Professional Documents
Culture Documents
ملزمة الحقوق والديموقراطية
ملزمة الحقوق والديموقراطية
فً مادة
حقوق األنسان والدٌموقراطٌة
المرحلة األولى
جامعة القادسٌة ــــــــــ كلٌة الهندسة
9191 - 9102
الجزء االول
الدٌمقراطٌة
الفصل األول
مفهوم وتأرٌخ الدٌمقراطٌة
هناك مفاهٌم وتعرٌفات كثٌرة ومتعددة لمصطلح الدٌمقراطٌة ،وحسب المعنى اللؽوي للمصطلح
فإنها ترجع الى أصل ٌونانً قدٌم مكونة من كلمتً demosوالتً تعنً الشعب ،وكلمة
kratiaوالتً تعنً الحكم او السلطة ،وهكذا تعنً الدٌمقراطٌة بحسب هذا اللفظ الٌونانً القدٌم
)حكم او سلطة الشعب ( والذي ٌعنً اصطالحا )اختٌار الشعب لحكومته وؼلبة السلطة الشعبٌة
علٌها ،او سٌطرة الشعب على الحكومة التً ٌختارها( .وعرفتها دابرة المعارؾ البرٌطانٌة بانها
)شكل من اشكال الحكم ٌمارس فٌه مجموع المواطنٌن حكم األؼلبٌة ( ،وكذلك تم تعرٌؾ
الدٌمقراطٌة بأنها )النظام الذي ٌسمح بأوسع مشاركة من جانب المواطنٌن سواء كان بصورة
مباشرة أو ؼٌر مباشرة فً التأثٌر فً عملٌة صنع القرارات السٌاسٌة واختٌار القادة السٌاسٌٌن
( ،اال ان المعنى المتفق علٌه للدٌمقراطٌة هو حكم الشعب بالشعب وللشعب.
والدٌمقراطٌة بهذا المعنى تعد من أفضل أنظمة الحكم لكون الشعب هو صاحب السلطة ،ونعنً
بالشعب هنا جمٌع األشخاص الذٌن ٌتمتعون بالحقوق السٌاسٌة فً إقلٌم معٌن ،وان القرارات
التً تكون نابعة من رؼبات الشعب الحقٌقٌة ومحققة لطموحاته لكونها تكفل حقوقه وتصون
حرٌاته .وفً ضوء ما تقدم فان الدٌمقراطٌة تقوم على مبدأ أساسً هو إن السلطة فً الدولة
مصدرها الشعب وهذا ٌعنً أن سلطة الحاكم ال تكون شرعٌة أال أذا كانت مستمدة من رضا
وقبول الشعب.
ثانٌا :أشكال او صور الدٌمقراطٌة
-0الدٌمقراطٌة المباشرة:
الدٌمقراطٌة المباشرة هً أقدم صور الدٌمقراطٌة وكانت متبعة فً المدن الٌونانٌة القدٌمة ولكنها
اختفت فً العصور الحدٌثة ،وهذا ٌعنً ان الشعب ٌتولى بنفسه مباشرة شؤون الحكم دون
وساطة أحد من النواب او الممثلٌن فتكون كافة الهٌبات التشرٌعٌة والتنفٌذٌة والقضابٌة بٌده ،اي
ان ٌصبح الشعب هو الهٌبة الحاكمة والمحكومة فً الوقت نفسه .وقد تعرض هذا النوع من
الدٌمقراطٌات الذي كان منتشرا فً المدن الٌونانٌة القدٌمة االنتقادات واسعة وذلك الستحالة
تطبٌقها من الناحٌة العملٌة فً العصر الحدٌث:
بسبب االزدٌاد الكبٌر فً عدد المواطنٌن ،واستحالة جمعهم فً مكان واحد لؽرض القٌام -
بمهام الحكم.
نظرا لتعقد الشؤون العامة واستحالة متابعة المشاكل التً بلؽت حدا كبٌرا من التعقٌد -
والصعوبة.
كما ان مناقشة بعض الشؤون الهامة بطرٌقة سرٌة ال ٌمكن تحقٌقه فً هذا النوع من -
الدٌمقراطٌة.
- 9الدٌمقراطٌة النٌابٌة:
وٌقصد به النظام الذي ٌمارس به الشعب السلطة فً كافة مجاالتها بواسطة ممثلٌن او نواب ،اي
ان المواطنون ٌملكون حق االنتخاب وٌقومون بانتخاب ممثلٌن أو نواب عنهم ٌباشرون السلطة
نٌابة عنهم وباسمهم ،ومن مزاٌا هذه النوع من الدٌمقراطٌة:
أن اختٌار النواب ٌكون األصلح وخاصة فً المسابل الفنٌة أو العلمٌة التً تحتاج إلى -
مختصٌن أو ذوي خبرة.
-3الدٌمقراطٌة شبه المباشرة:
وهً صورة توفٌقٌة بٌن الدٌمقراطٌة المباشـرة والدٌمقراطٌة النٌابٌة ،حٌث توجد هٌبه نٌابٌة
وفً نفس الوقت ٌحتفظ الشعب لنفسه ببعض السلطات ٌمارسها بؽــــٌر وسٌط ومن خالل عدة
مظاهر ،مثل حق االستفتاء الشعبً او االعتراض الشعبً او االقتراح الشعبً ،باإلضافة الى
ثالثة مظاهر جزبٌة أخرى مثل حق اقالة النابب وحق حل البرلمان وحق عزل ربٌس
الجمهورٌة باعتماد الٌات ٌتم االتفاق علٌها.
- 4الدٌمقراطٌة اللٌبرالٌة:
وهذا الشكل ٌولً اهتماما فابقا ً لمبدأ الحرٌة بمعناها الواسع ،أي الحرٌات الفردٌة المدنٌة
بجانب الحرٌات السٌاسٌة ،وٌشٌر هذا المفهوم الى تطبٌق فكرة الدٌمقراطٌة الحقة التً
تعنً حكم الشعب ،وٌقوم على مبدأ التوازن حٌث ٌتم تقٌٌد حكم األؼلبٌة بواسطة
مجموعه من الضوابط العامة الدستورٌة.
-5الدٌمقراطٌة التوافقٌة:
وهذا الشكل من أشكال الدٌمقراطٌة اللٌبرالٌة ،خاص بالدول األوربٌة الصؽٌرة (النمسا،
سوٌسرا ،هولندا ،وبلجٌكا) ،وهو ٌشٌر الى تقاسم السلطة فً المجتمعات ذات البنٌان
المتعدد االثنٌات او الطوابؾ او اللؽات كونها وسٌلة لتحقٌق االستقرار السٌاسً ،وٌؤكد
بعض الباحثٌن ان الدول األكثر انقساما عقابدٌا ً هً دول ؼٌر مستقرة ،وتتصاعد نسبة
االستقرار السٌاسً كلما قل انقسام المجتمعات ،وان العامل األٌدٌولوجً هو األساس فً
االنقسام السٌاسً االجتماعً فً المجتمعات المتعددة.
المبحث الثانً :الخلفٌة التارٌخٌة لمصطلح الدٌمقراطٌة:
تعود جذور النشأة التارٌخٌة للدٌمقراطٌة الى العصر الٌونانً ،حٌث دعا بركلٌس الذي
وضع اسس النظام الدٌمقراطً ،بان ٌحكم الشعب نفسه وٌعٌش جمٌع المواطنٌن
متساوٌن عدا العبٌد ،فمنذ اوابل القرن الخامس قبل المٌالد أصبح لكل مواطنً اثٌنا
الحق فً المشاركة بالمناقشات والتصوٌت على القوانٌن وسٌاسات المجتمع ،وامتازت
ادارة الدولة فً اثٌنا بوجود مؤسستٌن سٌاسٌتٌن مهمتٌن هما:
اوال /الجمعٌة :وتعتبر اعلى هٌبات السلطة فً الدولة وكانت تسمى احٌانا بالمؤتمر العام،
وعضوٌة هذه الجمعٌة تقتصر على المواطنٌن االثنٌٌن األحرار ممن بلؽت اعمارهم 02عام
من الرجال دون النساء ،وتمارس هذه الجمعٌة نظام الحكم المباشر وتمنح أعضابها الحرٌة
الكاملة فً اعطاء الرأي تجاه الموضوعات المطروحة امامها.
ثانٌا /مجلس الخمسمائة :وٌعتبر مجلس الخمسمابة أكثر اهمٌة من الجمعٌة اال انه اقل سلطة
وٌتكون من خمسمابة عضو ٌختارون بالقرعة حٌث تقوم كل قبٌلة من قبابل اثٌنا العشر باختٌار
خمسٌن عضو لتمثٌلها فً المجلس ومدة العضوٌة فٌه سنة واحدة وٌعقد جلساته بصورة علنٌة،
ومن مهامه اقتراح القوانٌن التً تقدم للجمعٌة ودراسة مشارٌع القوانٌن وتعدٌلها واإلشراؾ على
مٌزانٌة الدولة والممتلكات العامة وكثٌر من األمور األخرى وكان هذا المجلس ٌجمع بٌن
السلطتٌن التشرٌعٌة والتنفٌذٌة.
وخالل فترة العصور الوسطى التً اتسمت بوجود األنظمة الملكٌة فً اوروبا والتً كانت تحكم
بمقتضى )الحق اإللهً المقدس ( للملوك باعتبارهم ظل هللا فً األرض ،حٌث كانوا ٌمثلون
جمٌع السلطات التشرٌعٌة والقضابٌة والتنفٌذٌة وبمعنى اخر هم الدولة ،كما عبر عن ذلك الملك
لوٌس الرابع عشر بقوله )انا الدولة والدولة انا( ،وكان ٌعاون الملوك فً تثبٌت سلطانهم أمراء
اإلقطاعٌات ،إذ ٌفرض الملك على اإلقطاعً مبالػ مالٌة ثم ٌستخرجها اإلقطاعً من الشعب
بوسابل متعددة ،اضافة الى دور الكنٌسة السلبً التً اخذت بدورها تفرض سلطاتها الى جانب
سلطات الملوك ،فإلى جانب االستعباد من قبل الملوك كان الخضوع لرجال الدٌن وكانت
اإلتاوات والصكوك الؽفرانٌة والتجنٌد فً جٌوش الكنٌسة لمالحقة الخارجٌن عن سلطانها مهما
كانوا حتى من اهل العلم واألبداع ،فضال عن الحروب الصلٌبٌة وحمالتها الدٌنٌة والثقافٌة ضد
اإلسالم مما ادى الى خلق اوضاع من الحقد والكراهٌة فً نفوس الناس لهاتٌن السلطتٌن والثورة
ضدهما .
وفً مطلع القرن الثامن عشر بدأت المؤسسات السٌاسٌة الدٌمقراطٌة فً إنكلترا وظابفها
الحقٌقٌة بعد ان استطاع البرلمان اإلنكلٌزي ان ٌؤسس سلطة موازٌة لسلطة الملك المقٌدة ،هذا
فً الوقت الذي بقٌت اوروبا محكومة بواسطة الملوك والنبالء واألشراؾ مما ادى الى قٌام
ثورة ثقافٌة حقٌقٌة فً الؽرب أجل تكوٌن انظمة جدٌدة .فقد تضمن اعالن االستقالل األمرٌكً
عام 6776انتصار لألفكار الدٌمقراطٌة ،وفً فرنسا استطاعت ثورة عام 6771القضاء على
مبدا الحكم المطلق القابم على النظرٌات الدٌنٌة
لتحل محلها النظرٌات الدٌمقراطٌة المتمثلة بنظرٌة سٌادة األمة التً جعلت من الملوك مجرد
رؤساء للدول تمارس فً مواجهتهم السلطة البرلمانٌة الممثلة للشعب ،خاصة بعد ( اعالن
حقوق األنسان والمواطن) على اثر الثورة الفرنسٌة والذي اكد على ان السٌادة كلها مركزة فً
األمة وعلى اثر ذلك اصبحت الدٌمقراطٌة احدى النظرٌات التً تفسر اصل نشأت الدولة على
اساس ان هذه النظرٌة تقوم اساسا على الشعب الذي هو مصدر السلطة هذا فضال عما جاءت
به نظرٌة العقد االجتماعً ومن خالل اراء ومفكري هذه النظرٌة.
الفصل الثانً
سمات النظام الدٌمقراطً ومكوناته
للدٌمقراطٌة خصابص معٌنة ٌجب ان تتصؾ بها وٌمكن ان نشٌر الى هذه الخصابص على
النحو اآلتً:
-6الدستور ،الذي ٌضع القواعد األساسٌة لنظام الحكم فً الدولة وكٌفٌة تشكٌل السلطات العامة
(التشرٌعٌة والتنفٌذٌة والقضابٌة) ،والعالقات فٌما بٌنها ،والمقومات األساسٌة للمجتمع ،وحقوق
األفراد وضماناتها ،وتعد القواعد التً ٌقررها الدستور أسمى القواعد القانونٌة فً المجتمع ،وال
ٌجوز تعدٌلها إال بإجراءات مشددة ؼٌر تلك التً ٌتم بها تعدٌل القوانٌن العادٌة التً تسنها
السلطة التشرٌعٌة.
-0سٌادة القانون :وٌقصد بالقانون فً هذا المجال القواعد القانونٌة جمٌعها أٌا كان مصدرها،
فالقاعدة القانونٌة متى ما وجدت خضع لها الجمٌع ،الفرق فً ذلك بٌن حاكم ومحكوم ،كبٌر او
صؽٌر ،ؼنً او فقٌر ،كما تستوي فً ذلك السلطات الثالث فالمجلس المنتخب ال ٌجوز له أن
ٌخالؾ الدستور ،والسلطة التنفٌذٌة علٌها أن تحترم الدستور وقوانٌن الدولة ،وهذا ٌقتضً وضع
األنظمة التً تسمح بتصحٌح أي مخالفة.
-3حرٌة التعبٌر وابداء الرأي :وتدخل ضمن ذلك حرٌة االجتماعات العامة ،وحرٌة إصدار
الصحؾ وعدم جواز إلؽابها أو وقؾ إصدارها إال بحكم قضابً ،وعدم إخضاع الصحؾ أٌة
رقابة من جهة إدارٌة ،وال ٌستثنى من ذلك سوى ما ٌمس المصالح العلٌا للبالد على ان ٌكون
الحكم فً ذلك هو للقضاء وحده.
-4حرٌة تكوٌن األحزاب السٌاسٌة :الحزب هو تنظٌم رسمً هدفه الظفر بالسلطة ،وذلك على
خالؾ جماعة المصلحة وجماعة الضؽط التً تستهدؾ التأثٌر فً القرار السٌاسً من دون أن
تستهدؾ الوصول إلى السلطة وتحمل مسؤولٌة مباشرة الحكم ،وعلى ذلك فان نظام الحزب
الواحد ٌتنافى مع الدٌمقراطٌة الحقٌقٌة التً تضمن حرٌة تكوٌن األحزاب السٌاسٌة بشكل عام.
-5استقالل السلطة القضائٌة :وذلك بعدم خضوع رجال القضاء للعزل بقرار إداري ،وعدم
التدخل فً شؤون القضاء ،وكفالة تنظٌم األحكام القضابٌة النهابٌة ،وعدم حجب القضاء عن
النظر فً أي منازعة ،والسٌما فً تلك المنازعات التً تنشب بٌن الجهات الحكومٌة
والمواطنٌن ،وعدم إرهاق المواطنٌن برسوم قضابٌة عالٌة أو بإجراءات قضابٌة معقدة تجعلهم
ٌعزفون عن المطالبة بحقوقهم أمام القضاء.
تسعى جمٌع الشعوب الى تطبٌق مبادئ الدٌمقراطٌة والعمل على احترامها ،وذلك بسبب المزاٌا
العدٌدة التً تقدمها الدٌمقراطٌة لواقعها ولمستقبلها ،ومن اهم مزاٌا الدٌمقراطٌة:
-6تعمل الدٌمقراطٌة على معاملة جمٌع األفراد فً المجتمع على قدم المساواة :ولهذا ٌجب
على الحكومة ان تراعً مصالح الناس على قدم المساواة ،كما ٌجب ان تؤخذ آرابهم فً
الحسبان ،وٌجب أن ٌكون صوت الفقٌر مساوٌا ً لصوت الثري.
وقد احتج بعض نقاد الدٌمقراطٌة على هذا بأن البعض من جماهٌر الشعب على مستوى من
الجهل والتخلؾ وعدم التعلٌم وقصر النظر بما ال ٌؤهلهم بأي شكل من األشكال لتقرٌر السٌاسٌة
العامة ،ولكننا نرى بان جماهٌر الشعب ٌحتاجون إلى المعلومات والثقافة والى الوقت الكافً
الستٌعاب هذه المعلومات وهذه الثقافة وهنا ٌأتً دور مؤسسات المجتمع المدنً والصحافة
الحرة ووسابل اإلعالم للعمل على توعٌة وتثقٌؾ هذه الجماهٌر.
-0تعمل الحكومة الدٌمقراطٌة على اإلٌفاء باحتٌاجات الناس :فكلما كان لرأي الشعب وزن
أكبر فً توجٌه السٌاسة ،زادت إمكانٌة أن تعكس هذه السٌاسة تطلعاته وطموحاته.
وحتى تكون سٌاسة الحكومة ومن بٌدهم مقالٌد الحكم مالبمة االحتٌاجات الشعبٌ ،جب
أن تكون هناك رقابة شعبٌة وان تتوافر قنوات فعالة للتأثٌر والضؽط على سٌاسة الحكم
لصالح جمٌع متطلبات الشعب.
-3تدعو الدٌمقراطٌة إلى الحوار الصرٌح واإلقناع والسعً إلى حلول وسط :فالتأكٌد
الدٌمقراطً على الحوار ال ٌفترض فقط وجود اختالفات فً اآلراء بشأن بعض
المسابل السٌاسٌة ،ولكنه ٌفترض أٌضا ً ان لهذه االختالفات الحق فً أن ٌعبر عنها وان
ٌستمع إلٌها.
فالدٌمقراطٌة تفترض االختالؾ والتعدد داخل المجتمع ،وان ٌكون حل الخالفات بأسلوب
دٌمقراطً ٌعتمد النقاش واإلقناع والوصول إلى حل وسط ،ال عن طرٌق التهدٌد أو الكراهٌة
من قبل السلطة أٌا كان نوعها.
-4تعمل الدٌمقراطٌة على كفالة وحماٌة الحقوق والحرٌات األساسٌة :وتشمل هذه الحقوق
الحق فً حرٌة الرأي والتعبٌر وفً تكوٌن الجمعٌات وحق التنقل والحماٌة من التعذٌب
وؼٌرها.
-5تسمح الدٌمقراطٌة بتجدٌد قوة المجتمع :وذلك من خالل استخدامها الوسابل السلمٌة فً
استبعاد السٌاسٌٌن الذٌن فشلوا أو لم ٌعد لهم نفع ،من ؼٌر حدوث أي اضطراب فً
نظام الحكم
المبحث الثالث
المكونات الرئٌسة للدٌمقراطٌة
إن للدٌمقراطٌة مكونات عدٌدة تولٌهما المدارس االجتماعٌة والسٌاسٌة المختلفة اهتماما ً خاصاً،
وهذه المكونات ٌمكن اٌجازها على النحو اآلتً:
-6انتخابات حرة وعادلة :تشكل االنتخابات ركٌزة أساسٌة لضمان المساواة السٌاسٌة بٌن
المواطنٌن سواء فً الوصول إلى المناصب العامة أو فً قٌمة أصواتهم ،وٌستند معٌار
االنتخابات الحرة والعادلة فً الدرجة األولى على النظام االنتخابً الذي ٌبٌن موعد عقد
االنتخابات ومن ٌحق له االقتراع ،وكٌفٌة تحدٌد الدوابر االنتخابٌة واختٌار الفابزٌن ،كما ٌعنً
العملٌة االنتخابٌة ذاتها ،أي كٌفٌة إجراء االنتخابات عملٌا ً بدءاً من تسجٌل للناخبٌن ومروراً
بالدعاٌة االنتخابٌة وحتى عملٌة فرز األصوات وذلك لضمان تطبٌق القانون على الجمٌع
بشكل دقٌق وعادل.
-0حكومة ٌجب مسائلتها :ففً نظام الحكم الدٌمقراطً ٌجب أن تكون أعمال الحكم شفافة قدر
اإلمكان ،أي إن المناقشات والقرارات ٌجب ان تكون متاحة للرقابة الشعبٌة ،مع مراعاة أنه ال
ٌجوز أن تكون كل أعمال الحكومة علنٌة ،فللمواطنٌن الحق فً معرفة كٌؾ تصرؾ أموال
الضرابب التً تجبى منهم واموال الموارد والثروات الطبٌعٌة وما إذا كان المسؤولون
المنتخبون ٌتصرفون بمسؤولٌة اتجاه ذلك.
-3الحقوق المدنٌة والسٌاسٌة :حماٌة حقوق الفرد من تعسؾ السلطة ،ومن االعتقال التعسفً،
وان ال ٌعاقب الفرد إال بموجب القانون هناك حقوق البد من توافرها أساسا ً لتأمٌن المساواة
والمشاركة فً الحٌاة العامة منها حرٌة الرأي والتعبٌر واالعتقاد وحق التجمع وحق االقتراع
وحق الترشٌح ،كما ٌجب على نظام الحكم الدٌمقراطً.
-4مجتمع دٌمقراطً :إذ البد من وجود مؤسسات مدنٌة تكون مستقلة عن الدولة ،وتشمل هذه
المؤسسات النقابات والتنظٌمات المهنٌة وؼٌرها ،تعمل على ترسٌخ مبادئ الدٌمقراطٌة وتطبٌق
الٌاتها فً المجتمعات اإلنسانٌة كافة.
-5توافر قٌادة سلٌمة ونزٌهة :وان تكتسب هذه القٌادة رضا الشعب ،وفً المقابل ٌنبؽً على
الشعب أن ٌثق فً هذه القٌادة وٌحترمها وان تعمل من جهتها على تحقٌق رؼباته وتطلعاته.
-6تعمل الدٌمقراطٌة على تحقٌق المساواة االقتصادٌة وتكافؤ الفرص :والتً تشكل اساس
نجاح الدٌمقراطٌة ،لكونها تعمل أي (المساواة االقتصادٌة)على إزالة الفروقات فً الشعب فً
فباته وشرابحه.
-7تعمل الدٌمقراطٌة على تحقٌق المساواة االجتماعٌة :وذلك من خالل دعوتها إلى محاربة
التمٌٌز بٌن الطبقات ،وتولً المناصب العامة ٌكون على اساس الكفاءة الشخصٌة والقٌام
بالواجبات المناط له فً إطار المجتمع والدولة.
الفصل الثالث
الدستور والدٌمقراطٌة
اختلؾ الفقهاء فً أصل كلمة الدستور Constitutionفمنهم من قال ان أصل الكلمة معرب
من أصل فارسً ،وهو مركب من كلمة "دست" ومعناها قاعدة ومن "ور" بمعنى صاحب
وتكون الكلمة بمعناها العام (صاحب القاعدة) أو القاعدة ،ومن قال ان أصلها التٌنً ،فقد اراد
بها معنى التأسٌس ،والدستور فً اللؽة تعنً الدفتر الذي ٌكتب فٌه اسماء الجند أو تجمع القواعد
المأمور باتباعها.
وٌعرؾ الدستور فً االصطالح الحدٌث( ،بأنه مجموعة القواعد والقوانٌن التً تنظم العالقة ما
بٌن األفراد والسلطة فً المجتمع ،وتحدد حقوقهم وحرٌاتهم وممارستهم السٌاسٌة واالجتماعٌة
واالقتصادٌة ،فً ضوء طبٌعة وشكل العالقات ما بٌن السلطات التشرٌعٌة والتنفٌذٌة والقضابٌة،
وٌستند فً مضامٌنه على طبٌعة البنٌة االجتماعٌة من العادات واألعراؾ والتقالٌد وٌكون ملزما
بالنسبة لإلفراد والسلطة على حد سواء).
كما ٌعرفه اخرون بانه (القانون األعلى فً الدولة ،اذ انه ٌضم مجموعة القواعد التً تمثل مكان
الصدارة بٌن سابر القواعد القانونٌة فٌها).
كما ٌعرؾ الدستور بأن ُه مجموعة القواعد (سٌاسٌة وقانونٌة) تصدر عن سلطة تبنً فٌها نظام
الحكم وسلطاته والعالقة بٌنهما وتعلن فٌه الحقوق والواجبات األساسٌة العامة وتبنً اختصاص
كل منها وعالقاتها مع بعضها البعض.
وٌقس م الدستور على نوعٌن (الدستور الصلب) وهو الدستور الذي ال ٌمكن ان تعدل احكامه اال
بأشكال واصول خاصة( .والدستور المرن) وهو الدستور الذي ٌمكن للسلطة تعدٌل احكامه
وقوانٌنه.
كما ٌقسم الدستور من حٌث الزمن الى صنفٌن ،فهو اما ان ٌكون دستورا مؤقتا أي ان احكامه
وقوانٌنه تسري لمدة زمنٌة معٌنة ،كما فً الدستور العراقً الثانً لعام 6157أو الدستور
العراقً الثالث لعام 6163.أو ٌكون دستورا دابما ،أي ان احكامه وقوانٌنه تكون دابمة ،وقد
ٌخضع الدستور الدابم إلى التعدٌل أو اإلضافة اذ تجد السلطة المبررات الالزمة لذلك.
والدستور فً شكله العام نوعان نوع مدون أو مكتوب ونوع عرفً او ؼٌر مدون والدستور
المدون هو الذي ٌصدر فً شكل وثٌقة أو عدة وثابق رسمٌة مثل الدستور المصري الذي صدر
عام 6156.
اما الدستور العرفً فهو الذي تترك قواعده للعرؾ ومن أشهر الدساتٌر العرفٌة ؼٌر المدونة
الدستور اإلنكلٌزي ،وهو ٌعد المثل التقلٌدي للدستور ؼٌر المدون ولكنه مع ذلك ٌشمل وثابق
مكتوبة اٌضا ً مثل العهد األعظم.
وعلى الرؼم من ان جمٌع السلطات السٌاسٌة التً حكمت العراق ،قد وضعت دساتٌر توضح
فٌها حقوق وواجبات السلطة ،وعالقتها مع افراد المجتمع ،وطبٌعة ادارة الدولة والمجتمع ،اال
ان الدساتٌر نفسها كانت اداة للسلطة لكً تنحرؾ عن واجباتها من خالل تؽٌٌر بنود الدستور
واحكامه بما ٌتفق مع اهداؾ السلطة نفسها ،ولو القٌنا الضوء على طبٌعة هذه الدساتٌر التً
اصدرتها السلطات السٌاسٌة المتعاقبة على العراق ،لوجدنا ان اؼلب هذه الدساتٌر هً دساتٌر
مؤقتة باستثناء الدستور األول الذي صدر عام ،6105وانه لم تجر اٌة ممارسة انتخابٌة لتشكٌل
لجنة وطنٌة تمثل شرابح واطٌاؾ المجتمع العراقً لكتابة هذه الدساتٌر أو اجراء انتخابات عامة
علٌه باستثناء الدستور الذي صدر عام 0225.
كما لم تشكل فً ظل هذه الدساتٌر محكمة دستورٌة لمراقبة مشروعٌة وجود السلطة والقرارات
التً تقوم بإصدارها فٌما ٌخص تنظٌم أو ادارة شؤون الدولة ،كما ٌلحظ ان جمٌع هذه الدساتٌر
لم تؤدي إلى انبثاق حكومة عراقٌة منتخبة من قبل الشعب العراقً ،باستثناء الحكومات التً
تلت إقرار الدستور الدابم لعام ،0225اذ ان اؼلب السلطات فً العراق كانت تأتً عن طرٌق
االنقالبات العسكرٌة أو الثورات السٌاسٌة ،وسنلقً نظرة سرٌعة على الدساتٌر التً صدرت عن
السلطات المتعاقبة على العراق.
-6الدستور العراقً األول عام ،6105اذ صدر هذا الدستور خالل مدة العهد الملكً فً
العراق فً 03آذار من عام ،6105واستمرار العمل به لؽاٌة 64تموز عام 6157
الذي أطلق علٌه القانون األساس ،وقد ضم هذا الدستور ( )603مادة موزعة على
عشرة ابواب ،وهو الدستور الوحٌد الذي استمر العمل به أكثر من 33عاماً ،ووضع
اللبنات األولى للدساتٌر العراقٌة الالحقة.
الدستور العراقً الثانً عام " 6157المؤقت" ،وصدر هذا الدستور خالل مدة العهد -0
الجمهوري األول بعد قٌام ثورة الرابع عشر من تموز عام 6157واستمر العمل لؽاٌة
شباط 6163وصدر هذا الدستور بعد مضً اسبوعٌن على قٌام الثورة.
الدستور العراقً الثالث "المؤقت" وصدر هذا الدستور الذي سمً بقانون المجلس -3
الوطنً بعد الثامن من شباط 6163.ومما ٌؤخذ على هذا الدستور انه تضمن بنوداً
تكسب شرعٌة السلطة آنذاك ،كما تضمن مواد لٌس لها صلة بتنظٌم العالقة القانونٌة
والسٌاسٌة بٌن السلطة والشعب.
-4الدستور العراقً الرابع "المؤقت" وصدر هذا الدستور بعد الثامن عشر من تشرٌن
الثانً عام ،6164عند سقوط حكومة البعث األولى الذي أعقب تعدٌال لدستور عام
،6163واحتوى هذا الدستور على 620مادة فصلت جمٌع واجبات السلطات
التشرٌعٌة والتنفٌذٌة والقضابٌة ،وجاء فً دٌباجٌته األولى ،ان هذا الدستور ٌسعى إلى
اٌجاد حالة من االستقرار والطمأنٌنة بٌن صفوؾ الشعب بعدما عانى من مدة الحروب
الداخلٌة المستمرة.
-5الدستور العراقً الخامس الذي صدر بعد السابع عشر من تموز من عام ،6167وقد
تم اسقاط هذا الدستور من قبل السلطة التً اصدرته عام 6172.
-6الدستور العراقً السادس "المؤقت" اذ صدر فً السادس عشر من تموز عام 6172
بعد اتفاقٌة الحادي عشر من آذار.
-7مشروع دستور جمهورٌة العراق لعام ،6116اذ صدر هذا المشروع بعد عام ،6116
اال انه لم ٌتم العمل به ،وقد جاء اصدار هذا الدستور نتٌجة التطورات السٌاسٌة بعد
احداث عام 6116على المستوى الداخلً والخارجً.
الدستور العراقً الثامن الذي صدر عام 0225بعد ان عملت السلطة تحت قانون ادارة -7
الدولة العراقٌة للمرحلة االنتقالٌة الذي صدر بعد االحتالل األمرٌكً للعراق ،وهو اول
دستور ٌحدد شكل الدولة بأنها دولة فدرالٌة تنتهج النظام الدٌمقراطً التعددي.
ٌتكون من( )644مادة موزعة على ستة أبواب ،وقد تناول دستور عام 0225الحقوق
والحرٌات فً الباب الثانً منه :المواد ( ، )46-64حٌث تضمن الفصل األول الحقوق :المواد
( ، )36-64وتضمن الفصل الثانً الحرٌات ، )46-37( :وقد تفرع الفصل األول )الحقوق(
الى فرعٌن حٌث تناول الفرع األول الحقوق المدنٌة والسٌاسٌة والفرع الثانً الحقوق االقتصادٌة
واالجتماعٌة والثقافٌة.
الفرع األول وٌضم المواد ( ،)64-06وٌمكن إٌجازها بالمساواة أمام القانون دون تمٌٌز وأن لكل
فرد الحق فً الحٌاة واألمن والحرٌة وال ٌجوز تقٌٌدها إال بقرار فً القضاء وكذلك تكافؤ
الفرص وان لكل فرد الحق فً الخصوصٌة الشخصٌة بما ال ٌتنافى مع حقوق اآلخرٌن واآلداب
العامة.
وتضمن أٌضا ً حرمة المساكن ،وان القضاء مستقل ال سلطان علٌه وال جرٌمة وال عقوبة إال
بنص ،وان التقاضً حق مصون ومكفول للجمٌع ،كما إن حق الدفاع مقدس ومكفول فً جمٌع
مراحل التحقٌق والمحاكمة وان المتهم برئ حتى تثبت إدانته ،وللمواطنٌن رجاال ونسا ًء حق
المشاركة فً الشؤون العامة والتمتع بالحقوق السٌاسٌة بما فٌها حق التصوٌت واالنتخاب
والترشٌح.
أما الفرع الثانً الذي تضمن الحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة من الـمواد ()00-36
حٌث أعتبر العمل حق لكل العراقٌٌن بما ٌضمن لهم حٌاة كرٌمة ،وان الدولة تكفل حق تأسٌس
النقابات واالتحادات المهنٌة أو االنضمام إلٌها ،كما إن الملكٌة الخاصة مصونة وٌحق للمالك
االنتفاع بها استؽاللها والتصرؾ بها فً حدود القانون وال ٌجوز نزعها إال أؼراض المنفعة
العامة مقابل تعوٌض عادل ،وان للعراقً الحق فً التملك فً أي مكان من العراق.
كما أعتبر األسرة أساس المجتمع وتحافظ الدولة على كٌانها وقٌمها الدٌنٌة واألخالقٌة والوطنٌة،
كما كفل الدولة للفرد واألسرة وبخاصة الطفل والمرأة الضمان االجتماعً والصحً وفً حالة
المرض والشٌخوخة أو العجز عن العمل او الٌتٌم أو البطالة ،ولكل عراقً الحق فً الرعاٌة
الصحٌة كما ترعى الدولة المعاقٌن وذوي االحتٌاجات الخاصة وان التعلٌم المجانً حق لكل
العراقٌٌن فً مختلؾ مراحله.
أما الفصل الثانً فأنه تضمن الحرٌات وأعتبر حرٌة اإلنسان وكرامته مصونة وال ٌجوز توقٌؾ
أحد أو التحقٌق معه إال بموجب قرار قضابً وحرم التعذٌب النفسً والجسدي وتكفل الدولة
حماٌة الفرد من اإلكراه الفكري والسٌاسً والدٌنً ،كما حرمت العمل ألقسري (السخرة)
والعبودٌة وتجارة الرقٌق واإلتجار بالنساء واألطفال واإلتجار بالجنس.
وتكفل الدولة بما ال ٌخل بالنظام العام واآلداب حرٌة التعبٌر عن الرأي وحرٌة
الصحافة والطباعة والنشر وحرٌة االجتماع و التظاهر السلمً وحرٌة تأسٌس
الجمعٌات واألحزاب السٌاسٌة وحرٌة االنضمام إلٌها وكذلك كفلت حرٌة االتصاالت
والمراسالت البرٌدٌة والهاتفٌة واإللكترونٌة وان العراقٌٌن أحرار فً االلتزام
بأحوالهم الشخصٌة حسب دٌاناتهم ومذاهبهم ومعتقداتهم ،ولكل فرد حرٌة الفكر
والضمٌر والعقٌدة كما تكفل الدولة حرٌة العبادة وحماٌة أماكنها ،كما إن للعراقً
حرٌة التنقل والسفر والسكن داخل العراق وخارجه وال ٌجوز نفً العراقً أو إبعاده
أو حرمانه من العودة إلى الوطن.
ٌتضح من تبٌان الحقوق و الحرٌات التً تضمنتها دستور 0225بأن هذا الدستور قد تضمن
أهم ما جاء من مبادئ فً اإلعالن العالمً لحقوق اإلنسان واإلعالنات الدولٌة األخرى و إن هذا
الدستور شكل قفزة نوعٌة كبٌرة فً مٌدان الحقوق والحرٌات و ٌكاد أن ٌنفرد بها بٌن دول
المنطقة بأسرها ولكن ٌبقى امر مهم ٌتعلق بمدى االلتزام بهذه النصوص الدستورٌة من قبل
السلطة التنفٌذٌة التً ؼالبا ً ما تمٌل إلى انتهاك هذه الحقوق بحجج الضرورات األمنٌة و ؼٌرها،
إال أن التداول السلمً للسلطة ووجود برلمان منتخب و قضاء مستقل و صحافة حرة و رقابة
الشعب هً الضمان الحقٌقً لصٌانة الحقوق الواردة فً هذا الدستور .
ومن القراءة المتأنٌة لبنود ونصوص الدساتٌر العراقٌة ،نستطٌع القول ان هذه الدساتٌر قد
وضعت أُسس ومبادئ الحقوق العامة أفراد المجتمع ،ورسمت شكل عالقة الفرد بالسلطة وطبٌعة
تشكٌل بنٌة السلطة داخلٌاً ،وتحقٌق المساواة بٌن فبات المجتمع كافة فً الحقوق السٌاسٌة
واالجتماعٌة ،وتطبٌق مبادئ الفصل بٌن السلطات وعالجت المشاكل التً ٌمكن ان تورد على
المجتمع العراقً فً جمٌع المجاالت االقتصادٌة واالجتماعٌة والسٌاسٌة كافة ،والتزمت بسٌادة
القانون وتطبٌق مبادئ التداول السلمً للسلطة ،وتحقٌق المشاركة السٌاسٌة واستقاللٌة القضاء،
وحرٌة الرأي والتعبٌر ،وتشكٌل األحزاب السٌاسٌة ،وتأسٌس النقابات والجمعٌات والمنظمات
المهنٌة ،وعدالة توزٌع الثروات ورعاٌة الفرد واآلسرة واكدت فً بنودها على تحرٌر المواطن
من الجهل والتخلؾ والعمل على وحدة الشعب العراقً ،والمحافظة على أمن البالد واالعتراؾ
بالتعددٌة السٌاسٌة والموازنة فً الحقوق والواجبات لألفراد والجماعات ،كما اكدت على
التعدد ٌة القومٌة والدٌنٌة للمجتمع العراقً ،وكفلت حقوق األقلٌات العرقٌة ضمن بودقة الوحدة
الوطنٌة ،كما حددت صالحٌات السلطة والمحافظة على وحدة التراب العراقً ضد الحركات
االنفصالٌة واألخطار الخارجٌة ،وما ٌهدد االمن االجتماعً وهذه جمٌعها مرتكزات اساسٌة
تعمل على تحقٌق االستقرار االجتماعً والسٌاسً فً المجتمع.
الفصل الرابع
االنتخابات
تعد المشاركة فً ادارة الشؤون العامة حقا ً اساسٌا من حقوق األنسان ٌنص علٌه وٌكفله اإلعالن
العالمً لحقوق األنسان والعهد الدولً الخاص بالحقوق السٌاسٌة والمدنٌة وتعترؾ به معاهدات
وإعالنات دولٌة واقلٌمٌة اخرى ،وتارٌخٌا فقد بدأت ظاهرة االنتخابات فً الحضارات
اإلؼرٌقٌة الٌونانٌة القدٌمة فً عام ( )0422ق.م ،وكانت تتمثل بان ٌجتمع الناس فً مكان عام
للتداول بأمورهم وطرح افكارهم فٌما ٌخص متطلبات حٌاتهم الٌومٌة وباختالؾ الدول وتعدد
ا نظمتها سلطة شعبٌة كانت أم حكومٌة أو فردٌة ،حاولت معظمها تطبٌق نوع من االنتخابات
إلرضاء شعوبها أو لتظهر امام الدول األخرى بأنها تطبق وتمارس المفاهٌم الدٌمقراطٌة فً
السلطة وتعمل على مشاركة الشعب فً عملٌات اتخاذ القرار.
وفً ظل النظم الدٌمقراطٌة تنافس األحزاب والفبات والمجموعات والكتل السٌاسٌة فً العملٌة
االنتخابٌة بطرٌقة حضارٌة بعٌدة عن استعمال العنؾ للوصول إلى ؼاٌاتها سالكة طرٌق التنافس
لتحقٌق اهدافها فً ظل االنتخابات الدٌمقراطٌة .واهم ما ٌخص موضوع االنتخابات فً ظل
المفاهٌم الدٌمقراطٌة هو ان ٌشعر كل شخص بحرٌته فً تصرفاته العقابدٌة ان كانت دٌنٌة أم
سٌاسٌة ،كذلك ٌبتعد عن اإلٌذاء أو الطعن باألخرٌن واحترام عقابدهم ودٌاناتهم مهما كانت.
واالنتخابات بحد ذاتها ال تشكل الدٌمقراطٌة فهً لٌست ؼاٌة بل خطوة هامة واساسٌة على
الطرٌق المؤدٌة الى اضفاء الطابع الدٌمقراطً على المجتمعات ونٌل الحق فً مشاركة الفرد
فً حكم بلده.
ٌمكن تعرٌؾ االنتخابات بانها تلك العملٌة التً ٌقوم المواطنون بواسطتها وبشكل دوري حسب
القانون باختٌار ممثلٌهم الستالم مناصب السلطة التشرٌعٌة او التنفٌذٌة او المؤسسات المحلٌة،
وذلك من خالل التصوٌت والذي ٌعد وسٌلة هامة واساسٌة ٌمكن لإلفراد من خاللها التأثٌر على
القرارات التً تخصهم.
اما التصوٌت فأنه ٌعنً قٌام الفرد باختٌار أحد المرشحٌن لتمثٌله فً الهٌبات المنتخبة التً تتولى
اعداد القوانٌن او فً بعض مناصب اتخاذ القرارات ،وؼالبا ما ٌجري التصوٌت ضمن عملٌة
انتخاب تتم على المستوى الوطنً او المحلً.
وٌرتبط الحدٌث عن االنتخاب بإثارة عدة نقاط:
النقطة األولى :تخص هٌبة الناخبٌن والتً تتعلق بمن له الحق فً التصوٌت ،حٌث ان كل بالػ
عاقل ٌتمتع بهذا الحق ،مع وجود عدة قٌود تتعلق بالجنسٌة واألصل العرقً واإلقامة والتعلٌم،
مع اختالؾ فً حجم هذه القٌود بحسب قانون كل دولة.
النقطة الثانٌة :تتعلق بالدوابر االنتخابٌة التً ٌتم تقسٌم الدولة لها ،إذ عاد ًة ما ٌجرى التقسٌم على
أسس متنوعة منها الحدود اإلدارٌة ،وعدد السكان.
النقطة الثالثة :وهً األهم والتً ترتبط بنظم االنتخاب ،فاالنتخاب قد ٌكون مباشراً على درجة
واحدة أو ؼٌر مباشر على درجتٌن ،وقد ٌكون فردٌا ً أو بالقابمة ،وقد ٌتم وفق نظام األؼلبٌة أو
وفق نظام التمثٌل النسبً.
النقطة الرابعة :فإنها الخاصة بإدارة االنتخاب ،وتعد اإلدارة الكؾء أو النزٌهة هً التً تسمح
للناخب باإلدالء بصوته دون مضاٌقات بما ٌقتضً ذلك من حسن اختٌار مقار اللجان وتٌسٌر
إجراءات التسجٌل وكفالة اإلشراؾ القضابً على مختلؾ مراحل العملٌة االنتخابٌة.
ثالثا :االستفتاء:
االستفتاء ٌعنـى إحالـة القوانٌن التً نوقشت بالبرلمان وكذلك التعدٌالت الدستورٌة التً أقرها
هذا األخٌر فضال عن القضاٌا العامة ذات األهمٌة إلى المواطنٌن الستطالع رأٌهم فٌها.
وعلى الرؼم من أن االستفتاء ٌعد نظرٌا ً الوسٌلة المثلى ألعمال السٌادة الشعبٌة من خالل
االحتكام المباشر للرأي العام ،إال أنه ٌرد علٌه تحفظان أساسٌان:
أحدهما خاص بتأثٌره على أضعاؾ وضع البرلمان فً إطار النظام السٌاسً من خالل -
رد تشرٌعاته وتعدٌالته للمواطنٌن إلبداء الرأي فٌها
واآلخر خاص بنقص المعلومات ذات الصلة بالموضوعات محل االستفتاء لدى -
المواطنٌن مما ٌشكك فً القدرة على استقصاء مختلؾ جوانبها.
رابعا :اهمٌة االنتخابات:
-6تعطً الشرعٌة :اذ انها تعطً االنتخابات للهٌبة المنتخبة الشرعٌة لممارسة السلطة وحق
اصدار األنظمة والتشرٌعات التً تراها ضرورٌة لتنظٌم حٌاة المجتمع.
-0توفر المشاركة :تقدم الفرصة امام أكبر نسبة من المواطنٌن للمشاركة السٌاسٌة من خالل
حقهم القانونً فً التصوٌت والترشٌح.
-3حرٌة االختٌار :اذ انها تعطً المواطنٌن الفرصة اختٌار الشخص المناسب إلدارة الشؤون
العامة.
-4المراقبة والمتابعة :إذا تمكن المواطنٌن من مراقبة ومتابعة الهٌبات المنتخبة والتأكد من
تطبٌقهم لألفكار التً عرضوها امام المواطنٌن الذٌن انتخبوهم.
-5المساواة بٌن الناخبٌن :ان القوانٌن المعمول بها تؤكد على مبدأ المساواة األمر الذي ٌعنً
عدم وجود اي تمٌٌز بٌنهم سواء على اساس الجنس او العرق.
-6تكمن اهمٌة االنتخاب فً الحد من ثقافة القوة لتحل محلها قوة الشرعٌة.
الفصل الخامس
مؤسسات المجتمع المدنً والدٌمقراطٌة
هناك الكثٌر من التعرٌفات لمصطلح "مؤسسات المجتمع المدنً" ولكن التعرٌؾ األقرب الى
الواقع لهذا المفهوم ٌشٌر الى انها عبارة عن مجموعة من المؤسسات التً تقع خارج سلطة
الدولة ،تتٌح للقوى االجتماعٌة العاملة فً مجاالت االقتصاد والثقافة واالجتماع والسٌاسة ان
تنظم نفسها بشكل حر ،اذ تستطٌع ان تلعب دورها فً التطور االجتماعً والتأثٌر فً السلطة
السٌاسٌة فً انتاجها للسٌاسة العامة التً تخدم الصالح العام.
وتشمل مؤسسات المجتمع المدنً كالً من الجمعٌات والروابط والنقابات واالتحادات واألندٌة
والتعاونٌات ،اما فٌما ٌخص األحزاب السٌاسٌة وهل تعد جزءاً من مؤسسات المجتمع المدنً،
فان اراء الباحثٌن اختلفت حول ذلك فمنهم من ٌرى بان الحزب السٌاسً ال ٌعد جزءاً منها
كونها تسعى للوصول الى السلطة ،بٌنما مؤسسات المجتمع المدنً ال تسعى لذلك ،اما الرأي
اآلخر فٌذ هب باتجاه ان الحزب هو جزء فاعل من المجتمع المدنً كون الحزب عندما ٌكون
خارج اطار السلطة ٌقوم بمهمات وادوار هً نفسها التً تقوم بها مؤسسات المجتمع المدنً مثل
اشاعة الثقافة الدٌمقراطٌة ،والمشاركة فً صنع القرارات ،وافراز القٌادات.
األولى :هً مرحلة االنفتاح على المجتمع المدنً من قبل األحزاب والقوى السٌاسٌة بهدؾ ضخ
دماء جدٌدة فً السٌاسة واضفاء طابع شعبً لها.
الثانٌة :هً التعامل مع المجتمع المدنً بوصفه منظمات مستقلة موازٌة للدولة ومشاركة فً
تحقٌق الكثٌر من المهام التً تهم هذه األخٌرة.
وهذا المفهوم ٌتوافق مع انتشار مفهوم العولمة واالنتقال نحو مجتمع ٌحكم نفسه بنفسه ،وٌتحمل
هو ذاته مسؤولٌة ادارة معظم شؤونه األساسٌة.
الثالثة :هً طفرة المجتمع المدنً الى قطب قابم بذاته ومركز القٌادة ،وسلطة اجتماعٌة على
مستوى التنظٌم العالمً بشكل خاص ،فً مواجهة القطب الذي تمثله الدولة ،لتصبح المنظمات
ؼٌر الحكومٌة المحلٌة والدولٌة فاعال ربٌسا الى جانب الحكومات فً تسٌٌر الشؤون الوطنٌة.
فالمجتمع المدنً مجتمع مستقل الى حد كبٌر عن اشراؾ الحكومة المباشرٌ ،تصؾ باالستقاللٌة
والتنظٌم التلقابً ،وروح المبادرة والعمل التطوعً ،والحماسة لخدمة المصلحة العامةٌ ،قوم
على التضامن عبر شبكة واسعة من المنظمات ،ومع انه ال ٌسعى للوصول لسلطة ،اال انه ٌقوم
بدور سٌاسً وفعال وواقعً من خالل تنمٌة ثقافة الحقوق والمشاركة بما ٌدعم قٌم التحول
الدٌمقراطً ،فضال عن قٌم المسؤولٌة والمحاسبة وقٌامها بدور اساس فً تطوٌر قاعدة راسخة
للثقافة الدٌمقراطٌة ،وبناء المواطنة الحٌة المشبعة بالوعً السٌاسً.
-6الفعل اإلرادي الحر والطوعٌة ،اي تأسٌس منظمات المجتمع المدنً باإلرادة الحرة الطوعٌة
ؼٌر المكرهة والمجبرة .فٌنتظم الناس فً تنظٌمات مدنٌة من اجل تحقٌق مصلحة او الدفاع عن
مصلحة مادٌة او معنوٌة.
-0التنظٌم الجماعً والنفع العام وعدم الربحٌة ،اذ ان المجتمع المدنً هو مجموعة من
التنظٌمات ،كل تنظٌم فٌه ٌضم افرادا اختاروا العمل والعضوٌة بمحض ارادتهم ،وتؤدي طابفة
من الخدمات والوظابؾ السٌاسٌة وتطلع الحكومة على هموم ومشاؼل المواطنٌن ورصد
السٌاسات ،وتشجٌع المشاركة السٌاسٌة على المستوى المجتمعً.
-3االستقاللٌة وعدم السعً الى السلطة ،وٌقصد بها انها تتمتع باالستقاللٌة وال تسعى للسلطة
على الرؼم من قٌامها بمهام توصؾ بالسٌاسٌة.
-4للمجتمع المدنً ركن أخالقً وسلوكً ،اي ٌنطوي على قبول االختالؾ والتنوع بٌن الذات
واآلخرٌن .وعلى حق اآلخرٌن فً ان ٌكونوا منظمات مجتمع مدنً تحقق وتحمً وتدافع عن
مصالحهم المادٌة والمعنوٌة.
ثمة صلة بٌن المجتمع المدنً والدٌمقراطٌة وذلك الن الدٌمقراطٌة منهج وقواعد للحكم تنظم حال
إلشكالٌة السلطة من خالل اإلدارة السلمٌة للصراع او التداول السلمً لها بٌن الجماعات
المتنافسة او المصالح المتضاربة ،وهو األساس المعٌاري نفسه للمجتمع المدنً ،الن مؤسسات
المجتمع المدنً هً من اهم قنوات المشاركة الشعبٌة ،والتأثٌر فً القرار السٌاسً ،فهذه
المؤسسات هً القنوات التً ٌجري عبرها التنافس وٌمر من خاللها ،األمر الذي ٌجعل وجودها
بمثابة العمود الفقري لعملٌة صنع القرارات السٌاسٌة واتخاذها ،فاذا كانت الدٌمقراطٌة تشكل
اسهاما كبٌرا فً االعتراؾ والمحافظة وحماٌة حرٌة الرأي والمعتقد واالحتكام الى الشعب
فضال عن المساواة السٌاسٌة والقانونٌة للمواطنٌن فان المجتمع المدنً ٌحترم حق المواطنٌن فً
التنظٌم واالجتماع والمعرفة والشفافٌة والتسامح .
ان المجتمع المدنً ٌظهر بصٌؽة التحفٌز على القٌم اإلنسانٌة النبٌلة المتمثلة فً التضامن
والتعاون والتعددٌة والتسامح واالحترام المتبادل ،مثلما هً الدٌمقراطٌة ،بما توفرها من الٌة
سلٌمة إلدارة الخالفات والصراعات بكافة اشكالها ،فضال عن انها تمارس دور التنشبة السٌاسٌة
الدٌمقراطٌة وحاضنة لها ،وهٌبات تثقٌفٌة ومخزنا للقٌم الدٌمقراطٌة المؽذٌة للمجتمع ،وتوفٌر
اجٌال من العناصر القٌادٌة لمختلؾ الهٌبات المؤسسٌة فً الساحة السٌاسٌة بما فٌها األحزاب
والحكومات المحلٌة.
اوال /الوظٌفة السٌاسٌة :تقوم بعض مؤسسات المجتمع المدنً بالعمل ضمن هذا اإلطار من
خالل تنظٌم وتفعٌل مشاركة الناس فً تقرٌر مصابرهم ،وتساهم فً تحقٌق الدٌمقراطٌة والعدالة
االجتماعٌة ،وتطوٌر مشاركة المواطنٌن بشكل عام فً الرقابة على شؤون الحكومة ،كما ٌمكن
لهذه المؤسسات بان تكون أداة لفرض الرقابة على سلطة الحكومة وضبط السلوك.
ثانٌا /الوظٌفة االجتماعٌة :حٌث ٌتوزع عمل مؤسسات المجتمع المدنً فً مختلؾ أوجه الحٌاة
االجتماعٌة ،وتسعى الى االرتقاء بالمجاالت التً تعمل فٌها نحو افضل ،وهناك عدد كبٌر من
مؤسسات المجتمع المدنً التً تعمل فً هكذا مٌادٌن ،فمنها مؤسسات أنشبت للدفاع عن حقوق
األنسا ن وأخرى لرعاٌة المسنٌن ورعاٌة الطفولة ..الخ ،فضال عن مؤسسات ٌنصب عملها فً
مجاالت اإلؼاثة وحماٌة ضحاٌا النزاعات المسلحة والكوارث الطبٌعٌة.
ثالثا :الوظٌفة االقتصادٌة :كما تسعى بعض مؤسسات المجتمع المدنً الى توفٌر أحسن الظروؾ
للمجتمعات اإلنسانٌة بؽٌة االستفادة منها ،من دون ان تسعى الى تحقٌق الربح المادي ،فهً تعمل
على تنظٌم األنشطة االقتصادٌة المختلفة ،السٌما مع الفراغ الذي تركه انسحاب او تقاعس او
اهمال الدولة لألدوار والوظابؾ التً هً من صمٌم اختصاصاتها وخصوصا ً فً مجاالت
النشاط االقتصادي كاإلنتاج وتوفٌر الخدمات وؼٌرها.
الفصل السادس
جرائم اإلبادة الجماعٌة
تعد الجرابم الدولٌة الماسة بالجنس البشري من أشد الجرابم خطورة ضد البشر ،إذ أنها تنطوي
على مساس بحٌاة شخص أو مجموعة من األشخاص أو بحرٌتهم أو حقوقهم أو آدمتهم ،وتشكل
تلك الجرابم فً مجموعها ما ٌطلق علٌه الجرابم اإلنسانٌة ،وتعد جرٌمة إبادة الجنس البشري
إحدى الجرابم الموجهة ضد الجنس البشري ،بل ٌمكن وصفها بأنها أشد الجرابم الدولٌة جسامة
وبأنها جرٌمة الجرابم ،وذلك لما تشكله من تهدٌد لإلنسان فً حٌاته وصحته وكرامته ،وتظهر
خطورتها فً كونها تهدد بإبادة جماعة أو جماعات كاملة أسباب دٌنٌة أو عرقٌة أو عنصرٌة أو
قبلٌة ...الخ،
-صورة بٌولوجٌة كما فً إعاقة النسل وحرمان جماعة من النسل والتكاثر عن طرٌق اإلسقاط
وؼٌرها..
-او تنصب اإلبادة فً صورة ثقافٌة كما فً حرمان مجتمع ما من لؽته أو ثقافته.
تعد جرٌمة اإلبادة الجماعٌة من الجرابم التً تمتد جذورها عبر التارٌخ حٌث كانت تبدو على
شكل إؼارة القبابل والمجتمعات على بعضها وابادة بعضها البعض تطلعً ا للؽنابم والثروات
والنفوذ ،رؼم ذلك فان الجرابم اإلنسانٌة تعد حدٌثة العهد نسب ًٌا على الصعٌد الدولً ،حٌث لم
تظهر فً شكلها الحالً إال بعد الحرب العالمٌة الثانٌة.
أما أول ظهور لمصطلح اإلبادة الجماعٌة فقد استخدمه الفقٌه لٌمكٌن فً دراسة أعدها عام
6144لتوضٌح خصوصٌة الجرابم المرتكبة من النازٌٌن والفظابع التً مارسوها ضد
اإلنسانٌة ،خاصة تلك األفعال الهادفة لتدمٌر دول أوروبا الواقعة تحت االحتالل النازي ،ومن
صور جرٌمة اإلبادة الجماعٌة أثناء الحرب العالمٌة الثانٌة القنبلة النووٌة التً أُلقٌت على مدٌنتً
هٌروشٌما وناكازاكً الٌابانٌتٌن فً عام 6145وأدت إلى إبادة سكان هذه المدن إبادة جماعٌة
بؽض النظر عن انتمابهم إلى أي جماعة ولمجرد أنهم رعاٌا لدولة من الدول األعداء.
وعلى أثر ذلك تبنت الجمعٌة العامة لألمم المتحدة عام 6147اتفاقٌة حظر والمعاقبة على
جرٌمة اإلبادة الجماعٌة ،ودخلت حٌز التنفٌذ عام ،6156اعتبرتها جرٌمة ضد اإلنسانٌة
بمقتضى القانون الدولً سواء ارتكبت فً أوقات الحرب او السالم ،وتعرؾ اإلبادة الجماعٌة
بحسب المادة 0من االتفاقٌة "بانها ارتكاب أي من األفعال التً تهدؾ الى تدمٌر جماعة وطنٌة
او اثنٌة او عرقٌة او دٌنٌة على نحو كلً او جزبً عبر القتل او األذى الجسدي او العقلً او
تعمد فرض أوضاع معٌشٌة تؤدي الى التدمٌر الجسدي ،او فرض إجراءات لمنع الوالدات ،او
تعمد نقل أطفال الجماعة الى جماعة أخرى قسرا".
وفً الوقت الذي شهد فٌه التارٌخ العدٌد من الحاالت التً ٌستهدؾ فٌها العنؾ الجماعات
المختلفة وحتى منذ بدء سرٌان االتفاقٌة ،تركز التطور الدولً والقانونً للمصطلح حول فترتٌن
تارٌخٌتٌن بارزتٌن :الفترة األولى وهً الفترة التً بدأت منذ صٌاؼة المصطلح وحتى قبوله
كقانون دولً ( )6147 –6144والفترة الثانٌة هً فترة تفعٌله فً ظل تأسٌس المحاكم
العسكرٌة الدولٌة للبت فً جرابم اإلبادة الجماعٌة (. )6117-6116
تجري محاكمة مرتكبً جرابم اإلبادة الجماعٌة بموجب المادة 6من االتفاقٌة من قبل محكمة
جنابٌة مختصة فً الدول الملتزمة باالتفاقٌة والتً ارتكبت فٌها الجرٌمة ،او بواسطة محكمة
جنابٌة دولٌة معترؾ بسلطتها ،إضافة الى ذلك هناك إقرار بان جمٌع الدول تمتلك السلطة
القضابٌة الكافٌة للمالحقة بشأن جرٌمة اإلبادة الجماعٌة.
كان للمحاكم الدولٌة دور هام فً التصدي لجرٌمة اإلبادة الجماعٌة وقد ظهر ذلك من خالل
محكمة جرابم الحرب فً ٌوؼوسالفٌا السابقة ومحكمة جرابم الحرب فً رواندا ،وأخٌرا فً
النظام األساسً للمحكمة الجنابٌة الدولٌة الدابمة بروما ،وذلك على النحو التالً:
ففً ٌوؼوسالفٌا السابقة أصدر مجلس األمن قراره رقم 727لسنة ،6113وضمن فقرته
األولى قرار المجلس بإنشاء محكمة دولٌة من أجل مقاضاة األشخاص المسبولٌن عن االنتهاكات
الجسٌمة للقانون اإلنسانً الدولً التً ارتكبت فً إقلٌم ٌوؼوسالفٌا السابقة منذ عام . 6116
أما فً رواندا فقد أصدر مجلس األمن قراره رقم 155لسنة ،6114بإنشاء محكمة جنابٌة
دولٌة لرواندا وعلى ذات نهج النظام األساسً للمحكمة الجنابٌة الدولٌة بٌوؼوسالفٌا السابقة ،مع
مراعاة ما ٌتالبم مع ظروؾ رواندا.
وقد نص النظام األساسً للمحكمة الجنابٌة الدولٌة برواندا على اختصاص المحكمة بالمحاكمة
على جرابم اإلبادة الجماعٌة ،والتً تضمنت ذات األفعال والصور المكونة للجرٌمة كما هو
وارد بالمحكمة الجنابٌة الدولٌة بٌوؼوسالفٌا السابقة.
وقد نهجت المحكمة الجنابٌة الدولٌة الدابمة بروما عام 6117ذات النهج فً تجرٌم الجرابم
األشد خطورة على المجتمع الدولً بأسره ،ومن بٌنها جرٌمة اإلبادة الجماعٌة ،فقد تضمن
النظام األساسً للمحكمة االختصاص بمحاكمة مرتكبً جرٌمة اإلبادة الجماعٌة.
على الرؼم من ان الشعب العراقً تعرض وال ٌزال الى العدٌد من جرابم اإلبادة الجماعٌة،
سواء التً ارتكبت من قبل السلطات الحاكمة ام من قبل الجماعات اإلرهابٌة المتطرفة ،اال ان
مفوضٌة األمم المتحدة لحقوق األنسان حملت فً تقرٌر لها تنظٌم "داعش" اإلرهابً مسؤولٌة
ارتكاب ثالث جرابم توصؾ بأنها األخطر دولٌا ،وأوضحت المفوضٌة فً التقرٌر أن مادته
ج معها فرٌق تحقٌق تم تكلٌفه من قبل مفوض األمم المتحدة السامً لحقوق اإلنسان أواخر عام
،0265مستندا الى مقابالت متعمقة وتفصٌلٌة مع أكثر من 622شخص شهدوا أو نجوا من
الهجمات التً شنت فً العراق فً الفترة بٌن شهري حزٌران 0264وشباط 0265.
وٌوثق التقرٌر مجموعة كبٌرة من االنتهاكات التً ارتكبها تنظٌم "داعش" اإلرهابً ضد
مجموعات عرقٌة ودٌنٌة عدٌدة فً العراق ،وبعض هذه االنتهاكات قد ٌبلػ مرتبة جرابم الحرب
وجرابم ضد اإلنسانٌة واإلبادة الجماعٌة ،وخلص التقرٌر إلى أن التجاوزات الواسعة النطاق
التً ٌرتكبها تنظٌم "داعش" اإلرهابً تتضمن "أعمال القتل والتعذٌب واالؼتصاب واالستعباد
الجنسً واإلرؼام على التحول من دٌن إلى آخر وتجنٌد األطفال ".
واشار التقرٌر "إن كل هذه التجاوزات تبلػ مرتبة انتهاكات القانون الدولً لحقوق اإلنسان
والقانون الدولً اإلنسانً ،وبعض هذه التجاوزات قد تشكل جرابم ضد اإلنسانٌة وقد تبلػ مرتبة
جرابم الحرب" ،ونوه التقرٌر أن النمط الواضح للهجمات ضد االٌزدٌٌن "ٌدل على عزم تنظٌم
"داعش" على تدمٌر االٌزدٌة كمجموعة" ،موضحا أن هذا ٌوحً وبقوة بأن التنظٌم اإلرهابً قد
ٌكون ارتكب عملٌة إبادة جماعٌة ضد هذه األقلٌة ،وٌتناول التقرٌر الذي طلبه مجلس األمم
المتحدة لحقوق اإلنسان بناء على مبادرة حكومة العراق أعمال القتل الوحشٌة والمحددة الهدؾ
التً كان ضحٌتها مبات الرجال والفتٌان االٌزدٌٌن فً سهل نٌنوى فً شهر أب من عام
،0264كما حث التقرٌر الحكومة على أن تصبح طرؾ اً فً نظام روما األساسً للمحكمة
الجنابٌة الدولٌة وأن تضمن أن تجرم بموجب القانون المحلً الجرابم الدولٌة المحددة فً هذا
النظام األساسً ،ودعا التقرٌر أٌضا مجلس األمم المتحدة لحقوق األنسان إلى حث مجلس األمن
التابع لألمم المتحدة على أن ٌتناول "بأقوى العبارات المعلومات التً تشٌر إلى اإلبادة الجماعٌة
والجرابم ضد اإلنسانٌة وجرابم الحرب وأن ٌنظر فً إحالة الوضع فً العراق إلى المحكمة
الجنابٌة الدولٌة.
الجزء الثانً
حقوق االنسان
الفصل األول
المبحث األول
مفهوم حقوق االنسان:
ٌمكن تعرٌؾ حقوق االنسان على انها(( المعاٌٌر األساسٌة التً ال ٌمكن للناس من دونها ان
ٌعٌشوا بكرامة كبشر)) وحقوق االنسان هً ضمانات عالمٌة تحمً األفراد والجماعات من
األجراءات الحكومٌة التً تمس الحرٌات االساسٌة والكرامة االنسانٌة.
-0حقوق االنسان واحدة لجمٌع البشر بؽض النظر عن (العنصر – الجنس – الدٌانة –
الرأي السٌاسً ...الخ) اذ ولد الجمٌع أحرار متساوٌن فً الكرامة والحقوق.
-3
– 3حقوق األنسان ثابتة ال ٌمكن انتزاعها فلٌس من حق احد ان ٌحرم اي شخص من حقوقه
كأنسان ،حتى لو لم تعترؾ بها قوانٌن بلده ،او عندما تنتهكها تلك القوانٌن.
– 4لكً ٌعٌش جمٌع الناس بكرامة فأنه ٌحق لهم ان ٌتمتعوا بالحرٌة واألمن وبمستوٌات
معٌشٌة البقة ،اذ أن حقوق األنسان ؼٌر قابلة للتجزبة.
الفصل األول
المبحث الثانً
حقوق األنسان فً الحضارات القدٌمة
– 4حقوق المرأة:
ان هللا عز وجل خلق الرجل والمرأة وجعلهم على قدم المساواة ال فضل على ألحد على األخر
اال بالتقوى واالٌمان باهلل (( ٌا أٌها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا ً وقبابل
لتعارفوا ان اكرمكم عند هللا اتقاكم)) وحدٌث الرسول (ص) (انما النساء شقابق الرجال) ٌؤكد
تلك الحقوق التً منحها االسالم للمرأة واالسالم هو اول من اعترؾ للمرأة بالشخصٌة القانونٌة
المستقلة مثل الرجل وفقا ً لمنفعة المجتمع وتضامن اعضاءه وللمرأة حق المشاركة فً الحٌاة
العامة ولها ان تدخل التعاقدات والمواثٌق واألتفاقٌات وممارسة االعمال التجارٌة بمفردها.
لقد عد الباحثون وثٌقة أو مٌثاق {العهد األعظم} بأنه اول اساس للتمثٌل النٌابً ونظام المحلفٌن،
وانه اول القوانٌن العامة فً الدستور األنكلٌزي ،وهو اول احتجاج فً تأرٌخ برٌطانٌا ضد
الحكم الفاسد وانه حجر الزاوٌة فً بناء الحرٌة ،وعدت هذه الوثٌقة بأنها رمز للتفوق الدستوري
على الملك واحدى اهم وثابق حقوق االنسان التً صدرت فً الؽرب فً العصور الوسطى.
لقد عرفت القرون الوسطى مفكرٌن فً مجال حقوق األنسان منهم:
– 6المفكر االنكلٌزي(روجر بٌكو 6010- 6064م) والذي ٌُعد رابد العلم التجرٌبً دافع عن
التناول الجدٌد المستقل للمعرفة ،وندد بتبجٌل السلطة واكد على ان الحصول على المعرفة هدفه
زٌادة سلطات االنسان على الطبٌعة.
– 0الفٌلسوؾ االٌطالً (توماس األكوٌنً) 6074 – 6004لدٌه نظرٌة عن الدولة التً حولت
الفكر السٌاسً االوربً الى منعطؾ جدٌد ،اذ اكد على ان الناس بحاجة الى الدولة ،وان
الدولة ٌجب ان تكون فً خدمة الناس كما اعتبر القانون الطبٌعً تعبٌر عن االرادة االلهٌة.
( – 3مارتن لوثر ) 6546- 6473وهو زعٌم بارز فً حركة االصالح فً المانٌا ومؤسس
المذهب البروتستان تً ،وانكر لوثر ان تكون الكنٌسة ورجال الدٌن وسطاء بٌن االنسان وربه اذ
ان خالص االنسان ال ٌتوقؾ على اداء الطقوس واالفعال الخٌرة وانما ٌتوقؾ على االٌمان
المخلص.
( – 4جان كالفن ) 6564- 6521وهو احد زعماء حركة االصالح الدٌنً ولد فً فرنسا
واستقر فً جنٌؾ ،واكد على ان االنسان ٌستطٌع من خالل حٌاته الشخصٌة ان ٌثبت بأن هللا
اصطفاه.
( – 5توماس مور 6535 – 6477م) وهو احد مؤسسً االشتراكٌة الخٌالٌة وٌعد من الفالسفة
العقالنٌٌن االنسانٌٌن فً عصر النهضة.
– 0مونسكٌو :وهو اول عالم اجتماع فً فرنسا والذي درس الجوانب السٌاسٌة واالقتصادٌة فً
حٌاة
عصره ووضعها فً كتاب (روح القوانٌن)انتقد فٌها الحكم المطلق وٌعتبر ان العدالة
والقانون هما جزء ال ٌمكن فصلهما عن طبٌعة االشٌاء وكان ألفكاره دور فً التمهٌد للثورة
الفرنسٌة عام 6771م وكذلك تأثٌرها فً دستور فرنسا 6716م.
– 3فولتٌر :كان له دور فً نشر افكار الحرٌة ومحاربة التعصب وقد كرس حٌاته ألثبات حق
كل انسان فً الحرٌة الفكرٌة وفً مكافحة الظلم والمتعصبٌن واكد فً كتاباته ان التأرٌخ كله
ٌهدؾ الى تحرٌر البشر ودعا الى التطهر من عار ظلم االنسان ألخٌه األنسان.
– 4جان جاك روسو 6760م – 6777م) ٌعد أب الثورة الفرنسٌة فً افكاره عن حقوق
االنسان وهو الفٌلسوؾ والعالم االجتماعً واحد منظري علم التربٌة فكان اشهر مؤلفاته" العقد
االجتماعً" ومقال فً اصل عدم المساواة دعا فٌها الى الدٌموقراطٌة والحرٌات المدنٌة
والمساواة بٌن الناس بؽض النظر عن اصلهم.
الفصل الثالث
المبحث األول
((نحن شعوب االمم المتحدة قد اّلٌنا على انفسنا ان ننقذ األجٌال المقبلة من وٌالت
الحرب....التً جلبت على االنسانٌة مرتٌن احزاننا ً ٌعجز عنها الوصؾ وان نؤكد من جدٌد
اٌماننا بالحقوق االنسانٌة لالنسان ولكرامته وقدرته وكما للرجال والنساء واالمم كبٌرها
وصؽٌرها من حقوق متساوٌة)).
وٌمكن القول ان االعتراؾ الدولً المعاصر بحقوق االنسان مر بمراحل خمس اساسٌة:
– 6مرحلة التعرٌؾ بالحق :بلورة المفهوم وانتقاله وتجدٌده كمبدأ وؼالبا ً ما تم من خالل كتابات
فقهاء القانون والمفكرٌن والفالسفة.
– 0مرحلة اإلعالن :قرار الحق كمبدأ معترؾ به.
– 3مرحلة النفاد :تحدٌد عمومٌات الحق فً شكل اتفاقٌات دولٌة.
– 4مرحلة تشكٌل اّلٌات التنفٌذ :انشاء لجان لمتابعة تنفٌذ اتفاقٌة دولٌة او تكوٌن لجان لتقصً
الحقابق.
– 5مرحلة الحماٌة الجنابٌة :وضع حد ومحاسبة الذٌن ٌنتهكون حقوق االنسان المعنٌة
بالحماٌة فً اطار نص تجرٌمً وفرض عقوبات رادعة لمرتكبً تلك االنتهاكات مثل اتفاقٌة
مناهضة للتعذٌب .و اخذ االعتراؾ الدولً المعاصر بحقوق االنسان ٌتعزز منذ إقرار الجمعٌة
العامة لألمم المتحدة لإلعالن العالمً لحقوق االنسان فً /62كانون االول 6147 /ثم العهدٌن
الدولٌٌن لحقوق االنسان لعام 6166وال ٌقتصر االعتراؾ الدولً بحقوق االنسان على منظمة
االمم المتحدة بل ٌشمل ذلك اٌضا ً مفوضٌة االمم المتحدة لشؤون الالجبٌن التً انشأتها الجمعٌة
العامة لألمم المتحدة عام 6156م.
وٌعترؾ دستور منظمة العمل الدولٌة :بأن العمل لٌس سلطة بل ٌؤكد ان من حق جمٌع البشر
بصرؾ النظر عن العرق او العقٌدة او الجنس السعً الى رفاهٌتهم المادٌة وتطورهم الروحً
فً ظروؾ الحرٌة والكرامة واالمن االقتصادي وتكافؤ الفرص.
كما ان الهدؾ من منظمة الٌونسكو((منظمة االمم المتحدة للتربٌة والعلوم والثقافة)) :هو
المساهمة فً صون السلم واألمن والعمل عن طرٌق التربٌة والتعلٌم والثقافة من خالل التعاون
بٌن االمم وتهدؾ كذلك الى ضمان االحترام الشامل للعدالة والقانون وحقوق االنسان.
ومن االهداؾ الربٌسٌة لمنظمة االمم المتحدة لألؼذٌة والزراعة :األسهام فً اقتصاد عالمً
موسع وضمان تحرٌر اإلنسانٌة من الجوع.
ان االعتراؾ الدولً بحقوق االنسان حقق مكاسب كبٌرة وخطا خطوات واسعة فً مسابل
حقوق االنسان .والبد من االشارة الى ان ذلك االعتراؾ ال ٌمكن ان ٌتحقق دون نضال االفراد
والشعوب واالسهامات الكبرى للشرابع السماوٌة والفلسفات والحركات السٌاسٌة واالجتماعٌة
والرواد من المفكرٌن الذٌن سبق ذكرهم.
اإلعالن العالمً لحقوق اإلنسان هو وثٌقة حقوق دولٌة تمثل اإلعالن الذي تبنته األمم المتحدة
62دٌسمبر 6147فً بارٌس .اإلعالن ٌتحدث عن رأي األمم المتحدة عن حقوق اإلنسان
المحمٌة لدى كل الناس ٌ .تألؾ من 32مادة بشأن حقوق اإلنسان المكفولة لجمٌع الناس.
ٌعتبر اإلعالن العالمً لحقوق اإلنسان سنة 6147من بٌن الوثابق الدولٌة الربٌسٌة لحقوق
اإلنسان والتً تم تبٌنها من قبل األمم المتحدة ،ونالت تلك الوثٌقة موقعا ً هاما ً فً القانون الدولً،
وذلك مع وثٌقتً العهد الدولً الخاص بالحقوق المدنٌة والسٌاسٌة من سنة ،6166والعهد
الدولً الخاص بالحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة والثقافٌة من سنة .6166وتشكل الوثابق
الثالثة معا ً ما ٌسمى "البحة الحقوق الدولٌة" .وفً ،6176بعد أن تم التصدٌق على الوثٌقتٌن
من قبل عدد كاؾ من األمم ،أخذت البحة الحقوق الدولٌة قوة القانون الدولً.
اعتمد هذا االعالن ونشر فً /62كانون األول . 6147/وفٌما ٌأتً ملخص لمواد االعالن
العالمً لحقوق االنسان.
– 6كل انسان حر وٌجب ان ٌعامل جمٌعا ً بالطرٌقة نفسها.
– 0جمٌع الناس متساوون بؽض النظر عن الفوارق فً اللون والجنس والدٌانة او اللؽة.
– 3لكل شخص الحق فً الحٌاة وفً ان ٌعٌش بحرٌة واّمان.
– 4ال ٌجوز ألحد اٌذاؤك او تعذٌب.
– 5ال ٌجوز ألحد ان ٌعاملك كالرقٌق ،وال ٌجوز لك ان تسرق أحد.
– 6لكل شخص الحق فً المعاملة المتساوٌة من قبل القانون.
– 7القانون واحد للجمٌع وٌنبؽً أن ٌطبق على الجمٌع بالطرٌقة نفسها.
– 7لكل شخص الحق فً طلب المساعدة القانونٌة عندما تنتهك حقوقه.
– 1لٌس من حق احد ان ٌقوم بسجنك ظلما ً او طردك من بلدك.
– 62لكل شخص الحق فً محاكمة علنٌة عادلة.
– 66كل شخص (متهم) برئ حتى تثبت إدانته.
– 60كل شخص الحق فً طلب المساعدة اذا حاول احد اٌذاؤه ،وال ٌجوز ألحد دخول بٌتك او
ازعاجك انت وعابلتك من دون سبب وجٌه.
– 63لكل شخص الحق فً السفر كما ٌشاء.
- 64لكل شخص الحق فً االنتقال الى بلد اّخر وطلب الحماٌة اذا كان ٌواجه االضطهاد.
– 65لكل شخص الحق فً االنتماء الى وطن ،ولٌس من حق احد ان ٌمنعك من االنتماء الى
بلد اخر اذا رؼب فً ذلك.
– 66لكل شخص الحق فً ان ٌتزوج وٌكون له اسرة.
– 67لكل شخص الحق فً تملك عقار واقناء الممتلكات.
– 67لكل شخص الحق فً ممارسة شعابره الدٌنٌة وفً تؽٌٌر دٌنه ان شاء ذلك.
– 61لكل شخص الحق فً التعبٌر عن افكاره وفً اعطاء المعلومات وتلقٌها.
– 02لكل شخص الحق فً المشاركة فً ادارة شؤون بالده.
– 06لكل شخص الحق فً الضمان االجتماعً وان تتوفر له الفرص لتطوٌر مهاراته.
– 00لكل شخص الحق فً الراحة فً اوقات الفراغ.
– 03لكل شخص الحق فً مستوى كاؾ للمعٌشة وفً المساعدة الطبٌة اذا مرض.
– 04لكل شخص الحق فً الذهاب الى المدرسة بمعنى الحق فً التعلٌم.
– 05لكل شخص الحق فً ان ٌشترك فً الحٌاة الثقافٌة لمجتمعه.
– 06على شخص احترام النظام االجتماعً الالزم لتوفٌر هذه الحقوق كلها.
– 07على كل شخص احترام حقوق الجماعة والحفاظ على الممتلكات العامة.
– 07لٌس من حق أحد إنتزاع أي من الحقوق المنصوص علً علٌها فً هذا اإلعالن.
الفصل الثالث
المبحث الثانً
اوالً:المنظمات غٌر الحكومٌة ودورها فً مٌادٌن حقوق األنسان:
ان نشوء المنظمات ؼٌر الحكومٌة ودورها فً مٌادٌن حقوق االنسان ،وبالقانون االنسانً
وحقوق االنس ان ٌعد بذاته جزء من االعتراؾ العالمً واألقلٌمً والوطنً بأهمٌة هذه المنظمات
ودورها فً مجال االعتراؾ وتعزٌز حقوق االنسان ،ونظراً لصعوبة دراسة كافة المنظمات
ؼٌر الحكومٌة اصبحت الٌوم تعد باألالؾ وفً كل بقاع العالم فأننا سندرس بعض من اهم
المنظمات ؼٌر الحكومٌة المعنٌة بالقانون الدولً االنسانً وبحقوق االنسان.
ب – الضمانات القضابٌة:
وتعنً توفر ووجود رقابة قضابٌة على دستورٌة القوانٌن الصادرة عن السلطة التشرٌعٌة
للتحقق من مدى مطابقتها وامتثالها للنصوص الدستورٌة وهذه رقابة الحقة على صدور القانون
والعمل به تمارسها جهات قضابٌة مختصة باحدى طرٌقتٌن:
– 6طرٌقة الدعوى االصلٌة (طلب الؽاء القانون) حٌث ٌحق لألفراد او لبعض الهٌبات فً
الدولة الطعن فً دستورٌة قانون معٌن من خالل الطلب من محكمة مختصة الؽاء عن طرٌق
اقامة دعوى مباشرة فاذا تبٌن للمحكمة عدم دستورٌة هذا القانون حكمت بإلؽابه.
– 0طرٌقة الدفع بعدم دستورٌة القانون :وٌفترض هذا االسلوب الدفع بعدم الدستورٌة لقانون
ٌراد تطبٌقه لقضٌة منظورة امام محكمة فللفرد المعنً ان ٌحتج بعدم دستورٌة هذا القانون
مطابقا ً بعدم تطبٌقه لتمنع المحكمة من تطبٌقه اذا رأت ذلك صحٌحا ً
ج:الضمانات السٌاسٌة:
أثبتت تجارب األمم والشعوب والدول ان توفر الضمانات الدستورٌة والقضابٌة قد ال ٌكفً
لوحده لحماٌة حقوق االنسان فً بلد معٌن دون وجود ارادة سٌاسٌة ونظام سٌاسً ٌؤمن بحقوق
االنسان وحراته االساسٌة ان الدٌموقراطٌة هً اإلطار االمثل واألنسب لممارسة حقوق االنسان
ألن الدٌموقراطٌة هً نظام سٌاسً واجتماعً واقتصادي ٌقوم على اركان ثالثة هً :
الركن األول :حقوق االنسان فً الحرٌة والمساواة وما ٌتفرع عنها كالحق فً الحرٌات والحق
فً الشؽل وتكافؤ الفرص.
الركن الثانً :دولة المؤسسات وهً الدولة التً ٌقوم كٌانها على مؤسسات سٌاسٌة ومدنٌة تعلو
على االفراد مهما كانت مراتبهم وانتماءاتهم العرقٌة والدٌنٌة والحزبٌة.
الركن الثالث :تداول السلطة داخل هذه المؤسسات بٌن السٌاسٌة المتعددة وذلك على اساس حكم
األؼلبٌة مع حفظ حقوق األقلٌة.
اوالً :المراقبة على سٌاسات الحكومات فً مجال حقوق االنسان ورصد االنتهاكات فً هذا
المٌدان أصبحت الٌوم مهمة فعالة ومعترؾ بها فً العدٌد من دول العالم.
ثانٌا ً :حماٌة وتعزٌز حقوق االنسان على المستوى الوطنً واالقلٌمً والدولً.
ثالثا ً :وتعد واحدة من مرتكزات النظام الدٌموقراطً التعددي والمشاركة هذه ال تقتصر على قٌام
المواطنٌن باألدالء بأصواتهم النتخاب االحزاب السٌاسٌة من وظابؾ داخل السلطة او فً
المعارضة .بل هً تشمل اٌضا ً مشاركة المنظمات ؼٌر الحكومٌة كجزء من مؤسسات المجتمع
المدنً فً العملٌة السٌاسٌة الدٌموقراطٌة.
والمنظمات ؼٌر الحكومٌة تمثل مؤسسات وسٌطة بٌن الفرد والدولة اي بٌن المجتمع المدنً
واالطار المؤسسً الحكومً بهدؾ جعل دولة القانون من حقابق الحٌاة الٌومٌة للمواطنٌن سواء
كان ذلك فً مجال الحقوق المدنٌة والسٌاسٌة او فً مجال الحقوق االقتصادٌة واالجتماعٌة
والثقافٌة.
الفصل الرابع
المبحث الثانً
– 0تقدٌم الشكاوى من دولة ضد دولة :وٌعنً انه ٌحق لدولة ما ان تبلػ اللجنة المختصة بأن
دولة اخرى ال تفً بالتزاماتها بموجب العهد الدولً للحقوق المدنٌة والسٌاسٌة بشرط ان تكون
الدولة المشتكى منها قد أعلنت من قبل فً وقت من االوقات اعترافها باختصاص اللجنة فً
تلقً ونظر شكاوى بهذا المعنى من احدى الدول االطراؾ.
– 3تعٌٌن لجنة توفٌق خاصة بموافقة الدولتٌن :وٌحظر ان ٌكون اعضاؤها من مواطنٌها
وتوضع تحت تصرفها كل المعلومات المتوافرة .وهذه اآللٌة ٌتم اللجوء الٌها فً حال تعذر
اٌجاد حل فً مجال تقدٌم الشكاوى من دولة ضد اخرى بموجب االلٌة الثانٌة.
– 4تقدٌم الشكاوى من الفرد ضد دولته :وقد اجازها البروتوكول االختٌاري الملحق بالعهد
الدولً للحقوق المدنٌة والسٌاسٌة حٌث ٌحق لألفراد الداخلٌن فً والٌة الدولة المنضمة الى
البروتوكول تقدٌم شكوى ضد دولته.