Professional Documents
Culture Documents
قصة
قصة
في قديم الزمان وفي بلد بعيد بين البلدان كانت إحدى األميرات تعيش مع أمها الملكة في قلعة عالية
وكانت األميرة ال تزال طفلة صغيرة حين مات أبوها الملك فنشأت في رعاية أمها الملكة وكبرت األميرة
وأصبحت صبية فاتنة ،وفي إحدى المرات قالت الملكة البنتها أنت اآلن صبية يا ابنتي أن لكي أن
تتزوجي وقد طلب يدك أمير شاب من مملكة مجاورة .حزنت األميرة ألنها كانت تحب أمها كثي ًرا وتحب أن
تبقى إلى جانبها ولكنها رأت أن أمها على حق ،فجمعت األميرة ثيابها الجميلة ومجوهراتها وأخذت
تستعد للسفر وقدمت لها أمها هدايا كثيرة وكان أحب الهدايا إليها حصان ناطق اسمه فولدا وعندما حان
السفر أحضرت الملكة خصلة من شعرها وأعطتها البنتها قائلة خذي هذه الخصلة السحرية إنها تبعد
عنك الشر واألذى وأخذت األميرة خصلة الشعر وخبأتها في ثوبها ثم قدمت األم البنتها هدية أخيرة خذي
ض ا وحين تصلين إلى هنا اشربي بها من ماء النهر ،وبدأت األميرة رحلتها الطويلةهذه الكأس الذهبية أي ً
بمرافقة إحدى الوصيفات ولم تكن األميرة متعودة على اجتياز التالل والغابات فأحست بالتعب والعطش
ثم قالت لوصيفتها خذي هذه الكأس واملئيها من ماء النهر وكانت الوصيفة تغار من األميرة الجميلة
فقالت لها املئيها أنت فلن أتلقى أوامر منك بعد اليومتضايقت األميرة من كالم وصيفتها ولكنها لم تقل
شيًئ ا ،ثم اقتربت من النهر وانحنت لكي تملء الكأس بالماء فوقعت خصلة الشعر من ثوبها وابتعدت مع
ماء النهر الجاري قالت األميرة خسارة لقد ضيعت خصلة الشعر السحرية التي أعطتني إياها أمي فرحت
الوصيفة الشريرة وأمسكت األميرة وهزتها من كتفها سألبس أنا ثيابك وتلبسين أنتي ثيابي البسيطة
لقد فقدتي خصلتك السحرية التي تمنع عنك الشر ولن تقدري علي بعد اليوممسكينة األميرة لم
يعاملها أحد معاملة قاسية من قبل فخافت وفعلت ما طلبته الوصيفة منها ،لبست الوصيفة ثياب
األميروركبت حصانها الناطق ،أما األميرة فقد لبست ثياب الوصيفة وركبت حصانها ،ثم قالت الوصيفة
الشريرة إذا أخبرتي أحد أنك األميرة فسوف أقتلك أقسمي أنك لن تخبري أح ًداوكانت األميرة خائفة ج ًدا
ففعلت ما أمرته بها ،خرج الملك العجوز واألميرة الشاب لترحيب باألميرة ووصيفتها وظل كالهما أن
الوصيفة التي تلبس الثياب الفاخرة هي األميرة فرحب بها وأدخلها القصر ،أما األميرة الحقيقية فقد
تركت في ساحة القصر ولم يلتف لها أحد .نظر الملك من النافذة ثم قال من هي هذه الصبية الجميلة
التي جاءت معك ،فأجابت الوصيفة أنها شحاذة قبلتها في الطريق فأشفقت عليها ووعدتها أن أجد لها
وظيفة هنا ،فقال الملك تعمل مع راعي اإلوز ،وكانت الوصيفة الشريرة تخاف أن يتكلم الحصان الناطق
ويفضحها ثم قالت الوصيفة لي عندك طلب أريدك أن تقتل حصاني ألنه شرس ج ًدا ،وقد رماني عن
ظهره مرا ًر ا .حزن الملك لهذا الطلب ولكنه أرسل أحد رجاله لكي يقتل الحصان ،وظلت األميرة تجري
وراء الرجل تبكي وتتوسل ولكنها لم تستطيع أن تنقذ الحصان الناطق فعندئذ أعطت الرجل قطعة نقد
ذهبية ورجته أن يعلق رأس الحصان فوق بوابة المدينة لكي تراه كلما خرجت ترعى اإلوز في
الحقول.وفي صباح اليوم التالي خرجت األميرة من بوابة المدينة لكي ترعى اإلوز فرفعت عينها لرأس
الحصان وقالت بحزن موتك أبكى الفوائد فأجابها الحصان يا أميرة تحزين اليوم ج ًدا وتفرحين أخي ًرا ،كان
راعي اإلوز فتى شقي يحب مضايقة الفتيات وشد شعرهن ،وكان لألميرة شهر ذهبي طويل ساحر
اعتادت أن تلفه بمنديل ،وحين رأت نفسها في الحقول ذلك اليوم نزعت المنديل وأرسلت شعرها
الذهبي لكي ترتبه .فتألق الشعر في ضوء الشمس وزحف الفتى من ورائها لكي يشد خصلة من
شعرها الذهبي الطويل ،وسرعان ما هبت رياح قوية حملت طاقية الفتى وصارت بها ،وراح الفتى
يجرى وراء طاقيته الهاربة ولم يستطيع اإلمساك بها إال في أخر النهار وفي اليوم التالي
تكرالشيءنفسه ،غضب الفتى هذه المرة غضب شدي ًدا وذهب إلى الملك لكي يخبره بمارأىوسمعفقال
ضا تتحدث إلى الرياح إنها له راعية اإلوز تتحدث لرأس حصان ورأس الحصان يتحدث إليها وهي أي ً
ساحرة .وفي اليوم الثالث قرر الملك أن يتبع الفتى وراعية اإلوز لكي يرى ما يحدث ،فسمع األميرة
تخاطب رأس الحصان وسمع الحصان السحري يجيب عليها ،فأختبئ الملك وراح يراقب األميرة ورآها
ترسل شعرها الذهبي الطويل وسمعها تغني وجرى الفتى وراء طاقيته فخرج الملك وقال لألميرة
خبريني من أنتي فقالت له أخاف أن أقولك لك فقد أقسمت أال أخبر أح ًدا ولو أخبرت أح ًدا لقتلتني فتبع
األميرة إلى الكوخ البسيط الذي تعيش فيه وكان به مدفئة حديدية ،إذا كنتي ال تستطعين إخباري
فقولي السر لتلك المدفئة العتيقة فإنها ليست أح ًدا إنها شيء .بكت األميرة واقتربت من المدفئة
وفتحت بابها أنا وحيدة هنا وال أصدقائي لي فأن األميرة التي جئت أتزوج ولكن وصيفتي أخذت مكاني لو
عرفت أمي الملكة لما حدث لي لحزنت كثي ًرا ،وكان الملك في ذلك الوقت يضع ابنه على أنبوب المدفئة
.الخارجي فسمع كل ما قالته األميرة
فأقام الملك في ذلك المساء وليمة عظيمة جلس األميرة في إحدى زوايا المائدة الكبرى ولجواره األميرة
المزيفة ،وجلس الملك في طرف المائدة وبجانبه األميرة الحقيقية ،وكانت تلبس ثوب بديع مطرز بخيوط
الذهب والفضة وقد سحرت الجميع بجمالها ولم يعرف أحد أن هذه الصبية هي نفسها راعية اإلوز حتى
.الوصيفة نفسها لم تعرفها
بعد الطعام حكى الملك قصة خادم أخذ مكان سيده ثم سأل األميرة المزيفة كيف ترين أن يكون قصاص
ذلك الخادم ،فضحكت الوصيفة ضحكة خبيثة وقالت أرى أن تأخذ منه ثيابه الفاخرة ومجوهراتها ،وأن
يوضع في برميل ويجر في الطرقات ثم يطرد خارج المدينة فقال الملك قصاص عادل وسوف تنالين أنت
..هذا القصاص وهكذا طردت األميرة المزيفة من المدينة