You are on page 1of 203

‫الدِّيْمُ ْقرَاْطِيَّةُ‬

‫َو َع ََلْ َق ُت َهاْ ِباإلسَلم‬

‫تأليف‬

‫أبي عالء الداراسالمي‬


‫‪ -‬حفظه اهلل –‬

‫الطبعة األولى‬
‫‪3417‬‬
‫حقوق النشر لجميع المسلمين على أن ال يختصروا‬
‫‪3‬‬

‫إىل من ظن أن الديمقراطية من االسالم‪.‬‬

‫إىل من خدع أن االسالم دين ديمقراطي‪.‬‬

‫أتوجه هبذا الكتاب‪.‬‬

‫مهللا علمنا ما ينفعنا‪ ،‬وانفعنا بام علمتنا‪.‬‬

‫مهللا اجعلنا من العاملني بعلمنا‪.‬‬

‫مهللا اجعل علمنا حجة لنا يوم نلقاك‪ ،‬وال جتعله حجة علينا‪.‬‬

‫مهللا اجع للل عم للو و للااا‪ ،‬ولوج ل ل خال للا‪ ،‬وال جتع للل ني لله ن للي ا ح للد م للن‬
‫خلق ‪.‬‬

‫مهللا إن كنت حمسنا ناجعلني من حسنات من ربياين وغريا‪.‬‬


4
‫‪5‬‬

‫عن حذيفة ؓ ‪ . . . .:‬ق ْلت َن َ ْل َب ْعدَ َذل َ ْ‬


‫اْلَ ْري م ْن َ ٍّ‬
‫َش؟‬

‫َق َال‪َ « :‬ن َع ْم د َعا ٌة إىل َأبْ َواب َج َ ن ََّم َم ْن َأ َج َاهب ْم إلي ا َق َذنوه ني َ ا»‪.‬‬

‫اَّلل و ْف ْم َلنَا‪.‬‬ ‫ق ْلت‪َ :‬يا َرس َ‬


‫ول َّ‬

‫َن َق َال‪« :‬ه ْم م ْن ج ْلدَ تنَا َو َي َت َك َّلمو َن ب َأ ْلسنَتنَا»‪.‬‬

‫ق ْلت‪َ :‬ن َام َت ْأمرين إ ْن َأ ْد َركَني َذل َ ؟‬

‫َق َال‪َ « :‬ت ْل َزم ََجَا َع َة ا ْْل ْسلمنيَ َوإ َما َم ْم»‪.‬‬

‫ق ْلت‪َ :‬نإ ْن ََل ْ َيك ْن ََل ْم َ َ‬


‫َجا َع ٌة َو َال إ َما ٌم؟‬

‫َق ل َلال‪َ « :‬نا ْعتَز ْل ت ْل َ ا ْلف َر َق ك َّل َ ا َو َل ل ل ْلو َأ ْن َت َع َّض ب َأول لْل َش َج َر ٍة َحتَّى يدْ ر َك َ ا ْْل َْوت‬
‫‪.-‬‬ ‫ْت َع ََل ذل »(‪ .)1‬رواه اإلمام ال خاري ‪-‬‬ ‫َو َأن َ‬

‫(‪ )1‬انت ل للت اْليل للارات اجنت نقل للد وجل للدت للمسل لللني َجاعل للة وَلل للم إمل للام و اامل للد‪ ،‬وكل للل اْلسل لللمني‬
‫ملزمون َشعًا بالتزام هذه اجلامعة وإمام م‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫املقدمة‬

‫هل يف الدِّميقراطية شيء من اإلسالم؟‬

‫وهل يف اإلسالم شيء من الدِّميقراطية؟‬

‫هل اإلسالم دين دميقراطي؟‬

‫هذه هي اْلحاور التي تدور حوَلا إشكالية الدِّ يمقراطية مع اإلسالم‪.‬‬

‫اإلسالم والدِّ يمقراطية من حيث التعريف‪:‬‬

‫إن ن للم الكلم للة مت للار إىل مرا ج للع ترج للع إلي للا تع للني ع للَل إدراك معن للى تلل ل‬
‫الكلمة‪ ،‬واْل ادر التي تعيننا عَل ذل ‪:‬‬

‫اللغة العربية‪ ،‬والرشع اانيف‪ ،‬والعرف‪.‬‬

‫لدرك معنل للى هل للذه الكلمل للة بل للالرجوع إىل اللغل للة‬
‫نال ل للالة عل للَل س ل ل يل اْلع ل للال‪ ،‬يل ل َ‬
‫العربية‪ ،‬وهي تعني عند أهل ا‪ :‬اللدعا‪ ،،‬وبلالرجوع إىل الرشلع اانيلف‪ ،‬نإعلا تعنلي‪:‬‬
‫"الع ادة اْلخ ووة التي بدايت ا التك ري وعايت ا التسليم"‪.‬‬

‫وأحيانًا يعرف معنى الكلملة ملن خلالل العلرف‪ ،‬سلوا‪ ،‬علَل مسلتول أهلل بللد‪،‬‬
‫أو منطقة‪ ،‬أو عَل مستول أهل حرنة‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫نللإذا أردنللا أن نعللرف معنللى الدِّ يمقراطيللة نللال بللد مللن الرجللوع إىل هللذه اْل للادر‬
‫للوقللوف عللَل معناهللا‪ ،‬إال أن قللواميب اللغللة العربيللة ال تسللعفنا ب لل‪،‬ت عللا كلمللة‬
‫أعجميللة‪ ،‬وكللذل الرش للع اانيللفت ع للا ليسللت مللن مف للردات َشعنللا اإلس للالمي‪،‬‬
‫وهللي ليسللت مللن الكلللامت اْلتداولللة عر ًنلا بللني اْلسلللمني‪ ،‬نللليب لنللا وااللال هللذه إال‬
‫لإعم هللم َمل ْن يسللتطيعون أن ي ِّينللوا‬
‫أن نرجلع إىل أهللل الكلمللة ونت ل َّلني معناهللا للدهم‪ ،‬نل س‬
‫لنا ماذا تعني هذه الكلمة عندهم‪.‬‬

‫الرج للوع إىل قواميس ل م ومع للاَج م‪ ،‬نج للد أن كلمل للة الدِّ يمقراطي للة تعنل للي‬
‫وعن للد ع‬
‫للشعب‪.‬‬‫السيادة َّ‬
‫لدهم‪ِّ :‬‬

‫الس لللطة الت للي‬


‫الس لليادة ل للدهم نإع للا تعن للي عن للدهم‪ " :‬ع‬
‫وعن للد ال ح للث ع للن معن للى ِّ‬
‫ليست نوق ا سلطة"(‪.)1‬‬

‫قال‪:‬‬ ‫السلطة عند اْلليل بن أمحد‬


‫وحدع ع‬
‫َ‬

‫(والسل ل ْلطان‪ :‬ق للدرة ا َْل ْلل ل ‪ . . .‬وق للدرة م للن جع ل َلل ذلل ل ل لله ْ‬
‫وإن َل يك للن َمل ًك للا‪،‬‬ ‫ع‬
‫ٍ (‪)2‬‬
‫كقول ‪ :‬قد َج َع ْلت له سلطانًا عَل أخذ َح سقي من نالن) ‪.‬‬

‫ال َطة الق ر)(‪.)1‬‬


‫(الس َ‬
‫الرازي ‪ -‬رمحه ا ‪َّ :-‬‬
‫وعند َّ‬

‫(‪ )1‬اسللتقيت هللذه اْلقدمللة مللن كللالم لع للد القللادر بللن ع للد العزيللز – هللداه ا ‪ -‬يف كتابلله اجلللامع‪ ،‬نقلتلله‬
‫باْلعنى وليب بالنص‪.‬‬
‫(‪ )2‬العني (‪.)55 / 2‬‬
‫‪8‬‬

‫نالسلطة هي القدْ رة والق ر‪ ،‬وتعني بالرضورة الغل ة واالعتال‪.،‬‬


‫ع‬

‫الس لللطة للش للعب‪" :‬ه للي الق للدرة والق للوة الت للي تَق للر ريه للا م للن‬
‫نيك للون معن للى ع‬
‫السلطات‪ ،‬نال تكون نوق ا سلطة أخرل"‪.‬‬
‫ع‬

‫فالدِّميقراطي ةةة ةةي‪ :‬أن سلللطة وسلليادة َّ‬


‫الشللعب تكللون قللاهرة لغريهللا مللن‬
‫السلطات‪ ،‬نال تكون نوق ا أي سلطة ي ج ة كانت‪.‬‬
‫ع‬

‫للي(‪ ،)2‬نفللي‬ ‫هللذا التعريللف للديمقراطيللة قللد أدرر يف الدع سللتور العرا قللي واْل‬
‫بالنص‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ي ويف املادة العالعة منه جا‪،‬ت‬ ‫الدع ستور اْل‬

‫(السيادة للشعب وحده‪ ،‬وهو م در السلطات)‪.‬‬


‫ِّ‬

‫وك للذل الدع س للتور العرا ق للي اْل َ ل َّلوت علي لله يف ت للاري ‪ ،2115/51/55‬نق للد‬
‫ن َّ ت املادة اْلامسة منه عَل‪:‬‬

‫(السيادة للقانون‪َّ ،‬‬


‫والشعب م در السلطات وَشعيت ا)‪.‬‬ ‫ِّ‬

‫(‪ )1‬خمتار ال حاح (‪.)623 / 5‬‬


‫(‪ )2‬وس ل ب االقت للار ع للَل هللذين الدسللتورين‪ ،‬ن ا تع للاىل مكَننللي مللن االط للالع علللي ام‪ ،‬ودس للتور‬
‫باقي ال لدان ال خيتلف عن ام وإن َل نذكره‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫للي موا ن للا لتعري للف الدِّ يمقراطي للة عن للد أهل للا حرني لا‪ ،‬ب للل أك للد‬ ‫نالترش لليع اْل‬
‫للي بإي للات كلمللة (وحللده) كللي ال‬ ‫للي عللَل ديمقراطيللة الدع سللتور اْل‬ ‫اْلرشللع اْل‬
‫يتوهم أحد أن إىل جانب سيادة َّ‬
‫الشعب سيادة ي ج ة أخرل‪.‬‬

‫الس لللطة الت للي ليس للت نوق للا‬


‫الس لليادة‪ ،‬أي ع‬
‫أم للا اْلرش للع العرا ق للي ن للإعم جعل للوا ِّ‬
‫سل لللطة أخل للرل‪ ،‬إىل القل للانون‪ ،‬وهل للذا التخ ل لليص ال خيل للالف معنل للى الدِّ يمقراطيل للة يف‬
‫يش‪،‬ت سن القللانون ال يعمللل بلله وال ي ْعل َ َ‬
‫للف بلله يف ال لللدان الدِّ يمقراطيللة مللا َل يوا نللا‬
‫م َك ل َلم بتل ل ل الق للوانني‪ ،‬إذا س لليادة الق للانون إن للام كان للت م للن س لليادة‬ ‫َّ‬
‫الش للعب ع للَل أن ْ‬
‫والسيادة باْلح لة للشعب‪.‬‬
‫تابع إلرادة الشعب‪ِّ ،‬‬
‫الشعب‪ ،‬نالقانون ٌ‬

‫ل‬ ‫نللال نللرق بللني مف للوم الدِّ يمقراطيللة عنللد أهل للا وعنللد طوا يللت العللراق وم‬
‫و ريمها من ال لدان‪ ،‬وإن َل نذكر الن وص الدستورية لدهم‪.‬‬

‫َّ‬
‫والشل للعب ه ل لو الل للذي خيتل للار مل للن ينل للوب عنل لله يف ااكل للم‪ ،‬وهل للذا ال يكل للون لغل للري‬
‫الشعب‪.‬‬

‫َّ‬
‫والشعب هو الذي مكم من خالل ممعليه‪.‬‬

‫الس لللطات م للن خ للالل ممعلي لله يف اْلجل للب‬ ‫َّ‬


‫والش للعب ه ل لو ال للذي يرا ق للب عم للل ع‬
‫الترشيعي‪.‬‬

‫َّ‬
‫والش ل للعب ل ل لله اا ل للا يف العم ل للل ع ل للَل إس ل للقا ااكوم ل للات وعزَل ل للا إن خالف ل للت‬
‫القانون أو َل تف بالع ود التي قطعت ا عَل نفس ا‪ ،‬أو س اب أخرل‪.‬‬
‫‪01‬‬

‫نالسيادة للشعب وحده‪.‬‬


‫ِّ‬

‫ومن هنا كان التعريف اْلتداول للديمقراطيلة يف منلاها التَّعلليم ويف ا وسلا‬
‫التي تسمى يقانية هو‪ :‬حكم َّ‬
‫الشعب للشعب‪ ،‬أو ااكم للشعب‪.‬‬

‫السلطة للشلعب‪ ،‬نإعلا تكلون علن طريلا التعدع ديلة اازبيلة‪،‬‬


‫أما عن كيفية جعل ع‬
‫ي للم جت للرل االنتخاب للات بالت للويت للمرش للحني لل للدخول يف الربْل للان‪ ،‬والتمعي للل يف‬
‫نالش للعب يك للون مم َ ل َّع ً‬
‫ال يف‬ ‫الربمل للان يك للون ع للَل ع للدد ا و للوات الت للي يناَل للا اا للزب‪َّ ،‬‬
‫َشع نإنله يكلون باسلم الشلعب‪،‬‬
‫ااكم من خالل مرشحي ا‪ ،‬نإذا حكلم الربمللان أو َّ‬
‫السيادة له من خالل ممعلي ا يف الربملان‪.‬‬
‫نتكون ِّ‬

‫وقد جاء يف الدُّستور ال راقي حتديةد يي يةة كةليل اس ةل التكةري ي‬


‫ليلون ممثال للل الك ب‪:‬‬

‫املادة (‪:(74‬‬

‫أوالً‪( :‬يتكللون سلللب النللواب مللن عللدد مللن ا ععللا‪ ،‬بنس ل ة مقعللد واحللد لكللل‬
‫مائة ألف نسمة من نفوس العلراق‪ ،‬يمعللون َّ‬
‫الشلعب العرا قلي بأكملله‪ ،‬يلتم انتخلاهبم‬
‫بطريا االقلاع العام الرسي اْل اَش‪ ،‬ويراعى متعيل سائر مكونات َّ‬
‫الشعب نيه)‪.‬‬

‫سمون‪:‬‬
‫وللعاملني يف الربملان أسام‪ ،‬متعددة ني َّ‬
‫‪00‬‬

‫(السل لللطة الترشل لليعية‪ ،‬أععل للا‪ ،‬الربملل للان‪ ،‬اْلجلل للب الل للوطني‪ ،‬سلل للب الشل للعب‪،‬‬
‫ع‬
‫سلللب ا َّم للة‪ ،‬سل للب النعللواب‪ ،‬سل للب ا عي للان)‪ ،‬وا س للام‪ ،‬وإن اختلف للت ناْلس للمى‬
‫واحد‪.‬‬

‫والس ل ل لليادة وااك ل ل للم للش ل ل للعب يف ال ل ل ل للدان الت ل ل للي ك ل ل للم‬
‫الس ل ل لللطة ِّ‬
‫ن ل ل للإذا كان ل ل للت ع‬
‫والسلللطة‬ ‫بالدِّ يمقراطيللة‪ ،‬وليسللت نللوق سلللطة َّ‬
‫الشللعب سلللطة أخللرل‪ ،‬نللإن ااكللم ع‬
‫ااكْم إال سَّلل}(‪.)1‬‬
‫تعاىل ال لغريه‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬إن ْ‬ ‫والسيادة يف اإلسالم‬
‫ِّ‬

‫نأي عالقة بني اإلسالم وبني الدِّ يمقراطية من حيث التَّعريف؟‬

‫مهللا إعام دينان خمتلفان‪.‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬وقد س ا أن تكلمنا عن هذه اجية يف دروسنا عن َجلنة كتابة الدستور‪.‬‬


‫‪01‬‬

‫إن َّ‬
‫الشللعب بكللل مكوناتلله وطوائفلله بللدون اسللتعنا‪ ،،‬ه لو م للدر السلللطات كللام‬
‫الس لللطات تن ع للا م للن بين لله‪ ،‬نأعع للا‪،‬‬
‫للي‪ ،‬أي أن ع‬ ‫ج للا‪ ،‬يف الدع س للتور العرا ق للي واْل‬
‫ااكومل للة الدِّ يمقراطيل للة الطا وتيل للة يكل للون مل للن أبنل للا‪ ،‬ذل ل ل الشل للعب(‪ ،)1‬واْلق ل للود‬
‫بالسلطات هنا‪:‬‬
‫ع‬

‫السُّ طة التكري ية‪ :‬وهم أععا‪ ،‬الربملان‪.‬‬

‫والسُّ طة التن يذية‪ :‬وهم الرئيب‪ ،‬والوزرا‪ ،،‬واْلدرا‪ ،،‬والوكال‪.،‬‬

‫والسُّ طة القضائية‪.‬‬

‫السلطات الرشعي َة إال إذا كانت بانتخاب ملن َّ‬


‫الشلعب‪ ،‬وملن هنلا‬ ‫ع‬ ‫وال تكتسب تل‬
‫بعودة الرشعية(‪.)2‬‬ ‫يف مظاهراهتم يف م‬ ‫تدرك ما معنى مطال ة إخوان م‬

‫(‪ )1‬ومن هنا ال جتد ععلوا يف برمللان دوللة متجلنب بجنسلية دوللة أخلرل‪ ،‬إال ملا كلان ملن أملر الربمللان‬
‫العراقي‪ ،‬ومن هنا كان اسلتنكار الل عض علَل النلواب اللذين يملكلون جنسلية دوللة أخلرل‪ ،‬كالربيطانيلة‬
‫وا مريكية‪ ،‬واإليرانيةت واالسلتنكار كلان م ن ًيلا علَل امللادة (‪ )74‬ملن الدسلتور‪ ،‬أي أن هل ال‪ ،‬ا ععلا‪،‬‬
‫َلم انتام‪ ،‬إىل شعب آخر‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي أن حكومة مريس التي اختريت ملن ق لل الشلعب هلي ااكوملة الرشلعية‪ ،‬أملا حكوملة السي ل‬
‫نيس للموعا حكوم للة انق للالب أي أع للا للري َشعي للةت ع للا َل تنتخ للب م للن ق للل أن للراد الش للعب ال للذين ه للم‬
‫ل م لي ون نلليام ذه لوا إليلله‪ ،‬وقللد نلاَلم مللن القتلل مللا نلاَلم جللل ذلل ت‬ ‫م لدر السلللطات‪ ،‬وإخلوان م‬
‫‪03‬‬

‫مكوناتل لله وطوائفل لله وأديانل لله هل للم‬ ‫َّ‬


‫نالشل للعب يف ااكومل للات الدِّ يمقراطيل للة بكل للل ِّ‬
‫الس لللطات إال م للن أبن للا‪ ،‬ذل ل‬
‫ع‬ ‫الس لللطات ال للعالن‪ ،‬ن للال يك للون أعع للا‪ ،‬تل ل‬
‫م للدر ع‬
‫ال لللد بغللض النَّظللر عللن ديللن م أو َشك للم أو ردهتللم أو كفللرهم أو انللتامئ م ل سللالم‪،‬‬
‫ذكورا أو إنا ًيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وبغض النظر عن كوعم‬

‫السلطة يف دار اإلسالم ن م اْلسللمون ح ل ًلرا‪ ،‬وملن بلني اْلسللمني‬


‫أما م در ع‬
‫أهل ِّ‬
‫اال والعقد‪.‬‬

‫أملا أهلل الذمللة ‪ -‬الي لود والنَّ لارل ‪ -‬الللذين يسلكنون دار اإلسلالم ويسللاكنون‬
‫اْلس لللمني و للا رين‪ ،‬ن للال تع عل لا َل للم ب للا مر ال َّت للة‪ ،‬وإن ك للانوا ه للم ا كعري للة يف ع للدد‬
‫السكان‪.‬‬

‫نأين الدِّ يمقراطية من اإلسالم يف اختيار ااكام؟!‬

‫مهللا إعام دينان خمتلفان‪.‬‬

‫للي‪،‬‬ ‫ن حكم للم هللذا مسللتمد مللن الدِّ يمقراطيللة‪ ،‬ونتللواهم م نيللة عللَل املللادة العالعللة مللن الدع سللتور اْل‬
‫نأكرم هبام من م ادر للحكم والفتول عند من يدعي االنتساب إىل اإلسالم! !‬
‫‪04‬‬

‫‪:‬‬
‫السلللطة يف ال لللدان الدِّ يمقراطيللة تكللون باالنتخابللات‪ ،‬نللام هللي‬
‫إن آل َّيللة تشللكيل ع‬
‫أنام تويل ااكم يف اإلسالم؟‬

‫أوالً‪ :‬إم ل ل ل للا أن يك ل ل ل للون بوو ل ل ل للية م ل ل ل للن الس ل ل ل للابا لالح ل ل ل للا‪ ،‬ك ل ل ل للام نع ل ل ل للل ال ل ل ل للديا‬
‫عمر ؓ يف تولية الفاروق عمر ؓ ا مر من بعده‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬وإما أن يكون بالشورل كام نعل عمر عمر ؓعنلدما أوكلل ا ملر‬
‫إىل ستة من ال َّ حابة عمر ؓعَل أن خيتاروا أحدهم‪.‬‬

‫وجعلوا ا مر إىل ع د الرمحن بلن علوف‪ ،‬ناستشلار ملن ارتل ه ملن اْلسللمني ملن‬
‫الرأي عَل ذي النورين‪ ،‬ععامن بن عفان عمر ؓ‪.‬‬
‫استقر َّ‬
‫َّ‬ ‫أهل اْلدينة‪ ،‬يم‬

‫السليف كحالنلا‬ ‫ثالثًا‪ :‬وإما أن يكون بالغل ة والقوة والق ر‪ ،‬نيت َّ‬
‫لوىل ا م َلر بقلوة َّ‬
‫اجن يف الدَّ ولللة اإلسللالمية‪ ،‬نقللد َمل َّن ا تعللاىل عللَل اْلجاهللدين بللالتمكني يف ا ر‬
‫بعد سنوات من اجل اد يف س يل ا تعاىل‪ ،‬نأعلنوا اْلالنة و اامد واْلنَّة‪.‬‬

‫فأين اإلسالم من الدِّميقراطية يف ولي األمر؟‬

‫مهللا إعام دينان خمتلفان‪.‬‬


‫‪05‬‬

‫السللطة‬
‫الشعب يف ال لدان الديمقراطيلة هلو م لدر السللطات‪ ،‬وأنلراد ع‬ ‫وبام أن َّ‬
‫ين عقل للون مل للن بينل لله ليتو َّلل للوا ااكل للم‪ ،‬نل للإن أهل للل كل للل ا ديل للان وا حل للزاب بمختلل للف‬
‫اجتاهاهتم يشاركون يف ااكم‪ ،‬كام جا‪ ،‬يف نص‪:‬‬
‫املادة (‪:(74‬‬
‫أو ً‬
‫ال‪( :‬يتكللون سلللب النللواب مللن عللدد مللن ا ععللا‪ . . .،‬ويرا عللى متعيللل سللائر‬
‫مكونات َّ‬
‫الشعب نيه)‪.‬‬

‫السلللطة الترشلليعية والتنفيذيللة والقعللائية‬


‫مللن هنللا أول م مللن الللمن تشللكيالت ع‬
‫يف ال لللدان الديمقراطيللة أديللان ش لتسى‪ ،‬كالنَّ للارل والكلللدان واجشللوريني وال للاب ة‬
‫وا زي ل ل للديني والش ل ل لليوعيني والرانع ل ل للة والق ل ل للوميني والعلامني ل ل للنيت ن هل ل ل ل ال‪ ،‬م ل ل للن‬
‫والشعب م در السلطات‪.‬‬ ‫الشعب‪َّ ،‬‬

‫ويل ا مر هو خيتار َم ْن يتوسم ني م اْللري وال َّ لالح‪ ،‬ليعينلوه‬ ‫بينام يف اإلسالم‪ ،‬ع‬
‫عللَل عمللل تل ل ا مانللة وأع ائ للا‪ ،‬والللابطه حللديث رسللول ا ☺ والللذي رواه‬
‫ال مل ْن ع َ ل َلاب ٍة‪َ ،‬ويف ت ْلل َ‬‫اسل َت ْع َم َل َرجل ً‬
‫لاس قللال‪َ :‬قل َلال َرسللول ا ☺‪َ « :‬مللن ْ‬ ‫ْابللن َع َّل ٍ‬
‫لان َرس ل للو َله‪َ ،‬و َخ ل ل َ‬
‫لان ََجي ل ل َلع‬ ‫اَّلل‪َ ،‬و َخ ل ل َ‬ ‫ا ْلع َ ل ل َلابة مل ل ل ْن ه ل ل َلو َأ ْر َق ََّّلل منْ ل لله‪َ ،‬ن َق ل للدْ َخ ل ل َ‬
‫لان َّ َ‬
‫ْ مننيَ »‪1.‬‬ ‫ا ْْل‬

‫ض َّعفَهُ َج َما َعةٌ َو َوثَّقَهُ ابْنُ‬


‫ش‪َ ،‬وهُ َو ُم ْختَلَفٌ فِي ِه‪َ ،‬‬ ‫س ْال َم ْعر ِ‬
‫ُوف بَ َحنَ ٍ‬ ‫قال البصيري‪َ ( :‬ر َواهُ الطَّبَ َرانِ ُّي ِم ْن طَ ِر ِ‬
‫يق ُح َس ْي ِن ْب ِن قَ ْي ٍ‬
‫‪1‬‬

‫َ لَ ْم َي ْنفَ ِر ْْ بِ ِه ُح َسيْنُ بْنُ‬ ‫ص َّح َح لَهُ ْال َحا ِك ُم‪َ ،‬والَ َيضُرُّ فِي ْال ُمتَابَ َعا ِ‬
‫ت‪َ ،‬و َم َع ََ ِل َ‬ ‫ث‪َ ،‬و َ‬ ‫نُ َمي ٍْر‪َ ،‬و َحسَّنَ لَهُ التِّرْ ِم ِذيُّ َغ ْي َر َما َح ِدي ٍ‬
‫ب‪ ).‬إتحاف الخيرة المهرة ‪ / )388 / 5( -‬المكتبة الشاملة ‪ /‬االصدار‬ ‫س ع َْن ِع ْك ِر َمةَ فَقَ ْد تَابَ َعهُ َعلَ ْي ِه يَ ِزي ُد بْنُ أَبِي َحبِي ٍ‬
‫قَ ْي ٍ‬
‫الخامس‬
‫‪06‬‬

‫نل للال عل للوز َش ًع ل لا أن يشل للاركه‪ ،‬وال أن يعينل لله يف ااكل للم‪ ،‬وال يف أي مرنل للا مل للن‬
‫مرا نللا الدَّ ولللة أي رجللل مللن أهللل الذمللة‪ ،‬وهللذا أمللر ا تعللاىل إىل اْل ل منني‪ ،‬وهللم ال‬
‫يملكلون اْليلار أملام قعلا‪ ،‬ا تعلاىل وقعلا‪ ،‬رسلوله ☺‪ ،‬والعلالل اْل كلد اْل لني‬
‫لان ْل ل ْ م ٍن َوال م ْ منَل ٍلة إ َذا َق َ ل‬
‫الوا الللم يكللون بمع للية ا مللر‪ ،‬قللال تعللاىل‪َ { :‬و َمللا َكل َ‬
‫اْل َ َرية م ْن َأ ْمره ْم َو َمن َي ْعص َّ َ‬
‫اَّلل َو َرسو َله َن َقلدْ َال َّلل‬ ‫اَّلل َو َرسوله َأ ْم ًرا َأن َيك َ‬
‫ون ََلم ْ‬ ‫َّ‬
‫حزاب‪ ،‬اجية‪.])63( :‬‬ ‫الالالً عم ينًا} [سورة ا‬
‫َ‬

‫لني َلللم ‪ -‬بعللد الن للي عللن ا للاذ للري اْلسلللمني‬


‫ومللن رمحللة ا تعللاىل بع للاده أن بل َّ َ‬
‫بطانل للة ‪ -‬ا س ل ل اب الظل للاهرة واْلفيل للة والقل يل للة املانعل للة مل للن ا ل للاذهم بطانل للة‪ ،‬نقل للال‬
‫ال للرحيم بع للاده‪َ { :‬ي للا َأ عهَ للا ا َّل للذي َن آ َمن للوا ْ الَ َتتَّخ للذو ْا ب َطا َن ل ل ل ًة ِّم للن دونك ل ْلم الَ َيل ل ْألونَك ْم‬
‫ال َو عدو ْا َم للا َعنت ْعم َقل ل للدْ َبلدَ ت ا ْل َ ْغ َعا‪ ،‬م ْن َأ ْن َواه ْم َو َما ْف ل للي ودوره ل ْلم َأك َْرب َقلدْ‬
‫َخ َا ً‬
‫لوع ْم َوالَ م علونَك ْم َوت ْ من َ‬
‫لون‬ ‫لون ‪َ ‬هلا َأنلت ْم أ ْوال‪ ،‬ع َ‬ ‫َب َّينَّا َلكم اج َيلات إن كنلت ْم َت ْعقل َ‬
‫با ْلكتَاب ك ِّله َوإ َذا َلقوك ْم َقالوا ْ آ َمنَّا َوإ َذا َخ َل ْلوا ْ َع ععلوا ْ َع َلل ْيكم ا َنَام َلل مل َن ا ْل َغل ْيُ ق ْلل‬
‫ليم ب ل َلذات ال ع للدور ‪ ‬إن َمت ْ َس ْس للك ْم َح َس لنَ ٌة تَس ل ْ ه ْم َوإن‬ ‫موت للوا ْ ب َغ ل ْيظك ْم إ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َعل ل ٌ‬
‫ت ل ْك ْم َس ل ِّي َ ٌة َي ْف َرح للوا ْ هبَللا َوإن َت ْ للربو ْا َو َتتَّق للوا ْ الَ َي ع‬
‫رض للك ْم َك ْي للده ْم َش ل ْي ًا إ َّن َّ َ‬
‫اَّلل ب ل َلام‬
‫يط} [سورة آل عمران‪ ،‬اجية‪.])521 -551( :‬‬
‫ون حم ٌ‬
‫َي ْع َمل َ‬

‫واْلق للود بال طانللة يف هللذه اجيللة الكريمللة‪ ،‬اْلقربللون الللذين ميطللون بااللاكم‪،‬‬
‫ناجي ل للة ن َّ ل للت ع ل للَل أن ال يك ل للون م ل للن بطان ل للة والة أم ل للر اْلس ل لللمني رج ل ل ٌلل م ل للن ل للري‬
‫اْلسلللمني‪ ،‬وهللذا ال يللان مللن ا تعللاىل إنللام هللو وللحاب العقللول مللن اْلل منني‪ ،‬نللال‬
‫‪07‬‬

‫لري اْلسللمني بطانلة إال ملن كلان سنو ًنلا‪ ،‬وإن علد يف نظلر النَّلاس ملن أولحاب‬
‫َيتَّخذ َ‬
‫العقول‪.‬‬

‫فأين الدِّميقراطية من اإلسالم يف إدارة احللم؟‬

‫مهللا إعام دينان خمتلفان‪.‬‬


‫‪08‬‬

‫يف ال لللدان الدِّ يمقراطيللة تسللمى إزالللة ااكومللات إسللقا ًطات ن كللل اْلشللاركني‬
‫السلللطة‪ ،‬بيللنام يف اإلسللالم يسللمى عللز ً‬
‫ال‪ ،‬إذ للليب بالرض للورة‬ ‫يف ااكللم يزا لللون عللن ع‬
‫ال ملع متلويل ا ملر‪ ،‬نلال يعلزل ملن م إال ملن كلان نيله يش‪ ،‬ملن‬‫إزالة كل ملن كلان علام ً‬
‫أس اب عزل متويل ا مر‪ ،‬نيعلزل بسل ب قيلام الع َّللة التلي دعلت إىل علزل ا ملري نيله‪،‬‬
‫ال ري‪.‬‬

‫الشل للعب ه ل لو م ل للدر السل لللطات وَشعيت ل للا يف ااكل للم الل للدِّ يمقراطي‪،‬‬ ‫وبل للام أن َّ‬
‫نيك ل للون م ل للن ح ل للا َّ‬
‫الش ل للعب إس ل للقا ااكوم ل للاتت إم ل للا لع ل للدم ونائ ل للا بع وده ل للا‪ ،‬أو‬
‫ْلخالفت ا للدستور والقانون‪ ،‬أو ملا َي َرون ني ا من الفساد‪ ،‬كن ب ا موال‪.‬‬

‫والعمل للل عل للَل إسل للقا ااكومل للات يكل للون بنل للا ً‪ ،‬عل للَل تل ل ل ال ل للالحيات التل للي‬
‫أعطيل للت َل ل للم يف الدع سل للتور وانطال ًق ل لا م ل للن م ل للدأ ِّ‬
‫ااري ل للة‪ ،‬وال يكل للون إال ع ل للن طري ل للا‬
‫ااريلة‪ ،‬ولا ه الي لود‪،‬‬ ‫اْلظاهرات‪ ،‬وهذا التسلط من َّ‬
‫الشلعب علَل ااكلام بنلا‪ ،‬علَل ِّ‬
‫ن م الذي محلوا النَّاس عَل ذل كام جا‪ ،‬يف الربوتوكول ا ول‪:‬‬

‫"ااريللة" جعل للا قللادرة عللَل إقنللاع الرعللاع بللأن ااكومللة ليسللت‬
‫َّ‬ ‫(إن جتللرد كلمللة‬
‫شللي ًا آخللر لري مللدير ينللوب عللن املال ل الللذي هللو ا مللة‪ ،‬وإن يف اْلسللتطاع خلع للا‬
‫‪09‬‬

‫كقفل للازين بل للاليني‪ .‬وإن العقل للة بل للأن ممل للعو ا مل للة يمكل للن عل للزَلم قل للد أسل لللمت ممعلل للي م‬
‫لسلطاننا‪ ،‬وجعلت تعيين م عمل ًيا يف أيدينا)(‪.)1‬‬

‫وكيف َّيللة ذل ل ‪ ،‬أن َّ‬


‫الشللعب عنللدما يعمللل عللَل إسللقا ااكومللات باْلظللاهرات‬
‫التلي تتحللول يف عايللة ا ملر إىل وللدامات وقمللع‪ ،‬نللإن التشل ث بللالكريس يكللون قو ًيلا‬
‫جل للدً ا‪ ،‬ي ل ل دي بالن ايل للة إىل أن تقل للف ااكومل للة يف وجل لله الشل للعب‪ ،‬نتحتل للار ااكومل للة‬
‫وااللال هللذه إىل الللدعم الللدويل اْلللارجي‪ ،‬وهنللا ي للدأ دور الي للود مللن خللالل أمريكللا‬
‫ونرنس للا وبريطاني للا(‪ )2‬و ريه للا م للن ال للدول ب للالوقوف إىل جان للب ااكوم للة ودعم للا‪،‬‬
‫الش للعب ق للد سل ل َّلم ممعلي لله اْلزع للومني إىل الي للود‪ ،‬وك للذل يف‬
‫وهب للذه الطريق للة يك للون َّ‬
‫السلللطة الطا وتيللة إال مللن يريللده الي للود ويرالللون عنللهت ن‬
‫اْلسللتق ل ال يكللون يف ع‬
‫السلللطة مللن ا حللزاب متللاجون إىل مللن يقللف إىل جللان م‬
‫السللاعني يف الووللول إىل ع‬
‫ويس للاندهم ويق ل ِّلوهم‪ ،‬وتل ل ال للدول أ ت للت أع للا تق للف إىل جان للب ااكوم للات الت للي‬
‫تللرت ط هبللا‪ ،‬إ ًذا ا حللزاب اْلرت طللة بتل ل الللدول تكللون هللي اْلتقدمللة يف تللويل ااكللم‬
‫نيكون تعيين م بيد الي ود عمل ًيا(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬اْلط ل للر الي ل للودي بروتوك ل للوالت حك ل للام‪ ،‬ول ل ل يون ‪ ،)526 / 5( -‬الط ع ل للة اْلامس ل للة‪5711 ،‬ـه‬
‫‪5811‬م قيا حممد خليفة التون ‪.‬‬
‫ل حكوملة دمويلة‬ ‫(‪ )2‬وه ال‪ ،‬هم يتولون ري أذناهبم‪ ،‬نااكومة التي اسلتولت علَل السللطة يف م‬
‫عسللكرية‪ ،‬ن للي ليسللت ديمقراطيللة بللأي مقيللاس مللن مقللاييب الدِّ يمقراطيللة التللي تقاتللل أمريكللا جل للا‬
‫منذ أكعر من عرش سنوات‪ ،‬ومع ذل عب أن تقلف إىل جان لا‪ ،‬نأنلابوا علن أنفسل م أذنلاهبم طوا يلت‬
‫اْلليا نكانت االجتامعات واللقا‪،‬ات واْلشاريع االقت ادية الداعمة لذل الدكتاتور‪.‬‬
‫(‪ )3‬ومن هنا يدرك ملاذا م ل التزوير يف االنتخابات‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫من هنا تدرك ملاذا اإلرصار ملن ق لل تلل اللدول علَل أن كلم بلالد اْلسللمني‬
‫بالدِّ يمقراطيللة‪ ،‬ومللن هنللا ت للدرك عمللا تز علللف طوا ي للت بللالد اْلسلللمني إىل الكف للار‪،‬‬
‫حت للى ا ح للزاب الت للي ت للدعي االنتس للاب إىل اإلس للالم‪ ،‬نالك للل ع للَل أع للَل درج للات‬
‫ل ل وأذن للاهبم أع للم ال ي للفون‬ ‫العم للل بالدِّ يمقراطي للة‪ ،‬ب للل وو للل ا م للر ب للإخوان م‬
‫اإلسالم إال أنه دين ديمقراطي‪.‬‬

‫تل ل ل طريق للة ال للدِّ يمقراطيني يف إس للقا ااكوم للات وم الهت للا‪ ،‬ن للل م للن ح للا‬
‫اْلسلمني ح ا دون ريهم(‪ )1‬أن يعملوا عَل عزل اْلليفة؟‬

‫ني‪،‬‬ ‫نعم يف حالة واحلدة نقلط‪ :‬إذا ظ لر منله بعلد ت ِّ‬


‫لويل ا ملر كفلر بلواح وااللم َبل ِّ ٌ‬
‫وعنللد اْلسلللمني عللَل اعت للار ذل ل القللول ال للادر منلله أو الفعللل برهللان ودليللل مللن‬
‫الرشع اانيف عَل أنه كفر‪.‬‬

‫يض‪ ،‬ق ْلنَلا‪:‬‬ ‫َع ْن جنَا َد َة ْبن َأِب أ َم َّي َة َق َلال‪َ :‬د َخ ْلنَلا َع َلَل ع َلا َد َة ْبلن ال َّ لامت َوه َلو َملر ٌ‬
‫ٍ‬
‫اَّلل َع َل ْيل لله‬‫اَّلل بل لله َسل للم ْعتَه م ل ل ْن النَّ ل ل ِّلي َول ل َّلَل َّ‬‫ن ب َحل للديث َينْ َفع ل ل َ َّ‬ ‫اَّلل َحل للدِّ ْ‬‫َأ ْو ل ل َل َح َ َّ‬
‫ليام َأ َخل َلذ َع َل ْينَللا َأ ْن‬
‫اَّلل َع َل ْيلله َو َس ل َّل َم َن َا َي ْعنَللاه َن َقل َلال نل َ‬
‫َو َس ل َّل َم‪َ .‬قل َلال‪َ « :‬د َعا َنللا النَّ ل علي َول َّلَل َّ‬
‫الس ْمع َوال َّطا َعة يف َمن َْشطنَا َو َمك َْرهنَلا َوع ْرسلنَا َوي ْرسلنَا َو َأ َ َلر ًة َع َل ْينَلا َو َأ ْن َال‬ ‫َبا َي َعنَا َع ََل َّ‬
‫اَّلل نيه ب ْر َه ٌ‬
‫ان»(‪.)2‬‬ ‫ننَاز َع ا ْ َ ْم َر َأ ْه َله إ َّال َأ ْن ت ََر ْوا ك ْف ًرا َب َو ً‬
‫احا عنْدَ ك ْم م ْن َّ‬

‫(‪ )1‬كأهل الكتاب وهم أهل ذمة اْلسلمني والذين يعيشون يف دار اإلسالم‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه اإلمام ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)4155( :‬‬
‫‪10‬‬

‫فتلون شروط اخلروج ع يه وال مل ع ى عزله‪:‬‬


‫‪ -‬أن يكللون قللد تل َّ‬
‫لوىل ا مللر وهللو للري متل ل ِّب بنللاقض‪ ،‬إذ أن الواليللة ال تنعقللد‬
‫ابتدا ً‪ ،‬لكانر أو مرتد‪.‬‬

‫‪ -‬أن ي در منه بعد ذل ناقض من نواقض اإلسالم‪.‬‬

‫ظاهرا جليا ري خفي‪.‬‬


‫ً‬ ‫بواحا أي‬
‫‪ -‬أن يكون ذل الناقض ً‬

‫الس للنة ع للَل اعت للار ذلل ل ال للذي و للدر من لله‬


‫‪ -‬أن يق للوم ال للدليل م للن الكت للاب أو َّ‬
‫نقعا ل سالم‪.‬‬

‫إذا َّ‬
‫اختل َش من هذه الرشو نال عوز اْلرور عليه وال العمل عَل عزله‪.‬‬

‫نللال عللوز اْلللرور عللَل اْلليفللة َش ًع لا إذا ظلللم أورضب الظ للر وأخللذ املللالت‬
‫ن مفسللدة اْلللرور عليلله أعظللم بكعللري مللن مفسللدة ظلملله وجللوره‪ ،‬وكللل هللذه ت َعللدع‬
‫مفسدة وغرل إىل جانب تل اْلفسدة الكلربلت مللا يلتلب عليله ملن إراق ٍلة وسلف ٍ‬
‫لدما‪ ،‬اْلسلمني‪.‬‬

‫فأين الدِّميقراطية من اإلسالم؟!‬

‫مهللا إ ع ل للام دين ل للان خمتلف ل للان ال يلتقي ل للان إال يف ال ل للر وس النخ ل للرة الت ل للي ت ل للدعي‬
‫اإلسللالم وال تفقلله مللن اإلسللالم وال مللن الدِّ يمقراطيللة شللي ا سللول إرالللا‪ ،‬الغللرب‪،‬‬
‫وا را‪،‬ات السلطة‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫ن للال عالق للة للديمقراطي للة باإلس للالم م للن حي للث التعري للف ال َّت للة‪ ،‬ن للام الع للدان‬
‫اللذان ال عتمعان‪ ،‬والنقيعان اللذان ال عتمعان وال يرتفعان‪.‬‬

‫االثنني ‪ /8‬ص ر ‪ 5763 /‬املوافق‪2157 /52 /5 :‬‬


‫‪13‬‬

‫اع م أن أريان الدِّميقراطية هي‪:‬‬

‫(حرِّية العقيدة –حرَّية الرَّأي – الحرية الشخصية)‬

‫(اارية)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫إن اْلتأمل يف هذه ا ركان عد أن القاسم اْلشلك بين ا كل ا هي‬

‫َشع ل للا ودعل للا إلي ل للا‪،‬‬


‫نل للام معنل للى ااريل للة يف النظل للام الل للدِّ يمقراطي‪ ،‬ومل للن الل للذي َ‬
‫وملاذا؟‬

‫ااريات ودعا الع َ‬


‫لاَل إلي لا إنلام هلم‬ ‫اعلم ‪ -‬رمح ا ‪ -‬أن أول من والع هذه ِّ‬
‫الي للود‪ ،‬وقللد أقل علروا بللذل يف الربوتوكللول ا ول‪ ،‬علل ًلام ب لأن هللذه الربوتوكللوالت َل‬
‫تك َتل للب لتن َْرشل لل‪ ،‬وإنل للام ه ل للي مقل ل َّلررات اتفل للا علي ل للا حاخامل للات الي ل للود يف جلس ل للاهتم‬
‫الرسية‪ ،‬وهذا يعني‪ ،‬أنه ال يمكن أن يكذب أحدهم عَل اجخلر ونليام بيلن م‪ ،‬نقلالوا‬
‫ِّ‬
‫"ااري ل للة‬
‫ِّ‬ ‫لديام أول م ل للن و ل للاح يف النَّل للاس‬
‫ع ل للن ااري ل للة الدِّ يمقراطي ل للة‪( :‬ك ل للذل كن ل للا ق ل ل ً‬
‫واْلسللاواة واإلخللا‪ "،‬كلللامت مللا انف َّكللت ترددهللا منللذ ذل ل االلني ب غللاوات جاهلللة‬
‫متجم رة من كل مكان حول هذه الشعائر)(‪.)1‬‬

‫وك للام ال خيف للى ن للإن ه للذه ه للي ش للعارات الع للورة الفرنس للية الت للي كان للت يف عاي للة‬
‫للوا مل للن خ للالل تل ل ل العل للورة‬ ‫الق للرن الع للامن عرش ل ل ‪5148‬م‪ ،‬حيل للث متكن للوا أن م‬

‫(‪ )1‬اْلطر الي ودي بروتوكوالت حكام‪ ،‬و يون ‪.)521 / 5( -‬‬
‫‪14‬‬

‫الدِّ يانة الن انية يف داخل الكنيسة‪ ،‬نرشارة هذه الدعوة اْل يعة انطلقلت ملن نرنسلا‬
‫بتلل ل الش للعارات إىل بل للدان الع للاَل‪ ،‬ودخل للت ه للذه الش للعارات ب للالد اْلس لللمني ع للن‬
‫لا ين يس ل سلمى (موش لليل عفل للا)(‪ )1‬حي للث تتلم للذ ع للَل أي للدهم يف نرنس للات إذ‬ ‫طري للا ن‬
‫والشلعار(‪ )3‬اللذي علاد بله‬ ‫كانت نرنسا تَع علا يف ذلل الوقلت باْلحانلل املاسلونية(‪ِّ ،)2‬‬
‫ذل الن ا ين من نرنسا إىل بالد اْلسلمني يع لت أن ا يلادي الي وديلة قلد تل َّق َف ْتله يف‬
‫تل ل ل الل للديار‪ ،‬إذ أعل للا ذات الشل للعارات الفرنسل للية ولكل للن مل للع تغيل للري مفرداهتل للا نقل للط‬
‫واالحتفاظ باْلعنى واْلحتول‪.‬‬

‫ِّ‬
‫الشللعارات مللن حيللاة الفرنسلليني يللم‬ ‫لانية بتل ل‬ ‫وكللام أعللم أزاحللوا الدِّ يانللة الن‬
‫مل للن حيل للاة بل للاقي بل للالد أوربل للا‪ ،‬نكل للذل عملل للوا عل للَل أن يزيلل للوا اإلسل للالم مل للن حيل للاة‬
‫ِّ‬
‫الش للعارات‪،‬‬ ‫أيع ل لا‪ ،‬ولك للن ب لل‪ ،‬عتم للع علي لله الع للرب إىل جان للب تل ل ل‬
‫اْلس لللمني ً‬
‫نكانل للت القوميل للة‪ ،‬نامتزج ل للت تل ل ل الشل للعارات بال ل للدعوة إىل القوميل للة ومل للن خ ل للالل‬
‫اْلنتس ني إىل اإلسالم‪ ،‬من الذين تتلمذوا عَل َيدَ ي ذل الن ا ين‪.‬‬

‫وعنلدما نملت دوللة القوميللة وأرادت أن لرر علن اْلسللار اللذي حلدِّ د َلللا‪ ،‬وأن‬
‫حيزا أكرب مما رسم َلا‪ ،‬عملوا عَل إسقاط ا ناختلقوا ا كاذيب‪ ،‬نأزالوها‪.‬‬
‫تأخذ ً‬

‫هذه هي بداية اارية التي يلنَّم هبا من ال يفقه من حقيقة دين ا شي ًا!‬

‫(‪ )1‬كان ال ععيون يف العراق يسمونه القائد اْل سب‪ ،‬نعرف بذل ‪.‬‬
‫(‪َ )2‬جعيات هودية‪ ،‬وأحيانًا يعملون باسم اجلمعيات اْلريية‪.‬‬
‫حرية اشلاكية)‪.‬‬
‫(‪( )3‬وحدة ِّ‬
‫‪15‬‬

‫وب للام أن الي للود ه للم واال للعوا ااري للة ودعاهت للا‪ ،‬ن للم بالرض للورة أعل للم بمعناه للا‬
‫لان شلتَّى‪ ،‬ن لي تعنللي عنللدهم كللام جللا‪،‬‬‫اللذي ق للدوه‪ ،‬ناختللاروا َلللا معنلى مللن بللني معل ٍ‬
‫َْ‬
‫يف الربوتوكول العاين عرش‪:‬‬

‫(إن كلمة اارية التي يمكن أن ت َف َّرس بوجوه شتَّى سنجدها هكذا‪:‬‬

‫"اارية هي حا عمل ما يسمم به القانون"‪.‬‬


‫ِّ‬

‫تعريف الكلمة هكذا سينفعنا عَل هذا الوجهت إذ سيلك لنا أن نقول‪:‬‬

‫ااري للة‪ ،‬وأي للن ين غ للي أن ال تك للون‪ ،‬وذلل ل لس ل ل ب بس لليط‪ ،‬ه للو أن‬
‫أي للن تك للون ِّ‬
‫القانون لن يسمم إال بام نر ب نحن نيه)(‪.)1‬‬

‫ناارية التلي َنتنلوا هبلا النَّلاس‪ ،‬إنلام هلي عملل ملا يسلمم بله القلانون‪ ،‬ن لي مق َّيلدة‬
‫َّ‬
‫به وليست مطلقة كام أومهوا النَّاس َّ‬
‫نتومهوا!‬

‫وب للام أع للم ق للد قي للدوها بالق للانون‪ ،‬والق للوانني الوال للعية ه للم واال للعوها وال للدعاة‬
‫إلي للا‪ ،‬نااري للة ال تك للون إال يف ح للدود م للا يري للدون ه للم‪ ،‬وإال ن ل لأي نائ للدة يف تقيي للد‬
‫اارية بالقانون بالنس ة َلم إن َل يكن القانون من والع م؟! (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬اْلطر الي ودي بروتوكوالت حكام‪ ،‬و يون ‪.)533 / 5( -‬‬
‫‪16‬‬

‫وعللن طريللا هللذه ااريللة اْلزعومللة مت َّكنللوا أن يوجللدوا مللا يسللمونه بااكومللات‬
‫الدستورية‪ ،‬أي التي كم بالدستور بعيدً ا عن اللدِّ ين‪ ،‬أي ديلن كلانت علم اعتلربوا‬
‫الللدين عائ ًق لا يف س ل يل الغايللات الت للي َيرومللون الوو للول إلي للا‪ ،‬وه للي السلليطرة ع للَل‬
‫الع للاَل واس للتعادة ا م للوال م للن أي للدهمت ع للا أم للواَلم والنَّ للاس َجيع للا م للا خلق للوا إال‬
‫ليكونوا ع يدا َلم!‬

‫فمما جاء يف الربو ويول ال اشر‪:‬‬

‫(لقد و َّلدَ ت اارية ااكوملات الدسلتورية(‪ . . .)2‬نالدسلتور كلام تعلملون لليب‬


‫أكعللر مللن مدرسللة للفللتن واالختالنللات واْلشللاحنات واَليجانللات اازبيللة العميقللة‪،‬‬
‫وهو بإعاز مدرسة كل يش‪ ،‬يععف نفوذ ااكومة)(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬وه ل للذا ي ل للذكِّرنا ب ل للام قلن ل للاه يف حم ل للارضة س ل للابقة ع ل للن الدس ل للاتري والق ل للوانني‪ :‬أع ل للا م ل للن أه ل للوا‪ ،‬الي ل للود‬
‫والنَّ ارل‪.‬‬
‫ل عللَل حقيقللت م ‪ -‬أن يكللون‬ ‫(‪ )2‬مللن را ئللب ا مللور ‪ -‬ومللا هللي بمسللتغرب عنللد مللن يعلللم إخللوان م‬
‫حسن ال نا من أشد الدعاة إىل ااكومة الدستورية‪ ،‬واعت ارها من أقرب اللنظم إىل اإلسلالم‪ ،‬بلل إنله ال‬
‫يلرق عللن النظلام الدسللتوري بلديالً‪ ،‬نمللام جلا‪ ،‬يف رسللائله‪( :‬يعتقلد اإلخللوان اْلسللمون أن نظللام ااكللم‬
‫نظامللا آخللر)‬
‫الدسللتوري هللو أقللرب نظللم ااكللم القائمللة يف العللاَل كللله إىل اإلسللالم‪ ،‬وهللم ال يعللدلون بلله ً‬
‫رسائل حسن ال نا ‪.)555 / 5( -‬‬
‫أيعلا أن نقلول يف اطم نلان‪ ،‬إن القوا علد ا ساسلية التلي قلام علي لا‬
‫أيعا‪( :‬وهبذا االعت لار يمكلن ً‬
‫ويقول ً‬
‫للي ال تتنللاو مللع قوا عللد اإلسللالم‪ ،‬وليسللت بعيللدة مللن النظللام اإلسللالمي وال ري للة عنلله)‬ ‫الدسللتور اْل‬
‫رسائل حسن ال نا ‪.)676 / 5( -‬‬
‫‪17‬‬

‫ولكللي ال تفلللت زمللام ا مللور مللن أيللدهم جعلللوا ااريللة التللي أشللاعوها‪ ،‬والتللي‬
‫أوجللدت َلللم ااكومللات الدع سللتورية‪ ،‬جعلوهللا إحللدل وسللائل إسللقا ااكومللات‬
‫الس ل ل لللطة‪ ،‬وذلل ل ل ل بت ي ل ل لليا العام ل ل للة باس ل ل للم ااري ل ل للة‬
‫أيعل ل ل لا عن ل ل للدما يري ل ل للدون انت ل ل للزاع ع‬
‫ً‬
‫والدِّ يمقراطية‪ ،‬نمام جا‪ ،‬يف الربوتوكول ا ول‪:‬‬

‫(إن اارية السياسية ليست حقيقة‪ ،‬بل نكلرة‪ .‬وعلب أن يعلرف اإلنسلان كيلف‬
‫لخر هللذه الفكللرة عنللدما تكللون رضوريللة‪ ،‬ني َّتخللذها طعل ًلام جلللذب العامللة إىل ول ِّفه‪،‬‬
‫يسل ِّ‬
‫قرر أن ينتزع سلطة منانب له)(‪.)2‬‬
‫إذا كان قد َّ‬

‫ااري للة‪ ،‬جعل للت ه للذه‬


‫إن الق للدرة ع للَل ري ل ل الع للوام ال للد الطوا ي للت باس للم ِّ‬
‫عملن يلدعم ا دول ًيلا عنلدما تتحلرك الشلعوب اللدَّ ها‪ ،‬إذ ال ي قلى‬‫ااكومات ت حلث َّ‬
‫َلا وجود إال إذا أسندت من خارر ال للد‪ ،‬وملن هنلا تتو َّيلا العالقلة بلني َمل ْن يلديرون‬
‫ا مللور مللن الظللالم‪ ،‬وبللني ااكومللات الطا وتيللة‪ ،‬بللني القللول اْلفيللة التللي ا للذت‬

‫إن الرج للل ال يكتف للي بال للدعوة إىل ااكوم للة الدس للتورية ب للل يعت للرب ذلل ل م للن ال للنظم القري للة ج للدً ا م للن‬
‫اإلسللالم‪ ،‬بللل هللو اإلس للالم بعينلله نمللن أقوا ل لله يف الرسللائل‪( :‬نللنحن نس لللم باْل للاد ا ساسللية للحك للم‬
‫الدستوري باعت ارها متفقة بل مستمدة من نظام اإلسالم) رسائل حسن ال نا ‪.)552 / 5( -‬‬
‫وأذناهبم مع دعاة ااكومة الدستورية ومنذ متى؟‬ ‫هل علمت كيف التقى إخوان م‬
‫م سب اجلامعة ال يرق عن ااكومة الدستورية بديال‪ ،‬هكذا عَل اإلطالق وبدون استعنا‪! ،‬‬
‫هل هذا تأويل للحكومة الدسلتورية ملن منتسلب إىل اإلسلالم ظ لر ب َع ْيلدَ ظ لور الربوتوكلوالت بلزمن‬
‫ق ري‪ ،‬أم أعا توارد خواطر مع حاخامات الي ود؟!‬
‫(‪ )1‬اْلطر الي ودي بروتوكوالت حكام‪ ،‬و يون ‪.)551 / 5( -‬‬
‫(‪ )2‬اْلطر الي ودي بروتوكوالت حكام‪ ،‬و يون ‪.)556 / 5( -‬‬
‫‪18‬‬

‫ااري ل للة الدِّ يمقراطي ل للة ع ل للا هتدي ل للد و ع ل لليع‪ ،‬وب ل للني ااكوم ل للات الطا وتي ل للةت ن‬
‫يعلم للون مل للن يس للتطيع أن م للرك الش للعب‪ ،‬ومل للن يس للتطيع أن‬ ‫الطوا يللت عن للد ذل ل‬
‫خيمد ااركة الشع ية إذا يارت الدهم‪ ،‬ومما جا‪ ،‬يف الربوتوكول ا ول‪:‬‬

‫"ااريللة" جعل للا قللادرة عللَل إقنللاع الرعللاع بللأن ااكومللة ليسللت‬
‫َّ‬ ‫(إن جتللرد كلمللة‬
‫شللي ًا آخللر للري مللدير ينللوب عللن املال ل الللذي هللو ا مللة‪ ،‬وأن يف اْلسللتطاع خلع للا‬
‫كقف للازين ب للاليني‪ .‬وأن العق للة ب للأن مم للعو ا م للة يمك للن ع للزَلم‪ ،‬ق للد أس لللمت ممعل للي م‬
‫لسلطاننا‪ ،‬وجعلت تعيين م عمل ًيا يف أيدينا)(‪.)1‬‬

‫لتم السل لليطرة عل للَل ااكومل للات الطا وتيل للة‪ ،‬نل للال ي قل للى إال مل للن‬ ‫ن اسل للم ااريل للة تل ل ع‬
‫يل للوالي م‪ ،‬وال يل للأي إال مل للن يل للوالي م كل للام خ َّططل للوا‪ ،‬ومل للن هنل للا تل للدرك أس ل ل اب عمل للا‬
‫العالقات بلني تلل اللدول وأمريكلا ونرنسلا وبريطانيلا‪ ،‬علمل لًا أن هلذه اللدول تلدعم‬
‫إرسائيل بلك للل ملا أوت لليت وعالنيل ل للة‪ ،‬نانقل لت القاعلدة اْلعرونلة وأول حت‪ :‬ولديا‬
‫عدوي وديقي(‪.)2‬‬
‫ِّ‬

‫لق للد عل للم واال للعوا ااري للة ك للم م للل ه للذه الكلم للة يف طياهت للا م للن اْلط للورة‪،‬‬
‫السلللطة يومللا مللا‪،‬‬
‫وأدركللوا اجلانللب التللدمريي ني للا‪ ،‬نقل َّلرروا أعللم إذا اسللتحوذوا عللَل ع‬

‫(‪ )1‬اْلطر الي ودي بروتوكوالت حكام‪ ،‬و يون ‪.)526 / 5( -‬‬
‫(‪ )2‬القاع للدة الت للي اعت للاد علي للا النَّ للاس (ع للدو ع للدوي و للديقي) ر للم ع للدم َشعيت للا إن َل يك للن ع للدو‬
‫مسلام‪ ،‬وإن كان ري مسلم نلليب بالرضلورة أن يكلون ولديقا لنلا‪ ،‬إنلام يكفلي أنله يعلعف العلدو‬
‫ً‬ ‫العدو‬
‫الذي نعاديه‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫حريل للة‬
‫أن يزيلوهل للا مل للن اْلعل للاجم والقل للواميب ال رشل للية‪ ،‬أي ال ي قل للون ل ل لل‪ ،‬اسل للمه َّ‬
‫وجو ًدا‪ ،‬نمام جا‪ ،‬يف الربوتوكول العالث‪:‬‬

‫لزر بللاْلجتمع يف نللزاع مللع كللل القللول حتللى قللوة الط يعللة‬
‫"ااريللة" تل ع‬
‫َّ‬ ‫(إن كلمللة‬
‫السلللطة ل أن‬
‫وقللوة ا ‪ ،‬وذل ل هللو الس ل ب يف أنلله عللب علينللا ل حللني نسللتحوذ عللَل ع‬
‫ن َْم َحل َلا كلمللة ااريللة مللن معجللم اإلنسللانيةت باعت للار أعللا رمللز القللوة الوحشللية الللذي‬
‫َّ‬
‫الشعب حيوانات متعطشة إىل الدما‪.)1()،‬‬ ‫يمس‬

‫إذا تأملت يف هذا ال نا‪ ،‬الي ودي اْل يث تدرك كيف تسري ا مور يف العاَل‪.‬‬

‫ااريللة أن نعمللل مللا يسللمم بلله القللانون‪ ،‬إذا ال بللد مللن إعللاد القللانون‪ ،‬نللإذا وجللدا‬
‫ِّ‬
‫نللإعام يو ِّلللدان ااكومللة الدسللتورية التللي كللم بالقللانون والدسللتور‪ ،‬وباسللم ااريللة‬
‫ع ل ل للع ه ل ل للذه ااكوم ل ل للات لطغي ل ل للان الي ل ل للود وأزالم ل ل للم‪ ،‬وإال ن ل ل للإن ااري ل ل للة كفيل ل ل للة‬
‫بإسقاط ا‪ ،‬ل أن تربط بني هذه اْلنظوملة اْل يعلة وبلني ملا علري يف بلالد اْلسللمني‪،‬‬
‫بااري للة‪،‬‬
‫نتم للت اْلن للاداة ِّ‬
‫س للقطت حكوم للة اا للزب الوا ح للد وج للا‪،‬وا بالدِّ يمقراطي للة‪َّ ،‬‬
‫نأنتجل للت ااكومل للات الدسل للتورية‪ ،‬توطل للدت عالقل للة هل للذه ااكومل للات مل للع أمريكل للا‬
‫ونرنسا وبريطانيا‪.‬‬

‫هذه هي اارية الي ودية والتي قامت علي ا أركان الدِّ يمقراطية‪.‬‬

‫(‪ )1‬اْلطر الي ودي بروتوكوالت حكام‪ ،‬و يون ‪.)566 / 5( -‬‬
‫‪31‬‬

‫(‪.)1‬‬

‫حريللة العقيللدة يف الللنظم الديمقراطيللة ك للام عرنناهللا سللابقا يف حمارضاتنللا تعن للي‪:‬‬
‫حرية االختيار‪.‬‬
‫تعدع د اْلع ود مع ِّ‬

‫نمللن أراد أن يع للد الشلليطان نللله ذل ل ‪ ،‬ويف كتللاب ربنللا ‪ -‬كللام يزعمللون ‪ -‬دليللل‬
‫ع للَل إق للراره ع للَل دين لله‪ ،‬وك للذل م للن ع للد الكوا ك للب‪ ،‬أو اْلخل للوقني مم للن يس للموعم‬
‫حريللة‬
‫با ئمللة‪ ،‬أو ع للد أنالطللون يف الللدعوة إىل الدِّ يمقراطيللة‪ ،‬ناإلسللالم عنللد دعللاة ِّ‬
‫العقيدة يتسع لكلل هل ال‪ ،‬إىل جانلب ولفا‪ ،‬العقيلدة والتوحيلد اللذي جلا‪ ،‬بله رسلول‬
‫ا ☺! !‬

‫ويف مقدم للة اْلق ل ِّلرين بالدس للتور الش لليطاين واريل للة االعتق للاد م للن خ للالل ذل ل ل‬
‫ل (حسللن ال نللا)‪ ،‬حيللث يقللول يف رسللائله‬ ‫الدسللتور‪ ،‬هللو م سللب حللزب إخللوان م‬
‫الت للي يقدِّ سل ل ا إخ للوان م ل ل وأذن للاهبم‪( :‬إن واال للعي الدع س للتور اْل للي ر للم أع للم‬
‫والل للعوه عل للَل أحل للدن اْل ل للاد واجرا‪ ،‬الدس ل للتورية وأرقاهل للا‪ ،‬نقل للد َ‬
‫توخل ل ْلوا ني ل لله أال‬

‫(‪ )1‬حقيقتان مفرحتان‪:‬‬


‫حرية العقيدة اْل َق عر هبا يف الدِّ يمقراطية هي لكل ا ديان عدا الدِّ ين اإلسالمي ااقيقي!‬
‫ا وىل‪ِّ :‬‬
‫حريللة يف االعتقللاد للمسلللمنيت وإال نللام بللال هللذه االلروب مللن‬
‫حريللة االعتقللاد أ تللوا أن ال ِّ‬
‫العانيللة‪ :‬دعللاة ِّ‬
‫حرية االعتقلاد علَل أنلاس اختلاروا ديلن ا تعلاىل‪ ،‬ويريلدون أن مكملوا بلام أنلزل ا تعلاىل يف‬
‫ق ل دعاة ِّ‬
‫بالدهم‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫ي طدم أي نص من ن ووه بالقواعد اإلسلالمية‪ ،‬ن لي إملا متامشلية مع لا رصا حلة‬


‫كالنص الذي يقول‪( :‬دين الدَّ ولة اإلسالم) أو قابلة للتفسلري اللذي ععل لا ال تتنلاو‬
‫مع ا كالنص الذي يقول‪( :‬حرية االعتقاد مكفولة)(‪.)1‬‬

‫السلليف‬
‫وقللال وهلو يفنِّللد دعللول قيللام اإلسللالم بالسلليف‪( :‬إن اإلسللالم قللام عللَل َّ‬
‫حريل للة‬
‫وانترش ل ل بالسل لليف‪ :‬باطلل للة‪ . . . .‬وباطل للة ب يل للات القل للرآن الك للريم‪ :‬التل للي تقل للرر ِّ‬
‫الر ْش للد م ل ل َن‬ ‫لني ع‬ ‫العقي للدة وتق للول يف وال للوح ورصا ح للة‪{ :‬ال إ ْك ل َلرا َه يف ال للدِّ ين َق للدْ َت َ ل َّ َ‬
‫ا ْل َغ ِّي}‪ ،‬كام تقول‪َ { :‬وقل ْ‬
‫ااَ عا م ْن َر ِّبك ْلم َن َمل ْن َشلا َ‪َ ،‬ن ْليل ْ م ْن َو َمل ْن َشلا َ‪َ ،‬ن ْل َيكْف ْلر إ َّنلا‬
‫رسا دق َ للا َوإ ْن َي ْس لتَغيعوا ي َغللايوا بل َلام ٍ‪ ،‬كَا ْْل ْ للل َي ْشللوي‬ ‫لارا َأ َحللا َ هبل ْلم َ‬
‫َأ ْع َتللدْ نَا لل َّظللاْلنيَ َنل ً‬
‫الرشلاب َو َسللا َ‪ْ ،‬ت م ْر َت َف ًقللا}‪ ،‬كللام تقللول‪َ { :‬وإ ْن َأ َحللدٌ م ل َن ا ْْل ْرشللكنيَ‬ ‫ا ْلوجللو َه ب ل ْ َب َّ َ‬
‫اسل ل لت ََج َار َك َنل ل ل َأج ْره َح َّت ل للى َي ْس ل ل َلم َع َك ل للال َم ا ي ل ل َّلم َأبْل ْغ ل لله َم ْأ َمنَ ل لله َذل ل ل ل َ بل ل ل َأ َّع ْم َق ل ل ْلو ٌم ال‬
‫ْ‬
‫لون}‪ ،‬ن للو يلللزم اْل ل منني إن اسللتجار هبللم أحللد اْلرشللكني أن ي لغللوه الللدعوة‬
‫َي ْع َلمل َ‬
‫ويوالللحوا للله مقاوللد اإلسللالم يللم مرسللوه حتللى ي للل إىل مأمنلله ويلكللوه لي ْسلللم‬
‫عن ر ة واقتناع‪ ،‬ال عن خوف وره ة وإكراه)(‪.)2‬‬

‫الرب َك للة اجس للنة القائم للة ع للَل الف للم الس للقيم جي للات ا تع للاىل والت للي‬
‫ه للذه ه للي ْ‬
‫الردة عرب تارخي م‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫يستقي من ا إخوان م‬

‫(‪ )1‬رسائل حسن ال نا ‪.)676 / 5( -‬‬


‫(‪ )2‬رسائل حسن ال نا ‪.)72 / 2( -‬‬
‫‪31‬‬

‫ل للرئاسلة‬ ‫وكان من أواخر من رصح بذل ابلن ملريس(‪ ،)1‬مرشلم إخلوان م‬


‫واللذي بل َّ‬
‫لث ملن عللَل قنلاة اجلزيللرة الفعلائية يللوم (العاليلا‪ ،)2152 /5/28 ،‬يف لقللا‪،‬‬
‫معه نقال‪:‬‬

‫( ااريللات العامللة وحريللة االعتقللاد وحريللة الل للاس (يق للد للمللرأة) معللمونة‬
‫ونا القانون)‪.‬‬

‫أيعا ما جا‪ ،‬يف كتاب الرحيا اْلختوم ل في الفوري(‪:)2‬‬


‫ً‬ ‫ومن ذل‬

‫(إن االروب الداميلة التلي جللرت بلني اْلسللمني وبللني أعلدائ م َل تكلن أهللدان ا‬
‫‪ -‬بالنس ل ل ة إىل اْلس ل لللمني ‪ -‬م ل للادرة ا م ل للوال وإب ل للادة ا رواح‪ ،‬وإنن ل للا‪ ،‬النَّ ل للاس‪ ،‬أو‬
‫إكل ل ل للراه الع ل للدو ع ل للَل اعتن ل للاق اإلس ل للالم‪ ،‬وإن ل للام ك ل للان اَل ل للدف الوحي ل للد ال ل للذي هدن ل لله‬
‫اْلسلمون(‪ )3‬من هذه ااروب هو اارية الكاملة للناس يف العقيدة والدِّ ين { َن َمن‬
‫َشا‪َ ،‬ن ْلي ْ من َو َمن َشا‪َ ،‬ن ْل َيكْفر}(‪.)1())4‬‬

‫ي اْلسجونت إجالالً السم رسول ا ☺ ال نخاط ه باسمه ا ول‪.‬‬ ‫(‪ )1‬اعني به الرئيب اْل‬
‫للنا علَل مللا يليلا بلله مللن اسلمه‪ ،‬ومللن علللم‬ ‫(‪ )2‬اسلمه عللَل الكتلاب‪ :‬وللفي الللرمحن اْل لارك نللوري‪ ،‬ناقت‬
‫من كتابه (الرحيا اْلختوم) ما علمناه استكعر عليه ما استكعرناه‪.‬‬
‫عسلى ا تعللاىل أن يعيننللا عللَل نرشل مللا كت نللاه عللن هلذا الكتللاب بعللد االنت للا‪ ،‬منلله‪ ،‬وقللد سللميناه (وكشللف‬
‫اْلختوم عَل ري الرحيا )‬
‫الرسول ☺ وأوحابه من السابقني ا ولني من اْل اجرين وا ن ار‪.‬‬
‫(‪ )3‬يق د َّ‬
‫حريللة‬
‫(‪ )4‬نقللد جعللل الغايللة الوحيللدة مللن ج للاد رسللول ا ☺ وأوللحابه (ريض ا عللن م) قيللا َّ‬
‫العقيدة والدِّ ين للناس! !‬
‫‪33‬‬

‫وس االلزب‪ . . . .‬العرا قللي(‪)2‬‬ ‫أيع لا إبللراهيم نعمللة‪ ،‬أحللد ر‬ ‫وقللد رصح بللذل‬
‫ً‬
‫لل‪ ،‬نقللال يف رسللالته التللي بعع للا إىل جللون أِب زيللد عللَل‬ ‫وهللم مللن أذنللاب إخللوان م‬
‫يف خماط ة الر سا‪ ،‬وااكام(‪.)3‬‬ ‫طريقة إخوان م‬

‫والرس للالة نرش للت يف جري للدة نت للى الع للراق(‪ )4‬يف مدين للة اْلوو للل وم للا عل للا يف‬
‫ا‪:‬‬ ‫ذاكري من ن‬

‫بدأت الرسالة بال سملة يم قال وب ْ َب ما قال‪:‬‬

‫السيد قائد قوات التحالف يف العراق اجلنرال أبو زيد اْلحلم! ! !‬

‫(‪ )1‬الرحيا اْلختوم ت عنوان (ماذا يتمخض عن بنود اْلعاهدة)‪.‬‬


‫( ‪ )2‬ابراهيم نعمة من اْلنتس ني إىل العلم وهو من أهل اْلوول‪ ،‬كان ععوا يف الربملان العراقي يف‬
‫دورته املاالية‪ .‬أما اازب‪ ،‬ناْلق ود به‪ :‬اازب االسالمي العراقي‪ ،‬وقد شاركوا يف كتابة الدستور‬
‫وهم المن تشكلية حكومة بريمر وااكومات الرانعية إىل اجن ناستكعرنا علي م اسم االسالم‬
‫نا عَل ما يليا هبم‪.‬‬ ‫ناقت‬
‫(‪ )3‬ومستندهم من الرشع يف ذل ‪:‬‬
‫ل ل وأذن للاهبم ل لليب يف اْلسل للتند‬ ‫الرس للول ☺ راس للل اْلل للوك وااك للام‪ ،‬إال أن مش للكلة إخ للوان م‬
‫أن َّ‬
‫الرش للعي للمرا س لللة ولك للن يف ال للذي يكت ون لله إىل اْلل للوك وااك للام‪ ،‬وم للن يق للرأ تلل ل الرس للائل يعل للم أن‬
‫كات للا ال يفق لله اْلط للاب الرش للعي يف اْلرا س للالت ب للني اْلس لللمني و للريهم‪ ،‬وأع للم ليس للوا م للن اْلتأس للني‬
‫برسللول ا ☺‪ ،‬وأن معللمون تل ل الرسللائل ون وو ل ا ال عالقللة َلللا برشللعنا اإلسللالمي اانيللف‬
‫وسنرل ذل يف رسالة إبراهيم نعمة التي نرشت يف جريدة (نتى العراق) عام ‪.2116‬‬
‫‪34‬‬

‫لقد أسخط ا تعاىل بعد ال سملة م اَشة‪ ،‬حني قال لذل النجب‪( :‬سيد)‪.‬‬

‫بابل ل لا س ل للامه‪( :‬ب ل للاب ال يق ل للل للمن ل للانا‬


‫وق ل للد وال ل للع ال خ ل للاري يف ا دب اْلف ل للرد ً‬
‫سيد)(‪.)1‬‬

‫وذك للر ح للديث رس للول ا ☺‪ :‬ع للن ع للد ا ب للن بري للدة ع للن أبي لله ق للال‪ :‬ق للال‬
‫رس للول ا ☺‪( :‬ال تقول للوا للمن للانا س لليدت نإن لله إن يل ل س لليدكم نق للد أس للخطتم‬
‫ربكم عز وجل)(‪.)2‬‬

‫ويف رواية أِب داوود ‪ -‬رمحه ا ‪« :-‬نإن ي سيدً ا» بدالً من «سيدكم»(‪.)3‬‬

‫يم خاط ه باسم أبيه وَل خياط ه باسمه ا ول‪ ،‬وال رابة‪ ،‬ن لذه أحلدل وسلائل‬
‫إخ ل للوان م ل ل ل للتزل ل للف إىل ااك ل للام‪ ،‬نق ل للد أراد اْل ل للرف أن ين ِّ ل لله إىل م ل للا بي ل للن ام م ل للن‬
‫الوشللائا‪ ،‬وقللال عللن سلليده جللون (حملللم)‪ ،‬علللام أن ا تعللاىل سللمى جو ًن لا وأمعاللله‬
‫لب}…‪[ .‬سللورة التوبللة‪،‬‬ ‫(نجس لا) قللال تعللاىل‪َ { :‬يللا َأ عهَللا ا َّلللذي َن آ َمنللوا ْ إ َّنل َلام ا ْْل ْرشللك َ‬
‫ون ن ََجل ٌ‬ ‫ً‬
‫اجية‪.])21( :‬‬

‫ٍ‬
‫ال َيللة}‪[ .‬سللورة‬ ‫وأي َشك أكللرب وأعظللم مللن أن يقللول جللون‪{ :‬إ َّن س َ‬
‫اَّلل َيالللث َي َ‬
‫املائدة‪ ،‬اجية‪.])46( :‬‬

‫(‪ )1‬ا دب اْلفرد لل خاري ‪.)234 / 5( -‬‬


‫(‪ )2‬هللذا حكللم ن ينللا يف اْلنللانا الللذي يظ للر االسللالم وذاك ن للم علامئنللا‪ .‬وااللديث أخرجلله ال خللاري يف‬
‫ا دب اْلفرد – (‪.)431‬‬
‫(‪ )3‬رقم ااديث‪.)7848( :‬‬
‫‪35‬‬

‫نجسا؟!‬
‫نكيف يكون حمل ًما من سامه ا ت ارك وتعاىل ً‬

‫!!‬ ‫ال رابة إعم أذناب إخوان م‬

‫يللم ذكللر لسلليده جللون‪ :‬أن اإلسللالم ديللن أمللن وأمللان وأنلله يل من بحريللة ا ديللان‬
‫واستش د ب يتني من كتاب ا تعاىل‪:‬‬

‫ا وىل‪ :‬قوله تعاىل‪{ :‬الَ إك َْرا َه يف الدِّ ين}‪.‬‬

‫والعانية‪ :‬قوله تعاىل‪َ { :‬لك ْم دينك ْم َو َيل دين}‪.‬‬

‫اقلح بعد ذل لسيده جلون اْلحللم لديله‪ ،‬بعلض اْلقلحلات التلي تسل ل َللم‬
‫من خالَلا السيطرة عَل العراق نجا‪ ،‬بالطامات(‪.)1‬‬

‫يص بعض اْل الغ ولو كانت زهيلدة ملع‬ ‫(‪ )1‬من ا‪ :‬اإلرساع يف والع الدع ستور وتشكيل ااكومة‪،‬‬
‫ال طاقللة التموينيللةت نللإن ذل ل يعللني عللَل هتدئللة النَّللاس‪ ،‬وذ َّكل َلرهم بللام نعللل اإلنكليللز ب بائنللا عنللدما دخلللوا‬
‫العلراق‪ ،‬عنلدما اشلغلوا النَّلاس بلا عامل‪ ،‬نلاقلح علَل سليده جلون أن يعمللوا علَل إعلاد عملل للشل اب‪،‬‬
‫ناْلرف يريد من ا مريكيني أن يفعلوا بنا ما نعله اإلنكليز ب بائنا‪ ،‬وقد أخلذ ا مريكيلون بمقلحله نلام‬
‫وجللدوا عمل ً‬
‫ال أنعللل م للن كلنللب الشللوارع‪ ،‬وانخللر اْل للات مللن الشل اب يف سللل ال لديللة ومللا أن يللأي‬
‫علي لله ال ل ل اح حت للى يتوج لله إىل ال لدي للة‪ ،‬ي للم ين للزل إىل الش للارع وق للد تن َّك ل َ‬
‫لب اْلكنس للة‪ ،‬وأول ل م هل ل ال‪،‬‬
‫ينترشون بكعانة عجي لة يف الطلرق التلي يسللك ا اجللير ا مريكلي يف تنقالتله يف داخلل مدينلة اْلوولل‪،‬‬
‫وأو ل م وج للودهم مان ًع للا م للن الكامئ للن وم للن زرع الع للوات وتفج للري اْلفخخ للات‪ ،‬و للت الت دي للد ت للرك‬
‫ه ال‪ ،‬الش اب العمل‪.‬‬
‫ومن المن مقلحاته إطالق رساح اْلعتقلني من أي ونف كانوا وم ام كانت انتام‪،‬اهتم‪.‬‬
‫‪36‬‬

‫ويقول أبو عبد الرمحن س طان ع ى(‪( :)1‬و قد اشتمل القلرآن علَل كعلري ملن‬
‫حريلة العقيلدة و ال َّلرأي‬
‫اْل اد السامية التي تدل عَل عظمته وأولالته و من لا‪ :‬م لدأ ِّ‬
‫ون َال‬ ‫يف قوللله تعللاىل‪{ :‬ال إ ْكل َلرا َه يف الللدِّ ين}‪ ،‬وقوللله تعللاىل‪{ :‬قل ْلل َيللا َأ عهَللا ا ْل َكللانر َ‬
‫ون َمللا َأ ْع للد َو َال َأنَللا َعابللدٌ َمللا َع َللدْ ت ْم َو َال َأنْللت ْم‬
‫ون َو َال َأنْللت ْم َعابللد َ‬
‫َأ ْع للد َمللا َت ْع للد َ‬
‫ون َما َأ ْع د َلك ْم دينك ْم َو َيل دين}(‪.)2‬‬
‫َعابد َ‬

‫حريلة اْلناقشلات الدينيلة علَل أسلاس مواللوعي بعيلد‬


‫أيعا ِّ‬
‫(لقد كفل اإلسالم ً‬
‫عن اْل لاترات أو السلخرية ملن اجخلرين‪ .‬وو ذلل يقلول القلرآن‪{ :‬ادع إىل سل يل‬
‫رب ل بااكمللة واْلوعظللة ااسللنة وجللادَلم بللالتي هللي أحسللن}‪ .‬وعللَل أسللاس مللن‬
‫هللذه اْل للاد السللمحة ين غللي أن يكللون االلوار بللني اْلسلللمني و للري اْلسلللمني‪ ،‬وقللد‬
‫وجلله القللرآن هللذه الللدعوة إىل االلوار إىل أهللل الكتللاب نقللال‪{ :‬قللل يللا أهللل الكتللاب‬
‫تع للالوا إىل كلم للة س للوا‪ ،‬بينن للا وبي للنكم أال نع للد إال ا وال نرش للك ب لله ش للي ًا وال يتخ للذ‬
‫نإن تولوا نقولوا اش دوا بأنا مسلمون}‪.‬‬ ‫ربابا من دون ا‬
‫بععا أ ً‬
‫بععنا ً‬

‫الرسلول☺ يف‬
‫أللم أقلل لل أنل لم أخذوا اْلستند الرشعي ْلرا سللة الطوا يلت يللم انسللخوا علن هلدي َّ‬
‫خماط اته َلم‪ ،‬ونر وا الدليل الرشعي من حمتواه!‬
‫(‪ )1‬ومللا كنللت الستش ل د بقوللله لللوال أنلله أحللا عنللوان كتابللة هبالللة‪ ،‬وقللال عللن نفسلله (راجللي رمحللة ربلله‬
‫الرمحن) يم ذكر اسمه‪.‬‬
‫النعيم يف ظل الرمحن الرحيم ‪.)652 / 5( -‬‬ ‫(‪ )2‬ريا‬
‫‪37‬‬

‫ومعنللى هللذا أن االلوار إذا َل ي للل إىل نتيجللة نلكللل دينلله الللذي يقتنللع بلله‪ ،‬وهللذا‬
‫أيعللا اجيللة ا خللرية ملن سللورة (الكللانرون) التلي ختمللت بقوللله تعللاىل‬
‫ملا عللربت عنلله ً‬
‫للمرشكني عَل لسان حممد ☺ ‪{ :‬لكم دينكم وىل دين}(‪.)1‬‬

‫ومن فتاوى األزهةر‪( :‬إذا كلان هلل كلل ديلن عقائلدهم وأسلالي م اإليامنيلة يف‬
‫حريللة العقيللدة والع للادة‪ ،‬نللإن اإلسللالم قللد سل ا كللل الللنظمت نلله ديللن ا ‪،‬‬
‫ظللل مللن ِّ‬
‫نقرر أن {ال إكراه يف الدِّ ين قد ت ني الرشد من الغي}‪.‬‬

‫أن اإلسالم كام هو معلوم عقيدة وَشيعة‪.‬‬

‫والعقيدددددة وه للي الت للي متع للل اْل وو للية الديني للة للمس لللم‪ ،‬نق للد حس للم‬
‫اإلس ل ل للالم أم ل ل للر اجخ ل ل للرين مع ل ل للا بق ل ل للول ا تع ل ل للاىل‪{ :‬لك ل ل للم دي ل ل للنكم ويل دي ل ل للن}‪،‬‬

‫(‪ )1‬شل ل ات اْلش للككني(‪ .)562 / 5‬وق للد ق للدم َل للذا الكت للاب وزي للر ا وق للاف حمم للود مح للدي زق للزوق‬
‫وقال‪( :‬وقد اشلك يف هذا العمل العلمي الك ري عدد من العلام‪ ،‬اْلعرونني ممن َلم بلاع طويلل يف سلال‬
‫الدراسللات اإلسللالمية‪ ،‬وو خطللة اْلجلللب ا عللَل للش ل ون اإلسللالمية القيللام بلَجللة هللذا الكت للاب إىل‬
‫تعم الفائدة ويطلع اْلسلمون و ري اْلسلمني عَل هذه الشل ات واللرد‬
‫عدد من اللغات ا جن ية حتى َّ‬
‫علي ا‪.‬‬
‫ونأمل أن يس م هلذا الكتلاب يف توالليم ال لورة ااقيقيلة ل سلالم وإزاللة ملا عللا با ذهلان ملن سلو‪،‬‬
‫ن م لتعاليمه وعقائده‪ .‬تاري كتابة اْلقدمة‪ /51 :‬وفر‪ 5762 /‬اْلوانا‪/5 :‬مايو ‪.2112 /‬‬
‫‪38‬‬

‫حري ل للة االعتق ل للاد ول ل لله‬


‫أي أن اْل ل للواطن ل للري اْلس ل لللم يف اْلجتم ل للع ل للري(‪ )1‬اْلس ل لللم ل ل لله ِّ‬
‫حرية ممارسة الع ادة)(‪.)2‬‬
‫ِّ‬

‫حريللة االعتقللاد يف سللال العالقللات الدوليللة‬


‫(متيللز الرشلليعة اإلسللالمية يف كفالللة ِّ‬
‫حريل للة العقيل للدة لغل للري اْلسل لللمني أمل ل ًلرا‬
‫اإلنسل للانية يف َشيعل للة اإلسل للالم مت سيل للزه يف جعل للل ِّ‬
‫ن ا خلللا النَّللاس‬ ‫لررات ن اإلسللالم ال يكللره أحللدً ا عللَل الللدخول نيللهت ذل ل‬
‫مقل ً‬
‫َجي ًعللا خمتلفللني يف أديللاعم وألللوا عم وعللاداهتم وتقاليللدهم وال يزا لللون كللذل إىل يللوم‬
‫الللدين‪ ،‬ي كللد ذل ل أن القللرآن الكللريم أنللزل سللورة كاملللة تللوي عللَل هللذا اْلف للوم‬
‫ون َو َال َأنْ للت ْم‬
‫ون َال َأ ْع للد َم للا َت ْع للد َ‬ ‫الش للامل‪ ،‬ق للال تع للاىل‪{ :‬ق ل ْلل َي للا َأ عهَ للا ا ْل َك للانر َ‬
‫ون َم للا َأ ْع للد َلك ل ْلم‬
‫ون َم للا َأ ْع للد َو َال َأنَ للا َعاب للدٌ َم للا َع َ للدْ ت ْم َو َال َأنْ للت ْم َعاب للد َ‬
‫َعاب للد َ‬
‫دينكم ويل دين})(‪)4(.)3‬‬
‫ْ َ َ‬

‫(‪ )1‬كلمللة ( للري) هنللا زائللدةت ن كللون للري اْلسلللم يعلللن عقيدتلله يف ستمللع للري إسللالمي ال يعنللي شللي ًا‬
‫مما ذه وا إليه‪.‬‬
‫(‪ )2‬أقول‪ :‬هكذا عَل االطالق‪ .‬نتاول ا زهر ‪.)655 / 4( -‬‬
‫(‪ )3‬نظللرات استرشلا نية يف نقلله العالقللات اإلنسللانية بللني اْلسلللمني و للري اْلسلللمني (‪ْ .)55 /5‬ل لفلله‪:‬‬
‫د‪ .‬حسلن بلن حممللد سلفر أسللتاذ نظلم ااكللم اإلسلالمي والقعللا‪ ،‬واْلرانعلات الرشللعية اْلشلارك بجامعللة‬
‫اْلل ع د العزيز بجدة‪.‬‬

‫(‪ )4‬ه ال‪ ،‬الذين ذكرهتم يم ِّعلون االجتاهات اْلوجودة يف بالد اْلسلمني من الدعاة إىل ِّ‬
‫حرية االعتقاد‪.‬‬
‫‪39‬‬

‫حريلة العقيلدة واْلامرسلات الدينيلة ملن‬


‫لص علَل ِّ‬
‫وكذل الدع ستور العراقي قلد ن َّ‬
‫أي نمط كان‪ ،‬وين ًيا كان أم َشك ًيا أم إنكار ًيا أم إسالم ًيا! !‬

‫الكةة ب ال راق ةةي يف‬


‫ع ع ي ةةه َّ‬
‫ص ة َّةو ه‬
‫فمم ةةا ج ةةاء يف الدُّس ةةتور ال راق ةةي ال ةةذع ه‬
‫اريخ ‪:2115/51/55‬‬

‫املادة العانية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬اإلسالم دين الدَّ ولة الرسمي‪ ،‬وهو م ٌ‬


‫در أساس للترشيع‪.‬‬

‫يان ًي للا‪ :‬يع للمن ه للذا الدع س للتور ااف للاظ ع للَل اَلوي للة اإلس للالمية لغال ي للة َّ‬
‫الش للعب‬
‫حري ل للة العقي ل للدة‬
‫العرا قل للي‪ ،‬ك ل للام ويعل للمن كام ل للل ااق ل للوق الدينيل للة جلمي ل للع ا نل للراد يف ِّ‬
‫واْلامرسة الدينية‪.‬‬

‫كاْلسيحيني‪ ،‬وا زيديني‪ ،‬وال اب ة اْلندائيني(‪.)1‬‬

‫حرية الفكر والعمري والعقيدة)‪.‬‬


‫املادة (‪(:)71‬لكل نرد ِّ‬

‫حرية الع ادة ومحاية أماكن ا)‪.‬‬


‫املادة(‪:)75‬يان ًيا‪( :‬تكفل الدَّ ولة ِّ‬

‫وهناك تأكيد آخر عَل محاية الدَّ ولة لألماكن اْلقدسة يف‪:‬‬

‫(‪ )1‬عليل أن ت للذل كللل مللا يف طاقت ل وأن جت للد عقل ل مللا اسللتطعت‪ ،‬لتونللا بللني املللادة ا وىل وعايللة‬
‫املللادة العانيللة‪ ،‬ال تسللتغرب إعللم دعللاة أنالطللون إال أعللم مللا وجللدوا بللدا مللن إقحللام اسللم اإلسللالم للري‬
‫الفعال‪.‬‬
‫‪41‬‬

‫املادة (‪:)51‬‬

‫لات دينيل ل ٌة وحع للارية‪،‬‬


‫(العت للات اْلقدس للة‪ ،‬واْلقام للات الديني للة يف الع للراق كيان ل ٌ‬
‫وتلتزم الدَّ ولة بتأكيد وويانة حرمت ا والامن ممارسة الشعائر بحرية ني ا)‪.‬‬

‫َص عَل يالن مسائل‪:‬‬


‫يالحُ من خالل هذه اْلواد أن الدع ستور العراقي قد ن َّ‬

‫حرية العقيدة لكل ا ديان اْلوجودة يف العراق وبدون استعنا‪.،‬‬


‫ا وىل‪ِّ :‬‬

‫حري للة ممارس للة الطق للوس لك للل تلل ل ا دي للان‪ ،‬وه للذا يعن للي بالرض للورة‬
‫العاني للة‪ِّ :‬‬
‫إظ ار تل الطقوس أ نا‪ ،‬ممارست ا‪.‬‬

‫العالعة‪ :‬أن الدَّ ولة تتكفل بحامية أماكن الع ادة لكل تل ا ديلان‪ ،‬وبالرضلورة‬
‫تتكفل محاية من يامرس الطقوس يف تل االماكن‪.‬‬

‫وإقرار هذه احلرية يف االعتقاد ي ي‪:‬‬

‫أن م ل للن ح ل للا اإلنس ل للان يف الل ل ل الد الدِّ يمقراطي ل للة أن م ل للانُ ع ل للَل معتق ل للده‪ ،‬وأن‬
‫أي كلان م لام كانلت ط يعلة‬
‫من ٍّ‬ ‫يامرس طقوسه الدينية بكامل اارية ودون اعلا‬
‫تل العقيدة‪ ،‬وم ام كانلت ط يعلة تلل اْلامرسلات الدينيلة‪ ،‬نلال يملل أحلد االا يف‬
‫لب ش ل للي ًا مم ل للا يقدس ل للونه وإن ك ل للان ش ل لليطا ًنا ك ل للام عن ل للد‬
‫عل ل للي م‪ ،‬أو أن يم ل ل َّ‬ ‫االع ل لللا‬
‫لربا م للن الق للور ك للام عن للد‬
‫اليزيدي للة‪ ،‬أو كوك ً ل لا م للن الكوا ك للب ك للام عن للد ال للاب ة‪ ،‬أو ق ل ً‬
‫الرانعة‪.‬‬
‫‪40‬‬

‫وهذه احلرية ي فيما نيه أيضًا‪:‬‬

‫أن م للن ح للا اإلنس للان أن يعتن للا م للن العقائ للد م للا يش للا‪ ،،‬وأن الق للانون يكف للل ل لله‬
‫أي كلان‪ ،‬نملن حلا‬
‫ااامية يف ذلل االختيلار‪ ،‬ويعلمن لله اااميلة ملن أي اعتلدا‪ ،‬ملن س‬
‫لان ًيا أو شلليوع ًيا أو رانع ل ًيا ‪-‬‬ ‫اْلسلللم يف ال ل الد الدِّ يمقراطيللة أن يكللون يزيللد ًيا أو ن‬
‫والعي للاذ ب للا ‪ -‬والعك للب ك للذل ‪ ،‬نالق للانون يع للمن للجمي للع ااري للة يف اختي للار م للا‬
‫أي دي للن آخ للر يرت ي لله‬
‫يرون لله م للن دي للن‪ ،‬ويع للمن ل لله ااري للة يف االنتق للال م للن دي للن إىل س‬
‫لنفسه! !‬

‫لريا مللن أهل للا‬


‫حريللة االعتقللاد يف بللالد الغللرب‪ ،‬أن كعل ً‬
‫نكانللت مللن آيللار تط يقللات ِّ‬
‫علَل تلل التحلوالت‬ ‫اعتنقوا اإلسالم‪ ،‬والدَّ ولة يف تلل اللديار ال متلل االعللا‬
‫من الن انية إىل اإلسالم‪.‬‬

‫إال أن الدِّ يمقراطية تعمل يف بالد الغرب بخلالف ملا تعملل يف بلالد اْلسللمنيت‬
‫ن النَّ للاس ق للد عاش للوا حي للاة ال يمي للة بك للل تفاو لليل ا من للذ و للغرهم‪ ،‬وشل ل عوا م للن‬
‫مغريلات اايللاة‪ ،‬نلللم تعلد لرك نللي م الغريلزة اإلنسللانية‪ ،‬نعنللدما علد ترشلليعا َي ْعل ط‬
‫حياته ونا نطرته السليمة تكون االستجابة بإذن ا تعاىل أكعر وأرسع‪.‬‬

‫أما يف بالد اْلسلمني نقد عاش النَّلاس بل عض اللوابط الرشلع دون أن يرت طلوا‬
‫بالرشع‪ ،‬نأو حت بعض االلتزامات الرشعية ملن اللمن ملا تعلارف علي لا النَّلاس‪،‬‬
‫ومللن هنللا نللإن الدِّ يمقراطيللة قللا َلللم االنطللالق مللن ذلل الللنمط مللن اايللاة إىل حيللاة‬
‫‪41‬‬

‫ال يرل ني ا تلل القيلود التلي اعتلاد علي لا‪ ،‬نتكلون االسلتجابة للديمقراطيلة يف بلالد‬
‫كعريا ورسي ًعا‪ ،‬وال عاوم بعد ا تعاىل إال بالرجوع إىل الدِّ ين اانيف‪.‬‬
‫اْلسلمني ً‬

‫نالدِّ يمقراطيللة يف ب لالد اْلس لللمني تعمللل ع للَل إبع للاد اْلسلللمني ع للن دي للن م‪ ،‬وإن‬
‫وجد اْللتلزم ن لو اْلسللم اْللانع اللذليل اْلسلاَل إال ملا شلا‪ ،‬ا تعلاىلت ن اْلسللم ال‬
‫عزيزا من خالل تلل القلوانني والدسلاتري‪ ،‬وال َيع َتقلد ذلل إال ملن‬ ‫يمكن أن يكون ً‬
‫ك للان منانق للا‪ ،‬ق للال تع للاىل‪َ { :‬ب ِّرش ل ا ْْلنَللانقنيَ ب ل َأ َّن ََل ل ْلم َع ل َلذ ًابا َأل ل ً‬
‫ليام ‪ ‬ا َّل للذي َن َيتَّخ للذ َ‬
‫ون‬
‫لون عن للدَ هم ا ْلع ل َّلز َة َن للإ َّن الع ل َّلز َة سَّلل ََجي ًع للا}‬
‫ا ْل َك للانري َن َأ ْول َي للا‪ ،‬م للن دون ا ْْل ل ْ مننيَ َأيَ ْتَغ ل َ‬
‫[سورة النسا‪ ،،‬اجية‪.]568 -561 :‬‬

‫فهل يف اإلسالم ما يسمى حبرية ال قيدة؟‬

‫وهللل يقللر اإلسللالم بحريللة العقيللدة لألديللان ا خللرل‪ ،‬وممللي أمللاكن ع اداهتللا‬
‫وممارسة طقوس ا كام نص الدع ستور العراقي‪ ،‬وكام يدعو إلي ا ويعملل َللا وهبلا دعلاة‬
‫ديمقراطية أنالطون؟‬

‫أي هللل مللن حللا مللن شللا‪ ،‬يف بللالد اْلسلللمني التللي كللم برشلليعة ا تعللاىل أن‬
‫خيتار مللن ا ديان ما يشا‪،‬؟‬

‫حريلة العقيلدة التلي هلي ركلن يف‬


‫وبامذا يستدل اْلنتس ون إىل اإلسلالم يف إي لات ِّ‬
‫الدِّ يمقراطية؟‬
‫‪43‬‬

‫اعل للم ‪ -‬ه للداين ا وإي للاك‪ -‬أن دع للاة ديمقراطي للة أنالط للون م للن اْلنتس ل ل ني إىل‬
‫ارية العقيدة يف اإلسالم – زعموا – وهي‪:‬‬
‫اإلسالم يستدلون بأربع آيات ِّ‬

‫قوله تعاىل‪{ :‬الَ إك َْرا َه يف الدِّ ين}‪[ .‬سورة ال قرة‪ ،‬اجية‪.]253 :‬‬

‫وقوله تعاىل‪َ { :‬لك ْم دينك ْم َو َيل دين}‪[ .‬سورة الكانرون‪ ،‬اجية‪.]3 :‬‬

‫وقوله تعاىل‪َ { :‬ن َمن َشا‪َ ،‬ن ْلي ْ من َو َمن َشا‪َ ،‬ن ْل َيكْفر}[سورة الك ف‪ ،‬اجية‪.]28 :‬‬

‫وقوللله تعللاىل‪َ { :‬وإ ْن َأ َحللدٌ م ل َن ا ْْل ْرشللكنيَ ْ‬


‫اس لت ََج َار َك َن ل َأج ْره َح َّتللى َي ْسل َلم َع َكللال َم‬
‫ون}‪[ .‬سورة التوبة‪ ،‬اجية‪.]3 :‬‬ ‫ا ي َّم َأبْل ْغه َم ْأ َمنَه َذل َ ب َأ َّع ْم َق ْو ٌم ال َي ْع َلم َ‬
‫‪44‬‬

‫الدين}‪.‬‬
‫{الَ إك َْرا َه يف ِّ‬
‫هل هذه اآلية دل ع ى حرِّية االعتقاد يف اإلسالم؟‬

‫عن ابن ع لاس‪ ،‬قولله‪{ :‬ال إكلراه يف اللدِّ ين قلد ت لني الرشلد ملن الغلي}‪ ،‬قلال‪:‬‬
‫"وذل ملا دخل النَّاس يف اإلسالم‪ ،‬وأعطاهم أهل الكتاب اجلزية"(‪.)1‬‬

‫إن معرنة س ب نزول اجية تعني عَل ن م اجية‪ ،‬وس ب نزوَلا‪:‬‬

‫لاس َقل َلال‪" :‬كَا َنللت ا ْ َْلل ْلرأ َة تَكللون م ْق َ‬


‫ال ًتللا َنت َْج َعللل‬ ‫لري َعللن ْابللن َع َّل ٍ‬ ‫َعل ْن َسللعيد ْبللن ج َل ْ ٍ‬
‫لان نللي ْم مل ْن َأبْنَللا‪،‬‬
‫لت َبنللو النَّعللري َكل َ‬ ‫لاش ََلَللا َو َلللدٌ َأ ْن هتَل ِّلو َده‪َ ،‬ن َلل َّلام أ ْجل َيل ْ‬
‫َعل َلَل َن ْفسل َ ا إ ْن َعل َ‬
‫اَّلل َع ل َّلز َو َج ل َّلل‪{ :‬الَ إ ْك ل َلرا َه يف ال للدِّ ين َق للدْ‬
‫ا َنْ َ للار‪َ .‬ن َق للالوا‪ :‬الَ َن للدَ ع َأبْنَا َ‪َ ،‬ن للا"‪َ ،‬ن ل َأن َْز َل َّ‬
‫الر ْشد م َن ا ْل َغ ِّى}‪.‬‬
‫ني ع‬‫َت َ َّ َ‬

‫لال َأب للو َداو َد‪" :‬ا ْْل ْقل لالَت ا َّلت للي الَ َيع للير ََل َ للا َو َل للدٌ "‪[ .‬رواه أب للو داوود‪ ،‬رق للم اا للديث‪:‬‬
‫َق ل َ‬
‫(‪ ،)2317‬والنسائي يف السنن الكربل رقم ااديث‪])55178( :‬‬

‫أيعا ابن أِب حاتم يف تفسريه وزاد‪:‬‬


‫ورواه ً‬

‫(‪ )1‬تفسري ابن أِب حاتم ‪.)763 / 8( -‬‬


‫‪45‬‬

‫قلال سلعيد بلن ج للري‪" :‬نملن شلا‪ ،‬اللا هبلم‪ ،‬وملن شللا‪ ،‬دخلل يف اإلسلالم"‪[ .‬رقللم‬

‫الرواية‪.])2378( :‬‬

‫والعلللام‪ ،‬رمح للم ا تعللاىل مللن م مللن محللل معنللى اجيللة عللَل النفللي‪ ،‬ومللن م مللن‬
‫محل ا عَل النَّ ي‪:‬‬

‫وال رق بينهما‪:‬‬

‫بالس لليف ع للَل اإلس للالم ال‬


‫أن (ال) إذا كان للت ناني للة نإع للا تعن للي‪ :‬أن م للن م َم للل َّ‬
‫يسمى مكرهات ن اجية نفت وجود اإلكلراه علَل اإلسلالم‪ ،‬يقلول ابلن كعلري ‪ -‬رمحله‬
‫ا ‪:-‬‬

‫السيف سربا‪ ،‬مكرها)(‪.)1‬‬


‫(وقيل معناها‪ :‬ال تقولوا ْلن أسلم ت َّ‬

‫أما إذا كانت ناهية‪ ،‬نإعا تعني‪ :‬أن ال يكره أحد عَل اعتناق اإلسالم‪.‬‬

‫وسيكون حديعنا عن (ال) يف اجية عَل أعا ناهية إن شا‪ ،‬ا تعاىل‪.‬‬

‫(‪ )1‬تفسري بن كعري (‪ - )316 /5‬نتم القدير (‪.)245 / 5‬‬


‫‪46‬‬

‫المبحث األول‪ :‬هل اآلية محكمة أم منسوخة‬

‫ييف فهم ع ماء أهل السَّنة هذه اآلية اللرمية؟‬

‫السنة يف ذل إىل يالية‪:‬‬


‫اختلفت أقوال علام‪ ،‬أهل َّ‬

‫الق و ا ال ا أن هللذه اجيللة منسللوخة‪ ،‬وممللن قللال ذل ل مللن العلللام‪( ،‬رمح للم‬
‫ا )‪:‬‬

‫‪ -‬حية قةال‪( :‬يلم إنله ن ََسل َ {ال إك َْلرا َه يف الللدِّ ين}‬ ‫ابةن يةث ‪-‬‬
‫ن َأ َم َر بقتال أهل الكتاب يف سورة برا‪،‬ة)(‪.)1‬‬

‫‪( :-‬اختل للف العل للام‪ ،‬يف معن للى ه للذه‬ ‫‪-‬‬ ‫ويقة ةةول اإلمة ةةام القة ةةرط‬
‫اجية عَل ستة أقوال‪:‬‬

‫القل للول ا ول‪ :‬قيل للل أعل للا منسل للوخةت ن الن ل للي (‪ )‬أكل للره العل للرب عل للَل ديل للن‬
‫اإلسللالم وقللاتل م وَل يللر مللن م إال باإلسللالم‪ . . .‬قللال‪ :‬نسللخت ا { َيللا َأ عهَللا النَّ ل علي‬
‫َجاهد الك َّفار َوا ْْلنَانقنيَ }‪ ،‬وروي هذا‪ . . .‬كعري من اْلفرسين)(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬تفسري بن كعري‪.)316 / 5( -‬‬


‫(‪ )2‬اجلامع حكام القرآن‪ .)21/6( -‬نتم القدير (‪.)245/5‬‬
‫‪47‬‬

‫‪ -‬يف أحكللام القللرآن‪َ ( :‬ق ْوللله تعللاىل‪َ { :‬ال إ ْكل َلرا َه يف‬ ‫يقللول ابللن العللرِب ‪-‬‬
‫الدِّ ين} ني َ ا َي َالن َم َسائ َل‪:‬‬

‫وخ ٌة ب يَة ا ْلقتَال)(‪.)1‬‬ ‫ا ْْل َْس َأ َلة ا وىل‪ :‬ق َيل‪َّ :‬‬
‫(إعَا َمنْس َ‬

‫يقللول اإلمللام اجل للاص ‪ -‬رمحلله ا ‪( :-‬قوللله تعللاىل‪{ :‬الَ إ ْكل َلرا َه يف الللدِّ ين َقللد‬
‫الر ْشللد م ل َن ا ْل َغل ِّلي} روي‪ . . .‬إنلله منسللوب بقوللله تعللاىل‪{ :‬يللا أهللا الن للي جاهللد‬
‫لني ع‬
‫َّت َل َّ َ‬
‫الك َّفار واْلنانقني}‪ ،‬وقوله تعاىل‪{ :‬ناقتلوا اْلرشكني}(‪.)2‬‬

‫لارا يف معنلى الن لي‪ ،‬أي ال‬


‫(وج َّو َز أن تكلون إخ ً‬
‫يقول ا لويس ‪ -‬رمحه ا ‪َ :-‬‬
‫تكرهوا يف الدِّ ين وجتربوا عليه وهلو حين ٍلذ‪ :‬إملا علام منسلوب بقولله تعلاىل‪َ { :‬جاهلد‬
‫الك َّفار َوا ْْلنَانقنيَ }‪ . . .‬أو خم وص بأهل الكتاب)(‪.)3‬‬

‫‪ :‬أعللا للري منسللوخة‪ ،‬وأعللا خاوللة بأهللل الكتللاب‪ ،‬أي عللى ا‬ ‫القووو ا اليووو‬
‫ت للارك وتعللاىل إكللراه أهللل الكتللاب عللَل اإلسللالم إذا دنعللوا اجلزيللة للمسلللمني عللن يل ٍلد‬
‫وهم وا رون‪ ،‬وممن قال هبذا القول من العلام‪( ،‬رمح م ا )‪:‬‬

‫(‪ )1‬أحكام القرآن (‪.)621 /5‬‬


‫(‪ )2‬أحكام القرآن – (‪.)543/2‬‬
‫(‪ )3‬تفسري ا لويس ‪)622 / 2( -‬‬
‫‪48‬‬

‫اإلمام الطربي ‪ -‬رمحه ا ‪( :-‬أن معنى قوله‪َ { :‬ال إك َْلرا َه يف اللدِّ ين} إنلام هلو‬
‫ال إك للراه يف ال للدِّ ين ح للد مم َّللن َح ل َّلل ق للول اجلزي للة من لله بأدائ لله اجلزي للة ورال للاه بحك للم‬
‫اإلسالم)(‪.)1‬‬

‫وول ٌة يف أهلل الكتلاب اللذين‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬قلال‪َ ( :‬أ َّعَلا َ ْ‬


‫خم‬ ‫اإلمام ابن ال ربي ‪-‬‬
‫اجل ْز َيللة م ل ْن ج لن ٍ‬
‫ْب ْ َمللل اجيللة‬ ‫لول ْ‬‫اجل ْز َيللةت َو َعل َلَل َهل َلذا َنكل علل َم ل ْن َر َأل َق ل َ‬ ‫ي َقل علر َ‬
‫ون َعل َلَل ْ‬
‫َع َل ْيه)(‪.)2‬‬

‫‪( :-‬وروي عللن ااسللن وقتللادة أعللا خاوللة يف‬ ‫‪-‬‬ ‫اإلمةةام ااصةةا‬
‫أهللل الكتللاب الللذين ي َقل علرون عللَل اجلزيللة دون مرشللكي العللربت عللم ال يقل علرون عللَل‬
‫اجلزي للة وال يق ل لل م للن م إال اإلس للالم أو الس لليف‪ ،‬وقي للل إع للا نزل للت يف بع للض أبن للا‪،‬‬
‫ا ن للار‪ ،‬كللانوا هللودا نللأراد آبللا هم إكللراه م عللَل اإلسللالم‪ ،‬ورول ذل ل عللن ابللن‬
‫ع اس وسعيد بن ج ري)(‪.)3‬‬

‫‪( :-‬وم ل للن دخ ل للل يف الذم ل للة َل ع ل للز إكرا ه ل لله ع ل للَل‬ ‫ض ة ة ةا ‪-‬‬
‫ويقة ة ةةول أي ً‬
‫اإلسالم)(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬جامع ال يان ‪ /‬تفسري اجية من سورة ال قرة‪.‬‬


‫(‪ )2‬أحكام القرآن (‪.)621/ 2‬‬
‫(‪ )3‬أحكام القرآن‪.)534/ 2( -‬‬
‫(‪ )4‬أحكام القرآن ‪.)534/2( -‬‬
‫‪49‬‬

‫‪( :-‬ليست بمنسلوخة‪ ،‬وإنلام نزللت يف أهلل‬ ‫ويقول اإلمام القرط ‪-‬‬
‫الكتاب خاوة‪ ،‬وأعم ال يكرهون عَل اإلسالم إذا أ َّدوا اجلزية)(‪.)1‬‬

‫‪( :-‬أو خم للوص بأهل للل الكتل للاب الل للذين ق لل للوا‬ ‫يقة ةةول األلوسة ةةي ‪-‬‬
‫اجلزي ل للة‪ ،‬وه ل للو اْلحك ل للي ع ل للن ااس ل للن وقت ل للادة والع ل للحاك‪ ،‬ويف سل ل ل ب الن ل للزول م ل للا‬
‫ي يده(‪.)3())2‬‬

‫‪( :-‬القللول العللاين‪ :‬أعللا ليسللت بمنسللوخة‪ ،‬وإنللام‬ ‫يقةةول الكةةوياني ‪-‬‬
‫نزلت يف أهل الكتلاب خاولة‪ ،‬وأعلم ال يكرهلون علَل اإلسلالم إذا أ َّدوا اجلزيلة‪. . .‬‬
‫والللذي ين غللي اعللتامده ويتعل َّلني الوقللوف عنللده‪ ،‬أعللا يف الس ل ب الللذي نزلللت جللله‪،‬‬
‫حمكمللة للري منسللوخة) يللم ذكللر س ل ب النللزول الللذي رواه بللن ع للاس يللم قللال‪( :‬نلللام‬
‫لري ا بن للا َ‪ ،‬رس للول ا ☺ وَل يك للره م ع للَل اإلس للالم‪ ،‬وه للذا يقت ل أن‬ ‫نزل للت َخ ل َّ َ‬
‫أه ل للل الكت ل للاب ال يكره ل للون ع ل للَل اإلس ل للالم إذا اخت ل للاروا ال ق ل للا‪ ،‬ع ل للَل دي ل للن م وأدوا‬
‫اجلزية)(‪.)4‬‬

‫أع للا نزل للت ق للل ذل ل ل وكان للت عام للة‪ ،‬ي للم نس للخت يف ح للا‬ ‫القوووو ا الي لوووو‬
‫اْلرشكني وبقيت يف حا أهل الكتاب‪.‬‬

‫(‪ )1‬أحكام القرآن ‪.)21/ 6( -‬‬


‫(‪ )2‬يم ذكر رمحه ا قول ابن ع اس يف س ب النزول‪.‬‬
‫(‪ )3‬روح اْلعاين يف تفسري القرآن العظيم والس ع اْلعاين – (‪.)622/6‬‬
‫(‪ )4‬نتم القدير – (‪)245/5‬‬
‫‪51‬‬

‫وأدلللة النَّس ل هنللا‪ ،‬هللي كللل اجيللات التللي أمللر ا تعللاىل ني للا اْلسلللمني بالقتللال‬
‫بعد ذل ‪ ،‬كقول ا تعاىل‪:‬‬

‫لدمتوه ْم َوخذوه ل ْلم‬ ‫اا لرم َنللا ْقتلوا ْ ا ْْل ْرشللكنيَ َحلي للث َو َجل ع‬ ‫انس ل َل َ ا َ ْش ل ر ْ‬‫{ َنللإ َذا َ‬
‫الزكَلا َة َن َخ عللوا ْ‬ ‫اح وه ْم َوا ْقعدو ْا ََل ْم ك َّل َم ْر َو ٍد َنإن تَابوا ْ َو َأ َقلاموا ْ ال َّ ل َ‬
‫ال َة َوآ َتلوا ْ َّ‬ ‫َو ْ‬
‫يم} [سورة التوبة‪ ،‬اجية‪.])5( :‬‬ ‫َس ي َل ْلم إ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َ ف ٌ‬
‫ور َّرح ٌ‬

‫{ َيا َأ عهَا النَّ عي َجاهد الك َّفار َوا ْْلنَانقنيَ َوا ْ ل ُْ َع َل ْي ْم َو َم ْأ َواه ْم َج َ نَّل للم َوب ْ ل َ‬
‫لب‬
‫ا ْ َْل ري}‪[ .‬سورة التوبة‪ ،‬اجية‪.])46( :‬‬

‫اَّلل ☺ َق َلال‪« :‬أم ْلرت َأ ْن أ َقات َلل النَّلاس َح َّتلى َي ْشل َ دوا‬ ‫لول َّ‬ ‫َع ْن ْابن ع َم َلر َأ َّن َرس َ‬
‫اَّلل َو َأ َّن حم ََّمللدً ا َرسللول َّ‬
‫اَّلل َويقيمللوا ال َّ ل َلال َة َوي ْ تللوا َّ‬
‫الز َكللاةَ‪َ ،‬نللإ َذا َن َعلللوا‬ ‫َأ ْن َال إ َ َ‬
‫َل إ َّال َّ‬
‫اَّلل»(‪.)1‬‬ ‫اَل ْم إ َّال ب َح ِّا اإلسالم َوح َساهب ْم َع ََل َّ‬ ‫َذل َ َع َ موا منِّي د َما َ‪،‬ه ْم َو َأ ْم َو َ‬

‫‪( :-‬نكلان القتلال حمظلورا يف أول اإلسلالم‬ ‫‪-‬‬ ‫يقول اإلمةام ااصةا‬
‫إىل أن قام للت عل للي م ااج للة ب للحة ن للوة الن للي☺ ‪ ،‬نل للام عان للدوه بع للد ال ي للان أم ل َلر‬
‫اْلس ل لللمون بقت ل للاَلم‪ ،‬ننسل ل ل ذل ل ل ع ل للن مرش ل للكي الع ل للرب بقول ل لله تع ل للاىل‪َ { :‬ن ل للا ْقتلوا ْ‬
‫لدمتوه ْم}‪ ،‬وس للائر اجي للة اْلوج للة لقت للال أه للل الرش للك‪ ،‬وبق للي‬
‫ا ْْل ْرش للكنيَ َح ْي للث َو َج ل ع‬
‫حكملله عللَل أهللل الكتللاب إذا أذعنللوا بللأدا‪ ،‬اجلزيللة ودخلللوا يف حكللم أـهللل اإلسللالم‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪ –)25( :‬ورواه اإلمام مسلم‪ ،‬رقم ااديث‪.)561( :‬‬
‫‪50‬‬

‫ويف ذم ل للت م‪ ،‬وي ل للدل ع ل للَل ذل ل ل أن الن ل للي ☺ َل يق ل للل م ل للن اْلرش ل للكني الع ل للرب إال‬
‫اإلسالم أو السيف)(‪.)1‬‬

‫وبنللا‪ ،‬عللَل مللا تق للدم نللإن اإلكللراه اْلق للود باجي للة‪ :‬أن ال يكل َلر َه مللن ريض ب للأدا‪،‬‬
‫اجلزية عَل اعتناق اإلسالم ومن أسلم من م ت اإلكراه ال ي ْع َتلدع بإسلالمه‪ ،‬ولله أن‬
‫يرجع إىل دينه عند زوال إكراهه‪.‬‬

‫(وإ َّن ل َلام َيك للون اإلك للراه ا ْْل ْس للقط ل ْ ْس ل َلالم إذا‬ ‫‪َ :-‬‬ ‫يق ةةول اب ةةن ال رب ةةي ‪-‬‬
‫ب‪َ :‬أ ْسللل ْم‪،‬‬ ‫(ابتللدَ ا ً‪ )،‬م ل ْن َ ل ْلري جنَا َيل ٍلة َو َال َس ل َ ٍ‬
‫لان ظ ْلل ًلام َو َبللاطالً‪ ،‬م ْعللل َأ ْن ي َقل َلال للل ِّلذ ِّم ِّي ْ‬
‫َكل َ‬
‫الرجلوع إىل دينله عنْلدَ َأ ْمنله‬ ‫لاز َلله ع‬ ‫َوإال َق َت ْلت ت َن َ َلذا َال َعلوز‪َ ،‬نلإ ْن َأ ْسل َل َم ََل ْ َي ْل َز ْمله‪َ ،‬و َج َ‬
‫اف منْه)(‪.)2‬‬ ‫ممَّا َخ َ‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أحكام القرآن – (‪.)531 -534/2‬‬


‫(‪ )2‬أحكام القرآن – (‪.)621/5‬‬
‫‪51‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األدلة على إقرار أهل الكتاب على دينهم‬

‫لاَّلل َوالَ ب ل للا ْل َي ْوم اجخ ل للر َوالَ‬ ‫أوالً‪ :‬قول ل لله تع ل للاىل‪َ { :‬ق ل للاتلوا ْ ا َّل ل للذي َن الَ ي ْ من ل ل َ‬
‫لون ب ل ل َّ‬
‫ااَ ِّلا مل َن ا َّللذي َن أوتلوا ْ ا ْلك َت َ‬
‫لاب َح َّتلى‬ ‫ون ديل َن ْ‬ ‫اَّلل َو َرسلوله َوالَ َيلدين َ‬ ‫م ِّرم َ‬
‫ون َملا َح َّلر َم َّ‬ ‫َ‬
‫ون} [سورة التوبة‪ ،‬اجية‪])28( :‬‬ ‫اجل ْز َي َة َعن َي ٍد َوه ْم َوا ر َ‬ ‫ي ْعطوا ْ ْ‬

‫يان ًيلا‪ :‬عمللل رسللول ا ☺ مللع أهللل نجللران‪ ،‬وقللد اختللاروا ال قللا‪ ،‬عللَل ديللن م‬
‫الرسول ☺ اجلزية وكانت‪:‬‬
‫علي م َّ‬ ‫نفر‬

‫(ألفللي حلللة مللن حلللل ا واقللي‪ ،‬يف كللل رجللب ألللف حلللة‪ ،‬ويف كللل وللفر ألللف‬
‫حلللة‪ ،‬مللع كللل حلللة أوقيللة مللن الفعللة‪ . . .‬وعللَل نجللران م نللة رسللو ومتعللت م مللا بللني‬
‫عرشين يوما نام دون ذل ‪ ،‬وال ب رسو نوق ش ر‪.‬‬

‫لريا إذا كلان َك ْيلدٌ و َم َعل َّلرةٌ‪،‬‬


‫نرسلا وياليلني بع ً‬
‫وعللي م عاريلة ياليلني در ًعلا وياليلني ً‬
‫) ن للو الللمني‬ ‫ومللا هلل ممللا أعللاروا رسللو مللن دروع أو خيللل أو ركللاب (أو عللرو‬
‫عَل رسو حتى ي دوه إلي م)(‪.)1‬‬

‫احلُ َّة فقط يف الس ة [(‪:])517 / 7‬‬ ‫وذير ابن يث‬

‫(‪ )1‬س ل اَلدل والرشاد يف سرية خري الع اد(‪)721 / 3( - )1‬‬


‫‪53‬‬

‫وك للذل ك للان عم للل ال َّ للحابة (ريض ا ع للن م َجي ًع لا) م للع أه للل الش للام‪ ،‬نق للد‬
‫أقللرهم عمللر ؓ عللَل مللا هللم عليلله مللن ديللن‪ ،‬بالرشللو التللي عرنللت نلليام بعللد‪،‬‬
‫بالرشو العمرية‪.‬‬

‫عللو‬ ‫لانيا لعمللر بللن اْلطللاب نكللان يعللر‬ ‫(عللن إسللا‪ ،‬قللال‪ :‬كنللت مملوكللا ن‬
‫اإلسل للالم ن ل ل بى‪ .‬نيقل للول‪{ :‬ال إكل للراه يف الل للدين}‪ ،‬ويقل للول‪ :‬يل للا إسل للا لل للو أسل لللمت‬
‫الستعنا ب عَل بعض أمور اْلسلمني)(‪.)1‬‬

‫يقللول اإلمللام القرط للي ‪ -‬رمحلله ا ‪( :-‬وااجللة َلللذا القللول‪ ،‬مللا رواه زيللد بللن‬
‫لانية‪ :‬اسللمي أيت لا‬ ‫أسلم عن أبيه قال‪ :‬سمعت عملر بلن اْلطلاب يقلول لعجلوز ن‬
‫العجللوز تسلللمي‪ ،‬إن ا بعللث حممللدا بللااا‪ .‬قالللت‪ :‬أنللا عجللوز ك للرية واْلللوت إيل‬
‫قريب‪.‬‬

‫نقال عمر‪ :‬مهللا اش د‪ ،‬وتال { َال إك َْرا َه يف الدِّ ين})(‪.)2‬‬

‫وكللذل حللال خلفللا‪ ،‬بنللي أميللة والع للاس مللع أهللل الكتللاب يف زمللن م وبإَجللاع‬
‫‪.‬‬ ‫اْلسلمني يف كل ع‬

‫(‪ )1‬تفسري ابن أِب حاتم ‪ ،)725 / 8( -‬اْل نف البن أِب شي ه ‪)741 / 7( -‬‬
‫(‪ )2‬اجلامع حكام القرآن‪.)21/6( -‬‬
‫‪54‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬شروط إقرارهم على دينهم‬

‫أوالً‪ :‬أن يكونلوا اللمن حلدود الدَّ وللة اإلسلالمية وملن رعايلاهم‪ ،‬أملا ملن كللان‬
‫خ للارر س لللطان الدَّ ول للة اإلس للالمية نإن لله ال يق للر ع للَل دين لله ب للل م للارب إىل أن يعتن للا‬
‫اإلسالم أو يدخل يف دار اإلسالم‪.‬‬

‫علللي م اإلسللالم وأن ير َّ للوا نيلله‪ ،‬نللإن َأبَل ْلو نللإن علللي م اجلزيللة‬ ‫يان ًيللا‪ :‬أن يعللر‬
‫ي دوعا وا رين للمسلمني‪ ،‬نإن أبَ ْو نالقتال‪.‬‬

‫‪( :-‬اجلزيللة َل ت خللذ مللن الكتللابيني رنقللا هبللمت‬ ‫يقةةول ابةةن عبةةد الةةرب ‪-‬‬
‫ال للكانرين)(‪.)2‬‬ ‫وإنام [أخذت](‪ )1‬من م تقوية للمسلمني وذ ً‬

‫نح َّكم للوا َشع‬ ‫ومللن ك للان م للن أهللل الش للوكة مم للن م َّكللن م ا تع للاىل يف ا ر‬
‫ا تعل للاىل يف الع ل للاد وال ل ل الد‪ ،‬وكل للان مل للن الل للمن رعايل للاهم أهل للل كتل للاب‪ ،‬نل للإن أهل للل‬
‫التمك للني ه ل ال‪ ،‬ه للم أه للل ه للذه اجي للة‪ ،‬يقولوع للا لرعاي للاهم م للن أه للل الكت للاب‪ ،‬نل لإن‬
‫أع َط ل ْلوا اجلزي للة ع للن ي ل ٍلد وه للم و للا رون‪ ،‬ن للال ع للربون عن للد ذلل ل ع للَل اإلس للالم وال‬
‫يكرهون‪.‬‬

‫(‪ )1‬بعد أن أالفت هذه الكلملة‪ ،‬كنلت أبحلث علن مسلألة وجلدت الع لارة تكلررت يف كتلاب (التم يلد‬
‫ملللا يف اْلوطللأ مللن اْلعللاين وا سللانيد ‪ )554 / 2( -‬وهللو كتللاب آخللر البللن ع للد الللرب (رمحلله ا ) وجللا‪،‬‬
‫الل للنص يف هل للذا الكتل للاب‪ ( :‬ن اجلزيل للة َل ت خل للذ مل للن الكتل للابيني رنقل للا هبل للم وإنل للام أخل للذت مل للن م تقويل للة‬
‫للمسلمني وذال للكانرين)‪.‬‬
‫(‪ )2‬االستذكار ‪.)515 / 7( -‬‬
‫‪55‬‬

‫أمللا مللن كللان ذلللي ً‬


‫ال يعللير يف ظللل الطوا يللت م ا ًن لا وللا ًرا‪ ،‬نللأنى للله أن يقللول‬
‫هل الكتاب يف ال الد التي يعير ني ا {ال إكراه يف الدين}‪.‬‬

‫نللإن هللذه اْلرحل للة ال تللأي إال بعللد االمتن للاع عللن اعتنللاق االس للالم وقللد ع للر‬
‫علي م‪ ،‬أو ق ول اجلزية‪ ،‬واْلانع اْلساَل الذليل ال يمل شي ا من القلوة املل أهلل‬
‫الكتاب عَل اإلسالم أو عَل اجلزية وإال نالقتال؟‬

‫يال ًعا‪ :‬أن ترسي علي م أحكام َشعنا اانيف ومن ا‪:‬‬

‫‪ ‬أن ال نبدأهم حنن بالسالم‪.‬‬


‫‪ ‬وأن نضطره إىل أضيق الطريق عند ال قاء‪:‬‬

‫اَّلل ‪-‬وَل ا عليه وسلم‪َ -‬ق َال‪« :‬الَ َت ْلدَ ‪،‬وا ا ْل َي لو َد‬ ‫ول َّ‬‫َع ْن َأبى ه َر ْي َر َة َأ َّن َرس َ‬
‫السالَم َنإ َذا َلقيت ْم َأ َحدَ ه ْم يف َطر ٍيا َن ْ‬
‫اال َط عروه إ َىل َأ ْال َيقه»(‪.)1‬‬ ‫َوالَ النَّ ارل ب َّ‬

‫‪( :-‬ن للذا الوجلله اْلعمللول بلله يف‬ ‫قةةال أبةةو عمةةر ‪ -‬ابةةن عبةةد الةةرب ‪-‬‬
‫السالم عَل أهل الذمة والرد علي م وال أعلم يف ذل خالنا وا اْلستعان)(‪.)2‬‬

‫‪ ‬أن يلون ردنا لسالمهم‪( :‬وع يلم)‪.‬‬

‫َأنَب ْبن َمال ٍ ؓ َق َال‪َ :‬ق َال النَّ عي ☺ ‪« :‬إ َذا َس َّل َم َع َلل ْيك ْم َأ ْهلل ا ْلك َتلاب‬
‫َنقولوا َو َع َل ْيك ْم»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام مسلم‪ ،‬رقم ااديث‪.)5418( :‬‬


‫(‪ )2‬التم يد ملا يف اْلوطأ من اْلعاين وا سانيد ‪.)86 / 54( -‬‬
‫‪56‬‬

‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اَّلل‬
‫لب ْبل َن َمالل َيقلول‪َ :‬م َّلر َهلود ِي ب َرسلول َّ‬ ‫عن َأنَب ْبلن َمالل َق َلال َسلم ْعت َأنَ َ‬
‫اَّلل ☺ ‪َ :‬و َع َل ْيل َ ‪َ ،‬ن َقل َلال‬
‫السللام َع َل ْيل َ ‪َ ،‬ن َقل َلال َرسللول َّ‬
‫اَّلل َع َل ْيلله َو َسل َّل َم َن َقل َلال‪َّ :‬‬
‫َول َّلَل َّ‬
‫اَّلل‪َ :‬أ َال‬ ‫السلام َع َل ْيل َ »‪َ ،‬قلالوا َيلا َرس َ‬
‫لول َّ‬ ‫ون َما َيقول؟ َق َال‪َّ :‬‬ ‫اَّلل ☺ ‪َ « :‬أتَدْ ر َ‬ ‫َرسول َّ‬
‫َن ْقتله؟ َق َال‪َ « :‬ال إ َذا َس َّل َم َع َل ْيك ْم َأ ْهل ا ْلكتَاب َنقولوا َو َع َل ْيك ْم»(‪.)2‬‬

‫وتع ت (الواو) يف (عليكم) يف الرد علي م نتقول (وعليكم)‪.‬‬

‫‪( :-‬واْلعنى ونحن نقول لكم ملا قللتم بعينله‪ ،‬كلام‬ ‫يقول ابن القي ة ةم ‪-‬‬
‫أيع لا قائللل ل ل‬
‫إذا قللال رجللل ْلللن يس ل ه علي ل كللذا وكللذا‪ ،‬نقللال‪ :‬وعلي ل ‪ ،‬أي وأنللا ً‬
‫ذل ل ‪ . . .‬وعللَل هللذا نال للواب إي للات الللواو‪ ،‬وبلله جللا‪،‬ت أكعللر الروايللات وذكرهللا‬
‫ات وا أعلم)(‪.)3‬‬ ‫العقات ا‬

‫السام عليكم‪ ،‬كام جا‪ ،‬يف يلة الي لود لرسلول ا ☺‬


‫قد يقال‪ :‬هذا إذا قالوا َّ‬
‫يف وحيم ال خاري نقال‪« :‬وعليكم»‪.‬‬

‫وكذل إذا َل نف لم يلت م هلل كلان سلال ًما أم َنل ْي ً‬


‫ال مم َ َّو ًهلا‪ ،‬أي َل نسلتطع معرنلة‬
‫ما قالوا‪ ،‬هل قالوا السالم عليكم أم قالوا السام عليكم؟ نالرد يكون‪ :‬وعليكم‪.‬‬

‫أما إذا كانت التحيلة وااللحة ومف وملة‪ ،‬بلأن سلمعناهم قلالوا‪ :‬السلالم علليكم‪،‬‬
‫عَل‪ :‬وعليكم‪ ،‬كام جا‪ ،‬يف ااديث؟‬ ‫هل نرد علي م بمعل ا أم نقت‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪ ،)3251( :‬رواه اإلمام مسلم‪ ،‬رقم ااديث‪.)5411( :‬‬
‫(‪ )2‬رواه اإلمام ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.3823 :‬‬
‫(‪ )3‬أحكام أهل الذمة ‪.)727 / 5( -‬‬
‫‪57‬‬

‫) يف أحكللام أهللل الذمللة الللر َّد علللي م‪ ،‬وجعللل ذل ل‬ ‫أجللاز ابللن القلليم (‬
‫من العدل ومن باب إذ حييتم بتحية نحيوا بأحسن من ا‪.‬‬

‫أقول مست ينًا باهلل اىل‪:‬‬

‫إن مللا جللا‪ ،‬يف لفللُ حللديث رسللول ا ☺ خيرجلله عللن ادخاللله يف عموميللات‬
‫ا دلة‪ ،‬نام جا‪ ،‬يف نص ااديث‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬قال‪« :‬إذا سلم عليكم» كام عند ال خاري ومسلم‪.‬‬

‫يان ًيا‪ :‬خ ص اجل ة اْلسلمة نقال‪« :‬أهل الكتاب»‪.‬‬

‫يال ًعا‪ :‬جعل الرد بقوله‪« :‬وعليكم»‪.‬‬

‫السللام عللليكم كللام جللا‪ ،‬يف‬


‫لص عللَل أعللم إن سلللموا علينللا‪ ،‬أو قللالوا َّ‬
‫نااللديث نل َّ‬
‫بعض الروايات‪ ،‬نإن الرد علي م يكون‪ :‬وعليكم‪.‬‬

‫وهللذا يللدخل يف بللاب ال ِّ للغار الللذي َر َالل ْلوا بلله‪ ،‬نللال نجللد بللاب وللغار َلللم يل َّلم‬
‫نكربهم‪.‬‬

‫وكللذل لي قللى هللذا الفاوللل بللني اْلسلللمني يف يللت م وبللني مللن ريض بللالكفر‪،‬‬
‫بين م وبني من يدنع َلم اجلزية وا ًرا‪.‬‬
‫‪58‬‬

‫وهللذا يعللني القلللب أن ال َيدخللله يش‪ ،‬مللن مللو َّدهتم‪ ،‬نللإن مللن اْلعلللوم أن الكلمللة‬
‫إن كانللت طي للة تلللك يف القلللب أ ل ًلرا‪ ،‬نللال ين غللي أن نللرد علللي م بالتحيللة التللي يل َلر عد هبللا‬
‫عَل اْلسلم‪.‬‬

‫الرسللول ☺ وبللام هللم أهللله‪ ،‬وأن ننللزَلم‬


‫والعدالللة أن نعللامل م بللام خ ل م بلله َّ‬
‫اْلنللزل الللذي ارتعللوه نفس ل م وال نللرنع م بعموميللات ا دلللة‪ ،‬ورحللم ا اإلمللام‬
‫اجلليل ابن القيم رمحة واسعة‪ ،‬وا تعاىل أعلم وأحكم‪.‬‬

‫الرسللول☺ وإن كللان نيلله‬


‫وكللذل ال نغل ِّلري يف رد السللالم علللي م مللا أمرنللا بلله َّ‬
‫‪( :-‬إذا سل لللم علي ل ل الي ل للودي أو‬ ‫النَّي للل مل للن م‪ ،‬كل للام قل للال اب للن طل للاووس ‪-‬‬
‫الن ا ين نقل‪ :‬عالك السالم‪ ،‬أي ارتفع عن السالم)‪.‬‬

‫‪( :-‬هللذا ال وجلله للله مللع مللا ي للت عللن‬ ‫قةةال أبةةو عمةةر ابةةن عبةةد الةةرب ‪-‬‬
‫الن ي وَل ا عليه وسلم‪ ،‬ولو جاز خمالفة ااديث إىل ال َّلرأي يف معلل هلذا‪ ،‬التسلع‬
‫يف ذل القول وكع َرت اْلعاين‪.‬‬

‫ومعللل قللول ابللن طللاووس يف هللذا ال للاب‪ ،‬قللول مللن قللال‪ :‬يللرد عللَل أهللل الكتللاب‬
‫عليل السللالم بكرسل السللني‪ ،‬يعنللي ااجللارة‪ ،‬وهللذا ايللة يف الللعف اْلعنللىت وَل يل م‬
‫لنا أن نشتم م ابتدا‪ ،‬وحس نا أن نلرد عللي م بمعلل ملا يقوللون يف قلول‪ :‬وعليل ‪ ،‬ملع‬
‫السنة التي ني ا النجاة ْلن ت ع ا وبا التونيا)(‪.)1‬‬
‫امتعال َّ‬

‫(‪ )1‬التم يد ملا يف اْلوطأ من اْلعاين وا سانيد ‪.)71 - 86 / 54( -‬‬


‫‪59‬‬

‫م للن م وي للدعوه إىل‬ ‫‪( :-‬وع للوز عيللادة م للن يمللر‬ ‫ق ةةال اب ةةن الق ةةيم ‪-‬‬
‫عليلله‬ ‫اإلسلالم‪ ،‬سل ل اإلملام أمحلد علن ذلل نقلال‪ :‬إن كلان يلرل أنله إذا علاده يعلر‬
‫علي ل ل لله‬ ‫اإلس ل ل للالم يق ل ل للل من ل ل لله نليع ل ل للده ك ل ل للام ع ل ل للاد الن ل ل للي الغ ل ل للالم الي ل ل للودي نع ل ل للر‬
‫اإلسالم(‪.)2())1‬‬

‫‪ ‬أن ال يتولوا شيئًا من أمور املس مني‪:‬‬

‫وال يف عامالهتم وسيأي بيان ذل إن شا‪ ،‬ا تعاىل‪.‬‬

‫كتب أمري اْلل منني عملر بلن ع لد العزيلز إىل عاملله يف اجنلاق نكلان مملا جلا‪ ،‬نيله‪:‬‬
‫ال مت ًنا عَل لري ديلن اإلسلالم‬ ‫(نال أعلم َّن أن أحدا من العامل أبقى يف عمله رج ً‬
‫إال ن َّكللت بلله‪ ،‬نلإن َ ْ‬
‫حم َلو أعامَللم كمحلو ديلن م‪ ،‬وأنزللوهم منلزلت م التلي خ ل م ا‬
‫هبا من الذل وال غار)(‪.)3‬‬

‫‪ ‬أن ينزلوا ع ى الكروط ال مرية‪.‬‬

‫‪‬‬

‫خيلدم النَّ َّلي َو َّلَل َّ‬


‫اَّلل‬ ‫َلان َلال ٌم َهلود ِي َ ْ‬ ‫لب (‪َ )‬ق َلال‪ :‬ك َ‬ ‫عَلن َأنَ ٍ‬
‫(‪ )1‬وااديث عند ال خاري (رمحه ا )‪ْ ،‬‬
‫عَ َل ْيه َو َس َّل َم‪َ ،‬ن َمر َ َن َأتَاه النَّ علي َو َّلَل َّ‬
‫اَّلل عَ َل ْيله َو َسل َّل َم َيعلوده َن َق َعلدَ عنْلدَ َر ْأسله َن َق َلال َلله‪َ « :‬أ ْسلل ْم»‪َ ،‬ننَ َظ َلر‬
‫اَّلل عَ َل ْيله َو َسل َّل َم‪َ ،‬ن َأ ْسل َل َم َن َخ َلر َر النَّ علي َو َّلَل َّ‬
‫اَّلل عَ َل ْيله‬ ‫إ َىل َأبيه َوه َو عنْلدَ ه َن َق َلال َلله‪َ :‬أط ْلع َأبَلا ا ْل َقاسلم َو َّلَل َّ‬
‫اا ْمد ََّّلل ا َّلذي َأن َْق َذه م ْن النَّار»‪ .‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.5653 :‬‬
‫َو َس َّل َم َوه َو َيقول‪َ ْ « :‬‬
‫(‪ )2‬أحكام أهل الذمة ‪.)721 / 5( -‬‬
‫(‪ )3‬أحكام أهل الذمة البن قيم اجلوزية ‪.)751 / 5( -‬‬
‫‪61‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬الشروط العمرية‬

‫أن ترس ل ل ل للي ع ل ل ل للَل أه ل ل ل للل الذم ل ل ل للة يف دار اإلس ل ل ل للالم الرش ل ل ل للو الت ل ل ل للي اش ل ل ل لللط ا‬
‫عمر ؓ عَل أهل الكتاب يف الشام‪.‬‬

‫‪( :-‬وذكر سفيان العلوري‪ ،‬علن مرسلوق‪ ،‬علن ع لد‬ ‫قال ابن القيم ‪-‬‬
‫الرمحن بن نم قال‪ :‬كت لت لعملر بلن اْلطلاب ؓ حلني ولالم ن لارل الشلام‬
‫وَش علي م نيه‪:‬‬
‫‪ -‬أال مديوا يف مدينت م وال نيام حوَللا دي ًلرا وال كنيسلة وال قاليلة وال ولومعة‬
‫راهب‪.‬‬
‫‪ -‬وال عدِّ دوا ما خرب‪.‬‬
‫‪ -‬وال يمنعوا كنائس م أن ينزَلا أحد من اْلسلمني يالن ليال يطعموعم‪.‬‬
‫جاسوسا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬وال ي ْ ووا‬
‫‪ -‬وال يكتموا ًشا للمسلمني‪.‬‬
‫‪ -‬وال يعلموا أوالدهم القرآن‪.‬‬
‫‪ -‬وال يظ روا َشكًا‪.‬‬
‫‪ -‬وال يمنعوا ذوي قراباهتم من اإلسالم إن أرادوه‪.‬‬
‫‪ -‬وأن يوقروا اْلسلمني‪ ،‬وأن يقوموا َلم من سالس م إذا أرادوا اجللوس‪.‬‬
‫‪60‬‬

‫‪ -‬وال يتش ل ل وا باْلسل لللمني يف يش‪ ،‬مل للن ل اس ل ل م(‪ ،)1‬وال يتكنَّل ل ْلوا بكنل للاهم‪ ،‬وال‬
‫رسجا(‪ ،)2‬وال يتقلدوا سي ًفا‪.‬‬‫ً‬ ‫يرك وا‬
‫‪ -‬وال ي يعوا اْلمور‪.‬‬
‫‪ -‬وأن عزوا مقادم ر وس م(‪.)3‬‬
‫‪ -‬وأن يلزموا زهم حيعام كانوا‪ ،‬وأن يشدع وا الزنانري(‪ )4‬عَل أوساط م‪.‬‬
‫‪ -‬وال يظ روا ولي ًا وال شي ًا من كت م يف يش‪ ،‬من طرق اْلسلمني‪.‬‬
‫‪ -‬وال عاوروا اْلسلمني بموتاهم‪.‬‬
‫رضبا خف سيا‪.‬‬
‫‪ -‬وال يرضبوا بالناقوس إال ً‬

‫‪ -‬وال يرنعوا أوواهتم بالقرا‪،‬ة يف كنائس م يف يش‪ ،‬من حرضة اْلسلمني‪.‬‬

‫(‪( )1‬إن عمللر بللن ع للد العزيللز كتللب إىل النَّ للارل مللن أهللل الشللام أال يل سللوا ع ل ًا وال خللزًا نمللن قللدر‬
‫عَل أحد من م نعل من ذل شي ًا بعلد التقلدم إليله نلإن َسل َل َه ْللن وجلده)‪ .‬أحكلام أهلل الذملة البلن قليم‬
‫اجلوزية ‪.)5611 / 6( -‬‬
‫(‪( )2‬نأهللل الذمللة ممنوعللون مللن ركللوهبم الرسللور وإنللام يرك للون ا كللف وهللي الللرباذع عرالللا وتكللون‬
‫أرجل م َجيعا إىل جانب واحد كام أمرهم أمري اْل منني عمر)‪ .‬أحكام أهلل الذملة البلن قليم اجلوزيلة ‪-‬‬
‫(‪.)5611 / 6‬‬
‫(‪ )3‬يقول ابن القيم رمحه ا ‪( :‬وقد وسم أمري اْل منني عمر بن اْلطاب ريض ا عنله َم ْلن علَل رأسله‬
‫شعر من أهل الذمة بوسم ين غي ات اعه‪ ،‬وهو أن جتز نواوي م‪ ،‬والناوية مقدار ربع الرأس‪ ،‬نلإذا كلان‬
‫ربع لله حملوق للا ك للان عَ َلل ل ًام ظ للاهرا وأم للرا مشل ل ورا أن لله ذم للي‪ ،‬وه للذا معن للى م للا يف كت للاب أم للري اْلل ل منني يف‬
‫الرشو ‪ :‬وأن نجز مقادم ر وسنا)‪ .‬أحكام أهل الذمة ‪.)5218 / 6( -‬‬
‫(‪ )4‬وهو النطاق– ش يه اازام – يشد عَل مالبس م ويكون ظاه ًرا‪ ،‬أي نوق اْلالبب ليعرنوا‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫‪ -‬وال خيرجل للوا ش ل ل َّعانني(‪ ،)1‬وال يرنعل للوا أول للواهتم مل للع موتل للاهم‪ ،‬وال يظ ل للروا‬
‫النريان مع م‪.‬‬

‫‪ -‬وال يشلوا من الرقيا مما جرت نيه س ام اْلسلمني‪.‬‬

‫نللإن خللالفوا شللي ًا ممللا َشطللوه نللال ذمللة َلللم‪ ،‬وق لد حللل للمسلللمني مللن م مللا مللل‬
‫من أهل اْلعاندة والشقاق)(‪.)2‬‬

‫ومللن م مللن ال ل َّعف هللذه الروايللةت ن يف سللنده (ميللى بللن عق للة) وهللو الللعيف‬
‫إال أن َل للا طر ًق لا ‪ -‬ك للام ذك للر بععل ل م ‪ -‬ل لليب ني للا مي للى ب للن عق للة َّ‬
‫الع للعيف‪ ،‬ك للابن‬
‫عساكر ‪ -‬رمحه ا ‪ -‬يف تاري دمشا‪.‬‬

‫أما ابن القيم فقد قال عن هذه الكروط‪( :‬وش رة ـهلذه الرشلو تغنلي علن‬
‫واحتجللوا هبللا‪ ،‬وَل يللزل‬
‫ع‬ ‫إسللنادها‪ :‬نللإن ا ئمللة تل َّق ْوهللا بللالق ول‪ ،‬وذكروهللا يف كت ل م‪،‬‬
‫ذكر الرشو العمرية علَل ألسلنت م ويف كتل م‪ ،‬وقلد أنفلذها بعلده اْللفلا‪ ،،‬وعمللوا‬
‫بموج ا)(‪.)3‬‬

‫عنهةةا‪( :‬نملن خللرر علن َش مللن هلذه ع‬


‫الرشلو‬ ‫ويقةول ابةةن يميةةة‬
‫نقد حل للمسلمني من م ما حلل بأهلل اْلعانلدة والشلقاق‪ ،‬ويتقلدم حلاكم اْلسللمني‬

‫(‪ )1‬عيد من أعيادهم ذكره ابن القيم يف أحكام أهل الذمة‪.‬‬


‫(‪ )2‬أحكام أهل الذمة ‪.)251 / 5( -‬‬
‫(‪ )3‬أحكام أهل الذمة البن قيم اجلوزية ‪.)251 / 5( -‬‬
‫‪63‬‬

‫يطل للب م للن يك للون م للن أك للابر النَّ للارل ويل للزم م هب للذه الرش للو العمري للة‪ ،‬أع للز ا‬
‫أن ارها بمحمد وآله)(‪.)1‬‬

‫للنا إنللزال تل ل ا حكللام الرشللعية هبللم‪،‬‬ ‫وال ين غللي ْلسلللم أن يسللتغرب يف ع‬


‫وأللزم لطاعتله ملن لريهم‪،‬‬ ‫☺ وهلم كلانوا اتقلى‬ ‫نقد نعله أوحاب رسول‬
‫ونعل لله م للن ج للا‪ ،‬بع للدهم م للن خلف للا‪ ،‬اإلس للالم ويف ع للد العل للام‪ ،‬الرب للانيني ا ج للال‪،‬‬
‫من م‪.‬‬ ‫كأوحاب اْلذاهب ا ربعة‪ ،‬ودون اعلا‬

‫لريهم ا تعللاىل‬ ‫نكللان ذل ل مللن العدالللة نللي مت نلله ال مللال بيللن م وبللني مللا خل َّ َ‬
‫هب للا‪ ،‬ب للل يع َط للون ك للل تل ل اْلي للارات‪ ،‬ن للأي خي للار خيت للارون تن للزل هب للم أحك للام ذل ل‬
‫االختيار‪.‬‬

‫نإن اختاروا اإلسالم‪ ،‬ن م بعد اإلسالم إخواننا َلم ما لنا وعلي م ما علينا‪.‬‬

‫وإن اختاروا اجلزية نتل أحكامنا‪.‬‬

‫وإن أرادوا القتال ن ه من ربنا أم ْرنا‪.‬‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬مسألة يف الكنائب ‪.)55 / 5( -‬‬


‫‪64‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬من الذي ُيكْ َرهُ؟‬

‫إن ويغة اجية تدل عَل العموم كام يقول الشوكاين ‪ -‬رمحه ا ‪ -‬بدليل‪:‬‬
‫‪ -5‬أن كلمللة (اإلكللراه) اسللم نكل ٍ‬
‫لرة ج للا‪،‬ت يف سللياق النفللي‪ ،‬وهللذا مللن ألف للاظ‬
‫العموم‪.‬‬

‫‪ -2‬كلمللة (الللدِّ ين) يف اجيللة جللا‪،‬ت مطلقللة‪ ،‬نتشللمل كللل ا ديللان‪ ،‬وهللي تطلللا‬
‫عَل الدِّ ين ااا وعَل الدِّ ين ال اطل ‪ -‬كام مر بنا سابقا يف حمارضاتنا ‪.-‬‬

‫‪ -6‬العربة بعموم اللفُ ال بخ وص الس ب‪.‬‬

‫نللإذا كللان أهللل الكتللاب إن رالللوا أن يللدنعوا اجلزيللة عللن يللد وهللم وللا رون ال‬
‫يكرهون عَل االسالم‪ ،‬ن ل ريهم أيعا ال يكرهون عليه ؟‬

‫النةةام ع ةةى اإلسةةالم بةةاإليراه فةةي ه ُّ‬


‫َّ‬ ‫إن األدلةةة قةةد وردع حبمةةل ب ة‬
‫ذلك ال موم بت ك األدلة ومن هؤالء‪:‬‬

‫‪ 5‬ة املر د عن دين اهلل بارك و اىل‪:‬‬

‫يكره عَل العودة إىل اإلسالم‪ ،‬وإال يقتل‪.‬‬


‫‪65‬‬

‫ع للن ع للد ا ب للن ع للاس (‪ )‬ق للال‪ :‬ق للال رس للول ا ☺‪« :‬م للن ب للدل دين لله‬
‫ناقتلوه»(‪.)1‬‬

‫يق للول اإلم للام الط للربي ‪ -‬رمح لله ا ‪( :-‬وك للان اْلس لللمون َجي ًعل لا ق للد نقل للوا ع للن‬
‫ن للي م ☺ أنلله أكللره عللَل اإلسللالم قو ًم لا‪ . . .‬كاْلرتللد عللن دينلله ديللن االلا إىل الكفللر‬
‫ومن أش م‪.)2(). . .‬‬

‫نمل للن كانل للت ر َّدتل لله سل ل َّلردة‪ ،‬أي أنل لله خل للرر مل للن اإلسل للالم وَل مل للارب اإلسل للالم‬
‫واْلسلللمني‪ ،‬كتللارك ال للالة‪ ،‬نإنلله يسللتتاب‪ ،‬نللإن تللاب وول َّلَل ولللو نفاقللا خيل َّلَل س ل يله‪،‬‬
‫وإال يقتل‪.‬‬

‫ومن ار َّتد عن ديللن ا تعاىل وكانت ردته مغ َّلظل للة‪ ،‬نلإن تلاب ق لل القلدرة عليله‬
‫نللإن توبتلله مق ول للة‪ ،‬والتوبللة قللد تكللون عللن ت ع ٍ ل بالرشللع اانيللف‪ ،‬وقللد تكللون خو ًنلا‬
‫مللن القتللل وهللذا هللو الغالللب‪ ،‬نللإن كللان نقللد أكللر َه اْلرتللد إذا إىل العللودة إىل حللارضة‬
‫اإلسالم خو ًنا من القتل‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)3822( :‬‬


‫(‪ )2‬جامع ال يان‪.)755 / 5( -‬‬
‫‪66‬‬

‫‪2‬ة الل َّار وأهل األوثان يلرهون ع ى اإلسالم‪:‬‬

‫ودليل للل ذل ل ل مل للن كتل للاب ا تعل للاىل قولل لله تعل للاىل‪َ { :‬نل للا ْقتلوا ْ ا ْْل ْرشل للكنيَ َح ْيل للث‬
‫اح للوه ْم َوا ْقع للدو ْا ََل ل ْلم ك ل َّلل َم ْر َو ل ٍلد َن للإن َت للابوا ْ َو َأ َق للاموا ْ‬ ‫َو َج ل ع‬
‫لدمتوه ْم َوخ للذوه ْم َو ْ‬
‫يم} [سورة التوبة‪ ،‬اجية‪.])5( :‬‬ ‫الزكَا َة َن َخ علوا ْ َس ي َل ْم إ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َ ف ٌ‬
‫ور َّرح ٌ‬ ‫ال َة َوآتَوا ْ َّ‬
‫ال َّ َ‬

‫السنة حديث رسول ا ☺‪:‬‬


‫ومن َّ‬

‫اَّلل ☺ َق َلال‪« :‬أم ْلرت َأ ْن أ َقات َلل النَّلاس َح َّتلى َي ْشل َ دوا‬ ‫لول َّ‬ ‫َع ْن ْابن ع َم َلر َأ َّن َرس َ‬
‫اَّلل َو َأ َّن حم ََّمللدً ا َرسللول َّ‬
‫اَّلل َويقيمللوا ال َّ ل َلال َة َوي ْ تللوا َّ‬
‫الز َكللا َة َنللإ َذا َن َعل لوا‬ ‫َأ ْن َال إ َ َ‬
‫َل إ َّال َّ‬
‫اَّلل»(‪.)1‬‬ ‫اَل ْم إ َّال ب َح ِّا اإلسالم َوح َساهب ْم َع ََل َّ‬ ‫َذل َ َع َ موا منِّي د َما َ‪،‬ه ْم َو َأ ْم َو َ‬

‫اَّلل م ل ْن َقل ْلو ٍم َيللدْ خل َ‬


‫ون‬ ‫َع ل ْن َأِب ه َر ْيل َلر َة ؓ َع ل ْن النَّ ل ِّلي ☺ َقل َلال‪َ « :‬عجل َ‬
‫لب َّ‬
‫الس َالسل»(‪.)2‬‬ ‫اجلَنَّ َة يف َّ‬
‫ْ‬

‫لري‬ ‫لري أ َّمل ٍلة أ ْخر َجل ْ‬


‫لت للنَّلاس} َقل َلال‪َ :‬خل ْ َ‬ ‫اَّلل َعنْلله {كنْللت ْم َخل ْ َ‬ ‫َع ل ْن َأِب ه َر ْيل َلر َة َر َ‬
‫يض َّ‬
‫الس َالسل يف َأ ْعنَاق ْم َحتَّى َيدْ خلوا يف اإلسالم)(‪.)3‬‬ ‫النَّاس للنَّاس‪َ ،‬ت ْأت َ‬
‫ون هب ْم يف َّ‬

‫ومن ا دلة عَل إكراه ه ال‪ ،‬عَل اإلسالم‪ :‬أن كل من ذكرنا أقواَلم من العلام‪،‬‬
‫يف س ب نزول اجية سمعلون عَل قتال الكفار‪ ،‬نالذي قال‪:‬‬

‫(‪ )1‬ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪ –)25( :‬مسلم‪ ،‬رقم ااديث‪.)561( :‬‬
‫(‪ )2‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)6151( :‬‬
‫(‪ )3‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)7554( :‬‬
‫‪67‬‬

‫السيف نقد أوجب قتال الكفار‪.‬‬


‫إن آية اإلكراه منسوخة ب ية َّ‬

‫ومن قال‪ :‬إن اجية خم ووة بأهل الكتاب نقد أوجب قتال الكفار‪.‬‬

‫ومن قال‪ :‬إعا كانت عامة يم نسخت بحا اْلرشكني نقد أوجب قتاَلم‪.‬‬

‫وهل امتد اإلسالم من انة إىل نر انة و نت َحت االم ار إال بالقتال؟‬

‫‪َ {( :-‬ال إ ْك ل َلرا َه يف ال للدِّ ين}ت َوالك َّف للار إ َّن ل َلام‬ ‫يقة ةةول ابة ةةن ال ربة ةةي ‪-‬‬
‫السل ْيف‪َ .... ،‬نللإذا َأ ْسل َل َم َسل َق َط ح ْكللم‬ ‫رسلا َعل َلَل اإلسللالم َني ْسلت ْ‬
‫َخ َرر ملنْ ْم ب َّ‬ ‫ون َق ْ ً‬
‫ي َقللاتَل َ‬
‫السيف َعنْه)(‪.)1‬‬ ‫َّ‬

‫‪( :‬وكللان اْلسلللمون َجيعللا قللد نقلللوا عللن ن للي م‬ ‫يقةةول اإلمةةام الطةةربع‬
‫☺ أنه أكره علَل اإلسلالم قوملا‪ ،‬نلأبى أن يق لل ملن م إال اإلسلالم‪ ،‬وحكلم بقلتل م‬
‫إن امتنعوا منلله‪ ،‬وذل كع دة ا ويان من مرشكي العرب‪.)2(). . . .‬‬

‫كرهلون‪ ،‬أهللل ا ويلان‪ ،‬نللال يق للل‬


‫‪( :‬والللذين ي َ‬ ‫يقةول اإلمةةام القةةرط‬
‫م ل ل للن م إال اإلس ل ل للالم‪ ،‬ن ل ل للم ال ل ل للذين ن ل ل للزل ن ل ل للي م { َي ل ل للا َأ عهَ ل ل للا النَّ ل ل ل ل عي َجاه ل ل للد الك َّف ل ل للار‬
‫َوا ْْلنَانقنيَ }‪ ،‬هذا قول الشع ي وقتادة وااسن والعحاك)(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أحكام القرآن ‪)621 / 4( -‬‬


‫(‪ )2‬جامع ال يان – (‪.)755/5‬‬
‫(‪ )3‬اجلامع حكام القرآن – (‪.)211/ 6‬‬
‫‪68‬‬

‫‪ . . . .( :-‬الذين يك َْرهون هم أهل ا ويان‪ ،‬نلال‬ ‫يقول الكوياني ‪-‬‬


‫يق ل للل م ل للن م إال اإلس ل للالم أو الس ل لليف‪ ،‬وإىل ه ل للذا ذه ل للب الش ل للع ي وااس ل للن وقت ل للادة‬
‫والعحاك)(‪.)1‬‬

‫‪6‬ة احملارب يلره ع ى اإلسالم‪:‬‬

‫ك ل للل ك ل للانر ح ل للرِب ول ل لليب بالرض ل للورة أن يك ل للون حمارب ل للا‪ ،‬واْلح ل للارب م ل للن مح ل للل‬
‫السالح لقتال اْلسلمني‪ ،‬ناْلحارب يكره عَل اإلسالم سوا‪ ،‬كلان ملن أهلل الكتلاب‬
‫أم من ريهمت نه يف عاية ا مر‪ ،‬إما أن يقتل أو ي رس أو َيف َّر‪.‬‬

‫‪( :-‬وأم ل للا أه ل للل اا ل للرب ناجي ل للة وإن كان ل للت‬ ‫يق ة ةةول الك ة ةةوياني ‪-‬‬
‫تعم ل للمت ن النكل للرة يف سل للياق النفل لليت وتعريل للف الل للدِّ ين يفيل للدان ذل ل ل ت واالعت ل للار‬
‫ع‬
‫لص هللذا العمللوم بللام ورد مللن آيللات‬ ‫بعمللوم اللفللُ ال بخ للوص السل ب‪ ،‬لكللن قللد خل َّ‬
‫يف إكراه أهل اارب من الك َّفار عَل اإلسالم)(‪.)2‬‬

‫‪7‬ة السبايا‪ :‬إن مل يلونوا من أهل اللتاب يلرهون ع ى اإلسالم‪:‬‬

‫‪( :-‬السل ل ي مت للى ك للانوا م للن أه للل الكت للاب َل‬ ‫‪-‬‬ ‫يقة ةةول ابة ةةن ية ةةث‬
‫لإعم عللربون‬
‫لارا أو وينيللني نل َّ‬
‫لغارا أو ك ل ً‬
‫سوس لا ول ً‬
‫ً‬ ‫لارا‪ ،‬وإن كللانوا‬
‫عللربوا إذا كللانوا ك ل ً‬
‫عَل اإلسالمت ن من س اهم ال ينتفع هبلم ملع كلوعم وينيلنيت أال تلرل أنله ال ت كلل‬

‫(‪ )1‬نتم القدير ‪.245/5‬‬


‫(‪ )2‬نتم القدير‪.)245 / 5( -‬‬
‫‪69‬‬

‫ذب ل ل للائح م وال توط ل ل للأ نس ل ل للا هم‪ ،‬وي ل ل للدينون بأك ل ل للل اْليت ل ل للة والنجاس ل ل للات و ريمه ل ل للا‪،‬‬
‫ويس للتقذرهم املالل ل َل للم‪ ،‬و َي َتع ل َّلذر علي لله االنتف للاع هب للم م للن ج للة اْللل ل ‪ ،‬نج للاز ل لله‬
‫اإلج ار‪ ،‬ونحو هذا رول ابن القاسم عن مال ‪.‬‬

‫وأمللا أش ل ب نإن لله ق للال‪ :‬ه للم ع للَل ديللن م للن س ل اـهم‪ ،‬ن للإذا امتنع للوا أج للربوا ع للَل‬
‫اإلسللالم‪ ،‬وال للغار ال ديللن َلللمت نلللذل نللأجربوا عللَل الللدخول يف ديللن اإلسللالمت‬
‫ل ال يذه وا إىل دين باطل)(‪.)1‬‬

‫نال للذي ال ع للرب م للن ا رسل ع للَل اإلس للالم إن للام ه للم أه للل الكت للاب‪ ،‬برشل ل أن‬
‫يكون للوا ب للالغني‪ ،‬أم للا م للن يق للع م للن أطف للاَلم يف أرس اْلس لللمني‪ ،‬ن للإعم يكره للون ع للَل‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫‪ - 5‬اازية إيراه‪:‬‬

‫محل أهل الكتاب عَل إعطا‪ ،‬اجلزية للمسلمني وهم وا رون‪ ،‬إكلراه َللم علَل‬
‫َْ‬
‫أحكام اإلسالم وهبا َيع مون دما‪،‬هم‪ ،‬وإن َل يكرهوا عَل اإلسالم‪.‬‬

‫إن مح للل أه للل الكت للاب ع للَل أحك للام وَشو اإلس للالم يف دار اإلس للالم‪ ،‬أش للد‬
‫وأذناهبم يفق ون‪.‬‬ ‫إكراها من محل م عَل اإلسالم لو كان إخوان م‬

‫السللنة واجلامعللة (رمح للم ا تعللاىل) عللن‬


‫يت للني ممللا نقلنللاه مللن أقللوال علللام‪ ،‬أهللل َّ‬
‫آية ال إكراه‪:‬‬

‫(‪ )1‬تفسري بن كعري‪.)316/5( -‬‬


‫‪71‬‬

‫أوالً‪ :‬أعللا منسللوخة عللَل العمللوم نتشللمل جللواز قتللال َجيللع مللن ال يللدين بللدين‬
‫اإلسللالم‪ ،‬ومحللله عللَل اعتنللاق هللذا الللدِّ ين اانيللف‪ ،‬سللوا‪ ،‬كللانوا مللن أهللل الكتللاب أو‬
‫مللن للريهم‪ ،‬وهللو قللول بللن مسللعود (‪ )‬وبللن كعللري وبللن زيللد والعللحاك والسللدي‬
‫وسليامن بن موسى (رمح م ا )‪.‬‬

‫‪( -‬وكعري من اْلفرسين)‪.‬‬ ‫يقول القرط ي ‪-‬‬

‫يان ًي لا‪ :‬أعللا للري منسللوخة وهللي خاوللة بأهللل الكتللاب ال يكرهللون عللَل اعتنللاق‬
‫اإلسللالم إن أعطللوا اجلزيللة عللن يللد وهللم وللا رون‪ ،‬وهللو قللول ابللن ع للاس ؓ‬
‫للي وقتللادة واإلمللام الطللربي مللن اْلفرسللين (رمح للم‬ ‫وسللعيد بللن ج للري وااسللن ال‬
‫ا )‪.‬‬

‫يال ًعا‪ :‬أعلا كانلت عاملة بحلا اْلرشلكني يلم نسلخت ب يلات القتلال‪ ،‬وبقيلت بحلا‬
‫أه للل الكت للاب إذا أعط للوا اجلزي للة ع للن ي للد وه للم و للا رون‪ ،‬وه للذا ق للول اجل للاص ‪-‬‬
‫رمحه ا ‪.-‬‬

‫‪‬‬
‫‪70‬‬

‫المبحث السادس‪:‬‬
‫كيف نوفِّق بين قول اهلل تبارك وتعالى {الَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}‪،‬‬
‫وبين قول رسول اهلل ☺ «أمرت أن أقاتل النَّاس حتى يشهدوا‬
‫أن ال إله إال اهلل‪» . . . . .‬؟‬

‫أقول مست ينًا باهلل اىل‪:‬‬

‫النَّاس إما كفار (ليسوا أهل الكتاب) وه ال‪ ،‬يقاتلون إىل أن يسلموا‪ ،‬وهذا‬
‫السنة واجلامعة سوا‪ ،‬من قال‪ :‬إن اجية‬
‫قول كل من نقلنا عن م من علام‪ ،‬أهل َّ‬
‫منسوخة‪ ،‬أو من قال‪ :‬إن اجية خاوة بأهل الكتاب‪ ،‬أو من قال‪ :‬إعا عامة‬
‫ونسخت بحا أهل الكتاب‪ ،‬نكل م سمعون أن ري أهل الكتاب يقاتلون إىل أن‬
‫يسلموا‪ ،‬بداللة كل آيات القتال التي َأ َمرت بقتال الك َّفار واْلرشكني‪.‬‬

‫عل للي م اإلس للالم‬ ‫أو أع للم كف للار ولك للن (م للن أه للل الكت للاب)‪ ،‬وهل ل ال‪ ،‬يع ل َلر‬
‫ابت للدا ً‪ ،،‬ن للإن َل يق ل للوا تف ل َلر عل للي م اجلزي للة ي للدنعوعا للمس لللمني و للا رين‪ ،‬ن للإن‬
‫رالللوا بللدنع اجلزيللة نللال يكرهللون عللَل اعتنللاق اإلسللالم‪ ،‬قللال تعللاىل‪{ :‬الَ إ ْكل َلرا َه يف‬
‫الدِّ ين}‪.‬‬

‫وال خي للار َل للم إن َل يق ل للوا اإلس للالم وَل ي للدنعوا اجلزي للة إال القت للال‪ ،‬ويق للاتلون‬
‫ويكرهون عَل دنع اجلزية‪ ،‬طاملا َل َيرالوا باعتناق اإلسالم‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬
‫‪71‬‬

‫اَّلل‬
‫لون َم للا َح ل َّلر َم س‬ ‫لاَّلل َوالَ ب للا ْل َي ْوم اجخ للر َوالَ َ‬
‫م ِّرم ل َ‬ ‫{ َق للاتلوا ْ ال للذين الَ ي ْ من ل َ‬
‫لون ب ل س‬
‫اجل ْز َيل َة َعلن َي ٍلد‬ ‫ااَ ِّلا مل َن اللذين أوتلوا ْ ا ْلك َت َ‬
‫لاب َح َّتلى ي ْعطلوا ْ ْ‬ ‫ون ديل َن ْ‬‫َو َرسوله َوالَ َيدين َ‬
‫ون} [سورة التوبة‪ ،‬اجية‪.]28 :‬‬ ‫َوه ْم َوا ر َ‬

‫ناْلح لة الن ائية تعني بالنتيجة أمرت أن أقاتل النَّاس‪.‬‬

‫نأين قول ات اع أنالطون دعلاة الدِّ يمقراطيلة ملن أن اإلسلالم ديلن يل من بحريلة‬
‫الس للنة واجلامعل للة ح للول هل للذه‬
‫االعتق للاد‪ ،‬أو بحري للة ا ديل للان م للن أقل للوال عل للام‪ ،‬أهل للل َّ‬
‫اجيات؟‬

‫‪‬‬
‫‪73‬‬

‫المبحث السابع‪:‬‬
‫لماذا يُقر أهل الكتاب على دينهم وبتلك الشروط الشرعية؟‬

‫وم للا إقرار أهل الكتاب بلدنع اجلزيلة علَل ديلن م إال للحلكلمللة أرادهلا ا ت لارك‬
‫وتعاىل‪ ،‬وقد تكون‪:‬‬

‫‪ 5‬ل للقوا سللم اْلشلللكة التللي بللني اْلسلللمني وبيللن م يف أركللان اإليللامن مللع الفللارق‬
‫بلني إيامعللم الللذي هلو كفللر‪ ،‬وبللني إيلامن اْلسلللمني‪ ،‬نللال ينكلرون وجللود ا تعللاىل وال‬
‫الرسللول ☺ وكللذل بلاقي‬
‫م علث الرسللل مللن ا وللل‪ ،‬وإن كللانوا ينكلرون م عللث َّ‬
‫مفردات اإليامن‪.‬‬

‫‪2‬ل أعم بذل يرالون أن ترسي علي م أحكام اإلسالم‪.‬‬

‫‪ 6‬ل أعللم سللوف يمنعللون مللن إظ للار شللعائرهم وال يعلنللون ديللن م‪ ،‬وال يللدعون‬
‫أحللدً ا إىل اعتناقلله‪ ،‬ن للي عمليللة جلليم لللدين باطللل‪ ،‬لديلله مقومللات االسللتجابة لللدين‬
‫ااا‪.‬‬

‫‪ 7‬ل ل ل أن ذلل ل ل ال ل للدِّ ين س ل لليكون سل ل ل ًا يف إذالَل ل للم بل ل لدنع اجلزي ل للة ع ل للن ي ل للد وه ل للم‬
‫وللا رون‪ ،‬ويرنللع عللن م هللذا الللذل باعتنللاق اإلسللالم ملللا يرونلله مللن اإلسللالم ومللن‬
‫عزة اْلسلم‪.‬‬
‫‪74‬‬

‫‪5‬ل يعيشون يف أمن وأمان ما َل خيفروا ذمت م وخيالفوا شلي ًا ملن تلل الرشلو ‪،‬‬
‫وبعدالللة اإلسللالم التللي كفلللت َلللم أن ال يسللا‪ ،‬إىل أحللد مللن م عللَل أنلله ذمللي‪ ،‬ت َّلللف‬
‫قلللوهبم بللإذن ا تعللاىل‪ ،‬وخاوللة العل َ‬
‫لاَل يعللير يف طللور العلللم والقللدرة عللَل التمييللز‬
‫بني ااا وال اطل إن عرالا معا‪ ،‬إذ أن أهل ال اطل يعيشلون يف منلأل علن االا نلال‬
‫ااَ َّلا َن لم‬ ‫يعرنون عنه إال ما يشوهه اإلعالم‪ ،‬قال تعاىل‪َ { :‬ب ْلل َأ ْك َعلره ْم ال َي ْع َلم َ‬
‫لون ْ‬
‫ون} [سورة ا ن يا‪ ،،‬اجية‪.])27( :‬‬
‫عم ْعرال َ‬

‫وا تعاىل أعلم وأحكم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪75‬‬

‫المبحث الثامن‪ :‬حرِّية العقيدة بين اإلسالم والدِّيمقراطية‬

‫إذا أجري للت مقارن للة ب للني اإلس للالم م للن خ للالل أحكام لله وب للني الديمقراطي للة م للن‬
‫خ للالل الدس للتور والوا ق للع اْلع للاش‪ ،‬يت للني ل ل ل الف للرق ب للني الترش لليع ا ريض وب للني‬
‫الترشيع الرباين الساموي‪ ،‬ومن هذه الفروقات‪:‬‬

‫أوالً‪ِّ :‬‬
‫حرية العقيدة يف ال لدان الدِّ يمقراطية التلي كلم بغلري ملا أنلزل ا تعلاىل‬
‫تكون جلميع ا ديان وبدون استعنا‪ ،،‬أي هل الكتاب و ريهم‪.‬‬

‫يف دار اإلسالم ال يقر أحد عَل دين ما َل يكونوا أهل الكتاب‪.‬‬

‫ااري للة جلمي للع ا دي للان مطلق للة‪ ،‬دون أي‬


‫يان ًي ل لا‪ :‬يف ال للنظم الدِّ يمقراطي للة تك للون ِّ‬
‫تقييد‪ ،‬ال يف العقيدة‪ ،‬وال يف الطقوس‪ ،‬وال يف أماكن الع ادة‪.‬‬

‫يف دار اإلسالم ال ي َق عر إال أهل الكتاب ونا الرشو والعوابط الرشعية‪.‬‬

‫يال ًعل لا‪ :‬يف ال ل للدان الدِّ يمقراطي للة يك للون أه للل َجي للع ا دي للان ت للابعني وخاال للعني‬
‫حكام الدع ستور والقانون‪ ،‬وإن خالفوا يعاق ون بموجب الدع ستور والقانون‪.‬‬

‫يف دار اإلس للالم يك للون أه للل الكت للاب ت للابعني وخاال للعني حك للام ا تع للاىل‪،‬‬
‫ومن خيالف شي ًا من الرشو الرشعية ينتقض ع ده ويكون م اح الدم واملال‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫ف أموا ل اْلسلمني هل كل ا ديلان دعلام‬ ‫راب ًعا‪ :‬يف ال لدان الدِّ يمقراطية ت‬
‫َلم و ماكن ع اداهتم‪.‬‬

‫يف دار اإلسالم أهل الكتاب يدنعون اجلزية للمسلمني‪.‬‬

‫خامسل لا‪ :‬يف ال ل ل الد الدِّ يمقراطي للة َجي للع ا دي للان يظ للرون عقائ للدهم وي للدعون‬ ‫ً‬
‫إلي ل للا ويامرس ل للون ش ل للعائر دي ل للن م ع ل للَل ا ر ‪ ،‬وت َ ل ل ع‬
‫لث ع ل للرب القن ل للوات اإلعالمي ل للة‬
‫ة َلم ومن خالل قنوات الدَّ ولة اإلعالمية واْلستقلة واْلتعاطفة‪.‬‬ ‫اْلخ‬

‫يف دار اإلس للالم ال يظ للر أه للل الكت للاب ش للي ا م للن طقوسل ل م‪ ،‬وإن نعل للوا نف للي‬
‫ال يت أو يف داخل الكنيسة‪.‬‬

‫حريللة العقيللدة والللدِّ ين يف ال ل الد الدِّ يمقراطيللة‪ ،‬تللرك‬


‫سادس لا‪ :‬مللن لللوازم إقللرار ِّ‬
‫ً‬
‫قتال أهل َجيع ا ديان جل دين م يف داخل ال لد‪.‬‬

‫يف دار اإلسللالم يقاتللل اْلرشللكون إن َل يعتنقللوا االسللالم‪ ،‬ويقاتللل مللن َل يللر‬
‫من أهل الكتاب اعتناق االسالم أو دنع اجلزية‪.‬‬

‫ساب ًعا‪ :‬بنا‪ ،‬عَل ما تقلدم ال يوجلد يف ا نظملة الدِّ يمقراطيلة قت ٌلال خلارر حلدود‬
‫الدَّ ولة جل أي دين‪.‬‬
‫‪77‬‬

‫يف دار اإلسالم‪ ،‬من واجب اْلليفة أن يغزو الك َّفار يف بالدهم يف كل عام ملرة‬
‫أو أكع للر‪ ،‬وه للو م للا يع للرف يف َشعن للا ااني للف‪ ،‬بج للاد الطل للب إلي للال ه للذه الرمح للة‬
‫إلي م‪.‬‬

‫يامنًلا‪ :‬ديللن الديمقراطيلة قللائم علَل ااسللاب اللدنيوي وال هم للم ملن أمللر آخللرة‬
‫الناس شي ًا‪.‬‬

‫اإلسالم مرص عَل آخرة الناس أكعر من حروه عَل دنياهم‪.‬‬

‫حرية العقيدة والدِّ ين يف الدِّ يمقراطية‪ ،‬مع اإلسالم؟‬


‫نأين تلتقي ِّ‬

‫مهللا إعام دينان خمتلفان‪.‬‬

‫قللال تعللاىل‪َ { :‬و َمللن َي ْ َتللغ َ ل ْ َ‬


‫لري اإلسللالم دينًللا َن َلللن ي ْق َل َلل منْلله َوهل َلو يف اجخل َلرة م ل َن‬
‫ن} [سورة آل عمرا‪ ،‬اجية‪.])15( :‬‬ ‫ْ‬
‫اْلَارسي َ‬

‫‪‬‬
‫‪78‬‬

‫التي يستدل هبا دعاة الديمقراطية عَل حرية العقيدة‪:‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫قوله تعاىل‪َ { :‬لك ْم دينك ْم َو َيل دين}‬

‫مما يستدل به اْلنتس ون إىل اإلسلالم أت لاع أنالطلون أولحاب الدِّ يمقراطيلة ملن‬
‫حرية العقيدة والدين‪ ،‬قوله تعاىل‪َ { :‬لك ْم دينك ْم َو َيل دين}‪.‬‬
‫ا دلة عَل ِّ‬

‫أمساء هذه السُّورة‪:‬‬

‫‪( :-‬قللال ابللن اْلطيللب‪" :‬هللذه‬ ‫يقللول أبللو حفللص اان ل و الدمشللقي ‪-‬‬
‫السورة تسمى الربا‪،‬ة وسورة اإلخالص واْلشفعة)(‪.)2‬‬
‫ع‬

‫داللة اآلية يف فهم ع ماء أهل السَّنة‪:‬‬

‫هل يف اجية ما يدل عَل ما ذه وا إليه من حرية االعتقاد يف اإلسالم؟‬

‫السنة واجلامعة هذه اجية الكريمة؟‬


‫وكيف ن م علام‪ ،‬أهل َّ‬

‫(‪ )1‬تللدل عللَل أن الكفللر ملللة واحللدة‪ ،‬يقللول اإلمللام اجل للاص (رمحلله ا )‪( :‬جعللل ديللن م دينًللا واحللدً ا‬
‫ودين اإلسالم دينًا واحدً ا‪ ،‬ندل عَل أن الكفر مع اختالف مذاه ه مللة)‪ .‬أحكلام القلرآن للج لاص ‪-‬‬
‫(‪.)643 / 5‬‬
‫(‪ )2‬الل اب يف علوم الكتاب ‪.)524 / 21( -‬‬
‫‪79‬‬

‫ه للل للق للائلني بحري للة االعتق للاد وحري للة ا دي للان وحري للة الع للادة بن للا‪ ،‬ع للَل تل ل‬
‫اجية‪ ،‬سلف من علام‪ ،‬االمة؟‬

‫أم أعم يف مون اإلسالم عَل اللو‪ ،‬ملن ج م االزِب اْلق ِّلر بلالقوانني الشيطانيللة‬
‫الوالعية‪ ،‬نيجعلون اإلسالم تاب ًعا ْلن اج م وال يكونون هم تابعني ل سالم! !‬

‫‪‬‬
‫‪81‬‬

‫المبحث األول‪ :‬سبب النزول‬

‫من اْلعلوم أن مما يعني عَل ن م اجية‪ ،‬الوقلوف علَل سل ب نزوَللات نله ولورة‬
‫مقربة للحكم يف ا ذهان‪ ،‬وس ب نزول اجية‪:‬‬

‫‪( :-‬روي اب للن أِب ح للاتم و للريه‪ . .‬ق للال‪ :‬لق للي‬ ‫يق ةةول اب ةةن يمي ةةة ‪-‬‬
‫الولي للد ب للن اْلغ للرية‪ ،‬والع للاص ب للن وائ للل‪ ،‬وا س للود ب للن اْلطل للب‪ ،‬وأمي للة ب للن خل للف‬
‫رسول ا ☺ نقالوا‪ :‬هلم نلنَع دْ ملا تع لد وتع لدْ ملا نع لد‪ ،‬ولنشللك نحلن وأنلت‬
‫لريا مملا بأيلدينا‪ ،‬كنلا قلد َشكنلاك نيله وأخلذنا‬
‫يف أمرنا كلله‪ ،‬نلإن كلان اللذي ج لت بله خ ً‬
‫لريا ممل للا بيل للدك‪ ،‬كنل للت قل للد َشكتنل للا يف أمرنل للا‬
‫بحظنل للا منل لله‪ ،‬وإن كل للان الل للذي بأيل للدينا خل ل ً‬
‫السورة)(‪.)1‬‬
‫ع‬ ‫وأخذت بحظ منه‪ ،‬نأنزل ا‬

‫ناجية كانلت ردا علَل دعلوة اْلرشلكني لع لادة أولنام م‪ ،‬عللام أعلم موانقلون أن‬
‫لحا‪ ،‬هللي‬
‫َي ْع للدوا ا تعللاىل سللنة مقابللل ذلل ‪ ،‬والللرد كللان حازمللا جازمللا خمت َ ً لا واالل ً‬
‫اْلفاولة والربا‪،‬ة‪.‬‬

‫(‪ )1‬تفسري ابن تيمية‪ - )611/ 6( :‬النكت والعيون (‪ - )654 / 3‬تفسري العز بن ع د السالم ‪-‬‬
‫(‪.)5645 / 5‬‬
‫‪80‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬هل اآلية محكمة أم منسوخة؟‬


‫أوىل اْلس للائل الت للي ين غ للي بحع للا ن لليام يتعل للا بمع للل ه للذه اجي للات معرن للة كوع للا‬
‫السلنة واجلامعلة يف هلذه اجيلة‪ ،‬هلل هلي‬
‫منسوخة أم حمكمة‪ ،‬لقلد اختللف عللام‪ ،‬أهلل َّ‬
‫حمكمة أم منسوخة إىل قولني‪:‬‬

‫الق ا ال ا إعا منسوخة‪ ،‬وممن قال من العلام‪ ،‬بالنَّس ‪:‬‬

‫‪ -‬قةال‪َ {( - :‬لك ْلم ديلنك ْم َو َيل ديلن} نيله معنلى‬ ‫اإلمام القرط ‪-‬‬
‫الت دي ل للدت وه ل للو كقول ل لله تع ل للاىل‪َ { :‬لنَ ل للا َأ ْع َاملنَ ل للا َو َلك ل ل ْلم َأ ْع َاملك ل ل ْلم}‪ ،‬أي إن رال ل لليتم‬
‫السليف وقيلل‪:‬‬
‫بدينكم‪ ،‬نقد رالينا بلديننا وكلان هلذا ق لل ا ملر بالقتلال‪ ،‬ننسل ب يلة َّ‬
‫السورة كل ا منسوخة‪.)1(). . . .‬‬
‫ع‬

‫‪ -‬ق ة ةةال‪َ {( :‬لك ل ل ْلم ديل للنك ْم َو َيل دي ل للن} نسل للخت ب ي ل للة‬ ‫اب ة ةةن ح ة ةةزم ‪-‬‬
‫السيف)(‪.)2‬‬

‫‪( :-‬قلال الكل لي ومقاتلل‪ :‬هلذه اجيلة منسلوخة‬ ‫وقال اإلمام البغةوع ‪-‬‬
‫ب ية اجل اد)(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬اجلامع حكام القرآن ‪.)228 / 2( -‬‬


‫(‪ )2‬النَّاس واْلنسوب ‪ )33 /5( -‬تفسري ال غوي‪ ،)565 / 7( -‬ال حر اْلحيط ِب حيان‪/1( -‬‬
‫‪.)682‬‬
‫(‪ )3‬تفسري ال غوي ‪.)565 / 7( -‬‬
‫‪81‬‬

‫ن نللا‪ ،‬عللَل قللول ه ل ال‪ ،‬العلللام‪( ،‬رمح للم ا ) ال يس لتدل باجيللة وال يستش ل د هبللا‬
‫حرية العقيدة وحريلة ا ديلان كلام ذه لوا إليلهت نلإن اجيلة منسلوخة حكلام عنلدهم‬
‫عَل ِّ‬
‫مع بقا‪ ،‬اللفُ‪.‬‬

‫أعا حمكمة ري منسوخة‪ ،‬وممن قال من العلام‪ ،‬بعدم النَّس ‪:‬‬ ‫الق ا الي‬

‫‪( :-‬وهللي مللن السللور التللي يسللتحيل دخللول النَّسل يف‬ ‫ابةةن القةةيم ‪-‬‬
‫معللموعات نللإن أحكللام التوحيللد التللي اتفقللت عليلله دعللوة الرسللل يسللتحيل دخللول‬
‫النَّس نيه‪.‬‬

‫السللورة أخل للت التوحيللدت وَلللذا تسللمى سللورة اإلخللالص كللام تقللدم‪،‬‬
‫وهللذه ع‬
‫ومنشأ الغلط ظنع م أن اجية اقتعت إقرارهم عَل دين م(‪ )1‬يلم رأوا أن هلذا اإلقلرار‬
‫بالس لليف نق للالوا منس للوب‪ . . . .‬ب للل ه للذه آي للة قائم للة حمكم للة يابت للة ب للني اْل ل ل منني‬
‫زال َّ‬
‫والكانرين إىل أن ي َط ِّ َر ا من م ع اده وبالده)(‪.)2‬‬

‫لللط‬ ‫‪ -‬س ل ب قللول بعللض العلللام‪ ،‬بالنَّس ل وأن ذل ل‬ ‫ذكللر ابللن القلليم ‪-‬‬
‫ومنشأه‪:‬‬

‫(‪ )1‬كحال دعاة أنالطون‪ ،‬إال أن ه ال‪ ،‬خالفوا أوئل ‪ ،‬ن أوئل قالوا بالنَّس بعد اإلقرار‪.‬‬
‫(‪ )2‬تفسري ابن القيم – (‪.)655 / 2‬‬
‫‪83‬‬

‫السليف‬
‫أقرت اْلرشكني ال قا‪ ،‬عَل ديلن م‪ ،‬ومللا رأوا آيلات َّ‬ ‫ظن م أن تل اجية َّ‬
‫السلليف هللذه‪ ،‬هللذا تعليللل ابللن القلليم (رمحلله ا‬ ‫قللالوا‪ :‬إ ًذا نسل َ‬
‫لخت تلل اجيللة ب يللات َّ‬
‫تعاىل) لقول القائلني بالنَّس يف تل اجية‪.‬‬

‫وممللن قللال بعللدم النَّسل يف اجيللة أيعللا‪ ،‬شللي اإلسللالم ابللن تيميلة ‪ -‬رمحلله ا ‪-‬‬
‫نقلال‪( :‬وهلذا أملر حمكللم ال يق لل النَّسل ‪ . . .‬وهلذا أمللر حمكلم ال يمكلن نسلخه بحللال‬
‫ون ‪‬‬ ‫كام قال تعاىل عن اْلليل‪َ { :‬وإ ْذ َق َال إ ْب َراهيم َبيه َو َق ْومه إنَّنلي َب َلرا‪ِّ ،‬ممَّلا َت ْع لد َ‬
‫إالَّ ا َّلذي َن َط َرين َنإنَّه َس َي ْ دين})(‪.)1‬‬

‫‪ -‬يف يتابةةه (الربهةةان يف ع ةةوم القةةر ن)‬ ‫ويةةذلك الزريكةةي ‪-‬‬


‫قةةال‪( :‬مللا َلللا بلله كعللري مللن اْلفرسللين يف اجيللات اجمللرة بللالتخفيف مللن أعللا منسللوخة‬
‫السلليف قللول الللعيف‪ ،‬ن للو مللن اْلنْسللأ ‪ -‬بعللم اْللليم – بمعنللى‪ :‬أن كللل أمللر ورد‬
‫ب يللة َّ‬
‫عب امتعاله يف وقت ما‪ ،‬لعلة توجب ذلل ااكلم‪ ،‬يلم ينتقلل بانتقلال تلل العللة إىل‬
‫حكم آخر‪ ،‬ليب بنس ‪.‬‬

‫إنام النَّس ‪ :‬اإلزالة‪ ،‬حتى ال عوز امتعاله أبدً ا‪ . . .‬نليب حكلم اْلسلايفة ناس ً‬
‫لخا‬
‫اكم اْلساْلة‪ ،‬بل كل من ام عب امتعاله يف وقته)(‪.)2‬‬

‫ناجيللة حمكمللة‪ ،‬والعمللل بتل ل اجيللات تكللون يف الوقللت الللذي يتط َّلللب العمللل‬
‫الرسللول ☺ يف‬ ‫هبلا‪ ،‬أي عنلد قللا الع َّللة للعمللل هبلا‪ ،‬وهلذا هللو ال لواب‪ ،‬كللام كلان َّ‬

‫(‪ )1‬اجلواب ال حيم ْلن بدل دين اْلسيم ‪.)58 / 6( -‬‬


‫(‪ )2‬الربهان يف علوم القرآن (‪.)77 -76 / 6‬‬
‫‪84‬‬

‫مكللة يف وقللت االستعللعاف‪ ،‬نللإن العمللل كللان بقللول ا تعللاىل‪{ :‬لكللم ديللنكم ويل‬
‫دين}‪.‬‬

‫ناجية يعمل هبا عندما تنترش نرق العاللة وال ِّلردة‪ ،‬نملن كلان علَل من لار أهلل‬
‫الس للنة واجلامع للة وه للو ال يس للتطيع أن يغ ل ِّلري م للن ذل ل الوا ق للع ش للي ًا‪ ،‬نيت للربأ م للن تل ل‬
‫َّ‬
‫الفللرق وا حللزاب وال يشللارك م وال يشللاركوه‪ ،‬نيتحقللا التوحيللد وتتحقللا الللربا‪،‬ة‪،‬‬
‫وتنو َعلت‪ ،‬بلني‬
‫نام أحور اْلسلمني إىل العمل هبذه اجية اجن‪ ،‬وقلد تعلدَّ دت ا ديلان َّ‬
‫ساموية منسلوخة‪ ،‬وأراللية أنالطونيلة‪ ،‬وعلامنيلة كفريلة‪ ،‬ورانعلية وولونية َشكيلة‪،‬‬
‫نام أكعر حاجة من أراد أن مقا التوحيد وأن يتلربأ ملن الرشلك وأهلله أن يقلول لكلل‬
‫ون}‪ ،‬وأن يقللول َلللم َجي ًع لا { َلكل ْلم‬
‫هللذه ا ديللان وا حللزاب‪َ { :‬ال َأ ْع للد َمللا َت ْع للد َ‬
‫دينك ْم َو َيل دين}‪.‬‬

‫نإذا حان وقت اْلسايفة نإن العمل يكون ب يات السيف‪.‬‬

‫ومللن اْلالحللُ أن كللل مللن َل مقللا التوحيللد مللن خللالل هللذه اجيللة‪ ،‬نقللد انخللر‬
‫يف ح للزب م للن ا ح للزاب العلامني للة أو اْلنتس ل ل ة إىل اإلس للالم‪ ،‬أو و ل َّلوب مذه لله‪ ،‬أو‬
‫تعاطف معه‪ ،‬وعمل ا حزاب اْلنتسل ة إىل اإلسلالم ال خيتللف علن عملل ا حلزاب‬
‫العلامنية يف يش‪ ،‬بل هم أسو‪ ،‬من م بكعري‪ ،‬عم علامنيون باسم اإلسالم! !‬
‫‪85‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬معنى اآلية عند علماء أهل السَّنة‬

‫السنة واجلامعة؟‬
‫وبام أن اجية حمكمة ال نس ني ا‪ ،‬نكيف ن م ا علام‪ ،‬أهل َّ‬

‫‪( :‬وقللال ابللن ع للاس‪ :‬للليب يف القللرآن سللورة‬ ‫قةةال اإلمةةام النيسةةابورع‬
‫السورةت عا توحيد وبرا‪،‬ة من الرشك)(‪.)1‬‬
‫أشدع لغيُ إبليب من هذه ع‬

‫ناجيللة تللدل عنللد مللن َل يقللل بالنَّس ل عللَل التوحيللد والللربا‪،‬ة مللن الرشللك وأهلللة‬
‫ومفاولت م‪:‬‬

‫‪( :‬لكللم ديللنكم ويل ديللن يللدل عللَل أنكللم خمت للون‬ ‫يق ةةول اب ةةن يمي ةةة‬
‫ب للدينكم ال أَشكك للم ني لله وأن للا خم للتص ب للديني ال ترش للكوين ني لله ك للام ق للال‪ِّ { :‬يل َع َم للو‬
‫لون}) ‪[ .‬سلورة يلونب اجيلة‪:‬‬ ‫ون ممَّا َأ ْع َمل َو َأنَ ْا َبلري ٌ‪ِّ ،‬ممَّلا َت ْع َمل َ‬
‫َو َلك ْم َع َملك ْم َأنت ْم َبري َ‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪.])75‬‬

‫َربئللة مللن ديللن مت وَلللذا قللال وللَل ا‬


‫‪( :-‬يللدل عللَل ت َ ع‬ ‫ض ةا ‪-‬‬
‫ويقةةول أي ً‬
‫السورة إعا برا‪،‬ة من الرشك)(‪.)3‬‬
‫عليه و سلم يف هذه ع‬

‫(‪ )1‬الكشف وال يان ‪ /‬سورة الكانرون‪.‬‬


‫(‪ )2‬اجلواب ال حيم ْلن بدل دين اْلسيم ‪.)51 / 6( -‬‬
‫(‪ )3‬الفتاول الكربل ‪.)577 / 6( -‬‬
‫‪86‬‬

‫‪( :-‬اجية اقتعت الربا‪،‬ة اْلحعلة كلام تقلدم‪ ،‬وأن‬ ‫ويقول ابن القيم ‪-‬‬
‫مللا هللم عليلله مللن الللدِّ ين ال نللوانقكم عليلله أبللدات نإنلله ديللن باطللل‪ ،‬ن للو خمللتص بكللم ال‬
‫نرش للككم ني لله وال أن للتم ترش للكوننا يف دينن للا اا للا‪ ،‬ن للذا اي للة ال للربا‪،‬ة والتَّن للل م للن‬
‫موانقت م يف دين م)(‪.)1‬‬

‫‪ -‬قة ةةال‪َ {( :‬لك ل ْلم دي للنك ْم َو َىل دي للن}‪ :‬أي لك للم‬ ‫قة ةةال أبة ةةو حية ةةان ‪-‬‬
‫َشككم ويل توحيدي‪ ،‬وهذا اية يف الت ََّرب )(‪.)2‬‬

‫ومن العلماء من فسر اآلية على أنها تهديد للكفار‬

‫‪( :-‬وهلذا هتديلد منله َللم‪ ،‬ومعنلاه وكفلى بجلزا‪،‬‬ ‫يقول اإلمام املةاوردع‬
‫يوابا‪ ،‬قاله ابن عيسى)(‪.)3‬‬
‫عمو ً‬

‫‪( :-‬ولكن اْلق ود منه أحد أمور‪:‬‬ ‫ويقول الرازع ‪-‬‬

‫أحدها‪ :‬أن اْلق ود منه الت ديد‪ ،‬كقوله‪{ :‬اعملوا ما ش تم}(‪.)4‬‬

‫وبللام أن اجيللة متعلقللة بتوحيللد ا تعللاىل والللربا‪،‬ة مللن الرشللك وأهللله ن للي عامللة‬
‫إىل قيام الساعة‪.‬‬

‫(‪ )1‬تفسري ابن القيم – (‪.)655 / 2‬‬


‫(‪ )2‬ال حر اْلحيط (‪.)682 / 1‬‬
‫(‪ )3‬النكت والعيون (‪.)651 / 3‬‬
‫(‪ )4‬تفسري الرازي – (‪.)273 / 54‬‬
‫‪87‬‬

‫‪ -‬ب ةد أن ذيةر سةبب نةزول اآليةة‪( :‬ناْلطلاب‬ ‫يقول ابةن يميةة ‪-‬‬
‫‪ ،‬ومن يأي إىل يلوم القياملة‪ ،‬وقلد أملره ا بلالربا‪،‬ة ملن‬ ‫للمرشكني ‪ -‬كل م ل من م‬
‫كللل مع للود سللواه‪ ،‬وهللذه ملللة إبللراهيم اْلليللل‪ ،‬وهللو م عللون بملتلله‪ ،‬قللال ا ت للارك‬

‫وتعاىل‪َ { :‬وإ ْذ َق َال إبراهيم َبيله َو َق ْومله إنَّنلي َب َلرا‪ِّ ،‬ممَّلا َت ْع لد َ‬


‫ون إال ا َّللذي َن َط َلرين َنإ َّنله‬

‫َس َي ْ دين َو َج َع َل َ ا كَل َم ًة َباق َي ًة يف َعق ه}‬

‫‪‬‬
‫‪88‬‬

‫المبحث الرابع‪:‬‬
‫هل اآلية تدل على إقرار الكفَّار على دينهم والرضا به؟‬
‫ه للل يف اجي للة إق للرار للمرش للكني ع للَل م للا ه للم علي لله م للن دي للن َشك للي ك للام ي للدعي‬
‫وحريللة العقيللدة أكعللر مللن كللوعم‬
‫ل وأذنللاهبم(‪ ،)1‬وهللم دعللاة الدِّ يمقراطيللة ِّ‬ ‫إخللوان م‬
‫دع للا ًة إىل دي للن ا اإلس للالم‪ ،‬وم للا ي للدعون إلي لله م للن اإلس للالم ال ع للدي و للاح ه م للع‬
‫وجود الناقض‪ ،‬شي ا! !‬

‫السلنة واجلامعلة نلال يلرون ذلل بلأي حلال ملن ا حلوال‪ ،‬ومعلاذ‬ ‫أما علام‪ ،‬أهل َّ‬
‫ا أن تكللون آيللة التوحيللد والللربا‪،‬ة مللن الرشللك إقللرارا للرشللك‪ ،‬ومللن قللال أن اجيللة‬
‫ت للدل ع للَل الرال للا ب للدين الك َّف للار أو إق للرارهم ع للَل دي للن م ن للإن اب للن تيمي للة (رمح لله ا‬
‫تعاىل) يعدهم من اْللحدين بل من أكذب النَّاس وأكفرهم‪.‬‬

‫‪( :-‬ومللن ظل َّن مللن اْلالحللدة أن هللذا رالللا منلله بللدين الك َّفللار‬ ‫يقةةول ‪-‬‬
‫ن و من أكذب النَّاس وأكفرهم)(‪.)2‬‬

‫ل‬ ‫ل برا‪،‬تلله مللن ديللن م وال تقت‬ ‫‪( :-‬وهللذه كلمللة تقت‬ ‫ض ةا ‪-‬‬
‫ويقةةول أي ً‬
‫رالاه بذل )(‪.)1‬‬

‫ل‬ ‫ل أح للاب الطوا ي للت كح للاَلم يف الع للراق وكح للزب الن للور يف م‬ ‫(‪ )1‬وق للد التح للا هب للم مرج للة الع‬
‫وأحزاب اْلليا كالكويت و ريها‪ ،‬نتجد يف اْلجالب الترشيعية الكفرية اْللربطني – أولحاب أربطلة‬
‫العنا ‪ -‬إىل جانب اْلربطني اْللتحني‪.‬‬
‫(‪ )2‬الفرقان بني أوليا‪ ،‬الرمحن وأوليا‪ ،‬الشيطان ‪.)48 / 5( -‬‬
‫‪89‬‬

‫‪( :-‬هللي بللرا‪،‬ة مللن الرشللك‪ ،‬وللليب يف هللذه اجيللة أنلله‬ ‫ض ةا ‪-‬‬
‫ويقةةول أي ً‬
‫ريض بلدين اْلرشلكني وال أهلل الكتلاب كلام يظنله بعلض اْللحلدين وال أنله على علن‬
‫الرسلول بللدين اْلرشلكني وال أهللل‬ ‫َّ‬ ‫ج لادهم كللام ظنله بعللض الغلالطني ‪ . . .‬وَل يللر‬
‫الكتاب طرنة عني قط‪ ،‬وملن زعلم أنله ريض بلدين الك َّفلار [و](‪ )2‬احلتا بقولله تعلاىل‪:‬‬
‫ون َمللا َأ ْع للد ‪‬‬ ‫ون ‪َ ‬وال َأنللت ْم َعابللد َ‬ ‫ون ‪ ‬ال َأ ْع للد َمللا َت ْع للد َ‬ ‫{قل ْلل َيللا َأ عهَللا ا ْل َكللانر َ‬
‫ون َمل ل للا َأ ْع ل ل للد ‪َ ‬لكل ل ل ْلم ديل ل للنك ْم َو َيل‬
‫َوال َأنَل ل للا َعابل ل للدٌ َّمل ل للا َع َ ل ل للدت ْعم ‪َ ‬وال َأنل ل للت ْم َعابل ل للد َ‬
‫دين})(‪.)3‬‬

‫‪( :-‬ومعلاذ ا أن تكلون اجيللة اقتعلت تقريل ًلرا‬ ‫ويقةول ابةةن القةةيم ‪-‬‬
‫إقرارا عَل دين م أبدً ا‪ ،‬بل َل يزل رسول ا يف أول ا ملر وأشلده عليله وعلَل‬
‫َلم أو ً‬
‫أوللحابه‪ ،‬أشللدَّ عللَل اإلنكللار علللي م وعيللب ديللن م وتق يحلله‪ ،‬والن للي عنلله والت ديللد‬
‫يكف عن ذكر آل لت م وعيلب ديلن م‬
‫والوعيد كل وقت ويف كل ناد‪ ،‬وقد سألوه أن َّ‬
‫ويلكونه وشأنه‪ ،‬نأبى إال معيا عَل اإلنكار عللي م وعيلب ديلن م‪ ،‬نكيلف يقلال إن‬
‫اجية اقتعت تقريره َلم؟‬

‫معللاذ ا مللن هللذا الللزعم ال اطللل‪ ،‬وإنللام اجيللة اقتعللت الللربا‪،‬ة اْلحعللة ‪ -‬كللام‬
‫تق للدم‪ -‬وأن م للا ه للم علي لله م للن ال للدِّ ين ال ن للوانقكم علي لله أب للدات نإن لله دي للن باط للل‪ ،‬ن للو‬

‫(‪ )1‬الفرقان بني أوليا‪ ،‬الرمحن وأوليا‪ ،‬الشيطان ‪.)48 / 5( -‬‬


‫لورا‪ ،‬وبحللذن ا تسللتيقم‬
‫(‪ )2‬الللواو هنللا زائللدة ن اْلعنللى ال يسللتقيم مللع وجودهللات إذ يكللون الكللالم م تل ً‬
‫الع ارة وتكون تامة‪.‬‬
‫(‪ )3‬اجلواب ال حيم ْلن بدل دين اْلسيم (‪.)58 / 6‬‬
‫‪91‬‬

‫خمللتص بكللم ال نرشللككم ن ليل لله وال أنللتم ترشللكوننا يف ديننللا االلا‪ ،‬ن للذا ايللة الللربا‪،‬ة‬
‫والتن ل من موانقت م يف دين م‪ ،‬نأين اإلقرار حتى َيدَّ ع َي النَّس أو التخ يص؟‬

‫بالسلليف كللام جوهللدوا بااجللة ال ي ل علم أن يقللال‪َ { :‬لكل ْلم‬


‫أنلللل إذا جوهللدوا َّ‬
‫دينك ْم َو َيل دين})(‪.)1‬‬

‫‪َ { :-‬لك ْم دينك ْم َو َيل دين} نفيه مسائل‪:‬‬ ‫يقول الرازع‬

‫اْلسألة ا وىل‪( :‬نإن قيل‪ :‬ن ل يقال‪ :‬إنه أذن َلم يف الكفر؟‬

‫قلن ل للا‪ :‬ك ل للال نإن ل لله علي ل لله الس ل للالم م ل للا بع ل للث إال للمن ل للع م ل للن الكف ل للر نكي ل للف ي ل للأذن‬
‫نيه‪.)2()...‬‬

‫أول َلل عللَل أن هللذه اجيللة‬


‫وسللاراة هللل اإلاللاد‪ ،‬نللإن ابللن تيميللة ‪ -‬رمحلله ا ‪َّ -‬‬
‫والسللنة ن للوص‬ ‫إن دلللت عللَل إقللرارهم عللَل مللا هللم عليلله مللن ديللن‪ ،‬نللإن يف القللران َّ‬
‫متللواترة عللَل أن اْلرشللكني ال يقللرون عللَل ديللن م بللل يقللاتلون‪ ،‬وهللذا مللن اْلعلللوم مللن‬
‫لله وب للريته‪ ،‬نلللم يللر إال مللا‬ ‫الللدِّ ين بالرضللورة ال ينكرهللا إال مللن أعمللى ا تعللاىل ب‬
‫جا‪ ،‬به أنالطون‪.‬‬

‫أعم َل يل مروا بللك‬ ‫السورة ما يقت‬


‫‪( :-‬ولو قدِّ َر أن يف هذه ع‬ ‫نقال ‪-‬‬
‫دين م‪ ،‬نقد علم باالالطرار من دين اإلسالم‪ ،‬بالن وص اْلتلواترة وبإَجلاع ا ملة‪،‬‬

‫(‪ )1‬تفسري ابن القيم – (‪.)255 / 2‬‬


‫(‪ )2‬تفسري الرازي – (‪.)273/54‬‬
‫‪90‬‬

‫أنلله َأ َمل َلر اْلرشللكني وأهللل الكتللاب بللاإليامن بلله وأنلله جللا‪،‬هم عللَل ذل ل ‪ ،‬وأخللرب أعللم‬
‫كانرون خي َّلدون يف النار)(‪.)1‬‬

‫الربا‪،‬ة من الك َّفار واْلرشكني نحسلب‪ ،‬بلل ملن أهلل ال لدع اللداعني‬ ‫وال تقت‬
‫إىل بدعت م‪.‬‬

‫الرسلول‬
‫‪( :-‬وكذل حكم هذه اللربا‪،‬ة بلني أت لاع َّ‬ ‫يقول ابن القيم ‪-‬‬
‫أهللل سللنته‪ ،‬وبللني أهللل ال للدع اْلخللالفني ملللا جللا‪ ،‬بلله‪ ،‬الللداعني إىل للري سللنته‪ ،‬إذا قللال‬
‫ل ه للذا إق للرارهم ع للَل‬ ‫الرس للول ووريت لله‪ :‬لك للم دي للنكم ولن للا دينن للا ال يقت‬
‫َل للم خلف للا‪َّ ،‬‬
‫ب للدعت م‪ ،‬ب للل يقول للون َل للم ه للذه ب للرا‪،‬ة من للا‪ ،‬وه للم م للع ه للذا منت ل ل ون لل للرد عل للي م‬
‫وجل ادهم بحسب اإلمكان)(‪.)2‬‬

‫أول من استدل بهذه اآلية ع ى اإلقرار بدين الل َّار والرضا به‪:‬‬

‫الس ل للفيه اْللق ل للب‬


‫‪( :-‬وك ل للذل وزي ل للرهم(‪َّ )3‬‬ ‫يقة ة ةةول ابة ة ةةن يمية ة ةةة ‪-‬‬
‫بالرشل ل لليد‪ . . . .‬حتل ل للى أن وزيل ل للرهم هل ل للذا اْل يل ل للث اْللحل ل للد اْلنل ل للانا و ل ل لنَّف م ل ل لنَّفا‬
‫معللمونه‪ ،‬أن الن للي ☺ ريض بللدين الي للود والنَّ للارل‪ ،‬وأنلله ال ينكللر علللي م وال‬
‫يذ سمون وال ين ون دين م(‪ ،)4‬وال يأمرون(‪ )1‬باالنتقلال إىل اإلسلالم واسلتدل اْل يلث‬

‫(‪ )1‬الفتاول الكربل ‪.)74 / 4( -‬‬


‫(‪ )2‬تفسري ابن القيم – (‪.)253 / 2‬‬
‫(‪ )3‬يق د التتار‪.‬‬
‫(‪ )4‬إمللا أن تكللون الع للارة (ينْ ل َ‬
‫لون دي للن م) مللن اإلعللا‪ ،،‬وإمللا أن كلمللة (ع للن) قللد سللقطت مللن الع للارة‬
‫نتكون‪( :‬وال ينْ َ ْون عن دين م) أي ال يمنعون‪ ،‬وا تعاىل أعلم وأحكم‪.‬‬
‫‪91‬‬

‫اجلاهل بقوله‪{ :‬قل يا أها الكانرون ‪ ‬ال أع لد ملا تع لدون ‪ ‬وال أنلتم عابلدون‬
‫مللا أع للد ‪ ‬وال أنللا عابللد مللا ع للدتم ‪ ‬وال أنللتم عابللدون مللا أع للد ‪ ‬لكللم ديللنكم‬
‫ويل دين}‪.‬‬

‫أنه يرق ديلن م وقلال‪ :‬وهلذه اجيلة حمكملة ليسلت‬ ‫وزعم أن هذه اجية تقت‬
‫منسللوخة وج للرت بس ل ب ذل ل أم للور‪ ،‬وم للن اْلعلللوم أن ه للذا ج للل منلله ن للإن قول لله‪:‬‬
‫ل ل أن يك للون دي للن الك َّف للار ح ًقل لا وال‬ ‫{لك للم دي للنكم ويل دي للن}‪ ،‬ل لليب ني لله م للا يقت‬
‫َربئة ملن ديلن م‪ ،‬وَللذا قلال ولَل ا عليله و سللم يف هلذه‬
‫مرال ًيا له‪ ،‬وإنام يدل عَل ت َ ع‬
‫السورة‪« :‬إعا برا‪،‬ة من الرشك»)(‪.)2‬‬

‫ويقول (رمحه ا تعاىل) أيعا عن الوزير التلي‪:‬‬

‫(نظللن هللذا اْللحللد أن قوللله‪{ :‬لكللم ديللنكم ويل ديللن} معنللاه أنلله ريض بللدين‬
‫الكفللار‪ ،‬يللم قللال هللذه اجيللة منسللوخة(‪ ،)3‬نيكللون قللد ريض بللدين الكفللار‪ ،‬وهللذا مللن‬

‫(‪ )1‬ال واب أن يقال‪ :‬وال ي مرون‪ ،‬وا تعاىل أعلم وأحكم‪.‬‬
‫(‪ )2‬الفتاول الكربل ‪.)577 / 6( -‬‬
‫(‪ )3‬علب أن تكلون الع لارة‪( :‬يلم قلال هلذه اجيلة لري منسلوخة)ت ن ذلل اْللحلد ملا بنلى قولله إال علَل‬
‫ك للون اجي للة حمكم للة للري منس للوخة‪ ،‬نق للد تك للون الكلم للة س للقطت م للن الط ع للة‪ ،‬أو عن للد النَّس ل يف اْلكت للة‬
‫الشللاملة‪ ،‬والللدليل عللَل ذل ل أنلله ق للال يف الفتللاول الكللربل ‪( :)577/6( -‬وقللال‪ :‬وهللذه اجيللة حمكم للة‬
‫ليست منسوخة) انظر الع ارة التي ت ا خط‪ ،‬وا تعاىل أعلم‪.‬‬
‫‪93‬‬

‫قللط إال بللدين ا الللذي‬ ‫أبللني الكللذب واالنلللا‪ ،‬عللَل حممللد ☺ (‪)1‬ت نإنلله َل يللر‬
‫أرسل َلل بلله رسل َله وأنل َلز َل بلله ك َت َلله‪ ،‬مللا ريض قللط بللدين الك َّفللار ال مللن اْلرشللكني وال مللن‬
‫َ‬
‫أهل الكتاب‪ ،‬وقوله‪{ :‬لكم دينكم ويل دين} ال يدل علَل راللاه بلدين م‪ ،‬بلل وال‬
‫عَل إقرارهم عليه‪ ،‬بل يدل عَل برا‪،‬ته من دين م‪ ،‬وَلذا قلال الن لي إن هلذه السلورة‪:‬‬
‫برا‪،‬ة من الرشك ونظري هذه اجية قوله تعاىل‪:‬‬

‫لون ممَّللا َأ ْع َمللل َو َأنَل ْا َبللري ٌ‪،‬‬ ‫{ َوإن َكل َّلذب َ‬


‫وك َنقللل ِّيل َع َمللو َو َلكل ْلم َع َملكل ْلم َأنللت ْم َبري ل َ‬
‫ون} [سورة يونب‪ ،‬اجية‪.])75( :‬‬ ‫ِّممَّا َت ْع َمل َ‬

‫وكذل قوله تعاىل‪:‬‬

‫{ َنل َذل َ َنا ْدع َو ْ‬


‫استَق ْم ك ََام أم ْر َت َوال َت َّت ْع َأ ْه َلوا‪،‬ه ْم َوق ْلل آ َمنلت ب َلام َأن َلز َل َّ‬
‫اَّلل‬
‫اَّلل َر عبنَا َو َر عبك ْم َلنَا َأ ْع َاملنَا َو َلك ْم َأ ْع َاملك ْم})(‪.)2‬‬
‫َاب َوأم ْرت َ ْعد َل َب ْينَكم َّ‬ ‫من كت ٍ‬

‫أقول مست ينًا باهلل اىل‪:‬‬

‫الس للنة واجلامع للة‪ ،‬ن للاعلم أن أول م للن‬ ‫إذا علم للت تفس للري اجي للة عن للد عل للام‪ ،‬أه للل َّ‬
‫اس للتدل ع للَل أن ه للذه اجي للة تعن للي الرال للا ب للدين الك َّف للار وإق للرارهم ع للَل دي للن م‪ ،‬ـهل للو‬
‫الللوزير التلللي السللفيه اْل يللث اْللحللد اْلنللانا كللام ووللفه اب للن تيميللة ‪ -‬رمحلله ا ‪،-‬‬

‫(‪ )1‬هللل انت للت يف أقللوال ابللن تيميللة وابللن القلليم رمح للام ا عللَل وللفات مللن يسللتدل باجيللة عللَل حريللة‬
‫العقيدة؟‬
‫(‪ )2‬اجلواب ال حيم ْلن بدل دين اْلسيم البن تيمية ‪.)58/6( -‬‬
‫‪94‬‬

‫ن للا حزاب الت للي ت للدعي االنتس للاب إىل اإلس للالم‪ ،‬ي للم ت للدعو إىل الدِّ يمقراطي للة‪ ،‬وإىل‬
‫بحرية العقيدة واْلامرسة الدينية ملع اافلاظ علَل‬
‫ويرشع دستورا يق عر ِّ‬
‫ِّ‬ ‫حرية العقيدة‪،‬‬
‫ِّ‬
‫أمللاكن ع للادهتم ومكللم بلله ويسللتدل هبللذه اجيللة‪ ،‬إنللام سلللفه الرشلليد التلللي اْللحللد‪،‬‬
‫السنة واجلامعة‪ ،‬وأسوته أنالطون وليب رسول ا ☺‪.‬‬
‫وليب علام‪ ،‬أهل َّ‬

‫‪‬‬
‫‪95‬‬

‫التي يستدل هبا دعاة الديمقراطية عَل حرية العقيدة‪:‬‬

‫{ َن َم ْن َشا َ‪َ ،‬ن ْلي ْ م ْن َو َم ْن َشا َ‪َ ،‬ن ْل َيكْف ْر}‬

‫ه للل م للا ذه للب إلي لله أت للاع أنالط للون دع للاة الدِّ يمقراطي للة م للن االستشل ل اد بقول لله‬
‫تعاىل‪َ { :‬ن َم ْن َشا َ‪َ ،‬ن ْلي ْ م ْن َو َم ْن َشا َ‪َ ،‬ن ْل َيكْف ْر} عَل ِّ‬
‫حرية العقيدة ي عم؟‬

‫أقوال ع ماء أهل السَّنة يف ك اآلية‪:‬‬

‫لقد ظلن عللام‪ ،‬العلاللة ودعلاة الدِّ يمقراطيلة‪ ،‬أن اجيلة علَل التَّخيلري‪ ،‬أي أن ا‬
‫السللقيم لقللول‬
‫تعللاىل خللري ع للاده بللني اإليللامن بلله وبللني ال قللا‪ ،‬عللَل الكفللر‪ ،‬وهللذا الف للم َّ‬
‫ا تعاىل يسقط ااساب يوم القياملة‪ ،‬ن ملن اختلار الكفلر ‪ -‬بنلا ً‪ ،‬علَل قلول هل ال‪،‬‬
‫السللف ا‪ - ،‬نقللد اختللاره بتخيللري مللن ا تعللاىل‪ ،‬وإذا خل َّلري ا تعللاىل بللني أمللرين‪ ،‬نإنلله‬
‫أعدل من أن ماسب واحب أحد االختيارين يوم القيامة‪.‬‬

‫السنة هذه اجية الكريمة؟‬


‫نإذا كان ا مر كذل نكيف ن م علام‪ ،‬أهل َّ‬
‫‪96‬‬

‫‪( :-‬نلإن شل تم نل منوا‪ ،‬وإن شل تم نلاكفروا‪.‬‬ ‫يقةول اإلمةام القةرط ‪-‬‬


‫وللليب هللذا بلخلليص و يللري بللني اإليللامن والكفللر‪ ،‬وإنللام هللو وعيللد وهتديللد‪ .‬أي إن‬
‫كفرتم نقد أعدَّ لكم النار‪ ،‬وإن آمنتم نلكم اجلنة)(‪.)1‬‬

‫‪َ { :-‬ن َم ل ْن َشللا َ‪َ ،‬ن ْلي ل ْ م ْن َو َم ل ْن َشللا َ‪َ ،‬ن ْل َيكْفل ْلر}‬ ‫‪-‬‬ ‫يقةةول ابةةن يةةث‬
‫هللذا مللن بللاب الت ديللد والوعيللد الشللديدت وَلللذا قللال‪{ :‬إ َّنللا َأ ْع َتللدْ نَا} أي‪ :‬أروللدنا‬
‫رسا دق َ للا}‬ ‫{لل َّظللاْلنيَ } وهللم الكللانرون بللا ورسللوله وكتابلله { َنل ً‬
‫لارا َأ َحللا َ هبل ْلم َ‬
‫أي‪ :‬سورها)(‪.)2‬‬

‫خارجللا خمللرر التَّخيللري‪،‬‬


‫ً‬ ‫‪( :-‬هللذا وإن كللان‬ ‫يقةةول اإلمةةام املةةاوردع ‪-‬‬
‫ن و عَل وجه الت ديد والوعيد)(‪.)3‬‬

‫‪( :-‬قوللله تعللاىل‪َ ( :‬ن َم ل ْن َشللا َ‪َ ،‬ن ْلي ل ْ م ْن‬ ‫يق ةةول الك ةةيخ الك ةةنقيطي ‪-‬‬
‫َو َم ْن َشا َ‪َ ،‬ن ْل َيكْف ْر) ظلاهر هلذه اجيلة الكريملة بحسلب الواللع اللغلوي ل التَّخيلري بلني‬
‫الكفللر واإليللامن ل ولكللن اْلللراد مللن اجيللة الكريمللة للليب هللو التَّخيللري‪ ،‬وإنللام اْلللراد هبللا‬
‫الت ديللد والتخويللف‪ .‬والت ديللد بمعللل هللذه ال لليغة التللي ظاهرهللا التَّخيللري أسلللوب‬
‫م للن أس للاليب اللغ للة العربي للة‪ ،‬وال للدليل م للن الق للرآن العظ لليم ع للَل أن اْل للراد يف اجي للة‬
‫الت ديد والتخويف أنه أت ع ذل بقوله‪:‬‬

‫(‪ )1‬اجلامع حكام القرآن ‪.)686 / 51( -‬‬


‫(‪ )2‬تفسري ابن كعري ‪.)557 / 5( -‬‬
‫(‪)3‬النكت والعيون ‪.)747 / 2( -‬‬
‫‪97‬‬

‫رسا دق َ ا َوإ ْن َي ْستَغيعوا ي َغلايوا ب َلام ٍ‪ ،‬كَا ْْل ْ لل‬ ‫{إنَّا َأ ْعتَدْ نَا لل َّظاْلنيَ ن ً‬
‫َارا َأ َحا َ هب ْم َ‬
‫الرشلاب َو َسلا َ‪ْ ،‬ت م ْر َت َف ًقلا}‪ ،‬وهلذا أرصح دليلل علَل أن اْللراد‬
‫َي ْشوي ا ْلوجلو َه بل ْ َب َّ َ‬
‫الت ديللد والتخويللف‪ .‬إذ لللو كللان التَّخيللري عللَل بابلله‪ ،‬ملللا توعللد ناعللل أحللد الطللرنني‬
‫اْلخري بين ام هبذا العذاب ا ليم وـه للذا واالم كام ترل(‪.)2())1‬‬

‫‪َ { :-‬ن َم ل ْن َشللا َ‪َ ،‬ن ْلي ل ْ م ْن‬ ‫ق ةةال الك ةةيخ عب ةةد ال ةةرمحن ل الك ةةيخ ‪-‬‬
‫َو َم ْن َشا َ‪َ ،‬ن ْل َيكْف ْر}‪ ،‬هكذا خياطب ا ع اده‪ ،‬وليب معنلى ذلل التَّخيلريت ولكنل‬
‫ِّنت من العمل ناخل لنفس ما ترل نيه نكاك وخالول ل )(‪.)3‬‬
‫مك َ‬

‫السلنة يف ن لم اجيلة‪ ،‬نلأين جلنم الظلالم والعلالل‬


‫نإن كانت هذه عقيدة أهل َّ‬
‫حرية العقيدة؟‬
‫باْلستش دين باجية عَل ِّ‬

‫إملا أعللم خللالفوا عللن عللم‪ ،‬وإمللا أعللم َل يكلفللوا أنفسل م عنللا‪ ،‬ال حللث عللن قللول‬
‫الس للنة يف اجي للة‪ ،‬ويف ك للال اا للالتني ن للم دع للاة أنالط للون وليس للوا دع للاة‬
‫عل للام‪ ،‬أه للل َّ‬
‫إسالم‪.‬‬

‫اعلم أن االستش اد باجية باْلعنى الذي ذهب إليه من ذكرناهم من دعاة‬

‫ديمقراطي من أت اع القدرية واْلعتزلة‪.‬‬


‫ٍّ‬ ‫(‪ )1‬وليب بعد هذا الكالم كالم إلخواين‬
‫(‪ )2‬أالوا‪ ،‬ال يان يف إيعاح القرآن بالقرآن ‪.)577 / 58( -‬‬
‫(‪ )3‬نتم اْلجيد َشح كتاب التوحيد ‪.)6 / 78( -‬‬
‫‪98‬‬

‫الديمقراطية‪ ،‬إنام هو عقيدة(‪ )1‬القدرية الذين زعموا أن ا تعلاىل جعلل إللي م‬


‫االستطاعة تا ًما كامالً‪.‬‬

‫وكذل هو عقيلدة اْلعتزللة‪( :‬وأملا اسلتدالل اْلعتزللة بل عض اجيلات التلي ني لا‬


‫إطل للالق مشل للي ة الع ل للد نإن ل لله مقيل للد باجيل للات ا خل للرل‪ ،‬ن ل للم يسل للتدلون بمعل للل قولل لله‪:‬‬

‫(‪ )1‬وأول من نرش عقيدة القدرية بعد مع د اجل مي هو يالن الدمشقي‪ ،‬وقد استتابه عمر بن ==‬
‫== ع د العزيز رمحه ا يم عاد عَل ما كان عليه بعد وناة عمر بن ع د العزيز نقتله هشام بن ع د‬
‫تعاىل هو خالا ا عامل عَل العموم ولكن‬ ‫رمحه ا ‪ ،‬وعقيدة القدرية قائمة عَل أن ا‬ ‫اْلل‬
‫اإلنسان هو خيلا أعامله‪ ،‬وزعموا أعم ينزهون ا تعاىل عن الظلم‪ ،‬ومن هنا قيل عن م (أعم سوس‬
‫هذه ا مة) عم أقروا بخالقني لألعامل‪.‬‬
‫وكانوا يستدلون هبذه اجية‪ ،‬أي أعم محلوا اجية كدعاة حرية العقيدة عَل التخيري‪.‬‬
‫يقللول ابللن بطللة (رمحلله ا )‪( :‬قللال مكحللول‪ :‬حسلليب لليالن ا لقللد تللرك هللذه ا مللة يف جلللا معللل جلللا‬
‫ال حار) اإلبانة ‪.)611 / 2( -‬‬
‫(رج للا‪ ،‬ب للن حي للوة‪ ،‬كت للب إىل هش للام ب للن ع للد اْلل ل ‪ :‬أم للري اْل ل منني بلغن للي أن لله دخل ل م للن ق للل لليالن‬
‫ووالم‪ ،‬نأ عقر با لقتل ام أنعل من قتل ألفني من الللك واللدليم) اإلبانلة ‪ -‬ابلن بطلة ‪،)268 / 2( -‬‬
‫الس للنة ‪َ )454 / 7( -‬ل للة ا ب للن ااس للن ب للن من للور الط للربي م للن عل للام‪ ،‬الق للرن الرا ب للع‬
‫اعتق للاد أه للل َّ‬
‫اَلجري‪.‬‬
‫وقد هيأ ا تعاىل لألمة يف خعم هذه اْلتاهات‪ ،‬مكحلوالً ورجلا ً‪ ،‬وهشلاما نفعلحوهم وأنتلوا بقلتل م‬
‫وقتلوهم‪.‬‬
‫‪99‬‬

‫{ َن َم ل ْن َشللا َ‪َ ،‬ن ْلي ل ْ م ْن َو َم ل ْن َشللا َ‪َ ،‬ن ْل َيكْفللر}‪ ،‬ويقولللون‪ :‬إن ا مللر مسللند إليلله إن شللا‪،‬‬
‫اختار كذا وإن شا‪ ،‬اختار كذا‪ ،‬نا مر راجع إليه)(‪.)1‬‬

‫واْلشي ة اْلطلقة يف هذه اجية مل عَل اْلقيدة يف قوله تعاىل‪:‬‬

‫ون إالَّ َأن َي َشللا‪،‬‬ ‫{إ َّن َهللذه َتل ْلذك َر ٌة َن َمللن َشللا‪ ،‬ا َّ َ ل َلذ إ َىل َر ِّبلله َس ل ي ً‬
‫ال ‪َ ‬و َمللا ت ََشللا َ‬
‫َان َعل ًيام َحك ًيام} [سورة اإلنسان‪ ،‬اجية‪.])61 – 28( :‬‬
‫اَّلل ك َ‬
‫اَّلل إ َّن َّ َ‬
‫َّ‬

‫وهو من باب محل اْلطلا عَل اْلقيد‪.‬‬

‫َأ َعل ْم ل َ‬
‫لت م ل للغ اي للل هل ل ال‪ ،‬ع للَل اْلس لللمني ليحمل للوهم ع للَل ال ل ِّلردة بتحري للف‬
‫معاين اجيات ولو بالقول بقول القدرية واْلعتزلة واالقتدا‪ ،‬هبم! !‬

‫حرية العقيدة إال عَل عقيدة القدرية واْلعتزلة‪.‬‬


‫إذا ال داللة يف اجية عَل ِّ‬

‫إن دع ل للاة الديمقراطي ل للة أت ل للاع أنالط ل للون أَش ع ل للَل ا م ل للة اإلس ل للالمية اجن م ل للن‬
‫القدريللة واْلعتزلللة يف زمللاعمت ن ا تعللاىل هيللأ لألمللة يف ذل ل الوقللت أمللرا‪ ،‬كللانوا‬
‫ي للذودن ع للن ال للدين‪ ،‬وعل للام‪ ،‬رب للانيني يفنِّ للدون شل ل َه الع للالني ي للدنعون ع للن اإلس للالم‬
‫‪ -‬يقلول علن القدريلة كلام ينقلل عنله ابلن‬ ‫واْلسلمني َشهم‪ ،‬ناإلملام مالل ‪-‬‬

‫(‪َ )1‬شح العقيدة الطحاوية البن جربين ‪.)55 / 56( -‬‬


‫‪011‬‬

‫‪ -‬قللال‪( :‬يقللول اإلمللام مالل ‪ :‬ال ين غللي مكللاْلت م وال ال للالة‬ ‫أِب الللزمنني ‪-‬‬
‫يزوجوا‪ ،‬هذا نيه التحذير من أهل ال دع)(‪.)1‬‬
‫خلف م‪ ،‬وال أن َّ‬

‫أم للا يف ع للنا ن للإن دع للاة الديمقراطي للة ق للد أح للاطوا بالطوا ي للت وأح للا هب للم‬
‫لخر ه ل ال‪ ،‬للطوا يللت علم للم العللال اْلعللل‪ ،‬وسللخر الطوا يللت‬ ‫الطوا يللت‪ ،‬نسل َّ‬
‫َلللم وسللائل الللدعوة إىل الللردة‪ ،‬نللاجتمع الطوا يللت بجللربوهتم وأن للارهم – علللام‪،‬‬
‫العاللة ‪ -‬باللسان عَل اْلسلمني‪ ،‬أعان ا تعاىل اْلسلمني‪.‬‬

‫السنة ‪.)711 / 5( -‬‬


‫(‪)1‬أوول َّ‬
‫‪010‬‬

‫التي يستدل هبا دعاة الديمقراطية عَل حرية العقيدة‪:‬‬

‫قوله تعاىل‪َ {:‬وإ ْن َأ َحدٌ م َن ا ْْل ْرشكنيَ ْ‬


‫است ََج َار َك َن َأج ْره َحتَّى َي ْس َم َع كَال َم ا ي َّم‬

‫ون} [سورة التوبة‪.])6( :‬‬


‫ب َأ َّع ْم َق ْو ٌم ال َي ْع َلم َ‬ ‫َأبْل ْغه َم ْأ َمنَه َذل َ‬

‫حرية العقيدة هبذه اجية يقول حسن ال نا‪( :‬ن و يلزم‬


‫يف سياق استش اده عَل ِّ‬
‫ويوالحوا له مقاود‬
‫ِّ‬ ‫اْل منني إن استجار هبم أحد اْلرشكني أن ي ِّلغوه الدعوة‬
‫اإلسالم‪ ،‬يم مرسوه حتى ي ل إىل مأمنه‪ ،‬ويلكوه ليسلم عن ر ة واقتناع ال‬
‫عن خوف وره ة وإكراه)(‪.)1‬‬
‫حرية العقيدة ت عم؟‬
‫هل ما ذهب إليه حسن ال نا يف االستش اد باجية الكريمة عَل ِّ‬

‫لص يف مسللألة ا مللان واجلللوار‪ ،‬نللإن طلللب مرشللك ا مللان مللن‬


‫اعلللم أن اجيللة نل ِ‬
‫لب بع ل للد ذلل ل ل بس ل للو‪ ،،‬وا م ل للان م ل للل ب ل للالكالم وك ل للذل‬
‫مس ل لللم نأ َّمنَ ل لله‪ ،‬ن ل للال ي َم ل ل ع‬
‫باإلشارة‪.‬‬

‫(‪ )1‬رسائل حسن ال نا ‪.)72 / 2( -‬‬


‫‪011‬‬

‫وشل ه ا مللان أمللان‪ ،‬أي إن نطللا اْلسلللم بكلمللة ون م للا اْلرشللك عللَل أعللا أمللان‬
‫ِب َأنَّلله َأ َرا َد ال َّت ل ْأمنيَ‬ ‫نإعللا ت َعللدع َشعللا أمانللا‪( :‬إ ْن َأ َرا َد ب له ا ْْل ل َ ِّمن َمنْل َلع ا ْ َ َمللان َن َظ ل َّن ْ‬
‫ااَل ْلر ع‬
‫َن َقدْ َلز َم م ْن ا ْ َ َمان َأ ْن َال َي ْقت َله ب َذل َ اال ْست ْس َالم)(‪.)1‬‬

‫وم ل للن ذلل ل ل م ل للا ذك ل للره اب ل للن كع ل للري ‪ -‬رمح ل لله ا ‪ -‬ع ل للام دار ب ل للني عم ل للر ؓ‬
‫واَلرمللزان‪ ،‬قللال للله عمللرؓ ‪( :‬مللا عللذرك ومللا حجت ل يف انقاال ل مللرة بعللد‬
‫مرة؟ نقال‪ :‬أخاف أن تقتلني ق ل أن أخربك‪.‬‬

‫قال‪ :‬ال لف ذلل ‪ ،‬استسلقى اَلرملزان ملا‪ ،،‬نلأتى بله يف قلدح لليُ‪ ،‬نقلال‪ :‬للو‬
‫م للت عطش للا َل أس للتطع أن أَشب يف ه للذا‪ ،‬ن للأتى ب لله ق للدح آخ للر يرال للاه‪ ،‬نل للام أخ للذه‬
‫جعل للت ي للده ترع للد‪ ،‬وق للال‪ :‬إين أخ للاف أن أقت للل وأن للا أَشب‪ .‬نق للال عم للر‪ :‬ال ب للأس‬
‫علي ل ل حت للى ترش للبه‪ ،‬وأكف للأه‪ .‬نق للال عم للر‪ :‬أعي للدوه علي لله وال جتمع للوا علي لله القت للل‬
‫والعطللر‪ ،‬نقللال‪ :‬ال حاجللة يل يف املللا‪ ،‬إنللام أردت أن أسللتأنب بلله‪ ،‬نقللال للله عمللر‪ :‬إين‬
‫قاتل ‪ .‬نقال‪ :‬إن أ َّمنتني‪ .‬قال‪ :‬كذبت‪.‬‬

‫نقال أنب‪ :‬ودق يا أمري اْل منني‪ .‬نقال عمر‪ :‬وم يا أنب أنا أ ْأملن ملن قتلل‬
‫س للزأة وال للربا‪،‬؟! لت للأتيني بمخ للرر وإال عاق تل ل ‪ ،‬ق للال‪ :‬قل للت ال ب للأس عليل ل حت للى‬
‫ربين‪ .‬وقلت‪ :‬ال بأس علي حتى ترشبه‪ .‬وقال له من حوله معل ذل نأق لل علَل‬
‫اَلرمزان نقال‪ :‬خدعتني وا ال أنخدع إال أن تسلم نأسلم)(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬اْلنتقى ‪َ -‬شح اْلوطأ ‪.)65 / 6( -‬‬


‫(‪)2‬ال داية والن اية ‪.)11 - 14 / 4( -‬‬
‫‪013‬‬

‫وإذا أمن أحد اْلسلمني أحدا من اْلرشكني نإن أمانله يللزم َجيلع اْلسللمني علن‬
‫عللو ؓ قللال‪ :‬قللال رسللول ا ☺ ‪« :‬ا ْْل ْ منل َ‬
‫لون َتكَا َنللأ د َمللا ه ْم َوهل ْلم َيللدٌ َعل َلَل‬
‫َم ْن س َواه ْم َو َي ْس َعى بذ َّمت ْم َأ ْدنَاه ْم»(‪.)1‬‬

‫‪( :-‬قولله‪« :‬ويسلعى بلذمت م أدنلاهم» يعنلي أنله‬ ‫يقول الكةوياني ‪-‬‬
‫إذا أم للن اْلس لللم حرب ًي للا ك للان أمان لله أما ًن للا م للن َجي للع اْلس لللمني ول للو ك للان ذل ل اْلس لللم‬
‫امرأة‪ ،‬برش أن يكون مكل ًفا‪ ،‬نيحرم النكث من أحدهم بعد أمانه)(‪.)2‬‬

‫َلان َأ َما ًنلا‬


‫قال اإلمام الصةن اني يف سةبل السةالم‪َ ( :‬أنَّله إ َذا َأ َّمل َن ا ْْل ْسللم َح ْربيلا ك َ‬
‫لل ك َْلون‬ ‫َان َذلل َ ا ْْل ْسللم ا ْم َلرأ َ ًة ك ََلام يف ق َّ لة أ ِّم َهلان ٍُ َوي ْش َ َ‬
‫م ْن ََجيع ا ْْل ْسلمنيَ ‪َ ،‬و َل ْو ك َ‬
‫اجلَميع‪َ ،‬ن َال َعوز َنكْث َذل َ )(‪.)3‬‬ ‫ا ْْل ْ من م َك َّل ًفا‪َ ،‬نإنَّه َيكون َأ َمانًا م ْن ْ‬

‫‪( :-‬ومعن للى قوللله «يسللعى ب للذمت م‬ ‫يق ةةول اإلم ةةام اب ةةن عب ةةد ال ةةرب ‪-‬‬
‫أدناهم» أن كل مسلم أمن من االربيني أحلدً ا جلاز أمانله دني ًلا كلان أو َشي ًفلا‪ ،‬رجلال‬
‫حرا)(‪.)4‬‬
‫كان أو امرأة ع دً ا كان أو ً‬

‫(‪)1‬رواه أبو داوود‪ ،‬رقم ااديث‪.)7562( :‬‬

‫(‪ )2‬نيل ا وطار َشح منتقى ا خ ار ‪.)252 / 52( -‬‬


‫(‪ )3‬س ل السالم ‪.)634 / 5( -‬‬
‫(‪ )4‬االستذكار ‪.)236 / 2( -‬‬
‫‪014‬‬

‫ناجيللة يف ا مللان‪ ،‬يللم ذكللر ا تعللاىل بعللد ذل ل أن يسللمع اْلسلللم ذل ل اْلرشللك‬


‫القران‪ ،‬وحلال ذلل اْلرشلك‪ ،‬إملا أنله طللب ا ملان ليسلمع القلرآ ن ويف لم اإلسلالم‪،‬‬
‫وإم للا أن لله طل للب ا م للان نق للط دون أن يك للون مقرون للا بس للامع الق للران والوق للوف ع للَل‬
‫حقيقة اإلسالم‪.‬‬

‫(و ْاج َيلة إ َّن َلام ه َلي‬


‫ينقل ابن ال ربةي عةن اإلمةام مالةك (رمحهمةا اهلل) قولةه‪َ :‬‬
‫ليم ْن يري للد َس ل َلام َع ا ْلق ل ْلرآن َوالنَّ َظ ل َلر يف اإلس للالمت َن َأ َّم للا ْاإل َج ل َ‬
‫لارة ل َغ ل ْلري َذلل ل َ َن للإن ََّام ه ل َلي‬ ‫نل َ‬
‫ليام َيعللود َع َل ل ْي ْم بلله َمنْ َف َع ل ٌةت َو َذل ل َ َيكللون م ل ْن َأمل ٍ‬
‫لري َأ ْو‬ ‫َْل ْ ل َل َحة ا ْْل ْسلللمنيَ ‪َ ،‬والنَّ َظللر نل َ‬
‫ور)(‪.)1‬‬ ‫َم ْأم ٍ‬

‫واجيللة تللدل بعللد ذلل أن هللذا اْلرشللك مللا كللان مللن أهللل دار اإلسللالم‪ ،‬وإنللام هللو‬
‫من خارج ات ن الكانر ال ي لغ مأمنه إال إذا ادر دار اإلسلالم ودخلل دار الكفلر‪،‬‬
‫وااكللم الرشللعي يف معللل هللذا اْلللوطن إنللام م نللي عللَل ا مللان وللليب عللَل أن النَّللاس‬
‫أحرار يف اختيار عقائدهم‪ ،‬أي أنه ما ترك إال بنا‪ ،‬عَل ع د ا مان‪.‬‬

‫وا مان يونر له ااامية عن كل أحد يف دار اإلسالم‪.‬‬

‫(‪)1‬أحكام القرآن البن العرِب ‪.)252 / 7( -‬‬


‫‪015‬‬

‫‪( :-‬وقوله عز و جل‪{ :‬يم أبلغله مأمنله}‬ ‫يقول اإلمام الكاف ي ‪-‬‬
‫يعني وا أعلم من أو ممن يقتله عَل دين أو ممن يطيع )(‪.)1‬‬

‫حماربا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وبوووله إىل مأمنه يرتفع عنه حكم ا مان ويرجع حرب ًيا أو‬

‫‪ .‬نكيف يستدل باجية علَل أن النَّلاس يف اإلسلالم أحلرار يف اختيلار ملا يشلا ون‬
‫من العقائد؟‬

‫لون إ َىل َأ ْول َيل ل ل ئ ْم لي َج ل للادلوك ْم َوإ ْن َأ َط ْعتم ل للوه ْم إنَّك ل ل ْلم‬ ‫{ َوإ َّن َّ‬
‫الش ل ل َياطنيَ َليوح ل ل َ‬
‫ون}‪.‬‬ ‫َْل ْرشك َ‬

‫‪‬‬

‫(‪ )1‬أحكام القرآن للشانعي ‪.)35 / 2( -‬‬


‫‪016‬‬

‫ماذا يرت ب ع ى القول حبرية ال قيدة؟‬

‫المبحث األول‪ :‬النهي عن قتالهم‬

‫بحريللة العقيللدة وا ديللان‪ ،‬اْلنللع مللن قتللال أهللل َجيللع تل ل‬


‫ومللن لللوازم القللول ِّ‬
‫للمات ا حللزاب اْلنتسل ة إىل اإلسللالم واالللحة يف الللدعوة‬ ‫ا ديللان‪ ،‬وكللام كانللت ت‬
‫نإعم بالرضلورة يعمللون علَل منلع قتلال أهلل تلل‬
‫وحرية العقيدة‪َّ ،‬‬
‫إىل الدِّ يمقراطية ِّ‬
‫ا دي للان‪ ،‬ب للل إع للم م للاربون م للن يقات للل أه للل تل ل ا دي للان‪ ،‬وإن ك للانوا ساه للدين يف‬
‫مك ََلم إال برشلعه‪ ،‬بلل ا دهلى‬
‫س يل ا تعلاىل يريلدون أن يع لد ا وح ل للده‪ ،‬وأن ال ْ‬
‫للون أوئلل ل الن للارل يف ح للروهبم ال لللي ية ال للد اْلس لللمني‪،‬‬ ‫م للن ذلل ل أع للم ين‬
‫واي للات ذلل نللي م ال متللار إىل كعللري عنللا‪ ،‬أو دليللل أو برهللان‪ ،‬نللإن ا مللر مسللتفيض‬
‫حريللة العقيللدة‪ ،‬كللذل ال َتللدل‬
‫عللن م يف كللل حللني‪ ،‬نتل ل اجيللة كللام أعللا ال تللدل عللَل ِّ‬
‫عَل منع قتال أهل تل ا ديان ال تة‪.‬‬

‫‪( :-‬وال أنلله عللى عللن ج للادهم كللام ظنَّلله بعللض‬ ‫يقةةول ابةةن يميةةة ‪-‬‬
‫الغللالطني وجعلوهللا منسللوخة‪ . . .‬وقللد يظ ل عن بعللض النَّللاس أيعللا أن قوللله‪{ :‬لكللم‬
‫لله بنفلي وال إي لات‪،‬‬ ‫دينكم ويل دين} أين ال آمر بالقتال وال أعي عنه وال أتعلر‬
‫لتص بله‬
‫وإنام ني ا أن ديلنكم لكلم أنلتم خمت ع لون بله‪ ،‬وأنلا بلري‪ ،‬منله‪ ،‬ودينلي يل وأنلا خم ِ‬
‫وأنللتم بللرآ‪ ،‬منلله‪ ،‬وهللذا أمللر حمكللم ال يمكللن نسللخه بحللال كللام قللال تعللاىل عللن اْلليللل‪:‬‬
‫‪017‬‬

‫{ َوإ ْذ َق ل َلال إ ْب ل َلراهيم َبي لله َو َق ْوم لله إنَّن للي َب ل َلرا‪ِّ ،‬مم َّللا َت ْع للد َ‬
‫ون ‪ ‬إالَّ ا َّل للذي َن َط ل َلرين َنإ َّن لله‬
‫َس َي ْ دين})(‪.)1‬‬

‫الس للورة‬
‫‪( :-‬وق للد ق للال طائف للة م للن اْلفرس للين أن ه للذه ع‬ ‫ضة ةا ‪-‬‬
‫وق ةةال أي ً‬
‫منسللوخة‪ ،‬أي نلليام ظنعوهللا دلللت عليلله مللن تللرك القتللال‪ ،‬نللإعم ظنعللوا أن قوللله‪{ :‬لكللم‬
‫ديللنكم ويل ديللن} يتعللمن تللرك القتللال‪ ،‬ومعلللوم أن ا َل يللأمر ن َّيلله بمكللة بالقتللال‪،‬‬
‫بل إنام أمره بالقتال باْلدينة)(‪.)2‬‬

‫نام يستنتا من أقوال العلام‪( ،‬رمح م ا ) أن من م من قلال أن اجيلة منسلوخة‪،‬‬


‫حريللة االعتقللاد والللدِّ ين‪َّ ،‬ن الللذين قللالوا‬
‫إذ ال داللللة ني للا بنللا‪ ،‬عللَل هللذا الل َّلرأي عللَل ِّ‬
‫السيف‪.‬‬
‫بالنَّس ‪ ،‬قالوا‪ :‬والنَّاس آية َّ‬

‫وم ل للن ق ل للال م ل للن العل ل للام‪ ،‬أن اجي ل للة ل للري منس ل للوخة‪ ،‬ومحلوه ل للا ع ل للَل ال ل للربا‪،‬ة م ل للن‬
‫تأسليا بن للي‬
‫اْلرشلكني ودين للم‪ ،‬وأجلَل و َلور اللربا‪،‬ة مللن م‪ ،‬اعتلزاَلم واعتلزال ديلن م ِّ‬
‫ا إبراهيم (‪ ،)‬ال إقرارهم عَل ما هم عليه من دين‪.‬‬

‫والللربا‪،‬ة مللن ديللن اْلرشللكني‪ ،‬ال يعنللي تللرك قتللاَلم‪ ،‬نللالربا‪،‬ة مللن م ومللن ديللن م‬
‫يش‪ ،،‬وقتللاَلم عنللد عللدم اسللتجابت م للللدِّ ين االلا يش‪ ،‬آخللر‪ ،‬وال يمنللع أحللدمها مللن‬
‫اجخر‪ ،‬نسوا‪ ،‬كانلت اجيلة منسلوخة أو لري منسلوخة – وهلي لري منسلوخة ‪ -‬نإعلا‬
‫بحرية االعتقاد‪ ،‬نمن ال يستجيب من أهل الرشك يقاتلل‪ ،‬وال يق علر علَل‬
‫ال عالقة َلا ِّ‬

‫(‪)1‬اجلواب ال حيم ْلن بدل دين اْلسيم (‪.)31 - 58/ 6‬‬


‫(‪ )2‬ال فدية ‪.)654 / 2( -‬‬
‫‪018‬‬

‫َشكلله‪ ،‬ومللن َل يسللتجب مللن أهللل الكتللاب وَل يق للل بللدنع اجلزيللة نإنلله يقاتللل‪ ،‬ومعللاذ‬
‫ا أن يقل ل َّلر ه ل ل ال‪ ،‬أيع ل للا ع ل للَل م ل للا هل للم علي ل لله م ل للن ال ل للدِّ ين‪ ،‬دون أن يلزم ل للوا باجلزي ل للة‬
‫وا رين‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪019‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬سيرة رسول اهلل ☺ ال تقرُّ بذلك؟‬


‫إن العلامني للني اْلنتس ل ل ني إىل اإلس للالم م للن دع للاة الدِّ يمقراطي للة ال للذين يفرس للون‬
‫اجيللات عللَل مللا يللريض بللوش واْلرتللد أوبامللا وأنالطللون يف قللربه‪ ،‬للليب نقللط ع لللون‬
‫السل للنة واجلامعل للة‪ ،‬بل للل يتجل للاهلون‬
‫االسل للتدالل باجيل للات القرآنيل للة عل للَل من ل للار أهل للل َّ‬
‫الس للرية النَّ وي للة اْل ارك للة‪ ،‬ويتج للاهلون الدَّ ول للة اإلس للالمية الت للي امت للدَّ ت يف مش للارق‬
‫ِّ‬
‫ا ر ومغارهب ل للا‪ ،‬نف ل للي زم ل للن رس ل للول ا ☺ كان ل للت مدين ل للة رس ل للول ا ☺‬
‫حماطة بعالية أديان‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬املك ةةريون يف جزي ةةرة ال ةةرب‪ :‬وسللرية رسللول ا ☺ نللي م ال فللى‬
‫الرس للول الك للريم ☺ من للذ أن أذن ا ت للارك وتع للاىل ل لله‬ ‫ع للَل مس لللم‪ ،‬نق للد ق للاتل م َّ‬
‫بالقت للال يف قول لله تع للاىل‪{ :‬أذ َن ل َّل للذي َن ي َق للاتَل َ‬
‫ون ب ل َأ َّع ْم ظلم للوا َوإ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َع ل َلَل َن ْ لله ْم‬
‫َل َقد ٌير} [سورة ااا‪ ،‬اجية‪.])68( :‬‬

‫الس ل ل للنة‬
‫الس ل ل للنة ا وىل مل ل للن اَلجل ل للرة إىل َّ‬
‫الرس ل ل للول ☺ قتل ل للاَلم مل ل للن َّ‬
‫نل ل للام تل ل للرك َّ‬
‫السللنة الرابعللة مللن اَلجللرة وبعللد انسللحاب‬ ‫السادسللة‪ ،‬وقللد قللال رسللول ا ☺ يف َّ‬ ‫َّ‬
‫ا حزاب من ري قتال نيام يرويه عنه ‪:‬‬
‫‪001‬‬

‫اَّلل ☺ َيل ْلو َم ا ْ َ ْحل َلزاب‪ْ « :‬اج َن‬


‫رصد ؓ قللال‪َ :‬قل َلال‪َ :‬رسللول َّ‬ ‫س ل َل ْي َامن ْبللن َ‬
‫َن ْغزوه ْم َو َال َي ْغزونَا»(‪.)1‬‬

‫ل والفللتم‬ ‫السللنة العامنللة‪ ،‬يللم كللان الن‬


‫السادسللة إىل َّ‬
‫السللنة َّ‬
‫يللم كانللت اَلدنللة بللني َّ‬
‫مللن ا تعللاىل لرسللوله ☺ ‪ ،‬وك ََّرس ل ا وللنام التللي كانللت حللول الكع للة – َشن للا‬
‫ا تعللاىل وعظم للا ‪ -‬وهللو يتلللو‪َ { :‬وقل ْلل َجللا‪ْ ،‬‬
‫ااَل علا َو َز َهل َلا ا ْل َاطللل إ َّن ا ْل َاطل َلل َكل َ‬
‫لان‬
‫َزهو ًقا}‪[ .‬سورة اإلرسا‪ ،،‬اجية‪.])15( :‬‬

‫السللنة التَّاسللعة أمللر ا تعللاىل رسللوله ☺ بقتللال اْلرشللكني أيللنام وجللدوا‪،‬‬


‫ويف َّ‬
‫إال مللن كللان وللاحب ع للد مللن م‪ ،‬نع للده إىل مدَّ تلله‪ ،‬ومللن َل يكللن وللاحب ع للد نللله‬
‫ويقت للل بع للدها أي للنام وج للد إن بق للي ع للَل َشك لله‪ ،‬ق للال‬ ‫أربع للة أشل ل ر يس لليم يف ا ر‬
‫لدمتوه ْم َوخللذوه ْم‬ ‫االلرم َنلا ْقتلوا ْ ا ْْل ْرشللكنيَ َح ْيللث َو َجل ع‬ ‫انسل َل َ ا َ ْشل ر ْ‬ ‫تعلاىل‪َ { :‬نللإ َذا َ‬
‫الزكَلا َة َن َخ عللوا ْ‬ ‫اح وه ْم َوا ْقعدو ْا ََل ْم ك َّل َم ْر َو ٍد َنإن تَابوا ْ َو َأ َقلاموا ْ ال َّ ل َ‬
‫ال َة َوآ َتلوا ْ َّ‬ ‫َو ْ‬
‫يم} [سورة التوبة‪ ،‬اجية‪.])5( :‬‬ ‫َس ي َل ْم إ َّن س َ‬
‫اَّلل َ ف ٌ‬
‫ور َّرح ٌ‬

‫نللام تللرك م عللَل مللا هللم عليلله حتللى أتللى عللَل ديللن م الرشللكي‪ ،‬وتل ِّ‬
‫لويف رسللول ا‬
‫☺ ول لليب يف جزي للرة الع للرب مرش للك يعل للن َشك لله‪ ،‬أو و للنم يع للد م للن دون ا‬
‫تعاىل‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه اإلم للام امح للد‪ ،‬ق للال ش للعيب أرن للا و ‪ :‬إس للناده و للحيم ع للَل َش الش لليخني رق للم اا للديث‪:‬‬
‫(‪.)51618‬‬
‫‪000‬‬

‫ألل ل للم يكل ل للن قل ل للول ا تعل ل للاىل {لكل ل للم ديل ل للنكم ويل ديل ل للن} نزلل ل للت عليل ل لله ☺‬
‫وبخ للوص مرش للكي أه للل مك للة بال ل َّلذات‪ ،‬نل للامذا َل ي لللك م ك للام ي للرل ويري للد أت للاع‬
‫والرشيد التلي؟‬
‫أنالطون َّ‬

‫ل وأذنللاهبم ومللن عللَل شللاكلت م‬ ‫حريللة االعتقللاد التللي يللدَّ عي ا إخللوان م‬


‫نللأين ِّ‬
‫مللن الربملللانيني تز علفللا إىل أسلليادهم ال َّ لللي ني وإرالل للا ً‪َ ،‬لللم‪ ،‬والللذين ديللن أنالطللون‬
‫الللدِّ يمقراطي أهللم لللدهم مللن ديللن رسللول ا ☺ كللام هللو ظللاهر مللن حللاَلم ومللن‬
‫عمل م؟‬

‫النصةةارى‪ ،‬وهللم يف شللامل اجلزيللرة العربيللة‪،‬‬


‫يان ًيلا‪ :‬الةةروم الةةذين يةةدينون بةةدين َّ‬
‫وسرية رسول ا ☺ يف التعامل مع م يف حياته‪:‬‬

‫السابعة‪ ،‬نكانت زوة م تة‪.‬‬


‫السنة َّ‬
‫أ‪ -‬أرسل جيشا ْلقاتلت م يف َّ‬

‫ب ل دعاهم إىل ا ت ارك وتعاىل بعد ذل باْلراسلة‪ ،‬نأرسلل إىل هرقلل رسلالة‬
‫الرسالة‪:‬‬
‫يدعوه ني ا إىل ا ت ارك وتعاىل ونص ِّ‬

‫الرحيم‬
‫الر ْمحَن َّ‬
‫اَّلل َّ‬
‫(ب ْسم َّ‬

‫اَّلل إ َىل ه َر ْقل َلل َعظلليم الل علروم‪َ ،‬سل َلال ٌم َعل َلَل َم ل ْن ا َّت َل َلع ْاَلللدَ ل‪َ ،‬أ َّمللا‬ ‫ٍ‬
‫م ل ْن حم ََّمللد َرسللول َّ‬
‫اَّلل َأ ْج َلر َك َم َّلرت َْني َنلإ ْن‬ ‫َب ْعد‪َ :‬نإ ِّين َأ ْدعو َك بد َعا َيلة اإلسلالم َأ ْسلل ْم ت َْسل َل ْم َو َأ ْسلل ْم ي ْ تل َ َّ‬
‫‪001‬‬

‫تَو َّلي للت َن للإ َّن ع َلي ل َ إ ْي للم ا ْ َريس لينيَ {ي للا َأه ل َلل ا ْلك َت للاب َتع للا َلوا إ َىل كَلم ل ٍلة س للو ٍ‬
‫ا‪َ ،‬ب ْينَنَ للا‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ون})(‪.)1‬‬ ‫اش َ دوا ب َأنَّا م ْسلم َ‬ ‫َو َب ْينَك ْم َأ ْن َال َن ْع دَ إ َّال ا َّ َ‬
‫َّلل إ َىل َق ْوله ْ‬

‫ج ل ل وسللمع أن الللروم ِّ‬


‫مشللدون لغللزو اْلدينللة‪ ،‬نخللرر إلللي م رسللول ا ☺يف‬
‫السل للنة التَّاسل للعة باْل ل للاجرين وا ن ل للار‪ ،‬ووول للل إىل منطقل للة ت ل للوك وَل يلل للا الل للروم‬
‫َّ‬
‫ورجع إىل اْلدينة‪.‬‬

‫د ل ال للديا ؓ مللع بدايللة تو ِّليلله اْلالنللة بعللد رسللول ا ☺ ‪ ،‬أرسللل‬


‫جيشا إىل بل ل للالد الش للام‪ ،‬نكانت اْلعلارك التلي تشل د َللا التلاري بلني اْلسللمني بقيلادة‬
‫سل لليف ا اْلسل لللول خالل للد بل للن الوليل للد ؓ ومل للن يل للم بقيل للادة أمل للني ا مل للة أبل للو‬
‫ع يدة ؓ وبني اللروم‪ ،‬وملا تركلوهم إىل أن أجللوهم ملن الشلام‪ ،‬واعتنلا أهلل‬
‫لانية أو الي ودي للة‪،‬‬ ‫الشللام اإلس للالم‪ ،‬ودن للع اجلزي للة و للا را مللن أراد ال ق للا‪ ،‬ع للَل النَّ‬
‫واش ل للل أم ل للري اْلل ل ل منني الف ل للاروق عم ل للرؓ عل ل للي م الرش ل للو الت ل للي عرن ل للت‬
‫الرس للول‬
‫بالرش للو العمري للة‪ ،‬والت للي للتفُ هب للا الكن للائب إىل يومن للا ه للذا‪ ،‬ن للل ق للال َّ‬
‫حري للة عقي للدة – حاشللاه– وت للرك م ع للَل م للا هللم علي لله م للن الكف للر‬
‫☺ للللروم‪ :‬أع للا ِّ‬
‫والرشك با ت ارك وتعاىل؟‬

‫ألللم تكللن قللول ا تعللاىل‪{ :‬ال إكللراه يف الللدين} قللد نزلللت عليلله‪ ،‬ن للل ن م للا‬
‫والرشيد التلي؟‬
‫الرسول الكريم – حاشاه – كام يف م ا أت اع أنالطون َّ‬
‫َّ‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)7556( :‬‬


‫‪003‬‬

‫هل ن م ال َّ حابة (رالوان ا تعاىل عللي م) ملن بعلد رسلول ا ☺ اجيلة‬


‫كام يف م ا ه ال‪،‬؟‬

‫أما كان عمل ال َّ حابة (ريض ا عن م) امتدادا لعمل رسول ا ☺ ؟‬

‫أللليب يف قتللال ال َّ للحابة م للن بعللد رسللول ا ☺ إَج للاع ا مللة عللَل وج للوب‬
‫قتال من ال يعتنا اإلسالم أو يدنع اجلزية وا را إن كان من أهل الكتاب؟‬

‫فأين حرِّية االعتقاد الدميقراطي من دين اإلسالم؟‬

‫يالعللا‪ :‬الفللرس اْلجللوس وهللي الدِّ يانللة العالعللة التللي كانللت لليط بجزيللرة العللرب‬
‫الرسول ☺ ملك م كرسلل يلدعوه ني لا وملن ورا‪،‬ه‬
‫من ج ة الرشق‪ ،‬وقد راسل َّ‬
‫إىل اإلسالم ونص رسالته ☺ ‪:‬‬

‫(بسم ا الرمحن الرحيم‬

‫م للن حمم للد رس للول ا إىل كرس للل عظ لليم ن للارس‪ ،‬س للالم ع للَل م للن ات للع اَل للدل‪،‬‬
‫وآمللن بللا ورسل للوله‪ ،‬وشل د أن ال إَل إال ا وحللده ال َشيل للله وأن حممللدً ا ع للده‬
‫ورسللوله‪ ،‬أدعللوك بدعايللة ا ت نللإين أنللا رسللول ا إىل النَّللاس كانللة‪ ،‬نللذر مللن كللان‬
‫حيا وما القول عَل الكانرين‪ ،‬أسلم تسلم‪ ،‬نإن أبيت نعلي أ م اْلجوس)(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬السرية اال ية ‪.)561 / 3( -‬‬


‫‪004‬‬

‫لث بكتَاب لله إىل‬ ‫اَّلل☺ َب َع ل َ‬ ‫ويف و للحيم ال خ للاري ‪ -‬رمح ل له ا ‪َ « :-‬أ َّن َرس ل َ‬
‫لول َّ‬
‫السل ْ م ِّي َنل َأ َم َره َأ ْن َيدْ َن َعله إىل َعظليم ا ْل َ ْح َلر ْين‪َ ،‬ندَ َن َعله‬
‫اَّلل ْبلن ح َذا َنل َة َّ‬
‫رسل َم َع َع ْلد َّ‬
‫كْ َ‬
‫رسللل‪َ ،‬ن َلل َّلام َقل َلرأ َه َم َّز َقلله‪َ ،‬ن َحس ل ْت َأ َّن ْاب ل َن ا ْْل َس ل َّيب َقل َلال‪َ :‬نللدَ َعا‬
‫َعظلليم ا ْل َ ْحل َلر ْين إىل ك ْ َ‬
‫اَّلل ☺ َأ ْن ي َم َّزقوا ك َّل مم َ َّز ٍق»(‪.)1‬‬ ‫َع َل ْي ْم َرسول َّ‬

‫نالرسول ☺ ما تلرك ع لدة النلار لت‬ ‫وهذه الرسائل تعد دعوة ق ل القتال‪َّ ،‬‬
‫وحري للة ا دي للان ل حاش للاه ل ب للل دع للاهم وح ل َّلذر م للن ع للدم‬
‫حري للة االعتق للاد ِّ‬
‫ذريع للة ِّ‬
‫استجابت م ملا دعاهم إليه‪.‬‬

‫وال ديا ؓ واكب مسلرية رسلول ا ☺ وأخلرر جيشلا إىل العلراق‬


‫ْلقاتلة الفرس إن َل يلدخلوا يف اإلسلالم‪ ،‬وونلود ال َّ لحابة إىل كرسلل وقادتله زاخلر‬
‫يف الت للأري اإلس للالمي‪ ،‬إال أن الف للرس اخت للاروا ع للدم اعتن للاق اإلس للالم ن للام ك للان م للن‬
‫القت للال ب للدِ ‪ ،‬نن للاجزهم ج للير ال للديا ؓ ‪ ،‬ي للم اس للتأنف الف للاروق ؓ‬
‫كرسلل‪ ،‬كلام َل يعلد‬ ‫اْلسرية‪ ،‬وما تركوهم حتى أتَوا عَل دولت م نللم َيعلد يف ا ر‬
‫‪.‬‬ ‫قي‬ ‫يف ا ر‬

‫أنمن علم هلذا التلأري اْللو‪ ،‬باللدما‪ ،‬الزكيلة التلي سلك ت إلخلرار النَّلاس ملن‬
‫الظلامت إلل للى النور‪ ،‬أيمكنه بعد ذل أن يلغي ذل التأري الذي َل يقر حلد دينلا‬
‫ري دين اإلسالم أو اجلزية وا را؟‬

‫(‪ )1‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)2868( :‬‬


‫‪005‬‬

‫حري للة ا دي للان‬


‫بحريللة االعتق للاد أو ِّ‬
‫أميلن ةةه أن يق ةةول‪ :‬إن اإلس للالم دي للن ي ل من ِّ‬
‫داعيا إىل ما يدعوا إليه ال لي يون والي ود من الدِّ يمقراطيات؟‬

‫‪ ،‬ابتللدا ً‪ ،‬مللن رسللول ا ☺‬ ‫بالسلليف إىل أرجللا‪ ،‬ا ر‬


‫أمللا كللان محلللة الللدِّ ين َّ‬
‫يم أوحابه من بعده يم التابعني َلم بإحسان‪ ،‬عَل علم بتل اجيتني؟‬

‫هل كانوا يف موعا كام يف م ا الدِّ يمقراطيون‪ ،‬دعاة دين أنالطون من إخوان‬
‫وأذناهبم؟‬ ‫م‬

‫الرسللول ☺ وال ال َّ للحابة (رالللوان ا تعللاىل علللي م) مللن بعللده وال‬


‫َل يقللر َّ‬
‫التابعون وال خلفا‪ ،‬اإلسالم يف ع لد بنلي أميلة‪ ،‬وال يف ع لد بنلي الع لاس‪ ،‬أحلدا ملن‬
‫بالسيف ومحللوا النَّلاس‬
‫أهل ا ديان عَل دينه‪ ،‬بل َزوهم وقاتلوهم ونتحوا ال الد َّ‬
‫عللَل اإلسللالم أو اجلزيللة‪ ،‬وكللل ذل ل يف زمللن ك للار علللام‪ ،‬ا مللة‪ ،‬يف زمللن أِب حنيفللة‬
‫للي وا وزاعللي وابللن‬ ‫ال لنععامن ومال ل والشللانعي وأمحللد واْلسلليب والعللوري وال‬
‫عللَل خليفل ٍلة أن يلللك‬ ‫نم ل ْن مللن ه ل ال‪ ،‬اعللل‬
‫ج للري و للريهم (رمح للم ا َجيعللا)‪َ ،‬‬
‫أهلل ا ديلان علَل ملا هلم عليلله مستشل دا بقلول ا تعلاىل‪{ :‬ال إكلراه يف الللدِّ ين} و‬
‫{لكم دينكم ويل دين}؟‬

‫س حان هذا هبتان عظليم ملن أنلاس لليب َللم ملن اإلسلالم إال بعلض اْلظلاهر‬
‫التللي ا َّ للذوها ذريعللة للووللول إىل الربملللان ع‬
‫(السلللطة الترشلليعية)ت ليخلطللوا وف للا‪،‬‬
‫التوحيللد نيلله بالرشكيل لَّات‪ ،‬وليخلطللوا اإلسللالم الللذي ارتعللاه ا ت للارك وتعللاىل لنللا‬
‫بأي دين‪ ،‬والواقع الذي يعيشه ه ال‪ ،‬اجن يف بالد اْلسلمني َش شاهد علي م‪.‬‬
‫‪006‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أن اإلسالم ليس بدين ناسخ لألديان السابقة‪.‬‬


‫بحري للة االعتق للاد للمرش للكني وْل للن ال ي للدنع اجلزي للة مم للن ه للم م للن أه للل‬
‫والق للول ِّ‬
‫اجلزية يلتب عليه‪:‬‬

‫بحريلة العقيلدة‬
‫أن ديننا ليب ناسخا لألديان السابقة بكل أشلكاَلا‪ ،‬ن القلول ِّ‬
‫يعني ترك م عَل ما ـهم عليله‪ ،‬وكلون ديننلا ناسلخا لألديلان السلابقة ملن اْلعللوم مل للن‬
‫الدِّ ين بالرضلورة‪ ،‬قلال تعلاىل‪َ { :‬و َملن َي ْ َتلغ َ ْ َ‬
‫لري اإلسلالم دينًلا َن َللن ي ْق َ َلل منْله َوه َلو يف‬
‫اْلَارسي َن} [سورة آل عمران اجية‪.])15( :‬‬
‫اجخرة م َن ْ‬

‫ن يا‪.])514( :،‬‬ ‫مح ًة ِّل ْل َعا َْلنيَ } [سورة ا‬ ‫وقال جل من قائل‪َ { :‬و َما أرسلن َ‬
‫َاك إال َر ْ َ‬

‫لريا َو َنلذ ًيرا َو َلكل َّن أكعلر النَّللاس‬ ‫وقلال أيعلا‪َ { :‬و َمللا أرسللن َ‬
‫َاك إال كَا َّنل ًة ِّللنَّللاس َبش ً‬
‫ون} [سورة س أ‪ ،‬اجية‪.])21( :‬‬
‫َال َي ْع َلم َ‬

‫اَّلل َأ َّن النَّ َّي ☺ َق َال‪« :‬أ ْعطيلت َم ًْسلا ََل ْ ي ْع َط ل َّن َأ َحلدٌ َقل ْو‪:‬‬ ‫عن َجابر ْبن َع ْد َّ‬
‫لت يل ا ْ َ ْر َم ْسلجدً ا َو َط ً‬
‫لورا َنل َأيع َام َرج ٍلل مل ْن‬ ‫الر ْعب َمس َري َة َشل ْ ٍر‪َ ،‬وجع َل ْ‬ ‫ن ْتب ع‬
‫لت يل ا ْ َْل َغ للانم َو ََل ْ َ ل َّلل َ َح ل ٍلد َق ل ْو‪َ ،‬وأ ْعطي للت‬
‫أ َّمت للي َأ ْد َر َك ْت لله ال َّ ل َلالة َن ْلي َ ل ِّلل‪َ ،‬وأح َّل ل ْ‬
‫او ًة َوبع ْعت إ َىل النَّاس َعا َّم ًة»(‪.)1‬‬ ‫َان النَّ عي ي ْ َعث إ َىل َق ْومه َخ َّ‬ ‫الش َفا َع َة‪َ ،‬وك َ‬ ‫َّ‬

‫(‪ )1‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)665( :‬‬


‫‪007‬‬

‫وكللام ع للل دعللاة الدِّ يمقراطيللة أت للاع أنالطللون‪ ،‬معللاين اجيللات عللَل ن للم أهللل‬
‫السللنة واجلامعللة‪ ،‬بعللد أن أس للدلوا السللتار عللَل الت للاري اإلسللالمي‪ ،‬نللإعم ج للاهلون‬
‫َّ‬
‫كذل بالفقه اإلسالمي اانيفت نإن منه‪:‬‬

‫أن يف اإلسالم نوعني من ااهاد‪:‬‬

‫جه ا دفدـعااع إذا دخللل الكللانر ال للائل بللالد اْلسلللمني ولللو شللربا من للا‪ ،‬يكللون‬
‫القتال نر َ عني عَل أهل تل اْلنطقة إلخرار ال ائل‪ ،‬نإن َل يتمكَّنوا نلإن دائلرة‬
‫الفرال للية ت َّتس للع إىل ا م للار اإلس للالمية ا خ للرل‪ ،‬حت للى ال ي ق للى ش للرب م للن أرايض‬
‫ْ‬
‫اْلسلمني إال وأهل ا مأمورون باجل اد يف س يل ا تعلاىلت إلخلرار الكلانر ال لائل‬
‫من بالد اْلسلمني‪.‬‬

‫جه دفطلب وهو أن خيرر اْلسلمون بأمر والة ا ملر يف الدَّ وللة اإلسلالمية يف‬
‫جللير عسللكري لللدعوة النَّللاس إىل اإلسللالم‪ ،‬نللإن أبَل ْلو يقللاتلوعم حتللى َ ْ‬
‫مكللم ا بللني‬
‫السنة واجلامعة‪ ،‬أن علَل اْلليفلة أن يغلزو‬ ‫قرر علام‪ ،‬أهل َّ‬ ‫اْلسلمني وبين م‪ ،‬ومن هنا َّ‬
‫السللنة ولللو مللرة واحللدة قياسللا عللَل اجلزيللة‪ ،‬ومللا أجللازوا أن َمتل َّلر سللنة دون أن خيللرر‬
‫يف َّ‬
‫اْلس لللمون يف ج للير إىل ب للالد الك َّف للار ل للدعوهتم إىل ا ت للارك وتع للاىل‪ ،‬ومن للاجزهتم‬
‫االلرب والقتللال إن َل يسللتجي وا‪ ،‬وذل ل م للداقا لقللول ا تعللاىل‪َ { :‬و َمللا َأ ْر َس ل ْلن َ‬
‫َاك‬
‫مح ًة ِّل ْل َعا َْلنيَ } [سورة ا ن يا‪ ،،‬اجية‪.])514( :‬‬
‫إالَّ َر ْ َ‬

‫لريا َو َن ل ل للذ ًيرا َو َلكل ل ل ل َّن َأ ْك َع ل ل ل َلر النَّ ل ل للاس ال‬ ‫{ َو َم ل ل للا َأ ْر َسل ل ل ل ْلن َ‬
‫َاك إالَّ كَا َّنل ل ل ل ًة ِّللنَّ ل ل للاس َبش ل ل ل ً‬
‫ون} [سورة س أ‪ ،‬اجية‪.])21( :‬‬
‫َي ْع َلم َ‬
‫‪008‬‬

‫فأين دعاة الدِّميقراطية ‪ -‬أ باع أفالطون ‪-‬من يل ذلك؟‬

‫وحرية ا ديان لليب ديلن رسلول ا ☺وال ديلن اللدع عاة إليله‬
‫حرية االعتقاد ِّ‬
‫ِّ‬
‫السنة واجلامعة‪ ،‬إنام هلو ديلن أنالطلون اليونلاين و (بلوش واْلرتلد أوباملا)‪،‬‬‫مل للن أهل َّ‬
‫وديللن أزالم للم يف بللالد اْلسلللمني وأعنللي هبللم الطوا يللت وإخللوان م ل وأذنللاهبم‪،‬‬
‫واْللتحللون الربملللانيون‪ ،‬الللذين يقللوم ديللن م ودعللوهتم عللَل إبقللا‪ ،‬النَّللاس يف الظلللامت‬
‫يف الدنيا ليخ سلدوا يف نار ج نم يف اجخرة‪.‬‬

‫ا تعلاىل‬ ‫ما من َش أشد عَل الك َّفار من ه ال‪ ،،‬نإعم يرالون َلم ما َل يلر‬
‫َلللم‪ ،‬نريالللون َلللم اْلللوت عللَل مللا هللم عليلله مللن كفللر‪ ،‬وهنللاك نللرق شاسللع بللني كللانر‬
‫يمللوت عللَل الكفللر وأنللت ال ت لرق للله ذل ل وهللذا هللو اإلسللالم‪ ،‬وبللني كللانر يمللوت‬
‫للله بللذل وهللذا هللو ديللن مللن يللدين بالدِّ يمقراطيللة‪ ،‬وقللد قللال‬ ‫عللَل الكفللر وأنللت را‬
‫ا تعاىل يف القران لن يه ☺ ‪:‬‬

‫{ا َلر ‪ ‬كت ٌ‬


‫َاب َأ َنز ْلنَاه إ َل ْيل َ لت ْخلر َر النَّلاس مل َن ال عظل َلامت إ َىل النعلور بلإ ْذن َر ِّهب ْلم‬
‫ااَميد} [سورة إبراهيم‪ ،‬اجية‪.])2 – 5( :‬‬ ‫رصا ا ْل َعزيز ْ‬
‫إ َىل َ‬

‫إذا أين الرمحة يف ديننا؟‬

‫وهل من الرمحة أن نلك ه ال‪ ،‬ليموتوا عَل ملا هلم عليله ليخللدوا يف النلار يف‬
‫اجخرة؟‬
‫‪009‬‬

‫هللل مللن الرمحللة أن ال تكللون لنللا قللوة نحمللل النللاس عللَل أن ال يموتللوا إال عللَل‬
‫اإلس للالم‪ ،‬إال م للن ريض م للن م م للن أه للل الكت للاب أن يع للير ذل لليال يف ال للدنيا بع للد أن‬
‫هتيأت له أس اب اَلداية ناختار العاموة عَل اَلدل‬

‫أي َش عَل ال رشية أعظم من الدِّ يمقراطية‪ ،‬وأي َش أعظم من الدعاة إلي ا؟‬

‫إ ًذا ال عالقللة بللني اإلسللالم والدِّ يمقراطيللة يف ِّ‬


‫حري للة االعتقللاد الللذي هللو ال للركن‬
‫ا ول من أركان الدِّ يمقراطية‪.‬‬

‫أن عمع بني اإليامن والكفر‪ ،‬وأن عملع بلني‬ ‫ن ام عَل طريف نقيض‪ ،‬وحاشا‬
‫الدعاة إلي ام يوم القيامة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪011‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬ترك األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‬


‫إن ممللا يلتللب عللَل القللول بحريللة العقيللدة‪ ،‬تللرك االمللر بللاْلعروف والن للي عللن‬
‫اْلنك ل للرت ن النَّل للاس يف ال ل ل الد الدِّ يمقراطي ل للة أح ل للرار يف معتق ل للداهتم ويف آرائ ل للم ويف‬
‫للناهتم‪ ،‬وا تع للاىل جع للل خريي للة ه للذه ا م للة يف ا م للر ب للاْلعروف والن للي ع للن‬ ‫ت‬
‫اْلنكر‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫لري أ َّم ل ٍلة أ ْخر َج ل ْ‬


‫لت للنَّ للاس َت ل ل ْأمر َ‬
‫ون ب للا ْ َْل ْعروف َو َتنْ َ ل ْلو َن َع للن ا ْْلن َك للر‬ ‫{كن للت ْم َخ ل ْ َ‬
‫اَّلل} [سورة آل عمران‪ ،‬اجية‪.])551( :‬‬ ‫َوت ْ من َ‬
‫ون ب َّ‬

‫ع للن حذيف للة ب للن ال لليامن ؓ‪ ،‬ع للن الن للي ☺ ق للال‪« :‬وال للذي نف ل بي للده‪،‬‬
‫لتأمر َّن باْلعروف ولتنْ َ و َّن عن اْلنكر‪ ،‬أو ليوشك َّن ا أن ي عث علليكم عقابلا منله‪،‬‬
‫يم تدعونه نال يستجاب لكم»(‪.)1‬‬

‫‪-‬عل للن اب ل للن ع ل للاس يعن ل للي قولل لله‪{ :‬ت ل للأمرون‬ ‫ورول ابل للن أِب ح ل للاتم ‪-‬‬
‫ب للاْلعروف} يقل للول‪( :‬تل للأمروعم أن يش ل ل دوا أن ال إَل إال ا ‪ ،‬واإلقل للرار بل للام أنل للزل‬
‫ا ‪ ،‬ويقاتلوعم عليه‪ ،‬وال إَل إال ا أعظم اْلعروف)(‪.)2‬‬

‫‪( :-‬ومعللوم أن ملن أسلقط ا ملر والن لى اللذي‬ ‫يقول ابن يمية ‪-‬‬
‫بعث ا به رسله‪ ،‬ن و كانر باتفاق اْلسلمني والي ود والنَّ ارل)(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬رواه اللمذي وقال‪ :‬هذا حديث حسن‪ .‬رقم ااديث‪.)2538( :‬‬
‫(‪ )2‬تفسري ابن أِب حاتم – (‪.)7125‬‬
‫‪010‬‬

‫شبهتان‪:‬‬
‫األولى‪ :‬قد يأ ي منافق ع يم ال سةان فيقةول‪ :‬وملةاذا يةل هةذا التكةني‬
‫ع ى حرِّية ال قيدة؟‬

‫أليست هذه األديان موجودة يف ال ةراق سةواء أقررنةا بهةا وجةب الدُّسةتور‬
‫والقانون أم لن نقر؟‬

‫أقول مست ينًا باهلل اىل‪:‬‬

‫وجود هذه ا ديان مع اإلقرار هبا خيتلف عن وجودها مع علدم اإلقلرار‪ ،‬نملن‬
‫أنكر وجود تل ا ديان الكفرية وَل يقر هبلا علَل أعلا ديلن‪ ،‬نقلد أبلرأ الذملة أملام ا‬
‫تعاىل‪.‬‬

‫( َأ َّول َمل ل ْن َب للدَ َأ ب ْ‬


‫اْل ْط َ للة َي ل ْلو َم ا ْلعي للد َق ْ ل َلل ال َّ ل لالَة َم ل ْلر َوان َن َق للا َم إ َل ْي لله َرج ل ٌلل َن َق ل َلال‬
‫يد‪َ :‬أ َّما َه َذا َن َقدْ َق َ ل َملا‬ ‫اْل ْط ة‪َ .‬ن َق َال‪َ :‬قدْ تر َك ما هنَال َ ‪َ .‬ن َق َال َأبو سع ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال َّ الَة َق ْ َل ْ َ‬
‫اَّلل ☺ َيقللول‪َ « :‬م ل ْن َر َأل م لنْك ْم منْ َكل ًلرا َن ْلي َغل ِّ ْ‬
‫لريه ب َيللده َنللإ ْن ََل ْ‬ ‫َع َل ْيلله‪َ ،‬سللم ْعت َرسل َ‬
‫لول َّ‬
‫َي ْستَط ْع َن ل َسانه َنإ ْن ََل ْ َي ْستَط ْع َن َق ْل ه َو َذل َ َأ ْال َعف اإل َيامن»)(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬سموع الفتاول ‪.)513 / 1( -‬‬


‫(‪)2‬رواه اإلمام مسلم‪ ،‬رقم ااديث‪.)513( :‬‬
‫‪011‬‬

‫اَّلل ☺ َق ل َلال‪َ « :‬سل لتَكون أ َم ل َلرا‪َ ،‬ن َت ْعرن ل َ‬


‫لون َوتنْك للر َ‬
‫ون‬ ‫لول َّ‬‫َعل ل ْن أ ِّم َسل ل َل َم َة َأ َّن َرس ل َ‬
‫ق َو َت َلاب َع»‪َ .‬قلالوا َأ َنل َ‬
‫ال ن َقلاتل ْم َق َلال‪:‬‬ ‫ف َبلر َ َو َمل ْن َأنْك ََلر َسلل َم َو َلكل ْن َمل ْن َر َ‬ ‫َن َمل ْن َع َلر َ‬
‫ال َما َو َّل ْوا »(‪.)1‬‬ ‫« َ‬

‫نمن تربأ ليب كمن ريض وتابع‪ ،‬نإن من أقر بوجود تلل ا ديلان‪ ،‬نإنله إقلرار‬
‫للكفر‪ ،‬نيدخل يف باب الرالا بالكفر قال تعاىل‪:‬‬

‫{و َن َقدْ ن ََّز َل َع َل ْيك ْم يف ا ْلكتَاب َأ ْن إ َذا َسم ْعت ْم آ َيات َّ‬
‫اَّلل ي َك َفلر هبَلا َوي ْسل َت ْ َزأ هبَلا‬
‫ٍ‬
‫اَّلل َج للامع‬‫ال َت ْقع للدو ْا َم َع ل ْلم َح َّت للى َخيوال للوا ْ يف َح للديث َ ل ْلريه إنَّك ل ْلم إ ًذا ِّمل ل ْعل ْم إ َّن َّ َ‬
‫َنل ل َ‬
‫ا ْْلنَانقنيَ َوا ْلكَانري َن يف َج َ ن ََّم ََجي ًعا} [سورة النسا‪ ،،‬اجية‪.])571( :‬‬

‫‪( :-‬اجتمعللت ا مللة عللَل أن‬ ‫الدمكةةقي احلنب ةةي‪-‬‬ ‫قةةال أبةةو ح ة‬
‫الرالا بالكفر كفر)(‪.)2‬‬

‫‪ :-‬ن ل لليمن ق ل للام تعظ ل لليام ل ل للذمي‪( :‬ق ل للال‬ ‫ق ة ةةال اب ة ةةن ة ةةيم احلن ة ةةي ‪-‬‬
‫الطرسللويس إن قللام تعظلليام لذاتلله ومللا هللو عليلله َك َفل َلر‪ ،‬ن الرالللا بللالكفر كفللر نكيللف‬
‫يتع َّظم الكفر)(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام مسلم‪ ،‬رقم ااديث‪.)7813( :‬‬


‫(‪ )2‬الل اب يف علوم الكتاب ‪ )741 /53( -‬تفسري الرازي ‪.)261/56( -‬‬
‫(‪ )3‬ال حر الرائا َشح كنز الدقائا ‪.)633 / 52( -‬‬
‫‪013‬‬

‫‪ -‬ف ةةيمن ل ةةو ق ةةال‪( :‬إن نعل للت ك للذا نأن للا‬ ‫وق ةةال الك ةةاف ي الص ةةغ ‪-‬‬
‫هللودي) أو ن لا ين (أو بللري‪ ،‬مللن اإلسللالم) أو مللن ا أو الن للي أو مسل ِ‬
‫لتحل الزنللا‬
‫(نللليب بيمللني)ت النتفللا‪ ،‬االسللم وال ِّ للفة وال كفللارة وإن حنللث‪ ،‬نعللم هللو حللرام كللام‬
‫رصح به يف ا ذكار كغريه‪ ،‬وال َيكْفر به إن ق د ت عيد نفسه علن اْلحللوف عليله أو‬
‫الكفر عَل ح وله‪ ،‬أو ق د الرالا به كفر حاالت إذ الراللا بلالكفر‬
‫َ‬ ‫أطلا‪ ،‬نإن َع َّل َا‬
‫كفر)(‪.)1‬‬

‫الثانية ة ‪ :‬وقة ةةد يقة ةةول منة ةةافق ع ة ةةيم ال سة ةةان‪ :‬ن مة ةةل ع ة ةةى إعة ةةاد هم إىل‬
‫منةةاطقهم ون يةةد بنةةاء م ابةةدهم ويبقةةون ع ةةى مةةا يةةانوا ع يةةه مةةن ديةةن ألن‬
‫الدُّس ةةتور ال راق ةةي ق ةةد نة ة َّ ع ةةى ذل ةةك إال أن ذل ةةك ال ي ةةي أنن ةةا راض ةةون‬
‫بدينهم‪.‬‬

‫أقول مست ينا باهلل اىل‪:‬‬

‫من قال ذل ن و بني أمرين‪:‬‬

‫دستور الم َن هل ا ديان ومن م اليزيديلة(‪ )2‬ديلن م‪ ،‬وممارسلة طقوسل م‬


‫ٌ‬ ‫بني‬
‫ومحايت م أماكن ع ادهتم‪.‬‬

‫(‪ )1‬عاية اْلحتار إىل َشح اْلن ار ‪.)583 / 7( -‬‬


‫( ‪ )2‬طائفة تسكن شامل رب العراق وشامل َشق سوريا‪ ،‬يع دون الشيطان عالنية بل كانوا يقتلون‬
‫إن متكنوا من يذكر الشيطان أمام م بسو‪ ،،‬كان اْلسلمون يف زمن ال ععيني يف العراق مذرون أن‬
‫يذكروا أمام م كلمة شط (عر ) عَل س يل اْلعال‪ ،‬بعد أن نتم ا تعاىل لع اده وأعلنت اْلالنة دعي‬
‫‪014‬‬

‫وإسالم يأمر بدعوة ه ال‪ ،‬نإن َل يستجي وا نالقتال‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫لدمتوه ْم َوخللذوه ْم‬ ‫االلرم َنللا ْقتلوا ْ ا ْْل ْرشللكنيَ َح ْيللث َو َجل ع‬ ‫انس ل َل َ ا َ ْش ل ر ْ‬‫{ َنللإ َذا َ‬
‫الزكَلا َة َن َخ عللوا ْ‬ ‫اح وه ْم َوا ْقعدو ْا ََل ْم ك َّل َم ْر َو ٍد َنإن تَابوا ْ َو َأ َقلاموا ْ ال َّ ل َ‬
‫ال َة َوآ َتلوا ْ َّ‬ ‫َو ْ‬
‫يم} [سورة التوبة‪ ،‬اجية‪.])5( :‬‬ ‫َس ي َل ْم إ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َ ف ٌ‬
‫ور َّرح ٌ‬

‫ااكوم للة العراقي للة ومع للم اْلنتسل ل ون إىل اإلس للالم ك للاازب‪ . . .‬العرا ق للي ويف‬
‫مقدمت م ر وس ذل اازب اختاروا العمل بالدستور عَل العمل باإلسالم؟‬

‫نال يمكن أن عتمع ادعا‪ ،‬اإلسلالم ملع العملل بالدسلتور يف تلل اْلسلألة‪ ،‬لقلد‬
‫قدس موا الدستور الشيطاين عَل الدين الرباين! !‬

‫ويف حمللاولت م إلعللادة ع للدة الق للور والشلليطان وال للليب إىل منللاطق م‪ ،‬قللاتلوا‬
‫مسلمني ساهدين يف س يل ا تعاىل‪.‬‬

‫وال ل للدليل ع ل للَل إس ل للالم هل ل ل ال‪ ،‬اْلجاه ل للدين ال ل للذين ش ل ل ِّلوهت و ل للورهتم بسل ل ل ب‬
‫لانر‬
‫االعالم‪ :‬أعم منذ أكعر من عرش سنوات يقاتلون يف سل يل ا تعلاىل‪ ،‬قلاتلوا الك َ‬
‫ال ل للائل نأعل للاعم ا تعل للاىل علل للي م نولل للوا مل للدبرين ال يلل للوون عل للَل يش‪ ،،‬وقل للاتلوا‬
‫اْلرت ل ل ل للدين ن أع ل ل ل للاعم ا تع ل ل ل للاىل عل ل ل ل للي م‪ ،‬وق ل ل ل للاتلوا الرانع ل ل ل للة نأع ل ل ل للاعم ا تع ل ل ل للاىل‬

‫ه ال‪ ،‬إىل ا تعاىل نمن م من استجاب وعرنوا باْل تدين وهي ت َلم االماكن نعاشوا ني ا‪ ،‬ومن م‬
‫من قاتل وقتل‪ ،‬ومن م من َّنر إىل اخواعم ال يشمركة يف كردستان العراق‪.‬‬
‫‪015‬‬

‫السللنة‪ ،‬يللم أعلنللوا قيللام دولللة إسللالمية كللم بللام أنللزل‬


‫وأخرجوـهل للم مللن منللاطا أهللل َّ‬
‫ا تعاىل‪.‬‬

‫نال ل للدليل واال ل للم ع ل للَل و ل للدق م‪ ،‬إذ أع ل للم من ل للذ بداي ل للة ج ل للادهم أعلن ل للوا أع ل للم‬
‫وح لد يف اااكميللة‪ ،‬وعنللدما م َّكللن م ا‬
‫وحللد ا تعللاىل يف الع وديللة ولي َّ‬
‫عاهللدون لي َّ‬
‫تعاىل أ توا ودق دعواهم‪.‬‬

‫دعل للاة الديمقراطيل للة الل للذين يل للدعون إىل حريل للة االعتقل للاد يقل للاتلون اجن أوئل ل ل‬
‫‪ ،‬نللأي تقللديم للدسللتور عللَل الللدين أعظللم مللن‬ ‫الللذين م َّكللن َلللم ا تعللاىل يف ا ر‬
‫هذا؟‬

‫إن دعللاة الدِّ يمقراطيللة قللاتلون اْلسلللمني جللل أن يعيللدوا اْلرشللكني إىل أرايض‬
‫اْلسلمني‪.‬‬

‫وزادوا عل للَل ر َّداهت ل للم ر َّدة أخل للرل عن ل للدما اس ل للتعانوا عل للَل اْلس ل لللمني بالنَّ ل للارل‬
‫الكفار‪.‬‬

‫إن أمعال ه ال‪ – ،‬يف حدود علمي ‪َ -‬ل م ل يف التاري اإلسالمي‪.‬‬

‫نقد استعانوا بالك َّفار عَل اْلسلمني جل اْلرشكني‪.‬‬

‫وا نالطون يف ديمقراطيته‪ ،‬عَل اْلسلمني يف دولت م‪.‬‬ ‫وانت‬


‫‪016‬‬

‫وكللذل هللم عللاملون ليسللل وا اْلسلللمني دولللت م اإلسللالمية‪ ،‬وليعطلللوا العمللل‬


‫با حكام الربانية‪ ،‬وليعيلدوا اْلسللمني إىل القلوانني والدسلاتري الواللعية الشليطانية‪،‬‬
‫مكم م هبا الرانعة وأراذل النَّاس!‬

‫نأن يقال‪ :‬أننا نحكم بقانون يكفل ويعمن اارية لألديلان الكفريلة‪ ،‬ونعاقلب‬
‫ملن يعللل عللي م بسل ب ديللن م‪ ،‬يلم يقللال ونحلن للري رااللني بتلل ا ديللان‪ ،‬هللذا‬
‫من التناقض الذي َمت عجه الفطر السليمة وتأباه العقول القويمة‪.‬‬

‫َ‬
‫أعامَلم‪:‬‬ ‫وقد قال ا تعاىل عن أمعال ه ال‪ ،‬الذين الف أقواَلم‬

‫اَّلل َعل َلَل َمللا يف َق ْل لله‬


‫ااَ َيللاة الللدع ْن َيا َوي ْش ل د َّ َ‬‫{ َوم ل َن النَّللاس َمللن ي ْعج ل َ َق ْوللله يف ْ‬
‫ن‬ ‫اْل َ ل للام ‪َ ‬وإ َذا َت ل ل َلو َّىل َسل ل ل َعى يف ا َ ْر لي ْفس ل للدَ ني َ ل للا َوهْلل ل ل َ ْ‬
‫ااَ ل ل ْلر َ‬ ‫َوه ل ل َلو َأ َل ل للدع ْ‬
‫اَّلل َأ َخ َذ ْتلله ا ْلعل َّلزة بللاإل ْيم َن َح ْس ل ه‬ ‫اَّلل الَ مل ع‬
‫لب ال َف َسللا َد ‪َ ‬وإ َذا قيل َلل َللله ا َّتللا َّ َ‬ ‫َوالن َّْسل َلل َو َّ‬
‫َج َ نَّم َو َل ْ َب ا ْْل َ اد} [سورة ال قرة‪ ،‬اجية‪.])217( :‬‬

‫ن للأي ج للدول يف ادع للا‪ ،‬ع للدم الرال للا ب للدين ع للدة الق للور والش لليطان وال للليب‬
‫إزا‪ ،‬كل ذل ؟‬

‫أيمكن بعد كل ذل أن يقال كفر دون كفر وحزب إسالمي؟‬

‫وا ال عتمع ه ال‪ ،‬بام هم عليه واإلسالم ما اختلف جنوب مع شامل‪.‬‬


‫‪017‬‬

‫إن الي للود ك للام ج للا‪ ،‬يف بروتوك للوالهتم خ َّطط للوا ويعمل للون ع للَل الس لليطرة ع للَل‬
‫الكرة ا رالية بنا‪ ،‬علَل أعلم شلعب ا اْلختلار‪ ،‬وكلان أملام م علائقني حسل ام ت َّلني‬
‫َلم ومها‪ :‬الدِّ ين وا خالق‪.‬‬

‫وبد‪،‬وا بالنَّ ارل وبدين م‪ ،‬أما الدِّ ين نعمللوا علَل إزالتله علن طريلا النَّيلل منله‬
‫حريللة الل َّلرأي‪ ،‬وعللن طريللا الللدعوة إىل إحيللا‪ ،‬اْلعتقللدات ال اطلللة‬
‫م للاَشة للت شللعار ِّ‬
‫حرية العقيدة‪ ،‬وقلد متكنلوا ملن إزاللة‬
‫ااا ت شعار ِّ‬ ‫والتي تعمل عَل هتديم الدِّ ين ِّ‬
‫الدِّ يانللة الن لانية بالك ِّليللة مللن كعللري مللن بلللدان النَّ للارل باْلللذهب الشلليوعي الللذي‬
‫نرشوه عن طريلا النَّ لارل بعلد أن تو َّل ْلوا هلم َشارهتلا ا وىل يف اال لاد السلونياي‪،‬‬
‫ل للوها يف داخل للل ردهل للات‬ ‫ومل للا بقل للي مل للن تل ل ل الدِّ يانل للة يف بعل للض بلل للدان أوربل للا ح‬
‫الكنائب ليامرس الك نة عمل قوم لو يف أروقت ا‪ ،‬ن ات ال ي ْ بله هبلا‪ ،‬بلل ال سللطة‬
‫حد من أهل الك نوت عَل أحد يف داخل باحة كنائس م‪.‬‬

‫أمللا ا خللالق ننللالوا من للا وأسللقطوها بالكليللة عللن طريللا ركنَل ْلي الدِّ يمقراطيللة‪:‬‬
‫واارية الشخ ية‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الرأي‬
‫حرية َّ‬
‫ِّ‬

‫وحري ةةة ال ةةرَّأع ةةي‪ :‬أن تقللول مللا تشللا‪ ،،‬وأن تكتللب مللا تشللا‪ ،،‬وأن تنرش ل مللا‬
‫تشللا‪ ،،‬دون عللائا مللن أي ديللن أو أخللالق‪ ،‬ودون اعلللا مللن أي أحل ٍلد‪ ،‬ومللن هنللا‬
‫كانل للت اْلجل للالت وا نل للالم والقنل للوات والكتل للب التل للي تسل للمى باإلباحيل للة‪ ،‬وأحيانل للا‬
‫‪018‬‬

‫تسللمى ‪ -‬والعيللاذ بللا ‪ -‬باجلنسل َّية‪ ،‬وهللي ت للور كللل خفايللا الرجللل واْلللرأة اْلتعلقللة‬
‫حري ل للة ال ل ل َّلرأي يف ا نظم ل للة‬
‫باجل ل للاز التناس ل للو واس ل للتعامالته‪ ،‬وك ل للل ذلل ل ل ي َع ل للدع م ل للن ِّ‬
‫اارية يف بلدان أوربا‪ ،‬زنا اْلحارم!‬
‫أجَل نتائا هذه ِّ‬
‫الدِّ يمقراطية‪ ،‬نكان من ْ‬

‫ومتكنوا أن يوجدوا جيال ال يستحي من ج ازه التناسو‪.‬‬

‫حلريةةة ال ةةرَّأع ل ةدهيهم فيم ةا يت ةةق‬


‫ومةةن األمث ةةة ع ةةى املمارس ةةة ال م يةةة ِّ‬
‫باملس مني وبدينهم‪:‬‬

‫المثال األول‪ :‬كتاب (اجيات الشليطانية) لسللامن رشلدي ‪َّ ،‬‬


‫تربلى يف أحعلان‬
‫الغرب‪.‬‬

‫ن ل للال اْل ي ل للث الل ل لنَّجب م ل للن رس ل للول ا ☺ وم ل للن أم ل للات اْلل ل ل منني‪ ،‬وم ل للن‬
‫اإلسالم‪ ،‬وط ع هذا الكتاب ونرش يف بريطانيا الدِّ يمقراطيلة‪ ،‬حيلث يعلير اْل للف‪،‬‬
‫عَل الكتلاب أو ولاح ه ال يف داخلل بريطانيلا وال ملن‬ ‫وليب حد ااا أن يعل‬
‫الرأي من أركان الدِّ يمقراطية عندهم‪.‬‬
‫حرية َّ‬
‫خارج ات ن ِّ‬

‫واْلسلمون عَل مدل عقود من الزمان قد تربلوا علَل اإلسلالم اْلسلاَل‪ ،‬نكانلت‬
‫‪ ،‬أن تظ ل للاهروا‬ ‫ترب ل للى علي ل للا اْلس ل لللمون يف أرج ل للا‪ ،‬ا ر‬
‫الس ل لللمية الت ل للي َّ‬
‫م ل للن ي ل للامر ِّ‬
‫واستنكروا وندَّ دوا‪ ،‬وكان اْلمينلي اللنَّجب علَل رأس دوللة إيلران الرانعلية‪ ،‬نلأنتى‬
‫بقتل سلامن رشدي ونص نتواه‪:‬‬
‫‪019‬‬

‫(ع للَل ك للل مس لللم يف الع للاَل أن ين ِّف للذ حك للم اإلع للدام يف م ل للف كت للاب اجي للات‬
‫الشليطانية وناَشيلله رسيعللا أيلنام وجللدوا‪ ،‬إن كللان النلاَشون عللَل علللم بمحتللواه‪ ،‬وأن‬
‫أي مسلللم يعلللم بمكللان اْل لللف ويعجللز عللن تنفيللذ حكللم اإلعللدام نيلله‪ ،‬عليلله أن خيللرب‬
‫بمكانلله مللن يسللتطيع تنفيللذ ااكللم نيلله‪ ،‬حتللى ال يتجل َّلرأ أحللد عللن اإلسللا‪،‬ة بمقدسللات‬
‫اْلسلمني) وأالاف‪:‬‬

‫(إن أي مسلم يقتل يف هذا الس يل‪ ،‬يعترب ش يدا إن شا‪ ،‬ا ) أ‪ .‬ـه‪.)1( .‬‬

‫وال بد من التَّنويه إىل م ادرة اْلميني هذه‪ْ ،‬لعرنة ملاذا أقلدم اللنَّجب علَل هلذه‬
‫الفتول؟‬

‫وما الذع ف ته بريطانيا جاه هذه ال توى يب د دميقراطي؟‬

‫وأم لات‬ ‫ابتدا ً‪ ،،‬ال سن َّن الظ َّن (بلاْلميني وم َّلتله) نلإعم أشلد علَل كتلاب ا‬
‫اْل منني من سلامن رشدي‪.‬‬

‫نرشللهم عللَل كتللاب‬


‫إن سلللامن رشللدي نللرد أتللى يف حللني مللن الللدهر‪ ،‬أمللا هل ال‪ ،‬ع‬
‫ا وعَل اإلسالم عَل امتداد الدهور والع ور وا م ار‪.‬‬

‫سلللامن رشللدي نللرد‪ ،‬إن َل عللد دار نرش ل يقللرب كتابلله معلله‪ ،‬أمللا ه ل ال‪ ،‬نللإن وزارة‬
‫إع ل للالم َج وري ل للة إي ل للران الرانع ل للية ودور النرشل ل ل التابع ل للة َل ل للا ودور النرشل ل ل ا هلي ل للة‪،‬‬
‫ينرش للون ك ل َّلام ه للائال م للن الكت للب واْلنش للورات س للنويا‪ ،‬وين لالون ني للا م للن كت للاب ا‬

‫(‪ )1‬الرد عَل كتاب اجيات الشيطانية َلادي اْلدرس ص ‪.38‬‬


‫‪031‬‬

‫السلنة وملن أم اتنلا‪ ،‬أم لات اْلل منني ملا يعطلي لسللامن‬
‫ت ارك وتعاىل ومن دين أهل َّ‬
‫رشدي القدرة عَل الدناع عن نفسه بأنه َل يفعل شي ا قياسا عَل ما يفعلون‪.‬‬

‫ومللن ناحيللة أخللرل نللإن سلللامن رجللل مغمللور للليب عليلله يش‪ ،‬مللن سلليام‪ ،‬أهللل‬
‫العلم ومل س م ونواح م‪.‬‬

‫أمللا رانعللة إيللران ويف مق للدمت م اْلمينللي نللإعم عنللد أت للاع م‪ ،‬علللام‪ ،‬ديللن ب للل‬
‫ست دون عوز َلم أن ينوبوا عن اإلمام نلة ي ته – كام يزعمون ‪.-‬‬

‫وممللا يللدمي القلللب أن يكللون اْلمينللي وللاحب َح ْظل َلوة عنللد اْلسلللمني مللن أهللل‬
‫السنة‪ ،‬عَل أنه حامي محى اإلسالم‪ ،‬وقلد ذكَّلرين هلذا الواللع اْللزري باْلعلل القائلل‪:‬‬
‫َّ‬
‫(ا حول بني العميان‪.). . .‬‬

‫إن اْلمينللي للليب أكعللر مللن طللا وت يللدَّ عي اإلسللالم بللني طوا يللت ال يللدَّ عون‬
‫اإلسالم‪ ،‬نام كلان ملن ب ٍلد أن يكلون لله دور يف عملل سللامن رشلدي واللذي محلله علَل‬
‫ذل أمور‪:‬‬

‫الس للكوت‬
‫ا ول‪ :‬أن لله ع للَل رأس دول للة ت للدَّ عي اإلس للالم‪ ،‬ن للال يمك للن أن يلت للزم ع‬
‫عليلله تل ل الفتللول‪،‬‬ ‫والسللكون‪ ،‬واْلسلللمون قللد هللاجوا مسللتنكرين‪ ،‬نالللذي نللر‬
‫ع‬
‫الواقع الذي َل عد منه مناوا‪.‬‬

‫العاين‪ :‬التَّق َّية‪.‬‬


‫‪030‬‬

‫والذي يع ت ذل ‪:‬‬

‫‪5‬ل ل إن رأيلله ورأي طائفتلله يف أم اتنللا وبالللذات أمنللا عائشللة‪ ،‬ال يقللل سللو‪،‬ا عللن‬
‫الروائللي‪ ،‬أمللا رأيلله‬
‫الرسللد ِّ‬
‫رأي سلللامن رشللدي‪ ،‬بللل رأي سلللامن هللذا م نل ِلي عللَل طريللا َّ‬
‫هو ورأي طائفته نإنله م نلي علَل روايلات ينسل وعا إىل أنلاس يلدَّ عون نلي م الع لمة‪،‬‬
‫وأعني هبم أئمت م ‪-‬حاشاهم‪.-‬‬

‫‪ -2‬أن اْلمينللي عنللدما أوللدر تلل الفتللول مللا كللان عاملللا مغمللورا يف حسللينية‪،‬‬
‫ب للل ك للان ع للَل رأس دول للة أت اع لله يقدِّ س للونه‪ ،‬وي للرل الع للاملون يف دولت لله م للن ال للوزرا‪،‬‬
‫واجلللير والرشللطة تنفيللذ أوامللره دينًللا‪ ،‬وقللد رأل العل َ‬
‫لاَل مللا نعللل ه ل ال‪ ،‬باْلعارالللني‬
‫للخمين للي يف داخ للل إي للران ويف أبن للا‪ ،‬جل للدهتم‪ ،‬أنيعج للز اْلمين للي ال لنَّجب وه للو ع للَل‬
‫بالتوجلله‬
‫ع‬ ‫رأس دولللة‪ ،‬أن يكلللف رجللال مللن ج للاز اْلخللابرات أو اجلللير أو الداخليللة‬
‫إىل بريطانيا ليقتل سلامن ذل ؟‬

‫أي جز أن جيد يف يل ك التكليالع اليت خاضت مثاني سنواع حربةا‬


‫م ال راق بأمره رجال ي مل ب تواه لينال الكهادة؟‬

‫علام أن من م ام ج از اْلخابرات‪ ،‬ت فية اْل وم يف داخل ال لد وخارجه‪.‬‬

‫أما كان تنفيذ حكم اإلعدام يف سلامن رسيعا هو أوىل به بدال من أن يطل له ملن‬
‫اْلسلمني؟‬
‫‪031‬‬

‫إذا هي التقية يف إظ ار موانقة أهل السنة‪ ،‬وهو يف ااقيقة مع سللامن وملع كلل‬
‫من ينال من اإلسالم‪.‬‬

‫نالغاية من تل الفتول كانت اْلتاجرة هبا إلي ات االنتام‪ ،‬إىل اإلسالم‪.‬‬

‫العالللث‪ :‬ااميللة سلللامن رشللدي مللن أن يقتلللت نقللد يكللون يف جع للة الرجللل أشلليا‪،‬‬
‫أخرل مما ينال به من اإلسالم‪ ،‬نال بد من تلونري اااميلة لله واافلاظ عليله كلي تسلنم‬
‫له الفروة أن يكتب وينرش كت ا أخرل ينال ني ا من اإلسالم واْلسلمني‪.‬‬

‫والدليل ع ى إثباع هذا االدعاء‪:‬‬

‫لعلمنللا بحقيقللة ه ل ال‪ ،‬الرانعللة‪ ،‬وللمالحظللات التللي ذكرناهللا آن ًف لا‪ ،‬نللإن تل ل‬


‫الفتول ما كانت إال لتحري ااكومة الربيطانية لتلونري اااميلة لسللامن رشلديت إذ‬
‫م للن اْلعل للوم أن أي ن للرد يف تل ل ل ال للديار إذا ه للدِّ د ب للام ه للو دون القت للل‪ ،‬ن للإن واج للب‬
‫الدَّ ولة أن تلونر لله اااميلة نلام بالل وقلد هلدِّ د سللامن بالقتلل‪ ،‬نكانلت نتلول اْلمينلي‬
‫الللدانع ا سللايس امللل ااكومللة الربيطانيللة الدِّ يمقراطيللة التللي ت ل من بحريللة الل َّلرأي‬
‫ع للَل ت للونري ااامي للة لس لللامن يف بيت لله ويف تن عقالت لله‪ ،‬إ ًذا الفت للول كان للت تن ي للا ب للل مح للال‬
‫للحكومة الربيطانية عَل تونري ااامية له ق ل أن ي ا لت ملن ق لل أحلد ملن اْلسللمني‬
‫نيقتل‪ ،‬نال سنَّن ال سظن باْلميني وبم َّلته‪.‬‬

‫المثة ةةال الثة ةةاني‪ :‬مل للا نرشل للته ال ل للحيفة الدنامركيل للة مل للن ول للور كاريكاترييل للة‬
‫لرس ل للول ا ☺ وعن ل للدما جوهب ل للوا باالس ل للتنكار م ل للن ق ل للل اْلس ل لللمني وأرادوا م ل للن‬
‫ال للحيفة ومللن رئلليب الدَّ ولللة أن يعتللذروا‪ ،‬تللدخلت ال لللدان الدِّ يمقراطيللة ا خللرل‬
‫‪033‬‬

‫ْل للنع م م للن االعت للذارت ن ذل ل ي َع للدع خرق للا اري لة ال ل َّلرأي يف تل ل ال ل الد‪ ،‬وعن للدما‬
‫حريللة‬
‫شللدِّ د علللي م ومللن بللاب الللدناع عللن ذلل ال للحفي واالشلللاك معلله‪ ،‬وإي للات ِّ‬
‫الل َّلرأي يف بلللداعم‪ ،‬أعللادت يللالن عرشللة وللحيفة أخللرل تلل ال للورةت تعللامنا مللع‬
‫الرسام‪.‬‬

‫نال لدان الدِّ يمقراطية ال تأبله أن يقلول أحلد يف أي ديلن ملا يشلا‪،‬ت الن ذلل ملن‬
‫الرأي‪.‬‬
‫حرية َّ‬
‫ِّ‬

‫والمثال الثالث‪ :‬كان ملع الفللم اْل ل‪ ،‬إىل َّ‬


‫الرسلول(‪ ، ☺ )1‬نلإن ااكوملة‬
‫تعرال للت َل للا م للن مع للايقات‪ ،‬إال أع للا ال تس للتطيع أن تنك للر ع للَل‬
‫ا مريكي للة ر للم م للا َّ‬
‫اْلنتا نلمه‪ ،‬وق ارل ما قالوه‪:‬‬

‫أن الفلللم أنللتا بللدون علللم ااكومللة ا مريكيللة‪ ،‬وأن الدَّ ولللة ال شللأن َلللا يف هللذه‬
‫اإلس للا‪،‬ة‪ ،‬وأعل للم ال يسل للتطيعون أن يفعلل للوا أي يش‪،‬ت ن ذل ل ل العمل للل مل للن الل للمن‬
‫الرأي يف النظم الدِّ يمقراطية‪.‬‬
‫حرية َّ‬
‫ِّ‬

‫ون ََس ْت ااكومة ا مريكيلة أن دورهلا يف إظ لار ذلل الفللم هلو ا سلاست ن‬
‫اْلنللتا لللو علللم أنلله سيحاسللب بس ل ب الفلللم ملللا أقللدم عللَل إنتاجلله‪ ،‬إ ًذا دور ااكومللة‬
‫حريللة ال ل َّلرأي‪ ،‬قللد م َّ للدت‬
‫ا مريكيللة‪ ،‬أعللا بقوانين للا الدِّ يمقراطيللة الت للي مللن أركاع للا ِّ‬
‫الطريا وئل ولغريهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬وعرف هبذا االسم‪.‬‬


‫‪034‬‬

‫الرسللول ☺ باإلسلا‪،‬ة إليلله‪ ،‬إنلام هللي حماوللة ْللللا‬ ‫تعمللد تق ع لد َّ‬


‫أملا السل ب يف ع‬
‫اجلل للرأة يف النفل للوس العل للعيفة‪ ،‬ودعل للوة إىل التل للأيس واالن ل للار بالنظل للام الل للديمقراطي‬
‫حرية الرأي‪.‬‬
‫الذي ال يرل قدسية حد أمام ِّ‬

‫ومللا آلمنللي الفلللم بقللدْ ر مللا آلمنللي علللام‪ ،‬العللاللة وحمللاولت م هتدئللة ا والللاعت‬
‫ن الفلل للم كل للان َع َم ل ل َلل كل ل ٍ‬
‫لانر‪ ،‬أمل للا عمل ل للم نكل للان نيل للع اإلس ل للالم باسل للم ااع ل للارة‬
‫والتحرضلل‪ ،‬بللأن ر َّد الفعللل عللب أن يكللون حعللاريا‪ ،‬بللل مللن م مللن سللمى مللا قللام بلله‬
‫ع‬
‫اْلسلمون من أعامل الدَّ الوجود ا مريكي يف بالد اْلسلمني‪ ،‬بأنه ت ع لف مهجلي‪،‬‬
‫ل ل ع للَل اْلظ للاهرات الس لللمية‪ ،‬وع للَل إع للداد نل للم ع للن‬ ‫وأن ر َّد الفع للل ع للب أن يقت‬
‫رسول ا ي ِّني نعائله ومن هو حممد بن ع د ا ☺ (‪.)1‬‬

‫واستجاب اْلسلمون وهدأت ا والاع ورجع اجل ْن واْلَ َلور التلي هلي ول غة‬
‫أوئلل اْلسللاْلني تطغللي عللَل السللاحة اإلسللالمية مللن جديللد‪ ،‬ورجعللت ألسللنة السللو‪،‬‬
‫لتخوف اْلسلمني من تشويه وورة اإلسالم يف نظر الغرب‪.‬‬
‫ِّ‬

‫عل للام‪ ،‬الع للاللة أوئل ل ل م للا ك للانوا ي و لللون ل س للالم‪ ،‬وإن للام ك للانوا ي و لللون‬
‫للديمقراطية التي ي منون هبا ويدعون إلي ا ويشاركون ني ا‪.‬‬

‫نكلام اجبلا‪ ،‬يغل ِّلريون نطلر ا بنللا‪ ،،‬نلإن عللام‪ ،‬العللاللة قلد للريوا نطلرة اْلسلللمني‬
‫الت للي رك للت لالنتق للام مم للن أس للا‪ ،‬إىل رس للول ا ☺ ‪ ،‬نكان للت نرو للة َل للم أيع للا‬

‫(‪ )1‬كام رصح القرالاوي – أخزاه ا ‪ -‬بذل ‪.‬‬


‫‪035‬‬

‫ليع تللوا سلليادهم يف الغللرب مللن جديللد‪ ،‬أعللم مللا زالللوا عللَل الع للد يف عللدم ال َّتطل علرف‬
‫ون ذ العنف‪ ،‬وحماربة اإلرهاب‪.‬‬

‫عندما أوذي رسول ا ☺ من ق ل الي لودي كعلب بلن ا َشف قلال ☺‬


‫وحابه‪« :‬من يل بكعب بن ا َشف نانه آذل ا ورسوله»‪.‬‬

‫ن للال ق للال عل للام‪ ،‬ال للدِّ يمقراطيات‪ :‬ي للا ش ل اب ا م للة م للن لن للا بأمريك للا نإع للا آذت‬
‫رسول ا ‪ ،‬ولكن أنى ْلن اعتاد أن يتجرع الذل واَلوان أن يرتفلع علن مقلام الع يلد‬
‫جتاه سيده‪.‬‬

‫إن ا ذيللة عللن رس للول ا ☺ ال تللدنع إال ب للالقوةت نللإن ال للدع ول قللد اعت للادت‬
‫عَل احلام من يمل القوة‪ ،‬وعَل ازدرا‪ ،‬اْلستععفني‪.‬‬

‫الرسلول ☺ أو علن اإلسلالم أذل‬


‫نام كانت اْلظاهرات السللمية أن تلرد علن َّ‬
‫ل علَل‬ ‫الكفار‪ ،‬نااذر من أساليب النِّسا‪ ،‬يف اللدناع علن الن لي أو علن اللدين‪ ،‬نيقت‬
‫ال ا ب والعويل واالستنجاد‪ ،‬كام يريلدها دعلاة الدِّ يمقراطيلة ملن الك َّفلار ا ولليني‬
‫واْلرتدين‪.‬‬

‫حريللة الل َّلرأي يف الل الد الدِّ يمقراطيللة‪ ،‬أن تقللول مللا تشللا‪ ،‬وأن تكتللب مللا‬
‫هللذه هللي ِّ‬
‫حرية ملن يريلد أن يكتلب أو يقلول‬
‫حرية لآلخرين أمام ِّ‬
‫تشا‪ ،‬وأن تنرش ما تشا‪ ،،‬نال ِّ‬
‫ملن أحلد‪،‬‬ ‫الرأي هو إبدا‪ ،‬ال َّلرأي دون اعللا‬
‫حرية َّ‬
‫أو ي ِّورت ن اْل م يف قيا ِّ‬
‫وإن وجد نشوارع اْلدن تسع اْلاليني!‬
‫‪036‬‬

‫الرأي يف ٍ‬
‫دين أت اعه يفوقون اْلليلار‪ ،‬وهلذا اللذي يريدونله‬ ‫حرية َّ‬
‫هذا هو م ْع َول ِّ‬
‫لنا من خلالل الدِّ يمقراطيلة‪ ،‬أن خيلرر ملن أهلل جللدتنا ملن يلتكلم بلسلاننا وينلال ملن‬
‫دينن ل للا‪ ،‬وااكوم ل للة تتك َّف ل للل بت ل للونري ااامي ل للة ل ل لله م ل للن أن يلحق ل لله أذل‪ ،‬وإال ن ل للال ِّ‬
‫حري ل للة‬
‫للرأي!!‬

‫بواحلا‬
‫كفرا ً‬
‫الرأي والتع ري‪ ،‬الدعوة إىل ما يعتقده اإلنسان وإن كان ً‬
‫حرية َّ‬
‫ومن ِّ‬
‫كالشيوعيةت َّن ذل من سامت اْلجتمعات الدِّ يمقراطية‪.‬‬

‫عرنت يف بالد أوربا التي أنج ت ا‪:‬‬


‫وكالدعوة إىل العلامنية التي ِّ‬

‫(أن ال يكون اإلنسان ملزملا بتنظليم أنكلاره وأعاملله ونلا معلايري مفرواللة علَل‬
‫أعا َشيعة أو إرادة إهل ِّية‪.‬‬

‫ويطل ل ل للا ع ل ل للَل ه ل ل للذا الفك ل ل للر يف اللغ ل ل للة اإلنجليزي ل ل للة الت ل ل للي ه ل ل للي لغت ل ل لله ا و ل ل لللية‬
‫‪ ،SECULARISM‬وه ل ل ل للي تعن ل ل ل للي (الالَّديني ل ل ل للة)‪ ،‬ل ل ل للري أع ل ل ل للا اش ل ل ل للت رت باس ل ل ل للم‬
‫وسل للا ععل ل للا مق ولل للة بل للني‬ ‫(العلامن سيل للة)‪ ،‬ولعل ل َّلل ذل ل ل كل للان مق ل للو ًدا بغي ل ل َة إل اس ل ل ا ل ً‬
‫اْلسلمني‪.‬‬

‫عرنت بام يو‪:‬‬


‫ويف قاموس (أكسفورد) ِّ‬
‫‪037‬‬

‫(العلامن َّيللة‪ :‬مف للوم يللرل رضورة أن تقللوم ا خللالق والتعللليم عللَل أسللاس للري‬
‫ديني)(‪.)1‬‬

‫حريللة الل َّلرأي والتع للري‪ ،‬أن تعللير الرانعللة خللارر قوقللع التق َّيللة‪ ،‬ليخرجللوا‬
‫ومللن ِّ‬
‫أحقاد اا َقب اْلك وتة ن َيشفوا ودور الي ود والنَّ ارل من اإلسالم واْلسلمني‪.‬‬

‫فهل يف اإلسالم حرِّية رأع من منط احلرِّية الدِّميقراطية؟‬

‫ااري للة يف التع للري ع للن آرائن للا‪ ،‬إال أن تل ل ل‬


‫إن لن للا يف دينن للا اإلس للالمي ااني للف ِّ‬
‫ااريللة عللب أن تنع ل ط بعللوابط َّ‬
‫الرشللعت ن ا تعللاىل ال مللب مللن أحللد أن ع للر‬ ‫ِّ‬
‫بال َّ ‪ ،‬من القول‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫ليام}‬
‫اَّلل َسلمي ًعا َعل ً‬ ‫الس َو‪ ،‬م َن ا ْل َق ْول إالَّ َمن ظل َلم َوك َ‬
‫َلان َّ‬ ‫اَّلل ْ‬
‫اجلَ ْ َر ب ع‬ ‫ب َّ‬‫{الَّ م ع‬
‫[سورة النسا‪ ،،‬اجية‪.])571( :‬‬

‫نللا تعللاىل ماسللب اإلنسللان عللَل كللل كلمللة يتفللوه هبللا‪ ،‬أو ينرشللها بللأي وسلليلة‬
‫من وسائل النرش‪.‬‬

‫الشل َلامل َقعيللدٌ ‪َ ‬مللا َي ْلفللُ مللن َقل ْلو ٍل إال َلدَ ْيلله‬
‫قللال تعللاىل‪َ { :‬عللن ا ْل َيمللني َو َعللن ِّ‬
‫يب َعتيدٌ } [سورة ق‪ ،‬اجية‪.])51( :‬‬
‫َرق ٌ‬

‫(‪ )1‬ال يان ْلطر العلامنية عَل الدِّ ين ا خالق وَشيعة القرآن‪ /‬ص‪.6‬‬
‫‪038‬‬

‫والرقيب‪ ،‬ويغة م الغة تدل عَل شدة اْلراق ة‪.‬‬

‫والعتيد‪ ،‬ويغة م الغة تعني‪ :‬شديد الت ي لألمر‪.‬‬

‫نكللل كلمللة يتفللوه هبللا اإلنسللان أو يكت للا‪ ،‬تنللزل يف سللجله أن خللريا نخللري وإن‬
‫َشا نرش‪.‬‬

‫عل للن مع للاذ ؓ ق للال‪ :‬ق للال رس للول ا ☺ ‪ . . . .« :‬إال أخل للرك ب للرأس‬
‫ا مر كلله وعلملوده وذروتله وسلنلامله؟ »‪.‬‬

‫قلت‪ :‬بَل يا ن ي ا ‪.‬‬

‫ف علي هذا»‪.‬‬
‫نأخذ بلسانه وقال‪« :‬ك َّ‬

‫نقلت‪ :‬يا ن ي ا وإنا ْل اخذون مما نتكلم به؟‬

‫لب النَّلاس يف النلار علَل وجلوه م‪ ،‬أو‬


‫نقال‪« :‬يكلت أ عم (‪ )1‬يا معاذ‪ ،‬وهلل يك ع‬
‫عَل مناخرهم إال ح ائد ألسنت م»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬العرب تقول هذه الكلمة وال يق دون معناها‪.‬‬


‫(‪)2‬رواه اللمل للذي وقل للال‪ :‬هل للذا حل للديث حسل للن ول للحيم‪ ،‬رقل للم اال للديث‪ .)2353( :‬ورواه اال للاكم يف‬
‫اْلستدرك رقم االديث (‪ )6571‬وقلال‪ :‬هلذا حلديث ولحيم علَل َش الشليخني و َل خيرجلاه‪ .‬تعليلا‬
‫الذه ي يف التلخيص‪ :‬عَل َش ال خاري ومسلم)‪.‬‬
‫‪039‬‬

‫وع للن أِب هري للرة ؓ ق للال‪ :‬ق للال رس للول ا ☺ ‪« :‬إن الرج للل لي للتكلم‬
‫بالكلم ل للة م ل للن س ل للخط ا ال ي ل للرل هب ل للا بأس ل للا‪ ،‬ني ل للوي هب ل للا يف ن ل للار ج ل للنم س ل ل ل عني‬
‫خريفا»(‪.)1‬‬

‫سةةب ع يهةةا املس ة م‪ :‬إمللا أعللا للالف َشع ا تعللاىل‪ ،‬وإمللا‬


‫والل مةةة الةةيت يبا ه‬
‫لب مسلللام آخللر كقللذف اْلسلللم بالزنللا‪ ،‬نللإن َل يسللتطع القللاذف أن يع للت ذل ل‬
‫أعللا متل ع‬
‫أمام القايض الرشعي‪ ،‬بأن يأي بأربعة ش ود يش دون أعم رآه وهو يلزين كاْليلل يف‬
‫ْحلة‪ ،‬نإن ا تعاىل قد أمر بمعاق ته بعالن عقوبات‪:‬‬
‫اْلك َ‬

‫أن عل للد يامن للني جل للدة‪ ،‬وأن ال تق للل ل لله ش ل ادة أب للدا بع للد ذل ل نيك للون م للردود‬
‫الش ادةت نه ي ت كذبه‪ ،‬وقد حكم ا تعاىل عليه وحيا بالفسا‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫{ َوا َّل للذي َن َي ْرم ل َ‬


‫لون ا ْْل ْح َ ل لنَات ي ل َّلم ََل ْ َيل ل ْأتوا ب َأ ْر َب َع للة شل ل َ دَ ا‪َ ،‬ن ْ‬
‫اجل للدوه ْم َي َامن للنيَ‬
‫ون ‪ ‬إالَّ ا َّلذي َن َتلابوا ملن َب ْعلد‬ ‫َج ْلدَ ًة َوال َت ْق َلوا ََل ْم َش َ ا َد ًة َأبَدً ا َوأ ْو َئل َ هم ا ْل َفاسق َ‬
‫يم} [سورة النور‪ ،‬اجية‪.])5( :‬‬ ‫َذل َ َو َأ ْو َلحوا َنإ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َ ف ٌ‬
‫ور َّرح ٌ‬

‫عَل التعويض امللادي عنلد اإلسلا‪،‬ة إىل سلمعة‬ ‫أما اْلرشع الشيطاين نقد اقت‬
‫إنسان من أي دين كان‪.‬‬

‫ومن ا تاب مسلام نقد أتى أمرا عظيام‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن ماجة‪ ،‬رقم ااديث‪.)6841( :‬‬


‫‪041‬‬

‫َع ْن َعائ َش َة َقا َل ْت‪ :‬ق ْلت للنَّ ِّى ☺‪َ :‬ح ْس َ م ْن َوف َّي َة ك ََذا َوك ََذا‪.‬‬

‫لت بل َلام‪ ،‬ا ْل َ ْحللر‬


‫لريةً‪َ .‬ن َقل َلال‪َ « :‬ل َقللدْ ق ْلللت كَل َمل ًة َلل ْلو مز َجل ْ‬ ‫ٍ‬
‫َقل َلال َ ل ْلري م َس لدَّ د‪َ :‬ت ْعنللى َق ل َ‬
‫َْل ََز َجتْه»(‪.)1‬‬

‫ومللن الكللالم سللوا‪ ،‬كللان ملفوظللا أو مكتوبللا مللا خيللرر وللاح ه مللن ملللة اإلسللالم‬
‫يف َشعنا اانيف‪ ،‬وي يم الدم واملال‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫َو َن ْل َعللب قل ْلل َأبل س‬


‫لاَّلل َوآ َياتلله َو َرسللوله‬ ‫{ َو َل ل ن َس ل َأ ْل َت ْم َل َيقللول َّن إ َّنل َلام كنَّللا نَخللو‬
‫ون} [سورة التوبة‪ ،‬اجية‪.])35( :‬‬
‫كنت ْم ت َْس َت ْ زئ َ‬

‫وسبب نزول هذه اآلية‪:‬‬

‫«عن ع د ا بن عمر قال‪ :‬قلال رجلل يف لزوة ت لوك يف سللب‪ :‬ملا رأيلت معلل‬
‫لذب ألس لنًا‪ ،‬وال أج ل ن عنللد اللقللا‪ .،‬نقللال رجللل‬
‫لب بطونللا‪ ،‬وال أكل َ‬
‫قرائنللا ه ل ال‪ ،،‬أر ل َ‬
‫لذبت‪ ،‬ولكنل منللانا‪ .‬خللربن رسللول ا ☺ ‪ ،‬ن لللغ ذلل رسللول‬
‫يف اْلسللجد‪ :‬كل َ‬
‫ا ☺ ونزل القرآن»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أبو داوود‪ ،‬رقم ااديث‪.)7144( :‬‬


‫(‪ )2‬تفسري ابن كعري ‪.)545 / 7( -‬‬
‫‪040‬‬

‫لون َملا َقلالوه مل ْن َذلل َ جلدا َأ ْو‬


‫(ال َخيْللو َأ ْن َيك َ‬
‫‪َ :-‬‬ ‫يقول ابةن ال ربةي ‪-‬‬
‫ني ا ْ َّمة)(‪.)1‬‬ ‫َان ك ْف ٌرت َنإ َّن ْاَل َ ْز َل با ْلك ْفر ك ْف ٌر‪َ ،‬ال خ ْل َ‬
‫ف نيه َب ْ َ‬ ‫َه ْزالً‪َ ،‬وه َو َك ْي َف َام ك َ‬

‫اَّلل َع َفلا َعنْله َيقلول‪َ :‬أ ْس َلمع آ َيل ًة‬ ‫إن َشا َ‪َّ ،‬‬ ‫َان مم َّ ْن ْ‬‫‪َ ( :-‬نك َ‬ ‫ويقول أيضا ‪-‬‬
‫ال يف َس ل يل ‪َ ،‬ال َيقل ْلل‬ ‫اج َعل ْلل َو َنللاي َق ل ْت ً‬ ‫اجللللود‪َ ،‬و َجتل ع‬
‫لث ا ْلقلللوب‪ ،‬ال َّل ل َّلم ْ‬ ‫َت ْق َشللع عر منْ َ للا ْ‬
‫َأ َحللدٌ ‪َ :‬أنَللا َ َّس ل ْلت‪َ ،‬أنَللا َك َّفنْللت‪َ ،‬أنَللا َد َننْللت‪َ .‬قل َلال‪َ :‬نأولليب َيل ْلو َم ا ْل َي َام َمللة‪َ ،‬نل َلام َأ َحللدٌ م ل ْن‬
‫ا ْْل ْسلمنيَ َّإال َو َقدْ وجدَ َ ْريه)(‪.)2‬‬

‫‪( :-‬نيله الداللللة علَل أن الالعلب واجلللاد‬ ‫‪-‬‬ ‫يقةول اإلمةةام ااصةا‬
‫سوا‪ ،‬يف إظ ار كلمة الكفر عَل ري وجه اإلكلراهت ن هل ال‪ ،‬اْلنلانقني ذكلروا أعلم‬
‫قالوا ما قالوا لع ًا‪ ،‬نأخرب ا عن كفرهم باللعب بذل )(‪.)3‬‬

‫لاْلعفو عنلله هللو الللذي الللح وَل‬


‫ع‬ ‫‪( :-‬نل‬ ‫‪-‬‬ ‫يق ةةول اإلم ةةام الق ةةرط‬
‫يتكلم‪ . . .‬إال أنه سمع اْلنانقني نعح َلم وَل ينكر علي م)(‪.)4‬‬

‫ومن الكلامت اْلخرجة من اْللة‪ ،‬ما جا‪ ،‬يف قول ا تعاىل‪:‬‬

‫لاَّلل َم ل ل ل للا َق ل ل ل للالوا ْ َو َل َق ل ل ل للدْ َق ل ل ل للالوا ْ كَل َم ل ل ل ل ل َة ا ْلك ْف ل ل ل للر َو َك َف ل ل ل للرو ْا َب ْع ل ل ل للدَ‬ ‫{َْ‬
‫ملف ل ل ل ل َ‬
‫لون ب ل ل ل ل َّ‬
‫إ ْسالَم ْم}[سورة التوبة‪ ،‬اجية‪.])47( :‬‬

‫(‪ )1‬أحكام القرآن البن العرِب ‪.)656 / 7( -‬‬


‫(‪ )2‬أحكام القرآن البن العرِب ‪.)652 / 7( -‬‬
‫(‪ )3‬أحكام القرآن ‪.)671 / 7( -‬‬
‫(‪ )4‬اجلامع حكام القرآن ‪.)588 / 1( -‬‬
‫‪041‬‬

‫‪( :-‬روي أن هلذه اجيلة نزللت يف اجللالس‬ ‫‪-‬‬ ‫يقول اإلمام القرط‬
‫بللن سللويد بللن ال للامت‪ ،‬ووديعللة بللن يابللتت وقعللوا يف الن للي ☺ وقللالوا‪ :‬وا لل ن‬
‫كللان حممللد وللادقا عللَل إخواننللا الللذين هللم سللاداتنا وخيارنللا لللنحن َش مللن اامللري‪.‬‬
‫نقال له عامر بن قيب‪ :‬أجل وا إن حممدا ل ادق م َ لدَّ ٌقت وإنل لرشل ملن محلار‪.‬‬
‫وأخللرب عللامر بللذل الن للي ☺ ‪ .‬وجللا‪ ،‬اجلللالس نحلللف بللا عنللد منللرب الن للي ☺‬
‫إن عللامرا لكللاذب‪ .‬وحلللف عللامر لقللد قللال‪ ،‬وقللال‪ :‬مهللا أنللزل عللَل ن ِّي ل ال للادق‬
‫شي ا)(‪.)1‬‬

‫والذي يعني اْلسللم علَل حماسل ة نفسله علَل الكلملة التلي يتف َّلوه هبلا أو يكت لا أو‬
‫ينرشها‪ ،‬علمه أن ا تعاىل يسمع كل ذل وميط به علام‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫السل َلام َوات َو َمللا يف ا َ ْر َمللا َيكللون مللن ن َّْجل َلول‬ ‫{ َأ َلل ْلم َتل َلر َأ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َي ْع َلللم َمللا يف َّ‬
‫َيال َي ٍة إالَّ ه َو َرابع ْم َوال َم َْس ٍة إالَّ ه َو َسادس ْم َوال َأ ْدنَى ملن َذلل َ َوال َأ ْك َع َلر إ َّ‬
‫ال ه َلو‬
‫ليم} [سلورة‬
‫مع م َأين ما كَانوا يم ينَ م بام عملوا يوم ا ْلقيامة إ َّن اَّلل بك ِّلل َ ٍ‬
‫يش‪َ ،‬عل ٌ‬‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َْ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫َ َ ْ ْ َ َ‬
‫اْلجادلة‪ ،‬اجية‪.])4( :‬‬

‫وقال عز من قائل‪َ { :‬قلدْ َسلم َع َّ‬


‫اَّلل َق ْلو َل ا َّلتلي َ‬
‫جتادلل َ يف َز ْوج َ لا َوت َْشلتَكي إ َىل‬
‫يع َب ٌري} [سورة اْلجادلة‪ ،‬اجية‪.])5( :‬‬ ‫اَّلل َي ْس َمع َ َاو َرك َام إ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َسم ٌ‬ ‫اَّلل َو َّ‬
‫َّ‬

‫(‪ )1‬اجلامع حكام القرآن ‪.)213 / 1( -‬‬


‫‪043‬‬

‫عللن عللروة قللال‪ :‬قالللت عائشللة ▲ ‪ :‬ت للارك الللذي َوسل َلع سللمعه كللل يش‪،،‬‬
‫لو بعع لله وه للي تش للتكي زوج للا إىل‬
‫إين س للمع ك للالم خول للة بن للت يعل للة و خيف للى ع ل َّ‬
‫رسول ا ☺ ‪.)1(). . .‬‬

‫ومما يعني اْلسلم عَل االلتزام بعوابط الرشع يف النطا ويف التع ري عام يراه‪.‬‬

‫احلياء‪:‬‬
‫عللن َأِب مسللع ٍ‬
‫ود َقل َلال‪َ :‬قل َلال النَّ ل علي ☺ ‪« :‬إ َّن ممَّللا َأ ْد َر َك النَّللاس م ل ْن َكل َلالم النع ل َّلوة‬ ‫َ ْ‬
‫اون َْع َما ش ْ َت»(‪.)2‬‬ ‫وىل‪ :‬إ َذا ََل ْ ت َْست َْحي َن ْ‬
‫اْ َ‬

‫اَّلل ☺ َمل َّلر َعل َلَل َرجل ٍلل مل ْن ا ْ َنْ َ للار‬ ‫لول َّ‬ ‫اَّلل َعل ْن َأبيلله َأ َّن َرسل َ‬
‫َعل ْن َسللاَل ْبللن َع ْللد َّ‬
‫اَّلل َع َل ْيله َو َسل َّل َم‪َ « :‬د ْعله َنلإ َّن ْ‬
‫ااَ َيللا َ‪،‬‬ ‫ااَ َيلا‪َ ،،‬ن َق َلال َرسللول َّ‬
‫اَّلل َو َّلَل َّ‬ ‫َوه َلو َيعلُ َأ َخلاه يف ْ‬
‫م ْن ْاإل َيامن»(‪.)3‬‬

‫ويف رواية أخرل‪:‬‬

‫(‪ )1‬رواه اا ل للاكم يف اْلس ل للتدرك وق ل للال‪ :‬ه ل للذا ح ل للديث و ل للحيم اإلس ل للناد وَل خيرج ل للاه رق ل للم اا ل للديث‪:‬‬
‫(‪.)6485‬‬
‫تعليا الذه ي يف التلخيص‪ :‬وحيم)‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)3521( :‬‬
‫(‪ )3‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪)27( :‬‬
‫‪044‬‬

‫اَّلل ْب للن ع َم ل َلر ¶ َم ل َّلر النَّ ل علي ☺ َع ل َلَل َرج ل ٍلل َوه ل َلو‬ ‫َعل ل ْن َس للاَلٍ َعل ل ْن َع ْ للد َّ‬
‫ااَ َيللا‪َ ،‬يقللول‪ :‬إ َّن ل َ َلت َْس لت َْحيي َح َّتللى َك َأنَّلله َيقللول‪َ :‬قللدْ َأ َ َّ‬
‫رض ب ل َ ‪َ ،‬ن َقل َلال‬ ‫ي َعاتللب َأ َخللاه يف ْ‬
‫ااَ َيا َ‪ ،‬م ْن ْاإل َيامن»(‪.)1‬‬
‫اَّلل ☺ ‪َ « :‬د ْعه َنإ َّن ْ‬
‫َرسول َّ‬

‫لب اايللا‪ ،،‬أن ع َّلمنللا كيللف‬


‫ربنللا لنللا يف اْلسللائل التللي متل ع‬
‫مللن هنللا كللان مللن تأديللب ِّ‬
‫نكنِّللي دون أن ن ِّ للح يف اْلسللائل التللي تكللون بللني الرجللل وزوجتلله‪ ،‬نفللي كتللاب ا‬
‫تعللاىل كلللامت تعل ِّلرب عللن اْلعللمون وتف للم اْلللراد‪ ،‬ولكللن دون أن للدش اايللا‪ ،،‬ومللن‬
‫تل اجيات‪ ،‬قوله تعاىل‪:‬‬

‫[سلورة ملريم‪ ،‬اجيلة‪:‬‬ ‫رشل َو ََل ْ َأك َبغيلا}‬ ‫{ َقا َل ْ‬


‫لت َأنَّلى َيكلون يل لال ٌم َو ََل ْ َي ْم َس ْسلني َب َ ٌ‬
‫(‪.])21‬‬

‫{ َوإن كنللتم َّم ل ْلر َق َأ ْو َع ل َلَل َس ل َف ٍر َأ ْو َج للا‪َ ،‬أ َح للدٌ ِّم للنكم ِّم للن ا ْل َغ ل ئط َأ ْو الَ َم ْس للتم‬
‫الن َِّسللا‪َ ،‬ن َلل ْلم َجتللدو ْا َمللا‪َ ،‬ن َت َي َّممللوا ْ َوللعيدً ا َط ِّي ًللا َنا ْم َسللحوا ْ بوجللوهك ْم َو َأيْللديك ْم إ َّن َّ َ‬
‫اَّلل‬
‫ورا} [سورة‪ ،‬اجية‪.])76( :‬‬ ‫ك َ‬
‫َان َعفوا َ ف ً‬

‫لاس َّلكل ْلم َو َأنلت ْم ل َل ٌ‬


‫لاس ََّلل َّن‬ ‫الر َنلث إ َىل ن َسل ئك ْم هل َّن ل َ ٌ‬ ‫{أح َّلل َلكل ْلم َل ْي َلل َة ال ِّ ل َيام َّ‬
‫لاجن َبللاَشوه َّن‬ ‫ون َأنف َسللك ْم َن َتل َ‬
‫لاب َع َل ل ْيك ْم َو َع َفللا َعللنك ْم َنل َ‬ ‫َعلل َلم ا ََّّلل َأنَّكل ْلم كنللت ْم َ ْتللان َ‬
‫اَّلل َلك ْم} [سورة ال قرة‪ ،‬اجية‪.])514( :‬‬ ‫َو ْابتَغوا ْ َما َكت َ‬
‫َب َّ‬

‫(‪ )1‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪)3551( :‬‬


‫‪045‬‬

‫لب َواحللدَ ٍة َو َج َعل َلل منْ َ للا َز ْو َج َ للا ل َي ْسللك َن إ َل ْي َ للا َن َلل َّلام‬ ‫{هل َلو ا َّلللذي َخ َل َقكللم ِّمللن َّن ْفل ٍ‬
‫اَّلل َر َّهبل َلام َل ل ْن آ َت ْي َتنَللا َوللااًا‬‫ال َخفي ًفللا َن َمل َّلر ْت بلله َن َلل َّلام َأ ْ َق َلللت َّد َعل َلوا َّ َ‬
‫مح ل ً‬
‫لت َ ْ‬‫مح َلل ْ‬ ‫َت َغ َّشل َ‬
‫لاها َ َ‬
‫اَّلل‬ ‫لاىل َّ‬ ‫َامهللا َن َت َعل َ‬
‫ليام آت َ‬ ‫َش َكللا‪ ،‬نل َ‬ ‫ال َللله َ‬ ‫َامهللا َوللااًا َج َعل َ‬ ‫الشللاكري َن ‪َ ‬ن َلل َّلام آت َ‬ ‫َّلنَكللو َن َّن مل َن َّ‬
‫ون} [سورة ا عراف‪ ،‬اجية‪.])581 -518( :‬‬ ‫َع َّام ي ْرشك َ‬

‫{ن َسل ك ْم َحل ْلر ٌ‬


‫ن َّلك ْلم َنل ْأتوا ْ َح ْلر َيك ْم َأنَّللى شل ْت ْم َو َقللدِّ موا ْ َنفسلك ْم َواتَّقللوا ْ َّ َ‬
‫اَّلل‬
‫َوا ْع َلموا ْ َأنَّكم عمالَقوه َو َب ِّرش ا ْْل ْ مننيَ } [سورة ال قرة‪ ،‬اجية‪.])226( :‬‬

‫كل هذه الع لارات تع ِّلرب علن اْلعنلى اْلع لود‪ ،‬ولكلن ال تتحلرر ملن اسلتخدام ا‬
‫وال من التلفُ هبا‪.‬‬

‫ل ل لليم إال يف م ل ل للواطن ااك ل ل للم والقع ل ل للا‪ ،،‬نتس ل ل للتخدم الكلم ل ل للة‬
‫وال يك ل ل للون ال َّت‬
‫لاعزا ق للل ااكللم عليلله بللالرجمت ن‬
‫للمة يف ذل ل ‪ ،‬كس ل ال رسللول ا ☺ مل ً‬ ‫ال‬
‫اادود تدرأ بالش ات‪.‬‬

‫وقلد توعللد ا تعلاىل الللذين م لون أن تشلليع وتنترشل الفاحشللة يف اْلل منني‪ .‬قللال‬
‫اب َأل ٌ‬
‫ليم يف اللدع ْن َيا‬ ‫تعاىل‪{:‬إ َّن ا َّلذي َن م ع َ‬
‫ون َأن تَش َ‬
‫يع ا ْل َفاح َشة يف ا َّلذي َن آ َمنوا ََل ْم َع َلذ ٌ‬
‫ون} [سورة النور‪ ،‬اجية‪.])58( :‬‬ ‫اَّلل َي ْع َلم َو َأنت ْم ال َت ْع َلم َ‬
‫َواجخ َرة َو َّ‬

‫نأمعال ه ال‪ ،‬جعل ا تعلاىل عقلوبت م مزدوجلة‪ ،‬يعلاق ون يف اللدنيا ويعلاق ون‬
‫يف اجخرة‪.‬‬
‫‪046‬‬

‫‪( :-‬إن ا قد توعلد بالعلذاب علَل سلرد حم َّلة أن‬ ‫يقول ابن يمية ‪-‬‬
‫تشلليع الفاحشللة‪ ،‬بالعللذاب ا للليم يف الللدنيا واجخللرة‪ ،‬وهللذه اْلح للة قللد ال يقلللن هبللا‬
‫قول وال نعل‪ ،‬نكيف إذا اقلن هبا قول أو نعل)(‪.)1‬‬

‫‪( :-‬هللذا إذا أح للوا إشللاعت ا وإذاعت للا نكيللف‬ ‫ويقةةول ابةةن القةةيم ‪-‬‬
‫إذا تولوا هم إشاعت ا وإذاعت ا)(‪.)2‬‬

‫لري يف بلالد‬
‫الرأي‪ ،‬تعود ااياة إىل كل ديلن كف ٍّ‬
‫حرية َّ‬
‫حرية العقيدة مع ِّ‬
‫وبتظانر ِّ‬
‫إىل ب للالد اْلس لللمني‪،‬‬ ‫اْلس لللمني‪ ،‬ب للل تعين للان ع للَل إدخ للال أي دي للن يف أرج للا‪ ،‬ا ر‬
‫لتتعل للدد اجَلل للة وتتنل للوع‪ ،‬يل للم يكل للون اإلسل للالم دينل للا بل للني تل ل ل ا ديل للان مل للع التعل للييا‬
‫واْلتابعللة وال َّتشللديدت نلله الللدِّ ين الوحيللد الللذي هتمللة أنللراده اإلرهللاب‪ ،‬وا تعللاىل‬
‫أعلم وأحكم‪.‬‬

‫فأين ي تقي اإلسالم بالدِّميقراطية يف هذا الرين (حرية الرَّأع)؟‬

‫وأين تقي الدِّميقراطية باإلسالم؟‬

‫حريل ل ل للة نرش ل ل ل ل الفسل ل ل للاد مل ل ل للن خل ل ل للالل الفعل ل ل للائيات وا نل ل ل للالم‬
‫أيل ل ل للن يلتقيل ل ل للان يف ِّ‬
‫واْلسلسالت واْلجالت وال حف وال ور؟‬

‫مهللا إعام دينان خمتلفان‪.‬‬

‫(‪ )1‬تفسري ابن تيمية ‪.)256 / 7( -‬‬


‫(‪ )2‬التفسري القيم ‪.)626 / 2( -‬‬
‫‪047‬‬

‫قللال تعللاىل‪َ {:‬و َمللن َي ْ َتللغ َ ل ْ َ‬


‫لري اإلسللالم دينًللا َن َلللن ي ْق َل َلل منْلله َوهل َلو يف اجخل َلرة م ل َن‬
‫اْلَارسي َن} [سورة آل عمران‪ ،‬اجية‪.])15( :‬‬
‫ْ‬

‫‪‬‬
‫‪048‬‬

‫لف نليام يملت‬ ‫اارية الكاملة يف الت‬


‫أي أن اإلنسان يف ال الد الدِّ يمقراطية له ِّ‬
‫إىل شخ ه‪.‬‬

‫ن للأن للرر سموع للة يف مظ للاهرات نس للا ً‪ ،‬ورج للاال وه للم ع للراة ك للام خلق للم ا‬
‫اارية الشخ ية‪.‬‬
‫تعاىل‪ ،‬ن ذه من ِّ‬

‫ممارسة الزنا يف قارعة الطريا من ااريات الشخ ية‪.‬‬

‫أن تلل ب اْلللرأة مللا تشللا‪ ،‬دون أن مللدَّ ذلل قيللد مللن ديللن أو أخللالق‪ ،‬وأن للرر‬
‫ااريللة‬
‫بتل ل اْلالبللب إىل الشللارع‪ ،‬وأن تتوا جللد يف ا مللاكن العامللة‪ ،‬نللإن ذل ل مللن ِّ‬
‫الشخ للية الت للي ال م للا ح للد أن يت للدخل يف حياهت لا أب للا ك للان اْلت للدخل أم أخ للا‪ ،‬ويف‬
‫إقل لليم كردس للتان كان للت م للن ترش لليعاهتم أن اْل للرأة ال يمنع للا أح للد م للن ال للزوار مم للن‬
‫تشا‪ ،،‬وإن كان املانع ملن الدرجلة ا وىل‪ ،‬وإال نالسلجن يلالن سلنوات‪ ،‬وي لل يف‬
‫ال عيدين إىل أالعاف ذل ‪.‬‬

‫نااري ل للة الشخ ل للية يف أدق معاني ل للا‪ :‬االنقل ل للالب ع ل للَل ا خ ل للالق‪ ،‬ن ل للال يق َّيل ل للد‬
‫َّ‬
‫نات اإلنسان بأي قيد من قيود ا خالق‪ ،‬إعا اايوانية وال يمية‪.‬‬ ‫ت‬

‫والسلحاق بلني النسلا‪،‬ت‬ ‫ااريلات َّ‬


‫الشخ لية عملل قلوم للو بلني الرجلال‪ِّ ،‬‬ ‫ومن ِّ‬
‫اارية الشخ ية‪.‬‬
‫ن ذل من ِّ‬
‫‪049‬‬

‫نحوا من مسني مليون شاذ)(‪.)1‬‬


‫(إن بالواليات اْلتحدة وحدها ً‬

‫الكنانة أسفر عن إدانت م وحماكمت م!‬ ‫(ق ض عَل بعض الشذاذ يف أر‬

‫للية يف جني للف عرش لات الش للواذ يتظ للاهرون من للددين‬ ‫وق للف أم للام الس للفارة اْل‬
‫ية اقوق الشواذ‪ ،‬وحرماعم من ممارست م اريت م! !‬ ‫بانت اك ااكومة اْل‬

‫واْلفارق ل ل للة أن اْلظ ل ل للاهرة ج ل ل للا‪،‬ت ال ل ل للمن نعالي ل ل للات اْلل ل ل ل متر الع ل ل للاْلي للش ل ل للواذ‬
‫والسحاقيات الذي أقيم ا س وع املايض(‪ )2‬يف العاومة السويرسية)(‪.)3‬‬
‫ِّ‬

‫حت للى ق للال حم للرر ا ه للرام الع للرِب‪"( :‬بع للد أن رن للع الش للواذ ا مريكي للون ش للعار‬
‫ااري للة الشخ للية ال للذي ت ن للاه مس للة ويالي للون م للن أعع للا‪ ،‬الك للونجرس يف رس للالة‬
‫ِّ‬
‫مس للمومة إيل حس للني م للارك يلوح للون ني للا بورق للة اْلعون للة ا مريكي للة للع للغط ع للو‬
‫ااريللة الكاملللة‬
‫ل هبللدف إلغللا‪ ،‬حماكمللة اْلت مللني ال ل ‪ 52‬يف قعللية الشللذوذ ومللنم ِّ‬ ‫م‬
‫ي شاذ يامرس اجلنب مع أشخاص بالغني من اجلنب نفسه)(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬االختال بني الواقع والترشيع ص (‪.)36‬‬


‫(‪ )2‬وق للد نرش للت قن للاة اجلزي للرة اإلخ اري للة اْل للرب بت للاري ‪ ،2115/1/28‬حماكم للة ‪ 52‬بت م للة الش للذوذ‪،‬‬
‫للت ا هللرام العللرِب "حيللاة النَّللاس" َلللذا االلدن‪ ،‬يف عللددها ‪ ،265‬الس ل ت ‪).2115/1/25‬‬ ‫وخ‬
‫االختال بني الواقع والترشيع ‪.)15 / 5( -‬‬
‫(‪)3‬االختال بني الواقع والترشيع (‪.)36‬‬
‫(‪ )4‬االختال بني الواقع والترشيع ‪.)36( / 5( -‬‬
‫‪051‬‬

‫ل م للن اا للرب الرشس للة‪ ،‬إذ نال للت‬ ‫(وَل تسلللم َجعي للات حق للوق اإلنس للان يف م‬
‫م للات اَلجللامت العنيفللة عللو مواقع للا عللرب اإلنلنللت‪ ،‬باإلالللانة إيل هتديللدها بوقللف‬
‫لل‪ ،‬وهتيللُ َلللم أجللوا‪ ،‬الفجللور‬ ‫للة الشللواذ يف م‬ ‫التمويللل مللا َل تنللتفض لنجللدة ون‬
‫(‪)2()! !)1‬‬
‫والفسوق‬

‫(أ ارت ال حف ا مريكيلة‪ ،‬ن لأ انتخلاب "جلني روبنسلون" أول أسلقف شلاذ‬
‫لا ين‪ ،‬ينتملون‬ ‫للكنيسة ا سقفية الربوتستانتية‪ ،‬التي تعم حلوايل (‪ )2 .6‬مليلون ن‬
‫إىل الكنيسة اإلنجليكانية‪ ،‬ي ارك م َجي ًعا هذا القب الشاذ)(‪.)3‬‬

‫ولع ْلم ا تعاىل بلام يكلون ملن حلال خلقله‪ ،‬نقلد ذكلر يف القلران وحيلا علن حلال‬
‫قللوم لللو ومللا كللان مللن عللب ا تعللاىل علللي م‪ ،‬أنمللن كللان كتابلله القللرآ ن يمكللن أن‬
‫ااري للة َّ‬
‫الشخ للية الت للي م للن تط يقاهت للا إن‬ ‫ي للدعو إىل الدِّ يمقراطي للة وم للن ب للني أركاع للا ِّ‬
‫إباحللة عمللل قللوم لللو ‪ ،‬وحكللم هل ال‪ ،‬يف اإلسللالم القتللل ال‬ ‫اسللتحكمت يف ا ر‬
‫التكريم‪.‬‬

‫ع للن اب للن ع للاس ¶ ‪ :‬أن رس للول ا ☺ ق للال‪« :‬م للن وج للدمتوه يعم للل‬
‫عمل قوم لو ناقتلوا الفاعل و اْلفعول به»‪.‬‬

‫(‪( )1‬ا هرام العرِب "حياة النَّاس"‪ ،‬يف عددها ‪ ،265‬الس ت ‪.).2115/1/25‬‬
‫(‪ )2‬االختال بني الواقع والترشيع ‪.)37 / 5( -‬‬
‫(‪)3‬االختال بني الواقع والترشيع ‪.)35 / 5( -‬‬
‫‪050‬‬

‫قللال سللليامن بللن بللالل‪ :‬سللمعت ميللى بللن سللعيد و ربيعللة يقللوالن‪« :‬مللن عمللل‬
‫عمل قوم لو نعليه الرجم أح ن أو َل م ن»(‪.)1‬‬

‫اارية الشخ ية يف ال الد الدِّ يمقراطية قلو َم للو ٍ يف إتيلان‬ ‫ولقد ناق أوحاب ِّ‬
‫ااريللة الشخ للية أن‬ ‫هللذه الفاحشللة‪ ،‬نلللم يقت ل ا مللر عللَل إتيللان الللذكور‪ ،‬بللل مللن ِّ‬
‫يعلنوا زواج ام‪ ،‬وهو ما يعرف يف بالد الغرب بزوار اْلعليلني‪ ،‬واللذي يتلوىل إشلاعة‬
‫ه للذه الفاحش للة يف ب للالد النَّ للارل‪ ،‬الي للودت ن للايت م ال للتخلص م للن ال للدِّ ين وم للن‬
‫وااري ل للة‬
‫َّ‬ ‫ا خ ل للالق يف آن واح ل للد‪ ،‬نك ل للان م ل للن أم ل للرهم يف أمريك ل للا بل ل للد الدِّ يمقراطي ل لة‬
‫الشخ ية أن‪:‬‬

‫(و ل ل َّلوت اااخام ل للات اْلنتم ل للون ك ل للرب جتم ل للع ه ل للودي يف الوالي ل للات اْلتح ل للدة‬
‫ل ل ل للالم االع ل ل لللاف ب ل ل للزوار الش ل ل للواذ‪ ،‬وذلل ل ل ل يف اْلل ل ل ل متر اْلرك ل ل للزي للحاخام ل ل للات‬
‫رصح رئليب اْلل متر ‪ -‬تشلارلز‬
‫ا ملريكيني التلابع اركلة اإلولالح الي وديلة‪ ،‬حيلث َّ‬
‫كرول للوف ‪" :-‬إن م للن ح للا الش للواذ االع لللاف ب للزواج م واح لللام م‪ ،‬ومن للذ ع للام‬
‫‪ ،5885‬وااركة توانا عَل تعيني حاخامات معليني")(‪.)2‬‬

‫عللالم يعللول اْلنتس ل ون إىل اإلسللالم مللن ا حللزاب الديمقراطيللة وهللم يللدنعون‬
‫باْلس ل لللمني إىل العم ل للل بق ل للانون ل ل لليب م ل للب ب ل للل يش ل لليع ومم ل للى نرشل ل ل الرذيل ل للة ب ل للني‬

‫(‪ )1‬رواه اال للاكم يف اْلسل للتدرك رقل للم اال للديث‪ )1174( :‬وقل للال‪ :‬هل للذا حل للديث ول للحيم اإلسل للناد و َل‬
‫خيرجاه و له شاهد‪ ،‬تعليا الذه ي قي التلخيص‪ :‬وحيم)‪.‬‬
‫(‪)2‬االختال بني الواقع والترشيع ‪.)35 / 5( -‬‬
‫‪051‬‬

‫اْلسلللمني‪ ،‬أيللن العللامن أعللم ال يغرقللون يف أعللامق الرذيلللة وقللد هتيللأت أس ل اهبا‪ ،‬هللل‬
‫سينجو من نيه بقية دين وهم يسري؟‬

‫يف‬ ‫هةةل ميلةةن أن ةةدعو النةةام إىل اهلل ةةاىل وقةةد فةةرش الكةةيطان وعكة‬
‫أسواقهم وأنديتهم بل ويف بيو هم؟‬

‫أليل األمر بامل روف ال جيدع إال بالنهي عن املنلر واجتثاثه؟‬

‫هل يظنون أن الل ماع اليت يقولونها يف أروقة املساجد ميلن هلا أن يةد‬
‫النام إىل دين مل فيه م اول اهلدم ليال ونهارا ومن يل أحنائه؟‬

‫ماذا يعني أن تتلو قول ا تعاىل‪:‬‬

‫وج ْم َذل ل َ َأ ْز َكللى ََلل ْلم إ َّن‬ ‫{قللل ِّل ْلم ل ْ مننيَ َيغ ععللوا م ل ْن َأبْ َ للاره ْم َو َ ْ‬
‫م َفظللوا نللر َ‬
‫ون} [سورة النور‪ ،‬اجية‪])61( :‬‬ ‫اَّلل َخ ٌري ب َام َي ْ نَع َ‬
‫َّ َ‬

‫وأنللت جتيللز للمللرأة أن للرر كاسللية عاريللة‪ ،‬أيقللذنون باْلسلللمني يف أعللامق بحللر‬
‫الرذيلة يم يقولون‪:‬‬

‫إن حري للة ال للرأي س للتتيم لن للا أن نعم للل ع للَل أن ال ي تل للوا‪ ،‬أي جن للون ه للذا‪ ،‬وأي‬
‫سانني هم؟‬

‫إن االزدواجي للة الت للي تعيشل ل ا ا ح للزاب الديمقراطي للة اْلنتسل ل ة إىل اإلس للالم يف‬
‫العمللل عللَل قيللا النقيعللني ال م للل إ س‬
‫ال مللن أنللاس أسلللموا قيللادهم للشلليطان مللع‬
‫ادعا‪ ،‬التش ث باإلسالم‪ ،‬لقد أرادوا أن عمعوا‪:‬‬
‫‪053‬‬

‫تعاىل وبني ديمقراطية تدعوا إىل اْلجون‪.‬‬ ‫بني إسالم يدعو إىل الع ودية‬

‫بني إسالم يدعو إىل الط ر وبني ديمقراطية تدعو إىل الرذيلة‪.‬‬

‫بني إسالم يدعو إىل العفاف وبني ديمقراطية تدعو إىل االبتذال‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫لقي‬ ‫وما لقي‬ ‫لقد ناقوا من ق ل م من دعاة‪ :‬اعط ما‬

‫ل‪ ،‬أملا هل ال‪ ،‬ااعلاىل نقلد‬ ‫وبني ملا هلو لقي‬ ‫أوئل كانوا يفرقون بني ما هو‬
‫عَل أعا كل ا ‪.‬‬ ‫وما هو لقي‬ ‫َجعوا بني ما هو‬

‫للل‬ ‫م ل للا ابتلي ل للت ا م ل للة اإلس ل للالمية يف تارخي ل للا برش ل ل أعظ ل للم م ل للن َش إخ ل للوان م‬
‫وأذناهبم‪ ،‬وهم أعظلم َشا ملن الرانعلةت ن الرانعلة قلد اسلتقلوا بلدين م علن ديلن‬
‫أهل السنة‪ ،‬ن م يدعون إىل إسلالم ال يملت إىل إسلالم أهلل السلنة ب ل‪ ،،‬أملا هل ال‪،‬‬
‫نللإعم يللدعون إىل الللردة باسللم ديللن أه لل السللنة‪ ،‬ونللاقوا الرانعللة أعللم متغلغلللون يف‬
‫أوسا أهل السنة ومتواجدون يف مساجدهم‬

‫فأين ي تقي اإلسالم بالدِّميقراطية وبدعا ها؟‬

‫وأين اإلسالم من حرية الرأع يف الدميقراطية؟‬

‫مهللا إعام دينا خمتلفان‪.‬‬


‫‪054‬‬

‫قللال تعللاىل‪َ { :‬و َمللن َي ْ َتللغ َ ل ْ َ‬


‫لري اإلسللالم دينًللا َن َلللن ي ْق َل َلل منْلله َوهل َلو يف اجخل َلرة م ل َن‬
‫اْلَارسي َن} [سورة آل عمران‪ ،‬اجية‪.])15( :‬‬
‫ْ‬

‫لون َو َل ل لله َأ ْسل ل ل َل َم َم ل للن يف َّ‬


‫الس ل ل َلام َوات‬ ‫اَّلل َي ْغ ل ل َ‬ ‫وق ل للال ج ل ل َّلل وع ل للال‪َ { :‬أ َن َغ ل ل ْ َ‬
‫لري دي ل للن َّ‬
‫ون} [سورة آل عمران‪ ،‬اجية‪.])16( :‬‬
‫َط ْو ًعا َوك َْر ًها َوإ َل ْيه ي ْر َجع َ‬ ‫َوا َ ْر‬

‫اْلساواة بني أبنا‪ ،‬أنلراد الشلعب يف ال للد الوا حلد ملن م لاد الديمقراطيلة‪ ،‬نملام جلا‪،‬‬
‫يف الدستور العراقي يف شأن اْلساواة بني أبنا‪َّ ،‬‬
‫الشعب العراقي(‪:)1‬‬

‫ص امل ل ل ل ل للادة (‪ )57‬م ل ل ل ل للن الدع س ل ل ل ل للتور العرا ق ل ل ل ل للي اْل ل ل ل ل ل َّلوت علي ل ل ل ل لله بت ل ل ل ل للاري‬
‫َنل ل ل ل ل ل ع‬
‫‪ 2115/51/55‬عللَل أن العللراقيني متسللاوون أمللا القللانون‪ ،‬نللال نللرق بللني عرا قللي‬
‫وعرا ق للي بسل ل ب اجل للنب أو ال للدِّ ين أو اْل للذهب‪ ،‬نكان للت م للن ترش لليعات جلن للة كتاب للة‬
‫الدستور‪:‬‬

‫( ‪ )0‬سبب التأكيد على الدستور العراقي؛ ألن العراق أكثر من جميع بلدان العالم جمعا للشتات من‬
‫االْيان‪.‬‬
‫‪055‬‬

‫املللادة (‪( :)57‬العراقيللون متسللاوون أمللام القللانون دون متييل ٍلز بس ل ب اجلللنب أو‬
‫العللرق أو القوميللة أو ا وللل أو اللللون أو الللدِّ ين أو اْلللذهب أو اْلعتقللد أو الل َّلرأي أو‬
‫الوالع االقت ادي أو االجتامعي)‪.‬‬

‫وسنتناول من مبدأ املساواة يف الدُّستور ال راقي ثالث مسائل‪:‬‬

‫عدم التمييز بسبب اانل‪ :‬أي اْلساواة بني الذكر وا نعى‪.‬‬

‫عدم التمييز بسبب الدين‪ :‬أي عدم الفارق بني اْلسلم والكانر‪.‬‬

‫السنة والرانعة(‪.)1‬‬
‫وعدم التمييز بسبب املذهب‪ :‬أي بني َّ‬

‫إن اْلسللاواة بللني النَّللاس يف اْلجتمللع ال للدِّ يمقراطي تعنللي أن ال ن للرق بللني ال للذكر‬
‫وا نعى‪ ،‬وال بني دين ودين‪ ،‬ناْلسلم عَل قدم اْلساواة مع اليزيدي وملع الشليوعي‬
‫ل ل نالك للل يف اْلجتمع للات الدِّ يمقراطي ل للة ملتلس ل للاوون يف‬ ‫للا ين وم للع الران‬ ‫وم للع الن‬
‫ااقللوق والوا ج للات‪ ،‬ن للل النَّللاس يف اإلسللالم يف النقللا الللعالن متسللاوون كللام ن للي‬
‫الدِّ يمقراطيلة؟‬

‫ل الرئي ل يف كتاب للة الدس للتور‪ ،‬وه للم‬ ‫(‪ )1‬وهللذه اْل وو للية م للا أدخل للت إال ن الرانع للة كللانوا العن‬
‫السلنة واجلامعلة ال يعلنلون هبلم كملذهب‪ ،‬ملن هنلا كلان التأكيلد علَل اْلسلاوات وعللدم‬
‫يعلملون أن أهلل َّ‬
‫التمييز بس ب اْلذهب‪.‬‬
056
‫‪057‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عدم التمييز بسبب‬


‫الدين‪:‬‬

‫لص اْلرش للع‬


‫أم للا مس للاواة اْلس لللم م للع للريه م للن أت للاع ا دي للان ا خ للرل نق للد ن ل َّ‬
‫العرا قللي يف الدع سللتور‪ ،‬عللَل أن َجيللع أبنللا‪َّ ،‬‬
‫الشللعب العرا قللي متسللاوون أمللام القللانون‬
‫ودون متييز بس ب الدِّ ين أي دين كان بدون استعنا‪ ،‬نقال‪:‬‬

‫(العراقيون متساوون أمام القانون دون ٍ‬


‫متييز بس ب اجلنب‪ . . . .‬الدين)‪.‬‬

‫ومللن تط يقللات هللذا اْل للدأ الللدِّ يمقراطي ونللا القللانون العرا قللي‪ ،‬مسللاواة اْلسلللم‬
‫بللأي نللرد موجللود يف اْلجتمللع مللن أي ديللن كللان دون أي نللارق بيللن ام‪ ،‬نللال نللرق بللني‬
‫عابللد الللرمحن وعابللد الشلليطان‪ ،‬ال نللرق بللني عابللد الللرمحن وعابللد ال للل ان‪ ،‬وال نللرق‬
‫بني عابد الرمحن وعابد ا ويان! !‬

‫ووت عليه الناس يف اْلعلث السني بلل(نعم) وبلدنع ملن االزب‪. . .‬‬
‫هذا الذي َّ‬
‫‪ .‬العراقي عَل أن ذل واجب َشعي عب عَل اْلسلم أن يقوم به! !‬

‫ن للاقتحم النَّ للاس م للوطن ال ل ِّلردة متح للدِّ ين ع للاد ا اْلجاه للدين ال للذين أرادوا أن‬
‫َّ‬
‫واْلفخخ ل للات‬ ‫يمنع ل للوهم م ل للن اْل ل للرور م ل للن اإلس ل للالم‪ ،‬نأق ل للدموا يواج ل للون القت ل للل‬
‫والع للوات والتفجللرياتت ليوانقللوا عللَل دسللتور يسللاوي بللني اْلسلللم وبللني اليزيللدي‬
‫!!!‬ ‫والن ا ين والشيوعي والران‬
‫‪058‬‬

‫فما عالقة مبدأ املساواة الدِّميقراطي باإلسالم؟!‬

‫وهل املس م يتساوى م غ ه دون أع متييز؟‬

‫ما منزلة املس م عند اهلل بارك و اىل؟‬

‫وما منزلة اللافر؟‬

‫ماذا قال اهلل اىل عنهما يف القران؟‬

‫عند الرجوع إىل كتاب ا تعاىل جتد أن ا تعلاىل ذكلر اْلل منني وذكلر الكفلار‪،‬‬
‫ومن خالل ذل الذكر يت ني ل الفروقات بين ام‪ ،‬ومن هذه الفروقات‪:‬‬

‫الفةارق األول‪ :‬أن الكفَّار من صنف الحيوانات‬

‫أن اْلسل لللم ال يمك ل للن بل للأي ح ل للال م ل للن ا حل للوال أن يتس ل للاول مل للع الك ل للانر ع ل للَل‬
‫اإلطللالقت ن الك َّفللار قاط للة ودون اسللتعنا‪ ،‬ال خيتلفللون يف حللال كللوعم عللَل الكفللر‬
‫ع للن ب للاقي خملوق للات ا ت للارك وتع للاىل م للن اايوا ن للات‪ ،‬ب للل ه للم أدن للى درج للة م للن‬
‫اايوانت عم عطلوا وسائل التعلم يف ذواهتم عن تلقي ااا قال تعاىل‪:‬‬

‫لوب َال َي ْف َق ل َ‬
‫لون هبَللا َو ََلل ْلم‬ ‫اجل ل ِّن َواإلنللب ََلل ْلم قلل ٌ‬ ‫{ َو َل َقللدْ َذ َر ْأنَللا جلَ َ لن ََّم كَعل ً‬
‫لريا م ل َن ْ‬
‫وئلل ل َ كَا ن َع للام َب ل ْلل ه ل ْلم َأ َال ل علل‬ ‫أذان َال َي ْس ل َلمع َ‬
‫ون هبَ للا أ َ‬ ‫لون هبَ للا َو ََل ل ْلم ٌ‬ ‫لني َال ي ْ ل َ‬ ‫َأ ْع ل ٌ‬
‫عراف‪ ،‬اجية‪.])548( :‬‬ ‫[سورة ا‬ ‫ون}‬
‫وئل َ هم ا ْل َغانل َ‬
‫أ َ‬
‫‪059‬‬

‫إذا ه ل للم يملك ل للون وس ل للائل التلق ل للي إال أع ل للم ال يس ل للتخدموعا لر ي ل للة اا ل للا وال‬
‫لس للامعه وال لت للدبره‪ ،‬وسل ل ب ك للوعم أال للل م للن ااي للوان ع للم ش للاركوا ااي للوان يف‬
‫االسللتخدام الللوظيفي لتل ل ا ج للزة وع َّطلللوا االعللتال‪ ،‬بتل ل ا ج للزة عللن مرت للة‬
‫اايوانية‪.‬‬

‫وهم كذل يف أكل م ومتتعع م بااياة الدع نيا أيعا ال خيتلفون عن اايوانات‪:‬‬

‫ون ك ََلام َت ْأكلل ا ن َعلام َوالنَّلار َم ْع ًلول‬ ‫قال تعاىل‪َ { :‬والذين َك َفلروا َيت ََمتَّع َ‬
‫لون َو َيل ْأكل َ‬
‫ََل ْم} [سورة حممد‪ ،‬اجية‪.])52( :‬‬

‫وَلذا يتمنى الكانر يوم القياملة للو كلان حيوا نلا ملن اايوا نلات ليل ول أملره بعلد‬
‫ااساب إىل اللاب‪.‬‬

‫قللال تعللاىل‪{:‬إ َّنللا َأنل َلذ ْرنَاك ْم َعل َلذ ًابا َقري ًللا َيل ْلو َم َينظللر ا ْ َْلل ْلر‪َ ،‬مللا َقللدَّ َم ْت َيللدَ اه َو َيقللول‬
‫ا ْلكَانر َيا َل ْيتَني كنت ت َر ًابا} [سورة الن أ‪ ،‬اجية (‪.])71‬‬

‫ونعل م‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬


‫كرم ا تعاىل ني ا بني آدم َّ‬
‫وه ال‪ ،‬كانوا يف اْلنزلة التي َّ‬

‫لرب َوا ْل َ ْحل للر َو َر َز ْقنَل للاهم ِّم ل ل َن ال َّط ِّي َل للات‬ ‫{ َو َل َق للدْ ك ََّر ْمنَل للا َبنل للي آ َد َم َو َ َ‬
‫مح ْلنَل للاه ْم يف ا ْل ل َ ِّ‬
‫ال} [سورة اإلرسا‪ ،،‬اجية‪.])41( :‬‬ ‫ري ِّمم َّ ْن َخ َل ْقنَا َت ْفعي ً‬ ‫َو َن َّع ْلنَاه ْم َع ََل كَع ٍ‬
‫‪061‬‬

‫إال أع للم َل يعملل للوا بعم للل أهل للل ه للذه اْلنزلل للة‪ ،‬وَل مقق للوا الغايل للة الت للي خلقل للوا‬
‫نب إالَّ ل َي ْع دون} [سورة اللذاريات‪ ،‬اجيلة‪:‬‬ ‫ا‪ ،‬قال تعاىل‪َ {:‬و َما َخ َل ْقت ْ‬
‫اجل َّن َواإل َ‬ ‫جل‬
‫(‪.])53‬‬

‫موسى (‪:)‬‬ ‫عندما سأل نرعون م‬

‫يش ٍ‪َ ،‬خ ْل َق لله ي ل َّلم‬ ‫{ َق ل َلال َن َم للن َّر عبك ل َلام َي للا م َ‬
‫وس للى ‪َ ‬ق ل َلال َر عبنَ للا ا َّل للذي َأ ْع َط للى ك ل َّلل َ ْ‬
‫َهدَ ل} [سورة طه‪ ،‬اجية‪.])51 -78( :‬‬

‫أي أعط للى ك للل خمل للوق هي للة معين للة وع َّلم لله اْلطل للوب من لله‪ ،‬وَل للذا جت للد ال للذئب‬
‫والكل ل للب م ل للن نف ل للب الف ل لليلة‪ ،‬إال أن م م ل للة أح ل للدهم االن ل لللاس وم م ل للة اجخ ل للر‬
‫اارا س للة‪ ،‬وه للم إىل جان للب قيل للام م ب للام خلق للوا جلل لله‪ ،‬ن للإعم يس ل ل ِّحون ا تعل للاىل‬
‫وي ِّنزهونه‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫يش ٍ‪ ،‬إالَّ ي َسل ل ِّم‬ ‫السل ل ْع َوا َ ْر‬


‫َو َم للن ن للي َّن َوإن ِّم للن َ ْ‬ ‫{ت َسل ل ِّم َل لله َّ‬
‫الس ل َلام َوات َّ‬
‫لورا} [س للورة اإلرسا‪ ،،‬اجي للة‪:‬‬
‫ليام َ ف ل ً‬ ‫يح ْم إ َّن لله َك ل َ‬
‫لان َحل ل ً‬ ‫ب َح ْم للدَ ه َو َلك للن الَّ َت ْف َق ل َ‬
‫لون ت َْسل ل َ‬
‫(‪.])77‬‬

‫الس ل َلام َوات َو َم للن يف ا َ ْر‬ ‫وق للال تع للاىل‪َ {:‬أ َل ل ْلم َت ل َلر َأ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َي ْس للجد َل لله َم للن يف َّ‬
‫لري‬
‫لري ِّم ل َن النَّللاس َوكَع ل ٌ‬
‫اب َوكَع ل ٌ‬ ‫لجر َوال للدَّ َو ع‬ ‫اجل َ للال َو َّ‬
‫الش ل َ‬ ‫الش ل ْلمب َوا ْل َق َم للر َوالنعج للوم َو ْ‬‫َو َّ‬
‫اَّلل َي ْف َعللل َمللا َي َشللا‪[ }،‬سللورة‬
‫اَّلل َنل َلام َللله مللن عم ْكللر ٍم إ َّن َّ َ‬
‫َحل َّلا َع َل ْيلله ا ْل َعل َلذاب َو َم لن هللن َّ‬
‫ااا‪ ،‬اجية‪.])51( :‬‬
‫‪060‬‬

‫نكل خملوقلات ا تعلاىل يسل حونه ويسلجدون لله دون اسلتعنا‪ ،‬إال النلاس ن لم‬
‫قسلامن‪ ،‬قسلم يسللجدون وقسلم ال يسللجدون‪ ،‬والك َّفلار واْلرتلدون مللن القسلم الللذين‬
‫ال يس للجدون‪ ،‬نعن للدما َل مقق للوا الغاي للة الت للي خلق للوا جل للا‪ ،‬أن للزَلم ا تع للاىل م للن‬
‫منزلللة أبنللا‪ ،‬آدم اْلكللرمني اْلفعلللني‪ ،‬إىل منزلللة اايوا نللات بللل هللم أالللل‪ ،‬مللع بقللائ م‬
‫عَل هي ت م التي خلقوا هبا‪ ،‬هذا هو الفارق بلني اْلل منني وبلني الك َّفلار يف كتلاب ا‬
‫تعاىل‪.‬‬

‫نللال يمكللن للمسلللم أن ينل َّلزل إىل مسللتول الك َّفللار واْلرتللدين‪ ،‬وال يمكللن َلل ال‪،‬‬
‫أن يرنعوا إىل منزلته‪ ،‬والفارق بين ام كالفارق بني أهل اجلنة وأهل النار‪.‬‬

‫نللأي قللانون هللذا الللذي يرنللع مللن َو َالل َعه ا تعللاىل‪ ،‬وهللني مللن أكرملله ا ‪ ،‬قللال‬
‫اَّلل َي ْف َعللل َمللا َي َشللا‪[ }،‬سللورة االلا‪ ،‬اجيللة‪:‬‬ ‫تعللاىل‪َ {:‬و َمللن هللن َّ‬
‫اَّلل َنل َلام َللله مللن عم ْكللر ٍم إ َّن َّ َ‬
‫(‪])51‬‬

‫وأي إهانل للة أعظ ل للم مل للن أن يق ل للول ربنل للا ع ل للن أنل للاس‪ ،‬أع ل للم يعل للدون م ل للن و ل للنف‬
‫اايوانات يف هي ة إنسان‪.‬‬

‫أنمن كان يف كتاب ربنا أالل من اايوانات‪ ،‬أيمكن أن يتساول مع اْلسلمني‬


‫اْلوحدين‪ ،‬مع ع اد ا تعاىل اْلكرمني‪ ،‬دون متييز بس ب الدِّ ين؟‬
‫ِّ‬

‫أنمن كان عَل دين اإلسالم الذي ارتعاه ا تعاىل لع اده‪ ،‬كمن كان عَل دين‬
‫ري مق ول عند ا عز وجل؟‬
‫‪061‬‬

‫قللال تعللاىل‪َ { :‬و َمللن َي ْ َتللغ َ ل ْ َ‬


‫لري اإلسللالم دينًللا َن َلللن ي ْق َل َلل منْلله َوهل َلو يف اجخل َلرة م ل َن‬
‫اْلَارسي َن} [سورة آل عمران‪ ،‬اجية‪.])15( :‬‬
‫ْ‬

‫أنن يكون عَل دين يفوز به آخرته‪ ،‬كمن يكون عَل دين خيرس اجخرة؟‬

‫س حان مهللا‪ ،‬هذا هبتان عظيم انلاه دعاة أنالطون الدِّ يمقراطي‪.‬‬

‫الفةارق الثاني‪ :‬في االمر بالقتل والقتال‬

‫ونللارق آخللر بللني اْلسلللم و للريه مللن أهللل ا ديللان‪ ،‬أن ا تعللاىل أمللر اْل ل منني‬
‫بقتللال الك َّفللار يف موا الللع كعللرية مللن القللران الكللريم‪ ،‬نقللال‪َ {:‬قللاتلوه ْم ي َعل ِّلذ ْهبم َّ‬
‫اَّلل‬
‫ور َق ل ْلو ٍم عمل ل ْ مننيَ } [س للورة التوب للة‪:‬‬ ‫ب َأيْ للديك ْم َو ْ‬
‫خي للزه ْم َو َين ْ للك ْم َع َلل ل ْي ْم َو َي ْش للف و للد َ‬
‫(‪.])57‬‬

‫لدمتوه ْم َوخللذوه ْم‬ ‫االلرم َنللا ْقتلوا ْ ا ْْل ْرشللكنيَ َح ْيللث َو َجل ع‬ ‫انس ل َل َ ا َ ْش ل ر ْ‬‫{ َنللإ َذا َ‬
‫الزكَلا َة َن َخ عللوا ْ‬ ‫اح وه ْم َوا ْقعدو ْا ََل ْم ك َّل َم ْر َو ٍد َنإن تَابوا ْ َو َأ َقلاموا ْ ال َّ ل َ‬
‫ال َة َوآ َتلوا ْ َّ‬ ‫َو ْ‬
‫يم} [سورة التوبة‪ ،‬اجية‪.])5( :‬‬ ‫َس ي َل ْم إ َّن َّ َ‬
‫اَّلل َ ف ٌ‬
‫ور َّرح ٌ‬

‫وا تعلاىل يكللرم اْلل منني اْلسللتجي ني ملره بقتللال الك َّفللار واْلرتللدين يف الللدنيا‬
‫اب‬‫لار ٍة تنجليكم ِّمل ْن َع َلذ ٍ‬
‫جت َ‬‫واجخرة‪ ،‬قال تعاىل‪َ {:‬يا َأ عهَا ا َّلذي َن َآ َمنوا َه ْل َأد علك ْم َع ََل َ‬
‫اَّلل بل َأ ْم َوالك ْم َو َأنفسللك ْم َذلكل ْلم‬
‫ون يف َسل يل َّ‬‫جتاهللد َ‬ ‫لاَّلل َو َرسللوله َو َ‬‫لون بل َّ‬‫َألللي ٍم ‪ ‬ت ْ منل َ‬
‫جتلري ملن َ ْت َ لا‬ ‫ون ‪ ‬ي ْغفر َلكم ذنوبكم ويدْ خ ْلكم جن ٍ‬
‫َّات َ ْ‬ ‫َخ ْ ٌري َّلك ْم إن كنت ْم َت ْع َلم َ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ْ ْ َ ْ َ‬
‫‪063‬‬

‫ٍ‬
‫ا َ ْعَار َو َم َساك َن َط ِّي َ ًة يف َجنَّلات َعلدْ ن َذلل َ ا ْل َف ْلوز ا ْل َعظليم ‪َ ‬وأ ْخ َلرل ع َ‬
‫وعَلا َن ْ ٌ ل‬
‫يب َو َب ِّرش ا ْْل ْ مننيَ } [سورة ال ف‪ ،‬اجية‪.])56 -51( :‬‬ ‫اَّلل َو َنت ٌْم َقر ٌ‬
‫ِّم َن َّ‬

‫عللن أِب هريللرة ؓ قللال‪ :‬قللال رسللول ا ☺ ‪« :‬ال عتمللع كللانر وقاتللله‬
‫يف النار»(‪.)1‬‬

‫أمللا إذا قتللل أحللد أوئل ل الك َّفللار أحللدا مللن ه ل ال‪ ،‬اْلسلللمني نللإن ا تعللاىل قللد‬
‫توع للدهم ب للألوان م للن الع للذاب‪ ،‬ق للال تع للاىل‪َ { :‬و َمل ل ْن َي ْقت ل ْلل م ْ منً للا م َت َع ِّم للدً ا َن َج ل َلزا ه‬
‫ليام} [سلورة النسلا‪ ،‬اجيلة‪:‬‬
‫َلله َع َلذ ًابا َعظ ً‬ ‫اَّلل َع َل ْيه َو َل َعنَله َو َأ َعلدَّ‬
‫ب َّ‬‫َج َ نَّم َخالدً ا ني َ ا َو َ ع َ‬
‫(‪.])86‬‬

‫عللن ع للد ا بللن عمللرو أن الن للي ☺ قللال‪« :‬لللزوال الللدنيا أهللون عللَل ا مللن‬
‫قتل رجل مسلم»(‪.)2‬‬

‫نللإذا كانللت هللذه هللي حقيقللة الكللانر وذلل أمللر ا تعللاىل إىل اْلل منني‪ ،‬نكيللف‬
‫يمكن ْلن كان كتابه القران أن يقول أعم متساوون ودون متييز؟‬

‫ن للام بال ل وق للد ج للا‪،‬ت الن للوص يف كت للاب ربن للا تع للت أع للم ال يس للتوون ال يف‬
‫ااال وال يف امل ل‪ ،‬ومن ا دلة عَل ذل ‪:‬‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام مسلم‪ ،‬رقم ااديث‪.)5116( :‬‬


‫(‪ )2‬رواه اإلمام اللمذي‪ ،‬رقم ااديث‪.)5685( :‬‬
‫‪064‬‬

‫ون}‬
‫َلان َناسل ًقا الَّ َي ْسلتَو َ‬ ‫اآلية ال لى‪ :‬قوله تعاىل‪َ { :‬أ َن َمن ك َ‬
‫َلان م ْ منًلا ك ََملن ك َ‬
‫[سورة السجدة‪ ،‬اجية‪.])51( :‬‬

‫وحد ا كمن ي َّلعه؟‬


‫أنمن َّ‬

‫أنم للن يع للد ا ت للارك وتع للاىل وح للده ال َشيل ل ل لله‪ ،‬كم للن يع للد ال رشل ل وك للل‬
‫حسب اخت اوه وهم كعريون(‪)1‬؟‬

‫أنمن يع د ا ت ارك وتعاىل وي َِّله‪ ،‬كمن يع د الشيطان وي َِّله؟‬

‫أنمن ي من با تعاىل وحده ال َشي له‪ ،‬كمن ينكر وجوده؟‬

‫ون} ودعللاة الدِّ يمقراطيللة أت للاع‬


‫ا ت للارك وتعللاىل يقللول بللالنص‪{ :‬الَ َي ْس لتَو َ‬
‫أنالطون من اْلنتس ني إىل اإلسالم و ريهم يقولون {يستوون}! ! !‬

‫ون}‪.‬‬
‫ا ت ارك وتعاىل يقول‪{ :‬الَ َي ْستَو َ‬

‫ْت عليه يا مسلم‪ ،‬واللذي َمكمونل بله اجن بموانقتل‬


‫والدستور الذي و ل َّلوت َ‬
‫يق للول {يس للتوون}‪ ،‬واا للاكمون هب للذا الدع س للتور م للن اْلنتس ل ني إىل اإلس للالم يق للول‬
‫(يستوون)‪ ،‬نأنت بقول من تقول؟‬

‫(‪ )1‬نموسى الكاظم – رمحه ا ‪ -‬عَل س يل اْلعلال‪ ،‬يعلرف يف بغلداد ب لاب االوائا‪ ،‬ولغلريه ملن أئملة‬
‫الرانعة اخت اوات أخرل‪.‬‬
‫‪065‬‬

‫أبقول ا الذي جا‪ ،‬يف القرآن‪ ،‬أم بقول الدستور؟‬

‫لمو عللَل اجخللرين بسل ب إيامنل‬


‫أبقللول ا ت للارك وتعللاىل الللذي جعللل لل السل َّ‬
‫نعلال‪،‬‬ ‫با ورسوله وطاعت لل ام‪ ،‬أم بقول الدع سلتور اللذي ال يلرل لع وديتل‬
‫بل أنت وعابد الشيطان سوا‪،‬؟‬

‫قوالن ال ثال هلما‪:‬‬


‫نإم للا أن تكون للوا مل للن اْل ل ل منني القل للائلني بق للول ربنل للا ك للام جل للا‪ ،‬وحي للا يف القل للرآن‬
‫وتقولون ال يستوون قوال وعمال‪.‬‬

‫وإمللا أن تكونللوا ديمقللراطيني كللام أردتللم وكللام أرادكللم وأراد لكللم ا مريكيللون‬
‫ل ل وأذن للاهبم واا للزب‪ . . .‬العرا ق للي‬ ‫واالح للزاب اْلنتس ل ل ة إىل االس للالم ك للإخوان م‬
‫وتقولون يستوون! ! !‬

‫مهللا نريقللان نلينظللر اإلنسللان يف أي الفللريقني هللو‪ ،‬قللال تعللاىل‪َ {:‬م َعللل ا ْل َفللري َق ْني‬
‫ون} [سلورة هلود‪،‬‬ ‫ال َأ َن َ‬
‫ال َت َلذكَّر َ‬ ‫كَا َ ْع َمى َوا َ َو ِّم َوا ْل َ ري َو َّ‬
‫السميع َه ْل َي ْستَو َيان َم َع ً‬
‫اجية‪])27( :‬‬

‫من ناقض قوله قول ا تعاىل نقد َّ‬


‫كذب ا ت ارك وتعاىل‪.‬‬

‫ومن خالف قوله قول ا ت ارك وتعاىل نقد حا َّد ا تعاىل‪.‬‬


‫‪066‬‬

‫اَّلل َو َرسللو َله َنل َأ َّن َللله َنل َ‬


‫لار َج َ لن ََّم َخالللدً ا‬ ‫قللال تعللاىل‪َ { :‬أ َلل ْلم َي ْع َلمللوا ْ َأنَّلله َمللن َ‬
‫مللادد س َ‬
‫اْل ْزي ا ْل َعظيم} [سورة التوبة اجية‪.])63( :‬‬
‫ني َ ا َذل َ ْ‬

‫يف اال َذ ِّل للنيَ } [س للورة‬ ‫اَّلل َو َرس للو َله أ ْو َئل ل ل َ‬ ‫وق للال أيع للا‪{ :‬إ َّن ال للذين َ‬
‫م للا عد َ‬
‫ون َّ َ‬
‫اْلجادلة اجية‪.])2( :‬‬

‫اآلية الي يوة قولله تعلاىل‪َ { :‬أ َنن َْج َعلل ا ْْل ْسللمنيَ كَلا ْْل ْجرمنيَ ‪َ ‬ملا َلك ْلم َك ْي َ‬
‫لف‬
‫ون} [سلورة ن‪ ،‬اجيلة‪:‬‬ ‫ون ‪ ‬إ َّن َلك ْم نيه َملَا َ َ َّري َ‬‫َاب نيه تَدْ رس َ‬ ‫ون ‪َ ‬أ ْم َلك ْم كت ٌ‬
‫َ ْكم َ‬
‫(‪.])61 -65‬‬

‫‪( :-‬أي‪ :‬أننسل للاوي بل للني ه ل ل ال‪ ،‬وه ل ل ال‪ ،‬يف‬ ‫‪-‬‬ ‫يق ة ةةول اب ة ةةن ي ة ةةث‬
‫والسام‪.)1()،‬‬ ‫اجلزا‪،‬؟ كال ورب ا ر‬

‫إن من َحكم أن اْلسلم يتساول مع اْلجرم نقلد جلار يف ااكلمت ن ا تعلاىل‬


‫ون}‪.‬‬ ‫قد استنكر عَل من جعل اْلسلم كاْلجرم نقال‪َ { :‬ما َلك ْم َك ْي َ‬
‫ف َ ْكم َ‬

‫هذا الس ال من ا تعلاىل موجله إىل كلل نلرد يف جلنلة كتابلة الدسلتور يف أي بللد‬
‫من بالد اْلسلمني كانوا‪.‬‬

‫وموج لله إىل ك للل م للن وان للا ع للَل ذل ل ل ااك للم الدس للتوري ويف مق للدمت م م للن‬
‫مكمون به‪.‬‬

‫(‪ )1‬تفسري ابن كعري ‪.)581 / 1( -‬‬


‫‪067‬‬

‫والسؤال ييف حلمتم ذلك احللم؟‬

‫واإلجابلة تكللون بلني يللدي ا تعلاىل يللوم القيامللة ْللن مللات علَل ذلل ‪ ،‬أو عللاش‬
‫وَل يتب من ردته‪.‬‬

‫وي للأي السل ل ال اجخ للر م للن ا تع للاىل وحي للا يف الق للران الك للريم لل للذين حكم للوا‬
‫باْلساواة بني اْلسلمني و ريهم ووانقوا عليه وعملوا به‪:‬‬

‫ون}‪.‬‬ ‫{ َأ ْم َلك ْم كت ٌ‬
‫َاب نيه تَدْ رس َ‬

‫‪( :-‬أي لكل ل ل للم كتل ل ل للاب جتل ل ل للدون نيل ل ل لله اْلطيل ل ل للع‬ ‫‪-‬‬ ‫يقة ة ة ةةول القة ة ة ةةرط‬
‫كالعايص)(‪.)1‬‬

‫‪( :-‬يقللول‪ :‬أن أيللديكم كتللاب منللزل مللن السللام‪،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫يقةةول ابةةن يةةث‬
‫تدرسللونه و فظونلله وتتداولونلله بنقللل اْللللف عللن السلللف‪ ،‬متعللمن حكللام م كللدً ا‬
‫كام تدعونه؟)(‪.)2‬‬

‫مرشللعون مللن دون ل‬


‫نعللم يللا رب وجللدنا كتابللا والللعه ِّ‬
‫يسمونه الدع ستوراخلناه ورالينا أن نحكم به‪ ،‬وقاتلنا من أراد أن يكلون واقعنلا كلام‬
‫أردت وأن نحكم برشع ‪ ،‬وأعنَّا من قاتل م‪ ،‬وقلتلنا دونه‪.‬‬

‫(‪ )1‬اجلامع حكام القرآن ‪.)273 / 51( -‬‬


‫(‪ )2‬تفسري ابن كعري ‪.)581 / 1( -‬‬
‫‪068‬‬

‫ويل للأي الس ل ل ال اجخل للر مل للن ا تعل للاىل وحيل للا يف القل للران هل للل وجل للدتم يف ذل ل ل‬
‫الكتاب أن اْلسلم كاْلجرم ناخلمتوه؟‬

‫ون}‪.‬‬ ‫{إ َّن َلك ْم نيه َملَا َيت َ‬


‫َخ َّري َ‬

‫مك ََم به‪ :‬نعم يا رب وجلدنا امللادة‬ ‫سيقول من َ ْ‬


‫مكم بالدستور‪ ،‬ومن ريض أن ْ‬
‫(‪ )57‬من ذل الكتاب ‪ -‬الدع ستور ‪ -‬تقول‪:‬‬

‫(العراقيون متساوون أمام القانون دون ٍ‬


‫متييز بس ب‪ . . .‬الدِّ ين)(‪.)1‬‬

‫وحك َْمنا وحك ْمنا‪.‬‬


‫نقلنا به َ‬

‫لا اْلسللتقيم إىل‬ ‫هلذه هللي ااقللائا الربانيللة التللي َل ت لا حللد ممللن زات عللن ال‬
‫س يل الشيطان حجة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫الرسلل َوك َ‬
‫َلان‬ ‫اَّلل ح َّج ٌة َب ْعدَ ع‬ ‫ال َيك َ‬
‫ون للنَّاس َع ََل َّ‬ ‫{ عرس ً‬
‫ال عم َ ِّرشي َن َومنذري َن ل َ َّ‬
‫اَّلل َعز ًيزا َحك ًيام} [سورة النسا‪ ،،‬اجية‪.])535( :‬‬
‫َّ‬

‫(‪ )1‬وال يق لل قللول مللن يقللول‪ :‬إننللا ملا كنللا نعلللم تفاولليل هللذا الدع سلتور عنللدما وانقنللا عللَل أن نحكللم بللهت‬
‫ن ل كنللت تعلللم عللَل ا َجللال أن ااكللم هبللذا الدع سللتور للليب حكللام برشللع ا تعللاىل‪َ ،‬أ ل ل ْا علي ل مللا‬
‫نتحوه ل من أبواب الشيطان‪ ،‬ودع ملن الشل ه التلي محللوك هبلا علَل ال ِّلردة وعلد إىل دينل وإىل َشع‬
‫الردة‪.‬‬
‫رب ‪ ،‬نإن ا تعاىل أكرم وَل متت عَل ما كنت علي ا من ِّ‬
‫‪069‬‬

‫نفسلله ق للل اْلللوت َم ل ْن َ ْ‬


‫مكللم بالدسللتور و َم ل ْن‬ ‫هللذا الللذي سلليكون مللا َل يتللدارك َ‬
‫م َك ل ْم بلله‪ ،‬ويرجللع مللن حظ لرية اايوا نللات إىل منزلللة مللن أكللرم م ا تعللاىل‬ ‫َق ل َلل أن ْ‬
‫ونعل م عَل كعري من خلقه‪ .‬يرجع إىل اإلسالم الذي خرر منه‪.‬‬
‫َّ‬

‫أهناك تناقض بني اإلسالم وبني الدِّ يمقراطية أعظم من هذا؟‬

‫اآليووووة الي ليووووة قول لله تع للاىل‪َ { :‬أ ْم ن َْج َع للل ال للذين آ َمن للوا َو َعمل للوا ال َّ للااَات‬
‫كَا ْْل ْفسدي َن يف ا ر َأ ْم ن َْج َعل ا ْْلتَّقنيَ كَا ْلف َّجار}(‪[ )1‬سورة ص‪ ،‬اجية‪.])21( :‬‬

‫ال يمك ل ل للن أن يس ل ل للتوي اْل ل ل ل ل من ال ل ل للذي يع ل ل للد ا تع ل ل للاىل ب ل ل للا عامل ال ل ل للااة‬
‫‪ ،‬ويف مقدم للة ه ل ال‪ ،‬اْلفس للدين م للن مك للم بغ للري م للا أن للزل ا‬ ‫كاْلفس للدين يف ا ر‬
‫تع للاىلت وه للو الفس للاد ا عظل للمت ن ه للذا إنس للاد ع للام ال يقل للاس علي لله َجي للع مفاسل للد‬
‫اْلجتمع الفردية‪.‬‬

‫بغ للري كت للاب ا‬ ‫‪( :-‬وم للن عم للل يف ا ر‬ ‫يقة ةةول ابة ةةن يمية ةةة ‪-‬‬
‫نسادا)(‪.)2‬‬ ‫وسنة رسوله‪ ،‬نقد سعى يف ا ر‬

‫(‪ )1‬يقللول القرط للي رمحلله ا ‪( :‬نكللان يف هللذا رد عللَل اْلرج للةت عللم يقولللون‪ :‬عللوز أن يكللون اْلفسللد‬
‫كال الم أو أرنع درجة منه‪ ).‬اجلامع حكام القرآن ‪.)585 / 55( -‬‬
‫أقول‪ :‬بنا‪ ،‬علَل عقيلدهتم الفاسلدة‪ :‬أن اإليلامن قلول القللب وقلول اللسلان وا علامل ال تلدخل يف مسلمى‬
‫اإليامن‪.‬‬
‫(‪ )2‬سموع الفتاول‪.)741/ 21( -‬‬
‫‪071‬‬

‫إن اْلل ل من ال يمك للن أن يتس للاول م للع الفاس للا وال م للع اْلج للرم وال م للع ال للذين‬
‫‪ ،‬ال يف حياهتم وال يف مماهتم‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬ ‫يفسدون يف ا ر‬

‫الس ل ل ِّي َات سأن ن َّْج َع َل ل ْلم كَا َّل للذي َن آ َمن للوا َو َعمل للوا‬ ‫لب ا َّل للذي َن ْ‬
‫اج َ َلح للوا َّ‬ ‫{ًا ْم َحس ل َ‬
‫ون} [سورة اجلايية‪ ،‬اجية‪.])25( :‬‬ ‫مكم َ‬ ‫حم َياهم َو َممَاهت ْم َسا‪َ ،‬ما َ ْ‬ ‫ال َّ ااَات َس َوا‪ْ َّ ،‬‬

‫أما يف ااياة الدنيا‪ ،‬نإن اْلل من يرزقله ا تعلاىل ال لرب علَل وائ لا نلال علد يف‬
‫اايللاة عللَل مرارهتللا وشللدَّ هتا مللا يللن ِّغص عليلله حياتلله‪ ،‬وهللذه ااالللة مللن الرالللا باايللاة‬
‫كلليفام كانللت عاش ل ا اْلجاهللدون يف س ل يل ا تعللاىل‪ ،‬نتجللده أكعللر مت عتعللا بحياتلله وهللو‬
‫مطارد وم دَّ د بالقتل أو االعتقال يف أية ساعة من ليل أو علار‪ ،‬و ال لا ال علد مكانلا‬
‫يأوي إليه‪ ،‬وباعث الطمأنينة يف قل ه يف خعم تل االالطرابات‪ ،‬قوله تعاىل‪:‬‬

‫لون}‬
‫اَّلل َن ْل َيت ََوكَّلل ا ْْل ْ من َ‬
‫اَّلل َلنَا ه َو َم ْوالَنَا َو َع ََل َّ‬ ‫{قل َّلن ي ي َنَا إالَّ َما َكت َ‬
‫َب َّ‬
‫[سورة التوبة‪ ،‬اجية‪.])55( :‬‬

‫‪( :-‬ويقللول اجخللر مللع نقللره‪ :‬لللو علللم اْللللوك‬ ‫يق ةةول اب ةةن الق ةةيم ‪-‬‬
‫وأبنا‪ ،‬اْللوك ما نحن عليه جلالدونا عليه بالسيوف)(‪.)1‬‬

‫نإذا كان هذه حاله يف تل ا جوا‪ ،‬الع ي ة ن و يف ريها أطيب حاال‪.‬‬

‫(‪ )1‬مفتاح دار السعادة ومنشور والية العلم واإلرادة ‪.)63 / 5( -‬‬
‫‪070‬‬

‫أن تعل للم م للا يك للون م للن ح للال الك للانر واْلرت للد ال للذين‬ ‫أم للا عن للد اْل للوت نحس ل‬
‫ات ع للوا م للا اس للخط ا تع للاىل م للن الترش لليعات الدس للتورية والق للوانني الوال للعية‪ ،‬ق للال‬
‫لاره ْم ‪َ ‬ذل ل َ ب ل َأ َّعم‬
‫لوه ْم َو َأ ْد َبل َ‬ ‫تعللاىل‪َ {:‬ن َك ْيل َ‬
‫لف إ َذا َتل َلو َّن ْت ْم ا ْْلَالئ َكللة َي ْرضللب َ‬
‫ون وجل َ‬
‫لم} [س للورة حمم للد‪ ،‬اجي للة‪-24( :‬‬
‫ر ْال ل َلوا نَه َنل ل َأ ْح َ َط َأ ْع َام ََل ل ْ‬ ‫ا َّت َع للوا َم للا َأ ْس ل َ‬
‫لخ َط َّ َ‬
‫اَّلل َوكَره للوا‬
‫‪.])21‬‬

‫وب ل للام أن اْلل ل ل من ال يتس ل للاول م ل للع الفاس ل للا يف اا ل للال ع ل للَل خ ل للالف م ل للا ج ل للا‪ ،‬يف‬
‫لاووا يف املل ل أيعلا‪ ،‬وقلد ذكلر ا تعلاىل مل ل الفللريقني‪،‬‬ ‫الدسلتور‪ ،‬نلال يمكلن أن يتس َ‬
‫عز من قائل‪َ {:‬أ َّملا اللذين آ َمنلوا َو َعمللوا ال َّ لااَات َن َل ْلم َجنَّلات ْ َ‬
‫املل ْأ َول نلزال‬ ‫نقال س‬
‫ب َام كَانوا َي ْع َمل َ‬
‫ون‬

‫َو َأ َّم للا ال للذين َن َس للقوا َن َمل ل ْأ َواه ْم النَّ للار ك َّل ل َلام أرادوا َأ ْن َخيْرج للوا منْ َ للا أعي للدوا ني َ للا‬
‫ون َو َلنلذي َقنَّ ْم مل ْن ا ْل َع َلذاب ا ْد َنلى‬
‫اب النَّار ا َّلذي كنْلت ْم بله تك َِّلذب َ‬ ‫َوق َيل ََل ْم ذوقوا َع َذ َ‬
‫ون} [سورة السجدة‪ ،‬اجية‪.])25 -51( :‬‬
‫ون ا ْل َع َذاب ا كرب َل َع َّل ْم َي ْرجع َ‬
‫د َ‬

‫يا أت لاع أنالطونيلون و يلا دعلاة اللدِّ يمقراطيون‪ ،‬يلا جنلود بلوش وأوباملا‪ ،‬كيلف‬
‫ساويتم بني اْل منني واْلفسدين دون متييز‪ ،‬وكيف جعلتم اْلسلمني كاْلجرمني؟‬

‫أين أنتم من كتاب ربكم‪ ،‬الذي تدعون كذبا أنه دستوركم(‪)1‬؟‬

‫وأذناهبم والذي مفظه َجيع أنرادهم‪ :‬ا ربنا والقرآن دستورنا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬شعار إخوان م‬
‫‪071‬‬

‫أنمللن كللان دسللتوره القللران يللدعو إىل دسللتور يسللاوي بللني اْلسلللم و للريه وقللد‬
‫علمتم أن ا تعاىل قد قال‪{ :‬ال يستوون}؟‬

‫نأي الدستورين هو دستوركم‪ ،‬دستور تدَّ عونه و الفون ما جا‪ ،‬به‪ ،‬أم دستور‬
‫كمون به الع اد وال الد؟‬

‫أين انتم من هدع نبيلم ☺؟‬

‫كيللف راللليتم أن تللدنعوا اْلسلللمني إىل الت للويت لدسللتور وأنللتم تعلمللون أنلله‬
‫يساوي بني اْلسلمني واْلجرمني؟‬

‫أما علمتم يا ه ال‪ ،‬أن ااكم باْلسلاواة بلني اْلل منني ومقلليف السلي ات حكلم‬
‫‪.‬‬ ‫خمالف اكم خالا الساموات وا ر‬

‫أما ع متم أن ذلك حلم سيء؟‬

‫أمللا علمللتم أن الللذي حكللم بالسللو‪ ،‬عللَل تل ل اْلسللاواة بللني اْل ل منني والفسللاق‬
‫وب للني اْلس لللمني واْلج للرمني‪ ،‬ا ت للارك وتع للاىل وحي للا يف الق للران‪ ،‬ق للال تع للاىل‪َ {:‬أ ْم‬
‫السل ل ِّي َات َأ ْن ن َْج َع َل ل ْلم كَال للذين آ َمن للوا َو َعمل للوا ال َّ للااَات‬
‫اج َ َلح للوا َّ‬
‫لب ال للذين ْ‬ ‫َحس ل َ‬
‫ون} [سورة اجلايية‪ ،‬اجية‪.])25( :‬‬ ‫مكم َ‬ ‫حم َياه ْم َو َممَاهت ْم َسا َ‪َ ،‬ما َ ْ‬
‫َس َوا ً‪ْ َ ،‬‬

‫يف أعللم ال‬ ‫كيللف ال يكللون سللي ا وهللو خيللالف حكللم خللالا السللاموات وا ر‬
‫يستوون‪.‬‬
‫‪073‬‬

‫مهللا إعام دينان خمتلفان‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عدم التمييز بسبب الجنس‬


‫الذير واألنثى يف اإلسالم‪:‬‬

‫إن ا تعاىل عادل يف حكمه‪ ،‬عاَل بخلقه‪ ،‬حكيم يف أمره وعيه‪ ،‬نللم يسلاو بلني‬
‫ال ل للذكر وا نع ل للى يف اْللق ل للة وال يف الوظيف ل للة‪ ،‬وال يف ااق ل للوق والواج ل للات‪ ،‬ور َّت ل للب‬
‫ت ارك وتعاىل ا حكام عَل علمه َ‬
‫بخلقه‪.‬‬

‫ومللا كانللت الللذكورة م عللث نخللر عنللد الرجللال يومللا‪ ،‬وال كانللت ا نويللة م عللث‬
‫ذ ٍّم عند النسا‪ ،‬يومات ن ا تعاىل خيلا ما يشا‪ ،،‬كيف يشا‪ ،،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫السل َلام َوات َوا َ ْر‬


‫َخيْلللا َمللا َي َشللا‪َ ،‬هَللب َْلل ْن َي َشللا‪ ،‬إنَا ًيللا َو َهَللب َْلللن‬ ‫َّ‬ ‫{ ََّّلل م ْلل‬
‫ليم َقلد ٌير}‬ ‫ور ‪َ ‬أ ْو ي َز ِّوج ْم ذك َْرا نًا َوإنَا ًيلا َو َ ْ‬
‫ع َعلل َملن َي َشلا‪َ ،‬عق ً‬
‫ليام إ َّنله َعل ٌ‬ ‫الذك َ‬ ‫َي َشا‪ ،‬ع‬
‫[سورة الشورل‪ ،‬اجية‪.])51 -78( :‬‬

‫ولكللي ال تكرس ل الفوا و للل وااللدود ب للني اجلنسللني نيللدخل يف ك للل طللرف م للن‬
‫الرس ل للول ☺ ق ل للد لع ل للن اْلتشل ل ل ات م ل للن النس ل للا‪ ،‬بالرج ل للال‬
‫الط ل للرف اجخ ل للر‪ ،‬ن ل للإن َّ‬
‫واْلتش ني من الرجال بالنسا‪.،‬‬
‫‪074‬‬

‫اَّلل ☺ ا ْْلت ََشل ِّ نيَ مل ْن ِّ‬


‫الر َجللال‬ ‫لاس ¶ َقل َلال‪َ « :‬ل َعل َن َرسللول َّ‬ ‫َعل ْن ْابللن َع َّل ٍ‬
‫الر َجال»(‪.)1‬‬ ‫بالن َِّسا‪َ ،،‬وا ْْلت ََش ِّ َ ات م ْن الن َِّسا‪ ،‬ب ِّ‬

‫لل ِّج َالت مل ْن‬ ‫الر َجلال‪َ ،‬وا ْْل َ َ‬ ‫اس َق َال‪َ « :‬ل َع َن النَّ علي ☺ ا ْْل َخنَّعلنيَ مل ْن ِّ‬ ‫َع ْن ْابن َع َّ ٍ‬
‫الن َِّس للا‪َ ،»،‬و َق ل َلال‪َ « :‬أ ْخرج للوه ْم مل ل ْن بي للوتك ْم»‪َ ،‬ق ل َلال‪َ « :‬نل ل َأ ْخ َر َر النَّ ل علي َو ل َّلَل َّ‬
‫اَّلل َع َل ْي لله‬
‫َو َس َّل َم ن َالنًا َو َأ ْخ َر َر ع َمر ن َالنًا»(‪.)2‬‬

‫الدين الذع ال يرضى بالتكبُّه ال يقبةل التكةابه وهةذا هةو الصةواب إنهمةا‬
‫ليسا متساويني بل بينهما فروقاع وهذه ال روقاع نقسم إىل قسمني‪:‬‬

‫ا ول‪ :‬نروق ل ل ل للات كوني ل ل ل للة قدر ِّي ل ل ل للة‪ ،‬أي أن ا تع ل ل ل للاىل ش ل ل ل للا‪ ،‬أن خيل ل ل ل للا ال ل ل ل للذكر‬
‫بمواوفات‪ ،‬واْلرأة بمواوفات‪ ،‬وهو ااكيم القادر العليم اْل ري‪.‬‬

‫العاين‪ :‬نروقات ترشيعية‪ ،‬والفروقات الترشليعية م ن َّيلة علَل الفروقلات الكون َّيلة‬
‫القدر َّية‪.‬‬

‫ال روقاع بني الذير واألنثى‪:‬‬

‫إن إي للات هللذه الفروقللات اااولللة ال تعنللي االسللتنقاص مللن اْلللرأة اْلسلللمة أو‬
‫من مكانت ا‪ ،‬ن ي ا م عندما نذكر ما نذكر‪ ،‬وهي ا خت وهلي ال نلت وهلي اْلاللة‬

‫(‪ )1‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)5115( :‬‬


‫(‪ )2‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)5113( :‬‬
‫‪075‬‬

‫الزوجة‪ ،‬إال أن ما أ ته ا تعاىل ال يمل أحلد تغيلريه‪ ،‬وملا ذكلره‬


‫العمة وهي َّ‬
‫وهي َّ‬
‫ا تعاىل ال يمكن حد تالنيه‪.‬‬

‫فمن ال روقاع القدريَّة اللونيَّة بني جنل الذير وجنل األنثى‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قوة ال نية اجلسد َّية‪ ،‬وهذا ال يعني أن أنراد الرجال يفوقلون أنلراد النسلا‪،‬‬
‫يف الق للوة ال دن َّي للة‪ ،‬ب للل ق للد تك للون يف النس للا‪ ،‬م للن ه ل ل َّن أق للول َب للدَ ن ًيا وبني للة م للن بع للض‬
‫الرجال‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫اس ل َت ْأ َج ْر َت ا ْل َقللو عي ا َمللني}‬ ‫اس ل َت ْأج ْره إ َّن َخل ْ َ‬


‫لري َمللن ْ‬ ‫امها َيللا َأبَللت ْ‬ ‫{ َقا َلل ْ‬
‫لت إ ْحللدَ َ‬
‫ص‪ ،‬اجية‪.])23( :‬‬ ‫[سورة الق‬

‫للة عللَل‬ ‫هللذا يف أنللراد الرجللال‪ ،‬والقللوة ال دن َّيللة اْلللذكورة يف اجيللة‪ ،‬ليسللت مقت‬
‫ن ِّلي ا موسللى (‪ ،)‬بللل ذكللر ا تعللاىل عللن سمللوع اجلللير الللذي أرسللله إىل بنللي‬
‫ارسائيللل بعللد اإلنسللاد ا ول‪ ،‬بللأعم ألللو بللأس شللديد‪ ،‬والللذين دخلللوا ديللار الي للود‬
‫جل وعال‪:‬‬ ‫كانوا رجاال(‪ ،)1‬نقال َّ‬

‫س َش للد ٍ‬
‫يد َن َجاس للوا ْ‬ ‫والمه للا َب َع ْعنَ للا َع َلل ل ْيك ْم ع َ للا ًدا َّلنَ للا أ ْويل َبل ل ْأ ٍ‬ ‫{ َن للإ َذا َج للا‪َ ،‬و ْع للد أ‬
‫َ‬
‫َان َوعْدً ا َّم ْفعوالً} [سورة اإلرسا‪ ،،‬اجية‪.])5( :‬‬
‫خال ََل الدِّ َيار َوك َ‬

‫(‪ )1‬تنوعت أقوال العلام‪ ،‬يف ه ال‪ ،،‬نمن م ملن اعتلربهم الفلرس وملن م ملن اعتلربهم اللروم وملن م‪. .‬‬
‫لو نأعي للد م للا قلن للاه يف ه للذا اْلوال للوع م للن ع للَل اْلن للرب وم للن ي للم يف‬
‫وم للن م‪ . .‬عس للى ا تع للاىل أن يم ل َّلن ع ل َّ‬
‫حمارضة موسعة يف منت ف التسعينات (‪ )5883‬من القرن املايض‪.‬‬
‫‪076‬‬

‫إىل جان للب تل ل الق ل َّلوة ال دن َّي للة يف ج للنب ال ل علذكور‪ ،‬ن للإن ا تع للاىل خل للا ج للنب‬
‫اإلنان ب نية ني ا العف‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫مح َل ْتلله أ عملله َو ْهنًللا َعل َلَل َو ْهل ٍلن َون َ للاله يف َعللا َم ْني َأن‬ ‫{ َو َو َّو ل ْينَا اإل َ‬
‫نسل َ‬
‫لان ب َوالدَ ْيلله َ َ‬
‫اشك ْر يل َول َوالدَ ْي َ إ َ َّيل ا ْ َْل ري} [سورة لقامن‪ ،‬اجية‪.])57( :‬‬
‫ْ‬

‫‪( :-‬قلال العلحاك اللعفا علَل اللعف يعنلي اللعف‬ ‫‪-‬‬ ‫قال ااصا‬
‫الولد عَل العف ا م‪ ،‬وقيل‪ :‬بل اْلعنى نيه شدة اجل د)(‪.)1‬‬

‫‪( :-‬أي ال للعفا ع للَل ال للعف‪ ،‬ن اام للل‬ ‫يق ةةول اإلم ةةام الك ةةنقيطي‬
‫كلام تزايد وعظم يف بطن ا‪ ،‬ازدادت العفا عَل العف‪.)2(). .‬‬

‫أقول وهلذا هلو ال لوابت ن ا تعلاىل قلال عن لا أن محل لا بلاجلنني يزيلدها‬


‫الللعفا عللَل الللعف‪ ،‬نالعللعف يابللت ني للا ق للل اامللل‪ ،‬واامللل زادهللا الللعفا عللَل‬
‫ذل الععف العابت يف اْللقة‪.‬‬

‫وكذل جا‪ ،‬الووف عن رسول ا ☺ للمرأة بالععف‪.‬‬

‫َعل ْن َأِب ه َر ْيل َلرةَ‪َ ،‬ع ل ْن النَّ ل ِّلي ☺ َقل َلال‪« :‬ال َّل ل َّلم إ ِّين أ َحل ِّلرر َحل َّلا َّ‬
‫العللعي َف ْني ا ْل َيتلليم‬
‫َوا ْْل َْرأ َة»(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬أحكام القرآن ‪.)251 / 5( -‬‬


‫(‪ )2‬أالوا‪ ،‬ال يان يف إيعاح القرآن بالقرآن ‪.)62 / 78( -‬‬
‫‪077‬‬

‫وم للن م للواطن الع للعف عن للد ج للنب النس للا‪ ،‬النس لليان‪ ،‬وه للو ال للعف يف اْللق للة‬
‫ج لت عليه‪ ،‬وبام أن ا حكام أحيانا ت نى عَل الش ادات‪ ،‬نإن من َح َّلر َم الظللم علَل‬
‫ع للاده‪َ ،‬علل َلم مللن ط للع اْلللرأة أعللا تنسللى‪ ،‬نجعللل شل ادة اينتللني مللن ن بللدال مللن شل ادة‬
‫رجل واحدت لتعني إحدامها ا خرل عَل التذكعر‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫{ َو ْ‬
‫است َْش ل دو ْا َش ل يدَ ْين م للن ِّر َجللالك ْم َنللإن ََّل ْ َيكو َن للا َرج َلل ْلني َن َرجل ٌلل َوا ْم َرأ َتَللان‬
‫ْخ َلرل} [سلورة ال قلرة‪،‬‬ ‫الش َ دَ ا‪َ ،‬أن تَع َّلل ْإ ْحلدَ َ‬
‫امها َنت َلذك َِّر إ ْحلدَ َ‬
‫امها ا‬ ‫ممَّن ت َْر َال ْو َن م َن ع‬
‫اجية‪.])212( :‬‬

‫يانيا‪ :‬ال ارق الوظي ي يف احلياة‪:‬‬

‫نلا تعلاىل جعلل يف جلنب النسلا‪ ،‬وظلائف وهلي ملن أَشف وظائف لا يف اايللاة‬
‫وال تكون إال ني ا‪ ،‬ومن ا‪:‬‬

‫مح َل ْت لله أ عم لله} [س للورة لقللامن‪،‬‬ ‫‪-5‬اام للل‪ ،‬ق للال تع للاىل‪َ {:‬و َو َّو ل ْينَا اإل َ‬
‫نس ل َ‬
‫لان ب َوالدَ ْي لله َ َ‬
‫اجية‪.])57( :‬‬

‫لب َواحللدَ ٍة َو َج َعل َلل منْ َ للا َز ْو َج َ للا ل َي ْسللك َن إ َل ْي َ للا َن َلل َّلام‬ ‫{هل َلو ا َّلللذي َخ َل َقكللم ِّمللن َّن ْفل ٍ‬
‫اَّلل َر َّهبل َلام َل ل ْن آ َت ْي َتنَللا َوللااًا‬‫ال َخفي ًفللا َن َمل َّلر ْت بلله َن َلل َّلام َأ ْ َق َلللت َّد َعل َلوا َّ َ‬
‫مح ل ً‬
‫لت َ ْ‬‫مح َلل ْ‬ ‫َت َغ َّشل َ‬
‫لاها َ َ‬
‫الشاكري َن} [سورة ا عراف‪ ،‬اجية‪.])518( :‬‬ ‫َّلنَكو َن َّن م َن َّ‬

‫(‪ )1‬مسند أمحد – رقم ااديث‪.)8337( :‬‬


‫‪078‬‬

‫‪-2‬اإلنجللاب بعللد اامللل‪ ،‬قللال تعللاىل‪َ {:‬وأ ْوالت ا َ ْ َ‬


‫محللال َأ َجل ل َّن َأن َي َع ل ْع َن‬
‫رسا } [سورة الطالق‪ ،‬اجية‪.])7( :‬‬ ‫ع َعل َّله م ْن َأ ْمره ي ْ ً‬ ‫مح َل َّن َو َمن َيتَّا َّ َ‬
‫اَّلل َ ْ‬ ‫َْ‬

‫[سلورة‬ ‫اَّلل َأ ْع َللم ب َلام َو َالل َع ْت}‬ ‫{ َن َل َّام َو َال َع ْت َ ا َقا َل ْ‬


‫لت َر ِّب إ ِّين َو َالل ْعت َ ا أن َعلى َو َّ‬
‫آل عمران‪ ،‬اجية‪.])63( :‬‬

‫‪-6‬اإلرالاع‪ ،‬قال تعلاىل‪َ {:‬وا ْل َواللدَ ات ي ْرالل ْع َن َأ ْوالَ َدهل َّن َح ْلو َل ْني كَلام َل ْني َْلل ْن‬
‫الر َالا َع َة} [سورة ال قرة‪ ،‬اجية‪.])266( :‬‬
‫َأ َرا َد َأن يت َّم َّ‬

‫يالعا‪ :‬ما رتع املرأة من حاالع رتك بسببها الصالة والصوم‪.‬‬

‫ااَللائض َت ْق ل ال َّ ل ْلو َم َوالَ‬ ‫لت‪َ :‬س ل َأ ْلت َعائ َش ل َة َنق ْل للت‪َ :‬مللا َبللال ْ‬
‫َع ل ْن م َعللا َذ َة َقا َلل ْ‬
‫لت‪َ :‬أ َحرور َّيل ل ٌة َأنْ للت؟ ق ْل للت‪َ :‬ل ْس للت ب َحرور َّي ل ٍلة َو َلكنِّ للى َأ ْسل ل َأل‪.‬‬
‫الةَ؟ َن َقا َل ل ْ‬
‫َت ْق ل ل ال َّ ل ل َ‬
‫ال ن ْ َمر ب َق َعا‪ ،‬ال َّ الَة»(‪.)1‬‬ ‫َان ي ي نَا َذل َ َنن ْ َمر ب َق َعا‪ ،‬ال َّ ْوم َو َ‬ ‫َقا َل ْت‪« :‬ك َ‬

‫رابع للا‪ :‬بس ةةبب ه ةةذه ال روق ةةاع القدري ةةة فق ةةد ج ةةل اهلل ةةاىل النب ةةوَّة يف‬
‫الرِّجال دون النِّساء قال تعاىل‪:‬‬

‫{ َو َمللا َأ ْر َسل ْلنَا مللن َق ْلل َ إالَّ ر َجللاالً عنللوحي إ َلل ْي ْم َن ْ‬


‫اسل َألوا ْ َأ ْهل َلل الل ِّلذكْر إن كنللت ْم‬
‫ون} [سورة النحل‪ ،‬اجية‪.])76( :‬‬ ‫الَ َت ْع َلم َ‬

‫(‪)1‬رواه اإلمام مسلم‪ ،‬رقم ااديث‪.)418( :‬‬


‫‪079‬‬

‫خامسلا‪ :‬أفض ية جنل الرجال ع ى جنل النساء‪ ،‬وملن هنلا كانلت القوا ملة‬
‫لون َعل َلَل الن َِّسللا‪ ،‬بل َلام َن َّعل َلل َّ‬
‫اَّلل‬ ‫يف ال يللت اْلسلللم للله دوعللا‪ ،‬قللال تعللاىل‪ِّ { :‬‬
‫الر َجللال َق َّوامل َ‬
‫ض َوب َام َأن َفقوا ْ م ْن َأ ْم َواَل ْم} [سورة النسا‪ ،،‬اجية‪.])67( :‬‬‫َب ْع َع ْم َع ََل َب ْع ٍ‬

‫نالقوا مللة يف ا رسة اْلسلللمة ليسللت قائمللة عللَل اإلنفللاق وحللده كللام تللوهم دعللاة‬
‫رير اْلرأة‪ ،‬بل قائمة عَل ا نعلية أيعا‪ ،‬وقد ن ت اجية الكريمة علي ام‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬ومما جب ت ع يه املرأة حب الزينة والتب ةي وعةدم إجةادة الةدفاع‬


‫عن الن ل‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫اْل َ ام َ ْري م ٍ‬
‫ني} [سورة الزخرف‪ ،‬اجية‪.] )51( :‬‬ ‫{ َأ َو َمن ين ََّشأ يف ْ‬
‫اا ْل َية َوه َو يف ْ‬

‫نقللل اإلمللام الط للربي عللن اب للن ع للاس ؓ قوللله‪{ :‬أوم للن ينشللأ يف االي للة‬
‫وهو يف اْل ام ري م ني}‪ ،‬قال‪ :‬يعني اْلرأة‪ .‬وكذل عن ساهد(‪.)1‬‬

‫‪ -‬عن السلدي‪{ :‬أو ملن ينشلأ يف االيلة وهلو يف اْل لام لري‬ ‫ونقل ‪-‬‬
‫م ني}‪ ،‬قال‪ :‬النسا‪.)2(،‬‬

‫‪( :-‬وأوىل القللو َل ْني يف ذل ل بال للواب‪ ،‬قللول‬ ‫قةةال اإلمةةام الطةةربع ‪-‬‬
‫من قال‪ :‬عني بذل اجلواري والنسا‪.)1()،‬‬

‫(‪ )1‬تفسري جامع ال يان يف تأويل القرآن ‪.)548 / 25( -‬‬


‫(‪ )2‬تفسري جامع ال يان يف تأويل القرآن ‪.)511 / 25( -‬‬
‫‪081‬‬

‫اْل َ ام َ ْري م ٍ‬
‫ني}‪.‬‬ ‫وتفسري قول ا تعاىل‪َ { :‬وه َو يف ْ‬

‫‪( :-‬أي يف اْلجادللة واإلدال‪ ،‬بااجلة‪ .‬قلال‬ ‫‪-‬‬ ‫يقول اإلمام القرط‬
‫قتادة‪ :‬ما تكلمت امرأة وَلا حجة إال جعلت ا عَل نفس ا)(‪.)2‬‬

‫‪( :-‬إع للا ال للعيفة ع للاجزة ع للن االنت للار عن للد‬ ‫‪-‬‬ ‫وقة ةةال ابة ةةن ية ةةث‬
‫االنت ار)(‪.)3‬‬

‫وقللد ترتللب يف َشعنللا اانيللف عللَل هللذه الفروقللات القدريللة نروقللات َشعيللة‪،‬‬
‫نكانت تكاليف الرجال يف بعض ا حكام ري تكاليف اْلرأة‪ ،‬والعكب كذل ‪.‬‬

‫فمن ال روقاع الكرعية املبنية ع ى ال روقاع القدرية اللونية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القوامة يف ا رسة اْلسلمة إىل الرجل وليست إىل اْلرأة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫ض َوب َام َأن َفقلوا ْ مل ْن‬


‫اَّلل َب ْع َع ْم َع ََل َب ْع ٍ‬
‫ون َع ََل الن َِّسا‪ ،‬ب َام َن َّع َل َّ‬ ‫{ ِّ‬
‫الر َجال َق َّوام َ‬
‫َأ ْم َواَل ْم} [سورة النسا‪ ،،‬اجية‪.])67( :‬‬

‫والقوا مللة هللي الدرجللة التللي جعل للا ا تعللاىل للرجللل اْلسلللم عللَل أهللله‪ ،‬قللال‬
‫تعاىل‪:‬‬

‫(‪ )1‬تفسري جامع ال يان يف تأويل القرآن ‪.)511 / 25( -‬‬


‫(‪ )2‬اجلامع حكام القرآن ‪.)42 / 53( -‬‬
‫(‪ )3‬تفسري ابن كعري ‪.)226 / 4( -‬‬
‫‪080‬‬

‫يم} [سورة النسا‪ ،،‬اجية‪.])221( :‬‬ ‫{ َول ِّلر َجال َع َل ْي َّن َد َر َج ٌة َو َّ‬
‫اَّلل َعز ٌيز َحك ٌ‬

‫يقول اإلمام القرط ي‪ -‬رمحه ا ‪( :-‬و"قلوام" نعلال للم الغلةت ملن القيلام علَل‬
‫ال ‪ ،‬واالست داد بالنظر نيه وحفظه باالجت اد)(‪.)1‬‬

‫‪( :‬ا ْ َْل ْعنَللى هل َلو َأمللنيٌ َع َل ْي َ للا َي َتل َلو َّىل َأ ْم َر َهللا‪َ ،‬وي ْ لللح َ ا يف‬ ‫يقةةول القةةرط‬
‫َحاَلَا)(‪.)2‬‬

‫‪( :‬أي‪ :‬الرج للل َق ل سيم ع للَل اْل للرأة‪ ،‬أي ه للو رئيسل ل ا‬ ‫يق ةةول اب ةةن ي ةةث‬
‫اعوجت)(‪.)3‬‬
‫َّ‬ ‫وك ريها واااكم علي ا وم دهبا إذا‬

‫وقوامة املس م ع ى زوجته مبنية ع ى رينني‪:‬‬

‫‪ o‬ا نعلية التي جعل ا ا تعاىل جلنب الرجال عَل جنب النسا‪.،‬‬
‫‪ o‬و ميله مس ولية اإلنفاق عَل أهله‪.‬‬

‫ظل َّن دعللاة الدِّ يمقراطيللة أعللم إن متكنللوا ملن أن مل ِّلرروا اْلللرأة مللن النَّاحيللة ا َّملاديللة‬
‫نإع للا س للتتحرر م للن س للطوة الرج للل‪ ،‬وال يمك للن ذلل ل إال إذا زاول للت عم للال وظيفي للا‬
‫كالرجللل‪ ،‬وعنللدها قللا االسللتقاللية عللن ووللاية الرجللل علي للا‪ ،‬و للاب عللن دعللاة‬
‫إبليب ه ال‪ ،‬أن القوا ملة يف امللال تلابع للقوا ملة يف اْللقلة‪ ،‬نزادوهلا أع لا ً‪ ،‬علَل أع لا‪،‬‬

‫(‪)1‬اجلامع حكام القرآن ‪.)538 / 5( -‬‬


‫(‪ )2‬أحكام القرآن البن العرِب ‪.)667 / 2( -‬‬
‫(‪ )3‬تفسري ابن كعري ‪.)282 / 2( -‬‬
‫‪081‬‬

‫ال يللت للليب إال‪ ،‬كللام جعلللوا من للا بعللاعة يسل ل الووللول إلي للا‪ ،‬طاملللا أو ل م لللدها‬
‫اْلللربر ْلغللادرة ال يللت يوميللا لتعللير أكعللر مللن ربللع حياهتللا الزوجيللة مللع رجللال آخللرين‬
‫يف للرف الوظيفل للة اْلعتل للادة اْلسل للاحة‪ ،‬وهل للذا الربل للع ال يتخللل لله ابتعل للاد عل للن الرجل للال‬
‫الغربللا‪ ،‬كللام ت تعللد عللن الللزور يف ياليللة ا ربللاع‪ ،‬بسل ب الطل أو الغسللل أو النللوم أو‬
‫مغادرة ال يت مر ما‪.‬‬

‫يانيل للا‪ :‬معاجلل للة اإلشل للكاالت يف ال يل للت إىل الرجل للل اْلسل لللم‪ ،‬وليسل للت إىل اْلل للرأة‬
‫اْلسلمة‪ ،‬وهذه ال الحية م ن َّية علَل القوا ملة يف ا رسة‪ ،‬نلإن ملن جع َلل لله ا ملر هلو‬
‫الذي يوكل إليه حل ما ينجم من خالنات يف ال يت‪.‬‬

‫‪ ،‬خللالا الرجللل واْلللرأة علللم مللن َخ ْلقلله االعوجللار‪،‬‬ ‫خللالا السللاموات وا ر‬


‫اْلعور عَل االستقامة نأوحى جل يف عاله‪:‬‬
‫ع‬ ‫وعلم ما الذي ممل‬

‫ارضبللوه َّن‬ ‫لوزه َّن َنعظللوه َّن َو ْاهجللروه َّن يف ا ْْل ََعللاجع َو ْ‬ ‫ون نشل َ‬ ‫{ َوال لالَّي َ َ للان َ‬
‫لريا } [سللورة النسللا‪ ،،‬اجيللة‪:‬‬ ‫اَّلل َكل َ‬
‫لان َعليللا َك ل ً‬ ‫ال إ َّن َّ َ‬ ‫َنللإ ْن َأ َط ْع لنَك ْم َن ل َ‬
‫ال َت ْغللوا ْ َع َل ل ْي َّن َس ل ي ً‬
‫(‪.])67‬‬

‫‪( :-‬ق للال اب للن ع للاس‪ :‬للانون بمعن للى تعلم للون‬ ‫‪-‬‬ ‫يق ةةول الق ةةرط‬
‫وتتيقنون‪ .‬وقيل هو عَل بابه‪ .‬والنشوز الع يان)(‪.)1‬‬

‫(‪)1‬اجلامع حكام القرآن ‪.)541 / 5( -‬‬


‫‪083‬‬

‫‪ -‬عةن النُّكةوز‪َ ( :‬ي ْعنلي ا ْمتنَلا َع َّن ملنْك ْمت‬ ‫يقول اإلمام ابن ال ربي ‪-‬‬
‫لرب َعنْلله بالنعشللوز‪َ ،‬وهل َلو م ل ْن الن ََّشللز‪ :‬ا ْْل ْر َت َفللع م ل ْن ا ْ َ ْر ‪َ ،‬وإ َّن كل َّلل َمللا ا ْم َتنَل َلع َع َل ْي ل َ‬
‫َعل َّ َ‬
‫َن َقدْ ن ََش َز َعنْ َ )(‪.)1‬‬

‫وا تعاىل َشع االول ْلعاجلة ما يكون من خلا بعض النسلا‪ ،،‬وهلي حللول‬
‫تدرجية ين غي للمسلم أن يراعي ا خذ هبا علَل تسلسلل ا‪ ،‬نلإن اْل لري العلليم جعلل‬
‫َشع م للا بع للدها إن َل جت للد ا وىل نفع للا‪ ،‬إىل أن وو للل ا م للر إىل‬
‫ال داي للة يس للرية‪ ،‬ي للم َّ‬
‫الرضب‪.‬‬

‫أن املرأة إذا امتن ت عن طاعة زوجها فاحللُّ الرباني األول‪:‬‬

‫وه للو أن ي للدأ الرج للل بن لليحة وموعظ للة الزوج للة وت للذكريها‪ ،‬وم للن‬ ‫النصححح‬
‫اْلعلوم أن النَّاوم قد ال عد أ ر الن م م اَشة ولكن بعد أيام‪.‬‬

‫ع‬
‫ناال العاين من خالا اْلرأة‪ :‬أن هجرها الزور يف اْل يت‪.‬‬ ‫نإن َل تستقم‬

‫نللإن َل تسللتقم ناال علل العالللث م للن خللالا اْلللرأة‪ :‬أن يرضللهبا الرجللل وال يك للون‬
‫مربحل للا‪ ،‬أي ال يكرس ل ل عظل للام وال يسل لليل دمل للا وال يل لللك أ ل للرا ويتجنل للب الل للرأس ومل للا‬
‫حوت‪.‬‬

‫(‪ )1‬أحكام القرآن البن العرِب ‪.)664 / 2( -‬‬


‫‪084‬‬

‫لتم اللا ج ل للع عن ل لله بمج ل للرد انتف ل للا‪ ،‬ال ل للداعي ل ل لله‪ ،‬وين غ ل للي االنت ل للاه‬
‫وك ل للل ح ل للل ي ل ل ع‬
‫والوقللوف مليللا عللن عايللة اجيللة‪ ،‬قللال تعللاىل‪َ {:‬نللإ ْن َأ َط ْعلنَك ْم َنل َ‬
‫ال َت ْغللوا ْ َع َلل ْي َّن َسل ي ً‬
‫ال‬
‫َان َعليا َك ًريا }‪.‬‬‫اَّلل ك َ‬
‫إ َّن َّ َ‬

‫نإن ا تعاىل أعَل ممن له العلو يف ا رسة‪ ،‬وأكرب ممن هو ك ري ا رسة‪.‬‬

‫نللإن َل تسللتقم اْلللرأة الناشللزة‪ ،‬نعنللد ذل ل تللأي مرحلللة إدخللال ا طللراف‪ ،‬قللال‬
‫تعاىل‪:‬‬

‫{ َوإ ْن خ ْفللت ْم ش ل َق َ‬
‫اق َب ْيللن َام َنل ْلاب َععوا ْ َح َكل ًلام ِّم ل ْن َأ ْهللله َو َح َكل ًلام ِّم ل ْن َأ ْهل َ للا إن يريللدَ ا‬
‫َان َعل ًيام َخ ًريا } [سورة النسا‪ ،،‬اجية‪.])65( :‬‬ ‫اَّلل ك َ‬ ‫اَّلل َب ْينَ َام إ َّن َّ َ‬
‫إ ْوال ًَحا ي َو ِّنا َّ‬

‫نإن َل يتوول ااكامن إىل حل بعد سامع ا طراف‪ ،‬نالزوجان بني أملرين‪ :‬إملا‬
‫الطالق وإما اْللع(‪.)1‬‬

‫يالع للا‪ :‬تع للدد الزوج للات‪ ،‬وه للذا ح للا جعل لله ا تع للاىل لع للاده الرج للال برشل ل‬
‫قيا العدالة بين ن يف‪ :‬املأكل واْلرشب واْلل ب واْلسلكن واْل يلت‪ ،‬وال ماسلب‬
‫الرجللل عللَل مللا تكللون مللن حم للة إلحللداهن يف قل لله مللا َل ت ل د تل ل اْلح للة إىل التفرقللة‬
‫بين َّن يف مفردات العدالة‪.‬‬

‫جو واالم‪.‬‬
‫(‪ )1‬والعجب ممن ي دأ بالطالق مع الرشا رة ا وىل للمشكلة وكالم ا تعاىل ِ‬
‫‪085‬‬

‫ومل للن خل للاف مل للن نفسل لله عل للدم قيل للا العدالل للة‪ ،‬نل للا وىل االقت ل للار عل للَل اْلل للرأة‬
‫الواحدة‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬

‫{ َنل ل للإ ْن خ ْفل ل للت ْم َأالَّ َت ْعل ل للدلوا ْ َن َواحل ل للدَ ًة َأ ْو َمل ل للا َم َل َكل ل ل ْ‬
‫لت َأيْ َامنكل ل ل ْلم َذل ل ل ل َ َأ ْد َنل ل للى َأالَّ‬
‫تَعولوا ْ} [سورة النسا‪ ،،‬اجية‪.])6( :‬‬

‫وهذا ااكم الرشعي م ني عَل االختالف القدري الكوين بلني الرجلل واْللرأة‬
‫يف وظيف للة ك للل واح للد م للن ام يف اس للتمرار النس للل‪ ،‬وم للن مقاو للد دينن للا ااني للف حف للُ‬
‫النس للل‪ ،‬وال يمك للن أن يتحق للا ذلل ل إال بحم للل اْل للرأة ع للَل أن ال تك للون إال يف ذم للة‬
‫رجل واحد‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اْلريان‪ ،‬وقد شنع أعلدا‪ ،‬ا تعلاىل علَل اإلسلالم بسل ب اْللريان كعلريا‪،‬‬
‫ول للو أع للم درس للوا اْل للريان مرت ط للا با حك للام الرش للعية لعلم للوا عدال للة ا تع للاىل يف‬
‫التقسيم‪.‬‬

‫وم للا ن للي ن وم للن ن للي ن‪ ،‬مقس للم أرزاق ع للاده‪،‬‬ ‫إن مال ل ل الس للاموات وا ر‬
‫جع للل ن لليب الرج للل يف اْل للريان ال للعف ن لليب اْل للرأة أحيان للا‪ ،‬وه للذه العدال للة يف‬
‫التوزيللع ليسللت يف كللل مللواطن اْلللريان‪ ،‬بللل حيللث كانللت العدالللة تتحقللا بن لا‪ ،‬عللَل‬
‫تقسيم الواج ات وترتيب ااقوق‪.‬‬
‫‪086‬‬

‫وعدالة ا تعاىل جلية يف تقسيم اْلريان‪ ،‬نأحيانا الرجل يأخذ اللعف اْللرأة‪،‬‬
‫ن َع َي ل ْلني} [س للورة النس للا‪:،‬‬ ‫ق للال تع للاىل‪{:‬يوو لليكم َّ‬
‫اَّلل يف َأ ْوالَدك ل ْلم لل ل َّلذكَر م ْع للل َح ل ِّ‬
‫لُ ا‬
‫(‪.])55‬‬

‫{ َو َلك ْم ن ْ ف َما ت ََر َك َأ ْز َواجك ْم إن ََّل ْ َيكن ََّل َّن َو َلدٌ }[سورة النسا‪.])52( :،‬‬

‫الربع ممَّا ت ََركْت ْم إن ََّل ْ َيكن َّلك ْم َو َلدٌ }[سورة النسا‪.])52( ،‬‬
‫{ َو ََل َّن ع‬

‫وأحيانةةا يتسةةاوون يف امل ة اث قللال تعللاىل‪َ {:‬وإن كَا َنل ْ‬


‫لت َواحللدَ ًة َن َل َ للا النِّ ْ للف‬
‫السدس} [سورة النسا‪.])55( :،‬‬ ‫ٍ‬
‫َو َبَ َو ْيه لك ِّل َواحد ِّمنْ َام ع‬

‫لت َنلكل ِّلل َواحل ٍلد ِّم لنْ َام‬


‫ال َل ل ًة َأو ا ْمل َلرأ َ ٌة َو َللله َأ ٌب َأ ْو أ ْخل ٌ‬ ‫{ َوإن َكل َ‬
‫لان َرجل ٌلل يل َ‬
‫لورن َك َ‬
‫َشكَا‪ ،‬يف ال ععلث} [سورة النسا‪ ،،‬اجية‪.])52( :‬‬ ‫السدس َنإن كَان َوا ْ َأ ْك َع َر من َذل َ َن ْم َ‬
‫ع‬

‫وأحيان ةةا امل ةةرأة أخ ةةذ أيث ةةر م ةةن الرج ةةل‪ ،‬قللال تعللاىل‪َ {:‬نللإن ََّل ْ َيكللن َّللله َو َلللدٌ‬
‫َو َور َيه َأبَ َواه َنأل ِّمه ال ععلث} [سورة النسا‪ ،،‬اجية‪.])55( :‬‬

‫فأع عدالة أعظم من هذه؟‬

‫وهللذا الترشلليع الربللاين يللت عم مللن خللالل ااقللوق والواج للات التللي للرجللل والتللي‬
‫للمللرأة‪ ،‬مللع مرا عللاة قللرب وبعللد الللوارن مللن اْليللت‪ ،‬والعجللب أن يللرل اْلخلللوق يف‬
‫خلا ا تعاىل ما ال يراه اْلالا يف خلقه!‬
‫‪087‬‬

‫وا عج ل للب من ل لله أن يك ل للون ذل ل ل اْلخل ل للوق م ل للن اْلنتس ل ل ني إىل اإلس ل للالم‪ ،‬مم ل للن‬
‫يرش للعون الق للوانني ومكم للون هب للا وممل للون النَّ للاس علي للا‪ ،‬وي للرون ذل ل م للن أك للرب‬
‫ِّ‬
‫مكاس للب اْل للرأة يف ني للل حقوق للا وحريت للات الن م للن الظل للم عن للدهم أن ال تس للاوي‬
‫اْلرأة الرجل(‪.)1‬‬

‫خامسللا‪ :‬وممللا ترتللب يف َشعنللا اانيللف بنللا‪ ،‬عللَل تل ل الفروقللات القدريللة‪ ،‬أن‬
‫حكمللة ا تعللاىل يف اْللللا اقتعللت‪ ،‬أن اْلللرأة اْلسلللمة ال تتللوىل أمللر اْلسلللمني‪ ،‬بللل‬
‫وال تشارك يف إدارة ااكم‪.‬‬

‫اَّلل ☺ َأيَّللا َم‬ ‫ٍ‬


‫اَّلل بكَل َمللة َسللم ْعت َ ا م ل ْن َرسللول َّ‬ ‫َع ل ْن َأِب َب ْكل َلر َة َقل َلال‪َ :‬ل َقللدْ َن َف َعنللي َّ‬
‫لول‬‫اجلَ َملل َنأ َقات َلل َم َع ْلم‪َ ،‬ق َلال‪َّ َ :‬مللا َب َل َلغ َرس َ‬ ‫لحاب ْ‬ ‫اجلَ َمل َب ْعدَ َما كدْ ت َأ ْن َأ ْل َح َا ب َأ ْو َ‬ ‫ْ‬
‫رسللل َقل َلال‪َ « :‬ل ل ْن ي ْفلل َلم َقل ْلو ٌم َو َّلل ْلوا‬ ‫اَّلل ☺ َأ َّن َأ ْهل َلل َنللار َس َقللدْ َم َّلكللوا َع َل ل ْي ْم بنْل َ‬
‫لت ك ْ َ‬ ‫َّ‬
‫َأ ْم َره ْم ا ْم َرأ َ ًة»(‪.)3()2‬‬

‫(‪ )1‬ا حزاب اْلنتس ة إىل اإلسالم يقينا ال يلرون أن اْللرأة مظلوملة يف علدم اْلسلاواة بين لا وبلني الرجلل‬
‫يف اْل للريان‪ ،‬إال أع للم يف الوا ق للع العم للو م للن اْلش للاركني يف كتاب للة الدع س للتور ال للذي يس للاوي ب للني الرج للل‬
‫واْلرأة ودون متييز ومن اااكمني بذل الدع ستور والداعني إليه! !‬
‫(‪ )2‬احللذر علللام‪ ،‬العللاللة الللذين يللردون مللا وللم عللن رسللول ا ☺ بشللجرة الللدر وبلقلليب وجولللدا‬
‫للسنَة‪.‬‬
‫السن ََن ال ترد بالوقائع اْلخالفة ع‬
‫مائري وتاترش وأنديرا اندي وبنازير بوتو‪ ،‬نإن ع‬
‫(‪ )3‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)7725( :‬‬
‫‪088‬‬

‫(قوله‪« :‬لن يفلم قلوم» إلل نيله دليلل علَل أن اْللرأة ليسلت ملن أهلل الواليلات‬
‫وال مل لقوم توليت ا ن جتنب ا مر اْلوجب لعدم الفالح واجب)(‪.)1‬‬

‫ن أعامل اإلمارة تار إىل الربوز وعدم االحتجاب‪.‬‬

‫عن أِب َم ْلر َي َم ا َ ْزد َّل َق َلال‪َ :‬د َخ ْللت َع َلَل م َعاو َيل َة َن َق َلال‪َ :‬ملا َأنْ َع َمنَلا بل َ َأبَلا نلال ٍَن‪.‬‬
‫اَّلل ☺‬ ‫لول َّ‬ ‫َوه َى كَل َم ٌة تَقوَلَا ا ْل َع َرب َنق ْللت َحلدي ًعا َسلم ْعته أ ْخلرب َك بله َسلم ْعت َرس َ‬
‫لاجت ْم‬‫ون َح ل َ‬ ‫لب د َ‬ ‫احت ََج ل َ‬ ‫اَّلل َع ل َّلز َو َج ل َّلل َش ل ْي ًا م ل ْن َأ ْم للر ا ْْل ْس لللمنيَ َن ْ‬
‫َيق للول‪َ « :‬م ل ْن َوالَّه َّ‬
‫اجتله َو َخ َّلتله َو َن ْقلره»‪َ .‬ق َلال َن َج َع َلل َرجل ً‬
‫ال‬ ‫اَّلل َعنْله د َ‬
‫ون َح َ‬ ‫لب َّ‬ ‫َو َخ َّلت ْم َو َن ْقلرهم ْ‬
‫احت ََج َ‬
‫َع ََل َح َوائا النَّاس(‪.)2‬‬

‫وأمللر اْلللرأة قائمللة يف َشعنلا عللَل االحتجللاب‪ ،‬نللال يمكللن التونيللا بللني وجللوب‬
‫ال للربوز وع للدم االحتج للاب وب للني وج للوب االحتج للاب‪ ،‬إع للا أحك للام رباني للة ملابط للة‬
‫ومتامسكة‪.‬‬

‫يف املغة ةةي‪( :‬وال ت لللم اْل للرأة‬ ‫قة ةةال اإلمة ةةام ابة ةةن قدامة ةةه احلنب ة ةةي‬
‫ل مامة العظمى‪ ،‬وال لتولية ال لدان‪ ،‬وَلذا َل يول الن لي ولَل ا عليله وسللم‪ ،‬وال‬
‫أحد من خلفائه‪ ،‬وال ملن بعلدهم املرأة قعلا‪ ،،‬وال واليلة بللد‪ ،‬نليام ي لغنلا‪ ،‬وللو جلاز‬
‫َل خيل منه َجيع الزمان ال ا)(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬نيل ا وطار َشح منتقى ا خ ار ‪.)226 / 55( -‬‬


‫(‪)2‬رواه أبو داوود‪ ،‬رقم ااديث‪.)2851( :‬‬
‫(‪ )3‬اْلغني يف نقه اإلمام أمحد بن حن ل الشي اين ‪.)615 / 55( -‬‬
‫‪089‬‬

‫سادسللا‪ :‬وممللا ترتللب مللن أحكللام َشعيللة عللَل تلل الفروقللات القدريللة الكونيللة‪،‬‬
‫أن اْلللرأة اْلسلللمة َل يكتللب ا تعللاىل علي للا اجل للاد‪ ،‬ملللا نيلله مللن اْلشللقة الك للرية‪ ،‬قللال‬
‫تعاىل‪:‬‬

‫{كت َ‬
‫لب َع َلل ْيكم ا ْلق َتللال َوه َلو ك ْلر ٌه َّلكل ْلم َو َع َسلى َأن َتك َْرهلوا ْ َشل ْي ًا َوه َلو َخ ْ ٌ‬
‫لري َّلكل ْلم‬
‫ون} [سورة ال قلرة‪ ،‬اجيلة‪:‬‬ ‫اَّلل َي ْع َلم َو َأنت ْم الَ َت ْع َلم َ‬
‫َش َّلك ْم َو َّ‬‫َو َع َسى َأن عوا ْ َش ْي ًا َوه َو َ ِ‬
‫(‪.])253‬‬

‫والكره‪ :‬بعم الكاف‪ :‬اْلشقة‪.‬‬

‫اجل َ للا َد َأ ْن َعل َلل‬


‫اَّلل َنل َلرل ْ‬ ‫لت‪َ :‬يللا َرسل َ‬
‫لول َّ‬ ‫َعل ْن َعائ َشل َة أ ِّم ا ْْلل ْ مننيَ ▲ َأ َّعَللا َقا َلل ْ‬
‫ور»(‪.)1‬‬ ‫ا ْل َع َمل َأ َن َال ن َجاهد؟ َق َال‪َ « :‬ال‪َ ،‬لك َّن َأ ْن َع َل ْ‬
‫اجل َ اد َح ِا َم ْرب ٌ‬

‫يف الس ةةنن الل ةةربى‪َ :‬ع ل ْن َعائ َش ل َة أ ِّم ا ْْل ل ْ مننيَ‬ ‫وعنةةد اإلم ةةام البيهق ةةي‬
‫اجل َ للاد َن َق ل َلال ‪-‬و للَل ا علي لله وس لللم‪:-‬‬ ‫اس ل َت ْأ َذنَه ن َس للا ه و ْ‬
‫اَّلل َعنْ َ للا َقا َل للت‪ْ :‬‬
‫ق َّ‬‫َر َ‬
‫ااَ عا َأ ْو ج َ ادك َّن ْ‬
‫ااَ عا»(‪.)2‬‬ ‫« َيكْفيك َّن ْ‬

‫نكيللف يمكللن أن مكللم اْلسلللمون بقللانون يسللاوي بللني الللذكر وا نعللى ودون‬
‫متييز؟‬

‫مهللا إعام دينان خمتلفان‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ال خاري‪ ،‬رقم ااديث‪.)5521( :‬‬


‫(‪ )2‬السنن الكربل لل ي قي ويف ذيله اجلوهر النقي‪ ،‬رقم ااديث‪.)1115( :‬‬
‫‪091‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬عدم التمييز بسبب‬

‫املذهب‪:‬‬

‫السللنة واجلامعللة‪ ،‬مللن قللول‬


‫واْلللذهب هللو مللا ذهللب إليلله العللاَل اْلسلللم مللن أهللل َّ‬
‫السنة‪.‬‬
‫ب ية أو حديث أو ما استن ط من ام من أحكام ونا الوابط أهل َّ‬

‫وكان من خلط ااا بال اطل أن سمى الرانعة ملا ذه لوا إليله ملن ديلن ملذه ًا‪،‬‬
‫السنة عَل أعم مسلمون‪.‬‬
‫معاهاة هل َّ‬

‫إن ممللا ال خيفللى عللَل اْلطلللع عللَل مللذهب الرانعللة‪ ،‬يعلللم يقينللا أنلله ديللن ال يمللت‬
‫إىل إس للالم أه للل الس للنة ب ل رصة وال ب لللة ال َّت للة‪ ،‬وس ل ب اْل للالف بينن للا وبي للن م‪ ،‬ه للو‬
‫السنة‪:‬‬
‫االختالف يف م ادر التلقي‪ ،‬نم ادر مذاهب أهل َّ‬

‫والسنة واإلَجاع والقياس‪.‬‬


‫القران َّ‬

‫القر ن‪:‬‬

‫أمللا اْل للدر الترشلليعي ا ول القللران‪ ،‬نإنلله حمللرف عنللد الرانعللة‪ ،‬نللال يعولللون‬
‫عليلله إال يف اجيللات التللي يزعمللون أعللا تللدل عللَل مللذه م وهللي ال تتجللاوز العرش ل‬
‫آيات من كتاب ا تعاىل‪.‬‬

‫وا دلللة مللن كت ل م اْلعتمللدة عللَل أن القللران كتللاب حمللرف‪ ،‬بمعنللى نقللص منلله‬
‫وحذف‪:‬‬
‫‪090‬‬

‫مللا رواه الكلينللي عللن (عللو بللن ااكللم‪ ،‬عللن هشللام بللن مسلللم‪ ،‬عللن أِب ع للد ا‬
‫(علي لله الس للالم) ق للال‪ :‬إن الق للرآن ال للذي ج للا‪ ،‬ب لله جربا ئي للل (علي لله الس للالم) إىل حمم للد‬
‫(وَل ا عليه وآله) س عة عرش ألف آية‪.)2())1( .‬‬

‫ورول أيعا‪( :‬عن أبى جعفر (عليه السالم) أنه قال‪ :‬القرآن نلزل أ اليلا‪ :‬يللث‬
‫نينا وو أح ائنا ويلث يف أعدائنا وعدو من كان ق لنا ويلث سنة ومعل)(‪.)3‬‬

‫والعلث ال اقي منه هو الذي بلني أيلدينا وهلو اجخلر حملرف‪ ،‬وا دللة ملن كتل م‬
‫عَل كون هذا القران اْلتداول حمرنا ال ت َعدع ‪ ،‬ومن أمعلة ذل ‪:‬‬

‫ما رواه الكليني‪( :‬عن أِب جعفر عليه السلالم قلال‪ :‬نلزل جربا ئيلل عليله السلالم‬
‫هبللذه اجيللة هكللذا‪ " :‬إن الللذين ظلمللوا (آل حممللد حق للم) َل يكللن ا ليغفللر َلللم وال‬
‫لي دهم طريقا إال طريا ج نم خالدين ني ا أبدا وكان ذل عَل ا يسريا)(‪.)4‬‬

‫وكلذل ‪( :‬عللن أِب جعفلر عليلله السلالم قللال هكلذا نزلللت هلذه اجيللة " وللو أعللم‬
‫نعلوا ما يوعظون به (يف عو) لكان خريا َلم)(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬وهذه من الروايات ال حيحة عندهم‪ ،‬وهذا يعنلي أن القلران ذهلب يلعلاه وهلو عقيلدة الرانعلة يف‬
‫القللرآن‪ ،‬ويفرسللها الروايللة التللي بعللدها‪ ،‬نللالقرآن عنللدهم يلللث يف نعللائل أهللل ال يللت وهللذا اجلللز‪ ،‬رنعلله‬
‫ال َّ حابة – عَل زعم م ‪ -‬ويلث يف نعلائم ال َّ لحابة وهلذا أيعلا رنعلوه ملن القلران‪ ،‬نللم ي لا إال هلذا‬
‫الذي بني أيدينا‪.‬‬
‫(‪ )2‬الكايف ‪.)254 / 3( -‬‬
‫(‪ )3‬الكايف ‪.)213 / 3( -‬‬
‫(‪ )4‬الكايف ‪.)745 / 2( -‬‬
‫‪091‬‬

‫وكللذل ‪( :‬عنللد أِب ع للد ا عليلله السللالم‪ " :‬قللل اعملللوا نسللريل ا عملكللم‬
‫ورس ل للوله واْل من ل للون " نق ل للال‪ :‬ل ل لليب هك ل للذا ه ل للي‪ ،‬إن ل للام ه ل للي وامل ل للأمونون‪ ،‬ن ل للنحن‬
‫(‪)2‬‬
‫املأمونون)‬

‫وكذل ‪( :‬نزل جربا ئيل هبذه اجية هكذا‪ " :‬نأبى أكعر النلاس (بواليلة علو) إال‬
‫كفللورا" قللال‪ :‬ونللزل جربئيللل عليلله السللالم هبللذه اجيللة هكللذا‪ " :‬وقللل االلا مللن ربكللم‬
‫(يف والية علو) نملن شلا‪ ،‬نليل من وملن شلا‪ ،‬نليكفلر إنلا أعتلدنا للظلاْلني (آل حمملد)‬
‫نارا)(‪.)3‬‬

‫وك للذل ‪( :‬ع للن أِب ع للد ا علي لله الس للالم يف ق للول ا تع للاىل‪ " :‬س للأل سل للائل‬
‫بعذاب واقع للكانرين (بوالية عو) ليب له دانع " يم قلال‪ :‬هكلذا وا نلزل هبلا‬
‫جربا ئيل عليه السالم عَل حممد وَل ا عليه وآله)(‪.)4‬‬

‫وكلذل ‪( :‬عللن أِب ع للد ا عليلله السللالم قللال‪ :‬نللزل جربا ئيللل عليلله السللالم عللَل‬
‫حممللد وللَل ا عليلله وآللله هبللذه اجيللة هكللذا‪ " :‬يللا أهللا الللذين أوتللوا الكتللاب آمنللوا بللام‬
‫نزلنا (يف عو) نورا م ينا)(‪.)5‬‬

‫(‪)1‬الكايف ‪.)745 / 2( -‬‬


‫(‪ )2‬الكايف ‪.)745 / 2( -‬‬
‫(‪ )3‬الكايف ‪.)744 / 2( -‬‬
‫(‪)4‬الكايف ‪.)745 / 2( -‬‬
‫(‪ )5‬الكايف ‪.)731 / 2( -‬‬
‫‪093‬‬

‫م للن ك للل ذل ل كت للاب (ن للل اْلط للاب يف إي للات ري للف ك للالم رب‬ ‫وحس ل‬
‫ا رباب)(‪.)1‬‬

‫ْل لف له مللريزا حممللد بللن حسللن النللوري الطللربيس تللويف سللنة (‪ )5621‬وبلللغ مللن‬
‫تكريم م َلذا النجب أن دننوه قرب القرب اْلزعوم لعو بن أِب طالب (‪.)‬‬

‫وأال للانوا إىل الق للول ب للالتحريف عائق للا آخ للر يف من للع أت للاع م م للن التعام للل م للع‬
‫كتللاب ا تعللاىل‪ ،‬عنللدما جعلللوا للله تفسللريا باطنيللا ال يمللت إىل لغللة العللرب التللي نللزل‬
‫هبا القران ب لة من ذل ‪:‬‬

‫مللا رواه الكلينللي‪( :‬عللن عللو بللن جعفللر‪ ،‬عللن أخيلله موسللى عليلله السللالم يف قوللله‬
‫ل‬ ‫ل مشلليد" قللال‪ :‬ال للر اْلعطلللة اإلمللام ال للامت والق‬ ‫تعللاىل‪ " :‬وب للر معطلللة وق‬
‫اْلشيد اإلمام الناطا)(‪.)2‬‬

‫وكذل ‪( :‬عن عو بن جعفر‪ ،‬عن أخيه موسى بن جعفر عليله السلالم يف قلول‬
‫ا عز وجل‪{ :‬قل أرأيتم إن أو م ما كم ورا نمن يلأتيكم بلام‪ ،‬معلني}‪ ،‬قلال‪:‬‬
‫إذا اب عنكم إمامكم نمن يأتيكم بإمام جديد)(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬له كتاب آخر اسمه اْلستدرك وهو أحد ا وول ااديعية العامنية لدل الرانعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬الكايف ‪.)712 / 2( -‬‬
‫(‪ )3‬الكايف ‪.)281 / 2( -‬‬
‫‪094‬‬

‫احلدي ‪:‬‬

‫أما م ادرهم ااديعية ن ي‪:‬‬

‫‪ ‬الكايف ْلحمد بن يعقوب الكليني (ت ‪628‬ـه)‪.‬‬


‫‪ ‬االست ل للار نل لليام اختلل للف نيل لله ا خ ل للار ْلحمل للد بل للن ااسل للني الطل للويس‬
‫ويلقب بشي الطائفة (ت ‪ 731‬ـه)‪.‬‬
‫‪ ‬الت ذيب وهو اخت ار لالست ار‪.‬‬
‫‪ ‬مللن ال مرضلله الفقيلله ْلحمللد بللن بابويلله القمللي ويلقللب بال للدوق (ت‬
‫‪611‬ـه)‪.‬‬

‫ينقللل نللارص القفللاري عللن (حممللد وللادق ال للدر‪" :‬إن الشلليعة‪ . . .‬سمعللة عللَل‬
‫اعت ار الكتب ا ربعة‪ ،‬وقائلة ب حة كل ما ني ا من روايات‪.)1(" . . .‬‬

‫وهذه الكتب تعرف با وول ا ربعة‪.‬‬

‫ثم أضافوا أرب ة يتب ل متأخرين وهي‪:‬‬

‫‪ ‬بحار ا نوار للمال حممد باقر اْلجل ‪.‬‬

‫‪ ‬اْلستدرك ْلحمد بن نوري الطربيس (ت ‪5621‬ـه)‪.‬‬


‫‪ ‬الوايف‪.‬‬

‫(‪ )1‬الشيعة‪ :‬ص ‪ ،524‬أوول مذهب الشيعة ‪.)55 / 5( -‬‬


‫‪095‬‬

‫‪ ‬الوسائل‪.‬‬

‫السلنة‬
‫السلنة ال تلة‪ ،‬بلل روايلات أهلل َّ‬
‫وهذه اْل ادر ال عالقة َللا بم لادر أهلل َّ‬
‫ال تساوي عندهم بعوالة‪.‬‬

‫يقول حممد حسن آل كاشف الغطلا‪ ،‬اْلتلوو سلنة ‪ 5646‬وكلان اْلرجلع ا علَل‬
‫للرانعل للة يف اْلمسل للينات مل للن القل للرن املل للايض (العرشل للين) يف كتابل لله أول للل الش ل لليعة‬
‫السنة والرانعة‪:‬‬
‫وأووَلا وهو يتكلم عن الفروقات بني أهل َّ‬

‫السلنة ل أعنلي ا حاديلث النَّ ويلة ل إال ملا ولم َللم‬


‫(ومن ا‪ :‬أعلم ال يعتلربون ملن َّ‬
‫من طرق أهل ال يت (علي م السالم) عن جلدهم (ولَل ا عليله وآلله)‪ ،‬يعنلي‪ :‬ملا‬
‫رواه ال ادق‪ ،‬عن أبيه ال اقر‪ ،‬عن أبيه زين العابلدين‪ ،‬علن ااسلني السل ط‪ ،‬علن أبيله‬
‫علي م َجي ًعا‪.‬‬ ‫أمري اْل منني‪ ،‬عن رسول ا سالم‬

‫أمل للا مل للا يرويل لله معل للل‪ :‬أِب هريل للرة‪ ،‬وسل للمرة بل للن جنل للدب‪ ،‬ومل للروان بل للن ااكل للم‪،‬‬
‫وعم للران ب للن حط للان اْل للارجي‪ ،‬وعم للرو ب للن الع للاص‪ ،‬ونظ للائرهم‪ ،‬نل لليب َل للم عن للد‬
‫اإلمامية من االعت ار مقدار بعوالة‪ ،‬وأملرهم أشل ر ملن أن يلذكر‪ ،‬كيلف وقلد رصح‬
‫السنة بمطاعن م‪ ،‬ودل عَل جائفة جروح م)(‪.)1‬‬
‫كعري من علام‪َّ ،‬‬

‫(‪ )1‬أول الشيعة وأووَلا ‪.)276 -272 / 5( -‬‬


‫‪096‬‬

‫بللل مللن ديللن م خمالفللة أهللل السللنة ن الرشللد واَلدايللة يف خمللالفت م‪ ،‬وهللو قللول‬
‫ِب ع للد ا جعف للر كل للام زعم للوا وق للد ا ل للذ الكلين للي ه للذه الروايل للة إح للدل قوا عل للد‬
‫ت حيم الروايات يف كانيه‪.‬‬

‫وإن وردت روايللة توا ن للا مللا عن للد أه للل السللنة ن للإعم يلك للون العمللل هب للا وعل للة‬
‫اللك ال خيفوعا بل يكت وعا وااللحة رصملة كلام يف اْل لدر االديعي العلاين عنلدهم‬
‫والللذي يسللمى االست للار نلليام اختل للف مللن ا خ للار ِب جعفللر حمم للد بللن ااس للن‬
‫الطويس‪.‬‬

‫(عللن زيللد بللن عللو عللن آبائلله عللن عللو عليلله السللالم قللال‪ :‬جلسللت أتوالللأ ناق للل‬
‫رسل للول ا و ل للَل ا علي ل لله وآلل لله ح ل للني ابت ل للدأت يف الوالل للو‪ ،،‬نق ل للال‪ :‬يل متع ل للمض‬
‫واستنش للا واس للتن ي للم س لللت يالي للا نق للال ق للد عزيل ل م للن ذلل ل اْلرت للان‪ ،‬نغس لللت‬
‫ذراعللي ومسللحت بللرايس مللرتني‪ ،‬نقللال‪ :‬قللد عزيل مللن ذلل اْلللرة و سلللت قللدمي‪،‬‬
‫نقال‪ :‬يل يا عو خلل بني ا وابع ال لل بالنار‪.‬‬

‫ن للذا خللرب موا نللا للعامللة وقللد ورد مللورد التقيللة الن اْلعلللوم الللذي ال يتخللالا‬
‫نيلله الش ل مللن مللذاهب أئمتنللا علللي م السللالم القللول باْلسللم عللَل الللرجلني وذل ل‬
‫اش ل ر مللن أن يللدخل نيلله ش ل أو ارتيللاب‪ ،‬بللني ذل ل أن رواة هللذا اْلللرب كل للم عامللة‬
‫ورجال الزيدية وما خيت ون بروايته ال يعمل به عَل ما بني يف ري موالع)(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬االست ار ‪.)531 / 5( -‬‬


‫‪097‬‬

‫ورول أيعا‪( :‬عن أِب ع د ا (ع) قال‪ :‬سلألته علن سلل اْليلت نقلال‪ :‬أقعلده‬
‫وا م للز بطن لله م للزا رنيق للا ي للم ط للره م للن م للز ال ل طن ي للم تع للجعه ي للم تغس للله نت للدأ‬
‫يم بلام‪ ،‬وكلانور يلم تغسلله بامللا‪ ،‬القلراح واجعلله يف‬ ‫بميامنه وتغسله باملا‪ ،‬واار‬
‫أكفانلله‪ .‬قللال حممللد بللن ااسللن رمحلله ا مللا تعللمن هللذا اْلللرب مللن قوللله أقعللده موا نللا‬
‫للعامة ولسنا نعمل به)(‪.)1‬‬

‫القيام‪:‬‬

‫يقللول حممللد رالللا اْلظفللر‪( :‬القيللاس اْل للطلم عليلله عنللد ا وللوليني الللذي هللو‬
‫ليب من مذه نا)(‪.)2‬‬

‫ويق للول أيع للا‪( :‬و ج للل ه للذا أيع للا نح للن ال نعت للرب القي للاس واالستحس للان م للن‬
‫ا دلة الرشعية عَل ا حكام)(‪.)3‬‬

‫ويقول أيعا‪( :‬وقد علم كل موانا وخمالف أن الشيعة اإلماميلة ت طلل القيلاس‬
‫يف الرشيعة حيث ال ي دي إىل العلم)(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬االست ار ‪.)761 / 5( -‬‬


‫(‪ )2‬أوول الفقه ‪.)517 / 5( -‬‬
‫(‪ )3‬أوول الفقه ‪.)227 / 5( -‬‬
‫(‪ )4‬أوول الفقه ‪.)12 / 2( -‬‬
‫‪098‬‬

‫طرفة ة ة ة ة ة ةة‪:‬‬

‫رول الكلين للي يف كاني لله‪( :‬ع للن حمم للد ب للن مس لللم‪ ،‬ع للن أِب جعف للر علي لله الس للالم‬
‫قللال‪ :‬كنللت عنللده يومللا إذ وقللع زور ورشللان عللَل االلائط وهللدال هللديل ام‪ ،‬نللرد أبللو‬
‫جعفللر عليلله السللالم علللي ام كالم للام سللاعة‪ ،‬يللم ععللا‪ ،‬نلللام طللارا عللَل االلائط هللدل‬
‫الذكر عَل ا نعى ساعة‪ ،‬يم ععا نقلت‪ :‬جعلت نداك ما هذا الطري؟‬

‫قال‪ :‬يلا ابلن مسللم كلل يش‪ ،‬خلقله ا ملن طلري أو هبيملة أو يش‪ ،‬نيله روح ن لو‬
‫أسمع لنا وأطوع من ابن آدم‪ ،‬إن هذا الورشان ظن بامرأته نحلفت له ما نعلت‪.‬‬

‫نقال ل ل ل للت‪ :‬ت ل ل ل للرق بمحم ل ل ل للد ب ل ل ل للن ع ل ل ل للو‪ ،‬نرال ل ل ل لليا ِب نأخربت ل ل ل لله أن ل ل ل لله َل ل ل ل للا ظ ل ل ل للاَل‬
‫ن دق ا(‪.)2())1‬‬

‫(ورول عل للو بل للن أِب محل للزة ال طل للائني‪ ،‬قل للال‪ :‬خل للرر أبل للو ااسل للن موسل للى عليل لله‬
‫السللالم يف بعللض ا يللام مللن اْلدينللة إىل اللليعة للله خارجللة عن للا‪ ،‬ن للح ته أنللا وكللان‬
‫راك ا بغلة وأنا علَل محلار يل‪ ،‬نللام رصنلا يف بعلض الطريلا اعلاللنا أسلد‪ ،‬نأحجملت‬

‫(‪ )1‬الرواية التي أذكرها ني ا (نلم ي دق ا) وكام ترل نإن الزور كلان يشل ني لا أعلا زانيلة – والعيلاذ‬
‫بللا ‪ -‬أو عللَل عالقللة برجللل – عللذرا – بورشللان آخللر‪ ،‬نطمأنلله اإلمللام‪ :‬أن ال يش‪ ،‬ممللا يللدور يف خلللدك‬
‫إنام هي شكوك ووساوس شيطان‪.‬‬
‫(‪ )2‬الكايف ‪.)11 / 6( -‬‬
‫‪099‬‬

‫خونا وأقلدم أبلو ااسلن موسلى عليله السلالم لري مكللن بله‪ ،‬نرأ يلت ا سلد يتلذلل‬
‫ِب ااسن عليه السالم وهم لم‪ ،‬نوقلف لله أبلو ااسلن عليله السلالم كاْل لغي إىل‬
‫مه متلله‪ ،‬ووالللع ا سللد يللده عللَل كفللل بغلتلله‪ ،‬وقللد مهتنللي نف ل مللن ذل ل وخفللت‬
‫خونا عظيام‪ ،‬يم تنحى ا سد إىل جانب الطريا وحول أبو ااسن وج له إىل الق للة‬
‫وجعل يدعو‪ ،‬ومرك شفتيه بام َل أن مله‪ ،‬يلم أوملأ إىل ا سلد بيلده أن املض‪ ،‬ن م لم‬
‫لف ا سلد حتلى لاب‬ ‫ا سد مه مة طويلة وأبو ااسن يقول‪ " :‬آمني آمني " وان‬
‫ل أب للو ااس للن علي لله الس للالم لوج لله وات عت لله‪ ،‬نل للام بع للدنا ع للن‬ ‫م للن ب للني أعينن للا‪ .‬وم‬
‫اْلوالع اقته نقلت لله‪ :‬جعللت نلداك‪ ،‬ملا شلأن هلذا ا سلد؟ نلقلد خفتله ‪ -‬وا ‪-‬‬
‫عليل ‪ ،‬وعج للت ملن شللأنه معل ‪ .‬نقللال يل أبلو ااسللن عليله السللالم‪ " :‬إنله خللرر إيل‬
‫يشكو عرس الوالدة عَل ل و‪،‬تله وسلألني أن أسلأل ا أن يفلرر عن لا نفعللت ذلل ‪،‬‬
‫وألقلي يف روعلي أعللا تللد ذكللرا لله(‪ ،)1‬نخربتلله بلذل ‪ ،‬نقللال يل‪ :‬املض يف حفللُ ا ‪،‬‬
‫نللال سلللط ا علي ل وال عللَل ذريت ل وال عللَل أحللد مللن شلليعت شللي ا مللن الس ل اع‪،‬‬
‫نقلللت‪ :‬آمللني "‪ .‬وا خ للار يف هللذا ال للاب كعللرية‪ ،‬ونلليام أ تنللاه من للا كفايللة عللَل الرسللم‬
‫الذي تقدم‪ ،‬واْلنة ‪ ).‬اإلرشاد للمفيد (‪.)2()686/6‬‬

‫(‪ )1‬ي دو أن االسد نيه شُ من اجلاهلية‪ ،‬وكأن االمام عرف نيه ذل ن رشه أن اْلولود ذكر‪.‬‬
‫(‪ )2‬اإلرشل للاد يف معرنل للة حجل للا ا عل للو الع ل للاد أِب ع ل للد ا حممل للد بل للن حممل للد بل للن الل للنعامن العكل للربي‬
‫ال غدادي الشي اْلفيد (‪.)756 - 663‬‬
‫‪111‬‬

‫ق ل للال اإلم ل للام الش ل للع ي رمح ل لله ا تع ل للاىل ملالل ل ل ب ل للن مغ ل للول‪( :‬ي ل للا مالل ل ل إن َش‬
‫ملا‪ ،‬وللو كلانوا ملن اللدواب لكلانوا‬
‫الطوائف اْلش ية(‪ )1‬لو كانوا ملن الطلري لكلانوا ر ً‬
‫محريا )‪.‬‬
‫ً‬

‫إن اجلم ل للع ب ل للني اإلس ل للالم وب ل للني الدِّ يمقراطي ل للة َج ل للع ب ل للني الكف ل للر واإلي ل للامن ن ل للام‬
‫النقيع للان الل للذان ال يلتقي للان‪ ،‬إال أن اجلم للع ب للني الكف للر وا ي للامن ه للو الوس لليلة عن للد‬
‫اْلنتس ني إىل اإلسالم إلرالا‪ ،‬النَّاس عَل أي دين كلانوا ‪ ،‬ووسليلة إلراللا‪ ،‬الغلرب‪،‬‬
‫ن ادع للا‪ ،‬اإلس للالم واالنتس للاب إلي لله أرال للوا م للن خ للد َع هب للم م للن اْلس لللمني‪ ،‬وبادع للا‪،‬‬
‫الدِّ يمقراطي للة أرال للوا أع للدا‪ ،‬اإلس للالم م للن ال لللي ني و للريهم‪ ،‬وال للمنوا َل للم أن ال‬
‫خطر علي م من اإلسالم الذي يدَّ عونه‪ ،‬نخدعوا اْلسلمني بلذل ملن ج لة‪ ،‬ونلالوا‬
‫م اركللة الغللرب ورالللاهم مللن ج للة أخللرل‪ ،‬وقللد قللال تعللاىل‪َ { :‬و َلللن َتل ْلر َق َعن ل َ‬
‫الي للود َوالَ النَّ للارل َح َّت للى َت َّت ل َلع م َّل ل َت ْم ق ل ْلل إ َّن ه للدَ ل س‬
‫اَّلل ه ل َلو اَل للدل َو َل ل ن ا َّت َ ْع ل َ‬
‫لت‬
‫لري}‪[ .‬سللورة‬
‫ل ٍ‬ ‫اَّلل مللن َو ٍّيل َوالَ َن‬ ‫أهللوا‪،‬هم َب ْعللدَ ا َّلللذي َجل َ‬
‫لا‪،‬ك م ل َن ا ْلع ْلللم َمللا َل ل َ م ل َن س‬
‫ال قرة‪ ،‬اجية‪.])521( :‬‬

‫بالسليف إال‬
‫(‪ )1‬وكانت الشيعة يسمون اْلش يةت عم ا ذوا السيوف من اْلشب‪ ،‬وقالوا‪ :‬ال ج اد َّ‬
‫مع اإلمام اْلع وم الذي يظ ر يف آخر الزمان‪.‬‬
‫‪110‬‬

‫نمللن دع للا إىل الدِّ يمقراطي للة أو أج للاز ااك للم هب للا‪ ،‬نق للد خل للع ربق للة اإلس للالم م للن‬
‫عنقهت عام دينان خمتلفان‪ ،‬وا تعاىل قد قال‪َ { :‬و َملن َي ْ َتلغ َ ْ َ‬
‫لري اإلسلالم دينًلا َن َللن‬
‫اْلَارسي َن} [سورة آل عمران‪ ،‬اجية‪.])15( :‬‬
‫ي ْق َ َل منْه َوه َو يف اجخ َرة م َن ْ‬

‫يتبه ال بد ال ق إىل ع و ربه أبو عالء الداراسالمي‬

‫انتهيت من املراج ة األخ ة وهلل احلمد واملنة يوم االثنني‪:‬‬


‫‪ /25‬ص ر ‪ 5764 /‬املوافق‪2155 /52 /4 :‬‬

‫المحت ي ت‬
‫اْلقدمة‪3 .......................................................................‬‬
‫اإلسالم والدِّ يمقراطية‪ :‬من خيتار ااكام؟ ‪52 ..................................‬‬
‫اإلسالم والدِّ يمقراطية وطريقة تويل ااكم‪57 ................................ :‬‬
‫اإلسالم والدِّ يمقراطية وإدارة ااكم‪55 ...................................... :‬‬
‫اإلسالم والدِّ يمقراطية وإسقا ااكومات ‪51 ............................... :‬‬
‫أركان الدِّيمقراطية ‪26 ..................................................... :‬‬
‫الركن األول من أركان الدِّيمقراطية (حرية العقيدة)‪61 .................... .‬‬
‫اآلية األوىل‪76 ................................................................‬‬
‫‪111‬‬

‫المبح ال ا‪ :‬هل اجية حمكمة أم منسوخة؟ ‪73 ..............................‬‬


‫‪ :‬ا دلة عَل إقرار أهل الكتاب عَل دين م‪52 ...................:‬‬ ‫المبح الي‬
‫َشو إقرارهم عَل دين م‪57 ............................... :‬‬ ‫المبح الي ل‬
‫المبح الرابع الرشو العمرية ‪31 .........................................:‬‬
‫المبح الخ مس من الذي يك َْره؟ ‪37 ........................................‬‬
‫المبحو الدو س كيللف نو ِّنلا‪ :‬بللني قللول ا ت لارك وتعللاىل‪{ :‬الَ إ ْكل َلرا َه يف الللدِّ ين}‪،‬‬
‫وبني قول رسول ا (‪« :)‬أمرت أن أقاتل النَّاس حتى‪» . . . . .‬؟ ‪45 .........‬‬
‫المبح الد بع ملاذا يقر أهل الكتاب عَل دين م وبتل الرشو الرشعية؟ ‪46‬‬
‫حرية العقيدة بني اإلسالم والدِّ يمقراطية‪45 ..................:‬‬
‫المبح الي من ِّ‬
‫اآلية الثانية‪ :‬قوله تعاىل‪َ { :‬لك ْم دينك ْم َو َيل دين}‪41 ............................‬‬
‫المبح ال ا‪ :‬س ب النزول‪11 ............................................. :‬‬
‫هل اجية حمكمة أم منسوخة؟ ‪15 ..............................‬‬ ‫المبح الي‬
‫السنة‪15 ......................... :‬‬
‫معنى اجية عند علام‪ ،‬أهل َّ‬ ‫المبح الي ل‬
‫المبح الرابع هل اجية تدل عَل إقرار الك َّفار عَل دين م والرالا به؟ ‪11 .....‬‬
‫أول من استدل باجية ‪85...................................................‬‬
‫اآلية الثالثة{ َن َم ْن َشا َ‪َ ،‬ن ْلي ْ م ْن َو َم ْن َشا َ‪َ ،‬ن ْل َيكْف ْر} ‪85 ..........................‬‬
‫‪113‬‬

‫اسلت ََج َار َك َنل َأج ْره َح َّتللى َي ْسل َلم َع َكللال َم ا يل َّلم‬
‫اآليةةة الراب ةةة{ َوإ ْن َأ َحللدٌ مل َن ا ْْل ْرشللكنيَ ْ‬
‫َأبْل ْغه َم ْأ َمنَه َذل َ ب َأ َّع ْم َق ْو ٌم ال َي ْع َلم َ‬
‫ون}‪515 .................................. ..‬‬
‫ماذا يرت ب ع ى القول حبرية ال قيدة؟‪513 ..................................‬‬
‫المبح ال ا الن ي عن قتاَلم‪513 ......................................... :‬‬
‫‪ :‬سرية رسول ا ☺ ال تقر بذل ؟‪518 ......................‬‬ ‫المبح الي‬
‫أن اإلسالم ليب بدين ناس لألديان السابقة‪553 ............ .‬‬ ‫المبح الي ل‬
‫المبح الرابع ترك ا مر باْلعروف والن ي عن اْلنكر‪521 .................. :‬‬
‫الرأي‪524 ..................... :‬‬
‫الركن الثاني من أركان الدِّيمقراطية حرية َّ‬
‫اارية َّ‬
‫الشخ ية‪571 ................ :‬‬ ‫الركن الثالث من أركان الدِّيمقراطية َّ‬
‫من مبادئ الدِّيمقراطية اْلساواة ‪553.....................................‬‬
‫اْل حث االول‪ :‬عدم التمييز بس ب الدين‪554 ...............................‬‬
‫الفارق ا ول‪ :‬أن الك َّفار من ونف اايوانات‪551 ...........................‬‬
‫الفارق العاين‪ :‬االمر بالقتل والقتال‪532.....................................‬‬
‫‪ :‬عدم التمييز بس ب اجلنب ‪546 ...............................‬‬ ‫المبح الي‬
‫الفروقات بني الذكر وا نعى‪547 ..........................................‬‬
‫اْل حث العالث‪ :‬عدم التمييز بس ب اْلذهب‪581 ...............................‬‬
‫‪114‬‬

‫اْلامتة‪211 ...................................................................‬‬

You might also like