد َّجال ُي َق ُ‬ ‫َأ ْس َم ُاء م ْن ف ْت َنة ْاملَسيح َّ‬
‫ال َما عل ُم َك ب َهذا ال َّر ُجل فأ َّما املؤم ُن‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َ َ‬
‫أ ْو املوق ُن ال أ ْدري بأ ِّيه َما قال ْت أ ْس َم ُاء ف َي ُقو ُل ُه َو ُم َح َّم ٌد َر ُسو ُل َّللا َج َاءنا‬
‫َ‬
‫صال ًحا ق ْد‬ ‫ال َن ْم َ‬‫ب ْال َب ِّي َنات َو ْال ُه َدى َف َأ َج ْب َنا َو َّات َب ْع َنا ُه َو ُم َح َّم ٌد َث َال ًثا َف ُي َق ُ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ َّ ْ ُ َ ُ َ ْ ْ ُ ْ َ ُ َ َ‬ ‫ُ َُ‬
‫اب ال أ ْدري أ َّي ذل َك قال ْت‬ ‫َعل ْم َنا إ ْن ك ْن َت ملوق ًنا به وأما املنافق أو املرت‬
‫َ ْ َ ُ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ ْ ُ َّ َ ُ َ َ َ ْ‬
‫اس َي ُقولون ش ْي ًئا ف ُقل ُت ُه‬ ‫أسماء فيقول ال أدري سمعت الن‬
‫َ َْ‬ ‫َّ ّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫س َعلى أن‬
‫يض الن ِب ِي صلى َللا علي ِه وسلم وفد عب ِد القي ِ‬ ‫‪ 25‬باب تح ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ َْ ُ ْ‬
‫اإل َيمان َوال ِعل َم َو ُيخ ِب ُروا َم ْن َو َر َاء ُه ْم‬
‫يحفظوا ِ‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪157‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ ُ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ا ْرج ُعوا إلى‬ ‫وقال مالك بن الحويرث قال لنا النبي صلى‬
‫َْ ُ‬
‫يك ْم َف َع ِّل ُم ُ‬
‫وه ْم‬ ‫أهل‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ َ َّ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ٌ َ َ َ ُ ُ‬
‫ال َح َّدث َنا ش ْع َبة َع ْن أبي‬ ‫‪ - 87‬حدثنا محمد بن بش ٍار قال حدثنا غندر ق‬
‫ْ‬
‫الناس فقا َل إ َّن َوف َد َع ْبد‬
‫ََ‬ ‫ال ُك ْن ُت ُأ َت ْرج ُم َب ْي َن ْابن َع َّباس َو َب ْي َن َّ‬ ‫َج ْم َر َة َق َ‬
‫ْ ْ َ‬ ‫ٍ‬
‫َْ‬
‫ال َم ْن ال َوف ُد أ ْو َم ْن الق ْو ُم‬ ‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َف َق َ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬‫النب َّي َ‬ ‫ْال َق ْيس َأ َت ْوا َّ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ ْ ْ َ َ‬ ‫يع ُة َف َق َ‬‫َق ُالوا َرب َ‬
‫ال َم ْر َح ًبا بالق ْوم أ ْو بال َوفد غ ْي َر خ َز َايا َوال ن َد َامى قالوا إ َّنا‬
‫َ ْ َ ْ ُ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ُّ ْ ُ َّ ُ َ َ‬
‫ض َر َوال‬ ‫نأتيك من شق ٍة بعيد ٍة وبيننا وبينك هذا الحي من كفار م‬
‫َ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫ن ْس َتط ُيع أ ْن نأت َي َك إال في شه ٍر حر ٍام فمرنا بأم ٍر نخبر به من وراءنا ندخل‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ََ‬
‫به ال َج َّنة فأ َم َر ُه ْم بأ ْرَب ٍع َو َن َه ُاه ْم َع ْن أ ْرَب ٍع أ َم َر ُه ْم باإل َيمان باَّلل َع َّز َو َج َّل‬
‫ال‬ ‫َّللا َو َر ُس ُول ُه َأ ْع َل ُم َق َ‬
‫اَّلل َو ْح َد ُه َق ُالوا َّ ُ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ْ ُ َ َ ْ َ ُ َّ‬
‫وحده قال هل تدرون ما اإليمان ب‬
‫َ‬
‫الصالة َوإيت ُاء‬
‫َ‬ ‫َّللا َو َأ َّن ُمح َّمدا َر ُسو ُل َّللا َوإق ُام َّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َش َه َاد ُة َأ ْن َال إ َل َه إ َّال َّ ُ‬
‫الد َّباء‬ ‫س م ْن ْاملَ ْغ َنم َو َن َه ُاه ْم َع ْن ُّ‬ ‫ان َو ُت ْع ُطوا ْال ُخ ُم َ‬ ‫ض َ‬ ‫ص ْو ُم َ َم َ‬
‫الزكاة َو َ ر‬
‫َّ َ‬
‫َ ُ َّ َ َ َ ْ ُ‬
‫امل َق َّير َق َ‬ ‫ال َّ‬ ‫ال ُش ْع َب ُة ُرَّب َما َق َ‬ ‫امل َز َّفت َق َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ ُْ‬
‫ال‬ ‫النقير وربما قال‬ ‫والحنتم و‬
‫ُ‬ ‫َْ ُ ُ َ ْ‬
‫وه َوأخب ُر ُوه َم ْن َو َر َاءك ْم‬ ‫احفظ‬

‫َ‬ ‫ْ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫ّ َ‬
‫الر ْحل ِة ِفي امل ْسأل ِة النا ِزل ِة َوت ْع ِل ِيم أ ْه ِل ِه‬ ‫َ‬
‫باب ِ‬ ‫‪26‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪158‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ُ َ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ ْ َ‬
‫ال أخ َب َرنا‬ ‫‪ - 88‬حدثنا محمد بن مقات ٍل أبو الحسن قال أخبرنا عبد َّللا ق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ ُ َْ َ َ َ‬
‫ال َح َّدثني َع ْب ُد َّللا ْب ُن أبي ُمل ْيكة َع ْن‬ ‫ُع َم ُر ْب ُن َسعيد بن أبي حسي ٍن ق‬
‫ٌَ ََ َ‬ ‫َََ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُع ْق َبة ْبن ال َحارث أ َّن ُه ت َز َّو َج ْاب َنة ألبي إ َهاب ْبن َعز ٍيز فأت ْت ُه ْام َرأة فقال ْت‬
‫ض ْعتني‬ ‫ال َل َها ُع ْق َب ُة َما َأ ْع َل ُم َأ َّنك َأ ْ َ‬
‫ض ْع ُت ُع ْق َب َة َو َّالتي َت َز َّو َج َف َق َ‬ ‫إ ِّني َق ْد َأ ْ َ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم ب ْاملَد َينة َف َس َأ َلهُ‬ ‫َوَال َأ ْخ َب ْرتني ف َرك َب إلى َر ُسول َّللا َ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ َ َ‬
‫يل ففا َرق َها ُع ْق َبة‬ ‫فقال رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم كيف وقد ق‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫َونك َح ْت َز ْو ًجا غ ْي َر ُه‬
‫ْ ْ‬ ‫َّ َ‬
‫‪َ 27‬باب التن ُاو ِب ِفي ال ِعل ِم‬
‫ال َأ ُبو َع ْبد ََّّللا َو َق َ‬
‫ال‬ ‫الز ْهر ِّي ح َق َ‬ ‫‪َ - 89‬ح َّد َث َنا َأ ُبو ْال َي َمان َأ ْخ َب َرَنا ُش َع ْي ٌب َع ْن ُّ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْاب ُن َو ْهب َأ ْخ َب َرَنا ُي ُون ُ‬
‫اب َع ْن ُع َب ْيد َّللا ْبن َع ْبد َّللا ْبن أبي‬ ‫ٍ‬ ‫ه‬ ‫س َع ْن ْابن ش َ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ َْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َ َ ُ ْ ُ ََ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ر َ ْ َ ْ َّ‬
‫اس عن عمر قال كنت أنا وجار لي من األنصار‬ ‫ثو ٍ ع ُن عبد َّللا بن عب ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫في َبني أ َم َّي َة ْبن َزْي ٍد َوه َي م ْن َع َوالي املدينة َوكنا نتن َاو ُب النز َ‬
‫ول َعلى َر ُسول‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َينز ُل َي ْو ًما َوأنز ُل َي ْو ًما فإذا ن َزل ُت جئ ُت ُه بخ َبر‬ ‫َّللا صلى‬
‫صاحبي‬ ‫َذل َك ْال َي ْوم م ْن ال َو ْحي َوغ ْيره َوإذا ن َز َل ف َع َل مث َل ذل َك فنز َل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ََ‬ ‫َ ًْ َ ً َ َ َ ََ‬ ‫صار ُّي َي ْو َم َن ْو َبته َف َ‬ ‫َْ‬
‫األ ْن َ‬
‫ال أث َّم ُه َو ففز ْع ُت‬ ‫ض َر َب َبابي ضربا شديدا فق‬
‫َ َ َ ْ ُ َْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َْ ٌ َ ٌ َ َ َ َ َْ ُ ََ َ ْ َ َ َ َ‬
‫صة فإذا‬ ‫فخرجت إليه فقال قد حدث أمر عظيم قال فدخلت على حف‬
‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ َّ َ ُ َّ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ‬
‫هي تبكي فقلت طلقكن رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم قالت ال أدري‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪159‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َّ َ ْ َ َ َ َ َ َّ‬ ‫ُ َّ َ َ ْ ُ َ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ف ُقل ُت َوأنا قائ ٌم أطل ْق َت‬ ‫ثم دخلت على النبي صلى‬
‫َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ َّ ُ َ ْ‬
‫َّللا أك َب ُر‬ ‫نساءك قال ال فقلت‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫َباب الغض ِب ِفي امل ْو ِعظ ِة َوالت ْع ِل ِيم ِإذا َرأى َما َيك َر ُه‬ ‫‪28‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ال َأ ْخ َب َرَنا ُس ْف َي ُ‬
‫‪َ - 90‬ح َّد َث َنا ُم َح َّم ُد ْب ُن َكثير َق َ‬
‫ان َع ْن ْابن أبي خال ٍد َع ْن ق ْيس‬ ‫ٍ‬
‫َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ ِّ َ َ َ َ َ ُ ٌ َ َ ُ َ َّ َ‬ ‫ْبن َأبي َ‬
‫ود األنصاري قال قال رجل يا رسول َّللا ال‬ ‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ٍ‬ ‫ز‬‫ا‬ ‫ح‬
‫َّللا َع َليهْ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬ ‫الص َال َة م َّما ُي َط ِّو ُل ب َنا ُف َال ٌن َف َما َ َرأ ْي ُت َّ‬
‫النب َّي َ‬ ‫َأ َك ُاد ُأ ْدر ُك َّ‬
‫اس إ َّن ُك ْم ُم َن ِّف ُر َ‬
‫ون‬ ‫ال َأ ُّي َها َّ‬
‫الن ُ‬ ‫ض ًبا م ْن َي ْومئ ٍذ َف َق َ‬ ‫َو َس َّل َم في َم ْوع َظة َأ َش َّد َغ َ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َّ َّ َ ْ ُ َ ِّ ْ َ َّ ْ ْ َ َ َ َّ َ َ َ ْ‬
‫فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم املريض والضعيف وذا الحاجة‬

‫ان ْب ُن‬ ‫ال َح َّد َث َنا ُس َل ْي َم ُ‬‫ال َح َّد َث َنا أبو عامر َق َ‬ ‫‪َ - 91‬ح َّد َث َنا َع ْب ُد ََّّللا ْب ُن ُم َح َّم ٍد َق َ‬
‫ٍ‬
‫َ ُْ‬
‫الر ْح َمن َع ْن َيز َيد َم ْولى امل ْن َبعث َع ْن‬ ‫يع َة ْبن َأبي َع ْبد َّ‬ ‫ب َالل ْاملَدين ُّي َع ْن َرب َ‬
‫ٍ‬
‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َس َأ َل ُه َر ُج ٌل َعنْ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َزْيد ْبن خال ٍد ال ُج َنه ِّي أن النب َّي َ‬ ‫َ‬
‫ً ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ َ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫اص َها ث َّم َع ِّرف َها َس َنة ث َّم‬ ‫اللقطة فقال اعرف وكاءها أو قال وعاءها وعف‬
‫ضا َّل ُة ا ْإلبل َف َغض َب َحتىَّ‬ ‫اس َت ْمت ْع ب َها َفإ ْن َج َاء َرُّب َها َف َأ ِّد َها إ َل ْيه َق َ‬
‫ال َف َ‬ ‫ْ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ال َو َما ل َك َول َها َم َع َها سقاؤ َها‬ ‫اح َم َّر َو ْج ُه ُه َف َق َ‬‫ال ْ‬ ‫اح َم َّر ْت َو ْج َن َت ُاه َأ ْو َق َ‬
‫ْ‬
‫َّ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ َ ُّ َ َ َ َ َ َّ ُ‬ ‫َ ُ َ َْ َ‬
‫ضالة‬ ‫َوحذاؤ َها تر ُد امل َاء َوت ْر َعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها قال ف‬
‫ْ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ ِّ ْ‬
‫يك أ ْو للذئب‬ ‫الغنم قال لك أو ألخ‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪160‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫ال َح َّدث َنا أ ُبو أ َس َامة َع ْن ُب َرْي ٍد َع ْن أبي ُب ْر َدة‬ ‫‪ - 92‬حدثنا محمد بن العالء ق‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ال ُسئ َل َّ‬‫وس ى َق َ‬ ‫َع ْن َأبي ُم َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َع ْن أش َي َاء كر َه َها‬ ‫صلى ُ‬ ‫النب ُّي َ‬
‫ال َر ُج ٌل َم ْن‬ ‫ال ل َّلناس َس ُلوني َع َّما ش ْئ ُت ْم َق َ‬ ‫َف َل َّما ُأ ْكث َر َع َل ْيه َغض َب ُث َّم َق َ‬
‫وك‬ ‫ال َأ ُب َ‬ ‫ال َم ْن َأبي َيا َر ُسو َل ََّّللا َف َق َ‬ ‫آخ ُر َف َق َ‬‫َ َ َ َُ َ ُ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫أبي قال أبوك حذافة فقام‬
‫وب‬ ‫َسال ٌم َم ْو َلى َش ْي َب َة َف َل َّما َ َرأى ع َم ُر َما في و ْجهه قا َل َيا َر ُسول َّللا إنا نت ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ َّ‬
‫إلى َّللا َع َّز َو َج َّل‬
‫َ ُْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ََ ُْ ََْ ْ َ ْ‬
‫اإل َم ِام أ ْو امل َح ِّد ِث‬
‫‪ 29‬باب من برك على ركبتي ِه ِعند ِ‬

‫س ْب ُن‬ ‫ال َأ ْخ َب َرني َأ َن ُ‬ ‫ال َأ ْخ َب َرَنا ُش َع ْي ٌب َع ْن ُّ‬


‫الز ْهر ِّي َق َ‬ ‫‪َ - 93‬ح َّد َث َنا َأ ُبو ْال َي َمان َق َ‬
‫َ ََ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ َّ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم خ َر َج فق َام َع ْب ُد َّللا ْب ُن ُحذافة‬ ‫َمال ٍك أن رسول َّللا صلى‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َُ َ َ َ ُ ُ َ َْ َ‬
‫وك ُحذافة ث َّم أكث َر أ ْن َي ُقو َل َسلوني ف َب َر َك ُع َم ُر‬ ‫فقال من أبي فقال أب‬
‫ً َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ َْ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ ًّ َ ْ ْ َ‬
‫على ركبتيه فقال رضينا باَّلل ربا وباإلسالم دينا وبمحم ٍد صلى َّللا عليه‬
‫َّ َ َ َ‬
‫َو َسل َم نب ًّيا ف َسك َت‬
‫ْ‬ ‫َ ََ ا ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َباب َم ْن أ َع َاد ال َح ِديث ثالثا ِل ُيف َه َم َعن ُه‬ ‫‪30‬‬
‫ص َّلى َّ ُ‬
‫َّللا‬ ‫ال ْاب ُن ُع َم َر َق َ‬
‫ال َّ‬
‫النب ُّي َ‬ ‫ال ُي َك ِّر ُر َها َو َق َ‬ ‫ال َأ َال َو َق ْو ُل ُّ‬
‫الزور َف َما َز َ‬ ‫َف َق َ‬
‫َّ ْ َ َ ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َعل ْيه َو َسل َم َه ْل َبلغ ُت ثالثا‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪161‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ال‬‫ال َح َّد َث َنا َع ْب ُد ََّّللا ْب ُن ْاملُ َث َّنى َق َ‬ ‫ال َح َّد َث َنا َع ْب ُد َّ‬
‫الص َمد َق َ‬ ‫‪َ - 94‬ح َّد َث َنا َع ْب َد ُة َق َ‬
‫َّ َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ َ ُ ْ ُ َ ْ َّ َ ْ َ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم أ َّن ُه‬ ‫س عن النبي صلى‬ ‫حدثنا ثمامة بن عبد َّللا عن أن ٍ‬
‫َ‬
‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َّ َ َ ً َ َ َ َّ َ‬
‫ان إذا َسل َم َسل َم ثالثا َوإذا تكل َم بكل َم ٍة أ َعا َد َها ثالثا‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ ْ َّ َ َّ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ َ‬
‫ال َح َّدث َنا َع ْب ُد َّللا ْب ُن‬‫‪ - 95‬حدثنا عبدة بن عبد َّللا حدثنا عبد الصمد ق‬
‫ْ ُ َ َّ َ َ َ َّ َ َ ُ َ َ ُ ْ ُ َ ْ َّ َ ْ َ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َْ‬
‫س عن النبي صلى َّللا عليه‬ ‫املثنى قال حدثنا ثمامة بن عبد َّللا عن أن ٍ‬
‫َ َ َّ َ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ً َ َّ ُ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫وسلم أنه كان إذا تكلم بكلم ٍة أعادها ثالثا حتى تفهم عنه وإذا أتى على‬
‫َّ َ َ َ ً‬ ‫َ َ َّ َ‬
‫ق ْو ٍم ف َسل َم َعل ْيه ْم َسل َم َعل ْيه ْم ثالثا‬
‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ٌ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ ُ َ‬
‫وسف ْبن َم َاه َك‬ ‫‪ - 96‬حدثنا مسدد قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بش ٍر عن ي‬
‫َ ْ َ ْ َّ ْ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ ََّ‬
‫عن عبد َّللا بن عم ٍرو قال تخلف رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم في‬
‫َّ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ َّ ُ‬ ‫َ َ ََ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ضأ‬ ‫َسف ٍر َساف ْرن ُاه فأ ْد َرك َنا َوق ْد أ ْر َه ْق َنا الصالة صالة العصر ونحن نتو‬
‫ص ْوته َو ْي ٌل ل ْ َأل ْع َقاب م ْن َّ‬
‫النار‬ ‫َف َج َع ْل َنا َن ْم َس ُح َع َلى َأ ْر ُجل َنا َف َن َادى ب َأ ْع َلى َ‬
‫َ َ ََ ً‬
‫َم َّرت ْين أ ْو ثالثا‬
‫َّ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫الر ُج ِل أ َمت ُه َوأ ْهل ُه‬ ‫َباب ت ْع ِل ِيم‬ ‫‪31‬‬
‫صال ُح ْب ُن َح َّي َ‬‫ال َح َّد َث َنا َ‬ ‫َ ْ َ َ َ ُ َ َّ ٌ ُ َ ْ ُ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ‬
‫امل َحارب ُّي َق َ‬
‫ان‬ ‫‪ - 97‬أخبرنا محمد هو ابن سال ٍم حدثنا‬
‫َّ‬
‫ال َر ُسو ُل َّللا‬ ‫الش ْعب ُّي َح َّد َثني َأ ُبو ُب ْر َد َة َع ْن أبيه َق َ‬
‫ال َق َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ ٌ َّ‬
‫قال قال عامر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ثالثة ل ُه ْم أ ْج َران َر ُج ٌل م ْن أ ْهل الك َتاب َآم َن ب َنب ِّيه‬ ‫صلى‬
‫َ َ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ ُ َ َ َّ َ َّ َّ‬
‫وآمن بمحم ٍد صلى َّللا عليه وسلم والعبد اململوك إذا أدى حق َّللا‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪162‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َّ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬ ‫َ ٌ ََ‬ ‫َ َ‬
‫َو َح َّق َم َواليه َو َر ُج ٌل كان ْت ع ْن َد ُه أ َمة فأ َّد َب َها فأ ْح َس َن تأد َيب َها َو َعل َم َها‬
‫ال َعام ٌر‬ ‫َف َأ ْح َس َن َت ْعل َيم َها ُث َّم َأ ْع َت َق َها َف َت َز َّو َج َها َف َل ُه َأ ْج َران ُث َّم َق َ‬
‫َ َْ‬ ‫َ ْ ََْ َ َ َْ َ ْ َ ْ َ َ َ‬
‫ان ُي ْرك ُب ف َيما ُد َون َها إلى املد َينة‬ ‫أعطيناكها بغير ش ي ٍء قد ك‬

‫يم ِه َّن‬ ‫َباب ع َظة ْاإل َمام ّ َ َ َ َ ْ‬


‫النساء وتع ِل ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫‪32‬‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ ْ َ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ُ َ ْ َ ُّ َ َ‬
‫وب قا َل َسم ْع ُت َعط ًاء‬ ‫‪ - 98‬حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا شعبة عن أي‬
‫َ َ َ ْ ُ ْ َ َ َّ ٍ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َْ‬
‫اس قال أشهد على النبي صلى َّللا عليه وسلم أو‬ ‫قال سمعت ابن عب ٍ‬
‫َ َ َ َ ٌ َ ْ َ ُ َ َ ْ َ َّ َ َّ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ ََّ‬
‫اس أن رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم‬ ‫قال عطاء أشهد على اب َن عب ٍ‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الص َدقة‬ ‫خ َر َج َو َم َع ُه بال ٌل فظ َّن أ َّن ُه ل ْم ُي ْسم ْع ف َو َعظ ُه َّن َوأ َم َر ُه َّن ب‬
‫ط َو ْال َخ َات َم َوب َال ٌل َي ْأ ُخ ُذ في َط َرف َث ْوبه َو َق َ‬ ‫ُْْ َ‬ ‫َ َ َْ َ ُ ُْ‬
‫ال‬ ‫ف َج َعل ْت امل ْرأة تلقي القر‬
‫النب ِّي‬ ‫ال َع ْن ْابن َع َّباس َأ ْش َه ُد َع َلى َّ‬ ‫وب َع ْن َع َط ٍاء َو َق َ‬ ‫يل َع ْن َأ ُّي َ‬
‫إ ْس َماع ُ‬
‫ٍ‬
‫َّ‬ ‫َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم‬ ‫صلى‬

‫يث‬ ‫‪َ 33‬باب ْالح ْر َ َ ْ َ‬


‫ص على الح ِد ِ‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫‪َ - 99‬ح َّد َث َنا َع ْب ُد ْال َعزيز ْب ُن َع ْبد ََّّللا َق َ‬
‫ال َح َّد َثني ُس َل ْي َم ُ‬
‫ان َع ْن َع ْمرو ْبن أبي‬
‫يل َيا‬ ‫ال ق َ‬‫يد ْاملَ ْق ُبر ِّي َع ْن َأبي ُه َرْي َر َة َأ َّن ُه َق َ‬ ‫َ َ‬
‫ع ْم ٍرو وعن سعيد ْبن أبي سع ٍ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫صلى‬
‫َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ‬
‫الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول َّللا‬ ‫َر ُسو َل ََّّللا َم ْن َأ ْس َع ُد َّ‬
‫َ ْ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ْ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم لق ْد ظ َنن ُت َيا أ َبا ُه َرْي َرة أ ْن ال َي ْسألني َع ْن َهذا ال َحديث‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪163‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َأ َح ٌد َأ َّو ُل م ْن َك َملا َ َرأ ْي ُت م ْن ح ْرص َك َع َلى ْال َحديث َأ ْس َع ُد َّ‬


‫الناس ب َش َف َ‬
‫اعتي‬
‫َْ َ َ‬ ‫ال َال إ َل َه إ َّال َّ ُ‬
‫َّللا َخال ً‬ ‫َي ْو َم ْالق َي َامة َم ْن َق َ‬
‫صا م ْن قلبه أ ْو ن ْفسه‬
‫َ َْ َ َُْ ُ ْ ْ‬
‫ض ال ِعل ُم‬‫باب كيف يقب‬ ‫‪34‬‬

‫ان م ْن َحديث‬ ‫َو َك َت َب ُع َم ُر ْب ُن َع ْبد ْال َعزيز إ َلى َأبي َب ْكر ْبن َح ْزم ْان ُظ ْر َما َك َ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وس العلم وذه َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َف ْاك ُت ْب ُه َفإ ِّني خفت د ُر َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ص َّلى َّ ُ‬ ‫َر ُسول ََّّللا َ‬
‫اب‬
‫َّ ْ ُ ْ ْ‬ ‫ْ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َّ َ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َول ُت ْفشوا العل َم‬ ‫العلماء وال تقبل إال حديث النبي صلى‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫َول َت ْجل ُسوا َح َّتى ُي َعل َم َم ْن ال َي ْعل ُم فإ َّن العل َم ال َي ْهلك َحتى َيكون س ًّرا‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ َ ُ ْ ُ َ ْ ْ َ َّ َ َ َ‬
‫ال َح َّدث َنا َع ْب ُد ال َعزيز ْب ُن ُم ْسل ٍم َع ْن َع ْبد‬ ‫حدثنا العالء بن عبد الجبار ق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ََّّللا ْبن د َينار ب َذل َك َي ْعني َحديث ُع َم َر ْبن َع ْبد ال َعزيز إلى ق ْوله ذ َه َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اب‬ ‫ٍ‬
‫ْ َ‬
‫ال ُعل َماء‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ ُ َ ْ َ َ َ‬
‫ال َح َّدثني َمال ٌك َع ْن هشام ْبن ُع ْر َوة‬ ‫سق‬ ‫‪ - 100‬ح َدثنا إسماعيل بن أبي أوي ٍ‬
‫َ َ َ ْ ُ َ ُ َ َّ َ َّ‬ ‫َْ‬ ‫َّ‬
‫َع ْن أبيه َع ْن َع ْبد َّللا ْبن َع ْمرو ْبن العاص قال سمعت رسول َّللا صلى‬
‫ْ‬ ‫َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ُ ُ َّ َّ َ َ َ ْ ُ ْ ْ َ ْ َ ً َ‬
‫اعا َي ْنتز ُع ُه م ْن الع َباد‬ ‫َّللا عليه وسلم يقول إن َّللا ال يقبض العلم انتز‬
‫اس‬ ‫الن ُ‬ ‫ض ْالع ْل َم ب َق ْبض ْال ُع َل َماء َح َّتى إ َذا َل ْم ُي ْبق َعا ًملا َّات َخ َذ َّ‬
‫َو َلك ْن َي ْقب ُ‬
‫ُ ُ ً ُ َّ ً َ ُ ُ َ َ ْ َ ْ َ ْ ْ َ َ ُّ َ َ َ ُّ َ َ ْ‬
‫ال الف َرْبر ُّي‬ ‫رءوسا جهاال فسئلوا فأفتوا بغير عل ٍم فضلوا وأضلوا ق‬
‫َ َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َّ ٌ َ َ َ ُ ُ َ‬
‫ال َح َّدث َنا ق َت ْي َبة َح َّدث َنا َجر ٌير َع ْن هش ٍام ن ْح َو ُه‬ ‫حدثنا عباس ق‬
‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬
‫َباب َه ْل ُي ْج َع ُل ِل ِلن َس ِاء َي ْوم َعلى ِحد ٍة ِفي ال ِعل ِم‬ ‫‪35‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪164‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ص َب َهان ِّي َق َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ُ َ َ َ َّ َ ْ ُ ْ َ‬
‫ال َسم ْع ُت‬ ‫األ ْ‬ ‫‪ - 101‬حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال حدثني ابن‬
‫ْ ُ ْ ِّ َ َ ْ ِّ َ ُ َّ ِّ َ َّ‬ ‫َأ َبا َ َ ْ َ َ ِّ ُ َ ْ َ َ‬
‫يد الخدري قالت النساء للنبي صلى‬ ‫صال ٍح ذك َوان ُيحدث عن أبي سع ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َف ْ‬ ‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َغ َل َب َنا َع َل ْي َك ِّ‬
‫َّ ُ‬
‫اج َع ْل ل َنا َي ْو ًما م ْن ن ْفس َك‬ ‫الر َج ُ‬
‫َ َ َ َ ُ َّ َ َ َ َ ُ َّ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ل ُه َّن َما‬ ‫ف َو َع َد ُه َّن َي ْو ًما لق َي ُه َّن فيه فوعظهن وأمرهن فكان فيما ق‬
‫ََ َ‬ ‫ْ ُ َّ ْ َ َ ٌ ُ َ ِّ ُ َ َ َ ً ْ َ َ َ َّ َ َ َ‬
‫ان ل َها ح َج ًابا م ْن ال َّنار فقال ْت‬ ‫منكن امرأة تقدم ثالثة من ولدها إال ك‬
‫ْ ََ ٌ َ ْ َ َْ َ َ َ ْ َ‬
‫ال َواثن َت ْين‬ ‫امرأة واثنتين فق‬
‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ َ َّ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ٌ َ َ َ ُ ُ‬
‫ال َح َّدث َنا ش ْع َبة َع ْن َع ْبد‬ ‫‪ - 102‬حدثنا محمد بن بش ٍار قال حدثنا غندر ق‬
‫ْ ُ ْ ِّ َ ْ َّ ِّ َ َّ‬ ‫َ ْ َْ َ َ ْ َ َ‬ ‫َّ ْ َ ْ ْ َ‬
‫يد الخدري عن النبي صلى‬ ‫ص َب َهان ِّي عن ذك َوان عن أبي سع ٍ‬ ‫األ ْ‬ ‫الرحمن بن‬
‫َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َّ ْ َ ْ ْ َ ْ َ َ ِّ َ َ َ ْ ُ ََ‬
‫َّللا عليه وسلم بهذا وعن عبد الرحمن بن األصبهاني قال سمعت أبا‬
‫َ َ ْ َ ُ َْ َ َ َ َ ََ َ ً َ ُ ُ ْ َ‬
‫ال ثالثة ل ْم َي ْبلغوا الح ْنث‬‫حاز ٍم عن أبي هريرة ق‬
‫َ‬ ‫َباب َم ْن َسم َع َش ْي ائا َف َل ْم َي ْف َه ْم ُه َف َر َ‬
‫اج َع ِف ِيه َح َّتى َي ْع ِرف ُه‬ ‫ِ‬ ‫‪36‬‬
‫َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ ُ ُ َ َ َ َ َ‬
‫ال َح َّدثني ْاب ُن‬ ‫‪ - 103‬حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا نافع بن عمر ق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم كانت ال ت ْس َم ُع‬ ‫أبي مليكة أن عائشة زوج النبي صلى‬
‫َ َّ َ ْ َ ُ َ َّ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َش ْي ًئا َال َت ْعر ُف ُه إ َّال َر َ‬
‫َّللا َعل ْيه‬ ‫اج َع ْت فيه حتى تعرفه وأن النبي صلى‬
‫س َي ُقو ُل َّ ُ‬
‫َّللا‬ ‫ال َم ْن ُحوس َب ُع ِّذ َب َق َال ْت َعائ َش ُة َف ُق ْل ُت َأ َو َل ْي َ‬ ‫َو َس َّل َم َق َ‬
‫ض‬ ‫ال إ َّن َما َذلك ا ْل َع ْر ُ‬ ‫ا}ق َال ْت َف َق َ‬‫ََ َ َ َ ْ َ ُ َ َ ُ َ ً َ ً َ‬
‫تعالى{فسوف يحاسب حسابا يسير‬
‫ش ْالح َس َ‬
‫اب َي ْهل ْك‬ ‫َو َلك ْن َم ْن ُنوق َ‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪165‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َ ّ ْ ْ ْ َ َّ‬
‫اه ُد الغا ِئ َب‬ ‫َ‬
‫باب ِليب ِلغ ال ِعلم الش ِ‬ ‫‪37‬‬
‫َّ‬ ‫َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم‬ ‫اس عن النبي صلى‬‫ب‬‫َق َال ُه ْاب ُن َع َّ‬
‫ٍ‬

‫يد ُه َو‬ ‫الل ْي ُث َقا َل َح َّد َثني َسع ٌ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ ُ َّ ْ ُ ُ ُ َ َ َ َ َّ َ َّ‬


‫‪ - 104‬حدثنا عبد َّللا بن يوسف قال حدثني‬
‫َ ُ َ َْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْاب ُن َأبي َسعيد َع ْن َأبي ُش َرْيح َأ َّن ُه َق َ َ‬
‫يد وهو يبعث‬ ‫ال لع ْمرو ْبن سع ٍ‬ ‫َ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ص َّلى ََّّللاُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وث إ َلى َم َّكة ائذن لي أ ُّي َها األم ُير أحدثك ق ْوال ق َام به النب ُّي َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ َ‬
‫البع‬
‫َ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ص َرت ُه‬ ‫َعل ْيه َو َسل َم الغ َد م ْن َي ْوم الف ْتح َسم َع ْت ُه أذنا َي َو َو َع ُاه قلبي وأب‬
‫َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ َّ َ َّ َ َ َّ َ َ َّ ُ َ‬
‫َّللا َول ْم‬ ‫عيناي حين تكلم به حمد َّللا وأثنى عليه ثم قال إن مكة حرمها‬
‫ْ َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ِّ ْ َ َّ ُ َ َ‬
‫اس فال َيح ُّل ال ْمر ٍئ ُيؤم ُن باَّلل َوال َي ْوم اآلخر أ ْن َي ْسف َك ب َها َد ًما‬ ‫يحرمها الن‬
‫َّ َ َّ َّ ُ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوَال َي ْعض َد ب َها ش َج َرة فإ ْن أ َح ٌد ت َرخ َ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ص لقتال َر ُسول َّللا صلى َّللا عليه‬
‫َ‬ ‫َ َْ َُ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ ُ ُ َّ َّ َ َ َ‬
‫َّللا ق ْد أذ َن ل َر ُسوله َول ْم َيأذ ْن لك ْم َوإ َّن َما أذ َن لي‬ ‫وسلم فيها فقولوا إن‬
‫َ َ َ ً ْ َ َ ُ َّ َ َ ْ ُ ْ َ ُ َ ْ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ ِّْ‬
‫فيها ساعة من نه ٍار ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها باألمس وليبلغ‬
‫َ‬ ‫َّ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ ٌ َ َ َ َ َ َ‬
‫ال أنا أ ْعل ُم م ْن َك َيا أ َبا‬ ‫الشاهد الغائب‪ .‬فقيل ألبي شري ٍح ما قال عمرو ق‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ش َرْي ٍح ال ُيعيذ َعاص ًيا َوال فا ًّرا ب َد ٍم َوال فا ًّرا بخ ْرَب ٍة‬

‫وب َع ْن‬ ‫ال َح َّد َث َنا َح َّم ٌاد َع ْن َأ ُّي َ‬


‫‪َ - 105‬ح َّد َث َنا َع ْب ُد ََّّللا ْب ُن َع ْبد ْال َو َّهاب َق َ‬
‫َّ‬ ‫ُ َ َّ َ ْ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ ُ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم‬ ‫محم ٍد عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة ذكر النبي صلى‬
‫َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ َ ُ َ َّ ٌ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ ُ‬
‫اضك ْم َعل ْيك ْم‬ ‫قال فإن دماءكم وأموالكم قال محمد وأحسبه قال وأعر‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ َ َ ِّ َّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫َح َر ٌام ك ُح ْر َمة َي ْومك ْم َهذا في ش ْهرك ْم َهذا أال ل ُي َبلغ الشاه ُد م ْنك ْم الغائ َب‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪166‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ َ َ ُ َ َّ ٌ َ ُ ُ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ‬
‫ان ذل َك أال‬‫وكان محمد يقول صدق رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم ك‬
‫َ‬ ‫َّ ْ‬
‫َه ْل َبلغ ُت َم َّرت ْين‬
‫َّ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َّ ّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َللا َعل ْي ِه َو َسل َم‬ ‫باب ِإث ِم من كذب على الن ِب ِي صلى‬ ‫‪39‬‬

‫ال‬‫ور َق َ‬
‫ص ٌ‬ ‫ال َأ ْخ َب َرني َم ْن ُ‬
‫ال َأ ْخ َب َرَنا ُش ْع َب ُة َق َ‬ ‫‪َ - 106‬ح َّد َث َنا َعل ُّي ْب ُن ْال َج ْعد َق َ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬
‫َّللا‬ ‫ال َّ‬
‫النب ُّي َ‬ ‫َسم ْع ُت رْبع َّي ْب َن ح َراش َي ُقو ُل َسم ْع ُت َعل ًّيا َي ُقو ُل َق َ‬
‫ٍ‬
‫النارَ‬‫َع َل ْيه َو َس َّل َم َال َت ْكذ ُبوا َع َل َّي َفإ َّن ُه َم ْن َك َذ َب َع َل َّي َف ْل َيل ْج َّ‬

‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ ْ َ َ َ َ ُ ُ‬
‫ال َح َّدث َنا ش ْع َبة َع ْن َجامع ْبن ش َّد ٍاد َع ْن َعامر ْبن‬ ‫‪ - 107‬حدثنا أبو الوليد ق‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َع ْبد ََّّللا ْبن ُّ‬
‫ال قلت ل ُّلزَب ْير إني ال أ ْس َم ُعك ت َحدث َع ْن‬ ‫الزَب ْير َع ْن أبيه ق َ‬
‫َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ َ ِّ ُ ُ َ ٌ َ ُ َ ٌ َ َ َ ِّ َ‬
‫ال أ َما إني ل ْم‬ ‫َر ُسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم كما يحدث فالن وفالن ق‬
‫ُأ َفار ْق ُه َو َلك ْن َسم ْع ُت ُه َي ُقو ُل َم ْن َك َذ َب َع َل َّي َف ْل َي َت َب َّو ْأ َم ْق َع َد ُه م ْن َّ‬
‫النار‬

‫س‬ ‫ال َأ َن ٌ‬
‫ال َح َّد َث َنا َع ْب ُد ْال َوارث َع ْن َع ْبد ْال َعزيز َق َ‬ ‫‪َ - 108‬ح َّد َث َنا َأ ُبو َم ْع َمر َق َ‬
‫ٍ‬
‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َقالَ‬ ‫إ َّن ُه َل َي ْم َن ُعني َأ ْن ُأ َح ِّد َث ُك ْم َحد ًيثا َكث ًيرا َأ َّن ال َّنب َّي َ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬
‫النار‬ ‫َم ْن َت َع َّم َد َع َل َّي َكذ ًبا َف ْل َي َت َب َّو ْأ َم ْق َع َد ُه م ْن َّ‬

‫ال‬‫ال َح َّد َث َنا َيز ُيد ْب ُن َأبي ُع َب ْي ٍد َع ْن َس َل َم َة َق َ‬ ‫‪َ - 109‬ح َّد َث َنا َم ِّك ُّي ْب ُن إ ْب َراه َ‬
‫يم َق َ‬
‫َ َ ُ َْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ ُ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َي ُقو ُل َم ْن َي ُق ْل َعل َّي َما ل ْم أق ْل فل َيت َب َّوأ‬ ‫سمعت النبي صلى‬
‫َم ْق َع َد ُه م ْن َّ‬
‫النار‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪167‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫صال ٍح‬‫ال َح َّد َث َنا َأ ُبو َع َو َان َة َع ْن َأبي َحصين َع ْن َأبي َ‬ ‫وس ى َق َ‬ ‫‪َ - 110‬ح َّد َث َنا ُم َ‬
‫ٍ‬
‫َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ ْ َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َ َّ ْ ْ َ َ‬
‫عن أبي هريرة عن النبي صلى َّللا عليه وسلم قال تسموا باسمي وال‬
‫َّ‬ ‫ْ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َّ ْ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ان ال َي َت َمث ُل في‬ ‫تك َت ُنوا بك ْن َيتي َو َم ْن َرآني في املنام فقد رآني فإن الشيط‬
‫ورتي َو َم ْن َك َذ َب َع َل َّي ُم َت َع ِّم ًدا َف ْل َي َت َب َّو ْأ َم ْق َع َد ُه م ْن َّ‬
‫النار‬ ‫ُ‬
‫ص َ‬

‫َ ْ ْ‬
‫‪َ 39‬باب ِكت َاب ِة ال ِعل ِم‬

‫ان َع ْن ُمط ِّر ٍف َع ْن‬


‫َ‬ ‫ال َأ ْخ َب َرَنا َوك ٌيع َع ْن ُس ْف َي َ‬ ‫‪َ - 111‬ح َّد َث َنا ُم َح َّم ُد ْب ُن َس َالم َق َ‬
‫ٍ‬
‫ال ُق ْل ُت ل َعل ِّي ْبن َأبي َطالب َه ْل ع ْن َد ُك ْم ك َتابٌ‬ ‫الش ْعب ِّي َع ْن َأبي ُج َح ْي َف َة َق َ‬ ‫َّ‬
‫َ ٍ‬
‫َّ َ‬ ‫َ َ َ َّ َ ُ َّ َ َ ُ‬
‫الصحيفة‬ ‫اب َّللا أ ْو ف ْه ٌم أ ْعط َي ُه َر ُج ٌل ُم ْسل ٌم أ ْو َما في َهذه‬ ‫قال ال إال كت‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ال َعق ُل َوفك ُ‬‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ُق ْل ُت َف َما في َهذه َّ‬ ‫َق َ‬
‫اك األسير َوال ُيقت ُل‬ ‫الصحيفة ق َ‬
‫َ‬
‫ُم ْسل ٌم بكاف ٍر‬

‫ان َع ْن َي ْح َيى َع ْن‬ ‫ال َح َّد َث َنا َش ْي َب ُ‬ ‫ض ُل ْب ُن ُد َك ْين َق َ‬ ‫‪َ - 112‬ح َّد َث َنا َأ ُبو ُن َع ْيم ْال َف ْ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ َ َ َ َ ُ َ ُ ً ْ َ َ ْ َ َ َ‬
‫أبي سلمة عن أبي هريرة أن خزاعة قتلوا رجال من بني لي ٍث عام فتح‬
‫َّ َ‬ ‫ْ ُ ْ َ َ ُ ُ َ ُ ْ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ف َرك َب‬ ‫َمكة بقت ٍيل منهم قتلوه فأخبر بذلك النبي صلى‬
‫َ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ َ َّ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ ْ َ َ َ َ‬
‫ال أ ُبو‬ ‫راحلته فخطب فقال إن َّللا حبس عن مكة القتل أو الفيل ق‬
‫َ‬ ‫َ ْ َّ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ْ َ ْ َ ُ ُ َ َ َّ ِّ ْ َ َ ْ َ‬
‫يل أ ْو الق ْت َل َوغ ْي ُر ُه‬ ‫عبد َّللا كذا قال أبو نعيم واجعلوه على الشك الف‬
‫َ ُ ُ ْ َ َ َ َّ َ َ َ ْ ْ ٍ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ ُ ْ َ ََ‬
‫يقول الفيل وسلط عليهم رسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم واملؤمنين أال‬
‫َ َّ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َّ ْ َ َ ً‬
‫اعة م ْن‬ ‫وإنها لم تحل ألح ٍد قبلي ولم تحل ألح ٍد بعدي أال وإنها حلت لي س‬
‫َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ ٌ َ ُ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ َ ُ ْ َ ُ َ َ ُ َ َ َ‬
‫نه ٍار أال وإنها ساعتي هذه حرام ال يختلى شوكها وال يعضد شجرها وال‬
‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬
‫‪168‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ َ َ ُ َ َ ْ َّ َ‬ ‫َ َّ ُ ْ‬ ‫ُْ َ ُ‬


‫النظ َرْين إ َّما أ ْن ُي ْعق َل‬ ‫تل َتقط َساقط ُت َها إال ملنش ٍد فمن قتل فهو بخير‬
‫َ َ َ َ ُ ٌ ْ َْ ََْ ََ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ال اك ُت ْب لي َيا‬ ‫َوإ َّما أ ْن ُيق َاد أ ْه ُل القتيل فجاء رجل من أهل اليمن فق‬
‫َ ُ َل َّ َ َ َ ْ ُ ُ َ ُ َ َ َ َ َ ُ ٌ ْ ُ َ ْ َّ ْ ْ‬
‫ش إال اإلذخ َر َيا‬ ‫رسو َّللا فقال اكتبوا ألبي فال ٍن فقال رجل من قري ٍ‬
‫َ ُ َ َّ َ َّ َ ْ َ ُ ُ ُ ُ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ ََّ‬
‫رسول َّللا فإنا نجعله في بيوتنا وقبورنا فقال النبي صلى َّللا عليه وسلم‬
‫َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َّ ْ ْ َ َّ ْ ْ َ َ َ َ ُ َ ْ َّ ُ َ ُ َ‬
‫يل ألبي‬ ‫ال ُيق ُاد بالقاف فق‬ ‫إال اإلذخر إال اإلذخر قال أبو عبد َّللا يق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َّ َ ُّ َ ْ َ َ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ال ك َت َب ل ُه َهذه الخط َبة ‪َ - 113‬ح َّدث َنا َعل ُّي‬ ‫عبد َّللا أي ش ي ٍء كتب له ق‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ال َح َّد َث َنا ُس ْف َيان ق َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْب ُن َع ْبد ََّّللا َق َ‬
‫ال أخ َب َرني َو ْه ُب ْب ُن‬ ‫ال َحدثنا َع ْم ٌرو ق َ‬
‫صلى‬
‫َّ ِّ َ َّ‬
‫ص َحاب النبي‬ ‫ال َسم ْع ُت َأ َبا ُه َرْي َر َة َي ُقو ُل َما م ْن َأ ْ‬ ‫ُم َن ِّب ٍه َع ْن َأخيه َق َ‬
‫َّ‬
‫ان م ْن َع ْبد َّللا ْبن‬ ‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َأ َح ٌد َأ ْك َث َر َحد ًيثا َع ْن ُه م ِّني إ َّال َما َك َ‬
‫َّ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َ ْ َ َّ ُ َ َ ْ‬
‫ان َيك ُت ُب َوال أك ُت ُب ت َاب َع ُه َم ْع َم ٌر َع ْن َه َّم ٍام َع ْن أبي ُه َرْي َرة‬ ‫عم ٍرو فإنه ك‬

‫س َع ْن‬ ‫ال َح َّد َثني ْاب ُن َو ْهب َقا َل َأ ْخ َب َرني ُي ُون ُ‬ ‫ان َق َ‬‫‪َ - 114‬ح َّد َث َنا َي ْح َيى ْب ُن ُس َل ْي َم َ‬
‫ٍ‬
‫َ َ ْ ُ َ ْ َّ ْ َ ْ َّ َ ْ ْ َ َّ َ َ َ َّ ْ‬
‫اش َت َّد ب َّ‬
‫النب ِّي‬ ‫اب عن عبيد َّللا بن عبد َّللا عن ابن عبا ٍس قال ملا‬ ‫ٍ‬ ‫ْابن شه‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ ُ َ َ ْ ُ‬
‫اب أك ُت ْب لك ْم ك َت ًابا ال‬ ‫صلى َّللا عليه وسلم وجعه قال ائتوني بكت ٍ‬
‫َّ َ َ ْ‬ ‫َ ُّ َ ْ َ ُ َ َ ُ َ ُ َّ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم غل َب ُه ال َو َج ُع‬ ‫تضلوا بعده قال عمر إن النبي صلى‬
‫َ ْ َ َ َ ُ َّ َ ْ ُ َ َ ْ َ َ ُ َ َ ُ َ َّ َ ُ َ َ ُ ُ َ ِّ َ َ‬
‫وعندنا كتاب َّللا حسبنا فاختلفوا وكثر اللغط قال قوموا عني وال‬
‫ال‬ ‫الت َن ُاز ُع َف َخ َر َج ْاب ُن َع َّباس َي ُقو ُل إ َّن ال َّرزَّي َة ُك َّل ال َّرزَّية َما َح َ‬
‫َي ْن َبغي ع ْندي َّ‬
‫ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َو َب ْي َن ك َتابه‬ ‫َب ْي َن َر ُسول َّللا صلى‬
‫ْ ْ ْ َ َّ‬
‫‪َ 40‬باب ال ِعل ِم َوال ِعظ ِة ِبالل ْي ِل‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪169‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ ُ َ ْ َ‬
‫ص َدقة أخ َب َرنا ْاب ُن ُع َي ْي َنة َع ْن َم ْع َم ٍر َع ْن ا ُّلز ْهر ِّي َع ْن ه ْن ٍد َع ْن‬ ‫‪ - 115‬حدثنا‬
‫َ ْ ُّ ْ ِّ َ ْ ْ َ ْ ُ ِّ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫ُ ََ َ َ َ‬
‫يد عن الزهري عن هن ٍد عن أم سلمة‬ ‫أ ِّم سل َمة وع ْم ٍرو ويحيى ْبن سع ٍ‬
‫َ َ ْ ْ َ ْ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ْ َ َ َّ‬
‫ان َّللا‬ ‫قالت استيقظ النبي صلى َّللا عليه وسلم ذات ليل ٍة فقال سبح‬
‫ص َواح َبات‬ ‫الل ْي َل َة م ْن ْالف َتن َو َم َاذا ُفت َح م ْن ْال َخ َزائن َأ ْيق ُظوا َ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َّ‬
‫ماذا أنزل‬
‫ْ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫الدن َيا َعارَي ٍة في اآلخ َرة‬ ‫ال ُح َجر ف ُر َّب كاس َي ٍة في‬
‫ْ ْ‬ ‫‪َ 41‬باب َّ‬
‫الس َم ِر ِفي ال ِعل ِم‬

‫الر ْح َمن‬ ‫ال َح َّد َثني َع ْب ُد َّ‬ ‫الل ْي ُث َق َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ ُ َ ْ َ َ َ َّ َ َّ‬


‫‪ - 116‬حدثنا سعيد بن عفي ٍر قال حدثني‬
‫َ‬
‫ْب ُن َخالد ْبن ُم َسافر َع ْن ْابن ش َهاب َع ْن َسالم َوأبي َب ْكر ْبن ُس َل ْي َم َ‬
‫ان ْبن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّلمَ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬ ‫ص َّلى ب َنا ا َّلنب ُّي َ‬
‫ال َ‬ ‫َأبي َح ْث َم َة َأ َّن َع ْب َد ََّّللا ْب َن ُع َم َر َق َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ َّ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ال أ َرأ ْي َتك ْم ل ْيل َتك ْم َهذه فإ َّن‬ ‫العش َاء في آخر حياته فلما سلم قام فق‬
‫َ َ َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫س مائة َس َن ٍة م ْن َها ال َي ْبقى م َّم ْن ُه َو َعلى ظ ْهر األ ْرض أ َح ٌد‬ ‫رأ‬
‫ال َسم ْع ُت َسع َ‬
‫يد‬ ‫ال َح َّد َث َنا ْال َح َك ُم َق َ‬
‫ال َح َّد َث َنا ُش ْع َب ُة َق َ‬
‫‪َ - 117‬ح َّد َث َنا َآد ُم َق َ‬
‫ََ ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْب َن ُج َب ْير َع ْن ْابن َع َّباس َق َ‬
‫ال ب ُّت في َب ْيت خالتي َم ْي ُمونة بنت ال َحارث َز ْوج‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ‬
‫النبي صلى َّللا عليه وسلم وكان النبي صلى َّللا عليه وسلم عندها في‬
‫َ ْ َ َ َ َ َّ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ ُ َّ َ َ َ َ ْ َ َ َّ‬
‫صلى‬ ‫ليلتها فصلى النبي صلى َّللا عليه وسلم العشاء ثم جاء إلى منزله ف‬
‫ُ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ ُ َّ َ َ ُ َّ َ َ ُ َّ َ َ َ ْ ُ َ َ َ ً ُ ْ‬
‫ال ن َام الغل ِّي ُم أ ْو كل َمة تشب ُه َها ث َّم ق َام‬ ‫ات ثم نام ثم قام ثم ق‬ ‫أربع ركع ٍ‬
‫َ َ َّ َ ْ َ َ َ َ ُ َّ َ َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ َ ْ َ‬
‫ات ثم صلى‬ ‫فق ْمت عن ي َساره فج َعلني عن َيمينه فصلى خمس ركع ٍ‬
‫َّ َ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬
‫الصالة‬ ‫َرك َع َت ْين ث َّم ن َام َح َّتى َسم ْع ُت غطيط ُه أ ْو خطيط ُه ث َّم خ َر َج إلى‬
‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬
‫‪170‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫ْ ْ ْ‬
‫‪َ 42‬باب ِحف ِظ ال ِعل ِم‬

‫اب َع ْن‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ ُ ْ َ ْ ُ َ ْ َّ َ َ َ َّ َ َ ٌ َ ْ ْ‬


‫‪ - 118‬حدثنا عبد العزيز بن عبد َّللا قال حدثني مالك عن ابن شه ٍ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َّ َّ َ ُ َ َ ْ َ َ‬
‫اس َي ُقولون أكث َر أ ُبو ُه َرْي َرة َول ْوال َآي َتان‬ ‫األعرج عن أبي هريرة قال إن الن‬
‫ين َي ْك ُت ُمو َن َما َأ ْن َ ْزل َنا منْ‬ ‫في ك َتاب ََّّللا َما َح َّد ْث ُت َحد ًيثا ُث َّم َي ْت ُلو{إ َّن َّالذ َ‬
‫َ َ َ ْ َُ‬ ‫ُْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْال َب ِّي َنات َو ْال ُه َدى إ َلى َق ْوله َّ‬
‫ان َيشغل ُه ْم‬ ‫يم}إ َّن إخ َوان َنا م ْن امل َهاجرين ك‬ ‫الرح ُ‬
‫ْ‬ ‫َّ ْ ُ ْ َ ْ َ َ َّ ْ َ َ َ ْ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ‬
‫ان َيشغل ُه ْم ال َع َم ُل في‬ ‫الصفق باألسواق وإن إخواننا من األنصار ك‬
‫َّ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم بش َبع‬ ‫أموالهم وإن أبا هريرة كان يلزم رسول َّللا صلى‬
‫َ ْ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ َ ُ نَ‬
‫بطنه ويحضر ما ال يحضرون ويحفظ ما ال يحفظو‬
‫ال َح َّد َث َنا ُم َح َّم ُد ْب ُن إ ْب َراه َ‬
‫يم‬ ‫ص َعب َق َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ ُ ُ ْ‬
‫‪ - 119‬حدثنا أحمد بن أبي بك ٍر أبو م ٍ‬
‫َ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْبن د َينار َع ْن ْابن َأبي ذ ْئب َع ْن َ‬
‫يد امل ْق ُبر ِّي َع ْن أبي ُه َرْي َرة قا َل قل ُت َيا‬ ‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ط َد َاءكَ‬ ‫َ ُ َ َّ ِّ َ ْ َ ُ ْ َ َ ً َ ً َ ْ َ ُ َ َ ْ ُ ْ‬
‫رسول َّللا إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه قال ابس ر‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ َّ َ َ ُ َّ ُ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ ُ َ‬
‫يت ش ْي ًئا‬ ‫فبسطته قال فغرف بيديه ثم قال ضمه فضممته فما نس‬
‫ال‬‫ال َح َّد َث َنا ا ْب ُن َأبي ُف َد ْي ٍك ب َه َذا أ ْو َق َ‬
‫َ‬ ‫يم ْب ُن ْاملُ ْنذر َق َ‬
‫َب ْع َد ُه َح َّد َث َنا إ ْب َراه ُ‬
‫َ َ‬
‫غ َرف ب َيده فيه‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪171‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َْ‬
‫يد امل ْق ُبر ِّي‬ ‫َ ْ َ ْ َ‬ ‫يل َق َ َ َّ َ َ َ ْ‬ ‫‪َ - 120‬ح َّد َث َنا إ ْس َماع ُ‬
‫ال حدثني أخي عن ْابن أبي ذئ ٍب عن سع ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم و َع َاء ْين‬ ‫ال َحفظ ُت م ْن َر ُسول َّللا صلى‬
‫ْ‬ ‫َع ْن َأبي ُه َرْي َر َة َق َ‬
‫َف َأ َّما َأ َح ُد ُه َما َف َب َث ْث ُت ُه َو َأ َّما ْاآل َخ ُر َف َل ْو َب َث ْث ُت ُه ُقط َع َه َذا ْال ُب ْل ُع ُ‬
‫وم‬
‫ْ َ‬ ‫‪َ 44‬باب ْ ْ َ‬
‫ات ِلل ُعل َم ِاء‬
‫اإلنص ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َّ ٌ َ َ َ َّ َ َ ُ ْ َ ُ َ َ َ ْ‬
‫ال أخ َب َرني َعل ُّي ْب ُن ُم ْدر ٍك َع ْن أبي‬ ‫‪ - 121‬حدثنا حجاج قال حدثنا شعبة ق‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ال ل ُه في َح َّجة ال َو َداع‬ ‫َّللا َع َل ْيه َو َسل َم ق َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ص َّلى َّ ُ‬ ‫ُز ْر َع َة َع ْن َجرير َأ َّن َّ‬
‫النب َّي َ‬
‫ٍ‬
‫ض ُك ْم ر َقابَ‬ ‫ضر ُب َب ْع ُ‬ ‫ال َال َت ْرج ُعوا َب ْعدي ُك َّفا ًرا َي ْ‬
‫اس َف َق َ‬ ‫اس َت ْنص ْت َّ‬
‫الن َ‬ ‫ْ‬
‫ض‬ ‫َْ‬
‫بع ٍ‬
‫الن َ ْ َ ُ َ َ ْ ْ َ َ َّ‬ ‫َ ُ َ َ ُّ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪َ 45‬باب َما ُي ْست َح ُّب ِلل َع ِال ِم ِإذا س ِئل أي‬
‫اس أعلم في ِك ُل ال ِعلم ِإلى ِ‬
‫َللا‬ ‫ِ‬

‫ال‬‫ال َح َّد َث َنا َع ْم ٌرو َق َ‬ ‫ان َق َ‬ ‫ال َح َّد َث َنا ُس ْف َي ُ‬ ‫‪َ - 122‬ح َّد َث َنا َع ْب ُد ََّّللا ْب ُن ُم َح َّم ٍد َق َ‬
‫َ ً ْ َ‬
‫اس إ َّن ن ْوفا ال َبٍكال َّي َي ْز ُع ُم‬ ‫ب‬‫ال ُق ْل ُت ال ْبن َع َّ‬ ‫يد ْب ُن ُج َب ْير َق َ‬ ‫َأ ْخ َب َرني َسع ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ال َك َذبَ‬ ‫آخ ُر َف َق َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وس ى بني إسرائيل إنما هو موس ى‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫س ب ُم َ‬ ‫وس ى َل ْي َ‬ ‫َأ َّن ُم َ‬
‫وس ى‬ ‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َق َام ُم َ‬‫ص َّلى َّ ُ‬ ‫النب ِّي َ‬‫َع ُد ُّو ََّّللا َح َّد َث َنا ُأ َب ُّي ْب ُن َك ْعب َع ْن َّ‬
‫ٍ‬
‫ال َأ َنا َأ ْع َلمُ‬ ‫الناس َأ ْع َل ُم َف َق َ‬ ‫يل َف ُسئ َل َأ ُّي َّ‬ ‫النب ُّي َخط ًيبا في َبني إ ْس َرائ َ‬ ‫َّ‬
‫َ َ َ َ َّ ُ َ َ ْ ْ َ ْ َ ُ َّ ْ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َّ ُ َ َ‬
‫َّللا إل ْيه أ َّن َع ْب ًدا م ْن ع َبادي‬ ‫فعتب َّللا عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى‬
‫احم ْل‬ ‫يل ل ُه ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َيا َر ِّب َوك ْيف به فق َ‬ ‫ب َم ْج َمع ْال َب ْح َرْين ُه َو َأ ْع َل ُم م ْن َك َق َ‬
‫وش َع ْبن ُنو ٍن‬ ‫ْ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ ُ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ُ َ‬
‫ُح ًوتا في مكت ٍل فإذا فقدته فهو ثم فانطلق وانطلق بفتاه ي‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪172‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫وس ُه َما َون َاما‬


‫َ‬ ‫ض َعا ُر ُء َ‬ ‫الص ْخ َرة َو َ‬ ‫َو َح َم َال ُح ًوتا في م ْك َتل َح َّتى َك َانا ع ْن َد َّ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ ًَ َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َّ ْ ُ ُ ْ ْ ْ َ َ َّ َ َ َ َ‬
‫فانسل الحوت من املكتل{فاتخذ سبيله في البحر سربا}وكان ملوس ى‬
‫وس ى‬ ‫ال ُم َ‬ ‫ص َب َح َق َ‬ ‫َو َف َت ُاه َع َج ًبا َف ْان َط َل َقا َبق َّي َة َل ْي َلته َما َو َي ْو َم ُه َما َف َل َّما َأ ْ‬
‫وس ى َم ًّسا‬ ‫ا}و َل ْم َيج ْد ُم َ‬ ‫ص ًب َ‬ ‫ل َف َت ُاه{آت َنا َغ َد َاء َنا َل َق ْد َلق َينا م ْن َس َفرَنا َه َذا َن َ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َّ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ال ل ُه ف َت ُاه{أ َرأ ْي َت إذ أ َو ْي َنا‬ ‫من النصب حتى جاوز املكان الذي أمر به فق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وس ى{ذل َك َما ك َّنا ن ْبغي فا ْرت َّدا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال ُم َ‬ ‫وت َ}ق َ‬ ‫يت ْال ُح َ‬ ‫الص ْخ َرة َفإ ِّني َنس ُ‬ ‫إ َلى َّ‬
‫َ َ‬ ‫َّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ َ ً ََ ْ‬
‫الصخ َرة إذا َر ُج ٌل ُم َس ًّجى بث ْو ٍب أ ْو‬ ‫صا}فل َّما ان َت َه َيا إلى‬ ‫على آثارهما قص‬
‫السال ُم َف َق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ال َخض ُر َوأ َّنى بأ ْرض َك َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫وس ى َف َق َ‬ ‫ال َت َس َّجى ب َث ْوبه َف َس َّل َم ُم َ‬ ‫َق َ‬
‫ال‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ال َن َع ْم َق َ‬ ‫يل َق َ‬ ‫وس ى َف َق َ‬ ‫َأ َنا ُم َ‬
‫ال َ{ه ْل أ َّتب ُع َك َعلى أ ْن‬ ‫وس ى َبني إ ْس َرائ َ‬ ‫ال ُم َ‬
‫َّ ُ ِّ ْ َ َ َ ً َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ً َ ُ َ ِّ‬ ‫ُ ِّ‬
‫وس ى إني‬ ‫ت َعل َمني مما علمت رشدا}قال{إنك لن تستطيع معي صبرا}يا م‬
‫َ ْ َّ َ َ‬ ‫َ َ َ َْ َْ‬ ‫ْ َّ َّ‬ ‫َ ْ‬
‫َعلى عل ٍم م ْن علم َّللا َعل َمنيه ال ت ْعل ُم ُه أن َت َوأن َت َعلى عل ٍم َعل َمك ُه ال‬
‫َ َ َ ْ ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ال َس َتج ُدني إ ْن َش َاء َّ ُ‬ ‫َأ ْع َل ُم ُه َ{ق َ‬
‫صاب ًرا َوال أ ْعص ي ل َك أ ْم ًرا}فانطلقا‬ ‫َّللا َ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َْ ْ َْ َ َ‬ ‫َ‬
‫س ل ُه َما َسف َينة ف َم َّر ْت به َما َسف َينة‬ ‫َي ْمش َيان َعلى َساحل البحر لي‬
‫َ َ َ‬
‫وه َما بغ ْير ن ْو ٍل ف َج َاء‬ ‫وه َما َف ُعر َف ْال َخض ُر َف َح َم ُل ُ‬ ‫وه ْم َأ ْن َي ْحم ُل ُ‬ ‫َف َك َّل ُم ُ‬
‫ال‬ ‫السف َينة َف َن َق َر َن ْق َر ًة َأ ْو َن ْق َرَت ْين في ْال َب ْحر َف َق َ‬ ‫ور َف َو َق َع َع َلى َح ْرف َّ‬ ‫ص ُف ٌ‬ ‫ُع ْ‬
‫َ‬ ‫ْ َّ َّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ ُ َ ُ َ َ ََ َ ْ‬
‫ص علمي َوعل ُم َك م ْن علم َّللا إال ك َن ْق َرة َهذا‬ ‫الخضر يا موس ى ما نق‬
‫السف َينة َف َن َز َعهُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ُفور في ْال َب ْحر َف َع َمد الخض ُر إلى ل ْوح من أل َواح َّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْال ُع ْ‬
‫َ ْ‬ ‫ٍ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ ُ َ َ‬
‫وس ى ق ْو ٌم َح َمل َونا ب َغ ْير َن ْو ٍل َع َم ْد َت إلى َسف َينته ْم ف َخ َرق َت َها ل ُت ْغر َق‬ ‫فقال م‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ْب ًرا ق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال أل ْم أق ْل إنك ل ْن ت ْستط َيع َمع َي َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َََْ َ‬
‫ال ال تؤاخذني ب َما‬ ‫ا{ق َ‬ ‫أهله‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪173‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ ْ ََ َ َ َ َُ ْ‬ ‫األ َولى م ْن ُم َ‬ ‫َ ُ ََ َ ْ ُْ‬
‫وس ى ن ْس َي ًانا فانطلقا فإذا غال ٌم َيل َع ُب َم َع‬ ‫نسيت}فكانت‬
‫ْالغ ْل َمان َف َأ َخذ الخض ُر ب َرأسه م ْن أ ْعال ُه فاقتل َع َرأ َسه ب َيده فق َ‬
‫ال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ََ َ ُ َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ى{أ َق َت ْل َت َن ْف ًسا َزك َّي ًة ب َغ ْير َن ْ‬
‫ال أل ْم أق ْل ل َك إ َّن َك ل ْن ت ْس َتط َيع‬ ‫س}{ق‬ ‫ٍَ‬ ‫ف‬ ‫موس‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ْاب ُن ُع َي ْي َنة َو َهذا أ ْوك ُد{فانطلقا َح َّتى إذا أت َيا أ ْه َل ق ْرَي ٍة‬ ‫ص ْب ًرا}ق َ‬ ‫َمع َي َ‬
‫ض‬ ‫وه َما َف َو َج َدا ف َيها ج َدا ًرا ُير ُيد َأ ْن َي ْن َق َّ‬ ‫ض ِّي ُف ُ‬‫اس َت ْط َع َما َأ ْه َل َها َف َأ َب ْوا َأ ْن ُي َ‬
‫ْ‬
‫ْ َ َ ْ‬ ‫ََ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ َ ََ َ َ ُ َ َ َ َ ُ ُ َ َ‬
‫وس ى{ل ْو شئ َت ال َّتخذ َت‬ ‫فأقامه}قال الخضر بيده فأقامه فقال له م‬
‫َ َ ْ َ ْ ً َ َ َ َ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ ََّ‬
‫عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك}قال النبي صلى َّللا عليه وسلم‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َّ ُ ُ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ َّ َ‬
‫ص َعل ْي َنا م ْن أ ْمره َما‬ ‫يرحم َّللا موس ى لوددنا لو صبر حتى يق‬
‫ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪َ 46‬باب َم ْن َسأ َل َو ُه َو قا ِئم َع ِاملا َج ِال اسا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َأ ْخ َب َرَنا َجر ٌير َع ْن َم ْن ُ‬ ‫ان َق َ‬ ‫‪َ - 123‬ح َّد َث َنا ُع ْث َم ُ‬
‫ور َع ْن أبي َوائ ٍل َع ْن أبي‬ ‫ٍ‬ ‫ص‬
‫َّ‬
‫ال َيا َر ُسو َل َّللا‬‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َف َق َ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬ ‫النب ِّي َ‬‫ال َج َاء َر ُج ٌل إ َلى َّ‬ ‫وس ى َق َ‬ ‫ُم َ‬
‫ً َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ض ًبا َو ُيقات ُل َحم َّية ف َرف َع إل ْيه‬ ‫ال في َسبيل ََّّللا َفإ َّن َأ َح َد َنا ُي َقات ُل َغ َ‬ ‫َما ْالق َت ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال َم ْن ق َات َل ل َتكو َن‬ ‫ان َقائ ًما َف َق َ‬ ‫ال َو َما َ َف َع إ َل ْيه َ ْأ َس ُه إ َّال َأ َّن ُه َك َ‬‫َ ْرأ َس ُه َق َ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َ ُ َّ‬
‫كل َمة َّللا ه َي ال ُعل َيا ف ُه َو في َسبيل َّللا َع َّز َو َج َّل‬
‫ْ‬ ‫ُْْ َْ‬ ‫ُّ َ‬
‫السؤ ِال َوالفت َيا ِعند َر ْم ِي ال ِج َم ِار‬ ‫‪َ 47‬باب‬
‫ال َح َّد َث َنا َع ْب ُد ْال َعزيز ْب ُن َأبي َس َل َم َة َع ْن ُّ‬
‫الز ْهر ِّي َع ْن‬ ‫‪َ - 124‬ح َّد َث َنا َأ ُبو ُن َع ْيم َق َ‬
‫ٍ‬
‫َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َّ ْ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ َْ‬
‫عيس ى بن طلحة عن عبد َّللا بن عم ٍرو قال رأيت النبي صلى َّللا عليه‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪174‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َو َس َّل َم ع ْن َد ْال َج ْم َرة َو ُه َو ُي ْس َأ ُل َف َق َ‬
‫ال َر ُج ٌل َيا َر ُسو َل َّللا ن َح ْر ُت ق ْب َل أ ْن‬
‫آخ ُر َيا َر ُسو َل ََّّللا َح َل ْق ُت َق ْب َل َأ ْن َأ ْن َح َر َق َ‬
‫ال‬
‫َْ َ َ َ ْ ََ َ َ َ َ َ َ‬
‫أرمي قال ارم وال حرج قال‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ ْ َ ْ ُ ِّ َ َ ِّ َ َّ َ َ ْ‬
‫َ‬
‫ال اف َع ْل َوال َح َر َج‬ ‫انحر وال حرج فما سئل عن ش ي ٍء قدم وال أخر إال ق‬
‫ْ ْ َّ َ ا‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ ْ َّ َ َ‬
‫َللا ت َعالى َو َما أو ِتيت ْم ِم ْن ال ِعل ِم ِإل ق ِليال‬
‫‪ 48‬باب قو ِل ِ‬
‫َ َ َ َّ َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫‪َ - 125‬ح َّد َث َنا َق ْي ُ‬
‫ش‬ ‫األ ْع َم ُ‬ ‫ال َح َّدث َنا َع ْب ُد ال َواحد قال حدثنا‬ ‫صق‬ ‫ٍ‬ ‫س ْب ُن َح ْف‬
‫ََ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ُس َل ْي َم ُ‬
‫يم َع ْن َعلق َمة َع ْن َع ْبد َّللا قا َل َب ْي َنا أنا أ ْمش ي َم َع‬ ‫ان َع ْن إ ْب َراه َ‬
‫يب َم َع ُه‬ ‫ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ َّ ُ َ َ َ‬ ‫َّ ِّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ‬
‫النبي صلى َّللا عليه وسلم في خرب املدينة وهو يتوكأ على عس ٍ‬
‫ال‬‫الروح َو َق َ‬ ‫وه َع ْن ُّ‬ ‫ض ُه ْم ل َب ْعض َس ُل ُ‬ ‫َف َم َّر ب َن َفر م ْن ْال َي ُهود َف َق َ‬
‫ال َب ْع ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ض ُه ْم َل َن ْس َأ َل َّنهُ‬‫ال َب ْع ُ‬ ‫وه َال َيج ُ‬
‫يء فيه ب َش ْي ٍء َت ْك َر ُه َون ُه َف َق َ‬ ‫ض ُه ْم َال َت ْس َأ ُل ُ‬ ‫َب ْع ُ‬
‫وحى‬ ‫وح َف َس َك َت َف ُق ْل ُت إ َّن ُه ُي َ‬ ‫الر ُ‬‫ال َيا َأ َبا ْال َقاسم َما ُّ‬ ‫َف َق َام َر ُج ٌل م ْن ُه ْم َف َق َ‬
‫َ ْ َ ُ ْ ُ َ َ َّ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ ْ َ ُ َ َ َ ْ ُّ ُ ْ ُّ ُ َ‬
‫وح م ْن أ ْمر‬ ‫إليه فقمت فلما انجلى عنه قال{ويسألونك عن الروح قل الر‬
‫َ ِّ َ َ ُ ُ ْ ْ ْ َّ َ ً َ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ‬
‫ش َهكذا في ق َر َاءت َنا‬ ‫ربي}وما أوتوا من العلم إال قليال قال األعم‬
‫ْ‬
‫اس َعن ُه‬
‫َّ‬ ‫ص َر َف ْه ُم َب ْ‬ ‫ض ال ْخت َيار َم َخ َاف َة َأ ْن َي ْق ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫الن‬ ‫ض‬‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫‪ 48‬باب من ت َرك بع ِ ِ‬
‫َ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ف َيق ُعوا ِفي أش َّد ِمن ُه‬
‫َْ‬ ‫يل َع ْن َأبي إ ْس َح َ‬ ‫‪َ - 126‬ح َّد َث َنا ُع َب ْي ُد ََّّللا ْب ُن ُم َ‬
‫اق َع ْن األ ْس َود‬ ‫وس ى َع ْن إ ْس َرائ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ْ ُ ُّ َ َ‬ ‫ال َق َ‬ ‫َق َ‬
‫الزَب ْير كان ْت َعائشة تس ُّر إل ْي َك كث ًيرا ف َما َح َّدث ْت َك في‬ ‫ال لي ابن‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ ْ َ ُ ْ ُ َ َ ْ َ َ َّ ُّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم َيا َعائشة ل ْوال‬ ‫الكعبة قلت قالت لي قال النبي صلى‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪175‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ ْ ُ َ ٌ َ ْ ُ ُ ْ َ َ ْ ُ ُّ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫ض ُت الك ْع َبة ف َج َعل ُت ل َها‬ ‫قومك حديث عهدهم قال ابن الزبير بكف ٍر لنق‬
‫اب َي ْخ ُر ُجو َن َف َف َع َل ُه ْاب ُن ُّ‬
‫الزَب ْير‬ ‫اس َو َب ٌ‬ ‫اب َي ْد ُخ ُل َّ‬
‫الن ُ‬ ‫َب َاب ْين َب ٌ‬

‫َ َْ َ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ْ َ َّ ْ ْ َ‬
‫ص ِبال ِعل ِم ق ْو اما ُدون ق ْو ٍم ك َر ِاه َية أن ل َيف َه ُموا‬ ‫‪ 49‬باب من خ‬
‫ُ‬ ‫اس ب َما َي ْعر ُفو َن َأ ُتح ُّبو َن َأ ْن ُي َك َّذ َب َّ ُ‬
‫َّللا َو َر ُسول ُه‬ ‫ال َعل ٌّي َح ِّد ُثوا َّ‬
‫الن َ‬ ‫‪َ - 127‬و َق َ‬
‫ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ ُ َّ ُ َ َ ْ‬
‫وذ َع ْن أبي الطف ْيل َع ْن‬ ‫حدثنا ع َب ْيد َّللا ْبن ُموس ى عن َم ْع ُروف ْبن خ َّرُب ٍ‬
‫َ‬
‫َعل ِّ ٍي بذل َك‬
‫َ َّ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ ُ َ ُ ْ ُ َ َ َ َ َ‬
‫ال َح َّدثني أبي‬ ‫‪ - 128‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا معاذ بن هش ٍام ق‬
‫َّ‬ ‫َ َّ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ‬ ‫ال َح َّد َث َنا َأ َن ُ‬‫َع ْن َق َت َاد َة َق َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم‬ ‫س ْب ُن َمال ٍك أن النبي صلى‬
‫َّ‬ ‫َ ُ ٌ َ ُ ُ َ َ َّ ْ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ‬
‫ال ل َّب ْي َك َيا َر ُسو َل َّللا‬ ‫ومعاذ رديفه على الرحل قال يا معاذ بن جب ٍل ق‬
‫ال َما م ْن‬ ‫ال َل َّب ْي َك َيا َر ُسو َل ََّّللا َو َس ْع َد ْي َك َث َال ًثا َق َ‬
‫ال َيا ُم َع ُاذ َق َ‬ ‫َو َس ْع َد ْي َك َق َ‬
‫َ ْ َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َوأ َّن ُم َح َّم ًدا َر ُسو ُل َّللا ص ْدقا م ْن قلبه إال‬ ‫أح ٍد يشهد أن ال إله إال‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ال َيا َر ُسو َل َّللا أفال أخب ُر به الن َ‬ ‫النار َق َ‬ ‫َّللا َع َلى َّ‬
‫َح َّر َم ُه َّ ُ‬
‫اس في ْستبش ُروا‬
‫َ َ ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ً ُ َ ْ‬
‫ال إذا َي َّتكلوا َوأخ َب َر ب َها ُم َعاذ ع ْن َد َم ْوته تأث ًما‬ ‫ق‬
‫ََ‬ ‫ال َسم ْع ُت َأبي َق َ‬
‫ال َح َّد َث َنا ُم ْع َتم ٌر َق َ‬
‫‪َ - 129‬ح َّد َث َنا ُم َس َّد ٌد َق َ‬
‫ال َسم ْع ُت أن ًسا‬
‫َ َ ُ َ َ َّ َّ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ‬
‫َّللا ال‬ ‫قال ذكر لي أن النبي صلى َّللا عليه وسلم قال ملع ٍاذ من لقي‬
‫َ ْ ً َ َ َ ْ َ َّ َ َ َ َ َ ُ َ ِّ ُ َّ َ َ َ َ ِّ َ َ ُ َْ‬ ‫ْ‬
‫ُيشر ُك به شيئا دخل الجنة قال أال أبشر الناس قال ال إني أخاف أن‬
‫ُ‬
‫َي َّتكلوا‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪176‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ْ ْ‬ ‫ْ‬
‫‪َ 50‬باب ال َح َي ِاء ِفي ال ِعل ِم‬
‫َ ُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َو َق َ‬
‫ال ُم َجاه ٌد ال َي َت َعل ُم العل َم ُم ْس َت ْح ٍي َوال ُم ْس َتكب ٌر َوقال ْت َعائشة ن ْع َم‬
‫صار َل ْم َي ْم َن ْع ُه َّن ْال َح َي ُاء َأ ْن َي َت َف َّق ْه َن في ِّ‬
‫الدين‬
‫ِّ َ ُ َ ُ ْ َ‬
‫األ ْن َ‬ ‫النساء نساء‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ُ ْ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫ال َح َّدث َنا هشام َع ْن‬ ‫‪ - 130‬حدثنا محمد بن سال ٍم قال أخبرنا أبو معاوية ق‬
‫َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ِّ َ َ َ َ َ ْ ُ ِّ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ ُّ ُ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫أبيه عن زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة قالت جاءت أم سلي ٍم إلى‬
‫َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ َّ َّ َّ َ َ‬
‫َّللا ال َي ْس َت ْحيي‬ ‫َر ُسول َّللا صلى َّللا عليه وسلم فقالت يا رسول َّللا إن‬
‫ص َّلى َّ ُ‬
‫َّللا‬ ‫النب ُّي َ‬ ‫ال َّ‬ ‫امل ْ َرأة م ْن ُغ ْسل إ َذا ْ‬
‫اح َت َل َم ْت َق َ‬ ‫ْ ْ َ ِّ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫من الحق فهل على‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬
‫َعل ْيه َو َسل َم إذا َرأ ْت امل َاء فغطت أ ُّم َسل َمة ت ْعني َو ْج َه َها َوقالت َيا َر ُسو َل‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ال ن َع ْم ترَب ْت َيم ُينك فب َم ُيشب ُه َها َول ُد َها‬ ‫َّللا وتحتلم املرأة ق‬
‫َّ‬ ‫َ َّ َ َ ْ َ ُ َ َ َ‬
‫ال َح َّدثني َمال ٌك َع ْن َع ْبد َّللا ْبن دي َن ٍار َع ْن َع ْبد‬ ‫‪ - 131‬حدثنا إسماعيل ق‬
‫َّ‬
‫ال إ َّن م ْن الش َجر‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ق َ‬‫صلى َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ََّّللا ْبن ُع َم َر َأ َّن َر ُسو َل ََّّللا َ‬
‫اس في‬ ‫ط َو َر ُق َها َوه َي َم َث ُل ْاملُ ْسلم َح ِّد ُثوني َما ه َي َف َو َق َع ال َّن ُ‬ ‫َ َ ًَ َ َ ْ ُ ُ‬
‫شجرة ال يسق‬
‫ال َع ْب ُد ََّّللا َف ْ‬ ‫َ‬
‫الن ْخل ُة َق َ‬ ‫َ‬
‫َش َجر ْال َباد َية َو َو َق َع في َن ْفس ي أ َّن َها َّ‬
‫اس َت ْح َي ْي ُت‬
‫َّ‬ ‫َ َ ُ َ َ ُ َ َّ َ ْ ْ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ه َي‬ ‫فقالوا يا رسول َّللا أخبرنا بها فقال رسول َّللا صلى‬
‫َ َ َ َ َ ُ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ْ َ‬ ‫الن ْخ َل ُة َق َ‬
‫ال أل ْن تكون قل َت َها‬ ‫ال َع ْب ُد َّللا ف َح َّدث ُت أبي ب َما َوق َع في ن ْفس ي فق‬ ‫َّ‬
‫َ ُ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أ َح ُّب إل َّي م ْن أ ْن َيكون لي كذا َوكذا‬
‫َ َ ْ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُ ُّ َ‬
‫السؤ ِال‬ ‫‪ 51‬باب من استحيا فأمرغيره ِب‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪177‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ٌ َ َ َ‬
‫ال َح َّدث َنا َع ْب ُد َّللا ْب ُن َد ُاو َد َع ْن األ ْع َمش َع ْن ُم ْنذ ٍر‬ ‫‪ - 132‬حدثنا مسدد ق‬
‫ال ُك ْن ُت َ ُج ًال َم َّذ ًاء َف َأ َم ْرتُ‬ ‫ْال َّث ْور ِّي َع ْن ُم َح َّمد ْبن ال َحنف َّية َع ْن َعل ِّي ق َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ر‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص َّلى َّللا عليه وسلم فسأله فق َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫األ ْس َود َأ ْن َي ْس َأ َل َّ‬
‫النب َّي َ‬ ‫ْ ْ َ َ ْ َ َْ‬
‫ال‬ ‫املقداد بن‬
‫ض ُ‬
‫وء‬ ‫فيه ْال ُو ُ‬

‫َْ‬ ‫ْ ْ ْ ُْْ‬
‫‪َ 52‬باب ِذك ِرال ِعل ِم َوالفت َيا ِفي امل ْس ِج ِد‬
‫َ َ َ َّ َ َ َّ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ َّ َ ُ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ال َح َّدث َنا ناف ٌع‬ ‫يد قال حدثنا الليث بن سع ٍد ق‬ ‫‪ - 133‬حدثني قتي َبة ْبن سع ٍ‬
‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َم ْولى َع ْبد َّللا ْبن ُع َم َر ْبن الخطاب َع ْن َع ْبد َّللا ْبن ُع َم َر أ َّن َر ُجال ق َام في‬
‫َ َ َ َ َ ُ َ َّ ْ َ ْ َ َ ْ ُ ُ َ َ ْ ُ َّ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ‬ ‫َْ‬
‫صلى‬ ‫امل ْسجد فقال يا رسول َّللا من أين تأمرنا أن نهل فقال رسول َّللا‬
‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ َ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم ُيه ُّل أ ْه ُل املد َينة م ْن ذي ال ُحل ْيفة َو ُيه ُّل أ ْه ُل الشأم م ْن‬
‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْال ُج ْح َفة َو ُيه ُّل َأ ْه ُل َن ْج ٍد م ْن َق ْر ٍن َو َق َ‬
‫ال ْاب ُن ُع َم َر َو َي ْز ُع ُمون أ َّن َر ُسو َل َّللا‬
‫ان ا ْب ُن ُع َم َر‬‫ال َو ُيه ُّل َأ ْه ُل ْال َي َمن م ْن َي َل ْم َل َم َو َك َ‬‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َق َ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬
‫َ‬
‫َّ‬ ‫َّ َ َّ َّ ُ َ‬ ‫َ ََْ‬
‫َّللا َعل ْيه َو َسل َم‬ ‫َي ُقو ُل ل ْم أفق ْه َهذه م ْن َر ُسول َّللا صلى‬
‫ََ‬ ‫ََْ‬ ‫‪َ 53‬باب َم ْن َأ َج َ‬
‫السا ِئ َل ِبأكث َر ِم َّما َسأل ُه‬
‫اب َّ‬

‫النب ِّي‬‫ال َح َّد َث َنا ْاب ُن َأبي ذ ْئب َع ْن َنافع َع ْن ْابن ُع َم َر َع ْن َّ‬ ‫‪َ - 134‬ح َّد َث َنا َآد ُم َق َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الز ْهر ِّي َع ْن َسالم َع ْن ْابن ُع َم َر َع ْن َّ‬
‫النب ِّي‬ ‫َّللا َع َل ْيه َو َس َّل َم َو َع ْن ُّ‬
‫ص َّلى َّ ُ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫ال َال َي ْل َب ُ‬ ‫َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َّ َ ُ ً َ َ َ ُ َ َ ْ َ ُ ْ ُ‬
‫امل ْحر ُم َف َق َ‬
‫س‬ ‫صلى َّللا عليه وسلم أن رجال سأله ما يلبس‬
‫َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ َ َ َ ْ ً َ َّ ُ ْ َ ْ ُ َْ‬ ‫َْ‬
‫القميص وال العمامة وال السراويل وال البرنس وال ثوبا مسه الورس أو‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪178‬‬
School of Distance Education – University of Calicut

َ ُ َ ْ ُ ْ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َ ْ َّ ْ َ ْ َ ْ َ ُ َ َ ْ َّ
‫س الخ َّف ْين َول َي ْقط ْع ُه َما َح َّتى َيكونا‬ ‫الزعفران فإن لم يجد النعلين فليلب‬
َْ َ
‫ت ْح َت الك ْع َب ْين‬

Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic


179
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫اإليادي‬ ‫ساعد‬ ‫بن‬ ‫خطبة ُق ٌّ‬


‫س‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫كان قس بن ساعدة اإليادي من حكماء العرب قبل اإلسالم‪ ،‬وقد توفى‬
‫ضر َب به املَ ُ‬
‫ثل في الخطابة والبالغة والحكمة‪.‬‬ ‫حوالى عام ‪600‬م‪ ،‬ولقد ُ‬

‫كان َيدين بالتوحيد‪ ،‬ويؤمن بالبعث‪ ،‬ويدعو العرب إلى نبذ العكوف‬
‫على األوثان ويرشدهم إلى عبادة الحق‪ .‬ويقال إنه أول من خطب على‬
‫ِّ‬
‫شرف‪ ،‬وأول من قال في خطبه "أما بعد" وأول من اتكأ على سيف أو‬
‫"البينة على‬ ‫عصا في خطابه‪ ،‬وكان الناس يتحاكمون إليه‪ ،‬وهو القائل‪ِّ :‬‬
‫واليمين على من أنكر"‪ .‬وسمعه النبي قبل البعثة يخطب في‬ ‫ُ‬ ‫من ِّادعى‪،‬‬
‫ُ‬ ‫عكاظ فأثنى عليه‪ .‬وعمر ِّ‬
‫قس طويال ومات قبيل البعثة‪.‬‬
‫ُ‬
‫ومن خطبه التي خطبها في سوق عكاظ قبل ظهور اإلسالم‪ ،‬ومما قاله‬
‫فيها‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ََ ْ َ َ َ‬
‫ات فات‪َ ،‬وك ُّل َما ُه َو‬ ‫اس َم ُعوا َو ُعوا‪َ ،‬م ْن َع َ‬
‫اش َمات‪ ،‬ومن م‬ ‫اس‪ْ ،‬‬ ‫« َأ ُّي َها َّ‬
‫الن ُ‬
‫آت آت‪ ..‬مطر ونبات وأرزاق وأقوات وآباء وأمهات وأحياء وأموات جمع‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وأشتات‪ ،‬ل ْي ٌل داج‪َ ،‬ون َه ٌار َساج‪َ ،‬و َس ٌ‬
‫ماء ذات ْأب َر ٍاج‪ ،‬وأرض ذات فجاج‪،‬‬
‫َ‬
‫وبحار ذات أمواج‪ ،‬ومهاد موضوع‪ ،‬وسقف مرفوع‪ ،‬ونجوم تمور‪ ،‬وبحار‬
‫َّ َ َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫َُ ُ ٌ َ‬
‫الس َماء لخ َبرا‪ ،‬وإ َّن فى األرض‬ ‫وم ت ْز َهر‪َ ،‬وب َح ٌار ت ْزخر‪ ..‬إ َّن فى‬ ‫ال تغور‪ ،‬ونج‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪180‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ُ ُ‬ ‫َ ُ ََ َ‬ ‫َ َ ً َ َ ْ ُ َّ َ ْ ُ َ َ‬
‫ضوا فأق ُاموا‪ْ ،‬أم تركوا‬ ‫هبون َوال َي ْرج ُعون؟!‪ ،‬أر‬ ‫لعبرا‪ ،‬ما بال الناس يذ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ف َن ُاموا؟‪ ،‬تبا ألرباب الغفلة من األمم الخالية والقرون املاضية‪ .‬يا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫معشر إياد‪ ..‬يا َم ْع َش َر َإياد‪ْ :‬أي َن َ‬
‫وأي َن الف َراع َنة‬
‫واألج َد ُاد؟‪ْ ،‬‬
‫ْ‬ ‫اآلب ُاء‬
‫آجاال؟‪َ ،‬ط َح َن ُهم ْ‬
‫ً‬ ‫اال وأطو َل‬‫ِّ َ ُ َ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ َ ً‬
‫الده ُر‬ ‫الشداد؟‪ ،‬ألم يكونوا أكثر منكم م‬
‫َ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َْ َ‬
‫بتطاوله‪ ..‬يقسم (قس) باهلل قسما ال إثم فيه إن هلل‬ ‫ومزقهم‬ ‫بكلكله‪،‬‬
‫ً‬
‫دينا هو أر َض ى لكم وأفضل من دينكم الذى أنتم عليه‪ ،‬إنكم لتأتون‬
‫ً‬
‫من األمر منكرا»‪.‬‬
‫ُويروى أنه أنشد بعدها‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫َن من القرون لنا َبصائر‬ ‫َ‬
‫ـذاهبين األولي ـ‬ ‫في الـ ـ‬
‫للموت ليس لها مص ـ ــادر‬ ‫ملـ ـ ـ ــا رأي ـ ـ ـ ــت م ـ ـ ــواردا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ور ُ‬
‫تمض ى األكابر واألص ـ ــاغ ُر‬ ‫أيت قومي نحوها‬
‫وال مـ ــن البـ ــاق ـ ـي ـ ــن غـ ــاب ـ ــر‬ ‫إلى‬ ‫ال َي ُ‬
‫رجع املاض ي َّ‬
‫َ ُ‬
‫القوم صائر‪1‬‬ ‫ُ‬ ‫حيث َ‬
‫صار‬ ‫لة‬ ‫أي ـ ــقنـ ـ ُـت أنى ال محا‬

‫‪ 1‬الهاشمي‪ ،‬السيد أحمد‪ .‬جواهر األدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب‪ .‬بيروت‪ :‬دار‬
‫املعرفة‪ .2015 ،‬ط‪ .4‬ص‪.440‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪181‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫خطبة أبي بكر عند تولية الخالفة‬


‫ُ ََ‬ ‫ِّ‬
‫بكر عبد َّللا بن أبي ق َحافة القرش ُّي‪ُ .‬ول َد بعد الرسول محمد (ص)‬ ‫هو أبو ٍ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫بسنتـين‪ ،‬وكـان أول الرجال إسالما‪ .‬شهد ال َـمشاهد كلها وأمره الرسو ُل أن‬
‫النبي َب َاي َع ُه املسلمون‬ ‫ِّ‬ ‫َي ُح َّج باملسلمين في السنة التاسعة‪ .‬وبعد موت‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫بالخالفة‪ ،‬وبعد البيعة قال هذه الخطبة املشهورة التي حث فيها على‬
‫َ ََ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الصدق والجهاد في سبيل َّللا تعالى‪ ،‬وحذر من ال َـم ْعص َية ومن ُمخالفـة َول ِّي‬
‫وع ْش َ‬
‫شهر َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫ليال‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ٍَ‬
‫ُ‬ ‫أ‬ ‫خالفته سنتين وثالثة‬ ‫األمر مادام ُمطيعا َّلل تعالى‪ .‬دامت‬
‫ِّ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫وكانت وفاته رض ي َّللا عنه سنة ثالث َعش َرة من الهجرة‪ .‬تكلم أبو بكر بعد‬
‫ُ‬ ‫ِّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫الناس بالخالفة ف َحم َد َّللا وأث َنى عليه بالذي هو ْأهل ُه ثم قال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫أن َب َاي َعه‬
‫َ ْ‬ ‫الناس َفإني قد ُو ِّل ُ‬ ‫ُ َ‬
‫يت عليكم ولست بخيركم فإ ْن أ ْح َسن ُت‬ ‫ُ‬ ‫بعد‪ ،‬أ ُّيها‬ ‫"أما‬
‫ُ‬ ‫ٌ َ ُ َ ٌَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫فأع ُينوني وإ ْن أ َسأ ُت فق ِّو ُموني‪ .‬الص ْد ُق أمانة والكذب خيانة‪ .‬والضعيف‬
‫ٌ‬ ‫ِّ‬ ‫أرجع إليه َّ‬ ‫فيكم قو ٌّي عندي حتى َ‬
‫حقه إن شاء َّللا‪ ،‬والقو ِّي فيكم ضعيف‬
‫ِّ‬ ‫قوم الج َ‬ ‫الحق منه إن شاء َِّّللا‪ .‬ال َي َد ُع ٌ‬ ‫آخذ َّ‬ ‫َ‬
‫هاد في سبيل َّللا إال‬ ‫عندي حتى‬
‫َ‬
‫َّللا بالبالء‪ .‬أط ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫َّللا بالذ ِّل وال تش ُيع الفاحشة في قوم إال َع َّمهم ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َخ َذ َلهم َّ ُ‬
‫يعوني‬ ‫ٍ‬
‫وموا‬ ‫طاعة لي عليكم‪ُ .‬ق ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّللا ورسوله فال‬ ‫ص ْيت َّ َ‬ ‫ورسوله فإذا َع َ‬ ‫َ‬ ‫ما َأ َط ْع ُت َّ َ‬
‫َّللا‬
‫ُ ِّ‬
‫إلى صالتكم َي ْر َح ْمك ُم َّللا"‪.1‬‬

‫‪ 1‬ابن كثير‪ ،‬الحافظ‪ .‬البداية والنهاية‪ ،‬ج‪ ،6‬ط‪ .6‬بيروت‪ :‬دار املعارف‪ .1988 ،‬ص‪.301‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪182‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫بنت الحارث إلى ابنتها أم غياث‬


‫وصية أمامة ِ‬
‫ُ‬
‫وهي وصية تطرب السامع‪ ،‬وتشنف املسامع‪ ،‬ينبغي لكل أ ٍ ِّم حصيفة‬
‫َ‬
‫ل َّب ٍة‪ 1‬رؤوم أن تتلوها على مسامع ابنتها عند الزفاف‪.‬‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫جمال ابنة عوف بن‬ ‫فقد ذكروا أن الحارث بن عمرو ملك ك ْن َدة ملا بلغه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫ُم َحلم الشيباني‪ ،‬وكمالها‪ ،‬وقوة عقلها‪ ،‬دعا امرأة من كندة ُيقال‬
‫لها ‪:‬عصام‪ ،‬ذات عقل ولسان‪ ،‬وأدب وبيان‪ ،‬وقال لها ‪:‬اذهبي حتى‬
‫تعلمي لي علم ابنة عوف‪ .‬فمضت حتى انتهت إلى أمها‪ ،‬وهي أمامة بنت‬
‫الحارث‪ ،‬فأعلمتها بما َق َ‬
‫دم ْت له‪.‬‬
‫فأرسلت أمامة إلى ابنتها‪ ،‬وقالت ‪:‬أي بنية ! هذه خالتك‪ ،‬أتتك لتنظر‬
‫إليك‪ ،‬فال تستري عنها ً‬
‫شيئا إن أرادت النظر من وجه أو خلق‪ ،‬وناطقيها‬
‫إن استنطقتك‪.‬‬
‫فدخلت إليها‪ ،‬فنظرت إلى ما لم تر قط مثله! فخرجت من عندها وهى‬
‫ً‬ ‫َ َ َ‬
‫تقول‪ :‬ترك الخداع َم ْن كشف القناع‪ ،‬فأرسلتها مثال‪.‬‬
‫ثم انطلقت إلى الحارث‪ ،‬فلما رآها مقبلة قال لها ‪:‬ما وراءك يا عصام؟‪.‬‬
‫ض عن َّ‬ ‫َ َّ َ‬
‫امل ْح ُ‬
‫الزَبد‪ .1‬رأيت جبهة كاملرآة املصقولة‪ ،‬يزينها‬ ‫قالت‪ :‬صرح‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ َ ٌ‬
‫‪ 1‬أ ٌّم ل َّبة ‪:‬أي ُمح َّبة عاطفة‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪183‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫شعر حالك كأذناب الخيل‪ ،‬إن أ ْر َسل ْته خل َته‪ .2‬السالسل؛ وإن مشطته‬
‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قلت ‪:‬عناقيد َجالها الوابل‪ .‬وحاجبين‪ .3‬كأنما خطا بقلم‪ ،‬أو ُس ِّودا‬
‫كح ِّد السيف‬ ‫ب ُح َمم‪ .4‬تقوسا علي مثل عين َظ ْب َية َع ْب َه َرة‪ .5‬بينهما أنف َ‬
‫ٍ‬
‫ْ َُ ‪ُ 8‬‬
‫الصنيع‪َ ،6‬ح َّف ْت به َو ْج َن َتان كاألر ُجوان‪ ،7‬في بياض كالجمان ‪ ،‬شق فيه‬ ‫َّ‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫فم كالخاتم‪ ،‬لذيذة املبتسم‪ ،‬فيه ثنايا غر ذات أشر‪ ،9‬تقلب فيه‬
‫لسان‪ ،‬ذو فصاحة وبيان‪ ،‬بعقل وافر‪ ،‬وجواب حاضر‪ .‬تلتقي فيه‬
‫شفتان َح ْمروان‪ ،‬تجلبان ر ًيقا كالشهد إذا دلك‪ .‬في رقبة بيضاء‬
‫ضدان ُم ْد َم َجان‪،‬‬ ‫وع ُ‬ ‫كالفضة‪ُ ،‬ركبت في صدر كصدر تمثال ُد ْمية‪َ .‬‬
‫س‪ُ .‬ركبت فيهما‬ ‫س‪ ،‬وال عرق ُي َج ُّ‬ ‫يتصل بهما ذراعان‪ ،‬ليس فيهما عظم ُي َم ُّ‬

‫تعنى بالزبد‪ :‬رغوة اللبن‪ ،‬وبالصريح‪ :‬اللبن الذي تحته املحض‪ ،‬وهذا مثل ُيضرب‬ ‫‪1‬‬
‫للصدق يحصل بعد الخبر املظنون "‪.‬لسان العرب‪".‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫وحسبته‪.‬‬ ‫أي‪ :‬ظنن َته‬ ‫‪2‬‬
‫أي ‪:‬ورأيت حاجبين‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫الح َم ُم ‪َ :‬‬
‫الف ْح ُم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪4‬‬
‫أي ممتلئة الجسم‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫صنيع ‪:‬أي‪َ :‬م ْج ُلو‪ٌّ.‬‬ ‫سيف َ‬ ‫‪6‬‬
‫أحمر أحسن ما يكون‪ ،‬وكل لون يشبهه فهو أرجوان‪.‬‬ ‫نور ُ‬ ‫األرجوان‪ :‬شجر له ٌ‬ ‫‪7‬‬
‫واحدته ُج َمانة‪ ،‬وهي‪ :‬حبة ُت ْع َمل من الفضة ُّ‬
‫كالد َّرة‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫تأشير األسنان ‪:‬تحزيزها وتحديد أطرافها‪ ،‬يقال ‪:‬أشرت املرأة أسنانها تأش ُر َها‬ ‫‪9‬‬
‫وتصنعا‪ ،‬واألخير منهي عنه ً‬
‫ً‬ ‫َ ْ‬
‫شرعا‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫أش ًرا ‪.‬والتأشير ضربان ‪:‬خلقة‪،‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪184‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫كفان دقيقان قصبهما لين عصبهما‪ ،‬تعقد إن َ‬


‫شئت منهما األنامل ‪...‬ثم‬
‫ً‬
‫ذكرت أوصافا ال يجمل ذكرها فى مثل كتابنا هذا‪.‬‬
‫فأرسل امللك إلى أبيها فخطبها‪ ،‬فزوجها إياه‪ ،‬وبعث بصداقها‪ ،‬فجهزت‪.‬‬
‫فلما أراد أن يحملوها إلى زوجها‪ ،‬قالت لها أمها‪:‬‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ ْ‬
‫أدب‪ ،‬ترك ْت لذلك منك‪ ،‬ولكنها‬
‫أي بنية‪ ،‬إن الوصية لو تركت لفضل ٍ‬
‫تذكرة للغافل‪ ،‬ومعونة للعاقل‪.‬‬
‫ولو أن امرأة استغنت عن الخروج لغنى أبويها‪ ،‬وشدة حاجتهما إليها؛‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كنت أغنى الناس عنه‪ ،‬ولكن النساء للرجال خل ْق َن‪ ،‬ولهن خل َق الرجال‪.‬‬
‫ش الذي فيه‬ ‫وخ َّل ْفت ُ‬
‫الع َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أي بنية‪ ،‬إنك فارقت الجو الذي منه خ َر ْجت‪،‬‬
‫ْ‬
‫َد َر ْجت‪ ،‬إلى َوكر لم تعرفيه‪ ،‬وقرين لم تألفيه‪ ،‬فأصبح بملكه عليك‬
‫ً‬
‫عبدا َوشيكا‪.‬‬‫ومليكا‪ .‬فكوني له َأ َم ًة َي ُك ْن لك ً‬
‫ً‬ ‫ر ً‬
‫قيبا‬
‫ً ْ‬ ‫ً ْ‬
‫ذخرا وذك ًرا ‪.‬‬ ‫يا بنية‪ ،‬احملي عنى خصاال َعش ًرا‪ ،‬تكن لك‬
‫• الصحبة بالقناعة‪ ،‬واملعاشرة بحسن السمع والطاعة ‪.‬‬
‫• والتعهد ملوقع عينه‪ ،‬والتفقد ملوضع أنفه؛ فال تقع ُ‬
‫عينه منك على‬
‫قبيح‪ ،‬وال يشم منك إال أطيب ريح‪ .‬والكحل أحسن الحسن‬
‫املوجود‪ ،‬واملاء أطيب الطيب املفقود ‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪185‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬
‫• والتعهد لوقت طعامه‪ ،‬وال ُه ُد ُّو عنه عند منامه؛ فإن حرارة الجوع‬
‫ْ‬
‫وتنغيص النوم مبغضة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َمل َهبة‪،‬‬
‫• واالحتفاظ ببيته وماله‪ ،‬واإلرعاء على نفسه وحشمه وعياله‪ ،‬ومالك‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫والحشم حسن التدبير‪.‬‬ ‫حسن التقدير‪ ،‬وفي العيال‬ ‫األمر في املال‬
‫سرا‪ ،‬وال تعص ي له ً‬
‫أمرا؛ فإنك إن أفشيت سره لم تأمني‬ ‫• وال تفش ي له ًّ‬
‫َ َ‬
‫غدره‪ ،‬وإن عصيت أمره أ ْوغ ْرت صدره‪.‬‬
‫َ‬
‫ثم اتقي مع ذلك الفرح إن كان تر ًحا‪ ،1‬واالكتئاب عنده إن كان‬
‫فرحا؛ فإن الخصلة األولي من َ‬
‫التقصير‪ ،‬والثانية من التكدير‪.‬‬ ‫ً‬
‫إعظاما؛ يكن َّ‬
‫أشد ما يكون إكر ًاما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وكوني َّ‬
‫أشد ما تكونين له‬
‫وأشد ما تكونين له موافقة؛ يكن أطو َل ما تكونين له مرافقة‪.‬‬
‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫واعلمي أنك ال تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك‪ ،‬وهواه‬
‫على هواك‪ ،‬فيما أحببت وكرهت‪ ،‬وهللا َيخير لك‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َ ِّ‬
‫وولدت له امللوك السبعة‬ ‫ف ُحمل ْت ف ُسل َم ْت إليه‪ ،‬ف َعظم َم ْوق ُع َها منه‪،‬‬
‫الذين ملكوا بعده اليمن‪.‬‬

‫َّ‬
‫‪ 1‬الت َرح ‪:‬نقيض الفرح‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪186‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫‪Module V: Poetry‬‬
‫الوحدة الخامسة‪ :‬الشعر‬

‫‪ ‬معلقة عنترة (األبيات التسع عشرة األولى) من (هل غادر الشعراء‬


‫من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم) إلى (أو روضة أنفا‬
‫تضمن نبتها غيث قليل الدمن ليس بمعلم)‬
‫‪ ‬معلقة زهير بن أبي سلمى – األبيات الثالث عشرة األخيرة – من ‪-‬‬
‫سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ‪ -‬إلى األخير‬
‫‪ ‬قصيدة ضمان املعروف وقاري الضيوف للخنساء – مطلعها‪:‬‬
‫أعيني هال تبكيا (ديوان الخنساء‪ ،‬سبعة عشر أبيات من األول)‬
‫‪ ‬قصيدة الفرزدق _ هذا الذي تعرف البطحاء وطأته (ديوان‬
‫الفرزدق ص ‪)511‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪187‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫معلقة عنترة ‪1‬‬

‫اسمه‪ :‬عنترة بن شداد بن معاوية‪ ،‬ويقال‪ :‬عنترة بن معاوية بن شداد‬


‫بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعة بن مالك بن قطيعة بن عبس‪.‬‬
‫وشداد هو فارس جروة‪ .‬وجروة فرسه‪ .‬وكانت أم عنترة حبشية‪ ،‬وكان له‬
‫من أمه إخوة عبيد‪ ،‬وكان من أشد الناس بأسا‪ ،‬وأجودهم بما يملك‬
‫ِّ ً‬
‫كفا فجلس يوما في مجلس من بعدما كان أبلی واعترف به أبوه وأعتقه‪،‬‬
‫فسابه رجل من بني عبس‪ ،‬وذكر سواده وأمه وإخوته‪ِّ ،‬‬
‫فسبه عنترة‬ ‫ِّ‬
‫وفجر عليه‪ ،2‬وكان فيما قال له‪ :‬إني ألحضر البأس‪ ،‬وأفي املغنم وأعف‬
‫وأجود بما ملكت يدي‪ ،‬وأفضل الخطة الصمعاء‪ .‬قال له‬‫ُ‬ ‫عند املسألة‪،‬‬
‫الرجل‪ :‬أنا أشعر منك‪ .‬قال‪ :‬ستعلم ذلك‪ ،‬فقال عنترة يذكر قتل‬
‫معاوية بن نزال‪ ،3‬وهي أول كلمة قالها‪ ،‬وكانت العرب تسمي هذه‬
‫القصيدة املذهبة‪( 4‬من الكامل)‪:‬‬

‫من كتاب "شرح ديوان عنترة" للخطيب التبريزي‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار الكتاب العربي‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ .1992‬ص ‪.157 -147‬‬
‫أي‪ :‬فسق‪ ،‬وتكلم بالفجور‬ ‫‪2‬‬
‫ُ‬
‫هو جد األحنف بن قيس‪ ،‬وقد قتل في أحد أيام داحس والغبراء‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫قد أرجع التبريزي سبب نظم املعلقة كما تذكر املصادر القديمة إلى الظروف التي‬ ‫‪4‬‬
‫واحدا من بني عبس شتمه ِّ‬ ‫ً‬
‫وعيره‬ ‫أعقبت حرية عنترة واعتراف أبيه به‪ .‬قيل إن‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪188‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫َ َ‬ ‫الش َع َر ُاء م ْن ُم َت َـر َّدم َأ ْم َه ْل َع َر ْف َت َّ‬


‫الد َار َب ْعد ت َو ُّه ِم‬
‫َ ْ َ َ َ ُّ‬
‫‪ .1‬هل غادر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ َ َ ْ ُ َّ َ ْ َ َ َ َّ َ َّ َ َ َّ َ َ َ َ َ‬
‫ص ِ ّـم األ ْع َج ِـم‬‫‪ .2‬أعياك رسم الد ِارلم يتكل ِـم حتى تكلم كاأل‬
‫قوله‪« :‬من متردم» من قولهم‪ :‬ردمت الش يء إذا أصلحته وقويت ما وهي‬
‫منه‪ .1‬يقول‪« :‬هل أبقى الشعراء ألحد معنى إال وقد سبقوا إليه؟» وهذا‬
‫كقولهم‪ :‬هل ترك األول لآلخر شيئا؟ وقوله‪« :‬أم هل عرفت الدار»‬
‫أضرب عما كان فيه‪ ،‬ثم استأنف السؤال عن معرفته بها بعد أن‬
‫توهمها‪ .‬والتوهم اإلنكار‪ ،‬يقال‪ :‬توهمت الش يء إذا أنكرته فتثبت منه‬
‫وطلبت حقیقته‪ ،‬وإنما يريد أنه مر بالديار وقد خلت من أهلها‪،‬‬
‫ودرست رسومها فلم يعرفها إال بعد إنكاره لها وتثبته فيها‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫«أعياك رسم الدار »أي‪ :‬خفي رسم الدار عليك لدروسه فلم تستبن به‬
‫الدار إال بعد إنكار وتثبت‪ ،‬وضرب لذلك مثال بقوله‪« :‬لم يتكلم حتى‬
‫تكلم كاألصم األعجم»‪ ،‬أي‪ :‬ال يبين لك أوال‪ ،‬أهي الدار التي عهدت‪ ،‬أم‬
‫ال حتى تبينها آخرا بعد جهد‪.‬‬

‫بأمه وسخر منه لسواد لونه فانبرى عنترة يفتخر ببسالته ويصف فروسيته‬ ‫ِّ‬
‫ِّ ً‬
‫متحديا خصمه الذي قال له‪ :‬أنا أعظم شاعرية منك‪ .‬فإذا صحت هذه الرواية‬
‫تكون معلقة عنترة أولى قصائده الطوال وأجودها ألنه ال يذكر له قبلها إال‬
‫األبيات املتفرقة واملقاطع القصيرة‪.‬‬
‫‪ 1‬ما وهي منه ‪:‬ما ضعف‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪189‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫َ اَ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫‪َ 3‬ولق ْد َح َب ْست ِب َها ط ِويال ناق ِتي‬
‫أشكو إلى ُسف ٍع َر َو ِاك ِد جث ِـم‬
‫َ ّ َ َ َ ا َ َ ََْ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ‬
‫اسل ِمي‬ ‫الج َو ِاء تكل ِمي‬
‫و ِع ِمي صباحا دارعبلة و‬ ‫‪ 4‬يادارعبلـة ِب‬
‫قوله‪ :‬حبست ناقتي في هذه الدار‪ ،‬أبكي لفراق أهلها وأشكو إلى‬
‫رسومها وأطاللها‪.‬‬
‫والرواكد املقيمة الساكنة أراد بها األثافي‪ .‬والسفع السود تضرب إلى‬
‫الحمرة‪ ،‬وكذلك لون األثافي‪ ،‬والجثم الالطئة باألرض الثابتة فيها‪،‬‬
‫وأصله من َج َثم الطائر إذا لصق باألرض‪ .‬وقوله‪ :‬بالجواء هو جمع ِّ‬
‫جو‬
‫وهو املطمئن من األرض املتسع‪ ،‬ويقال‪ :‬هو موضع بعينه‪ .‬وقوله‪" :‬عمي‬
‫صباحأ" يريد‪ :‬أنعمي؟ وهي تحية أهل الجاهلية‪ .‬وقوله‪« :‬واسلمي» دعاء‬
‫لها بالسالمة من الدروس والتغير‬
‫َُ‬ ‫ََْ‬ ‫‪َ 5‬دارْل ِن َس ٍة َغض ْيض َط ْر ُف َ‬
‫ـذة املت َب َّس ِـم‬
‫ناق لذي ِ‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ع‬‫و‬ ‫ط‬ ‫ا‬ ‫ـه‬ ‫ِ ٍ‬
‫َ َ َ َُ َ‬ ‫ََ َْ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫اجـة املتل ّ ِـو ِم‬ ‫فدن ألق ِض ي ح‬ ‫‪ 6‬ف َوقفت ِف َيها ناق ِتي َوكأن َـها‬
‫ُ‬
‫اآلنسة ذات األنس‪ ،‬ويقال‪ :‬اآلنسة الظبية تؤنس شخصا أي تبصره‪،‬‬
‫وليس بجار على الفعل‪ ،‬وإذا أبصرت شخصا ذعرت فمدت عنقها‬
‫واشرأبت نحوه فتبينت محاسنها‪ ،‬فشبه بها املرأة لذلك‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫غضيض طرفها‪ ،‬أي فاتر نظرها‪ ،‬وبذلك توصف املرأة حتى يقولون هي‬
‫مريضة الطرف سقيمته‪ ،‬وبعينيها سنة ونحو ذلك‪ ،‬وقوله‪« :‬طوع‬
‫العناق» أي‪ :‬لطيفة عند املعانقة متأنية كما قال النابغة الجعدي‪:‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪190‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫تداعت عليه فكانت لباسا‬ ‫إذا ما الضجيع ثني جيدها‬


‫وكقول امرىء القيس‪:‬‬
‫تميل عليه هونة غير مجبال‪1‬‬

‫ِّ‬
‫املتبسم‪ ،‬ويروى‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫املتبسم"‪ ،‬أي‪ :‬لذيذة طعم الفم‬ ‫وقوله‪" :‬لذيذة‬
‫َّ‬
‫"املتبسم" بفتح السين على أنه اسم ملوضع التبسم‪ ،‬وقوله‪ :‬فوقفت‬
‫فيها ناقتي أي حبست على هذه الدار ناقتي ألقض ي حاجتي من البكاء‬
‫فيها‪ ،‬والسؤال عن أهلها‪،‬‬
‫وقوله‪" :‬وكأنها فدن" شبه ناقته في ضخمها وكمال خلقها بالفدن‪ ،‬وهو‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫واملتلوم املنتظر املتمكث‪ ،‬يقال‪ :‬تلوم علي ساعة أي انتظرني‬ ‫القصر‪.‬‬
‫وتربص علي‪ ،‬وأراد باملتلوم نفسه‪ ،‬ألنه تلوم بالدار ليقض ي حاجته‬
‫منها‪.2‬‬
‫ْ َ ْ َ َّ َ َ ُ َ َ َّ‬ ‫َ َ ُ ُّ َ ْ َ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ‬
‫ـان فاملتثل ِـم‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫الص‬‫ف‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ـز‬‫ح‬ ‫ال‬‫ب‬‫ِ‬ ‫ـا‬‫ن‬ ‫‪ 7‬وتحل عبلـة ِبالجـو ِاء وأهل‬
‫ََْ َ ََْ ََ َْ ُّ َ َ‬ ‫‪ُ 8‬ح ّي ْي َت م ْن َط َلل َت َ‬
‫اله ْيث ِـم‬ ‫قاد َم َع ْه ُد ُه أقوى و أقفـربعد أ ِم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬

‫‪ 1‬دیوانه ص ‪ ،124‬وصدره‪" :‬إذا ما الضجيع ِّ‬


‫ابتزها من ثيابها"‬
‫‪ 2‬وجاء في شرح القصائد املشهورات البن النحاس في شرح البيتين السابقين‪ :‬قال‬
‫ِّ‬
‫املتبسم‪ ،‬ورفع دار‬ ‫أبو جعفر‪ :‬كذا أنشدني بكسر السبين والتقدير لذيذة الفم‬
‫على معنى هي دار وكذا أنشدني العناق بالقاف‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪191‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الحزن ما غلظ من األرض وهو هاهنا موضع بعينه‪ ،‬وهو حزن تمیم‪،‬‬
‫والصمان جبل تميم‪ ،‬واملتثلم موضع‪ .‬وقوله‪« :‬حييت من طلل» أي‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫أحياك هللا‪ ،‬والطلل ما شخص من الدار من وتد وأري‪ ،‬وقوله‪« :‬تقادم‬
‫عهده» أي‪ :‬طال عهده بأهله وقدم‪ ،‬فتغير لذلك‪ ،‬ومعنى أقوي خال من‬
‫أهله‪ ،‬والقواء الخالي‪.‬‬
‫خ َرم‪1‬‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ّ ْ َ‬
‫‪ 9‬شطت مزارالعاشقين فأصبحت ع ِسرا علي ِطالب ِك ابنة م ِ‬
‫س ِب َم ْز َع ِـم‬ ‫َ ْع َم اا َل َع ْم ُر َأب َ‬
‫يك َل ْي َ‬ ‫َا ُْ َ‬ ‫ّْ‬
‫‪ُ 10‬ع ِلق ُت َها َع َرضا َو اقت ُـل ق ْو َم َها‬
‫ِ‬ ‫ز‬
‫شطت مزار العاشقين أي بعدت بموضع زياراتهم‪ ،‬أي‪ :‬صارت بحيث ال‬
‫تزار لبعد دارها‪ ،‬والعسر املمتنع املتعذر‪ ،‬وقوله‪" :‬طالبك" أي‪ :‬مطالبتي‬
‫لك ومرامي إياك‪ ،‬وخاطبها بقوله طالبك بعد أن أخبر عنها في صدر‬
‫البيت‪ ،‬وهذا في الكالم والشعر كثير‪ .‬وقوله‪" :‬علقتها عرضا" أي‪:‬‬
‫اعترضني حبها من غير أن أرومه‬
‫وأتعرض له‪ ،‬وأنا مع ذلك أقتل قومها وكيف أحبها وأنا أقتلهم وإنما‬
‫يريد أن قومها أعداء له‪ ،‬فال سبيل إليها‪ ،‬فأنكر لذلك حبه لها‪ ،‬فقال‬
‫مخاطب نفسه‪ :‬هذا فعل ليس بفعل‪ ،‬وضرب الزعم مثال‪ ،‬والزعم إنما‬
‫هو في الكالم دون الفعل‪ ،‬وإنما يريد أن حبه لها ليس له ظاهر يوجبه‬

‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬
‫َعس َرا َعل َّي طال ُبك ْاب َنـة َمخ َرم‬ ‫ين َف َأ ْ‬
‫ص َب َح ْت‬ ‫‪ 1‬وفي نسخة‪َ :‬ح َّل ْت ب َأ ْرض َّ‬
‫الزائر َ‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪192‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫لقتله قومها فكأنه ليس بحب‪ .‬ويكون أيضا الزعم هنا على أصله‪ ،‬أي ما‬
‫زعمت من حبك لها ليس بزعم يعضده الصدق‪ ،‬ويوجبه الظاهر‪ ،‬فهو‬
‫غير زعم في الحقيقة والنظر‪.‬‬
‫ُْ‬ ‫ّ ْ َ ُ‬ ‫ََ َ ْ َ َ ُّ َ‬
‫ِم ِني ِب َمن ِزل ِـة امل ِح ِ ّب املك َـر ِم‬ ‫‪َ 11‬ولق ْد ن َزل ِت فال تظ ِنـي غ ْي َر ُه‬
‫َ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫ِب ُعن ْي َـزت ْي ِـن َوأ ْهلنـا ِبالغ ْيل ِـم‬ ‫‪ 12‬ك ْيف امل َز ُار َوق ْد ت َرَّب َع أ ْهل َهـا‬
‫املكرم‪ ،‬فال تظني غير ذلك‪ ،‬وأجرى‬ ‫يقول‪ :‬أنت عندي بمنزلة املحب ِّ‬
‫املحب على أصله من أحببت‪ ،‬واملستعمل في الكالم محبوب‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫"كيف املزار" يقول‪ :‬كيف لي أن أزورها وأهلها مرتبعون بموضع ال يرتبع‬
‫وتربع من الربيع بمنزلة تصيف من الصيف‪ ،‬أي‪ :‬نزلوا عنيزتين في‬ ‫به‪ِّ ،‬‬
‫الربيع‪ ،‬وعنيزتان موضع‪ ،‬والغيلم موضع‪ ،‬وهو أيضا البئر الغزيرة املاء‪،‬‬
‫وهو بالعين غير معجمة ألنها معلومة املوضع مشهورة‪.‬‬

‫ْ‬ ‫ْ َ ُ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ْ ُْ َْ ْ‬
‫ُز َّمت ِرك ُابكم ِبل ْي ٍـل ُمظ ِل ِـم‬ ‫الف َراق ف ِإن َما‬‫‪ِ 13‬إن كن ِت أزمع ِت ِ‬
‫ط ّ َ َ َ ُّ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫الخ ْم ِخ ِم‬
‫الدي ِارتسف ح َّب ِ‬ ‫وس ِ‬ ‫اعني إل َح ُمولـة أ ْه ِل َهـا‬‫‪َ 14‬ما َر َ‬

‫قوله‪" :‬أزمعت" أي‪ :‬أجمعت وعزمت على‪ ،‬يقول‪ :‬إن كنت عزمت على‬
‫الرحيل والفراق فقد ز ِّمت رکابکم أي‪ :‬شدت وخطمت باألزمة‪ ،‬وعليكم‬
‫ِّ‬
‫بقية من الليل أي هذا أمر أبرمتموه وتقدمتم فيه بليل مظلم وإنما‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪193‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫يعني أنهم فاجؤوه بالرحيل ولم يعلم به قبل‪ ،‬فذلك أشد عليه وأبعث‬
‫لجزعه‪ ،‬وهذا كقول علقمة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ُ‬
‫مزموم‬ ‫ُّ‬
‫كل الجمال قبيل الصبح‬ ‫بالب ْين حتى أزمعوا طعنا‬
‫لم أثر َ‬

‫وقوله‪" :‬ما راعني" أي‪ :‬ما أفزعني يقول‪ :‬ملا جئت فنظرت إلى أهلها قد‬
‫تحملوا أفزعني ذلك لفراقي إياها‪ .‬والحمولة اإلبل ُيحمل عليها املتاع‪.‬‬
‫والحمولة بضم الحاء املتاع نفسه‪ .‬فإن حذفت الهاء فهي اإلبل التي‬
‫تسف تأكل‪ ،‬والخمخم تأكلها اإلبل لها ِّ‬ ‫ِّ‬
‫حب‬ ‫تحمل عليها الهوادج‪ .‬ومعنى‬
‫أسود‪ ،‬ويروى أيضا بالحاء غير معجمة‪ .‬وقد يقال الخمخم برفع الخاء‪،‬‬
‫وإنما راعه كون الحمولة وسط الدار ألنها كانت غادية في املرعی‪ ،‬فلما‬
‫أرادوا الرحيل ردوها إلى الديار ليتحملوا عليها‪ ،‬فراعه ذلك‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ َا َ َ َ ُ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َْ ُ َ َ ُ َ ا‬
‫اب األ ْس َح ِم‬ ‫ِ‬
‫الغ َ‬
‫ر‬ ‫ـة‬ ‫ي‬
‫ِ ِ‬‫ف‬ ‫ا‬ ‫خ‬ ‫ك‬ ‫ا‬ ‫ود‬ ‫س‬ ‫ـة‬‫‪ِ 15‬فيها اثنت ِان وأربعـون حلوب‬
‫َ ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ْ 16‬إذ َت ْس َتب ْي َك بذي ُغ ُر َ‬
‫اض ٍح َعذ ٍب ُمق َّبل ُـه ل ِذي ِـذ املط َع ِـم‬
‫وب و ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِِ‬
‫يقول‪ :‬في هذه الحمولة من النوق التي تحلب اثنتان وأربعون حلوبة‪،‬‬
‫ويقال ناقة حلوبة وإبل حلوبة للتي تحلب‪ .‬وقوله‪« :‬سودا» حال من‬
‫قوله‪ :‬اثنتان وأربعون‪ ،‬وهو حال من نكرة ويجوز رفعه على النعت وال‬
‫يكون نعتا للحلوبة ألنها مفردة إذ كانت تمييزا للعدد‪ ،‬وسودة جمع وال‬
‫ينعت الواحد بالجمع‪ ،‬وإنما ذكر أن في إبلهم هذا العدد من الحلوبة‬
‫السود ليخبر عن كثرتهم وكثرة إبلهم‪ ،‬ألنه إذا شرط أن فيها هذا العدد‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪194‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ِّ‬
‫من هذا الصنف على غرابته وقلته‪ ،‬فغيره من أصناف اإلبل أكثر من‬
‫أن يحص ي عدده‪ ،‬وشبه سوادها بسواد خوافي الغراب وهي أواخر‬
‫الريش من الجناح مما يلي الظهر‪ ،‬سميت بذلك لخفائها واألسحم‬
‫األسود‪ ،‬وإنما خص الخوافي ألنها أسبط وأشد بريقا وألين‪ .‬وقوله‪ :‬إذ‬
‫تستبيك‪ :‬أي تذهب بعقلك‪ .‬واألصلتي‪ :‬الثغر البراق والناعم الشديد‬
‫البياض الكثير البريق‪ .‬وقوله‪« :‬عذب مقبله» أي هي طيبة رائحة الفم‬
‫عذبة موضع التقبيل‪ .‬وقوله‪« :‬لذيذ املطعم»‪ ،‬أي‪ :‬إذا قبلته وجدت‬
‫له طعما لذيذا وريحا طيبة‬
‫َ َ َ ْ ْ َْ َ َ َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ‬
‫س ِبت ْـوأ ِم‬ ‫لن لي‬
‫ِ ِ‬‫ز‬‫غ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ـأ‬
‫ٍ‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫ن‬‫‪ 17‬وكأنما نظرت ِبعيني ِ ٍ‬
‫ـاد‬ ‫ش‬
‫َْ‬ ‫َ ََ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ ْ َ َ َ‬
‫عوا ِرض َها ِإل ْي َك ِم َن الف ِـم‬ ‫سبقت‬ ‫اج ٍـر ِبق ِس ْي َم ٍـة‬‫‪ 18‬وكأن فأرة ِ‬
‫ت‬
‫َ‬ ‫الد ْمن َل ْي َ‬
‫يل ّ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ ْ َ ْو َ ا ُ ُ َ ا َ َ‬
‫ض َّم َن َن ْب َت َ‬
‫س ِب ُم ْعل ِـم‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ث‬ ‫ي‬‫غ‬ ‫ـا‬ ‫ه‬ ‫‪ 19‬أو ر ضة أنفا ت‬
‫الشادن‪ :‬الغزال الذي قد شدا‪ ،‬أي قوي على املش ي مع أمه‪ .‬والرشأ من‬
‫نعته وهو الحسن؛ وقوله‪" :‬ليس بتوأم" أي‪ :‬لم يزاحمه غيره في بطن‬
‫أمه وال رضع معه غيره‪ ،‬فذلك أتم لخلقه وأحسن لنباته‪ .‬وقوله‪" :‬وكأن‬
‫فأرة تاجر"‪ :‬الفأرة للمسك وهي نافحته‪ ،‬سميت بذلك لفورها إذا‬
‫فتقت‪ .‬وخص فأرة التاجر ألنه ال يتربص باملسك إذ كان يتغير فمسكه‬
‫أجود وأطيب‪ ،‬والقسيمة الجونة التي فيها الطيب‪ ،‬والقسيمة أيضا‬
‫املرأة الحسناء واشتقاقها من القسمات وهي ما عن يمين األنف‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪195‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫وشماله من الوجه‪ .‬وقوله‪" :‬سبقت عوارضها"‪ :‬أي سبقت نكهة الفأرة‬


‫عوارضها إليك‪ .‬والعوارض ما بعد اللثاث من األسنان‪ .‬ويقال‪ :‬هي‬
‫األنياب نفسها ووصفها بطيب رائحة الفم‪ .‬يقول‪ :‬إذا أهويت إليها‬
‫لتقبلها انتشرت من فمها رائحة طيبة‪ ،‬كاملسك وسبقت عوارضها إلى‬
‫أنفك‪ .‬األنف التي لم ترع واشتقاقها من االستئناف‪ .‬والدمن‪ :‬البعر‪،‬‬
‫شبه رائحة فمها بريح روضة كاملة النبت‪ ،‬وجعل‬ ‫واملعلم املكان املشهور َّ‬
‫ما أصاب نبتها من الغيث قليل الدمن‪ ،‬أي‪ :‬لم يصادف فيها دمنا‬
‫لبعدها عن الناس‪ ،‬وقوله‪« :‬ليس بمعلم» أي‪ :‬ليس بمشهور موضعها‪،‬‬
‫فهو أحسن لنبتها وأتم له‪ ،‬وأبعد لها من أن توطأ وتدمن‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َّ‬
‫األعجم‬
‫ِ‬ ‫ملوك‬ ‫تعتقه‬ ‫‪ 20‬أو عاتقا من أذ ِرعات معتقا مما ِ‬
‫َف َت َر ْك َن ُك َّل َق َرا َ ة ّ‬
‫كالد ْر َه ِم‬
‫ْ َ ُ ْ‬
‫‪َ 21‬ج َادت َعل ْي ِه ك ُّل ِبك ٍر ُح َّر ٍة‬
‫رٍ‬
‫وقوله‪" :‬جادت عليها" هو من املطر الجود وهو الغزير‪ .‬والعين مطر‬
‫دائم أيام ال يقلع ويقال‪ :‬العين ما نشأ من قبل القبلة من السحاب‪،‬‬
‫والثرة الغزيرة‪ ،‬والحديقة مثل البستان يستقر فيه املاء وهي الروضة‪،‬‬
‫وقوله‪« :‬كالدرهم» ِّ‬
‫شبه بياض املاء واستدارته حين امتألت الحديقة‬
‫منه بالدرهم‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪196‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫‪1‬‬ ‫معلقة ُزهيربن أبي ُسلمى‬


‫‪627 - 530‬م‬
‫هو زهير بن أبي سلمى‪ ،2‬من ُمزينة‪ .‬كان مشهورا برزانته وحبه للسالم‪.‬‬
‫وقد نظم معلقته هذه‪ ،‬وهي الثالثة في املعلقات‪ ،‬على أثر الحرب التي‬

‫‪ 1‬من كتاب املعلقات السبع مع الحواش ي املفيدة للزوزني‪ :‬كراتش ي‪ :‬مكتبة البشري‪،‬‬
‫‪ .2011‬من ص ‪ 71‬و‪87 - 84‬‬
‫‪ 2‬واسم أبي سلمى‪ :‬ربيعة بن رياح بن قرة بن الحارث بن مازن‪ ،‬وينتهي نسبه إلى‪:‬‬
‫مضر بن نزار بن َم َع ِّد بن عدنان‪.‬‬
‫املقدمين على سائر الشعراء‪ ،‬وإنما اختلفوا في تقديم أحد‬ ‫وهو أحد الثالثة َّ‬
‫الثالثة على صاحبيه‪ .‬وأما الثالثة فال اختالف فيهم‪ ،‬وهم‪ :‬امرؤ القيس‪ ،‬وزهير‪،‬‬
‫والنابغة الذبياني‪ .‬وكان من حديث زهير‪ ،‬وأهل بيته أنهم كانوا من “مزينة” إحدى‬
‫قبائل مضر‪ .‬وكان يقيم هو وأبوه وولده في منازل بني‪ :‬عبد هللا بن غطفان‪،‬‬
‫بالحاجز من نجد‪ ،‬ولذلك كان يذكر في شعره بني مرة وغطفان ويمدحهم‪.‬‬
‫نشأ زهير فيهم‪ ،‬وهناك قال قصيدته املعلقة يذكر فيها قتل ورد بن حابس‬
‫ضم املري‪ ،‬ويمدح فيها هرم بن سنان بن أبي حارثة‪،‬‬ ‫ض ْم َ‬
‫العبس ي‪َ :‬هر َم بن َ‬
‫والحارث بن عوف‪ ،‬وسعد بن ذبيان املريين ألنهما احتمال ديته من مالهما‪ .‬وكان‬
‫ُ‬
‫زهير بعد ذلك يكثر من مدح َهرم وأبيه سنان وله فيهما قصائد غر‪ .‬فحلف هرم‬
‫أال يمدحه إال أعطاه وال يسأله إال أعطاه وال يسلم عليه إال أعطاه ً‬
‫عبدا أو وليدة‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪197‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫فرسا‪ .‬فاستحيا زهير من كثرة بذله له على كل حال‪ ،‬وجعل يتجنب مقابلته‪.‬‬ ‫أو ً‬
‫صباحا غير َهرم‪َ ،‬‬
‫وخيركم استثنيت‪”.‬‬ ‫ً‬ ‫وكان إذا رآه في محفل قال‪“ :‬عموا‬
‫كان زهير قد رأى في منامه في آخر عمره أن ً‬
‫آتيا أتاه فحمله إلى السماء حتى كاد‬
‫قص رؤياه على ولده كعب‪.‬‬‫يمسها بيده‪ ،‬ثم تركه فهوى إلى األرض‪ ،‬فلما احتضر َّ‬
‫ثم قال‪“ :‬إني ال أشك أنه كائن من خبر السماء بعدي‪ ،‬فإن كان فتمسكوا به‬
‫وسارعوا إليه”‪ .‬ثم توفي قبل مبعث النبي عليه الصالة والسالم بسنة‪ .‬وكانت وفاته‬
‫سنة‪ 609 :‬مليالد املسيح عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫ِّ‬
‫امتاز زهير بما نظمه من منثور الحكمة البالغة‪ ،‬وكثرة األمثال وسني املدح‪،‬‬
‫وتجنب وحش ي الكالم‪ ،‬وعدم مدح أحد إال بما فيه‪ .‬وقد كان أحسن الشعراء‬ ‫ُّ‬
‫شعرا‪ ،‬وأبعدهم عن سخف الكالم‪ ،‬وأجمعهم لكثير من املعاني في قليل من‬ ‫ً‬
‫اللفظ‪ .‬وكان لزهير أخالق عالية‪ ،‬ونفس كبيرة‪ ،‬مع سعة صدر وحلم وورع‪ ،‬فرفع‬
‫سيدا‪ .‬وكثر ماله واتسعت ثروته‪ .‬وكان مع ذلك ً‬
‫عريقا في‬ ‫القوم منزلته وجعلوه ً‬
‫الشعر‪ .‬وكان لشعره تأثير كثير في نفوس العرب‪ .‬وهو واسطة عقد الفحول من‬
‫شعراء الطبقة األولى‪.‬‬
‫ُ‬
‫وكان زهير شديد العناية بتنقيح شعره‪ ،‬حتى ضرب به املثل‪ ،‬وسميت قصائده‬
‫بالحوليات‪ ،‬نسبة إلى الحول أي السنة‪ ،‬وذلك ألنه كان ينظم القصيدة في أربعة‬
‫أشهر‪ ،‬ويهذبها بنفسه في أربعة أشهر‪ ،‬ويعرضها على أصحابه الشعراء في أربعة‬
‫أشهر‪ ،‬فال يشهرها حتى يأتي عليها حول كامل‪.‬‬
‫معلقة زهير أشعر شعره‪ .‬وقد جمعت ما أشبه كالم األنبياء‪ ،‬وحكمة الحكماء‬
‫ففيها الحكمة البالغة‪ ،‬واملوعظة الحسنة‪ ،‬واألخالق الفاضلة‪ ،‬واملعاني العالية‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪198‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫دارت رحاها بين عبس وفزارة بسبب سباق داحس فرس قیس بن زهير‬
‫سيد بني عبس‪ ،‬والغبراء ُحجرة حمل بن بدر سید بني فزارة من‬
‫غطفان‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وذلك أن زهيرا وحمال تراهنا على مئة بعير‪ ،‬يدفعها من يخسر السباق‬
‫إلى من يربحه‪ .‬وملا كان اليوم املعين بعث حمل بن بدر من يكمن‬
‫لداحس ويرده عن غايته إذا جاء سابقا‪ .‬ثم أرسل الفرسان فبرز‬
‫داحس عن الغبراء حتى شارف الغاية ودنا من الكمين‪ ،‬فوثبوا عليه‬
‫ِّ‬
‫وردوه فسبقت الغبراء‪.‬‬
‫ً‬
‫وبعث حمل ابنه مالكا إلى قيس يطلب منه حق السبق فأبي قيس دفعه‬
‫وقتل مالكا‪ ،‬فكان ذلك باعثا على الحرب‪ .‬وقد طالت هذه الحرب وكثر‬
‫فيها القتلى حتى أصلح بين املتحاربين هرم بن سنان والحرث بن عوف‪،‬‬
‫ودفعا الديات من مالهما‪ .‬وقيل ‪:‬إنها بلغت ثالثة آالف بعير‪ .‬فنظم زهير‬
‫ِّ‬
‫معلقته يمدح بها املصلحين لحقنهما الدماء‪ ،‬ويحذر الفريقين من شر‬
‫توسع في وصف الحرب ونتائجها‬ ‫الخيانة وإضمار الحرب‪ ،‬وقد ِّ‬
‫املشؤومة‪ ،‬ثم ختم املعلقة بحكمه التي استحق بها لقب الشاعر‬
‫الحكيم‪.‬‬

‫واألغراض النبيلة‪ ،‬أضف إلى ذلك ما حوته من األساليب البالغية‪ ،‬والكالم‬


‫ْ‬
‫ال َج ْزل‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪199‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ُ‬
‫(هذه هي األبيات األخيرة من معلقة زهير بن أبي سلمى ومعلقته تبدأ ببيت‪ :‬أم ْن أ ِّم‬
‫ْ ُ َ َّ‬ ‫ْأو َفى د ْم َن ٌة لم َت َك ِّلم ‪ ::‬ب َح ْو َم َانة ِّ‬
‫الد ِّراج فامل َتثلم)‬
‫َ َ ا َ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ ُ ََ َ ْ َ‬
‫ث َما ِنين َح ْول ل أبا لك َي ْسأ ِم‬ ‫ياة َو َم ْن ْ‬
‫يعش‬ ‫س ِئمت تكاليف الح ِ‬

‫معاني املفردات‪ :‬سئمت الش يء سآمة‪ :‬مللته‪ .‬التكاليف‪ :‬املشاق‬


‫الشدائد‪ .‬ال أبا لك‪ :‬كلمة جافية ال يراد بها الجفاء وإنما يراد بها التنبيه‬
‫واإلعالم‪.‬‬
‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬مللت مشاق الحياة وشدائدها‪ ،‬ومن عاش ثمانين‬
‫سنة َّ‬
‫مل الكبر ال محالة‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ‬
‫َول ِكن ِني َع ْن ِعل ِم َما ِفي غ ٍد َع ِمي‬
‫َ َ‬
‫واألمس ق ْبل ُه‬ ‫م‬ ‫َو َأ ْع َل ُم َما في ْ‬
‫اليو‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬وقد يحيط علمي بما مض ى وما حضر‪ ،‬ولكني ُّ‬
‫عمي‬
‫القلب عن اإلحاطة بما هو منتظر متوقع‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ َْ‬
‫عشواء من تصب ت ِمت ُه َو َم ْن تخطئ ُي َع َّم ْرف َي ْه َر ِم‬ ‫َرأ ْيت املنايا خبط‬
‫معاني املفردات‪ :‬الخبط ‪:‬الضرب باليد‪ ،‬العشواء ‪:‬تأنيث األعش ى وهي‬
‫ً‬
‫الناقة التي ال تبصر ليال‪ .‬قوله‪ :‬ومن تخطئ أي ومن تخطئه‬
‫العشواء‪َّ ،‬‬
‫يعمر ‪:‬التعمير‪ :‬تطويل العمر‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪200‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬رأيت املنايا تصيب الناس على غير نسق وترتيب‬
‫وبصيرة‪ ،‬كما أن هذه الناقة تطأ على غير بصيرة‪ ،‬ثم قال‪ :‬من أصابته‬
‫املنايا أهلكته ومن أخطأته أبقته فبلغ الهرم‪.‬‬
‫َ ْ‬ ‫ُ َ َّ ْ ْ‬ ‫ْ ُُ َ‬ ‫ََ ْ َْ ُ‬
‫ياب ُويوطأ ِب َمن ِس ِم‬
‫ٍ‬ ‫بأن‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫ور ٍ‬
‫ثيرة‬‫ك‬ ‫ومن لم يصانع ِفي أم ٍ‬
‫يضرس ‪:‬الضرس‪ :‬العض على الش يء بالضرس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫معاني املفردات‪:‬‬
‫والتضريس مبالغة املنسم للبعير‪ :‬بمنزلة الحافر للفرس‪.‬‬
‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬ومن لم يصانع الناس ولم يدارهم في كثير من األمور‬
‫قهروه وغلبوه وأذلوه وربما قتلوه‪ ،‬كالذي يضرس بالناب ويوطأ باملنسم‪.‬‬
‫ّ َ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ‬
‫تم ُيشت ِم‬‫املعروف من دو ِن ِع ْر ِض ِه َي ِف ْر ُه َو َم ْن ل َيت ِق الش‬ ‫يجعل‬
‫ِ‬ ‫َو َم ْن‬
‫وفرت الش يء ً‬‫ُ َ‬
‫وفرا‪ :‬أكثرته‪.‬‬ ‫معاني املفردات‪ :‬يفره ‪:‬‬
‫ذابا ذم الرجال عن عرضه‪،‬‬ ‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬ومن جعل معروفة ًّ‬
‫واقيا عرضه وفر مكارمه‪ ،‬ومن ال يتق شتم الناس إياه‬ ‫وجعل إحسانه ً‬
‫عرض‬ ‫ُشتم؛ يريد أن من بذل معروفه صان عرضه‪ ،‬ومن بخل معروفه َّ‬
‫عرضه للذم والشتم‪.‬‬
‫َْ ُ ْ َ َ ُ ْ‬
‫عنه َو ُيذ َم ِم‬ ‫ضل َف َي ْب َخ ْل ْ‬
‫بفض ِل ِه على قو ِم ِه يستغن‬ ‫ََ ْ َ ُ َ َ ْ‬
‫ومن يك ذا ف ٍ‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪201‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬من كان ذا فضل ومال فبخل به استغني عنه وذم‪،‬‬
‫فأظهر التضعيف على لغة أهل الحجاز؛ ألن لغتهم إظهار التضعيف في‬
‫محل الجزم والبناء على الوقف‪.‬‬
‫َ‬
‫الب ّرل َيت َج ْم َج ِم‬
‫ُ َ ّ‬ ‫ُ َ َ َ َ ُْ َ ُ‬ ‫ََ ُ‬
‫وف ل يذمم ومن يهد قلبه إلى مطم ِئن ِ‬‫ومن ي ِ‬
‫يوف ‪ :‬وفيت بالعهد أفي به‪ .‬يتجمجم ‪:‬يخفي كالمه وال يبينه‬
‫يقول‪ :‬ومن أوفى بعهده لم يلحقه ذم‪ ،‬ومن هدي قلبه إلى بر يطمئن‬
‫القلب إلى حسنه ويسكن إلى وقوعه موقعه‪ ،‬لم يتردد ويتلكأ في إسدائه‬
‫وإيالئه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ََْ‬ ‫َ َْ‬
‫ماء ِب ُسل ِم‬
‫الس ِ‬
‫َ‬
‫سباب َّ‬ ‫أسباب املنايا َينلن ُه وإن َي ْرق أ‬ ‫َو َم ْن َه َ‬
‫اب‬
‫معاني املفردات‪ :‬رقي في السلم ‪ :‬صعد فيه‪،‬‬
‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬ومن خاف وهاب أسباب املنايا نالته‪ ،‬ولم ُي ْجد‬
‫عليه خوفه وهيبته إياها ً‬
‫نفعا ولو رام الصعود إلى السماء فرا ًرا منها‪.‬‬
‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َْ ُ َ َ‬
‫َيك ْن َح ْم ُد ُه ذ ًّما عل ْي ِه َو َيند ِم‬ ‫أهل ِه‬
‫عروف ِفي غ ِير ِ‬ ‫َو َمن يجع ِل امل‬
‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬ومن وضع أياديه في غير من استحقها‪ ،‬أي من‬
‫ً‬
‫أهال لإلحسان إليه واالمتنان عليه‪َّ ،‬‬
‫ذمه الذي‬ ‫أحسن إلى من لم يكن‬
‫ُ‬
‫أحسن إليه ولم يحمده‪ ،‬وندم املحسن الواضع إحسانه في غير‬
‫موضعه‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪202‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ُ ُ َ َ ُ ّ َ ْ َّ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ َ‬
‫كل ل ْهذ ِم‬ ‫يطيع العوالي ركبت‬ ‫جاج ف ِإن ُه‬ ‫اف ّ‬
‫الز‬
‫ِ ِ‬ ‫ص أطر‬ ‫ََ َ ْ‬
‫ومن يع ِ‬
‫الزجاج‪ ،‬جمع ُز ِّج الرمح‪ :‬وهو الحديد املركب في‬ ‫ّ‬
‫معاني املفردات‪ِ :‬‬
‫أسفله‪،‬‬
‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬ومن عص ى أطراف الزجاج أطاع عوالي الرماح التي‬
‫ِّ‬
‫ركبت فيها األسنة الطوال؛ والجمع العوالي‪ ،‬إذا التقت فئتان من العرب‬
‫سددت كل واحدة منهما زجاج الرماح نحو صاحبتها وسعى الساعون في‬
‫الصلح‪ ،‬فإن أبتا إال التمادي في القتال قلبت كل واحدة منها الرماح‬
‫واقتتلتا باألسنة‪ .‬وتحرير املعنى‪ :‬من أبى الصلح ذللته الحرب َّ‬
‫ولينته‪،‬‬
‫ّ َ َْ‬ ‫ُ َ َّ َ َ‬ ‫ََ ْ َْ َُ ْ َ ْ َ ْ‬
‫اس ُيظل ِم‬‫يظل ِم الن‬
‫الح ِه يهدم ومن ل ِ‬
‫ومن لم يذد عن حو ِض ِه ِب ِس ِ‬
‫ُّ‬
‫الكف َّ‬ ‫ُ‬
‫والردع‪.‬‬ ‫معاني املفردات‪ :‬يذد ‪ :‬الذود ‪:‬‬
‫ِّ‬
‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬ومن ال يكف أعداءه عن حوضه بسالحه هدم‬
‫حوضه‪ ،‬ومن كف عن ظلم الناس ظلمه الناس‪ ،‬يعني ومن لم َي ْحم‬
‫حريمه استبيح واستعار الحوض للحريم‪.‬‬
‫ديق ُه َو َم ْن َل ْم ُي َك ّر ْم َن ْف َس ُه َل ْم َّ‬
‫يكر ِم‬
‫ْ َ ْ ْ ُ ًّ َ َ‬
‫يغترب يح ِسب عدوا ص‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ومن ِ‬
‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬من سافر واغترب حسب األعداء أصدقاء؛ ألنه لم‬
‫يجربهم فتوقفه التجارب على ضمائر صدورهم‪ ،‬ومن لم يكرم نفسه‬
‫بتجنب الدنايا لم يكرمه الناس‪.‬‬
‫َّ ُ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫اس ت ْعل ِم‬ ‫ْ‬ ‫َََْ‬
‫ومهما تكن عند ام ِر ٍئ من خ ِليق ٍة و ِإن خالها تخفى على الن ِ‬
‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬
‫‪203‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬ومهما كان لإلنسان من خلق فظن أنه يخفى على‬
‫ْ َ‬
‫الناس علم ولم َيخف‪ ،‬والخلق والخليقة واحد‪ ،‬والجمع األخالق‬
‫ِّ‬
‫والخالئق‪ ،‬وتحرير املعنى‪ :‬أن األخالق ال تخفى والتخلق ال يبقى‪.‬‬
‫َّ َ ُّ‬ ‫زَي َاد ُت ُه َأ ْو َن ْق ُ‬
‫ص ُه ِفي التكل ِم‬
‫َ‬ ‫وكائن َت َرى م ْن َ‬
‫ص ِام ٍت ل َك ُم ْع ِج ٍب‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صامت‬
‫ٍ‬ ‫معاني املفردات‪ :‬كائن ‪:‬‬
‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬وكم صامت يعجبك صمته فتستحسنه وإنما تظهر‬
‫زيادته على غيره ونقصانه عن غيره عند تكلمه‪.‬‬
‫ْ َ ْ ُ ُ ُ َ َ ْ َ ْ َ ّ ُ َ ُ َّ‬
‫الل ْحم َّ‬ ‫ُ‬
‫والد ِم‬ ‫ِ‬ ‫لسان الفتى نصف و ِنصف فؤاده فلم يبق إل صورة‬
‫شرح البيت‪ :‬هذا كقول العرب‪ :‬املرء بأصغريه لسانه وجنانه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الس َف َ‬ ‫ّ ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ّ َ َ َّ‬
‫اه ِة َي ْحل ِم‬ ‫عد ّ‬ ‫فاه الش ِيخ ل ِحل َم َب ْعد ُه وإن الفتى ب‬ ‫وإن س‬
‫ْ‬
‫فيها لم ُي ْر َج حلمه؛ ألنه ال حال‬ ‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬إذا كان الشيخ س ً‬
‫سفيها أكسبه شيبه ً‬ ‫نزقا ً‬ ‫ً‬
‫حلما‬ ‫بعد الشيب إال املوت‪ ،‬والفتى وإن كان‬
‫ووقا ًرا‪،‬‬
‫التسآل ْيو اما َس ُي ْح َر ِم‬
‫َ‬ ‫َس ْألنا َف َأ ْع َط ْي ُت ْم َو ُع ْدنا َف ُع ْد ُت ُم َو َمن َ‬
‫أكثر‬
‫شرح البيت‪ :‬يقول‪ :‬سألناكم رفدكم ومعروفكم فجدتم بهما‪ ،‬فعدنا إلى‬
‫يوما ال‬‫السؤال وعدتم إلى النوال‪ ،‬ومن أكثر السؤال حرم ً‬
‫محالة‪ .‬والتسآل‪ :‬السؤال‪ :‬وتفعال من أبنية املصادر‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪204‬‬
School of Distance Education – University of Calicut

Classical Arabic Literature - First Sem. M.A. Arabic


205
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫قصيدة ضمان املعروف وقاري الضيوف‬


‫للخنساء‬
‫اسمها تماضر بنت عمرو السلمية (‪575‬م ‪ 24 -‬هـ ‪645 /‬م)‪ ،‬صحابية‬
‫وشاعرة مخضرمة من أهل نجد أدركت الجاهلية واإلسالم وأسلمت‪،‬‬
‫واشتهرت برثائها ألخويها صخر ومعاوية اللذين قتال في الجاهلية‪ .‬لقبت‬
‫بالخنساء بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها‪.‬‬
‫ُ‬
‫كانت الخنساء شاعرة منذ عصر الجاهلية‪ ،‬وعندما قتل أخواها صخر‬
‫ً‬
‫أعواما طويلة‬ ‫شديدا وبكتهما في الجاهلية‬‫ً‬ ‫ومعاوية‪ ،‬حزنت ً‬
‫حزنا‬
‫وندبتهما بشعرها الحزين‪ ،‬وأسرفت في ذلك حتى امتأل ديوانها بهذا‬
‫الشعر الذي فيه الرثاء‪.‬‬
‫تميزت شخصية الخنساء بالعديد من املالمح والصفات‪ ،‬وهي على‬ ‫ِّ‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫ِّ‬
‫املتحرر‪ ،‬وقوة شخصيتها‪،‬‬ ‫قوة الشخصية‪ ،‬حيث ِّ‬
‫تميزت الخنساء برأيها‬
‫عز وجاه‪ ،‬حيث نظمت‬ ‫ويعود السبب في ذلك إلى نشأتها في رحاب بيت ِّ‬
‫قصائد شعرية في التفاخر بكرم أهلها وجودهم‪ ،‬وخير دليل على قوة‬
‫فضلت‬‫ألنها ِّ‬
‫شخصيتها هو رفضها الزواج من دريد بن الصمة؛ وذلك َّ‬
‫الزواج بأحد أبناء قومها‪.‬‬
‫البالغة وحسن املنطق والبيان‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪206‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫الشجاعة وقوة التضحية‪ ،‬والتي تظهر في مواقفها بيوم القادسية‪،‬‬


‫ِّ‬
‫شرفني‬ ‫فعندما استشهد أوالدها قالت‪( :‬الحمد هلل الذي‬
‫باستشهادهم)‪.‬‬
‫أنشدت في رثاء صخر أخيها‪:1‬‬
‫حثـيث ال َب ـ ـ ــكيء َوال َنـ ـ ــزر‪2‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ب َدمـ ـ ــع َ‬ ‫صخر‬ ‫أع ـ َـين َّي َه ِّال َتبـ ــكي ـ ــان َعـ ــلى َ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫الندى َوالجود َو َ‬ ‫َعلى ذي َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َو َت َ‬
‫الس ِّيد الغمر‬ ‫مع أو ت ــذري ــانه‬ ‫ستف ـ ــرغان الـ ــد‬
‫َع َليه َم َع الباكي املُ َس َّلب من َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َُ‬
‫صبر‪3‬‬ ‫مينين فابكيا‬ ‫فما لكما َعن ذي ي‬
‫الصدر‪4‬‬ ‫نشر َح َ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫هال لطالب َ‬ ‫ََ َ َ ُ َ ً‬
‫وكان بليج الوجه م‬ ‫حاج ٍة‬ ‫كأن لم يقل أ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ُ َ‬
‫اف ال ـ ـ ـ ُـر َد َّ‬
‫ينية ُ‬
‫الس ـ ــمر‪5‬‬ ‫ل ُيرو َي أط ـ ـر‬ ‫غد في خ ٍيل ُم ـ َـج َّن َبة ال ـقنا‬ ‫ولم ي‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫عد َك أو تسري‬ ‫ل َتغدو َعلى الفتيان ب‬ ‫ـأن املنـ ـ ـ ــايا إذ أص ـ َـاب ـ ـ ـ َـك َر ُيبها‬ ‫فش ـ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ َ َ َ َ‬
‫الضيوف كما َتقري‬ ‫مان َك أو َيقري‬ ‫ض‬ ‫ضم ُن املعروف في ُصلب ماله‬ ‫فمن ي‬

‫حمدو طماس‪ .‬ديوان الخنساء‪ .‬بيروت‪ :‬دار املعارف‪ .2004 .‬ص ‪49 ,48‬‬ ‫‪1‬‬
‫الحثيث‪ :‬هو السريع‪ ،‬يقال حث في سيره إذا أسرع‪ .‬البكيء‪ :‬القليل‬ ‫‪2‬‬
‫قيل‪ :‬كان يقال الصخر أخي الخنساء ذو اليمينين لكثرة عطائه أو ألنه كان‬ ‫‪3‬‬
‫ِّ‬
‫يستخدم يدييه كليهما في الحرب‪ .‬املسلب‪ :‬من التسلب وهو لبس الثياب السود‬
‫بليج الوجه‪ :‬طليقه‬ ‫‪4‬‬
‫مجنبة القنا‪ :‬املوضوعة على جنوبها الرماح‬ ‫‪5‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪207‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫الج ـ ـراد َو َز َ‬ ‫َ‬
‫الذعر‪1‬‬ ‫َ َج ـ ـ ٌـل َيمـ ــال القلوب من‬ ‫لـ ــها ز‬ ‫عتها‬ ‫ـوثة مثـ ـ ـ ـ َـل َ‬
‫و َمبث ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫َ‬
‫ته ي ـ ـ ـ ُـح َنج ـ ـ ــد إلى الب ـ ــحر‪2‬‬‫َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫ٍ‬ ‫َجر ٌاد َزف ر‬ ‫ص َبـ ـحـ ـ ـ ـ ـ َـت ُه ُم بالخيل ت ـ ــردي كأ َّنها‬
‫َ‬
‫َومن سابح ط ـ ــرف َومن كاع ـ ــب بكر‪3‬‬ ‫الح َّق من َثوب َص َ‬
‫فو ٍة‬ ‫نت َ‬ ‫َوكائن َق َر َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫هف َن ـ ـ ــفس ي َعلى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫عش َقد َ‬
‫فات َخ َ‬ ‫َوقائ َلة َو َ‬
‫صخر‬ ‫ل ُتدرك ُه يا ل‬ ‫طوها‬ ‫الن ُ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إلى القب ـ ـ ــر مـ ـ ــاذا َيح ـ ـ ــملون إلى القبر‬
‫َ‬ ‫َأال َث َك َلـ ـ ـ ــت ُأ ُّم َّالـ ـ ـ َ‬
‫ـذين َمش ـ ـوا به‬
‫الحوادث َو َ‬ ‫ؤس َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ي َ ُ َ َ ُ‬
‫الدهر‬ ‫الخير يا ُب َ‬ ‫من‬ ‫حت ترابه‬ ‫َومـ ـ ــاذا يـ ـ ــوار الق ــبر ت‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َ ة َو ُ‬
‫العسر‪4‬‬
‫اليسار‬ ‫ـلف َ‬ ‫غداة ُي ـ ــرى ح ـ ـ‬ ‫الع ِّزاء َوالجود َوال َندى‬ ‫الحزم في َ‬ ‫َوم َ‬
‫َ‬ ‫َّ ً‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ََ‬
‫َجـ ــلي ـ ـ َـل األي ــادي ال ُي ـ ـ َـن َهن ـ ُـه بالـ ـ َـزج ـ ـ ــر‬ ‫كان في ك ِّل األم ـ ــور ُم ـ ـ ـ ـ َـهذبا‬ ‫لــقد‬
‫الصــبر‬ ‫الس ـ ـرائر َو َ‬ ‫شا َوال ن ـ ــاكثـ ـ ًـا َع ـ ـق ـ ـ ـ َـد َ‬
‫ً‬
‫لق فاح‬ ‫الشرب ال َت َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َوإن تلق ُه في‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ض َّم َن َش َ‬ ‫َفال ُيبع َدن َق ٌبر َت َ‬
‫َوج ـ َـاد َعلـي ـ ــه ك ـ ـ ـ ُّـل واكـف ــة ال ــق ـ ـطـ ــر‬ ‫خص ُه‬

‫مبثوثة‪ :‬صفة للخيل املنتشرة‪ .‬وزعتها‪ :‬إذا رددتها‪ .‬والزجل‪ :‬الصوت‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫تردى الخيل‪ :‬إذا رجمت األرض بحوافرها‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫الحق‪ :‬هو الحزم‪ .‬الصفوة من الش يء‪ :‬الخالص فيه‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫م الحزم‪ :‬من الحزم‪ .‬والعزاء‪ :‬الشدة‬ ‫‪4‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪208‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫قصيدة فرزدق‬
‫هذا الذي تعرف البطحاء وطأته‪1‬‬

‫(البسيط)‬
‫ملا حج هشام بن عبد امللك في أيام أبيه‪ ،‬طاف بالبيت وجهد أن يصل‬
‫إلى الحجر األسود ليستلمه‪ ،‬فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام‪ ،‬فنصب‬
‫له كرس ي وجلس عليه ينظر إلى الناس‪ ،‬ومعه جماعة من أعيان الشام‪.‬‬
‫فبينما هو كذسلك إذ أقبل اإلمام زين العابدين علي بن الحسين بن‬
‫علي بن أبي طالب‪ ،‬فطاف بالبيت‪ .‬فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس‬
‫حتى استلم الحجر‪ ،‬فقال رجل من أهل الشام لهشام‪ :‬من هذا الذي‬
‫هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام‪ :‬ال أعرفه‪ ،‬مخافة أن يرغب فيه‬
‫أهل الشام‪ .‬وكان الفرزدق حاضرة‪ ،‬فقال‪ :‬أنا أعرفه‪ ،‬ثم اندفع فأنشد‬
‫هذه القصيدة التي أغضبت هشام فأمر بحبسه بين مكة واملدينة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الب ْي ـ ـ ُت ْ‬
‫يعرف ُه َوالح ـ ـ ُّل َو َ‬ ‫َ ّ َ ُ َ ْ ُ ْ َ‬
‫الح َر ُم‪2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َ‬ ‫حاء َوطأت ُه‪،‬‬ ‫عرف البط‬
‫هذا الذي ت ِ‬

‫‪ 1‬فاعور‪ ،‬علي (شرح وضبط)‪ .‬ديوان الفرزدق‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ .1987‬ص ‪.514-511‬‬
‫‪ 2‬البطحاء‪ :‬أصله املسيل الواسع فيه دقاق الحص ى؛ وقال بعضهم‪ :‬البطحاء كل‬
‫موضع متسع؛ وهو موضع بعينه قريب من ذي قار‪ ،‬وبطحاء مكة وأبطحها‪،‬‬
‫وكذلك بطحاء ذي ُ‬
‫الحليفة‪( .‬معجم البلدان‪1 :‬ص ‪ .)446‬الوطأة‪ :‬موضع القدم‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪209‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ّ ّ ّ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫قي الطاه ُر َ‬
‫العل ُم‪1‬‬ ‫الن ّ‬
‫ِ‬ ‫هذا التقي‬ ‫ه ــذا اب ـ ُـن خـ ـي ـ ِـر ِعـ ـب ـ ِـاد هللا كل ـ ِـهـ ـ ُـم‪،‬‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُْ َ‬
‫خ ـت ـ ُـمـ ــوا‪2‬‬
‫ِ‬ ‫ب ـ َـج ـ ّـده أنــب ـ َـي ـ ـ ُـاء هللا قـ ــد‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫جاهل ُه‪،‬‬ ‫هذا ابن فاطم ٍة إن كنت ِ‬
‫ُ‬
‫جم‪3‬‬‫الع ُ‬ ‫أنك ْر َت َو َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ُْ َ َ‬
‫عرف من‬ ‫العرب ت ِ‬ ‫ائره‪،‬‬ ‫وليس قولك‪ :‬من هذا؟ بض ِ‬
‫ع ـ َـد ُم‪4‬‬ ‫وهـ ـم ــا َ‬‫ُي ْسـ َـت ـ ْـو َكفان‪َ ،‬ول َي ـعـ ُـر ُ‬ ‫ـفع ُه ـ ـ َـما‪،‬‬ ‫ك ْلتا َي ـ َـد ْيه غ ـ َـي ــاث َع ـ َّـم َن ـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ َ َ ّ‬ ‫َ ُُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫يم‪5‬‬‫الش ُ‬ ‫اثنان‪ :‬حسن الخ ِلق و‬ ‫ي ِزينه ِ‬ ‫َس ْه ُل الخ ِليق ِة‪ ،‬ل تخش ى َب َو ِاد ُر ُه‪،‬‬
‫عند ُه َن َع ُم‪6‬‬ ‫حلـ ــو َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُُْ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َح ّم ُ‬
‫مائل‪ ،‬ت‬
‫حلو الش ِ‬ ‫أقو ٍام إذا افت ِد ُحوا‪،‬‬ ‫ال أثقال َ‬
‫ِ‬
‫ـع ـ ُـم‪1‬‬ ‫لء ُه َنـ َ‬
‫كانـ ـ ْـت َ‬‫َ ْ ّ َ ّ ُ َ‬ ‫ُّ ّ َ َ‬
‫ل ــول التــش ـ ــه ــد‬ ‫ما قال‪ :‬ل ق ــط‪ ،‬إل ف ــي تــش ُّه ِد ِه‪،‬‬

‫البيت‪ :‬الكعبة‪ .‬الحل‪ :‬ما جاوز الحرم من األرض‪ .‬والحرم‪ :‬ما ال يحل انتهاكه‪ ،‬ويراد‬
‫به مكة وما جاورها من أرض‪ .‬يقول‪ :‬إن املمدوح يعرفه أهل الدنيا قاطبة‪.‬‬
‫العلم‪ :‬كبير القوم وسيدهم‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫فاطمة‪ :‬بنت الرسول وزوج اإلمام علي جد زین العابدين‪ ،‬أي أنه ابن بنت محمد‬ ‫‪2‬‬
‫خاتم النبيين‪.‬‬
‫ضائره‪ :‬مضر به‪ ،‬أي محط من قدره ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫غیاث‪ :‬غوث وعون ‪ .‬عم‪ :‬شمل الناس عامة‪ .‬استوکف‪ :‬استقطر املاء واستدعی‬ ‫‪4‬‬
‫جریانه‪ .‬عراه‪ :‬ألم به‪ .‬العدم‪ :‬الفقر‪.‬‬
‫والسجية‪ .‬البوادر‪ ،‬الواحدة بادرة‪ :‬ما يبدو من اإلنسان عند‬‫ِّ‬ ‫الخليقة‪ :‬الطبع‬ ‫‪5‬‬
‫غضبه‪ .‬الشيم‪ :‬األخالق‪ .‬يقول‪ :‬هو حليم ال ُيخش ى غضبه‪.‬‬
‫افتدحوا‪ :‬أثقلوا باملصائب‪ .‬الشمائل‪ ،‬الواحدة شميلة‪ :‬الطبع والخصلة‪ .‬أي أنه‬ ‫‪6‬‬
‫يساعد من تحل بهم املصائب ويجد لذة في اإلجابة بنعم على كل طالب معونة‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪210‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫والع َد ُم‪2‬‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ َّ َ َ‬


‫الق َ‬ ‫َع ْنها الغياه ُب واإلم‬ ‫ِ‬ ‫باإلحسان‪ ،‬فانقش َعت‬ ‫ِ‬ ‫الب ِرّية‬ ‫عم‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫إلى َم ــك ِار ِم ه ــذا َي ــن ــتـ ِـه ـ ـ ـ ــي الك َر ُم‬ ‫إذ َرأتـ ـ ـ ُـه ق ـ َـرْي ــش ق ــال ق ـ ــا ِئ ــلـ ــها‪:‬‬
‫ـن َي ـ ْـب ـ َـت ــس ـ ُـم‪3‬‬ ‫َ َ ُ َ َّ ُ ّ‬
‫إل حـ ـي ـ ـ َ‬ ‫َ ا َُ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ف ــم ــا ي ــكـ ــل ــم ِ‬ ‫هاب ِته‪،‬‬ ‫غض ى من َم َ‬ ‫ُيغ ِض ي حياء وي‬
‫ف ْأر َو َع‪ ،‬في ع ْرنينه َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ّ َ‬
‫شم ُم‪4‬‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫من ك‬ ‫ِب ــك ــف ِه خ ـ ْـيـ ـ ُـز َران ِري ـ ُـح ـ ـ ُـه َع ـ ِـبـ ــق‪،‬‬
‫ستل ُم‪5‬‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫ُْ ُ َ‬ ‫ـان َر َ‬‫َ ُ ُْ ُ ُ ْ َ‬
‫ركن الح ِط ِيم إذا ما جاء ي ِ‬ ‫اح ِت ِه‪،‬‬ ‫يــك ــاد يم ِســك ــه ِع ـ ــرف ـ‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ا‬ ‫َ َ‬
‫القل ُم‪6‬‬ ‫ذاك ل ُه في ل ْو ِحـ ـ ِـه‬ ‫َج َرى ِب‬ ‫هللا ش ـ ّـرف ـ ُـه ِقـ ـ ـ ْـدم ــا‪َ ،‬و َع ــظ َم ـ ـ ُـه‪،‬‬

‫التشهد‪ :‬ما يقوله املسلم من شهادة بقوله‪ :‬أشهد أن ال إله إال هللا ‪ .‬يقول‪ :‬إن زین‬ ‫‪1‬‬
‫العابدين ال يعرف أن يقول‪ :‬ال‪ ،‬إال حينما يتلو الشهادة ‪.‬‬
‫عم البرية‪ :‬شمل الخليقة إحسانه‪ .‬انقشعت‪ :‬انجلت‪ .‬الغياهب‪ ،‬الواحد غيهب‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫وهو الظلمة ‪ .‬اإلمالق‪ :‬الفقر املدقع‪.‬‬
‫يغض ي‪ :‬يخفض الطرف‪ .‬أي أنه يغض طرفه حياء‪ ،‬لكن الناس لعظم هيبته ال‬ ‫‪3‬‬
‫يرفعون إليه أبصارهم إال إذا ابتسم لهم إيناسا‪.‬‬
‫العبق‪ :‬الذي يفوح بالشذا والطيب‪ .‬األروع‪ :‬من يروعك حسنه وشجاعته‪ .‬العرنين‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫األنف ‪ .‬الشمم‪ :‬ارتفاع أرنبة األنف مع حسنها واستوائها‪.‬‬
‫الراحة‪ :‬الكف‪ .‬الركن‪ :‬الجانب األقوى‪ .‬الحطيم‪ :‬ما بين ركن الكعبة والباب‪ ،‬وقيل‬ ‫‪5‬‬
‫جدار الكعبة‪ .‬يستلم‪ :‬يلمس للتبرك ‪ .‬أي أن حجر الكعبة نفسه يعرف كف زین‬
‫العابدين فيكاد يمسكه أي يحبسه عنده شغفا به‪.‬‬
‫اللوح‪ :‬الكتاب الذي يسطره القضاء والقدر لكل إنسان‪ ،‬أي أنه كتب له التعظيم‬ ‫‪6‬‬
‫منذ القدم ‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪211‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ َ‬
‫ألو ِلـ ـ ّـيـ ـ ـ ِـة َه ـ ــذا‪ْ ،‬أو ل ـ ـ ـ ُـه ِن ـ ـ ـ ـع ـ ـ ـ ُـم‬
‫ّ‬ ‫أي الخال ِئ ِق ل ْي َسـ ــت في ِرق ِاب ِه ُم‪،‬‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يت هذا نال ُه األ َم ُم‬ ‫َ‬
‫فالدين ِمن ب ِ‬
‫ّ ُ‬
‫ِ‬ ‫َمن َيش ــك ـ ِـرهللا َيشــك ْر ّأو ِل ّيــة ذا‬
‫َ‬
‫الق َد ُم‪1‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ُينمى إلى ُذ ْر َوة ّ‬
‫َعنها األكف‪ ،‬وعن إدر ِاكها‬ ‫ص َرت‬ ‫الد ِين التي ق‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ـت لـ ـ ُـه األ َم ُم‪2‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َوفـ ـ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـضـ ـ ُـل أ ّم ِت ِـه دانـ ـ ـ‬ ‫ياء ل ُه‬ ‫من جده دان فض ُل األن ِب ِ‬
‫َ ْ َ ُّ ُ‬
‫الش َي ُم‪3‬‬ ‫ُ َ ّ‬
‫والخيم و‬ ‫َط َاب ْت َم ُ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ُمشتقة ِم ْن َر ُسـ ــو ِل هللا ن ْب ـ َـعــتـ ُـه‪،‬‬
‫ْ َّ‬
‫غارسه ِ‬ ‫ِ‬
‫الظل ُم‪4‬‬
‫ُّ َ‬ ‫نجاب عن َ‬
‫إشر ا ِقها‬ ‫الد َجى عن نور َغ ّرتهكالشمس َت ُ‬ ‫َي ْن َش ّق َث ْو ُب ّ‬
‫ِ ِِ‬
‫ـص ُم‪5‬‬ ‫ـجى َو ُمع ـ ـ َـت ـ َ‬ ‫ُك ْفر‪َ ،‬و ُق ْرُب ُه ُم َمنـ ـ ـ ا‬ ‫ض ُه ُم‬ ‫عشر ُح ُّب ُه ْم دين‪َ ،‬و ُب ْغ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫من م ٍ‬
‫َ‬ ‫َْ ََ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الكل ُم‪6‬‬
‫في كـ ّـل بد ٍء‪ ،‬وم ـ ــختوم ب ـ ــه ِ‬ ‫ُم ــق ـ َّـدم ب ـ ـع ــد ِذك ـ ِـرهللا ِذك ـ ُـر ُه ُم‪،‬‬

‫ُينمي‪ :‬ينسب‪ .‬وقد ورد عجز البيت في بعض الروايات‪" :‬عن نيلها عرب اإلسالم‬ ‫‪1‬‬
‫والعجم"‪.‬‬
‫دان‪ :‬خضع‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫نبعته‪ :‬شجرة تصنع منها القس ي وهي أجود الشجر‪ ،‬واملقصود أصله الكريم‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫الحيم‪ :‬السجية والطبيعة‪ .‬يقول إن شجرته من أصل شجرة النبي‪ ‬وقد طابت‬
‫مغارسه وطابت سجاياه وأخالقه‪.‬‬
‫ننجاب‪ :‬تنكشف‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫معشر‪ :‬قوم‪ .‬معتصم‪ :‬ملجأ‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫أي أن املسلم بعد أن يذكر هللا في بدء الكالم وختامه يصلي ويسلم على النبي‬ ‫‪6‬‬
‫محمد وآله‪ ،‬ولذلك قال‪ :‬ذكرهم بعد ذكر هللا‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪212‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫األرض؟قيل‪:‬هم‬ ‫خيرأهل ْ‬ ‫ْأوقيل‪:‬من ُ‬ ‫إن ُع ّد ْأه ُل التقى كانوا أ ِئ ّم َت ْهم‪،‬‬
‫إن َكـ ـ ُـر ُموا‪1‬‬ ‫ُ َ ْ َ ْ‬ ‫َ َ ُ َ َ َ َ ُ‬
‫َول ُيـ ــدا ِن ِيه ـ ــم ق ـ ـ ــوم‪ ،‬و‬ ‫ود ِه ُم‪،‬‬ ‫ل يستطيع جواد بعد ج ِ‬
‫َ ُ ُ ُ ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫ُ‬
‫محتدم‪2‬‬ ‫الش َرى‪َ ،‬و ُ‬
‫البأس‬ ‫واألسد أسد‬ ‫ُه ُم الغ ُيوث‪ ،‬إذا ما ْأز َمة َأز َمت‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ا‬
‫ِس ّي ِان ذلك‪ :‬إن أث َر ْوا َوإن َع ِد ُموا‬ ‫سر َبسطا من أكف ِه ُم‬ ‫الع ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫ل ُينق ُ‬
‫ِ‬
‫ان َوالـ ـ ّـن َع ُم‪3‬‬
‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫َو ُي ْس ــت َر ّب ِبـ ِـه اإلح ــس‬ ‫بح ّب ِهـ ـ ُـم‪،‬‬ ‫ُيست ـ ْـد َف ـ ُـع الش ـ ُّـر َو َ‬
‫الب ْل ـ َـوى ُ‬
‫ِ‬

‫‪ 1‬ورد في صدر البيت بعد غايتهم‪ ،‬مکان "بعد جودهم"‪.‬‬


‫ِّ‬
‫‪ 2‬الغيوث‪ :‬الذين يغيثون الناس‪ .‬األزمة‪ :‬الشدة‪ .‬أزمت‪ :‬اشتدت‪ .‬الشرى‪ :‬بالفتح‬
‫والقصر‪ ،‬وهو داء يأخذ في الرجل أحمر كهيئة الدرهم؛ وقال بعضهم‪ :‬الشری‬
‫ماسدة بعينها‪ ،‬وقيل‪ :‬شری الفرات ناحيته به غياض وأجام تكون فيها‬
‫األسود ‪) .‬معجم البلدان‪ ۳ :‬ص ‪ .)۳۳۰‬والبأس‪ :‬الشدة‪ ،‬الحرب‪.‬‬
‫‪ 3‬يستدفع الشر‪ :‬يبعد عنهم‪ .‬يستر‪ :‬يستزاد‪.‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪213‬‬
‫‪School of Distance Education – University of Calicut‬‬

‫املصادرواملراجع‬
‫‪ .1‬ابن كثير‪ ،‬الحافظ‪ .‬البداية والنهاية‪ ،‬ج‪ ،6‬ط‪ .6‬بيروت‪ :‬دار املعارف‪. 1988 ،‬‬
‫‪ .2‬التبريزي‪ ،‬الخطيب‪ .‬شرح ديوان عنترة‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار الكتاب العربي‪.1992 .‬‬
‫‪ .3‬حمدو طماس‪ .‬ديوان الخنساء‪ .‬بيروت‪ :‬دار املعارف‪. 2004 .‬‬
‫‪ .4‬الزوزني‪ .‬املعلقات السبع‪ ،‬كراتش ي‪ :‬مكتبة البشري‪. 2011 ،‬‬
‫‪ .5‬السيوطي‪ ،‬الحافظ جالل الدين‪ .‬التوشيح شرح الجامع الصحيح‪ .‬الرياض‪:‬‬
‫مكتبة الرشد ‪.‬‬
‫‪ .6‬الصابوني‪ ،‬محمد علي‪ .‬صفوة التفاسير‪ .‬ج‪ ،2‬ط‪ .4‬بيروت‪ :‬دار القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪1981‬‬
‫‪ .7‬الصابوني‪ ،‬محمد علي‪ .‬مختصر تفسير ابن كثير‪ .‬ج ‪ .2‬بيروت‪ :‬دار القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪ .8‬ضيف‪ ،‬شوقي‪ .‬تاريخ األدب العربي العصر الجاهلي‪ .‬ط‪ ،11‬القاهرة‪ ،‬دار املعارف‪.‬‬
‫‪ .9‬العسقالني‪ ،‬أحمد بن علي ابن حجر‪ .‬فتح الباري‪ .‬ج‪ .1‬املكتبة السلفية ‪.‬‬
‫‪ .10‬فاعور‪ ،‬علي (شرح وضبط)‪ .‬ديوان الفرزدق‪ .‬ط‪ .1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪.1987‬‬
‫‪ .11‬الهاشمي‪ ،‬السيد أحمد‪ .‬جواهر األدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب‪ .‬ط‪ .4‬بيروت‪:‬‬
‫دار املعرفة‪. 2015 .‬‬
‫‪https://www.marefa.org/ .12‬‬
‫‪https://mawdoo3.com/ .13‬‬
‫‪https://sotor.com/ .14‬‬
‫‪https://al-maktaba.org/ .15‬‬

‫‪Classical‬‬ ‫‪Arabic‬‬ ‫‪Literature‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪First‬‬ ‫‪Sem.‬‬ ‫‪M.A.‬‬ ‫‪Arabic‬‬


‫‪214‬‬

You might also like