Professional Documents
Culture Documents
I'dad Muhadhoroh B. Arab
I'dad Muhadhoroh B. Arab
إن الحمد هلل نحمده ونستعينه و نستغفره ونتوب إليه ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده هللا فال مضل له ومن
يضلله فال هادي له .أشهد أن ال اله إال هللا و أشهد أن محمدا عبده ورسوله ال نبي وال رسول بعده .أما بعد
خلق هللا اإلنسان من العدم لغاية عالية و هي عبادة هللا وحده ال شريك له حيث قال هللا تعالى في التنزيل العزيز { :وما خلقت الجن
واإلنس إال ليعبدون} و أمرهللا اإلنسان بإخالص في كل عبادته قال تعالى { :وما أمروا إال ليعبد Lهللا مخلصين له الدين} فاإلخالص
هو أحد شرط من شروط قبول العبادة ,وال اخالص إال بعد حضور النية .قال اإلمام البيضاوي عنها " :هي عبارة عن انبعاث القلب
نحو ما يراه موافقا لغرض من جلب نفع و دفع ضر".اها قال رسول هللا صل هللا عليه وسلم من طريقة أمير المؤمنين عمر ابن
الخطاب رضي هللا عنه ,سمعت رسول هللا صلى هللا عليه و سلم يقول (( :إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى فمن كانت
هجرته إلى هللا و رسوله فهجرته إلى هللا ورسوله و من كانت هجرته إلى الدنيا يصيبها أو امرءة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر
.إليه)) رواه شيخان
فهذا حديث عظيم وقاعدة جليلة من قواعد اإلسالم .هي القياس الصحيح لوزن األعمال من حيث قبول و رد ومن حيث كثرة الثواب
و قلته .فإن نبينا صلى هللا عليه و سلم قد أخبرنا بأن مدار األعمال على النيات ,فإن كانت صالحة و العمل خالصا ابتغاء وجه هللا
فالعمل مقبول وإن كانت دون ذلك فالعمل مردود .لقد ضرب صلى هللا عليه وسلم في هذا الحديث بالهجرة .من هاجر من بالد
الشرك ويقصد بالد اإلسالم ابتغاء وجه هللا وتسهيال لطلب العلم وتقرب إليه فهجرته في سبيل هللا و يثاب على فعله ومن هاجر
.قصدا ألمر من أمور الدنيا فال يثاب ألجلها و من كانت على معصية فعليه العقاب
إن النية تميز العبادة عن العادة ومثاله الغسل .إن كانت بقصد الجنابة فيكون العبادة وإن كانت بقصد التبرد فيكون العادة .فهذه الثقافة
ال يفهمها إال قليل .ومثال اآلخر في الوضوء ,من توضأ قصدا لتنظيف الوجه و اليدين فيكون وضوئه عادة ومن قصد ه ألجل صحة
الصالة فيكون العباة .وإن النية هي مدار األعمال إما أن يكون العمل صحة أو فسادا و إما أن يكون كماال أو نقصا و إما أن يكون
طاعة أو معصية .مثاله في قراءة القرآن ,فمن قصد بالسمعة أثم ومن قصد لحفظه و لتدبره يثاب عليه ومثال اآلخر في الجهاد إن
.كانت يقصد اعالء كلمة هللا فقط كمل ثوابه وإن كانت يقصده و الغنيمة نقص ثوابه وإن كانت يقصد الغنيمة وحدها ال يثاب عليه
فاعلموا أيها المسلمون العمل قد يكون طاعة و قد يكون معصية كما ذكر اإلمام ابن رجب بأن األعمال لغير هللا أقسام ":فتارة يكون
الرياء محضا ال يقصد به سوى امراءاة المخلوقين لتحصيل غرض الدنيوي وهذا اليكاد يصدر عن المؤمن والشك في أنه يحبط
العمل وأن صاحبه يستحق المقت من هللا و العقوبة ,وتارة يكون العمل هلل ويشاركه الرياء فإن شاركه من أصله فإن النصوص
الصحيحة تدل على بطالنه وإن كان أصل العمل هلل ثم طرأ عليه نية الرياء ودفعه صاحبه فإن ذلك ال يضره بغير خالف".اها...
.بتصرف
فعباد هللا
أصلحوا نياتكم في كل عمل تريد قصده .ألنها من عمل ال يراه الناس ,وال يعرفها من دونك إال هللا .عسى هللا أن يقبل عبادتنا أقول
.قولي هذا وأستغفر هللا لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم
______
:مؤلف
ريحان رمضانى