You are on page 1of 19

‫إعداد الطالب ‪:‬‬

‫رساج اإلخوان بن عيل منيب‬

‫بإرشاف‬
‫األستاذ حمسن بن فريد البيتي‬
‫بحث مقدّ م تطبيق علم البحث‬
‫السنة الدراسية ‪2020 - 2019‬‬

‫إفادة وتنبيه من املرشف ‪ :‬الغرض األساس من تكليف ّ‬


‫الطّلب بكتابة هذاالبحث التدريب والتأهيل‬
‫علمي يعتدّ به ويعتمد عليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫علمي‪ ،‬وليس املقصود احلصول عىل إنتاج‬
‫ّ‬ ‫عىل كتابة بحث‬
‫)‪(1‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫االستفتاح‬
‫ﲍ ﲏ ﲐﲑ‬
‫ﲎ‬ ‫ﱡﭐﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌ‬
‫(‪)1‬‬
‫ﲒﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﱠ‬
‫ﲓ‬

‫(‪ )1‬سورة النساء ‪.103/‬‬


‫)‪(2‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫اإلهداء‬
‫أهدي هذه الرسالة ‪:‬‬
‫إىل أمي الوالدة املحبوبة حفظها اهلل ورعاها‬
‫و إىل أيب الوالد املرحوم حفظه اهلل وغفرذنوبه‬
‫وإىل شيخي منري خلييل متعن اهلل بطول حياته وأطال اهلل عمره‬
‫وإىل مشاخيي الفضّلء وأساتذيت األجّلء‬
‫وإىل مجيع إخواين وزمّلئي وأصدقائي وأحبائي‬
‫وإىل كل هؤالء وكل طالب العلم أهدي هذه الرسالة‬
‫)‪(3‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫الشكر و التقدير‬
‫‪ .1‬أقدم خالص شكري وتقديري إىل رئيس اجلامعة األستاذ الربوفسور الس ِّيد عبد اهلل بن حممد‬
‫باهارون‪.‬‬
‫‪ .2‬وسائر أعضاء جملس األمناء ومموليها‪ ،‬عىل القيام هبذا األمر اجلليل خلدمة هذا الدِّ ين احلنيف‪،‬‬
‫زاد اهلل حرصهم‪ ،‬ووسع اهلل يف رزقهم‪ ،‬وبارك اهلل فيهم‪ ،‬وكثر من أمثاهلم خلدمة دينهم‪.‬‬

‫‪ .3‬وشكر ًا لعامدة الكلية‪ ،‬وأساتذهتا‪ ،‬وإدارهتا‪ ،‬وباألخص َمن َّ‬


‫تكرم بإرشاف هذه الرسالة؛ فضيلة‬
‫األستاذ احلبيب حمسن بن فريد البيتي ‪ ،‬حفظهم اهلل ورعاهم‪.‬‬
‫العزيزين‪ ،‬جزى اهلل يف‬ ‫دي‬ ‫م‬ ‫‪ .4‬وشكر ًا ملن شجعا م م‬
‫َ‬ ‫ِهتي وجهدَ ا كل اجلهد لضامن مستقبيل العلمي وال َّ‬
‫َ َّ‬
‫جحودِها أحسن اجلزاء‪ ،‬وأقامهام وإياي أعىل فراديس اجلنان‪ ،‬آمني‪.‬‬
‫‪ .5‬وشكر ًا جلميع إخواين وأصحايب الذين صاحبوين يف طلب العلم‪ ،‬وساعدوين يف ِّ‬
‫حل مشكّليت‪،‬‬
‫جزاهم وبادهلم اهلل واجلميع أحسن اجلزاء وخريه‪.‬‬
‫)‪(4‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫املقدمة‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫رب العاملني و به نستعني عىل أمور الدنيا و الدين‪ ،‬و الصّلة والسّلم عىل أرشف‬
‫احلمد هلل ّ‬

‫حممد و عىل آله و صحبه أمجعني‪ ،‬أ ّما بعد ‪:‬‬


‫األنبياء واملرسلني س ّيدنا و موالنا ّ‬
‫فإ ّنه ملا كان الذكر مرشوبا يف قلوب عباده تعاىل لظهر أثره يف كل حال من أحوهلا أقواال كان أم‬

‫أفعاال‪ .‬ال يتحرك لسان أهل الذكر إال فيام يريض اهلل به‪ .‬ال يميش إال فيام أمر اهلل به‪ .‬و طهر قلبه من‬

‫العيوب الباطنية‪ ،‬و ليس يف كّلمه كذب و حسد و فتنة‪ .‬و عقله صفي و ميضء ألنه قد وجد حّلوة‬

‫العبادة هلل تعاىل و هدايته‪.‬‬

‫نسأل اهلل الكريم أن يفتح علينا فتوح العارفني و يفقهنا يف الدين و أن هيدينا إىل الرصاط‬

‫املستقيم‪ ،‬فإنه لكل يشء قدير‪.‬‬

‫صىل اهلل عىل س ّيدنا حممد و عىل آله و صحبه و س ّلم‪ ،‬واحلمد هلل ّ‬
‫رب العاملني‪.‬‬ ‫و ّ‬
‫)‪(5‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫التمهيد‬
‫األول ‪ :‬مشكلة البحث‬
‫أي زمان شاء ّإال يف األحوال‬
‫أي مكان شاء و يف ّ‬
‫الذكر هو أيرس العبادات‪ ،‬ألنه حيصل يف ّ‬
‫خاصة بعد‬
‫التي جاء الرشع بمنعه‪ .‬و الذكر قد حيصل بمنفرد أو بجامعة و قد يكون بالرس أو باجلهر‪ّ .‬‬
‫يصحح الرشع أم ال ؟ باعتبار‬
‫ّ‬ ‫فعل صّلة اجلامعة‪ ،‬فرفع اإلمام صوته بالذكر واملأموم يتبعه‪ .‬هل هذا‬
‫صىل اهلل عليه و س ّلم‪.‬‬
‫كون بعض من القوم يقول بأن هذا األمر بدعة ال يكون يف زمان النبي ّ‬

‫الثاين ‪ :‬سبب اإلختيار‬


‫سبب اختيار هذا املوضوع أن ذكر بعد الصّلة مع اجلامعة برفع الصوت كثر تداوله بني‬
‫الناس و ليعرف هل هذا العمل صحيح أم ال ؟‬

‫الثالث ‪ :‬منهج البحث‬


‫اعتمدت يف كتابة هذا البحث منهجا وصفي ّا اشتمل عىل الضوابط األتية ‪:‬‬
‫‪ )1‬الرجوع إىل أقوال العلامء يف الكتب املعتمدة‬
‫‪ )2‬توثيق املعلومات الفقه ّية يذكر املصدر واملؤ ّلف واجلزء والصفحة‬
‫‪ )3‬عزو األيات القرآن ّية إىل سورها مع بيان رقم اآلية من السورة‬
‫‪ )4‬ختريج األحاديث من كتب األحاديث املعتربة‬
‫)‪(6‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫خطة البحث‬
‫حيتوي هذه الرسالة عىل ثّلثة مباحث ‪:‬‬
‫‪ -‬املبحث األول ‪ :‬تعريف الذكر و فضائله و فوائده‪ ،‬و هو ينقسم اىل مطلبني ‪:‬‬
‫‪ -‬املطلب األول ‪ :‬تعريف الذكر‬
‫‪ -‬املطلب الثاين ‪ :‬فضائل الذكر و فوائده‬
‫‪ -‬املبحث الثاين ‪ :‬حكم ذكر اهلل تعاىل و ما يكون به الذكر و ما األفضل بني الذكر باللسان و‬
‫بالقلب‪ ،‬وهو ينقسم اىل ثّلثة مطالب ‪:‬‬
‫‪ -‬املطلب األول ‪ :‬حكم ذكر اهلل تعاىل‬
‫‪ -‬املطلب الثاين ‪ :‬ما يكون به الذكر‬
‫‪ -‬املطلب الثالث ‪ :‬ما األفضل بني الذكر باللسان و بالقلب‬
‫‪ -‬املبحث الثلث ‪ :‬أدلة مرشوعية الذكر بعد الصّلة و الذكر مع اجلامعة و حكم رفع الصوت‬
‫بالذكر‪ ،‬و هو ينقسم اىل ثّلثة مطالب ‪:‬‬
‫‪ -‬املطلب األول ‪ :‬أدلة مرشوعية الذكر بعد الصّلة‬
‫‪ -‬املطلب الثاين ‪ :‬الذكر مع اجلامعة‬
‫‪ -‬املطلب الثالث ‪ :‬رفع الصوت بالذكر‬
‫‪ -‬اخلامتة‬
‫‪ -‬املراجع و املصادر‬
‫‪ -‬الفهرست‬
‫)‪(7‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫املبحث األول ‪ :‬تعريف الذكر و فضائله و فوائده و فيه مطلبان‪:‬‬


‫املطلب األول ‪ :‬تعريف الذكر‬
‫اليشء َي يذكره مذ يك ًرا و ذ يك ًرا‪ )1(.‬و هو يف اللغة يأيت ملعان ‪:‬‬
‫الذكر لغ ًة مصدر َذ َك َر َّ ي‬
‫م‬
‫كرا إذا‬ ‫اليش َء َأ يذكره ذ ً‬
‫كرا و ذ ً‬ ‫األول ‪ :‬اليشء جيري عىل اللسان أي ما ينطق به‪ ،‬يقال ‪َ :‬ذ َك يرت َّ ي‬
‫(‪)2‬‬
‫نطقت باسمه أو حتدثت عنه‪ ،‬و منه قوله تعاىل ﱡﭐ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱠ‪.‬‬
‫الثاين ‪ :‬هو استحضار اليشء يف القلب‪ ،‬ضد النسيان‪ .‬قال اهلل تعاىل حــكاي ًة عن فتى موسى ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ﱡﭐﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱠ‪.‬‬
‫عز و ّ‬
‫جل‪ ،‬سواء باإلخبار املجرد عن‬ ‫أ ّما يف اإلصطّلح فيستعمل الذكر بمعنى ذكر العبد لر ّبه ّ‬
‫ذاته‪ ،‬أو صفاته‪ ،‬أو أفعاله‪ ،‬أو أحكامه‪ ،‬أو بتّلوة كتابه‪ ،‬أو بمسألته و دعائه‪ ،‬أو بإنشاء الثناء عليه‬
‫بتقديسه‪ ،‬و متجيده‪ ،‬وتوحيده‪ ،‬و محده‪ ،‬و شكره‪ ،‬و تعظيمه‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬فضائل الذكر و فوائده‬


‫فضائل الذكر كثرية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ّ .1‬‬
‫أن الذكر باملعنى الشامل لتّلوة كتاب اهلل تعاىل هو أفضل األعامل عىل اإلطّلق‪.‬‬
‫‪ّ .2‬‬
‫أن مجيع العبادات إنام رشعت إلقامة ذكر اهلل تبارك تعاىل(‪ )4‬من ذلك قول اهلل تعاىل يف شأن‬

‫صىل اهلل عليه وس ّلم يف املساجد «إم َّن َه مذ مه‬ ‫النبي ّ‬ ‫الصّلة ﱡﭐﱏﱐﱑﱠ ‪ )5(،‬وقول ّ‬
‫الص َّل مة‬ ‫يش ٍء مم ين َه َذا ا يل َب يو مل‪َ ،‬و َال ا يل َق َذ مر إمن ََّام مه َي ل م مذك مير ا م‬
‫هلل َع َّز َو َج َّل‪َ ،‬و َّ‬
‫م‬ ‫م‬
‫امليَ َساجدَ َال ت يَصلح ل َ ي‬

‫(‪ )1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪.)308/4( ،‬‬


‫(‪ )2‬سورة مريم ‪.2/‬‬
‫(‪ )3‬سورة الكهف ‪.63/‬‬
‫(‪ )4‬حممد صديق حسن خان‪ ،‬نزل األبرار‪.)27( ،‬‬
‫(‪ )5‬سورة طه ‪.14/‬‬
‫)‪(8‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫و مقراء مة ا يلقر م‬
‫آن»‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫َ َ َ ي‬
‫‪ّ .3‬‬
‫أن اهلل تعاىل مع الذاكرين بالقرب والوالية والنرص واملحبة والتوفيق‪ ،‬وأ ّنه يذكر من ذكره‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ومن نيس اهلل نسيه وأنساه نفسه‪.‬‬
‫‪ّ .4‬‬
‫أن ذكر اهلل حيصن الذاكر من وسوسة الشيطان ومن أذاه(‪ )3‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﱡﭐ ﱹ ﱺﱻﱼ‬

‫ﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﱠ ‪ )4(،‬وعن ابن عباس قال‪َ « :‬ما مم ين‬


‫(‪)5‬‬
‫ود إم َّال َع َىل َق يلبم مه ا يل َو يس َواس‪َ ،‬فإم ين َذك ََر اهللََّ َخن ََس‪َ ،‬وإم ين َغ َف َل َو يس َو َس‪.»...‬‬ ‫مول ٍ‬
‫َي‬
‫‪ .5‬ما يف الذكر من األجر العظيم‪ ،‬ومن ذلك ما يف احلديث « َأالَ أ َحدِّ ثك يم إم ين َأ َخ يذت يم َأ يد َركيت يم َم ين‬
‫ني َظ يه َرا َن يي مه إم َّال َم ين َع مم َل مم يث َله ت َس ِّبح َ‬
‫ون‬ ‫َس َب َقك يم َو ََل ي يدي مركيك يم َأ َحدٌ َب يعدَ ك يم‪َ ،‬وكنيت يم َخ ي َري َم ين َأنيت يم َب ي َ‬
‫(‪)6‬‬
‫ني »‪.‬‬ ‫ّل ًثا َو َثّلَثم َ‬
‫ف ك ِّل َصّل ٍَة َث َ‬ ‫ون َخ يل َ‬ ‫ون َوتك َِّرب َ‬ ‫َو َ يحت َمد َ‬
‫‪ّ .6‬‬
‫أن الذكر يكسو الذاكرين اجلّللة واملهابة ويورثهم حمبة اهلل التي هي روح اإلسّلم‪ ،‬وحييي‬
‫(‪)7‬‬
‫عندهم املراقبة له واإلنابة إليه واهليبة له وتتنزل السكينة‪.‬‬
‫أن الذكر أيرس العبادات مع كونه أجلها وأفضلها وأكرمها عىل اهلل تعاىل‪ّ ،‬‬
‫فإن حركة اللسان‬ ‫‪ّ .7‬‬
‫أخف حركات اجلوارح‪ ،‬فيه حيصل الفضل للذاكر وهو قاعد عىل فراشه ويف سوقه‪ ،‬ويف‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم عن أنس بن مالك‪( ،‬كتاب الطهارة)‪( ،‬باب وجوب غسل البول وغريه من النجاسات إذا حصلت‬
‫يف املسجد)‪ ،‬رقم احلديث (‪.)185( ،)285‬‬
‫(‪ )2‬حممد صديق حسن خان‪ ،‬نزل األبرار‪12( ،‬و ‪.)26‬‬
‫(‪ )3‬الشوكاين‪ ،‬حتفة الذاكرين‪.)21( ،‬‬
‫(‪ )4‬سورة األعراف ‪.201/‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه احلاكم عن ابن عباس‪( ،‬كتاب التفسري)‪( ،‬تفسري سورة الناس)‪ ،‬حديث رقم (‪.)562/4( ،)3991‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه البخاري عن أيب هريرة‪( ،‬كتاب األذان)‪( ،‬باب الذكر بعد الصّلة)‪ ،‬حديث رقم (‪.)206( ،)843‬‬
‫(‪ )7‬حممد صديق حسن خان‪ ،‬نزل األبرار‪.)22( ،‬‬
‫)‪(9‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫حال صحته وسقمه‪ ،‬ويف حال نعيمه ولذته ومعاشه وقيامه وقعوده واضطجاعه وسفره‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وإقامته‪ ،‬فليس يشء من األعامل الصاحلة يعم األوقات واألحوال مثله‪.‬‬

‫(‪ )1‬حممد صديق حسن خان‪ ،‬نزل األبرار‪ 24( ،‬و‪.)25‬‬


‫)‪(10‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫املبحث الثاين ‪ :‬حكم ذكر اهلل تعاىل و ما يكون به الذكر و ما األفضل بني الذكر‬
‫باللسان و بالقلب و فيه ثالثة مطالب ‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬حكم ذكر اهلل تعاىل‬
‫الذكر حمبوب مطلوب عىل كل أحد عند كل أحوال إال يف حال ورد الرشع باستثنائها‪.‬‬
‫و دليل عىل استحبابه أ ّن اهلل تعاىل أمر به يف أيات كثرية‪ ،‬وهنى عن ضده من نسيان و غفلة‪ ،‬و‬
‫الفرق بني الغفلة و النسيان ‪ :‬أ ّن الغفلة ترك باختيار الغافل‪ ،‬و النسيان ترك بغري اختياره‪ )1(.‬منه قوله‬
‫تعاىل ﱡﭐ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ‬

‫ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﱠ (‪ )2‬و قوله تعاىل ﱡﭐﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌ‬


‫(‪)3‬‬
‫ﲍﱠ‪.‬‬
‫ﲎ‬

‫و قد يكون الذكر واجبا‪ ،‬منه بعض الذكر الذي يف الصّلة كتكبرية اإلحرام‪ .‬ومنه رد السّلم‪.‬‬
‫و قد يكون الذكر حمرما‪ ،‬كام إذا يتضمن الذكر رشكا باهلل تعاىل كتلبية جاهلية‪.‬‬
‫وقد يكون مكروها كالذكر عند قضاء احلاجة‪.‬‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬ما يكون به الذكر‬


‫الذكر يكون باللسان و بالقلب‪ )4(.‬و املراد بالذكر باللسان أن يتحرك اللسان و يسمع نفسه عىل‬
‫األقل‪ ،‬و ذلك كام يف بعض الذكر يف الصّلة الذي ال بد من الذكر باللسان مثل تكبرية اإلحرام‪.‬‬
‫واملراد بالذكر بالقلب أن جيريه يف القلب بدون حتريك اللسان مثل اإلستغفار و التسببح عند‬

‫(‪ )1‬ابن قيم‪ ،‬مدارج السالكني‪.)325/2( ،‬‬


‫(‪ )2‬سورة ال عمران ‪.191-190/‬‬
‫(‪ )3‬سورة النساء ‪.103/‬‬
‫(‪ )4‬النووي‪ ،‬األذكار‪.)49( ،‬‬
‫)‪(11‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫كل أحوال‪.‬‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬ما األفضل بني الذكر باللسان و بالقلب‬


‫قد اتفق العلامء ّ‬
‫بأن الذكر باللسان و بالقلب مجيعا أفضل من الذكر باللسان وحده بدون إجرائه‬
‫يف القلب هتليّل كان أو تسبيحا أو غريِها‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أ ّما يف حال اإلنفراد ففيه خّلف‪ .‬قال النووي «فإن اقترص عىل أحدِها فالقلب أفضل»‪.‬‬
‫و قال ابن حجر اهليتمي نقّل عن عياض و البلقيني «ال ثواب يف ذكر القلب وحده و ال مع‬
‫اللسان حيث َل يسمع نفسه»‪ )2(.‬وينبغي محله عىل أنه ال ثواب عليه من حيث الذكر املخصوص‪.‬‬
‫و قيل ذكر اللسان مع الغفلة عن املعنى حيصل به الثواب و هو أفضل من الذكر بالقلب وحده‪،‬‬
‫ألن يف ذكر اللسان إمتثاال ألمر الرشع من حيث الذكر‪ ،‬أل ّن ما تعبدنا به ال حيصل إال بالتلفظ به‬
‫ّ‬
‫بحيث يسمع نفسه‪ ،‬بخّلف الذكر بالقلب وحده فّل حيصل به اإلمتثال‪.‬‬
‫و هذا كله يف الذكر القلبي باملعنى املبني‪ ،‬أ ّما الذكر بمعنى تذكر عظمة اهلل عند أوامره و نواهيه‬
‫و عند كل أحوال‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫اخلَ مفي‪.»...‬‬
‫الذك مير ي‬
‫و يف احلديث « َخ يري ِّ‬

‫(‪ )1‬النووي‪ ،‬األذكار‪.)49( ،‬‬


‫(‪ )2‬ابن حجر‪ ،‬الفتاوي احلديثية‪.)73( ،‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن حبان عن سعد بن أيب و ّقاص‪( ،‬كتاب الرقائق)‪( ،‬باب األذكار)‪ ،‬حديث رقم (‪.)91/3( ،)809‬‬
‫)‪(12‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬أدلة مرشوعية الذكر بعد الصالة و الذكر مع اجلامعة و حكم‬
‫رفع الصوت بالذكر و فيه ثالثة مطالب ‪:‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬أدلة مرشوعية الذكر بعد الصالة‬
‫‪ .1‬حدّ ثنا إسحاق بن نرص‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرزاق‪ ،‬قال‪ :‬أخربنا ابن جريج‪ ،‬قال‪ :‬أخربين عمرو‪،‬‬
‫ت‬‫أن أبا معبد‪ ،‬موىل ابن عباس‪ ،‬أخربه‪ :‬أن ابن عباس ريض اهلل عنهام‪ ،‬أخربه‪« :‬إم َّن ر يفع الصو م‬
‫َ َ َّ ي‬
‫صىل اهلل عليه وس ّلم» وقال ابن‬ ‫ان َع َىل َع يه مد النَّبمي ّ‬
‫رصف النَّاس مم َن املَ يكت يو َب مة َك َ‬ ‫الذ يك مر مح ي َ‬
‫ني َيني َ م‬ ‫بم ِّ‬
‫(‪)1‬‬
‫رصف يوا بم َذل م َك إ َذا َس مم يعته»‪.‬‬
‫ع ّباس‪« :‬كنيت َأ يع َلم إ َذا ا ين َ َ‬
‫‪ .2‬حدثنا حممد بن يوسف‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن عبد امللك بن عمري‪ ،‬عن وراد‪ ،‬كاتب املغرية بن‬
‫صىل اهلل عليه وس ّلم كان‬
‫شعبة‪ ،‬قال‪ :‬أمىل عيل املغرية بن شعبة يف كتاب إىل معاوية‪ :‬أن النبي ّ‬
‫يقول يف دبر كل صّلة مكتوبة‪َ « :‬ال إمل َه إم َّال اهلل َو يحدَ ه َال َ م‬
‫رش يي َك َله‪َ ،‬له امل يلك‪َ ،‬و َله ا َ‬
‫حل يمد‪َ ،‬وه َو‬
‫َع َىل ك ِّل َيش ٍء َق مدير‪ ،‬ال َّلهم الَ مانمع َمل ما َأ يع َطي َت‪ ،‬والَ معطمي َمل ما منَع َت‪ ،‬والَ يني َفع َذا ا م‬
‫جلدِّ من َيك ا َ‬
‫جلد »‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ي َ َ ي‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َّ َ َ‬ ‫يٌ‬ ‫ي‬
‫وقال شعبة‪ :‬عن عبد امللك بن عمري‪ ،‬هبذا‪ ،‬وعن احلكم‪ ،‬عن القاسم بن خميمرة‪ ،‬عن وراد‪ ،‬هبذا‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫جلد‪ :‬مغنًى "‬
‫وقال احلسن‪ " :‬ا َ‬

‫املطلب الثاين ‪ :‬الذكر مع اجلامعة‬


‫و املراد بالذكر مع اجلامعة هو ما ينطبق به الذاكرون املجتمعون بصوت واحد يوافق بعضهم بعضا‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬أدلة الذكر مع اجلامعة من القرآن الكريم‬
‫قال تعاىل ‪ :‬ﱡﭐﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯ ﱠ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري عن ابن عباس‪( ،‬كتاب األذان)‪( ،‬باب الذكر بعد الصّلة)‪ ،‬حديث رقم (‪.)206( ،)841‬‬
‫وراد‪( ،‬كتاب األذان)‪( ،‬باب الذكر بعد الصّلة)‪ ،‬حديث رقم (‪.)206( ،)844‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري عن ّ‬
‫(‪ )3‬سورة األحزاب ‪.35 /‬‬
‫)‪(13‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫(‪)1‬‬
‫و قـال تعـاىل ﱡﭐ ﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﱠ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أدلة الذكر مع اجلامعة من السنة الرشيفة‬


‫ول اهللَّم َص َّىل اهللَّ َع َل يي مه َو َس َّل َم َخ َر َج َع َىل َح يل َق ٍة مم ين َأ يص َحابم مه َف َق َال َما‬ ‫أورد يف صحيح مسلم ‪َ :‬أ َّن َرس َ‬
‫ْل يس َّل مم َو َم َّن بم مه َع َل يينَا َق َال آهللَّم َما َأ يج َل َسك يم إم َّال‬
‫َأ يج َل َسك يم َقالوا َج َل يسنَا ن يَذكر اهللََّ َون يَح َمده َع َىل َما َهدَ انَا ل م ي م‬

‫رب مين َأ َّن‬ ‫م م‬ ‫م‬ ‫م‬


‫اك َق َال َأ َما إم ِّين ََل ي َأ يست يَحل يفك يم يهت َم ًة َلك يم َو َلكنَّه َأ َتاين ج ي مربيل َف َأ يخ َ َ‬ ‫اك َقالوا َواهللَّم َما َأ يج َل َسنَا إم َّال َذ َ‬
‫َذ َ‬
‫(‪)2‬‬
‫اهي بمك يم امليَ َّل مئكَة‪.‬‬ ‫اهللََّ َع َّز وج َّل يب م‬
‫َ َ َ‬
‫ول اهللَّم َص َّىل اهللَّ َع َل يي مه َو َس َّل َم َق َال إم َذا َم َر يرت يم بم مر َي م‬
‫اض‬ ‫يض اهللَّ َعنيه َأ َّن َرس َ‬ ‫م ٍ م‬
‫َس يب من َمالك َر َ‬ ‫َع ين َأن م‬

‫يب مم ين َه َذا ا يل َو يج مه مم ين‬‫يث َح َس ٌن َغ مر ٌ‬ ‫الذك مير‪َ )3(.‬ه َذا َح مد ٌ‬ ‫اجلن مَّة َق َال مح َلق ِّ‬
‫اجلنَّة َف يارتَعوا َقالوا َو َما مر َياض ي َ‬
‫ي م‬
‫َ‬
‫يث َثابم ٍ‬
‫ت َع ين َأن ٍ‬
‫َس‪.‬‬ ‫ح مد م‬
‫َ‬

‫ثالثا ‪ :‬أقوال العلامء يف الذكر مع اجلامعة‬


‫قال اإلمام الشعراين ‪« :‬أمجع العلامء سلفا و خلفا عىل استحباب ذكر اجلامعة يف املساجد‬
‫(‪)4‬‬
‫وغريها من غري نكري إال أن يشوش جهرهم عىل نائم»‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة ‪.152 /‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه مسلم عن أيب سعيد اخلدري‪( ،‬كتاب الذكر والدعاء و التوبة و اإلستغفار)‪( ،‬باب فضل اإلجتامع عىل‬
‫تّلوة القرآن و عىل الذكر)‪ ،‬حديث رقم (‪.)1453( ،)2701‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي عن أنس بن مالك‪( ،‬كتاب الدعوات)‪( ،‬باب (‪ ،))87‬حديث رقم (‪.)488/5( ،)3510‬‬
‫(‪ )4‬ابن عابدين‪ ،‬ر ّد املختار‪.)434/2( ،‬‬
‫)‪(14‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫املطلب الثالث ‪ :‬حكم رفع الصوت بالذكر‬


‫شوش عىل ّ‬
‫مصل أو اذى نائام بل إن كثر التأذي حرم‪ )1(.‬فحينئذ ال جييء‬ ‫ال يكره الذكر باجلهر إال إن ّ‬
‫التحريم عىل الذكر باجلهر نفسه‪ ،‬بل ألمر آخر مثل تشويش املصلني أو تأذي النائم‪.‬‬
‫و ينبغي الذكر باجلهر يف بعض املواضع‪ّ ،‬‬
‫ألن ما فيها من املصالح التي قدرها الرشع فيها‪،‬‬
‫فمنها ‪:‬‬
‫‪ .1‬ما قصد به اإلسامع و التبليغ‪ ،‬كاألذان و اإلقامة و تكبريات اإلمام و قراءته يف اجلهرية و إلقاء‬
‫(‪)2‬‬
‫السّلم و نحو ذلك فيجهر يف ذلك بالقدر الذي حيصل به املقصود‪.‬‬
‫‪ .2‬بعض أنواع أذكار الصّلة وردت السنة فيها باجلهر كالبسملة‪ ،‬والتأمني‪ ،‬والقنوت‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫والتكبري‪ ،‬والتسبيح‪ ،‬والتحميد بعد الصّلة‪ ،‬وتكبريات العيد‪ ،‬والتلبية يف احلج‪.‬‬
‫‪ .3‬بعض األذكار التي يراد هبا التنبيه أو التعليم‪ ،‬أو فائدة أخرى كأن يرفع صوته بالتسمية عىل‬
‫(‪)4‬‬
‫الطعام حتى ينبه غريه‪ ،‬أو بالقراءة يف صّلة الليل ليسمع أهله‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الرمحن املشهور‪ ،‬بغية املسرتشدين‪.)108( ،‬‬


‫(‪ )2‬ابن عابدين‪ ،‬ر ّد املختار‪.)434/2( ،‬‬
‫(‪ )3‬صالح عبد السميع‪ ،‬جواهر اإلكليل‪.)256/1( ،‬‬
‫(‪ )4‬منصور البهويت‪ ،‬كشاف القناع‪.)366/1( ،‬‬
‫)‪(15‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫اخلامتة‬
‫عرف الباحث عن احلديث « ّ‬
‫أن رفع الصوت‪ ،‬بالذكر‪ .‬حني ينرصف الناس من املكتوبة كان‬
‫عىل عهد النبي صىل اهلل عليه وسلم » ّ‬
‫بأن رفع الصوت بالذكر كان يف زمان النبي صىل اهلل عليه و‬
‫سلم‪ .‬فلذلك كان هذا العمل صحيحا عند الرشع و ال حيرم أو يكره إال بسبب آخر ال لذات هذا‬
‫العمل‪.‬‬
‫يرســ اهلل عىل إمتام هذا البحث وأســأل اهلل ج ّلت قدرته أن خيلع عىل هذا البحث‬
‫وهذا آخر ما ّ‬
‫ثواب القبول‪ ،‬وأن ينفع به طالب العلم ومن عني به يف مجيع األمصار واألعصار‪ ،‬وأن يقيني مصارع‬
‫الســوء‪ ،‬ويؤامنني به بام أ خاف وأحذر‪ ،‬وأن هيب يل به خامتة اخلري ويتجاوز عن فرطايت ويعفو عن‬
‫ز ّلتي‪ ،‬وأن حي ّلني به دار املقامة من فضــله ويواســع طوله‪ ،‬وســابغ نواله‪ ،‬إنّه ســبحانه اجلواد الكريم‪،‬‬
‫الرحيم‪.‬‬
‫الرؤوف ّ‬
‫ّ‬
‫و ّ‬
‫صىل اهلل عىل س ّيد األنبياء و املر سلني س ّيدنا حممد و عىل آله و صحبه أمجعني‪ .‬ر ّبنا تق ّبل منّا‬
‫عام يصفون‪،‬‬
‫العزة ّ‬
‫رب ّ‬ ‫إنّك أنت السميع العليم‪ ،‬وتب علينا إنّك أنت الت ّّواب الرحيم‪ ،‬سبحان ر ّبك ّ‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫وسّلم عىل املرسلني واحلمدهلل ّ‬
‫)‪(16‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫املراجع و املصادر‬
‫‪ .1‬األذكار النووية لْلمام أيب زكريا حييى بن رشف النووي (‪ 676 - 631‬هـ) دار ابن كثري ‪-‬‬

‫دمسق ‪ -‬بريوت الطبعة الثانية ‪ 1410‬هـ ‪ 1990 -‬م‪.‬‬

‫‪ .2‬بغية السرتشدين يف تلخيص فتاوى بعض األئمة من العلامء املتأخرين للسيد عبد الرمحن‬

‫بن حممد بن حسني بن عمر املشهور باعلوي دار الفكر‪-‬لبنان ‪1414‬هـ ‪1994 -‬م‪.‬‬

‫‪ .3‬حتفة الذاكرين لْلمام حممد بن عيل بن حممد الشوكاين (‪1255 - 1173‬هـ) مؤسسة‬

‫الكتب الثقافية‪-‬بريوت‪-‬لبنان الطبعة االوىل ‪1080‬هـ ‪1988 -‬م‪.‬‬

‫‪ .4‬اجلامع الكبري لْلمام احلافظ أيب عيسى حممد بن عيسى الرتمذي (‪ 279‬هـ) دار الغرب‬

‫اإلسّلمي‪ -‬بريوت الطبعة األوىل ‪ 1996‬م‪.‬‬

‫‪ .5‬جواهر اإلكليل برشح خمترص العّلمةالشيخ خليل يف مذهب اإلمام مالك لْلمام الشيخ‬

‫صالح عبد السميع الآليب األزهري املكتبة الثقافية ‪ -‬بريوت‪.‬‬

‫الدر املختار رشح تنوير األبصار خلامتة املحققني حممد أمني الشهري بابن‬
‫‪ .6‬رد املختار عىل ّ‬
‫عابدين (‪ 1836 - 1784‬م‪ ).‬دار عاَل الكتب‪-‬الريض طبعة خاصة ‪ 1433‬هـ‪ 2003-‬م‪.‬‬

‫‪ .7‬اإلحسان يف تقريب صحيح ابن حبان تأليف احلافظ اإلمام العّلمة أيب حاتم حممد بن‬

‫حبان البتي (‪ 354‬هـ) برتتيب اإلمام عّلء الدين عيل بن بلبان الفاريس (‪ 739‬هـ) مؤسسة‬

‫الرسالة الطبعة األوىل ‪ 1408‬هـ ‪ 1987 -‬م‪.‬‬

‫‪ .8‬صحيح البخاري لْلمام أيب عبد اهلل حممد بن إسامعيل البخاري (‪ 256-194‬هـ) دار ابن‬
‫)‪(17‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫كثري‪-‬دمشق‪-‬بريوت الطبعة األوىل ‪ 1463‬هـ‪ 2002-‬م‪.‬‬

‫احلجاج القشريي النيسابوري (‪ 261-206‬هـ) دار ابن‬


‫‪ .9‬صحيح مسلم لْلمام مسلم بن ّ‬

‫كثري‪-‬بريوت‪-‬لبنان الطبعة األىل ‪1438‬هـ‪2017-‬م‪.‬‬

‫‪ .10‬الفتاوي احلديثية لْلمام أمحد شهاب الدين بن حجر اهليتمي املكي (‪ 974-909‬هـ) دار‬

‫املعرفة‪-‬بريوت‪-‬لبنان‪.‬‬

‫‪ .11‬القرآن الكريم مصحف املدنية النبوية للنرش احلسويب‬

‫‪ .12‬كشاف القناع عن متن اإلقناع للشيخ منصور بن يونس بن إدريس البهويت (‪-1000‬‬

‫‪ 1051‬هـ) عاَل الكتب‪-‬بريوت‪.‬‬

‫‪ .13‬لسان العرب لْلمام أيب فضل مجال الدين بن حممر مكرم ابن منظور األفريقي املرصي‬

‫(‪ 711-630‬هـ ) دار صادر‪-‬بريوت‪.‬‬

‫‪ .14‬املستدرك عىل الصحيحني لْلمام احللفظ أيب عبد اهلل احلاكم النيسابوري (‪ 405‬هـ) دار‬

‫التأصيل‪-‬بريوت‪-‬لبنان الطبعة األوىل ‪ 1435‬هـ‪ 2014-‬م‪.‬‬

‫‪ .15‬مدارج السالكني بني منازل إياك نعبد و إياك نستعني لْلمام شمس الدين أيب عبد اهلل‬

‫حممد بن أيب بكر املعروف بابن ق ّيم اجلوزية (‪ 751-691‬هـ) دار إحياء الرتاث العرايب‪-‬‬

‫بريوت‪-‬لبنان الطبعة االوىل ‪ 1419‬هـ‪ 1999-‬م‪.‬‬

‫‪ .16‬نزل األبرار بالعلم املأثور من األدعية و األذكار للسيد حممد صديق حسن خان (‪-1248‬‬

‫‪ 1307‬هـ) دار املعرفة‪-‬بريوت‪-‬لبنان الطبعة الثانية‪.‬‬


‫)‪(18‬‬ ‫حكم اإلسّلم يف رفع الصوت بالذكر بعد السّلم‬

‫الفهرست‬
‫اإلستفتاح‪1.............................................................................................‬‬
‫اإلهداء‪2................................................................................................‬‬
‫الشكر و التقدير‪3.......................................................................................‬‬
‫املقدمة‪4................................................................................................‬‬
‫التمهيد‪5................................................................................................‬‬
‫خطة البحث‪6...........................................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬تعريف الذكر و فضائله و فوائده‪7.......................................................‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬تعريف الذكر‪7..........................................................................‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬فضائل الذكر و فوائده‪7..................................................................‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬حكم ذكر اهلل تعاىل و ما يكون به الذكر و ما األفضل بني الذكر باللسان و بالقلب‪10.......‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬حكم ذكر اهلل تعاىل‪10...................................................................‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬ما يكون به الذكر‪10.....................................................................‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬ما األفضل بني الذكر باللسان و بالقلب‪11..............................................‬‬
‫املبحث الثلث ‪ :‬أدلة مرشوعية الذكر بعد الصّلة و الذكر مع اجلامعة و حـكم رفع الصوت بالذكر‪12.....‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬أدلة مرشوعية الذكر بعد الصّلة‪12......................................................‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬الذكر مع اجلامعة‪12......................................................................‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬حكم رفع الصوت بالذكر‪13...........................................................‬‬
‫اخلامتة‪15...............................................................................................‬‬
‫املراجع و املصادر‪16...................................................................................‬‬
‫الفهرست‪18...........................................................................................‬‬

You might also like