Professional Documents
Culture Documents
الإدارة العمومية المغربية
الإدارة العمومية المغربية
اﻟﻛل ﯾﻌﻠم ﺑﺄن اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺗﻌد أﺣد اﻟوﺳﺎﺋل واﻷﺟﮭزة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﮭر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﯾر اﻟﺟﯾد
واﻷﻣﺛل ﻟدواﻟﯾب اﻟدوﻟﺔ ،واﻹدارة ﻛﻣﻔﮭوم ﺧﺎص ھﻲ ﻋﻠم و ﻓن ،ﻓﮭﻲ ﺗﺗﺿﻣن دراﺳﺔ ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ
ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎرف و اﻟﻘواﻋد وﻛذﻟك ﻓﮭﻲ ﺗﺷﻣل إدارة ﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣوﺟﮭﺔ ﻓﻲ أي
ﻧﺷﺎط ،ﻣﻊ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد واﻹﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ،وﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﺳﯾق وﺗﻛﺎﻣل ﺑﯾن
اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟﺗﺣﻘﯾق أھداف ﻣﺣددة .وﻣن ﯾﻣﺎرس اﻟﻌﻣل اﻹداري اﻟﻌﺎم ،ﯾﺗواﻓر ﻟدﯾﮫ رﺻﯾد ﻣﻌرﻓﻲ
ﻣﺗﻣﯾز ،ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺔ واﻟﻌﻠم ﯾﺛﻣﻧﮫ رﺻﯾد إﺿﺎﻓﻲ ﻣن اﻟﺧﺑرة واﻟﺣﻧﻛﺔ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ ،ﻣﻊ ﻗدر ﻣن
اﻟﻣﮭﺎرة ﻓﻲ ﺗوظﯾف ﻛﻠﯾﮭﻣﺎ اﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﺧﺑرة ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻷھداف واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ﺑﺻورة
ﺗﻣﻧﻊ اﻟﺗداﺧل وﺗﺣﻘق اﻟﺗﻧﺎﻏم اﻟﻌﻣﻠﻲ .
واﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﻣﻔﮭوﻣﮭﺎ اﻟﻌﺎم ،ھﻲ ﺗوﺟﯾﮫ ﺟﮭود ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻷﺟﮭزة
اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺗﺣدﯾداً ﻟﺗﺣﻘﯾق أھداف ﻣﺣددة ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺧدﻣﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن وﺗﺣﻘﯾق ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾﻧطوي ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻠك اﻷھداف اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗوﻓﯾر
ﻣﻧﺎخ ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻌﻣل واﻹﻧﺗﺎج .وﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﻟﻠﺟﻣﮭور ﺑﺄﻓﺿل ﺻورة ﻣﻣﻛﻧﺔ .
وﺗﻌﺗﺑر اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ذات ﺻﺑﻐﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟوزارة ﻣن اﻟوزارات
اﻟﻣوزﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺗرﺗﯾب اﻟوزاري اﻟﻣﻐرﺑﻲ ،ھدﻓﮭﺎ ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت ﻟﻠﻣواطن اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻣﺟﺎﻻت ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺣق ﻟﻛل ﻣواطن دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟوﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟظواھر ﻏﯾر
اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﮭﺎ داﺧل اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﺎﻟرﺷوة واﻟﻣﺣﺳوﺑﯾﺔ واﻟزﺑوﻧﯾﺔ وﻏﯾرھﺎ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻔﺳﺎد
اﻹداري ،وﺗﺗﻛون اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﻋدة ﻣراﻛز ووﺣدات ﻣوزﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ،
ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑذﻟك ﺷﺑﻛﺔ ﺧدﻣﺎت واﺳﻌﺔ اﻟﻧطﺎق ﺗﻧﺎط ﺑﮭﺎ ﻣﮭﺎم ﺗﺳﮭﯾل وﻟوج اﻟﻣواطﻧﯾن إﻟﯾﮭﺎ وﻛذﻟك
ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﮭم .
وﻟﻺﺣﺎطﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﮭﺎم اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﺎﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﻟﮭﺎ ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ
وﺑﺷرﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻘوم ﺑﻣﮭﺎﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو واﻟﺷﻛل اﻟﻣطﻠوب .ﻟﻛن اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ رﻏم ﻣﺎ
ﯾﻌرﻓﮫ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﯾوم ﻣن ﺗﺣوﻻت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻟﻣﻌﻠوﻣﯾﺎﺗﻲ ودﺧوﻟﮫ ﻋﺻر اﻟﻌوﻟﻣﺔ
واﻟﺳرﻋﺔ ،ﻻزاﻟت إدارﺗﻧﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺿﻌف ﻣﺳﺗوى ﺧدﻣﺎت ﻣؤﺳﺳﺎﺗﮭﺎ ﺑﺷﻛل ﯾﺛﯾر ﻏﺿب
اﻟﻣواطﻧﯾن ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻌرﻓﮫ ھذه اﻟوﺣدات اﻹدارﯾﺔ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﯾﮭﺎ وﺗﺟﻌﻠﮭﺎ ﻏﯾر ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻟﻌب دورھﺎ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ .ﻓﻣﺎ ھﻲ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻣﺷﺎﻛل واﻹﻛراھﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﻓﮭﺎ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ؟
وﻛﯾف اﻟﺳﺑﯾل إﻟﻰ إﺻﻼح إداراﺗﻧﺎ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻧرﻗﻰ ﺑﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺻﺎف إدارات اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ؟
ﻟﻘد أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت أن اﻹدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻋﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ذات اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺣﯾوي
اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺄﻓراده إﻟﻰ ﻣﺻﺎف ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻌﯾش اﻟﻛرﯾم
واﻟﺣﯾﺎة اﻵﻣﻧﺔ ،وإﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﮫ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗﻠﺑﯾﺔ ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﮫ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،وﻣن ھﻧﺎ اﻧﺑﻌﺛت
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺟﮭود ﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ وﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ طرﯾق اﻹﺻﻼح اﻹداري واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن " اﻟﻐد ھو ﺣﺎﺿر اﻟﯾوم اﻟذي أﺿﺣﻰ ﻣﺎﺿﻲ اﻷﻣس" ،وھو اﻷﻣر اﻟذي ﯾطﻠق
ﻋﻠﯾﮫ اﺻطﻼح "إدارة اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ".
ﻟﻛن اﻹدارة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻌرف اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻋدة أﻣراض إن ﺟﺎز اﻟﺗﻌﺑﯾر ﺗﻌطل اﻟﺳﯾر
اﻟﻌﺎدي واﻟﺟﯾد ﻟﮭذه اﻟوﺣدات اﻹدارﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ظواھر اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري اﻟﻣﻔﺿﻲ إﻟﻰ
اﻧﻌدام اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،واﻟذي ﻋرف ﺑﺄﻧﮫ "اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻊ ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣوظف ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺣﻔزات ﻣﺎدﯾﺔ أو
ﻏﯾر ﻣﺎدﯾﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﻣﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﻘدم اﻟﺣواﻓز وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﺣﺎق اﻟﺿرر ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻌﺎﻣﺔ" ،وأﯾﺿﺎ وﺟود ﺑﻌض ظواھر اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ﻛطﻐﯾﺎن وﺗﺳﻠط ﺑﻌض رؤﺳﺎء اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻛل اﻷﻣور ،واﻟﺗﻘﯾد اﻟﺷدﯾد واﻟﻣﺗﺧﻠف ﺑﺣرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻐﺿب اﻟرؤﺳﺎء
واﻟﻣدﯾرﯾن ،وﺳﯾﺎدة اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠوﻛﺎت واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت ،وﻋدم إدراج اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ
ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن .
وﺟﺎء ﻓﻲ ﺧﻼﺻﺎت ﺗﻘرﯾر اﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﺑﺷﺄن اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ " 1955
إن ﻣﺳﻠﺳل اﻹﺻﻼح اﻟذي ھم ﻣﺟﺎل اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ أن ﯾﺣوﻟﮭﺎ ﻣن إدارة
ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ وﻣﻐﻠﻘﺔ وﻣﻌﻘدة وﺑطﯾﺋﺔ وﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻋن ﻋﺻرھﺎ ،إﻟﻰ إدارة ﺣدﯾﺛﺔ وﻋﻘﻼﻧﯾﺔ وﻛﻔﺋﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ
وﻣﻧدﻣﺟﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﯾطﮭﺎ" ،ﻓﮭﺎﺟس إﺻﻼح اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ھذا اﻟﺗﻘرﯾر ﻟم ﯾرﻗﻰ
ﻟﻠﻣﺳﺗوى اﻟﻣطﻠوب ،وذﻟك ﻧﺎﺑﻊ ﻣن ﻋدة ﻣﻌﯾﻘﺎت واﻟﺗﻲ أﺳﮭﺑت ﻋدة ﺗﻘﺎرﯾر ﻓﻲ ﻧﺳﺞ ﺧﯾوطﮭﺎ،
واﻟﺗﻲ ﻧﺟﻣﻠﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :ﻏﯾﺎب رؤﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ وﻣوﺣدة ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻹداري؛ اﻟﺗﻣرﻛز
اﻟﻣﻔرط ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﺳﻠطﺎت واﻟوﺳﺎﺋل؛ وﺿﻌﯾﺔ اﻹدارة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻘروي؛ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻔﺳﺎد
اﻹداري؛ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ؛ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻌﻘﯾد اﻹداري؛ ﻋدم اﻧﺳﺟﺎم ﺑﻌض ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﮭﺎ اﻹدارة؛ ﻋدم ﻋداﻟﺔ ﻣﻧظوﻣﺔ
اﻷﺟور؛ ﻏﯾﺎب ﻣﻧظوﻣﺔ وطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻛوﯾن اﻟﻣﺳﺗﻣر؛ ﺿﻌف ﻣﺣدودﯾﺔ ﺗوظﯾف اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺣدﯾﺛﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗدﺑﯾر اﻹداري؛ اﻧﻌدام ﻣﻧظور ﺷﻣوﻟﻲ ﻟﺗﺣﺳﯾن ﻋﻼﻗﺔ اﻹدارة ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻌﮭﺎ؛ ﻏﯾﺎب
ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺗﺷﺎرﻛﯾﺔ ﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺷﺄن اﻟﻌﺎم وﻏﯾﺎب ﺷﺑﮫ ﺗﺎم ﻟﻠﺣق ﻓﻲ اﻟوﻟوج إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ،ﺟل ھذه
اﻟﻣﻌﯾﻘﺎت ﺗدﻓﻊ إﻟﻰ ﺗوﺻﯾف اﻟﻧظﺎم اﻹداري اﻟﻣﻐرﺑﻲ "ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻧﻐﻠق وﻏﯾر اﻟﻣﻧﻔﺗﺢ ﻋﻠﻰ
ﻣﺣﯾطﮫ ".
ﻓﻣطﻠب إﺻﻼح اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ أﺻﺑﺢ ﻣﻠﺣﺎ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷﮭﺎ
اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺗطور ﻣﻠﺣوظ ،وﻓﻲ ظل اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺟدﯾدة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ دﺳﺗور اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،2011اﻟﻧﺎظم ﻟﺗدﺑﯾر اﻟﺷﺄن اﻹداري ،واﻟﺗﻲ ﻣن أھﻣﮭﺎ ﻣﺑدأ اﻟﺣﻛﺎﻣﺔ اﻟﺟﯾدة،
ﺑﺣﯾث ﺗﺻﺑﺢ اﻹدارة ﻓﻲ ظل ھذه اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺟدﯾدة ،إدارة اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﻣﺑﺎدرة وﻓﻌﺎﻟﺔ ،وإدارة
ﻣﺷﺎرﻛﺔ وﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ رﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت وﺗﺻﻣﯾم اﻟﺑراﻣﺞ ،وإدارة ﻣرﻧﺔ وﻣﺗﻌﺎوﻧﺔ ﺑﯾن ﻛل ﻣن اﻟﻘطﺎع
اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص .
ﻓﺎﻹدارة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﺗﺑﻘﻰ ﻛﺎﻟﻣرأة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،اﻟﻛل ﯾﺷﯾد ﺑﺄھﻣﯾﺗﮭﺎ وﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ دورھﺎ ،إﻻ أن اﻟﻘﻠﯾل
ﻣن أﻋطﺎھﺎ ﺣﻘﮭﺎ ،ﻟذﻟك ﯾﺟب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺻﻼح اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ وﻓق ﻣﺑﺎدئ وﻣﻌﺎﯾﯾر
اﻟدﺳﺗور ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺄھﯾل اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ﺑﺎﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻣﺳﺗﻣر ،وﺗﻛوﯾﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﯾﺎت ﻻﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﮫ ﺑﺎﻟﻣواطﻧﯾن ،واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺟوﯾد اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،واﻟﻌﻣل
ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﺑواﺑﺎت اﻟﺳﺑﻊ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗطﺑق ﻟﺣد اﻵن وھﻲ ﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻋن اﻟﻣﻧﺎظرة اﻟوطﻧﯾﺔ اﻷوﻟﻰ
ﺣول اﻹﺻﻼح اﻹداري ،واﻟﺗﻲ اﻧﻌﻘدت ﺑﺗﺎرﯾﺦ 8-7ﻣﺎي ،2002واﻟﺗﻲ رﻓﻌت ﺷﻌﺎر "اﻹدارة
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ وﺗﺣدﯾﺎت ،"2010وﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ :دﻋم اﻟﻼﺗرﻛﯾز اﻹداري وإﻋﺎدة ﺗﺣدﯾد
ﻣﮭﺎم اﻹدارة؛ ودﻋم اﻷﺧﻼﻗﯾﺎت ﺑﺎﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم؛ وﺗﺄھﯾل اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﺗطوﯾر أﺳﺎﻟﯾب ﺗدﺑﯾرھﺎ؛
وإﺻﻼح ﻣﻧظوﻣﺔ اﻷﺟور ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ؛ وﺗﺣﺳﯾن ﻋﻼﻗﺔ اﻹدارة ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻌﮭﺎ؛
وﺗﺑﺳﯾط اﻟﻣﺳﺎطر واﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ؛ وأﺧﯾرا ﺗﻧﻣﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﯾﺎت واﻻﺗﺻﺎل .
وﻓﻲ اﻷﺧﯾر ،ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن إﺻﻼح اﻹدارة اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﯾﺟب أن ﯾﺑدأ ﺑﺎﻟﻌﻧﺻر
اﻟﺑﺷري ﻷﻧﮫ أﺳﺎس اﻹﺻﻼح ،ﻓﺎﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺟﯾد ﻟﻠﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري ﻻﺷك وأﻧﮫ ﯾﺳﺎھم وﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل
ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﺧدﻣﺔ داﺧل اﻹدارة اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،وﯾﻘوم ﺑﺈرﺳﺎء ﻣﻔﺎھﯾم ﻣن ﻗﺑﯾل "اﻟﻣﻧظور اﻟﺟدﯾد
ﻟﻠﺧدﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ" ،ﻓﺎﻹدارة اﻟﺧدوﻣﺔ ھﻲ إدارة ﺧدوﻣﺔ ﻟﻠﺷﺄن اﻟﻌﻣوﻣﻲ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ أﻧﺳﻧﺗﮭﺎ
ﻛﺧدوﻣﺔ ﻟﻺداري واﻟﻣرﺗﻔق ﻋﻠﻰ ﺣد اﻟﺳواء ،ﻓﺎﻟﺧدﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻣﻘﯾﺎس ﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻔﻌل اﻹداري
اﻟذي ﯾﺳﺗﻠزم ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﻔرﺿﮭﺎ واﻗﻊ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،وﻻ ﻧﻧﺳﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﺄن اﻟﺗﻔﻌﯾل اﻟﺟﯾد
واﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ ،ﻻﺷك وأﻧﮫ ﺳﯾﺄﺛر وﺑﺷﻛل
ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﻋﻣل إداراﺗﻧﺎ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،ﻓواﻗﻊ اﻟﺣﺎل ﻻ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺗﻔﻌﯾل ھذه اﻟﻣﺑﺎدئ رﻏم ﻣرور ﻣﺎ ﯾزﯾد
ﻋن اﻟﺛﻼث ﺳﻧوات ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﮫ ،وھو ﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ وﺑﺈﻟﺣﺎح ﺑﺗﻔﻌﯾل ﻧﺻوص
دﺳﺗور اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ ﺣﺗﻰ ﻧرﻗﻰ ﺑﺈداراﺗﻧﺎ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻣﺻﺎف اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،وﺣﺗﻰ ﻧﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻌﯾل
اﻷﻣﺛل واﻟﺟدي ﻹدارة اﻟﻘرب واﻹدارة اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ واﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ واﻟﺷﻔﺎﻓﺔ واﻟﻣﻧﺗﺟﺔ واﻟﻣﺳؤوﻟﺔ.