You are on page 1of 2

‫وواقع اللغة العربية سواء في أسواقنا المحلية في المملكة أو في السوق الدولية للغات يفرض على متخذي القرار‬

‫‪:‬واالقتصاديين إدخال البعد االقتصادي للغتنا األم في حيز اهتماماتهم‪ ،‬لألسباب التالية‬

‫ما نتع ّر ض له من هيمنة سياسية وثقافية أجنبية شاملة‪ ،‬من أخطر مظاهرها ‪ :‬لغة غير لغتنا على ألسنتنا ومنطوقنا“‬
‫اللغوي اليومي العام”‪ ]5[ ‬أدى النحسار تدريجي للغة العربية أمام اللغة اإلنجليزية ‪ ،‬سوا ًء كان في التواصل‬
‫‪.‬اليومي أو في المجال األكاديمي أو في سوق العمل‬

‫اعتبار بعض الغربيين المنشغلين باللغات الحيّة أن اللغة العربيّة ال تعد من طائفة اللغات الميتة أو المحتضرة لكنها‬
‫مهددة باإلنقراض ‪-‬ال قدر هللا – إزاء ما يتهددها من مخاطر؛ نظراً لكونها لغة غير منطوقة بسبب الفجوة بين العربيّة‬
‫المنطوقة (المتعدِّدة)‪ b‬والعربيّة المكتوبة (الواحدة)‪ ،]6[ ..‬ويجدر بنا التأكيد هنا على أننا سنستعرض الحقًا أهمية‬
‫التخطيط لسياسة لغوية تتضمن البعد االقتصادي لإلنعاش اللغوي للغتنا العربية ‪ ‬الذي ال نقصد بالتنويه عنها بأي حال‬
‫من األحوال تصنيفها أو تشخيصها بلغة تحتضر ؛ لكنها باتت في منافسة شرسة مع لغات أجنبية في عقر دارها‪،‬‬
‫‪.‬وتحتاج مكانتها في النفوس إلى تدعيم و تمكين‪ b‬لتتوارثها األجيال كلغة علم ومسايرة لكل العصور‬

‫‪ .‬‬

‫إهمال إدخال اللغة في الدراسات االقتصادية في المملكة وتعزيز اللغة األم العتبار اقتصادي بحت ‪ ،‬مع التأكيد بعدم‬
‫إغفال دور المملكة الكبير في دعم العربية وتعليمها دوليًا‪ ،‬إال أن هناك مشكلة جوهرية تكمن في الصرف على العربية‬
‫بداًل من االستثمار فيها‪]8[.‬‬

‫على الرغم من أن مجال االستثمار في التقنية واللغة مورد اقتصادي مهم إال أنه معطل أو شبه معطل فيما يتعلق باللغة‬
‫العربية‪ ،  ]9[ ‬ولنا مثال في الشركات الصينية مثل ‪(:‬علي بابا ) التي توجهت لتقديم واجهاتها ووصف منتجاتها بالعربية‬
‫‪.‬لتشجيع العرب على الشراء‬

‫عدم الفهم الكافي لقيمة األصول غير المادية (( المعرفة ))؛ فالمعرفة ال تتبع مبدأ الندرة األساسي في االقتصاد التقليدي‬
‫(( اقتصاد الندرة) ) – أي ندرة الموارد في مقابل التطور الالمحدود لحاجات الناس ومتطلباتهم – والمعرفة كلما‬
‫استعملتها (( تداولتها أو استهلكتها )) كلما ازدادت ‪ ..‬إلى ما ال نهاية ‪ ..‬من حيث هي ال تستهلك (( بمعنى أنها ال تستنفد‬
‫))‪ ،‬بل تتوالد ذاتيًا باالستهالك‪ ،‬أي عند تقاسمها وتشاركها من خالل نقلها إلى اآلخرين وخصوصًا في ظل التكنولوجيا‬
‫‪.‬الرقمية (اقتصاد الوفرة)‬

‫ح َّق قت الحضارات القديمة في الصين‪ ،‬ومصر‪ ،‬واليونان وروما نجاحا في التجارة‬


‫عبر الثقافات‪ ،‬إذ توصل التجار األوائل بالفعل إلى أ ّنهم بحاجة إلى فهم عمالئهم‬
‫لتحقيق عائد اقتصادي جيد من خالل سد فجوات اللغة‪ .‬وكان من بينهم التاجر الناجح‬
‫متعدد اللغات‪ ،‬ماركو بولو‪ ،‬والذي كانت أعماله التجاريّة تمت ّد من البحر المتوسط إلى‬
‫‪.‬الصين‬

You might also like